ترجمة حسام صقر
قبضت الشرطة فى جنوب نيجيريا على رجل بعد إدلائه فى فيلم وثائقى تليفزيونى بقتل 110 طفل
الدجال إعتقد بأن الأطفال كان بهم مس شيطانى
وتم حبس 6 آخرين معه
وليس السبب هو القتل فقط وإنما تجارة الرقيق
و أشارة منظمة حقوق الإنسان
أن القس الساحر والمحتال
فى كل شطرى نيجيريا
إستطاع أن يقنع الآباء بأن أولادهم بهم مس شيطانى ( أرواح نجسة)
وسوف يجلبون المصائب لأسرهم
ولكن حقيقة الإدعاء هو أن القس يريد الحصول على
المال منهم مقابل طرد الشياطين من أطفالهم
البعض من البنات والصبية الذين اتهموا بأن بهم مس شيطانى تم بيعهم إلى تجار الرقيق
فى الوقت نفسة يحيط الغموض بعلاقة الأسقف (ساندى أولوب أيا)
بستة متهمين معه بالسجن فى المدينة النيجيرية (مبو) فى مقاطعة (أكوا أمبو).
ويدعى الأسقف الآن بأن قتل الأطفال لم يحدث
وأنا كطبيب شعبى لم أقتل الأطفال ولكنى أخرجت السحر وطردت الشياطين منهم بالأعشاب فقط
وقال المتحدث بإسم شرطة (إكبه إلتوما)
لم نعثر على جثث فى كنيسة الأسقف
ولكننا عثرنا على طفلين كان من المنتظر أن يسلمو لتجار الرقيق
وعلاوة على هذا تم ضبط كميات كبيرة من الفيتيش(الفيتش هو إنحراف جنسى لإشباع الرغبة الجنسية بأشياء ليس لها علاقة بالجنس مثل القدم أو القبعة أو الملابس الداخلية أو الأحذية ويقتصر فقط على الذكور)
مقاطعة ( أكوا إبوم)
بها أكبر كميات النفط على مستوى القارة الأفريقية
وبالرغم من هذا فغالبية السكان ذو فقر مدقع
المصدر :
http://www.welt.de/vermischtes/article2826814/Afrikanischer-Priester-soll-110-Kinder-getoetet-haben.html
الدجال إعتقد بأن الأطفال كان بهم مس شيطانى
وتم حبس 6 آخرين معه
وليس السبب هو القتل فقط وإنما تجارة الرقيق
و أشارة منظمة حقوق الإنسان
أن القس الساحر والمحتال
فى كل شطرى نيجيريا
إستطاع أن يقنع الآباء بأن أولادهم بهم مس شيطانى ( أرواح نجسة)
وسوف يجلبون المصائب لأسرهم
ولكن حقيقة الإدعاء هو أن القس يريد الحصول على
المال منهم مقابل طرد الشياطين من أطفالهم
البعض من البنات والصبية الذين اتهموا بأن بهم مس شيطانى تم بيعهم إلى تجار الرقيق
فى الوقت نفسة يحيط الغموض بعلاقة الأسقف (ساندى أولوب أيا)
بستة متهمين معه بالسجن فى المدينة النيجيرية (مبو) فى مقاطعة (أكوا أمبو).
ويدعى الأسقف الآن بأن قتل الأطفال لم يحدث
وأنا كطبيب شعبى لم أقتل الأطفال ولكنى أخرجت السحر وطردت الشياطين منهم بالأعشاب فقط
وقال المتحدث بإسم شرطة (إكبه إلتوما)
لم نعثر على جثث فى كنيسة الأسقف
ولكننا عثرنا على طفلين كان من المنتظر أن يسلمو لتجار الرقيق
وعلاوة على هذا تم ضبط كميات كبيرة من الفيتيش(الفيتش هو إنحراف جنسى لإشباع الرغبة الجنسية بأشياء ليس لها علاقة بالجنس مثل القدم أو القبعة أو الملابس الداخلية أو الأحذية ويقتصر فقط على الذكور)
مقاطعة ( أكوا إبوم)
بها أكبر كميات النفط على مستوى القارة الأفريقية
وبالرغم من هذا فغالبية السكان ذو فقر مدقع
المصدر :
http://www.welt.de/vermischtes/article2826814/Afrikanischer-Priester-soll-110-Kinder-getoetet-haben.html
هناك ٣٥ تعليقًا:
االاضطهاد المسيحي لغير المسيحيين
أكثر الأمم التي عانت من الإضهاد الديني من المسيحيين هم اليهود وذلك لظروف معيشتهم معهم ومخالطتهم إياهم في أوروبا , وسنتعرض لبعض من أمثلة الإضهاد الديني التي غالبا" كان من أجل إجبارهم على الدخول في المسيحية , كما سنتعرض لبعض الأمثلة لقتل المسيحيين للأسرى الذين رفضوا االدخول في المسيحية أو لأسباب أخرى !!.
1- إضطهاد اليهود في أوروبا المسيحية :
أ- في ألمانيا:
وفي عام 1298 حرق كل يهودي في روتنجن حتى قضى نحبه بحجة أن بعضهم قد دنس الخبز المقدس. ونظم رندفلشخ وهو بارون متمسك بدينه جماعة من المسيحيين الذين أقسموا أن يقتلوا جميع اليهود وأمدهم بالسلاح، وأبادوا جميع الجالية اليهودية في ورزبرج، وذبحوا 698 يهودياً في نورمبرج ، ثم انتشرت موجة الاضطهاد فلم يمض إلا نصف عام حتى محي 140 كنيساً يهودياً. وملأ اليأس بعد هذه الاعتداءات المتكررة يهود قلوب ألمانيا، وكانوا قد أعادوا تنظيم جماعاتهم مراراً وتكراراً، فغادرت أسر يهودية كثيرة مينز، وورمز، وأسبير، وغيرها من المدن الألمانية وهاجرت إلى فلسطين لتعيش في بلاد المسلمين. وإذا كانت بولندة ولتوانيا تطلبان الهجرة إليها، ولم تكن قد حدثت فيهما مذابح حتى ذلك الوقت، فقد بدأت هجرة بطيئة من يهود بلاد الرين إلى بلاد القالبة في شرقي أوربا.[1]
موضع أخر
وفي 1389 ذبح عدد من اليهود بتهمة أنهم كانوا قد انتهكوا قدسية قربان مقدس. وبنفس التهمة أحرق 14 يهودياً في بوتزن (1399). ولأسباب مختلفة طرد اليهود من كولون (1424)، ومن سيبير (1435)، ومن ستراسبورج وأوجزبرج (1439)، ومن ورزبرج (1498)، ومن أولم (1499). وأقر مكسيمليان الأول طردهم من نورمبرج على أساس أنهم "قد كثر عددهم وأنهم بفضل معاملاتهم الربوية وضعوا أيديهم على ممتلكات كثير من أفاضل المواطنين، وجروهم إلى مهاوي البؤس والعار. وفي 1446 أودع كل اليهود في نطاق براندنبرج السجون وصودرت بضائعهم باتهامات دمغها ستيفن أسقف المدينة بأنها تخفي وراءها الجشع والطمع، "لقد تصرف تصرفا جائراً أولئك الأمراء الذين دفعهم جشعهم المفرط إلى القبض تصرفاً جائراً أولئك في غياهب السجون دون مبرر عادل..... وفي برسلار سجن عدد من اليهود بناء على طلب كابسترانو, وأشرف هو بنفسه على التعذيب الذي انتزع من بعضهم أي اعتراف أمر كابسترانو بالإدلاء به، وعلى أساس هذا الاعتراف أعدم أربعون منهم حرقاً (2 يونية 1453). ونفى اليهود الباقون، ولكن أطفالهم انتزعوا منهم وعمدوا بالقوة. وضم كابسترانو إلى القديسين 1690.[2]
ب- في إنجلترا :
حدثت في الاحتفال بتتويج رتشرد الأول في إنجلترا (1190) مشاحنة تافهة شجعها الأشراف الذين يريدون أن يتخلصوا مما عليهم من ديون لليهود، فتطورت إلى مذبحة امتدت إلى لنكولن ، واستامفورد ، ولن. وقتل الغوغاء 350 منهم في مدينة يورك في العام نفسه وكان يقودهم رتشرد دي ملابستيا ، وكان مستغرقاً في الدين لليهود. ثم قام مائة وخمسون من يهود يورك يتزعمهم الحبر توم طوب بقتل أنفسهم.[3]
ج- في فرنسا :
في عام 1171 أحرق عدد من اليهود في بلوا بحجة استخدامهم دماً مسيحياً في شعائر عيد الفصح اليهودي. ورأى الملك فيليب أغسطس الفرصة سانحة ليبتز منهم المال محتجاً بالدين، فأمر بأن يسجن جميع من في مملكته من اليهود لأنهم يسممون آبار المسيحيين، ثم أمر بالإطلاق سراحهم بعد أن افتدوا أنفسهم بمال كثير (1180)، غير أنه طردهم من البلاد بعد عام واحد، وصادر جميع أملاكهم الثابتة، وأهدى معابدهم للمسيحيين. وفي عام 1190 أمر بقتل ثمانين يهودياً في أورنج لأن ولاة الأمور في المدينة شنقوا أحد عماله لقتله أحد اليهود، ثم استدعى اليهود إلى فرنسا في عام 1198 ونظم أعمالهم المصرفية تنظيماً يضمن به لنفسه أرباحاً طائلة. وفي عام 1236 دخل الصليبيون المسيحيون الأحياء اليهودية في أنجو وبواتو وبخاصة ما كان منها في بوردو وأنجوليم وأمروا بأن يعمد اليهود جميعاً، فلما أبوا داسوا بحوافر خيولهم ثلاثة آلاف منهم حتى قضوا نحبهم. وندد البابا جريجوري التاسع بهذه المذبحة، ولكنه لم ينج اليهود من الموت. وأشار القديس لويس على رعاياه بألا يجادلوا اليهود في أمور الدين، وقال لجوانفيل إن من واجب كل شخص من غير رجال الدين: "إذا سمع إنساناً يذكر الدين المسيحي بما لا يليق أن يدافع عنه بالسيف لا باللفظ، ينفذه في بطن الآخر إلى أبعد مدى ينفذ فيه. وفي عام 1254 نفى اليهود من فرنسا، وصادر أملاكهم ومعابدهم، ثم عاد فسمح بدخولهم إياها، ورد إليهم معابدهم، وبينما كانوا يعيدون بناء جماعاتهم إذ أمر فيليب الجميل ( 1306) بسجنهم، وصادر ما كان لهم من ديون، وجميع ما كان لهم من متاع لم يستثن إلا ما كان عليهم من الثياب، ثم طردهم جميعاً من فرنسا وكانوا يبلغون مائة ألف، ولم يسمح لهم بأكثر مما يكفيهم من الطعام يوماً واحداً.[4]
د- في إيطاليا :
فرض بول الرابع (1555-1559) على كل معبد أن يسهم بعشرة دوكات (250دولار؟) في إقامة دار للمتنصرين ليتلقى فيها اليهود تعاليم المسيحية. وحرم عل اليهود استخدام خدم أو مرضعات مسيحيات أو علاج مرضى مسيحيين، أو أن يبيعوا المسيحيين شيئاً غير الملابس القديمة، أو أن يقيموا مع المسيحيين أية معاملات أو علاقات ممنوعة. وما كان لهم أن يستعملوا إلا التقويم المسيحي. وهدمت كل معابد اليهود في رومه إلا واحداً، وحرم على اليهودي أن يمتلك عقاراً، وإذا كان لأحد منهم أي عقار فعليه أن يبيعه في بحر ستة شهور، وبهذه الطريقة استطاع المسيحيون أن يشتروا بما يعادل 500.000 كراون (12.500.000 دولار) من أملاك اليهود بخمس قيمته الفعلية. وانحصر كل اليهود الذين بقوا آنذاك في رومه (1555) في حي منعزل عاش فيه عشرة آلاف شخص في كيلومتر مربع فقط، وشغلت عدة أسرات حجرة واحدة. وتعرض الحي، بسبب انخفاض مستواه، للفيضان الدوري لنهر التيبر، حتى جعل من هذه البقعة مستنقعاً ملوثاً بالطاعون. وأحيط الحي بأسوار كئيبة تغلق أبوابها في منتصف الليل وتفتح عند الفجر، فيما عدا أيام الأحد والعطلات المسيحية فإنها تظل مغلقة طوال اليوم. وألزم اليهود بأن يلبسوا خارج هذا المعزل زياً مميزاً - للرجال قبعة صفراء، للنسوة خمار أو شارة صفراء - وأقيمت أحياء منعزلة مثل هذا في فلورنسا وسيينا؛ وبمرسوم من البابا في أنكونا وبولونيا، وكانت تسمى هناك Enferno (الجحيم). واصدر بول الرابع أمراً سرياً بوضع كل المرتدين في انكونا في سجون محكمة التفتيش وبمصادرة بضائعهم. وأحرق هناك أربعة وعشرون رجلاً وامرأة واحدة أحياء بتهمة أنهم هراطقة مرتدون (1556) وأرسل سبعة وعشرون يهودياً للتجديف على السفن الشراعية إلى الأبد.[5]
هـ - في أسبانيا :
وكان يهود أسبانيا يلقبون أنفسهم سفرديم ، ويرجعون بأصولهم إلى قبيلة يهوذا الملكية ؛ ولما اعتنق الملك ريكارد الدين المسيحي الأصيل، انضمت حكومة القوط الغربيين إلى رجال الدين الأقوياء أتباع الكنيسة الأسبانية في مضايقة اليهود وتنغيص حياتهم عليهم، فحرمت عليهم المناصب العامة، ومنعوا بالزواج من المسيحيات أو اقتناء أرقاء مسيحيين. وأمر الملك سيزبوت جميع اليهود أن يعتنقوا المسيحية أو أن يخرجوا من البلاد (613)، وألغى الملك الذي خلفه على العرش هذا الأمر، ولكن مجلس طليطلة الذي عقد في عام 633 أصدر قراراً ينص على أن اليهود الذين عمدوا ثم عادوا إلى الدين اليهودي يجب أن يفصلوا عن أبنائهم، وأن يباعوا أرقاء.[6]
وفي موضع أخر جاء عن الإضطهاد الديني لليهودد في أسبانيا :
شجع على قوة انتشار الكاثوليكية في أسبانيا تلك المنافسة الاقتصادية بين الأسبان وبين المسلمين واليهود، الذين كانوا يؤلفون عشر عدد السكان في أسبانيا المسيحية. ومن الأمور السيئة في نظرهم أن يحتل المسلمون غرناطة الخصيبة، وأكثر من هذا مضايقة لهم أولئك المدجنون- أي المسلمين الذين لم ينتصروا، الذين عاشوا بين الأسبان المسيحيين والذين أدت براعتهم في التجارة والحرف إلى حسد شعب تستعبده الأرض استعباداً بدائياً. أما الأسبان اليهود فلم يصفح عنهم قط. ولقد اضطهدتهم أسبانيا المسيحية مدى ألف سنة: فقد أخضعوهم لضرائب مهنية وقرون مغتصبة ولمصادرة الأموال والاغتيال والتعميد الإجباري، وأرغموهم على الاستماع إلى العظات المسيحية، وحرضوهم حتى في معابدهم أحياناً على التنصر، بينما جعل القانون تهود المسيحي جريمة عقوبتها الإعدام، ودعوا أو ألزموا على الاشتراك في مناظرات مع علماء الدين المسيحي، وهم فيها بين اثنتين إما أن تحيق بهم هزيمة فاضحة أو يحصلون على انتصار محفوف بالمكاره. وأمروا هم والموديجار عدة مرات أن يرتدوا شارة مميزة، وكانت في العادة دائرة حمراء توضع على الكتف في أرديتهم وحرم على اليهود أن يستأجروا خادماً مسيحياً، ولم يسمح لأطبائهم أن يعالجوا المرضى المسيحيين، ورجالهم الذين يعاشرون امرأة مسيحية يقتلون.
ولقد حرض راهب فرنسسكاني عام 1328 في عظاته بمدينة ستلا من أعمال نافار، المسيحيين أن يعملوا القتل في خمسة ألاف يهودي وأن يحرقوا منازلهم، وفي عام 1391 أثارت عظات فرنان مارتينيز الجماهير في كل مركز كبير بأسبانيا، أن يقتلوا كل من يجدونه من اليهود الذين يرفضون التحول إلى المسيحية. وفي سنة 1410 تحركت بلد الوليد وغيرها من المدن ببلاغة فيسنت فرر الذي يشبه القديس المتعصب، فأمرت أن يحصر اليهود والمسلمون أنفسهم في أحياء معينة- جوديريا أو ألباما- تغلق أبوابها من غروب الشمس إلى شروقها وربما كانت هذه العزلة من أجل حمايتهم.
وكانت حماية بدرو لليهود من سوء طالعهم، ذلك لأن هنري أمير تراستامارا- عندما عزله من الملك، أعمل الجنود المنتصرون السيف في ألف ومائتي يهودي (طليطلة 1353)، وتبعت ذلك مذابح أسوأ، عندما أحضر هنري إلى أسبانيا "الصحاب الأحرار" الذين جمعهم دي جيكلان من أوشاب فرنسا..
وآثر آلاف من اليهود الأسبان التعميد على الفزع من النهب والقتل، فلما أصبحوا مسيحيين من الناحية الشرعية استطاع هؤلاء المنتصرون أن يرقوا سلم الحياة الاقتصادية والسياسية، وفي المهن بل وفي الكنيسة ذاتها وأصبح بعضهم من كبار رجال الكهنوت والآخرون من مستشاري الملوك.[7]
و - في تشيكوسلوفاكيا :
كان في براغ جالية يهودية قوية، ذهبوا إلى هناك ليستمعوا إلى عظات رائد "هس " وهو ميلز ، لأنه أظهر اطلاعاً واسعاً وتقديراً كبيراً للتوراة. ودرس هس العبرية، وقرأ التعليقات العبرية، واقتبس عن راشى وموسى بن ميمون. وأطلق التابوريون الذين مضوا بإصلاحات هس أشواطاً حتى باتت قريبة من الشيوعية- على أنفسهم "الشعب المختار" وأطلقوا أسماء "إدوم، ومؤاب، وعمالق"، على الولايات الجرمانية التي شنوا عليها الحرب. ولم تكن جيوش هس، على أية حال، تستنكف عن قتل اليهود، عندما استولوا على براغ (1421)، ولم يتركوا لهم الخيار: الارتداد أو الجزية، مثل المسلمين، بل إن أيسر خيار كان : الارتداد إلى المسيحية أو الموت.[8]
ز- في بولندا:
جاءهم ( اليهود في بولندا ) عام 1648 بتذكير رهيب لهم بوضعهم القلق في العالم المسيحي. ذلك أن الثورة التي تفجرت آنذاك بين القوزاق ضد ملاكهم البولنديين واللتوانيين وقعت وطأتها على كاهل اليهود الذين كانوا يعملون وكلاء للضياع أو جباة للضرائب. فذبح الآلاف منهم في بيريياسلاف، وبيرياتين، ولوبني، وغيرها من المدن، سواء كانوا يخدمون النبلاء أو لا يخدمونهم. واحتفظ بعضهم بحياتهم إما باعتناقهم مذهب الروم الأرثوذكس، وإما بالالتجاء إلى التتار الذين باعوهم عبيداً. وقد اشتط غيظ القوزاق المكبوت فاتسم بشراسة لا تصدق. يقول مؤرخ روسي:
"كان القتل مصحوباً بضروب من التعذيب الهمجي: فكان الضحايا تسلخ جلودهم أحياء، أو يمزقون إرباً، أو يضربون بالهراوات حتى يموتوا، ويشوون على الجمر، أو يحرقون بالماء المغلي... على أن أبشع ألوان القسوة أصاب اليهود. فقد حكم عليهم بالإبادة الكاملة، وكانت أقل علامة على الرأفة بهم تعتبر خيانة. وانتزع القوزاق لفافات الشريعة من المجامع وراحوا يرقصون عليها وهم يشربون الوسكي. ثم طرحوا عليها اليهود وذبحوهم بغير رحمة. وألقى آلاف الأطفال اليهود في الآبار أو أحرقوا أحياء.
وروي أن 6.000 يهودي هلكوا في هذه الثورة في مدينة واحدة هي نيميروف. وفي تولشيمن حوصر 1.500 يهودي في حديقة عامة وخيروا بين اعتناق المسيحية أو الموت، وإذا جاز لنا أن نصدق المؤرخ الأخباري اليهودي فإن 1.500 اختاروا الموت. وقيل أن 10.000 يهودي في مدينة بولونوي قتلهم القوزاق أو أسرهم التتار. ونشبت في مدن أوكرانية أخرى مذابح منظمة أقل شأناً. ولما تحالف القوزاق مع روسيا بعد أن تصدى لهم الجيش البولندي (1654)، انضم الجنود المسكوفيون إلى القوزاق في قتل أو طرد يهود موجيليف، وفيتيبسك، وفيلنو، وغيرها من المدن التي انتزعت من اللتوانيين أو البولنديين.
وفي 1655 خلق غزو شارل العاشر ملك السويد لبولندة مشكلة أخرى لليهود. ذلك أنهم ككثيرين من البولنديين قبلوا الفاتح السويدي دون مقاومة، منقذاً لهم من الروس المرهوبين. فلما قام جيش بولندي جديد وطرد السويديين، ذبح اليهود في جميع أرجاء ولايات بوزنان، وكاليش، وكراكاو، وبيوتركوف، فيما عدا مدينة بوزنان ذاتها. وعلى الجملة كانت هذه الكوارث التي مني بها اليهود من 1684 إلى 1658 في بولندة ولتوانيا وروسيا، حتى عصرنا الحاضر، أدمي الكوارث في تاريخ اليهود الأوربيين، ففاقت في هولها وضحاياها مذابح الحروب الصليبية، والموت الأسود. وقد حسب تقدير متحفظ أن 34.719 يهودياً ماتوا، و531 جالية يهودية أبيدت. [9]
في موضع أخر
وكان الخوف من المذابح عنصراً يتردد في حياة اليهود البولنديين. ففي 1734 و1750 و1768 تألفت جماعات من القوزاق والفلاحين الأرثوذكس الروس الذين نظموا على شكل عصابات مثيرة للشغب، وشنت الغارات على كثير من المدن والقرى في أقاليم كييف وفولهينيا وبودوليا، وينهبون الضياع ويقتلون اليهود. [10]
ح – في البرتغال :
أحرق ديوان التفتيش سبعة وعشرين يهودياً لرفضهم الارتداد عن الديانة اليهودية (1717). وقد وفد على لشبونة في 1712 قادماً من ريودجانيرو أنطونيو دا سيلفا، الذي كان في رأي سوذي أفضل كتاب المسرحيات البرتغال؛ فقبض عليه هو وأمه في 1726 لأنهما يهوديان، وأحرقت الأم، واستعطف الابن فأطلق سراحه، ويبدو أنه ارتد بعد ذلك، لأنه أحرق في 1739 ولم يتعد الخامسة والثلاثين. [11]
ط - في روسيا :
لما احتل الجيش الروسي مدينة الحدود البولندية بولوتسك (1565)، أرسل إيفان أوامره بتحويل اليهود المحليين إلى المسيحية، أو إغراقهم.[12]
وفي موضع أخر :
والبون شايع بين حظ هؤلاء وحظ اليهود القلائل الموجودين في روسيا-لاسيما في "أقاليم التخوم" المواجهة لبولندة-عند وفاة بطرس الأكبر. وفي 1742 أمرت الإمبراطورة اليزابث بتروفنا بأن "يرحل فوراً من إمبراطوريتنا كلها... جميع اليهود... ولا يسمح لهم منذ الآن بدخول إمبراطوريتنا بأية حجة... ما لم... يعتنقوا الديانة المسيحية على المذهب الرومي". وما حلت سنة 1753 حتى كان قد طرد قرابة 35.000 يهودي .[13]
ي – في سائر أوروبا :
ولكن من الجائز أن يوجد في معظم الجماعات أقلية لا تتورع عن ممارسة أعمال القسوة إذا أمكن القيام بها مع الإفلات من العقوبة بصفة جماعية. ومن هذا القبيل جماعة "الباستير"، وقد نشئوا كرعاة مرتبطين بالأرض المقدسة، وجذبوا أنظار الدهماء من الناس لدى مرورهم بفرنسا (1320)، فقد عقدوا العزم على قتل كل من يصادفهم من اليهود الذين رفضوا التعميد. وفي تولوز اعتصم نحو 500 من اليهود بأحد الأبراج، فحاصرهم حشد هائج من الغوغاء، وخيروهم بين التعميد أو الموت، وحاول محافظ المدينة عبثاً إنقاذهم. ولما أدرك اللاجئون أن المقاومة ضرب من المحال، أمروا نفراً من الأقوياء فيهم بأن يذبحوهم. وقيل إنهم جميعاً بهذه الطريقة لقوا حتفهم فيما عدا واحداً، عرض الإبقاء على حياته، مع الإذعان للتعميد، ولكن الحشد الثائر مزقه إرباً. وبمثل هذه الطريقة استأصل نحو 120 جالية يهودية في جنوب فرنسا وشمال أسبانيا ولم يخلفوا وراءهم إلا بقية معدمة. وفي 1321 أحرق في شينون 120 يهودياً بتهمة تسميم الآبار، وفي 1336 أعلن أحد المتعصيين الألمان أنه تلقى الوحي من عند الله يأمره بقتل اليهود ثأراً لموت المسيح، فجمع حوله نحو خمسة آلاف من الفلاحين، أطلقوا على أنفسهم اسم Armleder نسبة لشريط من الجلد ربطوه حول أذرعهم، وجلسوا خلال الألزاس وأراضي الراين، وقتلوا كل يهودي عثروا عليه.[14]
موضع أخر :
وانتشرت المذابح الرهيبة في فرنسا وأسبانيا وألمانيا. وفي إحدى المدن في جنوب فرنسا ألقيت الجالية اليهودية بأسرها في النار. وأحرق كل اليهود في سافوي، وحول بحيرة ليمان وفي برن وفريبورج وبروكسل. ومرة أخرى استنكر كليمنت السادس هذا الإرهاب وهذه التهمة, وأعلن براءة اليهود، وأشار إلى أن الطاعون كان شديداً حيث لا يوجد يهود، قدر شدته في أي مكان آخر، وحث رجال الدين على أن يكبحوا جماح الناس في أبرشياتهم، وحرم من الكنيسة كل من قتل اليهود أو اتهمهم ظلماً وافتراء، ولكن في ستراسبورج، على أية حال، شارك الأسقف في توجيه الاتهام، وحرض المجلس البلدي، على كره من المجلس، على أن ينفى كل اليهود. ورأى الجمهور أن هذا الإجراء معتدل، فطرد المجلس وعين مجلساً غيره، أمر بالقبض على كل اليهود في المدينة، وهرب بعض هؤلاء إلى الريف ولكنهم لقوا حتفهم بأيدي الفلاحين. وبقى ألفان من اليهود في المدينة فأودعوا السجون، وفرض عليهم التعميد، فأذعن نصفهم، ورفض الباقون فأحرقوا (14فبراير 1439). وبلغ مجموع من أبيدوا نحو 510 جاليات يهودية في أوربا المسيحية نتيجة هذه المذابح. وهلك عدد أكبر من ذلك، ففي سرقسطة على سبيل المثال، عاش واحد من بين كل خمسة من اليهود بعد الموت الأسود وما صحبه من اضطهادات. وقدر لي أن 3000 من اليهود قتلوا في أرفورت، 12000 في بافاريا. وفي فيينا بناء على نصيحة الحبر جونة تجمع كل اليهود في المعبد وقتلوا أنفسهم بأيديهم، وحدث مثل هذا الانتحار الجماعي في ورمز، أوبنهايم، كرمز ، فرانكفورت. وحمل الذعر آلافاً من اليهود على الفرار من أوربا الغربية إلى بولندة أو تركيا. وقد يكون من العسير أن نعثر، قبل زماننا أو في سجلات للوحشية، على أية أعمال أشد وحشية من قتل اليهود بالجملة في الموت الأسود. [15]
2- قتل الأسرى غير المسيحيين أو إجبارهم على الدخول في المسيحية:
أ- إيفان الرهيب - قيصر روسيا .
في 1552 قاد القيصر الشاب 150.000 رجل إلى أبواب كازان وحاصرها لمدة خمسين يوماً. ولكن المسلمين - وكان عددهم 30.000 - قاوموا وصمدوا في عناد تحدوهم الروح الدينية وهاجموا أعداءهم في غارات متكررة، وعندما أسر نفر منهم وعلقوا على أعواد المشانق أمام الأسوار سدد إخوانهم المدافعون إليهم السهام صائحين: "خير لهؤلاء الأسرى أن يموتوا بأيدي بني وطنهم النظيفة من أن يهلكوا بأيدي المسيحيين الدنسة. ولما وهنت عزائم المحاصرين واصابهم القنوط بعد شهر من الاخفاق، أرسل إيفان إلى موسكو في طلب صليب عجيب، فما أن ظهرت هذه الأعجوبة أمام جنوده حتى ثارت حميتهم من جديد، .... وبث مهندس ألماني الألغام في الأسوار فانهارت، واندفع الروس إلى المدينة صائحين "الله معنا"، واعملوا الذبح في كل من لم يباعوا بوصفهم رقيقاً.[16]
ب- الملك شارل :
ولد أعظم ملوك العصور الوسطى عام 742 ..., ولما مات كارلون الثاني في عام 771 انفرد شارل بالحكم وهو في التاسعة والعشرين من عمره....
وكان السكسون المقيمون عند الحدود الشرقية لبلاده وثنيين، أحرقوا كنيسة مسيحية وأغاروا مراراً على غالة، وكانت هذه الأسباب كافية في رأي شارلمان لأن يوجه إليهم ثماني عشرة حملة (772-804)، قاتل فيها الطرفان بمنتهى الوحشية. فلما هزم السكسون خيرهم شارلمان بين التعميد والموت وأمر بضرب رقاب 4500 منهم في يوم واحد، وسار بعد فعلته هذه إلى ثيونفيل ليحتفل بميلاد المسيح. [17]
3- نابليون .
وفي يافا (3 مارس) توقفوا أمام مدينة ذات أسوار وسكان معادين وحصن يدافع عنه 2700 مقاتل تركي من ذوي البأس، فأرسل نابليون يعرض عليهم شروطا، لكنهم رفضوها، وفي 7 مارس أحدث المهندسون العسكريون الفرنسيون في أسوار المدينة ثغرة اندفع الجنود خلالها فقتلوا من قاومهم من السكان وسلبوا المدينة، وأرسل نابليون، يوجين دي بوهارنيه لإعادة النظام في المدينة فعرض حق الخروج الآمن لكل من يستسلم، وسلم جنود الحصن أسلحتهم حتى لا يلحق الفرنسيون مزيدا من الدمار في المدينة، وسيقوا أسرى إلى نابليون، فرفع يديه فزعا وتساءل : "ماذا يمكنني أن أعمل معهم؟" فلم يكن نابليون يستطيع أن يأخذ 2700 أسير معه في مسيرته تلك فالرجال الفرنسيون بذلوا قصارى جهدهم ليجدوا الطعام والشراب لأنفسهم، ولا يمكنه تدبير عدد كاف من الحراس لاصطحاب هؤلاء الأسرى ليسجنوا في القاهرة، وإذا هو أطلق سراحهم فما الذي يمنعهم من حرب الفرنسيين ثانية فعقد نابليون اجتماعا عسكريا وسألهم عن رأيهم في هذه المشكلة، فكان رأيهم أن أفضل حل هو قتل هؤلاء الأسرى، فتم الصفح عن نحو ثلاثمائة منهم، وقتل 2441 طعنا بالحراب لتوفير الذخيرة•.[18]
ونفس القصة عن نابليون من كتاب بونابرت في مصر , مع بعض التفاصيل عن خط سير الرحلة :
واستولى الجيش على غزة في 24 فبراير دون مقاومة , وأعمل فيها الجنود السلب والنهب .....وفي الرملة , وهي بلد واقعة بين يافا وبيت لحم و وصل إليها الفرنسيون في أول مارس , تبين أن الأهالي المسلمين هربوا في اليوم السابق , وان المسيحيين بقوا فيها ليرحبوا بالفرنسيين .[19]
ثم عند مدينة يافا حيث المذبحة :
وحالما استولى هؤلاء الجنود البواسل على المدينة ودخلوها أعملوا السيف في نحو 2000 جندي من الحامية كانوا يحاولون التسليم . وراح الفرنسيون يقتلون أعدائهم كالمجانين طوال ذلك المساء كله , والليل كله و وفي صباح الغد فالرجال والأطفال والنساء والمسيحيون والمسلمون " وكل من له وجه إنسان سقط صريعا" من جنونهم ".[20]
كل هذا وشر من هذا وقع في يافا في 7 و 8 مارس . أما نابليون فليس لديه ما يقوله في تاريخ الحملة السورية في هذا الموضوع إلا هذه العبارة : " بلغت ثورة الجنود قمتها و فأعملوا السيف في كل إنسان , وقاست المدينة بعد نهبها جميع الأهوال التي تقاسيها مدينة مقتحمة ".[21]
وكان 2500 - 3000 جندي تركي قد التجأوا إلى القلعة . ففي صباح 8 سبتمبر أرسل بونابرت اثنين من ياورانه – بوهارنيه وكروازييه , وكلاهما حدثان , إلى المدينة ليريا ما الذي يمكن عمله لإعادة النظام إلى ربوعها. وناداهما الجنود الترك من نوافذ القلعة بعد أن تبينوهما من حزاميهما العسكريين. وصاح الترك بأنهم على استعداد للتسليم إذا وعدوا بألا يعاملوا كما عومل بقية أهل يافا. وأعطى الشابان على مسؤوليتهما تأكيدات شفوية بأن رجال الحامية لن يقتلوا . ول هذا الوعد خرج الجنود وسلموا سلاحهم فلما رأى بونابرت ياوريه يعودان مع بضعة آلاف من الأسرى اصفر وجهه وقال ساخطا" وقال ساخطا" ماذا يريدانني أن أفعله بهم ؟ و ما هذا الذي صنعاه ؟. [22]
ومن رسالة لأحد الجنود :
إن نحو 3000 رجل ألقوا سلاحهم , فسيقوا على الفور إلى معسكرنا وفصل عنهم بأمر القائد الأعلى المصريون والمغاربة والأتراك.
وفي صباح اليوم التالي أخذ المغاربة جميعهم إلى شاطئ البحر وبدأت كتيبتان في رميهم بالرصاص و وكان أملهم الوحيد في النجاة هو أن يلقوا بأنفسهم في البحر , فلم يترددوا وحاولوا كلهم الهروب سباحة . فضربوا بالرصاص على مهل ولم تمض لحظة حتى اصطبغ ماء البحر بدمائهم وانتشرت جثثهم على سطحه. واسعد الحظ نفرا" قليلا" فوصلوا إلى بعض الصخور ولكن الأوامر صدرت للجنود باقتفاء أثرهم في قوارب والإجهاز عليهم , أما وقد تم إعدام هؤلاء الرجال فقد رجونا صادقين ألا تتكرر هذه الجريمة وأن يعفى الأسرى الباقون من القتل , ولكن سرعان ما خاب رجاؤنا حين اقتيد 1200 مدفعي تركي في اليوم التالي ليعدموا وكانوا قد جوعوا يومين أمام خيمة الجنرال بونابرت .وصدرت التعليمات المشددة للجنود بألا يسرفوا في الذخيرة فبلغت بم الوحشية أن يعملوا فيهم الطعن بالسونكي . وقد وجدنا بين الضحايا أطفالا" كثيرين تشبثوا وهم يموتون بآبائهم وسيعلم هذا المثال أعداءنا أنهم لا يستطيعون الركون إلى صدق نية الفرنسيين. [23]
وفي تلك الليلة نام الجنرال بونابرت في الناصرة . يقول الكونت دلافالييت الذي كان يومها ياور بونابرت" وقبل أن يدخل القرية وقف بعين ماء عتيقة تشرب منها الماشية . وهناك استقبله أعيان القرية وكان كل شيء يذكر بالمشاهد القديمة التي ورد وصفها في الإنجيل بغاية البساطة وقبل الفرنسيون بفرح عظيم من الأهالي المسيحيين وأنفق الجنرال بونابرت وضباط أركانه الليل في دير الناصرة " كذلك فتح الآباء الدير للجرحى الفرنسيين وعنوا بهم . [24]
وبينما كانت تسبيحة الشكر ترتل في الناصرة , كان الفرنسيون يحرقون قرية ومدينة جنين في إقليم أهل نابلس الجبليين. [25]
وفي نفس الكتاب جاء عن الحملة الفرنسية ما يلي ( الحملة على الصعيد ):
وكان يركب إلى جوار ديزيه رجل فذ و لولا لباقته وكفائته وشجاعته لما استطاع ديزيه أن ينال ما نال من أمجاد النصر رغم عبقريته كلها , وذلك هو المعلم يعقوب القبطي , الذي كان من الناحية الرسمية منوطا" بجمع الضرائب في مصر العليا , ولكنه كان في الواقع شريكا" لديزيه في قيادة حملته . وكان المعلم يعقوب أ بن يوحنا ومارية غزال , الذي كان إذ ذاك في مستهل عقده الخامس , أصلح مستشار لحملة توجه ضد مراد , الذي كان يعقوب يعرفه جيدا" لأنه اشتغل من قبل ناظرا" لدائرة زميل لمراد يدعى سليمان بك . كان خبيرا" بطبيعة البلاد وبأهلها , وله في كل مكان صلات , وفيه دهاء وحسن سياسة لا تجد لها نظيرا" حتى في الجباة الأقباط. وكان يتسم بصفة نادرة بين قومه – هي الشجاعة والكفاية الحربيتان- .
ولما غادر بونابرت مصر وأنشئ فيلق قبطي في الجيش الفرنس , أصبح المعلم يعقوب قائده. [26]
وجاء عن الحملة عند وصولها أسوان ثم جزيرة فيلة بأسوان :
أما احتلال بليار لأسوان فقد بدأ في الأسبوعين الأولين نزهة يتخللها الطريف القليل من القتال واغتصاب النساء. ولكن بليار أمر ببناء أطواف واقتحم الجزيرة ودهم النساء . يقول دينون : وألقى الجميع – الرجال والنساء والأطفال – بأنفسهم في النهر . وكنت ترى النساء الثابتات على فطرتهن الوحشية يغرقن الأطفال الذين لا يستطيعون حملهم معهن , ويشوهن بناتهن حماية لهن من اغتصاب المنتصرين .[27]
الجنـــــــس
نشيد الإنشاد
Sg:4:1: 1. ها انت جميلة يا حبيبتي ها انت جميلة عيناك حمامتان من تحت نقابك.شعرك كقطيع معز رابض على جبل جلعاد. (SVD)
Sg:4:2: 2 اسنانك كقطيع الجزائز الصادرة من الغسل اللواتي كل واحدة متئم وليس فيهنّ عقيم. (SVD)
Sg:4:3: 3 شفتاك كسلكة من القرمز.وفمك حلو.خدك كفلقة رمانة تحت نقابك. (SVD)
Sg:4:4: 4 عنقك كبرج داود المبني للاسلحة.الف مجن علق عليه كلها اتراس الجبابرة. (SVD)
Sg:4:5: 5 ثدياك كخشفتي ظبية توأمين يرعيان بين السوسن. (SVD)
Sg:4:6: 6 الى ان يفيح النهار وتنهزم الظلال اذهب الى جبل المرّ والى تل اللبان. (SVD)
Sg:4:7: 7 كلك جميل يا حبيبتي ليس فيك عيبة (SVD)
Sg:4:8: 8. هلمي معي من لبنان يا عروس معي من لبنان.انظري من راس امانة من راس شنير وحرمون من خدور الأسود من جبال النمور. (SVD)
Sg:4:9: 9 قد سبيت قلبي يا اختي العروس قد سبيت قلبي بإحدى عينيك بقلادة واحدة من عنقك. (SVD)
Sg:4:10: 10 ما احسن حبك يا اختي العروس كم محبتك اطيب من الخمر وكم رائحة ادهانك اطيب من كل الاطياب. (SVD)
Sg:4:11: 11 شفتاك يا عروس تقطران شهدا.تحت لسانك عسل ولبن ورائحة ثيابك كرائحة لبنان. (SVD)
Sg:4:12: 12 اختي العروس جنة مغلقة عين مقفلة ينبوع مختوم. (SVD)
Sg:4:13: 13 اغراسك فردوس رمان مع اثمار نفيسة فاغية وناردين. (SVD)
Sg:4:14: 14 ناردين وكركم.قصب الذريرة وقرفة مع كل عود اللبان.مر وعود مع كل انفس الاطياب. (SVD)
Sg:4:15: 15. ينبوع جنات بئر مياه حية وسيول من لبنان (SVD)
Sg:4:16: 16 استيقظي يا ريح الشمال وتعالي يا ريح الجنوب.هبي على جنتي فتقطر اطيابها.ليأت حبيبي الى جنته ويأكل ثمره النفيس (SVD)
Sg:5:1: 1. قد دخلت جنتي يا اختي العروس.قطفت مري مع طيبي.اكلت شهدي مع عسلي.شربت خمري مع لبني.كلوا ايها الاصحاب اشربوا واسكروا ايها الاحباء (SVD)
Sg:5:2: 2. انا نائمة وقلبي مستيقظ.صوت حبيبي قارعا.افتحي لي يا اختي يا حبيبتي يا حمامتي يا كاملتي لان راسي امتلأ من الطل وقصصي من ندى الليل (SVD)
Sg:5:3: 3 قد خلعت ثوبي فكيف البسه.قد غسلت رجليّ فكيف اوسخهما. (SVD)
Sg:5:4: 4 حبيبي مدّ يده من الكوّة فانّت عليه احشائي. (SVD)
Sg:5:5: 5 قمت لأفتح لحبيبي ويداي تقطران مرّا وأصابعي مر قاطر على مقبض القفل. (SVD)
Sg:5:6: 6 فتحت لحبيبي لكن حبيبي تحول وعبر.نفسي خرجت عندما ادبر.طلبته فما وجدته دعوته فما اجابني. (SVD)
Sg:5:7: 7 وجدني الحرس الطائف في المدينة.ضربوني جرحوني.حفظة الاسوار رفعوا ازاري عني. (SVD)
Sg:5:8: 8 احلفكنّ يا بنات اورشليم ان وجدتنّ حبيبي ان تخبرنه باني مريضة حبا (SVD)
Sg:5:9: 9. ما حبيبك من حبيب ايتها الجميلة بين النساء ما حبيبك من حبيب حتى تحلفينا هكذا (SVD)
Sg:6:1: 1. اين ذهب حبيبك ايتها الجميلة بين النساء اين توجه حبيبك فنطلبه معك (SVD)
Sg:6:2: 2 حبيبي نزل الى جنته الى خمائل الطيب ليرعى في الجنات ويجمع السوسن. (SVD)
Sg:6:3: Prv:5:3: 3 انا لحبيبي وحبيبي لي.الراعي بين السوسن (SVD)
Sg:6:4: 4. انت جميلة يا حبيبتي كترصة حسنة كاورشليم مرهبة كجيش بألوية. (SVD)
Sg:6:5: 5 حولي عني عينيك فانهما قد غلبتاني.شعرك كقطيع المعز الرابض في جلعاد. (SVD)
Sg:6:6: 6 اسنانك كقطيع نعاج صادرة من الغسل اللواتي كل واحدة متئم وليس فيها عقيم. (SVD)
Sg:6:7: 7 كفلقة رمانة خدك تحت نقابك. (SVD)
Sg:6:8: 8 هنّ ستون ملكة وثمانون سرية وعذارى بلا عدد. (SVD)
Sg:7:1: 1. ما اجمل رجليك بالنعلين يا بنت الكريم.دوائر فخذيك مثل الحلي صنعة يدي صناع. (SVD)
Sg:7:2: 2 سرتك كاس مدورة لا يعوزها شراب ممزوج.بطنك صبرة حنطة مسيجة بالسوسن. (SVD)
Sg:7:3: 3 ثدياك كخشفتين توأمي ظبية. (SVD)
Sg:7:4: 4 عنقك كبرج من عاج.عيناك كالبرك في حشبون عند باب بث ربيم.انفك كبرج لبنان الناظر تجاه دمشق. (SVD)
Sg:7:5: 5 راسك عليك مثل الكرمل وشعر راسك كأرجوان.ملك قد أسر بالخصل. (SVD)
Sg:7:6: 6 ما اجملك وما احلاك ايتها الحبيبة باللذّات. (SVD)
Sg:7:7: 7 قامتك هذه شبيهة بالنخلة وثدياك بالعناقيد. (SVD)
Sg:7:8: 8 قلت اني اصعد الى النخلة وامسك بعذوقها.وتكون ثدياك كعناقيد الكرم ورائحة انفك كالتفاح
Sg:7:9: 9 وحنكك كأجود الخمر--لحبيبي السائغة المرقرقة السائحة على شفاه النائمين (SVD)
Sg:7:10: 10. انا لحبيبي واليّ اشتياقه. (SVD)
Sg:7:11: 11 تعال يا حبيبي لنخرج الى الحقل ولنبت في القرى. (SVD)
Sg:7:12: 12 لنبكرنّ الى الكروم لننظر هل ازهر الكرم هل تفتح القعال هل نور الرمان.هنالك اعطيك حبي.
Sg:7:13: 13 اللفاح يفوح رائحة وعند ابوابنا كل النفائس من جديدة وقديمة ذخرتها لك يا حبيبي (SVD)
Sg:8:1: 1. ليتك كأخ لي الراضع ثديي امي فأجدك في الخارج وأقبلك ولا يخزونني. (SVD)
Sg:8:2: 2 وأقودك وادخل بك بيت امي وهي تعلمني فأسقيك من الخمر الممزوجة من سلاف رماني. (SVD)
Sg:8:3: 3 شماله تحت راسي ويمينه تعانقني. (SVD)
Sg:8:4: 4 احلفكن يا بنات اورشليم ألا تيقظن ولا تنبهن الحبيب حتى يشاء (SVD)
Sg:8:5: 5. من هذه الطالعة من البرية مستندة على حبيبها تحت شجرة التفاح شوقتك هناك خطبت لك امك هناك خطبت لك والدتك (SVD)
Sg:8:8: 8. لنا اخت صغيرة ليس لها ثديان.فماذا نصنع لأختنا في يوم تخطب (SVD)
Sg:8:10: 10 انا سور وثدياي كبرجين.حينئذ كنت في عينيه كواجدة سلامة (SVD)
احتار القوم في الرد علي نشيد الانشاد هذا وما فيه من ألفاظ جنسية فاضحة لا يمكن أن ترد في كتاب الله فمرة يقولون إن سليمان كتبه تغزلا في إحدى نسائه ومرة قالوا أن سليمان كتبه لكل نصرانى ومرة قالوا أن سليمان كتبه تغزلا في الكنيسة ومرة قالوا أن سليمان كتبه وهذه هي المصيبة في الله ذاته !!!!!!
أقول سبحانك يا الله ما قدروك حق قدرك القوم لا يستقرون علي رأي ولا علي تأويل في هذه الكلمات وبدلا من أن يقتنعوا بالحق ويعترفون أن هذا ليس بكلام الله يخترعون له الحجج والمبررات تلو المبررات والتي هي مبررات ساقطة لا محالة ولا يقول بها عاقل أبداً .
فقولهم أن سليمان كان يتغزل بهذه الكلمات في إحدى زوجاته قلت وهل يليق أن يقول نبي هذه الكلمات الجنسية الفاضحة ويصف بها زوجته للناس بهذه الطريقة المثيرة للشهوة علي مر هذه العصور وفي كتاب الله ؟؟ وما شأن تغزل رجل بامرأته بهذه الطريقة بكلام الله وكتاب الله وما الحكمة من ورودها في الكتاب ؟؟
وقولهم أن سليمان كتبها تغزلا في الكنيسة قلت ( ذو العقل يشقي في النعيم بعقله وأخو الجهالة بالشقاوة ينعم ) . وهل كان هناك كنائس علي عهد سليمان ؟؟؟ أو حتى علي عهد المسيح ؟؟؟ وهل للكنيسة ثديان وحلقات فخذين وصرة ؟؟؟؟
وقولهم أن سليمان كتبها لكل نصرانى أقول له سؤال واحد هل سليمان يخاطبك أنت حينما يقول Sg:7:8: 8 قلت اني اصعد الى النخلة وامسك بعذوقها.وتكون ثدياك كعناقيد الكرم ورائحة انفك كالتفاح ؟؟ أو حينما يقول Sg:7:1: 1. ما اجمل رجليك بالنعلين يا بنت الكريم.دوائر فخذيك مثل الحلي صنعة يدي صناع. (SVD) هل يخاطبك سليمان بهذه الكلمات ؟؟؟
وقولهم أن سليمان كتبه في الله ذاته وهو كالشعر الصوفي وغير ذلك من الترهات قلت يا صاحب العقل أن لم تقبل الكلمات السابقة في نفسك فهل تقبل أن يقول سليمان هذه الألفاظ لله سبحانه وتعالى ؟؟ Sg:7:3: 3 ثدياك كخشفتين توأمي ظبية. (SVD) أو أن يقول Sg:7:2: 2 سرتك كاس مدورة لا يعوزها شراب ممزوج.بطنك صبرة حنطة مسيجة بالسوسن. (SVD)؟؟؟؟ يا صاحب العقل والإنصاف هل تقبل ذلك في ربك هل تقبل أن يقول أحد هذا لربك أو أن يصفه بتلك الصفات ؟؟؟؟
فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
والأدهى والأمر ما هو آت , قصة دعارة أهوله وأهوليبة الأختان العاهرتان و تصرف الرب معهم والألفاظ التي أتحدى أي نصراني أن يقرأها علي أخته أو أمه أو بنته الصغيرة تلك القصة التي هي وصمة عار في الكتاب....... اقرأ ولك الحكم,,,,
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟أهولة وأهوليبة
لمن يقولون أنهما مدينتين
Ez:23:44:
44 فدخلوا عليها كما يدخل على امرأة زانية.هكذا دخلوا على أهولة وعلى أهوليبة المرأتين الزانيتين. (SVD)
Ez:23:1: 1. وكان اليّ كلام الرب قائلا. (SVD)
Ez:23:2: 2 يا ابن آدم كان امرأتان ابنتا ام واحدة. (SVD)
Ez:23:3: 3 وزنتا بمصر.في صباهما زنتا.هناك دغدغت ثديّهما وهناك تزغزغت ترائب عذرتهما. (SVD)
Ez:23:4: 4 واسمها أهولة الكبيرة وأهوليبة اختها وكانتا لي وولدتا بنين وبنات.واسماهما السامرة أهولة وأورشليم أهوليبة. (SVD)
Ez:23:5: 5 وزنت أهولة من تحتي وعشقت محبيها اشور الابطال (SVD)
Ez:23:6: 6 اللابسين الاسمانجوني ولاة وشحنا كلهم شبان شهوة فرسان راكبون الخيل. (SVD)
Ez:23:7: 7 فدفعت لهم عقرها لمختاري بني اشور كلهم وتنجست بكل من عشقتهم بكل اصنامهم. (SVD)
Ez:23:8: 8 ولم تترك زناها من مصر ايضا لأنهم ضاجعوها في صباها وزغزغوا ترائب عذرتها وسكبوا عليها زناهم. (SVD)
Ez:23:9: 9 لذلك سلمتها ليد عشّاقها ليد بني اشور الذين عشقتهم. (SVD)
Ez:23:10: 10 هم كشفوا عورتها.اخذوا بنيها وبناتها وذبحوها بالسيف فصارت عبرة للنساء واجروا عليها حكما (SVD)
Ez:23:11: 11. فلما رأت اختها أهوليبة ذلك افسدت في عشقها اكثر منها وفي زناها اكثر من زنى اختها.
Ez:23:12: 12 عشقت بني اشور الولاة والشحن الابطال اللابسين افخر لباس فرسانا راكبين الخيل كلهم شبان شهوة
Ez:23:13: 13 فرأيت انها قد تنجست ولكلتيهما طريق واحدة. (SVD)
Ez:23:14: 14 وزادت زناها ولما نظرت الى رجال مصوّرين على الحائط صور الكلدانيين مصوّرة بمغرة
Ez:23:15: 15 منطقين بمناطق على احقائهم عمائمهم مسدولة على رؤوسهم.كلهم في المنظر رؤساء مركبات شبه بني بابل الكلدانيين ارض ميلادهم (SVD)
Ez:23:16: 16 عشقتهم عند لمح عينيها اياهم وأرسلت اليهم رسلا الى ارض الكلدانيين. (SVD)
Ez:23:17: 17 فأتاها بنو بابل في مضجع الحب ونجسوها بزناهم فتنجست بهم وجفتهم نفسها. (SVD)
Ez:23:18: 18 وكشفت زناها وكشفت عورتها فجفتها نفسي كما جفت نفسي اختها. (SVD)
Ez:23:19: 19 وأكثرت زناها بذكرها ايام صباها التي فيها زنت بأرض مصر. (SVD)
Ez:23:20: 20 وعشقت معشوقيهم الذين لحمهم كلحم الحمير ومنيّهم كمنيّ الخيل. (SVD)
A Bible verse about men with donkey-like genitals: "There she lusted after her lovers, whose genitals were like those of donkeys and whose emission was like that of horses." (Ezek. 23:20)
Ez:23:21: 21 وافتقدت رذيلة صباك بزغزغة المصريين ترائبك لأجل ثدي صباك (SVD)
Ez:23:22: 22. لأجل ذلك يا أهوليبة هكذا قال السيد الرب.هاأنذا اهيج عليك عشّاقك الذين جفتهم نفسك وآتي بهم عليك من كل جهة (SVD)
Ez:23:23: 23 بني بابل وكل الكلدانيين فقود وشوع وقوع ومعهم كل بني اشور شبان شهوة ولاة وشحن كلهم رؤساء مركبات وشهراء.كلهم راكبون الخيل. (SVD)
بالله عليكم أيها النصارى أين تذهبون من عذاب الله ؟؟؟ ألا تخشون علي جلودكم من النار ؟؟؟ أليس عندكم عقول تفكرون بها ؟؟ أين الانصاف أين العقل ؟؟ أيها النصارى هل هذا الكلام كلام الله ؟؟؟ هل هذا هو وحي الله ؟؟ هل أرسل الله الرسل والأنبياء ليحكوا لنا هذه القصة الجنسية الفاضحة التي لا ترد إلا في المجلات الجنسية ؟؟ هل تقبل أن تقرأ هذه القصة لأمك أو بنتك أو أختك أو حتى زوجتك ؟؟ أليس في النار مثوى للمتكبرين ؟؟ لماذا العناد من صاحب عقل يقول أن هذا هو كلام الله ؟؟ أنا متأكد أنك لو سمعت ابنك يردد هذه الالفاظ الواردة في هذا السفر أمام إخوته أو أمامك لنهرته وضربته علي فعلته الشنيعة إذ كيف يقول الولد أمام أخته Ez:23:3: 3 وزنتا بمصر.في صباهما زنتا.هناك دغدغت ثديّهما وهناك تزغزغت ترائب عذرتهما. (SVD) ؟؟؟ أو كيف يقول هذا الولد قليل الأدب لأمه وعشقت معشوقيهم الذين لحمهم كلحم الحمير ومنيّهم كمنيّ الخيل .؟؟؟ بالتأكيد ستضربه علي هذه الفعلة . ولكنك تكره أن يردد ابنك أو ابنتك هذه الالفاظ وتقبل أن يرددها الله وأنبيائه ؟؟؟ سمعنا أخيرا عن اكتشاف اسمه العقل ولكن يبدوا أن هذا الاكتشاف لم يصل بعد إلي النصارى !!!
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ما حكاية الثديين
Dt:22:15:
15 يأخذ الفتاة أبوها وأمها ويخرجان علامة عذرتها إلى شيوخ المدينة إلى الباب (SVD)
Prv:5:19:
19 الظبية المحبوبة والوعلة الزهية.ليروك ثدياها في كل وقت وبمحبتها اسكر دائما. (SVD)
Sg:1:13:
13 صرة المرّ حبيبي لي.بين ثديي يبيت. (SVD)
Sg:7:7:
7 قامتك هذه شبيهة بالنخلة وثدياك بالعناقيد. (SVD)
Sg:7:8:
8 قلت اني اصعد الى النخلة وامسك بعذوقها.وتكون ثدياك كعناقيد الكرم ورائحة انفك كالتفاح (SVD)
Sg:8:8:
8. لنا اخت صغيرة ليس لها ثديان.فماذا نصنع لأختنا في يوم تخطب (SVD)
Sg:8:10:
10 انا سور وثدياي كبرجين.حينئذ كنت في عينيه كواجدة سلامة (SVD)
Is:32:12:
12 لاطمات على الثدي من اجل الحقول المشتهاة ومن اجل الكرمة المثمرة. (SVD)
Is:60:16:
16 وترضعين لبن الامم وترضعين ثدي ملوك وتعرفين اني انا الرب مخلصك ووليك عزيز يعقوب. (SVD)
Jb:3:12:
12 لماذا اعانتني الركب ولم الثدي حتى ارضع. (SVD)
Ez:16:7:
7 جعلتك ربوة كنبات الحقل فربوت وكبرت وبلغت زينة الازيان.نهد ثدياك ونبت شعرك وقد كنت عريانة وعارية. (SVD)
Is:66:11:
11 لكي ترضعوا وتشبعوا من ثدي تعزياتها.لكي تعصروا وتتلذذوا من درة مجدها (SVD)
Ez:23:3:
3 وزنتا بمصر.في صباهما زنتا.هناك دغدغت ثديّهما وهناك تزغزغت ترائب عذرتهما. (SVD)
Ez:23:21:
21 وافتقدت رذيلة صباك بزغزغة المصريين ترائبك لأجل ثدي صباك (SVD)
Ez:23:34:
34 فتشربينها وتمتصينها وتقضمين شقفها وتجتثّين ثدييك لأني تكلمت يقول السيد الرب. (SVD)
Hos:2:2:
2 حاكموا امكم حاكموا لأنها ليست امرأتي وأنا لست رجلها لكي تعزل زناها عن وجهها وفسقها من بين ثدييها (SVD)
Hos:9:14:
14 اعطهم يا رب.ماذا تعطي.اعطهم رحما مسقطا وثديين يبسين (SVD)
Jl:2:16:
16 اجمعوا الشعب قدسوا الجماعة احشدوا الشيوخ اجمعوا الاطفال وراضعي الثدي ليخرج العريس من مخدعه والعروس من حجلتها. (SVD)
Lk:11:27:
27. وفيما هو يتكلم بهذا رفعت امرأة صوتها من الجمع وقالت له طوبى للبطن الذي حملك والثديين اللذين رضعتهما. (SVD)
Lk:23:29:
29 لأنه هو ذا ايام تأتي يقولون فيها طوبى للعواقر والبطون التي لم تلد والثدي التي لم ترضع. (SVD)
Is:49:23:
23 ويكون الملوك حاضنيك وسيداتهم مرضعاتك.بالوجوه الى الارض يسجدون لك ويلحسون غبار رجليك فتعلمين اني انا الرب الذي لا يخزي منتظروه (SVD)
Rv:1:13:
13 وفي وسط السبع المناير شبه ابن انسان متسربلا بثوب الى الرجلين ومتمنطقا عند ثدييه بمنطقة من ذهب. (SVD)
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟شذوذ في الكتاب المقدس
2Sm:1:26:
26 قد تضايقت عليك يا اخي يوناثان.كنت حلوا لي جدا.محبتك لي اعجب من محبة النساء. (SVD)
26لَشَدَّ مَا تَضَايَقْتُ عَلَيْكَ يا أخي يُونَاثَانُ. كُنْتَ عَزِيزاً جِدّاً عَلَيَّ، وَمَحَبَّتُكَ لِي كَانَتْ مَحَبَّةً عَجِيبَةً، أَرْوَعَ مِنْ مَحَبَّةِ النِّسَاءِ.
بوعز وراعوث ونعمى
Ru:2:19: 19 فقالت لها حماتها اين التقطت اليوم اين اشتغلت.ليكن الناظر اليك مباركا.فأخبرت حماتها بالذي اشتغلت معه وقالت اسم الرجل الذي اشتغلت معه اليوم بوعز. (SVD)
Ru:2:20: 20 فقالت نعمي لكنتها مبارك هو من الرب لأنه لم يترك المعروف مع الاحياء والموتى.ثم قالت لها نعمي الرجل ذو قرابة لنا.هو ثاني وليّنا. (SVD)
Ru:2:21: 21 فقالت راعوث الموآبية انه قال لي ايضا لازمي فتياتي حتى يكملوا جميع حصادي. (SVD)
Ru:2:22: 22 فقالت نعمي لراعوث كنّتها انه حسن يا بنتي ان تخرجي مع فتياته حتى لا يقعوا بك في حقل آخر. (SVD)
Ru:2:23: 23 فلازمت فتيات بوعز في الالتقاط حتى انتهى حصاد الشعير وحصاد الحنطة وسكنت مع حماتها (SVD)
Ru:3:1: 1. وقالت لها نعمي حماتها يا بنتي ألا التمس لك راحة ليكون لك خير. (SVD)
Ru:3:2: 2 فالآن أليس بوعز ذا قرابة لنا الذي كنت مع فتياته.ها هو يذري بيدر الشعير الليلة. (SVD)
Ru:3:3: 3 فاغتسلي وتدهّني والبسي ثيابك وانزلي الى البيدر ولكن لا تعرفي عند الرجل حتى يفرغ من الاكل والشرب. (
Ru:3:4: 4 ومتى اضطجع فاعلمي المكان الذي يضطجع فيه وادخلي واكشفي ناحية رجليه واضطجعي وهو يخبرك بما تعملين. (SVD)
Ru:3:5: 5 فقالت لها كل ما قلت اصنع (SVD)
Ru:3:6: 6. فنزلت الى البيدر وعملت حسب كل ما أمرتها به حماتها. (SVD)
Ru:3:7: 7 فأكل بوعز وشرب وطاب قلبه ودخل ليضطجع في طرف العرمة فدخلت سرّا وكشفت ناحية رجليه واضطجعت. (SVD)
Ru:3:8: 8 وكان عند انتصاف الليل ان الرجل اضطرب والتفت وإذا بامرأة مضطجعة عند رجليه. (SVD)
Ru:3:9: 9 فقال من انت فقالت انا راعوث امتك فابسط ذيل ثوبك على امتك لأنك وليّ. (SVD)
Ru:3:10: 10 فقال انك مباركة من الرب يا بنتي لأنك قد احسنت معروفك في الاخير اكثر من الاول اذ لم تسعي وراء الشبان فقراء كانوا او اغنياء. (SVD)
Ru:3:11: 11 والآن يا بنتي لا تخافي.كل ما تقولين افعل لك.لان جميع ابواب شعبي تعلم انك امرأة فاضلة. (SVD)
Ru:3:13: 13 بيتي الليلة ويكون في الصباح انه ان قضى لك حق الولي فحسنا.ليقض.وان لم يشأ ان يقضي لك حق الوليّ فانا اقضي لك حيّ هو الرب.اضطجعي الى الصباح (SVD)
Ru:3:14: 14. فاضطجعت عند رجليه الى الصباح ثم قامت قبل ان يقدر الواحد على معرفة صاحبه.وقال لا يعلم ان المرأة جاءت الى البيدر. (SVD)
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟الرب يأخذ أجرة الزانية؟؟؟؟؟؟
Am:2:3:
3 واقطع القاضي من وسطها واقتل جميع رؤسائها معه قال الرب (SVD)
Is:23:15:
15. ويكون في ذلك اليوم ان صور تنسى سبعين سنة كايام ملك واحد.من بعد سبعين سنة يكون لصور كاغنية الزانية. (SVD)
Is:23:16:
16 خذي عودا طوفي في المدينة ايتها الزانية المنسية احسني العزف اكثري الغناء لكي تذكري. (SVD)
Is:23:17:
17 ويكون من بعد سبعين سنة ان الرب يتعهد صور فتعود الى اجرتها وتزني مع كل ممالك البلاد على وجه الارض. (SVD)
Is:23:18:
18 وتكون تجارتها واجرتها قدسا للرب.لا تخزن ولا تكنز بل تكون تجارتها للمقيمين امام الرب لأكل الى الشبع وللباس فاخر (SVD)
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟رضــــــــــــــاعــــــــة الـــكـــــبـــــير
Is:49:22:
22 هكذا قال السيد الرب ها اني ارفع إلى الأمم يدي والى الشعوب أقيم رايتي.فيأتون بأولادك في الأحضان وبناتك على الأكتاف يحملن (SVD)
Is:49:23:
23 ويكون الملوك حاضنيك وسيداتهم مرضعاتك.بالوجوه الى الارض يسجدون لك ويلحسون غبار رجليك فتعلمين أني أنا الرب الذي لا يخزي منتظروه (SVD)
Is:60:16:
16 وترضعين لبن الامم وترضعين ثدي ملوك وتعرفين اني انا الرب مخلصك ووليك عزيز يعقوب. (SVD)
Is:66:12:
12 لأنه هكذا قال الرب.هاأنذا ادير عليها سلاما كنهر ومجد الامم كسيل جارف فترضعون وعلى الايدي تحملون وعلى الركبتين تدللون. (SVD)
Sg:1:13:
13 صرة المرّ حبيبي لي.بين ثديي يبيت. (SVD)
أمثال 5: 19 الظبية المحبوبة والوعلة الزهية. ليروك
ثدياها في كل وقت وبمحبتها اسكر دائما
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟واحد خياله واسع مع واحده جوزها مسافر
Prv:7:6: 6. لأني من كوة بيتي من وراء شباكي تطلعت (SVD)
Prv:7:8: 8 عابرا في الشارع عند زاويتها وصاعدا في طريق بيتها (SVD)
Prv:7:9: 9 في العشاء في مساء اليوم في حدقة الليل والظلام. (SVD)
Prv:7:10: 10 وإذ بامرأة استقبلته في زى زانية وخبيثة القلب. (SVD)
Prv:7:11: 11 صخّابة هي وجامحة.في بيتها لا تستقر قدماها. (SVD)
Prv:7:12: 12 تارة في الخارج وأخرى في الشوارع.وعند كل زاوية تكمن. (SVD)
Prv:7:13: 13 فامسكته وقبّلته.اوقحت وجهها وقالت له (SVD)
Prv:7:14: 14 عليّ ذبائح السلامة.اليوم اوفيت نذوري. (SVD)
Prv:7:15: 15 فلذلك خرجت للقائك لأطلب وجهك حتى اجدك. (SVD)
Prv:7:16: 16 بالديباج فرشت سريري بموشّى كتان من مصر. (SVD)
Prv:7:17: 17 عطرت فراشي بمرّ وعود وقرفة. (SVD)
3Prv:7:18: 18 هلم نرتو ودّا الى الصباح.نتلذذ بالحب. (SVD)
Prv:7:19: 19 لان الرجل ليس في البيت.ذهب في طريق بعيدة. (SVD)
Prv:7:21: 21 اغوته بكثرة فنونها بملث شفتيها طوحته. (SVD)
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟النبي هوشع
Hos:1:2أول ما كلّم الرب هوشع قال الرب لهوشع اذهب خذ لنفسك امرأة زنى وأولاد زنى لان الارض قد زنت زنى تاركة الرب. (SVD)
Hos:1:3: 3 فذهب واخذ جومر بنت دبلايم فحبلت وولدت له ابنا. (SVD)
Hos:1:4: 4 فقال له الرب ادع اسمه يزرعيل لأنني بعد قليل اعاقب بيت ياهو على دم يزرعيل وأبيد مملكة بيت اسرائيل. (SVD)
Hos:2:1: 1. قولوا لأخواتكم عمّي ولاخوتكم رحامة. (SVD)
Hos:2:2: 2 حاكموا امكم حاكموا لأنها ليست امرأتي وأنا لست رجلها لكي تعزل زناها عن وجهها وفسقها من بين ثدييها (SVD)
Hos:2:3: 3 لئلا اجرّدها عريانة وأوقفها كيوم ولادتها واجعلها كقفر وأصيرها كأرض يابسة وأميتها بالعطش. (SVD)
Hos:2:4: 4 ولا ارحم اولادها لأنهم اولاد زنى
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟زنــــــــــــــا المــــــــــــحـــــــارم
من أصعب الأمور التي تواجهها البشرية هو الانحلال الخلقي , تفتت الأسرة وموت العلاقة الأسرية بين أفراد الأسرة . فلا يقدر الأخ حق أخته ولا يعلم حرمتها ويتورط في الفساد الخلقي والنفسي لدرجة أن يزني بأخته أو أن يزني الأب ببنته أو زوجة ابنه أو الام بابنها وغيره من الحوادث التي تنذر عما قريب بهلاك البشرية وفسادها وحلول غضب الله علي العالمين .
والإنسان دائما ما ينظر إلي مثله الأعلى الذي أفضل ما يجده في كتاب ربه ويستلهم منه أفعاله وأقواله بل وحتى حركاته , كيف لا وهو كتاب رب العالمين وكتبه أصلح البشر من الأنبياء والرسل .
ومع ذلك تجد في هذا الكتاب أكثر من عشر حالات من زنا المحار م مسطرة ومؤرخة تفصيليا وكتبها رواتها بلا أي خجل أو مداراة كتبوها وسطروها لتكون في كتاب الله لأكثر من ألفي عام والناس يأخذون منها العبرة والموعظة, نعم أقول أكثر من عشرة حالات زنا محارم في كتاب منزل من عند الله علي حد قولهم , فلا عجب علي الاطلاق أن[ تصل نسبة زنا المحارم في أمريكا ودول الغرب والمجتمعات المسيحية لنسب خطيرة ومعدلات رهيبة حيرت العلماء. إليكم بعضا من هذه الحالات التي يخجل الانسان أن يحكيها لذلك تركت لكم النصوص كما وردت في الكتاب وفي حق أنبياء ورسل من عند الله فلكم النصوص ولكم الحكم أيضا:
النبي لوط وبناته
Gn:13:8: 8 فقال ابرام للوط لا تكن مخاصمة بيني وبينك وبين رعاتي ورعاتك.لأننا نحن اخوان. (SVD)
Gn:19:29: 29 وحدث لما اخرب الله مدن الدائرة ان الله ذكر ابراهيم وأرسل لوطا من وسط الانقلاب.حين قلب المدن التي سكن فيها لوط (SVD)
Gn:19:30: 30. وصعد لوط من صوغر وسكن في الجبل وابنتاه معه.لأنه خاف ان يسكن في صوغر.فسكن في المغارة هو وابنتاه. (SVD)
Gn:19:31: 31 وقالت البكر للصغيرة ابونا قد شاخ وليس في الارض رجل ليدخل علينا كعادة كل الارض. (SVD)
Gn:19:32: 32 هلم نسقي ابانا خمرا ونضطجع معه.فنحيي من ابينا نسلا. (SVD)
Gn:19:33: 33 فسقتا اباهما خمرا في تلك الليلة.ودخلت البكر واضطجعت مع ابيها.ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها. (SVD)
Gn:19:34: 34 وحدث في الغد ان البكر قالت للصغيرة اني قد اضطجعت البارحة مع ابي.نسقيه خمرا الليلة ايضا فادخلي اضطجعي معه.فنحيي من ابينا نسلا. (SVD)
Gn:19:35: 35 فسقتا اباهما خمرا في تلك الليلة ايضا.وقامت الصغيرة واضطجعت معه.ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها. (SVD)
Gn:19:36: 36 فحبلت ابنتا لوط من ابيهما. (SVD)
Gn:19:37: 37 فولدت البكر ابنا ودعت اسمه موآب.وهو ابو الموآبيين الى اليوم. (SVD)
Gn:19:38: 38 والصغيرة ايضا ولدت ابنا ودعت اسمه بن عمي.وهو ابو بني عمون الى اليوم (SVD)
الأخ وأخته
2Sm:13:1: 1. وجرى بعد ذلك انه كان لابشالوم بن داود اخت جميلة اسمها ثامار فأحبها امنون بن داود. (SVD)
2Sm:13:2: 2 وأحصر امنون للسقم من اجل ثامار اخته لأنها كانت عذراء وعسر في عيني امنون ان يفعل لها شيئا. (SVD)
2Sm:13:3: 3 وكان لامنون صاحب اسمه يوناداب بن شمعى اخي داود.وكان يوناداب رجلا حكيما جدا. (SVD)
2Sm:13:4: 4 فقال له لماذا يا ابن الملك انت ضعيف هكذا من صباح الى صباح.أما تخبرني.فقال له امنون اني احب ثامار اخت ابشالوم اخي. (SVD)
2Sm:13:5: 5 فقال يوناداب اضطجع على سريرك وتمارض.وإذا جاء ابوك ليراك فقل له دع ثامار اختي فتأتي وتطعمني خبزا وتعمل امامي الطعام لأرى فأكل من يدها. (SVD)
2Sm:13:6: 6 فاضطجع امنون وتمارض فجاء الملك ليراه.فقال امنون للملك دع ثامار اختي فتأتي وتصنع امامي كعكتين فآكل من يدها. (SVD)
2Sm:13:7: 7 فأرسل داود الى ثامار الى البيت قائلا اذهبي الى بيت امنون اخيك واعملي له طعاما. (SVD)
2Sm:13:8: 8 فذهبت ثامار الى بيت امنون اخيها وهو مضطجع.وأخذت العجين وعجنت وعملت كعكا امامه وخبزت الكعك (SVD)
2Sm:13:9: 9 وأخذت المقلاة وسكبت امامه فأبى ان يأكل.وقال امنون اخرجوا كل انسان عني.فخرج كل انسان عنه. (SVD)
2Sm:13:10: 10 ثم قال امنون لثامار ايتي بالطعام الى المخدع فآكل من يدك.فأخذت ثامار الكعك الذي عملته وأتت به امنون اخاها الى المخدع. (SVD)
2Sm:13:11: 11 وقدمت له لياكل فامسكها وقال لها تعالي اضطجعي معي يا اختي. (SVD)
2Sm:13:12: 12 فقالت له لا يا اخي لا تذلني لأنه لا يفعل هكذا في اسرائيل.لا تعمل هذه القباحة. (SVD)
2Sm:13:13: 13 اما انا فأين اذهب بعاري وأما انت فتكون كواحد من السفهاء في اسرائيل.والآن كلم الملك لأنه لا يمنعني منك. (SVD)
2Sm:13:14: 14 فلم يشأ ان يسمع لصوتها بل تمكن منها وقهرها واضطجع معها. (SVD)
2Sm:13:20: 20 فقال لها ابشالوم اخوها هل كان امنون اخوك معك.فالآن يا اختي اسكتي.اخوك هو.لا تضعي قلبك على هذا الامر.فأقامت ثامار مستوحشة في بيت ابشالوم اخيها. (SVD)
زوجات الأب
2Sm:16:21: 21 فقال اخيتوفل لابشالوم ادخل الى سراري ابيك اللواتي تركهنّ لحفظ البيت فيسمع كل اسرائيل انك قد صرت مكروها من ابيك فتتشدد ايدي جميع الذين معك. (SVD)
2Sm:16:22: 22 فنصبوا لابشالوم الخيمة على السطح ودخل ابشالوم الى سراري ابيه امام جميع اسرائيل. (SVD)
متفرقات فاضحة
Prv:5:19: 19 الظبية المحبوبة والوعلة الزهية.ليروك ثدياها في كل وقت وبمحبتها اسكر دائما. (SVD)
Prv:5:3: 3 لان شفتي المرأة الاجنبية تقطران عسلا وحنكها انعم من الزيت. (SVD)
2Sm:12:11: 11 هكذا قال الرب هاأنذا اقيم عليك الشر من بيتك وآخذ نساءك امام عينيك وأعطيهن لقريبك فيضطجع مع نسائك في عين هذه الشمس. (SVD)
Ez:16:25: 25 في راس كل طريق بنيت مرتفعتك ورجّست جمالك وفرّجت رجليك لكل عابر وأكثرت زناك. (SVD)
Ez:23:34: 34 فتشربينها وتمتصينها وتقضمين شقفها وتجتثّين ثدييك لأني تكلمت يقول السيد الرب. (SVD)
Gn:38:9: 9 فعلم أونان ان النسل لا يكون له.فكان اذ دخل على امرأة اخيه انه افسد على الارض لكيلا يعطي نسلا لاخيه. (SVD)
Sg:1:2: 2. ليقبلني بقبلات فمه لان حبك اطيب من الخمر
Ez:16:7: 7 جعلتك ربوة كنبات الحقل فربوت وكبرت وبلغت زينة الازيان.نهد ثدياك ونبت شعرك وقد كنت عريانة وعارية. (SVD)
Gn:38:8: 8 فقال يهوذا لأونان ادخل على امرأة اخيك وتزوج بها وأقم نسلا لأخيك. (SVD)
Gn:38:9: 9 فعلم أونان ان النسل لا يكون له.فكان اذ دخل على امرأة اخيه انه افسد على الارض لكيلا يعطي نسلا لاخيه
افسد اي رمى منيه على الارض
Na:3:4: 4 من اجل زنى الزانية الحسنة الجمال صاحبة السحر البائعة امما بزناها وقبائل بسحرها. (SVD)
2Sm:12:11: 11 هكذا قال الرب هاأنذا اقيم عليك الشر من بيتك وآخذ نساءك امام عينيك وأعطيهن لقريبك فيضطجع مع نسائك في عين هذه الشمس. (SVD)
2Sm:12:12: 12 لأنك انت فعلت بالسرّ وأنا افعل هذا الأمر قدام جميع اسرائيل وقدام الشمس. (SVD)
Is:47:2: 2 خذي الرحى واطحني دقيقا.اكشفي نقابك شمري الذيل.اكشفي الساق.اعبري الانهار. (SVD)
Is:47:3: 3 تنكشف عورتك وترى معاريك.آخذ نقمة ولا اصالح احدا. (SVD)
الاضطهاد العرقي للهنود الحمر والأفارقة
1 – الهنود الحمر :
فيما يلي أمثلة للمجازر التي ارتكبها أصحاب شعار الحضارة والمحبة عندما تدنست بهم القارة الأميريكية .
جاء في كتاب الحمر والبيض والسود :
بدأ الأسبان يتعمدون القتل , ويرتكبون أعمالا" وحشية غريبة . فدخلوا المدن والقرى والنجوع , بأحصنتهم وسهامهم ورماحهم , لا يبقون على نسوة مع أطفالهن , أو نسوة حوامل , إلا وبقرون بطونهم ويقطعونهم إربا" , كما لو كانوا يذبحون خرافا" في حظائرهم ويتراهنون على تفرغ كرش هذا الرجل و ذاك , أو إخراج أحشائه بطعنة واحدة من سيفه أو قطع رأسه بضربة سيف , ويزهقون أرواح الأطفال الرضع بكعوب أحذيتهم بعد أن ينتزعوهم من فوق أثداء أمهاتهم , ثم يسحقون رؤوسهم بدقها على الصخور , ويلقون بعضهم إلى النهر وسط ضحكاتهم واستهزاءهم , قائلين لمن يتخبط منهم في المياه قبل أن يدركه الغرق : أنقذ نفسك يا أكبر جيفة, أو يربطون الطفل مع أمه ويسددون إليهما طعنة سيف واحدة , وينصبون المشانق بارتفاعات مختلفة بحيث لا تكاد تسمح لأقدام المعلقين عليها أن تلمس الأرض , وتكفي كل منها لثلاثة عشر فردا" , وذلك العدد تقربا" إلى مخلصنا المسيح وحواريه الأثنى عشر ( حسب قولهم المعتاد ) , ثم يضرمون تحتهم النار لتحرقهم جميعا".[1]
وجاء أيضا" :
وفي ليل 25 فبراير 1643 هاجم ثمانون جنديا" هولنديا" معسكر الويكايسجيك ( قبيلة من قبائل الهنود الحمر ) بعد أن صدرت لهم الأوامر بقتل الرجال فقط , وأسر النساء والأطفال . وقد كتب أحد القادة الهولنديين في تقريره :
الأطفال الصغار انتزع بعضهم من أمهاتهم , وقطعوا إربا" أما أعن والديهم , وألقيت أشلاؤهم في النار أو النهر , وربط الأطفال الآخرون على ألواح من الخشب , ثم قطعوا وذبحوا كالحيوانات مما ينفطر له قلب الحجر , كما ألقي البعض في النهر , وعندما حول آبائهم وأمهاتهم إنقاذهم , لم يسمح لهم الجنود بالعودة إلى الشاطئ . بل تركوا الجميع , كبارا" وصغارا" يغرقون .. وهرب القليل منهم إلى مستوطنينا , وقد فقط البعض منهم يده والبعض رجله , والبعض ممسكون بأمعائهم بأيديهم . هكذا كان الكل أما مقطع الأوصال , أو مضروبا" بآلة حادة , أو مشوها" بدرجة لا يمكن تصور أسوأ منها . لقد كانوا بحق في حالة اعتقد معها أبناؤنا أن هؤلاء المصابين قد فاجأتهم قبلة ماكاي المعادية لهم .[2]
أما موجز ما رواه المطران برتولومي دي لاس كازاس. في كتابه فكما يلي :
كانوا يسمون المجازر عقابا وتأديبا لبسط الهيبة وترويع الناس, كانت سياسة الاجتياح المسيحي : ((أول ما يفعلونه عندما يدخلون قرية أو مدينة هو ارتكاب مجزرة مخيفة فيها.. مجزرة ترتجف منها أوصال هذه النعاج المرهفة)).
وانه كثيرا ما كان يصف لك القاتل والمبشر في مشهد واحد فلا تعرف من تحزن : أمن مشهد القاتل وهو يذبح ضحيته أو يحرقها أو يطعمها للكلاب , أم من مشهد المبشر الذي تراه خائفا من أن تلفظ الضحية أنفاسها قبل أن يتكرم عليها بالعماد , فيركض إليها لاهثا يجرجر أذيال جبته وغلاظته وثقل دمه لينصرها بعد أن نضج جسدها بالنار أو اغتسلت بدمها , أو التهمت الكلاب نصف أحشائها.
إن العقل الجسور والخيال الجموح ليعجزان عن الفهم والإحاطة , فإبادة عشرات الملايين من البشر في فترة لا تتجاوز الخمسين سنة هول لم تأت به كوارث الطبيعة. ثم إن كوارث الطبيعة تقتل بطريقة واحدة . أما المسيحيون الأسبان فكانوا يتفننون ويبتدعون ويتسلون بعذاب البشر وقتلهم . كانوا يجرون الرضيع من بين يدي أمه ويلوحون به في الهواء, ثم يخبطون رأسه بالصخر أو بجذوع الشجر , أو يقذفون به إلى أبعد ما يستطيعون. وإذا جاعت كلابهم قطعوا لها أطراف أول طفل هندي يلقونه , ورموه إلى أشداقها ثم أتبعوها بباقي الجسد. وكانوا يقتلون الطفل ويشوونه من أجل أن يأكلوا لحم كفيه وقدميه قائلين : أنها أشهى لحم الإنسان.
أما المسيحيون فعاقبوهم بمذابح لم تعرف في تاريخ الشعوب. كانوا يدخلون على القرى فلا يتركون طفلا أو حاملا أو امرأة تلد إلا ويبقرون بطونهم ويقطعون أوصالهم كما يقطعون الخراف في الحظيرة. وكانوا يراهنون على من يشق رجلا بطعنة سكين , أو يقطع رأسه أو يدلق أحشاءه بضربة سيف.
كانوا ينتزعون الرضع من أمهاتهم ويمسكونهم من أقدامهم ويرطمون رؤوسهم بالصخور . أو يلقون بهم في الأنهار ضاحكين ساخرين. وحين يسقط في الماء يقولون: ((عجبا انه يختلج)). كانوا يسفدون الطفل وأمه بالسيف وينصبون مشانق طويلة , ينظمونها مجموعة مجموعة , كل مجموعة ثلاث عشر مشنوقا , ثم يشعلون النار ويحرقونهم أحياء . وهناك من كان يربط الأجساد بالقش اليابس ويشعل فيها النار.
كانت فنون التعذيب لديهم أنواعا منوعة. بعضهم كان يلتقط الأحياء فيقطع أيديهم قطعا ناقصا لتبدو كأنها معلقة بأجسادهم, ثم يقول لهم : (( هيا احملوا الرسائل)) أي : هيا أذيعوا الخبر بين أولئك الذين هربوا إلى الغابات. أما أسياد الهنود ونبلاؤهم فكانوا يقتلون بأن تصنع لهم مشواة من القضبان يضعون فوقها المذراة, ثم يربط هؤلاء المساكين بها, وتوقد تحتهم نار هادئة من أجل أن يحتضروا ببطء وسط العذاب والألم والأنين. [3]
2- استعباد الأفارقة :
قضى المستعمر الأوربي على الهنود الحمر في أمريكا وأرسل الحملات لاصطياد أفارقة ليقوموا بالعمل الشاق بدلا" منه في المستعمرة الجديدة .
جاء في كتاب الحمر والبيض والسود :
لا يمكن لأي رواية أو تفسير لعمليات استعباد الأفارقة , مهما كانت أن تنقل لنا مدى الألم والانحطاط المعنوي الذي صاحب التدفق الأوروبي للساحل الغربي لأفريقيا , وما نتج عنه من شحن السفن الأوروبية بأولئك الذين وقعوا أسرى في أيدي الموردين الأفارقة لتجار العبيد الأوروبيين .[4]
وجاء أيضا" :
كان العبيد يسيرون , بمجرد أسرهم , إلى البحر , في قوافل أو مواكب , وقد وصف الاسكتلندي "منجو بارك" و قافلة العبيد التي مشى معها مسافة 550 ميلا" عبر جامبيا , في نهاية القرن الثامن عشر بقوله : إنها تكونت من 73 رجلا" وامرأة وطفلا , مربوطين معا" من رقابهم بسيور من الجلد , وحاول كثير من الأسرى الانتحار بأكل الطين وانقطع , الأمل في آخرين بعد لسع النحل لهم بدرجة خطيرة , كما مات آخرون من الإرهاق والجوع , ثم وصلت قافلتهم بعد شهرين إلى الساحل , وقد أنهكهم العطش , والجوع والتعرض لسوء الأحوال الجوية والأخطار.
فكانت أحوالهم على ظهور السفن مخزية , ميئسة , رغم انه كان من الواضح أن من مصلحة قباطنة السفن تسليم أكبر عدد ممكن من العبيد إلى الشاطئ الأخر من الأطلنطي و وبالرغم من أن المحافظة على حياة العبيد , بدلا"من القضاء عليهم كانت هي الهدف الأساسي , إلا أن القسوة الوحشية كانت تمارس سواء بقذف أي عبد يسقط صريع المرض من فوق السفينة خلال الرحلة , أو بمعاقبة المشاغبين منهم بقسوة سادية , وذلك لخلق جو من الخوف يجعل أي تفكير في العصيان المسلح لا يخطر ببال العبيد الآخرين.
ويصف تاجر العبيد الإنجليزي جون أتكينز سنة 1721 و كيف كان القبطان وهم على متن السفينة , يضرب بالسياط ويشق جلود الكثير من المتآمرين على التمرد , وكيف كان يحكم على آخرين بالموت بطريقة وحشية , بإجبارهم أول الأمر على أكل قلب أحدهم وكبده بعد قتله.
وإذا أخذنا في الاعتبار و الوفيات التي حدثت أثناء الأسر , والمسيرة الجبرية إلى الساحل , ومنطقة العروض الوسطى , نجد أن واحدا" فقط من كل أسيرين أفريقيين قد عاش ليرى العالم الجديد .[5]
كيف تعامل الإسلم مع الرق ؟؟!؟[6]
كان الرقيق معترفاً به قبل الإسلام عند العرب وغيرهم، فكان من الأمور الطبيعية المتعارف عليها في العالم أجمع ، وجاء الإسلام فلم يشرع تحريم الرق ربما لعدة أمور ، أهمها : أن عتق الآلاف من الرقيق الفقراء مباشرة ، يهدد حياتهم بالخطر والموت، كما يهدد المجتمع بهزه اقتصادية واجتماعية خطيرة، ولكنه شجع بمختلف وسائل التشجيع على تحرير رقاب الرقيق ، حيث جعل تحريرهم من أكبر وأعظم ما يتقرب به الإنسان إلى ربه.
ووضع الإسلام مبدأين مهمين لإلغاء الرق هما:
1- تضييق المدخل إلى الرق .
2- توسيع المخرج من الرق .
فقد جاء الإسلام وللرق وسائل أو مداخل كثيرة، كالبيع ، والمقامرة ، والنهب، والسطو ، ووفاء الدين، والحروب ، والقرصنة..فألغى جميع هذه المداخل ولم يبق فيها إلا مدخلاً واحدا، هو الجهاد القتالي في سبيل الله ، فلا استرقاق إلا في حرب شرعية مراعى فيها أن تكون بمبرر شرعي ، فالذي أباحه الإسلام من الرق، مباح في أمم الحضارة التي تعاهدت على منع الرقيق منذ القرن الثامن عشر إلى الآن..لأن هذه الأمم التي اتفقت على معاهدات الرق ، تبيح الأسر واستبقاء الأسرى، أو التعويض عنهم بالفداء والغرامة. الإسقاط في مناهج المستشرقين والمبشرين د/ شوقي أبو خليل ص(162 - 163)بتصريف
"وهنا وقفة عند حقائق التاريخ ففضائع الرق الروماني في العالم القديم لم يعرفها قط تاريخ الإسلام ، ومراجعة بسيطة للحالة التي كان يعيش عليها الأرقاء في الإمبراطورية الرومانية ، كفيلة بأن ترينا النقلة الهائلة التي نقلها الإسلام للرقيق.
كان الرقيق في عرف الرومان "شيئاً" لا بشرا ! شيئاً لا حقوق له البتة، ومن دلائل ذلك حلقات المبارزة التي كانت من أحب المهرجانات إلى السادة فيجتمعون ليشاهدوا الرقيق يتبارزون مبارزة حقيقية ، توجه فيها طعنات السيوف والرماح فترتفع الحناجر بالهتاف والأكف بالتصفيق حين يقضي أحد المتبارزين على زميله قضاءاً كاملاً فيلقيه طريحاً على الأرض فاقد الحياة !، ذلك هو الرقيق في العالم الروماني ، ولا نحتاج أن نقول شيئاً عن حق السيد المطلق في قتلة وتعذيبه واستغلاله دون أن يكون له حق الشكوى، ولم تكن معاملة الرقيق في فارس والهند وغيرها تختلف كثيراً عما ذكرنا.
ثم جاء الإسلام... جاء ليرد لهؤلاء البشر إنسانيتهم ، جاء ليقول للسادة عن الرقيق :)بعضكم من بعض( (22)، جاء ليقول "من قتل عبده قتلناه ، ومن جدع عبده جدعناه، ومن أخصى عبده أخصيناه " (23) ، جاء ليأمر السادة أمراً أن يحسنوا معاملتهم للرقيق : )وبالوالدين إحساناً * وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى *والجار الجنب * والصاحب بالجنب *وابن السبيل *وما ملكت أيمانكم * إن الله لا يحب من كان مختالاً فخورا( (24) وليقرر أن العلاقة بين السادة والرقيق ليست علاقة الاستعلاء والاستعباد ، أو التسخير أو التحقير ،فهم أخوة للسادة قال r:"إخوانكم خولكم .. فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يطعم وليلبسه مما يلبس ، ولا تكلفوهم ما يغلبهم ، فإن كلفتموهم فأعينوهم" (25). ضمانات إسلامية لم يصل إليها تشريع للرقيق في التاريخ كله " (26).
ثم إننا نجد في المسيحية أن الرق معمول به، فها هو بولس يخاطب الرقيق بقوله :( أيها العبيد ، أطيعوا سادتكم حسب الجسد ، بخوف ورعدة ، في بساطة قلوبكم كما للمسيح ، لا بخدمة العين كمن يرضي الناس ، بل كعبيد للمسيح ، عاملين بمشيئة الله من القلب ، خادمين بنية صالحة كما للرب ، ليس للناس) (27). ويوصي القديس بطرس رئيس الحواريين العبيد ألا يقصروا في إخلاصهم على الصالحين و الرحماء من سادتهم ، بل عليهم أن يخلصوا في خدمة القساة منهم ، وفي ذلك يقول : ( كونوا خاضعين بكل هيبة ليس للصالحين ، بل للعنفاء أيضاً) (28).
وعلى مبدأ الخضوع المبني على ترتيب هو من أمر الله ، أقامت الكنيسة شرعية الرق واتبع آباء الكنيسة من بعد هذا المبدأ ، وساروا على نهجه، فأباحوا الاسترقاق، وصرحوا بضرورة الإبقاء على الرق ، ونصح القديس "إيزيدوروس" (29) العبيد بأن لا يطمعوا في التحرر من الرق ولو أراده أسيادهم (30).
ما ذكرناه عن الرق في الإسلام ومعاملة المسلمين للرقيق بالحسنى مقارنة بمعاملة النصارى للرقيق بالسوء ،نحب أن نبين أولاً مدى مشروعية الرق والحكمة من إبقائه فنقول:
أولاً: درجة مشروعية الرق والاسترقاق هي الإباحة وتقديرها يرجع إلى رئيس الدولة الإسلامية .
ثانياً: حكم الإباحة للرق والاسترقاق لا يجوز الادعاء بنسخة ، لأن أحكام النسخ لا ينسخها إلا مشرعها وهو الله تعالى ، ولا وحي بعد رسول الله r فلا مجال لنسخ الرق والاسترقاق .
ثالثاً : إن الحكمة من الاسترقاق هي إعطاء آخر فرصة للكافر لأجل أن يتبد له الإيمان وفي هذا أعظم فوز له حيث سينجو من عذاب الله وبيان ذلك أن الشرعية بين المسلمين والكفار إذا انتهت ووقع بأيدي المسلمين أسرى ورأى الإمام المصلحة في استرقاقهم وتوزيعهم على الجنود كغنائم حرب ؛إن هذا الصنيع سيترتب عليه أن يعيش هذا الرقيق الكافر في بيت إسلامي وفي مجتمع إسلامي وسينظر بهدوء وروية وبتؤدة معاني الإسلام التي يسمعها ويراها مطبقة ويزنها بهدوء وروية كما يزن عقيدة المسلم ومفرداتها ، والغالب أن هذا النظر الهادئ سيقوده إلى الإيمان وبهذا يتخلص من الكفر ، وسيقوده إيمانه إلى أعظم فوز على الإطلاق وهو الظفر برضا الله والنجاة من النار والدخول إلى الجنة فيكون الأسر والاسترقاق سبباً له لهذا الفوز العظيم ،وإذا كان الأسر والاسترقاق قد أفقده حريته فقد أكسبه الإيمان ونتائج الإيمان ثم استرداد حريته سيكون سهلاً له إذ أن هناك تشريع إسلامي مرغوب فيه وهو مكاتبة الرقيق على أن يسمح له سيده بالعمل والكسب وبجمع مبلغاً من المال يقدمه لسيده فداءاً له لعتقه ، وهذه المكاتبة مرغوب فيها ، قال تعالى : ) فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً (31)(، ومن مصارف الزكاة معونة هؤلاء المكاتبين وغيرهم من الأرقاء بصرف جزء من مال الزكاة لتحرير هؤلاء .
هذا هو نظام الرق ، نظام شرعه الله لعباده وأمر المسلمين بتطبيقه ، فهو نظام قائم بذاته لا يجوز خلطه مع أنظمه الدولة الكافرة التي تهاجم هذا النظام وهي لا تعرف خلفيته ولا حكمته وإنما تحسبه من نوع الاسترقاق الروماني القديم.???(((((نصوص القتل في الكتاب المقدس
يحدثنا الكتاب المقدس وهو كتاب أهل المحبة عن الأوامر المنسوبة لله تعالى والتي تبين شروط القتال والحصار وأخذ السبايا .
وتبين وجوب قتل الأطفال والنسساء والشيوخ وحتى الحيوان , كما تبين القصص التي حدثت وكيف شقوا بطون الحوامل بأمر الرب إلههم , إله المحبة.
وسنعرض النصوص بدون تعليق :
1- (التثنية 20 : 16 " وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيباً فلا تستبق منها نسمة ")
2- (حزقيال 9: 6 وَاضْرِبُوا لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ.)
3- ( إشعيا 13 : 16 يقول الرب : "وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساؤهم")
4- (هوشع 13 : 16 يقول الرب : "تجازى السامرة لأنها تمردت على إلهها بالسيف يسقطون تحطم أطفالهم والحوامل تشق")
5- ( العدد 31: 17-18 "فَالآنَ اقْتُلُوا كُل ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ وَكُل امْرَأَةٍ عَرَفَتْ رَجُلاً بِمُضَاجَعَةِ ذَكَرٍ اقْتُلُوهَا لكِنْ جَمِيعُ الأَطْفَالِ مِنَ النِّسَاءِ اللوَاتِي لمْ يَعْرِفْنَ مُضَاجَعَةَ ذَكَرٍ أَبْقُوهُنَّ لكُمْ حَيَّاتٍ")
6- ( يشوع 6: 22-24 " وَأَخَذُوا الْمَدِينَةَ. وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ, مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ 7- حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ. ... وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا. إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ")
8- ( يشوع 11: 10-12 "وَضَرَبُوا كُلَّ نَفْسٍ بِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمُوهُمْ. وَلَمْ تَبْقَ نَسَمَةٌ. وَأَحْرَقَ حَاصُورَ بِالنَّارِ. فَأَخَذَ يَشُوعُ كُلَّ مُدُنِ أُولَئِكَ الْمُلُوكِ وَجَمِيعَ مُلُوكِهَا وَضَرَبَهُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمَهُمْ كَمَا أَمَرَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ.)
9- ( صموئيل الأول 15: 3 - 11 "فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً وَأَمْسَكَ أَجَاجَ مَلِكَ عَمَالِيقَ حَيّاً, وَحَرَّمَ جَمِيعَ الشَّعْبِ بِحَدِّ السَّيْفِ")
وإن جاءنا الرد المسيحي أن أوامر القتل لم يأمر بها المسيح ولم تكن من أقواله, قلنا :
أ- المسيح عليه السلام لم يأت بدين جديد فقد قال: (متى 5: 17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ.).
ب- لم يكن المسيح عليه السلام ملكا" أو قائدا" ولا توجد تشريعات من أقواله إلا فما ندر.
ج- جاءت بعض العبارات على لسان المسيح مشابهة لما جاء بالعهد القديم مثل:
1-( لوقا 22: 37 "فَقَالَ لَهُمْ "يسوع": لَكِنِ الآنَ مَنْ لَهُ كِيسٌ فَلْيَأْخُذْهُ وَمِزْوَدٌ كَذَلِكَ وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفاً".), فما الذي يفعله من يشتري سيفا" ؟
2-(متى 10: 34 لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً )
3-( لوقا 19: 27 "أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي"). ولا يكون الذبح في الآخرة لأن الاعتقاد المسيحي أن بعث الآخرة بالروح فقط وليس بالجسد والروح.
د- لم يقل المسيح عليه السلام في أي وقت إن عهدي هو العهد الجديد ولا تطبقوا التعليمات والوصايا, بل أصر على الأمر بإتباع الوصايا السابقة.
سؤال للنصارى : هل المسيح هو الله ؟؟
إن قالوا المسيح هو الله وهو أمر بالمحبة والسلام , نسألهم:
هل هو إله جديد أم كان هو نفسه الله في زمن آدم ونوح وإبراهيم عليهم جميعا" السلام .
إن قالوا إله جديد حديث , فهذا نهاية حوارنا معهم , وإن قالوا إله قديم أزلي وهو خالق الكون أو به تم خلق الكون , سألنا : أليس هو القائل اقتلوا الأطفال والشيوخ والنساء ولا تبقوا منهم نسمة, أم أن الكتاب تم تحريفه وفيه أقوال نسبت إلى الله زورا" ؟
وإن قالوا هذا كان في العهد القديم , نسألهم أين قال لكم الله , لا تتبعوا العهد القديم ؟
أين قال لكم المسيح هذا , وليس من جاءوا بعد المسيح ولم يقدموا أي دليل على الوحي الإلهي !!؟, وهل يعني هذا أنكم تعترفون أن الله لم يكن محبة ثم أصبح محبة بعد ذلك بناء على أقول يوحنا ؟.
فصل الرد على أن الله محبة في المسيحية وجبار في الإسلام:
أولا" : توضيح لمعنى الجبار وبيان معنى صفات وأسماء أخرى لله تعالى.
قال الله تعالى : هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ [الحشر : 23]
في تفسير الجلالين: (هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس) الطاهر عما لا يليق به (السلام) ذو السلامة من النقائص (المؤمن) المصدق رسله بخلق المعجزة لهم (المهيمن) من هيمن يهيمن إذا كان رقيبا على الشيء أي الشهيد على عباده بأعمالهم (العزيز) القوي (الجبار) جبر خلقه على ما أراد (المتكبر) عما لا يليق به (سبحان الله) نزه نفسه (عما يشركون) به.
وفي تفسير ابن كثير : (الجبار المتكبر ) أي الذي لا تليق الجبرية إلا له ولا التكبر إلا لعظمته.
والله تعالى } لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ{ [الشورى : 11] ومن أسماءه تعالى الرحمن والرحيم والغفور والرءوف والودود .
قال الله تعالى : }وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ{ [هود : 90]
في التفسير الميسر: واطلبوا من ربِّكم المغفرة لذنوبكم ، ثم ارجعوا إلى طاعته واستمروا عليها. إن ربِّي رحيمٌ كثير المودة والمحبة لمن تاب إليه وأناب يرحمه ويقبل توبته . وفي الآية إثبات صفة الرحمة والمودة لله تعالى كما يليق به سبحانه.
وقال تعالى : } وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ{ [البروج : 14] وفي التفسير الميسر : وهو الغفور لمن تاب ، كثير المودة والمحبة لأوليائه.
ثانيا" : إثبات أن الجبار والمتعال والمخوف هي من أسماء الله تعالى في كتابكم المقدس .
1- ( نحميا 9 : 32 والآن يا الهنا الاله العظيم الجبار المخوف حافظ العهد والرحمة.)
2-( أيوب 9 : 9صَانِعُ النَّعْشِ وَالْجَبَّارِ وَالثُّرَيَّا وَمَخَادِعِ الْجَنُوبِ.)
3- (المزامير 24 : 8مَنْ هُوَ هَذَا مَلِكُ الْمَجْدِ؟ الرَّبُّ الْقَدِيرُ الْجَبَّارُ الرَّبُّ الْجَبَّارُ فِي الْقِتَالِ! )
4- (اشعياء 25 : 11 فيبسط يديه فيه كما يبسط السابح ليسبح فيضع كبرياءه مع مكايد يديه.)
5- (المزامير 47 : 9 ..... لان لله مجان الأرض هو متعال جدا" ).
ثالثا" كيف عرفتم أن الله محبة؟
قال الله تعالى:} وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِير{ [المائدة : 18[
يقول النصارى الله : (خلقنا لأنه يحبنا) و( الله محبة) ، وهذا القول يتناقض مع العقل ومع النصوص ومع التاريخ للأسباب الآتية:
-الإنسان يمرض ويبكي ويتألم ، فالدنيا دار اختبار من أجل الآخرة وليست جنة خلقت من أجل محبة الله تعالى لنا.
- أمر الله تعالى اليهود بقتل الكثير من الناس في العهد القديم، وكل الخلق سواء ولا يمكن أن يكون الله الذي هو محبة في فكرهم، يأمر بعض شعبه الذين خلقهم من أجل المحبة (كما يقولون) لقتل شعوب أخرى يفترض أنه خلقهم من أجل المحبة!.
- قتل بالطوفان وقتل في الحروب الملايين، فأين هي المحبة وأن الله تعالى خلقنا لأنه يحبنا ؟
- لا يوجد التعبير ( الله محبة ) في الكتاب المقدس على لسان أي من أنبياء العهد القديم, أو على لسان المسيح ، فهل يكون فعلا الله محبة ، ويخبئ الله هذا الأمر حتى يأتي يوحنا وبولس في رسائلهم ويقولون الله محبة وحبوا بعضكم فيما غفل المسيح وجميع أنبياء العهد القديم عن هذا ؟
- هل الله تعالى يحب هتلر وشارون ؟
- هل الله تعالى يحب من ألقى القنبلة الذرية فقتل 200 ألف مدني في ثوان ؟
- هل الله تعالى يحب من يكفر به وينشر الفساد ويحب الزناة والقوادين وتجار المخدرات ؟
في الإسلام بين الله تعالى أنه يحب من يستحق , ولا يحب الظالمين والكافرين والمعتدين.
الله يحب:
1- }وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ { ]البقرة : 195[
2- } بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ { ]آل عمران : 76[
3- }وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ { ]المائدة : 42[
الله لا يحب:
1- }وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِين{ ]البقرة:190[.
2- }قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ{
]آل عمران:32[.
3- }وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ{ ]آل عمران:57[.
وقد جاء في (مزمور 5 :4-6):"لأَنَّكَ أَنْتَ لَسْتَ إِلَهاً يُسَرُّ بِالشَّرِّ لاَ يُسَاكِنُكَ الشِّرِّيرُ. لاَ يَقِفُ الْمُفْتَخِرُونَ قُدَّامَ عَيْنَيْكَ. أَبْغَضْتَ كُلَّ فَاعِلِي الإِثْمِ. تُهْلِكُ الْمُتَكَلِّمِينَ بِالْكَذِبِ. رَجُلُ الدِّمَاءِ وَالْغِشِّ يَكْرَهُهُ الرَّبُّ ".
وهو نفس المعنى الخاص بأن الله تعالى يكره فاعلي الإثم.
يقول الله تعالى أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ [القلم :35- 36], والسؤال استنكاري, وبعده جاء قول الله تعالى ما لكم كيف تحكمون هذا الحكم الفاسد " تفسير الجلالين" ؟؟.
هل تعتقدون أنه من العدل أن يحب الله هتلر وموسوليني ويدخلهم الجنة في نفس المنزلة مع يحيي وموسى وأدم وإبراهيم عليهم السلام ؟؟.
الله تعالى يرضى الخير لعباده ولا يرضى لهم الكفر ويفرح الله تعالى بعودة عباده له بالتوبة ويتقبلهم فقد قال الله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر : 53]
ولكن أن نقول إن الله محبة ونقول بالمساواة بين الناس في أعمالهم والخلاص بالإيمان, هذا لم يأت به أي رسول من قبل ولم يقله المسيح عليه السلام في الكتاب المقدس أو في أي موضع أخر.
الله تعالى في الإسلام لا يضيع أجر من أحسن عملا", والمجرمون الذين يحاربون الله ورسوله لهم عذاب جهنم وبئس المصير إن لم يتوبوا إلى الله تعالى.
مع العلم أنه لم يأت لفظ الله محبة على لسان أي من أنبياء العهد القديم ولم يأت على لسان المسيح لأنه غير منطقي وغير معقول, ولكن اللفظ الله محبه أول من قاله هو يوحنا في إنجيله الذي تمت كتابته بعد المسيح بحوالي سبعين عاما" .
فصل : كاتب إنجيل يوحنا حسب المصادر المسيحية والموسوعات العالمية :
بمراجعة مقدمة الكتاب المقدس للكاثوليك أو الموسوعة البريطانية أو أي معجم للكتاب المقدس يحترم القارئ , نجد أن كاتب إنجيل يوحنا , حيث تأخذ أهم التعاليم ومنها ( الله محبة ) يوحنا مجهول كما يلي.
1- الموسوعة البريطانية -تحت عنوان العهد الجديد- الإنجيل وفقا" ليوحنا.
"بالرغم من أن ظاهر الإنجيل يبين أنه كتب بواسطة " يوحنا " الحواري الحبيب للسيد المسيح, لكن هناك الكثير من الجدل حول شخصية الكاتب ... لغة الإنجيل وصيغته اللاهوتية تبين أن الكاتب ربما عاش في فترة حديثة عن "يوحنا" واعتمدت كتابته على تعاليم وشهادة "يوحنا".....كثير من الفصول عن حياة المسيح تم إعادة سردها بترتيب مختلف عن باقي الأناجيل المتناظرة ( متى- مرقس- لوقا) والفصل الأخير يبدو وكأنه إضافة لاحقة تظهر احتمالية أن يكون النص الخاص بالإنجيل مركب.
مكان كتابة الإنجيل وتاريخ الكتابة كذلك غير معلومان, الكثير من العلماء يعتقدون أنه كتب في "أفسس" في أسيا الصغرى, تقريبا" عام 100 ميلادية ". (الموسوعة البريطانية- الإصدار 15-الجزء 14 – ص 977 )
2- الكتاب المقدس للكاثوليك: " وليس لنا أن نستبعد استبعادا" مطلقا" الافتراض القائل بأن يوحنا الرسول هو الذي أنشأه. ولكن معظم النقاد لا يتبنون هذا الاحتمال. فبعضهم يتركون تسمية المؤلف فيصفونه أنه مسيحي كتب باليونانية في أواخر القرن الأول في كنيسة من كنائس آسية حيث كانت تتلاطم التيارات الفكرية بين العالم اليهودي والشرق الذي اعتنق الحضارة اليونانية. وبعضهم
يذكرون يوحنا القديم الذي ذكره بابياس. وبعضهم يضيفون أن المؤلف كان على اتصال بتقليد مرتبط بيوحنا الرسول." ( الكتاب المقدس للكاثوليك- طبعة دار المشرق – ص 287.).
صورة لقديس مسيحي يسمى ( مرقريوس أبو سيفين ).
قصة ( أبى سيفين ):
أبي سيفين هو من جملة القديسين الذين تعظهم الكنيسة الأرثوذكسية وتطلب شفاعتهم ، واسمه مرقوريوس, ولْقب بأبي سيفين لأنه ظهر له ملاك الرب وأهداه سيفًا بجوار سيفه العسكري, وكان هذا السيف هو سّر قوته .. هناك دير للراهبات بمصر القديمة يحمل اسم هذا القديس كما توجد كنيسة باسمه في محافظة الاسماعيلية ..
جاء في إصدار لكنيسة مارجرجس باسبورتنج بالإسكندرية. Butler, November 25. عن هذا القديس ما يلي :
نشأته : ولد حوالي سنة 224م بمدينة رومية من أبوين وثنيين سمّياه فيلوباتير أي محب الآب، وكان أبوه ياروس ضابطًا رومانيًا وفيلوباتير جنديًا ناجحًا وشجاعًا.
وحدث أن أغار البربر على مدينة روما وهدّدوها حتى خاف الإمبراطور وانزعج، إلا أن فيلوباتير ( ابو سيفين ) طمأنه وشجّعه ثم قام بنفسه بقيادة الجيش الإمبراطوري.
وظهر له ملاك الرب بلباس مضيء واقترب منه وهو حامل بيده اليمنى سيفًا لامعًا وناداه قائلاً: "يا مرقوريوس عبد يسوع المسيح لا تخف ولا يضعف قلبك بل تقوّ وتشجّع، وخذ هذا السيف من يدي وامضِ به إلى البربر وحاربهم ولا تنسى الرب إلهك متى ظفرت. أنا ميخائيل رئيس الملائكة قد أرسلني اللَّه لأعلمك بما هو مُعد لك، لأنك ستنال عذابًا عظيمًا على اسم سيدنا يسوع المسيح له المجد، ولكني سأكون حافظًا لك وسأقوّيك حتى تكمل شهادتك.
فتناول القديس السيف من يد الملاك بفرحٍ، وما أن أمسكه حتى شعر بقوة إلهية تملأه، ثم مضى بالسيفين (سيفه الخاص والسيف الآخر الذي سلّمه له الملاك) وهجم على البربر فأهلكهم مع ملكهم وقتل منهم العدد الكثير ، فجعل الدماء تسيل.
فكيف يتم تخليد قاتل , يحارب بالسيف واعطاه ملاك الرب سيفا" أخر ليقتل به, ثم تقولون نحن أهل المحبة. ؟????((((الإسلام يتحدى خصومه.
حرية الاعتقاد في الإسلام :
جاء في موسوعة قصة الحضارة – "وول ديورانت" عن فتح مصر في القرن السابع الميلادي: وكان المسيحيون اليعاقبة (الارثوذكس) في مصر قد قاسوا الأمرَّين من جراء اضطهاد بيزنطية (الكاثوليك )؛ ولهذا رحبوا بقدوم المسلمين، وأعانوهم على استيلاء منفيس، وأرشدوهم إلى الإسكندرية، ولما سقطت تلك المدينة في يد عمرو بعد حصار دام ثلاثة عشر شهراً (عام 641) ...حال عمرو بين العرب وبين نهب المدينة وفضل أن يفرض عليها الجزية. ولم يكن في وسعهِ أن يدرك أسباب الخلافات الدينية بين المذاهب المسيحية المختلفة، ولذلك منع أعوانه اليعاقبة ( الارثوذكس ) أن ينتقموا من خصومهم الملكانيين (الكاثوليك )، وخالف ما جرت عليه عادة الفاتحين من أقدم الأزمنة فأعلن حرية العبادة لجميع أهل المدينة.[7]
وجاء في موسوعة قصة الحضارة عن التسامح الديني في العصر الأموي: ولقد كان أهل الذمة المسيحيون، والزرادشتيون واليهود، والصابئون، يستمتعون في عهد الخلافة الأموية بدرجة من التسامح لا نجد لها نظيراً في البلاد المسيحية في هذه الأيام. فلقد كانوا أحراراً في ممارسة شعائر دينهم، واحتفظوا بكنائسهم ومعابدهم، ولم يفرض عليهم أكثر من ارتداء زي ذي لون خاص وأداء فرضة عن كل شخص، تختلف باختلاف دخله وتتراوح بين دينار وأربعة دنانير (من 4.75 إلى 19 دولاراً أمريكياً) سنويا". ولم تكن هذه الضريبة تفرض إلا على غير المسلمين القادرين على حمل السلاح، ويعفى منها الرهبان والنساء والذكور الذين هم دون سن البلوغ، والأرقاء، والشيوخ، والعجزة، والعمى والفقر. وكان الذميون يعفون في نظير هذه الضريبة من الخدمة العسكرية ولا تفرض عليهم الزكاة.
وأصبح المسيحيون الخارجون على كنيسة الدولة البيزنطية والذين كانوا يلقون صوراً من الاضطهاد على يد بطارقة القسطنطينية، وأورشليم، والإسكندرية، وإنطاكية، أصبح هؤلاء الآن أحراراً آمنين تحت حكم المسلمين الذين لم يكونوا يجدون لنقاشهم ومنازعاتهم معنى يفهمونه، ولقد ذهب المسلمون في حماية المسيحيين إلى أبعد من هذا، إذ عين والي إنطاكية في القرن التاسع الميلادي حرساً خاصاً ليمنع الطوائف المسيحية المختلفة من أن يقتل بعضها بعضاً في الكنائس.
وعلى الرغم من خطة التسامح الديني التي كان ينتهجها المسلمون الأولون، أو بسبب هذه الخطة، اعتنق الدين الجديد معظم المسيحيين، وجميع الزرادشتيين، والوثنيين إلا عدداً قليلاً جداً منهم، وكثيرون من اليهود في آسية، ومصر وشمالي أفريقية.[8]
وجاء في موسوعة قصة الحضارة عن فتح أسبانيا في القرن الثامن الميلادي: وعامل الفاتحون أهل البلاد معاملة لينة طيبة....، وأطلقوا لهم من الحرية الدينية ما لم تتمتع به أسبانيا إلا في أوقات قليلة نادرة.[9]
وجاء أيضا" عن وضع اليهود في البلاد الإسلامية :
ويمكن القول عموماً إن حظ اليهود في الأقطار الإسلامية كان خيراً من حظهم في الأقطار المسيحية. وقد وصفت الليدي ماري ورتلي مونتجيو، ربما في شيء من المبالغة حالهم في تركيا عام 1717 فقالت: "إن اليهود... يتمتعون بسلطان لا يصدق في هذا البلد. فلهم امتيازات كثيرة يفوقون فيها جميع الأهالي الأتراك أنفسهم.[10]
وجاء أيضا" عن سليمان القانوني السلطان العثماني في القرن السادس عشر :
وفي مجال التسامح الديني كان سليمان أجرأ وأكرم من أنداده المسيحيين الذين ذهبوا إلى أن الانسجام الديني أمر ضروري للقوة الوطنية. ولكن سليمان رخص للمسيحيين واليهود في ممارسة ديانتهم في حرية تامة، وقال الكاردينال بول "إن الأتراك لا يلزمون الآخرين باعتناق عقيدتهم، ولهذا الذي لا يهاجم ديانتهم، أن يفصح عن أية عقيدة يعتنقها، وهو آمن. وفي نوفمبر 1561 حين كانت إسكتلنده وإنجلترا وألمانيا اللوثرية تعتبر الكثلكة جريمة، كما كانت إيطاليا وأسبانيا تعتبران البروتستانتية جريمة، أمر سليمان بالإفراج عن سجين مسيحي، "غير راغب في تحويل أي فرد عن دينه بالقوة". لقد جعل من إمبراطورية مأوى آمناً لليهود الفارين من محاكم التفتيش في إسبانيا والبرتغال.[11]
كتب الشيخ محمد الغزالي: الإسلام ما قام يوما", ولن يقوم على إكراه.لأنه واثق من نفاسة وسمو تعاليمه وجودة شرائعه.فكل ما يريده أن يجد مكانا" في السوق العامة يعرض فيه ما لديه على العيون المتطلعة. فإذا لم تكن جودة الشيء هي التي تغري بالإقبال عليه وقبوله فلا كان قبول ولا كان إقبال..!, وهذا سر قانونه الوثيق: لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [البقرة : 256], وقد يضطر الإسلام لقتال لم يشعل ناره, أتظنه إذا أنتصر في هذا القتال, أتظنه يلزمهم بترك شركهم واعتناق عقيدة التوحيد ؟؟ .... لا.... فالله تعالى قال: وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ [التوبة : 6], إنه لم يقل له: فإذا سمع كلام الله فأمره أن يترك دينه وليتبع دينك الحق, بل قال له أطلق سراحه ورده آمنا" إلى وطنه. فإذا أحب أن يدخل في الإسلام فسيأتي طائعا" لا كارها".[12]
إن أي قراءة منصفة للتاريخ الإسلامي, تبين كذب الادعاء الخاص بانتشار الإسلام بالسيف, ومن الدلائل العقلية البسيطة لدحض هذه الفرية :
1- بدأ الإسلام بفرد واحد وهو الرسول عليه الصلاة والسلام, فكيف يكون انتشر بالسيف ؟
2-عندما انضم للرسول عليه الصلاة والسلام عدد من المؤمنين كانوا قلة أخرجهم أهلهم من أرضهم ومالهم.
3- أكبر كثافة وتجمع للمسلمين موجود في شرق أسيا في حين أنه لم تصل الفتوحات الإسلامية لبلدانهم (اندونيسيا , ماليزيا ), وفي أفريقيا فلم تصل الفتوحات الإسلامية لكثير من البلاد التي بها نسبة عالية من المسلمين.
4- كثير من غير المسلمين عاشوا طوال التاريخ في بلاد تحت الحكم الإسلامي مثل سوريا ومصر ولبنان والأردن ولا يزال وجودهم ووجود كنائسهم شاهدا" على التسامح الديني ونافيا" لشبهة إجبار السكان على الدخول في الإسلام أو استخدام السيف لنشر الإسلام.
5- حسب الإحصائيات العالمية تزداد نسبة الداخلين في الإسلام يوما" بعد يوم , وتطالعنا مركز البحوث بعناوين مثل ( الإسلام أكثر الأديان نموا" في العالم ) وغيرها من العناوين والنتائج التي تبين ازدياد عدد معتنقي الإسلام بلا حرب ولا سيف ولا إجبار ولا اضطهاد كما يدعي البعض.
القتل والقتال:
الشريعة الإسلامية لا توجد بها نصوص تحض على قتل من لا يؤمنون بغير الإسلام, وهناك فرق بين القتل والقتال, فالقتال هو حرب جيش أو قوات , أما القتل فهو إبادة لمدنيين غير مقاتلين ولم يحدث في التاريخ الإسلامي مذابح للمدنيين كما قامت بها ولا تزال العديد من الطوائف والفرق غير المسلمة.
إن الآية التي يستشهد بها من يدعي أن الإسلام يأمر بالقتال (وليس قتل المدنيين) هي:
قول الله تعالى: قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ [التوبة : 29], لقد قال الله تعالى في نفس السورة: "وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ". التوبة 6-7
فلم يقل اقتله, ولا تستبق منهم نسمة, وخذ أمواله, وأبقر بطن امرأته الحامل, واقتل أطفاله, واقتل حماره, ولا يصح الاستدلال من قول وإهمال باقي الأقوال فالأمانة العلمية في البحث تحتم أن يتم وضع كل الآيات والأحاديث التي تتحدث عن موضوع ما من أجل دراسته وليس كما يفعل البعض بادعاء أن القرآن الكريم يقول بالثالوث أو بألوهية المسيح أو يمدح معتقد النصارى أو يمدح الكتاب المقدس.
كيف هو قتال المسلمين ؟ أهو مثل ما جاء بالكتاب المقدس ؟ .
في صحيح مسلم أن الرسول عليه الصلاة والسلام : (إذا أمر أمير على جيش أو سرية ، أوصاه خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا . ثم قال ( اغزوا باسم الله . وفي سبيل الله . قاتلوا من كفر بالله . اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا . وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال ( أو خلال ) . فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم . ثم ادعهم إلى الإسلام . فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم . ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين . وأخبرهم أنهم ، إن فعلوا ذلك ، فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين . فإن أبوا أن يتحولوا منها، فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين. يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين. ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء . إلا أن يجاهدوا مع المسلمين. فإن هم أبوا فسلهم الجزية. فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم. فإن هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم... الحديث.[13]
ومن وصايا أبى بكر الصديق لقائد جيشه: “لا تخونوا ولا تغلوا ولا تمثلوا ولا تقتلوا طفلاً صغيراً ولا شيخاً كبيراً ولا تقطعوا نخلاً ولا تحرقوه ولا تقطعوا شجرة مثمرة ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمأكلة وسوف تمرون على قوم فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له”.
فأين أوامر قتل المدنيين في الإسلام ومتى فعل المسلمون هذا ؟, فإن كان القتل هو سلوك وأسلوب المسلمين لما بقيت نسمة واحدة على غير الإسلام في بلاد الإسلام ومنها مصر والشام, ولما بقيت كنيسة أو دير منذ العصور الإسلامية حتى الآن.
البخاري- ح 3015
عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضى الله عنهما - قَالَ وُجِدَتِ امْرَأَةٌ مَقْتُولَةً فِى بَعْضِ مَغَازِى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ .
مسلم – ح 4645
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ امْرَأَةً وُجِدَتْ فِى بَعْضِ مَغَازِى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَقْتُولَةً فَأَنْكَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَتْلَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ.
الموطأ
969 - حَدَّثَنِى يَحْيَى عَنْ مَالِكٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنِ ابْنٍ لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ - قَالَ حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبٍ أَنَّهُ - قَالَ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الَّذِينَ قَتَلُوا ابْنَ أَبِى الْحُقَيْقِ عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ - قَالَ - فَكَانَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يَقُولُ بَرَّحَتْ بِنَا امْرَأَةُ ابْنِ أَبِى الْحُقَيْقِ بِالصِّيَاحِ فَأَرْفَعُ السَّيْفَ عَلَيْهَا ثُمَّ أَذْكُرُ نَهْىَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَأَكُفُّ وَلَوْلاَ ذَلِكَ اسْتَرَحْنَا مِنْهَا.
حَدَّثَنِى يَحْيَى عَنْ مَالِكٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَتَبَ إِلَى عَامِلِ جَيْشٍ كَانَ بَعَثَهُ إِنَّهُ بَلَغَنِى أَنَّ رِجَالاً مِنْكُمْ يَطْلُبُونَ الْعِلْجَ حَتَّى إِذَا أَسْنَدَ فِى الْجَبَلِ وَامْتَنَعَ قَالَ رَجُلٌ مَطْرَسْ - يَقُولَ لاَ تَخَفْ - فَإِذَا أَدْرَكَهُ قَتَلَهُ وَإِنِّى وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لاَ أَعْلَمُ مَكَانَ وَاحِدٍ فَعَلَ ذَلِكَ إِلاَّ ضَرَبْتُ عُنُقَهُ. 449/2 قَالَ يَحْيَى سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ لَيْسَ هَذَا الْحَدِيثُ بِالْمُجْتَمَعِ عَلَيْهِ وَلَيْسَ عَلَيْهِ الْعَمَلُ. وَسُئِلَ مَالِكٌ عَنِ الإِشَارَةِ بِالأَمَانِ أَهِىَ بِمَنْزِلَةِ الْكَلاَمِ فَقَالَ نَعَمْ وَإِنِّى أَرَى أَنْ يُتَقَدَّمَ إِلَى الْجُيُوشِ أَنْ لاَ تَقْتُلُوا أَحَدًا أَشَارُوا إِلَيْهِ بِالأَمَانِ لأَنَّ الإِشَارَةَ عِنْدِى بِمَنْزِلَةِ الْكَلاَمِ وَإِنَّهُ بَلَغَنِى أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ قَالَ مَا خَتَرَ قَوْمٌ بِالْعَهْدِ إِلاَّ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْعَدُوَّ. [1]
رقم
الغزوة
عدد قتلى المشركين
عدد شهداء المسلمين
التاريخ هجري
ملاحظات
1
بعث عبد الله بن جحش
1
-
2
2
غزوة بدر
70
14
2
3
غزوة السويق
-
2
2
4
بعث كعب بن الأشرف
1
-
3
5
غزوة أحد
22
70
3
6
غزوة حمراء الأسد
1
-
3
7
بعث الرجيع
-
7
3
8
بعث بئر معونة
-
27
3
9
غزوة الخندق
3
6
5
10
غزوة بني قريظة
600
-
5
قُتلوا بالتحكيم, وتم تنفيذ الحكم بناء على خيانتهم للمسلمين وتأمرهم عليهم, فليسوا ضحايا قتال, بل حكم قضائي بمن ارتضوا حكمه.
11
بعث عبد الله بن عتيك
1
-
5
12
غزوة ذي قرد
1
2
6
13
غزوة بني المصطلق
-
1
6
14
غزوة خيبر
2
20
7
15
غزوة وادي القرى
-
1
7
16
غزوة مؤنة
-
11
8
17
فتح مكة
17
3
8
18
غزوة حنين
84
4
8
19
غزوة الطائف
-
13
8
20
غزوة تبوك
-
-
9
المجموع
203
183
المجموع الكلي للجانبين 386
نقلا" عن كتاب الإسلام والآخر – للدكتور محمد عمارة – عن الدرر في اختصار المغازي والسير – ابن عبد البر- تحقيق د شوقي ضيف- طبعة القاهرة 1966 م.
مصدر أخر أضاف الستمائة قتلى التحكيم في غزوة بني قريظة , وأضاف ضحايا توفوا بعد المعارك أو أثناء السير إليها , فأعطى أرقاما" تزيد بحوالي 300 قتيل كما يلي :
مجموع من سقطوا في القتال بين المسلمين والكفار، خلال حياة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - كان كالآتي:
- سرايا استطلاع : ( المسلمون = 197 ) - ( الكفار = 35 ).
- معـارك حـربيـة : ( المسلمون = 129 ) - ( الكفار = 865).
- الـمــجــمـــــوع : ( المسلمون = 326 ) - ( الكفار = 900 ).
- المجموع الكلى لكلا الجانبين = 1226 .
نقلا" عن اللواء أحمد عبد الوهاب رحمه الله فى كتابه ( الحروب المشروعة فى الأديان ) ص 44
( حاشية: اللواء دكتور محمد صلاح الدين كامل: رسالة دكتوراه موضوعها: مبادئ الحرب بين المدارس العسكرية التقليدية والإسلامية - دراسة مقارنة. أكاديمية ناصر العسكرية العليا. القاهرة .(
ولنقارن هذا بما ذكره المنصرون من أن شارلمان قتل فى يوم واحد 4500 سكسونى رفضوا التحول إلى المسيحية, فهذا يعطى الإجابة الحاسمة عن السؤال الهام : أى دين انتشر بالسيف : المسيحية أم الإسلام ؟
معاهدة عمر بن الخطاب مع أهل بيت المقدس (15 هجرية)
صالح عمر أهل إيليا- (يعنى بيت المقدس)- بالجابية وكتب لهم فيها الصلح لكل كورة كتاباً واحداً ما خلا أهل إيليا. وأما سائر كتبهم فعلى كتاب لد على ما سيأتي بعد هذا:
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيليا من الأمان. أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم وسقيمها وبريئها وسائر ملتها.
أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينتقص منها ولا من حيزها ولا من صليبهم ولا من شئ من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم ولا يضار أحد منهم ولا يسكن بإيليا معهم أحد من اليهود.
وعلى أهل إيليا أن يعطوا الجزية كما يعطى أهل المدائن. وعليهم أن يخرجوا منها الروم واللصوت. فمن أخرج منهم فإنه آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم، ومن أقام منهم فهو آمن وعليه مثل ما على أهل إيليا من الجزية يبلغوا مأمنهم، ومن أقام منهم فهو أمن وعليه مثل ما على أهل إيليا من الجزية ومن أحب من أهل إيليا أن يسير بنفسه وماله مع الروم يخلى بيعهم وصلبهم حتى بلغوا أمنهم، ومن كان بها من أهل الأرض قبل مقتل فلان فمن شاء منهم قعد وعليه ما على أهل إيليا من الجزية، ومن شاء صار مع الروم، ومن شاء رجع إلى أهله. فإنه لا يؤخذ منهم شئ حتى يحصد حصادهم.
وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية.
شهد على ذلك خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعبد الرحمن بن عوف ومعاوية بن أبى سفيان وكتب وحضر سنة خمس عشر.
صلح نجران (10 هجرية)
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما كتب محمد النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل نجران إذ كان عليهم حكمه في كل ثمرة وفى كل صفراء وبيضاء ورقيق فأفضل ذلك عليهم وترك ذلك كله لهم على ألفى حلة من حلل الأواقي: في كل رجب ألف حلة وفى كل صفر ألف حلة، ومع كل حلة أوقية من فضة. فما زادت على الخراج أو نقصت عن الأواقي فبالحساب، وما قضوا من دروع أو خيول أو ركاب أو عروض أخذ منهم بالحساب. وعلى نجران مؤنه رسلي ومتعتهم ما بين عشرين يوماً فما دون ذلك ولا تحبس فوق شهر.
وعليهم عارية ثلاثين درعاً وثلاثين فرساً وثلاثين بعيراً إذا كان كيد باليمين ومعرة. وما هلك مما أعاروا رسلي من دروع أو خيل أو ركاب أو عروض فهو ضمين على رسلي حتى يؤدوه إليهم.
ولنجران وحاشيتها جوار الله وذمة محمد النبي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على أموالهم وأنفسهم وملتهم وغائبهم وشاهدهم وعشيرتهم وبيعهم وكل ما تحت أيديهم من قليل أو كثير لا يغيب أسقف من أسقفيته ولا راهب من رهبانيته ولا كاهن من كهانته. وليس عليهم دنية ولا دم جاهلية. ولا يحشرون ولا يعشرون ولا يطأ أرضهم جيش. ومن سأل منهم حقاً فبينهم النصف غير ظالمين ولا مظلومين.
ومن أكل ربا من ذي قبل فذمتي منه برئته. ولا يؤخذ رجل منهم بظلم آخر.
وعلى ما في هذا الكتاب جوار الله وذمة محمد النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يأتي الله بأمره ما نصحوا وأصلحوا ما عليهم غير مثقلين بظلم.
شهد أبو سفيان بن حرب وغيلان بن عمرو ومالك بن عوف من بني النضر والأقرع بن حابس الحنظلي والمغيرة بن شعبة.
وكتب لهم هذا الكتاب عبد الله بن أبى بكر.
(وقال يحيى بن آدم وقد رأيت كتاباً في أيدي النجرانيين كانت نسخته شبيهة بهذه النسخة وفى أسفله: وكتب على بن أبو (كذا) طالب ولا أدرى ماذا أقول فيه).
حد الردة في الإسلام :
يفرق الإسلام بين حرية الاعتقاد فيكون دخول الشخص للإسلام اختياريا" ناتجا" عن اقتناع وإيمان (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ....[البقرة : 256]
وبين الخروج من الإسلام والعودة إليه متى شاء !! على طريقة بعض اليهود الذين قالوا (وَقَالَت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُواْ بِالَّذِيَ أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [آل عمران : 72])
فالإسلام نظام متكامل وليس شعائر وعبادات فقط, فيعتبر الخروج على الإسلام مثل الخروج على الدولة ممن تحاكمهم الدول بتهمة الخيانة العظمى. ويفرق الإسلام بين من يجهر بالخروج على الإسلام ويحاربه وبين من يبطن الكفر ولا يجهر به. بالإضافة إلى أنه من يدخل الإسلام وهو يعلم بوجود حد للردة في الإسلام لن يدخل إلا عن قناعة كاملة.
المعترض على حد الردة أما أن يكون من:
أ- اليهود والنصارى.
ب- المسلمين.
ج- الملحدين.
أ- الرد على اليهود والنصارى:
حد الردة موجود بكتابكم فلا يحق لكم الحديث حوله, وفي الإسلام تتم استتابة الشخص, فإن عاد في أقواله لا يتم تطبيق عليه الحد, أما عندكم فجاء الحكم بالقتل بدون استتابة, كما تم بيانه في الفصول السابقة.
ب- الرد على المسلمين:
المسلم أمام هذا الأمر وجب عليه التسليم لله تعالى, فإذا ثبت عندنا أمر أنه من عند الله تعالى , وجب السمع والطاعة. قال الله تعالى: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ [البقرة : 285]
وقال تعالى : إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [النور : 51]
ج- الرد على الملحدين: وجب على الملحد الحديث أولا" حول وجود الله تعالى وشرائعة وهل يجب علينا السمع والطاعة لحكم الخالق أم لا يجب علينا الاهتمام بأوامره. فلا جدوى من نقاش الملحدين في التشريعات مثل لماذا هناك حد للردة ولماذا هناك 5 صلوات في الإسلام وليس صلاة واحدة ولماذا الصيام في شهر رمضان وليس شوال.
الجزية في الإسلام :
عند الحديث حول الفتوحات الإسلامية وشبهة انتشار الإسلام بالسيف, يتطرق الحديث إلى الجزية, وربما يبالغ البعض ويقول لقد دخل أهل البلاد المفتوحة مثل مصر والشام للإسلام ليس هربا" من السيف بل هربا" من الجزية !.
هذا مع أن الإسلام لم يكن أول من نادى بأخذ الجزية، كما لم يكن المسلمون كذلك أول الأمم حين أخذوا الجزية من الأمم التي دخلت تحت ولايتهم، فإن أخذ الأمم الغالبة للجزية من الأمم المغلوبة كان أمرا" معتادا" في التاريخ البشري.
الجزية في المسيحية:
عندما سأل اليهود السيد المسيح (حسب العهد الجديد) عن رأيه في أداء الجزية التي كانوا يدفعونها للرومان, أقر بحق القياصرة في أخذها ( متى 22 : 17 فَقُلْ لَنَا مَاذَا تَظُنُّ؟ أَيَجُوزُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ أَمْ لاَ؟» 18فَعَلِمَ يَسُوعُ خُبْثَهُمْ وَقَالَ: «لِمَاذَا تُجَرِّبُونَنِي يَا مُرَاؤُونَ؟ 19أَرُونِي مُعَامَلَةَ الْجِزْيَةِ». فَقَدَّمُوا لَهُ دِينَاراً. 20 فَقَالَ لَهُمْ: «لِمَنْ هَذِهِ الصُّورَةُ وَالْكِتَابَةُ؟» 21 قَالُوا لَهُ: «لِقَيْصَرَ». فَقَالَ لَهُمْ: «أَعْطُوا إِذاً مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلَّهِ لِلَّهِ».).
وقد دفعها المسيح بنفسه فقد قال لسمعان : ( متى17 : 27 اذْهَبْ إِلَى الْبَحْرِ وَأَلْقِ صِنَّارَةً وَالسَّمَكَةُ الَّتِي تَطْلُعُ أَوَّلاً خُذْهَا وَمَتَى فَتَحْتَ فَاهَا تَجِدْ إِسْتَارا (عملة معدنية )ً فَخُذْهُ وَأَعْطِهِمْ عَنِّي وَعَنْكَ».
كما يعتبر العهد الجديد أداء الجزية للسلاطين حقاً مشروعاً، بل يجعله أمراً دينياً، إذ يقول بولس: (رومية 13 : 7 "فأعطوا الجميع حقوقهم، الجزية لمن له الجزية، الجباية لمن له الجباية...).
مقدار الجزية وعلى من تجب:
ذكر "وول ديورانت " في موسوعة الحضارة مقدار الجزية التي كان يأخذها المسلمين فقال إن المبلغ يتراوح بين دينار وأربعة دنانير (من 4.75 إلى 19 دولاراً أمريكياً) سنويا". وأنه يعفى منها الرهبان والنساء والذكور الذين هم دون سن البلوغ، والأرقاء، والشيوخ، والعجزة، والعمى والفقراء. وكان الذميون يعفون في نظير هذه الضريبة من الخدمة العسكرية ولا تفرض عليهم الزكاة.
وكتب آدم ميتز: "كان أهل الذمة يدفعون الجزية، كل منهم بحسب قدرته، وكانت هذه الجزية أشبه بضريبة الدفاع الوطني، فكان لا يدفعها إلا الرجل القادر على حمل السلاح، فلا يدفعها ذوو العاهات، ولا المترهبون، وأهل الصوامع إلا إذا كان لهم يسار".[14]
وقد جاء في عهد خالد بن الوليد لأهل الحيرة: "أيما شيخ ضعف عن العمل أو أصابته آفة من الآفات، أو كان غنياً فافتقر وصار أهل دينه يتصدقون عليه طرحت جزيته وأعيل من بيت مال المسلمين وعياله" وقد طبق عمر رضي الله عنه هذا المبدأ الإسلامي العظيم حين مر بشيخ كبير يسأل الناس الصدقة، فلما سأله وعلم أنه من أهل الجزية، أخذ بيده إلى بيته وأعطاه ما وجده من الطعام واللباس، ثم أرسل إلى خازن بيت المال يقول له: "انظر إلى هذا وأمثاله فأعطهم ما يكفيهم وعيالهم من بيت مال المسلمين.
مقدار الجزية في الإسلام:
ذهب الأمام أبو حنيفة إلى تقسيم الجزية إلى فئات ثلاث:
1- أعلاها وهي 48 درهماً في السنة على الأغنياء مهما بلغت ثرواتهم. ( وهي تقدر بـ 136 جراما من الفضة) لأن الدرهم يساوي ( 2,832 جراما).(جرام الفضة يقدر بأقل من جنيه مصري واحد).
2- وأوسطها وهي 24 درهماً في السنة على المتوسطين من تجار وزرّاع.
3- وأدناها وهي 12 درهماً في السنة على العمال المحترفين الذين يجدون عملاً. [15]
وهذا مبلغ لا يكاد يذكر مقارنة بما يدفعه المسلم من زكاة ماله فحسب، فلو أن هناك مسلماً يملك مليون درهم لوجب عليه في زكاة ماله خمسة وعشرون ألف درهم بنسبة اثنين ونصف بالمائة وهو القدر الشرعي لفريضة الزكاة, ولو أن هناك جاراً له مسيحياً يملك مليون درهم أيضاً لما وجب عليه في السنة كلها إلا ثمانية وأربعون درهماً فقط. فأين يكون الاستغلال والظلم في مثل هذا النظام ؟!.
قال صلى الله عليه وسلم في التحذير من ظلم أهل الذمة وانتقاص حقوقهم: (( من ظلم معاهداً أو انتقصه حقه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة)) .[16]
أما المقابل لمبلغ الجزية فهذا ما نقله الإمام القرافي عن الإمام ابن حزم عن إجماع المسلمين من وجوب حمايتهم ولو كانت الكلفة الموت في سبيل ذلك فقال: "من كان في الذمة، وجاء أهل الحرب إلى بلادنا يقصدونه، وجب علينا أن نخرج لقتالهم بالكراع والسلاح، ونموت دون ذلك، صوناً لمن هو في ذمة الله تعالى وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم، فإن تسليمه دون ذلك إهمال لعقد الذمة".[17]
فهل جاء بالتاريخ عدل وإنصاف قريب مما قدمه الإسلام ؟؟
War and military action
These figures include deaths of civilians from diseases, famine, and atrocities as well as deaths of soldiers in battle.
• 45,000,000-68,000,000 - World War II (1937-1945)
• 33,000,000-36,000,000 - An Lushan Rebellion (756-763)
• 30,000,000-60,000,000 - Mongol Conquests (13th century)
• 25,000,000 - Manchu Conquest of Ming China (1616-1644)
• 20,000,000-50,000,000 - Taiping Rebellion (1851-1864)
• 17,000,000 - Timur Lenk's conquests (1370-1405)
• 15,000,000-66,000,000 - World War I (1914-1918) the larger number includes Spanish flu deaths .
• 10,000,000-25,000,000 - Sino-Japanese War (1931-1945)
• 5,000,000-9,000,000 - Russian Civil War (1917-1921)
• 3,800,000 - Second Congo War (1998-2004)
• 3,500,000-6,000,000 - Napoleonic Wars (1804-1815)
• 3,000,000-8,000,000 - Thirty Years War (1618-1648)
• 2,500,000-3,500,000 - Korean War (1950-1953)
• 2,300,000-3,100,000 - Vietnam War (entire war 1945-1975)
o 300,000-1,300,000 - First Indochina War (1945-1954)
o 100,000-300,000 - Vietnamese Civil War (1954-1960)
o 1,750,000-2,100,000 - American phase (1960-1973)
o 170,000 - Final phase (1973-1975)
o 175,000-1,150,000 - Secret War (1962-1975)
• 2,000,000-4,000,000 - French Wars of Religion (1562-1598)
• 1,500,000-2,000,000 - Afghanistan (1979-2001)
o 1,000,000-1,500,000 Soviet invasion (1979-1989)
• 1,300,000-6,100,000 - Chinese Civil War (1928-1949) note that this figure excludes World War II casualties
o 300,000-3,100,000 before 1937
o 1,000,000-3,000,000 after World War II
• 1,000,000-1,200,000 - Seven Years' War (1756-1763)
• 1,000,000 - Iran-Iraq War (1980-1988)
• 1,000,000 - Sudanese Civil War (1983-2002)
• 1,000,000 - Biafran War (1967-1970)
• 1,000,000 - Aztec conquests (1427-1519)
• 900,000-1,000,000 - Mozambique Civil War (1976-1993)
• 800,000 - Congo Civil War (1991-1997)
• 558,052 - American Civil War (1861-1865)
• 550,000 - Somalian Civil War (1988 - )
• 500,000 - Angolan Civil War (1975-2002)
• 500,000 - Ugandan Civil War (1979-1986)
• 400,000-1,000,000 - War of the Triple Alliance in Paraguay (1864-1870)
• 360,000-1,000,000 - Spanish Civil War (1936-1939)
• 300,000 - First Burundi Civil War (1972)
• 300,000-3,000,000 - Indo-Pakistani War of 1971 and Bangladesh Liberation War
• 300,000-2,000,000 - Mexican Revolution (1910-1920)
• 278,000 - 1992-1995 war in Bosnia
• 270,000-300,000 - Crimean War (1854-1856)
• 230,000-1,400,000 - Ethiopian Civil War (1974-1991)
• 220,000 - Liberian Civil War (1989 - )
• 200,000-800,000 - Warlord era in China (1917-1928)
• 200,000 - Sierra Leone Civil War (1991-2000)
• 200,000 - Guatemaltec Civil War (1960-1996)
• 190,000 - Franco-Prussian War (1870-1871)
• 150,000 - Lebanese Civil War (1975-1990)
• 150,000 - North Yemen Civil War (1962-1970)
• 150,000 - Russo-Japanese War (1904-1905)
• 120,000 - Algerian Civil War (1991 - )
• 100,500 - Chaco War (1932-1935)
• 100,000 - Gulf War (1991)
• 100,000-1,000,000 - Algerian War of Independence (1954-1962)
• 75,000 - Ethiopia-Eritrea War (1998-2000)
• 75,000 - El Salvador Civil War (1980-1992)
• 75,000 - Second Boer War (1898-1902)
• 69,000 - Peru/Shining Path conflict (1980 - )
• 60,000 - Sri Lanka/Tamil conflict (1983-)
• 35,000 - Finnish Civil War (1918)
• 30,000-100,000 - American led invasion and occupation of Iraq (2003 - )
• 30,000 - Turkey/PKK conflict (1984 - )
• 30,000 - Sino-Vietnamese War (1979)
• 20,000 - 49,600 U.S. invasion of Afghanistan
• 13,000 - South Yemen Civil War (1986)
• 7,000 - Kosovo War (1996-1999)
• 5,000 - Turkish invasion of Cyprus (1974)
• 3,000 - Northern Ireland conflict. (1969 - 1998)
• 3,000 - Civil war in Côte d'Ivoire (2002 - )
• 2,000 - Football war (1969)
• 1,500 - Romanian Revolution (December 1989)
• 1,000 - Zapatista uprising in Chiapas (1994)
• 1,000 - Falklands War (1982)
• 537-3,000 - Operation Just Cause (Panama, 1989)?????(((نصوص القتل في الكتاب المقدس
يحدثنا الكتاب المقدس وهو كتاب أهل المحبة عن الأوامر المنسوبة لله تعالى والتي تبين شروط القتال والحصار وأخذ السبايا .
وتبين وجوب قتل الأطفال والنسساء والشيوخ وحتى الحيوان , كما تبين القصص التي حدثت وكيف شقوا بطون الحوامل بأمر الرب إلههم , إله المحبة.
وسنعرض النصوص بدون تعليق :
1- (التثنية 20 : 16 " وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيباً فلا تستبق منها نسمة ")
2- (حزقيال 9: 6 وَاضْرِبُوا لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ.)
3- ( إشعيا 13 : 16 يقول الرب : "وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساؤهم")
4- (هوشع 13 : 16 يقول الرب : "تجازى السامرة لأنها تمردت على إلهها بالسيف يسقطون تحطم أطفالهم والحوامل تشق")
5- ( العدد 31: 17-18 "فَالآنَ اقْتُلُوا كُل ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ وَكُل امْرَأَةٍ عَرَفَتْ رَجُلاً بِمُضَاجَعَةِ ذَكَرٍ اقْتُلُوهَا لكِنْ جَمِيعُ الأَطْفَالِ مِنَ النِّسَاءِ اللوَاتِي لمْ يَعْرِفْنَ مُضَاجَعَةَ ذَكَرٍ أَبْقُوهُنَّ لكُمْ حَيَّاتٍ")
6- ( يشوع 6: 22-24 " وَأَخَذُوا الْمَدِينَةَ. وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ, مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ 7- حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ. ... وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا. إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ")
8- ( يشوع 11: 10-12 "وَضَرَبُوا كُلَّ نَفْسٍ بِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمُوهُمْ. وَلَمْ تَبْقَ نَسَمَةٌ. وَأَحْرَقَ حَاصُورَ بِالنَّارِ. فَأَخَذَ يَشُوعُ كُلَّ مُدُنِ أُولَئِكَ الْمُلُوكِ وَجَمِيعَ مُلُوكِهَا وَضَرَبَهُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمَهُمْ كَمَا أَمَرَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ.)
9- ( صموئيل الأول 15: 3 - 11 "فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً وَأَمْسَكَ أَجَاجَ مَلِكَ عَمَالِيقَ حَيّاً, وَحَرَّمَ جَمِيعَ الشَّعْبِ بِحَدِّ السَّيْفِ")
وإن جاءنا الرد المسيحي أن أوامر القتل لم يأمر بها المسيح ولم تكن من أقواله, قلنا :
أ- المسيح عليه السلام لم يأت بدين جديد فقد قال: (متى 5: 17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ.).
ب- لم يكن المسيح عليه السلام ملكا" أو قائدا" ولا توجد تشريعات من أقواله إلا فما ندر.
ج- جاءت بعض العبارات على لسان المسيح مشابهة لما جاء بالعهد القديم مثل:
1-( لوقا 22: 37 "فَقَالَ لَهُمْ "يسوع": لَكِنِ الآنَ مَنْ لَهُ كِيسٌ فَلْيَأْخُذْهُ وَمِزْوَدٌ كَذَلِكَ وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفاً".), فما الذي يفعله من يشتري سيفا" ؟
2-(متى 10: 34 لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً )
3-( لوقا 19: 27 "أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي"). ولا يكون الذبح في الآخرة لأن الاعتقاد المسيحي أن بعث الآخرة بالروح فقط وليس بالجسد والروح.
د- لم يقل المسيح عليه السلام في أي وقت إن عهدي هو العهد الجديد ولا تطبقوا التعليمات والوصايا, بل أصر على الأمر بإتباع الوصايا السابقة.
سؤال للنصارى : هل المسيح هو الله ؟؟
إن قالوا المسيح هو الله وهو أمر بالمحبة والسلام , نسألهم:
هل هو إله جديد أم كان هو نفسه الله في زمن آدم ونوح وإبراهيم عليهم جميعا" السلام .
إن قالوا إله جديد حديث , فهذا نهاية حوارنا معهم , وإن قالوا إله قديم أزلي وهو خالق الكون أو به تم خلق الكون , سألنا : أليس هو القائل اقتلوا الأطفال والشيوخ والنساء ولا تبقوا منهم نسمة, أم أن الكتاب تم تحريفه وفيه أقوال نسبت إلى الله زورا" ؟
وإن قالوا هذا كان في العهد القديم , نسألهم أين قال لكم الله , لا تتبعوا العهد القديم ؟
أين قال لكم المسيح هذا , وليس من جاءوا بعد المسيح ولم يقدموا أي دليل على الوحي الإلهي !!؟, وهل يعني هذا أنكم تعترفون أن الله لم يكن محبة ثم أصبح محبة بعد ذلك بناء على أقول يوحنا ؟.
فصل الرد على أن الله محبة في المسيحية وجبار في الإسلام:
أولا" : توضيح لمعنى الجبار وبيان معنى صفات وأسماء أخرى لله تعالى.
قال الله تعالى : هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ [الحشر : 23]
في تفسير الجلالين: (هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس) الطاهر عما لا يليق به (السلام) ذو السلامة من النقائص (المؤمن) المصدق رسله بخلق المعجزة لهم (المهيمن) من هيمن يهيمن إذا كان رقيبا على الشيء أي الشهيد على عباده بأعمالهم (العزيز) القوي (الجبار) جبر خلقه على ما أراد (المتكبر) عما لا يليق به (سبحان الله) نزه نفسه (عما يشركون) به.
وفي تفسير ابن كثير : (الجبار المتكبر ) أي الذي لا تليق الجبرية إلا له ولا التكبر إلا لعظمته.
والله تعالى } لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ{ [الشورى : 11] ومن أسماءه تعالى الرحمن والرحيم والغفور والرءوف والودود .
قال الله تعالى : }وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ{ [هود : 90]
في التفسير الميسر: واطلبوا من ربِّكم المغفرة لذنوبكم ، ثم ارجعوا إلى طاعته واستمروا عليها. إن ربِّي رحيمٌ كثير المودة والمحبة لمن تاب إليه وأناب يرحمه ويقبل توبته . وفي الآية إثبات صفة الرحمة والمودة لله تعالى كما يليق به سبحانه.
وقال تعالى : } وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ{ [البروج : 14] وفي التفسير الميسر : وهو الغفور لمن تاب ، كثير المودة والمحبة لأوليائه.
ثانيا" : إثبات أن الجبار والمتعال والمخوف هي من أسماء الله تعالى في كتابكم المقدس .
1- ( نحميا 9 : 32 والآن يا الهنا الاله العظيم الجبار المخوف حافظ العهد والرحمة.)
2-( أيوب 9 : 9صَانِعُ النَّعْشِ وَالْجَبَّارِ وَالثُّرَيَّا وَمَخَادِعِ الْجَنُوبِ.)
3- (المزامير 24 : 8مَنْ هُوَ هَذَا مَلِكُ الْمَجْدِ؟ الرَّبُّ الْقَدِيرُ الْجَبَّارُ الرَّبُّ الْجَبَّارُ فِي الْقِتَالِ! )
4- (اشعياء 25 : 11 فيبسط يديه فيه كما يبسط السابح ليسبح فيضع كبرياءه مع مكايد يديه.)
5- (المزامير 47 : 9 ..... لان لله مجان الأرض هو متعال جدا" ).
ثالثا" كيف عرفتم أن الله محبة؟
قال الله تعالى:} وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِير{ [المائدة : 18[
يقول النصارى الله : (خلقنا لأنه يحبنا) و( الله محبة) ، وهذا القول يتناقض مع العقل ومع النصوص ومع التاريخ للأسباب الآتية:
-الإنسان يمرض ويبكي ويتألم ، فالدنيا دار اختبار من أجل الآخرة وليست جنة خلقت من أجل محبة الله تعالى لنا.
- أمر الله تعالى اليهود بقتل الكثير من الناس في العهد القديم، وكل الخلق سواء ولا يمكن أن يكون الله الذي هو محبة في فكرهم، يأمر بعض شعبه الذين خلقهم من أجل المحبة (كما يقولون) لقتل شعوب أخرى يفترض أنه خلقهم من أجل المحبة!.
- قتل بالطوفان وقتل في الحروب الملايين، فأين هي المحبة وأن الله تعالى خلقنا لأنه يحبنا ؟
- لا يوجد التعبير ( الله محبة ) في الكتاب المقدس على لسان أي من أنبياء العهد القديم, أو على لسان المسيح ، فهل يكون فعلا الله محبة ، ويخبئ الله هذا الأمر حتى يأتي يوحنا وبولس في رسائلهم ويقولون الله محبة وحبوا بعضكم فيما غفل المسيح وجميع أنبياء العهد القديم عن هذا ؟
- هل الله تعالى يحب هتلر وشارون ؟
- هل الله تعالى يحب من ألقى القنبلة الذرية فقتل 200 ألف مدني في ثوان ؟
- هل الله تعالى يحب من يكفر به وينشر الفساد ويحب الزناة والقوادين وتجار المخدرات ؟
في الإسلام بين الله تعالى أنه يحب من يستحق , ولا يحب الظالمين والكافرين والمعتدين.
الله يحب:
1- }وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ { ]البقرة : 195[
2- } بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ { ]آل عمران : 76[
3- }وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ { ]المائدة : 42[
الله لا يحب:
1- }وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِين{ ]البقرة:190[.
2- }قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ{
]آل عمران:32[.
3- }وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ{ ]آل عمران:57[.
وقد جاء في (مزمور 5 :4-6):"لأَنَّكَ أَنْتَ لَسْتَ إِلَهاً يُسَرُّ بِالشَّرِّ لاَ يُسَاكِنُكَ الشِّرِّيرُ. لاَ يَقِفُ الْمُفْتَخِرُونَ قُدَّامَ عَيْنَيْكَ. أَبْغَضْتَ كُلَّ فَاعِلِي الإِثْمِ. تُهْلِكُ الْمُتَكَلِّمِينَ بِالْكَذِبِ. رَجُلُ الدِّمَاءِ وَالْغِشِّ يَكْرَهُهُ الرَّبُّ ".
وهو نفس المعنى الخاص بأن الله تعالى يكره فاعلي الإثم.
يقول الله تعالى أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ [القلم :35- 36], والسؤال استنكاري, وبعده جاء قول الله تعالى ما لكم كيف تحكمون هذا الحكم الفاسد " تفسير الجلالين" ؟؟.
هل تعتقدون أنه من العدل أن يحب الله هتلر وموسوليني ويدخلهم الجنة في نفس المنزلة مع يحيي وموسى وأدم وإبراهيم عليهم السلام ؟؟.
الله تعالى يرضى الخير لعباده ولا يرضى لهم الكفر ويفرح الله تعالى بعودة عباده له بالتوبة ويتقبلهم فقد قال الله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر : 53]
ولكن أن نقول إن الله محبة ونقول بالمساواة بين الناس في أعمالهم والخلاص بالإيمان, هذا لم يأت به أي رسول من قبل ولم يقله المسيح عليه السلام في الكتاب المقدس أو في أي موضع أخر.
الله تعالى في الإسلام لا يضيع أجر من أحسن عملا", والمجرمون الذين يحاربون الله ورسوله لهم عذاب جهنم وبئس المصير إن لم يتوبوا إلى الله تعالى.
مع العلم أنه لم يأت لفظ الله محبة على لسان أي من أنبياء العهد القديم ولم يأت على لسان المسيح لأنه غير منطقي وغير معقول, ولكن اللفظ الله محبه أول من قاله هو يوحنا في إنجيله الذي تمت كتابته بعد المسيح بحوالي سبعين عاما" .
فصل : كاتب إنجيل يوحنا حسب المصادر المسيحية والموسوعات العالمية :
بمراجعة مقدمة الكتاب المقدس للكاثوليك أو الموسوعة البريطانية أو أي معجم للكتاب المقدس يحترم القارئ , نجد أن كاتب إنجيل يوحنا , حيث تأخذ أهم التعاليم ومنها ( الله محبة ) يوحنا مجهول كما يلي.
1- الموسوعة البريطانية -تحت عنوان العهد الجديد- الإنجيل وفقا" ليوحنا.
"بالرغم من أن ظاهر الإنجيل يبين أنه كتب بواسطة " يوحنا " الحواري الحبيب للسيد المسيح, لكن هناك الكثير من الجدل حول شخصية الكاتب ... لغة الإنجيل وصيغته اللاهوتية تبين أن الكاتب ربما عاش في فترة حديثة عن "يوحنا" واعتمدت كتابته على تعاليم وشهادة "يوحنا".....كثير من الفصول عن حياة المسيح تم إعادة سردها بترتيب مختلف عن باقي الأناجيل المتناظرة ( متى- مرقس- لوقا) والفصل الأخير يبدو وكأنه إضافة لاحقة تظهر احتمالية أن يكون النص الخاص بالإنجيل مركب.
مكان كتابة الإنجيل وتاريخ الكتابة كذلك غير معلومان, الكثير من العلماء يعتقدون أنه كتب في "أفسس" في أسيا الصغرى, تقريبا" عام 100 ميلادية ". (الموسوعة البريطانية- الإصدار 15-الجزء 14 – ص 977 )
2- الكتاب المقدس للكاثوليك: " وليس لنا أن نستبعد استبعادا" مطلقا" الافتراض القائل بأن يوحنا الرسول هو الذي أنشأه. ولكن معظم النقاد لا يتبنون هذا الاحتمال. فبعضهم يتركون تسمية المؤلف فيصفونه أنه مسيحي كتب باليونانية في أواخر القرن الأول في كنيسة من كنائس آسية حيث كانت تتلاطم التيارات الفكرية بين العالم اليهودي والشرق الذي اعتنق الحضارة اليونانية. وبعضهم
يذكرون يوحنا القديم الذي ذكره بابياس. وبعضهم يضيفون أن المؤلف كان على اتصال بتقليد مرتبط بيوحنا الرسول." ( الكتاب المقدس للكاثوليك- طبعة دار المشرق – ص 287.).
صورة لقديس مسيحي يسمى ( مرقريوس أبو سيفين ).
قصة ( أبى سيفين ):
أبي سيفين هو من جملة القديسين الذين تعظهم الكنيسة الأرثوذكسية وتطلب شفاعتهم ، واسمه مرقوريوس, ولْقب بأبي سيفين لأنه ظهر له ملاك الرب وأهداه سيفًا بجوار سيفه العسكري, وكان هذا السيف هو سّر قوته .. هناك دير للراهبات بمصر القديمة يحمل اسم هذا القديس كما توجد كنيسة باسمه في محافظة الاسماعيلية ..
جاء في إصدار لكنيسة مارجرجس باسبورتنج بالإسكندرية. Butler, November 25. عن هذا القديس ما يلي :
نشأته : ولد حوالي سنة 224م بمدينة رومية من أبوين وثنيين سمّياه فيلوباتير أي محب الآب، وكان أبوه ياروس ضابطًا رومانيًا وفيلوباتير جنديًا ناجحًا وشجاعًا.
وحدث أن أغار البربر على مدينة روما وهدّدوها حتى خاف الإمبراطور وانزعج، إلا أن فيلوباتير ( ابو سيفين ) طمأنه وشجّعه ثم قام بنفسه بقيادة الجيش الإمبراطوري.
وظهر له ملاك الرب بلباس مضيء واقترب منه وهو حامل بيده اليمنى سيفًا لامعًا وناداه قائلاً: "يا مرقوريوس عبد يسوع المسيح لا تخف ولا يضعف قلبك بل تقوّ وتشجّع، وخذ هذا السيف من يدي وامضِ به إلى البربر وحاربهم ولا تنسى الرب إلهك متى ظفرت. أنا ميخائيل رئيس الملائكة قد أرسلني اللَّه لأعلمك بما هو مُعد لك، لأنك ستنال عذابًا عظيمًا على اسم سيدنا يسوع المسيح له المجد، ولكني سأكون حافظًا لك وسأقوّيك حتى تكمل شهادتك.
فتناول القديس السيف من يد الملاك بفرحٍ، وما أن أمسكه حتى شعر بقوة إلهية تملأه، ثم مضى بالسيفين (سيفه الخاص والسيف الآخر الذي سلّمه له الملاك) وهجم على البربر فأهلكهم مع ملكهم وقتل منهم العدد الكثير ، فجعل الدماء تسيل.
فكيف يتم تخليد قاتل , يحارب بالسيف واعطاه ملاك الرب سيفا" أخر ليقتل به, ثم تقولون نحن أهل المحبة. ؟
(((الصلاة علي النبي)))))سؤال : ما المقصود بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم :
الجواب :
الصلاة من الله تعالى رحمة و رفع درجات ، ومن الملائكة استغفار ، ومن المؤمنين دعاء . ولم يُذكَر عن أحد سوى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أنه سبحانه وتعالى يصلي عليه هكذا ثم كلَّف به المؤمنين .
و للرسول صلى الله عليه و سلم أفضال عظيمة على الأمة كلها، فبه صلى الله عليه و سلم عرفنا خالقنا و مالكنا و تشرَّفنا بالإيمان و عن طريقه وصلت إلينا تلك التعليمات المباركة التي بها نحصل على فلاح الدنيا و الآخرة في صورة القرآن الكريم و الحديث الشريف .
قال ابن عبد السلام : ليست صلاتنا على النبي صلى الله عليه وسلم شفاعة منا له، فإن مثلنا لا يشفع لمثله، ولكن الله أمرنا بالمكافأة لمن أحسن إلينا وأنعم علينا، فإن عجزنا عنها كافأناه بالدعاء، فأرشدنا الله لما علم عجزنا عن مكافأة نبينا إلى الصلاة عليه؛ لتكون صلاتنا عليه مكافأة بإحسانه إلينا، وأفضاله علينا، إذ لا إحسان أفضل من إحسانه صلى الله عليه وسلم، وفائدة الصلاة عليه ترجع إلى الذي يصلي عليه دلالة ذلك على نضوج العقيدة، وخلوص النية، وإظهار المحبة والمداومة على الطاعة والاحترام.
وقال أبو العالية: صلاة الله على نبيه ثناؤه عليه عند ملائكته، وصلاة الملائكة عليه الدعاء .
قال ابن حجر : وهذا أولى الأقوال، فيكون معنى صلاة الله عليه ثناؤه وتعظيمه، وصلاة الملائكة وغيرهم طلب ذلك له من الله تعالى .
قال الطبري عن ابن عباس في تفسير هذه الآية : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ} . [الأحزاب: 56] .
يقول : يباركون على النبي، ومعنى ذلك أن الله يرحم النبي، وتدعوا له ملائكته ويستغفرون، وذلك أن الصلاة في كلام العرب من غير الله إنما هو الدعاء، ويقول الله تعالى ذكره : يا أيها الذين آمنوا ادعوا لنبي الله محمد صلى الله عليه وسلم وسلموا عليه تسليما، يقول : وحيوه تحية الإسلام .
وصلاة الله على النبي ذكره بالثناء في الملأ الأعلى ؛ وصلاة ملائكته دعاؤهم له عند الله سبحانه وتعالى، ويالها من مرتبة سنية حيث تردد جنبات الوجود ثناء الله على نبيه ؛ ويشرق به الكون كله، وتتجاوب به أرجاؤه، ويثبت في كيان الوجود ذلك الثناء الأزلي القديم الأبدي الباقي . وما من نعمة ولا تكريم بعد هذه النعمة وهذا التكريم، وأين تذهب صلاة البشر وتسليمهم بعد صلاة الله العلي وتسليمه، وصلاة الملائكة في الملأ الأعلى وتسليمهم ؛ إنما يشاء الله تشريف المؤمنين بأن يقرن صلاتهم إلى صلاته وتسليمهم إلى تسليمه، وأن يصلهم عن هذا الطريق بالأفق العلوي الكريم .
معنى صلاة الله والملائكة والرسول على المؤمنين كلمة الصلاة تعني مزيجاً من الثناء والمحبة ورفعة الشأن والدرجة وهذه الكلمة وردت بالنسبة إلى أعمال صالحة قام بها أصحابها، فاستحقوا بها الصلاة، وبالنسبة إلى جمهور المؤمنين عموماً، فالذين يصبرون على مصابهم، ويتحملون بجلدٍ بلواهم هؤلاء لا يحرمون من عناية الله ورحمته، قال الله تعالى : {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة : 156-157].
ووردت آية أخرى تقول : {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} [الأحزاب: 43] .
وتبين هذه الآية الكريمة أن رب العالمين يحب أهل الإيمان، ويتولاهم بالسداد والتوفيق، وتحيط بهم في الدنيا ظلمات شتى، فهو يخرجهم من الظلمة، ويبسط في طريقهم أشعة تهديهم إلى الغاية الصحيحة، وترشدهم إلى الطريق المستقيم، وهذا المعنى في عمومه ذكرته الآية :
{اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}، [البقرة: 257].
إن الصلاة التي يستحقها الصابرون على مصابهم، والصلاة التي يستحقها المؤتون للزكاة، والصلاة التي يخرج بها أهل الإيمان من الظلمة إلى الضوء، ومن الحيرة إلى الهدى، هذه الصلوات كلها دون الصلاة التي خصَّ الله بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؛ لأن صلاة الله وملائكته على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم تنويه بالجهد الهائل الذي قام به هذا الإنسان الكبير، كي يخرج الناس من الظلام إلى النور، وهو الذي بدد الجاهليات، وأذهب المظالم والظلمات .
لقد نقل النبي صلى الله عليه وسلم وحده العالم أجمع من الضلال إلى الهدى، وأكد هذا المعنى قوله جل جلاله :
{ لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ * رَسُولٌ مِنْ اللَّهِ يَتْلُوا صُحُفًا مُطَهَّرَةً * فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ} [البينة: 1-3 ].
فما كان أهل الكتاب ولا كان المشركون ينفكون عن ضلالهم، يفارقون غوايتهم وحيرتهم وعوجهم وشروهم، ما كانوا يستطيعون الانفكاك من مواريث الغفلة وتقاليد العمى؛ إلا بعد أن جاء هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وقد جعل الحليمي في شعب الإيمان تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم من شعب الإيمان وقرر أن التعظيم منزلة فوق المحبة، ثم قال : فحق علينا أن نحبه ونبجله ونعظمه أكثر وأوفر من إجلاله كل عبد سيده وكل ولد والده، بمثل هذا نطق الكتاب ووردت أوامر الله تعالى، ثم ذكر الآيات والأحاديث، وما كان من فعل الصحابة رضوان الله عليهم معه، الدال على كمال تعظيمه وتبجيله في كل حال وبكل وجه؟؟؟؟؟سأل سائِل فقال :
" كيف يقبلُ المُسلِمونَ أن يُصلي إله المُسلمين على محمد ؟!!"
وستكون الإجابة هنا للمسيحي ... بأسلوب مُبسّط لعلهُ يُدرِك ما خفي عليْهِ ...
فنقول قد يكون من المدهش للسائل أن يعلم أن :
الله لا يُصلي على محمد - صلّى اللهُ عليْهِ وسلّم - كشخص وحده
بل
الله يُصلي علينا نحن أيضاً
تفضِّل أضِف عندك هذه الآية هدية منا لتساعد في إنماء معلوماتك .
"هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً"
وليس هذا فقط .. ليس الله وحده الذي يُصلي علينا بل والملائكة أيضاً
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الملائكة تصلي على أحدكم مادام في مصلاه الذي صلى فيه مالم يحدث , تقول:اللهم اغفر له اللهم ارحمه"
كيف يُصلي الله على بشر وهو الله؟
توهم السائل أن صلاة الله معناها:
ركوع وسجود ودعاء ورجاء كصلاة المسلم
أو
برسم الصليب والدعاء والرجاء كصلاة المسيحي.
هنا نرد و نقول لك
لو عرفت معنى الصلاة لعرفت كيف.
أولاً : فالصلاة هي الصلة (التواصل)
بين طرفين
والطرفانِ هما : الله والعبد.
يتضح لك هذا التواصل (الصلاة) في السؤالين الآتيين:
هل تُنكر أن هناك عباد لهم تواصل قوي مع الله؟
أنت لا تُنكر ذلك
هل تُنكر أن الله اصطفى بعض من عباده وتواصل معهم ومدحهم أو خصهم بشيء عن غيرهم؟
أنت لا تُنكر ذلك
إذاً :
فالصلاة(التواصل والصلة) من العبد لله : معناها الدعاء والرجاء ,
والصلاة (التواصل والصلة) من الله للعبد : معناها المدح والثناء
وصلاة (تواصل وصلة) الملائكة : معناها الدعاء والإستغفار
كما قال: "ويستغفرون للذين آمنوا" [غافر: 7]
قال تعالى: الذين إذا إصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون, أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة
يعني إن الله يصلي على الصابرين كما يصلي على النبي
والصلاة من الله ليست ركوعاً وسجوداً ولكن الصلاة من الله هي المغفرة ورفع الدرجة.
الآن نأتي لآية أخرى:
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
فتعالى الآن نُفسِّرها معاً:
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ( إن الله يُثني على النبي ) ( والملائكة تستغفر للنبي) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ( ادعوا له وأثنوا ) وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
أعتقد أنك بعد فهم معنى الصلاة توافقني في ذلك
ثانياً :هناك فرق كبير بين:
الصلاة ل , والصلاة على
فالله يصلي على محمد , ولا يصلي ل محمد
ونحن نصلي ل الله , ولا نصلي ل محمد
ونحن نصلي على محمد, ولا نصلي على الله
إذاً
لمن نصلي؟
ل الله
على من نصلي؟
على البشر
إذاً فالصلاة ل الله = العبادة
والصلاة على البشر = المدح والثناء والدعاء
أعتقد أنك بعد فهم معنى الصلاة إلى والصلاة على توافقني في ذلك
إذاً فالحرف إلى وعلى يجعل هناك فرقاً كبيرة
ثالثاً : إيماناً بأن جميعنا هدفه هو الحقيقة , ولأننا رددنا على ما أسأتم فهمه نتمنى الرد على ما نُسيء فهمه
فما معنى قولكم يا مسيحيين:
الصلاة على الميت؟
رابعاً: إيماناً بأن جميعنا هدفه هو الحقيقة , ولأننا رددنا على ما أسأتم فهمه نتمنى الرد على ما نُسيء فهمه, في نفس سياق الموضوع
هل يقبل العقل والمنطق أن:
يُصلي يسوع ل الله؟....
وهل يقبل العقل والمنطق أن:
يُصلي إله لنفسه؟
وفي تلك الأيام خرج إلى الجبل ليصلّي، وقضى الليل كله في الصلاة لله" (لوقا 6/12)
فإذا قلت أنه صلى ليُعلمنا الصلاة , فأقول لك ... وكيف كان يصلي يسوع؟
بل إن صلاة يسوع تختلف عن صلاتكم
وكما هو مكرر مرة أخرى في متى عندما صلى لله ليُزيح عنه الكأس , كانت صلاته بأن جثا على ركبتيه وسجد لله
فهل يقبل العقل والمنطق أن:
يُصلي يسوع ل الله؟....
وهل يقبل العقل والمنطق أن:
يُصلي إله لنفسه؟
أم ماهو التفسير؟
أتمنى إن كان لأحد إجابة مقنعة وبالإثبات بأدلة كتابية من كتابه أن يساعدنا بها
وشُكراً؟؟؟؟==========(((هل كان الرسول قاطع طريق؟؟؟))))يلحظ الناظر في شبهات المستشرقين ومن تبعهم سياستهم في قلب الحقائق والنظر إلى الأمور بمنظار قاتم ، يُرى فيه الحق باطلاً ، والحسن قبيحاً ، والفضيلة رذيلةً ، متوصلين بذلك إلى مأربهم الدنيء من تشويه صورة هذا الدين وتزييف حقائقه ، وهذه هي طريقتهم المفضّلة في حربهم على الإسلام .
وسوف نستعرض في مقالنا هذا ، نموذجا لإحدى التشويهات المتعمدة والنظرات الجائرة للتاريخ الإسلامي .
لقد حاول المستشرقون ومن تبعهم إيهام الناس أن النبي صلى الله عليه وسلّم لجأ إلى السطو على قوافل قريش التي كانت محمّلة بأثمن البضائع ، رغبةً منه في التوسّع المالي ، وتكديس الثروات ، متناسين ما وُصف به النبي صلّى الله عليه وسلم والمؤمنون معه من زهدٍ وتقشّفٍ طيلة حياتهم ، ويقول أحدهم واصفاً جيوش المؤمنين في العهد المدني قبل غزوة بدر : " ..وبدأت هذه السرايا باعتراض قوافل قريش والسطو عليها ، وأخذ ما أمكن من الغنائم منها " .
وللإجابة على هذه الشبهة ، ينبغي لنا أن نعلم تداعيات الأحداث وسرد تسلسلها التاريخي كي نفهم المناخ الذي ألجأ المسلمين إلى التعرّض لتلك القوافل ، ولأجل أن يتّضح للقاريء الكريم كيف تُقلب الحقائق وتُسمّى بغير اسمها .
إن الوضع الذي عاش فيه المسلمون في العهد المكيّ كان شديداً ، فقد ضُيّق عليهم من قبل صناديد قريش وكبرائها ، فقاموا بتعذيبهم والتنكيل بهم ، ومارسوا معهم كل أساليب الاضطهاد الديني والتعذيب الوحشيّ ، حتى فقدوا بعضهم ، وأكلوا أوراق الشجر ، وعاشوا حياةً مليئةً بالمصاعب والآلام ، فما كان للمسلمين بدّ أن يتخلّوا عن أوطانهم وديارهم ، فراراً بدينهم ، وطلباً لمكان يعبدون فيه ربّهم ، دون أن يتعرّض لهم أحد ، وصدق الله إذ يقول في كتابه : { الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله } ( الحج : 40 ) .
ومما يؤكد ذلك قول عائشة رضي الله عنها : " كان المؤمنون يفرّ أحدهم بدينه إلى الله تعالى وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم ، مخافة أن ُيفتن عليه" رواه البخاري ، وعنها أيضا : " ..وجعل البلاء يشتد على المسلمين من المشركين لما يعلمون من الخروج – أي : لبيعة العقبة - ، فضيّقوا على أصحابه وتعبّثوا بهم ، ونالوا منهم مالم يكونوا ينالون من الشتم والأذى ؛ فشكا ذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واستأذنوه في الهجرة " رواه ابن سعد في الطبقات .
وعلى الرغم من ذلك ، لم تقف قريش مكتوفة الأيدي ، بل قامت بالاستيلاء على جميع ممتلكات المهاجرين ، واستباحت ديارهم وأموالهم ، وليس أدل على ذلك من تجريدهم لأموال صهيب الرومي رضي الله عنه .
حتى إذا تم استقرار المسلمين في المدينة واستتبّ لهم الأمر ، أذن الله تعالى لهم بالقتال لمن ظلمهم وبغى عليهم ، قال الله تعالى : { أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا } ( الحج : 39 ) ، فأُعلنت الحرب على قُريش ورجالاتها منذ تلك اللحظة ، ومعلوم أن الحروب تأخذ أشكالا عديدة ، يأتي في مقدّمها ما يُسمى بلغة عصرنا : " الحرب الاقتصادية " ، فلهذا كان المسلمون يتعرّضون لقوافل قريش ، ويقطعون طريقها .
يقول اللواء محمد جمال الدين محفوظ : " والضغط الاقتصادي من الأساليب التي لها آثار استراتيجية في الصراع ، وبدراسة الأعمال العسكرية التي تمت خلال العامين الأول والثاني للهجرة إلى ما قبل غزوة بدر ، يتّضح أن هدفها الغالب هو التعرّض لقافلة قريش على طريق تجارتها من مكة إلى الشام ، مما شكّل ضغطاً اقتصادياً على قريش التي أدركت أن هذا الطريق أصبح محفوفاً بالمخاطر ، وخاصةً بعد أن عقد الرسول صلّى الله عليه وسلّم الاتفاقات والمعاهدات مع القبائل العربية ، وأبلغ تعبير عن آثار هذا الضغط الاقتصادي قول صفوان بن أميّة لقومه : إن محمدا وأصحابه قد عوّروا علينا متجرنا ، فما ندري كيف نصنع بأصحابه وهم لا يبرحون الساحل ، وأهل الساحل قد وادعهم ودخل عامتهم معه ، فما ندري أين نسلك ؟ ، وإن أقمنا في دارنا هذه أكلنا رؤوس أموالنا ، لم يكن لها من بقاء ، وإنما حياتنا بمكة على تجارة الشام في الصيف ، وإلى الحبشة في الشتاء " أ.هـ.
ويؤكّد ما سبق ، ما رواه الإمام الطبراني في معجمه أن أبا جهل قال في معرض كلامه عن سريّة سيف البحر : " يا معشر قريش ، إن محمداً قد نزل يثرب وأرسل طلائعه ، وإنما يريد أن يصيب منكم شيئا ، فاحذروا أن تمرّوا طريقه وأن تقاربوه ، فإنه كالأسد الضاري ، إنه حنق عليكم " ، وهكذا أعادت قريش النظر في صراعها مع المسلمين بعد تلك الضربات الموجعة .
ولم تكن تلك الضربات هي المعتمد الإقتصادي لدى المسلمين ، فقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على إنشاء سوق منافسة لسوق اليهود في المدينة ، وسرعان ما ازدهرت تلك الحركة التجارية لتصبح مورداً قوياً لتلك الدولة الناشئة .
ثم لو كان المقصود من هذه الغارات الطمع في التوسّع المادي المجرد من القيم الأخلاقية ، لما روى لنا التاريخ في صدره الأول أمثلةً راقيةً لذلك الجيل ، تبيّن لنا ما وصلوا إليه من زهدٍ في الدنيا ، وتقلّلٍ من متاعها ، ولما وجدت في تعاليم النبي صلى الله عليه وسلّم ذمّا لها أو تحذيرا من الافتتان ببهرجها وزخارفها.
ولما تضافرت النصوص النبوية نهياً عن كل مظاهر الإسراف والترف ، أو بياناً لعواقب المتكبّرين والمختالين ، أو ترغيباً بالجود والعطاء ، والكرم والسخاء ، والإيثار بكل صوره .
ثم إن المسلمين قد تحقّق لهم توسعٌ أكبر في دولتهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، وصار لها ثقل اقتصادي ضخم ، وموارد مالية عديدة ، فما زادهم إلا زهداً في الدنيا وما فيها ، وغدا الجميع كأسرةٍ واحدة ، يحنو بعضهم على بعض ، ويغيث الأخ أخاه ، ويتعاهده في حضرته وغيبته .
ولم تقتصر هذه المظاهر الإنسانية على أبناء ملتهم فحسب ، بل امتدّت لتشمل الآخرين من معتنقي الملل الأخرى ، وشواهد التاريخ أعظم دليلٍ على ذلك .
فخلاصة الأمر : أن التعرض لقوافل قريشٍ كان نوعاً من الحرب الاقتصادية عليها ، وكسراً لشوكتها ، وما ذلك إلا رغبةً في رد حقوق المسلمين المسلوبة وأموالهم المنهوبة ، وبهذا يتقرّر لنا أن هذه الشبهة المثارة ليس لها رصيد من الحقيقة ، ولا تجرّد من قائليها ، بل هي انحرافٌ ظاهرٌ في تقييم الأمور وتوصيف الأحداث .
عن الشبكة الاسلامية؟؟؟؟=======(((((ادلة صدق الرسول))))لما كان المبشرون ومعظم المستشرقين يؤمنون بالوحي فسوف نجابههم بتحد كبير ، وهو مطالبتهم بتقديم أوصاف الوحي الصحيحة وسماته في أنبياء كتابهم المقدس الذي يؤمنون به ، ثم نحتكم إلى صحيحها في إعلان تحقق وحي الله إلى رسوله محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ... وفي تقديري أنهم لن يستجيبوا لهذا التحدي أبداً ...
وإليك أخي القارىء الكريم بعض من أدلة صدق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم :
أولاً : دليل الإلزام :
نريد أن نسأل اليهود : كيف آمنتم برسولكم موسى عليه السلام ؟
فإن قالوا : بسبب معجزاته ، أو أخلاقه ، أو تشريعه ، أو تأييد الله له ونصرته ، أو استجابة دعائه ، أو عدم رغبته في المصلحة الذاتية ، أو غير ذلك من الأدلة .
قلنا : كل ما ذكرتموه هو موجود في النبي صلى الله عليه وسلم .
وكذلك النصارى نسألهم هل هم يؤمنون بنبوة موسى عليه السلام ؟، فإن الجواب سيكون :نعم . قلنا: كيف استدللتم على نبوته ؟ . فإن قالوا: لأنه قد ذكره لنا عيسى .
قلنا : هل هناك دليل آخر؟ .
إن قالوا : لا يوجد دليل آخر على نبوة موسى عليه السلام . قلنا: إذن أنتم صَحَّحْتم مذهب مَن كفر بموسى عليه السلام من قومه ؛ حيث إن موسى عليه السلام لم يأت بدليل على رسالته ، ولم ينزل عيسى عليه السلام في ذلك الوقت ، وأثبتم لمن آمن به أنه آمن بغير بينة ولا علم ولا دليل ، وأن رسالة موسى علقت عن التصحيح قرونا متطاولة حتى بعث الله عيسى عليه السلام .
فإن قالوا : نعم، هناك أدلة أخرى على رسالة موسى عليه السلام.
قلنا : كل دليل استدللتم به على نبوة موسى عليه السلام هو موجود في محمد صلى الله عليه وسلم.
فلا حجة إذن لرجل يهودي أو نصراني لا يؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم ،ولكن صدق الله إذ يقول :
(( وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ .)) [الأعراف : 198]
ثانياً : إقرار الله تعالى له ولدعوته :
من أدلة صدق النبي صلى الله عليه وسلم إقرار الله لدعوته ؛ فإن الله تعالى أخبر أن محمدا لو تقوّل على ربه شيئا من الأقاويل لأهلكه : (( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ )) [الحاقة :41-47] وقال سبحانه : (( قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى )) [طه:61] ، وقال تعالى : (( قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ )) [يونس:69] ، وقال تعالى : (( إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ )) [الزمر: 3] ، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم ما خاب بل هُدي وأفلح في كل المجالات ، وصار دينه من أعظم الأديان في الأرض وأكثرها انتشارا.
وقد قرر ابن القيم - رحمه الله تعالى - هذا الدليل أوضح تقرير ، فقال - رحمه الله - : وقد جرت لي مناظرة بمصر مع أكبر من يشير إليه اليهود بالعلم والرياسة ، فقلت له في أثناء الكلام : أنتم بتكذيبكم محمدا صلى الله عليه وسلم قد شتمتم الله أعظم شتيمة ، فعجب من ذلك وقال : مثلك يقول هذا الكلام ؟ فقلت له : اسمع الآن تقريره ؛ إذا قلتم : إن محمدا ملك ظالم ، وليس برسول من عند الله ، وقد أقام ثلاثا وعشرين سنة يدعي أنه رسول الله أرسله إلى الخلق كافة ، ويقول أمرني الله بكذا ونهاني عن كذا ، وأُوحي إلي كذا ؛ ولم يكن من ذلك شيء، وهو يدأب في تغيير دين الأنبياء، ومعاداة أممهم ، ونسخ شرائعهم ؛ فلا يخلو إما أن تقولوا : إن الله سبحانه كان يطلع على ذلك ويشاهده ويعلمه . أو تقولوا : إنه خفي عنه ولم يعلم به . فإن قلتم : لم يعلم به . نسبتموه إلى أقبح الجهل ، وكان من عَلَم ذلك أعلم منه ، وإن قلتم : بل كان ذلك كله بعلمه ومشاهدته واطلاعه عليه . فلا يخلو إما أن يكون قادرا على تغييره والأخذ على يديه ومنعه من ذلك أو لا ، فإن لم يكن قادرا فقد نسبتموه إلى أقبح العجز المنافي للربوبية ، وإن كان قادرا وهو مع ذلك يعزه وينصره ، ويؤيده ويعليه ويعلى كلمته ، ويجيب دعاءه ، ويمكنه من أعدائه ، ويظهر على يديه من أنواع المعجزات والكرامات ما يزيد على الألف، ولا يقصده أحد بسوء إلا أظفره به ، ولا يدعوه بدعوة إلا استجابها له ، فهذا من أعظم الظلم والسفه الذي لا يليق نسبته إلى آحاد العقلاء ، فضلا عن رب الأرض والسماء ، فكيف وهو يشهد له بإقراره على دعوته وبتأييده وبكلامه ، وهذه عندكم شهادة زور وكذب ،فلما سمع ذلك قال : معاذ الله أن يفعل الله هذا بكاذب مفتر بل هو نبي صادق .
ومثال هذا ( لو أن حاجب الأمير قال للناس : إن الأمير قد أمركم بفعل كذا وكذا . فإن الناس يعلمون أنه لا يتعمد الكذب في مثل هذا وإن لم يكن بحضرته ، فكيف إذا كان بحضرته وبعلمه)
وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يكاد يدعو بدعاء إلا استجاب الله تعالى له في الحال ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ :أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَوْمَ جُمُعَةٍ، مِنْ بَابٍ كَانَ نَحْوَ دَارِ الْقَضَاءِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمًا ثُمَّ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكَتِ الْأَمْوَالُ وَانْقَطَعْتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ يُغِيثُنَا . فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ :« اللَّهُمَّ أَغِثْنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا ». قَالَ أَنَسٌ :وَلَا وَاللَّهِ مَا نَرَى فِي السَّمَاءِ مِنْ سَحَابٍ وَلَا قَزَعَةً، وَمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ سَلْعٍ مِنْ بَيْتٍ وَلَا دَارٍ ،قَالَ :فَطَلَعَتْ مِنْ وَرَائِهِ سَحَابَةٌ مِثْلُ التُّرْسِ، فَلَمَّا تَوَسَّطَتِ السَّمَاءَ انْتَشَرَتْ ثُمَّ أَمْطَرَتْ، فَلَا وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا الشَّمْسَ سِتًّا-وفي رواية : فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا وَضَعَهَا حَتَّى ثَارَ السَّحَابُ أَمْثَالَ الْجِبَالِ، ثُمَّ لَمْ يَنْزِلْ عَنْ مِنْبَرِهِ حَتَّى رَأَيْتُ الْمَطَرَ يَتَحَادَرُ عَلَى لِحْيَتِهِ صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ ذَلِكَ الْبَابِ فِي الْجُمُعَةِ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَهُ قَائِمًا فَقَالَ :يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكَتِ الْأَمْوَالُ وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ يُمْسِكْهَا عَنَّا. قَالَ :فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ :« اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الْآكَامِ وَالظِّرَابِ وَبُطُونِ الْأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ ». قَالَ : فَمَا يُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنِ السَّحَابِ إِلَّا انْفَرَجَتْ ،فَأَقْلَعَتْ وَخَرَجْنَا نَمْشِي فِي الشَّمْسِ، وَصَارَتِ الْمَدِينَةُ مِثْلَ الْجَوْبَةِ، وَسَالَ الْوَادِي قَنَاةُ شَهْرًا، وَلَمْ يَجِئْ أَحَدٌ مِنْ نَاحِيَةٍ إِلَّا حَدَّثَ بِالْجَوْدِ.
إلى غير ذلك من الأدعية الكثيرة جدا، التي استجاب الله له فيها بالحال ، وهذا لا يمكن أن يتيسر لكاذب، بل لا يكون إلا لصادق مؤيد من الله،فيطوع له الطبيعة، ويسخر له السحاب والأمطار .
ثالثاً : تأييد الله له :
والأمثلة كثيرة نكتفي بثلاث ذكرها القرآن الكريم :
المثال الأول : تأييد الله لرسوله أثناء هجرته :
خرج النبي وصاحبه أبوبكر الصديق مهاجرين إلى المدينة النبوية، واختفيا في غار ثور ثلاثة أيام، وصعد المشركون إلى الغار بحثاً عن النبي وأبي بكر، فحمى الله نبيه وأبا بكر منهما ، قال أبوبكر : قلت للنبي ونحن في الغار : لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه ، فقال النبي : يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما [1] ، وأشار القرآن إلى ذلك فقال تعالى : (( إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )) (التوبة:40).
المثال الثاني : نصرة الله لرسوله بالريح الشديدة في غزوة الأحزاب :
يقول الله سبحانه وتعالى : (( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتْ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَ هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا ))
فلقد تجمع الأحزاب من الكفار لقتال النبي ، وكان عددهم نحواً من عشرة آلاف ، وتحالفوا مع اليهود القاطنين في شرق المدينة على حرب النبي وأصحابه ، وأشتد الحال على المسلمين الذين حفروا خندقاً بينهم وبين الكفار ، واستمر الكفار قريباً من شهر وهم يحاصرون المسلمين في المدينة .
فدعا النبي ربه أن ينصره على المتمالئين على الإسلام فقال : اللهم منزل الكتاب ، سريع الحساب ، اهزم الأحزاب ، اللهم اهزمهم وزلزلهم[2] .
فاستجاب الله دعاء رسوله وأرسل على الأحزاب ريحاً شديدةً اقضّت مضاجعهم ، وجنوداً زلزلتهم مع ما ألقى الله بينهم من التخاذل فأجمعوا أمرهم على الرحيل وترك المدينة النبوية .
ولو كانت هذه المعجزة لم تقع لتشكك المسلمون في القرآن ، وربما ارتدوا عن دينهم، وقالوا : كيف نصدق ما لم يقع؟!
المثال الثالث : وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى :
يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم في شأن القبضة من التراب التي حصب بها وجوه الكافرين يوم معركة بدر حين خرج عليه الصلاة والسلام من العريش بعد دعائه وتضرعه واستكانته فرماهم بها وقال " شاهت الوجوه " ثم أمر أصحابه أن يصدقوا الحملة إثرها ففعلوا فأوصل الله تلك الحصباء إلى أعين المشركين فلم يبق أحد منهم إلا ناله منها ما شغله عن حاله ولهذا قال الله تعالى : (( وَمَا رَمَيْت إِذْ رَمَيْت وَلَكِنَّ اللَّه رَمَى )) أي هو الذي بلغ ذلك إليهم وكبتهم بها لا أنت . قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه يعني يوم بدر فقال " يا رب إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض أبدا " فقال له جبريل خذ قبضة من التراب فارم بها في وجوههم فأخذ قبضة من التراب فرمى بها في وجوههم فما من المشركين أحد إلا أصاب عينيه ومنخريه وفمه تراب من تلك القبضة فولوا مدبرين وقال السدي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه يوم بدر " أعطني حصبا من الأرض " فناوله حصبا عليه تراب فرمى به في وجوه القوم فلم يبق مشرك إلا دخل في عينيه من ذلك التراب شيء ثم ردفهم المؤمنون يقتلونهم ويأسرونهم وأنزل الله : (( فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى )) وقال أبو معشر المدني عن محمد بن قيس ومحمد بن كعب القرظي قالا : لما دنا القوم بعضهم من بعض أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم قبضة من تراب فرمى بها في وجوه القوم وقال " شاهت الوجوه " فدخلت في أعينهم كلهم وأقبل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتلونهم ويأسرونهم وكانت هزيمتهم في رمية رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله " وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى " وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم " وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى " قال هذا يوم بدر أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث حصبات فرمى بحصبات ميمنة القوم وحصبات في ميسرة القوم وحصبات بين أظهرهم وقال " شاهت الوجوه " فانهزموا وقد روي في هذه القصة عن عروة عن مجاهد وعكرمة وقتادة وغير واحد من الأئمة أنها نزلت في رمية النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر وإن كان قد فعل ذلك يوم حنين أيضاً ( تفسير ابن كثير )
رابعاً : إخباره بالغيب :
من أدلة صدق النبي صلي الله عليه وسلم إخباره بالغيب سواء كان غيباً لاحقاً أو سابقاً أو حاضراً فقد أخبر بالردة في زمن أبي بكر ، والفتنة في زمن علي وأخبر بأن الخلفاء الثلاثة عمر وعثمان وعلي يقُتلون شهداء ، وأخبر بفتح القسطنطينية والحيرة ومصر وفارس والروم وبيت المقدس، وأخبر بخروج كثير من الفرق كالخوارج والقدرية ، وبشر كثير من الصحابة بالجنة فماتوا على الإيمان ، وبشر الكثير بالنار فماتوا على الكفر، وأخبر بكثير من أشراط الساعة الصغرى وقد تحققت . وليرجع القارىء الكريم الى مقال ( الأخبار المستقبلية في القرآن ودلالتها على مصدره الرباني )
خامساً : الحقائق العلمية :
فلقد سبق القرآن الكريم العلم الحديث بذكره لحقائق كثيرة لم يكتشفها العلم الا في العصر الحديث ، وليرجع القارىء الكريم إلى مقال ( الحقائق العلمية في القرآن الكريم ودلالتها على مصدرها الرباني )
سادساً : نشأته في بيئة أمية وإتيانه بعلوم إلهية :
لقد ظهر الرسول صلى الله عليه وسلم من قبيلة ليسوا من أهل العلم ومن بلده كانت الجهالة غالبة عليهم . ولم يتفق له الاتصال بعالم . فإذا نبت في هذه البيئة ثم بلغ في معرفة الله وصفاته وأفعاله وأحكامه هذا المبلغ العظيم وجاء بكتاب يحتوي على مختلف العلوم عجز جميع الأذكياء من العقلاء عن القرب منه ، فإن ذلك يحمل كل ذي عقل سليم وطبع قويم على الاقرار بأن هذا العلم الفذ لا يتيسر لأحد من البشر إلا بتعليم إلهي خاص . تأمل أخي القارىء الي قوله تعالى : (( تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ )) [ هود : 49 ] وتأمل أخي القارىء في قوله تعالى : (( وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ )) [ العنكبوت : 48 ]
قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تهتدون .
__________________________________________________ __________
[ 1 ] أخرجه البخاري ك/ المناقب ب/ مناقب المهاجرين وفضلهم ، ومسلم ك/ فضائل الصحابة ب/ من فضائل أبي بكر الصديق والترمذي ك/ التفسير ب/ ومن سورة التوبة وابن حبان في صحيحه 14/181 وأحمد في المسند 1/4 وغيرهم .
[ 2 ] أخرجه البخاري ك/ المغازي ب/ غزوة الخندق ومسلم/ ك/ الجهاد والسير ب/ استحباب الدعاء بالنصر عند لقاء العدو والترمذي ك/ الجهاد ب/ ما جاء في الدعاء عند القتال ، وغيرهم
u
العنف النصرانى فى التاريخ
"القول بأن الإسلام المعتدل خرافة هو الخرافة"
بقلم: فنسينزو أوليفيتى (مؤلف كتاب "مصدر الإرهاب- العقيدة الوهابية السلفية وعواقبها")
ترجمه عن الإنجليزية د. إبراهيم عوض
فى مقال نُشِر مؤخرًا فى مجلة "السِّبِكْتِيتَرْ" البريطانية يهاجم الزعيم الأنجليكانى باتريك سوكْدِيو المسلمين ودينهم هجوما عنيفا. ترى هل يَثْبُت ما كتبه المؤلف فى ذلك المقال على محك التمحيص؟
الواقع أن مقالة باتريك سوكديو: "خرافة الإسلام المعتدل" فى "السبكتيتر" اللندنية بتاريخ 30 يونيه 2005م تعكس اتجاها خطيرا فى الحرب على الإرهاب، إذ تحت ستار الرغبة فى تعريف الغربيين بالإسلام نجده ينشر نفس التضليل الذى تقوم عليه الكتابات العدائية لذلك الدين على مدار أكثر من ألف عام، وهذا من شأنه أن يكون أداة مباشرة فى يد أسامة بن لادن وأبو مصعب الزرقاوى وغيرهما، لأنه يشجع فكرة "صراع الحضارات" التى يرغبون فى دوامها على نحوٍ جِدِّ مَقِيت. وإنه لمن المهم جدا أن نعرف الإسلام على نحو أفضل مما نعرفه الآن وأن نكافح وباء التطرف بكل ما فى أيدينا من إمكانات. بيد أن سوكْدِيو وأمثاله يفسدون القضية بطريقتهم التى يَسْعَوْن من ورائها إلى خدمة أغراضهم هم، وذلك من خلال تحويل الحرب على الإرهاب إلى إشعال حرب دينية على الإسلام ذاته.
العنف الإسلامى:
ويتضح انحياز سوكْدِيو منذ البداية، فهو يزعم أن الإرهابيين يمثلون الإسلام حقا، إذ يقول: "ينبغى علينا أن نصدقهم إذا قالوا إنهم يفعلون ذلك باسم الإسلام. أليس من الغطرسة الشديدة والتنكر التام لليبرالية أن ننكر عليهم الحق فى تعريف أنفسهم بأنفسهم؟". أما فى باقى المقالة فهو يبذل جهدا مكثفا لإنكار حق التعريف الذاتى على سائر المسلمين الآخرين الذين يقولون إنهم يرفضون التفاسير المتطرفة للإسلام. والحقيقة أن 5% فحسب من المسلمين هم الذين يمكن تصنيفهم على أنهم أصوليون، وأن 1., . % فقط من هؤلاء الخمسة فى المائة يُبْدُون قدرا من الميل نحو ممارسة الإرهاب أو "العنف الدينى". إنها إذن "قمة التنكر للّيبرالية" أن نعرّف نحو المليار وثلث المليار من المسلمين بأنهم إرهابيون رغم أنهم لا صلة بينهم وبين "العنف الدينى" بأى حال، لمجرد أخطاء يرتكبها هامش ضئيل لا يزيد عن 005,. %. وعلى أكثر تقدير فإن واحدا فقط من كل 200000 مسلم يمكن اتهامه بالإرهاب. أى أن كل ما هنالك من إرهابيين فى العالم لا يزيدون عن 65 ألفا ليس إلا، وهو تقريبا نفس عدد القتلة الطُّلَقاء فى الولايات المتحدة وحدها، فضلا عن أكثر من 200 ألف قاتل أمريكى فى العام الواحد فى أمة تعدادها لا يتجاوز 300 مليون نسمة.
ويدعى سوكْدِيو أن على المسلمين "الالتزام بالصدق والإقرار بالعنف الذى يصبغ تاريخهم". ومع ذلك فحين نأخذ فى الاعتبار أن معظم الكتب التى تتحدث عن اعتداءات المسلمين قد كُتِبت بأقلامٍ مسلمةٍ كان من الصعب القول بأن المسلمين بوجه عام قد اختاروا تجاهل الفظائع التى ارتكبوها فى الماضى. وبطبيعة الحال هناك مسلمون ينكرون بعضا من ذلك الماضى، بالضبط مثلما أن هناك بريطانيين لا يزالون ينكرون فظائع الحقبة الاستعمارية، ومثلما أن هناك أمريكيين ينكرون المجازر التى اجترحوها فى حق سكان أمريكا الأصليين، ومثلما أن هناك ألمانًا ينكرون المحرقة التى قضت على ستة ملايين يهودى. إلا أن الحقيقة المرة مع ذلك كله تقول إن الحضارة النصرانية قد ارتكبت من الفظائع ما يزيد كثيرا جدا على ما ارتكبته الحضارة الإسلامية، حتى لو وضعنا فى الحسبان التعداد الأكبر الذى بلغه أصحابها والعمر الأطول الذى استغرقه تاريخها.
العنف النصرانى:
الحق أنه لا وجود فى أى مرحلة من مراحل التاريخ الإسلامى لمثل ذلك المبدإ الذى كان ينادى به القديس أوغسطين، وهو : "عليكم أن تنصِّروهم قَسْرًا وإكراهًا". بل إن القرآن ليقول العكس من ذلك تماما كما فى الآية السادسة والخمسين بعد المائتين من سورة "البقرة"، ونصها: "لا إكراه فى الدين". لقد أدت فكرة أوغسطين المرعبة التى توجب إكراه الجميع على "التطابق" مع "العقيدة النصرانية الصحيحة" إلى قرون من سفك الدماء الذى ليس له فى تاريخ البشرية نظير. أجل، لقد عانى النصارى أثناء سلطان الحضارة النصرانية أكثر مما عانَوْا تحت سلطان الرومان قبل مجىء النصرانية أو أى سلطان آخر طوال التاريخ. لقد تجرع الملايين غصص التعذيب وذُبِحوا ذبحا باسم النصرانية أثناء البدع الآريوسية والدوناتية والألبيجينية، ودعنا من محاكم التفتيش المختلفة أو الحروب الصليبية التى كانت الجيوش الأوربية تقول فيها وهى تجزر رقاب المسلمين والنصارى معا: "اقتلوهم عن بَكْرة أبيهم، ولسوف يميز الله من يخصّونه ممن لا يخصّونه". وغَنِىٌّ عن القول أن هذه الاعتداءات التى قام بها النصارى، بل كل الاعتداءات النصرانية على مدار التاريخ، لا صلة بينها على الإطلاق وبين السيد المسيح أو حتى بينها وبين الأناجيل كما نعرفها. أجل لا يوجد مسلم واحد يمكن أن يؤاخذ السيد المسيح (الكلمة التى صارت جسدا بالنسبة للنصارى والمسلمين جميعا)، فكيف إذن تواتى سوكْدِيو نفسُه على محاسبة القرآن (كلمة الله التى صارت كتابا بالنسبة للمسلمين) على الاعتداءات الإسلامية (التى تقلّ كثيرا جدا عن نظيرتها النصرانية)؟
والواقع أن ذلك العنف الأعمى الذى لا يعرف التمييز لا يقتصر البتة على "عصور الظلام" فى أوربا أو على فترة واحدة من التاريخ النصرانى دون سواها، فحركات الإصلاح الدينى والحركات المضادة لها قد دفعت كلتاهما بالمجازر التى ارتكبها النصارى بعضهم فى حق بعضهم إلى آمادٍ قياسيةٍ غير مسبوقة، إذ تمت إبادة ثلثى النصارى فى أوربا خلال تلك الفترة. ثم لا ينبغى أن ننسى الحروب النابليونية من 1792 إلى 1815م، ولا تجارة الرقيق الأفريقى التى حصدت أرواح عشرة ملايين إنسان، أو الغزو الاستعمارى المتلاحق، فضلا عن الحروب والبرامج والثورات والإبادات الأخرى. إن أعداد السكان الأصليين الذين أبيدوا فى شمال أمريكا ووسطها وجنوبها لترتفع إلى رقم العشرين مليونا فى خلال ثلاثة أجيال لا غير.
وبالإضافة إلى ألوان التخريب والعنف الأوربى فى الماضى، أخذت الحضارة الغربية الحروب مرة أخرى إلى مسافاتٍ لم تعرفها البشرية من قبل حتى إن أحد الإحصاءات المتحفظة ليصل بعدد المقتولين قتلا وحشيا فى القرن العشرين إلى أكثر من مائتين وخمسين مليونا يتحمل المسلمون منها وِزْر أقل من عشرة ملايين ليس إلا، على حين يُسْأَل النصارى أو المنتمون إلى النصرانية عن مائتى مليون من ذلك العدد. و يعود معظم أعداد هؤلاء القتلى إلى الحرب العالمية الأولى (20 مليونا، 90 % منها على الأقل تمت على أيدى "نصارى") والحرب العالمية الثانية (90 مليونا، 50 % منها على الأقل تمت على أيدى "نصارى"، أما الباقى فقد وقع أغلبه فى الشرق الأقصى). وبالتأمل فى ذلك التاريخ المرعب يجب علينا نحن الأوربيين جميعا أن نعى تماما الحقيقة الساطعة التى تؤكد أن الحضارة الإسلامية أقل بما لا يقاس من ناحية القسوة والوحشية من الحضارة النصرانية. ترى هل كانت المحرقة التى راح ضحيتها 6 ملايين يهودى من صنع حضارة المسلمين؟
وفى القرن العشرين وحده نجد أن الغربيين والنصارى قد ارتكبوا من جرائم القتل أضعاف ما وقع من الدول الإسلامية عشرين مرة على أقل تقدير. ولقد تسببنا نحن الغربيين فى هذا القرن الذى لم يشهد التاريخ مثله دموية فى إيقاع الإصابات بين المدنيين بما لا يقاس به ما صنعه المسلمون على مدار تاريخهم جميعا: انظر إلى إزهاق أرواح 900000 رواندى عامى 1992م و1995م فى بلدٍ أكثر من 90% من سكانه نصارى، أو انظر إلى إبادة أكثر من 300000 مسلم، وكذلك الاغتصاب المنظم لأكثر من 100000 امرأة مسلمة فى البوسنة، على يد نصارى الصرب. فهذه الحقائق البشعة تقول بلغة الأرقام والإحصاءات التى لا تعرف الكذب إن الحضارة النصرانية هى أشد حضارات التاريخ عنفا ودموية، وإنها مسؤولة عن إزهاق مئات الملايين من الأرواح.
لقد كان إنتاج الأسلحة النووية واستعمالها كفيلا فى حد ذاته بأن يجعل الغرب يتوارى خجلا أمام باقى شعوب العالم: فأمريكا هى التى صنعت الأسلحة النووية، وأمريكا هى الدولة الوحيدة التى استخدمت الأسلحة النووية، والدول الغربية هى التى تسعى إلى الحفاظ على احتكار الأسلحة النووية. وعلى هذا الأساس فليس لنا الحق بتاتا فى الاعتراض على حيازة الدول الأخرى لهذه الأسلحة إلا إذا أثبتنا أننا متجهون إلى التخلص منها تماما.
ولا بد من القول بأن الإسلام، رغم اشتماله على مفهوم الحرب المشروعة دفاعا عن النفس (كما هو الحال فى النصرانية، وكذلك البوذية)، لا مكان فى ثقافته (أو فى أية ثقافة أخرى من الثقافات الموجودة الآن) لإمكانية تحويل العنف إلى مثلٍ أعلى أو جعله وثنا معبودا كما فعلت الثقافة الغربية. إن الغربيين ينظرون إلى أنفسهم على أنهم ناس مسالمون، بيد أن الرقة والسموّ اللذين يطبعان الأناجيل بطابعهما، وكذلك الطبيعة المحبة للسلام التى تتسم بها الديموقراطية، ليس لها فى الحقيقة أى انعكاس فى الثقافة الغربية الشعبية إلا على سبيل الندرة. بل على العكس نرى الاتجاه التام لتلك الثقافة، متمثلا فى أفلام هوليوود وبرامج التلفاز الغربية وألعاب الفيديو والموسيقى الشعبية والمسابقات الرياضية، ينحو منحى تمجيد العنف وتزيينه. ومن ثم فإن المعدلات النسبية لجرائم القتل (وبخاصة القتل العشوائى والقتل المسلسل) فى العالم الغربى (وبالذات فى الولايات المتحدة الأمريكية، بل حتى فى أوربا كلها بصفة عامة) أعلى من مثيلاتها فى العالم الإسلامى فى البلاد التى لا يوجد فيها حروب طائفية، وذلك على الرغم من أن الغرب يتمتع بثروة أضخم كثيرا. ترى هل قرعت سمعَ سوكْدِيو يومًا الكلماتُ التالية من إنجيل متى؟:
"7 1 لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا،2لأَنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ، وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ. 3وَلِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟ 4أَمْ كَيْفَ تَقُولُ لأَخِيكَ: دَعْنِي أُخْرِجِ الْقَذَى مِنْ عَيْنِكَ، وَهَا الْخَشَبَةُ فِي عَيْنِكَ؟ 5يَا مُرَائِي، أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّداً أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ!".
القرآن واللجوء إلى العنف:
ومثل معظم الكتابات الجدلية المعادية للإسلام يشكل باقى مقالة سوكْدِيو خليطا من الحقائق والأوهام. فعلى سبيل المثال يزعم سوكْدِيو أن كثيرا من الآيات القرآنية التى تدعو إلى السلم قد نسختها الآيات التى نزلت بعدها. صحيح أن كثيرا من علماء المسلمين يقولون إن الآيات اللاحقة تنسخ الآيات السابقة، غير أن نطاق النسخ يختلف من عالِمٍ إلى آخَرَ اختلافا بعيدا: فبعض العلماء يرى أن الآيات المنسوخة لا تتجاوز خمس آيات، على حين يرى علماء آخرون أن عدد المنسوخ يتجاوز 150 آية. وعلى ذلك فزَعْم سوكْدِيو بأنه "متى وُجِد تعارض فى الآيات القرآنية كان اللاحق منها ناسخا للسابق" هو تبسيطٌ مُخِلّ. ذلك أن الادعاء بتقدم الآيات الداعية إلى السلم جميعها على الآيات المحبّذة للحرب وانتساخها بها هو، بكل بساطةٍ، ادعاء زائف. فمثلا هناك آيات نزلت فى العامين الأخيرين من حياة محمد (عليه السلام) تنهى المسلمين عن الانتقام ممن أخرجوهم من بيوتهم: "وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ" (المائدة/ 2)، "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى" (المائدة/ 8).
ومن الصعوبة بمكان أن يتخيل الواحد منا رسالة أقوى من هذه الرسالة فى الدعوة إلى العدل والعفو والتصالح. وفضلا عن ذلك فكثير من علماء المسلمين يستشهدون بالآيات المبكرة التى تحض على السلام فى دعوتهم للشباب المسلم إلى نبذ تطرف المتطرفين، فهل يُؤْثِر سوكْدِيو أن يُصِيخ الشباب المسلم السمعَ لأولئك الذين يفسرون له تلك الآيات على أنها قد تم نسخها كما يقول؟
ومن اللافت للنظر أن سوكْدِيو، شأنه شأن من يفسرون القرآن من المتطرفين، يسىء الاستشهاد بالآيات القرآنية باقتطاعها عن سياقها الذى وردت فيه، قائلا إن الآيتين التاسعة والخمسين والستين من سورة "الأنفال" تحضان على الإرهاب، رغم أن الآية الأخيرة لا تدعو فى واقع الأمر إلى شىء من هذا، بل تشكل مع الآية التى تعقبها كلا واحدا، ونصها: "وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا". وبالمناسبة فهذه الآية هى أيضا من الآيات المتأخرة فى النزول. وفى هذا السياق نجد الآية الستين تأمر المسلمين بألا يقفوا موقفا سلبيا تجاه تهديدات عدوهم، ثم تأتى الآية الحادية والستون لرسم حدود هذا الأمر فى الواقع العملى. وعلى هذا فليس فى الآية على الإطلاق أية دعوة إلى الإرهاب. ولربما لو كان سوكْدِيو يلمّ بالعربية إلمامًا جيدًا لكان فهمه للقرآن أفضل، لكنه يفتقر إلى مثل هذا الإلمام المطلوب، وهو ما يجعل من الصعب علينا الاقتناع بما يقوله عن الإسلام وتعاليمه مهما يكن المنصب الذى يشغله أو اللقب الذى يتحلى به.
ويمضى سوكْدِيو قائلا إن الإنسان يمكنه الاختيار بين الآيات التى تحبّذ العنف وتلك التى تدعو إلى السلام. وهذا صحيح، إلا أنه سيكون فى هذه الحالة متسرعا تسرعا شديدا فى القول بأن القرآن يرحب بالعنف أكثر مما يرحب العهد القديم (كما هو الحال مثلا فى سفر "اللاويين" أو سفر "يوشع"). فإذا قلنا إن القرآن يحبذ العنف، فما القول إذن فى نصوص العهد القديم التى تأمر أمرا صريحا بالقتل وإبادة البشر؟ ففى الفقرة رقم 17 من الأصحاح الحادى والثلاثين من سفر "العدد" يقول موسى بشأن الأسرى المديانيين الذين قتل بنو إسرائيل أقاربهم: "فَالآنَ اقْتُلُوا كُلَّ ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ. وَكُلَّ امْرَأَةٍ عَرَفَتْ رَجُلاً بِمُضَاجَعَةِ ذَكَرٍ اقْتُلُوهَا". كما أن الفقرات 1- 9 من الأصحاح الخامس عشر من سفر صموئيل الأول تحكى لنا قصة النبى صموئيل حين أمر الملكَ شاول بمحو العمالقة من الوجود على النحو التالى: "3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ، وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً، طِفْلاً وَرَضِيعًا، بَقَرًا وَغَنَمًا، جَمَلاً وَحِمَارًا". أما النبى محمد فقد نهى أتباعه عن مثل هذا التطرف قائلا كما جاء فى تفسير ابن كثير للآيات 190- 193 من سورة "البقرة: " اغزوا فى سبيل الله. قاتلوا من كفر بالله. اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا، ولا تقتلوا الوليد ولا أصحاب الصوامع"، ومثله ما ورد فى "المغازى" للواقدى (3/ 117- 118): "اغزوا ولا تغدروا، ولا تقتلوا وليدا ولا امرأة، ولا تمنَّوْا لقاء العدو".
أما الزعم بأن الحرب التى حضت عليها بعض آيات القرآن تسوّغ الأعمال الحربية العدوانية فهو دليل على الجهل بأن المفسرين التقليديين قد ضيّقوا نطاق تلك الآيات. فمثلا هناك الآية الرابعة من سورة "التوبة" التى أسىء تفسيرها فى عصرنا، ونصها: "فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ". فمن ناحيةٍ نرى المتطرفين يستغلون هذه الآية فى إراقة الدماء البريئة، ومن الناحية الأخرى فإن أعداء الإسلام يستغلونها فى الزعم بأن القرآن إنما هو كتاب عدوانى يحض على شن الحرب دون توقف. لكنْ بالاستناد إلى الروايات التقليدية فإن هذه الآية لا يمكن اتخاذها صَكًّا على بياضٍ لقتال غير المسلمين، إذ لا تَصْدُق فى الواقع إلا على أولئك المشركين الذين ناهضوا المسلمين الأوائل وهددوا وجودهم ذاته تهديدا. وكما قال أحد كبار الفقهاء، وهو أبو بكر بن العربى (من أهل القرنين الحادى عشر والثانى عشر)، فـ"قَوْله تَعَالَى: "فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ" عَامٌّ فِي كُلِّ مُشْرِكٍ، لَكِنَّ السُّنَّةَ خَصَّتْ مِنْهُ مَنْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ قَبْلَ هَذَا مِنْ امْرَأَةٍ وَصَبِيٍّ وَرَاهِبٍ وَحُشْوَةٍ حَسْبَمَا تَقَدَّمَ بَيَانُهُ، وَبَقِيَ تَحْتَ اللَّفْظِ مَنْ كَانَ مُحَارِبًا أَوْ مُسْتَعِدًّا لِلْحِرَابَةِ وَالإِذَايَةِ، وَتَبَيَّنَ أَنَّ الْمُرَادَ بِالآيَةِ: اُقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ يُحَارِبُونَكُمْ".
ويمكن المضىّ فى الاستشهاد بهذه التفسيرات إلى ما لا نهاية. ومنها يتبين بكل وضوح أن تسوية سوكْدِيو بين "المسلمين المتشددين" و"علماء المسلمين القدامى" الذين يقولون إن "الإسلام هو دين السيف" ليست متهافتةً فقط بل تشويهًا مطلق للحقائق. وعلى هذا فإما أن سوكْدِيو غير مؤهل لتحليل التراث الإسلامى والمقارنة بينه وبين الانحرافات الحديثة، وإما أنه يحرّف على نحوٍ متعمدٍ تعاليم الإسلام، وهو فى الحالتين يبرهن على أنه غير جدير بالثقة بتةً.
العِلْم المُرِيب:
ويتبدى العلم المريب عند سوكديو خلال مقالته كلها، وبخاصة عندما يستخدم التفرقة البالية بين مصطلحَىْ "دار الإسلام" و"دار الحرب" من أجل الزعم بأن المسلمين لا يقبلون شيئا سوى الحرب أو النصر. وهذا المصطلحان هما فعلا مصطلحان قديمان مهمان، إلا أن علماء المسلمين قد ذكروا أيضا عددا من الدُّور الأخرى بين هاتين الدارين: فبعضهم يذكر ثلاثا، وبعضهم يذكر خمسا، وبعضهم يذكر سبعا. وفى العصر الحديث نجد أن أغلبية علماء المسلمين ينظرون إلى أوربا وأمريكا بوصفهما "دار صلح"، وهو ما يعنى أن المسلم بإمكانه أن تقوم بينه وبين ذلك العالم علاقات على عدة مستويات، وأنه ينبغى عليه التقيد بقانون تلك البلاد متى ما قرر الإقامة فيها أو القيام بزيارتها. وبناء على هذه التفرقة رأينا من علماء المسلمين من يُفْتِى بأن بمستطاع المسلم الخدمة فى الجيش الأمريكى حتى عندما يكون ذلك الجيش فى حرب مع الدول الإسلامية الأخرى. لكن من يَسْعَوْن فى إثارة الصراع هم وحدهم الذين يمضون فى تضليل الجمهور من خلال تضييق شُقّة العالم بحيث لا يكون هناك إلا دار الإسلام ودار الحرب.
العِلْم الإسلامى:
كذلك يتضح سوء الفهم لدى سوكْدِيو عندما يتناول بالحديث مؤتمر علماء المسلمين الذى عٌقِد مؤخرا بالأردن، والذى أعلن فى بيانه الأخير معارضته لتكفير المسلم، وحدَّد الشروط التى لا بد من توفرها قبل إصدار أية فتوى. وفى رأيه أن هذا من شأنه "أن يلغى الفتوى القيمة التى أصدرها علماء المسلمين فى إسبانيا باعتبار بن لادن مرتدا". ومع هذا فإن حرب البيانات التى يكفر فيها المسلمون بعضهم بعضا هى بالضبط ما يريده متطرفو القاعدة وأمثالهم. ذلك أنهم، بهذه الطريقة، يمكنهم الحكم بالردة على أى شخص يختلف معهم ويقتلونه. ولا ينبغى أن ننسى أن القاعدة، قبل الحادى عشر من سبتمبر 2001م بيومين اثنين، قد اغتالت أحمد شاه مسعود. ولم تكن هذه مجرد مصادفة، بل كانت مسألة إستراتيجية مقصودة، إذ إنهم بالتخلص من أشد المسلمين التقليديين جاذبية ومقدرة على السيطرة على النفوس فى أفغانستان قد استطاعوا التخلص من أعتى العقبات التى تمنع تشويههم للإسلام، إذ هو القائد المصدَّق الذى كان بمكنته فضح الطبيعة الزائفة لادعائهم بأنهم هم الذين يمثّلون الإسلام.
ولكى يمنع الفقهُ الإسلامىُّ التقليدىُّ قَتْلَ البشر من أجل الأخطاء أو الذنوب التافهة فإنه لا يجيز لأى إنسان "حرمان" أى مسلم آخر أو تكفيره فى ذنبٍ اجترحه. وبتأكيد هذا المعنى والقضاء على أية إمكانية لتكفير المسلم فى عصرنا الحالى فإن مؤتمر الملك عبد الله قد جعل العالم أكثر أمانا. ولا يصدق هذا الكلام على المسلمين التقليديين "المعتدلين" فحسب، وهم المسلمون الوحيدون الذين يمكنهم عزل المتطرفين وحماية غير المسلمين من ثَمّ، بل يصدق أيضا على اليهود والنصارى وغيرهم، الذين يَعُدّهم القرآن (وكذلك أكابر الفقهاء القدماء من أمثال الإمام أبى حامد الغزالى) "كتابيين". الواقع أن سوكْديو يريد الإبقاء على هذا "الباب" مفتوحا كى يمكنه إخراج المسلمين الذين يبغضهم من دائرة الإيمان. إنه يريد الإبقاء على هذا "السيف" مصلتا على الرقاب، ناسيا تمام النسيان ما جاء فى إنجيل متى (26/ 52) من أن "كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ!".
وبالمثل يكشف سوكْديو عن عجزه التام عن فهم الفقه الإسلامى إذ يتساءل قائلا: "ألا يمكن أن يستدعى الملك عبد الله أعضاء مؤتمره إلى الاجتماع كرة أخرى ويأمرهم أن يصدروا فتوى تحرم العنف ضد غير المسلمين أيضا؟". والحق أن هذا هو ما وقع فعلا حين أعلن العلماء المذكورون أن الفتاوى التى تعضد العنف غير المبرَّر هى فتاوى تنقصها الشرعية، إذ ما من شخص يرتكب عملا من أعمال العنف باسم الإسلام إلا ويحاول أولاً تسويغ عمله من خلال إصدار فتوى وإساءة استعمالها، وما من شخص يرتكب عملا من أعمال الإرهاب إلا وهو مقتنع أن الإرهاب الذى يمارسه له ما يسوغه. لقد أكد المؤتمر أن جميع الفتاوى لا بد أن يحكمها نظام ثلاثى من المراجعات والتوازنات الداخلية، ومن ثم كان لا بد لكل من يريد إصدار فتوى أن يكون متحليا ببعض المواصفات الشخصية والعلمية الصارمة، كما لا بد أن يتبع أحد المذاهب الثمانية المعروفة فى الفقه الإسلامى بحيث لا يجوز إصدار أية فتوى تخرج عن حدود تلك المذاهب، وهو بالضبط ما يريد المتطرفون أن يفعلوه. لقد ضم المؤتمر ما يزيد على 180 من العلماء الكبار ينتمون إلى 45 بلدا إسلاميا، واستصدر 17 فتوى هامة تتعلق بذلك الموضوع من أعظم فقهاء المسلمين فى العالم (بما فيهم شيخ الأزهر وآية الله السيستانى والشيخ يوسف القرضاوى). وبهذا لا يكون المؤتمر قد خلع عن المتطرفين رداء الشرعية فحسب، بل (كما قال فريد زكريا فى "النيوزويك" بتاريخ 18/ 6/ 2005م) يكون أيضا قد "شن هجومًا جَبْهَوِيًّا على الأفكار الدينية التى يقوم عليها فكر القاعدة". وهذا، بكل تأكيد، سلاح حيوى فى الحرب ضد الإرهاب، وهو ما يستحق عليه الملك عبد الله ومؤتمره الثناء والتقريظ.
القضاء على التطرف:
ومع ذلك فلا يبدو أن غرض سوكْدِيو هو عزل المتطرفين والقضاء عليهم، بل تتلخص رغبته فى تشويه معانى القرآن وتحريف التاريخ والإساءة إلى المسلمين المعاصرين، وذلك بغية تعضيد دعواه بأن الإرهاب والتطرف كامنان فى طبيعة الإسلام ذاته. وهذا الأسلوب هو بالضبط الطريق الذى سيؤدى بنا إلى خسران الحرب على الإرهاب. إن الحرب الحقيقية هى حرب الأفكار، والأساس الذى تقوم عليه أفكار بن لادن والزرقاوى وغيرهما هو أنهم يظنون أنهم الممثلون الحقيقيون للإسلام. وقد أكد العلماء المسلمون التقليديون من أرجاء العالم أن مثل هذه العقائد والأعمال المنحرفة تمثل فى الواقع انتهاكا لمبادئ ذلك الدين. ونحن بتعاوننا مع أولئك العلماء التقليديين إنما نساعدهم فى تثبيت الفكر الإسلامى الوسطى التقليدى، كما نفضح أفكار المتطرفين وأعمالهم. وهذا هو أنجع الأسلحة وأكثرها مسالمة وفعالية فى الحرب ضد التفسيرات المتطرفة للإسلام، وإذا لم نستخدمه نكون قد فقدنا الموقع الأفضل فى حرب الأفكار. وبالرد على التطرف بتطرف مثله يكون سوكْدِيو ومن على شاكلته قد أعطوا المتطرفين الفرصة كى يحسموا لصالحهم الجوَّ العامَّ الذى يحدّد علاقة الأديان، ومن ثم يمكنهم أن يقرروا مجرى الأحداث أيضا. وبدلا من تزويدنا بتشخيص واقعى للتحديات التى تواجهنا والحلول السلمية الواقعية التى تصلح لها، فإنهم يريدون استغلال الموقف للعمل على طرح أفكارهم وأوهامهم المعادية للإسلام. وهم بهذا إنما يعملون لا ضد المسلمين والإسلام فحسب، بل ضد الإنسانية جمعاء بما فيها النصارى (بل ضد النصارى فى المقام الأول). نيافةَ الأب سوكْدِيو، هل نقول: إلى الأمام يا جنود النصارى؟
Vincenzo Olivetti is the author of Terror’s Source: The Ideology of Wahabi-Salafism and its Consequences.
HOME
الإخوة المسلمون جميعا .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-بإذن الله في هذا الكتيب الصغير نبدأ سلسلة تعليمية نشرح فيها عقيدة "المسيحيين" عُباد المسيح.. وذلك لتعليم الإخوة المسلمين المبتدئين كيف يفكر هؤلاء وماذا يعتقدون .. وكيف نرد عليهم ردا يمحق باطلهم .. ثم ندعوهم بعد ذلك إلى الحق.
اعتقاد "المسيحيين" عُباد المسيح الأرثوذكس في الله
- يؤمن "المسيحيون" عُباد المسيح الأرثوذكس أن المسيح بن مريم هو الله .. نعم هو الله نفسه الذي تأنس و تجسد وأخذ صورة إنسان عبد .. فلقد خطط الرب الإله في نفسه و قرر .. ووضع خطة ليخلص الإنسان من اللعنة التي ورثها من ابيه آدم نتيجة خطيئة آدم وأكله من الشجرة التي نهاه الرب عن الأكل منها. وكانت الخطة أن يكون الإله إنسانا يدخل في رحم إمرأة هي السيدة مريم .. لقد اختار الرب الإله مريم ابنة الكاهن ليدخل في رحمها .. الصبية ذات الاثني عشر ربيعا .. ولكن هناك مشكلة لأن الشريعة تقول إذا تدنست ابنة الكاهن بالزنا تحرق بالنار .. الحل موجود حتى لاتُقتل مريم .. فلتكن مريم مخطوبة لرجل يدعى يوسف النجار الذي تعطيه الأناجيل أنساب مختلفة تماما عن بعضها البعض فإنجيل لوقا يقول أن أباه كان اسمه هالي" يوسف بن هالي"بينما إنجيل متى يقول أن أبوه اسمه يعقوب" يعقوب ولد يوسف رجل مريم" و ليكون الرب الإله جنينا و ليتلوث بالدم استعدادا لأن يُصفع ويُبصق في وجهه .. و يُصلب ويقتله حفنة من اليهود والرومان حتى يشعر بما يشعر به الإنسان من الألم والعذاب حتى يستطيع أن يغفر خطيئة آدم"اللعنة الأزلية" بأكله من الشجرة التي نهاه عن الأكل منها .. تلك اللعنة التي اخترعها بولس وقال لقد ورثها كل بنو آدم من أبيهم آدم مع أن الكتاب يقول "كل واحد يموت بذنبه "
- أي أن إله عُباد المسيح في معتقدهم لم يكن ليغفر للإنسان إلا إذا تجسد الاقنوم الابن و سُمرت يداه ورجلاه وقُتل وتعذب .. وحينئذ فقط يستطيع أن يغفر الذنوب بعد أن عانى من العذاب وتحمل الخزي .. مع أن المسيح عليه السلام لم يذكر حتى اسم آدم مرة واحدة على لسانه وطوال مدة رسالته التي استمرت ثلاث سنوات فقط في الكتاب المقدس بل والكتاب المقدس يقول عن آدم "آدم ابن الله" وكلمة ابن الله لايعطيها كتبة الكتاب المقدس إلا للبار المؤمن بالله .. فكيف يعطونها لمن هو اساس اللعنة؟ .. و ليحمل إله عباد المسيح الابن المتجسد حسب معتقدهم تلك اللعنة الأزلية بدلا من بني آدم من عُباد المسيح وليكفر ايضا عنهم خطيئتهم .. وليصبح إله عباد المسيح ملعونا بعد أن كان مباركا كما قال لهم بولس ذلك .. المهم .. عندما يجد يوسف مريم حاملا بالجنين الإله القديم الأزلي .. يفكر في أن يترك مريم ويفارقها فهو لا يعرف من أين أتت بهذا الإله الجنين؟ .. إلا أن ملاك الرب يأتي ليوسف في المنام ليخبره أن مريم قد حبلت من الله الروح القدس"الأقنوم الثالث في الثالوث الأقدس" وبالفعل يترك يوسف أفكاره ويسير مع مريم لمدة خمسة عشرة سنة .. ينام معها ويصاحبها في منامها ويقظتها ويشرب معها ويأكل معها .. دون زواج .. حتى إننا نجد في الكثير من الترجمات الانجليزية لإنجيل متى الإصحاح الأول العدد 25 أن يوسف النجار كان يُجامع مريم ويُضاجعها مُضاجعة الأزواج لمدة 21 سنة بلا زواج .. ولذلك انتشرت فكرة الخلائل والخليلات والأصدقاء والصديقات الممارسين للزنا والفواحش بين عباد يسوع في كل أنحاء الأرض ولم تعد تلك الممارسات تمثل لهم أدنى حرج.
- و أخيرا يخرج الطفل الإله من بطن أمه في زريبة بقر طفلا في المزود الذي تأكل فيه الماشية .. لتُقمطه أمه و ليمسك ثدييها بيديه التي صنعت السماوات والأرض ليرضع من لبنها .. ومن المعروف أن من يرضع يحتاج إلى طعام و لابد أن يُخرج ماأكله وشربه في دورات المياه .. و في اليوم الثامن من ميلاده وحسب شريعة موسى يُختن الطفل الإله لتلقى قطعة من جسده ليأكلها الدود .. وبعد أربعين يوما من الولادة وبعد أن تطهرت أمه من النجاسة التي يصف بها الكتاب المقدس الوالدة التي تضع طفلا .. تأخذه مريم مع يوسف رجلها للهيكل حسب شريعة موسى لتقدمه للرب بعد أن قدمت فرخي يمام وليمة قربانا للرب .. و خوفا من أن يقتل هيرودس الرب الإله يهرب به يوسف النجار و مريم على حمار إلى مصر .. ويعود الاثنان بالرب بعد أن يموت هيرودس .. وكان الرب الإله مع أمه مريم وأبيه يوسف يزورون الهيكل كل عام .. وفي إحدى المرات وهو صبي يتوه الرب الإله لمدة ثلاثة أيام من أمه وأبيه يوسف ثم يجدانه في الهيكل فتعاتب أم الرب الإله ابنها وتقول له يا بني لقد كنا نبحث عنك متعبين أنا وأبيك يوسف .. وكان الصبي الرب الإله ينمو ويتقوى في الجسم والعلم وكانت نعمة الله عليه "كانت نعمة الله على الله؟" ثم تختفي عنا في الأناجيل قصة حياة الصبي الرب الإله حتى يبلغ الثلاثين عاما وتختفي معه حكايات يوسف النجار أبوه و رجل أمه للأبد ولم تعد تخبرنا الأناجيل عنه شيئا .. و قبل الثلاثين لم يكن الرب الإله الإنسان قد أعُطي الروح القدس بعد بالرغم من أن أمه حبلت به من الروح القدس .. فالروح القدس هو أبوه"الروح القدس هو ابو الصبي الرب الإله" ولا أدري كيف يتركه ثلاثين عاما هكذا ..ثم كيف يكون الرب الإله على الأرض بدون روح وأنتم ياعباد المسيح تقولون أن الإله لا يمكن أن يوجد بدون روح وهو سبب حياته؟ .. وحينما أعُطي الروح للرب الإله الإنسان بدأ في صُنع المعجزات .. وكانت أول معجزة يصنعها الرب الإله الإنسان تحويل الماء إلى خمر معتقة ذي لذة .. للمدعوين في عرس قانا حيث كان الخمر قد نفذ .. فدعته أمه ليحول الماء إلى خمر .. ثم بعد ذلك يتعرف الرب الإنسان على إمرأة خاطئة تسمى مريم المجدلية .. كان الرب الإله الانسان الذي على الأرض قد دعا الله الذي في السماوات أن يساعده على إحياء أخيها الميت منذ أربعة أيام .. فرفع الرب الإله الإنسان عينيه إلى السماء وقال لله الذي في السماوات "أعلم أنك تسمع لي في كل حين ولكن قلت ليؤمنوا انك أرسلتني" وتحدث المعجزة ويقوم الميت العازر أخو مريم ومارثا .. لتصاحب مريم يسوع بعد ذلك في حله وترحاله .. ولتضرب لنا مثلا لم نعهده من قبل في كيفية التوبة .. فقد أخذت قارورة عطر ثمنها يزيد على الثلاثمائة دينار .. كانت قد جمعت ثمنها من فعل الخطيئة لتعطر بها رأس و جسد يسوع وتدلك قدميه بشعرها .. مع أن الله قد حرم أن تدخل بيته أجرة زانية أو ثمن كلب في الكتاب المقدس .. ليقول لها يسوع بعد ذلك مغفورة لك خطاياك حينما رأى باقي تلاميذه مغتاظين من تلكم الأفعال الجديدة التي لم يروها من قبل في كيفية التوبة .. ويُجري الله على يدي يسوع بعض المعجزات كما يقول سمعان بطرس في أعمال الرسل"يسوع الناصري رجل أقامه الله بينكم بمعجزات أقامها الله بيديه" و كان أنبياء بني اسرائيل قد سبقوا المسيح بن مريم عليه السلام إليها بل وأجروا معجزات أعظم منها بمراحل كثيرة .. فهذا موسى عليه السلام يحول العصا إلى حية عظيمة يهزم بها فرعون وسحرته .. ويضرب بها البحر فيصبح طريقا ممهدا يمر فيه بنو إسرائيل وليغرق فرعون وقومه في اليم .. ولقد أحيا موسى سبعين رجلا من قومه بعد موتهم لما أخذتهم الصاعقة .. بل ويُنزل الله له ولبني إسرائيل من السماء خبزا وعسلا ولحما مشويا لمدة أربعين سنة كاملة .. وهذا إليشع "اليسع" يحيي موتى ويشفي مرضى بل وعظامه بعد موته تحيي ميتا بإذن الله .. وهذا ايليا "الياس" يحيي موتى ويضرب بردائه البحر فيشق طريقا يمشي فيه هو وتلميذه اليشع على البحر .. ويرفعه الله حيا بعد أن أراد القوم قتله لما قتل عبدة بعل .. وهذا اخنوخ "إدريس" يرفعه الله حيا .. وهذا حزقيال يحيي ثلاثين ألفا من الموتى .. وحينما يرى الناس معجزات يسوع وكلامه الصادق يؤمنوا أنه نبي الله "قالت الجموع هذا يسوع النبي" .. إلا أن عباد المسيح قالوا بل هو الرب الإله الإنسان ابن الإنسان.
ب - يعتقد عباد المسيح أن المسيح بن مريم نبي مثل موسى ومع ذلك فهو الرب الإله الانسان النبي الذي مثل موسى! فإن يسوع الناصري نفسه تكلم مع بني إسرائيل بأن موسى كتب عنه أنه هو النبي الذي مثل موسى وقد أرسله الله .. نعم لقد قال موسى في سفر التثنية 18 : 18 – 22 إن الله سيقيم لبني اسرائيل نبيا مثل موسى ويقول لهم الله إنهم إذا أرادوا أن يفرقوا بين النبي الصادق الذي يتكلم من عند الله وبين النبي الكاذب الذي يتكلم من عند نفسه .. فإن النبي الذي يتجبر ويتكلم من عند نفسه بما لم يأمره به الله أو من عن نفسه فإن ذلك النبي سيُقتل لامحالة .. ولذلك فنحن المسلمون نقول أن المسيح بن مريم عليه السلام لم يقُتل لأنه نبي ورسول صادق من عند الله .. بينما عباد المسيح يقولون بأنه قُتل وأنه الإله المصلوب المقتول على أيدي حفنة من اليهود والرومان .. حتى يغفر لهم خطاياهم بدمه المسفوح كالخروف المذبوح .. وبذلك فعباد يسوع يصدقوا على قول اليهود بأن المسيح بن مريم نبي كاذب من حيث لايشعرون .. لأنه من علامات النبي الكاذب أنه يُقتل تبعا لنبوءات الكتاب المقدس .. كما حدث مع حنانيا ومسيلمة الكذاب والأسود العنسي الأنبياء الكذبة.
ج- وللهروب من الكثير من الأسئلة الكثيرة التي تكشف خطأ معتقد عباد يسوع .. فقد اخترعوا أن يسوع إنسان كامل "ناسوت" بداخله الله الكامل "اللاهوت" و لذلك فهو هو الرب الإله المتجسد المتأنس الإنسان ابن الإنسان .. ويعتقدون بأن اللاهوت لم يفارق الناسوت طرفة عين .. فإذا قلت لهم يسوع قبل أن يرفعه الله يقول إني صاعد إلى إلهي .. فكيف لم يفارق اللاهوت الناسوت طرفة عين وهو يقول أن الله في السماء وهو على الأرض .. كذبوا ودلسوا .. وإذا قلت لهم هذا يسوع ينادي الله ويقول "إلهي إلهي لماذا تركتني" .. يقولون هذا هو الناسوت ينادي اللاهوت وهو بداخله .. وإذا قلت لماذا لايعرف يسوع ميعاد اثمار التين وهو الله المتجسد يقولون هذا هو الناسوت ذو العلم المحدود .. وإذ قلت هذا المسيح قد بُصق في وجهه وصُفع وضُرب بالقصبة على رأسه و قُتل والله لايموت قالوا بل هو الناسوت الذي مات .. وإذا قلت لهم فما هو دور اللاهوت؟ يقولون دوره ظاهر حينما أحيا المسيح ثلاثة من الموتى فهذا هو اللاهوت .. فهو الله .. فإذا قلت لهم ها هم كثير من الأنبياء قد أحيوا موتى من قبله و أكثر منه فلماذا لا تقولون أنهم آلهة؟ .. يسكتوا! .. وإذا قلت لهم يسوع يقول الآب أعظم من الكل .. وأبي أعظم مني .. يقولوا إنه يتكلم بلسان الناسوت! .. وإذا قلت لهم الكتاب المقدس يقول إن مريم وُجدت حبلى من الروح القدس فلماذا لم يدعو يسوع الروح القدس بقوله أنت أبي الروح القدس؟ .. صمتوا.
د- وللهروب اكثر من الحق فقد اخترعوا الثالوث الأقدس .. فقالوا إن الله يتكون من ثلاثة أقانيم .. الأقنوم الأول آب في السماء لم يره أحد ولايستطيع أن يراه أحد الذي وحده له عدم الموت .. والأقنوم الثاني الإبن المتجسد يسوع الذي كان يتعمد عاريا في نهر الأردن من يوحنا المعمدان يحيى بن زكريا والذي اختتن وهو الله المتجسد الذي صُلب وقٌتل وأقامه الله الآب من الأموات في اليوم الثالث .. مع أن بولس قال لهم"ليس إلا إله واحد هو الآب "وقال لهم " الذي وُضع قليلا عن الملائكة يسوع "وقال عنه يوحنا اللاهوتي في سفر الرؤيا 1:6 "جعل منا مملكة من الكهنة لإلهه" الترجمة العالمية الجديدة والترجمة الكاثوليكية .. والأقنوم الثالث الروح القدس الحمامة الناطق في الأنبياء التي يعطيها الله الآب لمن يشاء .. مع أن الكتاب يقول عن يسوع وعن الروح القدس "يسوع الناصري كيف مسحه الله بالروح القدس".. أي أن الله هو الذي مسح يسوع وجعله مسيحا "رسولا" بالروح القدس .. وهم يعتقدون أن هذه الثلاثة أقانيم ليست واحد فهم مختلفون كل منهم عن الآخر ولكنهم أزليون متساوون في المجد .. الآب إله والإبن إله والروح القدس إله .. ومع أن الأقانيم الثلاثة مختلفين فإن الله واحد .. لأن هؤلاء الثلاثة متحدون في جوهر اللاهوت الواحد .. ولكنهم يظهروا كأقانيم منفصلة وبأشكال مختلفة .. فواحد في السماوات لايراه أحد ولايموت والثاني عاري في نهر الأردن ويموت والثالث حمامة كان فوق النهر إلا انهم الثلاثة واحد.
ذ- يؤمن عباد المسيح أن ربهم خروف وذلك كما أخبرهم يوحنا اللاهوتي في سفر الرؤيا" والخروف يغلبهم لانه رب الارباب وملك الملوك" سفر الرؤيا 17: 14 .. و" الخروف الذي في وسط العرش" سفر الرؤيا 7: 17
ر- يؤمن عباد المسيح أن ربهم قد نزل ليصارع يعقوب ليلا ولم يستطع ربهم أن يصرع يعقوب فأمسكه يعقوب وحبسه حتى طلوع الفجر .. وقال له الرب اطلقني فقال له لن أطلقك حتى تباركني .. فباركه فأطلقه يعقوب "ولما رأى انه لا يقدر عليه ضرب حقّ فخذه.فانخلع حقّ فخذ يعقوب في مصارعته معه. وقال اطلقني لانه قد طلع الفجر.فقال لا اطلقك ان لم تباركني"
ز- يؤمن عباد المسيح أن ربهم في الكتاب المقدس كالسوسة وكالعتة "فانا لافرايم كالعث ولبيت يهوذا كالسوس" وأنه زوج الزانية اسرائيل وأنه طلقها" فرأيت انه لاجل كل الاسباب اذ زنت العاصية اسرائيل فطلقتها واعطيتها كتاب طلاقها لم تخف الخائنة يهوذا اختها بل مضت وزنت هي ايضا وكان من هوان زناها انها نجست الارض وزنت مع الحجر ومع الشجر" وأنه كاللبوة" وآكلهم هناك كلبوة" وأنه يتكلم بأفحش الألفاظ حين يغضب" حاكموا امكم حاكموا لانها ليست امرأتي وانا لست رجلها لكي تعزل زناها عن وجهها وفسقها من بين ثدييها" .. "وكشفت زناها وكشفت عورتها فجفتها نفسي" وأنه كالسكير المعيط من شرب الخمر" فاستيقظ الرب كنائم كجبار معّيط من الخمر " وأنه يولول وينوح ويمشي عريانا "من اجل ذلك انوح واولول.امشي حافيا وعريانا"
اعتقاد عُباد يسوع في الأنبياء
- يعتقد عباد يسوع أن الأنبياء غير معصومين في أي شيئ إلا في كتابة الوحي .. بل حتى الوحي يعتقد عباد يسوع أن الله الروح القدس قد أوحى إلى الأنبياء بالوحي ثم تركهم ليكتبوه هم بأيديهم وبإسلوبهم الذي يرونه .. وقد يكون النبي عابدا للأصنام كآحاز وسليمان زانيا كيهوذا ابن يعقوب وداود ولوط وشمشون متزوجا من ألف امرأة كسليمان سارقا كيعقوب وموسى خائنا كهارون وموسى كاذبا كبولس ديوثا كإبراهيم سابا للرب مجدفا عليه كأيوب وداود قاتلا سفاكا للدماء كشمشون وهوشع وداود يلطمه الشيطان كبولس و يجربه الشيطان كيسوع شتاما كشاول ويسوع و من نسل زنى كسليمان و يسوع يعصى الرب ويجادله كموسى و يعاقبه الرب بأن يعطي نساءه لإبنه يزني بهن في عين الشمس كداود وابنه .. سكيرا متعريا كنوح.. شيطان كبطرس .. ومع ذلك فهم أنبياء يوحى إليهم.
وهذه بعض الأمثلة من الكتاب المقدس
- نبي الله هارون يصنع العجل ويشجع قومه على عبادة العجل؟" فنزع كل الشعب اقراط الذهب التي في آذانهم وأتوا بها الى هرون. فاخذ ذلك من ايديهم وصوّره بالازميل وصنعه عجلا مسبوكا"
- نبي الله سليمان يخالف وصايا الرب و يكفر في أواخر حياته ويعبد الأوثان ومنهم صنم عشتروت؟" وكان في زمان شيخوخة سليمان ان نساءه أملن قلبه وراء آلهة اخرى ولم يكن قلبه كاملا مع الرب الهه كقلب داود ابيه. فذهب سليمان وراء عشتورث الاهة الصيدونيين وملكوم رجس العمونيين"
- نبي الله آحاز بن داود يذبح لغير الرب ويشرك بالله؟" كان آحاز ابن عشرين سنة حين ملك.وملك ست عشرة سنة في اورشليم.ولم يعمل المستقيم في عيني الرب الهه كداود ابيه بل سار في طريق ملوك اسرائيل حتى انه عبّر ابنه في النار حسب ارجاس الامم الذين طردهم الرب من امام بني اسرائيل"
- نبي الله أيوب يسب الله ؟ "لا تستذنبني فهمني لماذا تخاصمني. احسن عندك ان تظلم ان ترذل عمل يديك وتشرق على مشورة الاشرار. ألك عينا بشر ام كنظر الانسان تنظر. أأيامك كايام الانسان ام سنوك كايام الرجل حتى تبحث عن اثمي وتفتش على خطيتي"
- نبي الله لوط زنى ببناته وانجب منها المؤابيين والعمونيين" فحبلت ابنتا لوط من ابيهما"
- نبي الله داود يزني بزوجة جاره وينجب منها النبي سليمان ثم يقتل أبناء زوجته ميكال الخمسة؟ " وكان في وقت المساء ان داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك فرأى من على السطح امرأة تستحمّ.وكانت المرأة جميلة المنظر جدا. فارسل داود وسأل عن المرأة فقال واحد أليست هذه بثشبع بنت اليعام امرأة اوريا الحثّي. فارسل داود رسلا واخذها فدخلت اليه فاضطجع معها وهي مطهّرة من طمثها.ثم رجعت الى بيتها. وحبلت المرأة"
- نبي الله داود الشيطان يغويه "ووقف الشيطان ضد اسرائيل واغوى داود"
- نبي الله يهـوذا وابن النبي يعقوب يزني بثامار زوجة ابنه وينجبا فارص وزارح وهم من أجداد يسوع الناصري؟ " فقال ما الرهن الذي اعطيك. فقالت خاتمك وعصابتك وعصاك التي في يدك فاعطاها ودخل عليها فحبلت من"
- نبي الله نوح يشرب الخمر ويسكر ويتعرى؟" وشرب من الخمر فسكر وتعرّى"
- الرب يأمر نبي الله إشعياء يمشي حافيا عريانا أمام الأمم ؟" اذهب وحلّ المسح عن حقويك واخلع حذاءك عن رجليك ففعل هكذا ومشى معرّى وحافيا"
- نبي الله شاول النبي ووالد زوجة داود النبي يتعرى أمام الناس ليأتيه الوحي؟" فخلع هو ايضا ثيابه وتنبأ هو ايضا امام صموئيل وانطرح عريانا ذلك النهار كله وكل الليل.لذلك يقولون أشاول ايضا بين الانبياء"
- نبي الله يعقوب يكذب و يسرق البركة من عيسو ويكذب على ابيه اسحاق ويسرق الغنم والبقر من خاله ويهرب بهم ليلا؟" فقال يعقوب لابيه انا عيسو بكرك"
- نبي الله هوشع يأمره الرب بالزواج من زانية" قال الرب لهوشع اذهب خذ لنفسك امرأة زنى واولاد زنى"
- نبيا الله موسى وهارون خانا الرب ولم يثقا به في وسط بني اسرائيل" لانكما خنتماني في وسط بني اسرائيل"
- نبي الله ابراهيم يقدم زوجته سارة إلي فرعون ثم إلى ابيمالك لينال الخير بسببها؟" قولي انك اختي. ليكون لي خير بسببك وتحيا نفسي من اجلك"
- يسوع الناصري يسب الأنبياء قائلا" جميع الذين جاؤوا قبلي "يقصد الأنبياء كلهم" سارقون ولصوص"؟
- بولس الرسول يعترف ان الشيطان يلطمه .. ثم بعد ذلك يقول أنه دعا الرب أن يخلصه من ذلك الشيطان ولم يستجب له الرب وقال له لتكن هكذا "ليلطمك الشيطان" ومع ذلك هو رسول؟!
- يسوع الناصري الشيطان يجربه أربعين يوما" ثم أصعد يسوع الى البرية من الروح ليجرب من ابليس .. ثم اخذه ايضا ابليس الى جبل عال جدا واراه جميع ممالك العالم ومجدها" ثم نجد بولس يقول "لكي لا يجربكم الشيطان لسبب عدم نزاهتكم" أي إنه من قول بولس فان تجربة الشيطان تكون بسب عدم النزاهة .. فهل يسوع لم يكن نزيها؟!
- بطرس شيطان ومع ذلك فهو رسول؟ " فالتفت وقال لبطرس اذهب عني يا شيطان.انت معثرة لي لانك لا تهتم بما لله لكن بما للناس"
اعتقاد عُباد المسيح في اليوم الآخر .. يوم الدينونة والحساب
يعتقد عباد يسوع الأرثوذكس أن يوم الدينونة سيكون بالروح فقط وهذا لايؤيده الكتاب المقدس مطلقا .. حيث يقول الكتاب "الراقدين في تراب الارض يستيقظون هؤلاء الى الحياة الابدية وهؤلاء الى العار للازدراء الابدي" و يقول سفر ايوب 19 : 25 -27 الترجمة العربية المشتركة "أعرِفُ أنَّ شَفيعي حَيٌّ وسأقومُ آجلاً مِنَ التُّرابِ فتَلبَسُ هذِهِ الأعضاءُ جلْدي وبِجسَدي أُعايِنُ الله وتَراهُ عينايَ إلى جانِبي ولا يكونُ غريبًا عنِّي" وأنه لا قصور ولا أنهار ولا مأكل ولا مشرب و لا وجود لأي متع حسية في الجنة .. مع أن يسوع يقول "في بيت ابي قصور كثيرة وإلا فاني كنت قد قلت لكم. انا امضي لاعد لكم مكانا وان مضيت واعددت لكم مكانا آتي ايضا وآخذكم اليّ حتى حيث اكون انا تكونون انتم ايضا" بل إذا دخل أهل الفردوس الفردوس سيكونون كملائكة الله روحانيين لا يزوجون ولا يتزوجون لأنهم لايموتون .. وأن النار ايضا روحية .. ولكن الكتاب يقول "للخدام اربطوا رجليه ويديه وخذوه واطرحوه في الظلمة الخارجية هناك يكون البكاء وصرير الاسنان" و يعتقد عباد يسوع أن المسيح الإله الابن هو الذي يدين الخلائق لأن له طبيعة إنسانية .. وهذا ينقضه الكتاب المقدس تماما.
اعتقاد عُباد المسيح في الصوم
يخبرنا الكتاب المقدس أن موسى عليه السلام قد صام اربعين يوما عند الرب بالإمتناع عن الطعام والشراب"وكان هناك عند الرب اربعين نهارا واربعين ليلة لم ياكل خبزا ولم يشرب ماء. فكتب على اللوحين كلمات العهد الكلمات العشر" خروج 34: 28 .. وكذلك النبي إيليا "الياس" و المسيح بن مريم عليه السلام صاموا أربعين يوما بالإمتناع عن الطعام والشراب .. وكذلك يوحنا المعمدان يحيى بن زكريا هو وتلاميذه كانوا يصومون .. إلا أن الأناجيل تخبرنا أن تلاميذ المسيح قد سألوه عن الصيام وأنهم يريدون أن يصوموا فقال لهم اتصومون ومعكم العريس .. بعد أن اذهب واترككم صوموا! .. والآن فهم يأكلون ويشربون ويصومون فقط بالإمتناع عن أي شيئ فيه روح حيواني أو الطعام المشتق من أي حيوان لمدة 40 يوما .. ثم حولوا الصيام بالإمتناع عن أي شيئ فيه روح حيواني أو الطعام المشتق من أي حيوان ليكون في الشتاء حتى لايشعروا بتعب .. وزادوا 10 أيام فأصبح 50 يوما .. ولاأدري من أين أتوا بذلك الصوم .. الذي لم يأمرهم به المسيح عليه السلام ابدا!
اعتقاد عُباد المسيح في الصلاة
كثيرا ما يخبرنا الكتاب المقدس أن الله يأمر انبياءه بالإغتسال والتطهر قبل الصلاة وأن الأنبياء يخرون على وجوههم ويسجدون اثناء صلاتهم"فقام داود عن الارض واغتسل وادّهن وبدل ثيابه ودخل بيت الرب وسجد" ومنهم المسيح عليه السلام "ثم تقدم قليلا وخرّ على وجهه وكان يصلّي " الذي كان يصلي صلاته الأسبوعية في الهيكل يوم السبت حتى رفعه الله .. وأنه لما كان يصلي .. لم يكن يستخدم الاورج والعود والرباب والناي .. وكان يوجه وجهه اثناء صلاته إلى بيت المقدس .. بل كان يخر على وجهه ساجدا لله .. إلا أن عباد يسوع يستخدمون اليوم الفرقة الموسيقية والأنغام والأورج والعود .. وهم جالسون على المقاعد .. ليجعلوها صلاة روحانية من وجهة نظرهم .. وغيروا صلاة السبت " ودخل المجمع حسب عادته يوم السبت" إلى الأحد بناءا على يوم الشمس الذي كان يستخدمه عباد مثرا المصلوب ايضا للعبادة
اعتقاد عُباد المسيح في الحج
لا يوجد أمر في الكتاب المقدس لعُباد يسوع بالحج .. إلا أنهم اخترعوا زيارة القدس و زيارة الأماكن المقدسة في فلسطين والأردن وأطلقوا على ذلك حجا.
اعتقاد عُباد المسيح في الزكاة
لقد أبقى القسيسين والرهبان على فريضة العُشر من المال المكتسب التي فرضها الله على نبيه يعقوب في الكتاب المقدس .. فجعلوها فريضة على كل عابد للمسيح قادر على الكسب .. ليعطي العشر من كل ما يكسب للكنيسة .. نعم للكنيسة .. للقسيسين والرهبان.
اعتقاد عُباد يسوع في الكُتب
- يعتقد عباد يسوع أن الله الروح القدس قد أوحى إلى الأنبياء بالوحي ثم تركهم ليكتبوه هم بأيديهم وبإسلوبهم الذي يرونه .. فهم يؤمنون بعهدين قديم وجديد .. يؤمنوا بأسفار موسى الخمسة "التكوين والخروج واللاويين والعدد والتثنية" والتي يطلقون عليها التوراة .. وبكتب باقي أنبياء العهد القديم أنبياء بني اسرائيل الأربعة والثلاثون 34 كتابا .. ليكون مجموع أسفار العهد القديم 39 كتاب أو سفر .. وقد اختلفت الطوائف الأرثوذوكسية والكاثوليكية مع البروتوستانت في قانونية سبعة أسفار إضافية أخرى .. فالبروتوستانت يقولون بانعدام الوحي في تلكم السبعة اسفار ومنها سفر المكابيين الثاني الذي يقول كاتبه في الاصحاح 15: 39 - 40 "وههنا انا ايضا اجعل ختام الكلام فان كنت قد احسنت التاليف واصبت الغرض فذلك ما كنت اتمنى وان كان قد لحقني الوهن والتقصير فاني قد بذلت وسعي ثم كما ان اشرب الخمر وحدها او شرب الماء وحده مضر وانما تطيب الخمر ممزوجة بالماء وتعقب لذة وطربا كذلك تنميق الكلام على هذا الاسلوب يطرب مسامع مطالعي التاليف"
- وبذلك يكون عدد اسفار العهد القديم عند البروتوستانت 39 وعند الكاثوليك 46 .. أما الأرثوذوكس فهم يأخذون بالترجمة البروتوستانتية الموجود بها 39 سفرا .. وأخذوا السبعة أسفار الأخرى في كتاب آخر منفصل أسموه الأسفار القانونية .. وهذا هو العهد القديم .. 39 سفرا عند طائفة البروتوستانت .. و46 سفرا عند طائفة الكاثوليك .. و39 + 7 عند طائفة الأرثوذكس.
- أما العهد الجديد فهي الأناجيل الأربعة المعروفة متى ويوحنا ولوقا ومرقص والتي انتقتها الكنيسة من بين مئات الأناجيل التي كتبها التلاميذ الأصليين ليسوع وغير التلاميذ ايضا .. ومن هذه الأناجيل المرفوضة انجيل بطرس وتوما وفيليب ومريم المجدلية وإنجيل الرب وإنجيل نيقوديميس وإنجيل مريم أم يسوع .. وبالإضافة إلى الأربعة أناجيل فهناك 23 سفرا آخرين هم سفر أعمال الرسل ورسائل بولس وبطرس ويوحنا ويعقوب ويهوذا وسفر رؤيا يوحنا اللاهوتي .. ليصل بذلك عدد الأناجيل والرسائل إلى 27 كتابا ليطلقوا عليه العهد الجديد .. فمجموع اسفار العهدين عند البروتوستانت66 وعند الكاثوليك 73 أما الأرثوذوكس فعدد الأسفار 66 في كتاب و7 قانونية في كتاب آخر.
اعتقاد عُباد المسيح في شريعة الله
- يعتقد عُباد المسيح كما أخبرهم بولس أنهم كانوا تحت لعنة الشريعة التي أنزلها الله على نبيه موسى وأن الناموس والشريعة التي انزلها الله على عبده موسى تشجع على الخطيئة وأن الشريعة لم تكمل شيئا وانها قد شاخت ولابد من تنحيتها جانبا .. ولما جاء يسوع وصلبه اليهود والرومان فقد زال عنهم تطبيق الشريعة لأنه دفع ثمن اللعنة التي توعد الله بها من ضيع شريعة الله .. وأن الذي يعمل بكل وصايا الشريعة والناموس وأخطأ في واحدة من الوصايا فهو ملعون وله نفس عقاب الذي ترك كل الوصايا ولأجل ذلك فترك كل الشريعة والناموس أفضل .. وقد دفع يسوع ثمن ذلك لهم بصلبه وأنه قد صار ملعونا بدلا منهم .. فكلمات الشريعة بالنسبة لهم موجودة في الكتاب المقدس ولكنهم لن يطبقوها ابدا مع أن الله قال "واحفظوا وصاياي فرائضي حسب كل الشريعة التي اوصيت بها آباءكم والتي ارسلتها اليكم عن يد عبيدي الانبياء" .. فيسوع دفع الثمن و أصبح ملعونا بدلا منهم مجانا من أجل ذلك .. فلماذا يطبقوها إذن؟ .. فالزاني المتزوج ومغتصب النساء يُرجم في الشريعة ولكنه عند عُباد يسوع يقال له اذهب ولاتفعل ذلك ثانية! وكذلك القاتل للأبرياء والسارق للآخرين والذي لايختتن والمفسد والشرير؟ .. لا عقوبات عليه في عقيدة عُباد المسيح؟ .. فقد قال الله بأن من يعطل شريعته ملعون .. وقد صار يسوع ملعونا بدلا منهم ليعطلوا شريعة الله التي شدد الله بالأمر بتطبيقها "حافظ الشريعة فطوباه" .. "فلا تتركوا شريعتي"
اعتقاد عُباد المسيح في الملائكة
- يعتقد عباد يسوع أن الملائكة أجسادا نورانية .. و رئيسهم ميخائيل .. ومنهم الملاك جبرائيل وأنهم يأكلون اللحم والدقيق والسمن ويشربون كما فعلوا حينما زاروا إبراهيم عليه السلام وكان معهم الله فجلس الله وملائكته يأكلون من عجل ابراهيم .. ويعتقدون كما قال لهم بولس أن ابليس الشيطان كان من الملائكة هو وتابعيه ولكنهم استكبروا .. فأصبحوا ملائكة عصاة .. فالملائكة العصاة هم الشياطين .. و يرسمون الملائكة على شكل إناث وأطفال؟ .. وهم في هذا لا يستندون على شيئ من الكتاب المقدس.
ناوليني الخمره
bigstory
بس الله الرحمن الرحيم
الحديث الذي لم يفهمه ببغاوات النصاري عن ام سلمه قال لها النبي وهي حائض ناولييني الخمره من المسجد فقلت اني حائض فقال ان حيضت ليست في يدك .
وحقا مازال النصاري يفضحون انفسهم ليتبيين لنا انهم لا يفقهون شيء في اللغه العربيه ولا مبادئها وللرد علي تللك الشبهه التافهه التي وجدتها في صفحه الدليل والبرهان (الفاشليين) أذكر هنا رأي الأمام إبن الأثير في كتابه غريب الحديث والاثر (( في حديث عن أم سلمه قال لها النبي ناولييني الخمره من المسجد فقالت له انها حائض فقال بها ان حيضتك ليست في يدك الخمره بضم الخاء هي مقدار ما يضع الرجل عليه وجهه في سجوده من حصير او نسيجه خوص ونحوه من النبات وسميت خمره بضم الخاء لان خيوطها مستوره بسعفيها . وقد جاء في سنن ابي داوود عن ابن عباس قال جاءت فأره فأخذت تجر الفتيله فجاءت بها فالقتها بين يدي رسول الله صلي الله عليه وسلم علي الخمره التي كان قاعدا عليها فاحرقت منها مثل موضع درهم انتهي والنصاري كانو يظنون ان الرسول صلي الله عليه وسلم يطلب الخمره المسكره وهم معذروون نظرا لجهلهم باللغه العربيه وبهذا يتبيين لنا مدي جهلهم فهم يفضحون انفسهم بما تكتبه ايديهم كل يوم. وبالرغم من أن الشبهه تافهه ولا تحتاج اصلا الي رد الا اني احببت ان أرد عليهم لعل يهتدي منهم شخص يبحث عن الحقيقه. والان نوضح مدي قدسيه الخمر في الكتاب المكدس ففي العهد القديم نجد هذا النص ((أعطو مسكرا لهالك وخمرا لمريء النفس يشرب وينسي فقره ولا يذكر تعبه ) الامثال 6:31 وهذه دعوي واضحه الي السكر والعربده اول معجزات الرب يسوع في صالح المساطيل عندما حول الماء الي خمر (يوحنا 7:2) ومنذ ان جرت تلك المعجزه والخمر ما زالت تتدفق في العالم النصراني نص اخر ايضا يوقوله بولس رسولهم ناصحا بشرب الخمر ((لا تكن فيما بعد شراب ماء بل استعمل خمرا من اجل معدتك واسقامك الكثيره . (رساله بولس إلي ثيموساوس 23:5)واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالميين كتبه
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اخوكم bigstory1
===================
شبهة قول عائشة رضي الله عنها يابن أخي، هذا من عمل الكُتَّاب
د. غازي عناية
يقولون: روي عن هشام بن عروة عن أبيه أنه قال: سُئِلت عائشة عن لحن القرآن، عن قوله تعالى: (إن هذان لساحران) وعن قوله تعالى: (والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة) وعن قوله تعالى: (إنّ الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئون). فقالت: يابن أخي، هذا من عمل الكُتَّاب، قد أخطأوا في الكتاب.
قال السيوطي في هذا الخبر: إسناده صحيح على شرط الشيخين. ويقولون أيضاً: روي عن أبي َلَف مولى بني جُمَح أنه دخل مع عبيد بن عمير على عائشة فقال: جئت أسألكِ عن آية في كتاب الله، كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها؟ قالت: أيّةُ آية؟ قال: (والذين يؤتون ما آتوا) أو (الذين يأتون ما آتوا). قالت: أيهما أحب إليك؟ قلت: والذي نفسي بيده، لإحداهما أحبُّ إليَّ من الدنيا جميعاً. قالت: أيهما؟ قلت: (والذين يأتون ما آتوا) فقالت: أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك كان يقرؤها، وكذلك أُنزلت، ولكن الهجاء حرف.
ـ تفنيد هذه الشبهة:
أولاً: بأن هذه الروايات مهما يكن سندها صحيحاً، فإنها مخالفة للمتواتر القاطع، ومعارض القاطع ساقط مردود، فلا يلتفت إليها، ولا يعمل بها.
ثانياً: أنه قد نص في كتاب «إتحاف فضلاء البشر»، على أن لفظ (هذان) قد رسم في المصحف من غير ألف ولا ياء، ليحتمل وجوه القراءات الأربع فيها، وإذن فلا يعقل أن يقال أخطأ الكاتب، فإن الكاتب لم يكتب ألفاً، ولا ياءً. ولو كان هناك خطأ تعتقده عائشة ما كانت تنسبه للكاتب، بل كانت تنسبه لمن يقرأ بتشديد (إن)، وبالألف لفظاً في (هذان). ولم ينقل عن عائشة، ولا عن غيرها تخطئة من قرأ بما ذكر، وكيف تنكر هذه القراءة وهي متواترة مجمع عليها؟، بل هي قراءة الأكثر، ولها وجه فصيح في العربية لا يخفى على مثل عائشة. ذلك هو إلزام المثنى الألف في جميع حالاته. وجاء منه قول الشاعر العربي:
«واهاً لسلمى ثم واهاً واهاً يا ليتَ عَيناها لنا وفاها
وموضعَ الخلخال من رجلاها بثمن يَرْضَى به أباها
إنّ أباها وأبَا أباها قد بلغَا في المجدِ غايتاها».
فبعيدٌ عن عائشة أن تنكر تلك القراءة، ولو جاء بها وحدها رسم المصحف.
ثالثاً: إن ما نسب إلى عائشة (رض) من تخطئة رسم المصحف في قوله تعالى: (والمقيمين الصلاة) بالياء، مردود بما ذكره أبو حيان في البحر إذ يقول ما نصه: «وذكر عن عائشة (رض)، عن أبان بن عثمان أن كتبها بالياء من خطأ كاتب المصحف. ولا يصح ذلك عنهما، لأنها عربيان فصيحان، وقطع النعوت مشهور في لسان العرب. وهو باب واسع ذكر عليه شواهد سيبويه، وغيره. وقال الزمخشري: «لا يلتفت إلى ما زعموا من وقوعه خطأ في خط المصحف. وربما التفت إليه من لم ينظر في الكتاب (يريد كتاب سيبويه) ولم يعرف مذاهب العرب، وما لهم في النصب على الاختصاص من الافتنان، وخفي عليه أن السابقين الأولين الذين مثلهم في التوراة، ومثلهم في الإنجيل، كانوا أبعدَ همةً في الغيرة على الإسلام، وذب المطاعن عنه، من أن يتركوا في كتاب الله ثلمةً يسدها من بعدهم، وخرقاً يرفوه مَن يلحقهم».
رابعاً: أنّ قراءة «الصابئون» بالواو، لم ينقل عن عائشة أنها خطّأتْ مَن يقرأ بها، ولم ينقل أنها كانت تقرأ بالياء دون الواو. فلا يعقل أن تكون خطأَتْ من كتب الواو.
خامساً: أنّ كلام عائشة في قوله تعالى: (يؤتون ما آتوا) لا يفيد إنكار هذه القراءة المتواترة المجمع عليها. بل قالت للسائل: أيهما أحبُّ إليك؟ ولا تحصر المسموع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قرأ هي به. بل قالت: إنه مسموع ومنزل فقط.
وهذا لا ينافي أن القراءة الأخرى مسموعة، ومنزلة كتلك. خصوصاً أنها متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم . أما قولها: ولكن الهجاء حرف: فكلمة حرف مأخوذة من الحرف بمعنى القراءة، واللغة، والمعنى أن هذه القراءة المتواترة التي رسم بها المصحف، لغة، ووجه من وجوه الأداء في القرآن الكريم. ولا يصح أن تكون كلمة حرف في حديث عائشة مأخوذة من التحريف الذي هو الخطأ، وإلا كان حديثاً معارضاً للمتواتر، ومعارض القاطع ساقط.
===================
الرد العلمي على الطعن في نسب الرسول صلى الله عليه وسلم
كتب "الشيخ الفلوجة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
نتناول في يأتي من سطور الرد على الطعن في نسب النبي صلى الله عليه وسلم استدلالا ببعض الروايات الساقطة الواردة في بعض كتب التراث التي كان أصحابها معروفين بعدم اقتصارهم على نقل الصحيح من الروايات بل كانوا إذا ذكروا الرواية بسندها لم يجدوا ضرورة في التعليق عليها لأن ذكر السند بمثابة ذكر الحكم على الرواية وإلا لماذا يتعب هؤلاء العلماء أنفسهم بذكر أسماء الرواة وأنسابهم وتعريفهم للقارئ فلو كانت هذه الروايات مقبولة كلها لما ذكروا لها سندا. الطعن مبني على ان عبد الله بن عبد المطلب وأبوه هاشم تزوجوا في نفس اليوم بينما ولد لهاشم سيدنا حمزة قبل أربع سنين من ولادة النبي بناء على أن حمزة رضي الله عنه أكبر من النبي صلى الله عليه وسلم. الآن نورد الروايات التي تمسكوا وبها ونحققها بإذن الله.
1- الرواية الأولى: التي تتحدث أن عبد الله بن عبد المطلب وأبوه تزوجوا في نفس اليوم.
الطبقات الكبرى ج: 1 ص: 94
ذكر تزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حدثنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال حدثني عبد الله بن جعفر الزهري عن عمته أم بكر بنت المسور بن مخرمة عن أبيها قال وحدثني عمر بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن يحيى بن شبل عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قالا كانت آمنة بنت وهب ابن عبد مناف بن زهرة بن كلاب في حجر عمها وهيب بن عبد مناف بن زهرة فمشى اليه عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بابنه عبد الله بن عبد المطلب أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب عليه آمنة بنت وهب فزوجها عبد الله بن عبد المطلب وخطب اليه عبد المطلب بن هاشم في مجلسه ذلك ابنته هالة بنت وهيب على نفسه فزوجه إياها فكان تزوج عبد المطلب بن هاشم وتزوج عبد الله بن عبد المطلب في مجلس واحد فولدت هالة بنت وهيب لعبد المطلب حمزة بن عبد المطلب فكان حمزة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم في النسب وأخاه من الرضاعة قال أخبرنا هشام بن محمد بن عن أبيه وعن أبي الفياض الخثعمي قالا لما تزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب أقام عندها ثلاثا وكانت تلك السنة عندهم إذا دخل الرجل على امرأته في أهلها.
الرواية ساقطة لانها من رواية محمد بن عمر الواقدي قال عنه العلماء:
الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج: 3 ص: 87
3137 محمد بن عمر بن واقد أبو عبد الله الأسلمي الواقدي قاضي بغداد قال أحمد بن حنبل هو كذاب كان يقلب الأحاديث يلقي حديث ابن أخي الزهري على معمر ونحو ذا وقال يحيى ليس بثقة وقال مرة ليس بشيء لا يكتب حديثه وقال البخاري والرازي والنسائي متروك الحديث وذكر الرازي والنسائي أنه كان يضع الحديث وقال الدراقطني فيه ضعف وقال ابن عدي احاديثه غير محفوظة والبلاء منه.
الرواية الثانية:
المستدرك على الصحيحين ج: 2 ص: 656 مجمع الزوائد ج: 8 ص: 230
4176 أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي حدثنا هاشم بن مرثد الطبراني حدثنا يعقوب بن محمد الزهري حدثنا عبد العزيز بن عمران حدثنا عبد الله بن جعفر عن أبي عون عن المسور بن مخرمة عن بن عباس عن أبيه قال قال عبد المطلب قدمنا اليمن في رحلة الشتاء فنزلنا على حبر من اليهود فقال لي رجل من أهل الزبور يا عبد المطلب أتأذن لي أن أنظر إلى بدنك ما لم يكن عورة قال ففتح إحدى منخري فنظر فيه ثم نظر في الأخرى فقال أشهد أن في إحدى يديك ملكا وفي الأخرى النبوة وأرى ذلك في بني زهرة فكيف ذلك فقلت لا أدري قال هل لك من شاعة قال قلت وما الشاعة قال زوجة قلت أما اليوم فلا قال إذا قدمت فتزوج فيهم فرجع عبد المطلب إلى مكة فتزوج هالة بنت وهب بن عبد مناف فولدت له حمزة وصفية وتزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب فولدت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت قريش حين تزوج عبد الله آمنة فلح عبد الله على أبيه قال الإمام الهيثمي مجمع الزوائد ج: 8 ص: 230 رواه الطبراني وفيه عبدالعزيز بن عمران وهو متروك
هذه الرواية كذلك ساقطة لأن فيه سندها عبدالعزيز بن عمران قال عنه العلماء
الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج: 2 ص: 111
1957 عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز أبو ثابت ويعرف بابن أبي ثابت المدني الزهري قال يحيى ليس بثقة وقال البخاري لا يكتب حديثه وقال النسائي متروك الحديث وقال الترمذي والدارقطني ضعيف وقال ابن حبان يروي المناكير عن المشاهير
كما أن لفظ تزوج لا تعني الدخول بل هي تعني إبرام العقد وقد يتأخر الدخول عن الزواج بسنين فالروايات ليس فيها أن عبد الله بن عبد المطلب وأبوه دخل كل واحد على زوجته في نفس اليوم حتى يكون هنا استعجاب من تأخر ولادة النبي صلى الله عليه وسلم عن عمه حمزة رضي الله عنه.
2- الرواية الثالثة: التي تفيد أن حمزة رضي الله عنه أكبر من النبي بأربع سنين
الطبقات الكبرى ج: 3 ص: 10
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال كان حمزة معلما يوم بدر بريشة نعامة قال محمد بن عمر وحمل حمزة لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بني قينقاع ولم يكن الرايات يومئذ وقتل رحمه الله يوم أحد على رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة وهو يومئذ بن تسع وخمسين سنة كان أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع سنين وكان رجلا ليس بالطويل ولا بالقصير قتله وحشي بن حرب وشق بطنه وأخذ كبده فجاء بها إلى هند بنت عتبة بن ربيعة فمضغتها ثم لفضتها ثم جاءت فمثلت بحمزة وجعلت من ذلك مسكتين ومعضدين وخدمتين حتى قدمت بذلك وبكبده مكة وكفن حمزة في بردة فجعلوا إذا خمروا بها رأسه بدت قدماه وإذا خمروا بها رجليه تنكشف عن وجهه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم غطوا وجهه وجعل على رجليه الحرمل.
هذه الرواية ساقطة فقد اجتمع فيها محمد بن عمر الواقدي وقد قدمنا كلام العلماء فيه وكذلك موسى بن محمد بن إبراهيم وقد قال فيه العلماء:
أبو حاتم في كاتبه المجروحين ج: 2 ص: 241
موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي من أهل المدينة يروي عن أبيه ما ليس من حديثه فلست أدري أكان المتعمد لذلك أو كان فيه غفلة فيأتي بالمناكير عن أبيه والمشاهير على التوهم وأيما كان فهو ساقط الاحتجاج.
3- الرواية الرابعة: حول طعن قريش في نسب النبي صلى الله عليه وسلم
سنن الترمذي ج: 5 ص: 584
3607 حدثنا يوسف بن موسى البغدادي حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسماعيل بن أبي خالد عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عن العباس بن عبد المطلب قال قلت ثم يا رسول الله إن قريشا جلسوا فتذاكروا أحسابهم بينهم فجعلوا مثلك كمثل نخلة في كبوة من الأرض فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله خلق الخلق فجعلني من خيرهم من خير فرقهم وخير صليت ثم تخير القبائل فجعلني من خير قبيلة ثم تخير البيوت فجعلني من خير بيوتهم فأنا خيرهم نفسا وخيرهم بيتا قال أبو عيسى هذا حديث حسن وعبد الله بن الحارث هو أبو نوفل
أولا من بفهم من الرواية طعن قريش في نسب النبي صلى الله عليه وسلم هو جاهل باللغة العربية لأن الرواية تقول الأحساب جمع حسب ولا ذكر للنسب في الرواية ومعنى الحسب مخالف للنسب كما جاء في كتب اللغة:
مختار الصحاح ج: 1 ص: 57
و الحَسَبُ أيضا ما يعده الإنسان من مفاخر آبائه وقيل حسبه دينه وقيل ماله والرجل حَسِيبٌ وبابه ظرف وقال بن السكيت الحَسَبُ والكرم يكونان بدون الآباء والشرف والمجد لا يكونان إلا بالآباء
النهاية في غريب الحديث ج: 1 ص: 381
الحَسب في الاصل . الشَّرَف بالآباء ومايَعُدُّه الناس من مَفاخرهم . وقيل الحَسب والكَرم يكونان في الرجُل وان لم يكن له آبَاء لهُم شَرف والشَّرف والمَجْد لايكونان إلاَّ بالآباء
فهم أرادوا الانتقاص من قبيلة النبي صلى الله عليه وسلم بني هاشم في مفاخرهم ولهذا جعلوا النبي مثل النخلة وهي شيء مكرم عند العرب فالنبي عند قريش إنسان عظيم وجعلوا بني هاشم كالكبوة وهي أن تلقى الكناسة أي أن النبي كرجل فهو عظيم معروف بأخلاقه العالية لكن قبيلته لا مكانة لها وما يدل على ذلك صراحة الرواية التالية:
مجمع الزوائد ج: 8 ص: 215
وعن عبدالله بن عمر قال إنا لقعود بفناء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مرت امرأة فقال رجل من القوم هذه ابنة محمد فقال رجل من القوم إن مثل محمد في بني هاشم مثل الريحانة في وسط النتن فانطلقت المرأة فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فجاء النبي صلى الله عليه وسلم يعرف في وجهه الغضب ثم قام على القوم فقال ما بال أقوال تبلغني عن أقوام إن الله عز وجل خلق السموات سبعا فاختار العليا منها فسكنها وأسكن سمواته من شاء من خلقه وخلق الخلق فاختار من الخلق بني آدم واختار من بني آدم العرب واختار من العرب مضر واختار من مضر قريشا واختار من قريش بني هاشم واختارني من بني هاشم فأنا من خيار إلى خيار فمن أحب العرب فبحبي أحبهم ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم رواه الطبراني في الكبير والأوسط إلا انه قال فمن أحب العرب فلحبي أحبهم ومن أبغض العرب فلبغضي ابغضهم وفيه حماد بن واقد وهو ضعيف يعتبر به وبقية رجاله وثقوا
ونذكر رواية تذكر الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف كان معروفا لدى قريش في اليوم الذي ولد فيه أنه ابن عبد الله بن عبد المطلب:
المستدرك على الصحيحين ج: 2 ص: 656
4177 حدثنا أبو محمد عبد الله بن حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا أبو غسان محمد بن يحيى الكناني حدثني أبي عن بن إسحاق قال كان هشام بن عروة يحدث عن أبيه عن عائشة رضي الله عنهما قالت ثم كان زفر قد سكن مكة يتجر بها فلما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مجلس من قريش يا معشر قريش هل الليلة مولود فقالوا والله ما نعلمه قال الله أكبر أما إذا أخطأكم فلا بأس فانظروا واحفظوا ما أقول لكم ولد هذه الليلة نبي هذه الأمة الأخيرة بين كتفيه علامة فيها شعرات متواترات كأنهن عرف فرس لا يرضع ليلتين وذلك أن عفريتا من الجن أدخل أصبعيه في فمه فمنعه الرضاع فتصدع القوم من مجلسهم وهم متعجبون من قوله وحديثه فلما صاروا إلى منازلهم أخبر كل إنسان منهم أهله فقالوا قد ولد لعبد الله بن عبد المطلب غلام سموه محمدا فالتقى القوم فقالوا هل سمعتم حديث اليهودي وهل بلغكم مولد هذا الغلام فانطلقوا حتى جاءوا اليهودي فأخبروه الخبر قال فاذهبوا معي حتى أنظر إليه فخرجوا حتى أدخلوه على آمنة فقال اخرجي إلينا ابنك فأخرجته وكشفوا له عن ظهره فرأى تلك الشامة فوقع اليهودي مغشيا عليه فلما أفاق قالوا ويلك ما لك قال ذهبت والله النبوة من بني إسرائيل فرحتم به يا معشر قريش أما والله ليسطون بكم سطوة يخرج خبرها من المشرق والمغرب وكان في النفر يومئذ الذين قال لهم اليهودي ما قال هشام بن الوليد بن المغيرة ومسافر بن أبي عمرو وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب وعتبة بن ربيعة شاب فوق المحتلم في نفر من بني مناف وغيرهم من قريش هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقد تواترت الأخبار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد مختونا مسرورا وولد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدار التي في الزقاق المعروف بزقاق المدكل بمكة وقد صليت فيه وهي الدار التي كانت بعد مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم في يد عقيل بن أبي طالب في أيدي ولده بعده
إذن قريش كانت تقر أن النبي صلى الله عليه وسلم ابن عبد الله بن عبد المطلب وفي صحيح مسلم في قصة صلح الحديبية دليل قاطع على عدم اعتراض قريش على نسب النبي صلى الله عليه وسلم:
صحيح مسلم ج: 3 ص: 1411
1784 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس ثم أن قريشا صالحوا النبي صلى الله عليه وسلم فيهم سهيل بن عمرو فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي اكتب بسم الله الرحمن الرحيم قال سهيل أما باسم الله فما ندري ما بسم الله الرحمن الرحيم ولكن اكتب ما نعرف باسمك اللهم فقال اكتب من محمد رسول الله قالوا لو علمنا أنك رسول الله لأتبعناك ولكن اكتب اسمك واسم أبيك فقال النبي صلى الله عليه وسلم اكتب من محمد بن عبد الله فاشترطوا على النبي صلى الله عليه وسلم أن من جاء منكم لم نرده عليكم ومن جاءكم منا رددتموه علينا فقالوا يا رسول الله أنكتب هذا قال نعم إنه من ذهب منا إليهم فأبعده الله ومن جاءنا منهم سيجعل الله له فرجا ومخرجا
فقد اعترضت قريش على انه رسول الله وطلبوا منه كتابة اسمه واسم أبيه فكتب محمد بن عبد الله ولم يعترض أحد فأين الاعتراض المزعوم؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ونختم برواية صحيحة تذكر بوضوح كيف كان نسب النبي صلى الله عليه وسلم معروفا لدى العرب:
صحيح ابن خزيمة ج: 4 ص: 13
2260 حدثنا محمد بن عيسى حدثنا سلمة يعني بن الفضل قال محمد بن إسحاق وهو بن يسار مولى مخرمة وحدثني محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي عن أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة قالت ثم لما نزلنا أرض الحبشة جاورنا بها حين جاء النجاشي فذكر الحديث بطوله وقال في الحديث قالت وكان الذي كلمه جعفر بن أبي طالب قال له أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونسيء الجوار ويأكل القوي منا الضعيف فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه فدعانا إلى الله لتوحيده ولنعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة وأن نعبد الله لا نشرك به شيئا وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام قالت فعدد عليه أمور الإسلام فصدقناه وآمنا به واتبعناه على ما جاء به من ثم الله فعبدنا الله وحده ولم نشرك به وحرمنا ما حرم علينا وأحللنا ما أحل لنا ثم ذكر باقي الحديث.
فنسب النبي كان معروفا لا اعتراض حوله جدير بالذكر أن هذه الواقعة التي كانت في بلاط النجاشي حضرها سيدنا عمرو بن العاص وهو كافر يومئذ جاء يسترد المسلمين الذي هاجروا إلى الحبشة وحاول في سبيل ذلك كل طاقته وهو سمع هذا الكلام وكيف أن نسب النبي صلى الله عليه وسلم معروف لا اعتراض عليه وقد سكت ولم يعترض فأن الاعتراض المزعوم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
في الأخير ارجوا أني قد وفقت إلى الرد على هذا الافتراء فإن كان حقا فمن الله وإن كان غير ذلك فمن نفسي والشيطان والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العلمين
لا تنسونا من صالح دعائكم
(((((((((معجزات حسية للنبي صلي الله علي وسلم)))))إن من أعظم دلائل النبوة ما يؤتيه الله أنبياءه من خوارق العادات التي يعجز عن فعلها سائر الناس، وتمكينهم من هذه الخوارق إنما هو بفعل الله، وهو دليل رضا الله وتأييدِه لهذا الذي يدعي النبوة والرسالة، ولا يمكن أن يؤيد الله بعونه وتوفيقه من يدعي الكذب عليه ويُضل الناسَ باسمه.
ومن هذه المعجزات التي أوتيها الأنبياء؛ حبس الله الشمس عن الغروب لنبيه يوشع بن نون، قال e : ((غزا نبي من الأنبياء .. فأدنى للقرية حين صلاة العصر أو قريباً من ذلك، فقال للشمس: أنتِ مأمورة، وأنا مأمور، اللهم احبسها عليّ شيئاً، فحبست عليه حتى فتح الله عليه )). لقد خرق الله سنته في جريان الشمس إكراماً لنبي الله يوشع، واستجابة لدعائه لله.
وبمثله أيد الله موسى عليه السلام، فقد شقّ الله له البحر لما ضربه بعصاه، فصار طرقاً ممهدة يمشي بنو إسرائيل عليها في دعة وسكينة.
وبمثل هذه المعجزات أيدالله نبيه محمداً e، فرأى مشركو مكة منه الكثير من دلائل النبوة الدالة على نبوته e، لكنهم لم يؤمنوا ولم يذعنوا للحق، بل طلبوا على سبيل العناد المزيد من الآيات } وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً % أو تكون لك جنةٌ من نخيلٍ وعنبٍ فتفجر الأنهار خلالها تفجيراً % أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفاً أو تأتي بالله والملائكة قبيلاً % أو يكون لك بيتٌ من زخرفٍ أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتاباً نقرؤه قل سبحان ربي هل كنت إلا بشراً رسولاً{ (الإسراء:90-93).
وحتى يقيم الله حجته على قريش فإنه آتى نبيه e معجزة من جنس ما طلبوه على سبيل التعجيز، إلا وهي انشقاق القمر، وهو حدث عظيم لا يقع إلا بتقدير العزيز العليم.
فقد روى الشيخان وغيرهما من حديث ابن مسعود t أنه قال: انشق القمر على عهد رسول الله e فرقتين: فرقة فوق الجبل، وفرقة دونه, فقال رسول الله e : ((اشهدوا)).
قال الخطابي: “انشقاق القمر آية عظيمة لا يكاد يعدلها شيء من آيات الأنبياء، وذلك أنه ظهر في ملكوت السماء خارجاً من جبلة طباع ما في هذا العالم، فليس مما يطمع في الوصول إليه بحيلة، فلذلك صار البرهان به أظهر”.
قال ابن كثير بعد أن ساق روايات عدة لحادثة انشقاق القمر: “فهذه طرق عن هؤلاء الجماعة من الصحابة، وشهرة هذا الأمر تغني عن إسناده مع وروده في الكتاب العزيز .. والقمر في حال انشقاقه لم يزايل السماء، بل انفرق باثنتين، وسارت إحداهما حتى صارت وراء جبل حراء، والأخرى من الناحية الأخرى، وصار الجبل بينهما، وكلتا الفرقتين في السماء، وأهل مكة ينظرون إلى ذلك، وظن كثير من جهلتهم أن هذا شيء سحرت به أبصارهم، فسألوا من قدم عليهم من المسافرين، فأخبروهم بنظير ما شاهدوه، فعلموا صحة ذلك وتيقنوه”.
وهذا الذي حكاه الله بقوله: } اقتربت الساعة وانشق القمر % وإن يروا آيةً يعرضوا ويقولوا سحرٌ مستمر % وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمرٍ مستقر { (القمر: 1-3)، فلم يجدوا أمام هذه الآية الباهرة إلا أن يتهموا نبي الله e بالسحر.
واليوم في عصر العلم والمعرفة تتجدد هذه الآية العظيمة، فقد نشرت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا في موقعها على شبكة الإنترنت صورة للقمر، وقد اخترطه خط طويل من أقصاه إلى أقصاه، ويعتقد العلماء أنه أثر لانشقاق حصل في القمر قديماً.
وصدق الله وهو يقول : } سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيءٍ شهيدٌ { (فصلت: 53).
ومن خوارق العادات المعجزة التي آتاها الله نبيه e ما أعطاه من استجابة الجماد لأمره، والمعهود فيه خلاف ذلك، فقد أتى النبيَ e رجل من بني عامر، فقال له رسول الله e : ((ألا أريك آية؟)) قال: بلى. فنظر إلى نخلة، فقال (العامري للنبي e): ادع ذلك العذق!
قال: فدعاه، فجاء ينقز حتى قام بين يديه فقال له رسول الله e: ((ارجع)) فرجع إلى مكانه.
فقال العامري: يا آل بني عامر، ما رأيت كاليوم رجلاً أسحر.
وفي رواية لابن حبان أن العامري قال: “والله لا أكذبك بشيء تقوله أبداً”، ثم قال: “يا آل عامر ابن صعصعة، والله لا أكذبه بشيء يقوله”.
إن تحرك الشجرة من مكانها وذهابها ومجيئها لهو آية معجزة وبرهان دامغ على صدقه ونبوته e.
ويروي الإمام مسلم نحو هذه المعجزة من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، يقول: سرنا مع رسول الله e حتى نزلنا واديا أفيح (واسعاً) فذهب رسول الله e يقضي حاجته فاتبعته بإداوة من ماء فنظر رسول الله e، فلم ير شيئا يستتر به، فإذا شجرتان بشاطئ الوادي.
فانطلق رسول الله e إلى إحداهما، فأخذ بغصن من أغصانها، فقال: ((انقادي علي بإذن الله)) فانقادت معه كالبعير المخشوش [المربوط بالحبل] الذي يصانع قائده، حتى أتى الشجرة الأخرى، فأخذ بغصن من أغصانها، فقال: ((انقادي علي بإذن الله)) فانقادت معه كذلك حتى إذا كان بالمنصف مما بينهما لأم بينهما، يعني جمعهما فقال: ((التئما علي بإذن الله)) فالتأمتا.
ثم يمضي جابر في حديثه ويخبرنا بعود الشجرتين إلى حالهما بعد قضاء النبي e حاجته، يقول: فإذا أنا برسول الله e مقبلاً، وإذا الشجرتان قد افترقتا، فقامت كل واحدة منهما على ساق”.
قال الإمام أحمد: “في الحديث آيات من دلائل نبوة النبي e منها: انقلاع الشجرتين واجتماعهما، ثم افتراقهما”.
وفي جنبات مكة ثبت الله قلب حبيبه e في مواجهة المحن بآية من هذا الجنس، فقد جاء جبريل عليه السلام إلى رسول الله e، وهو حزين قد خضب وجهه بالدماء، قد ضربه بعض أهل مكة، فقال: مالك؟ فقال: ((فعل بي هؤلاء، وفعلوا)) فقال جبريل: أتحب أن أريك آية؟ قال: ((نعم أرني)).
فنظر إلى شجرة من وراء الوادي، قال: ادع تلك الشجرة، فدعاها، فجاءت تمشي حتى قامت بين يديه، قال: قل لها فلترجع، فقال لها: فرجعت، حتى عادت إلى مكانها، فقال رسول الله e : ((حَسْبي)). إنه دليل آخر من دلائل نبوته e.
ومن معجزات الأنبياء ما أعطاه اللهُ داودَ عليه السلام، ذلك النبي الأواب الذي كان يسبح الله، فتجيبه الجبال الرواسي والطيور مسبحة الله تعالى معه } وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين { (الأنبياء: 79). } ولقد آتينا داود منا فضلاً يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد { (سبأ: 10).
وبمثل هذه المعجزات العظيمة أيد الله نبيه محمداً e ، فسبح للهِ بين يديه الجمادُ ، وشهد له بالنبوة والرسالة.
يقول ابن مسعود t: لقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يُؤكل. أي بين يدي النبي e.
ويقول أبو ذر t: إني شاهد عند النبي r في حَلْقَة، وفي يده حصى، فسبّحنَ في يده. وفينا أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، فسمع تسبيحَهن مَنْ في الحَلْقَة، ثم دفعهنّ النبي r إلى عمر، فسبحن في يده، وسمع تسبيحهنّ مَنْ في الحلقة، ثم دفعهن النبي r إلى عثمان بن عفان، فسبّحن في يده، ثم دفعهن إلينا، فلم يسبّحن مع أحدٍ منا.
ويقارن ابن كثير بين هذه المعجزة ومعجزة نبي الله داود عليهما السلام، فيقول: “ولا شك أن صدور التسبيح من الحصى الصغار الصمّ التي لا تجاويف فيها؛ أعجب من صدور ذلك من الجبال؛ لما فيها من التجاويف والكهوف، فإنها وما شاكلَها تردِّدُ صدى الأصوات العالية غالباً .. ولكن من غير تسبيح؛ فإن ذلك (أي تِردادَها بالتسبيح) من معجزات داود عليه السلام، ومع هذا كان تسبيح الحصى في كف رسول الله r وأبي بكر وعمر وعثمان أعجب”.
وصدق الشاعر وهو يقول:
لئن سبحت صم الجبال مجيبة لداود أو لان الحديد المصفح
فإن الصخور الصم لانت بكفه وإن الحصا في كفه ليسبح
وإن من معجزاته e العظيمة نطقُ الجمادات بين يديه، فالجمادات لا تعقل ولا تنطق، فإذا أنطقها الله بتصديقه، فهو دليل رضاهُ عن النبي في قوله بنبوة نفسه وصدقه حين قال بإرسال الله إياه.
وقد بدئ e بآية من هذا النوع قبل نبوته ، فكان الحجر يسلم عليه، يقول رسول الله e: ((إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث، إني لأعرفه الآن)).
قال النووي: “فيه معجزة لرسول الله r”.
وبعد البعثة رأى الصحابة ذلك، يقول علي t: (كنا مع رسول الله e بمكة، فخرج في بعض نواحيها، فما استقبله شجر ولا جبل إلا قال: السلام عليك يا رسول الله).
ولم تتوقف هذه الآيات والمعجزات عند السلام عليه e والتسبيح بين يديه وأيدي أصحابه، بل أنطقها الله بالشهادة له e بالنبوة والرسالة.
يقول ابن عمر رضي الله عنهما: كنا مع النبي e في سفر فأقبل أعرابي، فلما دنا منه قال له رسول الله e : ((أين تريد؟)) قال: إلى أهلي، قال: ((هل لك في خير؟)) قال: وما هو؟ قال: ((تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله)).
قال الأعرابي: ومن يشهد على ما تقول؟ فأشار النبي إلى شجرة، وقال: ((هذه السلَمَة))، فدعاها رسول الله e وهي بشاطئ الوادي، فأقبلت تَخُدُّ الأرض خداً حتى قامت بين يديه, فاستشهدها ثلاثاً، فشهدت ثلاثاً أنه كما قال.
ثم رجعت إلى منبَتها، ورجع الأعرابي إلى قومه، وقال: إن اتبعوني أتيتُكَ بهم، وإلا رجعتُ فكنتُ معك.
ومن عظيم خوارق العادات التي أوتيها النبي r حنين الجذع الذي كان يخطب عليه في يوم الجمعة، وهي قصة مشهورة شهدها الكثير من أصحاب النبي r، يقول جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: كان النبي e يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة، فقالت امرأة من الأنصار: يا رسول الله، ألا نجعل لك منبراً؟ قال: ((إن شئتم)). فجعلوا له منبراً.
فلما كان يوم الجمعة دُفِعَ إلى المنبر، فصاحت النخلة صياح الصبي، ثم نزل النبي e، فضمها إليه، تئن أنين الصبي الذي يُسكَّن، قال جابر: كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها.
قال ابن حجر: “إن حنين الجذع وانشقاق القمر نقل كلٌ منهما نقلاً مستفيضاً، يفيد القطع عند من يطلع على طرق ذلك من أئمة الحديث “.
قال البيهقي : “قصة حنين الجذع من الأمور الظاهرة التي حملها الخلف عن السلف , ورواية الأخبار الخاصة فيها كالتكلف”. أي لشهرتها وذيوع أمرها.
قال الشافعي: ما أعطى الله نبياً ما أعطى محمدًا , فقال له عمرو بن سواد: أعطى عيسى إحياء الموتى؟ قال: أعطى محمداً حنينَ الجِذعِ حتى سمع صوته , فهذا أكبر من ذلك”.
قال ابن كثير: “وإنما قال: فهذا أكبر منه؛ لأن الجذع ليس محلاً للحياة، ومع هذا حصل له شعور ووجد لما تحوّل عنه إلى المنبر، فأنّ وحنّ حنين العِشار [أي الناقة الحامل]، حتى نزل إليه رسول الله e ، فاحتضنه.. “؟؟؟؟((((((((((((((قال الفيلسوف والمؤرخ ( ويل ديورانت ) في كتاب قصة الحضارة:
” وإذا حكمنا على العظمة, بما كان للعظيم من أثر على الناس, قلنا بأن محمدا كان من أعظم عظماء التاريخ, فقد أخذ على نفسه أن يرفع المستوى الروحي والأخلاقي, في شعب ألقت به دياجير الهمجية, حرارة الجو, وجدب الصحراء, وقد نجح في تحقيق هذا الغرض نجاحا لم يدانيه فيه أي قائد آخر في التاريخ كله ”
قال الفيلسوف الإنجليزي ( برناردشو (
” إن العالم هو أحوج ما يكون إلى رجل في تفكير محمد, هذا النبي الذي أحل دينه في موضع الاحترام والإجلال, فإنه أقوى دين على هضم جميع المدنيات, خالد خلود الأبد, وإني أرى كثيرا من بني قومي قد دخلوا في الدين على بينة, وسيجد ه ذا الدين مجاله الفسيح في هذه القارة ( أوربا ) وإذا أراد العالم النجاة من شروره, فعليه بهذا الدين, إنه دين السلام والعدالة والسعادة, في ضل شريعة متمدينة محكمة. لم تنس أمرا أمور الدنيا إلا رسمته, ووزنته بميزان لا يخطي أبدا… ”
وقال أيضا:
” إن محمدا يجب إن يدعى منقذ الإنسانية, إنني اعتقد لو تولى رجل مثله زعامة العالم الحديث, لنجح في حل مشاكله بطريقة تجلب إلى العالم السلام والسعادة, إن محمدا هو أكمل البشر من الغابرين والحاضرين, ولا يتصور وجود مثله في الآتيين ” .
وقال العالم الفرنسي ( مارتين (
” إن حياة مثل حياة محمد, وقوة كقوة تأمله, وتفكيره وجهاده, ووثبته على خرافات أمته, وجاهلية شعبه, وبأسه في ما لقيه من عبدت الأوثان وإيمانه بالظفر, وإعلاء كلمته, ورباطة جأشه لتثبيت أركان العقيدة الإسلامية, أن كل ذلك أدلة على إنه لم يكن ليضمر لأحد أذى , أو يعيش على باطل , فهو فيلسوف وخطيب , ورسول ومشرع , وهاد للإنسان إلى العقل , وناشر للعقائد المعقولة الموافقة للذهن واللب , وهو مؤسس دين لا فرية فيه , ولا صورة فيه , ومنشئ عشرين دولة في الأرض وفاتح دولة في السماء من ناحية الروح والفؤاد , فأي رجل أدرك من العظمة الإنسانية مثلما أدرك ,أي أفاق بلغ أي إنسان من مراتب الكمال ما بلغ محمد ”
وقال الأديب الروسي( توليستوي(
” لا ريب أن هذا النبي من كبار الرجال المصلحين, الذين خدموا الهيئة الاجتماعية خدمة جليلة, ويكفيه فخرا أنه فتح لها طريق التقدم والرقي, وهذا عمل عظيم لا يفوز به إلا شخص أوتي قوة وحكمة وعلما. ورجل مثله جدير بالإجلال والاحترام ”
يقول الأستاذ / نيللينو المستشرق الإيطالي
” لقد أسس محمد في وقت واحد دينا ودولة ، وكانت حدودهما متطابقة طول حياته ” .
تقول موسوعة بريتانسيا في المجلد 12 أن محمد ”كان رجلا صادقا وأمينا“
يقول مايكل هارت في كتابه: ال 100: تصنيف أكثر ألأفراد تأثيرا في التاريخ :
” كان سبب اختياري أن يكون محمد على قمة قائمة المائة شخص ذو التأثير في التاريخ هو أنه كان ناجحا على كلى الصعيدين الدنيوي والديني“
يقول شندا شارما: “لقد كان محمد يمثل روح الطيبة”
مأخوذ من موقع التالي مع التعديل
؟؟؟؟؟؟((((ملخص لمائة خصلة انفرد بها صلى الله عليه وسلم
عن بقية الأنبياء السابقين عليهم السلام
للدكتور /خليل إبراهيم ملا خاطر
أستاذ مشارك في المعهد العالي للدعوة الإسلامية بالمدينة النبوية
لخصها إبراهيم الحدادي
ما أكرمه الله تعالى به لذاته في الدنيا
1. أخذ الله له العهد على جميع الأنبياء ، صلى الله عليه وسلم .
2. كان عند أهل الكتاب علم تام به صلى الله عليه وسلم .
3. كان نبيا وآدم منجدل في طينته صلى الله عليه وسلم .
4. هو أول المسلمين صلى الله عليه وسلم .
5. هو خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم .
6. هو نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم .
7. هو أولى بالأنبياء من أممهم صلى الله عليه وسلم .
8. هو أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، وأزواجه أمهاتهم صلى الله عليه وسلم .
9. كونه منة يمتن الله بها على عباده .
10. كونه خيرة الخلق ، وسيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم .
11. طاعته ومبايعته هي عين طاعة الله ومبايعته .
12. الإيمان به مقرون بالإيمان بالله تعالى .
13. هو رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم .
14. هو أمنة لأمته صلى الله عليه وسلم .
15. عموم رسالته صلى الله عليه وسلم .
16. تكفل المولى بحفظه وعصمته صلى الله عليه وسلم .
17. التكفل بحفظ دينه صلى الله عليه وسلم .
18. القسم بحياته صلى الله عليه وسلم .
19. القسم ببلده صلى الله عليه وسلم .
20. القسم له صلى الله عليه وسلم .
21. لم يناده باسمه صلى الله عليه وسلم .
22. ذكر في أول من ذكر من الأنبياء .
23. النهي عن مناداته باسمه صلى الله عليه وسلم .
24. لا يرفع صوت فوق صوته صلى الله عليه وسلم .
25. تقديم الصدقة بين يدي مناجاتهم له ( ثم نسخ ذلك ).
26. جعله الله نورا صلى الله عليه وسلم .
27. فرض بعض شرعه في السماء صلى الله عليه وسلم .
28. تولى الإجابة عنه صلى الله عليه وسلم .
29. استمرار الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم .
30. الإسراء والمعراج به صلى الله عليه وسلم .
31. معجزاته صلى الله عليه وسلم .
32. غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر صلى الله عليه وسلم .
33. تأخير دعوته المستجابة ليوم القيامة صلى الله عليه وسلم .
34. أعطي جوامع الكلم صلى الله عليه وسلم .
35. أعطي مفاتيح خزائن الأرض صلى الله عليه وسلم .
36. إسلام قرينه من الجن صلى الله عليه وسلم .
37. نصره بالرعب مسيرة شهر صلى الله عليه وسلم .
38. شهادة الله وملائكته له صلى الله عليه وسلم .
39. إمامته بالأنبياء في بيت المقدس صلى الله عليه وسلم .
40. قرنه خير قرون بني آدم صلى الله عليه وسلم .
41. ما بين بيته ومنبره روضة من رياض الجنة صلى الله عليه وسلم .
42. أعطي انشقاق القمر صلى الله عليه وسلم .
43. يرى من وراء ظهره صلى الله عليه وسلم .
44. رؤيته في المنام حق صلى الله عليه وسلم .
45. عرض الأنبياء مع أممهم عليه صلى الله عليه وسلم .
46. جعل خاتم النبوة بين كتفيه صلى الله عليه وسلم .
47. اطلاعه على المغيبات صلى الله عليه وسلم .
ما أكرمه الله تعالى به في الآخرة
48- وصفه بالشهادة صلى الله عليه وسلم .
49- ما أعطي من الشفاعات صلى الله عليه وسلم .
50- هو أول من يبعث صلى الله عليه وسلم .
51-هو إمام الأنبياء وخطيبهم صلى الله عليه وسلم .
52- كل الأنبياء تحت لوائه صلى الله عليه وسلم .
53- هو أول من يجوز على الصراط صلى الله عليه وسلم .
54- هو أول من يقرع باب الجنة صلى الله عليه وسلم .
55- هو أول من يدخل الجنة صلى الله عليه وسلم .
56-إعطاؤه الوسيلة والفضيلة صلى الله عليه وسلم .( الوسيلة : اعلى منزلة في الجنة ).
57-إعطاؤه المقام المحمود صلى الله عليه وسلم .( وهي الشفاعة العظمى ).
58- إعطاؤه الكوثر صلى الله عليه وسلم .( وهو نهر في الجنة ).
59- إعطاؤه لواء الحمد صلى الله عليه وسلم .
60-يكون له كرسي عن يمين العرش صلى الله عليه وسلم .
61-هو أكثر الأنبياء تبعا صلى الله عليه وسلم .
62- هو سيد الأولين والآخرين يوم القيامة صلى الله عليه وسلم .
63- هو أول شافع ومشفع صلى الله عليه وسلم .
64- هو مبشر الناس يوم يفزع إليه الأنبياء صلى الله عليه وسلم .
65- ما يوحى إليه في سجوده تحت العرش مما لم يفتح على غيره من قبل ومن بعد صلى الله عليه وسلم .
66- منبره على حوضه صلى الله عليه وسلم .
ما أكرمه الله به في أمته في الدنيا
67- جعلت خير الأمم .
68- سماهم الله تعالى المسلمين ، وخصهم بالإسلام .
69- أكمل الله لها الدين ، وأتم عليها النعمة .
70- ما حطه الله لها عنها من الاصر والاغلال .
71- صلاة المسيح خلف إمام المسلمين .
72- أحلت لها الغنائم .
73- جعلت صفوفها كصفوف الملائكة .
74- التيمم والصلاة على الأرض .
75- خصهم بيوم الجمعة .
76- خصهم بساعة الإجابة يوم الجمعة .
77- خصهم بليلة القدر .
78- هذه الأمة هي شهداء الله في الأرض .
79- مثلها في الكتب السابقة ( ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل ).
80- لن تهلك بجوع ، ولا يسلط عليها عدو من غيرها فيستأصلها .
81- خصت بصلاة العشاء .
82- تؤمن بجميع الأنبياء .
83- حفظها من التنقص في حق ربها عز وجل .
84- لا تزال طائفة منها على الحق منصورة .
ما أكرمه الله تعالى به في أمته في الآخرة
85- هي شاهدة للأنبياء على أممهم .
86- هي أول من يجتاز الصراط .
87- هي أول من يدخل الجنة ،وهي محرمة على الناس حتى تدخلها .
88- انفرادها بدخول الباب الأيمن من الجنة .
89- سيفديها بغير من الأمم .
90- تأتي غرا محجلين من آثار الوضوء .
91- هي أكثر أهل الجنة .
92- سيرضي الله نبيه صلى الله عليه وسلم فيها .
93- زيادة الثواب مع قلة العمل .
94- كلها تدخل الجنة إلا من أبى بمعصيته لله ورسوله للحديث الذي رواه البخاري .
95- كثرة الشفاعات في أمته .
96- تمني الكفار لو كانوا مسلمين .
97- هم الآخرون في الدنيا السابقون يوم القيامة .
98- دخول العدد الكثير منها الجنة بغير حساب .
99- لها علامة تعرف بها ربها عز وجل وهو الساق .
100- فيها سادات أهل الجنة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
المرجع كتاب /تذكير المسلمين باتباع سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم
المؤلف /عبد الله بن جار الله؟؟؟؟؟(((((((((((((((إن لم يكن رسول فماذا يكون؟؟؟
فكيف علم الحقائق العلمية التي اكتشفها العلم الحديث الآن وذكرها في القرآن ( كتاب المسلمين ) من 1400 سنة واعترف بهذا علماء الأجنة والفلك والفيزياء والأطباء . الدليل من القرآن كالتالي ( رقم السورة ، رقم الآية )
-كيف علم مراحل تكوين الجنين وتفاصيل خلقه ( نطفة ، علقة ، مضغة ، عظام ) (سورة رقم 23 ، آية 14 ) (22،5) (76،2) (39،6).
-كيف علم أن الانسان القديم كان كبير الحجم ووصف لنا العصر الجليدي القديم .
-كيف أخبرنا بحزام الصدوع الذي يمتد في القشرة الأرضية (سورة رقم 86 ، آية 12 ) .
-كيف علم بوجود البراكين تحت البحار ( سورة رقم 52 ، آية 6 ) .
-كيف علم أنواع السحب ووصفها بدقة ( طبقية ، ركامية ، معصرات ) ( سورة رقم 78 ، آية 14 ) (43,24) (48,30)
-كيف علم باهتزازه (مندل) التي تحدث لحبيبات التربة عند نزول المطر ( 22 ،5 )
-كيف علم الجبال وانغراسها العميق في باطن الأرض وتثبيتها للقشرة الأرضية(78،7).
-كيف علم أن الحديد نزل إلى الأرض على شكل شهب ونيازك في بداية تكوين الأرض وجعل العدد الذري وعدد الكتلة لذرة الحديد لهما علاقة برقم سورة وآية الحديد التي تصف هذه الحقيقة (25,57).
-كيف اكتشف علماء ناسا حزاما من الصخور المتحولة في القمر يدل على أنه يوما ما انقسم الى نصفين وهي من معجزاتــه (1,54) .
-كيف علم خصائص النجوم والثقوب السوداء ( 86،3 )( 56،75 )(86،3)(53،1)
-كيف أخبرنا بالاتساع اللامتناهي للسماء (51،47)(21،32)(50،6)
كيف علم أن الكون تكون من الدخان (Steam) (41،11) (21،30).
اذا لا بد أنه صادق وأنه رسول من الرب وما دام صادقا فأين تذهبون ؟
اعلم أن الاسلام نسخ الأديان السابقة كما نسخ المسيح اليهودية .
(من المدهش أن هذا النوع من المعلومات موجود في القرآن) ب.هيل من علماء البحار.
(هذا النبي يدلي بتصريحات علميه ودقيقه جدا من 1400سنه ولا أجد بدا من أن أوافق عقلي و أعترف أن هذا وحى أو الهام) تي في فان سان أستاذ أمراض نساء.
-ما قولك في هذه النصوص من التوراة والإنجيل (كلامه أحسن الكلام انه محمد العظيم ) مزامير داود اصحاح 16 الفقرة الخامسة .
(نبوه في جبال فاران )(نبيا من إخوانهم )،(انه النبي الذي يقال له اقرأ فيقول ما أنا بقارئ)
-لو قرأت القرآن فستعلم أنه ليس شعرا ولا نثرا وأنه يستحيل أن يكون من كلام البشر ولو قلت أنه من كلام البشر فكيف علم هذه الحقائق وكيف ذكر كلمة ( يوم ) في القرآن 365 مره بعدد أيام السنة وكلمة (شهر) 12 مرة بعدد شهور السنة .
وذكر كلمة (رجل) 24 مرة وكذلك ( امرأة ) 24 مرة .
وكلمة ( أخ ) 4 مرات وكذلك ( أخت ) 4 مرات .
وكلمة ( الدنيا ) 115مرة وكذلك (الآخرة) 115مرة .
وكلمة ( الحياة ) ومشتقاتها 145مرة وكذلك ( الموت ) ومشتقاته 145مرة .
فكيف يمكن لبشر أن يفعل كل هذا ؟
يولد الإنسان على دين ما وهذا لا يعني أن هذا الدين هو الدين الصحيح
وإنما يعرف الدين الصحيح بالحجة و البرهان و الدليل
*** (التفسير الوحيد أن هذه الحقائق أوحيت لمحمد من الرب) كيث مور من كبار علماء الأجنه
*** (لابد ان هذه الحقائق جاءت من خالق عليم بكل شيء واصبحت مسلما) تاجاسون عالم تشريح
*** (لا اختلاف بين هذا الوحي والمعرفة الطبية) جولي سمبسون أستاذ نساء و ولادة
*** (إن هذا لا يمكن أن يكون إلا بوحي من أعلى) ألبرت كوهان جيولوجي
*** (ان هذا القرآن يصف الكون من أعلى نقطه في الوجود) يوشيدى كوزاى عالم فضاء يابانى
*** (نعم انه الوحي لا طريق أمام البشرية إلا أن تقر أن هذا القرآن من عند الرب) مارشال جونسون عالم أحياء
اذا كان النبى محمد صلى الله عليه و سلم كاذبا ً
فكيف علم من 1400 سنة وأخبرنا في القرآن بالحقائق العلمية التي اكتشفها العلم الحديث الآن واعترف بهذا علماء البحار والفلك والطب والجيولوجيا .
كيف علم تناقص حجم الأرض الذي يحدث من ملايين السنين ( الأنبياء ،44 )(الرعد،41) .
كيف أخبرنا بتناقص الهواء والضغط كلما صعدنا لأعلى ( الأنعام ، 125 ) .
كيف علم أن الجبهة ( الجزء الأمامي من المخ ) هي مركز اتخاذ القرار وأنها قد تكذب وقد تخطئ ( العلق ،16 ) .
كيف أخبرنا بالألوان الأساسية للصخور وقسمهم الى مجموعتين ثم اكتشفنا أن احداهما تمثل الخاصية القلوية ( القاعدية ) والأخرى تمثل الخاصية الحمضية ( فاطر ،27 ) .
قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم : (( عجز الذنب منه خلق الانسان ومنه يركب الخلق يوم القيامة )) ، واكتشف علم الوراثة أن عجب الذنب به الشفرة والرمز الوراثي (DNA) للانسان .
أخبرنا الرسول أن الجنين اذا مر به 42 يوما نزل له ملك فصوره وقد يسر لك العلم الحديث أن ترى الجنين بعد 42 يوما وقبلها وستلاحظ الفرق بنفسك فكيف علم محمد بهذا ؟
بم تفسر انغراس قدم إسماعيل عليه السلام في الصخرة الصلبة التي كان يقف عليها لبناء الكعبة و هي باقية حتى يومنا هذا أمام الكعبة وتستطيع رؤيتها بنفسك ?? وبم تفسر توسط مكة للكره الأرضية و بقاء مياه زمزم حتى يومنا هذا و هو بئر لا مثيل له تأتيه المياه عبر الآلاف الأميال بالخاصية الشعرية ?? وبم تفسر علماء الجيولوجيا الذين سرقوا أجزاء من الحجر الأسود بالكعبة و لم يعلموا مادته و لا نوعه وقالوا انه فريد من نوعه .
*** ( باستطاعة تلك الأحاديث أن تسود المعرفة الطبية ) جولي سمبسون .
*** ( لا يمكن أن يكون من مصدر بشري لا بد أنه من الله ) بروفسور هيل .
*** ( إني أوافق أن هذا من الوحي ) ب.سياويدا عالم ياباني .
*** ( هذه الحقائق لا يمكن أن تكون من عقل محمد ولا من عقلية عصره ) ألبرت كوهان عالم جيولوجيا
*** ( يتضح لي أن هذه الأدلة حتما جاءت لمحمد من عند الرب وهذا يعني أن محمد لابد أنه رسول من الله وأؤمن أن القرآن كلام الله ) :كيث مور عالم أجنة .
*** ( من القرآن أستطيع أن أرى تصورا مستقبليا للبحث في الكون ) يورشيدى كوزاى عالم فضاء .
-واعلم أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي يؤمن بالإله الكامل الواحد الذي له مطلق الكمال في القدرة و العلم و الحكمة?????? (((((((((صفحات من هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم
صالح بن ساير المطيري
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على قائد الغر الميامين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
ما أجمل الكلام عن رجل عظيم ، وعن قدوة مربي ، في زمن قل فيه القدوات الحقة . من حياته نستلهم حياة الطهر والكرامة في وقت الفضائيات التي جاءت على الأخلاق والحياء فنسفتها ونشرت الرذيلة وقلة الحياء والفساد فأخرجت للناس قدوات وهمية وربطتهم بحياة اللهو والمجون . الحديث عن القدوة في زمن التخاذل والجري وراء سراب التبعية المقيتة للأعداء . الحديث عن العظمة بشتى صورها في زمن الاغترار بالأعداء والانبهار بعظمتهم وقوتهم والخوف منهم . الحديث عن رجل أحيا أمة وأعلن دولة وأقام شرعة ، أذل الله به الكفر وأهله ، ونصر به الحق وجنده ، الحديث عن رجل نصر بالرعب مسيرة شهر وجعل رزقه تحت ظل رمحه وجعل الذل والصغار على من خالف أمره ، حديثنا عن رجل الكلمة الصادقة والبيان الصائب والفكرة الهادفة في زمن تسارع فيه خفافيش الظلام وخونة الكلمة وتكلم الرويبضة . إن هذا الرجل الذي نتحدث عنه هو : محمد صلى الله عليه وسلم . كانت حياته صلى الله عليه وسلم حياة أمة وقيام دعوة ومنهاج حياة . وهو عليه الصلاة والسلام أمة في الطاعة والعبادة وكرم الخلق وحسن المعاملة وشرف المقام ويكفي ثناء الله عز وجل عليه : { وإنك لعلى خلق عظيم } . ونحن ـ أهل السنة والجماعة ـ ننزل المصطفى صلى الله عليه وسلم المنزلة الحقة اللائقة به فهو عبد الله ورسوله وصفيه وخليله نهى عن إطرائه والغلو فيه فامتثلنا أمره فلا نبتدع الموالد ولا نقيم الاحتفالات ، بل نحبه كما أمر ونطيعه فيما أمر ونجتنب ما نهى عنه وزجر .
إن فاتنا في هذه الدنيا رؤية الحبيب صلى الله عليه وسلم وتباعدت بيننا الأيام ... فندعو الله عز وجل أن نكون فيمن قال فيهم صلى الله عليه وسلم :
" وددت أنا قد رأينا إخواننا " قالوا : ألسنا إخوانك يا رسول الله ؟ قال : " أنتم أصحابي ، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد
" فقالوا : كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله ؟ فقال : " أرأيت لو أن رجلاً له خيل غر محجلة بين ظهري خيل دُهم بُهم ألا يعرف خيله ؟" قالوا بلى يا رسول الله قال : " فإنهم يأتون غراً محجلين من الوضوء وأنا فرطهم على الحوض " رواه مسلم.
ندعو الله سبحانه أن يجعلنا ممن يتلمس أثره صلى الله عليه وسلم ويقتفي سيرته وينهل من سنته ، وأن يجمعنا معه في جنات عدن ، وأن يجزيه الجزاء الأوفى جزاء ما قدم .
حاجتنا إلى دراسة حياته صلى الله عليه وسلم :
إن البشرية التائهة في ظلمات الجهل والشهوات ، وهي تتنكب الطريق وتبحث عن مخرج من أزمتها وما هي فيه بحاجة إلى نور النبوة . وإن أمة الإسلام وهي تعيش في ظلام دامس بحاجة ماسة إلى العودة والتمعن في سيرة هذا الرجل العظيم عليه الصلاة والسلام . وثمت أمور عدة تبين بوضوح وجلاء حاجتنا إلى معرفة سيرته وأخذ المنهج منها في السير إلى الله سبحانه ومن هذه الأمور ما يلي :
1. إن الله أمرنا بالاقتداء به فقال سبحانه : { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر } وذلك يقتضي معرفة تلك السيرة العطرة لتحقيق الاقتداء الصحيح به .
2. إن حياته صلى الله عليه وسلم حياة المعصوم عن الخطأ والضلال فهو القدوة المطلقة وهو الصورة التطبيقية العملية لهذا الدين وجميع الطرق الموصلة إلى الله تعالى ثم إلى الجنة موصودة إلا من طريقه صلى الله عليه وسلم ، ويمتنع أن يعرف دين الله ويصح الإسلام بدون معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم وكيف كان هديه وعمله وأمره ونهيه ومنهجه وسنته .
3. إن حياته مدرسة كاملة تخرج الأجيال تلو الأجيال ، فلقد سالم وحارب ، وأقام وسافر ، وباع واشترى ، وأخذ وأعطى وما عاش صلى الله عليه وسلم وحده ولا غاب عن الناس يوماً واحداً . ولقد لاقى أصناف الأذى ، وقاسى أشد أنواع الظلم ، وكانت العاقبة والنصر والتمكين له . بعث على فترة من الرسل، وضلال من البشر ، وانحراف في الفطر ، وواجه ركاماً هائلاً من الضلال والانحراف والبعد عن الله . فاستطاع بعون الله له أن يخرجهم من الظلمات إلى النور ، ومن الضلال إلى الهدى ومن الشقاء إلى السعادة ، فأحبوه وفدوه بأنفسهم وأهليهم وأموالهم واقتدوا به في كل صغيرة وكبيرة ، فأصبحوا أئمة الهدى ومنارات الدجى وقادة البشرية .
هل تطلبون من المختار معجزة **** يكفيه شعب من الأجداث أحياه .
من وحد العرب حتى كان واترهم**** إذا رأى ولد الموتور أخــــــــاه.
وما أصيب المسلمون اليوم إلا بسبب الإخلال بجانب الاقتداء به والأخذ بهديه واتباع سنته .
وكيف يُسامى خير من وطئ الثرى **** وفي كل باع عن عُلاه قُصور .
وكل شريف عنده متــواضـــــــــــع **** وكل عظيم القريتين حقيـــــــر.
4 ـ إن سيرته صلى الله عليه وسلم رسمت المنهج الصحيح الآمن في دعوة الناس وهداية البشر ، وإخراجهم من الظلمات إلى النور ومن الشقاء إلى السعادة . وقد فشلت جميع المناهج والطرق والاطروحات التي تنكبت هديه صلى الله عليه وسلم سواء في محيط الفرد أو المجتمعات ، إن الأمة وهي تعيش في ظلام دامس وتناقضات غريبة وتعيش هجمة صليبية حاقدة عليها في دينها وأخلاقها ومسلماتها بحاجة ماسة إلى مجدد يترسم هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم وينهج نهجه ، إن الأمة وهي تعيش عيشة الذل والهوان في زمن تسلط الأعداء واستحلال كثير من بلاد الإسلام تتلفت يمنة ويسرة لتبحث عن قدوة كاملة بين هذا الركام المتلاطم ، وفي هذه الفتن التي تعصف بها عصفاً فلن تجد هدياً يخرجها مما هي فيه ويحقق لها السعادة إلا هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم فلا بد أن تبرز معالم الاقتداء به عليه الصلاة والسلام . إن البشرية الضائعة في متاهات الضلال لم تدرك حق محمد صلى الله عليه وسلم ولم تعلم مدى الفلاح في السير على منهاجه .????جوانب من معالم الاهتداء في حياته صلى الله عليه وسلم :
1ـ العبادة في حياته :
للنبي صلى الله عليه وسلم شأن عظيم مع العبادة ومواصلة القلب بالله عز وجل . فهو لا يدع وقتاً يمر دون ذكر الله عز وجل وحمده وشكره . و قد كانت حياته كلها عبادة لله سبحانه ، خاطبه ربه بقوله تعالى : { يا أيها المزمل * قم الليل إلا قليلاً * نصفه أو انقص منه قليلاً * أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا * } [ المزمل : 1 ـ 4 ] . فاستجاب لربه فقام حتى تفطرت قدماه .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم يصلي حتى تنتفخ قدماه ، فيقال له : يا رسول الله تفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال : " أفلا أكون عبداً شكوراً " .
وعن الأسود بن يزيد قال : سألت عائشة رضي الله عنها عن صلاة رسول الله بالليل فقالت : (( كان ينام أول الليل ويحيي آخره ثم إن كانت له حاجة إلى أهله قضى حاجته ثم ينام فإذا سمع النداء الأول (قالت ) وثب ،( ولا والله ما قالت قام ) فأفاض عليه من الماء ( ولا والله ما قالت اغتسل . وأنا أعلم ما تريد ) و إن لم يكن جنباً توضأ وضوء الرجل للصلاة ثم صلى الركعتين )) البخاري ومسلم وهذا لفظ مسلم 1/510 . وكان يطيل صلاته بالليل ويناجي ربه ويدعوه ويستعين بهذا الورد الليلي في القيام بأعباء الدعوة وأمور الأمة .
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : (( صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فافتتح البقرة فقلت : يركع عند المائة ، ثم مضى فقلت : يصلي بها في ركعة ، فمضى ، ثم افتتح النساء فقرأها ثم افتتح آل عمران فقرأها ، يقرأ مترسلاً ، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح ، وإذا مر بسؤال سأل ، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع فجعل يقول : سبحان ربي العظيم فكان ركوعه نحواً من قيامه ، ثم قال : سمع الله لمن حمده ، ربنا لك الحمد ، ثم قام طويلاً قريباً مما ركع ، ثم سجد فقال : سبحان ربي الأعلى قريباً من قيامه )) رواه مسلم 1/536.
والإمام القدوة صلى الله عليه وسلم كان وقته عامراً بالطاعة والعبادة . فعن عائشة رضي الله عنها قالت : (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله تعالى على كل أحيانه )) رواه مسلم .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : (( كنا نعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة: " رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم " )) أبو داود . وكذا عن ابن عمر في الترمذي .
قال أبو هريرة رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة " البخاري . وتقول أم سلمة رضي الله عنها عن أكثر دعاء الرسول إذا كان عندها : " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " الترمذي .
ولنا بهذا الإمام أسوة حسنة : فعبادة الله من صلاة وصيام وصدقة وحج وعمرة وذكر وقراءة ... إلى آخرة يجب أن نقوم بها كما أمر الله ويجب أن نشعر أننا بحاجة ماسة إلى عبادة الله . إن الدرس الذي نستفيده من عبادة رسول الله هو :
أن العبادة هي الزاد الحقيقي الذي يحتاج إليه العبد في سيره إلى الله تعالى . والعبادة هي الطريق إلى ولاية الله للعبد الذي بموجبها يكون في حفظ الله ورعايته ويكون في أمان من أعدائه ففي الحديث : " من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدى بأحب مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه " وفي الحديث : " احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك ......... "
وإذا كانت العبادة بهذه المكانة في الدين ففي هذه الأزمان التي تضطرب بالفتن والمغريات والشهوات أشد حاجة إليها لتثبيت الإيمان وترسيخ الأقدام على الطريق المستقيم . روى معقل بن يسار رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " العبادة في الهرج كهجرة إلي " وفي رواية عند الإمام أحمد رحمه الله " العمل في الهرج والفتنة كالهجرة إلي "
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله : (( وسبب ذلك أن الناس في زمن الفتن يتبعون أهواءهم ولا يرجعون إلى دين فيكون حالهم شبيهاً بحال الجاهلية فإذا انفرد من بينهم من يتمسك بدينه ويعبد ربه ويتبع مراضيه ويجتنب مساخطه كان بمنزلة من هاجر من بين أهل الجاهلية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤمناً به متبعاً لأوامره مجتنباً لنواهيه ))??????ـ طبيعة بيت النبوة :
كان بيت النبي صلى الله عليه وسلم يمثل البساطة في جمالها وعلوها والزهد في قمته والاكتفاء بالقليل مع إمكان أن يحوز الدنيا بحذافيرها صلى الله عليه وسلم لو أراد ذلك . فهذه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تصف عيش النبي صلى الله عليه وسلم قائلة : ( ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم منذ قدم المدينة من طعام بر ثلاث ليال تباعاً حتى قبض ) البخاري .
وكانت تقول لابن أختها عروة بن الزبير : كنا لننظر إلى الهلال ثلاثة أهلة في شهرين وما أوقدت في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار فقال عروة : ما كان يعيشكم ؟ قالت : الأسودان التمر والماء إلا أنه كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار كان لهم منائح وكانوا يمنحون رسول الله من أبياتهم فيسقيناه .
هذا إمام الأمة وقائدها ، هذا أفضل الخلق الشفيع المشفع فيهم يعيش هذه الحياة ، لم يفكر في الدنيا ولم تكن همه أبداً ، بقدر ما هي وسيلة للعطاء للدار الآخرة . فرسول الله ربما ربط على بطنه الحجر من الجوع وربما أخرجه الجوع من بيته روى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال خرج الرسول صلى الله عليه وسلم ذات يوم أو ليلة فإذا هو بأبي بكر وعمر فقال : " ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة " قالا الجوع يارسول الله قال : " وأنا والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما قوموا " فقاموا معه فأتى رجلاً من الأنصار .... فرح بهم وقال : الحمد لله ما أحد اليوم أكرم أضيافاً مني ثم قدم لهم عذقاً من بسر ورطب فأكلوا ثم أخذ مديته فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إياك والحلوب " فذبح لهم فأكلوا من الشاة ومن ذلك العذق وشربوا ورووا فقال رسول الله لصاحبيه : " والذي نفسي بيده لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة ، أخرجكم من بيوتكم الجوع ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم " .
فهنا لم ينس صلى الله عليه وسلم أن يستغل الحدث فيذكر أصحابه ويربطهم بالآخرة !!! فأين نحن من هذا الأمر ونحن نتمتع برزق الله وأصناف الأطعمة والمأكولات ؟!! فهلا تذكرنا المساءلة عنها يوم القيامة لنقوم بشكرها ونحمد المولى على إنعامه ثم نستعين بها على طاعة الله وعبادته ؟! .
وصف لنا عمر رضي الله عنه فراش رسول الله وأثاثه فقال : ( دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو مضطجع على رمال حصير ليس بينه وبينه فراش قد أثر الرمال بجنبه متكئ على وسادة من أدَمٍ حشوها ليف فسلمت ... ثم رفعت بصري في بيته فوالله ما رأيت فيه شيئاً يرد البصر غير أهَبَة ثلاثة فقلت : ادع الله فليوسع على أمتك فإن فارس والروم وسع عليهم وأعطوا الدنيا وهم لا يعبدون الله ، وكان مئكئاً فقال : " أوَ في شك أنت يا ابن الخطاب ؟ أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا " فقلت يا رسول الله استغفر لي ) ا لبخاري.
هذا كله مع جوده وكرمه وسخائه فقد كان أكرم الناس وكان يجود بما يملك حتى كان أجود بالخير من الريح المرسلة ، ولو كان عنده خزائن الأرض لجاد بها في ليلة . يقول أبو ذر رضي الله عنه ( كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حرة المدينة عشاء استقبَلَنا أحد فقال : " يا أبا ذر ما أحب أن أحداً لي ذهباً يأتي علي ليلة أو ثلاث عندي منه دينار إلا أرصده لدين ، إلا أن أقول به في عباد الله هكذا وهكذا وهكذا " وأرانا بيده ) البخاري .
يخطئ كثير من الناس عندما يعتقد أن السعادة هي جمع الأموال ، وأن السعادة هي المراكب الوثيرة أو الأثاث الفاخر في البيوت أو الأرصدة المتكدسة في المصارف ، . ليست السعادة تلك التحف الجميلة التي تمتلئ بها ردهات المنزل .
إن السعادة المنزلية الحقة : هي أن يكون البيت إسلامياً ، يقوم فيه أهله وينامون على ذكر الله ، على قراءة القرآن ، على الخير والصلاح . يتعاون فيه الزوجان على القيام بالمسوؤلية الملقاة على عاتقيهما في تربية النشء على الخير والصلاح . هذا البيت الذي لا يعرف الأغنية الماجنة ولا الفلم الرخيص ولا المجلة الهابطة . هذا البيت الذي يتكاتف جميع أفراده على الخير والصلاح ، فيه يتلى كتاب الله وفيه يحتذى الهدي النبوي ، هذا البيت الذي تعيش فيه المرأة الصالحة التي عرفت رسالتها وأدت أمانتها في تربية النشء على حفظ كتاب الله وقراءة سيرة المصطفى ، هذا البيت الذي تتربى فيه تلك الفتاة الصالحة التي أدركت سر وجودها وعرفت خطط أعدائها فردت عليهم بالواقع العملي بالتزام الحجاب الشرعي ، هذا البيت الذي ينعم بمحبة الله ورسوله ويعيش على معنى المراقبة الحقة لله سبحانه وتعالى هذا البيت الذي يسود فيه التفاهم والحب والوئام . هذه الأمور الأساسية في السعادة المنزلية وما تحصل بعد ذلك من نعيم الدنيا المسخر في الخير فلا بأس .????ـ 3الرسول صلى الله عليه وسلم في بيته :
هذا القائد إمام الأمة ، الذي يحمل هم أمة الإسلام قاطبة ، وقته كله عمل ودعوة : يقود الجيوش ، يعلم الأمة ، يجاهد المنافقين ، وينافح الكافرين ، ويعلم الجاهل ، ويأمر بالمعروف وينكر المنكر ، فهل أشغلته هذه الأعمال الجسام عن أهله وبيته ؟ كلا والله فقد كان نعم الزوج ونعم الأب ونعم المخدوم أعطى كل ذي حق حقه كان يقرر حقيقة : " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي " .
بيت الإنسان هو محكه الحقيقي الذي يبين حسن خلقه ، وكمال أدبه ، وطيب معشره ، فهو يتصرف في بيته على سجيته دون تكلف ولا مجاملات .
وإذا تأملنا في حال رسول هذه الأمة في بيته وجدناه نموذجاً فذاً للتواضع وعدم تكليف الغير . قيل لعائشة رضي الله عنها ماذا كان يعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته ؟ قالت : ( كان بشراً من البشر : يفلي ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه ) أخرجه أحمد والترمذي . وعنها قالت : (( كان يكون في مهن أهله فإذا سمع الأذان خرج )) مسلم .
كان صلى الله عليه وسلم يسعى في إدخال السرور على زوجاته فمن حسن عشرته كان ينادي أم المؤمنين بترخيم اسمها فيقول ( يا عائش ، هذا جبريل يقرئك السلام )) متفق عليه . بل كان يعرف لخد يجة رضي الله عنها فضلها ووقوفها منه وكان يذكرها دائماً بالخير حتى أن عائشة تقول ما غرت من أزواجه غيرتي من خديجة وقد توفيت قبلي لكثرة ما يذكرها وكان يقول : " صدقتني حين كذبني الناس وواستني بنفسها ومالها ولي منها الولد " . وكان يذبح الشاة ويتعاهد صويحباتها وكان يسابق عائشة ، وكان يراعي صغر سنها فيسرب إليها صويحباتها ليلعبن معها ، وكان يراها تلعب بلعب البنات فيقرها على ذلك . لما رجع من خيبر تزوج صفية بنت حيي فكان يدير كساء حول البعير الذي تركبه يسترها به ، ثم يجلس عند البعير فيضع ركبته فتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب . كان هذا المشهد مؤثراً يدل على تواضعه صلى الله عليه وسلم لقد كان وهو القائد المنتصر والنبي المرسل يعلم أمته أنه لا ينقص من قدره ومكانته أن يوطئ أكنافه لأهله وأن يتواضع لزوجته وأن يعينها ويساعدها . وما كان يفضل أحداً من أزواجه على الأخرى . إن هذه الشخصية العظيمة التي وسع وقتها أمور الأمة بكاملها ولم تشغلها عن أن تعيش الحياة السعيدة الحقيقة مع أسرتها . فإلى أولئك الرجال الذين ينظرون إلى المرأة نظرة دونية وإن التواضع معها ضعف ومهانة إلى أولئك نسوق هذه السيرة العطرة والحياة الزكية .
كان صلى الله عليه وسلم يقول : " الدنيا كلها متاع وخير متاع الدنيا الزوجة الصالحة " صحيح الجامع الصغير .
بل هذا نبي الأمة عليه الصلاة والسلام وأكملها خلقاً وأعظمها منزلة يضرب صوراً رائعة في حسن العشرة ومعرفة الرغبات النفسية والعاطفية لزوجته وينزلها المنزلة التي تحبها كل أنثى لكي تكون محظية عند زوجها . قالت عائشة رضي الله عنها : (( كنت أشرب وأنا حائض ، فأناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيَّ ، وأتعرق العَرق << أي آخذ ما على العظم من اللحم >> فيتناوله ويضع فاه في موضع فيَّ )) رواه مسلم
إن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم درس للدعاة إلى الله الذين تختلط عندهم الأوراق فيرون عدم إمكان الجمع بين الدعوة وبين حقوق البيت وأهله ويدّعون ضيق الأوقات . إن الوقت الذي وسع رسول الله في دعوته هو نفسه الوقت ، لكن الخلل لدينا نحن في بعثرة أوقاتنا وبعدنا عن العبادة الحقة لله التي يبارك الله بسببها في الأوقات والطاقات .
إن هذا الرجل العظيم : لم ينشغل عن أن يصرف وقتاً من حياته المباركة لبناته ـ لأن أبناءه ماتوا صغاراً ـ فقد كان نعم الأب يبش لبناته ويفرح بهن ويدخل السرور عليهن ، فقد حظين منه بالحب الزائد والشفقة العظيمة والرحمة بشتى صورها كيف لا وهو الرحمة المهداة للبشرية .
(( كان إذا دخلت عليه فاطمة قام إليها فأخذ بيدها وقبلها وأجلسها مجلسه ، وكان إذا دخل عليها قامت إليه فأخذت بيده وقبلته وأجلسته في مجلسها )) أبو داود والترمذي والنسائي .
ومن صور الترحيب والبشاشة لابنته ما روته عائشة رضي الله عنها قالت : (( كن أزواج رسول الله عنده فأقبلت فاطمة رضي الله عنها تمشي ، ما تخطئ مشيتها من مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً فلما رآها رحب بها وقال: " مرحباً بابنتي " ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله )) رواه مسلم .
ومن عطفه ومحبته لبناته زيارتهن وتفقد أحوالهن وحل مشاكلهن والذهاب إليهن في بيوتهن لمعرفة حوائجهن . أتت يوماً فاطمة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم تشكو إليه ما تلقى في يديها من الرحى وتسأله خادماً فلم تجده فذكرت ذلك لعائشة رضي الله عنها ثم انصرفت فلما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم أخبرته عائشة ، قال علي رضي الله عنه فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبنا نقوم فقال : " مكانكما " فجاء فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري فقال : " ألا أدلكما على ما هو خير من خادم ؟ إذا أويتما إلى فراشكما ، أو أخذتما مضاجعكما فكبرا أربعاً وثلاثين ، وسبحا ثلاثاً وثلاثين ، واحمدا ثلاثاً وثلاثين ، فهذا خير لكما من خادم " )) البخاري .
إنك لتدهش من حياة المصطفى التي وسعت كل هذه الأمور فهذا قائد الأمة أتى من مهمة من مهام الأمة بلا شك فأخبرته عائشة بقدوم فلذة كبده فلم يصبر ولم يسوف بل ذهب مباشرة إلى ابنته ولم يقر له قرار حتى عرف شأنها وأخبرها بما هو أصلح لها .
درس عظيم يستفيده الآباء وهم يتعاملون مع أبنائهم : الرحمة والشفقة والعطف والحنان هو واجب الأبوة والأمومة والقائد هو الأسوة الحسنة في هذا المجال .
والرحمة والشفقة والعطف والحنان : لا يعني الدلال الزائد . فهذه فاطمة رضي الله عنها فلذة كبد المصطفى ويحبها حباً عظيماً ويدللها لكنها ، كانت امرأة عظيمة تخدم زوجها وتقوم بأعمال منزلها حتى آلمها كثرة الشغل في يديها ، فلما طلبت من والدها خادماً ، أرشدها إلى ما هو أصلح ، لم يكن بخيلاً ــ بأبي هو وأمي ــ ولم يستكثر على ابنته خادماً لكنه يريد لها الخير وما هو أصلح . فيرشدها إلى هذا الدعاء الذي سعدت به ونفعها الله به . وكان أيضاً فائدة للأمة من بعدها هذا النبي الرحيم وهذه المشاعر الفياضة . كانت أسوة حسنة في الصبر على أقدار الله وعدم الجزع . يموت أولاده جميعاً في حياته عدا فاطمة رضي الله عنها فيصبر صبراً جميلاً يقول عند موت ابنه إبراهيم : " إن العين لتدمع وإن القلب ليخشع ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون "?????
لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يعيش في برج عاجي بعيداً عن أصحابه ومجتمعه بل كان يعيش معهم يخالطهم ويعيش معهم في آمالهم وآلامهم حتى أن من يقدم من خارج المدينة وهو لا يعرفه لا يميزه بين أصحابه . كان يعيش معهم كأنه أحدهم . فكان يبرز للناس وكان يبيع ويشتري لنفسه ومن ذلك قصة الأعرابي الذي اشترى منه صلى الله عليه وسلم فرساً وذهب إلى البيت لينقده فلوسه فطمع الأعرابي وأنكر البيع فشهد بذلك خزيمة بن ثابت رضي الله عنه والقصة مشهورة عند النسائي وغيره وكذلك . شراؤه جمل جابر رضي الله عنه .
وكان صلى الله عليه وسلم يداعب أصحابه ويلاعب أطفالهم فعن أنس رضي الله عنه قال : كان رسول الله أحسن الناس خلقاً وكان لي أخ يقال له أبو عمير قال : أحسبه كان فطيماً قال : فكان إذا جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآه قال : " أبا عمير ما فعل النغير ؟ " . وكان صحابته يرجعون إليه في كل شئ حتى في مخالفات أطفالهم فيتعامل معها صلى الله عليه وسلم بأسلوب تربوي عظيم يتناسب مع سن الصغير ومرحلة الطفولة . روى أبو داود عن أبي رافع بن عمرو الغفاري قال : كنت غلاماً أرمي نخل الأنصار فأُتي بي النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " يا غلام لِمَ ترمي النخل ؟ قال آكل ، قال : " فلا ترم النخل وكل مما يسقط في أسفلها " ثم مسح رأسه فقال : " اللهم أشبع بطنه " وفي رواية للترمذي قال : " أشبعك الله وأرواك " .
يصف الصحابة رضوان الله عليهم مشاركة النبي صلى الله عليه وسلم لهم في جميع حياتهم حضرها وسفرها ، وتفقده لأحوالهم الخاصة والعامة فيقول أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه : ( إنا والله قد صحبْنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في السفر والحضر وكان يعود مرضانا ويتبع جنائزنا ويغزو معنا ويواسينا بالقليل والكثير ) رواه أحمد .وكان يعمل معهم في حفر الخندق ، وفي بناء المسجد وغيره .
لم ينشغل هذا القائد العظيم عن تفقد حال امرأة كانت تقم المسجد فيفتقدها فيسأل عنها فيقال أنها ماتت فيقول هلا آذنتموني فيقال ماتت بليل فيذهب إليها ويصلي عليها في قبرها . ما أعظم هذا القائد ! وما أحسن عشرته !
كان صلى الله عليه وسلم يؤاكل أصحابه فربما حضر معه الأعرابي حديث العهد بالإسلام أو الغلام أو الجارية ممن لا يعرف آداب الطعام والشراب فيأخذ بأيديهم ويعلمهم ويربيهم . روى الإمام أحمد عن حذيفة قال : ( كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأُتي بطعام فجاء أعرابي كأنما يطرد فذهب يتناول فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيده ، وجاءت جارية كأنها تطرد فأهوت فأخذ النبي بيدها فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" إن الشيطان لما أعييتموه جاء بالأعرابي والجارية يستحل الطعام إذا لم يذكر اسم الله عليه ، بسم الله كلوا" ) .
وروى البخاري ومسلم عن عمر بن أبي سلمة قال : كنت غلاماً في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصفحة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا غلام سم الله ، وكل بيمينك ، وكل مما يليك " فما زالت تلك طِعمتي بعد .
وربما أردف أحد أصحابه فعلمه وأرشده وربما أردف بعض الشباب واستغل ذلك بتعليمه وتربيته .
إن أتباع الرسول من العلماء والدعاة لا بد أن يعوا هذا الدرس ويخالطوا الناس ويفتحوا أبوابهم وصدورهم للأمة ولشبابها . ويحلوا مشاكلهم ويعلِّموا جاهلهم ويربوا صغيرهم . إن بقاء جفوة بين العلماء والناس خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم وإن ازدياد بعد العلماء عن مخالطة الناس جدير بإيجاد حاجز عريض بين الأمة وعلمائها . العالم المؤثر هو ذلك الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم ويحل مشاكلهم ويشعرهم بأنه معهم كما هو هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم .
إن فتح العلماء أبوابهم للناس جدير بإذن الله في حل كثير من الاشكالات والأفكار الخاطئة ، إن من أعظم الفتن في عصر مثل هذا العصر أن يبتعد العلماء المؤثرون عن واقع أمتهم . ويصعب أن تجدهم الأمة إذا احتاجتهم . فأين هذا من هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم ؟ ولمن يترك توجيه الأمة ــ إذا قصر العلماء في ذلك ؟! .????
قد رزق الله نبيه صلى الله عليه وسلم قلباً رقيقاً وحناناً دافقاً فهو صاحب القلب الحنون تكسوه الرحمة وتحركه العاطفة الإيمانية ، أما أهل القلوب القاسية فإنهم لا يعرفون الرحمة وليس للعاطفة في صدورهم مكان إنهم كالحجارة الصماء جفاف في العطاء وبخل بأرق المشاعر . قبََّل رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد أبناء فاطمة وكان عنده رجل من الأعراب فقال تقبلون أبناءكم ؟! إن عندي عشرة من الولد ما قبلت منهم واحداً فقال صلى الله عليه وسلم وما يدرني لعل الله قد نزع من قلبك الرحمة .
عن أنس رضي الله عنه عنه : (( أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ ابنه إبراهيم فقبَّله وشمه )) البخاري . وهذه الرحمة ليست لأبنائه فقط بل هي عامة لأبناء المسلمين . قالت أسماء بنت عميس زوجة جعفر رضي الله عنها : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بني جعفر فرأيته شمهم وذرفت عيناه فقلت يا رسول الله أبلغك عن جعفر شئ ؟ قال : " نعم قتل اليوم " فقمنا نبكي ، ورجع فقال : " اصنعوا لآل جعفر طعاماً فإنه قد جاء ما يشغلهم " الترمذي وابن ماجه.
ولما كانت عيناه صلى الله عليه وسلم تفيض لموتهم سأله سعد بن عبادة رضي الله عنه : يا رسول الله ما هذا؟ فيقول صلى الله عليه وسلم : " هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده ، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء " البخاري .
وعندما ذرفت عيناه صلى الله عليه وسلم لوفاة ابنه إبراهيم قال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه : وأنت يا رسول الله ؟ فقال: " يا ابن عوف ، إنها رحمة لمن اتبعها بأخرى " وقال : " إن العين تدمع، والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون " البخاري .
وقد بلغ من رأفته ورحمته أن يصعد الصبي على ظهره وهو ساجد يصلي بالناس فيطيل السجود مخافة أن يعجل الصبي عن عبد الله بن شداد عن أبيه رضي الله عنه قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في احدى صلاتي العشاء وهو حامل حسناً أو حسيناً فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه ثم كبر للصلاة فصلى فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها قال أبي : فرفعت رأسي وإذا الصبي على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد فرجعت إلى سجودي فلما قضى رسول الله الصلاة قال الناس يا رسول الله إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحى إليك ؟ قال : " كل ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته " النسائي وكان صلى الله عليه وسلم يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم فإذا سجد وضعها وإذا قام رفعها .
وبلغت رحمته صلى الله عليه وسلم بأمته أنه يخفف الصلاة بسبب بكاء طفل مراعاة لحال أمه . عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني لأدخل في الصلاة وإني أريد إطالتها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي مما أعلم لوجد أمه ببكائه " ابن ماجه.
هذا الخلق العظيم مع الصغار يدعونا إلى التأسي به صلى الله عليه وسلم و أن نسير على خطاه في وقت فقدنا فيه الإحساس بمحبة الصغار وإنزالهم منزلتهم فهم الرجال غداً وآباء المستقبل وفجر الأمة المنتظر ، تعاملنا مع الأطفال بشئ أقرب إلى التعالي والكبرياء حتى في المسجد ننهرهم ونؤخرهم ولا نعتبر أحاسيسهم ، إن الأطفال لهم أحاسيس ومشاعر ورغبات وأهواء لا بد من إشباعها لتنطبع قلوبهم بالمحبة والإجلال ، المصطفى صلى الله عليه وسلم ملك بأسلوبه الرائع قلوب الأطفال فأصبحت كلماته وتعليماته تنطبع في قلوبهم مباشرة ، إنه صلى الله عليه وسلم ملك مفاتيح قلوبهم بيده ولسانه . حتى أصبح الصبي يحبه ويجله ويقدره وهو صلى الله عليه وسلم ينزل الناشئة منزلة رفيعة . " يا غلام إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ... " " يا غلام سم الله "
كان صلى الله عليه وسلم إذا مر بهم وهم يلعبون سلم عليهم ورب مازحهم ، وإذا مر بهم على بغلته أركبهم معه .
إن للأطفال مشقتهم وتعبهم وكثرة حركتهم إلا أن القدوة عليه السلام لا يغضب ولا ينهر الصغير ولا يعاتبه ، كان يأخذ بمجامع الرفق وزمام السكينة . عن عائشة رضي الله عنه قالت : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤتى بالصبيان فيدعو لهم فأُتي بصبي فبال على ثوبه فدعا بماء فأتبعه إياه ولم يغسله ) . إن الأطفال ليكونوا رجالاً بحاجة إلى يد حانية ترحم وتربي ولكي تكون التربية مؤثرة لا بد أن نشعر أبناءنا بالرجولة والاهتمام بهم وأن نتحمل أخطاءهم لأن هذا أقرب لتربيتهم وكسب قلوبهم . إن صغارنا يحتاجون منا أن ننزل من كبرياء شموخنا المزعوم وأن نبتعد عن الألفاظ البذيئة التي تهدم ولا تبني وإذا أدبنا يجب أن يكون ذلك التأديب مدروساً . الصغار لهم اهتماماتهم ولهم حياتهم فمن الخطأ أن نسعى إلى مصادرة ذلك أو نهمش ذلك الدور . الواجب أن ندرك أن هذا الشئ يعني الكثير للأطفال فلا بد إذً أن نلبي هذه الرغبة وأن نشبعها . فهل مازحنا صغارنا وهل سمعنا ضحكاتهم وجميل عباراتهم وبادلناهم شعوراً مماثلاً . يحسسهم بالحب والحنان والشفقة أم أشغلتنا أمور الحياة عنهم . فنبي هذه الأمة وقائدها كان يفعل ذلك . فكان يداعب الصغار ويمازحهم .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليُدلع لسانه للحسن بن علي ، فيرى الصبي حمرة لسانه فيهش له )) الصحيحة 70 وعن أنس رضي الله عنه قال : (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلاعب زينب بنت أم سلمة وهو يقول : " يا زُوينب ، يازوينب مراراً )) الصحيحة 2141 وعن محمود بن الربيع رضي الله عنه قال : (( عقلت من رسول الله صلى الله عليه وسلم مجة مجها في وجهي من دلو من بئر كانت في دارنا وأنا ابن خمس سنين )) مسلم .
نسوق هذه السيرة العطرة لعلنا نحيي بها قلوبنا ونقتفي أثرها ، فبيوتنا تُزهر بالصغار والأطفال الذين يحتاجون إلى حنان الأبوة وعاطفة الأمومة وإدخال السرور على قلوبهم الصغيرة . .. فينشأ الصغير سوي العاطفة سوي الخلق يقود أمة عند ما يصبح رجلاً ــ بإذن الله ــ صنعه الرجال والأمهات بعد توفيق الله تعالى .
ولقد عاش الخدم في بيت رسول الله عيشة السعداء فهاهو يقرر حقيقة هامة في هذا الجانب لينطلق الناس على ضوئها في التعامل مع الخدم ومن تحت أيديهم من العمالة يقول صلى الله عليه وسلم : " هم إخوانكم ، جعلهم الله تحت أيديكم ، فأطعموهم مما تأكلون ، وألبسوهم مما تلبسون ، ولا تكلفوهم ما يغلبهم ، فإن كلفتموهم فأعينوهم " مسلم .
ثم نتأمل في خادم يروي عن مخدومه كلاماً عجيباً ويثني ثناء عطراً . عن أنس رضي الله عنه قال : " خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف قط ، وما قال لي لشئ صنعته لِمَ صنعته ؟ ولا لشئ تركته " مسلم .
عشر سنوات كاملة ليست أياماً ولا شهوراً إنه عمر طويل فيه تقلبات النفس واضطرابها ومع هذا لم ينهره ولم يزجره بل كان يكافئه ويطيب خاطره ويلبي حاجته وحاجة أهله ويدعو لهم . قال أنس رضي الله عنه قالت أمي : يا رسول الله خادمك ادع الله له فقال : " اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته " البخاري
إنه ليس من الشجاعة ولا من القوة ولا من الشهامة أن يظلم الإنسان من تحت يده من خدم أو عمال أو يتسلط عليهم بيده أو لسانه أو يهينهم تحت رحمة الحاجة التي جلبتهم من بلادهم . في الحكمة : إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك . إن هناك صوراً من الظلم والإهانة يعج بها المجتمع في تعامله مع الخدم والعمال صوراً بعيدة عن العدل والإنصاف فالإمام القدوة عليه الصلاة والسلام نهجه واضح في ذلك وتعليمه بين في هذا الأمر . رسول الله مع شجاعته لم يُهن ولم يضرب إلا في حق ، ولم يتسلط على الضعفاء الذين تحت يده من زوجة وخادم .
عن عائشة رضي الله عنها قالت : (( ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده قط إلا أن يجاهد في سبيل الله ، ولا ضرب خادماً ولا زوجة )) مسلم .بل كان ينادي بالرفق والأناة والحُلُم :" إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله " متفق عليه .
هذا الإمام القائد وسع وقته وصدره جميع الأمة ولم يكن يترفع عن أي فرد في الأمة ، يتواضع لتلك المرأة المسكينة ويمنحها من وقته الملئ بالأعمال . فعن أنس رضي الله عنه قال : (( أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت له : ( إن لي إليك حاجة فقال : " اجلسي في أي طريق المدينة شئت أجلس إليك " أبو داود . وكان من تواضعه الذي بلغ الغاية أنه كان يقول : " لو دعيت إلى ذراع أو كُراع لأجبت ولو أهدي إلي ذراع أو كراع لقبلت " البخاري .
هذا هو نبي الله خير من أقلته الغبراء وأظلته الخضراء ، الذي بلغ السؤدد والمكانة العالية كان دائم الإخبات والإنابة إلى ربه شديد الانكسار بين يديه :
يروح بأرواح المحامد حُسنُها **** فيرقى بها في ساميات المفاخر .
وإن فُض في الأكوان مسكُ ختامها **** تعطر منها كلُّ نجد وغـــائر .
فأين المتكبرون المتغطرسون ؟!! من هذه السيرة العطرة . ولهؤلاء في كل عصر وحين . يبقى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجزاً ورادعاً لكبرهم واستعلائهم . عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر " مسلم .?????
أكرم المجالس مجلس العلم والذكر فما بالك إذا توسط المجلس إمام الأمة وسيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام . كان من صفاء مجلسه ونقاء سريرته . أن يرد المخطئ ويصوب الجاهل وينبه الغافل ولا يقبل في مجلسه إلا الخير . وكان صلى الله عليه وسلم مستمعاً منصتاً لمحدثه إلا أنه لا يقبل غيبة ولا يرضى بنميمة ولا بهتان فهو يرد عن أعراض الآخرين ، ولا يقبل في مجلسه ما يخالف الشرع . عن عتبان بن مالك رضي الله عنه قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فقال : " أين مالك بن الدخشم ؟" فقال رجل ذلك منافق لا يحب الله ولا رسوله فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تفعل ذلك . ألا تراه قد قال لا إله إلا الله يريد بذلك وجه الله؟! وإن الله قد حرم على النار من قال : لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ! " متفق عليه .
وكن صلى الله عليه وسلم يحذر من شهادة الزور واقتطاع الحقوق . عن أبي بكر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟" قلنا بلى يا رسول الله : قال : " الإشراك بالله وعقوق الوالدين " وكان متكئاً فجلس فقال : " ألا وقول الزور " فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت " البخاري .
ومع محبته صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها إلا أنه أنكر عليها الغيبة وأوضح لها عِظَم خطرها . عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت للنبي صلى الله عليه وسلم حسبُك من صفية كذا وكذا ــ تعني قصيرة ــ فقال : " لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لغيرته " أبو داود . وقد بشر صلى الله عليه وسلم من يذب عن أعراض إخوانه فقال صلى الله عليه وسلم : " من ذب عن عرض أخيه الغيبة كان حقاً على الله أن يعتقه من النار " أحمد
أين نحن في مجالسنا من هذا المجلس المبارك الذي يعلم فيه الجاهل ويذكّر فيه الغافل ويسكت فيه المغتاب وتحفظ فيه الحقوق . إن كثيراً من المجالس التي يجلسها الإنسان تكون عليه ترة وحسرة يوم القيامة ، وتكون عليه وبالاً . فهل وقفنا مع أنفسنا ونحن نقضي الساعات الطوال والدوريات المستمرة فحاسبناها وأوقفناها عند حدود الله ؟! . هل تذكرنا ونحن نتلذذ في مجالسنا بالكلام في الآخرين المساءلة من الله عن هذه المجالس ؟ .
أن أولئك الأقوام الذين ليس لهم هم في مجالسهم إلا الغيبة والنميمة والوقوع في الأعراض . إن أولئك آثمون متعدون لحدود الله مخالفون لمنهج رسول الله صلى الله عليه وسلم .
إن التقاء الأقارب والأحباب والجيران والأصدقاء أمر طيب وصلة وبر واجتماع حسن لكن لا بد أن يكون لقاء مثمراً . من الطيب والمحمود أن يجتمع هؤلاء على ذكر حسن وعلى فائدة منتقاة وعلى خير وبر . إن لقاء الجيران من الطيب فيه أن يتدارسوا أمور حيهم وأبناء الحي وكيف يفاد أهل الحي ؟ وعلاج المشكلات الموجودة والسعي في تكميل الخدمات الناقصة لدى المسؤولين . بهذا يكون لقاء مثمراً وكذلك دوريات الأقارب أو الأصدقاء وكذا تجمعات نسوة الحي أو الجارات يجب أن يبتعد فيه عن ما يسخط الله ، وأن يسعى فيه لتحصيل الفوائد .
بهذه الأمور وأمثالها نستطيع أن نستثمر تجمعاتنا ودورياتنا ونضيق الخناق على مداخل الشيطان وأعوانه الذين يريدون الشر والإفساد
وفي الختام أسأل الله أن نكون متأسين بهدي نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام .
صالح بن ساير المطيري
23 نوفمبر, 2008 04:22 ص
غير معرف يقول...
((((((((((((إن لم يكن رسول فماذا يكون؟؟؟
فكيف علم الحقائق العلمية التي اكتشفها العلم الحديث الآن وذكرها في القرآن ( كتاب المسلمين ) من 1400 سنة واعترف بهذا علماء الأجنة والفلك والفيزياء والأطباء . الدليل من القرآن كالتالي ( رقم السورة ، رقم الآية )
-كيف علم مراحل تكوين الجنين وتفاصيل خلقه ( نطفة ، علقة ، مضغة ، عظام ) (سورة رقم 23 ، آية 14 ) (22،5) (76،2) (39،6).
-كيف علم أن الانسان القديم كان كبير الحجم ووصف لنا العصر الجليدي القديم .
-كيف أخبرنا بحزام الصدوع الذي يمتد في القشرة الأرضية (سورة رقم 86 ، آية 12 ) .
-كيف علم بوجود البراكين تحت البحار ( سورة رقم 52 ، آية 6 ) .
-كيف علم أنواع السحب ووصفها بدقة ( طبقية ، ركامية ، معصرات ) ( سورة رقم 78 ، آية 14 ) (43,24) (48,30)
-كيف علم باهتزازه (مندل) التي تحدث لحبيبات التربة عند نزول المطر ( 22 ،5 )
-كيف علم الجبال وانغراسها العميق في باطن الأرض وتثبيتها للقشرة الأرضية(78،7).
-كيف علم أن الحديد نزل إلى الأرض على شكل شهب ونيازك في بداية تكوين الأرض وجعل العدد الذري وعدد الكتلة لذرة الحديد لهما علاقة برقم سورة وآية الحديد التي تصف هذه الحقيقة (25,57).
-كيف اكتشف علماء ناسا حزاما من الصخور المتحولة في القمر يدل على أنه يوما ما انقسم الى نصفين وهي من معجزاتــه (1,54) .
-كيف علم خصائص النجوم والثقوب السوداء ( 86،3 )( 56،75 )(86،3)(53،1)
-كيف أخبرنا بالاتساع اللامتناهي للسماء (51،47)(21،32)(50،6)
كيف علم أن الكون تكون من الدخان (Steam) (41،11) (21،30).
اذا لا بد أنه صادق وأنه رسول من الرب وما دام صادقا فأين تذهبون ؟
اعلم أن الاسلام نسخ الأديان السابقة كما نسخ المسيح اليهودية .
(من المدهش أن هذا النوع من المعلومات موجود في القرآن) ب.هيل من علماء البحار.
(هذا النبي يدلي بتصريحات علميه ودقيقه جدا من 1400سنه ولا أجد بدا من أن أوافق عقلي و أعترف أن هذا وحى أو الهام) تي في فان سان أستاذ أمراض نساء.
-ما قولك في هذه النصوص من التوراة والإنجيل (كلامه أحسن الكلام انه محمد العظيم ) مزامير داود اصحاح 16 الفقرة الخامسة .
(نبوه في جبال فاران )(نبيا من إخوانهم )،(انه النبي الذي يقال له اقرأ فيقول ما أنا بقارئ)
-لو قرأت القرآن فستعلم أنه ليس شعرا ولا نثرا وأنه يستحيل أن يكون من كلام البشر ولو قلت أنه من كلام البشر فكيف علم هذه الحقائق وكيف ذكر كلمة ( يوم ) في القرآن 365 مره بعدد أيام السنة وكلمة (شهر) 12 مرة بعدد شهور السنة .
وذكر كلمة (رجل) 24 مرة وكذلك ( امرأة ) 24 مرة .
وكلمة ( أخ ) 4 مرات وكذلك ( أخت ) 4 مرات .
وكلمة ( الدنيا ) 115مرة وكذلك (الآخرة) 115مرة .
وكلمة ( الحياة ) ومشتقاتها 145مرة وكذلك ( الموت ) ومشتقاته 145مرة .
فكيف يمكن لبشر أن يفعل كل هذا ؟
يولد الإنسان على دين ما وهذا لا يعني أن هذا الدين هو الدين الصحيح
وإنما يعرف الدين الصحيح بالحجة و البرهان و الدليل
*** (التفسير الوحيد أن هذه الحقائق أوحيت لمحمد من الرب) كيث مور من كبار علماء الأجنه
*** (لابد ان هذه الحقائق جاءت من خالق عليم بكل شيء واصبحت مسلما) تاجاسون عالم تشريح
*** (لا اختلاف بين هذا الوحي والمعرفة الطبية) جولي سمبسون أستاذ نساء و ولادة
*** (إن هذا لا يمكن أن يكون إلا بوحي من أعلى) ألبرت كوهان جيولوجي
*** (ان هذا القرآن يصف الكون من أعلى نقطه في الوجود) يوشيدى كوزاى عالم فضاء يابانى
*** (نعم انه الوحي لا طريق أمام البشرية إلا أن تقر أن هذا القرآن من عند الرب) مارشال جونسون عالم أحياء
اذا كان النبى محمد صلى الله عليه و سلم كاذبا ً
فكيف علم من 1400 سنة وأخبرنا في القرآن بالحقائق العلمية التي اكتشفها العلم الحديث الآن واعترف بهذا علماء البحار والفلك والطب والجيولوجيا .
كيف علم تناقص حجم الأرض الذي يحدث من ملايين السنين ( الأنبياء ،44 )(الرعد،41) .
كيف أخبرنا بتناقص الهواء والضغط كلما صعدنا لأعلى ( الأنعام ، 125 ) .
كيف علم أن الجبهة ( الجزء الأمامي من المخ ) هي مركز اتخاذ القرار وأنها قد تكذب وقد تخطئ ( العلق ،16 ) .
كيف أخبرنا بالألوان الأساسية للصخور وقسمهم الى مجموعتين ثم اكتشفنا أن احداهما تمثل الخاصية القلوية ( القاعدية ) والأخرى تمثل الخاصية الحمضية ( فاطر ،27 ) .
قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم : (( عجز الذنب منه خلق الانسان ومنه يركب الخلق يوم القيامة )) ، واكتشف علم الوراثة أن عجب الذنب به الشفرة والرمز الوراثي (DNA) للانسان .
أخبرنا الرسول أن الجنين اذا مر به 42 يوما نزل له ملك فصوره وقد يسر لك العلم الحديث أن ترى الجنين بعد 42 يوما وقبلها وستلاحظ الفرق بنفسك فكيف علم محمد بهذا ؟
بم تفسر انغراس قدم إسماعيل عليه السلام في الصخرة الصلبة التي كان يقف عليها لبناء الكعبة و هي باقية حتى يومنا هذا أمام الكعبة وتستطيع رؤيتها بنفسك ?? وبم تفسر توسط مكة للكره الأرضية و بقاء مياه زمزم حتى يومنا هذا و هو بئر لا مثيل له تأتيه المياه عبر الآلاف الأميال بالخاصية الشعرية ?? وبم تفسر علماء الجيولوجيا الذين سرقوا أجزاء من الحجر الأسود بالكعبة و لم يعلموا مادته و لا نوعه وقالوا انه فريد من نوعه .
*** ( باستطاعة تلك الأحاديث أن تسود المعرفة الطبية ) جولي سمبسون .
*** ( لا يمكن أن يكون من مصدر بشري لا بد أنه من الله ) بروفسور هيل .
*** ( إني أوافق أن هذا من عند الله؟؟؟؟بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته وسار على نهجه إلى يوم الدين
إخواني وأخواتي
اسمحولي بان اقدم نبذه قصيرة عن سيد هذه آلامه وحبيبها وهو المصطفى الصادق الأمين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وقد اخذتها من موسوعة الثقافة والمعلومات الطبعة الاولى للمؤلف /مهدي سعيد رزق كريزم
وانصح الجميع باقتناء الموسوعه فهي جديره بالقراءة وسعرها لايتجاوز 100ريال وفيها الشي الكثير من المعلومات
الموضوع : نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
1-اسمه ونسبه :
هو محمد بن عبدالله بن عبد المطلب , من قبيلة قريش , ينتهي نسبه إلى قبيلة عدنا ثم إلى إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام 0
2-ولادته:
ولد صلى الله عليه وسلم في مكة بشعب بني هاشم صبيحة يوم الاثنين 12ربيع الأول من عام الفيل الموافق 20أبريل عام 571- قبل الهجرة بثلاث وخمسين سنة 0
3-هجرته:
هاجر صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة في يوم الاثنين 27 من شهر صفر عام 14 للبعثة المباركة الموافق 12 سبتمبر عام 622م ووصل إلى المدينة المنورة في يوم الاثنين 12 ربيع الأول عام 14 للبعثة الموافق 26 سبتمبر عام 622 .
وقيل وصل إلى المدينة المنورة في يوم الاثنين 8ربيع الأول عام 14 للبعثة الموافق 23 سبتمبر عام 622م ولعل هذا الاختلاف ناتج عن مدة الثلاثة أيام التي مكثها في الغار
4- وفاته :
توفى صلى الله عليه وسلم ضحى يوم الاثنين 12 ربيع الأول عام 11للهجرة الموافق 8 يونية عام 632 وذلك في المدينة المنورة ودفن في حجرة عائشة رضي الله عنها ,جنوب شرق المسجد النبوي.
5 كنيته :
كنيته : أبو القاسم
6- أسماؤه وصفاته وألقابه:
محمد,احمد,الماحي,العاقب , الحاشر,الخاتم,المقتفي ,نبي الرحمة,البشير,النذير ,الأمين,الصادق,المصطفى,طه,يس,السراج,المنير,رؤوف,
رحيم ,واوصاف أخرى كثيرة
7-زوجاته:
1-خديجة بنت خويلد
2- سوده بنت زمعة
3- عائشة بنت أبى بكر الصديق
4- حفصة بنت عمر بن الخطاب
5- زينب بنت خزيمة
6- هند بنت أبي أمية(ام سلمة
7- زينب بنت جحش
8- أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان
9- ميمونة بنت الحارث
10- جويرية بنت الحارث
11- صفية بنت حيي بن أخطب
12- مارية القطبية
13- ريحانة بنت زيد من بني النظير
8-أولاده:
1-القاسم
2-عبدالله
3-إبراهيم
4-زينب
5-رقية
6-أم كلثوم
7-فاطمة,وجميعهم من ام المؤمنين خديجة بنت خويلد ماعدا إبراهيم فهو من مارية القطبية
9-أخواله:
أخواله : بنو زهرة, وبنو عدي بن النجار
10-عمـــــــلــــه:
كان صلى الله عليه وسلم قبل البعثة يرعى الغنم ثم عمل بالتجارة وبعد البعثة تفرغ لامر الدعوة والجهاد
11-أبوه من الرضاعة:
هو الحارث بن عبد العزى بن رفاعة 000من هوازن
12- أمــــه:
هي آمنة بنت وهب من بني زهرة
13- مرضعاته:
1-أ مــــه
2- ثوبية (جارية أبي لهب )
3- حليمة السعدية
14- أخوته من الرضاعة:
عبدالله بن الحارث ,أنيسة بنت الحارث, وحذافة بنت الحارث (الشيماء
15- أخوته من النسب
ليس له اخوة من النسب بل كان وحيد أبويه
16-أعمامه وعماته:
1-الحارث بن عبد المطلب
2- أبو طالب واسمه عبدمناف
3- حمزة
4- أبو لهب واسمه عبد العزى
5- العباس
6- الزبير
7- حجلا
8- المقوم
9- ضرار
عمــــــــــاته ست :
1-صفية
2- البيضاء
3- عاتكة
4-أميمة
5-أروى
6- بره
17-أصهاره
1-العاص بن الربيع زوج زينب
2-عتبة بن أبى لهب تزوج رقية ثم طلقها
3- عتيبة بن أبى لهب تزوج ام كلثوم ثم طلقها
4- عثمان بن عفان تزوج رقية ثم ماتت فتزوج أم كلثوم
5- علي بن أبى طالب تزوج فاطمة الزهراء
18- صاحبه:
هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه واسمه عبدالله بن أبى قحافة
19- سبطاه:
هم الحسن والحسين أبناء أبنته فاطمة
20-أمين سره :
حذيفة بن اليمان رضي الله عنه
21- حواريه:
الزبير بن العوام رضي الله عنه
22- حبــه:
زيد بن الحارثة رضي الله عنه
23- ابن حبه:
أسامة بن زيد بن الحارث ويطلق عليه أيضا حبه وابن حبه
24 شعراؤه :
حسان بن ثابت , عبدالله بن رواحه, كعب بن مالك
25- خـــــــدمـــــــــــــــــه:
1-أنس بن مالك
2- هند وأسماء أبناء حارثة الاسلمي
3- أبو هريرة , سلمى, خضرة
4-رضوى
5- ميمونة بنت سعد
6-بركة أم أيمن
7- أنجشة
8- شقران
9- سفينة(مهران ثوبان
10- يسار النوبي
11-رباح,أسلم (أبو رافع فضالة
12-مدعم
13-رافع
14 -كركرة
26- حاضنته:
هي بركة أم ايمن
قابلته:
القابلة التي قامت على ولادته صلى الله عليه وسلم هي الشفاء والدة عبد الرحمن بن عوف
27- كافــــــــلــه:
كفله جده عبد المطلب ,وبعد وفاته عمه أبو طالب
28- عمره:
توفى صلى الله عليه وسلم وعمره 63عاما
29- ساعيه:
هو عمرو بن أمية الضمري
30- حارسه:
محمد بن مسلمة الأنصاري رضي الله عنه
31- فارسه:
أبوقتادة الأنصاري رضي الله عنه
32- المؤذنون في عهده
1-بلال بن رباح
2-عبدالله بن أم كلثوم
3-أبومحذوره واسمه أوس بن معير الجمحي , اسلم بعد حنين وتوفى
عام 59هـ
33- حجاته:
حج النبي صلى الله عليه وسلم حجة واحده وهي حجة الوداع عام 10هـ
34- عمراته :
اعتمر صلى الله عليه وسلم أربع عمرات هن:
1-عمرة الحديبة عام 6هـ
2-عمرة القضاء عام7هـ
3-وعمرة الجعرانه عام 8هـ
4-وعمرته التي قرنها مع حجته عام 10هـ وكانت جميع تلك العمر في شهر ذي القعدة
35-أسماء سيوفه :
1-ذوالفقار
2-بتار
3-الحيف
4-رسوب
5-المخدم
6-مأثور(وهو السيف الذي ورثه عن والده )
7-العضب
8-القضيب
36-أسماء أقواسه:
1-الزوراء
2-الروحاء
3-الصفراء
4-الكتوم
5- السداد
37- أسماء دروعه :
ذات الفضول (وهي التي رهنها عند اليهود ذات الوشاح,ذات الحواشي , السعدية , فضة, البتراء ,الخرنق بكسر الخاء
38-أسماء خيوله:
1-السكب
2-المرتجز
3-اللحيف
4-اللزاز
5-الطرب
6-سبحة أو(سبخة بالخاء
7-الورد
39- أسماء نوقه وجماله ودوابه الأخرى:
كان له ناقة واحده هي القصواء وهي التي هاجر عليها من مكة إلى المدينة وكانت تسمى الجدعاء والعضباء
وكان عنده حمار يقال له عفير
واخر يسمى يعفور
البغال :
بغلة اسمها دلدل أهداها له المقوقس هي والحمار عفير
وبغلة أخرى اسمها فضة أهداها له فروة بن عمرو الجذامي ومعها الحمار يعفور وقد أهداها صلى الله عليه وسلم هذه البغله (فضة إلى أبي بكر الصديق
وكان عنده من منائح المعز سبعة هن :
1-عجوة
2-زمزم
3-سقيا
4-بركة
5-ورسة
6-أطلال
7-أطراف ومن النوق اللقائح ذات اللبن سبع لقائح.
40- رايته :
أسم رايته صلى الله عليه وسلم العقاب
41- أشباهه:
كان يشبه من الصحابة
1- الحسن بن على بن أبى طالب
2- جعفر بن أبى طالب رضي الله عنه
3- قثم بن عباس بن عبد المطلب
4- أبو سفيان بن الحارث
5- السائب بن عبيد بن عبد مناف
6- عبدالله بن جعفر بن أبي طالب
42- كتابه:
كان هناك كتاب للرسول صلى الله عليه وسلم يكتبون ما ينزل من القران الكريم أشهرهم :
1- أبو بكر الصديق
2- عمر ابن الخطاب
3- عثمان بن عفان
4- علي بن أبى طالب
5-معاذ بن جبل
6- زيد بن ثابت
7- معاوية بن أبى سفيان
8- ابي بن كعب
9- عبدالله بن مسعود
10- خالد بن الوليد
11- ثابت بن قيس
12- أبان ابن سعيد
وقد ذكر الحافظ العراقي اثنين واربعين كاتبا من كتاب الوحي 0
43- بيوته :
كان للرسول صلى الله عليه وسلم تسعة بيوت (حجرات وهن :حجرات زوجاته إضافة إلى حجرة فاطمة الزهراء ,وقيل إن هناك حجرة عاشره لاام المؤمنين ميمونة بنت الحارث ولم يرد في عبارات المتقدمين يحدد موقع هذه الحجرات ولعلها كانت في الجهة الشمالية الشرقية
44- جملة الغزوات التي كانت في عهده 29 غزوة والمشهور إن عدد غزواته 27 غزوة وذلك باعتبار صلح الحديبية ليست غزوة ,وباعتبار عدم خروجه في غزوة موتة ,فتكون الغزوات التي اشترك فيها وكان قائدها 27غزوة وجملة الغزوات 29غزوة وعدد الغزوات التي قاتل فيها بنفسه 9غزوات وعدد سراياه التي أرسلها : ستون سرية ,وعدها بعضهم 56 سرية بسبب عدم ذكرهم ليوم الرجيع وحدث بئر مؤنه وبعث أسامة بن زيد ,وهكذا
وكانت أول غزواته هي غزوة الأبواء (ودان في صفر عام 2هـ واخر غزوة غزاها غزوة ( تبوك جيش العسرةعام 9هـ
واول سرية أرسلها صلى الله عليه وسلم هي سرية حمزة بن عبد المطلب وكانت إلى ساحل البحر في رمضان عام 1 هـ0 وقد قال علماء السيرة إن الغزوة :هي الموقعة التي شهدها الرسول صلى الله وسلم سواء قاتل فيها ام لم يقاتل بنفسه 0
والسرية هي : الموقعة التي لم يشهدها الرسول صلى الله عليه وسلم ,وإنما أرسل غيره فيها 0 أقول : إن غزوة مؤته لم يشهدها الرسول بنفسه ومع ذلك سميت غزوة ,بل وهي غزوة ومعركة حقيقة كبيرة مع الروم , كما أن صلح الحديبية يعد من ضمن الغزوات رغم أنه كان صلحا واتفاقا 0
وعلى ذلك فاقول :إن الغزوة هي التي تضم جيشا بالمعنى المعروف للجيش حدث قتال ام لم يحدث هذا والله اعلم
شفاء المرضى بنفثه وريقه
ولما أرسل الله نبيه وكلمته المسيح عليه السلام، آتاه من الآيات ما يقيم به الحجة على بني إسرائيل، ومن ذلك إبراء الله الأكمه والأبرص على يديه ]وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيراً بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني [ (المائدة: 110)، فكان برهاناً ساطعاً ودليلاً قاطعاً عند قومه على نبوته e.
وكذلك أيد الله خاتم أنبيائه وعظيم رسله بمثل هذا الدليل والبرهان ، حين شفى على يديه بعضاً من أصحاب النبي e.
ومن ذلك أنه ما جاء في الصحيحين من حديث سهل بن سعد t أن النبي e قال يوم خيبر: ((لأعطين هذه الراية رجلاً يفتح الله على يديه، يحبُ اللهَ ورسولَه، ويحبُه اللهُ ورسولُه))، قال: فبات الناس يدوكون (أي يتحدثون) ليلتهم أيهم يعطاها، قال: فلما أصبح الناس غَدوا على رسول الله e كلهم يرجون أن يُعطاها.
فقال عليه الصلاة والسلام: ((أين عليُ بنُ أبي طالب؟)) فقالوا: هو يا رسول الله يشتكي عينيه، فقال: ((فأرسلوا إليه))، فأُتي به t، فبصق رسول الله e في عينيه، ودعا له فبرأ، حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية. قال الشوكاني: "فيه معجزة ظاهرة للنبي e ".
وفي رواية لابن ماجه أنه e تفل في عينيه وقال: ((اللهم أذهب عنه الحر والبرد)) قال علي: فما وجدت حراً ولا برداً بعد يومِئذ ، وكان أصحابه ربما رأوه يلبس ثياب الصيف في الشتاء وثياب الشتاء في الصيف.
وقبل أن يغادر النبي e أرض خيبر حقق آية أخرى تدل على نبوته ورسالته، فقد شفى الله بنفثه ساق سلمة بن الأكوع الذي أصيب في الغزوة، فقد روى البخاري في صحيحه عن يزيد بن أبي عُبيد قال: رأيت أثرَ ضربةٍ في ساق سلمة، فقلت: يا أبا مسلم، ما هذه الضربة؟ فقال: هذه ضربة أصابتني يوم خيبر، فقال الناس: أُصيب سلمة، فأتيت النبي e، فنفث فيه ثلاث نَفَثات، فما اشتكيتها حتى الساعة.
إن الجموع التي رأت ساق سلمة مضرجة بدمائها، ثم رأوه لا يشتكي منها ألماً ولا وجعاً ببركة ريق النبي e ونفثه عليها، إن هذه الجموع لا يسعها أمام هذه المعجزة الباهرة إلا أن تشهد للنبي e بالنبوة والرسالة، إذ مثل هذا لا يقدر عليه بشر، إنه دليل من دلائل نبوته e.
ويرسل النبي e عبدَ الله بن عتيك ورجالاً من الأنصار لردع سلّامِ بنِ أبي الحُقَيق، وبينما هو راجع في الطريق وقع، فانكسرت ساقه، فعصبها بعمامة، يقول: فانتهيت إلى النبي e، فقال: ((ابسط رجلك))، فبسطت رجلي، فمسحها، فكأنها لم أشتكِها قطّ.
لقد تكرر ذلك منه e مراراً وعلى مراى من الصحابة الكرام، ومن ذلك ما رواه ابن حبان في صحيحه عن عبد الله بن بريدة رضي الله عنه قال: سمعت أبي يقول: إن رسول الله e تفل في رجل عمرو بن معاذ حين قطعت رجله فبرأ. فهل كان هذا من فنون الطب أم معجزة وبرهاناً من براهين نبوته e.
ويروي الشيخان آية أخرى من آيات صدقه وبراهين نبوته، ففي الصحيحين من حديث السائب بن يزيد قال: ذهبت بي خالتي إلى النبي e فقالت: يا رسول الله، إن ابن أختي وجِع، فمسح رأسي، ودعا لي بالبركة، ثم توضأ، فشربتُ من وَضُوئه، ثم قمت خلف ظهره، فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه مثل زر الحَجَلة.
وهذا الخبر فيه دليلان من دلائل نبوته e أولهما: شفاء السائب النبي e حين شرب من ماء وُضُوئه، والثاني رؤيته خاتم النبوة بين كتفي النبوة e.
ويروي الإمامان أحمدُ وابنُ ماجه عن أمُ جُندُب أنها رأت رسول الله e يرمي جمرة العقبة .. فأتته امرأة (خثعمية) بابن لها فقالت: يا رسول الله، إن ابني هذا ذاهب العقل، فادع الله له. قال لها: ((ائتيني بماء)). فأتته بماء في تَورٍ من حجارة، فتفل فيه، وغسل وجهه، ثم دعا فيه، ثم قال: ((اذهبي، فاغسليه به، واستشفي الله عز وجل)).
قالت أم جُندب: فقلت لها: هبي لي منه قليلاً لابني هذا، فأخذت منه قليلاً بأصابعي، فمسحت بها شِقَّة ابني، فكان من أبر الناس.
فسألت المرأة بعد: ما فعل ابنها؟ قالت: برئ أحسن بَرء.
قال السندي: "وفي الحديث معجزة عظيمة له e". أقول: لا، بل هما معجزتان : إحداهما شفاء ابن الخثعمية ببركة مجة النبي e في الماء الذي غسلته أمه فيه، والأخرى: هداية ابن أم جندب بمسح أمه وجهَه ببعض هذا الماء.
ويروي أحمد في المسند عن محمد بن حاطب دليلاً آخر من دلائل نبوة نبينا عليه الصلاة والسلام، فقد أقبلت به أمه أم جميل إلى النبي e، وقد انكفأت قدر تغلي على ذراعه، تقول أم جميل: فأتيتُ بك النبي e فقلت: بأبي وأمي يا رسول الله، هذا محمد بن حاطب، فتفل في فيك، ومسح على رأسك، ودعا لك، وجعل يتفل على يديك ويقول: ((أذهب البأس رب الناس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً)) فقالت: فما قمت بك من عنده حتى برأت يدك.
ويمضي حديث الحديبية لينقل لنا دليلاً آخر من دلائل نبوته، يمكننا تلمسه من حال الصحابة مع النبي r كما يخبرنا عنه وفدُ قريش، يقول عروة - وهو يومئذ على الكفر -: فوالله ما تنخم رسولُ الله نخَامة إلا وقعت في كف رجل منهم، فدلك بها وجهَه وجِلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وَضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده وما يحـدون إليه النظر تعظيماً له.
فرجع عروة إلى أصحابه فقال: أي قومِ، والله لقد وفدت على الملوك، ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي، والله إنْ [أي ما] رأيت مَلكاً قط يعظِّمُه أصحابُه ما يعظـم أصحاب محمد e محمداً.
فوقوع هذه الأخبار غير معتاد ولا مألوف مع أحدٍ من الناس، وحتى الملوكُ لا يُصنَعُ لهم ذلك، وقد فعله أصحاب النبي r معه، لتحققهم من بركة النبي e، ولما عاينوه من آثارها، وهذا النوع من التبرك بشخص النبي r حال حياته مشروع أجمعت الأمة على مشروعيته، وهو دليل آخر من دلائل نبوته e.
و من أعلام نبوته ودلائل رسالته e أنه لما قدم المدينة كانت كما وصفتها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أوبأَ أرض الله، فقال e: ((اللهم حبِّب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشدّ، وصحِّحْها، وبارك لنا في صاعها ومُدّها، وانقل حُّماها، فاجعلها بالجُحفة)). لقد رفع الله الوباء والحمى عن المدينة بدعوة النبي e، فهي أطهر البقاع وأصحها وأبركها بدعوة النبي e.
قال النووي: "وفي هذا الحديث علم من أعلام نبوة نبينا e ، فإن الجحفة من يومئذ مُجتنبة، ولا يشرب أحد من مائها إلا حُمّ". وقد صدق رحمه الله، فهي مهجورة إلى يومنا هذا.
((((((((((ومضات من حُسن عشرة الرسول لزوجاته
إن الناظر إلى سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم يجد أن رسول الإنسانية صلى الله عليه وسلم كان يقدر المرأة (الزوجة) ويوليها عناية فائقة، ومحبة لائقة.
ولقد ضرب أمثلة رائعة من خلال حياته اليومية. فتجده أول من يواسيها.. يكفكف دموعها.. يقدر مشاعرها.. لايهزأ بكلماتها.. يسمع شكواها.. ويخفف أحزانها.. ولعل الكثير يتفقون معي أن الكتب الأجنبية الحديثة التي تعنى بالحياة الزوجية تخلو من الأمثلة الحقيقية, ولا تعدو أن تكون شعارات على الورق وتعجز أكثر الكتب مبيعًا في هذا الشأن أن تبلغ ما بلغه نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم. فهاك شيئًا من هذه الدراري:
• الشرب والأكل في موضع واحد:
لحديث عائشة رضي الله عنها: كنتُ أشرب فأناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيّ, وأتعرق العرق فيضع فاه على موضع فيّ. رواه مسلم
• الاتكاء على الزوجة:
لقول عائشة رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكئ في حجري وأنا حائض. رواه مسلم
• تمشيط شعره:
لقول عائشة رضي الله عنها: ليدخل علىّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه وهو في المسجد فأرجّله. رواه مسلم
• التنزه مع الزوجة ليلا:
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان بالليل سار مع عائشة يتحدث . رواه
البخاري
• مساعدتها في أعباء المنزل:
سئلت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: كان في مهنة أهله . رواه البخاري
• يهدي لأحبتها:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذبح شاة يقول: أرسلوا بـها إلى أصدقاء خديجة. رواه مسلم.
• يمتدحها:
لقوله صلى الله عليه وسلم: إن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام . رواه مسلم
• يسرّ إذا اجتمعت بصويحباتها:
قالت عائشة: كانت تأتيني صواحبي فكن ينقمعن (يتغيبن) من رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يُسربـهن إلي (يرسلهن إلي). رواه مسلم
• يعلن حبها:
قوله صلى الله عليه وسلم عن خديجة \"إني رزقت حُبها \". رواه مسلم
• ينظر إلى محاسنها:
لقوله صلى الله عليه وسلم: \"لايفرك مؤمن مؤمنة ان كره منها خلقا رضي منها آخر.\" رواه مسلم
• إذا رأى امرأة يأت أهله ليرد ما في نفسه:
لقوله صلى الله عليه وسلم: \"إذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله فان ذلك يرد ما في نفسه\" رواه مسلم
• لا ينشر خصوصياتها حين يفضي إليها:
قال صلى الله عليه وسلم: إن من أشر الناس عند الله منزله يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها. رواه مسلم
• التقبيل:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم. رواه مسلم
• التطيب في كل حال:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كأني أنظر إلى وبيص المسك في مفرق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم. رواه مسلم
• يرضى لها بالهدايا:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: ان الناس كانوا يتحرون بـهداياهم يوم عائشة يبتغون بذلك مرضاة رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه مسلم
• يعرف مشاعرها:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة: انى لأعلم اذا كنت عنى راضية واذا كنت منى غضبى ..أما اذا كنت عنى راضية فانك تقولين لا ورب محمد ., واذا كنت منى غضبى قلت : لا ورب ابراهيم؟؟ رواه مسلم
• يحتمل صدودها:
عن عمر بن الخطاب قال: صخبت علىّ امرأتي فراجعتني, فأنكرت أن تراجعني! قالت: ولم تنكر أن أراجعك؟ فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه, وإن احداهن لتهجره اليوم حتى الليل. رواه البخاري
• لايضربها:
قالت عائشة رضي الله عنها: \"ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادما له ولا امرأة ولا ضرب بيده شيئا \" صحيح ابن ماجه
• يواسيها عند بكائها:
كانت صفية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر, وكان ذلك يومها, فأبطت في المسير, فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى تبكي, وتقول حملتني على بعير بطيء, فجعل رسول الله يمسح بيديه عينيها, ويسكتها..\" رواه النسائي
• يرفع اللقمة إلى فمها:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: \"إنك لن تنفق نفقة إلا أجرت عليها حتى اللقمة ترفعها إلى في امرأتك\" رواه البخاري
• إحضار متطلباتها:
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: \"اطعم إذا طعمت واكسِ إذا اكتسيت\" رواه الحاكم وصححه الألباني
• الثقة بها:
نـهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلا, أن يخونـهم, أو يلتمس عثراتـهم رواه مسلم
• المبالغة في حديث المشاعر:
للحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرخص في شيء من الكذب إلا في ثلاث منها: الرجل يحدث امرأته, والمرأة تحدث زوجها. رواه النسائي
• العدل مع نسائه:
لحديث \" من كان له امرأتان يميل لإحداهما على الأخرى, جاء يوم القيامة أحد شقيه مائل\" رواه الترمذي وصححه الألباني
• يتفقد الزوجة في كل حين:
عن أنس رضي الله عنه قال \"كان صلى الله عليه وسلم يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار.\" رواه البخاري
• لايهجر زوجته أثناء الحيض:
عن ميمونة رضي الله عنها قالت: كان صلى الله عليه وسلم يباشر نساءه فوق الإزار وهن حُيّضٌ. رواه البخاري
• يتفكه من خصام زوجاته:
قالت عائشة: دخلت علىّ زينب وهي غضبى فقال رسول الله دونك فانتصري, فأقبلت عليها حتى رأيتها قد يبست ريقها في فيها فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل\" رواه ابن ماجه
• يصطحب زوجته في السفر:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا أراد سفرًا أقرع بين نسائه, فآيتهن خرج سهمها خرج بـها. متفق عليه
• مسابقته لزوجه:
عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي: تعالي أسابقك, فسابقته, فسبقته على رجلي. وسابقني بعد أن حملت اللحم وبدنت فسبقني وجعل يضحك وقال هذه بتلك! رواه ابو داود
• تكنيته لها:
أن عائشة قالت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم كل نسائك لها كنية غيري فكناها \"أم عبد الله\" رواه احمد
• يروي لها القصص:
كحديث أم زرع. رواه البخاري
• يشاركها المناسبات السعيدة:
قالت عائشة - رضي الله عنها \" مررت ورسول الله صلى الله عليه وسلم بقوم من الحبشة يلعبون بالحراب، فوقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينظر إليهم، ووقفت خلفه فكنت إذا أعييت جلست، وإذا قمت أتقي برسول الله صلى الله عليه وسلم\" أخرجه البخاري
• احترام هواياتها وعدم التقليل من شأنها:
عن عائشة رضي الله عنها \"كنت ألعب بالبنات عند النبي صلى الله عليه وسلم وكان لي صواحب يلعبن معي، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل ينقمعن منه فيسر بـهن فيلعبن معي \" الأدب المفرد
• إضفاء روح المرح في جو الأسرة:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: زارتنا سوده يومًا فجلس رسول الله بيني وبينها , إحدى رجليه في حجري , والأخرى في حجرها , فعملت لها حريرة فقلت: كلي! فأبت فقلت: لتأكلي , أو لألطخن وجهك, فأبت فأخذت من القصعة شيئًا فلطخت به وجهها , فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجله من حجرها لتستقيد مني, فأخذت من القصعة شيئاً فلطخت به وجهي, ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك. رواه النسائي
• إشاعة الدفء:
عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قلّ يوم إلا وهو يطوف على نسائه فيدنو من أهله فيضع يده, ويقبل كل امرأة من نسائه حتى يأتي على آخرهن فإن كان يومها قعد عندها. طبقات ابن سعد ج 8 / 170
• لا ينتقصها أثناء المشكلة:
عن عائشة رضي الله عنها تحكى عن حادثة الإفك قالت: إلا أني قد أنكرت من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض لطفه بي ، كنت إذا اشتكيت رحمني ، ولطف بي ، فلم يفعل ذلك بي في شكواي تلك فأنكرت ذلك منه كان إذا دخل علي وعندي أمي تمرضني قال: كيف تيكم؟ لا يزيد على ذلك. رواه البخاري
•يرقيها في حال مرضها:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان صلى الله عليه وسلم اذا مرض أحدٌ من أهل بيته نفث عليه بالمعوذات. رواه مسلم
• يمتدح من يحسن لأهله:
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: خياركم خيارُكم لنسائهم. رواه الترمذي وصححه الألباني
• يمهلها حتى تتزين له:
عن جابر قال \" كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر , فلما رجعنا ذهبنا
لندخل, فقال : \" أمهلوا حتى ندخل ليلا -أي: عشاء- حتى تمتشط الشعثة , وتستحد المغيبة\" رواه النسائي
وأنا هحكيلكم على قصتي مع الشماس البهلوان القاطن شقة تحت الارض خوفا من الارهابيين المسلمين زكازيكوبطرس .))))))))))))).. أصل أنا عرفت الحقيقة على أيديه)))))))))))))
وبشكر الله ابن الإنسان المسيح الروح القدس ربنا اللي خلانا بنوره وهدايته نتعرف على الحقيقة وعلى الله المسيح اللي هو ابن الله .. واللي كله محبة!
لما شفت الحقيقة في قصة كريستين وكيف إن الجماعات الإرهابية خطفوهم واغتصبوهم وغلسلولهم دماغاتهم وأجبروهم على إنهم يصبحوا مسلمين أنا قلت الإسلام اللي أنا بقالي مصدقه أكثر من ثلاثين سنة ده كله إرهاب
ازاي بيقول لا إكراه في الدين وبعدين بيجي وبالطريقة البشعة دي بيخليهم يسلموا وينجبوا أطفال ويلبسوا اسود في اسود... لا وبيغسلهم دماغهم وبيخليهم يقولوا أنهم مسلمين على قناة العربية
والدليل الإرهاب في العراق... شوف أمريكا بتعمل إيه في العراق والانسانية الراقية في التعامل معهم وشوف الإرهابيين بيعملوا إيه في الشرطة!!
لذلك قررت أشوف بنفسي
ودخلت قناة الحياة وسمعت كلام كتير... وقررت أشوف القمص زكريا بنفسي
ورحتله في مكان سري كان مستخبي فيه علشان الإرهابيين ما يقتلهوش
وسألته:
يا أبونا... أنا مسلم وعايز أتعرف على الطريق الصحيح طريق الله المسيح ابن الله الروح القدس الحق
قلي: يا ابني المسيح محبة.. المسيح أتصلب علشانا
قلتله: طيب اعمل ايه علشان أصير مسيحي؟
قاللي: اعترف إن المسيح ابن الله هو ربنا وانه هو طريق الخلاص وانه أتصلب علشان يخلصنا من الخطيئة الأولى خطيئة آدم
قلت: آدم؟؟؟ وأنا مالي بخطيئة آدم...!هو أنا ناقص خطايا!!!
قال: هو أنت مش من أبناءه؟
قلت: آه؟
قال: طيب لو إن أبوك كان عليه دين... ومات.. مش أنت بتدفعه
قلت : ايوه
قال: وبالتالي عليك تدفع من دين آدم!
قلت: يا لهوي؟ كل ده وانأ مش عارف إن علي دين... الحمد لله انك عرفتني قبل ما تجي الضرايب وتحجز علي! طيب يا أبونا فيه حاجة تانية لازم اعرفها؟
قال: الثالوث المقدس
قلت يعني إيه ثالوث؟
قال: الأب الابن الروح القدس
قلت: مش فاهم...ممكن تشرح لي عقيدتكم؟
قال: بالحقيقة نؤمن بإله واحد .الله الأب ضابط الكل .خالق السماء والأرض .ما يري وما لايري
نومن برب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد .المولود قبل كل الدهور . نور من نور .إله حق من إله حق .مولود غير مخلوق .واحد مع الأب في الجوهر .الذي به كان كل شئ............
نعم نؤمن بالروح القدس .الرب المحي المنبثق من الأب .نسجد له ونمجده مع الأب والأبن الناطق في الأنبياء .............
المجد للأب والابن والروح القدس . الآن وكل أوان والي دهر الدهور أمين
هو دة إيمانا "قانون الإيمان"
فنحن نؤمن إن الله واحد مثلث الأقانيم
واحد هو الأب القدوس . واحد هو الابن القدوس . واحد هو الروح القدس
ثالوث واحد نسجد له ونمجده
قلت: يا أبونا انأ أتحولت!
أنت قلت:نؤمن برب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد!!
هو مين الأب ومين الابن؟ لله أبو المسيح وإلا المسيح أبو المسيح؟؟ ومين الروح القدس!!
قال: أنت بستهزئ حضرتك؟
قلت : لا والله.. اشرحهالي ربنا يبارك فيك!
قال: الروح القدس هو روح الله فالله له روح وهذه الروح لها لفظة الروح القدس
قلت: والاقانيم؟
قال: كلمة اقنوم هى كلمة سريانيه يطلقها السريان على كل من تميز عن سواه دون استقلال.. وهى تعنى شخصا متحدا بآخر أو آخرين في امتزاج متميز ودون انفصال. والآن يمكن بعد هذه المقدمه أن نوضح ما تعلنه المسيحيه عن الله.. المسيحيه تعلن ان الله الذى لا شريك له هو واحد فى الجوهر موجود بذاته... ناطق بكلمته.. حى بروحه.. ويمكن ان نقول ان ( الله واحد فى ثلاثة أ قانيم) والثلاثة هم واحد...هم الله... بدون انفصال او تركيب.. متساوون لأنهم جميعا الله وكل اقنوم منهم هو الله...وهو ما تعلنه المسيحيه بوضوح.
قلت: ابونا... انا اتحولت.... ممكن تشرح اكثر!! يعني هم زي بعضيهم ولا لأ!
قال: التساوي لان الأب و الابن و الروح القدس تعني:
*فالله موجود بذاتـه: أي أن الله كائن له ذات حقيقية وليس هو مجرد فكرة بلا وجود. وهذا الوجود هو أصل كل الوجود. ومن هنا أعلن الله عن وجوده هذا بلفظة (الآب) ...ولا تعنى هذه اللفظة أي معنى مادي أو جسدي بل لأنه مصدر الوجود.
*والله ناطق بكلمته: أي أن الله الموجود بذاته هو كائن عاقل ناطق بالكلمة وليس هو إله صامت، ولقد أعلن الله عن عقله الناطق هذا بلفظة (الابن) كما نعبر عن الكلمة الخارجة من فم الإنسان: بقولنا "بنت شفة" ولا تعنى هذه اللفظة أي معنى مادي أو جسدي بل لأنه مصدر الوجود.
* والله أيضا حي بروحه: إذ أن الله الذي يعطي حياة لكل بشر لا نتصور أنه هو نفسه بدون روح! ولقد أعلن الله عن روحه هذا بلفظة )الروح القدس(
ولا يصح أن نفهم من هذه التسميات وجود أية علاقة جسدية تناسلية كما في المفهوم البشرى، وإنما دلالاتها روحية كما سبق الإيضاح وليست هذه التسميات من وضع إنسان أو اختراع بشر وإنما هي كلمات الوحي الإلهي في الكتاب المقدس
اي هو الله واحد لا ثلاثة فالله بذاته مساوي لروحه فهو اله واحد
قلت: ممكن دليل على تساويهم؟!!
قال: تساويهم يشهد له الكتاب المقدس في عدت نصوص منها:
اذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس ".
(متي 28 :19 (
هنا الاب ذكر اولا ، ثم الابن ، ثم الروح القدس .
" نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله ( الاب ) وشركة الروح القدس مع جميعكم امين " (2 كورنثوس 13 :14 )
هنا ذكر الابن ، ثم الاب ، ثم الروح القدس .
" أما انتم آيها الأحباء فابنوا أنفسكم علي إيمانكم الأقدس مصلين في الروح القدس واحفظوا أنفسكم في محبة الله (الأب ) منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح للحياة الأبدية" (يهوذا 20 : 21 )
هنا ذكر الروح القدس في الأول ، ثم الأب ، ثم الابن .
اذن ليست هناك أفضلية بين الاقانيم الثلاثة .فكلهم متساوون!
قلت: بس انا مش مقتنع ان الرب ممكن يتجسد في جسد بشر
قال: ليه ..هو مش رب قادر
قلت له : ايوه
قال: خلاص !!..يبقة قادر يعمل اللي على مزاجه...ما تصدقش وسوسة نفسك... ده الشيطان بيعمل فيك كده.
قلت: والحل؟
قال: لازم اعمدّك
قلت: ازاي يعني؟
قال: لازم تغتسل بالمياه المقدسة ونمسح جسمك بزيت الميرون
قلت: طيب دلني الحمام فين؟
قال: لأ انا لازم اكون حاضر
قلت: يا خبر ابيض؟ وتشوفني كده رب كما خلقتني؟
قال:ايه يا ابني.. انا مش انا.. ولا انت انت ...انا الروح القدس وروح المسيح حلت فيني .. والمسيح مش هيبصبص عليك!
قلت:طيب ومراتي ..كمان هتـ...؟
هز براسه مؤكدا!
قلت: طيب....زي ما انت عاوز
طبعا انا بتكسف و مش هشرح لكم حصل ايه جوه
المهم.. وانا طالع قلي بص؟
قلت :فين؟
قال هناك ..على الحيط...شوف السيدة مريم متجلية ازاي بترحب فيك!
بصيت هناك وشفتها...كانت بتلوح بايديها المقدسة بترحب بيا.. وبعدين لمعت بقوة واختفت... وطلعت ريحة شياط... الظاهر اللمبة بتاعت القديسة اتحرقت!
المهم ابونا ركض واتصلت بالمطافي تجي تطفي القديسة ..
وخدني وخرج ورحنا مكتبه.. وأداني الكتاب المقدس
قلت له: مين كتب الكتاب المقدس
قال: وحي المسيح لتلاميذه
فتحت الكتاب وشفت مكتوب فيه انجيل مرقص
سالت ابونا : مين مرقص ده؟
قالي: هو من تلاميذ المسيح
قلت: بس الراجل ما بيقولش في كتابه انه مرقص ولا بيقول حاجة عن انه من تلاميذ حد
قال: هو تاريخيا مش ممكن نثبت انه مرقص اللي كتب الكتاب ده.
قلت: امال اعتبرته الكنيسة ازاي؟
قاللي: هو وحي من الله ..وكلمة الله لا تتغير
قلت:طيب اتكتب امتى الكتاب ده؟
قال: مش ممكن تاريخيا نثبت امتى اتكتب، بس فيه ناس بتقول انه في عام 70 ميلادي، وفيه ناس بتقول انه في 60 ميلادي.. وفيه ناس بتقول انه في القرن الثاني ميلادي!
قلت:طيب وعرفت ازاي انه مرقص؟
قال: مش ممكن نثبت انه مرقص لأنه ما فيش توقيع..
قلت: واثبتتوا ازاي انه وحي لمرقص؟
قال: هو يسوع ربنا أرسله بالوحي.. وكلمة ربنا لا تتغير!
قلت: طيب ولوقا؟ ومتى؟ ويوحنا؟
قال: كمان مش ممكن نثبت أنهم كتبة الأناجيل..بس أنت لازم تآمن بيهم لأن كلمة الله لا تتغير..
قعدت اقلب في الإنجيل حبتين.. وبعدين سألته: وبولس ورسايله؟
قال: دول وحي كمان!
قلت: بس ده بيطلب في رسايل من صديقه يبعتله كتب ومن صديقه التاني يشتريله حاجات..ناقص يقول لمراته تحضر له الحمام كمان لأنه واصل بكره ؟
قال: كل ده وحي..و أنت لازم تآمن بيه ..ومش هتآمن إلا لما يحل الروح القدس بيك!
قلبت كمان في العهد القديم وقرأيت فيه:
سفر الرؤيا14:17 هؤلاء سيحاربون الخروف والخروف يغلبهم لأنه رب الأرباب وملك الملوك والذين معه مدعون ومختارون ومؤمنون.
قلت للقمص زكريا: يعني ايه خروف؟
قال: ما تسألش يا بني.. هو ربنا مش قادر يتجلي في أي حاجة؟
قلت: ايوه
قال: خلاص... ما تخليش الشيطان يلعب بعقلك.. ويبعدك عن مجد الرب المسيح ابن الله
قلت: بس مكتوب هنا انه ابن الإنسان
قال: ده ناسوته
قلت: ما تلخبطنيش ..يعني ايه؟
قال: انت شفت لمابتسخن الحديد بالنار؟
قلت: آه
قال: الحديد بيختلط بالنار .. بس الحديد ما بيصرش نار ولا النار بيصير حديد
قلت: وبعدين
قال: وكمان لاهوت المسيح ما بيختلطش بناسوته
حسيت انه فهمت كل كلمة قالها القمص (مش عارف اذا كنتم فهمتم ولا لأ)
وخرجت من عنده وانا افكر بالخروف والناسوت واللاهوت.. والجماعة الارهابيين المسلمين اللي مش قادرين يفهموا حقيقة المسيح وقد ايه هو بيحبنا... اتخيلو يا جماعة..1400 سنة مش قادرين يفهموا حاجة انا فهمتها بدقيقتين!!!
وانا ماشي وبفكر..شفته من بعيد...كان لطيف خالص ,, ابيض وبياكل من شوية برسيم قدامه
قلت في نفسي: ياه ما اجمله... ده جميل خالص
كان خروف صغنن مولود ما بقلوش يا دوب يومين .. يمكن علشان كده الهندوس بيحبو يعبدو البقر.. أصل ربنا قادر يتجسد في كل حاجة
ودلوقت انا بقلكم انا خلاص.. شفت النور وبقيت مؤمن حقا
ومستغرب أزاي ماريان وكريستين سابو الدين الواضح ولحقوا خزعبلات الناس مصدقينها بقالهم 1400 سنة!!
و مستغرب كمان من المجانين دول اللي بيسيبوا مجد المسيح وبيروحو بيأسلمو...
ادي حكايتي بكل صراحة
ودلوقت سيبوني اروح لخلوتي:
تعال يا إلهي.. يا رب الأرباب بتاع العهد القديم.... تعال اوديك برة في الجنينة ترعى شوية؟؟؟؟(((((هههههههههههههههه والله لم اتمالك نفسى من الضحك
الظاهر انك يا اخ محب سوف تنافس الاخ ابو تسنيم فى كتابة السيناريو المقدس
الفيلم دة كان بمناسبة العيد الكبير صح؟
هنيئا لك و طوبا مع المسيح ذلك افضل .!!
عجبنى اوى المقطع دة
قال: مش ممكن تاريخيا نثبت امتى اتكتب، بس فيه ناس بتقول انه في عام 70 ميلادي، وفيه ناس بتقول انه في 60 ميلادي.. وفيه ناس بتقول انه في القرن الثاني ميلادي!
قلت:طيب وعرفت ازاي انه مرقص؟
قال: مش ممكن نثبت انه مرقص لأنه ما فيش توقيع..
قلت: واثبتتوا ازاي انه وحي لمرقص؟
قال: هو يسوع ربنا أرسله بالوحي.. وكلمة ربنا لا تتغير!
قلت: طيب ولوقا؟ ومتى؟ ويوحنا؟
قال: كمان مش ممكن نثبت أنهم كتبة الأناجيل..بس أنت لازم تآمن بيهم لأن كلمة الله لا تتغير..
قعدت اقلب في الإنجيل حبتين.. وبعدين سألته: وبولس ورسايله؟
قال: دول وحي كمان!
قلت: بس ده بيطلب في رسايل من صديقه يبعتله كتب ومن صديقه التاني يشتريله حاجات..ناقص يقول لمراته تحضر له الحمام كمان لأنه واصل بكره ؟
قال: كل ده وحي..و أنت لازم تآمن بيه ..ومش هتآمن إلا لما يحل الروح القدس بيك
المهم ياأخي بعدهذه التجربة االسودااء من عمايل زكازيكو لا استطيع رفع عيني امام زوجتي او اولادي ؟؟؟؟؟؟؟؟
"عزازيل" للدكتور يوسف زيدان
الرواية التى أثارت الزوابع
تخاريف صائم، وشخابيط ناقد
د. إبراهيم عوض
فى لقاء تلفازى فى برنامج "العاشرة مساءً" خاص بمناقشة رواية "عزازيل" للدكتور يوسف زيدان قدمته قناة دريم" منذ عدة أسابيع يفاجأ المشاهدون فى بداية الحلقة بالدكتور محمد الجوادى يتحدث "من منازلهم" متناولا الرواية بالنقد مؤكدا أن صاحبها قد خانه التوفيق، فهى فى نظره رواية دون المستوى، وتسىء إلى الكنيسة الأرثوذكسية. وكنت أشعر شعورا قويا، وأنا أتابع كلماته وتعبيرات وجهه وتلوينات صوته وحركات رقبته ونظرات عينيه، أنه لا يتحدث بما انتهت إليه دراسته للرواية، بل يقول ما يتصور أنه يرضى بعض الأطراف، وهو ما دفع المؤلف، بعد كلمتين عن لطف الجوادى وحلاوة شخصيته وما إلى هذا، إلى أن يمطره بأشد مما قاله هو فى الرواية، إذ كان رأيه أن الجوادى ليس ناقدا ولا أديبا، بل مجرد طبيب، وعليه ما دام الأمر كذلك أن يلتفت إلى عمله فى الطب وأن يترك الأدب للأدباء والنقاد، وبخاصة أنه، كما قال، لم يقرأ الرواية أصلا.
وقد كان الدكتور زيدان، والحق يقال، رابط الجأش حاضر البديهة، فلم يؤخذ بكلام الجوادى المباغت، أو بالأحرى: بكلامه الذى بدا لى مباغتا، إذ هو صديق للمؤلف حسبما فهمنا منه، فلم يكن من المتوقع أن يهاجم الصديق صديقه على مرأى ومسمع من ملايين المشاهدين بهذه الطريقة، وفى وقت تحتاج الرواية إلى من يدافع عنها، على الأقل: بإبراز أنها لا تسىء إلى النصارى الذين قيل إن كنيستهم تنوى مقاضاة المؤلف وجَرْجَرته فى المحاكم شأنها مع كل مسلم يبدى رأيًا لا يرضيها حتى لقد علق بعض الساخرين بأن الأمر بهذه الطريقة سوف ينتهى بوضع كل الكتاب المسلمين فى السجن إلى أن يتم إعدامهم على بكرة أبيهم كى تستريح الكنيسة فلا يفكر أحد فى أن يقول مما يعتقده فى ضميره كلمة ولا حرفا واحدا، ليتلوها تطهير مصر من المسلمين جميعا باعتبارهم أجانب غرباء جاء أجدادهم من الجزيرة العربية واحتلوها وأكرهوا النصارى المصريين على اعتناق الإسلام كما نسمع هذه الأيام فى كل مكان، فينبغى من ثم إخراجهم من أرض الكنانة وإعادتهم من حيث جاؤوا والقضاء على كل ما يمت بأية صلة لهم وللغتهم وللدين الذين جلبوه وفرضوه على أهل مصر. ومن هنا ندرك معنى قولى آنفا إن المؤلف كان رابط الجأش. وكان هذا شأنه أيضا فى الحلقتين التلفازيتين اللتين شاهدتهما فى قناتين مصريتين أخريين، وهو ما أعجبنى منه بغض النظر عن العوامل المسؤولة عن ذلك، وهل رباطة الجأش نابعة منه هو ذاته أو راجعة إلى اطمئنانه إلى مساندة بعض الجهات القادرة على تعضيده وعدم تركه وحيدا فى هذه المواجهة. كما أعجبنى أن ممثل الكنيسة فى هذا اللقاء، وهو القمص عبد المسيح بسيط، كان هو أيضا هادئا ضابطا لنفسه فلم يكن متشنجا أو غاضبا أو مقعقعا بالتهديد، وإن كان قد اختلف مع المؤلف فى بعض المضامين التى تتعلق بتاريخ الكنيسة وتطورات العقيدة النصرانية، مع حرصه فى ذات الوقت على أن يبدأ كلامه بالإشادة بالجانب الإبداعى فى الرواية إشادة بالغة، وهو ما شاركه فيه الضيفان الآخران: د. يحيى الجمل ود. وسيم السيسى، مما ارتاح له المؤلف بطبيعة الحال ارتياحا عظيما ولقى منه الرضا والابتهاج، ناسيا أن يعلق على كلامهما بما علق به على كلام الجوادى من أنه كلام لشخصين غير أديبين وغير ناقدين.
وهى قفشة أخذتها من قبل على الأستاذ رجاء النقاش، الذى كان قد كتب مدافعا عن نجيب محفوظ وروايته: "أولاد حارتنا" ضد التقرير الذى كتبه ضدها فى آخر الخمسينات الشيخ أحمد الشرباصى والشيخ محمد الغزالى، إذ قال إن قراءتهما للرواية إنما هى قراءة دينية لا تصلح لتناول الأعمال الأدبية لأنهما ليسا أديبين ولا ناقدين، وفى ذات الوقت قَبِلَ شهادة د. أحمد كمال أبو المجد ود. محمد سليم العوا فى حق الرواية رغم أنهما أيضا ليسا أديبين ولا ناقدين، ورغم أن الغزالى كان شاعرا، فضلا عن أنه صاحب أسلوب أدبى لا يجارَى فى حلاوته وحرارته، وأن الشرباصى كان متخصصا فى الأدب العربى ونقده وليس شيخا من شيوخ الدين كما أراد النقاش الإيحاء، على خلاف الدكتورين الفاضلين اللذين لا نعرف لهما مشاركة فى الأدب ولا يتسم أداؤهما الكتابى بشىء من خصائص الأساليب الأدبية رغم احترامنا لهما كرجلى قانون وكاتبين فى الشؤون العامة، وهى الصفة التى يشاركهما فيها د. الجمل، أما الدكتور السيسى فطبيب متخصص فى المسالك البولية، فلا علاقة له بهذا المعنى بالأدب ولا النقد هو أيضا. وبالمناسبة فقد أفلتت منه فى الحلقة كلمة تساوى مليارات الجنيهات، إذ كان الدكتور زيدان يشرح كيف أنه ما من شخصية أو فكرة على طول التاريخ لم تتعرض للانتقاد، ثم ساق دليلا على ما يقول أنه قد انتقد عمرو بن العاص ذاته، وهو (حسبما قال) "جَدّه"، فما كان من الدكتور السيسى إلا أن رد على البديهة ودون تفكير قائلا: إنه ليس جَدّك، فأنت مصرى. وقيمة هذه الكلمة العارضة تكمن فى أننا، مسلمى مصر الذين نشكل نحو خمسة وتسعين فى المائة من سكان المحروسة، كثيرا ما نسمع من رفقاء الوطن النصارى أننا عرب محتلون، وينبغى أن نعود من حيث أتينا، أى إلى الجزيرة العربية ونترك مصر لهم أو ندخل فى النصرانية إن استحببنا البقاء معهم فى بلاد اللبن والعسل بدلا من بلاد الشظف والقشف، ناسين أن الجزيرة العربية لم تعد بلاد جدب وفقر، بل بلاد بترول وألماس وياقوت وذهب ومرجان... أحمدك يا رب! وسلِّمْ لى من فضلك على مرزوق العُتَقى! وبطبيعة الحال لم يكن زيدان يريد المعنى المباشر لكلمة "جَدِّى"، بل يقصد المعنى الثقافى والدينى والحضارى، إذ نحن نَدِين لعمرو بن العاص دَيْنًا كبيرا، إذ لولا هو لكان لخريطة مصر التاريخية والثقافية والروحية شأن مختلف تمام الاختلاف. وهذا ما أراده الدكتور زيدان، وهو محق فى هذا كل الحق رغم أهمية الكلمة التى خرجت من فم السيسى تدوى كطلقة الرصاص. يسلم فُمّك يا دكتور: يا دكتور سيسى، ويا دكتور زيدان كليكما!
إلا أننا نعود فنقول إن موقف د. زيدان بوجه عام هو موقف أملته الطبيعة البشرية التى تعمل ما فى وسعها لإحراز النصر على الخصوم بكل وسيلة متاحة، وبخاصة أنه لم يكن لديه فى البث التلفازى المباشر على الهواء وقت للمراجعة والتأنى. ذلك أن كلام الشخص فى حلقة تلفازية غير كلامه حين يكتب فتكون أمامه فرصة للتحقق من صحة ما يقول ودقته وما إلى هذا، أما فى اللقاءات التلفازية، وبالذات المذاع منها على الهواء، فإن نصف مخ المتكلم يكون غائبا فى العادة، اللهم إلا من رحم الله فيكون ثلث مخه فقط ضائعا، "وليس الثلث بقليل" كما قال رسولنا الأعظم عليه الصلاة والسلام، علاوة على قلة الوقت المتاح ومقاطعة مقدم البرنامج له بغية إعطاء الأطراف كلها نصيبا متساويا من هذا الوقت القليل، وشعوره بأن خصمه يصوب إليه نظرات التربص وينتظر الفرصة كى ينقض على ما يتفوه به ليفنّده، ودعنا من إحساسه بأن هناك ملايين تشاهد البرنامج وقد أرهفت الآذان وأحدّت الأبصار وركّزت الأعصاب فى كل كلمة يلفظها، وكأن كلا منهم قد تحول إلى "الرقيب العتيد" الذى يحدثنا عنه القرآن، هذا الإحساس الذى يضغط هو أيضا على أعصابه ضغطا شديدا.
وإلى القارئ ما سبق أن قلته فى هذا الموضوع ضمن دراستى التى نشرتها منذ عدة أسابيع بعنوان: "قضية خاسرة ودفاع متهافت: رجاء النقاش يترافع عن أولاد حارتنا" بمناسبة صدور كتاب النقاش عن "دار الهلال" فى هذا الموضوع: "ونحن نقول للأستاذ النقاش، وإن كان انتقل إلى ذمة الله، إلا أنه حاضر معنا بكتاباته وآرائه ومواقفه، وبخاصة فى كتابه هذا الذى يدور عليه حديثنا الآن: إنك قد استفتيت بشأن "أولاد حارتنا" الدكتور محمد سليم العوا والدكتور أحمد كمال أبو المجد وطرت بما قالاه حتى لامست النجوم التى نراها فوق رؤوسنا، بل حتى تجاوزتها إلى نجوم المجرّة التى فوقها مما لا نراه الآن، وقد نراه فى مقبل الأيام إن كتب الله لنا عمرا طويلا ندرك به عصر المناظير الفلكية العملاقة التى سوف يتم اختراعها فى تلك الأثناء لترينا نجوم المجرات الأخرى، مع أنهما ليسا ناقدين بالمعنى الذى تريد، فكيف كان منك ذلك؟ إنهما أقرب إلى أن يكونا عَالِمَىْ دينٍ، وليسا ناقدين أدبيين. فلماذا قَبِلْتَ منهما ما قالاه عن الرواية المحفوظية وأثنيت عليه وطنطنت به، ورفضت أن يكون لأمثالهما ممن ليسوا بنقاد، أى ممن لم يدرسوا النقد مثلى ومثلك فى قسم اللغة العربية بكلية الآداب أو أى قسم آخر يناظره، رأى يَرَوْنَه فى تلك الرواية؟ وهل كل النقاد الذين يملأون الساحة النقدية هذه الأيام وقبل هذه الأيام بزمن طويل هم من المتخصصين فى النقد الأدبى؟ بطبيعة الحال لا، فلم إذن تخص من تسميهم: "علماء دين" ممن لا يَحْسُن رأيهم فى رواية نجيب محفوظ بالحرمان، وكأننا فى محكمة من محاكم التفتيش؟
ألا يكفى أن يكون لدى الشخص اطلاع جيد على الأعمال الأدبية ومعرفة بالطريقة التى ينبغى التعامل معها من خلالها؟ وهل يفعل الدارسون فى أقسام اللغة العربية والأدب العربى شيئا آخر غير هذا؟ صحيح أن الدراسة المنظمة قمينة أن تكون أفضل، إلا أن ثم كثيرا من النقاد استطاعوا تكوين شخصياتهم النقدية بالقراءة الحرة والعكوف على الكتب والدراسات التى من شأنها إعانتهم على أداء هذه المهمة. وهل كان سليمان البستانى مثلا أو إبراهيم اليازجى أو جبران خليل جبران أو أمين الريحانى أو روحى الخالدى أو شكيب أرسلان أو الرافعى أو العقاد أو الزيات أو محمد لطفى جمعة أو محمد عبد الغنى حسن أو مصطفى عبد اللطيف السحرتى أو جورج طرابيشى أو لطفى الخولى أو محمد دكروب أو محمود أمين العالم أو حتى نجيب محفوظ ذاته من خريجى أقسام اللغة العربية الذين درسوا النقد الأدبى دراسة منظمة، ودعنا من الفُسُول من أصحاب الدبلومات الضِّحَال الثقافة والذوق الذين لا يستطيع الواحد منهم أن يكتب أو يقرأ جملة واحدة سليمة، فضلا عن أن يفهم النص الذى أمامه فهما صحيحا، وهم الذين يتصدرون مجالس الأدب والنقد هذه الأيام ويمدد الواحد منهم رجليه فى وجوهنا وكأنه جالس على المصطبة الملاصقة لبيتهم فى القرية ثم يفتى فى كل شىء وفى أى شىء، وهو يجهل كل شىء جهلا فاحشا يبعث على القىء، بل هو أجهل من الجهل ذاته إن كان هناك جهل يتجاوز ما نعرفه من جهل، وكل بضاعته كَمْ مصطلحًا من مصطلحات الخردة النقدية الغربية يرددها دون وعى ودون ذوق ودون عقل متصورا أنه قد جاء بالذئب من ذيله؟ الجواب هو "كلا" بالثلث. فلماذا لا تنكر على أى من هؤلاء قيامهم بمهمة الناقد الأدبى وحديثهم عن رواية محفوظ التى نحن بسبيلها؟ أقول لك السبب؟ إنه رفضك أن يكون هناك رأى فى رواية "أولاد حارتنا" يخالف ما ترتئيه. هذا هو السر، ولا سر سواه!".
وهو نفسه ما نقوله تعقيبا على نصيحة يوسف زيدان لمحمد الجوادى، وإن كنا نتفهم الدوافع التى حدت به إلى الرد عليه بهذه الشاكلة، فقد شعرتُ، وبعض الشعور إثم، وإن كان بعضه الآخر حقا كل الحق، أن الجوادى يريد توصيل رسالة ما إلى جهة ما لا أن يقول رأيه فى الرواية، التى جزم الدكتور زيدان بأن صديقه لم يقرأها. وأنا أميل إلى تصديق زيدان لأكثر من سبب: فلو كان الجوادى قرأ الرواية لاتصل بمقدمة البرنامج عقب سماعه هذا الكلام ونقض ما قاله زيدان. بل لو كان قرأ الرواية لكان اتصل قبل ذلك بصاحبها وناقشه فيها، وبخاصة أنهما صديقان كما فهمنا من كلام الدكتور زيدان. وفوق هذا فهو لم يخصّ بالحديث شيئا معينا فى الرواية، بل كان حريصا على أن يكون هذا الحديث عاما لا يمكن الإمساك بشىء منه ومناقشته. ومن هنا شعر يوسف زيدان، فيما أظن، أن عليه رد التحية بأحسن (!) منها، فنفى عنه بكلمة واحدة القدرة على فهم الأعمال الإبداعية وتذوقها، ومن ثم العجز عن نقد الإبداعات الأدبية. ونقرة بنقرة، بل بثلاث نقرات، والبادئ أظلم. وهذا عكس ما قاله يحيى الجمل، ود. صلاح فضل، الذى اتصل هاتفيا بالبرنامج على ما هو متبع فى مثل تلك الحلقات بترتيب مسبق، إذ وصفا الرواية بأنها تتسم بالعذوبة والرقة والشاعرية.
ومما له صلة بفنية الرواية ما أثير من حديث عن صحة ما قاله مؤلفها فى بدايتها من أنها عبارة عن مذكراتٍ مخطوطةٍ كتبها راهب مصرى من أتباع نسطور فى أحد الديارات بمنطقة حلب ثم دفنها هناك حيث ظلت خافية عن الأنظار أكثر من ستة عشر قرنا، إلى أن قيض الله لها فى الفترة الأخيرة من اكتشفها بالمصادفة كما يقع فى مثل تلك الظروف، وقام الكاتب بترجمتها من السريانية التى كُتِبَتْ بها إلى اللسان العربى. ولم يكتف د. زيدان بهذا، بل زاد فأضاف إلى الرواية عِدّةً غير قليلة من الهوامش يُفْهَم من كل منها على نحو أو على آخر أنه ليس إلا مترجما لتلك المذكرات التى خلفها وراءه الراهب هيبا. وقد لاحظت أن كثيرا ممن قرأت ما كتبوه عن الرواية قد تكلموا عنها بوصفها مخطوطا سريانيا ترجمه الدكتور زيدان إلى العربية. وقد تباهى الدكتور زيدان فى الحلقة المشار إليها قائلا إن كل من قرأها جازت عليه الحيلة الفنية التى احتالها وظن فعلا أنها مخطوط سريانى، وأن كل دوره ينحصر فى الترجمة. وممن ذكرهم فى هذا السياق د. أحمد عتمان، الذى قال عنه إنه، بعد أن ألقى كلمته عن الرواية وأخذ راحته فى تحليلها فى إحدى الندوات، مال على أذنه وسأله هامسا: الرواية بطبيعة الحال مخطوط سريانى؟ أليس كذلك؟ وهو ما يدل، فى نظر زيدان، على استيلاء الرواية على أذهان من قرأوها بحيث إنهم استغرقوا فيها ولم يكتشفوا أنه هو مؤلفها وأن الراهب هيبا المصرى ليس إلا خَلْقًا من صنع خياله دون أن يكون له أى وجود تاريخى. ومن الطريف رغم هذا أن يعكس عبد المسيح بسيط المسألة مائة وثمانين درجة فيقول، فى حلقة "العاشرة مساء"، إن كل النقاد قد خطّأوا الكاتب لأنه أوحى للقراء أن الرواية حقيقية وأنها فعلا مذكرات تركها الراهب هيبا وراءه. أما الأنبا بيشوى فيقول إن زيدان "يتخذ من أحد المخطوطات السريانية سندا لروايته، مع مزجها بخياله الروائى". أى أن هناك فى رأيه مخطوطا سريانيا فعلا، وكل ما فى الأمر أن المؤلف قد مزجه بشىء من الخيال (انظر ما كتبه رامى النجار فى جريدة "المصريون" بتاريخ 19/ 9/ 2008م تحت عنوان "بيان منسوب للأنبا بيشوي ينتقد فيه رواية "عزازيل" ويتهم مؤلفها بمحاولة تدمير الأرثوذوكسية وبيان آخر ينفي عزله من المجمع المقدس").
ومماله صلة بتلك المذكرات التى قال الكاتب إن البطل هيبا قد تركها وراءه موحيا بهذه الطريقة أنها مذكرات حقيقية وأن دوره هو ينحصر فى نقلها من السريانية إلى العربية أن شماسا من الدقهلية يُدْعَى: هانى اتصل بحلقة "العاشرة مساء" على الهواء مطالبا المؤلف أن يوضح للمشاهدين أين وجد هذه المخطوطة. أما الأستاذ جمال أسعد فكان واعيا بأن المسألة لا تعدو أن تكون حيلة فنية، إذ كتب فى مقال نشره فى 2/ 9/ 2008م بجريدة "المصريون" عنوانه: "الإبداع الفني والرقابة الدينية" قائلا إن رواية "عزازيل" "هي عمل أدبي أوهم فيه المؤلف القارئ بأن أحداثه استقاها من خلال مخطوطات سريانية". بل إنه زاد فدافع عن حق المؤلف فى كتابة ما يشاء على النحو الذى يشاء، مؤكدا أن "هذا الإيهام جائز حتى أن العمل يدخل تحت بند الإبداع الأدبي ولا علاقة له بالعقيدة الدينية".
فأما فيما يخصنى فقد أقبلت، والحق يقال، على الرواية بوصفها مخطوطا سريانيا ترجمه يوسف زيدان، وإن كنت استغربت أن يعرف الدكتور يوسف اللسان السريانى، وهو المتخصص فى الفلسفة، لكنى رددت على نفسى بأن ذلك ربما يكون راجعا إلى اهتمامه بالمخطوطات، التى من بينها مخطوطات سريانية كثيرة تهم دارس النصرانية فى تلك العصور، ومن ثم قد يكون تعلَّمها ببادرة ذاتية لا من خلال التخصص. إلا أننى ما إن مضيت قليلا فى القراءة حتى تيقظ عفريت الشك فى صدرى، إذ إن بناء الرواية بناء عصرى تماما، كما أن لفتات الذهن والاهتمامات العقلية والوجدانية التى تحرِّك الكاتب هى لفتات واهتمامات عصرية أيضا. وكان من بين ما حاك فى قلبى ولم أتقبله بسهولة أن يُقْدِم راهب فى تلك العصور فيكشف ستر الله الذى ستره به ويتحدث عن ممارسته للفاحشة مع الخادمة التى رآها على شاطئ الإسكندرية أول ما وصل إليها من بلده إخميم وعام فى بحرها وكاد أن يغرق لولا لطف الله به، فكانت أول إنسان يتعرف إليه. وفضلا عن ذلك فالرواية فى هذه النقطة تقوم على المصادفات الساذجة التى يستبعد الذهن أن تحدث فى الواقع على هذا النحو السلس الذى وقعت به فى الرواية. صحيح أن القَصَص القديم كان يقوم فى كثير من الأحيان على هذا اللون من المصادفات، بيد أننا هنا لسنا بإزاء قصة خيالية نسجتها يد أحد المؤلفين القدماء، بل تلقاءَ حكايةٍ المفروضُ أنها قد حدثت فعلا. أضف إلى هذا أن الكنيسة المصرية أبدت غضبها وقيل إنها بسبيلها إلى رفع دعوى قضائية ضد الدكتور زيدان لإهانته العقيدة النصرانية. فلو كانت الرواية مترجمة لما كان هناك مجال للكنيسة كى تغضب وتفكر فى مقاضاة الدكتور، إذ هو مجرد ناقل لنص موجود فعلا لا منشئ له. وهذا إن كان هناك أى أذى فى الكتاب للكنيسة أو لأتباعها. وكنت، كلما مضيت فى القراءة، تيقّن لدىّ أننى أمام رواية ألفها د. زيدان لا مخطوط سريانى اقتصر دوره على ترجمته... إلى أن استمعت إليه، فى تسجيل للحلقة المذكورة فى موقعه المشباكى، يقول إنه فى الواقع مؤلف الرواية لا مترجمها، فلم يكن لإقراره هذا أى تأثير لدىّ، إذ كنت قد وصلت إلى ذلك منذ وقت مبكر من مطالعتى لــ"عزازيل".
وهناك فى أدبنا الحديث من أراد أن يحتال على قرائه قبل د. زيدان ذات الحيلة التى احتال هو بها على قرائه، فقد كتب الفيلسوف الجزائرى مالك بن نبى، فى مقدمة سيرته الذاتية التى أصدرها فى جزأين بعنوان "مذكرات شاهد القرن"، أنها مخطوط وجده بجواره بعد أن فرغ من صلاة العصر منفردا فى ركن ناء بمسجد قسنطينة، الذى كان المستعمرون الفرنسيون قد حولوه إلى كاتدرائية طوال قرن كامل، وذلك عقب الاستقلال عن فرنسا بثلاثة أعوام. وكان قد شعر، وهو مندمج فى صلاته، بشخص يتسلل فى خفة وسكون إلى جانبه حيث ترك لفافة من الأوراق عن يمينه وانصرف من فوره، فاضطر هو فيما بعد إلى فتحها، ليكتشف أنها مخطوطٌ جِدُّ هامًّ ألفاه جديرا بالنشر فنشره. وفى الآداب الأجنبية يمكن أن نشير إلى رواية "دون كيشوت"، التى ألفها فى السجن الكاتب الإسبانى سرفانتس وادعى أنها فى الأصل مخطوط خلّفه مسلم إسبانى (موريسكى)، وانحصرت مهمته هو فى نشره للقراء. وقد أشار د. صلاح فضل إشارة سريعة إلى شىء من هذا فى مداخلته على الهواء فى الحلقة المومإ إليها، كما أشار أيضا إلى قيام رواية "وردة" لألبرتو إيكو على مثل هذه الحيلة.
وفى مادة "Don Quixote" من النسخة الإنجليزية من الموسوعة المشباكية الحرة: "الويكيبيديا: Wikipedia" نقرأ أن "Cervantes created a fictional origin for the story based upon a manuscript by the Invented historian, Cide Hamete Benengeli". وهو ما نجد شيئا من التفصيل له فى النسخة الفرنسية من ذات الموسوعة حيث نجد ما يلى: "Cervantès déclare que les premiers chapitres sont tirés des «Archives de La Manche» et le reste traduit depuis l’arabe de l’auteur morisque Cid Hamet Ben Engeli, l’enchanteur qui tire les ficelles de don Quichotte tout au long du roman".
وفى "أولاد حارتنا" نرى نجيب محفوظ يتبع خطة قريبة من هذه، إذ يقول على لسان الرواى: "هذه حكاية حارتنا، أو حكايات حارتنا، وهو الأصدق. لم أشهد من واقعها إلا طوره الأخير الذى عاصرته، ولكنى سجلتها جميعا كما يرويها الرواة، وما أكثرهم! جميع أبناء حارتنا يروون هذه الحكايات. يرويها كلٌّ كما يسمعها فى قهوةِ حيِّه أو كما نُقِلت إليه خلال الأجيال، ولا سند لى فيما كتبتُ إلا هذه المصادر... شهدتُ العهد الأخير من حياة حارتنا وعاصرت الأحداث التى دفع بها إلى الوجود "عرفة" ابن حارتنا البارّ. وإلى أحد أصحاب عرفة يرجع الفضل فى تسجيل حكايات حارتنا على يده، إذ قال لى يوما: "إنك من القلة التى تعرف الكتابة، فلماذا لا تكتب حكايات حارتنا؟ إنها تُرْوَى بغير نظام، وتخضع لأهواء الرواة وتحزباتهم، ومن المفيد أن تسجَّل بأمانة فى وحدة متكاملة ليحسن الانتفاع بها. وسوف أمدّك بما لا تعلم من الأخبار والأسرار". ونشطتُ إلى تنفيذ الفكرة اقتناعًا بوجاهتها من ناحية، وحبًّا فيمن اقترحها من ناحية أخرى. وكنت أول من اتخذ من الكتابة حرفة فى حارتنا على رغم ما جره ذلك علىَّ من تحقير وسخرية. وكانت مهمتى أن أكتب العرائض والشكاوى للمظلومين وأصحاب الحاجات. وعلى كثرة المتظلمين الذين يقصدوننى فإن عملى لم يستطع أن يرفعنى عن المستوى العام للمتسولين فى حارتنا، إلى ما أطلعنى عليه من أسرار الناس وأحزانهم حتى ضيّق صدرى وأشجن قلبى. ولكن مهلاً، فإننى لا أكتب عن نفسى ولا عن متاعبى، وما أهون متاعبى إذا قيست بمتاعب حارتنا، حارتنا العجيبة ذات الأحداث العجيبة: كيف وُجِدَتْ؟ وماذا كان من أمرها؟ ومن هم أولاد حارتنا؟". ولعل الفرق الوحيد بين الحيلتين أن محفوظ لم يقل بصريح العبارة إنه مجرد ناشر لما كتبه ذلك الرواى، الذى من الواضح أن كاتبنا قد عمل بكل قواه على إيهام القراء أنه شخص آخر غيره. أى أننا، فى ظاهر الأمر، أمام مخطوط كتبه شخص ما غير نجيب محفوظ، ثم وصل هذا المخطوط إلى يده فأداه إلينا كما وقع له، كما أن البيئة والناس اللذين ينتمى إليهما يختلفان عن البيئة والناس اللذين ينتمى إليهما كاتبنا الكبير، وإن لم يعبر هو عن هذه النقطة الأخيرة تعبيرا واضحا مباشرا كما فعل الدكتور زيدان فى مقدمة روايته.
وككل عمل أدبى سوف نتناول رواية "عزازيل" من الناحتين: الفنية والمضمونية، رغم وعينا بأن هذا التقسيم لا وجود له فى واقع الأمر، وإلا لصار العمل الأدبى من ناحيةٍ مجموعةً من الأفكار العادية جدا يستطيع أن يقولها كثير من الناس دون أن يكون لها أى وقع على النفس، ولوجدنا أنفسنا من الناحية الأخرى أمام شكل مجرد لا يمكن الإمساك به ولا الإحساس بتميزه. ولنا هنا فى الإنسان أسوة، فما إن تفارق الروح الجسد حسبما نعتقد نحن المؤمنين بالله وبالآخرة حتى يئيض الجسد بعد قليلٍ جثة منتنة سرعان ما يعيث فيها الدود فتستحيل رمادا وينتهى أمرها بالنسبة للدنيا ومن فيها بعد أن كانت كائنا حيا يملأ الدنيا صخبا وضجيجا ويمتلئ بالآمال والآلام والأفكار والمخاوف والمطامح ويدفع من حوله إلى الانشغال به واتخاذ المواقف المختلفة نحوه ونحو ما يرمز إليه ويمثله... إلخ. أما الروح فأين هى حتى يمكن التعامل معها، فضلا عن الشعور بها؟ إنها هناك عند ربها لا ندرى من أمرها شيئا. ومع هذا كله مما يعرفه النقاد ويرددونه كثيرا إلى درجة الإملال فإننا نشعر برغبةٍ مُلِحّةٍ فى التذكير بهذه الفكرة التى تبين أننا حين نتعامل مع النصوص الأدبية فلا بد أن نتعامل معها باعتبارها شكلا ومضمونا، وإلا صعب علينا، بل ربما عجزنا فى الحقيقة، عن أن نقول فيها شيئا. وكلنا رجاء ألا تضيق صدور القراء بهذه التذكِرة.
ولقد سبق أنْ وَصَفَ ضيوفُ الحقلة المذكورة روايةَ زيدان بأنها بالغة العذوبة والرقة. وهى بالفعل كذلك إلى حد بعيد. وسببه أن الراوى راهب غير تقليدى، فهو لا يؤدى الفروض ويقوم بواجبات الرهبنة كما ينبغى أن يؤديها كل راهب سواء اقتنع بما يصنع أولا، وسواء كان لهذا الذى يصنع وقع فى قلبه أو لا. كما أن هذا الراهب، واسمه: "هيبا"، لم يكن يعطى دائما ظهره للحياة متجسدة فى المرأة بوجه خاص، بل كان يقدر حلاوتها ويتشهاها، وإذا ما أتيح له أن يتذوقها لم يتردد فى أن يمد يده ويقطف ثمارها ويملأ بها فمه دون تردد، ويظل طول الوقت يصف هذه الحلاوة ويصف إحساسه بها، ناسيا أثناء ذلك أن هذه الثمرة ثمرة حرام، وأن السبيل القويم أمامه هو هجران الرهبنة والإقرار بأن لنداء الحياة قوة وجاذبية لا تقاوَم مثلما أَفْهَمَ الإسلامُ أتباعَه وحرّم من ثم الرهبنة ولم يكلفهم من الأمر عنتا لا تستطيعه الفطرة ولا يصلح لها بل يفسدها إفسادا شنيعا، وهو ما صنعه هيبا فى آخر المطاف. ومن العجيب أن المؤلف لم يضع هيبا فى هذا الموقف إلا مع امرأتين اثنتين ليس غير على مدى عشرات السنين مع أن النساء موجودات حوله طوال الوقت، وصراخ الغريرة فى الجسد والنفس لا يعرف الصمت، وبخاصة فى جسد هيبا ونفسه كما أرتنا الرواية. ونضيف إلى كل ما مر أن الرواية مكتوبة بضمير المتكلم، وهذه الطريقة تقرّب البطل من نقوس القراء وتضفى على ما يكتبه شاعرية، أو مزيدا من الشاعرية إذا كان الموضوع بطبيعته شاعريا. وهيبا من جهة أخرى إنسان متفتح العين والأذن لكل ما هو جميل فى الطبيعة أيضا، فهو دائما ما يصف السحاب والحقول والشروق والغروب والجبال والسهول وما إلى ذلك. ثم لا ننس أن هذا جميعه قد صاغه يراع زيدان، وهو شاعر كما ربما لا يعلم كثير من القراء، وفوق هذا فهو متمكن من الصياغة اللغوية إلى حد كبير كما هو بين جلىّ.
ولعل هذا العامل الأخير هو السبب فى أن كثيرا من ألفاظ الرواية مشكولٌ على غير عادة قصاصى عصرنا، الذين يتسم نتاج كثير منهم بالضعف الشائن فى اللغة ونحوها وصرفها، وبالتالى فإن تشكيل الألفاظ فى كتاباتهم أمر غير وارد بالمرة، وإلا كانت فضيحة، اللهم إلا إذا أوعزوا لبعض المتضلعين من اللغة وقواعدها وآدابها أن يُعْمِلوا قلم الإصلاح والتهذيب فيما يكتبون، وهو أمر لا يخطر لهم ببال لضحولة ثقافتهم اللغوية بل لضحولة ثقافتهم عموما، وإن ظن القراء الطيبون أن تحت قبابهم شيوخا مطمطمين، أما غير الطيبين من القراء، وهم فئة النقاد المطلعين على حقائق الأمور فيقولون: لا شيخ تحت القبة ولا يحزنون، لأننا قد دفنّا هذا الذى تحت القبة معا، فنحن نعرف أصله وفصله. وبالمناسبة فقد فوجئت بمقدمة البرنامج الأستاذة منى الشاذلى، وهى تقرأ فقرة من كتاب "عزازيل" لتثبت أنه يخلو من الإساءة إلى أحد، أنها قد قرأت الفقرة قراءة سليمة غاية السلامة، وهو أمر لم نتعوده من مقدمى أو مقدمات مثل هذه البرامج. وحتى لو كانت قد ضبطت مسبقًا الفقرةَ التى كانت تنوى أن تقرأها على الجمهور أو استرشدت بمن قرأتْها عليه وصححها لها فإن ذلك يُحْسَب لها بكل تأكيد، إذ يدل على حرصها على الظهور فى برنامجها فى أحسن صورة، كما يدل على احترامها للغة بلدها وحضارتها مما لا يفقه معناه كثير من المثقفين أو ممن يقال عنهم إنهم مثقفون رغم أن الثقافة لا تصح لمن يهملون شأن لغتهم، إذ الثقافة تشمل اللغة، بل تأتى اللغة على رأس مكوناتها كما يدرك العالمون. ولقد كنت، وأنا لا أزال بالجامعة، أضيق صدرا بقصص يوسف إدريس مثلا، التى بدأتُ التعرف إليها فى ذلك الوقت ورأيت كثيرا من النقاد يهللون لها أيما تهليل رغم امتلائها بالأخطاء التى من هذا النوع، وكأن تلك الأخطاء من الهوان وقلة القيمة بحيث لا تقدم ولا تؤخر. وكنت أقول: يجب على الكاتب، حتى لو كان ضعيفا فى اللغة كضعف يوسف إدريس بل فقره المعيب، أن يتقن لغته قبل أن يمتشق حسامها. أما إذا ما ابتلاه الله بالكسل واللامبالاة بهذا الضعف فعلى الأقل ينبغى أن يعهد بها إلى أحد المصححين يجيل فيها قلمه وينفى عنها ما فيها من وضر لا يليق. لكن على من تلقى مزاميرك يا داود؟ ولهذا السبب يرانى القارئ فى كتابى: "فصول من النقد القصصى" قد ألهبت ظهر إدريس وتهكمت على كثرة أخطائه اللغوية تهكما شديدا. ومع هذا يقتضينا الحق أن نقول إننى قد لاحظت فى المرحلة الأخيرة من كتاباته قبل وفاته اختفاء تلك الأخطاء البشعة واستقامة لغته كثيرا. ولعل لانضمامه إلى كُتّاب جريدة "الأهرام" دخلا فى ذلك، ففى "الأهرام"، كما فى الصحف المحترمة، مصححون لغويون ينظرون فى كل ما يُتْشَر فيها ولا يتركونه يخرج إلى القراء بعُجَره وبُجَره، أو كما نقول فى مصر بالعامية، وهو فى ذات الوقت مقبول فصحويا: "بِعَبَلِه"، وإن اكتسح التبلد السائد فى بلادنا فى جميع مناحى الحياة هذا الميدان أيضا فصرنا نقابل أخطاء كثيرة حتى فى كبريات الصحف.
وما حادثة الدويقة إلا مظهر من مظاهر هذا التبلد وتلك اللامبالاة.
ولا شك أن أمثال تلك الكارثة سوف تتكرر كثيرا كثيرا كثيرا كثيرا كما تكررت من قبل رغم تأكيدات المسؤولين الكذابين بأنها لن تتكرر بعد ذلك أبدا، ويأبى الله فى كل مرة يصرحون فيها بذلك إلا أن يخزيهم فتقع دائما كارثة أشنع عقب تلك التصريحات مباشرة. ولكنْ لا المسؤولون الكذابون يستحون فيكفون عن تصريحاتهم النارية العنترية، ولا الكوارث تستحى فتكفّ عن ترويعنا وإفعام قلوبنا بالرعب والحزن واليأس من صلاح الحال. والمضحك فى الأمر كله أن الناس تدعو الله دائما بالستر. ولأنى أحب الوضوح والصراحة أرانى لا أسكت، بل أنبرى فى الحال قائلا: لا أظنه تعالى سوف يستر علينا أبدا لأننا لا نستحق الستر: لا الحكومات ولا الشعوب. كما أن الله سبحانه لن يلغى سنن كونه من أجل كسلنا وإخلادنا فى كل أمورنا إلى "البَكَش والفهلوة وطريقة سلق البيض وشغل الثلاث ورقات"، فنحن ليس على رأسنا ريشة، بل نحن بعض خلقه يجرى علينا ما يجرى على غيرنا. ومن هنا أجدنى بوجه عام متشائما منذ زمن بعيد إلى حد بعيد، ولا أنتظر فى العادة خيرا من تلك الأحوال لمعرفتى بعيوب مجتمعاتنا القاتلة وحساسيتى لأوضاعنا المقلوبة فى كل ميادين الحياة ووعيى الحاد بأننا نعيش فى هذه المرحلة الحضارية خارج التاريخ والجغرافيا وخارج كل ما هو صحيح مستقيم! وما ظَنُّك بأممٍ ليس لها من عمل تقريبا فى الحياة إلا أن تأكل وتشرب وتتناسل، شأنها فى ذلك شأن الأبقار والطيور والأسماك والديدان والحشرات لا شأن البشر، وإلا فلم نحن متخلفون فى ميدان السياسة والاقتصاد والحرب والعلم والإبداع كل هذا التخلف؟ ولم نحن أذلاء وتافهون كل هذه المذلة والتفاهة حتى فى مجال الرياضة واللعب؟ وليست بعيدةً عنا فضيحةُ أوليمبياد بكين، وهذا مجرد مثال واحد فقط لا غير، وإلا فالفضائح والكوارث لا تكاد تنتهى!
كنت منذ بضعة أعوام فى أحد المؤتمرات النقدية ببلد عربى، وبعدما انتهيت من إلقاء ملخص بحثى الخاص بشعر المستشار حسن نجم رحمه الله عن قضية فلسطين، وهو البحث المتاح فى صيغته الكاملة فى موقعى وفى منتداى بموقع "واتا" وغيرهما من المواقع والمنتديات والذى أحمل فيه على الشعوب العربية حملة شعواء وأعلّق برقبتها قبل الحكومات مسؤولية ما هى فيه من تخلف ومذلة، قامت زميلة لا أدرى من أى بلد عربى قائلة فى استنكار: إلى متى سنظل نمارس جلد الذات بهذه الطريقة؟ فقلت لها: الواقع أننا قد تجاوزنا مرحلة الجلد، الذى ثبت فشله فى إيقاظ شعوبنا النائمة فى الـ... (ولا داعى لإكمال الجملة)، وأصبحت الشعوب بحاجة إلى إِرْزَبَّةٍ ينهال بها المصلحون على يوافيخها: فإما أيقظوها من بلادتها وخمولها، وإما حطموا هذه اليوافيخ العفنة تحطيما! والواقع أننى، مهما أَجَلْتُ النظر حولى، لا أستطيع أن أجد لتلك الشعوب نظيرا فى رضاها بالبؤس الذى هى فيه ولا بالخنوع الذى تمارسه باقتدار باهر وعبقرية فريدة، وأمام من؟ أمام حكام لا يساوى العشرة منهم فى سوق السياسة والإدارة والدهاء مليما صدئا! والمصيبة بل الكارثة أن هذا كله إنما يحدث فى القرن الحادى والعشرين وليس فى العصور القديمة ولا فى العصور الوسطى، أى بعد أن تنورت الشعوب وعرفت حقوقها وسحلت حكامها المستبدين التافهين من كل شاذ النفس والفكر لئيم الطبع مجرم السلوك لم يحسن أبوه وأمه ولا حتى الأيام والليالى ذاتها تربيته، ونصَّبت بدلا منهم من يعرف أنه إنما أتى إلى كرسى الحكم كى يخدمها لا ليبنى السجون فوق الأرض وتحت الأرض وفى الفضاء الخارجى وعلى سطح القمر والمريخ حتى يغيّب فيها زهرة شبابها ويقمع أية بادرة تحرُّك لدى القلة التى شذت عن أمتها ففكرت فى التغيير، على حين نرى سائر الشعب مشغولا بمتابعة أخبار الراقصات العاميات الجاهلات ومشاهدة مباريات الكرة المتخلفة ككل شىء تمسه أيدينا! ولا ننس أن من يساعدون الحكام فى فتكهم بشعوبهم إنما هم أبناء تلك الشعوب. بل إن الحاكم ذاته هو بعض نتاج تلك البيئة. أليس ابنا من أبناء تلك الشعوب؟ أم تُرَاه وارد الخارج؟
حين انتهيت من الفقرة السابقة بدأتْ بغتة "دون إحم ولا دستور" أغنية شريفة فاضل: "أمانة يا بكرة"، التى كان مذيع محطة الأغانى فى المذياع الموجود أمامى على المكتب قد أعلن عنها قبل نحو ساعة، وإن لم يحدد وقتها بالضبط، فقمت فى الحال وأطفأت النور وبقيت فى الظلام أغسل عن نفسى أوضارها وأقذاءها إلى أن انتهت الأغنية سريعا مثل أى شىء بهيج فى الحياة. ثم قلت فى نفسى وقد قمت لأشعل الضوء مرة أخرى كى أستأنف الكتابة: نعم، أمانة يا بكرة، أمانة يا غد العرب والمسلمين، لا تأت أبدا، لأنى موقن أنك لن تحمل إلينا الفرحة. ثم سرعان ما تذكرت أننى لست فى مناحة، بل فى نقد أدبى استطردتُ وابتعدتُ عنه طويلا وآن أن أعود عن طريق هذه الأغنية البديعة التى لا أدرى لِمَ لَمْ تستمر المطربة على النهج الراقى المصقول الذى كانت تتبعه فى أدائها وفضلت عليه اللُّوثة التى تسمى: "الغناء الشعبى". أجل، آن أن أعود إلى ما كنت فيه من نقد وأدب، فسرعان ما عدتُ أدراجى، والعَوْد أحمد، إلى الدكتور زيدان وروايته التى وصفها، كما سبق القول، ضيوف حلقة "العاشرة مساء" بأن فيها رقة وعذوبة (وشاعرية أيضا. لن يضر!)، وهو ما حاولت آنفا أن أعلله. غير أن هذا لا يعنى أبدا أن الرواية تَعْرَى من العيوب فى هذا المجال رغم تأكيد د. يحيى الجمل أنها من الناحية اللغوية أيضا عمل ليس له نظير. بل لقد قد أثنى القمص بسيط فى ندوتين تلفازيتين عليها من هذه الناحية أيضا، ولم ير فيها عيبا رغم أنه أشد المعارضين لها، وكتب يفند ما جاء فيها.
ونبدأ باللغة، وقد قلت إن أسلوب الكاتب محكم إلى حد بعيد، مرافئا بذلك ضيوف الحلقة المذكورة على أن فى الرواية شاعرية واضحة فى كثير من المواضع. إلا أن ثم ملاحظات عليها من ناحية اللغة والأسلوب رغم هذا. وأنا، حين أفتح هذا الباب، لا أفتحه تعالما، فالمسألة لا تستأهل، وبخاصة فى مثل سنى، كما أننى دائم القول بأن اللغة أوسع من أن يحيط بها إنسان كائنةً ما كانت عبقريته فيها واطّلاعه عليها وتضلعه منها وفراغه لها. كذلك فأنا ممن لا يسدّون بابا أبدا فى وجه أى استعمال ما دام له وجه من الصواب. ودائما ما أنبه الذين يحفظون بعض المقولات الشائعة عن خطإ ذلك اللفظ أو هذا الاستعمال مثلا ويعملون على تطبيقها بحرفيتها دون فهم ومراجعة، إلى أن من السهل القول بصحة لفظة أو عبارة، لكن الصعوبة فى تخطئتهما. ذلك أنه يكفى أن تجد عددا معقولا من الشواهد حتى يصح الاستناد إليها فى قبولهما، أما إذا أردتَ التخطئة فلا بد من تفلية اللغة كلها من "طقطق" إلى "سلام عليكم" كى تتأكد من عدم وجود الكلمة أو الاستعمال الذى تريد تخطئته بتاتا. وأَنَّى لإنسان ذلك؟ بل لو افترضنا أن شخصا ما قد حفظ المعاجم كلها على سبيل المثال وأنه فوق ذلك لا يمكن أن ينسى منها شيئا، وهو المستحيل بعينه، فيبقى أن اللغة لا تستوعبها المعاجم أبدا، إذ ما أكثر ما فات المعجميين من أمور. هذا بالنسبة إلى الصحة المعجمية، أما القواعد النحوية فإننى أرى وجوب احترامها وعدم إحياء اللهجات القبلية القديمة، اللهم إلا إذا كان هناك سبب قوى يدعو إلى ذلك، ويكون هذا على سبيل الاستثناء العارض.
من هنا لا أجدنى أخطِّئ من يكررون مثلا "بين" مع اسمين ظاهرين، ولا أشترط أن يكون أحد الطرفين اللذين تربط بينهما على الأقل ضميرا. ذلك أن ثم سياقات لا بد من تكريرها حتى مع الاسمين الظاهرين، وهذا كاف لنسف تشدد المتشددين فى هذا السبيل. وذلك من الناحية النظرية وحدها، فإذا ما علمنا أننى قد عكفت خمس ليال منذ نحو خمس عشرة سنة فى مدينة الطائف على كتاب "معجم البلدان" أستقرئ شواهده الشعرية حتى خرجت وفى كفىّ أكثر من عشرين شاهدا من عصور الاحتجاج على صحة ذلك التكرير تبين لنا أن من خطأوا تكرار "بين" مع الاسمين الظاهرين غير مصيبين. وبالمثل وجدت بضعة عشر شاهدا على مجىء جواب "كلما" فعلا مضارعا لا ماضيا كما يشترط المشترطون. بل لقد وجدت فى بعض تلك الشواهد أن فعلها ذاته قد أتى مضارعا. وهذا وذاك مما ينكره ويرفضه أولئك المتنوِّقون، أو إذا أحببت فقل: "المتنيِّقون"، فهناك من يقول إن "تنوَّق" بالواو خطأ، وهناك من يخطِّئ هذا المخطِّئ مؤكدا أنه استعمال صحيح، أما العبد لله فيجيز الاثنين. وإذا كان هناك من يخطّئ مجىء "واو" العطف" بعد "بل" بحجة أنه لا يصح تتالى حرفَىْ عطف، فإنى لا أرى فى هذا من بأس، إذ أُقَدِّر معطوفا قبل "الواو": وحده أو مع عامله، وذلك كما لو قال قائل: "لـَمْ آكل التفاح وحده، بل والكمثرى أيضا"، فإن تقديره هو : "بل (أكلت) التفاح والكمثرى أيضا". وبذلك تنحل المشكلة ببساطة. ومما يخطئونه أيضا، ولا أرى فيه ما يشين، مجىء "لا" بعد "قد"، وكذلك استعمال "يعتبر" بمعنى "يَعُدّ"، وإنْ قَلَّ لجوئى إلى هذين الاستعمالين. وقد صوب الأستاذ محمد العدنانى فى معجمه الاستعمال الأول استنادا إلى شاهد شعرى وعبارة وردت فى بعض كتب النحو القديمة على ما أذكر. وأضفت أنا بعض الشواهد الشعرية الأخرى. أما الثانى فقد وجدت العقاد على جلالة قدره يستعملها. أفلا يكفى هذا؟ ثم إن من الممكن لمح معنى "يَعُدّ" فى الفعل المغضوب عليه دون أية حساسيات لا داعى لها. وعلى هذه الشاكلة لا أرى خطأ فى قولنا: "العشرينات" و"الأربعينات" والتسعينات" دون "ياء نسب" بالضرورة، بل أرى أنها هى الأصل. وكذلك لا أرى أدنى خطإ فى استعمال كلمة "أثناء" الظرفية دون أن يسبقها الحرف: "فى"، إذ إن الظروف تتضمن دائما معنى "فى"، بالإضافة إلى أن القرآن استخدم "آناء" دون هذا الحرف، ولا فرق بين هذا وذاك، كما وجدت العرب القدماء قد استعملوا مفرده: "ثِنْى" عاريا عن هذا الحرف الجار، فما الـخَطْب إذن؟ وفى كلامى فى الندوات والمحاضرات ومناقشات الرسائل العلمية كثيرا ما أستخدم كلمة "فقرة" بفتح القاف ثم أعقبها بكسرها قائلا إننى أرى أن كلتيهما صحيحة. وليس هذا موضع بسط حجتى فيما أوردته هنا من مسائل، فكل ما أريده هو تحريك الأذهان ونفى إرادة التعالم عن الملاحظات التى أحب أن أوردها حتى يتنبه إليها القراء ويفكروا معنا فيها، ولعل أحدا منهم يهتدى إلى وجه من وجوه الصواب فيها أو فى بعضها فأتراجع عما قلته بشأنها رغم حرصى ألا أبتعد عما تقرر واستقر وأضحى قواعد راسخة. ومن المضحك أن كثيرا من الأساتذة الذين يناقشون الطلاب فى رسائل الماجستير والدكتورية يقعون أثناء المناقشة ذاتها فيما يؤاخذون عليه الطالب المسكين ويكررونه مرات دون أن يتنبهوا إلى هذه المفارقة الطريفة.
والآن مع الملاحظات اللغوية والأسلوبية التى ألفيتها فى الرواية. فمن هذه الملاحظات قول المؤلف على لسان هيبا: "أُلْهِمْتُ بأبيات أخرى (بدلا من "أُلهمت أبياتا أخرى"/ ص291). ذلك أن الفعل: "ألهم" هو من الأفعال المتعدية إلى مفعولين، ومن ثم لا حاجة به إلى أن نستخدم حرف جر مع مفعوله الثانى. ولقد وقعت يوما فى خطإ مشابه سببه أننى كتبت ما كتبته وأنا مرهق مريض، فضلا عن أننى لم أكن قد نمت كفايتى فى تلك الليلة العصيبة، وكان ذلك فى آخر مراجعة لى فى الكتاب الذى وقع الخطأ فيه فلم يتسن لى تصحيح ذلك الخطإ إلا بعد صدور الكتاب، إذ نبهت إليه وفضحت نفسى فى مقال لى مشهور بعنوان "أخطائى". أما الخطأ الذى وقعت فيه فهو تعديتى الفعل: "آتى" إلى مفعوله بحرف جر، إذ قلت: "يُؤْتِى بثمرةٍ طيبة" أو شيئا قريبا من هذا، وكان المفروض أن أقول: "يَأْتِى بثمرةٍ طيبة" أو "يُؤْتِى ثمرةً طيبة"، أما الجمع بين "آتى" والباء فهو خطأ. والقارئ النبيه لن يقوم فى رُوعه أننى كنت مريضا مرهقا فى غير حالتى الطبيعية حين كتبت ما كتبت، وبالتالى فلن يعذرنى، وله الحق كل الحق، فهو لا يشمّ على ظهر يده.
وفى موضع آخر يكتب المؤلف "العتّة" (ص398) بدلا من "العُثّ"، وهى فى الأناجيل بالمناسبة: "غِنَاكُمْ قَدْ تَهَرَّأَ، وَثِيَابُكُمْ قَدْ أَكَلَهَا الْعُثُّ" (رسالة يعقوب/ 5/ 2)، فلا عذر له إذن، فهو يتناول فى روايته الديانة النصرانية وتفسيرات كنائسها المختلفة لتلك الأناجيل، فضلا عن أنه شاعر ينبغى أن تكون معرفته باللغة أدق من هذا. وليس من المقبول أن يجهل واحد كالدكتور يوسف زيدان مثل تلك الصيغة الفصحوية. وعلى كل حال فالمفروض أن يجعل الكاتب مجموعة من المعاجم المختلفة بجواره وطوع يمينه، حتى إذا شك فى كلمة أو بدا له أن من الممكن أن يخطئ فيها أو ما إلى ذلك فتح تلك المعاجم واستشارها فأشارت عليه، وما خاب من استشار كما قال مولانا رسول لله صلى الله عليه وسلم. وكثيرا ما ألفيت المعاجم تقول شيئا آخر غير ما كنت أظنه هو الصواب. ولا يعيبنى أبدا أن أتكئ عليها، فأنا لست كاملا، وعلىّ أن أكتمل بها. ولا يصدق هذا علىّ أنا وحدى، بل على الجميع. بل ربما كان العبد المسكين أفضل من كثيرين غيره لاهتمامه الشديد باللغة منذ وقت مبكر وتخصصه فيها وحرصه على معرفة دقائقها وغرائبها والحديث بالفصحى فى المناسبات العلمية المختلفة: سواء فى المذياع أو المرناء أو المحاضرات أو الندوات أو المناقشات العلمية، حتى إننى لأجد نفسى فيها حينئذ ولا أجدها أبدا فى العامية، التى لا يسلس لسانى بها ساعتها البتة. وهنا أود أن أقول إننى كنت أوثر لو تكلم الدكتور زيدان ومناقشوه فى الحلقة المشار إليها بالفصحى حتى لو وقعوا فى أخطاء الإعراب، كما هو الحال فى قناة الجزيرة مثلا حيث يحرص الجميع على استعمال الفصحى مهما كان الأمر، ورغم وقوع مذيعيها أحيانا فى الخطإ حين يرتجلون. والزمن كفيل بسدّ هذه الثُّغْرة، كما أن الفصحى تضمن أن يفهم عنهم جميع المشاهدين أيا كان بلدهم، بخلاف العامية التى لن يفهمها (فهما كاملا على الأقل) فى تلك الحالة إلا أهل بلد المتحدث فقط.
ومما لاحظته على لغة الكاتب رغم ما تتمتع به من رقة وعذوبة فى غير قليل من المواضع أننى ألفيته يخطئ أحيانا فى إعراب اسم "إن" المتأخر فيرفعه بدلا من نصبه. وهى ملاحظة تصدق على كثير ممن يكتبون ولهم أسماء مشهورة. ولا بد أن أعترف أن هذه الملاحظة بالذات تشكل لى ما يمكن أن يلحق بما يسمى: "العقد النفسية"، إذ ما زلت أذكر تلك اللحظة التى قال لى أستاذ الفقه فيها بمعهد طنطا الدينى، وأنا طالب بالإعدادية قبل أن أترك الأزهر فى العام التالى إلى مدرسة الأحمدية الثانوية بنفس المدينة، وكان ساعتها يقرأ مجلة الحائط التى كنت علقتها خارج فصلى والتى كنت كتبت فيها مقالا أخطأت فيه ذلك الخطأ، إنه سوف يخبر الأستاذ صديق عوض أستاذ النحو بأنى أخطئ فى إعراب اسم "إن" المتأخر عن خبره. ولقد شعرت وقتها بالخجل الشديد، وأضحيت من يومها متنبها تنبها استثنائيا لهذه النقطة.
ومن الملاحظات اللغوية التى تكررت فى الرواية للأسف التركيب التالى الذى يجرى فيه الكلام على الأسلوب العامى: "صارت بيوت الشارع متباعدة عن بعضها" (ص78)، بدلا من "متباعدة بعضها عن بعض"، إذ المعنى هو أن بيوت الشارع "كلها" قد تباعدت عن "بعضها"، وهو مستحيل، إذ كيف يتباعد الكل عن البعض، وذلك البعض متضمن فى كله بما يعنى أن هذا البعض سوف يتباعد عن نفسه؟ ولقد حاولت أن أجد لهذا الأسلوب بابا من القبول فلم يستطع ضميرى تسويغه ولو بحجة قياسه على قوله تعالى: "لا نفرق بين أحد من رسله"، والمقصود: "لا نفرق بين أحد من رسله وغيره"، أو قوله عز شأنه: "مذبذبين بين ذلك" بمعنى "بين ذلك وهذا"، إذ من الواضح أن الأمرين مختلفان، علاوة على أننى لم أجد فى نص عربى قديم مثل هذا التركيب الذى انتشر فى كتابات المحدثين انتشار النار فى الهشيم، وأرجو ألا تسألونى ما هو الهشيم.
كذلك أعيذ شاعرنا وروائينا أن يقع فيما يقع فيه أولئك المسمَّوْن: كتابا، وما هم عندى بكتاب ولا قراء، من عدم الالتفات إلى بعض صور الممنوع من الصرف كما فى قوله: "وتدغدغ فىّ حواسًّا منسية" (ص80) عوضا عن "حواسَّ". وأغلب الظن أنه لم يتنبه إلى أنها كــ"مساجد" وغيرها مما جاء على صيغة "مفاعل" أحد صيغ منتهى الجموع، وذلك لما أصابها من تضعيفٍ أخفى شبهها بــ"مساجد" وغيرها من الكلمات التى لم تأت مضعَّفة. ولا أظن مثل هذا الخطإ قد تكرر فى الرواية. أقول هذا وأنا أعرف أن كثيرا من شعراء العربية القدامى، حتى الفطاحل منهم بما فيهم شعراء جاهليون، كانوا كثيرا ما ينونون الممنوع من التنوين، وبالذات من هذه الصيغة، وأن من عرب الجاهلية من كانوا لا يمنعون من التنوين شيئا من الأسماء بتاتا. ذلك أن الشعراء، كما يعلم هو قبل غيره، يجوز لهم أحيانا من التصرف فى اللغة ما لا يجوز لسواهم. إلا أننا لن نقف طويلا عند تلك القبائل المنونة على الدوام رغبةً منا فى توحيد القواعد النحوية والصرفية بقدر الإمكان، ولا أظنه إلا حريصا على هذا العنصر المهم من عناصر الوحدة العربية الكبرى التى كان عرب الجاهلية يفتقرون إليها، إذ كانوا قبائل متشرذمة متطاحنة إلى أن أتاهم رسول الله فوحدهم وخلق منهم دولة سرعان ما استحالت إمبراطورية فى زمن إعجازى. صحيح أن عرب قبل المبعث كانوا، إذا ما شعروا أو خطبوا أو تمثلوا الأمثال، ينحون نحو تلك اللغة الموحَِّدة التى اصطنعوها لتلك المناسبات والتى تعلو فوق القبلية الضيقة، إلا أن هذا لم يمح اللهجات الصغيرة، فنرجو بقدر الإمكان ألا نعيد إحياء تلك اللهجات.
ومما تكرر كذلك فى الرواية قول المؤلف على لسان راهبنا العفريت المحب للدنيا والمخلد للأرض والمتبع هواه والعاقد مع إبليس اللعين الظريف رغم ذلك صفقة شيطانية ظريفة تتلخص فى أنه لا مانع من نزول الإنسان بين الحين والحين على حكم غرائزه، وبخاصة الجنسية منها، دون أن يحبّكها ويعمل فيها عفيفا شريفا: "وعلى رغم كذا إلا أنه..."، وهو تركيب بُحَّتْ أصوات أهل اللغة، الذين أعترف وأقر أننى لست منهم، بأنه تركيب غير صحيح، ولهم كل الحق، فإن عبارة "على رغم كذا" تحتاج إلى ما يتعلق بها، وهو ما لا وجود له، كما أن الجملة تخلو من مستنى منه نستطيع أن نستثنى منه ما بعد إلا. أقول هذا وأنا واعٍ بأن للعادة فعلها القاهر، وما منا إلا وله مثل تلك الاستعمالات، غير أن مداومة الاطلاع على كتب اللغة ومعاجم التخطئة والتصويب وقرارات المجامع اللغوية وما إلى هذا كفيلة بتنبيه الناسى.
وقد وجدت المؤلف فى موضعين على الأقل يجمع فى نفى المضارع الذى يُتَوَقَّع أو يُرْجَى أن يقع فيما بعد، وإن لم يقع حتى الآن، "لـمّا" و"بَعْد": "لمّا تصل بعد إلى أذنها" (ص95)، و"لما أقرأ الرسالة بعد" (ص256). وهذا غريب، وإن كان غير قليل فى كتابات المحدثين. ذلك أن علينا فى مثل تلك الحالة أن نقول: "لم أقرأ ذلك بعد" أو "لما أقرأ ذلك". أما الجمع بين "لما" و"بعد" فهو استعمال لا تعرفه العرب، بل يناقض ما استعملوا له "لما"، التى تقوم مقام "لم" و "بعد" معا، فلا معنى للجمع بينها وبين "بعد" إذن". وهذا يشبه بالضبط ما وجدته على قلة فى بعض الكتابات المعاصرة من الجمع بين "سوف" و"لن" فى مثل قولنا: "سوف لن أفعل هذا".
ومما ينبغى التنبيه إليه كذلك فى لغة الرواية كلمة "بيضاويّة" (ص102، 148، 249، 394)، والصواب "بيضيّة"، وهى ما يشبه شكلها شكل البيضة. أما "بيضاوية" فهى النسبة إلى "بيضاء" لا "بيضة"، اللهم إلا إذا قيل: "خطأ مشهور خير من صواب مهجور"، فعندئذ سأسكت وأغلق فمى لا اقتناعا بل بسبب إرهاق الصيام. ومنها قوله: "كانت درجاته عشرة" بدلا من "عَشْرًا" بحذف التاء، وقوله: "لا أريد أن أعرف إلا أنت" (ص114)، وصوابها: "لا أريد أن أعرف إلا إياك" لأن الضمير هنا منصوب على المفعولية، فلا يمكن أن نستخدم ضمير رفع، بل ضمير نصب. وبالمناسبة فقد سألنى منذ قريب بعض قرائى عن تنوع حكم المستثنى وحيرتهم أمامه، فقل له: يمكنك، وأنت مرتاح البال والضمير، أن تنصب المستثنى فى كل الأحوال، إلا إذا كان الاستثناء مفرغا وكان المستثنى فى حالة رفع أو خفض. أما فى مثالنا الحالى فنجد أن المستثنى فى حالة نصب، وهو الحكم العام للمستثنى كما قلت (ومثلها " "لا أريد إلا أنت (إياك)"/ ص359).
ومن ذلك كذلك قوله: "لم يطل صمت هيباتيا... إلا ثوانٍ (ثوانىَ) معدودات" (ص146)، و"سوف أُعِدُّ (أَعُدُّ) ما سمعته منك مزاحا ثقيلا" (ص154)، و"ين الرهبان والقسوس والشمامسة... وأبناءُ (وأبناءِ) التائبين" (ص156)، و"عَمَت (عَمِيَت) العقول" (ص164)، و"شَيِّقا (ص189، وصوابه: "شائقا/ مُشَوِّقا"، أما "شَيِّقا" فمعناها: "مشتاق" كما فى قول شوقى رحمه الله عن عروس النيل مخاطبا النهر العظيم فى قصيدة "النيل" التى تتغنى بها أم كلثوم: "وأتتكَ شَيِّقةً حواها شَيِّقُ"، أى أتتك مشتاقة هى وما يحملها من محفة أو هودج لترمى بنفسها فى مائك)"، و"جلسنا ساعاتٍ طوالٍ (طوالا. ويبدو أنه سها فظن أن الكسرتين تحت "ساعات" كسرتا جَرٍّ، فَجَرَّ أيضا كلمة "طوالٍ" بدورها على اعتبار أن النعت يتبع المنعوت فى الإعراب، فى حين أن الكسرتين المذكورتين هما فى الواقع علامة نصب لأن كلمة "ساعات" مجموعة بالألف والتاء. هذا ما أظنه، والله أعلى وأعلم)" (ص194)، و"الشوك الوخّاذ (وخّاز. أما الفعل "وَخَذَ" (بالذال)، الذى يُعَدّ "وخّاذ" أفعل تفضيل منه، فهو لغةٌ فى "أخذ")" (ص212)، و"صِخْتُ (أَصَخْتُ) سمعى لنصائحه" (ص244)، و"فى شوق لرؤياك (لرؤيتك، لأن "الرؤيا" تختص عادة بالمنام، أما "الرؤية" فلليقظة)" (ص253)، و"آتون (أى فرن) الإسكندرية (والصواب: "أَتُّون: بالتشديد، والجمع: أتاتين، ويمكن تخفيفها أيضا: "أَتُون")" (ص275)، و"امتنانى (الصواب: "شُكْرِى"، لأن الامتنان هو الإنعام أو التذكير بذلك الإنعام، وهو هنا يقصد شعور الشخص بجميل المنعم، فهو الشكر إذن)" (ص276. ومنها "ممتن" (شاكر)/ ص303، و"امتنانها" (شكرها)/ ص306، و"يتلهُّون (يتلهَّوْن)" (ص283)، و"رأيت مرتا وعمتها واقفتين... ينظران (تنظران)" (ص307)، و"كان واحدًا (واحدٌ) من رهبان الدير يجلس معى حين جاءت" (ص319)، و"لا بد أن تُقَاد ناره ثلاثة أيام (توقَد)" (ص322)، و"كان ما أنوى زراعته من أعشاب لن يحتاج مياها كثيرة (وهى ركاكة، وكان يمكن أن يكتبها هكذا مثلا: "ولم يكن ما أنوى زراعته ليحتاج...)" (ص329).
ولدينا كذلك العبارة التالية التى وردت فى حديث مرتا جارة الدير الحلبية إلى هيبا وهى تحكى له ما وقع لها مع زوجها السابق: "دَبَّ إصبعه فىّ" (ص339). ومعنى"دَبَّ" فى سياقنا الحالىّ هو "غَرَز"، إشارة إلى افتضاض زوجها بكارتها. والكاتب هنا يستخدم التعبير العامى الذى لا يعرفه إلا المصريون، أو بعض المصريين فقط، ومن ثم قد يكون من الصعب على غيرهم أن يفهموه. كذلك قد جرى العرف على أن تُكْتَب الروايات التاريخية باللسان الفصيح، فما بالنا بالروايات التاريخية المترجمة؟ المترجمة شكلا لا حقيقة كما نعرف. وفضلا عن هذا وذاك فإن الفعل: "دَبَّ" هو فعل لازم لا متعدٍّ على النحو الذى استعمله الكاتب، إلى جانب أنه لا يدل فى الفصحى على المعنى الذى قصده الكاتب من قريب أو من بعيد، إذ يدل فيها على الحركة الهينة أو الخفية وما أشبه. كما أن الجو الذى يغلف هذا التعبير لا يناسب جو الرواية الجاد الراقى، إذ التعبير تعبير بلدى قد يليق بجو الهزل أو بكلام الشوارعية ومن يشبههم. أما إذا كان لا بد من استخدام مثل ذلك التعبير العامى بعد ذلك كله فلعله كان من الأفضل لو أن المؤلف وضعه بين علامتى تنصيص إشارةً إلى أنه استعمال غير عادى على الأقل.
ومن هذه الملاحظات اللغوية أيضا: "مزقوه إِرَبا (وصحتها: "مزقوه إِرْبًا إِرْبًا"، أى شِلْوًا شِلْوًا. أما "إِرَبًا" فقائمة على الظن بأنها جمع "إرْبة" بمعنى "شلو"، وهو خطأ أبلق، إذ "الإِرْبة" هى "المطمع" وما إلى هذا، ولا علاقة لها بالأشلاء)" (ص353)، و"لا خَلاَق لهنّ (أى للنساء. والصحيح "لا أخلاق لهن"، أما "الـخَلاَق" فهو "النصيب". وفى القرآن الكريم مثلا عمن يدعو الله أن يرزقه الدنيا ولا يبالى بالآخرة: " وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ"، أى ليس له نصيب من رحمة الله/ ص381) ، و"مُغْمِضًا عيناى (عينىّ، وإن كان هناك لهجة قبلية قديمة تعرب المثنى بالألف فى كل الأحوال. إلا أن ذلك تاريخ قديم مضى وانقضى)" (ص386).
وثم شىء آخر هو أننى لست أوافق المؤلف على إهدار هذه الرقة والعذوبة الأسلوبية على وصف المواقف الجنسية التى من شأنها إثارة الشهوات والإغراء بمواقعتها حتى لو لم يرم الكاتب إلى ذلك كما سوف يدعى كثير من أصحاب الأقلام. وكعادتى فى الصراحة لن أتوانى عن التصريح بأن للجنس لذته وبهجته، وإلا فلِمَ يظل الواحد منا حيران مؤرقا لا يستقر له قرار حتى يتزوج أو يعثر على من تعيش معه فى الحرام يقارفان المتعة الجنسية دون مبالاة بدين أو خلق كريم. نعم للجنس لذته وبهجته. أليس يقول القرآن: "زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ (آل عمران/ 14)"؟ على أن هذا الأمر لا يحتاج فى معرفة مدى خطورته إلى أن نكون على علم بتلك الآية، فهو شىء مغروس بل مغروز فى الفطرة بحيث يجرى من ابن آدم (الذى هو أنت وأنا وهو وهى) مجرى الدم فى العروق، ومن ثم كان لوصف المواقف الجنسية لذته وبهجته بالتبعية، ومن هنا خطورته كما سبق القول. سيقول بعض المؤلفين: وماذا فى ذلك؟ والجواب هو أن وصف مثل تلك المواقف يشعل الشهوات ويقترب بالقراء من حافة الحرام فى كثير من الأحيان. سيقولون: إن للإبداع قوانينه التى لا تخضع للخلق والدين. وجوابنا هو أن هذا كلام فارغ، إذ لا يعقل أن يبنى المجتمع شيئا فيأتى مؤلف فيهدمه بحجة أنه مبدع. إن الإبداع الفنى والأدبى ليس هو إلهنا، بل إلهنا هو الله سبحانه، الذى حذر من مقارفة الحرام وتوعد عليه، وأمر بألا نحوم حول الحِمَى حتى لا نقع فيه، فحُسِمت المسألة. وأنا دائما ما أردد أن المؤلفين الذين يجادلون عن عملهم من هذا المنطلق هم فى العادة ممن لا يؤمنون بقيم الإسلام، وإلا لالتزموها أو على الأقلك لشعروا بالخجل إن نبههم منبِّهٌ إلى خروجهم عليها وعملوا على ألا ينتهكوها مرة أخرى، وإلا كانوا مصابين بانفصام فى شخصياتهم، فهم يؤمنون بشىء، ويتصرفون بعكس ما يوجبه ذلك الإيمان، ويزيدون على هذا بالمجادلة فيما لا يصح الجدال فيه. سيقولون: إن فى التراث مؤلفات جنسية تثير الشهوات. وجوابى: هذا صحيح. ولكن من قال إن التراث طاهر كله؟
وبالنسبة إلى ما فى الرواية من مشاهد جنسية فالمقصود المشاهد التى تسبق وقوع هيبا فى الزنا مع أوكتافيا الخادمة السكندرية ومرتا المطلقة الحلبية، إذ يرى القارئ كيف أفرغ الكاتب كل ما فى وسعه فى إضفاء هالة براقة على ذلك الصنيع بحيث إن أعتى الأعفّاء يجد نفسه مخدرا إزاء هذا الوصف الذى يحوله الكاتب إلى شىء مرفرف لا عيب له. لا نكران، كما قلت، لحلاوة الجنس ووصفه، ولكن تداعيات ذلك الوصف وثماره شديدة الخطورة كما قلت أيضا. سيقولون: لكن المشباك (النت) يكسر كل الحدود وينتهك كل المحاذير والمحاظير، فلا فائدة من الكلام فى هذا الموضوع لأننا مهما تكلمنا وحذّرْنا ومنعْنا فلن يجدى ذلك بشىء. وجوابى هو أننا لو اتبعنا هذا المبدأ فلن نعمل خيرا أبدا ولن نتجنب شرا أبدا، بل علينا أن نصنع ما فى وسعنا ولا نَأْلُو، أما ما يفعله الآخرون فهم يبوؤون بإثمه ويتحملون نتائجه أمام ربهم. سيقال: وهل ما زلت تؤمن بالله؟ وجوابى: تعجبنى هذه الصراحة التى كان من شأنها، لو روعيت منذ البداية، أن تريحنا من عناء الكلام السابق وما استلزمه من لف ودروان يبرع فيه صنف من الناس لا يصرح بما فى قلبه بسهولة. بلى أنا ما زلت مؤمنا بالله. سيقال: لكننا لا نشاركك هذا الإيمان. وجوابى هو أنكم أحرار فيما تؤمنون به أو لا تؤمنون، أما أنا فإيمانى يقتضينى أن أقف هذا الموقف الذى وقفت، وأقول هذا القول الذى قلت. والقراء يقررون مع أى من الجانبين يقفون. ولا أحسب إلا أن هذا غاية العقل والعدل والإنصاف. وهناك روايات وأشعار وأفلام كثيرة جدا جدا جدا جدا تخلو من هذه التوابل المثيرة للعاب، ومع ذلك فقد بلغت غاية الروعة والإبداع، مثلما أن هناك روايات وأشعارا وأفلاما تفيض بالإثارة الجنسية، وهى مع ذلك قد تَدَهْدَتْ إلى الدرك الأخير من الانحطاط الفنى وليس لها مستقبل فى دنيا الإبداع، بل سرعان ما ينساها الجمهور، فكأنها ألقيت فى الزُّبالة. والكاتب المبدع الحقيقى يمكنه فى هذا الميدان أن يقول دون أن يقول. وله فى الرمز والإيحاء وما يسمونه: "المعادل الموضوعى" مندوحة، وأى مندوحة!
وما كتبه المؤلف فى هذا الصدد يدخل بكل جدارة فى باب ما أسميه: "الكتابة الاستمنائية"، وإن لم يوغل إيغال صنع الله إبراهيم، الذى صككتُ هذا المصطلح وأنا أكتب عن روايته: "العمامة والقبعة". بيد أنه، والحق يقال، قد حرص على توشية المشهد بالجو الشاعرى كما فعل حيدر حيدر فى "وليمة لأعشاب البحر" رغم أن ما كتبه حيدر يخلو من هذه الاستمنائية المقيتة، وإن كانت روايته قد أثارت الضجيج والعجيج وقامت ضدها التظاهرات الملتهبة وسُحِبت من الأسواق وعوقب من كانوا وراء طبعها ونشرها فى "هيئة الكتاب" الحكومية، وذلك بسبب تهجمها السفيه على الله والرسول والإسلام، وهى معاقبة يقول المعارضون إنها شكلية، فإن أحد الذين عوقبوا سرعان ما عُيِّن رئيسا لأخطر المؤسسات الثقافية فى البلاد، وكأنهم يكافئونه على دوره فى نشر الرواية.
وقد تكررت الإشارة فى الرواية إلى أن فُحْش أوكتافيا، الخادمة التى قابلت هيبا بطل الرواية أول إنسان فى الإسكندرية على شاطئ البحر ومارس معها الزنا عقب هذا فى مغارة هناك، يرجع إلى أنها وثنية. ولكن هل عصمت البطلَ من الاستجابة إلى ذلك الفحش أخلاقُه النصرانية؟ ثم لقد كانت المرأة الجاهلية تحافظ على طهارتها وعرضها وشرفها رغم كل ارتكاسات الوثنية. ولست أقول هذا كى أنتقد الكاتب، بل رغبة فى تمحيص الأمر، فقد درجنا على ترديد هذه المقولة وكأنها حقيقة لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، حتى إن كاتبا كبيرا كالعقاد قد اتكأ عليها فى روايته: "سارة" وصفا لبطلته وتعليلا لعدم التفاتها إلى أى من المناهى الدينية التى تتعلق بالجنس أو مبالاتها بحلال أو حرام. وهذا نص ما قاله العقاد فى بطلته تحديدا: "عاشت بعد ذلك تنظر إلى خطايا الأديان نظرة المرأة الوثنية التى نشأت قبل أن ينشأ الأنبياء، فهى ليست كالمتدينة التى خامرها الشك فى دينها، ولكنها كالمرأة التى لم تتدين قط ولا قِبَل لها بالتدين"، "هى وثنية فى مقاييس الأخلاق كما هى وثنية فى التدين. لا تؤمن بالعصمة الإنسانية فى أحد ولا فى صفة، وشديدة الإيمان بضعف الإنسان مع أضعف المغريات" (العقاد/ سارة/ العدد 108 من سلسلة "اقرأ"/ ط2/ 1964م/ 84، 92). ولا تعليق لى على هذا سوى أن أقول: ترى هل دَرَجَ على البشر زمان لم يكن قد ظهر أنبياء بعد؟ ذلك أننى أفهم من القرآن أن أبا البشر كان نبيا، بما يعنى أن النبوة قد واكبت موكب الحياة الإنسانية منذ لحظتها الأولى. ومن هنا فإنى أفهم كلام العقاد عن الأنبياء على نحو مجازى لا ينبغى قياسه بالمسطرة والفرجار كما يقولون.
وثم سؤال يثور فى نفسى كثيرا، وهو: هل "عزازيل" هو العنوان المناسب للرواية؟ ذلك أن دور إبليس فيها غير بارز، إذ لا نكاد نحس به إلا عندما يظهر للبطل وهو يكتب مذكراته، وذلك قليل. اللهم إلا إذا كان يقصد أن كل ما يفعله البشر، حتى لو ارتدى أطهر الثياب، هو من وحى عزازيل رغم أننا لا نتنبه إلى ذلك بل ندعى عادةً خلافه. لكن ذلك بدوره غير بارز هو أيضا. ومع هذا فلا مشاحة فى العناوين. ولقد كان لذلك العنوان دوىٌّ مُضِجٌّ حتى لقد عرفت جماهير القراء المسلمين، بسبب هذا الضجيج، أن المقصود بــ"عزازيل" هو الشيطان. وقد تكون هذه أول مرة يعرف فيها المسلم العادى ذلك، إذ إن هذه التسمية لا وجود لها فى ديننا ولا فى تراثنا، بل لا وجود لها فى العهد الجديد نفسه. إنما يجدها القارئ فى سفر "اللاويين" من العهد القديم وفى تراث اليهود. وهذه نقطة أخرى تلفت الانتباه لأن الرواية تدور حول النصرانية وعقائدها وأساقفتها فى القرن الرابع الميلادى، ولا علاقة بينها وبين اليهود، اللهم إلا حين تعرضت لذكرهم فى الإسكندرية حيث كانوا يخضعون لعَنَتٍ كبيرٍ من جانب النصارى فى ذلك الحين.
ونورد أولا ما قاله الإصحاح السادس عشر من سفر "اللاويين" فى هذا الشأن، وهو ما أورد الأحمقُ السفيه المتخفى تحت قناع "الأب يوتا" بعضا منه فى تقديمه لروايته التافهة: "تيس عزازيل فى مكة": "1وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى بَعْدَ مَوْتِ ابْنَيْ هَارُونَ عِنْدَمَا اقْتَرَبَا أَمَامَ الرَّبِّ وَمَاتَا. 2وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «كَلِّمْ هَارُونَ أَخَاكَ أَنْ لاَ يَدْخُلَ كُلَّ وَقْتٍ إِلَى الْقُدْسِ دَاخِلَ الْحِجَابِ أَمَامَ الْغِطَاءِ الَّذِي عَلَى التَّابُوتِ لِئَلاَّ يَمُوتَ، لأَنِّي فِي السَّحَابِ أَتَرَاءَى عَلَى الْغِطَاءِ. 3بِهذَا يَدْخُلُ هَارُونُ إِلَى الْقُدْسِ: بِثَوْرِ ابْنِ بَقَرٍ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ، وَكَبْشٍ لِمُحْرَقَةٍ. 4يَلْبَسُ قَمِيصَ كَتَّانٍ مُقَدَّسًا، وَتَكُونُ سَرَاوِيلُ كَتَّانٍ عَلَى جَسَدِهِ، وَيَتَنَطَّقُ بِمِنْطَقَةِ كَتَّانٍ، وَيَتَعَمَّمُ بِعِمَامَةِ كَتَّانٍ. إِنَّهَا ثِيَابٌ مُقَدَّسَةٌ. فَيَرْحَضُ جَسَدَهُ بِمَاءٍ وَيَلْبَسُهَا. 5وَمِنْ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَأْخُذُ تَيْسَيْنِ مِنَ الْمَعْزِ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ، وَكَبْشًا وَاحِدًا لِمُحْرَقَةٍ. 6وَيُقَرِّبُ هَارُونُ ثَوْرَ الْخَطِيَّةِ الَّذِي لَهُ، وَيُكَفِّرُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ بَيْتِهِ. 7وَيَأْخُذُ التَّيْسَيْنِ وَيُوقِفُهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ لَدَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 8وَيُلْقِي هَارُونُ عَلَى التَّيْسَيْنِ قُرْعَتَيْنِ: قُرْعَةً لِلرَّبِّ وَقُرْعَةً لِعَزَازِيلَ. 9وَيُقَرِّبُ هَارُونُ التَّيْسَ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِلرَّبِّ وَيَعْمَلُهُ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ. 10وَأَمَّا التَّيْسُ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِعَزَازِيلَ فَيُوقَفُ حَيًّا أَمَامَ الرَّبِّ، لِيُكَفِّرَ عَنْهُ لِيُرْسِلَهُ إِلَى عَزَازِيلَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ.
11«وَيُقَدِّمُ هَارُونُ ثَوْرَ الْخَطِيَّةِ الَّذِي لَهُ وَيُكَفِّرُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ بَيْتِهِ، وَيَذْبَحُ ثَوْرَ الْخَطِيَّةِ الَّذِي لَهُ، 12وَيَأْخُذُ مِلْءَ الْمَجْمَرَةِ جَمْرَ نَارٍ عَنِ الْمَذْبَحِ مِنْ أَمَامِ الرَّبِّ، وَمِلْءَ رَاحَتَيْهِ بَخُورًا عَطِرًا دَقِيقًا، وَيَدْخُلُ بِهِمَا إِلَى دَاخِلِ الْحِجَاب 13وَيَجْعَلُ الْبَخُورَ عَلَى النَّارِ أَمَامَ الرَّبِّ، فَتُغَشِّي سَحَابَةُ الْبَخُورِ الْغِطَاءَ الَّذِي عَلَى الشَّهَادَةِ فَلاَ يَمُوتُ. 14ثُمَّ يَأْخُذُ مِنْ دَمِ الثَّوْرِ وَيَنْضِحُ بِإِصْبَعِهِ عَلَى وَجْهِ الْغِطَاءِ إِلَى الشَّرْقِ. وَقُدَّامَ الْغِطَاءِ يَنْضِحُ سَبْعَ مَرَّاتٍ مِنَ الدَّمِ بِإِصْبَعِهِ.
15«ثُمَّ يَذْبَحُ تَيْسَ الْخَطِيَّةِ الَّذِي لِلشَّعْبِ، وَيَدْخُلُ بِدَمِهِ إِلَى دَاخِلِ الْحِجَابِ. وَيَفْعَلُ بِدَمِهِ كَمَا فَعَلَ بِدَمِ الثَّوْرِ: يَنْضِحُهُ عَلَى الْغِطَاءِ وَقُدَّامَ الْغِطَاءِ، 16فَيُكَفِّرُ عَنِ الْقُدْسِ مِنْ نَجَاسَاتِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَمِنْ سَيِّئَاتِهِمْ مَعَ كُلِّ خَطَايَاهُمْ. وَهكَذَا يَفْعَلُ لِخَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ الْقَائِمَةِ بَيْنَهُمْ فِي وَسَطِ نَجَاسَاتِهِمْ. 17وَلاَ يَكُنْ إِنْسَانٌ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ مِنْ دُخُولِهِ لِلتَّكْفِيرِ فِي الْقُدْسِ إِلَى خُرُوجِهِ، فَيُكَفِّرُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ بَيْتِهِ وَعَنْ كُلِّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ. 18ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى الْمَذْبَحِ الَّذِي أَمَامَ الرَّبِّ وَيُكَفِّرُ عَنْهُ. يَأْخُذُ مِنْ دَمِ الثَّوْرِ وَمِنْ دَمِ التَّيْسِ وَيَجْعَلُ عَلَى قُرُونِ الْمَذْبَحِ مُسْتَدِيرًا. 19وَيَنْضِحُ عَلَيْهِ مِنَ الدَّمِ بِإِصْبَعِهِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَيُطَهِّرُهُ وَيُقَدِّسُهُ مِنْ نَجَاسَاتِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. 20«وَمَتَى فَرَغَ مِنَ التَّكْفِيرِ عَنِ الْقُدْسِ وَعَنْ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَعَنِ الْمَذْبَحِ، يُقَدِّمُ التَّيْسَ الْحَيَّ. 21وَيَضَعُ هَارُونُ يَدَيْهِ عَلَى رَأْسِ التَّيْسِ الْحَيِّ وَيُقِرُّ عَلَيْهِ بِكُلِّ ذُنُوبِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَكُلِّ سَيِّئَاتِهِمْ مَعَ كُلِّ خَطَايَاهُمْ، وَيَجْعَلُهَا عَلَى رَأْسِ التَّيْسِ، وَيُرْسِلُهُ بِيَدِ مَنْ يُلاَقِيهِ إِلَى الْبَرِّيَّةِ، 22لِيَحْمِلَ التَّيْسُ عَلَيْهِ كُلَّ ذُنُوبِهِمْ إِلَى أَرْضٍ مُقْفِرَةٍ، فَيُطْلِقُ التَّيْسَ فِي الْبَرِّيَّةِ. 23ثُمَّ يَدْخُلُ هَارُونُ إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَيَخْلَعُ ثِيَابَ الْكَتَّانِ الَّتِي لَبِسَهَا عِنْدَ دُخُولِهِ إِلَى الْقُدْسِ وَيَضَعُهَا هُنَاكَ. 24وَيَرْحَضُ جَسَدَهُ بِمَاءٍ فِي مَكَانٍ مُقَدَّسٍ، ثُمَّ يَلْبَسُ ثِيَابَهُ وَيَخْرُجُ وَيَعْمَلُ مُحْرَقَتَهُ وَمُحْرَقَةَ الشَّعْبِ، وَيُكَفِّرُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنِ الشَّعْبِ. 25وَشَحْمُ ذَبِيحَةِ الْخَطِيَّةِ يُوقِدُهُ عَلَى الْمَذْبَحِ. 26وَالَّذِي أَطْلَقَ التَّيْسَ إِلَى عَزَازِيلَ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَرْحَضُ جَسَدَهُ بِمَاءٍ، وَبَعْدَ ذلِكَ يَدْخُلُ إِلَى الْمَحَلَّةِ. 27وَثَوْرُ الْخَطِيَّةِ وَتَيْسُ الْخَطِيَّةِ اللَّذَانِ أُتِيَ بِدَمِهِمَا لِلتَّكْفِيرِ فِي الْقُدْسِ يُخْرِجُهُمَا إِلَى خَارِجِ الْمَحَلَّةِ، وَيُحْرِقُونَ بِالنَّارِ جِلْدَيْهِمَا وَلَحْمَهُمَا وَفَرْثَهُمَا. 28وَالَّذِي يُحْرِقُهُمَا يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَرْحَضُ جَسَدَهُ بِمَاءٍ، وَبَعْدَ ذلِكَ يَدْخُلُ إِلَى الْمَحَلَّةِ.
29«وَيَكُونُ لَكُمْ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً، أَنَّكُمْ فِي الشَّهْرِ السَّابعِ فِي عَاشِرِ الشَّهْرِ تُذَلِّلُونَ نُفُوسَكُمْ، وَكُلَّ عَمَل لاَ تَعْمَلُونَ: الْوَطَنِيُّ وَالْغَرِيبُ النَّازِلُ فِي وَسَطِكُمْ. 30لأَنَّهُ فِي هذَا الْيَوْمِ يُكَفِّرُ عَنْكُمْ لِتَطْهِيرِكُمْ. مِنْ جَمِيعِ خَطَايَاكُمْ أَمَامَ الرَّبِّ تَطْهُرُونَ. 31سَبْتُ عُطْلَةٍ هُوَ لَكُمْ، وَتُذَلِّلُونَ نُفُوسَكُمْ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً. 32وَيُكَفِّرُ الْكَاهِنُ الَّذِي يَمْسَحُهُ، وَالَّذِي يَمْلأُ يَدَهُ لِلْكَهَانَةِ عِوَضًا عَنْ أَبِيهِ. يَلْبَسُ ثِيَابَ الْكَتَّانِ، الثِّيَابَ الْمُقَدَّسَةَ، 33وَيُكَفِّرُ عَنْ مَقْدِسِ الْقُدْسِ. وَعَنْ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَالْمَذْبَحِ يُكَفِّرُ. وَعَنِ الْكَهَنَةِ وَكُلِّ شَعْبِ الْجَمَاعَةِ يُكَفِّرُ. 34وَتَكُونُ هذِهِ لَكُمْ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً لِلتَّكْفِيرِ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُمْ مَرَّةً فِي السَّنَةِ». فَفَعَلَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى".
ثم إلى القارئ ثانيا ما كتبته "دائرة المعارف المشباكية الحرة" (الويكبيديا: Wikipedia) فى مادتها المسماة: "Azazel" عن ذلك الموضوع، وخلاصته أنه يوجد فى الروايات اليهودية شيطان أو روح شرير يبعث له اليهود بكبش فداء فى يوم الغفران يحمل عنهم آثامهم حيث يختارون لذلك الأمر كبشين يخصصون أحدهما للرب، والآخر لعزازيل، فيطلقون الأخير فى البرية ويقذفون به من فوق جبل كى يموت آخذا معه سيئات الشعب:
"In Jewish legends, a demon or evil spirit to whom, in the ancient rite of Yom Kippur (Day of Atonement), a scapegoat was sent bearing the sins of the Jewish people. Two male goats were chosen for the ritual, one designated by lots “for the Lord,” the other “for Azazel” (Leviticus 16:8). The ritual was carried out by the high priest in the Second Temple and is described in the Mishna. After the high priest symbolically transferred all the sins of the Jewish people to the scapegoat, the goat destined “for Azazel” was driven into the wilderness and cast over a precipice to its death. Azazel was the personification of uncleanness and in later rabbinic writings was sometimes described as a fallen angel."
ويذكر كاتب مادة "Azazel" فى "دائرة المعارف اليهودية: Encyclopedia Judica" أن هذه التسمية تعانى من الاضطراب والغموض بحيث يصعب معرفة المعنى الدقيق لها، وإن ذكر فى ذات الوقت أن اللفظ اسم لموضع "القوة" الذى يرسَل إليه بأحد الكبشين على ما مرت الإيماءة إليه: "Name of the place or the “power”… to which one of the goats in the Temple service of the Day of Atonement was sent. There is a great deal of confusion regarding the exact meaning of the word".
وفى ذات المادة بــ"jewish Encyclopedia" نقرأ أن كلمة "عزازيل" إما أن تكون مشتقة من "Az" و"El"، فيكون معناها "الجبل الوعر" دلالة على الجبل أو الحرف الذى يُلْقَى من فوقه الكبش ليموت، وإما أن تكون مشتقة من "Uza" و"Azael" إشارةً إلى الملاكين الساقطين المظنون أن ثم إشارة إليهما فى سفر "التكوين" من العهد القديم. وهو ما فصلته "دائرة المعارف اليهودية: Encyclopedia Judica" فى السطور التالية التى تبين لنا أن الأمر ليس بالبساطة التى عرضتها وسائل الإعلام فى تغطيتها للرواية المثيرة للجدل:
"The exact meaning of Azazel was a point of dispute already in the times of the talmudic sages: some held that it is the name of the place to which the goat was sent, while others believed that it was the name of some “power.” According to the first opinion, the word Azazel is a parallel to “a land which is cut off” (Lev. 16:22), meaning (according to the rabbinic interpretation) an area of rocks and cliffs, i.e., inaccessible. The word Azazel is also interpreted as meaning strong and hard as though it were written עזז אל, namely, hardest of the mountains (Yoma 63b; cf. Sifra Aḥarei Mot 2:8; Targum Jonathan to Lev. 16:10). It does appear, however, that this is an attempt to reconcile the meaning of the word Azazel with the actual usage in the time of the Second Temple, namely to bring the goat to a cliff and to push it over. The interpretation does not quite fit the written form of the word עזאזל. The second opinion, which sees Azazel as a supernatural power, also treats the word as though it were written עַזָזֵאל. This opinion is based on Leviticus (16:8): “One lot for the Lord and the other lot for Azazel,” i.e., just as the first goat is set aside for the Lord so the second is set aside for Azazel, Azazel being a parallel to the Lord (cf. P Re ch. 46, p. 111a). God gets a burnt offering while Azazel gets a sin offering. This view is reinforced by the widespread belief that the wilderness was the habitat of demons (see Lev. 13:21; 34:14; esp. Lev. 17:7). The demonic identification would indicate that the original purpose of the ritual was to get rid it to its original source."
وقد أدلت الرواية هى أيضا بدلوها فى هذا المضمار فكتب هيبا: "فى أصل عزازيل، آراءٌ وأقاويل. بعضها مذكورٌ فى الكتب القديمة، وبعضها منقولٌ عن ديانات الشرق. لاتؤمن كل الديانات بوجوده، ولم يعرفه المصريون القدماء، العرفاء. ويُقال إن مولده فى وَهْمِ الناس، كان فى زمن سومر القديمة، أو كان أيام الفرس الذين يعبدون النور والظلام، معا، ومنهم عرفه البابليون. ثم كان ذكره الأشهر، فى التوراة التى كتبها الأحبار بعد عودة اليهود من السبى البابلى. أما فى ديانة المسيح، فالمذاهب كلها تؤكِّده، ولاتقبل الشك فيه. فهو دوما فى مقام عدو الله، وعدو المسيح، ولا يُعرف مقامه من الروح القدس! روى عنه القدماءُ، أنه خلق الطاووس، فقد ورد فى نقشٍ قديم، إنهم عَيرَّوا عزازيل بأنه لايفعل إلا القبائح، ولا يدعو إلا إليها، فأراد أن يثبت لهم قدرته على فعل الجمال، فخلق هذا الطائر. قلتُ ذلك يوما لعزازيل، فابتسم وهَزَّ كتفه اليمنى متعجِّبا. سمعتُ صوت عصافير تملأ الأفق، وكان باب الصومعة مفتوحا، وعزازيل يجلس صامتا عند الباب. أحببتُ أن أسمع منه صوتى، فسألته أىُّ أسمائه أحبُّ إليه؟ فقال: كلها عندى سواء، إبليس، الشيطان، أهريمان، عزازيل، بعلزبوب، بعلزبول. قلتُ له إن بعلزبول تعنى فى العبرية: سيد الزبالة، وبعلزبوب تعنى: سيد الذباب، فكيف لايكترث بالفروق التى بين أسمائه، ويراها كلها سواء؟ قال: كلها سواسية، فالفروق فى الألفاظ ، لا فى المعنى الواحد" (ص374- 375).
هذا، وتشبه قصة هيبا، فى بحثه عما يريح ضميره وفى تنقله بين الدول، قصة سلمان الفارسى، فضلا عن أن كليهما يروى قصته بضمير المتكلم. ولم يكن يبقى إلا أن يعلن هيبا إسلامه مثلما صنع سلمان، لولا أنه لم يعاصر الإسلام للأسف. والرواية قائمة على الرحلة، وتحديدا: الرحلة الدينية، وهى رحلة يبغى هيبا من ورائها البحث عن الحق بغض النظر عما إذا كان الذى انتهى إليه هو الحق أو لا. ومعروف أن الرحلات ضروب مختلفات: فهناك الرحلة السياسية، وهناك الرحلة الترفيهية، وهناك الرحلة العلاجية، وهناك الرحلة العلمية، وهناك الرحلة الاقتصادية، وهناك الرحلة الدينية... إلخ. ومن هذه الأخيرة رحلة النبى إلى الطائف حين شعر أن مكة قد ازدادت تصلبا وعنادا وقسوة ولم يعد سهلا أن تمد الإسلام بالمزيد من المؤمنين، وكذلك رحلتا عبد الغنى النابلسى الدمشقى فى القرن الثانى عشر الهجرى، وهما الرحلتان اللتان خلّف عنهما كتابيه: "الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية" و"الحقيقة والمجاز في رحلة بلاد الشام ومصر والحجاز"، مع الفارق الرهيب بين الراحِلَيْن والرحلتين. وليست رواية "عزازيل" أول رواية تقوم: كلها أو جزء منها على الرحلة، فلدينا فى أدبنا مثلا رواية "جلال حامد" لمحمود أحمد السيد (العراقى)، و"جولة حول حانات البحر المتوسط" لعلى الدوعاجى (التونسى)، و"عصفور من الشرق" لتوفيق الحكيم، وهناك "قنديل أم هاشم" ليحيى حقى، و"الحى اللاتينى" لسهيل إدريس (اللبنانى)، و"جسر الشيطان" لعبد الحميد جودة السحار، و"رحلة ابن فطومة" لنجيب محفوظ، و"حب فى كوبنهاجن" لمحمد جلال، و"موسم الهجرة إلى الشمال" للطيب صالح (السودانى). ومما أذكر أنى قرأته، وأنا فى أوكسفورد قبل نحو ثلاثين عاما، رواية دينية تستخدم فى عنوانها كلمة "رحلة: Progress"، ألا وهى الرواية التى ألفها الكاتب البريطانى الشهير جون بانيان (John Bunyan) عام 1678م وهو فى السجن بعنوان "رحلة الحاج: The Progress of the Pilgrim "، وقد ترجمت إلى العربية فيما أعرف. ومما يحضرنى الآن من هذا اللون أيضا روايتان إنجليزيتان أُخْرَيَان تقومان على الرحلة وتحملان أيضا فى عنوانيهما كلمة "رحلة"، وهما من إبداع كاتب واحد هو الروائى البريطانى إدوارد مورجان فورستر (E. M. Forster)، وعنواناهما: "The Longest Journey"، و"رحلة إلى الهند: A Passage to India". وهذه الأخيرة قد تُرْجِمَتْ أيضا إلى العربية، كما حولها البريطانيون إلى فلم سينمائى.
وتقوم الرحلة فى روايتنا على المصادفات وعدم التخطيط بحيث لا نقتنع بأن خطها الذى اتخذته مسألة حتمية، إذ كان البطل يغير مسار رحلته من الإسكندرية إلى القدس إلى حلب القريبة من أنطاكية حسب الظروف المفاجئة التى لم تكن فى الحسبان، وإن كان واضحا أن المؤلف قد قصد الخط الذى اتخذته الرحلة قصدا كى يتناول النصرانية ومذاهبها المختلفة فى عواصمها الشرقية الشهيرة: الإسكندرية والقدس وأنطاكية.
أما اسم البطل: "هيبا" فمأخوذ من اسم الفيلسوفة الإغريقية "هيباتيا"، التى كان مفتونا بها، من بعيد، فتنة لا حدود لها: بعلمها وجمالها ومكانتها ودمائة طبعها وتواضعها وما تحظى به لدى الجميع من تبجيل واحترام، لم يمنعه من ذلك فقره وهوانه ورثاثة ملابسه وقتئذ. وقد اتخذ هذا الاسم لَدُنْ تعمّده بنفسه فى بحيرة شرقى الإسكندرية عقب فراره من تلك المدينة ومن الكنيسة التى كان يقيم بها هناك إثر مقتل هيباتيا البربرى نفورا من المذهبية الضيقة بعد الذى عاينه من وحشية تصرف الجموع التابعة للمذهب الأرثوذكسى، مما جعله يشق رداء الكهنوت ويلقيه عنه ويكتفى بملابسه العادية ثم يتجه إلى الله بدعاء حار نابع من أعماق قلبه، وإن بدت عليه سيماء الفكر الفلسفى مع ذلك (ص177).
وبالنسبة إلى تصوير شخصية البطل الذهنية والوجدانية فالملاحظ أنه يُرْجِع كل شىء يراه أو يقع له أو منه إلى مشيئة الله وترتيبه. لا أقصد أن هذا خطأ، فأنا من المؤمنين بهذا وموقن به تمام الإيمان والإيقان، بل أقصد أنه واع بذلك طول الوقت حتى حين يشكّ أو يكره شيئا فى النصرانية، التى كان راهبا فيها يوما. فهل هو من المجبّرة الذين لا يرون أن للإنسان مشيئة فيما يقع منه أو له، وأن كل شىء إنما يتم على نحو لا يقبل تغييرا أو تعديلا مهما بدا للناس أن الأمر ليس كذلك؟ أما أنا فأومن بأن للبشر مشيئة، لكنها مشيئة متضمنَّة فى المشيئة الإلهية ومتولدة منها. ذلك أن المشيئة الإلهية تتجلى فى القوانين التى يجرى عليها الكون: ما ظهر من تلك القوانين وما خفى، وفى داخل هذه الشبكة الشديدة التعقيد من هذه القوانين تقف المشيئة البشرية: تخضع لها فى جانب، وتحاول أن تجد لها مسارا بينها مستعينة بها فى جانب آخر، فهناك إذن تفاعل بين الإرادة البشرية وبقية القوانين الكونية، وكل ذلك هو مجلى الإرادة الربانية. وهذه المشيئة البشرية محدودة جدا، وتكاد ألا تكون شيئا إزاء المشيئة الكبرى الشاملة، إلا أنها رغم محدوديتها قادرة على صنع المبهرات، وكل إنجازات البشر العجيبة فى جميع ميادين الحياة على مدار التاريخ إنما هى ثمرة تلك المشيئة الصغيرة. ومن هذا الإحساس الطاغى لدى البطل بالمشيئة الإلهية فإنه يرى الله فى كل شىء حتى فى أشكال السحاب وفى الحوادث العَرَضِيّة التى لا يتوقف الشخص عادة أمامها، فضلا عن أن يرى فيها معنى غير عادى. كذلك كثيرا ما يتفلسف راهبنا ويتكلم عن الدنيا على أنها دار أحزان وأن هذه طبيعتها التى لا يمكن أن تفارقها. وهذا الشعور كان يلازمه دائما حتى عندما كان شابا صغير السن. وقد يكون شعوره الحاد بالحزن راجعا إلى المقتل الشنيع لأبيه الوثنى على يد النصارى فى طرف مصر الجنوبى وتزوُّج أمه من أحد قَتَلته بما يدل على أنها تآمرت معهم، فضلا عن غربته فى البلاد وفقره وجوعه وحرمانه من أوكتافيا الخادمة الوثنية الإسكندرية التى أفاض فى وصف جمالها وفتنتها وغزوها لقلبه غزوا لا تصلح معه أية مقاومة، إن كان هناك موضع للمقاومة أصلا، والتى أنفق معها أياما وليالى فى قصر سيدها الغائب فى رحلة تجارية له خارج الديار يمارسان المتعة دون حسيب أو رقيب، وكذلك إلى مشاهدته هيباتيا الفيلسوفة الإغريقية السكندرية الأنيقة الفخيمة الشامخة الباهرة الجمال وهى تُقْتَل على يد الغوغاء ورجال الدين النصارى وتُسْحَل ويُكْشَط لحم جسدها من عَظْمه على حجارة الطريق الحادة ثم يمزَّق هذا الجسد وتُشْعَل فيه النار على الشاطئ، كل ذلك بتحريض من كيرلس أسقف الإسكندرية، ورؤيته أيضا مقتل أوكتافيا على يد أولئك الغوغاء والرهبان حين أرادت الدفاع عن هيباتيا واستنقاذها من أيديهم، مضافا إلى هذا كله إحساسه الحاد بما كان من عجزه البائس عن صنع شىء يدفع به عن أيتهما ما وقع لها من العذاب الشنيع.
كذلك يميز هيبا أنه لم يكن فى أعماقه مستعدا استعدادا حقيقيا للتدين بالنصرانية على الوضع الذى عرفها عليه، فهو يستعمل عقله فى كل شىء ولا يتلقى الأمور تلقى الرضا والسكون، بل يعرضها على عقله، ذلك العقل الذى لا يستطيع التوافق مع الإيمان حسبما تقول الكنيسة من أنه شىء لا صلة بينه وبين العقل، بل بالعكس من ذلك يحسن إلغاء العقل تماما. وقد ظل هيبا طول حياته يقلب فى ذهنه أمور الدين والكنيسة والرهبنة والانشقاقات المذهبية ويترك نفسه لتيارات الشك والحيرة ويحاور إبليس فى كل حين، وبالذات فى المنعطفات الهامة والحاسمة من حياته حتى انتهى أمره معه إلى أنْ عقد معه اتفاقا يخصص له بمقتضاه من نفسه نصيبا، وللدين ونواهيه نصيبا آخر بحيث لا يجور أحد النصيبين على عديله. ليس هذا فقط، بل كان هيبا من ذلك الصنف من البشر الذى يحب الدنيا ويتذوقها ويهش لما فيها من جمال ويستجيب لفتنة المرأة بكل كيانه ولا يرى فيها شهوة جسدية تُشْبَع وينتهى الأمر، بل يجد فيها إلى جانب ذلك إشراقات وجدانية وتجليات جمالية، ويريد أن يكرع الدنيا كرعا لولا ما يحجزه عن ذلك من نظام الترهب الذى كان يخضع له فى الظاهر، فيما كانت نفسه تمور بتيارات شهوية وجدانية جمالية لا يطلع عليها الآخرون ولا تجد سانحة يمكنها إرواء ظمئها إلا اهتبلتها ورشفت من رحيق المرأة التى يضعها القدر فى طريقه دون تفكير فى دين أو مجتمع ما دامت تفعل ذلك فى السر من غير أن يطلع عليها أحد. ومن هنا كان لا بد أن ينتهى إلى نبذ الرهبنة والخروج من شرنقتها الخانقة إلى الحياة الرحبة. كان هيبا إذن يتسم بسمتين لا تتسقان مع ذلك النظام الذى يراه الإسلام نظاما مضادا للفطرة التى فطر الله عباده عليها والتى لا يمكن أن تستمر فى الخضوع له أمدا طويلا دون أن تقع فى الإثم وترتكب الفواحش خضوعا لناموس الحياة ما دام الشخص لا يشبع ذلك النزوع فى الحلال.
على أن ما أستغربه هو أن هيبا، وهو من يهمنا وحده من بين الرهبان الذين فى الرواية جميعا، لم يقارف الفاحشة إلا مع امرأتين اثنتين فقط، ولمدة جد محدودة فى كل مرة. فهل يعقل أن يبلغ مثلُه السنَّ التى بلغها ثم يقدر على كظم غرائزه ومشاعره كل تلك السنين الطويلة تجاه نصفه الآخر، النصف الفاتن الساحر الباهر الذى "يبرجل" عقول الرجال ويُسِيل لعابهم ويطير النوم من جفونهم ويحول حياتهم إما إلى جنة وإما إلى نار ويلهب العقول ويطلق الخيال ويخلق الأدب والشعر خلقا، دون أن يروى عطشه إلى المرأة إلا تينك المرتين العابرتين المتباعدتين: الأولى فى الإسكندرية فى شبابه الأول، والثانية بالقرب من حلب فى آخر الرواية حين أضحى كهلا؟ ألا إن هذا لغريب! ولا ينبغى أن يقال إنه لم يكن يرى النساء إلا فى فترات جد متباعدة، إذ حتى لو كان ذلك صحيحا، وهو غير صحيح، لأن المرأة كانت حوله فى كل مكان، فإن الشهوة إنما تجرى فى دمائنا ما دامت شيئا مركوزا فى أصل الخلقة. ولو لم يجد الرجل المرأة لتحول إلى وسائل أخرى محرمةٍ أو شاذةٍ أو على الأقل: غير اعتيادية ولا ترضى النفس الرضا الصحيح. وهذه الشهوة لا تعترف برهبنة ولا غير رهبنة لأنها عابرة للأنظمة والأديان والقوميات والقارات والثقافات والطبقات والأجناس البشرية، بل الأجناس الحيوانية أيضا على اختلاف أنواعها. وهل الرهبان أكظم لشهواتهم من أنبياء العهد القديم وأهليهم، ومنهم من تعددت زوجاته تعددا كبيرا، ومنهم من ارتكب الفاحشة، ومنهم من سقته ابنتاه خمرا ونامتا معه الواحدة تلو الأخرى، ومنهم من مورس نكاح المحارم فى بيته... إلخ؟
وليوسف إدريس قصة ذات دلالة هامة فى سياقنا هذا بطلها رجل سجين قيل له إن البناء الملاصق للسجن الذى هو فيه هو سجن للنساء، فكان يضع أذنه على الجدار ويتنصت متوهما أنه يسمع على الناحية الأخرى من الجدار مَنْ تناجيه، وإن لم تكن المناجاة واضحة تماما، مما حدا به إلى أن يحضر علبة صفيح فارغة أخذ يضعها على الجدار لتكبير الأصوات القادمة من سجن النساء، وكانت عبارت غزل وحب وهيام من امرأة ظلت تشغل وتشعل خياله فيحاول تصور ملامحها، وانشغلت حياته تماما بسب ذلك... إلى أن تبين له عن طريق المصادفة أنه لا وجود لأى بناء ملاصق لسجنهم، بل أرض فضاء.
وأحسب أن المعنى واضح لا يحتاج إلى مزيد شرح، فالسجين فى كل ما كان يصنع إنما كان يصغى إلى ذلك الصوت الملحاح الصادر من عمق أعماق نفسه، ألا وهو صوت الغريزة الجنسية، الذى لو لم يجد المرأة لخلقها بخياله خلقا. إنها سنة الحياة القاهرة التى لا يمكن الإنسان أن يتجاهلها، وإلا فرمته فرما أو حولت حياته إلى شقاء لا يحتمل، اللهم إلا إذا كان هذا الجانب فى كيان الشخص خامدا أو خاملا أو ميتا، وهو وضع لا يقاس عليه. أما القول بأن الإنسان يستطيع قهر تلك الغريزة وإماتتها عن طريق الرياضات العنيفة وممارسة ألوان الزهد والجوع والعطش والسهر وما إلى ذلك فلا أدرى كيف يكون، إذ المرأة فى الحقيقة إنما تكمن بداخلنا وتسكن منا العقول وتحتل القلوب قبل أن تكون كيانا قائما بذاته مستقلا عنا يعيش خارجنا.
لكن هناك أمرا حيرنى ولا يزال يحيرنى فى مسألة العلاقة الجنسية بين هييا وكل من الخادمة الإسكندرانية والفتاة الحلبية، وهى أنه كان يمارس الجنس معهما دون أن يخشى افتضاح ثمرة تلك الممارسة متمثلة فى الحمْل، وهى ثمرة متوقعة جدا فى مثل تلك الحالة، بل دون أن يتخذ هو والمرأة التى يواقعها شيئا من الاحتياطات التى تمنع ذلك الحمل، بل حتى دون أن يُثَار بينهما هذا الموضوع أصلا، وكأنه لا وجود له. ولا أظن المجتمع المصرى فى حينه كان لا يبالى بهذا الأمر، ولا أظن أوكتافيا الوثنية كانت لا تبالى به أيضا. صحيح أن الوثنيين لا يعرفون الحلال والحرام كما نعرفهما نحن المتدينين، لكن لهم رغم ذلك حواجزهم وموانعهم الأخلاقية، وإن كانت مرجعيتها اجتماعية لا دينية، وإلا كانت الأمور فوضى لا ضابط لها ولا رابط، وهو ما لا يتحمله أى مجتمع يحرص على تماسكه ويحاول تجنب الانهيار، حتى لو تم ذلك دون وعى كامل بأبعاد الأمر. ولنفترض أن أوكتافيا، بسبب من وثنيتها (رغم عدم اقتناعى بذلك كما سبق القول)، لم تكن تبالى بتلك المسألة لا هى ولا سيدها ولا المحيط الوثنى الذى كانت تعيش وتتحرك فيه، فما القول فى الفتاة الحلبية التى كانت تسكن هى وخالتها بجوار مسكن هيبا فى الدير هناك، وهى فتاة نصرانية لا وثنية؟ ولنفترض أننا غضضنا الطرف عن هذا وذاك، فكيف فات هيبا، وهو الراهب الذى لو انفضح ما كان يأتيه مع تلك الفتاة لكانت قاصمة الظهر بالنسبة له، كيف فاته أن يتخذ شيئا من الاحتياطات التى من شأنها منع الحمل عن عشيقته، وبخاصة أنه قد درس الطب، وكان طبيبا بارعا لم يحدث أنْ عجز عن مداواة أى مريض، فكان أسهل شىء عليه أن يحاول تلافى ذلك الأمر مسبقا حتى لا يحدث؟ هذا ما لا أفهمه!
وفى الصفحة السابعة والثمانين يكتب هيبا واصفا شعوره تجاه نَهْدَىْ أوكتافيا حين رآها لأول مرة على شاطئ البحر فالتجآ إلى مغارة هناك حيث أكلا وشربا مما كانت تُحْضِر مثلَه معها إلى الشاطئ على مدار العامين السابقين من طعام ونبيذ، وهو ما لا يقنعنى أبدا، ولكن علينا أن نفوّتها للمؤلف، وإلا فلن ننتهى، فالمهم الآن هو تصوير هيبا لمشاعره نحو نَهْدَىْ أوكتافيا، وكأن هذه أول مرة يتنبه فيها إلى أن للنساء نهودا، وأن نهودهن مثيرة. ترى هل من الممكن أنه لم يشعر بأية شهوة تجاه صدر المرأة قبل أن يرى أوكتافيا ويتنبه فى المغارة إلى بروز نهديها فيعى لأول مرة أن الثديين خُلِقا، على حد تعبيره، لشىء آخر إلى جانب الرضاعة؟ إذن فهو ليس بشرا. الواقع أن هذا أمر غير معقول.
ثم لقد انتصب ذَكَرُه لمجرد رؤيتها تمشى بدلال أمامه. أفلم ير امرأة قبل ذلك وينتصب ذكره إلا هذه المرة؟ ولنفترض أنه لم ير امرأة من قبل، وهو ما لا يمكن أن يكون، فيبقى أن هذا أيضا أمر غير معقول. ذلك أن المرأة تعيش فى دمنا قبل أن تعيش معنا وحولنا. إن المرأة هنا هى الغريزة والشهوة، وهما يجريان فينا مجرى الدم فى العروق حتى لو كان الواحد منا يعيش فى قمقم، وأين يجرى هاربٌ من دمه كما يقول إبراهيم ناجى؟ وكان هيبا قد قال فى أول الفصل ما معناه أنه كان قبل ذلك يكتفى بتخيل الأشياء والاستمتاع بها ذهنيا. وعلى هذا فلا بد أنه كان يتخيل نهود النساء ويتلذذ بذلك ولم ينتظر حتى رأى نهدى أوكتافيا فى المغارة (الله يخرب بيت المغارة وسنينها. لقد غلبت مغارة على بابا والأربعين حراميا)، مع أن هذا غير صحيح، إذ لا يعقل أنه لم ير امرأة قبل ذلك ولا أن النساء اللاتى رآهن لم يكن لهن نهود. وإذن فماذا كان لهن؟ أم هل هناك نساء فى أى مكان فى الدنيا قد حُرِمْن كلهن من النهود؟ وهل يُسَمَّيْن فى تلك الحالة: نساء؟ يا عيب الشُّوم!
وفى هذا السياق أيضا يؤكد راهبنا العفريت أنه لم يكن يعرف معنى القبلة قبل أن تقبّله أوكتافيا ويدخل دنيا، وإن كانت دنيا حراما، ولكن تلك قضية أخرى، ومع هذا ينسى بعد قليل ما قاله فى هذا الموضوع فيكتب (ص102) أنه كانت يثيره منظر سفاد العصافير (ونكاح الدواب أيضا بالمرة!). وأنا لا أذكر، رغم ولوعى بالعصافير وغرامى بصيدها فى طفولتى وصباى، أننى رأيت عصفورين يتسافدان. ومعنى هذا أننا أمام شخص "مقطّع السمكة وذيلها" حتى إنه ليلاحظ سفاد العصافير الذى قلما يلتفت له أحد، ثم يزعم رغم هذا أنه لم يكن يعرف معنى القبلة! بالذِّمّة أهذا كلام؟ يا رجل، قل كلاما غيره. أتريد أن أصدقك، وأنا أراك تمارس الفاحشة دون أن تبدى أى قدر من التردد أو المقاومة أو التحرج كلما واتتك الفرصة ناسيا أن الزنا حرام، وبالذات فى حالتك أنت أيها الراهب المحيِّر؟ ومع من؟ مع امرأة وثنية! ثم تقول لى إنك لم تعرف "معنى" القبلة من قبل؟ وحتى لو لم يقع لك أنْ قبّلت امرأة قبلا، وهذا أمر أستبعده كثيرا، فإن هذا شىء، وقولك إنك لم تكن تعرف "معنى" القبلة شىء آخر. ذلك أن "طعم" القبلة أمر يختلف عن "معناها". وهل فى الدنيا كلها من شرقها إلى غربها، ومن غربها إلى شرقها، من لا يعرف مثل ذلك المعنى؟ إنه معنى عالمى يا أخا الرهبان!
كذلك هل من المعقول أن يفكر شاب عنده 23 عاما أثناء ممارسة الجنس مع امرأة لأول مرة فى حياته فى الأمر الذى طرد الله آدم بسببه من الجنة وهل هو عصيان آدم له أو لأنه حين عرف سر أنوثة حواء أدرك رجولته واختلافه عن الله مع أنه خلقه على صورته؟ ألا ترى أنه تنطع منك، يا أيها الراهب الفلاتى، أن تفكر فى أمر كهذا فى وقت كهذا فى وضع كهذا؟ ثم يا دكتور زيدان، أوهذا هو الفرق بين الإنسان والله؟ طيب، فإذا كانت الرجولة من نصيب آدم، فماذا كان نصيب الله سبحانه، أستغفره جل وعلا؟ أرجو ألا تقول إن هذه فكرة هيبا لا فكرتك أنت، فهيبا إنما هو من صنع يديك وعقلك ووجدانك وخيالك. وهذا هو النص:
"كان لكلمة الطب وَقْعٌ سحرىٌّ عليها! رفعتْ حاجبيها، وأشرق وجهها ببسمةٍ بدتْ معها أسنانها الناصعة، وقد زادها نورُ القمر بياضاً وألقاً. مالت بوجهها، بل بجسمها كله، ناحيتى. حتى أعادتنى إلى استلقائى الأول، بارتماءتها المتوهِّجة بالاشتياق. كنتُ أظن قبلها أن الرجل إذا خلا بالمرأة، فإنه يعتليها. لكن الذى جرى لحظتها، هو أنها اعتلتنى. لن أستطيع تدوين بقية ما جرى بيننا فى ليلتنا الأولى هذه، ليلتنا. كانت حافلة بالشهوات المحرَّمة التى أهبطت آدم من الجنة. تُرى، هل طرد اللهُ آدم من الجنة لأنه عصى الأمر. أم لأنه حين عرف سِرَّ أنوثة حواء، أدرك رجولته واختلافه عن الله، مع أنه خلقه على صورته!" (ص97).
ويتعلق بهذا ما كتبه هيبا فى مذكراته وصفا لأوكتافيا، الخادمة الإسكندرانية الجميلة المثقفة التى تذكرنى بــ"هنادى" خادمة المهندس الأمية فى "دعاء الكروان"، تلك التى استطاعت تعلم القراءة والكتابة وأصبحت من مدمنات القراءة الجادة، وصارت تتحدث الفصحى بطلاقة عجيبة حتى إنها لتروى لنا قصتها بأسلوب طه حسين ذاته، كما تعلمت الفرنسية "فوق البيعة" وأتقنتها من مجرد استماعها لحصص الدرس الخصوصى لابنة الأسرة التى كانت تعمل لديهم، مما استفزنى وجعلنى أقول ما معناه أن رواية طه حسين "تعلمنا الفرنسية فى ثلاثة أيام بدون معلم". وسبب تهكمى أن الظروف لم تكن كافية لكى تصل خادمة جاهلة فقيرة بائسة وهاربة من أسرتها التى كانت تبحث عنها ويريد خالها أن يقتلها لهروبها وعيشها مع مهندسٍ عَزَبٍ شاب فى شقة واحدة، خادمة آتية من قلب الصعيد وتعمل لدى أسرة مصرية فى وقت لا أظن الخادمات كان لهن فيه أى اعتبار، إلى هذا المستوى الراقى الذى نعجز نحن الأساتذة فى المدارس والجامعات فى الوصول بطلابنا وطالباتنا إليه بعد كل تلك الأعوام التى يقضيها هؤلاء الطلاب فى العملية التعليمية ومع ما نبذله وتبذله الدولة فى هذا السبيل، وهو ما لم تحظ هنادى بشىء منه: لا فى الوقت ولا فى الإمكانات. ثم لا يكتفى طه حسين بذلك، بل تنتهى روايته بتزوج المهندس من الخادمة رغم ما وصفها به فى أول الكتاب من دمامة وقبح شديدين، وإن كان قد نسى فى نهايته فقال على لسانها إن عيون الناس كانت ترمقها بإعجاب فى المشرب الذى ذهبت تتناول الشاى فيه عصرا كأية سيدة من سيدات المجتمع الراقى، ثم زاد الطين بلةً فأوقع فى غرامها المهندس ابن الأكابر الذى كانت تشتغل عنده والذى كان قد أغوى أختها من قبل وتسبب فى قتل خالها لها حفاظا على العرض والشرف، وكان أن اتخذها زوجة. وهو ما استفزنى مرة أخرى فقلت إن طه حسين هو على كل شىء قدير، مما أزعج بعض الطلاب الضيّقى العَطَن ظنا منهم أننى أشبهه بالله سبحانه، أستغفر الله، وفاتهم لضيق عطنهم أننى، بهذا الأسلوب، لا أمجده بل أسخر من طريقته فى القصّ! ويمكن القراء أن يقرأوا الفصل الذى خصصته لنقد "دعاء الكروان" كاملا فى كتابى: "فصول من النقد القصصى".
لقد كان من الممكن أن تلم أوكتافيا ببعض الألفاظ والأفكار التى يرددها سيدها ومتبنيها التاجر المثقف الذى يحرص على اقتناء الكتب وعلى الخلوّ فى مكتبته يقرؤها ويعلق بما يعنّ له على هوامش صفحاتها تعليقات تدل على ثقافة عميقة، لكن دون أن تتعمق فى شىء من ذلك. أى أن تكون معرفتها بتلك الألفاظ والأفكار "من شواشيها" كما نقول فى العامية. أما أن تبلغ ثقافتها المدى الذى يجعلها من المتشيعين لهيباتيا والمولهين بعقلها وفكرها وفلسفتها حتى لتخرج وتتحدى الجماهير الغوغائية التى كانت تسحل تلك الفيلسوفة على أرض الشارع حيث كُشِط جلدها ولحمها عن عظامها كما تقول الرواية التى أوردها هيبا فى مذكراته (وإن كانت هناك رواية أخرى تقول إن أولئك الوحوش قد كشطوا الجلد بأطراف المحار الذى وجدوه على الشاطئ، وثالثة تقول: بل تم الكشط بما استخدموه من حجارة حادة الأطراف) وتحاول الدفاع عنها وحمايتها من القتل فكان أن قُتِلَتْ هى أيضا. الحق أن الرواية هنا قد "زادتها حبيتن". لكن هذا لا يمنعنى من القول بأننى استمتعت، رغم ما يسود الأمر كله من لاواقعية كلاواقعية "دعاء الكروان"، بوصف المؤلف على لسان هيبا تلك الخادمة فى ملابسها البالغة الأناقة وجمالها الناضج الفتان وتصرفاتها الأرستقراطية وصرة الطعام الفخمة التى كانت تحملها معها عند الشاطئ حين التقت بهيبا لأول مرة ووقع كلاهما فى غرام الآخر من النظرة الأولى ومارسا الجنس هناك ببساطة متناهية يُحْسَدان عليها (على الأقل: من جانبى أنا لأننى من الذين يخافون ويمشون جنب الحائط، وأخاف أن آتى بحركة "كذا أو كذا" حتى لا أضيع فى شربة ماء، إن لم يكن خشية لله، وليست خشيتى لله بالشىء القليل، فخوفا من التبعات الاجتماعية والفضيحة والجُرْسَة وشماتة من يساوى ومن لا يساوى)، وكأنهما قد رتبا الأمر كله ترتيبا من "طَقْ طَقْ لسلامٌ عليكم"، وإن لم تَسْلَمْ أفكارها رغم ذلك كله من نزعة عامية تمثلت فى تصديقها للعرافة التى تنبأت لها قبل عامين بأنها سوف تلقى حبيبها قادما من البحر بعد نقطتين. قل: يومين! قل: أسبوعين! قل: شهرين! قل: عامين! لكن من فضلك لا تقل: قرنين، لأنها واسعة شوية! فكانت تخرج كل يوم على مدار العامين إلى الشاطئ (يا قوة الله! عامين كاملين؟) تترقب ورود حبيب القلب، ومعها صرة الطعام وزجاجة النبيذ المعتق (الذى لم أذقه ولا ذقت أى شراب فى حياتى نفورا طبيعيا من الخمر حتى لو لم يحرمها الله)... إلى أن لقيتْ هيبا وهو يكاد يغرق أثناء سباحته هناك فوقع فى خاطرها للتو واللحظة أن هذا هو حبيب القلب الذى ذكرته لها الكاهنة، وهوما يذكرنا بالمعالجات الساذجة التى تقوم عليها بعض الأفلام المصرية القديمة، فكان ما كان مما لست أتحرج من ذكره، بل لقد ذكرته، وأفاض فيه الكاتب إفاضة جعلتنى أخاف على نفسى من الفتنة وأنا الشيخ الكبير (كدت أقول مثل محمد رشدى فى أغنية "عَدَوِيّة": وأنا الشاب الفقير!)، فما بالنا بالشاب، وبالذات الشاب الفقير الذى لا أمل عنده فى الزواج قريبا أو بعيدا، وبالذات بالذات فى ظل الاحتكار الجلف البشع حاليا للحديد المصرى وارتفاع أسعاره إلى أرقام فلكية تحطّم العقول والقلوب والجيوب تحطيما وتجعل شراء شقة حلما مستحيلا، اللهم إلا فى المشمش... أو فى الجنة، التى لن يدخلها بطبيعة الحال كل محتكر لئيم، وبخاصة إذا لم يكن معروفا من أين حصل هذا المحتكر على أمواله؟ أى أن هيبا نجا من الغرق فى بحر الإسكندرية فغرق فى بحر أوكتافيا. نعم لقد نجا من البحر المالح ليغرق فى بحر العسل! عسل أسود ومطين بستين نيلة، لكنه فى نهاية المطاف عسل، ياناس يا عسل!
وعلى ذكر "عدوية" محمد رشدى فقد كانت شخصية حقيقية تشتغل خادمة لدى الموسيقار عبد العظيم عبد الحق، وكان الأبنودى يراها كلما كان فى زيارة للموسيقار الكبير، إذ كانت تحضر لهما ما يحتاجه الضيف ومضيفه، وكان عبد الحق لا يكف عن ندائها كى تلبى هذا الطلب أو ذاك: روحى يا عدوية! تعالى ياعدوية! أنت يا بنت يا عدوية! إلى أن لَفَتَ جَرْس الاسم وغرابته أذن الأبنودى وانتباهه فنظم فيها أغنيته المشهورة. وحينئذ عرضها على الأستاذ عبد الحق فرفض قائلا إنه لا يليق به أن يلحن أغنية تتغنى باسم خادمته، فأعطاها الشاعر لبليغ حمدى ونجحت الأغنية وكسّرت الدنيا، فكان عبد الحق كلما فتح الإذاعة سمع الأغنية وفيها اسم "عدوية"، وكلما مشى فى الشارع سمع الناس تردد الأغنية وفيها اسم "عدوية"، فكان يضحك قائلا وهو يكاد يشد شعره: منك لله يا أبنودى!
ويرتبط بموضوع أوكتافيا وممارسة هيبا الفاحشة معها فى المغارة قول راهبنا، الذى لا أستطيع أن أفهمه فى كل حالاته ولا أستطيع متابعته فى بدواته العجيبة، إن تسجيله الكتابىّ لما وقع من فاحشة بينه وبين أوكتافيا قد دنّس روحه، ليعود بعد أسطر قليلة فيقول إن الاعتراف، أى الكتابة فى هذا الموضوع، يطهرنا من كل الخطايا (ص108). حيرتنا معك يا عمّ هيبا! يدنّس أم يطهّر؟ أو بالبلدى الفصيح: نفتح الشباك أم نغلق الشباك؟ ومثل ذلك فى التناقض ما نلاحظه من أن فكره وعقيدته مضطربان ويتناقضان من لحظة إلى لحظة، ففيما كان يقول إن الله معاقبه لا محالة على ارتكابه الفاحشة مع أوكتافيا، إذا به عقب ذلك يقول إن الله سوف يغفر للجميع مؤمنين ووثنيين لأنه رحيم (ص104- 105). مرة أخرى: حيرتنا يا عم هيبا! يغفر أو لا يغفر؟ اُرْسُ لك على بَرّ، الله لا يسوؤك! ومن التناقضات المضحكة فى تصرفاته وكلامه أيضا قوله إنه ألقى جلبابه على جسمه العارى خجلا من نظرات أوكتافيا. والحق أنه لا معنى لهذا الخجل بعدما قضى الليل وأول النهار يجامعها ويطّلع منها وتطّلع منه على كل شىء وتحمّمه وتدلكه بالليفة، وهو ما تكرر كثيرا طوال كل يوم، إلى أن عرفت أنه نصرانى لا وثنى مثلها فطردته من جنة الشياطين هذه بلا عودة. بالله عليكم، أيها القراء، أو تصدقون ذلك العفريت حين يقول إنه كان خجلان من عريه أمام الخادمة فتغطى؟:
"نسيتُ ذاتى ساعتها، وغاظنى أنها غالبا ما تبدأ الأمر، فدعتنى نفسى إلى البدء تلك المرة، حتى أشعرها بقوتى! كنتُ صغيرا، ومندفعا. أدرتها من كتفيها حتى وَلَّت وجهها نحو الجدار، ثم أزحتها بضغطَّةٍ من كفىَّ على جانبىْ ظهرها، فانزاحتْ مستسلمةً لى. نفختُ شعلة القنديل فانطفأت، ولفَّنا الظلامُ. كان صدرها إلى الجدار الرطب، وصدرى إلى ظهرها الدافئ. تحسَّستُ فى الظلام جسمها، فوجدتها مستسلمةً تماماً وقد أسندتْ يديها إلى الحائط، ومالت برأسها قليلاً إلى الإمام. رفعتُ عنى جلبابى، وأنزلتُ السروال، ورفعتُ عنها ثوبها، ولم يكن تحته شيئ لأُنزله. صرنا عاريين تماما. علا صوتها، وهى تئنُّ طالبةً منى شَقَّها لنصفين. يا إلهى. لايصح هذا الذى أتذكره وأذكره بعد مرور هذه السنين الطوال" (ص125- 126).
ولا أدرى لماذا "نصفين" فقط مع أن الأغنية تقول: "قطّعنى حتت وارمينى فى الزيت"، أى حتتا كثيرة لا حتتين فقط. وما ضَرَّها أو ضَرَّه لو طلبت منه أن يقطّعها أكثر من ذلك، وليس شرطا أن يرميها فى الزيت، لأن ما تكون فيه ساعتها أشد لهيبا من الزيت والزفت المغلى ذاته؟ هل الكلام فى مثل تلك الظروف عليه جمرك أو يأخذه أحد على محمل الجِدّ؟
كذلك هل يعقل أن نصرانيا مثل هيبا، الذى كان راهبا لا نصرانيا عاديا ويبدو فى غير قليل من الأحيان متحرجا جدا فيما يخص أمور عقيدته، يمكن أن يقول فى حديثه عن أوكتافيا: "على طرف سريرها جلستْ وهى تمد ذراعيها نحوى مثل ربة مانحة، ربة حنون وطيبة ومرحة" (ص128)؟ الواقع أن هذا كلام لا يقوله إلا الوثنيون المؤمنون بتعدد الأرباب. لكن لا ينبغى أن نحاسبه على كلامه فى تلك الظروف التى تطير أبراج العقول جميعا لا بُرْجًا واحدا كما يقال، أو بُرْجَيْن كما تقول صباح فى إحدى أغانيها! وإذا كان المثل الشعبى يقول: "بلدك من أين جحا؟ - بلدى التى فيها امرأتى"، فيمكننا بدورنا أن نقول فى سياقنا هذا: "ما هى عقيدتك يا هيبا؟ ليرد علينا قائلا: فأما عقيدتى مطلقا فهى النصرانية، وأما فى السرير فهى العقيدة التى عليها حبيبتى. على كل حال فإن هذا التناقض فى تصرفات وكلام هيبا ينال من عنصر رسم الشخصية فى الرواية، وقد كنا نود لو برئ رسم الشخصيات فيها من هذه الملاحظة، وبالذات رسم شخصيتها الأولى.
ثم تعرف أوكتافيا، كما قلنا، أن هيبا نصرانى فتطرده فى الحال من فردوسها الشيطانى غاضبة غضبا بركانيا مزلزلا، وتكون تلك هى الفاصلة الأبدية. لكن هل من المقنع أن أوكتافيا، بعدما ذاقت عُسَيْلته وذاق عُسَيْلتها أياما وليالى فى المغارة (ولا مغارة على بابا!) وفى قصر سيدها، لا تعرف ولا يعرف هو تحرجا ولا ترددا ولا تخلّج ضمير، بل عاشا فى بُلَهْيِنَةٍ لا تتاح عادة للبشر فى هذه الأرض المزعجة التى لا تترك لذة من اللذات إلا بترتْها أو كدرتها أو شابتها بالتوتر والخوف من المجهول، وكانت تنتظره منذ عامين بالطعام والنبيذ كل يوم عند الشاطئ، هل من المقنع أن تفعل أوكتافيا هذا مع حبيب القلب وحبيب غير القلب ثم لا تتراجع فى موقفها منه ودون أى تلجلج أو تندم أو تفكير فيما كان بينهما، وهو ليس أبدا بالشىء القليل، وكأن قلبها قُدَّ من حديد؟ لقد كل كل ما يهمها هو الشهوة وإشباعها، والشهوة لغة عالمية عند الزناة والفلاتية، وكان البطل يعطيها ذلك بغزارة وثرارة وصفاء ونقاء إن كان لنا أن نصدق ما تقوله الرواية فى هذا الصدد، فماذا تريد تلك "الجاحدة" أكثر من ذلك؟ ثم إنها خادمة فى نهاية المطاف، ولا موقف عقيدىٌّ لها صُلْبٌ كما يريد المؤلف أن يوهمنا. ولا ننس أنها كانت تنظر إليه (إلى هيبا طبعا لا إلى المؤلف) بوصفه عطيةً من الآلهة حسبما ذكرتْ له. كذلك فالمسائل العاطفية والجنسية لا تُحْسَم بهذه السهولة، بل لا بد أن يقوم بشأنها صراع فى نفس الشخص طويل قبل أن تستقر الأمور على وضعها الأخير (انظر ص132- 133). ولعل القارئ يتساءل: وإلى أين ذهب هيبا فى تلك المدينة التى لم يكن يعرف فيها أحدا ولا كان له من المال ما يمكنه أن يكترى به مسكنا مثلا؟ فهل هناك سوى المغارة والجوع والعطش؟ تستأهل يا هيبا يا من استحللت قصر الرجل الطيب الغائب فعِثْتَ فيه زنا ودعارة وأكلا وشربا وقراءة كتب من مكتبة الرجل دون حساب ولا عتاب. يعنى: أكل ومرعى وقلة صنعة! لكن الله سرعان ما اقتص منك فطردتك المجنونة بنت المجنونة شر طردة لترجع إلى الشارع حيث البرد والجوع والتشرد والعويل واصطكاك الأسنان! تستأهل. هل قال لك أحدٌ: ازْنِ!
لقد كان أمامك الزواج، وهو الطريق الشرعى لنيل ما تريده من المرأة وما تريده منك المرأة، لكنك تنكرت له وترهبت، ولم تسلم الجـََرّة فى أية مرة. ولقد قالت لك مرتا البنت الحلبية الحلوة: تزوجنى، فأجبتها، خيبة الله عليك، بأنك راهب، ولا يمكن الراهب أن يتزوج. فما كان منها، نوَّر الله عليها وعلى بديهتها الحاضرة وفصاحتها المفحمة، إلا أنْ صفعتْك بقولها: وهل الرهبنة تجيز لك ما كنا نفعله الآن؟ تقصد الفاحشة التى كانا يمارسانها فى بيتها بجوار الدير. وهذا ما حذر منه نبينا العبقرى وأنكره مؤكدا أنه لا رهبانية فى الإسلام. ذلك أنه عليه الصلاة والسلام يعرف أن الرجال لا يستغنون تحت أى ظرف عن النصف الحلو، كما أن النصف الحلو لا يمكن أن يستغنى عن النصف الخنشورى، وأن من يحاول ذلك فهو كناطحِ صخرةٍ يوما ليوهنها، فلم يضرها فى شىء، ولم يَنُبْه إلا إدماء قرنه وعودته فاشلا يجرجر أذيال الفشل. وفى رأيى أن الرجل، أى رجل، إما أن يتزوج أو يزنى أو يظل طول حياته يجاهد غرائزه، ومن ذا الذى يستطيع ذلك؟ إنه، إن نجح فى مجاهدة تلك الغرائز، ولا أظنه ينجح أبدا، فلسوف يبقى سائر عمره يعانى من مشاكل نفسية رهيبة تربك شخصيته وأوضاعه كلها، اللهم إلا أن تكون غريزة الجنس لديه ميتة أو يكون تركيبه الذكورى غير طبيعى. وكم نسبة الرجال من هذا الصنف؟ لهذا ولغير هذا كان نبى الإسلام، صلى الله عليه وسلم، حاسما حين نهى عن الرهبانية وحَضَّ كل مستطيع على الزواج دون إبطاء، وإلا فعليه بالصوم فإنه له وِجَاءٌ إلى أن ييسر الله الأمور. وإنى لأتصور أنْ لو أدرك هيبا عصر النبى لكان من أوائل المسلمين، ولكنا ذكرنا اسمه الآن مع بلال الحبشى وصُهَيْب الرومى وسلمان الفارسى فقلنا: "سيدنا هيبا المصرى رضى الله عنه". لكنه لم يفز بها، وسبقه بها أكثر من عكاشة!
كذلك فالاعتراف طقس لا يعرفه الإسلام، وهو طقس لا معنى له سوى فضح الإنسان لنفسه ولمن شاركه الإثم وإعطاء الكاهن الفرصة لاستغلال المعترف، وبخاصة إذا كان طفلا أو امرأة كما هو معروف فى كل مكان. ثم إن الغافر هو الله لا الكاهن. كما أن هذه الفلسفة من شأنها أن تجرئ الشخص على التمادى فى ارتكاب الخطايا ما دام الاعتراف جاهزا، والغفران حاضرا. أما الإسلام فيأمر الشخص بالاستتار بالبلايا وعدم هتك الستر الذى ستره الله به، وأن يعود عن المعصية ويضع أمله فى الغفران فى الله. كما أن الإسلام لا يعتبر ما يسمى: الخطيئة الأصلية ولا يضعها فى الحساب لأن آدم قد نال ما استحقه وانتهى الأمر، ونحن (ذريته) شىء آخر.
أما لماذا غضبت الكنيسة من هذه الرواية، فالأسباب متعددة: ذلك أن الرواية قد فضحت نظام الرهبنة متمثلا فى هيبا، الذى كان يشك فى عقيدته ويمارس الخطيئة دون تردد أو تلجلج كلما أتيحت له فرصة ممارستها. ثم هو لا يكتفى بها، بل يأخذ فى وصف ما وقع وصفا من شأنه إضرام نار الشهوة فى العروق، وبخاصة أنه يضفى على الفاحشة غلالة رومانسية عذبة تسهّل لهذا الوصف التغلغل إلى النفوس والقيام بتأثيره فى خفاء ويسر يصعّبان مقاومته. كذلك فهيبا، الذى لا شك أنه يعبر عن أفكار المؤلف، وإن كان ذلك بطريقة فنية، لا يدع أية فرصة إلا وعرض شكوكه فى النصرانية وفى الكنيسة ورجالها، وبالذات كنيسة الإسكندرية رغم أنه مصرى، وكان يُتَوَقَّع أو يُرْجَى منه على أقل تقدير أن يؤازرها ويعمل على التغطية على عيوبها، لكنه أخلف الرجاء والظن وكشف كثيرا من عوراتها وصور رجالها تصويرا لا يسر عدوا ولا حبيبا. فمثلا نراه يحمّل كيرلس أسقف الإسكندرية فى عصره ورهبان كنيستها مقتل الفيلسوفة الإغريقية الجميلة هيباتيا، ذلك المقتل المتوحش الذى يدل على أن مرتكبيه لا يمكن أن ينتموا إلى جنس الإنسان، وإن تقنعوا بقناع الدين والغيرة عليه. وقد أدان نسطور مقتل هيباتيا واتهم كيرلس برشوة القضاة حتى انتهى البحث إلى لاشىء ولم تتم إدانة أحد (ص188). وجدير بالذكر أن نقول إن القمص بسيط، فى حلقة "العاشرة مساءً"، قد أثنى على هيباتيا وعلمها ومكانتها وذكر أن بعض رجال الدين النصارى قد تتلمذوا على يديها، إلا أنه أنكر مع هذا أن يكون لكيرلس أى دخل على الإطلاق فى مقتلها، مضيفا أن الذى ألصق هذه التهمة بكيرلس مؤرخ وثنى صدّقه الكتاب اللاحقون.
ولقد كان من الممكن إلى حد ما أن نجد بعض العذر لمن قتلها لو أنها كانت تعذب النصارى مثلا. أما وهيباتيا لم تسئ إلى النصارى بشىء فلا أظن من الممكن أن يكون لقاتليها عذر أى عذر. بل حتى لو شاركتت هيباتيا فى محاربة النصرانية والنصارى فإن الطريقة الرهيبة البشعة التى قُتِلَتْ بها لا مسوغ لها أبدا. ولندع هيبا، أو بالحرى: المؤلف، يرسم لنا ذلك المشهد الفظيع الذى لا أظن كاتبا آخر قد ساواه فى رسمه. أقول هذا وقد قرأت وصف مقتلها فى عدد من الكتب ودوائر المعارف باللغات الثلاث: العربية والإنجليزية والفرنسية، فأنا حين أقول ذلك لا أقوله من فراغ. وسبب ذلك أن المؤلف، أو هيبا: لا فرق، قد وصف المشهد بأسلوب أدبى تفنن فيه وفى توبلته بكثير من التفاصيل المثيرة التى تبرز جريمة المتوحشين البرابرة إبرازا. لقد أراد إدانة التعصب الكنسى وحشد لذك كل قواه التعبيرية والوجدانية، فكان هذا النجاح الفريد. ولنقرأ، ولكن ليس قبل تحذير القراء الذين لا يستطيعون الصمود أمام مشاهد القتل العنيف من الاستمرار معنا فى الصفحات التالية:
"فى الأعوام الرتيبة التى قضيتها بالإسكندرية، كنتُ أحضر دروس الطب واللاهوت بانتظام. واشتهرتُ بين أهل الكنيسة بكثرة الصلاة وقلة الكلام، فحسن اعتقادهم فى صلاحى وورعى. ومع كَرِّ الأيام والشهور، نسيتُ ما كان من أمر أيامى الأولى بالمدينة، ولم أعد أسمع أخباراً عن هيباتيا، ولا عن غيرها. حتى جاءت تلك الأيامُ العصيبة من شهور سنة خمس عشرة وأربعمائة للميلاد المجيد، إذ سَرَتْ أولاً بين رجال الكنيسة، همهماتٌ عن احتدام الخلاف بين البابا كِيرُلُّس وحاكم الإسكندرية أورستوس. ثم شاعت أخبارٌ كثيرةٌ عن اعتراض جماعة من شعب الكنيسة، المؤمنين، طريقَ الحاكم أوريستوس، ورجمهم له بالحجارة. مع أنه فى الأصل رجلٌ مسيحىٌّ، ومعروفٌ أن عماده أيام شبابه، كان فى أنطاكية على يد يوحنا فم الذهب. ومع أن يسوع المسيح فى بدء بشارته، نهى اليهود عن رجم العاهرة، فى الواقعة المشهورة التى قال فيها: مَنْ كان منكم بلا خطية، فليرجمها بحجر .
غير أن هذا الخلاف الثائر بين الأسقف والحاكم، لم يكن أيامها يعنينى فى شئ! ومن ثم، انشغلت عنه بهمومى اليومية وصلواتى ودروسى المملَّة، فلم أحرص على التقاط الهمهمات أو تتبُّع الأخبار. حتى بدأ اسم هيباتيا يجرى على الألسنة فى أكثر الجلسات. كنتُ أظن أننى نسيتها تماماً، ثم وجدتنى كلما سمعت اسمها، أضطربُ ويخفق قلبى لذكرها.
تاقت نفسى لمعرفة ما يدور وراء أسوار الكنيسة، فتتبعتُ الحكايات ومحدثات الأمور. بدأتُ بسؤال القَسّ يوأنَّس الذى نهرنى، وأمرنى بعدم الانشغال بغير ما جئت من أجله. بعد أيام عاودتُ سؤاله بلطفٍ، فنصحنى بالابتعاد عن الموضوع، والاهتمام بما أنا موجودٌ فى الكنيسة من أجله. سألتُ غيره، فلم أهتد منهم إلى خبرٍ يطمئن له قلبى. غير أننى تأكَّدت من همهمات الخدم الذين يتردَّدون بين المدينة والكنيسة، أن كراهية البابا لهيباتيا كانت قد بلغت المدى. كانوا يقولون إن الحاكم أوريستوس طرد رجلا مسيحيا من مجلسه، فغضب البابا. ويقولون إن الحاكم يعارض ما يريده البابا من طرد اليهود بعيدا عن الإسكندرية، بعدما طردهم الأسقف ثيوفيلوس إلى رَبْع اليهود الكائن بالجهة الشرقية، وراء الأسوار. ويقولون إن الحاكم كان يُفترض فيه أن يصير نصيرا لأهل ديانتنا، إلا أن الشيطانة هيباتيا تدعوه إلى غير ذلك. ويقولون إنها تشتغل بالسحر، وتصنعُ الآلات الفلكية لأهل التنجيم والمشعوذين. قالوا أشياء كثيرة، لم يطمئن إليها قلبى .
مرت الأيام مترعةً بالتوتر، حتى كان يوم الأحد المشؤوم. المشؤوم بكل ما فى الكلمة من معنى عميق. ففى صبيحة ذاك اليوم، خرج البابا كِيرُلُّس إلى مقصورته ليلقى على الجموع عظته الأسبوعية، وكان على هيئته الحزنُ. لم ينظر إلى مستمعيه فرحاً بشعبه كعادته ، وإنما أطرق لحظةً طويلة، ثم أسند صولجانه الذهبى إلى جدار المقصورة، ورفع يديه إلى السماء حتى انسدلت أكمامه الواسعة وبدت ذراعاه النحيلتان. انشرعت أصابعه فى الهواء، فكأنها أطراف المذراة. وبصوت جهيرٍ هادر،ٍ راح يقرأ الصلاة المذكورة فى إنجيل متى: أبانا الذى فى السماوات، ليتقدَّس اسمُك، ليأت ملكوتك، لتكن مشيئك فى السماء، وكذلك فى الأرض.
أخذ الأسقفُ يعيد الصلاة، حتى أخذ الناسَ النشيجُ وهم يردِّدون الدعاء وراءه. ثم صار صوته نارياً متأججاً وهو يقول لهم: يا أبناء الله، يا أحباء يسوع الحى، إن مدينتكم هذه، هى مدينةُ الرَّبِّ العظمى. فيها استقر مُرقس الرسول، وعلى أرضها عاش الآباء، وسالت دماءُ الشهداء، وقامت دعائم الديانة. ولقد طهَّرناها من اليهود، المطرودين. أعاننا الرَّبُّ على طردهم، وتطهير مدينته منهم. ولكن أذيال الوثنيين الأنجاس، مازالت تثير غبار الفتن فى ديارنا. إنهم يعيثون حولنا فسادا وهرطقة، يخوضون فى أسرار كنيستنا مستهزئين، ويسخرون مما لايعرفون، ويلعبون فى مواطن الجد ليشوهوا إيمانكم القويم. يريدون إعادة بيت الأوثان الكبير الذى انهدم على رؤوسهم قبل سنين، ويودون تعمير مدرستهم المهجورة التى كانت تبثُّ الضلال فى العقول، ويفكِّرون فى إعادة اليهود من الرَّبْع الذى سكنوه إلى داخل أسوار مدينتكم . لكن الرَّبَّ ، ياجند الرَّبِّ ، لن يرضى بذلك أبداً. ولسوف يُحبط مساعيهم الدنيئة، وسوف يبدِّدُ أحلامهم المريضة، وسوف يرفع قَدْر هذه المدينة العظمى، بأيديكم أنتم. مادمتم بحقٍّ، جنودَ الرب. مادمتم بحقٍّ، جنود الحق. لقد صدق ربنا يسوع المسيح، حين نطق بلسانٍ من نورٍ،ِ فقال: الحقُّ يطهِّركم! فتطهَّروا يا أبناء الرب، وطهِّروا أرضكم من دنس أهل الأوثان. اقطعوا ألسنة الناطقين بالشَّرِّ. ألقوهم مع معاصيهم فى البحر، واغسلوا الآثام الجسيمة. اتَّبعوا كلمات المخلِّص، كلمات الحق، كلمات الرَّبِّ. واعلموا أن ربنا المسيح يسوع، كان يحدثنا نحن أبناءه فى كل زمان، لما قال : ماجئتُ لأُلقى فى الأرض سلاما، بل سيفا!
اهتزت الجموعُ مهتاجةً، حتى كاد اهتياجُها يبلغ الغاية. وراح كِيرُلُّس يكرِّر بهديره الحماسىِّ الآسر، قول يسوع المسيح: ماجئتُ لأُلقى فى الأرض سلاما، بل سيفا! فيزداد هياجُ الجموع، ويقارب بحدَّته حدود الجنون. بدأ الناس يردِّدون وراءه العبارة، ولم يكفوا إلا حين قَطَعَ التردادَ بصرخةٍ كالرعد، ذلك الضخمُ المعتادُ على إنهاء خطب يوم الأحد النارية، أعنى بطرس قارئ الإنجيل بكنيسة قيصرون الذى انفجر من بين الجموع قائلاً: بعون السماء، سوف نطهِّر أرض الرب من أعوان الشيطان. سكت الأسقف، فسكن الناسُ إلا بطرس القارئ. ثم أخذ بعضهم يعيد وراءه عبارته، وأضاف إليها أحدهم الترنيمة المرعبة: بسم الإله الحى سنهدم بيت الأوثان، ونبنى بيتاً جديداً للرب. بعون السماء سوف نطهر أرض الربِّ من أعوان الشيطان. بسم الإله الحى سنهدم بيت الأوثان.
استدار الأسقفُ، فتناول صولجانه، ورفعه فى الهواء ليرسم به علامة الصليب، فاجتاح الكنيسة هوسُ الجموع. تداخلت الهتافاتُ واصطخبت، عَمَتِ العقولُ، وعمَّتِ القلوب فوضى منذرةٌ بحادثٍ جسيم. كان بطرس القارئ أول مَنْ تحرَّك نحو الباب، ثم تحرَّك من خلفه الناس جماعاتٍ وهم يرددون عبارته الجديدة: بعون السماء سوف نطِّهر أرض الرَّبِّ.
كادتْ ساحةُ الكنيسة تخلو، وكانت أصواتُ الهاتفين وراء بطرس القارئ تأتى من خارج الأسوار. دخل الأسقفُ من شرفته ووراءه القسوس، ولم أدرِ ساعتها إلى أين أذهب؟ هل أعود لصومعتى وأغلق بابى علىَّ، مثلما أفعل دوما؟ أم أظل فى ساحة الكنيسة، حتى يظهر ما سوف يظهر من مشيئة الرب؟ أم أخرج وراء الجموع؟ ومن دون تدبيرٍ منى، أو بتدبيرٍ خفىِّ عنى، خرجتُ مدفوعا بتوجُّسى خلف الجموع، فلحقت بهم. ولكننى بالطبع، لم أكن أردِّد وراءهم ما يقولون .
اتجه بطرس قائدُ الجموع إلى الشارع الكانوبى الكبير، ومن خلفه سار مئاتُ الهاتفين. كانت شمسُ الظهيرة مُتَّقدةً، والرطوبةُ العالية تخنق الأنفاس. البيوتُ ارتجَّت مع حركة المؤمنين ومن علو الهتافات، كان بعضها مغلقَ النوافذ والأبواب، وبعضها يقف ساكنوه على سطحه يلوِّحون بالصلبان. ثار غبار الطرقات، وهربت الملائكة الرحيمة من السماء، وحَدَّثنى قلبى بقرب وقوع حَدَثٍ مروع. كنتُ أسيرُ مأخوذا بما يجرى من حولى، وكأننى أعيش واحدةً من رؤى سفر حبقوق المنذرةِ بفناء العالم وزوال الدنيا.
بعد حينٍ، تناقص الهاتفون المهلِّلون، وتفرَّقوا فى الطرقات مع طول الجولان فى أنحاء المدينة. صاروا عشرات موَّزعة فى الشوارع، وساروا يردِّدون الهتافات ذاتها. فى لحظةٍ ما، اعتقدتُ أن غرض هذا الصخب، تبيانُ أن المسيحيين هم الأظهرُ والأقوى بالمدينة. هى إذن، رسالةٌ ضمنيةٌ إلى الحاكم، وتنبيهٌ صريحٌ لكل السكان. ولكن الأمر انقلب إلى ماهو أعمق من ذلك، وأبعد، وأبشع .
شمسُ الظهيرة حَمَّ شعاعُها، وازدادتْ رطوبةُ الهواء حتى ثقلت علىَّ أنفاسى اللاهثة وراء الجماعة الهاتفة الباقية وراء بطرس القارئ. كدتُ أستدير راجعاً إلى أسوار الكنيسة، إلى حصنى الحصين، لولا أننى انتبهت إلى ذلك الرجل النحيل، طويل الرأس، الذى جاء من أقصى الشارع يجرى، وهو يصيح لبطرس والذين معه:
- الكافرةُ ركبتْ عربتها، ولا حُرَّاس معها .
خفق قلبى بشدة، واعترانى فزعٌ مفاجئ لما رأيتُ بطرس يجرى وهو يصرخُ، نحو الجهة التى أشار إليها الرجل ذو الرأس الطويل، وتبعه الآخرون. جريتُ خلفهم، وليتنى ما فعلتُ. عند الكنيسة الصغيرة التى فى منتصف الشارع الواسع المؤدى من المسرح الكبير إلى الميناء الشرقى، بدت من بعيدٍ عربة هيباتيا ذات الحصانين، العربة ذاتها التى رأيتها تركبها، وترحلُ بها عنى، قبلها بثلاثة أعوام. العربةُ هى هى، والحصانانِ هما هما، أنا وحدى الذى ما كنتُ أنا. بطرسُ القارئ انطلق ببدنه الضخم ليلحق بالعربة وهو يصرخ، ويصرخ وراءه أتباعه بألفاظٍ غير مفهومة. قبل أن يصل إليها، بأمتارٍ، وقف فجأةً وتلفَّت؛ فاندفع إلى ناحيته أحدهم وهو يصيح صيحةً هائلة ويُخرج من تحت ردائه الكنسى سكينًا طويلاً.. صدئاً.. أيضًا.. السكين..
╬ ╬ ╬
لن أكتب حرفًا واحدًا. لا..
╬ ╬ ╬
يارب. شُلَّ يدى.. خذنى إليك. ارحمنى.
╬ ╬ ╬
سأمزقُ الرقوق، سأغسلها بالماء. وسوف..
- اكتبْ يا هيبا، اكتبْ باسم الحقِّ المختزن فيك.
- يا عزازيل، لا أقدر.
- اكتبْ ولا تجبُن، فالذى رأيته بعينك لن يكتبه أحدٌ غيرك، ولن يعرفه أحدٌ لو أخفيته.
- حكيته لنسطور فى أورشليم، قبل سنين.
- ياهيبا، حكيتَ يومها بعضا منه، فاكتبه اليوم كاملاً، اكتبه الآن كله.
╬ ╬ ╬
آه. لما التقط بطرسُ السكين الطويلة الصدئة، رآه سائقُ عربة هيباتيا، فقفز كالجرذان وجرى متواريا بين جدران البيوت. كان بإمكان السائق أن يُسرع بحصانيه فى الشارع الكبير، وما كان لأحدٍ أن يلحق بالعربة. لكنه هرب، ولم يحاول أحدهم أن يلحق به! ظل الحصانان يسيران مُرتبكين، حتى أوقفهما بطرس بذراعه الملوِّحة بالسكين. أطَلَّت هيباتيا برأسها الملكى من شُبَّاك العربة، كانت عيناها فزعةً مما تراه حولها. انعقد حاجباها، وكادت تقول شيئاً، لولا أن بطرس زعق فيها: جئناك يا عاهرة، يا عدوَّة الرَّبِّ .
امتدتْ نحوها يدُهُ الناهشةُ وأيدٍ أخرى، ناهشةٌ أيضًا، حتى صارت كأنها ترتقى نحو السحاب فوق أذرعهم المشرعة. وبدأ الرعبُ فى وضح النهار. الأيادى الممدودة كالنصال، منها ما فتح باب العربة، ومنها ما شدَّ ذيل الثوب الحريرى، ومنها ما جذب هيباتيا من ذراعها فألقاها على الأرض. انفلت شعرُها الطويل الذى كان ملفوفاً كالتاج فوق رأسها، فأنشب فيه بطرس أصابعه، ولوى الخصلات حول معصمه، فصرختْ، فصاح: باسم الرَّبِّ، سوف نطهِّر أرض الرَّبِّ.
سحبها بطرسُ من شعرها إلى وسط الشارع، وحوله أتباعه من جُند الربِّ يهلِّلون. حاولت هيباتيا أن تقوم، فرفسها أحدهم فى جنبها، فتكوَّمت، ولم تقو على الصراخ. أعادها بطرس إلى تمدُّدها على الأرض، بجذبةٍ قويةٍ من يده الممسكة بشعرها الطويل. الجذبة القوية انتزعت خصلات من شعرها، فرماها، نفضها من يده، ودَسَّ السكين فى الزُّنَّار الملفوف حول وسطه، وأمسك شعرها بكلتا قبضتيه، وسحبها خلفه. ومن خلفه أخذ جُنْدُ الرَّبِّ يهتفون هتافه، ويهلِّلون له وهو يجرُّ ذبيحته.
كنتُ لحظتها واقفًا على رصيف الشارع، مثل مسمارٍ صدئ. لما وصلوا قبالتى، نظر بطرس ناحيتى بوجه ضبعٍ ضخم، وتهلل وهو يقول: أيها الراهب المبارك، اليومَ نطهر أرض الرَّبِّ. وبينما هى تتأرجح من ورائه على الأرض، تقلَّبت هيباتيا، استدار وجهها نحو موضعى. نظرت إلىَّ بعينٍ مصعوقة، ووجهٍ تكاد الدماءُ منه تنفجر. حدقت فىَّ لحظتها، فأدركتُ أنها عرفتنى، مع أننى كنتُ فى الزِّىِّ الكنسى! مدَّت ذراعيها ناحيتى، وصاحتْ مستصرخةً بى: يا أخى. تقدمتُ إلى منتصف الشارع خطوتين، حتى كادت أصابعى تلمس أطراف أصابعها الممدودة نحوى. كان بطرس القارئ يلهثُ منتشياً، وهو يمضى ناحية البحر ساحبًا غنيمته. وكان البقيةُ يتجمَّعون حول فريستهم، مثلما تجتمع الذئاب حول غزالٍ رضيع. لما أوشكتْ أصابع هيباتيا أن تعلق بيدى الممدودة إليها، امتدت يدٌ نهشت كُمَّ ثوبها، فتطوَّحت كَفُّها بعيداً عنى، وتمزَّق الثوبُ فى اليد الناهشة، فرفعه الناهشُ ولَوَّح به، وهو يزعق بعبارة بطرس: باسم الرَّبِّ، سوف نطهِّر. العبارة التى صارت يومها أنشودة للمجد الرخيص. من بعيدٍ، أقبلت امرأةٌ حاسرةُ الرأس، كانت تصرخ وهى تُقبل نحونا مسرعةً فزعةً ، قائلةً:
- يا أختاه. ياجنود الرومان. أغثنا يا سيرابيس!
المرأة المسرعة نحونا كان ثوبها وشعرها يرفَّان وراءها، وكنا قد اقتربنا من ناحية البحر. أقبلت المرأةُ تجرى نحو الجمع، حتى ارتمت فوق هيباتيا، ظانةً أنها بذلك سوف تحميها. فكان ما كان متوقَّعًا. اندستْ فيها الأذرع، فرفعتها عن هيباتيا، وألقتها بقوة إلى جانب الطريق. اصطدم رأسها بالرصيف، وانسحج وجهها، فتلطَّخ بالدم والتراب. حاولت المرأةُ أن تقوم، فضربها أحدهم على رأسها بخشبةٍ عتيةٍ، بأطرافها مسامير، فترنَّحت المرأةُ وسقطت من فورها على ظهرها، أمامى، والدم يتفجَّرُ من أنفها وفمها، ويلِّطخ ثوبها. عند سقوطها أمامى، صرختُ من هول المفاجأة، فقد عرفتها. هى لم تعرفنى، فقد كانت تنتفضُ وهى تلفظ آخر أنفاسها . وهكذا ماتت أوكتافيا، يوم الهول، تحت أقدامى، من دون أن ترانى.
رجعتُ خطواتٍ حتى التصق ظهرى بجدار بيتٍ قديم، لم أستطع انتزاع عينى عن جثة أوكتافيا التى أهاجتْ دماؤها الصخبَ، فاشتدت بجند الربِّ تلك الحمى التى تتملَّك الذئاب حين تُوقع صيدًا. صارت عيونهم الجاحظة مثل عيون المسعورين، وهاجت بواطنهم طلباً لمزيدٍ من الدم والافتراس. تجمعوا فوق هيباتيا، حين وقف بطرس ليلتقط أنفاسه. امتدت إلى يدها يدٌ مازعةٌ، ثم امتدت أيادٍ أخرى إلى صدر ردائها الحريرى الذى تهرَّأ، واتَّسخ بالدماء والتراب. أمسكوا بإطار الثوب المطرَّز وشَدُّوا فلم ينخلع، وكاد بطرس يقع فوق هيباتيا من شِدَّةِ الشَّدَّة المباغتة، لكنه سرعان ما عاد واستعاد توازنه، ومضى يجرُّ ذبيحته، ومن ورائه انحنى أتباعه محاولين اقتناص رداء هيباتيا. هيباتيا. أستاذة الزمان. النقية. القديسة. الربة التى عانت آلام الشهيد، وفاقت بعذابها كل عذاب.
على ناصية الطريق الممتد بحذاء البحر، صاحت عجوزٌ شمطاء وهى تلوِّح بصليب: اسْحِلوا العاهرة. وكأن العجوز نطقت بأمرٍ إلهى! توقف بطرس فجأة، وتوقف أتباعه لحظةً، ثم تصايحوا بصرخاتٍ مجلجلة. تركتُ جثة أوكتافيا ورائى، ولحقتُ بهم مبهوتًا، آملاً أن تفلت هيباتيا من أيديهم، أو يأتى جنودُ الحاكم فيخلِّصوها منهم، أو تقع معجزة من السماء، أو... كنتُ غير بعيدٍ عنهم وغير قريب، فرأيتُ نتيجة ما أوحت به المرأة الشمطاء. رأيتُ... انهالتْ الأيدى على ثوب هيباتيا فمزَّعته. الرداءُ الحريرى تنازعوه حتى انتزعوه عن جسمها، ومن بعده انتزعوا ما تحته من ملابس كانت تحيط بجسمها بإحكام. كانوا يلتذُّون بنهش القطع الداخلية ويصرخون، وكانت العجوزُ تصرخ فيهم كالمهووس: اسحلوها! وكانت هيباتيا تصرخ: يا أهل الإسكندرية! وكان البعيدون عن الوصول إلى جسمها، يصرخون: العاهرة، الساحرة ! وحدى، أنا، كنتُ صامتًا.
صارت هيباتيا عاريةً تمامًا، ومتكوِّمةً حول عريها تمامًا، ويائسةً من الخلاص تمامًا، ومهانةً تمامًا. لا أعرف من أين أتوا بالحبل الخشن الذى لفوُّه حول معصمها، وأرخوه لمترين أو ثلاثة، ثم راحوا يجرُّونها به وهى معلَّقةٌ من معصمها. وهكذا عرفتُ يومها معنى كلمة السحل التى أوحت به المرأةُ إلى بطرس القارئ وأتباعه.
شوارعُ الإسكندرية تفترشها بلاطاتٌ حجرية متجاورة، تحمى الطرقات أيام الشتاء من توحُّل الأرض بسبب المطر. البلاطات متجاورة لكنها غير متلاحمة، وحوافها حادة بفعل طبيعتها الصلبة، فإذا جُرَّ عليها أىُّ شئ مزَّقته، وإن كان ذا قشرٍ قشَّرته، وإن كان إنساناً كشطته. وهكذا سحلوا هيباتيا المعلَّقة بحبلهم الخشن، الممددة على الأرض، حتى تسحَّج جلدها وتقرَّح لحمها.
وسط الصخور المتناثرة عند حافة الميناء الشرقى، خلف كنيسة قيصرون التى كانت فى السابق معبدا، ثم صارت بيتاً للرب يقرأ فيه بطرس الإنجيل كل يوم! كانت هناك كومةٌ من أصداف البحر. لم أر أول مَنْ التقط منها واحدةً، وجاء بها نحو هيباتيا، فالذين رأيتهم كانوا كثيرين. كلهم أمسكوا الصدف، وانهالوا على فريستهم. قشَّروا بالأصداف جلدها عن لحمها. علا صراخُها حتى تردَّدت أصداؤه فى سماء العاصمة التعيسة، عاصمة الله العظمى، عاصمة الملح والقسوة.
الذئابُ انتزعوا الحبل من يد بطرس وهم يتصايحون ، وجَرُّوا هيباتيا بعد ما صارت قطعةً، بل قطعًا، من اللحم الأحمر المتهرِّئ. عند بوابة المعبد المهجور الذى بطرف الحىِّ الملكى البرخيون ألقوها فوق كومةٍ كبيرة من قطع الخشب، وبعدما صارت جثةً هامدة... ثم... أشعلوا النار. علا اللهبُ، وتتطاير الشرر. وسكتت صرخاتُ هيباتيا، بعدما بلغ نحيبها من فرط الألم، عنانَ السماء. عنانَ السماء، حيث كان الله والملائكة والشيطان يشاهدون ما يجرى ولايفعلون شيئًًا.
هيبا، ما هذا الذى تكتبه ؟
اسكتْ يا عزازيل، اسكتْ يا ملعون" (ص161- 171).
وكان لمقتل هيباتيا فى كتب التاريخ والأدب صدى صاخب عنيف بسبب من الوحشية التى تم بها، وبخاصة أن القتلة كانوا من النصارى، الذين يرفعون شعارات المحبة والتسامح وإدارة الخد الأيسر لمن لطمك على خدك الأيمن... وممن يشار إليهم فى هذا السياق سقراط المدرسى (Socrates Scholasticus)، وهو أول من وصلت كتابته عن مأساتها إلينا، وداماسيوس وسويداس، وإدوارد جيبون المؤرخ البريطانى الشهير (الذى نطق الدكتور السيسى والقس عبد المسيح بسيط اسمه فى حلقة "العاشرة مساءً" المشار إليها بتعطيش الجيم، والصواب جعل هذه الجيم قاهرية جافة)، وبروشيه ولاكروز وباسْناج الفرنسيون، وكونت دى ليل وجيرار دى نوفال، وفولتير، الذى كتب مادة كاملة فى "قاموسه الفلسفى" باسمها، وتشارلز كنجزلى، الكاتب البريطانى الذى كتب رواية عنها، وول ديورانت، وماريو لوزى (Mario Luzi)، كاتب المسرح الإيطالى، ورين جروف (Rinne Groff)، الكاتبة الأمريكية التى استوحت من حياتها وشخصيتها عملا مسرحيا عصريا، فضلا عن الرسامين الذين صوروها فى أشكال ومناسبات مختلفة، ومنها تلك الصورة التى نراها لها فى الكتب والصحف والمجلات ودوائر المعارف وما إلى ذلك. وهناك أعمال قصصية كُتِبَتْ للصعار خِصِّيصًا سُمِّيَتْ شخصياتها الأولى: "هيباتيا". بل لقد أُطْلِق اسمها على بعض المواضع المشهورة فى العالم، ومنها موضعٌ فوق سطح القمر. كما قرأت مؤخرا فى عدد السادس من أكتوبر 2008م من صحيفة "المصريون" الضوئية، تحت عنوان "مسيحيو مصر ذبحوها ومثلوا بجثتها"، أن شركة اسبانية للإنتاج السينمائى تستعد حاليا لإنتاج فيلم عن العالمة هيباتيا، وأنه قد تقرر أن يقوم ببطولة الفيلم ممثل إسرائيلى هو أشرف برهوم، على أن تشاركه البطولة الممثلة البريطانية راشيل ويس. وما ذلك إلا قليل من كثير، علاوة على أنه لا يشمل شيئا من الدراسات والكتب التى تتناول فكرها وفلسفتها وإنجازاتها العلمية، بل يقتصر على الإبداعات الأدبية والفنية فقط. وها هو ذا المؤلف المصرى، فى جانب من عمله، يكتب بوحى من ميتتها الشنيعة ويدين المجرمين القتلة المتوحشين، وكذلك الذين حرضوا على مقتلها، متظاهرين بأن ذلك إنما يقربهم من رب السماء ويرضيه عنهم وعن فعلتهم.
وهؤلاء نحن نسوق ما جاء فى كتاب "Hypatia of Alexandria"، ولعله أقدم مرجع أشار إلى الحادثة الوحشية التى وقعت لهيباتيا، وهو متاح فى موقع "ALEXANDRIA on the Web": "Such was Hypatia, as articulate and eloquent in speaking as she was prudent and civil in her deeds. The whole city rightly loved her and worshipped her in a remarkable way, but the rulers of the city from the first envied her, something that often happened at Athens too. For even if philosophy itself had perished, nevertheless, its name still seems magnificent and venerable to the men who exercise leadership in the state. Thus it happened one day that Cyril, bishop of the opposition sect [i.e. Christianity] was passing by Hypatia's house, and he saw a great crowd of people and horses in front of her door. Some were arriving, some departing, and others standing around. When he asked why there was a crowd there and what all the fuss was about, he was told by her followers that it was the house of Hypatia the philosopher and she was about to greet them. When Cyril learned this he was so struck with envy that he immediately began plotting her murder and the most heinous form of murder at that. For when Hypatia emerged from her house, in her accustomed manner, a throng of merciless and ferocious men who feared neither divine punishment nor human revenge attacked and cut her down, thus committing an outrageous and disgraceful deed against their fatherland. The Emperor was angry, and he would have avenged her had not Aedesius been bribed. Thus the Emperor remitted the punishment onto his own head and family for his descendant paid the price. The memory of these events is still vivid among the Alexandrians".
ثم نثنى بما خطه قلم سقراط المدرسى عن الفيلسوفة الجميلة فى كتابه: "Ecclesiastical History": "THERE WAS a woman at Alexandria named Hypatia, daughter of the philosopher Theon, who made such attainments in literature and science, as to far surpass all the philosophers of her own time. Having succeeded to the school of Plato and Plotinus, she explained the principles of philosophy to her auditors, many of whom came from a distance to receive her instructions. On account of the self-possession and ease of manner, which she had acquired in consequence of the cultivation of her mind, she not unfrequently appeared in public in presence of the magistrates. Neither did she feel abashed in going to an assembly of men. For all men on account of her extraordinary dignity and virtue admired her the more. Yet even she fell victim to the political jealousy which at that time prevailed. For as she had frequent interviews with Orestes, it was calumniously reported among the Christian populace, that it was she who prevented Orestes from being reconciled to the bishop. Some of them, therefore, hurried away by a fierce and bigoted zeal, whose ringleader was a reader named Peter, waylaid her returning home, and dragging her from her carriage, they took her to the church called Caesareum, where they completely stripped her, and then murdered her with tiles. After tearing her body in pieces, they took her mangled limbs to a place called Cinaron, and there burnt them. This affair brought not the least opprobrium, not only upon Cyril, but also upon the whole Alexandrian church. And surely nothing can be farther from the spirit of Christianity than the allowance of massacres, fights, and transactions of that sort. This happened in the month of March during Lent, in the fourth year of Cyril's episcopate, under the tenth consulate of Honorius, and the sixth of Theodosius".
ثم ها هو ذا ما كتبه فولتير، الذى اتبع أسلوب التمثيل والتقريب، فتحدث عن أسقف باريس ومدام داسييه جميلة باريس والرهبان الذين ينظمون التراتيل السطحية التافهة منتظرين أن يقال إنها تفوق الإلياذة، وهو فى الواقع إنما يقصد إلى الحديث عن كيرلس ورهبانه المتعصبين وهيباتيا فيلسوفة الإسكندرية. ثم انتقل إلى الحديث المباشر الصريح عما وقع فى القرن الرابع بالإسكندرية على يد الرهبان والغوغاء الفاقدى العقل والقلب والضمير بتحريض من كيرلس أسقف الإسكندرية آنذاك، الذى وصفه الفيلسوف الفرنسى بأنه فى الواقع لم يكن إلا رجلا حزبيا ترك نفسه فريسة فى يد التعصب تصنع به ما تشاء، مؤكدا أنه كان أحرى به أن يستغفر الله لو نما إلى علمه أن أحدا قام بتعرية امرأة جميلة فى الشارع لا يبغى من وراء ذلك إلى قتلها بل لمجرد التعرية ليس إلا. يريد أن يقول: فما بالنا إذا تبع التعريةَ قتلُ تلك السيدة بسحلها وسلخها كأنها ذبيحة، ثم تقطيع جسدها إِرْبًا إِرْبًا، ثم حرقه على الشاطئ بعد ذلك فى نشوة بهيمية لا تليق بالبشر، فضلا عن أن يكون أولئك البشر أتباع دين يقدمونه للناس بوصفه دين التسامح والمرحمة، لا لشىء إلا لأنهاكانت تتناول بالدرس هوميروس وأفلاطون؟:
"Je suppose que Mme Dacier eût été la plus belle femme de Paris, et que, dans la querelle des anciens et des modernes, les carmes eussent prétendu que le poème de la Magdeleine, composé par un carme, était infiniment supérieur à Homère, et que c’était une impiété atroce de préférer l’Iliade à des vers d’un moine; je suppose que l’archevêque de Paris eût pris le parti des carmes contre le gouverneur de la ville, partisan de la belle Mme Dacier, et qu’il eût excité les carmes à massacrer cette belle dame dans l’église de Notre-Dame, et à la traîner toute nue et toute sanglante dans la place Maubert; il n’y a personne qui n’eût dit que l’archevêque de Paris aurait fait une fort mauvaise action, dont il aurait dû faire pénitence.
Voilà précisément l’histoire d’Hypatie. Elle enseignait Homère et Platon dans Alexandrie, du temps de Théodose II. Saint Cyrille déchaîna contre elle la populace chrétienne: c’est ainsi que nous le racontent Damascius et Suidas: c’est ce que prouvent évidemment les plus savants hommes du siècle, tels que Brucher, La Croze, Basnage, etc.; c’est ce qui est exposé très judicieusement dans le grand Dictionnaire encyclopédique, à l’article Éclectisme.
Un homme, dont les intentions sont sans doute très bonnes, a fait imprimer deux volumes contre cet article de l’Encyclopédie.
Encore une fois, mes amis, deux tomes contre deux pages, c’est trop. Je vous l’ai dit cent fois, vous multipliez trop les êtres sans nécessité. Deux lignes contre deux tomes, voilà ce qu’il faut. N’écrivez pas même ces deux lignes.
Je me contente de remarquer que saint Cyrille était homme, et homme de parti; qu’il a pu se laisser trop emporter à son zèle; que quand on met les belles dames toutes nues, ce n’est pas pour les massacrer; que saint Cyrille a sans doute demandé pardon à Dieu de cette action abominable, et que je prie le père des miséricordes d’avoir pitié de son âme. Celui qui a écrit les deux tomes contre l’Éclectisme me fait aussi beaucoup de pitié."
أما كنجزلى فقد صور الأمر فى روايته على النحو التالى:
"A dark wave of men rushed from the ambuscade surged up round the car .... swept forward .... she had disappeared! and as Philammon followed breathless, the horses galloped past him madly homeward with the empty carriage.
Whither were they dragging her? To the Caesareum, the Church of God Himself? Impossible! Why thither of all places of the earth? Why did the mob, increasing momentarily by hundreds, pour down upon the beach, and return brandishing flints, shells, fragments of pottery?
She was upon the church steps before he caught them up, invisible among the crowd; but he could track her by the fragments of her dress. Where were her gay pupils now? Alas! they had barricaded themselves shamefully in the Museum, at the first rush which swept her from the door of the lecture-room. Cowards! he would save her!
And he struggled in vain to pierce the dense mass of Parabolani and monks, who, mingled with the fishwives and dock-workers, leaped and yelled around their victim. But what he could not do another and a weaker did--even the little porter. Furiously--no one knew how or whence--he burst up as if from the ground in the thickest of the crowd, with knife, teeth, and nails, like a venomous wild-cat tearing his way towards his idol. Alas! he was torn down himself rolled over the steps, and lay there half dead in an agony of weeping, as Philammon sprang up past him into the church.
Yes. On into the church itself! Into the cool dim shadow, with its fretted pillars, and lowering domes, and candles, and incense, and blazing altar, and great pictures looking from the walls athwart the gorgeous gloom. And right in front, above the altar, the colossal Christ watching unmoved from off the wall, His right hand raised to give a blessing--or a curse?
On, up the nave, fresh shreds of her dress strewing the holy pavement--up the chancel steps themselves--up to the altar—right underneath the great still Christ: and there even those hell-hounds paused.
She shook herself free from her tormentors, and springing back, rose for one moment to her full height, naked, snow-white against the dusky mass around--shame and indignation in those wide clear eyes, but not a stain of fear. With one hand she clasped her golden locks around her; the other long white arm was stretched upward toward the great still Christ appealing--and who dare say in vain?--from man to God. Her lips were opened to speak: but the words that should have come from them reached God's ear alone; for in an instant Peter struck her down, the dark mass closed over her again .... and then wail on wail, long, wild, ear-piercing, rang along the vaulted roofs, and thrilled like the trumpet of avenging angels through Philammon's ears.
Crushed against a pillar, unable to move in the dense mass, he pressed his hands over his ears. He could not shut out those shrieks! When would they end? What in the name of the God of mercy were they doing? Tearing her piecemeal? Yes, and worse than that.
And still the shrieks rang on, and still the great Christ looked down on Philammon with that calm, intolerable eye, and would not turn away. And over His head was written in the rainbow, 'I am the same, yesterday, to-day, and for ever!' The same as He was in Judea of old, Philammon? Then what are these, and in whose temple? And he covered his face with his hands, and longed to die.
It was over. The shrieks had died away into moans; the moans to silence. How long had he been there? An hour, or an eternity?
Thank God it was over! For her sake--but for theirs? But they thought not of that as a new cry rose through the dome.
'To the Cinaron! Burn the bones to ashes! Scatter them into the sea!' And the mob poured past him again....
He turned to flee: but, once outside the church, he sank exhausted, and lay upon the steps, watching with stupid horror the glaring of the fire, and the mob who leaped and yelled like demons round their
Moloch sacrifice.
A hand grasped his arm; he looked up; it was the porter.
'And this, young butcher, is the Catholic and apostolic Church?'
'No! Eudaimon, it is the church of the devils of hell!' And gathering himself up, he sat upon the steps and buried his head within his hands. He would have given life itself for the power of weeping: but his eyes and brain were hot and dry as the desert.
Eudaimon looked at him a while. The shock had sobered the poor fop for once.
'I did what I could to die with her!' said he.
'I did what I could to save her!' answered Philammon.
'I know it. Forgive the words which I just spoke. Did we not both
love her?'
And the little wretch sat down by Philammon's side, and as the blood dripped from his wounds upon the pavement, broke out into a bitter agony of human tears.
There are times when the very intensity of our misery is a boon, and kindly stuns us till we are unable to torture ourselves by thought.
And so it was with Philammon then. He sat there, he knew not how long.
'She is with the gods,' said Eudaimon at last.
'She is with the God of gods,' answered Philammon: and they both
were silent again".
والآن إلى ما خطه كاتب مادة "هيباتيا" فى النسخة الفرنسية من الموسوعة المشباكية الحرة (ويكيبيديا: Wikipedia):
"
En mars 415, elle meurt lapidée en pleine rue par des chrétiens fanatiques qui lui reprochaient d'empêcher la réconciliation entre le patriarche Cyrille d'Alexandrie et le préfet romain Oreste à la suite de conflits sanglants entre diverses communautés religieuses d'Alexandrie. D'après l'historien chrétien Socrate le Scolastique:
«Contre elle alors s’arma la jalousie ; comme en effet elle commençait à rencontrer assez souvent Oreste, cela déclencha contre elle une calomnie chez le peuple des chrétiens, selon laquelle elle était bien celle qui empêchait des relations amicales entre Oreste et l’évêque. Et donc des hommes excités, à la tête desquels se trouvait un certain Pierre le lecteur, montent un complot contre elle et guettent Hypatie qui rentrait chez elle : la jetant hors de son siège, ils la traînent à l’église qu’on appelait le Césareum, et l’ayant dépouillée de son vêtement, ils la frappèrent à coups de tessons ; l’ayant systématiquement mise en pièces, ils chargèrent ses membres jusqu’en haut du Cinarôn et les anéantirent par le feu. Ce qui ne fut pas sans porter atteinte à l’image de Cyrille et de l’Eglise d’Alexandrie ; car c’était tout à fait gênant, de la part de ceux qui se réclamaient du Christ que des meurtres, des bagarres et autres actes semblables. Et cela eut lieu la quatrième année de l’épiscopat de Cyrille, la dixième année du règne d’Honorius, la sixième du règne de Théodose, au mois de mars, pendant le Carême".
ولم تكتف الرواية بسرد مقتل هيباتيا دليلا على قَتَلَتها لا يطبقون الشعارت الجميلة التى يتغنَّوْن بها ويرفعون أعلامها عالية أمام الأبصار، إذ سبق أن روى هيبا مقتل أبيه فى جنوب مصر على أيديهم. وها هى ذى أوكتافيا أيضا تروى لِهِيبا خبر مقتل زوجها على أيديهم. ولنقرأ: "فهمتُ من كلامها، أن رجلها الميت كان فيه شئٌ من الحمق والضلال. أذابتْ قلبى جلستها الحزينة وهى تحكى، وقد حَفَّ شعرها بجانبى وجهها، فكأنها زهرةٌ آلت إلى الذبول. كان يجب علىَّ ساعتها أن أحتضنها، وأعدها بأننى سأكون لها خير زوج. قلتُ فى نفسى: هى على كل حالٍ لم تكن تحب زوجها الأول، وهى تقول إنها تحبنى. فربما أخذ الربُّ زوجها، ليعطيها أفضل منه! كان عقلى غائبا فى خَدَره، وكانت تكمل حكايتها، فتخبرنى أن زوجها خرج ذات صباح ليضع البخور فى المعبد الصغير الذى كان قائماً بشرق الميناء، فحوصر هناك، تقصدُ حاصرَه أهلُ ديانتنا.أجهشتْ وهى تقول : قتله المجرمون وقادتهم من الرهبان، وهم يدمِّرون المعبد.
- ما هذا الذى تقولين ؟ الرهبانُ لايقتلون!
- رهبانُ الإسكندرية يفعلون. باسم ربهم العجيب، وببركات الأسقف ثيوفيلوس المهووس، وخليفته كِيرُلُّس الأشد هوسًا.
- أرجوكِ يا أوكتافيا.
- طيب، ما علينا من هذا الكلام الآن. ولكن لماذا تبدو يا حبيبى متألماً هكذا، ومنحازًا لهم؟ إنهم يطاردوننا فى كل مكان، ويطردون إخوانهم اليهود، ويهدمون المعابد على رؤوس الناس، ويصفوننا بالوثنيين الأنجاس. إنهم يتكاثرون حولنا كالجراد، ويملأون البلاد مثل لعنة حَلَّت بالعالم" (ص131- 132).
ولم تتوقف تلك الوحشية عند اضطهاد غير النصارى، فها هو ذا أحد القساوسة الموحّدين من أتباع آريوس يمزقه الرهبان المثلِّثون بالسواطير فى الشارع. ولنسمع لهيبا وهو يقص علينا الأمر:
"مضت علىَّ الأيامُ فى الكنيسة المرقسية رتيبةً، باستثناء أيام الآحاد الصاخبة. أسلمت نفسى، شيئً فشيئا، إلى مشيئة الرب. وكان القَسّ يوأنَّس يرعانى من بعيد، ويوصينى دومًا بأن أتجنَّب الاندماج مع الرهبان الإسكندرانيين، خاصةً الذين يسمون أنفسهم جماعة محبى الآلام. كان منهم راهبٌ طاعنٌ فى السِّنِّ، يرهبونه كثيرا، عرفتُ بعد شهور سِرَّ نفورى من نظرته القاسية. الراهبُ المسنُّ أصله من الصعيد، ومع ذلك لم يكن يحب الوافدين إلى الإسكندرية من هناك! لقينى ذات يوم فى ساحة الكنيسة، وكان قد مَرَّ على وجودى هناك قرابة العام. دعانى إليه بإشارةٍ من عصاه التى تتكئ عليها سنواته السبعون، ولما اقتربت منه قال لى هامساً: عُدْ سريعاً إلى بلدتك، فالإسكندريةُ ليست مكانك! كان صوته أقرب لفحيح الأفاعى، وكانت لهجته لاذعةً كلسع العقارب. لم أفهم إشارته، وقد نصحنى القَسّ يوأنَّس لما أخبرته بالأمر، بالابتعاد عنه. بعدها بأيام أخبرنى خادم المضيفة بسرٍّ دفين، قال بعدما تلفَّتَ حوله: هذا الراهبُ المسنُّ، محبُّ الآلام، هو أحدُ أبطال الكنيسة ! فقد كان فى شبابه واحداً من الجماعة الذين فتكوا بأسقف الإسكندرية جورج الكبادوكى ومَزَّقوه بالسواطير فى شوارع الحى الشرقى. أضاف الخادم هامسا، بعدما تلفَّت ثانيةً: جرى ذلك قبل ثمانٍ وأربعين سنة، فى العام السابع والسبعين للشهداء! يقصد سنة إحدى وستين وثلاثمائة للميلاد. سألته:
- ولماذا فعلوا ذلك بأسقف المدينة؟
- لأنه كان مفروضا علينا من روما، وكان مارقا يميل إلى آراء آريوس الملعون" (ص160).
كذلك فالرواية تصور عالم رجال الدين النصارى فى عواصم النصرانية الكبيرة الثلاث كما هم فى الواقع: فمنهم الذى يخشى الله، ومنهم المغرور المتكبر، ومنهم الذى ارتكب الخطايا مثل هيبا مثلا، ومنهم، ومنهم. أما آراؤهم ومعتقداتهم فهى مجرد نظرات أو أفكار أو تفسيرات خاصة يريدون أن يفرضوها على الآخرين بوصفها كلام السماء، ومن هنا تبدأ النزاعات المذهبية والمعارك الطاحنة والاضطهادات والاضطهادات المضادة وتسيل الدماء، مع أنه ثبت مرارا وتكرارا أن ما يقال اليوم قد يُرْجَع عنه ويُغَيَّر غدا، بل قد يُعْتَقَد نقيضه. وعلى هذا ينبغى أن يكون الإنسان أوسع أفقا، وإن لم يَعْنِ هذا أن يقف أمام الاختلافات لا رأى له ولا موقف، أو لا ينصر الرأى الذى يؤمن به، بل المراد هو ألا يغلو فى هذا بحيث يتصور أنه لا يحق لغيره أن يعيش أو يكون له رأى مخالف لرأيه. وما نقرؤه فى الرواية ليس شيئا انتهى وأصبح ماضيا، بل ما زلنا نرى من حولنا فى المحروسة انقسامات واتهامات عقيدية تذكّرنا بتلك الحقبة التى تدور حولها الرواية يتبادلها شنودة والبياضى ومتى المسكين وماكسيموس، ثم الإكليروس والعلمانيون، فضلا عما عندنا من مجامع وبيانات ومحاكمات كنسية...
ولننظر الآن فى الصورة التى يرسمها هيبا لكيرلس أسقف الإسكندرية فى ذلك العصر، وكيف يستنكر بطل الرواية مظهر هذا الأسقف الذى يتناقض مع كل ما يمثله المسيح من بساطة وزهد. ولنلاحظ أن كيرلس فى تلك المناسبة إنما كان يحرض على هيباتيا، مما كان من ثمرته أن انطلق الغوغاء والرهبان فمزقوها وسلخوها وأحرقوها دون أى مسوغ على الإطلاق:
"أفقتُ من جَوَلان أفكارى على صوت الأجراس تدعو لخطبة الأسقف كِيرُلُّس، فخرجتُ مع الخارجين من صوامعهم، وانحشرتُ مع مئات الداخلين إلى الكنيسة . الساحة الداخلية امتلأت ، فلم تعد هناك أصلاً فرصةٌ للخروج، ولا للحركة من الموضع الذى كنت محشوراً فيه، بين الرهبان والقسوس والشمامسة وقُرَّاء الإنجيل والموعوظين الكبار والصغار، والمصارعين القدامى الذين صاروا مؤمنين، وأفراد جماعة محبى الآلام، وأبناءُ التائبين المنخرطين فى سلك الديانة، وأتباع الأخوة طوال القامة الحائرين، وجماعات من رهبان أديرة وادى النطرون .. كنتُ محاطاً من كل الجهات، بجيش الرب. هتافهم المزلزل الذى يملأ الساحة ويهزُّ الجدران، يُنبئ عن قُرب نبأَّ عظيم وحدثٍ جلل .. لما بلغ الهتاف غايته القصوى، وكادت الحناجرُ تتشرَّخ، أطلَّ علينا الأسـقف كِيرُلُّس مـن مقصورته .
هيئةُ الأسقف المهيبة أثارت استغرابى، وهيَّجت حيرتى . كانت المرة الأولى التى أراه فيها، وقد ظللتُ بعدها أراه صباح كل يوم أحد، لمدة عامين أو ثلاثة من دون استثناء، ورأيته أيضاً يوم اللقاء الخاص الذى سوف أذكره إن جاءت مناسبةٌ للكلام عنه .. لما رأيتُ الأسقف أول مرة، استغربتُ واحترتُ؛ لأنه أطلَّ علينا من مقصورةٍ مُذهَّبة الجدار بالكامل، هى شرفةٌ واحدةٌ، فوقها صليبٌ ضخمٌ من الخشب، معلقٌ عليه تمثال يسوع المصنوع من الجصِّ الملوَّن. من جبهة المسيح المصلوب ويديه وقدميه، تتساقط الدماءُ الملوَّنة بالأحمر القانى.
نظرتُ إلى الثوب الممزَّق فى تمثال يسوع، ثم إلى الرداء الموشَّى للأسقف! ملابسُ يسوع أسمالٌ باليةٌ ممزقةٌ عن صدره ومعظم أعضائه، وملابسُ الأسقف محلاةٌ بخيوط ذهبية تُغطيه كله، وبالكاد تُظهر وجهه. يَدُ يسوع فارغة من حطام دُنيانا، وفى يد الأسقف صولجان أظنه، من شِدَّةِ بريقه، مصنوعاً من الذهب الخالص. فوق رأس يسوع أشواكُ تاج الآلام، وعلى رأس الأسقف تاجُ الأسقفيةِ الذهبىُّ البرَّاق. بدا لى يسوع مستسلمًا وهو يقبل تضحيته بنفسه على صليب الفداء، وبدا لى كِيرُلُّس مقبلاً على الإمساك بأطراف السماوات والأرض.
نظر الأسقفُ فى شعبه ورعاياه، وأجال عينيه فى الحشد الذى انحشر فى ساحة الكنيسة، فهدأوا. رفع صولجانه الذهبى، فصمتوا. ثم تكلم فقال: يا أبناء المسيح، باسم الإله الحى أبارك يومكم هذا، وكل أيامكم. وأبدأ كلامى بالحق الذى تكلَّم به بولس الرسول فى رسالته الثانية إلى تيموثاوس، حيث يقول له، ولكلِّ مسيحىٍّ فى كل زمان ومكان: احتمل المشقات كجندى صالح للمسيح يسوع، فالذى يتجنَّد لاينشغل بهموم الحياة حتى يُرضى الذى جَنَّده، والمجنَّد لن ينال إكليل النصر حتى يُجاهد الجهاد الشرعى" (ص156- 157).
ويضاف إلى ما سبق من أسباب غضب الكنيسة على الرواية وصاحبها ما كتبه المؤلف على لسان عزازيل عن عقيدة موت المسيح على الصليب، إذ نراه يجادل هيبا حول موت المسيح متسائلا فى استغراب وإنكار: هل يمكن بشرا أن يقتل الإله؟ وإذا كان المسيح الإله قد مات فداء للبشر من خطاياهم، فهل كفت البشرية عن ارتكاب الخطايا؟ فما فائدة موته إذن؟ وما الفرق بين موته وعدمه؟ (ص390- 391).
ولكن لا بد من القول بأن كل ما صنعه المؤلف فى روايته إنما هو طرح أفكار، وهو حر فى هذا، ومع هذا ثارت الكنيسة الأرثوذكسية كأن الرجل قد اعتدى على النصرانية رغم أنه إنما يثير أسئلة ويدير حوارا ليس إلا. فهو ليس كحيدر حيدر مثلا، الذى شتم الرسول والله والإسلام وكذب فقال إن الرسول كان عنده عشرون محظية، علاوة على أن رواية حيدر المسيئة إنما طُبِعَتْ على نفقة الشعب، الذى يسب دينه ويتطاول على إلهه ورسوله وقرآنه، أما هنا فالرواية مطبوعة فى دار نشر خاصة، وهى تنشر لكل الاتجاهات، ولا يُعْرَف عنها انحياز للاتجاه الإسلامى بالذات. وعلى كل حال فالرد على الفكر والأدب إنما يكون بالفكر والأدب. وقد وعد بعض رجال الدين النصارى بأن يكتبوا ردودا علمية على الرواية يفندون فيها رؤية الكاتب، وإننا لمنتظرون حتى نقرأ الرؤية المقابلة لما طرحه المؤلف من أفكار، إذ بهذا يتجدد الفكر وتتبلور الحقيقة. ونرجو ألا يطول الانتظار كثيرا. وإنى لأنتهز هذه الفرصة فأكرر أنى لست من القائلين بأن الروائى لا يعرض أفكاره وآراءه، بل يصور الواقع ليس غير، إذ لا ريب عندى فى أن الروائى،حين يؤلف رواية، إنما يعبر عن موقفه ووجهة نظره، ويستخدم الخامات التى فى يده لهذا الغرض. المهم ألا يسب أو يحقر أحدا أو دينه، ولا أظن زيدان قد فعل. وعلى أية حال ففى الرد الكتابى، أى الرد من نفس جنس عمل المؤلف، كفاية. فأنا من مبدإ "كتابةٌ بكتابةٍ"، اللهم إلا إذا خرج المؤلف عن حدود القانون فشتم وحقّر، وهو ما لم يصنع زيدان منه شيئا.
وقد عضد الكاتبَ فى موقفه كل من جمال أسعد والروائى والناقد يوسف الشارونى، وهما نصرانيان، إذ قال الأول عن الرواية إنها "عمل أدبي أوهم فيه المؤلف القارئ بأن أحداثه استقاها من خلال مخطوطات سريالية. وهذا الإيهام جائز حتى أن العمل يدخل تحت بند الإبداع الأدبي ولا علاقة له بالعقيدة الدينية حتى ولو كان للمؤلف رأي أو أن المؤلف قد استقى آرائه من مؤرخين غربيين أو من مصادر أخرى. تلك الآراء التي أزعجت بعض القساوسة وهي أن المسيحيين في بداية عهدهم قد قاموا بتعذيب غير المسيحيين، وهنا فلا أحد ينكر واقعة قتل وتعذيب العالمة هيباتيا. ولكن كون أن هذا قد تم عن طريق وبمعرفة كيرلس عامور الدين من عدمه فهذا طبيعي جدا حيث أنه كمسلم هو اقرب للنسطورية بلا شك والتي تقول أن المسيح رسول. أي أن ما جاء بالقصة لم يكن إساءة للمسيحيين ولكنها آراء موجودة في العقائد الأخرى غير المسيحية. فهل عندما تذكر في إطار أدبي وإبداعي تصبح إساءة ويتم مصادرتها". وهذا الكلام موجود فى مقال له بجريدة "المصريون" الضوئية بتاريخ 2/ 9/ 2008م تحت عنوان "الإبداع الفني والرقابة الدينية". أما الثانى فقد أدلى برأيه فى الاستطلاع الصحفى الذى قامت به الصفحة الثقافية فى موقع "إخوان أون لاين"، إذ نقرأ فى تلك الصفحة ما يلى: "من جانبه أكد الأديب والروائي الكبير يوسف الشاروني أنه قرأ رواية "عزازيل" للدكتور يوسف زيدان، مُشيدًا بمستواها الفني، وأنها لا تمس العقيدة المسيحية، بل تناول فترة تاريخية معينة، واعتمد في ذلك على وثائق، وتقول الرواية عن فترة في التاريخ إن الوثنيين كان يضطهدون المسيحيين، ولما سيطر المسيحيون مارسوا الاضطهاد مع مَن سبقهم شأن جميع الدول والتاريخ في مختلف الأماكن، والأقباط كشطوا الرسوم الفرعونية، وموجود ذلك في معابد الأقصر وآثار النوبة القديمة. وقال: "لا أعتقد أن الرواية فيها هجوم على المسيحيين، وما أُثير حولها من جانب الأقباط إنما يتم تناولها من غير أهل التخصص، ومن قام بتأليف رواية مضادة ليس أديبًا (المقصود رواية "تيس عزازيل فى مكة"، التى يتطاول فيها كاتبها الخنزير لعنه الله على مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتهم أمه فى شرفها). المسألة لا بد أن تُناقَش من منظور أدبي، ولا يدلي برأيه إلا شخص متمرس بالأدب، أما أن يقوم رجال دين برفع قضايا ضد المؤلف فهذا يعتبر من التخلف؛ لأن من يقرأ لا يفرق بين العمل الأدبي والمقال أو الكلام المنشور". يضيف الشاروني أن الأدب يحمل رسالةً إنسانيةً بوجه عام، ولا ينبغي أن تكون بشكلٍ وعظي، بل في إطار الحدث، والقارئ هو الذي يستخلص ما يفيد".
وأخيرا نختم بهذه الملاحظات الفنية: فأحداث الرواية وشخصياتها تتتابع فى غزارة، ومع ذلك فكثير من الشخصيات لا علاقة لها ببناء القصة، والعنصر الوحيد الذى يربط بين هذه الشخصيات وكذلك الأحداث التى تقع منها أو لها هو البطل فقط فى الغالب، وهو رباط لا يكفى. ومن ناحية المعقولية هل يمكن السفر من دمنهور إلى الإسكندرية على القدم فى ساعات معدودة من نفس اليوم ودون توقف مع بعد المسافة بينهما كما نعرف؟ كذلك هل من الممكن التقاء الخادمة والبطل على شاطئ البحر واصطحابها إياه إلى القصر فى غيبة مخدوميها وقضاؤهما عدة ليال معا يمارسان الجنس فى هذه الجنة بهذه السهولة؟ إلا أن ما يجعل القارئ يغض الطرف عن نقطة الضعف هذه هو اللذة التى يجدها فى قراءة تلك التفاصيل، فضلا عن أنه يتصور واهما بخداع من المؤلف أن القصة قد كتبت فى الماضى، ونحن عادة ما نتسامح مع أدب الماضى.
ترى مثلا ما الذى أخرج الخادم إلى البحر فى هذه البقعة المنعزلة فى ذلك الوقت؟ ولماذا أحضرت معها كل ذلك الطعام؟ وكيف تقع فى غرام شاب نوبى فقير قشف وزرى الهيئة من أول نظرة؟ وهل يمكن أن تكون مثقفة على هذا النحو؟ سوف نعرف بعد قليل أن العرافة أخبرتها أن حبيبها سوف يأتى من البحر، وكان ذلك قبل عامين. أيعقل أنها كانت تجىء إلى هذا المكان على مدى العامين السابقين ومعها الطعام والنبيذ والفِرَاش فى كل مرة؟
ومما يؤخذ على الرواية أيضا لجوء المؤلف إلى المصادفة فى حل مشكلة ضياع البطل فى الإسكندرية بعدما طردته أوكتافيا من جنتها، إذ جعله يقابل، على حين بغتة، بعضا من أترابه من نجع حمادى (ص151). ثم هل يعقل فى غمرة التعصب الجنونى أن يكتفى الراهب والمرأة والصبى بإعلان دهشتهم من خلع البطل لصليبه ورميه على الأرض عقب سحل هيباتيا وسلخها وحرقها؟ (ص173). كذلك يؤخذ على الرواية أن البطل رغم حبه الشديد لنسطورس لم يصاحبه مَرْجِعَه إلى بلده أنطاكية حين عرض عليه الذهاب معه، بل اعتذر رغم نفوره من أورشليم، والدليل على ذلك أنه يقبل اقتراحه الذهاب إلى حلب حيث يعيش فى دير تابع لكنيسة أنطاكية. فأى لخبطة هذه؟ ليس ذلك فقط، فهو يتخلف عن السفر فى قافلة نسطورس رغم أنه سوف يذهب إلى حلب، التى كان من الأفضل أن يرافق نسطورس فى طريقه الذى يمر بها فيستمتع بصحبته ما دام يحبه كل هذا الحب (ص200- 201).
وهناك مشهد يظهر فيه الحَمَام على مرأى من هيبا وأحد زملائه الرهبان فى الدير القريب من حلب وذكوره تسافد إناثه، ولكن السؤال هو: هل للحمام دور فى الرواية غير ما لاحظه عليه هيبا من حب السفاد وما إلى ذلك؟ لقد شغل هذا الأمر البطل كثيرا، كما كان هناك راهب يكره الحمام وركز عليه هيبا الكلام طويلا، فتوقعْنا أن يقول هيبا عن الحمام شيئا، لكن الطير اختفى فجأة كما ظهر فجأة، وكان الله بالسر عليما (ص383 وما بعدها).كذلك فكلام البطل عن الموسيقى من أنها صوت سماوى مقدس، وأنها مع هذا يمكن أن تستعمل فى الخير أو فى الشر كلام فيه تناقض (ص289). وبالمثل يلفت النظر فى الرواية جرأة مرتا الجنسية والعاطفية منذ البداية على هيبا الراهب، وهو تصرف غير مقنع، إذ يأخذ مثل هذا الأمر وقتا ويحتاج إلى مواقف يتبلور من خلالها ولا يمكن أن يتم هكذا بسرعة، وبخاصة أنها فتاة فى العشرين، وهو راهب مشهور، ولم يُعْرَف عنه أنه رجل منحرف حتى تجرؤ عليه كل تلك الجرأة وبهذه السرعة (ص316). ومن الغريب أنه يسألها فى هذه الصفحة عن عمرها مع أنها سبق أن قالت له فى الصفحات الماضية إنه عشرون.
والملاحظ أن عزازيل موجود مع البطل كلما شرع يكتب مذكراته وينخسه نخسا كى يواصل الكتابة. ولا أدرى ما دخل عزازيل هنا؟ يمكن أن يدفعه إلى الشك مثلا، أما الكتابة فما السبب؟ وإذا كان البطل على وعى تام بأن إبليس يريد منه ذلك وكان يكرهه كما يفهم من ردوده عليه، فلم كان يصيخ إليه وينفذ طلبه دائما؟ وبالمناسبة فالمفروض، عند كتابة هيبا فى مذكراته عن المشاعية فى النساء وإعلانه أنه يحبذ ذلك، أن يبتهج عزازيل بهذا الذى يقوله هيبا، لكننا نفاجأ بأنه يزجره حتى لا يكتب كلاما يتنافى مع تدينه ورهبانيته (ص287 مثلا).
لكن يُحْمَد للرواية مع ذلك استطاعتها رسم صورة حية واضحة للجو الجدلى الدينى آنذاك وكيفية انعقاد المجمع المسكونى، وتحويلها الشخصيات الكنسية كنسطور وكيرلس إلى كائنات حية لا مجرد أسماء وأفكار وكلمات فى الكتب. ذلك أننا نلقى كيرلس مثلا ونسمعه ونقرأ أخباره ونعرف ما يكتبه فى رسائله الدينية دفاعا عما يعتقده وهجوما على ما يعتقده الأساقفة الآخرون، ونتسقط ما يقوله هيبا ونسطورس عنه كلاما حيا طازجا لا كلاما باردا مودعا بطون الكتب يفصل بيننا وبين من يدور حوله قرون وقرون. أما نسطورس فهو أقرب إلينا من كيرلس لأنه هو وهيبا بطل الرواية وراوى أحداثها كانا صديقين، وكثيرا ما تجادلا بمحضر ومرأى ومسمع منا، وكان نسطورس يبدى رأيه فى غريمه السكندرى ويتحدث أمامنا إلى هيبا بما ينوى أن يصنعه حين يسافر إلى أفسوس للمجادلة عن مذهبه فى وجه كيرلس وشيعته. لقد أخذَنا الراوى، أو فى الحقيقة: لقد أخذَنا المؤلف، فى رحلة طويلة من أخميم إلى الإسكندرية إلى القدس إلى حلب، وأكمل جميله فكان يتتبع أخبار نسطورس فى أنطاكية، وقام بكل هذا كى يطلعنا على الأوضاع السائدة فى العالم المسيحى أوانذك، فأشعرنا، أو أشعرنى أنا على الأقل بأننى أعيش فعلا فى ذلك الزمان وفى تلك الأمكنة، وليس هذا بالشىء القليل رغم الملاحظات والتحفظات التى أخذتها على الرواية، وهى أيضا ليست بالشىء القليل. ولم يكتف المؤلف بهذا، بل عرض فى تفصيلٍ حارٍّ وقع هذا كله على عقل هيبا، الذى أدت به تلك الانقسامات والمجادلات والمشاحنات بين كبار الأساقفة إلى الشك فى كل شىء يتعلق بتلك الخصومات العقيدية، إن لم يكن فى النصرانية ذاتها، ومن ثم ترك الرهبنة وأطاع صوت عزازيل فى غير قليل من الأشياء. ومن هذا كله يتبين لنا أن المجامع البشرية هى التى تصوغ قانون الإيمان، وهذا القانون يتغير ويتطور من حين إلى آخر (ص383، 392مثلا). وكان هذا أحد العوامل المسؤولة عما اعتور عقل هيبا وقلبه من شكوك وملل وانصراف تدريجى عن النصرانية وإسلامه نفسه إلى عزازيل، الذى كان يصحبه دائما، وإن لم يكن يظهر له إلا فى الأوقات الحرجة والانعطافات الحادة. ومن هنا انتهى هيبا إلى أن الله والإيمان هما فى القلب لا فى المجامع ولا فيما يقوله رؤساء الكنائس. ليس ذلك فقط، بل إن فى الأناجيل ذاتها أشياء منسوبة إلى السيد المسيح نفسه لم ترض عقل هيبا، فهو مثلا غير مقتنع بالسبب الذى على أساسه نَفَى المسيح إمكان دخول الأغنياء ملكوت السماوات (ص179). كما فكر فى حقيقة وجود الآلهة متسائلا: هل هى موجودة وجودا مستقلا حقا أو تابعة فى وجودها لمن يؤمن بها؟ (ص209- 210). يريد أن يقول: هل الله موجود حقا؟ أم هل هو مجرد فكرة تدور فى أذهان المؤمنين به؟
وفى ضوء هذا الجدل العنيف الرهيب وما نشأ عنه من انقسامات ومذاهب يفسر الراهب الفريسى لهيبا القول المنسوب للمسيح فى الأناجيل: ما جئت لألقى سلاما بل سيفا (ص352. و من قبل أكد ذلك كيرلس فى إحدى رسائله التى كتبها مفندا آراء نسطور/ ص258- 259). والحق أن هذه أول مرة أصادف هذا التفسير الذى يبدو أنه تفسير المؤلف نفسه، بصفته خالقا لشخصية ذلك الراهب الفريسى وكل الشخصيات فى الرواية. وهو تفسير وجيه، وإن لم يستغرق كل الأبعاد المتعلقة بمعنى ذلك القول المنسوب للسيد المسيح فى الأناجيل. ليس هذا فحسب، بل إن هذا الراهب الفريسى قد أقر بأن الثالوث يمثل مشكلة شائكة لا مفر منها كيفما نظرنا إليه لأنه لا يتسق مع العقل (ص352- 353). كذلك نجح الكاتب نجاحا فائقا فى صياغة خطبة البطرك، فكأن القارئ يسمع البطرك فعلا يتكلم (ص157- 159).
والمعروف أن المؤلف متخصص فى الفلسفة الإسلامية، ويهتم بالمخطوطات، وله موقع خاص بذلك. وقد اجتهد فى تقديم صورة للعصر، وجعلنى أتخيل أنى أعيش فيه: بسبب الوصف التفصيلى البيئى والمكانى والشخصى، واللجوء إلى المصطلحات الطبية والدينية التى كانت معروفة فى ذلك العصر أو نتصور أنها كانت، والتوقيت بالشمس لا بالساعة كما هو الحال الآن، والقضايا الدينية التى كانت تستولى على الناس فى ذلك الوقت. وطريقته فى بناء الرواية تشبه، فى بعض نواحيها، طريقة جرجى زيدان، إلا أن أسلوبه أكثر شاعرية وأحكم وأجمل، وفيه تأملات فى الكون والنفس البشرية، كما أنه يحكى روايته على لسان البطل، مما يجعله قريبا من نفوسنا، ويقوى إيهامنا بأننا نعيش فى ذلك العصر، وهو ما لم يفعله صاحب "الهلال" البتة.
(ملحوظة هامة: أرقام صفحات الرواية المذكورة هنا هى أرقامها فى النسخة التى تكرم المؤلف مشكورا، بناء على طلبى، بإرسالها لى بالبريد الضوئى فى ملف "وِرْد: word" قائلا إنها هى النسخة الأصلية الأولى).
HOME
روايات أسطورية
1- حوار بين الأشجار على حق الرئاسة !
( قضاة9: 8 ) " مرة: ذهبت الأشجار لتمسح فقالت الزيتونة املكي علينا.فقالت لها الزيتونة: أأترك دُهني الذي به يكرمون بي الله والناس: وأذهب لكي أملك على الأشجار؟ ثم قالت الأشجار للتينة: تعالي أنتِ واملكي علينا.فقالت لها التينة: أأترك حلاوتي وثمري الطيب وأذهب لكي أملك على الأشجار؟ فقالت الأشجار للكرمة: تعالي أنتِ واملكي علينا.فقالت لها الكرمة: أأترك مسطاري الذي يُفَرّح الله والناس وأذهب لكي أملك على الأشجار؟ثم قالت جميع الأشجار للعوسج : تعال أنت واملك علينا.فقال العوسج للاشجار: إن كنتم بالحق تمسحونني عليكم ملكاً فتعالوا واحتموا تحت ظلي وإلا فتخرج نار من العوسج وتأكل أرز لبنان " .
2- حوار بين بلعام وحماره !
( عدد22: 28 ) " ففتح الرب فم الإتان (الحمارة) فقالت لبلعام: ماذا صنعت بك حتى ضربتني الآن ثلاث دفعات؟فقال: لأنك ازدريتِ بي. لو كان في يدي سيف لكنت الآن قتلتك.فقالت الإتان لبلعام: ألست أنا إتانك التي ركبت عليها منذ وجودك إلى هذا اليوم " .
3 – يوحنا اللاهوتي في بلاد العجائب !
( رؤيا4: 5 ) " ورأيت أمام العرش سبعة مصابيح نار متقدة هي سبعة أرواح الله ..وفي وسط العرش وحول العرش أربعة حيوانات مملوءة عيوناً من قدام ومن وراء .والحيوان الأول شبه أسد.والحيوان الثاني شبه عجل.والحيوان الثالث له وجه مثل وجه انسان.والحيوان الرابع شبه طائر " .
( رؤيا5: 6 ) " ورأيت فإذا في وسط العرش والحيوانات الأربعة وفي وسط الشيوخ خروف قائم كأنه مذبوح له سبعة قرون وسبعة أعين هي سبعة أرواح الله المرسلة إلى كل الأرض...وخرت الحيوانات والأربعون شيخاً أمام الخروف ولهم كل واحد قيثارات. ونظرت وسمعت صوت ملائكة كثيرين حول العرش. والحيوانات والشيوخ قائلين بصوت عظيم:مستحق هو الخروف المذبوح أن يأخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والمجد والبركة.وكل خليقة مما في السماء وعلىالأرض ... سمعتها قائلة: للجالس على العرش وللخروف البركة والكرامة والمجد والسلطان الى أبد الآبدين. وكانت الحيوانات الأربعة تقول : آمين " .
( رؤيا7: 9 ) " وبعد هذا نظرت وإذا جمع كبير ... واقفون أمام العرش وأمام الخروف متسربلين بثياب بيض وفي أيديهم سعف النخل.وهم يصرخون بصوت عظيم قائلين: الخلاص لألهنا الجالس على العرش وللخروف.وجميع الملائكة كانوا واقفين حول العرش والشيوخ والحيوانات الأربعة.
وخروا أمام العرش على وجوههم وسجدوا لله قائلين: آمين. البركة والمجد والحكمة والقدرة والقوة لالهنا الى أبد الآبدين. آمين لأن الخروف الذي في وسط العرش يرعاهم ويقتادهم " .
( رؤيا12: 3 ) " وظهرت آية عظيمة في السماء : امرأة متسربلة بالشمس. والقمر تحت رجليها وعلى رأسها اكليل من اثني عشر كوكبًا وهي حبلى متمخضة ومتوجعة تصرخ لتلد.وظهرت آية أخرى في السماء.هوذا تنين عظيم أحمر:له سبعة رؤوس وعشرة قرون! وعلى رؤوسه سبعة تيجان وذنبه يجر ثلث السماء فطرحها إلى الأرض والتنين وقف أمام المرأة العتيدة أن تلد حتى يبتلع ولدها متى ولدت ... ثم اختطف ولدها إلى الله وإلى عرشه. وحدثت حرب في السماء :ميخائيل وملائكته حاربوا التنين وحارب التنين وملائكته ولم يقووا فلم يوجد مكانهم بعد ذلك في السماء.فطرح التنين الحية القديمة المدعو ابليس والشيطان الذي يضل العالم كله طُرح إلى الأرض وطُرحَت معه ملائكته ".
(رؤيا12: 12) " ولما رأى التنين أنه طُرح إلى الأرض: اضطهد المرأة فأعطيَتِ المرأة جناحي النسر العظيم لكي تطير إلى البرية. فألقت الحية من فمها وراء المرأة ماء كنهر لتجعلها تُحمل بالنهر. فأعانت الآرض المرأة وفتحت الأرض فمها وابتلعت النهر الذي ألقاه التنين من فمه " .
( رؤيا17: 14 ) " وهؤلاء يحاربون الخروف والخروف يغلبهم أنه رب الأرباب وملك الملوك" .
(رؤيا 19: 7) " لنفرح ونتهلل ونعطه المجد لأن عُرس الخروف قد جاء وامرأته قد هيأت نفسها.
طوبى للمدعوين إلى عشاء عرس الخروف " .
( رؤيا21: 9 ) " ثم جاء إلي واحد من السبعة الملائكة وتكلم معي قائلاً : هلم فأريك العروس امرأة الخروف... والمدينة لا تحتاج إلى الشمس ولا إلى القمر لأن مجد الله قد أنارها، والخروف سراجها" .
4- شمشون والثعالب المطيعة !
( قضاة15 :5 ) " وذهب وأمسك ثلاثمائة ثعلب وأخذ مشاعل ذنبًا إلى ذنب ووضع مشعلاً بين كل ذنبين في الوسط ثم أضرم المشاعل نارًا وأطلقها بين زروع الفلسطينيين فأحرق الأكداس والزرع وكروم الزيتون" .
5- شمشون يقتل ألف رجل بلحي حمار !
( قضاة 15 : 15 – 16 ) " ووجد لحي حمار طريًا , فمد يده وأخذه وضرب به ألف رجل . فقال شمشون : بلحي حمار كومة كومتين . بلحي حمار قتلت ألف رجل " .
6- شمجر يقتل ست مئة رجل بمنساس البقر !
( قضاة 3 : 31 ) " وكان بعده شمجر بن عناة , فضرب من الفلسطنيين ست مئة رجل منساس البقر وهو أيضًا خلص إسرائيل " .
7- الموتى يسيرون في شوارع القدس !
( متَّى 27 : 51-53 ) " وإذا حجاب الهيكل قد انشق إلى اثنين من فوق إلى أسفل . والأرض تزلزلت , والصخور تشققت , والقبور تفتحت , وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين . وخرجوا من القبور بعد قيامته , ودخلوا المدينة المقدسة , وظهروا لكثيرين " .
قد يعترض القمص ويقول إن هذه معجزات , فلماذا تسخرون من هذه الروايات وعندكم في القرآن أن الله جعل الحمار آية لصاحب القرية التي مر عليها وهي خاوية على عروشها , وسليمان عندما سمع حديث النملة والهدد , فنقول : إن المعجزات والآيات لها حكم ودلائل , والمعجزة : أمر خارق للعادة , يظهره الله تعالى على يد مدعي النبوة وفق مراده , تصديقًا له في دعواه , مع عجز جميع المكلفين عن المعارضة . والمعجزة لها دلالتها العقلية في إثبات قدرة الله وحكمته وألوهيته , كما لها دلالة عظيمة الشأن في صدق مدعي النبوة .
فأين هذا مما أوردناه من الروايات التي جاءت في الكتاب المقدس ؟!
ثالثًا : مناقضة الكتاب المقدس للحقائق العلمية
1- يقول الكتاب المقدس: (1فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ. 2وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ. 3وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ» فَكَانَ نُورٌ. 4وَرَأَى اللهُ النُّورَ أَنَّهُ حَسَنٌ. وَفَصَلَ اللهُ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ. 5وَدَعَا اللهُ النُّورَ نَهَاراً وَالظُّلْمَةُ دَعَاهَا لَيْلاً. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْماً وَاحِداً ) تكوين 1: 1-5 .
فمن أين جاءت هذه الأنوار ولم يكن الله قد خلق النجوم بعد ؟
لقد خلق الله الشمس والقمر في اليوم الرابع لفصل الليل عن النهار ولإنارة الأرض (تكوين 1: 14). فكيف جاء الليل والنهار إلى اليوم الرابع دون وجود شمس وقمر ؟
وما هى الأنوار التي خلقها الله في اليوم الرابع في جلد السماء لتفصل بين النهار والليل وتكون لآيات وأوقات وأيام وسنين ؟
2- يقول الكتاب المقدس : ( وَقَالَ اللهُ: لِتَكُنْ أَنْوَارٌ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتَفْصِلَ بَيْنَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ وَتَكُونَ لآيَاتٍ وَأَوْقَاتٍ وَأَيَّامٍ وَسِنِينٍ. 15وَتَكُونَ أَنْوَاراً فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتُنِيرَ عَلَى الأَرْضِ». وَكَانَ كَذَلِكَ. 16َعَمِلَ اللهُ النُّورَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ: النُّورَ الأَكْبَرَ لِحُكْمِ النَّهَارِ وَالنُّورَ الأَصْغَرَ لِحُكْمِ اللَّيْلِ وَالنُّجُومَ. 17وَجَعَلَهَا اللهُ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتُنِيرَ عَلَى الأَرْضِ 18وَلِتَحْكُمَ عَلَى النَّهَارِ وَاللَّيْلِ وَلِتَفْصِلَ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ. وَرَأَى اللهُ ذَلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ. 19وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْماً رَابِعاً) تكوين1: 14-19.
ونتسأل : متى خلق الله النور لفصل الليل على النهار؟ هل خلقها في اليوم الأول كما يقول سفر (التكوين 1: 3-5) أم في اليوم الرابع كما يقول سفر (التكوين 1: 14) .
ويصف هذا الجزء أن الله قد خلق الشمس والقمر بعد خلق الأرض ، وهذا يخالف أوثق المفاهيم المعتمدة في تكوين عناصر المجموعة الشمسية. فمن المعروف أن الأرض والقمر قد انفتقا من نجمهما الأم ألا وهو الشمس .
3- يقول الكتاب المقدس : ( وَقَالَ اللهُ: «لِتُنْبِتِ الأَرْضُ عُشْباً وَبَقْلاً يُبْزِرُ بِزْراً وَشَجَراً ذَا ثَمَرٍ يَعْمَلُ ثَمَراً كَجِنْسِهِ بِزْرُهُ فِيهِ عَلَى الأَرْضِ». وَكَانَ كَذَلِكَ. 12فَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ عُشْباً وَبَقْلاً يُبْزِرُ بِزْراً كَجِنْسِهِ وَشَجَراً يَعْمَلُ ثَمَراً بِزْرُهُ فِيهِ كَجِنْسِهِ. وَرَأَى اللهُ ذَلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ. 13وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْماً ثَالِثاً ) تكوين 1 : 11 – 13 .
وكيف أنبت الله النبات قبل خلق الشمس ؟
وكذلك ينتقد العلم الحديث اليوم ظهور النباتات في نفس الوقت الذى ظهر فيه الإنسان على الأرض. فقد ظهر الإنسان على الأرض بعد وقت طويل جداً من وجود النباتات عليها. مع العلم بأننا لا نعرف على وجه اليقين كم من السنين كانت قد مضت بين ظهور الحدثين.
4- متى خلق الله الإنسان ؟ هل خلقه في اليوم الخامس كما في (تكوين 1 : 24 – 26 ) أم خلقه بعد اليوم السابع كما في (تكوين 2: 1- 7) ؟
5- متى خلق الله الشجر ؟وما احتياج الشجر للمطر طالما الأرض كانت مغمورة بالماء ؟
في اليوم الخامس: (29وَقَالَ اللهُ: «إِنِّي قَدْ أَعْطَيْتُكُمْ كُلَّ بَقْلٍ يُبْزِرُ بِزْراً عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ وَكُلَّ شَجَرٍ فِيهِ ثَمَرُ شَجَرٍ يُبْزِرُ بِزْراً لَكُمْ يَكُونُ طَعَاماً.) تكوين 1: 29.
بعد اليوم السابع: (5كُلُّ شَجَرِ الْبَرِّيَّةِ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ فِي الأَرْضِ وَكُلُّ عُشْبِ الْبَرِّيَّةِ لَمْ يَنْبُتْ بَعْدُ لأَنَّ الرَّبَّ الإِلَهَ لَمْ يَكُنْ قَدْ أَمْطَرَ عَلَى الأَرْضِ وَلاَ كَانَ إِنْسَانٌ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ.) (تكوين 2:5).
6- القمر يضيء: تكوين 1: 14-19 .
القمر لا يضيء: أيوب 25: 5.
7- يقول سفر التكوين 1: 1-2 : (في البدء خلق الله السموات والأرض. وكانت الأرض خربة … يرف على وجه المياه ) ، فهل هذا صحيحٌ علمياً؟
ثبت علميًا أن السموات والأرض كانتا كتلة غازية تفككت بأمر الله سبحانه وتعالى على مدى عشرة بلايين سنة وهو ما يدعى بالإنفجار الكبير ، ومنذ بضعة بلايين من السنين تكونت المجموعة الشمسية. كما أن وجود الماء في تلك المرحلة مرفوض علمياً.
8- يقول سفر التكوين 1: 14-19 : (لتكن أنوار … النور الأكبر لحكم النهار والنور الأصغر لحكم الليل والنجوم ) .
هذا يناقض المعلومات الأساسية عن تشكل عناصر النظام الشمسي فقد نتجت الأرض والقمر بأمر الله سبحانه وتعالى من انفصالهما عن الشمس فكيف جاءت الشمس والقمر بعد الأرض ؟
9-" الغنم تتوحم " (تكوين 37 : 30).
ولا تعليق !
10- الرب يأمر حزقيال بأكل الخراء الآدمى (حزقيال 4: 12) . فهل هذا غير مضر صحيًا ؟
11-رجال يأكلون برازهم ويشربون بولهم (ملوك الثانى 18: 27) و(إشعياء 36: 12) فهل هذا تشجيع للإقتداء بهم ؟ وأين النهى عن فعل ذلك ؟ وما الغرض التربوي من ذكر هذا الحدث ؟
12-الرب يمسك الخراء بيديه ويقذفه في وجوه الكهنة (ملاخي 2: 3) !
13- يقول الكتاب المقدس : ( وَيَكُونُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ الرَّبَّ يَصْفِرُ لِلذُّبَابِ الَّذِي فِي أَقْصَى تُرَعِ مِصْرَ وَلِلنَّحْلِ الَّذِي فِي أَرْضِ أَشُّورَ) إشعياء 7: 18 ومن الثوابت العلمية أن الذباب ليس له جهاز سمعي!
14- الأرض لها أربعة زوايا وأربعة أعمدة – أي مربعة الشكل - (حزقيال 7: 2)و أيوب (6 : 9). وهذا يتنافى مع حقيقة كروية الأرض ودورانها حول محورها بميل يقدر بـ23.5 درجة !
15- رجال تأتيهم الدورة الشهرية(لاويين 15: 1-15) ؟؟؟
(((((الحبيب الحبيب الحبيب())))))السلام عليكم
-هو محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصى بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن الفهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان من ابناء اسماعيل بن ابراهيم الخليل عليه و عليهما الصلاة و السلام
-ارسله الله تعالى بخاتم الرسالات التى ختم الله تعالى بها رسالات السماء و الناموس الى اهل الارض
و هو مؤسس الجامعة الاسلامية و مصطفى الامة المحمدية و اعظم البشر اثرا فى التاريخ
-يقول الكاتب الامريكى مايكل هارت محمدا"صلى الله عليه وسلم"هو الانسان الوحيد فى التاريخ الذى نجح نجاحا مطلقا على المستويين الدينى و الدنيوى ....كان البدو من سكان شبه الجزيرة العربية معروفين بتشتتهم و شراستهم فى القتال و لم تكن لهم قوة او سطوة عرب الشمال الذين استقروا فى ارض زراعية و لكن محمدا "صلى الله عليه و سلم"استطاع لاول مرة فى التاريخ ان يوحد بينهم و ان يملائهم بالايمان و ان يهديهم جميعا الى الاله الواحد و لذلك استطاعت الجيوش الاسلامية قليلة العدد و العدة ان تقوم باعظم غزوات عرفتها البشرية فاحتلت اراضى الامبراطورية الفارسية و اكتسحت بيزنطة و الامبراطورية الرومانية الشرقية و كان العرب اقل عددا بكثير من كل هذه الدول التى غزوها و انتصروا عليها و فى سنة711م اكتسحت القوات الاسلامية شمال افريقية حتى المحيط الاطلسى ثم عبرت الى اسبانيا عبر مضيق جبل طارق و ساد اوروبا كلها فى ذلك الوقت شعور بان القوات الاسلامية تستطيع ان تستولى على العالم المسيحى كله و لكن فى عام732م و فى موقعة تورا بفرنسا انهزمت الجيوش الاسلامية التى تقدمت الى قلب فرنسا و رغم ذلك فقد استطاع هؤلاء العرب المؤمنون بالله و كتابه و رسوله ان يقيموا امبراطورية واسعة ممتدة من حدود الهند حتى المحيط الاطلسى و هى اعظم امبراطوريه اقيمت فى التاريخ الى يومنا هذا)
و يستطرد مايكل هارت و ربما بدا شيئا غريبا حقا ان يكون محمدا"صلى الله عليه و سلم"هو راس هذه القائمة لاعظم مائة انسان فى التاريخ هكذا رغم ان عدد المسيحيين ضعف المسلمين و ربما بدا غريبا ان يكون محمد هو رقم واحد فى هذه القائمة بينما عيسى عليه السلام هو رقم 3 و موسى عليه السلام هو رقم16 و لكن لذلك اسباب من بينها ان دور محمد"صلى الله عليه و سلم"كان اعظم و اخطر فى نشر الاسلام و تدعيمه و ارساء قواعد شريعته اكثر مما كان لعيسى فى الديانة المسيحية فعلى الرغم من ان عيسى هو المسئول عن مبادئ الاخلاق فى المسيحية الا ان القديس بولس هو الذى ارسى اصول الشريعة المسيحية و هو ايضا المسئول عن كتابة الكثير مما جاء فى كتب العهد الجديد اما محمدا"صلى الله عليه و سلم"فهو المسئول الاول و الاوحد عن ارساء قواعد الاسلام و اصول الشريعة و السلوك الاجتماعى و الاخلاقى و اصول المعاملات بين الناس فى حياتهم الدينية و الدنيوية كما ان القران قد نزل عليه وحده و فى القران الكريم وجد المسلمون كل ما يحتاجونه فى دنياهم و اخرتهم
و القران نزل على محمد "صلى الله عليه و سلم" كاملا و سجلت اياته بمنتهى الدقة و حفظت عن ظهر قلب فلم يتغير منه حرف واحد و ليس فى المسيحية شئ مثل ذلك فلا يوجد كتاب واحد محكم دقيق لتعاليم المسيحية يشبه القران الكريم
لذلك كان اثر محمد على الاسلام اكثر و اعمق من الاثر الذى تركه عيسى"عليه السلام"على الديانة المسيحية "حتى ان بولس هو من اسماها مسيحية"
و كان محمد"صلى الله عليه و سلم"الى جوار ذلك كله زوجا و ابا يعمل فى التجارة و يرعى الغنم و كان يحارب و يصاب فى الحروب و يمرض و يموت....و من هنا فهو اعظم سياسى عرفه التاريخ
و اذا استعرضنا التاريخ فاننا نرى احداثا كثيرة كان من الممكن ان تحدث دون اشخاص بعينهم مثلا كان من الممكن ان تحصل مستعمرات امريكا الجنوبية على استقلالها من اسبانيا دون ان يتزعم حركتها الاستقلالية رجل مثل سيمون بوليفر...و لكن من المستحيل ان يقال ذلك عن الانبثاق العربى دون وجود شحصية محمد"صلى الله عليه و سلم"فان العالم لم يعرف رجلا بمثل هذه العظمة و ما كان من الممكن ان تتحقق كل هذه الانتصارات العربية الباهرة بغير زعامته و هدايته و ايمان الجميع به)
و يكمل مايكل هارت:(فهذا الامتزاج بين الدنيا و الدين هو الذى جعلنى اؤمن بان محمدا"صلى الله عليه و سلم"هو اعظم الشخصيات فى تاريخ الانسانية كلها)
-ولد صلى الله عليه و سلم بمكة فى شهر ربيع الاول عام حادثة الفيل"ابريل سنة571"فى مهد اليتم اذ فقد اباه و هو جنين و لم يكد يحبو للسادسة من عمره ختى اختار الله لامه ما عنده,فحضنه جده عبدالمطلب سنتين ثم اوصى به قبل وفاته الى ابى طالب شقيق ابيه فكفله على رقة حاله و كثرة عياله و تولى الله تاديبه و تهذيبه,فكمله بالعقل الرجيح , و النفس الرضية,والحياة الوقور,و الحلم الرفيق,والصبر المطمئن,والصفح الجميل,واللسان الصادق,والذمة الوثيقة,والجاش القوى,والفؤاد المحب,وطهره من ارجاس الوثنية.فلم يشرب الخمر,ولم ياكل مما ذبح على النصب,ولم يشهد للاوثان عيدا و لا حفلا,و سمت نفسه الكبيرة الى ابتغاء الرزق يحيلته و كده فتصرف فى التجارة على عادة قومه و شاعت له فى الناس فضائل الصدق و الحذق و الامانة فطلبت اليه السيدة خديجة بنت خويلد احدى عقائل قريش و غنياتهم ان يتجر فى مالها فسافر الى الشام مع خادمها ميسرة فنجحت سفرته و ربحت صفقته فهز من عطف السيدة ما راته من وفرة الربح فخطبته الى نفسها و هى فى سن الاربعين و هو فى حدود الخامسة و العشرين فرضى زواجها و خطبها عمه الى عمها فكان لها جليل الاثر فى الاسلام سهم ربيح
و مضى صلى الله عليه و سلم يضرب فى الافاق الى الاسواق يكسب لاهله و ينمى ثروة زوجه و نفسه عازفة عن متاع الحياة صادفة عن لذاذة العيش فلم يطمع فى ثراء و لم يرنو الى منصب بل كان يخلى ذرعه عن صوارف الدنيا الليالى الطوال و يعتكف فى غار حراء يقنت و يتعبد و يتامل شهرا من كل عام و يتجه بروحه الصافى اللطيف الى الملا الاعلى حتى اوحى الله اليه فى هذا الغار بالرسالة و عمره يومئذ اربعون سنة قمرية و ستة اشهر فانقلب الى زوجه مضطربا فطمئنته
يتبع:
صفي الدين
01-02-2008, 10:36 PM
السلام عليكم
قام صلى الله عليه و سلم باعباء الرسالة و التبليغ ثلاث حجج فى الخفاء ثم امره الله تعالى ان يصدع بالدعوة فكاشفه مشركو قريش بالعداء و قصدوه بالايذاء و هو يتلقى كل ذلك بصبر و عدة الايمان و من ورائه عمه ابوطالب يزود عنه و يحميه و زوجه السيدة خديجة تواسيه و تقويه حتى سلخ على هذا الحال الشديدة عشر سنين و فى السنة العاشرة من رسالته فجعه الموت فى ذلك العم النبيل و فى تلك الزوجة الفاضلة فى يومين متقاربين فاشتد حزنه عليهما و استعر اذى قريش له و للمسلمين فانتوى الهجرة بهم الى المدينة التى كان قد اسلم فيها كثير من الاوس و الخزرج فاحس المشركون منه هذا العزم فائتمروا به ليقتلوه و لكنه خرج ليلة اجتماعهم على قتله هو و رفيقه ابوبكر الى المدينة ترعاهما عين لا تغفو و قوة لا يقام لها بسبيل فبلغاها و عمره ثلاثة و خمسون عاما فكانت هذه الهجرة المباركة مبدأ علو كلمته و انتشار دعوته و تمام نصرته
و بسنة دخوله المدينة صلى الله عليه و سلم يبتدئ التاريخ الهجرى-بالميلادى24-9-622 و هو يوم الجمعة الثانى عشر من ربيع الاول سنة 53 من مولده صلى الله عليه و سلم-
و لم يدعه مشركو قريش امنا فى دار هجرته بل كانوا يقصدونه لقتاله فيها فنزلت ايات"الاذن بالقتال"مبينة سببه و وجه الحاجة اليه
-و كانت الواقعة الاولى بينه و بين قريش قومه فى "بدر"بجوار المدينة فى السنة الثانية من الهجرة و تلتها غزوة بنى قينقاع و هم قبيلة من اليهود كان الرسول صلى الله عليه و سلم قد عاهدهم و امنهم على انفسهم و اموالهم و حرية دينهم فنقضوا عهده
-و فى السنة الثالثة:كانت غزوة احد فى الجبل المشرف على المدينة بهذا الاسم و غلبت فيها قريش على المسلمين
-و فى السنة الرابعة:غزوتا "ذات الرقاع"و"بدر الثانية"
-و فى السنة الخامسة:"غزوتا"الخندق"و"بنى قريظة"
-و فى السنة السادسة: غزوتا"ذى قرد"و"بنى المصطلق",و فيها بعث النبى صلى الله عليه و سلم الرسل الى كسرى و قيصر و النجاشى و غيرهم من عظماء الملوك كالمقوقس بمصر و الحارث الغسانى بالشام يدعوهم الى الاسلام
-و فى السنة السابعة:كانت غزوة خيبر
-و فى السنة الثامنة:فتح مكة و غزوتا"مؤته"و"حنين"
-وفى السنة التاسعة:غزوة تبوك
-و فى السنة العاشرة:اقبلت وفود العرب قاطبة على النبى صلى الله عليه و سلم و هو بالمدينة و بعث على بن ابى طالب الى اليمن فاسلمت همدان كلها و تتابع اهل اليمن و ملوك حمير على الاسلام
و فيها حج حجة الوداع و كانت خطبته فيها على ناقته من اطول خطبه و اكثرهن استيعابا لامور الدين و الدنيا
وصفه بعض من رآه قال:كان رسول الله صلى الله عليه و سلم فخما يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر...و خافض الطرف نظره الى الارض اطول من نظره الى السماء جل نظره الملاحظة متواصل الاحزان دائم الفكرة طويل السكوت يتكلم بجوامع الكلم ,دمثا.اذا غضب اعرض و اشاح , واذا فرح غض طرفه,اجتمع له ما لم يجتمع لغيره من قوة الطبع و صفاء الحس و محض السليقة و ثقوب الذهن و تمكن اللسان و مؤازرة الوحى
و كان صلى الله عليه و سلم افصح العرب لسانا اذ تقلب فى اخلص القبائل منطقا و شأنا و اعذبها بيانا فهو ولد فى بنى هاشم و استرضع فى بنى سعد و نشأفى قريش
و هو اول من قال"الان حمى الوطيس","و مات حتف انفه",و"لا ينتطح فيها عنزان"
و قوله فى يوم بدر"هذا يوم له ما بعده"
خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم فى السنة العاشرة للهجرة مع اهله و نسائه من المدينة الى مكة ليحج بيت الله مع جموع المسلمين فاجتمع وراءه مائة و عشرون الفا من المهاجرين و الانصار و غيرهم من وفود القبائل العربية و ولى على المدينة فى غيبته صحابيا جليلا هو ابودجانة الانصارى
و ضربت للرسول قبنة ب"نمرة"-و هى موضع بعرفات- فنزل بها حتى زالت الشمس فامر بناقته القصواء فركبها و سار حتى اتى بطن الوادى من ارض عرفة و هناك نزل عليه بعد صلاة العصر
{الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}
فلما سمع ابوبكر هذه الاية بكى بكاء شديدا فقال له النبى صلى الله عليه و سلم:ما الذى يبكيك يا ابا بكر؟
قال:ابكانى انا كنا فى زيادة من ديننا...فاما اذا كمل,فانه لم يكمل شئ الا نقص
فقال النبى صلى الله عليه و سلم:صدقت...و بكى كثيرا من المسلمين
و كانت هذه الاية ايذانا بانتهاء رسالته فى هذه الدنيا
يتبع:
صفي الدين
01-03-2008, 02:03 AM
السلام عليكم
ثم قام عليه الصلاة و السلام فركب ناقته حتى بلغ وسط عرفات فو قف هناك و القى خطبة الوداع و قد احس باقتراب اجله فاوصى المسلمين و قال :الا هل بلغت,فرد الناس :نشهد بانك بلغت فقال:اللهم فاشهد
اتم النبى صلى الله عليه و سلم حجته الاخيرة و عاد الركب الى المدينة فلما اقبل عليها كبر ثلاثا و رفع يديه الى السماء و قال:لا اله الا الله وحده لا شريك له,الحمد لله و هو على كل شئ قدير,ايبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون صدق الله وعده و نصر عبده و اعز جنده و هزم الاحزاب وحده
و اقبلت وفود العرب زمرا زمرا الى المدينة ممن لم يكونوا قد اسلموا لمبايعة الرسول و الدخول فى الاسلام و الانضواء تحت لوائه و عنت الوجوه للحى القيوم و تتابع الناس من كل مكان افواجا افواجا يدينون بالاسلام و هنا نزل قوله تعالى:
{إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً}
فلما قراها عليه جبريل قال محمد صلى الله عليه و سلم:نعيت لى نفسى
فقال جبريل:
{وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى}
و قد سميت هذه السورة سورة الوداع و لم ينزل بعدها سورة و لا اية اخرى من القران و كان الرسول بعد نزولها دائم الاستغفار و التسبيح الى ان مرض فى اواخر صفر من السنة الحادية عشرة للهجرة و دبت الحمى فى جسده الشريف و ايقن انه عما قريب سوف يلاقى ربه
و خرج لصلاة الفجر فصلى بالمسلمين و لم يمكث معهم بعد الصلاة بل اسرع الى مضجعه فى بيت عائشة فنام و استراح حتى صلاة الظهر فذهب الى المسجد فصلى و خطب فى الناس يؤكد عليهم تاميره لاسامة بن زيد ثم نزل من المنبر و قد اخذ من التعب ماخذه فاشار الى على بن ابى طالب ليعينه على ضعف جسمه فاسرع اليه هو و عمه العباس بن عبدالمطلب فتوكأ عليهما حتى دخل بيت عائشة منهكا و ابوبكر وراءه و لما اطمأن فى فراشه رفع نظره الى السماء و سكت برهة و قال فى خشوع:سبحان الله و الحمد لله و لا اله الا الله وحده لا شريك له استغفرك اللهم و اتوب اليك ربنا عليك توكلنا و اليك انبنا و اليك المصير
و جلست عائشة و ابوبكر و الباس و على حوله صامتين و قد خيم عليهم الحزن و الجزع و نظروا الى الرسول فى فراشه فرأوه قد اخذته سنة مما يشبه النوم ثم تنبه و اشار الى على و العباس بالخروج فقاما بعد القاء السلام مودعين
و فى المساء خرج متوكئا على مولاه ابى مويهة فلقيه على بن ابى طالب فعاونه حتى دخل بيت زوجته ميمونة بنت الحارث فما كاد يجلس حتى ثقل مرضه فدعا زوجاته ان يحضرن اليه فلما رأينه على غير ما يعهدن فيه من صحة البدن و جمال العافية استبد بهن الاسى و عرضت كل واحدة منهن ان يمرض ببيتها فاستأذن ان يمرض فى بيت عائشة لقربه من المسجد
و خرج متوكئا على بعض اهله حتى اذا بلغ بيت عائشة نام على فراشه و دخل فيما يشبه النعاس ثم تنبه و على شفتيه ابتسامة مشرقة أحيت الامل فيمن حوله ثم عاد الى ما يشبه السنة و ظل هذا شانه بين النوم و اليقظة و حرارة الحمى فى ازدياد حتى صارت القطيفة التى غطوا بها جسده تصيب بالحرارة كل من يضع يده عليها
يتبع
صفي الدين
01-04-2008, 11:27 PM
السلام عليكم
و فى الفجر خفت الام الحمى و تنبه صلى الله عليه و سلم و عرف موعد الصلاة فقام على الرغم من مرضه و شدة المه لاداء فريضة الفجر فى مسجده مع الناس فصلى فى بطئ و عناء و عاد الى فراشه فنام نوما هادئا لم يزعجه فيه الالم و لم يؤرقه الداء ثم استيقظ وقت الضحى فشعر بشئ من الراحة و انتعاش النفس و انكسار الحمى
و تفاءلت عائشة رضى الله عنها بتحسن صحته فى ذلك اليوم و زاره عمه العباس و على بن ايى طالب و بعض آله فاطمئنوا لحاله و خرجا من عنده فهرع الناس الى على يسالونه عن حال النبى فطمأنهم فقال له العباس :لقد عرفت الموت فى وجهه كما كنت اعرفه فى وجوه بنى عبد المطلب
لم ينقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة مع اصحابه فى المسجد الا قبيل وفاته بثلاثة ايام فاشتد به المرض و تمكنت منه الحمى و تضاعف الخطر و عجزت وسائل العلاج المعروفة فى ذلك الحين عن شفائه و تعذر عليه ان يخرج للصلاة بالناس فاناب عنه صاحبه ابا بكر فصلى بهم سبع عشرة صلاة
و دخلت بنته فاطمة الزهراء رضى الله عنها ذات صباح فعز عليها ان تراه على هذه الحال من المرض الشديد فبكت و نادت"وابتاه"
فتنبه من اغمائه و نظر اليها ثم قال بصوت خافت:
مرحبا بك يا فاطمة لا كرب على ابيك بعد اليوم
ثم اشار اليها فاقتربت منه فاسر اليها بكلام قبكت و بكى الحاضرون ثم عاد فاسر اليها بكلام اخر فابتسمت و استبشرت فاطمان الحاضرون و استبشروا و لما شئلت رضى الله عنها فى ذلك قالت:اسر الى انه سيقبض فى مرضه هذا فبكيت ثم اسر الى انى اول من يلحق به من اهله فابتسمت و سررت
و بلغ الداء اقصاه فكانوا يمسحون راسه و وجهه بالماء البارد ليخففوا عنه الام الحمى و شدة الحرارة و كان كلما استفاق من اغمائه ادخل يده الى الاناء و مسح جبهته و راسه و قال:اللهم اعنى على سكرات الموت....لا اله الا الله,ان للموت لسكرات,ثم يدخل فى اغمائة اخرى حتى اذا تنبه قال بصوت خافت:اللهم انك تاخذ الروح بين القصب و العصب و الانامل فاعنى عليه و هونه على نفسى
و اخذ يردد هذا القول فى ساعاته الاخيرة كلما افاق من سكرات الموت حتى كان الفجر فسمع صوت بلال بن رباح يؤذن للصلاة فكبر معه و اذن بصوت ضعيف ثم رفع سترا من حجرته مطلا على المسجد فراى المصلين صفوفا صفوفا ففرح و ابتسم و راه ابوبكر فظن انه يريد الخروج للصلاة فنكص على عقبه ليفسح له و كاد المصلون يفتنون فى صلاتهم فرحا بمقدمه و لكنه اشار اليهم ان يثبتوا و يستمروا و ارخى الستر
ثم شعر بضعف شديد فاشار الى عائشة ان تجلسه فى حجرتها,قالت عائشة رضى الله عنها:وجدت رسول الله صلى الله عليه و سلم يثقل فى حجرى فنظرت الى وجهه فاذا بصره قد شخص الى السماء و هو يقول:بل الرفيق الاعلى,فقلت:خيرت فاخترت و الذى بعثك بالحق و قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم بين سحرى و نحرى......
و كانت كلمة "الى الرفيق الاعلى من الجنة"هى اخر كلماته صلى الله عليه و سلم فى حياته اصطفاه الله لجواره فى يوم الاثنين الثالث عشر من ربيع الاول فى السنة الحادية عشرة من الهجرة الموافق 8-6-632م
و عاد ابوبكر مسرعا حين بلغته وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم و كان فى منازل بنى الحارث فدخل الحجرة فوجده مسجى على فراشه و قد فارق الحياة فوقف برهة واجما ثم كشف عن وجهه و قبل بين عينيه ثم قال :بابى انت و امى ....طبت حيا و طبت ميتا
دفن صلى الله عليه و سلم ليلة الاربعاء و كان الذى غسله على بن ابى طالب و العباس و الفضل و قثم ابن العباس و اسامة بن زيد و شقران مولى النبى صلى الله عليه و سلم و حضرهم اوس بن خولى الانصارى و كان بدريا فغسلوا رسول الله الله صلى الله عليه و سلم و عليه ثيابه و اختلفوا فى موضع دفنه فقال ابوبكر :سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول:ما قبض نبى الا دفن حيث قبض
فرفع فراشه و دفن موضعه و حفر له ابوطلحة الانصارى لحدا و دخل الناس يصلون عليه و كان الذى نزل قبره على بن ابى طالب و الفضل و قثم ابنا العباس و شقران و اوس بن خولى الانصارى قال على:احدثنا عهدا به قثم بن العباس
امهاته صلى الله عليه و سلم:
آمنة بنت وهب سيدة الأمهات
هذه الشخصية العظيمة والأم الجليلة لطالما نقصت المصادر والراويات عنها ، ويمكن تلمس ملامحها من خلال صورة ابنها العظيم الذي آوته أحشاؤها، وغذاه دمها، واتصلت حياته بحياتها، لقد كان سيدنا محمد هو الأثر الجليل الذي خلفته سيدة "آمنة بنت وهب". وأن الله تعالى اختار سيدنا محمد حيث اختاره من كنانة، واختار كنانة من قريشا من العرب، فهو خيار من خيار . وما كان لها من أثر في تكوين ولدها الخالد الذي قال معتزا بأمهاته بالجاهلية : " أنا ابن العواتق من سليم".
أنـوثة وأمـومة:
عانت المرأة في الجاهلية، من صنوف الاستعباد والاستبداد، ومن وأد البنات وانتقال المرأة بالميراث من الأباء إلى زوجات الأبناء، وغيرها. إلا أننا غافلون عن أمومة آمنة بنت وهب، وعن فضلها في إنجاب خاتم النبيين- عليهم الصلاة والسلام. فمن الملوك العرب، من انتسبوا إلى أمهاتهم: كعمرو بن هند، وأبوه هو المنذر بن ماء السماء. وهناك كثير من الشعراء يمدحون كبار الرجال بأمهاتهم، وكذلك لم ينسوا أن يذكروا للمرأة مشاركتها في جليل الأحداث فقال "حذيفة بن غانم" :
ولا تنس ما أسدى ابن " لبنى" فإنه قد أسدى يداًمحقوقة منك بالشكر
وأمك سر من خزاعة جوهر إذا حصل الأنساب يوماً ذوو الخبر
إلى سبأ الأبطال تنمى وتنتمي فأكرم بها منسوبة في ذرا الزهر
بيئة آمنــة ونشأتها:
تفتحت عينا الفتاة والأم الجليلة آمنة بنت وهب في البيت العتيق في مكة المكرمة ، في المكان الذي يسعى إليه الناس من كل فج، ملبية نداء إبراهيم " الخليل" -عليه الصلاة والسلام - في الناس بالحج، وفي ذلك المكان الطاهر المقدس وضعت السيدة " آمنة بنت وهب " سيد الخلق " محمداً " في دار " عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم" ، وبيئة آبائه وأجداده ، ودار مبعثه صلى الله عليه وسلم.
آل آمنة بنو زهرة:
تندرج "آمنة بنت وهب " من أسرة " آل زهرة " ذات الشأن العظيم، فقد كان أبوها " وهب بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي" سيد بني زهرة شرفا وحسبا ، وفيه يقول الشاعر:
يا وهب يا بن الماجد بن زهرة سُدت كلابا كلها، ابن مره
بحسبٍ زاكٍ وأمٍّ بــــرّة
ولم يكن نسب "آمنة" من جهة أمها، دون ذلك عراقة وأصالة فهي ابنة برة بنت عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب"... فتجمع في نسب " آمنة" عز بني عبد مناف حسب وأصالة. ويؤكد هذه العراقة والأصالة بالنسب اعتزاز الرسول صلى الله عليه وسلم بنسبه حيث قال : " ...لم يزل الله ينقلنيمن الأصلاب الطيبة إلى الأرحام الطاهرة مصفى مهذبا ، لا تتشعب شعبتان إلا كنت في خيرهما " ويقول أيضا - : " أنا أنفسكم نسبا وصهرا وحسبا " .
نسبٌ تحسب العلا بحُلاه قلدته نجومها الجوزاء
حبذا عقدُ سؤددٍ وفخار أنتَ فيه اليتيمة العصماء
" نشأة آمنة " زهرة قريش:
كان منبت سيدتنا "آمنة" وصباها في أعز بيئة، وما لها من مكانة مرموقة من حيث الأصالة النسب والحسب، والمجد السامية، فكانت تعرف " بزهرة قريش" فهي بنت بني زهرة نسبا وشرفا، فكانت محشومة ومخبآة من عيون البشر، حتى إنَّ الرواة كانوا لا يعرفون ملامحها. وقيل فيها إنها عندما خطبت لعبد الله بن عبد المطلب كانت حينها أفضل فتاة في قريش نسبا وموضعا ". وكانت بشذاها العطرة تنبثق من دور بني زهرة، ولكنه ينتشر في أرجاء مكة. وقد عرفت " آمنة " في طفولتها وحداثتها ابن العم "عبد الله بن عبد المطلب" حيث إنه كان من أبناء أشرف أسر قرشي، حيث يعتبر البيت الهاشمي أقرب هذه الأسر إلى آل زهرة؛ لما لها من أواصر الود والعلاقة الحميمة التي تجمعهم بهم، عرفته قبل أن ينضج صباها، وتلاقت معه في طفولتها البريئة على روابي مكة وبين ربوعها، وفي ساحة الحرم، وفي مجامع القبائل.ولكنها حجبت منه؛ لأنها ظهرت فيها بواكر النضج، هذا جعل فتيان من أهل مكة يتسارعون إلى باب بني زهرة من أجل طلب الزواج منها.
" عبد الله فتى هاشم”:
لم يكن " عبد الله" بين الذين تقدموا لخطبة " زهرة قريش" مع أنه دير بأن يحظى بها، لما له من رفعة وسمعة وشرف، فهو ابن " عبد المطلب بن هاشم" وأمه" فاطمة بنت عمرو بن عائذ المخزومية" وجدة " عبد الله" لأبيه " سلمى بنت عمرو". ولكن السبب الذي يمنع " عبد الله " من التقدم إلى " آمنة" هو نذر أبيه بنحر أحد بنيه لله عند الكعبة. حيث إن عبد المطلب حين اشتغل بحفر البئر، وليس له من الولد سوى ابنه " الحارث" ، فأخذت قريش تذله، فنذر يومها، إذا ولد له عشرة من الأبناء سوف ينحر أحدهم عند الكعبة. فأنعم الله على " عبد المطلب" بعشرة أولاد وكان " عبد الله" أصغرهم.وخفق قلب كل شخص وهو ينتظر اللحظة ليسمع اسم الذبيح، وبقيت "آمنة"، لا تستطيع أن تترك بيت أبيها، ولكنها تترقب الأنباء في لهفة، وقد اختير " عبد الله " ليكون ذبيحا، ومن ثم ضرب صاحب القدح فخرج السهم على " عبدا لله" أيضا فبكت النساء، ولم يستطع "عبدا لمطلب" الوفاء بنذره؛ لأن عبد الله أحب أولاده إليه، إلى أن أشار عليهم شخص وافد من " خيبر" بأن يقربوا عشراً من الإبل ثم يضربوا القداح فإذا أصابه ، فزيدوا من الإبل حتى يرضى ربكم، فذا خرجت على الإبل فانحروها، فقد رضي ربكم ونجا صاحبكم، وظلوا على هذه الحالة ينحرون عشرًا ثم يضربون القداح حتى كانت العاشرة، بعد أن ذبحوا مئة من الإبل.
عرس آمنة وعبد الله:
جاء "وهب" ليخبر ابنته عن طلب " عبد المطلب" بتزويج "آمنة " بابنه "عبد الله" فغمر الخبر مفرح نفس "آمنة" ، وبدأت سيدات آل زهرة تتوافد الواحدة تلو الأخرى لتبارك " لآمنة". وكذلك قيل بأن الفتيات كن يعترضن طريق " عبد الله"؛ لأنه اشتهر بالوسامة، فكان أجمل الشباب وأكثرهم سحرا، حتى إنَّ أكثر من واحدة خطبته لنفسها مباشرة. وأطالت "آمنة" التفكير في فتاها الذي لم يكد يفتدى من الذبح حتى هرع إليها طالباًً يدها، زاهدا في كل أنثى سواها، غير مهتم إلى ما سمع من دواعي الإغراء! واستغرقت الأفراح ثلاثة أيام ، ولكن عيناها ملأتها الدموع؛ لأنها سوف تفارق البيت الذي ترعرعت فيها، وأدرك "عبد الله" بما تشعر به، وقادها إلى رحبة الدار الواسعة. وذكر بأن البيت لم يكن كبيرا ضخم البناء، لكنه مريح لعروسين ليبدآ حياتهما.
فكان البيت ذا درج حجري يوصل إلى الباب ويفتح من الشمال، ويدخل منه إلى فناء يبلغ طوله نحو عشر أمتار في عرض ستة أمتار، وفي جداره الأيمن باب يدخل منه إلى قبة، وفي وسطها يميل إلى الحائط الغربي مقصورة من الخشب، أعدت لتكون مخدعاً للعروسين.
البشرى بمحمد:
بعد زواج " عبد الله " من " آمنة" أعرضن عنه كثير من النساء اللواتي كنَّ يخطبنه علانية ، فكانت " بنت نوفل بن أسد" من بين النساء اللواتي عرضن عن " عبد الله" ، فسأل عبد الله واحدة منهن عن سبب إعراضها عنه فقالت :" فارقك النور الذي كان معك بالأمس، فليس لي بك اليوم حاجة" .
أدهش هذا الكلام " عبد الله وآمنة" وراحا يفكران في القول الذي قالته تلك المرأة؟ ولم تكف "آمنة " عن التفكير والرؤيا عنها وسبب انشغال آمنة في التفكير يرجع إلى أن هذه المرأة أخت " ورقة بن نوفل" الذي بشر بأنه سوف يكون في هذه الأمة نبي ... وبقي " عبد الله" مع عروسه أياما ، وقيل إن المدة لم تتجاوز عشرة أيام؛ لأنه يجب عليه أن يلحق بالقافلة التجارية المسافرة إلى غزة والشام.
العروس الأرملة آمنة:
انطلق" عبد الله " بسرعة قبل أن يتراجع عن قراره، ويستسلم لعواطفه، ومرت الأيام و"آمنة "تشعر بلوعة الفراق ، ولهفة والحنين إلى رؤيته، حتى إنها فضلت العزلة والاستسلام لذكرياتها مع " عبد الله" بدلا من أن تكون مع أهلها. ومرت الأيام شعرت خلالها " آمنة" ببوادر الحمل، وكان شعورا خفيفا لطيفا ولم تشعر فيه بأية مشقة حتى وضعته. وفي هذه الأيام كانت تراودها شكوك في سبب تأخير" عبد الله" فكانت تواسي نفسها باختلاقها الحجج والأسباب لتأخيره.
وجاءت " بركة أم أيمن" إلى "آمنة" فكانت لا تستطيع أن تخبرها بالخبر الفاجع، الذي يحطم القلب عند سماعه فكانت تخفيه في صدرها كي لا تعرفه"آمنة" ، ومن ثم أتاها أبوها ليخبرها عن " عبد الله" التي طال معها الانتظار وهي تنتظره، فيطلب منها أن تتحلى بالشجاعة ، وأن " عبد الله" قد أصيب بوعكة بسيطة، وهو الآن عند أخواله بيثرب، ولم تجد هذه المرأة العظيمة سوى التضرع والخشية وطلب الدعاء من الخالق البارئ لعله يرجع لها الغائب الذي تعبت عيناها وهي تنتظره، وفي لحظات نومها كان تراودها أجمل وأروع الأحلام والرؤى عن الجنين الذي في أحشائها، وتسمع كأن أحداًًً يبشرها بنبوءة وخبر عظيم لهذا الجنين.
وجاء الخبر المفزع من " الحارث بن عبد المطلب " ليخبر الجميع بأن " عبد الله " قد مات، أفزع هذا الخبر آمنة، فنهلت عيناها بالدموع وبكت بكاءً مراً على زوجها الغائب ، وحزن أهلها حزنا شديدا على فتى قريش عبد الله . وانهلت بالنواح عليه وبكت مكة على الشجاع القوي .
آمنة بنت وهب أم اليتيم :
نُصحت آمنةُ بنت وهبٍ بالصبر على مصابها الجلل، الذي لم يكن ليصدق عندهاً حتى إنها كانت ترفض العزاء في زوجها، ولبثت مكة وأهلها حوالي شهراً أو أكثر وهي تترقب ماذا سوف يحدث بهذه العروس الأرملة التي استسلمت لأحزانها. وطال بها التفكير بزوجها الغالي عليها ، حتى إنها توصلت للسر العظيم الذي يختفي وراء هذا الجنين اليتيم، فكانت تعلل السبب فتقول أن " عبد الله" لم يفتد من الذبح عبثا! لقد أمهله الله حتى يودعني هذا الجنين الذي تحسه يتقلب في أحشائها. والذي من أجله يجب عليها أن تعيش.وبذلك أنزل الله عز وجل الطمأنينة والسكينة في نفس " آمنة"، وأخذت تفكر بالجنين الذي وهبها الله عز وجل لحكمة بديعة، " ألم يجدك يتيما فآوى" ( الضحى 6). فوجدت " آمنة" في هذا الجنين مواساة لها عن وفاة زوجها ، ووجدت فيه من يخفف عنها أحزانها العميقة. فرح أهل مكة بخبر حمل " آمنة" وانهلوا عليها من البشائر لتهنئة "آمنة " بالخبر السعيد. وتتكرر الرؤى عند "آمنة" وسمعت كأن أحد يقولها " أعيذه بالواحد، من شر كل حاسد، ثم تسميه محمدا".
وجاءها المخاض فكانت وحيدة ليس معها أحد ولكنها شعرت بنور يغمرها من كل جانب، وخيل لها أن " مريم ابنة عمران"، "وآسية امرأة فرعون"، و " هاجر أم إسماعيل" كلهن بجنبها ، فأحست بالنور الذي انبثق منها ، ومن ثم وضعت وليدها كما تضع كل أنثى من البشر، وهكذا كان فقد :
ولــد الهدى فالكائنات ضياء وفم الزمان تبسم وثنــــاء
الروح والملأ الملائك حــوله للدين والدنيا به بشـــراء
والعرش يزهو والحظيرة تزدهي والمنتهى، والدرة العصمــاء
وهنا اكتملت فرحة " آمنة" فوليدها بجوارها، ولم تعد تشعر بالوحدة التي كانت تشعر بها من قبل. وفرح الناس وفرح الجد " عبد المطلب" بحفيده، وشكر الرب على نعمته العظيمة منشدا يقول:
الحمـــد الله الذي أعطاني هذا الغلام الطيب الأردان
قد ساد في المهد على الغلمان أعيذه من شر ذي شنآن
من حسد مضطرب العنان
وسماه " محمدا" ، وسبب تسميته محمدا هو أنه يريده أن يكون محموداً في الأرض وفي السماء، ومن ثم توال القوم ليسموا أبناءهم بهذا الاسم.
وشعرت "آمنة" بأن القسم الأول والأهم قد انتهى بوضع وليدها المبشر، ورسالة أبيه قد انتهت بأن أودعه الله جنينًا في أحشائها، ولكن مهمتها بقت في أن ترعاه وتصحبه إلى يثرب ليزور قبر فقيدهما الغالي " عبد الله" . وبعد بضعة أيام جف لبن " آمنة" لما أصابها من الحزن والأسى لموت زوجها الغالي عليها فأعطته " لحليمة بنت أبي ذؤيب السعدي" حتى ترضعه، فبات عندهم حتى انتهت سنة رضاعته وأرجعته إلى "آمنة". وفي الفترة التي عاش عند "حليمة" حدثت لرسول حادثة شق الصدر التي أفزعت النفوس بها.
وفاة آمنة بنت وهب:
حان الوقت التي كانت "آمنة" تترقبه حيث بلغ محمدٌ السادسة من عمره بعد العناية الفائقة له من والدته. وظهرت عليه بوادر النضج. فصحبته إلى أخوال أبيه المقيمين في يثرب ولمشاهدة قبر فقيدهما الغالي، وعندما وصلت إلى قبر زوجها عكفت هناك ما يقارب شهرا كاملا ، وهي تنوح وتتذكر الأيام الخوالي التي جمعتها مع زوجها بينما "محمد" يلهو ويلعب مع أخواله.
تعبت "آمنة" في طريقها بين البلدتين إثر عاصفة حارة وقوية هبت عليهم. فشعرت "آمنة" بأن أجلها قد حان فكانت تهمس بأنها سوف تموت، ولكنها تركت غلاماً طاهراً، ثم أخذها الموت من بين ذراعي ولدها الصغير وفارقت هذه الدنيا. وانهلت أعين الطفل بالبكاء بين ذراعي أمه، فهو – بعد - لا يدرك معنى الموت . فأخذته " أم أيمن" فضمته المسكينة إلى صدرها وأخذ تحاول أن تفهمه معنى الموت حتى يفهمه. وعاد اليتم الصغير إلى مكة حاملا في قلبه الصغير الحزن والألم ، ورأى بعينيه مشهد موت أعز الناس وأقربهم إلى قلبه؛ أمه آمنة التي يصعب عليه فراقها.
آمنة بنت وهب المرأة الخالدة:
ماتت " زهرة قريش" السيدة العظيمة، ولكنها خلدت في قلب أهل مكة، وفي قلب ابنها سيد البشر ، فهي عظيمة وأم لنبينا - صلى الله عليه وسلم. وقد اختاره الله- عز وجل - واصطفاه من بين البشر جمعاء؛ ليحمل رسالة عظيمة إلى شتى أنحاء العالم وللبشر. هذا اليتيم لم يعد يتيمًا بل كفله عمه " أبو طالب" بعد وفاة جده، وكان يحبه حبا شديدا فكان يعتبره واحداً من أبنائهم، وكان ينتظره إلى أن يأتي ويتغدى الجميع بصحبة محمد المباركة ، وعلى الرغم من أن محمّدا e أحيط بحب زوجته " السيدة خديجة" و حنان زوج عمه" فاطمة بنت أسد"، ولكن ذكريات أمه بقيت معه في كل لحظة، ويذكر كل لحظة جميلة قضاها معها إلى لحظة موتها، حتى كان ينوح من البكاء.
وكأنه يرى ملامحها الجليلة في زوجته " خديجة" التي سكن عندها منذ أن بلغ الخامسة والعشرين من عمره. إلى أن توفيت قبل الهجرة بثلاث سنين. كذلك تمثلت في بناته وفي حنوه وأبوته لهن، وهاهو يقول: " الجنة تحت أقدام الأمهات "، وجعل البر بالأم مقدما على شرف الجهاد في سبيل الله والدار الآخرة، ونجد القرآن الكريم يقرن بين العبادة والإخلاص به والبر بالوالدين، " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا " .
وسوف تظل صورة الأم العظيمة آمنة بنت وهبا تنتقل عبر الأجيال وسوف تظل باسمها خالدة في نفوسنا وفي أعماقنا فيقول الشاعر أحمد شوقي :
تتباهى بك العصور وتسمو بك علياء بعدها علياء
فهنيئاً به لآمنة الفضل الذي شرفت به حواء!
سلام على " آمنة بنت وهب" سيدة الأمهات ، ووالدة أعظم شخص وأحب شخص إلى نفوسنا، خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم.
يتبع:
صفي الدين
01-06-2008, 01:58 AM
السلام عليكم
حليمة السعديه:
نسبهــــا:
حليمة بنت أبي ذويب ، وأبو ذويب: عبد الله بن الحارث بن شجنة بن جابر بن رزام بن ناصرة بن فصية بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيسا بن عيلان من قبيلة بني سعد بن بكر.من بادية الحديبية بالقرب من مكة.
عملهــــا:
كانت مرضعة،أي أن المرضعات يقدمن الى مكة من البادية ويفضلن من كان أبوه حياً ليزيد من إكرامهن.
زوجهــــا:
هو الحارث بن عبد العزى بن رفاعة
أبناؤها:
كبشة، وأنسيه، والشيماء
أبناؤها من الرضاعة:
محمد صلى الله عليه وسلم،حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، سيد الشهداء وعم النبي،أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ابن عم الرسول صلى الله عليه و سلم.
سبب أخذها للرسول :
قدمت حليمة السعدية مع نساء قومها يلتمسن الرضاع من أبناء مكة،فرجعت صاحباتها بأبناء مكة ولم تجد هي أحداً ترضعه سوى اليتيم محمداً ، وقالت حليمة:"قدت في سنة شهباء( جدباء )، على أتان لي ومعي صبي لنا وشارف( ناقة )، فقدمنا مكة، فوالله ما علمت منا امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله صلى الله عليه و سلم فتأباه.إذا قيل أنه يتيم الأب،فوالله ما بقي من صواحبي امرأة إلا أخذت رضيعاً غيره، فلما لم أجد غيره قلت لزوجي إني لأكره أن أرجع من بين صاحباتي وليس معي رضيع،لأنطلق إلى ذلك اليتيم فلآحذنه" فأخذته حليمة ووجدت بركة في شرفها، وثديها، وآل بيتها، وأغنامها، وأرضها التي كانت تعاني من الجدب.
رجوع حليمة إلى مكة:
قالت : فقدمنا به على أمه، ونحن أحرص شيء على مكثه فينا،لما كنا نرى من بركته،فكلمنا أمه، وقلت لها: لو تركت بني عندي حتي يغلظ فإني أخشى عليه وباء مكة، قالت: فلم نزل بها حتى ردته معنا، قالت فرجعنا به.
حليمة ترجع به إلى أمه:
قالت حليمة: فاحتملناه فقدمنا به على أمه، فقالت: ما أقدمك به وقد كنت حريصة عليه وعلى مكثه عندك؟ قالت : فقلت: نعم قد بلغ الله بابني وقضيت الذي علي، وتخوفت الأحداث عليه، فأديته عليك كما تحبين، قالت ما هذا شأنك فاصدقيني خبرك، قالت: فلم تدعني حتى أخبرتها، قالت :أفتخوفت عليه من الشيطان؟ قالت : قلت: كلا والله ما للشيطان عليه من سبيل، وإن لبني لشأناً،أفلا أخبرك خبره؟ قالت:قلت: بلى، قالت رأيت حين حملت به أنه خرج منه نورٌ أضاء لي به قصور بصري من أرض الشام، ثم حملت به، فوالله ما رأيت من حملٍ قط كان أخف ولا أيسر منه، ووقع حين ولدته وإنه لواضعٌ يده بالأرض، رافعٌ رأسه إلى السماء، دعيه وان طلقي راشدة.
افتقاد حليمة للرسول :
افتقدت حليمة للرسول صلى الله عليه و سلم حينما عاد لمكة فافتقدت حليمة بركته، وأصابها من اللوعة والشوق إليه .
سبب آخر لعودة حليمة به :
قدم جماعة من نصارى الحبشة إلى الحجاز فوقع نظرهم على محمد صلى الله عليه و سلم في بني سعد ووجدوا فيه جميع العلائم المذكورة في الكتب السماوية للنبي الذي سيأتي بعد عيسى عليه السلام؛ ولهذا عزموا على أخذه غيلة إلى بلادهم لما عرفوا أن له شأناً عظيما؛ً لينالوا شرف احتضانه وذهبوا بفخره.
حليمة والمرات الأخيرة التي التقت بالرسول:
المرة الأولى:
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يكرم مرضعته حليمة السعدية-رضي الله عنهما ويتحفها بما يستطيع فعن شيخ من بني سعد قال:قدمت حليمة بنت عبد الله على رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة، وقد تزوج خديجة ، فشكت جدب البلاد وهلاك الماشية، فكلم رسول الله صلى الله عليه و سام خديجة فيها فأعطتها أربعين شاة وبعيراً موقعاً للظعينة، وانصرفت إلى أهلها.
المرة الثانية:
يوم حنين.
وفاة حليمة:
توفيت حليمة السعدية-رضي الله عنها- بالمدينة المنورة،ودفنت بالبقيع.
ثويبة الاسلمية:
ثويبة هي جارية أبي لهب، أعتقها حين بشّرته بولادة محمد بن عبد الله – عليه الصلاة والسلام ، وقد أسلمت وكل أمهاته صلى الله عليه وسلم أسلمن .
إرضاعها للنبي صلى الله عليه وسلم :
كانت ثويبة أول من أرضعت النبي صلى الله عليه وسلم – بعد أمه، وأرضعت ثويبة مع رسول اللّه عليه الصلاة والسلام ـ بلبن ابنها مسروح- أيضاً حمزة عمّ رسول اللّه، وأبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي، ثويبة عتيقة أبي لهب.
وقيل: انه رؤى أبو لهب بعد موته في النوم فقيل له: ما حالك؟ فقال: في النار، إلا أنه يخفّف عني كل أسبوع يوماً واحداً وأمص من بين إصبعيَّ هاتين ماء ـ وأشار برأس إصبعه ـ وان ذلك اليوم هو يوم إعتاقي ثويبة عندما بشّرتني بولادة النبي عليه الصلاة والسلام ، بإرضاعها له.
وكان إرضاعها للرسول أياما قلائل قبل أن تقدم حليمة السعدية ، وفي روايات تقول : إن ثويبة أرضعته أربعة أشهر فقط، ثم راح جده يبحث عن المرضعات ويجد في إرساله إلى البادية ، ليتربى في أحضانها فينشأ فصيح اللسان ، قوي المراس، بعيداً عن الامراض والاوبئة إذ البادية كانت معروفة بطيب الهواء وقلة الرطوبة وعذوبة الماء وسلامة اللغة، وكانت مراضع بني سعد من المشهورات بهذا الأمر بين العرب، حيث كانت نساء هذهِ القبيلة التي تسكن حوالي (مكة) ونواحي الحرم يأتين مكة في كل عام في موسم خاص يلتمسن الرضعاء ويذهبنَ بهم إلى بلادهنّ حتى تتم الرضاعة .
إكرام الرسول لثويبة :
ظل رسول الله صلى الله عليه و سلم يكرم أمه من الرضاعة ثويبة ، ويبعث لها بكسوة وبحلة حتى ماتت . وكانت خديجة أم المؤمنين تكرمها ، وقيل أنها طلبت من أبي لهب أن تبتاعها منه لتعتقها فأبي أبو لهب ، فلما هاجر رسول الله –صلى الله عليه وسلم – إلى المدينة أعتقها أبو لهب ، وهذا الخبر ينفي ما روي سابقا بأن أبا لهب أعتقها لبشارتها له بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم .
وفاتها :
توفيت ثويبة في السنة السابعة للهجرة ، بعد فتح خيبر ، ومات ابنها مسروح قبلها
يتبع:السلام عليكم
ام ايمن بركة بنت ثعلبة:
اسمها :
بركة بنت ثعلبة بن عمر بن حصن بن مالك بن عمر النعمان وهي أم أيمن الحبشية، مولاة رسول الله صلى الله عليه و سلم وحاضنته. ورثها من أبيه ثم أعتقها عندما تزوج بخديجة أم المؤمنين رضي الله عنها. وكانت من المهاجرات الأول- رضي الله عنها.وقد روي بإسناد ضعيف : أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول لأم أيمن: " يا أم " ويقول : "هذه بقية أهل بيتي ". وهذا إن دل فإنما يدل على مكانة أم أيمن عند رسول الله وحبة الشديد لها، وحيث اعتبرها من أهل بيته.
قال فضل بن مرزوق، عن سفيان بن عقبة، قال: كانت أم أيمن تلطف النبي صلى الله عليه و سلم وتقول عليه. فقال : وقد تزوجها عبيد بن الحارث الخزرجي ، فولدت له : أيمن . ولأيمن هجرة وجهاد ، استشهد زوجها عبيد الخزرجي يوم حنين. ثم تزوجها زيد بن حارثة أيام بعث النبي صلى الله عليه و سلم فولدت له أسامة بن زيد، الذي سمي بحب رسول الله صلى الله عليه و سلم . وكان الرسول صلى الله عليه و سلم قد قال في أم أيمن :" من سره أن يتزوج امرأة من أهل الجنة ، فليتزوج أم أيمن "، قال : فتزوجها زيد بن حارثه. فحظي بها زيد بن حارثة.
وعن أنس : أن أم أيمن بكت حين مات النبي صلى الله عليه و سلم. فقيل لها : أتبكين ؟ قالت: والله ، لقد علمت أنه سيموت ؛ ولكني إنما أبكي على الوحي إذ انقطع عن من السماء. وكذلك هذا القول يدل على حبها الشديد وتعلقها بالنبي صلى الله عليه و سلم والوحي.
أم أيمن واسمها بركة مولاة رسول الله وحاضنته:
أم أيمن ورثها الرسول صلى الله عليه وسلم من أبيه ، وورث خمسة جمال أوراك وكذلك قطيعا من الغنم ، وقام الرسول صلى الله عليه و سلم بعتق أم أيمن عندما تزوج خديجة بنت خويلد، وقد تزوج عبيد بن زيد من بني الحارث بن الخزرج أم أيمن ، فولدت ولداَ واسمتة أيمن ، ولكنه أستشهد في يوم حنين ، وكان مولى خديجه بنت خويلد. زيد بن الحارث بن شراحيل الكلبي الذي وهبته خديجة لرسول اللهصلى الله عليه و سلم ولكنه أعتقه وقام بتزويجه لأم أيمن وذلك بعد النبوة فأنجبت له أسامة بن زيد .
من إكرام الله لأم أيمن :
ومما رواه ابن سعد عن عثمان بن القاسم أنه قال : لما هاجرت أم أيمن ، أمست بالبصرة ، ودون الروحاء ، فعطشت ، وليس معها ماء ؛ وهي صائمة ، فأجهدها العطش ، فدلي عليها من السماء دلو من ماء برشاء أبيض ، فأخذته ، فشربته حتى رويت . فكانت تقول : ما أصابني بعد ذلك عطش ، ولقد تعرضت للعطش بالصوم في الهواجر ، فما عطشت .
لقد أكرم الله سبحانه أم أيمن وهى صائمة فقد أصابها العطش وهي لم يكن معها ماء فدلي عليها من السماء ماء فرويت فهذا يدل على كرم الله على أم أيمن ، منزلتها العالية وفوزها بمحبة الله والرسول وهذا كله يدل على رفق الله بعبادة وسعة رحمة الخالق .
فقد حظيت أم ايمن بمنزلة عالية عند الرسول وأكرمها أعز مكرمة لها في الدنيا عندما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فيها: ." أم أيمن أمي ، بعد أمي " !!..وقوله صلى الله عليه و سلم " هذه بقية أهل بيتي " !!..
وللنبي – صلى الله عليه و سلم – وقفة كريمة بعد انصرافه من غزوة الطائف منتصرا.. غانما .. ومعه من هوازن ستة آلاف من الذراري والنساء .. وما لا يعلم ما عدته من الإبل والشياه .. نتلمس من خلاها عظيم إجلاله .. واحترامه .. وتوقيره .. لمقام الأمومة التي كان يرعى حقها حق الرعاية .. وذلك حين أتاه وفدُ هوازن ممن أسلموا فقال قائلهم: يا رسول الله ! إنما في الحظائر وخالاتُك وحواضِنُك .
وكانت حليمة أم النبي صلى الله عليه و سلم من الرضاعة .. من بني سعد بن بكر من هوازن .. فمن رضاعه صلى الله عليه و سلم من حليمة السعدية أصبح له في هوازن تلك القرابات .. فلمست ضراعتهم قلبهُ الكبير .. واستجاب سريعاً لهذه الشفاعة بالأم الكريمة ( حليمة السعدية ) التي أرضعتهُ .
كذلك هذا الموقف يدل على تعظيم الرسول صلى الله عليه و سلم للأمومة ، وحسن معاملتة للناس واحترامه الكبير لهم. حيث فقال لوفد هوازن ، ووفاؤه للأم الكريمة يملأ نفسه ،: " أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم. وإذا ما أنا صليت الظهر بالناس فقوموا فقولوا : أنا نستشفع برسول الله إلى المسلمين، وبالمسلمين إلى رسول الله، في أبنائنا ونسائنا فسأعطيكم عند ذلك، وأسال لكم " .
فلما صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بالناس الظهر ، قام رجال هوازن فتكلموا بالذي أمرهم به . فقال: رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم "، فقال المهاجرون : وما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه و سلم. وقالت الأنصار : وما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه و سلم. وهذا يدل على روح التعاون والحب الشديد لرسول الله ويبين مدى تأثيرهم به وتعلقهم به .
روايتها للحديث :
روت عن النبي صلى الله عليه و سلم ، وروى عنها أنس بن مالك، و الصنعاني، والمدني [تهذيب التهذيب ج 12 ص 459 ].
أمهات النبي - صلى الله عليه وسلم – الطاهرات:
يقول الله تعالى : { وأمهتكم التي أرضعنكم .. } ( النساء :23 ) ،وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم { أم أيمن أمي ، بعد أمي } ( الإصابة لابن حجر).
لقد اختار الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه و سلم أمهات طاهرات كريمات .. ذوات صل عريق .. وأنساب شريفة .. كان لكل واحدة منهن دور في رعايته والعناية به إلى أن أصبح شابا سويا ..فمن أمهات النبي صلى الله عليه وسلم : آمنة بنت وهب : وهي الأم الكبرى له ... وكان لها شرف تكوين الله تعالى نبيه محمدا في رحمها الطاهر .. وحملها له إلى أن وضعته ، وقد واجهت في حملها لنبي الكثير حتى وضعته، وهذا من دلائل إقناعها بعظمة شأنة. وأما وحليمة السعدية : وهي الأم الثانية التي كان لها شرف إرضاعه وتغذيته بلبنها .. ورعايته في طفولته . وكذلك ثويبة ، مولاة أبي لهب ، وهي أم النبي بالرضاعة أيضا، أرضعته حين أعانت آمنة به. وكانت خديجة تكرمها وهي على ملك أبي لهب ، وسألته أن يبيعها لها فامتنع ، فلما هاجر رسول الله أعتقها أبو لهب . وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يبعث إليها بصلة ، وبكسوة ، حتى جاءه الخبر أنها ماتت سنة سبع ، للهجرة .
من ذاكرة التاريخ: أبرز جوانب حياتها:
ـ كانت حاضنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ورثها رسول الله صلى الله عليه و سلم من أمّه، ثم أعتقها، وبقيت ملازمة له طيلة حياتها، وكانت كثيراً ما تدخل السرور على قلبه صلى الله عليه و سلم بملاطفتها إياه.
ـ أسلمت في الأيام الأولى من البعثة النبوية.
ـ زوّجها رسول الله صلى الله عليه و سلم، عبيداً الخزرجي بمكة، فولدت له أيمن، ولما مات زوجها، زوجها الرسول r زيد بن حارثة، فولدت له أُسامة.
ـ هاجرت بمفردها من مكة إلى المدينة سيرا على الأقدام، وليس معها زاد .
ـ اشتركت في غزوة أحد، وكانت تسقي الماء، وتداوي الجرحى، وكانت تحثو التراب في وجوه الذين فروا من المعركة، وتقول لبعضهم: ((هاك المغزل وهات سيفك)) .
ـ شهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم غزوتي خيبر وحنين.
وفاتها :
اختلف في تاريخ وفاتها فقيل: توفيت بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم - بخمسة أو بستة أشهر، وقيل: توفيت بعد وفاة عمر بن الخطاب بعشرين يوما، ودفنت في المدينة المنورة.
يتبع:السلام عليكم
أبناؤه صلى الله عليه و سلم
1-القاسم: أول من مات من أولاده و به كان يكنى
2-الطيب
3-الطاهر
4-عبدالله
5-زينب: (23هجريا-8هجريا)تزوجها ابن خالتها أبوالعاص بن الربيع بن عبدالعزى بن عبد شمس بن عبد مناف اُمه هالة بنت خويلد و لدت له عليا و امامه أما على فقد مات صغيرا و أما امامه فتزوجها على بن أبى طالب بعد وفاة فاطمة ثم تزوجها بعد على المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب و ماتت عنده
6-فاطمة: (18هجريا-11هجريا)تزوجها على بن أبى طالب و ولدت له الحسن و الحسين و أم كلثوم و زينب
7-رقية: (17هجريا-2هحريا)تزوجت عتبة بن أبى لهب بن عبدالمطلب فلما نزلت آية{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} فارقها و تزوجها فى الاسلام عثمان بن عفان
8-أم كلثوم: ماتت سنة8هجريا تزوجت عتيبة بن أبى لهب بن عبدالمطلب و فارقها كما فارق أخوه أختها و تزوجها فى الاسلام عثمان بن عفان بعد وفاة اختها رقية و توفيت عنده
و هم كلهم أبناؤه من زوجه خديجة بنت خويلد
9-إبراهيم: أمه مارية القبطية مات سنة 10هجرية و عمره ثمانية عشر شهراْ
يتبع:السلام عليكم
زوجاته صلى الله عليه و سلم
وقد بلغت زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم اللاتي دخل بهنّ إحدى عشرة امرأة ، كما ذكر ابن حجر في "فتح الباري" وابن القيم في "زاد المعاد" .
فكانت أولاهنّ خديجة بنت خويلد القرشية الأسدية رضي الله عنها ، وقد كانت له سنداً في بداية تبليغه رسالة ربه . وقد ثبت في الصحيحين أنها خير نساء زمانها ، وأنه صلى الله عليه وسلم قال فيها : (ما أبدلني الله خيراً منها).
ثم تزوج بعد موتها بأيام سودة بنت زمعة القرشية ، وهي التي وهبت يومها لعائشة .
ثم تزوج بعدها أم عبدالله عائشة بنت أبي بكر الصديق ، وكانت من أحب زوجاته إليه ، ولم يتزوج بكراً سواها .
ثم تزوج حفصة بنت عمر بن الخطاب.
ثم تزوج زينب بنت خزيمة بن الحارث القيسية من بني هلال بن عامر وتوفيت عنده بعد ضمه لها بشهرين .
ثم تزوج أم سلمة هند بنت أبي أمية القرشية المخزومية ، واسم أبي أمية حذيفة بن المغيرة ، وهي آخر نسائه موتاً وقيل آخرهن موتا صفية .
ثم تزوج زينب بنت جحش من بني أسد بن خزيمة -وهي ابنة عمته أميمة - وهي التي نزل القرآن بحقها في قوله تعالى : { فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكيلا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا } (الأحزاب:37) ، وكانت أولا عند زيد بن حارثة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تبناه ، فلما طلقها زيد زوجه الله تعالى إياها لتتأسى به أمته في نكاح أزواج من تبنوهم ، وكانت تفاخر بذلك الزواج فتقول : " زوجني الله من رسوله وزوجكن آباؤكن وأقاربكن" ، وتوفيت في أول خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
وتزوج صلى الله عليه وسلم جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار المصطلقية وكانت من سبايا بني المصطلق ، فجاءته تستعين به على كتابتها فأدى عنها كتابتها وتزوجها .
ثم تزوج أم حبيبة واسمها رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب القرشية الأموية.
وتزوج صفية بنت حيي بن أخطب سيد بني النضير من ولد هارون ابن عمران أخي موسى ، فهي ابنة نبي وزوجة نبي وكانت من أجمل النساء .
ثم تزوج ميمونة بنت الحارث الهلالية وهي آخر من تزوج بهن .
وقيل : من أزواجه ريحانة بنت زيد النضرية وقيل القرظية سبيت يوم بني قريظة فكانت من نصيب رسول الله فأعتقها وتزوجها ثم طلقها تطليقة ثم راجعها.
ومما خصه الله به ، أن نساءه اللاتي دخل بهن ، يحرم على غيره الزواج منهن ، قال تعالى: { وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما } (الأحزاب:53) ، وقد أجمع العلماء قاطبة على حرمة الزواج ممن توفي عنهن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أزواجه ، لأنهن أزواجه في الدنيا والآخرة ، ولأنهن أمهات المؤمنين .
ونقل ابن القيم في زاد المعاد عدم الخلاف في أنه صلى الله عليه وسلم توفي عن تسع زوجات : عائشة وحفصة وزينب بنت جحش وأم سلمة وصفية وأم حبيبة وميمونة وسودة وجويرية .
وقد كان يَقْسم بين ثمانٍ منهن ، حيث إن سودة وهبت يومها لعائشة ، رضي الله عنهن جميعاً
يتبعالسلام عليكم
أعمامه صلى الله عليه و سلم:
1-أبولهب (عبد العزى)بن عبد المطلب
اسمه عبد العزى قال فى اللسان:و انما كناه الله عز وجل فقال "تبت يدا أبى لهبٍ"و لم يُسمه لان أسمه محال , وقيل لقب كذلك فى الجاهلية لحمرة وجهه كان حرباً على رسول الله صلى الله عليه و سلم و أخباره فى ذلك كثيرة مات بعد وقعة بدر بأيام و لم يشهدها
2-الحمزة بن عبد المطلب
أعز رجال قريش و أشدهم شكيمة تردد فى الاسراع الى الاسلام أولا فلما علم أن أبا جهل سب رسول الله و أذاه ثار لابن أخيه و خرج حتى لقي أبا جهل"عمر بن هشام"فضرب رأسه بالقوس فشجه شجة منكرة و قال :أتشتمه و أنا على دينه,أقول ما يقول؟فاردد علي ان استطعت
فلما أسلم عُز به الاسلام و كفت قريش عن بعض أذاها
هاجر مع النبي صلى الله عليه و سلم الى المدينة و شهد غزوة بدر و قُتل فى اُحد و بقرت هند بنت عتبة بطنه و لاكت كبده بأسنانها و جدعت أنفه و أذناه فحين رأه الرسول صلى الله عليه و سلم قال:لولا أن تحزن صفية أو تكون سُنة بعدي لتركته حتى يكون فى أجواف السباع و حواصل الطير,و لئن أظهرني الله على قريش لأمثلن بثلاثين رجلا منهم , وقال المسلمون :لنُمثلن بهم فانزل الله في ذلك
{وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ}
فعفا النبى صلى الله عليه و سلم و أقبلت صفية بنت عبد المطلب فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لابنها الزبير:لتردها لئلا ترى ما بأخيها حمزة فأعلمها الزبير بذلك فقالت :انه بلغني انه قد مُثل باخي و ذلك فى الله قليل
و من ألقابه رضى الله عنه أسد الله
3-أبوطالب بن عبدالمطلب
عم النبى صلى الله عليه و سلم أسمه عبد مناف كفل الرسول صلى الله عليه و سلم صغيرا بعد وفاة عبد المطلب فنشأ فى كنفه و دفع عنه أذى قريش و منعهم عنه قال صلى الله عليه و سلم:ما نالت قريش مني شيئا أكرهه حتى مات أبوطالب
كان سيدا من سادات قريش و خطبائها و كانت له تجارة مزدهرة بين مكة و الشام و سافر النبى صلى الله عليه و سلم معه الى الشام فى صباه
و سلاما على المرسلين و الحمد لله رب العالمين
المصادر:
الرد على شبهة ماتت فاضطجع معها .
هناك شبهاً كثيرة الهدف منها التلبيس على المسلم أمور دينه , بالطعن في ديننا الحنيف الذي يثبت كفرهم بصريح العبارة , والطعن في نبينا صلوات الله وسلامه عليه , والطعن في أصحابه أهل الجنة الذين أقاموا الدين ونصروا الله ورسوله , وليس هدف هؤلاء الطغمة الحديثة تبشيراً بنصرانيتهم أو دعوة لعقيدتهم التي اثبت على مر العصور فسادها من قبل مئات بل الاف من العلماء ومن بعض علمائهم أيضاً , بل فقط هدفهم إخراج المسلم من دينه
ولقد نحى نفس المنحى قبلهم كثير من المستشرقين في أزمنة متعددة قريبة , وكثير من الزنادقة في أزمنة سابقة , ولكن بعصرنا هذا حققت لهم التقنية الحديثة نوع من الأمان حيث يتخفون وراء الأجهزة للطعن بأمان من أن يقام عليهم حد أو يقتص منهم , وهذا هو ديدنهم كما وصفهم كتاب ربنا عز وجل ( لا يقاتلونكم جميعا إلا من وراء جدر ) والجدر الحديثة الآن هي التقنية التي يتخفون وراءها , فهم أجبن من المواجهة وأضعف حجة في المشافهة .
وهدفنا هنا هو بيان الحق والصدق للمسلم حتى يكن على يقين أن الله تعالى اختار خير البشر لرسالته وخير الصحبة وخير جيل لصحبة رسوله ثم استخلف رسالته لخير الأمم طالما تمسكوا بما كان عليه رسوله صلى الله عليه وسلم .
يثير طغام النصارى قصة من السيرة بفهم مختلق مكذوب , لا يوافق لغة ولا فهما ولا عرفا ولا عقلا , ولكن فقط يناسب كفرا بقلوبهم وزندقة وفسقاً إستقوه من كتابهم .
يقول كلاب النصارى ( أن رسول الله - بأبي هو وأمي - مارس الجنس مع فاطمة بنت أسد وهي ميتة ) وهم كعادتهم يسوقون أحداثا حقيقية بتحريف يناسب ما جبلهم كتابهم عليه , ولنبدأ في المقصود بعون الله .
الرواية التي يستند فيها النصارى قولهم :
عن ابن عباس قال: ( لما ماتت فاطمة أم علي بن أبي طالب ألبسها رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه واضطجع معها في قبرها فقالوا: ما رأيناك صنعت ما صنعت بهذه فقال: إنه لم يكن أحد بعد أبي طالب أبر بي منها إنما ألبستها قميصي لتكسى من حلل الجنة واضطجعت معها ليهون عليها) ( الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر )
عن ابن عباس قال: ( لما ماتت أم علي بن أبي طالب فاطمة بنت أسد بن هاشم وكانت ممن كفل النبي صلى الله عليه وسلم وربته بعد موت عبد المطلب، كفنها النبي صلى الله عليه وسلم في قميصه، وصلى عليها واستغفر لها وجزاها الخير بما وليته منه، واضطجع معها في قبرها حين وضعت فقيل له: صنعت يا رسول الله بها صنعا لم تصنع بأحد! قال: إنما كفنتها في قميصي ليدخلها الله الرحمة ويغفر لها، واضطجعت في قبرها ليخفف الله عنها بذلك) ( كنز العمال )
المعنى اللغوي لكلمة أضطجع :
ضجع: أَصل بناء الفعل من الاضْطِجاعِ، ضَجَعَ يَضْجَعُ ضَجْعاً وضُجُوعاً، فهو ضاجِعٌ، وقلما يُسْتَعْمَلُ، والافتعال منه اضْطَجَع يَضْطجِعُ اضْطِجاعاً، فهو مُضْطَجِعٌ. واضْطَجَع: نام.وقيل: اسْتَلْقَى ووضع جنبه بالأَرض.
وأَضْجَعْتُ فلاناً إِذا وضعت جنبه بالأَرض، وضَجَعَ وهو يَضْجَعُ نَفْسُه؛ ورجل ضُجَعةٌ مثال هُمَزةٍ: يُكثر الاضْطِجاعَ كَسْلانُ.
والضِّجْعَةُ: هيئةُ الاضْطِجاعِ.
والمَضاجِعُ: جمع المَضْجَعِ؛ قال الله عز وجل: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السجدة: 16]؛ أي: تَتَجافى عن مضاجِعِها التي اضْطَجَعَتْ فيها.
والاضْطِجاعُ في السجود: أَن يَتَضامَّ ويُلْصِق صدره بالأَرض، وإِذا قالوا: صَلَّى مُضْطَجعاً فمعناه: أَن يَضْطَجع على شِقِّه الأَيمن مستقبلاً للقبيلة.
وفي الحديث: (( كانت ضِجْعةُ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- أَدَماً حَشْوُها ليفٌ )).
الضِّجْعةُ، بالكسر: مِنَ الاضْطِجاعِ وهو النوم كالجِلْسةِ من الجلوس، وبفتحها المرّة الواحدة.
والمراد ما كان يَضْطَجِعُ عليه، فيكون في الكلام مضاف محذوف تقديره: كانت ذاتُ ضِجْعته أَو ذاتُ اضْطِجاعِه فِراشَ أَدَمٍ حَشْوُها لِيفٌ.
وكل شيء تَخْفِضُه، فقد أَضْجَعْتَه.
والتَّضْجِيعُ في الأَمر: التَّقْصِيرُ فيه.
وضَجَعَ في أَمره واضَّجَعَ وأَضْجَعَ: وَهَنَ.
( لسان العرب لأبن منظور )
فيفهم مما سبق أن المعنى العام للاضطجاع هو النوم أو الإستلقاء على الجنب .
الفهم الأعوج للإضطجاع :
وليتم لنا من أين أتى النصارى بعوج الفهم ( هذا بعد المرض الذي بقلوبهم ) ليتم لنا ذلك نعرض هنا معنى الاضطجاع بكتابهم الملئ بالدنس :
التكوين 19-30:36
32 هلم نسقي ابانا خمرا ونضطجع معه . فنحيي من ابينا نسلا . 33 فسقتا اباهما خمرا في تلك الليلة . ودخلت البكر واضطجعت مع ابيها . ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها . 34 وحدث في الغد ان البكر قالت للصغيرة اني قد اضطجعت البارحة مع ابي . نسقيه خمرا الليلة ايضا فادخلي اضطجعي معه . فنحيي من ابينا نسلا . 35 فسقتا اباهما خمرا في تلك الليلة ايضا . وقامت الصغيرة واضطجعت معه . ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها . 36 فحبلت ابنتا لوط من ابيهما .
التكوين 10-26
فقال ابيمالك ما هذا الذي صنعت بنا . لولا قليل لاضطجع احد الشعب مع امرأتك فجلبت علينا ذنبا .
تكوين 30:16
فلما اتى يعقوب من الحقل في المساء خرجت ليئة لملاقاته وقالت اليّ تجيء لاني قد استأجرتك بلفّاح ابني . فاضطجع معها تلك الليلة
تكوين 34:2
فرآها شكيم ابن حمور الحوّي رئيس الارض واخذها واضطجع معها واذلّها
تكوين 35:22
وحدث اذ كان اسرائيل ساكنا في تلك الارض ان رأوبين ذهب واضطجع مع بلهة سرّية ابيه . وسمع اسرائيل وكان بنو يعقوب اثني عشر
تكوين 39:7
وحدث بعد هذه الامور ان امرأة سيده رفعت عينيها الى يوسف وقالت اضطجع معي
خروج 22:16
واذا راود رجل عذراء لم تخطب فاضطجع معها يمهرها لنفسه زوجة
إذن الأضجاع لديهم هو الزنا , وهذا فهم معوج مناسب لعموم كتابهم , وعلى الرغم من أن نصارى العرب يتحدثون العربية ولكن ( في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ) فصرفوا الكلمة عن معناها المتعارف عليه إلى المعنى البعيد والمناسب لهدفهم .
التقط كلاب النصارى ما سأورده الان لعرضه بفهم كتابهم الملئ بالزنا والدعارة كشبهة على عوام المسلمين , وما أتوا إلا من جهلهم باللغة العربية ( سقت لك سابقاً معنى اضطجع ) وعلة كتابهم -الزنا والدعارة والفجور- والتي اخرجت كتابهم عن وقار المحترم من الكتب فضلا عن القداسة تلك العلة التي تؤرقهم ليل نهار , فرموا غيرهم بما فيهم كقول الشاعر : رمتني بدائها وانسلت .
تفسير الروايات بعضها البعض :
يفهم كل مسلم وكل عاقل أن المعنى يؤخذ من جمع الروايات ببعضها , وسأسوق لك هنا ما ورد في قصة وفاة فاطمة بنت أسد رضي الله عنها لتتبين مدى كذب وحقد هؤلاء , ولن أطيل عليك بذكر السند ولكن فقط المتن :
1- أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كفَّن فاطِمَة بِنْت أسد في قميصه واضطجع في قبرها وجَزَّأها خيراً. وروي عن ابن عباس نحو هذا وزاد فقالوا: ما رأيناك صنعت بأحد ما صنعت بهذه! قال: " إنه لم يكن بعد أبي طالب أبرّ قاله ابن حبيب. منها إنما ألبستها قميصي لتُكسى من حلل الجنة واضطجعت في قبرها ليهون عليها عذاب القبر " ( أسد الغابة لابن الأثير )
التقط كلاب النصارى لفظة اضطجع وفسروها تفسير كتابهم بالزنا اعتمادا على الرواية التي جاءت بلفظ " اضطجع معها " ومعنى النص في هذه الرواية اضطجع بقبرها كما هو واضح بالرواية الأولى , وكعادتهم تحريف الكلم عن مواضعه ولم يكملوا قراءة بقية الروايات والتي تفسر بعضها البعض .
فلقد كفنها صلى الله عليه وسلم بقميصه = لتكسى من حلل الجنة
اضطجع في قبرها = ليهون عليها عذاب القبر
2- عن الزبير بن سعيد القرشي قال: ( كنا جلوسا عند سعيد بن المسيب، فمر بنا علي بن الحسين، ولم أرَ هاشميا قط كان أعبد لله منه، فقام إليه سعيد بن المسيب، وقمنا معه، فسلمنا عليه، فرد علينا، فقال له سعيد: يا أبا محمد، أخبرنا عن فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي بن أبي طالب - رضي الله تعالى عنهما- قال: نعم، حدثني أبي قال: سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يقول :
لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم، كفنها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في قميصه، وصلى عليها، وكبر عليها سبعين تكبيرة، ونزل في قبرها، فجعل يومي في نواحي القبر كأنه يوسعه، ويسوي عليها، وخرج من قبرها وعيناه تذرفان، وحثا في قبرها.فلما ذهب قال له عمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنه -: يا رسول الله، رأيتك فعلت على هذه المرأة شيئا لم تفعله على أحد فقال: ( يا عمر إن هذه المرأة كانت أمي التي ولدتني.إن أبا طالب كان يصنع الصنيع، وتكون له المأدبة، وكان يجمعنا على طعامه، فكانت هذه المرأة تفضل منه كله نصيبا، فأعود فيه. وإن جبريل -عليه السلام- أخبرني عن ربي -عز وجل- أنها من أهل الجنة.وأخبرني جبريل -عليه السلام- أن الله تعالى أمر سبعين ألفا من الملائكة يصلون عليها) ( مستدرك الحاكم )
3- عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده: ( أن رسول الله " ص " دفن فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي بن أبي طالب بالروحاء مقابل حمام أبي قطيفة) ( مقاتل الطالبين الاصفهاني )
4- يوم ماتت صلى النبي صلّى الله عليه وسلّم عليها، وتمرغ في قبرها، وبكى، وقال: ( "جزاك الله من أمٍ خيراً، فقد كنت خير أمّ" ) ( مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر )
فهل يفهم من الروايات السابقة ما ذهب إليه كلاب النصارى ؟؟
نبذة تعريفية بفاطمة بنت أسد رضي الله عنها :
نسوق للمسلمين تعريفاً بسيطا بمن هي فاطمة بنت أسد , فمن هي فاطمة بنت أسد ؟؟
هي فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف أم علي بن أبي طالب وإخوته قيل إنها ماتت قبل الهجرة وليس بشيء والصواب أنها هاجرت إلى المدينة وبها ماتت.
أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن قال:حدثنا أبو محمد إسماعيل بن علي الحطيمي قال: حدثنا محمد بن عبدوس قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا محمد بن بشر عن زكريا عن الشعبي قال: أم علي بن أبي طالب فاطمة بنت أسد بن هاشم أسلمت وهاجرت إلى المدينة وتوفيت بها. قال الزبير: هي أول هاشمية ولدت لهاشمي هاشمياً. قال: وقد أسلمت وهاجرت إلى الله ورسوله وماتت بالمدينة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وشهدها رسول الله ( الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر )
وكانت فاطمة بنت أسد زوج أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي فولدت له طالبا وعقيلا وجعفرا وعليا وأم هانئ وجمانة وريطة بني أبي طالب وأسلمت فاطمة بنت أسد وكانت امرأة صالحة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها ويقيل في بيتها ( أي ينام القيلولة وهي نوم الظهر) ( الطبقات الكبرى لابن سعد )
قال محمد بن عمر: وهو الثّبت عندنا. وأم علي عليه السلام فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، وأسلمت قديماً، وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي، وهي ربت النبي صلّى الله عليه وسلّم و، وولدت لأبي طالب عقيلاً، وجعفر، وعلياً، وأم هانئ، واسمها فاختة، وحمامة. وكان عقيل أسنّ من جعفر بعشر سنين، وجعفر أسنّ من علي بعشر سنين، وجعفر هو ذو الهجرتين، وذو الجناحين ( مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر )
وروى الأعمش عن عَمْرو بن مرَّة عن أبي البحتري عن علي قال: قلت لامي فاطِمَة بِنْت أسد: اكفي فاطِمَة بِنْت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سِقاية الماء والذهاب في الحاجة وتكفيك الداخل: الطحنَ والعجنَ. وهذا يدل على هجرتها لأن علياً إنما تزوج فاطِمَة بالمدينة . ( أسد الغابة لابن الأثير )
عن أبي هريرة. وكان جعفر بن أبي طالب الثالث من ولد أبيه وكان طالب أكبرهم سناً ويليه عقيل ويلي عقيلاً جعفر ويلي جعفراً علي. وكل واحد منهم أكبر من صاحبه بعشر سنين وعلي أصغرهم سناً.... وأمهم جميعاً فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف ( مقاتل الطالبين الاصفهاني )
عن جرير سمعت النبي " ص " يدعوا النساء إلى البيعة حين أ نزلت هذه الآية " يأيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك " وكانت فاطمة بنت أسد أول امرأة بايعت رسول الله . ( مقاتل الطالبين الاصفهاني )
=============
الرد على شبهة اكشفي عن فخذيك
حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا عبد الله يعني ابن عمر بن غانم عن عبد الرحمن يعني ابن زياد عن عمارة بن غراب قال إن عمة له حدثته أنها سألت عائشة قالت :
(( إحدانا تحيض وليس لها ولزوجها إلا فراش واحد قالت أخبرك بما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل فمضى إلى مسجده قال أبو داود تعني مسجد بيته فلم ينصرف حتى غلبتني عيني وأوجعه البرد فقال ادني مني فقلت إني حائض فقال وإن اكشفي عن فخذيك فكشفت فخذي فوضع خده وصدره على فخذي وحنيت عليه حتى دفئ ونام ))
( رواه أبو داود 1/70 رقم 270 والبيهقي في سننه 1/313 1/55 حديث رقم 120).
الحديث ضعيف. ضعفه الألباني في ضعيف الجامع ص 26. وفي ضعيف الأدب المفرد ص 30.
- عبد الرحمن بن زياد: وهو الافريقي مجهول. قال البخاري في كتاب الضعفاء الصغير307 » في حديثه بعض المناكير« وقال أبو زرعة » ليس بالقوي« (سؤالات البرذعي ص389) وقال الترمذي ضعيف في الحديث عند أهل الحديث مثل يحيى بن سعيد القطان وأحمد بن حنبل (أنظر سنن الترمذي حديث رقم 54 و199 و1980) بل قال » ليس بشيء كما في (الضعفاء والمتروكون لابن الجوزي2/204 ترجمة رقم2435 وميزان الاعتدال في نقد الرجال للذهبي ترجمة رقم6041 تهذيب الكمال21/258).
وقال البزار له مناكير (كشف الأستار رقم2061) وقال النسائي » ضعيف« (الضعفاء والمتروكون337) وقال الدارقطني في سننه (1/379) » ضعيف لا يحتج به« وضعفه أيضا في كتاب العلل.
- عمارة بن غراب اليحصبي: قال الحافظ في تقريب التهذيب » تابعي مجهول. غلط من عده صحابيا« (ترجمة رقم4857).
و قال المنذري : عمارة بن غراب والراوي عنه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي والراوي عن الأفريقي عبد الله بن عمر بن غانم وكلهم لا يحتج بحديثه . انتهى
أعياد الكريسماس».. ويتوعد الكنيسة الأرثوذكسية بـ «الراعى الصالح» url
مرسل بواسطة: islamegy
Fri, 28 November 2008 02:26:37 -0600
كتب عمرو بيومى ٢٨/ ١١/ ٢٠٠٨
أعلن المكتب الإعلامى لكنيسة مكسيموس عن قرب عودة ماكس ميشيل - الملقب بالأنبا مكسيموس - إلى مصر، موضحاً أن عودته مرتبطة بتوقيت انتهائه من مهمة وصول البث التليفزيونى لقناته الفضائية التى يبثها من أمريكا، إلى القاهرة والشرق الأوسط.
وصرح مصدر مسؤول فى المكتب بأن إرسال القناة - المعروفة باسم «الراعى الصالح» - سيصل إلى مصر والشرق الأوسط قبل أعياد الكريسماس على شبكة الإنترنت، وسيكون بثاً مباشراً عبر الأقمار الصناعية، نافياً ما تردد عن هروب مكسيموس بعد سحب بطاقة الرقم القومى الخاصة به.
وقال: «إن البطاقة الخاصة بمكسيموس لاتزال فى حوزته، كما أنه ليس مدوناً بها أنه بطريرك»، مشدداً على أن رد مكسيموس على هجوم قيادات الكنيسة الأرثوذكسية سيكون عبر «قناته الفضائية».
وأضاف المصدر: «إن البرامج الإصلاحية التى تم بثها مؤخراً على قناة الراعى الصالح، نجحت فى بث الرعب فى قلوب مسؤولى الكنيسة المصرية من جديد، خاصة بعدما علموا أن القناة تعهدت بمضاعفة عدد البرامج الإصلاحية رداً على هجومهم غير المبرر»، مؤكداً أن هذه البرامج ستتناول «بواطن الأمور» والقضايا الجوهرية بـ «غير تحفظ».
وأشار المصدر إلى أن خوض الكنيسة فى سيرة المطران ملكى صادق - الذى أعلن عن اعتناقه البوذية - يعد تصرفاً «غير أخلاقى»، موضحاً أن صادق استقال من المجمع قبل عامين، وأنه غير موجود لكى يدافع عن نفسه ويرد على الاتهامات التى نسبت إليه.
من ناحية أخرى، أكد المجمع المقدس لكنائس القديس أثناسيوس للمسيحيين الأرثوذكس بمصر والشرق الأوسط، رداً على البيان الصادر من الكنيسة القبطية، أن المجمع هيئة مسيحية منشأة فى الولايات المتحدة الأمريكية، طبقاً للقانون الأمريكى بولايتى نيفادا وكاليفورنيا، وأنه تم تبادل التعارف والشراكة مع المجلس العالمى للكنائس الكاثوليكية القديمة فى البرازيل والمكسيك وأمريكا اللاتينية.
ونفى المجمع ما تردد حول تحول ملكى صادق أسقف مجمع القديس أثناسيوس إلى البوذية، واصفاً إياه بأنه أمر مثير للسخرية، خاصة أن المجمع لايزال يقدم خدماته على أرض الولايات المتحدة ومصر.
وشدد المجمع على أنه ليس جزءاً من الكنيسة القبطية وانشق عنها، مما يبطل حق الكنيسة القبطية فى التعرض للمجمع المقدس أو رؤسائه بالهجوم والتشهير به وإصدار أحكام ظالمة عليهم، مشيراً إلى أن مجلس كنائس الشرق الأوسط ليس وصياً علينا، ليعترف بقانونية الكنائس، وإنما ذلك حق مقصور على الدولة التى ينبغى أن يحترم سيادتها.
المصدر: المصري اليوم؟؟؟؟؟((((أناجيل الفاتيكان !! ـ د. زينب عبد العزيز url
مرسل بواسطة: islamegy
Mon, 17 November 2008 23:45:06 -0600
د. زينب عبد العزيز : بتاريخ 17 - 11 - 2008
أدهشنى ما أثاره بعض إخواننا المسيحيين من تعليقات تستنكر ما نشرته فى مقال سابق حول الأناجيل، ولن أتناول هنا إلا خمسة نماذج فقط ، التى تُعد باللألاف، وكلها متعلقة مباشرة بيسوع عليه السلام. ويسوع المسيح يُعد أهم شخصية فى المسيحية بكل إنقساماتها وفرقها التى تعدت الثلاثمائة سبع وأربعين الأعضاء بمجلس الكنائس العالمى. ويقولون إن كل ما هو مكتوب عن يسوع فى هذه الأناجيل صحيح تماماً و"منزل من عند الله".
وكل ما أرجوه من إخواننا المسيحيين هو ان يفتحوا أناجيلهم ليراجعوا فيها الآيات الواردة منها هنا أو فى أى مقال آخر كتبته. علما بأننى أستعين بطبعة 1966 ، لا لقلة ما لدىّ من نسخ متفاوتة التواريخ ، بدأً من تسة 1671 ، ولكن لأنها النسخة التى لم تطلها التعديلات الجديدة بعد مجمع الفاتيكان الثانى المنتهى عام 1965، مع الأخذ فى الإعتبار بأن جميعها تختلف فعلا من طبعة لأخرى. وهذه الآيات من المفترض أنها كافية لإقناع أى قارىء.. وابدأ بمن هو مفترض جد يسوع :
1 - والد يوسف :
يقول إنجيل متّى : "ويعقوب وَلَد يوسف رجل مريم التى وُلد منها يسوع الذى يُدعى المسيح " (1 : 16). ويقول إنجيل لوقا : "ولما ابتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنة وهو على ما كان يُظن إبن يوسف إبن هالى" (3 : 23)، فأيهما والد يوسف: يعقوب أم هالى؟ فمن المحال ان يكون له أبّوان بيولوجيان ، والحديث هنا عن إنسان، بشر عادى، وليس عن إنسان تم تأليهه ويطلقون عليه "ربنا يسوع المسيح" !.
2 –شجرة نسب يسوع :
توجد شجرة نسب يسوع ابن مريم فى إنجيل متّى (1 : 6-16) ، كما توجد فى إنجيل لوقا (3 : 23-31). إنجيل متّى يبدأ من سيدنا إبراهيم نزولا إلى يسوع، ولوقا يبدأ من يسوع صعودا إلى آدم، والإسم الوحيد المشترك بين هاتين القائمتين ، من داود ليسوع، هو يوسف.. فكيف يستقيم كل ذلك التفاوت ؟! وكيف يمكن أن يكون ليسوع شجرة عائلة مثبوتة بالإسماء ، وإن إختلفت، والكنيسة تؤكد أنه أتى من الروح القدس وأنه إبن الله ؟. بغض الطرف هنا عن ان الروح القدس – كما تؤكد الكنيسة أيضا، هو جزء من الثالوث الذى لا يتجزأ فالثلاثة واحد وهو ما يُفهم منه ان يسوع قد أنجب نفسه، لكى لا نكرر أقوال بعض العلماء فى الغرب من ان ذلك يمثل حالة زنا إذا ما أخذنا والعياذ بالله بأن مريم "ام الله" كما يقولون ، حملت من الروح القدس أى من إبنها !.
3 –مولد يسوع :
تورد الأناجيل مرة ان يسوع وُلد أيام هيرودس (متّى 2 : 1)، ومرة أيام كيرينيوس (لوقا 2 : 2) .. والثابت تاريخيا أن هيرودس مات سنة 4 قبل الميلاد ، بينما كيرينيوس قد تم تعيينه والياً على منطقة سوريّة فى عام ستة ميلادية ! أى ان الفرق الزمنى بين التاريخين قدره على الأقل عشر سنوات لتحديد تاريخ ميلاد يسوع، فهل هذا معقول ؟ بل والثابت تاريخيا أيضا أنه لم تحدث أية مجزرة للأطفال أيام هيرودس ! وما يكشف عن إختلاف آخر أن إنجيل مرقس يقول أنه وُلد فى الناصرة ، بالجليل ، بينما يقول كل من متّى ولوقا انه وُلد فى بيت لحم بمنطقة اليهودية : فأيّهم أصدق ، وجميعهم رسل وقديسين ؟!. وهنا لا بد من الإشارة إلى قول العالم الفرنسى إميل بويخ (E. Puech) مدير المعهد القومى للأبحاث العلمية (CNRS) فى فرنسا مؤكدا : "يجب علينا أن نعترف بأمانة أننا لا نمتلك حتى الآن أى نص من شهود عيان عن يسوع"، وذلك لأن كل ما كتب عنه كتب بأثر رجعى وبعد أجيال وقرون...
4 –معرفة يسوع إبن من ؟! :
يقول إنجيل لوق أنه عندما تخلّف الصبى يسوع فى المعبد وهو فى الثانية عشر " وكان أبواه يذهبان كل سنة إلى أورشليم فى عيد الفصح" (2 : 41) ضل عنهما الطفل يسوع، وبعد ثلاثة أيام من البحث وجدا الصبى فى الهيكل جالسا وسط المعلمين فلما أبصراه إندهشا : " وقالت له أمه يابنىّ لماذا فعلت بنا هكذا. هو ذا أبوك وأنا كنّا نطلبك معذّبين" (2 : 48) .ويزداد الأمر خلطاً حينما يجيبها الطفل يسوع قائلا : " لماذا كنتما تطلبانى ألم تعلما أنه ينبغى أن أكون فى ما لأبى. فلم يفهما الكلام الذى قاله لهما" (2 : 39-50) أى ان مريم وزوجها والد الطفل يسوع ( كما تقول هى فالمفترض أنها أدرى ممن أنجبت إبنها) وأيضا كما يقول إنجيل لوقا ، المهم ان الإثنين لا يعرفان أى شىء عن رسالة يسوع ، وهو ما يخالف ما ورد بنفس الإصحاح فى الآية 19 حينما راح ملاك الرب يخبر الرعاه بمجىء الرب يسوع المخلّص ، ثم ذهب الرعاة يخبروا بالكلام الذى قيل لهم عن هذا الصبى : "وأما مريم فكانت تحفظ هذا الكلام متفكرة به فى قلبها".. فكيف تعرف مريم هذا الكلام عن ظهر قلب وحينما يحدثها ذلك الرب، الذى هو إبنها، لا تفقه منه شيئا ؟؟. بل والأكثر من ذلك ان كل ما ورد بإنجيل لوقا حول واقعة المعبد يخالف تماما مع قصة نزوح العائلة المقدسة إلى مصر ..
وعملية تفنيد حضور العائلة المقدسة الى مصر تناولها فى الغرب العديد من المؤرخين والباحثين ولن أشير هنا سوى الى ميشيل كوكيه ( M. Coquet ) القس السابق وكتابه "إزالة الخدع عن حياة يسوع" الصادر عام 2003 ، وتقول الفقرة :
"أقر المؤرخون ولله الحمد ان هروب العائلة المقدسة الى مصر، كما يصفها لنا إنجيل متّى لا مصداقية لها. فعبور الصحراء الشديدة الحر نهاراً والشديدة البرودة ليلا، مسافة خمسمائة كيلومترا، فى منطقة مليئة باللصوص وبالحيوانات المفترسة، على ركوبة لا يمكنها ان تحمل على ظهرها المياة والأكل اللازم لمثل هذه الرحلة، تبدو عملية مستحيلة التنفيذ بالنسبة لزوجين وطفل رضيع. والأكثر من ذلك، إذا سار يوسف على قدميه بواقع خمسة عشر كيلومتراً فى اليوم، فسيأخذ منه ذلك حوالى شهرا فى ظروف شديدة القسوة. فالطريق الذى سار فيه بدأ من بيت لحم الى الخليل. ومن غزة كان على العائلة المقدسة ان تتبع قرب الشاطىء الى القنطرة والإسماعيلية واخيرا القاهرة. وفى واقع الأمر، ليس لدينا أى دليل على هذه الرحلة، حتى وإن قامت الكنيسة القبطية بنشر خط السير هذا (بمساعدة وزارة السياحة المصرية !) (الأقواس وعلامة التعجب من الكاتب) ، إعتمادا على بردية من القرن الخامس مكتوب عليها خط السير الذى سلكته العائلة المقدسة، بل ويحددون ان الإقامة إمتدت لمدة ثلاث سنوات وأحد عشر شهراً, والقرن الخامس بكل سوء حظ هو القرن الذى إنتهوا فيه من إستكمال إختلاق قصة يسوع . وبعد قرن من الحفائر الأثرية فى الأرض المقدسة لم يتم العثور على أى دليل لهذا الهروب" (صفحة 266) .. واللهم لا تعليق !
5 –إنجيل يسوع
يقول القديس بولس، الذى افرَدَت له مؤسسة الفاتيكان عاما بأسره ، من 28/6/2008 الى 29/6/2009 للإحتفال به، نظراً لأهميته اللاهوتية وفى الدعوة وسط الأمم ، يقول هذا الرسول القديس إلى أهل رومية : " ... حتى انى من أورشليم وما حولها إلى الليريكون قد أكملت التبشير بإنجيل المسيح" (15 : 19) ، وفى نفس الرسالة فى الآية 29 يقول " ... وأنا أعلم انى اذا جئت اليكم سأجى فى ملء بركة إنجيل المسيح" ، وفى الرسالة الثانية الى أهل كورنثوس يقول : "... إنجيل مجد المسيح الذى هو صورة الله" (4 : 4)، وفى نفس الرسالة يقول : "فإنه إن كان الآتى يكرز بيسوع آخر لم نكرز به أو كنتم تأخذون روحا آخر لم تأخذوه أو إنجيلا آخر لم تقبلوه فحسنا كنتم تحتملون" (11: 4) ، وإلى أهل غلاطية يقول : " إنى أتعجب أنكم تتنقلون هكذا سريعا عن الذى دعاكم بنعمة المسيح إلى إنجيل آخر. ليس هو آخر غير أنه يوجد قوم يزعجونكم ويريدون ان يحوّلوا إنجيل المسيح " (1: 3-6) ..
و ما نخرج به من هذه الآيات الصادرة عن أهم الحواريين فى نظر الكنيسة، وبوضوح لا لبس فيه، ان السيد المسيح كان له إنجيلا يكرز به ، وهو ما لا أثر له فى التراث الكنسى الحالى بكله وإن كان يتفق تماما مع ما يثبته القرآن الكريم من أن الله عز وجل قد أوحى الإنجيل إلى عيسى بن مريم ..
ومن ناحية أخرى، من المفترض ان رسائل بولس هذه صيغت سنة 54 ميلادية كما يقول المختصون الكنسيون .. وهنا يمكن الجهر بكل ثقة للمؤسسة الكنسية بكامل هيئاتها وبناءً على أقوال بولس الرسول : ان السيد المسيح كان له إنجيلا يبشر به فأين هو ؟! فرسائل بولس وأعمال الرسل هى أول نصوص كتبت فى المسيحية وتؤرخونها بعام 54، وكل ما يقال فى الوثائق الكنسية ان صياغة الأناجيل تمت من سنة 70 الى 95 . فإذا اضفنا أعمار الحواريين الى هذه التواريخ لأدركنا انهم كانوا فى حوالى المائة سنة سناً أو أكثرً، وهو ما لا يتمشّى مع نسبة متوسط الأعمار من الفين سنة مضت – بغض الطرف عن مخالفة هذه المعلومة للواقع ، إذ ان صياغة الأناجيل إمتدت حتى أواخر القرن الرابع بإعتراف القديس جيروم نفسه، فهو الذى كوّن هذه الأناجيل الأربعه وعدّل وبدّل فيها كما قال فى المقدمة التى تتصدر ترجمته.. فكيف يتحدث بولس ويحذّر الأتباع من الإلتفات إلى أى إنجيل آخر سوى إنجيل يسوع الذى كان يبشّر به ؟!.
وأغض الطرف هنا أيضا عن إن هذا القول من بولس يتضمن إتهاما لباقى الحواريين، فلم يكن آنذاك اى فرد آخر يقوم بالتبشير سوى الحواريين الذين يتهمهم بولس صراحة بأنهم كذبة ..فهل يحتاج الأمر بعد ذلك إلى مزيد من الأدلة؟
المصدر: المصريون؟؟؟؟(((((15 ألف سويدي اعتنقوا الإسلام بعد نشر الصور المسيئة للرسول صلي الله عليه وسلم url
مرسل بواسطة: islamegy
Thu, 13 November 2008 11:30:09 -0600
الإسكندرية ـ من عصام علي رفعت:
15 ألف مواطن سويدي اعتنقوا الدين الإسلامي تتراوح أعمارهم بين20 إلي40 عاما بعد أزمة الرسوم المسيئة للرسول محمد صلي الله عليه وسلم. هذه الأرقام أعلنها وفد شباب السويد المسلم في مؤتمر صحفي عقد بالمعهد السويدي بالاسكندرية. وتنظم زيارة الشباب لمصر مؤسسة ابن رشد للدراسات الإسلامية, وعددهم12 شابا وفتاة. وتقوم المؤسسة حاليا بتنفيذ4 مشروعات, الأول تعليم الشباب كيف يعيش في المجتمع السويدي, ومشروع تعليم الأئمة اللغة السويدية لأن الأجيال الجديدة من المسلمين لا يجيدون اللغة العربية, والمشروع الثالث الاهتمام بقضايا البيئة والحفاظ عليها ومشروع أخير عن حوار الأديان, ويهدف تحويل النظرة إلي الإسلام في المجتمع السويدي من اعتباره مشكلة وإلي اعتباره دينا من الأديان. لأن المشاكل معظمها سببها سوء فهم الإسلام. وأكد عثمان الطوالة, رئيس وفد الشباب, وعبدالقادر حبيب, أن الشباب الزائر لمصر يعود بانطباع ممتاز عن حرية المواطن وحق المواطنة في مصر, وأن الشعب المصري متدين بطبيعته وتمتزج فيه كل الطوائف بلا عنصرية, وأكدا أن مصر يمكن أن تلعب دورا بارزا في استقرار الشعوب والمجتمعات الأوروبية.
المصدر: صحيفة الاهرام؟؟؟؟
((((إذاعة حقائق عن الكتاب المقدس::))) على قدر وافر من المعلومات التي تتعلق بصحة الكتب السماوية التي بين أيدينا الأن :
تأليفًا وتحقيقًا وتاريخًا وقانونية , وذلك من خلال الأبحاث الحديثة والقرارات التي تصدر من الهيئات الدينية أمام الجميع وليست قصرًا على أهل العلم والإختصاص .
ونقدم فيما يلي عرضًا لبعض ما جاء في قرارات الهيئات المسيحية الدينية عن حقيقة أسفار الكتاب المقدس :
من المجامع :
عقد مجمع الفاتيكان الأول عامي 1869- 1870م وأعلن أن الكتب القانونية التي يشتمل عليها الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد : ” كتبت بإلهام من الروح القدس , مؤلفها الله , وأعطيت هكذا للكنيسة ” ثم عقد مجمع الفاتيكان الثاني بعد ذلك بنحو 90 عامًا , في المدة من 1962 – 1965م , وكان من جملة ما بحثه تلك المشكلة الصعبة التي نتجت عن الدراسات النقدية للكتاب المقدس , وما أكدته من وجود أخطاء به.
ولقد قدمت خمس صيغ مقترحة استغرق بحثها وقتًا طويلاً من الجدل والنقاش وذلك نظرًا لخطورة القضية المطروحة وما يترتب على الفصل فيها من أثار عقائدية , وأخيرًا تم قبول صيغة حظيت بالأغلبية الساحقة , إذ صوت إلى جانبها 2344 صوتًا مقابل 6 أصوات معارضة .
وقد أدرجت في الوثيقة المسكونية الرابعة فقرة عن التنزيل تختص بالعهد القديم ( الفصل الرابع – ص 53 ) , وتعترف لأول مرة احتوائه على نقائص وأباطيل . وفي هذا تقول :
” تسمح أسفار العهد القديم للكل بمعرفة من هو الله ومن هو الإنسان بما لا تقل عن معرفة الطريقة التي يتصرف بها الله في عدله ورحمته مع الإنسان . غير أن هذه الكتب تحتوي على نقائص ( شوائب) وأباطيل , ومع ذلك ففيها شهادة عن تعليم إلهي ” ( أنظر ” القرآن والتوراة والإنجيل والعلم ” ص 59 – 60 ) .
إن تلك القرارات المسكونية كان لها عظيم الأثر في تغير وجهة النظر حول مدى حجية وقدسية أسفار العهد القديم , ولهذا ظهرت المداخل الجديدة لأسفار العهد القديم بالترجمات الحديثة منذ منتصف الستينات وحتى اليوم تؤيد وجهة نظر المجمع المسكوني السالف ذكره .
وفي نهاية عام 1995م نشرت مجلة التايم الأمريكية موضوع بعنوان : ” هل الكتاب المقدس حقيقة أم خيال ؟! ” وكان مما جاء في هذا الموضوع اعتمادًا على الحفريات والتنقيب عن الأثار : ” إن المشكلة تزداد تعقيدًا فيما يتعلق بالآباء . إذ لا توجد أدلة – خارج الكتاب – تشير إلى أن أعمال إبراهيم العظيمة مثل : نبذه لعبادة الأوثان , ورحلاته في أرض كنعان , وتخليصه ابن أخيه لوطًا من مختطفيه قد حدثت فعلاً , كما يقرر النقاد من العلماء أن كثيرًا من الملوك والشعوب التي يفترض أن إبراهيم قد واجهها , كانت موجودة خلال فترات زمنية متباعدة من التاريخ ولم تكن لتعيش في وقت واحد”.
ولم يكن العهد الجديد أوفر حظًا من شطره الأخر ( العهد القديم ) بل كان محل نزاع طويل قد فصلناه عند تحدثنا عن سنده , لكن حقيقة الأمر كانت بين أهل الإختصاص حتى تدخلت الصحف ووسائل الإعلام في الأمر , ففي الثامن من إبريل من عام 1996 م نشرت مجلة التايم الأمريكية ملفًا يحمل عنوان ” البحث عن يسوع ” وفيه ذكرت المجلة أن بعض الباحثين يكذبون الأناجيل فماذا يمكن أن يصدقه المسيحيون ؟!..وتضمن الملف تشكيكًا في كل شيء : ” العشاء الأخير ..كتبة الأناجيل ..وواقعة الصلب ” .
وليست هذه المجلة هي أول من يكشف النقاب عن هذا الأمر بل سبقها أراء العديد من علماء الكتاب المقدس من مختلف الطوائف المسيحية المعروفة , ففي عدد 4 مارس من عام 1991 م لجريدة لوس أنجلوس الأمريكية تم نشر بيان صادر عن 200 عالم من الجامعات والكليات اللاهوتية يشيرون فيه أن أكثر من نصف ما ورد على لسان المسيح في الإناجيل هو عمل مؤلفي الأناجيل وليس للمسيح دخل فيه وذلك بعد دراسات استمرت عدة سنوات !
ومثيل ذلك أيضًا تلك الدراسات التي قام بها معهد ( وستار ) بكاليفورنيا على مدار ست سنوات والتي شارك فيها أفضل علماء الكتاب المقدس مكانة وقدرًا , حتى جاء القرار النهائي لتلك الدراسات عام 1992 م في ندوة سنوية شهيرة تحمل عنوان ” ندوة يسوع ” والتي انعقدت بالولايات المتحدة الأمريكية بأن 80% من الأقوال المنسوبة للمسيح بالأناجيل إما كاذبة لا أصل لها , وإما محتملة الكذب , و20% من بقية الأقوال المنسوبة للمسيح إما صادقة أو محتملة الصدق, وقد أعادت جريدة الدستور المصرية نشر هذه الحقائق في عددها الثلاثين الصادر يوم الأربعاء 12 أكتوبر2005م.
هذا وقد نقلت جريدة الدستور المصرية في هذا العدد مضمون الوثيقة الصادرة من الهيئة الكهنوتية للكنيسة الكاثوليكية بالفاتيكان والتي تحذر فيها المؤمنين من أجزاء غير صحيحة في الكتاب المقدس .
ولقد قامت جريدة التايمز البريطانية بنشر تفاصيل تلك الوثيقة على موقعها على شبكة المعلومات الدولية بتاريخ 5/10 / 2005 أنقلها هنا بتمامها :
Catholic Church no longer swears by truth of the Bible
By Ruth Gledhill, Religion Correspondent
THE hierarchy of the Roman Catholic Church has published a teaching document instructing the faithful that some parts of the Bible are not actually true.
The Catholic bishops of England, Wales and Scotland are warning their five million worshippers, as well as any others drawn to the study of scripture, that they should not expect “total accuracy” from the Bible.
“We should not expect to find in Scripture full scientific accuracy or complete historical precision,” they say in The Gift of Scripture.
The document is timely, coming as it does amid the rise of the religious Right, in particular in the US.
Some Christians want a literal interpretation of the story of creation, as told in Genesis, taught alongside Darwin’s theory of evolution in schools, believing “intelligent design” to be an equally plausible theory of how the world began.
But the first 11 chapters of Genesis, in which two different and at times conflicting stories of creation are told, are among those that this country’s Catholic bishops insist cannot be “historical”. At most, they say, they may contain “historical traces”.
The document shows how far the Catholic Church has come since the 17th century, when Galileo was condemned as a heretic for flouting a near-universal belief in the divine inspiration of the Bible by advocating the Copernican view of the solar system. Only a century ago, Pope Pius X condemned Modernist Catholic scholars who adapted historical-critical methods of analysing ancient literature to the Bible.
In the document, the bishops acknowledge their debt to biblical scholars. They say the Bible must be approached in the knowledge that it is “God’s word expressed in human language” and that proper acknowledgement should be given both to the word of God and its human dimensions.
They say the Church must offer the gospel in ways “appropriate to changing times, intelligible and attractive to our contemporaries”.
The Bible is true in passages relating to human salvation, they say, but continue: “We should not expect total accuracy from the Bible in other, secular matters.”
They go on to condemn fundamentalism for its “intransigent intolerance” and to warn of “significant dangers” involved in a fundamentalist approach.
“Such an approach is dangerous, for example, when people of one nation or group see in the Bible a mandate for their own superiority, and even considers them permitted by the Bible to use violence against others.”
Of the notorious anti-Jewish curse in Matthew 27:25, “His blood be on us and on our children”, a passage used to justify centuries of anti-Semitism, the bishops say these and other words must never be used again as a pretext to treat Jewish people with contempt. Describing this passage as an example of dramatic exaggeration, the bishops say they have had “tragic consequences” in encouraging hatred and persecution. “The attitudes and language of first-century quarrels between Jews and Jewish Christians should never again be emulated in relations between Jews and Christians.”
As examples of passages not to be taken literally, the bishops cite the early chapters of Genesis, comparing them with early creation legends from other cultures, especially from the ancient East. The bishops say it is clear that the primary purpose of these chapters was to provide religious teaching and that they could not be described as historical writing.
Similarly, they refute the apocalyptic prophecies of Revelation, the last book of the Christian Bible, in which the writer describes the work of the risen Jesus, the death of the Beast and the wedding feast of Christ the Lamb.
The bishops say: “Such symbolic language must be respected for what it is, and is not to be interpreted literally. We should not expect to discover in this book details about the end of the world, about how many will be saved and about when the end will come.”
In their foreword to the teaching document, the two most senior Catholics of the land, Cardinal Cormac Murphy-O’Connor, Archbishop of Westminster, and Cardinal Keith O’Brien, Archbishop of St Andrew’s and Edinburgh, explain its context.
They say people today are searching for what is worthwhile, what has real value, what can be trusted and what is really true.
The new teaching has been issued as part of the 40th anniversary celebrations of Dei Verbum, the Second Vatican Council document explaining the place of Scripture in revelation. In the past 40 years, Catholics have learnt more than ever before to cherish the Bible. “We have rediscovered the Bible as a precious treasure, both ancient and ever new.”
A Christian charity is sending a film about the Christmas story to every primary school in Britain after hearing of a young boy who asked his teacher why Mary and Joseph had named their baby after a swear word. The Breakout Trust raised £200,000 to make the 30-minute animated film, It’s a Boy. Steve Legg, head of the charity, said: “There are over 12 million children in the UK and only 756,000 of them go to church regularly.
That leaves a staggering number who are probably not receiving basic Christian teaching.”
BELIEVE IT OR NOT
UNTRUE
Genesis ii, 21-22
So the Lord God caused a deep sleep to fall upon the man, and while he slept he took one of his ribs and closed up its place with flesh; and the rib which the Lord God had taken from the man he made into a woman and brought her to the man
Genesis iii, 16
God said to the woman [after she was beguiled by the serpent]: “I will greatly multiply your pain in childbearing; in pain you shall bring forth children, yet your desire shall be for your husband, and he shall rule over you.”
Matthew xxvii, 25
The words of the crowd: “His blood be on us and on our children.”
Revelation xix, 20
And the beast was captured, and with it the false prophet who in its presence had worked the signs by which he deceived those who had received the mark of the beast and those who worshipped its image. These two were thrown alive into the lake of fire that burns with brimstone.”
TRUE
Exodus iii, 14
God reveals himself to Moses as: “I am who I am.”
Leviticus xxvi, 12
“I will be your God, and you shall be my people.”
Exodus xx,1-17
The Ten Commandments
Matthew v,7
The Sermon on the Mount
Mark viii,29
Peter declares Jesus to be the Christ
Luke i
The Virgin Birth
John xx,28
Proof of bodily resurrection
http://www.timesonline.co.uk/article/0,,13509-1811332,00.html
لقد أوردت صحيفة “التايمز” البريطانية، في عددها الصادر الأربعاء 5-10-2005م ، أن الأساقفة ذكروا في وثيقتهم المسماة “هبة الكتاب المقدس” : ” يجب علينا ألا نتوقع العثور على كلام علمي دقيق وإحكام تاريخي بالغ الدقة أو تام في الكتاب المقدس ” .
وتضيف الصحيفة أن الوثيقة تسرد موقف الكنيسة الكاثوليكية منذ القرن السابع عشر عندما أدانت غاليليو واعتبرته “مهرطقًا” لسخريته من اعتقاد كان سائدًا آنذاك حول الوحي الإلهي للكتاب المقدس، وذلك بدفاعه عن وجهة نظر كوبرنيكوس حول النظام الشمسي.
ويرى الأساقفة أن الإطلاع على الكتاب المقدس يجب أن يكون في ضوء معرفة أنه- أي الكتاب المقدس- “كلمة الله التي تم التعبير عنها في لغة بشرية ” .
ويقولون إن الكنيسة يجب أن تقدم الكتاب المقدس عبر طرق مناسبة للزمن المتغير وطرق ذكية وجذابة للناس الذين يعيشون في هذا العصر.
ويتابعون : ” الكتاب المقدس فيه فقرات صحيحة تتحدث عن تخليص الإنسان.. لكن يجب علينا ألا نتوقع دقة كاملة في الكتاب المقدس في مسائل دنيوية أخرى ” .
وعلى جانب آخر، تذكر ” التايمز” أيضًا أن الوثيقة تدين الأصولية وذلك “للتعصب المفرط” محذرة من مخاطر جدية تحملها هذه الأصولية.
ويذكر الأساقفة في وثيقتهم أن بعض الفقرات في الكتاب المقدس استخدمت كحجة لمناهضة السامية ومعاملة اليهود بازدراء واصفين هذه الفقرات أنها مثال على المبالغات المثيرة والتي أدت إلى نتائج مأساوية في التحريض على الكراهية.
وفي نفس السياق ،أعلن الأساقفة في وثيقتهم عن رفضهم لنبوءات سفر الرؤيا عن نهاية العالم ، ويعلق الأساقفة: “إن هذه اللغة الرمزية يجب أن تحترم لما هي عليه ولكن ليس لكي يتم تأويلها بشكل حرفي، كما يجب ألا نتوقع اكتشاف تفاصيل في هذا الكتاب حول نهاية العالم ” .
يذكر أن سفر الرؤيا هو السفر الأخير من أسفار العهد الجديد، وهو عبارة عن رؤيا منامية منسوبة لشخص يدعى يوحنا ، حيث شاهد فيها حيوانات لها أجنحة وعيون من أمام ، وعيون من وراء ، وحيوانات لها قرون بداخل قرون ، وشاهد فيها وحوشًا تخرج من البحر لها 7 رؤوس و10 قرون.
وتختم صحيفة “التايمز” أن الأساقفة يذكرون في وثيقتهم أيضًا أن الناس يتطلعون اليوم نحو الأشياء القابلة للتصديق والصحيحة والتي تكون جديرة بالإهتمام.
من الأبحاث الحديثة :
إن اليهود والنصارى يشتركون في الإيمان بالعهد القديم ( التوراة الحالية ) مع اختلاف تفسيرهم لنصوصه , لذا كان لزامًا علينا أن ننقل هذا البحث الهام والذي قامت به الباحثة الإسرائيلية البروفيسور /جوثليف زورنبرج الحاصلة على درجة الأستاذية في الأدب من جامعة كامبدرج حول مصداقية التوراة التي بين أيدي اليهود والنصارى اليوم .
فلقد نقلت جريدة ” الأنباء الدولية ” المصرية في عددها الصادر يوم الثلاثاء بتاريخ 21 سبتمبر 2004م عن صحيفة ” هاآرتس ” الإسرائيلية مجهودًا كبيرًا لإحدى الباحثات الإسرائيليات “اليهوديات” يتعلق بالعديد من القضايا الموجودة في التوراة الحالية ورأت أنها تفتقر إلى المنطقية رغم إيمانها المطلق بأنها جاءت من عند الله ككتاب تشريعي !
استهلت الباحثة الإسرائيلية حديثها بنظرة شاملة إلى تفسيرات التوراة العديدة التي قام بها عدد من الأحبار اليهود وقالت أنها تفسيرات سطحية وليست مبنية على أساس منطقي , وأضافت البروفيسور جوثليف أن التوراة عرضت إلى العديد من القضايا وركزت عليها لأسباب غير معروفة بينما تجاهلت أحداثًا أخرى ذات أهمية بالغة في التاريخ اليهودي مثل إهمال التوراة ذكر النساء اللاتي رفضن أن يشاركن بحليهن وذهبهن لصناعة العجل وإهمالها الحديث عن دور سارة زوجة إبراهيم , كما لم تتناول الحديث عن النساء اللاتي تمردن على فرعون مصر على الرغم من أن هذا التمرد والدور النسائي بشكل عام كان له قوته في تاريخ العقيدة اليهودية وتطورها .
وتضيف الباحثة أنها تؤمن بأن التوراة نص جاء من عند الله إلا أنها مازلت أمام سؤال محير لم تجد له إجابة حتى الأن وهو هل أنزلت التوراة على سيدنا موسى فعلاً ؟!
وتابعت تقول : إن التوراة تسرد وتروي قصصًا من أمم وشعوب جاءت بعد نزول التوراة على موسى بفترة لاحقة فكيف تتحدث التوراة عن هؤلاء الأمم وهى لم تعاصرها ؟!
لقد ذكرنا أن العهد القديم وكذلك العهد الجديد قد كُتبا في أزمنة غير معلومة بيد نُساخ صلاحهم للعمل متفاوت ولم يكونوا معصومين من مختلف الأخطاء , ولقد نشرت صحيفة الأهرام في عددها الصادر يوم الجمعة 5 نوفمبر 2004م دراسة لكاتب أمريكي يدعى ” كارل و . إرنست ” أستاذ الدراسات الدينية في العديد من الجامعات الأمريكية , وقد كانت هذه الدراسة واحدة من ضمن العديد من الدراسات حول الإسلام والتي قام بها أناس يحملون راية الإنصاف خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م .
وعالج الكاتب في فصل كامل من كتابه الذي حمل عنوان ” السير في طريق محمد ” صلى الله عليه وسلم التصورات التي يكنها الغرب نحو القرآن الكريم , ولقد أجرى الباحث في الفصل الثالث من دراسته مقارنة بين القرآن الكريم والكتاب المقدس , فيذكر أن الكتاب المقدس قد كُتب في أزمنة وأمكنة متباعدة , وكُتب بأيدي متعددة , بينما القرآن الذي نزل على رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام خلال 23 سنة من حياته كان متجانسًا ومتحدًا في أسلوبه وموضوعاته .
وفي الثالث من يناير من عام 2001 م نقلت شبكة ” إسلام أون لاين ” تداعيات تصريحات أدلى بها البرفسور /دين هاير ( Den Heyer ) أستاذ كرسي ” الكتاب المقدس” في جامعة كامبن اللاهوتية في هولندا حول أركان الدين المسيحي، ولقد أثارت هذه التصريحات ضجة كبيرة في أوساط رجال الكنيسة بشقيها الكاثوليكي والبروتستانتي , حيث أبدى هؤلاء ردود فعل غاضبة وامتعاضًا شديدًا حيال ما تضمنته هذه التصريحات.
وكان البرفسور /هاير قد أعلن في حوار مع صحيفة “ليدش داخبلاد” اليومية أن ” الكتاب المقدس ليس كلامًا من الله بل هو من صنع البشر ، وأنه لا يحتوي حقائق أبدية بل يشكل ألوانًا كثيرة من القصص المتنوعة عن البشر”.
وقال الأستاذ الجامعي الهولندي في السياق نفسه:” يشار إلى الإنجيل في العقيدة المسيحية على أنه كلمة الله ، ولكن الذي يفسر هذا الكتاب عليه أن يعتبره في المقام الأول كلمات بشر”.
وقد فسرت بعض وسائل الإعلام تصريحات (هاير) على أنها ربما تكون مقدمة لافتة للنظر – من خلال الحوار الذي أجراه مع “ليدش داخبلاد”- لكتابه الجديد الذي سيظهر قريبًا في الأسواق ، والذي سيكون –كما قال صاحبه- “مرافعة في الدفاع عن الإيمان الحر والمنفتح، الذي لا يرتبط بالدوغمائية التي تفتقد إلى الأدلة”.
وكان البرفسور /هاير قد أثار سنة 1996م ضجة مماثلة عندما أصدر كتابه “المغفرة : ملاحظات إنجيلية في قضية خلافية”، والذي انتقد فيه بشدة معتقدًا آخر من معتقدات الديانة المسيحية، ذلك المعتقد الذي يقول بأن المسيح قد افتدى بنفسه خطيئة البشر وأنه بموته على الصليب قد حرر البشرية من الآثام والخطيئة التي ارتكبها آدم عليه السلام .
وكان ” دين هاير ” قد أعلن في حواره الصحفي الأخير، بصراحة أيضًا أنه : “لا يتقبل العقيدة التي تقول بأن المسيح عليه السلام ذو طبيعة مزدوجة إلهية وبشرية في نفس الوقت, لأن الإنجيل إنما يدعو المسيح بلقب “ابن الله” لكونه يريد تحقيق الوحدة بين الله والإنسان”.
وقد هاجم هاير في الحوار ذاته الكنيسة بالرغم من أنه تربى في أسرة مسيحية محافظة ، كما تخرج من جامعة لاهوتية (مسيحية) وأصبح أستاذًا فيها ، واتهم رجال الدين المسيحي بقلة المعلومات العلمية واللاهوتية ، وقال: “إن جميع الكنائس تحيط نفسها بأفكار دوغمائية ولوائح إيمانية تفتقد الأدلة”????إن ما يؤكد فقر علماء النصارى وإفلاسهم في إثبات حجية الكتاب المقدس وصحته , هو أنك لا تجد تنوع في أدلتهم التي يريدون بها إثبات مصداقية الكتاب المقدس !
لكن العجيب في الأمر والذي يثير الضحك أنه رغم الردود المفحمة من قِبَلِ علماء الإسلام على ما يزعمونه وإثبات تدليسهم وتحريفهم , هو أنهم لا يزالون يتناقلون فيما بينهم تلك الأدلة المحرفة !
ومن أهم الأدلة المحرفة التي لا يخلو منها كتاب تنصيري تحدث عن مصداقية الكتاب المقدس , هو تدليسهم على الإمام ” فخر الدين الرازي ” !
يقول القمص / يوحنا فوزي تحت عنوان ( أقوال المعتدلين والمفسرين -!- ) ص 15 : ( قال فخر الدين الرازي ” إن التحريف هو إمالة الشيء عن حقه , ومتى نسب التحريف إلى الكتب المقدسة فيكون المقصود به هو إمالة كلام الله عن مقصده الألهى , وقد أظهر دهشته (أي فخر الدين الرازى) لمن يقول بالتحريف فقال في مجلد (3) ” كيف يمكن التحريف في الكتاب الذى بلغت أحاد حروفه وكلماته مبلغ التواتر المشهود في الشرق والغرب ؟! ” وقال في مجلد (4) ” لأن اخفاء مثل هذه التفاصيل التامة في كتاب وصل الى أهل الشرق و الغرب ممتنع ” ) .
قلت : إعجاز مجمل بإيجاز , تأصله وتفصله وتثبته لنا الأيام , ألا وهو قوله تعالى : {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}المائدة13.
هذا ما نقله القمص عن الإمام ” فخر الدين الرازي ” رحمه الله دون حتى الإشارة إلى رقم الصفحة التي ذكر فيها الشيخ رحمه الله تلك الأقاويل في تفسيره الذي يتكون من 23 مجلدًا , وذلك حتى يصعب اكتشاف تحريف القمص وتزويره المتعمد .
و الأن أنقل لكم نص ما قاله الإمام” فخر الدين الرازي ” في تفسيره :
قال رحمه الله في ذيل تفسيره لقول الله تبارك وتعالى : ( مِّنَ الّذِينَ هَادُواْ يُحَرّفُونَ الْكَلِمَ عَن مّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدّينِ وَلَوْ أَنّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاّ قَلِيلاً ) النساء 46: ( في كيفية التحريف وجوه : أحدها : أنهم كانوا يبدلون اللفظ بلفظ أخر مثل تحريفهم اسم ” ربعة ” عن موضعه في التوراة بوضعهم ” آدم طويل ” مكانه , ونحو تحريفهم ” الرجم ” بوضعهم ” الحد ” بدله ونظيره قوله تعالى ” فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ ” فإن قيل : كيف يمكن هذا في الكتاب الذى بلغت أحاد حروفه وكلماته مبلغ التواتر المشهود في الشرق والغرب ؟ قلنا لعله يقال : القوم كانوا قليلين ، والعلماء بالكتاب كانوا غاية القلة فقدروا على هذا التحريف ) ( التفسير الكبير للرازي 10 / 117-118 ).
الكل الأن قد لاحظ ما فعله القمص !
لقد أخذ صيغة السؤال التي عبر عنها الإمام بـ ( فإن قيل ) والتي تدل على أن السؤال ليس من قول الإمام إنما هى أسئلة حائرة وشبهات باطلة لدى اليهود والنصارى , ثم حذف ( فإن قيل ) لكي يوهم القاريء أن هذا كلام الإمام رحمه الله . ثم حذف إجابة الإمام المفحمة ورده على هذا السؤال والذي فيه القول بتحريف أهل الكتاب لأسفارهم !
يا جناب القمص إن قضيتك خاسرة لأنك تحرف في أدلتك , إذ أنك لو كنت صاحب حق كما تدعي ما كنت لتحرف في أدلتك المزعومة !
بل إني أنقل عن الإمام الهمام ” فخر الدين الرازي ” من تفسيره بل من نفس الصفحة التي انتشل منها القمص ضالته ما يمثل قاسمة الظهر للقمص وأمثاله من المخربين , قال رحمه الله في بقية التفسير :
( ذكر الله تعالى هنا(عَن مَّوَاضِعِه) وفي المائدة (مِن بَعْدِ مَوَاضِعِه) , والفرق أنا إذا فسرنا التحريف بالتأويلات الباطلة , فهنا قوله تعالى ” يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ” معناه : أنهم يذكرون التأويلات الفاسدة لتلك النصوص التي عندهم وليس فيه بيان أنهم يخرجون اللفظة من الكتاب ، وأما الآية المذكورة في سورة المائدة الثانية في قوله تعالى ” مِن بَعْدِ مَوَاضِعِه ” فهى دالة على أنهم جمعوا بين الأمرين فكانوا يذكرون التأويلات الفاسدة وكانوا يخرجون اللفظة من الكتاب , فقوله (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ) إشارة إلى التأويل الباطل , وقوله (مِن بَعْدِ مَوَاضِعِه)إشارة إلى إخراجه من الكتاب) ( المصدر السابق ) .
فهذا هو رأي الإمام المعتدل يا جناب القمص .
أما عن الإستشهاد الثاني الذى ادعى القمص أنه اقتبسه من المجلد الرابع لتفسير الإمام ” فخر الدين الرازي ” , ألا وهو : ( لأن اخفاء مثل هذه التفاصيل التامة في كتاب وصل إلى أهل الشرق والغرب ممتنع ) , فليس له وجود في التفسير الخاص بالإمام ” فخر الدين الرازي ” أصلاً???التحريف اللفظي هو قول جمهور المسلمين ))
إن حقيقة تحريف اليهود والنصارى لأسفارهم , أصبحت أمرًا لا يجادل فيه إلا مماحك يريد أن يُجمل دينه ويجعله مستساغ بين العقلاء , خاصة وقد نطقت ألسنة القوم به - أي التحريف - , واعترف أكابرهم بوقوع التحريف بشتى أنواعه في أسفارهم , لكن العجيب : أن ترى بعض رجال الدين يجادولون في هذه الحقيقة المتواترة عندنا وعندهم !
بل إنك لتعجب من فعل بعض القساوسة , بتحريفهم لأقوال من ليسوا على دينهم , ممن قالوا بوقوع التحريف من أجل إثبات صحة أسفارهم , وهذا في حد ذاته أكبر دليل على وقوع التحريف في أسفارهم , إذ أنها لو لم تكن محرفة ما كانوا ليحرفوا في أقوال من كشفوا هذه الحقائق .
لقد أراد القمص يوحنا فوزي من خلال ما نقله عن علماء الإسلام في كتابه ص 15-17 , أن يوحي للقاريء أن القضية كلها لا تخرج عن تحريف فئة من أهل الكتاب للتوراة تحريفًا معنوياً أي بتأويل الكلام على غير معناه , وهذا يختلف عن تحريف اللفظ نفسه !
لذا أنبه على بعض الأمور في هذا الصدد :
الأمر الأول :لقد شهد القرآن الكريم وشهدت السنة المطهرة على وقوع التحريف في أسفار السابقين بتغيير الألفاظ بالحذف والإضافة لقوله تعالى : { فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ}البقرة79 . وبتغيير المعاني بتأويلها وتفسيرها على غير معناها .
الأمر الثاني : لقد دارت نقولات القمص حول صحة نسخة التوراة والإنجيل التي كانت إبان البعثة النبوية لمحمد صلى الله عليه وسلم . والنصارى يقصدون من وراء ذلك : إقرار الإسلام لهم على صحة دينهم كله لا صحة كتبهم فقط . لكن اعلم أيها القاريء أن ثمة فرقـًا بين صحة الدين وصحة الكتب . فقد يكون الكتاب صحيح اللفظ لكن محرف المعنى ، فلا يغني عنهم من الله شيئـًا. ولذلك كان عندنا الأولى والأهم في هذا المقام هو تحريف المعاني لا تحريف الألفاظ , لأنه الخطوة الأولى المؤهلة لتحريف الألفاظ , وهو الدليل على بطلان الدين , ولذلك كان أكثر ما عاب القرآن الكريم على أهل الكتاب أنهم حرفوا المعاني وبدلوها , ثم تبع ذلك تجرؤهم على تحريف الألفاظ لما سهل عليهم تحريف المعنى كخطوة أولى , كما قال تعالى : { فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ }البقرة79. ومعلوم لدى من له مسحة من عقل أن الكتابة لا تكون إلا باليد , فكان الويل والوعيد لتحريف هذه اليد أثناء الكتابة .
الأمر الثالث : إن تحريف أهل الكتاب لمعاني التوراة والإنجيل لا خلاف عليه بين علماء المسلمين . وهو الذي تقوم به الحجة عليهم في هذا المقام . ولا ينفعهم عدم تحريف اللفظ لو فرضنا ذلك .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( فأما تحريف معاني الكتب بالتفسير والتأويل وتبديل أحكامها، فجميع المسلمين واليهود والنصارى يشهدون عليهم بتحريفها وتبديلها، كما يشهدون هم والمسلمون على اليهود بتحريف كثير من معاني التوراة وتبديل أحكامها، وإن كانوا هم واليهود يقولون: إن التوراة لم تحرف ألفاظها. وحينئذ فلا ينفعهم بقاء حروف الكتب عندهم مع تحريف معانيها، إلا كما ينفع اليهود بقاء حروف التوراة والنبوات عندهم مع تحريف معانيها. بل جميع النبوات التي يقرون بها هي عند اليهود، وهم مع اليهود ينفون عنها التهم والتبديل لألفاظها، مع أن اليهود عندهم من أعظم الخلق كفرًا واستحقاقًا لعذاب الله في الدنيا والآخرة … فعُلم أن بقاء حروف الكتاب مع الإعراض عن اتباع معانيها وتحريفها لا يوجب إيمان أصحابها ولا يمنع كفرهم ) ( الجواب الصحيح 1/303 ).
وقال رحمه الله : ( فإن كل ما يحتج به من الألفاظ المنقولة عن الأنبياء , أنبياء بني إسرائيل وغيرهم , ممن أرسل بغير اللغة العربية لابد في الإحتجاج بألفاظه من هذه المقدمات أن يعلم اللفظ الذي قاله ويعلم ترجمته ويعلم مراده بذلك اللفظ . والمسلمون وأهل الكتاب متفقون على وقوع الغلط في تفسير بعض الألفاظ وبيان مراد الأنبياء بها , وفي ترجمة بعضها فإنك تجد بالتوراة عدة نسخ مترجمة وبينها فروق يختلف بها المعنى المفهوم , وكذلك في الإنجيل وغيره ) ( الجواب الصحيح 1/306 ) .
الأمر الرابع : التحريف اللفظي أعم وأعظم في كتب اليهود والنصارى , وقد أشار إليه القرآن الكريم والنبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم , وقد شهد به الواقع , ونطق به اليهود والنصارى , وقال به جمهور المسلمين , قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( ادعوا [أى النصارى] أن محمدًا صلى الله عليه وسلم صدَّق بجميع ألفاظ الكتب التى عندهم . فجمهور المسلمين يمنعون هذا ، ويقولون : إن بعض ألفاظها بُدِّل كما قد بُدِّل كثير من معانيها …. وهؤلاء بنوا كلامهم على أن ألفاظ كتبهم تدل على صحة دينهم الذي هم عليه بعد مبعث محمد صلى الله عليه وسلم، وبعد تكذيبهم بمحمد صلى الله عليه وسلم، وأنه لم يبدل شيء من ألفاظها. وقد تبين فساد ذلك من وجوه متعددة ) ( الجواب الصحيح 1/314 ) .
وقال رحمه الله : ( ومن حجة الجمهور الذين يمتنعون أن تكون جميع ألفاظ هذه الكتب المتقدمة الموجودة عند أهل الكتاب منزلة من عند الله لم يقع فيها تبديل , ويقولون : إنه وقع التبديل في بعض ألفاظها , أو يقولون : إنه لم يُعلم أن ألفاظها منزلة من عند الله , فلا يجوز أن يحتج بما فيها من الألفاظ في معارضة ما علم ثبوته أنهم قالوا : التوراة والإنجيل الموجودة اليوم بيد أهل الكتاب لم تتواتر عن موسى وعيس عليهما السلام . أما التوراة فإن نقلها انقطع لما خرب بيت المقدس أولاً , وأجلي منه بنو إسرائيل , ثم ذكروا أن الذي أملاها بعد ذلك شخص واحد يقال له : عازر - عزرا - … وهذا كله لا يوجب تواتر جميع ألفاظها ولا يمنع وقوع الغلط في بعضها … وأما الإنجيل الذي بإيديهم فإنهم معترفون بإنه لم يكتبه المسيح عليه السلام ولا أملاه على من كتبه ) ( الجواب الصحيح 1/310 ) .
أما ما يستدل به النصارى من أقوال بعض علماء الإسلام أن التحريف وقع في المعنى فقط لا في اللفظ, فهو استدلال ساقط لعدة أسباب :
السبب الأول : أنهم نقلوا عن بعض علماء الإسلام ذلك , دون أن ينقلوا عنهم إقرارهم بعدم وقوع التحريف اللفظي في أسفار اليهود والنصارى , فعدم العلم بالشيء ليس علمًا بعدمه , ووجود إقرار لهؤلاء العلماء بوقوع التحريف المعنوي لا ينفي وقوع التحريف اللفظي .
السبب الثاني : يتعمد النصارى دائمًا تحريف أقوال علماء الإسلام , فأغلب من أقر بوقوع التحريف المعنوي, أقر في غير موضع في مؤلفاته بوقوع التحريف اللفظي , لكن هؤلاء النصارى نقلوا عنهم ما يتماشى مع أفكارهم المنحرفة , وهذا فعل القمص يوحنا فوزي !
السبب الثالث : اليهود والنصارى ينعدم في أسفارهم التواتر , قال شيخ الإسلام ابن تيمية : (والمقصود هنا أنه ليس مع النصارى نقل متواتر عن المسيح بألفاظ هذه الأناجيل ، ولا نقل لا متواتر ولا آحاد بأكثر ما هم عليه من الشرائع ، ولا عندهم ولا عند اليهود نقل متواتر بألفاظ التوراة ونبوات الأنبياء كما عند المسلمين نقل متواتر بالقرآن وبالشرائع الظاهرة المعروفة للعامة والخاصة. وهذا مثل الأمانة التي هي أصل دينهم، وصلاتهم إلى المشرق، وإحلال الخنزير، وترك الختان، وتعظيم الصليب، واتخاد الصور في الكنائس، وغير ذلك من شرائعهم، ليست منقولة عن المسيح، ولا لها ذكر في الأناجيل التي ينقلونها عنه. وهم متفقون على أن الأمانة التي جعلوها أصل دينهم وأساس اعتقادهم ليست ألفاظها موجودة في الأناجيل ، ولا هي مأثورة عن الحواريين . وهم متفقون على أن الذين وضعوها أهل المجمع الأول الذين كانوا عند قسطنطين ، الذي حضره ثلاثمائة وثمانية عشر، وخالفوا عبد الله بن أريوس، الذي جعل المسيح عبدًا لله كما يقول المسلمون، ووضعوا هذه الأمانة، وهذا المجمع كان بعد المسيح بمدة طويلة تزيد على ثلاثمائة سنة) ( الجواب الصحيح 1/313 ) .
وقال رحمه الله : ( وأهل الكتاب يقدر الإنسان منهم أن يكتب كثيرًا من التوراة والإنجيل , ويغير بعضها ويعرضها على كثير من علمائهم : ولا يعرفون ما غير منها إن لم يعرضوه على النسخ التي عندهم … وتلك الكتب لا يحفظ كلاً منها قوم من أهل التواتر حتى تعتبر النسخ بها , ولكن لما كان الأنبياء – عليهم السلام – فيهم موجودين , كانوا هم المرجع للناس فيما يعتمدون عليه إذا غير بعض الناس شيئًا من الكتب , فلما انقطعت النبوة أسرع فيهم التغيير , فلهذا بدل كثير من النصارى دين المسيح – عليه السلام – ) ( الجواب الصحيح 1/6 ) .
وأما متون أسفار اليهود والنصارى ففيها من الكفر البواح , والكذب الصريح على الله وأنبيائه والطعن فيهما بفظائع الأعمال وبشاعة الأقوال , وفيها من التناقضات والتضاربات , ما يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنها ليست كلام الله المنزل على أنبيائه , بل هى تحريفات وُضعت بأيدي فسقة , شرار كذبة !
فإذا كان هذا حال اللفظ , وإذا كان وقوع التحريف المعنوي محل إجماع , علم من ذلك قطعًا أن الإقرار بوقوع التحريف المعنوي فقط دون اللفظي ضعيف جدًا , بل لا يعرج عليه ولا على قائله , إذ تشهد الأدلة بسقوطه , وكذا الإستدلال به من باب أولى .
الأمر الخامس : إذا اتفقت الأدلة من الكتاب والسنة والإجماع على حكم , وجب إثباته , وتحريف ألفاظ أسفار أهل الكتاب نطق به القرآن الكريم فقال تعالى : { فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ }البقرة79. وقال تعالى : {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }آل عمران78 . ونطقت به السنة المطهرة كما ذكرنا , وقال به جمهور المسلمين , وهو الراجح في المسألة , لوجود مرجحات عدة , أبرزها الكتاب والسنة , وما أكده الواقع وشهد به على مر العصور , فلا يعتد بمن قال خلاف ذلك , فالتحريف اللفظي والمعنوي واقع في كتب اليهود والنصارى ولا شك في هذا !
الأمر السادس : أنه على فرض أن الكتب السابقة لم تمسها أيدي المحرفين , فلا حجة للنصارى في ذلك , لأن عندنا التمسك بكتاب منسوخ ولو كان صحيحًا , كالتمسك بكتاب مبدل محرف .
يقول القمص /يوحنا فوزي ص 15 : ( بالفحص الدقيق لعلماء المسلمين اقتنعوا بأن أسفار الكتاب المقدس لم تتبدل ولم تتغير ولم تتحرف ) .
وحتى لا ينخدع بعض ضعفاء النفوس من المسلمين بمثل تلك الأكاذيب والتي هى كثيرة وموجودة في كتب المستشرقين كذبًا وزورًا وتحريفًا على علماء الأمة سلفًا وخلفًا, رأيت أن أجمع بعض أقوال علماء الإسلام في المسألة , ابتداءً من رأسنا وقائدنا ومعلمنا محمد صلى الله عليه وسلم و انتهاءً بعلمائنا ومشياخنا الذين هم بين أعيننا أحياء يرزقون , لتكون هذه الأقوال المستنبطة من كلام ربنا والفهم الصحيح لسنة نبينا صلى الله عليه وسلم مرجعًا لمن أراد البحث عن أقوال علماء الأمة سلفًا وخلفًا في هذه المسألة والتي هى معلومة من الدين بالضرورة , هذا وقد علمتَ من تمهيد الباب الثاني من هذا الكتاب ما جاء في القرآن الكريم في بيان تحريف اليهود والنصارى لأسفارهم !
* عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال إنه أتى الشام فرأى النصارى يسجدون لأساقفتهم وبطارقتهم فقال : لأي شيء تصنعون هذا , قالوا : هذا كان تحية الأنبياء قبلنا , فقلت نحن أحق أن نصنع هذا بنبينا , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إنهم كذبوا على أنبيائهم كما حرفوا كتابهم , إن الله عز وجل أبدلنا خيرًا من ذلك السلام تحية أهل الجنة . ( أخرجه أحمد في مسنده ” مسند الكوفيين ” برقم 18591 ) .
* أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : جاء رافع وسلام بن مشكم ، ومالك بن الصيف , فقالوا : يا محمد ألست تزعم أنك على ملة إبراهيم ودينه ، وتؤمن بما عندنا ؟ قال : بلى، ولكنكم أحدثتم وجحدتم بما فيها ، وكتمتم ما أمرتم أن تبينوه للناس , فأنزل الله تبارك وتعالى : {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}المائدة68. ( أسباب النزول للسيوطي والواحدي ص 169 , والحديث لا يخلو من علة الضعف لوجود محمد بن محمد الأنصاري في سنده وهو مجهول , لكن الحديث له شاهد يقويه ذكره القرطبي في تفسيره عن ابن عباس أيضًا رضي الله عنهما ( 3 / 158-159 ) ) .
و” أحدث الشيء ” أي ابتدعه , والبدعة شرعًا : هى ما استحدث في الدين ولم يكن له أصل , وهذه إشارة جلية منه صلى الله عليه وسلم على وقوع التحريف اللفظي والمعنوي في أسفار أهل الكتاب .
أما عن “الجحود” فتعريفه عند أهل اللغة : ” هو نكران الشيء حقدًا وبغضًا مع العلم به “. وهذا يتفق تمامًا مع أراء علماء النصارى في أن كتبة الأسفار هم الذين أخطأوا عن قصد ومع ذلك يدعون صحة الكتاب المقدس , فهذا من إعجاز مجامع كلمه صلى الله عليه وسلم .
* عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( كان أهل الكتاب يقرءون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا (آمنا بالله وما أنزل إلينا ) الآية) ( سبق تخريجه وبيان معناه ) .
* عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : ” لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء، فإنهم لن يهدوكم ، وقد ضلوا ، فإنكم إمَّا أن تصدّقوا بباطل أو تكذّبوا بحق ” (ذكره الحافظ في الفتح 13/400 , وأخرجه أحمد وابن أبي شيبة والبزار من حديث جابر , وأخرجه غيرهم كعبد الرزاق وسفيان الثوري ) .
كثيرًا ما نقرأ في كتب النصارى التي تتحدث عن صحة أسفارهم , استشهادهم بقول الله عز وجل : {فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ }يونس94 . على أن أسفارهم صحيحة وخالية من أي تحريف , ويقولون : لأنها لو كانت كذلك , ما أمر الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بأن يسألهم , ونقول : قد ثبت بذلك تحريفكم لكتبكم , لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهانا عن سؤالكم , مما يثبت وقوع التحريف في كتبكم وفقًا لإستنباطكم , فأصبحت ليست أهلاً للإعتقاد والإعتماد !
ولا تعارض بين الآية الكريمة والحديث الشريف , قال ابن بطال عن المهلب : ” هذا النهي إنما هو في سؤالهم عما لا نص فيه , لأن شرعنا مكتف بنفسه , فإذا لم يوجد فيه نص ففي النظر والإستدلال غنى عن سؤالهم , وأما قوله تعالى : {فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ }يونس94 . فالمراد به من آمن منهم , وإنما النهي عن سؤال من لم يؤمن منهم , ويحتمل أن يكون الأمر يختص بما يتعلق بالتوحيد والرسالة المحمدية وما أشبه ذلك , والنهي عما سوى ذلك ” ( فتح الباري 13/401 ) .
* روى الإمام أحمد رحمه الله تعالى في مسنده : عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكِتَابٍ أَصَابَهُ مِنْ بَعْضِ أَهْلِ الْكُتُبِ فَقَرَأَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَغَضِبَ فَقَالَ : أَمُتَهَوِّكُونَ فِيهَا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ , وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً لا تَسْأَلُوهُمْ عَنْ شَيْءٍ فَيُخْبِرُوكُمْ بِحَقٍّ فَتُكَذِّبُوا بِهِ أَوْ بِبَاطِلٍ فَتُصَدِّقُوا بِهِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ حَيًّا مَا وَسِعَهُ إِلا أَنْ يَتَّبِعَنِي .
وفي راوية عند النسائي : أن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى في يد عمر بن الخطاب رضي الله عنه صحيفة من التوراة فقال صلى الله عليه وسلم : ” أمتهوكون يا ابن الخطاب , لقد جئتكم بها بيضاء نقية , والذي نفسي بيده لو كان موسى حيًا واتبعتموه وتركتموني ضللتم ” . وفي رواية : لو كان موسى حيًا ما وسعه إلا اتباعي . فقال عمر : رضيت بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد نبيًا . وفي بعض الروايات : ” لو كان موسى وعيسى حيين لما وسعهما إلا اتباعي ” . وقد جاء في رواية عند الإمام أحمد أن عمر رضي الله عنه أحضر هذه الصحيفة من يهود بني قريظة . ( مسند الإمام أحمد 3/470 , 4/265 , والدارمي 1/115 , وحسنه الألباني بشواهده في الإرواء رقم 1589 وفي صحيح الجامع رقم 5308 , وانظر تفسير ابن كثير 2/41 ) .
وفي هذا الحديث الترياق الشافي عما سأل عنه القس بسيط , فيظهر منه أنه صلى الله عليه وسلم غضب من عمر رضي الله عنه لاطلاعه على صحيفة من التوراة , وهذا يدل على أنها محرفة , لأنه صلى الله عليه وسلم يؤمن بتوراة موسى ويعظمها كما أمرنا الله في كتابه الحكيم , فلا معنى للغضب إلا لأنها قد حرفت , إذ لو كانت صحيحة ما انتهر النبي صلى الله عليه وسلم عمر الذي كان يعلم أنها محرفة كما أشار القرآن الكريم , لكنه ظن رضي الله عنه أن الإطلاع عليها دون سبب شرعي جائز , وقوله صلى الله عليه وسلم عن شريعته أنها بيضاء نقية , يفيد العكس في صحيفة التوراة , بمعنى : لقد جئتكم بالشريعة النقية البيضاء الخالية من أوساخ التحريف والتزيِّف , فدع عنك يا عمر هذه الصحيفة الملوثة بالتحريف .
أما قوله صلى الله عليه وسلم : ” لو كان موسى وعيسى حيين لما وسعهما إلا اتباعي ” يدل على براءة موسى وعيسى عليهما السلام من هذه الكتب وهذه الشرائع , واتباعهم لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم , فإن ما في الكتب السابقة من خير موجود في القرآن الكريم , ففي القرآن الكريم ما يغني عن كل هذه الكتب لقوله تعالى : { نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ }آل عمران3 .
* جاء كعب الأحبار إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقام بين يديه، فاستخرج من تحت يده مصحفاً قد تشرمت حواشيه، فقال: يا أمير المؤمنين، في هذا التوراة، أفأقرؤها ؟ فسكت عمر طويلاً، فأعاد إليه كعب مرتين أوثلاثاً ، فقال عمر: إن كنت تعلم أنها التوراة التي أنزلت على موسى بن عمران يوم طور سينا فاقرأها آناء الليل وآناء النهار، وإلا فلا، فراجعه كعب فلم يزد عمر على هذا. ( انظر الأعلام للزركلي 5/228 , وغريب الحديث لأبي عبيد القاسم بن سلام 4/262 , والفائق في غريب الحديث للزمخشرى 1/651 , وذكره ابن تيمية في الجواب الصحيح 1/329 ) .
وهذه شهادة عمر بن الخطاب رضي الله عنه , إذ علق أمر قراءتها على صحتها , ولهذا لم يسمح عمر رضي الله عنه لكعب بقراءتها أمامه , لاعتراضه على صحتها ومصداقيتها بعد أن أصابها التحريف .
* جاء في سنن النسائي عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما – قال : ( كانت ملوك بعد عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم بدلوا التوراة والإنجيل , وكان فيهم مؤمنون يقرؤون التوراة والإنجيل ويدعون إلى دين الله تعالى … الآثر ) ” ( أخرجه النسائي في سننه في كتاب ” آداب القضاة ” رقم 5400 , وذكره القرطبي في التفسير 17 / 264 , لقوله تعالى : {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ }الحديد27 ) .
* وأخرج البخاري في كتاب ” الشهادات ” عن عبد الله بن عتبة أن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : (يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب في شيء وكتاب الله الذى أنزله على نبيه – صلى الله عليه وسلم – أحدث أخبار الله ؟! تقرءونه غضًا لم يشب ولقد حدثكم الله تعالى أن أهل الكتاب قد بدلوا كتاب الله وغيروه وكتبوا بأيديهم الكتاب وقالوا هو من عند الله ليشتروا به ثمنًا قليلاً ) ( سبق تخريجه ) .
وقال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسيره لقول الله عز وجل : {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ}البقرة79 : ” الآية نزلت في المشركين وأهل الكتاب ” (تفسير ابن كثير 1/144).
فهذه من أعظم شهادات كبار الصحابة , لصدروها عن حبر هذه الأمة بتحريف اليهود والنصارى لأسفارهم . وقوله رضي الله عنه : ( تَقْرَءُونَهُ لَمْ يُشَبْ ) . قال الحافظ في الفتح 13/589 : أي لم يخالطه غيره . وهى إشارة جلية من ابن عباس رضي الله عنه على أن كتب أهل الكتاب قد اختلطت بالتحريف والكذب , فلم تُصبح نقية , أما القرآن فلم يخالطه غيره .
قال الحافظ : ” قوله ( أَفَلَا يَنْهَاكُمْ مَا جَاءَكُمْ مِنَ الْعِلْمِ عَنْ مُسَاءَلَتِهِمْ وَلَا وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا مِنْهُمْ رَجُلًا قَطُّ يَسْأَلُكُمْ عَنِ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْكُمْ ) فيه تأكيد الخبر بالقسم , وكأنه يقول : لا يسألونكم عن شيء مع علمهم بأن كتابكم لا تحريف فيه , فكيف تسألونهم وقد علمتم أن كتابهم محرف ” ( فتح الباري 13/589 ) .
* أخرج البخاري في كتاب ” فضائل القرآن ” عن أنس بن مالك رضي الله عنه : ( أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال حذيفة لعثمان : يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى) ( أخرجه البخاري برقم( 4604 ), والترمذي في ” تفسير القرآن ” برقم ( 3029 ) ) .وكان هذا في وجود معظم الصحابة رضوان الله عليهم , مما يعني علمهم اليقيني مما استاقوه من كلام ربهم وفهمهم لسنة نبيهم عليه الصلاة والسلام بأن اليهود والنصارى قد حرفوا أسفارهم فاختلفوا من بعد ذلك يكفر بعضهم بعضًا .
* ذكر البخاري في مقدمته لكتاب ” الإعتصام بالكتاب ” في صحيحه قول معاوية رضي الله عنه في حق كعب الأحبار هكذا : ( إن كان من أصدق هؤلاء المحدثين الذين يحدثون أهل الكتاب ، وإن كنا مع ذلك لنبلوا عليه الكذب ) .يعني أن كعب الأحبار كان يخطيء فيما يقوله في بعض الأحيان لأجل أن كتبهم محرفة مبدلة . فنسبة الكذب إليه لذا , لا لكونه كذابًا , فإنه كان عند الصحابة من خيار الأحبار . فقوله : ( وإن كنا مع ذلك… ) يدل صراحة على أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يعلمون أن كتب اليهود والنصارى محرفة
التوازن النفسي والسلوكي في شخصية رسول الله – صلى الله عليه وسلم –
الدارس لشخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ يستلف نظره ذلك التوازن الدقيق بين معالمها:
التوازن النفسي في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم: فكان ذو نفس سوية، فما كان صلى الله عليه وسلم بالكئيب العبوس الذي تنفر منه الطباع، ولا بالكثير الضحك الهزلي الذي تسقط مهابته من العيون.
وحزنه وبكاؤه في غير إفراط ولا إسراف:
وفي ذلك يقول ابن القيم:'وأما بكاؤه صلى الله عليه وسلم، فلم يكن بشهيق ورفع صوت، ولكن كانت تدمع عيناه حتى تهملا، ويسمع لصدره أزيز، وكان بكاؤه تارةً رحمة للميت، و تارةً خوفًا على أمته وشفقة عليها، وتارةً من خشية الله، وتارةً عند سماع القرآن- وهو بكاء اشتياق ومحبة وإجلال مصاحب للخوف والخشية- ولما مات ابنه إبراهيم دمعت عيناه وبكى رحمة له ..
وبكى لما شاهد إحدى بناته ونفسها تفيض، وبكى لما قرأ عليه ابن مسعود سورة النساء وانتهى فيها إلى قوله تعالى: { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا[41]}[سورة النساء]. وبكى لما مات عثمان بن مظعون، وبكى لما جلس على قبر إحدى بناته، وكان يبكى أحيانًا في صلاة الليل'.
أما ضحكه صلى الله عليه وسلم:
فكان يضحك مما يُتعجب من مثله، ويستغرب وقوعه ويستندر، كما كان يداعب أصحابه. فَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَجُلًا اسْتَحْمَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: [إِنِّي حَامِلُكَ عَلَى وَلَدِ النَّاقَةِ] فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَصْنَعُ بِوَلَدِ النَّاقَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ وَهَلْ تَلِدُ الْإِبِلَ إِلَّا النُّوقُ]رواه أبو داود والترمذي وأحمد .
التوازن السلوكي في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم:
وهو أحد دلائل نبوته، فلقد جعل هذا التوازن من رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة العليا التي تمثلت فيها كل جوانب الحياة، وإليك بعض مظاهر هذا التوازن السلوكي:
[أ] التوازن النبوي بين القول والفعل:
وظهور هذا التوازن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم العملية كان على أعلى ما يخطر بقلب بشر، فهو العابد والزاهد، والمجاهد والزوج... وما كان يأمر بخير إلا كان أول آخذ به، ولا ينهى عن شر إلا كان أول تارك له.
فعن عبادته: فَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُومُ مِنْ اللَّيْلِ حَتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ فَقَالَتْ عَائِشَةُ لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ قَالَ: [أَفَلَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا] رواه البخاري ومسلم . وعَنْ حُمَيْدٍ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:' كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُفْطِرُ مِنْ الشَّهْرِ حَتَّى نَظُنَّ أَنْ لَا يَصُومَ مِنْهُ وَيَصُومُ حَتَّى نَظُنَّ أَنْ لَا يُفْطِرَ مِنْهُ شَيْئًا وَكَانَ لَا تَشَاءُ أَنْ تَرَاهُ مِنْ اللَّيْلِ مُصَلِّيًا إِلَّا رَأَيْتَهُ وَلَا نَائِمًا إِلَّا رَأَيْتَهُ' رواه البخاري ومسلم-مختصرا-.
وعن زهده: قالت عَائِشَةُ: دَخَلَتْ عَلَيَّ اِمْرَأَة فَرَأَتْ فِرَاش النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبَاءَة مَثْنِيَّة , فَبَعَثَتْ إِلَيَّ بِفِرَاشٍ حَشْوه صُوف , فَدَخَلَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَآهُ فَقَالَ: [ رُدِّيهِ يَا عَائِشَة , وَاَللَّه لَوْ شِئْتُ أَجْرَى اللَّه مَعِي جِبَال الذَّهَب وَالْفِضَّة]رواه البيهقي في دلائل النبوة.
وهو إمام الزاهدين الذي ما أكل على خوان قط، وما رأى شاة سميطاً قط، وما رأى منخلًا، منذ أن بعثه الله إلى يوم قبض ما أخذ من الدنيا شيئًا ولا أخذت منه شيئًا، وصدق صلى الله عليه وسلم؛ إذ يقول: [مَا لِي وَمَا لِلدُّنْيَا مَا أَنَا فِي الدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا] رواه الترمذي وابن ماجة وأحمد .
وأما عن شجاعته وجهاده:
فيروى أنس رضي الله عنه قال:كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ وَأَجْوَدَ النَّاسِ وَأَشْجَعَ النَّاسِ وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَانْطَلَقَ النَّاسُ قِبَلَ الصَّوْتِ فَاسْتَقْبَلَهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ سَبَقَ النَّاسَ إِلَى الصَّوْتِ وَهُوَ يَقُولُ: [لَنْ تُرَاعُوا لَنْ تُرَاعُوا] وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لِأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ مَا عَلَيْهِ سَرْجٌ فِي عُنُقِهِ سَيْفٌ فَقَالَ: لَقَدْ وَجَدْتُهُ بَحْرًا أَوْ إِنَّهُ لَبَحْرٌ. رواه البخاري ومسلم .
وعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:' كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى مِنْ الْقَوْمِ مِنْهُ'رواه أحمد. ولولا خوف الإطالة؛ لسردنا شمائله صلى الله عليه وسلم التي نادى بها، وعلّمها أمته ،وكان أول الممارسين العمليين لها.
[ب] الصدق النبوي في الجد والدعابة:
لقد كان الصدق من أوضح السمات في شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكفي دلالة على هذا الصدق أن قومه لقبوه بالصادق الأمين، بل إن أول انطباع يرسخ في نفس من يراه لأول مرة أنه من الصديقين، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ وَقِيلَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لِأَنْظُرَ إِلَيْهِ فَلَمَّا اسْتَثْبَتُّ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ وَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ: [أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلَامَ وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ] رواه الترمذي وابن ماجة والدارمي وأحمد.
فهو الصادق في وعده وعهده، وما حدث أن وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو عاهد فأخلف، أو غدر، ولا يحيد عن الصدق مجاملة لأحد . وحتى في أوقات الدعابة والمرح حيث يتخفف الكثيرون من قواعد الانضباط كان رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق في مزاحه، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تُدَاعِبُنَا قَالَ: [إِنِّي لَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا] رواه الترمذي وأحمد.
[جـ] التوازن الأخلاقي في شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من أبلغ وأجمع الكلمات التي وصفت أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قالته عائشة رضي الله عنه :'كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ' رواه مسلم. ولقد كانت هذه الأخلاق من السمو والتوازن ما جعل تواضعه لا يغلب حلمه، ولا يغلب حلمه بره وكرمه، ولا يغلب بره وكرمه صبره… وهكذا في كل شمائله صلوات الله عليه- هذا مع انعدام التصرفات الغير أخلاقية في حياته.
فعن تواضعه: يروى أبو نعيم في 'دلائل النبوة' عن أنس رضي الله عنه قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ لطفًا وَاللهِ مَا كَانَ يَمْتَنِعُ فِي غَدَاةٍ بَارِدَةٍ مِنْ عَبْدٍ، وَلَا مِنْ أَمَةٍ، وَلَا صَبيّ أَنْ يَأْتِيَهُ بِالمَاءِ فَيَغْسِلَ وَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ، وَمَا سَأَلَهُ سَائِلٌ قَطُّ إِلَّا أَصْغَى إِلَيْهِ أُذُنَهُ فَلَمْ يَنْصَرِفْ حَتَّى يَكُونَ هُو الَّذِي يَنْصَرِفُ عَنْهُ، وَمَا تَنَاوَلَ أَحَدٌ بِيَدِهِ إِلَّا نَاوَلَهُ إِيَّاهَا، فَلَمْ يَنْزَعْ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَنْزِعُهَا مِنْهُ'.
وعن حلمه: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ آثَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُنَاسًا فِي الْقِسْمَةِ ... قَالَ رَجُلٌ وَاللَّهِ إِنَّ هَذِهِ الْقِسْمَةَ مَا عُدِلَ فِيهَا وَمَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللَّهِ فَقُلْتُ وَاللَّهِ لَأُخْبِرَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: [فَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ يَعْدِلْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ رَحِمَ اللَّهُ مُوسَى قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ]رواه البخاري ومسلم.
وعن كرمه: قَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:' مَا سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا قَطُّ فَقَالَ لَا' رواه البخاري ومسلم. وعَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَا سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْإِسْلَامِ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ قَالَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَأَعْطَاهُ غَنَمًا بَيْنَ جَبَلَيْنِ فَرَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ أَسْلِمُوا فَإِنَّ مُحَمَّدًا يُعْطِي عَطَاءً لَا يَخْشَى الْفَاقَةَ' رواه مسلم .
[د] التوازن النبوي بين الحزم واللين:
فرغم ما حباه الله به من الحلم والرأفة إلا أنه الحلم والرأفة التي لا تجاوز حدها، فكان صلى الله عليه وسلم يغضب للحق إذا انتهكت حرمات الله، فإذا غضب؛ فلا يقوم لغضبه شيء حتى يهدم الباطل وينتهي، وفيما عدا ذلك فهو أحلم الناس عن جاهل لا يعرف أدب الخطاب، أو مسيء للأدب، فعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:'مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ وَلَا امْرَأَةً وَلَا خَادِمًا إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ إِلَّا أَنْ يُنْتَهَكَ شَيْءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ' رواه البخاري ومسلم .
ولما نكث بنو قريظة العهد وتحالفوا مع الأحزاب على حرب المسلمين ثم رد الله كيدهم في نحورهم وأمكن الله رسوله منهم رضوا بحكم سعد بن معاذ كما رضيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحكم سعد أن تقتل رجالهم، وتسبى نساؤهم وزراريهم، فتهلل وجه الرسول، وقال: [ لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ الْمَلِكِ]رواه البخاري ومسلم . فقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم في يوم واحد أربعمائة رجل صبرًا.
و عَنْ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ إِنَّ عَلِيًّا خَطَبَ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ فَسَمِعَتْ بِذَلِكَ فَاطِمَةُ فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّكَ لَا تَغْضَبُ لِبَنَاتِكَ وَهَذَا عَلِيٌّ نَاكِحٌ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعْتُهُ حِينَ تَشَهَّدَ يَقُولُ:[أَمَّا بَعْدُ أَنْكَحْتُ أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ فَحَدَّثَنِي وَصَدَقَنِي وَإِنَّ فَاطِمَةَ بَضْعَةٌ مِنِّي وَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَسُوءَهَا وَاللَّهِ لَا تَجْتَمِعُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِنْتُ عَدُوِّ اللَّهِ عِنْدَ رَجُلٍ وَاحِدٍ فَتَرَكَ عَلِيٌّ الْخِطْبَةَ]رواه البخاري ومسلم.
إنه اللين الذي لا يعرف الخور، والحزم الذي به تكون الرجال فصلوات الله وسلامه عليه.
لقد سجل لنا التاريخ سير آلاف المصلحين، ولكن لم تجتمع كل المبادئ الطيبة إلا في شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم: في البيت، والقيادة، والأخلاق، والعبادة، والكثير من أوجه الحياة التي استنارت بمبعثه، فصلوات الله عليه في الأولين والآخرين.
من:' التوازن النفسي والسلوكي في شخصية رسول الله – صلى الله عليه وسلم '
د. خالد سعد النجار
GOD
الكتاب المقدس يقول: "المسيح لم يكن ابن الله"
- The Bible says that Israel “Jacob” is the son of God and even his firstborn “Thus saith the LORD, Israel is my son, even my firstborn” Exodus 4:22 (KJV)
- يقول الكتاب المقدس أن اسرائيل "يعقوب" هو ابن الله البكر قال الرب "اسرائيل ابني البكر" سفر الخروج 22:4 (ترجمة الملك جيمس).
- The Bible says that David is the son of God and his firstborn “Also I will make him “David” my firstborn, higher than the kings of the earth” Psalm 89:27 (KJV)
- يقول الكتاب المقدس أن داود هو ابن الله البكر ايضا فقد قال الرب "سأجعله(داود) بكري أعلى من ملوك الأرض" سفر المزامير 22:89 (ترجمة الملك جيمس).
- The Bible says that Israel is the son of God and Ephraim is his firstborn “I am a father to Israel, and Ephraim is my firstborn” Jeremiah 31:9 (KJV)
- يقول الكتاب المقدس أن اسرائيل هو ابن الله وافرايم هو ابن الله البكر "أنا أب لإسرائيل وافرايم بكري" سفر ارمياء 9:31 (ترجمة الملك جيمس).
- The Bible says that Solomon is the son of God “He shall build an house for my name; and he shall be my son, and I will be his father; and I will establish the throne of his kingdom over Israel for ever” Chronicles 22:10 (KJV)
- يقول الكتاب المقدس أن سليمان هو ابن الله "وهو يبني بيتي ويكون لي ابنا وأكون له أبا واجعل ملكه على اسرائيل للأبد." سفر أخبار الأيام 10:22 (ترجمة الملك جيمس).
- The Bible says that Solomon is the son of God “And he said unto me, Solomon thy son, he shall build my house and my courts: for I have chosen him to be my son, and I will be his father” 1 Chronicles 28:6 (KJV)
- يقول الكتاب المقدس أن سليمان هو ابن الله "وقال لي سليمان ابنك يبني هيكلي لأنني اخترته لي ابنا وأنا أكون له أبا" سفر أخبار الأيام 6:28 (ترجمة الملك جيمس).
- Jesus said to children of Israel “you will be sons of the Most High (GOD)” Luke 6:35 (NIV).
- يقول يسوع لليهود "و تكونون أبناء العلي كلكم" انجيل لوقا 35:6(الترجمة العالمية الحديثة)؟????????????????? of Israel
المسيح لم يرسل إلا إلى خراف اسرائيل الضالة
- The Gospel of Mathew tells us that Jesus confirmed that he was sent only to the lost sheep of Israel “He answered ”Jesus”, "I was sent only to the lost sheep of Israel" Matthew 15:24 (NIV)
- يخبرنا انجيل متى أن يسوع قد أكد أنه لم يرسل إلا لخراف اسرائيل الضالة "واجاب يسوع قائلا لم أُرسل إلا إلى خراف اسرائيل الضالة" انجيل متى 24:15 (الترجمة العالمية الحديثة)
- The book of Romans tells us that Jesus confirmed that he was sent only to Israel “And so all Israel will be saved, as it is written: "The deliverer will come from Zion; he will turn godlessness away from Jacob” Romans 11:26 (NIV) I’m sure that wasn’t happen.
- تخبرنا رسالة بولس لرومية أن يسوع لم يرسل إلا لإسرائيل "وهكذا يخلص جميع اسرائيل كما هو مكتوب يأتي المخلص من صهيون ويدفع الشر عن يعقوب" رومية 26:11 (الترجمة العالمية الحديثة) وإنني متأكد أن هذا حتى لم يحدث فيسوع لم يخلص اسرائيل .. بل قال لهم "هاهو بيتكم يُترك لكم خرابا"
- Jesus said in the Bible "Do not go among the Gentiles or enter any town of the Samaritans. Go rather to the lost sheep of Israel” Matthew 10:5-6 (NIV).
- يسوع يقول للتلاميذ في الكتاب المقدس "إلى طريق أمم لاتمضوا ولا تدخلوا مدينة للسامريين بل اذهبوا بالحري لخراف اسرائيل الضالة" انجيل متى 10 : 5-6 (الترجمة العالمية الحديثة)????????????????????
- Paul said that the son and the holy-spirit are not part of Godhead “yet for us there is but one God, the Father, from whom all things came and for whom we live” 1 Corinthians 8:4-6 (NIV).
- بولس يقول أن الإبن والروح القدس ليسوا مشتركين مع الله الآب في الإلوهية "أما عندنا فليس إلا إله واحد .. الآب الذي منه كل شيئ واليه نصير" رسالة كورنثوس الأولى 8 : 4-6(الترجمة العالمية الحديثة).. أي أن الإبن يسوع ليس هو الله وكذلك الروح القدس.
- John said that Jesus has GOD in the book of revelation “and has made us to be a kingdom and priests to serve his God” Revelation 1:6 (NIV).
- يوحنا اللاهوتي يقول في سفر الرؤيا أن يسوع له إله هو الله "وجعل منا (يسوع) مملكة من الكهنة لخدمة إلهه" الرؤيا 6:1 (الترجمة العالمية الحديثة)
- Jesus said "Do not hold on to me, for I have not yet returned to the Father. Go instead to my brothers and tell them, “I am returning to my Father and your Father, to my God and your God” John 20:17 (NIV).
- لقد قال يسوع لمريم المجدلية "لاتلمسيني لأني لم أصعد للآب بل اذهبي لإخواني واخبريهم أني أصعد إلى أبي وابيهم وإلهي وإلههم" يوحنا17:20(الترجمة العالمية الحديثة)
-Mathew says “Jesus cried out in a loud voice,.. "My God, my God?" Matthew 27:46 (NIV). So Jesus has God.
- يقول متى "صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا ..... الهي الهي لماذا تركتني؟ متى 46:27 (الترجمة العالمية الحديثة) .. فيسوع الذي تقولون أنه الابن له إله وهو الله .. هنا الآب هو إله الابن .. فهل قال الآب أنه عبد للابن؟
- The book of acts says “God anointed Jesus of Nazareth with the Holy Spirit” Acts 10:38 (NIV)
- يخبرنا سفر أعمال الرسل "مسح اللهُ يسوع الناصري بالروح القدس" فالله هو الذي جعل يسوع الناصري مسيحا ومسحه .. وأيده بالروح القدس.
- Do you think that the father who is in the heaven, and the son of man “Jesus” who was baptizing from John in the Jordan river and the dove which was over the head of the son are one or three separate personalities?
- هل تعتقد أن الله الآب الذي في السماوات والذي لاتسعه السماوات وسماوات السماوات والإبن الذي كان يعتمد في نهر الأردن والروح القدس الذي له هيئة جسمية كحمامة والتي كانت فوق رأس الإبن في النهر هم واحد وليسوا ثلاث شخصيات منفصلة؟
- Jesus said in the Bible “blessed are they that hear the word of God, and keep it” Luke 11:28 (KJV).
- يقول المسيح "طوبى للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه" انجيل لوقا 28:11 (ترجمة الملك جيمس) .. فمن منكم على استعداد أن يسمع كلام الله ويحفظه؟
- Jesus said also “He who belongs to God hears what God says. The reason you do not hear is that you do not belong to God." John 8:47 (NIV).
- يقول المسيح عليه السلام"الذي من الله يسمع كلام الله. لأنكم لستم من الله فأنتم لاتسمعون كلام الله" انجيل يوحنا 47:8 (الترجمة العالمية الحديثة) ????????????????????????
3 براهين رياضية على أن القرآن لم يُحرّف
هنالك سؤال غالباً ما أجده في المنتديات الإلحادية وهو: هل يوجد إثبات مؤكد لا يقبل الجدل على أن القرآن هو كتاب الله وأنه لم يُحرّف؟ سوف نقدم إجابة مختصرة عن سؤال كهذا..
إن الله تعالى قد أنزل القرآن وتعهد بحفظه، ولذلك فقد وضع فيه نظاماً لضمان عدم التحريف، وليكون هذا النظام بمثابة الدليل المادي لكل من يشك أن القرآن محفوظ. ولنفرض أن هذا القرآن تغيرت منه سور وآيات منذ زمن نزوله حتى يومنا هذا، فلو تم هذا ماذا سيحدث؟
بالطبع سوف يختل النظام الموجود في هذا الكتاب، فلو كان لدينا كتاب بعدد صفحات محدد وعدد فصول محدد وعدد جُمل محدد وعدد كلمات محدد…وهكذا، ثم طرأ تغيير على هذا الكتاب مثل إضافة فصل لفصوله أو حذف فصل منه، فإن جميع الأعداد السابقة ستتغير، ولو فرضنا أن هذا الكتاب فيه نظام رقمي لأعداد جمله وفصوله وصفحاته، فإن هذا النظام سيختفي بمجرد أن نقوم بتحريف أو تغيير بعض جمل من هذا الكتاب.
ولذلك فإن مجرد وجود نظام رقمي في القرآن دليل كاف على أن القرآن لم يحرف، ولغة الرقم تضمن لنا أن الكتاب لم يتبدّل. من عظمة القرآن أن الله تعالى لم يخبرنا أن عدد سور كتابه سيكون 114 سورة، ولم يخبرنا أن عدد آيات كتابه ستكون 6236 آية، ولم يخبرنا أنه سينزل هذا الكتاب على فترة من الزمن هي 23 سنة. وهذه الأعداد لم يعرفها الناس إلا بعد وفاة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، عندما اكتمل نزول القرآن وتوقف الوحي.
لقد ترك الله لنا باب التدبر مفتوحاً بل وأمرنا أن نتدبر فقال: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ) [النساء: 82]. ولكن لماذا نتدبر القرآن ونبحث فيه ونفتش عن عجائبه وأسراره؟ ويأتي الجواب: (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: 82]، وكأن الله تعالى يشير إلى وجود نظام في القرآن علينا أن نكتشفه، وبالمقابل هنالك اختلاف واضطراب وعشوائية في كتب البشر، وعندما نقارن كتاب الله مع كتب البشر نخرج بنتيجة وهي أن هذا القرآن ليس من عند بشر بل هو كلام رب البشر سبحانه وتعالى.
وفيما يلي سنقدم ثلاثة براهين رقمية دامغة اكتشفناها بفضل الله ورحمته، وقد اخترتها لك أيها القارئ الكريم من بين آلاف البراهين الرقمية في كتاب الله تعالى، لشدة بساطتها ووضوحها:
البرهان الأول
ويتعلق باسم مؤلف الكتاب، فلو تأملنا في كل كتب العالم فإننا نلاحظ أن هنالك ميزة لا تتوافر إلا في كتاب واحد فقط. وميزة هذا الكتاب أن الكلمة الأكثر تكراراً فيه هي اسم مؤلف الكتاب! لو فتشنا في جميع الكتب في العالم وهي تعد بالمليارات لن نجد كتاباً واحداً يتكرر في داخله اسم مؤلف الكتاب إلا على غلاف الكتاب وفي المقدمة أو الخاتمة، أي على أعلى تقدير ثلاث مرات أو أربع مرات، ولكن ماذا عن القرآن وهو كتاب من “تأليف” الله تعالى-ولله المثل الأعلى؟
إن القرآن فيه ميزة رائعة وهي أن اسم مؤلف هذا الكتاب قد تكرر عدداً ضخماً جداً يساوي تماماً 2699 مرة!!!! وحتى لو جاء أعظم مؤلف وألف كتاباً وكرر اسمه مئة مرة فلن تجد أحداً يقرأ هذا الكتاب. لماذا؟ لأن الناس سيقولون إن هذا الرجل مغرور ولا يستحق كتابه القراءة، بينما نجد في كتاب الله والذي يبلغ 600 صفحة أن اسم (الله) يرد 2699 مرة أي بمعدل أربع أو خمس مرات في كل صفحة، فماذا يدل ذلك وكيف نفسره؟
ثم إن الله تعالى قد اختار هذا العدد أي 2699 بالذات لأنه عدد أولي مفرد يعبر عن وحدانية الله فهو لا ينقسم إلا على نفسه وعلى واحد لأن الله واحد!
والعجيب أن الرقم الأكثر تكراراً في القرآن هو الرقم واحد، فهل جاء هذا التوافق بالمصادفة، ولو أن تحريفاً طرأ على هذا الكتاب هل ستبقى هذه النسب كما هي أم أنها ستختل؟
إذن يمكن القول إن الكتاب الوحيد على وجه الأرض الذي تكون فيه الكلمة الأكثر تكراراً بين جميع كلماته هي اسم صاحب هذا الكتاب، هو القرآن، ولذلك نقول: (كتاب الله)!! ولو قمنا بإحصاء لجميع كتب البشر لن نجد أي كتاب تكون فيه الكلمة الأكثر تكراراً هي اسم صاحب الكتب إلا كتاب واحد هو كتاب الله!
وهذا إثبات مادي على أن القرآن كتاب الله، وليس كتاب محمد صلى الله عليه وسلم كما يدعي المشككون، لأن اسم (محمد) لم يتكرر في القرآن إلا 4 مرات فقط فتأمل!!!
البرهان الثاني
ويتعلق بمواصفات الكتاب من حيث عدد الفصول وعدد الجمل وعدد السنوات التي كُتب فيها الكتاب، فلو جئنا بكل ما كُتب في التاريخ من كتب وقصائد شعر ونصوص أدبية وغير ذلك، وقمنا بإجراء إحصاء لعدد فصول كل كتاب، وعدد الجمل التي يتضمنها هذا الكتاب، والمدة التي كُتب فيها هذا الكتاب، إذن نحن نريد ثلاثة أعداد فقط، فلو طبقنا هذا على جميع كتب العالم لن نجد كتاباً واحداً تتناسق أرقامه مع الرقم المميز في هذا الكتاب! لنشرح هذا الدليل بتبسيط أكثر.
لو قمنا بعدّ آيات القرآن الكريم وجدناها 6236 آية، ولو قمنا بعدّ سور القرآن الكريم وجدناها 114 سورة، ولو سألنا علماءنا عن المدة التي كُتب فيها القرآن أو مدة نزول القرآن وجدناها 23 سنة. ولو تأملنا هذه الأعداد بشكل سطحي لا نكاد نجد أي تناسق أو ترابط بينها.
والآن إذا توجهنا بسؤال لأي مؤمن عن العدد المميز في القرآن لأجابنا بأنه العدد سبعة، لأن هذا العدد يتكرر في مناسبات كثيرة وهو عدد مبارك يمثل السماوات السبع وأيام الأسبوع وعدد أبواب جهنم وغير ذلك. ويكفي أن نعلم بأن هذا الرقم المميز هو أول رقم ذُكر في القرآن.
إذا قلنا الآن إن الأعداد الثلاثة التي تميز القرآن ترتبط بشكل رياضي مع العدد الأكثر تميزاً في القرآن وهو العدد سبعة، فماذا تكون النتيجة؟ لنتأمل ذلك!
من العلوم الرياضية الحديثة والمعقدة جداً ما يسمى بالسلاسل الرقمية، وهنالك نوع من هذه السلاسل وهو السلاسل العشرية أي التي تعتمد العدد 10 أساساً لها. وبما أن القرآن معجزة لكل العصور ومهما تطور العلم، فإن الله تعالى نظّم أرقامه بشكل مميز ومعقد ومحكم ولا يمكن أن نجد مثل هذا النظام في أي كتاب آخر مهما بحثنا.
وتعتمد هذه السلاسل القرآنية على صف الأرقام بجانب بعضها، ومن ثم قراءة العدد الكامل لنجد أنه دائماً يتعلق بالرقم سبعة، أي الرقم المميز في القرآن.
والآن نعود إلى الأرقام الثلاثة:
عدد آيات القرآن 6236
عدد سور القرآن 114
عدد سنوات نزول القرآن 23
هذه الأرقام اختارها الله بالذات لتشل بناء رياضياً محكماً، وعجيباً ولا يوجد مثله إلا في القرآن، ومن لا يصدق فبإمكانه أن يبحث في كتب الدنيا ليقتنع بأن هذه الأرقام محكمة ومحفوظة بأمر الله تعالى، ولو نقصت آية واحدة أو زادت لانهار هذا البناء بالكامل، وإليكم الدليل الرياضي:
إن هذه الأعداد يرتبط بعضها مع بعض بنظام متسلسل الأكبر فالأصغر، أي أننا إذا وضعنا كل عددين بجانب بعضهما الأكبر فالأصغر لتشكلت أعداد دائما لها علاقة بالرقم المميز سبعة.
المعادلة الأولى
إن القرآن يتألف من 6236 آية وهذه الآيات تشكل 114 سورة
لو اختصرنا الكلمات من هذه الجملة وأبقينا الأعداد فسنجد العددين: 6236 و 114 وعندما نرتب ونصف هذين العددين ينتج عدد جديد ألا وهو 1146236. إن هذا العدد وهو مليون ومئة وستة وأربعون ألفاً ومئتان وستة وثلاثون، هذا العدد يرتبط بالرقم سبعة إذ أنه من مضاعفات الرقم سبعة.
ولكي نتأكد من ذلك نلجأ إلى عملية القسمة على سبعة، فعندما نقسم هذا العدد على سبعة نجد أنه يقبل القسمة ولا يبقى شيء، أي أن ناتج القسمة هو عدد صحيح، لنتأكد من ذلك:
1146236 ÷ 7 = 163748 الناتج هو عدد صحيح
هنالك ارتباط آخر وهو أننا إذا قرأنا العدد ذاته أي 1146236 بالعكس أي من اليمين إلى اليسار فإنه يصبح 6326411 ويبقى قابلاً للقسمة على سبعة، لنتأكد من ذلك:
6326411 ÷ 7 = 903773 الناتج هو عدد صحيح
المعادلة الثانية
إن القرآن يتألف من 6236 آية وهذه الآيات نزلت في 23 سنة
لو اختصرنا الكلمات من هذه الجملة وأبقينا الأعداد فسنجد العددين: 6236 و 23 وعندما نرتب ونصف هذين العددين ينتج عدد جديد ألا وهو 236236. إن هذا العدد يرتبط بالرقم سبعة إذ أنه من مضاعفات الرقم سبعة.
ولكي نتأكد من ذلك نلجأ إلى عملية القسمة على سبعة، فعندما نقسم هذا العدد على سبعة نجد أنه يقبل القسمة ولا يبقى شيء، أي أن ناتج القسمة هو عدد صحيح، لنتأكد من ذلك:
236236 ÷ 7 = 33748 الناتج هو عدد صحيح
هنالك ارتباط آخر وهو أننا إذا قرأنا العدد ذاته أي 236236 بالعكس أي من اليمين إلى اليسار فإنه يصبح 632632 ويبقى قابلاً للقسمة على سبعة، لنتأكد من ذلك:
632632 ÷ 7 = 90376 الناتج هو عدد صحيح
المعادلة الثالثة
إن القرآن يتألف من 114 سورة وهذه السور نزلت في 23 سنة
لو اختصرنا الكلمات من هذه الجملة وأبقينا الأعداد فسنجد العددين: 114 و 23 وعندما نرتب ونصف هذين العددين ينتج عدد جديد ألا وهو 23114. إن هذا العدد يرتبط بالرقم سبعة إذ أنه من مضاعفات الرقم سبعة.
ولكي نتأكد من ذلك نلجأ إلى عملية القسمة على سبعة، فعندما نقسم هذا العدد على سبعة نجد أنه يقبل القسمة ولا يبقى شيء، أي أن ناتج القسمة هو عدد صحيح، لنتأكد من ذلك:
23114÷ 7 = 3302 الناتج هو عدد صحيح
هنالك ارتباط آخر وهو أننا إذا قرأنا العدد ذاته أي 23114 بالعكس أي من اليمين إلى اليسار فإنه يصبح 41132 ويبقى قابلاً للقسمة على سبعة، لنتأكد من ذلك:
41132 ÷ 7 = 5876 الناتج هو عدد صحيح
إذن الأعداد الثلاثة 1146236 و 236236 و 23114 وهي الأرقام المميزة للقرآن قبلت القسمة على الرقم المميز في القرآن وهو الرقم سبعة، وبالاتجاهين أي أننا كيفما قرأنا العدد وجدناه قابلاً للقسمة على سبعة. والآن لنطرح هذه التساؤلات:
1- هل يمكن أن تكون جميع المعادلات المحكمة هذه قد أتت بالمصادفة العمياء؟
2- هل يمكن أن تكون هذه الأرقام من صنع محمد صلى الله عليه وسلم أو أحد جاء بعده مثلاً؟ ولماذا لم ينسبها إلى نفسه؟ ولماذا لم يفتخر بها كما يفتخر كل العلماء بإبداعاتهم؟
3- لو أن القرآن محرف ولو أنه تغيرت منه آيات أو أُضيفت إليه آيات، فهل سيبقى هذا النظام كما هو دون أن يختل؟
4- إننا لو غيرنا عدد سور القرآن فجعلناها 113 سورة مثلاً لاختل هذا البناء الرياضي، ولانهارت هذه المعادلات السباعية، لأن عملية القسمة هي عملية حساسة جداً لأي تغيير.
5- إذن ما هو التفسير المنطقي لوجود هذه التناسقات السباعية بين أعداد تميز القرآن (آياته وسوره وسنوات نزوله) وبين العدد الأكثر تميزاً في القرآن (الرقم سبعة)؟
6- هل يمكن أن نجد مثل هذا النظام الرقمي في كتاب واحد في العالم؟ ولو كان هذا الكتاب موجوداً فأين هو؟
ولذلك نقول إن هذه المعادلات تشكل دليلاً رياضياً على أن القرآن كتاب منزل من الله الواحد الأحد، وأنه لم يُحرف ولم يتبدل أو يتغير، ومن لم يقتنع بهذا المنطق الرياضي، فليأتنا بكتاب تتحقق فيه مثل هذه المعادلات الإلهية المحكمة، ونقول كما قال سبحانه لأولئك الذين شككوا في القرآن زمن نزوله عندما قال الله عنهم: (أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ) [الطور: 33]، ونكرر لهم بعد أربعة عشر قرناً التحدي الإلهي في قول الحق تبارك وتعالى: (فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ) [الطور: 34].
البرهان الثالث
ويتعلق هذا البرهان بالرقم سبعة ذاته، فلو تأملنا جميع الكتب البشرية فلن نجد أي نظام رقمي فيها، لأن وجود النظام يعني أن هنالك من وضع هذا النظام، ولا نعلم أحداً من المؤلفين حتى الآن حاول أن يجعل عدد كلمات كتابه من مضاعفات رقم ما، أو أن يجلس ويعدّ الحروف والكلمات والجمل ويقول إنني سأكتب كتاباً تأتي جميع كلماته منضبطة ومتناسقة مع عدد ما.
والسبب في عدم إقدام أحد من المؤلفين على هذا العمل أي تأليف كتاب تتكرر كلماته وفصوله وجُمله بنظام رقمي محدد هو أن هذا الكتاب سيفشل! لأن المؤلف عندما يكتب نصاً أدبياً فإنه يعطي كل تفكيره لما سيكتبه والمعاني التي سيحققها، ولكن إذا قام بعدّ الكلمات والفصول والجُمل فإن النص سيكون هزيلاً وأشبه بالكلمات المتقاطعة!! بل ولن يحقق أي فائدة من ذلك.
ولكن الله تعالى الذي أحكم كل شيء في القرآن، قد أودع فيه نظاماً دقيقاً لكل كلمة وكل حرف، ويستطيع القارئ متابعة أبحاث الرقم سبعة ليكتشف هذا النظام المبهر. ونكتفي هنا أن نضرب مثالاً بسيطاً عن الرقم الأكثر تميزاً في القرآن وهو الرقم سبعة.
ولن ندرس تكرار هذا الرقم في القرآن فإن ذلك يحتاج لبحث خاص، ونكتفي بأول مرة وآخر مرة ورد فيها الرقم سبعة في القرآن، لقد ورد ذكر الرقم سبعة في القرآن الكريم لأول مرة في سورة البقرة في قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [البقرة: 29]. وآخر مرة ورد فيها ذكر هذا الرقم في القرآن في سورة النبأ من قوله تعالى: (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً) [النبأ: 12].
والآن: ما هو عدد السور من السورة الأولى وحتى الأخيرة، أي من سورة البقرة حيث ورد الرقم 7 أول مرة وحتى سورة النبأ حيث ورد الرقم 7 آخر مرة؟
بإحصاء بسيط نجد أن عدد السور هو 77 سورة!! إنها نتيجة مذهلة أن نجد عدد السور من السورة الأولى حيث ذكر الرقم 7 ولغاية السورة الأخيرة حيث ذكر الرقم 7 ، هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة وهو 77 :
77 ÷ 7 = 11 الناتج عدد صحيح
وتأمل معي أن العدد 77 يتألف من 7 و 7 ، كإشارة إلى الرقم 7 الأول والرقم 7 الأخير، إن هذا التناسق مبهر فعلاً، ولكنه لا يكفي لنقرر أنه لا يوجد كتاب في العالم فيه مثل هذا التناسق. لأنه قد يصدف أن نجد كتاباً لو بحثنا فيه عن الرقم 9 مثلاً أن نجد عدد فصول الكتاب من أول مرة ذكر فيها الرقم 9 ولآخر مرة ذكر فيها الرقم 9 أن نجد عدد الفصول 99 مثلاً، أو من مضاعفات الرقم 9.
ولذلك لابد من وجود تناسقات أخرى تثبت أن العملية لا تتم عن طريق المصادفة إنما هي حسابات إلهية محكمة. ولذلك فقد طرحت سؤالاً: إذا كان عدد السور من مضاعفات الرقم 7 فماذا عن عدد الآيات، وهل يمكن أن يكون من مضاعفات الرقم 7 أيضاً؟؟
وكانت المفاجأة أنني عندما عددت الآيات من الآية الأولى وحتى الآية الأخيرة، أي من قوله تعالى (فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ) ولغاية قوله تعالى (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً)، وجدت 5649 آية، وهذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة!!!! فهو يساوي:
5649 ÷ 7 = 807 الناتج عدد صحيح
ولكن المفاجأة الثانية أنني عندما كنتُ أتأمل سورة البقرة حيث ورد الرقم 7 لأول مرة، وأتأمل سورة النبأ حيث ورد الرقم 7 لآخر مرة، فقد وجدتُ أن عدد الآيات التي تسبق الآية الأولى أي (فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ) هو 28 آية وهذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة:
28 ÷ 7 = 4 عدد صحيح
أي أن هنالك 28 آية من بداية سورة البقرة ثم تأتي الآية التي يُذكر فيها الرقم سبعة أول مرة في القرآن.
والمذهل فعلاً أنني وجدتُ النتيجة ذاتها في سورة النبأ! فقد قمت بعدّ الآيات التي تلي الآية (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً) فوجدتُ بالتمام والكمال 28 آية، بنفس العدد السابق، وهذا يعني أنه يوجد بعد المرة الأخيرة التي يُذكر فيها الرقم 7 يوجد 28 آية (28 ÷ 7 = 4).
وبالنتيجة نجد الحقيقة الرائعة وهي أن عدد السور هو 77 سورة وعدد الآيات من الآية الأولى وحتى الأخيرة هو 5649 وحتى لو قمنا بعد الآيات من أول البقرة وحتى نهاية النبأ فإننا نجد 5705 آية وهذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة، ولا ننسى بأن الآيتين تتحدثان عن الرقم سبعة:
5705 ÷ 7 = 815 عدد صحيح
والآن يمكنني أن أعتبر أن هذا الدليل حقيقي ولا يمكن أن يأتي بالمصادفة، إذن هو بتقدير من الله الذي أحصى كل شيء عدداً والذي أودع هذه العجائب الرقمية في كتابه لنكتشفها اليوم في عصر الأرقام لتكون برهاناً مادياً ملموساً على أن القرآن كتاب الله، أنزله بعلمه وحفظه لنا بقدرته ونظّمه بحكمته سبحانه.
وأخيراً نطرح هذه النتائج:
1- لقد قدمنا في هذا البحث المختصر ثلاثة براهين رقمية ثابتة لا يتطرق إليها الشك أو الخلل، ونقول بأن القرآن هو الكتاب الوحيد على وجه الأرض الذي يحوي منظومة رقمية معقدة تتضمن آلاف البراهين ورأينا ثلاثة منها فقط!
2- ويستطيع أي إنسان أن يتأكد من صدق هذه الأرقام بسهولة وما عليه إلا أن يحضر نسخة من المصحف الشريف (برواية حفص عن عاصم أو ما يسمى مصحف المدينة المنورة) ويدقق هذه الأرقام بنفسه.
3- وكل من يدعي أن هذه التناسقات السباعية جاءت بالمصادفة فعليه أن يقدم البرهان المادي كما قدمناه نحن في هذا البحث، وأن يأتينا بكتاب تتحقق فيه مثل هذه الأرقام، وهيهات أن يجد مثل هذا الكتاب.
إخوتي وأخواتي في الله! نرجو منكم التعليق على هذا البحث والتواصل معنا، فإنه يسعدني أن أتواصل مع جميع القراء لأستفيد منهم وأفيدهم بما أستطيع، وذلك من خلال مراسلتي على البريد الإلكتروني:
Kaheel7@yahoo.com
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
(((((((((((((((0الرد2نبوته
عقد الكاتب هذا المبحث ليبث قلقه ويشكو من اضطرابه النفسي .ويشكو من وسواسه التي ضاق بها صدره، نتيجة ثورة الشك التي جلبها لنفسه مع قلة علمه ،وفهمه في علوم الدين فمما جاء في هذا المبحث:
قال الكاتب: مادام الله قد خلق الانسان،وهوالقادرعلى كل شئ،لماذا لم يخلقهم مؤمنين كلهم
الجواب: أولاً:إيجاد الخلق هو من الممكنات التي إذا شاء الله فعلها وإذا شاء لم يفعالها، فليس بواجب على الله تعالى ولا لازم لوجوده هكذا يفهم المسلم عقيدته ويؤمن بربه .فإذا كان إيجاد المخلوقات أصلاً ليس بلازم لوجود الله تعالى وإنما هو من الممكن فقط فهل تتصور أن ما تفرع عن ذلك من إيمانهم أو كفرهم يكون واجباً على الله تعالى أو مستحيل عليه سبحانه وتعالى ؟!لا شك أنك تفترض وجود إله مجبور على أفعاله .!ولا يشك عاقل أن هذا نقيض كونه إلهاً متصرفاً قديراً يفعل ما يشاء ولا مكره له على أي شيء .
وعلى هذا فتعلم أن سر سطحية الطرح الذي تسأل عنه هو في كونك لا تعرف صفات الخالق أصلاً .وهذا ما جعلك تتخيل إلهاً مجبور على ما يفعل غير مختار في أحكامه وأفعاله.
وثانياً: فإن لله تعالى صفات عظيمة: منها وصفه بالقدرة ،ومنزه عن ضد ذلك وهو العجز .ومن قدرته أن يغفر ويرحم ، كما أنه يعذب ويجازي وينتقم .كما أنه عدل في فعله وحكمه ،وحكيم في أمره.
والإيمان والكفر أفعال يكتسبها العبد ويجازى عليها فإن كانت أفعالاً
حسنة فله الثواب .وإن كانت أفعالاً سيئة: فإن كانت كفراً بالله فلا
يستحق صاحبها إلا النار .وأماإن كانت من جملة الذنوب والمعاصي
فقد يغفرها الله له ولن يخلده في النار بلا ريب .
ولا بد أن تتنبه للفرق بين الأمور التالية :
الأمر الأول :الإرادة الكاملة: فالله لا مكره له بل هو يفعل مايريد فعله ،وكونه لا يستطيع أن يجعل كافرين كما جعل مؤمنين فهو من العجز بلا ريب .
الأمر الثاني :العدل : ومن عظيم عدله جل جلاله أنه لا يكره أحد على الإيمان به ،ولا على الكفر به بل جعل لهم حرية الاختيار . ولم يظلمهم بل بين لهم أن الإيمان هو طريق الصواب والمطيع له الثواب. وأن العصيان طريق الضلال ،والعاصي عليه العقاب ولم يظلم الناس شيئاً بل الناس لأنفسهم يظلمون .ولذا فمن أطاع الله دخل الجنة ومن عصاه دخل النار . ولن يدخل الطائعين النار أبداً .وكلنا نعلم هذا ونحن في دار الدنيا وفي فرصة التغيير والاختيار .
الأمر الثالث: العلم :فالله تعالى من صفته العلم التام بما كان وما يكون بخلاف من لا يعلم عاقبة الأمور فهو ناقص بلا ريب .ولا يمكن أن نتصور إلهاً لا يعلم أو حتى يجهل بعض الأشياء .ولو لم يكن الله يعلم مصير فلاناً من الناس لكان هذا جهلاً لا يجوز أن يوصف به من نؤمن بأنه يعلم بدقائق الأشياء .ولا يعني علمه بذلك أنه منع العبدمن الطاعة ،ولا أنه أمره بمعصية. بل من أطاع الله فلن يبخسه حقه وسيزيده من فضله. ومن عصاه فله النار من غير ظلم أبداً .ولا يصلح أن يسوى الناكر بالمقر، ولا حتى يستوى المجتهد في الطاعة بالمقل منها .
قال الكاتب:قد نسأل لماذا احتاج الله ان يختبر الانسان وهو عالم بكل سرائره وما سيفعله في حياته من قبل ان يولد الانسان؟
الجواب: أن المسلمين يؤمنون بأن الله غير محتاج لخلقه بل الخلق هم الفقراء إليه كما قال تعالى ((ياأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد))وإنما هو يخبر العباد بواقع حالهم في الدنيا أنه ابتلاء لهم ،وعليه فالواجب عليهم طاعته واجتناب معاصيه .وفي الدنيا مثلاً فإن الاستاذ يضع الأسئلة وهو يعلم أن الطالب الفلاني سيرسب لأنه غير جاد في طلب النجاح ،ولا يمنع من ذلك أن يختبره لتقوم عليه الحجة مع أنه يدرسه كما درس أقرانه فإذا أهمل ورسب فهل اللوم على المدرس أم على الطالب ؟! ولله المثل الأعلى فقد بينت لك سابقاً أن الله قد أعطى لهم وسائل الطاعة ،وأقدرهم على ذلك فإذا أبوا إلا النفور فهم الملامون على فعلهم.ومن خلال قراءتي لكلام الكاتب في هذا المبحث فهو يتوهم التالي:
1ـ الكاتب يتوهم أن الإله مجبور على أفعاله وأنه يجري مقاديره على ما يشتهي الناس لا بمحض إرادته .والمسلمون يقولون: خلق الله الخلق ليظهر وجوده ،ولو لم يخلق لما عرف أنه موجود .وليظهر كمال علمه وقدرته بظهور أفعاله المتقنة المحكمة .لأنها لا تتأتي إلا من قادر حكيم وليعبدوه فإنه يحب عبادة العابدين ويثيبهم عليها علي قدر فضله لا علي قدر أفعالهم وإن كان غنياً عن عبادة خلقه لا تزيد في ملكه طاعة المطيعين ،ولا تنقص من ملكه معصية العاصين. كما قال الله تعالى{ إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا }
2ـ والكاتب يتصور أن العبد ليس له قدرة ولا اختيار في عمله : وهذا باطل بلا ريب فقد قال تعالى {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا }وهذا وعد تفضل الله به .وقال تعالى {إنا هديناه السبيلا إما شاكراً وإما كفورا} فهو الذي يختار .والله يهديه إن صدق قال الله تعالى{وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إلَيْهِ مَنْ أَنَابَ} [الرعد : 27] فمن أناب ورجع إلى الحق هداه الله .ويقول الله تعالى {وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } [الحج : 54]
3ـ ويتصور أن الله محتاج لطاعتهم أو تضره معصيتهم . والمسلمون لا يقولون ذلك بل نؤمن أنه غني عن الناس ونحن الفقراء إليه ولا تنفعه طاعة الطائعين ولا يضره معصية العاصين ، بل النفع يعود عليهم فقط.
( إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ لَن يَضُرُّواْ اللّهَ شَيْئاً وَلهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) [آل عمران : 177]
4ـ ويتصور أن هداية الرسل للناس هي هداية توفيق للإيمان. والمسلمون يعتقدون أن الأنبياء تقتصر هدايتهم للناس على هداية الدلالة والإرشاد، لا هداية خلق للإيمان في قلوب الناس. فهذه لا يملكه البشر.فالمنذر ينذر ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وكل من الفريقين له جزاءه.وليس بمجبور على شيء.{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً }
قال الكاتب:ومما يثبت فشل تجربة الرسل ان بني اسرائيل عندما قادهم موسى في هجرتهم من مصر ورأوا ان الله قد شق لهم البحر وانجاهم واغرق فرعون وجنده، وانزل لهم المن والسلوى من السماء ليطعمهم، لم يقتنعوا بوجوده او برسالته فصنعوا لانفسهم عجلاً من ذهب وعبدوه. فهل هناك معجزات أكثر من هذه لتقنع الناس بوجود الله؟ فإذا لم يقتنع بنو أسرائيل بعد أن رأوا كل هذه المعجزات، الا يقنع كل هذا الله بأن ارسال الانبياء لا يجدي فتيلا؟
الجواب: أولاً:سبق أن بينت أن الكاتب يتوهم أن الرسل يخلقون الهداية في قلوب الناس وهذا خطأ محض. ولذا فالفشل الذي تزعمه لا يلحق حقيقة إلا بالأمم المكذبة فهم الفاشلون حقاً .واما الرسل عليهم السلام فقد نجحوا في بيان الحق والدعوة إليه فمن شاء فليؤمن ومن شاء كفر وكل ينال جزاءه من الله تعالى الذي لا يظلم شيئاً.
وكان من أبسط قواعد البحث أن توجه الملام على من كابر الحجة ،وعاند البرهان وكذب الحقائق ،لا أن تلقي بالعتب على من دعاه وأقام الحجج ،والبراهين .ولكن موازين البحث عندك معدومة تماماً . و من يرمي نفسه في الطريق السريع ويحتج بالقدر ،هو كمن يرمي بنفسه في أوحال الكفر ويحتج بالقدر.والله لم يكلفك بعلم الغيب مما قدر لك وإنما كلفك بما تراه وتقدر عليه ،وعليه تحاسب لا على غيره مما لاتطيق .ولا يكلف نفساً إلا وسعها .وكما أن العاقل لا يتناول السم ويحتج بأنه مجبور على ذلك ،فكذا لا يغرق في الكفر ويحتج بأنه مجبور على ذلك. لأن الله لم يأمره بهذا ولا ذاك .وإنما أمره بماهو خير له في حياته الأولى والأخرة.
ثانياً: أن من فوائد إرسال الرسل إقامة الحجة وبيان السبيل القويم لكي لا يكون لأحد حجة على الله تعالى كما قال جل جلاله: {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً} وقال: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} وقال: {رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِأَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ}.وفي سورة آل عمران، ألآية 55 ثالثاً: فإرسالهم واقع منه سبحانه تفضلاً ورحمة لما فيه من الحكم والمصالح الكثيرة. ومنها استفادة الحكم من الأنبياء في معرفة تفاصيل الغيبيات من جنة ونار وغيرهما. ومنها تكميل النفوس البشرية ، وتبين الأخلاق الفاضلة، الراجعة إلى الأشخاص، والسياسات الكاملة العائدة إلى الجماعات. فهم قد دلونا على الحكمة من وجود الأكوان، وأرشدونا إلى الله تبارك وتعالى، وبينوا لنا الطريق الموصل إلى رضوانه، وحذرونا من الطريق الموصول بالنار، ونظموا لنا الحياة بما يتلاءم مع واقعية العبودية وأصالتها.وأنت تتصور أنهم أُرسلوا للمعاند الذي لا يؤمن فقط ،وتغافلت عن فضلهم على من آمن بدعوتهم فنال السعادة الأبدية.
قال الكاتب:وفي سورة آل عمران، ألآية 55 عندما يخاطب الله عيسى فيقول له: " وجاعل الذين أتبعوك فوق الذين كفروا الى يوم القيامة "، فنفهم من هذه ألآية أنه سيكون هناك مسيحيون مؤمنون بعيسى الى يوم القيامة، فما فائدة ارسال محمد بالاسلام ليظهره على الدين كله
الجواب:نحن نفهم من الآية وجود مؤمنين متبعين لعيسى عليه السلام يظهرهم الله إلى يوم القيمة ،ولاشك أن الذين أتبعوا عيسى عليه السلام هم أهل التوحيد لا أهل التثليث ،ثم بعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم
ليجدد الدعوة إلى التوحيد وأتباع الرسل جميعاً ومنهم عيسى عليه السلام ولا شك أن المسلمين هم أتباعه وأتباع جميع الرسل .اما من جعلوه ولداً لله تعالى ،وأشركوا بالربوبية والعبادة فليسوا بأتباعه حقيقة.
يقول الكاتب:ان الانسان مسيّر، ليس بيده اي شئ، الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء ويدمر القرى التي يختار تدميرها. فاذاً ما الحكمة في ارسال الانبياء لهداية البشر، والبشر لا يملكون الحق في تقرير مصيرهم؟
الجواب: الكاتب يتكلم عن الإنسان ويزعم انه مسير أي مجبور على أفعاله ليس له فيما يفعل اختيار .وهذا غير صحيح بل إذا نظرنا إلى الإنسان وجدنا ان أفعاله على قسمين : القسم الأول : ما لااختيار له فيه :مثل خفقات القلب وحركات الارتعاش والسقوط المفاجىء وغير ذلك مما نلمسه ونعايشه .
والقسم الثاني : حركات له فيها اختيار :فهو يستطيع اكتساب معيشته ويستطيع أن يصلي ،ويقوم ،ويقعد ،ويسلم ،ويكفر، وغير ذلك من الحركات الاختيارية .
غير أن الكاتب استشهد بالآيات التي تبين كمال قدرة الله وأنه لا مكره له بل هو يفعل ما يشاء ،وتصور أن معنى ذلك أن العبد مسلوب القدرة نهائياً. وهذا كلام باطل بدلالتين :الأولى : دلالة النصوص : فقد قال تعالى ((فمن يعمل مثال ذرة خيراً يره ،ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ))وقال تعالى {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} وقال تعالى (({وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} وقال ((إنا هديناه السبيل اما شاكراً واما كفورا)) وقال ((إن الله لايرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم ))أي يرضى لكم الشكر . وقال تعالى ((فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه )) فجعل لهم سعياً وتصرفاً واختياراً.
الدلالة الثانية دلالة النظر الصحيح: إذ أننا نعلم أن الرزق مقدر والأجل مقدر وكل شيء لا يخفى على الله جل جلاله. وعلى هذا النهج فنحن مأمورون بالعمل ،والسعي في كسب الرزق ،ولكل مجتهد نصيب . وانظر إلى الناس وهم يتسابقون إلى ارزاقهم هل هم كفروا بالقدر ؟ لا والله ولكن علموا أنهم مأمورن بالسعي في تحصيل ذلك كما أنهم مأمورون بالعمل بالطاعة واجتناب المعصية ولا يبخسون جهدهم ولذا قال الله تعالى : {ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا} وقال تعالى{ومن يعمل من الصالحات من ذكرأوأنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيراً} .فهل فوق هذا عدل لو أنصفت وأردت الحقيقة ؟!.
يقول الكاتب:: " ألم تر إنا ارسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم ازاً " اي تهيّجهم الى المعاصي حسب تفسير الجلالين. فما الحكمة في ارسال انبياء لهداية الناس، وفي نفس الوقت يرسل الله الشياطين لتهيّجهم على المعاصي؟
الجواب: أما الآية بتمامها فقد سيقت بهذا الترتيب قال تعالى ((واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا * كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا * ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا * فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا * يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا * ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا *)) إذ أن المتأمل يجد أن الكافرين هنا كفرهم كفر عناد وتكبر.وأن الشياطين أتوهم وهم كافرين بالله تعالى ،أي أن وجود الإرسال نوع من العذاب على أفعالهم التي منها الكفر المتلبسون به عن عناد، وكبرياء،واستهزاء لا عن جهل منهم ،ولذا قال ابن عباس رضي الله عنهما : نزلت في المستهزئين بالقرآن وهم خمسة رهط .أنتهى كلامه .إذن هو نوع عذاب ولذلك قال تعالى ((إنا أرسلنا الشياطين على الكافرين )) ولم يقل أرسلناهم إليهم والفرق بين المعنيين واضح .فكما يرسل الله العذاب على المعاندين كالحجارة والطوفان كذلك يرسل عليهم الشياطين أي يسلطهم عليهم كنوع من العذاب. وبذلك يتبين لكل عاقل سوء فهم الكاتب الذي أدى إلى تخبطه.
قال الكاتب :وهناك مفكرون عبر التاريخ قد انكروا فكرة ارسال الانبياء
الجواب:لا شك أن هناك من شذ فأنكر حقائق الأشياء حتى أنكر وجود نفسه ، لكن لا يعني هذا الإنكار أن الفكرة صحيحة بل هي فاسدة جداً ،كذلك إنكار بعض الشذاذ لفكرة النبوة لا يعني صحة هذه الفكرة.
وعليه فإن من كان مقر بوجود الله جل جلاله فلابد أن يعلم أن الله له في خلقه أفعال، وأحكام .والناس يحتاجون إلى العلم بها. فإذا لم يكن هناك من يبلغها لهم فلن تصل إليهم .بصرف النظر عن ذلك المبلغ هل هو من الملائكة ،أو الإنس ،أو الجن أو غيرهم .وإنما النقاش عن النبوة كمبدأ فإنه لايرتاب عاقل بضرورة ذلك .وقد تواترت الأخبار بوجود أنبياء بلغوا دين الله تعالى بما يمنع من تكذيب ذلك. فإن من يكذب بذلك كمن يكذب بوجود ما سمع عنه ولم يره كوجود مدينة يقال لها واشنطن ،فإن الأخبار قد تواترت بهذا الخبر بحيث لا يمكن تكذيب التواتر ،لأنه يستحيل تواطئ الجم الغفير على هذه الكذبة . فلو جاء من يكذب بوجود واشنطن لكان هو الكاذب بلا ريب، لأنه مكذب لما هو متواتر .وكذلك مكذب النبوة ،والأنبياء مكذب بما يستحيل أن يصدق فيه.وكذلك المكذب بمبدأ النبوة مكذب بما يستحيل تصديقه فيه إذ كيف نعرف أن الله هو الخالق لا غيره ،وأنه من أوجدنا .بل وكيف نعرف أحكامه وما أرشدنا إليه من أمور فيها الصلاح لمعاشنا ،ومعادنا ،وكيف نعرف أن هناك جنة ونار ، ومالا يرضيه فنجتنبه. إذمن المعلوم ضرورة تفاوت الناس واختلافهم في مدارك العقول ،وما يحسن عند شخص قد لا يحسن عند أخر .فكانت الحاجة ملحة لمعرفة مراد ربنا عز وجل وأحكامه، وتوجيهاته .
واذا اخذنا في الاعتبار الاعداد الهائلة من البشر الذين قُتلوا في الحروب الصليبية بين المسيحيين والمسلمين، والذين قُتلوا في محاكم التفتيش الاسبانية " Spanish inquisition"، وكذلك الذين قُتلوا ايام انتشار الدولة الاسلامية، والالاف الذين مازالوا يموتون في الحروب بين الاديان في عدة اقطار من العالم يتضح لنا ان الاديان جلبت للجنس البشري ضرراُ يفوق المصلحة التي نتجت عنها.
أولاً :هذا الكلام فيه مغالطة مكشوفة ،لأننا نعلم بلا شك ما فعلته الدول العلمانية في سبيل نشر أفكارها .كما في الدولة الماركسية الشيوعية ،وكما نشاهده اليوم من استبداد الأمبريالية في العالم لنشر العولمة الثقافية ،والاقتصادية، والاجتماعية بالقوة ولو كانت مخالفة لثقافات الشعوب الأخرى .وكم من الدماء تنزف شرقاً،وغرباً في سبيل نشر هذه الثقافات .ولو كانت ثقافة صحيحة لكان هذا مستساغاً بالنظر إلى المنافع التي ستنتجها ولكنها ثقافة تدمر العقول ،والأعراض وتستبد بالأموال ولا تعطي للجوانب الاجتماعية،والنفسية معنى مقبولاً.
ثانياً: إذا علمنا أن جميع الثقافات تتدافع في سبيل إثبات وجودها وجدارتها ومنع من يقف في سبيل وصولها إلى الناس، فلا بد إذن أن ننظر إلى مقارنة سريعة بين الإسلام واللادينية في الجوانب الأساسية للحياة .
1ـ في الجانب الروحي (النفسي) نجد أن الثقافة اللادينية لا تقدم حلولاً لما يحتاجه الإنسان في هذا الجانب الأساسي من كيانه . وذلك لأنها لا تؤمن أصلاً بغير العالم الحسي ولا تؤمن بماوراء ذلك فنهاية الإنسان تكون بالموت .أما الثقافة الإسلامية :فتعتني بذلك وتقدم الحلول المناسبة لمشاكل النفوس فيشعر الإنسان أن حياته متصلة من الحياة الدنيا إلى حياة باقية يتنعم فيها ولا يحزن .هذا إذا تمسك بتعاليم الإسلام وأخلاقه.
2ـ نجد الثقافة اللادينية قد أغرقت في الجانب المادي، حتى أصبح الإنسان كالآلة لا يكل في طلب المال ليلاً ونهاراً .مما أدى إلى ضياع كثير من الجوانب الأخرى كالبيت والأسرة والعلاقات الاجتماعية .
بخلاف ثقافة المسلمين فإنها لا تمنع من الأخذ المادي بما يحتاجه الإنسان ولا تهمل الجوانب الأخرى كالعلاقات الأسرية والاجتماعية ،والروحية .كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن لأهلك عليك حق ولنفسك عليك حق فأعط كل ذي حق حقه))
3ـ نجد أن الثقافة غير الدينية تهتم بالعلم ،والأخذ به ،والحث عليه. وهي نقطة إجابية لا تختلف عن الثقافة الإسلامية حيث أن الإسلام يحث على الأخذ بأسباب العلم ويجل العلماء .ولا يحرم ولا يمنع من يبادر إلى ذلك بل يشجع عليه حتى كان من الفروض الشرعية كما قدمت في موضع سابق .
4ـ وأما في الجانب العسكري الذي يمكن لنشر الثقافة. فإن الثقافة اللادينية قد ضربت أبشع الأمثلة للتطرف ،والاضطهاد ،وسفك الدماء وتشريد البشر ،وقتل الأطفال ،وهتك أعراض النساء .وما جرائم سجن بوغريب ولا ما فعلوه في العراق والأفغان وفلسطين عنا ببعيد.
بخلاف الثقافة الإسلامية فإنها تحرم القتل ابتداءً إلا بعد الدعوة إلى الإسلام فإن دخلوا فيها فهم كرعايا المسلمين ،وإن أبوا فيدفعون رسم مالي يسمى الجزية فإن أبوا إلا العناد فحينها يكون القتال مع الرجال المقاتلون فقط ولا يجوز الاعتداء على الضعفاء كالأطفال ولا يجوز الاعتداء على النساء بضرب ولا قتل ولا هتك عرض ولا غير ذلك .
بل من هتك عرض امرأة مسلمة أو غير مسلمة وهو محصن أي متزوج فإنه يرجم حتى يموت جزاء لاعتداءه .وإن كان غير متزوج فإنه يجلد على الزنا ويعزر على الاغتصاب وتأخذ المرأة حقها منه وافيا.والخلاصة : أن جميع الثقافات تستخدم القوة لنشر ثقافتها بما في ذلك الثقافة الإلحادية التي يدندن حولها المؤلف. وليس الدين فقط هو من يفعل ذلك. ولكن كيف ينشر هذه الثقافة وماذا تحوي وهل هو يفعل القتال ابتداء أم إذا منع من إيصال ثقافته إلى الغير؟ وهل عنده بدائل تسبق القتال ؟وماذا يستفيد المجتمع بعد وصول تلك الثقافة وتطبيقها؟ هذا كله يتفاوت بين أصحاب الثقافة .غير أنني أجزم أن أعدلها وأرحمها ،وأقواها إقناعاً هو الثقافة الإسلامية إذا طبقت كما جاء في تعاليم الإسلام .وتنبه للتفريق بين الإسلام كثقافة ،وبين من يحملون تلك الثقافة. لأنهم قد يطبقونها وقد يتخاذلون عن تطبيقها لشهوات أنفسهم .فالفرق واضح لمن تعقل.وأخطاء الحملة لاتحسب على أسس الثقافة التي يحملونها إلا إذا وافقت ثقافتهم أما إن خالفتها فالخطأ منهم لا من نفس الثقافة .وبهذا يتبين زيف مايدعي الكاتب في هذه الفقرة.
ومع ان محمداً كان من بني هاشم، لم يعتبره سادات قريش ذا مكانة عظيمه لانه كان يتيماً وفقيرا، وكان في مفهومهم ان الله اذا اراد ان يرسل رسولاً، لا بد له ان يختار رسولاً ذا مكانة في مجتمعه حتى قال الوليد بن المغيرة، زعيم بني مخزوم بمكة: عندما يكون في قريش رجل مثلي وفي بني تميم رجل مثل عروة بن مسعود، كيف يدّعي محمد انه نبي؟
الجواب: النبي صلى الله عليه وسلم أفضل وأعظم المخلوقات بلا شك يقوله
كل منصف عاقل .لأن محمد صلى الله عليه وسلم خيرهم نسباً وأمانة ، وعقلاً .وإنما منعهم من أتباعه الحسد ويدل على ذلك ما أخرج البيهقي عن المغيرة بن شعبة قال : " إن أول يوم عرفت فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أمشي أنا وأبو جهل في بعض أزقة مكة إذ لقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي جهل : يا أبا الحكم هلمَّ إلى الله ورسوله ، أدعوك إلى الله . فقال أبو جهل : يا محمد هل أنت منتهٍ عن سبَِ آلهتنا ؟ هل تريد إلا أن نشهد أنك قد بلَّغت ؟ فنحن نشهد أن قد بلَّغت ، فوالله لو أني أعلم أن ما تقول حق لاتبعتك . فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأقبل عليَّ فقال : والله إني لأعلم أن ما يقول حق ولكن يمنعني شيء . أن بني قصي قالوا : فينا الحجابة . قلنا : نعم . ثم قالوا : فينا السقاية . قلنا : نعم . ثم قالوا : فينا الندوة . فقلنا : نعم . ثم قالوا : فينا اللواء . فقلنا : نعم ، ثم أطعموا وأطعمنا ، حتى إذا تحاكت الركب قالوا : منا نبي . والله لا أفعل " وأخرجه ابن أبي شيبة بنحوه .إذن قول أبو جهل وقول الوليد إنما هو يدل صراحة على الحسد العظيم للنبي صلى الله عليه وسلم .فكلام الوليد بن المغيرة فيه اعتراض على الله في إرساله غيره وكان يأمل ذلك وهو مجرد حسد أمتلاً به صدره فهل تتوقع من الحسود غير هذا الموقف . ثم أن النبوة أمانة والرسول صلى الله عليه وسلم أعظمهم أمانة حتى لقب بالصادق الأمين أما الوليد ابن المغيرة فلم يكن أصلاً مؤهلاً لأن يكون قدوة حسنة بل قد حوى أدنى الصفات وإن كان ذو مال وبنين فليس هذا هو مقياس القدوة أبداً [1]. يقول الله تعالى في الوليد بن المغيرة ((ولا تطع كل حلاف مهين ،هماز مشاء بنميم ،مناع للخير معتد أثيم عتل بعد ذلك زنيم ))فهل هذا يؤخذ برأيه في رجل أطبقت الدنيا على فضله وشرفه؟!!وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.والمؤلف كعادته في الجور والظلم لا يذكر أي شيء من مميزات وفضائل النبي صلى الله عليه وسلم .فكيف ترجو نقداً صحيحاً من مثله.
أخيراً : فلم يعرج المؤلف على دعوة النبي صلى الله عليه وسلم في مكة ولا ذكرأساليبه العظيمة الحسنة في تقديم هذه الدعوة،ولا ذكر صبره وكفاحه في سبيل إيصالها للناس .ولا غرابة !لأنه يريد أن يطمس الحقائق ويزور التاريخ.
________________________________________
اتهام النبي صلى الله عليه وسلم بأنه صاحب مطامع دنيوية
من الشبه التي أثارها أعداء الإسلام ، وروَّجوا لها بهدف تشويه شخصية محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، للوصول إلى الطعن في دعوته ، وإبعاد الناس عنها ، ما يدَّعونه من أنه كان صاحب مطامع دنيوية ، لم يكن يظهرها في بداية دعوته في مكة ، ولكنه بعد هجرته إلى المدينة بدأ يعمل على جمع الأموال والغنائم من خلال الحروب التي خاضها هو وأصحابه ، ابتغاء تحصيل مكاسب مادية وفوائد معنوية.
وممن صرح بذلك "دافيد صمويل مرجليوت " المستشرق الإنجليزي اليهودي ، حيث قال : "عاش محمد هذه السنين الست بعد هجرته إلى المدينة على التلصص والسلب والنهب ...وهذا يفسر لنا تلك الشهوة التي أثرت على نفس محمد ، والتي دفعته إلى شن غارات متتابعة ، كما سيطرت على نفس الإسكندر من قبل ونابليون من بعد " .
والحق فإن الناظر في سيرته صلى الله عليه وسلم ، والمتأمل في تاريخ دعوته، يعلم علم اليقين أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يسعى من وراء كل ما قام به إلى تحقيق أي مكسب دنيوي، يسعى إليه طلاب الدنيا واللاهثون وراءها ، وهذا رد إجمالي على هذه الشبهة، أما الرد التفصيلي فبيانه فيما يلي :
1-أن ما ذُكر في هذه الشبهة لا يوجد عليه دليلٌ في واقع حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ لو كان كما قيل لعاش عيش الملوك ، في القصور والبيوت الفارهة ، ولاتخذ من الخدم والحراس والحشم ما يكون على المستوى المتناسب مع تلك المطامع المزعومة ، بينما الواقع يشهد بخلاف ذلك، إذ كان في شظف من العيش، مكتفياً بما يقيم أود الحياة ، وكانت هذه حاله صلى الله عليه وسلم منذ أن رأى نور الحياة إلى أن التحق بالرفيق الأعلى.. ، يشهد لهذا أنّ بيوته صلى الله عليه وسلم كانت عبارة عن غرف بسيطة لا تكاد تتسع له ولزوجاته .
وكذلك الحال بالنسبة لطعامه وشرابه ، فقد كان يمر عليه الشهر والشهران لا توقد نارٌ في بيته ، ولم يكن له من الطعام إلا الأسودان - التمر والماء- ، فعن عائشة رضي الله عنها قالت لعروة : ( ابن أختي إن كنا لننظر إلى الهلال، ثم الهلال، ثلاثة أهلة في شهرين، وما أوقدت في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نارٌ، فقلت: يا خالة ما كان يعيشكم؟ قالت: الأسودان، التمر والماء ) متفق عليه. وسيرته صلى الله عليه وسلم حافلة بما يدل على خلاف ما يزعمه الزاعمون .
2-ثم إن هذه الشبهة تتناقض مع الزهد الذي عُرف به النبي صلى الله عليه وسلم ، وحث عليه أصحابه ، فقد صح عنه أنه قال : ( إن مما أخاف عليكم بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها ) متفق عليه ، وقرن في التحذير بين فتنة الدنيا وفتنة النساء ، فقال : ( إن الدنيا حلوة خضرة ، وإن الله مستخلفكم فيها ، فينظر كيف تعملون ، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء ، فإن أول فتنة بنى إسرائيل كانت في النساء) رواه مسلم .
3-ومما يدحض هذه الشبهة وينقضها من أساسها أن أهل مكة عرضوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم المال والملك والجاه من أجل أن يتخلى عن دعوته ، فرفض ذلك كله ، وفضل أن يبقى على شظف العيش مع الاستمرار في دعوته ، ولو كان من الراغبين في الدنيا لما رفضها وقد أتته من غير عناء .
4-أنّ الوصايا التي كان يزود بها قواده تدل على أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن طالب مغنم ولا صاحب شهوة، بل كان هدفه الأوحد والوحيد إبلاغ دين الله للناس ، وإزالة العوائق المعترضة سبيل الدعوة ، فها هو يوصي معاذ بن جبل رضي الله عنه عندما أرسله إلى اليمن بقوله : ( إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب ، فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى ، فإذا عرفوا ذلك فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم ، فإذا صلوا فأخبرهم أن الله افترض عليهم زكاة في أموالهم تؤخذ من غنيهم فترد على فقيرهم ، فإذا أقروا بذلك فخذ منهم وتوق كرائم أموال الناس ) رواه البخاري .
فهو صلى الله عليه وسلم لم يقاتل أحداً ، قبل دعوته إلى الإسلام ، الذي تصان به الدماء والحرمات .
5-ومما يُرد به على هذه الفرية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ارتحل من الدنيا ولم يكن له فيها إلا أقل القليل ، ففي الصحيح عن عمرو بن الحارث قال : ( ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته درهماً ، ولا ديناراً ، ولا عبداً ، ولا أمة ، ولا شيئاً إلا بغلته البيضاء ، وسلاحه وأرضاً جعلها صدقة ) رواه البخاري ، وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : ( توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما في بيتي من شيء يأكله ذو كبد ، إلا شطر شعير في رف لي ) متفق عليه .
6-وكما قيل : فإن الحق ما شهدت به الأعداء ، فقد أجرى الله على ألسنة بعض عقلاء القوم عبارات تكذب هذه الشبهة ، من ذلك ما قاله "كارليل" : "أيزعم الكاذبون أن الطمع وحب الدنيا هو الذي أقام محمداً وأثاره، حمق وأيم الله ، وسخافة وهوس " .
ويقول : "لقد كان زاهداً متقشفاً في مسكنه ، ومأكله ، ومشربه ، وملبسه ، وسائر أموره وأحواله ...فحبذا محمد من رجل خشن اللباس ، خشن الطعام ، مجتهد في الله ، قائم النهار ، ساهر الليل ، دائباً في نشر دين الله ، غير طامع إلى ما يطمع إليه أصاغر الرجال ، من رتبة ، أو دولة ، أو سلطان ، غير متطلع إلى ذكر أو شهوة " .
7-وما زعمه المستشرق اليهودي "مرجليوت" من أن انتقام رسول صلى الله عليه وسلم من يهود المدينة كان لأسباب مصطنعة وغير كافية، فجوابه أن الواقع خلاف ذلك، إذ أبرم النبي صلى الله عليه وسلم مع اليهود معاهدة تقرهم على دينهم، وتؤمنهم في أنفسهم وأموالهم ، بل تكفل لهم نصرة مظلومهم ، وحمايتهم ، ورعاية حقوقهم ، ولم يكن في سياسته صلى الله عليه وسلم إبعادهم ، ومصادرة أموالهم إلا بعد نقضهم العهود والمواثيق ، ووقوعهم في الخيانة والمؤامرة .
وبعد : فلا حجة لمن يدعي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان صاحب مطامع دنيوية ، يحرص عليها ، ويسعى في تحصيلها ، وإنما هي دعوة صالحة نافعة ، تعود بالخير على متبعيها في الدنيا والآخرة.
الشبكه الاسلاميه
===================
قال الله تعالى : { وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} الأحزاب50
الوهب : هو انتقال ملكية بلا مقابل ، فلان وهب لك الشيء الفلاني ولم يبيعه لك أو يبادلك بشيء مكانه ؛ ولذلك السيدة عائشة رضى الله عنها لما نزلت هذه الآية قالت : أنا أتعجب لامرأة تبتذل نفسها وتعطي نفسها لرجل مجاناً ....
فنزل النص : { وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ } فقالت السيدة عائشة : يارسول الله أرى الله يسارع إلى هواك !! أي أن الله يعلم هواك في شيء فينزل تشريعاً خاصاً بك !!
إذن ... التي تهب نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم لا بد ان تكون مؤمنة لأن الكتابية لا تصلح ، لكن هل بمجرد الهبة تحل له ؟
لا
لأن الزواج في الإسلام إيجاب وقبول فلابد أن يرضى هو بهذه الهبة ، ولذلك علقت الآية بعد ذلك بقول الله تعالى : { إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا } ، فهنا يكون إيجاب وقبول .
فهناك من يقول أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يتزوج عن طريق الهبة والبعض الأخر يدعي أن تزوج من أربعة موهوبات ... فأين الحق ؟
الآية تقول : { وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا } فربما واحدة وهبت نفسها ، ولكن الرسول لم يرد ، وربما وهبت نفسها ، ولكنه كرمها وجعل لها مهراً وصارت زوجة عادية ، فهذا كله ممكن
وكلمة : ( نكح ... واستنكح ) بنفس المعنى مثل : عجل إلى كذا واستعجل .
ومعنى : { خَالِصَةً لَّكَ } أي : خاصة بك لأن الرسول صلى الله عليه وسلم خصه الله تعالى بأشياء ، لماذا ؟
لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ليست مهمته فقط مع نفسه ، ولكن مهمته مع الناس كلهم ، وهذه المهم ليست مع الناس المعاصرين له فقط ، بل هي ممتدة من خلال دعوته إلى أن تقوم الساعة ، لذا فالمسؤلية الملقاة على عاتقه صلى الله عليه وسلم عظيمة وكبيرة ، اقرأوا إن شئتم قول الله سبحانه وتعالى : { إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا } المزمل5
فلا يشغله الله بأي شيء من شواغل الحياة حتى يتفرغ للمهمة الكبرى التب هو بصددها .
إذن ... رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل الله له أشياء تيسر له أمر الاندماج في المستقبل ولذلك صار الوحي بعد ذلك شيئاً عادياً بالنسبة له لا مشقة له ولا تعب فيه .. لماذا ؟
لأن طاقة الشوق التي عنده تُهون عليه كل هذه المتاعب دون أن يدري .
وزوجات النبي كانت لهم الحرية المطلقة في الإختيار ، فعن عائشة رضي الله عنها قالت : (( لما ُأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتخيير أزواجه بدأ بي فقال : إني ذاكر لكِ أمراً فلا عليكِ أن تعجلي حتى تستأمري أبويكِ ، ـ قالت وقد علم أن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقه ـ قالت ؛ ثم قال : إن الله جل ثناؤه قال : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا {33/28} وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا {33/29}}
قالت ؛ فقلت : أفي هذا أستأمر أبوي ؟ فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة .
قالت : ثم فعل أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما فعلت)) ... أخرجه البخاري 4785 ومسلم 1475/22
فإن كانت هذه الآية شبهة في عُرف جهابذة العصر وعلى رأسهم القساوسة والرهبان.... فماذا نقول حول إيمانهم بكُتب موسى الذي سجد للأصنام وكُتب داود الذي زنا بزوجة جاره بالإكراه فخانه وقتله وكُتب سليمان الذي خطف العذراء شولميث من حبيبها شيبارد وكان له سبع مئة من النساء السيدات و ثلاث مئة من السراري ولا أحد يملك معرفة متى وكيف عاشرهن ، وقد ذهب عقله وكفر بربه وبعد ذلك يؤمنون بكتبهم .
تعالى الله عما يصفون .... وجميع الأنبياء والرسل براءة من الأكاذيب المنسوبة إليهم بالكتاب المقدس
===================
محمد صلى الله عليه وسلم أُمّى فكيف علّم القرآن ؟
الرد على الشبهة:
والأمى إما أن يكون المراد به من لا يعرف القراءة والكتابة أخذًا من " الأمية " ، وإما أن يكون المراد به من ليس من اليهود أخذًا من " الأممية " حسب المصطلح اليهودى الذى يطلقونه على من ليس من جنسهم.
فإذا تعاملنا مع هذه المقولة علمنا أن المراد بها من لا يعرف القراءة والكتابة فليس هذا مما يعاب به الرسول ، بل لعله أن يكون تأكيدًا ودليلاً قويًا على أن ما نزل عليه من القرآن إنما هو وحى أُوحى إليه من الله لم يقرأه فى كتاب ولم ينقله عن أحد ولا تعلمه من غيره. بهذا يكون الاتهام شهادة له لا عليه .
وقد رد القرآن على هذه المقولة ردًا صريحًا فى قوله:
(وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهى تملى عليه بكرة وأصيلا * قل أنزله الذى يعلم السّر فى السموات والأرض إنه كان غفورًا رحيمًا ) (1).
وحسب النبى الأمى الذى لا يعرف القراءة ولا الكتابة أن يكون الكتاب الذى أنزل عليه معجزًا لمشركى العرب وهم أهل الفصاحة والبلاغة ؛ بل ومتحديًا أن يأتوا بمثله أو حتى بسورة من مثله.
كفاه بهذا دليلاً على صدق رسالته وأن ما جاء به ـ كما قال بعض كبارهم ـ " ليس من سجع الكهان ولا من الشعر ولا من قول البشر ".
أما إذا تعاملنا مع مقولتهم عن محمد(أنه " أُمّى " على معنى أنه من الأمميين ـ أى من غير اليهود ـ فما هذا مما يعيبه. بل إنه لشرف له أنه من الأمميين أى أنه من غير اليهود.
ذلك لأن اعتداد اليهود بالتعالى على من عداهم من " الأمميين " واعتبار أنفسهم وحدهم هم الأرقى والأعظم وأنهم هم شعب الله المختار ـ كما يزعمون.
كل هذا مما يتنافى تمامًا مع ما جاء به محمد (من المساواة الكاملة بين بنى البشر رغم اختلاف شعوبهم وألوانهم وألسنتهم على نحو ما ذكره القرآن ؛ الذى اعتبر اختلاف الأجناس والألوان والألسنة هو لمجرد التعارف والتمايز ؛ لكنه ـ أبدًا ـ لا يعطى تميزًا لجنس على جنس ، فليس فى الإسلام ـ كما يزعم اليهود ـ أنهم شعب الله المختار.
ولكن التمايز والتكريم فى منظور الإسلام ؛ إنما هو بالتقوى والصلاح كما فى الآية الكريمة: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم ) ( 2 ) .
1) الفرقان: 5-6.
(2) الحجرات: 13.
===================
أجمعت الأمة على توقير وإكرام وتعظيم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبِرِّه، وحَرَّم الله تعالى إيذاءه.
كما أجمعت الأمة على قتل مَن سَبَّه من المسلمين، أو نال منه، وذلك لقول الله تعالى: (إنَّ الذين يُؤْذُونَ اللهَ ورَسُولَهُ لَعَنَهُمْ اللهُ في الدنيا والآخرةِ وأَعَدَّ لهم عذابًا مُهينًا) وقوله سبحانه: (والذينَ يُؤْذونَ رسولَ اللهِ لهم عذابٌ أليمٌ)
ورَوَى علي ـ رضي الله عنه ـ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: "مَن سَبَّ نبيًّا فاقتلوه، ومَن سَبَّ أصحابي فاضربوه" وقد أمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقتل كعب بن الأشرف غِيلةً؛ لإيذائه رسولَ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقال: "مَن لكعب بن الأشرف؛ فإنه يُؤذي اللهَ ورسولَه؟"
كما أمر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقتل أبي رافع، وكان يُؤذي رسولَ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويُعين عليه، كما أمر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقتل جماعة ممَّن كانوا يُؤذونه من الكفار ويسبُّونه كالنضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط وغيرهم
ورُوِيَ عن ابن عباس: "أن رجلاً كانت له أم ولد على عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ تُكْثِر الوَقِيعة في رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتشتُمه، فقتلها، فذُكِرَ ذلك للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: أشهد أنَّ دمَّها هَدَر"
مقتل الكلب كعب بن الأشرف
ـ استنكاره ما فعله المسلمون بقريش في بدر
قال ابن إسحاق : وكان من حديث كعب بن الأشرف : أنه لما أصيب أصحاب بدر ، وقدم زيد بن حارثة إلى أهل السافلة ، وعبدالله بن رواحة إلى أهل العالية بشيرين ، بعثهما رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى من بالمدينة من المسلمين بفتح الله عز وجل عليه ، وقتل من قتل من المشركين ، كما حدثني عبدالله بن المغيث بن أبي بردة الظفري ، وعبدالله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، وعاصم بن عمر بن قتادة ، وصالح بن أبي أمامة بن سهل ، كل قد حدثني بعض حديثه ، قالوا :
قال كعب بن الأشرف ، وكان رجلاً من طيىء ، ثم أحد بني نبهان ، وكانت أمه من بني النضير ، هذان حين بلغه الخبر : أحق هذا ؟ أترون محمدا قتل هؤلاء الذين يسمي هذان الرجلان - يعني زيدا وعبدالله بن رواحة - فهؤلاء أشراف العرب وملوك الناس ، والله لئن كان محمد أصاب هؤلاء القوم ، لبطن الأرض خير من ظهرها .
ـ ما قاله كعب تحريضا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلما تيقن عدو الله الخبر ، خرج حتى قدم مكة ، فنزل على المطلب بن أبي وداعة بن ضبيرة السهمي ، وعنده عاتكة بنت أبي العيص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ، فأنزلته وأكرمته ، وجعل يحرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وينشد الأشعار ، ويبكي أصحاب القليب من قريش ، الذين أصيبوا ببدر
ثم رجع كعب بن الأشرف إلى المدينة فشبب بنساء المسلمين حتى آذاهم .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كما حدثني عبدالله بن المغيث بن أبي بردة ، من لي بابن الأشرف ؟ فقال له محمد بن مسلمة ، أخو بني عبدالأشهل ، أنا لك به يا رسول الله ، أنا أقتله ؛ قال : فافعل إن قدرت على ذلك .
فاجتمع في قتله محمد بن مسلمة ، وسلكان ابن سلامة بن وقش ، وهو أبو نائلة أحد بني عبدالأشهل ، وكان أخا كعب بن الأشرف من الرضاعة ، وعباد بن بشر بن وقش ، أحد بني عبدالأشهل ، والحارث بن أوس بن معاذ ، أحد بني عبدالأشهل ، وأبو عبس بن جبر ، أحد بني حارثة .
ثم قدموا إلى عدو الله كعب بن الأشرف ، قبل أن يأتوه ، سلكان ابن سلامة ، أبا نائلة ، فجاءه ، فتحدث معه ساعة ، وتناشدوا شعرا ، وكان أبو نائلة يقول الشعر ، ثم قال : ويحك يابن الأشرف ! إني قد جئتك لحاجة أريد ذكرها لك ، فاكتم عني ؛ قال : افعل ، قال : كان قدوم هذا الرجل علينا بلاء من البلاء ، عادتنا به العرب ، ورمتنا عن قوس واحدة ، وقلعت عنا السبل حتى ضاع العيال ، وجهدت الأنفس ، وأصبحنا قد جهدنا وجهد عيالنا ؛
قال كعب : أنا ابن الأشرف ، أما والله لقد كنت أخبرك يابن سلامة ، إن الأمر سيصير إلى ما أقول ، فقال له سلكان : إني قد أردت أن تبيعنا طعاما ونرهنك ونوثق لك ، ونحسن في ذلك ؛ فقال : اترهنوني أبناءكم ؟ قال : لقد أردت أن تفضحنا ، إن معي أصحابا لي على مثل رأي ، وقد أردت أن آتيك بهم ، فتبيعهم وتحسن في ذلك ، ونرهنك في الحلقة ما فيه وفاء ، وأراد سلكان أن لا ينكر السلاح إذا جاءوا بها؛ قال : إن في الحلقة لوفاء ؛
قال فرجع سلكان إلى أصحابه فأخبرهم خبره ، وأمرهم أن يأخذوا السلاح ، ثم ينطلقوا فيجتمعوا إليه ، فاجتمعوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال ابن هشام : ويقال : أترهنوني نساءكم ؟ قال : كيف نرهنك نساءنا وأنت أشب أهل يثرب وأعطرهم ، قال : أترهنوني أبناءكم ؟
قال ابن إسحاق : فحدثني ثور بن يزيد ، عن عكرمة عن ابن عباس قال :
مشى معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بقيع الغرقد ، ثم وجههم ، فقال : انطلقوا على اسم الله ؛ اللهم أعنهم ، ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته ، وهو في ليلة مقمرة ، وأقبلوا حتى انتهوا إلى حصنه ، فهتف به أبو نائلة ، وكان حديث عهد بعرس ، فوثب في ملحفته ، فأخذته امراته بناحيتها ، وقالت : إنك امرؤ محارَب ، وإن أصحاب الحرب لا ينزلون في هذه الساعة ، قال : إنه أبو نائلة ، لو وجدني نائما لما أيقظني ، فقالت : والله إني لأعرف في صوته الشر ، قال : يقول لها كعب : لو يدعى الفتى لطعنة لأجاب .
فنزل فتحدث معهم ساعة ، وتحدثوا معه ، ثم قال : هل لك يا بن الأشرف أن تتماشى إلى الشعب العجور، فنتحدث به بقية ليلتنا هذه ؟ قال : إن شئتم . فخرجوا يتماشون ، فمشوا ساعة ، ثم إن أبا نائلة شام يده في فود رأسه ، ثم شم يده فقال : ما رأيت كالليلة طيبا أعطر قط ، ثم مشى ساعة ، ثم عاد لمثلها حتى اطمأن ، ثم مشى ساعة ، ثم عاد لمثلها ، فأخذ بفود رأسه ، ثم قال : اضربوا عدو الله ، فضربوه فاختلف عليه أسيافهم ، فلم تغن شيئا .
قال محمد بن مسلمة : فذكرت مغولا في سيفي ، حين رأيت أسيافنا لا تغني شيئا ، فأخذته ، وقد صاح عدو الله صيحة لم يبق حولنا حصن إلا وقد أوقدت عليه نار ، قال : فوضعته في ثنته ثم تحاملت عليه حتى بلغت عانته ، فوقع عدو الله وقد أصيب الحارث بن أوس بن معاذ ، فجرح في رأسه أو في رجله ، أصابه بعض أسيافنا . قال : فخرجنا حتى سلكنا على بني أمية بن زيد ، ثم على بني قريظة ، ثم على بعاث ، حتى أسندنا في حرة العريض ، وقد أبطأ علينا صاحبنا الحارث بن أوس ، ونزَّفه الدم ، فوقفنا له ساعة ، ثم أتانا يتبع آثارنا .
قال : فاحتملناه فجئنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر الليل ، وهو قائم يصلي ، فسلمنا عليه ، فخرج إلينا ، فأخبرناه بقتل عدو الله ، وتفل على جرح صاحبنا ، فرجع ورجعنا إلى أهلنا ، فأصبحنا وقد خافت يهود لوقعتنا بعدو الله ، فليس بها يهدوي إلا وهو يخاف على نفسه .
ـ أمر محيصة وحويصة
* لوم حويصة لأخيه محيصة لقتله يهوديا ثم إسلامه
قال ابن إسحاق : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من ظفرتم به من رجال يهود فاقتلوه ) فوثب محيصة بن مسعود .
قال ابن هشام : محيصة ويقال محيصة بن مسعود بن كعب بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرح بن عمرو بن مالك بن الأوس - على ابن شنينة -
قال ابن هشام : ويقال شنينة - رجل من تجار يهود ، كان يلابسهم ويبايعهم فقتله وكان حويصة بن مسعود إذ ذاك لم يسلم ، وكان أسن من محيصة ، فلما قتله جعل حويصة يضربه ، ويقول أي عدو الله ،أقتلته ؟ أما والله لرب شحم في بطنك من ماله .
قال محيصة : فقلت : والله لقد أمرني بقتله من لو أمرني بقتلك لضربت عنقك ، قال : فوالله إن كان لأول الإسلام حويصة قال : آولله لو أمرك محمد بقتلي لقتلتني ؟ قال : نعم ، والله لو أمرني بضرب عنقك لضربتها ! قال : والله إن دينا بلغ بك هذا لعجب ، فأسلم حويصة
((((((((((((((
اسئلة تبحث عن اجابة مقنعة
اعداد الأخ : يوسف عبد الرحمن
السؤال الأول : بحسب إيمان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فإن الأطفال الذين يموتون بدون المعمودية لن يروا مجد الله ، وذلك استناداً على ما جاء في يوحنا 3 : 5 : (( ان كان احد لا يولد من الماء والروح لا يقدر ان يدخل ملكوت السموات )) وفي كتاب الصف الرابع المقرر في كلية البابا شنودة الثالث الاكليريكية بشبرا الخيمة - لاهوت طقسي - نجد الآتي : " اذا أصاب المولود مرض وخافوا عليه من الموت يجب أن يطلبوا من الاب الكاهن ان يقوم بعماده ومسحه بالميرون ولو كان عمره يوماً واحداً وتحت اى ظروف ( كأن يكون الكاهن غير صائم أو عدم استطاعته عماده بالتغطيس ) وبسرعة لئلا يموت بغير عماد فيحرم من دخول ومعاينة الملكوت حسب قول مخلصنا ( يو 3 ) .
والسؤال : هل اختار هذا الطفل أن يموت ( او ينتقل ) قبل العماد حتى يلاقي هذا المصير ؟ واين عدل الله المطلق الذي تنادون به عند حديثكم عن الصلب والفداء ؟
السؤال الثاني : إذا كنتم تقولون : (( ليس ذكر وأنثى بل الجميع واحد في المسيح يسوع )) (غلا 3 : 28) وتنتقدون وضع المرأة في الأديان الأخرى ، فلماذا تمنع الكنيسة الأرثوذكسية المرأة الحائض من التناول ومن دخول الهيكل ؟ ولماذا إذا ولدت ذكراً تكون نجسه سبعة أيام بينما إذا ولدت أنثى تكون نجسة أسبوعين وتنتظر 40 يوما بعد ولادتها للذكر حتى تطهر بينما تنتظر 80 يوما للأنثى ؟ ( لاويين 12 : 1 )
السؤال الثالث : من أسرار الكنيسة السبعة سر اسمه : مسحة المرضى ... لماذا فشل هذا السر في شفاء البابا شنودة الذي ذهب يُعالج بألمانيا وأمريكا في يونيو عام 2006 بسبب الآلام التي كان يشكو منها في عموده الفقري ؟
السؤال الرابع : حسب معتقدكم فإن اللاهوت كان في جسد المسيح و في نفس الوقت كان موجوداً في كل الكون لأن اللاهوت كما تقولون موجود في كل مكان ولا يحده جسم بشر ، إذن ما الذي يميز المسيح ؟؟ إذا كان اللاهوت موجود في كل مكان فهو إذن موجود في جسد كل البشر فالبشر كلهم ( برأي النصارى ) ناسوت بداخله لاهوت !!!!!!!
السؤال الخامس : كيف يمكن للاقانيم الثلاثة ان تكن واحد ذاتا وجوهرا وطبيعة في ضوء قصر أمومة مريم للاقنوم الثاني فقط لاهوتيا من حيث الجسد الناسوتي المتحد اقنوميا باللاهوت ولا تجوز المفارقة ولاطرفة عين ويحكم بالهرطقة والتجديف من زعم انها ام للاقنوم الاول الاب او الاقنوم الثالث الروح القدس؟هل من اجابة محددة ومباشرة؟؟
السؤال السادس : تدَّعون أن الأب والإبن والروح القدس ثلاثة أقانيم متحدة ، فهل تعتمد هذه الأقانيم على بعضها البعض؟ وهل لكل منهم وظيفة لا يستطيع الآخر أن يقوم بها؟ فإن كانوا يعتمدون على بعضهم فليس أي منهم إله، لأن الإله لا يعتمد على غيره. وإن كانوا لا يعتمدون على بعضهم، فيكونون حينئذٍ ثلاثة آلهه وليس إلهاً واحداً. وبالمثل إن كان لكل منهم وظيفة لا يستطيع الآخر القيام بها ، لا يكون أى منهم إله ، لأن الله كامل ، وعلى كل شىء قدير. وإن كان لكل منهم وظيفة محددة ، يكون كل منهم إله ناقص ، ولا يُقرُّ دينكم هذا.
السؤال السابع : هل قال المسيح لتلاميذه وأتباعه، إنه يتكون من جزء لاهوتي وجزء ناسوتي؟ وأنه إله كامل وإنسان كامل ؟ نطالب المسيحيين بالأدلة النقلية من الكتاب المقدس على لسان المسيح التي تثبت ذلك . وإذا كان المسيح إنسان كامل فهل يعني هذا انه يشتهي النساء كأي إنسان كامل وان قضيبه الذكري ينتصب كأي إنسان كامل ؟! ثم اذا كان الناسوت واللاهوت هو ركيزة أساسية في المسيحية وسبب من أسباب الانقسام والحروب والاضطهاد والكراهية بين النصارى. فماذا قال المسيح عنها؟ كيف شرحها لهم؟
واذا كان هذا من البدع التي ابتدعوها بعد السيد المسيح عليه السلام فكيف يكون أساس الدين وأكثر الأمور جدالا حولها لم يشرعه الله ولم يتكلم عنها المسيح؟
وأخيرا فإن مبدأ اللاهوت والناسوت يمكن تطبيقه على معظم أنبياء الكتاب المقدس ، فنستطيع أن نقول مثلا أن النبي ( اليشع ) في سفر الملوك الثاني [ 4 : 1 ، 7 ] صنع معجزة تكثير الزيت بلاهوته ، بينما كان ينام ويأكل بناسوته و الذي يقرأ هذه المعجزة سيجد أن النبي ( أليشع ) لم يرد في خبرها أنه رفع نظره نحو السماء ، ولا أنه بارك وشكر الله كما فعل المسيح في متى 14 : 19. وعندما شق إيليا البحر بحسب ملوك الثاني [ 2 : 7 ، 8 ] كان ذلك بلاهوته وبقية افعاله كانت بناسوته !!
السؤال الثامن : تقولون أن المسيح مولود من أبيه أزلاً ، فإذا كان الأمر كما تقولون فيكونان موجودان أزليان الله الأب أزلي والله الابن أزلي فإن كان الأب قديماً فالابن مثله وإن كان الأب خالقاً كان الابن خالقاً مثله ، والسؤال هو :
لم سميتم الأب أباً والابن ابناً ؟
فإذا كان الأب استحق اسم الابوة لقدمه فالابن أيضاً يستحق هذا الاسم بعينه لأنه قديم قدم الأب ، وإن كان الأب عالماً قديراً فالابن أيضاً مثله ، فهذه المعاني تبطل اسم الابوة والبنوة ، لأنه إذا كان الأب والابن متكافئين في القدرة والقدم فأي فضل للأب على الابن حتى يرسله فيكون الأب باعثاً والابن مبعوثاً ؟ ألم يقل يوحنا ان الأب أرسل الابن للعالم . ولا شك ان الراسل هو غير المرسل.
السؤال التاسع : التثليث يعتبر لُب المسيحية ومحورها الأساسي ومع ذلك لاوجود لكلمة التثليث أو الثالوث في كل الكتاب المقدس فمن أين جئتم بكلمة التثليث؟ فهى غير موجودة بكتابكم المقدس!! ولماذا تستعملون مفردة لم يستعملها المسيح ؟ ثم لماذا ثلاثة وليس سبعة : " هذا يقوله الذي له سبعة أرواح الله " رؤيا 3 : 1 هل من جواب مقنع ؟
السؤال العاشر : هل كان الأنبياء الكبار قبل ديانة بولس يؤمنون بالتثليث وأن الله ثلاثة في واحد ؟ وأين الدليل ؟
السؤال الحادي عشر : ورد في إنجيل ( متى 21: 37 ) في قوله (( فأخيراً أرسل إليهم ابنه قائلاً يهابون ابني )). ويقصدون أن الله أرسل ابنه المسيح إلى شعب اليهود لأنهم لم يهابوا الله وقد يهابوا ابنه .
ولو صدَّق أحد هذا لوجب ألا يكون هناك ثلاثة فى واحد ، بل ثلاثة في ثلاثة ، حيث إن الإله الأول لم يهبه أحد ، فأرسل إليهم ابنه!! فالراسل غير المرسل .
وإذا كان الإله قد جاء فى صورة الجسد ليَحْدُث التشابه بينه وبين الإنسان فلماذا لم يجىء فى صورة امرأة؟ ألم يقل بولس إنَّ المرأة هى التى أغويت ، وآدمُ لم يَغْوَ ولكنَّ المرأة أُغوِيَتْ فَحَصَلَت فى التعدِّى ( تيموثاوس الأولى2: 14 )
السؤال الثاني عشر : من الذى حبَّلَ مريم العذراء؟
يقول لوقا: (( فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: كَيْفَ يَكُونُ هَذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟» فَأَجَابَ الْمَلاَكُ: اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ فَلِذَلِكَ أَيْضاً الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ. )) لوقا 1: 34-35
ومعنى ذلك أن الحمل تمَّ عن طريقين : ( اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ ) ( وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ ) ، فهما إذن شيئان مختلفان وليسا متحدين.
فلو كان الروح القدس هو المتسبب فى الحمل ، فلماذا يُنسَب إلى الله؟
ولو كان هناك إتحاد فعلى بين الأب والابن والروح القدس لا ينفصل طرفة عين ، فعلى ذلك يكون الابن ( الذى هو أيضاً الروح القدس ) هو الذى حبَّلَ أمَّه.
السؤال الثالث عشر : ما حكاية الموحدون الأوائل الذين كانوا يعيشون من القرن الأول حتى القرن الرابع الميلادى؟ مثل فرقة أبيون وفرقة الشنشاطى وفرقة آريوس وفرقة ميلينوس؟ وقد كانوا كلهم من الفرق التى تنادى بلا إله إلا الله عيسى عبد الله ورسوله.
السؤال الرابع عشر : يمثل صلب المسيح الركن الأساسي في عقيدة المسيحية، وتزعمون أنه بسبب خطيئة آدم جاء المسيح عليه السلام ، والسؤال هو :
نريد نصاً واحداً فقط من الأناجيل الأربعة وعلى لسان المسيح يقول فيه ويذكر انه جاء من اجل الخطيئة الأزلية لأبوهم آدم؟ ومن جهة أخرى : أين هو صليب المسيح المزعوم ؟ ماذا حدث له ؟
السؤال الخامس عشر : عندما وقعت معصية آدم لم يكن هناك إلا آدم وحواء ، وبناء عليه لماذا ترك إله المحبة والسلام الإنسانية تتوالد تحت ناموس اللعنة والخطية كما تقولون وان يعم الفساد وينتشر ؟!!
السؤال السادس عشر : تؤمنون بعدل الله وأنه إله عادل . . وقد ذكر كتابكم المقدس العقاب الذي شمل آدم وحواء والحية بعد قصة السقوط وهذا العقاب قد شملهم بالآتي :
( 1 ) أوجاع الحمل والولادة لحواء وأيضاً : " إلى رجلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك " [ تكوين 3 : 16 ]
( 2 ) دوام العداوة بين نسل المرأة والحية. [ تكوين 3 : 15 ]
( 3 ) لعنة التربة التي يعتمد عليها الإنسان في حياته على الأرض [ تكوين 3 : 17 - 19 ]
( 4 ) عقوبة الرب للحية التي أغوت حواء بأن جعلها تسعى على بطنها [ تكوين 3 : 14 ]
والسؤال المطروح هو : بما أن الله عادل . . وقد صالحنا بصلب المسيح المزعوم . . فلماذا لم تنتهي هذه العقوبات . .؟ لماذا ما زالت الحية تسعى على بطنها ؟ لماذا ما زالت المرأة تصاب بأوجاع الحمل والولادة ؟ لماذا لم تنتهي العداوة بين نسل المرأة والحية ؟
ألستم تقولون أن الله صالحنا بموت المسيح على الصليب فلماذا ما زالت المرأة تلد بالأوجاع - لدرجة ان البعض منهن يستخدمن المخدر من شدة الألم - ولماذا عقاب الاشتياق ما زال موجوداً منها ومن الرجل ؟ ولماذا ما زال عقاب الرب للحية بأن تمشي على بطنها مستمراً ؟؟!
أين هوعدل الله بحسب إيمانكم ؟؟ ونلاحظ أيضا ان الله أعطى عقوبة لآدم " بعرق وجهك تأكل خبزاً .. ملعونة الأرض بسببك . بالتعب تأكل منها " (تك 3: 19،17) فإذا كانت قصة الخلاص المسيحية هي حقيقة فلماذا ما تزال هذه العقوبات قائمة ؟! أم إنها باقية للذكرى كما قال البابا شنودة في إحدى كتاباته ؟!!! هل من عدل الله بعد ان خلصنا المسيح وصالحنا ان يبقي هذه العقوبات ؟
السؤال السابع عشر : بحسب الإيمان المسيحي فإن الله صلب الله عشان يرضي الله ! فإين العقل في ذلك ؟
السؤال الثامن عشر : هل من الرحمة أن يُسلم الأب ابنه للصلب دون أن يقترف إثماً أو جريمة ما تستحق هذه العقوبة ؟ وما الفائدة التربوية التى نتعلمها من مثل هذا التصرُّف؟ فما بالك إذا كان الآخر ابن الإله ؟ وكيف يثق خلقه به إذا كان قد ضحى بالبار البرىء من أجل غفران خطيئة مذنب آخر ؟ هل يُعجبه أن يصفه أحد خلقه بالقسوة وعدم الرحمة ؟ (( اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ )) رومية 8: 31-32
ولو كان الصلب والفداء لغفران خطيئة آدم وحواء – فكيف يكفر عن خطيئة الشيطان ؟ وهل سيضطر إلى النزول مرة أخرى والزواج من شيطانة لينجب شيطاناً يصلب عن الشياطين؟ أليست خطيئة الشيطان أعظم وأجل ؟ وهل يعقل أن تكون قوانين الأمم المتحضرة اليوم أعدل من قانون الله ، حيث إنها لا تحاسب الإنسان على فعل غيره ولو كان ابنه أو أباه؟ كيف تكون عملية الصلب والقتل وإسالة دم البريْ رحمة وهبة للبشرية؟
السؤال التاسع عشر : لقد ادعى بولس مؤسس المسيحية بأن أجرة الخطية الموت ، فإذا كانت أجرة الخطية الموت فلماذا لم يمت إبليس المتسبب الرئيسي للخطية والذي هو صاحب كل خطية في العالم ؟ نريد اجابة مقنعة بحسب عدل الله الذي تدعونه .
السؤال رقم 20 : يقول لوقا في 23 : 48 (( وَكُلُّ الْجُمُوعِ الَّذِينَ كَانُوا مُجْتَمِعِينَ لِهَذَا الْمَنْظَرِ لَمَّا أَبْصَرُوا مَا كَانَ رَجَعُوا وَهُمْ يَقْرَعُونَ صُدُورَهُمْ )) لماذا حزن تلاميذه والمؤمنون لو كانوا قد علموا بفرية الفداء والصلب ؟ ألم تكن هذه الحادثة مدعاة إلى سرور الناس جميعاً ؟
لسؤال رقم 21 : كتب يوحنا في [19 : 33] حول حادثة الصلب المزعومة ما يلي :
(( واما يسوع فلما جاءوا اليه لم يكسروا ساقيه لانهم رأوه قد مات .34 لكن واحدا من العسكر طعن جنبه بحربة وللوقت خرج دم وماء .35 والذي عاين شهد وشهادته حق وهو يعلم انه يقول الحق لتؤمنوا انتم . ))
والسؤال هو :
كيف تمكن الشاهد الذي عاين و شهد كما يقول يوحنا من التفريق بين الماء والدم من هذه الطعنة ؟؟ لأنه من المعروف أن الماء إذا إختلط بالدم فإن الخليط سيصبح لونه أحمر أقل قتامة من الدم بحيث يستحيل على الرائي أن يفرق بين الدم و الماء بالعين المجردة (( في عصرنا هذا يمكن الوصول إلى ذالك بالأدوات تحليل الدم )). وخصوصاً أن الحادثة وقعت والظلام قد حل على الأرض كلها [ مرقس : 15 : 33 ] !!!
والنقطة الثانية والمهمة هي أن خروج الدم والماء من جنب يسوع لدليل دامغ على أنه لم يمت فمن المعروف أن دماء الموتى لا تسيل !!
السؤال رقم 22 : هل المسيح كان من الأشرار ؟
حسب الايمان المسيحي نعم. فقد قرر الكتاب المقدس أن (( الشرير فدية الصديق )) أمثال 21: 18 ، وقد قرر صاحب رسالة يوحنا أن المسيح صُلِبَ كفارة لخطايا كل العالَم (رسالة يوحنا الأولى 2: 2)
السؤال رقم 23 : لقد شهد إلاهكم قبل أن يموت على الصليب المزعوم ويفدى البشرية من خطيئة أدم أن تلاميذه من الأطهار باسثناء واحد منهم: (( قَالَ لَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «يَا سَيِّدُ لَيْسَ رِجْلَيَّ فَقَطْ بَلْ أَيْضاً يَدَيَّ وَرَأْسِي. قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «الَّذِي قَدِ اغْتَسَلَ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ إِلاَّ إِلَى غَسْلِ رِجْلَيْهِ بَلْ هُوَ طَاهِرٌ كُلُّهُ. وَأَنْتُمْ طَاهِرُونَ وَلَكِنْ لَيْسَ كُلُّكُمْ.)) يوحنا 13: 9-10 ألا يكذب هذا بدعة الصلب والفداء؟
السؤال رقم 24 : جاء في إنجيل متى قول المسيح : (( فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ )) متى 6: 14 ،ومعنى هذا أن غفران الله لنا يتوقف على مغفرتنا لاخواننا والتحاب بيننا ، وليس على الصلب والفداء.
السؤال رقم 25 : تزعمون أن المسيح جاء برضاه إلى الدنيا لكي يقتل على الصليب ولكي يصالح البشرية مع الله ويفديهم بدمه ليخلصهم من خطيئة أبيهم آدم. وهذا يتناقض مع ما جاء في الأناجيل، فقد بينت الأناجيل أن المسيح لم يكن راضياً على صلبه، وأنه أخذ يصلي ويستغيث بالله، أن ينجيه من أعدائه، حتى أن عرقه صار كقطرات دم نازلة على الأرض ، واستمر في دعائه قبل القبض عليه وبعد أن وضع على الصليب حسب اعتقادكم : (( حِينَئِذٍ جَاءَ مَعَهُمْ يَسُوعُ إِلَى ضَيْعَةٍ يُقَالُ لَهَا جَثْسَيْمَانِي فَقَالَ لِلتَّلاَمِيذِ : اجْلِسُوا هَهُنَا حَتَّى أَمْضِيَ وَأُصَلِّيَ هُنَاكَ. ثُمَّ أَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ وَابْنَيْ زَبْدِي وَابْتَدَأَ يَحْزَنُ وَيَكْتَئِبُ. فَقَالَ لَهُمْ : نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى الْمَوْتِ. امْكُثُوا هَهُنَا وَاسْهَرُوا مَعِي. ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: يَا أَبَتَاهُ إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ )) (متى 26: 36-44) و (مرقس 14: 32-39) و(لوقا 22: 41-44)
السؤال رقم 26 : أين نجد قول عيسى عليه السلام نفسه لتلاميذه إنه الله وقد نزل إلى الدنيا لكي يغفر للبشر خطاياهم بالصلب ؟
فإن كان الجواب بالإيجاب ، فأيِّد إجابتك من الأناجيل!
السؤال رقم 27 : لماذا لم يرسل الله المسيح إلى الأرض بعد خطيئة آدم وطرده من الجنة مباشرة كي يقوم بمحو الخطيئة ثم يكون بعد ذلك أجيال لبني آدم بدون ذنب أو خطيئة ولماذا انتظر لمدة ألفي عام أو يزيد ثم أرسله كي يقوم بالخلاص !!!؟؟؟
السؤال رقم 28 : لماذا بعد أن صلب المسيح وتمت عملية الفداء والخلاص من الخطيئة ظل الناس فى الأرض ولم يرجعوا إلى الجنة إذا كانت خطيئة آدم قد غفرت وتم الخلاص له ولذريته؟؟؟؟؟
السؤال رقم 29 : إذا كان إلهكم يسوع قد نزل إلى الأرض كي يفدي بني البشر ويصلب ويقتل من أجلكم فمعنى ذلك أنكم عنده أغلى من نفسه !
وإذا كان كذلك وهو يحبكم حباً عظيماً فلماذا بعد ما غفر لكم وصعد إلى السماء وجلس على عرشه يرسل عليكم الصواعق والزلازل والأعاصير فيعذبكم بها ومنكم من يموت ومنكم من يظل إما معذباً وإما مهاناً ؟؟؟؟؟
السؤال رقم 30 : إذا كانت ذنوبكم قد غفرت وتم فدائكم فلماذا إذاً نشاهد كراسي الاعتراف في الكنائس القبطية والكاثوليكية وغيرها ؟
السؤال رقم 31 : إذا كان الله محبة كما تقولون فلماذا أعد بحيرة الكبريت وأتون النار في الآخرة ( متى 13 : 42 ) هل نحن المسلمين و اليهود وكل البشر غير النصارى سنذهب للنار ؟؟ اذن ماهي المحبه التي يدعو اليها الدين المسيحي ؟ اذن فلا اختلاف ولا زياده في المحبه بين المسيحيه وغيرها من الأديان ... من يعصي له النار و من يؤمن له الجنه .. فمن اين أتيتم بموضوع المحبه ؟
فان قلتم ان محبه الله للبشر الان قبل يوم القيامه سنقول لكم لم تأتوا بجديد .. حتى الاسلام قال هذا بأن باب التوبه مفتوح ، فلا فائده من اللف و الدوران بالمصطلحات!
السؤال رقم 32 : يعتقد الأرثوذكس أن الله سبحانه وتعالى قد أخذ جسد بشري وأتى بنفسه للعالم بينما نجد أن كاتب إنجيل يوحنا يقول : (( لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل أبنه الوحيد )) [ 3 : 16 ] و قال يوحنا في رسالته الأولى : (( ان الله قد ارسل ابنه الوحيد الى العالم لكي نحيا به )) [ 4 : 9 ]
ونحن نسأل : هل الله قد تجسد كما تزعمون وأتى بنفسه للعالم أم انه أرسل للعالم ابنه الوحيد كما تزعم النصوص؟ ومما لا شك فيه أن الراسل غير المرسل والباعث غير المبعوث . وهناك العديد من النصوص التي تنص على ان الله لم يتجسد وينزل ولكنه أرسل ابنه للعالم انظر الرسالة الأولى ليوحنا [ 4 : 14 ] .
هيِّن : (( اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ.)) متى 11: 29-30
السؤال رقم 44 : ماذا فعل يسوع بعد أن أنهى الشيطان تجربته معه ؟
(( ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ. 12وَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ أَنَّ يُوحَنَّا أُسْلِمَ انْصَرَفَ إِلَى الْجَلِيلِ. 13وَتَرَكَ النَّاصِرَةَ وَأَتَى فَسَكَنَ فِي كَفْرِنَاحُومَ الَّتِي عِنْدَ الْبَحْرِ فِي تُخُومِ زَبُولُونَ وَنَفْتَالِيمَ )) متى 4: 11-13
(( وَرَجَعَ يَسُوعُ بِقُوَّةِ الرُّوحِ إِلَى الْجَلِيلِ وَخَرَجَ خَبَرٌ عَنْهُ فِي جَمِيعِ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ. وَكَانَ يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهِمْ مُمَجَّداً مِنَ الْجَمِيعِ. وَجَاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ حَيْثُ كَانَ قَدْ تَرَبَّى. )) لوقا 4: 14
فترى يسوع عند متى كان فى الناصرة وانصرف منها إلى الجليل واستقر فى كفرناحوم
أما عند لوقا فقد رجع إلى الجليل واستقر فى الناصرة.
السؤال رقم 45 : متى أعطى يسوع التلاميذ القدرة على إخراج الشياطين ؟
حدثت أولاً قصة المجنون الأخرس فى ( متى 9: 32-34 ) ، ثم أعطاهم القدرة على إخراج الشياطين وإشفاء المرضى فى (متى 10: 1-10)
وعند لوقا أعطاهم أولاً القدرة على إخراج الشياطين وإشفاء المرضى (9: 1-6) ، ثم حدثت قصة التجلى (9: 28-36).
السؤال رقم 46 : كم عدد الشهود الذين شهدوا أنه قال إنه ينقض الهيكل ويبنيه فى ثلاثة أيام؟
حسب انجيل متى : كانوا اثنين فقط ((.. .. .. وَلَكِنْ أَخِيراً تَقَدَّمَ شَاهِدَا زُورٍ وَقَالاَ: «هَذَا قَالَ إِنِّي أَقْدِرُ أَنْ أَنْقُضَ هَيْكَلَ اللَّهِ وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَبْنِيهِ.)) متى 26: 60-61
ولكن حسب انجيل مرقس كانوا قوماً: (( ثُمَّ قَامَ قَوْمٌ وَشَهِدُوا عَلَيْهِ زُوراً قَائِلِينَ: نَحْنُ سَمِعْنَاهُ يَقُولُ: إِنِّي أَنْقُضُ هَذَا الْهَيْكَلَ الْمَصْنُوعَ بِالأَيَادِي وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَبْنِي آخَرَ غَيْرَ مَصْنُوعٍ بِأَيَادٍ.)) مرقس 14: 57-58
السؤال رقم 47 : ماذا تعنى عندكم هذه الفقرة: (( لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَنِي مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! )) متى 23: 39؟
لو كان المسيح هو الله فكيف سيأتي باسم الرب لماذا لا يأتي باسمه هو ؟
السؤال رقم 48 : يقول متى إنه عند تعميد يسوع انفتحت السماء ، وأتت روح الله كحمامة وتكلمت وسمعها الناس ويوحنا المعمدان أيضاً: (( فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ فَرَأَى رُوحَ اللَّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ.)) متى 3: 16-17
ويقول أيضاً: (( وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ ظَلَّلَتْهُمْ وَصَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا.)) متى 17: 5 وأيضاً مرقس 2: 7
إلا أن يوحنا ، شاهد العيان ، ينفى وقوع مثل هذا ، ويؤكد أنه لم يسمع أحد قط صوت الله قائلاً: (( وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ وَلاَ أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ )) يوحنا 5: 37 فوحى من نُصدِّق إذاً؟
السؤال رقم 49 : هل أراد عيسى عليه السلام حقاً إفناء البشرية من عباد الله ؟ فلماذا قال إذاً ؟ (( لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ.)) متى 19: 12
وأين حق النساء فى الزواج والإستمتاع بأزواجهن ؟ ألم يعلم إلهكم بعلمه الأزلى أن الساقطات سوف يستخدمن مثل هذا القول من أجل تبرير السحاق ؟
ولم يكن هو نفسه أو أحد الأنبياء مخصياً أو حتى أحد الحواريين، فمن المعروف أن بعض الحواريين كان متزوجاً مثل بطرس وبولس، بل ويندد سفر التثنية بمن يفعل ذلك قائلاً : (( لا يَدْخُل مَخْصِيٌّ بِالرَّضِّ أَوْ مَجْبُوبٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.)) تثنية 23 : 1
السؤال رقم 50 : كم كان عمر عيسى عليه السلام حين صلبه اليهود على زعمكم ؟
تقول كل كتب النصارى إن عمره كان حوالى 33 سنة ، إلا أن إنجيل يوحنا يفاجئنا بقول اليهود له: (( فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ: «لَيْسَ لَكَ خَمْسُونَ سَنَةً بَعْدُ أَفَرَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ؟ )) يوحنا 8: 57
فهل عاش فعلاً قريباً من هذا العمر؟ لأنه من السفه القول بأن الإنسان لا يمكنه التفرقة بين ابن الثلاثين وابن الخمسين فى الشكل.
السؤال رقم 51 : جاء في انجيل مرقس 14: 27-31 (( وَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ : إِنَّ كُلَّكُمْ تَشُكُّونَ فِيَّ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ:أَنِّي أَضْرِبُ الرَّاعِيَ فَتَتَبَدَّدُ الْخِرَافُ. 28وَلَكِنْ بَعْدَ قِيَامِي أَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ». فَقَالَ لَهُ بُطْرُسُ : وَإِنْ شَكَّ الْجَمِيعُ فَأَنَا لاَ أَشُكُّ! 30فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ إِنَّكَ الْيَوْمَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ مَرَّتَيْنِ تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ». 31فَقَالَ بِأَكْثَرِ تَشْدِيدٍ: وَلَوِ اضْطُرِرْتُ أَنْ أَمُوتَ مَعَكَ لاَ أُنْكِرُكَ. وَهَكَذَا قَالَ أَيْضاً الْجَمِيعُ. ))
ان قول بطرس والتلاميذ هنا (( وَلَوِ اضْطُرِرْتُ أَنْ أَمُوتَ مَعَكَ لاَ أُنْكِرُكَ )) لدليل على معرفة التلاميذ له بأنه إنسان مُعرَّض للهلاك والموت ، وأن هرطقة الاتحاد بينه وبين الله والروح القدس من الخرافات التى دخلت فيما بعد على دين عيسى عليه السلام وأفسدت رسالته الحقة. وكيف يكون هو الإله والله هو الحى الباقى الذى لا يموت ؟
السؤال رقم 52 : مَن الذى دعا إلى إنعقاد المجمع المسكونى الأول (نيقية)؟وماذا كانت ديانته؟
السؤال رقم 53 : من هو مترجم كل إنجيل؟ وما هي كفاءته العلمية واللغوية بكلا اللغتين؟ وما هي درجة تقواه وتخصصه؟ وما هي جنسيته؟
السؤال رقم 54 : لماذا تنكرون التعدد في الزوجات وكتابكم المقدس يقول :
زوجات إبراهيم هن :
1- سارة أخته لأبيه (تكوين 20: 12)
2- هاجر (تكوين 16: 15)
3- قطورة (تكوين 25: 1)
4- حجور (الطبرى ج1 ص 311)
5- يقول سفر التكوين : (( وَأَمَّا بَنُو السَّرَارِيِّ اللَّوَاتِي كَانَتْ لإِبْرَاهِيمَ فَأَعْطَاهُمْ إِبْرَاهِيمُ عَطَايَا وَصَرَفَهُمْ عَنْ إِسْحَاقَ ابْنِهِ شَرْقاً إِلَى أَرْضِ الْمَشْرِقِ وَهُوَ بَعْدُ حَيٌّ.)) تكوين 25: 6
ومعنى ذلك أنه كان سيدنا إبراهيم يجمع على الأقل ثلاث زوجات بالإضافة إلى السرارى التى ذكرها الكتاب بالجمع.
وإذا علمنا أن سليمان كان عنده 300 من السرارى ، وداود ترك جزء من سراريه لحفظ البيت ، ويبلغ عددهن 10 سرارى (صموئيل الثانى 15: 16).
فإذا ما افترضنا بالقياس أن سيدنا إبراهيم كان عنده 10 سرارى فقط بالإضافة إلى زوجاته، يكون قد جمع تحته 13 زوجة وسريرة.
وزوجات يعقوب هن :
1- ليئة
2- راحيل
3- زلفة
4- بلهة
وبذلك يكون سيدنا يعقوب قد جمع 4 زوجات فى وقت واحد.
وزوجات موسى هن:
1- صفورة (خروج 2: 11-22)
2- امرأة كوشية (وهو فى سن التسعين) عدد 12: 1-15
وبذلك يكون نبى الله موسى قد تزوج من اثنتين (يؤخذ فى الإعتبار أن اسم حمى موسى جاء مختلفاً: فقد أتى رعوئيل (خروج 2: 28) ويثرون (خروج 3: 1) وحوباب القينى قضاة 1: 16) وقد يشير هذا إلى وجود زوجة ثالثة لموسى عليه السلام ؛ إلا إذا اعترفنا بخطأ الكتاب فى تحديد اسم حمى موسى عليه السلام.
وزوجات جدعون هن : (( كان لجدعون سبعون ولداً خارجون من صلبه ، لأن كانت له نساء كثيرات )) قضاة 8: 30-31
وإذا ما حاولنا استقراء عدد زوجاته عن طريق عدد أولاده ، نقول: أنجب إبراهيم 13 ولداً من 4 نساء. فيكون المتوسط التقريبى 3 أولاد لكل امرأة.
وكذلك أنجب يعقوب 12 ولداً من 4 نساء ، فيكون المتوسط التقريبى 3 أولاد لكل امرأة.
ولما كان جدعون قد أنجب 70 ولداً: فيكون عدد نسائه إذن لا يقل عن 23 امرأة.
وزوجات داود هن:
1- ميكال ابنة شاول (صموئيل الأول 18: 20-27)
2- أبيجال أرملة نابال (صموئيل الأول 25: 42)
3- أخينوعيم اليزرعيلية (صموئيل الأول 25: 43)
4- معكة ابنت تلماى ملك جشور (صموئيل الثانى 3: 2-5)
5- حجيث (صموئيل الثانى 3: 2-5)
6- أبيطال (صموئيل الثانى 3: 2-5)
7- عجلة (صموئيل الثانى 3: 2-5)
8- بثشبع أرملة أوريا الحثى (صموئيل الثانى 11: 27)
9- أبيشج الشونمية (ملوك الأول 1: 1-4)
وجدير بالذكر أن زوجة نبى الله (أبيشج الشونمية) كانت فى عُمر يتراوح بين الخامسة عشر والثامنة عشر ، وكان داود قد شاخ ، أى يتراوح عمره بين 65 و 70 سنة. أى أن العمر بينه وبين آخر زوجة له كان بين 45 و 50 سنة.
وكذلك كان عمر إبراهيم عندما تزوج هاجر 85 (أنجب إسماعيل وعمره 86 سنة [تكوين 16: 16]). وكان عمر هاجر عندما تزوجها إبراهيم حوالى 25 إلى 30 سنة (فقد أُعطِيت لسارة من ضمن هدايا فرعون له ، وتزوجها بعد هذا الموعد بعشر سنوات هى مدة إقامته فى أرض كنعان. فمتوسط عمرها عندما أُهدِيت لسارة بين 15 - 20 سنة).
وبذلك يكون الفرق فى العمر بين إبراهيم وهاجر بين 55 و 60 سنة.
(( وَعَلِمَ دَاوُدُ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَثْبَتَهُ مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَأَنَّهُ قَدْ رَفَّعَ مُلْكَهُ مِنْ أَجْلِ شَعْبِهِ إِسْرَائِيلَ. 13وَأَخَذَ دَاوُدُ أَيْضاً سَرَارِيَ وَنِسَاءً مِنْ أُورُشَلِيمَ بَعْدَ مَجِيئِهِ مِنْ حَبْرُونَ، فَوُلِدَ أَيْضاً لِدَاوُدَ بَنُونَ وَبَنَاتٌ.)) صموئيل الثانى 5: 12-13
ويمكن استقراء عدد نساء داود فى أورشليم كالآتى:
ملك داود فى حبرون على سبط يهوذا نحو 7 سنين ، تزوج فيها ست زوجات ، أى بمعدل زوجة جديدة كل سنة.
ولما نتقل داود إلى أورشليم ملكاً على إسرائيل ، كان عمره 37 سنة ، وقد بدأت المملكة تستقر. فمن المتوقع أن يستمر معدل إضافة الزوجات الجدد كما كان سلفاً، أى زوجة جديدة كل سنة.
وإذا أخذنا عامل السن فى الاعتبار ، فإننا يمكننا تقسيم مدة حياته فى أورشليم ، التى بلغت 33 سنة إلى ثلاث فترات ، تبلغ كل منها احدى عشر سنة ، ويكون المعدل المقبول فى الفترة الأولى زوجة جديدة كل سنة ، وفى الفترة الثانية زوجة جديدة كل سنتين ، وفى الفترة الثالثة زوجة جديدة كل ثلاث سنوات.
وبذلك يكون عدد زوجات داود الجدد الائى أخذهن فى أورشليم 20 زوجة على الأقل.
أما بالنسبة للسرارى فيقدرها العلماء ب 40 امرأة على الأقل. فقد هرب داود خوفاً من الثورة التى شنها عليه ابنه أبشالوم مع زوجاته وسراريه وترك عشر نساء من سراريه لحفظ البيت (صموئيل الثانى 15: 12-16).
وبذلك يكون لداود 29 زوجة و 40 سرية ، أى 69 امرأة على الأقل. وهذا رقم متواضع إذا قورن بحجم نساء ابنه سليمان الذى وصل إلى 1000 امرأة.
نساء رحبعام هن:
(( وَأَحَبَّ رَحُبْعَامُ مَعْكَةَ بِنْتَ أَبْشَالُومَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ نِسَائِهِ وَسَرَارِيهِ لأَنَّهُ اتَّخَذَ ثَمَانِيَ عَشَرَةَ امْرَأَةً وَسِتِّينَ سُرِّيَّةً وَوَلَدَ ثَمَانِيَةً وَعِشْرِينَ ابْناً وَسِتِّينَ ابْنَةً.)) أخبار الأيام الثانى 11: 21
نساء هوشع هن :
زوجتين (هوشع 1: 2-3 و هوشع 3: 1-2 )
وختاما نرحب بأي مسيحي لديه إجابات شافية مقنعة على بريد الموقع الأكتروني .
=====================================================================((((((((((((
اشعيا 53 .. والوهم الكبير
يوسف عبد الرحمن
الإصحاح 53 من سفر اشعيا أحد الاصحاحات المحببة لدى النصارى ، حتى ان البعض منهم يسميه بالانجيل الخامس لما يرون فيه على حد زعمهم من نبوءة تتعلق بالمسيح المصلوب ، واليك - أخي القارىء - نص الاصحاح بحسب ترجمة الفانديك ثم يليه الرد :
" هُوَذَا عَبْدِي يَعْقِلُ يَتَعَالَى وَيَرْتَقِي وَيَتَسَامَى جِدّاً. 14كَمَا انْدَهَشَ مِنْكَ كَثِيرُونَ. كَانَ مَنْظَرُهُ كَذَا مُفْسَداً أَكْثَرَ مِنَ الرَّجُلِ وَصُورَتُهُ أَكْثَرَ مِنْ بَنِي آدَمَ. هَكَذَا يَنْضِحُ أُمَماً كَثِيرِينَ. مِنْ أَجْلِهِ يَسُدُّ مُلُوكٌ أَفْوَاهَهُمْ لأَنَّهُمْ قَدْ أَبْصَرُوا مَا لَمْ يُخْبَرُوا بِهِ وَمَا لَمْ يَسْمَعُوهُ فَهِمُوهُ. " ( هذه الاعداد الثلاثة الأخيرة من اشعياء 52 وهي ضمن الاصحاح 53 بحسب التراجم الأخرى كالمشتركة والكاثوليكية )
" 1مَنْ صَدَّقَ خَبَرَنَا وَلِمَنِ اسْتُعْلِنَتْ ذِرَاعُ الرَّبِّ؟ 2نَبَتَ قُدَّامَهُ كَفَرْخٍ وَكَعِرْقٍ مِنْ أَرْضٍ يَابِسَةٍ لاَ صُورَةَ لَهُ وَلاَ جَمَالَ فَنَنْظُرَ إِلَيْهِ وَلاَ مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيهِ. 3مُحْتَقَرٌ وَمَخْذُولٌ مِنَ النَّاسِ رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ الْحُزْنِ وَكَمُسَتَّرٍ عَنْهُ وُجُوهُنَا مُحْتَقَرٌ فَلَمْ نَعْتَدَّ بِهِ. 4لَكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا. وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَاباً مَضْرُوباً مِنَ اللَّهِ وَمَذْلُولاً. 5وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا. 6كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا. 7ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. 8مِنَ الضُّغْطَةِ وَمِنَ الدَّيْنُونَةِ أُخِذَ. وَفِي جِيلِهِ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنَّهُ قُطِعَ مِنْ أَرْضِ الأَحْيَاءِ أَنَّهُ ضُرِبَ مِنْ أَجْلِ ذَنْبِ شَعْبِي؟ 9وَجُعِلَ مَعَ الأَشْرَارِ قَبْرُهُ وَمَعَ غَنِيٍّ عِنْدَ مَوْتِهِ. عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ ظُلْماً وَلَمْ يَكُنْ فِي فَمِهِ غِشٌّ. 10أَمَّا الرَّبُّ فَسُرَّ بِأَنْ يَسْحَقَهُ بِالْحُزْنِ. إِنْ جَعَلَ نَفْسَهُ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ يَرَى نَسْلاً تَطُولُ أَيَّامُهُ وَمَسَرَّةُ الرَّبِّ بِيَدِهِ تَنْجَحُ. 11مِنْ تَعَبِ نَفْسِهِ يَرَى وَيَشْبَعُ وَعَبْدِي الْبَارُّ بِمَعْرِفَتِهِ يُبَرِّرُ كَثِيرِينَ وَآثَامُهُمْ هُوَ يَحْمِلُهَا. 12لِذَلِكَ أَقْسِمُ لَهُ بَيْنَ الأَعِزَّاءِ وَمَعَ الْعُظَمَاءِ يَقْسِمُ غَنِيمَةً مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ سَكَبَ لِلْمَوْتِ نَفْسَهُ وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ وَهُوَ حَمَلَ خَطِيَّةَ كَثِيرِينَ وَشَفَعَ فِي الْمُذْنِبِينَ. " ( إشعيا 52/13 - 53/12 ).
ويربط النصارى بينه وبين ما جاء في مرقس " فتم الكتاب القائل : " وأحصي مع أثمة " ( مرقس 15/28)، ومقصوده كما لا يخفى ما جاء في إشعيا " سكب للموت نفسه، وأحصي مع أثمة " ومثله في أعمال الرسل ( أعمال 8/22 - 23 ).
الرد :
يؤكد اليهود وهم اصحاب الكتاب ولغته الأصليين أن لا علاقة بين هذا الإصحاح في إشعيا، وبين حادثة الصلب المزعومة للمسيح عليه السلام ، فالإصحاح يتحدث بنظرة شاملة مجازية مجسمة عن العبد إسرائيل ، وسبيه، وذلته في بابل كما سنرى ، ثم نجاته وهو الأمر الذي كان بسبب معاصيهم ومعاصي سلفهم، فحاق بهم عقاب من الله عم صالحيهم وفجارهم ..
تقول الرهبانية اليسوعية للكنيسة الكاثوليكية ، طبعة دار المشرق ، في المدخل لسفر اشعياء صفحة 1519 تحت كلمة عبيد الله وعبد الله :
" .. على من يدل هذا اللقب في ( 42 : 1 ) و ( 44 : 26 ) و ( 50 : 10 ) و ( 52 : 13 ) و ( 53 : 11 ) . أتُراه يدل على اسرائيل أيضاً ؟ أتُراه يدل على جماعة محدودة مجسدة ؟ أتُراه فرداً من الأفراد؟ وما عدا ذلك ، فهل تشير الفقرات الخمس المذكورة الى شخص واحد أم إلى عدة أشخاص ؟ إلى تجسيد واحد أم عدة تجسيدات . كل هذه الافتراضات محتملة، وفي الواقع فلقد أخذ بها بعض المفسرين.
إن اقتصرنا ، في مرحلة أولى ، على معنى النصوص المباشر ، وجدنا أن كلمة ( عبد ) قد تدل على كل الأشخاص الآتية أسماؤهم : اسرائيل بجملته ، واسرائيل بنخبته ، واشعيا الثاني بنفسه ، وقورش ، ملك فارس . "
وتقول في الصفحة التالية : " ... يرى بعض المفسرين أن ما ورد في 52 : 13 - 53 : 12 قد يُطبق أيضاً على نخبة إسرائيل ". ( الترجمة الكاثوليكية / بولس باسيم / الطبعة الثالثة 1988 )
وقبل ان ندخل – أخي القارىء – في اثبات هذا الأمر :
علينا ان نعرف أن هذا الإصحاح لا يمكن ان ينطبق على شخصية المسيح التي رسمتها الاناجيل والكنيسة وذلك طبقاً للآتي :
اولاً : بحسب الإصحاح فإن من حمل خطية وآثام الكثيرين هو عبد من عباد الله : (( 11 عبدي البار بمعرفته يبرر كثيرين وآثامهم هو يحملها )) وهذا يخالف تماماً عقيدة المسيحيون في الصلب والفداء ، فهم يقولون الفادي هو الله لأنه الوحيد القادر على حمل خطايا البشر ، وبالتالي فإن تمسكهم بهذا الإصحاح سيلزمهم بأن يكون الفادي الذي حمل خطايا البشر المزعومة هو عبد لله وليس ابناً لله وهو ما ينسف فكرة التجسد والكفارة .
ثانياً : هذا الإصحاح يتحدث عن عبد قد ظلم : (( 7 ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه )) وأن الرب سر بأن يسحقه بالحزن : (( 10 أما الرب فسر بأن يسحقه بالحزن )) وهذا يناقض اساس مبدأ الصلب القائم على عدل الله بحسب الفكر المسيحي .
ثالثاً : نلاحظ بأن العدد العاشر بحسب النص العبري من الاصحاح يتحدث عن عبد قد وعد بأن ستكون له ذرية فعلية أو حقيقية ، ذلك لأن عبارة النص العبري هي هكذا :
וַיהוָה חָפֵץ דַּכְּאוֹ, הֶחֱלִי--אִם-תָּשִׂים אָשָׁם נַפְשׁוֹ, יִרְאֶה זֶרַע יַאֲרִיךְ יָמִים; וְחֵפֶץ יְהוָה, בְּיָדוֹ יִצְלָח.
وهي تترجم انجليزيا هكذا :
And the Lord wished to crush him, He made him ill; if his soul makes itself restitution, he shall see children, he shall prolong his days, and God's purpose shall prosper in his hand.
وهذا النص يثير مشكلة كبيرة للكنيسة بسبب ان المسيح عليه السلام لم تكن له أي ذرية من صلبه ، ذلك لأن الكلمة العبرية zerah أو zer'a أي الذرية الواردة في هذا العدد لا تشير إلا للذرية التي هي من صلب الرجل أو من نسله الحقيقي ، أما الكلمة العبرية التي تستخدم للإشارة إلى الأولاد مجازاً فهي ben . وكمثال توضيحي للتفريق بين كلمة Zerah وبين كلمة ben في العبرية فلنقرأ تكوين 15 : 3 – 4 : (( وقال ابرام ايضاً : (( إنك لم تعطني نسلاً Zerah ، وهوذا ابن - ben - بيتي وارث لي )) فإذا كلام الرب إليه قائلاً : (( لا يرثك هذا ، بل الذي يخرج من احشائك هو يرثك )) .
وكأمثلة كتابية أخرى على استعمال الكلمة العبرية Zerah بمعنى النسل الحقيقي والفعلي انظر تكوين 12 : 7 و تكوين 15 : 13 وتكوين 46 : 6 و خروج 28 : 43 . وبمعنى النسل المجازي ben انظر تثنية 14 : 1 .
وبالتالي فإن هذا العبد الموعود بنسل حقيقي فعلي بحسب النص لا يمكن أن ينطبق أبداً على المسيح عليه السلام حسب الاعتقاد المسيحي في المسيح .
رابعا: ومن الملاحظ أيضاً ان العدد العاشر بحسب الاصل العبري يعطي وعداً للعبد بطول العمر أي ان الرب سيطيل عمره ، فعبارة النص العبري هكذا :
וַיהוָה חָפֵץ דַּכְּאוֹ, הֶחֱלִי--אִם-תָּשִׂים אָשָׁם נַפְשׁוֹ, יִרְאֶה זֶרַע יַאֲרִיךְ יָמִים; וְחֵפֶץ יְהוָה, בְּיָדוֹ יִצְלָח.
وهي تترجم انجليزيا هكذا :
And the Lord wished to crush him, He made him ill; if his soul makes itself restitution, he shall see children, he shall prolong his days, and God's purpose shall prosper in his hand.
وهذا ما يثير أيضا مشكلة كبيرة للكنيسة ذلك لأن التعبير الاصطلاحي العبري للحياة الطويلة الواردة في هذه الآية هي : ( ya'arich yamim ) وهذا التعبير لا يعني حياة خالدة أبدية لا نهاية لها ولكنه يعني حياة فانية ستصل إلى نهايتها على الارض وبالتالي فإن هذه الآية لا يمكن ان تنطبق ابداً على أي كائن يمكن أن يعيش للأبد . وكأمثلة من الكتاب المقدس وردت فيها هذا التعبير الذي لا يدل على الخلود انظر على سبيل المثال تثنية 17 : 20 و 25 : 15 والامثال 28 : 16 وسفر الجامعة 8 : 13 . أما التعبير العبري للحياة الابدية الخالدة فهو ( haye'i olam ) انظر دانيال 12 : 2 . ومن جهة أخرى كيف سيتم اطالة عمر شخص من المفترض انه ابن الله الأزلي ؟ وكنتيجة على ذلك كله فإن انطباق هذه الآية على المسيح هو أمر مستحيل بحسب الفكر اللاهوتي المسيحي للمسيح .
خامسا : بحسب الأصل العبري للجزء الأخير من العدد الثامن فإن الكاتب قد اعلنها بكل وضوح لأي شخص ملم بالنص العبري للكتاب المقدس بأن الحديث عن العبد المتألم في الاصحاح انما هو حديث عن جماعة من الناس وليس فردا واحداً ، ويتضح ذلك من خلال استخدام الكاتب لصيغة الجمع في كلامه عنهم . فالنص العبري للعدد الثامن هو هكذا :
מֵעֹצֶר וּמִמִּשְׁפָּט לֻקָּח, וְאֶת-דּוֹרוֹ מִי יְשׂוֹחֵחַ: כִּי נִגְזַר מֵאֶרֶץ חַיִּים, מִפֶּשַׁע עַמִּי נֶגַע לָמוֹ.
وما يهمنا في هذا العدد هو الجزء الأخير منه : (( M’pesha ami nega lamo ))
وهو ما يجعل ترجمة الجزء انجليزياً هكذا :
" because of the transgression of my people they were wounded "
أي : " هم ضربوا من أجل اثم شعبي " أو " من أجل اثم شعبي لحق بهم الأذى "
وكتوضيح بسيط لصيغة الجمع هذه الواردة في العدد المذكور نقول :
ان الكلمة العبرية الواردة في العدد هي "lamoh " وهي عندما تسخدم في النص العبري للكتاب المقدس تعنى صيغة الجمع ( هم وليس هو ) ، ويمكن ان نجدها على سبيل المثال في المواضع التالية من أسفار الكتاب :
تكوين 9 : 26 ، تثنية 32 : 35 و 33 : 2 ، ايوب 6 : 19 و 14 : 21 و 24 : 17 ، المزامير 2 : 4 و 99 : 7 و 78 : 24 و 119 : 165 ، اشعيا 16 : 4 و23 : 1 و 44 : 7 و 48 : 21 ، مراثي أرميا 1 : 19 ، حبقوق 2 : 7 .
وبإمكانك – أخي القارىء – ان ترجع للنص العبري ان كنت ملماً به لتتأكد من هذا . وبالتأكيد فإنك لو رجعت للتراجم المسيحية المختلفة فإنك لن تجد هذا المعنى ....ذلك لأنهم لم يعتمدوا النص العبري المسوري في هذا الإصحاح . وبالتالي فإنه من الواضح جداً ان هذا العدد أيضاً لا يمكن ان ينطبق على المسيح عليه السلام
سادسا : ان العدد السابع يتكلم عن عبد أخذ كنعجة وكخروف : (( ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاه تُساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه ))
وبحسب الايمان المسيحي وعلى الاخص الأرثوذكسي فإن المسيح هو الله .. فأي عاقل يستسيغ ان يقال عن الله سبحانه أنه كنعجة وكخروف ؟!!!
ثم هل كان المسيح صامتاً كالنعجة ولم يفتح فاه اثناء محاكمته المزعومه واثناء ما كان معلقاً على الصليب ؟
الجواب : بحسب الانجيل فإن المسيح كان يصيح بأعلى صوته وهو على الصليب إلهي إلهي لماذا تركتني !! متى 27 : 46 وكان قبل ذلك يصلي لله قائلاً : (( إن امكن يا ابي فلتعبر عني هذه الكأس )) . متى 26 : 39 .
ان الادعاء بأن المسيح كان صامتاً لم يفتح فاه عندما واجه المحاكمة والتعذيب ادعاء مردود بقراءة الآتي من نصوص الاناجيل :
لقد سأل بيلاطس يسوع : (( أنت ملك اليهود. أجابه يسوع.. مملكتى ليست من هذا العالم. ولو كانت مملكتى من هذا العالم لكان خُدّامى يجاهدون لكيلا أسلم إلى اليهود. ولكن الآن ليست مملكتى من هنا )) (يوحنا 18: 33-37). دفاع مقنع . لم ينكر موقفه الدينى. لكن مملكته كانت مملكة روحية وكانت رياسته لها كى ينقذ أمته من الرذيلة والإنحلال. ولم يكن هذا الإعتبار يهم الحاكم الرومانى. فيمضى بيلاطس إلى اليهود المنتظرين بالخارج ليرد لهم المتهم الذى لم يثبت عليه الإتهام وهو يقول : (( أنا لم أجد له عِلّة واحدة )) يوحنا 18 : 38
فهل تكلم المسيح وهو مغلق الفم وهو يقدم هذا الدفاع المقنع أمام بيلاطس وكبراء اليهود ؟
وعند مثوله أمام رئيس الكهنة نجده يقول للحارس الذى بادره بالضرب : (( إن كنت قد تكلمت ردياً فاشهد على الردى وإن حسنا فلماذا تضربنى ؟! )) يوحنا 18 : 23
وعليه وببساطة فإن ما جاء في العدد السابع لا ينطبق على المسيح عليه السلام وأنه ليس من الصحيح أن يقال عن المسيح عليه السلام بأنه لم يفتح فاه كنعجة صامته.
ومن جهة أخرى علينا ان نلاحظ ان صيغة الحديث قد جاءت بالماضي في قوله : (( ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاه تُساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه )) أي ان الحديث عن أمر قد تم وحدث في زمن اشعيا أو قبله ، فإن قيل : ان الفعل الماضي قد يعني المستقبل ، قلنا ان معظم فقرات واصحاحات الكتاب المقدس قد صيغت بالماضي ان لم يكن كله ، فما هو المعيار في ضبط ومعرفة النبوءة المستقبلية ؟
سابعاً : يقول الكاتب في العدد التاسع : (( وجعل مع الأشرار قبره، ومع غني عند موته )) ولا يمكن حمل هذه العبارة على المسيح المدفون بحسب الاناجيل وحده في بستان، في قبر جديد، لم يدفن فيه معه لا شرير ولا غني.
ثامناً : بحسب العدد الثاني عشر نجد ان الرب يقدم للعبد وعداً هذا نصه : (( لذلك أقسم له بين الأعزاء ومع العظماء يقسم غنيمة )) وبحسب ترجمة الحياة هكذا النص : (( لذلك أهبه نصيباً بين العظماء .. ))
والسؤال الذي يطرح نفسه هو إذا كان المسيح هو الاله المتجسد بحسب الفكر المسيحي فهل فكرة الثواب أو المكافأة للمسيح تحمل أي معنى ؟! هل الإله يكافىء نفسه ؟!
تاسعاً : يصف الكاتب في العدد الثالث هذا العبد قائلاً : (( محتقر ومخذول من الناس ... محتقر فلم نعتد به )) بينما المسيح عليه السلام بحسب الاناجيل موصوف بعبارات تفضيلية هي مغايرة تماماً لشخص يوصف بالاحتقار .. فعلى سبيل المثال :
لقد كانت الجموع العظيمة تسميه بالنبي العظيم : (( قد قام فينا نبي عظيم )) لوقا 7 : 16 وعندما دخل المسيح عليه السلام القدس انطلقت صيحة التهليل من الجموع الكبيرة قائلةً : (( هذا يسوع النبـي من ناصرة الجليل !! )) متى 21 : 11 ، 12 . وهو الذي كان يعلم في المجامع ممجداً من الجميع !! (( وكان يعلم في مجامعهم ممجداً من الجميع )) لوقا 4 : 15 لاحظ لفظ ( الجميع ) وهو الرجل الذي ذاع صيته وتبعته جموع كثيرة من الجليل والعشر المدن وأورشليم واليهودية ومن عبر الأردن . متى 4 : 25 وهو الذي كان يلقى بترحيب من الجموع الكبيرة لوقا 8 : 40 وطبقاً للأناجيل فإن الشعبية التي كان يتمتع بها المسيح عليه السلام جعلت من الضروري ان يؤخذ المسيح خلسة للقتل حيث كان رؤساء الكهنة يخشون تظاهرات الناس . مرقس 14 : 2
وحتى عندما سيق للصلب المزعوم بحسب الاناجيل فقد تبعه جمهور كبير من الشعب وكان النساء يلطمن صدورهن وينحن عليه . لوقا 23 : 27
الخلاصة ان محتويات الاناجيل تدل على أن المسيح كان يتمتع بشعبية كبيرة واتباع كثيرين وكنتيجة لذلك فإنه لا يمكن ان ينطبق وصف النبي اشعيا للعبد بأنه : (( محتقر فلم نعتد به )) على المسيح عليه السلام.
وكما قد ذكرنا - أخي القاريء - في البداية فإن اصحاح 53 من اشعيا يتحدث عن شعب اسرائيل كأمة آثمة وعن البقية التقية الصالحة من هذا الشعب الذي قد تم سبيه وذلته في بابل ثم نجاته ، فهو أي الاصحاح 53 يعتبر نظرة شاملة مجازية مجسمة لما جرى لهذا الشعب ، ولكي نستطيع فهم ذلك فهناك نقطتين يجب ان نضعهما في عين الاعتبار وهما مما يغفل عنهما الكثيرون :
النقطة الأولى : ان هذا الاصحاح هو في الواقع استمرارية للفقرة 13 من الاصحاح 52 بحسب ترجمة الفانديك أي انه اصحاح متصل ومرتبط بالاصحاح الذي قبله كرسالة مستمرة ، وان الاصحاح 52 يعتبر ضمن قصيدة كبيرة ممتدة من الاصحاح 51 حتى 52 : 15 في إحياء أورشليم المسبية وبالتالي فإن اصحاح اشعيا 53 سيصبح مفهوماً بصورة صحيحة فقط إذا ما قرىء ضمن السياق العام لهذه القصيدة الكبيرة .
النقطة الثانية : ان كل قارىء جيد للتوراة يعرف انه شاع وكثر فيها الحديث عن شعب اسرائيل بصورة فردية تجسيمية مجازية وكيف ان هذا الشعب خوطب وسمي بالعبد بصيغة مفردة في مواضع كثيرة من التوراة ، فعلى سبيل المثال ورد في ارميا 30 : 10 قول الرب : (( اما انت يا عبدي يعقوب فلا تخف يقول الرب ولا ترتعب يا اسرائيل لاني هانذا اخلصك من بعيد ونسلك من ارض سبيه فيرجع يعقوب ويطمئن ويستريح ولا مزعج .. )) وفي اشعيا 45 : 4 يقول الرب : (( لأجل عبدي يعقوب ، واسرائيل مختاري دعوتك باسمي ... )) وفي إشعيا 43 : 1 – 3 : (( يقول الرب، خالقك يا يعقوب، وجابلك يا إسرائيل..... )) ، ومثله في إشعيا 41 : 8 ، والمقصود من ذلك كله شعب إسرائيل. وانظر ايضاً اشعيا 48 : 20 و اشعيا 49 : 3 و ارميا 46 : 27 و مزمور 136 : 22 و لوقا 1 : 54 .
وان نحن قرأنا العدد الثالث من اشعيا 49 سنجد انه قد تم تحديد هوية العبد الذي يجري عنه الحديث صراحةً على انه اسرائيل ، فالرب يقول : (( اسمعي لي أيتها الجزائر واصغوا أيها الأمم من بعيد : الرب من البطن دعاني . من أحشاء أمي ذكر أسمي . وجعل فمي كسيف حاد . في ظل يده خبأني وجعلني سهماً مبرياً . في كنانته أخفاني . وقال لي : (( أنت عبدي إسرائيل الذي به اتمجد )) .... والآن قال الرب جابلي من البطن عبداً له .. ))
ان قوله : (( أنت عبدي اسرائيل )) وبحسب الترجمة الكاثوليكية : (( انت عبدي يا اسرائيل )) يوضح لنا ان ما ورد من كلام وما سيرد هو تشخيص لمعنى وتجسيم مجازي لإسرائيل . حتى ان العدد الخامس قد وصف هذا العبد بأنه مخلوق : (( جابلي من البطن عبدا له )) ... ومعنى كلمة جابلي أي خالقي ففي رسالة رومية 9 : 20 : (( . ألعل الجبلة تقول لجابلها لماذا صنعتني هكذا. )) وانظر اش 27 : 11 .
تقول الرهبانية اليسوعية للكنيسة الكاثوليكية ، طبعة دار المشرق ، في المدخل لسفر اشعياء صفحة 1519 : " استعمل أشعيا احدى وعشرين مرة كلمة ( عبد ) ، ومرة واحدة في صيغة الجمع ( 54 / 17 ) ومرة واحدة بمعنى الكلمة التحقيري ( 49 / 7 ) وتسع عشرة مرة بمعنى عبد الله. وفي أربع عشرة حالة ، يطلق على هذا العبد اسم علم : إنه ( اسرائيل ) أو ( يعقوب ) ، أي شعب اسرائيل بجملته. وفي خمس حالات ، يبقى الاسم مجهولاً، ولا بد لنا أن نتساءل ، استناداً الى سياق الكلام ، على من يدل هذا اللقب في 42 / 1 و 44 / 26 و 50 / 10 و52 / 13 و 53 / 11 . . أتُراه يدل على اسرائيل أيضاً ؟ أتُراه يدل على جماعة محدودة مجسدة ؟ أتُراه فرداً من الأفراد؟ وما عدا ذلك ، فهل تشير الفقرات الخمس المذكورة الى شخص واحد أم إلى عدة أشخاص ؟ إلى تجسيد واحد أم عدة تجسيدات . كل هذه الافتراضات محتملة، وفي الواقع فلقد أخذ بها بعض المفسرين. "
ثم تتحدث الرهبانية اليسوعية عن البقية التقية لشعب إسرائيل فتقول :
العبد إسرائيل بنخبته : هناك اختيار يتم في داخل شعب الله . ففي الفصل 49 وما بعده ، يتحول النبي ، بعد أن رفضته فئة سامعيه ( 50 / 6 - 9 و 11 ) ، الى المجموعة الخاضعة لكلمة الله ( 50 / 10 ) . لا تزال هذه المجموعة تدل على اسرائيل ( 49 / 3 ) ، ولكن على إسرائيل مصغر ، على نخبة ، على بقية ( 46 / 3 ) . وإنطُبق عليهما ورد في 49 / 5 - 6 ، فأولى مهماته تكون إنهاض الناجين من بني إسرائيل ، وأعظم مهماته تكون حمل النور إلى الامم . يرى بعض المفسرين أن ما ورد في 52 / 13 - 53 / 12 قد يُطبق أيضاً على نخبة إسرائيل " . ( الترجمة الكاثوليكية / بولس باسيم / دار المشرق / الطبعة الثالثة 1988 )
وبناء على هذه الشواهد وعلى ما قد ذكر فإنه صار من السهل معرفة من هو المقصود بالعبد المتألم في اشعيا 52 : 13 والذي سيعقل ويتعالى ويرتقى ويتسامى جداً بعد سبي وحبس وعبودية في بابل !! ولكي تتجلى لنا الصورة سنذكر ما جاء في الاصحاح 51 و 52 حتى نصل للأصحاح 53 مع بعض التعليقات والتوضيحات :
51 : 9 – 11
(( اِسْتَيْقِظِي اسْتَيْقِظِي! الْبِسِي قُوَّةً يَا ذِرَاعَ الرَّبِّ! اسْتَيْقِظِي كَمَا فِي أَيَّامِ الْقِدَمِ كَمَا فِي الأَدْوَارِ الْقَدِيمَةِ. أَلَسْتِ أَنْتِ الْقَاطِعَةَ رَهَبَ الطَّاعِنَةَ التِّنِّينَ؟ 10أَلَسْتِ أَنْتِ هِيَ الْمُنَشِّفَةَ الْبَحْرَ مِيَاهَ الْغَمْرِ الْعَظِيمِ الْجَاعِلَةَ أَعْمَاقَ الْبَحْرِ طَرِيقاً لِعُبُورِ الْمَفْدِيِّينَ؟ 11وَمَفْدِيُّو الرَّبِّ يَرْجِعُونَ وَيَأْتُونَ إِلَى صِهْيَوْنَ بِالتَّرَنُّمِ وَعَلَى رُؤُوسِهِمْ فَرَحٌ أَبَدِيٌّ. ابْتِهَاجٌ وَفَرَحٌ يُدْرِكَانِهِمْ. يَهْرُبُ الْحُزْنُ وَالتَّنَهُّدُ )) .
نجد هنا ان الرب سيجدد عجائب الماضي وانتصاره على قوات الخواء الأول وعبور البحر ، ليعيد المسبيين في بابل الي صهيون . ذلك لأن الأمة تصرخ طالبة تدخل الله فتجاب بكلام التعزية والتشجيع كما سيأتي .
51 : 12 ، 13 :
(( أَنَا أَنَا هُوَ مُعَزِّيكُمْ. مَنْ أَنْتِ حَتَّى تَخَافِي مِنْ إِنْسَانٍ يَمُوتُ وَمِنِ ابْنِ الإِنْسَانِ الَّذِي يُجْعَلُ كَالْعُشْبِ؟ 13وَتَنْسَى الرَّبَّ صَانِعَكَ بَاسِطَ السَّمَاوَاتِ وَمُؤَسِّسَ الأَرْضِ وَتَفْزَعُ دَائِماً كُلَّ يَوْمٍ مِنْ غَضَبِ الْمُضَايِقِ عِنْدَمَا هَيَّأَ لِلإِهْلاَكِ. وَأَيْنَ غَضَبُ الْمُضَايِقِ؟ ))
هنا نجد ان الرب يتكلم ليشدد عزيمة اسرائيل المسبية . وكيف انه كان عليهم أن يدركوا أن قوة الله اعظم جداً من قوة بابل .
51 : 14 – 16 :
(( سَرِيعاً يُطْلَقُ الْمُنْحَنِي وَلاَ يَمُوتُ فِي الْجُبِّ وَلاَ يُعْدَمُ خُبْزُهُ. 15وَأَنَا الرَّبُّ إِلَهُكَ مُزْعِجُ الْبَحْرِ فَتَعِجُّ لُجَجُهُ. رَبُّ الْجُنُودِ اسْمُهُ. 16وَقَدْ جَعَلْتُ أَقْوَالِي فِي فَمِكَ وَبِظِلِّ يَدِي سَتَرْتُكَ لِغَرْسِ السَّمَاوَاتِ وَتَأْسِيسِ الأَرْضِ وَلِتَقُولَ لِصِهْيَوْنَ : أَنْتِ شَعْبِي ))
هنا اشارة إلى فك الأسر ورد السبي ، ونجد بوضوح كيف ان شعب اسرائيل يستعار بصورة فردية كأسير محبوس في جب . والذي سيقول عنه الرب كما سنرى بعد قليل عندما ينتهي حبسه وسبيه في 52 : 13 : (( هوذا عبدي يعقل ، يتعالى ويرتقي ويتسامى جداً ... الى آخر الاصحاح الثالث والخمسين )) .
51 : 17 – 23 :
(( اِنْهَضِي انْهَضِي! قُومِي يَا أُورُشَلِيمُ الَّتِي شَرِبْتِ مِنْ يَدِ الرَّبِّ كَأْسَ غَضَبِهِ. ثُفْلَ كَأْسِ التَّرَنُّحِ شَرِبْتِ. مَصَصْتِ. لَيْسَ لَهَا مَنْ يَقُودُهَا مِنْ جَمِيعِ الْبَنِينَ الَّذِينَ وَلَدَتْهُمْ وَلَيْسَ مَنْ يُمْسِكُ بِيَدِهَا مِنْ جَمِيعِ الْبَنِينَ الَّذِينَ رَبَّتْهُمْ. 19اِثْنَانِ هُمَا مُلاَقِيَاكِ. مَنْ يَرْثِي لَكِ؟ الْخَرَابُ وَالاِنْسِحَاقُ وَالْجُوعُ وَالسَّيْفُ. بِمَنْ أُعَزِّيكِ؟ 20بَنُوكِ قَدْ أَعْيُوا. اضْطَجَعُوا فِي رَأْسِ كُلِّ زُقَاقٍ كَالْوَعْلِ فِي شَبَكَةٍ. الْمَلآنُونَ مِنْ غَضَبِ الرَّبِّ مِنْ زَجْرَةِ إِلَهِكِ. 21لِذَلِكَ اسْمَعِي هَذَا أَيَّتُهَا الْبَائِسَةُ وَالسَّكْرَى وَلَيْسَ بِالْخَمْرِ. 22هَكَذَا قَالَ سَيِّدُكِ الرَّبُّ وَإِلَهُكِ الَّذِي يُحَاكِمُ لِشَعْبِهِ: «هَئَنَذَا قَدْ أَخَذْتُ مِنْ يَدِكِ كَأْسَ التَّرَنُّحِ ثُفْلَ كَأْسِ غَضَبِي. لاَ تَعُودِينَ تَشْرَبِينَهَا فِي مَا بَعْدُ. 23وَأَضَعُهَا فِي يَدِ مُعَذِّبِيكِ الَّذِينَ قَالُوا لِنَفْسِكِ: انْحَنِي لِنَعْبُرَ فَوَضَعْتِ كَالأَرْضِ ظَهْرَكِ وَكَالزُّقَاقِ لِلْعَابِرِينَ» )) .
هنا نجد ان الرب يظهر لشعبه الآلآم الناجمة عن الخطية ويعدهم بالنجاة ، حيث تؤخذ الكأس من يد اسرائيل المرتجفة ، وتدفع إلى يد معذبيها والمستعلين عليها .
اَلأَصْحَاحُ الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ :
(( اِسْتَيْقِظِي اسْتَيْقِظِي! الْبِسِي عِزَّكِ يَا صِهْيَوْنُ! الْبِسِي ثِيَابَ جَمَالِكِ يَا أُورُشَلِيمُ الْمَدِينَةُ الْمُقَدَّسَةُ لأَنَّهُ لاَ يَعُودُ يَدْخُلُكِ فِي مَا بَعْدُ أَغْلَفُ وَلاَ نَجِسٌ. 2اِنْتَفِضِي مِنَ التُّرَابِ. قُومِي اجْلِسِي يَا أُورُشَلِيمُ. انْحَلِّي مِنْ رُبُطِ عُنُقِكِ أَيَّتُهَا الْمَسْبِيَّةُ ابْنَةُ صِهْيَوْنَ. 3فَإِنَّهُ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مَجَّاناً بُعْتُمْ وَبِلاَ فِضَّةٍ تُفَكُّونَ». 4لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: «إِلَى مِصْرَ نَزَلَ شَعْبِي أَوَّلاً لِيَتَغَرَّبَ هُنَاكَ. ثُمَّ ظَلَمَهُ أَشُّورُ بِلاَ سَبَبٍ. 5 فَالآنَ مَاذَا لِي هُنَا يَقُولُ الرَّبُّ حَتَّى أُخِذَ شَعْبِي مَجَّاناً؟ الْمُتَسَلِّطُونَ عَلَيْهِ يَصِيحُونَ يَقُولُ الرَّبُّ وَدَائِماً كُلَّ يَوْمٍ اسْمِي يُهَانُ.
وفي الترجمة العربية المشتركة للكتاب المقدس نجد العدد الخامس هكذا :
(( والآنَ ماذا لي هُنا في بابِلَ؟ شعبي أُخذَ بغَيرِ ثمَنٍ، وحُكَّامُهُ يُهَلِّلونَ، واَسمي يُهانُ كُلَ يومِ بلا اَنقِطاعِ )) .
6لِذَلِكَ يَعْرِفُ شَعْبِيَ اسْمِي. لِذَلِكَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَعْرِفُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ الْمُتَكَلِّمُ. هَئَنَذَا». 7مَا أَجْمَلَ عَلَى الْجِبَالِ قَدَمَيِ الْمُبَشِّرِ الْمُخْبِرِ بِالسَّلاَمِ الْمُبَشِّرِ بِالْخَيْرِ الْمُخْبِرِ بِالْخَلاَصِ الْقَائِلِ لِصِهْيَوْنَ: «قَدْ مَلَكَ إِلَهُكِ!» 8صَوْتُ مُرَاقِبِيكِ. يَرْفَعُونَ صَوْتَهُمْ. يَتَرَنَّمُونَ مَعاً لأَنَّهُمْ يُبْصِرُونَ عَيْناً لِعَيْنٍ عَُِنْدَ رُجُوعِ الرَّبِّ إِلَى صِهْيَوْنَ. 9أَشِيدِي تَرَنَّمِي مَعاً يَا خِرَبَ أُورُشَلِيمَ لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ عَزَّى شَعْبَهُ. فَدَى أُورُشَلِيمَ. 10قَدْ شَمَّرَ الرَّبُّ عَنْ ذِرَاعِ قُدْسِهِ أَمَامَ عُيُونِ كُلِّ الأُمَمِ فَتَرَى كُلُّ أَطْرَافِ الأَرْضِ خَلاَصَ إِلَهِنَا. 11اِعْتَزِلُوا. اعْتَزِلُوا. اخْرُجُوا مِنْ هُنَاكَ. لاَ تَمَسُّوا نَجِساً. اخْرُجُوا مِنْ وَسَطِهَا. تَطَهَّرُوا يَا حَامِلِي آنِيَةِ الرَّبِّ.
وفي الترجمة العربية المشتركة للكتاب المقدس نجد العدد الحادي عشر هكذا :
((11سيروا، سيروا. اَخرُجوا ولا تمَسُّوا نجسًا. اَخرُجوا مِنْ بابِلَ وتطَهَّروا يا حامِلي آنيةِ الرّبِّ. ))
12لأَنَّكُمْ لاَ تَخْرُجُونَ بِالْعَجَلَةِ وَلاَ تَذْهَبُونَ هَارِبِينَ. لأَنَّ الرَّبَّ سَائِرٌ أَمَامَكُمْ وَإِلَهَ إِسْرَائِيلَ يَجْمَعُ سَاقَتَكُمْ. 13هُوَذَا عَبْدِي يَعْقِلُ يَتَعَالَى وَيَرْتَقِي وَيَتَسَامَى جِدّاً. 14كَمَا انْدَهَشَ مِنْكَ كَثِيرُونَ. كَانَ مَنْظَرُهُ كَذَا مُفْسَداً أَكْثَرَ مِنَ الرَّجُلِ وَصُورَتُهُ أَكْثَرَ مِنْ بَنِي آدَمَ. 15هَكَذَا يَنْضِحُ أُمَماً كَثِيرِينَ. مِنْ أَجْلِهِ يَسُدُّ مُلُوكٌ أَفْوَاهَهُمْ لأَنَّهُمْ قَدْ أَبْصَرُوا مَا لَمْ يُخْبَرُوا بِهِ وَمَا لَمْ يَسْمَعُوهُ فَهِمُوهُ )) .
والآن عزيزي القارىء من هو هذا العبد الذي يتعالى ويرتقى ويتسامى ؟ أليسوا هم شعب اسرائيل لا سيما البقية التقية الصالحة منهم العائدة من السبي والحبس في بابل ؟؟؟
وان نحن دخلنا في الاصحاح 53 نجد ان العدد الأول يقول : (( من صدق خبرنا ولمن استعلنت ذراع الرب ؟ )) ومن خلال اسفار الكتاب المقدس سنجد ان عبارة : (( ذراع الرب )) دائما ما تشير إلى الأنقاذ أو التحرير الفعلي للشعب اليهودي من اضطهاد الغير لهم . انظر على سبيل المثال : اشعيا 63 : 12 و تثنية 4 : 34 و تثنية 7 : 19 والمزامير 44 : 3 .
وهذه الذراع التي قد استعلنت هي التي كان قد تحدث عنها اشعيا قبل قليل في 52 : 9 - 10 : من انها ستعمل على استراداد المسبيين في بابل : (( أَشِيدِي تَرَنَّمِي مَعاً يَا خِرَبَ أُورُشَلِيمَ لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ عَزَّى شَعْبَهُ. فَدَى أُورُشَلِيمَ. 10قَدْ شَمَّرَ الرَّبُّ عَنْ ذِرَاعِ قُدْسِهِ أَمَامَ عُيُونِ كُلِّ الأُمَمِ فَتَرَى كُلُّ أَطْرَافِ الأَرْضِ خَلاَصَ إِلَهِنَا. ))
ثم يتحدث اشعيا عن عودة العبد ( اسرائيل ) من أرض السبي فيقول : (( نبت قدامَه كفرخ، وكعرق في أرض يابسة )) .
فقد عادوا للأرض المقدسة، ونبتوا فيها، من جديد، كما في سفر النبي إرمياء : (( وأجعل عيني عليهم للخير، وأرجعهم إلى هذه الأرض، وأبنيهم ولا أهدمهم، وأغرسهم، ولا أقلعهم )) (إرمياء 24/6)، وقوله : (( وأفرح بهم لأحسن إليهم، وأغرسهم في هذه الأرض بالأمانة بكل قلبي وبكل نفسي )) (إرمياء 32/41). (وانظر إرمياء 31/27-28).
وقد تغيرت صورتهم بسبب الذل فكان الشعب : (( محتقر مخذول .. رجل أوجاع ومختبر الحزن )) .
وقوله : (( لكن أحزاننا حملها ، وأوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مصاباً مضروباً من الله ومذلولاً ...)) . أي ان العبد ( اسرائيل ) كان في حالة خضوع لعقاب إلهي قد عم الصالح المتبقي من الشعب ، وهو ما تم توضيحه في العدد الثامن بحسب الاصل العبري في صيغة الجمع : (( هم ضربوا من أجل ذنب شعبي )) حيث كانت معاناة العبد ( إسرائيل ) نابعة من إثم هذا الشعب ، فقد شمل البؤس بررة بني إسرائيل وعصاتهم، ولا غرابة في ذلك فربنا سبحانه وتعالى يقول : (( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )) (الأنفال : 125) ولذلك نجد النص يقول : (( والرب وضع عليه إثم جميعنا )) وهو ما يفسره قول إرميا وقد شاهد الأسر البابلي : (( آباؤنا أخطؤوا، وليسوا بموجودين، ونحن نحمل آثامهم، عبيد حكموا علينا، ليس من يخلص من أيديهم، جلودنا اسودت من جري نيران الجوع )) (المراثي 5/7-10).
وقوله : (( ظلم أما هو فتذلل )) كقوله (( ثم ظلمه آشور بلا سبب )) ( إشعيا 52/4 )، وكقوله : (( إن بني إسرائيل وبني يهوذا معاً مظلومون )) ( إرميا 50/33 ).
وأما قوله : (( كشاة تساق إلى الذبح.... )) فهو حديث عن ملك بابل، وقد ساق بني إسرائيل، كما تساق الشياه إلى الذبح، كما في قول ارميا : (( أنزلهم كخراف للذبح، وككباش مع أعتدة )) ( إرميا 51/40 ) فمات أكثرهم جوعاً.
وقوله : (( وجعل مع الأشرار قبره، ومع غني عند موته )) أي أن دفنهم في بابل كان مع الوثنيين، ولا يمكن حمله على المسيح المدفون وحده في بستان، في قبر جديد، لم يدفن فيه معه لا شرير ولا غني.
وقوله : (( فسَّر أن يسحقه بالحزن، أن جعل نفسه ذبيحة إثم، يرى نسلاً تطول أيامه )) وفي النسخة الكاثوليكية يتضح المعنى أكثر : (( والرب رضي أن يسحقه بالعاهات، فإنه إذا جعل نفسه ذبيحة إثم يرى ذرية، وتطول أيامه )) ، فهو إشارة لرجوعهم إلى وطنهم، وتعايشهم وتوالدهم في فلسطين بعد السبي وآلامه وعاهاته وبلاياه.
وقوله : (( على أنه لم يعمل ظلماً، ولم يكن في فمه غش )) هو كقوله عن البقية التقية من بني اسرائيل في سفر صفنيا 3 : 13 : (( بقية إسرائيل لا يفعلون إثماً ، ولا يتكلمون بالكذب ، ولا يوجد في أفواههم لسان غش )) وقيل هو حديث عن طهر أولئك الذين يعودون من السبي كما في ارميا : (( يقول الرب : لأني أصفح عن إثمهم، ولا أذكر خطيتهم بعد )) (إرمياء 31/34)، كما قال عنهم : (( وأرد سبي يهوذا وسبي إسرائيل وأبنيهم كالأول، وأطهرهم من كل إثمهم الذي أخطؤوا به إليّ، وأغفر كل ذنوبهم التي أخطؤوا بها إليّ والتي عصوا بها عليّ )) (إرمياء 33/7-8).
وأما قوله : (( عبدي البار بمعرفته يبرر كثيرون، وآثامهم هو يحملها )) يتحدث كيف شمل البؤس بررة بني إسرائيل وعصاتهم، وإكراماً لهؤلاء البررة من بني إسرائيل، طهرهم الله من ذنبهم، ورفع عنهم هذه العقوبة، كما في إرميا : (( في تلك الأيام يطلب إثم إسرائيل فلا يكون، وخطية يهوذا فلا توجد، لأني أغفر لمن أبقيه )) (إرميا 50/20)، فقد حملوا خطيئة آبائهم، ثم غفرت ذنوبهم.
وقوله : (( أحصي مع أثمة )) يحكى عن وجود بني إسرائيل مع الوثنيين في بابل، ولا يصح أن يقال: الأثمة هما اللصان، إذ قد وعد أحدهما الفردوس، فكيف يوصف بعد ذلك بالآثم ؟!
وهكذا فالإصحاح يتحدث بنظرة شاملة مجازية مجسمة عن شعب إسرائيل ، وسبيه، وذلته، ثم نجاته. وهذا هو مفهوم النص عند اليهود وهم أصحاب الكتاب الأصليين.
====================================================================((((((((((((
هل الخمرة التي صنعها يسوع كانت مسكرة ؟
المسيح عليه السلام صانع الخمر(الجيدة) !!
يحدثنا يوحنا في الاصحاح الثاني عن عرس قانا الجليل قائلاً : (( وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ كَانَ عُرْسٌ فِي قَانَا الْجَلِيلِ وَكَانَتْ أُمُّ يَسُوعَ هُنَاكَ. 2وَدُعِيَ أَيْضاً يَسُوعُ وَتلاَمِيذُهُ إِلَى الْعُرْسِ. 3وَلَمَّا فَرَغَتِ الْخَمْرُ قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ. 4قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ! لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ». 5قَالَتْ أُمُّهُ لِلْخُدَّامِ: «مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ». 6وَكَانَتْ سِتَّةُ أَجْرَانٍ مِنْ حِجَارَةٍ مَوْضُوعَةً هُنَاكَ حَسَبَ تَطْهِيرِ الْيَهُودِ يَسَعُ كُلُّ وَاحِدٍ مِطْرَيْنِ أَوْ ثلاَثَةً. 7قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «امْلَأُوا الأَجْرَانَ مَاءً». فَمَلَأُوهَا إِلَى فَوْقُ. 8ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: «اسْتَقُوا الآنَ وَقَدِّمُوا إِلَى رَئِيسِ الْمُتَّكَإِ». فَقَدَّمُوا. 9فَلَمَّا ذَاقَ رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْمَاءَ الْمُتَحَوِّلَ خَمْراً وَلَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هِيَ - لَكِنَّ الْخُدَّامَ الَّذِينَ كَانُوا قَدِ اسْتَقَوُا الْمَاءَ عَلِمُوا - دَعَا رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْعَرِيسَ 10وَقَالَ لَهُ : كُلُّ إِنْسَانٍ إِنَّمَا يَضَعُ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ أَوَّلاً وَمَتَى سَكِرُوا فَحِينَئِذٍ الدُّونَ. أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَبْقَيْتَ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ إِلَى الآنَ. ))
من المؤسف حقا أن ينسب هكذا فعل إلى النبي المكرم المسيح (عليه السلام) والأعجب أن يكون بأمر من أمه الصديقة مريم (عليها السلام)، فنحن نعلم أن الخمر قد حرم في شريعة موسى (عليه السلام) ولا سيما المسكر منه، ولكن نجد في العهد الجديد أن المسيح (عليه السلام) لم يكتفي بأنه لم يحرمه بل هو الذي يصنع الخمر (الجيدة) المسكرة ليذهب بعقول الناس، و يحاول هنا بعض المحترفين للوظائف الكنسية تفسير هذا الأمر بشكل أو بآخر، ويجيبون بأن هذه الخمر الذي صنعها المسيح (عليه السلام) لم تكن مسكرة، إلا ان الإنجيل يرى خلاف ذلك، فعندما دعا رئيس المتكأ العريس وقال له :
(( كُلُّ إِنْسَانٍ إِنَّمَا يَضَعُ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ أَوَّلاً وَمَتَى سَكِرُوا فَحِينَئِذٍ الدُّونَ. أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَبْقَيْتَ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ إِلَى الآنَ )) ، فواضح من حديث رئيس المتكأ أن الخمر التي صنعها المسيح (عليه السلام) كانت من الخمر الجيدة والتي تعطى عادة في الأعراس أولا حتى يسكر الناس فتذهب عقولهم ثم يأتون بالخمر الدون (الرديئة) بعد ذلك فلا يميز الناس بينها وبين الخمر الجيدة لسكرهم. فلا ندري هل جاء السيد المسيح (عليه السلام) لتنوير العقول وإرشادها إلى الحق، أم لتخديرها وإتلافها؟!
ولما كان الخمر والسكر محرماً وان المسيح صنع الخمر المسكر ليزيد سكر السكارى في العرس فيكون قد ارتكب خطيئةً واضحة . وارتكاب المسيح للخطيئة من المنظور اللاهوتي يعني أنه لم يعد يصلح ليكون كفاره . لأن الكفارة تتطلب شخصاً بلا خطية .
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
===================================================================(((((((((((
علامات النبي الموعود في الكتاب المقدس
بقلم الاخ : يوسف عبد الرحمن
على الرغم من التحريف الذي أصاب الكتاب المقدس والذي أدى إلى ذهاب كثير من البشارات بالنبي محمد -عليه الصلاة والسلام - وإلى طمس معالمها إلا انه مع ذلك فقد بقي من هذه البشارات شىء كثير لا تخفى على من يتأملها ، ويعرضها على سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم متجرداً من الهوى والتعصب .
وحديثنا في هذا المقال هو عن نبوءة وردت في الاصحاح الثاني والاربعين من سفر إشعيا النبي من العهد القديم وقبل أن نبدأ حديثنا عن هذه النبوءة نود أن نطرح هذا السؤال :
هل الكتاب المقدس يؤكد على عدم مجيىء أي نبي بعد المسيح عليه السلام ؟
الجواب :
لنقرأ ما يقوله المسيح في إنجيل متى [ 7 : 15 ] :
(( احترزوا الأَنْبِيَاءَ الدَّجَّالِينَ الَّذِينَ يَأْتُونَ إِلَيْكُمْ لاَبِسِينَ ثِيَابَ الْحُمْلانِ، وَلَكِنَّهُمْ مِنَ الدَّاخِلِ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ! 16مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يُجْنَى مِنَ الشَّوْكِ عِنَبٌ، أَوْ مِنَ الْعُلَّيْقِ تِينٌ؟ 17هَكَذَا، كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تُثْمِرُ ثَمَراً جَيِّداً. أَمَّا الشَّجَرَةُ الرَّدِيئَةُ، فَإِنَّهَا تُثْمِرُ ثَمَراً رَدِيئاً. 18لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُثْمِرَ الشَّجَرَةُ الْجَيِّدَةُ ثَمَراً رَدِيئاً، وَلاَ الشَّجَرَةُ الرَّدِيئَةُ ثَمَراً جَيِّداً. 19وَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تُثْمِرُ ثَمَراً جَيِّداً، تُقْطَعُ وَتُطْرَحُ فِي النَّارِ. 20إِذَنْ مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. ))
بالتأمل في هذا النص سنجد أن المسيح عليه السلام يحذر فقط من الأنبياء الكذبة ثم يعطي مواصفات معينة كمقياس للتفريق بينهم وبين الأنبياء الصادقين ، ومجرد وضع هذا المقياس يعتبر دليلاً على إمكانية بعث نبي آخر بعد المسيح عليه السلام .. هذا وقد تكرر تحذير المسيح في متى [ 24: 24 ] من هؤلاء الانبياء الكذبة .
والآن لننتقل إلى نبوءة النبي إشعيا الواردة في الاصحاح الثاني والاربعين فنقول وبالله التوفيق :
في الواقع نجد أن ( سفر إشعياء _ إصحاح 42 ) إنما هو وثيقة تتحدى كل من لا يؤمن بمحمد ، ذلك أن وصف هذا النبي ومكان هجرته وخصائص قومه وحالهم قبل مجيئة ، ثم حالهم بعد ظهوره بينهم ، كل ذلك يقود كل من يقرأ هذا الاصحاح مخلصاً مع نفسه إلى التسليم بأن هذه الأوصاف لا تنطبق إلا على محمد بن عبدالله . فكيف نفهم هذا الاصحاح :
حين نقسم هذا الاصحاح إلى فقرات تتكون كل منها من مجموعة أسطر أو كلمات متناسقة تجمع معاً لتعطي معنى متكاملاً نجد الآتي :
1 - تتحدث الفقرة الأولى عن نبي اشتهر بأنه عبد الله ورسوله فهي تقول : (( هو ذا عبدي الذي أعضده . مختاري الذي سرت به نفسي . وضعت روحي عليه فيخرج الحق للأمم )) . ونلاحظ في هذه الفقرة لفظ ( مختاري ) وهي من الأسماء التي سمي بها محمد وخص بها إذ انه يسمى ( المصطفى ) أي المختار ، فمختاري أي مصطفاي . وعبارة : (( وضعت روحي عليه )) تقال لكل نبي ، مثال ذلك : (( وكان روح الله على عزريا بن عوديد )) [ 2أخ 15 : 1 ] وفي سفر العدد [ 11 : 29 ] : (( يا ليت كل شعب الرب كانوا أنبياء . إذا جعل الرب روحه عليهم )) ويقول الله سبحانه وتعالى لرسوله في سورة الشورى : (( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا )) .
وتقول النبوءة عن هذا النبي الذي سيأتي : (( فيخرج الحق للأمم )) وهذا دليل على ان النبي الموعود ستكون دعوته عالمية وهذا يناسب قول الله سبحانه وتعالى لرسوله محمد في سورة الاعراف : (( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا )) فقوله : (( يا أيها الناس )) شملت الجميع النصارى واليهود والابيض والاسود والعربي والاعجمي وكل البشر . بينما أنبياء بني إسرائيل كلهم بعثوا لبني اسرائيل بما فيهم المسيح عليه السلام الذي قال في انجيل متى : (( لم إرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضاله )) و ( إلا ) هي أداة حصر ، حصر بها المسيح رسالته لليهود .
2 - وتبين الفقرة الثانية أن الشريعة التي جاء بها تكتمل في عهده هو وليس من بعده . ومن الواضح أن المسيحية المعاصرة لم تكتمل في حياة المسيح ، فقد دخل عليها الكثير من عمل التلاميذ وعمل رجال الكنيسة والمجامع . لكن النبي الذي تتحدث عنه نبوءة إشعياء تؤكد اكتمال الشريعة في عهده ، ويكتمل الدين في وجوده . إن هذا ما يقوله السفر : (( لا يكل ولا ينكسر حتى يضع الحق في الأرض وتنتظر الجزائر _ أي المدن _ شريعته )) ومصداق ذلك قوله تعالى في سورة المائدة : (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ))
إنه يبين لنا أن لهذا النبي شريعة جديدة ، بينما المعلوم أن المسيح ليس له شريعة ، لكنه جاء بمجموعة من الأخلاق يحافظ من خلالها على شريعة موسى ويدعو المؤمنين به لتطبيقها . فقد كان آخر وصايا قوله في إنجيل متى [ 23 : 1 ] : (( على كرسي موسى جلس الكتبة والفريسيون . فكل ما قالوا لكم أن تحفظوه فاحفظوه وافعلوه . ولكن حسب أعمالهم لا تعملوا لأنهم يقولون ولا يفعلون ))
3 - وتبين الفقرة الثالثة أن الله يعصمه من الناس حتى يكمل رسالته ، أي انه لن يموت أو يقتل حتى يكتمل الدين . إنها تقول : (( أنا الرب قد دعوتك بالبر فأمسك بيدك وأحفظك وأجعلك نوراً للأمم )) . ومن الواضح أن هذا لا يمكن تطبيقه على المسيح . فقد كل وأنكسر سريعاً كما تزعم الأناجيل . وتقول النبوءة عن هذا النبي الموعود : (( لتفتح عيون العمي ، لتخرج من الحبس المأسورين ، من بيت السجن الجالسين في الظلمة )) . وهذه إشارة واضحة إلى شعب العرب وغيرهم ممن كانوا يعبدون الأصنام في ظلمات الجهالة والجاهلين ، فاصبحوا بنعمة الاسلام يعبدون الله وحده ، فخرجوا من سجن الظلمات إلى النور والفلاح .
- وتقول النبوءة في العدد 8 : (( أنا الرب هذا أسمي ، ومجدي لا أعطيه لآخر ، ولا تسبيحي للمنحوتات )) أن عبارة : (( ولا تسبيحي للمنحوتات )) تفيد ظهور هذا النبي في مكان فيه المنحوتات ومن المعلوم ان النبي محمد قد ولد في مكة حيث كان فيها 360 صنما والعرب في ذلك الزمان كانوا عبدة أصنام أي منحوتات .
- وتقول النبوءة في العدد 10 : (( غنوا للرب أغنية جديدة ، تسبيحه من أقصى الأرض )) . وهذا يفيد أن التسبيح مختلف وجديد أي من لغة أخرى جديدة فيستحيل أن تكون التسبيحة عبرية أو يونانية ، والقرآن والصلاة والتسبيح لغة جديدة إذ هي بالعربية ، ويحتمل أن يكون ذلك الأذان الذي كان ولا يزال يشق أجواء الفضاء كل يوم خمس مرا ت . ولفظ ( تسبيحه من أقصى الارض ) يفيد المشرق الأقصى ، إذ أن أقصى القدس جزيرة العرب ، وأقصى الجزيرة القدس ، لذا فقد قال الله تعالى : (( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى )) أي من الجزيرة إلى أقصى الجزيرة وهي القدس .
5 - وتبين الفقرة الرابعة أن هذا النبي سيخرج من ديار قيدار وتبين في نفس الوقت مكان هجرته ، فهي تقول : (( لترفع البرية ومدنها صوتها ، الديار التي سكنها قيدار . لتترنم سكان سالع . من الجبال ليهتفوا ليعطوا الرب مجدا ويخبروا بتسبيحه في الجزائر.)) [ اشعيا : 42 : 11]
من المعلوم أن دعوة المسيح لم تظهر في الديار التي سكنها قيدار وقيدار هذا هو الابن الثاني لإسماعيل ابن ابراهيم كما في سفر التكوين [ 25 : 13 ] وهو جد قبيلة قريش التي منها محمد رسول الله . وسالع هو جبل سلع في المدينة المنورة .وفي الاصل العبري ( سلع ) ، والترنم والهتاف هو ذلك الأذان الذي كان ولا يزال يشق أجواء الفضاء كل يوم خمس مرات , وذلك التحميد والتكبير في الأعياد وفي أطراف النهار وآناء الليل كانت تهتف به الأفواه الطاهرة من أهل المدينة الطيبة الرابضة بجانب سلع . وصفة البراري لم تكن لغير العرب . فيكون محمد عليه الصلاة والسلام هو المقصود .
ثم ان هذه الفقرة تبين أن في دين هذا النبي الموعود سيكون هتاف من رؤوس الجبال وتسبيح والاسلام هو الدين الوحيد الذي يحدث فيه هذا . إذ يجتمع سنويا كل الحجيج من ملوك وشعوب ومن مختلف البيئات والاعمار ليدعون الله ويسبحونه من على رؤوس الجبال _ في جبل عرفات وفي مزدلفة وجبل منى بمكة _ محل سكنى قيدار ، ولم يكن عند المسيحيين حج حتى يقال : ليرفعوا أصواتهم في الجبال .
6 - ثم هناك علامة بارزة تفرق بين هذا النبي وأي نبي آخر قد يقال أنها تتنبأ عنه كالمسيح أو غيره ، فهي تبين بوضوح أن أعداءه المنهزمين كانوا عبدة أصنام وأصحاب أوثان . واليهود الذين ظهر فيهم المسيح ما كانوا عبدة أصنام . لقد كانوا يؤمنون بالإله الواحد . إنها تقول : (( يخزى خزيا المتكلمون على المنحوتات القائلون للمسبوكات أنتن آلهتنا )) [ اشعيا 42 : 17 ] . وهؤلاء هم قريش عبدة الاصنام وغيرهم من الشعوب التي طهرها محمد عليه الصلاة والسلام من هذا الخزي .
7 - وتبين الفقرة السابعة ان هذا النبي الموعود به هو رجل حرب . ونجد في أسفار موسى أن رجل الحرب صفة من صفات الله سبحانه وتعالى ، فهذا ما قاله موسى في سفر الخروج [ 15 : 3 ] : (( الرب رجل الحرب الرب اسمه )) . ولقد كان موسى عليه السلام رجل حرب . فلقد أعد قواته للحرب وقاد بني إسرائيل في المعارك حيث انتصر في بعضها وانهزم في البعض الآخر . إن هذا ليس عيباًَ على الاطلاق إذ إنه من صفات أولي العزم من الانبياء . فيصف إشعيا هذا النبي الموعود به بأنه رجل حرب ومقدام شجاع ينتصر على أعدائه . إن هذه الفقرة تقول : (( الرب كالجبار يخرج . كرجل حروب ينهض غيرته . يهتف ويصرخ ويقوى على أعدائه )) [ اشعيا 42 : 13 ] . وما كان المسيح عليه الصلاة السلام رجل حرب بل إن هذه كلها صفات محمد بن عبدالله . عليه الصلاة والسلام .
وإذا انتقلنا إلى الاصحاح الحادي والعشرين العدد 13 - 16 من سفر إشعيا النبي سنجد هذا النص :
(( وحي من جهة بلاد العرب . في الوعر في بلاد العرب تبيتين يا قوافل الددانيين ، هاتوا ماء لملاقاة العطشان يا سكان أرض تيماء ، وافوا الهارب بخبزه ، فإنهم من أمام السيوف قد هربوا ، من أمام السيف المسلول ومن أمام القوس المشدودة ومن أمام شدة الحرب ، فإنه هكذا قال لي السيد في مدة سنة كسنة الأجير يفنى كل مجد قيدار ))
هذه النبوءة هي عن بلاد العرب وليست ضد بلاد العرب كما يتوهم البعض ، وهي تذكر مكان بدء الوحي على الرسول محمد . وقد كان بدء الوحي في بلاد العرب في الوعر في غار حراء . والوعر هو الجبل ( انظر القاموس المحيط ) وقيل أن ارض الحجاز هي الموصوفة بالوعر .
ولفظ : (( وحي من جهة بلاد العرب )) دليل لا يحتاج إلى تأويل . فقد جاء الوحي إلى محمد عليه الصلاة والسلام وهو من بلاد العرب .
وفي إشارة واضحة إلى هجرة الرسول والمسلمين إلى المدينة المنورة بعد أن لا قى المسلمون من التعذيب والأذى والشدة مالم يلاقيه غيرهم نجد النبوءة تقول : (( هاتوا ماء لملاقاة العطشان يا سكان أرض تيماء , وافوا الهارب بخبزة , فإنهم من أمام السيوف قد هربوا , من أمام السيف المسلول , ومن أمام القوس المشدودة , ومن أمام شدة الحرب )) وتيماء أرض معروفة في الجزيرة العربية وهي من أعمال المدينة المنورة .
وفي إشارة أخرى واضحة إلى ما كان بعد الهجرة من نصرة الله تعالى لرسوله محمد على أبطال بني قيدار وجبابرتهم من المشركين ، نجد النبوءة تقول : (( فإنه هكذا قال لي السيد في مدة سنة كسنة الأجير يفنى كل مجد قيدار , وبقية قسي أبطال بني قيدار تقل , لأن الرب إله إسرائيل قد تكلم )) وقيدار كما ذكرنا هو الأبن الثاني لإسماعيل ابن ابراهيم كما في سفر التكوين [ 25 : 13 ] وهو جد قبيلة قريش التي منها محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام .
فلينظر العالمون فيمن تنطبق عليه هذه الصفات .........
=================================================================((((((((((((((((((
مقدمتان ونتيجة
للدكتور / هشام عزمي والأخ جهاد
من المعروف لطالب الثانوي عندنا في جمهورية مصر كيفية القياس المنطقي ، و منه انك من خلال مقدمتين بسيطتين تستطيع ان تخرج بنتيجة سليمة إن كان القياس سليما فمثلا :
مقدمة (1) : زيد إنسان .
مقدمة (2) : الإنسان يأكل .
------------------------------
النتيجة : زيد يأكل .
هاتان مقدمتان بسيطتان أديتا لنتيجة سليمة ، أليس كذلك ؟
حسناً ، فلنطبق هذا القياس على العقيدة النصرانية فنقول :
مقدمة (1) : الابن تجسد .
مقدمة (2) : الابن هو الله .
-------------------------------
النتيجة (1) : الله تجسد .
مقدمة (3) : الآب لم يتجسد .
مقدمة (4) : الآب هو الله .
-------------------------------
النتيجة (2) : الله لم يتجسد .
فصارت لدينا نتيجتان :
النتيجة (1) : الله تجسد .
النتيجة (2) : الله لم يتجسد .
وهما متناقضتان و محال الجمع بينهما !
مقدمة (5) : الابن مولود
مقدمة (6) : الابن هو الله
------------------------------
النتيجة (3) : الله مولود
مقدمة (7) : الاب ( وحتى الروح القدس ) غير مولود
مقدمة (8) : الاب ( او الروح القدس ) هو الله
------------------------------
النتيجة (4) : الله غير مولود
إذا :
النتيجة (3) : الله مولود.
النتيجة (4) : الله غير مولود.
تناقض آخر
مقدمة (9) : الروح القدس منبثق
مقدمة (10) : الروح القدس هو الله
----------------------------------
النتيجة (5) : الله منبثق
مقدمة (11) : الاب ( وحتى الابن ) غير منبثق
مقدمة (12) : الاب ( او الابن ) هو الله
---------------------------------
النتيجة (6) : الله غير منبثق
إذا :
النتيجة (5) : الله منبثق
النتيجة (6) : الله غير منبثق
تناقض آخر
=====================================================================(((((((((((
دفاعاً عن سليمان الحكيم !!
الأخ : يوسف عبد الرحمن
هل بنى سليمان معبداً للأصنام ؟
ورد الـتعريف بشخصية سليمان في القرآن الكريم على كونه نبيا كبيراً وقائدا مقتدرا امتلك سلطة عـريـضة وفريدة من نوعها , وأشيد بعظمته وصلاحه في سور مختلفة من جملتها سورة البقرة , النساء , الأنبياء , النمل , سبأ و ص , فعلى سبيل المثال نقرا قوله تعالى في سورة ص الآية 30 : (( وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ )) .
القرآن في حكايته المفصلة نوعاً ما التي أوردها في السور المتقدمة الذكر عن هذا النبي الكبير ليس فقط لا ينسب له نسبة عبادة الصنم وصناعته مطلقاً وإنما يعد كافة جوانب حياته نزيهة من أي لون من ألوان التلوث بالشرك والمعصية .
يكفي في هذا المجال مراجعة سورة الأنبياء ( الايات 28 الى 82 ) وسورة النمل ( الاية 15 الى 44 ) وسورة ص ( الاية 30 الى 40 ) وعلى الخصوص قصة هداية (ملكة سبا) وإنقاذها من براثن الشرك ودعـوتها إلى التوحيد الخالص , وخاصة عندما يقول : (( وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ )) وأساساً يستفاد من الآيات الموجودة في نفس السورة ان الهدف الرئيسي لسليمان في واقعة الملكة سبا يكمن في محاربة الشرك والوثنية وإنقاذها وقومها من وطأة هذا الانحراف , والآن نـعـود إلى التوراة الفعلي المحرف لننظر إلى ما يقوله في شان سليمان وما يخلقه من صورة بشعة عن هذا النبي , صورة لرجل مفتون بالأهواء بحيث ساقه هوسه وهواه إلى حد الشرك والوثنية وحتى بنا معبد الصنم .
جاء في 1 ملوك 11 مايلي :
1 واحب الملك سليمان نساء غريبة كثيرة مع بنت فرعون موآبيات وعمونيات وادوميات وصيدونيات وحثّيات
2 من الامم الذين قال عنهم الرب لبني اسرائيل لا تدخلون اليهم وهم لا يدخلون اليكم لانهم يميلون قلوبكم وراء آلهتهم . فالتصق سليمان بهؤلاء بالمحبة .
3 وكانت له سبع مئة من النساء السيدات وثلاث مئة من السراري فامالت نساؤه قلبه .
4 وكان في زمان شيخوخة سليمان ان نساءه أملن قلبه وراء آلهة اخرى ولم يكن قلبه كاملا مع الرب الهه كقلب داود ابيه .
5 فذهب سليمان وراء عشتورث الاهة الصيدونيين وملكوم رجس العمونيين .
6 وعمل سليمان الشر في عيني الرب ولم يتبع الرب تماما كداود ابيه .
7 حينئذ بنى سليمان مرتفعة لكموش رجس الموآبيين على الجبل الذي تجاه اورشليم . ولمولك رجس بني عمون .
8 وهكذا فعل لجميع نسائه الغريبات اللواتي كنّ يوقدن ويذبحن لآلهتهنّ .
9 فغضب الرب على سليمان لان قلبه مال عن الرب اله اسرائيل الذي تراءى له مرتين
10 واوصاه في هذا الامر ان لا يتبع آلهة اخرى . فلم يحفظ ما أوصى به الرب .
11 فقال الرب لسليمان من اجل ان ذلك عندك ولم تحفظ عهدي وفرائضي التي اوصيتك بها فاني امزق المملكة عنك تمزيقا واعطيها لعبدك .
12 الا اني لا افعل ذلك في ايامك من اجل داود ابيك بل من يد ابنك امزقها .
يستخلص من مجموع القصة الكاذبة للتوراة مايلي :
ا ـ كـان لسليمان علاقات كثيرة بنساء الطوائف المشركة , وقد استولى على قسم كبير منهن خلافا لأمر اللّه ثـم اخـذ يميل الى معتقداههن شيئا فشيئا ,وبالرغم من كونه شخصا ميالا للنساء فقد حاز عـلـى 700 امـراة بـالعقد الدائم و300 امراة بالعقد المنقطع .
ب ـ اصـدر سليمان قرارا معلنا ببناء معبد للأصنام , وبنى على الجبل المطل على (( اورشيلم )) تلك الـبقعة المقدسة لإسرائيل , معبدا لصنم كموش ـ الصنم المعروف لطائفة الموآبيين ـ وصنم مولك ـ الـصنم المختص بطائفة بني عمون ـ وبرزت في نفسه علاقة خاصة بصنم (( عشتروت )) الصنم المنسوب الى الصيدونيان , وقد تحقق ذلك كله في عهد شيخوخته .
ج ـ ووجـه اللّه تعالى له عقاباً على هذا الانحراف والذنب العظيم , وتبلور هذا العقاب في ان يسلب مـنه مملكته وسلطانه ولكن لا يسلبه من يده شخصا وانما يسلبه من يد ابنه (( رحبعام )) ..
والآن هل يمكن لأحد الأشخاص ان ينسب هذه التهم الفظيعة إلى ساحة إنسان مقدس كالنبي سليمان ؟ خصوصاً وانه نبي عند اليهود وله ثلاثة كتب أو أكثر من كتب العهد القديم ، الأول يقع تحت عنوان (( الأمثال )) والثاني تحت عنوان (( الجامعة )) والآخر تحت عنوان (( نشيد سليمان )) بالإضافة إلى ان التوراة في الإصحاح الـثـالـث مـن سفر الملوك الأول تقول بصراحة : (( تراءى الرب لسليمان في حلم ليلاً وقال الله : اسأل ماذا أعطيك ...هوذا أعطيتك قلباً حكيماً ومميزاً حتى انه لم يكن مثلك قبلك ولا يقوم بعدك نظيرك .. )) .
وبناء على اعتقادنا بنبوة سليمان الحكيم كما هو عند اليهود أيضاً ، فإننا نسأل :
هل صدر كل ذلك عن سليمان الحكيم صاحب هذه الأسفار المقدسة ؟!
وإذا كان فعلاً قد صدر كل ذلك عنه فمن أين الثقة في مثل هذا الشخص الذي أشرك بالله وسار وراء آلهة أخرى ؟! وبالتالي من أين الثقة فيما كان يأتي به مما يسمى بالوحي ؟!!
هل يعقل ان يتلقى احد الأشخاص هذه النوع الفريد من العلم والحكمة من اللّه تعالى في أيام شبابه ثم يقدم على بناء معبد للأصنام إرضاء لرغبات زوجاته في عهد كبره ونضج عقله واكتمال مداركه ؟ مـما لا يقبل الشك ان هذه الأساطير الكاذبة كانت من صنع الأدمغة العاجزة في السابق , ومن المؤسف حـقـا ان عـدة مـن الأفراد الجهلاء وضعوها في سلسلة الكتب السماوية بعد ذلك , وعد هذا الكلام (( اللا مقدس )) بعنوان (( الكتاب المقدس )) إلا انه هل تشاهد أي واحدة من هذه النسب السيئة في الوقائع والحوادث التي ينقلها القرآن ؟
منقول من موقع المسيحية فى الميزان
====================================================================(((((((((((((
جعلوا لله زوجة !
للأخ : يوسف عبد الرحمن
إليك - أخي القارىء - هذا التمثيل والمجاز القبيح في حق الله سبحانه :
سفر هوشع 2 : 2 ( الترجمة الكاثوليكية ) ينسب الكاتب للرب قوله :
" حاكِموا أُمَّكم، حاكِموا
فإِنَّها لَيسَتِ آمرَأَتي ولا أَنا زوجُها. لِتَنزعْ مِن وَجهِها زِناها
ومِن بَينِ ثَدْيَيها فِسْقَها
5 وإِلَّا جَرَّدتُها عُرْيانة
ورَدَدتُها كما كانَت يَومَ ميلادِها
وجَعَلتُها كالصَّحْراء
وصَيَّرتُها كأَرضٍ قاحِلة
وأَمَتُّها بِالعَطَش
6 ولم أَرحَمْ بَنيها لِأَنَّهم بَنو زِنًى
7 لأَنَّ أُمَّهم زَنَت
تقول الترجمة الكاثوليكية ان هوشع " هو أول من مثل بصورة القران الزوجي علاقات الرب بشعبه منذ عهد سيناء ، ووصف خيانة إسرائيل الصنمية ، لا بالزنى فقط ، بل بالخيانة الزوجية " ( الطبعة الثالثة صفحة 1898 )
ونحن نقول : إذا كان هذا تمثيلاً ، فما أقبح هذا التمثيل ، وهلا نزهوا كتابهم عنه ، فإن الكريم يأنف أن يتفوه بأقل منه .
وصدق الله العظيم إذ يقول :
{ مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ } ( الحج
==============================================================((((((((((((
(((((احسنت صنعا))))))))) قس يحرق نفسه احتجاجا على انتشار الإسلام
قالت صحيفة تايمز البريطانية الصادرة اليوم الجمعة إن قسا متقاعدا انتحر بحرق نفسه في دير بألمانيا احتجاجا على انتشار الإسلام وعجز الكنيسة البروتستانتية عن احتوائه.
وذكرت الصحيفة أن القس رولاند ويزلبرغ صب علبة من البنزين على رأسه وأضرم النار فيها وذلك في دير أوغيستين في مدينة أيرفيرت, التي قضى فيها مارتن لوثر ست سنوات راهبا في بداية القرن الـ16.
ونقلت تايمز عن شهود عيان قولهم إن ويزيلبرغ صعد إلى موقع بناء قرب الدير بينما كان بعض النساك يقيمون قداسا, وصرخ بأعلى صوته قائلا "المسيح وأوسكار" قبل أن تلتهمه ألسنة النار.
وأضافت أن الاسم "أوسكار" هنا يشير إلى القس "أوسكار بوزويتش" الذي أحرق نفسه عام 1976 احتجاجا على النظام الشيوعي في ألمانيا الشرقية.
ونقلت الصحيفة عن ألفريدي بغريتش رئيس كنيسة أيرفرت قوله إن أرملة ويزيلبرغ أخبرته أن زوجها انتحر بسبب ذعره من انتشار الإسلام وموقف الكنيسة من تلك القضية.
كما نقلت عن آكسيل نواك الأسقف البروتستانتي لولاية ساكسوني قوله إن هذا
الانتحار مثل صدمة للمجتمع, معربا عن أمله ألا يؤدي لتأجيج المشاعر بين المسيحيين والمسلمين.
المصدر: تايمز
=======
The Times November 03, 2006
Priest burns himself to death over Islam
From David Crossland in Berlin
A retired priest committed suicide by setting himself on fire in a German monastery in protest at the spread of Islam and the Protestant Church’s inability to contain it.
Roland Weisselberg, 73, poured a can of petrol over his head and set light to himself in the grounds of the Augustine monastery in the eastern city of Erfurt, where Martin Luther spent six years as a monk at the beginning of the 16th century.
Witnesses said that Weisselberg climbed into a building site next to the monastery church, where a Reformation Day service was being held. He shouted “Jesus and Oskar” before the flames engulfed him. The latter name was an apparent reference to Oskar Brüsewitz, a priest who burnt himself in 1976 in protest against the Communist regime in . Monastery staff tried to put out the flames and Weisselberg was still conscious as a nun prayed with him before he was taken to hospital. He died a day later, on Wednesday.
Media reports said that he had tried to kill himself inside the church but changed his mind when he found the side door was locked.
The Provost of Erfurt, Elfriede Begrich, told reporters that Weisselberg’s widow had said that he killed himself because he was alarmed at the spread of Islam and the Church’s stance on the issue.
She described Weisselberg as an erudite man who had addressed repeatedly the Church’s position on Islam in meetings over the past three to four years. He had written to her, urging her to take the matter more seriously, she said.
The Protestant Bishop of Saxony, Axel Noack, said the suicide had shocked the community and that he hoped it would not hurt relations between Christians and Muslims.
“We in the East are still among ourselves when we discuss Islam,” said Bishop Noack, adding that there were not many Muslims in the area.
Relations with Muslims have been a matter of intense debate in Germany in recent months, stoked by the cancellation of a Mozart opera in Berlin amid fears that it could provoke Muslim violence, and a speech by the Pope in September in which he quoted from a medieval **** linking the spread of the Islamic faith to violence.
The Berlin Deutsche Oper has said that it will stage the opera, which has a scene showing the severed heads of the Prophet Muhammad, Jesus and Buddha.
==================================================================((((((الجن))))))))) السؤال : كيف يعذب إبليس بالنار وهو مخلوق منها ؟!!
-- الجواب : الحمد لله
أولاً :
أمَّا أن إبليس سيدخل جهنم خالداً فيها : فهذا مما لا شك فيه ، وقد ذكر الله تعالى مصيره في الآخرة في عدة آيات ، ومنها :
1. قال تعالى : ( قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ... قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُوماً مَدْحُوراً لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ ) الأعراف/12– 18 .
قال الطبري :
وهذا قسم من الله جلّ ثناؤه ، أقسم أن من اتبع من بني آدم عدوَّ الله إبليس وأطاعه : أن يملأ جهنم من جميعهم يعني : من كفرة بني آدم أتباع إبليس ، ومن إبليس وذرّيته " انتهى باختصار وتصرف يسير .
"تفسير الطبري" (8/139) .
2. وقال تعالى : ( قَالَ يَا إِبلِيسُ مَا لَكَ أَلا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ... إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ . وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ . لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ ) الحجر/32– 44 .
قال الشنقيطي رحمه الله :
وكل آية فيها ذِكر إضلال إبليس لبني آدم بيَّن فيها أن إبليس وجميع من تبعه كلهم في النار كما قال هنا : ( وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ . لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ ) .
"أضواء البيان" (3/131) .
3. وقال تعالى : ( قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ * لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ ) ص/84، 85 .
4. وقال تعالى حاكياً قول الجن : ( وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً . وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً ) الجن/14، 15 .
ثانياً :
أما كيف يعذَّب إبليس في النار وقد خُلق من النار : فالجواب عنه :
أنه لا يلزم من كون الجن خلقوا من نار أن يكونوا الآن ناراً ، كما أن الإنس خلقوا من تراب وليسوا الآن تراباً .
قال أبو الوفاء بن عقيل :
" أضاف الشياطين والجان إلى النار حسب ما أضاف الإنسان إلى التراب والطين والفخار ، والمراد به في حق الإنسان أن أصله الطين ، وليس الآدمي طيناً حقيقة ، لكنه كان طيناً ، كذلك الجان كان ناراً في الأصل " انتهى .
"لقط المرجان في أحكام الجان" (ص 33) بواسطة "عالم الجن والشياطين" (ص 58) .
وإذا كان الإنس خلقوا من تراب وقليل منه يؤذيهم ، وإن دفنوا تحته ماتوا ، وإن ضربوا به (الفخار مثلا) جرحوا أو ماتوا ، فكذلك ليس غريباً أن يكون الجن قد خلقوا من النار ، ويعذبون بنار جهنم .
والجن خلقهم الله تعالى من نار ، ولكنهم ليسوا الآن ناراً ، والأدلة على ذلك كثيرة ، منها :
1. عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي فأتاه الشيطان فأخذه فصرعه فخنقه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( حتى وجدت برد لسانه على يدي ، ولولا دعوة أخي سليمان عليه السلام لأصبح موثقا حتى يراه الناس ) رواه النسائي في "السنن الكبرى" ( 6 / 442 ) ، وصححه ابن حبان ( 6 / 115 ) .
2. عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعناه يقول : أعوذ بالله منك ثم قال : ألعنك بلعنة الله ثلاثا وبسط يده كأنه يتناول شيئا ، فلما فرغ من الصلاة قلنا : يا رسول الله قد سمعناك تقول في الصلاة شيئا لم نسمعك تقوله قبل ذلك ورأيناك بسطت يدك ، قال : إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي فقلت : أعوذ بالله منك ثلاث مرات ثم قلت : ألعنك بلعنة الله التامة فلم يستأخر ، ثلاث مرات ، ثم أردت أخذه ، والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة . رواه مسلم ( 542 ) .
فمن هذين الحديثين يتبين لنا أن الجن الآن ليسوا ناراً ؛ ويدل على ذلك : ما وجده رسول الله صلى الله عليه وسلم من برد لسان الشيطان ، كما في الحديث الأول ، وأن الشيطان لو كان باقيًا على ناريته ما احتاج أن يأتي بشهاب ليجعله في وجه النبي صلى الله عليه وسلم ، ولما استطاع الولدان أن يلعبوا به .
3. ومن الأدلة – كذلك - : قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم ) رواه البخاري ( 1933 ) ومسلم ( 2175 ) .
ولو كان الشيطان ناراً لاحترق الإنسان ؛ لأن الشيطان داخله ، فتبين الفرق بين كون الشيطان ناراً وكونه مخلوقاً من نار .
ولو كان الشيطان ناراً الآن –على سبيل الفرض- وأراد الله أن يعذبه بنار جهنم ، فإن الله تعالى على كل شيء قدير ، ولا يعجزه شيء سبحانه وتعالى .
والله أعلم ..=========================================================================== بعض أكاذيب زكريا بطرس والرد عليها ( 1)
بقلم / محمد جلال القصاص
mgelkassas@hotmail.com
سأعرض ـ بحول الله وقوته ـ بعض أكاذيب زكريا بطرس موثقه بالدقيقة من حلقاته ، وأقوم بالرد عليها . ومن أراد مزيد بيان يراسلني . أرمي إلى إثبات كذب هذا الخبيث المهين ، وكذا أدفع أكاذيبة عن النبي وآل النبي صلى الله عليه وسلم ـ وعن الدين . والله أسأل أن يبارك في هذه الكلمات وأن ينفع بها .
============(1 ) =============
يقول في القرآن ( لا تكذبوا على الله وروحي )(1) يعني بروحي المسيح عليه السلام .
وهذه من عنده وليست في كتاب الله . والذي عندنا في كتاب ربنا القرآن المجيد {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ }[ المائدة :111]
بي وبرسولي ، وليس بروحي . أم يحسب أنه كتابه ( المقدس ) يضع فيه ويحذف كما يحب .
===============(2)=====================
يقول : في صحيح البخاري أن الحجر الأسود نزل أبيضا واسود من دم حيض النساء(2).هكذا يتكلم دون أن يذكر رقم حديث ولا صفحة ، وهذا كذب يتكلم به من عند نفسه . لم يتكلم به لا البخاري ولا أي من رواة الأحاديث ولا كل من كتب بيده من المسلمين .
==============(3) =======================
يقول : الحج كان يقام في موسم جني البلح(3)
وهذا كذب يعرفه الجاهل والعالم ، فالحج مرتبط بشهر ذي الحجة ، وهو شهر عربي يتنقل بين الشتاء والصيف كما هو الحال مع رمضان مثلا .وجني البلح ثابت في الصيف
=================(4) ====================
يقول : في صحيح البخاري أن الحجر الأسود نزل أبيضا واسود من دم حيض النساء(4).
هكذا يتكلم دون أن يذكر رقم حديث ولا صفحة ، وهذا كذب يتكلم به من عند نفسه . لم يتكلم به لا البخاري ولا أي من رواة الأحاديث ولا كل من كتب بيده من المسلمين .
================(5)=====================
ـ يقول أن الحجر الأسود عبارة عن حجر اسطواني طويل يستخدم في الاحتكاك ؟(5)
كذبٌ وخسةٌ . . كذب من أردئ أنواع الكذب ، وخسَّة فوقها الجعلان ، يقول هذا ليقول لمن يستمعه أن النساء يستعملن الحجر الأسود في حك فروجهن به .
والحجر الأسود يراه كل عام فوق تسعة ملايين فرد ـ حجاج ومعتمرين ـ ، ويصور بكمرات التلفاز ، وهو بعيد تماما عن هذا الوصف ، ومع ذلك يكذب بطرس ولا يتحرج من الكذب في هذا الأمر . ألا لعنة الله على الكاذبين ، والأعجب من هذا أن هناك من يصدقه . ألا هدى الله الغافلين .
ـ يقول على لسان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن العرب لا تعرف الشهر أوله من آخره لأنهم بادية وأن بحيرى هو الذي علمه أن يبدأ الشهر بالهلال(6)
وهو يكذب فما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ شيء من هذا ؛ والأشهر تعرفها العرب قبل أن يولد بحيرى نفسه ، فليس بحيرى هو الذي علمها للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن ثم علمها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للعرب ، وهذه من أمارة كذبه في أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ التقى بحيرى وتعلم منه .
===============(6) ======================
يقول في صحيح البخاري عمر يقول : ما لنا وللرمل إنما كنا نرائي به المشركين وقد أهلكهم الله؟!
وهذه أيضا من عنده ، ما تكلم بها أمير المؤمنين عمر ـ رضي الله عنه ـ لا في البخاري ولا في غيره .
==============(7) ======================
يقول أن كل طقوس الحج في الجاهلية نقلت للإسلام(7) يقصد بذلك طواف الرجال والنساء بالبيت وهم عراة .. الرجال والنساء ، وتلطيخ النساء الحجر الأسود بدماء الحيض ، والزنا الجماعي في مِنى .
وهذه من أم رأسه ، فلا كان في الجاهلية زنى جماعي ولا كانت منى من مني الرجال ، ولا هي في الإسلام من يوم كان ، ويحج كل عام أكثر من مليوني مسلم كلهم يشهدون على كذبه .
===============(8)===================
يقول : نساء النبي ستة وستون ( 66 ) امرأة غير سيدات المتعة(8) ولا أدري من أين أتى بهذه .
===============(9)===================
يقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ التقى المهرطقين في اليمن(9). ولم نعرف من قبل أن نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ التقى أحدا من النصارى وجلس إليه وتعلم منه ، ولا أنه سافر لليمن قبل البعثة أو بعدها . وإنما هذا من جملة كذبه .
==============(10)====================
يقول أن الجزيرة العربية كانت مأوى للمهرطقين(10). ويذكر منهم بحيرى الراهب .
وهذا من الكذب البين ، فالنصرانية لم تكن ديانة معروفة في الجزيرة العربية قبل الإسلام ، وإنما كان هناك أفراد ، ومن أمرات كذبه أن بحيرى الراهب لم يكن بالجزيرة العربية وإنما ببلاد الشام وهو أقر بذلك في عدة أماكن .
ألا لعنة الله على الكاذبين .
==============(11)====================
أن عثمان حرق القراءات الستة(11)
والقراءات سبع وليست ست كما يقول ، ولا زالت موجودة إلى اليوم ، وعثمان حرَّق المصاحف ولم يحرق القرآن ولا القراءات . وزكريا كذاب لئيم .
=============(12)=====================
ويسأل : لماذا قرآن عثمان ؟ أين مصحف محمد ؟(12)
وهذا كذب رخيص . يعتمد على جهالة المتلقي . فليس لعثمان ـ رضي الله عنه ـ قرآن وإنما مصحف ، ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم ينزل عليه مصحف وإنما قرآن .. كلام يتلى نأخذه بالفم كابرا عن كابرا ثم دون في المصحف ..أي في الورق .
===============(13)======================
يقول قتلوا عثمان لأنه حرق كتاب الله(13)
والحقيقة أن زكريا بطرس هو أول من يقول أن سبب قتل عثمان هو حرقه للمصاحف . بل كانوا كلهم معه على حرقها .
==============(14)=======================
ويقول أن الإسلام هو الذي نشر الوثنية في الجزيرة العربية وغيرها(14) .
وهذا من الكذب الفاحش ، فالإسلام حارب الوثنية وهدم أصنامها ، وقضى عليها في الجزيرة العربية كلها ، وكانت الحرب بين الرسول صلى الله عليه وسلم وعبّاد الأصنام حتى قضى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزال أصنامهم ، وأقام شرائع الإسلام على أنقاضها ، ثم زحف للفرس فقضى على وثنيتهم والهند وأفريقيا . فالإسلام هو الذي حارب الوثنية وزكريا بطرس كذاب لئيم .
===============(15)===================
ـ ذكره أن التسليم في الصلاة عند المسلمين ثلاثة مرات يمين ويسار ووسط ، وأن هذه تعليمات بحيرى له ليشبه الثالثوث(15)
قلت : يصلي مليار ونصف مسلم كل يوم خمس مرات تقريبا ولا يسلم أحد منهم ثلاث مرات ، بل مرتين يمين ويسار . وهذا من كذبه .
وإن كانت هذه تعليمات بحيرى فلم يفعلها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفي هذا دليل على أن بحيرى لم يعلم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ شيئا .
==============(16)====================
يقول : أن موسى عليه السلام سجد لله حين تجلى في الجبل(16)يستدل على ذلك بآية من القرآن هي { وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ } [ الأعراف : 143]
طلب موسى عليه السلام رؤية ربه ، فأجابه الله بأنك لا تتحمل رؤيتي ، وأعطاه أمارة على ذلك ، طلب منه أن ينظر للجبل ، وتجلى الله للجبل . وليس تجلى في الجبل ، هناك فرق كبير ، فاندك الجبل من عظمة الله ، وأغمى على موسى عليه السلام من مشهد دك الجبل ، فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المسلمين .
فلم يتجلى الله في الجبل ، ولم يسجد موسى لله حين تجلى في الجبل . وبطرس يكذب .
=============(17)=====================
يقول عن عائشة رضي الله عنها سئل النبي كيف يأتيك الوحي ؟
قال أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي فأغيب عن الوعي وأحيانا يتمثل لي الملاك رجلا (17)
وهو يكذب . يزيد في الحديث جمل من عنده بما يتوافق وكذبه . والحديث عند مسلم وكل من روى الحديث ليس فيه ( فأغيب عن وعي ) ، وهذا نص الحديث عند مسلم ـ الذي ينقل عنه ـ يقول : عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ فَقَالَ أَحْيَانًا يَأْتِينِي فِي مِثْلِ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ ثُمَّ يَفْصِمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُهُ وَأَحْيَانًا مَلَكٌ فِي مِثْلِ صُورَةِ الرَّجُلِ فَأَعِي مَا يَقُولُ(18)
أضاف كلمة أغيب عن وعي من عنده ثم يبني عليها استشهاده من الحديث . يقول كان يغيب عن وعيه أي يصرع كما يصرع الملبوس بالجن .
==============(18)====================
ويقول : قالت عائشة ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيغيب عن وعيه ويتفصد جبينه عرقا .
وهذا نص الحديث عند مسلم ـ الذي ينقل عنه ـ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ إِنْ كَانَ لَيُنْزَلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْغَدَاةِ الْبَارِدَةِ ثُمَّ تَفِيضُ جَبْهَتُهُ عَرَقًا(19)
والعجيب أنه لا يكتفي بهذه الكذبة فقط بل يضيف عليها أيضا أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يرغي ويذبد(20). كي يقول أنه كان مجنونا يصرع كما يصرع المجنون . وهذا كله من عنده . يكذب فيه . ونبينا أعقل الناس وأكملهم . ونبينا أهم حدث في تاريخ البشرية لا زال يدوي إلى اليوم ، وأكبر شخص حاطت به هالة إعلامية .
والذي في الحديث بهذا الشأن هو أن النبي كان إذا جاءه الوحي تسكن جوارحه حتى أنه ينكس رأسه ويكف عن الحديث ، ويحمر وجهه ويغطّ ، والغطُّ هو النفخ البسيط..دخول وخروج النفس يشيء من الجهد كما يفعل النائم حين يدخل في النوم يقال فلان يغط غطيطا ، وكان يعرق ويتصبب جبينه عرقا .
هذا هو الوصف الذي جاء في الأحاديث ، وهي حالة من يثقل بشيء كأنه يحمله بكل جوارحه ، وهذا نعرفه ، قال الله { إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً }[ المزمل :5] . أما الذي ننكره ولا نجده في كتاب ربنا ولا في أي ممن كتب حديث رسولنا ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ هو أنه كان يزبد ويلقى على الأرض ويغمى عليه .. هذه كلها من أكاذيب الكذاب اللئيم بطرس .
===============(19)===================
يقول : ليس في القرآن آية تدل على تحريف النصارى للكتابهم (21)
وهذه بعض الآيات التي في كتاب الله تنطق صراحة بتحريف كتاب النصارى بعهديه القديم والحديث {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }[ آل عمران : 78]
{أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }[ البقرة : 75]
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ }[ المائدة : 15]
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }[ آل عمران:71]
==========(20)==============
يعدد من المصاحف التي حرقها عثمان ، فيذكر : مصحف عطاء بن رباح ومصحف عكرمة ومصحف مجاهد ، وسعيد بن جبير ، والأسود بن يزيد وعلقمة بن قيس ، وطالح بن قيسان ، والحجاج بن يوسف الثقفي (22)
وهؤلاء كلهم جاءوا بعد عثمان ـ رضي الله عنه ـ .. كلهم من التابعين وليسوا من الصحابة . وكثير منهم ولد بعد موت عثمان .
فتدبر كيف يكذب .
ـ يدعي أن القرآن العظيم لا يقول بأن النصارى كفار أو مشركون ، وأن القرآن يشهد لهم بالوحدانية ، وأن السبب في القول بكفر النصارى هو جهل المسلمين بالقرآن(23)
وهو يكذب .
وأنا أعرض على حضراتكم بعض الأيات من كتاب الله التي تتكلم عن أهل الكتاب والتي نزلت في نصارى نجران وهم كانوا يتكلمون بذات الأباطيل التي يتكلم بها الكذاب اللئيم زكريا بطرس اليوم .
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ }[ آل عمران :70 ]
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَاللّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ }[ آل عمران : 98]
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }[
آل عمران : 71 ]
{لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ }[ البينة : 1]
وهذه الآية صريحة جدا في كفر بطرس ومن على مذهبه :
{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ }[ المائدة :72]
وقال تعالى :{ لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }[ المائدة : 17]
{لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }[ المائدة : 73 ]
هذا من ناحية النص القرآني ، ومن ناحية سياق الدعوة ، فقد واجه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نصارى نجران ودعاهم للإسلام ، وخرج للروم يوم تبوك يقاتلهم على الإسلام ، وشرع في ديننا قتال أهل الكتاب حتى يسلموا أو يعطوا الجزية عن يد وهو صاغرون ن ومعلوم أن من كانوا على عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كانوا على ذات المذهب الذي عليه بطرس اليوم .
ولا أدري كيف يقال بعد ذلك أن القرآن لا يكفر النصارى ؟!!
إنه كذاب لئيم .
===============(21) ===================
يقول الطعن في الكتاب المقدس طعن في القرآن ، ذلك أن القرآن يقول عن التوراة والإنجيل { قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } [ القصص : 49] وقول الله تعالى : ويستدل بقول الله تعالى : {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }[ الحجر : 9](24)
وهذا من الكذب .. وهذا من تحريف الكلم عن مواضعه .. وهذا من التدليس على المستمعين ببتر النص من سياقه ليتكلم بغير ما أريد له .. وهذا من الإيمان ببعض الكتاب والكفر ببعضه { أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }[ البقرة من الآية 85]
الذكر في آية الحجر { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }[ الحجر : 9]هو القرآن ، والسياق جازم بذلك ، فقبلها بقليل ( وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر ) [ الحجر الآية :6 ] . والله ـسبحانه وتعالى ـ استحفظ اليهود والنصارى على كتباهم ولم يتعهد هو بحفظه { بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء }[ المائدة :44] .. وأنهم لم يحفظوه بل كتبوا فيه بأيديهم وقالوا هو من عند الله وما هو من عند الله {ف َوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ }[ البقرة :79] ،وقال تعالى : { وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }[ آل عمران : 78] وقال تعالى : {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }[ المائدة : 13] هذا في اليهود والنصارى مثلهم قال الله تعالى : { وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ }[ المائدة : 14] . هذا ما نجده في كتابنا
ولذا خاطبهم القرآن جميعا بقوله تعالى : { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }[آل عمران:71]
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ }[ آل عمران :70]
{ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً وَأَنتُمْ شُهَدَاء وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }[ آل عمران : 99]
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ }[ المائدة:77]
يقول الدكتور منقذ السقار : ( ووضح هذا المعتقد النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: ((إن بني إسرائيل كتبوا كتاباً، فاتبعوه، وتركوا التوراة )). (رواه الدارمي ح480، والطبراني في الأوسط ح5548، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ح2832 ).
واستقر هذا المعنى في نفوس الصحابة والمؤمنين بعدهم، يقول ابن عباس رضي الله عنهما: (كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء، وكتابكم الذي أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدث تقرءونه محضاً لم يشب، وقد حدثكم أن أهل الكتاب بدلوا كتاب الله وغيروه وكتبوا بأيديهم الكتاب وقالوا: هو من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً). (رواه البخاري ح7363).
ولا يمنع هذا من صحة بعض مواضع التوراة، لما فيها من آثار الأنبياء، ففي التوراة حق وباطل كما أخبر الله ورسوله، ومن النصوص التي أشارت إلى وجود شيء من الحق في كتبهم ألبسوه بالباطل والزور قوله تعالى: {يا أهل الكتاب لم تلبسون الحقّ بالباطل وتكتمون الحقّ وأنتم تعلمون } (آل عمران: 71)، وكذا قوله: {وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله} (المائدة:43)، وذلك في مسألة رجم الزاني، وهو مذكور في سفر التثنية، حيث يقول: " إذا كانت فتاة عذراء مخطوبة لرجل، فوجدها رجل في المدينة واضطجع معها، فأخرجوهما كليهما إلى باب تلك المدينة، وارجموهما بالحجارة حتى يموتا، الفتاة من أجل أنها لم تصرخ في المدينة، والرجل من أجل أنه أذل امرأة صاحبه، فتنزع الشر من وسطك" (التثنية 22/22-23).
وفي صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إليكم )). وعلل سبب عدم التكذيب بوجود حق في كتبهم، حيث قال كما في رواية أبي داود : (( ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم، وقولوا آمنا بالله ورسله، فإن كان باطلاً لم تصدقوه، وإن كان حقاً لم تكذبوه)).
وعليه فنحن نؤمن بتوراة موسى كل الإيمان، ونؤمن بأنها حرفت ولم تحفظ، وأن القوم أخفوا شيئاً، وكتبوا أشياء، وضاع منهم الكثير، وما بين يديهم لا يخلو من بعض الحق) (25)أ . هـ .
وخلاصة الكلام أن بطرس كذاب في الاستدلال على عدم تحريف ما في يده من كتاب بالقرآن
================( 22 )==================
يقول نصا : وفي كتاب دلائل النبوة للأصبهاني ( يا رسول الله إن قريشا جلسوا فتذاكروا أحسابهم وأنسابهم فجعلوا مثلك مثل نخلة في ربوة [ أي مش في مزرعة بتاع ناس معروفين يعني واحد حطها كده ومشي محدش عارف مين اللي حطها .. كلام صعب ]. فغضب رسول الله .
وفي المرجع نفسه(26) بلغ الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قول العباس يا رسول الله إن قريشا إذا التقوا لاقى بعضهم بعضا بالبشاشة ، وإذا لقونا لقونا بوجوه لا نعرفها .فغضب رسول الله غضبا شديدا . انتهى كلامه قبحه الله .
هذا نص كلامه والسياق العام الذي يتكلم فيه هو نفي أن يكون النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ابن أبيه . وهو يكذب على مستمعيه بحذف جزء من الحديث وبإدخال بعض الجمل التوضيحية ضمن السياق يُغَيِّر بها المعنى ؛ والنص كاملا هو(27): " عن العباس بن عبد المطلب قال : قلت : يا رسول الله إن قريشا إذا التقوا لقي بعضهم بعضا بالبشاشة وإذا لقونا لقونا بوجوه لا نعرفها فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك غضبا شديدا ثم قال : والذي نفس محمد بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله . فقلت : يا رسول الله إن قريشا جلسوا ، فتذاكروا أحسابهم ، فجعلوا مثلك كمثل نخلة في كبوة من الأرض فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله يوم خلق الخلق جعلني في خيرهم ثم لما فرقهم قبائل جعلني في خيرهم قبيلة ، ثم حين جعل البيوت جعلني في خير بيوتهم ، فأنا خيرهم نفسا وخيرهم بيتا "
ـ ولاحظ أن الحديث في كتاب ( دلائل النبوة ) ، وعند ابن كثير في باب ( ذكر النسب الشريف وطيب الأصل المنيف ) وفي الحديث تأكيد على شرف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في نسبه ، وهو يستدل به على أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليس ابن أبيه وأنه لم يكن شريفا في نسبه. ألا قبحه الله.
والعباس يشتكي من حالة التنكر التي تبديها قريش لبني هاشم أبناء عمومة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى أنهم يقابلون العباس وبني هاشم عموما بوجوه لم يعرفوها من قبل ، قلت ولو أن بطرس يعقل ما تكلم بهذا التدليس والكذب ، فهو دائما يتكلم بأن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ جاء ليقيم ملكا قرشيا عربيا ، وهذا الحديث في أمارة على أن قريش كانت تخالفه وتتنكر له هو ومن معه .. هو وقرابته.
================( 23)==================
في سياق تدليله على أن صيام رمضان كان موجودا قبل الإسلام والإسلامُ فقط أخذه من النصارى والحنفاء يدلل على ذلك قائلا : في تفسير الطبري للآية 183 من سورة البقرة ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم .. الآية ) عن الشعبي أن النصارى فرض عليهم شهر رمضان كما فرض عليهم ولم يزل المسلمون على ذلك يصنعون كما تصنع النصارى(28) .أ . هـ .
والنص كامل هو من نفس المكان الذي ينقل عنه عن الشعبي قال : لَوْ صُمْتُ السَّنَة كُلّهَا لَأَفْطَرْتُ الْيَوْم الَّذِي يُشَكّ فِيهِ فَيُقَال مِنْ شَعْبَان وَيُقَال مِنْ رَمَضَان , وَذَلِكَ أَنَّ النَّصَارَى فُرِضَ عَلَيْهِمْ شَهْر رَمَضَان كَمَا فُرِضَ عَلَيْنَا فَحَوَّلُوهُ إلَى الْفَصْل , وَذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا رُبَّمَا صَامُوهُ فِي الْقَيْظ يَعُدُّونَ ثَلَاثِينَ يَوْمًا , ثُمَّ جَاءَ بَعْدهمْ قَرْن فَأَخَذُوا بِالثِّقَةِ مِنْ أَنْفُسهمْ فَصَامُوا قَبْل الثَّلَاثِينَ يَوْمًا وَبَعْدهَا يَوْمًا , ثُمَّ لَمْ يَزَلْ الْآخَر يَسْتَنّ سُنَّة الْقَرْن الَّذِي قَبْله حَتَّى صَارَتْ إلَى خَمْسِينَ , فَذَلِكَ قَوْله :{ كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَام كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلكُمْ }
وذكر الطبري بعد هذا رواية أخرى تبين المراد من قول الله تعالى { كما كتب على الذين من قبلكم } يقول : " أَمَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلنَا فَالنَّصَارَى , كُتِبَ عَلَيْهِمْ رَمَضَان , وَكُتِبَ عَلَيْهِمْ أَنْ لَا يَأْكُلُوا وَلَا يَشْرَبُوا بَعْد النَّوْم , وَلَا يَنْكِحُوا النِّسَاء شَهْر رَمَضَان . فَاشْتَدَّ عَلَى النَّصَارَى صِيَام رَمَضَان , وَجَعَلَ يُقَلِّب عَلَيْهِمْ فِي الشِّتَاء وَالصَّيْف ; فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ اجْتَمَعُوا فَجَعَلُوا صِيَامًا فِي الْفَصْل بَيْن الشِّتَاء وَالصَّيْف , وَقَالُوا : نَزِيد عِشْرِينَ يَوْمًا نُكَفِّر بِهَا مَا صَنَعْنَا . فَجَعَلُوا صِيَامهمْ خَمْسِينَ , فَلَمْ يَزَلْ الْمُسْلِمُونَ عَلَى ذَلِكَ يَصْنَعُونَ كَمَا تَصْنَع النَّصَارَى , حَتَّى كَانَ مِنْ أَمْر أَبِي قَيْس بْن صِرْمَة وَعُمَر بْن الْخَطَّاب مَا كَانَ فَأَحَلَّ اللَّه لَهُمْ الْأَكْل وَالشُّرْب وَالْجِمَاع إلَى طُلُوع الْفَجْر .أ . هـ.
هل في كلام بطرس شيء مما ذكره الطبري ؟!
يكذب ليفتري على الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه أخذ شعيرة الصيام من النصارى ـ وهو لا يعترف أنهم المسحيون اليوم ـ وأنها لم تفرض بوحي من الله وإنما بتقليدٍ للأمم الأخرى نصارى وصابئة ومانوية ..الخ ثم يقول أستدل بكتب المسلمين . ألا لعنة الله على الكاذبين
===============================================================كيف يستدل زكريا بطرس بالمصادر الصحيحة ؟
بقلم / محمد جلال القصاص
mgelkassas@hotmail.com
يستدل زكريا بطرس ببعض المصادر الإسلامية الصحيحة مثل القرآن الكريم وكتب السنة الصحيحة مثل البخاري ومسلم ومسند أحمد وكتب التفسير مثل القرطبي وغير ذلك من المصادر الصحيحة . ويتكلم صراحة بأن هذا قول البخاري ومسلم وأحمد وابن كثير (1)..ولا يخفى أن هذا من شأنه أن يجعل المستمع أو القارئ يسلم ولا يناقش ، ولا أريد أن أستبق الأحداث ، سأعرض عليك أخي القارئ بعض الأمثلة لاستدلالاته لتتبين لك الصورة على حقيقتها ، وتعلم أي كذوب هذا .
المثال الأول :
ـ وهو يتكلم عن موسم الحج في الجاهلية وأنه كان موسم إخصاب وتجارة ، وأن الأمر لم يتغير في الإسلام يقول نصا : (( محمد ـ وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم ـ أباح جواز المتعة في الحج ، وهذا الكلام في تفسير القرطبي سورة النساء آية 24 { فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن } يقول أبو ذر كانت المتعة لنا في الحج خاصة) وأخرجه مسلم )) ويتساءل لماذا؟ ويجيب نفسه لأنه نفس النظام ويشير بيده بما يفهم منه التكرار ، أي تكرار ما كانت عليه الجاهلية من الاجتماع في الحج من أجل الزنى والتجارة(2)!!
انظر ماذا يفعل لتعلم أنه كذّاب لئيم يتعمد الكذب .
نعم الحديث صحيح عند مسلم(3)، والمتعة هنا التي يتكلم عنها أبو ذر ـ رضي الله عنه ـ هي إحدى نسك الحج الثلاث المشهورة ( الإفراد والتمتع والقران ) وتعني كما يقول النووي في شرح الحديث ( أن فسخ الحج إلى العمرة كان للصحابة في تلك السنة ) ويوضح هذا ما جاء في سنن النسائي حديث ( 2762) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ قَالَ كُنْتُ مَعَ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ فَقُلْتُ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَجْمَعَ الْعَامَ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لَوْ كَانَ أَبُوكَ لَمْ يَهُمَّ بِذَلِكَ قَالَ وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ إِنَّمَا كَانَتْ الْمُتْعَةُ لَنَا خَاصَّةً . فالمتعة هنا هي التمتع .. هي الفصل بين الحج والعمرة .. هي تحويل الحج إلى عمرة لمن أهلَّ بالحج ثم يهل بالحج بعد ذلك من مكة في يوم التروية . . هذا يسمى التمتع بالحج ، لا أنها الزواج المؤقت الذي حرمه الشرع كما يدعي هذا المفتري .
وينقل هذا الحديث أيضا عن القرطبي في آية { فما استمتعتم به منهن }ليوهم القارئ بأن المعنى المقصود هو نكاح المتعة .. أقول العجيب أنه بالرجوع لما كتبه القرطبي في تفسير هذه الآية من سورة النساء تجد أنه يتكلم عن تحريم جواز المتعة في الإسلام يقول القرطبي (( ولا يجوز أن تحمل الآية على جواز المتعة ؛ لأن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ نهى عن نكاح المتعة وحرمه )).
وبالرجوع إلى تفسير القرطبي عند الآية التي ذكرها هو لا تجد ذِكْرٌ لحديث أبي ذر هناك أبدا .
فانظر كيف يكذب . وانظر كيف يدلس على مستمعيه .
وكرر الاستدلال بهذه الآية مرة ثانية على إباحة جواز المتعة في الإسلام(4) مع أن الآية ليست دليل على ذلك ومع أن القرطبي ينفي هذا الاستدلال بشدة ويورد من أحاديث الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقول الصحابة والسلف ما ينفي ذلك بشدة ، ومع أنه يذكر أنه قرأ تفسير الآية عند القرطبي .
هكذا يستدل بالمصادر الصحيحة الكتاب والسنة ، ويخرج القارئ الطيب من أمامه وهو يظن أن الرجل يستمد أقواله من الكتاب والسنة بفهم المشهورين من علماء المسلمين ( القرطبي هنا ).
وشيء آخر موسم الحج تحديدا يحضره ثلاثة ملايين كل عام . هل قال أحد أن المتعة تباح في الحج ؟!. هل تكلم أحد بأن الحج موسم إخصاب وتجارة ؟! هل تكلم أحد أن النساء يمسسن الحجر الأسود بدم الحيض ؟!
يكذب في أمر يشهده ثلاثة ملايين كل عام ، والعجيب أنه يجد من يصدقه !
المثال الثاني :
ـ وهو يتكلم عن أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليس ابن أبيه عبد الله ، يقول وقبحه الله بما يقول : (( وهذا الكلام موجود في كتب المسلمين ( التراث ) في البداية والنهاية لابن كثير باب تزويج عبد المطلب لابنه عبد الله جزء 2 / 316 بلغ النبي أن رجالا من كِنْده يزعمون أن محمدا منهم وهم منه .فقال حين علم أن رجالا يقولون أنه من كِنْدَة وليس من قريش .. مش من عبد الله ـ هذا قوله ـ : ( إنا لن ننتفي من آبائنا نحن بني النضر ابن كنانة ) ، ويعلق قائلا باللهجة العامية : (بيعترف )(5) انتهى كلامه قبّحه الله .
وانظر كيف يكذب هذا اللئيم .
أولا : الكلام الذي نقله من البداية والنهاية لابن كثير ليس تحت الباب الذي ذكره ( باب تزويج عبد المطلب لابنه عبد الله ) . وإنما في الباب الذي يليه وهو بعنوان ((كتاب سيرة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وذكر أيامه وغزواته وسراياه والوفود إليه وشمائله وفضائله ودلائله الدالة عليه ـ باب ذكر نسبه الشريف وطيب أصله المنيف ))
فعدل عن اسم الباب الحقيقي عند ابن كثير وهو ( ذكر نسبه الشريف وطيب أصله المنيف ) . ولو ذكره لبان كذبه قبل أن يتكلم.
ثانيا : بَتَرَ الحديث الذي جاء به ، والنص كاملا .. من ابن كثير الذي ينقل عنه وليس من مكان آخر . يقول ابن كثير : (( وقد ورد حديثٌ في انتسابه عليه السلام إلى عدنان ، وهو على المنبر ولكن الله أعلم بصحته كما قال الحافظ أبو بكر البيهقي : ... عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال : بلغ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن رجالا من كندة يزعمون أنهم منه ، وأنه منهم فقال : إنما كان يقول ذلك العباس وأبو سفيان بن حرب ليأمنا بذلك ، وإنا لن ننتفي من آبائنا نحن بنو النضر بن كنانة قال : وخطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نذار ، وما افترق الناس فرقتين إلا جعلني الله في خيرها ، فأخْرجت من بين أبوي فلم يصبني شيء من عهر الجاهلية ، وخرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم حتى انتهيت إلى أبي وأمي ، فأنا خيركم نفسا وخيركم أبا "
يقول ابن كثيرا متابعا :
وهذا حديث غريب جدا من حديث مالك تفرد به القدامى وهو ضعيف ، ولكن سنذكر له شواهد من وجوه أخر ، فمن ذلك قوله ( خرجت من نكاح لا من سفاح ) قال عبد الرزاق : عن جعفر بن محمد عن أبيه أبي جعفر الباقر في قوله تعالى( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ) قال : لم يصبه شيء من ولادة الجاهلية قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم( إني خرجت من نكاح ، ولم أخرج من سفاح ) وهذا مرسل جيد . وهكذا رواه البيهقي عن جعفر بن محمد عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله أخرجني من النكاح ولم يخرجني من السفاح ).
فابن كثير يتكلم عن النسب الشريف وطيب الأصل المنيف .
وابن كثير يتكلم بأنه حديث ضعيف (وهذا حديث غريب جدا من حديث مالك تفرد به القدامى وهو ضعيف ).
وعلى فرض صحة الحديث فالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ينفي ما تكلم به رجالُ كندة ، ويذكر نسبه إلى أبيه عبد الله بن عبد المطلب ، وأنه ولد من نكاح وليس من سفاح.
وابن كثير بعد تضعيفه للحديث يذكر شواهد على ما صح منه وهو أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولد من نكاح وليس من سفاح وأنه ابن أبيه .
وسأعود لقضية النسب الشريف لسيد ولد آدم محمد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعد ذلك تحت عنوان منفصل ، وفقط أردت هنا بيان كيف يستدل زكريا بطرس بالمصادر الإسلامية الصحيحة مثل ابن كثير . فهو ـ زكريا بطرس ـ يكذب كذبا رخيصا مكشوفا حين يستدل بالمصادر الصحيحة التي يعترف بها المسلمون .
المثال الثالث :
يستدل من مسند الإمام أحمد ويقول على لسان الإمام أحمد ( عن ابن عباس قال وكان الرسول يطوف حول الحجر سبع لفات ثلاثة منها قافزا كالظباء وأربعة منها ماشيا في احترام للحجر المقدس من مسند أحمد الحديث2835 ) (6)
وسياق كلامه على أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان على ذات النُّسك التي كانت عليها الجاهلية من تقديس الأصنام وهي هنا الحجر الأسود على حد قوله قبَّحه الله .
وانظر أخي كيف يكذب كذبا مركبا مكشوفا .
الحديث بتمامه عند أحمد : عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ لَمَّا نَزَلَ مَرَّ الظَّهْرَانِ فِي عُمْرَتِهِ بَلَغَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ أَنَّ قُرَيْشًا تَقُولُ مَا يَتَبَاعَثُونَ مِنْ الْعَجَفَِ فقَالَ أَصْحَابُهُ لَوْ انْتَحَرْنَا مِنْ ظَهْرِنَا فَأَكَلْنَا مِنْ لَحْمِهِ وَحَسَوْنَا مِنْ مَرَقِهِ أَصْبَحْنَا غَدًا حِينَ نَدْخُلُ عَلَى الْقَوْمِ وَبِنَا جَمَامَةٌ قَالَ لَا تَفْعَلُوا وَلَكِنْ اجْمَعُوا لِي مِنْ أَزْوَادِكُمْ فَجَمَعُوا لَهُ وَبَسَطُوا الْأَنْطَاعَ فَأَكَلُوا حَتَّى تَوَلَّوْا وَحَثَا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فِي جِرَابِهِ ثُمَّ أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَقَعَدَتْ قُرَيْشٌ نَحْوَ الْحِجْرِ فَاضْطَبَعَ بِرِدَائِهِ ثُمَّ قَالَ لَا يَرَى الْقَوْمُ فِيكُمْ غَمِيزَةً (7) فَاسْتَلَمَ الرُّكْنَ ثُمَّ دَخَلَ حَتَّى إِذَا تَغَيَّبَ بِالرُّكْنِ الْيَمَانِي مَشَى إِلَى الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ فَقَالَتْ قُرَيْشٌ مَا يَرْضَوْنَ بِالْمَشْيِ أَنَّهُمْ لَيَنْقُزُونَ نَقْزَ الظِّبَاءِ فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَةَ أَطْوَافٍ فَكَانَتْ سُنَّةً قَالَ أَبُو الطُّفَيْلِ وَأَخْبَرَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ ذَلِكَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ "
ـ هل في الحديث شيء مما قاله بطرس ؛ اللهم قَوْلَةَ قريش ( تقافز الظباء ) التي كذب وادعى أنها قولة ابن عباس ، وقريش قالتها على سبيل المدح .. تتكلم بأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصحابته في قوتهم يمشون كما تمشي الظباء أو الغزلان ـ في رواية أبي داود (8)ـ وقد كانت تحسب أنهم يمتون من العَجَفْ ؟!
ـ وفي الحديث واحدة من معجزات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهي مباركة الأكل للصحابة رضوان الله عليهم ، حتى أكلوا وملئوا جرابهم من الطعام ولم ينفد ، وهي معجزة تكررت كثيرا ،عمى عنها زكريا بطرس .. مر عليها وكأنه لا يراها ولابد أنه رآها ولكن { فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }[ الحج : 46]
ـ والحديث ليس بذات الرقم الذي ذكره بطرس ، وإنما برقم آخر (2646) فربما ينقل عن كذابٍ آخر ، وهي كذبة أخرى إذ أنه يدعي البحث وأن ما يتكلم به اطلع عليه بنفسه.
المثال الرابع :
بعد ذكر هذا الجزء من الآية :103 من سورة النحل {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ }. يقول مستدلا : هناك شخصيات كان يحوم حولها الشبهة أنها كانت تعلم محمد ـ وصلى الله على محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم ـ ويذكر من هؤلاء بلعام ، وعياش مولى عتبة بن أبي ربيعه وسلمان الفارسي وعدّاس و ميسرة ، يقول نصا ( دول كلهم كان يشار إليهم أنهم كلهم كانوا يملون عليه الكلام ده )(9) يعني القرآن .
ويكرر ذات الكلمات في مكان آخر قائلا جاء في كتب التفاسير . . القرطبي والطبري وابن كثير والنسفي والنيسابوري والبضاوي ـ ويعد على أصابعه بما يعني الكثرة ـ أن معارضي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كانوا يشيرون إلى عبد رومي .اسمه بلعام أو يعيش ... وهذا اعتراف من علماء المسلمين بأن محمدا ـ صلى الله عليه وسلم ـ كانت له علاقات مع علماء النصارى يجتمع معهم ويسمع منهم.(10)
وهذا كذب هزيل قبيح .
ـ الآية بتمامها تقول : {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ }[ النحل : 103]
فهي تحكي قول قريش .. إنما يعلمه بشر ، وترد عليه وتنفيه وتتعجب منه ، إذ أن الذين سمّت قريش عجم لا يتكلمون العربية وهذا القرآن بلسان عربي مبين عجز الفصحاء والبلغاء من العرب أن يأتوا بمثله { لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ }[ النحل : 103]
ـ والمفسرون يقولون ( وكانوا إذا سمعوا من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما مضى وما هو آتٍ مع أنه أمي لم يقرأ قالوا : إنما يعلمه ( جبر ) وهو أعجميُّ ؛ فقال الله تعالى : " لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين " أي كيف يعلمه ( جبر ) وهو أعجمي هذا الكلام الذي لا يستطيع الإنس والجن أن يعارضوا منه سورة واحدة فما فوقها ) القرطبي عند تفسير الآية.
وابن كثير يقول : يقول تعالى مخبرا عن المشركين ما كانوا يقولونه من الكذب والافتراء والبهت أن محمدا ـ صلى الله عليه وسلم ـ إنما يعلمه هذا الذي يتلوه علينا من القرآن بَشر ويشيرون إلى رجل أعجمي كان بين أظهرهم غلام لبعض بطون قريش وكان بياعا يبيع عند الصفا وربما كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يجلس إليه ويكلمه بعض الشيء وذاك كان أعجمي اللسان لا يعرف العربية أو أنه كان يعرف الشيء اليسير بقدر ما يردّ جواب الخطاب فيما لا بد منه فلهذا قال الله تعالى ردا عليهم في افترائهم ذلك " لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين " .
ويقول الطبري " يقول تعالى ذكره : ولقد نعلم أن هؤلاء المشركين يقولون جهلا منهم : إنما يُعلم محمدا ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذا الذي يتلوهُ بشر من بني آدم ، وما هو من عند الله . يقول الله تعالى ذكره مكذبهم في قيلهم ذلك : ألا تعلمون كذب ما تقولون ؟ إن لسان الذي تلحدون إليه ، يقول تميلون إليه . بأنه يُعلم محمدا ، أعجمي . وذلك أنهم فيما ذُكر كانوا يزعمون أن الذي يُعلم محمدا هذا القرآن عبد رومي فذلك قول الله تعالى { لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ } .
المثال الخامس :
وانظر هذه ، ولا أحسبك ستنصت له بعدها .
ـ يقول : النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ اتبع ملة آبائه والدليل على ذلك من القرآن في سورة يوسف واتبعت ملة آبائي إبراهيم واسحق يوسف الآية 38 .(11)
والآية تتكلم على لسان يوسف ـ عليه السلام ـ وهذا هو السياق كاملا : { وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ . قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ . وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِـي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ . يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ . مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ . يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَان . وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ}[ يوسف :36ـ42]
الآية تتكلم عن يوسف عليه السلام ، وآبائه إبراهيم وإسحاق أنبياء ، يستدل بها ليوهم القارئ بأن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بادئ أمره لم يأت بجديد وكان على ذات الوثنية التي كان عليها قومه .
===============================================================كل شيئ في الجنة للرجال, فماذا عن النساء ؟؟
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
و الحمد لله رب العالمين
و الصلاة والسلام على سيد الأولين و الآخرين,
و على آله و صحبه و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
و أرضى اللهم عنا معهم أجمعين, اللهم أمين
أخوتي الكرام , ما كان الله بظلام لعباده الصالحين
و الله عند حسن ظن عبده به , و ما العدل إلا اسم من أسماء الله تعالى
و لا يوجد من يؤمن بالله و اليوم الأخر و يشك للحظة بأن يوم الحساب هو يوم العدل العظيم , العدل المطلق الذي طالما أفتقدناه في حياتنا الدنيا
و لا توجد مؤمنة تؤمن بالله و اليوم الأخر و تخشى ألا يعدل الله و ألا يجازيها ما تحب و تبغى من كل نعيم تتمناه
و قد جاء في الحديث :
رَوَى التِّرْمِذِيّ عَنْ أُمّ عُمَارَة الْأَنْصَارِيَّة أَنَّهَا أَتَتْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ,
فَقَالَتْ : مَا أَرَى كُلّ شَيْء إِلَّا لِلرِّجَالِ , وَمَا أَرَى النِّسَاء يُذْكَرْنَ بِشَيْءٍ ! فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة :
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35)
الأحزاب
و قد أخبرنا عز و جل في كتابه الحكيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)التوبة
بسم الله الرحمن الرحيم
لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا (5)
الفتح
بسم الله الرحمن الرحيم
يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12)
الحديد
و قد نقلت لكم هذا المقال من منتدى محجوب أرى أن فيه النفع و الرد على الشبهة إن شاء الله
للرجال في الجنه حورالعين ....فماذا للنساء ؟؟
عند ذكر الله للمغريات الموجودة في الجنة من أنواع المأكولات والمناظر الجميلة والمساكن والملابس فإنه يعمم ذلك للإثنين ( الذكر والأنثى ) فالجميع يستمتع بما سبق. ويتبقى: أن الله قد أغرى الرجال وشوقهم للجنة بذكر ما فيها من ( الحور العين ) و ( النساء الجميلات ) ولم يردمثل هذا للنساء.. فقد تتساءل المرأة عن سبب هذا !؟
والجواب
1- أن الله: لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون [الأنبياء:23]، ولكن لا حرج أن نستفيد حكمةهذا العمل من النصوص الشرعية وأصول الاسلام فأقول:
2- أن من طبيعة النساءالحياء – كما هو معلوم – ولهذا فإن الله – عز وجل – لايشوقهن للجنة بما يستحين منه.
3- أن شوق المرأة للرجال ليس كشوق الرجال للمرأة – كما هو معلوم – ولهذا فإن الله شوّق الرجال بذكر نساء الجنة مصداقا لقوله : { ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء } [أخرجه البخاري] أما المرأة فشوقها إلى الزينة من اللباس والحلي يفوق شوقها إلى الرجال لأنه مما جبلت عليه كما قال تعالى أومن ينشأ في الحلية الزخرف:18].
4- قال الشيخ ابن عثيمين: إنما ذكر – أيالله عز وجل – الزوجات للأزواج لأن الزوج هو الطالب وهو الراغب في المرأة فلذلك ذكرت الزوجات للرجال في الجنة وسكت عن الأزواج للنساء ولكن ليس مقتضى ذلك أنه ليس لهن أزواج.. بل لهن أزواج من بني آدم.
فائدة
** المرأة لاتخرج عن هذه الحالات في الدنيا فهي...
1- إما أن تموت قبل أن تتزوج.
2- إما أن تموت بعد طلاقها قبل أن تتزوج من آخر.
3- إما أن تكون متزوجة ولكن لا يدخل زوجها معها الجنة، والعياذ بالله.
4- إما أن تموت بعد زواجها.
5- إما أن يموت زوجها وتبقى بعده بلا زوج حتى تموت.
6- إما أن يموت زوجها فتتزوج بعده غيره.
** هذه حالات المرأة في الدنيا ولكل حالة ما يقابلها في الجنة..
1- فأما المرأة التي ماتت قبل أن تتزوج فهذه يزوجها الله – عزوجل – في الجنة من رجل من أهل الدنيا لقوله : { ما في الجنةأعزب } [أخرجه مسلم]، قال الشيخ ابن عثيمين: إذا لم تتزوج – أي المرأة – في الدنيا فإن الله تعالى يزوجها ماتقر بها عينها في الجنة.. فالنعيم في الجنة ليس مقصورا على الذكور وإنما هو للذكور والإناث ومن جملة النعيم: الزواج.
2- ومثلها المرأة التي ماتت وهي مطلقة.
3- ومثلها المرأةالتي لم يدخل زوجها الجنة. قال الشيخ ابن عثيمين: فالمرأةإذا كانت من أهل الجنة ولم تتزوج أو كان زوجها ليس من أهل الجنة فإنها إذادخلت الجنة فهناك من أهل الجنة من لم يتزوجوا من الرجال. أي فيتزوجها أحدهم.
4- وأما المرأة التي ماتت بعد زواجها فهي – في الجنة – لزوجها الذي ماتت عنه.
5- وأما المرأةالتي مات عنها زوجها فبقيت بعده لم تتزوج حتى ماتت فهي زوجة له في الجنة.
6- وأما المرأة التي مات عنها زوجها فتزوجت بعده فإنها تكون لآخرأزواجها مهما كثروا لقوله : { المرأة لآخر أزواجها }
[سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني].
ولقول حذيفة لامرأته: ( إن شئت أن تكوني زوجتي في الجنة فلا تزوجي بعدي فإن المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا فلذلك حرم الله على أزواج لنبي أن ينكحن بعده لأنهن أزواجه في الجنة ).
مسألة: قد يقول قائل: إنه قد ورد في الدعاء للجنازة أننا نقول ( وأبدلها زوجا خيرا من زوجها ) فإذا كانت متزوجة.. فكيف ندعوا لها بهذا ونحن نعلم أن زوجهافي الدنيا هو زوجها في الجنة وإذا كانت لم تتزوج فأين زوجها؟
والجواب كما قال الشيخ ابن عثيمين: 'إن كانت غير متزوجة فالمراد خيرا من زوجهاالمقدر لها لو بقيت وأما إذا كانت متزوجة فالمراد بكونه خيرا من زوجها أي خيرامنه في الصفات في الدنيا لأن التبديل يكون بتبديل الأعيان كما لو بعت شاةببعير مثلا ويكون بتبديل الأوصاف كما لو قلت لكبدل الله كفر هذا الرجل بإيمانوكما في قوله تعالى: ويوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات [إبراهيم:48]،
والأرض هي الأرض ولكنها مدت والسماء هي السماء لكنهاانشقت'.
فائدة
ورد في الحديث الصحيح قوله للنساء: { إني رأيتكن أكثر أهل النار...} وفي حديث آخر قال : { إن أقل ساكني الجنة النساء } [أخرجه البخاري ومسلم]، وورد في حديث آخر صحيح أن لكل رجل من أهل الدنيا ( زوجتان ) أي من نساء الدنيا. فاختلف العلماء – لأجل هذا – في لتوفيق بين الأحاديث السابقة: أي هل النساء أكثر في الجنة أم في النار؟
فقال بعضهم: بأن النساء يكن أكثر أهل الجنة وكذلك أكثر أهل النار لكثرتهن. قال القاضي عياض: ( النساء أكثرولد آدم ).وقال بعضهم: بأن النساء أكثر أهل النار للأحاديث السابقة. وأنهن – أيضا – أكثر
أهل الجنة إذا جمعن مع الحور العين فيكون الجميع أكثر من الرجال في الجنة.
وقال آخرون: بل هن أكثر أهل النار في بداية الأمر ثم يكن أكثر أهل الجنة بعد أن يخرجن من النار – أي المسلمات –قال القرطبي تعليقا على قوله : { رأيتكن أكثر أهل النار } : ( يحتمل أن يكون هذا في وقت كون النساء في الناروأما بعدخروجهن في الشفاعة ورحمة الله تعالى حتى لا يبقى فيها أحد ممن قال: لاإله إلاالله فالنساء في الجنة أكثر ).
الحاصل: أن تحرص المرأة أن لاتكون من أهل النار.
فائدة
إذا دخلت المرأة الجنة فإن الله يعيد إليها شبابها وبكارتها لقوله : { إن
الجنة لايدخلها عجوز إن الله تعالى إذاأدخلهن الجنة حولهن أبكارا}
فائدة
ورد في بعض الآثار أن نساء الدنيا يكن في الجنة أجمل من الحور لعين بأضعاف كثيرة نظرا لعبادتهن الله.
فائدة
قال ابن القيم ( إن كل واحد محجور عليه أن يقرب أهل غيره فيها ) أي في الجنة.
وبعد: فهذه الجنة قد تزينت لكن معشر النساء كما تزينت للرجال في مقعد صدق عندمل يك مقتدر فالله الله أن تضعن الفرصة فإن العمرعما قليل يرتحل ولا يبقى بعده إلا الخلود الدائم، فليكن خلودكن في الجنة – إن شاء الله – واعلمن أن الجنة مهرها الإيمان والعمل الصالح وليس الأماني الباطلة مع التفريط وتذكرن قوله : {
إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت
زوجها قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت
سبحان الله،والحمد لله، ولا إله إلا الله و الله أكبر
منقول
وهذا رد الدكتور محمد العوضى حول سبب كون الرجل له حور، وليس للمرأة مثله؟
عن هذه الشبهة، وإليك نص كلامه قال: ألقيت محاضرة بعنوان (الإسلام والإعاقة البصرية)، فرحت جداً بتعليقات ومشاركات وتساؤلات المكفوفين حول الموضوع، وكان أطول تعليق لمن كان يجلس معي على المنصة الأستاذ جون الدنماركي، وهو أمين سر الاتحاد العالمي، كفيف لكنه نابه جداً ومرتب الأفكار، وفعلاً يصلح أن يكون ناطقاً باسم المكفوفين، بعد أن شكر المحاضرة وألقى مداخلته، قال: عندي سؤال خارج عالم المكفوفين يخص الإسلام، وكان سؤاله: نلاحظ أن القرآن عندما يتطرق لموضوع نعيم الجنة فإنه يعد الرجال بالنساء والزوجات والجواري، ويعطيهم حقهم بينما لا نجد في المقابل عطاء مماثلاً لإشباع حاجات النساء الغريزية أي أن الرجل يحظى بالنعيم الأوفر، أليس في ذلك تحيزاً؟!
قلت له: يا أستاذ جون، سؤال جميل، ولعلمك أيها الضيف الدنماركي أن رسالتي في الدكتوراه موضوعها قضايا المسلمة وشبهات العلمانيين، فالجواب سهل، إن الله لم يفرق في العطاء الأخروي بين الذكور والإناث من حيث الإجمال، فقد وعد كلا منهما على حد سواء بالمثوبة الكبرى والأجر العظيم.
وأن لهم جميعاً في الجنة ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين، الآيات كثيرة منها على سبيل المثال: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ. وقال تعالى: مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ. فمن حيث الإجمال، الخطاب والعطاء القرآني واحد، ولكن لماذا عند ما جاء عند الجانب الغريزي فصل القرآن للرجال وأوجز للنساء؟ هنا تأتي المعجزة التربوية، فإنه معلوم من النفس البشرية أن الحب عند الرجل يتمحور بالأفعال، بينما عند المرأة يكمن في المشاعر والملاطفة، فهو غريزة تتبعها عاطفة، أما هي فعاطفة مقدمة على الغريزة، أو كما تقول (بربارا دي انجلس) المختصة في الدراسات الأسرية وصاحبة الكتاب المشهور (أسرار عن الرجل على المرأة معرفتها)، الحب أفعال عند الرجال وأسرار عند النساء، بل إننا نجد في الشعر إياً كان مصدره عربياً أو أوروبياً قديماً وحديثاً الغزل فيه ينطلق من الرجال تجاه النساء والعكس قليل.
فالرجل يعلن رغبة ويطلب، وجمال المرأة في التمنع والتلطف في الطلب، وحتى نحن عندما نداعب أولادنا نقول: إذا نجحت يا ولدي بنسبة عالية سأزوجك فتاة آية في الحسن، ولكن لا يقول الرجل لابنته إذا تفوقت في الدراسة سأزوجك فحلا من فحول الرجال! ضجت القاعة بالضحك، إنه كما يقول الفيلسوف الألماني نيتشة (الملحد): المرأة تحقق ذاتها في (هو يريد) والرجل في (أنا أريد)، وكتاب (جنس الدماغ) لعالمة الوراثة البريطانية آن موير، وكتاب (الرجال من المريخ والنساء من الزهرة) للأمريكي أشهر علماء الأسرة جون حرية، وكتاب (الذكاء العاطفي) لدانييل جولمان، والبحوث العلمية كلها تؤكد على الفوارق الدقيقة من عواطف الحب والتجاذب بين الجنسين، والبحوث العلمية كلها تؤكد على الفوارق الدقيقة من عواطف الحب والتجاذب بين الجنسين، وإذا كان البشر يراعون في خطابهم هذه الفوارق أفلا يراعيها رب البشر؟!. انتهى
...............................
===============================================================الرد على : المطلقة لا تعود لزوجها إلا بعد أن ينكحها رجل آخر
بسم الله الرحمن الرحيم
المطلقة لا تعود لزوجها إلا بعد أن ينكحها رجل آخر
فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (البقرة 230).
الطلاق مأخوذ من الانطلاق والتحرر، فكأنه حل عقدة كانت موجودة وهي عقدة النكاح. وعقدة النكاح هي العقدة التي جعلها الله عقداً مغلظاً وهي الميثاق الغليظ، فقال تعالى:
{وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً}
(من الآية 21 سورة النساء)
إنه ميثاق غليظ لأنه أباح للزوجين عورات الآخر، في حين أنه لم يقل عن الإيمان إنه ميثاق غليظ، قال عنه: "ميثاق" فقط، فكأن ميثاق الزواج أغلظ من ميثاق الإيمان. والحق سبحانه وتعالى يريد أن يربي في الناس حل المشكلات بأيسر الطرق. لذلك شرع لنا أن نحل عقدة النكاح، ونهاية العقدة ليست كبدايتها، ليست جذرية، فبداية النكاح كانت أمراً جذريا، أخذناه بإيجاب وقبول وشهود وأنت حين تدخل في الأمر تدخله وأنت دارس لتبعاته وظروفه، لكن الأمر في عملية الطلاق يختلف؛ فالرجل لا يملك أغبار نفسه، فربما يكون السبب فيها هيناً أو لشيء كان يمكن أن يمر بغير الطلاق؛ فيشاء الحق سبحانه وتعالى أن يجعل للناس أناة وروية في حل العقدة فقال: "الطلاق مرتان" يعني مرة ومرة، ولقائل أن يقول: كيف يكون مرتين، ونحن نقول ثلاث ة؟ وقد سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال يا رسول الله قال الله تعالى: "الطلاق مرتان" فلم صار ثلاثا؟
فقال صلى الله عليه وسلم مبتسماً: "فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان". فكأن معنى "الطلاق مرتان"، أي أن لك في مجال اختيارك طلقتين للمرأة، إنما الثالثة ليست لك، لماذا؟ لأنها من بعد ذلك ستكون هناك بينونة كبرى ولن تصبح مسألة عودتها إليك من حقك، وإنما هذه المرأة قد أصبحت من حق رجل آخر ..
{حتى تنكح زوجاً غيره}
(من الآية 230 سورة البقرة)
أما قول الرجل لزوجته أنت "طالق ثلاثاً" يعتبر ثلاث طلقات أم لا ؟ نقول : إن الزمن شرط أساسي في وقوع الطلاق، يطلق الرجل زوجته مرة، ثم تمضي فترة من الزمن، ويطلقها مرة أخرى فتصبح طلقة ثانية، وتمضي أيضا فترة من الزمن وبعد ذلك نصل لقوله: "فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان" ولذلك فالآية نصها واضح وصريح في أن الطلاق بالثلاث في لفظ واحد لا يوقع ثلاث طلقات، وإنما هي طلقة واحدة،
وحكمة توزيع الطلاق على المرات الثلاث لا في العبارة الواحدة، أن الحق سبحانه يعطي فرصة للتراجع. وإعطاء الفرصة لا يأتي في نفس واحد وفي جلسة واحدة. إن الرجل الذي يقول لزوجته : أنت طالق ثلاثاً لم يأخذ الفرصة ليراجع نفسه ولو اعتبرنا قولته هذه ثلاث طلقات لتهدمت الحياة الزوجية بكلمة. ولكن عظمة التشريع في أن الحق سبحانه وزع الطلاق على مرات حتى يراجع الإنسان نفسه، فربما أخطأ في المرة الأولى، فيمسك في المرة الثانية ويندم. وساعة تجد التشريع يوزع أمراً يجوز
أن يحدث ويجوز ألا يحدث، فلابد من وجود فاصل زمني بين كل مرة.
فمادام قد قال: "فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان" وقال: "الطلاق مرتان" أي أن لكل فعل زمناً، فذلك يتناسب مع حلقات التأديب والتهذيب، وإلا فالطلاق الثلاث بكلمة واحدة في زمن واحد، يكون عملية قسرية واحدة، وليس فيها تأديب أو إصلاح أو تهذيب، وفي هذه المسألة يقول الحق: "ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئاً" لأن المفروض في الزوج أن يدفع المهر ، فإذا ما حدث الطلاق لا يحل للمطلق أن يأخذ من مهره شيئاً، لكن الحق استثنى في المسألة فقال: "إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به".
وبذلك تبين لنا أنه إن وصلت الأمور بين الزوجين إلى مرحلة اللا عودة فلابد من درس قاس؛ فلا يمكن أن يرجع كل منهما للآخر بسهولة. لقد أمهلهما الله بتشريع البينونة الصغرى التي يعقبها مهر وعقد جديدان فلم يرتدعا، فكان لابد من البينونة الكبرى، وهي أن تتزوج المرأة بزوج آخر وتجرب حياة زوجية أخرى. وبذلك يكون الدرس قاسياً.
فالحكم كله في يد المطلقة ، فإن أرادت أن تتزوج لتجرب زوجاً آخر يعرف معنى المسؤلية ، فلها مطلق الحرية .... وإن طلقها الزوج الثاني بسبب استحالة العشرة أو لسبب الموت ، فلها الحق أن ترجع لزوجها الاول او لا ترجع فلها مطلق الحرية .
إذن فالطلاق لا يتكرر إلى مالانهاية، ذلك إن تكرار الطلاق يجعل الزوج في وضع الحاكم المطلق الذي لا تتحدد تصرفاته، ويجعل الحياة الزوجية تحت طائلة نزوات الزوج.
وعلى الزوج بعد الطلاقين أن يختار أحد الأمرين:
إما الإمساك بزوجته بمعروف، وزواج صالح ومعاشرة حسنة، وإما إنهاء العلاقة الزوجية للأخير، وإعطاءها حقوقها كاملة بل والإحسان إليها إضافة إلى الحقوق.
وعند الطلاق يبقى المهر عند المرأة، ولا يحل للرجل إسترجاعه إلا في حالة واحدة هي: تنازل المرأة عن مهرها بإزاء قبول الرجل بطلاقها، إن هي أرادت الطلاق.
وبعد الطلاق الثالث، تحرم الزوجة على الزوج حتى تتزوج من رجل آخر زواجاً دائماً ويباشرها الزوج مباشرة جنسية كاملة، ثم إن طلقها تحل للزوج الأول بعقد جديد إن شاءت ذلك.
ولكن لا يجوز للزوج أن يعود إليها بهدف الإضرار بها، بل لكي يؤسسا - فعلاً - حياة عائلية متينة تقوم على حدود الله وأحكامه.
وبهذا نجد أن الله عز وجل شرع احكام الطلاق للحفاظ على الكيان الأسري في الإسلام وأن يحمي المرأة من اخطاء الأزواج .
والله أعلم .
.......................................
من خواطر / الشيخ الشعراوي
==============================================================
لماذا يسمح الاسلام بضرب المراة و علانية في القران الكريم؟
الأخت الفاضلة .. نور الأمل .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- يقول الله تعالى في القرآن الكريم "وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا"
- عن السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها قالت ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادما له ولا امرأة.
- هذه الكلمات من أواخر كلمات الرسول صلى الله عليه وسلم قبل وفاته " ايها الناس اتقوا الله في النساء اتقوا الله في النساء اوصيكم بالنساء خيرا
- لقد أوصى رسول الله بالنساء خيراً فقال "ماأكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم"
- لقد أوصى رسول الله بالنساء خيراً فقال " استوصوا بالنساء خيرا "
- النبي صلى الله عليه وسلم يقول "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي "
- النبي صلى الله عليه وسلم يقول "من أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله"
- النبي صلى الله عليه وسلم يقول "اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله"
- النبي صلى الله عليه وسلم يقول "استوصوا بالنساء خيرا فإن المرأة خلقت من ضلع أعوج وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإذا ذهبت تقيمُه كسرت وإذا تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيرا"
- النبي صلى الله عليه وسلم يقول "حتى اللقمة تضعها في في امرأتك يكون لك بها صدقة"
- تقول السيدة عائشة رضي الله عنها "كنت أشرب وأنا حائض ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فمه على موضع فميَّ فيشرب عليه الصلاة والسلام" ما هذه المعاملة الحسنة؟ اين نجاسة الحائض في الكتاب المقدس؟
- تقول السيدة عائشة رضي الله عنها "كان عليه الصلاة والسلام في مهنة أهله فإذا نودي بالصلاة خرج إليها وكأنه لا يعرفنا"
- النبي صلى الله عليه وسلم يقول "النساء شقائق الرجال"
- عن صفية بنت حيي أم المؤمنين رضي الله عنها قالت "ما رأيت أحسن خلقًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم"
- روي أنه صلى الله عليه وسلم وضع ركبته لتضع عليها زوجه صفية رضي الله عنها رجلها حتى تركب على بعيرها
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض" .. فهل يمكن أن تتزوج الفتاة رجل عربيد يضربها ثم تهاجم الاسلام وتقول إنه يسمح للزوج بضرب وزوجته؟
- الأخت الفاضلة .. "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَطْرُقَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ لَيْلًا يَتَخَوَّنُهُمْ أَوْ يَلْتَمِسُ عَثَرَاتِهِمْ'"رواه البخاري ومسلم
- الأخت الفاضلة .. حتى في حالة الطلاق ابغض الحلال إلى الله يوصي الله الرجل بالمرأة خيرا "وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلَا تَتَّخِذُوا آَيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ "
- الأخت الفاضلة .. مرة ثانية حتى في حالة الطلاق ابغض الحلال إلى الله يوصي الله الرجل بالمرأة خيرا "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا. فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ "
- الأخت الفاضلة .. عندما يقول القرآن الكريم .. "فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا. وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا" .. فإن النبي صلى الله عليه وسلم يفسره لنا فيقول "اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٌ عِنْدَكُمْ لَيْسَ تَمْلِكُونَ مِنْهُنَّ شَيْئًا غَيْرَ ذَلِكَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ فَإِنْ فَعَلْنَ فَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا" .. رواه الترمذي وابن ماجة.
- الأخت الفاضلة .. هل تعرفين معنى "فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا" .. هذا أمر من الله العلي الكبير لعباده المسلمين .. أن لايظلموا المرأة ابدا .. فإن الله هو الذي يدافع عنها .. فكيف لنا بمن يدافع الله عنهن؟ .. وهل استطيع أنا كعبد مسلم لله أن أعاند أمام الله؟
……………………………….
===============================================================قراءة هادئة في كبرى قضايا زكريا بطرس
محمد جلال القصاص
mgelkassas@hotmail.com
آخية زكريا بطرس التي يدور حولها هي نفي نبوة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذا هو قطب الرحى الذي يدور حوله . وحين ترصد كلامه عن الوحي الإلهي ومحاولة صرف النبوة عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، تجد أنه كغيره ممن تكلم في هذه القضية يُكذِّب نفسه ولا يملك حقيقة يعطيها للناس ، وحين أردت أن أسرد أقوال زكريا بطرس في نفي نبوة النبي صلى الله عليه وسلم ـ وأنه لم يكن يتنزل عليه وحي من عند الله وبالتالي أرد عليها وجدت أن أفضل رد عليه هو أن أضع أقواله فقط أمام القارئ ، وما أن تتجاور أقواله حتى يظهر عورها وسوء حالها ، ويكذب بعضها بعض ، وهذه أقوال في نفي الوحي عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع قليل من التعليق .
ـ مرة يقول أن السيدة خديجة ـ رضي الله عنها ـ هي التي أعدت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للنبوة ، يقول : كانت ذات مال .. ثرية وتريد مَلِكا كي يؤمن لها طريق التجارة (1)
قلتُ : ما كان هناك مَنْ ولا ما يخيف السيدة خديجة ـ رضي الله عنها ـ على مالِها كي تبحث عن مَنْ يؤمنه لها ، قد كانت شريفة نسيبة حسيبه ، ولم يكن أحد من العرب ولا العجم يتجرأ على تجارة قريش كلها ، كانت القوافل تسير إلى الشام وإلى اليمن آمنة من جوع وآمنة من خوف .
ثم لم تكن البعثة النبوية سببا في حصول أمنها ونماء مالها بل أكسدت تجارتها وذهبت بمالها وجلبت عليها الهموم والأحزان فيما يبدوا للناس ؛ فقد انشغل القائم على تجارتها أعني رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وحاصرت قريشٌ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن تبعه ومن ناصره ـ ومنهم السيدة خديجة رضي الله عنها ـ فلم تَشْتر منهم ولم تبع لهم ، واضطرتهم إلى وديان مكة بين الجبال على الحصى في شعب من شعاب حتى أكلوا ورق الشجر من الجوع ومصّوا الحجر من العطش ، ثم تركوا ديارهم وأموالهم وخرجوا من مكة كلها ، وقد كانت السيدة خديجة ـ رضي الله عنها ـ تشجع على هذا كله .
ـ ومرةَ يقول أنه شيطان تلبس به ؛ ويؤكد لمن يسمعه أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان مستيقنا بأن الذي خرج له في الغار شيطان ، وأن خديجة هي التي أقنعته بأنه وحي لا شيطان وأنه هو نبي هذه الأمة واختبرت له الوحي وأقنعته بذلك (2)
وأخوه ـ في الكفر والصد عن سبيل الله ـ يُكذِّبُه ووجهه في وجهه إذ يقول الدكتور رأفت العماري بأن السيدة خديجة ـ رضي الله عنها ـ كانت قد تزوجت (نباش ) وكانت الجنُّ قد لبََسَته وراحت من خلاله ـ أي الجن ـ تتعامل مع الناس ، فقدم عليه الناس في بيته ـ بيت خديجة ـ وعمَّروا البيت ليلا ونهارا ، وبعد وفاة ( نبّاش ) استوحشت خديجة ـ ورضي الله عن السيدة خديجة ولعن الله هذا الأفاك الأثيم ـ من قلة الزائرين وأرادت أن تعيد هذه الحياة الموجودة في بيتها عن طريق زوجها الجديد محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ (3)
وفي ذات الحلقة يقول هذا ( البكَّاش ) (4)بأن الوحي كان ترتيبا بين خديجة وأبي بكر ـ لاحظ وليس ورقة وليست السيدة خديجة وحدها ـ ودليل ذلك ـ هذا قوله ـ أن الوحي لم يأت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلا في لحاف عائشة(5)
وهو ( بكاش ) نضحك من كلامه ونطويه ولا نرويه .
ـ ومرة يقول بطرس ومن معه بأن ورقة بن نوفل كان يبحث عن بديل له .. خليفة يخلفه في القيام بالنصرانية بمكة هو وبنت أخيه خديجة ولذا علَّم محمد ودرّبه وبعد وفاته هو وخديجة تمرد محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وخرج على الناس بالإسلام بعد وفاة خديجة (6)
ولا تضحك ، ليست مزحة والله ، بل كلام يدعون أنه علمي أتى به البحث ( النـزيه ) ( المجرد ) ، وهناك من يصدق هذا الكلام !!
ونقول : ما كانت خديجة ـ رضي الله عنها ـ نصرانية ، ولا كان ورقة يبحث عن أتباع فضلا عن خليفة يخلفه في أتباعه ، كان فردا يعبد ربه سرا ، يذكي نفسه وربما تحدث بشيء إلى ضيفه ، ولم يحمل لواء دعوة إلى الله ، ولم يجلس لقريش في ناديها يقول لهم أعبدوا الله ما لكم من إله غيره ، كان وحيدا يحدث نفسه . وما كانت خديجة نصرانية ولا كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ نصرانيا قبل البعثة . ولا كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبل البعثة يدري ما الكتاب ولا الإيمان ، ما عنده علم بشيء من أخبار السابقين ولا المعاصرين ، كان في غفلة عن هذا كله . هذا ما نقرأه في كتبنا .
ـ ومرة يقول أحدهم بأن شيئا من هذا لم يحدث ، لم ينزل عليه ملك ، وهي قصة ملفقه ، يستدل هذا الجهول (7)بأن الذي ظهر للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الغار قال له اقرأ فقرأ ، ويتساءل ـ وكأني به يضع أصبعه على رأسه عجبا بعقله إذ أتى بغريبة عجيبة لم يفطن إليها غيره ، وهي النملة تفرد ساقيها بين بني النمل فرحا بقوتها ـ مدللا كيف يقول له اقرأ وليس معه صحف يقرأ منها ؟ إذا القصة ملفقة وما كان وحيا يوحى .!!
ويهش ويبش الكذاب اللئيم زكريا بطرس لهذا الرأي ويسكت تأيدا؟
ويجلس أحدنا أمام شيخه في الكتَّاب ـ ومصر كلها كتاتيب إلى اليوم ـ أو في المسجد فيناديه إقرأ من أول كذا ، فيقرأ بلا مصحف ؟
وتُتَمتم بشفتيك فيراك قريب منك فيناديك أشيء يا أبا فلان ؟ فتقول : لا إنما أقرأ من القرآن .
قراءة القرآن لا تعني فتح المصحف والنظر فيه ، وإنما تلاوته بمصحف أو غيبا بلا مصحف . فما العجب إذا أن يقول له إقرأ ويقرأ ؟
ومرة يقول كان جدّه عبد المطلب ملكا وجد أبيه قصي كان ملكا وخرج في الناس يطلب ملك أبيه ، ويصرح بأنها كان هاشمية تطلب الملك على العرب (8)
وهذا كلام ، كل أخبار السيرة تكذبه .
فلم يخرج في قريش ملكٌ منذ ظهرت قريش ، لا عبد المطلب ولا قصي ولا غيرهما ، بل لم تلد مُضر كلها مَلِكا تملك عليها في الجاهلية .
وأول من تصدى للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو عمّه أبو لهب بن عبد المطلب ، وكان ابن عمه وأخوه في الرضاعة أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب من أشد الناس عليه وعلى أصحابه ، وحين دعاهم وأبلغهم دعوة ربه سخروا واستهزءوا ، ولم يسلم معه من بني هاشم إلا صبيان ( علي وجعفر ) ابنا أبي طالب .ثم نفر أو نفران بعد سنين طويلة من الدعوة ، وفي أول معركة أسر العباس بن عبد المطلب ، وعقيل ابن أبي طالب ، وبالكاد فرّ أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب . وكانت ثاني الغزوات بعد غزوة بدر الكبرى مع حلفاء بني هاشم وأخوالهم وهم بنو سُلَيم (9) ، بل كانت الحرب كلها مع قريش أبناء عمومته ، ومع مُضر ( غطفان وسليم وهوازن وثقيف ) وهم الدائرة الثانية من حيث القرابة .
والدعوة قامت على سواعد قبيلتين غير قريش وليسوا من مضر كلها ولا من عدنان كلها . . الأوس والخزرج (10)فكيف يقال كانت هاشمية أو قرشية ؟!
ألا لعنة الله على الكذّابين .
ـ ومرة يقول ـ قبحه الله ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ظهر في فترة كثر فيها من ادعى النبوة وأن ذلك من تأثير حكايات يهود (11)
وكالعادة يكذب ، فقبل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يدَّع أحد النبوة قط ، ولم يفكر أحد في ذلك ، بل غاية ما هنالك أن اعتزل نفرٌ ما كانت عليه العرب من شرك ، وهم الحنفاء وكانوا يُعدون على أصابع اليد كما تقدم ، أما الذين ادعوا النبوة فقد جاءوا في نهاية بعثة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبل وفاته ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعام تقريبا ، ولم تكن لهم دعوة ولا كتاب كالقرآن ، ولا تبعهم أحد غير قومهم ، ولم تتحرك دعوتهم خارج ديارهم .. جميعهم قتلوا على يد المسلمين فيما يعرف تاريخيا بحروب الردَّة ، ولم يكتب لهم نصر في هذه الحياة ، وهذه أمارة أخرى على نبوة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذ أن الأدعياء الكذبة يموتون قتلى ولا يكتب لهم نصر في هذه الحياة كما ينص الكتاب ( المقدس ) .
وكانت يهود بين ظهراني العرب من مئات السنين قبل بعثة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولم يخرج أحد يدعي النبوة لا من يهود ولا من العرب قاطبة حتى جاء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأين كانت ثقافة يهود ؟!
وكل الذين ادعوا النبوة بعد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ جاءوا بعد العام الثاني والعشرين من البعثة النبوية أي بعد ثلاث سنوات من القضاء على يهود وإخراجهم جميعهم من الجزيرة العربية إلا نفر يثيرون الأرض ويسقون الحرث. ولم يتكلم أحد منهم بأن يهود ثقفته .
قد كانت يهود تبشر بمقدم نبي ، وأنه سيهاجر إلى يثرب ( المدينة المنورة ) ، وكانت تخوف به جيرانها من الأوس والخزرج وغطفان ، تقول لهم (إنه قد تقارب زمان نبي يبعث الآن نقتلكم معه قتل عاد وإرم )، كانت في المدينة وأجوارها تنتظر ظهور هذا النبي العظيم ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم لما جاءهم ما عرفوا كفروا به (12) وهذا قول الله تعالى : { وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ }[ البقرة : 89].
لم يكن ليهود أحاديث وثقافات تبثها بين العرب عن مُلك يؤخذ بنبوة ، بل إن يهود لا تقول عن داود عليه السلام أنه نبي ، فهو عندها ملك وليس نبي ، وإنما تكلمت يهود عن نبي واحد يبعث ويهاجر إلى يثرب وزعمت أنها تتبعه وتقتل به العرب والعجم . هذا هو حديث يهود في الجاهلية لم نسمع غيره . اللهم أكاذيب زكريا بطرس التي يرويها عن إخوانه من الكافرين والمنافقين .
ومرة يقول علّمه بحيرى الراهب لينشر المذهب النسطوري في الجزيرة العربية .
وهو يقر ويعترف بأن كتب المسلمين لم تتكلم أن بحيرى جلس للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتعلم منه ، وإنما التقاه مرة وهو صبي وتعرف عليه وذكر أنه سيكون نبيا ، والثانية أشار إليه من بعيد ولم يجلسا سويا ، وما بعد ذلك مما يقال عن تعليم بحيرى للرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو من أقوال النصارى . يتكلمون من أم رأسهم بما يحلو لهم . وكله كذب .
ويهود تقول علمه الحاخام اليهودي ( ألفونسو ) ، ولا أدري من ألفونسو هذا ؛ ولا أين التقى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعلمه وهو لم يخرج من شعاب مكة إلا مرتين وكان بين أهل مكة لم يفارقهم ساعة ؟
لا أدري شيئا عن ألفونسو ولا أخالهم يدرون شيئا عنه ، وإنما كلام يقذفون به كـ ( تحديف ) الصبية بالطوب (13).
وبعض المستشرقين ممن يسمون باحثين في التراث الإسلامي يقولون بأن محمدا ـ صلى الله عليه وسلم ـ تعلم القرآن من نساءه وأصحابه (14). ومن ثم خلط شيئا من النصرانية بشيء من اليهودية بشيء من الوثنية فخرج بالإسلام .
قلت ُ : في القرآن الكريم ذم للنصارى والنصرانية واليهود واليهودية . فمَن كتب هذا بحيرة أم ألفونسو ؟!
وفي القرآن الكريم والسنة النبوية إجاباتٌ عن أشياءَ كانت تحدث ، ورصد لحوارات كانت بين النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه وبينه وبين أعدائه ، بل إن القرآنَ الكريم كلَّه مرتبط بالحدث ، مثلا ما نزل في أسئلة المشركين للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو في مكة وإجابته عليها ، وما نزل في أمر الهجرة ، وما نزل في غزوة بدر ، وما نزل في غزوة أحد والأحزاب وخيبر والحديبية وفتح مكة وحنين .
أخي القارئ !
القرآنُ كلُّه حتى التشريعي منه مرتبط بالحدث ، لم ينزل جملة واحدة ، بمعنى أن القرآن الكريم كان مع الأحداث ونزل جزءا جزءا . " وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلنا تنزيلا "
إمرأة تجادل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أمر حدث بينها وبين زوجها .. تجادله سرا لا يسمعها من في البيت ، وينزل القرآن ( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله .. الآيات ) . أين بحيرى من هذه ؟
والمنافقون يجلسون في ناحية من المسجد يغمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فينزل القرآن يتحدث بحالهم وما تكنه صدورهم . أين بحيرى من هذا ؟
والمنافقون يتناجون سرا ( يعدنا كنوز كسرى وقيصر وأحدنا لا يأمن على نفسه أن يقضي حاجته ) وينزل القرآن يكشف أمرهم ويزيع في الناس قولهم . أين بحيرى من هذا ؟
وأحيانا كان يُسأل النبيَ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلا يجب ، يسكت حتى يأتيه الوحي . وأحيانا كان يفعل ويأتي الوحي يخطئه ويعقب عليه ويصوب له .
فهل يعقل أن يكون بحيرة الراهب درى بذلك ورتبه وأعطاه للنبي ، وإن كان فلم كان يسكت حين يسأل ؟ ولم كان يخطئ ويأتيه التصويب من السماء ؟
بل لِمَ لَمْ يكن بحيرة نفسَه أو ورقةَ أو الفونسو أو من سمّوا من أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو نساءه لم لم يكونوا أنبياء ويتكلمون هم بأنفسهم ؟!.
وكيف عرفوا ذلك وهو ليس في كتبنا . من أين لهم بهذا ؟
لم ينتبه إليه كفار قريش واليهود والنصارى ... نصارى نجران والشام وطيء ( حي من أحياء العرب منهم عدي بن حاتم الطائي التقى النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم ) كيف لم ينتبهو إلى هذا وانتبهوا هم إليه ؟
ثم : النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ تزوج السيدة صفية بنت حيي بن أخطب سيد يهود في العام السابع من الهجرة ... في نهايته . أي بعد عشرين عاما من الدعوة . وجاءته ماريةُ القبطية ـ رضي الله عنها ـ أيضا بعد عشرين عاما من الدعوة . فكيف يكون قد تعلم من هذه وتلك ؟
أمر عجيب !!
ومَن من أصحاب النبي كان له علم بالكتاب ؟
يقولون تعلم من صهيب الرومي . ومن سلمان الفارسي ، وصهيبٌ رومي . . أعجمي .. لا ينطق العربية .. . بالكاد يُبين . فأنى له بمثل هذا ؟
وسلمانٌ فارسي أعجمي أسلم في المدينة ... وما درى برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلا بعد ثلاثة عشر عاما من هجرته صلى الله عليه وسلم .
وهم يستأنسون بأن القرآن وافق النصرانية واليهودية أو وافق كتابهم بعهديه القديم والحديث في بعض الأمور .
أقول : وفي هذا يكذبون أيضا ، فحتى الأشياء التي وافقت فيها الشريعة الإسلامية كتاب النصارى في عهده القديم أو الجديد ، لم توافقها من حيث المضمون .
مثلا القرآن العظيم تكلم عن نوح إبراهيم وموسى وعيسى وسليمان وداود ولوط عليهم وعلى نبينا صلوات ربي وتسليماته .ولكن هل ما تلكم به القرآن عن أنبياء الله هو هو الذي تكلمت به النصرانية عن كتاب الله ؟
كلام القرآن عن الله سبحانه وتعالى الكبير المتعال ، الواحد الماجد الصمد ، هو ككلام كتاب النصارى عن الله ؟
أبدا . وما عندهم عن الله ورسله يستحى من ذكره .
ثم إن القرآن العظيم معجز في ذاته وبألفاظه ينادي على الجميع من يوم نزل : فأتوا بمثله ... فأتوا بعشر سور من مثله . . . فاتو بسورة من مثله ... أي سورة وإن كانت سطرا واحدا .
وقد حاول كثيرون ، وما استطاعوا .
ومرة يقول بأنه دعى إلى الحنيفية التي كانت منتشرة قبل بعثته ولذا لم تجد الدعوة صدا من الناس في أول الأمر (15) !!
ومرة يقول علمه بشر ويستدل على ذلك بقول الله تعالى : {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ }[ النحل : 103] وقراءة الآية بتمامها يكذبه {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ }[ النحل: 103] فهو قول الكفار ينفيه القرآن ويرد عليه .
ومرة يقول كتب القرآن نقلا عن شعراء عصره ، ويعد شعراءً جاءوا بعده ، وليس القرآن شعرا (16)
ومرة يقول تعلم من يهود (17) ويهود كانت في المدينة والقرآن نزل كثير منه في مكة ، ويهود كانت تقاتل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أول يوم ، ولم توافقه في أي شيء ، وهو لم يوافقها في أي شيء ، بل كان يؤمر بمخالفتها حتى في المظهر .
ومرة يقول اتخذ الأتباع عن طريق المال(18)
ومرة يقول لا دليل على النبوة إلا شهادة خديجة(19).
ومرة يقول لا دليل على النبوة إلا خاتم النبوة الذي بين كتفيه.
ومرة يقول أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ اتبع ملة آبائه والدليل على ذلك من القرآن في سورة يوسف واتبعت ملة آبائي إبراهيم واسحق يوسف الآية 38 .(20) وآية تتكلم عن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ـ عليهم السلام ـ وليس عن محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وآباء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كانوا على الشرك كما كان أبو إبراهيم ـ عليه السلام ـ وكان يقول عنهم ( عبد المطلب في النار ) و ( أبي وأبيك في النار )
والمقصود أنني أردت أن أعرض على حضراتكم تفسيرات الكذّاب اللئيم زكريا بطرس للوحي وكيف يصرف النبوة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وهي أقوال متضاربة لا يمكن أن تجتمع ، وكل واحدة منها كذب في نفسها ، وكل واحدة منها تكذبها أختها .
فهل كان ملكا يطلب ملك قريش وقريش لم يكن لها مُلك كي يُطلب ؟!
أم كان ملكا هاشميا يطلب مُلك عبد المطلب وهاشم على قريش والعرب . وما كان عبد المطلب ولا هاشم ولا قصي ملوكا ؟!
أم كان صنعة زوجته الثرية كي تأمن به على تجارتها ولم يكن هناك من ولا ما يخيفها على مالها ؟! أم كان صنعة ورقه الذي لم يجلس له إلا دقائق ؟!
أم كان صنعة بحيرى الراهب الذي لم يلقاه إلا وهو صبي في الثانية عشر من عمره ولدقائق معدودة ؟!
أم علّمه غلمان مكة وعبيدها الذين لا ينطقون العربية أصلا ؟!
أم علّمه أصحابه وأتباعه الذين تبعهوه بعد سنين من البعثة ؟! أم علمته زوجته صفية وسريته مارية القبطية وقد دخلتا بيته بعد عشرين عاما تقريبا من البعثة ؟!
أم كان مسحورا تلبسته الجن فأوحت إليه وهو أعقل الناس دانت له العرب وخافته العجم وأسس أكبر دولة في التاريخ كله ؟!
أم كانت أساطير الأولين اكتتبها وجاء يرويها وقد كان أمّيا لا يكتب ولا يقرأ ؟!
أم شعرا نقله عن شعراء عصره .علما بأن كثيرا ممن يُسمونهم جاءوا بعده ؟!
هم يقولون بكل ذلك ، وأيُّ ذلك لا يصح ، وكل ذلك لا يجتمع .
إنها نفسية مريضة حقودة تتكلم من أم رأسها . ليس برأسها سوى أنها تريد أن تضل الناس بغير حق ، فكذبت وافترت .
وهي حائرة تستغل جهالة المتلقي وقلة اطلاعه .
والحقيقة أن هذا الأمر ليس بجديد ـ من حيث الجملة ـ فقد كانت قريش في ذات الحيرة التي فيها الكذاب اللئيم زكريا بطرس اليوم .مرة تقول أساطير الأولين ، ومرة تقول ساحر ، ومرة تقول شاعر ، ومرة تقول يعلمه بشر ، ومرة تقول أضغاث أحلام . تقول هذا لعامة الناس ، وبينها وبين أنفسها تصدقه وتقسم على صدقه .
ويبقى السؤال : ما هي الأمارة على نبوة رسول الله محمدٍ بن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؟
هي أمارات وليست أمارة ، وأجيب عليها في االفقرة التالية بحول الله وقوته .
يمكنكم متابعة البقية في كتاب الأستاذ / محمد جلال القصاص من هنا:
الكذاب اللئيم زكريا بطرس( دراسة تحليلية نقدية لمصادرة التي يعتمد عليها وأكاذيبة
ا الدليل على أن الدين الإسلامي هو الدين الصحيح وليست المسيحية أو اليهودية؟
لقد أرسل الله رسله جميعاً بالإسلام، فأمروا قومهم أن يوحدوا الله ولا يشركوا به شيئاً، وأن يكفروا بما عداه من المعبودات الباطلة، قال تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ {النحل:36}، فدين الأنبياء واحد، قال تعالى: إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ {آل عمران:19}، ولكن الاختلاف بينهم في الشريعة والأحكام، قال تعالى: لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا {المائدة:48}، وقال صلى الله عليه وسلم: الأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد. رواه البخاري،
وقد أخذ الله الميثاق على الأنبياء بتصديق النبي محمد وأتباعه لو جاءهم، ولما بعثه سبحانه جعل شريعته ناسخة لما قبلها من الشرائع وأوجب على العالمين اتباعه، هذا ولم يستقم أتباع موسى وعيسى عليهما السلام على أمر ربهم، فعمد الأحبار والرهبان إلى التوراة والإنجيل فحرفوهما بما يتوافق مع أهوائهم، قال تعالى: فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ {المائدة:13}، وإلا فإن التوراة والإنجيل آمران بتصديق الرسول صلى الله عليه وسلم ومتابعته، فمن كفر بمحمد فقد كفر بالتوراة والإنجيل، .
ولقد حفظ الله القرآن عن التغيير والتبديل، قال تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ {الحجر:9}، فلحفظ الله له لم يتبدل منه حرف على مرور القرون، مع شدة الحملة من الكفار على المسلمين، وغزو الصليبيين والتتار، ومحاولات الاستعمار الحديث والمستشرقين، إلا أن جميع كيدهم ذهب أدراج الرياح، وهذا من المعجزات. ولقد تحدى نبينا محمد البشر جميعاً بتلك المعجزة الباقية، وهي القرآن فعجزوا أن يأتوا بمثل سورة من سوره.
ومن الأدلة على أن الإسلام هو الدين الحق..... –العقيدة الصافية، فالله وحده هو المتصرف في الكون، لا شريك له في الخلق والرزق، ولا يدبر معه الأمر أحد، ولا يستحق أحد من دونه أن يعبد، كما أنه موصوف بكل كمال ومنزه عن كل نقص، بينما في النصرانية الرب عندهم يتزوج وينجب ( سبحانه وتعالى عما يقولون علواً كبيراً )، فالإسلام يبطل عقيدة التثليث عند النصارى ويبطل ألوهية عيسى وأمه، قال تعالى: مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ {المائدة:75}، فالإله لا يأكل ولا يشرب ولا يلد ولا يولد، بل هو الغني عما سواه، فكيف يكون عيسى وأمه إلهين؟.
ومن الأدلة على أن الإسلام هو دين الحق: شرائعه الواقعية، فهو يبيح الزواج بالنساء، ويرغب فيه، ولا يأمر بالرهبنة والتبتل، لكنه يحرم الزنا، والإسلام يبيح المعاملات بين الناس ولكنه يحرم الربا، ويبيح جمع المال من حله ولكنه يوجب الزكاة للفقراء، ويبيح الطعام ويستثني الميتة ولحم الخنزير ونحوهما، وغير ذلك من الشرائع الواقعية التي تناسب حاجات البشر ولا تضيق عليهم؟
ومن الأدلة كذلك على أن الإسلام هو دين الحق: موازنته بين متطلبات الروح وحاجات البدن، ومن الأدلة على أن دين الإسلام هو دين الحق عدم مصادمة عقائده وتشريعاته للفطرة والعقل، فما من خير يدل عليه العقل إلا والإسلام يحث عليه ويأمر به، وما من شر تأنفه الطباع وينفيه العقل إلا والإسلام ينهانا عنه،
ومن الأدلة على أن الإسلام هو دين الحق –إعجاز القرآن– فهو مع احتوائه على أكثر من ستة آلاف آية، ومع طرقه لموضوعات متعددة، فإنك لا تجد في عباراته اختلافاً بين بعضها البعض، كما لا تجد معنى من معانيه يعارض معنى، ولا حكماً ينقض حكماً، قال تعالى: وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا {النساء:82}، ومن وجوه إعجاز القرآن: انطباق آياته على ما يكشفه العلم من نظريات علمية، قال تعالى: سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ {فصلت:53}، ومن أوضح ما أثبته القرآن من أن الجنين يخلق في أطوار، نطفة، ثم علقة، ثم مضغة،.... إلخ ولم يقرر ذلك العلم التجريبي الحديث إلا في عصرنا الحديث، مع أن القرآن قرره قبل أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمن.
ومن أوجه إعجاز القرآن كذلك، إخباره بوقائع لا يعلمها إلا علام الغيوب، ومنها ما أخبر بوقوعه في المستقبل، كقوله تعالى: ألم* غُلِبَتِ الرُّومُ*فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ* فِي بِضْعِ سِنِينَ {الروم}، وقوله: لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ {الفتح:27}، وكذلك قص القرآن قصص أمم بائدة ليست لها آثار ولا معالم، وهذا دليل على أن هذا القرآن منزل من عند الله الذي لا تخفى عليه خافية في الحاضر والماضي والمستقبل، قال تعالى: تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَذَا {هود:49}، ومن وجوه إعجاز القرآن كذلك فصاحة ألفاظه وبلاغة عباراته وقوة تأثيره، فليس فيه ما ينبو عن السمع أو يتنافر مع ما قبله أو ما بعده، وحسبنا برهاناً على ذلك شهادة الخبراء من أعدائه، واعتراف أهل البيان والبلاغة من خصومه، فلقد بهتوا أمام قوة تأثيره في النفوس وسلطانه الروحي على القلوب، قال الوليد بن المغيرة وهو من ألد أعداء الرسول: إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أسفله لمغدق وإن أعلاه لمثمر، ما يقول هذا بشر. والحق ما شهدت به الأعداء.
====================
الدّين هل استنفد أغراضه ؟
ظن كثير من الغربيين في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر في نشوة الانتصارات العلمية ، أن الدين قد استنفد أغراضه ، وأخلى مكانه للعلم !
وعلى هذا الظن معظم " علماء " الاجتماع و " علماء " النفس في العالم الغربي . فهذا فرويد مثلاً يقسم حياة البشرية إلى ثلاث مراحل سيكلوجية : الأولى مرحلة الخرافة ، والثانية مرحلة التدين ، والثالثة والأخيرة هي مرحلة العلم !
وقد شرحنا في المقدمة الأسباب والملابسات التي أدت بعلماء أوربا إلى اعتناق هذه النظرة المعادية للدين ، المنفرة منه ، وقلنا أن الصراع الذي قام بين الكنيسة والعلماء قد جعلهم يشعرون – بحق - أن ما تقول الكنيسة رجعية وانحطاط وتأخر وخرافة . وأنه يجب أن يخلي مكانه للعلم ، حتى يتاح للبشرية أن تتقدم في طريق المدنية .
ثم كانت عدوى التقليد في الشرق الإسلامي المغلوب على أمره ، هي التي خيلت للمساكين من أهله ، أن طريقهم الوحيد إلى التقدم هو طريق أوربا الظافرة – لأنها اليوم ظافرة ! – وأن عليهم أن ينبذوا دينهم ، كما نبذت أوربا دينها ، وإلا فسيظلون سادرين في الرجعية والانحطاط والتأخر والخرافة !
ولكن علماء أوربا وكتابها مع ذلك ليسوا كلهم من أعداء الدين ! وفيهم قوم معقولون تحررت نفوسهم من مادية أوربا الملحدة ، وعرفوا ان العقيدة حاجة نفسية وحاجة عقلية في ذات الوقت . ومن أبرز أمثلتهم جيمس جينز العالم الفلكي الذي بدأ حياته ملحداً شاكاً ، ثم انتهى عن طريق البحث العلمي إلى أن مشكلات العلم الكبرى لا يحلها إلا وجود إله ! وجينز برج عالم الاجتماع الشهير الذي يشيد بالدين الإسلامي خاصة لجمعه بين المادي والروحي في فكرة واحدة ونظام واحد . ثم ها هو ذا الكاتب المشهور سومرست موم يقول كلمته الصادقة البارعة : " إن أوربا قد نبذت اليوم إلهها ، وآمنت بإله جديد هو العلم ، ولكن العلم كائن متقلب ، فهو يثبت اليوم ما نفاه بالأمس ، وهو ينفي غداً ما يثبته اليوم ، لذلك تجد عبّاده في قلق دائم ، لا يستقرون " !
إنها حقيقة . هذا القلق الدائم الذي يعيش فيه الغرب المضطرب ، القلق الذي يفسد أعصاب الناس هناك ، ويصيبهم بمختلف الأمراض النفسية والعصبية ، هو نتيجة الصراع الدائم في الأرض ، دون الاستناد إلى قوة ثابتة في الأرض أو السماء . كل شيء من حولهم يتغير. النظم الاقتصادية تتغير . والنظم السياسية تتغير . وعلاقات الدول والأفراد تتغير. وحقائق العلم تتغير. فإذا لم تكن هناك قوة ثابتة يستند إليها الأفراد في صراعهم الجبار مع الحياة والناس والأشياء ، فهناك نتيجة حتمية واحدة : هي القلق والاضطراب.
ولو لم يكن للعقيدة مهمة تؤديها في حياة البشر إلا هذا الأمن الذي يجده الإنسان في رحاب الله ، وهو يتوجه إليه بأعماله ، ويقاوم قوى الشر والطغيان ابتغاء مرضاته ، ويكدح لتعمير الأرض تنفيذاً لإرادته وانتظاراً لمثوبته ، لكفى ذلك مبرراً للتمسك بالعقيدة ، والتزود منها بخير زاد .
وما الإنسان بغير عقيدة ؟ ما هو بغير الإيمان بعالم آخر خالد الحياة ؟
إنه لا بد أن يستولي عليه شعور الفناء . الشعور بقصر العمر وضآلته بالقياس إلى أحلام الفرد وآماله . وعندئذ يندفع وراء شهواته ، ليحقق في حياته القصيرة أكبر قدر من المتاع . ويتكالب على الأرض ، ومنافع الأرض ، وصراع الأرض الوحشي ، ليحقق في هذه الفرصة الوحيدة المتاحة له كل ما يقدر عليه من نفع قريب …
ويهبط الناس . يهبطون في أحاسيسهم وأفكارهم ، ويهبطون في تصوراتهم لأهداف الحياة ووسائل تحقيقها . يهبطون إلى عالم الصراع البغيض الذي لا ينبض بآصرة إنسانية رفيعة ، ولا تخطر فيه خاطرة من ود أو رحمة أو تعاون صادق . ويهبطون إلى نزوات الجسد وضرورات الغريزة ، فلا يرتفعون لحظة إلى عاطفة نبيلة ولا معنى إنساني كريم .
ولا شك أنهم – في الطريق ، في صراعهم الجبار – يحققون شيئاً من النفع ، وشيئاً من المتاع . ولكنهم يفسدون ذلك كله بالتكالب الذي يتكالبونه على النفع والمتاع . فأما الأفراد فإن الشهوات تتملكهم إلى الحد الذي يصبحون فيه عبيداً لها ، خاضعين لنزواتها ، محكومين بتصرفاتها ، لا يملكون أنفسهم منها ، ولا يخلصون من سلطانها . وأما الأمم فمصيرها إلى الحروب المدمرة التي تفسد المتاع بالحياة ، وتحول العلم – تلك الأداة الجبارة الخطيرة – من نفع الإنسانية إلى التحطيم المطلق ، والدمار الرهيب .
فلو لم يكن للعقيدة مهمة تؤديها في حياة البشرية إلا الفسحة التي تمنحها للأحياء ، والأمل في حياة خالدة يحققون فيها كل آمالهم ، ويستمتعون فيها بكل ما يخطر في نفوسهم من متاع … ولو لم يكن لذلك من نتيجة إلا تخفيف حدة الصراع في الأرض ، وإتاحة الفرصة لمشاعر الحب والمودة والرحمة والإخاء ، لكفى ذلك مبرراً للتمسك بالعقيدة والتزود منها بخير زاد .
وأصحاب المبادئ العليا والأفكار الإنسانية والعقائد الرفيعة ، من ذا الذي يهبهم الصبر على الكفاح ، والصمود لقوى الشر والطغيان في سبيل هذه المبادئ والأفكار؟ وما النفع الذي ينتظرونه ؟ لقد يقضي بعضهم – بل أغلبهم - حياته دون أن يحصل على النفع المنشود . ولن تفلح العقيدة المبنية على النفع الشخصي إلا ريثما يتحقق هدفها الصغير، ثم تكتسحها الأعاصير، لانها تقوم بغير جذور .
ليس النفع القريب إذن هو الدافع إلى الصبر والصمود .
حقيقة أن بعض " المصلحين " يستمدون القوة والصبر من الأحقاد ! أحقادهم الشخصية ، أو أحقاد طائفة من الناس ، أو أحقاد الجيل كله الذي يعيشون فيه . ولقد يصلون إلى بعض أهدافهم في " الإصلاح " . ولقد تكون أحقادهم من الحدة والعنف بحيث يحتملون كل عذاب في سبيل الهدف الذي ينشدون . ولكن العقائد المبنية على الحقد – لا على الحب - لا يمكن أن تسير بالبشرية إلى الخير الحق . قد تحل مشكلة موقوتة . وقد ترفع ظلماً واقعاً . ولكنها لن تكون قط علاجاً صالحاً لكل ما تعانيه البشرية من الآلام ، ولا بد أن تنحرف – بما فيها من أحقاد وسخائم - فتستبدل شراً بشر ، وظلماً بظلم ، وهبوطاً بهبوط .
العقيدة التي لا تقوم على النفع القريب ، والتي لا تستمد غذاءها من السخائم والأحقاد ، والتي تستهدف الحب النبيل والإخاء الحق ، والتي تحارب الشر لأنها تحب للناس الخير .. هذه العقيدة وحدها هي التي تنفع الناس ، وتدفع بهم إلى الأمام في ركب المدنية .
فكيف السبيل إليها بغير الإيمان " بالحب " الأكبر المنبثق من حب الله ، و " الخير " الأكبر الموصول بالله ، و " الحق " الأكبر الذي تقاس به حقائق الحياة ؟ وكيف السبيل إليها بغير الإيمان بالعالم الآخر الذي ينفي عن الروح خاطر الفناء في الأرض ، ويمنحها الإحساس بالدوام والخلود ، وينفي عنها الإحساس بضياع الجهد بلا ثمرة ، وضياع المشاعر النبيلة بلا جزاء ؟
هذا عن العقيدة .. كل عقيدة في الله واليوم الآخر .
ولكن الإسلام له حساب آخر .
والذين يخطر في بالهم أن الإسلام قد استنفد أغراضه ، لا يعرفون لماذا جاء الإسلام .
إنهم – كما حفظوا في دروس التاريخ التي وضعها الاستعمار لتدرس في المدارس المصرية ( ) – يعرفون أن الإسلام قد نزل لمنع عبادة الأصنام وتوجيه الناس إلى عبادة الله الواحد . وكان العرب يعيشون قبائل متفرقة متناحرة فألف بينهم ، وجعلهم أمة واحدة . وكانوا يشربون الخمر ، ويلعبون الميسر ويرتكبون المفاسد الخلقية ، فنهاهم عن ذلك ، وحرمه عليهم . كما حرم عليهم بعض العادات السيئة ، كالأخذ بالثأر ووأد البنات و … الخ . ودعا الإسلام المؤمنين به لنشر الدعوة فقاموا بنشرها ، وقامت الحروب والغزوات التي انتهت بانتشار الإسلام إلى حدوده المعروفة اليوم .
فقط . تلك كانت مهمة الإسلام ! وإذن فهي مهمة تاريخية قد انتهت اليوم واستنفدت أغراضها .. ليس في العالم الإسلامي اليوم من يعبد الأصنام . والقبائل قد ذابت – قليلاً أو كثيراً – في أمم وشعوب . والخمر والميسر والمسائل الخلقية متروك أمرها " لتطور " المجتمع . وقد وجدت رغم تحريم الأديان لها ، فلا فائدة من المحاولة .. ونشر الدعوة قد انتهى ، ولم يعد له مكان في التاريخ الحديث .. وإذن فقد استنفد الإسلام أغراضه ، وعلينا اليوم أن نتجه إلى " المبادئ الحديثة " ففيها وحدها الغناء .
ذلك وحي الدراسات التي ندرسها لأبنائنا في المدارس ، وهو كذلك وحي ما يسمونه " الأمر الواقع " كما يتبدى في الأذهان الضعيفة والنفوس المستعبدة لسلطان الغرب .
ولكن هؤلاء وأولئك لا يدركون فيم نزل الإسلام .
إن الإسلام في كلمة واحدة هو " التحرر " . التحرر من كل سلطان على الأرض ، يقيد انطلاق البشرية أو يقعد بها عن التقدم الدائم في سبيل الخير ( ) .
التحرر من سلطان الطغاة الذين يستعبدون البشر لأنفسهم ، ويستذلونهم بالقهر والتخويف. فيفرضون عليهم ما يخالف الحق ، ويسلبون كرامتهم أو أعراضهم أو أموالهم أو أنفسهم . التحرر من طغيانهم برد السلطان كله إلى الله وحده ، وتقرير تلك الحقيقة العظمى التي ينبغي أن تكون بديهية في أذهان الناس وضمائرهم ، وهي أن الله وحده مالك الملك، وهو وحده القاهر فوق عباده ، وكلهم عباده ، لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً ، وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً . عند ذلك يتحرر الناس من خوف بشر مثلهم لا يملك من أمر نفسه شيئاً ، وهو وإياهم خاضع لإرادة الواحد القهار .
والتحرر من سلطان الشهوة – حتى شهوة الحياة - وهي السلاح الذي يستخدمه الطغاة عن قصد أو عن غير قصد في استذلال البشر . فلولا حرص الناس على هذه الشهوات ما قبلوا الذل ، ولا قعدوا عن مقاومة الظلم الذي يقع عليهم . ولذلك عني الإسلام عناية شديدة بتحرير الناس منها ، ليقفوا من الشر موقف القوي المجاهد ، لا موقف الخانع المستخذي : " قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله، فتربصوا حتى يأتي الله بأمره، والله لا يهدي القوم الفاسقين " ( ) .
وبذلك يجمع الشهوات كلها في كفة ، ويضع في الكفة الأخرى حب الله – الذي يتمثل فيه الحب والخير والحق – والجهاد في سبيل الله ، وفي سبيل هذه المعاني النبيلة كلها . ثم يجعل حب الله راجحاً لهذه الشهوات ، ويجعل ذلك شرط الإيمان !
وليس التحرر من سلطان الشهوات مقصوداً لمقاومة الطغاة والجبارين فحسب ، ولكنه إلى جانب ذلك هدف شخصي لكل فرد ، لينقذ نفسه من استعباد الغرائز والوقوع تحت سلطانها الجائر المذل .
إن الذي يغرق في شهواته يظن بادئ الأمر أنه يستمتع بلذائذ الحياة أكثر مما يستمتع غيره . ولكن هذا الظن الخاطئ يسلمه بعد قليل إلى عبودية لا خلاص منها ، وشقاء لا راحة فيه . فالشهوة لا تشبع أبداً بزيادة الانكباب عليها ، ولكنها تزداد تفتحاً واستعاراً ، وتصبح الشغل الشاغل لمن تملكه فلا يستطيع التخلص من ضغطها عليه ، فضلاً عن التفاهة التي يهبط إليها حين يصير همه كله أن يستجيب لصياح الشهوات . والحياة لا يمكن أن تتقدم ، والبشرية لا يمكن أن ترتفع ، إلا حين تتخلص من ضغط الضرورة ، لتعمل في الميدان الطليق . سواء كان عملها علما ييسر الحياة ، أو فنا يجملها ، أو عقيدة ترتفع بها إلى آفاق المشاعر العليا .
ومن هنا كان حرص الإسلام الشديد على تحرير البشر من شهواتهم ، لا بفرض الرهبنة عليهم ، ولا بتحريم الاستمتاع بطيبات الحياة ، وإنما بتهذيب استجابتهم إليها ، وإتاحة القسط المعقول من المتاع ، الذي يرضي الضرورة ويطلق الطاقة الحيوية تعمل لإعلاء كلمة الله في الأرض . وكان الإسلام في ذلك يهدف إلى فائدة شخصية للفرد بتحقيق قسط من المتعة وراحة البال ، وفائدة أخرى للمجتمع كله ، يتوجيه طاقته إلى الخير والتقدم والارتقاء ، حسب نظريته الكبرى في التوفيق بين الفرد والمجتمع في نظام( ) .
وتحرير العقل من الخرافة .. فقد كانت البشرية غارقة في خرافات عدة ، بعضها صنعه البشر ونسبوه إلى آلهتهم التي صنعوها بأيديهم ، وبعضها صنعه رجال الدين ونسبوه إلى الله ! وكلها نشأ من الجهالة التي كان يعيش فيها العقل البشري في طفولته ، فجاء الإسلام ليخلص البشرية من الخرافة ممثلة في الآلهة المزعومة ، وفي أساطير اليهود وخرافات الكنيسة ، ويردهم إلى الله الحق ، في صورة بسيطة يفهمها العقل ويدركها الحس ويؤمن بها الضمير؛ ويدعوهم إلى إعمال عقلهم لتفهم حقائق الحياة ، ولكن في صورة فريدة لا تقيم خصومة بين العقل والدين ، ولا بين الدين والعلم . لا تضطر الإنسان إلى الإيمان بالخرافة ليؤمن بالله ، ولا تضطره إلى الكفر بالله ليؤمن بحقائق العلم . وإنما تقر في ضميره في استقامة ووضوح أن الله قد سخر للناس ما في الكون جميعاً . وأن كل حقيقة علمية يهتدون إليها ، أو نفع مادي يحصلون عليه فإنما هو توفيق من الله ، يستحق أن يشكروا الله من أجله ويحسنوا عبادته ، وبذلك يجعل المعرفة جزءاً من الإيمان ، لا عنصراً مخالفاً للإيمان .
وتلك كلها أهداف لم تستنفد أغراضها ، ولا يمكن أن تستنفد أغراضها ما دام البشر على الأرض !
فهل تخلصت البشرية من الخرافة ؟ هل تخلصت من سلطان الطغاة والجبارين ؟ هل تخلصت من ضغط الجسد وصراخ الشهوات ؟
نصف سكان العالم ما يزالون وثنيين يعبدون الأصنام ، في الهند والصين والقبائل المتفرقة في أنحاء الأرض . وما يقرب من نصفهم يعبدون خرافة أخرى لا تقل انحرافاً بالناس عن الحق ، ولا إفساداً لضمائرهم ومشاعرهم وعلاقات بعضهم ببعض ، بل ربما كانت أكثر انحرافاً وأشد خطراً : تلك الخرافة هي العلم !!
العلم أداة جبارة من أدوات المعرفة ، وقد خطا بالبشرية كلها خطوات واسعة في سبيل التقدم والرقي ، ولكن إيمان الغرب به على أنه الإله الأوحد ، وإغلاق كل منافذ المعرفة سواه ، قد ضلل البشرية عن مقصدها ، وضيق آفاقها وحصر مجالها في الميدان الذي يستطيع العلم التجريبي أن يعمل فيه ، وهو ميدان الحواس . ومهما يكن من سعة هذا الميدان فهو ضيق بالنسبة لطاقات البشرية ؛ ومهما يكن من رفعته فهو أدنى مما يستطيع الإنسان أن يرتفع إليه ، حين يرتفع بفكره وروحه جميعاً ، فيتصل بحقيقة الألوهية ويقبس من نور المعرفة الحقة ببصره وبصيرته في آن . وذلك فضلاً عن الخرافة التي تخيل للمؤمنين بها أن العلم يستطيع أن يصل بهم إلى كل أسرار الكون والحياة ، والتي تخيل لهم أن ما يثبته العلم هو وحده الحق ، وأن ما لا يستطيع إثباته هو الخرافة ! والعلم ما يزال في طفولته ، وما يزال يضطرب في كثير من الحقائق بين النفي والإثبات ، وما يزال عاجزاً عن النفاذ إلى حقائق الأشياء ، يكتفي بوصف مظاهرها دون كنهها . ولكن عبّاده يتعجلون أمرهم وأمره ، فينفون وجود الروح ، وينفون قدرة هذا المخلوق البشري المحدود الحواس على تخطي حواجز المادة ، والاتصال بالغيب المجهول في ومضة من ومضات التليباثي ( ) ، أو في رؤيا صادقة ، لا لأن هذا ليس حقيقة ، ولكن لأن العلم التجريبي لم يستطع بعد إثباته ! ولما كان الله – سبحانه - لا يخضع للبحث التجريبي فقد استغنوا عنه ، وأعلن بعضهم أنه غير موجود ! !
فما أحوج العالم اليوم إلى الإسلام ، كما كان محتاجاً إليه قبل ألف وثلاثمائة عام ! ما أحوجه إليه ينقذه من الخرافة ، ويرفع عقله وروحه من التردي فيها ، سواء كانت الخرافة هي عبادة الأوثان ، أو عبادة العلم على الصورة الزرية التي يمارسها أهل الغرب " المتقدمون " . بل ما أحوجه إليه يعيد السلم بين الدين والعلم ، ليعيد الاستقرار إلى الكائن البشري الذي تمزقه عقائد الغرب الفاسدة ، فتفصل بين عقله ووجدانه ، وتخالف بين حاجته إلى العلم وحاجته إلى الله !
ما أحوجه إليه يزيل بقية الروح الإغريقية الخبيثة ، التي ورثتها أوربا الحديثة من تاريخها القديم في عصر الإحياء ، والتي كانت تصور العلاقة بين البشر والآلهة علاقة خصام وصراع ، وتجعل كل سر من أسرار المعرفة أو كل خير يتوصل إليه بشر، شيئا منتزعا من الآلهة قسراً عنهم ، لو استطاعوا لمنعوه، وبذلك يعتبر كل كشف علمي انتصاراً على هؤلاء الآلهة وتشفيا فيهم !
تلك الروح الخبيثة ما تزال في العقل الباطن الأوربي والغربي عامة ، تتبدى حيناً في بعض تعبيراتهم مثل " قهر الإنسان للطبيعة " أو " العلم ينتزع الأسرار " .. الخ . وتتبدى في طريقة إحساسهم بالله ، وشعورهم بأن عجز الإنسان هو – وحده - الذي يضطره للخضوع لله ، فكل كشف علمي يتوصل له الإنسان يرفعه درجة ، ويخفض الإله درجة ، وهكذا حتى يعرف الإنسان كل أسرار العلم ، ويخلق الحياة ( وهو الحلم الذي يخايل " للعلماء " اليوم ) وعندئذ يتخلص نهائيا من الخضوع لله ، ويصبح هو الإله !
ما أحوج العالم للإسلام اليوم ، ينقذه من هذه الضلالة ، ويرد لروحه الأمن والسلام . ويشعره بعطف الله عليه ورحمته ، وأن كل معرفة يصل إليها أو خير يصيبه إنما هو منحة من الله يمنحها له ، وهو راض عنه – مادام يستخدمها في خير المجموع - وأن الله في الإسلام لا يغضب على الناس حين " يعرفون " ولا يخشى منافستهم له سبحانه ! وإنما يغضب عليهم فقط حين يستغلون معرفتهم في الضرر والإيذاء .
وما أحوج الناس إلى الإسلام اليوم ينقذهم من الطغاة والجبارين كما كان ينقذهم منهم قبل ألف وثلثمائة عام !
والجبارون اليوم كثيرون ، بعضهم ملوك ، وبعضهم أباطرة ، وبعضهم رأسماليون يمتصون دماء الكادحين ويقهرونهم بذل الفقر والحاجة ، وبعضهم دكتاتوريون يحكمون بالحديد والنار والتجسس ، ويقولون : إنهم ينقذون إرادة الشعوب أو إرادة البروليتاريا !
والإسلام ينقذ الناس من الجبابرة في عالم الواقع لا في عالم الأحلام . ولقد يطيب لبعض الناس أن يسأل : فما بال الإسلام لم ينقذ أهله من حكامه الجبابرة الذين ما يزالون يكتمون أنفاسه ويمتصون دماءه وينتهكون حرماته ، باسم الإسلام ؟
والجواب أن الإسلام لا يحكم في هذه البلاد ، وأن أهلها ليسوا مسلمين إلا بالاسم ، ينطبق عليهم قوله تعالى : " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " ( ) وقوله تعالى : " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ، ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما " ( ) .
والإسلام الذي ندعو إليه ليس بطبيعة الحال ذلك الإسلام الذي يزاوله الحكام في الشرق الإسلامي ، ويخالفون به كل شرائع الله ، ويحكمون بدساتير أوربا مرة ، وبنظرية الحق الإلهي مرة ، ولا يعدلون بين الناس في هذا ولا ذاك .
الإسلام الذي ندعوا إليه هو الإسلام الذي يهز العروش ، ويطيح من فوقها بجبابرتها ، وينزلهم على حكمه أو ينفيهم من الأرض : " فأما الزبد فيذهب جفاء ، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض " ( ) .
وحين يحكم هذا الإسلام – وهو لا بد حاكم بإذن الله وتأييده – فلن يكون جبار في أرض الإسلام ، لأن الإسلام لا يقبل الجبابرة ، ولا يسمح لأحد أن يحكم بأمره في الأرض . وإنما بأمر الله ورسوله . والله يأمر بالعدل والإحسان .
وحين يحكم هذا الإسلام ، أي حين يتربى جيل من الشباب يؤمن به ويجاهد في سبيله ، لن يكون للحاكم إلا تنفيذ شريعة الله ، وإلا فلا طاعة له على الناس بصريح قول الخليفة الأول : " أطيعوني ما أطعت الله فيكم ، فإن عصيت الله فلا طاعة لي عليكم " . ولن يكون للحاكم حق في المال أو في التشريع زائد على حقوق أي فرد من أفراد الشعب ، ولن يتولى ذلك الحاكم سلطانه إلا بانتخاب الناس له انتخاباً حراً طليقاً من كل قيد ، إلا قيد الرشد والعدل والإحسان .
وحين يحكم هذا الإسلام فلن يخلص المسلمين من الجبروت الداخلي فحسب ، بل يخلصهم كذلك من الطغيان الأجنبي في صورة استعمار أو تهديد بالاستعمار . ذلك أن الإسلام دين عزة ومنعة ، يأبى الخضوع لهذا الاستعمار ويستنكره ، ويجعل حساب الله عسيراً على الرضا به أو الخنوع لسلطانه . ويدعو لمقاتلته بكل ما في الطاقة من وسائل الجهاد .
فما أحوجنا إلى الإسلام اليوم ، نقف تحت رايته ، فنطهر أرضنا من دنس الاستعمار ، ونستخلص من قبضته الخبيثة أرواحنا وأموالنا وأعراضنا وعقائدنا وأفكارنا ، لنصير جديرين باسم الله الذي نعبده ، وبدينه الذي ارتضاه لنا يوم قال سبحانه : " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا " ( ) .
ولكن دور الإسلام لا يقف عند هذا الحد ، فتحرير هذا الجزء من العالم من قبضة الطغاة في الداخل والخارج لا يقتصر أثره على أهله فحسب ، بل هو نعمة كبرى للعالم كله ، المثخن بجراح الحرب ، والذي تتهدده الحرب القادمة بالفناء المدمر الرهيب .
فهذا العالم اليوم قد انقسم كتلتين كبيرتين ، الكتلة الرأسمالية من جانب ، والكتلة الشيوعية من جانب ، وهما تتنازعان النفوذ والموارد والنقط الاستراتيجية ، ولكنهما في الواقع تتنازعاننا نحن ... نحن هذا العالم الممتد من المحيط للمحيط ، الغني بالموارد المادية والبشرية والنقط الاستراتيجية ، وهما تتصارعان علينا ، كأننا كمٌّ مهمل لا يحسب له حساب ، وإنما ينقاد للظافر انقياد العبيد ، وينتقل من ملكية سيد لسيد ، كما ينتقل المتاع والأشياء .
ولو استرد العالم الإسلامي كيانه – وهو في طريقه إلى ذلك بإذن الله - لبطل الصراع الجبار الذي يهدد الأرض بالخراب ، ولبرزت في العالم كتلة ثالثة تمسك ميزان القوة الدولية من منتصفه ، وتملك بموقفها أن ترجح قوة هذه الكتلة أو تلك . عندئذ لا تتصارع علينا روسيا وأمريكا في وقاحة كما تصنعان اليوم ، وإنما تتسابق كلتاهما إلى استرضاء الإسلام والمسلمين.
وإذن فالعالم اليوم في حاجة إلى انتصار الإسلام ، ولو لم يؤمن به إلا أهله القائمون اليوم ؛ لأن انتصاره يريح العالم من الخوف الدائم من الحرب ، والفزع المقلق للأعصاب .
* * *
وما أحوجه إليه ينقذه من سلطان الشهوات .
هذه هي أوربا قد غرقت في شهواتها الدنسة لا تفيق منها . فماذا كانت نتيجة ذلك في العالم كله ؟ لقد تقدم العلم ، نعم ، ولكن البشرية لم تتقدم ، ولم يحدث قط أن تقدمت البشرية وهي مستعبدة لشهواتها ، غارقة في المتاع الحسي الغليظ .
ولقد يبهر التقدم العلمي بعض الناس في الشرق والغرب ، فيحسبون أن الطائرة الصاروخية والقنبلة الذرية وجهاز الراديو والغسالة الكهربائية هي التقدم ! ولكن ذلك ليس مقياسه الحق ، وإنما المقياس الذي لا يخطئ هو مقدار استعلاء الإنسان على ضروراته : فهو مرتفع كلما استطاع ، وهو هابط كلما أخفق ، مهما ارتقت علومه ومعارفه .
وليس هذا مقياساً تحكمياً تضعه الأديان ، أو علم الأخلاق ، بغير مبرر ولا رصيد من الواقع . فلنستعرض التاريخ : كم أمة استطاعت أن تعيش قوية متماسكة ، تعمل لخير البشرية وتقدمها ، بينما أهلها مشغولون بالمتاع الزائد عن الحد ؟ ما الذي حطم مجد اليونان القديمة ؟ وروما القديمة ؟ وفارس القديمة ؟ما الذي حطم العالم الإسلامي في نهاية العصر العباسي ؟ وكيف صنعت فرنسا الداعرة في الحرب الأخيرة ؟ ألم تسلم عند أول ضربة ، لأنها أمة مشغولة بمباذلها وشهواتها عن الاستعداد النفسي والمادي للدفاع عن بلادها ؟ أمة تخاف على عمائر باريس ومراقصها من تدمير القنابل ، أكثر مما تخاف على كيانها وكرامتها " التاريخية " ؟ !
وربما كانت أمريكا هي المثل الذي يخايل للمستغفلين في الشرق ، فهي أمة غارقة في المتاع الدنس ، ومع ذلك فهي قوية مسيطرة ذات سلطان ، وإنتاجها المادي هو أضخم إنتاج في الأرض . كل ذلك صحيح . ولكن الذين تخايل لهم أمريكا ينسون أنها أمة فتية مذخورة القوة ما تزال في عنفوانها النفسي والجسدي . والشباب دائماً أقدر على احتمال المرض،بحيث يبدو من الظاهر كأنه لا يترك أثراً فيه . ولكن عين الخبير تستطيع - مع ذلك - أن تبصر أعراض المرض من وراء مظاهر القوة الخادعة . ويكفي أن نذكر هذين الخبرين الصارخين اللذين وردا في الصحف ليعرف المخدوعون أن سنة الله في خلقه لا تتغير . وأن العلم بكل مخترعاته لا يغير طبائع النفوس ، ولا طبائع الأشياء ، لأنه هو ذاته جزء من سنة الله " ولن تجد لسنة الله تبديلاً " .
الخبر الأول هو طرد 33 موظفاً من وزارة الخارجية الأمريكية لأنهم مصابون بالشذوذ الجنسي ، ولأنهم بهذه الصفة لا يؤتمنون على أسرار الدولة !
والخبر الثاني هو فرار مائة وعشرين ألفاً من التجنيد الإجباري في أمريكا ، وهو عدد ضخم بالنسبة لمجموع الجيش الأمريكي ، وبالنسبة لأمة فتية تريد أن تكافح للسيادة على العالم!
والبقية تأتي- ولا بد أن تأتي- إذا استمر القوم على المتاع الدنس الذي هم غارقون فيه.
هذه واحدة . والثانية أن إنتاج أمريكا الضخم هو إنتاج في عالم المادة وحدها . ولكنها على ثرائها وفتوتها وعظم الطاقة المذخورة في أرضها وناسها لم تنتج شيئاً يذكر في عالم المبادئ والقيم العليا ، لأنها غارقة في انطلاقة جسدية فارهة ، ولا ترتفع كثيراً عن محيط الحيوان ، وتهبط كثيراً إلى ما يشبه اندفاعات الآلات ! ويكفي أن تكون هي الأمة التي تعامل الزنوج تلك المعاملة الوحشية البشعة ، لكي نعرف مستواها النفسي ، وآفاقها البشرية .
كلا ! لا يرتفع العالم بالهبوط في حمأة الشهوات .
وما أحوج العالم إلى الإسلام اليوم ، كما كان في حاجة إليه قبل ألف وثلاثمائة عام ، لينقذه من العبودية للشهوة ، ويطلق طاقته الحيوية إلى آفاقها العليا ، لتنشر الخير ، وتصبح جديرة بما كرمها الله !
ولا يقولن أحد إنها محاولة فاشلة ميئوس من نتائجها ! فمن قبل جربت الإنسانية أنها تستطيع أن ترتفع , وما حدث مرة يمكن أن يحدث مرة أخرى . والناس هم الناس . وقد كان العالم قبل الإسلام مباشرة قد هبط إلى درجة من العبودية للشهوات تشبه إلى حد كبير ما هبط إليه اليوم ، بغير فارق سوى تغير أدوات المتاع. وكانت روما القديمة لا تقل دعارة عن باريس ولندن ومدن أمريكا، وكانت فارس القديمة غارقة في فوضى خلقية كالتي يصفون بها العالم الشيوعي ، ثم جاء الإسلام فبدل هذا كله إلى حياة رفيعة فاضلة ذاخرة بالنشاط والحركة ، عاملة على الخير ، معمرة للأرض ، دافعة بالإنسانية كلها في الشرق والغرب إلى التقدم الفكري والروحي ، ولم يستعص الشر الذي كان الناس يومئذ غارقين فيه ، على الإصلاح الذي عمل عليه الإسلام .
وظل العالم الإسلامي مصدر النور والخير والتقدم في العالم كله فترة طويلة لم يشعر خلالها أنه محتاج إلى التبذل الخلقي والفوضى والإباحية ، لكي يحصل على القوة المادية والتقدم العلمي والفكري ! وإنما كان أهله مثلاً رفيعة في كل ميدان . حتى هبط عن أخلاقه القياسية ، واستعبدته الشهوات ، فجرت عليه سنة الله .
والدفعة الإسلامية الجديدة التي تتجمع اليوم لتتحرك ، دفعة هائلة تستمد من ذخيرة الماضي ، وتأخذ بأسباب القوة الحاضرة ، وتتطلع إلى المستقبل ، فتتوفر لها كل عوامل النماء والقوة . فهي كفيلة بأن تعيد المعجزة التي قام بها الإسلام أول مرة ، فترفع الناس من حضيض الشهوة إلى مستوى الإنسانية الكريمة التي تعمل في الأرض وهي تتطلع للسماء .
* * *
ولكن الإسلام إلى جانب هذا كله ، أو بسبب من هذا كله ، لم يكتف بأن يكون عقيدة روحية ، أو محاولة للتهذيب الخلقي ، أو دعوة للتجرد الفكري والتأمل في ملكوت الله ، وإنما كان ديناً عملياً ينظر في شؤون الأرض ، فلا تفوته كبيرة ولا صغيرة في علاقات الناس بعضهم ببعض ، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية إلا اهتم بها ووضع لها تشريعاتها وتطبيقاتها ، ولكن في صورة فريدة تربط بين الفرد والمجتمع ، بين العقل والوجدان ، بين العمل والعبادة ، بين الأرض والسماء ، وبين الدنيا والآخرة كلها في نظام .
ولا يتسع هذا الفصل للحديث المفصل عن النظام الإسلامي في السياسة والاقتصاد والاجتماع . والفصول التالية كلها عرض لبعض مظاهر هذا النظام من نواحيه المختلفة ، في أثناء مناقشة الشبهات التي تثيرها أوروبا وعبّادها ضد هذا الدين . ولكنا نكتفي هنا بالإشارة إلى الحقائق التالية :
أولاً : أن الإسلام لم يكن دعوة نظرية . وإنما كان نظاماً عملياً يعرف حاجات الناس الحقيقية ويعمل على تحقيقها .
ثانياً: أنه في سبيل تحقيق هذه الحاجات يسعى إلى التوازن المطلق بقدر ما تطيقه طبائع البشر، فيوازن أولاً في نفس الفرد بين حاجات الجسد وحاجات العقل وحاجات الروح ، ولا يترك جانباً منها يطغى على جانب آخر . فلا يكبت الطاقة الحيوية في سبيل الارتفاع بالروح ، ولا يبالغ في الاستجابة لشهوات الجسد إلى الحد الذي يهبط بالإنسان إلى مستوى الحيوان ، ويجمع بين ذلك كله في نظام موحد لا يمزق النفس الواحدة بين الشد والجذب ، ولا يوجهها وجهات شتى متناقضة . ثم يوازن ثانياً بين مطالب الفرد ومطالب المجتمع ، فلا يطغى فرد على فرد ، ولا يطغى الفرد على المجتمع ، ولا المجتمع على الفرد ، ولا طبقة على طبقة ، ولا أمة على أمة . وإنما يقف الإسلام بين هؤلاء جميعاً يحجز بينهم أن يتصادموا ، ويدعوهم جميعاً إلى التعاون في سبيل الخير الإنساني . ثم هو أخيراً يوازن في نظام المجتمع بين مختلف القوى : يوازن بين القوى المادية والقوة الروحية ، وبين العوامل الاقتصادية والعوامل " الإنسانية " . فلا يعترف – كما تصنع الشيوعية – بأن العوامل الاقتصادية أو القوى المادية هي وحدها المسيطرة على الإنسان . ولا يؤمن – كما تصنع الدعوات الروحية الخالصة أو المذاهب المثالية – بأن العوامل الروحية أو المثل العليا تستطيع وحدها أن تنظم حياة البشر . وإنما يؤمن بأن هذه جميعاً عناصر مختلفة يتكون من مجموعها " الإنسان " . وأن النظام الأفضل هو النظام الأشمل ، الذي يستجيب لمطالب الجسد ومطالب العقل ومطالب الروح في توازن واتساق .
ثالثاً : أن للإسلام فكرة اجتماعية ونظاماً اقتصادياً قائما بذاته ، قد تلتقي به عَرَضاً بعض مظاهر الرأسمالية أو الشيوعية ، ولكنه على وجه التأكيد شيء آخر غير الرأسمالية والشيوعية ، يجمع كل مزاياهما دون أن يقع في أخطائهما وانحرافاتهما . نظام لا يبالغ في الفردية إلى الحد البغيض الذي يقوم في الغرب ، والذي يعتبر الفرد هو الأساس ، وهو الكائن المقدس الذي تصان حرياته ، ولا يجوز للمجتمع أن يقف في سبيله .. فتنشأ هناك الرأسمالية القائمة على أساس حرية الفرد في استغلال الآخرين . ولا يبالغ في الاتجاه الجماعي الذي يقوم في شرق أوروبا ، ويعتبر المجتمع هو الأساس ، والفرد ذرة تائهة لا كيان له بمفرده ، ولا وجود له إلا في داخل القطيع ، فالمجتمع وحده هو صاحب الحرية وصاحب السلطان ، وليس للفرد أن يحتج عليه أو يطالبه بحقوقه .. وهناك تنشأ الشيوعية القائمة على سلطان الدولة المطلق في تكييف حياة الأفراد . وإنما هو نظام وسط بين هذا وذاك ، يعترف بالفرد ويعترف بالمجتمع ، ويوازن بينهما . فيمنح الفرد قدراً من الحرية يحقق به كيانه ولا يطغى به على كيان الآخرين ، ويمنح المجتمع – أو الدولة ممثلة المجتمع – سلطة واسعة في إعادة تنظيم العلاقات الاجتماعية والاقتصادية كلما خرجت عن توازنها المنشود . وكل ذلك على أساس الحب المتبادل بين الأفراد والطوائف ، لا على أساس الحقد والصراع الطبقي الذي تقيم عليه الشيوعية فلسفتها النظرية وتطبيقاتها العملية .
وهذا النظام الفريد لم يجئ به الإسلام تحت ضغط الضرورات الاقتصادية ، ولا نتيجة لاحتكاك المصالح المتصارعة ، وإنما أتى به تطوعاً وإنشاءً ، في وقت لم يكن العالم كله يقيم وزناً للعمل الاقتصادي أو يعرف شيئاً حقيقياً عن العدالة الاجتماعية كما نفهمها اليوم . ولا يزال هذا النظام إلى هذه اللحظة نظاماً تقدمياً بالنسبة للرأسمالية والشيوعية وهما آخر ما عرف العالم الحديث في عالم الاجتماع والاقتصاد .. وإن " المطالب الأساسية " التي نادى بها كارل ماركس واعتبر الدولة مسئولة عن تحقيقها ، فأحدث بذلك ثورة عظمى في التاريخ: وهي الغذاء والمسكن والإشباع الجنسي ، لهي بعض مما قاله الإسلام من قبل ألف وثلاثمائة عام ! يقول نبي الإسلام الكريم : " من كان لنا عاملاً ولم يكن له زوجة فليتخذ زوجة ، وليس له مسكن فليتخذ مسكنا ً، وليس له خادم فليتخذ خادما ً، وليس له دابة فليتخذ دابة " فيلمّ بكل " المطالب الأساسية " التي نادى بها ماركس ويزيد عليها ، في غير ما أحقاد طبقية ، ولا ثورات دموية ، ولا إنكار لكل مقومات الحياة الإنسانية التي تتجاوز هذه الضروريات .
* * *
تلك بعض الجوانب البارزة في النظام الإسلامي .
وإن ديناً تلك قواعده وأركانه ، ديناً يحيط بهذا المدى الواسع من حياة البشر في حركاتهم ، وسكناتهم ، في أفكارهم ومشاعرهم ، في عملهم وعبادتهم . في اقتصادياتهم واجتماعياتهم ، في نزعاتهم الفطرية وأشواقهم الروحية ، ويضع لذلك كله نظاماً متوازناً فريداً في التاريخ .. هذا الدين لا يمكن أن يستنفد أغراضه، لأن أغراضه هي الحياة كلها ، ما دامت الحياة .
وإن العالم بأحواله التي يعيش عليها اليوم ، ليس هو الذي يستغني عن وحي الإسلام وتنظيم الإسلام .
العالم الذي يصل فيه التعصب العنصري إلى صورته الوحشية في أمريكا وجنوب أفريقيا في القرن العشرين ، ما زال يحتاج إلى وحي الإسلام الذي سوى قبل ثلاثة عشر قرناً في واقع الحياة لا في عالم المثل والأحلام بين الأسود والأبيض والأحمر ، لا فضل لأحد منهم على أحد إلا بالتقوى . ومنح العبيد السود : لا المساواة في الإنسانية فحسب ، بل أرفع ما يطمح إليه مسلم وهو ولاية أمر المسلمين ! يقول الرسول الكريم : اسمعوا وأطيعوا ولو استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة ، ما أقام فيكم كتاب الله تعالى " ( ) .
والعالم الغارق في الاستعمار والاستعباد ، الذي يصل إلى درجة الوحشية ، ما يزال يحتاج إلى وحي الإسلام الذي حرم الاستعمار بقصد الاستغلال ، وعامل البلاد التي فتحها – بقصد نشر الدعوة – معاملة ما تزال في نظافتها وارتفاعها قمة لا تصل إليها أبصار الأقزام في أوروبا " المتحضرة " . فيقرر عمر بن الخطاب ضرب ابن عمرو بن العاص ، ويكاد يضرب عَمراً نفسه ، وهو القائد المظفر والحاكم المبجل ، لأن ابنه ضرب شاباً مصرياً قبطياً بغير وجه حق !
والعالم الغارق في مفاسد الرأسمالية ، ما يزال يحتاج إلى نظام الإسلام الذي حرم الربا والاحتكار ، وهما الركنان اللذان تقوم عليهما الرأسمالية ، قبل القرن العشرين بثلاثة عشر من القرون !
والعالم الذي غشيته الشيوعية المادية الملحدة ما يزال يحتاج إلى نظام الإسلام الذي يحقق أقصى حد للعدالة الاجتماعية ، دون أن يحتاج إلى تجفيف المنابع الروحية في الإنسان ، ولا حصر عالمه في الميدان الضيق الذي تدركه الحواس ، ودون أن يحتاج إلى فرض عقيدته على الناس بالدكتاتورية ، إنما يقول لهم : " لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي " .
والعالم المفزع من الحرب ما يزال يحتاج إلى قيام الإسلام ، لأن ذلك وحده هو سبيله الواقعي إلى السلام ، لفترة طويلة من الزمان .
كلا ! لم يستنفذ الإسلام أغراضه . وإن دوره في مستقبل البشرية لا يقل بحال عن دوره الهائل الذي أنار به وجه الأرض ، حينما كانت أوروبا ما تزال في عصر الظل
(((((((((((((((أخوتي النصاري هذه قصص خيالية مملوءة بالاخطاء وكاتبها مبتديء كان يرسلها لمجلة سمير منذ 2000سنة ثم قدسها بعض القوم ضعاف العقول:::حاول ان تكتشف بنفسك اكبر عدد من الاخطاء وأرسل بها الي البابا (أي بابا لكي يحذفها من الطبعة القادمة ولكم الشكر)) ))))))))))))))============ :::؟؟؟""""" ولمَّا وُلِدَ يَسوعُ في بَيتَ لَحْمِ اليَهودِيَّةِ، على عَهْدِ المَلِكِ هِيرودُسَ، جاءَ إلى أُورُشليمَ مَجوسٌ. مِنَ المَشرِقِ 2وقالوا: "أينَ هوَ المَولودُ، مَلِكُ اليَهودِ؟ رَأَيْنا نَجْمَهُ في المَشْرِقِ، فَجِئْنا لِنَسْجُدَ لَه".
3وسَمِعَ المَلِكُ هِيرودُسُ، فاَضْطَرَبَ هوَ وكُلُّ أُورُشليمَ. 4فجَمَعَ كُلَ رُؤساءِ الكَهَنةِ ومُعَلَّمي الشَّعْبِ وسألَهُم: "أينَ يولَدُ المَسيحُ؟" 5فأجابوا: "في بَيتَ لَحْمِ اليَهودِيَّةِ، لأنَّ هذا ما كَتَبَ النَبِـيٌّ: 6"يا بَيتَ لَحْمُ، أرضَ يَهوذا، ما أنتِ الصٌّغْرى في مُدُنِ يَهوذا، لأنَّ مِنكِ يَخْرُجُ رَئيسٌ يَرعى شَعْبـي إِسرائيلَ".
7فَدَعا هيرودُسُ المَجوسَ سِرُا وتَحقَّقَ مِنْهُم مَتى ظَهَرَ النَّجْمُ، 8ثُمَّ أرسَلَهُم إلى بَيتَ لَحْمَ وقالَ لَهُم: "اَذْهَبوا واَبْحَثوا جيَّدًا عَنِ الطَّفلِ. فإذا وجَدْتُموهُ، فأَخْبِروني حتى أذهَبَ أنا أيضًا وأسْجُدَ لَه".
9فلمَّا سَمِعوا كلامَ المَلِكِ اَنْصَرَفوا. وبَينَما هُمْ في الطَّريقِ إذا النَّجْمُ الذي رَأَوْهُ في المَشْرقِ، يَتَقَدَّمُهُمْ حتى بَلَغَ المكانَ الذي فيهِ الطِفلُ فوَقَفَ فَوْقَه. 10فلمَّا رَأوا النَّجْمَ فَرِحوا فَرَحًا عَظيمًا جِدُا، 11ودَخَلوا البَيتَ فوَجَدوا الطَّفْلَ معَ أُمَّهِ مَرْيَمَ. فرَكَعوا وسَجَدوا لَه، ثُمَّ فَتَحوا أَكْياسَهُمْ وأهْدَوْا إلَيهِ ذَهَبًا وبَخورًا ومُرًّا.
12وأنْذَرَهُمُ الله في الحُلُمِ أنْ لا يَرجِعوا إلى هيرودُسَ، فأخَذوا طَريقًا آخَرَ إلى بِلادِهِم.
الهرب إلى مصر
13وبَعدَما اَنْصرَفَ المَجوسُ، ظَهَرَ مَلاكُ الرَّبَّ لِيوسفَ في الحُلُمِ وقالَ لَه: "قُمْ، خُذِ الطِفْلَ وأُمَّهُ واَهربْ إلى مِصْرَ وأقِمْ فيها، حتى أقولَ لكَ متى تَعودُ، لأنَّ هيرودُسَ سيَبحَثُ عَنِ الطَّفْلِ ليَقتُلَهُ". 14فقامَ يوسفُ وأخذَ الطَّفْلَ وأُمَّهُ ليلاً ورحَلَ إلى مِصْرَ. 15فأقامَ فيها إلى أنْ ماتَ هيرودُسُ، ليتِمَّ ما قالَ الربٌّ بِلسانِ النبـيَّ: "مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ اَبني".
مقتل أولاد بيت لحم
16فَلمَّا رَأى هيرودُسُ أنَّ المَجوسَ اَستهزَأوا بِه، غَضِبَ جدُا وأمرَ بقَتلِ.كُلٌ طِفْلٍ في بَيتَ لحمَ وجِوارِها، مِنِ اَبنِ سَنَتَينِ فَما دونَ ذلِكَ، حسَبَ الوَقتِ الَّذي تحقَّقَهُ مِنَ المَجوسِ، 17فتَمَ ما قالَ النبـيٌّ إرْميا: 18"صُراخٌ سُمِعَفي الرٍامَةِ، بُكاءٌ ونَحيبٌ كثيرٌ، راحيلُ تَبكي على أولادِها ولا تُريدُ أنْ تَــتَعزّى، لأنَّهُم زالوا عَنِ الوجودِ".
الرجوع من مصر إلى الناصرة
19ولمَّا ماتَ هِيرودُس ظهَرَ ملاكُ الرَّبَّ ليوسفَ في الحُلمِ، وهوَ في مِصْرَ 20وقالَ لَه: "قُمْ، خُذِ الطَّفْلَ وأُمَّهُ واَرجِـــعْ إلى أرضِ إِسرائيلَ، لأنَّ الَّذينَ أرادوا أنْ يَقتُلوهُ ماتوا". 21فقامَ وأخَذَ الطَّفْلَ وأُمَّهُ ورَجَعَ إلى أرضِ إِسرائيلَ. 22لكِنَّهُ سَمِعَ أنَّ أرخيلاوُسَ يَملِكُ على اليَهودِيَّةِ خلَفًا لأبيهِ هِيرودُسَ، فخافَ أن يذهَبَ إلَيها. فأَنذَرَهُ الله في الحُلُمِ، فلَجأَ إلى الجَليلِ. 23وجاءَ إلى مدينةٍ اَسمُها النّاصِرَةُ فسكَنَ فيها، لِيَـتمَّ ما قالَ الأنبياءُ: "يُدعى ناصِريًّا".
أول ما يخطر على البال هنا هو أمر أولئك المجوس: من أين لهم العلم بأن هناك مَلِكًا لليهود قد وُلِد؟ أوقد ذُكِر ذلك فى كتبهم؟ لكن أين النص عندهم على ذلك؟ ولماذا يُذْكَر مثل هذا الأمر لديهم، وهم ليسوا من بنى إسرائيل، الذين إنما أُرْسِل لهم وحدهم السيد المسيح وليس إلى المجوس بأى حال؟ وإذا غضضنا النظر عن هذا فإن السؤال سرعان ما يجلجل فى الذهن: فما فائدة عِلْم المجوس بولادة عيسى؟ هل آمنوا؟ إنهم لم يقولوا: لقد جئنا لنعلن إيماننا بعيسى، بل ليسجدوا له. وهل السجود من علامات الإيمان أو مقتضياته؟ لقد أجاب المسيح، حسبما سنقرأ بعد قليل، بأنه قد قيل: للرب إلهك وحده تسجد! ولا يمكن القول بأنهم كانوا يعتقدون أنه ابن الله أو الله، إذ كل ما قالوه عنه هو أنه "ملك اليهود" كما مرّ. كما لا يمكن القول بأنهم أرادوا أن يعظموا هذا الملك، أولا لأنه لم يصبح ملكا بعد (ولن يصبح أبدا طبعا)، وثانيا لأنه ليس ملكا فارسيا ولا مجوسيا، فلماذا يسجدون له؟ وعلى أية حال لماذا لم نسمع بهؤلاء المجوس بعد ذلك؟ الطبيعى أن يظهروا بعد هذا حين يئين الأوان ويكبر عليه السلام ويبلغ مبلغ الأنبياء ويعلن دعوته كى يكونوا من حوارييه ما داموا قد تجشموا المجىء من بلادهم وتعرّضوا بسبب ذلك للخطر كما رأينا! أليس كذلك؟ واضح أن كاتب هذه التخاريف لا يستطيع أن يَسْبِك التأليف كما ينبغى، ولذلك ترك فيه ثغرات كثيرة! ثم من هؤلاء القوم؟ من أى بلد فى فارس؟ ما أسماؤهم؟ ماذا كانوا يعملون فى بلدهم قبل أن يفدوا إلى فلسطين؟ ثم كيف أَتَوْا إلى فلسطين؟ وماذا صنعوا عند عودتهم إلى بلادهم؟ ولماذا لم يدعوا قومهم إلى الدخول فى دين عيسى؟ إن فارس تكاد أن تكون هى البلد الوحيد فى الشرق الأوسط الذى لم يعتنق النصرانية رغم أن ذلك النفر المجوسى هم أول البشر معرفةً بميلاد المسيح وإظهارًا لمشاعرهم نحوه وتبجيلهم له؟
ثم أليس غريبا أن يعتمد هيرودس، الذى أهمّه مولد عيسى كل هذا الهم، على أولئك المجوس الغرباء فى معرفة المكان الذى وُلِد فيه المسيح؟ أليس عنده العيون والجواسيس الذين يستطيعون أن يأتوه بهذا الخبر؟ ألم يكن بمقدوره على الأقل أن يرسل فى أعقابهم من يرقب حركاتهم وسكناتهم حتى يعرف بيت الوليد الجديد بدلا من أن ينتظر حتى يأتوه هم بالخبر كما قال المؤلف السقيم الخيال؟ ثم هناك حكاية النجم، وهذه فى حد ذاتها بَلْوَى مُسَيَّحة! كيف يا ترى يمكن أىَّ إنسان التعرفُ على بيت من البيوت من وقوف أحد النجوم فوقه؟ إن هذا لهو المستحيل بعينه! إن الكاتب الجاهل يظن أن النجم المذكور قد ظهر إثر ميلاد عيسى، غافلا (لأنه مغفل) أن الضوء الذى زعم أن المجوس كانوا يَرَوْنَه آنذاك إنما صدر من النجم قبل ذلك بآلاف السنين، ولم يأت لتوه كما توهم بجهله! ولقد كتب لى أحدهم منذ أَشْهُرٍ رسالةً مشباكيةً يحاول أن يقنعنى فيها بأنه كان من السهل على أولئك المجوس أن يعرفوا أن النجم واقف فوق بيت الطفل الوليد خَبْط لَزْق باستعمال بعض الآلات الفلكية! يا حلاوة يا أولاد! معنى ذلك أنهم كانوا علماء فى الفلك والرياضيات (ولعلهم من أحفاد عمر الخيام، لكن بالمقلوب!)، جاؤوا من بلادهم ومعهم مرصد وضعوه على ظهر حمار مثلا (تخيلوا مرصدا على ظهر حمار!)، فنصبوه فى زقاق من أزقة بيت لحم وأخذوا يرصدون ويكتبون ويحسبون ويتجادلون برطانتهم الفارسية، وفى أيديهم الآلات الحاسبة ومسطرة حرف "تى" لزوم المنظرة، والناس تنظر إليهم وتتفرج عليهم (كما كنا نفعل ونحن لا نزال فى الجامعة حين نرى طلاب كلية الهندسة أثناء تدريباتهم على أعمال المساحة والقياس فى حديقة الأورمان)، لينتهوا فى آخر المطاف بعد فشلهم فى حسابات الفلك إلى اللجوء للطريقة التقليدية فى بلادنا التى لا يوجد أحسن منها للشعوب المتخلفة (أما كان من الأول بدلا من تضييع كل هذا الوقت؟) فينادوا فى الشوارع عن "عَيِّل مولود حديثا يا أولاد الحلال، ولابس بيجامة كستور مقلّمة وفى فمه بزّازة، وفى رجله فردة لَكْلُوك واحدة بأبزيم صفيح، فمن يدلنا على بيته له مكافأة ثمينة! وشىء لله يا عَدَوِى"! ثم كيف يا ترى كان النجم يتقدمهم أثناء سفرهم، والنجوم لا تظهر إلا ليلا؟ هل معنى هذا أنهم كانوا ينامون نهارا ثم يستيقظون ليلا ليستأنفوا المسير؟ أم ترى مخترع الإنجيل كان يظن أن المسافة بين فارس وبيت لحم فى فلسطين لا تزيد عن "فَرْكَة كَعْب" وتُقْطَع فى بضع ساعات من الليل؟ أليس ذلك أمرا يبعث على الاشمئزاز؟ ثم إذا أردنا أن ننصحهم ونأخذ بيدهم كى ننتشلهم من هذا التخريف لأن حالهم يصعب علينا شتموا نبينا وأقلّوا أدبهم عليه!
كما أشار الكاتب فى النصّ الذى بين أيدينا إلى النبوءة الخاصة بولادة المسيح فى بيت لحم: "مِنكِ يَخْرُجُ رَئيسٌ يَرعى شَعْبـي إِسرائيلَ"، وهى تعنى (كما هو واضح) أن المسيح سوف يكون راعيا لبنى إسرائيل. فهل تحقق شىء من هذا؟ أبدا، فقد كفر به بنو إسرائيل واتهموا أمه فى شرفها وتآمروا على قتله، بل إنهم والنصارى يقولون إنهم قد استطاعوا فعلا أن يقتلوه. وعلى أية حال فإنه لم تُتَحْ له قَطُّ الفرصة لرعاية بنى إسرائيل لا روحيا ولا سياسيا! إنها إذن نبوءةٌ فِشِنْك كمعظم نبوءات الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد! ولا ننس ما أبديته قبل قليل من استغرابى اهتمام المجوس بولادة المسيح، إذ ليسوا من بنى إسرائيل، الذين إنما أُرْسِل عليه السلام إليهم لا إلى المجوس. كذلك سمى المجوس سيدنا عيسى: "ملك اليهود"، وهى أيضا تسمية كاذبة، إذ متى كان المسيح مَلِكًا لليهود؟ لقد قال عليه السلام مرارا إن مملكته ليست من هذا العالم، فما صلته إذن بالمَلَكِيّة والملوك؟ ثم ألم يجد المجوس من الألطاف ما يتحفونه به عليه السلام إلا الذهب؟ وهل يحتاج ابن الله إلى مثل هذه الأشياء، وهو الذى فى يد أبيه كل كنوز الأرض والسماء؟ إن الكاتب الأبله يقيس أبناء الآلهة على أبناء حكام الدول المتخلفة الذين لا يشبعون من المال والذهب رغم أن ميزانية الدولة كلها فى أيديهم يغرفون منها ما يشاؤون، أو على الباباوات المغرمين غرامًا مرضيًّا باستعراض أنفسهم فى الإستبرق والسندس والذهب والياقوت وسائر الجواهر الثمينة رغم ما يزعجوننا به من كلام عن الوداعة والتواضع والزهد والرهبانية والتشبه بالمسيح فى الانصراف عن زخارف الحياة الدنيا! يا له من خيال سقيم! يا مَتَّى يا ابن الحلال، الله لا يسوءك، أولاد الآلهة هؤلاء أولاد عِزّ شَبْعَى لا ينظرون إلى ذهب أو ألماس! والعجيب، كما سوف نرى، أن المسيح يدعو إلى مخاصمة الدنيا خصومة لا هوادة فيها ولا تفاهم بأى حال مما من شأنه أن يوقف دولاب الحياة ويشجع على العدمية والموت، فكيف لم يلهم الله سبحانه وتعالى المجوس أن يقدموا لابنه شيئا يليق به وباهتماماته من أشياء الروح لا من ملذات الدنيا، وليكن نسخة مصورة من العهد القديم للأطفال مثلا؟
وتقول الفقرة الثالثة عشرة من الإصحاح: "وبَعدَما اَنْصرَفَ المَجوسُ، ظَهَرَ مَلاكُ الرَّبَّ لِيوسفَ في الحُلُمِ وقالَ لَه: "قُمْ، خُذِ الطِفْلَ وأُمَّهُ واَهربْ إلى مِصْرَ وأقِمْ فيها، حتى أقولَ لكَ متى تَعودُ، لأنَّ هيرودُسَ سيَبحَثُ عَنِ الطَّفْلِ ليَقتُلَهُ". 14فقامَ يوسفُ وأخذَ الطَّفْلَ وأُمَّهُ ليلاً ورحَلَ إلى مِصْرَ". ونقول نحن بدورنا: ولماذا اهتمام السماء بإنقاذ الطفل يسوع من القتل إذا كان قد أتى إلى العالم كما يزعم القوم ليُقْتَل تكفيرًا عن الخطيئة البشرية؟ ألم يكن الأفضل أن تتركه السماء يموت فى صغره فتنتهى مهمته سريعا بدل الانتظار إلى أن يكبر وتضيع كل الجهود التى بذلتها أمه فى تربيته وتعليمه والإنفاق عليه فى الهواء؟ وخير البر عاجله كما يقولون، وما دام مقتولاً مقتولاً فالأفضل الآن، والذى تعرف ديته اقتله وانته من أمره سريعا، فالوقت من ذهب! آه، لكن فاتنا أننا فى منطقة الشرق الأوسط حيث الوقت لا قيمة له، فهو يُعَدّ بالكوم وليس بالثوانى ولا الدقائق، فضلا عن الساعات أو الأيام، ودعنا من السنين!
أما اتخاذ القوم من عبارة "مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابني" دليلا على أنه، عليه السلام، هو ابن الله حقا، فالرد عليه بسيط جدا جدا أسهل مما يتصور الإنسان، إذ الأناجيل مفعمة بعبارة "أبناء الله" و"أبوك أو أبوكم الذى فى السماوات" على قفا من يشيل، وكلها من كلام المسيح ذاته: "هنيئًا لِصانِعي السَّلامِ، لأنَّهُم أبناءَ الله يُدْعَونَ" (متى/ 5/ 9)، "أحِبّوا أَعداءَكُم، وصَلّوا لأجلِ الَّذينَ يضْطَهِدونكُم، فتكونوا أبناءَ أبيكُمُ الَّذي في السَّماواتِ" (5/ 44- 45)، "فكونوا أنتُم كاملينَ، كما أنَّ أباكُمُ السَّماويَّ كامِلٌ" (5/ 48)، "إيَّاكُمْ أنْ تعمَلوا الخَيرَ أمامَ النَّاسِ ليُشاهِدوكُم، وإلاَّ فلا أجرَ لكُم عِندَ أبيكُمُ الَّذي في السَّماواتِ" (6/ 1)، "فإذا صَلَّيتَ فاَدخُلْ غُرفَتَكَ وأغلِقْ بابَها وصَلٌ لأبيكَ الَّذي لا تَراهُ عَينٌ، وأبوكَ الَّذي يَرى في الخِفْيَةِ هوَ يُكافِئُكَ"، "لا تكونوا مِثلَهُم، لأنَّ الله أباكُم يَعرِفُ ما تَحتاجونَ إلَيهِ قَبلَ أنْ تسألوهُ" (6/ 8)، "فصلّوا أنتُم هذِهِ الصَّلاةَ: أبانا الَّذي في السَّماواتِ، ليتَقدَّسِ اَسمُكَ" (6/ 9)، "فإنْ كُنتُم تَغفِرونَ لِلنّاسِ زَلاّتِهِم، يَغفِرْ لكُم أبوكُمُ السَّماويٌّ زلاّتِكُم. وإنْ كُنتُم لا تَغفِرونَ لِلنّاسِ زلاّتِهِم، لا يَغفِرُ لكُم أبوكُمُ السَّماويٌّ زلاّتِكُم" (6/ 14- 15)، "... حتى لا يَظهَرَ لِلنّاسِ أنَّكَ صائِمٌ، بل لأبيكَ الَّذي لا تَراهُ عَينٌ، وأبوكَ الَّذي يَرى في الخِفْيَةِ هوَ يُكافِئُكَ" (6/ 18)، "انظُروا طُيورَ السَّماءِ كيفَ لا تَزرَعُ ولا تَحْصُدُ ولا تَخزُنُ، وأبوكُمُ السَّماويٌّ يَرزُقُها" (6/ 26)، "فإذا كُنتُم أنتُمُ الأشرارَ تَعرِفونَ كيفَ تُحسِنونَ العَطاءَ لأَبنائِكُم، فكَمْ يُحسِنُ أبوكُمُ السَّماويٌّ العَطاءَ للَّذينَ يَسألونَهُ؟" (7/ 11)، "وأمّا الأبرارُ، فيُشرِقونَ كالشَّمسِ في مَلكوتِ أبـيهِم" (13/ 43)، "وهكذا لا يُريدُ أبوكُمُ الَّذي في السَّماواتِ أنْ يَهلِكَ واحدٌ مِنْ هَؤلاءِ الصَّغارِ" (18/ 14)، "ولا تَدْعوا أحدًا على الأرضِ يا أبانا، لأنَّ لكُم أبًا واحدًا هوَ الآبُ السَّماويٌّ" (23/ 9)، فضلا عن أن المسيح عليه السلام كثيرا ما سمى نفسه: "ابن الإنسان" كما هو معروف، كما أكد أن أمه وإخوته الحقيقيين هم المؤمنون الذين يطيعون الله ويخلصون له سبحانه، وهو ما يدل دلالة قاطعة على أن بنوة البشر لله إنما تعنى فى مثل هذه السياقات الإيمان والطاعة المطلقة له عز وجل: "وبَينَما يَسوعُ يُكلَّمُ الجُموعَ، جاءَتْ أمٌّهُ وإخوَتُهُ ووقَفوا في خارِجِ الدّارِ يَطلُبونَ أن يُكلَّموهُ. فقالَ لَه أحَدُ الحاضِرينَ: "أُمٌّكَ وإخوتُكَ واقفونَ في خارجِ الدّارِ يُريدونَ أنْ يُكلَّموكَ".فأجابَهُ يَسوعُ: "مَنْ هيَ أُمّي؟ ومَنْ هُمْ إخْوَتي؟" وأشارَ بـيدِهِ إلى تلاميذِهِ وقالَ: "هؤُلاءِ هُمْ أُمّي وإخوَتي. لأنَّ مَنْ يعمَلُ بمشيئةِ أبـي الَّذي في السَّماواتِ هوَ أخي وأُختي وأُمّي" (12/ 46- 50).
ثم إن ابن الإله لا يمكن أن ينزل بنفسه إلى مرتبة النبى أبدا، لكننا نسمع عيسى بأذننا هذه التى سيأكلها الدود يقول لأهل الناصرة حين رفضوا الإيمان به: "لا نبـيَّ بِلا كرامةٍ إلاّ في وَطَنِهِ وبَيتِهِ" (13/ 57). كذلك ففى كل من العهد القديم وكلام الرسل فى العهد الجديد كثيرا ما نقابل عبارة"أبونا" مقصودا بها الله سبحانه وتعالى، ومنها قول إشعيا مثلا: "تطلَّعْ من السماء، وانظر من مسكن قدسك...، فإنك أنت أبونا، وإن لم يعرفنا إبراهيم، وإن لم يدرنا إسرائيل. أنت يا رب أبونا" (إشعيا/ 63/ 15- 16)، "والآن يا رب انت ابونا. نحن الطين وانت جابلنا وكلنا عمل يديك" (إشعيا/ 64/ 8)، "هو يدعوني ابي انت. الهي وصخرة خلاصي" (مزامير/ 89/ 26، والمتكلم هو الله، والحديث عن داود)، "ارجعوا ايها البنون العصاة، يقول الرب... وانا قلت كيف اضعك بين البنين واعطيك ارضا شهية ميراث مجد امجاد الامم. وقلت تدعينني يا ابي ومن ورائي لا ترجعين" (إرميا/ 3/ 14، 18)، "نعمة لكم وسلام من الله ابينا" (إفسوس/ 1/ 2، وكورنثوس/ 1/ 2، وتسالونيكى/ 1/ 1)، "يثبّت قلوبكم بلا لوم في القداسة امام الله ابينا" (تسالونيكى/ 3/ 13). هذا، ولمعلوميّة القارئ نشير إلى أن هناك فرقة تنسب نفسها إلى الإسلام ظهرت فى العصر الحديث (لكن المسلمين يتبرأون منها ويرمونها بالكفر، وهى فرقة القاديانية) لها تفسير غريب لميلاد عيسى من غير أب، إذ يقولون بالحَبَل الذاتى اعتمادا على ما قاله بعض الأطباء من أنهم لا يستبعدون أن يتم الحمل فى رحم امرأة دون تلقيح من رجل (انظر تفسير الآية 47 (48 عندهم) من سورة "آل عمران" فى التفسير الكبير (5 مجلدات) الذى وضعه ميرزا بشير الدين محمود (الخليفة الثانى للمسيح الموعود عندهم غلام ميرزا أحمد نبى قاديان المزيف): Mirza Bashir-ud-Din Mahmood Ahmad (1889-1965)، وترجمه أتباعه إلى الإنجليزية بعنوان "The Holy Quran"/ م 1/ ص 398/ هـ 337). أى أنه لم يكن هناك روح قدس ولا يحزنون. ولا شك أن هذا التفسير، رغم عدم اتساقه مع ظاهر القرآن ورغم أنى لا أوافق عليه وأراه حيلة من الحيل التى يلجأ إليها القاديانيون لإنكار المعجزات كى يبدوا عصريين يحترمون كلمة العلم، هو أفضل ألف مرة من الكفر الذى يرتفع بمقام السيد المسيح عليه السلام عن مقام البشرية ويقول إنه هو الله أو ابن الله، تعالى الله عن ذلك الشرك تعاليا عظيما يليق بجلال ألوهيته!
ونأتى لما قاله مؤلف السفر من أن هيرودس قد أمر بقتل أطفال بنى إسرائيل من سن سنتين فنازلا، وهذا نص كلامه حرفيا: "فَلمَّا رَأى هيرودُسُ أنَّ المَجوسَ اَستهزَأوا بِه، غَضِبَ جدُا وأمرَ بقَتلِ.كُلٌ طِفْلٍ في بَيتَ لحمَ وجِوارِها، مِنِ اَبنِ سَنَتَينِ فَما دونَ ذلِكَ، حسَبَ الوَقتِ الَّذي تحقَّقَهُ مِنَ المَجوسِ، 17فتَمَ ما قالَ النبـيٌّ إرْميا: 18"صُراخٌ سُمِعَ في الرّامَةِ، بُكاءٌ ونَحيبٌ كثيرٌ، راحيلُ تَبكي على أولادِها ولا تُريدُ أنْ تَــتَعزّى، لأنَّهُم زالوا عَنِ الوجودِ". ولست أطمئن لهذا الكلام الذى لم يسجل التاريخ عنه شيئا ولا تكلمت عنه الأناجيل ولا السيد المسيح بعد ذلك وكأن هؤلاء الأطفال "شويّة لبّ فى قرطاس" قزقزهم هيرودس فى سهرة قدّام التلفزيون وانتهى الأمر! أما النبوءة الجاهزة التى ساقها المؤلف عقب القصة كعادته فى كل خطوة يخطوها وكأنه خالتى بَمْبَة التى لم تكن تكفّ عن الاستشهاد بالأمثال فى برنامج المرأة فى الإذاعة المصرية، فلا معنى لها هنا كما هو الحال فى كثير من المواضع، لأن راحيل هذه هى أم يوسف، فلا علاقة لها من ثم بتلك الواقعة غير القابلة للتصديق. ومن قال إنها فى القصة لم تتعزّ عن موت أولادها بل ظلت تصرخ وتنتحب وتبكى فى حرقة، وقد رأينا أن أحدا لم يبال بالأطفال المساكين أو يذرف عليهم دمعة؟ وهل الرامة هى بيت لحم؟ إن الرامة تقع إلى الشمال من أورشليم على بعد عدة كيلومترات، أما بيت لحم فشىء آخر. وأقرب شىء إلى أن يكون هو المراد من تلك النبوءة رجوع بنى إسرائيل من المنفى إلى بلادهم، وليس قتل هيرودس المزعوم لأطفال بنى إسرائيل، لأنها تفتقد التناظر الذى ينبغى أن يتوفر فى الرمز. إننى لأتعجب فى كل مرة أقرأ فيها لأمثال زيكو حين يتكلمون عن نبوءات الكتاب المقدس ويحاولون تفسيرها، وأتساءل: ترى هل تَغَطَّوْا جيدا قبل الإخلاد إلى الفراش فلم تتعرّ أردافهم وهم نائمون؟ الواقع أن النبوءة المذكورة التى رآها إرميا حسبما جاء فى العهد القديم (إرميا/ 31/ 15- 17) لا علاقة لها بحادثة قتل هيرودس أطفال بنى إسرائيل من سِنّ عامَيْن فهابطًا، إذ الكلام عن تغيب أبناء راحيل عن البلاد فى أرض العدو. وهذا نص النبوءة كما ورد فى ترجمة جمعيات الكتاب المقدس المتحدة: "صوتٌ سُمِع فى الرامة. نَوْحٌ، بكاءٌ مُرّ. راحيل تبكى على أولادها وتأبى أن تتعزى عن أولادها لأنهم ليسوا بموجودين، هكذا قال الرب. امنعى صوتك عن البكاء وعينيك عن الدموع لأنه يوجد جزاء لعملك، يقول الرب، فيرجعون من أرض العدو، ويوجد رجاء لآخرتك، يقول الرب، فيرجع الأبناء إلى تُخْمهم". وفى "دائرة المعارف الكتابية" تحت عنوان "راحيل" نقرأ أن "النبى (أى النبى إرميا) صوَّر فى عبارة شعرية عويل راحيل على أبنائها، إما لأنه سبق فرأى أن المسببِّين من يهوذا وبنيامين سيجتمعون فى الرامة بعد سقوط أورشليم وقبل اقتيادهم إلى السبى فى بابل (إرميا 40: 1)، أو لأن الرامة كانت أكمة مرتفعة فى أرض بنيامين يمكن منها رؤية الخراب الذى أصاب البلاد". وطبعا هذا كله لو أن النبى إرميا قال فعلا ذلك الكلام
الإنحطاط المقدس - ابن الفاروق المصرى
المشهد الأول
نهار داخلى غرفة نوم الملك فى فيلته بالمنتجع الصيفى
توسطت الشمس كبد السماء فصحى الملك من نومه وجلس معتدلا على سريره وهو يفرك وجهه بيده متثائبا قبل أن يقول متمتما فى ضيق :
* مدعوء ابو الدنيا , الظاهر انى زودت العيار امبارح حبتين.
ثم يقف منتصبا مواجها الشرفة فاردا يده لأعلى وهو يتمطى قبل ان يسير بأتجاه الشرفة ويدخلها , ثم يستند على السور وهو يدور ببصره ناظرا إلى الفيلات
المجاورة , وفجاءة تقع عينه على إمراة بالمايوه فى احدى الفيلات المجاورة تدلك جسدها بالزيت استعدادا لنزول حمام السباحة , فيتنهد الملك ثم يقول محدثا نفسه
بصوت خفيض :
* حلاوتك , أهى دى الأصطباحه ولا بلاش , نهارو ابيض .
ويظل متابعها ببصره إلى ان تنتهى من دهن جسدها بالزيت ثم تقفز إلى حمام السباحة برشاقة , فيفرك الملك كفيه منتشيا وهو يقول :
* أوعى وشك , اهى النسوان ولا بلاش
ثم يردد أغنية كاظم الساهر
نزلت البحر تتشمس الحلوة رفقا بالبشر آه يا بنت حوا
ثم يكمل باقى الأغنية متمتما باللحن لنسيانه الكلمات وهو يهز اكتافه ورقبته على انغام اللحن وبصره مصوب كالصقر على المرأة فى حمام السباحة , وفجاءة يأتى
صوت كبير الياوران من خلفه قائلا :
** صباح الخير معاليك
فينتفض الملك ويفيق من نشوته ويلتف خلفه فى فزع قبل ان يتمالك نفسه وينحنى خالعا فردة الشبشب قاذفا بها كبير الياوران وهو يصيح :
* صباح الزفت على دماغك ودماغ اهلك , هو مافيش استأذان يا بغل .
فينحنى كبير الياوران ملتقطا فردة الشبشب التى اصطدمت بوجهه قبل ان تستقر على الأرض واضعا اياها امام رجل الملك الحافيه قائلا وهو يبتسم :
** ما انا خبطت معاليك بس سيادتك اللى ما رديتش.
فيصيح فيه الملك :
* ولو مارديتش تقف زى اللوح بره , هى وكالة من غير بواب , انت فاكرها اوضة امك
فيقاطعه كبير الياوران قبل ان يحدث من الملك ما لا يحمد عقباه قائلا وهو يتصنع المسكنه :
** معاليك لو ما كانش الأمر خطير ما كنتش عملت كده , اصل الجيش ...
فيقاطعه الملك قائلا :
* مدعوء ابوك لأبو الجيش .
ثم يلتفت خلفه تجاه الشرفه قبل ان ينظر إلى كبير الياوران بسرعه قائلا كمن يحاول التنصل من شئ :
* ايــــه انا كنت بلعب رياضه
فيتبسم كبير الياوران ابتسامة مدروسه قائلا بنعومة :
** ربنا يديم الصحة على معاليك , ويارب ..
فيقاطعه الملك وهو يشير له بيده ليلزم الصمت قائلا :
* انت هتشحت على الصبح
ثم يشير له ليدنو منه وهو يتلفت بعينه وكأنه يخشى ان يسمعه أو يراه احد قبل ان يقول له :
* بقولك ايه يا ياض , طبعا انت اكيد عارف كل جيرانا اللى فى المنطقة , قصدى يعنى الفلل اللى جانبينا .
فيجيب عليه كبير الياوران بثقه قائلا :
** حتى لو ما اعرفش سموك اخلى العسس بتوعنا يجيبوا لك اللى انت ...
فيضع الملك يده على فمه ليسكته قائلا له :
* عسس ايه ونيلة ايه بس , انت هتفضل حمار لغاية امتى
فينظر له كبير الياوران نظرة ذات مغزى وهو يقول متصنعا المكر والحياء فى آن واحد :
** يكونش قصد معاليك الحته ام مايوه اللى ....
فيجيبه الملك بصوت قوى ولكنه خفيض :
* ايووووووه ام مايوه اللى , ما انت ابن حنت وبتفهم اهه.
ثم يتنحنح الملك قبل ان يقول :
* م الأخر انا عاوز البت دى.
فيتجه كبير الياوران إلى باب الغرفه وهو يقول :
** خمس دقائق معاليك وتكون ادامك.
* قطع *
المشهد الثانى
ليل داخلى فى بهو فيلا الملك
ينزل الملك من على السلم وهو يدلك صدره براحة يده اليمنى متنهدا فيقابله فى اسفل السلم كبير الياوران فاردا ذراعيه امامه قائلا :
** اسد معاليك نازل من عرينه .
فيبتسم الملك ابتسامة عريضة كمن اعجبه ما سمعه قبل ان يقول له :
* يا واد يا بكاش
ثم يقترب منه ويضع يده على كتفه ويقول له متسائلا ومستفهما :
* بقولك ايه الوليه اللى جبتها لى من كام شهر دى كانت بتقولى جوزها ما اعرف عسكرى ولا ايه فى الجيش .
فيهز كبير اياوران راسه مؤكدا وهو يقول :
** جوزها معاليك ظابط احتياط فى الجيش.
فيحكك الملك ذقنه بسبابته وابهامه وهو يقول :
* ظابط فى الجيش , يعنى تلاقيه دلوقتى على الجبهه . صح ؟
فيهز كبير الياوران رأسه بالإيجاب قائلا :
** صح معاليك.
فيأخذ الملك نفس عميق ثم يخرجه على صورة زفرة قوية وهو يقول :
* طيب وايه العمل دلوقتى ؟
فيجيبه كبير الياوران بخبث قائلا :
** لو داخله مزاج سيادتك نقتله .
فينظر له الملك بقرف قائلا :
* نقتله ايه يا بغل , الوليه باعتت لى مرسال تقولى انها حامل .
ثم تلمع عينا الملك وهو يفكر فيقول :
* بقولك ايه انت تبعت تجيب جوزها حالا , بحيث لما ينزل اجازة هيروح بيتهم وساعتها يفتكر الواد ابنه ويبقى خلصنا .
فيغمز كبير الياوران بخبث قائلا :
** تأمر يا قمر
* قطع *
المشهد الثالث
نهار داخلى فى بهو قصر الملك
الملك يجلس فى البهو على كرسى ثم يدخل كبير الياوران مسرعا ثم ينحنى عليه هامسا فى اذنه :
** وصل يا مولانا وصل .
فيعتدل الملك فى جلسته قبل ان يقول له :
* دخله بسرعة.
فيشير كبير الياوران إلى احد الحرس بيده فيخرج الحارس وسرعان ما يعود ومعه ضابط يبدو من شكله انه اتى من الجبهة مباشرة , فينظر له الملك وتنفرج
اساريرة ويقف مادا ذراعيه امامه وهو يقول :
* يا مرحب بالبطل .
فيرتبك الضابط وينظر يلتفت خلفه ثم ينظر إلى الملك نظرة قلقه , فيبتسم الملك قائلا :
* ايوه انت بطل وابو الأبطال انت فكرك فيه حاجة من اللى فى الجبهه بتخفى عليه.
ثم ينظر لكبير الياوران كأنه يستحثه على التدخل , فيبتسم كبير الياوران فى وجه الضابط وهو يقول :
** طبعا طبعا و مولانا سمع عنك وعن اعمالك البطوليه على الجبهه , فقرر يهنيك بنفسه .
فيقول الضابط بتردد كمن يشك فى ما يسمع :
*** بطو .. بطو .. بطوليه , انا .. !
فيقول الملك بفخامة :
* طبعا بطوليه , وبطوليه قوى كمان .
فيجيبه الضابط والحيرة مرتسمه على وجهه :
*** بس انا ما عملتش حاجة يا مولاى , أقصد ماعملتش حاجة يعنى يتقال عليها ...
فيقاطعه الملك قائلا :
* الله مش انت عملت اللى عليك ولا قصرت ؟
فيجيبه الضابط فى عجالة :
*** نفذت الأوامر بحذافيرها معاليك .
فيجيبه الملك مستنكرا نفيه السابق :
* طب وهو ده شوية , هما كانوا مكلفينك بحاجة هينه يعنى . ياريت كل الظباط زيك كده .
فيتدخل كبير الياوران الياوران قائلا :
** والله يا مولانا يا زين ما عملت , فعلا هو يستحق التكريم على اللى عمله .
فيهز الملك رأسه مؤيدا وهو يقول :
* مش كده برضه , لو ماكناش احنا نراعى رجالتنا امال مين اللى هيرعاهم .
فيجيبه كبير الياوران مهللا :
** الله عليك يا ابو الأبطال , والله .. والله عمرك ما قصرت.
فيقاطعه الملك بإشارة من يده وهو يوجه كلامه للضابط قائلا :
* نهايته يا ابنى , روح انت على بيتك لغاية ما نشوف هنكرمك ازاى.
فيجيبه الضابط وهو يشد قامته قائلا :
*** انا اقسمت بالله انى ما اعتبش عتبة بيتنا قبل ما تنتهى الحرب , ازاى يجينى نوم ولا راحة واخواتى على الجبهة .
فيقاطعه الملك وهو يشير له ان يصمت قائلا :
* طيب بس بس .
ثم يميل على كبير الياوران هامسا فى اذنه بحنق :
* عامل لى فيها وطنى ابن الصرمة . هنعمل ايه مع البنى آدم ده دلوقتى ؟
ثم يلتفت فجاءة ناظرا ببشاشة لإلى الضابط وهو يقول :
* عفارم عليك يا واد و اهو ده اللى انا كنت عاوزه , واد بطل اثق فيه علشان ينقل رسالة خطيرة جدا .
ثم يتابع مستدركا :
* ياواد ده انا كنت بختبر وطنيتك .
ثم يغمز كبير الياوران بكوعه ليتدخل , فترتسم امارات الإعجاب بالضابط على وجهه وهو يقول للملك :
** يازين ما اختارت يا مولانا , فعلا ظنك طلع فى محله , ده اكتر واحد ممكن تثق فيه بخصوص الجواب ده .
فيسحبه الملك من يده مبتعدا عن الضابط قائلا له بما يشبه الهمس :
* عاوزك تكتب لى جواب وتبعته لقائد الوحدة بتاعة الجدع ده تقوله فيه يحطه فى حته خطيرة خليه يتكل على الله ونخلص.
فيشير كبير الياوران إلى عينين باصبعه قائلأ :
** من عينيه الجوز , تأمر معاليك .
* قطع *
المشهد الرابع
نهار داخلى فى حجرة نوم الملك بالفيلا
صوت طرقات على الباب يتبعها صوت الملك سامحا لصاحبه بالدخول و فيدخل كبير الياوران على الملك ليجده فى السرير يحاول جاهدا فتح عينيه وهو يقول :
* فيه ايه على الصبح يا مؤذى ؟ , هو الواحد مايعرفش ينام له ساعتين على بعض !
فيتنحنح كبير الياوران كبير الياوران قبل ان يتبسم قائلا :
** معاليك صاحبنا الظابط خلاص .
فينتبه الملك جالسا قبل ان يقول :
* ايه وصل الجواب للقائد بتاعه ؟
فيمرر كبير الياوران اصبعه على رقبته قبل ان يقول :
** وتم المراد .
فيقوم الملك من سريره ويتمشى فى اتجاة الشرفة وهو يشيح بيده قائلا :
* وانا ذنبى ايه بس ؟ ما هو اللى جابه لنفسه , عامل لى فيها وطنى , عالم نمارده .
ثم ينظر إلى حمام السباحة فى الفيلا المجاورة قبل ان يلتفت لكبير الياوران قائلا :
* بقولك ايه , بخصوص البت ام مايوه دى ...
فيقاطعه كبير الياوران كبير الياوران قائلا بحياء مصطنع :
** خمس دقائق وتكون تحت رجليك .
* قطع *
* انتهى *
السيناريو كاملا تجده فى سفر صموئيل الثانى الإصحاح الحادى عشر العدد الثانى.
كلمة أخيرة :
عزيزى النصرانى لو استفزك الموضوع , لو شعرت بالضيق مما قرأته , ولو تمنيت ان يكون كاتب هذا الحوار امامك لتقتله , فسيعدنا ان تعلم ان شعورك الآن ماهو إلا عشر معشار شعور أى مسلم قرأ هذا الكلام المفترى فى كتابكم والذى ادعيتموه أفكا وزورا على نبى الله داود , قمنا بعمل هذا السيناريو فقط لتوضيح بعض التفاصيل التى لم يحكيها كتابكم لنوضح لكم ان من يقوم بالتلصص على عورات الناس وخطف نسائهم واغتصابهم وقتل ازواجهم لا يمكن ان يكون إنسان سوى ناهيك عن كونه نبى من انبياء الله , لأن مثل هذا الفعل لا يفعله إلا حثالة اسافل الناس , احط وادنى خلق الله .
وختاما أعلم من هو داود النبى من القرآن الكريم :
ولقد اتينا داوود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين [النمل : 15]
ولقد اتينا داوود منا فضلا يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد [سبأ : 10]
واذكر عبدنا داوود ذا الأيد إنه أواب [صـ : 17]
ووهبنا لداوود سليمان نعم العبد إنه أواب [صـ : 30]
نعم العبد إنه أواب
نعم العبد إنه أواب
نعم العبد إنه أواب
نعم العبد إنه أواب
نعم العبد إنه أواب
والسلام على من اتبع الهدى
===========================================================
من فضلك اضحك من قلبك:هاهاها؟؟؟ لماذا عبرت الدجاجة الطريق ؟(المسرح يظهر به دجاجة جميلة لابسة بنطلون جينس وبلوزة نص كم وجزمة كعب عالي وتظهر مفاتنها للديوك الاشقياء ؟؟؟هاهاها؟؟؟) - ابن الفاروق المصرى
هذا السؤال يطرح من باب التسلية على المشاهير ويجيب عنه الناس من وجهة هؤلاء المشاهير فمثلا لو طرح مثل هذا السؤال على ديكارت صاحب مذهب الشك أنا أشك إذا أنا موجود فسيقول مثلا :لقد عبرت الدجاجة الطريق لأنها تشك ان الرصيف المقابل أفضل أو لنها تشك أن الرصيف المقابل موجود فأرادت أن تكتشف هذا بنفسها.ودعونا الآن نطرح هذا السؤال على القديس بولس مؤسس الديانة المسيحية لنرى ما سيقوله القديس بولس لماذا عبرت الدجاجة الطريق ؟
رسالة بولس الأولى لعشش الترجمان
واما الدجاجة فليس عندي امر من الرب فيها و لكنني اعطي رايا كمن رحمه الرب ان يكون امينا . فاظن ان هذا حسن لسبب الضيق الحاضر انه حسن للدجاجة ان تكون هكذا .
واعرفكم ايها الاخوة أن الدجاجة عبرت الطريق ليس بحسب انسان لانها لم تقبله من عند انسان و لا علمته بل باعلان يسوع المسيح .
لكن لما رايتها انها لا تسلك باستقامة حسب حق الانجيل قلت لها قدام الجميع ان كنتى و انتى دجاجة تعيشين فى الطريق لا العشه فلماذا تلزمى الامم ان يبيضوا
ايها الاخوة بحسب الانسان اقول ليس احد يبطل عهدا قد تمكن و لو من دجاجة عبرت الطريق
لا تخدعنكم دجاجة عبرت طريق ما لانه لا ياتي ان لم يات الارتداد اولا و يستعلن كتكوت البيضه ابن الهلاك
انه باعلان عرفني بالسر كما سبقت فكتبت بالايجاز الذي بحسبه حينما تقراونه تقدرون ان تفهموا درايتي بسر الدجاج
فانه ليس بالدجاج كان الوعد لابراهيم او لنسله ان يكون وارثا للعالم بل ببر الايمان
ولان الدجاجة في الظاهر ليست هى دجاجة و لا ريشها الذي في الظاهر في اللحم ريشا
هل انقسم المسيح العل الدجاجة صلبت لاجلكم ام باسم الدجاجة اعتمدتم
ثم نوصيكم ايها الاخوة باسم ربنا يسوع المسيح ان تتجنبوا كل دجاجة تعبر الطريق بلا ترتيب و ليس حسب التعليم الذي اخذه منا .
و لا تشتركوا في اعمال الدجاجة غير المثمرة بل بالحري وبخوها . لان الامور الحادثة منها سرا ذكرها ايضا قبيح
فان الدجاجة لن تسودكم لانكم لستم تحت جناحها بل تحت النعمة
لاني لهذا كتبت لكي اعرف تزكيتكم هل انتم طائعون للدجاجة كل شيء . والذي تسامحونها بشيء فانا ايضا لاني انا ما سامحت به ان كنت قد سامحت بشيء فمن اجلكم بحضرة المسيح . لئلا تطمع فينا الدجاجة لاننا لا نجهل افكارها
و الذي اكتب به اليكم عنها هوذا قدام الله اني لست اكذب فيه
و لكن ان بشرناكم نحن او ملاك من السماء بعبور الدجاجة الطريق فليكن اناثيما
و اما من جهتي فحاشا لي ان افتخر بالدجاجة
سلموا على الاخوة جميعا بقبلة مقدسة
يسلم عليكم تيموثاوس العامل معي و لوكيوس و ياسون و سوسيباترس انسبائي . انا ابن الفاروق المصرى كاتب هذه الرسالة اسلم عليكم في الرب
اناشدكم بالرب ان تقرا هذه الرسالة على جميع الاخوة القديسين فى كافة انحاء العشش
و اله السلام سيسحق الدجاجة على الطريق سريعا نعمة ربنا يسوع المسيح معكم امين .هاهاها؟؟؟ ............==========================================================قال الراوي ياسادة ياكرام هالولويااااااااا(جئنا لنصلح خطأ الرب أن جعل النفط في بلاد لا تحتاجه ولا تقدره وكان عليه أن يجعله في البلدان الصناعية )(.
عبارة قالها احد خنازير قوات الإحتلال الأمريكي يوم ان احُتل العراق المسلم , واصدقكم القول فأنا لم اندهش ولم استغرب ولم اعد قراءة الجملة لعلى قد اكون قد اخطأت فى قراءتها أو فى فهم مايرمى اليه هذا الخنزير , وكيف اندهش او استغرب هذا ممن يؤمن بأن الكتاب المدعو مقدسا زورا وبهتانا من وحى الله , الخلاصة أن هذا الخنزير لم يأتى بجديد , فماذا تفرق هذه العبارة التى تخرس بها هذا المأفون عما أفكوه على موسى على السلام فى كتابهم المدعو مقدسا فى سفر العدد إذا جاء على لسانه بحسب ما يزعمون انه خاطب الرب قائلا :
[[ 11: 12 العلي حبلت بجميع هذا الشعب او لعلي ولدته حتى تقول لي احمله في حضنك كما يحمل المربي الرضيع الى الارض التي حلفت لابائه ]].
بالبلدى يعنى هو انا خلفتهم ونسيتهم أو هو انت تخلفه وانا اللى اعلفه .
فإذا كان هذا هو خطاب الأنبياء للرب بحسب كتابهم , فماذا ننتظر من العامة والغوغاء أو حتى كبارهم إذا كان هذا هو حال انبيائهم. بالطبع ما قاله هذا المأفون الأمريكى هو نتيجة متوقعه وحتميه لكل من تسول له نفسه أن يعتقد فى مثل هذا الكتاب أنه موحى به من عند الله , ولهم فى انبيائهم الأسوة .
كنت انوى تجميع هذه الأعداد البليغة التى توضح اللاأدب النبوى أو وقاحة الخطاب فى الكتاب المقدس التى نسبوها لأنبياء الله الذين هم منهم براء , وبينما كنت اتصفحه لتجميع النصوص لفت نظرى العدد التالى فى سفر أيوب وهو عبارة جزء من حواره مع زوجته تقول له فيه :
[[2: 9 فقالت له امراته انت متمسك بعد بكمالك بارك الله و مت .]]
نعم المرأة هى وما اطيب ما نصحته به فى وسط الشدائد والمصائب التى كانت تنهال على زوجها من كل حدب وصوب , تحثه ان يشكر الله ويحمده ويموت على هذا , وحقيقة لم اتعود ان اجد فى الكتاب عبارة ما تشدنى الى تأمل معانيها (هذا لو استثنينا نشيد الإنشاد طبعا) , لذا رحت اتأكد من صحة فهمى للعبارة واعيد قراءتها ولما تأكد لى صحة ما فهمته رحت اكمل القراءة وذهبت للعدد الذى يليه لأسمع رده على تلك المرأة العابدة التقية , واذ بى اجد ردا غير متوقع لا يمكن ان يجيب به احدا على من يسأله ان يحمد الله أو يشكره , فأجابها ايوب قائلا :
[[2: 10 فقال لها تتكلمين كلاما كاحدى الجاهلات االخير نقبل من عند الله و الشر لا نقبل في كل هذا لم يخطئ ايوب بشفتيه ]]
هل تشعر عزيزى القارئ بأن الرد جاء مناسبا لما قالته زوجته أم انك مثلى قد اندهشت من رده ومن وصفه لها بالجاهلة , اعتقد انك اندهشت مثلى , ولأن الدهشة أو العجب اصبح نوعا من الترفيه لمن ابتلاه الله بقراءة كتابهم فسرعان ما افقت من الدهشة ورحت انقب وابحث فى باقى النسخ المعتمدة لديهم والترجمات لأعرف هل تم تحريف كلام زوجة ايوب أم كلام ايوب , واليك النتيجة :فى النسخة العربية المسماه بكتاب الحياة تقول زوجة ايوب له :
[[فَقَالَتْ لَهُ زَوْجَتُهُ: «أَمَا زِلْتَ مُعْتَصِماً بِكَمَالِكَ؟ جَدِّفْ عَلَى اللهِ وَمُتْ». 1]]
نسخة تقول بارك الله والأخرى تقول له جدف على الله أى أكفر بالله , سبحان الله قد نتفهم انه عند الترجمة من لغه إلى اخرى قد يقوم احد المترجمين بأختيار كلمة والأخر فى ترجمة اخرى يختار مرادف لها كأن تترجم كلمة "جيد" بـ "Nice" أو "Good" اما ان تكون ترجمة تقول تعبير والأخرى تقول نقيضه فهذا بالتأكيد دليل على تحريف احد الترجمتين , لأنه لا يمكن ان تكون الكلمة الواحدة تحمل المعنى ونقيضه فى آن واحد .
وللمزيد من التأكد قررت مراجعة النصوص الإنجليزية لهذا العدد لمعرفة الكلمة الأصلية فكانت النتيحة كالتالى :فى نسخة (New International Version) يقول النص
2 : 9 His wife said to him, "Are you still holding on to your integrity? Curse God and die!"
وكلمة "Curse" تعنى العن أو جدف وهى نفس الكلمة التى استخدمتها باقى الترجمات التالى اسماؤها :
New American Standard Bible
The Message
New Living Translation
King James Version
English Standard Version
Contemporary English Version
New King James Version
21st Century King James Version
Darby Translation
New Life Version
Holman Christian Standard Bible
New International Version - UK
Today's New International Version
ثلاثة عشرة نسخة إنجليزية بالتمام واكمال استخدمة كلمة "Curse" التى تعنى العن , والتى هى عكس كلمة بارك التى يستخدمها اكتاب المقدس المعتمد من الكنيسة المصرية .
بينما استخدمت كلا من نسختىAmerican Standard VersionAmplified Bible
كلمة "renounce" والتى تعنى تخلى أى تخلى عن الله .
اما نسخة New International Reader's Version فقد استخدمت عبارة " Speak evil things against him " وهى ما ترجمتها : تحدث عنه باشر أو جدف عليه .
بينما استخدمت نسخة Young's Literal Translation كلمة "bless" والتى تعنى بارك متضامنه مع النسخة المعتمدة لدى الكنيسة المصرية ونصارى الأرثوذكس .
وقطعا النتيجة الحتمية هى وجود تحريف واضح سواء كانت النسخ التى تقول بارك هى الصحيحة أو التى تقول العن فلابد ان تكون احداهما محُرفة .
والتفسير التطبيقى للكتاب المقدس يورد العدد كالتالى :
[[ فَقَالَتْ لَه ُزَوْجَتُهُ:«أَمَا زِلْتَ مُعْتَصِماً بِكَمَالِكَ؟جَدِّفْ عَلَى اللهِ وَمُتْ».]]
وهو ما يدعم النصوص التى تقول جدف وليس بارك .ويورد فى الملاحظات التفسيرية مايلى :لماذا بقيت زوجة أيوب، بينما قتل باقي أفراد أسرته؟ لعل مجرد وجودها كان يسبب له آلاما أشد بسبب تقريعها له أو بسبب جزعها على ما فقداه.
لذا وبصفة مبدئية يمكننا ان نقول ان التحريف وقع فى النسخة العربية المعتمدة لدى الكنيسة المصرية ونسخة "Young's Literal Translation" لأستخدامهم كلمة بارك عوضا عن العن التى يختلف فيها معهم جميع الترجمات الإنجليزية , فضلا عن ان كلمة بارك لا تستقيم مع باقى الحوار فى العدد التالى :
2: 10 فقال لها تتكلمين كلاما كاحدى الجاهلات االخير نقبل من عند الله و الشر لا نقبل في كل هذا لم يخطئ ايوب بشفتيه
فلا يمكن ان يصف ايوب زوجته بالجهل وهى تقول له بارك الله أو احمد الله , اعتقد انه موضوع لا يحتاج إلى بداهة حتى .
ولقطع الشك باليقين فالفيصل هنا للنسخة العبرية لأن هذا النص من العهد القديم والذى يفترض انه كتب بالعبرية وإن كان النص مجل البحث مختلف على لغته الأصليه هل هى العربية أم العبرية
وبمراجعة النسخة العبرية نجد النص كالتالى
3 :ט וַתֹּאמֶר לוֹ אִשְׁתּוֹ, עֹדְךָ מַחֲזִיק בְּתֻמָּתֶךָ; בָּרֵךְ אֱלֹהִים, וָמֻת.
وموازيا له الترجمة الإنجليزية تقول
:9 Then said his wife unto him: 'Dost thou still hold fast thine integrity? blaspheme God, and die.'
والترجمة الإنجليزية هنا استخدمت كلمة "blaspheme" أى أكفر وهى مرادفه لكلمة اعن أو جدف بالطبع .
لذا فلا مجال للشك من ان النسخة الأرثوذكسية هى التى قامت بتحريف هذه الكلمة ربما لأحساسهم انه لا يليق ان تكتب العن الله , لذا فقاموا بأستبدالها بكلمة بارك الله وهو ما يجعلهم أقدس من ربهم أو اكثر منه علما , أو لعلهم ظنوها زلة لسان , أو لعل لسان حالهم مثل الخنزير الأمريكى الذى ادعى انهم قد جاؤا ليصلحوا خطا الرب . والمشكلة هنا ان التحريف لم يقع فقط على كلمة العن فقط التى حولها قلم الكتبه الكاذب إلى بارك , ولكنهم حرفوا العدد كله حتى ينسجم مع كلمة بارك المحرفة ولنضع معا النصين جنبا إلى جنب
[[ فَقَالَتْ لَه ُزَوْجَتُهُ:«أَمَا زِلْتَ مُعْتَصِماً بِكَمَالِكَ؟جَدِّفْ عَلَى اللهِ وَمُتْ».]]
[[2: 9 فقالت له امراته انت متمسك بعد بكمالك بارك الله و مت .]]
هل لاحظت عزيزى القائ تحويل عبارة "أَمَا زِلْتَ مُعْتَصِماً بِكَمَالِكَ؟" إلى "انت متمسك بعد بكمالك" واقصد هنا اندهاش زوجته فى النص الأول او سخريتها منه أو لعله تعجبها لتمسكه بكماله والتى حولها المحرف إلى "انت متمسك بعد بكمالك" والتى حاول فيها ايهام القارئ بأن زوجة ايوب كانت تقوى عزمه مثلا أو تشد من ازره وهو مايمكن بان نسميه تحريف الشئ لزوم الشئ فالمحرف كان يقصد فقط كلمة العن ليحولها إلى بارك لكنه اضطره لتغير مفهوم العدد كله , وان كان اما عن غباء منه لم يفطن للعدد الذى يليه والذى يفضح التحريف كما اوضحنا سابقا .
وقبل ان ننهى البحث دعونا نقترب من سفر ايوب نفسه الذى حللنا النص منه لمعرفة مدى مصداقية هذا السفر كله وكيف اعتبروه مقدسا أو موحى به من عند الله , بخصوص كاتب السفر يتحدث عنه التفسير التطبيقى للكتاب المقدس فيقول :كاتبه يحتمل أن يكون أيوب. ويرى البعض أنه موسى أو سليمان أو اليهو
يعنى واحد من ثلاثة أما ايوب وأما موسى وأما اليهو العملية فى بيتها يعنى .
اما بخصوص تاريخ الكتابة فيقول لنا التفسير التطبيقى للكتاب المقدس :غير معروف، فهو يسجل أحداثاً يُرجع أنها حدثت في عصر الآباء فيما بين عامي 2000 - 1800 ق.م. تقريباً.
حاجة بسيطة يعنى فرق 200 سنه مش قضية يعنى حوالى ست اجيال فقط فأن لم تكن انت فهو جدك السادس . بصراحة منتهى الدقة .
اما عن قدم هذا السفر فى الكتاب المقدس فيقول التفسير التطبيقى للكتاب المقدس :يعتقد كثيرون أنه أقدم أسفار الكتاب المقدس.
واخدين بالكم كثيرون مش واحد ولا اتنين ولا ثلاثة يعنى دول كثيرون .
اعتقد مما سبق فأن التحريف الذى بحثناه فى السطور السابقة يمكن وببساطة ان نقول انه تحريف فى التحريف المتحرف من المحرفين؟؟؟هاهاها؟؟؟==================================================الإرهاب على طريقة ابو تريكة - ابن الفاروق المصرى
ارهابى بكل المقاييس ومستوفى جميع الشروط التى يمكن ان تجعله ارهابى من الطراز الأول
* الأسم بالكامل :
محمد محمد محمد ابوتريكة. وهو ما يؤكد ان اسرته إرهابيه من اوله مرورا بأبيه وحتى جده وإلا فما هو الداعى للإصرار على اسم محمد .
* رقم القميص :
22 تيمنا برقم الباب الذى كان يمر منه الرسول . حيث صرح عن هذا علنا فى حديث له مع موقع منظمة الغذاء العالمى "WFP" , "World Food Programme" بالتالى :
"Before deciding which number to pick I went on a pilgrimage to Mecca. While I was walking between As-Safaa and Al-Marwah mountains, I saw the gate number 22 that the Prophet used to pass through and that's why I decided to choose that number so that it would be a good omen for me in life."
" قبل ان اقرر اى رقم اختار ذهبت إلى الحج فى مكة . وعندما كنت اسعى بين الصفا والمروة , رأيت البوابة رقم 22 التى كان الرسول يمر من خلالها ولهذا قررت اختيار هذا الرقم لذى سيكون حسن الطالع لى فى حياتى." .[1]
وهو ما يؤكد اتخاذه من الرسول قدوة مما قد يجعل اخلاقة الحسنه نموذجا يحتذى به لدى شباب المسلمين من معجبيه , مما سيشكل خطورة على مخططات افسادهم.
* اعماله التى يقوم بها للتمويه عن نشاطة الإرهابى :
بغض النظر عن كونه اشهر واحرف اللاعبين واحسنهم خلقا فهو يقوم بالتموية عن انشطته الإرهابية ايضا بوصفه سفيرا لمنظمة الغذاء العالمى "WFP", "World Food Programme" , ويظهر كمتطوع (مجانا) فى اعلان لمنظمة الغذاء العالمى مدته ثلاثون ثانية بغرض جذب الانتباه الى الحقيقة المأساوية التى تتمثل فى وفاة 25.000 شخص من الجوع يوميا ، منهم 18.000 طفل .
* من تصريحاته التى تبين نزعته الإرهابية :
صرح محمد محمد محمد ابوتريكة فى لقائه مع موقع منظمة الغذاء العالمى "WFP" , "World Food Programme" بما يلى :
"Islam deals with the problem of poverty through Zakat (spending a fixed portion of one's wealth for the poor or needy), where the rich feel the plight of the poor,".
"يتعامل الاسلام مع مشكلة الفقر من خلال الزكاة (إنفاق جزء من ثروته للفقير أو المحتاج) ، حيث يشعر الغنى بمحنة الفقير. [2]
اى انه يشعر ان الإسلام هو الحل لمشكلة الفقر فى العالم مما يجعله ممن يتبنى الفكر الإسلامى لحل القضايا .
* اخر عملياته الإرهابية :
ارتدائه لفانله مكتوب عليها تعاطفا مع غزة "SYMPATHIZE WITH GAZA" . كشف عنها بعد احرازه هدف فى مرمى المنتخب السودانى فى البطولة الإفريقية بغانا كما هو موضح بالصورة التالية :؟؟؟ إلى هنا انتهى التقرير التخيلى الذى لا أستبعد وجود شبيه له على مكتب رئيس مخابرات إحدى الدول الغربية أو حتى العربية من الذين يحسبون كل صيحة عليهم.
سألت نفسى مرارا وتكرارا ماذا فعل محمد ابو تريكة لكى يهدد بالإيقاف من قبل الاتحاد الافريقي لكرة القدم وهو التهديد الذى انتهى بالتحذير فقط وهو إن احسنا الظن فقد تم الأكتفاء بالتحذير فقط دون الإيقاف لوجود عدد لا يستهان به من الدول العربية والإسلامية المشاركة بالبطولة أقول هذا إن احسنا الظن ولكن إن امعنا النظر فى رأى فإن الأكتفاء بتحذير اللاعب قد تم العمل به دون الإيقاف حتى لا تتسلط الأضواء على ما فعله ابو تريكه وحتى لا يتسائل الأخوة الأفارقة عما فعله أو عن غزة وماهى وما هى مشكلتها التى تدفع بلاعب فى وزن ابو تريكة للتعاطف معها أمام على مرأى ومسمع من الجماهير .
وحقيقة لا ادرى ايضا , "وما اكثر ما اجهله" لا ادرى بأى حق يمكن لحكم مباراة ان يعطى لاعب إنذار على مثل هذا العمل هل يوجد فى قانون الكرة الدولى أو الأفريقى أو حتى امحلى فى اى بلد من البلدان ما يمنع لاعبا ما من التعاطف مع اى كيان كان ؟ ابو تريكه لم يرتدى قميص مكتوبا عليه انا اكره إسرائيل أو لعنة الله على أمريكا أو ملعون ابو النظام العالمى الجديد لم يكتب على قميصة بالعربية أن بوش سفاح ولم يندد بالإنجليزية بما حدث فى سجن ابو غريب بالبلدى الراجل ماداسش على ديل كلب منهم فلما العواء ؟؟!! .
يقول بعض المستنيرين وكذابين الزفه ان الموضوع الذى لا يفهمه البشر ضيقى الأفق من امثالى ان التهديد بالإيقاف والتحذير والأنذار كان بسبب تبنى ابو تريكة أو ترويجه لأمور سياسية ولا علاقة للسياسة بالرياضة , وأقول لكذابين الزفة وكلابها وللمخدوعين بالكلام المعسول والتحضر على طريقة بوش وشارون اه لو كان الأمر كذلك فلما لم يتم إيقاف أو تحذير أو إنذار اللاعب الغانى "جون بانتسيل" الذى اخرج من حذائه العلم الإسرائيلى وتوجه به إلى احدى الكاميرات بعد احرازه هدف فى مبارة غانا والتشيك فى نهائيات كأس العالم التى جرت فى المانيا ؟؟؟؟ مع العلم ان القضية التى تضامن معها لا تخص من قريب او من بعيد بشكل سلبى ايا من المنتخبات المشاركة فى البطولة الأفريقية أو حتى غير المشاركة , بينما رفع اللاعب الغانى "جون بانتسيل" العلم الإسرائيلى كان فعلا استثار الفرق العربية والإسلامية المشاركة بكأس العالم وقتها ,ناهيك عن انها قد تمس الشعب الألمانى مستضيف البطولة وهو المتهم بحادثة الهولوكوست الكاذبة التى يقول عنها الخنازير انه راح ضحيتها سته مليون يهودى !!!! بل ولم يكتفى اللاعب بهذا الأمر حيث قام برفع العلم الصهيونى مرة اخرى عقب انتهاء المباراة هو وزملائه من الفريق الغانى وهاهى الصور التى توضح ما فعله اللاعب الغانى هو وفريقة حتى يتأكد عميان البصيرة من اننا لا نهول او ندعى شيئا لم يحدث وللعلم ولمن اراد التأكد فالمباراة جرت فى نهائيات كأس العالم بألمانيا فى مدية كولن يوم السبت الموافق 17-6-2006 . ونقلتها كاميرات التصوير على الهواء مباشرة . وقد صرح بعد هذه الواقعة المتحدث الرسمي باسم المنتخب الغاني راندي أبي قائلا :
"تصرف بانتسيل بشكل ساذج، ولم يدرك مضاعفات تصرفاته، ونحن نريد أن نقدم اعتذارنا لكل شخص أسيء إليه جراء هذا التصرف".
ثم برر فعلة اللاعب بقوله :
"بانتسيل كان يريد توجيه رسالة خاصة إلى أنصار ناديه في إسرائيل، هذا كل ما في الأمر".
الراجل يقصد أن الأعمال بالنيات ولا يجب ان نأخذ بالظاهر , طيب ماشى كلام جميل , فماذا لو قلنا ان احد اقارب ابو تريكه قام بطباعة تى شيرتات مكتوب عليها تضامنا مع القدس ولم تلقى رواجا فأخذ ابو تريكه على عاتقه اشهار هذه التى شيرتات فهل سيسحب الكارت الأصفر والتحذير الذى وجهته اللجنة المنظمة لأبو تريكة أم انهم قد شقوا عن صدره وعلموا نيته ؟؟
ومادامت الرياضة لا علاقة لها بالسياسة فلما استبعدت جنوب افريقيا عن المشاركة فى تصفيات وبالتالى نهائيات كأس افريقيا لعدة سنوات, لو قالوا بسبب سياسة التمييز العنصرى الذى كانت تنتهجه جنوب افريقيا فلنا ان نسألهم ولما لا تحرم لإسرائيل من المشاركة فى البطولات الرياضية هل التمييز العنصرى أشد من فصل شعب عن ارضه ؟ هل التمييز العنصرى اكثر إيلاما من قتل عائل اسرة أمام ذويه ؟ هل التمييز العنصرى أشد وقعا على نفوسكم من قتل الأطفال والنساء بالأسلحة المحرمة دوليا ؟ هل التمييز العنصرى فى نظركم أفتك من تجويع الشعوب وحصارها ؟؟؟
نقول ولله المشتكى بارك الله فيك يا "محمد محمد محمد ابو تريكة" وجزاك الله خير الجزاء فقد فرحتنا وابكيتنا فى نفس اللحظة فرحنا بالهدف وبكينا حينما ايقظتنا من غفلتنا , وهذا الإنذار لهو وسام على صدرك لك ان تفتخر به , لو كنت صبغت رأسك بصبغة الأحذية مثل بعضهم لهللوا لك ولأختاروك اللاعب المثالى فى المباراة .
وقبل الخاتمه أقول للفنان "محمد محمد محمد ابو تريكة" حبذا يا اخى لو فعلتها ثانية فى المبارة القادمة واخذت الوسام الثانى صدقنى قد يخسر الفريق جهودك فى المباراة لكنك ستفعل ما لن ينسى لأجيال فهذا فى وسعك ولا نحملك فوق طاقتك فى مجال الرياضة .
واقول للفريق المصرى والفرق العربية والإسلامية فى البطولة ليتكم جميعا تتضامنون مع غزة ولو بالقيام بما عمله ابو تريكة على ان يكون هذا بشكل عام فلا اعتقد ان الحكم بوسعه ان يعطى احد عشر إنذار فى وقت واحد وإن فعل فكرروها ثانية لتطردوا بشرف , استقيلوا رحمكم الله.
وختاما اقول :
"محمد محمد محمد ابو تريكة" خدعوك فقالوا انك احرزت هدفين فى المباراة والحق انك احرزت ثلاثة اهداف هدفين فى السودان والثالث فى قلوبنا
"محمد محمد محمد ابو تريكة" احبك ونحبك فى الله وحياك الله ايها الأرهابى.
(ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)؟؟ابن الفاروق المصرى؟؟؟؟؟هاهاها بالثلاثة؟؟؟هاهاها؟؟؟؟
صليب لكل مواطن – ابن الفاروق المصرى
يروى كتاب النصارى عن المسيح عليه السلام أنه قال :
( وَقَالَ لِلْجَمِيعِ: إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي ، فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ ، وَيَتْبَعْنِي.)
وأنه قال :
( وَمَنْ لاَ يَأْخُذُ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعُنِي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي.)
وأنه قال :
( حِينَئِذٍ قَالَ يَسُوعُ لِتَلاَمِيذِهِ: إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي )
وأنه قال :
(وَدَعَا الْجَمْعَ مَعَ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ لَهُمْ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي )
وأنه قال :
( وَقَالَ لِلْجَمِيعِ: إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي ، فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ ، وَيَتْبَعْنِي ) .
وقضيتنا فى الوريقات التالية ليست محاولة أثبات أو نفى هذه القطع السابقة من حيث صحة نسبتها للمسيح عليه السلام من عدمة وإنما لتوضيح اللبس فى الفهم و/أو سوء النيه الموجود لدى النصارى فى تعاملهم مع النصوص الموجودة بكتبهم سواء فى العهد الجديد أو القديم لأثبات ما يدعونه ولو كان خاطئا .
حملة الصلبان :
تعتبر الآية السابقة هى أحد أهم الركائز التى تجعل النصارى يتقلدون الصلبان , حيث أنها تبدو لمن لا يفقه ما يقرأ أو من يقرأ بلا وعى أو من يردد الكلام بدون فهم أن المسيح عليه السلام يقول لأتباعه أن يحملوا الصليب معهم كما هو حالهم الآن .
وسوف نقوم الآن بتوضيح الغرض من قول المسيح فى القطع السابقة (هذا إن قاله فعلا) .
التعبير الرمزى :
من الشائع بين الناس بصفة عامة إستخدام الرموز أو التعبيرات لتوصيل المعلومة أو الخبر للطرف الآخر , وأنا هنا لا أقصد رموزا مثل الرموز الهيروغليفية أو شفرة مورس مثلا , ولكن أقصد الرمز الموارى أى المخاطبة بالرموز لتوضيح الفكرة بأقل مجهود ممكن فعلى سبيل المثال عندنا نحن المسلمين عندما تثور ثائرة شخص ما تجد أحدهم يقول له (صلى على النبى) أو (وحد الله) مثلا بينما هو فى واقع الأمر يحثه ويطلب منه أن يهدأ , هكذا جرت العادة فمثلا عندما يقال للمسلم (صلى على النبى) وهو ثائر فقد يتذكر من أحاديث الرسول ما ينهاه عن فعله هذا وعندما يقال له (وحد لله) قد يتذكر قدرة الله عليه فتهدأ ثائرته .
وأن كان الغالبية العظمى الآن فى حياتهم اليومية يرددون مثل هذه التعبيرات فى مكانها المناسب بدون وعى إلا أنه من الواضح أن أول من أبتكرها كان يعنى ما يقوله .
وقد تكون تلك التعبيرات ومثيلاتها فى أى لغة من اللغات من المميزات أو المحسنات البلاغية للغة هذا إن لم تكن من عبقريات اللغة التى تميز لغة عن أخرى .
والرموز أو التعبيرات متداوله فى شتى أنحاء العالم وبكافة اللغات فمثلا إذا أراد أحدنا ترجمة كتاب ما من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية ووجد جملة (One Way Ticket) فهل سيترجمها على أساس انها تعنى (تذكرة إتجاه واحد) أم سيترجمها على أنها تعنى (طريق مسدود) هذا بالطبع يتوقف على موقعها وموقع قائلها من الجملة.
فمثلا إذا كان قائلها أمام شباك تذاكر القطار فهو يعنى فى الغالب (تذكرة إتجاه واحد) أما إذا كان يتحدث حول موضوع لا حل له أو مكيدة تعرض لها فهو يعنى فى الغالب أيضا (طريق مسدود) أو ما يرادفها من تعبيرات أخرى.
وقد تعجز فى بعض اللغات عن الترجمة منها أو إليها فى مواضيع عدة مثل لغة (البهاسا ماليشيا) على سبيل المثال والتى يتحدثها الماليزيون والإندونيسيون فهذه اللغة لا يوجد بها ماضى ولا مستقبل والكلام فيها ينحصر على الفعل المضارع فقط .
فعلى سبيل المثال إن أردت أن تسأل أحدهم وهو قادما لتوه من الخارج فلن تستطيع أن تقول له أين كنت لعدم وجود صيغة الماضى فى تلك اللغة وإنما سيدور الحوار بينهم كالتالى:
أين تذهب ؟ ( وهو يعنى أين كنت؟)
فيجيب أذهب إلى العمل ( بينما هو يقصد كنت فى العمل) .
ولزيادة التوضيح فمثلا أغنية ( حبيتك وبحبك وهاحبك على طول ) سيترجمونها هكذا ( بحبك وبحبك وبحبك على طول ) .
أعتقد أن الرؤية أوضح الآن بعد استماعنا لهذه الأغنية .
وهكذا فكل لغة ليس من السهل ترجمتها إلى لغة أخرى بسهولة إلا إذا كان القائم على الترجمة لديه الثقافة الكافية لترجمة تلك اللغة , وليس مجرد حفظه للكلمات وما يقابلها فى اللغة الأخرى وهو ما يتفق معى عليه كل المترجمين حسبما اعتقد .
وما قصدته من تلك المقدمة هو توضيح مدى أهمية الترميز أو التعبير أو المصطلح فى اللغات بصفة عامة وأن الكلام أحيانا لا يجب أن يؤخذ أو يفهم كما يقال أى بشكل سطحى .
المفهوم الشائع :
يفهم النصارى ( أو هكذا يريدون أن يفهموا ) أنه من أراد أن يتبع المسيح فليحمل الصليب ويتبع تعاليمه ويعتبرونها أيضا أنها نبؤه من المسيح بأنه سيصلب ويهدر دمه بالنيابة عن البشر .
فهل هذا هو المفهوم الصحيح لما قاله المسيح ؟
وهل يستوى هذا المفهوم مع ما ورد بالنص من قريب أو من بعيد ؟
لغة المسيح :
قبل الرد على الأسئلة السابقة يتعين علينا توضيح أن لغة المسيح عليه السلام كانت اللغة السريانية وهنا نحن لا نتحدث عن اللغات التى كتبت بها الأناجيل فمثلا لوقا كتب باليونانية ومتى بالعبرية ولكن ما قاله المسيح أو ما ينسب إليه من أقوال لابد وانه قاله باللغة الآرامية (السريانية) حيث أنها كانت اللغة الشائعة بين اليهود فى تلك الفترة وما قبلها بسبب السبى فى بابل .
و حتى لو افترضنا أن المسيح كان يمكنه أن يتكلم بأكثر من لغة وهو ما لم يدعيه أحد حتى الآن فلابد له أن أراد أن يخاطب الشعب أو تلاميذه أن يخاطبهم باللغة التى يفهموها فلا يوجد عاقل يخطب باليونانية مثلا فى أناس لا تعرف سوى اللغة الفرنسية لأنه لا جدوى من وراء ذلك .
رأى النصارى :
يقول المدعو قاسم إبراهيم نقلا عن موقع لكل سؤال جواب وهو موقع نصرانى فى إجابته على سؤال : (ما هي اللغة التي تكلم بها السيد المسيح أثناء وجوده على الأرض؟) :
((يقول علماء الكتاب المقدس أنها اللغة السريانية، وهي إحدى اللغات السامية الشمالية، وتسمى أحياناً الكلدانية ....... ولقد تكلم المسيح الآرامية بالرغم من إنه سكن فلسطين لأنها اللغة التي كانت سائدة آنذاك بسبب حُمل اليهود إلى السبي البابلي، أخذوا في استعمال اللغة الآرامية التي حلت محل اللغة العبرية كلغة للتخاطب في شئون الحياة اليومية، كما نجد في سفر نحميا 8: 8 إشارة إلى هذا. ......... وهناك أدلة لاهوتية قاطعة يعتمد عليها المؤرخون اللاهوتيين أن المسيح تكلم الآرامية.
وقد أكد المطران ثاوفيلوس جورج صليبا مطران السريان الأرثوذكس في جبل لبنان، بأن بعض المؤرخين وفي مقدمتهم المؤرخ الكبير أسابيوس القيصري (340م) أن رسل المسيح كانوا يتكلمون اللغة السريانية الآرامية، كما أكدوا أن يوسف ومريم العذراء كانا يتكلمان السريانية أيضاً. )) . أنتهـــي
و الخلاصة هى أن المسيح عليه السلام كان يتحدث اللغة الآرامية (السريانية) بإتفاق المسلمين والنصارى.
لغة الأناجيل :
وحتى يصل بحثنا لمنتهاه لابد وأن نعرف القارئ أن أصول الأناجيل ( بالرغم من عدم وجودها) التى كتبت بها هى اللغة اليونانية فيما عدا " متى " الذي كتب بالعبرانية و كلاهما ( اليونانية والعبرانية) لم تكن لغة المسيح عليه السلام كما أوضحنا فى النقطة السابقة وفى تلك الأناجيل مقتطفات قليلة لم تترجم وتركت على هيئتها ولغتها السريانية التى تكلم بها المسيح كما نرى فى ( مرقس 15: 24) عندما كان المسيح معلقاً على الصليب حسب زعمهم صرخ : "ألوي، ألوي، لما شبقتني. أي إلهي إلهي لماذا تركتني؟ .
وكما هو مكتوب فى (مرقس 5: 41). "طليثا قومي" أي يا صبية قومي.
وهو ما يؤكد أن المسيح كان يتكلم السريانية أيضا .
أصل المشكلة :
و المشكلة تتلخص فى أن المسيح كان يتحدث لغة شرقية ومن نقل عنه نقلها إلى اليونانية وهى لغة غربية (ماعدا عبرانية متى) .
ثم أعاد الكهنة ترجمتها من اليونانية إلى اللغات الأخرى كالعربية والإنجليزية ..الخ .
ومن المعروف أن كل ثقافة ما أو لغة ما تختلف من حيث الذوق عن الأخريين فمثلا النكتة المصرية لن تضحك اليابانى وهذا لا يرجع إلى غباؤه مثلا ولكن إلى ثقافته التى تحتم عليه أن يفهم ويفكر بطريقة أخرى تختلف عن طريقة فهم وتفكير المصرى علاوة على الرموز والتعبيرات اللغوية التى قد يفتقدها فى لغته.
ولتوضيح هذه النقطة فلنفترض مثلا أن أحدهم أراد أن يترجم جملة (أصحاب الجنة) فسيترجمها بحرفيتها إذا كان لا يفهم التعبير الذى نفهمه نحن حيث أننا نفسر معناها على أساس أنهم من سيفوزون بالجنة فى الآخرة ولكن المترجم غير العربى أو الذى لا يفهم التعبيرات والمصطلحات العربية المتداولة بدلا من أن يترجمها هكذا فسيترجمها إلى (Heaven Friends) والكارثة هنا هى عندما يعاد ترجمتها إلى العربية مرة أخرى فستتم ترجمتها هكذا ( أصدقاء الجنة) . مما يدمر المعنى تماما ويحرفه عن المعنى المراد به أو يجعله بلا معنى .
ولما كان المسيح عليه السلام رجل شرقى ويتحدث إلى قوم شرقيين وبلغة شرقية فأنه كان غالبا كما توضح لنا كتب النصارى المقدسة إما أن يحدثهم بالرموز أو بالأمثال أو التعبيرات البلاغية .
ولتوضيح ما أصبو إليه من هذا البحث علينا إعادة فهم ما يقوله المسيح بعبارة :
( فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ ) .
صليب لكل مواطن :
لماذا نقول أن المسيح لم يكن يعنى هذه الجملة بحرفيتها ؟
لأن الجملة بحرفيتها لا نصيب لها من العقل ولا التاريخ ولا العادات اليهودية , وبتوضيح أكثر لو أن المسيح فعلا أمر من يريد أتباعه أن يحمل صليبه لكان معنى هذا أن كل مواطن من بنى إسرائيل كان يملك صليبه الخاص به وهو ما لم نسمع به وما لم يقل به اليهود من أنهم كانوا يقتنون الصلبان فى بيوتهم وهو ما لم يقله أيضا أى مؤرخ من أيام المسيح وإلى يومنا هذا وهو أيضا ما لم يدعيه النصارى على اليهود حتى الآن .
وهنا لنا أن نسأل ما دام اليهود لا يملكون صلبان لديهم وهو ما يعلمه المسيح اليهودى تمام العلم فلما يأمرهم بلهجة تدل على أنهم يملكون صلبان فعلا ؟ إلا إذا كان يملكونها .
فهو لم يقول " فليصنع لنفسه صليبا ويحمله " ولكنه يقول : وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ ".
علاوة على أن المسيح نفسه لم يكن يحمل صليبا فلم يأمر من يريد إتباعه أن يحمل صليبا وما هو الغرض أو الجدوى أو المغزى من وراء ذلك .
نهاية المطاف :
كان الرومان فى عهد المسيح وما قبله يعاقبون على بعض الجرائم بالصلب حتى الموت والصليب الذائع الصيت فى ذلك الوقت كان الصليب الرومانى الذى يصلبون عليه مخالفيهم , ولعل القارئ يتذكر فيلم ( سبارتاكوس محرر العبيد ) الذى قام فيه الرومان حسب إدعاء الفيلم بصلب جميع العبيد الفارين بعد القبض عليهم أو حوادث الصلب الموجودة فى كتبهم فى العهد القديم وكما أنه لا يوجد فى أيامنا هذه من لا يعرف أو من لم يسمع عن المشنقة ففى أيام المسيح وما قبله لم يكن يوجد من لم يسمع أو من لم يعلم ما هو الصليب الرومانى وبناء على شهرة الصليب الرومانى فكان المسيح يخاطب قومه اليهود عن الصليب الذى يعرفه ويعرفونه وليس عن الصليب الذى يدعيه النصارى وكلمة يحمل صليبه هنا تعادل أو تكافئ فى لغتنا الآن كلمة (يحمل كفنه) أو (يحضر كفنه) أو (يستعد للموت) لأن الطريق الذى يسير فيه المسيح نهايته قد تكون الموت مثله مثل العديد من الأنبياء العظام فإبراهيم عليه السلام كاد أن يقتل حرقا لولا فضل الله عليه وعلينا , والنبى زكريا عليه السلام نشره اليهود بالمنشار , والنبى يحي عليه السلام قطعت رأسه إلى آخر القائمة التى نعرفها جميعا .
ولنتفهم قصد المسيح بوضوح علينا أن نقرأ القطعة كاملة وهى تقول :
( وَقَالَ لِلْجَمِيعِ: إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي ، فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ ، وَيَتْبَعْنِي. فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا ، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي فَهَذَا يُخَلِّصُهَا. لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ ، وَأَهْلَكَ نَفْسَهُ أَوْ خَسِرَهَا؟ ).
أى أنه يقول لهم :
من يريد أن يتبعنى عليه أن يعلم أنه قد يتعرض للموت فى كل يوم وعليه الإستعداد لذلك , وعليه ألا يخشى الموت فمن يظن أنه بإبتعاده عنى قد نجا فإن النجاة تكون فى الآخرة وليس فى الدنيا , فمن مات وهو فى صفى ربح الآخرة , ومن مات وهو مبتعدا عنى فلم ولن يربح شيئا , فماذا يفيده إن ربح نفسه فى الدنيا إن كان مأواه النار فى الآخرة لتخليه عنى ؟.
وتلك هى سنة الله فمن أتبعوا موسى عليه السلام وهربوا معه من مصر كانوا يعلمون أن فرعون قد يلحق ببعضهم ويقتلهم ومن أتبعوا محمد عليه الصلاة والسلام كانوا يعلمون أن الكفار سيكيدون لهم ليفتنونهم عن دينهم ويقاتلونهم ولكنهم حملوا صلبانهم أو أعدوا أكفانهم أو استعدوا للموت فى سبيل الله .
وكما قال الحق سبحانه وتعالى :
(وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)
ابن الفاروق المصرى
الإنجيل المُحَرَّف
يُهين المسيح!!
يزيد حمزاوي
توطئة...........................................
نسب المسيح المخجل!!..........................
المسيح عنصري!!................................
إبليس يجرب المسيح!!............................
الإنجيل المحرف يلعن المسيح ويدخله جهنم!!.......
المسيح يهدم الأسرة!!............................
المسيح بلا أدب ولا أخلاق!!.....................
المسيح عدو الطبيعة!!............................
المسيح لا يحترم حقوق الحيوان!!..................
الصفحة
الفهرس
توطئة
باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا اله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، وأن عيسى عبده ورسوله وروح منه، وأمه مريم الصديقة خير نساء العالمين.
وأشهد أن الرسل والأنبياء، ومنهم عيسى ابن مريم، من أفضل البشر وأعظم رجال الله في الأرض، بعثهم الله هداة مهتدين، فبلغوا الرسالة وأدوا الأمانة حتى توفاهم الله أجمعين وهو عنهم راض، فمن عاداهم فهو عدو رب العالمين، ومن أهانهم أو سبهم فله الخزي في الدنيا وفي الآخرة عذاب مهين.
أما بعد، فإنه لا يخفى أن الكنيسة والمبشرين يوزعون الكتاب المقدس في كل مكان، وينشرون الإنجيل المحرف بين كل الناس، لكنهم يخدعون كل من يرغب في قراءة أو الاطلاع على ما وزعوه عليه، ففي برامجهم التنصيرية، يختارون مقاطع محددة تبهر السامعين، بينما يخفون عنهم مئات المقاطع التي لا يقبلها العقل والمنطق، ومنها تلك النصوص المتواترة التي تهين المسيح عليه السلام، من حيث هو إنسان أو إله -كما يدّعون-، فهم يتعاطون قراءة انتقائيّة للإنجيل، بإبراز آيات وإخفاء أخرى، ومن بينها تلك الآيات التي تصور المسيح، كما سنرى في الكتاب، عنصريا أو لقيطا أو متهورا وقليل الأدب والأخلاق ومدمرا للبيئة والأسرة....
والقراءة الانتقائيّة تعمل على التّغطية والتعمية على التّناقضات والتّضارب بين الأسفار المقدّسة، مستغلّة جهل القارئ النّصرانيّ الذي لا يقرأ ولا يفهم الإنجيل، وعَبْرَ السّنين وبفعل إلغاء العقل وقتل روح النّقد والتّحليل، أصبح القارئ للإنجيل يمرّ عبر التّناقضات مرور الكرام، فلا يدركها شعوريًّا، وإذا أدركها سرعان ما يلقيها إلى اللاّشعور كميكانزم نفسيّ دفاعي، يحميه من الوقوع في الكفر بالإنجيل.
ويندرج هذا الكتاب في سلسلة منها: بحثي الذي سبق نشره "النصرانية وإلغاء العقل" مع العديد من الكتابات الموضوعيّة الأخرى، التي ألَّفها العلماء والباحثون، في إطار حملة تقويض الأسس الكنسيّة في إلغاء العقول، كمضاد حيويّ ضدّ مرض اللاّوعي واللاّشعور، الذي أبقى المتديّن بالنّصرانيّة في غرفة الإنعاش العقلي والإيماني دون إفاقة منذ ألفي سنة.
يكشف الكتاب الذي بين أيدينا أن المسيح، الذي يدّعون أنه الله لقي كل الإهانات التي لا يمكن تصورها، فهل كانت إهانة المسيح عملا عرضيا أم أنها مؤامرة خسيسة تستهدف الحط من الهداية الإلهية ومن الله ذاته ورسالاته السماوية؟
عندما يقرأ الملاحدة في الغرب الإنجيل المحرف والكتاب المقدس، بعين فاحصة يجدون أنفسهم أمام إله سيئ ورب رديء..، لا يستحق أن يؤمنوا به فضلا عن أن يعبدوه.
كان Ludwig Feuerbach (1804-1872) يقول: "إن الإنسان يصبح لا محال ملحدا إذا اكتشف أنه أفضل من الله الذي يعبد".اهـ
هذا إذا لم يكن عرف الإسلام ودرسه دراسة علمية موضوعية دقيقة، لأنه حينها سيهتدي إليه بفضل مبادئه الصادقة واحترامه العظيم للأنبياء والرسالات، ومن بين أولئك المهتدين Mavis Jolly التي تقول: "كنت مسيحية ولما درستها بتفحص أصبحت ملحدة، ثم شرعت أدرس الأديان الرئيسية الأخرى في العالم، ومن ثم بدأت نفسي تطمئن إلى الحق الذي جاءت به تعاليم الإسلام، فأعلنت إيماني به واعتناقي إياه، ليس عن عاطفة مؤقتة ولكن عن اقتناع كامل ودراسة واعية وتفكير دائب".اهـ
هذا فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان، وبالله التوفيق وعليه التكلان.
نسب المسيح المخجل!!
الإنجيل المحرف الذي بين أيدي الكنيسة اليوم لا يحب المعجزات الإلهية الجميلة والرائعة، لأن التحريف يفقدها قيمتها والأيدي الماكرة تفرغها من محتواها.
ومن تلك المعجزات التي أرادها الله أن تكون دليلا على قدرته وعظمته وحجة على عباده، معجزة مجيء المسيح إلى هذه الدنيا، فمن المتفق عليه أن المسيح -عليه السلام- لم يكن لديه أب بيولوجي، ولم يكن نتاج نطفة رجل، وإنما حملت به أمه مريم العذراء بمعجزة ربانية، فالله لا يعجزه شيء، وإنما أمره أن يقول كن فيكون، وقد كانت مريم ابنة عمران فتاة عازبة عذراء، معتكفة على العبادة والزهد وخدمة بيت الله بعيدا عن الرجال.
نفخ الله في مريم من روحه فحملت بالمسيح، إنها معجزة الولادة الباهرة، وعانت العذراء من تلك الولادة، التي خرجت عن المألوف معاناة شديدة، خوفا على شرفها من الإشاعات، حتى قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا مريم23، وحدث ما كانت تخشاه إذ قال اليهود معاتبين ذامين يا مريم لقد جئت شيئا فريا يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا مريم 27-28.
تلقفت هذه الحادثة الإعجازية الألسن الخبيثة، فطفقت تلوكها وتستمتع باتهام مريم بالزنا والفسق، وهذا ديدن اليهود، فليس غريبا عنهم اتهام الناس -خصوصا الصالحين منهم- بالزنا والفجور واللواط والشذوذ، ويزودنا كتاب العهد القديم بتفاصيل الفن الإباحي الذي مارسه في زعمهم الأنبياء والمرسلون، وسنرى بعض أمثلة ذلك بعد حين.
ومما قاله اليهود أن مريم كانت مخطوبة لنجار اسمه يوسف، فغلبه الشوق وأَسَرَتْه الشهوة فدخل على مخطوبته قبل موعد الزواج الرسمي فحبلت بالمسيح!
إلا أن رواية أخرى وجدت لها صدى واسعا، حتى أصبحت الرواية الرسمية لهذه الولادة العجيبة في التلمود اليهودي، وعند الحاخامات في إسرائيل، وبعض الملاحدة الغربيين.
تقول الرواية إن مريم كانت لها علاقة آثمة مع جندي روماني يدعى باندارا، وبمباشرة الزنا معه حملت بالمسيح، نقرأ في التلمود اليهودي الفقرة التالية "إن يسوع الناصري موجود في لجات الجحيم بين الزفت والقطران والنار، وإن أمه مريم أتت به من العسكري باندارا بمباشرة الزنا، وإن الكنائس النصرانية بمقام القاذورات، وإن الواعظين فيها أشبه بالكلاب النابحة".
هذه هي رواية اليهود في التلمود، وقد كُتب بعد رفع المسيح بحوالي خمسة قرون.
فمثلا عندما ذهب المسيح ليدعو بعض اليهود إلى الهداية، واجهوه بنسله غير الشريف -في نظرهم- فيشير الإنجيل إلى أن اليهود قالوا للمسيح (نحن نعرف آباءنا) لامزين له في عرضه، إذ إنَّه في زعمهم لم يكن يعرف أباه الحقيقي، كما أنهم سبوه وذموه بأقذع مسبة عندما قالوا له، حسب الإنجيل (نحن لسنا أولاد زنا) .
لكن اليهود الذين عايشوا المسيح أو مدّة كتابة الأناجيل قد مالوا إلى الرواية الأولى، وهي نسبة المسيح ليوسف النجار خطيب مريم، وإن كثيرين قذفوا مريم بالزنا مع يوسف، الذي اضطر للزواج بها تجنبا للفضيحة، فكان المسيح بالنسبة لهؤلاء ابنا غير شرعي ليوسف النجار.
ونقل العهد الجديد في عدة مناسبات، قول العوام والدهماء أن (المسيح هو ابن يوسف النجار زوج مريم وأخوته معروفون) ، فالحاصل أن المسيح في رأي الشعب اليهودي أحد اثنين: إما ابن غير شرعي ليوسف النجار، أو ابن شرعي له، أما الولادة الإعجازية فلم يكن يؤمن بها أحد.
وقبل التطرق بتفصيل أكبر لإهانة الإنجيل للمسيح في مسألة نسبه، لا بأس أن أذكر أن القرآن الكريم أكد بصورة قاطعة الميلاد الإعجازي للمسيح -- أفرد القرآن مريم بسورة سميت باسمها حول الموضوع، ونعتها في موضع آخر بالصديقة، وفي سورة ثالثة برأها من قيلة السوء ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتينالتحريم12.
كما أثنى عليها رسول الله -- ورفع شأنها فقال: "كمُل من النساء أربع: مريم ابنة عمران..."، كما عدها من خير نساء العالمين في حديث آخر.
أما الإنجيل المحرف وما أدراك ما الإنجيل المحرف!، بتناقضاته وتضارب رواياته وحكاياته -كما هو دائما- فإنَّه يكشف لنا أن نسب المسيح المذكور في إنجيلي متى ولوقا -على اختلاف شديد في تفاصيلهما- متفق مع الرواية الشعبية لعموم الناس، والتي تزعم أن المسيح هو من نسل داود -- عبر شخصية يوسف النجار.
جاء في إنجيل متى (كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم، إبراهيم ولد إسحاق، وإسحاق ولد يعقوب، ويعقوب ولد يهوذا وأخوته، ويهوذا ولد فارص وزارح من ثامار، وفارص ولد حصرون، وحصرون ولد ارام، وآرام ولد عميناداب، وعميناداب ولد نحشون، ونحشون ولد سلمون، وسلمون ولد بوعز من راحاب، وبوعز ولد عوبيد من راعوث، وعوبيد ولد يسى، ويسى ولد داود الملك، وداود الملك ولد سليمان من التي لاوريا، وسليمان ولد رحبعام....ومتان ولد يعقوب، ويعقوب ولد يوسف رجل مريم، التي وُلد منها يسوع الذي يُدعى المسيح)
أما إنجيل لوقا فينقل لنا نسلا مغايرا لما جاء به إنجيل متى، حير هذا النسب الإنجيلي العلماء قديما وحديثا، إذ كيف يوحي الله لمتى ولوقا بنسلين مختلفين متضاربين، لكن ماذا نفعل أمام هذا التزوير الذي يفضح نفسه بنفسه!
يقول إنجيل لوقا (ولما ابتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنة، وهو على ما يُظن ابن يوسف بن هالي بن متثاث بن لاوي...بن يونان بن الياقيم بن مليا بن متاثا بن ناثان بن داود بن يسى...بن بوعز بن فارص بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم..)
لن أدخل في متاهات الاختلافات، التي تُعد بالمئات بين سلسلتي النسب هاتين، مع كوني اختصرت كثيرََا منها، لكن يمكن أن نلحظ أن كلا الكاتبين متفقان على أن المسيح هو ابن يوسف، معيدين سرد الرواية المنتشرة بين اليهود آنذاك، ويتضح ذلك أكثر من قول لوقا "وهو على ما يُظن ابن يوسف بن هالي" وكلمة الظن تدل على أن الشعب اليهودي كان يظن أن المسيح هو ابن يوسف، فلم يكلف نفسه أكثر من نقل ذلك الظن، فأي قُدسية ووحي يوجد في إنجيل لوقا، وهو ينقل لنا ظنون وشكوك وإشاعات وتخرصات العوام من الناس!؟
ومع ذلك فإن لوقا من بين كل الذين ألفوا كتبا مقدسة، هو الكاتب الموضوعي الوحيد المتصف بالأمانة العلمية، حيث إنه لا يقول إنَّ هذا الكلام موحى به من الله، كما لم يَدَّع بأنه يكتب بوحي من الله، أو أنه يكتب إنجيلا، وإنما يشير في صدر قصته عن المسيح أنه يخط رسالة إلى أحد أصدقائه أو معارفه المدعو "ثاوفيلس"، يخبره فيها ببعض أخبار المسيح التي جمعها من الذين سمعوا به أو عرفوه، إذ إنَّه لم يكن هو شخصيا لقي المسيح أو عرفه.
قال لوقا في صدر رسالته (إذ كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا، كما سلمها إلينا الذين كانوا من البدء معاينين وخداما للكلمة، رأيت أنا أيضا إذ تتبعت كل شيء من الأول بتدقيق أن أكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاوفيلس، لتعرف صحة الكلام الذي علمت به) .
فهو لا يعدو أن يكون مؤرخا وباحثا يدقق في الراويات وينقل من أفواه الرجال ما يراه أقرب الى الدقة والصحة، لكنه يخرج علينا بنسب المسيح المنسوب مرة أخرى إلى يوسف النجار، ويستبعد الولادة الإعجازية.
قد يقول بعض الناس إنَّ الكنيسة تصدق بميلاد المسيح الإعجازي، وإن رجال الاكليريوس يؤمنون بهذا الميلاد الخارق للعادة، ولكن هذا هو المشكل في حد ذاته، فإذا كان الأمر كذلك، فما الفائدة إذن من سلسلة النسب هذه التي يرويها متى تارة ولوقا تارة أخرى؟
فإذا لم يكن للمسيح أبا بيولوجيا بالمرة، فَلمَ كل هذا العناء الإنجيلي لإثبات علاقة نسب ليوسف النجار بالمسيح؟
وإذا كان المسيح لدى جميع الكنائس اليوم هو الله، فكيف يكون الله هو ابن يوسف النجار؟
سيقولون إنَّ للمسيح جانبا لاهوتيا وجانبا ناسوتيا!
لكن حتى هؤلاء لا يمكن أن يحلوا معضلة كون لاهوت المسيح ابنا لله، وناسوته ابنا ليوسف النجار!
فلا يبقى إلا التأكيد بأن متى ولوقا كليهما يهوديان يؤمنان بأن المسيح هو ابن يوسف من الزنا، فوضعا سلسلتين للنسب، يظنان أنها سلسلة آباء وأجداد المسيح، وان كان متى جازما في ذلك، حيث يقول في مطلع إنجيله (هذا كتاب ميلاد المسيح...بن يوسف رجل مريم التي وُلد منها يسوع الذي يدعى المسيح) .
أما لوقا فلم يسعفه الوحي بهذا الجزم، فظن كغيره أن المسيح ابن يوسف النجار، وأيا كان الحال فبين الجزم والظن مسافات عريضة من التزوير والتحريف والاختراع والفبركة!!
وإذا ما تعمقنا أكثر وغصنا في تفاصيل سلسلة نسب المسيح هذه، فستواجهنا فضائح في غاية الإساءة للمسيح --، والاستنتاج الوحيد الذي يمكن الخروج به، أن النسب المثبت في الإنجيل لم يكن وليد صدفة، وإنما اختير كل اسم فيه بعناية، لتحقيق أهداف بعيدة المدى.
إن يوسف النجار الذي يُنسب إليه المسيح رجل نكرة، لا يُعرف عنه إلا أنه نجار، ولا يدري أحد بالتحديد من هم آباؤه وأجداده، لكن الإنجيل وكتبته كانوا يرقبون في تلك المرحلة الزمنية مسيحا منتظرا، يأتي من نسل داود ومن الأنبياء الكبار، فاختلقوا لهذا الغرض، لأنهم بزعمهم أكثر حرصا من الله، سلسلة نسب سلطانية ملكية مسلسلة بالزناة وأولاد الزنا، وأحفادهم غير الشرعيين، تبدأ بهذا "اليوسف" النكرة.
تعمد إنجيل متى ذكر مجموعة من أمهات وجدات المسيح بأسمائهن دون غيرهن، والغريب أن جميع من ذكرهن من الجدات هن من الزانيات أو من بنات نسل تلوث بالزنا، وإن الباحث ليعجب أشد العجب من سرّ ذكر الزانيات في نسب المسيح وإغفال العفيفات منهن، هل هو فضح يهودي متعمد للمسيح؟، بينما يكتفي الإنجيل بإقرار ذلك وتسطيره بوقاحة في العهد الجديد.
هل هو تعريض بنسل المسيح؟
كان ممن ذكرهن إنجيل متى من الجدات راعوث، وهي أم عوبيد أحد أجداد المسيح، كما ذكر العهد القديم نعمة، وهي أم رحبعام بن سليمان، وراعوث هذه مؤابية بينما نعمة عمونية، وهن من نسل لوط -عليه السلام- من الزنا، وبالتحديد من زنا المحارم.
يقول العهد القديم من الكتاب المقدس، إنَّه بعد أن دمر الله قرية لوط وقضى عليها، فر لوط مع ابنتيه خارجها وأقاموا في مغارة جبلية، ولنترك الكتاب المقدس يكمل القصة بتفاصيلها... (وصعد لوط من صوغر وسكن الجبل وابنتاه معه، لأنه خاف أن يسكن في صوغر، فسكن المغارة هو وابنتاه، وقالت البكر للصغيرة: أبونا قد شاخ وليس في الأرض رجل ليدخل علينا كعادة كل الأرض، هلم نسق أبانا خمرا ونضطجع معه فنحيي من أبينا نسلا، فسقتا آباهما خمرا في تلك الليلة، فدخلت البكر واضطجعت مع أبيها، ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها، وحدث في الغد أن البكر قالت للصغيرة: إني قد اضطجعت البارحة مع أبي هلم نسقيه خمرا الليلة أيضا فادخلي فاضطجعي معه فنحيي من أبينا نسلا، فسقتا آباهما خمرا في تلك الليلة أيضا، وقامت الصغرى فاضطجعت معه، ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها، فحبلت ابنتا لوط من أبيهما فولدت البكر ابنا ودعت اسمه موآب، وهو أبو المؤابيين إلى اليوم، والصغيرة أيضا ولدت ابنا دعت اسمه بن عمي، وهو أبو العمونيين إلى اليوم)
لا يفوتني أن أُعلق على هذه القصة التي تشبه "النكتة البورنوغرافية"، فهذا النبي الصالح، الشيخ الكبير، الذي حارب اللواط في قومه، واستبسل في دعوته للعفة والأخلاق الفاضلة، تستدرجه ابنتاه بهذه السذاجة ليقع في زنا المحارم، يشرب الخمر لحد الثمالة في ليلتين متتابعتين، فيفقد كل ذرات عقله، حتى إنَّه لا يعرف ما يقترفه من موبقات "جماع ابنتيه" كما تذكر القصة، كيف هذا؟
كيف يستطيع شيخ هرم وطاعن في السن، شارب للخمر لحد فقدان العقل والشعور والحركة، أن يجامع شابتين ناضجتين في ليلتين متتاليتين، وكيف -وهو في تلك الحال- أن يقدر عضوه التناسلي على الانتصاب، ثم يمارس الجنس ممارسة الفحول وينجب طفلين؟
لا شك أن هذه العملية بنتائجها، في هذه الظروف لا يتمكن منها إلا أشخاص خارقون على غرار "السوبرمان"!!
لكن هذا هو الكتاب المقدس الذي لا تنقضي غرائبه، فهو يفاجئنا دائما بقصصه التي تنم عنْ أمراض خطيرة في نفسية كتبة هذه الأسفار، مما يُعجز الجميع حتى فرويد بتحليله النفسي/الجنسي عن تفسير هذا النوع من الشذوذ.
والمهم أن كل العمونيين والمؤابيين من عرق أصله عملية جنسية آثمة، انحدرت من هذا الأصل غير الشريف امرأتان هما راعوث المؤابية ونعمة العمونية، جدات "المسيح الرب"، وقد أنجبتا لنا جدين من أجداد المسيح، وهما عوبيد ورحبعام، اللذين نجد اسميهما في سلسلة نسب المسيح.
ولنتأمل هذه الآية في سفر التثنية من الكتاب المقدس (لا يدخل ابن زنى في جماعة الرب، حتى الجيل العاشر، لا يدخل منه أحد في جماعة الرب، لا يدخل عموني ولا مؤابي في جماعة الرب، حتى الجيل العاشر، لا يدخل منهم أحد في جماعة الرب إلى الأبد) .
لقد حكم الله بالطرد من جماعة الرب على كل زان، ويلقى من بعده العقوبة ذاتها عشرة أجيال من الأحفاد، بل إن خاتمة النص المقدس تشير إلى طردهم من جماعة الرب إلى الأبد، ويخص بالذكر العمونيين والمؤابيين، الذين انحدر منهم المسيح، فكيف دخل نسل المسيح في جماعة الرب؟، وكيف أضحى المسيح عضوا في جماعة الرب؟، وكيف أمسى ثالث ثلاثة في الثالوث المقدس، بل الرب نفسه!!؟
من النساء اللائى ذكرهن الإنجيل أيضا راحاب أم بوعز، أحد أجداد المسيح، وراحاب هذه ورد ذكرها عدة مرات في سفر يشوع، وقد كانت تدير بيت دعارة في أريحا، وعُرفت براحاب الزانية، وهذا أحد تلك النصوص المقدسة (فأرسل يشوع بن نون من شطيم رجلين جاسوسين سرا قائلا، اذهبا انظرا الأرض وأريحا، فذهبا ودخلا بيت امرأة زانية اسمها راحاب واضطجعا هناك) .
وورد كذلك (راحاب الزانية فقط تحيا هي وكل من معها في البيت..) .
فراحاب هي "الزانية البطلة" في العهد القديم، لأنها أخفت جاسوسين يهوديين من أعدائهما في أريحا، مما رفع أسهمها لدى اليهود، فكافؤُوها بأن أنقذوها من الإبادة الجماعية، التي تعرض لها رجال ونساء وأطفال ودواب أريحا.
يقول الكتاب المقدس في سفر المجازر الوحشية (وحرموا -أبادوا- كل من في المدينة من رجل وامرأة من طفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف...واستحيا يشوع راحاب الزانية وبيت أبيها وكل ما لها، وسكنت في وسط إسرائيل إلى هذا اليوم) .
وبعد الإبادة الإجرامية كان لراحاب الزانية الشرف أن تتزوج سلمون، أحد أجداد المسيح وتلد بوعز جدا آخر للمسيح المسكين!!
وفي السياق ذاته يستمر الكتاب المقدس في رحلة القذف وهتك الأعراض والإهانة فيسرد لنا مغامرة امرأة أخرى من جدات المسيح وهي ثامار، جاءت قصتها مفصلة في إصحاح كامل وهو الإصحاح الثامن والثلاثون من سفر التكوين، مفادها أن يهوذا ابن يعقوب، أحد الأسباط الاثني عشر كان له كنة (زوجة ابنه ويسمى عير) تُدعى ثامار، ولما مات عير هذا، أي زوج ثامار وماتت كذلك حماتها زوجة يهوذا..خرج هذا الأخير يمشي ليجز غنمه.
يقول الكتاب المقدس (...فأُخبرت ثامار وقيل لها هو ذا حموك صاعد إلى تمنه ليجز غنمه، فخلعت عنها ثياب ترملها وتغطت ببرقع وتلففت، وجلست في مداخل عينايم التي على طريق تمنه...فنظرها يهوذا وحسبها زانية، لأنها كانت قد غطت وجهها فمال إليها على الطريق، وقال هاتي ادخل عليك، لأنه لم يعلم أنها كنته...ولما كان نحو ثلاثة أشهر أُخبر يهوذا وقيل له قد زنت ثامار كنتك، وها هي حبلى أيضا من الزنا...وفي وقت ولادتها إذا في بطنها توأمان..دُعي الأول فارص والثاني زارح) .
وفارص هذا هو أحد أجداد المسيح، فمن القصة نعلم أن يهوذا زنا زنى المحارم، معتقدا أن الزانية عاهرة شوارع، فأنجب فارص، الذي رأينا اسمه في سلسلة نسب المسيح التي ذكرها كل من متى ولوقا!!
تقدم الكتب المقدسة اليهودية والنصرانية صورة مقززة لأحد الأسباط الاثني عشر، الذي لم تكد تمت زوجته، وهو الشيخ الكبير، إذ كان له ثلاثة من الأولاد البالغين سن الزواج، حتى استبدت به شهوته البهيمية واستولت على عقله غريزته الجنسية، فذهب يتسكع بحثا عن الداعرات في الشوارع، وتذكر لنا القصة التي اختصرتها، أنَّه دخل في مفاوضات مطولة مع الداعرة، إذ إنَّه لم يكن حينها يملك نقودا، فوافق على إعطاء ثامار خاتمه وعصاه وثوبه، رهنا إلى أجل مسمى، لقد كان حريصا على أن لا تفوته تلك الفرصة السانحة، لهذا فهو يتجرد من كل شيء ليقدمه رهنا ليشبع فقط نزوته الخسيسة...
إنها مأساة حقيقية أن ينتمي إنسان يحترم النبوة والرسالة والأخلاق إلى هذا الدين، الذي يجعل من الأنبياء والرسل أشد فسقا من عتاة الزناة في شوارع أمستردام وروما وباريس.
وهل تنتهي هذه الحلقات المخزية بهذا الحد؟ لا!، ويأبى الكتاب المقدس إلا أن يفرغ المزيد مما في جعبته القذرة.
يحكي لنا إنجيل متى كما لاحظنا في سلسلته المسلسلة بالزناة والزانيات وأبناء الزنا، عن بطلة أخرى لأقدم مهنة في هذا العالم، كما يشير الغربيون إلى مهنة إمتاع المرأة للرجل جنسيا.
يقول متى في السلسلة (وداود ولد سليمان من التي لاوريا) .
من هي التي لاوريا؟
ذِكر متى لها هو تعريض بداود، إذ هذه التي لاوريا، هي بتشبع زوجة اوريا الحثي، أحد قادة جيش داود الأشاوس، وتقول القصة أن اوريا الحثي كان يقود إحدى المعارك الطاحنة المقدسة في ميدان الحرب، أما داود فقد كان مشغولا بزوجة القائد على فراش الخيانة، مع أنه كان له زوجات عديدات.
يقول الكتاب المقدس (وأما داود فأقام في أورشليم، وكان في وقت المساء أن داود قام على سريره وتمشى على سطح بيت الملك، فرأى من على السطح امرأة عارية تستحم، وكانت المرأة جميلة المنظر جدا، فأرسل داود وسأل عن المرأة، فقال واحد من أهل البيت هذه بتشبع بنت اليعام امرأة اوريا الحثي، فأرسل داود رسلا وأخذها، فدخلت إليه واضطجع معها، وهي مطهرة من طمثها!، ثم رجعت إلى بيتها، وحبلت المرأة فأرسلت وأخبرت داود وقالت إني حبلى...)1.
وفي بقية القصة أن داود لما علم بأن بتشبع زوجة اوريا قد حبلت منه بالزنا، حاول أن يغطي على جريمته، فاستدعى قائده اوريا زوج المرأة الزانية من المعارك البعيدة، ومنحه عطلة ليذهب فيضاجع زوجته بتشبع، حتى يقال إنَّه سبب في الحمل الذي في بطنها، لكن اوريا كان أشرف من داود، حيث قال لداود كيف يمكن أن ادخل على زوجتي أضاجعها بينما جنودي في المعارك يقاتلون!؟
فالقائد المخلص لقضيته، يتعالى ويترفع عن ممارسة الجنس مع زوجته في زمن قتال الأعداء، مفكرا في جنوده في ساحات الوغى، أما داود النبي، القائد العام للقوات المسلحة، فهو يستغل فرصة انشغال الزوج في الحرب ليسطو على فراشه وينتهك عرضه ويستحل فرج أهله.
أفشل زوج اوريا بشهامته خطة داود، فما كان منه إلا أن كتب لأحد القادة، يطلب منه دفع اوريا الحثي إلى الخطوط الأمامية للمعركة، ليُلقى عليه حجر من أحد حصون العدو فيُقتل، فنُفذ المخطط وقُتل ارويا، فاستفرد داود القاتل والزاني بالأرملة بتشبع وضمها إلى نسائه، وأصبحت فيما بعد أم سليمان النبي المعروف .
هذا هو إذن داود، أعظم رسل وملوك العهد القديم، أشبه بأحد أبطال المافيا الإيطالية، وهذا هو ابنه سليمان الذي طارت الأخبار بمناقبه في دنيا الإنس والجن، تجعل منه الكتب المقدسة "اليهودية النصرانية" ابن زانية كانت تسبح عارية في منتصف الليالي أمام أعين " الجاي والرايح"!!
ويورد لنا النص الذي سبق معلومة في غاية الأهمية، وهي أن داود زنى ببتشبع وهي طاهرة من طمثها، نعم لم تكن حائضا، فالحائض كانت منبوذة في العهد القديم ويحرم وطْؤُها، وهذا يدل على أن داود يحترم تعاليم الديانة اليهودية فيما يخص وطأ الحائض، وهذا غاية الورع أن تزني بحليلة جارك، شرط أن تكون طاهرة من حيضها!، فهي فرصة أن تحبل المرأة ثم تغتال زوجها بدم بارد!
في كل صفحة من صفحات العهد الجديد نقرأ هذه اللازمة "المسيح ابن داود"، فالكتاب المقدس يفتخر بهذا النسب، متناسيا أن الأوْلىَ كان إقامة حد الزنا والقتل على داود وبقية الزناة من سلسلة نسب المسيح، حسب تعاليم الشريعة الموسوية، يقول الكتاب المقدس (إذا وُجد رجل مضطجعا مع امرأة بعل يُقتل الاثنان، الرجل المضطجع مع المرأة، فتنزع الشر من إسرائيل) .
وفي السفر نفسه جاء قوله (لا يدخل ابن زنى في جماعة الرب، حتى الجيل العاشر لا يدخل منه أحد في جماعة الرب) .
إن نسب المسيح المخزي الذي يذكره الكتاب المقدس، وعلى رأسه الإنجيل المحرف هو إهانة كبيرة وقلة أدب متعمدة للنيل منه، ووراء تلك الاتهامات أعداء الرسل والرسالات، وكان الأولى بالإنجيل أن يبتعد كل البعد عن مثل هذا النسب، ليس فقط لأنه مطرز بالزناة وأبناء الزنا، وإنما أيضا لأن أمه هي مريم التي أحصنت فرجها، أما من ناحية الأب، فليس ابنا لأحد وإنما هو كلمة الله، ولا علاقة له البتة بيوسف النجار ولا الحداد ولا الخياط، فما أقبح التزوير والتحريف، خصوصا إذا ركب هذا الجنون من اتهام أشرف الناس بأخس الأشياء في الناس.
إن اتهام الأنبياء بالفجور والفسق ديدن اليهود والنصارى حتى الآن، وانهم لا يتورعون أبدا عن إلصاق هذه القذارات بأشرف الناس، وفي رأي الأب الماروني اللبناني بطرس الفغالي مَثَلا، كما صرح في أحد تلفزيونات التزوير التبشيري، فإن تعدد الزوجات الإسلامي هو زنا، ولا يستثني الأنبياء من ذلك.
وإذا علمنا أن الجد الأكبر إبراهيم-عليه السلام- ومن بعده الأبناء والأحفاد، كإسحاق ويعقوب والأسباط وداود وسليمان...مارسوا تعدد الزوجات، حتى إن سليمان - كما ورد في الكتاب المقدس- كان يملك ألف (1000) زوجة، فهذا يعني أن العشرات من آباء المسيح وأجداده هم من الزناة بهذا المفهوم، ومن ثم يصبح المسيح المنحدر من تلك السلسلة حفيدا من الزنا على أقل تقدر في جانبه الناسوتي، حسب هذا القسيس الجاهل!!
وأعتقد أن القس بطرس الفغالي كان منفعلا ومحموما في نقد تعدد الزوجات عند المسلمين، مما دفعه إلى اعتباره زنا، الأمر الذي جعله يرمي نسل ربه المسيح بفرية أخرى دون أن يشعر.
لقد جاء القرآن ليعيد الاعتبار لمريم ويبرأها من كل كلام قبيح في شرفها، كما أنه أثبت الولادة الإعجازية للمسيح -عليه السلام- ليبقى بذلك المسيح وسائر الرسل، الذين اصطفاهم الله أرفع من أن تدنس أعراضهم من الحاقدين والمغرضين، فهل يتنبه النصارى لما فعلوه بالمسيح - عليه السلام-؟
أما نبينا محمد -- فلقد تواترت الأخبار عن صفاء وطهر آبائه وأجداده، وليس المقام مقام ذكر تلك النصوص، ونكتفي بما رُوي في بعض الآثار عن عبد الله ابن عباس -رضي الله عنهما- قال قال النبي –-: "لم يلتق أبواي قط على سفاح، لم يزل الله ينقلني من الأصلاب الطيبة إلى الأرحام الطاهرة، مُصفى مهذبا، لا تتشعب شعبتان إلا كنت في خيرهما".
وما رُوي عن علي ابن أبى طالب -رضي الله عنه- قال قال النبي --: "خرجتُ من نكاح لا من سفاح، من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي، ولم يصبني شيء من سفاح أهل الجاهلية".
وأنشد المحدث شمس بن ناصر الدين الدمشقي فقال:
حفظ الإله كــــرامة لمحمد آباءه الأمـجاد صونا لاسمه
تركوا السفاح فلم يصبهم عاره مـن آدم والى أبيـه وأمـه
المسيح عنصري !!
ما علاقة المسيح بالعهد القديم؟
إذا كانت الكنيسة تزعم أنّ المسيح هو الله، وهو أحد الأقانيم الثّلاثة التي يتكوّن منها الإله، فإنّه لا مناص من القول بأنّ المسيح هو الرب الأزلي الأبدي، لذا فهو رب العهدين القديم والجديد، والمسيح هو الإله الأوحد في زمن ما قبل النصرانية وبعدها.
ربّ العهد الجديد هو ذاته ربّ العهد القديم، إلاّ أنّ اسم المسيح لم يكن ظهر بعد، واسم الثّالوث لم يكن قد رأى النّور، وكان اسم ربّ العهد القديم هو أحيانًا أدوناي، وأحيانًا أخرى إلوهيم وأحيانًا كثيرة ياهوه.
وهذه الثّلاثة هي نفسها المسيح.
فأدوناي هو المسيح.
وإلوهيم هو المسيح.
وياهوه هو المسيح.
إنّه إذن ربٌّ واحدٌ بأسماء متعدّدة، لكن المفاجأة التي يجهلها عوام النّصارى وتخفيها الكنيسة، أنّ هذا المسيح الربّ في العهد القديم والجديد -كما سنرى- ليس ربّ العالمين، ولا ربّ العباد، ولا ربّ النّاس ولا إلها للبشريّة جمعاء أو للإنسانيّة كافّة، فإله الكنيسة "المسيح" ليس إلهًا عالميًّا، إنّما إله شرذمة قليلة من البشر اختارها واصطفاها وفضّلها على العالمين، إنه إله قوم واحد يحنو عليهم ويعطف عليهم ولا يحبّ غيرهم، حتّى إنّه رفع ذلك القوم إلى رتبة أعلى من رتب الإنسان.
إنّهم اليهود!!
تبدأ قصّة العنصريّة اليهوديّة النّصرانيّة برواية كوميديّة تراجيديّة في إحدى آيات العهد القديم، وبطل الرّواية النبيّ نوح .
جاء في الكتاب المقدّس (وابتدأ نوح العمل على الأرض وغرس كرمًا، وشرب من الخمر فسكر وتعرّى داخل خبائه، فأبصر حام أبو كنعان عورة أبيه وأخبر أخويه خارجًا، فأخذ سام ويافث الرّداء ووضعاه على أكتافهما ومشيا إلى الوراء وسترا عورة أبيهما ووجهاهما إلى الوراء، فلم يبصرا عورة أبيهما، فلمّا استيقظ نوح من خمره، علم ما فعل ابنه الصّغير فقال ملعون كنعان، عبد العبيد يكون لأخوته، وقال مبارك الربّ إله سام، وليكن كنعان عبدًا لهم...)( ).
مع أنّ كتابي هذا يدور حول المسيح، إلاّ أنّه لا يفوتني أن أعلّق على هذا النصّ العجيب الذي يدور حول نوح --، يصبح نوح النبيّ الرسول، في رواية مجنونة عِربيدًا سِكّيرًا، إنّه لا يغرس برتقالاً ولا زيتونًا، إنّه يغرس كرمًا ليحتسي عصيره في لحظات النّشوة المهبولة، فيسكر ويسكر حتّى يفقد كلّ ذرّة من عقله، ثمّ يتعرّى ليسير بين النّاس بسوءته المغلظة...ويراه ابنه حام بلا رغبة أو تعمّد منه فيخبر أخوته، ليجدوا حلاًّ لهذه الفلتة الجنونيّة التي أصابت والدهم، يأخذ سام أبو اليهود -كما يزعمون- رداءً ويغطي أباه دون أن يرى عورته، وهكذا اليهود دائمًا ينسبون لأنفسهم الأعمال البطوليّة!!!
والأعمال البطوليّة لا بدّ لها من مكافئات.
يزعم الكتاب المقدس أن نوحا بعد يوم كامل من السكر والعربدة والاستعراء الاستعراضي، اكتشف أن حاما اطلع على سوءته المغلظة، طبعا بلا إرادة ولا رغبة ولا تعمد منه، لكن نوحا، وربما تحت تأثير الخمر، عاقب هذا الابن بلعن أحد أبنائه كنعان، الذي لم يكن قد وُلد بعد!!
وكنعان هذا، هو الابن الرّابع لحام، ولا ندري ما ذنبه حتّى يلعن ولم يقترف جرمًا يذكر، إلاّ ربّما جرم كونه أب الكنعانيّين الذين سكنوا فلسطين، وكانت لهم قصة طويلة ومريرة مع اليهود، لا داعي للخوض في تفاصيلها المُرّة.
ويحكم نوح على حام وأبنائه بالعبوديّة الأبديّة لأبناء سام اليهود كما يزعمون، هذا هو الكتاب المقدّس الذي يؤصّل التّمييز العنصريّ ويضع الخطوات الأولى في طريق الكراهيّة العرقيّة وما تجلبه على البشريّة من تبعات الظّلم والاستعمار والقتل والتّدمير والدّماء والدّموع.
تلك كانت البداية، لكن لم تكن نهاية المطاف، فبعد تلك الرواية التي لا يصدقها إلا أجدب، تبدأ مغامرات رواية لا تختلف عن سابقتها، وبطلها إبراهيم أبو الأنبياء.
كان إبراهيم -- محبوبًا جدًّا ومحظيًّا لدى ربّ الكتاب المقدّس، لا لأنّه مؤمن أو صالح أو رجل مبادئ، وإنّما لأنّه من نسل سام أوّلاً، ولأن منه ينحدر نسل بني إسرائيل، فمعيار القرب أو البعد عن الربّ هو معيار عرقيّ، بدليل أنّ الكتاب المقدّس لم يتحدّث إطلاقًا عن توحيد إبراهيم لربّه وجهاده في بلاد الكلدانيّين ضدّ الوثنيّين والمشركين، ولم يتحدّث عن عبادته وأخلاقه وقوّة تعلّقه بالله، بالعكس يخبرنا الكتاب المقدّس أنّ إبراهيم امتاز بخصلتين: الدياثة والتمييز العنصري بين أبناء صلبه، أما الدياثة فكان إبراهيم يقدّم زوجته سارة للفراعنة ولملوك فلسطين وقد كانت حسناء، ليعطوه مقابلاً من الغنم والبقر والحمير والعبيد!!!
جاء في الكتاب المقدّس (فحدث لمّا دخل إبراهيم إلى مصر أنّ المصريّين رأوا المرأة أنّها حسنة جدًّا ورآها رؤساء فرعون ومدحوها لدى فرعون، فأخذت المرأة إلى بيت فرعون، فصنع إلى إبراهيم خيرًا بسببها، وصار له غنم وبقر وحمير وعبيد وإماء وأتن وجمال)( ).
وفي رواية ثانية يقول الكتاب المقدّس (…وقال إبراهيم عن سارة امرأته: إنّها أخته وقدّمها لأبيمالك ملك الفلسطينيّين….وقال إبراهيم لسارة هذا معروفك الذي تصنعين إليّ، في كلّ مكان تأتي إليه قولي عنّي هو أخي، فأخذ أبيمالك غنمًا وبقرًا وعبيدًا وإماء وأعطاها لإبراهيم ) .
يا لها من تجارة رابحة!، وإذا لم تكن هذه هي الدعارة المنظمة بعينها، فما هي إذن؟
وإذا لم يكن هذا هو اقتصاد الرقيق الأبيض فما هو إذن؟
فسبحان الله كيف يمسي أبو الأنبياء إبراهيم -- بفعل التزوير الحقير "قوادا" يبيع خدمات زوجته للفحول مقابل جمال وبغال وحمير!
ولمّا كان الكتاب المقدّس لا يعترف بقانون المنطق، فإنّه يجازي إبراهيم على دياثته، بمنحه ونسله أرض فلسطين للأبد !!!
(قال الربّ لإبراهيم...ارفع عينيك وانظر من الموضع الذي أنت فيه شمالاً وجنوبًا وشرقًا وغربًا، لأنّ جميع الأرض التي ترى لك أعطيها ولنسلك إلى الأبد)( ).
وضعت هذه الآية المحرّفين للكتب المقدّسة في مأزق، لأنّ وعد الله بإعطاء أرض فلسطين لنسل إبراهيم يُدخل غير اليهود في هذا الوعد، إذ أنّ إسماعيل -- وهو غير يهودي من أولاد إبراهيم--، لذا لابدّ من الوصول إلى حلّ يخرج إسماعيل ونسله من التركة.
فهل هذا مستحيل؟
لا!، فبجرّة قلم تحريفية يتحوّل إسماعيل ونسله إلى بطّالين متسوّلين عبيدًا لليهود، لا حقّ لهم في تركة أبيهم.
يقول الكتاب المقدّس (ورأت سارة ابن هاجر -إسماعيل- الذي ولدته لإبراهيم يمزح فقالت لإبراهيم: أطرد هذه الجارية وابنها لأنّ ابن الجارية لا يرث مع ابني إسحاق، فقبُح الكلام جدًّا في عيني إبراهيم لسبب ابنه، فقال الله لإبراهيم: لا يقبح في عينيك من أجل الغلام ومن أجل جاريتك، كلّ ما تقوله لك سارة اسمع لقولها لأنّه بإسحاق يُدعى لك نسل )( ).
يبدو أنّ حرب الاستنزاف التي تمارسها الضرائر ضدّ بعضهنّ لا تترك إله الكتاب المقدس حياديا، إنه يختار جانب اليهود وينحاز ضد الطرف الضعيف، حتّى إنّه يأمر إبراهيم أن يطيع زوجته ولا يأسف على إسماعيل وهاجر، ولكي يصبح هذان عبدين فعلى إبراهيم أن يصير قبل ذلك عبدًا لزوجته سارة، تنفيذا لأوامر الله "كلّ ما تقوله لك سارة اسمع لقولها ولا تخالفها!!! لأنّه بإسحاق يُدعى لك نسل" وليس لإسماعيل ناقة ولا جمل في التركة.
عجيب أمر هذا الربّ الذي يحرم إسماعيل من تركة أبيه وهو نطفته من صلبه، ويعطيها لنسل اليهود الذين لا علاقة لهم اليوم بإبراهيم لا من قريب ولا من بعيد، فهم اليوم يحتلّون فلسطين بزعمهم أنّهم من نسل إبراهيم، وما هم إلاّ شذّاذ الآفاق والمغامرون، الذين وفدوا من بولندا وروسيا والمجر وعواصم العالم الغربيّ وسود الفلاشا…فهل هؤلاء هم من نسل إبراهيم؟
وكيف يرث هؤلاء تركة إبراهيم ويحرم منها ابنه البكر إسماعيل!؟ إنّه التّمييز العنصريّ والكراهيّة العمياء والتعصّب العرقيّ، الذي يحوّل الكتب المقدّسة إلى كتب مدنّسة.
ثمّ بعد ذلك يقدّم إبراهيم زوجته هاجر الجارية إلى زوجته سارة ويقول لها، كما يذكر الكتاب المقدس (افعلي بها ما تشائين، فأذلّتها سارة، فهربت هاجر فوجدها ملاك الربّ على عين الماء في البرّيّة...وقال يا هاجر يا جارية سارة من أين أتيت وإلى أين تذهبين؟ فقالت أنا هاربة من وجه مولاتي سارة فقال لها ملاك الربّ: ارجعي إلى مولاتك واخضعي لها)( ).
هذه هي هاجر المسكينة تستعبدها ضرتها؟، ويتواطأ على الاستعباد زوجها النبي، ولما لا تجد إلا الهروب سبيلا للخلاص من عذابها، يلاحقها رب العهد القديم ويأمرها بالرجوع والخضوع المذل لسيدتها.
وهذا لا شكّ تأصيل للظّلم وإخضاع الضّعيف للقويّ المستبدّ، وسنرى أنّ هذا هو الخطّ الاستراتيجيّ والتّكتيكيّ الذي سار عليه محرّفو الكتاب المقدّس لإخضاع جميع الأمم في الأرض للسيّد الإسرائيليّ.
فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم ممّا كتبت أيديهم وويل لهم ممّا يكسبون البقرة 79.
ثمّ جاء إسحاق --، وإسحاقنا هذا لا يختلف في الكتاب المقدّس عن أبيه إبراهيم، فهو ديّوث يقدّم زوجته رِفقة إلى الملوك والأسياد لينال عطاءً وأموالاً، ولقد كانت رِفقة زوجته حسناء يتهافت عليها الفحول حتّى إنّ إسحاق صار غنيًّا لدرجة أن خشي الملوك على أنفسهم.
يقول الكتاب المقدس (وبقي إسحاق في جرار وتعاظم ملكه حتّى صار عظيمًا جدًّا، فكان له مواشي من الغنم والبقر وعبيد كثيرون، وقال له أبيمالك اذهب من عندنا لأنّك صرت أقوى منّا جدًّا)( ).
ومثل إبراهيم فإنّ الدياثة دائمًا تجازى بالإحسان عند ربّ الكتاب المقدّس، فماذا كان جزاء إسحاق!؟
يقول الربّ لإسحاق (تغرّب في هذه الأرض فأكون معك وأباركك لأنّي لك ولنسلك أعطي جـميع هذه البلاد، وأفي بالقسم الذي أقسمت لإبراهيم أبيك، وأُكثر نسلك كنجوم السّماء، وأعطي نسلك جميـع هذه البلاد )( ).
إنّ أسطورة الأرض الموعودة وأسطورة شعب الله المختار، التي يكرّرها ربّ اليهود هي التي أصّلت للعنصريّة اليهوديّة، وهي التي ستكون نواة العنصريّة النّصرانيّة في العهد الجديد، الذي هو إحدى حلقات المسلسل العرقيّ الطّويل.
وبعد إسحاق جاء ابنه يعقوب.
نعلم من الكتاب المقدّس أنّ الابن البكر هو دائمًا الذي يرث أباه ويأخذ البركة ويصير نسله مباركًا إلى الأبد، إلاّ أنّ هذه القاعدة تصبح استثناء مع إسماعيل كما رأينا، فمع أنّه البكر، بحيلة مقدّسة تنزع منه البكوريّة ومن ثمّ البركة، وتتكرّر الحيلة في قصّة يعقوب، وقد دُعي إسرائيل وهو أب الإسرائيليّين إلى اليوم كما يزعمون، فإسحاق تزوّج رِفقة فحملت بتوأم (عيسو، ويعقوب ).
(فقال لها الربّ في بطنك أمّتان ومن أحشائك يفترق شعبان، شعب يقوى على شعب، وكبير يستعبد لصغير...فلمّا أكملت أيّامها لتلد ...خرج الأوّل...فدعوا اسمه عيسو وبعد ذلك خرج أخوه ويده قابضة بعقب عيسو فدعي اسمه يعقوب...)( ).
وإذا كان عمر بن الخطّاب يقول «متى استعبدتم النّاس وقد ولدتهم أمّهاتهم أحرارًا»، فإنّ الكتاب المقدّس يستعبد النّاس ويذلّ الشّعوب وهي في أحشاء أمّهاتها.
فليت شعري ما ذنب هيتلر، وما ذنب الكوبوي، وما ذنب جان ماري لوبان اليمينيّّ الفرنسيّ، إذا كان كتابهم المقدّس يرسم الخطوط العريضة للتّمييز العنصريّ بين البشريّة وهي لا تزال نطفًا وبويضات!!!
يعقوب ليس البكر، و ليس له بركة والده إسحاق، فكيف سينال نسله الأرض الموعودة الموروثة أبًا عن جد، بكرًا عن بكر، إنّها معضلة بالنّسبة لنا نحن، أمّا لزعماء التّحريف ومافيا تزوير الكتب المقدّسة، فهي أسهل ممّا يتصوّره العقل!!
وهاك الطّبخة!! أخي القارئ من الكتاب المقدّس.
(وطبخ يعقوب ذات يوم طبيخًا فأتى عيسو من الحقل وهو قد أعيا، فقال ليعقوب أطعمني من هذا الإدام…فقال يعقوب بعني اليوم بكوريّتك، فقال عيسو: ها أنا ماضي إلى الموت -من الجوع- فماذا أفعل بالبكوريّة!! فقال يعقوب احلف لي اليوم، فحلف له فباع بكوريّته ليعقوب، فأعطى يعقوب عيسو خبزًا وطبيخ عدس فأكل وشرب ومضى واحتقر عيسو البكوريّة )( ).
ولعلّ هذا النّوع من البزنس هو الذي فتح أبواب البنوك العالميّة والمصاريف الدّوليّة لتصبّ في جيوب اليهود من عائلات روكفلر وروتشيلد ومردوخ وغيرهم، فإنّ بيع بكوريّة مقابل صحن من العدس، قد يطرح تساؤلاً هامًّا عما يقابل مثلاً صحنًا من الكافيار!!.
نال يعقوب البكوريّة، ولا تزال تنقصه فقط بركة إسحاق ليُفسح له المجال لاستعباد أهل الأرض، ومنهم شعب شقيقه عيسو المسكين، الذي جُرد من بكوريته مقابل طبق من العدس.
وهذه أخي القارئ تفاصيل حصول يعقوب على البركة قبل أن ينفذ صبرك، وسط هذا المسلسل الطّويل الذي يشبه في طوله المسلسلات البرازيليّة المدبلجة!
كان إسحاق يزمع على مباركة -طبعًا- عيسو البكر، يقول الكتاب المقدّس (إنّ إسحاق لمّا شاخ وكلّت عيناه عن النّظر، دعا ابنه عيسو وقال له: إنّني قد شخت، ولست أعرف يوم وفاتي، فالآن خذ جعبتك وقوسك واخرج إلى البرّيّة وتصيّد لي صيدًا، واصنع لي أطعمة كما أحبّ وائتني بها لآكل حتّى تباركك نفسي قبل أن أموت...وكانت رِفقةُ سامعة إذ تكلّم إسحاق مع عيسو ابنه، فذهب عيسو إلى البرّيّة كي يصطاد صيدًا ليأتي به، وأمّا رِفقة فكلّمت يعقوب ابنها قائلة إنّي قد سمعت أباك يكلّم عيسو قائلاً ائتني بصيد واصنع لي أطعمة لآكل وأباركك أمام الربّ قبل وفاتي، فالآن اسمع لقولي في ما أنا آمرك به، اذهب إلى الغنم وخذ لي من هناك جديين جيّدين من المعزى، فأصنعهما أطعمة لأبيك كما يحبّ، فتحضرها إلى أبيك ليأكل حتّى يباركك قبل وفاته، فقال يعقوب لرِفقة أمّه، هو ذا أخي عيسو رجلٌ أشعر وأنا رجل أملس، ربّما يحسّني أبي فأكون في عينيه كمتهاون وأجلب على نفسي لعنة لا بركة، فقالت له لعنتك عليّ يا بنيّ، اسمع لقولي فقط واذهب خذ لي.
فذهب وأخذ وأحضر لأمّه، فصنعت أمّه أطعمة كما كان أبوه يحبّ، وأخذت رفقةُ ثياب عيسو ابنها الأكبر الفاخرة التي كانت عندها في البيت وألبست يعقوب ابنها الأصغر، وألبست يديه وملاسة عنقه جلود جدي المعزى، وأعطت الأطعمة والخبز التي صنعت في يد يعقوب ابنها.
فدخل إلى أبيه وقال يا أبي، فقال هاأنذا، من أنت يا ابني؟، فقال يعقوب لأبيه أن عيسو بكرك، قد فعلت كما كلّمتني قم اجلس وكُلْ من صيدي لكي تباركني نفسك، فقال إسحاق لابنه ما هذا الذي أسرعت لتجد يا ابني، فقال إنّ الربّ إلهك قد يسّر لي فقال إسحاق ليعقوب تقدّم لأجسّك يا ابني، أءنت ابني عيسو أم لا؟. فتقدّم يعقوب إلى إسحاق أبيه، فجسّه، وقال الصّوت صوت يعقوب ولكن اليدين يدا عيسو، ولم يعرفه لأنّ يديه كانتا مشعّرتين كيدي عيسو أخيه، فباركه، وقال، هل أنت ابني عيسو، فقال أنا هو، فقال قدّم لي لآكل من صيد ابني حتّى تباركك نفسي، فقدّم له فأكل، وأحضر له خمرًا فشرب، فقال له إسحاق أبوه تقدّم وقبّلني يا ابني، فتقدّم وقبّله، فشمّ رائحة ثيابه وباركه، وقال انظر، رائحة ابني كرائحة حقل قد باركه الربّ، فليعطك الله من ندى السّماء، ومن دسم الأرض، وكثرة حنطة وخمر، ليستعبد لك شعوب، وتسجد لك قبائل، كن سيّدًا لأخوتك، ويسجد لك بنو أمّك، ليكن لاعنوك ملعونين، ومباركوك مباركين)( ).
لقد كان القرآن الكريم إعجازًا لغويًّا فريدًا من نوعه، حتّى إنّه تحدّى شعراء وأدباء الجاهليّة، وما بعدها إلى يوم الدّين أن يأتوا بمثله أو بآية واحدة من آياته، ولقد عجز فطاحلة اللّغة أن يحاولوا فضلاً عن أن يفعلوا.
لكنّ الكتاب المقدّس المحرف، كما نرى في هذه الآية وفي غيرها يتحدّى في إعجازه كتّاب القصص البوليسيّة ومخرجي أفلام هوليوود أن يأتوا بآية وحبكة واحدة من حبكات الإجرام والخداع والمؤامرة التي يزخر بها الكتاب المقدّس، لا شكّ أنّ روائيين مثل أجاتا كريستي وجامس هادلي تشيز يبدوان كعيال وصبيان أمام النّصوص المقدّسة التي بين أيدينا، كما أنّ مخرجين سينمائيّين عمالقة، كأرسن ولس، وألفريد هيشكوك يظهران كمبتدئين مغمورين أمام كاتب الأسفار المقدّسة.
وبما أنّي لا أريد أن أعلّق على كلّ آية مقدّسة، إلاّ أنّه لا يفوتني في هذه الجزئيّة الإشارة إلى بعض النّقاط الهامّة.
نلحظ أنّ الكتاب المقدّس في كلّ مرّة يورّط المرأة في أعمال الخداع والظّلم، والمؤامرة، فرفقة زوجة إسحاق تتآمر بطريقة شيطانيّة مع ابنها يعقوب (إسرائيل) لنزع البركة من عيسو، كما فعلت من قبل سارة عندما تآمرت مع إبراهيم لنزع بكوريّة وبركة وميراث النّبوّة من اسماعيل، ونفس الشّيء يقع مع بيتشبع زوجة داود، وراحيل…وغيرهنّ، ممّا يُفَطّننا إلى أساليب اليهود اليوم في استخدام المرأة أو النّساء للحصول على النّفوذ والتّخطيط لاستعباد العالم، ولو كان على حساب شرفهن وكرامتهنّ، ونلاحظ في النصّ كيف أنّ يعقوب النبيّ العظيم وجدّ بني إسرائيل، يكذب، ويخدع، ويزوّر ويتآمر ويسطو على حقوق غيره، ولا يألو جهدًا في استخدام الدّين للوصول إلى غايته الخسيسة، فنراه مثلاً يجيب أباه الذي استغرب من سرعته في إحضار صيده بقوله "إنّ الربّ إلهك قد يسّر لي".
فكأنّه يريد أن يقول إنّ الربّ نفسه قد شارك في تلك المؤامرة القذرة، وليست هذه أوّل مؤامرة يشارك فيها الربّ الإله!!
ويأكل إسحاق جديين من المعز (دون أن يفيق أنّ المعز ليس صيدًا) ثمّ يشرب خمرًا معتقة، ويشرب، حتّى لا يبقى من عقله شيء على طريقة نوح الذي شرب حتّى تعرّى، كما رأينا سابقًا، وكأنّ الأنبياء مدمنو خمر، ولعلّهم لو كانوا في عصرنا لصوّرهم الكتاب المقدّس مدمني مخدّرات يتعاطون الهيرويين والكوكايين!!
وإذا كانت الأعمال بالنيّات في جميع الشّرائع، فإنّ النيّة هنا مهمّشة لصالح شعب إسرائيل، فإسحاق نوى في قلبه، وعزم في عقله أن يبارك عيسو وكان يقصد بدعائه عيسو، فكيف ذهبت البركة ليعقوب؟ الجواب سهل، لأنّ الدّعاء بالبركة كان موجّهًا إلى الله، والله كما رأينا قد انحاز إلى يعقوب، لذلك البركة لا تخضع لنيّة إسحاق وإنّما تخضع للمؤامرة والمؤامرة فقط.
المهمّ، لو كانت نيّة إسحاق نافذة وهذا هو الحقّ والمنطق والحقيقة، فإنّ نسل يعقوب إلى يومنا هذا ليسوا مباركين ولا مختارين ولا مفضّلين، لأنّ البركة سرقوها، خداعًا ونهبوها بالحيلة.
وملاحظة أخرى وهي هامّة، فالدّعاء بالبركة، أو البركة التي نتحدّث عنها، ليست دعاءً بدخول الجنّة، أو برضى الله، إنّما هي حنطة وخمر واستعباد للشّعوب، وسجود القبائل ليعقوب ونسله، أي باختصار أن يكون اليهود أربابًا من دون الله وغيرهم من البشر عبيدًا خدمًا.
وتستمرّ القصّة الطّويلة، فلقد عاد عيسو من صيده، وطبخ لإسحاق ليأكل-كما أمره- لكن فوجئ بأنّ إسحاق كان قد أكل وبارك يعقوب، فقال عيسو أعندك فقط بركة واحدة، باركني، لكنّ إسحاق دعا عليه، وقال لتكن عبدًا ليعقوب!!
وقد يتساءل بعض الناس، ولماذا فضّلت رِفقة زوجة إسحاق ابنها يعقوب على بكرها عيسو، يجيبنا الكتاب المقدّس أنّه قبل حدوث قصّة البركة هذه كان عيسو تزوّج امرأتين فلسطينيّتين، يقول الكتاب المقدّس (ولمّا كان عيسو ابن أربعين سنة اتّخذ زوجة ابنة بيري الحثّيّ، وابنة إيلون الحثّيّ، فكانتا مرارة نفس لإسحاق ورفقة)( ).
فالقضيّة إذًا قضيّة عائليّة والمشكلة تشبه ما يحدث في كل بيت تعيش فيه حماة وكنة، فرفقة زوجة يعقوب كانت في حرب استنزاف مع كنتين فلسطينيتين، والعجيب أن تتحول الخلافات الأسرية إلى استعباد شعوب الأرض وتسييد نسل بني إسرائيل على العالمين إلى الأبد، والأعجب أن يقحم الرب نفسه في مشاكل عائلية ويقف طرفا ضد طرف ثان!!
هذه هي البركة التي ينالها إسرائيل (يعقوب) بحيلة لا يحسنها إلاّ اليهود، إنّها بركة كالبركات السّابقة واللاّحقة: أموال، وأبقار وخراف، وخمور وحنطة وسميد وعدس…واستعباد للشّعوب والقبائل، هذه خلاصة الكتاب المقدّس، إنّه لا يتحدّث عن جنّة أو نار، ولا عن إيمان وتوحيد ولا عن خلق وأدب، إنّه كتاب المؤامرات، وسفر المكر والخداع، واستراتيجيّات لغرس العبوديّة على الأرض، وليست عبوديّة العباد لله ربّ العباد، وإنّما عبوديّة الأمم لسيّد واحد اسمه نسل بني إسرائيل.
ولما كان مسلسل فضائح الكتاب المقدّس طويلا، فلا بأس أن نقفز على مراحل كثيرة لنصل إلى النبي موسى -- الذي أُنزلت عليه التّوراة، وهي نصوص تعجّ بالحقد والضّغينة والكراهيّة ضدّ بني البشر جميعًا، وتستثني نسل يعقوب الذي ترفعه إلى مصاف الآلهة، والتّوراة كما هي اليوم بين أيدينا قواعد عامّة لاستعباد النّاس، وإذلالهم، والسّيطرة عليهم وإيذائهم لمجرّد كونهم ملعونين من ربّ اليهود، التّوراة تحرّم قتل اليهوديّ وتأمر بقتل غيره، وتدعو لمراباة غير اليهوديّ، وتجيز الزّنا بغير اليهوديّة، وتبيح سرقة غير اليهوديّ، فعند ربّ التّوراة هناك شعبان على وجه الأرض، شعب الله المختار وهم اليهود، وشعب الله المحتار وهم بقيّة الإنسانيّة.
جاء في سفر التّثنية من الكتاب المقدس (لا تقرض أخاك بربا، ربا فضّة أو ربا طعام أو ربا شيء ممّا يقرض بربا، الأجنبيّ تقرض بربا ولكن لأخيك لا تقرض بربا)( ).
وجاء في الكتاب المقدس المحرف الدّعوة إلى التّعنيف ضدّ غير اليهود واستعبادهم إلى الأبد، يقول ربهم (وإذا افتقر أخــــوك -اليهوديّ- عندك وبيع لك فلا تستعبده استعباد عبد، بل اخش إلهك، وأمّا عبيدك وإماؤك الذين يكونون لك فمن الشّعوب الذين حولكم، منهم تقتنون عبيدًا وإماء، وأيضًا من أبناء المستوطنين النّازلين عندكم منهم تقتنون، ومن عشائرهم الذين عندكم الذين يلدونهم في أرضكم فيكونون ملكًا لكم، وتستملكونهم لأبنائكم من بعدكم ميراث ملك، تستعبدونهم إلى الدّهر، وأمّا أخوتكم بنو إسرائيل فلا يتسلّط إنسان على أخيه بعنف)( ).
والغريب أنّ الربّ يبارك شعبه ويحبّه ويصطفيه ويجعله سيّدًا على العالمين مع أنّ هذا الشّعب "غليظ الرّقبة" لم يؤمن يومًا بالله ولم يفعل خيرًا قطّ، فمثلاً في عهد موسى.
-ندموا في البريّة على الخروج من مصر وقالوا أنّهم كانوا في مصر أفضل ممّا هم عليه، كما جاء في سفر التّكوين الإصحاح 17.
-رفضوا دخول المدينة المقدّسة، وامتنعوا عن القتال، كما جاء في سفر العدد الإصحاح 14.
-تآمروا على موسى، والإطاحة به وهموا بالعودة إلى مصر، كما في سفر العدد الإصحاح 14.
-كثر فيهم التمرّد والفساد والضّجر من موسى وهارون وختموا كلّ هذا بعبادة العجل من دون الله.
فهل هذا شعب الله المختار؟!، إنّه بهذه الأخلاق لا يرقى إلى أن يكون حتّى في ذيل الشّعوب، لكن المنطق المقدّس في الأسفار المزوّرة يحوّل الذّيل إلى رأس، والرّأس إلى ذيل، ولله في خلقه شؤون!!
وبعد موسى تزعّم اليهودَ تلميذُه يوشع ابن نون، وفي زمنه غيّر الربّ رأيه في غير اليهود، فلم يعد يرضى بهم عبيدًا لشعبه المختار، وإنّما يريد أن يراهم وهم تحت التّراب، ويذكر لنا سفر مقدّس وهو سفر يوشع، أنّ الربّ أمر شعبه بزعامة يوشع أن يبيد الشّعوب التي تزاحمه على أرضه الموعودة، فبدأت المجازر تتوالى حتّى دعي هذا السّفر بسفر المجازر، نذكر منها مثالاً أو اثنين من بين المئات.
ففي مجزرة مدينة أريحا أمر الربّ بمحاصرة المدينة سبعة أيّام ثمّ الهجوم عليها (وحرّموا -أي أبادوا- كلّ ما في المدينة من رجل وامرأة من طفل وشيخ حتّى البقر والغنم والحمير بحدّ السّيف...وأحرقوا المدينة بالنّار مع كلّ ما بها...وحلف يوشع في ذلك الوقت قائلاً ملعون قدّام الربّ الرّجل الذي يقوم ويبني هذه المدينة أريحا...وكان الربّ مع يوشع وكان خبره في كلّ الأرض)( ).
والأمر نفسه فعله يوشع مع سكّان عاي، إذ إنّه أباد الرضّع والأطفال والنّساء والشّيوخ، كما جاء في الإصحاح التّاسع والعاشر والحادي عشر، حيث بلغ ما أباده اليهود زمن يوشع مئات الآلاف.
في زمن داود --، أعظم شخصيّة في الكتاب المقدّس بعهديه القديم والجديد، إذ إنّ داود الملك القائد -وليس داود نبيًّا عندهم- هو الذي استتبّت له البلاد، وسيطر على الأرض الموعودة، وأذاق الشّعوب التي أحاطت بالمنطقة كافّة شرّ العذاب، إذ إنّه دفع بعشرات الشّعوب غير اليهوديّة إلى أفران النّار من أطفال، ونساء، وشيوخ ورضّع، حتّى البقر والحمير، لم تفلت من يده ولا ندري ما ذنبها !.
جاء في الكتاب المقدّس (فجمع داود كلّ الشّعب وذهب إلى رية وحاربها وأخذها...وأخرج الشّعب الذي كان فيها ووضعهم تحت مناشير ونوارج حديد وفؤوس حديد ورماهم في أتّون الآجر، وهكذا صنع بجميع مدن بني عمون)( ).
وفي آية أخرى (وصعد داود ورجاله وغزوا الجشوريّين والجرزيّين والعمالقة، لأنّ هؤلاء من قديم سكّان الأرض...وضرب داود الأرض ولم يستبق رجلاً ولا امرأة)( ).
هذا هو النبيّ داود -- تصفه الكتب المقدّسة بأنّه مجرم حرب، وسفّاك دماء، وعربيد، زعيم عصابة يهلك الحرث والنّسل، ويسطو على أصحاب الأرض الأقدمين -بنصّ الآية- ويدمّر مدنهم ويلقيهم بعد العذاب الشّديد في أتّون الآجر وأفران النّار، التي تلتهم جلودهم وعظامهم وتحوّلهم إلى رماد، وقد فعل داود ذلك بعشرات المدن والبلاد يلقيها بأطفالها وشيوخها ونسائها في أفران النّار، إنّه هولوكوست، تنساه إسرائيل التي تدّعي أنّ هتلر هو الذي ابتكره، فالكتاب المقدّس يقول إنّ أعظم زعيم يهوديّ، وصاحب السّلطة المطلقة في شعب الله المختار وعلى الأرض الموعودة، يلقي بالأبرياء من الرضّع والأطفال في لهيب النّيران، وذلك طبعًا بأمر إلهيّ مقدّس، على الأقلّ هتلر لمّا فعل فعلته المزعومة لم ينسب عمله إلى الله، ولم يقل أنّ هذا الإجرام مقدّس، أمّا داود وباراق، وشمشون، وصمويل النبيّ ويوشع وغيرهم من الأنبياء الذين قتلوا ملايين البشر، ويزعمون أنّ هذا القتل يرضي الله، لأنّه طاعة لأوامره.
ويقول بعض علماء التّاريخ أنّ إحصاءات غير معقدة، تدفعنا إلى الاستنتاج بأنّ عدد الذين قُتلوا بأمر إلهيّ في العهد القديم قد بلغ حدود 80 مليونًا!!!
أي ما يقارب عدد سكّان الأرض حينها عدا لحسن الحظّ الهنود الحمر الذين سكنوا أمريكا، حيث إنّ "كريستوف كولومب" لم يكن اكتشفها بعد، لكن لسوء الحظّ فإنّ حسن الحظّ لا يدوم، فإنّ الهنود الحمر الذين لم تصل يد الأنبياء اليهود إليهم، قد قضوا فيما بعد على يد البروتستانتيّة التي استعمرت أمريكا الشّماليّة، وعلى يد الكاثوليكيّة في جنوبها.
لقد كانت سنوات الزّهو اليهوديّ، والعزّة التي يفخر بها بنو إسرائيل، وكان عصر داود عصرًا ذهبيًّا داميا، لم يسبقه ولم يأت بعده عصر مثله، إنّه عصر الانتصار والتوسّع وبسط النّفوذ وقهر الأعداء، إنّه زمن تحقّق نبوءات إبراهيم وإسحاق ويعقوب، ففي تلك السّنوات أصبحت الأرض الموعودة بيد نسل إسرائيل، وأثبت داود أنّ كلّ الشّعوب على وجه الأرض عبيد بل كلاب وخنازير وأنّ اليهود شعب الله المختار.
كانت أيّام داود التي حكم على نسل إسرائيل، أيّام الكبرياء والاستكبار، حيث استتبّ الأمر لهم، وجلس داود على كرسيّه السّياسيّ، يسوس المملكة اليهوديّة.
هذه خلاصة الخلاصة للعهد القديم.
بعد كل هذا ...أين إهانة الإنجيل للمسيح فيما قلناه؟
وما علاقة المسيح بالعهد القديم الذي اتضحت إستراتيجيته الجنونية والإجرامية في استعباد الأمم واضطهادهم؟
لا اختلاف بين العهد القديم والجديد، ولا فرق بين رب الإنجيل، وهو المسيح، ورب التوراة، وهو أدوناي أو يهوه أو إلوهيم، فكلها أسماء لرب واحد، هو رب اليهود واله بني إسرائيل.كما قلت سابقا، الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد لا يتحدث عن رب العالمين ولا عن إله البشرية، ولا عن رسالة هادية لسكان الأرض، إنه يحصر الدين كله في اليهود، فإله بني إسرائيل فضلهم منذ الأزل، وهو يحابيهم في مواجهة العالم إلى الأبد.
وحتى لا يعتقد القارئ أن النصرانية بريئة من العهد القديم، وأن العهد الجديد، الذي جاء به المسيح خال من كل لوثة عنصرية، بحيث لم تتلوث يداه بالإجرام والاستعباد للأمم، أسارع لألقي عليه بعض هذه الخطوط العريضة، التي ترسم أبجديات العنصرية في الإنجيل سيرا على خطى العهد القديم المقدس.
أولا: نبدأ بنسب المسيح، فمع أن المسيح لا يملك أبا بيولوجيا، لأنه وُلد بمعجزة ربانية، إلا أن مزوري الإنجيل أفسدوا تلك المعجزة ولم يرضوا بها، لقد ابتكروا من العدم سلسلة نسب وهمية للمسيح من جهة الأب، ليثبتوا أنه من سلالة أنبياء بني إسرائيل، ليكون بذلك يهودي الأب والأم.
فأمه مريم يهودية باتفاق الجميع، ومن ناحية الأب فإنجيلا متى ولوقا يرفعان نسبه إلى داود ثم إلى يعقوب وإسحاق وإبراهيم ونوح، فالمسيح بذلك يهودي إسرائيلي.
ثانيا: المسيح نبي اليهود أرسل إلى بني إسرائيل، ولم يرسل إلى غيرهم، والأمر واضح جدا من العهد الجديد، فعلى سبيل المثال لا الحصر جاء في أعمال الرسل (الكلمة التي أرسلها إلى بني إسرائيل يبشر بالسلام يسوع المسيح)
وقد كان المسيح حريصا على الدعوة إلى دينه بين اليهود أو بني إسرائيل فقط، ولم يأمر بغير ذلك، جاء في الإنجيل توجيهه إلى تلاميذه (وهؤلاء الاثناعشر أرسلهم يسوع وأوصاهم قائلا إلى أمم لا تمضوا إلى مدينة السامريين لا تدخلوا، بل اذهبوا بالحري إلى خراف بني إسرائيل الضالة)
ولم يثبت عن المسيح أبدا في دعوته أنه حاول تبليغها لغير اليهود، فلم نسمع أنه أرسل رسلا أو رسالات في حياته إلى الملوك والأمراء والسلاطين، كما فعل محمد --، مع حكام الفرس والروم ومصر والحبشة واليمن...وغيرها، لأن الإسلام دين عالمي بلا منازع.
كان أتباع المسيح الاثناعشر يهودا، وأتباعه من النساء والشيوخ والآخرين كلهم يهود.
يقول المسيح (لم أرسل إلا إلى خراف بني إسرائيل الضالة)
ويقول (وأنت يا بيت لحم أرض يهوذا لست الصغرى بين رؤساء يهوذا، لأن منك يخرج مدبر يرعى شعبي إسرائيل)
ويقول (يا أورشليم، يا أورشليم، يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها، كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا)
يتضح أن المسيح رسول يهودي إلى اليهود، ولا معنى أن يدعو النصارى اليوم، سكان العالم إلى الدخول في النصرانية، لأنه مخالف لتوجيهات المسيح، ومن أغرب الأمور أن الكنيسة عبر تاريخها الطويل، لم تدع أو تمارس تبشيرها وتنصيرها بين اليهود، وفي الدولة المغتصبة إسرائيل، رغم أنهم هم المعنيون بدين المسيح، وفي الوقت ذاته نجد الكنيسة تصول وتجول في العالم، وخصوصا العالم الإسلامي، حيث تريد تبشيره بدعوة الإنجيل والصليب، مخالفة بذلك أوامر المسيح وخطته الأزلية، ومن ثم فإن اعتناق غير اليهود للنصرانية، سواء كانوا عربا أم بربرا أم روما أم أمريكانيين أم أفارقة...باطل بنص الإنجيل، وغير شرعي بنص العهد الجديد، الذي يزعمون أنهم يعملون بإرشاده ويهتدون بهديه، لذا فإن النصرانية، أو المسيحية كما يسمونها لن تخلصهم ما داموا ليسوا يهودا.
ويجب أن أتوقف على الدليل الوحيد الذي بحوزة الكنيسة وتفرح به، إنه آية مشبوهة جاءت في إنجيل متى إذ يقول المسيح (... فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الأب والابن وروح القدس، وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيكم به )
يرى العلماء أن هذه الآية ملحقة بالنصوص القديمة من الإنجيل إذ إن أقدم النسخ المتوفرة لدينا ليس فيها هذه الآية، فهذا دليل إلحاقيتها، ومن جهة ثانية نعلم أن التثليث المذكور هنا لم يكن معروفا في القرون الثلاثة الأولى لتاريخ النصرانية، وإن التثليث تقرر في نهاية الربع الأول من القرن الرابع الميلادي، في مجمع نيقيه 325م، أما ألوهية الروح القدس فلم تتقرر إلا في مجمع القسطنطينية سنة 381م، لذلك يتقرر أن التثليث الباطل في آية الدعوة العالمية للنصرانية مدسوس في الإنجيل، لذلك لا نستغرب أن الأناجيل المطبوعة حديثا، بجميع اللغات حذفت آيات التثليث ومنها آية في رسالة يوحنا 7:5.
أما الدعوة العالمية، التي تفرد بها بولس في رسائله الأربع عشرة، فهي مخالفة لدعوة تلاميذ المسيح وعلى رأسهم بطرس وغيره، فبولس كان منافقا مخربا من الداخل، والنصرانية اليوم أحرى أن تُسمى "البولسية" بدل المسيحية.
ونعود مرة أخرى لنستشهد بأقوال الإنجيل، التي تثبت أن المسيح جاء على خطى أنبياء يهود سبقوه، وعلى زعم الإنجيل، فهو من سلالة سلاطين من بني إسرائيل، جاء ليجلس على كرسي العرش اليهودي.
(قال لها الملاك، لا تخافي يا مريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله، وها أنت ستحبلين وتلدين ابنا تسميه يسوع، هذا يكون عظيما وابن العلي يدعى ويعطيه الأب الإله كرسي داود أبيه ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد)
وهذا ما يصرح به القرآن الكريم رسولا إلى بني إسرائيل آل عمران 49.
حتى إن المسيح أخبر تلاميذه أنهم لن يُكملوا الدعوة في بنى إسرائيل بسبب موعد قيام الساعة القريب، (الحق أقول لكم ..لا تُكملون مدن بني إسرائيل حتى يأتي ابن الإنسان)
(فأجاب بطرس حينئذ وقال له ..ها نحن قد تركنا كل شيء فتبعناك فماذا يكون لنا؟ فقال لهم يسوع: الحق أقول لكم إنكم الذين تبعتموني في التجديد، متى جلس ابن الإنسان-المسيح- على كرسي مجده تجلسون أنتم أيضا على اثني عشر كرسيا، تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر) .
جاء المسيح وتلاميذه لدعوة وإدانة أسباط إسرائيل الاثني عشر، ولا مكان لكرسي ثالث عشر، لا مكان لبولس ولا مكان للبابا ولا لروما، ولا للنصرانية العالمية، فالإنجيل يقول على لسان يوحنا (إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله)
يقول وين انج: "إن المسيح كان نبيا لمعاصريه من اليهود، ولم يحاول قط أن ينشئ فرعا خاصا به من بين هؤلاء المعاصرين، أو أن يُنشئ له كنيسة مغايرة لكنائس اليهود أو تعالمهم".
وتقرر دائرة المعارف البريطانية:"أن أسبق حواريي المسيح ظلوا يوجهون اهتماماتهم إلى جعل النصرانية دينا لليهود وجعل المسيح أحد أنبياء بني إسرائيل إلى إسرائيل".
لكن بولس جاء بعد رفع المسيح، وأطلق دعوته في جميع الأمم غير اليهودية، زاعما انه رسول المسيح إلى العالم، وقد واجهه تلاميذ المسيح وحواريوه، ورفضوا دعوته، واختلفوا معه، بل إن هؤلاء الحواريين لم يكونوا يُصدقون بأنه اعتنق النصرانية.
ثالثا: كنا ننتظر من المسيح أن يدين ما جاء في العهد القديم، من إجرام ضد غير اليهود، وأن ينتقد سياسة التطهير العرقي، التي انتهجها رب الجنود برفقة جنوده ضد المستضعفين في الأرض، كنا ننتظر من المسيح أن يفضح التمييز العنصري، الذي كان ضحيته كل أجناس العالم عدا اليهود ...
لكن لم يحدث ذلك، لم نقرأ أن المسيح وقف مع حقوق الإنسان، كما لم نشاهد تلك المحبة العظيمة، التي يتشدق بها رجال الكنيسة، وإنما العكس هو الصحيح، فنرى الإنجيل المحرف يخطو الخطوات ذاتها القديمة استمرارية للعهد القديم.
إن موقف المسيح –حسب الإنجيل المحرّف- مليء بالخذلان، إذ إنه لم يأت ليلغي ويبطل ناموس العنصرية وشريعة الاستعباد، إنما جاء ليتمم ويُكمل سلسلة العنصرية والإجرام.
قال المسيح: (لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء، ما جئت لأنقض بل لأكمل)
هذا هو جواب المسيح على ظنوننا، "لا تظنوا أني جئت لأنقض بل أكمل"!؟
إن ما سقناه من العهد القديم من الجرائم التمييزية والآيات الاستعبادية، كلها ثابتة في كتبهم، وأقبح ما في تلك الجرائم أنها كلها مقدسة، وستبقى كذلك إلى يوم الساعة ألم يقل المسيح (زوال السماء والأرض أيسر من أن تسقط نقطة واحدة من الناموس)
نعم لن تحذف آيات العهد القديم، لأن زوال السماوات السبع والأراضي السبع أهون من زوال كلمة بل حرف بل نقطة.
ستبقى الآيات المقدسة، التي تحكم على البشرية باللعنة والاستعباد شاهدا على العجرفة اليهودية، التي زورت الإنجيل، وشاهدا على المكابرة والاستمرار في نهج خاطئ منذ اللحظة الأولى.
إن كلام المسيح دليل على موافقته على ما جاء في الناموس، وتتأكد الموافقة بضم العهد القديم إلى الجديد وتسمية الكل "بالكتاب المقدس".
قد يقول قائل: إن الإنجيل لم يتعرض للعهد القديم بالنقد، والكف عن ذم التمييز العنصري اليهودي لا يعني الموافقة عليه، وعدم مواجهته لا يدل على الرضا عنه.
ليس هذا المنطق مقبولا، لأن الساكت على الحق شيطان أخرس، خصوصا في حق الرسل فضلا عن أن يكون المسيح، وهو فوق رتبة الرسل، كما يزعم الإنجيل.
نعود الآن إلى تلك الآية العجيبة التي يقر فيها المسيح بأنه جاء ليكمل ما تركه الناموس، (لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء، ما جئت لأنقض بل لأكمل)
فكيف أكمل المسيح الطريق؟
وما هي الحلقات المثيرة التي أضافها للمسلسل الطويل، الذي ذكرت بعض حلقاته في الصفحات السابقة؟
جاء في إنجيل متى (وإذا امرأة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت إليه قائلة ارحمني يا سيد يا ابن داود، ابنتي مجنونة جدا، فلم يجبها بكلمة فتقدم تلاميذه وطلبوا إليه قائلين اصرفها لأنها تصيح وراءنا، فأجاب وقال:لم أُرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة، فأتت وسجدت له قائلة يا سيد أعني، فأجاب وقال: ليس حسنا أن يُؤخذ خبز البنين ويُطرح للكلاب، فقالت: نعم يا سيد والكلاب أيضا تأكل من الفتات الذي يسقط من مائدة أسيادها).
هذا هو المسيح المحب والعطوف، تأتيه امرأة تصيح وتصرخ وتندب وتدعوه لشفاء ابنتها المريضة، فلا ينظر إليها ولا يجيبها إلا بعد تدخل التلاميذ، فكيف واجهها؟
" ليس حسنا أن يُعطى خبز البنين للكلاب"!!
المرأة المسكينة تتضرع ..وهو يتلذذ في إذلالها بوصفها بالكلب، أهذا تمييز عنصري أم جنون أم سادية أم كل ذلك؟
النص يتحدث بنفسه عن نفسه، ولا يترك لنا مجالا البتة لفهمه على غير ما يدل منطوقه، وأي تعليق على النص يضعف قوته.
إلا أننا يجب أن نقف على جملة من الحقائق منها: أن هذه "المرأة الكلب" كانت كنعانية عند متى وسورية فينيقية غير يهودية عند مرقس، على عادة الاختلاف في كل شيء، المهم هو بيان أنها ليست يهودية، وهي استمرارية للعهد القديم الذي يتلذذ بإهانة اليهود للكنعانيين وغيرهم، وقد جعل الكتاب المقدس كنعان ونسله عبيدا لأنهم ملعونون (ملعون كنعان...عبدا يكون لإخوانه)
لم يأت المسيح من أجل الكنعانيين، ولم يرسل إلى السوريين الفنيقيين وإنما جاء رسولا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة...
لكن ماذا يفعل القساوسة في أدغال إفريقيا؟
ماذا تفعل الكنيسة في أمريكا اللاتينية؟
ماذا يفعل الآباء البيض وفراخهم هنا في الجزائر؟
ماذا يفعل المنصرون على الفضائيات التبشيرية؟
ألا يعلم أولئك أننا كلاب ليس من حقنا مشاركة اليهود البنين خبزهم وفتات موائدهم؟
ويمعن الإنجيل في الإذلال العنصري، فيقول على لسان تلك المرأة الكنعانية: "نعم يا سيد وحتى الكلاب تأكل من فتات موائد أسيادها".
هذا هو المخلص!
هذا هو الثالوث المحب!
هذه هي المحبة!
فيسوع محبة! ! ! ! ! ! !
إنها محبة تجعل منا، وبكل قلة أدب وبكل وقاحة كلابا في مقابل أبناء الله اليهود.
ليست إذن أمريكا مخترعة التمييز العنصري، ولا الرائدة في هذا الإجرام، وإنما كانت النصوص النصرانية المقدسة هي الرائدة في هذا المضمار، الذي يشبه بشرا من خلق الله بالحيوانات الخسيسة..
وجاء في نص آخر، مقدس طبعا كسابقه، نهي المسيح العنصري تلاميذه أن يدعوا غير اليهود إلى خير دينهم قال: (لا تعطوا الكلاب ما هو مقدس، ولا تلقوا درركم إلى الخنازير لئلا تدوسها بأرجلها وتلتفت إليكم فتمزقكم)
إن المتأمل للخطاب الديني للكتاب المقدس، ولهذه الآيات التي جاءت على لسان المسيح، يصاب بالصدمة للجرأة والحقد واحتقار الآخر وإلغائه وإذلاله، وإلا فكيف نفسر هذه القائمة من الكلمات، التي تشكل الخطاب الديني النصراني في حق غير اليهود.
كلمات اللعنة..العبودية..الكلاب..الخنازير...
ويتفق هذا المذهب مع تنظيرات بل تخريفات بولس الرسول الكاذب في رسائله المقدسة، فهو يشرح فيها بالتفصيل الرؤية العنصرية للعهد الجديد تجاه غير اليهود من الأمميين، يستند بولس في إحدى تخريفاته إلى نص قديم في التمييز العنصري ورد في العهد القديم، فنفض عنه الغبار ولمعه، ثم قدمه كأنه أحد معالم العهد الجديد.
والنص المقصود هو ما ذُكر في سفر التكوين: (قالت سارة لإبراهيم: اطرد الجارية وابنها لأن ابن هذه الجارية لا يرث مع ابني إسحاق).
وهذا هو نص بولس في رسالته إلى غلاطية في أقصى شمال تركيا (قولوا لي أنتم تريدون أن تكونوا في حكم الناموس: أما تسمعون الناموس؟
يقول الكتاب: كان لإبراهيم ابنان، أحدهما من الجارية والآخر من الحرة، أما الذي من الجارية -يعني إسماعيل- فولد حسب الجسد، وأما الذي من الحرة -إسحاق- فولد بفضل وعد الله، وفي ذلك رمز، لأن هاتين المرأتين تمثلان العهدين، فإحداهما هاجر من جبل سيناء تلد للعبودية، وجبل سيناء في بلاد العرب...أما أورشليم السماوية فحرة وهي أمنا ..فأنتم يا أخوتي أبناء الوعد مثل إسحاق، وكما كان المولود بحكم الجسد يضطهد المولود بحكم الروح، فكذلك هي الحال اليوم، ولكن ماذا يقول الكتاب المقدس؟
يقول: اطرد الجارية وابنها، لأن ابن الجارية لن يرث مع ابن الحرة، فما نحن إذن يا أخوتي أبناء الجارية، بل نحن أبناء الحرة)
بعد قرون طويلة يعود بولس اليهودي ليضع السكين في الجرح، ويثير أحقادا قديمة ليشعل النار بين الناس ويؤجج الكراهية العنصرية، وينشر هذه الأفكار المريضة والخبيثة في رسالة موجهة إلى أقصى شمال تركيا بغلاطية، ولا أدري بماذا يفيد ذلك الأتراك الغلاطيين في خلاصهم وهدايتهم!
نستشف من النص العنصري أن إسماعيل هو إنسان من حيث الجسد فقط، أما إسحاق فهو إنسان من روح الله، كما أن هاجر الجارية تلد للعبودية، لا تعدو أن تكون مصنعا لإنتاج العبيد، لخدمة السيد اليهودي من نسل أبناء الحرة، إسحاق ونسله.
ويكذب بولس ويزور التاريخ عندما يزعم أن ابن الجارية اضطهد ابن الحرة، فالعهد القديم يحكي العكس تماما، فالتزوير لحق حتى العهد القديم بأثر رجعي!
ويختار بولس الانضمام لمعسكر المختونين من اليهود، مع أنه رسول المسيح لغير المختونين من الامميين كما -يزعم- فهو عندما يتعلق بالعنصرية لا يرتاب ولا يتوانى في خذلان الامميين والالتصاق بأبناء الحرة من الأسياد.
ولم يسلم المسلمون بعد مجيء الإسلام وانتشاره بين الأمم من هذا التعصب والعنصرية الكنسية العمياء، لأن ورثة التمييز من الصليبيين لا يرون في المسلمين أكثر من عبيد من أبناء إسماعيل، سيد العبيد، يقول Joaneis damenesemi : "إن طائفة النصارى السريان أطلقوا على المسلمين لقب طائفة أبناء الجارية مستندين إلى مقتطف من الإنجيل استل من رسالة بولس إلى غلاطية، ويرون أن المسلمين مستبعدون من وعد الخلاص الالهي" .
أما في عصرنا الحاضر فإن العنصرية الهوجاء التي حكم بها الأوروبيون العالم -خصوصا الأفارقة والعرب المسلمين- لم تنبع من شعاراتهم الحديثة ومبادئهم الجديدة، بل دفعتهم إليها كتبهم المقدسة، وعلى رأسها الكتاب المقدس، ولقد كان النصارى الأوروبيون في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية يعتبرون سكانها الأصليين مواطنين من الدرجة العاشرة، ومن أمثلة ذلك وما أكثره ما ورد في مجلة لايف في أحد أعدادها: The government of south africa still relies on genesis, wich describes a son of ham a slave of slaves, to justifiy a subordination of negroes.
"لا تزال حكومة جنوب أفريقيا تعتمد على ما جاء في سفر التكوين، الذي يصف أحد أبناء حام -وهو كنعان- بأنه عبد العبيد لتبرير سيطرتها على السود" .
وإذا ما عدنا إلى الإنجيل وبالضبط إلى رسول النصرانية بولس، الذي لا يستحي من مدح وإطراء أولئك الذين تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء، وأزهقت عنصريتهم فلولا من الأطفال والشيوخ والنساء، ويجعل تلك الجرائم بطولات إيمانية مقدسة.
يقول بولس (وماذا أقول بعد؟ الوقت يضيق بي إذا أخبرت عن جدعون وباراق وشمشون ويفتاح وداود وصموئيل والأنبياء، فهم بالإيمان أخضعوا الممالك وأقاموا العدل، ونالوا ما وعد به الله وسدوا أفواه الأسود، وأخمدوا لهيب النيران، ونجوا من حد السيف وتغلبوا على الضعف، وصاروا أبطالا في الحرب وهزموا جيوش الغرباء)
وما أولئك الغرباء إلا أصحاب الأرض الأصليون، بما فيهم أبناؤهم ونساؤهم ودوابهم، التي لم تسلم من الإحراق في أفران النار، التي ابتكروها واستخدموها في سلسلة طويلة من الهلوكوستات، التي تشهد بها الصفحات السود لكتابهم المقدس، وبينما هم لا ينكرون ذلك، بل يعتبرونه أمرا إلهيا نفذوه بافتخار، فإنهم في المقابل يجبرون العالم اليوم على أن يؤمنوا بالمحرقة النازية، التي يشك فيها العقلاء، فقد أثبت علماء التاريخ والخبراء أن تلك المحارق أكذوبة كبرى وأسطورة من الأساطير، التي تبنى عليها الصهيونية شعاراتها.
وأبرز من كتب حول الموضوع رجاء جارودي، في كتابه العلمي الموضوعي"الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل" أورد فيه الأدلة على زيف المبالغات الهائلة، مما كلفه دفع الثمن غاليا، إذ حاصرته الصهيونية العالمية بمساعدة أذيالها الغربية في الإعلام والجامعات ودور النشر، حتى أوصلوه إلى المحكمة بتهمة معاداة السامية ثم إدانته، ومع أننا نحن المسلمين أيضا من أبناء سام، كما تقول كتبهم المقدسة، إلا أنهم يحتكرون الانتساب للسامية، حتى أصبحت السامية كلمة مرادفة لليهودية بل للصهيونية، ويقف معهم الغرب النصراني الذي يدافع عن الصهيونية باسم الدفاع عن السامية في غلط مريب ومتعمد!
والنصرانية إذ تقف مع اليهودية بل الصهيونية لم تتجاوز ما فرضه عليها كتابها المقدس، وتاريخها الديني الدامي، فلا غرابة بعد ذلك أن يُسموا هاتين الحضارتين المتحالفتين على العنصرية والكراهية للغير بالحضارة "اليهودية النصرانية" La civilisation judéo chrétienne
ونحن أبناء حضارة البؤساء، فليس لنا إلا أن نخضع ونكون أوفياء لأسيادنا من تلك الحضارة، لأن هذا هو ما يشرف تعاليم الله المخلص يسوع المسيح، حسب توجيهات الإنجيل، يقول بولس في رسالته إلى تيطس (وعلم العبيد أن يطيعوا أسيادهم وينالوا رضاهم في كل شيء، وأن لا يخالفوهم ولا يختلسوا شيئا من أسيادهم، ويكونوا أوفياء لهم، وهكذا يشرفون تعاليم الله مخلصنا)
هذه هي حكاية العنصرية والتمييز وما نتج عنه من إجرام وكراهية واستعباد، في دين يزعم أنه دين المحبة والسلام ودين الخلاص للبشرية جمعاء، أما الإسلام فهو يعلو على هذا الحضيض، وينأى بنفسه عن هذا المستنقع الآسن ماؤه.
فالإسلام دين البشرية كلها، والله رب الإنسانية جمعاء، لا فرق بين جنس وآخر، ولا فضل لعرق على آخر، ويقرأ المسلمون في كل صلاة قوله تعالى الحمد لله رب العالمين الفاتحة1
وخلق الله الناس سواسية أحرارا، لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير الحجرات 13.
فإذا كان الكتاب المقدس يفضل اليهود على العالمين، مهما كفروا وقتلوا وزنوا وأفسدوا في الأرض، فإن الله في القرآن يجعل التقوى والإيمان معيار التفاضل الوحيد، قال رسول الله --: "لا فضل لعربي على أعجمي ولا أبيض على أسود إلا بالتقوى".
وليس في القرآن أو السنة الصحيحة نص واحد يميز فيه الله بين العرب وغيرهم، بل إن الإسلام قرب وفضل بلالا الحبشي وسلمان الفارسي وعبد الله بن سلام اليهودي، بينما أبعد وأهان أبا لهب عم الرسول العربي ابن العربي، كما أن نصوصا حديثية كثيرة تقرر أن أبويّ الرسول أنفسهم من أهل النار لكفرهم بدعوة إسماعيل وإبراهيم، ولم تشفع لهم قرابتهم المباشرة من الرسول أمام العدل الإلهي المطلق.
التمييز العنصري الذي تلطخ به العهد القديم والعهد الجديد، إهانة للمسيح -- وإن هذا التمييز الخطير فتك بالبشرية منذ آلاف السنين، ولابد أن يُطرح السؤال اليوم عن مدى تورط الكتاب المقدس المحرف بمسيحه في نشر جرثومته في أبناء الجنس الواحد، ولن ينسى هذا الجنس ما اقترفه المسيح المفتَرَى عليه وكتابه في حقه.
إبليس يجرّب المسيح!!
جاء في إنجيل متّى( ) ومرقس( ) ولوقا( ): (وقاد الرّوح القدس يسوع إلى البرّيّة ليجرّبه إبليس، فصام أربعين يومًا وأربعين ليلة حتّى جاع، فدنا منه المجرّب وقال له: إن كنت ابن اللّه، فقل لهذه الحجارة أن تصير خبزًا، فأجابه: يقول الكتاب ما بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكلّ كلمة تخرج من فم اللّه، وأخذه إبليس إلى المدينة المقدّسة، فأوقفه على شرفة الهيكل وقال له: إن كنت ابن اللّه فألق بنفسك إلى الأسفل، لأنّ الكتاب يقول: يوصي ملائكته بك فيحملونك على أيديهم لئلاّ تصدم رجلك بحجر.
فأجابه يسوع: يقول الكتاب أيضًا لا تجرّب الربّ إلهك، وأخذه إبليس إلى جبل عالٍ جدًّا فأراه جميع ممالك الدّنيا ومجدها وقال له: أعطيك هذا كلّه، إن سجدت لي وعبدتني.
فأجابه يسوع: ابتعد عنّي يا شيطان! لأنّ الكتاب يقول: للربّ إلهك تسجد وإيّاه وحده تعبد، ثمّ تركه إبليس، فجاء بعض الملائكة يخدمونه).
هذا هو الكتاب المقدّس، وهذا هو الإنجيل وهذا هو العهد الجديد، هذا الإنجيل يستمرّ في إذلال شخص المسيح، يتلذّذ في إهانته يخبرنا الإنجيل أنّ الرّوح القدس وهو أحد الآلهة المقدّسة أو جزء من الثّالوث المقدّس يأخذ المسيح، ابن الله أو الله أو الجزء الثّاني المقدّس ويسلّمه للشّيطان، يقدّمه لإبليس حتّى يجرّبه هذا الأخير.
وما معنى يجرّبه؟، الذي يتبادر من النصّ أنّ المسيح يسوع –ربّما- قَبْلَ أن يستحقّ الألوهيّة أو أن ينخرط في سلك الثّالوث ويجد له مكانًا مع الأب والرّوح القدس، كان يجب أن يمرّ بامتحانات، وكان عليه أن ينجح فيها بتفوّق وامتياز مع مرتبة الشّرف !!
لأنّ الألوهيّة، أو الانتماء إلى الثّالوث المقدّس ليس بابًا مشرعًا أمام كلّ من هبّ ودبّ وإنّما لا يلتحق بتلك المكانة الرّفيعة المقدّسة إلاّ من فاض زاده من الكفاءات وأثبت أنّه جدير بتلك الألوهيّة المكتسبة.
فالألوهيّة عند النّصارى ليست بهذا المفهوم مكانة وراثيّة تنتقل من الأب إلى الابن، كما تنتقل الإمارة على وجه الأرض من الأمير إلى وليّ عهده، الألوهيّة في الإنجيل تكتسب بالامتحانات والتّجارب والاختبارات.
ومَن يجري تلك الاختبارات!؟
إنّه إبليس أستاذ التّجارب ومدرسة المتخرجين بتخصّص إله!.
لنعد الآن إلى النصّ حتّى لا نغرق في ظلمات بعضها فوق بعض، يقول النصّ: إنّ المسيح لمًّا دخل مدرسة إبليس، انساق وراءه كالخروف، وسلّم زمام أمره له فتبعه هنا وهناك وسار معه كالتّابع الذّليل، ولم ينطق، ولم يرفض ولم يحتجّ، ولم يتمرّد، بل بقي هكذا يتنقّل خلف إبليس الذي يسوقه من مكان إلى مكان، من البرّيّة إلى الهيكل والمدينة ومنها إلى أعلى الجبل ...وهو في ذلك كلّه خانع، خاضع، لا يعترض، لأنّه يريد أن يكون تلميذًا نجيبًا لينجح في آخر التّجربة أو الدّورة المكثّفة التي دامت أربعين يومًا.
ويقول النصّ الإنجيليّ إنّ إبليس أخذ المسيح إلى جبلٍ عالٍ جدًّا فأراه جميع ممالك الدّنيا ومجدها، وقال له أعطيك هذا كلّه إن سجدت لي وعبدتني !
أصبح إذن لإبليس قدرات فائقة، وقوّات لا قبل للآلهة بها، صعد المسيح مع إبليس إلى جبل عالٍ على الأرض ورأى كلّ مماليك الدّنيا، ولا أدري عن أيّ جبل يتحدّث الإنجيل، فإنّ أعلى جبل على وجه الأرض الهمالايا وقمّته الإفرست، والذين وصلوها لم يروا منها إلاّ بعض الجبال حوله، وأبعد نقطة قد يرونها لا تتجاوز عشرات أو مئات الكيلومترات فأين مماليك أوروبا وأفريقيا وآسيا وأستراليا وأمريكا، فهل رآها المسيح!؟
لا أظنّ.
بل أكثر من ذلك فإنّ المسيح لو صعد إلى القمر لا يستطيع أن يرى إلاّ جانبًا من الأرض، أمّا الباقي قيبقى مختفيا لأنّ الأرض كرويّة لا يظهر الجانب الآخر منها.
ولنفرض جدلاً أنّ ثمّة جبل آخر غير الهمالايا، يقع في دولة أخرى لم يكتشفها بعد كريستوف كولومبس، تُشاهد منها كلّ مماليك الأرض، فلمن تلك المماليك ومن خلقها ومن يملكها؟، وهل خلقها الله أم إبليس خالقها؟، والرّاجح من هذا الكتاب العجيب الغريب أنّها مُلك إبليس وخالقها، لأنّه يريد دفعها رشوة للمسيح مقابل أن يسجد له ويعبده هذا الأخير.
إنّ خضوع المسيح للتّجربة حرّك في إبليس طمعًا غريبًا، وهو أن يصبح السّيّد والمسيح هو العبد، فطمعه لا حدود له، لدرجة أنّه فكّر قي قلب الأدوار ليصير هو الله والمسيح إبليس الذي يتخلّى عن ألوهيّته مقابل رشوة يقدّمها المجرّب.
وهذا النصّ الإنجيليّ، وضعني في حيرة، إذ إنّه يعارض النّصوص الكثيرة في العهد الجديد التي تصوّر الشّياطين والأرواح النّجسة، التي تفرّ من المسيح كلّما سمعت به أو رأته، مثلما ذُكر في قصّة الرّجل المصاب بسكن الأرواح النّجسة التي تسجد للمسيح وتخافه وتتوسّله، وتصرع وتصرخ رعبًا منه.
كما أنّ هذا النصّ شكّك في معلوماتي القديمة التي استقيت بعضها من أفلام الرّعب والأفلام الخياليّة، حيث تظهر الشّياطين وهي تفرّ وتموت بمجرّد رؤية الصّليب، أو القسّ، وإنّ فرارها من المسيح أَوْلى من فرارها من الصّليب وقساوسة هوليوود لو كانوا يعقلون!!
ويذكّرني هذا كلّه بحديث للرّسول يخاطب فيه عمر بن الخطّاب "والله لو سلكت يا عمر فجًّا لسلك الشّيطان فجًّا غيره"، فالشّيطان يخشى عمر من شدّة تقواه وورعه.
وما أروع قصّة الشّيطان الذي دخل المسجد في المدينة النبوية، فأراد أن يقطع على الرّسول صلاته، فأمسك الرّسول بخناقه حتّى وجد برد لعابه بيده وقال: "والله لولا دعوة أخي سليمان لربطت الشّيطان بسارية من سواري المسجد وتركت صبيان المدينة يلعبون به".
إبليس ألعوبة بين أيدي صبياننا، هذا هو الشّيطان في الإسلام، أمّا في النّصرانيّة فيتحوّل إبليس إلى لاعب بالمسيح وبالثّالوث وبالله، فيا لها من مفارقة، وكلّ إناء بما فيه ينضح!.
الإنجيل المحَرَّف يلعن المسيح ويدخله جهنّم!!
تزعم الكنيسة والقساوسة والأناجيل أن المسيح جاء ليموت على الصليب كفارة لذنوب البشر، إلا أن هذا الزعم سرعان ما يتضح أنه مؤامرة خفية وخبيثة، فقد صارت بفعل التزوير لعنة، وبات المسيح المخلص حبيس جهنم وأحوج ما يكون لمن يخلصه.
ذكر بولس في رسالته إلى غلاطية قوله (المسيح افتدانا من لعنة النّاموس، إذ صار لعنة من أجلنا، لأنّه مكتوب ملعون كلّ من عُلّق على خشبة)( ).
أخيرًا تحقّق هدف بولس، فهذا ما أراده وسعى إليه منذ البداية، إنّي أجزم بأنّ الهدف مِن وضع الأناجيل المحرّفة، وبخصوص رسائل بولس الأربعة عشر هو الوصول إلى هذه النّهاية وهي لعن المسيح، وتسويغ ذلك دينيًّا، وجعله لعنًا مقدّسًا.
لقد كان بولس المجهول -حسب روايات الأناجيل المزوّرة التي بين أيدينا- ألدّ أعداء المسيح وتلاميذه وأتباعه، عاصر المسيح ولم يقابله ولم يره وعمل مع إخوانه اليهود بكلّ ما أوتي من خبث على إجهاض الدّين الجديد الذي جاء به المسيح، فقتل النّصارى الجدد وسجن وعذّب واقترف من الاضطهاد ما لا يوصف من شدّة البطش، لكن النّصرانيّة كانت في نموّ وكان أتباعها في ازدياد، واستمرّ النّاس في اعتناق النّصرانيّة بقوّة.
هذه الحقيقية التي لم تعجب بولس، دفعته إلى إعادة النّظر في خططه الخبيثة والاهتداء إلى حيلة ادعاء النّصرانيّة ظاهرًا، أي النّفاق ثمّ الولوج إلى مراكز متقدّمة في هذا الدّين وهدمه من الدّاخل، ولا شكّ أنّ سياسة الهدم التي انتهجها بولس آتت ثمارها.
إذ إنّ النّصرانيّة المحرّفة والمزوّرة، البعيدة عن دين المسيح بُعْدَ السّماء عن الأرض هي التي انتشرت في العالم، ويدين بها الملايير من البشر، ممّا دفع الباحثين إلى تسمية هذا الدّين "البُولُسِيَّة" بدل النّصرانيّة أو المسيحيّة.
فكلّ مفاهيم وعقائد الخطيئة والكفّارة والفداء والتجسّد والتّثليث والصّلب وقيامة المسيح.. وغيرها عقائد طبخها بولس والمنافقون من بعده، ولا أريد بسط القول بالتّفاصيل في موضوع بولس هذا، لأنّ الحديث عنه متشعّب جدًّا، وقد كتب بعض الكتاب مجلّدات ضخمة حول شخصيّة هذا الرّسول المنافق الغامض.
نجح بولس في ضرب النّصرايّة من الدّاخل بعد فشله من ضربها من الخارج يوم كان يُدعى شاؤول، ولم يكتف بولس بضرب وتحريف النّصرانيّة، بل تجاوز ذلك إلى لعن المسيح، ربّ النّصارى ومخلّصهم، بل ولعنه عبر وحي الإنجيل، بل وجعل ذلك اللّعن وحيًا مقدّسًا وعقيدة يتلوها النّصارى في كنائسهم إلى يوم الدّين.
ألا يفكّر النّصارى اليوم في بولس هذا الذي عبث بمعتقداتهم إلى درجة يلعنها جهارًا، ويجعل لعن المسيح دينًا للكنيسة، هذا هو الإنجيل الذي يقرّر أنّ لعن المسيح هو عبادة يتقربّ بها إلى المسيح !
وإلاّ كيف نفهم هذه الآية!؟
يتبيّن من السّياق الذي وضعه بولس للأحداث وتبعه الإنجيل في ذلك أنّ المسيح كان عليه أن يمرّ بمحطّة الخطيئة ثمّ الكفّارة ثمّ الصّلب على خشبةٍ ثمّ محطّة لعنه وإدخاله جهنّم -كما سنرى فيما بعد- المسيح ينتقل من لعنة الخطيئة الأصليّة إلى لعنة أخرى، وهي الموت على الصّليب، إنّه انتقال من آدم ملعون إلى مسيح ملعون، آدم ملعون لأكله من الشّجرة، والمسيح ملعون لأنّه ملعون من عُلّق على شجرة، واللاّعن هو بولس وأعوانه من زعماء التّزوير!!
لقد كان بولس واليهود يلعنون المسيح قبل صلبه، فأصبح النّصارى يلعنونه بعد صلبه، صار المسيح لعنة، هكذا ينتقل المسيح عندهم من الذّروة والقمّة إلى القاع والحضيض، أي من الألوهيّة، من الإله المتجسّد، من الثّالوث المقدّس، إلى مجرّد إنسان ملعون على خشبة، وهي أقرب ما تكون إلى خشبة المسرح التي أقامها مخرج هذا الكتاب المسرحي الهزيل منه إلى خشبة حقيقية وواقعية.
بجرّة قلم يصبح الآلهة ملاعين في الإنجيل، بجرّة قلم يصير الإله لعنة.
هل يعقل هذا ؟
هل من المنطقيّ أن يتحوّل رمز القداسة إلى رمز للدّناسة ؟
من كتب هذا الكلام في الإنجيل؟، من أطلق هذا الحكم؟، كيف يقبل آباء الكنيسة هذا النصّ المدسوس المهين؟
كيف يعلن الإنجيل لعن المسيح!؟
هل هذه آية أوحى بها الله أو المسيح ابن الله أو الثّالوث، يقول فيها أنا ملعون، أو أنا لعنة!؟
لا شكّ بأنّ هذا استهتار بقدسيّة الوحي وقدسيّة الدّين لا غرابة أن تأتي هذه الآية اللاّعنة للمسيح على يد بولس الشّخص اللّغز، وهو سبب كارثة النّصرانيّة، بل سبب فناء دين التّوحيد كان يتزعّمه رسول اسمه المسيح - عليه السلام -، فاندثر في مهده، حتّى جدّده الله ثانية على يد محمّد.
بولس هو الذي صنع من المسيح الإنسان إلهًا وهو الذي يلعن إلهه الذي صنعه!
نعود إلى النصّ الذي ذكرناه في السّابق (هو مكتوب ملعون كلّ من عُلّق على خشبة)، وهذه هي إحالة أخرى إلى العهد القديم فكلمة مكتوب أي أنّها جاءت في العهد القديم.
والإحالات من العهد الجديد إلى العهد القديم في الإنجيل كثيرة جدًّا، الحديث عنها طويل، لكن أذكر ما قاله الباحثون: إنّ كثيرًا من تلك الإحالات خاطئة أو غير موجودة أصلاً، أو أنّها موجودة لكن ليست بالمعنى الذي أراده الذي استدلّ واستند إليها، وهذا ينطبق تمامًا على هذه الإحالة، فبعد البحث الطّويل في العهد القديم وقراءته مرّات كلّيًّا، توصّلت إلى الآية التي أحالنا إليها بولس في ثنايا العهد القديم، وهي كما جاءت في سفر التّثنية كالتّالي (إذا كان رجل، لمعصية ارتكبها قد حُكم عليه بالموت، وقتلْته، وشنقْته إلى شجرة، فجثّته لا تبيت إلى الصّباح، يجب عليك أن تدفنها في نفس اليوم، لأنّ المشنوق لعنة الله)( ).
هذا إذن ما يستند إليه بولس في لعن المسيح، إنّه يحيلنا إلى هذه الآية، لكن هيهات هيهات!!، فالآية أو الحكم المستنبط منها لا ينطبق على المسيح إطلاقًا. فهذه الآية توجيه تشريعيّ من الله إلى موسى في التّوراة وهي تندرج تحت الأحكام الفقهيّة التي شرِعت في التّوراة لشعب إسرائيل ولا علاقة للمسيح بها إطلاقًا.
ولنتأمّل السّياق فقد جاءت الآية وهي لعن المشنوق على شجرة، وليس المصلوب على خشبة كما حرّفه بولس، بعد أحكام خاصّة باللاّويّين، أحكام الأراضي وحدود الملكيّات، أحكام الشّهود، أحكام الحرب، حكم القاتل المجهول، حكم الزّواج من سجينة، حقوق الولد البكر، حقوق الوالدين على الولد، ثمّ جاءت آية المشنوق هذه، وبعدها تستمرّ الشّرائع، كأحكام احترام أملاك الغير وأحكام لباس المرأة والرّجل ... الخ.
إذن جاء حكم المشنوق هذا في الإطار التّشريعيّ المحض من جهة، ومن جهة أخرى فإنّ الآية تتحدّث عن مشنوق لسبب معصية تستلزم شنقه، كالحرابة أو قطع الطّريق أو الزّنا أو القتل وغير ذلك، إذن ما علاقة هذا المشنوق العاصي بالمسيح الإله؟، فالفرق واسع ضيّقه بولس، فلا حول ولا قوّة إلاّ بالله.
ولقد عمل يوشع بتعاليم هذه الآية عندما طبّقها فقد جاء في الكتاب المقدس (أمّا عن ملك عاي، فإنّ يوشع شنقه إلى شجرة وإلى المساء وعند غروب الشّمس أمر يوشع بإنزال جثّته من الشّجرة وألقوها عند مدخل المدينة)( ).
(وضرب يوشع الملوك، وقتلهم وشنقهم إلى خمس أشجار، وبقوا مشنوقين إلى اللّيل، إلى غروب الشّمس، أمر يوشع بإنزالهم من الأشجار وألقاهم في كهف)( ).
ينطلق بولس من مقدّمات خاطئة ليصل إلى نتائج خاطئة، وينتقل من قياس مع الفارق ليصل إلى استنباطات فاسدة وباطلة، وهو يعلم ذلك، لكنّه ككلّ مرّة يعتمد على التّضليل والتّمويه، وجهل أتباع هذا الدّين بالكتب المقدّسة، وبإلغاء عقولهم عند قراءتها.
ومن لعن المسيح تستمرّ رحلة عذاب المسيح فيلقى به بعد لعنه في الجحيم، فالإنجيل المحرف فعل بالمسيح من الأفاعيل ما لم يجرأ عليه اليهود والرّوم والوثنيّون.
أعطى مزوّرو الإنجيل، حتّى لا يتنبّه الرّاقدون، هذه المرّة مهمّة إدخال المسيح جهنّم إلى بطل آخر في مسرحيّة هزليّة دراماتيكيّة، فلقد تولّى بطرس بدل بولس وهو أكبر وأعظم تلاميذ المسيح، وهو البابا الأوّل للفاتيكان، إدخال ربّه وإلهه المسيح إلى سقر وما أدراك ما سقر!، يقول إنجيل بطرس (الذي فيه أيضًا ذهب ليكرّز "يدعو" للأرواح في السّجن)( ).
بعدما صلب المسيح، دخل المسيح إلى جهنّم، وهو الربّ، فمن يا ترى أمر بإدخاله، ومن هي الملائكة التي ساقته من ناصيته، ومن هي الزّبانية التي سلسلته فدفعت به إلى السّعير!؟
تذكّرني هذه القصّة بقصّة يوسف -- في القرآن الكريم عندما دخل السّجن فجلس يعلّم داخل السّجن عقيدة التّوحيد يا صاحبي السّجن ءأرباب متفرّقون خير أم الله الواحد القهّار يوسف 39، فيوسف لا يضيّع الوقت ولا ينسى الدّعوة إلى التوحيد حتّى في غياهب السّجون، لكن المسيح فاقه فهو لا يترك ولا ينسى الدّعوة حتّى في غياهب جهنم والجحيم.
يزعم بطرس أن أثناء بقاء المسيح في السّعير، استغل فرصة وجوده، وهي فرصة لا تعوّض لتنصير وتبشير أولئك الذين ماتوا عبر القرون ولم يكونوا قد آمنوا، فالمسيح محبّ، فأنّى له أن يتخلّى عن محبّيه في الجحيم، فهو مخلّص الأحياء والأموات!.
ودخول المسيح إلى الجحيم ومكثه وسط لهيب مسعور، دام ثلاثة أيّام بلياليها، جاب أرجاء المسعورة، في تلك المدّة القليلة، ولا تحدّثنا الرّواية إن كان قد التقى فرعون وهامان وقارون، ولا ندري إن كان قد دعا إبليس والشيطان إلى الالتزام بشرع الله!؟
هل هذه أسطورة لهوميروس؟
هل هذه مسرحيّة لشيكسبير؟
هل هذا فيلم رعب لألفريد هيتشكوك؟
هل هو حلقة من حلقات جرنديزر؟
ومهما كان فدخول المسيح إلى الجحيم بعد صلبه ومكثه ثلاثة أيّام عقيدة كنسيّة، يقول القسّ جواد بن ساباط «كما أنّ المسيح مات لأجلنا ودُفن فلابدّ أن يُعتقد أنّه دخل جهنّم».
ويقول الرّاهب فيلبس كودانوس «يسوع الذي تألّم لخلاصنا وهبط إلى الجحيم ثمّ في اليوم الثّالث قام من بين الأموات».
ويقول القدّيس كرستوم «لا يُنكر نزول المسيح إلى الجحيم إلاّ الكافر».
أردت أن أدافع عن الرّسول الكريم عيسى المسيح ابن مريم، فما عرفت من أين أبدأ !، مع هذا الإنجيل الذي يُهين المسيح إهانة مَرَضيّة جنونيّة، والأغرب أنّ المسيح إنسانا -كما نعتقد نحن المسلمين- أيسر في الدّفاع عنه من كونه إلها للنّصارى، ورباّ للسّماوات، والثّالوث المقدّس وابنا لله العليّ، الذي يُلعن ويُكب على وجهه في الجحيم، لكن الله بالمرصاد، وحسبي آية واحدة من إنجيلهم المحرّف تعصف بكلّ تلك الأكاذيب المهينة للسيّد المسيح.
جاء في إنجيل لوقا أنّ لصًّا صُلب مع المسيح في السّاعة نفسها فطلب ذلك اللّصّ قبل أن يموت من المسيح أن يذكره متى جاء إلى ملكوته (وقال ليسوع: أذكرني يا ربّ، متى جئت في ملكوتك فأجابه يسوع الحقّ أقول لك: ستكون اليوم معي في الفردوس)( ).
المسيح ذهب إلى الفردوس (الجنّة) في يوم صلبه حسب إنجيل لوقا، فبطل ما سبق من الكلام المهين للسيّد المسيح، وتبين أنه سيناريو سخيف ولله الحمد والمنّة.
المسيح يهدم الأسرة!!
جميع الأديان السّماويّة بَلْ حتى الإيديولوجيّات الأرضيّة، اعتنت بالأسرة من حيث إنّها النّواة التي تحتضن الفرد، ومن ثمّ فهي التي تعدّ الأفراد لبناء مجتمع، لذلك فمن المهمّ بمكان أن تكون الأسرة مستقرّة آمنة ذات علاقات إيجابيّة وسليمة بين أفرادها حتّى تؤدّي واجبها كمؤسّسة اجتماعيّة، إلاّ أنّ النّصرانيّة وبلسان حال الإنجيل المحرف تُورّط المسيح في متاهة خطيرةٍ جدًّا، وهي متاهة تفكيك الأسرة، وقطع الصّلات بين أطرافها ووضع مفاهيم هادمة لكيان الأسرة، وإليك ذلك في عجالة.
يقول المسيح (إنّ كلّ أحد يأتي إلي ولا يبغض أباه وأمّه وامرأته وأولاده وأخوته وأخواته لا يقدر أن يكون لي تلميذًا)( ).
إذن إنّ الحصول على تأشيرة الدّخول في مدرسة المسيح والتّتلمذ على يديه لا يتمّ إلاّ بدفع ضريبة البغض للأهل والولد، هل هذا هو المسيح الذي يزعم الإنجيل أنّه جاء ليخلّص العالم!؟
لقد جاء المسيح ليشعل العداوات بين الأولاد وآبائهم، ويؤجّج نار الفتن بين الأخوة والأخوات، ويفرق المتحابّين داخل الأسرة.
ويوضّح النصّ التّالي خطورة هذا الإنجيل المحرف، وخبث الذين كتبوه، لأنّه ليس كلامًا موحى به، إنّه كلام المزوّرين.
يقول المسيح (جئت لألقي نارًا على الأرض، وكم أتمنّى أن تكون اشتعلت! وعليّ أن أقبل معموديّة الآلام، وما أضيق صدري حتّى تتمّ، أتظنّون أنّي جئت لألقي السّلام على الأرض؟ أقول لكم: لا، بل الخلاف، فمن اليوم يكون في بيت واحد خمسة، فيخالف ثلاثة منهم اثنين، واثنان ثلاثة، يخالف الأب ابنه، والابن أباه، والأمّ ابنتها، والبنت أمّها، والحماة كنّتها، والكنّة حماتها)( ).
وفي رواية متّى (لا تظنّوا أنّي جئت لألقي سلامًا على الأرض ما جئت لألقي سلامًا بل سيفًا، فإنّي جئت لأفرّق الإنسان ضدّ أبيه والابنة ضدّ أمّها، والكنّة ضدّ حماتها، أعداء الإنسان أهل بيته)( ).
إنّ هذه الآيات تكشف أنّ المسيح عكس ما يصوّره القساوسة ورجال الكهنوت وغيرهم، فهو لم يأت بالسّلام، وليس إله السّلام ولا ابن السّلام، كما يحبّ أن يذكره رجال الدّين النّصارى، عندما يريدون لمز الإسلام بأنّه دين الحرب والسّيف والعنف، فهذا هو الإنجيل يفصح ولا يداري بأنّه دين الخلاف والحرب والسّيف، دين هدفه الأوّل على الأرض إلقاء النّار المشتعلة بين أفراد الأسرة الواحدة والمجتمع.
وهذا الفهم طبّقه القساوسة وعملت به الكنيسة عبر القرون الطّويلة ولا تزال، فمنذ الأيّام الأولى لهذا الدّين بدأت تفترق الجماعات النّصرانيّة وتتبادل التّهم واللّعن والتّكفير ثمّ العدوان على بعضها، ويحدّثنا التّاريخ الطّويل للكنيسة عن ملايين من البشر الذين هرستهم آلات الحرب بقطع الرّؤوس والحرق بالنّار، وغير ذلك من فنون القتل والتّشريد بين الطوائف النصرانية، التي أبيدت بعضها عن بكرة أبيها ثم انتقلت فيما بعد إلى الكاثوليك والأرتدوكس والبروتستانت.
كما لا ننسى الحروب الصّليبيّة التي شرعتها وخاضتها جيوش الصّليب في البحر المتوسّط وغيره، وفي الأراضي المسالمة المسلمة، وكم من ملايين من البشر ماتوا تحت أقدام الخيول من نساء وأطفال فضلاً عن الرّجال! وذلك كلّه باسم الدّين، وكم من ملايين من البشر قُتلوا في غزوات الصّليبيّين في الأدغال والغابات النّائية، في حملات التّنصير والتّبشير بسلام الإنجيل وحبّ المسيح!
وأمّا في العصور المتأخّرة، زمن الإمبرياليّة الغربيّة المتحالفة مع الكنيسة، وبمباركة الباباوات، اسْتعُمر العالم بأسره ودانت الدّول لفرنسا وبريطانيا وإسبانيا والبرتغال وايطاليا وغيرها من الدّول الصّليبيّة الإمبرياليّة، وكم عانت البشريّة وعانت جرّاء ذلك! ولو ذهبنا نذكر تفاصيل جرائم النّصرانيّة في دنيا النّاس لاقشعرّت جلود القرّاء وذرفت عيونهم دمًا، وحسبي أن أذكر قصّة قصيرة عن ذلك.
ففي زمن اكتشاف أمريكا الجنوبيّة، دخلت جيوش إسبانيا أمريكا اللاّتينيّة فعاثوا في الأرض الفساد، وأبادوا قبائل الهنود بأكملها، وأذاقوا السكّان الأصليّين من صنوف العذاب ما لا يخطر على بال، فقُبض ذات يوم على رئيس قبيلة من الهنود، ووضعت السّلاسل في يديه ورجليه، فجاءه القسّيس الإسبانيّ المصاحب للجيش، فعرض الصّليب والإنجيل على الرّئيس القبليّ ودعاه لاعتناق النّصرانيّة، فقال له ذلك الرّئيس وماذا أربح باعتناقي هذا الدّين؟ فقال القسّ ستدخل الجنّة، فقال له الرّئيس وهل يوجد في الجنّة إسبانيّون؟ فردّ القسّ نعم.
فقال الرّئيس القبليّ: لا أريد أن أدخل جنّة فيها أسبان وفضّل الموت على أن يعتنق دين النّصرانيّة !!
وشتّان بين هذا والإسلام، فلا يزال التّاريخ يشهد على تسامحه في فتوحاته، ففي فتح مصر عدَل الإسلام، وقال عمر بن الخطّاب كلمته الخالدة «متى استعبدتم النّاس وقد ولدتهم أمّهاتهم أحرارًا».
وفي فتح الأندلس، أضحت مدنها منارات حضاريّة في ظلام أوروبا الدّامس، ولقد قال أحد المؤرّخين الغربيّين: "إنّ أكبر مصيبة وقعت للإنسانيّة وللغرب، هو انهزام المسلمين في معركة بواتيي (Poitier) بفرنسا، لأنّ حينها توقّف المدّ الإسلاميّ في العالم، ممّا جعل العالم يخسر كلّ شيء".
وحتّى لا نسترسل في الحديث عن التّاريخ، نعود إلى الإنجيل والمسيح، فالمسيح الذي ذكر تلك الآيات التي تضرب الأسرة والمجتمع في مقتلٍ طبّق نظرّياته في أرض الواقع وبجدارة.
جاء في الإنجيل (وقال يسوع لرجل: اتبعني، فأجابه الرّجل، يا سيّد دعني أذهب أوّلاً وأدفن أبي، فقال له يسوع اترك الموتى يدفنون موتاهم، وأمّا أنت فاذهب وبشّر بملكوت الله)( ).
هذا هو المسيح، وهذا هو الإنجيل، فالمسيح ينهى أحد تلاميذه عن التفرّغ لدفن أبيه، ويأمره بالذّهاب للتّبشير بالملكوت، كأنّ الملكوت لا يدخله النّاس إلاّ بإهانة الوالدين بتركهم في العراء إذا ما ماتوا، وإكرام الميّت دفنه!
(وقال له آخر أتبعك يا سيّد، لكن دعني أوّلاً أودّع أهلي، فقال يسوع ما من أحد يضع يده على المحراث ويلتفت إلى الوراء يصلُح لملكوت الله)( ).
هل يعقل هذا!؟، قبل قليل ينهى المسيح أحد تلاميذه عن مواراة أبيه الميّت تحت التّراب، ثمّ بعد ذلك ينهى تلميذًا آخر عن توديع أهله، بحجّة أنّه لا يصلح أن يدعو إلى الملكوت من يهتمّ بأهله وولده، مع أنّه لا يوجد تضارب ولا تناقض بين إكرام الأهل والإحسان إليهم والدّعوة إلى الملكوت، لكن الإنجيل متطرّف في أحكامه وأهدافه، فهو يهدم الأسرة ويحطّم أواصر العائلة كلّها بحجّة الدّعوة إلى الملكوت.
وحتّى إذا طبّق تلاميذه تلك النّصائح بل الأوامر الغريبة المريضة، وذهبوا يدعون إلى ملكوت في أصقاع الدّنيا، فهو يأمرهم كذلك أن يقاطعوا النّاس، ويجعلوا بينهم وبين البشر حائط الجفاء وقلّة الأدب، واسمعوا لنصيحة المسيح.
(وبعد ذلك اختار الربُّ يسوعُ سبعين آخرين "من التّلاميذ" وأرسلهم … وقال لهم ... لا تسلّموا على أحد في الطّريق)( ).
وماذا يضرّ التّلاميذ لو ألقوا السّلام على النّاس في الطّريق!؟، أليس هذا أفضل من حيث الإحسان إلى النّاس وجلبهم إلى الدّين الجديد الذي يبشّرون به، أليس التّسليم على النّاس من السّلام والمحبّة التي يدّعيها الإنجيل والكنيسة!؟ رسولنا محمّد يرشدنا إلى التّسليم على النّاس في الطّريق، وعلى أن نسلّم على من عرفنا ومن لم نعرف، فإلقاء السّلام على النّاس دين، وخلق وأدب وإنسانيّة، فهل من معتبر أيّها القساوسة!؟.
ويستمرّ الإنجيل في مثل هذه التّوجيهات والأوامر المكبوتة والمجنونة، بل أكثر من ذلك يجعل أحد أبطال هذه الأخلاق الرّذيلة المسيح نفسه، فاستمع واقرأ عزيزي القارئ بعض أخلاق المسيح مع أمّه الصدّيقة مريم --، في رواية مزوّرة عن حدث وقع في زمن صباه، وقد كان عمره اثنى عشر عامًا، ترك سرًّا والديه (مريم ويوسف النجّار)، وذهب إلى أورشليم ليتعلّم في الهيكل دون علم وإذن والديه، وبعد أن اكتشفت مريم غياب ولدها المسيح، أصابها الخوف والقلق على فلذة كبدها، ففتّشت عنه في كلّ مكان وبعد ثلاثة أيّام من اختفائه وجدوه في الهيكل يتناقش مع معلّمي الشّريعة.
يقول الإنجيل (وقالت له أمّه: يا بنيّ، لماذا فعلت بنا هكذا؟ فأنا وأبوك تعذّبنا كثيرًا ونحن نبحث عنك، فأجابهما: ولماذا بحثتما عنّي؟ أما تعرفان أنّه يجب أن أكون لأبي؟ فما فهما معنى لكلامه)( ).
فمريم أمّ المسيح تخبر ابنها بقلقها وعذابها بسبب غيابه فجأة ثلاثة أيام بلياليها، وهو دون أيّ إحساس بالمسؤوليّة يجيبها، ولماذا تفتّشين وتبحثين عنّي! ؟
إن كان هذا الموقف الغريب والجواب اليسوعيّ المستهجّن، قد صدر منه لمّا كان عمره اثني عشر عامًا، ممّا يدفعنا إلى إيجاد عذر له، فهو في سنّ الصّبا ومرحلة المراهقة، وتلك بعض مظاهرها لكن ماذا نقول في مواقف أخرى لمّا كبر المسيح ونزلت عليه الرّسالة.
يقول الإنجيل (وفي اليوم الثّالث كان في قانا الجليل عرس، وكانت أم يسوع هناك فدعي يسوع وتلاميذه إلى العرس، ونفذت الخمر، فقالت له أمّه ما بقي عندهم خمر، فأجابها ما لي ولك يا امرأة، ما جاءت ساعتي بعد)( ).
ما لي ولك يا امرأة!!؟
هكذا يخاطب الرّسول، الإله أمّه، هكذا يسيء المسيح أدبه مع أمّه، التي طالما حمته، ودافعت عنه، وحفظته من كلّ شرّ، وبكت عليه عند كلّ مكروه أصابه، فبماذا يكافئها؟
بهذه الإجابة:
ما لي ولك يا امرأة!!؟
تصبح أمّه مريم بجرّة قلم إنجيليّة امرأة نكرة في سياق التضجّر، والتأفّف، هذا هو الأدب الإنجيليّ مع الأمّهات.
والقصّة هذه واضحة أنّها مزوّرة، فمريم الصدّيقة لا يمكنها أن تطلب من المسيح أن يجد حلاّ لمشكلة نفاذ الخمر في العرس المزعوم، فالخمر عند اليهود كانت محرّمة، ومريم والمسيح كانا يهوديّين تقيين ملتزمين بشريعة موسى، لا يشربان الخمر، ولا يتعاطيانها، ولا شك أن النص من وضع هواة السكر والعربدة والتزوير.
وفي قصّة أخرى، وما أكثر قصص الإنجيل!، ذُكر ما يلي (وبينما يسوع يكلّم الجموع، جاءت أمّه وإخوته ووقفوا في خارج الدّار يطلبون أن يكلّموه، فقال له أحد الحاضرين: أمّك وإخوتك واقفون في خارج الدّار يريدون أن يكلّموك، فأجابه يسوع، من هي أمّي ومن هم إخوتي؟ ثمّ مدّ يده نحو تلاميذه، وقال ها هي أمّي وإخوتي)( ).
وفدت أسرة المسيح، أمّه وأخوته، إلى المسيح لقضاء حاجة، يريدون الحديث معه، لكنه يرفض الخروج إليهم، ولا يقبل الحديث معهم، ويتبجّح بقوله: إنّ أمّي وإخوتي هم تلاميذي، تزكية واعتزازًا بالتّلاميذ، فالمسيح يفضّل تلاميذه على أمّه مريم تلك الصدّيقة، والأغرب أنّ الكاثوليك يعبدونها، ويدعونها "أمّ الرب"، "المطوّبة"، "الممتلئة نعمة"، ولا ندري من نصدّق الكنيسة التي تعبد مريم، أم المسيح الذي يهينها مرّة تلو أخرى ؟
وفي هذه الآيات التي يبدو فيها المسيح عاقًّا لوالدته، تخالف تلك الآية الشّهيرة التي يكرّرها المسيح في العهد القديم ومن الوصايا العشر (أكرم أمّك وأباك)( ).
فهذه الوصيّة، من أعظم وصايا الكتاب المقدّس، لكنّ المسيح لا يأبه بها ولا يطبّقها، لأنّ الإنجيل المزوّر يريده مسيحًا عاقًّا لأمّه، قليل الأدب معها، لا يبرّها، وهي عانت وتكبّدت المشاق أثناء حملها، لمّا حام حولها قومها واتّهمها النّاس بالزّنا لأنّها لم تكن متزوّجة، وقد قاست السيّدة مريم الويلات من اليهود والفسّاق وأعداء المسيح، لكنّ المسيح يمسح ذلك كلّه بجرّة قلم مسموم.
ولقد دافع القرآن الكريم عن المسيح وأمّه، وأظهر الصّورة الحقيقيّة لهذا النبيّ العظيم، قال الله تعالى في سورة مريم: فأتت به قومها تحمله، قالوا يا مريم لقد جئت شيئًا فريّا ياأخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء و ما كانت أمّك بغيّا،فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيّا،قال إنّي عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيّا، وجعلني مباركًا أينما كنت وأوصاني بالصّلاة والزّكاة ما دمت حيّا،وبرًّا بوالدتي ولم يجعلني جبّارًا شقيّا مريم 26 – 31.
هذه أخلاق المسيح، يعترف المسيح بالأمر الإلهي بطاعة والدته، فالله سبحانه وتعالى اطّلع بعلمه على الأناجيل المزوّرة المهينة للمسيح، التي تصوّره بقلّة الأدب والعقوق لأمّه، فجاء القرآن في سورة كاملة باسم مريم يعلن برّ المسيح بوالدته.
وإنّ ما أستغربه من المسيح كيف يقدّم تلاميذه على أمّه، ويفخر بأولئك التّلاميذ، ويرفع قيمتهم لدرجة أنّه يقول هؤلاء هم أمّي وأخوتي ؟
ووجه الغرابة أنّ أولئك التّلاميذ -كما سنرى بعد صفحات- كان يصفهم بالرّياء، وقلّة الإيمان، وغيرها من الأوصاف المشينة.
فيهوذا الإسخريوطيّ كفر وسلّم المسيح للصّلب، مقابل ثلاثين درهما من الفضة !.
وبطرس أكبر التّلاميذ وأعظمهم دعاه المسيح بالشّيطان، وأنكر المسيحَ ثلاث مرّات قبل صلبه !.
وتوما دُعي بتوما الشّكّاك، إذ شكّ في المسيح !.
وقُبض على أحد التّلاميذ من ثوبه ليلة الإمساك بالمسيح، ففرّ عاريًا، تاركا ثوبه ومسيحه بيد الروم!.
بل إنّ بعض تلاميذه، بل كثير منهم تخلّوا عن إيمانهم بالمسيح قبل أيّام الشدّة، كما في الإنجيل (فتخلّى عنه من تلك السّاعة كثير من تلاميذه وانقطعوا عن مصاحبته)( ).
هؤلاء هم تلاميذه الذين يعتزّ بهم المسيح ويقدّمهم على أمّه، وهم كما نرى شكّاكين، قليلي الإيمان، بعضهم خان المسيح، والآخر أنكره عند الشدّة، وآخرون قاطعوه وهجروه، فهل أحسن المسيح اختيار تلاميذه!؟
لا شكّ أنّه فشل فشلاً ذريعًا في ذلك، ويُحسب الأمر عليه، مما يضاف إلى القائمة السوداء من إخفاقاته.
والإسلام يوضّح لنا أنّ طاعة الوالدين والبر بهما، خاصّة الأمّ، دين وعقيدة وخلق، ويحرم حتّى التأفّف معهم ولا تقل لهما أفٍّ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً معروفاالإسراء 23
سأل أحد الصّحابة الرّسول يا رسول الله أردت أن أغزو وجئت أستشيرك، فقال الرسول هل لك أم؟ أجاب الرجل نعم، قال فالزمها فإن الجنة تحت رجليها". وسأل صحابي آخر الرسول من أحقّ النّاس بصحبتي؟، قال أمّك، ثمّ أمّك ثمّ أمّك ثمّ أبوك".
هذا هو الإسلام، وهذه هي قيمة الأمّ في دين يحترم الأسرة ويحافظ على كيانها، والآيات والأحاديث في هذا الموضوع كثيرة لمن أراد الاستزادة.
فالمسيح الإنجيليّ خطير على نفسه وعلى الأسرة ومن ثمّ فهو تهديد اجتماعيّ، وكارثة للبشريّة..تصوّرُ النّصوص الإنجيليّة المحرفة المسيح على أنه مركز العالم وغيره -أيّ العالم- شرّ ولعنة، لذلك نراه يوزّع الشّتائم والسّباب والإهانات والهمز واللّمز والغمز على من حوله في هذا العالم، حتّى إن أصلح النّاس وأتقاهم وأكرمهم على الله فهو يلمزهم بلسانه ومنهم الأنبياء والرّسل الذين أرسلهم الله إلى البشريّة، يقول المسيح عنهم في إنجيل يوحنّا (أنا باب الخراف، جميع من جاءوا قبلي سارقون ولصوص)( ).
فالأنبياء والرّسل سارقون ولصوص، وليس أحد منهم بابًا للرّحمة، ولا للملكوت، فالمسيح هو الكلّ في الكلّ وغيره صفر عريض.
وحتى نغلق هذا الباب العريض فإننا ننبه أنّ المسيح الذي تصوّره الكنيسة والإنجيل بالمحبّ والرّؤوف، والمسالم، وبأنّه يدعو غيره بالتي هي أحسن، وما استعمل العنف أو القسوة أبدًا، حتّى قال عنه أبوه السّماوي -كما يزعم الإنجيل- (لا يخاصم ولا يصيح وفي الشّوارع لا يسمع أحد صوته، قصبة مرضوضة لا يكسر، وشعلة ذابلة لا يطفئ، يثابر حتّى ينـتصر )( ).
ويزكّيه تلميذه الحبر الأعظم بطرس بقوله في الإنجيل (ما ردّ على الشّتيمة بمثلهما، تألمّ وما هدّد أحدًا )( ).
إنّ هذا المسيح مفقود في الإنجيل، وإنّما وجدنا مسيحًا يلعن ويشتم، يهدّد بالويل وما ترك تهديدًا إلاّ ولوح به لليهود والرّوم والتّلاميذ والوثنيّين وأمّه والأنبياء الذين من قبله...، فكيف يقول الإنجيل إنّه ما ردّ على أحد بشتيمة!؟
وكيف يدّعي الإنجيل أنّ المسيح وديع لدرجة أنّه لا يخاصم، ولا يكسر قصبة مرضوضة، ولا يطفئ شعلة ذابلة!؟ لا ريب أنّ في الإنجيل تناقضات خطيرة، واختلافات لا سبيل على الإطلاق للتّوفيق بينهما، إنّها اختلافات واضحة وضوح التّزوير، وبائنة للعيان بيانًا لا يحتمل التّأويل أو التّفسير، إنّه اختلاف يؤكّد الحقيقة القرآنية التي تقرّرت، وهي أنّ الإنجيل الذي بين أيدينا اليوم لا يمتّ إلى الوحي بصلة، إنّه نتيجة قرون طويلة من التّأليف، والتّغيير والتّبديل، شارك في وضعه المئات بل الآلاف عبر السّنين المختلفة والأزمنة المتباعدة، وهذا ما يفسّر ذلك الحجم الهائل من التّضارب والتّناقض.
المسيح الإنجيليّ منفلت اللّسان كما رأيناه، ولم تشدّ يداه عن لسانه فقد كان متهوّرًا في أفعاله -على الأقلّ في المفهوم الكنسيّ- فانظر مثلاً إلى قصّة دخوله إلى الهيكل اليهوديّ، حيث ذكرت القصّة الانجيلية ما يلي: (واقترب عيد الفصح عند اليهود، فصعد يسوع إلى أورشليم ورأى في الهيكل باعة البقر والغنم والحمام والصّيارفة جالسين إلى مناضدهم فجدل سوطًا من حبال وطردهم كلّهم من الهيكل مع الغنم والبقر وبعثر نقود الصّيارفة وقلب مناضدهم)( ).
يستعمل المسيح القوّة والعنف في تغيير المنكر وفي الدّعوة إلى الله وفي الدّفاع عن حرمة الهيكل اليهوديّ، فلماذا يتّهم القساوسة محمّدًا باستخدام العنف ومسيحهم كما رأيناه يضرب أرقامًا قياسيّة في كلّ ما يتّهمون به الإسلام، والإسلام منه بريء!؟
المسيح بلا أدب ولا أخلاق!!
من المفترض أو من المنطقيّ أن يكون الأنبياء ذوي أخلاق سامية، وأن يكون الرّسل أصحاب شيم عالية وصفات معنويّة تميّزهم عن خير النّاس فضلاً عن أراذلهم، هذا إذا قلنا إنّهم مجرّد أنبياء ورسل من البشر، فما بالك لو كانوا آلهة، كما يزعم النّصارى والإنجيل في حقّ المسيح!
فالخلق الحسن والأدب الجميل إذن من خصائص النّبلاء والأفاضل والحكماء، ولعلّ هاتين الصّفتين لازمتان وواجبتان في حقّ من يدعون إلى دين سماويّ ويزعمون أنّهم حملة رسائل إلهيّة إلى البشر، فهذه المكانة ترفعهم بحيث تحميهم من السّقوط في وهدة الخطأ والغلط والشّطط، فالرّسل والأنبياء ليس لهم وليس من حقّهم الوقوع في الخطأ كغيرهم من أبناء البشر، خصوصًا الخطأ المهين لشخصيّتهم، أو ذلك الغلط الذي يقدح في رسالتهم أو في المصدر الذي أوكل إليهم الرّسالة التي يحملونها، فهم يحملون دعوة الهداية، نور الوحي ويوقّعون بممارستهم وتصرّفاتهم عن ربّ العالمين، لا سيّما إذا كانت تلك الممارسات والتصرّفات جزءًا من الرّسالة أو أسلوبًا في الدّعوة أو منهجًا في تعبيد النّاس لربّهم.
هذا هو المفروض
وهذا هو الطّبيعيّ
وهذا هو المنطقيّ.
ولكن الإنجيل المحرف كعادته دائمًا لا يعترف بما هو مفروض أو منطقيّ أو طبيعيّ، وككلّ مرّة يشذّ عن قواعد العقل وينأى جانبَا عن النّقل، فهو بدل أن يبرز المسيح في صورة الرّسول -أو حتّى ابن الله أو الله جدلاً- الملتزم بسلوك دعويّ قويم وتصرّفات حكيمة مستقيمة ومنهج متّزن رصين، مؤدّب، ذي أخلاق عالية، يفعل العكس تمامًا، فالإنجيل المحرف يهين المسيح كعادته حينما يصوّر المسيح بأنه -من حيث يدري أو لا يدري- سيئ الخلق قليل الأدب، سليط اللّسان، عديم الرّفق، قليل الحلم، متهوّرا، متفلّت اليد، ومنفلت اللّسان، يطلق الشّتائم، ويتفّوه بالسّباب اللاّذع، ويلعن مخالفيه، ويطعن في أعدائه، ويهزأ بمن ليس معه، فمن ليس معه فهو بالضّرورة ضدّه كما يزعم( )، ويدعو على غيره بالثّبور وعظائم الأمور.
ولم يسلم من لسانه السّليط أصحابه وأتباعه بل أمّه وإخوته، فما بالك بالأعداء من الرّوم واليهود وغيرهم؟!
إنّ الإنجيل يرسم لنا صورة إنجيليّة مهينة طاعنة في أخلاق المسيح وشخصه وأسلوبه الدّعويّ بشعور أو بدون شعور.
ما هي أخلاق المسيح مع اليهود، الذين بُعث لهدايتهم؟
هذا بعض ما نطق به في حقهم، جاء في إحدى الآيات قوله لهم (أنتم أولاد أبيكم إبليس)( )
وفي أخرى (الويل لكم يا معلّمي الشّريعة والفَرّيسيّون المراؤون)( ).
وأخرى (الويل لكم أيّها القادة العميان!)( )
وأخرى (أيّها الجهّال العميان)( )
وأخرى (أيّها الفرّيسي الأعمى)( )
وفي آيات عدّة كان يصف المسيح اليهود من الكتبة وعلماء الشّريعة الموسويّة بأولاد الأفاعي، منها قوله:
(أيّها الحيّات أولاد الأفاعي كيف ستهربون من عقاب جهنّم)( ) وفي أخرى (يا أولاد الأفاعي، كيف يمكنكم أن تقولوا كلامًا صالحًا وأنتم أشرار)( ).
ويتوالى السّباب فلا يترك أحدًا إلاّ ووصفه بكلمات شديدة لا توحي بالرّحمة أو الشّفقة أو الأدب مع المخاصم، يقول الإنجيل إنّ المسيح وبّخ جموعًا من النّاس عندما جاءته تطلب منه آية على صدق دعوته فردّ عليهم (جيل شرّير فاسق يلتمس آية)( ).
ويقول المسيح في أحد أمثاله لأعدائه (ابتعدوا عنّي يا ملاعين إلى النّار الأبديّة المهيّأة لإبليس وأعوانه)( )
وجاءت طائفة الصّدوقيّين، وهم يهود يسألون ويستفتون المسيح في امرأة تزوّجت سبعة رجال واحدًا تلو الآخر، فلمن تكون يوم القيامة فردّ عليهم (أنتم في ضلال … فما أعظم ضلالكم)( ).
ومع أنّ الرّياء مسألة قلبيّة فقد كان المسيح -ولا ندري لعلّه جانبه اللاّهوتيّ- يعرف المرائين، وهم كثر، فيفضحهم في الشّوارع والمجامع فيخاطبهم: (يا مراؤون)( ).
في أحد الأيّام دعاه أحد الفرّيسيّين من اليهود إلى بيته ليكرمه بطعام وشراب احترامًا وتقديرًا له، لكن المسيح كما يصوّره الإنجيل المحرف لا يعرف آداب الضّيافة ولا يعترف بجميل صنعه من استضافه، فراح يتّهم ويلعن ويقبّح ويوبّخ مضيفه (أنتم أيّها الفرّيسيّون تظهرون ظاهر الكأس والصّحن وباطنكم كلّه طمع وخبث، يا أغبياء…الويل لكم يا معلّمي الشّريعة، والفرّيسيّون المراءون أنتم مثل القبور المجهولة، تمشي النّاس عليها وهم لا يعرفون فقال له أحد علماء الشّريعة: يا معلّم بقولك هذا تشتمنا نحن أيضًا، فقال الويل لكم أيضًا أنتم يا علماء الشّريعة)( ).
وماذا كان سبب هذا الخطاب العدائيّ العنيف؟
إنّه سبب غريب حقًّا فقد رأى الفرّيسيّ الذي دعا المسيح إلى الغداء أنّ المسيح يأكل دون أن يغسل يديه، وهذا في مجرّد قلبه، لكن المسيح علاّم الغيوب والمطّلع على القلوب، لم يفوّت تلك الفرصة السّانحة لسبّ خصومه، والحطّ من قدر غيره حتّى ولو كان ضيفًا على موائدهم.
ويخاطب المسيح بعض المجهولين في طريق أورشليم ويخبرهم بأنّه سينكرهم يوم القيامة ويقول (ابتعدوا عنّي كلّكم يا أشرار)( ) (أنتم الأشرار)( ).
فكان المسيح يدعو جيله بالجيل الشرّير كما في إنجيل متّى( ).
لم يترك إهانة إلاّ وألصقها بأعدائه اليهود، فالعلماء عنده (عميان قادة عميان، وإذا كان الأعمى يقود أعمى كلاهما يسقط في حفرة)( ) ، وهم فسّاق وفاسدون، لأنّهم يطلبون منه آيات محكمات على صدق نبوّته وصحّة ما ينسبه لنفسه، (جيل فاسد فاسق يطلب آية)( )
والتّأكيد هنا على هذه الآيات، التي ذكرنا مثلها في ما مضى، بسبب أنّ المسيح كان إلهًا لا تعجزه الآيات، فلماذا يرفض إبراز الآيات البيّنات التي تقيم الحجّة على الخصم دون سبّه وإهانته ووصفه بالفاسق الفاسد؟، فالمسيح في موضع بيان ودعوة، وليس موضع خصام وصراع.
وهذه أمثلة قليلة من الكثير بين دفتّي الإنجيل المحرف نتجاوزها إلى أخرى، فالمسيح يستمرّ في أسلوب الوعيد والسبّ، ولا يترك بسلام حتّى المدن والقرى يقول (ويل لكوزين وبيت صيدا وأنت يا كَفْر ناحوم! أترتفعين إلى السّماء؟ لا، إلى الجحيم ستهبطين)( ).
هذا هو حال اليهود من علماء وكتاب وعامّة مع المسيح، فما حال غيرهم؟
يفصح المسيح عن يهوديّته فلا يكتمها فيقول لامرأة سامريّة (أنتم السّامرّيّين تعبدون من تجهلونه، ونحن اليهود نعبد من نعرف لأنّ الخلاص يجيء من اليهود)( ).
فالسّامريّون عند المسيح جَهَلة، يعبدون إلهًا يجهلونه، وأمّا اليهود فهم سبيل الخلاص، مع أنّ اليهود قبل قليل كانوا أشرارًا، وحيّات ملعونة!!
ورغم أنّ المسيح كان يزعم بأنّ ما لقيصر لقيصر وما لله لله، حتّى لا يصطدم مع السّلطة الرّومانيّة الحاكمة في فلسطين، إلاّ أنّه ينسى في بعض الأحيان ذلك ويطلق العنان للسانه في سبّ الرّوم ورموزهم ويتوعّدهم بالويل والثّبور وعظائم الأمور.
يقول المسيح (لابدّ من حدوث ما يعرّض النّاس للخطيئة، ولكن الويل لمن يكون حدوثه على يده، فخير له أن يعلّق في عنقه حجر طحن ويرمى في البحر)( ).
ويتحدّث المسيح بلسان ملك من الملوك ضاربًا بذلك مثلاً لأصحابه، والأمثال تدلّ على نزعة لاشعوريّة تخرج من الأعماق (أمّا أعدائي الذين لا يريدون أن أملك عليهم فجيئوا بهم إلى هنا، وأقتلهم أمامي)( ).
ويقول (اجلس عن يميني حتّى أجعل أعداءك موطئًا لقدميك)( ).
كان الإنجيل ينظر إلى المسيح على أنّه ملك اليهود، لذلك نرى تصرّفات ملك جبّار لا ملك وديع كما يزعم الإنجيل في قوله (وكان هذا ليتمّ ما قاله النبيّ قولوا لابنة صهيون ها هو ملكك قادم إليك وديعًا راكبًا على أتان وجحش ابن أتان)( ).
وهذا المشهد كان يوم دخوله أورشليم القدس.
ولمّا كان الإنجيل المحرف مسرحيّة يهوديّة صهيونيّة فلم يكن المسيح إلاّ يهوديًّا وذلك منذ البداية (فستحبلين "مريم" وتلدين ابنًا تسمّينه يسوع فيكون عظيمًا وابن الله يُدعى ويعطيه الربّ الإله عرش أبيه داود، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد، ولا يكون لملكه نهاية)( ).
جاء في دائرة المعارف البريطانيّة "إنّ أسبق حواريّ المسيح ظلّوا يوجّهون اهتمامهم إلى جعل النّصرانيّة دينًا لليهود، وجعل المسيح أحد أنبياء بني إسرائيل إلى إسرائيل".
لم يرض اليهود أن يكون المسيح نبيًّا ورسولاً إليهم فحسب، بل يجلس ملكًا على عرش أبيه وجدّه داود، ليحرّرهم من الاضطهاد الرّومانيّ، لذلك نراهم يحرّفون الإنجيل من أجل ذلك ويفصلون الآيات لأجل ذلك، مهما كانت تلك الآيات مهينة أو غير مهينة، فالمسيح الملك اليهوديّ كما رأيناه في السّابق ونراه لا يتّفق مع تـلك النّصوص التي تقول أنّه إله العالم، وإنّه جاء بالسّلام إلى البـشر وأنّه محبّة، وأنّه مسالم لأبعد الحدود وأنّه وأنّه ....
ولا بأس من ذكر بعض تلك الآيات المسالمة، لكن سنرى أنّ الإنجيل ينسفها بعد ذكرها نسفا، فما أكثر الخلاف والتّناقض في الإنجيل!!
(طوبى لصانعي السّلام، لأنّهم أبناء الله يُدْعَون)( ).
(سمعتم أنّه قيل: عين بعين وسنّ بسنّ، أمّا أنا فأقول لكم: لا تنتقموا ممّن يسيء إليكم، من لطمك على خدّك الأيمن فحوّل له الآخر، ومن أراد أن يخاصمك ليأخذ ثوبك فاترك له رداءك أيضًا، ومن سخّرك أن تمشي معه ميلاً واحدًا فامش معه ميلين)( ).
وهناك آية أخرى كثيرًا ما خالفها المسيح وتركها في الهامش وهي (أحبّوا أعدائكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلّوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويضطهدوكم)( ).
وجاء في الإنجيل (فإن كنتم تغفرون للنّاس زلاّتهم يغفر لكم أبوكم السّماويّ، وإن كنتم لا تغفرون للنّاس زلاّتهم لا يغفر لكم أبوكم السّماوي زلاّتكم)( ).
(... دنا بطرس وقال ليسوع يا سيّد كم مرّة يخطئ إليّ أخي وأغفر له؟ سبع مرّات؟
فأجابه يسوع: لا سبع مرّات بل سبعين مرّة سبع مرّات)( )
كـان المسيح يدعو حسب الكنيسة إلى الرّحمة بالأعداء والتّجاوز عن الأخطاء، وفي حقّ الرّوم كان يقول أدّوا ما لقيصر لقيصر، لكنّنا نراه في موقف غريب يقول عن هيرودوس الرّومانيّ (اذهبوا قولوا لهذا الثّعلب)( ).
فهيرودوس الرّومانيّ لم ينل غفرانًا من المسيح ولا مباركة من المسيح ولا إحسانًا من المسيح، بل وصفه بالثّعلب، والوصف غنيّ عن كلّ تعليق، هذه أخلاق المسيح السبّاب، الشتّام، اللّعاّن، الذي يعطي دروسًا في التّسامح والإحسان والحلم والأدب مع المخالف، ومباركة الأعداء!
إنّ المسيح الذي يتظاهر في مواقف باحترام السّلطة الرّومانيّة ثمّ يصف هيرودوس في موقف بأنّه ثعلب لدليل على نفاق، خصوصًا أنّ المسيح كما وصفه إنجيل متّى عندما حوكم أمام هيرودوس، سكت كالنّعجة التي تساق إلى الذّبح، فلماذا لم يقل المسيح له يا ثعلب، ولماذا لم يواجهه. أكان المسيح جبانًا لينافق خوفًا على نفسه، والإنجيل المحرف يزعم كله أنّ المسيح جاء ليموت على الصّليب ليخلّص البشريّة من الخطيئة الأصليّة!؟
هذا مسلك المسيح الدّعويّ مع أعدائه من اليهود والرّوم وغيرهم فهل اختلف مسلكه مع الذين آمنوا به، ومع أقرب النّاس إليه؟
يفاجئنا المسيح الإنجيليّ بأنّه انتهج المسلك نفسه وخطا الخطوات الدّعويّة ذاتها المريضة مع تلاميذه وأسرته وأتباعه، وهي إهانة أخرى أشدّ من الأولى، لأنّه قد يكون مقبولاً نوعًا ما أن يسبّ ويلعن ويقبّح المرء أعداءه، لكن هل من المنطقيّ أن يستعمل الغلظة والفظاظة والشدّة وقلّة الأدب مع من آمن به، واتّبعه في الشدّة وأيّام المحنة؟
قال الله تعالى في القرآن فبما رحمةٍ من الله لنت لهم ولو كنت فظًّا غليظ القلب لانفضّوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر آل عمران الآية 159
ويقول المسيح في هذا الصّدد (لا تدينوا فلا تدانوا، لا تحكموا على أحد فلا يحكم عليكم، اغفروا يغفر لكم )( ).
فحال الإنجيل مع تلاميذ المسيح لا يحسد عليه، فالمسيح في مواضع عدّة سنختصر بعضها، يسبّ تلاميذه، ويوبّخهم توبيخا شديدا، بل ينعتهم بنعوت الكفر والفسق و الضّلال … الخ وهاك بعض الأمثلة.
أعطى المسيح سلطانًا عظيمًا لتلاميذه الاثني عشر بأن يُخرجوا الشّياطين، ويحيوا الموتى ويشفوا المرضى ويحلّلوا ما يريدون ويحرّموا ما يريدون، إنّهم مثله تمامًا في القدرة، لكن الإنجيل ينسى كلّ هذا في لحظات فيقول: (ولمّا رجعوا إلى الجموع، أقبل إليه رجل وسجد، وقال له ارحم ابني يا سيّدي، لأنّه يصاب بالصّرع ويتألّم ألمًا شديدًا، وكثيرًا ما يقع في النّار والماء، وجئت به إلى تلاميذك فما قدروا أن يشفوه فأجاب يسوع -مخاطبًا تلاميذه-: أيّها الجيل الكافر الفاسد إلى متى أبقى معكم؟ وإلى متى أحتملكم؟ قدّموا الصّبيّ إلى هنا!)( ).
كانت ثمرة دعوة المسيح خلال سنين كاملة هؤلاء التّلاميذ الاثنى عشر، الذين أعطوا كلّ التّعاليم ورأوا كلّ معجزاته، ومنحهم قدرات إلهيّة هائلة، في لحظة واحدة عجزوا عن شفاء مريض، فقابلهم المسيح ليس بالنّصيحة، ولا بالكلمة الطيّبة، ولا بالتّشجيع، ولا بتطييب قلوبهم الجريحة، أمام الجموع وأمام النّاس، يصف وبكلّ وقاحة تلاميذه بالكفر والفساد، ويقول لهم بأنّه نفذ صبره فإلى متى يبقى يحتملهم، فكأنّما كانوا حملاً ثقيلاً على ظهره فلا حول ولا قوّة إلاّ بالله.
وفي آية أخرى يقول لتلاميذه (يا قليلي الإيمان)( ).
ويوبّخ أحـد تلاميذه (يا مرائي أخـرج الخشبة مـن عينـك أوّلاً )( ).
ومرّة أخرى يصف المسيح تلميذين من تلاميذه بقلّة الإيمان والغـباء، (فقال لهما يسوع ما أغباكما وأبطأكما عن الإيمان بكلّ ما قاله الأنبياء )( ).
ويلمز أحـد تلاميـذه وهو يهوذا الإسخَريوطيّ بأنه شيطان، (فقال لهم يسوع: أما اخترتكم، أنتم الاثني عشر؟ لكن واحـد منكم شيطان )( ).
قد نفهم أنّ المسيح الرّؤوف الرّحيم المحبّ لأعدائه المبارك لمبغضيه يرفض التّسامح مع يهوذا الإسخَرْيوطيّ الذي سيسلمه للروم واليهود فيما بعد، لكن كيف نفهم ما يقوله لبطرس، وهو أكبر وأعظم تلاميذه على الإطلاق والبابا الأوّل للكنيسة الكاثوليكيّة، يروي الإنجيل وما أكثر رواياته، (قال المسيح لبطرس أنت الصّخرة وعليك تُبنى كنيستي … فالتفت المسيح وقال لبطرس: ابتعد عنّي يا شيطان! أنت عقبة في طريقي)( ).
هذا هو الإنجيل، وهؤلاء هم كُتّابوه النّجباء الأدباء الفطاحلة الذين يجعلون من بطرس بابا الفاتيكان الأوّل الصّخرة تبنى عليها الكنيسة والنّصرانيّة، ثمّ بعد أسطر قليلة تصير الصّخرة عقبة في طريق المسيح وشيطانًا مريدًا، وتجعل من المسيح، في كلّ هذا التراث الديني الأسود، لعّانًا شتّامًا، يوزّع ألقاب الشّياطين من هنا وهناك، ولا يسلم من ذلك حتّى البابا الأوّل.
وقد يحار النقّاد والأدباء في أيّ مذهب أدبي يمكن أن يصنّفوا فيه هذا النّوع من الأدب، هل في المدرسة الرّومانسيّة أو الكلاسيكيّة أو السرياليّة أو السكيزوفرينيّة ...!!!
لكنني أقول: إنّها ليست كلّ ذلك، إنّها مدرسة الأدب الإنجيليّة.
المسيح عدو الطبيعة!!
جاء في إنجيل مرقس.
(ولمّا خرجوا -المسيح وتلاميذه- في الغد من بيت عِنيا أحسّ بالجوع ورأى عن بُعْد شجرة تين مُورقة، فقصدها راجيًا أن يجد عليها بعض الثّمر، فلمّا وصل إليها، ما وجد عليها غير الورق، لأنّ وقت التّين ما حان بعد، فقال لها: لا يأكل أحد ثمرًا منك إلى الأبد.
وسمع تلاميذه ما قال، وجاءوا إلى أورشليم...وبينما هم راجعون في الصّباح رأوا شجرة التّين يابسة من أصولها، وتذكر بطرس كلام يسوع فقال له: أنظر يا معلّم! التّينة التي لعنتها يبست.
فقال لهم يسوع: آمنوا بالله، الحقّ أقول لكم: من قال لهذا الجبل: قم وانطرح في البحر، وهو لا يشكّ في قلبه، بل يؤمن بأنّ ما تقولونه سيكون)( ).
يمشي المسيح كعادته متنقّلاً من مدينة إلى أخرى ومن قرية إلى أخرى، وذات مرّة، في بيت عِنيا وهي قرية قرب أورشليم أحسّ بالجوع، ومع أنّ المسيح هو الله إلاّ أنّه جاع، بعد أن فرغت معدته من الطّعام، فيا عجب من إله يجوع ويعطش ويأكل ويشرب ويأتي بلازم ذاك !
وقد يقول قائل من القساوسة لكن الذي جاع هو الجانب النّاسوتي من المسيح، إنّه الإله المتجسّد، وهذا مخرج ذكيّ، فالمسيح له طبيعتان لاهوتيّة وناسوتيّة، فتذكّروا هذا الكلام إلى حين.
ورأى عن بُعْد شجرة تين مورقة، فقصدها لعلّه يجد فيها من التّين ما يسدّ جوعته، لكن فوجئ المسيح أنّ الشّجرة ليس فيها تينة واحدة، فاشتط غضبه فتحوّل إلى إله، وتسربل باللاّهوتيّة فلعن الشّجرة، فيبست في الحال كما جاء في رواية متّى.
المسيح هنا يصبح ربًّا يلعن، ويدعو على شجرة فيستجاب أمره ويتحقّق مراده، فهو القادر على كلّ شيء، المسيح هكذا دائمًا عبر صفحات الإنجيل المحرف يحمل قبّعتين، يرتدي قبّعة اللاّهوت فيصبح إلهًا قديرًا عزيزًا، ثمّ يضع قبّعة النّاسوت فيصير في الحال عبدًا ضعيفًا ذليلاً.
والمهمّ في هذه الآية الغريبة، أنّ المسيح لعن شجرة التّين وحوّلها إلى خشبة يابسة هامدة في بضع ثوان.
وليت شعري، ما ذنب الشّجرة؟
وما اقترفته من إثم حتّى تبوء بهذا المصير القاسي؟
وما فعلته حتّى تنال لعنة الإله الأبديّة؟
هل هي التي حرمته ثمارها، أم هو اللّه الذي لم يخلق تلك الثّمار فيها، فهو بذلك يلعن نفسه بنفسه؟
الإنجيل المحرف يصوّر الشّجرة كأنّها مستقلّة بذاتها تعطي وتمنع ثمرها كيفما تشاء، والمسيح يلعن شجرة لا حول لها ولا قوّة، فما ذنبها؟
والغريب أنّ الإنجيل يستمرّ في غرائبه فيقول (لأنّ وقت التّين ما حان بعد)، أليس عجيبًا أن يجوع المسيح ويطلب ثمر التّين في غير وقته وزمانه.
ألا يعرف الإله أنّ للأشجار أوقاتا مخصّصة تثمر فيها، وتتكاثر؟ كلّنا تعلمنا في دروس العلوم وعلى مقاعد الدراسة أن للأشجار فصولا تثمر فيها، لكن الإنجيل المحرف لا يعترف بالعلوم!!
كان المسيح نجّارًا حسب الإنجيل، وهو يعرف الخشب والأشجار، والنّاس كلّهم يعرفون الفصل السّنويّ الذي يثمر فيه التّين، وأبسط فلاّح في قرية قد يعطينا محاضرات في ذلك.
ويذكر لنا الإنجيل أنّ المسيح يعرف التّين وشجرها، فقد ضرب مثلاً في إنجيله بشجرة التّينة في متّى ولوقا ومرقس.
يقول (خذوا من شجرة التّين عبرة: إذا لانت أغصانها وأورقت عرفتم أنّ الصّيف قريب)( ).
كيف خفي على المسيح -وهو الذي يعظ النّاس بعبرة التّينة- أمر هذه الشّجرة الملعونة؟ وكيف يدعو عليها بلعنة أبديّة وقد وصف الإنجيل المسيح بالرّحيم المحبّ، الواسع القلب.
جاء في بعض الأناجيل تصوير المسيح بأنّه (قصبة مرضوضة لا يكسر، وشعلة ذابلة لا يطفئ)1، ولم يمنعه ذلك من لعنه شجرة التين فتيبس في الحال وتصبح خشبة هامدة.
أراد الإنجيليّون أن يُضيفوا معجزة أخرى إلى قائمة معجزات المسيح، فهل هذه معجزة!؟ إنّها عجز بمعنى الكلمة، فالمعجزة كانت أعظم وأبلغ لو دعا أمام الشّجرة في غير وقت التّين فأثمرت الكثير الكثير وأكل هو وتلاميذه وبقيت تلك التّينة مباركة إلى يومنا هذا، بل إلى الأبد، كما فعل في معجزة إطعام آلاف النّاس ببضعة أسماك وقليل من الخبز، هذا هو الإعجاز، أمّا أن يحرق الشّجرة بدعائه ولعناته فهذا يأس وخور.
ويذكر بعض المفسّرين، عندما كانت مريم حبلى بالمسيح -- أنّها كانت تأكل ثمر الصّيف في موسم الشّتاء، وتأكل ثمر الشّتاء في موسم الصّيف، وذلك في قول الله تعالى في القرآن الكريم كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا، قالت هو من عند الله، إن الله يرزق من يشاء بغير حساب، هذا هو الإعجاز الإلهي في القرآن، أمّا الإنجيل فيصرّ في إهانة المسيح بتجهيله وتسفيهه.
والإنجيل المحرف يجعل كذلك المسيح متعدّيًا على حقّ غيره، فالتّينة لا شكّ أنّها ملك لأناس فأفسدها عليهم، أمّا إن كانت ملكًا مشاعًا على الطّريق ولم تكن ملكًا لأحدٍ بعينه، فقد حرم من يمرّ من هناك إلى الأبد من الاستفادة من ثمرها، وهذا غير لائق بالرّحماء والودعاء.
المسيح يفسد الشّجرة، والشّجرة هي الطّبيعة، فالمسيح يلعن ويدعو على الطّبيعة فيهلك جزءًا منها، كما فعل بالخنازير فيما مضى، إنّ المسيح كما يبدو لنا كائن خطير على الطّبيعة، ولا أدري إذا كانت جماعات الحفاظ على البيئة والطّبيعة قد سمعوا بهذه القصّة، خصوصًا جماعة السّلام الأخضر Green peace، فربما وضعوا المسيح في قائمة أعداء البيئة، ولرفعوا عليه قضيّة في المحاكم... هذا هو الإنجيل المحرف، وهذه هي حكايات الإنجيليّين العبثيّة الفوضويّة التي تتلذّذ في إيذاء المسيح ووصمه بشتّى النّقائص باسم الإعجاز.
أمّا في الإسلام فلعن الطّبيعة حرام، فلم يُبعث الرّسول لعّانًا، كما قال، وقد نهى عن سبّ الرّيح ونهى عن سبّ الدّهر، ونهى عن سبّ الدّيك، كما حرّم لعن الحيوان، ونهى عن قطع الشجر والنخل في الحرب إلا لضرورة .
وأكّد رسولنا على حماية الطّبيعة، فقال: "إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها"، ونهى جنده من الصّحابة في مواقع الحرب والجهاد عن قطع الأشجار وإفساد النّخيل، فالإسلام دين الحياة، وهو دين الطّبيعة لأنّ الطّبيعة من أعظم آيات الله.
ودفاعًا عن المسيح، لأنّه حبيب إلى قلوبنا، فهو رسول الله وصفيّه، فحبّه دين وعقيدة، وإهانته كفر ونفاق، فإننا نقول: إنّ القصّة التي أوردها مرقس عن لعن شجرة التّين، لا بدّ أن يكون قد اختلقها محرّفو الأناجيل، إذ إنّ المسيح منزّه عن فعل ذلك القبح، والذي يثبت ذلك أنّ رواية متّى للقصّة، تقول إنّ الشّجرة يبست في الحال أمام أعين التّلاميذ (وبينما هو راجع إلى المدينة في الصّباح، أحسّ بالجوع فجاء إلى شجرة تين رآها على جانب الطّريق، فما وجد عليها غير الورق، فقال لها لن تثمر إلى الأبد!، فيبست التّينة في الحال، ورأى التّلاميذ ما جرى فتعجّبوا وقالوا كيف: يبست التّينة في الحال؟)( ).
أمّا رواية مرقس فتذكر أنّ الشّجرة يبست بعدما رجع التّلاميذ من هناك في الغد، فهذا الاختلاف دليل على الاختلاق، فالرّواية مكذوبة مفبركة بجميع فصولها.
المسيح لا يحترم حقوق الحيوان!!
قَبْل البدء في هذه الجزئية لابد من الإشارة إلى أنني في هذا الكتاب لا أتحدث بمنطق الشريعة الإسلامية، وبما يجب أن يتفق مع مبادئ الإسلام، وإنما في كل مرة أؤكد على إهانة المسيح في الإنجيل المحرف بمنطق الإنجيل نفسه، وبالعقل الذي يؤمن به القسس والغربيون عموما من العالم النصراني.
جاء في إنجيل مرقس الإصحاح الخامس (ووصلوا -المسيح وتلاميذه- إلى الشّاطئ الآخر من بحر الجليل في ناحية الجرّاسيّين، ولمّا نزل من القارب استقبله رجل خرج من المقابر، وفيه روح نجس -شيطان- وكان يقيم هناك، ولا يقدر أحدٌ أن يربطه حتّى بسلسلة، فكثيرًا ما ربطوه بالقيود والسّلاسل، فكان يقطع السّلاسل ويكسّر القيود، ولا يقوى أحدٌ على ضبطه، وكان طوال اللّيل والنّهار في المقابر والجبال يصرخ ويجرح جسده بالحجارة.
فلمّا شاهد يسوعَ عن بعد، أسرع إليه وسجد له وصاح بأعلى صوته: ما لي ولك، يا يسوع ابن الله العليّ؟ أستحلفك بالله، لا تعذّبني، لأنّ يسوع قال له: أيّها الرّوح النّجس أخرج من هذا الرّجل! فسأله يسوع: ما اسمك، فأجاب: اسمي جيش لأنّنا كثيرون، وتوسّل كثيرًا إلى يسوع أن لا يطرد الأرواح النّجسة من تلك المنطقة، وكان هناك قطيع كبير من الخنازير يرعى قرب الجبل، فتوسّلت الأرواح النّجسة إلى يسوع بقولها: أرسلنا إلى تلك الخنازير لندخل فيها، فأذن لها، فخرجت الأرواح النّجسة ودخلت في الخنازير فاندفع القطيع من المنحدر إلى البحر، وعدده نحو ألفين، فغرق فيه وهرب الرّعاة ونشروا الخبر في المدينة والقرى، فخرج النّاس … فطلبوا إلى يسوع أن يرحل عن ديارهم) ( ).
يا لها من معجزة إجراميّة!!
المسيح يخرج الشّياطين ويدخلها في الخنازير ويلقيها في البحر فتغرق آلاف الخنازير!
المسيح هنا يقتل ألفي خنزير حيّ، ويميتها غرقًا، إنّها المحبّة الإلهيّة والخلاص الربّانيّ!
المسيح يستمع وينصت للشّياطين ويطيعها ويأذن لها باحتلال أجساد الخنازير، ويتفرّج عليها وهي تنزل من المنحدر واحدًا تلو الآخر لتنتهي غرقًا في البحر، ولماذا هذا كلّه لإنقاذ رجل واحد!
وإذا لم يكن ألفا خنزير بقيمة رجل واحد، وكان لزامًا إنقاذ الإنسان قبل الخنازير، وإن بلغ عددها الملايين، ألم تكن هناك طريقة أخرى ووسيلة غير هاته!؟، ألم يكن المسيح، الربّ، ابن الله العليّ، كما وصفته الشّياطين قادرًا على إخراج الشّياطين وإطلاقها في الهواء أو القضاء عليها بقوله كن فيكون، أو بإغراقها دون أن تجرّ معها الخنازير البريئة!؟
إنّ القتل أو المشاركة في قتل حيوان بريء يرعى في الحقل ويأكل الحشيش، دون سبب هو إزهاق لروح الحيوان ومن ثمّ إزهاق لحقّه الطّبيعيّ.
أين المسيح من حقوق الحيوان؟
أين الإنجيل من حقوق الحيوان؟
ولا مجال لاعتراض مسلم على هذا المنطق، من حيث إن الخنزير حيوان مفسد، وأن الرويات تواترت عن قتل المسيح للخنزير في آخر الزمان، وذلك أن ما نؤمن به نحن المسلمين لا يمكن الاحتجاج به على النصارى من جهة، ومن جهة ثانية فإن الخنزير عند النصارى والكنيسة والغرب عموما يُعد ثروة حيوانية لا يستهان بها، ولا يختلف الخنزير عندهم عن الغنم والبقر، كما أن لحم الخنزير من اللحوم المفضلة لديهم حتى أنهم يتناولونها على موائد أفراحهم وأعيادهم الدينية، وبهذا المنطق، وهو منطقهم يهينون المسيح لأنه يخرب ثروتهم الحيوانية ويفسد أشهى مأكل لديهم.
وإذا عدنا إلى القصة مرة أخرى، نُصدم بألف شيطان وروح نجس يسكنون بدن رجل واحد!!!، ولا أدري كيف كانت تتحرّك تلك الشّياطين داخل هذا الجسد المزدحم بالسكّان غير العاديّين، لا علينا، فأزمة السّكن لا تزال تزعجنا إلى اليوم، لكن قتل آلاف الخنازير بسبب الشّياطين جعل من تلك الخنازير ضحيّة خاسرة في مؤامرة سمّيت معجزة، وليتها كانت كذلك لأنّها «عجز لا إعجاز».
فهذا كلّه إذا صدّقنا القصّة التي تبدو خرافيّة، وغير معقولة والدّليل على ذلك أنّ الرّواية ذَكرت في إنجيل متّى تفصيلاً آخر، وهو وجود رجلين وليس رجل واحد، يقول متّى (ولمّا وصل يسوع إلى الشّاطئ المقابل في ناحية الجرّاسيّين استقبله رجلان خرجا من المقابر وفيهما شياطين ...) ( )، إلى آخر القصّة بنفس التّفاصيل، ممّا يثبت التّناقض والغلط، وأنّ القصّة مزوّرة ومختلقة، ويثبت تزوير وتحريف الأناجيل التي بين أيدينا اليوم.
هذا من جانب ومن جانب آخر، فالمسيح الحقيقيّ، الرّحيم، العطوف، الرّؤوف، المسالم، المحبّ، رقيق القلب..لا يمكن أن يتسبّب في إهلاك آلاف الخنازير بهذه الفذلكة الإعجازيّة التي لا معنى لها، إلاّ معنى التّخريب والإفساد في الأرض -بمنطقهم- والاعتداء على الرّعاة وقتل حيواناتهم والإضرار بثروتهم الحيوانية، وهذا بدوره سبب في رفض أولئك الرّعاة لدعوته، وعدم قبول رسالته، لأنّه مفسدٌ في الأرض وليس مصلحًا ولا مخلصًا، لذلك لا نرى غرابة عندما يطرد الرّعاة وسكّان تلك المنطقة المسيح من أرضهم، كما جاء في الرّواية "فخرج النّاس...فطلبوا إلى يسوع أن يرحل عن ديارهم".
وفي زماننا هذا تأتي جمعيّات حقوق الحيوان لتعطي الإسلام دروسًا في الحفاظ على حقّ الحيوان واحترامه والرّأفة به، وإذا كانت هذه الجمعيّات تلمز كثيرا من المسلمين في تخلّفهم في هذا الجانب فهم صادقون محقّون، فكثير من المسلمين اليوم آفة الإسلام، وعلى هذا نحمل ما قاله محمّد عبده "الإسلام محجوب بالمسلمين"، وكذلك ما قاله الأفغانيّ حين يعلن "إنّ أهمّ ما يمكن أن نقنع به الغرب بتبنّي الإسلام هو أن نقنعهم أنّنا نحن المسلمين لسنا مسلمين".
العديد من المسلمين اليوم لا يحترمون حقوق الحيوان، ولا يملكون ثقافة حبّ الحيوان، لكن هل هم موافقون أم مخالفون للإسلام في ذلك؟
هل الإسلام هو الذي دعاهم إلى مثل هذا السّلوك البغيض المريض؟
إن الإسلام في هذا المجال في واد وأولئك المسلمون في واد آخر، كما هو دائمًا، إن احترام الحيوان في الإسلام شريعة ودين، والحفاظ على حقّ الحيوان وعدم الاعتداء عليه خلق إسلاميّ وعبادة يتُقرّب بها إلى الله.
يقول الرّسول الكريم معبّرًا عن الوحي الإلهي "دخلت امرأة النّار في هرّة حبستها فما أطعمتها وما تركتها تأكل من خشاش الأرض".
هذا خبر عقائديّ غيبيّ أطلع الله عليه رسوله، يخبره بأنّ دخول النّار لا يقتصر على المشركين والكفّار وكبار الفسّاق والمجرمين، بل قد لا يستثني من يضرّ قطّة صغيرة بمنع الطعام عنها ولا يتركها تأكل من خشاش الأرض، فما بالك بمن يهلك الحيوان، كما فعل المسيح!؟
وأخبرنا الرّسول الكريم أنه "دخلت بغيّ الجنّة في كلب أصابها عطش فنزلت بئرًا لتشرب، فلمّا خرجت وجدت كلبًا يلهث ويأكل الثّرى من العطش...فنزلت وأخذت ماء في حذائها فسقت الكلب فشكر الله لها وأدخلها الجنّة...".
هذه المرأة ليست امرأة قدّيسة، إنّها بغيّ تحترف أقدم مهنة في العالم وهي الزّنى، مع ذلك غفر الله لها وتجاوز عنها فجورها لأنّها سقت كلبًا شربة ماء.
والنصوص الشرعية التي تأمر بالحفاظ على الحيوان في الأحاديث متوافرة ومتواترة، وكلها تقرر أنّ عبادًا سيدخلون الجنّة وآخرين سيدخلون النّار بسبب إحسانهم أو إساءتهم إلى الحيوان، فما أعظم هذا الدّين وما أسعد مستقبل الحيوان لو طُبّق الإسلام في دنيا النّاس، فما بالك لو طُبق في كل الأمور.
خاتمة
إن من يقرأ هذا الكتيّب يذهب عنه استغرابُه من تناول الغرب في الآونة الأخيرة لرسولنا الكريم بالسّوء في رسوماتهم ومقالاتهم، فهم كما رأينا ورثوا حبّ الإساءة للرّسل والأنبياء من كتبهم المحرّفة، لذا فهم لا يتحرّجون اليوم _بزعم الحرية والحق_ في إبداء الرّأي وديمقراطية التّفكير، أن يُهينوا أشرفَ النّاس وأعظم النّاس وأطهر النّاس...
لكنّ الأغربَ من ذلك أن تجد أناسا يؤمنون بالنّصرانية وبكتبها، يتعصّبون لأسفارها وآياتها، ويستميتون في الدفاع عنها والتّبشير بتعاليمها في الآفاق، في الوقت الّذي يتكاسل أهل الإسلام، أصحاب أصحّ كتاب مقدّس على وجه الأرض، في تبليغ دينهم والدّعوة إلى شريعتهم، الّتي هي أتمّ وأكمل الشّرائع، ولقد تمادى المسلمون في هذه السّلبية والإهمال لدينهم، حتّى طمع فيهم المنصّرون والمبشّرون، فعمِلوا على تحويلِهم إلى دين الكنيسة وشريعة الصّليب.
ولقد تكثّفت حملات التّنصير في البلاد الإسلامية، خصوصا على يد الفرق البروتستانتية، الّتي تدعمها دول ومؤسّسات عالمية حاقدة على الإسلام، وصاحبت هذه الحملات التّنصيرية حملاتٌ إعلاميّة وثقافيّة وأكاديميّة موازية على الإسلام وحضارته، تثير حوله الشبهات تلو الشّبهات، وتنشر الأكاذيب الملفّقة، وتُضخِّم بعض الأخطاء الّتي يقع فيها أدعياء الإسلام هنا وهناك، وتنسبها إلى الإسلام ذاته، حتّى تنفِّر النّاسَ عنه.
كما أنّ الحملات المتضافرة على الإسلام والمتناغمة في توجّهاتها وأهدافها، تتبادل الأدوار بينها، فمرّة تضغط سياسيّا، ومرّة تهدّد عسكريّا، وتنفّذ عند الضّرورة، ومرّة تغْرِق الفقرَاءَ والمعوزين بالمساعدات المادّية شراءً لضمائرهم، وتقدّم تأشيرات سفر لعاطلين عن العمل والفاقدين للشّعور بالحياة ...
هكذا التّنصير دائما، لا يجد أتباعا له إلاّ في أماكنِ المأساة الإنسانيّة، الّتي يُعذَّب فيها البشر، أو يقاسون من شظف العيش.
إنّهم لا يجرؤون على عرض أفكارهم على العلماء والباحثين عندنا، لأنّهم يعلمون أنّهم لا يملكون حجّةً ولا بيانا ولا دليلا مقنعا على صحّة ما يبشِّرون به، لذلك يكون معظم ضحاياهم من العوام والجهلة والأميِّين، أو من يجتمع معهم على الحقد المسبق والعداء للإسلام.
ولقد تحدّيتهم، أنا العبدَ الضَّعيفَ والفقيرَ إلى رحمة ربّه، في عُقرِ دارهم مرارا وتكرارا، ففرّوا خوفا من الفضيحة بين أتباعِهِم، ولقد قُلْت لهم في عدّة مناسبات: عندي بعضُ الأسئلة والاستفسارات عن النّصرانية والأناجيل، فإن أجبتم عنها فأنا مستعدّ لاعتناق دينكم، لكن بشرط أن تُحضِروا أتباعَكم معكم ليستمعوا إلى أجوبتكم عن استفساراتنا، فرفض أكثرُهم في مصر والأردن وسوريا، وقبِل بعضُهم، لكن اشترطوا أن تكون الجلسات مغلقة في الأقبية والسّراديب، وهذا ديدنهم، ولا يزال التحدّي قائما.
من أرادنا أن نتنصّر، فليُجب على أسئلتنا في مجلس عام يحضره أتباعهم وأتباعنا.
هذا وانتظارا لردّهم، فإنّنا توكّلنا على الله في التّحذير من دينهم المحرّف، وكشف إنجيلهم المزيّف، والردّ على أكاذيبهم المنمّقة بالعقل لا بالعنف، بالقلم لا بالسّنان، وبالكلمة لا بالرّصاصة.
ومن جهة أخرى، فقد تبيّن لنا أنّ أفضلَ أسلوب للحماية من ميكروب التّنصير وفيروس التّبشير، هو مزيدٌ من تحصين المسلمين بالعقيدة السّلفية السليمة الصّحيحة، وبمنهج السّلف الصّالح في التّوحيد والعبادة والمعاملات، كما أنّ مِن واجب الدّعاة إلى الله تنقيةَ السَّاحة الإسلامية من الأمّية الدّينية، ومن البدع المضِلَّة، الّتي تخدم الفكر المعادي للإسلام سواء كان تنصيريا، أو علمانيا، أو إلحاديا أو...
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاّ أنت، أستغفر الله وأتوب إليه.
وكتبه العبد الفقير:
يزيد حمزاوي
Y_hamzaoui@hotmail.com
التعريف بالكاتب
من مواليد 1966 بالجزائر العاصمة
شهادة دولة في علم النفس التطبيقي
ليسانس في الإعلام والاتصال
ماجستير أصول التربية
وحاليا دكتوراه في علوم التربية
أستاذ جامعي له العديد من المقالات والدراسات
نُشر له كتاب النصرانية وإلغاء العقل
الخطيــئـة الأصـليّـــة
يمكننا اعتبار مفهوم الخطيئة المفهوم الرّئيس والأساس في الإيمان النّصرانيّ كلّه، إذ إنّ هذا المفهوم يرتبط بجميع العقائد الأخرى: كالكفارة والصّلب والتّثليث والقيامة … وبدون الخطيئة لن يعود للنّصرانيّة مسوغ وجود أصلاً، ويُجمِع الباحثون الموضوعيّون قديمًا وحديثًا، النّصارى والمسلمون واللاّدينيّون، على أنّ مفهوم الخطيئة الأصليّة من الأمور التي لا يقبلها العقل، ولا يُسلّم بها المنطق، وذلك لأسباب عدّة يأتي بيانها بعد حين.
في البداية نتساءل ما هي الخطيئة التي يتحدّث كلّ نصرانيّ وتُروِّج لها كلّ كنيسة؟ إنّ الخطيئة الأصليّة التي لُعن من أجلها جنس البشريّة هي تلك " الغلطة " التي اقترفها آدم، أبو البشريّة قبل آلاف السّنين، عندما كان في الجنّة ومدّ يده إلى شجرة، فقطف ثمرة وأكلها هو و زوجته حوّاء، وكان من المطلوب ألاّ يفعل ذلك، لأنّ الله أباح له الأكل من جميع ثمار الجنّة إلاّ من تلك الشّجرة بعينها، لكن آدم خالف أمر الله فوقع في المحظور وجلب على نفسه وأبنائه اللّعنة والخسارة الأبديّة - على حدّ تعبيرهم - ! !
جاء في العهد القديم: ( وأوصى الربّ الإله آدم قائلاً: من جميع شجر الجنّة تأكل أكلاً، وأمّا شجرة معرفة الخير والشرّ فلا تأكل منها، لأنّك يوم تأكل منها موتًا تموت )( )، هذه هي البداية؛ فالله تعالى خلق آدم، ولم يعطه الحقّ في الأكل من شجرة المعرفة، فكأنما يريد أن يبقيه جاهلاً، وماذا يضرّ الله لو عرف آدم الخير والشرّ ! !؟ والرّواية القرآنيّة لهذه الأحداث لم تذكر نوع الشّجرة وسبب المنع، الذي هو امتحان وليس حسدًا من الله لجنس البشر، كما يُفهم من الرّواية التّوراتيّة !
ورد في الكتاب المقدَّس قصة التهام التفاحة ونيل اللعنة كما يلي (وكانت الحيّة أحْيلَ جميع حيوانات البرّيّة التي عملها الربّ الإله، فقالت للمرأة أحقًّا قال الله لا تأكل من كلّ شجر الجنّة؟، فقالت المرأة للحيّة من ثمر الجنّة نأكل، وأمّا ثمر الشّجرة التي في وسط الجنّة فقال الله لا تأكلا منه، ولا تمسّاه لئلاّ تموتا، فقالت الحيّة للمرأة لن تموتا، بل الله عالم أنّه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما، وتكونان كالله عارفين الخير والشرّ، فرأت المرأة أنّ الشّجرة جيّدة للأكل، وأنّها بهجة للعيون، وأنّ الشّجرة شهيّة للنّظر فأخذت من ثمرها وأكلت وأعطت رجلها أيضًا معها فأكل، فانفتحت أعينهما وعلما أنّهما عريانان، فخاطا أوراق تين ووضعا لأنفسهما مآزر، وسمعا صوت الربّ الإله ماشيًا في الجنّة عند هبوب ريح النّهار فاختبأ آدم وامرأته من وجه الربّ الإله في وسط شجر الجنّة، فنادى الإله آدم، وقال له أين أنت! ؟ فقال سمعت صوتك في الجنّة، فخشيت لأنّي عريان فاختبأت، فقال من أعلمك أنّك عريان، هل أكلت من الشّجرة التي أوصيتك أن لا تأكل منها! ؟)( ).
إنّ كاتب هذا السّفر يصوّر الله كأنّه رجل يتجوّل في حديقته، ويحدّث صوتًا بأقدامه التي تدوس التّراب والحشيش، ثمّ ينادي الربّ آدم (آدم .. آدم .. أين أنت ! ؟) و هو سؤال الجاهل بمكان مخلوقه .. ثمّ يسأله مَن أعلمك أنّك عريان، هل أكلت من الشّجرة …؟ أسئلة وأسئلة تدلّ على أنّ الكاتب لهذه الرّواية لا يستطيع أن يتصوّر الله إلاّ بتصوّر البشر الذي يعتريه الجهل والغفلة والحيرة والعي، فلذلك حاك هذه المسرحيّة بأبطالها، لكنّها مسرحيّة فاشلة بجميع مقاييس البشر فضلاً عن مقاييس الإله، ثمّ يستمرّ سفر التّكوين في هذه المشاهد المسرحيّة ! ( فقال آدم: المرأة التي جعلتها معي هي أعطتني من الشّجرة فأكلت، فقال الربّ للمرأة: ما هذا الذي فعلت، فقالت المرأة: الحيّة غرّتني فأكلت)( )، والحمد للّه أنّ القصّة كما جاءت في القرآن لم تذكر البادئ بالأكل أهو المرأة أم الرّجل بعكس الرّوايتين التّوراتيّة والإنجيليّة، فقد ذهبتا إلى حدّ الحطّ من المرأة وجعلها منشأ شقاء البشريّة وسبب غواية آدم.
جاء في الإنجيل في رسالة بولس الأولى لتيموثاوس ( وعلى المرأة أن تتعلّم بصمت وخضوع تامّ، ولا أجيز للمرأة أن تُعلِّم ولا أن تتسلّط على الرّجل، بل عليها أن تلزم الهدوء، لأنّ آدم خلقه الله أوّلاً ثمّ حوّاء وما أغوى الشّريرُ آدمَ، بل أغوى المرأة فوقعت في المعصية …)( )، والذي يقرأ عن مكانة المرأة في الكتاب المقدّس، وفي كتابات قساوسة النّصارى يرى مدى الاحتقار والحيف الذي تعرّضت له المرأة بسبب تلك التّهمة؛ فقد وصف العهد القديم المرأة [ بأنّها أمَرُّ من الموت ]، ويقول قدّيس النّصارى ترتوليان: » إنّ المرأة مدخل الشّيطان إلى نفس الإنسان، ناقِضة لنواميس الله، مشوّهة لصورة الله«، وقال القدّيس سوستام: » إنّها شرّ لا بدّ منه، آفة مرغوب فيها، وخطر على الأسرة والبيت، ومحبوبة فتّاكة، ومصيبة مطلية مسموم«، وأعلن البابا أينوسنتوس الثّامن » إنّ الكائن البشريّ والمرأة يبدوان نقيضين عـنيدين «.
وأكبر دليل على تخبّط النّصارى في تقييم المرأة هو عقد مؤتمر ماكون في القرن الخامس الميلادي، الذي بحث موضوع "هل المرأة مجرّد جسم لا روح فيه أم لها روح ! ؟ "، ومؤتمر فرنسا في القرن السّادس الذي بحث موضوع " هل المرأة إنسان أم غير إنسان !؟ "، وقد سبق جميع القدّيسين في احتقار المرأة القدّيس بولس صاحب الرّسائل التي أُدخلت في الإنجيل، والذي أزرى بالمرأة أيّما زراية، فجعلها بسبب الخطيئة مخلوقًا من الدّرجة الثّانية أو الثّالثة!
ونعود إلى الخطيئة، فإذا كان النبيّ محمّد يقول: » إنّ العلماء ورثة الأنبياء وإنّ الأنبياء لم يورثوا درهمًا ولا دينارًا، وإنّما ورٌثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظٍّ وافر « وإذا كان النّاس يرون أنّهم يرثون عن آبائهم وأجدادهم الأموال والثّروات والعقارات … فإنّ النّصارى ترى أنّ آدم أورث أبناءه وأحفاده ذنوبه وآثامه التي اقترفها في الجنّة، ولا سيّما الخطيئة العظيمة، عندما أكل من الشّجرة الممنوعة ! !.
إنّ منطق الكنيسة يقول: إنّ البشريّة كلّها تلوّثت بدنس الخطيئة، وبفعل ناموس العدل استحقّت الهلاك الأبديّ والطّرد من الرّحمة الإلهيّة، وانتُزعت منها إرادة فعل الخير ! فقد جاء في العهد الجديد (بإنسان واحد دخلت الخطيئة إلى العالم وبالخطيئة الموت، وهكذا اجتاز الموتُ إلى جميع النّاس إذ أخطأ الجميع)( ).
أيّها القارئ لو كان أبي سارقًا فهل من العدل أن تحكم عليّ محكمة أرضيّة بأنّي مذنب لمجرّد كوني ابنا لأب سارق!؟ ويبدو أنّ المحكمة الإلهيّة عند النّصارى لها معايير قضائيّة أخرى، فهي تجعل بلايين البشر مذنبين بسبب ذنب لم يقترفوه ولم يعلموا عنه شيئًا، فهل المحاكم الأرضيّة أرحم و ألطف من المحاكم السّماويّة !؟
ويصرّ رجال الكنيسة على هذا المنطق المقلوب، ويستميتون دفاعًا عنه، وفي هذا الصّدد يقول جان كالفين، زعيم البروتستانتيّة: » حينما يقال إنّنا استحققنا العقاب الإلهيّ من أجل خطيئة آدم، فليس يعني ذلك أنّنا بدورنا كنّا معصومين أبرياء، وقد حملنا – ظلمًا – ذنب آدم .. الحقيقة أنّنا لم نتوارث من آدم " العقاب " فقط، بل الحقّ أنّ وباء الخطيئة مستقرّ في أعماقنا، تلك الخطيئة التي تعدت إلينا من آدم، والتي من أجلها قد استحققنا العقاب على سبيل الإنصاف الكامل، وكذلك الطّفل الرّضيع تضعه أمّه مستحقًّا للعقاب، وهذا العقاب يرجع إلى ذنبه هو، وليس من ذنب أحدٍ غيره«.
ويقول سانت أغسطين: » وكان الواقع أنّ جميع أفراد الإنسان الذين تلوّثوا بالخطيئة الأصليّة، إنّما وُلدوا من آدم و تلك المرأة التي أوقعت آدم في الخطيئة والتي شاركت آدم نيْل العقاب«، ويصرّح الإنجيل في عدّة آيات (بالخطيئة حَملت بنا أمّهاتنا)، وتنتقل الخطيئة عبر الرّوح من الأجداد إلى الأحفاد، كما يقرّر ذلك القدّيس توماس الإكويني حين يقول: » ومثل ذلك أنّ الذنب في الواقع تقترفه الرّوح، ولكنّه بالتّالي ينتقل إلى أعضاء وجوارح في الجسم «.
وكأنّ كاتب الآيات التي تحمِّل الإنسانيّة ذنب أبيها آدم نسي الفصول التي كتبها من مسرحيّته، والتي تناقض تمامًا العقاب الجماعيّ للمذنبين وغير المذنبين، وكذلك يتناسى قساوسة النّصرانيّة تلك الآيات العديدة في العهدين القديم والجديد، التي تحكم على عقيدة وراثة الخطيئة بالبطلان والفساد .. وتعالوا ننظر سويًّا في بعض تلك الآيات التي وردت في أسفار العهد القديم ومنها: ( لا يُقتل الأباء عن الأولاد، ولا يُقتل الأولاد عن الآباء، كلّ إنسان بخطيئته يُقتل )( )، فهل هذه الآية من سفر التّثنية منسوخة أم ملغاة!؟ وماذا يقول رجال الكنيسة في قول العهد القديم (.. وأنتم تقولون لماذا لا يحمل الابن من إثم الأب، أمّا الابن فقد فعل حقًّا وعدلاً وحفظ جميع فرائضي وعمل بها فحياة يحيا، النّفس التي تخطئ هي تموت، الابن لا يحمل من إثم الأب، والأب لا يحـمل من إثم الابن، بـرُّ البار عليه يكون وشرُّ الشرّير عليه يـكون )( ).
وهذه الآية من سفر حزقيال هل هي من الأسفار غير القانونيّة "الأبوكريفا " أم من الأناجيل التي لا تعترف بها المجاميع المسكونيّة!؟ فلماذا تتجاهلونها !؟ ثمّ هل من العدل أن يعاقب البريء بجريرة المذنب، كيف يعاقب من لم يرتكب ذنبًا؟ إنّ قوانين العقل والمنطق وجميع الأديان السّماويّة والوضعيّة تأخذ بمبدأ [ كلّ فرد بريء حتّى تثبت إدانته ]، فلماذا خالفت النّصرانيّة هذا المبدأ وضربت به عرض الحائط، وجعلت البشريّة كلّها مذنبة حتّى تُثبِت براءتها !!؟ وأين قول الكتاب المقدّس (فتقدّم إبراهيم وقال: أفتُهلك البارّ مع الأثيم؟، عسى أن يكون خمسون بارًّا في المدينة، أفتُهلك المكان ولا تصفح عنه من أجل الخمسين بارًّا الذين فيه؟، حاشا لك أن تفعل مثل هذا الأمر، أن تميت البارّ مع الأثيم فيكون البارّ كالأثيم، حاشا لك، أديّان كلّ الأرض لا يصنع عدلاً !؟ فقال الربّ: إن وجدتُ في سدوم خمسين بارًّا في المدينة فإنّي أصفح عن المكان كلّه من أجلهم)( )، وأين قوله (في تلك الأيّام لا يقولون بعدُ الآباء أكلوا حصرمًا وأسنان الأبناء ضرست، بل كلّ واحد يموت بذنبه، كلّ إنسان يأكل الحصرم تضرّس أسنانه)( )، وقوله (سيجازي كلّ واحد حسب أعماله)( ).
وبعد صفحات سنرى أنّ الله نفسه – في زعم النّصارى – أضاف إلى هذه المحاكمة الجائرة ظلمًا آخر حين أراد التخلّص من الخطيئة بصلب إنسان بريء، وتعذيبه أشدّ العذاب على يد اليهود والرّومان، إنّ منهج القرآن الكريم يختلف جذريًّا عن هذا الظّلم الشّديد الذي وقع على الإنسان واقرأوا إن شئتم آيات الله تعالى في القرآن: لا يجزي والدٌ عن ولده، ولا مولود هو جاز عن والده شيئًا لقمان 33.
من عمل صالحًا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربّك بظلاّم للعبيد فصّلت 46.
ألاّ تزر وازرة وزر أخرى وأن ليس للإنسان إلاّ ما سعى النّجم 38.
فأيّ هذه الآيات هي أقرب إلى العقل، والمنطق، أهذه التي تحمِّل الفرد وحده مسؤوليّة أفعاله الخيّرة والشرّيرة، أم تلك الآيات الإنجيليّة المقدّسة، التي تجعل الجنين والرّضيع مجرمين ملعونين هالكين مطرودين من ملكوت السّموات … !
وثمّة مسألة أخرى هامّة تعصف بمفهوم الخطيئة، وهي أنّ الله عاقب البشريّة عقوبات عديدة شديدة لم يكن من العدل بعدها لعن الجنس البشريّ، ونزع إرادته على فعل الخير، ولم تكن هناك حاجة للتّكفير عن الخطيئة الأصليّة بصلب المسيح..
جاء في سفر التّكوين (وقال الربُّ الإله للحيّة لأنّك فعلت هذا ملعونة أنت من جميع البهائم ومن جميع وحوش البرّيّة، على بطنك تسعين وترابًا تأكلين كلّ أيّام حياتك، وأضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلها، هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه، وقال للمرأة تكثيرًا أُكثر أتعاب حبلك، بالوجع تلدين أولادًا( ) وإلى رجُلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك، وقال لآدم لأنّك سمعت لقول امرأتك وأكلت من الشّجرة التي أوصيتك قائلاً لا تأكل منها، ملعونة الأرض بسببك، بالتّعب تأكل منها كلّ أيّام حياتك، وشوكًا وحَسَكًا تُنبت لك وتأكل عشب الحقل، بعرق وجهك تأكل خبزًا حتّى تعود إلى الأرض التي أخذت منها، لأنّك من تراب وإلى تراب تعود)( ).
فسبحان الله من هذا الإله !كيف يعاقب بكلّ هذه العقوبات القاسية المتتالية؛ عقوبات خاصّة بالحيّة وبالمرأة وبالرّجل، ثمّ لم يكتف بذلك فلعن الأرض كذلك، ولا أدري ما ذنبها! ثمّ واصل سلسلة العقوبات بطرد الإنسان من الجنّة خوفًا من أن يأكل من شجرة الخلد فيبقى هنالك في ملكوته ! يقول سفر التّكوين: (وقال الربّ الإله هو ذا الإنسان قد صار كواحدٍ منّا عارفًا الخير والشرّ، والآن لعلّه يمدّ يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضًا، ويأكل ويحيا إلى الأبد، فأخرجه الربّ الإله من جنّة عدن ليعمل الأرض التي أُخذ منها، فطرد الإنسان وأقام شرقي جنّة عدن الكروبيم ولهيب سيف متقلّب لحراسة طريق شجرة الحياة)( ).
أليست كلّ هذه العقوبات كافية لتحقيق ناموس العدل!؟ فهل من العدل أن يُضيف إلى تلك القائمة الطّويلة عقوبة الخطيئة المميتة !؟
إنّ هذا المنطق الغريب الذي يصوّر الله بهذا الحقد والجبروت هو الذي دفع أحد الغربيّين إلى السّخريّة بقوله: » إنّ الله أنانيّ وقاس جدًّا، فلقد لعن البشريّة كلّها وطردها من رحمته، وحكم عليها بالشّقاء المؤبّد لمجرّد أنّ فردًا واحدًا منها تجرّأ على أكل تُفّاحة من حديقته ! «.
وثمّة ملاحظات أخرى وأخرى فقوله: ( لعلّه يمدّ يده ..) دليل على عدم تأكّد الله من أنّ آدم سيفعل ذلك أصلاً، لكنّه هذه المرّة لم يشأ أن يراهن كما فعل مع شجرة المعرفة؛ لذلك أخذ التّدابير والاحتياطات اللاّزمة لقطع الطّريق على آدم حتّى لا يصل إلى شجرة الخلد !، إنّ الله تعلّم درسًا في السّابق فلا يريد أن يُلدغ من جحر مرّتين، فطرد آدم من الجنّة حماية لمكتسباته لئلاّ يتطلّع إلى الأكل من شجرة الخلد في غفلة من الله – ! جلّ شأنه وتعالى عمّا يقولون – فيصبح آدم كالله تمامًا !
إنّ هذه الاستنتاجات نوردها إلزامًا فقط، وليس اعتقادًا منّا بها، والقارئ العاديّ لهذه الأسفار يشمّ رائحة كاتب يهوديّ عاجز عن تصوّر الذّات الإلهيّة بصفاتها العليا المنزّهة عن مشابهة الخلق، فتراه يصف ويصوّر الله كأنّه إنسان يحسد آدم، ويتحرّك بموجب غريزة التملّك والبقاء والسّيطرة ليحيك المؤامرات خشية على ذهاب عرشه ومصالحه الشّخصيّة المهدّدة بظهور منافس محتمل، وأتساءل: ما هي الحكمة من خلق شجرة الحياة هذه! هل لمجرّد استمتاع الله برؤيتها عند تجوّله في حديقته!؟
إنّ أهمّ أساس في الإيمان النّصرانيّ هو الخطيئة الأصليّة، وإنّ اعتقادًا كهذا يجرّنا إلى سلسلة طويلة من التّساؤلات، يقول سفر التّكوين: إنّ الحيّة هي التي أغوت المرأة والرّجل، فلماذا لم يكتف الله بمعاقبة الحيّة وقد كانت الرّأس المدبّر للجريمة والسّبب في جميع ذنوب بني آدم !؟
لماذا لم يتكلّم الأنبياء والرّسل الذين ذُكروا في التّوراة والعهد القديم عن هذه العقيدة "الخطيئة " !؟ لماذا لم يُشر إليها نوح، إبراهيم، إسحاق، يعقوب، داود .. بل حتّى موسى أعظم نبيّ في بني إسرائيل لم يُلمِّح إلى الخطيئة من قريب ولا من بعيد، كيف يمكن لأنبياء عظماء مثل هؤلاء أن يتجاهلوا هذه العقيدة؟ هل كانوا جاهلين بها؟ وهي أخطر عقيدة في الملكوت، هل كتموا خبرها عن النّاس وأبقوها سرًّا بينهم؟ لماذا لم يرفعوا أيديهم إلى السّماء ليدعوا ويتوسّلوا إلى الله ليرفعها عن الإنسانيّة؟ أتعرف لماذا لم يفعلوا ذلك؟ لأنّهم ببساطة لم يكونوا يؤمنون بوجود خطيئة ما، بل كانوا يؤمنون بقول الكتاب المقدّس (برُّ البارّ عليه يكون وشرّ الشرّير عليه يكون)( ).
ثمّ هل كان هؤلاء الأنبياء كنوح وإبراهيم وموسى وداود وسليمان .. أجداد المسيح خطاة ومدنّسين بالخطيئة الأصليّة التي ارتكبها أبوهم آدم؟ فإذا كانوا كذلك لماذا اختارهم الله لهداية البشر، وهم لا يختلفون عن غيرهم لكونهم منغمسين في الخطيئة كباقي أفراد جنسهم؟، لماذا كان "يهو" jeovah وهو الله في العهد القديم – راضيًا عن أنبيائه؛ فكان يدعو بعضهم بالرّجل البارّ، ورجل الله، والصّالح، يقول الكتاب المقدّس (كان نوح رجلاً بارًّا كاملاً في أجياله وسار نوح مع الله)( )، (وسار أخنوخ مع الله ولم يوجد لأنّ الله أخذه)( )، بل إنّ العهد الجديد يجزم بأنّ أولئك الأنبياء الذين سبقوا المسيح كانوا كاملين في إيمانهم، ولم يكونوا خطاة، ولم تكن تنقصهم عقائد التّثليث والفداء والكفّارة، جاء في رسالة يعقوب في العهد الجديد (أنظر إلى أبينا إبراهيم أما برره الله بالأعمال، حين قدّم ابنه إسحاق على المذبح، فأنت ترى أنّ إيمانه وافق أعماله فصار إيمانه كاملاً بالأعمال، فتمّ قول الكتاب آمن إبراهيم بالله فبرّره الله لإيمانه ودُعي خليل الله)( ).
كيف وُفّق الأنبياء إلى فعل الخير وجميع الطّوائف النّصرانيّة ترى بموجب الخطيئة أنّ الله نزع من بني الإنسان إرادة فعل الخير، وإنّ ما يعمله الإنسان هو شرّ، وذلك رغم اعتراف المسيح بوجود أبرار على الأرض، فعندما لام أناس المسيح على دعوته الأشرار والخطاة، ردّ المسيح عليهم قائلاً: (لأنّي لم آت لأدعو أبرارًا بل خطاة إلى التّوبة)( ).
وأخيرًا لماذا كتم الله سرّ الخطيئة فلم يبده لعباده إلاّ بعد قصّة صلب المسيح، إنّ المدّة الزّمنيّة التي تفصل بين آدم والمسيح ليست بالقصيرة، فأين كان مفهوم الخطيئة خلال تلك القرون الطّويلة؟.
يقول عبد الأحد داود – رأس الكنيسة الكلدانية وقد أسلم – في كتابه (الإنجيل والصّليب): » إنّ من العجب أن يعتقد المسيحيّون أنّ هذا السرّ اللاّهوتيّ، وهو خطيئة آدم وغضب الله على الجنس البشريّ بسببها ظلّ مكتومًا عن كلّ الأنبياء السّابقين، ولم تكتشفه إلاّ الكنيسة بعد حادثة الصّلب« ويقرّر الكاتب أنّ هذه المسألة هي من المسائل التي حملته على ترك النّصرانيّة واعتناق الإسلام لأنّها أمرته بما لا يستسيغه عقله.
ومن أغرب العجائب أنّ أسفار العهد القديم لم تدع جزئيّة من الجزئيّات التّافهة كأعداد قبائل بني إسرائيل وأسمائهم، وطول وعرض ووزن الأشياء في أسفار اللاوين والتثنية والعدد، وأكاذيب زنا داود بحليلة جاره، وزواج سليمان بـ 1000 امرأة، وزنا لوط بابنتيه !.. كلّ هذه التّفاصيل سُردت في أكثر من 1200 صفحة بتفصيل مملّ، ومقزز يدعو للغثيان؛ في حين أنّ الخطيئة التي هي أهمّ عقائد النّصرانيّة على الإطلاق لا تجد لها مكانًا بين ذلك الرّكام لا تلميحًا ولا تصريحًا!
أليس هذا الأمر محيّرًا ؟ بلى.
أليس هذا الأمر غير معقول ؟، بلى.
إنّ أكثر التّحليلات العلميّة للدّيانة النّصرانيّة تُرجع منبت هذه العقائد المنحرفة عن العقل والدّين "كالخطيئة " إلى الجهود المشبوهة التي قام بها أعداء التّوحيد في تدمير الدّين وتحريفه، وعلى رأس أولئك جميعًا بولس "شاؤول " الذي يعتقد النّصارى أنّه رسول المسيح، لقد لعب بولس دورًا خطيرًا في الهدم من الدّاخل، كان يصعب – إنّ لم يكن من المستحيل – فعله من الخارج، ولقد كان ذكيًّا – بل خبيثًا – عندما لم يخترع ديانة جديدة من عنده، إنّما عمد إلى عقائد فاسدة كانت موجودة في أديان الوثنيّين " البوذيّة، البراهميّة، المتراسيّة، المصريّة القديمة، وفلسفة الإغريق والرّومان ..الخ " فأخذ من هنا وهناك أشياء كانت شائعة في ذلك الزّمان، ثمّ ألصقها بالدّيانة النّصرانيّة الجديدة في غفلة من أهل العلم، وقد تزامن ذلك مع حملة اليهود والرّومان الشّرسة على الحواريّين وتلاميذ المسيح، فضاع الحقّ وأخذ مكانه الباطل المزخرف، الذي دعّمته فيما بعد سلطة الدّولة الرّومانيّة لما تنصرت.
وبخصوص الخطيئة يذكر علماء تاريخ الأديان وجود فكرة الخطيئة في أكثر الأديان الوثنيّة التي سبقت النّصرانيّة، يقول م. ويليام في كتابه (الهندوسيّة): »يعتقد الهنود الوثنيّون بالخطيئة الأصليّة، وممّا يدلّ على ذلك ما جاء في تضرّعاتهم التي يتوسّلون بها بعد "الكياتري" وهي: إنّي مذنب، ومرتكب للخطيئة، وطبيعتي شرّيرة، وحملتني أمّي بالإثم، فخلّصني يا ذا العين الحندقوقيّة، يا مخلّص الخاطئين يا مزيل الآثام والذّنوب«، ويقول هوك في كتابه (رحلة هوك): »يعتقد الهنود الوثنيّون بتجسّد أحد الآلهة وتقديم نفسه ذبيحة فداء عن النّاس والخطيئة« ويقول »ومن الألقاب التي يُدعى بها كرشنا: الغافر من الخطايا، والمخلص من أفعى الموت«.
وختامًا فإنّ الإيمان بالخطيئة ولّد عند الإنسانيّة كثيرًا من الآلام، والعقد النّفسيّة، يحدّثنا عن بعضها، كاتب نصرانيّ ما يزال على نصرانيّته ألّف كتابًا بعنوان (محمّد الرّسالة والرّسول) أنصف فيه الإسلام ونبيّه وانتقد بشدّة فكرة الخطيئة والعقائد النّصرانيّة.
يقول الدّكتور نظمي لوقا: » وإنّ أنسى لا أنسى ما ركبني صغيرًا من الفزع والهول من جرّاء تلك الخطيئة الأولى، وما سيقت فيه من سياق مروّع، يقترن بوصف جهنّم، ذلك الوصف المثير لمخيّلة الأطفال، وكيف تتجدّد فيها الجلود كلّما أكلتها النّيران، جزاء وفاقًا على خطيئة آدم بإيعاز من حوّاء، وأنّه لولا النّجاة على يد المسيح الذي فدى البشر بدمه الطّهور، لكان مصير البشريّة كلّها الهلاك المبين، وإن أنسى لا أنسى القلق الذي ساورني وشغل خاطري عن ملايين البشر قبل المسيح أين هم؟ وما ذنبهم حتّى يهلكوا بغير فرصة للنّجاة ؟ فكان لا بدّ من عقيدة ترفع عن كاهل البشر هذه اللّعنة، وتطمئنهم إلى العدالة التي لا تأخذ البريء بالمجرم، أو تزر الولد بوزر الوالد، وتجعل للبشريّة كرامة مصونة، ويحسم القرآن( ) هذا الأمر، حيث يتعرّض لقصّة آدم، وما يُروى فيها من أكل الثّمرة؛ فيقول وعصى آدم ربَّه فغوى، ثمّ اجتباه ربُّه فتاب عليه وهدى طه 121 – 122… والحقُّ أنّه لا يمكن أن يقدِّر قيمة عقيدة خالية من الخطيئة الأولى الموروثة إلاّ من نشأ في ظلّ تلك الفكرة القاتمة التي تصبغ بصبغة الخجل والتأثّم كلّ أفعال المرء، فيمضي في حياته مضيّ المريب المتردّد، ولا يُقبِل عليها إقبال الواثق بسبب ما أنقض ظهره من الوزر الموروث.
إنّ تلك الفكرة القاسية – الخطيئة الأولى وفداءها – تُسمّم ينابيع الحياة كلّها، ورفعُها عن كاهل الإنسان منّة عظمى، بمثابة نفخ نسمة حياة جديدة فيه، بل هو ولادة جديدة حقًّا، وردٌّ اعتبار لا شكّ فيه، إنّه تمزيق صحيفة السّوابق، ووضع زمام كلّ إنسان بيد نفسه«.
قطعت جهيزة قول كلّ خطيب، يعجبني الإنصاف من أمثال الدّكتور نظمي لوقا، وهو المتبحّر في دراسة الإنجيل والكتب السّماويّة، وأين هو ممّن ادّعوا اعتناق النّصرانيّة في بعض البلاد الإسلاميّة – كبعض البربر مثلاً عندنا في الجزائر – الذين ناقشت بعضهم فوجدتهم لم يقرأوا شيئًا عن الإنجيل ولا يعرفون نصوص الكتاب المقدّس، وعند التّحقيق اكتشفت أنّ اعتناق النّصرانيّة عند أكثرهم – إن لم أقل كلّهم – كان مطيّة للحصول على تأشيرات سفر إلى أوروبا وأموال وامتيازات أخرى من جمعيّات وهيئات وسفارات غربيّة مشبوهة !!
التّثـليــــــث
رغبة في الاختصار ونفورًا من التّطويل لم أشأ الدّخول في متاهات شديدة الوعورة والظّلمة ترتبط بموضوع التّثليث، ومن تلك المتاهات ألوهيّة المسيح وبنوّته، وطبيعة الله اللاّهوتيّة والنّاسوتيّة .. إلخ، رغم أهمّيّة تلك المواضيع وعلاقتها الوطيدة بعقيدة التّثليث، وعدم رغبتي في دخول تلك المتاهات هو لشعوري أنّ البحث حينها سيطول جدًّا، وسيتشعّب ممّا يخرجه عن الهدف من وضعه؛ ذلك أنّ الهدف من كتابي ليس أن يصنّف ضمن الدّراسات العلميّة المتقدّمة، فيكون في متناول الباحثين المتخصّصين فقط، وإنّما الغاية منه أن يكون رسالة إعلاميّة سريعة يصل إليها النّصرانيّ العاديّ، ورجل الشّارع، دون أن يثقل كاهله كتابي إضافة إلى مشاغله اليوميّة، ومن ثمّ فضّلت التّعبير عن مناقضة التّثليث للعقل ومصادمته لكلّ منطق وعلم وتفكير بشريّ ببعض هذه الخواطر، وأعترف للقارئ أنّي وجدت صعوبة بالغة في اختياري النّقطة التي أنطلق منها في حديثي عن التّثليث، فمن أين أبدأ؟
التّثليث أهمّ اعتقاد يؤمن به النّصارى، فلا خلاص ولا غفران ولا دخول للجنّة إلاّ بالإيمان بأنّ الله هو ثلاثة أقانيم: الأب، الابن، الرّوح القدس، وهؤلاء الثّلاثة – في نظر النّصارى – ليسوا ثلاثة بل هم واحد، فالأب إله تامّ، والابن إله تامّ، و الرّوح القدس إله تامّ، لكنّ هؤلاء الآلهة التّامين ليسوا ثلاثة آلهة بل هم إله واحد تامّ!!
أنا أعلم أنّك – أيّها القارئ – لا تفهم شيئًا ممّا أقوله، لكن اعذرني فهذا قول القساوسة، هم ثلاثة آلهة… لكن يستدركون فيقولون لكنّهم واحد، وهو إله واحد، لكن يستدركون فيقولون لكنّهم ثلاثة آلهة، ثلاثة في الواحد وواحد في الثّلاثة!
وإذا كان من واجبي كباحث في هذا الموضوع أن أشرح لك هذا الكلام، فأعتذر إليك مسبقًا بقولي: "إنّ فاقد الشّيء لا يعطيه"؛ لأنّي كسائر علماء اللاّهوت ورجال الدّين والفلاسفة والمفكّرين لم أصل لغاية السّاعة لشرح أو فهم لذلك الكلام !
والتّثليث عند المسلمين كفر بالله لقد كفر الذين قالوا إنّ الله ثالث ثلاثة وما من إله إلاّ إله واحد وإن لم ينتهوا عمّا يقولون ليمسّنّ الذين كفروا منهم عذاب أليم المائدة 73.
وهي عند الفلاسفة والمفكّرين أكبر خرافة في هذا الكون، جاء في مجلّة التّايم عدد 4 سنة 1966، ص 57، "إنّ الكتاب المقدّس – بما فيه من خطيئة وكفّارة وتثليث – هو أكبر مجموعة من الخرافات في تاريخ الحضارة الغربيّة ".
وهي عند المؤرّخين وعلماء مقارنة الأديان حلقة من حلقات الوثنيّة التي بدأت منذ فجر التّاريخ.
أمّا عند القساوسة والكنيسة فهي سرّ ولغز مقدّس! لا يمكن فهمه في هذه الدّنيا ولا تصوّره على حقيقته، جاء في أحد المجامع الكنسيّة، وهو مجمّع لاتيران، الذي عقد سنة 1315 م [ إنّنا نؤمن إيمانًا جازمًا من أعماق قلوبنا بأنّ هناك إلهًا واحدًا خالدًا لا نهائيًّا لا يحول ولا يزول، إلهًا لا نفهمه، عظيمًا لا يمكن التّعبير عنه: الأب والابن وروح القدس ..] ويقول القسّ بوطر بعد استعراضه عقــيدة التّثليث: » قد فهمنا ذلك على قدر طاقة عقولنا ونرجو أن نفهمه فهمًا أكثر جلاء في المستقبل، حيث ينكشف لنا الحجاب عن كلّ ما في السماوات والأرض، وأمّا في الوقت الحاضر ففي القدر الذي فهمناه الكفاية«.
ولننتقل الآن إلى تعريفات النّصارى للثّالوث وما هو المفهوم الذي يولونه لهذا المصطلح؛ يقول القسّ سامي حنا غابريال في كتابه (الله واحد أم ثالوث؟): » المسيحيّة تعلم أنّ الله الذي لا شريك له هو واحد في الجوهر موجود بذاته، ناطق بكلمته، حيّ بروحه، و يمكن أن نقول إنّ الله واحد في ثلاثة أقانيم والثّلاثة هم واحد، هم الله، دون انفصال أو تركيب، متساوون، إنّهم جميعًا الله، وكلّ أقنوم منهم هو الله، وهو ما تعلنه المسيحيّة بوضوح، الله موجود بذاته "الأب"، الله ناطق بكلمته "الابن" الله حيّ بروحه "الرّوح القدس"… والأقانيم الثّلاثة: الأب والابن والرّوح القدس واحد في الجوهر متساوون في كل شيء، في السرمدية ( الأزلية والأبدية ) وفي القدرة وفي كل ما يخص الله الواحد«.
يقول الأب بولس إلياس اليسوعي في كتابه ( يسوع المسيح ): من الناس من يقولون لماذا يا ترى إله واحد في ثلاثة أقانيم؟ أليس من الأفضل أن يقال إله واحد وحسب؟ لكننا إذا اطلعنا على كنه الله لا يسعنا إلا القول بالتثليث، وكنه الله محبة، ولا يمكن إلا أن يكون محبة، ليكون الله سعيدا، فالمحبة هي مصدر سعادة الله، ومن طبع المحبة أن تفيض وتنتشر على شخص آخر فيضان الماء وانتشار النور، فهي إذن تفترض وجود شخصين على الأقل يتحابان، وتفترض مع ذلك وحدة تامة بينهما، وليكون الله سعيدا، ولا معنى لإله غير سعيد، وإلا انتفت عنه الألوهية، كان عليه أن يهب ذاته شخصا آخر يجد فيه سعادته ومنتهى رغباته، ويكون بالتالي صورة ناطقة له.
ولهذا ولد اللهُ الابن منذ الأزل نتيجة لحبه إياه ووهبه ذاته، ووجد فيه سعادته ومنتهى رغباته وبادل الابنُ الأب هذه المحبة ووجد فيه هو أيضا سعادته ومنتهى رغباته، وثمرة هذه المحبة المتبادلة بين الأب والابن كانت الروح القدس، هو الحب إذن يجعل الله ثالوثا وواحدا معا…ولا يصح أن يكون هذا الكائن الذي حبس اللهُ الأبُ محبته عليه إلا الابن، ولو كان غير الابن، ولو كان خليقة غير محدودة، بشرا أو ملاكا، لكان الله بحاجة إلى من دونه كمالاً، وعُدّ ذلك نقصًا في الله والله منزّه عن النّقص، فتحتّم إذًا على الله والحالة هذه أن يحبس محبّته على ذاته فيجد فيها سعادته؛ لهذا يقول بولس الرّسول: إنّ الابن هو صورة الله غير المنظور… ليس الله إذًا كائنًا تائهًا في الفضاء، منعزلاً في السّماء، لكنّه أسرة مؤلّفة من أقانيم ثلاثة تسودها المحبّة، وتفيض منها على كلّ الكون براءته، وهكذا يمكننا أن نقول إنّ كنه الله يفرض هذا التّثليث «.
إنّ هذا التّفكير وإن كان يثير السّخريّة إلاّ أنّه منتشر جدًّا بين رجال الكنيسة، فهم يرون أنّ الله يجب أن يكون كائنًا مركّبًا حتّى يستطيع ممارسة صفاته الأزليّة كالسّمع والبصر والمحبّة وغيرها؛ أي أنّ الله قبل خلق العالم لم تكن صفاته معطّلة، لأنّه كان يمارس تلك الصّفات مع نفسه أو مع ابنه، لذلك وُجد الثّالوث كضرورة، لأنّه لو قلنا إنّ الله لم يكن يمارس صفاته وأفعاله قبل خلق العالم ثمّ مارسها بعد خلق العالم لحكمنا على صفات الله وأفعاله بأنّها كانت معطّلة، وعلى الله بالتغيّر من حالة إلى حالة، وهذا مستحيل لأنّ الله لا يتغيّر.
يقول القسّ سامي غابريال: » إذا كان الله محبًّا، سميعًا، عليمًا.. ناطقًا.. وأنّه غير متغيّر فماذا عن قبل الخلق؟ هل كانت صفات الله موجودة؟ نعم فهو غير متغيّر … وإن كان الله ناطقًا محبًّا، قبل أن يخلق.. فمع من كان يمارس صفاته وأعماله؟ هل كانت عاطلة… قبل خلق العالم… ثمّ صارت عاملة بعد الخلق؟ كلاّ و لو أنّ الله مطلق الوحدانيّة في الجوهر؛ فقبل أن يخلق ما معنى إذا سميع.. ناطق.. محبّ.. إذًا لا يمكن أن تكون وحدانيّة الله وحدانيّة مطلقة، مجرّدة، بل لا بدّ أن يكون الله الواحد في الجوهر جامعًا في وحدانيته، وبذلك يمارس صفاته بينه وبين نفسه لا بالوحدانيّة المجرّدة بل بوحدانيّته الجامعة الشّاملة الواحدة، وحيث أنّ صفات الله لا يمكن أن تكون قائمة في ممارستها إلاّ بين كائنين، أو أكثر أو بين عاقلين أو أكثر… وبما أنّ الله مع وحدانيّته وتفرّده بالأزليّة وعدم وجود تركيب فيه… كان يمارس الصّفات الإلهيّة بينه وبين ذاته… إذًا فوحدانيّة الله مع عدم وجود تركيب فيها هي وحدانيّة ليست مجرّدة، بل وحدانيّة من نوع لا مثيل لها في الوجود يمكن أن نسمّيها الوحدانيّة الشّاملة أو الجامعة «. وهي ما دعاها هذا القسّ وسمّتها الكنيسة وحدانيّة الثّالوث.
لقد أوردت كلام القساوسة السّابقين على طوله ليعرف النّصارى وغيرهم مقدار تفكير القسس والحجج التي يستندون إليها لتجويز الاعتقاد بالثّالوث، وإنّ هذا الاحتجاج السّخيف جدًّا ينقلب ضدّ القسس وضدّ الكنيسة وضدّ عقيدة التّثليث؛ إذ لو اعتقدنا أنّ صفات الله وأفعاله يجب أن تكون موجودة قبل خلق العالم وأنّ تلك الصّفات تمارس بين الأقانيم الثّلاثة وجب علينا إذًا أن لا نقتصر على الأمثلة التي يضربها القساوسة عن الصّفات الإلهيّة بل وجب التّعميم على جميع الصّفات والأفعال الإلهيّة، وهنا أتساءل أليست من صفات وأفعال الله الخلق وأنّ الله خالق؟ ستقولون بلى، وأقول هل كانت صفة الخلق معطّلة قبل خلق العالم ؟، ستقولون كلاّ.
وسأقول فإذن مع من كان يمارس صفة الخلق؟
لا شكّ وفق تفكيركم السّابق أنّ الله كان يمارسها مع نفسه أو ابنه أو مع الثّالوث 'الوحدانيّة الشّاملة كما يسمّيها القسّ غابريال'، فهل يمكن أن تشرحوا لنا كيف كان يمارس الله صفة وفعل الخلق مع نفسه أو ابنه أو ثالوثه، هل كان الله يخلق ذاته؟ فإذًا الله مخلوق ! هل خلق الله الابن؟!، لكنّ الكتاب المقدّس يقول عن الابن مولود غير مخلوق !، ماذا كان الله يخلق قبل خلق العالم حتّى يقال عنه خالق، وإنّه يملك صفة الخلق العاملة المعطّلة! ؟ أرأيتم أنّكم أيّها القساوسة تتورّطون في دفاعات متخبّطة عشوائيّة توقعكم في ورطات لا مخرج منها؟ وهذا مثال واحد عن صفة واحدة ضربته لكم فكيف بعشرات، بل بمئات الصّفات والأفعال التي تُنسب إلى الله؟
نعود الآن إلى الأقانيم الثّلاثة، ما معنى كلمة أقنوم؟
يقول النّصارى إنّ "الأقنوم" كلمة سريانيّة تعني كلّ ما تميّز عن سواه دون استقلال، وفي موضوع الثّالوث تعني وجود ثلاثة أشخاص متّحدين دون امتزاج ومتميّزين دون انفصال.
نسأل النّصارى هل لكم أن تضربوا لنا مثالاً واحدًا في هذا الكون "غير الثّالوث" يصدق عليه مصطلح الأقنوم،… لن تستطيعوا ذلك لأنّ المعنى 'المفبرك' الذي أضفيتموه على مصطلح الأقنوم لا تقبله العقول؛ لذا لا يصدق على أيّ مثال واقعيّ مادّيّ أو معنويّ، ثمّ لماذا يرد هذا المصطلح الفريد من نوعه بالسّريانيّة دون اللّغات الأخرى كالعبريّة مثلاً وقد كانت لغة العهد القديم؟ ألم يكن لذلك المصطلح وجود حينها؟ ثمّ لماذا لم يرد هذا المصطلح في العهد الجديد؟!
وأخاطب الآن نصارى العرب، ما هي ترجمة مصطلح أقنوم إلى العربيّة؟ ستقولون عجزت اللّغة عن إيجاد مصطلح مطابق للمعنى الذي ورد بالسّريانيّة، فيا سبحان الله ! اللغة العربيّة الغنيّة بمصطلحاتها والثّريّة بمترادفتها تعجز أمام السّريانيّة !، اللغة العربيّة التي تحتوي على عشرات المفردات المترادفة لمعنى واحد عاجزة أن تجد كلمة تعبّر بها عن أهمّ شيء في هذا الكون وهو الله أو أحد أجزائه !
مع ذلك نرى في بعض كتب النّصارى محاولات لترجمة قريبة، مع كونها منتقدة من النّصارى أنفسهم لإيحائها بالشّرك؛ فممّا قيل عن الأقانيم أنّها: خواصّ، صفات، أجزاء، أشخاص، أعضاء، أطراف، أقسام، أشياء، عناصر، تعينات … إلخ.
ولمّا استعصى فهم مصطلح الأقانيم راح رجال الكنيسة يضربون للثّالوث الأمثال ليقربوا معناه للأفهام، فقال بعضهم إنّ الثّالوث كالشّمس متكوّنة من ثلاثة أجزاء: القرص، الحرارة، الشعاع، لكن هل القرص هو الشعاع؟ وهل القرص هو الحرارة ؟ و هل الشّعاع هو الحرارة؟ فالمثال لا ينطبق على الثّالوث لأنّ الأب هو الابن، والابن هو ذاته الرّوح القدس، والأب هو عينه روح القدس، وبعضهم يمثّل الثّالوث بالتفّاحة، لأنّها متكوّنة من شكل وطعم ورائحة، وهل الرّائحة هي التفّاحة كاملة، وهل الشّكل هو التفّاحة كاملة، وهل الطّعم هو التفّاحة كاملة؟ ولا شكّ أنّ هذا المثال يلحق بسابقه.
ويضرب سانت أغسطين مثالاً معقّدًا، وهو 'أنّ الثّالوث يشبه الدّماغ، فالدّماغ يعلم بوجود ذاته، وأداة العلم هي الدّماغ نفسه، فالعلم هو الدّماغ، والمعلوم هي الدّماغ، وأداة العلم هي الدّماغ فهي إذن ثلاث صفات لشيء واحد، لكن لا يقال إنّ الدّماغ ثلاثة'، وهذا المثال لا يستقيم؛ لأنّ الدّماغ المذكور واحد في الحقيقة وتثليثه اعتباريّ ليس حقيقيًّا، في حين أنّ النّصارى يؤمنون في الإله بالتّوحيد الحقيقيّ والتّثليث الحقيقيّ، والدّماغ كعالم ليس كائنًا متميّزًا ولا منفصلاً ولا مستقلاً عن الدّماغ كمعلوم، ولا عن الدّماغ كأداة علم؛ في حين أن أقانيم الثّالوث منفصلة عن بعضها، فالأب كائن متميّز ومستقلّ عن الابن، والابن كائن متميّز ومستقلّ عن الرّوح القدس، وروح القدس كائن متميّز ومستقلّ عن سابقيه.
وقد انتقد بعض رجال الكنيسة كلّ هذه التّمثيلات والتّشبيهات، وقالوا بعدم جواز ضرب الأمثال مهما كانت، لأنّ تلك الأمثال مخلوقة يمكن إدراكها بالعقل، أمّا الثّالوث فهو كائن غير مخلوق لذا لا يمكن إدراكه بالعقل، وأيّ تمثيل أو تشبيه هو تمثيل وتشبيه مع الفارق.
قال البوصيريّ في فضح التّثليث:
ليت شعري هل الثّلاثة في الوا
أإله مركّب!، وما سمعنا
أتراهم لحاجة واضطرار
أهو الرّاكب الحمار فيا عجز
أم جميع على الحمار لقد جلّ
أم سواهم هو الإله فما نسبة
أم أردتم بها الصّفات فلمّا
أم هو ابن الإله ما شاركته
قتلته اليهود فيما زعمتم
حدّ نقص في عدّكم أم نماء؟
بإله، لذاته أجزاء
خلطوها وما بغى الخلطاء
إله يمسّه الإعياء
حمار يجمعهم مشّاء
عيسى إليه والانتماء؟
خُصّت ثلاث بوصفه وثناء؟
في معاني النبوّة الأنبياء
ولأمواتكم به إحياء
هل ورد ذكر الثّالوث والأقانيم الثّلاثة في العهد القديم، أو على لسان الأنبياء و الرّسل الذين سبقوا المسيح؟
لم يحدث ذلك إطلاقًا ! فأسفار العهد القديم خالية من أيّ تثليث ولم تشر إلى أنّ الله مكوّن من ثلاثة أقانيم أو أجزاء، ولم يُعلم أو يُسمع أنّ الله أخبر نوحًا أو إبراهيم أو موسى أو داود أنّه إله واحد في ثلاثة آلهة؛ وإذا تصفّحت بإمعان أسفار العهد القديم فلا يمكن أبدًا أن تقع عينك على كلمة ثالوث أو على صيغة الأب والابن والرّوح القدس، كما يعتقد بها النّصارى اليوم، أليس غريبًا حقًّا ! أنّ عقيدة مثل هذه، وبهذه الأهمّيّة والخطورة، يتوقّف عليها هلاك النّاس أو نجاتهم لا نرى لها أيّ إشارة في التّوراة وكتب الأنبياء لا تصريحًا ولا تلميحًا، فلماذا؟
ألم يكن الله قد قرّرّ بعد إخبار البشر بها، أم أنّ البشر لم يكونوا في ذلك الوقت قادرين على استيعابها وإدراكها مثلما لم يستوعبها أحد حتّى الآن !؟
وإنّ الإنسان ليزداد حيرة وتعجّبًا إذا وقعت عيناه في أسفار العهد القديم المقدّسة على تفاصيل زنى داود بزوجة قائد جيشه، وتفاصيل زنى لوط بابنتيه، وتفاصيل جسد المرأة في نشيد الإنشاد لسليمان، وزنى يهوذا بكنته، وإنّ الإنسان ليملّ من تفاصيل الأعداد والأرقام والأحجام والأوزان والمسافات التي تقدّمها أسفار العهد القديم عن قبائل اليهود وأنسابهم وأملاكهم وأحصنتهم وحميرهم، ثمّ تفاصيل أبعاد هيكل سليمان.. حتّى إنّك إذا اطّلعت على بعض الأسفار وجدتها أقرب إلى دفتر الحسابات منها إلى كتاب هداية، كلّ هذه التّفاصيل ذكرت حسب النّسخة الموجودة عندي الآن في 1358 صفحة، وضاق العهد القديم فلم يفسح مجالاً لجملة واحدة عن الثّالوث يقول فيها الله مثلاً: 'أنا ثالوث مكوّن من ثلاثة أقانيم: أب وابن و روح قدس'، أليس هذا غريبًا حقًّا !؟
وفي مقابل ذلك نعثر على مئات الآيات في العهد القديم التي تصف الله بالوحدانيّة وتقرّر تفرّده بالألوهيّة والرّبوبيّة.
(اسمع يا إسرائيل الربّ إلهنا ربّ واحد)( ).
(فاعلم اليوم وردّد في قلبك أنّ الربّ هو الإله في السّماء من فوق وعلى الأرض من أسفل ليس سواه)( ).
(انظروا الآن أنا أنا هو وليس إله معي)( ).
(أنا الربّ وليس آخر، لا إله سواي)( ).
(أليس أنا الربّ ولا إله آخر غيري، إله بارّ ومخلص ليس سواي التفتوا إلي وأخلصوا يا جميع أقاصي الأرض لأنّي أنا الله وليس آخر)( ).
والآيات كثيرة وكلّها تتّفق على وحدانيّة الله، بلا ثالوثيّة أو أقنوميّة، أمّا ما يذهب إليه بعض رجال الدّين بأنّ العهد القديم لمّح إلى التّثليث في بعض الآيات فهو غير صحيح، وما يفعلونه هو لَيُّ أعناق الآيات لتطابق هواهم، لكن هيهات هيهات، وأكبر دليل على غياب التّثليث في العهد القديم هو موقف اليهود – أصحاب العهد القديم- من المسيح إذ اعتبروا أقوال المسيح الغامضة حول البنوّة والألوهيّة تجديفًا وكفرا ولذلك عارضوه أشدّ المعارضة فصلبوه في زعم الإنجيل.
أمّا في العهد الجديد فالآيات التي ذكرت عن الثّالوث قليلة جدًّا جدًّا خاصّة في الأناجيل الأربعة، ولعلّ أكثر الآيات المصرّحة بالتّثليث، والتي يعتمدها القساوسة كأساس لذلك الاعتقاد هو ما جاء في رسالة يوحنّا الأولى (فإنّ الذين يشهدون في السّماء هم ثلاثة الأب والكلمة والرّوح القدس، وهؤلاء الثّلاثة هم واحد، والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة الرّوح والماء والدم والثّلاثة هم في الواحد)( ).
إنّ هذه الآية لغز غامض! هل تعلم أيّها القارئ النّصرانيّ أنّ هذه الآية مزيّفة 'مفبركة' ملحقة بالنصّ الإنجيليّ، الأصلي وليست منه، فقد حكم كبار علماء النّصارى على هذه الآية بأنّها إلحاقيّة منهم هورن وجامعو تفسير هنري وسكات وآدم كلارك في تفسيره وغيرهم، والأسباب هي:
- أنّها لا توجد في نسخة من النّسخ اليونانيّة التي كُتبت قبل القرن
السّادس عشر للميلاد.
- أنّها لا توجد في أيّ ترجمة من التّراجم القديمة غير اللاّتينيّة.
- أنّها لا توجد في معظم النّسخ القديمة اللاّتينيّة.
- لم يتمسّك بها أحد من القدماء ومؤرّخي الكنيسة.
- إنّ البروتستانت أسقطوا الآية من كتبهم ووضعوا عليها علامة
الشكّ.
- إنّ الكاثوليك والأرثودكس بدأوا ينزعونها من الإنجيل شيئًا فشيئًا.
ولذلك اختلفت طبعات الكتاب المقدّس حول إثبات أو حذف هذه الآية فبعضها يثبتها والبعض الآخر يحذفها، نجد الآية مثلاً في الكتاب المقدّس، طبعة دار الكتاب المقدّس بالقاهرة سنة 1970: (فإنّ الذين يشهدون في السّماء هم ثلاثة: الأب والكلمة والرّوح القدس وهؤلاء الثّلاثة هم واحد)، وجاء في الكتاب المقدّس، طبعة دار الكتاب المقدّس في الشّرق الأوسط سنة 1988، (فإنّ الذين يشهدون في السّماء هم ثلاثة: الأب والكلمة والرّوح القدس وهؤلاء الثّلاثة هم واحد).
والآية ذكرت في طبعة العهد الجديد الثّانية 1980 والثّالثة 1984، وعلى طاولتي الآن ثلاث طبعات أخرى للعهد الجديد حُذفت منها الآية المذكورة منها الطّبعة الرّابعة للعهد الجديد إصدار اتّحاد جمعيّات الكتاب المقدّس سنة 1993، وكذلك طبعة 1994، للنّاشر نفسه حيث جاء في الآية: (والذين يشهدون هم ثلاثة الرّوح والماء والدم وهؤلاء الثّلاثة هم في واحد)، ونلاحظ هنا – أخي القارئ – أنّ اتّحاد جمعيّات الكتاب المقدّس الذي أشرف على طباعة العهد الجديد، وحذف الآية الدّالّة على التّثليث هو نفسه الذي أشرف على الطّبعات السّابقة التي وردت فيها الآية !.
جاء في الكتاب المقدّس العهد الجديد، منشورات دار المشرق، بيروت، الطّبعة الحادية عشرة: وهي نسخة كاثوليكيّة (والذين يشهدون ثلاثة: الرّوح والماء والدم وهؤلاء متّفقون)، وورد تعليقً على ذلك في هامش الصّفحة في بعض الأصول ما يلي: "الأب والكلمة والرّوح القدس، وهؤلاء الثّلاثة هم واحد، لم يرد ذلك في الأصول اليونانيّة المعوّل عليها، والأرجح أنّه شرح أُدخل إلى المتن في بعض النّسخ، والرّوح: الرّوح القدس، والماء: المعموديّة، الدم: دم المسيح ".
وجاء في طبعة الإنجيل كتاب الحياة ترجمة تفسيريّة للعهد الجديد، صدرت سنة 1973، (فإنّ هنالك ثلاثة شهود: الرّوح والماء والدم وهؤلاء الثّلاثة هم في الواحد)، وهناك طبعات عديدة للبروتستانت تضع الآية المذكورة بين هلالين موضّحة أنّ ما داخل الهلالين غير موجود في الأصل.
وبين يديّ الآن نسخة للكتاب المقدّس باللّغة الفرنسيّة من منشورات الاتّحاد العالميّ للكتاب المقدّس، 1982 ورد في الصّفحة الأولى لهذه الطّبعة ما يلي: Traduction oecumenique de la bible.
وفي مقدّمة هذه النّسخة جاء فيها شرح كلمة oecumenique بأنّها تعني نسخة متّفق عليها من قبل الكاثوليك والأرثودكس والبروتستانت، وقد اطّلع على النّسخة قبل طبعها عشرات المتخصّصين من الطّوائف الثّلاثة وأقرّوا جميع ما فيها، وعند بحثنا عن الآية التي نحن بصددها في رسالة يوحنّا الأولى 5: 7 نجدها قد حُذفت، وباتّفاق الطّوائف الثّلاثة وحُذفت كذلك في النّسخة الأخيرة باللّغة الإنجليزيّة!
وإن تعجب فعجبك من طبعة جديدة للإنجيل باللّغتين العربيّة والفرنسيّة، نُشرت سنة 1995، وطُبعت بحيث تكون كلّ آية باللّغة العربيّة تقابل أختها بالفرنسيّة، إلاّ أنّني ذهلت عندما وجدت الآية "المشكلة" أُثبتت بالعربيّة بين هلالين [ ] في حين لم أجد ما يقابلها بالفرنسيّة، أي حُذفت بالمرّة، فلو كان القارئ لا يفهم اللّغتين المذكورتين لما تنبّه لذلك، ولتتأكّد بنفسك أضع لك صورة عن تلك الآية المحيّرة!
وضعت الآية بين هلالين دلالة على عدم وجودها في الأصول، و الغريب أنّها في التّرجمة المقابلة بالفرنسيّة محذوفة نهائيا.
هكذا بعد قرون طويلة، بعدما كانت هذه الآية تُقرأ كجزء مُوحي به من الله يتّفق رجال الكنيسة على حذفها من الكتاب المقدّس!، إنّها أهمّ آية في التّثليث، ومع ذلك فقد توصّل الجميع إلى الاتّفاق على حذفها، ألم يقل بولس في رسالته إلى تيموثاوس (كلّ الكتاب موحى به من الله)( )، لقد تبين لكل ذي عقل أنه ليس كل الكتاب موحى به من الله، والآن بعد حذفها، هل الله هو الذي أمر بذلك! ؟.
هل الله هو الذي أمر بوضعها بين قوسين أو هلالين !؟.
هل الله هو الذي أمر بوضع الحواشي والهوامش التي تشير إلى إلحاقيّتها و"فبركتها " !؟.
ويتساءل أستاذنا أحمد عبد الوهّاب البهيدي عن المسؤول عن مصائر الملايين من النّصارى الذين هلكوا، وهم يعتقدون أنّ عقيدة التّثليث التي تعلموها تقوم على نصّ صريح في كتابهم المقدّس، بينما هو نصّ زائف دخيل؟!.
لسلام عليكم تحية طيبة وبعد
الرد على أن المسيح يعلم متى قيام الساعة
اولا ان الانجيل يثبت أن المسيح لا يعلم متى قيام الساعة بدليل قوله فى
انجيل مرقصMk-13-32 واما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما احد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن الا الآب
حسنا أذا كان الابن لا يعلم متى تقوم الساعة ولا الملائكة المقربين فكيف يقول النصارى اليوم أو مسيحيين اليوم أن المسيح يعلم؟
فهذا تكذيب لقول المسيح نفسة فى انجيل مرقص المسيح نفى علمه والمسيحيين اليوم يقولون لا بل هو يعلم يا ترى من الصادق مسيحيين اليوم ام انجيلهم؟
الوحيد الذي يعلم موعد قيام الساعة هو الله وحده. وهذا يهدم دعوى النصارى بالثالوث، إذ يزعمون أن عيسى هو ابن الله. فكيف يكون كذلك إذا كان عيسى لا يعلم وأن الله وحده هو الذي يعلم ؟ كما أن التثليث النصراني يعني أن كل أقنوم في الثالوث (الآب والابن والروح القدس) هو الله، فإذا كان ثاني الثالوث (ابن الله) لا يعلم بإقراره هو، فكيف يكون عيسى ما يزعمون؟!! هو يقول لا أعلم، وهم يقولون بل أنت تعلم!!! عجيب أمرهم!!!
حسنا لنتوقف قليلا مع كلام مسيحيين اليوم وادلتهم والله أعلم يستدلون بقول الله فى الاية الكريمة فى سورة الزخرف
وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (الزخرف 61)
تفسير ابن كثير
قوله سبحانه وتعالى ” وإنه لعلم للساعة ” تقدم تفسير ابن إسحاق أن المراد من ذلك ما بعث به عيسى عليه الصلاة والسلام من إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص وغير ذلك من الأسقام وفي هذا نظر وأبعد منه ما حكاه قتادة عن الحسن البصري وسعيد بن جبير أن الضمير في وإنه عائد على القرآن بل الصحيح أنه
عائد على عيسى عليه الصلاة والسلام فإن السياق في ذكره ثم المراد بذلك نزوله قبل يوم القيامة كما قال تبارك وتعالى ” وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ”
أي قبل موت عيسى عليه الصلاة والسلام ” ثم يوم القيامة يكون عليهم شهيدا ” ويؤيد هذا المعنى القراءة الأخرى
” وإنه لعلم للساعة ” أي أمارة ودليل على وقوع الساعة
قال مجاهد ” وإنه لعلم للساعة ” أي آية للساعة خروج عيسى ابن مريم عليه السلام قبل يوم القيامة وهكذا روي عن أبي هريرة وابن عباس وأبي العالية وأبي مالك وعكرمة والحسن وقتادة والضحاك وغيرهم وقد تواترت الأحاديث عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أخبر بنزول عيسى عليه السلام قبل يوم القيامة إماما عادلا وحكما مقسطا . وقوله تعالى ” فلا تمترن بها ” أي لا تشكوا فيها إنها واقعة وكائنة لا محالة ” واتبعون ” أي فيما أخبركم به .
حسما الاستدلال بالاية دليل ضدهم لا عليهم للأسباب التالية
اولا عيسى لا يعلم الساعة ولكنه أمارة للساعة اى علامة لقرب وقوعها وهى من العلامات الكبرى
ثانيا كتابهم ينفى يسوع نفسه علمه بالساعة فكيف يكذب النصارى كتابهم ويستدلون بكتبنا وينفون قول المسيح نفسه لديهم فى مرقص كما اوردنا فى اول كلامنا؟
ثالثا
ان المسيحيين ربما استدلو ومنهم هذا القس الذى كان يتحدث فربما اور ان عيسى عليه السلام ياتى فى اخر الزمان ويحكم ويسود ولكنه لربما نسى الحديث التالى ان عيسى عليه السلام يهلك كل الملل والنحل والاديان ويبقى الاسلام يحكم به والدليل
الأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى، و دينهم واحد، و أنا أولى الناس بعيسى بن مريم لأنه [ ليس بيني و بينه نبي، و إنه نازل، فإذا رأيتموه فاعرفوه، رجل مربوع، إلى الحمرة و البياض، بين ممصرتين، كأن رأسه يقطر، و إن لم يصبه بلل، فيقاتل الناس ع لى الإسلام، فيدق الصليب، و يقتل الخنزير، و يضع الجزية، و يهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام، و يهلك الله المسيح الدجال، [وتقع الأمنة في الأرض حتى ترتع الأسود مع الإبل، و النمار مع البقر، و الذئاب مع الغنم، و يلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم ]، فيمكث في الأرض أربعين سنة، ثم يتوفى، فيصلي عليه المسلمون
خلاصة درجة الحديث : صحيح
المحدث : الألباني
المصدر : السلسلة الصحيحة
الرقم/ الصفحة : 2182
وبعدما اوردت الادلة القاطعة بذلك هناك الاية الكريمة التى يظنها النصارى تختص بعيسى بقوله تعالى وانه لعلم للساعة
حسنا كيف نطابق بها ومع قوله تعالى : ” إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ” لقمان / 34
حسنا سوف يقولون أن الله يعلم الغيب وعيسى يعلم الغيب بدلالة الاية التى تقول وأنه لعلم للساعة
نقول وبالله الحمد والمنة استلالكم باطل وذلك لأنه العلم بالساعة يحتاج علم وليس معرفة وقت مثلا فيقدر الشخص ان يقول انا اعرف فلان ربما يكون قد سمع عنه ولكن لو سألناه ما مدى علمك به سوف تراه يقول الله \اعلم
ففرق بين معرفة الشىء والعلم به لذلك الطالب يقول العالم انشتاين مثلا قد نعرف نظرياته ولكن لا نعلم علمه مثلا ونقول العالم او العلامة الالبانى ولكننا نسمى طلبة علم لو تدارسنا كتبه فمرحلته التى هو عليها كان رحمه الله يصلها العلماء وليس العوام فنفرق بين عالم وعارف كما نقول ايضا عالم الفيزياء عالم الكيمياء وهناك مدرس فيزياء ولكن لا يطلق عليه عالم لانه لم يصل لتلك المرحلة
العلم بالشىء الاحاطة به من كل جوانبه
فالمسيح عليه السلام بشهادة الانجيل لم يكن يعلم متى قيام الساعة فكيف له بالحكم على موعدها ؟
حسنا اليكم دليل آخر لمن اراد التوسع بالبحث هذا
Mk:11:13: 13 فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق وجاء لعله يجد فيها شيئا فلما جاء اليها لم يجد شيئا الا ورقا.لانه لم يكن وقت التين. (SVD)
لعله يجد؟
كيف لعله يجد هذا ما ذكره مرقص فى انجيله ان يسوع لم يكن يعلم موسم انبات الشجرة
وهذا هو النص بالحادثة
. 12 وفي الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع.13 فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق وجاء لعله يجد فيها شيئا فلما جاء اليها لم يجد شيئا الا ورقا.لانه لم يكن وقت التين. 14 فاجاب يسوع وقال لها لا يأكل احد منك ثمرا بعد الى الابد.وكان تلاميذه يسمعون
التعليق:
تخيلو يا أخوة يسوع يعلم موعد الساعة ولا يعلم موسم ووقت التين فكيف يكون عالما بموعد قدوم الساعة
فجزاء ذلك غضب ولعن الشجرة التى لا حول لها ولا قوة وهى مسخرة بسبب جوعه نعم كما يقول المثل الجوع كافر
وبعد هذا الشرح يا اخوتى اطرحو على المسيحيين السؤال التالى
اولا هل يعلم يسوع الساعة ومتى قيامها؟ واين الدليل من الانجيل؟ الانجيل ينفى ذلك عن المسيح
ثانيا ان الذى لا يملك ولا يعلم موعد الحصاد فكيف سوف يحصد اعمال العباد؟
والله الموفق واعتذر على الاطالة
remall
شِرْلُوك هُولْمِز والرسول الكريم؟! كيف؟
بقلم : د. إبراهيم عوض
ibrahim_awad9@yahoo.com
فى هذه المرحلة البائسة من التاريخ الإسلامى يتعرض الإسلام والمسلمون لهجمةٍ رهيبةٍ تستهدف محو كل شىء يتعلق به أو بأهله، هجمةٍ تُسْتَخْدَم فيها كل الوسائل والخطط التى لم يحلم بها الشيطان نفسه يوما من الأيام، ويتم الكذب والتدليس بشأنه علانية دون خجل أو حياء، إذ المسلمون حكوماتٍ وشعوبًا هم الآن فى أسوإ حالاتهم وأوضاعهم، وهو ما يغرى الغرب بالاعتقاد بأن هذه فرصة عظيمة لا تتكرر للعمل على تدمير هذا الدين والقضاء على أهله إن استطاع، أو على الأقل: العمل على تغيير هويتهم وانتمائهم، واجتيالهم عن معتقداتهم وعباداتهم وأخلاقهم وعاداتهم وتقاليدهم، مستخدما فى ذلك، ضمن ما يستخدم، خَوَنة المسلمين الذين يَسْهُل، عن طريق الفتات التافه الحقير مثلهم من بقايا المناصب والشهرة والمال والجنس، شراؤهم واقتيادهم من أنوفهم للقيام بمهمة "الكَبْش" الذى تُحَطَّم به أبواب القلاع والحصون، تلك المهمة التى ينهض بها هؤلاء الكِبَاش الأقذار المنحطّون بحماسة منقطعة النظير وكأنهم مؤمنون متبتلون يتقربون إلى الله لنيل رضاه لا إلى المستعمر المجرم الذى ظل يذيق أمتهم العذاب قرونًا ويسرقها ويقتّل رجالها ويعتدى على أعراض نسائها وييتّم أطفالها ويذبّحهم أيضا. وفى إطار هذه الهجمة المجرمة الشرسة ينبغى النظر إلى تلك الكتابات العجيبة التى نعرض لبعضها هنا بين الحين والحين بُغْيَةَ تنبيه الغافلين والمغفَّلين من أبناء الأمة التى تنتسب زورا إلى سيد المرسلين لعلها أن تُفِيق وتستيقظ وتنهض من رقدة العدم فتستعيد شرف الانتماء إلى دين سيد الرسل عليه السلام وتسترجع ما كان لها من عز غابر ومجد تالد بدل هذا الهوان والذل والاستخذاء الذى يحاصرها من كل جانب والذى لا يليق بها وبأعدادها وإمكاناتها المهولة وتاريخها العريض ورقيّها الذى كان ثم أصبح فى خبر "كان". ويدخل فى نطاق هذه الهجمة المقالُ الذى نترجمه اليوم ونعلّق عليه، والذى كتبه رجل فرنسى سبق أن عرضْنا له الاقتراح المجنون بنَكْت شوارع المدينة المنورة بغية التأكد من وجود "الخندق" الذى يصر بخبلٍ عقلىٍّ غريبٍ على أنه لم يكن له وجود، مما يعده برهانا لا تمكن المماراة فيه على أن محمدا نفسه لم يكن له وجود!
ولكن قبل أن نسوق ترجمة المقال المذكور ننقل تلك السطور التى قرأناها اليوم (الجمعة الموافق للثامن عشر من نوفمبر 2005م) فى صحيفة "القدس العربى" المشباكية تحت عنوان "انتفاضة البؤساء في فرنسا... الأخطر منذ 1968" للكاتب عمر نجيب، والتى تقول: "جزء من ثورة البؤساء في فرنسا نابع كذلك عن ردة الفعل علي الحملة الشرسة التي شُنَّتْ ضد الإسلام والمسلمين خاصة في أوروبا منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 ضد الولايات المتحدة. ففي كل مكان بأوروبا استغل أنصارُ الفكر العنصري وأتباعُ الصهيونية الأحداثَ ليشنوا حملة ضد الإسلام والمسلمين. وقد وصل تردي الأوضاع إلى درجة أصبح فيها حتي على الذين لهم أسماء عربية وإسلامية مميزة أن يبدلوها إذا أرادوا أن تكون لهم حظوظ مهما كانت صغيرة للحصول علي عمل ينقذهم من البطالة. ما حدث ويحدث في فرنسا منذ الأيام الأخيرة من شهر أكتوبر 2005 ولَّد يقظة لدي بعض الحريصين علي إقامة مجتمع عادل بدون عنصرية. في هذا الإطار قال المفكر الفرنسي البارز إيف لوكوك إنه اصبح من الضروري على الغرب الآن أكثر من أي وقت مضي تجاوز عقدة الإسلام والمسلمين وإظهار احترامٍ أكبر لمعتنقي هذه الديانة في أوروبا لضمان التعايش السلمي بين الجميع. وقال المفكر الفرنسي في مقابلة مع رويترز: لم يعد مقبولا أن يتم دَوْس كرامة الآخرين وعدمُ احترام ديانتهم، وخصوصا الديانة الإسلامية التي أضحت هدفا لهجوم من الغرب بلا هوادة. وأضاف لوكوك، وهو وجه وصوت تلفزيوني معروف في فرنسا: إن ما يحدث من شَغْب في ضواحي العاصمة باريس وغيرها طبيعي بالنظر إلى عدد من العوامل التي أدت لغضب المسلمين. واعتبر لوكوك الذي اشتهر بجرأة النقد في برنامجه أعمال الشغب أمرا غير مقبول، لكن يبدو أن تراكم الإحساس بالتهميش والاحتقار وعدم احترام خصوصية المسلمين هو الذي جعل الأمر يصل إلى هذا الحد من الغضب. وانتقد المفكر الفرنسي أداء حكومة باريس في إدارة هذه الأزمة قائلا: من الأفضل معالجة المسألة بالاستماع إلى الجالية المسلمة وتوفير مقومات العيش الجيد لها، وخصوصا توفير مزيد من فرص العمل عِوَضَ الالتجاء الفوضوي إلى القوة مباشرة لردع هذه الفئة التي تشعر بالتهميش اجتماعيا واقتصاديا ودينيا. واستغرب لوكوك ربط هذه الأعمال بجماعات إسلامية منظمة مثلما أشارت بعض التقارير الصحافية الغربية معتبرا أن أي حادث مهما كانت سذاجته أو بساطته في فرنسا أو أوروبا من الآن فصاعدا سيتم تحميل المسؤولية فيه للإسلام والمسلمين. وهذا أمر مخجل، ويجب ألا يتواصل حتي تُسْتَأْنَف العلاقات بشكل جيد مع المسلمين". والآن بعد أن انتهينا معا من مطالعة هذه السطور الكاشفة لأوضاع المسلمين فى الغرب وكيف أنها لا تمكن مقارنتها بأوضاع الأقليات فى البلاد الإسلامية التى تعيش فى فردوس ثم تتطاول مع ذلك على الأكثرية المسلمة وتنسب لها المعايب وتختلق لها التهم اختلاقا، فلنذهب، أيها القارئ العزيز، إلى نص ترجمة المقال المخبول الذى يحاول صاحبه التشكيك فى وجود الرسول نفسه صلى الله عليه وسلم بطريقة تافهةٍ مضحكةٍ فاضحةٍ للعقلية الغربية عند تعاملها مع الإسلام والمسلمين، وهذه هى الترجمة:
"ترى أكان محمد وشِرْلوك هُولْمز شخصيتين تاريخيتين حقيقيتين أم لم يكونا إلا أسطورتين من بنات الوهم والخيال؟ أكانا فعلا بشرا من البشر فى يوم من الأيام أم لا يزيدان فى واقع الأمر عن أن يكونا تجسيدا لتطلعات بعض بنى الإنسان؟ أهما يمتّان إلى الحقيقة أم هما مجرد زيف ليس له فى الحقيقة أى وجود؟ أم تراهما قد تم مزجهما من هذا وذاك كى يصدق الناس أنهما كانا موجودين يوما وأن كل ما يمتّ إليهما بسبب هو حقيقى صحيح؟ ربما تبدو المسألة غريبة، ذلك أنك متى عرفت من هو محمد فإنك تعرف أنه كان موجودا، وإذا عرفت من هو شرلوك هولمز فإنك تعرف أنه لم يكن له وجود. لكن هل أنت متأكد من هذا؟ بالنسبة لمحمد فإن أكثر من عشرين فى المائة من سكان الأرض يؤمنون أنه شخص حقيقى كان موجودا فى يوم من الأيام، فهل نستخلص من هذا أن مليار نسمة لا يمكن خداعهم فى مسألة يمكن التحقق من صحتها بهذه البساطة، ومن ثم فإنه كان فعلا موجودا؟ إن كان الجواب بـ"نعم" فإنه ينبغى الوصول إلى نتيجة مشابهة فيما يتعلق بشرلوك هولمز، إذ ذكرت "الويكيبيديا" فى مادة "شرلوك هولمز" أنه، طبقا لاستطلاع قامت به الـ"بى بى سى" عام 1959م، قد تبين أن أكثر من نصف الإنجليز يعتقدون أن شرلوك هولمز كان شخصا حقيقيا وأن 25 مليونًا من الإنجليز بالذات لا يمكن أن يكونوا مخدوعين فى مسألة يسهل التحقق منها إلى هذا الحد. أليس كذلك؟
الحق أنه من الأفضل أن تقول إنك تَحْسَب أو إنك تعتقد أن محمدا كان موجودا. وفيما يخصك فأنت فى الواقع لم تقابل محمدا، لكن عدم مقابلتك إياه لا يعنى أنه كان موجودا، وإن لم يَعْنِ أيضا أنه لم يكن له وجود. ولسوف يكون الكلام أصحّ لو قلتَ إنك تظن أو إنك تعتقد أن شرلوك هولمز لم يكن له وجود، فأنت فى الحقيقة لم تقابل قَطّ شرلوك هولمز ذاته، لكن عدم مقابلتك شخصا ما لا يعنى أنه لم يكن موجودا، وإن لم يعن أيضا أنه كان له وجود. إن هذا، فيما يبدو، ليبعث على الاضطراب، لكنك إذا اتجهت أخيرا إلى جوهر الموضوع، فعليك أن تجيب على السؤال التالى: ترى ما الذى تعرفه على وجه اليقين فينا يختص بمحمد لأنك قد تحققت منه؟ وكذلك ما الذى تعرفه على وجه اليقين فيما يختص بشرلوك هولمز لأنك قد تحققت منه؟ وعلى أى أساس إذن قد أقمتَ رأيك فى محمد وفى شرلوك هولمز؟
وهاتان الشخصيتان قد عاشتا فى زمنٍ جِدّ مبكِّر بحيث لا يمكن القول بأن هناك من معاصرينا من عرفهما فى حياتهما. وبالنسبة لمرورهما على الأرض، فسواء كان ذلك صحيحًا أو مفترضًا فإننا لا نستطيع إلا أن نشير إلى الآثار التاريخية التى خلّفاها، أو لم يخلّفاها، وراءهما. ولسوف نلقى الآن نظرة على تلك الآثار التى خلفتها هاتان الشخصيتان. ولحسن الحظ فلسنا بحاجة إلى السفر إلى بلاد العرب ولا إلى إنجلترا لنقوم بذلك البحث، إذ هناك من قام بهذا بالنيابة عنا. وبفضل المِشْبَاك فسيكون من السهل الوصول مباشرة إلى المعلومات التى وضعها أولئك الأشخاص تحت تصرف جميع المِشْباكيين المهتمين بالموضوع كى يستطيع كل فرد أن يكوّن بسرعةٍ رأيه الشخصى بكل حرية واستقلال.
فى خُطَى شرلوك هولمز على أعقاب محمد
وسوف نبحث المسألة بطريقتين: الطريقة الأدبية والطريقة الآثارية، ولن نستعين عند الكلام عن كل من الشخصيتين إلا بأفضل المتخصصين. وسوف يكون مرجعنا بالنسبة لمحمد هو المعلومات التى وردتنا عن أشخاص متحمسين لسيرة حياته وشخصيته يُسَمَّوْن: "أهل السنة أو الشيعة"، ويطلَق عليهم جميعا فى فرنسا دون تفرقةٍ اسم "المسلمين". وهذا هو الاسم الذى سوف نعتمده، ولن نستمد أية معلومة إلا من المواقع الإسلامية الناطقة بالفرنسية، وبالذات "إسلام فرانس". أما رأى غير المسلمين، أى الأشخاص الذين لم يدرسوا الوثائق الضخمة المتعلقة بسيرة محمد بعمقٍ، فلن يكون لهم بطبيعة الحال نفس الوزن الذى للمسلمين العارفين بكل ما يتعلق به. وبالنسبة لبعض غير المسلمين فإنهم يفسرون الإحالات والتناقضات فى سيرة محمد على أساس أنه ليس أكثر من أسطورة لفقها على مدار القرون من هنا ومن ههنا كتّاب كانوا يشتغلون بخدمة بعض السادة فى عصرهم بغية تحريك رجال الجيش لشن الحروب من أجلهم. وفى نظر غير المسلمين فإن هؤلاء ظلوا يرددون هذه الأسطورة لأكثر من ألف عام. بيد أن علماء المسلمين يردون بأن هذه الإحالات وتلك التناقضات ليست كذلك فى الحقيقة، بل فى الظاهر فقط، وأن محمدا هو أعظم الأنبياء جميعا وخاتمهم. وقد أضحى وضع الدراسات التى تهدف إلى تأكيد وجود محمد وإثبات أنه أمر لا يقبل المماراة فنا من الفنون. وهناك عدد هائل من الدراسات التى تتعلق بمحمد، بل هناك جامعة تُعَدّ مرجعا عالميا فى هذا الموضوع.
والآن كما فعلنا مع محمد سوف نفعل مع شرلوك هولمز. وسوف يكون مرجعنا بالنسبة لشرلوك هولمز هو المعلومات التى وردتنا عن أشخاص متحمسين لسيرة حياته وشخصيته يُسَمَّوْن: "الهولمزيين أو الشرلوكيين". وفى فرنسا يُسَمَّى الشرلوكيون الإنجليز بـ"الهولمزيين"، وهم أعرف الناس بكل ما يتعلق بشرلوك هولمز، وهذا أمر من الوضوح التام بمكان. وسوف يقتصر اعتمادنا على المراجع الهولمزية، وهى مواقع كثيرة ناطقة بالفرنسية، وبالذات موقع "سوسييتيه شِرْلوك هولمز فرانس". أما رأى غير الهولمزيين، أى الأشخاص الذين لم يدرسوا الوثائق الضخمة المتعلقة بسيرة شرلوك هولمز بعمقٍ، فلن يكون لهم بطبيعة الحال نفس الوزن الذى للهولمزيين العارفين بكل ما يتعلق به. أما غير الهولمزييين فإنهم يفسرون الإحالات والتناقضات فى سيرة شرلوك هولمز على أساس أنه ليس أكثر من أسطورة لفَّقها، من هنا ومن ههنا على مدى أربعين سنةً، كاتبٌ كان يشتغل بخدمة أحد رجال الصحافة فى عصره بغية دفع القراء لشراء صحيفته. وفى نظر المكذِّبين فإن أتباع هولمز ظلوا يرددون كذبةً مضحكةً لأكثر من قرن. بيد أن الهولمزيين، بفضل ما كتبه واطسون، يردّون بأن هذه الإحالات وتلك التناقضات ليست كذلك فى الحقيقة، بل فى الظاهر فقط، وأن شرلوك هولمز هو أعظم مخبرى عصره. وقد أضحى وضع الدراسات التى تهدف إلى تأكيد وجود شرلوك هولمز وإثبات أنه أمر لا يقبل المماراة فنا من الفنون. وهناك عدد هائل من الدراسات التى تتعلق بشرلوك هولمز، وإن لم تكن هناك جامعةٌ يُرْجَع إليها فى هذا الموضوع.
وفى النهاية فإنه من الناحية الرياضية لا توجد بالنسبة لمحمد وهولمز إلا أربعة احتمالات: إما أن محمدا وهولمز كليهما كانا موجودين، وإما أن هولمز كان موجودا، أما محمد فلا، وإما أن محمدا كان موجودا، أما هولمز فلا، وإما أنه لا محمد ولا هولمز كان موجودا.
أ- المنهج الأدبى:
المعتقدات: بالنسبة للمسلمين يعد محمد شخصًا حقيقيًّا فَعَل كل ما يُحْكَى عنه فى سيرته، تلك السيرة التى وردتنا من خلال معارفه المباشرين، أى صحابته، مثل علىّ وعمر... إلخ. وقد أملى محمد القرآن على أولئك الصحابة. ويتكون القانون العثمانى من مائة وأربع عشرة سورة هى القرآن، وهذا القرآن هو أساس معتقدات المسلمين جميعها. ويوصَى حميع المسلمين بقوةٍ بقراءة ذلك القانون العثمانى فى لغته العربية، لكن لأن هذا غير ممكن بالنسبة لكل العالم نجد أن هناك ترجمات فرنسية للقرآن.
وبالنسبة للهولمزيين فإن شرلوك هولمز هو أيضا شخص حقيقى فَعَل كل ما يُحْكَى عنه فى سيرته، تلك السيرة التى وردتنا من خلال شاهد مباشر هو صديقه الدكتور واطْسون، الذى روى له شرلوك هولمز أحداث حياته. ويتكون القانون الهولمزى من أربع روايات وست وخمسين قصة قصيرة هى أساس معتقدات الهولمزيين جميعها. ويوصَى حميع الهولمزيين بقوةٍ بقراءة القانون الهولمزى فى لغته الإنجليزية، لكن لأن هذا غير ممكن بالنسبة لكل العالم نجد أن هناك ترجمات فرنسية له.
الحالة المدنية- على الجانب الإسلامى: محمد بن مُطَّلِب (570م؟- 8 يوليه 633م). وُلِد فى مكة، ومات فى المدينة عن 63 عاما. من ذرية إسماعيل، وينتسب لقبيلة قريش التجارية. أبوه عبد الله بن عبد المطلب، وعمه أبو طالب، وأمه آمنة. اتخذ زوجات كثيرات، ورُزِق أطفالا كثيرين مات ذكورهم جميعا فى سن صغيرة، ولم تعش بعده من بناته إلا فاطمة التى رُزِقت ذرية ممتدة. كان يعيش فى بلاد العرب: فى مكة أولا، ثم هاجر فيما بعد إلى المدينة.
وعلى الجانب الآخر: شرلوك هولمز (6 يناير 1854م- 1957م). مسقط رأسه مجهول، ومات (؟) فى ساسِكْس عن مائة وثلاثة أعوام. ينتسب إلى صغار ملاك الأراضى. حفيد أخت الرسام الفرنسى فرنيه. أخوه مايكروفت، الذى يكبره بسبعة أعوام. لا يُعْرَف أى قريب آخر له. لم يتزوج أو يُرْزَق أطفالا. كان يسكن لندن: أولا فى مونتاج ستريت، ثم انتقل إلى 221ب بيكر ستريت. اعتزل العمل وأخلد للراحة فى ساسِكْس، وأنفق بقية عمره فى تربية النحل.
السيرة المحمدية:
حياته قبل أن يصبح أعظم الأنبياء: لا نعرف عن طفولته وصباه شيئا يذكر. أثناء رحلته خارج بلاد العرب فيما بين بيت المقدس ودمشق قابل راهبا اسمه بَحِيرَا وجد لديه استعدادا ليكون أعظم الأنبياء جميعا.
نشاطه بعد أن أصبح أعظم الأنبياء: بعد أن اقترن فى سن الخامسة والعشرين بأرملة ثرية أكبر منه سنا لم يبدأ تعاونه مع الملاك جبريل إلا عندما شارف سنه الأربعين. وكانت نصوص الوحى قليلة فى أول الأمر، ثم تضاعفت بعد ذلك حتى بلغت فى النهاية عدة آلاف. منذ فراره من مكة ووصوله إلى المدينة حتى آخر حياته نجده يكرّس حياته لتحطيم النظام الوثنى للمجتمع المكى. ولأنه لم يكن بارعا فى المبارزة فقد أوكل لأتباعه مهمة اغتيال مناوئيه. اتخذ من نبوّته مسوِّغا لقتل المئات فى المعارك الحربية الكثيرة. كان هذا وذاك سببا فى شيوع الرعب منه فى أرجاء الجزيرة العربية. بعث برسل إلى ملوك الأرض من حوله، فبعضهم آمن به، وبعضهم رد الرسل دون مراعاة لاعتبارات المجاملة. بعد نجاحه فى سحق مكة عسكريا والقضاء على المجتمع الوثنى عاد إلى المدينة حيث مات عام 632م عقب مرض لم يدم طويلا بعد أن قام بمهمة أعظم الأنبياء لمدة ثلاث وعشرين سنة. خارج نطاق النبوة كان محمد يكن كراهية عميقة للفنون بوجه عام (الرسم والنحت والعمارة)، وكان يكره الموسيقى ويحطم آلاتها، ويعجز عن تذوق أى شىء غير التراتيل الدينية.
السيرة الهولمزية:
حياته قبل أن يصبح مخبرا: لا نعرف عن طفولته وصباه شيئا ذا بال. أثناء العامين اللذين قضاهما فى الكلية انتبه إلى أن بمستطاعه كسب رزقه من براعته فى الملاحظة والاستنتاج. اكتشف والد صديقه الوحيد آنذاك لديه ميولا لأن يكون مخبرا سريا عظيما.
حياته بعد أن أصبح مخبرا: بدأ نشاطه عام 1878م وعنده أربع وعشرون سنة. شرع يتعاون مع واطسون بدءا من عام 1881م أو 1882م. كانت تحرياته فى البداية قليلة، ثم تضاعفت مع الأيام. منذ نهاية ثمانينات القرن التاسع عشر حتى عام 1891م كرّس كل نشاطه للقضاء على منظمة البروفيسير مورياترى الإجرامية. وقعت بينهما مبارزة فى الرابع من مايو عام 1891م على قمة قلاع رايشنباخ بسويسرا. لقى مورياترى حتفه، على حين اختار هولمز أن يختفى رسميا. استأنف نشاطه من عام 1894م حتى 1901م. نجح فى حل غموض المئات من الجرائم. فى هذه الأثناء استطاع واطسون تحويل مسار هولمز بعيدا عن المخدرات. أهّلته خدماته للتاج البريطانى لمقابلة الملكة فكتوريا عام 1895م، بَيْدَ أنه رفض لقب "الشيفالييه" فى يونيه 1902م. ترك هولمز وظيفة "المخبر" وأخلد إلى الاستراحة فى نهاية 1903م أو بداية 1904م بعد أن مارس مهنته على مدار ثلاث وعشرين سنة مع فترة توقف لمدة ثلاث سنوات من 1891م إلى 1894م قضاها فى الأسفار. اختار الاعتزال وحده فى مزرعةٍ بسَاسِكْس حيث أخذ يقضى وقته فى تربية النحل. عشية اندلاع الحرب العالمية الأولى كان آخر نشاط معروف له هو القبض على الجاسوس الألمانى فون بورك. خارج نطاق عمله كمخبر كان شرلوك هولمز مغرما بالفنون بوجه عام، وكان مغرما بالموسيقى شديد التحمس لها حتى إنه لم يكن عازفا شديد المهارة للكمان فحسب، بل كان ملحنا ذا موهبة غير عادية.
الوصف الجسدى لمحمد: لم يكن مفرط الطول ولا القصر، مع غلظ الكفين والقدمين. كان متوسط القامة عريض الكتفين ضخم الرأس مهيب الملامح. لم يكن شَعْره قصيًرا جَعْدًا، كما لم يكن طويلا بائن الطول، وكان كَثّ اللحية. كان شَعْر صدره يهبط نازلا إلى سُرّته فى خط طويل. كان واسع الفم أدعج العينين دقيق العظام على نحو ملحوظ حريصا على الإبانة فى أحاديثه كى يسمع الجميع كلامه ويفهموه بسهولة. وكان يميل إلى الصمت ما لم تكن هناك حاجة إلى الكلام.
الوصف الجسدى لهولمز: أول ما يأخذ العَيْنَ منه طولُ قامته ونحافتُه. يبلغ من الطول 180 سنتيمترا، إلا أن واطسون كان يرى أنه أطول من ذلك كثيرا. ضيق الوجه، عريض الجبين، أسود الشعر، داكن الحاجبين كثيفهما، رقيق الشفتين تبدو فيهما أمارات الحزم. كما كان أنفه دقيقا يشبه منقار الصقر، وعيناه رماديتين يقظتين نافذتين تضفيان عليه سيما الاستغراق أثناء تفكيره، وصوته عاليا حادا ذا إيقاع سريع.
أ - المنهج الآثارى:
المخلَّفات التى تركها محمد وراءه: يوجد متحف يضم المئات من هذه المخلفات. وهنا عَرَض الكاتب صورة غريبة غير واضحة لرجلٍ جاثٍ على ركبتيه قال إنها للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام. أما فى خانة التمثال فقد ذكر أن الإسلام يحرم نحت التماثيل للكائنات الحية. ثم عَرَض بعض الأشياء التى قال إن الرسول كان يتخذها لاستعماله الشخصى، مُتْبِعًا إياها بصورة لما سماه عمامته، بعدها صور لبعض السيوف وقوسين وعدة أشياء أخرى كمثال على الآلات المفضلة عنده، فضلا عن رسالة من الرسائل التى بعث بها إلى الملوك من حوله، وتسجيل تجميعى لسيرته على قرص دى فى دى، وصورة لقارئ للقرآن كمثال على الصوت المنغم الذى كان شائعا فى عصره، وصور أخرى لمكة والمدينة وجموع الحجيج فى طوافها حول الكعبة، ولغار حراء الذى كان يأوى إليه أثناء تأملاته، ولمقابر البَقِيع التى يزعم أنها مما لا يسع حاجًّا ألا يزوره، وكذلك جبل أُحُد، الذى دارت عنده رَحَى ثانى غزوة من غزواته وأشيع فيها أنه عليه السلام قد قتل، ثم قبره، ليختم هذه الجولة بالقول بأنه، من خلال ما أرسى محمد من مبادئ، قد أضحى مناط إلهام لعدد من العمليات الانتحارية التى يقوم بها هذه الأيام مسلمون يوقنون تمام الإيقان أنهم متى ماتوا فإن كل شىء سوف يقع الضبط كما سبق أن أخبر به الرجل الذى يتخذونه مثلا أعلى.
المخلَّفات التى تركها هولمز وراءه: متحف يضم المئات من هذه المخلفات. ثم يعرض لهولمز صورة شخصية وثلاثة من تماثيله، وقبعته وغليونه وقلمه وعدسته التى كان يستخدمها فى القراءة وبعض أوراقه ومصباحه وساعته، وكتابا له عن كيفية التفرقة بين رماد الأتباغ المختلفة، وتسجيلا تجميعيا لحياته على قرص دى فى دى، ثم صورة لعازف موسيقى كمثال على الصوت المنغم الذى كان شائعا فى عصره، ثم صورا لبيكر ستريت ولندن، ولحجرة الجلوس التى كان يأوى إليها هولمز أثناء تأملاته، ولتجمُّع حاشد فى لندن فى عصرنا، وموضعين من المواضع التى يحرص عشاق هولمز على زيارتها فى سويسرا. أما بالنسبة للمكان الذى دُفِن فيه فيقول إنه غير معروف. ثم يختم الكاتب جولته هذه بالقول بأن هناك هولمزيًّا قد أقدم مؤخرا على الانتحار موقنا تمام الإيقان أنه متى مات فإن كل شىء سوف يقع الضبط كما سبق أن أخبر به الرجل الذى يتخذه مثلا أعلى.
النتيجة: نخرج من هذا بأننا متى استندنا للمعلومات التى يقدمها لنا الهولمزيون استطعنا أن نلاحظ وجود عدد من البراهين الدالة على أن شرلوك هولمز شخص حقيقى. وبالمثل فإننا بالاستناد للمعلومات التى يقدمها لنا المسلمون نستطيع أن نلاحظ وجود عدد من البراهين الدالة على أن محمدا شخص حقيقى، وأن هذه البراهين ذات طبيعة واحدة.
وعلى هذا
فلو أن هولمزيًّا أحضر طفلا هنديا من أبناء الأمازون إلى أوروبا وحفّظه عن ظهر قلب، وهو يضربه فوق رأسه بالمقرعة، ومن خلال اللغة الإنجليزية التى لا يفهمها، القانون الهولمزى فى مدرسة هولمزية، ثم أزاره المتاحف الهولمزية، والأماكن التى يتخدث عنها القانون الهولمزى، والمدن التى ينتصب فيها تمثال لشرلوك هولمز، وتلك التى تحمل لوحات تذكارية باسم شرلوك هولمز، فمن المؤكد أن هذا الفتى الأمازونى الشجاع لن يساوره بعد ذلك أدنى شك فى وجود المخبر العظيم شرلوك هولمز. وما إن يعود الفتى الأمازونى إلى موطنه فى قلب الأمازون حتى يشرع فى الكلام عن حياة ذلك المخبر العظيم، فيصبح شرلوك هولمز بهذا حقيقة لا تقبل المماراة بالنسبة للقبيلة جمعاء. ولسوف يكون بمستطاع كل فرد من أفراد القبيلة أن يأتى بدوره إلى أوروبا للتحقق بنفسه من وجود شرلوك هولمز، وأن هناك فعلا متاحف خاصة بشرلوك هولمز وعدساته وغلايينه، وأن هناك أيضا لوحة تذكارية تحمل اسم الدكتور واطسون على أحد الممرات فى طريق المحطة بلوزان بسويسرا. ولسوف تعود القبيلة بعد ذلك إلى موطنها أكثر اقتناعا بوجود شرلوك هولمز رغم أن شرلوك هولمز لم يكن له يوما وجود!
وبالمثل
فلو أن مسلما أحضر طفلا هنديا من أبناء الأمازون إلى بلاد العرب وحفّظه عن ظهر قلب وهو يضربه فوق رأسه بالمقرعة ومن خلال اللغة العربية دون ترجمة القانون العثمانى فى مدرسة قرآنية، ثم أزاره المتاحف الإسلامية، والأماكن التى يتخدث عنها القانون العثمانى، والمدن التى عاش فيها محمد، وتلك التى تخلد ذكراه، فمن المؤكد أن هذا الفتى الأمازونى الشجاع لن يساوره بعد ذلك أدنى شك فى وجود النبى العظيم محمد. وما إن يعود الفتى الأمازونى إلى موطنه فى قلب الأمازون حتى يشرع فى الكلام عن حياة ذلك النبى العظيم، فيصبح محمد بهذا حقيقة لا تقبل المماراة بالنسبة للقبيلة جمعاء. ولسوف يكون بمستطاع كل فرد من أفراد القبيلة أن يأتى بدوره إلى بلاد العرب للتحقق بنفسه من وجود مكة كما قالوا له، وأن هناك فعلا متاحف خاصة بسيوف محمد وبعض مخلفاته، وأن هناك أيضا مقابر خاصة بأصحابه فى المدينة. ولسوف تعود القبيلة بعد ذلك إلى موطنها أكثر اقتناعا بوجود محمد رغم أن محمدا ... إلخ! ذلك أنه بالرغم من الدلائل التى يسوقها المسلمون والهولمزيون على وجود هاتين الشخصيتين فإن هناك شكوكا واضحة تتعلق بحقيقتهما التاريخية.
ومن الواضح أنه لا ينبغى الاعتماد على المعطيات المقدمة من قِبَل الهولمزيين لمعرفة ما إذا كان شرلوك هولمز له وجود حقيقى أو أنه لا يزيد عن كونه مجرد أسطورة. إن هولمز ليس فى الواقع إلا قصة مخترعة أو شخصية خيالية. ومع ذلك فالملاحظ أن مفهوم "هولمز" يجسّد على نحوٍ كافٍ أحلام صنف من البشر لدرجة قيام بعض الأشخاص من تلقاء أنفسهم بصنع جميع العناصر المكونة لوجود تلك الشخصية وجودا حقيقيا وتكوين جماعة تقوم على اعتناق تلك الأكذوبة وحراستها وتخليدها لضمان استمرار المتعة التى يحصلون عليها من ورائها.
وبالمثل
فمن الواضح أنه لا ينبغى الاعتماد على المعطيات المقدمة من قِبَل المسلمين لمعرفة ما إذا كان محمد له وجود حقيقى أو أنه لا يزيد عن كونه مجرد أسطورة. إن محمدا ليس فى الواقع إلا قصة مخترعة أو شخصية خيالية. ومع ذلك فالملاحظ أن مفهوم "محمد" يجسّد على نحوٍ كافٍ أحلام صنف من البشر لدرجة قيام بعض الأشخاص من تلقاء أنفسهم (فى القرن السادس الميلادى) بصنع جميع العناصر المكونة لوجود تلك الشخصية وجودا حقيقيا وتكوين جماعة تقوم على اعتناق تلك الأسطورة وحراستها وتخليدها لما يكفله لهم ذلك من ممارسة سلطان شامل يسوّغ لهم كل ما يريدون.
والحق أننا، عندنا نبحث مسألة وجود محمد، سرعان ما نصطدم بركام من الأسئلة هى فى النهاية أسئلة بسيطة من شأنها أن تثير أجوبة لا تقل عنها بساطة، إلا أن هذه الأسئلة لا تجد فى الجواب عليها سوى الصمت المطبق. لماذا؟ ربما لأن أتباع محمد لا يهتمون بالجواب على نوع معين من الأسئلة، إذ يعرفون جيدا ما سيجدونه، أو بالأحرى ما لن يجدوه، عند البحث عن جواب لها".
هذا ما قاله الرجل الباذنجان، والآن لننظرْ فى ما قاله ذلك الأخرق المتهور المتظرف فى غير موضع التظرف، المتظرف الذى دمه مثل دم البق، المتظرف بجهل ورعونة، المتظرف تظرف الشياطين الحاقدين الهدامين المدمرين، لعنة الله عليه وعلى أشباهه من بنى الشياطين وإخوانهم وآبائهم وأقاربهم أجمعين! إنه لم يجد من البشر فى دنيا الله الوسيعة أحدًا يقارنه بالرسول الكريم سوى شرلوك هولمز، المخبر السرى الذى لا وجود له إلا فى بطون القصص البوليسية التى لا يقرؤها غالبا إلا العوام وأشباههم للتسلية وإزجاء الفراغ، وكأن النبوة موضوع من موضوعات التسلية وتضييع الوقت فى الكلام الفارغ. هذا ما يريده ذلك الرجل الباذنجان، الرجل الذى ليس هناك مكان يليق به سوى الخانكة على حسب ما قلت فى مقال لى من قبل، فهو ذاته الرجل الأحمق بل المجنون الذى يريد من المسلمين أن ينكتوا طرقات المدينة المنورة وشوارعها ويهدموا بيوتها ومؤسساتها ومساجدها ويشردوا أهلها كى يشبعوا شهوة الحقد والدمار عنده وعند أمثاله من حَوَارِيِّى نيرون الذين يتلذذون برؤية الخراب وسماع نعيق البوم، وهم يعزفون ألحان الفناء التى لا تطرب نفوسهم الخربة المظلمة إلا على أنغامها، والذى كتبتُ عنه من قبل دراسة بعنوان "خذوه فغُلُّوه! ثم فى الخنكة أَوْدِعُوه!". ذلك أن كلامه لا يمكن أن يكون كلام إنسان عاقل، أو حتى من فى عقله مُسْكَة من ترابط! ولذلك قلت إنه هارب من الخانكة، ولا بد من إرجاعه إلى حيث كان مرة ثانية كى نكون فى مأمن من جنونه الخطر، وإلا آذانا فعض أحدنا عضة مسعورة يمكن أن تتسبب فى وفاته، عليه لعائن الله (عليه هو بطبيعة الحال كما لا بد أن يكون القراء الكرام قد فهموا، لا على المعضوض المسكين)!
إنه يريد أن يُضْحِك قراءه من ملاحدة أوربا ومبشريها ومستشرقيها وأذيالهم الأوباش عندنا، وما أكثرهم هذه الأيام من كل عتل زنيم، يريد أن يضحكهم من الرسول الكريم، غير دار فى غمرة خُرْقه وحُمْقه أن القمر لا يناله بل لا يصله نباح الكلاب المسعورة مهما هَرَّتْ وعَوَتْ، إذ القمر عالٍ فى السماء، أما الكلاب العاوية الحمقاء فهى تجرّر أذيالها النجسة مثلها بين ساقيها فى ذلةٍ وضَعَةٍ على هذه الغبراء! ترى بالله من شرلوك هولمز؟ بل من كُونَان دُويِل نفسه من الرسول الكريم العظيم (نعم، الكريم العظيم رغم أنف هذا المجنون اللئيم!)؟ لقد تحولت الكتابة والفكر إلى لعب عيال وأصبح كل من هب ودب ويستطيع أن يمسك بقلم وورقة يتخيل أنه قادر على العبث والتساخف دون معقب ولا حسيب! لا يا أخا الفرنسيس! لا يا من لا يزال يؤرقكم الرسول الكريم ويطير النوم من عيونكم ويحيل حياتكم إلى جنون مطبق رغم وفاته قبل أربعة عشر قرنا! تنبه وحُطّ عينك التى تستأهل خَرْمها فى راسك، واعمل لخلاصك! نعم نحن المسلمين الآن فى عز ضعفنا وتخاذلنا وبلادتنا (وامض فى مثل هذا اللون من الزراية علينا من هنا للصبح بل ليوم الدين، فلن تجد من يخالفك كثيرا!)، لكن هذا شىء، والاقتراب من سيد الأنبياء بجهل ورعونة وقلة أدب شىء آخر!
هل يجوز فى شرعة العقل (العقل الذى حرمك الله منه، شفى الله الكلاب وضَرَّك!) أن يقارَن رجلٌ قد غيَّر مسار التاريخ والحضارة، وفَضَح زُيُوف أديانٍ وأقوامٍ، وعدّل مسار عقائدها وعباداتها وشرائعها بعد أن اختل ميزانها حُقُبًا طويلاً، وأنهض أمما من العدم وأعطاها فرصة قيادة البشرية فأثبتت أهليتها لهذه القيادة، هل يجوز فى شرعة العقل (يا من حرمك الله من العقل!) أن يقارَن سيد الأنبياء من قِبَل أحد الجهلاء النَّوْكَى الموتورين مثلك بـ"شرموط هولمز"؟ من هولمز هذا الذى تُوجِع به دماغنا؟ ما كُنْيَته؟ ما إنجازاته؟ إنه مجرد شخصية وهمية ليس لها من موضع على هذه الأرض "التى تتسع للبشر والكلاب النابحة العاوية معا للأسف!" إلا فى روايات كونان دُويِل البوليسية، وهى روايات كنا نقرؤها ونحن أطفال صغار ثم نَسِيناها مع اتساع مداركنا وتعمق ثقافتنا، روايات لا تُعَدّ فى الطبقة الأولى ولا الثانية بين هذا اللون من الروايات كما هو معروف رغم تدنّيه بالنسبة للروايات الأخرى، وليس له إلا الإنجازات الوهمية مثله، وهى رغم وهميتها وعدم حقيقيتها تنحصر فى الكشف عن بعض اللصوص والقتلة وما أشبه! فكيف تصحّ مقارنته بعظيم من عظماء البشرية، بل بأعظم عظمائها؟ عظيم هو نبى من الأنبياء، بل سيد الأنبياء وزعيمهم وقائدهم وخاتمهم ومصحِّح الانحرافات والوثنيات التى وقع فيها أقوامهم من بعدهم، ومحوِّل مسار الحضارة والتاريخ، والمتسبب فى رفع أقوام واتضاع آخرين على سنة العدل والإنصاف والعمل الجاد والثمار الطيبة المباركة؟ طيب يا أخى (ولست لى بأخ، ولا يشرفنى أبدا أن تكون، لكنها اللغة وعباراتها!)، طيب يا أخى، خَلِّ فى عين البعيد الأَخِر حصاة ملح، أو "خلِّ عندك مزيّة" كما يقول أهل قريتى وقارِنْه (رغم التسامح الشديد والتنازل البعيد من جانبنا!) بأحد زعماء التاريخ السياسيين أو مصلحيه الاجتماعيين أو قواده العسكريين كى يكون للكلام بعض المعنى الجادّ! أما أن تقول لى: "شرلوك هولمز وكونان دُويِل!"، فليس لهذا معنى عندى ولا عند أى عاقل يحترم نفسه إلا أن البعيد ليس عنده تمييز، أو بالتعبير البلدى: أن البعيد لا يشمّ!
وقبل أن ندخل فى التفاصيل نحب أن نقول إننا نستطيع بهذا الأسلوب المضحك أن نشكك فى أى شخص وفى أى شىء حتى وجود هذا الرجل الباذنجان نفسه، إذ ما أدرانا أنه فعلا موجود، وأنه هو الذى كتب هذا الكلام؟ ومن أدرانا أن نابليون أو القائد الإنجليزى ويلسون أو الرئيس الأمريكى نيكسون أو حتى بوش الأب هم أشخاص حقيقيون؟ إننا، لو استخدمنا هذا النوع من المقارنة بشرلوك هولمز، لانتهينا إلى ذات النتيجة التى يريدنا هذا الأخرق الأحمق المتهور أن ننتهى إليها، ألا وهى أن هؤلاء الناس لم يكن لهم أى وجود! كيف؟ بأن نقول، كما قال هو، إن هؤلاء الناس لهم سِيَرٌ مكتوبةٌ، وتركوا وراءهم من المخلفات الشخصية ما تركوا، ولهم من المعجبين والحواريين كذا وكذا... إلى آخر السخف الذى قاله هذا البعيد، لكن شرلوك هولمز كان له كل هذا، ومع ذلك نحن نعرف أن شرلوك هولمز لم يكن له وجود حقيقى، ومن ثم فهؤلاء الناس لم يكن لهم أيضا وجود حقيقى! إن هذا ليس قياسا منطقيا، بل عته وجنون، وهو يدل على مدى الاضطراب العقلى الذى يصيب القوم حين تأتى سيرة النبى الكريم، إذ تراهم بعد أن كانوا يفكرون تفكيرا سليما قد اختلط فى أذهانهم كل شىء وارتبكت عقولهم وانقلبت أفكارهم رأسا على عقب! والسبب؟ السبب هو محمد، الذى يعرفون أن مبادئه فى التوحيد والكرامة والعزة والعدل والجهاد فى سبيل الله ضد سفلة التاريخ وقراصنة الشعوب وجلاديها وباقرى بطون النساء ومفجِّرى مصارين الأطفال وملطِّخى أجساد الرجال بالخراء ومُرْسِلى الكلاب عليهم تنهش خُصَاهم وغراميلهم ومسلِّطى الآباء والأبناء بعضهم على بعض يتلاوطون قسرا وإجبارا وسارقى ثروات الأمم ومدمِّرى الحضارات الأثيلة الأصيلة والمتشامخين بأنوفهم على "خلق الله" كذبا وزورا ناسين أنهم كانوا لقرونٍ قليلةٍ خَلَتْ متخلفين كما البهائم السائمة! محمد هذا (صلى الله عليه وسلم، ولعن كل من يتطاول على عظمته ونبله، أو يفرح بمن يتطاول على عظمته ونبله، أو حتى يوافق مجرد موافقة على من يتطاول على عظمته ونبله)، محمد هذا يمثل لهؤلاء الأوغاد الأوساخ لقمة ضخمة كبيرة لا يستطيعون أكلها، إذ تقف فى حلوقهم وتخنقهم فى كل مرة يحاولون فيها ازدرادها، فهو لذلك يصيبهم، كلما ذُكِر اسمه الكريم، بالرعب ويبرجل عقولهم رغم كل التخلف والهوان الذى فيه أتباعه. وهذا من أعجب العجب!
نعم ليس هذا قياسا منطقيا، بل عته وجنون! إذ ما الذى فى المقدمة الخاصة بهولمز مما يؤدى إلى النتيجة التى انتهى إليها الرجل المنكوس العقل والتفكير؟ هل معنى أن لهوملز مخلفات باسمه وكتبا كُتِبَتْ عنه أو ناسا يؤمنون بغبائهم بأنه كان موجودا فعلا (إن صح هذا الذى يقوله ذلك المأفون!)، هل معنى هذا أن هذا الرجل لم يكن له وجود؟ كلا، إن هذا لا يؤدى لذاك! ومن ثم لا يصح أبدا أن نقيس حياة الرسول أو أى شخص آخر على حالة هولمز. ليس ذلك فقط، بل إن تلك النتيجة معروفة سلفا، ولا تحتاج إلى أى تدليل، ولا علاقة بينها وبين المقدمات المذكورة. وحتى لو كان هناك فعلا تشابه بين المقدمات الخاصة بهولمز والرسول مثلا، وكانت هناك صلة بين المقدمات الهولمزية والنتيجة التى يرتّبها المأفون عليها، فهل يكفى هذا أن تكون النتيجة هنا هى نفسها هناك؟ لا، لأنه لا يكفى أن يكون هناك تشابه بين الطرفين فى الأمور الظاهرية أو العارضة، بل لا بد أن يكون هذا التشابه فى الجوهر والأصول. هذا واضح وضوح الشمس، لكن المخبول يتظارف رغم أن الأمر لا يحتمل شيئا من التظارف على الإطلاق! ترى هل يصح أن نقول مثلا إنه ما دام لكل من الكلب والإنسان رأس وعينان وأذنان وأنف وقلب وكبد... إلخ، فلا بد أن يكون الكلب من الناطقين كالإنسان، أو لا بد أن يكون الإنسان نابحًا كالكلاب، أو أن يكون الكلب من ذوات الاثنين لا الأربع وليس له ذيل، أو أن يكون الإنسان بالعكس من ذوات الأربع لا الاثنين وله ذيل؟ أو هل يمكن القول بأنه ما دامت السيارة تأخذ سائلا وتصدر صوتا وتجرى وتخرج دخانا من خلفها، فلا بد أن يكون عندها عقل كما عند الإنسان، وتتزاوج وتكوّن أُسَرًا وتنجب أطفالا كما يفعل البشر، ولا بد أن لها حكومات ومدارس ومساجد كما للبشر، لأن البشر مثلها يشربون السوائل ويصدرون الأصوات ويجرون ويخرجون ريحا من خلف؟ بالطبع لا. فهذا مثل ذاك.
إن الرجل الإستنجلينا يعرف، بل يقول ويعترف بلسانه النجس مثله أن شرلوك هولمز ليس له وجود! معنى هذا أنه دخل الميدان، وهو يعلم أنه بَكّاش كبير، ويعلم أننا نعلم أنه بَكّاش كبير، ومع ذلك لا يبالى بمنطق ولا بعقل. ولم لا؟ أليس يتكلم عن الإسلام؟ إنه إذن ليقتحم ساحة مفتوحة على الباهلى لكل من هَبَّ ودَبَّ من الأنعام أمثاله. وهو يقصد هذا كله قصدا بغية النيل من الرسول الكريم ودين الرسول الكريم وأتباع الرسول الكريم، وذلك من خلال الربط بين شرلوك هولمز وهذا الرسول الكريم! فانظر، أيها القارئ العزيز، كيف يريد هذا الملتاث العقل أن يهبط بالرسول الكريم من عليائه إلى مستوى شرلوك هولمز والتسالى التى ترتبط بشرلوك هولمز، وهى تَسَالٍ كتسالى اللُّبّ التى نغرم بها فى مصر غراما كبيرا! ألا تَعْسًا لهذا الكائن الضال المضل الذى يتصور أنه قادر على الإساءة لسيد الأنبياء والمرسلين وسيده وتاج رأسه ورأس الذين نفضوه وخلّفوه رغم أنه وإياهم لا يستحقون شيئا من هذا الشرف العظيم الذى يعود على كل من ينتسب له صلى الله عليه وسلم ولو انتساب العبد للسيد! طيب يا ابن الذين، ما الذى أدخلك هذا المدخل الضيق؟ ألم تجد إلا سيدك أنت وأهلك تتطاول عليه؟ أليس فى وجه الأبعد "بعضشى" من الحياء؟ أليس عنده أنف يشم به ويميز بين ما هو طيب وغير طيب؟ أَوَكُلّ الطائر يُؤْكَل لحمه؟ إن ظُفْر محمد لأشرف منك ومن بلدك جميعا! فاستيقظ أيها الوغد من أوهامك، تلك الأوهام الغبية مثلك والتى سولت لك أن التواقح والتسافه والتباذُؤ على الرسول الكريم يمكن أن يمضى فى سلام ودون تعقيب أو حساب كما يمكن أن يمر التواقح والتسافه والتباذؤ على الذين ينتسبون له زورا وبهتانا ممن يظنون أنهم على سنته وخطاه، لكنهم لا على سنته ولا على خطاه، وإلا ما بلغوا الذى بلغوه الآن من الحضيض الأوطإ من نار الدنيا، وما سيبلغونه كذلك من الدرك الأسفل من جحيم الآخرة إن استمروا على هذا الحال المذل المهين! أين الثريا من الثرى؟ وأين الرسول الكريم من ناس يزعمون أنهم أتباع له، وما هم له بأتباع، بل مجرد كائنات بليدة ترضى بالضَّيْم وكانت سببا بتخلفها وهوانها ومذلتها فى أن يتطاول الأوغاد عليه صلى الله عليه وسلم؟
لقد جرَّأوا من لم يكونوا يتصورون أنهم يستطيعون فتح فمهم النتن يوما بالإساءة إلى رسول الله، حتى لقد تجرأ مع المتجرئين "زيكو العجيب!"، زيكو الذى ترددتُ طويلا قبل أن أُثْبِت هنا ما أَرْسَله لى بشأنه بعض القراء الغَيَارى، ثم قلت أخيرا: لا بد أن يعرف زيكو حجمه، وكيف ينظر إليه الناس المحترمون. وهذا ما وصلنى عنه: "زيكو أبو طاجن، زيكو المعجون من كل عاجن، زيكو الملسوع الملطوع، زيكو الملدوغ المدموغ، زيكو المحفور المخبور، لعن الله زيكو ومَنْ وراء زيكو، وبالمناسبة فإن أحدا لا يأتى زيكو إلا مِنْ وراء! هذا الزيكو المحتاس، الملعوب منه فى الأساس، يقول عن الرسول الأعظم، صلى الله عليه وسلم، بصوتٍ كلّه تغنُّج وتهيُّج، وتفتُّر وتكسُّر، وتثنٍّ وتغنٍّ، وتخنُّث وتأنُّث، شأن كل عاهرة فاجرة، من الصنف البئيس الرخيص: "الرسول النكَّاح" (يا اختى عليها: ننّوس عين "أبوها"! ملعون أبوها وأخوها وحَمُوها وفُوها (النتن) وهَنُوها (الأشدّ نتنًا ونتانةً وإنتانًا)، وخذ بالك من "هنوها" هذه، وملعونٌ كذلك ذُوها وذَوُوها، وكل الذين نفضوها)، وذلك حقدا من زيكو فَرْخ بيوت البغاء، على الرجال الأسوياء، لوَعْيه أن "النَّكّاح"، خيرٌ مليارَ مرة منه هو وأشباهه "المثقوبى الأركاح"، من كل راهبٍ "شائبٍ عائب، ومشلوحٍ مبطوحٍ منكوح"، كلما ثارت به "وَجْعَاؤه" وأكلته وآلمته وهيّجته وطيّرت البرج الفاضل من عقله هاج وماج، وركبه الانزعاج، وتحول إلى دجاجة من الدجاج، تطلب التكسير والإيلاج، ولو عَكَمه أى فحل وأشبعه مما يتشهاه، وتتحرق إليه عيناه، لهدأت أحواله وسكن بلباله! مسكين يا ناس، شوفوا له حَلاًّ، حَلّ وسطه ووسط الذين وضعوا بذرة هذا الدَّنِس النَّجِس سليل الأنجاس الأدناس! ومنكم لله أيها المنتسبون لمحمد، ومحمد فى الحقيقة منكم براء! منكم لله يا من لا تستحون أن تتظلموا كالأطفال، وتنوحوا إلى هذا وذاك من أشباه الرجال، ممن لا يشرفكم فى شىء أن يُسْكِتوا عنكم زيكو المبطوح، ولن يُسْكتوه، إذ كيف يُسْكتونه، وزيكو المنكوح إنما ينطق عن إشارة منهم كما ينطق التلفاز ويسكت، أيها البُغُول، بالريموت كونترول؟ أوليس فيكم رجل من الفحول، يقول لكم: عيب أن تَتَشَكَّوْا من عاشق المُلْمُول؟ ألا إنكم لأغبياء، ولم تكن أمة محمد لتوصف يومًا بالغَبَاء والعَيَاء! ولسوف يكون حسابه سبحانه وتعالى لنا عنيفا ووَعْرًا ومريرا يوم القيامة، وسوف يؤاخذنا مؤاخذة عزيز مقتدر، إذ أتاح لنا أعظم الفُرَص وكرَّمَنا باصطفائنا للقيام على رسالة النبى المصطفى ثم رزقنا فى عصرنا هذا "الذهب الأسود" فـ"ذهبت" منا الكرامة، وأصبح يومنا "أسود"! لقد قصَّرْنا بل تقهقرنا بل تمردنا ثم نافقنا فزعمنا أننا نسير على سبيله عليه السلام وأننا نحبه عليه السلام رغم كل ما نحن فيه من قهر وارتكاس مما هو فى ذاته أعظم دليل على كذب ما نزعمه، فاستحققنا أن يخلع عنا سبحانه الكرامة والفضيلة وأن يُحَكِّم فينا أوساخ البشر الذين لا يَرْعَوْن فيمن تُوقِعه الأقدار تحت سلطانهم إلاًّ ولا ذمة!" انتهى.
كذلك فالرجل المخبول يسمِّى القرآن الكريم بـ"القانون العثمانى"، وهذا ليس اسم القرآن على أى معنى من المعانى، بل كل ما يُنْسَب لعثمان من كتاب الله هو "الرسم"، الذى يوصف بـ"الرسم العثمانى"، أى الخط والإملاء، وهذا كل ما هنالك! وبالمثل يسمِّى هذا الأخرقُ رسولَ الله بـ"محمد بن مطلب"، ولا أدرى من أن أتى بهذه التسمية العجيبة، وبخاصة أنه عقب ذلك يعود فيقول إنه "محمد بن عبد الله بن عبد المطلب" غير دار بالتناقض السخيف الذى وقع فيه! ومع المخبول نمضى فنجد أنه يَكْذِب كذبا حقيرا مثله، إذ يقول إنه لن ينقل عن غير المسلمين أى شىء يتعلق به عليه السلام، لنفاجأ به بعد قليل يقرر أنه صلى الله عليه وسلم "بدأ التعاون مع جبريل وعنده أربعون عاما"، مدلسا على القارئ الذى لا يعرف شيئا فيظن بسلامة طويّته أن هذا ما تقوله المراجع الإسلامية، مع أنه لا أحد من المسلمين يمكن أن يقول هذا بتاتا، علاوة على أن ما تم بين جبريل والرسول لم يكن تعاونا، فنحن لسنا بإزاء خطة ومؤامرة، بل كان وحيا من السماء نزل به الروح الأمين على قلب الرسول الكريم. ونحن حين نقول هذا لا نقصد أن نملى على المغفل المخبول عقيدتنا فيه صلى الله عليه وسلم، بل أن يقول إن هذا هو ما يعتقده المسلمون، لا أكثر، وذلك من باب الأمانة العلمية لا غير!
ليس ذلك فقط، بل إن الرجل الملتاث العقل والفكر يزعم أن الرسول، لكونه لا يحسن المبارزة، كان يكلف أتباعه باغتيال المناوئين. وهذا كذب صراح وقاح، فالرسول هو الذى دُبِّرَتْ له أولاً، ودون داعٍ أو استفزاز من جانبه، خطة لاغتياله لولا أن الله قد أمره بالهجرة، تلك الهجرة التى يسميها الأحمق: "فرارا". أما بعد الهجرة ونشوء دولة للإسلام فى المدينة فقد قامت المعارك بين المسلمين وبين كل من الكفار واليهود والروم اسْتُخْدِمَتْ فيها الأسلحة والخطط الحربية، ومع ذلك لم يتوقف الكفار واليهود عن محاولة اغتيال الرسول لولا لطف الله به فى كل مرة، كما نجح الكفار فى اغتيال عدد كبير من أتباعه عليهم رضوان الله غدرًا وخيانةً وعدمَ إنسانية. ولم يلجأ المسلمون إلى أسلوب القتل فى السر إلا مع الأعداء الألداء الذين تكرر منهم الغدر وخيانة المعاهدات القائمة بينهم وبين المسلمين ونَفِدَ معهم حبل الصبر! وهو تصرف مشروع تماما فى ظل قيام حالة حرب بين الطرفين وتكرر اغتيالات المسلمين على يد الوثنيين المجرمين، ولم يكن الأمر، كما يحب البكاش أن يوهم القراء، مجرد رغبة فى الأذى لدى رسول الله. ومثله القول بأنه، عليه الصلاة والسلام، كان يتخذ من الوحى مسوغا لقتل المئات فى المعارك الحربية، وكأن قتل الأعداء فى الحروب يحتاج إلى تسويغات كالتى يتحدث عنها أحمقنا، أو كأن الرسول والمسلمين هم المعتدون أو على الأقل هم الذين كانوا يبدأون العدوان. إن البشر، منذ ظهورهم على الأرض، وهم يمارسون القتل والقتال دون أن ينتظروا من السماء نصوصا تبرر لهم ما يفعلون، وظلوا حتى الآن يقتل بعضهم بعضا ويقاتل بعضهم بعضا دون حاجة إلى مثل تلك النصوص. فلماذا إفراد الرسول بهذا، وكأنه عليه السلام كان قاتلا دمويا، ولم يكن يدعو إلى الوئام والسلام، على حين أن أعداءه هم الذين كانوا يدعون إلى الحرب، وهم الذين كانوا يبادئونه بها؟ أم إن المجنون كان يريد من الرسول أن يقدم رقبته ورقاب المسلمين جميعا على مذبح الوثنية والأحقاد اليهودية كى يُرْضِىَ شهوة الدماء والبغضاء لدى أحمق الفرنسيس الخِنِّيس؟
ثم هناك قوله عنه صلى الله عليه وسلم إنه "كان يكن كراهية عميقة للفنون بوجه عام (الرسم والنحت والعمارة)، وكان يكره الموسيقى ويحطم آلاتها، ويعجز عن تذوق أى شىء غير التراتيل الدينية"، وهو قول سطحى تافه، إذ كل ما كان الرسول يضعه نصب عينيه هو ألا يعود العرب على أعقابهم كرة أخرى إلى الوثنية التى أنقذهم الله منها على يديه المباركتين، ومن ثم كان نهيه عن التماثيل التى لم يكن عند العرب فى ذلك الوقت فرق بينها وبين الأصنام، علاوة على أن التماثيل لديهم حينئذ كانت مجرد نحت بدائى لا فن فيه ولا جمال، إذ كل ما كان يهمهم هو ما فيها من معنًى وثنىٍّ شِرْكِىّ. أما العمارة والموسيقى، فهل كانت هناك آنذاك عمارة أو موسيقى عربية يمكن أن تُحَبّ أو تُكْرَه؟ ومع هذا فقد أُثِرَ عنه عليه السلام ما يُفْهَم منه أن الغناء (النظيف بطبيعة الحال) هو لون من ألوان الترويح عن النفس والاحتفال بالمناسبات الاجتماعية والعامة. بيد أنه من غير المعقول أن يوافق على مثل ذلك الغناء التافه المبتذَل الذى يطالعنا الآن فى كل مكان، دَعْ عنك الغناء الداعر الذى يستشير الشهوات باللفظ واللحظ والحركات والتلوِّيات وكشف العورات بل السوءات بغية القضاء على كل مقومات التماسك العقيدى والخلقى والاجتماعى كى يَسْهُل اجتياح الأمة التى بناها على عينه وتدميرها والقضاء على كل ما أنجزه بتضحياته الجليلة النبيلة وتضحيات أتباعه الكرام!
وجَرْيًا من الكاتب الأحمق على خطته فى الربط الساخر بين الرسول الكريم وشرلوك هولمز نراه يقول إن "بعض غير المسلمين (وهو يقصد بذلك نفسه وأمثاله من الملتاثين) يفسرون الإحالات والتناقضات فى سيرة محمد على أساس أنه ليس أكثر من أسطورة لفقها على مدار القرون من هنا ومن ههنا كتّاب كانوا يشتغلون بخدمة بعض السادة فى عصرهم بغية تحريك رجال الجيش لشن الحروب من أجلهم. وفى نظر غير المسلمين فإن هؤلاء ظلوا يرددون هذه الأسطورة لأكثر من ألف عام"، وهو نفسه تقريبا ما قاله عن هولمز: "أما غير الهولمزييين فإنهم يفسرون الإحالات والتناقضات فى سيرة شرلوك هولمز على أساس أنه ليس أكثر من أسطورة لفقها من هنا ومن ههنا على مدى أربعين سنة كاتب كان يشتغل بخدمة أحد رجال الصحافة فى عصره بغية دفع القراء لشراء صحيفته. وفى نظر المكذبين فإن أتباع هولمز ظلوا يرددون كذبةً مضحكةً لأكثر من قرن". إنه يحاول أن يوهمنا أن المسلمين كانوا يعرفون ما تعرفه أوروبا ثم العالم كله تبعا لها فى عصرنا الحديث من تسويق للمنتجات عن طريق الدعاية والإعلانات التجارية الكاذبة.
ثم فلنفترض أن الأمر كان كذلك حقا، أفلم يكن هناك أحد له رأى آخر يخالف به الرأى السائد مثلما هناك الآن ناس فى أنحاء العالم أجمع لا تُعَدّ ولا تُحْصَى يعرفون ويؤكدون أن شرلوك هولمز ليس سوى شخصية قصصية بوليسية لا حقيقة لها، وأنه ليس له أب ولا أم ولا أقارب يمكن الرجوع إليهم بشأنه؟ وفوق هذا فليس هناك بين الأدباء أو النقاد أو المؤرخين من كتب عنه بوصفه شخصية حقيقية لها وجود خارج روايات كونان دويل وخيالاته. وهذا إن صدقنا بوجود من يعتقدون فعلا أنه كان شخصا حقيقيا! يا إلهى، إن هذا ضد طبيعة الأشياء، إذ ما من رأى أو موقف فى عالم البشر إلا وهناك من له رأى أو موقف يناقضه ويعمل على نشره ومعارضة آراء مخالفيه ومواقفهم. وهب أن المسلمين كلهم على بكرة أبيهم فى مشارق الأرض ومغاربها وجهات الشمال منها والجنوب كانوا أولاد ستة وستين، أَوَعلينا أن نتهم البيزنطيين والفرس والبربر ولا أدرى مَنْ أيضا مِنَ البشر الذين عاصروا خلق الأسطورة المحمدية بأنهم اشتركوا فى هذه اللعبة: إما بتواطؤ منهم مع المسلمين، وإما بغباء منهم وسذاجة جعلتهم يبتلعون الطعم بعد أن سقاهم المسلمون "حاجة أصفرة" رغم أن المسلمين "من فرط خيابتهم" لا يلجأون إلى سُقْيَا أحد هذه "الحاجة الأصفرة" لسبب بسيط هو أن دينهم المزيف الملفق يحرّمها تحريم مالك للخمر (وأرجو ألا يضحك القارئ الكريم من العبارة الأخيرة وما فيها من لف ودوران)! وهذا أيضا لو أن البيزنطيين وغيرهم قد اكتفَوْا بذلك الموقف السلبى فسكتوا ولم يتكلموا رغم توفر جميع الدواعى عندهم للكلام وفضح المسلمين الكذابين الملفقين المزورين الذين قَضَوْا على زعامتهم وحرموهم من سيادتهم ومستعمراتهم وجردوهم من السلطان والعز والنغنغة التى كانوا فيها وأذاقوهم من الويلات والمذلات جزاء بغيهم وإجرامهم ما لم يعرفوه طوال تاريخهم! أمّا، ونحن نعرف أن البيزنطيين قد هبّوا منذ البداية فهاجموا الرسول واتهموه بما اتهموه به (بغض النظر الآن عن مدى صدق ذلك أو كذبه) مما يعد دليلا لا يمكن نقضه على أنه عليه السلام حقيقة لا مراء فيها، فمعنى ذلك أن كاتبنا الأخرق يهرف بما لا يعرف. لا، بل يكذب كذبا وقحا، ودون أن يطرف له جفن أو تختلج فى وجهه عضلة! ودعنا كذلك مما عثر العلماء عليه من رسائل بعث بها صلى الله عليه وسلم لملوك الأرض من حوله! ودعنا كذلك من الشعر الجاهلى الذى سجَّل جانبٌ منه أحداث سيرته صلى الله عليه وسلم بما فى ذلك المعارك الطاحنة التى اشتعلت بين الدين الجديد والوثنية البائدة كقصائد حسان وكعب بن مالك وابن رواحة وأبى سفيان بن الحارث وعبد الله بن الزِّبَغْرَى وكعب بن زهير وأمية بن أبى الصلت وغيرهم! ودعنا أيضا من أنه لو كان ما يقوله هذا المأفون صحيحا لما سكت الأمويون مثلا عما تقوله كتب السيرة والتاريخ الإسلامى عن أجدادهم وآبائهم مما لا يشرفهم كما هو معروف ما دامت المسألة تلفيقا فى تلفيق! أم للقراء رأى آخر؟ فلْيأتونى به، ولهم جزيل الشكر منى، والمثوبة من رب العالمين! ودعنا فوق هذا من أن أحدا من الباحثين على مدار القرون الأربعة عشر الماضية من مسلمين وغير مسلمين لم يفكر مجرد تفكير فى إنكار وجود محمد، إلى أن هَلّ علينا بطلعته البليدة غير المأسوف على غبائه وحمقه فأراد أن يحدث حدثا أحمق أخرق مثله، وهيهات. والتاريخ لا يكتبه المجانين المخابيل، وإلا فعلى الدنيا العفاء! ألم يكن هناك، كما لا يزال بيننا الآن، كفار لا يؤمنون بالقرآن ولا بالرجل الذى يقال إنه هو الذى نزل عليه هذا القرآن من السماء، فيفتحوا أفواههم ليهتكوا هذا الزيف الذى ترفضه عقولهم وضمائرهم؟ وإذا كان البكاش المناور يزعم أن الرسول والقرآن جميعا قد لُفِّقَا تلفيقا من أجل مصالح بعض المتسلطين المستبدين سَفَكَة الدماء، أفلم يكن هناك من بين المسحوقين الذين كان يستغلهم هؤلاء المتسلطون السفاكون من فكّر فى فضح تلك اللعبة الحقيرة؟ لقد وصلنا، كما قلنا، شعرٌ لمشركين ويهود كانوا يهاجمون الدين الجديد ويكذّبون رسوله بما يفيد أنه كان عليه السلام شخصا حقيقيا، لكن لم يصلنا قَطّ شعر ولا نثر يقول إن محمدا هذا لم يكن له وجود، بل مجرد صناعة بشرية قام بها فلان وفلان وفلان من أجل الغاية الفلانية أو العلانية؟ أليس هذا ما يقضى به العقل والمنطق؟ أم هل كان العرب والمسلمون جميعا أمة من الكذابين، أو الكذابين من جهة، والسذَّج الذين يصدقون كل ما يقال لهم كذبًا وافتراءً من جهة أخرى؟ ثم دعنا فوق هذا وذاك من أن القرآن لا يعكس روحا بشريا ولا يشبه أسلوبه أن يكون أسلوب أحد ممن يُتَّهمون بأنهم هم ملفقوه، وإلا فليقل لنا هذا المخبول مَنْ مؤلفه ما دام يقول إنه مصنوع صناعة على يد من يُسَمَّوْن بـ"المسلمين" بعد التاريخ الذى يقال إن محمدا كان يعيش فيه. ونتحدى أى مسعور من أمثال صاحبنا أن يدلنا على الشخص الذى ألف القرآن، لسبب بسيط ومنطقى تمام المنطقية هو أنه ليس من
تأليف أحد، بل من وحى السماء!
ثم إن المأفون يقول إنه ليس بحاجة للذهاب لإنجلترا ولا لبلاد العرب للتحقق من الأمر، بل يكفى الرجوع إلى ما كتبه الكاتبون على المشباك. فكيف، وهو المتشكك فى كل شىء، يسارع هنا إلى تصديق ما يقرؤه على المشباك وينسى جميع ارتياباته فى كل ما يتعلق بالإسلام؟ كما أنه يقول إن التناقضات التى لاحظها هو وأمثاله على تاريخ الرسول (بافتراض أن هناك فى سيرته عليه السلام تناقضات لا يمكن حلها وتوجيهها) هى دليل على أن أمر محمد كله أسطورة. أترى هذا دليلا سليما فعلا على ما يقول؟ إنه ما من شىء فى الدنيا يخلو من المتناقضات، ادعاءً كانت هذه المتناقضات أو حقيقةً، فلو اتخذنا إذن من وجود المتناقضات دليلا على أسطورية الأشياء والأشخاص لما كان لشىء فى الدنيا وجود البتة! إن عشرات الملايين من الأمريكان مثلا تقول فى صدام حسين ما قال مالك فى الخمر ("مالكٌ" مرة أخرى فى مقال واحد، لاحظ!)، وتقول فى بوش كل ما يستطيع العقل تخيله من قصائد المديح، على حين أن أنصاره يقولون فيه أحسن ما يقال، وفى بوش أسوأ ما يمكن تصوره، وكل ما تسمعه هنا يتناقض تمام التناقض مع ما تسمعه هناك، فهل نخلص من هذا إذن إلى القول بأن الرجلين ليس لهما وجود؟ وهذا مجرد مثال فقط.
أما قوله إنه "من خلال ما أرسى محمد من مبادئ، قد أضحى مناط إلهام لعدد من العمليات الانتحارية التى يقوم بها هذه الأيام مسلمون يوقنون تمام الإيقان أنهم متى ماتوا فإن كل شىء سوف يقع الضبط كما سبق أن أخبر به الرجل الذى يتخذونه مثلا أعلى" فهو، كمعظم ما جاء فى مقاله التافه مثله، خطأ فى خطإ: فالرسول قد شدد فى أحاديثه الكريمة على تحريم الانتحار موضحا المصير البشع الذى ينتظر المنتحر فى الآخرة، كما حذر القرآن المجيد والسنة النبوية المشرفة من اليأس من رَوْح الله ووضّحا أنه ما من مصيبة أو أذيّة تصيب المؤمن ويصبر عليها ولا يتسخط منها إلا كُتِبَ له بها يوم القيامة أجر كبير، وهو ما من شأنه أن يشيع فى نفس المؤمن السكينة والطمأنينة ويغرس فى قلبه أن عين الله تكلؤه ولا تنساه، ومن ثم لا يمكن أن يخطر الانتحار على باله، على عكس كل ملحدٍ كفّار: "إنه لا ييأس من رَوْح الله إلا القوم الكافرون"، "ومن يَقْنَطُ من رحمة ربه إلا الضالون؟"، "فإن مع العسر يسرا* إن مع العسر يسرا"، "ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلاّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ* وَلاَ يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً وَلا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلاّ كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ". وفى "صحيح البخارى" عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من تردَّى من جبلٍ فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردَّى فيه خالدًا مخلَّدًا فيها أبدا، ومن تحسَّى سُمًّا فقتل نفسه فسُمّه في يده يتحسّاه في نار جهنم خالدًا مخلَّدًّا فيها أبدا، ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يَجَأ بها في بطنه في نار جهنم خالدًا مخلَّدًا فيها أبدا"، وفى "مسند أحمد" عنه أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من قتل نفسه بحديدة فحديدته بيده يَجَأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن قتل نفسه بسُمٍّ فسمّه بيده يتحسّاه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن تردَّى من جبل فقتل نفسه فهو يُرْدَى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا".
فهذا عن السخط والانتحار فى الإسلام بإيجاز خاطف، أما ما يقوم به الأبطال المسلمون الأشاوس من أجل أمتهم فى فلسطين المباركة وعراق المجد والنبالة وأفعانستان التى حطمت فَقَار ظهر الاتحاد السوفييتى وسوف يكتب الله لها هى وسائر بلاد الإسلام المحتلة المظلومة شرف تحطيم فَقَار ظهر الأمريكان بمشيئته تعالى وعونه وكرمه إذا استمرت المقاومة واستعانت فى كفاحها بالنفس الطويل والإيمان الذى لا يتزعزع والاطمئنان إلى وعد الله، أما ما يقوم به أبطالنا فى تلك البلاد وأمثالها من بلاد المسلمين فهو استشهادٌ وقُرْبَى إلى الله، وهو ضريبة الدم والحياة يبذلها أولئك الكرام الأحرار الذين يدوّخون الحضارة الغربية الشيطانية الأنانية رغم قلة الحيلة وضيق ذات اليد، وهو ما يجنّن رجال تلك الحضارة المجرمة المستبدة المتغطرسة القاتلة الناهبة المغرمة بقتل الشعوب المستضعفة وسرقة خيراتها وتمزيق أوطانها ثم الزعم بعد ذلك كله بأنهم إنما يعملون على تحضيرهم وترقيتهم والأخذ بيدهم إلى المعالى (شوفوا البجاسة والجبروت والإجرام وقلة الأدب)! إن الانتحار يأسٌ وكفرٌ وسخطٌ وجَزَعٌ وضعفٌ مَشِينٌ لا يليق بالرجال ونزوعٌ إلى الموت والدمار فرارًا من أثقال الحياة، أما الشهادة فهى حياة لأمم الشهداء، وخلود ونعيم أخروىّ وانغمار فى الرضوان الإلهى لأولئك المغاوير أبد الآبدين. فأين هذا من ذاك؟ إن المأفون وأشباهه إنما يبذلون كل ما عندهم من تدليس وتشكيك وتسخيف من أجل إشاعة الهزيمة فى صفوفنا وقلوبنا وإغرائنا بالاستسلام لسكاكينهم ومدّ رقابنا لهم فى خنوعٍ وضراعةٍ كى يجزروها. هذه كل الحكاية لا أكثر ولا أقل، أما ما يروّجه أولئك الشياطين ومن يُسَمَّوْن بهتانًا ومَيْنًا بـ"علماء الدين" عندنا ممن باعوا ضمائرهم جبنًا أو خبثًا لأعداء الملة والأمة فهو على الجزمة القديمة الملطَّخة بما يليق بأولئك الأبالسة البُعَداء الملاعين، وبهؤلاء العبيد الأنجاس المناكيد! وهل هناك غيره؟ إن أباليس الغرب إنما يحبون الحياة حُبًّا جَمًّا مجنونًا لأنهم لا يؤمنون بالآخرة أبدا، ولا يريدون أن يُحْرَموا من نعيم هذه الدنيا طرفة عين ولا أن يموتوا فيذهبوا كما يعتقدون إلى العدم والخواء، ومن ثم يعرفون أن سر قوتنا فى هذه المرحلة العجيبة الغريبة من تاريخنا إنما هو إيمان أبطال المسلمين بالجنة والشهادة، إذ لا سلاح غيره تقريبا فى أيدينا، فهم يريدون تجريدنا حتى من هذا السلاح (الذى لا يستطيعون أن يقفوا فى وجهه) حتى يسهل عليهم ابتلاعنا والتهام لحومنا ولحوم الذين خلّفونا ومصمصة عظامنا أيضا فوق البيعة حتى لا تقوم لنا من بعدها قائمة. ثم يأتى الأراذل من جُهَلاءِ السَّوْءِ (عليهم دائرةُ السَّوْء) فيُفْتُونهم بما يريدون. ألا لعنة الله على المدلسين الخائنين الملعونين فى كل كتاب وبكل لسان إلى يوم يُبْعَثون، الذين يتبرأ منهم الله والرسول والملائكة والأرض والسماء والأحرار فى كل الأمم والديار!
ويقول الكذاب المداور المناور أيضا: "لو أن مسلما أحضر طفلا هنديا من أبناء الأمازون إلى بلاد العرب وحفّظه عن ظهر قلب، وهو يضربه فوق رأسه بالمقرعة ومن خلال اللغة العربية التى لا يفهمها، القانون العثمانى فى مدرسة قرآنية، ثم أزاره المتاحف الإسلامية، والأماكن التى يتحدث عنها القانون العثمانى، والمدن التى عاش فيها محمد، وتلك التى تخلد ذكراه، فمن المؤكد أن هذا الفتى الأمازونى الشجاع لن يساوره بعد ذلك أدنى شك فى وجود النبى العظيم محمد. وما إن يعود الفتى الأمازونى إلى موطنه فى قلب الأمازون حتى يشرع فى الكلام عن حياة ذلك النبى العظيم، فيصبح محمد بهذا حقيقة لا تقبل المماراة بالنسبة للقبيلة جمعاء. ولسوف يكون بمستطاع كل فرد من أفراد القبيلة أن يأتى بدوره إلى بلاد العرب للتحقق بنفسه من وجود مكة كما قالوا له، وأن هناك فعلا متاحف خاصة بسيوف محمد وبعض مخلفاته، وأن هناك أيضا مقابر خاصة بأصحابه فى المدينة. ولسوف تعود القبيلة بعد ذلك إلى موطنها أكثر اقتناعا بوجود محمد رغم أن محمدا ... إلخ"! وهذا الذى يقوله الكذاب، ما عدا حكاية اللغة الأجنبية التى يلقَّن بها التلميذ ما يراد له معرفته وحفظه وترديده والإيمان به، وكذلك كلامه عن المقرعة وضرب التلميذ بها فوق دماغه تهكما منه علينا وعلى طريقتنا فى التعليم رغم أن الأساتذة الآن لم يعودوا يضربون أحدا من التلاميذ تقريبا ورغم أن عقاب التلميذ البليد والمشاكس المفسد ليس شرا كله، فى الوقت الذى يعلّمنا هؤلاء الأرجاس عن طريق الضرب بالقنابل النووية مما يسير على آخر طراز تربوى وتعليمى بطبيعة الحال، هذا الذى يقوله الكذاب ليس خاصا بالتعليم الإسلامى، بل هو مبدأ عام من مبادئ التعليم فى كل مكان وزمان، ألا وهو التكرار وضرب الأمثلة وزيارة المتاحف والمؤسسات المتعلقة بالمادة المدروسة ومعاينة ما فيها على الطبيعة... إلخ. أما زعمه بأن ذلك إنما يتم بلغة لا يعرفها التلميذ فليس له من رد عندى إلا أن البعيد قد تفوَّق فى بجاسته وبجاحته على المومسات والقحاب، إذ السؤال هو: وكيف سيعرف الطفل ما يقال له حتى ليصل إيمانه وإيمان القبيلة كلها إلى هذا المدى المتصلب الذى ذكره ذلك الإبليس دون أن يفهم ما يقال له؟ أعرفتم لماذا قلت إنه قد تفوق على القحاب العاهرات؟
ويتبقى بعد هذا ما سَخَّمَ به هذا الباجسُ البَجِحُ شاشةَ المشباك قائلا:"إن محمدا ليس فى الواقع إلا قصة مخترعة أو شخصية خيالية، ومع ذلك فالملاحظ أن مفهوم "محمد" يجسّد على نحوٍ كافٍ أحلام صنف من البشر لدرجة قيام بعض الأشخاص من تلقاء أنفسهم (فى القرن السادس الميلادى) بصنع جميع العناصر المكونة لوجود تلك الشخصية وجودا حقيقيا وتكوين جماعة تقوم على اعتناق تلك الأسطورة وحراستها وتخليدها لما يكفله لهم ذلك من ممارسة سلطان شامل يسوّغ لهم كل ما يريدون". والسؤال هو: أى صنف من البشر يا ترى يقصده المأفون، هذا الذى يرى فى الأسطورة المحمدية الملفقة تجسيدا لأحلامه وآماله؟ وما تلك الأحلام والآمال؟ إن الذين يضحون بأنفسهم وراحة بالهم وحياتهم وأموالهم وبيوتهم والدنيا جميعا ويتركون أولادهم من بعدهم فى حماية المولى وحده لا يمكن أن يقول عنهم ما قاله مأفوننا (لا شفاه الله من اختلال عقله) إلا وقح سافل، إذ أية مصلحة يا ترى يمكن اتهام أبطال الإسلام الاستشهاديين بأنهم إنما يجرون خلفها، وهم الذين يضحون بكل شىء كما هو معروف؟ وهل من مصلحةٍ أو سلطةٍ يمكن أن يتطلع إليها أو يبكى عليها طالب الشهادة، وقد جاد بالحياة ذاتها؟ إن المصالح والسلطات إنما هى مع الأمريكان والفرنسيس والبريطان، لكن استشهاديينا الكرام قد نفضوا ذلك كله عن نفوسهم ونبذوه وراء ظهورهم واشْتَرَوْا به ثمنا غاليا هو ما عند الله من بِرٍّ ورحمةٍ وجنةٍ عَرْضها السماوات والأرض أُعِدَّت للمتقين المناضلين فى سبيل الوطن والدين مع النبيين والصِّدّيقين، وحَسُنَ أولئك رفيقا!
شبهة أن الوحى مقتبس من اليهودية والنصرانية
الشيخ عماد الشربيني
لقد زعم المستشرقون أن الوحى انبثق فى الدرجة الأولى عن اليهودية والنصرانية ولكن محمد كيفه تكيفاً بارعاً وفقاً لمتطلبات شعبه الدينية([1])
ويرشح لنا جولد تسيهر كيف تم له ذلك، وكيف أصبحت تعاليم اليهودية والنصرانية، وحياً تبناه محمد صلي الله عليه وسلم، فيقول
: "فتبشير النبى العباس ليس إلا مزيجاً منتخباً من معارف وآراء دينية، عرفها أو استقاها بسبب اتصاله بالعناصر اليهودية والمسيحية وغيرها،
ولم يخف جولد تسيهر قوله فى أن النبى صلي الله عليه وسلم
قد تتلمذ على رهبان النصارى مثل ورقة بن نوفل، وبحيرا، ونسطورا، وصهيب الرومى، وسلمان الفارسى، المسيحى الأصل، وأحبار اليهود مثل عبد الله بن سلام، الذين كانوا أساتذة له([2]) وكيف تم الاتصال بأولئك؟
يرى بروكلمان أن ذلك تم من خلال رحلاته، والذين عاشوا معه بعد إسلامهم([3])
وقد حاول المستشرقون الرجوع فى كثير من شعائر الإسلام إلى اليهودية أو النصرانية أو الاثنين معاً([4])
إن ما زعمه هؤلاء الملحدون هنا، هو باطل من القول سودوا به صفحات التاريخ إذ الحق الذى لا مناص عنه، ثبوت العصمة لسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم
فى دعواه النبوة، وفى كل ما يخبر به من الوحى عن ربه عز وجل، على ما مر سابقاً فى دلائل عصمته فى تبليغ الوحى من خلال القرآن والسنة([5]) كما أنه لم يكن لأحد عليه فضل فيما جاء به، غير الله تعالى؛ فأنى لأحد من البشر كائناً من كان أن يكون له قبل بما جاء به صلي الله عليه وسلم فينصبونه معلماً له؟
ثانياً : أين هذه الرحلات التى يتكلم عنها جولدستيهر، وبروكلمان، ومن شايعهما، والتى التقى فيها النبى صلي الله عليه وسلم بأحبار اليهود، ورهبان النصارى، وأخذ عنهم؟ ومتى كانت؟ وأين تم هذا اللقاء؟ وكم مدة قضاها ليتلقى تلك الدروس حتى يهضمها ويستوعبها؟ ومن هم الذين أخذ عنهم؟ وماذا أخذ؟
أسئلة يعجز المستشرقون عن إجابتها، لأنها لا إجابة لها البتة، إذ الإجابة عنها من صنع الخيال، وترهات الأفكار
إن ما زعموه بأنه من الممكن أن يكون رسول الله صلي الله عليه وسلم تلقف هذا الذى جاء به من بحيرا([6]) ونسطورا([7]) الراهبين، زعم باطل. وذلك لأن المعروف الثابت تاريخياً أن النبى صلي الله عليه وسلم ، لم يلق "بحيراً" هذا إلا مرة واحدة، وهى المرة الأولى التى سافر فيها إلى الشام، وكان معه عمه أبى طالب، وكان عمره صلي الله عليه وسلم
، إذ ذاك لا يتعدى اثنتى عشر عاماً([i]) ولا يعقل أن يكون سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم
قد أخذ عنه، وهو فى هذه السن شيئ
وأنى "لبحيرا" وما حواه الوحى الإلهى قرآناً وسنة، من علوم وأخبار ماضية ومستقبلة؟ هذا لو فرضنا أنه يمكن أن يكون قد أخذ عنه شيئ
إن الباحث المصنف لو استنطق التاريخ، ما زاد على أن يقول له : إن الراهب "بحيراً" لما رآه تظله سحابة من الشمس، ورأى فيه بعض أمارات النبوة ذكر لعمه، أنه سيكون له شأن، وحذره أن تناله اليهود بأذى
وكذلك الحال عندما مر رسول الله صلي الله عليه وسلم بالراهب نسطور، وهو فى طريقه إلى الشام، يعمل فى تجارة خديجة بنت خويلد رضى الله عنها، وكانت هذه هى المرة الثانية والأخيرة فى رحلاته خارج مكة، وكان صلي الله عليه وسلم إذ ذاك شاب فى الخامسة والعشرين من عمره، وفى صحبته غلام خديجة ميسرة([ii]) والذى تحدث به الراهب نسطورا عن رسول الله صلي الله عليه وسلم
كان مع مسيرة، ولما تحقق الراهب من صفات النبوة فى رسول الله صلي الله عليه وسلم
، ما زاد على أن جاء إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم
، وقبل رأسه وقدميه، وقال : آمنت بك، وأنا أشهد أنك الذى ذكره الله فى التوراة، ثم قال لميسرة بعد أن خلا به : يا ميسرة! هذا نبى هذه الأمة، والذى نفسى بيده إنه لهو تجده أحبارنا منعوتاً فى كتبهم([iii])
ولم تذكر الأخبار أنه كان حتى هناك مجرد حديث بين الغلام الصغير محمد وبين "بحيرا" و"نسطورا" وإنما الذى ذكرته الأخبار أن كل الحديث الذى تحدث به الراهب بحيرا عنه، كان مع عمه أبى طالب([iv]) والذى تحدث به الراهب نسطورا عنه كان مع غلام خديجة ميسرة! فماذا – يا ترى – سمع الشهود – عمه أبى طالب، وميسرة – من علوم هذا الأستاذ؟ هلا نبأنا التاريخ بنبأ ما جرى خلال هذا الحديث المزعوم الذى جمع فى تلك اللحظة القصيرة علوم القرآن والسنة كاملة؟!
([1]) ينظر : تاريخ الشعوب الإسلامية لبروكلمان ص69، ومقالة فى الإسلام لجرجس سال ص11، وحياء محمد لدر منغم ص125، 126، والاستشراق فى السيرة لعبد الله النعيم ص38، والفكر الإسلامى نقد واجتهاد للدكتور محمد أركون ص137، والإسلام بدون حجاب، بحث مستل من شبكة الإنترنت لمؤلف مجهول ص11
([2]) العقيدة والشريعة ص13، 14، وحياة محمد لدر منغم ص125، 126، ودائرة المعارف الإسلامية ترجمة أحمد الشنتناوى وغيره المجلد 8/232، والاستشراق فى السيرة النبوية لعبد الله محمد الأمين ص65، ومناهج المستشرقين فى الدراسات العربية الإسلامية لجماعة من العلماء 1/37، 38، والوحى القرآنى فى المنظور الاستشراقى ونقده للدكتور محمود ماضى ص117، 145
([3]) ينظر : تاريخ الشعوب الإسلامية ص34
([4]) ينظر : العقيدة والشريعة ص17، 18، وتاريخ الشعوب الإسلامية ص47، 48،71، 79، وتاريخ العرب ص181 – 183، وملوك الطائف ص4 5، والرسول فى كتابات المستشرقين ص137
([5]) يراجع : ص264 – 277
([6]) بحيرا : راهب. قيل إنه كان يهودياً من يهود تيماء، وقيل كان نصرانياً من عبد القيس، يقال له جرجس، لقيه النبى e قبل البعثة، له ترجمة فى : أسد الغابة 1/355 رقم 371، وتجريد أسماء الصحابة 1/44، والبداية والنهاية 2/213، 214
([7]) هو : بطريرك الإسكندرية سنة 431م، وهو الذى قال بأن مريم لم تلد إلا الإنسان فهى بذلك أم الإنسان، وليست أماً لإله، وأتباعه هم النساطرة، ومذهبهم وضع الأساس للقول بطبيعتين فى المسيح. ينظر : الموسوعة المسيرة فى الأديان والمذاهب المعاصرة ص5 2، 5 3، والملل والنحل للشهرستانى 2/251 – 253
القصة رواها ابن إسحاق فى السيرة النبوية لابن هشام 1/236 – 238 نص رقم 177، 178، والترمذى فى سننه كتاب المناقب، باب ما جاء فى بدء نبوة النبى صلي الله عليه وسلم 5/55 رقم 362 ولم يرد اسم (بحيرا) فى القصة، وقال : حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وأخرجه الحاكم فى المستدرك 2/672 رقم 4229 وقال : صحيح على شرط الشيخين، وخالفه الذهبى قائلاً : أظنه موضوعاً فبعضه باطل أهـ ورواه أبو نعيم فى دلائل النبوة 1/168 رقمى 1 8، 1 9، والبيهقى فى دلائل النبوة 2/24، وابن سعد فى الطبقات الكبرى 1/12 ، وذكره ابن كثير فى البداية والنهاية 2/213، 266، من طريقى ابن إسحاق والترمذى وقال : "فيه من الغرائب أنه من مرسلات الصحابة، فإن أبا موسى الأشعرى راوى الحديث إنما قدم فى سنة خيبر، سنة سبع من الهجرة، ولا يلتفت إلى قول ابن إسحاق فى جعله له من المهاجرة إلى أرض الحبشة من مكة. وعلى كل تقدير فهو مرسل. فإن هذه القصة كانت ولرسول الله صلي الله عليه وسلم من العمر فيما ذكره بعضهم اثنتا عشرة سنة، ولعل أبا موسى تلقاه من النبى صلي الله عليه وسلم، فيكون أبلغ، أو من بعض كبار الصحابة رضى الله عنهم، أو كان هذا مشهوراً مذكوراً أخذه من طريق الاستفاضة"أهـ قلت : ذهب إلى صحة القصة فضيلة الشيخ عرجون فى كتابه محمد رسول الله 1/167، ووجه الغرائب الواردة فى ألفاظ الحديث بما يزيل غرابتها، فراجعه إن شئت، وصحح الحافظ ابن حجر رواية الترمذى بإسناد قوى فى فتح البارى= =8/587رقم4953،وكذا الألبانى فى هامش فقه السيرة للغزالى ص68، والدكتور سعيد صوابى فى المعين الرائق ص74،وأبطلها عبد العزيز راشد فى أصول السيرة المحمدية ص22،وكذا أبطلها جعفر مرتضى العاملى فى كتابه الصحيح من سيرة النبى 2/93، وتوقف فيها هاشم معروف الحسينى فى سيرة المصطفى صلي الله عليه وسلم ص53
([ii]) القصة أخرجها ابن سعد فى طبقاته 1/129، وابن إسحاق فى السيرة النبوية لابن هشام 1/242 نص رقم 184، وأبو نعيم فى دلائل النبوة 1/172 رقم 11
([iii]) ينظر : المصادر السابقة
([iv]) يراجع : رواية لقائه صلي الله عليه وسلم مع بحيرا الراهب فى تخريج قصته السابقة قريب
إن تلك الروايات التاريخية التى تتحدث عن اللقاء العابر بين رسول الله صلي الله عليه وسلم
وبين بحيرا ونسطورا تحيل أن يقف كل من بحيرا ونسطورا موقف المعلم المرشد لسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم
، لأن كلا منهما بشر عمه وميسرة، بنبوته، وليس بمعقول أن يؤمن رجل بهذه البشارة التى يزفها، ثم ينصب نفسه أستاذاً لصاحبها الذى سيأخذ عن الله، ويتلقى عن جبريل، ويكون هو أستاذ الأستاذين، وهادى الهداة المرشدين! وإلا كان هذا الراهب متناقضاً مع نفسه!!
إن هذه التهمة لو كان لها نصيب من الصحة، لفرح بها قومه وقاموا لها وقعدوا، لأنهم كانوا أعرف الناس برسول الله صلي الله عليه وسلم
، وكانوا أحرص الناس على تبهيته وتكذيبه وإحباط دعوته بأية وسيلة([iv])
ثالثاً : ما زعموه من أن محمداً صلي الله عليه وسلم
، أخذ ما زعمه أنه وحى من الله تعالى، من ورقة ابن نوفل. هو – أيضاً – باطل كسابقه، وفى الرواية نفسها التى التقى فيها رسول الله صلي الله عليه وسلم
بورقة([iv]) ما يبين بطلان مزاعم المستشرقين، وتهافت أقوالهم، وفسادها. وذلك فى النقاط التالية :
أ- تبين الرواية أن ورقة قد تنصر فى الجاهلية، ولكن المحدثين والمؤرخين استقصوا كل ما عرف عنه مم صح سنده، ومما لم يصح، فلم يعثروا على رواية تبين أنه كان داعية إلى النصرانية
ب- لم ينقل أن النبى صلي الله عليه وسلم
قد لقى ورقة قبل هذا اللقاء أو رآه
جـ- لقد تم هذا اللقاء بعد مجئ ملك الوحى فى الغار، ونزول صدر سورة "اقرأ" وقد حضرت هذا اللقاء خديجة رضى الله عنها، وشهدته، وقد آمنت بنبوة محمد صلي الله عليه وسلم
بعد ذلك، فلو كان هنالك تعلم وتلقى ما غاب ذلك عن بالها أبداً، ولكان صارفاً لها عن الإيمان به صلي الله عليه وسلم
د- إن موقف ورقة على ما جاء فى هذا اللقاء، كان موقف المستطلع المستخبر لا موقف المعلم، فلما أخبره النبى صلي الله عليه وسلم
، خبر ما رأى، كان موقفه موقف المبشر المصدق المؤمن، المتطوع لمناصرة الحق، المؤيد للنبى صلي الله عليه وسلم
فيما نزل عليه من الوحى "هذا الناموس الذى نزل على موسى، ليتنى فيها جذعاً، ليتنى أكون حياً إذ يخرجك قومك…، وإن يدركنى يومك حياً، أنصرك نصراً مؤزرا"
هـ- لم تذكر الروايات أنه ألقى إلى النبى صلي الله عليه وسلم
درساً أو عظة فى أى جزء من جزئيات الإسلام، كما لم يثبت أنه كان صلي الله عليه وسلم
، يتردد عليه لتلقى تلك الدروس، والذى يفهم من كلمته المختصرة السابقة، أنه كان يتمنى أن يبقى حتى يصبح ناصراً لدين الله، وجندياً مخلصاً، وتلميذاً ناجحاً للنبى صلي الله عليه وسلم
، لا أستاذاً مربياً، ولا عالماً معلم
و- ثم إن ورقة لم يلبث بعد هذا اللقاء، إلا أن توفى وفتر الوحى عن رسول الله صلي الله عليه وسلم
، فكيف تكون هذه المقابلة الخاطفة ينبوعاً لما جاء به عليه الصلاة والسلام من الوحى؟
ز- لو ثبت أنه صلي الله عليه وسلم
، أخذ ذلك من ورقة لما سكت أعداؤه أبداً، ولروجوا ذلك، وساروا به فى الناس جميعاً، وهم الذين تشبثوا بما هو أوهى من ذلك([iv])
رابعاً : إنما زعموه من أنه صلي الله عليه وسلم
، أخذ ما جاء به من صهيب الرومى([iv]) لهو من أبطل الباطل. إذ أن صهيباً هذا كان حداداً يصنع السيوف، أعجمى اللسان، لا يعدو كلامه أن يكون رطانة([iv]) ولا يكاد يبين([iv]) ولذا قال القرآن الكريم : }لسان الذى يلحدون إليه أعجمى وهذا لسان عربى مبين{([iv])
والمعنى : كيف يتعلم من جاء بهذا القرآن، فى فصاحته وبلاغته، ومعانيه التامة الشاملة، التى هى أكمل من معانى كل كتاب نزل على نبى أرسل؛ كيف يتعلم من رجل أعجمى؟! لا يقول هذا من له أدنى مسكة من العقل([iv]) وليت شعرى : لو كان لصهيب أن يكون مرجعاً علمياً كما أرادوا أن يصفوه، فما الذى منع كفار مكة أن يأخذوا عنه، كما أخذ صاحبهم؟ وبذلك كانوا يستريحون من عنائه، ويداوونه من جنس دائه، بل ما منع صهيب أن يبدى للعالم صفحته، فينال فى التاريخ شرف الأستاذية، أو يتولى بنفسه تلك القيادة العالمية؟ بل ما منعه أن يدعى النبوة، فينسب لنفسه هذا المجد والفخار؟([iv]) إن فى عدم ادعاء صهيب شئ مما سبق، وعدم ثبوته عنه، مع صحة إيمانه برسول الله صلي الله عليه وسلم
، دليل على صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم
، فى دعواه النبوة، وفى عصمته صلي الله عليه وسلم
فى كل ما بلغ من وحى ربه
ثالثاً : ما زعموه من أن محمداً صلي الله عليه وسلم ، أخذ ما زعمه أنه وحى من الله تعالى، من ورقة ابن نوفل. هو – أيضاً – باطل كسابقه، وفى الرواية نفسها التى التقى فيها رسول الله صلي الله عليه وسلم بورقة([iv]) ما يبين بطلان مزاعم المستشرقين، وتهافت أقوالهم، وفسادها. وذلك فى النقاط التالية :
أ- تبين الرواية أن ورقة قد تنصر فى الجاهلية، ولكن المحدثين والمؤرخين استقصوا كل ما عرف عنه مم صح سنده، ومما لم يصح، فلم يعثروا على رواية تبين أنه كان داعية إلى النصرانية
ب- لم ينقل أن النبى صلي الله عليه وسلم
قد لقى ورقة قبل هذا اللقاء أو رآه
جـ- لقد تم هذا اللقاء بعد مجئ ملك الوحى فى الغار، ونزول صدر سورة "اقرأ" وقد حضرت هذا اللقاء خديجة رضى الله عنها، وشهدته، وقد آمنت بنبوة محمد صلي الله عليه وسلم
بعد ذلك، فلو كان هنالك تعلم وتلقى ما غاب ذلك عن بالها أبداً، ولكان صارفاً لها عن الإيمان به صلي الله عليه وسلم
د- إن موقف ورقة على ما جاء فى هذا اللقاء، كان موقف المستطلع المستخبر لا موقف المعلم، فلما أخبره النبى صلي الله عليه وسلم، خبر ما رأى، كان موقفه موقف المبشر المصدق المؤمن، المتطوع لمناصرة الحق، المؤيد للنبى صلي الله عليه وسلم فيما نزل عليه من الوحى "هذا الناموس الذى نزل على موسى، ليتنى فيها جذعاً، ليتنى أكون حياً إذ يخرجك قومك…، وإن يدركنى يومك حياً، أنصرك نصراً مؤزرا"
هـ- لم تذكر الروايات أنه ألقى إلى النبى صلي الله عليه وسلم درساً أو عظة فى أى جزء من جزئيات الإسلام، كما لم يثبت أنه كان صلي الله عليه وسلم، يتردد عليه لتلقى تلك الدروس، والذى يفهم من كلمته المختصرة السابقة، أنه كان يتمنى أن يبقى حتى يصبح ناصراً لدين الله، وجندياً مخلصاً، وتلميذاً ناجحاً للنبى صلي الله عليه وسلم، لا أستاذاً مربياً، ولا عالماً معلم
و- ثم إن ورقة لم يلبث بعد هذا اللقاء، إلا أن توفى وفتر الوحى عن رسول الله صلي الله عليه وسلم، فكيف تكون هذه المقابلة الخاطفة ينبوعاً لما جاء به عليه الصلاة والسلام من الوحى؟
ز- لو ثبت أنه صلي الله عليه وسلم، أخذ ذلك من ورقة لما سكت أعداؤه أبداً، ولروجوا ذلك، وساروا به فى الناس جميعاً، وهم الذين تشبثوا بما هو أوهى من ذلك([iv])
رابعاً : إنما زعموه من أنه صلي الله عليه وسلم، أخذ ما جاء به من صهيب الرومى([iv]) لهو من أبطل الباطل. إذ أن صهيباً هذا كان حداداً يصنع السيوف، أعجمى اللسان، لا يعدو كلامه أن يكون رطانة([iv]) ولا يكاد يبين([iv]) ولذا قال القرآن الكريم : }لسان الذى يلحدون إليه أعجمى وهذا لسان عربى مبين{([iv])
والمعنى : كيف يتعلم من جاء بهذا القرآن، فى فصاحته وبلاغته، ومعانيه التامة الشاملة، التى هى أكمل من معانى كل كتاب نزل على نبى أرسل؛ كيف يتعلم من رجل أعجمى؟! لا يقول هذا من له أدنى مسكة من العقل([iv]) وليت شعرى : لو كان لصهيب أن يكون مرجعاً علمياً كما أرادوا أن يصفوه، فما الذى منع كفار مكة أن يأخذوا عنه، كما أخذ صاحبهم؟ وبذلك كانوا يستريحون من عنائه، ويداوونه من جنس دائه، بل ما منع صهيب أن يبدى للعالم صفحته، فينال فى التاريخ شرف الأستاذية، أو يتولى بنفسه تلك القيادة العالمية؟ بل ما منعه أن يدعى النبوة، فينسب لنفسه هذا المجد والفخار؟([iv]) إن فى عدم ادعاء صهيب شئ مما سبق، وعدم ثبوته عنه، مع صحة إيمانه برسول الله صلي الله عليه وسلم، دليل على صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم، فى دعواه النبوة، وفى عصمته صلي الله عليه وسلم فى كل ما بلغ من وحى ربه
خامساً : ما زعموه من أنه صلي الله عليه وسلم، تلقى الوحى من علماء أهل الكتاب فى عصره محض افتراء يرده القرآن الكريم الذى حفل بجدالهم ومحاوراتهم فى العقائد والتواريخ والأحكام
فالناظر فى محاورات القرآن لهم يرى بأى لسان يتكلم عنهم القرآن الكريم. إنه يصور علومهم بأنها الجهالات، وعقائدهم بأنها الضلالات، ومعارفهم بأنها الخرافات، وأعمالهم بأنها المنكرات
نعم. لا يعقل أن يصفهم القرآن بذلك ثم يقفون من صاحب هذه النبوة موقف المرشد والناصح! اقرأ إن شئت قول الله تعالى : }وقالت اليهود عزيز ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يأفكون. اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون{([iv]) وقال تعالى : }وبكفرهم وقولهم على مريم بهتاناً عظيماً وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم{ إلى أن قال عز وجل : }وبصدهم عن سبيل الله كثيراً. وأخذهم الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل{([iv])
وغير ذلك كثير مما هو منثور فى ثنايا سور القرآن الكريم، وهو سهل المنال لمن طلبه. مما يفيدك بأن قوماً أمثال هؤلاء لا يعقل – وحالهم هكذا – أن يتلقى عنهم رسول الله صلي الله عليه وسلم، بل إنك ترى فيه معلماً يصحح لهم أغلاطهم، وينعى عليهم سوء حالهم
فلو كانوا معلمين له صلي الله عليه وسلم، لمدحهم، وجاملهم، وتودد إليهم، وتقرب منهم، ولم يقف منهم هذا الموقف العدائى، حتى لا يفضحوا أمره، ويكشفوا حاله
ثم إن كثيراً من هؤلاء الذين يزعمون أنهم كانوا مصدر الوحى، قد أسلموا، وإسلامهم حجة قائمة على صدق نبوة رسول الله صلي الله عليه وسلم، وعصمته فيما بلغ من الوحى الإلهى، ولو كان هؤلاء أعانوا النبى صلي الله عليه وسلم على الوحى، وأنه ليس من عند الله، لكانوا أدرى الناس حينئذ بحقيقة الإسلام، وبالتالى كانوا سيكونون أبعد الناس عنه، لأنهم يعرفون أنه دين ليس صحيحاً، ولكن أما وقد أسلموا وأخلصوا لله تعالى، لاسيما وأنه كانت هناك منافسة كبيرة بين أصحاب الأديان المختلفة فى ذلك الوقت، فإن ذلك كان لاستئصال ألسنة الخراصين، حتى يصابوا بالخرس رحمة بالتاريخ الذى كم لوثوه بألسنتهم هذه. وصدق رب العزة : }ويقول الذين كفروا لست مرسلاً قل كفى بالله شهيد بينى وبينكم ومن عنده علم الكتاب{([iv]) وقال عز وجل : }قل أرءيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بنى إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم إن الله لا يهدى القوم الظالمين{([iv])
سادساً : من أقوى ما يدل على أن الإسلام لم يكن مقتبساً من اليهودية أو النصرانية، وجود الخلاف فى كثير من العقائد والأحكام؛ بل جعل الشارع الحكيم جنس مخالفتهم أمراً مقصوداً له، ومن متطلبات الشرع، وهناك كثير من الأحكام جعلت العلة فيها هى مخالفة اليهود أو النصارى من ذلك :
1- قوله صلي الله عليه وسلم : "إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم"([iv])
2- وقوله صلي الله عليه وسلم : "خالفوا اليهود فإنهم لا يصلون فى نعالهم ولا خفافهم"([iv])
3- عن أنس بن مالك رضى الله عنه، أن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة فيهم، لم يؤاكلوها، ولم يجامعهن فى البيوت. فسأل أصحاب النبى صلي الله عليه وسلم، النبى صلي الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى : }ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء فى المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين{([iv]) فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "اصنعوا كل شئ إلا النكاح" فبلغ ذلك اليهود فقالوا : "ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئاً إلا خالفنا فيه"([iv]) قال الإمام ابن تيميه([iv]) : "فهذا الحديث يدل على كثرة ما شرعه الله لنبيه من مخالفة اليهود، بل على أنه خالفهم فى عامة أمورهم، حتى قالوا : "ما يريد أن يدع من أمرنا شيئاً إلا خالفنا فيه"([iv])
فهذا إقرار من اليهود عليهم لعائن الله، بمخالفة النبى صلي الله عليه وسلم لما كانوا عليه من شعائر حتى اشتهر ذلك بينهم، ألا يكفى ذلك برهاناً ساطعاً على بطلان قول المستشرقين : أنه كيف شعائر الإسلام لتتفق مع شعائر اليهود؟([iv])
أولم يكفهم أنه صلي الله عليه وسلم، أخرج اليهود أذلاء حقيرين من المدينة، وأجلاهم عنها لما نقضوا عهودهم معه، وأبى عليهم أن يساكنوه فى بلد واحد؟([iv]) وإلى هذا أشار الله تعالى بقوله : }هو الذى أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر{([iv]) أما وقف المستشرقون على الآيات والأحاديث العديدة الذامة لليهود الهاتكة لستورهم؟ أفى ذلك أيضاً دلالة على أن النبى كان يتقرب منهم ويتزلف لهم لكسبهم وإرضائهم؟
إن النبى صلي الله عليه وسلم، منذ أن بعث وحمل رسالة الإسلام، نسخ الأديان السابقة، وأبطل شرعيتها، فلا نجاة لأحد من الخلق يهودياً كان أو نصرانياً إلا بالتزام شرعه، والسير على نهجه، وهو القائل صلي الله عليه وسلم : "والذى نفس محمد بيده، لا يسمع بى أحد من هذه الأمة يهودى ولا نصرانى، ثم يموت ولم يؤمن بالذى أرسلت به، إلا كان من أصحاب النار"([iv])
والحديث هنا بياناً وتأكيداً لقوله تعالى : }قل يا أيها الناس إنى رسول الله إليكم جميعاً الذى له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيى ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبى الأمى الذى يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون{([iv])
فلا بقاء لدين مع دينه صلي الله عليه وسلم، ولا شريعة مع شريعته، بل دينه هو الحاكم والمهيمن على كل الأديان. قال تعالى : }وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً{([iv])
سابعاً : ما زعموه من إرجاع كثير من شعائر الإسلام إلى اليهودية أو النصرانية، أو الاثنين معاً، زعم باطل لما يلى :
أ- لأن استدلالهم بصوم عاشوراء على موافقة اليهود فيه، بناء على ما روى عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : "قدم النبى صلي الله عليه وسلم المدينة، فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال : ما هذا؟ قالوا : هذا يوم صالح، هذا يوم نجى الله بنى إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى، قال : فأنا أحق بموسى منكم فصامه، وأمر بصيامه"([iv]). فعلة الموافقة الواردة فى الحديث هى التى بنى عليها المستشرقون شبهتهم السابقة، ويجاب بالآتى :
1- لقد ثبت أن النبى صلي الله عليه وسلم، كان يصوم عاشوراء فى الجاهلية قبل قدومه المدينة، ويدل على ذلك قول عائشة رضى الله عنها : "كان يوم عاشوراء تصومه قريش فى الجاهلية، وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم، يصومه، فلما قدم المدينة، صامه وأمر بصيامه، فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء، فمن شاء صامه، ومن شاء تركه"([iv])
وفى رواية : "وكان يوم تستر فيه الكعبة"([iv]) فدل بهذا على أنه صلي الله عليه وسلم، لم يصمه موافقة لليهود واقتداء بهم، وإنما صامه وأمر بصيامه تقريراً لتعظيمه وتأكيداً، وأخبر صلي الله عليه وسلم أنه وأمته أحق بموسى من اليهود، فإذا صامه موسى شكراً لله، كنا أحق أن نقتدى به من اليهود، لاسيما إذا قلنا : شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يخالفه شرعنا([iv])
2- إن النبى صلي الله عليه وسلم، بين نوع مخالفة لليهود فى صيام عاشوراء، عندما شرع صيام يوم قبله، أو بعده، فعن ابن عباس قال : حين صام رسول الله صلي الله عليه وسلم، يوم عاشوراء، وأمر بصيامه، قالوا : يا رسول الله. إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى. فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "فإذا كان العام المقبل، إن شاء الله، صمنا اليوم التاسع" قال : فلم يأت العام المقبل، حتى توفى رسول الله صلي الله عليه وسلم"([iv]) وعنه أيضاً مرفوعاً : "صوموا يوم عاشوراء، وخالفوا فيه اليهود، صوموا قبله يوماً أو بعده يوماً"([iv]) فدل ذلك على مخالفته لهم فى صيامه
ب- وأما زعمهم أن المؤمنين كانوا لا يصلون فى مكة إلا مرتين فى اليوم، ثم أدخلت صلاة ثالثة عندما ذهبوا إلى المدينة على غرار اليهودية، فهو زعم فى وهن خيط العنكبوت، إذ الصلوات الخمس فرضت بمكة ليلة الإسراء، حين عرج بالنبى صلي الله عليه وسلم، إلى السماء، ولا خلاف بين أهل العلم، وأهل السير فى ذلك([iv])
وهذا الذى دلت عليه الأحاديث الصحيحة، التى وردت فى صفة الإسراء والمعراج فى الصحيحين وغيرهما، من أحاديث جماعة من الصحابة رضى الله عنهم([iv]) وفى أحدها قوله صلي الله عليه وسلم : "فلم أزل أرجع بين ربى تبارك وتعالى، وبين موسى عليه السلام، حتى قال : يا محمد إنهن خمس صلوات كل يوم وليلة، لكل صلاة عشر، فذلك خمسون صلاة"([iv])
جـ- وأما زعمهم أنه جعل الجمعة، يوم صلاة عامة، على غرار السبت عند اليهود، فهو أيضاً قول مخالف للصواب، لأن الله سبحانه شرع لعباده المؤمنين الاجتماع لعبادته يوم الجمعة، فقال تعالى : }يا أيها الذين آمنوا إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذالكم خير لكم إن كنتم تعلمون{([iv])
وقد ثبت أن الله أمر الأمم السابقة بتعظيمه، فضلوا عنه، واختار اليهود السبت، والنصارى الأحد، وفضل الله هذه الأمة بيوم الجمعة لفضيلته([iv]) فعن أبى هريرة وحذيفة قالا : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا، فكان لليهود يوم السبت، وكان للنصارى يوم الأحد، فجاء الله بنا، فهدانا الله ليوم الجمعة، فجعل الجمعة والسبت والأحد، وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة. نحن الآخرون من أهل الدنيا، والأولون يوم القيامة، المقضى لهم قبل الخلائق([iv]) ففى الحديث ذم لأهل الكتابين، على تفريطهم فى يوم الجمعة، ثم شرع صلي الله عليه وسلم، صيام يوم السبت ويوم الأحد مخالفة لهما، كما جاء فى حديث أم سلمة رضى الله عنها، قالت : "كان رسول صلي الله عليه وسلم، يصوم يوم السبت ويوم الأحد أكثر مما يصوم من الأيام، ويقول : إنهما عيد المشركين، فأنا أحب أن أخالفهم"([iv])
قال الحافظ ابن حجر : : "يوم السبت عيد عند اليهود، والأحد عيد عند النصارى، وأيام العيد لا تصام، فخالفهم بصيامها"([iv])
بعد هذا يتضح لك، أن وحى الله تعالى (كتاباً وسنة) والذى بلغه رسول الله صلي الله عليه وسلم، بعصمة الله له، لم يكن مأخوذاً من اليهودية أو النصرانية، وإنما هو وحى مستقل، لم يتأثر بغيره، وبالتالى دين الإسلام، دين قائم بذاته، متميز عن غيره، وإذا وجد تشابه بين نسك إسلامى، وبين عمل سابق منسوب إلى شريعة اليهود أو النصارى. دل ذلك على أن أصل الدين الذى جاء به رسل الله واحد. لقوله تعالى : }شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذى أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه{([iv]) وبياناً لذلك وتأكيداً له، قال صلي الله عليه وسلم : "أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم فى الدنيا والآخرة، والأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد"([iv]) والمراد بـ (إخوة لعلات) الذين أمهاتهم مختلفة، وأبوهم واحد. أراد أن إيمانهم واحد، وشرائعهم مختلفة([iv]) أهـ.
=============
اتهام الرسول صلى الله عليه وسلم بالإرهاب
إن الحمد لله الذي جعل سيدنا محمدا رسول الله أشرف البشر وأعظمهم على مر التاريخ، فهو إمام الأنبياء والمرسلين، وسيد الشفعاء يوم القيامة، ولن تستطيع أقلام مأجورة ولا أفكار مسعورة ولا حملات إعلامية مضللة من أن تنال منه ولا من دينه وأخلاقه بعد أن قال عنه ربه مادحا: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم:4) ، فمدح الله تعالى له يغنيه عن كل إطراء، ويدفع عنه كل شبهة.
لقد كان من صفات هذا الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم العفو عند المقدرة، والرحمة لمن حوله من المؤمنين، قال تعالى: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (التوبة:128)، بل إن رحمته تمتد لتشمل الكون كله، فما هو إلا رحمة لكل شيء، قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الانبياء:107)، وكان عليه السلام يستشعر أهمية الرحمة في حياته ودعوته، فسمى نفسه نبي الرحمة، روى أبو موسى الأشعري، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمي لنا نفسه أسماء فقال: (أنا محمد، وأحمد، والمقفي والحاشر، ونبي التوبة، ونبي الرحمة) رواه مسلم[1]
والعجب من أن يتهم بعض المغرضين في عصرنا نبي الرحمة والسلام صلى الله عليه وسلم بالألفاظ النابية التي تدل على جهلهم أو حقدهم، فمن ذلك أنهم وصفوه بالإرهاب، وهو أبعد الناس عن ذلك صلى الله عليه وسلم[2]، فهو أرحم البشر، وأبعدهم عن الظلم والثأر والعدوان، وأحرصهم على فرض النظام والشريعة، وأكثرهم عفة ورفقا ولينا وتواضعا، ولقد أحسن شوقي حين شبه النبي عليه السلام بالأب الرحيم الذي يعفو عن زلات أولاده، فقال: [3]
وإذا عفوت فقادرا ومقدرا لا يستهين بعفوك الجهلاء
وإذا رحمت فأنت أم أو أب هذان في الدنيا هما الرحماء
أسباب وصف النبي بالإرهاب
الأسباب التي تدعو بعض الكتاب والمغرضين إلى وصف النبي بالإرهاب لا تعدو أن تكون في مجملها ستة، وهي:
1- اجتزاء النصوص الدينية وعدم النظر إليها كوحدة متكاملة، فالتشريع الإسلامي يشمل الدين والدنيا والحرب والسلام، فقراءة النصوص التي تنظم قواعد الحرب وآدابها بمعزل عن النصوص التي تنظم حياة السلام قد يوقع في الخلط وسوء الفهم.
2- عدم فهم الظروف التي أحاطت بالنصوص، فهنالك ما يسمى أسباب النزول، ومعرفتها ضرورية جدا لفهم ملابسات نزول النص.
3- الجهل باللغة العربية، فقراءة النص الديني بلغته الأصلية تزيل كثير من اللبس والغموض عنه، فهناك العام الذي يراد منه الخاص وبعكسه الخاص الذي يراد منه العام، وهناك الترادف والمشترك والمبهم وغير ذلك، ومعرفة قواعد البلاغة العربية مهمة جدا لفهم القرآن الكريم.
4- الجهل بفلسفة الحياة، فالحياة فيها السلم وفيها الحرب، ولا بد للدين الحق من أن ينظم قواعد الحياة في الحالتين، ولا يترك شئون الحرب ليدبرها الناس بأنفسهم، فيكون دينا ناقصا لا يصلح لواقع الحياة.
5- الجهل بالسيرة النبوية وأحداث التاريخ، وتفسير أحداثه من زاوية طائفية أو مذهبية بعيدا عن الموضوعية بفهم أحداثه.
6- الأسباب النفسية من حقد وكراهية، وهي أسباب قلما ينجو منها متعصب حاقد على الدين الحنيف ورسوله الكريم، قال تعالى: (وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً )(النساء: من الآية89)
ما الإرهاب؟
وقبل أن نفند فرية الإرهاب بحق النبي عليه الصلاة والسلام نود أن نعرف الإرهاب ونفرق بينه وبين الجهاد في سبيل الله تعالى، إذ كثيرا ما يخلط الناس بين المصطلحات، مما يوقع اللبس في العقول والنتائج، فمن حيث اللغة: الإرهاب يرجع في اللغة إلى أصل ثلاثي وهو رهب كعلِم، ومعناه: خاف، ورَهَبوت خير من رحموت: أي لأن ترهب خير من أن ترحم، وأرهبه واسترهبه: أخافه، والمرهوب: الأسد[4]
فالإرهاب إذا يرجع إلى الخوف، والخوف يحصل بأسباب كثيرة، يبدأ بالأمور النفسية، فالخوف من التكذيب والازدراء ونحو ذلك هو أدنى درجات الإرهاب ونسميه بالإرهاب النفسي، وقد يخاف الإنسان من أن يتحول التكذيب إلى تشهير دائم فيتطور الإيذاء النفسي إلى إيذاء إعلامي واجتماعي، وقد يقاطع الناس هذا الإنسان اقتصاديا، فيتحول الضرر من معنوي إلى حسي، مما يتسبب له بالفقر والضرر، وفي خطوة أخيرة قد يحاولون إيقاع الأذى الجسمي به أو بأهله وضيوفه، وهنا يدخل الإرهاب مرحلة خطيرة وهي مرحلة التصفية والإبادة، مما يبرر لهذا المتضرر بالدفاع عن نفسه حفاظا على حقه في الحياة.
من هذه المقدمة نستطيع تعريف الإرهاب بأنه: هو إيقاع الأذى المادي أو المعنوي بالآخرين ورفض الاستماع إليهم أو التحاور معهم، ويبدأ الأذى بالتكذيب والتشهير، وينتهي بحرب الإبادة والتصفية الجماعية، وبين هاتين المرحلتين مراحل كثيرة من العدوان الإعلامي والاقتصادي والاجتماعي والأخلاقي.
براءة الأنبياء والرسل عليهم السلام من الإرهاب
من التعريف السابق للإرهاب نجد أنه لا ينطبق على الأنبياء والرسل جميعا، فقد كانوا يريدون من أقوامهم مقارعة الحجة بالحجة، وأن يسمحوا لهم بتبليغ رسالات ربهم دون أذى، وإنما ينطبق على أعدائهم، حيث يقعد أعداء الرسل في طريق الحق لقطعه على كل من يريد الوصول إلى الهدى، وأول من فعل ذلك إبليس لعنه الله، حيث جاء على لسانه في القرآن الكريم: (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ) (لأعراف:16)، ويستخدم أعداء الرسل كافة الأساليب الإرهابية لصرف الناس عن الهدى، فيدعو الإرهابيون من أعداء الأنبياء والرسل إلى الحرب الإعلامية متمثلة بصور شتى منها بذاءة اللسان مع الأنبياء، ونعتهم بالألفاظ النابية، قال تعالى: (كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ) (الذريات:52)، وقد يحاصرون المؤمنين اقتصاديا، ويشيعون الفاحشة ويلوثون الأعراض وسمعة المؤمنين بالإفك ونحوه، ثم تبدأ التصفية الجسدية ومن آثارها مقابلة الحجة بالسوط، والحق بالسيف، والحقيقة بالجلد، إذ ينطلق الإرهاب من فكرة رفض التعايش مع الآخر، وينتهي بالتصفية الجسدية ومحاولة الاستئصال الدموي لذاك الآخر ولو كان نبيا مرسلا مثل موسى عليه السلام، قال تعالى: (وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ)(غافر: من الآية28)
وكثيرا ما حاول أعداء الرسل التضييق على رسلهم ومحاولة إخراجهم من أرضهم وكأن الأوطان حكر للكفرة قال تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ) (ابراهيم:13) ، وربما امتدت أيديهم الآثمة لقتل الأنبياء وأتباعهم، (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) (آل عمران:21)
وقد تعرض النبي الخاتم عليه السلام إلى مختلف أنواع الإرهاب من قومه حتى نجاه الله منهم، قال تعالى: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (الأنفال:30)
شبهة وردها
وردت مادة رهب ومشتقاتها في القرآن الكريم في اثني عشر موضعا، منها: الرهب ورهبانية ورهبان وغير ذلك[5]، ولم ترد بمعنى الأمر بإرهاب العدو أبدا، وإنما وردت لتعليل الإعداد لملاقاة الأعداء في المعركة، وذلك موضع واحد من الذكر الحكيم، وهو قوله تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ) (لأنفال:60)، والإرهاب المقصود هنا يكون في المعركة، فقد (أمر تعالى بإعداد آلات الحرب لمقاتلتهم حسب الطاقة والإمكان والاستطاعة)[6]، ومعلوم بأن المعارك كلها تهدف إلى كسب الحرب وإرهاب العدو وإحراز الغنائم، فالحرب ليست لعبا، والقوي هو الذي ينتصر في النهاية، لذلك تحرص الدول والجيوش جميعا على كسب المعارك منذ الجولة الأولى، وبث الرعب في نفوس أعدائها، وهذا ما أراده القرآن، ولم يرد قط إرهاب الآمنين، أو تصفية الخصوم بالأساليب الغادرة كما يفعل الطواغيت في الأرض، لأن المبدأ الذي قام عليه الدين احترام حقوق الآخرين في العقيدة والحياة الكريمة والمشاركة الفاعلة في المجتمع، وعدم البدء بالعدوان على الآخرين، يقول سبحانه: (والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون، وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين، ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل، إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم)(39-42: الشورى).
الفرق بين الإرهاب والجهاد
هنالك خلط متعمد بين الإرهاب والجهاد، فأبواق الضلال تسمي الجهاد إرهابا، وشتان ما بينهما، ويقتضي الخلط وصف النبي عليه السلام بما ليس فيه لأنه حمل السيف وقاتل في سبيل الله، وليس كل من حمل السيف إرهابيا، وإلا لكان عامة الأنبياء والرسل عليهم السلام وكافة الملوك والفاتحين في التاريخ إرهابيين، وهذا باطل بحكم العقل والشرع والواقع، فالإرهاب أعمال عدوانية غير مشروعة كما سبق، تنفرد بها عصابة أو مجموعة أو دولة كما في الكيان الصهيوني لأغراض خاصة، والإرهاب هنا هو إفساد في الأرض، وتدمير للحياة الإنسانية، وهو ما ترفضه جميع الأديان والشرائع، وقد وقف الإسلام منه موقفا حاسما، قال تعالى: ( وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ )(المائدة: من الآية2)، وفرض الإسلام أشد العقوبات على الأعمال التي تهدد الأمن العام كعمل قطاع الطريق ونحوه، مما يستلزم أقصى العقوبة، وفي هؤلاء المجرمين وأمثالهم نزل قوله تعالى: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (المائدة:33)
أما الجهاد في سبيل الله فهو جزء من منهج الأنبياء والمرسلين بمن فيهم نبينا محمد عليه السلام، وهو عبارة عن حرب عادلة لدفع العدوان أو لإزالة الديكتاتوريات الظالمة التي تحول دون الناس وبين حرية العقيدة، قال تعالى: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) (البقرة:256)، وليس الجهاد لإرغام الناس على الدخول بالإسلام، فالله تعالى هو المتكبر، وهو ملك الملوك، وقد دعا الناس إلى عبادته لما فيه مصلحتهم، والقرآن مأدبته في الأرض، فمن رفض الدعوة لا يقبل الله عمله ولا يجبره على اعتناقها، لأن من عادة الملوك التكبر، ولو أن إنسانا أقام دعوة ثم رفض بعض المدعوين إجابتها هل يجبرهم على الحضور أم يعرض عنهم ويسخط عليهم؟ إن عماد التواصل في العلاقات بين الناس هو الرغبة والمحبة وليس الكره والإجبار، وهو مع رب الناس وملك الناس وإله الناس قائم على هذا الأساس أيضا، يقول غوستاف لوبون في هذا السياق: (وقد أثبت التاريخ أن الأديان لا تفرض بالقوة، فلما قهر النصارى عرب الأندلس، فضل هؤلاء القتل والطرد عن آخرهم، على ترك الإسلام، ولم ينتشر القرآن بالسيف إذن، بل انتشر بالدعوة وحدها، وبالدعوة وحدها اعتنقته الشعوب التي قهرت العرب مؤخرا كالترك والمغول)[7].
وقد ابتدأ الجهاد دفاعا عن حقوق المهاجرين الذي أبعدوا عن ديارهم بغير حق، قال تعالى: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) (الحج:39)، وانتهى ليصبح دفاعا عن الإنسان حيث كان، وتحريرا للإنسانية بكافة أشكالها وألوانها، وعلى مختلف الأمكنة والعصور من كل الأغلال والديكتاتوريات التي تكبلها، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) (التوبة:123)
وقد كان المسلمون يضحون بأموالهم وأنفسهم من أجل نشر العدالة وإتاحة حرية الاختيار أمام الآخرين، في عصور لم تكن تعرف شيئا من الحرية السياسية والدينية، ولم تكن تعترف بكرامة الإنسان. وهذا سبق عالمي ينبغي للمسلمين أن يفتخروا به، فهم لم يقاتلوا من أجل نهب ثروات الآخرين، والاستيلاء على مقدراتهم، وإنما من أجل نشر العدالة والحرية بين الناس حتى يختاروا العقيدة الصحيحة أو يبقوا إذا شاؤوا على عقيدتهم من دون خوف من حسيب أو رقيب. ومثل هذه الحرب لم تعرفها البشرية في كل عصورها، فالحرب عبر التاريخ وإلى يومنا هذا سببها المكاسب المادية والجشع والطمع بما عند الآخرين.
وإذا كان العصر الحديث قد وفر للناس نوعا من الحرية والحماية في ظل القانون، وسلطة الدولة إلى حد ما، وإذا كانت الدول الكبرى بدأت تفكر بما تسميه حقوق الإنسان وتسعى للتدخل لحمايتها كما تزعم، فإن هذا الأمر لم يكن موجودا البتة في العصور الوسطى، ولذلك كان الجهاد في ذلك الوقت استنقاذا للحرية الإنسانية والكرامة البشرية وتحريرا للعقل البشري من وصاية أية قوة طاغية تحول بينه وبين اتباعه للدين الذي يراه دون خوف أو وجل من كافة القوى المتحكمة بمصير الفرد والمجتمع آنذاك.
وإذا استطاع القانون إنصاف الناس فلا هجرة ولا حاجة للقتال، ودل النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على ما هو خير لهم من الجهاد، وذلك في أوقات السلم والأمن، وهو ذكر الله، فقال لهم: (ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق؟، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟). قالوا: بلى. قال: (ذكر الله)[8]. وأما إذا عجز القانون إنصاف الناس عن ذلك فالقتال يبقى حقا مشروعا من أجل تحقيق العدالة إلى يوم القيامة.
قبول الآخر أساس الحرية الدينية في الإسلام
الناس أحرار في أديانهم ومعتقداتهم حسب تصور الشريعة الإسلامية التي لا ترى وصاية على عقول الناس ومعتقداتهم، فلا إكراه في الدين، قال تعالى: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَي)(البقرة: من الآية256) ولا يقبل كفر بالإكراه، ولا إيمان بالإكراه كذلك، فالأساس في الإيمان والكفر هو الحرية الإنسانية الكاملة بلا وصاية ولا إكراه، وبناء على الاختيار تكون المسئولية أمام الله تعالى يوم القيامة.
وهنا يثير بعضهم تساؤلات حول آية السيف، وأننا يجب أن نجبر الآخرين على عقيدتنا، وقد رد العلامة ابن كثير على فكرة نسخ آية السيف لآيات السلام، فقال عند قوله تعالى: (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (الأنفال:61): (وقال ابن عباس، ومجاهد، وزيد بن أسلم، وعطاء الخراساني، وعكرمة، والحسن، وقتادة : إن هذه الآية منسوخة بآية السيف في براءة [قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر] وفيه نظر أيضا، لأن آية براءة فيها الأمر بقتالهم إذا أمكن ذلك، فأما إذا كان العدو كثيفا، فإنه يجوز مهادنتهم، كما دلت عليه هذه الآية الكريمة، وكما فعل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية، فلا منافاة ولا نسخ ولا تخصيص، والله أعلم)[9].
أحوال غير المسلمين في الدولة الإسلامية
والأصل في العلاقات الإسلامية مع غير المسلمين ممن لم يشهر سلاحه في وجه الإسلام، أن تكون علاقة بر وعدل وصلة وتعاون، سواء كانوا يعيشون داخل الدولة الإسلامية أو خارجها، قال تعالى: (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الممتحنة:8)
وأما من شهر سلاحه على الدعوة وحاربها فإنه يعاقب بالمثل، سواء كان غير مسلم أصلا، أو مسلما ارتد عن دينه، أو مسلما خرج على الأمة وحمل السيف على السلطان الشرعي، قال تعالى: (الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) (البقرة:194)، وأما العدوان من جانب المسلمين على غيرهم فمحرم، قال تعالى: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (البقرة:190).
وفي ضوء هذه القوانين السامية التي سنتها شريعة الله سبحانه، تعايش المسلمون مع غيرهم من أبناء الديانات الأخرى، وقد تبادل المسلمون وأهل الكتاب الطعام، حيث أحل الله لكل فريق أن يأكل طعام الآخر، قال تعالى: (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُم)(المائدة: من الآية5)
وقد حرم الإسلام شتمهم أو شتم دينهم، أو تسميعهم ما يكرهون، وحرم سفك دمائهم، وسمح بزيارتهم، وبدخولهم المساجد، وبصلاة المسلمين في الكنائس، وبلبس ملابسهم، وعيادة مرضاهم، والاستعانة بهم في الشدائد عند الضرورة، وبالتبادل التجاري معهم، والزواج من نسائهم .. إلخ.
شهادة المستشرقين على سماحة الإسلام
وقد أشاد كثير من المستشرقين بسماحة الإسلام، ومنهم زيغريد هونكة التي نوهت بموقف الإسلام من النصارى حين قالت: "إن التسامح العربي العريق هو الذي حمل فاتح مصر القائد عمرو بن العاص على تحاشي أي أعمال سلب أو نهب أو تدمير للمدن المفتوحة، بل آلى على نفسه المحافظة على ضمان ممارسة حضارتهم المتوارثة، كما جاء في وثيقة الاستسلام المبرمة حرفيا، وللوقوف على البعد الحقيقي لهذا التسامح غير المعهود في أوروبا"
وقد بدأ التسامح من عهد النبي عليه السلام، واستمر هذا الخلق الإسلامي الكريم عند ملوك المسلمين وخلفائهم، يقول غوستاف لوبون في حديثه عن نتائج الحروب الصليبية: (ولم يشأ صلاح الدين أن يفعل في الصليبيين مثل ما فعله الصليبيون الأولون من ضروب التوحش، فيبيد النصارى على بكرة أبيهم، فقد اكتفى بفرض جزية طفيفة عليهم، مانعا سلب شيء منهم)[10].
برناردشو يشيد بشجاعة النبي محمد
لم يكن سيدنا محمد إرهابيا في نظر كثير من مفكري الغرب وعلمائه ومنهم: برناردشو، بل كان نبيا كريما وقائدا عظيما يفهم فلسفة الحياة، ويعمل وفق ما تقتضيه قوانينها، والحرب عنده وسيلة وليست غاية، وهي الرؤية التي تبناها برناردشو للحرب نفسها، فقد صور برناردشو موقفه من الحرب في الحوار الذي تخيله بين عيسى ومحمد على النحو التالي:
- القتل حرام في ديانتي
- هذا صحيح حين يتعلق الأمر بنزاعات شخصية، ولكننا يجب أن نقتل أولئك الذين لا يصلحون للحياة.
- ومن الذي يحكم ما إذا كنا نصلح للحياة؟ إن أعلى السلطات والحكام الإمبراطوريين وكبار رجال الدين قضوا كلهم بأني لا أصلح للحياة.
- كان هذا هو نفس ما حدث بالنسبة لي، وكان عليَّ أن أنجو بنفسي وأن أتوارى عن الأنظار، حتى تمكنت من إقناع عدد كاف من الفتيان الأقوياء بأن كبارهم قد جاروا في حكمهم عليَّ، ثم عدت بعد ذلك وأزلت الأعشاب من الحديقة.
- أنا معجب بشجاعتك وبحكمتك العملية، ولكني لست من نفس الطراز.
- ا تعجب بهذه الصفات، إنني أخجل منها أحيانا، كل رؤساء القبائل يملكون منها الكثير، وأنا إذا كان لي قيمة فهي ناتجة عن ذلك السمو الروحي الذي جعل مني أداة للوحي الإلهي[11]
وحبذا لو أن هؤلاء الذين ينعتون محمدا بالإرهاب قد قرأوا كلام برناردشو وفكروا قبل إصدار أحكامهم، لقد حاول أعداء المسيح أن يقتلوه ولم يستطيعوا، وهم يزعمون أنه قد صلب، فهل ينبغي أن يكون مصير كل المرسلين هو القتل أو الصلب كما يزعمون حتى لا يكونوا إرهابيين، ومن الذي يعطي الشرعية للقاتل دون المقتول؟ ولماذا يقف الناس مع الجزار دوما ضد الضحية، أليس هذا منطق شريعة الغاب في النهاية، حيث يفترس القوي الضعيف؟ وما فضيلة مجتمع الإنسان عن مجتمع الغابة آنذاك؟.
الطعن بمحمد طعن بالمسيح
هذه هي الحقيقة التي ينادي بها برناردشو، يقول الأستاذ محمود علي مراد في هذا الصدد:"وفيما يتعلق بالأخلاق عامة، فإن شو رغبة منه في إنصاف نبي الإسلام من ناقديه وناقدي ديانته من المسيحيين، ذكَّر هؤلاء في أكثر من موضع من كتاباته بأن محمدا كان يعترف برسالة السيد المسيح، وكان يوقره بنفس الدرجة التي كان يوقر بها المسيح نفسه يوحنا المعمدان الذي عاصره وبشر بقدومه، والذي أراد شو أن يقوله بالتشديد على هذه الحقيقة هو أن محمدا لو كان شريرا أو مخاتلا أو كاذبا كما تدعي أكثرية المسيحيين تحت لواء الكنيسة، لهاجم المسيح بدل أن يعترف به، وإن اعترافه به هو اعتراف بأخلاقيات رسالته، وإن اعترافه بهذه الرسالة يجب منطقيا أن يقيه شر عدوانهم، ولهذا فإن الطعن في محمد هو طعن بطريق غير مباشر في الأخلاقية التي ينادي بها، وهي نفس القيم التي تنادي بها الديانة المسيحية"[12]
الحروب الصليبية تشهد على سماحة الإسلام
ولا ريب أن بعض النصارى في الغرب رأوا في انتصار الإسلام وانتشار نفوذه خطرا يهدد مصالحهم، فأعلنوا العداوة له، وكانت خطيئة هؤلاء بحق محمد تشبه خطيئة اليهود بحق عيسى، فكل منهما رفض الاعتراف بالحق والإقرار به، فعمدوا على إشعال فتيل الحرب بين النصرانية والإسلام، يقول أحد شعراء الأرمن على لسان ملكه من قصيدة طويلة:[13]
سأفتح أرض الله شرقا ومغربا وأنشر دينا للصليب بصارمي
فعيسى علا فوق السماوات عرشه يفوز الذي والاه يوم التخاصم
وصاحبكم بالترب أودى به الثرى فصار رفاتا بين تلك الرمائم
ومن شأن مثل هذه القصائد أن تشعل حروبا إعلامية، وقد رد ابن حزم الأندلسي على قصيدة هذا الشاعر بنقيضة لها[14].
وقد قامت الحروب الصليبية، وتم إجلاء المسلمين عن الأندلس بسبب الحقد الذي أشعله ملوك الصليبيين، لأغراض ظاهرها دينية وحقيقتها سياسية، لأنه لا تعارض في إمكانية التعايش بين المسيحية والإسلام كما ذكرنا آنفا، وفي سنة 492هـ (أخذت الفرنج بيت المقدس بعد حصار شهر ونصف، وقتلوا أكثر من سبعين ألفا، منهم جماعة من العلماء والعباد والزهاد، وهدموا المشاهد، وجمعوال اليهود في الكنيسة وأحرقوها عليهم)[15]. ويصف غوستاف لوبون ما أحدثه الصليبيون من كوارث فيقول: (ولم يكتف الفرسان الصليبيون الأتقياء بذلك، فعقدوا مؤتمرا أجمعوا فيه على إبادة جميع سكان القدس من المسلمين واليهود وخوارج النصارى، الذين كان عددهم نحو ستين ألفا، فأفنوهم على بكرة أبيهم في ثمانية أيام، ولم يستثنوا منهم امرأة ولا ولدا ولا شيخا، وأراد الصليبيون أن يستريحوا من عناء تذبيح أهل القدس قاطبة، فانهمكوا بكل ما يستقذره الإنسان من صنوف السكر والعربدة)[16].
وفي مقابل هذا الغزو المتكرر من الصليبيين،لم يتورط المسلمون في حروب دينية استئصالية مع الآخرين، فقد تعايشوا مع كافة الأديان والطوائف التي وجدت في بلاد الإسلام، وحين دحروا القوى الصليبية قدموا الخدمات والمعونة لمن أراد أن يرجع من الصليبيين إلى بلاده، وعفا صلاح الدين عن ملوكهم، (وأطلق السلطان خلقا منهم بنات الملوك بمن معهن من النساء والصبيان والرجال، ووقعت المسامحة في كثير منهم، وشفع في أناس كثير، فعفا عنهم)[17]، ولم يثأر من كنائسهم أو من النصارى الذين يعيشون جنبا إلى جنب بجوار المسلمين في ديار الإسلام، وهو ما لم يتحقق لمسلمي الأندلس عندما استولى النصارى على الحكم فيها، حيث أحرقت المساجد ودمرت المآثر الإسلامية وتم إجلاء المسلمين جميعا عن تلك البلاد.
أسباب الحروب الصليبية
يحلل برناردشو أسباب الحروب الصليبية، فهو يرى "أن تقديس المسيحيين للعهد القديم باعتباره جزءا لا يتجزأ من كتابهم المقدس كان هو المسئول عن زرع العقلية العسكرية في نفوس العالم الغربي، كما كان له دخل كبير في كافة الحروب التي اشترك فيها العالم المسيحي، وإن كلا من الطرفين في هذه الحروب، بما في ذلك الحرب العظمى الأولى التي جاءت كتابته في هذا الصدد تالية لها كان يمسك بالبندقية أو بالمدفع أو بالقنبلة في يد، وبالعهد القديم أو بكتابات تستلهم العهد القديم في اليد الأخرى، وأن استئصال فكرة الحرب من نفوس الناس لن يتسنى إلا إذا أنزل العهد القديم من السحب، وتم تقويمه والنظر إليه باعتبار حقيقته الفعلية لا باعتباره كتابا منزلا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه"[18]
الاستعمار الحديث وجذوره الصليبية
وقد اتخذت حروب الاستعمار في العصر الحديث الدين المسيحي غطاء لأطماعه الاقتصادية، فلقد كان نشيد الجنود الطليان عندما أرادوا فتح ليبيا:
(يا أماه . أتمي صلاتك ولا تبكي، بل اضحكي وتأملي
ألا تعلمين أن إيطاليا تدعوني، وأنا ذاهب إلى طرابلس فرحا مسرورا.
لأبذل دمي لسحق الأمة الملعونة.
ولأحارب الديانة الإسلامية التي تجيز البنات الأبكار للسلطان.
سأقاتل بكل قوتي لأمحو القرآن…)[19]
ومثل هذا النشيد لا يقبل به السيد المسيح عليه السلام بكل تأكيد فقد كان رسولا للمحبة والسلام، وهو القائل: (أحبوا أعداءكم).
نتائج البحث
1- إن السلام هو الأصل في دعوة الأنبياء، ولكن أعداءهم حملوا السيف عليهم، فصار القتال قدر الأنبياء جميعا، حتى المسيح الذي لم يقاتل في حياته يوما واحدا، سينزل السماء قبل قيام الساعة ليقتل الدجال الذي هو ألد أعداء الله في الأرض، ففي الحديث أن المسيح سيحمل السيف ويتصدى للدجال: (حتى يدركه بباب لد فيقتله) [20]
2- إن أعداء الرسل والأنبياء هم البادئون بالعدوان، فهم الإرهابيون الحقيقيون في الحياة، ومن دافع عن نفسه من الأنبياء والمرسلين فهذا من حقه الشرعي، قال تعالى: (أَلا تُقَاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَأُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ )(التوبة: من الآية13)
3- إن كثيرا من الأنبياء والرسل عليهم السلام قد حملوا السيف قبل محمد عليه السلام، منهم موسى وداود وسليمان عليهم السلام، فلو كان حمل السيف لا يليق بالصالحين والأنبياء، لما حمله أولئك، بل الذي لا يليق بهم أن يتركوا الطغاة والمفسدين يعيثون في الأرض فسادا دون التصدي لهم، لأنه لا بد للحق من قوة تحميه وتدافع عنه.
4- إن قتال الأنبياء والرسل عليهم السلام محكوم بقواعد أخلاقية، فلا يطال البيئة بأذى ولا الحيوان ولا ضعاف البشر ولا الرهبان والأديرة والكنائس ونحوها، بعكس قتال أعدائهم فإنه استئصالي يدمر كل شيء. قال تعالى: (فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ )(غافر: من الآية25)
5- إن الجهاد في الإسلام ابتدأ دفاعا عن المهاجرين والأنصار، وانتهى دفاعا عن حقوق الشعوب والأقليات في الأرض، وتحريرا لهم من الأغلال التي تكبلهم قال تعالى: (وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ)(لأعراف: من الآية157) فالجهاد هدفه التغيير والتجديد نحو الأفضل، وإطلاق الحريات للأمم والشعوب، فهو ليس صنوا للإرهاب أبدا، وإذا كانت الدول المتقدمة اليوم تعطي لنفسها الحق في التدخل بشئون الدول الأخرى وشن الحروب عليها من أجل إشاعة جو من الديمقراطية وحقوق الإنسان، فمن باب أولى أن يكون هذا الحق للدين الذي يعلو ولا يعلى عليه.
6- إن محمدا عليه السلام هو أرحم الناس وأبعدهم عن الانتقام لنفسه، ويكفي قولته المشهورة لأهل مكة عند فتحها: (اذهبوا فأنتم الطلقاء) وكل وصف له يتنافى مع الأخلاق السامية والرحمة الشاملة إنما هو كذب وافتراء على الحقيقة والتاريخ، والمنصفون من علماء الغرب بل ومن كل الأمم يشهدون بعظمة خلقه ونبله عليه الصلاة والسلام.
7- إن التعايش مع الآخرين من فطرة الإسلام وشرعه، وما كان الرسول ليظلم أحدا أو يجبره على الدخول في دينه وربه يقول له: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) (يونس:99)
8- إن التفريق بين الجهاد والإرهاب أمر حتمي، فالإرهاب بمعنى العدوان، وقتل النفس الإنسانية بغير حق، وتهجير الناس من أوطانهم، وهدم بيوتهم والاعتداء على أموالهم وأعراضهم، وتدمير البيئة الإنسانية كل ذلك مرفوض بكافة صوره وأشكاله، ولا يتفق مع نصوص الشريعة و ومقاصدها، وفتاوى العلماء أكثر من أن تحصر في نبذ الإرهاب وتحريمه.
9- إن الإرهاب هو ما صنعه الاستعمار الذي مزق العلاقات الإنسانية بين الشعوب، واستخدم أفتك الأسلحة لإذلالها وقهرها، ثم هاهو ذا يتهجم على الدين الحق ونبيه الكريم ظلما وعدوانا، ولله در المسيح حين قال لبني إسرائيل: (يا أولاد الأفاعي، يرى أحدكم القذاة في عين أخيه ولا يرى الخشبة في عينه).
وآخردعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
-----------------------------------------
[1] - انظر: مشكاة المصابيح، للتبريزي، بتحقيق الألباني، (3/1609).
[2] - انظر مقالاتهم في مقال: هل الإسلام سلاح دمار شامل للدكتور عصام نعمان في صحيفة الخليج العدد (8602) السبت 7 ديسمبر 2002م.
[3] - انظر: الهمزية النبوية في ديوان الشوقيات (1/34-41).
[4] - انظر: القاموس المحيط، مادة (رهب).
[5] - انظر: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، محمد فؤاد عبد الباقي، مادة (رهب)
[6] - مختصر تفسير ابن كثير، للصابوني، (2/115).
[7] - حضارة العرب، ص (128).
[8] - رواه مالك وأحمد والترمذي وابن ماجة، إلا أن مالكا وقفه على أبي الدرداء، قال الألباني: وإسناده صحيح مرفوع. ، انظر: مشكاة المصابيح للتبريزي، (2/702). [مصدر سابق]
[9] - تفسير القرآن العظيم، (2/356-357).
[10] - حضارة العرب، ص (329)، [مصدر سابق]
[11] - انظر: من الأعمال المختارة: بيوت الأرامل، العابث، جورج برناردشو، مقدمة المترجم محمود علي مراد، ص (66) نشر وزارة الإعلام الكويتية، يونيو 1972م، ضمن سلسة من المسرح العالمي، 33/1.
[12] - المرجع السابق، ص (67).
[13] - البداية والنهاية لابن كثير، ( 11/247).
[14] - انظر: البداية والنهاية لابن كثير، ( 11/244-252)، [مصدر سابق]
[15] - تاريخ الخلفاء للسيوطي، تحقيق إبراهيم صالح، ص (504).
[16] - حضارة العرب، ص (327)، [مصدر سابق]
[17] - البداية والنهاية لابن كثير، ( 12/324)، [مصدر سابق]
[18] - انظر: من الأعمال المختارة، ص(64-65). (مرجع سابق).
[19] - الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر، د. محمد محمد حسين، (2/164-165)، دار النهضة العربية، بيروت، الطبعة الثالثة، 1392هـ/1972م.
[20] - رواه مسلم عن النواس بن سمعان، انظر مشكاة المصابيح، للتبريزي، بتحقيق الألباني، (3/1508).
نشر في مجلة منار الإسلام، ربيع الأول 1424هـ/مايو 2003م.
بقلم د. محمد رفعت زنجير
جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا،
كلية التربية والعلوم الأساسية، أبو ظبي
شىء من الدفء والحميمية
فى الكتابة عن د. مصطفى محمود
د. إبراهيم عوض
Ibrahim_awad9@yahoo.com
http://awad.phpnet.us/
http://www.maktoobblog.com/ibrahim_awad9
http://ibrahimawad.net.tf
حين اتصل بى الأستاذ فيصل أكرم الكاتب بجريدة "الجزيرة" السعودية للمشاركة بكلمة فى الملف الخاص الذى كانت الجريدة المذكورة تنوى أن تخصصه للدكتور مصطفى محمود، شفاه الله وأطال عمره وأسعده وهنّاه، والذى صدر فعلا مع عدد الاثنين الرابع من رجب 1429هـ، الموافق للسابع من يونيه 2008م، لم أستطع أن أمنع نفسى من الحزن بسبب طبيعتنا غير المتحضرة القائمة على إهمال العلماء والمفكرين وكل من ينفعنا من كبار الرجال، وإن كنت لا أبالى أن يحدث هذا لى عندما يحين دورى، ولسوف يحدث بكل يقين، مع فرق هام هو أننى لم أكن فى يوم من الأيام مشهورا شهرة الدكتور مصطفى محمود ولا غير الدكتور مصطفى محمود. إلا أننى قد دعوت الله منذ وقت بعيد أن يصرف عنى الرغبة فى الشهرة أو انتظار المكافأة على ما أفعل من أحد من البشر، وهو دعاء أحس أن الله تعالى جَدُّه قد استجابه لى. وهذه منة عظيمة لولا هى لكانت حياة الإنسان مرة مرارة لا تطاق. فالحمد لله. إلا أن لموقفى من حالة الدكتور مصطفى محمود وضعا آخر.
ولقد فكرت فى طبيعة الكلمة التى أُسْهِم بها فى الملف المذكور، واحترت لمدة يومين، وأنا لا أدرى ماذا أصنع... إلى أن انفرجت الحيرة بُعَيْد مغرب الجمعة الثامن من جمادى الآخرة لعام 1429هـ الموافق للثانى عشر من يونيه من عام 2008م، إذ برقت خاطرة فى ذهنى وأنا أتوضأ للصلاة مؤداها أن أنظر فى بعض أحداث حياة كاتبنا اللافتة للنظر ثم أحاول استلهام الدروس منها، فوجدت نفسى بعد الانتهاء من الفريضة أتجه إلى الكاتوب وأجلس إليه وأبدأ الرقن، فكانت تلك الكلمة التى انتهيت منها فى شوط واحد تقريبا لم أقطعه إلا لأداء بعض الأمور البسيطة.
والآن إلى بعض ما شدنى فى حياة الدكتور مصطفى محمود: لقد لفتتنى بقوة فى حياة الرجل ذلك التبرع الذى قدمه له أحد رجال الأعمال فى صورة "صَكٍّ على بَيَاض" كما يقولون كى ينفق منه على إعداد حلقات برنامجه الشهير: "العلم والإيمان". وكان التلفاز المصرى قد قرر لكل حلقة مبلغ ثلاثين جنيها لا غير، فى الوقت الذى تتكلف فيه الحلقة أضعاف أضعاف ذلك المبلغ، مما وقف الدكتور مصطفى أمامه حائرا يائسا لا يدرى ماذا يصنع، فجاءت مبادرة رجل الأعمال الشهم الكريم لتنقذ الموقف. والحق أن ذلك الشخص الذى تحمل كل تلك النفقات الطائلة هو عندى أفضل ممن يبنى مسجدا مثلا، إذ إننا لا نشكو، والحمد لله، من قلة المساجد فى بلادنا، بل من انتشار الجهل وعدم اهتمام الأغنياء بنشر الثقافة والعمل على إيصالها لمن يحتاجها ولا يستطيع القيام بنفقاتها. وأنا أنتهز هذه الفرصة وأدعو أغنياء العرب والمسلمين إلى تبنى هذا المشروع، مشروع نشر الثقافة بين جماهير المسلمين المغيبة العقل، تاركا لهم الاستعانة بالمختصين كى يرسموا لهم الطرق الموصلة إلى هذا الهدف، وإن كان من الممكن أن أشير هنا إلى ما أكرره دائما من أن معظم أغنيائنا للأسف (وكذلك الحال مع الفقراء وأوساط الناس أيضا حتى لا يغضب أحد) لا يفكرون أبدا فى شراء كتاب ولا فى قراءته. ورأيى أنهم إذا كانوا لا يقرأون ولا يريدون أن يقرأوا، وهذا بلا أدنى ريب عيب، وعيب قبيح، فلا ينبغى لهم أيدا أن يضيفوا إلى هذا العيب القبيح عيبا آخر، وهو عدم تشجيع من يريد القراءة ولكنه يعجز عن تدبير المال اللازم لها، وكذلك عدم تشجيع المؤلفين، الذين يستطيعون أن يكتبوا ويبدعوا ويخدموا أمتهم ودينهم وشعوبهم، إلا أنهم تنقصهم نفقات طبع الكتب التى يؤلفونها فيتوقفون يائسين مكروبين، على حين يستطيع الأغنياء أن يتقربوا إلى الله بشراء مثل هذه الكتب وإهدائها حسبةً إلى القارئين غير القادرين فينفعوا بذلك الطرفين: المؤلفين والقارئين على السواء، ويكسبوا بذلك أجرين لا أجرا واحدا، والله يضاعف لمن يشاء.
وأنا من هذا المنبر أرفع يدى إلى السماء وأبتهل إلى الله أن يكرم ذلك الغنىّ الذى قدم الصك المفتوح إلى الدكتور مصطفى وقال له: أنفق على حلقاتك كل ما يحتاجه هذا المشروع، ولا تشغل بالك من هذه الناحية، وأدعوه سبحانه أن يكتب له الفردوس الأعلى. فهذا الرجل هو مثال للمسلم الغنى المتحضر الذى يفهم الإسلام فهما عميقا ولا يكتفى بذلك بل يطبق هذا الفهم أحسن تطبيق. اللهم آمين. أما التلفاز المصرى الذى أوقف إذاعة تلك الحلقات بعد أن نجحت نجاحا هائلا واستولت على ألباب المشاهدين، وكانوا يجنون منها شهدا علميا صافيا، فليس له عندى إلا أن أقول: أنت بهذه الطريقة لا ترحم ولا تترك رحمة ربنا تنزل. وهنيئا لك اهتمامك بالتفاهات والمضار الكثيرة التى أفسدت عقول الناس على اختلاف أعمارهم وطبقاتهم، وإن لم تكن أنت وحدك الذى تصنع هذا، بل كل التلفازات العربية تفعل نفس الشىء. روحوا، منكم لله!
ومما له دلالته هنا أن د. مصطفى محمود قد جمع بين الخيرين: العبادة والعلم، إذ بنى من أموال أهل الخير والصلاح مسجدا، وألحق به أربعة مراصد ومتحفا تلقى فيه المحاضرات العلمية، ثم زاد فأنشأ مستشفى لمعالجة المرضى بأجر رمزى. ولو أنه أضاف إلى هذا تشجيع الكتاب المبتدئين الذين يُشَام منهم الخير، من خلال طبع ما يؤلفون من كتب ودراسات فى المجالات التى لا تجد من يقبل عليها من الباحثين والعلماء، لكان قد بلغ سماء عالية من سماوات الخير والنفع الجزيل، وبخاصة أن هذا العمل لو تم لاجتذب الانتباه وحذا حذوه كثير من الناس. ومع هذا فيحمد له ما فعل، وعلى غيره أن يواصل الطريق ويكمل المشروع.
أقول هذا لأن للعلم والثقافة فى الإسلام مكانة لا تدانيها مكانة حتى لقد فضل الرسول الكريم العلماء على العابدين تفضيلا كبيرا، وأكد صلوات الله عليه أن سبيل العلم توصل صاحبها إلى الجنة. كذلك فالله سبحانه وتعالى لم يأمر رسوله بالاستزادة من شىء سوى العلم: "وقل: رب، زدنى علما"، وبيَّن عز شأنه أنه لا يمكن أن يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون. ومع هذا فإن المسلمين، فى هذه الفترة التاعسة البائسة من تاريخهم، يبغضون القراءة وأمور الفكر والثقافة بغضا شديدا كأنها سمٌّ ذُعَافٌ رغم أن الإسلام لا يصلح دون علم، إذ هو عنصر جوهرى فى بنائه لا يتم إلا به، فضلا عن أنه لا مستقبل للمسلمين إلا بالعلم والثقافة مهما ظن العوام والقاصرون منهم خلاف ذلك.
ومما لفت نظرى أيضا بقوة فى حياة الدكتور مصطفى محمود ما قرأته من أن الرئيس السادات قد طلبه ذات يوم ليكلفه بمهام وزارة من الوزارات، بَيْدَ أنه اعتذر قائلاً: لقد فشلت في إدارة أصغر مؤسسة، وهي مؤسسة الزواج، فقد تزوجت وطلقت مرتين، فكيف أستطيع أن أنهض بأعباء وزارة من الوزارات؟ وفوق ذلك فإنى أرفض ممارسة السلطة بكل أشكالها. ولأنى أنا مثله لا أحب الأعمال الإدارية فقد أحببت هذا الموقف منه حبا عظيما. وإنى لأستغرب تهافت كثير من المفكرين وأساتذة الجامعة على أن يتولَّوْا منصبا وزاريا، مع أن مكانة المفكر والمبدع والأستاذ الجامعى لا يعادلها، فى رأيى، أى منصب وزارى مهما علا شأنه، وبخاصة أن الوزراء فى بلادنا لا قيمة لهم فى كثير من الأحيان ولا يتمتعون بأية حرية، بل هم أقرب إلى الخدم، إذ عليهم أن يصدعوا بالأمر دون أن يتنفسوا. أو هكذا نفهم الأمر. وأنا دائما ما أقارن بين رجلين فى العصر العباسى: أحدهما هو الجاحظ الأديب المفكر المبدع العظيم الذى عُيِّنَ كاتبا فى ديوان الخليفة العباسى المأمون بن الرشيد فتردد عليه لمدة ثلاثة أيام، ثم لم يطق الاستمرار بعد ذلك فاستعفى فأُعْفِى. والثانى هو سهل بن هارون، الذى كان يتولى شؤون بيت الحكمة فى عهد المأمون أيضا، وهى مؤسسة تشبه هيئة الكتاب المصرية الآن. ومن كلام سهل فى هذا الموضوع أن الجاحظ لو كان بقى فى الديوان لأفل نجم الكتاب جميعا. ومع هذا فقد رفض الجاحظ الاستمرار فى ذلك العمل الإدارى لما فيه من تضييق على حريته. ورغم أن سهلا لم يكن شخصًا عاديًّا ولا كان الإداريون بوجه عام فى ذلك العصر أشخاصا عاديّين، بل كان كثير منهم من كبار المثقفين، كما كان عدد غير قليل منهم كتابا وأدباء يشار لهم بالبنان، فإن أعباء العمل الإدارى لم تترك له من الفراغ وروقان البال ما كان يتمتع به الجاحظ. وهذا سبب من الأسباب التى تكمن وراء الفرق الهائل بين ما خلّفه الجاحظ وما خلّفه سهل من الإبداعات كمًّا وكيفًا. وأنا أوثر الجاحظ على سهل إيثارا شديدا لهذا، ويكفينى أنه قد أمتع ويمتع وسيظل يمتع العقول الكبيرة والأذواق الراقية على مدى الدهور إلى يوم يبعثون، ويأخذ بأيديهم إلى الأعالى دائما أبدا. وهذا عندى أفضل وأعظم وأكرم من وزارات الدنيا جميعا.
لفتنى كذلك فى أمر الدكتور مصطفى أنه كان فى بداية حياته الفكرية شاكًّا، وبعضهم يقول: بل كان ملحدا. ورغم أنى لم أمر بمثل تلك الفترة فى مسيرة حياتى، وإن كنت أتوقف بين الحين والحين لأقلب الفكر فيما أومن به، وأفعل ذلك دون خوف أو تحرج، ودائما ما أخرج من المعاودة أقوى اعتقادا وأعمق فهما وأصلب موقفا وأبصر بأبعاد جديدة فى أمور الحياة والدين والإيمان، فإنى لا أجد شيئا فى أن يشك الإنسان، لكن المهم أن يكون الشك نابعا من داخله هو لا تقليدا لأحد آخر. فكثير من الملاحدة بين المسلمين الحاليين ليسوا ملاحدة عن اقتناع وتفكير بل عن تقليد لما يَرَوْنَه فى الغرب أو بين زملاءَ لهم يخشون أن يخالفوا لهم عن أمر. وكنت أعرف فى شبابى بعض هؤلاء، كما كان معنا من طلاب الجامعة من ألحدوا لحساب الشيوعية والاتحاد السوفيتى، ثم فوجئنا بهم ينقلبون على وجوههم مع انقلاب الأحوال فى بلادنا وييممون وجوههم وعقولهم شطر العم سام، مع احتفاظهم بإلحادهم القديم بعد إعطائه نكهة ورائحة أمريكية، ولله فى خلقه شؤون. وعلى أية حال فالفيصل بين شك وشك هو الفيصل بين شخص يريد بلوغ بر اليقين والاطمئنان الروحى وبين شخص يستزيد من الكفر ويوغل فيه لأن هذا الكفر يطلق له الحبل على الغارب فيصنع ما يشاء ويجرى وراء شهواته وانحرافاته وشذوذاته ملء عنانه دون رقيب ودون تفكير فى حساب أو عقاب. ومصطفى محمود لم يترك الشك يغتال عقله، بل ظل يفكر ويعاود النظر والتأمل حتى هُدِىَ إلى الإيمان وسجل هذه التجربة الغنية فى كتاب من أهم كتبه، بل من أهم الكتب فى ميدانه، وهو "رحلتى من الشك إلى الإيمان"، الذى قرأناه له بعد صدوره بقليل واستمتعنا بقراءته ورأينا الحرب التى أُعْلِنَتْ عليه من رفاق الأمس الذين ساءهم أن يهتدى واحد منهم من ضلاله القديم. بالضبط مثلما استاء رفقاء الدكتور محمد حسين هيكل الذين كانوا يسيرون معه على نفس درب الإعجاب بالغرب والتبعية له والثقة به عندما ألف كتابه فى سيرة المصطفى، واجدا نفسه بعد الضياع الذى ضاعه أيام بعثته إلى فرنسا للحصول على درجة الدكتورية فى الاقتصاد السياسى والذى سجل بداياته بكثير من التفصيل فى كتابه: "مذكرات الشباب"، ذلك المخطوط الذى ظل حبيس الظلام أكثر من ثمانين عاما ورأى نور النشر لأول مرة فى منتصف تسعينات القرن الماضى وتناولتُه بالدراسة التحليلية فى فصل كامل من كتابى عن "الدكتور هيكل ناقدا وأديبا ومفكرا إسلاميا".
كذلك قرأت ذات مرة فى إحدى الصحف تحت عنوان "عاش طويلا في التابوت" أن الدكتور مصطفى محمود كان، قبل أن يداهمه المرض الحالى، يقيم معظم الوقت في غرفة فوق مسجده يسميها: "التابوت"، وأن الموت لم يكن يبارح مخيلته. وسبب التفاتى إلى هذه المعلومة أننى أنا أيضا دائم التفكر فى الموت منذ أعوام غير قليلة لا يكاد يغيب عن بالى بعد أن كنت أفزع من فكرته وأحس بالحزن لأننى بعد كل تلك السنين سوف أغادر الدنيا وأُطْرَح فى التراب وحيدا لا حول لى ولا طول ولا قوة، ويأكلنى الدود ويصبح جسدى رميما كأنْ لم يكن، مع أنى كنت ولا أزال قوى الإيمان بالله وباليوم الآخر، لكن ماذا يستطيع الواحد منا أن يعمله أمام مثل تلك المشاعر؟ إلا أن الأمر انقلب تماما منذ مدة ليست بالقريبة وأضحيت أتكلم عن الموت وما أرجوه من كرم المولى الرحيم عز شأنه كما أتكلم عن رحلة أنوى القيام بها. والطريف أن كل من يسمعنى أتحدث عن موتى يسارع بالرد قائلا: بعد الشر! فأقول: أوتظن يا فلان أن كلامى هذا سوف يقرّب الموت منى أسرع مما قدر الله لى منذ الأزل؟ لكن الناس يتشاءمون عموما بالحديث عن الموت، وكأن الموت رجل نائم، ومن شأن الكلام عنه أن يوقظه من غفوته. وعادة ما أضحك وأنا أتذكر الموت فى حوارى مع معارفى، وهذا الضحك علامة قوية على قوة التفاهم الذى أصبح يربطنى به.
وبالمناسبة كان علىّ منذ يومين أن أعمل أشعة بجهاز الرنين المغناطيسى على رقبتى، التى تبين بحمد الله أنه ليس فيها إلا بعض الخشونة، وهو أمر عادى تماما فى مثل سنى. وفى البداية لم أكن مرتاحا إلى الدخول فى الجهاز الذى أشبّهه ضاحكا بكبسولة الفضاء مما أضحك الطبيبة صاحبة اقتراح الأشعة. وكدت أقوم من رقدتى حين وضعت الممرضة شيئا يشبه نظارة بلا زجاج على وجهى وأذنى لتخفيف وقع صوت الجهاز العنيف على سمعى لولا أن قلت لنفسى: عيب يا أبا خليل، فقد خرجَتْ قبلك مباشرة سيدة بسيطة دون أن تحدث ما سوف تحدثه أنت من ضجة وإرباك. فهل تعجز، وأنت الرجل، وإن لم تكن لك شوارب يقف عليها الصقر ولا حتى أبو فصادة، أن تتحمل الشعور بأنك محصور داخل هذا الأنبوب لمدة عشرين دقيقة؟ ثم توكلت على الله وتركت الممرضة تدفعنى إلى داخل الأنبوب بعد أن أغمضت عينى وشرعت أركز تفكيرى كله فى ربى سبحانه وتعالى، وظللت أجرى حوارا طوال الوقت من جانبى أقرأ فيه الآيات القرآنية التى تتحدث عن يونس وهو فى بطن الحوت فأجد لذة غريبة. ولم أعد أشعر بأنى محصور ولا مقيد، بل كنت أتخيل أن سقف الأنبوب هو نفسه سقف الغرفة. كما كان الهواء بالداخل فى غاية الإنعاش، وأحسست أننى قريب من الله تمام القرب، ولم أكف عن الابتهال له من أجل أولادى. ودعوتُه، إذا ما قُدِّر لى أن تكون نهاية عمرى فى تلك الكبسولة، أن يسامحنى فلا يعذبنى على ذنب اجترحته. وكنت أسأل نفسى وأنا ممدد هناك: ماذا لو حدث شىء أدى إلى موتك وأنت بداخل هذا الأنبوب؟ فأجبت قائلا: وماذا فى ذلك؟ وهل أنا استثناء من البشر؟ ألم يمت الرسل أنفسهم، فما بالى أنا؟ ثم إن فى العالم مليارات من البشر، ولن يضيرهم أن ينقصوا واحدا لا يقدم ولا يؤخر. فسكنتْ نفسى عندئذ أيما سكينة. وكانت تجربة روحية عميقة خرجت منها فى منتهى السعادة. وحين غادرت المستشفى إلى الشارع كانت الدنيا أجمل وأبهج.
هذا، ولا يصح أن يفوتنى التنويه بأن الدكتور مصطفى، شفاه الله، قد نشأ فى طنطا قريبا من مسجد السيد البدوى، وهو المسجد الذى كنت أتردد عليه بعد انتهاء اليوم الدراسى فى المرحلة الإعدادية حيث كنت أستذكر دروسى وأصلى الأوقات كلها مع المصلين، وحيث كنت ألعب الكرة أحيانا حوله ليلا مع بعض أبناء قريتى الذين يتلقون العلم مثلى فى طنطا. بل لقد سكنت ذات مرة فى غرفة بإحدى الحارات المطلة على المسجد الأحمدى وأنا فى السنة الأولى الثانوية. أى أننا نشأنا فى نفس الجو تقريبا، وإن كان هو أكبر منى بسبعة وعشرين عاما. وهذا مما يشعرنى الآن بأن كلينا قريب من الآخر، وهو ما أضفى على هذه الكلمة شيئا من الدفء والحميمية، إلى جانب ما أعدانى به الأستاذ فيصل أكرم الكاتب بجريدة "الجزيرة" السعودية والمشرف على الملف الحالى، فقد اتصل بى برسالة مشباكية على غير معرفة بيننا وطلب منى مشكورا أن أساهم بكلمة فى الكتابة عن الدكتور مصطفى محمود لافتا نظرى إلى أن من حق الرجل أن يشعر بنا حوله فى ظروفه الحالية، فخلق عندى بهذا الطلب إحساسا بالقرب من العالم الجليل قبل أن أتذكر أنه قد نشأ كما نشأت فى طنطا، تلك المدينة التى تلقيت فيها تعليمى فى أثناء المرحلتين الإعدادية والثانوية والتى لى فيها كثير من الذكريات والأفراح والأشجان، وكنت أحلم بها فى أكسفورد وأنا متغرب أدرس للحصول على درجة الدكتورية فى النقد الأدبى فى النصف الثانى من سبعينات القرن الماضى.
ولا يفوتنى أن أشرح للقارئ أنه لم تكن لى صلة مباشرة بالدكتور مصطفى فى أى وقت، ولم يحدث فوق ذلك أن رأيته مواجهة، بل تقتصر معرفتى به عن طريق كتبه ومقالاته وبرنامجه عن "العلم والإيمان". ومع هذا فقد أرسلت له ذات يوم من عام 1984م أستسمحه فى نقل ما كان قد كتبه فى بعض مؤلفاته عن النتائج التى توصل إليها رشاد خليفة بخصوص الرقم 19 فى القرآن الكريم ودلالته على إعجازه ومصدره الإلهى. وكنت أيامها حديث عهد بالعودة من بريطانيا، ولا أزال أتذكر التحقيق الذى كنت قرأته قبل سفرى إليها فى أواسط السبعينات من القرن المنصرم عن ذلك الموضوع. فعندما أردت آنئذ أن أصدر كتابى: "المستشرقون والقرآن" خطر لى أن ألحق به الفصل الذى كتبه الدكتور مصطفى فى تلك القضية، فكتبت له رسالة بذلك وبعثت بها طالبا من طلابى الذين يعرفون مسجده ويترددون عليه للصلاة فيه، فوافق الرجل بخط يده مشكورا، ونشرت الفصل المذكور فى آخر الطبعة الأولى من ذلك الكتاب. إلا أن الطلاب سرعان ما نبهونى مشكورين إلى ما كنت أجهله جَرّاء غيبتى عن البلاد طوال ست سنين فى بلاد جون بول، وهو أن عددا من العلماء والباحثين قد ردوا على ما قاله رشاد خليفة وبينوا أنه لا يصمد أمام البحث العلمى، فطلبت منهم أن يوافونى بذلك فأحضروا بعض تلك الردود، فقرأتها لأجد نفسى وقد حاكت فيها أشياء بعد أن كنت مطمئنا إلى ما قرأته عن ذلك الموضوع من قبل. ولهذا يجدنى القارئ قد حذفت هذا الملحق من كتابى السابق ذكره فى طبعته الثانية. ليس ذلك فقط، بل زادت معرفتى بفكر رشاد خليفة ابن قرية شبرا النملة، التى تبعد عن طنطا فى اتجاه مدينة كفر الزيات بضعة كيلومترات والتى لعبت فيها ذات عصرية مع بعض زملائى مباراة ضد فريقها فى أواسط الستينات حين كنت طالبا فى المرحلة الثانوية. وكانت ثمرة هذه المعرفة، وهى مستمدة من الموقع الذى يحمل اسمه ومن ترجمته البهلوانية للقرآن العزيز، أن كتبت عنه دراستين مطولتين فضحت فيهما انحرافاته وضلالاته والشذوذ الذى تتسم به تلك الترجمة، مما يجده القارئ مع عشرات الكتب والدراسات الأخرى فى موقعى المشباكى، وعنوانه: http://awad.phpnet.us/.
وفى النهاية أحب أن أقول إننى لا أتفق مع كل ما كتبه الدكتور مصطفى، وهذا أمر طبيعى، فليس هناك كاتب أو مفكر يتفق معه جميع الناس فى كل ما كتب، بل الطبيعى أن يكون هناك ولو بعض الاختلاف فى الآراء والأفكار ووجهات النظر. ومن ذلك مثلا ما كتبه عن الشفاعة وتصوُّره أنها تناقض العدل الإلهى وأن القرآن لم يقل بها، مع أن القرآن الكريم قد تحدث عنها فى مواضع متعددة منه، وإن لم ينص بصريح القول على شفاعة النبى عليه السلام بالذات، وهو ما لا يصلح رغم هذا أن نتخذه متكأ لنفى شفاعته صلى الله عليه وسلم لأنه ما دام القرآن قد قرر مبدأ الشفاعة، وإن كان قد علقها على مشيئة الله وإذنه، فهل هناك من يَفْضُله صلى الله عليه وسلم ممن يمكن أن يأذن الله له فيشفع فى بنى البشر ويحرمه هو؟ كما أن الشفاعة لا تناقض العدل الإلهى، إذ لا أظنها ستكون لكل من هب ودب، بل أتصورها ستقوم على قواعد دقيقة. ولعلنى لا أكون مخطئا إذا شبهتها، من باب التقريب ليس إلا، بقواعد الرأفة فى الامتحانات المدرسية والجامعية، إذ لهذه الرأفة قواعد تنظمها، فهى فقط للطلاب الذين اقتربوا من درجة النجاح، لكنهم قصروا قليلا فلم يبلغوها. ويريد المولى سبحانه أن يتم عفوه عن المقصرين على يد خاتم الأنبياء وأكبرهم شأنا، إذ هو صاحب الدين العالمى الوحيد الذى وضع الأسس لحضارة إنسانية تقوم على الإيمان السليم وعلى الخلق الكريم وعلى العلم والتفكير وعلى الذوق الراقى الجميل وعلى السلوك اللائق ببنى الإنسان جميعا، ولا يقتصر على بعض المواعظ التى لا تبنى حضارة ولا تنشئ مجتمعا. ثم ماذا نفعل بالأحاديث النبوية التى تؤكد شفاعته عليه الصلاة والسلام؟ وحتى لو قلنا إن أحاديث الشفاعة لم يصح منها شىء لدى الدكتور مصطفى فإن آيات القرآن تقررها كما قلنا، ولا معنى لاستثناء سيد الرسل بالذات منها. وهذا لو قبلنا أن تكون كل الأحاديث فى هذا الصدد غير صحيحة، وهو أمر مستبعد أشد الاستبعاد. وهناك أمثلة أخرى نكتفى عنها بهذا المثال لأن السياق ليس سياق اختلاف بقدر ما هو سياق تعاطف وتشارك وجدانى، فكلنا نستقل زورقا واحدا فى بحر الحياة اللجى المتلاطم، والزمن دوار، ولسوف يسعدنا إذا ما قُدِّر لنا الوقوع تحت وطأة التعب أن نجد الآخرين يهتمون بنا ويظهرون مشاعرهم الطيبة نحونا. شفى الله الدكتور مصطفى محمود وأسعده. ولقد قلت ذات مرة فى رسالة بعثت بها من الطائف إلى الدكتور صفاء خلوصى حملها له الدكتور يوسف عز الدين حين سافر فى أحد الأصياف من تسعينات القرن الماضى إلى بريطانيا حيث كان يعيش الدكتور خلوصى، الذى بلغنى وقتها أنه مريض: لو كانت لى دعوة مستجابة عند الله لرجوته عز شأنه أن يمحو المرض بكل أنواعه من قاموس الحياة!
Ibrahim_awad9@yahoo.com
http://awad.phpnet.us/
http://www.maktoobblog.com/ibrahim_awad9
http://ibrahimawad.net.tf
HOME
عيسى وفرعون
سياقات قرآنية في قضية المسيح
بقلم: الشيخ/ رفاعي سرور
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
من أهم الأمثلة الدالة على الفرقان بين الخالق والمخلوق، ونفي الزعم بألوهية البشر: الارتباط الموضوعي في القرآن بين قضية عيسى وقصة فرعون.
فقد تكرر ذكر فرعون مع بدعة ادعاء الولد في عدة مواضع من القرآن، منها ما جاء في سورة الإسراء، وسورة المؤمنون، وسورة الزخرف..
وكانت المناسبة في ذلك.. أن كِلا الموضوعين مثالٌ للخلط بين مقام الألوهية ومقام الخلق..
ففي سورة الزخرف قال الله عز وجل: { وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ * أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ * فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَاء مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ * فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ * فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ * فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِلْآخِرِينَ } [الزخرف: 51-56].
ولما كان الزخرف من الواقع.. كان خطاب فرعون هروبًا من الحق في متاهات الواقع، فيقوم الخطاب على المسلمات الواقعية لتحل محل مسلمات الحق، فيكون أول ما قاله: هو نداؤه في قومه، والكثرة لها رونق عند النداء، وأثر في العقول، وتلك طبيعة العقل الجماعي الباطل الذي يعتبر الجمع في ذاته معيارًا للحق..! {أليس لي ملك مصر}.
وهكذا يستمد الشرعية لحكمه من استقرار وضعه.. {وهذه الأنهار تجري من تحتي}.
وحركة الأنهار من تحته تساهم مساهمة ضخمة في تأكيد معنى السيادة والاستقرار.. {أفلا تبصرون}.
تضليل.. واستفزاز لقبول الضلال.. {أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين}.
ولا بد أن المقارنة ستكون لصالحه عندهم؛ لأنه ملكهم ورمز حياتهم ومثال قوتهم.. وهذا ما فعله فيهم وبهم.
وبعد أن ذكرت الآيات زخرف القول الذي قاله فرعون لِيُصَدِّقَ الناس ادعاءه الألوهية، ذكرت زخرف القول الذي قاله كفار قريش بخصوص عيسى: {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ * وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} [الزخرف: 57-58].
إن المناسبة بين نداء فرعون في قومه وموضوع عيسى تكمن في أنَّ زخرف القول الذي حاول به فرعون إقناع الناس بادعائه للألوهية، هو نفس الزخرف الذي يحاول به أحبار النصارى ورهبانهم إقناع الناس بادِّعائهم ألوهية عيسى.
وكما حسمت الآيات قضية فرعون بإغراقه أمام أعين الناس، حسمت قضية عيسى بقول الله سبحانه: {إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ * وَلَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ *وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ} [الزخرف: 59-61].
فكان كلٌّ من عيسى وفرعون مثلا لبني إسرائيل في الابتداء.. ثم للبشر جميعًا في الانتهاء .
سورة المؤمنون
ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (45 )إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ( 46 )فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ( 47 )فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ( 48 )وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ( 49)وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ( 50 )يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ( 51)
فلما كان موضوع سورة المؤمنون هو«الحقيقة الإنسانية للإيمان» جاء ذكر الصفة الإنسانية كلأساس لكل قضايا السورة فكانت هذه الصفة هي السبب في رفض آل فرعون لموسى وهارون فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ
كما ذكر بعدها مباشرة عيسى وأمة وبتلك الصفة أيضا
وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ 50
فابن مريم وأمه بشر فقير إلى إيواء الله لهما وفقراء إلى القرار والمعين
والشأن في ذلك شأن جميع الرسل " يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ" 51
وفي سورة الإسراء
كان الفرقان بين الخالق والمخلوق من زاوية مختلفة عن سورة الزخرف.. يقول الله عز وجل: {قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَآئِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَّأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإِنفَاقِ وَكَانَ الإنسَانُ قَتُوراً} [الإسراء: 100].
هذه الآية تناقش الآثار الناشئة عن الخلط بين مقام الألوهية ومقام العبودية، فلو أن الإنسان يملك خزائن رحمة الله التي لا تنفد.. لأدركه الشح وأمسك الرحمة خشية الإنفاق..!
فالإنسان بطبيعته وتكوينه.. شحيحٌ يخاف الفقر، فلا يمكن أن يكون إلهًا..!
ومن أجل مواجهة هذا الخلط..
كان طرح هذا النموذج النفسي مضافا إلى ذلك النموذج الشخصي المتمثل في فرعون، الذي ادَّعى لنفسه مقام الألوهية رغم الآيات التي جاءه بها موسى.. في سياق قرآني واحد
فكانت هذه الآيات: { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَونُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُوراً *قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَـؤُلاء إِلاَّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَآئِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَونُ مَثْبُوراً } [الإسراء: 101-102].
ويتقرر الفرقان بين مقام الله ومقام الخلق بإغراق من يدعي لنفسه الألوهية.. {فَأَرَادَ أَن يَسْتَفِزَّهُم مِّنَ الأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ جَمِيعاً * وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً } [الإسراء: 103-104].
ويتقرر الفرقان بين مقام الله ومقام الخلق بالحق والنبي البشير النذير.. {وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً} [الإسراء: 105-106].
ويتقرر الفرقان بتقرير إيمان الذين أوتو العلم من قبله وإقرارهم العملي بالسجود لله: {قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً} [الإسراء: 107].
وإقرارهم القولي بالتسبيح والتنزيه لله.. {وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً} [الإسراء: 108].
ويتحقق كمال الإقرار بزيادة الخشوع.. { وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً } [الإسراء: 109].
ثم يكون التعريف بالله بأسمائه الحسنى، لتكون العبادة الصحيحة بعد العقيدة الصحيحة.. { قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً } [الإسراء: 110].
ثم تقرير أن أخطر نواقض العقيدة الصحيحة والعبادة الصحيحة هو بدعة ادعاء الولد لله.. { وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً } [الإسراء: 111].
والحمد لله رب العالمين
???????????????????????????????????????????????????????? مدة إقامة بنى إسرائيل فى مصر
ويقول سفر التكوين 15: 13 (13فَقَالَ لأَبْرَامَ: «اعْلَمْ يَقِيناً أَنَّ نَسْلَكَ سَيَكُونُ غَرِيباً فِي أَرْضٍ لَيْسَتْ لَهُمْ وَيُسْتَعْبَدُونَ لَهُمْ فَيُذِلُّونَهُمْ أَرْبَعَ مِئَةِ سَنَةٍ. 14ثُمَّ الأُمَّةُ الَّتِي يُسْتَعْبَدُونَ لَهَا أَنَا أَدِينُهَا. وَبَعْدَ ذَلِكَ يَخْرُجُونَ بِأَمْلاَكٍ جَزِيلَةٍ. 15وَأَمَّا أَنْتَ فَتَمْضِي إِلَى آبَائِكَ بِسَلاَمٍ وَتُدْفَنُ بِشَيْبَةٍ صَالِحَةٍ.)
يقول سفر الخروج 12: 40 (41وَكَانَ عِنْدَ نِهَايَةِ أَرْبَعِ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَيْنِهِ أَنَّ جَمِيعَ أَجْنَادِ الرَّبِّ خَرَجَتْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ.)
وبين النبوءتين خلاف ظاهر ، فنبوءة سفر التكوين تحدد المدة ب 400 سنة ، وتغيرت فى سفر الخروج إلى 430 سنة.
وأنقل إليكم جزءاً من رد كتاب شبهات وهمية حول الكتاب المقدس للدكتور القس منيس عبد النور صفحة 65: (فمن دعوة إبراهيم (أعمال 7: 2) إلى انتقاله من حاران (تكوين 12: 5) 5 سنين. وأقام إبراهيم فى كنعان 25 سنة ، ثم ولد إسحاق (تكوين 21: 5). ولغاية ولادة يعقوب 60 سنة (تكوين 25: 25 و26) ، و13 سنة إلى أن هاجر إلى مصر (تكوين 46: 2 و3 و47: 28). وأقام بنو إسرائيل فى مصر 210 سنة. فمجموع هذه السنين 430 سنة.)
أولاً: إذا ما جمعت هذه السنوات سيكون الناتج 313 سنة وليست 430 سنة.
5 + 25 + 60 + 13 + 210 = 313 سنة
ثانياً: اعترف أحد علمائهم بأن مدة إقامة بنى إسرائيل فى مصر هى 210 سنة ، ويعلل ذكر سفر الخروج بقوله مصر أنه يقصد فى مصر وكنعان ، ويؤكد قوله هذا بقول بولس فى (عبرانيين 11: 9) ، أن بنى إسرائيل تغربوا فى أرض كنعان وليس فى مصر وحدها.
وبالتالى فتفسيره يفتقد للمنطقية ، ويؤكد خطأ كاتب التوراة ، من الناحية التوراتية، ومن الناحية التاريخية ، كما سيأتى بعد ذلك.
وفقرة سفر التكوين أعلاه تدل على أن المراد بالأرض أرض مصر فقط، لأنهم هم الذين استعبدوا بنى إسرائيل وضيَّقوا عليهم فدانهم الله، فخرج بعد هذا بنو إسرائيل بمال جزيل، هم أهل مصر لا غيرهم ، لأن هذه الأمور لا توجد فى غيرهم. وليس كما أراد الدكتور القس عبد المنيس أن يفهمنا.
وتحديد مدة إقامة بنى إسرائيل فى كلتا الفقرتين غلط يقينا للأمور الآتية:
1- إن موسى عليه السلام ابن يوكابد بنت لاوى ، من جانب الأم ، وابن عمران بن قهات بن لاوى من جانب الأب ، فعمران تزوج عمته:
(20وَأَخَذَ عَمْرَامُ يُوكَابَدَ عَمَّتَهُ زَوْجَةً لَهُ. فَوَلَدَتْ لَهُ هَارُونَ وَمُوسَى. وَكَانَتْ سِنُو حَيَاةِ عَمْرَامَ مِئَةً وَسَبْعاً وَثَلاَثِينَ سَنَةً.) خروج 6: 20
(59وَاسْمُ امْرَأَةِ عَمْرَامَ يُوكَابَدُ بِنْتُ لاوِي التِي وُلِدَتْ لِلاوِي فِي مِصْرَ. فَوَلدَتْ لِعَمْرَامَ هَارُونَ وَمُوسَى وَمَرْيَمَ أُخْتَهُمَا.) عدد 26: 59
وقد ولد قهات جد موسى عليه السلام قبل مجىء بنى إسرائيل إلى مصر: ([ALIGN=JUSTIFY]5فَقَامَ يَعْقُوبُ مِنْ بِئْرِ سَبْعٍ. وَحَمَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَعْقُوبَ أَبَاهُمْ وَأَوْلاَدَهُمْ وَنِسَاءَهُمْ فِي الْعَجَلاَتِ الَّتِي أَرْسَلَ فِرْعَوْنُ لِحَمْلِهِ. 6وَأَخَذُوا مَوَاشِيَهُمْ وَمُقْتَنَاهُمُ الَّذِي اقْتَنُوا فِي أَرْضِ كَنْعَانَ وَجَاءُوا إِلَى مِصْرَ. يَعْقُوبُ وَكُلُّ نَسْلِهِ مَعَهُ. 7بَنُوهُ وَبَنُو بَنِيهِ مَعَهُ وَبَنَاتُهُ وَبَنَاتُ بَنِيهِ وَكُلُّ نَسْلِهِ جَاءَ بِهِمْ مَعَهُ إِلَى مِصْرَ. 8وَهَذِهِ أَسْمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ جَاءُوا إِلَى مِصْرَ: يَعْقُوبُ وَبَنُوهُ. بِكْرُ يَعْقُوبَ رَأُوبَيْنُ. 9وَبَنُو رَأُوبَيْنَ: حَنُوكُ وَفَلُّو وَحَصْرُونُ وَكَرْمِي. 10وَبَنُو شَمْعُونَ: يَمُوئِيلُ وَيَامِينُ وَأُوهَدُ وَيَاكِينُ وَصُوحَرُ وَشَأُولُ ابْنُ الْكَنْعَانِيَّةِ. 11وَبَنُو لاَوِي: جَرْشُونُ وَقَهَاتُ وَمَرَارِي[/ALIGN].) تكوين 46: 5-11
ومعنى ذلك أننا يجب أن نحسب مدة عمر بنى إسرائيل فى مصر ابتداءً من دخول اخوة يوسف مع أبيهم يعقوب عليه السلام إلى خروج موسى نفسه من مصر مع بنى إسرائيل:
كتب علماء البروتستانت فى كتاب (مرشد الطالبين إلى الكتاب المقدس الثمين المطبوع فى مطبعة مجمع كنيسة الإنكليز الأسقفية فى مدينة فالته سنة 1840 م) تواريخ حوادث العالم من بدء التكوين إلى ميلاد عيسى ابن مريم عليهما السلام ، وكتبوا فى الجانب الأيمن من كل حادثة السنين التى مرت من بدء التكوين إلى الحادثة نفسها ، وفى الجانب الأيسر السنين التى مرت من هذه الحادثة إلى ميلاد عيسى عليه السلام ، وفى صفحة 346 كتب الكتاب:
السنون من بدء التكوين الحادثة السنون إلى ميلاد عيسى
2513 دخول أخوة يوسف وأبيه إلى مصر 1706
2298 عبور الإسرائيليين بحر القُلزُم وغرق فرعون 1491
فإذا ما طرحت المدتين يتبقى مدة إقامة بنى إسرائيل فى مصر هكذا:
2513 - 2298 = 215
1706 - 1491 = 215
وبذلك يثبت أن 430 سنة كانت مدة إقامة بنى إسرائيل فى مصر وفلسطين ، وليست مصر وحدها. كما أكد ذلك القس الدكتور منيس عبد النور ، وكما قال آدم كلارك صفحة 369 من المجلد الأول من تفسيره فى ذيل شرح خروج 12: 40 :
(من دخول إبراهيم كنعان إلى ولادة إسحاق 25 سنة ، وأن إسحاق كان ابن 60 سنة حين تولد له يعقوب عليه السلام ، وأن يعقوب دخل مصر عندما كان ابن 130 سنة ، فيكون المجموع 215 سنة، وأن مدة إقامة بنى إسرائيل فى مصر 215 سنة ، فيكون الكل 430 سنة)
وجامعوا تفسير هنرى واسكات سلّموا أن مدة إقامة إسرائيل فى مصر 215 سنة.
وجعلها الدكتور القس منيس عبد النور 210 سنة ، وهى قريبة من 215 سنة ، التى أقر بها علماء غيره.
أما المدة المذكورة فى التوراة فى سفر الخروج 12: 40 والتى تقضى بأن مدة إقامة بنى إسرائيل فى مصر 400 سنة ، فقد ذكرت فى نسخ التوراة الثلاث ، وتتعارض مع ما ذكرته التوراة العبرية من أن إقامتهم فى مصر كانت 430 سنة.
وهناك اعتراض أيضاً على أن المدة التى قضاها بنو إسرائيل فى مصر كانت 215 سنة ، ويعدها البعض مثل الأستاذ محمد قاسم محمد ب 130 سنة فقط.
دخل لاوى (الابن الثالث ليعقوب) مصر وكان عمره 42 سنة، وقد مات عن عمر 137 سنة (خروج 6: 16) ، أى قضى فى مصر 95 سنة ، هذا بفرض أنه مات فور إنجابه لإبنته يوكابد ، التى ولدها فى مصر.
تزوجت يوكابد وأنجبت موسى وخرج موسى وهو ابن 80 سنة ، فلو جمعنا عمر موسى + عمر أمه 12 سنة عند إنجابه (وسن الزواج عندهم كان 12 سنة تقريباً) ، فبالتالى يكون عمر بنى إسرائيل فى مصر 92 سنة + المدة التى قضاها لاوى حتى أنجب ابنته يوكابد 95 على أعلى تقدير = 187 ، ولكنه فى الحقيقة سيكون أقل من ذلك كثيراً ، لأن هناك ستكون مدة من الـ 95 سنة هذه مشتركة بين لاوى ويوكابد وموسى ، لو تزوجت يوكابد فى حياة أبيها.
وبحساب آخر:
عاش يوسف بعد دخول إسرائيل مصر 75 سنة (تكوين 50: 23)
كان موسى من الجيل الثانى الذى ولد فى مصر ، وقد عاصر يوسف لمدة 25 سنة
وكان عمر موسى عند خروجه من مصر 80 سنة ، ومعنى ذلك أن مدة إقامة بنى إسرائيل فى مصر هى 75 - 25 + 80 = 130 سنة.
............................................................ابوبكر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟???????????????????????????????????)))((((((((((((((((((إفتحــــــوا مستشفى المجـــانين فوراً
الحمد لله على نعمة العقل ندعوا الله أن يديمها علينا , بالطبع العنوان ملفت للنظر وستجد السبب أدناه ؟
لكن يجب أن أضع القاعدة قبل أن نبدأ فلمتفق عليه أن النصارى يقولون أن الله هو المسيح وأن المسيح هو الإبن وهو الله وان الروح القدس أيضا هو الله , والآب هو إله كامل والمسيح إله كامل والروح القدس إله كامل , وهم ليسوا ثلاثة آلهة كما هو واضح ولكنهم إله واحد , وإذا كان هذا قولهم فأقول :
أولاًً : النصارى يقولون أن الله تجسد ليكفر عن خطيئة آدم , وأن الله مات على الصليب ليحمل عنا خطيئة آدم , والنصارى كلهم مجتمعين على هذا الرأي فيكون الموضوع كالتالي :
الله أرسل الله ليموت الله على الصليب ليغفر للبشر خطيئة لم يرتكبوها في حق الله !!!
أو بصيغة أخرى : الله قتل الله ليرضي الله !!! شئ عجيب حقاًالله يريد أن يغفر للبشر خطيئة إرتكبها آدم فأرسل الله الله ليقتل الله على الصليب ليسامح الله البشر عن خطيئة إرتكبها أحد البشر في حق الله , فالله الله على العقل الذي يقبل بذلك .
اللـــــه قتل اللــــه ليرضي اللـــــه !!!!!
ونقطة اخرى: أن الله الذي نزل من عرشه وتجسد في الله (اليسوع) ومات الله ودُفن الله .. فمن الذي أحياه من الموت ؟
!!!الله أحيا الله
ثانياً : النصارى مجتمعين على أن يسوع هو بن الله , وهو الله نفسه , وأن الروح القدس أيضاً هو الله , وأن يسوع الناصري الذي هو بن الله وهو الله في نفس الوقت قد ولد من مريم العذراء بالروح القدس فيكون الموضوع كالتالي :
الله حبل مريم العذراء لتلد الله !!!
فالله هو أبو نفسه وإبن نفسه وهو الذي حبل مريم العذراء لتلد نفسه !!!
وبصيغة أخرى : الله أبو الله بن الله , ماشاء الله على العقول .!!!
ثالثاً : الكتاب المقدس يقول في أعمال الرسل 10/38 هكذا :
Acts:10:38: يسوع الذي من الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة الذي جال يصنع خيرا ويشفي جميع المتسلط عليهم ابليس لان الله كان معه. (SVD)
كما ترى الفقرة تقول يسوع الذي مسحه الله بالروح القدس وبما أن النصارى يعتقدون قطعاً أن الروح القدس هو إله كامل وأن المسيح هو إله كامل فيكون الموضوع كالآتي :
اللـــه مســح اللــه باللــــه !!!!
ماشاء الله على العقول , إذا كان المسيح هو الله والروح القدس هو الله والله هو الله فيكون الله مسح الله بالله وسلمولي على بريسكليا وإستيفانوس وقبلوا بعضكم بقبلة مقدسة , لا تتعجل إنتظر
رابعاً : في قصة التعميد جاء في إنجيل لوقا 3/22 هكذا :
Lk:3:22 ونزل عليه ( أي المسيح ) الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة وكان صوت من السماء قائلا انت ابني الحبيب بك سررت (SVD) !!!
فيكون الموضوع كالتالي : يوحنا أثناء تعميده لله نزل الله على الله في شكل حمامة !!!!
لكن هنا كارثة فالنص يقول وكان صوت من السماء قائلاً ( أنت ابني الحبيب بك سررت !!! ) طبعاما كان فيه علامات تعجب بعد الصوت علامات التعجب دي من عندي أنا !!!!
الكارثة هنا أنه من المستحيل أن يسمع البشر صوت الله لأن يوحنا يقول في إنجيله 5/37 هكذا :
Jn:5:37: والآب نفسه الذي ارسلني يشهد لي.لم تسمعوا صوته قط ولا ابصرتم هيئته. (SVD)
إذا فالصوت الذي قال ( أنت ابني الحبيب بك سررت ) لم يكن صوت الله ولا صوت المسيح ولا صوت الروح القدس ( الحمامة ) , فصوت من هذا ؟
والله لم يجب أحد على ذلك !!!!
خامساً : جاء في إنجيل يوحنا 1/1 هكذا :
Jn1: في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله. (SVD)
فيكون المعنى هكذا : في البدء كان الله وكان الله عند الله وكان الله الله !!!!
فتحياتي لعباد الصليب , وأنصح كل من يؤمن بهكذا كلام أن يراجع أي طبيب نفسي في أقرب فرصة,, أهذا ما تريدون أن يؤمن الناس به ؟؟؟ أقول :
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله ... وأخو الجهالة بالشقاة ينعم
كتبة الاخ:ayoop2
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمي
??????????????????????????????????????????? يكذبون عليكم
محمد جلال القصاص
mgelkassas@hotmail.com*
أزعجني كثيرا ما يقوله النصارى عن الإسلام وعن نبي الإسلام محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وحسبتُ الأمر جملة من كلام السفهاء وعامة الناس ، إلا أنني وجدت الأمر يُلْبِسُه بعضهم ثوب العلم ، ويُظْهِره لهم على أنه (الحقيقة ) التي يخفيها المسلمون طيلة ألف وأربعمائة عام . !!
وبعد التدبر وجدتُ أنهم يكذبون عليهم ، ودعني أعرض عليك بعض المشاهد لترى ما أرى .
وقفتْ إحداهن تتكلم بصوت تخنقه العبارات ، تحدث إخوانها عن محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتقول : إن محمدا ـ وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم ـ كان يتمنى أن يؤمن بعقيدة التثليث وكان يصرخ بأعلى صوته ـ تعني رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ ويقول : ((قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ)[1] (الزخرف : 81 ) ولكنه ـ هي تقول ـ للأسف لم يجد من يقنعه بعقيدة التثليث ولو وجد لآمن من فوره وانتهت المشكلة .!!
ماذا تريد هي الآن ؟
تريد أن تقول لقومها أن سبب كفر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعقيدة التثليث هو أنه لم يجد من يحدثه بها . !!
وهي تكذب . ولا شك في هذا . تكذب وهي تعلم أنها تكذب .
فذات الآيات التي نقلت منها تتكلم عن المسيح عيسى بن مريم عليه السلام وتقرر أنه عبد الله ورسوله بآيات صريحة لا لبس فيها ولا غموض بأقوى أدوات الحصر ( النفي والاستثناء ) . (إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ) (الزخرف : 59 ) .
ومعلوم عند كل قساوسة النصارى بل وعامتهم أن القرآن الكريم نفي أن يكون لله صاحبة وولدا ، أو أن يكون الله تجسد في أحد مخلوقاته ، وهذا كلام مشهور يعرفه الخاصة والعامة ، فكيف ينفي محمدٌ ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذلك وهو لا يعلم شيء عن عقيدة التثليث ؟
ومشهور جدا عند قساوستهم وعامة المهتمين منهم أن نفرا من نصارى نجران جاؤوا إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وناظروه وناظرهم وأبهتهم ، وفي القرآن الكريم سورة باسم آل عمران ، وفيها آيات طوال تتكلم عن المسيح ـ عليه السلام ـ وعن وفد نجران ، وهم يستشهدون ببعض هذه الآيات في بعض شبهاتهم .
فلا يمكن أن يقال إلا أن هذه المرأة تكذب وهي تعلم أنها تكذب . فقط لتضل قومها . وقد طلب بعض الدعاة الذين حضروا المجلس الرد عليها ولم تسمع ؟
لم ؟
لأنها لا تريد الحق ابتداء وإنما فقط تكذب لتضل قومها .
* ومنهم من تدعي أنها كانت مسلمة ، وأنها كانت تحفظ القرآن ، وتقيم الليل ، وبلغت في الإسلام أعلى الدرجات الروحانية ولكنها لم تجده الدين .!!
واسمع ماذا تقول لتعلم أي كذوب هي .
وقفت في إحدى المناظرات ـ والجمع غفير ـ تقول : أنا استدل بما ورد في بن كثير والقرطبي والطبري وكذا وكذا .... ولم أذهب لمصحف مسيلمة وأنقل منه ، ولو ذهبت إليه ونقلت منه لرأيتم عجبا عُجابا . قرآن مسيلمة ـ هي تقول ـ وما أدراك ما قرآن مسيلمة ؟! يدحض كل ما جاء به محمد ـ وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم ـ .
هذا قولها وهو موجود بصوتها .
وأسألكم بالله : هل سمعتم أن لمسيلمة مصحفا أو قرآنا يتلى ؟!
إن كل من قرأ عن الإسلام ساعة يعلم أنها كذوب[2] .
ـ وكبيرهم شنودة وقف ذات مره يغمض عينيه ، ويعقد جبهته ، يكسوه قبح المعصية ، وقف يخاطب جموع قومه من السذج يقول لهم ـ والمحاضرة مسجلة متداولة ـ إن الإسلام يذم نوعا واحدا من النصارى ، وهم الذين قالوا بان لله ابنا ، ويتلوا عليهم الآيات التي تقول بهذا .مثل قول الله تعالى : (قلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ( 1 ) اللَّهُ الصَّمَدُ ( 2 ) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ( 3 ) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ ( 4 ) . وقول الله تعالى من سورة مريم : (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً ( 88 ) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً ( 89 ) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً ( 90 ) أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً ( 91 ) وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً ( 92 )
أما نحن ـ هو يعني ومن على شاكلته من الأرثوذكس ـ بنص القرآن لسنا على خطأ، لأننا لا نقول بأن الله اتخذ صاحبة ولا ولدا . وإنما نقول بأن المسيح هو عين الله ، وتعالى ربنا وتقدس عما يقول شنودة ومن معه .
أرئيتم كيف يكذب على قومه ؟
ويا أهل الكتاب . . . يا من تسمعون لشنودة يكذب عليكم والله . فالقرآن يذم نوعين من النصارى من قالوا بأن لله صاحبة وولدا ، ومن قالوا بأن الله هو المسيح بن مريم . والقرآن صريح في ذلك ، قال الله تعالى : (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ) (المائدة : 72 )
وكلاهما قد ذَمَّ في سورة واحدة في آيات متجاورة ، فكيف قرأ شنودة هذه ولم يقرأ تلك ؟؟!!
ومنهم من راح يبحث في الإسلام عشرين عاما ـ إي والله وكنت أنا من يحاوره ـ وعاد ليقول أن الأمر كله كذب ، فما كان محمدا ، وما وضَعَ القرآن إلا الأمويون ، وما حارب القرشيون إلا نكاية في الغسساسنة ورغبة في الاستيلاء على الشام ، وما استعمل لفظ المهاجرين إلا في القرن الثاني الهجري .
انظر إلى هذا الكذوب . إنه باحث . وإنه دكتور في ( الإسلاميات ) .!!
وهناك كلام آخر ولكنه مبتذل رخيص لا يرقى لمستوى الرواية وإلا لنقلته لكم لتعلموا أن الرائد كذوب . وأن القوم أسلموا قِيادهم لمن غشهم .
لذا إنني أقول بعد تتبع لشبهات النصارى حول الإسلام ونبي الإسلام ـ صلى الله عليه وسلم ـ والوقوف عليها جميعها تقريبا . إننا لا نواجه شبهات حقيقية ولكن نواجه عقلية مجرمة هي التي تفتعل الشبهات .
-----------------------------------------------
[1] كانت تنطق العابدين بالرفع ، ولكنني ما أحببت أن أكتبها مغلوطه .
[2] بنص الكتاب المقدس يعتبر مسيلمة الكذاب أحد الدلائل على صدق نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فعندهم أن الأدعياء الكذبه يموتون قتلى ، ولا يكتب لهم النصر في الحياة ، وهذا حدث لمسيلمة الكذاب ، ونفس الشيء حدث مع ( بولس ) رسول النصرانية فقد مات مقتولا مشردا لم يؤيده الرب بنصرة في حياته ، أما محمدا صلى الله عليه وسلم فقد مات على فراشة وهو محفود محشود له أصحاب يحفونه يقول ويسمع لقوله ... ولكن أين من يعقل ؟؟!!??????????????????????????
أسئلة تبحث عن أجوبة
السؤال الأول
( التجسد) هل تجسد الله . أم أرسل أبنه الوحيد ؟
يعتقد الأرثوذكس أن الله سبحانه وتعالى قد أخذ جسد بشري وأتى بنفسه للعالم بينما نجد أن كاتب إنجيل يوحنا يقول : لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل أبنه الوحيد . 3 عدد 16 و قال يوحنا في رسالته الأولى : إن الله قد أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لكي نحيا به .. يوحنا 4 عدد 9
ونحن نسأل : هل الله قد تجسد كما تزعمون وأتى بنفسه للعالم أم انه أرسل للعالم ابنه الوحيد كما تزعم النصوص؟ ومما لا شك فيه أن الراسل غير المرسل والباعث غير المبعوث . وهناك العديد من النصوص التي تنص على أن الله لم يتجسد وينزل ولكنه أرسل ابنه للعالم انظر الرسالة الأولى ليوحنا 4 عدد 14
السؤال الثاني
( الصلب والفداء ) لماذا استمرار العقوبات حتى بعد الفداء ؟
يؤمن النصارى بعدل الله وأنه إله عادل . وقد ذكر كتابهم المقدس العقاب الذي شمل آدم وحواء والحية بعد قصة السقوط وهذا العقاب قد شملهم بالآتي :
( 1 ) أوجاع الحمل والولادة لحواء . [ تكوين 4 عدد 2 ]
( 2 ) دوام العداوة بين نسل المرأة والحية
( 3 ) لعنة التربة التي يعتمد عليها الإنسان في حياته على الأرض [ تكوين 3 عدد 17 - 19 ]
( 4 ) عقوبة الرب للحية التي أغوت حواء بأن جعلها تسعى على بطنها [ تكوين 3 عدد 14 ]
والسؤال المطروح هو : بما أن الله عادل . . وقد صالحنا بصلب المسيح المزعوم . . فلماذا لم تنتهي هذه العقوبات . ؟ لماذا ما زالت الحية تسعى على بطنها ؟ لماذا ما زالت المرأة تصاب بأوجاع الحمل والولادة ؟ لماذا لم تنتهي العداوة بين نسل المرأة والحية ؟
ألستم تقولون أن الله صالحنا بموت المسيح على الصليب فلماذا ما زالت المرأة تلد بالأوجاع - لدرجة أن البعض منهن يستخدمن المخدر من شدة الألم - ولماذا عقاب الاشتياق ما زال موجوداً منها ومن الرجل ؟ ولماذا ما زال عقاب الرب للحية بأن تمشي على بطنها مستمراً ( تكوين 3 عدد 14 ) ؟؟!
أين هو عدل الله بحسب إيمانكم ؟؟ ونلاحظ أيضا أن الله أعطى عقوبة لآدم " بعرق وجهك تأكل خبزاً .. ملعونة الأرض بسببك . بالتعب تأكل منها " ( تكوين 3عدد 19،17) فإذا كانت قصة الخلاص المسيحية هي حقيقة فلماذا ما تزال هذه العقوبات قائمة ؟! أم أنها باقية للذكرى كما قال البابا شنودة في إحدى كتاباته ؟!!!
هل من عدل الله بعد أن خلصنا المسيح وصالحنا أن يُبقي هذه العقوبات ؟
السؤال 3:
( صفات الرب ) هل الله ينقض عهده أم لا ينقض عهده ؟
مزمور89 عدد 34: لا انقض عهدي ولا اغيّر ما خرج من شفتيّ. (SVD)
هذا هو الطبيعي وهذا هو المقبول في صفات الله سبحانه وتعالى أن الله ليس بناقض للعهد كما في المزمور 89 عدد 34 وهو كلام الله لداوود ولكننا نجد أن الرب نقض عهده في موضع آخر فانظر ماذا يقول في زكريا الإصحاح 11 عدد10-11
زكريا11 عدد10: فأخذت عصاي نعمة وقصفتها لانقض عهدي الذي قطعته مع كل الأسباط. (11) فنقض في ذلك اليوم وهكذا علم أذل الغنم المنتظرون لي إنها كلمة الرب. (SVD)
السؤال 4 :
( الصلب والفداء ) السبب الرئيس هو إبليس فلماذا لم يمت إبليس ؟
لقد ادعى بولس مؤسس المسيحية المحرفة بأن أجرة الخطية الموت ، فإذا كانت أجرة الخطية الموت فلماذا لم يمت إبليس المتسبب الرئيسي للخطية والذي هو صاحب كل خطية في العالم ؟ نريد إجابة مقنعة بحسب عدل الله الذي تدعونه . ومع العلم أن الله إختار أن يفدي آدم أو ذرية آدم ولم يفدي إبليس مع أن إبليس كان من أبناء الله كما في سفر أيوب 1عدد 6 : وكان ذات يوم انه جاء بنو الله ليمثلوا امام الرب وجاء الشيطان ايضا في وسطهم. (SVD) وغير هذا في أيوب 2 عدد 1 وإستمرت علاقة الشيطان بالرب وتكليف الرب للشيطان بمهام كما كلفه بضرب أيوب بقرح ردئ وغيره من الأمور , مما يعني إستمرار العلاقة بين الرب والشيطان فلماذا لم يعاقبه الله كما عاقب آدم ؟ أو يكفر عنه كما كفر عن آدم ؟ حقيقة نحتاج إلى إجابة .
السؤال 5 :
( الأقانيم والتثليث ) تدَّعون أن الأب والابن والروح القدس ثلاثة أقانيم متحدة ، فهل تعتمد هذه الأقانيم على بعضها البعض؟ وهل لكل منهم وظيفة لا يستطيع الآخر أن يقوم بها؟ فإن كانوا يعتمدون على بعضهم فليس أي منهم إله، لأن الإله لا يعتمد على غيره. وإن كانوا لا يعتمدون على بعضهم، فيكونون حينئذٍ ثلاثة آلهه وليس إلهاً واحداً. وبالمثل إن كان لكل منهم وظيفة لا يستطيع الآخر القيام بها ، لا يكون أى منهم إله ، لأن الله كامل ، وعلى كل شيء قدير. وإن كان لكل منهم وظيفة محددة ، يكون كل منهم إله ناقص ، ولا يُقرُّ دينكم هذا.
السؤال 6 :
( التجسد ) أين الدليل على انه إنسان كامل ؟
هل قال المسيح لتلاميذه وأتباعه، إنه يتكون من جزء لاهوتي وجزء ناسوتي؟ وأنه إله كامل وإنسان كامل ؟ نطالب النصارى بالأدلة النقلية من الكتاب المقدس على لسان المسيح التي تثبت ذلك .
وإذا كان المسيح إنسان كامل فهل يعني هذا انه يشتهي النساء كأي إنسان كامل وان قضيبه الذكري كان ينتصب كأي إنسان كامل ؟!
ثم إذا كان الناسوت واللاهوت هو ركيزة أساسية في النصرانية وسبب من أسباب الانقسام والحروب والاضطهاد والكراهية بين النصارى. فماذا قال المسيح عنها؟ كيف شرحها لهم؟
وإذا كان هذا من البدع التي ابتدعوها بعد السيد المسيح عليه السلام فكيف يكون أساس الدين وأكثر الأمور جدالا حولها لم يشرعه الله ولم يتكلم عنها المسيح؟
السؤال 7 :
( أخطاء ) هل أنجبت ميكال بنت شاول أم لا ?
(وَلَمْ تُنْجِبْ مِيكَالُ بِنْتُ شَاوُلَ وَلَداً إِلَى يَوْمِ مَوْتِهَا( [صموئيل الثاني 6 عدد23].
نفهم من النص السابق أنها لم تنجب أبداً حتى يوم مولدها , لكن نجد العكس في النص التالي :
(فَأَخَذَ الْمَلِكُ، أَرْمُونِيَ وَمَفِبيُوشَثَ ابْنَيْ رِصْفَةَ ابْنَةِ أَيَّةَ اللَّذَيْنِ وَلَدَتْهُمَا لِشَاوُلَ، وَأَبْنَاءَ مِيكَالَ ابْنَةِ شَاوُلَ الْخَمْسَةَ الَّذِينَ أَنْجَبَتْهُمْ لِعَدْرِيئِيلَ ابْنِ بَرْزِلاَيَ الْمَحُولِيِّ [صموئيل الثاني 21 عدد 8].
فهل أنجبت ميكال بنت شاول أم لم تنجب ؟ نريد إجابة أيها العقلاء .
السؤال 8 :
( أخطاء الشريعة ) هل القتل حرام أم حلال ؟
قال الرب لموسى في الوصايا العشر : لا تقتل . لا تزني . لا تسرق . . خروج 20 عدد 13
إلا أننا نجد في سفر العدد 31 عدد 1 - 17 أن الرب يناقض الوصية بعدم القتل :
وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى . . 17فَالآنَ اقْتُلُوا كُلَّ ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ، وَاقْتُلُوا أَيْضاً كُلَّ امْرَأَةٍ ضَاجَعَتْ رَجُلاً، 18وَلَكِنِ اسْتَحْيَوْا لَكُمْ كُلَّ عَذْرَاءَ لَمْ تُضَاجِعْ رَجُلاً.
وجاء في سفر يشوع 6 عدد 16 :
قَالَ يَشُوعُ لِلشَّعْبِ: اهْتِفُوا، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ وَهَبَكُمُ الْمَدِينَةَ. 17وَاجْعَلُوا الْمَدِينَةَ وَكُلَّ مَا فِيهَا مُحَرَّماً لِلرَّبِّ، . . . . أَمَّا كُلُّ غَنَائِمِ الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ وَآنِيَةِ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ، فَتُخَصَّصُ لِلرَّبِّ وَتُحْفَظُ فِى خِزَانَتِهِ. 20فَهَتَفَ الشَّعْبُ، وَنَفَخَ الْكَهَنَةُ فِي الأَبْوَاقِ. وَكَانَ هُتَافُ الشَّعْبِ لَدَى سَمَاعِهِمْ صَوْتَ نَفْخِ الأَبْوَاقِ عَظِيماً، فَانْهَارَ السُّورُ فِي مَوْضِعِهِ. فَانْدَفَعَ الشَّعْبُ نَحْوَ الْمَدِينَةِ كُلٌّ إِلَى وِجْهَتِهِ، وَاسْتَوْلَوْا عَلَيْهَا. وَدَمَّرُوا الْمَدِينَةَ وَقَضَوْا بِحَدِّ السَّيْفِ عَلَى كُلِّ مَنْ فِيهَا مِنْ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ وَأَطْفَالٍ وَشُيُوخٍ حَتَّى الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالْحَمِيرِ.
وفي سفر هوشع 13 عدد 16 يقول الرب : (( تجازى السامرة لأنها تمردت على إلهها . بالسيف يسقطون . تحطم أطفالهم ، والحوامل تشق ))
وفي سفر إشعيا 13 عدد 16 يقول الرب : (( وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساؤهم ))
السؤال 9 :
( صفات الرب ) هل الرب يتراجع عن كلامه ؟ ولا يوفي بوعده ؟
إرميا33 عدد17: لأنه هكذا قال الرب.لا ينقطع لداود إنسان يجلس على كرسي بيت إسرائيل. (SVD)
ما نفهمه من النص السابق في ارميا 33 عدد17 هو على كلام النبي ارميا أنه لا ينقطع نسل داود من الملوك الجالسين على كرسي حكم إسرائيل ولكن لنراجع سفر ارميا الإصحاح 33 عدد21 كما يلي :
إرميا33 عدد21: فان عهدي أيضا مع داود عبدي ينقض فلا يكون له ابن مالكا على كرسيه ومع اللاويين الكهنة خادمي. (SVD)
فنجد أن الرب ينقض عهده مع داوود فلا يكون لداود إبن يحكم على شعب إسرائيل كما قال من قبل .لن أطيل في التعليق على هذه التناقضات ولكن ليس أمامنا هنا إلا اختياران لا ثالث لهما :
أولاً هو كذب أحد الخبرين , ثانياً كذب الخبرين معاً .ولك الاختيار .
السؤال10 :
( الأقانيم والتثليث ) لماذا الأب أب ؟ ولماذا لا يكون إبن ؟
يزعم النصارى أن المسيح مولود من أبيه أزلاً .......... ونحن نقول : إذا كان الأمر كما تقولون فيكونان موجودان أزليان الله الأب أزلي والله الابن أزلي فإن كان الأب قديماً فالابن مثله وإن كان الأب خالقاً كان الابن خالقاً مثله ، والسؤال هو :
لم سميتم الأب أباً والابن ابناً ؟
فإذا كان الأب استحق اسم الأبوة لقدمه فالابن أيضاً يستحق هذا الاسم بعينه لأنه قديم قدم الأب ، وإن كان الأب عالماً قديراً فالابن أيضاً مثله ، فهذه المعاني تبطل اسم الابوة والبنوة ، لأنه إذا كان الأب والابن متكافئين في القدرة والقدم فأي فضل للأب على الابن حتى يرسله فيكون الأب باعثاً والابن مبعوثاً ؟
ألم يقل يوحنا أن الأب أرسل الابن للعالم ؟ ولا شك أن الراسل هو غير المرسل.
السؤال 11 :
( أخطاء ) هل يستطيع الإنسان رؤية الله ؟؟؟
على حسب كلام يوحنا 1عدد18 الله لم يره أحد أبداً اقرأ :
يوحنا 1 عدد18: الله لم يره احد قط.الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبّر (SVD)
لكننا نجد عكس ذلك كما يلي :
موسى رأى الله وجهاً لوجه
خروج 33 عدد11: ويكلم الرب موسى وجها لوجه كما يكلم الرجل صاحبه.وإذا رجع موسى إلى المحلّة كان خادمه يشوع بن نون الغلام لا يبرح من داخل الخيمة (SVD)
وأيوب رأى الله بعينه :
أيوب42 عدد 5: بسمع الأذن قد سمعت عنك والآن رأتك عيني. (SVD)
وداود رأى الله في قدسه :
مزمور63 عدد2: لكي أبصر قوتك ومجدك كما قد رأيتك في قدسك. (SVD)
وإبراهيم رأى الله عندما ظهر الله له :
أعمال7 عدد2: فقال أيها الرجال الإخوة والآباء اسمعوا.ظهر اله المجد لأبينا إبراهيم وهو في ما بين النهرين قبلما سكن في حاران (SVD)
ونعيد السؤال كالمعتاد , هل الله رآه أحد غير الابن أم لم يراه أحد ؟ رجاً ادعم إجابتك بنصوص الكتاب المقدس
السؤال 12 :
(هل معقول ؟ ) ما قصة هؤلاء الملائكة ؟
يعلّمنا كتاب الله أن الملائكة هم عباده المعصومون عن الخطأ والزلل إلا أن كتبة الأسفار زعموا أن من الملائكة من سار وراء رغباته وضل ، ولم يبتعد عن هوان المعصية فاستحق بذلك العذاب المهين . . فقد جاء في رسالة بطرس الثانية 2 : 4 قوله : الله لم يشفق على ملائكة قد أخطأوا بل في سلاسل الظلام طرحهم في جهنم وسلمهم محروسين للقضاء
وجاء في رسالة يهوذا 1 : 6 الملائكة الذين لم يحفظوا رياستهم بل تركوا مسكنهم حفظهم الي دينونة اليوم العظيم بقيود أبدية تحت الظلام
والعجب العجاب أن بولس - مؤسس المسيحية الحالية - يزعم أنه سيحاكم وسيحاسب ملائكة الله في يوم الحساب.
فهو القائل : ألستم تعلمون أن القديسين سيدينون العالم . ألستم تعلمون أننا سندين ملائكة . . كورنثوس الاولى 6 : 2 _ 3
فهل يعقل هذا الكلام ؟
السؤال 13 :
( الكتاب المقدس ) أين ذهبت تلك الكتب ؟؟ أليست من كلام الله ؟ كيف اختفت ؟؟؟
عدد 21عدد 14: لذلك يقال في كتاب حروب الرب واهب في سوفه وأودية ارنون (SVD)
يشوع 10 عدد 13: فدامت الشمس ووقف القمر حتى انتقم الشعب من أعدائه.أليس هذا مكتوبا في سفر ياشر.فوقفت الشمس في كبد السماء ولم تعجل للغروب نحو يوم كامل. (SVD)
وها هو سفر ياشر مرة أخرى
2صموائيل1 عدد 18: وقال إن يتعلم بنو يهوذا نشيد القوس هوذا ذلك مكتوب في سفر ياشر (SVD)
إذا كانت ليست وحياً إلهياً فكيف يستشهد الكامل بالناقص ؟ كيف يستشهد الله بكلام بشر ويعلم أن هذا الكلام سيختفي من العالم ؟
اعلم : يقول قاموس الكتاب المقدس عن سفر ياشر تحت حرف الياء ثم الاسم ياشر هكذا :
اسم عبري معناه (( مستقيم )) وهو ابن كالب ابن حصرون ( 1 أخبار 2: 18 ).
سفر ياشر ( سفر هياشار ):يلوح للمتعمق في العهد القديم أن ترنيمة يشوع ( يش 10: 13 )، ومرثاة داود لشاول ويوناثان ( 2 صم 1: 18- 27 )، مقتبسة عن هذا السفر المفقود. ولربما كان خطاب سليمان عند تدشين الهيكل ( 1 مل 8: 12 الخ. ونشيد دبورة ( قض 5 ) مستقيان منه أيضاً. ويظهر أن هذا السفر كان مجموع قصائد، قُدم له بديباجة نثرية، وتخللته تفاسير وشروحات نثرية، واختتم بها على غرار المزمور 18 و 51، أو كسفر أيوب، الذي يفتتح ( أي 1: 1- 3: 1 ) نثرا ويختتم ( ص 42: 7- 17 ). نثراً. إن جمال هذا السفر الذي نلمسه في القطع المقتبسة منه في العهد القديم يبعث على الرجاء بأنه سيعثر عليه كاملاً في النهاية، سيما وأنه لا يمكن أن يكون قد كتب قبل عصر داود وسليمان.
السؤال 14 :
(الألوهية ) لماذا إحتاج إلى من يدحرج الحجر ؟
قال متى في إنجيله 28 عدد 2 وَإِذَا زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَدَثَتْ لأَنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ وَجَاءَ وَدَحْرَجَ الْحَجَرَ عَنِ الْبَابِ وَجَلَسَ عَلَيْهِ
والسؤال هو : إذا كان المسيح إله فهل الإله يحتاج الي ملاك من السماء ليزيح ويدحرج الحجر الذي كان بباب قبره ؟
وهذا الأمرفيه مسائل لا يمكن أن يتخطاها باحث عن الحق , فلو راجعت نفس القصة في الأناجيل الأربعة وجدت العجب من التناقضات والإختلافات ما عليك إلا أن تأتي بالأربع أناجيل وتراجع نفس القصة ذاتها وهي قصة قيام يسوع من القبر وإعتبر كل ما تجده من إختلاف هو سؤال يحتاج إلى إجابة منك .
السؤال 15 :
(الألوهية ) إن كان المسيح هو الله فلماذا نفى عن نفسه الصلاح ؟
هل هناك أحد صالح غير الله ؟؟؟
متى19 عدد17: فقال له لماذا تدعوني صالحا.ليس احد صالحا الا واحد وهو الله.ولكن ان اردت ان تدخل الحياة فاحفظ الوصايا. (SVD)
عجباً أن نجد في الكتاب أناس صالحين ولا يكون الله وحده هو الصالح كما قال يسوع :
إقرأ: يوسف كان رجلاً باراً وصالحاً :
لوقا23 عدد50: وإذا رجل اسمه يوسف وكان مشيرا ورجلا صالحا بارا. . (SVD)
إقرأ : برنابا كان رجلاً صالحاً وممتلئاً من الروح القدس :
أعمال11 عدد22: فسمع الخبر عنهم في آذان الكنيسة التي في أورشليم فأرسلوا برنابا لكي يجتاز إلى إنطاكية. (23) الذي لما أتى ورأى نعمة الله فرح ووعظ الجميع أن يثبتوا في الرب بعزم القلب. (24) لأنه كان رجلا صالحا وممتلئا من الروح القدس والإيمان.فانضم إلى الرب جمع غفير. (SVD)
ثم إذا كان يسوع غير صالح كما يقول الكتاب فهو قطعاً ليس إله لأنه من صفة الإله أن يكون صالحاً .
والسؤال هو : إن كان هناك بشر وصفهم الكتاب أنهم صالحين من قبل يسوع ومن بعد يسوع فكيف يكون يسوع وهو معلمهم أو إلههم على حب زعمكم غير صالح وباعترافه شخصياً ؟
السؤال 16 :
( الأقانيم والتثليث ) من أين جئتم بكلمة التثليث؟ فهي غير موجودة بكتابكم المقدس!!
رجاءً إدعم كلامك بنصوص الكتاب المقدس, نحتاج إلى كلمة التثليث أو الثالوث المقدس, إنه أصل العقيدة عندك بل أصل الأصول ... فكيف لا يذكر ولا مرة واحدة هذه الكلمة في الكتاب كله ؟
السؤال 17 :
( تناقضات ) ما آخر كلمة قالها يسوع على الصليب ؟
لدينا خمسة روايات من أربع أناجيل وكل واحدة مختلفة عن الأخرى فهل عجز الوحي عن أن يصدق أو يبلغ التلاميذ ما هي آخر كلمة قالها يسوع على الصليب في هذا الحدث الرهيب ؟ ننتظر الإجابة .
1- حسب إنجيل لوقا 23 : (46) ونادى يسوع بصوت عظيم وقال يا أبتاه في يديك استودع روحي.ولما قال هذا اسلم الروح. (SVD)
سؤالى بسيط ... أية روح أستودعها المسيح يدى ربه ؟؟ الروح الأنسانية ... هل لديك دليل ... لا ... عظيم ... لماذا يستودع روحه فى يدى الآب ان كان هو مساوى للآب فى الجوهر ... وهل ثبت ان المسيح كما انه يحى يمكن ان يميت ؟؟؟ وما معنى ( ربه ) هل المسيح له رب ... أذا فليس هناك تثليث .
2- بحسب إنجيل متى 27 : (46) ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا ايلي ايلي لما شبقتني أي الهي الهي لماذا تركتني. (SVD)
3- بحسب إنجيل متى أيضاً ولكن في رواية أخرى : متى27 عدد50: فصرخ يسوع أيضا بصوت عظيم واسلم الروح (SVD)
4- وبحسب إنجيل مرقس15 عدد34: وفي الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا ألوي ألوي لما شبقتني.الذي تفسيره الهي الهي لماذا تركتني. (SVD)
لو قلتم ان المصلوب هو المسيح ... فتكون هذه الصرخة دليل ان المسيح كان عاجزا ... محتاج للرب دائما وليس له قوة ؟؟؟ ولماذا يحتاج الإله إلى أله آخر .. وكم ألاه هنا ؟؟
5- وبحسب إنجيل يوحنا 19 عدد30: فلما اخذ يسوع الخل قال قد أكمل.ونكس رأسه واسلم الروح (SVD)
السؤال 18 :
( الصلب والفداء ) أين النـــص ؟
يمثل صلب المسيح كفارة عن خطيئة آدم الركن الأساسي في عقيدة النصرانية، وتزعمون أنه بسبب خطيئة آدم جاء المسيح عليه السلام ، والسؤال هو :
أين نجد نصاً في الاناجيل الاربعة على لسان المسيح عليه السلام يقول فيه ويذكر انه جاء من اجل الخطيئة الأزلية لأبوهم آدم؟
ومن جهة أخرى : أين هو صليب المسيح المزعوم ؟ ماذا حدث له ؟
السؤال 19 :
( صفات الرب ) هل هو إله تشويش أم إله سلام ؟
قال بولس )) : لأَنَّ اللهَ لَيْسَ إِلَهَ تَشْوِيشٍ بَلْ إِلَهُ سَلاَمٍَ.(( كورنثوس الأولى 33 عدد 14
وجاء في سفر التكوين : (( وَقَالَ الرَّبُّ: هُوَذَا شَعْبٌ وَاحِدٌ وَلِسَانٌ وَاحِدٌ لِجَمِيعِهِمْ وَهَذَا ابْتِدَاؤُهُمْ بِالْعَمَلِ. وَالْآنَ لاَ يَمْتَنِعُ عَلَيْهِمْ كُلُّ مَا يَنْوُونَ أَنْ يَعْمَلُوهُ. هَلُمَّ نَنْزِلْ وَنُبَلْبِلْ هُنَاكَ لِسَانَهُمْ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ بَعْضُهُمْ لِسَانَ بَعْضٍ . 8فَبَدَّدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ هُنَاكَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ فَكَفُّوا عَنْ بُنْيَانِ الْمَدِينَةِ لِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُهَا «بَابِلَ» لأَنَّ الرَّبَّ هُنَاكَ بَلْبَلَ لِسَانَ كُلِّ الأَرْضِ. وَمِنْ هُنَاكَ بَدَّدَهُمُ الرَّبُّ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ )) 11 عدد 6-9
وفي الرسالة الثانية إلى أهل تسالونيكي 2 عدد 11 نجد أن الله يرسل إليهم عمل الضلال حتى يصدقوا الكذب.
فمن نصدق رواية بولس، أم رواية سفر التكوين بالعهد القديم؟ وهل يتعارض كلام الله؟
وهل نفهم من ذلك أن تعلم اللغات الأجنبية محرم من الله حسب كتابكم المقدس؟
السؤال 20 :
( هل معقول ) هل الرب يحتاج إلى جحش ؟
مرقس 11 عدد 2: وقال لهما اذهبا إلى القرية التي أمامكما فللوقت وأنتما داخلان إليها تجدان جحشا مربوطا لم يجلس عليه احد من الناس.فحلاه وأتيا به 3. وان قال لكما احد لماذا تفعلان هذا فقولا الرب محتاج إليه.فللوقت يرسله إلى هنا. (SVD)
فقط أعطوا الناس سبب واحد فقط يبرر احتياج الرب لجحش !! ليس من أجلي أنا ولكن من اجل الناس !! ما هو السبب الذي يحتاج الرب جحشاً من أجله ؟
وهل من المنطق أنه لا يقول لتلاميذه أنكم لا تخبروا أصحاب الجحش عن سبب أخذكم للجحش إلا إذا سألوكم عن ذلك ؟ ألا تعتبر هذه سرقة ؟ سبحان الله ! رب .. ويحتاج إلى جحش ؟
السؤال 21 :
(هل معقول) هل الحمير يوحى لها ؟ وهل الحمار يردع نبي عن حماقة ؟
رسالة بطرس الثانية 2عدد16: ولكنه حصل على توبيخ تعديه إذ منع حماقة النبي حمار أعجم ناطقا بصوت إنسان. (SVD)
وأصل هذه القصة كما هو معروف إقتبسها صاحب رسالة بطرس من العقد القديم سفر العدد 22عدد25-31
السؤال 22 :
( هل معقول ) كيف يركب رجل على حمار وجحش معاً في نفس الوقت ؟
جاء في إنجيل متى 21عدد7 : وأتيا بالأتان والجحش ووضعا عليهما ثيابهما فجلس عليهما. (SVD)
السؤال 23 :
( تناقضات ) ممنوع اللمس أم مسموح اللمس ؟
من التناقضات الموجودة في الإنجيل نجد انه قد ورد في إنجيل يوحنا 20عدد 17قول المسيح لمريم المجدلية : لا تلمسيني لأني لم اصعد بعد ... الا اننا نجد بعد ذلك في العدد 27 من نفس الإصحاح ان المسيح يقول لتوما : هات اصبعك . . وهات يدك وضعها في جنبي !!
السؤال 24 :
( المسيح ) من الذي أدخل الشيطان في يهوذا ؟
جاء في إنجيل يوحنا 13 عدد 26-27 قول السيد المسيح عن يهوذا : 26 اجاب يسوع هو ذاك الذي اغمس انا اللقمة واعطيه.فغمس اللقمة واعطاها ليهوذا سمعان الاسخريوطي. (27) فبعد اللقمة دخله الشيطان.فقال له يسوع ما انت تعمله فاعمله باكثر سرعة. (SVD)
ومعنى هذا أن السيد المسيح هو الذي أدخل الشيطان على يهوذا !! وهل عرفت يد المسيح عليه السلام إلا الخير والإحسان ؟
السؤال 25 :
( أخطاء علمية ) عهد آدم حتى ميلاد المسيح ؟
يقول لنا الكتاب المقدس أن عمر البشرية بحساب التواريخ وعلماء اللاهوت والمفسرين كلٌ على حسب توراته كما هو الآتي :
1 – فى التوراة العبرية من عهد آدم حتى ميلاد المسيح هو ( 4004 )سنة.
2- فى التوراة اليونانية من عهد آدم حتى ميلاد المسيح هو ( 5872 )سنة.
3- فى التوارة السامرية من عهد آدم حتى ميلاد المسيح هو ( 4700 )سنة.
والسؤال هنا للعقلاء فقط , يقول الدكتور عبد الجليل شلبي : تحدثنا من قبل عن أخطاء سفر التكوين في حديثه عن نشأة الكون ، ونريد الآن أن نرى سلسلة الأنساب الذي جاءت به ، وهي السلسلة من آدم إلى إبراهيم ، وقد عاش آدم 930 عاماً ، وإبراهيم هو الابن العشرون له وولد بعده بنحو 1948 سنة ، وهذا تاريخ لا يصدق ولا يعقل ، هذا لأن إبراهيم عليه السلام وفد على سوريا في القرن الثامن عشر ق.م . عصر انتشار الهكسوس وهو عصر كانت الحضارة الانسانية قد تقدمت فيه شوطاً بعيداً جداً ، لا يحدث إلا في آلآف عديدة من السنين ، وعلى سبيل المثال كان العصر الجليدي في أوربا في نحو 500.000 - 400.000 ق م ، وفي الأرض التي عاش بها العبرانيون ترك أسلافهم أدوات حجرية وجدت في كهوف عدلون وجبل الكرمل وأم قطفة . . وغيرها وهي على حظ من الصنعة ، ويقدر العصر الحجري في هذه البقاع أنه كان في نحو 150.00 سنة ق . م .
وإذن فتقدير ميلاد إبراهيم انه 1944 تقدير ظاهر السخف .
السؤال 26 :
( الصلب والفداء ) لماذا لم يفدي البشر في عهد آدم ؟
عندما وقعت المعصية لم يكن هناك الا آدم وحواء ، وبناء عليه لماذا ترك إله المحبة والسلام الانسانية تتوالد تحت ناموس اللعنة والخطية وان يعم الفساد وينتشر ؟!!
إختر الإجابة من الآتي : ضع علامة صح أمام الإجابة الصحيحة :
أ- الرب لم يغفر للبشر ولم يقتل نفسه على الصليب من أجلهم في عهد آدم لأنه لم يكن مثلث الأقانيم في هذا الوقت .
ب- الرب لم يقتل إبنه في عهد آدم لأنه لم تكن خطرت على باله فكرة الصلب والفداء حينها و كان غاضب من آدم
ت- لم يقتل إبنه في هذا الوقت لأن الرب كان عقيدته زمان كما في حزقيال 18عدد20 : النفس التي تخطئ هي تموت.الابن لا يحمل من اثم الاب والاب لا يحمل من اثم الابن.بر البار عليه يكون وشر الشرير عليه يكون. (SVD) حتى غير رأيه وأصبح العكس وأن الإله ممكن يُقتل بدلاً عن البشر وأصبح الإبن يحمل خطيئة الأب .
ث- لأنه قال هكذا في سفر الخروج 14عدد9 : فاذا ضل النبي وتكلم كلاما فانا الرب قد اضللت ذلك النبي وسأمد يدي عليه وابيده من وسط شعبي اسرائيل. (SVD) فكان غرضه أن يضل الناس من هذا الزمان حتى قتله إبنه من أجلنا. ولأنه قال هكذا أيضاً : في تيماثوس الثانية 2عدد11 : ولاجل هذا سيرسل اليهم الله عمل الضلال حتى يصدقوا الكذب (SVD) فكان قصده إضلال البشرية .
ج- قصة الصلب والفداء هي خرافة ومن المستحيل أن يقتل الله نفسه أو يقتل إبنه من أجل خطيئة إرتكبها آدم ولم يكن آدم يعلم من الأساس أنها خطيئة لأن الشجرة التي أكل منها آدم هي شجرة معرفة الخير والشر فقبلها لم يكن عارفاً للخير أو الشر . تكوين 2عدد17 , تكوين 3عدد22
السؤال 27 :
( الصلب والفداء ) أين العدل ؟ وأين العقل ؟
في قضية الصلب والفداء نرى الآتي :
_ الانسان يخطىء ضد الله ! _ الله يتألم ! _ الله يجعل نفسه ملعون وكفارة خطية ! غلاطية ( 3عدد13 ) المسيح صار لعنة _ ليظهر للبشر بر الله !
وفي هذا نرى : أن الخاطيء هو الذي تكون خطيئته سبباً في تألم الله !!
ثم يحمل الله خطيئة هذا المذنب ويجعل نفسه مكانه ليظهر بره !!
فأي عدل هذا ؟ ثم العجب انك تجد أن الله قتل نفسه من أجل أن يغفر للبشر خطيئة لم يرتكبوها في حقه نفسه !! أو قتل نفسه ليرضي نفسه , شئ عجيب .
السؤال 28 :
هل كل من يقتل من الأنبياء يكون كذاب ؟
جاء في سفر التثنية 18 عدد 20 : (( وأما النبي الذي يطغي فيتكلم باسمي كلاما لم أوصه أن يتكلم به أو الذي يتكلم باسم آلهة أخرى فيموت ذلك النبي. ))
هل يعني ذلك طبقاً لهذا النص أن نبي الله يوحنا الذي كانت نهايته القتل كذاب ؟ _ والعياذ بالله _ وهل ينطبق هذا النص أيضاً على نبي الله زكريا وغيرهم من الانبياء الذين قتلوا ؟ أم ان النص من المحرف ؟
السؤال 29 :
( أخطاء علمية ) كيف يفرق بين الدم والماء ؟
كتب يوحنا في 19 عدد 33 حول حادثة الصلب المزعومة ما يلي :
واما يسوع فلما جاءوا اليه لم يكسروا ساقيه لانهم رأوه قد مات .34 لكن واحدا من العسكر طعن جنبه بحربة وللوقت خرج دم وماء35. والذي عاين شهد وشهادته حق وهو يعلم انه يقول الحق لتؤمنوا انتم .
والسؤال هو :
كيف تمكن الشاهد الذي عاين و شهد كما يقول يوحنا من التفريق بين الماء والدم من هذه الطعنة ؟؟ لأنه من المعروف أن الماء إذا اختلط بالدم فإن الخليط سيصبح لونه أحمر أقل قتامة من الدم بحيث يستحيل على الرائي أن يفرق بين الدم و الماء بالعين المجردة ... في عصرنا هذا يمكن الوصول إلى ذالك بالأدوات تحليل الدم ... و خصوصاً أن الحادثة وقعت والظلام قد حل على الأرض كلها مرقس 15 33 عدد
والنقطة الثانية والمهمة هي أن خروج الدم والماء من جنب يسوع لدليل دامغ على أنه لم يمت فمن المعروف أن دماء الموتى لا تسيل !!
السؤال 30 :
( صفات الرب ) من هي العروس امرأة الخروف ؟
جا في سفر الرؤيا 12عدد9: ثم جاء اليّ واحد من السبعة الملائكة الذين معهم السبع الجامات المملوءة من السبع الضربات الاخيرة وتكلم معي قائلا هلم فأريك العروس امرأة الخروف. (SVD)
كاتب هذه الكلمات يقصد هنا بالخروف هو الله كما قال في سفر الرؤيا ( 17عدد14 ). هؤلاء سيحاربون الخروف والخروف يغلبهم لأنه رب الأرباب وملك الملوك والذين معه مدعوون ومختارون ومؤمنون. (SVD)
والسؤال هنا هو من هي العروس امرأة الخروف ؟ وهل هي آدمية أم من جنس الخراف ؟ وأين سيقام الفرح ؟ وهل هكذا يتحدث الأنبياء في كتابكم عن الله رب العزة ؟ يصفونه بأنه خروف ؟
السؤال 31 :
( الألوهية ) أين القطعة المقطوعة ؟
قال لوقا في إنجيله عن ختان المسيح : (( ولما تمت ثمانية ايام ليختنوا الصبي سمي يسوع كما تسمى من الملاك قبل ان حبل به في البطن )) [ 2 عدد 21 ] والسؤال هو : هل القطعة المقطوعة من يسوع عندما ختن هل كانت متحدة باللاهوت ام انفصلت عنه و أين رموا القطعة بعد الختان ؟
ثم الأهم من ذلك هل هذه القطعة هي من ضمن الفداء والصلب ؟ هل هذه القطعة أيضاً تحملت خطيئة آدم ؟ وهل صعود يسوع بعد القيامة كانت بهذه القطعة أم بدونها ؟ ثم أن هذه القطعة أين دفنت ؟ هل تخلصوا منها في القمامة ؟ من العجيب أن يكون الإله له قطعة في جسدة ضارة وغير نافعة وهل هي قطعة مقدسة ؟ والله لا أعرف إلى الآن كيف ختنوا الإله !!
السؤال 32 :
( الأقانيم والتثليث ) من الذي حبَّلَ مريم العذراء؟ وكم أقنوم ؟
يقول لوقا: (( فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: كَيْفَ يَكُونُ هَذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟» فَأَجَابَ الْمَلاَكُ: اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ فَلِذَلِكَ أَيْضاً الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ. )) لوقا 1: 34-35
ومعنى ذلك أن الحمل تمَّ عن طريقين: ( اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ ) ( وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ ) ، فهما إذن شيئان مختلفان وليسا متحدين.
فلو كان الروح القدس هو المتسبب في الحمل ، فلماذا يُنسَب إلى الله؟
ولو كان هناك إتحاد فعلى بين الأب والابن والروح القدس لا ينفصل طرفة عين ، فعلى ذلك يكون الابن ( الذي هو أيضاً الروح القدس ) هو الذي حبَّلَ أمَّه. وبهذا مشكلة كبيرة فالله كما حل في يسوع فصار يسوع إله فقد حل قبله في أمه مريم ومن المعلوم أنه لولا الأم ما وجد الإبن فهي السبب في وجود الإبن وبالتالي هي أم الإله وزوجته في نفس الوقت فإن كان بحلوله في يسوع أصبح يسوع إلهاً فقد حل في سبب وجود يسوع وهو أمه قبل أن يولد يسوع بل وإلتحم بها , فلماذا لا تكون مريم هي الأقنوم الرابع ؟
السؤال 33 :
( صفات الرب ) هل الرب يخطأ في الأنساب ؟
يقول متى: (( فَجَمِيعُ الأَجْيَالِ مِنْ إِبْراهِيمَ إِلَى دَاوُدَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً وَمِنْ دَاوُدَ إِلَى سَبْيِ بَابِلَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً وَمِنْ سَبْيِ بَابِلَ إِلَى الْمَسِيحِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً.)) متى 1عدد 17 وهذا يُخالف ما ورد في سفر أخبار الأيام الأول ، فقد ذُكِر أن أجيال القسم الثاني (ثمانية عشر). فقد أسقط متى يواش (أخبار الأيام الأول 3عدد 12) وأمصيا (أخبار الأيام الأول 3عدد 12) وعزريا (أخبار الأيام الأول 3عدد 12) ويهوياقيم (أخبار الأيام الأول 3عدد 16) وفدايا (أخبار الأيام الأول 3عدد 19).
فكيف نسى الرب أن يوحى بهذه الأسماء ولماذا نسيهم ؟ هل تعلم أن الرب لا ينسى ؟ هل تعلم أن الرب صادق ولا يتكلم إلا بالصدق؟ ( أنا الرب متكلم بالصدق ) إشعياء 45عدد 19، (فاعلم أن الرب إلهك هو الله ، الإله الأمين ، الحافظ العهد والإحسان للذين يحبونه ، ويحفظون وصاياه إلى ألف جيل) تثنية 7عدد 9 ، (ليس الله إنساناً فيكذب ، هل يقول ولا يفعل؟ أو يتكلم ولا يفى؟) عدد 23عدد 19 فمن إذن الذي كتب هذا الكتاب ؟
فلماذا حذف متى خمسة أجيال من ترتيبه بين داود والسبى البابلى؟ (( وَدَاوُدُ الْمَلِكُ وَلَدَ سُلَيْمَانَ مِنَ الَّتِي لأُورِيَّا. 7وَسُلَيْمَانُ وَلَدَ رَحَبْعَامَ. وَرَحَبْعَامُ وَلَدَ أَبِيَّا. وَأَبِيَّا وَلَدَ آسَا. 8وَآسَا وَلَدَ يَهُوشَافَاطَ. وَيَهُوشَافَاطُ وَلَدَ يُورَامَ. وَيُورَامُ وَلَدَ عُزِّيَّا. 9وَعُزِّيَّا وَلَدَ يُوثَامَ. وَيُوثَامُ وَلَدَ أَحَازَ. وَأَحَازُ وَلَدَ حَزَقِيَّا. وَحَزَقِيَّا وَلَدَ مَنَسَّى. وَمَنَسَّى وَلَدَ آمُونَ. وَآمُونُ وَلَدَ يُوشِيَّا. وَيُوشِيَّا وَلَدَ يَكُنْيَا وَإِخْوَتَهُ عِنْدَ سَبْيِ بَابِلَ.)) متى 1عدد 6-11
وهل حذفهم من نفسه أو أوحى إليه ذلك؟ ولو أوحى الرب ذلك ، فلماذا لم يُعدِّل الرب من كتابه الأول لو كان هو الذي أوحى هذا الكلام؟
السؤال 34 :
ما علاقة عبدة النار المجوس بملك اليهود ؟
يقول الكتاب: (( وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَائِلِينَ: أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ.)) متى 2عدد 1-2 (( فَلَمَّا سَمِعُوا مِنَ الْمَلِكِ ذَهَبُوا. وَإِذَا النَّجْمُ الَّذِي رَأَوْهُ فِي الْمَشْرِقِ يَتَقَدَّمُهُمْ حَتَّى جَاءَ وَوَقَفَ فَوْقُ حَيْثُ كَانَ الصَّبِيُّ. فَلَمَّا رَأَوُا النَّجْمَ فَرِحُوا فَرَحاً عَظِيماً جِدّاً وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ وَرَأَوُا )) متى 2عدد 9-11
إلى الآن لم نجد أي تفسير, ما علاقة عبدة النار من المجوس باليهودية وبمجيء ملك اليهود؟ وكيف عرفوا ذلك على الرغم من عدم معرفة اليهود أنفسهم بهذا الموعد؟ فبعد 33 سنة عاشوها معه سأله رئيس الكهنة: (( أَسْتَحْلِفُكَ بِاللَّهِ الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا: هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ؟ )) متى 26عدد 63 (( فَوَقَفَ يَسُوعُ أَمَامَ الْوَالِي. فَسَأَلَهُ الْوَالِي: أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ )) متى 27عدد 11
فلو صدقوا بذلك لكانوا من أتباع اليهودية! ولم نسمع ولم نقرأ ولم يسجل أحد المؤرخين القدماء أن المجوس سجدوا لأحد من ملوك اليهود ، فلماذا تحملوا مشقة السفر وتقديم كنوزهم والكفر بدينهم والسجود لمن يقدح في دينهم ويسب معبودهم ؟
ثم كيف أمكن للنجم الضخم تحديد المكان الصغير الذي ولد فيه يسوع من مكان يبعد عن الأرض بلايين السنوات الضوئية ؟ فالمعتاد أن أشير بإصبعي لأحدد سيارة ما. لكن أن أشير بالسيارة لأحدد أحد أصابع شخص ، فهذا غير منطقي.
السؤال 35 :
( الكتاب المقدس ) الكفار أبناء الزنا يكتبون كتابكم ؟؟؟؟؟
سليمان كما هو معروف في الكتاب المقدس هو بن داود من زوجة أوريا الحثي بثشبع التي إغتصبها داود من زوجها وقتل زوجها وأنجب منها من الزنا سليمان والقصة بكاملها موجودة ومسطورة في الكتاب في سفر صموائيل الثاني الإصحاح الحادي عشر ثم تولى سليمان الملك بعد أبيه ومن المعروف عند علماء الكتاب المقدس بالإجماع أن سليمان ليس بنبي بل لقد كفر سليمان وإرتد في آخر أيامه وعبد الأصنام وبنى لها المعابد كما يقول الكتاب المقدس في الملوك الأول 11عدد4 (( وكان في زمان شيخوخة سليمان ان نساءه أملن قلبه وراء آلهة اخرى ولم يكن قلبه كاملا مع الرب الهه كقلب داود ابيه. (SVD) ولا يوجد ولا خبر واحد في التوارة تقول ان سليمان قد تاب من كفره بل الظاهر أنه مات على الكفر عابداً للأوثان ونحن نتبرأ إلى الله من هذا القول , وينسب علماء الكتاب المقدس إلى سليمان عدد من الكتب في العهد القديم وأشهرها النشيد الفسقي المسمى بنشيد الإنشاد وسفر الجامعة وبعض المزامير والأمثال ,.
والسؤال المهم هنا : إن كان سليمان ليس بنبي ولا رسول , وهو بن زنا كما زعمتم , وأنه كافر مرتد عابد للأوثان كما يقول كتابكم , فبأي صفة يكتب في الكتاب المقدس وتقولون على كلامه أنه كلام الله ؟ هل الرب يوحي لرجل ليس بنبي ولا رسول وهو كافر بن زنا مرتد عابد للأوثان وبنى لها المعابد بل حتى لم يتوب ؟ هل هؤلاء يتلقون الوحي عندكم ؟
السؤال 36 :
( المسيح ) هل غسيل الأرجل يحتاج إلى خلع الملابس ؟
يحكي لنا الإنجيل قصة يسوع وهو سهران في إحدى الليالي وبعد العشاء وشرب الخمر فعل هكذا :
يوحنا 13عدد4 : قام عن العشاء وخلع ثيابه واخذ منشفة واتّزر بها. (5) ثم صبّ ماء في مغسل وابتدأ يغسل أرجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي كان متزرا بها. (SVD)
والسؤال هو : هل غسل أرجل الناس يستدعي التعري وخلع الملابس ؟ لقد أضطر أن يتزر بالمنشفة حتى يداري عورته , فهل هذا سلوك طبيعي ؟
السؤال 37 :
( الصلب والفداء ) من أرسل من ؟
ورد في إنجيل ( متى 21: 37 ) في قوله (( فأخيراً أرسل إليهم ابنه قائلاً يهابون ابني )). ويقصدون أن الله أرسل ابنه المسيح إلى شعب اليهود لأنهم لم يهابوا الله وقد يهابوا ابنه- تعالى الله عن هذا الخرافات علواً كبيراً.
ولو صدَّق أحد هذا لوجب ألا يكون هناك ثلاثة في واحد ، بل ثلاثة في ثلاثة ، حيث إن الإله الأول لم يهبه أحد ، فأرسل إليهم ابنه!! فالراسل غير المُرّسَل
وإذا كان الإله قد جاء في صورة الجسد ليَحْدُث التشابه بينه وبين الإنسان فيوقع إنتقامه على البشر وبذلك يخلصهم، فلماذا لم يُحيى آدم لينتقم منه بدلاً من الإنتقام من (شخص / أو إله / أو ابنه / أو نفسه) برىء مظلوم؟ ولماذا لم يجىء في صورة امرأة؟ ألم يقل بولس إنَّ المرأة هى التي أغويت ، وآدمُ لم يَغْوَ ولكنَّ المرأة أُغوِيَتْ فَحَصَلَت في التعدِّى ( تيموثاوس الأولى2: 14 )
السؤال 38 :
ما هو شكل تماثيل البواسير البشرية ؟ وما الحكمة!
ورد في سفر صموائيل الاول 6عدد4-5 ما يلي :
1صموائيل 6عدد4: فقالوا وما هو قربان الاثم الذي نرده له.فقالوا حسب عدد اقطاب الفلسطينيين خمسة بواسير من ذهب وخمسة فيران من ذهب.لان الضربة واحدة عليكم جميعا وعلى اقطابكم. (5) واصنعــوا تماثــيل بواسيركم وتماثيل فيرانكم التي تفسد الارض وأعطوا اله اسرائيل مجدا لعله يخفف يده عنكم وعن آلهتكم وعن ارضكم. (SVD)
والسؤال هنا هو : كيف هو شكل هذه التماثيل البواسيرية ؟ وما الحكمة من صناعة تماثيل بواسير البشر من الذهب وتماثيل ذهبية للفئران ؟ في أي تاريخ ذكر أن البشر صنعوا تماثيل لبواسيرهم ؟ أليس هذا أمر بصناعة الأصنام ؟ ننتظر الرد ولكن عفواً نستقبل الردود فقط من العقلاء .
السؤال 39 :
(المسيح ) هل المسيح كان من الأشرار ؟
حسب الايمان المسيحي نعم. فقد قرر الكتاب المقدس أن (( الشرير فدية الصديق )) أمثال 21: 18 ، وقد قرر بولس أن المسيح صُلِبَ كفارة لخطايا كل العالَم (رسالة يوحنا الأولى 2 عدد 2) , بل وإعترف بولس بأن يسوع ليس شريراً فقط ولكنه أيضاً صار ملعون ,, ألا تصدق ؟ في غلاطية 3عدد13 يقول هكذا : (( المسيح افتدانا من لعنة الناموس اذ صار لعنة لاجلنا لانه مكتوب ملعون كل من علّق على خشبة. (SVD) والسؤال هو هل يسوع شرير ملعون كما يقول كتابكم ؟
السؤال 40 :
( تناقضات ) هل بطرس صديق طاهر أم مرائي منافق كذَّاب ؟
أولاً : يقول مرقس عن سمعان صخرة الكنيسة (( فَأَنْكَرَ أَيْضاً. وَبَعْدَ قَلِيلٍ أَيْضاً قَالَ الْحَاضِرُونَ لِبُطْرُسَ: حَقّاً أَنْتَ مِنْهُمْ لأَنَّكَ جَلِيلِيٌّ أَيْضاً وَلُغَتُكَ تُشْبِهُ لُغَتَهُمْ. فَابْتَدَأَ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ: «إِنِّي لاَ أَعْرِفُ هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي تَقُولُونَ عَنْهُ! )) مرقس 14: 70-71.
أين البر ؟ وأين الفضيلة ؟ وأين الأخلاق في كذب بطرس - صخرة عيسى عليه السلام الذي يملك مفاتيح السماوات والذى عليه بُنِيَت كنيسة يسوع ، تلك الكنيسة التي لا تقوى أبواب الجحيم عليها ؟
ثانياً : يقول إنجيل متى 26عدد72 عن قصة إنكار ولعن بطرس ليسوع عند المحاكمة هكذا :انكر ايضا بقسم اني لست اعرف الرجل. (73) وبعد قليل جاء القيام وقالوا لبطرس حقا انت ايضا منهم فان لغتك تظهرك. (74) فابتدأ حينئذ يلعن ويحلف اني لا اعرف الرجل.وللوقت صاح الديك. (SVD)
فكيف جاز لبطرس صخرة الكنيسة أن يقسم كذباً وينكر إلهه بل ويلعن إلهه يسوع كما تدعون ؟ الحق أنه على هذا ليس عنده مثال حبة من خردل من الإيمان كما قال وصف يسوع تلاميذه الرسل في لوقا 17عدد5-6 ((5 فقال الرسل للرب زِد ايماننا. (6) فقال الرب لو كان لكم ايمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذه الجميزة انقلعي وانغرسي في البحر فتطيعكم (SVD)
ثالثاً : وصف بولس بطرس بأنه مرائي منافق كما ورد في رسالته إلى أهل غلاطية 2عدد11 : ((11. ولكن لما أتى بطرس الى انطاكية قاومته مواجهة لانه كان ملوما. (12) لانه قبلما أتى قوم من عند يعقوب كان يأكل مع الامم ولكن لما أتوا كان يؤخر ويفرز نفسه خائفا من الذين هم من الختان. (13) وراءى معه باقي اليهود ايضا حتى ان برنابا ايضا انقاد الى ريائهم. (SVD)
فنعيد السؤال مرة أخرى هل من مثل هؤلاء تاخذون دينكم ؟ وهل نصف بطرس صخرة الكنيسة صفا بانه مؤمن صديق أم كاذب منافق مرائي ؟ لك الحكم
السؤال 41 :
(خرافات ) فســـــــر مايلي :
عدد 5عدد22: ويدخل ماء اللعنة هذا فــي أحشائك لورم البطن ولإسقاط الفخذ.فتقول المرأة آمين آمين. (SVD)
رؤيا 6عدد6 : وسمعت صوتا في وسط الأربعة الحيوانات قائلا ثمنية قمح بدينار وثلاث ثماني شعير بدينار وأما الزيت والخمر فلا تضرهما
السؤال 42 :
( تناقضات ) متى نزلت الحمامة بالضبط ؟
بعد أن صعدَ من الماء متى 3عدد 16-17
أثناء صعوده من الماء مرقس 1عدد 9-11
أثناء صلاته أى بعد التعميد لوقا 3عدد 21-22
ألا يعنى نزول روح الرب كحمامة وظهورها منفصلة أنه لا إتحاد بين روح الرب ويسوع؟ فقد ظهرا منفصلين. وهل روح الرب صغيرة لدرجة أنها تتشكل في جسم حمامة ؟ ولماذا لم تظهر روح الرب لكل الناس لتعلمهم بذلك؟ لماذا خصَّت المعمدان بهذا الشرف وحده ؟
السؤال 43 :
( تناقضات ) صــــــوت مَــــــن ؟
يقول صاحب إنجيل لوقا عند قصة تعميد يسوع في لوقا 3عدد22 هكذا ((22 ونزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة وكان صوت من السماء قائلا انت ابني الحبيب بك سررت (SVD)
وبغض النظر عن قصة الحمامة لكن السؤال هو صوت مَن المتحدث ؟ إن كان يوحنا يقول عن الله في يوحنا 5عدد37 هكذا : ((والآب نفسه الذي ارسلني يشهد لي.لم تسمعوا صوته قط ولا ابصرتم هيئته. (SVD)
فعلمنا أنه لا أحد يسمع صوت الله أبداً ولا يبصر أحد هيئته , وإن كان الإبن هو يسوع وهو لم يقل أنت إبني الحبيب ولكن الصوت كان قادماً من السماء والروح القدس هي الحمامة وهي لم تقل هذا أيضاً والله لا أحد يسمع صوته قط !! فمن الذي قال أنت إبني الحبيب ؟ ؟؟؟
السؤال 44 :
( هل معقول ) بني إسرائيل ليس فيهم عقيم ولا عاقر ولا في بهائمهم ولا تصيبهم الأمراض ؟؟؟
تثنية7عدد14: مباركا تكون فوق جميع الشعوب.لا يكون عقيم ولا عاقر فيك ولا في بهائمك. (15) ويرد الرب عنك كل مرض وكل أدواء مصر الرديئة التي عرفتها لا يضعها عليك بل يجعلها على كل مبغضيك. (SVD)
!!!!!!!!!!!!!!
السؤال 45 :
( تناقضات ) هل طريق يسوع هيِّن وخفيف على سالكيه أم ضيق ملىء بالصعوبات ؟
ضيق : (( مَا أَضْيَقَ الْبَابَ وَأَكْرَبَ الطَّرِيقَ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْحَيَاةِ وَقَلِيلُونَ هُمُ الَّذِينَ يَجِدُونَهُ! )) متى 7عدد 14
هيِّن : (( اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ.)) متى 11عدد 29-30
السؤال 46 :
هل الرب يأمر بالنذور للشيطان ؟
جاء في سفر اللاويين أمر الرب لموسى هكذا : سفر اللاويين الإصحاح 7عدد5-10((5 ويأخُذُ مِن عِندِ جَماعةِ بَنى إسْرائيلَ تَيسَينِ مِنَ المَعِزِ لِذَبيحةِ الخَطيئَة وكَبْشاً لِلمُحرَقَة. 6 فيُقَرِّبُ هارونُ عِجْلَ ذَبيحةِ الخَطيئَةِ الَّتي علَيه وُيكَفِّرُ عن نَفْسِه وعن بَيتِه. 7 ثُمَّ يأخُذُ التَّيسَينِ وُيقيمُهما أَمامَ الرَّبّ عِندَ بابِ خَيمَةِ المَوعِد. 8 وُيلْقي هارونُ علَيهما قُرعَتَين، إِحْداهما لِلرَّبّ والأُخْرى لِعَزازيل. 9 وُيقَرِّبُ هارونُ التَّيسَ الَّذي وَقَعَت علَيه القُرعَةُ لِلرَّبّ، وَيصنَعُه ذَبيحةَ خَطيئَة. 10 والتَّيسُ الَّذي وَقَعَت علَيه قُرعةُ عَزازيل يُقيمُه حَيّاً أَمامَ الرَّبّ، لِيُكَفِّرَ عَلَيه ويُرسِلَه إِلي عزازيلَ في البَرِّيَّة.
وعزازيل هو الشيطان كما هو معروف وكما يُعرِّفَه قاموس الكتاب المقدس هروباً من الموقف هكذا نصاً : الشيطان أو الجن في الصحاري والبراري أو ملاك ساقط (بحسب سفر اخنوخ ومعظم المفسرين الحديثين ) إنتهى بالنقل حرفياً .
فالعقلاء أسأل : هل الرب يأمر بالنذر للشيطان ؟ هل في هذا مثقال ذرة من التوحيد ؟ وأي حكمة في أن تهب للرب تيس وللشيطان تيس ؟ لم يجبنا أحد حتى الآن .
السؤال 47 :
هل الله يأمر الناس بعبادة الأصنام ؟
سفر حزقيال 20عدد39: (( 39 اما انتم يا بيت اسرائيل فهكذا قال السيد الرب.اذهبوا اعبدوا كل انسان اصنامه وبعد ان لم تسمعوا لي فلا تنجسوا اسمي القدوس بعد بعطاياكم وباصنامكم. (SVD)
السؤال 48 :
( المسيح ) ماذا فعل يسوع بعد أن أنهى الشيطان تجربته معه ؟
(( ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ. 12وَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ أَنَّ يُوحَنَّا أُسْلِمَ انْصَرَفَ إِلَى الْجَلِيلِ. 13وَتَرَكَ النَّاصِرَةَ وَأَتَى فَسَكَنَ فِي كَفْرِنَاحُومَ الَّتِي عِنْدَ الْبَحْرِ فِي تُخُومِ زَبُولُونَ وَنَفْتَالِيمَ )) متى 4عدد 11-13
(( وَرَجَعَ يَسُوعُ بِقُوَّةِ الرُّوحِ إِلَى الْجَلِيلِ وَخَرَجَ خَبَرٌ عَنْهُ فِي جَمِيعِ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ. وَكَانَ يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهِمْ مُمَجَّداً مِنَ الْجَمِيعِ. وَجَاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ حَيْثُ كَانَ قَدْ تَرَبَّى. )) لوقا 4عدد 14
فترى يسوع عند متى كان في الناصرة وانصرف منها إلى الجليل واستقر في كفرناحوم
أما عند لوقا فقد رجع إلى الجليل واستقر في الناصرة.
السؤال 49 :
ما هو تمثال الغيرة ؟
حزقيال 8عدد3: ومد شبه يد وأخذني بناصية راسي ورفعني روح بين الارض والسماء واتى بي في رؤى الله الى اورشليم الى مدخل الباب الداخلي المتجه نحو الشمال حيث مجلس تمثال الغيرة المهيج الغيرة (4) واذا مجد اله اسرائيل هناك مثل الرؤيا التي رأيتها في البقعة (SVD)
ما هو شكل هذا التمثال ؟ ألا توافقني إنها أمور وثنية أخذها كتبة الكتاب المقدس من الحضارات التي عايشوها فتأثروا بها ؟ لكن أيضاً لم نعرف ما هو هذا التمثال ؟
السؤال 50 :
متى أعطى يسوع التلاميذ القدرة على إخراج الشياطين ؟
حدثت أولاً قصة المجنون الأخرس في ( متى 9عدد 32-34 ) ، ثم أعطاهم القدرة على إخراج الشياطين وإشفاء المرضى في (متى 10عدد 1-10)
وعند لوقا أعطاهم أولاً القدرة على إخراج الشياطين وإشفاء المرضى (9عدد 1-6) ، ثم حدثت قصة التجلى (9عدد 28-36).
السؤال 51 :
( الصلب والفداء ) قد أكمل ماذا ؟؟؟؟؟
في إنجيل يوحنا الإصحاح السابع عشر نأخذ منه فقرتين 3 , 4 فيقول ( يوحنا 17عدد3-4 )
:3 وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته. (4) أنا مجدتك على الأرض.العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته. (SVD)
كيف يكون العمل الذي أعطاه الله للمسيح قد أكمل والمسيح لم يصلب بعد ؟ المسيح حتى لم يكن وضع على الصليب وكما تقولون أنتم فإن العمل الذي جاء من أجله هو أن يصلب ليخلص البشرية , فكيف يقول المسيح قبل الصلب بأن العمل الذي أعطاه الله له قد أكمله ؟ هل كان يكذب ؟
ثم كيف يقول المسيح للإله هذه هي الحياة الأبدية أيها الإله أن يعرفوك أنك أنت الإله الحقيقي ولاحظ قال كلمة ( وحدك ) ثم اعترف أن الله هو من أرسله ؟ أليس المسيح هو الإله ؟ لو كان هو الله حقاً كما تزعمون لقال ليعرفوك أني الإله الحقيقي وحدي أو ليعرفوا أنك أنت الأب وأنا الابن وهناك الروح القدس ونحن إله واحد ؟ أليس هذا من الدجل ؟
السؤال 52:
( عقائد وعبادات ) لماذا لاتسجدون في صلاتكم ، كما كان يصلي المسيح ؟
جاء عند متى عن المسيح (( ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي )) متى 26عدد 39
وفى متى أيضاً أن يسوع قال لإبليس:عندما طلب منه إبليس أن يسجد له وَقَالَ لَهُ: (( أُعْطِيكَ هَذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي». حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ.)) متى 4عدد 9-10 ولوقا 4عدد 7-8
وجاء عند مرقس : (( ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى الأَرْضِ وَكَانَ يُصَلِّي لِكَيْ تَعْبُرَ عَنْهُ السَّاعَةُ إِنْ أَمْكَنَ. )) مرقس 14عدد 35
وأيضاً: (( مَنْ لاَ يَخَافُكَ يَا رَبُّ وَيُمَجِّدُ اسْمَكَ، لأَنَّكَ وَحْدَكَ قُدُّوسٌ، لأَنَّ جَمِيعَ الأُمَمِ سَيَأْتُونَ وَيَسْجُدُونَ أَمَامَكَ، لأَنَّ أَحْكَامَكَ قَدْ أُظْهِرَتْ.)) رؤيا يوحنا 15: 4
السؤال 53 :
هل جهنم هى الفردوس عندكم ؟ وأين كان يسوع عقب موته؟ هل كان في الفردوس أم في جهنم ؟
لقد قال بولس: (( وَأَمَّا أَنَّهُ صَعِدَ، فَمَا هُوَ إِلاَّ إِنَّهُ نَزَلَ أَيْضاً أَوَّلاً إِلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى. 10اَلَّذِي نَزَلَ هُوَ الَّذِي صَعِدَ أَيْضاً فَوْقَ جَمِيعِ السَّمَاوَاتِ، لِكَيْ يَمْلَأَ الْكُلَّ. )) أفسس 4عدد 9-10
أى أن يسوع نزل إلى الهاوية وجهنم لكى يخلِّص الخطاة ويحررهم من خطيئة أدم وحواء.
إلا أن يسوع نفسه قال: (( وَكَانَ وَاحِدٌ مِنَ الْمُذْنِبَيْنِ الْمُعَلَّقَيْنِ يُجَدِّفُ عَلَيْهِ قَائِلاً: إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ فَخَلِّصْ نَفْسَكَ وَإِيَّانَا! 40فَانْتَهَرَهُ الآخَرُ قَائِلاً: أَوَلاَ أَنْتَ تَخَافُ اللهَ إِذْ أَنْتَ تَحْتَ هَذَا الْحُكْمِ بِعَيْنِهِ؟ أَمَّا نَحْنُ فَبِعَدْلٍ لأَنَّنَا نَنَالُ اسْتِحْقَاقَ مَا فَعَلْنَا وَأَمَّا هَذَا فَلَمْ يَفْعَلْ شَيْئاً لَيْسَ فِي مَحَلِّهِ. 42ثُمَّ قَالَ لِيَسُوعَ: اذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ. 43فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ.)) لوقا 23عدد 39-43
السؤال 54 :
( تناقضات ) هل شهادة المسيح لنفسه حق أم ليست حقاً ؟
أعلم ستقول أن شهادته حق ولن ينفع كلامي معك لذا سأعطيك النصوص مباشرة فاقرأ : " إن كنت أشهد لنفسي فشهادتي ليست حقاً " يوحنا 5 عدد 31
بما يناقضه تماما في يوحنا 8 عدد 31 " وإن كنت أشهد لنفسي فشهادتي حق "
السؤال 55 :
( الصلب والفداء ) هل من الرحمة والعدل أن يسلم إبنه المظلوم ؟
هل من الرحمة أن يُسلم الأب ابنه للصلب دون أن يقترف إثماً أو جريمة ما تستحق هذه العقوبة ؟ وما الفائدة التربوية التي نتعلمها من مثل هذا التصرُّف؟ فما بالك إذا كان الآخر ابن الإله ؟ وكيف يثق خلقه به إذا كان قد ضحى بالبار البريء من أجل غفران خطيئة مذنب آخر ؟ هل يُعجبه أن يصفه أحد خلقه بالقسوة وعدم الرحمة ؟ (( اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ )) رومية 8 عدد 31-32
ولو كان الصلب والفداء لغفران خطيئة آدم وحواء – فكيف يكفر عن خطيئة الشيطان ؟ وهل سيضطر إلى النزول مرة أخرى والزواج من شيطانة لينجب شيطاناً يصلب عن الشياطين؟ أليست خطيئة الشيطان أعظم وأجل ؟
وهل يعقل أن تكون قوانين الأمم المتحضرة اليوم أعدل من قانون الله ، حيث إنها لا تحاسب الإنسان على فعل غيره ولو كان ابنه أو أباه؟ كيف تكون عملية الصلب والقتل وإسالة دم البريْ رحمة وهبة للبشرية؟
السؤال 56 :
( هل معقول ) هل صوت البشر يهدم صور مدينة بني من أجل تحصينها ؟
انهيار السور بالهتاف
يقول كاتب سفر يشوع 6 عدد 5 : (( ويكون عند امتداد صوت قرن الهتاف عند استماعكم صوت البوق ان جميع الشعب يهتف هتافا عظيما فيسقط سور المدينة في مكانه ويصعد الشعب كل رجل مع وجهه))
هتف بنو إسرائيل فانهار سور اريحا . انهار السور كله حول المدينة عن طريق الهتاف !!!! هل هذا هو السلاح الجديد الذى لم يسمع به أحد لا من قبل ولا من بعد ؟.. نعم أنه هو !!!
والسؤال هنا هو : أذكر كتاب تاريخ واحد أو مؤرخ واحد ذكر هذه الحادثة في كتابه أو تأريخه !
إن حصار مدينة كأريحا وسقوطها بعد الحصار في حرب مشهورة كهذه وسقوط سور المدينة بهذه الخطة الرائعة لهو حدث تسير به الركبان ويتناقله المؤرخون وينتشر كانتشار النار في الهشيم , فأي مؤرخ أو كتاب تاريخ ذكر هذه المعجزة ؟
السؤال 57 :
( الصلب والفداء ) كيف كانوا أطهاراً وهم يحملون خطية آدم ؟
لقد شهد إلهكم قبل أن يموت على الصليب المزعوم ويفدى البشرية من خطيئة أدم أن تلاميذه من الأطهار باستثناء واحد منهم: (( قَالَ لَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «يَا سَيِّدُ لَيْسَ رِجْلَيَّ فَقَطْ بَلْ أَيْضاً يَدَيَّ وَرَأْسِي. قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «الَّذِي قَدِ اغْتَسَلَ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ إِلاَّ إِلَى غَسْلِ رِجْلَيْهِ بَلْ هُوَ طَاهِرٌ كُلُّهُ. وَأَنْتُمْ طَاهِرُونَ وَلَكِنْ لَيْسَ كُلُّكُمْ.)) يوحنا 13عدد 9-10 ألا يكذب هذا بدعة الصلب والفداء؟
السؤال 58 :
تضلون إذ لا تعرفون الكتب ؟ أي كتب يقصد ؟
جاء في إنجيل متى الإصحاح الثاني والعشرون الفقرة ( متى 22عدد23-30 ) الصدوقيين يسألون المسيح عن المرأة يرثها أخو زوجها إن مات زوجها ففي الآخرة لمن تكون المرأة زوجة فقال هكذا :
23. في ذلك اليوم جاء إليه صدوقيون الذين يقولون ليس قيامة فسألوه (24) قائلين يا معلّم قال موسى إن مات احد وليس له أولاد يتزوج أخوه بامرأته ويقيم نسلا لأخيه. (25) فكان عندنا سبعة إخوة وتزوج الأول ومات.وإذ لم يكن له نسل ترك امرأته لأخيه. (26) وكذلك الثاني والثالث إلى السبعة. (27) وآخر الكل ماتت المرأة أيضا. (28) ففي القيامة لمن من السبعة تكون زوجة.فإنها كانت للجميع. (29) فأجاب يسوع وقال لهم تضلون إذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله. (30) لأنهم في القيامة لا يزوجون ولا يتزوجون بل يكونون كملائكة الله في السماء. (SVD)
وسؤالنا من شقين كالآتي :
الشق الأول : أين في كتب الأنبياء أو في العهد القديم مكتوب أو موجود انهم في القيامة لا يزوجون أو يتزوجون بل يكونون كملائكة الله في السماء ؟ رجاءً ادعم إجابتك بالنصوص من العهد القديم .
الشق الثاني : المسيح لم يعترض على كون المرأة يتوارثها إخوة زوجها بعد وفاة زوجها , بل كل ما استنكره أن يكون هناك زواج في الآخرة كما قرأت , والسؤال هو : لماذا ترك النصارى هذا الجزء من شريعة موسى ؟ تحت أي سبب وما هي الحجة ؟ المسح قال ما جئت لأنقض بل لأكمل ( متى 5عدد17 ) , وهو لم يعترض على كون الإخوة يتوارثون زوجة أخيهم الميت بالتتابع عند وفاة الأكبر منهم فالذي يليه كما ترى , لماذا لا يطبق النصارى هذه الشريعة اليوم ؟؟ رجاءً ادعم إجابتك بالنصوص من الكتاب المقدس .
السؤال 59 :
( الصلب والفداء ) هل كان يريد الصلب أم لا يريد ؟
تزعمون أن المسيح جاء برضاه إلى الدنيا لكي يقتل على الصليب ولكي يصالح البشرية مع الله ويفديهم بدمه ليخلصهم من خطيئة أبيهم آدم. وهذا يتناقض مع ما جاء في الأناجيل، فقد بينت الأناجيل أن المسيح لم يكن راضياً على صلبه، وأنه أخذ يصلي ويستغيث بالله، أن ينجيه من أعدائه، حتى أن عرقه صار كقطرات دم نازلة على الأرض ، واستمر في دعائه قبل القبض عليه وبعد أن وضع على الصليب حسب اعتقادكم : (( حِينَئِذٍ جَاءَ مَعَهُمْ يَسُوعُ إِلَى ضَيْعَةٍ يُقَالُ لَهَا جَثْسَيْمَانِي فَقَالَ لِلتَّلاَمِيذِ : اجْلِسُوا هَهُنَا حَتَّى أَمْضِيَ وَأُصَلِّيَ هُنَاكَ. ثُمَّ أَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ وَابْنَيْ زَبْدِي وَابْتَدَأَ يَحْزَنُ وَيَكْتَئِبُ. فَقَالَ لَهُمْ : نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى الْمَوْتِ. امْكُثُوا هَهُنَا وَاسْهَرُوا مَعِي. ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: يَا أَبَتَاهُ إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ )) (متى 26عدد 36-44) و (مرقس 14عدد 32-39) و(لوقا 22عدد 41-44)
السؤال 60:
( الصلب والفداء ) لماذا حزنوا ؟
لماذا حزن تلاميذه والمؤمنون لو كانوا قد علموا بفرية الفداء والصلب ؟ ألم تكن هذه الحادثة مدعاة إلى سرور الناس جميعاً ؟ (( وَكُلُّ الْجُمُوعِ الَّذِينَ كَانُوا مُجْتَمِعِينَ لِهَذَا الْمَنْظَرِ لَمَّا أَبْصَرُوا مَا كَانَ رَجَعُوا وَهُمْ يَقْرَعُونَ صُدُورَهُمْ. )) لوقا 23عدد 48
السؤال 61 :
( الأقانيم والتثليث ) هل كان الأنبياء الكبار قبل ديانة بولس يؤمنون بالتثليث وأن الله ثلاثة في واحد ؟ وأين الدليل ؟ رجاءً أيد إجابتك بالنصوص التوراتية .
السؤال 62 :
) هل معقول ( كيف يموت الأسد مرتان ؟
يقول كاتب سفر صموئيل الأول 17 عدد 34:
(( فقال داود لشاول كان عبدك يرعى لابيه غنما فجاء اسد مع دب واخذ شاة من القطيع. 35 فخرجت وراءه وقتلته وانقذتها من فيه ولما قام عليّ امسكته من ذقنه وضربته فقتلته.!!! )) ترجمة الفانديك
لاحظ عزيزي القارىء كيف تم امساك الأسد من ذقنه ! ولا حظ أنه أمسكه من ذقنه وضربه في الوقت ذاته ! ولا حظ أنه قتل الدب أيضاً !!!! والسؤال هنا هو : كيف يموت الأسد مرتان ؟
السؤال 63 :
(الألوهية ) فسر ما يلي :
ماذا تعنى عندكم هذه الفقرة: (( لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَنِي مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! )) متى 23 عدد 39؟
لو كان المسيح هو الله فكيف سيأتي باسم الرب لماذا لا يأتي باسمه هو ؟
السؤال 64 :
( أخطاء الشريعة) لماذا لم يقيم اليهود الحد على مريم العذراء ؟
هل تكلم عيسى فى المهد؟
لو لم يتكلم عيسى عليه السلام فى المهد ويُبرِّأ أمه ، لحكم اليهود على أمه بالحرق تبعاً لشريعتهم: (9 واذا تدنست ابنة كاهن بالزنى فقد دنست اباها.بالنار تحرق ) لاويين 21عدد 9، وبما أن اليهود لم يحرقوها ولم يمسوها بأذى ، فلابد أن تكون قد أتت بالدليل.أو بكل وضوح كانت متزوجة من يوسف النجار ولن يخفى على أحد في هذا الزمان إن كانت زوجته بالفعل أم أنها حبلت من الزنا , فالسؤال هو لماذا لم يقم عليها اليهود حد الزنى ؟
السؤال 65 :
قاله إضربني, قاله لأ, قاله الأسد هايكلك, وأكله الأسد !!!!
عفواً على اللغة العامية أعلاه لكن إطلع على النص ولك الحكم
جاء في سفر الملوك الأول 20 عدد 35 (( ان رجلاً من بني الانبياء قال لصاحبه . عن امر الرب اضربني . فأبى الرجل ان يضربه . فقال له من اجل انك لم تسمع لقول الرب فحينما تذهب من عندي يقتلك أسد . ولما ذهب من عنده لقيه أسد وقتله )) ( ترجمة الفانديك دار الكتاب المقدس )
تخيل .. رجل يقول لصاحبه إن الله يأمرك أن تضربني !!! هل هذا معقول ؟ هل يُنزل الله وحياً على رجل ما، يقول له فيه عليك أن تطلب من رجل آخر أن يضربك ؟ على كل حال وكما هو متوقع من العقلاء فإن الرجل رفض أن يضرب صاحبه فغضب طالب الضرب على صاحبه ودعا عليه فأكله أسد !!!! ولماذا يدعو عليه ؟ وما ذنبه ؟ دعا عليه لأنه رفض أن يضربه !!!! والمدهش أن الرب استجاب دعائه ( حسب النص ) فأكل الأسد هذا الرجل المسكين الذي رفض أن يضرب صاحبه !!!! وهل هذه العقوبة مناسبة لرفض الرجل أن يضرب صديقه ؟ ننتظر الإجابة ولكن عفواً نريدها من العقلاء .
السؤال 66 :
( هل معقول ) هل أراد عيسى حقاً إفناء البشرية ؟
فلماذا قال إذاً ؟ (( لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ.)) متى 19عدد 12
وأين حق النساء في الزواج والإستمتاع بأزواجهن ؟ ألم يعلم إلهكم بعلمه الأزلى أن الساقطات سوف يستخدمن مثل هذا القول من أجل تبرير السحاق ؟
ولم يكن هو نفسه أو أحد الأنبياء مخصياً أو حتى أحد الحواريين، فمن المعروف أن بعض الحواريين كان متزوجاً مثل بطرس وبولس، بل ويندد سفر التثنية بمن يفعل ذلك قائلاً: (( لا يَدْخُل مَخْصِيٌّ بِالرَّضِّ أَوْ مَجْبُوبٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.)) تثنية 23 عدد 1
السؤال 67 :
هل يوحنا المعمدان هو إيليا ؟
أولاً : جاء في إنجيل متَّى 17 عدد10-11 هكذا : وسأله تلاميذه قائلين فلماذا يقول الكتبة أن إيليا ينبغي أن يأتي أولا. (11) فأجاب يسوع وقال لهم إن إيليا يأتي أولا ويردّ كل شيء. (SVD)
فيفهم منه بصريح النص أن إيليا من المفروض أن يسبق مجيئه مجئ المسيح وإن لم يشر التلاميذ من أين أتوا بهذه الفرضية ولكن يسوع قد أكد هذه الفكرة وأيد رأي التلاميذ أنه من المفروض أن يأتي إيليا أولاً قبل مَجئ المسيح المنتظر وهذا حسب ما جاء على لِسان المسيح أيضاً في إنجيل مرقس 9 عدد12 هكذا : فأجاب وقال لهم إن إيليا يأتي أولا ويرد كل شيء.وكيف هو مكتوب عن ابن الإنسان أن يتألم كثيرا ويرذل. (SVD),
ولكن لما خرج يوحنا يعمد الناس بمعمودية التوبة فقد اعتقد الناس أنه إما أن يكون إيليا لأن إيليا يسبق مجئ المسيح , ولما أنكر أنه إيليا وقال لست أنا إيليا , فظنوا أنه المسيح لأنه لو لم يكن إيليا فربما كان المسيح المنتظر فأنكر أيضاً كونه المسيح , فلابد أنه النبي المنتظر ولكنه أنكر أيضاً كونه النبي المنتظر وهذا كما هو وارد في إنجيل يوحنا 1 عدد21 هكذا : فسألوه إذا ماذا.إيليا أنت؟ فقال لست أنا.النبي انت ؟.فأجاب لا. (SVD)
فظهر بصريح النص أن يوحنا أنكر كونه إيليا وقريب من هذا ما هو في نفس إنجيل يوحنا 1 عدد25 هكذا : فسألوه وقالوا له فما بالك تعمّد إن كنت لست المسيح ولا إيليا ولا النبي. (SVD)
ولكن بنص قول المسيح في إنجيل متى 17 عدد12-13 هكذا : ولكني أقول لكم أن إيليا قد جاء ولم يعرفوه بل عملوا به كل ما أرادوا.كذلك ابن الإنسان أيضا سوف يتألم منهم. (13) حينئذ فهم التلاميذ انه قال لهم عن يوحنا المعمدان (SVD)
فَيُفهم من هذا القول إما حسب فهم التلاميذ أو حسب كلام يسوع أن يوحنا هو إيليا ولكن يوحنا أنكر كونه إيليا وكذب هذا الكلام كما قلنا من قبل , وليس من المعقول أن يكون يوحنا نبي ولا يدري أهو إيليا أم لا !!! فالأصدق قول يوحنا أنه ليس إيليا لأنه أدرى بنفسه من الكلام الذي فهمه التلاميذ من يسوع فبعدم إتيان إيليا ينفي مجيء المسيح المنتظر على حسب قول اليهود والتلاميذ , وقول النصارى أن يوحنا هو إيليا بالروح فهذا قول لا يُنظر إليه إذ أن يوحنا أنكر كونه إيليا ولم يشر إلى أنه إيليا بالروح أو بالجسد فالأولى تصديق يوحنا لا تصديق غيره . فالآن نعيد السؤال بصيغة أخرى إذا كان من المفترض أن يسبق مجيء المسيح نزول إيليا من السماء كما قال المسيح للتلاميذ وأيد رأيهم في ذلك , وإذا كان كاتب الإنجيل إدعى زوراً وبهتاناً أن إيليا قد جاء وأن إيليا هو يوحنا المعمدان وأنكر يوحنا ها الأمر ورفض أن يكون إيليا بصريح النص أعلاه ؟ فكيف يكون يسوع هو المسيح المنتظر مع مراعاة إنكار يحي أنه إيليا ؟ ننتظر إجابة من عقلاء النصارى .
السؤال 68 :
من هو الكاهن الذي قتلته اليهود في بيت الرب؟
(( وَلَبِسَ رُوحُ اللَّهِ زَكَرِيَّا بْنَ يَهُويَادَاعَ الْكَاهِنَ فَوَقَفَ فَوْقَ الشَّعْبِ وَقَالَ لَهُمْ: [هَكَذَا يَقُولُ اللَّهُ: لِمَاذَا تَتَعَدَّوْنَ وَصَايَا الرَّبِّ فَلاَ تُفْلِحُونَ؟ لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمُ الرَّبَّ قَدْ تَرَكَكُمْ]. 21فَفَتَنُوا عَلَيْهِ وَرَجَمُوهُ بِحِجَارَةٍ بِأَمْرِ الْمَلِكِ فِي دَارِ بَيْتِ الرَّبِّ.)) أخبار الأيام الثاني 24عدد 20
(( لِكَيْ يَأْتِيَ عَلَيْكُمْ كُلُّ دَمٍ زَكِيٍّ سُفِكَ عَلَى الأَرْضِ مِنْ دَمِ هَابِيلَ الصِّدِّيقِ إِلَى دَمِ زَكَرِيَّا بْنِ بَرَخِيَّا الَّذِي قَتَلْتُمُوهُ بَيْنَ الْهَيْكَلِ وَالْمَذْبَحِ. 36اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هَذَا كُلَّهُ يَأْتِي عَلَى هَذَا الْجِيلِ! )) متى 23عدد 35-36
لقد أخطأ الكاتب بين زكريا إبن يهويا داع الكاهن الذي قتل (أخبار الأيام الثاني 24عدد 20-22) وبين زكريا إبن برخيا (زكريا 1عدد 1 ، 7 ).
إنظر هامش إنجيل متى صفحة 6-11 من الكتاب المقدس ( Einheitsübersetzung )
السؤال 69 :
هل يريد الرب أن يُخلص الناس أم يصدقوا الكذب ويهلكون ؟
(( لأَنَّ هَذَا حَسَنٌ وَمَقْبُولٌ لَدَى مُخَلِّصِنَا اللهِ، 4الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ. )) تيموثاوس الأولى 2عدد 3-4
(( وَلأَجْلِ هَذَا سَيُرْسِلُ إِلَيْهِمُ اللهُ عَمَلَ الضَّلاَلِ، حَتَّى يُصَدِّقُوا الْكَذِبَ، 12لِكَيْ يُدَانَ جَمِيعُ الَّذِينَ لَمْ يُصَدِّقُوا الْحَقَّ، بَلْ سُرُّوا بِالإِثْمِ. )) تسالونيكى الثانية 2عدد 11-12
السؤال 70 :
( هل معقول ) هل ملائكة الله تأكل لحماً وخبزاً ؟!
هل سمعتم عن كتاب يزعم أن ملائكة الله تأكل لحماً وخبزاً ؟
الكتاب المقدس يزعم أن ابراهيم عليه السلام حين مرت به الملائكة لهلاك قوم لوط ضيفهم وأطعمهم خبزاً ولحماً !!!
(( فَأَسْرَعَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى دَاخِلِ الْخَيْمَةِ إِلَى زَوْجَتِهِ سَارَةَ وَقَالَ: هَيَّا أَسْرِعِي وَاعْجِنِي ثَلاَثَ كَيْلاَتٍ مِنْ أَفْضَلِ الدَّقِيقِ وَاخْبِزِيهَا. ثُمَّ أَسْرَعَ إِبْرَاهِيمُ نَحْوَ قَطِيعِهِ وَاخْتَارَ عِجْلاً رَخْصاً طَيِّباً وَأَعْطَاهُ لِغُلامٍ كَيْ يُجَهِّزَهُ. ثُمَّ أَخَذَ زُبْداً وَلَبَناً وَالْعِجْلَ الَّذِي طَبَخَهُ، وَمَدَّهَا أَمَامَهُمْ، وَبَقِيَ وَاقِفاً فِي خِدْمَتِهِمْ تَحْتَ الشَّجَرَةِ وَهُمْ يَأْكُلُونَ. )) تكوين 18 عدد 1 أيها العقلاء , إن الملائكة هي أرواح لا أجساد , فهل الأرواح تأكل لحم وخبز ؟ وإن كان الملائكة التي جاءت لإبراهيم هي الله ومعه الإلهين الآخرين فيكون الثالوث فهل الثالوث يأكل لحم وخبز ؟
السؤال 71 :
ما معنى قول بطرس ( ولو أضطررت أن أموت معك )؟
جاء في انجيل مرقس 14عدد 27-31 (( وَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ : إِنَّ كُلَّكُمْ تَشُكُّونَ فِيَّ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ:أَنِّي أَضْرِبُ الرَّاعِيَ فَتَتَبَدَّدُ الْخِرَافُ. 28وَلَكِنْ بَعْدَ قِيَامِي أَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ». فَقَالَ لَهُ بُطْرُسُ : وَإِنْ شَكَّ الْجَمِيعُ فَأَنَا لاَ أَشُكُّ! 30فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ إِنَّكَ الْيَوْمَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ مَرَّتَيْنِ تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ». 31فَقَالَ بِأَكْثَرِ تَشْدِيدٍ: وَلَوِ اضْطُرِرْتُ أَنْ أَمُوتَ مَعَكَ لاَ أُنْكِرُكَ. وَهَكَذَا قَالَ أَيْضاً الْجَمِيعُ. ))
ان قول بطرس والتلاميذ هنا (( وَلَوِ اضْطُرِرْتُ أَنْ أَمُوتَ مَعَكَ لاَ أُنْكِرُكَ )) لدليل على معرفة التلاميذ له بأنه إنسان مُعرَّض للهلاك والموت ، وأن هرطقة الاتحاد بينه وبين الله والروح القدس من الخرافات التي دخلت فيما بعد على دين عيسى عليه السلام وأفسدت رسالته الحقة. وكيف يكون هو الإله والله هو الحى الباقى الذي لا يموت ؟
السؤال 72 :
هل الله يعاقب على شئ مستحيل الحدوث ؟؟
إني أتسائل هَل يضع الله \ عقاباً لجريمة لا يمكن ان تحدث أساسا أو مستحيلة الحدوث ؟؟ ولأوضح السؤال أقول هل من المعقول أن يقول الله أن من يصعد إلى السماء السابعة ويصنع ثقباً قطره 10.5 متر يعاقب بأن يدخل النار !!!!!
هل هذا الكلام منطقي أو معقول عن الله ؟؟ بالطبع لا , لكن أصدقائنا النصارى يقولون باستحالة تحريف الكتاب المقدس ولا يتخيلون ذلك أساساً , إذاً يا أعزائي إذا كان هذا الأمر مستحيلا فلماذا وضع الله عقاباً له ؟؟؟ هل يضع الله عقاباً لجريمة مستحيلة الحدوث ؟؟
اقرأ ماذا يقول ربك في كتابك كما في رؤيا يوحنا 22 عدد 18-19:ـ
رؤيا 22 عدد 18: لاني اشهد لكل من يسمع أقوال نبوة هذا الكتاب إن كان احد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب. (19) وان كان احد يحذف من أقوال كتاب هذه النبوّة يحذف الله نصيبه من سفر الحياة ومن المدينة المقدسة ومن المكتوب في هذا الكتاب (SVD)
لماذا وضع الوعيد والتهديد في نهاية السفر لكل من يحاول التحريف إن كان التحريف مستحيل الوقوع كما تزعمون ؟؟ ؟
وفي التثنية يوصيهم ألا يزيدوا على كلام الرب أو ينقصوا منه .. هل كلام الرب قابل للزيادة والنقصان ؟ اقرأ الإصحاح الرابع من التثنية الفقرات 4 عدد 1-2 كما يلي : 1 فالآن يا إسرائيل اسمع الفرائض والأحكام التي أنا أعلمكم لتعملوها لكي تحيوا وتدخلوا وتمتلكوا الأرض التي الرب اله آبائكم يعطيكم. (2) لا تزيدوا على الكلام الذي أنا أوصيكم به ولا تنقصوا منه لكي تحفظوا وصايا الرب إلهكم التي أنا أوصيكم بها.
الرب يوصيهم ألا يزيدوا أو ينقصوا من هذا الكلام .. هل الرب يوصيهم بشئ من المستحيل وقوعه ؟؟؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السؤال 73 :
( الكتاب المقدس ) ماذا تعرف عن هؤلاء ؟
من هو مترجم كل إنجيل؟ وما هي كفاءته العلمية واللغوية بكلا اللغتين؟ وما هي درجة تقواه وتخصصه؟ وما هي جنسيته؟
السؤال 74 :
( الكتاب المقدس ) هل معقول أنك تجهل من كتب كتابك المقدس ؟
يقول علماء الكتاب المقدس إن أغلب أسفار الكتاب المقدس مجهولة الهوية ومجهول هوية من كتبوها وإن أطلق إسم رجل على سفر معين كتسمية المزامير باسم داود مثلاً فلا يعني أبداً أن دواد هو كاتب كل المزامير هذا إن كان قد كتب بعضها وبهذا قياساً على باقي أسفار الكتاب المقدس فامسك ورقة وقلم وإبدأ من التكوين حتى رؤيا يؤحنا سفر سفر وجهز لي قائمة أمام كل سفر إسم الشخص الذي كتبه بالدليل , ومعلومات عن تاريخ كتابة كل سفر وحال من كتبه هل هو نبي أو رسول أم وثني أم مرتد كحال سليمان مثلاً , أم مجهول هوية من كتب هذا السفر ؟ وسنرى كم سفر ستصل إلى كاتبه , ثم كيف يثق الناس بأسفار مجهول هوية من كتبوها ولا يعرف دينهم أو مدى صحة ما كتبوه ؟
السؤال 75 :
( الصلب والفداء ) لماذا حُسب هؤلاء أبرار أتقياء قبل الصلب والفداء ؟
هل بخطيئة واحد أخطأ الجميع رومية 5عدد 12 أم أخطأ الكثيرون رومية 5عدد 19 ؟
وما رأيكم في قول يعقوب في رسالته : (( وَتَمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ: «فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللَّهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرّاً» وَدُعِيَ خَلِيلَ اللَّهِ.)) يعقوب 2عدد 23 ، وأيضاً (( وبارك الرب إبراهيم في كل شىء )) تكوين 24عدد 1 ، فقد كان إبراهيم إذاً من الأبرار ، من قبل أن يتجسد الإله ويُصلَب.
وكذلك (( وسار أخنوخ مع الله ، ولم يوجد لأن الله أخذه )) تكوين 5عدد 24
وأيضاً (( بِالإِيمَانِ نُقِلَ أَخْنُوخُ لِكَيْ لاَ يَرَى الْمَوْتَ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ نَقَلَهُ - إِذْ قَبْلَ نَقْلِهِ شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ قَدْ أَرْضَى اللهَ.)) عبرانيين 11عدد 5 وكذلك (( صعد إيليا في العاصفة إلى السماء )) ملوك الثاني 2عدد 11
السؤال 76 :
( التجسد) أخرج الشاهد من أقوال المسيح :
هل قال عيسى لتلاميذه وأتباعه، إنه يتكون من جزء لاهوتي وجزء ناسوتي؟ وأنه إله كامل وإنسان كامل ؟ أيَّد إجابتك بالأدلة النقلية من الكتاب المقدس على لسان المسيح !
السؤال 77 :
( الألوهية ) أخرج الشاهد من أقوال المسيح :
أين نجد قول عيسى عليه السلام نفسه لتلاميذه إنه الله وقد نزل إلى الدنيا لكي يغفر للبشر خطاياهم بالصلب ؟ وأين قال لهم أنه جاء من أجل خطيئة آدم ؟ فإن كان الجواب بالإيجاب ، فأيِّد إجابتك من الأناجيل!
السؤال 78 :
( تناقضات ) كم عدد الشهود على المسيح ؟
كم عدد الشهود الذين شهدوا أنه قال إنه ينقض الهيكل ويبنيه في ثلاثة أيام؟
حسب انجيل متى : كانوا اثنين فقط ((.. .. .. وَلَكِنْ أَخِيراً تَقَدَّمَ شَاهِدَا زُورٍ وَقَالاَ: «هَذَا قَالَ إِنِّي أَقْدِرُ أَنْ أَنْقُضَ هَيْكَلَ اللَّهِ وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَبْنِيهِ.)) متى 26عدد 60-61
ولكن حسب انجيل مرقس كانوا قوماً: (( ثُمَّ قَامَ قَوْمٌ وَشَهِدُوا عَلَيْهِ زُوراً قَائِلِينَ: نَحْنُ سَمِعْنَاهُ يَقُولُ: إِنِّي أَنْقُضُ هَذَا الْهَيْكَلَ الْمَصْنُوعَ بِالأَيَادِي وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَبْنِي آخَرَ غَيْرَ مَصْنُوعٍ بِأَيَادٍ.)) مرقس 14عدد 57-58
السؤال 79 :
هل كانوا شهود زور ؟ أم شهدوا بما قاله المسيح ؟
من العجيب أن كتبة الأناجيل نسبوا شهادة الزور للذان أو للذين شهدوا على يسوع أنه يقول أني أنقض الهيكل وأبنيه في ثلاثة أيام ولا ندري عددهم أهم شخصان أم مجموعة من الناس فالأناجيل إختلفت في ذلك ولكن يقول إنجيل متى 26عدد60-61 ((60 فلم يجدوا.ومع انه جاء شهود زور كثيرون لم يجدوا.ولكن اخيرا تقدم شاهدا زور (61) وقالا.هذا قال اني اقدر ان انقض هيكل الله وفي ثلاثة ايام ابنيه. (SVD) لاحظ أنهما هنا شاهدان فقط
ثم يقول أيضاً في إنجيل مرقص 14عدد57-58 ((57 ثم قام قوم وشهدوا عليه زورا قائلين. (58) نحن سمعناه يقول اني انقض هذا الهيكل المصنوع بالايادي وفي ثلاثة ايام ابني آخر غير مصنوع باياد. (SVD) ولاحظ هنا أنهم قوم ( مجموعة )
فالعجب كل العجب أن نسب كتبة الأناجيل للشهود الذين شهدوا على يسوع أنهم شهدوا زوراً لأن يسوع قال هذا بالفعل كما في إنجيل يوحنا 2عدد19 (( 19 اجاب يسوع وقال لهم انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة ايام اقيمه. (20) فقال اليهود في ست واربعين سنة بني هذا الهيكل أفانت في ثلاثة ايام تقيمه. (SVD)
فلا أدري أين شهادة الزور هنا ؟ الناس شهدوا بما قاله يسوع بالفعل! فلماذا نسبتموهم إلى شهادة الزور ؟
السؤال 80 :
أين في إرميا ؟
ورد في متى 27 عدد 9 قوله : حينئذ تم ما قيل بإرميا النبي القائل: وأخذوا الثلاثين من الفضة ثمن المثمَّن الذي منوه من بني إسرائيل
اعترف المستر جوويل ، في كتابه المسمى ( بكتاب الاغلاط ) المطبوع سنة 1841 أنه غلط من متى ، وأقر به هورون في تفسيره المطبوع سنة 1822 حيث قال : في هذا النقل إشكال كبير جداً لأنه لا يوجد في كتاب إرميا مثل هذا ويوجد في [ 11 عدد 3 ] من سفر زكريا لكن لا يطابق ألفاظ متى ألفاظه
والسؤال هو : هذه العبارة غير موجودة في سفر إرميا فلماذا كذب كاتب إنجيل متى وقال أنها موجودة في إرميا ؟ وهل هذا خطأ من الوحي أم من الكتبة والمترجمين المدلسين ؟ ولا تنسى قول إرميا نفسه طالما نتحدث عن إرميا حينما قال في إرميا 8 عدد 8 هكذا : 8 كيف تقولون نحن حكماء وشريعة الرب معنا.حقا انه الى الكذب حوّلها قلم الكتبة الكاذب. (SVD)
السؤال 81 :
هل تصدق هذه العبارة ؟
يوحنا 21 عدد 25 " واشياء أخر كثيرة صنعها يسوع ان كتبت واحدة واحدة فلست اظن ان العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة آمين "
العقلاء أسأل : هل يتخيل عاقل على وجه الأرض أن يوحنا صادق في هذه العبارة ؟ إن القارئ لهذه العبارة قد يتخيل أن يوحنا يقصد كل معجزات يسوع أو تاريخ حياة يسوع , لكن الأمر غير ذلك فإن يوحنا يتحدث عن المعجزات التي فعلها يسوع بعد قيامته من القبر وهو في خلال أربعين يوماً كما يقول في أعمال الرسل 1عدد3: الذين اراهم ايضا نفسه حيّا ببراهين كثيرة بعدما تألم وهو يظهر لهم اربعين يوما ويتكلم عن الامور المختصة بملكوت الله. (SVD)
بالله عليكم هل ما يقوله الرجل معقول ؟ لو فرضنا أنه صنع خمسة معجزات وليكن عشرة في اليوم الواحد الذي يظهر لهم فيه في خلال الأربعين يوماً أي عشرة في اليوم الواحد في خمس مرات أو ستة مرات ظهر فيها ما يساوي ستين معجزة على أقصى تقدير ... فهل كتب العالم كلها لا تسع ستين معجزة من معجزات يسوع ؟
السؤال 82 :
( هل معقول ) هل يحل للرجل بيع إبنته ؟
الكتاب المقدس يعطي للرجل الحق في أن يبيع ابنته !
قال الرب في سفر الخروج 21 عدد 7 : (( إِذَا بَاعَ رَجُلٌ ابنته كَأَمَةٍ، فَإِنَّهَا لاَ تُطْلَقُ حُرَّةً كَمَا يُطْلَقُ اْلعَبْدُ. )) [ ترجمة كتاب الحياة ]
السؤال 83 :
(عقائد وعبادات) ما قصة الصور والتماثيل في الكنيسة ؟
جاء في سفر التثنية 5 عدد 8 : لا تصنع لك تمثالا منحوتا ، ولا صورة ما مما في السماء من فوق ، وما في الأرض من أسفل ، وما في الماء من تحت الأرض . لا تسجد لهن ، ولا تعبدهن لأني أنا الرب إلهك غيور. .
وجاء في تثنية 4 عدد 15 : فَاحْذَرُوا لأَنْفُسِكُمْ جِدّاً، فَأَنْتُمْ لَمْ تَرَوْا صُورَةً مَا حِينَ خَاطَبَكُمُ الرَّبُّ فِي جَبَلِ حُورِيبَ مِنْ وَسَطِ النَّارِ. لِئَلاَّ تَفْسُدُوا فَتَنْحَتُوا لَكُمْ تِمْثَالاً لِصُورَةٍ مَا لِمِثَالِ رَجُلٍ أَوِ امْرَأَةٍ .
وفي سفر اللاويين 26 عدد 1 .. لاَ تَصْنَعُوا لَكُمْ أَصْنَاماً، وَلاَ تُقِيمُوا لَكُمْ تَمَاثِيلَ مَنْحُوتَةً، أَوْ أَنْصَاباً مُقَدَّسَةً، وَلاَ تَرْفَعُوا حَجَراً مُصَوَّراً فِي أَرْضِكُمْ لِتَسْجُدُوا لَهُ
هذه هي نصوص توراتية وردت في النهي عن عمل الصور والتماثيل وعن عبادتها ، والسجود لها . ولا شك أن التوراة تعتبر كتابا مقدساً لدى المسيحيين ، بالإضافة إلى أن العهد الجديد خال من هذه البدعة ، لكن يأبى النصارى إلا مخالفة شريعة الله والجري وراء أهوائهم ورغباتهم ، فيدخلون شعيرة تقديس الصور والتماثيل والفطيرة والخمرة – وهي شعيرة وثنية – ضمن شعائرهم ، شأنها في ذلك شأن كافة الشعائر والبدع التي اقتبسوها عن الوثنين .
أكثر النصارى يسجد للتصاوير في الكنائس . وهو من كفرهم . وأي فرق بين عبادة الأصنام والسجود للتصاوير .. وإذا زرت - عزيزي القارىء - كاتدرائية القديس بولس في لندن أو كنيسة القديس بطرس في روما ، فإنك لا تكاد تفرق بينهما وبين معبد ( سومناث ) في الهند !
والسؤال هو : لماذا تخالفون نصوص العهد القديم وتحلون لأنفسكم بناء الأصنام والصور في الكنائس والسجود لها ؟
السؤال 84 :
ما هو تاريخ ميلاد المسيح ؟ ولماذا 25 ديسمبر ؟
يختلف المسيحيون الغربيون عن الشرقيين في موعد احتفالاتهم بعيد ميلاد السيد المسيح. فبينما في الغرب هو يوم 25 ديسمبر (كانون الاول) عند الكاثوليك والبروتستانت، فانه عند الارثوذوكس في الشرق يوم 7 يناير (كانون الثاني) من كل عام. والاحتفال الذي يسمى بالانجليزية «كريسماس» والفرنسية «نويل» اصله «ناتيفيتاس» في اللاتينية. ولم يبدأ الاحتفال بعيد الميلاد الا منذ منتصف القرن الرابع الميلادي، بعدما تحولّت الدولة الرومانية الى الديانة الجديدة على يد الامبراطور قسطنطين. ولا احد يدري كيف اختير يوم 25 ديسمبر، فقد كان هذا اليوم هو يوم الاحتفال بهيليوس الذي يمثل الشمس عند الرومان قبل ذلك.
اناجيل العهد الجديد الاربعة لم يتحدث عن تاريخ ميلاد المسيح إلا متى ولوقا، واختلف متى ولوقا سواء في تحديدهما لتاريخ الميلاد او لموقعه. فبينما يذكر انجيل متى ان مولده كان في ايام حكم الملك هيرودوس، الذي مات في العام الرابع قبل الميلاد، فان انجيل مرقص يجعل مولده في عام الاحصاء الروماني، اي في العام السادس الميلادي.
كما يقول الأسقف بارنز أن هذا التاريخ التاريخ 25 ديسمبر قد صادف يوم احتفال كبير بعيد وثني قومي في روما ، ولم تستطع الكنيسة أن تلغي هذا العيد _ بل باركته كعيد قومي لشمس البر فصار ذلك تقليدي منذ هذا الوقت .وقد تم الاتفاق على الاحتفال بعيد الميلاد في ديسمبر بالنسبة للغربيين بعد مناقشات طويلة حوالي عام 300 .وهذا الرأي الذي ذهب إليه الأسقف بارنز أخذت به دائرة المعارف البريطانية ودائرة معارف شامبرو ( انظر ذلك في الصفحة 642 ، 643 من دائرة المعارف البريطانية ط:15 مجلد : 5 )
والسؤال هو : ما هو تاريخ ميلاد المسيح على وجه الدقة وبالدليل ؟ ولماذا يتم الإحتفال به في 25 ديسمبر أو في 7 يناير ؟
السؤال 85 :
أين الدليل على تحريم تعدد الزوجات ؟
الثابت تاريخياً أن تعدد الزوجات ظاهرة عرفتها البشرية منذ أقدم العصور كالأنبياء وغيرهم ، وفي العهد الجديد نجد نصوصاً تبيح التعدد كالنص الوارد في رسالة بولس الاولى الي تيموثاوس 3 عدد 2 : (( فعلى الاسقف أن يكون منزها عن اللوم ، زوج امرأة واحدة )) وهذا يعني أن اللوم على اكثر من واحدة خاص بالاسقف فلا يشمل كل الرعية والناس . وكذلك ما جاء في نفس الرسالة 3 عدد 12 : (( ليكن الشمامسة كل بعل امرأة واحدة مدبرين اولادهم وبيوتهم حسنا.)) وبهذا نستشف ان التعدد غير مباح للشماس أو المدبر في الكنيسة فلا يشمل بقية الناس والرعية .
والمسيح نفسه ضرب مثلاً في متى 25 عدد 1 - 11 بعشرة من العذراى كن في انتظار العريس وأنهن لجهالة بعضهن لم يستطعن الدخول معه فأغلق الباب دون هذا البعض لأنهن لم يكن قد أعددن ما يلزم - فلو أن التعدد كان غير جائز عنده ما ضرب المثل بالعذراى العشر اللائي ينتظرن عريساً واحداً .
وكم طالبنا النصارى أن يأتوا بدليل واحد على لسان المسيح يمنع فيه التعدد فعجزوا ، وكل ما يستدلوا به إنما هو تمويه وليس فيه ما يصلح للإحتجاج فنراهم يستدلون بما جاء في متى ( 19 عدد 3 و 4 و 5 ) :
(( وجاء اليه الفريسيون ليجربوه قائلين له هل يحل للرجل ان يطلق امرأته لكل سبب . فاجاب وقال لهم أما قرأتم ان الذي خلق من البدء خلقهما ذكرا وانثى وقال .من اجل هذا يترك الرجل اباه وامه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسدا واحدا ))
في الحقيقة هذه العبارات ليس فيها منع التعدد ، ولا نجد جملة واحدة تقول ممنوع التعدد او لا يجوز الزواج بأكثر من واحدة ، وغاية الكلام هنا هو منع الطلاق وليس غير ، وهذا ما سأله الفريسيون من البداية وهذا ما عناه المسيح عليه السلام . فكما أن إتحاد الرجل بزوجته ليس حقيقياً بل مجازاً فكذلك من الممكن بكل سهولة أن يكون إتحاده بإمرأة أخرى ويصيرا جسداً واحداً أيضاً .
والسؤال هو : أين نجد نص واحد صريح من الكتاب المقدس يحرم تعدد الزوجات ؟
وهل كان هناك تحريم لتعدد الزوجات في العهد القديم ؟
السؤال 86 :
( الصلب والفداء ) هل جاء من أجل أن يُصلب ؟
من أساس العقيدة المسيحية الحالية أن المسيح جاء من أجل أن يصلب وأن الرب إتخذ جسداً بشرياً مخصوص من أجل الصلب والفداء , وأنه قد ضحى بابنه مختاراً وراضٍ بذلك من أجل أن يكفر عن الخطيئة , ولا يختلف في هذا إثنان من النصارى في عصرنا الحالي , والسؤال هو : إن كان الرب جاء خصيصاً من أجل أن يُصلب , فقد كان يصلي لنفسه بتضرعات ودموع حتى صار عرقه كقطرات دم نازلة طالباً من نفسه أن ينجي نفسه من الصلب , دع عنك هذه القصة , ولكني أقول لو أنه جاء لأجل الصلب , فلماذا أرسل رؤيا إلى زوجة بيلاطس الحاكم الذي أمر بصلب يسوع يحاول تنجية نفسه من هذا الصلب كما في إنجيل متى 27 عدد 19: (( واذ كان جالسا على كرسي الولاية ارسلت اليه امرأته قائلة اياك وذلك البار.لاني تألمت اليوم كثيرا في حلم من اجله. (SVD) لو أنه جاء من أجل الصلب وهو راضي به فلماذا أرسل رؤيا كهذه لزوجة بيلاطس ؟
السؤال 87 :
( التجسد) هل يجوز أن يتجسد الله ؟
هذا السؤال يقودنا إلى سؤال آخر يسبقه وهو هل التجسد هو صفة كمال أم صفة نقصان ؟
إن كان التجسد صفة كمال وهذا ما يصرخ به النصارى فالله كان ناقصاً حاشا لله قبل أن يتجسد فبإجماع النصارى الله لم يتجسد قبل المسيح أبداً , وأول تجسده كان في المسيح , ولم يكن متجسداً أزلاً , فبغض النظر أن هذا يعتبر جديد جَدَّ على الله , فإن كان الله أول ما تجسد تجسد في المسيح والتجسد هو صفة كمال فسبحانه وتعالى كان ناقصاً حتى إكتمل بتجسده في المسيح فأصبح متصفاً بالتجسد الذي هو صفة كمال كما تقولون وقبلها لم تكن فيه هذه الصفة فبدونها كان ناقصاً . وهذا كفر صريح لا شك في ذلك فالله لا يوصف بالنقصان أبداً فسبحانه وتعالى علواً كبيراً عن هذا.
وإن كان التجسد هو صفة نقصان فهذا كلام جيد ولكن هو كفر أيضاً إن نسبنا لله انه تجسد فمن الكفر وصف الله بأنه متصف بصفة نقصان حاشاه سبحانه
والسؤال مرة أخرى هل يجوز التجسد لله أم لا يجوز ؟ ننتظر إجابة مقنعة ؟
السؤال 88 :
( الألوهية ) أليس هو الله ؟ فما حاجته لملاك يقويه ؟
هذا ما يقوله لوقا في إنجيله 22عدد43 (( وَابْتَعَدَ عَنْهُمْ مَسَافَةً تُقَارِبُ رَمْيَةَ حَجَرٍ، وَرَكَعَ يُصَلِّي 42قَائِلاً : يَاأَبِي، إِنْ شِئْتَ أَبْعِدْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ، لِتَكُنْ لاَ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَتُكَ. وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ ليقويه. وَإِذْ كَانَ فِي صِرَاعٍ، أَخَذَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ إِلْحَاحٍ؛ حَتَّى إِنَّ عَرَقَهُ صَارَ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ. )) كان يدعوا حتى ينجيه ربه من الصلب .
إذا كان يسوع الناصري هو الله فكيف يظهر له ملاك من السماء يقويه ؟ إن قلت أنه جاء يقوي ناسوته فأنت تدعوني للضحك , لأن نص الفقرة تقول ((. وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ ليقويه )) لم يقل ليقوي ناسوته دون لاهوته , ثم العجب لماذا لم يقوي لاهوته ناسوته ؟ إنسان يحمل داخله لاهوت الله يحتاج بعدها لملاك ليقويه ؟ أين العقلاء ؟ إن هذا شبيه حينما تقول إن رافعة عملاقة ترفع حجر صغير وزنه كيلو جرام واحد ثم جاءت نملة لتقوي الرافعة على رفع الحجر !! كلام ليس له معنى , الله يحتاج إلى ملاك ليقويه هل تتخيل ذلك ؟
السؤال 89 :
هل في الجنة أكل وشرب ومتع حسية ؟
جاء في إنجيل متى26عدد 9: واقول لكم اني من الآن لا اشرب من نتاج الكرمة هذا الى ذلك اليوم حينما اشربه معكم جديدا في ملكوت ابي. (SVD)
وفي نفس الإنجيل متى19عدد 29: وكل من ترك بيوتا او اخوة او اخوات او ابا او اما او امرأة او اولادا او حقولا من اجل اسمي يأخذ مئة ضعف ويرث الحياة الابدية.
وفي نفس الإنجيل متى10 عدد 28: ولا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون ان يقتلوها.بل خافوا بالحري من الذي يقدر ان يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم. (SVD)
وفي إنجيل لوقا 22 عدد 30: لتأكلوا وتشربوا على مائدتي في ملكوتي وتجلسوا على كراسي تدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر.
وفي نفس إنجيل لوقا 14 عدد 15 فلما سمع ذلك واحد من المتكئين قال له طوبى لمن يأكل خبزا في ملكوت الله. (SVD)
وجاء في سفر الرؤيا رؤيا 2 عدد 7: من له اذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس.من يغلب فسأعطيه ان يأكل من شجرة الحياة التي في وسط فردوس الله (SVD)
مذهب النصارى في هذا العصر وبالإجماع أنه لا أكل ولا شرب ولا متع حسية في الجنة , وحينما نطالع كل هذه النصوص أعلاه يتضح لنا قطعاً أن هناك أكل وشرب ومتع حسية في الجنة, وهناك أيضاً عذاب وألم للجسد في جهنم , والسؤال هو كيف تقولون أنه لا متع حسية في الجنة بل نكون أرواح ؟ وهل الأرواح تأكل وتشرب ؟
السؤال 90 :
( الأقانيم والتثليث ) مسحه الله بالروح القدس !
يقول بطرس عن المسيح : " يسوع الذي في الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس .. " اعمال 10 عدد 38 . من المعلوم ان المسيحيون يؤمنون بعقيدة التثليث والتي تنص على ان الروح القدس هو الله . وهكذا فإن النص يصبح هكذا : " مسح اللهُ الله بالله " فكيف يكون الله ماسحاً وممسوحاً وممسوحاً به في الوقت ذاته ؟
السؤال 91 :
( الألوهية ) من الذي أقامه من الموت؟ وهل هناك إله يقيم إله ؟ لماذا لم يقيم نفسه من الموت ؟
أعمال2عدد 32: فيسوع هذا اقامه الله ونحن جميعا شهود لذلك. (SVD)
أعمال2عدد 24: الذي اقامه الله ناقضا اوجاع الموت اذ لم يكن ممكنا ان يمسك منه. (SVD)
السؤال 92 :
( هل معقول ) هل الحية تأكل تراب؟
تكوين 3عدد 14: فقال الرب الاله للحيّة لأنك فعلت هذا ملعونة انت من جميع البهائم ومن جميع وحوش البرية.على بطنك تسعين وترابا تأكلين كل ايام حياتك. (SVD)
السؤال 93 :
( الألوهية ) أليس هو الله ؟ لماذا لم يغفر لهم هو؟
لوقا 23عدد 34: فقال يسوع يا ابتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون.وإذ اقتسموا ثيابه اقترعوا عليها (SVD)
السؤال 94 :
( الأقانيم والتثليث ) هل روح القدس افضل من الإبن؟
لماذا يسمح بالتجديف على الإبن ولا يسمح على الروح ؟
لوقا 12عدد 10: وكل من قال كلمة على ابن الانسان يغفر له.وأما من جدف على الروح القدس فلا يغفر له. (SVD)
السؤال 95 :
( الأقانيم والتثليث ) كيف يجلس عن يمين نفسه؟
مرقس 16عدد 19: ثم ان الرب بعدما كلمهم ارتفع الى السماء وجلس عن يمين الله. (SVD)
السؤال 96 :
( الألوهية ) إن كان يسوع هو الله فكيف يطلب الشيطان من الله أن يسجد له ؟
لوقا 4عدد 7: فان سجدت امامي يكون لك الجميع(8) فأجابه يسوع وقال اذهب يا شيطان انه مكتوب للرب الهك تسجد واياه وحده تعبد.
السؤال 97 :
( أخطاء ) كيف يكون يهوذا الخائن ديان؟
متى 19عدد 28: فقال له يسوع الحق اقول لكم انكم انتم الذين تبعتموني في التجديد متى جلس ابن الانسان على كرسي مجده تجلسون انتم ايضا على اثني عشر كرسيا تدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر. (SVD)
كيف يشهد يسوع أن يهوذا الخائن سيكون ديان ؟ أم أن يسوع لم يكن يعلم بعد أن يهوذا سيخونه ؟ وأن أحد تلاميذه سيكون في الجحيم ؟
السؤال 98 :
( أخطاء ) كم عدد بنو يعقوب إخوة يوسف وأهله حينما دخلوا إلى مصر؟
يقول العهد القديم في سفر التكوين 46عدد 26-27 : جميع النفوس ليعقوب التي اتت الى مصر الخارجة من صلبه ما عدا نساء بني يعقوب جميع النفوس ست وستون نفسا. (27) وابنا يوسف اللذان ولدا له في مصر نفسان.جميع نفوس بيت يعقوب التي جاءت الى مصر سبعون (SVD)
بينما يقول العهد الجديد أعمال 7عدد 14: فارسل يوسف واستدعى اباه يعقوب وجميع عشيرته خمسة وسبعين نفسا. (SVD)
السؤال 99 :
مــن هـــو فـــــلان الفلانــــــــــي
راعوث 4عدد 1: فصعد بوعز الى الباب وجلس هناك واذا بالولي الذي تكلم عنه بوعز عابر.فقال مل واجلس هنا انت يا فلان الفلاني فمال وجلس. (SVD)
لا يعقل أن يكون كتاب من عند الله فيه الوحي ويقول فلان الفلاني ! فمن هو فلان الفلاني هذا ؟
السؤال 100 :
لمن يقول يسوع هذه العبارة لليهود ام للمسلمين ؟؟ أم للنصارى الذين يقولن أننا نخرج الشياطين باسم الرب ؟
متى 7عدد 22: كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم يا رب يا رب أليس باسمك تنبأنا وباسمك اخرجنا شياطين وباسمك صنعنا قوات كثيرة. (23)فحينئذ أصرّح لهم اني لم اعرفكم قط.اذهبوا عني يا فاعلي الاثم (SVD)
وختاماً فهذا هو السؤال رقم 100 وعليه نرجوا من أعزائنا الذين يقولون أن القساوسة يصنعون المعجزات ويشفون المرضى ويخرجون الشياطين باسم يسوع , فلمن يقول يسوع هذه الكلمات أعلاه ؟ هل لليهود أم للنصارى أم للمسلمين ؟ وحقيقة لا أدري إن كان القساوسة يفعلون هذا حقيقة فما فائدة المستشفيات ؟ وما فائدة علم الطب ؟ ولماذا كان بابا الفاتيكان يوحنا يبول على نفسه ولا يستطيع أن يتحكم في بوله أو برازه ؟ وهذا منشور في المجلات عن حالة البابا الصحية ؟ لماذا لم يشفي نفسه ؟ أو يشفيه صانعي المعجزات من المؤمنين والقساوسة ؟ وأذكركم بهذا النص في لوقا 17 عدد 6: فقال الرب لو كان لكم ايمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذه الجميزة انقلعي وانغرسي في البحر فتطيعكم (SVD)
فلو كان عندكم مقدار من حبة خردل من الإيمان لشفيتم المرضى وحركتم الجبال و لكن يسوع يقول هذه آيات تتبع المؤمنين ويبدوا أنه ليس فيكم مؤمن واحد لأن يسوع يقول إنجيل مرقس 16 عدد 17-18 : وهذه الآيات تتبع المؤمنين.يخرجون الشياطين باسمي ويتكلمون بألسنة جديدة. (18) يحملون حيّات وان شربوا شيئا مميتا لا يضرهم ويضعون ايديهم على المرضى فيبرأون
كتبه : خطاب المصري AYOOP2
إرسال تعليق