فرضت قوات الأمن النيجيرية حظر تجول في مدينة جوس وسط البلاد بعد مقتل المئات في أعمال عنف طائفي في المدينة.
وكانت الاشتباكات قد اندلعت بين المسلمين والمسيحيين إثر خلافات على نتائج الانتخابات محلية.
وقالت جمعية خيرية إسلامية إنها تمكنت من جمع 300 جثة إلا ان مراسلا لبي بي سي في نيجيريا قال إن هذه الأخبار غير مؤكدة من مصادر رسمية، مضيفا انه من الصعب الوثوق بالأرقام في بلد مثل نيجيريا.
ويستمر حظر التجول لمدة 24 ساعة، حيث تسيّر قوات الجيش دوريات في شوارع المدينة.
وصدرت اوامر للجيش باطلاق النار فورا لوقف تدهور الاوضاع، التي اعتبرت الاسوأ في البلاد منذ عام 2004.
وتقول منظمة الصليب الأحمر ان ما لا يقل عن عشرة آلاف شخص فروا من منازلهم.
وقد شوهدت جماعات غاضبة وهي تجوب الشوارع وتشعل الحرائق في البيوت والمساجد والكنائس.
وكانت الاشتباكات قد اندلعت بين المسلمين والمسيحيين إثر خلافات على نتائج الانتخابات محلية.
وقالت جمعية خيرية إسلامية إنها تمكنت من جمع 300 جثة إلا ان مراسلا لبي بي سي في نيجيريا قال إن هذه الأخبار غير مؤكدة من مصادر رسمية، مضيفا انه من الصعب الوثوق بالأرقام في بلد مثل نيجيريا.
ويستمر حظر التجول لمدة 24 ساعة، حيث تسيّر قوات الجيش دوريات في شوارع المدينة.
وصدرت اوامر للجيش باطلاق النار فورا لوقف تدهور الاوضاع، التي اعتبرت الاسوأ في البلاد منذ عام 2004.
وتقول منظمة الصليب الأحمر ان ما لا يقل عن عشرة آلاف شخص فروا من منازلهم.
وقد شوهدت جماعات غاضبة وهي تجوب الشوارع وتشعل الحرائق في البيوت والمساجد والكنائس.
وكان الحزب الحاكم في ولاية بلاتو، الذي يحظى بدعم المسيحيين في الغالب، قد اعلن فوزه في الانتخابات المحلية بالولاية.
لكن حزب شعب عموم نيجيريا، الذي يدعمه مسلمون، اعترض على هذه النتائج.
وكانت الاحتجاجات واعمال الشغب قد بدأت ليل الخميس عندما احرقت مجموعة من الشباب الغاضب اطارات في الشوارع عقب ورود انباء عن تزوير في الانتخابات.
وقد جمعت جثث لمسلمين من طائفة الهاوزا من عدة اماكن في المسجد المركزي في المدينة.
وقال امام المسجد الشيخ خالد ابوبكر ان نحو 300 جثة جيئ بها الى المسجد يوم السبت لوحده.
اما جثث القتلى من المسيحيين ففي الغالب ان تكون قد نقلت الى مشرحة المدينة، وهو ما يعني ترجيح ارتفاع عدد القتلى بشكل ملحوظ. ماض دموي
يذكر انه في عام 2001 قتل اكثر من ألف شخص في مواجهات دينية في المدينة، الواقعة فيما يعرف بـ "الحزام الاوسط" الخصب، الذي يفصل المسلمين في الشمال عن مسيحيي الجنوب.
وفي عام 2004 اعلنت حالة الطوارئ في ولاية بلاتو عقب مقتل 200 مسلم في مدينة يلاوا في هجمات شنتها مليشيات مسيحية.
ويقول مراقبون ان المواجهات الطائفية يبن النيجيريين موضوع معقد.
لكنه في العادة يتركز على التنافس حول مصادر الثروة بين من يعتقدون انهم اصحاب الارض الاصليين، او المسيحيين، وبين المستوطنيين الاحدث على المنطقة، او المسلمين.
لكن حزب شعب عموم نيجيريا، الذي يدعمه مسلمون، اعترض على هذه النتائج.
وكانت الاحتجاجات واعمال الشغب قد بدأت ليل الخميس عندما احرقت مجموعة من الشباب الغاضب اطارات في الشوارع عقب ورود انباء عن تزوير في الانتخابات.
وقد جمعت جثث لمسلمين من طائفة الهاوزا من عدة اماكن في المسجد المركزي في المدينة.
وقال امام المسجد الشيخ خالد ابوبكر ان نحو 300 جثة جيئ بها الى المسجد يوم السبت لوحده.
اما جثث القتلى من المسيحيين ففي الغالب ان تكون قد نقلت الى مشرحة المدينة، وهو ما يعني ترجيح ارتفاع عدد القتلى بشكل ملحوظ. ماض دموي
يذكر انه في عام 2001 قتل اكثر من ألف شخص في مواجهات دينية في المدينة، الواقعة فيما يعرف بـ "الحزام الاوسط" الخصب، الذي يفصل المسلمين في الشمال عن مسيحيي الجنوب.
وفي عام 2004 اعلنت حالة الطوارئ في ولاية بلاتو عقب مقتل 200 مسلم في مدينة يلاوا في هجمات شنتها مليشيات مسيحية.
ويقول مراقبون ان المواجهات الطائفية يبن النيجيريين موضوع معقد.
لكنه في العادة يتركز على التنافس حول مصادر الثروة بين من يعتقدون انهم اصحاب الارض الاصليين، او المسيحيين، وبين المستوطنيين الاحدث على المنطقة، او المسلمين.
هناك ٧٣ تعليقًا:
نعم، النصرانية لم تنتشر بالسيف… الجزء الاول
تاريخ النصرانية الاسود الذي تحاول الكنيسة اخفاءه
“الاسلام انتشر بالسيف” جملة نسمعها كثيرا بدءا من بابا الفاتيكان و نهاية باصغر طفل يلقن كره الاسلام في مدارس الاحد. و هو اتهام لم يستطع اعداء الاسلام اثباته بحقائق تاريخية و انما يستخدمون افتراءات وتأويلات خاطئة لآيات القرآن الكريم لمحاولة اثباته. و من اعجب ما سمعنا هو ما قاله بابا الفاتيكان ان آية 256 سورة البقرة { لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ } قد نزلت اثناء فترة ضعف المسلمين في مكة و انها نسخت عندما قويت شوكة المسلمين في المدينة. و ما لا يعلمه هذا البابا - الذي من المفترض انه معصوم - ان هذه الآية مدنية و نزلت و المسلمون اعزاء بالاسلام و بعد ان حققوا كثيرا من الانتصارات على اعدائهم. و الحمد لله رد كثير من علماء المسلمين على مثل هذه الافتراءات و غيرها. و بالرغم من هذا لا نزال نسمع هذا الافتراء بنفس الاسلوب من كل النصارى و كأنهم ينهلون من نفس وعاء الجهل.
و قد ورد ما يلي في تفسير ابن كثير عن هذه الآية و اسباب نزولها “{ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ } أي لا تكرهوا أحداً على الدخول في دين الإسلام, فإنه بيّن واضح, جلي دلائله وبراهينه, لا يحتاج إلى أن يكره أحد على الدخول فيه, بل من هداه الله للإسلام, وشرح صدره, ونور بصيرته, دخل فيه علي بينة, ومن أعمى الله قلبه وختم على سمعه وبصره, فإنه لا يفيده الدخول في الدين مكرهاً مقسوراً, وقد ذكروا أن سبب نزول هذه الاَية في قوم من الأنصار, وإن كان حكمها عاماً. وقال ابن جرير: حدثنا ابن بشار, حدثنا ابن أبي عدي, عن شعبة, عن أبي بشر, عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس, قال: كانت المرأة تكون مقلاة, فتجعل على نفسها إن عاش لها ولد أن تهوده, فلما أجليت بنو النضير, كان فيهم من أبناء الأنصار, فقالوا: لا ندع أبناءنا, فأنزل الله عز وجل {لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي}”- و المقلاة هي التي لا يعيش لها اولاد. فلو كان الاسلام يكره التاس على اعتناقه؛ لكان اولاد هؤلاء الاتصار اولى ان يكرهوا على العودة لاهلهم و ان يجبروا على الاسلام.
ان وجود آيات القتال في القرآن يمثل شريعة و دستور المسلمين في حالة نشوب قتال. و هذا يماثل قوانين اي دولة لتحديد اسلوبها و وسائلها في حالة نشوب حرب. و هنا لا يجب ان ننسى ان الاسلام دين و دولة يحكمها شرع الله في القرآن و السنة. و لم ترد آية في القرآن تخض على الاعتداء على غير المعتدين بل على العكس في سورة البقرة آية 190 { وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ }.
و قد طبق المسلمون ذلك و لم يقاتلوا الا من اعتدى عليهم. و انتشر الاسلام في ارجاء الارض بعدما حرر الناس من ظلم الطغاة. و لذلك اتمنى ان يجيبني احد النصارى عن بعض الاسئلة باجابات موثقة: ما هي المعركة التي خاضها المسلمون لاجبار اهل المدينة على الاسلام؟ ما هي المذابح التي ارتكبها المسلمون في حق من يرفض الاسلام و ما عدد ضحاياها؟ ما هي الحروب التي خاضها المسلمون لنشر الاسلام في شرق و جنوب شرق آسيا و يوجد بها معظم مسلمي العالم؟ لماذا استمر وجود اصحاب عقائد اخرى في جميع البلاد التي فتحها المسلمون و على العكس من ذلك في البلاد التي يستعمرها النصارى؟ ما هو السيف المسلط على الدول الغربية ليكون الاسلام هو اكثر الديانات انتشارا هناك؟ و اسئلة اخرى كثيرة…
اما النصرانية، فقد نشرها الرومان عنوة بعد ان اصبحت الدين الرسمي للامبراطورية الرومانية التي كانت تتبع قاعدة “الدين هو دين الملك”. و سنرى في باقي هذا المقال و المقالات القادمة ان شاء الله كيف تعامل الكنيسة مع مخالفيها في المعتقد و كيفية نشر النصرانية بالقوة و القهر. و انا اعترف ان النصرانية لم تنتشر بالسيف و لكنها انتشرت بوسيلة اخرى و اكتشفت انها الطريقة المفضلة للنصارى منذ بداية النصرانية و حتى الآن. واطلب من القارئ ان يخمن هذه الطريقة و سأذكرها ان شاء الله في آخر مقال.
قبل بداية سرد تاريخ انتشار النصرانية الاسود، احب ان اوضح عدة نقاط: النقطة الاولى هي ان الاحداث المذكورة هي الاحداث التي اشرفت عليها الكنيسة مباشرة و لذلك لا سبيل لانكار مسئولية النصرانية عنها بدعوى انها احداث فردية لا تمثل النصرانية. ثانيا، هذه الاحداث لا تمثل الا امثلة فقط لان تاريخ الكنيسة الاسود لا ينتهي و مستمر حتى الآن و يحتاج مجلدات لا تنتهي لرصده. اخيرا، دوري فقط في هذا السرد هو تجميع و ترجمة ابحاث قام بها آخرون و سأسرد كل المراجع لاحقا ان شاء الله.
لنبدأ اولا بسرد بعض اعداد من الكتاب المقدس التي استخدمت في تبرير وحشية الكنيسة مع كل من يخالفها:
لوقا 19:27 “اما اعدائي اولئك الذين لم يريدوا ان املك عليهم فأتوا بهم الى هنا واذبحوهم قدامي”
متى 10:34 “لا تظنوا اني جئت لألقي سلاما على الارض. ما جئت لألقي سلاما بل سيفا”
صموئيل الثاني 12:31 “و اخرج الشعب الذي فيها ووضعهم تحت مناشير ونوارج حديد و فؤوس حديد و امرّهم في اتون الآجرّ وهكذا صنع بجميع مدن بني عمون. ثم رجع داود وجميع الشعب الى اورشليم”
العدد 31:17 “فالآن اقتلوا كل ذكر من الاطفال. وكل امرأة عرفت رجلا بمضاجعة ذكر اقتلوها”
حزقيال 9:5 “و قال لاولئك في سمعي اعبروا في المدينة وراءه واضربوا. لا تشفق اعينكم ولا تعفوا”
حزقيال 9:6 “الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء اقتلوا للهلاك. ولا تقربوا من انسان عليه السمة وابتدئوا من مقدسي. فابتدأوا بالرجال الشيوخ الذين امام البيت”
حزقيال 9:7 “و قال لهم نجسوا البيت واملأوا الدور قتلى. اخرجوا. فخرجوا وقتلوا في المدينة”
صموئيل الاول 15:3 “فالآن اذهب واضرب عماليق وحرموا كل ما له ولا تعف عنهم بل اقتل رجلا وامرأة. طفلا و رضيعا .بقرا وغنما. جملا وحمار”
العدد 31:10 “و احرقوا جميع مدنهم بمساكنهم وجميع حصونهم بالنار”
يشوع 6:21 “و حرّموا كل ما في المدينة من رجل وامرأة من طفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف”
اشعياء 13:16 “و تحطم اطفالهم امام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نسائهم”
هوشع 13:16 “تجازى السامرة لانها قد تمردت على الهها.بالسيف يسقطون. تحطم اطفالهم والحوامل تشقّ” مزامير” 137:9 طوبى لمن يمسك اطفالك ويضرب بهم الصخرة”
هذه مجرد امثلة على الاوامر الوحشية للكتاب المقدس و التي لا ترحم احد حتى الاطفال و النساء و الشيوخ. و اعترف ان الكنيسة نجحت اعلاميا في اخفاء هذه النصوص و التشدق بشعار “المحبة”…
و الآن سنرى كيف طبق النصارى هذه النصوص عبر التاريخ:
بداية النصرانية و تعاملها مع اصحاب المعتقدات الاخرى
• بمجرد ان اصبحت المسيحية الدين الرسمي للامبراطورية الرومانية عام 315، دمرت العصابات المسيحية الكثير من المعابد الوثنية و قتلوا الكهنة الوثنيين.
• بين عام 315 و القرن السادس تم ذبح الكثير من الوثنيين.
• اشتهر كثير من القساوسة مثل مارك اريثوسا و سايرل من هليوبوليس بلقب “مدمروا المعابد”.
• في عام 356 صدر قرار بان يعاقب بالاعدام كل من يقيم طقوس وثنية. و كان الامبراطور النصراني ثيودوسيوس (408-450) يقوم باعدام الاطفال اذا لعبوا ببقايا التماثيل الوثنية (و هو بذلك - حسب المؤرخون النصارى - فانه “كان ينفذ التعاليم المسيحية بكل دقة…”).
• في اوائل القرن الرابع تم اعدام الفيلسوف سوباتروس بناءا على طلب الكنيسة.
• في عام 415 مزق جسد الفيلسوفة الشهيرة هيباتيا اربا بشكل هستيري داخل كنيسة في الاسكندرية باستخدام شظايا الزجاج بواسطة عصابة نصرانية برئاسة كاهن نصراني يدعى بيتر.
عندما تتحكم الكنيسة
• في عام 782 امر الامبراطور كارل شارلمان بقطع رأس 4500 شخص لانهم رفضوا اعتناق المسيحية.
• في عام 1234 فرضت الكنيسة ضرائب مجحفة علي الفلاحين في ستيدينج بالمانيا و لم يكونوا قادرين على دفعها، فتم ذبح ما بين 5 آلاف و 11 الف رجل و امرأة و طفل.
• في معركة بلجراد عام 1456 تم ذبح 80 الف من الأتراك.
• في القرن الخامس عشر في بولندا تم نهب 18 الف قرية باوامر من الكنيسة - عدد الضحايا غير معروف.
• في القرنين السادس عشر و السابع عشر، قام الجنود الانجليز بمهاجمة ايرلندا بدعوى تعريفهم بالرب كما وصفوهم “الايرلنديون متوحشون: انهم يعيشون كالوحوش بدون ان يعرفوا الرب او الاخلاق الحسنة. انهم و نسائهم و اطفالهم و حيواناتهم سواء”. و لذك امر القائد همفري جلبرت بانه “يجب ان تقطع و تفصل رؤوس هؤلاء الرعاع من اجسادههم و تصبح رأس كل منهم ملقاة بجانبه” و اضاف “ان منظر الرؤوس المفصولة يصيب الايرلنديين بالرعب خاصة عندما يروا رؤوس آبائهم و اخوانهم و اطفالهم و اصدقائهم على الارض” و كانت نتيجة هذه المذابح عشرات الآلاف من القتلى الايرلنديين.
• من بداية المسيحية و حتى عام 1484 تم قتل الآلاف من السحرة و المشعوذين.
• في عصر مطاردة السحرة (1484-1750) تم حرق و شنق بضعة آلاف (حوالى 80 ٪ منهم من النساء).
الحروب الصليبية (1095-1291)
• الحملة الأولى: عام 1095 تحت قيادة البابا اربان الثاني.
• عام 1096 قتل الآلاف بسيملين و ويسلبورج بالمجر.
• عام 1096 قتل الآلاف بمنطقة نيكايا و كسيريجوردون التركية.
• حتى يناير عام 1098 تم غزو ما مجموعه 40 عاصمة و 200 قلعة (عدد القتلى غير معروف).
• في يونيو 1096 تم غزو انتيوشيا التركية و وقع ما بين 10 آلاف و 60 الف قتيل. و بعدها بايام قتل 100 الف تركي (رجال و نساء و اطفال). و قد علق المؤرخ فولشر على مذابح الصليبيين قائلا “كان النصارى لا يكتفون بايذاء نساء ‘الاعداء’ المختبئات في بيوتهن، بل كانوا يبقرون بطونهن بالرماح”.
• عام 1098 قتل الصليبيون الآلاف. و بسبب المجاعة التي اصابتهم كان الصليبيون يأكلون الجثث المنتنة لاعدائهم كما ذكر المؤرخ البرت اكينسيس.
• احتلال القدس عام 1099 و كان عدد الضحايا اكثر من 60 الف (مسلمون و يهود ورجال و نساء واطفال). و قد قال احد الشهود العيان: “لقد كانت مجزرة لدرجة ان ارجلنا كانت تغوص في دماء الاعداء ـ يقصد المسلمين ـ الى الكاحل. و بعد ذلك كنا نصرخ في سعادة و نبتهج و نحن نسير الى قبر يسوع المخلص لنمجده و نقدم امتناننا له”.
• و لقد كتب اسقف صور و هو شاهد عيان: “كان من المستحيل النظر الى الاعداد الكبيرة من القتلى دون احساس بالرعب. ففي كل مكان تجد اجزاء من اجساد بشرية ممزقة والأرض كلها كانت مغطاة بدماء القتلى. و الغريب ان مشهد الجثث مفصولة الرأس والاطراف المبتورة في كل مكان لم يكن هو فقط مصدر الرعب في كل من شاهده، بل المنظر الاكثر اثارة للفزع هو النظرة التي كانت في اعين المنتصرين انفسهم و هم ملطخون و يقطرون دما من الرأس الى القدمين من دماء القتلى الذين قتلوههم مما اصاب هلع كل من التقيت بهم. و في محيط المعبد فقط كان يوجد حوالي عشرة آلاف قتيل من الكفار ـ يقصد المسلمين”.
• ذكر المؤرخ المسيحي ايكهارد “ان الرائحة الكريهة لتحلل جثث القتلى استمرت تعكر هواء فلسطين حتى حلول الصيف التالي” و قد بلغ عدد القتلى مليون قتيل في الحملة الصليبية الاولى فقط.
• معركة اسكالون في ديسمبر عام 1099، ذبح 200 الف “باسم سيدنا يسوع المسيح”.
• الحملة الصليبية الرابعة في ديسمبر 1204: القسطنطينية دمرت و نهبت. عدد الضحايا غير معروف و لكنه يقدر بآلاف عديدة منهم نصارى.
• بقية الحملات الصليبية: حتى فتح عكا 1291 على يد القائد المسلم “الأشرف بن قلاوون” بلغ عدد الضحايا 20 مليون قتيل (في مناطق الاراضي المقدسة والعربية والتركية فقط).
تعامل الكنيسة مع النصارى من عقائد مخالفة و محاربة الهرطقات
• في عام 385 قام المسيحيون الاوائل باعدام الاسباني بريسكيليانوس و ستة من اتباعه بقطع روؤسهم بعد اتهامهم بالهرطقة في تراير بالمانيا.
• البدعة المانوية: قامت جماعة دينية سرية نصرانية باستخدام وسائل لتحديد النسل مما اعتبر مناقضا للايمان الكاثوليكي. و لذلك تم القضاء عليهم في حملات ضخمة في جميع انحاء الامبراطورية الرومانية بين عامي 372 و 444 و قد كان عدد الضحايا آلاف عديدة.
• البيجنزيانس (اول حملة صليبية تهدف الى ذبح مسيحيين): البيجنزيانس او الكاتار اعتبروا انفسهم مسيحيين حقيقيين و لكنهم لم يقبلوا حكم الكاثوليك و الضرائب التي فرضوها و منعهم لتحديد النسل. و قد بدأت حملة العنف ضدهم في يوليو 1209 بقيادة البابا انوسنت الثالث (و يعتبر اكبر مجرم حرب و ابادة و قتل جماعي حتى ظهور النازية). فقد دمر مدينة بيزيرس بفرنسا بمن فيها و ذبح كل سكانها. و قد بلغ عدد الضحايا 20 الى 70 الفا (منهم كاثوليك رفضوا تسليم من اتهموا بالزندقة من الجيران والاصدقاء). ثم لحقهم الآلاف في كاركاسون و مدن اخرى. و بعد 20 عاما من الحرب ابيد جميع الكاتار (ما يوازي نصف سكان اورليان بجنوب فرنسا). و بعد انتهاء الحرب عام 1229 تم انشاء محاكم تفتيش للبحث عن و القضاء على الفارين من الكاتار او من تبقى منهم على قيد الحياة. و قد تم اعدام آخرهم حرقا عام 1324. و قد قدر العدد الاجمالى للضحايا مليون قتيل من الكاتار فقط.
• و قد ظهرت هرطقات اخرى كثيرة و تم ابادة معظم اتباع هذه الهرطقات بواسطة الكنيسة و يقدر عددهم بحوالي مائة الف قتيل (لا يشمل مذابح العالم الجديد).
• القاضي الاسباني توركيمادا و هو قاضي بمحاكم التفتيش كان مسئولا بمفرده عن اعدام 10220 فرد حرقا.
• جون هاس الذي كان معارضا لعصمة البابا و صكوك الغفران تم حرقه في عام 1415.
• اعدم البروفيسور هوبمايير حرقا عام 1538 بفيينا.
• الراهب الدومينيكي جيوردانو برونو سجن لمدة سبع سنوات ثم حرق بتهمة الهرطقة في روما عام 1
نعم، النصرانية لم تنتشر بالسيف… الجزء الثاني
تاريخ النصرانية الاسود الذي تحاول الكنيسة اخفاءه
سنواصل بمشيئة الله تعالى في هذا المقال سرد الفظائع التي ارتكبتها الكنيسة باسم النصرانية و نشر كلمة الرب. و سنعرف لماذا اتجه الغرب الى العلمانية و رفضوا النصرانية بعد قرون من المعاناة من حكم الكنيسة. و للاسف تم تعميم هذه النظرة على الاسلام و يصروا على فصل الاسلام كدين عن الدولة. و هؤلاء لا يعرفوا العدل و الرخاء التي نعمت به الدول تحت الحكم الاسلامي.
اود ان اذكر القارئ بقراءة الجزء الاول ان لم يكن قد قرأه بالفعل. و ما زال السؤال مطروحا: ما هي الوسيلة المفضلة للقتل لدى النصارى في حروبهم عبر التاريخ و حتى الآن حيث ان السيف لم يكن يكفي لاشباع وحشيتهم؟
الحروب الدينية
• القرن الخامس عشر: الحروب الصليبية ضد هوسيتس و قد قتل فيها الآلاف.
• في عام 1538 اعلن البابا بولس الثالث حربا صليبية ضد انجلترا المرتدة و اعلن ان كل الانجليز رقيق و عبيد ملك للكنيسة (و لحسن الحظ لم تتم الحرب فعليا بسبب ضعف البابا).
• في عام 1568 امرت محاكم التفتيش الاسبانية بابادة 3 ملايين من المتمردين الهولنديين و كانت هولندا تحت الحكم الاسباني و بالفعل تم قتل الآلاف.
• في عام 1572 تم قتل حوالى 20 الف بروتستانتي في فرنسا حتى القرن السابع عشر باوامر من البابا بيوس الخامس عشر و قد تمكن 200 الف من الفرار من القتل.
• القرن السابع عشر: ذبح الكاثوليك الزعيم البروتستانتي جاسبار دي كوليجني. و بعد قتله قاموا بالتمثيل بجثته: قطعوا رأسه ويديه و اعضاءه التناسلية… ثم القوا به الى النهر… و لكن، قرروا انه لا يستحق ان يكون غذاء للسمك ولذلك انتشلوه ثانية و سحلوا ما تبقى منه… و تركوه في الخلاء لتنهشه الطيور الكاسرة و الحيوانات المتوحشة.
• القرن السابع عشر: نهب الكاثوليك و سطوا على مدينة ماجدبرج بالمانيا و قتلوا 30 الف بروتستانتي تقريبا. و قد ذكر الشاعر فريدريش شيلر “في كنيسة واحدة تم العثور على خمسين امرأة مفصولة الرأس بينما اطفالهن ما زالوا يرضعون منهن“.
• القرن السابع عشر قامت حرب بين الكاثوليك و البروتستانت استمرت ثلاثون عاما و قتل خلالها 40% من السكان على الاقل معظمهم في المانيا.
اليهود
• في القرنين الرابع والخامس احرق المسيحيون معابد اليهود و قتلوا منهم اعداد لا تحصى.
• في منتصف القرن الرابع تم تدمير اول معبد يهودي بامر الاسقف ينوكنتيوس بدرتونا في شمال ايطاليا.
• احرق معبد يهودي كان بالقرب من نهر الفرات بامر الاسقف كالينيكون في سنة 388.
• في عام 694 اتخذ مجلس توليدو قرارا باستعباد اليهود و مصادرة ممتلكاتهم و اجبارهم على تنصير اطفالهم و تعميدهم بالقوة.
• امر اسقف ليموج بفرنسا في عام 1010 بقتل او نفي اليهود الذين لا يعتنقون المسيحية.
• الحملة الصليبية الأولى عام 1096: تم ذبح الآلاف من اليهود قدر عددهم الاجمالي 12 الف يهودي في انحاء متفرقة من اوروبا خاصة المانيا.
• الحملة الصليبية الثانية عام 1147: تم قتل المئات من اليهود في انحاء متفرقة من فرنسا.
• الحملة الصليبية الثالثة عام 1189: تم نهب و تدمير ممتلكات اليهود بانجلترا.
• مدينة فولدا بالمانيا عام 1235: قتل 34 يهودي (رجال و نساء).
• بين عامي 1257 و 1267 تم ابادة اليهود في لندن و كمبريدج و اماكن اخرى كثيرة في انجلترا.
• في بوهيميا ببولندا عام 1290: قتل 10 آلاف يهودي.
• عام 1337 بدأت حالة هوس بقتل اليهود في مدينة ديجندورف بالمانيا ثم امتدت الى 51 مدينة في بافاريا و النمسا و بولندا.
• عام 1348 احرق جميع يهود بازل بسويسرا وستراسبورج بفرنسا (الاجمالي الفين يهودي).
• عام 1349 قتل جميع اليهود فى اكثر من 350 مدينة المانية معظمهم احرقوا احياء (في هذا العام فقط قتل من اليهود أكثر مما قتل من النصارى في مائتي عام من الاضطهاد الروماني للنصارى).
• عام 1389 ذبح 3 آلاف يهودي في مدينة براغ.
• عام 1391 تم قتل يهود اشبيلية بقيادة المطران مارتينيز (4 آلاف قتلوا و تم بيع 25 الف كعبيد). و كان تحديد اليهودي سهل جدا لانهم ارغموا على ارتداء علامة ذات الوان مميزة تسمى “شارة العار” و كان يجبر اي يهودي فوق العاشرة على ارتدائها.
• عام 1492: العام الذي بدأ فيه كولومبوس رحلته لغزو العالم الجديد تم فيه نفي أكثر من 150 الف يهودي من اسبانيا و مات الكثير منهم في الطريق اثناء الرحلة.
• عام 1648 مذابح تشميلنيتسكي في بولندا: في هذه المجازر قتل حوالي 200 الف يهودي.
ابادة الشعوب و السكان الاصليين
• بدأ كولومبوس (و كان تاجر للعبيد ثم لقب بالصليبي المقدس بعد ذلك) بغزو العالم الجديد. و كالعادة اتخذت حجة نشر النصرانية كذريعة لغزو العالم الجديد.
• في غضون ساعات من وصوله و دخوله لاول جزيرة وجدها مأهولة بالسكان في البحر الكاريبي، قام كولومبوس باحتجاز ستة اشخاص من السكان الاصليين ثم قال : “هؤلاء سيكونون خدم جيدين… و يمكن بسهولة ان نجعلهم نصارى لأنه يبدو لي انهم لا ينتمون الى اى دين” ثم اضاف “هؤلاء سيوفروا لنا عبيدا بأي عدد نريد”.
• كان كولومبوس يقوم ببناء صليب على كل جزيرة تطأها اقدامه لاعلان ملكيتها للكاثوليك الاسبان متجاهلا السكان الاصليين. و في حالة ما اذا رفض الهنود الحمر او تأخروا في الاستسلام، كان يتم ابلاغهم بالتالى: “نؤكد لكم ـ بمشيئة الرب ـ اننا سندخل وطنكم بالقوة و سنعلن عليكم الحرب… و سنفرض عليكم الطاعة و العبودية للكنيسة… و سنقوم باستخدام جميع طرق التعذيب التي في استطاعتنا لمن يعصى و يرفض الرب ويحاول مقاومته و معارضته”
• مات ثلثي السكان الاصليين نتيجة الاصابة بمرض الجدرى الذي نقله لهم المستعمرون و ذلك قبل ان يبدأوا العنف ضدهم. وكانت هذه الوفيات مؤشر عظيم على “روعة و طيبة الرب” من وجهة نظر المسيحيين. و قد صرح حاكم مستعمرة ماساشوستس في 1634 “لقد قارب السكان الاصليون على الفناء و تقريبا ماتوا جميعا نتيجة لمرض الجدري و بذلك ازاح الرب كل العقبات امام الاستيلاء على الارض”.
• كان سكان جزيرة هسبانيولا الاصليين مسالمين و يعيشون في سعادة على جزيرة غنية بمواردها الطبيعية و كانوا يعتبرونها جنة. و ما ان دخلها كولومبوس، كان السكان يبكون حدادا على 50 الف قتيل قتلهم الغزاة.
• الناجون من الهنود الحمر وقعوا كانوا ضحية الاغتصاب والقتل و الاسترقاق والهجمات الاسبانية.
• و قد قال احد شهود العيان “عدد من قتل من الهنود الحمر لا يحصى. لقد كانت جثث القتلى في كل مكان و كانت رائحة الجثث المنتنة فظيعة و مقززة و تملأ كل مكان”.
• فر الزعيم الهندي الاحمر هاتوي مع قومه و لكن تم القبض عليه بعد ذلك و تم حرقه حيا. و اثناء محاكمته تمهيدا لاعدامه حثه راهب فرنسيسكاني على قبول يسوع بقلبه حتى تذهب روحه إلى الملكوت او الجنة و لا تهبط الى الجحيم. فاجابه الزعيم هاتوي “اذا كان الملكوت هو المكان الذي يذهب له النصارى، فانا افضل الذهاب للجحيم”.
• وصف شاهد عيان: “لقد وجد الاسبان متعة في ابتكار كل انواع البطش و التعذيب الغريبة. فقد نصبوا مشانق يكفي طولها ان تمس اصابع القدم الارض فقط فلا يموت المشنوق خنقا بل يعذب على المشنقة. و كانوا يعلقون على المشانق ثلاثة عشر شخصا في وقت واحد تكريما ليسوع المخلص و تلاميذه الاثني عشر… و بعد ذلك كانوا يلفون اجسادهم الممزقة بالتعذيب بالقش ثم يحرقونهم احياءا” و اضاف شاهد العيان “كان الاسبان يقطعون ايدي البعض، و البعض الآخر كانت تقطع ارجلهم او افخاذههم، و البعض الآخر كانت تقطع رؤوسهم بضربة واحدة. كانوا كالجزارين الذين يقطعوا اللحم في الاسواق و لقد قتلوا بهذه الطريقة الوحشية 600 فرد. و لقد امر فاسكو ان تنهش الكلاب اربعين شخصا و تقطع اجسادهم اربا”.
• كان عدد سكان الجزيرة حوالى ثمانية ملايين نسمة وقت وصول كولومبس في عام 1492. و تراجع عددهم بنسبة الثلث ثم النصف قبل نهاية عام 1496. و بمرور الوقت انقرض سكان الجزيرة الاصليين مما اضطر الاسبان الى جلب عبيد من جزر الكاريبي الاخرى التى واجهت نفس المصير. و بذلك تم تصفية الملايين من سكان جزر الكاريبي الاصليين في اقل من ربع قرن. اي انه في سنوات اقل بكثير من متوسط حياة عمر شخص عادي، تم القضاء نهائيا على ثقافة ملايين من البشر الذين انقرضوا بعد ان عاشوا لآلاف السنين على ارضهم.
• بعد ذلك ركز الاسبان على المكسيك و امريكا الوسطى. و ابتدأت عمليات الذبح و القتل بمدينة تينوشتيتلن (مكسيكو سيتي حاليا).
• كورتيز بيزارو دى سوتو و مئات من الغزاة الاسبان اقتحموا و نهبوا ارض و حضارة امريكا الجنوبية والوسطى باسم المسيح (دي سوتو هو من استولى على فلوريدا).
بانتهاء القرن السادس عشر، هاجر 200 الف اسباني الى الامريكتين. و عندئذ كان قد بلغ اجمالي عدد الضحايا من السكان الاصليين 60 نعم، النصرانية لم تنتشر بالسيف… الجزء الثالث
تاريخ النصرانية الاسود الذي تحاول الكنيسة اخفاءه
ما زلنا نواصل سرد بعض الاحداث البشعة التي قامت بها الكنيسة على مر العصور و كيف انتشرت النصرانية بالقتل و الذبح و التشريد. و في هذا الجزء سرد لبعض احداث من تاريخ الولايات المتحدة الاسود و كيف اباد اجداد دعاة الحرية و الديمقراطية ملايين من سكان البلاد الاصليين و لم يتبقى منهم الآن الا اعداد قليلة تعيش في ما يشبه محميات يزورها باقي الامريكيين ليشاهدوا هذا الكائن المنقرض.
التاريخ المشرف للولايات المتحدة الامريكية
• بالرغم من ان قدرة المستعمرين على مواجهة الظروف المناخية السيئة الا بمساعدة السكان الاصليين من الهنود الحمر، الا انهم شرعوا في طردهم و ابادتهم. و كان المستعمرون يرون ان الحروب مع الهنود سهلة مقارنة بالمجازر التي تعودوا عليها في حروبهم باوروبا و ذلك لان الهنود الحمر بطبيعتهم مسالمون.
• تعاطف بعض الانجليز مع الهنود الحمر، فامر الحاكم توماس دايل ان تتم ملاحقتهم و اعدامهم. و كان بعضهم يشنق و البعض للآخر يحرق و آخرون تكسر عظامهم احياء و مجموعة تعدم رميا بالرصاص. و تم الاعلان ان “هذا سيكون مصير كل من يتعاطف مع الهنود”.
• عندما اتهم رجل انجليزي احد الهنود بسرقة كوب و عدم ردها، رد الانجليز بحرق كل قبيلته.
• في المنطقة التي تعرف الآن بماساشوستس ارتكب المستعمرون ابادة جماعية للهنود الحمر. و الغريب ان هؤلاء القتلة كانوا لاجئين بروتستانت فارين من الاضطهاد الكاثوليكي في وطنهم الام انجلترا.
• عندما وجد احد المستعمرين مقتولا و بدا ان القاتل كان هندي احمر، ارد المستعمرون البروتستانت الانتقام بالرغم من توسلات زعيم الهنود لهم و برغم ذلك هاجموهم. و يبدوا انهم فقدوا صوابهم حيث هاجموا و حرقوا قبيلة اخري غير قبيلة القاتل و كانت هذه القبيلة ترحب بهم لانها كانت على عداء مع قبيلة القاتل.و لهذا “ان الرب يسره قتل اعدائنا في الاماكن التي تقاوم تقدمنا و يورثنا الرب ارضهم” كما جاء في سفر التثنية العدد 20-16 “واما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب الهك نصيبا فلا تستبق منها نسمة ما”.
• و قد ذكر احد مساعدي القائد مانسون و مرافقه الدائم “كم كان منظر الدم المقزز في كل مكان رائعا في اعين جنودنا” و اضاف “الكتاب المقدس ذكر احيانا ان النساء و الاطفال يجب قتلهم مع آبائهم”.
• كان يتم احيانا قتل الهنود الحمر بدس السم لهم عمدا و بطريقة منظمة. و قد كان لدي المستعمرين كلابا مدربة تدريبا خاصا على قتل الهنود الحمر و افتراس الاطفال و امهاتهم ترضعهم و قد وصف احد المستعمرين ذلك قائلا “كانت كلاب الصيد تجلبهم و كلاب اخرى مفترسة تجهز عليهم” (وقد استلهم ذلك من الاساليب الاسبانيه في التعذيب). و استمرت هذه الاساليب متبعة حتى تمت ابادة كثير من القبائل.
• البقية الباقية من الهنود الحمر كان يتم اتخاذهم عبيدا. و قد كتب احد القساوسة للحاكم يطلب منه حصته في الاسرى و حدد المواصفات قائلا “امرأة او بنت صغيرة و صبي و يكونوا جيدين”.
• واجهت كل قبائل الهنود الحمر نفس المصير: اما القتل او العبودية.
• و كان تعليق الكنيسة على هذه الابادة هو “هذه مشيئة الرب التي تجعلنا نقول: يا لعظمة نعمة الرب! و ما اعظم جماله! ان الرب يسوع يجعلهم ينحنوا امامه و يلعقوا تراب الارض ذلا”.
• كعادة النصارى، الكذب و انتهاك المعاهدات مباح: فقد كانت توقع معاهدات السلام مع وجود نية مبيتة لانتهاكها. فعندما شعر الهنود الحمر بالامان بعد توقيع معاهدة سلام، اتخذ مجلس ولاية فرجينيا قرارا بالهجوم عليهم قائلا “سنملك عنصر المفاجأة و نقطع دابر الهنود” ففي عام 1624 هاجم ستون رجل انجليزي مدجج بالسلاح على الهنود و قتلوا 8 آلاف هندي اعزل من السلاح و كان من القتلى رجال و نساء و اطفال. و في احدى المذابح في حرب الملك فيليب في عامي 1675 و 1676 تم قتل 600 هندي احمر. و قد علق على هذه المذبحة كوتون ماثير راعي كنيسة بوسطن قائلا “كانت المذبحة اشبه بحفلة للشواء” في تعبير عن سعادته بها.
الخلاصة: قبل وصول المستعمرون الانجليز الى نيو همبشاير و فيرمونت كان عدد الهنود الحمر من قبيلة ابيناكي حوالي 12 الف. و بعد ربع قرن فقط لم يتبقى منهم احياء الا 250 فقط اي تم القضاء على 98% منهم. اما قبيلة بوكومتوك فكان عدد افرادها 44 الف على الاقل و انخفض عددهم الى 920 فقط في خلال خمسين عاما فقط اي تم القضاء على 95% منهم. بينما كان يبلغ عدد افراد قبيلة كيريبي - اونكاشوج 30 الف و انخفض عددهم الى 1500 فقط في خلال خمسين عاما فقط اي تم القضاء على 95% منهم. اما عدد افراد قبيلة ماساشوستس فقد كان 44 الف و انخفض عددهم الى 6 آلاف فقط في خلال خمسين عاما فقط اي تم القضاء على 81% منهم. و هذه فقط مجرد امثلة قليلة لبعض القبائل التي كانت تعيش هناك قبل ان تطأ اقدام المستعمرين النصارى ارض العالم الجديد. و هذه الارقام قبل انتشار وباء الجدري عامي 1677 و 1678 و ايضا استمرار المجازر. كل ما سبق لم يكن سوى بداية الاستعمار الأوروبي الفعلى و بداية عصر التوسع.
في الفترة من 1500 الى 1900 تم القضاء على اكثر من 150 مليون من الهنود الحمر في الامريكيتين: مات منهم الثلثين نتيجة الاصابة بالجدري و اوبئة اخرى نقلها لهم المستعمر. اما الـ 50 مليون الباقين فقد قتلوا نتيجة اعمال العنف و سوء المعاملة و الرق. و المثير للعجب ان هذه الافعال لا تزال مستمرة حتى اليوم في كثير من البلدان مثل البرازيل و جواتيمالا.
أحداث اخرى مشرفة في تاريخ الولايات المتحدة
• في عام 1703 قدم القس سولومون ستودارد - و هو من اكبر القساوسة و الزعماء الدينيين في نيو انجلاند - طلبا رسميا لحاكم ماساشوستس ان يقدم للمستعمرين الدعم المادي الكافي لشراء اعداد كبيرة من الكلاب و تدريبها على مطاردة و اصطياد الهنود الحمر.
• مذبحة ساند كريك بكلورادوا في نوفمبر عام 1864: قاد العقيد جون شيفنجتون - الذي كان قسا بالكنيسة ايضا - مذبحة على احدى قبائل الهنود قتل فيها 600 معظمهم من النساء و الاطفال. و قد تم اطلاق النار عليهم بالرغم من استسلامهم و رفع قائدهم للراية البيضاء. و روى احد شهود العيان ان حوالي 30 او 40 امرأة من القبيلة اجتمعن و اختبأن في حفرة لحماية انفسهن. ثم ارسلوا طفلة صغيرة تبلغ من العمر ست سنوات تحمل الراية البيضاء على عصا اعلانا للاستسلام. و ما ان خطت الطفلة عدة خطوات حتى اطلقوا عليها النار و قتلوها. ثم اتجهوا الى النساء وقتلوهن جميعا.
• في ستينات القرن التاسع عشر كتب القس و المنصر روفوس اندرسون في تقريره عن مجازر ارتكبت بجزر هاواي “لقد انخفض عدد السكان الاصليين بنسبة 90% او اكثر” و رفض ان يطلق على هذا مأساة قائلا “ان موت هؤلاء لشيئ طبيعي: انه يماثل بتر عضو مريض من اعضاء الجسد”.
مليون قتيل. نعم، النصرانية لم تنتشر بالسيف… الجزء الرابع
تاريخ النصرانية الاسود الذي تحاول الكنيسة اخفاءه
في هذا الجزء ـ و هو الرابع و الاخير ـ سرد لبعض فظائع النصرانية خلال العصر الحديث. و لن اقوم بسرد فظائع الاستعمار الاوروبي و احداث اخرى مروعة على مدار قرون لانني - كما ذكرت من قبل - ملتزم بعرض الاحداث التي شاركت فيها الكنيسة و حرضت عليها بشكل مباشر حتى لا يعترض معترض و يقول انها افعال فردية لا تعبر عن النصرانية. و بالرغم من ذلك لم يكن للكنيسة اي اعتراض على هذه الافعال بل على العكس كانت ترسل المنصرين لينتهزوا فرصة الدمار و الجوع لنشر النصرانية على البقية الباقية من الشعوب المدمرة.
جرائم الكنيسة في القرن العشرين
معسكرات الاباده الكاثوليكية
قد تكون مفاجأة للبعض ان يعرف ان معسكرات الاباده النازية في الحرب العالمية الثانية ليست بأي حال الوحيدة في اوروبا في ذلك الوقت. ففي كرواتيا خلال العامين 1942-1943 كانت هناك العديد من معسكرات الابادة التي كان تديرها جماعات كاثوليكية بقيادة الدكتاتور انتي بافيلي و هو كاثوليكي متدين و كان على علاقة وطيدة بالبابا آنذاك و دائم الزيارة له بانتظام. و كانت هناك من ضمن هذه المعسكرات معسكرات للأطفال فقط.
و كان افظع هذا المعتقلات هو معتقل بقيادة راهب صربي فرنسيسكاني متدين من صربيا و قد قتل فيه اعداد كبيرة من اليهود. و مثل النازيين، كان الكاثوليك يحرقون ضحاياهم احياء في افران و هم بذلك ابشع من النازيين الذين كانوا على الاقل يقتلون ضحاياهم بالغاز قبل حرقهم. و كان كثيرا من الضحايا يطعن او يذبح او يقتل رميا بالرصاص. و قد كان الكثير من القتلة من الرهبان الفرنسيسكان. و قد بلغ عدد القتلى ما بين 300 الف و 600 الف قتيل و هو عدد ضخم مقارنة بصغر حجم كرواتيا. و لفظاعة ما يحدث في هذه المعسكرات انتقدها بعض النازيين المقربين لهتلر. و قد كان بابا الفاتيكان على علم بكل ما يحدث من فظائع و لم يقم بأي محاولة لمنعها.
الارهاب الكاثوليكي في فيتنام
في عام 1954 تمكن الفيتناميون من هزيمة فرنسا الاستعمارية و الحكومة الموالية لها في فيتنام الشمالية و التي كانت تدعمها الولايات المتحدة. و بالرغم من اعلان المنتصرون الفتناميون و تأكيدهم على الحرية الدينية لجميع المواطنين (اغلبية بوذية و الباقي كاثوليك)، قامت حملات اعلامية ضدهم مما ادى لفرار الكثير من الكاثوليك للجنوب و كانت هذه الحملات بمساعدة جماعات الضغط (اللوبي) الكاثوليكي في واشنطن و كذلك الكاردينال سبيلمان المتحدث الرسمي باسم الفاتيكان في الولايات المتحدة ايضا (فيما بعد اطلق هذا الكاردينال على القوات الامريكية في فيتنام لقب “جنود المسيح”). و قد منع هذا المخطط اقامة انتخابات ديمقراطية في فيتنام مما قد يأتي بالشيوعيين للسلطة في فيتنام الجنوبية ثم نصبوا كاثوليكي متعصب رئيسا لفيتنام الجنوبية. و قد اعتبر هذا الرئيس ان المساعدات الامريكية يجب ان تعطى للكاثوليك فقط. و لذلك كان على البوذيين شراء طعام المساعدات في حين انه كان يعطى للكاثوليك مجانا.
و لمحاربة الشيوعية، كان يتم اعتقال الآلاف من المتظاهرين و الرهبان البوذيين و حبسهم في معسكرات اعتقال. و احتجاجا على ذلك قام العشرات من المعلمين البوذيين من الذكور والاناث و كذلك الرهبان بسكب البنزين على انفسهم واحرقوا انفسهم. و من هنا ظهرت مقولة “ان البوذيين بحرقون انفسهم؛ بينما النصارى يحرقون الآخرين”. و بمرور الوقت تحولت معسكرات الاعتقال المليئة عن آخرها الى معسكرات موت. ففي الفترة ما بين عامي 1955 و 1960 جرح على الاقل 24 الفا (معظمهم اثناء المظاهرات) و اعدم حوالي 80 الف شخص و اعتقل و عذب 275 الف آخرين و ارسل نصف مليون شخص الى معسكرات الاعتقال. و لمساندة مثل هذه الحكومة قتل آلاف من الجنود الامريكيين في فييتنام.
الصورة التي افزعت العالم و عجلت بانهاء حرب فيتنام: الطفلة كيم فوك فان تجري عارية هي و اطفال آخرين و قد اصابهم الرعب بعد هجوم القوات الامريكية على قريتهم بالنابالم. و قد نجت من الموت بعد التخلص من ملابسها المحترقة.
المذابح و التطهير العرقي في البوسنة و الهرسك
في خلال ايام معدودة من شهر يوليو عام 1995 تم قتل 8 آلاف مسلم بواسطة الصرب في ما يعرف بمذبحة سربرنيتشا و هذا تم بمباركة الكنيسة الصربية الارثوذكسية. و الفيديو التالي يصور مباركة قساوسة لجنود صرب قبل ارتكابهم للمذبحة
(تحذير: الفيديو يحتوي مشاهد دموية لا تناسب كل مشاهد)
و قد قتل من المدنيين البوسنيين فقط حوالي 38 الف مسلم هذا بجانب عمليات الاغتصاب الجماعي التي تعاني منها كثيرات من نساء البوسنة حتى الآن.
دفن الضحايا المدنيين في البوسنة
مذابح رواندا
في عام 1994 استيقظ العالم على مذابح مروعة في رواندا بلغ عدد ضحاياها 800 الف قتيل من الهوتو و التوتسي. و لكن ما لا يعرفه الكثيرون ان كثير من المتهمين بالاشراف على و القيام بهذه المجازر هم قساوسة و راهبات انجيليين و كاثوليك. و قد انكرت الكنيسة الكاثوليكية في بادئ الامر ضلوع قساوستها في تلك المذابح الا انها اعترفت بذلك مؤخرا بعد توجيه اتهامات للعديد منهم و اصدار احكام ضد بعضهم.
فعلى سبيل المثال قام احد القساوسة الكاثوليك في كنيسة العائلة المقدسة بالعاصمة الرواندية كيجالي بالاشتراك في قتل اعداد ضخمة من التوتسي على مدار شهور قليلة. فقد شوهد و هو يرافق ميليشيات الهوتو مرتديا لزيه الكهنوتي و هو يحمل بندقية مشاركا في المذابح. و قام ايضا بذبح كثير من التوتسي الذين حاولوا الاحتماء بكنيسته ظنا منهم انها ملجأ آمن. و قد حدثت مذابح مماثلة للآجئين في جميع كنائس رواندا حيث قتل الاطفال و النساء و كبار السن بوحشية على يد قساوسة و ذلك كله باسم الصليب. و قد ذكر شهود عيان ان رجال الدين المسيحي كانوا يدعون توفير ملاذ آمن للتوتسي ثم يسلمونهم لميليشيات الهوتو ليقوموا بقتلهم.
و شارك في هذه الاحداث البشعة راهبتان هربتا الى بلجيكا و اقامتا بدير هناك لمحاولة الهروب من الملاحقة القضائية. و قد روى احد شهود العيان ان واحدة منهن ارشدت ميليشيات الهوتو الى الالآف من التوتسي الذين كانوا يختبئون في الدير الذي تقطن فيه الراهبة بحثا عن مكان آمن. و كان يتم اخراج اللآجئين بالقوة من داخل الدير و كان يتم قتلهم في وجود الراهبة امام بوابة الدير. اما الاخرى فقد كانت تشارك ميليشيات الهوتو فعليا في عمليات القتل. و ذكر شهود عيان ان هذه الراهبة شاهدت عمليات ذبح بدم بارد و بدون ابداء اي رد فعل. بل انها متهمة بشراء البنزين المستخدم في اضرام النار و حرق الضحايا احياء.
و قد تم مؤخرا الحكم على بعض الراهبات و رجال الدين المسيحي لضلوعهم بتلك المذابح و مازالت المحاكمات مستمرة حتى اليوم…
حروب بوش الصليبية
الرئيس الامريكي جورج بوش الابن ينتمي لليمين الامريكي المتطرف الذي يستنبط سياسته من النصرانية الصهيونية التي تؤمن بوجوب رجوع اليهود لارض الميعاد لعودة المسيح. و صرح بوش في عدة حوارات انه يتلقى وحي من الله و انه اختير لتنفيذ مهمة حرب الشر في العالم. و لا نتعجب من هذه التصريحات اذا عرفنا ان ملهم بوش الروحي هو المنصر الشهير بيل جراهام الذي يؤمن بالمبادئ الصهيونية و ان اقرب المقربين الشخصيين لبوش هو القس المتعصب بات روبرتسون الذي صرح في عدة مرات بتصريحات بشعة في حق الاسلام والمسلمين و يشجع على قتل كل من يقف في طريق الولايات المتحدة و مشروعها الصهيوني.
و قد صرح بوش في احدى التصريحات الصحفية ان حروبه في العالم الاسلامي بحجة محاربة الارهاب ما هي الا حروب صليبية.
(شاهد فيديو اعلان بوش عن حربه الصليبية)
و قد نتج عن السياسات الامريكية موت حوالى 2 مليون عراقي في الحصار الذي استمر لسنوات و قتل حتي الآن في العراق حوالي 655 الف مدني عراقي منذ بداية الحرب. و قد ظهرت الفظائع الامريكية في تعذيب و قتل المساجين في سجن ابو غريب و المذابح في انحاء العراق و الفلوجة.
و قد ظهرت بعض ملامح الوحشية الامريكية في وقائع عديدة مثل القتل بدم بارد لمصابين عراقيين داخل احد مساجد الفلوجة و ظهر فيها الجنود الامريكيون و هم يسخرون من الجرحى قبل رميهم بالرصاص كما نرى في الفيديو التالي.
(تحذير: الفيديو يحتوي مشاهد دموية لا تناسب كل مشاهد)
كما رأينا، النصرانية لم تترك فرصة منذ نشأتها و حتى الآن لاراقة الدماء و ذبح و قتل كل مخالف في العقيدة. و اصرح الآن بسبب تسميتي للمقالات بـ “نعم، النصرانية لم تنتشر بالسيف…” لان النصارى فضلوا الحرق على مر العصور بدءا بحرق الناس احياء مرورا بالديناميت و النابالم و القنابل النووية و نهاية بالقنابل الذكية و العنقودية و ما زال عقل النصارى يبتكر الاسلحة المختلفة و يتفنن في احراق البشر
•
waron
المسيحية دين المخبة:
نعم ، الحقيقة دامغة وأقوى برهانا من الخيال أو أية محاولات للتغيير والتحريف ، بل وأقوى من الدفاع مغالطةً ! وهو ما يتم بكل جبروت كلما أثيرت مسألة " أن المسيحية قد انتشرت بالسيف" .. فترتفع الأصوات معترضة ثائرة نافية – رغم كل ما يحمله التاريخ من وثائق وأدلة وبراهين تثبت المشوار الدامي للمؤسسة الكنسية الرومية ، منذ أن أصبحت الديانة الرسمية الوحيدة للإمبراطورية
الرومانية ، في أواخر القرن الرابع ، بعد اقتلاع الديانات الوثنية والمحلية الأخرى .. وهو مشوار تواصل بلا انقطاع من وقتها حتى يومنا هذا ، وإن اختلفت الأساليب والوسائل ، لكن من الواضح أن الاقتلاع أو اقتلاع الآخر هو القانون لديها ! .
فلقد نشر موقع "المصريون" اليوم 19/2/2008 مجرد رسالة وصلت إلى رئيس التحرير ، الذي نشرها بدوره محملا مسؤوليتها على من أرسلها لغرابتها .. وبما أن الخبر جدير بالتأمل ، فقد بادرت بالتعليق عليه ، خاصة وأن موضوع الخبر له موقع على "الانترنت" لمن يود الرجوع إليه للتأكد ..
ويقول الخبر المتداول على الانترنت منذ فترة بين المواقع الفردية أن هناك كنيسة على بُعد 70 كيلومترا من عاصمة تشيكوسلوفاكيا ، مزدانة بعظام آلاف المسلمين ! والخبر يتم تداوله بالصور المأخوذة عن الموقع دون ذكر لذلك الموقع ، وهو ما يؤجج المشاعر ، ويشعل الفتن بلا داعي – على الرغم من أن الواقع أكثر مرارة وألماً ..
ويحكي النص المعلن في ذلك الموقع أن هذه الكنيسة كانت لأحد الأديرة التابعة لفرقة السيسترسيين الكاثوليك ، وأنها ترجع إلى القرن العاشر ومرفق بها مدافن وتم توسعتها ، ويقال : إنه في عام 1218 قام رئيس الدير برحلة للأراضي المقدسة ، وعاد ومعه حفنة من تراب الآثار الناجمة عن الحروب الصليبية هناك ونثرها على المقابر للتبرك !..
وأيام وباء الطاعون الذي اجتاح أوروبا ضمت المقابر رفات 30000 إنسانا ، ثم أضيف إليها ضحايا الحرب التي قادتها الكنيسة الرومية ضد البروتستانت وكانت لأكثر من 40000 ألف شخصا ، هم أتباع جان هاسّ ، عميد كلية اللاهوت في مدينة براغ ، وكان يعترض على صكوك الغفران والمتاجرة بالدين ، ويتهم البذخ الفاحش الذي يعيش فيه رجال الدين ، وخاصة قيادة المؤسسة الكنسية وابتعادهم الصارخ عن تعاليم يسوع .. فأقالته الكنيسة وحرمته ، ثم أدانه مجمع كونستانس عام 1414 وقامت محاكم التفتيش باعتقاله ومحاكمته ، وتم حرقه حيا على أنه هرطقي لا بد من إبادته ! .
وتراكمت جثث الضحايا بالآلاف أتلالا عقب المعارك الدينية المختلفة سواء مع البروتستانت أو الأريوسيين أو الكاتار والبوجوميل والفودْوَا ، بينما المسيحية تنتشر بصورة قانية متواصلة !!.. وكل معركة من هذه المعارك تحصد الآلاف من ضحايا التعصب .
وفي عام 1870 طلب القس المسئول عن هذه الكنيسة من الفنان التشيكى فرانتيشك رينت Frantisek Rint)) أن يعيد تنزيين الكنيسة بعد ترميمها تخليدا لتاريخها "المجيد" .. فقام باستخدام الهياكل العظمية لأربعين ألف إنسان لتصبح الكنيسة نبراسا وشاهدا على التاريخ الكنسي الأصيل ..
ويتندر مؤسس الموقع الخاص بهذه الكنيسة الفاضحة ، بالمستوى "الإبداعي" للفنان رينت هذا ، على أنه استطاع عمل النجف الرئيسي باستخدام كافة أنواع وأشكال العظام الآدمية التي يحتوي عليها جسم الإنسان ، كما قام بجمع عظام الآلاف من القتلى لوضعها على شكل أجراس ضخمة ، قام بعضها في أركان الكنيسة الأربعة.. والصور المرفقة تقول ما فيه الكفاية !
وأياً كان أصحاب تلك العظام المغلوبة على أمرها والدالة على اغتيال الآلاف المؤلفة من البشر ، سواء أكانوا من المسلمين أو البروتستانت أو الأريوسيين الموحدين بالله والرافضين لتأليه المسيح ، أو لأي ملة من الملل ، وكان من الأكرم دفنها احتراما لحرمة الموتى ، فلا يوجد أي دليل إدانة أقوى وأصدق وأعنف من دليل تلك الكنيسة ، التي تجأر بأعلى صوت أنها تشهد على المذابح التي قادتها الكنيسة لفرض عقيدتها ، وعلى أن المسيحية قد انتشرت فعلا بالسيف في جميع أنحاء العالم !.
والطريف أن الكنيسة تدعى : " كاتدرائية صعود السيدة مريم والقديس يوحنا المعمدان " .. ويا له من عنوان لصعود سماوي يتم على هياكل آلاف البشر المذبوحين ظلما وعدوانا !.
والأطرف من ذلك أن منظمة اليونسكو تحافظ على هذه الكنيسة على أنها من الآثار المجيدة للذكرى والتاريخ !!
واللهم لا تعليق سوى : أن يكف إخواننا المسيحيون عن إلصاق تهمة أن الإسلام قد انتشر بالسيف ويروا بأعينهم مدى الخطأ الذي يقعون فيه بمثل هذا الإسقاط الذي يقومون به في حق الإسلام ، وأن يكف القائمون على عمليات التبشير والتنصير ، وأن يخجلوا من التاريخ الذي يحملونه على أكتافهم ، وأن يرفعوا أيديهم عن الإسلام والمسلمين !!
وهى عبارة أرفعها أيضا إلى البابا بنديكت السادس عشر ، الذي يقود عمليات تنصير العالم بهيستريا غير مسبوقة : ليرفع أيديه عن الإسلام الذي يحاول اقتلاعه بإصرار رهيب ، بكافة الوسائل والأحاييل ، وقد حان له أن يدرك أن الإسلام لم يأت كرسالة سماوية من عند الله إلا بعد أن حادت المؤسسة الكنسية عن رسالة التوحيد بالله ، وأشركت به وضلّت ، فجاء الإسلام كاشفا لكل عمليات التحريف التي تمت ، وكفى "قداسة" البابا آلام ما تكشفه الأيام من إدانات لمؤسسته العتيدة ..
((((((((((مشاكل البشرية عند الخروف والرعية؟؟؟؟؟؟؟هل سمعتم عن آكلى لحوم الآلهة؟
يقول يوحنا فى الإنجيل المنسوب إليه: (11أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ.) يوحنا 10: 11
بينما يقول الكتاب فى رؤية يوحنا: (14هَؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الْخَرُوفَ، وَالْخَرُوفُ يَغْلِبُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ، وَالَّذِينَ مَعَهُ مَدْعُوُّونَ وَمُخْتَارُونَ وَمُؤْمِنُونَ».) رؤيا يوحنا 17: 14
ويأكد فى رؤياه الموحى بها: (6وَرَأَيْتُ فَإِذَا فِي وَسَطِ الْعَرْشِ وَالْحَيَوَانَاتِ الأَرْبَعَةِ وَفِي وَسَطِ الشُّيُوخِ خَرُوفٌ قَائِمٌ كَأَنَّهُ مَذْبُوحٌ، لَهُ سَبْعَةُ قُرُونٍ وَسَبْعُ أَعْيُنٍ، هِيَ سَبْعَةُ أَرْوَاحِ اللهِ الْمُرْسَلَةُ إِلَى كُلِّ الأَرْضِ.) رؤيا يوحنا 5: 6
فإذا كان الإله خروف ، ورعيته خراف ، فلابد من وجود علامة محددة للتمييز بينهم ، حتى لا يذبح جزار الخروف الإله ويترك الخروف البشر ، أو يعبد إنسان الخروف البشر دون الخروف الإله ويسجد له بالباطل!
غريب هذا الدين الذى يأكل لحم إلهه ثم يعبده. فمرة يأكلوا لحمه ودمه المتمثلين فى الخبز والخمر، ومرة يأكلوا لحمه دون خمر متمثلاً فى لحم الخراف! فلماذا لم تحرم النصرانية أكل لحم الخراف؟ أم إن لحم الخروف الإله أطعم وألذَ؟
وعند وجود الخبز المقدس والخمر والخروف الإله ، فبأيها نبدأ فى الأكل؟ وأيها يتحول إلى جسد الإله ودمه؟ وماذا لو جُرِحَ الإله الخروف ، واحتاج لنقل دم ، فأى فصيلة دم يحتاجها هذا الإله؟
وبعد الهضم: هل يوجد تواليت مُحدَّد لإخراج هذا الإله فى صورة الفضلات المعتادة فى هذا المكان؟ وهل يجوز طرد الإله بالسيفون ليجرى مع باقى الآلهة الأخرى التى أنزلها مؤمنون آخرون ، أسعدهم الحظ بأكل إلههم ويختلط مع بقايا فضلات الطعام وروث الإنسان؟
الغريب أن هذا الإله الخروف له زوجة ، فهذه النعجة زوجته لابد أن تكون أيضاً من المُمَيَّزات حتى لايظن إنسان الظنون بجهل فى كل نعجة ، ويدعى أنه طالما سمحت النعجة الإلهة للخروف الإله (بكذا) ، إذن فالزنا مباح ، طالما أن الناتج خراف ، فلا يبالون.
لا تظن أن معنى أن الإله خروف، أنَّ هذا سيِّىء للبشرية. بالعكس ، فهنا تتجلى رحمته على الأخص بالرعاة. نعم. فالإله لابد أن يكون هو الأقوى والأجدر فى كل شىء ، فيمكن لراعى الغنم الذى يملك الخروف الإله أن يُعرِّش خروفه على النعجة لتنجب. ومثل هذا متعارف عليه عند الزراع والرعاة. لكن كله بثمنه ، فثمن النطَّة حوالى عشرة جنيهات.
هى كانت زمان خمسة جنيهات، لكن مع ارتفاع الدولار، أصبحت نطَّة الإله بعشرة جنيهات. لك أن تتخيل إله ينط كل نصف ساعة نطَّة على مدار اليوم كله ، أى 48 نطَّة بمقدار 480 جنيهاً لليوم. ولا يستطيع أن يتوقف ، لأنه هيبقى شكله وحش جداً وسط باقى الخراف اخوانه. وهذا سيدفع باقى الخراف الأخرى للمنافسة ، فيزداد عدد الخراف فى السوق ، وسوف يقل ثمنه. أليست هذه رحمة من الإله الخروف بمالكه؟ أليست هذه رحمة من الإله بآكلى لحمه من البشر الغلابة؟
وربما كان هذا هو السبب الذى أدى بهم إلى أكل لحوم البشر أثناء الحروب الصليبية. اقرأ معى ما كتبه مؤرخيهم عن جرائم تقشعر منها أبدان البشر: (يقول المؤرخ الراهب روبرت: “كان قومنا يجوبون الشوارع والميادين وأسطح المنازل ليرووا غليلهم فى التقتيل ، وذلك كاللبؤات التى خطفت صغارها وكانوا يذبحون الأولاد والشبان والشيوخ ويقطعونهم إرباً إرباً، وكانوا يشنقون أناساً كثيرين بحبل واحد بغية السرعة، فياللعجب ويا للغرابة أن تذبح تلك الجماعة الكبيرة المسلحة بأمضى سلاح من غير أن تقاوم، وكان قومنا يقبضون على كل شىء يجدونه ، فيبقرون بطون الموتى ليخرجوا منها قطعاً ذهبية ، فيا للشره وحب الذهب .. .. وكانت الدماء تسيل كالأنهار فى طرق المدينة المغطاة بالجثث .. .. ولم يكن بين تلك الجماعة الكبرى واحد ليرضى بالنصرانية ديناً ، ثم أحضر (بوهيموند) جميع الذين اعتقلهم فى برج القصر ، وأمر بضرب رقاب عجائزهم وشيوخهم وضعافهم وبسوق فتيانهم وكهولهم إلى أنطاكية لكى يباعوا فيها”)
(وفى كتاب من تأليف المطران برتولومي دي لاس كازاس. ترجمة سميرة عزمي الزين. من منشورات المعهد الدولي للدراسات الإنسانية يقول : ولد ( برتولومي دي لاس كازاس ) عام 1474 م في قشتالة الأسبانية , من أسرة اشتهرت بالتجارة البحرية. وكان والده قد رافق كولومبوس في رحلته الثانية إلى العالم الجديد عام 1493 م أي في السنة التالية لسقوط غرناطة وسقوط الأقنعة عن وجوه الملوك الأسبان والكنيسة الغربية. كذلك فقد عاد أبوه مع كولومبوس بصحبة عبد هندي فتعرف برتولومي على هذا العبد القادم من بلاد الهند الجديدة. بذلك بدأت قصته مع بلاد الهند وأهلها وهو ما يزال صبيا في قشتاله يشاهد ما يرتكبه الأسبان من فضائع بالمسلمين وما يريقونه من دمهم وإنسانيتهم في العالم الجديد.
كانوا يسمون المجازر عقابا وتأديبا لبسط الهيبة وترويع الناس ، كانت سياسة الاجتياح المسيحي: أول ما يفعلونه عندما يدخلون قرية أو مدينة هو ارتكاب مجزرة مخيفة فيها .. .. مجزرة ترتجف منها أوصال هذه النعاج المرهفة).
وإنه كثيرا ما كان يصف لك القاتل والمبشر في مشهد واحد فلا تعرف مِمَّا تحزن: أمن مشهد القاتل وهو يذبح ضحيته أو يحرقها أو يطعمها للكلاب , أم من مشهد المبشر الذي تراه خائفا من أن تلفظ الضحية أنفاسها قبل أن يتكرم عليها بالعماد ، فيركض إليها لاهثا يجرجر أذيال جبته وغلاظته وثقل دمه لينصرها بعد أن نضج جسدها بالنار أو اغتسلت بدمها , أو التهمت الكلاب نصف أحشائها.
إن العقل الجسور والخيال الجموح ليعجزان عن الفهم والإحاطة ، فإبادة عشرات الملايين من البشر في فترة لا تتجاوز الخمسين سنة هول لم تأت به كوارث الطبيعة. ثم إن كوارث الطبيعة تقتل بطريقة واحدة. أما المسيحيون الأسبان فكانوا يتفننون ويبتدعون ويتسلون بعذاب البشر وقتلهم. كانوا يجرون الرضيع من بين يدي أمه ويلوحون به في الهواء, ثم يخبطون رأسه بالصخر أو بجذوع الشجر , أو يقذفون به إلى أبعد ما يستطيعون. وإذا جاعت كلابهم قطعوا لها أطراف أول طفل هندي يلقونه , ورموه إلى أشداقها ثم أتبعوها بباقي الجسد. وكانوا يقتلون الطفل ويشوونه من أجل أن يأكلوا لحم كفيه وقدميه قائلين : إن أشهى لحم هو لحم الإنسان.)
ولأن الكتاب يقول إنه إله غير قادر على كل شىء: (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً.) يوحنا 5: 30 ، فلابد له أن يأخذ فياجرا ، ومن هنا تزداد رحمته بتجار وصُنَّاع الفياجرا ، والأطباء البيطريين ، الذين سيولِّدون النعاج. ومن هنا سيجتهد التلاميذ للحصول على أعلى الدرجات للإلتحاق بكلية الطب البيطرى ، وسينتشر البحث العلمى فى مجال الخراف ، وتتقدم البلد علمياً وتزدهر بالتالى أيضاً إقتصادياً.
وبالطبع ستشمل رحمته الزراع ، فسيكثر البرسيم فى الأرض ، وهذا سينعكس بصورة إيجابية جداً على كل الحيوانات التى تشترك معه فى هذا الطعام. وستتحول الحدائق إلى أراضى خضراء ، وهذا سينقى الجو من ثانى أكسيد الكربون ، وتتحسن صحة المواطنين. وبهذا يتضح لك أن هذا الإله الخروف صديق للبيئة.
لكن ماذا ستفعل شركات الأدوية التى تستفيد من تدهْور صحة المواطنين؟ لا تقلق! فالرب الخروف عامل حسابه كويس على كل شىء! فهو لن يترك كل الناس تزرع برسيم ، لأنهم يحتاجون للمزروعات الأخرى ، لذلك قرَّرَ الرب الخروف أن يتحوَّل إلى حيوان مفترس ، ليُقلِّل عدد الخراف التى فى العالم ، وبالطبع الفزع والأمراض والأوجاع التى ستصيب الإنسان بسبب تحوَّل قطيع الخراف إلى حيوانات مفترسة ، سيجعلنا نلجأ للأطباء البشريين والصيدليات. (4«وَأَنَا الرَّبُّ إِلَهُكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ وَإِلَهاً سُِوَايَ لَسْتَ تَعْرِفُ وَلاَ مُخَلِّصَ غَيْرِي. 5أَنَا عَرَفْتُكَ فِي الْبَرِّيَّةِ فِي أَرْضِ الْعَطَشِ. 6لَمَّا رَعُوا شَبِعُوا. شَبِعُوا وَارْتَفَعَتْ قُلُوبُهُمْ لِذَلِكَ نَسُونِي. 7«فَأَكُونُ لَهُمْ كَأَسَدٍ. أَرْصُدُ عَلَى الطَّرِيقِ كَنَمِرٍ. 8أَصْدِمُهُمْ كَدُبَّةٍ مُثْكِلٍ وَأَشُقُّ شَغَافَ قَلْبِهِمْ وَآكُلُهُمْ هُنَاكَ كَلَبْوَةٍ. يُمَزِّقُهُمْ وَحْشُ الْبَرِّيَّةِ.) هوشع 13: 4-8
وهذا عمل إنسانى كبير يُخلِّص الدولة من البطالة ، لأن كثير جداً من الناس سوف تفضل الجلوس فى المنزل عن الخروج للصيدلية ، وبالتالى سيطلب كل منزل الأدوية بالتليفون. وفى هذه الحالة لابد من وجود 10 موظفين فى كل صيدلية على الأقل لتوصيل الطلبات للمنازل.
ولكن سترتفع أجرة الطبيب الزائر للمنزل. وهنا أقول لك: إن هذا الإله الرحيم بلغت نسبة ذكائه إلى درجة ، لايمكنك تخيلها: أولاً لن ترتفع أجرة الطبيب الزائر للمريض فى البيت، لأنه يوجد حوالى 33% من الأطباء الخريجين بدون عمل ، وهذا رحمة من الخروف.
أضف إلى ذلك أن ربنا ابتلى مصر بوزير للتربية والتعليم ، أفسد النشىء والمدرسين والمدارس والمناهج ، وكل ما ينتمى إلى التعليم أو حتى التربية ، فأصبحت الإمتحانات فى غاية التفاهة ، ويعتمد عدد كبير من التلاميذ على النجاح بالغش ، بل إن هناك من ينجح دون أن يكتب شىء فى ورقة الإجابة: لكن عليه أن يفتَّح مخه مع مدير المدرسة ، والمسؤول عن الكنترول.
وحتى لو زاد أجر الطبيب ، فهو رحمة بالمدرسين الخصوصيين ، حتى تتركهم الصحافة ، وتتجه قبلة الحكومة إلى محاربتهم بدلاً من المدرسين. وهنا سوف يعمل المعلمون بصفاء ذهنى أكبر ، مما سيؤدى إلى تحسُّن العملية التعليمية ، ويؤدى الوزير دوره فى محاربة الدروس الخصوصية.
وهنا سيستقيل 99.99% من المدرسين ، مما سيتيح للدولة أن تخصخص المدارس ، وتبيعها بمليارات الجنيهات ، ثم يأتى مستثمر كبير مثل رامى لكَّح ويسرقها ويغادر البلد.
وهذا أيضاً فيه خير على الصحفيين ، الذين سيجدون فى مثل هذه الموضوعات مادة صحفية ممتعة ، تشغل الناس أكثر عن عبادة الرب الخروف ، والإهتمام بمصالحهم. فتزداد وعود الحكومة برد نقود المودعين ، ويزداد إقبال الناس على شراء الجرائد ، وتزداد الإعلانات فى الجرائد ، مما يوحى للمستثمرين الأجانب أن مصر بها حركة إقتصادية قوية ، فيجذب هذا رأس المال الأجنبى إلى البلد ، لينعشها إقتصادياً.
وحتى لا تتهم باقى الحيوانات هذا الإله الخروف بالتعصُّب ، فقد أوحى فى كتابه (نعم فى كتابه! لا تتعجب! فهو خروف مثقَّف! انت مالك! اربط الخروف مطرح ما يعوز صاحبه!) أنه له عدة أشكال لحيوانات مختلفة:
الرب حمامة (متى 3: 16)E
الربE خروف (رؤيا يوحنا 17: 24)
الرب شاة (أعمال الرسل 8: 32)E
الربE كالأنعام (أعمال الرسل 8: 32)
الرب أسد: (هوشع 13: 4-8)E
الربE نمر: (هوشع 13: 4-8)
الرب دبة: (هوشع 13: 4-8)E
الرب لبوة:E (هوشع 13: 4-8)
الرب تنين: (7فِي ضِيقِي دَعَوْتُ الرَّبَّ وَإِلَىE إِلَهِي صَرَخْتُ، فَسَمِعَ مِنْ هَيْكَلِهِ صَوْتِي وَصُرَاخِي دَخَلَ أُذُنَيْهِ. 8فَارْتَجَّتِ الأَرْضُ وَارْتَعَشَتْ. أُسُسُ السَّمَوَاتِ ارْتَعَدَتْ وَارْتَجَّتْ، لأَنَّهُ غَضِبَ. 9صَعِدَ دُخَانٌ مِنْ أَنْفِهِ، وَنَارٌ مِنْ فَمِهِ أَكَلَتْ. جَمْرٌ اشْتَعَلَتْ مِنْهُ. 10طَأْطَأَ السَّمَاوَاتِ وَنَزَلَ وَضَبَابٌ تَحْتَ رِجْلَيْهِ. 11رَكِبَ عَلَى كَرُوبٍ وَطَارَ، وَرُئِيَ عَلَى أَجْنِحَةِ الرِّيحِ. 12جَعَلَ الظُّلْمَةَ حَوْلَهُ مَظَلاَّتٍ، مِيَاهاً مُتَجَمِّعَةً وَظَلاَمَ الْغَمَامِ. 13مِنَ الشُّعَاعِ قُدَّامَهُ اشْتَعَلَتْ جَمْرُ نَارٍ. 14أَرْعَدَ الرَّبُّ مِنَ السَّمَاوَاتِ، وَالْعَلِيُّ أَعْطَى صَوْتَهُ. 15أَرْسَلَ سِهَاماً فَشَتَّتَهُمْ، بَرْقاً فَأَزْعَجَهُمْ. 16فَظَهَرَتْ أَعْمَاقُ الْبَحْرِ، وَانْكَشَفَتْ أُسُسُ الْمَسْكُونَةِ مِنْ زَجْرِ الرَّبِّ، مِنْ نَسْمَةِ رِيحِ أَنْفِهِ.) صموئيل الثانى 22: 7-16
ولكن الدودة لم يعجبها هذا الكلام ، فلإرضائها تبرَّأ الرب من كونه خروف واعترف أن الإنسان أفضل من الخروف: (12فَالإِنْسَانُ كَمْ هُوَ أَفْضَلُ مِنَ الْخَرُوفِ!) متى 12: 12 فتحوَّلَ الرب إلى إنسان: (الله ظهر فى الجسد) تيموثاوس الأولى 3: 16 ، (فى البدء كان الكلمة ... وكان الكلمة الله ... والكلمة صار جسداً وحلَّ بيننا) أى أصبح إنساناً (يوحنا 1: 1-14) ، حتى يتحوَّل هذا الإنسان إلى رمَّة وابن آدم الدود: (فكم بالحرى الإنسان الرمَّة وابن آدم الدود) أيوب 25: 8
وهنا تكمن سر عظمة هذا الإله الخروف ، فتحوله إلى دودة ، ستمكن الطيور من أكله ، وهنا نجده ضحى بنفسه مرة أخرى من أجل الطيور. ما أعظمك خروف!
لكن لن يمنعنى هذا من قول رأيى: كان وضعه كخروف أفضل بكثير منا نحن البشر الرمة أولاد الدود! فالحياة بالنسبة له كخروف إقتصادية جداً ، يتزوج ببلاش! لا. لا. يتزوج ويأخذ عشرة جنيهات على النطَّة. وليس له عدد محدد من الزوجات! فله مطلق الحرية ، تبعا لكمية الفياجرا التى يتناولها! آه نسيت أننى قلت إنه لا يأخذ فياجرا! عدوها لى!
أما نحن: فلابد من شراء أجمل الملابس وأشيكها ، وأغلى البرفانات ، ناهيك عن الهدايا واللازم منه لكى نفوز بإعجاب الفتاة ، ونتزوجها ، وننفق عليها وعلى أولادنا. أما الخروف يتزوج ويأخذ ، ينجب وندفع نحن له ولذريته ثمن الطعام والأدوية.
كخروف يديرون له الموسيقى فى الزرائب ، حتى تتحسَّن صحته ، وتُدر النعجة زوجته لبناً أكثر ، ويغنون له فى العيد: يا خروفى يا خروفى، يا لابس بدلة صوفى، لك قرنين .. .. ..؛ ولا أحد يُغنى لنا ، أليس هذا ظلم الإنسان لأخيه الإنسان. ألست معى فى أن كون الرب خروف تتجسد فيه معانى كثيرة غير مفهومة لكثيرين منا؟
ثم ماهى حكاية هذا الإله مع الحيوانات؟ فمرة يكون من الطيور، ومرة من الحيوانات الأليفة، ومرة من الحيوانات المفترسة. هل المهم بالنسبة لهذا الإله أن يكون مملوكاً وليس مالكاً؟ أن يكون حيوان ، أن يؤكل أو يُقتل! يا له من إله رائع فى تواضعه!
حتى الشيطان تملكه أربعين يوماً فى البريَّة ذليلاً له: (1أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ 2أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيراً. 3وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ لِهَذَا الْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ خُبْزاً». 4فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ». 5ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَانِ. 6وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «لَكَ أُعْطِي هَذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. 7فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ». 8فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 9ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَأَقَامَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى أَسْفَلَ 10لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ 11وَأَنَّهُمْ عَلَى أَيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 12فَأَجَابَ يَسُوعُ: «إِنَّهُ قِيلَ: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ». 13وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ.) لوقا 4: 1-13
هل سمعت عن أناس تعبد الإله الذى تلعنه؟ (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».) غلاطية 3: 13
يا نصارى! هل هذه هى صورة الإله الذى ترضونها لتعبدوه؟
تارة تذبحونه وتأكلونه وتشربون دمه: كحمامة وخروف وكشاة وخبز وخمر
تارة جعلتموه يصرخ ويستغيث بإلهه ولا حياة لمن ينادى: (46وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً:«إِيلِي إِيلِي لَمَا شَبَقْتَنِي»(أَيْ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟)) متى 27: 47
وتارة أهنتموه: (27فَأَخَذَ عَسْكَرُ الْوَالِي يَسُوعَ إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَجَمَعُوا عَلَيْهِ كُلَّ الْكَتِيبَةِ 28فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيَّاً 29وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!» 30وَبَصَقُوا عَلَيْهِ وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. 31وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ.) متى 27: 27-31
وتارة صفعتموه على وجهه: (63وَالرِّجَالُ الَّذِينَ كَانُوا ضَابِطِينَ يَسُوعَ كَانُوا يَسْتَهْزِئُونَ بِهِ وَهُمْ يَجْلِدُونَهُ 64وَغَطَّوْهُ وَكَانُوا يَضْرِبُونَ وَجْهَهُ وَيَسْأَلُونَهُ: «تَنَبَّأْ! مَنْ هُوَ الَّذِي ضَرَبَكَ؟» 65وَأَشْيَاءَ أُخَرَ كَثِيرَةً كَانُوا يَقُولُونَ عَلَيْهِ مُجَدِّفِينَ.) لوقا 22:
وتارة بصقتم على وجهه: (30وَبَصَقُوا عَلَيْهِ وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. 31وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ)متى27: 30
وتارة قتلتموه صلباً: (30فَلَمَّا أَخَذَ يَسُوعُ الْخَلَّ قَالَ:«قَدْ أُكْمِلَ». وَنَكَّسَ رَأْسَهُ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ.) يوحنا 19: 30 ، (50فَصَرَخَ يَسُوعُ أَيْضاً بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ.) متى 27: 50
وتارة طعنتموه فى جنبه بحربة: (33وَأَمَّا يَسُوعُ فَلَمَّا جَاءُوا إِلَيْهِ لَمْ يَكْسِرُوا سَاقَيْهِ لأَنَّهُمْ رَأَوْهُ قَدْ مَاتَ. 34لَكِنَّ وَاحِداً مِنَ الْعَسْكَرِ طَعَنَ جَنْبَهُ بِحَرْبَةٍ وَلِلْوَقْتِ خَرَجَ دَمٌ وَمَاءٌ.) يوحنا 19: 33-34
وتارة تصطادونه وتقتلونه: كحيوان مفترس يُخشى على الناس من خطورته
ومرات ومرات حرفتم كلامه ، ووضعتم على لسانه ما لم يتكلم به ، ظناً منكم أنه خروف لا يقرأ ولا يكتب ، ولن يتمكن من كشف تحريفاتكم. لكن هيهات لكم: إنكم نسيتم أن هذا الخروف هو (رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ،) رؤيا يوحنا 17: 14 ، لذلك كشف تحريفاتكم بعلمه فقال:
1- (كَيْفَ تَدَّعُونَ أَنَّكُمْ حُكَمَاءُ وَلَدَيْكُمْ شَرِيعَةَ الرَّبِّ بَيْنَمَا حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ المُخَادِعُ إِلَى أُكْذُوبَةٍ؟) إرمياء 8: 8
2- وهذا كلام الله الذى يقدسه نبى الله داود ويفتخر به ، يحرفه غير المؤمنين ، ويطلبون قتله لأنه يعارضهم ويمنعهم ، ولا يبالى إن قتلوه من أجل الحق ، فهو متوكل على الله: (4اَللهُ أَفْتَخِرُ بِكَلاَمِهِ. عَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُهُ بِي الْبَشَرُ! 5الْيَوْمَ كُلَّهُ يُحَرِّفُونَ كَلاَمِي. عَلَيَّ كُلُّ أَفْكَارِهِمْ بِالشَّرِّ.) مزمور 56: 4 –5
3- (15وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَتَعَمَّقُونَ لِيَكْتُمُوا رَأْيَهُمْ عَنِ الرَّبِّ فَتَصِيرُ أَعْمَالُهُمْ فِي الظُّلْمَةِ وَيَقُولُونَ: «مَنْ يُبْصِرُنَا وَمَنْ يَعْرِفُنَا؟». 16يَا لَتَحْرِيفِكُمْ!) إشعياء 29: 15 – 16
4- (29أَلَيْسَتْ هَكَذَا كَلِمَتِي كَنَارٍ يَقُولُ الرَّبُّ وَكَمِطْرَقَةٍ تُحَطِّمُ الصَّخْرَ؟ 30لِذَلِكَ هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَسْرِقُونَ كَلِمَتِي بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ. 31هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ لِسَانَهُمْ وَيَقُولُونَ: قَالَ. 32هَئَنَذَا عَلَى الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ بِأَحْلاَمٍ كَاذِبَةٍ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَقُصُّونَهَا وَيُضِلُّونَ شَعْبِي بِأَكَاذِيبِهِمْ وَمُفَاخَرَاتِهِمْ وَأَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ. فَلَمْ يُفِيدُوا هَذَا الشَّعْبَ فَائِدَةً يَقُولُ الرَّبُّ]. 33وَإِذَا سَأَلَكَ هَذَا الشَّعْبُ أَوْ نَبِيٌّ أَوْ كَاهِنٌ: [مَا وَحْيُ الرَّبِّ؟] فَقُلْ لَهُمْ: [أَيُّ وَحْيٍ؟ إِنِّي أَرْفُضُكُمْ - هُوَ قَوْلُ الرَّبِّ. 34فَالنَّبِيُّ أَوِ الْكَاهِنُ أَوِ الشَّعْبُ الَّذِي يَقُولُ: وَحْيُ الرَّبِّ - أُعَاقِبُ ذَلِكَ الرَّجُلَ وَبَيْتَهُ. 35هَكَذَا تَقُولُونَ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ وَالرَّجُلُ لأَخِيهِ: بِمَاذَا أَجَابَ الرَّبُّ وَمَاذَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ؟ 36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا.)إرمياء 23: 29-36
5- انظر إلى التحريف الذى كان منتشراً وقتها؟ انظر كم كتاب وكم رسالة قد تم تأليفها على غير المألوف أو المشهور عند لوقا؟ الأمر الذى دفعه لكتابة هذه الرسالة! (1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.) لوقا 1: 1-4
6- بولس يقول أراءه الشخصية ، ثم بعد ذلك تقولون هذا من عند الله؟ (25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً. 26فَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا حَسَنٌ لِسَبَبِ الضِّيقِ الْحَاضِرِ.) كورنثوس الأولى 7: 25-26
7- هل بولس قد أوحى الله إليه؟ إن قلت لا، فلماذا تُعِدُّونَ رأيه الخاص وحىٌ من عند الله؟ وإن قلت نعم ، فاقرأوا رأيه الشخصى الذى يضعه فى رسائله الشخصية: (38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى7: 38-40
وإذا كان الخروف بهذا العلم وهذه الحكمة ، فستحدث منافسة بين التلاميذ ، ويحاولون التفوق أو الوصول لمستوى الخراف العلمى ، مما سيؤدى إلى نهضة علمية بارعة ، يتفرغ فيها المدرس لأبحاثه وقراءاته ، وسوف يشارك الدولة فى الحكم ، وهذا ما لا تريده الدولة طبعاً ، وسيعلن رئيس الجمهورية فى هذه الحالة تخليه عن وزير التربية والتعليم (وهو المطلوب)، بسبب فشله فى عدم إيجاد كبش فداء ، يحوِّل إليه أولياء الأمور جام غضبهم ، لأن مرتباتهم هزيلة ، والوزير يُفهمهم أن السبب فى ذلك هو المدرس الخصوصى.
وبعد ما طالب الوزير الدولة برفع مرتبات المعلمين ، وبالطبع لن تمانع الدولة ، فهى نصير المعلم والخراف ، فمن الخير الوفير الذى يأتى إلى الدولة عن طريق تصديرها للخراف وأعلافها بأثمان تُدر عليها ربحاً وفيراً من الدولارات ، مما سيتسبب فى تحسين أحوال المعيشة ، وسعر الدولار فى مصر، فتكون النطَّة حينئذ بخمسة جنيهات كما كانت ، وبالتالى تبدأ الأسعار فى الهبوط. وأتمنى أن يسترها ربنا هذه المرة ، ولا يهرب بنقود الخراف لص يُطلقون عليه رجل أعمال كبير، فتخسر الدولة الخراف وأثمانها!
.....................................
((قصة عمو شفيق)))))=========قصة العم شفيق!
العم شفيق كان رجل طيب جدا جدا جدا و متسامح
و كان عنده اولاد كتير بيحبهم اوى
و بيصرف عليهم جامد و يديهم كل اللى يطلبوه
الظاهر بقى انه دلعهم جامد اوى
لدرجة انهم خانوه و عصوه و سبوه و تمردوا عليه
إلا كبيرهم ماعملش زيهم
كان مؤدب و بار بأبوه
و لذلك كان احب واحد لأبوه
لكن المعاصى كترت
ففكر العم شفيق ازاى يسامح اولاده السيئيين؟
هو بيحبهم و مش عايز يشيل فى نفسه حاجة منهم
فجمعهم مرة و قال لهم
انا بحبكم جدا و قررت أنى أسامحكم على كل حاجة عملتوها
فقررت انى أضحى بابنى البكر الحبيب
و "أطلع" فيه كل غيظى
و اذبحه عشان انا بحبكم اوى
و مش عايز احاسبكم على معاصيكم
و اخترت الوحيد فيكم اللى ما عصانيش عشان أذبحه
بدل ما أطلع غيظى فيكم كلكم
و فعلا!
جاب ابنه حبيبه و قرر يذبحه
الابن الكبير قعد يصرخ و يمسك فى هدومه
ارجوك ارجوك ما تذبحنيش
لكن العم شفيق اللى كان اسم على مسمى
لم يشفق على ابنه حبيبه الوحيد
لأنه شفيق و بيحب اولاده العصاة جدا جدا
و نفسه يسامحهم
فكان لازم يضحى بحبيبه!
و بالرغم من كل استغاثات ابنه الكبير
ذبحه!
و قال لاولاده العصاة
يلا يلا هيصوا فى المعاصى
مش ممكن ابدا هزعل منكم
ما انا خلاص طلعت غيظى فى ابنى البكر
هسامحكم مهما عملتم
بس بشرط!
لازم لازم لازم
تصدقوا انى ذبحت ابنى الكبير عشان اقدر اسامحكم
و اللى مش هيصدق
هاعقبه عقاب صعب اوى
هاولع فيه!
لكن لو صدقتم
انى عشان انا شفيق
و بحبكم جدا جدا جدا
ذبحت ابنى عشان اقدر اسامحكم
هكافئكم مكافآت محصلتش
كل اللى نفسكم فيه هاجيبوه لكم
و هاحبكم اكتر و اكتر
و بكده عشان اولاده فى طغيان المعاصى
و هما واثقين ان ابوهم بيحبهم جدا جدا جدا
لأنه فعلا اسم على مسمى
فعلا العم شفيق شفيق جداااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا!
القصة دى بتفكركم بحاجة؟!؟؟؟؟؟؟؟((((((مش عارفة ليه القصة دى بتفكرنى بقصة قائد الجيش "حبيب"اللى كان برده اسم على مسمى!
كل أفراد الجيش بيحبوه جدا جدا جدا
و ليل نهار يقولوا شعارات تعبيرهم عن حبهم له و حبه لهم
عشان كده كانوا بيسمعوا أوامره حرف بحرف لما كان يأمرهم بقوانين الحب
قوانين الحب دى هو الوحيد اللى وضعها فى الجيش
حب من نوع خاص جدا
الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء اقتلوا للهلاك
فأتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامي
وَاقْتُلُوا. لاَ تَتَرََّأفْ عُيُونُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا
لان من ليس علينا فهو معنا.
فالآن اقتلوا كل ذكر من الاطفال.وكل امرأة عرفت رجلا بمضاجعة ذكر اقتلوها
.تحطم أطفالهم والحوامل تشقّ
نجسوا البيت واملأوا الدور قتلى
سيف سيف مسلول للذبح مصقول للغاية للبريق
واحرقوا جميع مدنهم بمساكنهم وجميع حصونهم بالنار
لأن قائدنا حبيب نار آكلة
لا سلام
بل حب! ولكن حب من نوع خاااااااااااااااص جدا
وكما يقول المثل فمن الحب ما قتل؟؟؟؟؟=========((((((لأ و كمان بتفكرنى بقصة المدرس "أمين" فعلا فعلا كان اسم على مسمى
كان مدرس شاطر أوى أوى و بيشرح حلو جدا للتلاميذ
عشان يبقوا شاطرين و ينجحوا فى الامتحان الكبير
فكانوا بيحبوه و بيسمعوا كلامه
و كاتبلهم كتاب فى الشرح كله
بس حذرهم انه ما يعرفش معاد الامتحان
و مش هو اللى هيحط الأسئلة
لكن كان فى مدرس تانى حقود عليه
عشان ماكانش شاطر زيه
و كان نفسه ان تلاميذ "أمين" يسقطوا
فعمل خطة!
قال لهم المدرس بتاعكم عامل لكم مفاجأة
انه هو اللى هيمتحن بدلكم
عشان بيحبكم اوى اوى اوى
و مش عايزكم تتعبوا
هو اللى هيمتحن بدلكم! فعلى ايه وجع القلب...اوعوا تذاكروا
فالتلاميذ اتقسموا نصين
الشاطرين قالوا مش ممكن يكون الكلام ده صح
أمال كان ليه تعب نفسه و شرح كل حاجة جامد اوى
و كمان كاتب لنا كتاب و قال مهم جدا تذاكروه
و كان دايما يقول انه مش عارف أصلا امتى الامتحان
يبقى ازاى هو اللى هيمتحن بدلنا!
و النص التانى كانوا التلاميذ الخايبين
ما صدقوا!!!
لقوا شماعة يعلقوا عليها حجتهم أنهم خايبين
و يقولوا لأ أصله كان بيحبنا اوى اوى أوى
فعشان كده مش عايزنا نوجع قلبنا بالمذاكرة
و ليه نخاف من المتحان
احنا اهل سلام مش اهل خوف و شقا زيكم!
احنا واثقين فى حبه لينا!
على فكرة!
الإمتحان لسه ماجاش
بس على العموم...
فى الإمتحان...يكرم المرء أو يهان!؟؟؟؟؟===========((((((((((حوار مع نصراني حول عقيدة الفداء عند النصارى
سؤال:
لماذا يصر المسلون على إنكار أن المسيح قد جاء مخلصا لفدائنا ؟.
الجواب:
الحمد لله
تعد عقيدة الفداء عند النصارى وأصلها الذي بنيت عليه ، وهو قولهم بصلب المسيح عليه السلام ، من العقائد الأساسية عند النصارى ؛ حتى إنهم ليراهنون بالديانة كلها إذا لم تصح هذه العقيدة . يقول الكاردينال الإنجليزي منينغ في كتابه : " كهنوت الأبدية " : ( لا تخفى أهمية هذا البحث الموجب للحيرة ، فإنه إذا لم تكن وفاة المسيح صلباً حقيقية ، فحينئذ يكون بناء عقيدة الكنيسة قد هدم من الأساس ، لأنه إذا لم يمت المسيح على الصليب ، لا توجد الذبيحة ، ولا النجاة ، ولا التثليث . . فبولس والحواريون وجميع الكنائس كلهم يدعون هذا ، أي أنه إذا لم يمت المسيح لا تكون قيامة أيضاً ) .
وهذا ما يقرره بولس :{ وإن لم يكن المسيح قد قام ، فباطل كرازتنا ، وباطل أيضاً إيمانكم } [ كورنثوس 1/14-15] .
وعلى نحو ما تخبطوا في قولهم بالتثليث ، وما مفهومه ، وكيف يوفقون بينه وبين التوحيد الذي يقرره العهد القديم ، [ راجع السؤال رقم 12628 ] ، وعلى نحو تخبطهم أيضا في كل ما يتعلق بالصلب من تفصيلات ، وهو أصل قولهم بالفداء الذي يعتبرونه علة لهذا الصلب ، [ راجع أيضا سؤال رقم 12615 ] ، نقول : على نحو هذا الخبط الملازم لكل من حاد عن نور الوحي المنزل من عند الله ، كان تخبطهم في عقيدة الفداء .
فهل الفداء خلاص لجميع البشر ، كما يقول يوحنا : { يسوع المسيح البار ، شفيع عند الآب ، فهو كفارة لخطايانا ، لا لخطايانا وحدها ، بل لخطايا كل العالم أيضاً } [ رسالة يوحنا الأولى 2/2 ] ، أو هو خاص بمن آمن واعتمد : { من آمن واعتمد خلص ، ومن لم يؤمن يدن } [ مرقس 16/16 ] .
إن المتأمل في سيرة المسيح وأقواله يرى بوضوح أن دعوة المسيح كانت لبني إسرائيل ، وأنه خلال سني دعوته نهى تلاميذه عن دعوة غيرهم ، وعليه فالخلاص أيضاً يجب أن يكون خاصاً بهم ، وهو ما نلمسه في قصة المرأة الكنعانية التي قالت له : { ارحمني يا سيد يا ابن داود . ابنتي مجنونة جداً ، فلم يجبها بكلمة واحدة ، فتقدم إليه تلاميذه ، وطلبوا إليه قائلين : اصرفها لأنها تصيح وراءنا ، فأجاب وقال : لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة ، فأتت وسجدت له قائلة : يا سيد أعني ، فأجاب وقال : ليس حسناً أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب{ (متى 15/22 - 26) ، فالمسيح لم يقم بشفاء ابنة المرأة الكنعانية ، وهو قادر عليه ، فكيف يقوم بالفداء عن البشرية جمعاء ؟
وهل هذا الخلاص من خطيئة آدم الأولى فقط ، أو هو عام لجميع خطايانا ؟
إن أحدا لا يحمل إثم أحد ، ولا يفديه بنفسه ، كما قال الله تعالى في كتابه الكريم : ( وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ) فاطر/18 .
وهذا هو ما تقرره نصوص كتابكم المقدس : { النفس التي تخطيء هي تموت ، الابن لا يحمل من إثم الأب ، والأب لا يحمل من إثم الابن ، بر البار عليه يكون ، وشر الشرير عليه يكون } [ حزقيال 18/20 - 21 ] .
فليس هناك خطيئة موروثة : { لولا أني جئت وكلمتهم ، لما كانت عليهم خطيئة ، وأما الآن فلا عذر لهم في خطيئتهم . . لولا أني عملت بينهم أعمالاً ما عمل أحد مثلها ، لما كانت لهم خطيئة ، لكنهم الآن رأوا ، ومع ذلك أبغضوني وأبغضوا أبي } [ يوحنا 15/22 - 24 ] .
وحين تكون هناك خطيئة ، سواء كانت مما اكتسبه العبد ، أو ورثه عن آدم ، أو من دونه من الآباء (؟!!) ، فلم لا يكون محو هذه الخطيئة بالتوبة ؟!
إن فرح أهل السماء بالتائب كفرح الراعي بخروفه الضائع إذا وجده ، والمرأة بدرهمها الضائع إذا عثرت عليه ، والأب بابنه الشارد إذا رجع :
{ هكذا يكون الفرح في السماء بخاطئ واحد يتوب ، أكثر من الفرح بتسعة وتسعين من الأبرار لا يحتاجون إلى التوبة } [ لوقا 15/1-31 } .
ولقد وعد الله التائبين بالقبول : { فإذا رجع الشرير عن جميع خطاياه التي فعلها ، وحفظ كل فرائضي وفعل حقاً وعدلاً ، فحياة يحيا ، لا يموت ، كل معاصيه التي فعلها لا تذكر عليه ، بره الذي عمل يحيا } [ حزقيال 18/21-23 ] ، وانظر [ إشعيا 55/7 ]
إن الاتكال على النسب من غير توبة وعمل صالح ، ضرب من الخبال ؛ فمن أبطأ به عمله ، لم يسرع به نسبه ، كما يقول نبينا صلى الله عليه وعلى إخوانه المرسلين وسلم [ صحيح مسلم 2699] ، وهكذا علمكم يوحنا المعمدان ( يحي عليه السلام ) : { يا أولاد الأفاعي من علمكم أن تهربوا من الغضب الآتي ، أثمروا ثمراً يبرهن على توبتكم ، ولا تقولوا لأنفسكم : نحن أبناء إبراهيم ، أقول لكم : إن الله قادر على أن يجعل من هذه الحجارة أبناء لإبراهيم ؛ ها هي الفأس على أصول الشجر : فكل شجرة لا تعطي ثمرا جيدا تقطع ، وترمى في النار } [ متى 3/7 - 11 ] .
إن غفران الذنب بتوبة صاحبه هو اللائق بالله البر الرحيم ، لا الذبح والصليب ، وإراقة الدماء ، هذا ما يقرره الكتاب المقدس :
{ إني أريد رحمة لا ذبيحة ، لأني لم آت لأدعو أبراراً ، بل خطاة إلى التوبة } [ متى 9/13 ]
و لهذا يقول بولس : { طوبى للذين غفرت آثامهم وسترت خطاياهم ، طوبى للرجل الذي لا يحسب له الرب خطية } [ رومية 4/7-8 ] .
هذا مع إيماننا بأن الله تعالى لو أمر بعض عباده بقتل أنفسهم توبة من خطاياهم ، لم يكن كثيرا عليهم ، ولم يكن منافيا لبره سبحانه ورحمته ، وقد أمر بذلك بني إسرائيل لما طلبوا أن يروا الله جهرة ، لكن حينئذ لا يقتل أحد عن أحد ، بل يقتل المرء عن إثم نفسه ، لا عن آثام غيره ، وقد كان ذلك من الإصر والأغلال التي وضعها الله عن هذه الأمة المرحومة .
ومما يبطل نظرية وراثة الذنب أيضاً النصوص التي تحمل كل إنسان مسئولية عمله ؛ كما قال الله تعالى في كتابه الكريم : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ ) فصلت /46 وقال : ( كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ) المدثر/38 .
وهكذا في كتابكم المقدس :
{ لا تَدينوا لئلا تُدانوا ، فكما تدينون تُدانون ، وكما تكيلون يُكال لكم } [ متى 7/1-2 ]
{ فإن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته ، وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله } [ متى 16/27 ]
وأكد المسيح على أهمية العمل الصالح والبر ، فقال للتلاميذ : { ليس كل من يقول : لي يا رب يا رب ، يدخل ملكوت السموات . بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السموات ، كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم : يا رب يا رب ، أليس باسمك تنبأنا وباسمك أخرجنا شياطين ، وباسمك صنعنا قوات كثيرة ، فحينئذ أصرّح لهم : إني لم أعرفكم قط . اذهبوا عني يا فاعلي الإثم } [ متى 7/20-21 ] .
ومثله قوله : { يرسل ابن الإنسان ملائكته فيجمعون في ملكوته جميع المعاثر ، وفاعلي الإثم ، ويطرحونهم في أتون النار } [ متى 13/41-42 ] .
فلم يحدثهم عن الفداء الذي سيخلصون به من الدينونة .
والذين يعملون الصالحات هم فقط الذين ينجون يوم القيامة من الدينونة ، بينما يحمل الذين عملوا السيئات إلى الجحيم ، من غير أن يكون لهم خلاص بالمسيح أو غيره :
{ تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته ، فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة ، والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة } [ يوحنا 5/28-29] .
{ متى جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة والقديسين معه ، فحينئذ يجلس على كرسي مجده . . . ثم يقول أيضاً للذين عن اليسار : اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته } [ متى 25/31 - 42 ] .
ويقول المسيح لهم : { أيها الحيات أولاد الأفاعي كيف تهربون من دينونة جهنم }( متى 23/33 ) .
ويلاحظ أدولف هرنك أن رسائل التلاميذ خلت من معتقد الخلاص بالفداء ، بل إنها جعلت الخلاص بالأعمال كما جاء في رسالة يعقوب { ما المنفعة يا إخوتي إن قال أحد : إنّ له إيماناً ، ولكن ليس له أعمال ، هل يقدر الإيمان أن يخلصه ؟ الإيمان أيضاً إن لم يكن له أعمال ميت في ذاته . . الإيمان بدون أعمال ميت } [ يعقوب 2/14 – 20 وانظر :1/22 , 1/27 ] .
ويقول بطرس : { أرى أن الله لا يفضل أحدا على أحد في الحقيقة ، فمن خافه من أية أمة كانت ، وعمل الخير ، كان مقبولا عنده } [ أعمال الرسل 10/34-35 ] . ومثل هذا كثير في أقوال المسيح والحواريين .
وصدق الله العظيم : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) الحجرات/13 .
والعجب أن بولس نفسه الذي أعلن نقض الناموس وعدم فائدة الأعمال ، وأن الخلاص إنما يكون بالإيمان ، هو ذاته أكد على أهمية العمل الصالح في مناسبات أخرى منها قوله : { إن الذي يزرعه الإنسان ، إياه يحصد أيضاً . . . فلا تفشل في عمل الخير لأننا سنحصده في وقته{ ( غلاطية 6/7) .
ويقول : {كل واحد سيأخذ أجرته حسب تعبه} (كورنثوس (1) 3/8) .
[ انظر حول هذه القضية بتوسع : د . منذر السقار : هل افتدانا المسيح على الصليب ]
وهكذا ، فليس أمامك حيال هذا التناقض إلا أن تلغي فهمك وعقلك ، وتعلل نفسك بالأماني الكاذبة ، على نحو ما فعلت في عقيدة التثليث والتوحيد ، وهو ما ينصحك به "ج . ر . ستوت" في كتابه "المسيحية الأصلية" : ( لا أجسر أن أ تناول الموضوع ، قبل أن أعترف بصراحة بأن الكثير منه سوف يبقى سرا خفيا . . . ، ويا للعجب كيف أن عقولنا الضعيفة لا تدركه تماما ، ولا بد أن يأتي اليوم الذي فيه ينقشع الحجاب ، وتُحل كل الألغاز ، وترى المسيح كما هو !!
. . فكيف يمكن أن يكون الله حل في المسيح ، بينما يجعل المسيح خطية لأجلنا ، هذا ما لا أستطيع أن أجيب عنه ، ولكن الرسول عينه يضع هاتين الحقيقتين جنبا إلى جنب ، وأنا أقبل الفكرة تماما ، كما قبلت أن يسوع الناصري هو إنسان وإله في شخص واحد . . . وإن كنا لا نستطيع أن نحل هذا التناقض ، أو نفك رموز هذا السر ، فينبغي أن نقبل الحق كما أعلنه المسيح وتلاميذه ، بأنه احتمل خطايانا )
[ المسيحية الأصلية ص 110 ، 121 ، نقلا عن د . سعود الخلف : اليهودية والنصرانية ص 238 ] .
ونعم ، سوف نرى نحن وأنتم المسيح كما هو ؛ عبدا من عباد الله المقربين ، وأنبيائه المرسلين ، وفي هذا اليوم الذي ينقشع فيه الحجاب يتبرأ ممن اتخذه إلها من دون الله ، أو نسب إليه ما لم يقله ، لتعلم ساعتها أنه لم يكن هناك لغز ولا أسرار :
( وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنْ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118) قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119) لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (120) ) سورة المائدة .
فهل من وقفة قبل فوات الأوان ، وعودة إلى كلمة سواء ، لا لغز فيها ولا حجاب :
( قُلْ يا أهل الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ) آل عمران /64 .
والله اعلم .
الإسلام
((((((((((((((
بطلان دعوى المسيحيين للتوحيد مع إيمانهم بالتثليث ))))))))))))))))
اعلم أيها القارىء الكريم ان النصارى يؤمنون بالثالوث ، إلا انهم يدعون التوحيد وأن هذا الثالوث هو إلهاً واحداً ، إلا ان دعواهم للتوحيد هي دعوى باطلة وانهم متناقضون في ذلك تناقضاً واضحاً فهم في الحقيقية مثلثون لا موحدون .
ذلك ان تعليم الدين المسيحي الذي تقدمه الكنائس ويقوله المسيحيون هو :
1 _ الآب إله
2 _ الابن إله
3 _ الروح القدس إله
ولكنهم ليسوا ثلاثة بل إله واحد !!
ويقولون :
1_ الآب كلي القدرة
2_ الابن كلي القدرة
3_ الروح القدس كلي القدرة
ولكنهم ليسوا ثلاثة كليين القدرة بل إله واحد كلي القدرة !!
ويقولون :
1_ الآب له دور
2_ الابن له دور
3_ الروح القدس له دور
إلا انهم ليسوا ثلاثة بل إله واحد !
ونحن نسأل المسيحيين أي لغة هي التي تخاطبون بها البشر ؟!
وإذا كان أقنوم الأب متصف بالالوهية والكمال المطلق والقدرة على كل شيىء فما فائدة أقنوم الابن ؟
وإذا كان أقنوم الابن متصف بالالوهية والكمال المطلق والقدرة على كل شيىء فما فائدة أقنوم الأب ؟
وإذا كان أقنوم الروح القدس متصف بالالوهية والكمال المطلق والقدرة على كل شيىء فما فائدة أقنوم الأب والابن ؟
وإذا كان أقنوم الأب إله خالق _ وأقنوم الابن إله خالق _ وأقنوم الروح القدس إله خالق _ فهل خلقوا العالم مجتمعين واجتماع مؤثرين على أثر واحد باطل فكيف إذا كانوا ثلاثــة ؟ !
عندما يقول المسيحيون باسم الآب والابن والروح القدس نقول لهم :
انها ثلاث صور ذهنية متمايزة ، فعندما يقول شخص ما : آب فإنه بالطبع لا يعني الابن ، وعندما يقول : ابن فإنه بالطبع لا يعني آب . . .
ان قولكم الله الآب والله الابن والله الروح القدس هو أمر واضح بأن هذه ثلاثة آلهه وواضح فيها التعدد و لا يحتاج الأمر إلى القول بأنها إله واحد ، وإن أبسط قواعد اللغة العربية وأعتقد أن كل لغات العالم على نمط أن الواو التي للعطف تقتضي المغايرة وأن التغاير والتوحيد نقيضان لايجتمعان ولكن المسيحيين عندما يجمعون بين النقيضين يقولون إن هذا هو منتهى كمال الإله !؟ فأي كمال يجمع بين النقيضين ؟!
ان الجمع (1+1+1=3) لا يؤيد أن الثالوث واحد ، لذا قد يلجأ المسيحيين لتبرير ذلك، بضرب كل إله بالآخر حيث أن (1×1×1=1) ، وهذا فاسد وباطل من وجهين :
الأول : لأن الثالوث يقضي بتمايز واستقلال الأقانيم ، فليس أقنوم كل إله هو الآخر. كما ان لكل اقنوم دور خاص به وجميع الطوائف المسيحية تعتقد بأن كل اقنوم من الاقانيم الثلاثة متميز عن الاقنومين الآخرين وبالتالي عملية ضرب كل إله بنفسه فاسدة.
الثاني : انه لا يمكن الاستشهاد على وحدانية الثالوث عن طريق ضرب الرقم بنفسه ثلاث مرات ( 1 × 1 × 1 ) لأنك إذا ضربت واحد في نفسه 30 مرة يكون الناتج أيضاً واحد وإذا ضربت واحد في نفسه 1000 مرة يكون الناتج واحد وبالتالي لا يصح للنصارى أن يبرهنوا على ثالوثهم بهذه الطريقة لأنها طريقة تشهد لكل الأعداد وليس لثالوثهم المزعوم ، وبالتالي لو أراد شخص ان يثبت ان الله واحد في خمسة وخمسة في واحد ما عليه الا ان يقول ( 1 × 1 × 1 × 1 × 1 = 1 ) !! والضلال يسوق إلى ضلال، فكما جعلوا الله أقانيم ووجوهاً، كذلك أقنموا ودمجوا المسيح [هل هو ناسوت أم لاهوت، أم دمج الاثنين أو فصلهما] . فمنهم من جعلوه اثنين ( طبيعتين: ناسوتاً ولاهوتاً ) ، ومنهم من رأى أن تثنية المسيح ( طبيعتين ) تقسيم وفصل له ، فقالوا المسيح واحد ( طبيعة واحدة ) ومنهم من استأصل المشكلة فجعل المسيح ناسوتاً فحسب ورفض ألوهيته لأنه ولد من بطن مريم وهي بشر مخلوق ، والمخلوق لا يلد خالقه . .
وإنه لمن التذكرة أن نقول إن التثليث لم يكن معروفاً لدى المسيحيين قبل 300 عام على الأقل من ميلاد المسيح فهي فكرة دخيلة على المسيحية ، ولقد كتبت دائرة معارف لاروس الفرنسية ( أنسكلوبيدية ) للقرن التاسع عشر في موضوع التوحيد والتثليث ما يلي :
عقيدة التثليث ، وإن لم تكن موجودة في كتب العهد الجديد ، ولا في أعمال الآباء الرسوليين ، ولا عند تلاميذهم الاقربين _ إلا أن الكنيسة الكاثوليكية ، والمذهب البروتستانتي التقليدي ، يدعيان أن عقيدة التثليث كانت مقبولة عند المسيحيين في كل زمان ، رغماً عن أدلة التاريخ الذي يرينا كيف ظهرت هذه العقيدة ، وكيف تمت وكيف تعلقت بها الكنسية بعد ذلك .
وتقول الدائرة :
(( وكان الشأن في تلك العصور أن عقيدة إنسانية المسيح كانت غالبة طيلة مدة تكون الكنيسة الأولى من اليهود المتنصرين ، فإن الناصريين سكان مدينة الناصرة وجميع الفرق النصرانية التي تكونت من اليهودية ، أعتقدت بأن المسيح إنسان بحت ، مؤيد بالروح القدس وما كان أحدهم يتهمهم إذ ذاك بأنهم مبتدعون وملحدون ، فكان في القرن الثاني في الكنيسة مؤمنون يعتقدون أن المسيح هو المسيح ، ويعتبرونه إنساناً بحتاً ، وإن كان أرقى من غيره من الناس ، وحدث بعد ذلك أنه كلما نما عدد من تنصر من الوثنيين ظهرت عقائد جديدة لم تكن من قبل )) ( انتهى كلام دائرة المعارف الفرنسية )
وتعترف الموسوعة الكاثوليكية المعترف بها رسمياً في أوساط الكنسية بأن التثليث لم يكن معروفاً للمسيحيين الأوليين وأن هذا المبدأ قد تمت صياغته في الربع الأخير من القرن الرابع الميلادي ، فجاء فيها :
(( نجد من الصعب في النصف الثاني من القرن العشرين أن نقدم تفسيراً واضحاً وموضوعياً لأصل سر الثالوث المقدس وتطوره المذهبي وتفسيراته اللاهوتية . فمناقشة الثالوث تمثل ظلاً من الغموض غير مستقر سواء كانت على مستوى الكنيسة الكاثوليكية الرومانية أو غيرها )) .
وفي موضع آخر تقول الموسوعة الكاثوليكية :
(( إن صيغة الإله الواحد في ذوات ثلاثة لم تترسخ في الحياة المسيحية والممارسات الدينية قبل نهاية القرن الرابع هذه الصيغة هي التي أخذت في البداية اسم مبدأ التثليث ولا نجد لدى الآباء الحواريين أية فكرة أو تصور مشابه من قريب أو بعيد ))
ومما يتقدم يتبين لنا أن الأصل في الديانة المسيحية ، هو التوحيد ، وأن المسيح لم يأت لينقض هذا الأساس بل جاء ليقرره ويؤكده ، فهو لم يأت لينقض الناموس الذي جاء به موسى عليه السلام ، بل جاء مكملاً له كما قال في متى [ 5 : 17 ] .
إن ذات الله وصفاته الكمالية أزلية غير متأثرة بالزمان والمكان والأشخاص ، فلو كان التثليث هو التوحيد الحقيقي للرب ، لكان من الواجب على موسى عليه السلام صاحب التوراة _ الذي على شريعته كان المسيح عليه السلام _ أن يبين هذا التثليث ويبين لاهوت المسيح المنتظر ، لئلا يقع الناس في الكفر والضلال لأن الرب ليس إله تشويش
====================================================================((((((((((((
محاولات فاشلة))))))))))))
يحاول المسيحيون أن يجدوا تبريراً لمعتقدهم ، أو بمعنى آخر يحاولون أن يجعلوا التثليث مقبولاً لدى العامة وذلك بضرب الأمثلة : فمرة يشبهون الخالق تبارك وتعالى بالشمس ، ومرة يشبهون الخالق جل جلاله بالإنسان المركب من دم وروح وجسد وهكذا ... ضاربين بعرض الحائط قول الرب في سفر إشعيا [ 46 : 5 ] : " بِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي وَتُعَادِلُونَنِي وَتُقَارِنُونَنِي حَتَّى نَكُونَ مُتَمَاثِلَيْنِ ؟ ". [ ترجمة الحياة / طبعة 1994 ]
يقول الدكتور حليم حسب الله وهو مسيحي :
" ولا يجوز تشبيه الله في أقانيمه بأية تشبيهات بالمرة كالشمس وغيرها لأنها كلها محدودة ومركبة, وهو بنفسه يقول : " بمن تشبهون الله, وأي شبه تعادلون به ". وأيضا يقول : " فبمن تشبهونني فأساويه يقول القدوس ". (إشعياء 40 : 18 ، 25) ".
ويرفض الدكتور القس فايز فارس كل التأويلات والتشبيهات التي أوردها بعض المسيحيين ويقرر بطلانها فيقول :
" حاول البعض أن يقربوا إلي الأذهان فكرة الثالوث مع الوحدانية باستخدام تشبيهات بشرية فقالوا على سبيل المثال :
إننا نتحدث عن الشمس فنصف قرص الشمس البعيد عنا بأنه ( شمس ) ونصف نور الشمس الذي يدخل إلي بيوتنا بأنه ( شمس ) ونصف حرارة الشمس التي تدفئنا بأنها ( شمس ) ومع ذلك فالشمس واحدة لا تتجزأ وهذا عند الشارحين يماثل الأب الذي لم يره أحد قط والابن الذي هو النور الذي أرسله الأب إلي العالم ، والروح القدس الذي يلهب حياتنا ويدفئنا بحياة جديدة . وقال آخرون : إن الثالوث يشبه الإنسان المركب من جسد ونفس وروح ومع ذلك فهو واحد ، والشجرة وهي ذات أصل وساق وزهر . على أن كل هذه الأمثلة لا يمكن أن تفي بالغرض بل إنها أحياناً تعطي صورة خاطئة عن حقيقة اللاهوت . فالتشبيه الأول الخاص بالشمس لايعبر عن الثالوث لأن النور والحرارة ليست شخصيات متميزة عن الشمس ، والإنسان وإن صح أنه مركب من نفس وجسد وروح لأن الرأي الأغلب هو أنه من نفس وجسد فقط وتشمل النفس الإنسانية ما يطلق عليه الروح وعلى افتراض أنه ثلاثي التركيب فإن هذه الثلاثة ليست جوهراً واحداً بل ثلاثة جواهر . وفي المثال الثالث فإن الأصل والساق والزهر هي ثلاثة أجزاء لشيء واحـد ".
ثم يقول معترفاً بالواقع الأليم لعقيدة التثليث : " والواقع أنه لا يوجد تشبيه بشري يمكن أن يعبر عن حقيقة الثالوث لأنه ليس لله تعالى مثيل مطلقاً في الكون ". ( من كتابه حقائق أساسية في الإيمان المسيحي صفحة 52 )
ويقول أحدهم معترفاً :
" وقد حاول البعض توضيح عقيدة التثليث بتشبيهات وأمثلة، ولكن لا يوجد مثَلٌ واحد يوضح الحقيقة كلها. فكم بالحري لو كانت الحقيقة هي الله الحق! ومن الأمثلة الإنسان، فهو واحد وحدانية جامعة، لأنه مكوَّن من عقل وجسد وروح. ومن الأمثلة النفس، لها عقل ومشاعر ومشيئة. ومنها الشجرة وهي ذات أصلٍ وساقٍ وزهرٍ. ومنها المكعب وهو واحد ذو ثلاثة أبعادٍ. ومنها الشمس وهي قرص وضوءٌ وحرارة. ومنها الفاكهة وهي حجم ورائحة وطَعمٌ. ومنها الماء وهو سائل وبخار وجامد.
غير أن هذه الأمثلة لا تفي بالمقصود، وتبدو متناقضة. فالإنسان، وإن كان مركباً من عقل وجسد وروح، إلا أن هذه الثلاثة ليست جوهراً واحداً بل ثلاثة جواهر. ومثَل النفس، من أن العقل والمشاعر والمشيئة هي قوى مختلفة لنفسٍ واحدة، لأن الشخص متى افتكر يستعمل عقله، ومتى أحب يستعمل مشاعره، ومتى شاء يستعمل مشيئته. فلا تشابه بين هذا وتثليث أقانيم الجوهر الواحد. وكذلك في مثَل الشجرة، فالأصل والساق والزهر ثلاثة أجزاء لشيء واحد. وهكذا نقول في البقية. "
لذلك يقول القس توفيق جيد : " إن الثالوث سر يصعب فهمه وإدراكه " ( من كتابة سر الأزل صفحة 39 )
ونحن نقول :
كفى دليلاً على فساد هذه العقيدة وبطلانها عدم فهم أصحابها ومعتنقيها لها .
وإذا كانت أصول المسيحية فوق العقل وأنها معقدة هذا التعقيد فكيف يمكن للمسيحيين محاربة الوثنية البسيطة ، فإن الوثني الذي يعتقد أن الحجر هو الله لأنه ينفعه ويضره ، لا يسهل عليه أن يترك دينه إذا قيل له أن الله قد دخل في رحم إمراة وخرج من فرجها في صورة طفل . . . إلي أن علق على الصليب الذي لا يعلق عليه إلا الملعون . .
انه سوف يفضل دينه لأن ديناً لا يمكن لمعتنقه أن يدرك أصوله المتعلقة بالإله لأنها فوق العقل من جهة وكلها سخرية ونقص بالإله من جهة أخرى ، ليس فيه ما يحمل الوثني على ترك دينه السهل البسيط الذي ليس فيه ذلك التعقيد .
ان معظم المسيحيين قد جعلوا الفلسفة ديناً وبنوا عليها نظرياتهم وسموها بالنظريات اللاهوتية وذلك فيما ما يخص التثليث وهي نظريات باطلة ما أنزل الله بها من سلطان ذلك لأنهم يقولون على الله ما لا يعلمون _ رجماً بالغيب _ مع ان الفلسفة علمتنا (( أن الذات التي تخرج عنها ذات أخرى لتعيش معها وتصبح كفواً وشريكاً لها لا يمكن أن تكون في درجة الكمال ))
وأنت تعلم أيها القارىء الكريم أن الإنسان العاقل لا يؤخذ عقيدته التي يتوقف عليها مصيره في النهاية إلا من النصوص الشرعية الصحيحة ، فالاعتقاد السليم ينبغي أن يؤخذ من الوحي الإلهي لا من الفلسفات والنظريات التي ما أنزل الله بها من سلطان ، والمسيح عليه السلام لم يقل يوما قط أن الله مثلث الاقانيم ولم ينطق يوماً قط بكلمة أقنوم بل قال : " ما جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء ما جئت لأنقض بل لأكمل ". متى 5 : 17 ، فقد جاء المسيح عليه السلام مكملاً لشريعة موسى عليه السلام وشريعة موسى جاءت بالتوحيد ولم تعرف التثليث قط . فتأمل .
===================================================================((((((((((((
البطلان العقلي لعقيدة التثليث)))))))))))))))))))))))))
من العجيب أن المسيحيين مع إيمانهم بهذه العقيدة – رغم بطلانها – يقرون بأنها فوق طاقة العقل البشري ، وفوق إدراكه ، وأنه من الصعب عليهم أن يحاولوا فهم هذا الأمر بعقولهم القاصرة ، وأن كل ما يمكنهم إيضاحه حول كيفية وجود ذات الله في ثلاثة أقانيم وأن كلا منهم ممتاز عن الآخر في الاقنومية لا في الجوهر ، فهم جوهر واحد ، وطبيعة واحدة ، وإله واحد ، ولكل واحد منها صفات اللاهوت ...
وقد حاول علماؤهم وفلاسفتهم مراراً وتكراراً إيضاح ثالوث الوحدانية هذا فلم يفلحوا ، لأن ذلك فوق طاقة عقولهم ، وصرحوا بأنه سر من الأسرار الإلهية يستحيل فهمه وإدراكه ، ولا يجوز لهم أن يتفلسفوا في تفكيك هذا السر أو تحليله ، أو يلصقوا به أفكار من عندياتهم ، وكل من يحاول إدراك هذا السر الثالوثي فهو كمن يحاول أن يضع مياه المحيطات كلها في كفة . يقول الدكتور دونالديماري :
" لو واجهنا الحقائق بأنصاف لتحتم علينا القول بأن عقيدة التثليث لا يمكن تفسيرها بل يجب قبولها كحقيقة لاهوتية " .
وقد يتكفل المستقبل بإيضاح سر الثالوث هذا وبيانه بواسطة النور الإلهي ، وذلك يوم الكشف عن البصائر لكل ما في السموات والأرض ، أمام الحضرة الإلهية . كما يزعمون .
وإنا لنعجب إذا كان هذا هو حال علمائهم ورجال الدين منهم فما هو يا ترى حال بسطائهم وعامتهم ، إذا ما حاولوا أن يفهموا عقائدهم .
وكفى فساداً بعقيدة يؤدي اعتقادها إلى المحال باعتراف أصحابها .
والواقع أن هناك فرقا بين ما يحكم العقل باستحالته كالتثليث ، وبين مالا يستطيع العقل إدراكه ، وعقيدة التثليث مما أثبت العقل تناقضها مع الحس والمنطق ، هذا التناقض الذي يبدوا فيما يأتي :
أولا : يبدوا تناقضهم واضحاً بين ما أثبتوه في أمانتهم ، وبين ما يعتقدونه ، حيث اتفقوا على أن الأب والابن وروح القدس إله واحد ، أي أن الباري جوهر واحد ثلاثة أقانيم . بينما الأمانة التي اتفقوا عليها أوضحوا فيها أن ذات الابن غير ذات الأب وهما معا غير الروح القدس . وبذلك خالفوا ما يعتقدونه من أنهم إله واحد في ثلاثة أقانيم ، وتناقضوا ، حيث جعلوا جوهر البدن شيئا معبودا وليس من الثلاثة ، فأثبتوا بذلك تربيعا لا تثليثا . وفي ذلك يقول أبو عبيدة الخزرجي مخاطبا النصارى :
" قد اتفقتم على أن أقانيم : الأب والابن والروح القدس غير مختلفة ، بل هي واحد ، فإذا كان هذا فالأب هو الابن وهما مع الروح القدس شئ واحد . وقلتم : وهذا توحيد . فلم خصصتم المسيح بالابن ولم تقولوا هو الأب ، وقد قلتم : أن الأب والابن والروح القدس شئ واحد ؟ ثم جعلتم جوهر البدن شيئا معبودا وليس من الثلاثة ، فهؤلاء إذن أربعة ، وقد بطل التثليث وصار تربيعا ، فإن أبيتم إلا ثلاثة فقد جعلتم نفي العدد وإثباته سواء ، وكابرتم العقول " .
وبنفس الرأي يورد ابن كمونة – على لسان مخالفي النصارى – بطلانا عقليا على التثليث فيقول : لمخالفي النصارى أن يقولوا : إن هذه الأقانيم التي ذكرتموها : إن كان مرادكم بها ذوات ثلاثة قائمة بأنفسها فبرهان الوحدانية يبطله ، وهو أيضا على خلاف معتقدكم في التوحيد ، وإن كان مقصودكم أنها صفات ، أو أحدهما ذات والباقيتان صفتان ، فهلا جعلتم صفة القدرة أقنوما رابعا ؟
وكذا سائر ما يوصف به سائر الله تعالى اقانيم ؟ فإن قالوا : قدرته هي علمه ، قلنا : وحياته أيضا هي علمه ، فلم أفردتموها أقنوما ؟
…ولو كان المراد بقولكم : إن الباري سبحانه جوهر واحد ثلاثة أقانيم : أنه ذات عالمة حية ، أو ذات عاقلة لنفسها ، وذات معقولة لها ، فما قلتموه في أمانتكم التي اتفقتم عليها ينافي ذلك ، فإن فيها تحقيقا أن الابن ذات غير ذات الأب ، وأن ذات الابن هي التي نزلت وصعدت دون الأب ، فجميع مذاهبكم باطلة .
ثانيا : يتناقض النصارى في عقيدة التثليث ، إذ يقصرون الصفات الإلهية على اثنين ( الحياة والنطق ) ، وأن الباري تعالى ذات حية ناطقة ، وأن الحياة والنطق وإن كانا غيره في الشخصية فهما هو في الجوهرية . فنقول لهم :
" إذا كان الحيي له حياة ونطق ، فأخبرونا عنه ، أتقولون : أنه قادر عزيز ، أم عاجز ذليل ؟ فإن قلتم : لا ، بل هو قادر علزيز ، قلنا : فأثبتوا له قدرة وعزة ، كما أثبتم له حياة وحكمة .
فإن قلتم : لا يلزمنا ذلك : لأنه قادر بنفسه ، عزيز بنفسه . قلنا لكم : وكذلك فقولوا : إنه حي بنفسه ، وناطق بنفسه ، ولابد لكم مع ذلك من إبطال التثليث ، أو إثبات التخميس ، وإلا فما الفـرق ، وهيهـات من فرق .
ثالثا : يدعي النصارى أن العدد ثلاثة هو أكمل الأعداد ، لجمعه بين الزوج والفرد ، لذا صاروا إلى القول بالتثليث دون غيره من الأعداد . وهو من سفه القول الذي اعتادوا وذلك لأن :
أ – الله لا يوصف بكمال ولا تمام من باب الإضافة : لأن ذلك لا يقع على ما فيه نقص .
ب- ولأن قولهم أن الثلاثة هي أكمل الأعداد مناقض لقولهم : إن الثلاثة واحد ، والواحد ثلاثة ، لأن الثلاثة التي تجمع الزوج والفرد ليست الفرد الذي هو فيها ، ( وهي جامعة له ولغيره ، بل ولا هي بعض ، فالكل ليس هو الجزء ، والجزء ليس هو الكل ، والفرد جزء للثلاثة ، والثلاثة كل للفرد وللزوج معا . فالفرد غير الثلاثة ، والثلاثة غير الفرد ، والعدد مركب من واحد يراد به الفرد وواحد كذلك وواحد كذلك إلى نهاية العدد المنطوق به . فالعدد ليس الواحد ، والواحد ليس هو العدد ، لكن العدد مركب من الآحاد التي هي الأفراد ، وهكذا كل مركب من أجزاء ، فذلك المركب ليس هو جزءا من أجزائه كالكلام الذي هو مركب من حرف وحرف حتى يقوم المعنى المعبر عنه ، فالكلام ليس هو الحرف ، والحرف ليس هو الكلام .
ج – ولأن كل عدد بعد الثلاثة فهو أتم من الثلاثة ، لأنه يجمع إما زوجا وزوجا ، وإما زوجا وزوجا وفردا ، وإما أكثر من ذلك .
وبالضرورة يعلم أن ما جمع أكثر من زوج فهو أتم وأكمل مما لم يجمع إلا زوجا وفردا فقط .
فيلزمهم أن يقولوا : أن ربهم أعداد لا تتناهي ، أوأنه أكثر الأعداد ، وهذا أيضا ممتنع ومحال لو قالوه .
ثم إن الزوج والفرد نجده في الاثنين ، لأن الاثنين عدد يجمع فردا وفردا ، وهو زوج مع ذلك ، فيلزمه أن يجعل ربه اثنين .
د – ولأن كل عدد فهو محدث ، وكذلك كل معدود يقع عليه عدد فهو أيضا محدث والمعدود لم يوجد قط إلا في ذي عدد ، والعدد لم يوجد قط إلا في معدود ، والواحد ليس عددا .
رابعا : يتناقض النصارى في جمعهم بين التوحيد والتثليث ، وحملهم إياهما على المعنى الحقيقي . وذلك سفسطة محضة ، لأنه إذا وجد التثليث الحقيقي وجدت الكثيرة الحقيقة ، ومع وجودهما يختفي التوحيد الحقيقي ، والإلزام اجتماع النقيضين ، واجتماع النقيضين محال .
فقائل التثليث لا يكون موحدا لله تعالى توحيدا حقيقيا ، وذلك لأن التثليث الحقيقي ممتنع في ذات الله تعالى .
وكيف وأن الواحد الحقيقي ليس له ثلث صحيح ، والثلاثة لها ثلث صحيح ، وهو الواحد ، وأن الثلاثة مجموع آحاد ثلاثة ، والواحد الحقيقي ليس مجموع أحاد رأسا ، وأن الواحد الحقيقي جزء الثلاثة ، فلو اجتمعا في محل يلزم كون الجزء كلا ، والكل جزءا ، وأن هذا الاجتماع يستلزم كون الله مركبا من أجزاء الجزء كلا ، والكل جزءا ، وأن هذا الاجتماع يستلزم كون الله مركبا من أجزاء غير متناهية بالفعل لاتحاد حقيقة الكل والجزء على التقدير ، والكل مركب ، فكل جزء من أجزائه أيضا مركب من الأجزاء التي تكون عين هذا الجزء .. وهلم جرا .
وكون الشيء مركبا من أجزاء غير متناهية بالفعل باطل قطعا ، وأن هذا الاجتماع يستلزم كون الواحد ثلث نفسه ، وكون الثلاثة ثلاثة أمثال نفسها ، والواحد ثلاثة أمثال الثالثة ، وهو محال .
ثم إنه لو وجد في ذات الله ثلاثة أقانيم ممتازة بامتياز حقيقي " – كما قالوا – فمع قطع النظر عن تعدد الموجبات يلزم أن لا يكون لله حقيقة محصلة ، بل يكون مركبا اعتباريا ، فإن التركيب الحقيقي لابد فيه من الافتقار بين الأجزاء ، فإن الحجر الموضوع بجنب الإنسان لا يحصل منهما أحدية ، ولا افتقار بين الواجبات ، لأنه من خواص الممكنات ، فالواجب لا يفتقر إلى الغير ، وكل جزء منفصل عن الآخر وغيره وإن كان داخل في المجموع ، فإذا لم تفتقر بعض الأجزاء إلى بعض آخر لم تتألف منها الذات الأحدية ، على أن يكون الله في الصورة المذكورة مركبا ، وكل مركب يفتقر في تحققه إلى تحقق كل واحد من أجزائه ، والجزء غير الكل بالبداهة ، فكل مركب مفتقر إلى غيره ، وكل مفتقر إلى غيره ممكن لذاته ، فيلزم أن يكون الله مكنا لذاته ، وهذا باطل .
وعلى ذلك إذا أثبت الامتياز الحقيقي بين الأقانيم ، فالأمر الذي حصل به هذا الامتياز إما أن يكون من صفات الكمال أو لا يكون ، فعلى الشق الأول لم يكن جميع صفات الكمال مشتركا فيه بينهم ، وهو خلاف ما تقرر عندهم أن كل أقنوم من هذه الأقانيم متصف بجميع صفات الكمال وعلى الشق الثاني ، فالموصوف به يكون موصوفا بصفة ليست من صفات الكمال ، وهذا نقصان يجب تنزيه الله عنه .
ولو كانت الأقانيم الثلاثة ممتازة بامتياز حقيقي وجب أن يكون المميز غير الوجوب الذاتي ، لأنه مشترك بينهم ، وما به الاشتراك غير ما به الامتياز فيكون كل واحد منهم مركبا من جزأين ، وكل مركب ممكن لذاته ، فيلزم أن يكون كل واحد منهم ممكنا لذاته .
وإذا علمت بالبراهين العقلية القطعية أن التثليث الحقيقي ممتنع في ذات الله ، فلو وجد قول من الأقوال المسيحية دالا بحسب الظاهر على التثليث يجب تأويله، لأنه لا يخلو إما أن نعمل بكل واحد من دلالة البراهين ودلالة النقول . إما أن نتركهما ، وإما أن نرجح النقل على العقل ، وإما أن نرجح العقل على النقل . والأول باطل قطعا ، وألا يلزم ارتفاع النقيضين . والثالث أيضا لا يجوز ، لأن العقل أصل النقل ، فإن ثبوت النقل موقوف على وجود الصانع وعلمه وقدرته وكونه مرسلا للرسل .. فالقدح في العقل قدح في العقل والنقل معا ، فلم يبق إلا أن نقطع بصحة العقل ، ونشتغل بتأويل النقل ، والتأويل عند أهل الكتاب ليس بنادر ولا قليل .
وهكذا يتضح لنا بطلان عقيدة التثليث عقلا بما تستلزمه من هذه المحالات والنقائض ، كما اتضح بطلانها نقلا بفساد الأدلة التي استند إليها أصحابها فيها . وكان على أصحاب هذه العقيدة ألا يلغوا عقولهم أمام دعوى الإيمان والتسليم . فالعقيدة التي لا تكون عن اقتناع وفهم لا تكون لها قيمتها الدينية ، ولا يكون لها تأثيرها في حياة صاحبها .
والدين الصحيح يوجه خطابه إلى الكيان الإنساني كله بعقله ووجدانه ، فليس هو مجرد مشاعر ذاتية ينفعل بها وجدان المرء ، ولكنه أيضا حقائق معقولة يدركها فكره .
وهكذا فإننا نجد الخطاب القرآني في أمر العقيدة يتوجه إلى عقول المؤمنين وقلوبهم . يتوجه إلى عقولهم بالإقناع والدليل ، حيث يطالب المخالفين له بالبرهان على صحة عقائدهم (( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين )) ، ويندد بتقليدهم لآبائهم في تلك العقائد (( أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون )) ، ويهيب بهم قائلا : (( قل إنما أعظمكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا .. )) ، ويتوج عرضه للعقائد التي يدعو الناس إلى الإيمان بها بقول الله لهم : (( إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون )) . (( إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون )) ، ولا يسمح أن يكون الإيمان بعقائدهم وليد تسلط فكري (( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي )) .
ومع ذلك كله ، فإن خطاب الوجدان البشري له مكانه في القرآن الكريم ليحرك المشاعر حتى تنفعل بهذه العقائد التي يقنع بها العقول والقلوب معا .
أما أن يأتي رجال الدين في النصرانية المحرفة ليبتدعوا عقيدة التثليث بكل ما تتضمنه من محالات ، ونقائض عقلية ، ويطالبوا الناس – مع تسليمهم باستحالة فهمها – بالإيمان بها دون محاولة لتعقلها ، فذلك مسلك لا يتفق مع الدين ولا مع المنطق السليم
=================================================================((((((((((((((
عقيدة التثليث والبنوة للإله والبداهة العقلية
إن عقيدة التثليث، والبنوة للإله لا يمكن أن تقوم لها قائمة عند البحث والتمحيص، ذلك لأن العقيدة القائلة بألوهية الأب والابن والروح القدس، تقوم على مغالطات كثيرة، منها : مساواة الجزء للكل ، إضافة إلى منافاتها لطائفة من البديهيات العقلية المسلمة،
ويتضح ذلك وفق ما يلي :
1. ليس من المستطاع أن يكون كائنان غير محدودين في آن واحد، لأن انتفاء المحدودية عن أحدهما تفيد أن يملأ الكون حتى يكظه [ يتخمه]، فلا يدع مجالاً للكائن الآخر، فإن كان الأقنوم الأول في الثالوث هو الإله المطلق غير المحدود، فإنه لا يكون الأقنوم الثاني كذلك، وإلا لكانا إلهان مطلقان، غير محدودين، وهذا أمر محال عقلاً.
وأما القول باتحاد الأقنومين الأول والثاني، فهو أمر ينفي الألوهية عن كليهما، لأن هذا الاتحاد بينهما يغير الحالة التي كان عليها كل منهما من قبل، فيصبح أكثر مما كان أو أقل، وهذا ينفي عنه عدم المحدودية، إما في حالته الأولى، وإما في حالته الثانية، ومن ثم يبطل أن يكون إلهاً.
ولا غناء في القول بأن كلاً منهما جزء لا يتم بغير الآخر، وذلك بأنه إذا كان الجزء الأول كلي الوجود، أي حاضراً في كل مكان، كما هو مسلم به فيما يتصل بالأب، فإن الجزء الثاني ـ وهو الابن ـ لا يمكن أن يكون كذلك، وإذن فما هو بإله.
2. ليس يتأتى أن يشغل كائنان اثنان حيز واحد منهما، بل لابد أن يتراجع أحدهما ليفسح المجال للآخر، بيد أنه لن يجد حيزاً يتراجع إليه مالم ينقطع عن أن يكون حالاً في كل مكان، أي ما لم يكف عن أن يكون إلهاً.
3. ليس يتسنى للشيء الصغير أن يحتوي الشيء الأكبر، فيوضع لتران من الماء ـ مثلاً ـ في إناء يتسع لليتر واحد فقط. ولهذا فليس من المتيسر أن يحتوي الجسد المحدود روحاً غير محدودة، أو علماً غير محدود، أو قدرة غير محدودة، وإن ذلك أشبه ما يكون بوضع الكرة الأرضية ذاتها في مجسم لها يباع في المكتبات، وهذا محال عقلاً أيضاً
====================================================================(((((((((((((((
بطلان قضية الأقانيم
لا أحد يعرف أي أقنوم هو الذي حل في المسيح مما ينقض قضية الاقانيم من أساسها وقبل ان نبين ذلك نقول :
ان كلمة اقنوم لم تذكر أساساً في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد ؟!!
ان النصارى يدعون أنهم يؤمنون ويعبدون إلهاً واحداً في ثالوث وثالوثاً في واحد !!!
وهذا التثليث بهذا المفهوم لم يتضح في كتاب العهد القديم من الكتاب المقدس وأيضاً لم يتضح بهذا المفهوم في كتاب العهد الجديد ، بل كان تقريره بذلك المفهوم نتيجة أفهام بعض رؤساء النصرانية غير المعصومين عن الخطأ في الفهم ، فالتثليث هي عقيدة اجتهادية بحتة مصدرها فهم بعض الرؤساء الدينيين عندهم ، بعد ذهاب المسيح بمئات السنين ، وكان ذلك في سنة 325 ميلادية .
والآن أي أقنوم من الاقانيم الثلاثة حل في المسيح ؟
( أ ) هل هو أقنوم الآب ؟
كما يفهم من قول المسيح في إنجيل يوحنا [ 17 : 21 ] : " أنت أيها الآب في وأنا فيك ". ( ترجمة فاندايك )
( ب ) أم هو أقنوم الروح القدس ؟ كما يفهم من قول لوقا في إنجيله عن المسيح [ 3 : 23 ] : " ونزل عليه الروح القدس". وكما ورد في إنجيل متى [ 3 : 16 ] : " فرأى روح الله نازلاً مثل حمامة وآتياً عليه ".
( ج ) أم هو الأقنوم الثاني الابن ؟ كما يفهم من قول إنجيل متى [ 21 : 37 ] : " وأخيراً أرسل إليهم ابنه ". وكما يفهم من قول إنجيل يوحنا [ 3 : 17 ] : " لأنه لم يرسل الله ابنه الى العالم ليدين العالم ".
لا أحد يعرف أي أقنوم هو الذي حل في المسيح ، ولا أحد يدري ، مما ينقض قضية الأقانيم من أساسها .
_________________________________________________
من كتاب النصرانية في الميزان بتصرف - المستشار محمد طهطاوي - دار القلم
=====================================================================((((((((((((
بطلان قضية الأقانيم
لا أحد يعرف أي أقنوم هو الذي حل في المسيح مما ينقض قضية الاقانيم من أساسها وقبل ان نبين ذلك نقول :
ان كلمة اقنوم لم تذكر أساساً في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد ؟!!
ان النصارى يدعون أنهم يؤمنون ويعبدون إلهاً واحداً في ثالوث وثالوثاً في واحد !!!
وهذا التثليث بهذا المفهوم لم يتضح في كتاب العهد القديم من الكتاب المقدس وأيضاً لم يتضح بهذا المفهوم في كتاب العهد الجديد ، بل كان تقريره بذلك المفهوم نتيجة أفهام بعض رؤساء النصرانية غير المعصومين عن الخطأ في الفهم ، فالتثليث هي عقيدة اجتهادية بحتة مصدرها فهم بعض الرؤساء الدينيين عندهم ، بعد ذهاب المسيح بمئات السنين ، وكان ذلك في سنة 325 ميلادية .
والآن أي أقنوم من الاقانيم الثلاثة حل في المسيح ؟
( أ ) هل هو أقنوم الآب ؟
كما يفهم من قول المسيح في إنجيل يوحنا [ 17 : 21 ] : " أنت أيها الآب في وأنا فيك ". ( ترجمة فاندايك )
( ب ) أم هو أقنوم الروح القدس ؟ كما يفهم من قول لوقا في إنجيله عن المسيح [ 3 : 23 ] : " ونزل عليه الروح القدس". وكما ورد في إنجيل متى [ 3 : 16 ] : " فرأى روح الله نازلاً مثل حمامة وآتياً عليه ".
( ج ) أم هو الأقنوم الثاني الابن ؟ كما يفهم من قول إنجيل متى [ 21 : 37 ] : " وأخيراً أرسل إليهم ابنه ". وكما يفهم من قول إنجيل يوحنا [ 3 : 17 ] : " لأنه لم يرسل الله ابنه الى العالم ليدين العالم ".
لا أحد يعرف أي أقنوم هو الذي حل في المسيح ، ولا أحد يدري ، مما ينقض قضية الأقانيم من أساسها .
_________________________________________________
من كتاب النصرانية في الميزان بتصرف - المستشار محمد طهطاوي - دار الق
========================================================================(((((((((
مغالطات مسيحية
من العجب بعد وضوح الادلة القرآنية الدالة على تكفير من يعتقد بألوهية المسيح وكفر من يقول ان الله ثالث ثلاثة : ( أب وابن وروح قدس )
نرى واحداً من هؤلاء المتطفلين وهو القمص باسيليوس يذكر شدة الشبه بين البسملة الاسلامية ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ، بالبسملة المسيحية : ( بسم الأب والابن والروح القدس )
ويشاركه في هذا الرأي المسيحي : حبيب سعيد .
وهو لاشك ادعاء باطل ، لأن لفظ الجلالة ( الله ) علم على الذات الإلهية والرحمن والرحيم صفتان له .
وقد تولى الشيخ القرافي في أجوبته الرد على هذا المدعي ، وعلى أمثاله فيقول : وأما في القرآن من بسم الله الرحمن الرحيم ، فتفسيركم له غلط وتحريف ، كما فعلتم في الإنجيل ، لأن ( الله ) تعالى عندنا في البسملة معناه : الذات الموصوفة بصفات الكمال ونعوت الجلال ، والرحمن والرحيم وصفان له سبحانه وتعالى باعتبار الخير والإحسان الصادرين عن قدرته . فالرحمن معناه : المحسن في الدنيا والآخرة لخلقه بفضله . والرحيم معناه : المحسن في الآخرة خاصة لخلقه بفضله .
وأما النطق والحياة ، فلا مدخل لهما في الرحمن الرحيم ، بل هو تحريف منهم للقرآن . وإذا بطل المستند في الإنجيل والقرآن حرم هذا الإطلاق .
فإطلاق الموهمات لما لا يليق بالربوبية يتوقف على نقل صحيح ثابت عن الله تعالى ، وليس هو عندكم ، فكنتم عصاة بهذا الإطلاق .
وللأستاذ محمد مجدي مرجان رأي آخر في الرد على إدعاء القمص باسليوس ، ومن هو على شاكلته حيث يقول : " نحن إذا تابعنا هذا الرأي فإنه يمكن الاستدلال من القرآن ليس فقط على التثليث ، بل أيضا على التسبيع ، ووجود سبعة آلهة ، وليس ثلاثة . وذلك بما ورد في أول سورة ( غافر ) : (( حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم ، غافر الذنب ، وقابل التوب ، شديد العقاب ، ذي الطول )) . الآية .
بل يمكن أن يجرفنا الزيغ والضلال فنقرر أن القرآن يثبت وجود سبعة عشر إلها ، وذلك بما ورد في آخر سورة الحشر التي جاء بها سبعة عشر اسما من أسمائه الحسنى .
ثم ان المسلمون لا يقولون بسم الله و الرحمن و الرحيم بل يقولون : بسم الله الرحمن الرحيم .
ثم بعد تخرصاته هذه وهرطقاته ، وادعاء اعتناق الإسلام لعقيدة التثليث – بعد ذلك يقرر عدم فهمه وإدراكه لحقيقة الثالوث فيقول :
" أجل إن هذا التعليم عن التثليث فوق إدراكنا ، ولكن عدم إدراكه لا يبطله " .
وكفى دليلا على فساد هذه العقيدة وتفاهتها وبطلانها عدم فهم أصحابها ومعتنقيها لها .
ويشرع كاتب ثالوثي آخر في محاولة لإثبات الثالوث ، والبرهنة عليه من القرآن ، ولكنه بطريقة أخرى مغايرة لطريقة القمص باسيلوس . ذلك هو الأستاذ " يس منصور " حيث يقول :
إن الإسلام يذكر حوالي تسعا وتسعين اسما لله ، أي أن صفات الله الحسنى نحو تسع وتسعين صفة . وهذه الصفات متباينة ومختلفة تناقض إحداها الأخرى ، بحيث لا يمكن التوفيق بينها في الذات الواحدة إلا إذا آمنا بالتثليث . فمن أسماء الله الحسنى :
الضار المنتقم ، ومنها العفو الرؤوف ، ومنها القدوس البار .
ويستطرد الكاتب متسائلا : كيف يكون الله منتقما وغافرا معا ؟
فالمنتقم يدل على انتقامه من المذنب انتقاما بلا تساهل ، أما الغفور فيدل على تبريره للمذنب تبريرا شاملا . ويضيف قائلا :
أنه لا يمكن التوفيق بين هذه الصفات المتناقضة إلا بالقول بالتثليث .
ويعلق الأستاذ محمد مجدي مرجان على قول يس منصور هذا بقوله – متهكماً - :
" يعني كاتبنا ( الألمعي ! ) أن نقوم بتوزيع أسماء وصفات الله الحسنى على أفراد الثالوث الإلهي ، بحيث يكون لكل أقنوم أو إله من آلهة الثالوث عدة أسماء وصفات متوافقة مع بعضها ، وأن اختلفت مع أسماء وصفات الإله الآخر . فيكون الله الأب مثلا هو الضار المنتقم ، ويكون الله الابن هو الرؤوف الغفور ، ويكون الله الروح المقدس هو القدوس البار .
وهذا هو عين مذهب الثنوية الذي كان منتشرا في بلاد الفرس القديمة إبان الوثنية ، والذي كان يقسم الآلهة إلى قسمين متعارضين كل إله منها يحمل صفة مناقضة
لصفة الإله الآخر . فهذا إله الخير ، وذلك إله الشر .. وهذا إله الحرب ، وذاك إله السلام .. وهكذا .
لقد أخفق ( يس منصور ) من حيث أراد النجاح ، وهوى من حيث أراد الارتقاء .
ومن حيث المبدأ فالإسلام يبطل التثليث – كما قدمنا – بحجج كثيرة ، ويكفر النصارى باعتقادهم إياه وأعتقادهم ان المسيح هو الله ، فكيف يقال : إن التثليث يمكن أخذه من القرآن ، بينما أن معظم آيات القرآن الكريم إنما جاءت لتأصيل التوحيد في مواجهة الوثنية والثنوية والتثليث ، وغيرها من العقائد الباطـلة ؟
ولا أدرى كيف يدل تعدد أسماء الله الحسنى على التثليث ، وهي ليست ثلاثة أسماء ، بل يبلغ مجموعها عشرات الأسماء ، كما هو معروف ؟ .
والواقع أن عقيدة الإسلام فيما يتعلق بأفعال الله : أنه سبحانه وتعالى فاعل مختار ، أي أنه مريد لأفعاله ، لا تصدر عنه بالإيجاب . ولهذا تعددت أفعاله تبعا لإرادته ، فلم يكن ذا فعل واحد ، أو ذا أفعال لها وجه واحد – كما هي العقيدة الثنوية في أنها تقصر الخير على إله ، والشر على إله آخر – فهو خالق كل شئ في هذا الوجود ، وهو الفعال لما يريد ، يعطي ويمنع ، ويخفض ويرفع ، ويقبض ويبسط ، ويعاقب ويغفر ، ويعز .. وكل ذلك منه سبحانه وتعالى خير وحكمة .
وهكذا تتعدد أفعاله ، وتتعدد صفاته ، وتتعدد أسماؤه . ولا محالة في أن تجمع الذات الإلهية بينهما جميعاً مهما كان بينها من تناقض ، ما دام فعله سبحانه وتعالى لا يجمع بين النقيضين في موضوع واحد ، تتم فيه شروط التناقض .
فأي محال في أن يغفر لهذا ، ويعاقب هذا ؟ بل وأي محال في أن يعاقب إنسانا ، ثم يغفر له بعد ذلك ، ويدخله الجنة ؟
وهكذا يمكننا أن نفهم تعدد أسماء الله الحسنى على اختلاف ما بينها وأن نفهم تعدد أفعاله على اختلاف ما بينها ، ما دام الفعلان المتناقضان لا يتحدان موضوعا ، أو محمولا ، أو زمانا ، أو مكانا .. الخ أي لا يتحدان في النسبة الحكمية بين موضوع الفعل ومحموله .
فالله الفاعل المختار واحد ، يفعل بإرادته كل فعل تقتضيه حكمته ، وليس ذاتا موجبة لأفعال معينة ، وكمالات الفاعل المختار على هذا النحو تبدو في تعدد أسمائه وأفعاله ، وليس في هذا التعدد ما يوجب توزيعها على آلهة متعددة أو على آلهة مختلفة ، لا إلهين اثنين ، ولا آلهة ثلاثة ، ولا أكثر من ذلك . وقيامها بالذات الواحدة أمر مفهوم على نحو ما قدمناه . وهذا هو مقتضى الكمال الإلهي ومقتضى التوحيد .
===============================================================(((((((((
ابن تيمية يبطل استدلال النصارى على عقيدة التثليث بالعقل
ينقل شيخ الإسلام عن النصارى ما يبررون به الثالوث تبريرا عقليا ثم يبطله .
وفي ذلك يقول :
إن قولهم " أب وابن وروح قدس " وأنها ثلاثة أقانيم ، إنما يعنون به : أن الله شئ حي ناطق . وذلك لأنهم لما رأوا حدوث الأشياء ، علموا أن شيئا غيرها أحدثها ، إذ لا يمكن حدوثها من ذواتها ، لما فيه التضاد والتقلب فقالوا : إنه شئ لا كالأشياء المخلوقة ، إذ هو الخالق لكل شئ ، وذلك لينفوا عنه العدم كما يزعمون .
ورأوا أن الأشياء المخلوقة تنقسم قسمين : شئ حي وشئ غير حي ، فوصفوه بأجلهما ، وقالوا : هو شئ حي ، لينفوا عنه الموت .
ثم رأوا أن الحي ينقسم إلى قسمين ، حي ناطق وحي غير ناطق ، فوصفوه بأفضل القسمين ، وقالوا : هو شئ حي ناطق : لينفوا عنه الجهل .
ثم يقولون : والثلاثة أسماء هي إله واحد ، مسمى واحد ، ورب واحد ، وخالق واحد ، شئ حي ناطق ، أي الذات والنطق والحياة ...
والواقع أن هذا التعليل لعقيدة التثليث تعليل باطل – كما يقول ابن تيمية – فليس الأمر كما ادعيتموه أيها النصارى ، فإنكم تقولون : إن هذا القول : " أب وابن وروح قدس " ، فكان أصل قولكم هو ما تذكرونه من أنه تلقى من الشرع المنزل ، لا أنكم أثبتم الحياة والنطق بمعقولكم ، ثم عبرتم عنها بهذه العبارات ..
ومعلوم أن الحياة والنطق لا تعقل إلا صفة قائمة بموصوف ، ولا يعلم موصوف بالحياة والنطق إلا وهو مشار إليه ، بل ما هو جسم كالإنسان .
ولو كان الأمر كذلك ( أي إثبات وجود الله وحياته ونطقه ) لما احتجتم إلى هذه العبارة " أب وابن وروح قدس " ولا إلى جعل الأقانيم ثلاثة ، بل معلوم عندكم وعند سائر أهل الملل أن الله موجود حي عليم قدير متكلم ، لا تختص صفاته بثلاثة ، ولا يعبرون عن ثلاثة منها بعبارة لا تدل على ذلك ، وهو لفظ الأب والابن وروح القدس ، فإن هذه الألفاظ لا تدل على ما فسرتموها به في لغة أحد من الأمم ، ولا يوجد في كلام أحد من الأنبياء أنه عبر بهذه الألفاظ عما ذكرتموه من المعاني ، بل إثبات ما ادعيتموه من التثليث ومن التعبير عنه بهذه الألفاظ هو مما ابتدعتموه ، لم يدل عليه شرع ولا عقل .
وإذا قال النصارى : إنه إحدى الذات ثلاثي الصفات قيل : لو اقتصرتم على قولكم : إنه واحد وله صفات متعددة لم ينكر ذلك عليكم جمهور المسلمين ، بل ينكرون تخصيص الصفات بثلاث .
ووصفهم الأقانيم الثلاثة بأنها جوهر واحد ، إنما ينبئ أنها جملة ، وليس هذا مما يذهبون إليه ، ولا يعتقدونه ، ولا يجعلون له معنى ، لأنهم لا يعطون حقيقة التثليث ، فيثبتون الأقانيم الثلاثة متغايرة ، ولا حقيقة التوحيد ، فيثبتون القديم واحد ليس باثنين ولا أكثر من ذلك . وإذا كان ذلك كذلك ، فما قالوه هو شئ لا يعقل ، ولا يصح اعتقاده ، ويمكن أن يعارضوا على قولهم بكل حال .
وإذا جاز عندكم أن تكون ثلاثة أقانيم جوهرا واحد ، فلم لا يجوز أن تكون ثلاثة آلهة جوهرا واحدا ، وثلاثة فاعلين جوهرا واحدا ، وثلاثة أغيار جوهرا واحدا ، وثلاثة أشياء جوهرا واحدا ، وثلاثة قادرين جوهرا واحدا ، وكل ثلاثة أشياء جوهرا واحدا ؟
وكل ما يجري هذا المجرى من المعارضة فلا يجدون فصلا .
أي هذا الكلام لازم لهم لا ينفصلون عنه .
ويقول النصارى : كل من اعتقد أن الثلاثة أقانيم ثلاثة آلهة مختلفة أو متفقة ، أو ثلاثة أشخاص مركبة ، أو غير ذلك مما يقتضي الاشتراك والتكثير ، والتبعيض ، والتشبيه فنحن نلعنه ونكفره .
فيرد عليهم ابن تيمية مبينا تناقضهم في ذلك ، فيقول لهم :
" وأنتم أيضا تلعنون من قال : إن المسيح ليس هو إله حق من إله حق ، ولا هو مساو الأب في الجوهر ، ومن قال : إنه ليس بخالق ، ومن قال " إنه ليس بجالس عن يمين أبيه ، ومن قال أيضا : إن روح القدس ليس برب حق محيي ومن قال " إنه ليس ثلاثة أقانيم .
وتلعنون أيضا مع قولكم : إنه الخالق ، من قال : إنه الأب ، والأب هو الخالق ، فتلعنون من قال : هو الأب الخالق ، ومن قال : ليس هو الخالق ، فتجمعون بين النقيضين " فتلعنون من جرد التوحيد بلا شرك ولا تثليث ، ومن أثبت التثليث مع انفصال كل واحد عن الآخر ، وتجمعون بذلك بين قولين متناقضين : أحدهما حق ، والآخر باطل .
وكل قول يتضمن جمع النقيضين ( إثبات الشيء ونفيه ) ، أو رفع النقيضين ( الإثبات والنفي ) فهو باطل .
ومن مظاهر تناقضهم أيضا : زعمهم أن كلمة ( ابن الله ) التي يفسرونها بعلمه أو حكمته ، وروح القدس التي يفسرونها بحياته وقدرته ، وأنها صفة له قديمة أزلية ، لم يزل ولا يزال موصوفا بها . ويقولون – مع ذلك – أن الكلمة مولودة منه ، فيجعلون علمه القديم الأزلي متولدا عنه ، ولا يجعلون حياته القديمة الأزلية متولدة عنه ، وقد أصابوا في أنهم لم يجعلوا حياته متولدة عنه ، لكن ظهر بذلك بعض متناقضاتهم وضلالهم ، فإنه إن كانت صفة الموصوف القديمة اللازمة لذاته ، يقال : إنها ابنه وولده ومتولد عنه ، ونحو ذلك . فتكون حياته أيضا ابنه وولده ومتولدا عنه ، وإن لم يكن كذلك ، فلا يكون علمه ابنه ، ولا ولده ، ولا متولدا عنه .. فعلم أن القوم في غاية التناقض في المعاني والألفاظ ، وأنهم مخالفون للكتب الإلهية كلها ، ولما فطر الله عليه عباده من المعقولات ، ومخالفون لجميع لغات الآدميين ، وهذا مما يظهر به فساد تمثيلهم ...
ويقول النصارى : الموجود إما جوهر ، وإما عرض ، فالقائم بذاته هو الجوهر ، والقائم بغيره هو العرض .
ثم يقولون : إنه مولود حي ناطق ، له حياة ونطق .
ويرد عليهم ابن تيمية يقوله :
" حياته ونطقه " إما جوهر وإما عرض . وليس جوهراً ، لأن الجوهر ما قام بنفسه . والحياة والنطق لا يقومان بأنفسهما ، بل بغيرهما ، فهما من الأعراض ، فتعين أنه عندهم جوهر تقوم به الأعراض ، مع قولهم : إنه جوهر لا يقبل عرضا .
وإن قيل أرادوا بقولهم : " لا يقبل عرضا " ما كان حادثا . قيل : فهذا ينقض تقسيمهم الموجود إلى جوهر وعرض ، فإن المعنى القديم يقوم به ليس جوهرا ،وليس حادثا ، فإن كان عرضا فقد قام به العرض وقبله ، وإن لم يكن عرضا ، بطل التقسيم .
فتبين من هذا أنهم يقال لهم : أنتم قلتم " إنه شئ حي ناطق ، وقلتم : هو ثلاثة أقانيم ، وقلتم : المتحد بالمسيح أقنوم الكلمة ، وقلتم في الأمانـة .
" نؤمن بإله واحد أب ضابط الكل ، وبرب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد الولود من الأب قبل كل الدهور ، إله حق من إله حق من جوهر أبيه ، مولود غير مخلوق ، مساو للأب في الجوهر .
ثم قلتم : أن الرب جوهر لا يقبل عرضا . وقلتم : إن الذي يشغل حيزا أو يقبل عرضا هو الجوهر الكثيف . وأما الجوهر اللطيف فلا يقبل عرضا ولا يشغل حيزا ، مثل : جوهر النفس وجوهر العقل ، وما يجري في هذا المجرى من الجواهر اللطيفة ، وبعد أن صرحتم بأن الرب جوهر لا يقبل عرضا . قلتم " ليس في الوجود شئ إلا وهو إما جوهر ، وإما عرض ، فإن كان قائما بنفسه غير محتاج في وجوده إلى غيره فهو الجوهر ، وإن كان مفتقرا في وجوده إلى غيره لا قوام له بنفسه فهو العرض .
فيقال لكم " الابن القديم الأزلي الموجود من جوهر أبيه ، الذي هو مولود غير مخلوق ، الذي تجسد ونزل هل هو جوهر قائم بنفسه أم هو عرض قائم بغيره ؟
فإن قلتم : هو جوهر ، فقد صرحتم بإثبات جوهرين ، الأب جوهر والابن جوهر ، ويكون حينئذ أقنوم الحياة جوهراً ثالثاً ، فهذا تصريح بإثبات ثلاثة جواهر قائمة بأنفسهما . وحينئذ يبطل قولهم : إنه إله واحد ، وإنه إحدى الذات ، ثلاثي الصفات . وإنه واحد بالجوهر ، ثلاثة بالأقنوام ، إذ كنتم قد صرحتم – على هذا التقدير – بإثبات ثلاثة جواهر .
وإن قلتم : بل الابن القديم الأزلي ، الذي هو الكلمة التي هي العلم والحكمة ، عرض قائم بجوهر الأب ، ليس جوهرا ثانيا . فقد صرحتم بأن الرب جوهر تقوم به الأعراض ، وقد أنكرتم هذا في كلامكم . قلتم : هو جوهر لا تقوم به الأعراض ، وقلتم : إن من المخلوقات جواهر لا تقوم بها الأعراض ، فالخالق أولى . وهذا تناقض بين ...
ويقول ابن تيمية – بيانا لسبب هذا التناقض – : إنهم يلفقون عقيدتهم من مصادر متعددة ، بحيث يبدوا فيها وضوح التضارب والتناقض بين أجزائها فيقول :
وسبب ذلك : أنهم ركبوا لهم اعتقاداً ، بعضه من نصوص الأنبياء المحكمة كقولهم : الإله الواحد ، وبعضه من متشابه كلامهم ، كلفظ الابن وروح القدس ، وبعضه من كلام الفلاسفة المشركين المعطلين كقولهم : جوهر لا تقوم به الصفات . فجاءت عقيدتهم ملفقة
((((((((((((((((((القديسون الشواذ))))))))))))))احتدم الجدل مؤخراً في الأوساط الدينية النصرانية حول العالم بسبب تفاقم حالة تراخي الموقف الكهنوتي للطوائف الكبرى حيال تزايد حالات الشذوذ الجنسي، ليس فقط بين رعية الكنائس ولكن على مستوى الكهنة والقساوسة وصولاً إلى رئاسة الأساقفة بعد تعيين أول أسقف مجاهر بعلاقتة الشاذة رئيساً لأسقفيته في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2003م والذي أثار المزيد من الجدل مجدداً بإعلانه في شهر يونيو الماضي وعلى شاشات التلفزرة الاقتران كنسياً بشريكه في الشذوذ.
وفي الأسبوع الماضي وحده تناقلت وسائل الإعلام الإلمانية خبر أقالة بابا الفاتيكان لقسيس من منصبه الكهنوتي وطرده من الكنيسة بعد ثبوت تورطه في ((مباركة)) عقد قران شاذين داخل الكنيسة ذاتها إذ أعلنهما زوج وزوج!
أيضاً لم يزل ملف اختراق الشذوذ الجنسي لكنائس طائفة الانجليكان التابعة للتاج البريطاني مشتعلاً منذ تصدع هذه الكنيسة إلى عدة فرق متناحرة بين أقصى اليمين والوسط واليسار، فمن مرحب بالشذوذ بل وترسيم كهنة شاذين وسحاقيات وتقليدهم أعلى الرتب الكنسية، كما هو الحال على الجبهة الأمريكية من الأنجليكان بها، مروراً بتيار ((معتدل)) يحاول اللعب على الحبلين متمثلاً في موقف الكنيسة الأم في كانتبري ببريطانيا وانتهاء بكنائس تابعة في أفريقيا وخصوصاً نيجريا حيث يهدد الأنجليكان فيها سنوياً بالانفصال وتكوين طائفة خاصة بهم بسبب موقفهم ((المتشدد)) المعارض للشذوذ ولادماج الشاذين في صفوف الرعية.
مزيد من الزيت على النار
وبعيداً عن الملف الضخم لانشقاقات الأنجليكان وانهيار كنيستهم على مؤخرات قساوستهم الشاذين جنسياً، فإن ولاية كالفورنيا الأمريكية كانت قد دقت أكبر ((خابور)) ثالث في نعش التنصير الغربي بعدما أعلنت محاكمها في أواخر يونيو الماضي السماح للشاذين بالاقتران مدنياً وكنسياً في ((علاقة زواج)) لتكون بذلك ثالث ولاية أمريكية تعترف بأنماط شاذة من هذه الأنكحة الفاسدة لتنقلب الأمور والصورة أكثر وأكثر.
وهكذا تسارعت وتيرة الانشقاقات الكنسية إذ بادرت العديد من كنائس الولاية وبموجب القانون الجديد إلى فتح أبوابها لاستقبال العشرات من الشاذين والسحاقيات وقامت بعقد قرانهم بـ ((مباركة يسوع المسيح)) أمام ((المذبح المقدس)) والصليب!!
وانقسم المشهد التنصيري الأمريكي بالذات إلى مؤيد ومعارض بينما يرشق كل فريق الآخر بنصوص من أسفارهم المقدسة والأناجيل وحياة من يسميهم النصارى بـ ((القديسين)) في اطار احتجاج كل فريق على مخالفيهم بما يجده في بطون النصوص المقدسة وسير كبار آباء الكنيسة من الأوائل.
الموضوع الصاعقة
ففي سياق كل ما تقدم من تطور للجدل الذي يعصف بكنائس النصارى في الغرب وما يتبعها من كنائس في العالم الثالث، يأتي هذا الموضوع المنشور في موقع إعلامي أمريكي [المصدر]، تحت عنوان ((زواج المثليين والنصرانية: ليس دوماً في تضاد))، ولينكأ الموضوع المزيد من الجراح وليفجر كل علامات التعجب والاستفهام فوق رؤوس النصارى أنفسهم قبل المسلمين وغيرهم.
Gay Marriage & Christianity: Not Always At Odds!
يستفتح المحرر موضوعه بافادة أكبر مرجع غربي متخصص في تاريخ الشذوذ في النصرانية، وهو البروفيسور ((جون بوسويل))، المؤرخ المعروف بجامعة ييل الأمريكية العريقة وأستاذ قسم التاريخ سابقاً بها، والذي يؤكد أن مؤسسة الزواج بين المثليين كانت موضة الزمن النصراني الأول إلا أنها تعود اليوم وبقوة لكي تضيف صفحة جديدة لها بين صفحات التاريخ، بحسب تعبير الأستاذ الأكاديمي.
ويشير الموضوع إلى تأكيد البروفيسور بوسويل إلى أن النصارى الأوائل كانوا – وبمباركة باباوات الكنائس الكبار – متقبلين لأنماط الأنكحة [الفاسدة] بين الشاذين جنسياً. بل يؤكد البروفيسور أنهم ذهبوا إلى ما هو أبعد من هذا إلى درجة تزيين كنائسهم وأديرتهم بتصاوير مصنوعة من الجص تمثل الذكور ((في علاقة حميمة))!!
early Christians, including the Pope, were so cool with same-sex committed relationships, they even adorned their churches with frescoes of sweet man love.
ومن ضمن هذه الأدلة المصورة التي يشير إلها المتخصص الأبرز عالمياً في موضوع شذوذ النصارى، أيقونة مقدسة لدى مختلف طوائف النصارى الكبرى تم اكتشافها في دير سانت كاترين بسيناء.
دير سانت كاترين [من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة]
يقع دير سانت كاترين في جنوب سيناء بمصر أسفل جبل كاترين أعلى الجبال في مصر، بالقرب من جبل موسى. ويقال عنه أنه أقدم دير في العالم، يعد مزارا سياحيا كبيرا، حيث تقصده أفواج سياحية من جميع بقاع العالم، وهو معتزل يديره رهبان من الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية لا يتكلمون العربية فهم ليسوا مصريين أو عربا ولا يتبع الدير بطريركية الإسكندرية، وإنما هم من أصول يونانية، على الرغم من أن الوصاية على الدير كانت لفترات طويلة للكنيسة الأرثوذكسية الروسية.
ونقرأ في موقع الهيئة العامة للاستعلامات المصرية [مجلة مصر العدد 40 عام 2005م]:
وبالدير مجموعة نادرة من الأيقونات والصور المقدسة تعتبر أعظم وأغنى مجموعة من نوعها فى العالم كله ، كما أنها تفوق من حيث الكم والكيف والنوع والأساليب الفنية غيرها من الصور المقدسة والأيقونات فى الأديرة المصرية الأخرى ويبلغ عددها حوالى 2000 صورة وأيقونة من مختلف العصور التاريخية وهى تمثل إحدى المظاهر المميزة للطقوس الدينية للكنيسة الأرثوذكسية .
صورة الخبر الفضيحة وفيها أيقونة القديسين من دير سانت كاترين
لكن ما هي علاقة اقتران الشاذين جنسياً وتزوج الذكر بالذكر بهذه الأيقونة المقدسة التي تتصدر صورتها الموضوع الأمريكي والتي يشير إليها البروفيسور جون بوسويل؟
ليستعد النصارى الآن للطامة إذ يؤكد بوسويل أن الأيقونة – والتي هي صورة تخيلية ملتقطة بفرشاة الرسام – فيها علامات واشارات بالرسم تزمز إلى انعقاد حفل قران / زواج ((القديس سرجيوس)) بعشيقه وصديق عمره ((القديس باخوس))!!
ويعضد هذه القراءة للأيقونة اكتشفات كتابات كنسية قديمة دونت سيرة كلا من القديسين صرحت أسطرها بكل وضوح عن علاقة زواج جمعت القديسين برباط مقدس كالذي يجمع الرجل بالمرأة في مؤسسة الزواج التقليدية.
سوف نعود إلى هذه الكتابات القديمة في وقت لاحق من هذه التدوينة لكن لنتوقف قليلاً وأولاً حول شخصية هذين ((القديسين)) المعظمين جداً في النصرانية قبل المرور بالأيقونة الفاضحة والتوقف عندها بعناية.
سرجيوس وباخوس في ثياب النساء، لماذا؟
لو تصفحت قاموس آباء الكنيسة وقديسيها المضمن بموقع مطرانية طنطا وتوابعها / أسرة البابا كيرلوس العلمية التابع للكنيسة الأرثوذكسية المصرية لوجدت التالي بحق القديسين:
تُعيد الكنيسة القبطية للقديس سرجيوس (أبوسرجة) في 10 بابة، والقديس باخوس Baccus أو فاخوس في 4 بابه من كل عام، وتوجد في مصر القديمة كنيسة أثرية باسم القديس سرجيوس تسمى كنيسة أبي سرجة، بها المغارة الأثرية اسفل الهيكل القبلي حيث هربت إليها العائلة المقدسة. قدَّم لنا القديس ساويرس الأنطاكي مقالاً (57) عن هذين الشهيدين قام المتنيح الشماس يوسف حبيب بترجمته ونشره عام 1969. أمام مكسيميانوس وقف الشابان سرجيوس القائد بالجيش الروماني في منطقة سوريا والعامل في المدرسة العسكرية ومساعده واخس (باخوس) أمام مكسيميانوس الطاغية شريك دقلديانوس ومثيره ضد المسيحيين، يشهدان للسيد المسيح ويرفضان التبخير للأوثان، وكان قد استدعاهما لهذا الغرض. لاطفهما في البداية، وأخذهما كصديقين له إلى الهيكل جوبيتر حيث قُدمت مائدة من اللحوم المذبوحة للأوثان، وطُلب منهما أن يشاركاه في المائدة فرفضا بإصرار، عندئذ أمر بتجريدهم من النياشين التي على صدريهما وأن يُقادا في سوق المدينة وهما مرتديان ملابس النساء لتحطيم نفسيّتهما…
وفي موقع موسوعة تاريخ أقباط مصر كتب عزت اندراوس تحت مدخل ((إستشهاد سرجيوس وباخوس)) يقول معترفاُ:
في بداية القرن الرابع زمن حكم ديوقليتيانوس أوغسطس للشرق ، قام الاضطهاد العاشر الكبير للمسيحية وهو الأخير بحجمه ، وذلك بتشجيع من قيصره غلاريوس الذي بدأ باضطهاد جنوده المسيحيين قبل إعلان الاضطهاد رسمياً ، فقتل عدد كبير منهم لدى عودته ظافراً من حرب فارس، وبين هؤلاء الضابطان سرجيوس وباخوس اللذان أهانهما الحاكم وألبسهما ثياب النساء للسخرية منهما، ثم استشهد باخوس أولا وتبعه سرجيوس بعدما قاسى عذاب مسامير حديدية مسننة محمّاة بالنار سمرت في حذائه وأكره على المشي بها مسافات طويلة، وتم استشهادهما في مقاطعة الفرات فدعيت المدينة القريبة لاحقاً سرجيوبوليس تكريماً لهما (الرصافة)، وبنيت كنيسة فاخرة على اسمهما كانت مشهورة خصوصاً بين المسيحيين العرب الذين كانوا يحجون إليها عصوراً عديدة.
ومازال النصارى وخصوصا من مستوطني الشام يحجون إلى تلك الكنيسة إلى اليوم [خبر] في مدينة سورية كانت تعرف بإسم ((سيرجيوس)) سابقاً قبل أن يطلق عليها ((الرصافة)) التي اكتبست…
أهمية خاصة بسبب استشهاد القديس سرجيوس فيها، فأصبحت المدينة محجاً هاماً لمسيحي سورية وجوارها.وأُطلق عليها اسم سيرجيوس (من اليونانية – مدينة سيرجيوس) إكراماً لرفات القديسين الشهيدين سيرجيوس وباخوس اللذين رفضا تقديم الذبائح لآلهة الرومان والتخلي عن المسيحية عام 305م [المصدر].
بل ونجد قرية في لبنان تحمل اسم العاشق الشاذ الأول سرجيوس والذي يعرف عند نصارى لبنان بإسم ((سركيس)).
فعن كتاب ((السنكسار بحسب طقس الكنيسة الانطاكية المارونية)) نقرأ تحت مدخل ((سركيس وباخوص
)):
الشهيدين سرجيوس (سركيس) وباخوس: كانا من اشراف المملكة الرومانية واخلص الجنود لها. انتصرا في الحرب التي شنّها الرومان على الفرس سنة 297 فجعلهما الملك مكسيميانوس من اعضاء ديوانه. فيوم عيد الأصنام في مدينة افغوسطيا ببلاد سوريا الشمالية، دعاهما الملك للاشتراك في هذا الاحتفال فرفضا معلنين انهما مسيحيان وديانتهما تحظّر عليهما تقديم الذبائح لإصنام ليست سوى حجارة صمّاء لا يرجى منها خير. فغضب الملك وامر بنزع شارات الشرف عنهما والبسهما ثياباً نسائية للهزء والسخرية.
أما في موقع الرابطة السريانية في لبنان فنقرأ تحت مدخل ((تذكار القديسين سرجيوس وباخوس)):
فأغتاظ الأمبراطور غيظاً شديداً، وأمر للحال بنزع أثوابهما وخاتميهما وكل علائم الرفعة عنهما وبإلباسهما أثواباً نسائية. ثم وضعوا أغلالاً حول أعنقيهما وساقوهما وسط المدينة للهزء والسخرية.
والسؤال الذي يطرح نفسه بناء على ما تقدم ذكره من مراجع النصارى: هل كان من عادة الرومان السخرية من المحكوم عليهم بالاعدام من الرجال بالباسهم ثياب النساء؟
لو كان هذا الكلام صحيحاً في فنون التعذيب والقتل الروماني لطال هذا شخص المصلوب في أناجيل النصارى، والذي يظنونه المسيح عليه السلام بزعمهم، ولقرأنا في كتبهم المقدسة عن الباس ((يسوع)) ثياب النساء، خصوصاً وأن الجند الروماني كانوا يعيرون المصلوب ويسخرون منه [إنجيل لوقا 23: 35] فلماذا تناسى الرومان أقسى وسيلة للاستهزاء بالمصلوب وسط جموع المتفرجين إذ لم يقوموا بالباسه ثياب النساء بينما هم قد مزقوا ثيابه وعروه بحسب اعتراف روايات الاناجيل [إنجيل متى 27: 28]؟
لماذا لم نسمع إلا عن القديسين سرجيوس وباخوس في لباس النساء؟ وأيضاً لماذا لا نجدهما في المصادر السالفة الذكر وبقية معاجم النصارى ودوائر معارفهم إلا والأول مقترن باسم الثاني لا ينفك عنه أبداً مثل اقتران آدم بحواء؟
ايقونتان في الرأس!
ومن وكيبيديا، الموسوعة الحرة بالانجلزية تحت مدخل Saints Sergius and Bacchus نجد الأيقونة – المنشورة في موضوع الموقع الإعلامي الأمريكي – للقديسين المتهمين بالشذوذ ونقرأ فيه النص التالي بالانجليزية:
Sergius and Bacchus’s close relationship has led many modern commenters to believe they were lovers. The most popular evidence for this view is that the oldest text of their martyrology, in the Greek language, describes them as “erastai”, or lovers.
Yale historian John Boswell considers their relationship to be an example of an early Christian same-sex union, reflecting his contested view of tolerant early Christians attitudes toward homosexuality.
The artist Robert Lentz advocated this view, portraying the men as a gay couple in his religious iconography painting.
وترجمة النص كالتالي:
إن العلاقة الوطيدة التي جمعت كلا من سرجيوس وباخوس قادت كثيرين من شراح الكتاب المقدس المعاصرين إلى الاعتقاد أنهما كانا عشيقين. والدليل الذي حظي بشعبية أكبر عند من تبنى هذا التصور يتمثل في أقدم نص مكتوب باللغة اليونانية من ((سجل شهداء الكنيسة)) الرسمي والذي يصف القديسين بأنهما كانا ((عشيقين)) [بحسب كلمة صريحة في اليونانية تفيد هذا المعنى بشكل واضح].
مؤرخ جامعة ييل الامريكية العريقة، ((جون بوسويل)) يعتبر العلاقة [التي جمعت القديسين سرجيوس وباخوس] نموذجاً على حالات اقتران بين مثماثلين في الجنس في مجتمع النصارى الأوائل، وهو القول الذي يعكس وجهة نظر متنازع عليها حول ما يسميه المؤرخ بمواقف متسامحة لدى النصارى الأوائل تجاه قضية المثلية الجنسية / الشذوذ.
وقد قام الرسام ((روبرتز لينتز)) بالدفاع عن وجهة النظر هذه برسم الرجلين [سرجيوس وباخوس] كزوجين من الشاذين جنسياً في لوحته التي تعد من ضمن الأيقونات الدينية المقدسة [لدى نصارى اليوم وخصوصاً في المنطقة العربية].
والآن استعد للصدمة التالية: فإن هذه اللوحة الفنية والتي رسمها هذا الفنان الديني الشهير بغرض تثبيت تهمة الشذوذ على سرجيوس وباخوس صارت أيقونة مقدسة يتعبد لها النصارى ودخلت ضمن طقوس عبادتهم وصلواتهم التي يرفعونها أمام هذه التصاوير.
أيقونة ليتنز: شعار اقتران الشاذين!
هذا هو رابط اللوحة في صفحة موسوعة ويكبيديا العالمية، والآن هذه هي الأيقونة لنفس الرسام في مواقع النصارى العرب وخذ منها على سبيل المثال وليس الحصر:
• معرض أيقونات الشبكة الأرثوذكسية الأنطاكية العربية [رابط المصدر | رابط الصورة]
لكنك لا تجد نفس الأيقونة في أهم موقع نصراني للأيقونات، ولا في بعض معارض الايقونات الأخرى بالمواقع النصرانية مثل هذا الموقع على سبيل المثال ولا في موقع كنيسة دنست تراب دولة قطر، مما يؤكد وقوع النصارى في الحرج الشديد وتجنبهم لتلك الأيقونة الفاضحة رغم تقديس عوامهم لها دون معرفة حقيقتها!!
وعن أهمية هذه الأيقونة ومنزلتها وغيرها عند النصارى لابد من مطالعة كتاباتهم في هذا الشأن، فخذ على سبيل المثال ما كتبه نيافة الأنبا رافائيل تحت عنوان ((تأملات فى طقس تدشين الأيقونة)):
إن إكرام الأيقونات فى كنيستنا الأرثوذكسية يستند إلى أهم عقيدة نؤمن بها ، ولها أثر مباشر فى قضية خلاصنا ، وهى عقيدة تجسد الله وحضوره الحقيقى بيننا ؟ فعندما نكرم الأيقونات فإننا نعلم إيماننا بحقيقة تجسد وتأنس ربنا يسوع المسيح .
وعن طقوس النصارى – وخصوصا من الأرثوذكس الشرقيين – في تقديس الأيقونات يقول الأنبا المصري مجيبا على سؤال ((ماذا يحدث فى طقس تدشين الأيقونات؟)) :
1- التدشين هو التكريس أى التقديس والتخصيص لله … فتصير الأيقونة بعد تدشينها أداة مقدسة لإعلان حضور الله بفعل الروح القدس ؛ لذلك وجب تكريمها والتبخير أمامها وتقبيلها بكل وقار .
2- يقوم بطقس التدشين الأب الأسقف وليس غيره …
3- فى الصلاة التى يصليها الأب الأسقف لتدشين الأيقونة يذكر الأساس الكتابى واللاهوتى لعمل الأيقونات…
لذلك تعتبر الكنيسة أن تدشين الأيقونة هو مباركة وتمجيد لاسم الله القدوس … إذ عندما يلتفت المؤمنون إلى كرامة القديسين ومجدهم ترتفع أنظارهم إلى السماء ليمجدوا اسم الله ويباركوه . لك المجد فى جميع القديسين الله .
ولك أن تقدر الآن حجم الكارثة التي تحل بالكنيسة لعظم قدر أيقونة الرسام لينتز والذي قصد تصوير شذوذ سرجيوس وباخوس فصارت لوحته الفاضحة ((مباركة وتمجيد لاسم الله القدوس)) تبخر وتقبل بكل وقار!! ليس هذا فحسب، ولكن يزداد خطر الأيقونة من مثل هذه بقدر تعلق نفوس النصارى بها والتي تتمثل في بقية من كلام الأنبا رافئيل حيث يقول عن الأيقونة:
إنها ميناء خلاص وميناء ثابت لكل نفس متعبة في بحر العالم المتلاطم الذي يزعج سلامنا وأمننا، ويُهددنا بالغرق في الخطية والمشاكل والهموم الدنيوية.. فتلجأ النفس إلى أيقونات القديسين لترى فيهم إشعاعات النور الإلهي.. وترى فيها إلهام النصرة والطهارة [!!]، فتتشجع النفس وترتقي إلى السماويات ماسكة برجاء المجد، ناظرة إلى رئيس الإيمان ومُكمله الرب يسوع.
هل تتطلع النفس حقاً بعد النظر إلى أيقونات سرجيوس وباخوس الى السماويات ماسكة برجاء المجد أم إلى المؤخرات ماسكة برجاء شهوات الدبر؟ صدق من قال ((من ثمارهم تعرفونهم)) فلا أدل من أثر هذه الأيقونات مما نقرأ ونسمع عن اختراق الشذوذ للكنائس وعلى أعلى مستويات كهنوتية.
ويتعاظم خطر هذه الأيقونات مع قراءة ما كتبه الأرشمندريت بندلايمون فرح حيث يعترف بقوله تحت عنوان ((لاهوت الأيقونة الأرثوذكسية)) [المصدر]:
يعتبر السجود الإكرامي للأيقونة أمراً طبيعياً. اعتبار الأيقونة واحترامها يعطيان للمؤمنين آلاف البركات:
- فالأيقونة هي كتاب لغير القادرين على القراءة. إنها تذكرنا بتاريخ الخلاص كله وبصنيع الله وبأسرار تدبيره الإلهي.
- أنها تعليم صامت للتشبّه بمثل القديسين [ضع مليون خط تحت هذه العبارة].
-أنها قناة لانسكاب النعم الإلهية. فهي صلة وصل بالنعمة وبها ومن خلالها يوزع الله إحساناته وعطاياه علينا. فهي تشترك، بشكل من الأشكال، في قوة النموذج الأول، الذي تمثله وفي صلاحه. ويمكننا القول بأن النعمة الإلهية، والعمل الإلهي يقيمان ويسكنان في الأيقونة كما يسكنان في البقايا المقدسة.
فالقديسون منذ حياتهم على الأرض كانوا مملوئين من الروح القدس وبعد موتهم لم تبتعد النعمة الإلهية التي بالروح القدس، عن أرواحهم ولا عن أجسادهم في القبور، ولا عن أيقوناتهم المقدسة. ليس لأنها تلازمهم جوهرياً، ولكن لأنها من خلالهم، تعمل البركات
وبناء على ما تقدم فإن الرسام الذي قصد تصوير شذوذ منسوب للقديسين سرجيوس وباخوس قد أنجز حلول الروح القدس في لوحته التي صارت أيقونة مقدسة تسكن فيها النعمة الالهية بزعم النصارى!! لكن أخطر ما ورد في هذا المقال قول الارشمندت أن الأيقونة ((تعليم صامت للتشبّه بمثل القديسين))، فهو بهذه العبارة الذهبية قد وضح سر اختراق الشذوذ الجنسي للنصرانية بالطول والعرض بعد تشبه النصارى من أيقونات سرجيوس وباخوس لأنها تعليم صامت. فإذا كانت الصورة عند الصينيين بمليون كلمة كما يقال فإن الأيقونة بمليار فاحشة شذوذ وسحاق كما هو مشاهد اليوم.
الرسام قبل الأيقونة
وإذا قال نصراني أن الأيقونة مقدسة بغض النظر عن مقاصد الرسام أوأن الأيقونات ليست بالنيات ولذا فليس مهما عنده نوايا ولا أفكار الرسام لينتز في تصوير شذوذ سرجيوس وباخوس، فإنني أهدي هذا النصراني من العوام هذا المقال المؤصل لمكانة الأيقونة ومن يرسمها حتى يتأمل هداه الله في الفقرة التالية من هذا الموقع النصراني الكبير لنصارى المشرق [منتديات الكنيسة] فتحت عنوان ((كيف تقرأ الأيقونة القبطية)) نقرأ:
طبعاً طقسياً الأيقونة لها أهميتها فى الكنائس وحصل منها معجزات كثيرة أشهرها لما وقفت والدة القديس مارمينا أمام أيقونة العذراء لتطلب ابن فجاءها صوت العذراء الحنون “أمين” من الأيقونة وكلنا بنقف قدام الأيقونة نصلى بخشوع ونولع الشمع لكن هل تأملنا الأيقونة فى يوم وعرفنا قواعد رسم الأيقونة كيف تكون؟؟؟؟ اليوم يا رب أقدر أفيدكم بشرح فن الأيقونات القبطية
أولاً : من يقوم برسم الأيقونة لابد أن يكون بدرجة روحية عالية و بعد صلاة وإرشاد يقوم برسم الأيقونة لأن الأيقونة هنا تكون عقيدة أو أيات من الكتاب المقدس أو سيرة قديس لكن بالألوان وليس بالكلمات فلابد أن ترسم صحيحة وقد سمعت قصة عن البابا شنودة عن إنه عندما رأى أيقونة فيها أقنوم الآب وقد رسمه الفنان شيخ متقدم الأيام وأقنوم الابن فى صورة شاب حديث السن فكان تعليق البابا شنودة أن هذه الأيقونة آريوسية لأنها صورت الآب متقدم فى الزمن على الابن وهذا خطأ لاهوتى لأن الابن مساو للآب فى الجوهر وكائن معه منذ الأزل وإلى الأبد…
وبعيدا عن كلام شنودة المضحك جداً ومعتقدات أتباعه في ((معجزات)) الأيقونات، فإن ما يهمنا من الفقرة المتقدمة هو قولهم أن الشرط الأول اللازم لقبول اللوحة الفنية كأيقونة مقدسة هو مرتبط في الأساس بشخص من يقوم برسم الايقونة وأن انتاجه الفني إنما يكون بعد صلاة وإرشاد إلهي” لأن الأيقونة تكون عقيدة أو آيات من الكتاب المقدس أو سيرة قديس لكن بالألوان وليس بالكلمات فلابد أن ترسم صحيحة “. وبناء على هذا كله، وبناء على قبول النصارى وكنائسهم للوحة ((روبرتز لينتز)) كأيقونة مقدسة وإلى اليوم فإنها تعتبر سيرة صحيحة بإرشاد إلهي، وبهذا تثبت تهمة الشذوذ على القديسين وأنهما اقترنا في علاقة محرمة.
وماذا لو قلت لك أن النصارى الكاثوليك والأرثوذكس يعتقدون أن أرواح القديسين تحضر معهم من خلال هذه الأيقونات التي صوروها لهم؟ اقرأ ما جاء في ((كلمة الراعي)) التي تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس [الأحد 16 آذار 2008 العدد 11]:
الأيقونات تُـوضع في الكنائس اولًا لكون القديـسين حاضرون معنـا في العبـادة ونـبخّرهم كما نبـخّر المؤمنين. هم والملائكة يـشاركوننا الخدمة. ونضعها في المنازل لأن العائلة كنيسة صغيرة كما يقول الكتاب.
هل تريد أيها النصراني تحضير أرواح متهمين بالشذوذ من خلال التأمل في أيقونتهم التي تصور علاقتهم بحسب المعنى الذي أراده الرسام؟ لا عجب إذن من استفحال الشذوذ في الكنائس إذا كانت هذه هي الأرواح التي تحضر وسطها!!
الأيقونة الرمز للشاذين النصارى
وهذه مواقع نصرانية أجنبية تحتفي بشذوذ القديسين وتجاهر به كحقيقة مسلم بها رافعة أيقونة الرسام ليتنز شعاراً لها:
Gay heroes Saints Sergius and Bacchus
Orthodox Catholic Religion, Franciscan Mission, GLBT Affirming …
الموقع الأخير هو لنصارى الفرنسسكان المؤيدين للشاذين حيث رفعوا أيقونة الرسام ليتنز في صدر الصفحة الرئيسية واعترفوا في صفحة التعريف بـ ((ارسالية القديس سرجيوس)) بما نصه في الانجليزية بكل وضوح:
Mission St. Sergius has as its primary goal “to foster a spirit of community and fellowship among gay Catholics so that
they can offer and receive mutual support in living our their lives of faith with the Church.” (Cardinal Roger Mahoney, (2-
2-86).
وترجمة الفقرة السابقة بما معناه أن الهدف الرئيس التي وضعته ارسالية القديس سرجيوس نصب عينيها هو العمل على انخراط الشاذين والسحاقيات من الكاثوليك في مجتمعهم وضمان تبعيتهم للكنيسة حتى يحصلوا على الدعم ويقدمونه لها بدورهم، بينما يعيشون حياتهم الدينية مع كنيستهم وليس بعيداً عنها بعبارة أخرى.
فلا عجب أن ينشأ تنظيم كهنوتي يجعل من هذين ((القديسين)) رمزاً لكل النصارى الشاذين ويعمل تحت اسميهما المقترن دوماً كما اقترنا في معظم الأيقونات التي صورت لهما. وهذا هو عنوان هذا التنظيم الكهنوتي الجديد وموقعه الإلكتروني:
United Order of Sergius and Bacchus
وعن مهام هذا التنظيم المقدس نقرأ هذا الاعتراف الصريح في أصله الانجليزي:
The United Order of Saints Sergius and Bacchus has an open and accepting attitude towards homosexuality. While welcoming all seekers after Truth, we have a special mission to spiritual seekers of same-sex orientation.
هكذا أعلن هذا التنظيم الكهنوتي عن موقفه المنفتح تجاه الشذوذ الجنسي وتقبله للشاذين وأن مهمة هذا التنظيم الخاصة إنما تكمن في الارتقاء بروحانية المثليين جنسياً!!
أيضاً لا تخطئ العين أيقونة الرسام ليتنز التي صارت أيقونة لاقتران الشاذين جنسياً من النصارى!! انظر صورة من الصفحة الأولى لموقع التنظيم الكهنوتي:
موقع جماعة القديسين سرجيوس وباخوس الموحدة على الشذوذ!
وهذا موقع كنيسة كاثوليكية رسولية بإسم القديسين سرجيوس وباخوس شقت عصا الطاعة على بابا الفاتيكان لتفتح أبوابها مشرعة للترحيب بكل النصارى الكاثوليك من الشاذين والسحاقيات. ولا تتعجب أيضاً إذا رأيت أيقونة لينتز وقد صارت راية لهذه الكنيسة للشواذ.
قسيس من كنيسة القديسين سرجيوس وباخوس يعقد قران شاذين!! [مصدر الصورة]
وهذه مدونة متخصصة في رصد الشاذين والسحاقيات من قديسي وقديسات النصارى على مر التاريخ، حيث تطالعنا فيها أيقونة ليتنز مرة أخرى في صفحة خاصة بالقديسين سرجيوس وباخوس:
Gay & Lesbian Saints
وهكذا تتحول أيقونات القديسين إلى شعار للشاذين من النصارى فهاهم ((قوم لوط)) الجدد قد صاروا يرتدون تلك الأيقونات على قمصان لهم تجاهر بفسقهم وفجورهم في المجتمعات الغربية:
مصدر الصورة
أيقونات ومخطوطات
وليست هذه الأيقونات المكتشفة وحدها هي كل ما لدى ذلك الفريق من النصارى الذين يؤكدون شذوذ القديسين، فقد كتب الأب أنطوان ملكي مقالاً مطولاً بعنوان ((موقف أرثوذكسي من الشذوذ الجنسي)) اعترف فيه بالتالي [رابط المصدر]:
خلال البحث، عثرنا على صفحة على الإنترنت يسمي أصحابها أفسهم أرثوذكسيين من الكنيسة اليونانية في أميركا الشمالية. وهم يتبنون دعوة الكنيسة الأرثوذكسية إلى مباركة علاقة اللواطيين والسحاقيين[17]. وهم يستندون إلى الآيات التي ذكرناها سابقاً من (راعوث 1و2) وغيرها كالآية 11:4 من سفر الجامعة: “إن اضطجع إثنان يكون لهما دفء أما الوحد فكيف يدفأ”. ويتمادون في التفسير على هواهم مضيفين بعض الاستشهادات كالتالي المأخوذ من القطعة الأولى في إينوس سحر عيد القديسين سرجيوس وباخوس (7 تشرين الأول): “لا مرتبطَين بعلاقة الطبيعة بل بطريقة الإيمان”. فيفسرون أن عدم الارتباط بعلاقة الطبيعة هو إشارة إلى أن القديسين قد جمعتهما علاقة من نوع آخر ويستنتجون أنها علاقة لواط.
مما تقدم يتبين التالي:
• الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية في امريكا الشمالة تدعو إلى مباركة علاقة اللواطيين والسحاقيات
• استند أتباع هذه الكنيسة إلى فقرات من الكتاب المقدس
• قالوا بأن القديسين سرجيوس وباخوس كانا على علاقة لواط
شعار كنيسة الأرثوذكس الشرقيين للشاذين والسحاقيات [المصدر]
وعودة إلى موضوع التحقيق المنشور في الموقع الإعلامي الأمريكي الذي أفتتحت بسببه هذه التدوينة فإن أهم ما جاء فيه هذه الفقرة:
إن العلاقة الوطيدة التي جمعت كلا من سرجيوس وباخوس قادت كثيرين من شراح الكتاب المقدس المعاصرين إلى الاعتقاد أنهما كانا عشيقين. والدليل الذي حظي بشعبية أكبر عند من تبنى هذا التصور يتمثل في أقدم نص مكتوب باللغة اليونانية من ((سجل شهداء الكنيسة)) الرسمي والذي يصف القديسين بأنهما كانا عشيقين.
إذن ما حاجتنا إلى ايقونات للقديسين الشاذين أو الجدل حول غايات الرسام من وراء أيقونة منها بينما لدينا السجل الرسمي في أقدم نص مكتوب باللغة اليونانية وهو يشهد عليهما بتورطهما في تلك العلاقة الآثمة. فالثابت بما لا يدع مجالاً للشك وبحسب تلك المخطوطات اليونانية أن ((القديسين)) اقترنا في علاقة شاذة بنكاح فاسد.
وهذا موقع آخر يؤكد وجود هذه المخطوطة بهذه العبارات:
Recent attention to Greek manuscripts has also revealed that they were openly gay men and that they were erastai, or lovers. The manuscripts are found in various libraries in Europe and indicate an earlier Christian attitude toward homosexuality…
The feast of these saints is October 7…
For nearly a thousand years they were the official patrons of the Byzantine armies, and Christian Arabs continue to revere them as their special patron saints.
ورد في الفقرة أعلاه أن لهذين القديسين عيد في السابع من اكتوبر من كل عام وأنهما ظلا لمدة ألف سنة المحامين عن جيوش البيزنطيين في معتقدهم حتى سقطت بيزنطية وفتحت بالاسلام على يد محمد الفاتح رحمه الله تبارك وتعالي ليقضي على جيوشهم للأبد فأين حماة هذا الجيش من دون الله اليوم؟ وورد أيضاً في هذا النص مدى تقدير وتقديس نصارى العرب وإلى اليوم لهذين القديسين الذين يعتبران لديهم المدافعين عنهم بخاصة من دون النصارى كلهم!! إذا كانا هذين ((القديسين)) هما من نصيرا كنائس المشرق فأبشر بطول سلامة يا مربع!!
وعودة إلى المخطوطة الفضيحة، فقد ترجمها كاملة إلى اللغة الإنجليزية البروفيسور بوسويل الذي سبق ذكره والذي يعد مرجعاً في شذوذ القديسين والقديسات النصارى وتخصص فيه أكاديمياً ليذكر اسمه ومؤلفاته وأبحاثه العلمية عند كل باحث ودارس في هذا الموضوع. وهذا رابط الترجمة الكاملة للمخطوطة
The Passion of SS. Serge and Bacchus
لكن هل هناك من قديسين نصارى آخرين عرفوا بالشذوذ أو اقترونا بأنكحة فاسدة؟ وهل من قديسات اقترنت الواحدة منهن بالأخرى في علاقة سحاق ((مقدسة))؟ الجواب مع شديد الأسف من قبل النصارى العرب لو أنصفوا وحققوا جيداً هي نعم كبيرة بحجم الشذوذ اليوم في مجتمعاتهم المنحطة. وليس أبلغ من هذه الروزنامة / التقويم الذي وضعها النصارى المؤديين للشذوذ لتذكر القديسين والقديسات من أهل الشذوذ الجنسي، ليس هذا فحسب بل ومن الذين تحولوا من ذكر إلى انثى أو العكس ممن يسمون بـ ((الجنس الثالث))!! يعني قديس ومخنث!! أو قديسة مسترجلة!! أعوذ بالله من ضلال النصارى وفجورهم!
Calendar of Lesbian, Gay, Bisexual, and Transgender Saints
وقد تصادف اليوم مع صدور هذه التدوينة بتاريخ 28 أغسطس أن أجده مخصصا للاحتفال بعيد القديس أوغسطين الذي يعتبر ((أحد أهم الشخصيات المؤثرة في المسيحية الغربية. تعتبره الكنيستان الكاثوليكية والأنغليكانية قديسا وأحد آباء الكنيسة البارزين وشفيع المسلك الرهباني الأوغسطيني. يعتبره العديد من البروتستانت، وخاصة الكالفنيون أحد المنابع اللاهوتية لتعاليم الإصلاح البروتستانتي حول النعمة والخلاص. وتعتبره بعض الكنائس الأورثوذكسية مثل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قديسا بينما يعتبره البعض هرطقيا بسبب آرائه حول مسألة الانبثاق)) [ويكبيديا].
وقد أشارت صفحة التقويم النصراني إلى اعتراف أغسطين بشذوذه على نفسه نقلاً عن وثائق كنسية تم الكشف عنها وذكرتها الموسوعات الغربية ونشرها التقويم كاملة مترجمة إلى اللغة الانجليزية برقم الكتاب والجزء لمن أراد التوثيق حول حقيقة أعظم شخصية كهنوتية بعد بولس في تاريخ النصرانية. الجميل في التقويم أنه يحيلك إلى روابط مواقع المراجع النصرانية المعتمدة لدى الطوائف الكبرى كي لا يبقى لديك أدنى شك في المسألة حيال ما أخفاه أباء الكنائس في بطون مراجعهم وكتموه عن ((خراف الكنيسة)) وعوام النصارى المضللين.
يقول المؤرخ الشهير ((ول ديورانت)) صاحب مصنف ((قصة الحضارة)) عن كتاب ((الاعترافات)) الذي ألفه أوغسطين:
ولقد قال هو نفسه -بعد أن بلغ الرابع والستين من عمره وأصبح أسقفاً- إن الصورة الشهوانية القديمة [يقصد علاقاته الجنسية الشاذة]، “لا تزال حية في ذاكرتي، تندفع إلى افكاري…فهي تساورني في نومي لا لتسرني فحسب بل قد يبلغ بي الأمر أن أرضى عنها وأوافق عليها وأحب أن أخرجها من التفكير إلى التنفيذ“(87).
هذا هو القديس أوغسطين [من أصول أمازيغية] الذي عرف بعداوته للمرأة والتزوج من النساء ومقنن الرهبنة بين كهنة النصارى، فلما عرف السبب بطل العجب إذ يتساءل القديس أوغسطين لماذا خلق الله النساء ؟. ثم يقول:
” إذا كان ما احتاجه آدم هو العشرة الطبية، فلقد كان من الأفضل كثيراً أن يتم تدبير ذلك برجلين يعيشان كصديقين بدلاً
من رجل وامرأة؟؟؟؟
قصيدة : أعباد المسيح في نقض النصرانية
Oh, Christ worshipers! A Poem Refuting Christianity
أعباد المسيح لنا سؤال ... نريد جوابه ممن وعاه
Oh, Christ worshipers! We want an answer to our question from your wise.
إذا مات الإله بصنع قوم ... أماتوه فما هذا الإله
If the Lord was murdered by some people’s act…what sort of god is this?
وهل أرضاه ما نالوه منه ... فبشراهم إذاً نالوا رضاه
We wonder! Was He pleased by what they did Him? If yes,
blessed be they..they achieved the pleasure of His
وإن سخط الذي فعلوه فيه ... فقوّتهم إذاً أوهت قِواه
But if He was discontented….this means their power subjugated His!!
وهل بقي الوجود بلا إله ... سميع يستجيب لمن دعاه
Was the whole entity left without a Sustainer… so who answered the prayers?
وهل خلتِ الطباق السبع لما ... ثوى تحت التراب وقد علاه
Were the heavens vacated…when He laid under the ground somewheres?
وهل خلت العوالم من إلهٍ ... يدبرها وقد سُمرَت يداه
Were all the worlds left without a God…to manage while His hands were nailed?
وكيف تخلت الأملاك عنه ... بنصرهم وقد سمعوا بكاه
Why did not the angles help Him when they heard him while he wailed?
وكيف أطاقت الخشبات حمل الإله ... الحق شد على قفاه
How could the rods stand to bear the True Lord when He was fastened
وكيف دنا الحديد إليه حتى ... يخالطه ويلحقه أذاه
How could the iron reach Him and His body pinioned?
وكيف تمكنت أيدي عداه ... وطالت حيث قد صفعوا قفاه
How could His enemies’ hands reach Him and slap His rear
وهل عاد المسيح إلى حياة ... أم المحيي له ربّ سواه
And was Christ revived by himself…or the Reviver was another god?
ويا عجباً لقبر ضم رباً ... وأعْجَبَ منه بطن قد حواه
What a sight it is!A grave that enclosed a god!
What’s more weird is the belly that had Him in it!
أقام هناك تسعا من شهور ... لدى الظلمات من حيضٍ غِذَاه
He stayed there for nine months in utter darkness…fed by blood!
وشق الفرج مولودا صغيرا ... ضعيفا فاتحا للثدى فاه
Then he got out of the womb as a small baby,
weak and gaping to be breastfed!
ويأكل ثم يشرب ثم يأتي ... بلازم ذاك هل هذا إله
He ate and drank, and did what that naturally resulted in. 1
Is this a god??!!
تعالى الله عن إفك النصارى ... سيسأل كلهم عما افتراه
High Exalted be Allah above the lies of Christians
All of them will be held accountable for their libels
أعباد الصليب لأي معنى ... يعظّم أو يقبّح من رماه
Oh cross worshipers…for what reason is it exalted
and blamed who rejects it?
وهل تقضى العقول بغير كسر ... وإحراق له ولمن بغاه
Is it not the logic to break and burn it along with the one who innovated it?2
إذا ركَبَ الإله عليه كرها ... وقد شدت لتسمير يداه
Since the Lord was crucified on it…and his hands were fastened to it?
فذاك المركب الملعون حقا ... فدسه لا تبسه إذا تراه
That is really a cursed cross to carry…so discard it
Don’t kiss it!3
يهان عليه رب الخلق طرّا ... وتعبده فإنك من عداه
The Lord was abused on it…and you adore it?
So you are one of His enemies!!
فإن عظّمته من أجل أن قد ... حوى رب العباد وقد علاه
If you extol it because it carried the Lord of the worlds
وقد فقد الصليب فإن رأينا ... له شكلا تذكرنا سناه
why don’t you prostrate yourself and worship graves,
فهلا للقبور سجدت طُرّا ... لضم القبر ربَّك في حشاه
since the grave contained your god in it?
فيا عبد المسيح أفق فهذا ... بدايته وهذا منتهاه
So, Christ worshiper, open your eyes,
this is what the matter is all about. 4
Footnotes
1- Urination and defecation
2- Paul of Tarsus. Founder of Trinity faith.
3- Don't glorify it
4- Since you, as a Christian abhor the idea of worshipping a grave,
how come you find it o.k. to worship the cross
((((صورة النصرانى فى الدراما المصرية .
بقلم / محمود القاعود)))))))))))==============
النصرانى ملاك لا يُخطئ مُنزّه عن الهوى !
المسلم ابن ستين كلب يقترف جميع الموبقات الموجودة على وجه الكرة الأرضية !
با ختصار شديد تلك هى الصورة لكل من النصرانى والمسلم فى الدراما المصرية .. هذه هى الصورة التى تروجها السينما المصرية ومعها التلفزيون المصرى .
أتحدى كائناً من كان أن يذكر اسم فيلم يُخرج النصارى بصورة واقعية - باستثناء فيلم " بحب السيما " بطولة " محمود حميدة " و " ليلى علوى " إنتاج 2003م ؟
جميع الأفلام والمسلسلات يظهر فيها النصارى على أنهم آلهة وأنصاف آلهة لا يُخطئون ولا يعرفون المزاح ولا يتحدثون بالفحش من الأقوال ولا يكذبون ولا يدلسون ولا يقترفون الزنا أو اللواط أو السحاق ، لا يشربون الخمر أو الأفيون أو يتعاطون المخدرات .. لا تجد قس يزنى لا تجد نصرانى يرتشى ، لا تجد نصرانى يسمح بالغش .. لا تجد نصرانى غليظ القلب ، لا تجد نصرانية تعمل عاهرة أو راقصة ، لا تجد راهبة تنحرف ..لا تجد نصرانية تحمل سفاحاً من جارها أو من قُمّص فى كنيسة .. لا تجد زنا محارم بين النصارى .. لا تجد طبيب نصرانى معدوم الضمير .. لا تجد نصرانى يحتال أو يتحايل .. لا تجد نصرانى يُخرّب أو يدمّر .. لا تجد نصرانى يخون بلده .. لاتجد نصرانى يحقد ويبغض .. لاتجد نصرانى يسهر فى الكباريهات أو يجلس فى المواخير .. لا تجد أنبا أو قُمّص يستغفل رعاياه ويفعل بهم الأفاعيل .. لا تجد أنبا أو قمّص يمارس الزنا فى الكنيسة أو العادة السرية .. لا تجد أنبا أو قمّص يغتصب فتاة ويهددها بسلطته الروحية حتى لا تشكو ...
النصارى فى الدراما المصرية ملائكة وأهونهم شأناً هو رسول معصوم لا يجوز له الخطأ أو الضعف .
حوّل وجهك إلى المسلم ستراه :
الإرهابى .. المتطرف .. القاتل .. سافك الدماء .. الزانى .. الشاذ جنسياً .. يُرافق الأطفال الصغار .. المسلمات خائنات ويُقمن علاقات غير شرعية ويحملن سفاحاً .. إمام المسجد " نسوانجى " ويُمارس العادة السرية ويُجالس الحشّاشين – يُراجع الفيلم القمئ " لى لى " بطولة الممثل " عمرو واكد " - الشاب الملتزم مصاب بالفصام يحمل شخصيتين ، واحدة بلحية تحرص على الصلاة فى أوقاتها بما فيها صلاة الفجر ، والثانية تذهب لبيوت الدعارة وتنحنى تُقبل وتلحس أقدام العاهرات والراقصات – يُراجع الفيلم السخيف " دم الغزال " بطولة " نور الشريف " و " يسرا " و " منى زكى " – المسلم عديم الأخلاق ووحش كاسر ومعدوم الضمير لا شرف له أو أخلاق لديه .
المحجبات والمنتقبات عاهرات مستترات يقترفن جميع الفواحش ويدعين العفة والطهارة والشرف .. المسلم الملتحى إما يسرق من البنوك أو ينصب على الناس أو يأكل أموال الناس بالباطل أو يتلصص على حمامات النساء أو يندس فى سوق للحريم ليجلب شهوته من خلال الاحتكاك بهن ...
هذه هى الصورة المعهودة للمسلم فى الدراما المصرية ، وقد أسلفنا صورة النصرانى ، ويبدو مدى التخبط والإرهاب الفكرى الذى يُمارسه صناع الدراما فى مصر من أجل الحفاظ على ملائكية النصارى والحط من المسلمين بأى وسيلة كانت ، مما يجزم بأن هناك أيدى خفية وراء هذا الموضوع ...
معروف أن الدراما المصرية هى أقوى دراما فى العالم العربه كله – دعك من الأقوال التافهة التى تخرج من أجل مسلسل سورى أو آخر أردنى أو ثالث لبنانى – ومعروف أن الدراما المصرية أثرت فى قطاعات عديدة فى العالم العربى وكان لها دور فى تشكيل أفكار الناس ، وذلك من خلال أحداث الأفلام التى تلمس أوتاراً حساسة لدى الناس ...
ولعل ما أعطى الدراما المصرية تلك المكانة - التى لم تتزعزع بالجن الأزرق ! – سهولة اللكنة المصرية التى يفهمها جميع العرب ، وحضور الممثلين المصريين وإجادتهم للأدوار التى يُقدمونها ....
من هنا كان لابد للقوى التى لا تريد الخير للإسلام ، أن تسعى لتشويه الإسلام من خلال الدراما المصرية ، لعلمها بقوة وحجم ومدى تأثيرها على قطاعات عريضة من العالم العربى . فتوعز لعملائها من الممثلين الساقطين أن يُجسدوا أدوارا تهين الإسلام وأهله ، وتُكرم النصرانية وأهلها .
ولم تجد تلك القوى أفضل من " عادل إمام " الذى استطاع أن يدخل بيوت الناس من خلال الابتسامة التى يرسمها على شفاه المشاهدين ، وكان عادل إمام ذلك الجندى الوفى المخلص لتلك القوى ، فأدى أقذر أدواره على الإطلاق – هذا غير أدواره المبتذلة التى تنضح بالعهر والفجور – فقام بتصوير عدة أفلام ومسرحيات كلها تُهين الإسلام وتزدريه وتُصوّره فى صورة قبيحة منفرة .
فى مسرحيته القبيحة " الواد سيد الشغال " سخر عادل إمام من " المأذون " – الذى يرتدى الزى الأزهرى - بطريقة مبتذلة وفجّة ، ثم أعقبها السخرية من الإسلام بطريقة أكثر ابتذالاً ووقاحة وسفالة .. هل يقدر عادل إمام أن يسخر من قُمّص أو أنبا بتلك الطريقة ، ثم يتهكم على التعاليم النصرانية ؟؟ أم الإسلام هو الجدار المائل لكل ساقط وزانى ؟؟
فيلم " الإرهابى " للكاتب النصرانى " لينين الرملى " ، أظهر فيه عادل إمام أن المسلم إرهابى وقاتل ويُشوّه وجوه الناس بماء النار ويحلم بالجميلات وينظر للسافرات باشتهاء ويسخر من شيوخ الإسلام ويسخر من النار والعقاب ، ولا يرد الجميل ويحاول اغتصاب بنت الرجل الذى آواه ، ثم المصيبة أنه يذهب لبيت النصرانى - الذى جسده الراحل " مصطفى متولى " – ليهرب عنده ويحميه ، ويا للرحمة والشفقة ، فبعد أن تهدأ الأمور وينصرف البوليس الذى كان يطارد عادل إمام يشعر بألم فى كليته ، فما كان من النصرانى البر الرحيم المرهف إلا أن جاء بحقنة ليُعالج عادل إمام !! أى أن النصرانى تستر على إرهابى – ألا يقولون الله محبة ؟! – ثم قام بمعالجته ، ولو كان يمتلك النقود لأمر بعلاجه فى باريس !!
أرأيتم كيف تم تصوير المسلم وفى الجانب الآخر كيف تم تصوير النصرانى ؟؟
" طيور الظلام " للغلام العلمانى المتطرف " وحيد حامد " ، أظهر فيه عادل إمام أن المسلم الملتزم " رياض الخولى " مجرد نصّاب ومحتال ويقوم بعمليات إرهابية ، وكعادته السخيفة السمجة المقرفة لابد لعادل إمام أن يستخف بعقول المشاهدين ، فيدخل فرح أحد الإخوان ، ويدعو فى الحفل " اللهم شتت شملكم وفرّق جمعكم " فيردون عليه : آمين .. هل يقدر عادل إمام على السخرية من مجموعة قساوسة أو يهزأ بهم مثلما فعل فى " طيور الظلام " ؟؟ أم أن الإسلام هو الجدار المائل ؟؟
" الإرهاب والكباب " للغلام العلمانى المتطرف " وحيد حامد " يلعب على نفس الوتر ويصور المسلم بصورة قبيحة ومبتذلة وأنه يلهث خلف عاهرة – جسدت دورها يسرا - وينظر بشبق إليها ، وأن المسلم يُعطل مصالح الناس ويُصلى فى أماكن العمل مما عطّل مصالح مصر وما حولها !!
ومثلما فعل عادل إمام ، سار على نهجه عدة مهرّجين أفّاقين همهم الأول والأخير أن المسلم أقذر إنسان فى الوجود ويجب حرقه ، وغسل العين بعد النظر إليه ثلاث مرات !!
وحده الإسلام هو الذى يزدريه السفلة الأنجاس الزناة الذين يتقلبون فى فُرش العاهرات تحت دعوى أنهم يؤدون أدوارا معينة .
وحده الإسلام الذى يُهان ..
وحده الإسلام الذى يُهان ويُجرح ولا معترض أو مستنكر ..
الإسلام هو سبب الأرق لهم .. الإسلام هو سبب الجحيم الذى يحيون فيه ..
الإسلام مكروه ولابد من تشويه والسخرية منه وإعلان الحرب عليه ..
فمثلما أعلن الإسلام الحرب عليهم لابد لهم أن يُحاربوه ...
مثلما توعد الزناة والشواذ وعباد الصليب .. حاولوا تشويهه والتشنيع عليه وعلى أهله .
وبعد ذلك يزعمون أن هناك اضطهاداً ومعاناه وآه ولأ والحقونا يا ناس .. بالروح بالدم نفديك يا بوش .. بالروح بالدم نفديك يا شارون ..
لقد شاهد الملايين المأذون بزيه الأزهرى فى أفلام عديدة وهو يظهر بطريقة مزرية ، فتارة يقود دراجة ، وأخرى موتوسيكل ، وثالثة تسقط عمامته على الأرض ، ورابعة ...
شاهد الملايين الشيخ الأزهرى وهو يزنى ، وهو يلتهم الأكل بشراهة وبشاعة ...
شاهد الملايين المسلم وهو يقتل ويغتصب ويسفك الدماء ويمارس اللواط ويخون العهد ويخلف الوعد وينصب ويحتال ويرتشى ويعيش بشخصيتين ...
قد يقول قائل هناك شخصيات كهذه فى الواقع !
وأقول : جميل جداً جداً جداً ، ولنا أن نسأل :
متى نرى القسيس أو القُمّص الذى يغتصب الراهبات فى الكنائس ؟؟
متى نرى القسيس أو القمُمّص الذى يتعاطى المخدرات ويمارس العادة السرية ويحقن نفسه بالماكس ؟
متى نرى القسيس أو القُمّص الذى يمارس اللواط أو يغتصب الفتيات ؟؟
متى نرى القسيس أو القُمّص الذى يختلى بالفتاة قبل مراسم الزواج ليفض بكارتها وتحل عليها البركة ؟؟
متى نرى القسيس أو القُمص الذى يتلصص على النساء وينظر عليهن وهن فى الحمامات ؟؟
متى نرى القسيس أو القُمّص الذى لا يبرح بيوت الدعارة والحانات والبارات ؟؟
متى نرى القسيس أو القُمّص يُضرب على قفاه ؟؟
متى نرى القسيس أو القمص الانتهازى الجشع البشع الذى لاهم له إلا النساء والأكل بشراهة ؟؟
متى ترى القسيس أو القُمّص الذى يقود الدراجة أو الموتوسيكل وتقع عمامته السوداء على الأرض ؟؟
متى نرى النصرانى الذى زنى بأمه أو أخته ؟؟
متى نرى النصرانى الإرهابى القاتل الذى يشوه الناس ؟؟
متى نرى النصرانى الذى يخون القُمص مع زوجته ؟؟
متى نرى النصرانى الذى تخونه زوجته مع القُمّص ؟؟
متى نرى النصرانى المجرم الانتهازى النصاب الغشاش المدلس ؟؟
متى نرى السيدات النصرانيات وهن يمارسن السحاق ؟؟
متى نرى السخرية من التعاليم النصرانية ؟؟؟
متى نرى شابا نصرانياً يرفض ديانته ودعوتها فى عبادة الخروف رب الأرباب وملك الملوك ؟؟
.......... ,..............................
فطالما أن الذين يُشوهون الإسلام يتحدثون عن الواقع ، فلماذا الواقع الإسلامى ( رغم كذبهم فى تصويرهم للمسلم بهذه الصورة المبتذلة ) وحده دون الواقع النصرانى ؟!
وألا يعد عدم تصوير حياة النصارى فى الأفلام السينمائية ضد المواطنة ؟!
فالجميع سواسية .. واقع إسلامى بواقع نصرانى ..... وإذا لم يخرج النصرانى عن صورة الملاك التى تصورها الدراما المصرية ، فليكف هؤلاء الزناة السفلة عن العبث بالإسلام وتشويهه والافتراء على أهله .
ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين
Hos:1:2أول ما كلّم الرب هوشع قال الرب لهوشع اذهب خذ لنفسك امرأة زنى وأولاد زنى لان الارض قد زنت زنى تاركة الرب. (SVD)
Hos:1:3: 3 فذهب واخذ جومر بنت دبلايم فحبلت وولدت له ابنا. (SVD)
Hos:1:4: 4 فقال له الرب ادع اسمه يزرعيل لأنني بعد قليل اعاقب بيت ياهو على دم يزرعيل وأبيد مملكة بيت اسرائيل. (SVD)
Hos:2:1: 1. قولوا لأخواتكم عمّي ولاخوتكم رحامة. (SVD)
Hos:2:2: 2 حاكموا امكم حاكموا لأنها ليست امرأتي وأنا لست رجلها لكي تعزل زناها عن وجهها وفسقها من بين ثدييها (SVD)
Hos:2:3: 3 لئلا اجرّدها عريانة وأوقفها كيوم ولادتها واجعلها كقفر وأصيرها كأرض يابسة وأميتها بالعطش. (SVD)
Hos:2:4: 4 ولا ارحم اولادها لأنهم اولاد زنى؟؟؟؟؟؟؟؟=====((((زكريا بطرس أكبر داعية إسلامى فى القرن الواحد والعشرين!
بقلم / محمود القاعود))))))=============
الجميع يعلم أن زكريا بطرس قمص الكنيسة الأرثوذكسية المصرية ، لا شئ يشغله سوى سب الإسلام والطعن فى القرآن الكريم والتشنيع على الرسول الكريم محمداً صلى الله عليه وسلم ، وقد أفنى القمص زكريا ثلاثة أرباع عمره فى الطعن فى الإسلام وقيمه وثوابته ، بل وقام القمص بعمل كلمات هزلية ليتحدى بها آيات القرآن الكريم ، كما فعل مسيلمة الكذاب ، والقاديانى الكذاب ، وأنيس شاروش الكذاب صاحب ما يُسمى " الفرقان الحق " وبعض الكذبة من نصارى مصر الذين كتبوا كلمات داعرة أطلقوا عليها " قرآن رابسو " ، وأخيراً ...
وبالطبع لم يكن القمص زكريا بطرس ليفوت ما أتاحته وسائل الإعلام الحديثة من اتصال وانتشار مع الجماهير، كما استغل فرصة العداء الرهيب للإسلام بعد أحداث 11 سبتمر 2001م ، فقام بالتحالف مع المنصّرة الفرنسية " جويش ماير " وهى بروتستانتينية – أى على خلاف مذهب القمص الأرثوذكسى – وشارك معها فى فضائية تُدعى " الحياة " وتُبث عبر القمر الاصطناعى الأوروبى " هوت بيرد " ، ومن خلال هذه القناة تمكن القمص من طرح العديد من الأكاذيب حول الإسلام العظيم ، فى محاولة منه لتثبيت النصارى على إيمانهم ، وتنفيرهم من الإسلام ، ولتشكيك المسلمين فى عقيدتهم وجعلهم حيارى يتخبطون ما بين كلام القمص المكذوب وبين إسلامهم ..
لم يعلم القمص أنه بهذا الهجوم العاتى على الإسلام قد سمح للإسلام أن ينتشر بين النصارى ، وأن يدخل لعقر دارهم ؛ فالقمص يعتقد أنه يُثبت إيمان النصارى من خلال تهجمه ، لكن المصيبة أنه أثار شكوكهم وحيرتهم .. فإن كان هذا القمص صادقاً لماذا لا يستضيف أى شيخ مسلم لعمل حوار معه مباشرة ، بدلاً من التحدث من طرف واحد ؟؟
هل رأينا الشيخ " أحمد ديدات " – رحمه الله يتحدث عن النصرانية بمفرده ؟؟ أم أنه كان يتحدث ، وبجواره أساطين التنصير الدوليين ؟؟؟
كما أن أسلوب القمص البذئ ، جعل من يبحثون عن الحق يعرفون أن القمص ماهو إلا ببغاء يُردد دون أن يعى ما يقول ، بل يا ليته يُردد فقط بصدق وأمانة ، لكنه يكذب ويفترى ؛ فحينما يستشهد القمص بدليل يؤيد أقواله العابثة نجده يستشهد بما يُسمى " دائرة المعارف الإسلامية " الموسوعة التى كتبها النصارى بغرض تشويه الإسلام !! فهل هذه أمانة فى عرض الأمور ؟!
ويستشهد أيضاً ببعض الكتاب الذين لا يمثّلون الإسلام لا من قريب ولا من بعيد وهذا الكلام يعرفه النصارى جيداً ؛ فنرى القمص يستشهد ب " سيد القمنى " ويصفه بالمفكر الإسلامى المستنير !! ، وب " خليل عبدالكريم " – الشيوعى الهالك – ويصفه بالشيخ خليل عبدالكريم ، وأنه من علماء الأزهر !!!!
وبالطبع فهذا العبث يفضح القمص أمام مشاهديه .
ويتمتع القمص بقدرة فائقة على الكذب والتدليس ، فعندما يُريد أن يدعم موقفه فى افتراءاته الرخيصة بحق الإسلام نجده لا يجد أى حرج فى الافتراء على علماء الإسلام وينسب إليهم أقوالاً لم يقولوها ، على اعتبار أن المشاهد يُريد تلقى المعلومة ولن يبحث أو يهتم ، ولكن يأبى الله إلا أن يفضح القمص أمام مؤيديه ومناصريه ، ويعلم الجميع أنه كذاب ..
كلام القمص المكذوب ، جعل العديد من عقلاء النصارى يتفكرون فى الأمر ، ويتدبرون فى مغزى هذا الهجوم ودوافعه والحكمة منه ..
وبدلاً من أن يُثبّت القمص إيمان النصارى جعلهم أكثر حيرة وريبة فى أمرهم ..
تحدث القمص عن " رضاع الكبير " وهو حديث منسوب للرسول – صلى الله عليه وسلم – فى محاولة منه للتغطية على رضاع الكبير وجماع الكبير وثدى الكبير وبطن الكبير وسرة الكبير الوارد فيما يُسمى الكتاب المقدس ..
لتتأملوا معى فى سفر نشيد الأنشاد :
" ليُقبلنى بقبلات فمه الحارة .. حبيبى لى بين ثديى يبيت . ها أنت جميل يا حبيبى وحلو وسريرنا أخضر .. شماله تحت رأسى ويمينه تعانقنى ....
فى الليل على فراشى . طلبت من تحبه نفسى . طلبته فما وجدته ..
شفتاك كسلكة من القرمز . وفمك حلو . ثدياك كخشفتى ظبية يرعيان بين السوسن .. تحت لسانك عسل ولبن .
قد خلعت ثوبى فكيف ألبسه .. حبيبى مد يده من الكوة فأنّت عليه أحشائى .. أحلفكن يا بنات أورشليم إن وجدتن حبيبى أن تخبرنه بأنى مريضة حباً .. حبيبى أبيض وأحمر .. شفتاه تقطران مراً مائعاً . بطنه عاج أبيض مغلف بالياقوت الأزرق . حلقه حلاوة كله مشتهيات .
ما أجمل رجليك بالنعلين يابنت الكريم .دوائر فخذيك مثل الحلى . سُرتك كأس مدورة لا يعوزها شراب ممزوج . بطنك صبرة حنطة مسيحة بالسوسن . ثدياك كخشفتى ظبية . ما أجملك وما أحلاك أيتها الحبيبة باللذات . قامتك هذه شبيهة بالعناقيد . قلت إنى أصعد إلى النخلة وأمسك بعذوقها . ويكون ثدياك كعناقيد الكرم . ورائحة أنفك كالتفاح وحنك كأجود الخمر . لحبيبتى السائغة المرقرقة السائحة على شفاه النائمين . لنا أخت صغيرة ليس لها ثديان . فماذا نصنع لأختنا فى يوم تخطب . أنا سور وثدياى كبرجين . حينئذ كنت فى عينه كواحدة سلامة "
هذا هو كلام الله بحسب معتقد القمص العجيب ، فبالله عليكم هل الله يوحى بمثل هذا الكلام ؟؟ إن هذا الكلام لا يُعتبر حالة استثنائية ، وإنما يُعبّر عن نهج عام ونمط حياة .. ومثلما سخروا من الحديث المنسوب للرسول صلى الله عليه وسلم ، وقالوا أن المرأة تُرضع السائق والسفرجى والبواب .. فإن نشيد الإنشاد يجعل المرأة تُرضع العربجى والفرارجى والجزار والمدرس الخصوصى ، وأن تعرض مؤخرتها التى هى مثل الحلى لأى إنسان .. وأن تستعرض ثدييها أمام الجميع ..
هذا هو الوحى الإلهى الفاضح الذى يُحاول القمص مداراته وإهالة التراب فوقه من أجل تثبيت النصارى على دينهم .. بل إن القمص لا يجرؤ أن يناقش أمور دينه ويتجاوزها إلى سب وشتم الإسلام دون أى وجه حق ..
ألم يكن الأولى بالقمص أن يُفسر لنا ما جاء بكتابه وخاصة سفر" حزقيال " هناك دغدغت ثدييهما . وهناك تزغزغت ترائب عذرتهما "
ومن المعروف أن مرحلة الدغدغة والزغزغة والشخلعة تكون قبل الجماع وأثنائه ، فهل هذا وحى من الله ؟؟ هل الله يوحى بالدغدغة والزغزغة ...
أعرفتم سبب هجوم القمص على الإسلام ؟؟ يُريد التمويه وبعد الأنظار عن كتابه .
يقول القمص أن كلمة النكاح كلمة " قبيحة " - وهى ليست كذلك إذ أنها تعنى عقد الزواج - ، ولم يوضح لنا رأيه فيما جاء فى حزقيال : " وعشقت معشوقيهم الذين لحمهم – أى أعضائهم الجنسية – كلحم الحمير ومنيهم كمنى الخيل " ( راجع حزقيال 23 : 5، 6، 11، 18 ، 19 ، 20 )
(( وكبرت وبلغت زينة الأزيان . نهد ثدياك ونبت شعر عانتك وقد كنت عُريانة وعارية )) ( حزقيال 16 : 7 ) .
(( في رأس كل طريق بنيت مرتفعتك ورجّست جمالك وفتحتِ رجليكِ لكل عابر وأكثرت زناك. وزنيت مع جيرانك بني مصر الغلاظ اللحم وزدت في زناك لاغاظتي )) ( حزقيال 16 : 25-26 ) .
وغيرها من عبارات الجنس الفاضحة التى لا تصدر إلا من عاهرات شبقات لا أن تصدر من الله رب العالمين والعياذ بالله .
وعلى هذا النهج يسير القمص بطول افتراءاته وعرضها ، ما من شئ يتهم به الإسلام أو يسبه به إلا ويريد فى المقابل إخفاء شيئ عن جماهير النصارى ، وضربنا المثل على ذلك .
ولكن الحق أقول : أن القمص له دور كبير فى نشر الإسلام وتعريف جمهور النصارى به ، بل وله الفضل بعد الله فى اهتداء العديد من النصارى للإسلام ..
القمص يقوم بجهد خارق لنشر الإسلام وإيصال دعوة الإسلام لأناس لم تصلهم الدعوة .. كما أنه يشيع روح التعاون بين المسلمين ، ليجعلهم أكثر تمسكاً فى مواجهة خطر التنصير ، ويجعل شباب الإسلام أكثر همة ، وأكثر علماً وبحثاً وحهداً..
وكما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " إن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر " فقد نصر الله الإسلام بالقمص زكريا بطرس ..
أسس زكريا بطرس العديد من الفضائيات التنصيرية التى تصل لقلب بيوت النصارى وتعرفهم أن القمص يستخدم المنهج القائل " أفضل وسيلة للدفاع الهجوم " كما تكشف لهم عجز القمص عن التحدث فى أمور عقيدته التى لا يجرؤ أن يتحدث فيها لعلمه المسبق بالسقوط الذريع ، والفشل المريع إن تحدث فيها .
كما قام القمص بتأسيس عشرات مواقع الإنترنت التى تسب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وتسخر منه وتستهزئ به وبقرآنه الكريم الذى نزل عليه من رب العالمين ، هذا بخلاف سبه الدائم للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فى مراحيض الحوار التى تُسمى " غرف البال توك " بالإنترنت .. وكل هذه الأفعال تجذب الناس للإسلام ، وتدفع العديد من النصارى للتحرى عن حقيقة هذا الدين العظيم الذى لا شغل للقمص إلا سبه ولعنه وافتراء الأكاذيب حوله .
وكما أعلم فإن زكريا بطرس مولع بالقرن الواحد والعشرين ، ودائماً ما يتهم المسلمون بأنهم لا يُفكرون بعقلية القرن الواحد والعشرين ، ولنتأمل فى قوله بموقع " الحوار المتمدن " والذى يكتب فيه باسم مستعار هو " إبراهيم القبطى " يقول القمص :
" نحن نواجه جيلا من مسلمي القرن الحادي و العشرين ، جيل يحيا ضحية خدعة طويلة استمرت قرون ، جيل ورث العقيدة من الاجداد دونما اختيار و يخشى أن يكتشف أن أولئك الآباء و الأجداد ماتوا على باطل ، جيل تربي ألا يناقش وألا يجادل و إلا خرج عن الملة والدين ، وصار كافرا مرتدا ، فتعلم الصمت و الخضوع . هذا الجيل لم يتعلم التفكير ، وظل يتنعم في كسل عقلي تحت حماية سيف التكفير الإسلامي ، فاكتفى أن يسمع هجوم مشايخ المسلمين على الأديان الأخرى في سعادة وثقة ، و الآن تصدمه الحقائق المرة " ( محاولة لتجميل قبيح الإسلام : الحوار المتمدن 8/6/2006م )
ونقول للقمص : كان الأولى بك فى القرن الحادى والعشرين أن تكتب باسمك الحقيقى ، لا أن تمتدح نفسك ، وتضفى شئ من القداسة على أكاذيبك وافتراءاتك باسم مستعار ، وأن تتحدث بجرأة عن خدعة صلب المسيح ، ووحى الله المزعوم الذى يتحدث فيه – وحاشاه – عن فتح رجلىّ المرأة وشعر عانتها و البطن والسرة والمؤخرة والسيقان ودغدغة الثدى وزغزغته ..
لقد ساهم زكريا بطرس فى نشر الإسلام ، وأزعم أنه أكبر داعية إسلامى فى القرن الواحد والعشرين ..
فشكراً جزيلاً جناب القمص ، وكما يقول قرآننا العظيم " وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم؟؟؟
وثيقة "هبة قسطنطين"
بقلم / د . زينب عبد العزيز
تعني عبارة "هبة قسطنطين" (Constantin's Donation)، منذ القرون الوسطى ، الوثيقة المزورة باسم الإمبراطور قسطنطين الأكبر ، والتي يقال : إنه بموجبها قد قدم مميزات وممتلكات لا يتصورها عقل للبابا وللكنيسة ، ومخطوطة الوثيقة القديمة المعروفة منذ القرن التاسع موجودة بقسم المخطوطات اللاتينية بالمكتبة القومية في باريس ، تحت رقم 2777، وفقا لما هو وارد في " الموسوعة الكاثوليكية " ، وتحمل الوثيقة عنوان : "وثيقة هبة الإمبراطور قسطنطين " ، وهي موجهة من الإمبراطور قسطنطين إلى البابا سيلفستر الأول (314 ـ 335) ، وتتكون من جزئين.
والجزء الأول منها بعنوان : " الاعتراف " ، ويشرح فيه الإمبراطور كيف تم تعليمه مبادئ المسيحية على يد البابا سيلفستر الأول ، ويقر بإيمانه بالمسيحية، ويتحدث عن تعميده ، وكيف أن البابا قد شفاه وعافاه من مرض الطاعون .
وقبل الانتقال إلى الجزء الثاني والأهم من الوثيقة تجدر الإشارة هنا إلى أن كافة المراجع النقدية التاريخية الحديثة تشير إلى أن الإمبراطور قسطنطين كان رافضا لفكرة تأليه السيد المسيح ، وأنه لذلك كان من أتباع الأسقف أريوس الرافض لتأليه يسوع ، وأنه لم يقبل التعميد ـ كما يقولون ، إلا وهو على فراش الموت ، أما تقبله للمسيحية والسماح للمسيحيين بممارسة عقيدتهم مثلهم مثل باقي الديانات الموجودة في الإمبراطورية ، فذلك من أجل توحيد الإمبراطورية وإدخال المسيحيين الخدمة العسكرية ، إذ إنهم كانوا رافضين التجنيد بحكم أن المسيحية الأولى كانت تحرّم القتل !! وحين نسترجع كم الملايين التي تم قتلها بعد ذلك باسم المسيحية لا نملك إلا التعجب والاستعاذة بالله عز وجل ..
وفى الجزء الثاني من الوثيقة المعنون " الهبة " ، يقوم قسطنطين بالتنازل إلى البابا سيلفستر الأول ، وكل من يخلفه ، عن الملكيات التالية : بموجب أن البابا يعد خليفة القديس بطرس فإن له الأولوية على البطرياركات الشرقية التالية : إنطاكيا ، والإسكندرية ، والقسطنطينية ، والقدس ، وكذلك الأولوية على كافة أسقفيات العالم ، وقام بالتنازل للبابا عن قصر لاتران ، وهو أكبر وأجمل قصر شيد حتى ذلك الوقت .
وتنص الوثيقة على أن بازليكا مدينة لاتران في روما والتي بناها قسطنطين ستترأس كافة الكنائس ، وكذلك كنيستا القديس بطرس والقديس بولس ، وهنا تجدر الإشارة إلى أن كنيسة لاتران هذه رئيسها الفخري هو رئيس فرنسا ، مثلما كان الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك رئيسها الفخري ، وهو أول ما فعله البابا بنديكت السادس عشر حينما تولى نيكولا ساركوزى رئاسة فرنسا وذكره قائلا : " بأنه أصبح يحمل لقب الرئيس الفخرى لكنيسة سان جان دى لاتران " ـ وهو ما يكشف عن حقيقة الدور الذي يربط رئيس فرنسا بالكنيسة رغم التشدق بالعلمانية وفصل الدين عن الدولة ..
وتواصل وثيقة قسطنطين المزعومة تزويد كنيستي بطرس وبولس بممتلكات ثرية ، كما وهب البابا لقب رئيس أساقفة روما ، الذي يمكّنه من استقبال أعضاء مجلس الشيوخ ، وأنه سيحصل على نفس التكريم والمميزات التي يحصل عليها أعضاء مجلس الشيوخ ، ومثلها مثل الإمبراطور ، فإن كنيسة روما سوف يكون لها الحاشية الخاصة بها ، وطاقم الضيافة الخارجي والداخلي ، والحرس الداخلي والخارجي ، كما سوف ينعم البابا بنفس الحقوق الفخرية والتبجيلية كالإمبراطور ، ومن بينها ارتداء التاج الإمبراطوري والرداء القرمزي ، وإجمالا كافة العلامات والشارات الخاصة بالتمييز الإمبراطوري ، إلا أن البابا سيلفستر قد أبى أن يضع على رأسه آنذاك تاجا من الذهب ، فقام قسطنطين بتزويده بالتاج الأبيض المرتفع ..
وتضيف الوثيقة أن الإمبراطور قد أضفى على البابا شرف التكريم الذي يحصل عليه الفارس وجواده ، والأدهى من ذلك ، تضيف الوثيقة أن الإمبراطور قسطنطين قد منح البابا وكل من يخلفونه من بعده إضافة إلى قصر لاتران مدينة روما وكل المقاطعات التي من حولها ، وكافة مدن إيطاليا وكافة المناطق الغربية للإمبراطورية ! ونظرا لعدم معقولية هذه الهبة التي تجرد الإمبراطور من كل شيء طواعية ، تورد الموسوعة الكاثوليكية الجزئية الخاصة بمنحه كافة مدن إيطاليا للبابوية ، باللاتينية ، وهذا نصها :
" Tam palatium nostrum, ut prelatum est, quamque Romae urbis, et omnes Italiae seu occidentalium regionum provincias loca et civitates" .
وتواصل الوثيقة العجيبة قائلة : إن الإمبراطور قد أقام لنفسه مدينة جديدة في الشرق ، تحمل اسمه ، وأنه سوف ينتقل إليها هو وحكومته ، بما أنه لا يجوز أن يكون للإمبراطور أي سلطة في المكان الذي أقام الله فيه مقرا لرئيس الديانة المسيحية! وكم من جُرم يُقترف باسم الله بالوثائق الرسمية المزورة التي سرعان ما يتم الاعتماد عليها " كوثيقة رسمية " لتتواصل اللعبة !..
وتنتهي الوثيقة بصب اللعنات على كل من يجرؤ على مخالفة هذه الهبات مع تأكيد أن الإمبراطور قد وقّع عليها بخط يده شخصيا ، ووضع الوثيقة بنفسه على قبر القديس بطرس ..
ونطالع في نفس الموسوعة الكاثوليكية : ومما لا شك فيه أن هذه الوثيقة مزورة ، وتم افتراؤها فيما بين عامي 750 و795 م ، وقد تم إثبات تزييفها منذ القرن الخامس عشر ، فالكاردينال نيقولا دى كوزا يتحدث عنها في أعماله على أنها "وثيقة أبوكريفا" أي مستبعدة ، وليست في متناول الجمهور ! وبعد عدة سنوات قام لورنزو فاللا L Valla)) ، في عام 1440 ، بإثبات تزوير هذه الوثيقة بكل تأكيد ، كما توصل رجينالد بيكو أسقف تشيسستر (1450 ـ 1457) إلى نفس النتائج في بحثه حول : "التعتيم على أكثر ما يدين رجال الكنيسة " ..
ورغمها ظل استخدام الوثيقة ساري التداول في الأقبية البابوية على أنها أصلية حتى قام المؤرخ الكاردينال بارونيوس ، من مدينة سورا بمملكة نابولى آنذاك، بالاعتراف في " الحوليات الكنسية " التي يؤرخ فيها للكنيسة ، بأن وثيقة "الهبة " وثيقة مزورة .. وبارونيوس يُعد من الذين يتبوأون الصدارة بعد المؤرخ أوسبيوس وكلاهما من آباء الكنيسة !
ولا غرابة في عملية الكشف الفاضحة هذه ، فمنذ القرن الخامس عشر بدأت بوادر عملية النقد التاريخي للمؤسسة الكنسية وكل ما اقترفته من تزوير وتحريف في مختلف الوثائق الرسمية منها والدينية .
وقد قام المزور الرسمي لهذه الوثيقة باستخدام العديد من السلطات التي قام كل من جرويرت وزيومر والعديد غيرهما بتفنيدها بالبحث العلمي واللغوي ، فبداية الوثيقة ونهايتها مقلدة من وثائق حقيقية حتى تبدو الصياغة رسمية طبيعية ، إلا أن المتن نفسه قد كشف عن عمليات التزوير باستخدام لغة وعبارات لم تكن موجودة أو سائدة في القرن الرابع أيام قسطنطين ! ومنها عبارات قد وردت في قرارات "مجمع الأيقونات " المنعقد في القسطنطينية عام 754 ، أو عبارات من " كتاب البابوات " الذي يضم خطابات من بابوات القرن الثامن ، والمعروف تاريخيا أن قسطنطين من القرن الرابع !
وفى نفس هذه الوثيقة المزورة أو المعروفة بأنها تمثل " أشهر وأكبر وأحط عملية تزوير في الوثائق البابوية " ، لم تخلُ من إثارة الأسئلة والتناقضات حول كيفية صياغتها والفقرات التي أضيفت إليها وتحت رئاسة أي بابا من البابوات تمت هذه الإضافة الجديدة !
وأيا كانت هذه الخلافات الجزئية ، فجميع من تناولوها بالدراسة أكدوا أنها تمت من أجل تدعيم السلطة المدنية للبابوات والكنيسة الكاثوليكية في حربها الممتدة ونضالها الذي لا يكل من أجل السيطرة على السلطتين الدينية والمدنية ، وخاصة لتوحيد إيطاليا سياسيا تحت قيادة بابا روما ، وإضفاء سيادة سلطوية على روما أمام حكومات الفرنجة ، وحماية الإمبراطورية الغربية الجديدة من أية هجمات من جانب البيزنطيين ..
وكان البابا ليون التاسع أول من استخدم هذه الوثيقة المزورة بصورة علنية واضحة فى خطابه الموجه عام 1054 إلى ميخائيل سيرولاريوس ، باطريارك القسطنطينية ليوضح له أن بابا روما يمتلك رسميا السلطة الدينية
والمدنية على كل الإمبراطورية ، كما استخدمها البابا أوربان الثاني ، الذي أشعل أول حرب صليبية، وذلك في عام 1091 لتدعيم مطالبه بسلطته المدنية على جزيرة كورسيكا..
وظل استخدام هذه الوثيقة المزورة ساريا أو معمولا بها حتى القرون الوسطى، واستعان بها معظم الكتّاب الكنسيين طوال القرن السادس عشر ، رغم إدانتها والكشف عن زيفها ، ومع كثرة الانتقادات ونشر الأبحاث التي تدينها شكلا وموضوعا تم التخلي عنها كوثيقة ، إلا أن المؤسسة الكنسية لم تتنازل عن مختلف المكاسب التي جنتها زورا ، بما في ذلك تلك الثياب الفاخرة والحرائر والحلي الذهبية المرصعة بالجواهر، التي هي أبعد ما تكون عن تعاليم السيد المسيح ، ولم تقر بتزويرها إلا في أواخر القرن التاسع عشر ..
أما في " القاموس التاريخي للبابوية " ، فنطالع أن وثيقة "هبة قسطنطين" تعد " أشهر وثيقة مزيفة في تاريخ البابوية " ، موضحا أن تحريرها واستخدامها بدأ منذ القرن التاسع في روما ! فقد ورد ذكرها لأول مرة عام 979 م في وثيقة بابوية ، وفى سنة 1053 في مراسلات نيقولا الأول لتدعيم السلطة المدنية للبابوية ، وتم دمجها فى القرارات الكنسية الرسمية الرومية .. ويا لها من مهزلة ! ومنذ عام 869 كان أسقف باريس يكتب قائلا : " إن هذه الوثيقة توجد منها نسخة في كافة كنائس بلاد الغال " ـ طبعا للاسترشاد بها لتحقيق مزيد من المكاسب فى كل مكان من الإمبراطورية عن غير وجه حق ..
وبعد استعراض التطور التاريخي لإدانة هذه الوثيقة ، يوضح أوليفييه جيوجانين ، كاتب هذه المداخلة في القاموس التاريخي للبابوية ، قائلا : " إن الكنيسة لم تعترف رسميا بتزييف هذه الوثيقة ولا باقي الوثائق المعروفة باسم "القرارات" المنسوبة إلى إيزيدور إلا في أواخر القرن التاسع عشر " (صفحة 582) !
أما جوزيف هويلس فيقول : " إن كنيسة المسيح مؤسسة كذبا بأكاذيب فوق أكاذيب لتتمكن من مواصلة استتبابها وتدعيم سلطاتها المختلسة ، والتي جمعت بموجبها ثروات طائلة ، وذلك بفضل سلسلة من التحريف والتزوير التي لا سابقة لها في تاريخ الإنسانية ، وتعد الوثيقة المعروفة باسم " هبة قسطنطين " من أقذر الوثائق وأدنسها في السجلات الإنسانية ، في مجال التزوير والتحريف ، من أجل أغراض دنيئة بغية الاستيلاء على ثروات وسلطات مدنية " ( التحريف في المسيحية ).
ومن ضمن هذه الوثائق المزورة التي يتناولها جوزيف هويلس ، وثائق من أجل الحصول على مزيد من السلطات الدينية والمدنية ، ووثائق مزورة متعلقة بالقديسين والشهداء والمعجزات ، ووثائق متعلقة بالكيانات الرسولية والقوانين الرسولية ، وكتاب البابوات ، الذي يزعم تسلسل البابوات منذ القديس بولس حتى القرن الخامس عشر وثبت زيفه ! فمعروف أن المسيحية كانت تحارب رسميا حتى القرن الرابع في كل مكان ، فكيف يكون لها من يحتل مثل هذه المكانة الرسمية العلنية ؟ وكلها وثائق تتعدى كل ما يمكن تصوره من غش وخداع فيما يُطلق عليه " عصر الإيمان " الذي كان في واقع الأمر هو عصر الظلمات الذي امتد ألف عام .. (التزوير في المسيحية ، صفحات 256ـ259).
أما المؤرخ البريطاني إدورد جيبّون فيقول عن هذه الدعامة السحرية للسلطة البابوية الدينية والمدنية : " إن أول من استخدم هذه الوثيقة وقدمها للعالم خطاب من البابا أدريان الأول الذي راح يحث الإمبراطور شارلمان على أن يحذو حذو سخاء الإمبراطور قسطنطين إحياءً لاسمه " ("صعود وسقوط الإمبراطورية الرومانية" صفحة 741 ) ليحصل على مزيد من العطايا !.
بينما يضيف الكاتب الدكتور ماكّابى ، الوارد ذكره في كتاب هويلس : "إن البابا أدريان الأول قد أقنع شارلمان بتأسيس الممتلكات البابوية بتزييف وثيقتين من أشهر وأكثر الوثائق المزورة خجلا وحرجا في التاريخ وهما "أعمال القديس سلفستر" و"هبة قسطنطين" وهما وثيقتان توضحان زورا وبهتانا أن الإمبراطور قسطنطين قد أعطى معظم إيطاليا تقريبا هبة للبابوية ، وهي وثائق تم تزويرها في القرن الثامن ، واستخدمها البابوات للحصول على هذه العطايا المهولة".
أما اللورد برايس فيقول في كتابه عن " الإمبراطورية الرومانية المقدسة " حول هذه الوثيقة : " إنها من أكبر عمليات التزوير في القرون الوسطى ، والتي تحت زعم أنها هبة من قسطنطين ، قد تحكمت لمدة سبعة قرون في معتقدات الجنس البشري والتي تُعد أكبر دليل على فساد رجال الدين فيما بين القرن الثامن والعاشر"...
وأكثر ما يشير إليه الذين تناولوا هذه الوثيقة بالبحث لإثبات زيفها ، إضافة إلى كل ما عُرف عنها وتم إثباته ، أن قسطنطين قد اعتنق المسيحية عام 312 قبل أن يعتلي المدعو سلفستر الأول كرسي البابوية ، وأن قسطنطين لم يُصب أبدا بالطاعون، وبالتالي فإن بدعة صلوات البابا سلفستر التي شفته لا مكان ولا ضرورة لها ، وأن قسطنطين لم يتم تعميده في روما على أيدي البابا سيلفستر ، وإنما اعتنق المسيحية بعد وفاة الأخير بعامين ، وفى مدينة نيكومديا وليس في روما ، قبيل وفاته مباشرة أي وهو على فراش الموت ! ..
وقد انتفت مصداقية هذه الوثيقة تماما ببنادق الوطنيين الإيطاليين عام 1870 حينما تم استعادة الأراضي التي استولى عليها الكرسي الرسولي ، وتم توحيد إيطاليا وتحديد مقر الفاتيكان في مساحته الحالية .
وعلى الرغم من صغر حجم المساحة التي أصبح يحتلها الآن ، وهي 44 هكتارا ، فإنه يقيم علاقات دبلوماسية مع 176 دولة ، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي والنظام العسكري السيادي لمالطة (فرسان المعبد) وعلاقات ذات طبيعة خاصة مع الاتحادات الروسية ومنظمة تحرير فلسطين ، كما يساهم في نشاطات العديد من المنظمات العادية والمنظمات الدولية وبين الحكومات ، سواء بعضوية عاملة أو مجرد مراقب ، وكلها أكثر من 33 منظمة ، تستخدم جميعها كمداخل للتبشير! وهو ما يوضح مدى تغلغل تلك المؤسسة الفاتيكانية ، في المجتمع الدولي ، ومدى تشبثه بالسلطة المدنية القائمة على ذلك التل من الأكاذيب المتراكمة عبر العصور !.
حوار النفس والعقل
مناظرة بين العقل والروح بين حقيقة الكتاب المقدس
هو حديث بين العقل والقلب ، يُمثِّل العقل فيها المنطق والواقع دون زيف أو مجاملة ، مُستَخرَجة من الكتاب المقدس ، ومُؤيَّدة بأدلة نقلية أيضاً من الكتاب المقدس ، أو باستشهاد علماء الكتاب المقدس أنفسهم ، وقد يقسوا فيها العقل أحيانا بكلمات ، لكن بنفس الغرض الأبوى التربوى ، الذى يقسوا فيها الأب على ابنه ، قاصداً مصلحته ونجاحه فى الدنيا وفلاحه فى الآخرة.
ويُمثِّل القلب فيها ما يعيشه النصرانى من أوهام وخرافات ، ما أنزل الله بها من سلطان ، مُبرَّرة أحياناً بنصوص من الكتاب المقدس ، أو بأقوال من علماء الكتاب المقدس.
وقد دفعنى لكتابة هذا المقال ، إحساسى بما يمر به النصرانى من صراع داخلى حول حقيقة الكتاب المقدس ، وحول محتوياته وصدقها ، الأمر الذى لا يمر إلا بهذا الشد والجذب بين العقل والنفس.
تقول نفسه: إن المسيح يحبنى ومات من أجلى.
ويقول له العقل: هل مات فعلاً أم هذه من الخرافات؟ يبدو أنك خُدِعت ، وهل يحبك فعلاً ، أم أنت واهم؟
يسوع يحب من اتبعه وأطاع الله: (21«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 22كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ 23فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!) متى 7: 21-23
لماذا أعدَّهم من فاعلى الإثم ، مع أنهم فعلوا الخيرات؟ لأنهم فعلوها باسمه ، ولم يفعلوا إرادة الله. وهل تختلف إرادة الله فى الخير عن إرادة الأنبياء؟ لا. ولكنهم اتخذوه إلهاً. وهذه ليست إرادة الله ، أن يُعبَد غيره.
وقد أقرَّ أنه رسول الله ، وطالبكم بالإيمان بالله رباً وبه نبياً ورسولا: (24«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.) يوحنا 5: 24
وأخبركم أن الخلود فى الجنة يتوقف على إيمان حقيقى بالله وحده ، ولتباع رسالة نبيه يسوع: (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ:أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.) يوحنا 17: 3
وأعلمكم أن الله يغفر الذنوب جميعاً إلا أن يُشرك به: (28اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ جَمِيعَ الْخَطَايَا تُغْفَرُ لِبَنِي الْبَشَرِ وَالتَّجَادِيفَ الَّتِي يُجَدِّفُونَهَا. 29وَلَكِنْ مَنْ جَدَّفَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَيْسَ لَهُ مَغْفِرَةٌ إِلَى الأَبَدِ بَلْ هُوَ مُسْتَوْجِبٌ دَيْنُونَةً أَبَدِيَّةً».) مرقس 3: 28-29
كما رفض هو نفسه تسميته إلا بالمعلم ، ورفض أن يعتبروه أكثر من إنسان معرض للهلاك ، ونسب الصلاح كله لله ، الذى لم يره أحد: (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».) يوحنا 3: 1-2 ،
ونسبَ الصلاح لله وحده ، وما عداه فهم خلق الله وعبيده: (16وَإِذَا وَاحِدٌ تَقَدَّمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟» 17فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ. وَلَكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا».) متى 19: 16-17 ،
لذلك: (16اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.) يوحنا 14: 16،
(سَمِعْتُمْ أَنِّي قُلْتُ لَكُمْ أَنَا أَذْهَبُ ثُمَّ آتِي إِلَيْكُمْ. لَوْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لَكُنْتُمْ تَفْرَحُونَ لأَنِّي قُلْتُ
أَمْضِي إِلَى الآبِ لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.) يوحنا 14: 28 لكن أن تدعوه إلهاً فهذا قمة الزيغ عن الحق! فكيف يكون إلهاً ، والله لم يره أحد قط كما قال؟
(18اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ.) يوحنا 1: 18
(24اَللَّهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا»)يوحنا3: 24
(فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ) لوقا 24: 39 وعيسى عليه السلام كان له جسد وعظام لأنه مولود من جسد: (6اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ.) يوحنا 3: 6
و(كُلُّ رُوحٍ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَهُوَ مِنَ اللهِ، 3وَكُلُّ رُوحٍ لاَ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ.)رسالة يوحنا الأولى 4: 2-3
أما الله فهو إله كل ذى جسد ، وهو نفسه ليس له جسد: (27[هَئَنَذَا الرَّبُّ إِلَهُ كُلِّ ذِي جَسَدٍ.) إرمياء 32: 17، فهو رسول الله إليكم فآمنوا بالله وأطيعوه وصدِّقوا رسوله
وإذا ما سألت: ما هى الحياة الأبدية هذه؟وكيف أصل إليها؟
اسمع إلى قول عيسى عليه السلام بنفسه: (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ) يوحنا17: 3-4
وعل ذلك فإن يسوع لا يحبك ، وأنت لا تتبعه. أنت تتبع بولس ، فأنت بولسىّ ، ولست من أتباع يسوع، وبالتالى فليس لك فى الآخرة من نصيب. أنت فى النار! هل تسمعنى؟
أما فى موضوع موته أو صلبه ، فإننى لن أُصدِمُكَ بالتناقضات الموجودة فى القصة الواحدة بين الأناجيل المختلفة ، لكن أقول لك: أنت تعتقد أن المسلمون هم فقط مَن يقولون ذلك ، وهذا غير سليم.
فقد كان من المعاصرين لعيسى عليه السلام والأجيال التى عاشت بالقرب من زمانه مَن يرفض فكرة تأليه عيسى عليه السلام ، ومنهم من رفض أنه صُلِبَ ، ومنهم من رفض مسائل الصلب والفداء. منهم:
الماينسية الكاربوكراتية الساطرينوسية
الماركيونية البارديسيانية النايتانيسية
البارسكاليونية البوليسية
وهؤلاء مع كثيرين غيرهم لم يُسلِّموا أن عيسى عليه السلام قد سُمِّرَ فعلاً ، ومات على الصليب ، حتى إنهم استخفوا بالصلب والصليب (32وَلَمَّا سَمِعُوا بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ كَانَ الْبَعْضُ يَسْتَهْزِئُونَ وَالْبَعْضُ يَقُولُونَ: «سَنَسْمَعُ مِنْكَ عَنْ هَذَا أَيْضاً!».) أعمال الرسل 17: 12
(وهذا مقرر فى تاريخ “موسيهيم” الشهير الذى يدرس فى مدارس اللاهوت الإنجيلية)
فقد اعتقدت هذه الطوائف بألوهية عيسى عليه السلام، وجزمت بأنه لا يجوز أن يُمتَهَن، واستنتجت من هذا أنه لم يُصلَب قطعاَ ، وأن ألفاظ التوجع والتضجُّر التى نسبتها إليه كتب النصارى المتأخرين لم يتفوه بها ولا تصح نسبتها إليه.
ومنهم السيرنتيون فإنهم قرروا أن أحد الحواريين صُلِبَ بدل عيسى، وقد عثر على فصل من كتاب الحواريين وإذا كلامه نفس كلام الباسيليدين. وقد صرَّحَ إنجيل القديس برنابا أن الذى صُلِبَ بدل عيسى هو يهوذا.”
وكذلك فإن المسيو “ارنست دى بوش” الألمانى قد قال فى كتابه (الإسلام أى النصرانية الحقَّة) ص 142 ما معناه: “إن جميع ما يختص بمسائل الصلب والفداء هو من مبتكرات ومخترعات بولس ومَن شابهه من الذين لم يروا المسيح ، وليست من أصول النصرانية الحقة.
بالإضافة إلى ذلك فإن أغلب الشعوب الشرقية – قبل الإسلام – رفضت قبول مسألة الصلب والقتل ، حتى قال باسيليوس الباسيليدى: “إن نفس حادثة القيامة بعد الصلب لتُعَد من ضمن البراهين الدالة على عدم حصول الصلب على ذات المسيح.”
قال المسيو “أردوار سيوس” الشهير أحد أعضاء الأنسيتودى الفرنسى فى باريس وهو مشهور بمعارضته للمسلمين – فى كتابه ص 49): “إن القرآن ينفى قتل عيسى وصلبه ، ويقول بأنه ألقى شبهه على غيره ، فغلط اليهود فيه ، وظنوا أنهم قتلوه ، وما قاله القرآن موجود عند طوائف نصرانية منهم: الباسيليدون. فقد كانوا يعتقدون بغاية السخافة أن عيسى وهو ذاهب لمحل الصلب أُلقى شبهه على (سيمون السيرناى [القيروانى]) تماماً، وألقى شبه سيمون عليه، ثم أخفى نفسه ليضحك على مضطهديه – اليهود – الغالطين.
وهذا محتمل بصورة كبيرة ، على الأخص أن الأناجيل الثلاثة المتوافقة اتفقت على أن الذى حمل صليب عيسى وهو متجه ليُصلب هو سمعان القيروانى (مرقس 15: 21 ؛ لوقا 23: 26 ؛ ومتى 27: 32) ؛ وقد أكد يوحنا أن الذى حمل الصليب هو عيسى نفسه (يوحنا 19: 17) فلا يُستَبعَد أن يكون حامل الصليب هو سمعان القيروانى ثم أُلقِىَ شبه عيسى عليه وأكمل المسيرة ليُصلَب نيابة عن نبيه، خاصة وأن وقت تنفيذ الحكم كان فى وقت الغلس ، وإسدال ثوب الظلام، فيُستنتج من ذلك إمكان إبدال المسيح عليه السلام بحامل الصليب أو بأحد المجرمين الذين كانوا فى سجون القدس منتظرين حكم القتل عليهم. وهذا ما قال به “ملمن” فى الجزء الأول من كتابه المسمى (تاريخ الديانة النصرانية).
كما كان عيسى عليه السلام يُجيد تغيير شكله وصورته وصوته: (يوحنا 18: 3-8) ؛
(1بَعْدَ هَذَا أَظْهَرَ أَيْضاً يَسُوعُ نَفْسَهُ لِلتّلاَمِيذِ عَلَى بَحْرِ طَبَرِيَّةَ. ظَهَرَ هَكَذَا: 2كَانَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَتُومَا الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ وَنَثَنَائِيلُ الَّذِي مِنْ قَانَا الْجَلِيلِ وَابْنَا زَبْدِي وَاثْنَانِ آخَرَانِ مِنْ تلاَمِيذِهِ مَعَ بَعْضِهِمْ. 3قَالَ لَهُمْ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «أَنَا أَذْهَبُ لأَتَصَيَّدَ». قَالُوا لَهُ: «نَذْهَبُ نَحْنُ أَيْضاً مَعَكَ». فَخَرَجُوا وَدَخَلُوا السَّفِينَةَ لِلْوَقْتِ. وَفِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ لَمْ يُمْسِكُوا شَيْئاً. 4وَلَمَّا كَانَ الصُّبْحُ وَقَفَ يَسُوعُ عَلَى الشَّاطِئِ. وَلَكِنَّ التّلاَمِيذَ لَمْ يَكُونُوا يَعْلَمُونَ أَنَّهُ يَسُوعُ. 5فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «يَا غِلْمَانُ أَلَعَلَّ عِنْدَكُمْ إِدَاماً؟». أَجَابُوهُ: «لاَ!» 6فَقَالَ لَهُمْ: «أَلْقُوا الشَّبَكَةَ إِلَى جَانِبِ السَّفِينَةِ الأَيْمَنِ فَتَجِدُوا». فَأَلْقَوْا وَلَمْ يَعُودُوا يَقْدِرُونَ أَنْ يَجْذِبُوهَا مِنْ كَثْرَةِ السَّمَكِ. 7فَقَالَ ذَلِكَ التِّلْمِيذُ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ لِبُطْرُسَ: «هُوَ الرَّبُّ». فَلَمَّا سَمِعَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ أَنَّهُ الرَّبُّ اتَّزَرَ بِثَوْبِهِ لأَنَّهُ كَانَ عُرْيَاناً وَأَلْقَى نَفْسَهُ فِي الْبَحْرِ. ) يوحنا 21: 1-7
كذلك أُمسِكَت أعين التلاميذ عن معرفته: (13وَإِذَا اثْنَانِ مِنْهُمْ كَانَا مُنْطَلِقَيْنِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ إِلَى قَرْيَةٍ بَعِيدَةٍ عَنْ أُورُشَلِيمَ سِتِّينَ غَلْوَةً اسْمُهَا «عِمْوَاسُ». 14وَكَانَا يَتَكَلَّمَانِ بَعْضُهُمَا مَعَ بَعْضٍ عَنْ جَمِيعِ هَذِهِ الْحَوَادِثِ. 15وَفِيمَا هُمَا يَتَكَلَّمَانِ وَيَتَحَاوَرَانِ اقْتَرَبَ إِلَيْهِمَا يَسُوعُ نَفْسُهُ وَكَانَ يَمْشِي مَعَهُمَا. 16وَلَكِنْ أُمْسِكَتْ أَعْيُنُهُمَا عَنْ مَعْرِفَتِهِ. 17فَقَالَ لَهُمَا: «مَا هَذَا الْكَلاَمُ الَّذِي تَتَطَارَحَانِ بِهِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَانِ عَابِسَيْنِ؟» 18فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا الَّذِي اسْمُهُ كَِلْيُوبَاسُ: «هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ الأُمُورَ الَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ؟» 19فَقَالَ لَهُمَا: «وَمَا هِيَ؟» فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ الَّذِي كَانَ إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ)لوقا 24: 13-19
وكذلك خرج من وسط جموع الناس التى تعرفه وأمسكته لتقذف به من أعلى الجبل: (28فَامْتَلَأَ غَضَباً جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْمَجْمَعِ حِينَ سَمِعُوا هَذَا 29فَقَامُوا وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ وَجَاءُوا بِهِ إِلَى حَافَّةَِ الْجَبَلِ الَّذِي كَانَتْ مَدِينَتُهُمْ مَبْنِيَّةً عَلَيْهِ حَتَّى يَطْرَحُوهُ إِلَى أَسْفَلُ. 30أَمَّا هُوَ فَجَازَ فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى.) لوقا 4: 28-30
ولم يعرفه جموع اليهود الذين توجهوا للقبض عليه ، ولا يهوذا نفسه: (3فَأَخَذَ يَهُوذَا الْجُنْدَ وَخُدَّاماً مِنْ عِنْدِ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ وَجَاءَ إِلَى هُنَاكَ بِمَشَاعِلَ وَمَصَابِيحَ وَسِلاَحٍ. 4فَخَرَجَ يَسُوعُ وَهُوَ عَالِمٌ بِكُلِّ مَا يَأْتِي عَلَيْهِ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ تَطْلُبُونَ؟» 5أَجَابُوهُ: «يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ». قَالَ لَهُمْ: «أَنَا هُوَ». وَكَانَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ أَيْضاً وَاقِفاً مَعَهُمْ. 6فَلَمَّا قَالَ لَهُمْ: «إِنِّي أَنَا هُوَ» رَجَعُوا إِلَى الْوَرَاءِ وَسَقَطُوا عَلَى الأَرْضِ. 7فَسَأَلَهُمْ أَيْضاً: «مَنْ تَطْلُبُونَ؟» فَقَالُوا: «يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ». 8أَجَابَ: «قَدْ قُلْتُ لَكُمْ إِنِّي أَنَا هُوَ.) يوحنا 18: 3-7
وكذلك لم تعرفه مريم المجدلية وظنته البستانى: (11أَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ وَاقِفَةً عِنْدَ الْقَبْرِ خَارِجاً تَبْكِي. وَفِيمَا هِيَ تَبْكِي انْحَنَتْ إِلَى الْقَبْرِ 12فَنَظَرَتْ ملاَكَيْنِ بِثِيَابٍ بِيضٍ جَالِسَيْنِ وَاحِداً عِنْدَ الرَّأْسِ وَالآخَرَ عِنْدَ الرِّجْلَيْنِ حَيْثُ كَانَ جَسَدُ يَسُوعَ مَوْضُوعاً. 13فَقَالاَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ لِمَاذَا تَبْكِينَ؟» قَالَتْ لَهُمَا: «إِنَّهُمْ أَخَذُوا سَيِّدِي وَلَسْتُ أَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ». 14وَلَمَّا قَالَتْ هَذَا الْتَفَتَتْ إِلَى الْوَرَاءِ فَنَظَرَتْ يَسُوعَ وَاقِفاً وَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّهُ يَسُوعُ. 15قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا امْرَأَةُ لِمَاذَا تَبْكِينَ؟ مَنْ تَطْلُبِينَ؟» فَظَنَّتْ تِلْكَ أَنَّهُ الْبُسْتَانِيُّ فَقَالَتْ لَهُ: «يَا سَيِّدُ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ قَدْ حَمَلْتَهُ فَقُلْ لِي أَيْنَ وَضَعْتَهُ وَأَنَا آخُذُهُ». 16قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا مَرْيَمُ!» فَالْتَفَتَتْ تِلْكَ وَقَالَتْ لَهُ: «رَبُّونِي» الَّذِي تَفْسِيرُهُ يَا مُعَلِّمُ. 17قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ».) يوحنا 20: 11-17
فإن كانت عنده المقدرة على إخفاء نفسه على تلاميذه المقربين إليه ، فلماذا لم يستغل هذه الموهبة للهروب من اليهود؟ ألم تكن هذه أمنيته؟ ألم يصلى لله أن يُذهب عنه هذه الكأس؟ (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.) لوقا 22: 41-43
ألم يطلب من تلاميذه أن يبيعون ملابسهم لشراء سيوف للدفاع عنه؟ (35ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «حِينَ أَرْسَلْتُكُمْ بِلاَ كِيسٍ وَلاَ مِزْوَدٍ وَلاَ أَحْذِيَةٍ هَلْ أَعْوَزَكُمْ شَيْءٌ؟» فَقَالُوا: «لاَ». 36فَقَالَ لَهُمْ: «لَكِنِ الآنَ مَنْ لَهُ كِيسٌ فَلْيَأْخُذْهُ وَمِزْوَدٌ كَذَلِكَ. وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفاً.) لوقا 22: 35-36
ألم يقل (32هُوَذَا تَأْتِي سَاعَةٌ وَقَدْ أَتَتِ الآنَ تَتَفَرَّقُونَ فِيهَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى خَاصَّتِهِ وَتَتْرُكُونَنِي وَحْدِي. وَأَنَا لَسْتُ وَحْدِي لأَنَّ الآبَ مَعِي. 33قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سلاَمٌ. فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ وَلَكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ».) يوحنا 16: 32-33؟ فكيف يكون غلب العالم لو كان سفلة اليهود قد أهانوه ومسمروه ثم صلبوه؟
ألم يؤكد عيسى عليه السلام أنه لن يُقبض عليه ولن يُسلَّم لليهود؟ (33فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا مَعَكُمْ زَمَاناً يَسِيراً بَعْدُ ثُمَّ أَمْضِي إِلَى الَّذِي أَرْسَلَنِي. 34سَتَطْلُبُونَنِي وَلاَ تَجِدُونَنِي وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا». 35فَقَالَ الْيَهُودُ فِيمَا بَيْنَهُمْ: «إِلَى أَيْنَ هَذَا مُزْمِعٌ أَنْ يَذْهَبَ حَتَّى لاَ نَجِدَهُ نَحْنُ؟ أَلَعَلَّهُ مُزْمِعٌ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى شَتَاتِ الْيُونَانِيِّينَ وَيُعَلِّمَ الْيُونَانِيِّينَ؟ 36مَا هَذَا الْقَوْلُ الَّذِي قَالَ: سَتَطْلُبُونَنِي وَلاَ تَجِدُونَنِي وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا؟».) يوحنا 7: 33-36
(21قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً: «أَنَا أَمْضِي وَسَتَطْلُبُونَنِي وَتَمُوتُونَ فِي خَطِيَّتِكُمْ. حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا» 22فَقَالَ الْيَهُودُ: «أَلَعَلَّهُ يَقْتُلُ نَفْسَهُ حَتَّى يَقُولُ: حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا؟» 23فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ مِنْ أَسْفَلُ أَمَّا أَنَا فَمِنْ فَوْقُ. أَنْتُمْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. 24فَقُلْتُ لَكُمْ إِنَّكُمْ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ لأَنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ». 25فَقَالُوا لَهُ: «مَنْ أَنْتَ؟» فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا مِنَ الْبَدْءِ مَا أُكَلِّمُكُمْ أَيْضاً بِهِ. 26إِنَّ لِي أَشْيَاءَ كَثِيرَةً أَتَكَلَّمُ وَأَحْكُمُ بِهَا مِنْ نَحْوِكُمْ لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ. وَأَنَا مَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ فَهَذَا أَقُولُهُ لِلْعَالَمِ». 27وَلَمْ يَفْهَمُوا أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لَهُمْ عَنِ الآبِ. 28فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي. 29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».) يوحنا 8: 21-29
ألم يقل الرب نفسه: (تُصيبُ يدَكَ جميعَ أعدائكَ ... ... لأنهم نصبوا عليك شراً ، تفكروا بمكيدة ثم لم يستطيعوها) مزامير 21: 8-11
ألم يقرر الرب فى شريعته:(الربُّ قضاءً أمضى،الشرير يُعَلَّقُ بعملِ يديه)مزامير9: 16
فأين قضاء الله هذا لو صلب رسوله (ابنه / هو نفسه)؟ أين المصداقية فى كلام الرب هذا؟ فلو كذَّبتَ كلامه هذا ، فأنى لكَ أن تثق فى عدله “إنْ كان قد صلب ابنه لغفران خطيئة آخرين؟ ولو صدقت فرية الصلب والفداء فكيف تثق فى هذا الكتاب إذا كان رب هذا الكتاب كاذب؟ فلم يُعَلَّقُ الشرير بعملِ يديه كما قال بل البرىء هو الذى صُلِب؟ وكيف تثق فى كلام الإله بعد أن ترك ابنه يثق فى الفوز والنصر على أعدائه (ثقوا أنى قد غلبت العالم) وأوهمه أن يده تصيب كل أعداءه لأنهم نصبوا عليه شراً وتفكروا بمكيدة هو الذى مكنهم منها؟
أفتؤمنُ ببعض الكتاب وتكفرُ ببعض؟
لكن النفس ردت قائلة: لقد قال القديس بولس:
(بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 12
وقال: (8وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا. 9فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ. 10لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ. 11وَلَيْسَ ذَلِكَ فَقَطْ بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضاً بِاللَّهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الَّذِي نِلْنَا بِهِ الآنَ الْمُصَالَحَةَ. 12مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ. 13فَإِنَّهُ حَتَّى النَّامُوسِ كَانَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْعَالَمِ. عَلَى أَنَّ الْخَطِيَّةَ لاَ تُحْسَبُ إِنْ لَمْ يَكُنْ نَامُوسٌ. 14لَكِنْ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ مِنْ آدَمَ إِلَى مُوسَى وَذَلِكَ عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُخْطِئُوا عَلَى شِبْهِ تَعَدِّي آدَمَ الَّذِي هُوَ مِثَالُ الآتِي. 15وَلَكِنْ لَيْسَ كَالْخَطِيَّةِ هَكَذَا أَيْضاً الْهِبَةُ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ وَاحِدٍ مَاتَ الْكَثِيرُونَ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً نِعْمَةُ اللهِ وَالْعَطِيَّةُ بِالنِّعْمَةِ الَّتِي بِالإِنْسَانِ الْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ قَدِ ازْدَادَتْ لِلْكَثِيرِينَ. 16وَلَيْسَ كَمَا بِوَاحِدٍ قَدْ أَخْطَأَ هَكَذَا الْعَطِيَّةُ. لأَنَّ الْحُكْمَ مِنْ وَاحِدٍ لِلدَّيْنُونَةِ وَأَمَّا الْهِبَةُ فَمِنْ جَرَّى خَطَايَا كَثِيرَةٍ لِلتَّبْرِيرِ. 17لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً الَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ سَيَمْلِكُونَ فِي الْحَيَاةِ بِالْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 18فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ هَكَذَا بِبِرٍّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ. 19لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً هَكَذَا أَيْضاً بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَاراً. 20وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ. وَلَكِنْ حَيْثُ كَثُرَتِ الْخَطِيَّةُ ازْدَادَتِ النِّعْمَةُ جِدّاً. 21حَتَّى كَمَا مَلَكَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْمَوْتِ هَكَذَا تَمْلِكُ النِّعْمَةُ بِالْبِرِّ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا.) رومية 5: 8-21
وقال أيضاً: (22وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيباً يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ!) عبرانيين 9: 22
وقال: (23إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ 24مُتَبَرِّرِينَ مَجَّاناً بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ 25الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ لإِظْهَارِ بِرِّهِ مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ.) رومية 3: 23-25
وفى الحقيقة فهو يرى - أن الأعمال الحسنة التى يقوم بها الإنسان وسلوكه الطيب لا يشفعان له للمصالحة مع الله ، ذلك لأن الخلاص ليس إلا عطية، ولا يمكننا أن نفعل حيال ذلك أى شئ: رومية 3: 24 ؛ 3: 28 [ "إذ نحسب أن الإنسان يتبرر بالإيمان بدون أعمال الناموس" ]؛ 9: 11؛ 9: 16، كورنثوس الأولى 1: 29، غلاطية 2: 16 وأيضا أفسس 2: 8-9 ويقول فيها : "8لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذَلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. 9لَيْسَ مِنْ أَعْمَالٍ كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ. ".
ولا يمكن أن يزول غضب الله (الذى يشمل أيضا كل مولود) إلا بموت عيس عليه السلام ودمه، ولم يغفر الله الخطيئة الأولى - تبعا لقول بولس - إلا بموت عيسىعليه السلام وسفك دمه (21وَأَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلاً اجْنَبِيِّينَ وَأَعْدَاءً فِي الْفِكْرِ، فِي الأَعْمَالِ الشِّرِّيرَةِ، قَدْ صَالَحَكُمُ الآنَ 22فِي جِسْمِ بَشَرِيَّتِهِ بِالْمَوْتِ، لِيُحْضِرَكُمْ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ وَلاَ شَكْوَى امَامَهُ،) انظر كولوسى 1: 22
و "…... وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة " (عبرانيين 9: 22).
ولكى يتمكن الله من غفران هذا الذنب (تبعا لخطة أزلية) جعل ابنه من صلبه انساناً ثم نبذه لكى يستغفر للبشرية كلها عن الخطيئة الأزلية بموته ودمه : "21لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ." (كورنثوس الثانية 5 :21) وأيضا : (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».) (غلاطية 3: 13).
وقد تمكن الإنسان بهذه الطريقة فقط من محو خطيئة إنسان آخر (أدم). وأشهر الفقرات التى تكلمت فى ذلك - نذكر منها : رومية 3 :24-25، (24مُتَبَرِّرِينَ مَجَّاناً بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ 25الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ لإِظْهَارِ بِرِّهِ مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ.).
(4أَمَّا الَّذِي يَعْمَلُ فَلاَ تُحْسَبُ لَهُ الأُجْرَةُ عَلَى سَبِيلِ نِعْمَةٍ بَلْ عَلَى سَبِيلِ دَيْنٍ. 5وَأَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ وَلَكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرّاً)رومية4: 4-5
(6لأَنَّ الْمَسِيحَ إِذْ كُنَّا بَعْدُ ضُعَفَاءَ مَاتَ فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ لأَجْلِ الْفُجَّارِ. 7فَإِنَّهُ بِالْجَهْدِ يَمُوتُ أَحَدٌ لأَجْلِ بَارٍّ. رُبَّمَا لأَجْلِ الصَّالِحِ يَجْسُرُ أَحَدٌ أَيْضاً أَنْ يَمُوتَ. 8وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا. 9فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ. 10لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ. 11وَلَيْسَ ذَلِكَ فَقَطْ بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضاً بِاللَّهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الَّذِي نِلْنَا بِهِ الآنَ الْمُصَالَحَةَ. 12مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 6-14
(18فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ هَكَذَا بِبِرٍّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ. 19لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً هَكَذَا أَيْضاً بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَاراً.) رومية 5: 18-19
(16لأَنَّهُ إِنْ كَانَ الْمَوْتَى لاَ يَقُومُونَ فَلاَ يَكُونُ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ. 17وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ فَبَاطِلٌ إِيمَانُكُمْ. أَنْتُمْ بَعْدُ فِي خَطَايَاكُمْ! 18إِذاً الَّذِينَ رَقَدُوا فِي الْمَسِيحِ أَيْضاً هَلَكُوا!) كورنثوس الأولى 15: 16-18
(30وَمِنْهُ أَنْتُمْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ الَّذِي صَارَ لَنَا حِكْمَةً مِنَ اللهِ وَبِرّاً وَقَدَاسَةً وَفِدَاءً.) كورنثوس الأولى 1: 30 ؛
(4وَلَكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُوداً مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُوداً تَحْتَ النَّامُوسِ، 5لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ.) غلاطية 4 :4-5
(7الَّذِي فِيهِ لَنَا الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ،) أفسس 1: 7
(16وَيُصَالِحَ الِاثْنَيْنِ فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ مَعَ اللهِ بِالصَّلِيبِ، قَاتِلاً الْعَدَاوَةَ بِهِ)أفسس2: 16
(20وَأَنْ يُصَالِحَ بِهِ الْكُلَّ لِنَفْسِهِ، عَامِلاً الصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ، بِوَاسِطَتِهِ، سَوَاءٌ كَانَ مَا عَلَى الأَرْضِ امْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ.) كولوسى 1: 20
(14إِذْ مَحَا الصَّكَّ الَّذِي عَلَيْنَا فِي الْفَرَائِضِ، الَّذِي كَانَ ضِدّاً لَنَا، وَقَدْ رَفَعَهُ مِنَ الْوَسَطِ مُسَمِّراً ايَّاهُ بِالصَّلِيبِ،) كولوسى 2: 14
(10وَتَنْتَظِرُوا ابْنَهُ مِنَ السَّمَاءِ، الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، يَسُوعَ، الَّذِي يُنْقِذُنَا مِنَ الْغَضَبِ الآتِي.) تسالونيكى الأولى 1: 10
(9لأَنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْنَا لِلْغَضَبِ، بَلْ لاِقْتِنَاءِ الْخَلاَصِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، 10الَّذِي مَاتَ لأَجْلِنَا، حَتَّى إِذَا سَهِرْنَا أَوْ نِمْنَا نَحْيَا جَمِيعاً مَعَهُ) تسالونيكى الأولى 5: 9-10
(5لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ، 6الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً لأَجْلِ الْجَمِيعِ، الشَّهَادَةُ فِي أَوْقَاتِهَا الْخَاصَّةِ،) تيموثاوس الأولى 2: 5-6
(14الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، لِكَيْ يَفْدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَيُطَهِّرَ لِنَفْسِهِ شَعْباً خَاصّاً غَيُوراً فِي أَعْمَالٍ حَسَنَةٍ.) ثيطس 2: 14
(17مِنْ ثَمَّ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُشْبِهَ إِخْوَتَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لِكَيْ يَكُونَ رَحِيماً، وَرَئِيسَ كَهَنَةٍ أَمِيناً فِي مَا لِلَّهِ حَتَّى يُكَفِّرَ خَطَايَا الشَّعْبِ. 18لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّباً يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ.) عبرانيين 2: 17-18
(10فَبِهَذِهِ الْمَشِيئَةِ نَحْنُ مُقَدَّسُونَ بِتَقْدِيمِ جَسَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَرَّةً وَاحِدَةً.) عبرانيين 10: 10
(27الَّذِي لَيْسَ لَهُ اضْطِرَارٌ كُلَّ يَوْمٍ مِثْلُ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ أَنْ يُقَدِّمَ ذَبَائِحَ أَوَّلاً عَنْ خَطَايَا نَفْسِهِ ثُمَّ عَنْ خَطَايَا الشَّعْبِ، لأَنَّهُ فَعَلَ هَذَا مَرَّةً وَاحِدَةً، إِذْ قَدَّمَ نَفْسَهُ.) عبرانيين 7: 27
(14لأَنَّهُ بِقُرْبَانٍ وَاحِدٍ قَدْ أَكْمَلَ إِلَى الأَبَدِ الْمُقَدَّسِينَ.) عبرانيين 10: 14
(19فَإِذْ لَنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ ثِقَةٌ بِالدُّخُولِ إِلَى «الأَقْدَاسِ» بِدَمِ يَسُوعَ)عبرانيين10: 19
(12لِذَلِكَ يَسُوعُ أَيْضاً، لِكَيْ يُقَدِّسَ الشَّعْبَ بِدَمِ نَفْسِهِ، تَأَلَّمَ خَارِجَ الْبَابِ.) عبرانيين 13: 12
لن أرد عليك الآن يا عقل بشأن ما أثرته من أن يسوع كان نبياً رسولاً فقط ، ولم يكن إلهاً. لكن: أبعد كل هذه النصوص المقدسة تدعى يا عقل أن يسوع لم يُصلَب ولم يمت لأجلنا؟
أما العقل فقد بدا ممتعضاً ، وتظهر على وجهه علامات الأسى ، كأنه يريد أن يقول: (مسكين! خدعوك فقالوا) ، ثم نطق العقلُ قائلاً: ألم يخطر ببالك أن كل النصوص التى ذكرتها من بولس ، الذى يُكذبه علماء اللاهوت ، ولكنى لن أذكر لك هنا أى قول من أقوال علماء اللاهوت ، لأنك ببساطة لن تصدقهم ، وستقول: إنه فى كل دين يوجد أناس مارقون عن تعاليمه ، فما الذى يُجبرنى على تصديقهم ، بمعنى آخر هم ليسوا حُجَّة على الدين ، إلا أن يثبت صحة كلامهم.
وهذا بالطبع مردود عليه: فالأناس الذين يفتون فى الدين بغير علم ، هم الخارجون عن الدين ، المتكلمون فيه بجهل ، أما أصحاب التفاسير والفقه ، فهم أهل الدين ، خاصة وأن علم الدين ليس هوائى ، لكن الآيات تفسر بعضها البعض. على أى حال ، أنا قلت لك من البدء إننى لن أتعرض لكلام علماء اللاهوت ، فها هو بولس نفسه يعترف بكذبه ونفاقه ، فقال: (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7
واعترف باحتياله ، فقال: (16فَلْيَكُنْ. أَنَا لَمْ أُثَقِّلْ عَلَيْكُمْ. لَكِنْ إِذْ كُنْتُ مُحْتَالاً أَخَذْتُكُمْ بِمَكْرٍ!) كورنثوس الثانية 12: 16
واعترف بنفاقه ، فقال: (19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ.) كورنثوس الأولى 9: 19-23
فكيف يُؤخذ دين وعقيدة عن كذَّاب ، محتال ، منافق؟
وخلاصة القول: إن بولس كان واضح المنهاج ، فقد قرر ألا يعرف إلا المسيح وإياه مصلوباً ، وبنى على ذلك عقائده ، غير مبالى أى طريق سيسلكه لتحقيق ذلك ، حتى لو أُهين أو قتل.
ويتفاخر أنه أتى بإنجيل ، لم يعرفه الرسل ولا أحد ، ولكن أخذه مباشرة من يسوع الذى أوحاه إليه. هل تتخيل هذا القول؟ يسوع لم يُعلِّم تلاميذه رسالته إليهم؟ فماذا كانوا يفعلون معه طوال مدة تبشيره؟ وماذا علمهم هو؟ وماذا فعل الروح القدس الذى حل عليهم فى اليوم الخمسين؟ هل يُرفَض كل هذا من أجل كلمة ذكرها إنسان كذَّاب ، مُحتال ، منافق؟
(11وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الإِنْجِيلَ الَّذِي بَشَّرْتُ بِهِ، أَنَّهُ لَيْسَ بِحَسَبِ إِنْسَانٍ. 12لأَنِّي لَمْ أَقْبَلْهُ مِنْ عِنْدِ إِنْسَانٍ وَلاَ عُلِّمْتُهُ. بَلْ بِإِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.) غلاطية 1: 11-12
والغريب أنه لمَّا يختار يسوع من يُمثله فى مواصلة رسالته، لا يُرشِّح أحد من تلاميذه، ولكنه يُرشِّح ألدَّ أعدائه!!
لذلك فإن بولس قد اعتبر تعاليمه هو نفسه هى التعاليم الوحيدة الحقيقية وأن التعاليم المسيحية هي تعاليم بولس فقط دون إختلاف فهي قد أوحيت إليه:
(11وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الإِنْجِيلَ الَّذِي بَشَّرْتُ بِهِ، أَنَّهُ لَيْسَ بِحَسَبِ إِنْسَانٍ. 12لأَنِّي لَمْ أَقْبَلْهُ مِنْ عِنْدِ إِنْسَانٍ وَلاَ عُلِّمْتُهُ. بَلْ بِإِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.) غلاطية 1: 11-12
ولا يجب على أتباعه أن يقبلوا أية تعاليم أخرى ، حتى ولو بشر ملاك بإنجيل آخر فهو ملعون: (8وَلَكِنْ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا».) غلاطية 1: 8
وربما أراد أن يُفهمنا أنه هو وأوامره يمثلان الروح القدس (28لأَنَّهُ قَدْ رَأَى الرُّوحُ الْقُدُسُ وَنَحْنُ أَنْ لاَ نَضَعَ عَلَيْكُمْ ثِقْلاً أَكْثَرَ غَيْرَ هَذِهِ الأَشْيَاءِ الْوَاجِبَةِ:) أعمال الرسل 15: 28 ؛ و(وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 7: 40
فإنه (بناءً على ذلك) يمكنه إدانة كل شيء بلا إستثناء حتى الملائكة أنفسهم (كورنثوس الأولى 6 : 3) ["ألستم تعلمون أننا سندين ملائكة فبالأولى أمور هذه الحياة"]
هذا على الرغم من أنه قد عارض الإدانة من قبل (رومية 2: 1 ؛ 14: 10 , 13 (["وأما أنت فلماذا تدين أخاك أو أنت أيضاً فلماذا تزدري بأخيك، لأننا جميعاً سوف نقف أمام كرسي المسيح"]؛ كورنثوس الأولى 4 : 5 ["إذاً لا تحكموا في شيء قبل الوقت حتى يأتي الرب الذي سينير خفايا الظلام، ويظهر آراء القلوب، وحينئذ يكون المدح لكل واحد من الله"]،كورنثوس الأولى 5: 12)،
ولم يكتفى بولس الكذَّاب بكل هذا ، بل ادعى أنه سيدين الملائكة وسيفحص روح الله نفسه ، فقال: (3أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّنَا سَنَدِينُ مَلاَئِكَةً؟ فَبِالأَوْلَى أُمُورَ هَذِهِ الْحَيَاةِ!) كورنثوس الأولى 6: 3
(10فَأَعْلَنَهُ اللهُ لَنَا نَحْنُ بِرُوحِهِ. لأَنَّ الرُّوحَ يَفْحَصُ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى أَعْمَاقَ اللهِ.) كورنثوس الأولى 2: 10
ومن عجب العجاب أنه وضع نصوصاً فى رسائله تصرِّح أنها لم توحَ إليه ، ومع ذلك وضعتموها ضمن الكتاب المقدس وصدقتموها، وأيضاً هذا ما نستنتجه من خطابات بولس ، فالسلامات على المرسل إليهم وأقربائهم لا يدل إلى على كون هذا الخطاب خطاب شخصى:
(25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً. 26فَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا حَسَنٌ لِسَبَبِ الضِّيقِ الْحَاضِرِ. أَنَّهُ حَسَنٌ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَكُونَ هَكَذَا:) كورنثوس الأولى 7: 25-26
(40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 7: 40
(2هَا أَنَا بُولُسُ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنِ اخْتَتَنْتُمْ لاَ يَنْفَعُكُمُ الْمَسِيحُ شَيْئاً!) غلاطية 5: 2
(12وَأَمَّا الْبَاقُونَ فَأَقُولُ لَهُمْ أَنَا لاَ الرَّبُّ: إِنْ كَانَ أَخٌ لَهُ امْرَأَةٌ غَيْرُ مُؤْمِنَةٍ وَهِيَ تَرْتَضِي أَنْ تَسْكُنَ مَعَهُ فَلاَ يَتْرُكْهَا. 13وَالْمَرْأَةُ الَّتِي لَهَا رَجُلٌ غَيْرُ مُؤْمِنٍ وَهُوَ يَرْتَضِي أَنْ يَسْكُنَ مَعَهَا فَلاَ تَتْرُكْهُ.) كورنثوس الأولى 7: 12-13
(1أُوصِي إِلَيْكُمْ بِأُخْتِنَا فِيبِي الَّتِي هِيَ خَادِمَةُ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي كَنْخَرِيَا 2كَيْ تَقْبَلُوهَا فِي الرَّبِّ كَمَا يَحِقُّ لِلْقِدِّيسِينَ وَتَقُومُوا لَهَا فِي أَيِّ شَيْءٍ احْتَاجَتْهُ مِنْكُمْ لأَنَّهَا صَارَتْ مُسَاعِدَةً لِكَثِيرِينَ وَلِي أَنَا أَيْضاً. 3سَلِّمُوا عَلَى بِرِيسْكِلاَّ وَأَكِيلاَ الْعَامِلَيْنِ مَعِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ 4اللَّذَيْنِ وَضَعَا عُنُقَيْهِمَا مِنْ أَجْلِ حَيَاتِي اللَّذَيْنِ لَسْتُ أَنَا وَحْدِي أَشْكُرُهُمَا بَلْ أَيْضاً جَمِيعُ كَنَائِسِ الأُمَمِ 5وَعَلَى الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي بَيْتِهِمَا. سَلِّمُوا عَلَى أَبَيْنِتُوسَ حَبِيبِي الَّذِي هُوَ بَاكُورَةُ أَخَائِيَةَ لِلْمَسِيحِ. 6سَلِّمُوا عَلَى مَرْيَمَ الَّتِي تَعِبَتْ لأَجْلِنَا كَثِيراً. 7سَلِّمُوا عَلَى أَنْدَرُونِكُوسَ وَيُونِيَاسَ نَسِيبَيَّ الْمَأْسُورَيْنِ مَعِي اللَّذَيْنِ هُمَا مَشْهُورَانِ بَيْنَ الرُّسُلِ وَقَدْ كَانَا فِي الْمَسِيحِ قَبْلِي. 8سَلِّمُوا عَلَى أَمْبِلِيَاسَ حَبِيبِي فِي الرَّبِّ. .. .. .. .. 10سَلِّمُوا عَلَى أَبَلِّسَ الْمُزَكَّى فِي الْمَسِيحِ. سَلِّمُوا عَلَى الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَهْلِ أَرِسْتُوبُولُوسَ. 11سَلِّمُوا عَلَى هِيرُودِيُونَ نَسِيبِي. سَلِّمُوا عَلَى الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَهْلِ نَرْكِسُّوسَ الْكَائِنِينَ فِي الرَّبِّ. 12سَلِّمُوا عَلَى تَرِيفَيْنَا وَتَرِيفُوسَا التَّاعِبَتَيْنِ فِي الرَّبِّ. سَلِّمُوا عَلَى بَرْسِيسَ الْمَحْبُوبَةِ الَّتِي تَعِبَتْ كَثِيراً فِي الرَّبِّ. 13سَلِّمُوا عَلَى رُوفُسَ الْمُخْتَارِ فِي الرَّبِّ وَعَلَى أُمِّهِ أُمِّي. .. .. . 15سَلِّمُوا عَلَى فِيلُولُوغُسَ وَجُولِيَا وَنِيرِيُوسَ وَأُخْتِهِ وَأُولُمْبَاسَ وَعَلَى جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ الَّذِينَ مَعَهُمْ. 16سَلِّمُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِقُبْلَةٍ مُقَدَّسَةٍ. كَنَائِسُ الْمَسِيحِ تُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ. .. .. .. .. 21يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ تِيمُوثَاوُسُ الْعَامِلُ مَعِي وَلُوكِيُوسُ وَيَاسُونُ وَسُوسِيبَاتْرُسُ أَنْسِبَائِي. 22أَنَا تَرْتِيُوسُ كَاتِبُ هَذِهِ الرِّسَالَةِ أُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ فِي الرَّبِّ. 23يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ غَايُسُ مُضَيِّفِي وَمُضَيِّفُ الْكَنِيسَةِ كُلِّهَا. يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ أَرَاسْتُسُ خَازِنُ الْمَدِينَةِ وَكَوَارْتُسُ الأَخُ. .. .. (كُتِبَتْ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ مِنْ كُورِنْثُوسَ عَلَى يَدِ فِيبِي خَادِمَةِ كَنِيسَةِ كَنْخَرِيَا) رومية 16:1-27
وكذلك (11لُوقَا وَحْدَهُ مَعِي. خُذْ مَرْقُسَ وَأَحْضِرْهُ مَعَكَ لأَنَّهُ نَافِعٌ لِي لِلْخِدْمَةِ. 12أَمَّا تِيخِيكُسُ فَقَدْ أَرْسَلْتُهُ إِلَى أَفَسُسَ. 13اَلرِّدَاءَ الَّذِي تَرَكْتُهُ فِي تَرُواسَ عِنْدَ كَارْبُسَ أَحْضِرْهُ مَتَى جِئْتَ، وَالْكُتُبَ أَيْضاً وَلاَ سِيَّمَا الرُّقُوقَ. 14إِسْكَنْدَرُ النَّحَّاسُ أَظْهَرَ لِي شُرُوراً كَثِيرَةً. لِيُجَازِهِ الرَّبُّ حَسَبَ أَعْمَالِهِ. 15فَاحْتَفِظْ مِنْهُ أَنْتَ أَيْضاً لأَنَّهُ قَاوَمَ أَقْوَالَنَا جِدّاً. 16فِي احْتِجَاجِي الأَوَّلِ لَمْ يَحْضُرْ أَحَدٌ مَعِي، بَلِ الْجَمِيعُ تَرَكُونِي. لاَ يُحْسَبْ عَلَيْهِمْ. 17وَلَكِنَّ الرَّبَّ وَقَفَ مَعِي وَقَوَّانِي، لِكَيْ تُتَمَّ بِي الْكِرَازَةُ، وَيَسْمَعَ جَمِيعُ الأُمَمِ، فَأُنْقِذْتُ مِنْ فَمِ الأَسَدِ. 18وَسَيُنْقِذُنِي الرَّبُّ مِنْ كُلِّ عَمَلٍ رَدِيءٍ وَيُخَلِّصُنِي لِمَلَكُوتِهِ السَّمَاوِيِّ. الَّذِي لَهُ الْمَجْدُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. آمِينَ. 19سَلِّمْ عَلَى فِرِسْكَا وَأَكِيلاَ وَبَيْتِ أُنِيسِيفُورُسَ. 20أَرَاسْتُسُ بَقِيَ فِي كُورِنْثُوسَ. وَأَمَّا تُرُوفِيمُسُ فَتَرَكْتُهُ فِي مِيلِيتُسَ مَرِيضاً. 21بَادِرْ أَنْ تَجِيءَ قَبْلَ الشِّتَاءِ. يُسَلِّمُ عَلَيْكَ أَفْبُولُسُ وَبُودِيسُ وَلِينُسُ وَكَلاَفَِدِيَّةُ وَالإِخْوَةُ جَمِيعاً.) تيموثاوس الثانية 4: 11-21
وكذلك ألغى الناموس ، وهكذا تمكن من إلغاء دين عيسى عليه السلام ، الذى كان دينه ودين آبائه من الأنبياء والمرسلين السابقين: (14فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ النَّامُوسَ رُوحِيٌّ وَأَمَّا أَنَا فَجَسَدِيٌّ مَبِيعٌ تَحْتَ الْخَطِيَّة.) رومية 7: 14 ، فإذا كان الناموس هو روحه ، وقد نبذه وخالفه ، فلنرى جسده وهو ماتبقى.
(15لأَنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ مَا أَنَا أَفْعَلُهُ إِذْ لَسْتُ أَفْعَلُ مَا أُرِيدُهُ بَلْ مَا أُبْغِضُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. 16فَإِنْ كُنْتُ أَفْعَلُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِنِّي أُصَادِقُ النَّامُوسَ أَنَّهُ حَسَنٌ. 17فَالآنَ لَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُ ذَلِكَ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. 18فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ أَيْ فِي جَسَدِي شَيْءٌ صَالِحٌ. لأَنَّ الإِرَادَةَ حَاضِرَةٌ عِنْدِي وَأَمَّا أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى فَلَسْتُ أَجِدُ. 19لأَنِّي لَسْتُ أَفْعَلُ الصَّالِحَ الَّذِي أُرِيدُهُ بَلِ الشَّرَّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. 20فَإِنْ كُنْتُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ إِيَّاهُ أَفْعَلُ فَلَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُهُ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. 21إِذاً أَجِدُ النَّامُوسَ لِي حِينَمَا أُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى أَنَّ الشَّرَّ حَاضِرٌ عِنْدِي. 22فَإِنِّي أُسَرُّ بِنَامُوسِ اللهِ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ. 23وَلَكِنِّي أَرَى نَامُوساً آخَرَ فِي أَعْضَائِي يُحَارِبُ نَامُوسَ ذِهْنِي وَيَسْبِينِي إِلَى نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ الْكَائِنِ فِي أَعْضَائِي. 24وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هَذَا الْمَوْتِ؟ 25أَشْكُرُ اللهَ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا! إِذاً أَنَا نَفْسِي بِذِهْنِي أَخْدِمُ نَامُوسَ اللهِ وَلَكِنْ بِالْجَسَدِ نَامُوسَ الْخَطِيَّةِ.) رومية 7: 14-25
هذا هو القديس بولس ، الذى أُلِّفت فيه الكتب والمراجع ، وكان سببا فى اختلاف العلماء والمفكرين. وما إن يأخذ أحد الباحثين الحيدة والموضوعية فى بحثه عن بولس ومقارنته بالعهد القديم أو الجديد ، إلا واكتشف ديناً جديداً أخرجه بولس للنصارى، وأخرجهم به من عهد الرب فى الدنيا والآخرة.
لقد تمحور دينه فى كون يسوع هو المسيح ، وأنه صُلِبَ من أجل خطايا البشر: (2لأَنِّي لَمْ أَعْزِمْ أَنْ أَعْرِفَ شَيْئاً بَيْنَكُمْ إِلاَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوباً.) كورنثوس الأولى 2: 2
الأمر الذى رفضه كل المؤمنين المعاصرين ليسوع بصور مختلفة:
فقد منعه الرسل (التلاميذ) من التواجد بينهم: (أعمال الرسل 19: 30) (30وَلَمَّا كَانَ بُولُسُ يُرِيدُ أَنْ يَدْخُلَ بَيْنَ الشَّعْبِ لَمْ يَدَعْهُ التَّلاَمِيذُ.)
ولم تتفق شكواهم ضده إلا على قوله بقيامة يسوع من الأموات: (18فَلَمَّا وَقَفَ الْمُشْتَكُونَ حَوْلَهُ لَمْ يَأْتُوا بِعِلَّةٍ وَاحِدَةٍ مِمَّا كُنْتُ أَظُنُّ. 19لَكِنْ كَانَ لَهُمْ عَلَيْهِ مَسَائِلُ مِنْ جِهَةِ دِيَانَتِهِمْ وَعَنْ وَاحِدٍ اسْمُهُ يَسُوعُ قَدْ مَاتَ وَكَانَ بُولُسُ يَقُولُ إِنَّهُ حَيٌّ.) أعمال الرسل 25: 18-19
ومنهم من استهزأ به (أعمال الرسل 17: 32) (32وَلَمَّا سَمِعُوا بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ كَانَ الْبَعْضُ يَسْتَهْزِئُونَ)
ومنهم من حكم عليه بالخبل والجنون (الهزي) (أعمال الرسل 26: 24) (24وَبَيْنَمَا هُوَ يَحْتَجُّ بِهَذَا قَالَ فَسْتُوسُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «أَنْتَ تَهْذِي يَا بُولُسُ! الْكُتُبُ الْكَثِيرَةُ تُحَوِّلُكَ إِلَى الْهَذَيَانِ».)
ومنهم من ادعى أن أقواله كلها غريبة ، ولم يتبق له إلا أن يقول هذا (سنسمع منك عن هذا أيضاً): (31لأَنَّهُ أَقَامَ يَوْماً هُوَ فِيهِ مُزْمِعٌ أَنْ يَدِينَ الْمَسْكُونَةَ بِالْعَدْلِ بِرَجُلٍ قَدْ عَيَّنَهُ مُقَدِّماً لِلْجَمِيعِ إِيمَاناً إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ». 32وَلَمَّا سَمِعُوا بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ كَانَ الْبَعْضُ يَسْتَهْزِئُونَ وَالْبَعْضُ يَقُولُونَ: «سَنَسْمَعُ مِنْكَ عَنْ هَذَا أَيْضاً!». 33وَهَكَذَا خَرَجَ بُولُسُ مِنْ وَسَطِهِمْ.) أعمال الرسل 17: 31-33
ومنهم من ادعى عليه بالتخفيف أنه مهزار ، ولا يمكن أن يكون هذا الهزل الذى يقوله حقيقة: (18فَقَابَلَهُ قَوْمٌ مِنَ الْفَلاَسِفَةِ الأَبِيكُورِيِّينَ وَالرِّوَاقِيِّينَ وَقَالَ بَعْضٌ: «تُرَى مَاذَا يُرِيدُ هَذَا الْمِهْذَارُ أَنْ يَقُولَ؟» وَبَعْضٌ: «إِنَّهُ يَظْهَرُ مُنَادِياً بِآلِهَةٍ غَرِيبَةٍ» - لأَنَّهُ كَانَ يُبَشِّرُهُمْ بِيَسُوعَ وَالْقِيَامَةِ. 19فَأَخَذُوهُ وَذَهَبُوا بِهِ إِلَى أَرِيُوسَ بَاغُوسَ قَائِلِينَ: «هَلْ يُمْكِنُنَا أَنْ نَعْرِفَ مَا هُوَ هَذَا التَّعْلِيمُ الْجَدِيدُ الَّذِي تَتَكَلَّمُ بِهِ. 20لأَنَّكَ تَأْتِي إِلَى مَسَامِعِنَا بِأُمُورٍ غَرِيبَةٍ فَنُرِيدُ أَنْ نَعْلَمَ مَا عَسَى أَنْ تَكُونَ هَذِهِ».) أعمال الرسل 17: 18-20
وحكم الرسل عليه (التلاميذ) بالإستتابة والعودة إلى دين آبائه وأجداده، وصححوا عقائد الناس الذين هبط بهم بولس إلى هاوية الكفر: (أعمال الرسل 21: 23-25) (23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا».)
ومنهم من أمسكوه وأرادوا قتله (أعمال الرسل 21: 27-32) (27وَلَمَّا قَارَبَتِ الأَيَّامُ السَّبْعَةُ أَنْ تَتِمَّ رَآهُ الْيَهُودُ الَّذِينَ مِنْ أَسِيَّا فِي الْهَيْكَلِ فَأَهَاجُوا كُلَّ الْجَمْعِ وَأَلْقَوْا عَلَيْهِ الأَيَادِيَ 28صَارِخِينَ: «يَا أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ أَعِينُوا! هَذَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي يُعَلِّمُ الْجَمِيعَ فِي كُلِّ مَكَانٍ ضِدّاً لِلشَّعْبِ وَالنَّامُوسِ وَهَذَا الْمَوْضِعِ حَتَّى أَدْخَلَ يُونَانِيِّينَ أَيْضاً إِلَى الْهَيْكَلِ وَدَنَّسَ هَذَا الْمَوْضِعَ الْمُقَدَّسَ». 29لأَنَّهُمْ كَانُوا قَدْ رَأَوْا مَعَهُ فِي الْمَدِينَةِ تُرُوفِيمُسَ الأَفَسُسِيَّ فَكَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّ بُولُسَ أَدْخَلَهُ إِلَى الْهَيْكَلِ. 30فَهَاجَتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا وَتَرَاكَضَ الشَّعْبُ وَأَمْسَكُوا بُولُسَ وَجَرُّوهُ خَارِجَ الْهَيْكَلِ. وَلِلْوَقْتِ أُغْلِقَتِ الأَبْوَابُ. 31وَبَيْنَمَا هُمْ يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ نَمَا خَبَرٌ إِلَى أَمِيرِ الْكَتِيبَةِ أَنَّ أُورُشَلِيمَ كُلَّهَا قَدِ اضْطَرَبَتْ 32فَلِلْوَقْتِ أَخَذَ عَسْكَراً وَقُوَّادَ مِئَاتٍ وَرَكَضَ إِلَيْهِمْ. فَلَمَّا رَأُوا الأَمِيرَ وَالْعَسْكَرَ كَفُّوا عَنْ ضَرْبِ بُولُسَ.)
ومنهم من قدموه إلى المحاكمة (أعمال الرسل 26: 1-2) (1فَقَالَ أَغْرِيبَاسُ لِبُولُسَ: «مَأْذُونٌ لَكَ أَنْ تَتَكَلَّمَ لأَجْلِ نَفْسِكَ». حِينَئِذٍ بَسَطَ بُولُسُ يَدَهُ وَجَعَلَ يَحْتَجُّ: 2«إِنِّي أَحْسِبُ نَفْسِي سَعِيداً أَيُّهَا الْمَلِكُ أَغْرِيبَاسُ إِذْ أَنَا مُزْمِعٌ أَنْ أَحْتَجَّ الْيَوْمَ لَدَيْكَ عَنْ كُلِّ مَا يُحَاكِمُنِي بِهِ الْيَهُودُ.)
فانظر إلى (الرسل) التلاميذ أنفسهم لم يعرفوا شيئاً عن الروح القدس ولا معمودية بولس: (1فَحَدَثَ فِيمَا كَانَ أَبُلُّوسُ فِي كُورِنْثُوسَ أَنَّ بُولُسَ بَعْدَ مَا اجْتَازَ فِي النَّوَاحِي الْعَالِيَةِ جَاءَ إِلَى أَفَسُسَ. فَإِذْ وَجَدَ تَلاَمِيذَ 2سَأَلَهُمْ: «هَلْ قَبِلْتُمُ الرُّوحَ الْقُدُسَ لَمَّا آمَنْتُمْ؟» قَالُوا لَهُ: «وَلاَ سَمِعْنَا أَنَّهُ يُوجَدُ الرُّوحُ الْقُدُسُ». 3فَسَأَلَهُمْ: «فَبِمَاذَا اعْتَمَدْتُمْ؟» فَقَالُوا: «بِمَعْمُودِيَّةِ يُوحَنَّا». 4فَقَالَ بُولُسُ: «إِنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ قَائِلاً لِلشَّعْبِ أَنْ يُؤْمِنُوا بِالَّذِي يَأْتِي بَعْدَهُ أَيْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ». 5فَلَمَّا سَمِعُوا اعْتَمَدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ. 6وَلَمَّا وَضَعَ بُولُسُ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْهِمْ فَطَفِقُوا يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ وَيَتَنَبَّأُونَ.) أعمال الرسل 19: 1-6
واتهمه البعض بالكفر وبأنه يدعوا إلى آلهة غريبة ، فهم لم يسمعوا بها لا من موسى ولا من الأنبياء ولا من عيسى عليهم الصلاة والسلام (أعمال الرسل 17: 18) (18فَقَابَلَهُ قَوْمٌ مِنَ الْفَلاَسِفَةِ الأَبِيكُورِيِّينَ وَالرِّوَاقِيِّينَ وَقَالَ بَعْضٌ: «تُرَى مَاذَا يُرِيدُ هَذَا الْمِهْذَارُ أَنْ يَقُولَ؟» وَبَعْضٌ: «إِنَّهُ يَظْهَرُ مُنَادِياً بِآلِهَةٍ غَرِيبَةٍ» - لأَنَّهُ كَانَ يُبَشِّرُهُمْ بِيَسُوعَ وَالْقِيَامَةِ. 19فَأَخَذُوهُ وَذَهَبُوا بِهِ إِلَى أَرِيُوسَ بَاغُوسَ قَائِلِينَ: «هَلْ يُمْكِنُنَا أَنْ نَعْرِفَ مَا هُوَ هَذَا التَّعْلِيمُ الْجَدِيدُ الَّذِي تَتَكَلَّمُ بِهِ. 20لأَنَّكَ تَأْتِي إِلَى مَسَامِعِنَا بِأُمُورٍ غَرِيبَةٍ فَنُرِيدُ أَنْ نَعْلَمَ مَا عَسَى أَنْ تَكُونَ هَذِهِ».) أعمال الرسل 17: 18-20
هذا بالنسبة لموت يسوع أو صلبه ، ولكننى أريدك أن تسمع نصاً وفكِّر فيه كثيراً: (7الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ) عبرانيين 5: 7 فكيف سُمِعَ له إن لم يكن قد نجَّاه؟
هل تتخيل بعد ذلك أن عيسى عليه السلام تكلم عن فرية الصلب والفداء هذه؟
انظر إلى بولس: فبعد ما وصف هذا العمل الهمجى بالتضحية ، سبَّ الله واتهمه بعدم الرحمة وعدم الإشفاق على ابنه: (31فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! 32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضاً مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟) رومية8: 31-32
ثم كان هذا العمل سبباً فى لعن يسوع الذى تعبده: (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ:«مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ»)غلاطية3: 13
أى بدلاً من أن تقول تعاليت يا الله ، تقدست أسماؤك وصفاتك وأعمالك يا الله ، لك الحمد يا الله! أى بدلاً من تسبح بحمد الله ، تلعنه. هل تعى ما تؤمن به؟ أيتها النفس أفيقى قبل فوات الأوان! أيقبل الله أن يُصلَب ويُلعن من أجل أن آدم وحواء أكلا من الشجرة؟ فماذا سيفعل إذن ليغفر الذنوب العظام من شرك وسحر وأيمان كاذبة وسب لله ودينه والزنى والسرقة؟ هل فقد هذا الإله رشده لكى يُصلَب من أجل ثمرة أو من أجل عبد من عبيده؟
هل تقبل أن تذاكر وتتفوق ، ويُحكم عليك بالفشل وتُطرَد من الإمتحان ، لأن أخوك لم يستذكر دروسه جيداً
هل تقبل أن تُطرَد من عملك ، لأن ابنك أساء الأدب فى مدرسته؟
تخيل أنك لك عبد ، فهل تُسجن مكان عبدك ، وهل تُصلَب وتموت بدلاً منه؟ أيسرق عبدى وتُسجَن أنت نيابة عنه؟ لماذا؟ أى عدل هذا الذى يُشجِّع على انتشار الإثم والفساد؟ فالغرض من العقوبة هو منع انتشار الفساد ، وعدم تكرارها. فهل ترى أن الرب قد نجح فى إدارة ملكوته بسكوته عن خطيئة آدم وحواء؟
لا. فقد زاغ الأنبياء أنفسهم ، فمنهم من اكتسب عن طريق تفريطه فى شرف زوجته ، ومنهم من زنى بجارنه ، ومنهم من زنى بمحارمه ، ومنهم من نصب وسرق ، ومنهم من تطاول على الرب الخالق وصارعه ، ومنهم من كفر وزاغ عن الطريق المستقيم.
فهل فعلوا هذا لعلمهم ، بما يدبره الرب من نزوله ليُصلَب نيابة عن البشرية؟ لو كان الأمر كذلك ، لكان هذا الإله إله فاشل ، وهو الذى تسبب فى حالة الإحباط والتقاعس عن المسارعة فى الصالحات. ولابد أن يُحاكم هو ، وليس عبيده. وفى هذه الحالة أسألك يانفس: ما الفرق إذن بين الرب والشيطان؟ كلاهما قد أضلَّ البشر.
فما رأيك يانفس وما رأيك يا عقل أن يكون الإله أسوأ من الشيطان أو مثله؟ كلاهما أضل البشر! أرسل الرب أسوأ خلقه لإضلال الناس ، وسماهم أنبياء ليخدع الناس ويجعلهم يصدقوهم!
.......................................
ابوبكر
(((((((((((((((((((((((أسئلة عن ألوهية المسيح تنتظر الإجابة((((((((((((((((((((((((((((((((((
هذه مجموعة من الاسئلة أوجهها لزملائي المسيحيين المؤمنين بأن المسيح - عليه السلام - هو إله :
السؤال الأول : لو تخيل أحدكم انه كان يساعد مريم عليها السلام أثناء الوضع قبل 2000 عام في مذود للبقر ، كما في إنجيل لوقا 2 : 7 ، أكان يتخيل للحظة ان ذلك المولود الصغير النازل من فرجها هو رب العالمين؟!
السؤال الثاني : تدعون ان الله نزل وعاش على الارض بينما كتابكم يقول : " لأَنَّهُ هَلْ يَسْكُنُ اللَّهُ حَقّاً عَلَى الأَرْضِ؟ هُوَذَا السَّمَاوَاتُ وَسَمَاءُ السَّمَاوَاتِ لاَ تَسَعُكَ، فَكَمْ بِالأَقَلِّ هَذَا الْبَيْتُ الَّذِي بَنَيْتُ؟ ". ملوك الأول 8 : 27 ويقول أيضاً : " فَاسْمَعْ أَنْتَ مِنَ السَّمَاءِ مَكَانِ سُكْنَاكَ وَاغْفِرْ .. " ملوك الأول 8 : 39 ( ترجمة فاندايك )
السؤال الثالث : تقولون ان الله غير محدود .. فكيف احتواه بطن العذراء مريم؟ وكيف خرج من فرجها متجسداً على هذه الأرض التي نسبتها إلى سائر ملكه أقل من نسبة الذرة إليها؟ ( تعالى عما يصفون ) ثم إذا كانت مريم عليها السلام حاملة للخطية الأصلية ( الجدية ) بحسب عقيدة الأرثوذكس، وخاضعة للموت كما يخضع سائر البشر، فكيف يمكن لله كلي القداسة أن يحل بطبيعة إنسانية خاطئة محكوم عليها بالموت؟!
السؤال الرابع : تحكي اناجيلكم أنه تمت محاكمة يسوع أمام رئيس الكهنة وأمام الوالى بيلاطس وأمام هيرودس بينما نفاجىء بأن الرب يقول في سفر إرميا : " لأَنَّهُ مَنْ مِثْلِي وَمَنْ يُحَاكِمُنِي وَمَنْ هُوَ الرَّاعِي الَّذِي يَقِفُ أَمَامِي؟ " إرمياء 49 : 19 ( ترجمة فاندايك ) فمن نصدق ؟
السؤال الخامس : كيف يكون المسيح إله والانجيل بحسب لوقا 22 : 43 يخبرنا أن ملاكاً ظهر له من السماء ليقويه؟ " وَخَرَجَ وَمَضَى كَالْعَادَةِ إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ ، وَتَبِعَهُ أَيْضاً تَلاَمِيذُهُ.وَلَمَّا صَارَ إِلَى الْمَكَانِ قَالَ لَهُمْ: صَلُّوا لِكَيْ لاَ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى قَائِلاً: يَا أَبَتَاهُ ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ. وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ ". ( ترجمة فاندايك )
والآن أليس يسوع المسيح كما تقولون هو ابن الله المتجسد على الأرض فما حاجته لملاك مخلوق من السماء ليقويه؟! أم ان هذا الملاك لا يعلم شيئاً عن لاهوت المسيح ؟
السؤال السادس : في سفر الخروج 33 : 20 الرب يقول لموسى : " لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي لأَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ ". فإذا كان الانسان لا يستطيع أن يرى الله ويعيش فكيف الحال إذا ادعى مدع ان الله حل بإنسان اسمه يسوع ؟
السؤال السابع : كتابكم المقدس يقول أن الله لا يتغير كما في سفر ملاخي 3 : 6 ، ويعقوب 1 : 17 ، فإذا كان الرب لا يتغير فكيف آمنتم بأنه صار انساناً وأخلى نفسه كما يقول بولس ؟!
السؤال الثامن : كتابكم المقدس أوضح بأن الاعتراف بأن إنسانا هو الله يعتبر تجديفا وكفراً [ تثنية 13 : 6_10 ] وهذا الإيضاح كان قبل مجيء المسيح.
السؤال التاسع : من المعلوم ان الله جل جلاله كامل منزه عن النقائص ومن المعلوم ان اللوازم الباطلة محالة في حق الله الكامل ، فالله مثلاً لا يكذب ولا يظلم ولا ينام ولا ينسى ولا يندم ولا يموت .. الخ والمسيحيون يقرون بأن قداسة الله مطلقة وغير محدوده و ان أي خطية لا يمكن أن تظهر في محضره باعتبار مقامه الالهي السامي وقداسته وجلاله . فكيف إذن آمنتم بتجسده وتعليقه على الصليب وتحمله الآم الصليب . فأي خطايا أعظم من هذه في حق مقام الاله السامي وقداسته وجلاله ؟
السؤال العاشر : يذكر كاتب إنجيل متى في الإصحاح الرابع من إنجيله ابتداء من الفقرة الأولى حكاية تجربة إبليس للمسيح والتي جاء فيها : " ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ ، وَأَوْقَفَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ ، وَقَالَ لَهُ: إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ ، فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ. قَالَ لَهُ يَسُوعُ: مَكْتُوبٌ أَيْضاً: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضاً إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ جِدّاً ، وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا ".
لاحظ أخي القارئ عبارة : " ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ ". ثم لاحظ كلمة " أَوْقَفَهُ " ، ثم لاحظ عبارة : " ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضاً إِبْلِيسُ ". ثم لاحظ كلمة : " وَأَرَاهُ ".
بلا شك أن إبليس كان متسلطاً على يسوع حيث كان يقود المسيح إلي حيث شاء فينقاد له!
ونحن نسأل : كيف يقبل عاقل سلمت فطرته على اعتقاد أن رب السموات والأرض كان في جسد المسيح وكان هذا الجسد بهذه الحالة مع إبليس؟! أليس معنى هذا أن الإله الخالق الحال في الجسد قد سحبه الشيطان ، وردده وجرت عليه أحكامه بالتبعية!
وقد كتب متى في [ 4 : 8 ] : ان إبليس أخذ المسيح إلي قمة جبل عال جداً ، وأراه جميع ممالك العالم ، وقال له : " أُعْطِيكَ هَذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي ". ( ترجمة فاندايك )
فكيف يطمع إبليس في أن يسجد له وأن يخضع له من فيه روح اللاهوت . . . ؟! ومن العجب أن الشيطان لا يبقى ويثبت مع وجود الملائكة والقديسين ، فكيف يطمع ويثبت فيمن يعتقد ربوبيته وأنه صورة الله ؟
السؤال الحادي عشر : هل قال المسيح لتلاميذه وأتباعه، إنه يتكون من جزء لاهوتي وجزء ناسوتي؟ وأنه إله كامل وإنسان كامل ؟ نطالب المسيحيين بالأدلة النقلية من الكتاب المقدس على لسان المسيح التي تثبت ذلك .
وإذا كان المسيح إنسان كامل فهل يعني هذا انه يشتهي النساء كأي إنسان كامل وان قضيبه الذكري ينتصب كأي إنسان كامل ؟! ثم اذا كان الناسوت واللاهوت هو ركيزة أساسية في المسيحية وسبب من أسباب الانقسام والحروب والاضطهاد والكراهية بين النصارى. فماذا قال المسيح عنها؟ كيف شرحها لهم؟
وإذا كان هذا من البدع التي ابتدعوها بعد السيد المسيح عليه السلام فكيف يكون أساس الدين وأكثر الأمور جدالا حولها لم يشرعه الله ولم يتكلم عنها المسيح؟
ثم اذا كان كلامكم صحيح بأن المسيح ناسوت ولاهوت فلماذا تعبدون إذن الصورة البشريه للمسيح ( الناسوت ) وتسجدون لها في كنائسكم ؟ الم يكن من الأولى أن تعبدوا اللاهوت الذي لا تعرفون شكله ؟! لأن المسيح برأسه ويديه وشعره ورجليه هو ناسوت كما تقولون وأنتم تسجدون لهذا الناسوت.
وأخيرا فإن مبدأ اللاهوت والناسوت يمكن تطبيقه على معظم أنبياء الكتاب المقدس ، فنستطيع أن نقول مثلا أن النبي ( اليشع ) في سفر الملوك الثاني [ 4 : 1 ، 7 ] صنع معجزة تكثير الزيت بلاهوته ، بينما كان ينام ويأكل بناسوته و الذي يقرأ هذه المعجزة سيجد أن النبي ( أليشع ) لم يرد في خبرها أنه رفع نظره نحو السماء ، ولا أنه بارك وشكر الله كما فعل المسيح في متى 14 : 19. وعندما شق إيليا البحر بحسب ملوك الثاني [ 2 : 7 ، 8 ] كان ذلك بلاهوته وبقية افعاله كانت بناسوته !!
السؤال الثاني عشر : في يوحنا [ 11 : 41 ] المسيح قام بأفعال تنافي الالوهية منها : قيامه برفع عينيه إلى السماء ودعائه لله سبحانه وتعالى لكي يستجيب له في تحقيق معجزة إحياء العازر …. " وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ: أَيُّهَا الآبُ، أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ دَوْماً تَسْمَعُ لِي. وَلكِنِّي قُلْتُ هَذَا لأَجْلِ الْجَمْعِ الْوَاقِفِ حَوْلِي لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي ". ( ترجمة الحياة )
فلمن كان يتوجه ببصره إلي السماء إذا كان الأب حال فيه ؟
ثم تأمل في قوله : " لأَجْلِ الْجَمْعِ الْوَاقِفِ حَوْلِي لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي ". فالهدف من عمل هذه المعجزة هي أن يعلم الجميع أن المسيح رسول الله وقد كانت الجموع حوله تنتظر هذه المعجزة وأن كل ما طلبه المسيح هو أن يشهدوا له بالرسالة فقط .
نفس الفعل تكرر منه بحسب متى [ 14 : 19 ] إذ يقول : " فَأَمَرَ الْجُمُوعَ أَنْ يَتَّكِئُوا عَلَى الْعُشْبِ . ثُمَّ أَخَذَ الأَرْغِفَةَ الْخَمْسَةَ وَالسَّمَكَتَيْنِ ، وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى الأَرْغِفَةَ لِلتَّلاَمِيذِ .. فَأَكَلَ الْجَمِيعُ وَشَبِعُوا ". ( ترجمة فاندايك )
لماذا رفع المسيح نظره إلى السماء ؟ ولمن يتجه ويطلب إذا كان الآب متحداً به ؟! أم أن المسألة واضحة وهي أنه كان يدعو خالق السموات والأرض ليمنحه القوة على تحقيق المعجزة ؟
السؤال الثالث عشر : كتب لوقا عن المسيح في [ 6 : 12 ] ما نصه : " وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ ".
الامر هنا واضح إذ ان الرب لا يمكنه ان يصلي لنفسه طوال الليل كله منفردأ . وحتى الان ، ما زال المسيح يصلي لله من أجل المؤمنين . الرسالة الى اهل رومية [ 8 : 26 ، 27 ] .
السؤال الرابع عشر : كتب لوقا في [ 3 : 23 ] ما نصه : " وَلَمَّا ابْتَدَأَ يَسُوعُ كَانَ لَهُ نَحْوُ ثَلاَثِينَ سَنَةً ".
إن المسيح كما يذكر النص لما بدأ دعوته كان عمره ثلاثين سنة والسؤال الذي يطرح نفسه هو أنه إذا كان المسيح هو رب العالمين المتجسد فماذا كان يفعل الإله رب العالمين قبل تلك الفترة وطوال الثلاثين سنة ؟! هل كان يتمشى في شوارع القدس ؟!
السؤال الخامس عشر : كتب متى في [ 3 : 13 ] ما نصه :
" حِينَئِذٍ جَاءَ يَسُوعُ مِنَ الْجَلِيلِ إِلَى الأُرْدُنِّ إِلَى يُوحَنَّا لِيَعْتَمِدَ مِنْهُ. وَلَكِنْ يُوحَنَّا مَنَعَهُ قَائِلاً: أَنَا مُحْتَاجٌ أَنْ أَعْتَمِدَ مِنْكَ وَأَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ! فَأَجابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: اسْمَحِ الآنَ ، لأَنَّهُ هَكَذَا يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُكَمِّلَ كُلَّ بِرٍّ. حِينَئِذٍ سَمَحَ لَهُ. فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ ، وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ ، فَرَأَى رُوحَ اللَّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ ، وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ ". ( ترجمة فاندايك )
من البديهي أنه لو كان المسيح هو الله نفسه الذي تجسد و نزل لعـالم الدنيا ـ كما يدعون ـ لكـانت رسالته مبتدئة منذ ولادتـه، و لكان روح القدس ملازما له باعتباره جزء اللاهوت الذي لا يتجزأ ـ كما يدعون ـ، و لما احتاج إلى من ينزل عليه بالوحي أو الرسالة، ولم يكن هناك أي معنى أصلا لابتداء بعثته بهبوط روح القدس عليه و ابتداء هبوط الملائكة صاعدين نازلين بالوحي و الرسائل عندما بلغ الثلاثين من العمر واعتمد على يد يوحنا النبي! فهذا النص و النصوص الأخرى التي تبين كيفية بدء البعثة النبوية للمسيح، لأكبر و أوضح دليل ـ عند ذوي التجرد و الإنصاف ـ على بشرية المسيح المحضة و عدم ألوهيته و أنه ليس الله المتجسد بل عبدٌ رسولٌ و نبيٌّ مبعوثٌ برسالة من الله كسائر الأنبياء و الرسل و حسب.
ولنقرأ ما كتبه لوقا في [ 3 : 21 ] عن بدء بعثة المسيح بنزول روح القدس عليه :
" وَلَمَّا اعْتَمَدَ جَمِيعُ الشَّعْبِ اعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضاً. وَإِذْ كَانَ يُصَلِّي انْفَتَحَتِ السَّمَاءُ، وَنَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَةٍ. وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً: أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ ، بِكَ سُرِرْتُ " .
و نحن نسأل أصحاب التثليث : أليس هذا النص أوضح دليل على نفي ألوهية المسيح ونفي التثليث ؟
فأولاً : لو كان المسيح إلـها متجسدا لما احتاج لروح القدس ليهبط عليه !
ثانياً : لو كان التثليث حقا لكان المسيح متحدا دائما و أزلا مع روح القدس، لأن الثلاثة واحد فما احتاج أن يهبط عليه كحمامة!
وكيف ينادي الله عند اعتماد المسيح و ابتداء بعثته قائلاً : ( هذا ابني الحبيب )، مع انه من المفروض أن اللاهوت متحد به من البداية و لأن الله لا يمكن أن تنفصل عنه إحدى صفاته .
ثالثاً : أليس ما كتبه متى ولوقا يبطل زعمكم أن الثلاثة واحـد فالروح القدس منفصل عن الذات وهو نازل بين السماء والارض والابن صاعد من الماء !
السؤال السادس عشر : جاء في إنجيل متى [ 4 : 6 ] أن الشيطان بعدما أخذ المسيح إلي المدينة المقدسة وأوقفه على حافة سطح الهيكل قال له : " إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ : أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ ، فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ. قَالَ لَهُ يَسُوعُ: مَكْتُوبٌ أَيْضاً: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ ". ( ترجمة فاندايك )
في هذا النص اقرار من المسيح للشيطان بأنه قد كتب عنه في العهد القديم أن الله يوصي ملائكته به ليحملونه ويحفظونه ونجد ان هذا ثابت بالمزمور الواحد والتسعين .
والآن إذا كان المسيح هو رب العالمين وأن الأب متحد معه وحال فيه فكيف يوصي الله ملائكته به لكي يحفظونه؟
هل رب العالمين الذي ظهر في الجسد بحاجة إلي ملائكة تكون حفظاً وحماية له ؟!!
أليس هذا دليل من الأدلة الدالة على فساد معتقد المسيحيين في ألوهية المسيح ابن مريم عليه السلام ؟
ثم ان ما حكته الأناجيل من أن اليهود عذبوا المسيح فبصقوا في وجهه وضربوه ولكموه وجلدوه هو أمر يناقض وصية الله لملائكته بأن يحفظوا المسيح. فتأمل !!
السؤال السابع عشر : جاء في انجيل مرقس [ 1 : 12 ، 13 ] : أن المسيح تم اربعين يوماً يجرب من الشيطان يقول النص : " وَلِلْوَقْتِ أَخْرَجَهُ الرُّوحُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ، وَكَانَ هُنَاكَ فِي الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنَ الشَّيْطَانِ. وَكَانَ مَعَ الْوُحُوشِ. وَصَارَتِ الْمَلاَئِكَةُ تَخْدِمُه " . ( ترجمة فاندايك )
إذا كان المسيح هو رب العالمين حسبما يعتقد المسيحيون فهل يعقل أو يتصور أن الشيطان الرجيم تسلط على رب العالمين طوال أربعين يوماً ؟!!
قد يقول المسيحيون حسبما يعتقدون في لاهوت وناسوت المسيح بإن الشيطان جربه كإنسان ولم يجربه كإله ، فنقول ان النص الوارد في متى [ 4 : 3 ] يثبت حسب اعتقادكم أن الشيطان جربه كإله ، يقول النص : " فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ: إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هَذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزاً ". ولم يقل له ان كنت ابن الإنسان !
السؤال الثامن عشر : جاء في إنجيل متى 7 : 11 قول المسيح : " أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ ، يَهَبُ خَيْرَاتٍ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ ". ويقول أيضاً في 12 : 50 من إنجيل متى : " لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي ". وجاء أيضاً في إنجيل متى 16 : 17 قول المسيح لبطرس : " طُوبَى لَكَ يَاسِمْعَانَ فَمَا أَعْلَنَ لَكَ هَذَا لَحْمٌ وَدَمٌ، بَلْ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ ".
تأمل عزيزي القارى في كلام المسيح لسمعان فإنه لم يقل له طوبى لك فإنني أنا الذي أعلنت لك هذا أو الآب المتجسد هو أعلن لك هذا وإنما قال له : " أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ " هو أعلن لك هذا !
وقد صرح المسيح مراراً وتكراراً من خلال النصوص السابقة بأن الأب موجود في السموات ، والسؤال الذي نوجهه للمسيحين هـو :
كيف يصرح المسيح بأن الأب موجود في السماء مع أنكم تدعون أن الأب متجسد فيه ومتحد معه ؟
فلو كان الأب متحد معه وهو صورة هذا الآب لأمتنع أن يشير إليه في السماء !
وبمعنى آخر لو كان المسيح هو الإله ، لامتنع أن يشير إلى إله آخر في السموات .
وإذا قلتم أن اقنوم الابن يشير إلى اقنوم الأب ، نقول لكم ان هذا يمنع الوحدة ما بين الاقانيم المزعومة ويؤكد انفصالها واستقلالها . .
السؤال التاسع عشر : يقول كاتب سفر التثنية 13 : 1 - 3 " : إِذَا قَامَ فِي وَسَطِكَ نَبِيٌّ أَوْ حَالِمٌ حُلماً وَأَعْطَاكَ آيَةً أَوْ أُعْجُوبَةً وَلوْ حَدَثَتِ الآيَةُ أَوِ الأُعْجُوبَةُ التِي كَلمَكَ عَنْهَا قَائِلاً: لِنَذْهَبْ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لمْ تَعْرِفْهَا وَنَعْبُدْهَا فَلا تَسْمَعْ لِكَلامِ ذَلِكَ النَّبِيِّ أَوِ الحَالِمِ ذَلِكَ الحُلمَ لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ يَمْتَحِنُكُمْ لِيَعْلمَ هَل تُحِبُّونَ الرَّبَّ إِلهَكُمْ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ وَمِنْ كُلِّ أَنْفُسِكُمْ " . ( ترجمة فاندايك )
ما يهمني في النص انه يدعو إلي عدم الذهاب وراء آلهه لم اعرفها واعبدها ، وهذا التحذير قيل لبني اسرائيل قبل مجيىء المسيح - عليه السلام - بمئات السنين ، فكيف يمكن دعوة بني اسرائيل لعبادة المسيح - والعياذ بالله - ولديهم نص ينهاهم عن الذهاب وراء آلهه لم يعرفوها ويعبدوها ؟
ستقول الكنيسة ان المسيح في العهد الجديد هو نفسه إله اليهود فسأقول : وهل عرف اليهود المسيح وعبدوه قبل ان يأتي ؟ أم ان دعوة عبادة المسيح هي جديدة عليهم ؟ هل عرف اليهود عبادة الثالوث أم انها دعوة جديدة عليهم ؟
لا شك ان الشعب اليهودي لم يعتقد أبداً بالتثليث ولم يعرف شيئاً عن عبادة المسيح ... فالكنيسة إذن تدعو الى عبادة إله لم يعرفه اليهود ولا أي مؤمن بالله في ذلك الوقت ...
ان الكنيسة تدعو إلى أمر يصطدم بشدة مع وصية الرب لليهود بأن لا يذهبوا وراء آلهة أخرى لم يعرفوها ويعبدوها ... وبالتالي يجب على كل مسيحي ألا يسمع لكلام الكنيسة مرددا قول الرب : وَلوْ حَدَثَتِ الآيَةُ أَوِ الأُعْجُوبَةُ التِي كَلمَكَ عَنْهَا قَائِلاً: لِنَذْهَبْ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لمْ تَعْرِفْهَا وَنَعْبُدْهَا فَلا تَسْمَعْ لِكَلامِ ذَلِكَ النَّبِيِّ..
السؤال العشرون : جاء في مرقس [ 13 : 32 ] أن المسيح بعدما سئل عن موعد الساعة قال : " وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْرِفُهُمَا أَحَدٌ، لاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ وَلاَ الاِبْنُ، إِلاَّ الآبُ ".
ونحن نسأل :
إذا كان الإبن هو الاقنوم الثاني من الثالوث حسبما يعتقد المسيحيون فكيف ينفي الابن عن نفسه العلم بموعد الساعة ويثبته للأب فقط ؟! ولا يصح أن يقال ان هذا من جهة ناسوته لأن النفي جاء عن الابن مطلقاً واثبت العلم بالموعد للأب فقط . وان تخصيص العلم بموعد الساعة للأب فقط هو دليل على بطلان ألوهية الروح القدس . وأن لا مساواة بين الاقانيم المزعومة .
يقول القمص تادرس يعقوب ملطي :
قبل أن يختم حديثه بالدعوة للسهر أراد أن يوجه أنظار تلاميذه إلى عدم الانشغال بمعرفة الأزمنة والأوقات، إنما بالاستعداد بالسهر المستمر وترقب مجيئه، لهذا قال : "وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بها أحد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلا الآب ".
وللرد عليه نقول :
لا يحق لك أيها القمص الفاضل ان تتهم المسيح بالكذب .. من أجل ماذا ؟؟ حتى لا يشتغل تلاميذه بالأوقات ؟؟
هل عندما أوجهك إلى عدم الاشتغال بشيء أكذب عليك وأقول لا أعرفه ؟ أم أن الأصح أقول لك لا تشتغل به لأنك لن تعرفه !
عندما سأل أحدهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : متى الساعة ؟ فقال صلى الله عليه وسلم - : وماذا أعددت لها ؟ دون أن يلجأ إلى الكذب لصرف الرجل إلى الأهم وهو الإعداد لها .
يقول الأب ثيؤفلاكتيوس : [ لو قال لهم أنني أعرف الساعة لكنني لا أعلنها لكم لأحزنهم إلى وقت ليس بقليل لكنه بحكمة منعهم من التساؤل في هذا الأمر.]
لقد أبرز هذا التفسير أن الابن منفصل عن الآب ... إذ أن المسيح كما يقول الأب ثيؤفلاكتيوس لم يعلن أنه يعرف الساعة حتى لا يحزن من معه ، ولكن يجب ان ننتبه ، لو كان المسيح هو الله ولو كان هو والآب واحد فعلاً ، لكانت فكرة أنه لن يقول لهم لكي لا يحزنوا فكرة ساقطة لأنه قال لهم بعدها أن الآب يعلمها وسيستنتجون أنه هو يعلمها وسيحزنون قطعاً ، لكن هذا لم يحدث ، إذ لو كان التلاميذ يصدقون أنه والآب واحد أي أنه يعلمها لحزنوا بأي حال من الأحوال ولأصبحت محاولة المسيح - وحاشاه - فاشلة ، لكنهم لم يحزنوا ، لأنهم قد فهموا معنى قوله أنا والآب واحد فهماً صحيحاً ولقد قبلوا الحقيقة الوحيدة أنه لا يعلم لأنه ليس الأب...
السؤال الحادي والعشرون : هل الابن مساوي للآب ؟
كتب يوحنا في [ 3 : 35 ] : " اَلآبُ يُحِبُّ الاِبْنَ وَقَدْ دَفَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي يَدِهِ ".
كيف يمكن أن يكون الابن إله أزلي مساوي للآب في كل شيء والآب هو الذي دفع بيد الابن كل شيء؟
وجاء في يوحنا 5 : 19 : " فَأًَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمُ : الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَقْدِرُ الاِبْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئاً إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ. لأَنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهَذَا يَعْمَلُهُ الاِبْنُ كَذَلِكَ. لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ، وَسَيُرِيهِ أَعْمَالاً أَعْظَمَ مِنْ هَذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ. لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ يُقِيمُ الأَمْوَاتَ وَيُحْيِي، كَذَلِكَ الاِبْنُ أَيْضاً يُحْيِي مَنْ يَشَاءُ. لأَنَّ الآبَ لاَ يَدِينُ أَحَداً، بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ الدَّيْنُونَةِ لِلاِبْنِ .. ". ( ترجمة فاندايك )
وهنا نجد ان الابن لا يقدر ان يعمل من نفسه شيئاً بل ان الآب هو الذي أعطاه ويريه الاعمال العجيبة...
وفي يوحنا 5 : 26 : " لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ، كَذَلِكَ أَعْطَى الاِبْنَ أَيْضاً أَنْ تَكُونَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ ".
أي معنى في إعطاء الابن والمفترض هو الله مالك كل شىء ؟
وفي رسالة بطرس الثانية 1 : 17 : " لأَنَّهُ أَخَذَ مِنَ اللَّهِ الآبِ كَرَامَةً وَمَجْداً، إِذْ أَقْبَلَ عَلَيْهِ صَوْتٌ كَهَذَا مِنَ الْمَجْدِ الأَسْنَى: هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي أَنَا سُرِرْتُ بِهِ ". ( ترجمة فاندايك )
هنا نجد بأن مجد الابن وكرامته من عند الآب وليس من ذاته!
وفي رسالة فيلبي 2 : 9 : " لِذَلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضاً، وَأَعْطَاهُ اسْماً فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ ". ( ترجمة فاندايك )
وهنا نجد الله هو الذى رفع شأن الابن وأعطاه الكرامة لكي تجثو باسمه كل ركبه .. إذن الله هو صاحب الفضل الحقيقي .
وكتب بولس في الرسالة الأولى لكورنثوس 15 : 28 : " وَعِنْدَمَا يَتِمُّ إِخْضَاعُ كُلُّ شَيْءٍ لِلابْنِ، فَإِنَّ الابْنَ نَفْسَهُ سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ كُلَّ شَيْءٍ، لِكَيْ يَكُونَ اللهُ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ فِي كُلِّ شَيْءٍ! ".
لقد بين بولس أن المسيح سيخضع في النهاية لله، و هذا بحد ذاته من أوضح الأدلة على عدم ألوهية المسيح لأن الإلـه لا يخضع لأحد، كما أن في قوله: " فَإِنَّ الابْنَ نَفْسَهُ سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ كُلَّ شَيْءٍ " ، دلالة أخرى على عدم ألوهية المسيح لأن مفاد هذه الجملة أن الله تعالى هو الذي كان قد أخضع للمسيح كل شيء، مما يعني أن المسيح لم يكن يستطع، بذاته و مستقلا عن الله، أن يسخر و يخضع الأشياء. فهل مثل هذا يكون إلـها ؟!!
السؤال الثاني والعشرون : قال بولس عن يسوع المسيح في رسالته إلى العبرانيين [ 1 : 4 ] : " بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيراً لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي، صَائِراً أَعْظَمَ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ بِمِقْدَارِ مَا وَرِثَ اسْماً أَفْضَلَ مِنْهُمْ ".
أليس في قول بولس أن المسيح صار أعظم من الملائكة دليل على أن المسيح لم يكن أعظم منهم ثم صار أعظم منهم ؟ فلو كان يسوع المسيح هو الله ، فكيف يصير أعظم من الملائكة ؟
السؤال الثالث والعشرون : كتب لوقا في [4 : 16 - 19 ] : ما نصه :" وَجَاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ حَيْثُ كَانَ قَدْ تَرَبَّى. وَدَخَلَ الْمَجْمَعَ حَسَبَ عَادَتِهِ يَوْمَ السَّبْتِ وَقَامَ لِيَقْرَأَ ، فَدُفِعَ إِلَيْهِ سِفْرُ إِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ. وَلَمَّا فَتَحَ السِّفْرَ وَجَدَ الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ مَكْتُوباً فِيهِ: رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ ، أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ ، لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ ، وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ ، وَأَكْرِزَ بِسَنَةِ الرَّبِّ الْمَقْبُولَةِ. . ." ( ترجمة فاندايك )
فإذا كانت هذه النبوءة التي جاءت على لسان النبي إشعياء هي نبوءة عن المسيح فإنها تقول (( رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ )) أي وحي الله وأنه لم يقل روح الرب هي ذاتي أو أقنومي أو جزئي أو نفسي ... فما تفسيركم لهذا ؟
وقد ورد في الكتاب المقدس أن روح الرب حلت على ألداد وميداد كما في سفر العدد [ 11 : 26 ] وعلى صموئيل كما في الاصحاح العاشر الفقره السادسة من سفر صموئيل . وقد قالها النبي حزقيال عن نفسه في سفره كما في الاصحاح الحادي عشر الفقرة الخامسة يقول حزقيال : " وحل عَلَيَّ رُوحُ الرَّبِّ " .
ثم ان قوله : " أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ . . . " هو دليل على انه نبي مرسل وليس هو الرب النازل إلي البشر تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً .
السؤال الرابع والعشرون : هل احياء المسيح للموتى دليل على لاهوته ؟
جاء في إنجيل لوقا [ 7 : 16 ] ان المسيح بعدما أحيا الميت الذي هو ابن وحيد لإمرأة أرملة حدث ان جميع الناس الحاضرين مجدوا الله قائلين : " قَدْ قَامَ فِينَا نَبِيٌّ عَظِيمٌ ، وَافْتَقَدَ اللهُ شَعْبَهُ وَخَرَجَ هَذَا الْخَبَرُ عَنْهُ فِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَفِي جَمِيعِ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ ".
فالمسيح هنا بعد أن أحيا الميت استطاع جميع الحاضرين أن يفرقوا بين الله وبين المسيح فمجدوا الله وشهدوا للمسيح بالنبوة وشكروا الله إذ أرسل في بني اسرائيل نبياً ، ويسمون انفسهم شعب الله إذ أن الله ( تفقده ) أي اهتم به ، وتأمل - أخي القارىء - كيف أن المسيح أقرهم على هذا القول ولم ينكره عليهم وتأمل كيف ذاع ذلك في كل مكان .
وفي حادثة أخرى وهي عندما أراد المسيح أن يقيم العازر من الموت وكانت الجموع واقفة حوله ، كما في يوحنا 11 : 41 ، نجد الآتي :
" وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ: أَيُّهَا الآبُ، أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ دَوْماً تَسْمَعُ لِي. وَلكِنِّي قُلْتُ هَذَا لأَجْلِ الْجَمْعِ الْوَاقِفِ حَوْلِي لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي ". ( ترجمة الحياة )
ان غاية ما كان يريده المسيح من هذه الجموع بعد أن يقيم ألعازر من الموت هو أن يشهدوا له بالرسالة فقط أي أنه رسول من عند الله كباقي الرسل : " لأَجْلِ الْجَمْعِ الْوَاقِفِ حَوْلِي لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي " .
فهل بعد هذا يمكن لعاقل أن يتخذ من قيام المسيح بإحياء الموتى دليلاً على ألوهيته ؟
السؤال الخامس والعشرون : يقول بولس عن الله سبحانه : " الَّذِي سَيُبَيِّنُهُ فِي أَوْقَاتِهِ الْمُبَارَكُ الْعَزِيزُ الْوَحِيدُ، مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ، الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. آمِينَ. " ( تيموثاوس الاولى 6 : 16 )
يقول النص عن الله : ( لاَ يُدْنَى مِنْهُ ) إذن فمن الذي كان يمشي بين الناس في شوارع القدس ؟
ويقول النص عن الله : ( الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ ) فأين كانت كرامته عندما بصقوا فى وجهه، وعندما سخروا منه، وعندما لكموه؟ بل أين كان قدسيته عندما غلبه يعقوب فى المصارعة التى تمت بينهما، وقبض يعقوب على رجليه ولم يتركه حتى باركه كما في سفر التكوين ؟ هكذا تُمارس البلطجة على الإله؟ الذي له الكرامة والقدرة الأبدية ؟ " فَابْتَدَأَ قَوْمٌ يَبْصُقُونَ عَلَيْهِ، وَيُغَطُّونَ وَجْهَهُ وَيَلْكُمُونَهُ وَيَقُولُونَ لَهُ: ((تَنَبَّأْ)). وَكَانَ الْخُدَّامُ يَلْطِمُونَهُ ". مرقس 14 : 65 " و " وَكَانُوا يَضْرِبُونَهُ عَلَى رَأْسِهِ بِقَصَبَةٍ، وَيَبْصُقُونَ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَسْجُدُونَ لَهُ جَاثِينَ عَلَى رُكَبِهِمْ. وَبَعْدَمَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ، نَزَعُوا عَنْهُ الأُرْجُوانَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ، ثُمَّ خَرَجُوا بِهِ لِيَصْلِبُوهُ. " مرقس 15: 19-20
السؤال السادس والعشرون : نسب كاتب انجيل يوحنا 20 : 18 للمسيح قوله : " أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ علاَنِيَةً. أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِماً. وَفِي الْخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ " . ( ترجمة فاندايك )
هل تعلم ما معنى هذا صديقى المسيحى الباحث عن الحق؟
معناه ان كل تعاليم المسيح كانت واضحة وفي العلن و ليس هناك أسرار ... والآن وبناء على كلام المسيح السابق فإنني أسال الآتي :
1 . أين قال يسوع أنا الله ؟؟ أين قالها بفمه : " أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ علاَنِيَةً. أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِماً. وَفِي الْخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ " . ( ترجمة فاندايك )
2 . أين طلب يسوع العبادة ؟؟ أين طلبها بفمه : " أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ علاَنِيَةً. أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِماً. وَفِي الْخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ " . ( ترجمة فاندايك )
3 . أين قال يسوع أنا الله الظاهر فى الجسد ؟؟ أين قالها بفمه : " أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ علاَنِيَةً. أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِماً. وَفِي الْخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ " . ( ترجمة فاندايك )
4 . أين قال يسوع أنا جئت من أجل الخطية الأصليه ؟؟ والتى هى أساس عقيدة التجسد و الفداء : " أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ علاَنِيَةً. أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِماً. وَفِي الْخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ ". ( ترجمة فاندايك )
5 . أين قال يسوع أنا الله الأقنوم الثانى ؟؟ أين قالها بفمه : " أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ علاَنِيَةً. أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَي لسلام عليكم تحية طيبة وبعد
الرد على أن المسيح يعلم متى قيام الساعة
اولا ان الانجيل يثبت أن المسيح لا يعلم متى قيام الساعة بدليل قوله فى
انجيل مرقصMk-13-32 واما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما احد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن الا الآب
حسنا أذا كان الابن لا يعلم متى تقوم الساعة ولا الملائكة المقربين فكيف يقول النصارى اليوم أو مسيحيين اليوم أن المسيح يعلم؟
فهذا تكذيب لقول المسيح نفسة فى انجيل مرقص المسيح نفى علمه والمسيحيين اليوم يقولون لا بل هو يعلم يا ترى من الصادق مسيحيين اليوم ام انجيلهم؟
الوحيد الذي يعلم موعد قيام الساعة هو الله وحده. وهذا يهدم دعوى النصارى بالثالوث، إذ يزعمون أن عيسى هو ابن الله. فكيف يكون كذلك إذا كان عيسى لا يعلم وأن الله وحده هو الذي يعلم ؟ كما أن التثليث النصراني يعني أن كل أقنوم في الثالوث (الآب والابن والروح القدس) هو الله، فإذا كان ثاني الثالوث (ابن الله) لا يعلم بإقراره هو، فكيف يكون عيسى ما يزعمون؟!! هو يقول لا أعلم، وهم يقولون بل أنت تعلم!!! عجيب أمرهم!!!
حسنا لنتوقف قليلا مع كلام مسيحيين اليوم وادلتهم والله أعلم يستدلون بقول الله فى الاية الكريمة فى سورة الزخرف
وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (الزخرف 61)
تفسير ابن كثير
قوله سبحانه وتعالى ” وإنه لعلم للساعة ” تقدم تفسير ابن إسحاق أن المراد من ذلك ما بعث به عيسى عليه الصلاة والسلام من إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص وغير ذلك من الأسقام وفي هذا نظر وأبعد منه ما حكاه قتادة عن الحسن البصري وسعيد بن جبير أن الضمير في وإنه عائد على القرآن بل الصحيح أنه
عائد على عيسى عليه الصلاة والسلام فإن السياق في ذكره ثم المراد بذلك نزوله قبل يوم القيامة كما قال تبارك وتعالى ” وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ”
أي قبل موت عيسى عليه الصلاة والسلام ” ثم يوم القيامة يكون عليهم شهيدا ” ويؤيد هذا المعنى القراءة الأخرى
” وإنه لعلم للساعة ” أي أمارة ودليل على وقوع الساعة
قال مجاهد ” وإنه لعلم للساعة ” أي آية للساعة خروج عيسى ابن مريم عليه السلام قبل يوم القيامة وهكذا روي عن أبي هريرة وابن عباس وأبي العالية وأبي مالك وعكرمة والحسن وقتادة والضحاك وغيرهم وقد تواترت الأحاديث عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أخبر بنزول عيسى عليه السلام قبل يوم القيامة إماما عادلا وحكما مقسطا . وقوله تعالى ” فلا تمترن بها ” أي لا تشكوا فيها إنها واقعة وكائنة لا محالة ” واتبعون ” أي فيما أخبركم به .
حسما الاستدلال بالاية دليل ضدهم لا عليهم للأسباب التالية
اولا عيسى لا يعلم الساعة ولكنه أمارة للساعة اى علامة لقرب وقوعها وهى من العلامات الكبرى
ثانيا كتابهم ينفى يسوع نفسه علمه بالساعة فكيف يكذب النصارى كتابهم ويستدلون بكتبنا وينفون قول المسيح نفسه لديهم فى مرقص كما اوردنا فى اول كلامنا؟
ثالثا
ان المسيحيين ربما استدلو ومنهم هذا القس الذى كان يتحدث فربما اور ان عيسى عليه السلام ياتى فى اخر الزمان ويحكم ويسود ولكنه لربما نسى الحديث التالى ان عيسى عليه السلام يهلك كل الملل والنحل والاديان ويبقى الاسلام يحكم به والدليل
الأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى، و دينهم واحد، و أنا أولى الناس بعيسى بن مريم لأنه [ ليس بيني و بينه نبي، و إنه نازل، فإذا رأيتموه فاعرفوه، رجل مربوع، إلى الحمرة و البياض، بين ممصرتين، كأن رأسه يقطر، و إن لم يصبه بلل، فيقاتل الناس ع لى الإسلام، فيدق الصليب، و يقتل الخنزير، و يضع الجزية، و يهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام، و يهلك الله المسيح الدجال، [وتقع الأمنة في الأرض حتى ترتع الأسود مع الإبل، و النمار مع البقر، و الذئاب مع الغنم، و يلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم ]، فيمكث في الأرض أربعين سنة، ثم يتوفى، فيصلي عليه المسلمون
خلاصة درجة الحديث : صحيح
المحدث : الألباني
المصدر : السلسلة الصحيحة
الرقم/ الصفحة : 2182
وبعدما اوردت الادلة القاطعة بذلك هناك الاية الكريمة التى يظنها النصارى تختص بعيسى بقوله تعالى وانه لعلم للساعة
حسنا كيف نطابق بها ومع قوله تعالى : ” إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ” لقمان / 34
حسنا سوف يقولون أن الله يعلم الغيب وعيسى يعلم الغيب بدلالة الاية التى تقول وأنه لعلم للساعة
نقول وبالله الحمد والمنة استلالكم باطل وذلك لأنه العلم بالساعة يحتاج علم وليس معرفة وقت مثلا فيقدر الشخص ان يقول انا اعرف فلان ربما يكون قد سمع عنه ولكن لو سألناه ما مدى علمك به سوف تراه يقول الله \اعلم
ففرق بين معرفة الشىء والعلم به لذلك الطالب يقول العالم انشتاين مثلا قد نعرف نظرياته ولكن لا نعلم علمه مثلا ونقول العالم او العلامة الالبانى ولكننا نسمى طلبة علم لو تدارسنا كتبه فمرحلته التى هو عليها كان رحمه الله يصلها العلماء وليس العوام فنفرق بين عالم وعارف كما نقول ايضا عالم الفيزياء عالم الكيمياء وهناك مدرس فيزياء ولكن لا يطلق عليه عالم لانه لم يصل لتلك المرحلة
العلم بالشىء الاحاطة به من كل جوانبه
فالمسيح عليه السلام بشهادة الانجيل لم يكن يعلم متى قيام الساعة فكيف له بالحكم على موعدها ؟
حسنا اليكم دليل آخر لمن اراد التوسع بالبحث هذا
Mk:11:13: 13 فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق وجاء لعله يجد فيها شيئا فلما جاء اليها لم يجد شيئا الا ورقا.لانه لم يكن وقت التين. (SVD)
لعله يجد؟
كيف لعله يجد هذا ما ذكره مرقص فى انجيله ان يسوع لم يكن يعلم موسم انبات الشجرة
وهذا هو النص بالحادثة
. 12 وفي الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع.13 فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق وجاء لعله يجد فيها شيئا فلما جاء اليها لم يجد شيئا الا ورقا.لانه لم يكن وقت التين. 14 فاجاب يسوع وقال لها لا يأكل احد منك ثمرا بعد الى الابد.وكان تلاميذه يسمعون
التعليق:
تخيلو يا أخوة يسوع يعلم موعد الساعة ولا يعلم موسم ووقت التين فكيف يكون عالما بموعد قدوم الساعة
فجزاء ذلك غضب ولعن الشجرة التى لا حول لها ولا قوة وهى مسخرة بسبب جوعه نعم كما يقول المثل الجوع كافر
وبعد هذا الشرح يا اخوتى اطرحو على المسيحيين السؤال التالى
اولا هل يعلم يسوع الساعة ومتى قيامها؟ واين الدليل من الانجيل؟ الانجيل ينفى ذلك عن المسيح
ثانيا ان الذى لا يملك ولا يعلم موعد الحصاد فكيف سوف يحصد اعمال العباد؟
والله الموفق واعتذر على الاطالةْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِماً. وَفِي الْخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ " . ( ترجمة فاندايك )
(((((((((((((عنصرية متن الكتاب المقدس))))))))))))))=============إن الله تبارك وتعالى شمل العباد برحمته فأرسل إليهم الأنبياء والمرسلين لهدايتهم إلى دروب الخير والخلاص , ولم يفرق بين غني وفقير , وشقي وسعيد , وصغير وكبير , بل كانت الرحمة عامة , والتقييم كان بالتقوى !
فلا يمكن أن يكون هناك كتاب سماوي وتجد به تفضيل قوم على قوم أو طائفة على طائفة إلا بالعمل والإخلاص , فالقوم عند الله سواء ولا يحابي الرب أحدًا من عباده .
كما أن الحق تبارك وتعالى شرع الجهاد للدفاع عن شريعته السمحاء , ولهدم حاجز الظلم والطغيان الذي ربما قد يحجب نور شرعه جل وعلا عن العباد , وبهذا يتحقق الخير للبشرية جمعاء بالدخول في دين الله أفواجا .
ولنستعرض الأن ما جاء في الكتاب المقدس ولنرى مدى انطباق ما ذكرناه على تعاليمه :
“لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ”. (متَّى 15 : 24) .
“إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ.” (متَّى 10 : 5 – 6).
" ثُمَّ قَامَ مِنْ هُنَاكَ وَمَضَى إِلَى تُخُومِ صُورَ وَصَيْدَاءَ وَدَخَلَ بَيْتاً وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ لاَ يَعْلَمَ أَحَدٌ فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَخْتَفِيَ . لأَنَّ امْرَأَةً كَانَ بِابْنَتِهَا رُوحٌ نَجِسٌ سَمِعَتْ بِهِ فَأَتَتْ وَخَرَّتْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ. وَكَانَتْ الْمَرْأَةُ أُمَمِيَّةً وَفِي جِنْسِهَا فِينِيقِيَّةً سُورِيَّةً – فَسَأَلَتْهُ أَنْ يُخْرِجَ الشَّيْطَانَ مِنِ ابْنَتِهَا. وَأَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ لَهَا: «دَعِي الْبَنِينَ أَوَّلاً يَشْبَعُونَ لأَنَّهُ لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ» " (مرقس 7 : 24 – 27).
هل من الممكن عزيزي القاريء أن تتخيل هذه المرآة أنها أمك وتطلب الشفاء لك من رجل يملك الدواء فيحجبه عنها واصفًا إياها بالكلبة التي لا يجب أن تأكل خبز الأسياد !
ثم تقول في حسرة وشقاء وذل وانقياد : " نعم يا سيد ! والكلاب أيضًا تحت المائدة تأكل من فتات البنين " ( مرقس 7 : 28 ) !
نحن نشهد الله أن المسيح عليه الصلاة والسلام ما كان ليفعل هذا الذي نُسب إليه من تبلد وعدم إحساس وسوء تصرف مع الناس !
فأي عنصرية هذه التي نقرأها في تفضيل جنس على جنس دون أي سبب , وهل يكون هذا في كتاب من عند الله ؟!
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13.
" لا تُقْرِضْ أَخَاكَ بِرِباً رِبَا فِضَّةٍ أَوْ رِبَا طَعَامٍ أَوْ رِبَا شَيْءٍ مَا مِمَّا يُقْرَضُ بِرِباً 20لِلأَجْنَبِيِّ تُقْرِضُ بِرِباً وَلكِنْ لأَخِيكَ لا تُقْرِضْ بِرِباً لِيُبَارِكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي كُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِليْهِ يَدُكَ فِي الأَرْضِ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا" ( تثنية 23: 19- 20).
" هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَا إِنِّي أَرْفَعُ إِلَى الأُمَمِ يَدِي وَإِلَى الشُّعُوبِ أُقِيمُ رَايَتِي فَيَأْتُونَ بِأَوْلاَدِكِ فِي الأَحْضَانِ وَبَنَاتُكِ عَلَى الأَكْتَافِ يُحْمَلْنَ. 23وَيَكُونُ الْمُلُوكُ حَاضِنِيكِ وَسَيِّدَاتُهُمْ مُرْضِعَاتِكِ.. بِالْوُجُوهِ إِلَى الأَرْضِ يَسْجُدُونَ لَكِ وَيَلْحَسُونَ غُبَارَ رِجْلَيْكِ فَتَعْلَمِينَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ الَّذِي لاَ يَخْزَى مُنْتَظِرُوهُ " ( إشعياء 49 : 22 – 23 ) .
" وَيَقِفُ الأَجَانِبُ وَيَرْعُونَ غَنَمَكُمْ وَيَكُونُ بَنُو الْغَرِيبِ حَرَّاثِيكُمْ وَكَرَّامِيكُمْ. 6أَمَّا أَنْتُمْ فَتُدْعَوْنَ كَهَنَةَ الرَّبِّ تُسَمُّونَ خُدَّامَ إِلَهِنَا. تَأْكُلُونَ ثَرْوَةَ الأُمَمِ وَعَلَى مَجْدِهِمْ تَتَأَمَّرُونَ "( إشعياء 61: 5-6) .
ولنقرأ سوياً أخلاق الحرب في الكتاب المقدس :
" فَحَرَّمْنَاهَا كَمَا فَعَلنَا بِسِيحُونَ مَلِكِ حَشْبُونَ مُحَرِّمِينَ كُل مَدِينَةٍ: الرِّجَال وَالنِّسَاءَ وَالأَطْفَال. 7لكِنَّ كُل البَهَائِمِ وَغَنِيمَةِ المُدُنِ نَهَبْنَاهَا لأَنْفُسِنَا " (تثنية 3: 6- 7) .
" فَضَرْباً تَضْرِبُ سُكَّانَ تِلكَ المَدِينَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ وَتُحَرِّمُهَا بِكُلِّ مَا فِيهَا مَعَ بَهَائِمِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. تَجْمَعُ كُل أَمْتِعَتِهَا إِلى وَسَطِ سَاحَتِهَا وَتُحْرِقُ بِالنَّارِ المَدِينَةَ وَكُل أَمْتِعَتِهَا كَامِلةً لِلرَّبِّ إِلهِكَ فَتَكُونُ تَلاًّ إِلى الأَبَدِ لا تُبْنَى بَعْدُ " (تثنية 13: 15- 17) .
" حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِتُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا لِلصُّلحِ . فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلى الصُّلحِ وَفَتَحَتْ لكَ فَكُلُّ الشَّعْبِ المَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لكَ. وَإِنْ لمْ تُسَالِمْكَ بَل عَمِلتْ مَعَكَ حَرْباً فَحَاصِرْهَا. وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى يَدِكَ فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي المَدِينَةِ كُلُّ غَنِيمَتِهَا فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ التِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. هَكَذَا تَفْعَلُ بِجَمِيعِ المُدُنِ البَعِيدَةِ مِنْكَ جِدّاً التِي ليْسَتْ مِنْ مُدُنِ هَؤُلاءِ الأُمَمِ هُنَا. وَأَمَّا مُدُنُ هَؤُلاءِ الشُّعُوبِ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيباً فَلا تَسْتَبْقِ مِنْهَا نَسَمَةً مَا . بَل تُحَرِّمُهَا تَحْرِيماً " (تثنية 20: 10- 18) .
" فَهَتَفَ الشَّعْبُ وَضَرَبُوا بِالأَبْوَاقِ. وَكَانَ حِينَ سَمِعَ الشَّعْبُ صَوْتَ الْبُوقِ أَنَّ الشَّعْبَ هَتَفَ هُتَافاً عَظِيماً, فَسَقَطَ السُّورُ فِي مَكَانِهِ, وَصَعِدَ الشَّعْبُ إِلَى الْمَدِينَةِ كُلُّ رَجُلٍ مَعَ وَجْهِهِ, وَأَخَذُوا الْمَدِينَةَ. وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ, مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ – حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ . وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا. إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ " (يشوع 6: 20- 24) .
" فَقَامَ الْكَمِينُ بِسُرْعَةٍ مِنْ مَكَانِهِ وَرَكَضُوا عِنْدَمَا مَدَّ يَدَهُ، وَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ وَأَخَذُوهَا، وَأَسْرَعُوا وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ...وَكَانَ لَمَّا انْتَهَى إِسْرَائِيلُ مِنْ قَتْلِ جَمِيعِ سُكَّانِ عَايٍ فِي الْحَقْلِ فِي الْبَرِّيَّةِ حَيْثُ لَحِقُوهُمْ, وَسَقَطُوا جَمِيعاً بِحَدِّ السَّيْفِ حَتَّى فَنُوا أَنَّ جَمِيعَ إِسْرَائِيلَ رَجَعَ إِلَى عَايٍ وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. فَكَانَ جَمِيعُ الَّذِينَ سَقَطُوا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفاً, جَمِيعُ أَهْلِ عَايٍ. وَيَشُوعُ لَمْ يَرُدَّ يَدَهُ الَّتِي مَدَّهَا بِالْحَرْبَةِ حَتَّى حَرَّمَ جَمِيعَ سُكَّانِ عَايٍ. لَكِنِ الْبَهَائِمُ وَغَنِيمَةُ تِلْكَ الْمَدِينَةِ نَهَبَهَا إِسْرَائِيلُ لأَنْفُسِهِمْ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ الَّذِي أَمَرَ بِهِ يَشُوعَ. وَأَحْرَقَ يَشُوعُ عَايَ وَجَعَلَهَا تَلاًّ أَبَدِيّاً خَرَاباً إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. وَمَلِكُ عَايٍ عَلَّقَهُ عَلَى الْخَشَبَةِ إِلَى وَقْتِ الْمَسَاءِ. وَعِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ أَمَرَ يَشُوعُ فَأَنْزَلُوا جُثَّتَهُ عَنِ الْخَشَبَةِ وَطَرَحُوهَا عِنْدَ مَدْخَلِ بَابِ الْمَدِينَةِ, وَأَقَامُوا عَلَيْهَا رُجْمَةَ حِجَارَةٍ عَظِيمَةً إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. حِينَئِذٍ بَنَى يَشُوعُ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ فِي جَبَلِ عِيبَالَ" (يشوع 8: 18 – 30) .
" فَضَرَبَ يَشُوعُ كُلَّ أَرْضِ الْجَبَلِ وَالْجَنُوبِ وَالسَّهْلِ وَالسُّفُوحِ وَكُلَّ مُلُوكِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِداً, بَلْ حَرَّمَ كُلَّ نَسَمَةٍ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ " (يشوع 10: 28-40) .
" ثُمَّ رَجَعَ يَشُوعُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ وَأَخَذَ حَاصُورَ وَضَرَبَ مَلِكَهَا بِالسَّيْفِ..وَضَرَبُوا كُلَّ نَفْسٍ بِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمُوهُمْ. وَلَمْ تَبْقَ نَسَمَةٌ. وَأَحْرَقَ حَاصُورَ بِالنَّارِ. فَأَخَذَ يَشُوعُ كُلَّ مُدُنِ أُولَئِكَ الْمُلُوكِ وَجَمِيعَ مُلُوكِهَا وَضَرَبَهُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمَهُمْ كَمَا أَمَرَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ " (يشوع 11: 10-12) .
" فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً .. وَأَمْسَكَ أَجَاجَ مَلِكَ عَمَالِيقَ حَيّاً, وَحَرَّمَ جَمِيعَ الشَّعْبِ بِحَدِّ السَّيْفِ. وَعَفَا شَاوُلُ وَالشَّعْبُ عَنْ أَجَاجَ وَعَنْ خِيَارِ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ وَالْحُمْلاَنِ وَالْخِرَافِ وَعَنْ كُلِّ الْجَيِّدِ, وَلَمْ يَرْضُوا أَنْ يُحَرِّمُوهَا. وَكُلُّ الأَمْلاَكِ الْمُحْتَقَرَةِ وَالْمَهْزُولَةِ حَرَّمُوهَا. وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى صَمُوئِيلَ: نَدِمْتُ عَلَى أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ شَاوُلَ مَلِكاً, لأَنَّهُ رَجَعَ مِنْ وَرَائِي وَلَمْ يُقِمْ كَلاَمِي" . (صموئيل الأول 15: 3 – 11) .
" وأمر شاول عبيده : تكلموا مع داود سرًا قائلين : هوذا قد سُر بك الملك – أي شاول – وجميع عبيده قد أحبوك فالآن صاهر الملك .. فقال داود : هل هو مستخف في أعينكم مصاهرة الملك وأنا رجل مسكين وحقير ؟ .. فقال شاول : هكذا تقولون لداود : ليست مسرة الملك بالمهر , بل بمئة غلفة من الفلسطنيين للإنتقام من أعداء الملك .. فحسن الكلام في عين داود أن يصاهر الملك ولم تكمل الأيام حتى قام داود وذهب هو ورجاله وقتل من الفلسطنيين مئتي رجل وأتى داود بغلفهم فأكملوها للملك لمصاهرة الملك , فأعطاه شاول ميكال ابنته امرأة " ( صموئيل الأول 18 : 22 – 28 ) .
وهكذا عزيزي القاريء تزوج داود العهد القديم من ابنة الملك شاول , إذ كان مهرها مئتي غلفة ( القطعة الجلدية الزائدة بالعضو الذكري للرجل والتي تقطع عند الختان ) من غلف الفلسطنيين !
وفى العهد الجديد نقرأ أيضاً :
" لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً. فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا " (متَّى 10: 34-40) .
" جِئْتُ لأُلْقِيَ نَاراً عَلَى الأَرْضِ … أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ؟ كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ! بَلِ انْقِسَاماً. لأَنَّهُ يَكُونُ مِنَ الآنَ خَمْسَةٌ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ مُنْقَسِمِينَ: ثَلاَثَةٌ عَلَى اثْنَيْنِ وَاثْنَانِ عَلَى ثَلاَثَةٍ. يَنْقَسِمُ الأَبُ عَلَى الاِبْنِ وَالاِبْنُ عَلَى الأَبِ وَالأُمُّ عَلَى الْبِنْتِ وَالْبِنْتُ عَلَى الأُمِّ وَالْحَمَاةُ عَلَى كَنَّتِهَا وَالْكَنَّةُ عَلَى حَمَاتِهَا " (لوقا 12: 49-53) .
" أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي" (لوقا 19: 27) . وأذكر أني لما واجهت أحد النصارى بهذا النص قال أن المسيح لم يكن يعني ما يقول بل قاله وهو يعلم أنه لن يفعله , وبمعنى أخر : أنه قال ذلك كذبًا !
" فَقَالَ لَهُمْ: «لَكِنِ الآنَ مَنْ لَهُ كِيسٌ فَلْيَأْخُذْهُ وَمِزْوَدٌ كَذَلِكَ. وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفاً. لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ فِيَّ أَيْضاً هَذَا الْمَكْتُوبُ: وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ. لأَنَّ مَا هُوَ مِنْ جِهَتِي لَهُ انْقِضَاءٌ». فَقَالُوا: «يَا رَبُّ هُوَذَا هُنَا سَيْفَانِ». فَقَالَ لَهُمْ: «يَكْفِي!» " (لوقا 22: 36-37) .
* مكانة المرأة في الكتاب المقدس
لنستعرض الأن ما جاء في الكتاب المقدس عن المرأة وبيان مكانتها :
جاء في الرسالة الأولى إلى كورنثوس 14 : 34 كما في ترجمة الفانديك : (( لتصمت نساؤكم في الكنائس لانه ليس مأذونا لهنَّ أن يتكلمن بل يخضعن كما يقول الناموس ايضا. ولكن إن كنَّ يردن أن يتعلمن شيئا فليسألن رجالهنَّ في البيت لأنه قبيح بالنساء أن تتكلم في كنيسة )) .
والمقصود بعبارة : (( كما تقول الشريعة )) أو (( كما يقول الناموس )) هو ما جاء في تكوين 3 : 16 من أن الرب جعل الرجل متسلطاً على المرأة فقال : (( وقال للمرأة : تكثيراً أكثر أتعاب حبلك ، بالوجع تلدين أولاداً ، وإلي رجلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك )) أي يتسلط عليك .
وقد كتب بولس أيضاً قائلاً في 1تيموثاوس 2 : 12 _ 14 : (( لست آذن للمرأة أن تعلم ولا تتسلط على الرجل بل تكون في سكوت ، لأن آدم جُبلَ أولاً ثم حواء ، وآدم لم يُغوَ ، لكن المرأة أُغويَت فحصلت في التعدي )) .
وقال بولس في رسالته الأولى إلى كورنثوس 11 :3 – 9 : (( وَلَكِنْ أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَنَّ رَأْسَ كُلِّ رَجُلٍ هُوَ الْمَسِيحُ. وَأَمَّا رَأْسُ الْمَرْأَةِ فَهُوَ الرَّجُلُ. وَرَأْسُ الْمَسِيحِ هُوَ اللهُ. 4كُلُّ رَجُلٍ يُصَلِّي أَوْ يَتَنَبَّأُ وَلَهُ عَلَى رَأْسِهِ شَيْءٌ يَشِينُ رَأْسَهُ. 5وَأَمَّا كُلُّ امْرَأَةٍ تُصَلِّي أَوْ تَتَنَبَّأُ وَرَأْسُهَا غَيْرُ مُغَطّىً فَتَشِينُ رَأْسَهَا لأَنَّهَا وَالْمَحْلُوقَةَ شَيْءٌ وَاحِدٌ بِعَيْنِهِ. 6إِذِ الْمَرْأَةُ إِنْ كَانَتْ لاَ تَتَغَطَّى فَلْيُقَصَّ شَعَرُهَا. وَإِنْ كَانَ قَبِيحاً بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُقَصَّ أَوْ تُحْلَقَ فَلْتَتَغَطَّ. 7فَإِنَّ الرَّجُلَ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُغَطِّيَ رَأْسَهُ لِكَوْنِهِ صُورَةَ اللهِ وَمَجْدَهُ. وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَهِيَ مَجْدُ الرَّجُلِ. 8لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنَ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنَ الرَّجُلِ. 9وَلأَنَّ الرَّجُلَ لَمْ يُخْلَقْ مِنْ أَجْلِ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنْ أَجْلِ الرَّجُلِ )) .
جاء في إنجيل متَّى 5 : 27 – 32 : (( وقيل من طلق إمرأته فليعطها كتاب طلاق . وأما أنا فأقول لكم : ان من طلق امرأته إلا لعلة الزنا يجعلها تزنى . ومن تزوج مطلقه فإنه يزنى )) .
لقد أثبت الواقع إستحالة الإستغناء عن الطلاق ، والدليل على ذلك أن الغرب المسيحي نفسه قد سن قوانين تبيح الطلاق ، ثم هل من مصلحة المرأة المطلقة ألا تتزوج ؟! فأين الرحمة تجاه المطلقة ؟ ولماذا نحرمها من حقها الطبيعي في الحياة ؟!
يقول كاتب سفر اللاويين 15 : 19 : (( وَإِذَا حَاضَتِ الْمَرْأَةُ فَسَبْعَةَ أَيَّامٍ تَكُونُ فِي طَمْثِهَا، وَكُلُّ مَنْ يَلْمِسُهَا يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. كُلُّ مَا تَنَامُ عَلَيْهِ فِي أَثْنَاءِ حَيْضِهَا أَوْ تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً، وَكُلُّ مَنْ يَلْمِسُ فِرَاشَهَا يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. وَكُلُّ مَنْ مَسَّ مَتَاعاً تَجْلِسُ عَلَيْهِ، يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ، وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. وَكُلُّ مَنْ يَلَمِسُ شَيْئاً كَانَ مَوْجُوداً عَلَى الْفِرَاشِ أَوْ عَلَى الْمَتَاعِ الَّذِي تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. وَإِنْ عَاشَرَهَا رَجُلٌ وَأَصَابَهُ شَيْءٌ مِنْ طَمْثِهَا، يَكُونُ نَجِساً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. وَكُلُّ فِرَاشٍ يَنَامُ عَلَيْهِ يُصْبِحُ نَجِساً. إِذَا نَزَفَ دَمُ امْرَأَةٍ فَتْرَةً طَوِيلَةً فِي غَيْرِ أَوَانِ طَمْثِهَا، أَوِ اسْتَمَرَّ الْحَيْضُ بَعْدَ مَوْعِدِهِ، تَكُونُ كُلَّ أَيَّامِ نَزْفِهَا نَجِسَةً كَمَا فِي أَثْنَاءِ طَمْثِهَا ,كُلُّ مَا تَنَامُ عَلَيْهِ فِي أَثْنَاءِ نَزْفِهَا يَكُونُ نَجِساً كَفِرَاشِ طَمْثِهَا، وَكُلُّ مَا تَجْلِسُ عَلَيْهِ مِنْ مَتَاعٍ يَكُونُ نَجِساً كَنَجَاسَةِ طَمْثِهَا. وَأَيُّ شَخْصٍ يَلْمِسُهُنَّ يَكُونُ نَجِساً، فَيَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ، وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ )) ( ترجمة كتاب الحياة ) .
والأغرب من هذا أنها حتى تتخلص من نجاستها ، عليها أن تذهب إلى الكاهن بفرخي حمام ! , يقول كاتب سفر اللاويين ( 15 : 29 ) : (( وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ تَأْخُذُ لِنَفْسِهَا يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ وَتَأْتِي بِهِمَا إِلَى الْكَاهِنِ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. فَيَعْمَلُ الْكَاهِنُ الْوَاحِدَ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ وَالْآخَرَ مُحْرَقَةً وَيُكَفِّرُ عَنْهَا الْكَاهِنُ أَمَامَ الرَّبِّ مِنْ سَيْلِ نَجَاسَتِهَا )) .
فأي جريمة اقترفتها المرأة حتى تكفر عنها ؟!
بل إن الكتاب المقدس يُقر أن المرأة النَّفساء مخطئة ولا بد لها من كَفَّارة لتتوب !
سفراللاويين 12: 1-8 : (( وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى : قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: إِذَا حَبِلَتِ امْرَأَةٌ وَوَلَدَتْ ذَكَراً تَكُونُ نَجِسَةً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. كَمَا فِي أَيَّامِ طَمْثِ عِلَّتِهَا تَكُونُ نَجِسَةً. وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ يُخْتَنُ لَحْمُ غُرْلَتِهِ. 4ثُمَّ تُقِيمُ ثَلاَثَةً وَثَلاَثِينَ يَوْماً فِي دَمِ تَطْهِيرِهَا. كُلَّ شَيْءٍ مُقَدَّسٍ لاَ تَمَسَّ وَإِلَى الْمَقْدِسِ لاَ تَجِئْ حَتَّى تَكْمُلَ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا. وَإِنْ وَلَدَتْ أُنْثَى تَكُونُ نَجِسَةً أُسْبُوعَيْنِ كَمَا فِي طَمْثِهَا. ثُمَّ تُقِيمُ سِتَّةً وَسِتِّينَ يَوْماً فِي دَمِ تَطْهِيرِهَا. وَمَتَى كَمِلَتْ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا لأَجْلِ ابْنٍ أَوِ ابْنَةٍ تَأْتِي بِخَرُوفٍ حَوْلِيٍّ مُحْرَقَةً وَفَرْخِ حَمَامَةٍ أَوْ يَمَامَةٍ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ إِلَى الْكَاهِنِ فَيُقَدِّمُهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ وَيُكَفِّرُ عَنْهَا فَتَطْهَرُ مِنْ يَنْبُوعِ دَمِهَا. هَذِهِ شَرِيعَةُ الَّتِي تَلِدُ ذَكَراً أَوْ أُنْثَى. وَإِنْ لَمْ تَنَلْ يَدُهَا كِفَايَةً لِشَاةٍ تَأْخُذُ يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ الْوَاحِدَ مُحْرَقَةً وَالْآخَرَ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ فَيُكَفِّرُ عَنْهَا الْكَاهِنُ فَتَطْهُرُ. ))
ويقول كاتب سفر اللاويين 1 : 12 : (( إِذَا حَمَلَتِ امْرَأَةٌ وَوَلَدَتْ ذَكَراً، تَظَلُّ الأُمُّ فِي حَالَةِ نَجَاسَةٍ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، كَمَا فِي أَيَّامِ فَتْرَةِ الْحَيْضِ. . . . وَعَلَى الْمَرْأَةِ أَنْ تَبْقَى ثَلاَثَةً وَثَلاَثِينَ يَوْماً أُخْرَى إِلَى أَنْ تَطْهُرَ مِنْ نَزِيفِهَا، فَلاَ تَمَسُّ أَيَّ شَيْءٍ مُقَدَّسٍ، وَلاَ تَحْضُرُ إِلَى الْمَقْدِسِ، إِلَى أَنْ تَتِمَّ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا. 5وَإِنْ وَلَدَتْ أُنْثَى فَإِنَّهَا تَظَلُّ فِي حَالَةِ نَجَاسَةٍ مُدَّةَ أُسْبُوعَيْنِ كَمَا فِي فَتْرَةِ الْحَيْضِ، وَتَبْقَى سِتَّةً وَسِتِّينَ يَوْماً حَتَّى تَتَطَهَّرَ مِنْ نَزِيفِهَا. )) [ ترجمة كتاب الحياة ] .
ويقول أيضًا في 15 : 18 : ((18وَإِذَا عَاشَرَ رَجُلٌ زَوْجَتَهُ يَسْتَحِمَّانِ كِلاهُمَا بِمَاءٍ وَيَكُونَانِ نَجِسَيْنِ إِلَى الْمَسَاءِ. )) .
وفي سفر التثنية تثنية 25: 5- 10 نرى فيه أن الكتاب المقدس قد فرض على المرأة أن تتزوج أخو زوجها إذا مات زوجها ! : (( إِذَا سَكَنَ إِخْوَةٌ مَعاً وَمَاتَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَليْسَ لهُ ابْنٌ فَلا تَصِرِ امْرَأَةُ المَيِّتِ إِلى خَارِجٍ لِرَجُلٍ أَجْنَبِيٍّ. أَخُو زَوْجِهَا يَدْخُلُ عَليْهَا وَيَتَّخِذُهَا لِنَفْسِهِ زَوْجَةً وَيَقُومُ لهَا بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ. 6وَالبِكْرُ الذِي تَلِدُهُ يَقُومُ بِاسْمِ أَخِيهِ المَيِّتِ لِئَلا يُمْحَى اسْمُهُ مِنْ إِسْرَائِيل. «وَإِنْ لمْ يَرْضَ الرَّجُلُ أَنْ يَأْخُذَ امْرَأَةَ أَخِيهِ تَصْعَدُ امْرَأَةُ أَخِيهِ إِلى البَابِ إِلى الشُّيُوخِ وَتَقُولُ: قَدْ أَبَى أَخُو زَوْجِي أَنْ يُقِيمَ لأَخِيهِ اسْماً فِي إِسْرَائِيل. لمْ يَشَأْ أَنْ يَقُومَ لِي بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ. فَيَدْعُوهُ شُيُوخُ مَدِينَتِهِ وَيَتَكَلمُونَ مَعَهُ. فَإِنْ أَصَرَّ وَقَال: لا أَرْضَى أَنْ أَتَّخِذَهَا . تَتَقَدَّمُ امْرَأَةُ أَخِيهِ إِليْهِ أَمَامَ أَعْيُنِ الشُّيُوخِ وَتَخْلعُ نَعْلهُ مِنْ رِجْلِهِ وَتَبْصُقُ فِي وَجْهِهِ وَتَقُولُ: هَكَذَا يُفْعَلُ بِالرَّجُلِ الذِي لا يَبْنِي بَيْتَ أَخِيهِ. فَيُدْعَى اسْمُهُ فِي إِسْرَائِيل بَيْتَ مَخْلُوعِ النَّعْلِ )) .
ولا تعليق بالطبع على مدى عنصرية هذه النصوص , وما كان لها من عظيم الأثر في مسخ عقول اليهود والنصارى في تعاملهم مع الأمم الأخرى؟؟؟الأدب الجنسي في الكتاب المقدس
1- أمثال ومواعظ في الجنس !
( أمثال7: 6 ) " لاحظت بين البنين غلامًا عديم الفهم. عابر عند الشّارع عند زاويتها وصاعدًا في طريق بنيها. وإذا بامرأة استقبلته في زي زانية .. فأمسكته وقبلته، وأوقحت وجهها وقالت له: فرشت سريري بموشى كتان من مصر وعطرت فراشي بمر وعود وقرفة: هلمّ نرتو ودًّا إلى الصّباح: نتلذّذ بالحب ... أغوته بكثرة فنونها، بملث شفتيها طوحته، ذهب وراءها لوقته كثور يذهب إلى الذّبح" .
2- التغزل بثدي المرأة !
( أمثال 5: 16 ) " وأفرح بامرأة شبابك الظبية المحبوبة والوعلة الزهية: ليروك ثدياها في كل وقت".
3- نشيد الإنشاد : نصوص غرامية فاضحة !
( نشيد 1 : 13 ) " صرة المر حبيبي لي: بين ثديي يبيت. ها أنت جميلة يا حبيبتي. ها أنت جميل يا حبيبي وحلو سريرنا أخضر. حبيبي بين البنين: تحت ظله اشتهيت أن أجلس ... أدخلني بيت الخمر ... شماله تحت رأسي ويمينه تعانقني " .
(نشيد 3 : 1) " في الليل على فراشي طلبت من تحبه نفسي فما وجدته. إنّي أقوم وأطوف في المدينة في الأسواق وفي الشّوارع أطلب من تحبّه نفسي ... وجدني الحرس الطّائف في المدينة فقلت: أرأيتم من تحبّه نفسي؟ فما جاوزتهم إلا قليلاً حتى وجدت من تحبّه نفسي. فأمسكته ولم أرخه حتى أدخلته بيت أمي وحجرة من حبلت بي. أحلفكن يا بنات أورشليم بالظّباء وبأيائل الحقول ألا تيقظن ولا تنبّهن الحبيب متى شاء " .
( نشيد 4: 1 ) " هاأنت جميلة يا حبيبتي ... عيناك حمامتان... شفتاك كسلكة من القرمز . خدّك كفلقة رمانة تحت نقابك ... ثدياك كخشفتي ظبية توأمين يرعيان بين السّوسن " .
( نشيد 7: 1 ) " ما أجمل رجليك بالنّعلين يا بنت الكريم. دوائر فخذيك مثل الحلي، صنعة يدي صناع. سرتك كأس مدورة لا يعوزها شراب ممزوج. بطنك صبرة حنطة مسيجة بالسوسن . ثدياك كخشفتي توأمي ظبية. قامتك هذه شبيهةبالنخلة وثدياك بالعناقيد. قلت إني أصعد إلى النخلة وأمسك بعذوقها وتكون ثدياك كعناقيد الكرم. ليتك كأخ لي الراضع ثدي أمي. وهي تعلمني فأسقيك من الخمر الممزوجة من سلاف رماني. شماله تحت رأسي ويمينه تعانقني" .
ونقف عند قول الكتاب " سرتك كأس مدورة " وننقل الجديد الذى توصلنا إليه في التفسير الحديث للكتاب المقدس الصادر عن دار الثقافة بالقاهرة .
وفي البداية نحب أن نبين أن هذا التفسير يضم في مجلس تحريره القس الدكتور / منيس عبد النور , والقس / مكرم نجيب , والقس / باقي صدقة , وهم من صفوة العلماء الإنجيليين !
ويتحفنا هذا التفسير أن الكلمة " سرتك " تعتبر ترجمة خاطئة للأصل العبري , وأن الترجمة الصحيحة هى " الفتحة التناسلية للمرأة " !
http://www.trutheye.com/up/uploads/thumbs/trutheye.com-8436f647e5.jpg
صورة طبق الأصل من المرجع المشار إليه ص 101
وفي تعليقهم على جملة " بطنك صبرة حنطة مسيجة بالسّوسن " يقولون : أن الأصل العبري ليس "بطن" بل " الجزء السفلي من البطن أسفل السرة " !
http://www.trutheye.com/up/uploads/thumbs/trutheye.com-b13b84f07b.jpg
المصدر السابق من المرجع المشار إليه
( نشيد 8: 8 ) " لنا أخت صغيرة ليس لها ثديان، فماذا نصنع لأختنا في يوم تُخطَب ؟ " .
( نشيد 8 : 10 ) " أنا سور، وثدياي كبرجيْن . حينئذ كنت في عينيه كواجدة سلامة ".
4- سفر حزقيال ونصوص جنسية فاضحة !
(حزقيال16: 1) " وكانت إلي كلمة الرّب قائلاً: يا ابن آدم عرف أورشليم برجساتها.
اتّكلتِ على جمالكِ وزنيت على اسمك. وسكبتِ زناك على كل عابر... وصنعت لنفسك صور ذكور. وزنيتِ بها وفي كل رجساتك وزناك لم تذكري أيّام صباك إذ كنت عريانة وعارية. وفرجيت رجليكِ لكل عابر وأكثرتِ زناك. وزنيت مع جيرانك بني مصر الغلاظ اللّحم. وزدت في زناك لإغاظتي. لكلّ الزّواني يعطون هديّة. أمّا أنت فقد أعطيت كلّ مُحبّيك زناكِ. ورشيتيهم ليأتوك من كلّ جانب للزّنا بك. فلذلك يا زانية: اسمعي كلام الرب: من أجل أنّك قد انفق نحاسك وانكشفت عورتك بزناك بِمُحِبّيكِ... لذلك ها أنذا أجمع مُحبّيك الذين لذذتِ لهم... فأجمعهم عليك من حولك وأكشف عورتك لهم لينظروا كلّ عورتك... وأُسلِّمك ليدهم... فينزعون عنك ثيابك ويأخذون أدوات زينتك ويتركونك عريانة وعارية " .
5- قصة العاهرتين أهولا وأهوليبة !
(حزقيال23: 1) " يا ابن آدم: كان هناك امرأتان ابنتا أم واحدة وزنتا بمصر في صباهما زنتا. هناك دغدغت ثدييهما وهناك تزعزعت ترائب عذرتهما. واسمهما أهولة الكبيرة وأهوليبا أختها. وزنت أهولة من تحتي ولم تترك زناها من مصر أيضًا لأنهم ضاجعوها في صباها. وزعزعوا ترائب عذرتها وسكبوا عليها زناهم. لذلك سلمتها ليد عشاقها الذين عشقتهم. هم كشفوا عورتها. فلمّا رأت أختها أهوليبة ذلك أفسدت في عشقها أكثر منها وفي زناها أكثر من زنا أختها. عشقت بني أشور فرسانَا راكبين الخيل كلّهم شبّان شهوة. وزادت زناها. ولمّا نظرت إلى رجال مصورين على الحائط عشقتهم عند لمح عينيها إياهم. وأرسلت إليهم رسلاً فأتاها بنو بابل في مضجع الحبّ ونجّسوها بزناهم... وأكثرت زناها بذكرها أيّام صِبَاها الّتي فيها زنت بأرض مصر. وعشقت معشوقيهم الذين لحمهم كلحم الحمير ومنيهم كمني الخيل. وافتقدتِ رذيلة صباكِ بزغزغة المصريين ترائبك لأجل ثدي صباكِ " .
6-الرب يعاقبهم فيوقعهم في الزنا :
(حزقيا23: 22) " لأجل ذلك يا أهوليبة، قال السيد الرب: ها أنذا أهيج عليك عشاقك: ينزعون عنك ثيابك... ويتركونك عريانة وعارية، فتنكشف عورة زناك ورذيلتك وزناك. تمتلئين سكرًا وحزنًا كأس التّحيّر والخراب... فتشربينها وتمتصينها وتقضمين شقفها. وتجتثّين ثدييك لأنّي تكلّمتُ. فهوذا جاءوا. هم الذين لأجلهم استحممتِ. وكحّلتِ عينيك وتحلّيت بالحليّ. وجلستِ على سرير فاخر... فقلت عن البالية في الزّنا الآن يزنون زنًا معها" .
7-تعاليم جنسية !
( عامو 7: 16 ) " وقال الرب لمصيا: أنت تقول لا تتنبأ على إسرائيل. لذلك قال الرب: امرأتك تزني في المدينة وبنوك وبناتك يسقطون بالسّيف" .
(ارميا 8: 10) " قد رفضوا كلمة الرب...لذلك أعطي نساءهم لآخرين وحقولهم لمالكين. لأنّهم من الصّغير إلى الكبير. كلّ واحد منهم مولع بالرّبح من النَّبيِّ إلى الكاهن" .
(اشعيا 3: 16) " قال الرب: من أجل أن بنات صهيون يتشامخن ويمشين ممدوات الأعناق وغامزات بعيونهن وخاطرات في مشيهن ويخشخشن بأرجلهن يصلِع السّيّد هامة بنات صهيون ويعري الرب عورتهن " .
(ارميا 13: 22) " لأجل عظمَة إثمِكِ: هُتِكَ ذَيلاكِ وانكشف عقباك... فسقك وصهيلك ورذالة زناك: فأنّا أرفع ذيليك على وجهك فيُرى خزيك" .
(ناحوم 3: 4) " من أجل زنا الزانية الحسنة الجمال صاحبة السحر البائعة أممًا بزناها وقبائل بسحرها. ها أنذا عليك يقول رب الجنود: فأكشف أذيالك إلى فوق وجهك، وأُري الأممَ عورتك".
(تثنية 28: 15) " خاطب الرب بني إسرائيل مهددًا إياهم: أن لم تسمع لصوت الرب إلهك: تأتي عليك جميع اللعنات وتدركك... تخطب امرأة، ورجل آخر يضطجع معها " .
(هوشع 2: 2) " حاكموا أمكم لأنها ليست امرأتي وأنا لست رجلها لكي تعزل زناها عن وجهها وفسقها من بين ثدييها لئلا أجردها عارية ولا أرحم أولادها لأنهم أولاد زنا... والآن أكشف عورتها أمام عيون مُحبيها " .
وأسوة بالكتاب المقدس يُحِثُّ علىاختطاف بنات شيلوه واغتصابهن: (20واوصوا بني بنيامين قائلين امضوا واكمنوا في الكروم. 21 وانظروا فإذا خرجت بنات شيلوه ليدرن في الرقص فاخرجوا أنتم من الكروم واخطفوا لأنفسكم كل واحد امرأته من بنات شيلوه واذهبوا إلى أرض بنيامين.) قضاة 21: 20-21
يا من رُزقت نعمة العقل هل يمكن أن يُقال ولو للحظة أن هذا المتن من وحي الله ؟!
أعتقد بعد هذا البيان الوافي لقضيتي " الإسناد والمتن " في الكتاب المقدس نكون قد قطعنا الشك باليقين في أن هذا الكتاب ( المقدس ) ليس كلمة الله .؟؟؟؟لندع القس شنودة يتحدث !
( مقال للكاتب في منتدى الجامع لمقاومة التنصير ودعوة أهل الكتاب ) .
إقرار أرثوذكسي رفيع المستوى بتحريف الكتاب المقدس !
القس / شنودة ماهر إسحاق ( سابقًا : الشماس الدكتور / إميل ماهر ) .
أستاذ العهد القديم واللاهوت بالكلية الإكليريكية
وأستاذ اللغة القبطية بمعهد اللغة القبطية بالقاهرة .
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم , أما بعد :
فإن حقيقة تحريف الكتاب المقدس أصبحت واضحة جلية , وقد شهد أصحاب الكتاب بذلك ونطقوا به على مر العصور , واليوم أقدم للقاريء الكريم , شهادة جديدة تستحق العرض , وهى للقس / شنودة ماهر إسحاق , أستاذ العهد القديم واللاهوت بالكلية الإكليريكية وأستاذ اللغة القبطية بمعهد اللغة القبطية بالقاهرة , في كتابه : " مخطوطات الكتاب المقدس بلغاته الأصلية " ص 19-21, الطبعة الثانية 2006م , رقم الإيداع بدار الكتب : 10444-1997 . والكتاب يباع بمكتبة المحبة - القاهرة .
وقبل عرض ما جاء في كتاب القس شنودة , أنبه على أن النصارى يستخدمون لفظ ( القراءات ) بديلاً للفظ ( التحريفات ) للتخفيف من حدة اللفظ الأخير على سمع رعايا الكنائس , وقد بينتُ أنه لا فارق بين القراءات والتحريفات عند النصارى فكلاهما يدلان على حدث واحد وهو : وقوع التحريف اللفظي بالمحو والإضافة في الكتاب المقدس , وذلك في مقالة سابقة بعنوان : ( قراءات أم تحريفات ! ) :
http://www.aljame3.net/ib/index.php?showtopic=4842
فالقراءات عندهم هى خطأ الناسخ عن قصد ودراية أثناء النسخ وهذا هو التحريف بعينه , في حين أن القراءات عند أهل العقول تكون نابعة من نطق النبي المرسل بالكتاب لها بوحي من الله , مع حصول التواتر المتصل لهذه القراءات بغير انقطاع أو ضعف .
والأن لنعرض نص ما قاله القس شنودة في كتابه الذي كان ضمن سلسلة دراسات في الكتاب المقدس وحمل رقم 5 .
ضياع العهد القديم والعهد الجديد !
يقول القس شنودة : ( ليس بين أيدينا الآن المخطوطات الأصلية , أي النسخة التي بخط يد كاتب أي سفر من أسفار العهد الجديد والقديم . فهذه المخطوطات ربما تكون قد استهلكت من كثرة الإستعمال , أو ربما يكون بعضها قد تعرض للإتلاف أو الإخفاء في أزمنة الإضطهاد , خصوصًا وأن بعضها كان مكتوبًا على ورق البردي , وهو سريع التلف . ولكن قبل أن تختفي هذه المخطوطات نُقلت عنها نسخ كثيرة . لأنه منذ البداية كانت هناك حاجة ماسة لنساخة الأسفار المقدسة لاستخدامها في اجتماعات العبادة في مختلف البلاد . وقد تكاثرت المخطوطات الكتابية على مر السنين , فصارت تُعد بالآلاف , وهى محفوظة في المتاحف والمكتبات في متناول العلماء والباحثين ) .
المعضلة العظمى في المخطوطات الكتابية !
يقول القس شنودة عن المخطوطات التي نُسخت من النسخ الأصلية الضائعة : ( ولكن من يدرس مخطوطات الكتاب المقدس بلغاته الأصلية أو ترجماته القديمة يلاحظ وجود بعض الفروق في القراءات بين المخطوطات القديمة , وهى فروق طفيفة لا تمس جوهر الإيمان في شيء ولا في ممارسات الحياة المسيحية والعبادة ) .
قلت ُ : كنص التثليث 1يو 5 : 7 , وخاتمة إنجيل مرقس 16 : 9-20 التي تحدثت عن صعود الرب, وهى فروق طفيفة لا تمس جوهر الإيمان في شيء ولا في ممارسات الحياة المسيحية والعبادة !!
التحريف .... من يُخفي الشمس ؟!
يقول القس شنودة : ( ومعظم فروق القراءات بين المخطوطات يمكن إرجاعها إلى تغييرات حدثت عن غير دراية من الناسخ أو قصد منه خلال عملية النساخة ) .
التحريف بسبب أخطاء العين !
يقول القس شنودة : ( فأحيانًا تحدث الفروق بسبب أخطاء العين , كأن يُخطيء الناسخ في قراءة النص الذي ينقل منه ( كلام الله !! ) فتسقط منه بعض كلمات أو عبارات , أو يكرر نساخة بعضها, أو يحدث تبادل في مواقع الحروف الكلمات مما يؤدي إلى تغيير المعنى , أو يحدث تبادل في مواقع الكلمات والسطور . وقد يحدث الخلط بسبب صعوبة في قراءة بعض الحروف , خصوصًا وأن الحروف العبرانية متشابهة في الشكل , وكذلك أيضًا الحروف اليونانية الكبيرة . فأحيانًا قد يصعب التمييز بين الحروف إذا لم تكن مكتوبة بخط واضح وبقدر كافٍ من العناية , أو إذا كان المخطوط الذي ينقل عنه الناسخ قد تهرأ أو بهتت الكتابة عليه في بعض المواضع أو بعض الحروف (!!) ) .
التحريف بسبب أخطأ الأذن !
يقول القس شنودة : ( وبعض فروق القراءات قد ينتج أيضًا عن أخطأ الأذن في السماع في حالة الإملاء , فمثلاً العبارة في رومية 5 : 1 " لنا سلام " وردت في بعض النسخ " ليكن لنا سلام " . والعبارتان متشابهتان في السماع في يوناية القرن الأول . أما في العبرانية فإن احتمال وقوع أخطاء الأذن منعدم أو ضعيف . لأنه لا توجد في كتابات الربابنة أية إشارة إلى ممارسة النساخة بطريقة الإملاء للناسخ بالقراءة له من النسخة المنقول عنها . فالمسيحيون وحدهم هن الذين استخدموا طريقة الإنتاج بالجملة عن طريق الإملاء لمحموعة من الكتبة في وقت واحد ( !! ) ) .
التحريف بسبب أخطاء الذهن !
يقول القس شنودة : ( وبعض فروق القراءات قد ينتج عن أخطاء الذهن , كأن يفشل الناسخ في تفسير بعض الإختصارات التي كانت تستخدم كثيرًا في المخطوطات , خصوصًا مصطلحات مثل " الله " و " المسيح " التي كانت تكتب بصورة مختصرة بصفة منتظمة . والفروق في تموتاوس الأولى 3 : 16 بين " مَنْ " و " الذي " و " الله " هى مثال ذلك . فقد وردت الآية : " عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد " مكتوبة في قراءة أخرى ( لم ينطق بها أي نبي بل هى من أخطأ الذهن ) : " عظيم هو سر التقوى الذي أو مُن ظهر في الجدس " ... إلخ. reumann, p. 1226 ) .
أسباب التحريف عند أوريجانوس - أبو اللاهوت - !
يقول القس شنودة : ( وقد أظهر باك pack في رسالته عن طريقة أوريجانوس في مقارنة النصوص الكتابية أن أوريجانوس يُرجع الفروق في القراءات إلى أسباب أربعة , وهى :
1- أخطأ أثناء عملية النقل بالنساخة نتيجة انخفاض درجة التركيز عند الناسخ في بعض الأحيان .
2- النسخ التي يُتلفها الهراطقة عمدًا ببث أفكارهم فيها أثناء النساخة .
3- التعديلات التي يُجريها بعض النساخ عن وعي وبشيء من الإندفاع بهدف تصحيح ما يرونه أخطاء وقعت من نُساخ سابقين أو اختلاف عن القراءة التي اعتادوا سماعها .
4- تعديلات بهدف توضيح المعنى المقصود في العبارة . ( كل من هب ودب له الحق في توضيح ما عجز الرب عن إيضاحه !! ) ) .
منهج اعتماد التحريف الصحيح بواسطة التوافق مع العقائد والجغرافية !
يقول القس شنودة موضحًا الأسس التي عليها يتم اختيار التحريف الصحيح : ( والتوصل إلى الإختيار الصحيح للقراءات الصحيحة ( !! ) يبدو في رأي أوريجانوس مؤسس على الآتي :
1- التوافق مع العقائد الإيمانية .
2- صحة المعلومات الجغرافية . ( !! )
3- التناسق والإنسجام مع غيره من النصوص . ( النصوص المحرفة !! ) .
4- الأصول الإشتقاقية اللغوية .
5- إجماع غالبية المخطوطات المعروفة لديه . ( المخطوطات الضائعة أم المحرفة !! ) .
وهذا الإختيار تحكمه ضوابط أساسية هى : المعنى الذي يقتضيه سياق النص ويرجحه , والتناغم , وتقليد الكنيسة ) .
لا تأمل عزيزي القاريء في أن تجد ضمن هذه الأسس : اعتماد الله ورسله للقراءات , وتواترها المتصل المحقق على ألسنة الحفاظ الثقات , فالقراءات عندهم هى أخطاء النساخ وتراكم تحريفاتهم , وما تحكم بصحته الكنيسة منها وفقًا لعقائدها وأهوائها !
بالطبع كل من سيقرأ كلمات القس شنودة سيتساءل : هل القس يتحدث عن كتاب الله المعصوم من الخطأ أو الذلل في دقيقه وجليله أم يتحدث عن مُؤَلَفٍ مكتوب بكل معنى الكلمة ؟!
ونسأل أصحاب دعوى ( الإستحالة ) : أي أدلة استدللتم بها لتجعلوا الأمر مستحيلاً ؟! كيف يستحيل أمر التحريف وقد أقر أكابر علماء الكتاب بأن النساخ نقلوا وهم ناعسون ؟! نقلوا وهم متعمدون للخطأ والتغيير والتبديل ؟!
فالحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعم؟؟؟
التّثـليــــــث
رغبة في الاختصار ونفورًا من التّطويل لم أشأ الدّخول في متاهات شديدة الوعورة والظّلمة ترتبط بموضوع التّثليث، ومن تلك المتاهات ألوهيّة المسيح وبنوّته، وطبيعة الله اللاّهوتيّة والنّاسوتيّة .. إلخ، رغم أهمّيّة تلك المواضيع وعلاقتها الوطيدة بعقيدة التّثليث، وعدم رغبتي في دخول تلك المتاهات هو لشعوري أنّ البحث حينها سيطول جدًّا، وسيتشعّب ممّا يخرجه عن الهدف من وضعه؛ ذلك أنّ الهدف من كتابي ليس أن يصنّف ضمن الدّراسات العلميّة المتقدّمة، فيكون في متناول الباحثين المتخصّصين فقط، وإنّما الغاية منه أن يكون رسالة إعلاميّة سريعة يصل إليها النّصرانيّ العاديّ، ورجل الشّارع، دون أن يثقل كاهله كتابي إضافة إلى مشاغله اليوميّة، ومن ثمّ فضّلت التّعبير عن مناقضة التّثليث للعقل ومصادمته لكلّ منطق وعلم وتفكير بشريّ ببعض هذه الخواطر، وأعترف للقارئ أنّي وجدت صعوبة بالغة في اختياري النّقطة التي أنطلق منها في حديثي عن التّثليث، فمن أين أبدأ؟
التّثليث أهمّ اعتقاد يؤمن به النّصارى، فلا خلاص ولا غفران ولا دخول للجنّة إلاّ بالإيمان بأنّ الله هو ثلاثة أقانيم: الأب، الابن، الرّوح القدس، وهؤلاء الثّلاثة – في نظر النّصارى – ليسوا ثلاثة بل هم واحد، فالأب إله تامّ، والابن إله تامّ، و الرّوح القدس إله تامّ، لكنّ هؤلاء الآلهة التّامين ليسوا ثلاثة آلهة بل هم إله واحد تامّ!!
أنا أعلم أنّك – أيّها القارئ – لا تفهم شيئًا ممّا أقوله، لكن اعذرني فهذا قول القساوسة، هم ثلاثة آلهة… لكن يستدركون فيقولون لكنّهم واحد، وهو إله واحد، لكن يستدركون فيقولون لكنّهم ثلاثة آلهة، ثلاثة في الواحد وواحد في الثّلاثة!
وإذا كان من واجبي كباحث في هذا الموضوع أن أشرح لك هذا الكلام، فأعتذر إليك مسبقًا بقولي: "إنّ فاقد الشّيء لا يعطيه"؛ لأنّي كسائر علماء اللاّهوت ورجال الدّين والفلاسفة والمفكّرين لم أصل لغاية السّاعة لشرح أو فهم لذلك الكلام !
والتّثليث عند المسلمين كفر بالله لقد كفر الذين قالوا إنّ الله ثالث ثلاثة وما من إله إلاّ إله واحد وإن لم ينتهوا عمّا يقولون ليمسّنّ الذين كفروا منهم عذاب أليم المائدة 73.
وهي عند الفلاسفة والمفكّرين أكبر خرافة في هذا الكون، جاء في مجلّة التّايم عدد 4 سنة 1966، ص 57، "إنّ الكتاب المقدّس – بما فيه من خطيئة وكفّارة وتثليث – هو أكبر مجموعة من الخرافات في تاريخ الحضارة الغربيّة ".
وهي عند المؤرّخين وعلماء مقارنة الأديان حلقة من حلقات الوثنيّة التي بدأت منذ فجر التّاريخ.
أمّا عند القساوسة والكنيسة فهي سرّ ولغز مقدّس! لا يمكن فهمه في هذه الدّنيا ولا تصوّره على حقيقته، جاء في أحد المجامع الكنسيّة، وهو مجمّع لاتيران، الذي عقد سنة 1315 م [ إنّنا نؤمن إيمانًا جازمًا من أعماق قلوبنا بأنّ هناك إلهًا واحدًا خالدًا لا نهائيًّا لا يحول ولا يزول، إلهًا لا نفهمه، عظيمًا لا يمكن التّعبير عنه: الأب والابن وروح القدس ..] ويقول القسّ بوطر بعد استعراضه عقــيدة التّثليث: » قد فهمنا ذلك على قدر طاقة عقولنا ونرجو أن نفهمه فهمًا أكثر جلاء في المستقبل، حيث ينكشف لنا الحجاب عن كلّ ما في السماوات والأرض، وأمّا في الوقت الحاضر ففي القدر الذي فهمناه الكفاية«.
ولننتقل الآن إلى تعريفات النّصارى للثّالوث وما هو المفهوم الذي يولونه لهذا المصطلح؛ يقول القسّ سامي حنا غابريال في كتابه (الله واحد أم ثالوث؟): » المسيحيّة تعلم أنّ الله الذي لا شريك له هو واحد في الجوهر موجود بذاته، ناطق بكلمته، حيّ بروحه، و يمكن أن نقول إنّ الله واحد في ثلاثة أقانيم والثّلاثة هم واحد، هم الله، دون انفصال أو تركيب، متساوون، إنّهم جميعًا الله، وكلّ أقنوم منهم هو الله، وهو ما تعلنه المسيحيّة بوضوح، الله موجود بذاته "الأب"، الله ناطق بكلمته "الابن" الله حيّ بروحه "الرّوح القدس"… والأقانيم الثّلاثة: الأب والابن والرّوح القدس واحد في الجوهر متساوون في كل شيء، في السرمدية ( الأزلية والأبدية ) وفي القدرة وفي كل ما يخص الله الواحد«.
يقول الأب بولس إلياس اليسوعي في كتابه ( يسوع المسيح ): من الناس من يقولون لماذا يا ترى إله واحد في ثلاثة أقانيم؟ أليس من الأفضل أن يقال إله واحد وحسب؟ لكننا إذا اطلعنا على كنه الله لا يسعنا إلا القول بالتثليث، وكنه الله محبة، ولا يمكن إلا أن يكون محبة، ليكون الله سعيدا، فالمحبة هي مصدر سعادة الله، ومن طبع المحبة أن تفيض وتنتشر على شخص آخر فيضان الماء وانتشار النور، فهي إذن تفترض وجود شخصين على الأقل يتحابان، وتفترض مع ذلك وحدة تامة بينهما، وليكون الله سعيدا، ولا معنى لإله غير سعيد، وإلا انتفت عنه الألوهية، كان عليه أن يهب ذاته شخصا آخر يجد فيه سعادته ومنتهى رغباته، ويكون بالتالي صورة ناطقة له.
ولهذا ولد اللهُ الابن منذ الأزل نتيجة لحبه إياه ووهبه ذاته، ووجد فيه سعادته ومنتهى رغباته وبادل الابنُ الأب هذه المحبة ووجد فيه هو أيضا سعادته ومنتهى رغباته، وثمرة هذه المحبة المتبادلة بين الأب والابن كانت الروح القدس، هو الحب إذن يجعل الله ثالوثا وواحدا معا…ولا يصح أن يكون هذا الكائن الذي حبس اللهُ الأبُ محبته عليه إلا الابن، ولو كان غير الابن، ولو كان خليقة غير محدودة، بشرا أو ملاكا، لكان الله بحاجة إلى من دونه كمالاً، وعُدّ ذلك نقصًا في الله والله منزّه عن النّقص، فتحتّم إذًا على الله والحالة هذه أن يحبس محبّته على ذاته فيجد فيها سعادته؛ لهذا يقول بولس الرّسول: إنّ الابن هو صورة الله غير المنظور… ليس الله إذًا كائنًا تائهًا في الفضاء، منعزلاً في السّماء، لكنّه أسرة مؤلّفة من أقانيم ثلاثة تسودها المحبّة، وتفيض منها على كلّ الكون براءته، وهكذا يمكننا أن نقول إنّ كنه الله يفرض هذا التّثليث «.
إنّ هذا التّفكير وإن كان يثير السّخريّة إلاّ أنّه منتشر جدًّا بين رجال الكنيسة، فهم يرون أنّ الله يجب أن يكون كائنًا مركّبًا حتّى يستطيع ممارسة صفاته الأزليّة كالسّمع والبصر والمحبّة وغيرها؛ أي أنّ الله قبل خلق العالم لم تكن صفاته معطّلة، لأنّه كان يمارس تلك الصّفات مع نفسه أو مع ابنه، لذلك وُجد الثّالوث كضرورة، لأنّه لو قلنا إنّ الله لم يكن يمارس صفاته وأفعاله قبل خلق العالم ثمّ مارسها بعد خلق العالم لحكمنا على صفات الله وأفعاله بأنّها كانت معطّلة، وعلى الله بالتغيّر من حالة إلى حالة، وهذا مستحيل لأنّ الله لا يتغيّر.
يقول القسّ سامي غابريال: » إذا كان الله محبًّا، سميعًا، عليمًا.. ناطقًا.. وأنّه غير متغيّر فماذا عن قبل الخلق؟ هل كانت صفات الله موجودة؟ نعم فهو غير متغيّر … وإن كان الله ناطقًا محبًّا، قبل أن يخلق.. فمع من كان يمارس صفاته وأعماله؟ هل كانت عاطلة… قبل خلق العالم… ثمّ صارت عاملة بعد الخلق؟ كلاّ و لو أنّ الله مطلق الوحدانيّة في الجوهر؛ فقبل أن يخلق ما معنى إذا سميع.. ناطق.. محبّ.. إذًا لا يمكن أن تكون وحدانيّة الله وحدانيّة مطلقة، مجرّدة، بل لا بدّ أن يكون الله الواحد في الجوهر جامعًا في وحدانيته، وبذلك يمارس صفاته بينه وبين نفسه لا بالوحدانيّة المجرّدة بل بوحدانيّته الجامعة الشّاملة الواحدة، وحيث أنّ صفات الله لا يمكن أن تكون قائمة في ممارستها إلاّ بين كائنين، أو أكثر أو بين عاقلين أو أكثر… وبما أنّ الله مع وحدانيّته وتفرّده بالأزليّة وعدم وجود تركيب فيه… كان يمارس الصّفات الإلهيّة بينه وبين ذاته… إذًا فوحدانيّة الله مع عدم وجود تركيب فيها هي وحدانيّة ليست مجرّدة، بل وحدانيّة من نوع لا مثيل لها في الوجود يمكن أن نسمّيها الوحدانيّة الشّاملة أو الجامعة «. وهي ما دعاها هذا القسّ وسمّتها الكنيسة وحدانيّة الثّالوث.
لقد أوردت كلام القساوسة السّابقين على طوله ليعرف النّصارى وغيرهم مقدار تفكير القسس والحجج التي يستندون إليها لتجويز الاعتقاد بالثّالوث، وإنّ هذا الاحتجاج السّخيف جدًّا ينقلب ضدّ القسس وضدّ الكنيسة وضدّ عقيدة التّثليث؛ إذ لو اعتقدنا أنّ صفات الله وأفعاله يجب أن تكون موجودة قبل خلق العالم وأنّ تلك الصّفات تمارس بين الأقانيم الثّلاثة وجب علينا إذًا أن لا نقتصر على الأمثلة التي يضربها القساوسة عن الصّفات الإلهيّة بل وجب التّعميم على جميع الصّفات والأفعال الإلهيّة، وهنا أتساءل أليست من صفات وأفعال الله الخلق وأنّ الله خالق؟ ستقولون بلى، وأقول هل كانت صفة الخلق معطّلة قبل خلق العالم ؟، ستقولون كلاّ.
وسأقول فإذن مع من كان يمارس صفة الخلق؟
لا شكّ وفق تفكيركم السّابق أنّ الله كان يمارسها مع نفسه أو ابنه أو مع الثّالوث 'الوحدانيّة الشّاملة كما يسمّيها القسّ غابريال'، فهل يمكن أن تشرحوا لنا كيف كان يمارس الله صفة وفعل الخلق مع نفسه أو ابنه أو ثالوثه، هل كان الله يخلق ذاته؟ فإذًا الله مخلوق ! هل خلق الله الابن؟!، لكنّ الكتاب المقدّس يقول عن الابن مولود غير مخلوق !، ماذا كان الله يخلق قبل خلق العالم حتّى يقال عنه خالق، وإنّه يملك صفة الخلق العاملة المعطّلة! ؟ أرأيتم أنّكم أيّها القساوسة تتورّطون في دفاعات متخبّطة عشوائيّة توقعكم في ورطات لا مخرج منها؟ وهذا مثال واحد عن صفة واحدة ضربته لكم فكيف بعشرات، بل بمئات الصّفات والأفعال التي تُنسب إلى الله؟
نعود الآن إلى الأقانيم الثّلاثة، ما معنى كلمة أقنوم؟
يقول النّصارى إنّ "الأقنوم" كلمة سريانيّة تعني كلّ ما تميّز عن سواه دون استقلال، وفي موضوع الثّالوث تعني وجود ثلاثة أشخاص متّحدين دون امتزاج ومتميّزين دون انفصال.
نسأل النّصارى هل لكم أن تضربوا لنا مثالاً واحدًا في هذا الكون "غير الثّالوث" يصدق عليه مصطلح الأقنوم،… لن تستطيعوا ذلك لأنّ المعنى 'المفبرك' الذي أضفيتموه على مصطلح الأقنوم لا تقبله العقول؛ لذا لا يصدق على أيّ مثال واقعيّ مادّيّ أو معنويّ، ثمّ لماذا يرد هذا المصطلح الفريد من نوعه بالسّريانيّة دون اللّغات الأخرى كالعبريّة مثلاً وقد كانت لغة العهد القديم؟ ألم يكن لذلك المصطلح وجود حينها؟ ثمّ لماذا لم يرد هذا المصطلح في العهد الجديد؟!
وأخاطب الآن نصارى العرب، ما هي ترجمة مصطلح أقنوم إلى العربيّة؟ ستقولون عجزت اللّغة عن إيجاد مصطلح مطابق للمعنى الذي ورد بالسّريانيّة، فيا سبحان الله ! اللغة العربيّة الغنيّة بمصطلحاتها والثّريّة بمترادفتها تعجز أمام السّريانيّة !، اللغة العربيّة التي تحتوي على عشرات المفردات المترادفة لمعنى واحد عاجزة أن تجد كلمة تعبّر بها عن أهمّ شيء في هذا الكون وهو الله أو أحد أجزائه !
مع ذلك نرى في بعض كتب النّصارى محاولات لترجمة قريبة، مع كونها منتقدة من النّصارى أنفسهم لإيحائها بالشّرك؛ فممّا قيل عن الأقانيم أنّها: خواصّ، صفات، أجزاء، أشخاص، أعضاء، أطراف، أقسام، أشياء، عناصر، تعينات … إلخ.
ولمّا استعصى فهم مصطلح الأقانيم راح رجال الكنيسة يضربون للثّالوث الأمثال ليقربوا معناه للأفهام، فقال بعضهم إنّ الثّالوث كالشّمس متكوّنة من ثلاثة أجزاء: القرص، الحرارة، الشعاع، لكن هل القرص هو الشعاع؟ وهل القرص هو الحرارة ؟ و هل الشّعاع هو الحرارة؟ فالمثال لا ينطبق على الثّالوث لأنّ الأب هو الابن، والابن هو ذاته الرّوح القدس، والأب هو عينه روح القدس، وبعضهم يمثّل الثّالوث بالتفّاحة، لأنّها متكوّنة من شكل وطعم ورائحة، وهل الرّائحة هي التفّاحة كاملة، وهل الشّكل هو التفّاحة كاملة، وهل الطّعم هو التفّاحة كاملة؟ ولا شكّ أنّ هذا المثال يلحق بسابقه.
ويضرب سانت أغسطين مثالاً معقّدًا، وهو 'أنّ الثّالوث يشبه الدّماغ، فالدّماغ يعلم بوجود ذاته، وأداة العلم هي الدّماغ نفسه، فالعلم هو الدّماغ، والمعلوم هي الدّماغ، وأداة العلم هي الدّماغ فهي إذن ثلاث صفات لشيء واحد، لكن لا يقال إنّ الدّماغ ثلاثة'، وهذا المثال لا يستقيم؛ لأنّ الدّماغ المذكور واحد في الحقيقة وتثليثه اعتباريّ ليس حقيقيًّا، في حين أنّ النّصارى يؤمنون في الإله بالتّوحيد الحقيقيّ والتّثليث الحقيقيّ، والدّماغ كعالم ليس كائنًا متميّزًا ولا منفصلاً ولا مستقلاً عن الدّماغ كمعلوم، ولا عن الدّماغ كأداة علم؛ في حين أن أقانيم الثّالوث منفصلة عن بعضها، فالأب كائن متميّز ومستقلّ عن الابن، والابن كائن متميّز ومستقلّ عن الرّوح القدس، وروح القدس كائن متميّز ومستقلّ عن سابقيه.
وقد انتقد بعض رجال الكنيسة كلّ هذه التّمثيلات والتّشبيهات، وقالوا بعدم جواز ضرب الأمثال مهما كانت، لأنّ تلك الأمثال مخلوقة يمكن إدراكها بالعقل، أمّا الثّالوث فهو كائن غير مخلوق لذا لا يمكن إدراكه بالعقل، وأيّ تمثيل أو تشبيه هو تمثيل وتشبيه مع الفارق.
قال البوصيريّ في فضح التّثليث:
ليت شعري هل الثّلاثة في الوا
أإله مركّب!، وما سمعنا
أتراهم لحاجة واضطرار
أهو الرّاكب الحمار فيا عجز
أم جميع على الحمار لقد جلّ
أم سواهم هو الإله فما نسبة
أم أردتم بها الصّفات فلمّا
أم هو ابن الإله ما شاركته
قتلته اليهود فيما زعمتم
حدّ نقص في عدّكم أم نماء؟
بإله، لذاته أجزاء
خلطوها وما بغى الخلطاء
إله يمسّه الإعياء
حمار يجمعهم مشّاء
عيسى إليه والانتماء؟
خُصّت ثلاث بوصفه وثناء؟
في معاني النبوّة الأنبياء
ولأمواتكم به إحياء
هل ورد ذكر الثّالوث والأقانيم الثّلاثة في العهد القديم، أو على لسان الأنبياء و الرّسل الذين سبقوا المسيح؟
لم يحدث ذلك إطلاقًا ! فأسفار العهد القديم خالية من أيّ تثليث ولم تشر إلى أنّ الله مكوّن من ثلاثة أقانيم أو أجزاء، ولم يُعلم أو يُسمع أنّ الله أخبر نوحًا أو إبراهيم أو موسى أو داود أنّه إله واحد في ثلاثة آلهة؛ وإذا تصفّحت بإمعان أسفار العهد القديم فلا يمكن أبدًا أن تقع عينك على كلمة ثالوث أو على صيغة الأب والابن والرّوح القدس، كما يعتقد بها النّصارى اليوم، أليس غريبًا حقًّا ! أنّ عقيدة مثل هذه، وبهذه الأهمّيّة والخطورة، يتوقّف عليها هلاك النّاس أو نجاتهم لا نرى لها أيّ إشارة في التّوراة وكتب الأنبياء لا تصريحًا ولا تلميحًا، فلماذا؟
ألم يكن الله قد قرّرّ بعد إخبار البشر بها، أم أنّ البشر لم يكونوا في ذلك الوقت قادرين على استيعابها وإدراكها مثلما لم يستوعبها أحد حتّى الآن !؟
وإنّ الإنسان ليزداد حيرة وتعجّبًا إذا وقعت عيناه في أسفار العهد القديم المقدّسة على تفاصيل زنى داود بزوجة قائد جيشه، وتفاصيل زنى لوط بابنتيه، وتفاصيل جسد المرأة في نشيد الإنشاد لسليمان، وزنى يهوذا بكنته، وإنّ الإنسان ليملّ من تفاصيل الأعداد والأرقام والأحجام والأوزان والمسافات التي تقدّمها أسفار العهد القديم عن قبائل اليهود وأنسابهم وأملاكهم وأحصنتهم وحميرهم، ثمّ تفاصيل أبعاد هيكل سليمان.. حتّى إنّك إذا اطّلعت على بعض الأسفار وجدتها أقرب إلى دفتر الحسابات منها إلى كتاب هداية، كلّ هذه التّفاصيل ذكرت حسب النّسخة الموجودة عندي الآن في 1358 صفحة، وضاق العهد القديم فلم يفسح مجالاً لجملة واحدة عن الثّالوث يقول فيها الله مثلاً: 'أنا ثالوث مكوّن من ثلاثة أقانيم: أب وابن و روح قدس'، أليس هذا غريبًا حقًّا !؟
وفي مقابل ذلك نعثر على مئات الآيات في العهد القديم التي تصف الله بالوحدانيّة وتقرّر تفرّده بالألوهيّة والرّبوبيّة.
(اسمع يا إسرائيل الربّ إلهنا ربّ واحد)( ).
(فاعلم اليوم وردّد في قلبك أنّ الربّ هو الإله في السّماء من فوق وعلى الأرض من أسفل ليس سواه)( ).
(انظروا الآن أنا أنا هو وليس إله معي)( ).
(أنا الربّ وليس آخر، لا إله سواي)( ).
(أليس أنا الربّ ولا إله آخر غيري، إله بارّ ومخلص ليس سواي التفتوا إلي وأخلصوا يا جميع أقاصي الأرض لأنّي أنا الله وليس آخر)( ).
والآيات كثيرة وكلّها تتّفق على وحدانيّة الله، بلا ثالوثيّة أو أقنوميّة، أمّا ما يذهب إليه بعض رجال الدّين بأنّ العهد القديم لمّح إلى التّثليث في بعض الآيات فهو غير صحيح، وما يفعلونه هو لَيُّ أعناق الآيات لتطابق هواهم، لكن هيهات هيهات، وأكبر دليل على غياب التّثليث في العهد القديم هو موقف اليهود – أصحاب العهد القديم- من المسيح إذ اعتبروا أقوال المسيح الغامضة حول البنوّة والألوهيّة تجديفًا وكفرا ولذلك عارضوه أشدّ المعارضة فصلبوه في زعم الإنجيل.
أمّا في العهد الجديد فالآيات التي ذكرت عن الثّالوث قليلة جدًّا جدًّا خاصّة في الأناجيل الأربعة، ولعلّ أكثر الآيات المصرّحة بالتّثليث، والتي يعتمدها القساوسة كأساس لذلك الاعتقاد هو ما جاء في رسالة يوحنّا الأولى (فإنّ الذين يشهدون في السّماء هم ثلاثة الأب والكلمة والرّوح القدس، وهؤلاء الثّلاثة هم واحد، والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة الرّوح والماء والدم والثّلاثة هم في الواحد)( ).
إنّ هذه الآية لغز غامض! هل تعلم أيّها القارئ النّصرانيّ أنّ هذه الآية مزيّفة 'مفبركة' ملحقة بالنصّ الإنجيليّ، الأصلي وليست منه، فقد حكم كبار علماء النّصارى على هذه الآية بأنّها إلحاقيّة منهم هورن وجامعو تفسير هنري وسكات وآدم كلارك في تفسيره وغيرهم، والأسباب هي:
- أنّها لا توجد في نسخة من النّسخ اليونانيّة التي كُتبت قبل القرن
السّادس عشر للميلاد.
- أنّها لا توجد في أيّ ترجمة من التّراجم القديمة غير اللاّتينيّة.
- أنّها لا توجد في معظم النّسخ القديمة اللاّتينيّة.
- لم يتمسّك بها أحد من القدماء ومؤرّخي الكنيسة.
- إنّ البروتستانت أسقطوا الآية من كتبهم ووضعوا عليها علامة
الشكّ.
- إنّ الكاثوليك والأرثودكس بدأوا ينزعونها من الإنجيل شيئًا فشيئًا.
ولذلك اختلفت طبعات الكتاب المقدّس حول إثبات أو حذف هذه الآية فبعضها يثبتها والبعض الآخر يحذفها، نجد الآية مثلاً في الكتاب المقدّس، طبعة دار الكتاب المقدّس بالقاهرة سنة 1970: (فإنّ الذين يشهدون في السّماء هم ثلاثة: الأب والكلمة والرّوح القدس وهؤلاء الثّلاثة هم واحد)، وجاء في الكتاب المقدّس، طبعة دار الكتاب المقدّس في الشّرق الأوسط سنة 1988، (فإنّ الذين يشهدون في السّماء هم ثلاثة: الأب والكلمة والرّوح القدس وهؤلاء الثّلاثة هم واحد).
والآية ذكرت في طبعة العهد الجديد الثّانية 1980 والثّالثة 1984، وعلى طاولتي الآن ثلاث طبعات أخرى للعهد الجديد حُذفت منها الآية المذكورة منها الطّبعة الرّابعة للعهد الجديد إصدار اتّحاد جمعيّات الكتاب المقدّس سنة 1993، وكذلك طبعة 1994، للنّاشر نفسه حيث جاء في الآية: (والذين يشهدون هم ثلاثة الرّوح والماء والدم وهؤلاء الثّلاثة هم في واحد)، ونلاحظ هنا – أخي القارئ – أنّ اتّحاد جمعيّات الكتاب المقدّس الذي أشرف على طباعة العهد الجديد، وحذف الآية الدّالّة على التّثليث هو نفسه الذي أشرف على الطّبعات السّابقة التي وردت فيها الآية !.
جاء في الكتاب المقدّس العهد الجديد، منشورات دار المشرق، بيروت، الطّبعة الحادية عشرة: وهي نسخة كاثوليكيّة (والذين يشهدون ثلاثة: الرّوح والماء والدم وهؤلاء متّفقون)، وورد تعليقً على ذلك في هامش الصّفحة في بعض الأصول ما يلي: "الأب والكلمة والرّوح القدس، وهؤلاء الثّلاثة هم واحد، لم يرد ذلك في الأصول اليونانيّة المعوّل عليها، والأرجح أنّه شرح أُدخل إلى المتن في بعض النّسخ، والرّوح: الرّوح القدس، والماء: المعموديّة، الدم: دم المسيح ".
وجاء في طبعة الإنجيل كتاب الحياة ترجمة تفسيريّة للعهد الجديد، صدرت سنة 1973، (فإنّ هنالك ثلاثة شهود: الرّوح والماء والدم وهؤلاء الثّلاثة هم في الواحد)، وهناك طبعات عديدة للبروتستانت تضع الآية المذكورة بين هلالين موضّحة أنّ ما داخل الهلالين غير موجود في الأصل.
وبين يديّ الآن نسخة للكتاب المقدّس باللّغة الفرنسيّة من منشورات الاتّحاد العالميّ للكتاب المقدّس، 1982 ورد في الصّفحة الأولى لهذه الطّبعة ما يلي: Traduction oecumenique de la bible.
وفي مقدّمة هذه النّسخة جاء فيها شرح كلمة oecumenique بأنّها تعني نسخة متّفق عليها من قبل الكاثوليك والأرثودكس والبروتستانت، وقد اطّلع على النّسخة قبل طبعها عشرات المتخصّصين من الطّوائف الثّلاثة وأقرّوا جميع ما فيها، وعند بحثنا عن الآية التي نحن بصددها في رسالة يوحنّا الأولى 5: 7 نجدها قد حُذفت، وباتّفاق الطّوائف الثّلاثة وحُذفت كذلك في النّسخة الأخيرة باللّغة الإنجليزيّة!
وإن تعجب فعجبك من طبعة جديدة للإنجيل باللّغتين العربيّة والفرنسيّة، نُشرت سنة 1995، وطُبعت بحيث تكون كلّ آية باللّغة العربيّة تقابل أختها بالفرنسيّة، إلاّ أنّني ذهلت عندما وجدت الآية "المشكلة" أُثبتت بالعربيّة بين هلالين [ ] في حين لم أجد ما يقابلها بالفرنسيّة، أي حُذفت بالمرّة، فلو كان القارئ لا يفهم اللّغتين المذكورتين لما تنبّه لذلك، ولتتأكّد بنفسك أضع لك صورة عن تلك الآية المحيّرة!
وضعت الآية بين هلالين دلالة على عدم وجودها في الأصول، و الغريب أنّها في التّرجمة المقابلة بالفرنسيّة محذوفة نهائيا.
هكذا بعد قرون طويلة، بعدما كانت هذه الآية تُقرأ كجزء مُوحي به من الله يتّفق رجال الكنيسة على حذفها من الكتاب المقدّس!، إنّها أهمّ آية في التّثليث، ومع ذلك فقد توصّل الجميع إلى الاتّفاق على حذفها، ألم يقل بولس في رسالته إلى تيموثاوس (كلّ الكتاب موحى به من الله)( )، لقد تبين لكل ذي عقل أنه ليس كل الكتاب موحى به من الله، والآن بعد حذفها، هل الله هو الذي أمر بذلك! ؟.
هل الله هو الذي أمر بوضعها بين قوسين أو هلالين !؟.
هل الله هو الذي أمر بوضع الحواشي والهوامش التي تشير إلى إلحاقيّتها و"فبركتها " !؟.
ويتساءل أستاذنا أحمد عبد الوهّاب البهيدي عن المسؤول عن مصائر الملايين من النّصارى الذين هلكوا، وهم يعتقدون أنّ عقيدة التّثليث التي تعلموها تقوم على نصّ صريح في كتابهم المقدّس، بينما هو نصّ زائف دخيل؟!.
لسلام عليكم تحية طيبة وبعد
الرد على أن المسيح يعلم متى قيام الساعة
اولا ان الانجيل يثبت أن المسيح لا يعلم متى قيام الساعة بدليل قوله فى
انجيل مرقصMk-13-32 واما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما احد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن الا الآب
حسنا أذا كان الابن لا يعلم متى تقوم الساعة ولا الملائكة المقربين فكيف يقول النصارى اليوم أو مسيحيين اليوم أن المسيح يعلم؟
فهذا تكذيب لقول المسيح نفسة فى انجيل مرقص المسيح نفى علمه والمسيحيين اليوم يقولون لا بل هو يعلم يا ترى من الصادق مسيحيين اليوم ام انجيلهم؟
الوحيد الذي يعلم موعد قيام الساعة هو الله وحده. وهذا يهدم دعوى النصارى بالثالوث، إذ يزعمون أن عيسى هو ابن الله. فكيف يكون كذلك إذا كان عيسى لا يعلم وأن الله وحده هو الذي يعلم ؟ كما أن التثليث النصراني يعني أن كل أقنوم في الثالوث (الآب والابن والروح القدس) هو الله، فإذا كان ثاني الثالوث (ابن الله) لا يعلم بإقراره هو، فكيف يكون عيسى ما يزعمون؟!! هو يقول لا أعلم، وهم يقولون بل أنت تعلم!!! عجيب أمرهم!!!
حسنا لنتوقف قليلا مع كلام مسيحيين اليوم وادلتهم والله أعلم يستدلون بقول الله فى الاية الكريمة فى سورة الزخرف
وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (الزخرف 61)
تفسير ابن كثير
قوله سبحانه وتعالى ” وإنه لعلم للساعة ” تقدم تفسير ابن إسحاق أن المراد من ذلك ما بعث به عيسى عليه الصلاة والسلام من إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص وغير ذلك من الأسقام وفي هذا نظر وأبعد منه ما حكاه قتادة عن الحسن البصري وسعيد بن جبير أن الضمير في وإنه عائد على القرآن بل الصحيح أنه
عائد على عيسى عليه الصلاة والسلام فإن السياق في ذكره ثم المراد بذلك نزوله قبل يوم القيامة كما قال تبارك وتعالى ” وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ”
أي قبل موت عيسى عليه الصلاة والسلام ” ثم يوم القيامة يكون عليهم شهيدا ” ويؤيد هذا المعنى القراءة الأخرى
” وإنه لعلم للساعة ” أي أمارة ودليل على وقوع الساعة
قال مجاهد ” وإنه لعلم للساعة ” أي آية للساعة خروج عيسى ابن مريم عليه السلام قبل يوم القيامة وهكذا روي عن أبي هريرة وابن عباس وأبي العالية وأبي مالك وعكرمة والحسن وقتادة والضحاك وغيرهم وقد تواترت الأحاديث عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أخبر بنزول عيسى عليه السلام قبل يوم القيامة إماما عادلا وحكما مقسطا . وقوله تعالى ” فلا تمترن بها ” أي لا تشكوا فيها إنها واقعة وكائنة لا محالة ” واتبعون ” أي فيما أخبركم به .
حسما الاستدلال بالاية دليل ضدهم لا عليهم للأسباب التالية
اولا عيسى لا يعلم الساعة ولكنه أمارة للساعة اى علامة لقرب وقوعها وهى من العلامات الكبرى
ثانيا كتابهم ينفى يسوع نفسه علمه بالساعة فكيف يكذب النصارى كتابهم ويستدلون بكتبنا وينفون قول المسيح نفسه لديهم فى مرقص كما اوردنا فى اول كلامنا؟
ثالثا
ان المسيحيين ربما استدلو ومنهم هذا القس الذى كان يتحدث فربما اور ان عيسى عليه السلام ياتى فى اخر الزمان ويحكم ويسود ولكنه لربما نسى الحديث التالى ان عيسى عليه السلام يهلك كل الملل والنحل والاديان ويبقى الاسلام يحكم به والدليل
الأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى، و دينهم واحد، و أنا أولى الناس بعيسى بن مريم لأنه [ ليس بيني و بينه نبي، و إنه نازل، فإذا رأيتموه فاعرفوه، رجل مربوع، إلى الحمرة و البياض، بين ممصرتين، كأن رأسه يقطر، و إن لم يصبه بلل، فيقاتل الناس ع لى الإسلام، فيدق الصليب، و يقتل الخنزير، و يضع الجزية، و يهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام، و يهلك الله المسيح الدجال، [وتقع الأمنة في الأرض حتى ترتع الأسود مع الإبل، و النمار مع البقر، و الذئاب مع الغنم، و يلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم ]، فيمكث في الأرض أربعين سنة، ثم يتوفى، فيصلي عليه المسلمون
خلاصة درجة الحديث : صحيح
المحدث : الألباني
المصدر : السلسلة الصحيحة
الرقم/ الصفحة : 2182
وبعدما اوردت الادلة القاطعة بذلك هناك الاية الكريمة التى يظنها النصارى تختص بعيسى بقوله تعالى وانه لعلم للساعة
حسنا كيف نطابق بها ومع قوله تعالى : ” إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ” لقمان / 34
حسنا سوف يقولون أن الله يعلم الغيب وعيسى يعلم الغيب بدلالة الاية التى تقول وأنه لعلم للساعة
نقول وبالله الحمد والمنة استلالكم باطل وذلك لأنه العلم بالساعة يحتاج علم وليس معرفة وقت مثلا فيقدر الشخص ان يقول انا اعرف فلان ربما يكون قد سمع عنه ولكن لو سألناه ما مدى علمك به سوف تراه يقول الله \اعلم
ففرق بين معرفة الشىء والعلم به لذلك الطالب يقول العالم انشتاين مثلا قد نعرف نظرياته ولكن لا نعلم علمه مثلا ونقول العالم او العلامة الالبانى ولكننا نسمى طلبة علم لو تدارسنا كتبه فمرحلته التى هو عليها كان رحمه الله يصلها العلماء وليس العوام فنفرق بين عالم وعارف كما نقول ايضا عالم الفيزياء عالم الكيمياء وهناك مدرس فيزياء ولكن لا يطلق عليه عالم لانه لم يصل لتلك المرحلة
العلم بالشىء الاحاطة به من كل جوانبه
فالمسيح عليه السلام بشهادة الانجيل لم يكن يعلم متى قيام الساعة فكيف له بالحكم على موعدها ؟
حسنا اليكم دليل آخر لمن اراد التوسع بالبحث هذا
Mk:11:13: 13 فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق وجاء لعله يجد فيها شيئا فلما جاء اليها لم يجد شيئا الا ورقا.لانه لم يكن وقت التين. (SVD)
لعله يجد؟
كيف لعله يجد هذا ما ذكره مرقص فى انجيله ان يسوع لم يكن يعلم موسم انبات الشجرة
وهذا هو النص بالحادثة
. 12 وفي الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع.13 فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق وجاء لعله يجد فيها شيئا فلما جاء اليها لم يجد شيئا الا ورقا.لانه لم يكن وقت التين. 14 فاجاب يسوع وقال لها لا يأكل احد منك ثمرا بعد الى الابد.وكان تلاميذه يسمعون
التعليق:
تخيلو يا أخوة يسوع يعلم موعد الساعة ولا يعلم موسم ووقت التين فكيف يكون عالما بموعد قدوم الساعة
فجزاء ذلك غضب ولعن الشجرة التى لا حول لها ولا قوة وهى مسخرة بسبب جوعه نعم كما يقول المثل الجوع كافر
وبعد هذا الشرح يا اخوتى اطرحو على المسيحيين السؤال التالى
اولا هل يعلم يسوع الساعة ومتى قيامها؟ واين الدليل من الانجيل؟ الانجيل ينفى ذلك عن المسيح
ثانيا ان الذى لا يملك ولا يعلم موعد الحصاد فكيف سوف يحصد اعمال العباد؟
والله الموفق واعتذر على الاطالة
الله محبة
الكتاب الوحيد فى العالم الذى يأمر بقتل الأطفال .. حتى كتب النازية لم تأمر بقتل الأطفال الرضع أو شق بطون الأمهات وإخراج ما فيها من أجنة وقتلهم .. العجب أن النصارى يتهموننا بالإرهاب ولم يكلفوا أنفسهم حتى النظر لتلك النصوص المنافية لأبسط مبادئ الرحمة ... لم يسلم حتى الأطفال والشيوخ والنساء والحمير والغنم والبقر من القتل والذبح !!! ما ذنب الحيوانات في خطيئة ارتكبها البشر ؟؟؟ ما ذنب الأطفال الرضع والأجنة في بطون أمهاتهم ؟؟؟ أيها الناس ألا تعقلون ؟ هل الله يأمر بذلك هل الله الرحيم الحليم يأمر بهذه الأمور من قتل ؟ ستطالع في هذه النصوص أن الله يأمرهم بالقتل والابادة الشاملة .. نعم يقول لهم اقتلوا للهلاك .. اقتلوا للهلاك ... فلا عجب حينما نرى أن الصليبين قتلوا أكثر من 80 ألف مسلم حين دخولهم إلى القدس وأنهم قتلوا أكثر من 100 ألف مسلم عند دخولهم معرة النعمان في بلاد الشام ... وراجعوا كتب التاريخ لتجدوا أن جُل المذابح التي ارتكبت ضد بني البشر كان مرتكبوها نصارى وهذه حقيقة واضحة للعيان .. نعم هم أبادوا للهلاك وقتلوا فقط للهلاك كما يأمرهم كتابهم Ez:9:6الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء اقتلوا للهلاك.ولا تقربوا من انسان عليه السمة وابتدئوا من مقدسي.فابتدأوا بالرجال الشيوخ الذين امام البيت. (SVD)
و كما حدث في نجازاكي وهيروشيما وفي البوسنة والهرسك وكما قتلوا الهنود الحمر وأبادوهم عن بكرة أبيهم وفي الصرب وفي كوسوفو وفي كشمير وفي الفلبين وفي أسبانيا وفي جنوب فرنسا وفي أفريقيا وغيرها الكثير من المذابح والقتل والابادة علي يد النصارى وفي أماكن كثيرة وما زال مسلسل الابادة والقتل للهلاك مستمرا على يد النصارى في أفغانستان وفي العراق وفي فلسطين بدعم من أكبر دولة صليبية ,, ولا عجب أن يعلنها رأس الكفر جورج بوش حينما يقول أنها حرب صليبية فهذا هو واقع الحال ولقد استمد الرجل ثقافته من الكتاب المقدس حينما قالها صريحة من ليس معنا فهو علينا وهذه العبارة تقريبا موجودة في الكتب المقدس وأنظر لترى ... كما في مرقص :
Mk:9:40:40 لان من ليس علينا فهو معنا. (SVD)
Jos:6:21: 21 وحرّموا كل ما في المدينة من رجل وامرأة من طفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف. (SVD)
1Sm:15:2: 2 هكذا يقول رب الجنود.اني قد افتقدت ما عمل عماليق بإسرائيل حين وقف له في الطريق عند صعوده من مصر. (SVD)
1Sm:15:3: 3 فالآن اذهب واضرب عماليق وحرموا كل ما له ولا تعف عنهم بل اقتل رجلا وامرأة.طفلا ورضيعا.بقرا وغنما.جملا وحمارا.
1Sm:15:8: 8 وامسك اجاج ملك عماليق حيّا وحرّم جميع الشعب بحد السيف. (SVD)
1Sm:15:9: 9 وعفا شاول والشعب عن اجاج وعن خيار الغنم والبقر والثنيان والخراف وعن كل الجيد ولم يرضوا ان يحرّموها.وكل الاملاك المحتقرة والمهزولة حرّموها (SVD)
1Sm:15:10: 10. وكان كلام الرب الى صموئيل قائلا (SVD)
1Sm:15:11: 11 ندمت على اني جعلت شاول ملكا لأنه رجع من ورائي ولم يقم كلامي.فاغتاظ صموئيل وصرخ الى الرب الليل كله.
من فرط قسوة الرب ندم وغضب على شاول لأنه عفى عن اجاج وبعض الحيوانات
Hos:13:16: 16 تجازى السامرة لأنها قد تمردت على الهها.بالسيف يسقطون.تحطم اطفالهم والحوامل تشقّ (SVD)
Ps:137:8: 8 يا بنت بابل المخربة طوبى لمن يجازيك جزاءك الذي جازيتنا. (SVD)
Ps:137:9: 9 طوبى لمن يمسك اطفالك ويضرب بهم الصخرة (SVD)
Jer:45:4:
4 هكذا تقول له.هكذا قال الرب.هانذا اهدم ما بنيته واقتلع ما غرسته وكل هذه الارض. (SVD)
Am:2:3:
3 واقطع القاضي من وسطها واقتل جميع رؤسائها معه قال الرب (SVD)
المسيح قال:
Lk:19:27: 27 اما اعدائي اولئك الذين لم يريدوا ان املك عليهم فأتوا بهم الى هنا واذبحوهم قدامي (SVD)
MT:10:34 لا تظنوا اني جئت لألقي سلاما على الارض.ما جئت لألقي سلاما بل سيفا.
Mt:10:35: 35 فاني جئت لأفرّق الانسان ضد ابيه والابنة ضد امها والكنة ضد حماتها. (SVD
Mt:10:37: 37 من احب ابا او اما اكثر مني فلا يستحقني.ومن احب ابنا او ابنة اكثر مني فلا يستحقني. (SVD)
Lk:12:51: 51 أتظنون اني جئت لأعطي سلاما على الارض.كلا اقول لكم.بل انقساما. (SVD)
Lk:12:52: 52 لأنه يكون من الآن خمسة في بيت واحد منقسمين ثلثة على اثنين واثنان على ثلثة. (SVD)
Lk:12:53: 53 ينقسم الاب على الابن والابن على الاب.والأم على البنت والبنت على الام.والحماة على كنتها والكنة على حماتها (SVD)
Lk:14:26: 26 ان كان احد يأتي اليّ ولا يبغض اباه وأمه وامرأته وأولاده وأخوته وأخواته حتى نفسه ايضا فلا يقدر ان يكون لي تلميذا. (SVD)
2Sm:12:31: 31 واخرج الشعب الذي فيها ووضعهم تحت مناشير ونوارج حديد وفؤوس حديد وامرّهم في اتون الآجرّ وهكذا صنع بجميع مدن بني عمون.ثم رجع داود وجميع الشعب الى اورشليم (SVD)
القاتل يقتل
Gn:9:6: 6 سافك دم الانسان بالإنسان يسفك دمه.لان الله على صورته عمل الانسان. (SVD)
Ez:11:8: 8 قد فزعتم من السيف فالسيف اجلبه عليكم يقول السيد الرب. (SVD)
Heb:12:29: لان الهنا نار آكلة Heb:12:29: For our God is a consuming fire
. Ex:15:3:
3 الرب رجل الحرب.الرب اسمه. (SVD)
Ex:22:24:
24 فيحمى غضبي وأقتلكم بالسيف.فتصير نساؤكم ارامل وأولادكم يتامى. (SVD)
Dt:4:24:
24 لان الرب الهك هو نار آكلة اله غيور (SVD)
Lk:12:49:49 جئت لألقي نارا على الارض.فماذا اريد لو اضطرمت. (SVD)
Ez:23:25: واجعل غيرتي عليك فيعاملونك بالسخط.يقطعون انفك وأذنيك وبقيتك تسقط بالسيف.يأخذون بنيك وبناتك وتؤكل بقيتك بالنار.
Jer:11:22:
22 لذلك هكذا قال رب الجنود.هاأنذا اعاقبهم.بموت الشبان بالسيف ويموت بنوهم وبناتهم بالجوع. (SVD)
Mt:10:21:
21 وسيسلم الاخ اخاه الى الموت والأب ولده.ويقوم الاولاد على والديهم ويقتلونهم. (SVD)
Nm:31:2: انتقم نقمة لبني اسرائيل من المديانيين ثم تضمّ الى قومك.
Nm:31:17: فالآن اقتلوا كل ذكر من الاطفال.وكل امرأة عرفت رجلا بمضاجعة ذكر اقتلوها.
Ez:9:4: 4 وقال له الرب.اعبر في وسط المدينة في وسط اورشليم وسم سمة على جباه الرجال الذين يئنون ويتنهدون على كل الرجاسات المصنوعة في وسطها. (SVD)
Ez:9:5: 5. وقال لأولئك في سمعي اعبروا في المدينة وراءه واضربوا.لا تشفق اعينكم ولا تعفوا. (SVD)
Ez:9:6: 6 الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء اقتلوا للهلاك.ولا تقربوا من انسان عليه السمة وابتدئوا من مقدسي.فابتدأوا بالرجال الشيوخ الذين امام البيت. (SVD)
Ez:9:7: 7 وقال لهم نجسوا البيت واملأوا الدور قتلى.اخرجوا.فخرجوا وقتلوا في المدينة (SVD)
Jl:3:9: 9. نادوا بهذا بين الامم.قدسوا حربا انهضوا الابطال ليتقدم ويصعد كل رجال الحرب. (SVD)
1Sm:15:3: 3 فالآن اذهب واضرب عماليق وحرموا كل ما له ولا تعف عنهم بل اقتل رجلا وامرأة.طفلا ورضيعا.بقرا وغنما.جملا وحمارا. (SVD)
Nm:31:10: 10 واحرقوا جميع مدنهم بمساكنهم وجميع حصونهم بالنار. (SVD)
1Chr:21:14: 14 فجعل الرب وبأ في اسرائيل فسقط من اسرائيل سبعون الف رجل. (SVD)
2Chr:21:14: 14 هو ذا يضرب الرب شعبك وبنيك ونسائك وكل مالك ضربة عظيمة. (SVD)
2Chr:21:15: 15 وإياك بأمراض كثيرة بداء امعائك حتى تخرج امعاؤك بسبب المرض يوما فيوم.
قتل الأطفال والرضع
Jos:6:21: 21 وحرّموا كل ما في المدينة من رجل وامرأة من طفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف. (SVD)
1Sm:15:3: 3 فالآن اذهب واضرب عماليق وحرموا كل ما له ولا تعف عنهم بل اقتل رجلا وامرأة.طفلا ورضيعا.بقرا وغنما.جملا وحمارا.
1Sm:15:8: 8 وامسك اجاج ملك عماليق حيّا وحرّم جميع الشعب بحد السيف. (SVD)
Hos:13:16: 16 تجازى السامرة لأنها قد تمردت على الهها.بالسيف يسقطون.تحطم اطفالهم والحوامل تشقّ (SVD)
Ps:137:8: 8 يا بنت بابل المخربة طوبى لمن يجازيك جزاءك الذي جازيتنا. (SVD)
Ps:137:9: 9 طوبى لمن يمسك اطفالك ويضرب بهم الصخرة (SVD)
Jer:45:4:
4 هكذا تقول له.هكذا قال الرب.هانذا اهدم ما بنيته واقتلع ما غرسته وكل هذه الارض
قتل وسرقة ونهب وبأمر الرب
Dt:2:31:
31 وقال الرب لي.انظر.قد ابتدأت ادفع امامك سيحون وأرضه.ابتدئ تملّك حتى تمتلك ارضه. (SVD)
Dt:2:32:
32 فخرج سيحون للقائنا هو وجميع قومه للحرب الى ياهص. (SVD)
Dt:2:33:
33 فدفعه الرب الهنا امامنا فضربناه وبنيه وجميع قومه. (SVD)
Dt:2:34:
34 وأخذنا كل مدنه في ذلك الوقت وحرمنا من كل مدينة الرجال والنساء والأطفال.لم نبق شاردا. (SVD)
Dt:2:35:
35 لكن البهائم نهبناها لأنفسنا وغنيمة المدن التي اخذنا (SVD)
Dt:2:36:
36 من عر وعير التي على حافة وادي ارنون والمدينة التي في الوادي الى جلعاد لم تكن قرية قد امتنعت علينا.الجميع دفعه الرب الهنا امامنا. (SVD)
Dt:3:6:
6 فحرمنها كما فعلنا بسيحون ملك حشبون محرمين كل مدينة الرجال والنساء والأطفال. (SVD)
Dt:3:7:
7 لكن كل البهائم وغنيمة المدن نهبناها لأنفسنا. (SVD)
2Chr:21:14: 14 هو ذا يضرب الرب شعبك وبنيك ونسائك وكل مالك ضربة عظيمة. (SVD)
1Kgs:9:21:
21 ابناؤهم الذين بقوا بعدهم في الارض الذين لم يقدر بنو اسرائيل ان يحرموهم جعل عليهم سليمان تسخير عبيد الى هذا اليوم. (SVD)
نسب كاتب سفر حزقيال [ 9 : 5 ] للرب قوله :
(( اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ خَلْفَهُ وَاقْتُلُوا. لاَ تَتَرََّأفْ عُيُونُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. أَهْلِكُوا الشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. وَلَكِنْ لاَ تَقْرَبُوا مِنْ أَيِّ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ، وَابْتَدِئُوا مِنْ َقْدِسِي». فَابْتَدَأُوا يُهْلِكُونَ الرِّجَالَ وَالشُّيُوخَ الْمَوْجُودِينَ أَمَامَ الْهَيْكَلِ. 7وَقَالَ لَهُمْ: «نَجِّسُوا الْهَيْكَلَ وَامْلَأُوا سَاحَاتِهِ بِالْقَتْلَى، ثُمَّ اخْرُجُوا». فَانْدَفَعُوا إِلَى الْمَدِينَةِ وَشَرَعُوا يَقْتُلُون
الإرهــــــــــاب
إله الكتاب المقدس يأمر بحرب أبادية كاملة !!
جاء في سفر التثنية [ 20 : 1 ] :
(أما مُدُنُ الشُّعُوبِ الَّتِي يَهَبُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ مِيرَاثاً فَلاَ تَسْتَبْقُوا فِيهَا نَسَمَةً حَيَّةً، بَلْ دَمِّرُوهَا عَنْ بِكْرَةِ أَبِيهَا، كَمُدُنِ الْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ كَمَا أَمَرَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ
يا كل أعداء الرب من الأطفال والبقر والغنم والجمال والحمير..سنقتلكم !!!!!
وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: «أَنَا الَّذِي أَرْسَلَنِي الرَّبُّ لأُنَصِّبَكَ مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ، فَاسْمَعِ الآنَ كَلاَمَ الرَّبِّ. هَذَا مَا يَقُولُهُ رَبُّ الْجُنُودِ: إِنِّي مُزْمِعٌ أَنْ أُعَاقِبَ عَمَالِيقَ جَزَاءَ مَا ارْتَكَبَهُ فِي حَقِّ الإِسْرَائِيلِيِّينَ حِينَ تَصَدَّى لَهُمْ فِي الطَّرِيقِ عِنْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ مِصْرَ. فأذهب الآنَ وَهَاجِمْ عَمَالِيقَ وَاقْضِ عَلَى كُلِّ مَالَهُ. لاَ تَعْفُ عَنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ بَلِ اقْتُلْهُمْ جَمِيعاً رِجَالاً وَنِسَاءً، وَأَطْفَالاً وَرُضَّعاً، بَقَراً وَغَنَماً، جِمَالاً وَحَمِيراً.))
Gn:19:24:
24. فأمطر الرب على سدوم وعمورة كبريتا ونارا من عند الرب من السماء. (SVD)
تكتيك الحرب
Dt:19:21: 21 لا تشفق عينك.نفس بنفس.عين بعين.سن بسن.يد بيد.رجل برجل (SVD)
Dt:20:3: 3 ويقول لهم اسمع يا اسرائيل.انتم قربتم اليوم من الحرب على اعدائكم.لا تضعف قلوبكم.لا تخافوا ولا ترتعدوا ولا ترهبوا وجوههم. (SVD)
Dt:20:4: 4 لان الرب الهكم سائر معكم لكي يحارب عنكم اعداءكم ليخلصكم. (SVD)
Dt:20:10: 10. حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها الى الصلح. (SVD)
Dt:20:11: 11 فان اجابتك الى الصلح وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك. (SVD)
Dt:20:12: 12 وان لم تسالمك بل عملت معك حربا فحاصرها. (SVD)
Dt:20:13: 13 وإذا دفعها الرب الهك الى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف. (SVD)
Dt:20:14: 14 وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة كل غنيمتها فتغتنمها لنفسك وتأكل غنيمة اعدائك التي اعطاك الرب الهك. (SVD)
Dt:21:10: 10. اذا خرجت لمحاربة اعدائك ودفعهم الرب الهك الى يدك وسبيت منهم سبيا (SVD)
Dt:21:11: 11 ورأيت في السبي امرأة جميلة الصورة والتصقت بها واتخذتها لك زوجة (SVD)
Dt:21:12: 12 فحين تدخلها الى بيتك تحلق رأسها وتقلم اظفارها (SVD)
Dt:21:13: 13 وتنزع ثياب سبيها عنها وتقعد في بيتك وتبكي اباها وأمها شهرا من الزمان ثم بعد ذلك تدخل عليها وتتزوج بها فتكون لك زوجة.
حكم من يترك دينه(حد الردة)
Dt:13:6: 6. وإذا اغواك سرا اخوك ابن امك او ابنك او ابنتك او امرأة حضنك او صاحبك الذي مثل نفسك قائلا نذهب ونعبد آلهة اخرى لم تعرفها انت ولا آباؤك (SVD)
Dt:13:7: 7 من آلهة الشعوب الذين حولك القريبين منك او البعيدين عنك من اقصاء الارض الى اقصائها (SVD)
Dt:13:8: 8 فلا ترض منه ولا تسمع له ولا تشفق عينك عليه ولا ترقّ له ولا تستره (SVD)
Dt:13:9: 9 بل قتلا تقتله.يدك تكون عليه اولا لقتله ثم ايدي جميع الشعب اخيرا. (SVD)
Dt:13:10: 10 ترجمه بالحجارة حتى يموت.لأنه التمس ان يطوّحك عن الرب الهك الذي اخرجك من ارض مصر من بيت العبودية.
Dt:13:11: 11 فيسمع جميع اسرائيل ويخافون ولا يعودون يعملون مثل هذا الامر الشرير في وسطك (SVD)
Dt:13:12: 12. ان سمعت عن احدى مدنك التي يعطيك الرب الهك لتسكن فيها قولا (SVD)
Dt:13:13: 13 قد خرج اناس بنو لئيم من وسطك وطوّحوا سكان مدينتهم قائلين نذهب ونعبد آلهة اخرى لم تعرفوها (SVD)
Dt:13:14: 14 وفحصت وفتشت وسألت جيدا وإذا الامر صحيح واكيد قد عمل ذلك الرجس في وسطك (SVD)
Dt:13:15: 15 فضربا تضرب سكان تلك المدينة بحد السيف وتحرّمها بكل ما فيها مع بهائمها بحد السيف. (SVD)
Dt:13:16: 16 تجمع كل امتعتها الى وسط ساحتها وتحرق بالنار المدينة وكل امتعتها كاملة للرب الهك فتكون تلا الى الابد لا تبنى بعد.
Dt:13:17: 17 ولا يلتصق بيدك شيء من المحرّم.لكي يرجع الرب من حمو غضبه ويعطيك رحمة.يرحمك ويكثرك كما حلف لآبائك
وأيضاً
Hos:13:16: 16 تجازى السامرة لأنها قد تمردت على الهها.بالسيف يسقطون.تحطم اطفالهم والحوامل تشقّ (SVD)
Dt:17:2:
2 اذا وجد في وسطك في احد ابوابك التي يعطيك الرب الهك رجل او امرأة يفعل شرا في عيني الرب الهك بتجاوز عهده (SVD)
Dt:17:3:
3 ويذهب ويعبد آلهة اخرى ويسجد لها او للشمس او للقمر او لكل من جند السماء.الشيء الذي لم أوص به. (SVD)
Dt:17:4:
4 وأخبرت وسمعت وفحصت جيدا وإذا الأمر صحيح اكيد قد عمل ذلك الرجس في اسرائيل (SVD)
Dt:17:5:
5 فاخرج ذلك الرجل او تلك المرأة الذي فعل ذلك الامر الشرير الى ابوابك الرجل او المرأة وارجمه بالحجارة حتى يموت. (SVD)
Dt:17:6:
6 على فم شاهدين او ثلاثة شهود يقتل الذي يقتل.لا يقتل على فم شاهد واحد. (SVD)
Dt:17:7:
7 ايدي الشهود تكون عليه اولا لقتله ثم ايدي جميع الشعب اخيرا فتنزع الشر من وسطك (SVD)
Lv:24:11:
11 فجدّف ابن الاسرائيلية على الاسم وسبّ.فأتوا به الى موسى.وكان اسم امه شلومية بنت دبري من سبط دان. (SVD)
Lv:24:23:
23 فكلم موسى بني اسرائيل ان يخرجوا الذي سبّ الى خارج المحلّة ويرجموه بالحجارة.ففعل بنو اسرائيل كما امر الرب موسى (SVD)
لماذا؟؟؟ ( المسيح لم يأت لينقض بل ليكمل )
Dt:29:18 لئلا يكون فيكم رجل او امرأة او عشيرة او سبط قلبه اليوم منصرف عن الرب الهنا لكي يذهب ليعبد آلهة تلك الامم.لئلا يكون فيكم اصل يثمر علقما وافسنتينا. (SVD)
Dt:29:19 فيكون متى سمع كلام هذه اللعنة يتبرك في قلبه قائلا يكون لي سلام اني بإصرار قلبي اسلك لإفناء الريان مع العطشان. (SVD)
Dt:29:20 لا يشاء الرب ان يرفق به بل يدخن حينئذ غضب الرب وغيرته على ذلك الرجل فتحلّ عليه كل اللعنات المكتوبة في هذا الكتاب ويمحو الرب اسمه من تحت السماء. (SVD)
Dt:29:21 ويفرزه الرب للشر من جميع اسباط اسرائيل حسب جميع لعنات العهد المكتوبة في كتاب الشريعة هذا
عقوبة تارك الفرائض وسفر اللعنات
Dt:28:15: 15. ولكن ان لم تسمع لصوت الرب إلهك لتحرص ان تعمل بجميع وصاياه وفرائضه التي أنا أوصيك بها اليوم تأتي عليك جميع هذه اللعنات وتدركك (SVD)
Dt:28:16: 16 ملعونا تكون في المدينة وملعونا تكون في الحقل. (SVD)
Dt:28:17: 17 ملعونة تكون سلتك ومعجنك. (SVD)
Dt:28:18: 18 ملعونة تكون ثمرة بطنك وثمرة أرضك نتاج بقرك وإناث غنمك. (SVD)
Dt:28:19: 19 ملعونا تكون في دخولك وملعونا تكون في خروجك. (SVD)
Dt:28:20: 20 يرسل الرب عليك اللعن والاضطراب والزجر في كل ما تمتد اليه يدك لتعمله حتى تهلك وتفنى سريعا من اجل سوء افعالك اذ تركتني. (SVD)
Dt:28:21: 21 يلصق بك الرب الوبأ حتى يبيدك عن الأرض التي أنت داخل إليها لكي تمتلكها. (SVD)
Dt:28:22: 22 يضربك الرب بالسل والحمى والبرداء والالتهاب والجفاف واللفح والذبول فتتبعك حتى تفنيك. (SVD)
Dt:28:23: 23 وتكون سماؤك التي فوق راسك نحاسا والأرض التي تحتك حديدا. (SVD)
Dt:28:24: 24 ويجعل الرب مطر أرضك غبارا وترابا ينزل عليك من السماء حتى تهلك. (SVD)
Dt:28:25: 25 يجعلك الرب منهزما أمام أعدائك.في طريق واحدة تخرج عليهم وفي سبع طرق تهرب أمامهم وتكون قلقا في جميع ممالك الأرض. (SVD)
Dt:28:26: 26 وتكون جثتك طعاما لجميع طيور السماء ووحوش الأرض وليس من يزعجها. (SVD)
Dt:28:27: 27 يضربك الرب بقرحة مصر وبالبواسير والجرب والحكّة حتى لا تستطيع الشفاء. (SVD)
Dt:28:28: 28 يضربك الرب بجنون وعمى وحيرة قلب. (SVD)
Dt:28:29: 29 فتتلمس في الظهر كما يتلمس الاعمى في الظلام ولا تنجح في طرقك بل لا تكون الا مظلوما مغصوبا كل الايام وليس مخلّص. (SVD)
Dt:28:30: 30 تخطب امرأة ورجل آخر يضطجع معها تبني بيتا ولا تسكن فيه.تغرس كرما ولا تستغله. (SVD)
Dt:28:31: 31 يذبح ثورك امام عينيك ولا تأكل منه.يغتصب حمارك من امام وجهك ولا يرجع اليك.تدفع غنمك الى اعدائك وليس لك مخلص. (SVD)
Dt:28:32: 32 يسلم بنوك وبناتك لشعب آخر وعيناك تنظران اليهم طول النهار فتكلان وليس في يدك طائلة. (SVD)
Dt:28:33: 33 ثمر ارضك وكل تعبك يأكله شعب لا تعرفه فلا تكون الا مظلوما ومسحوقا كل الايام. (SVD)
Dt:28:34: 34 وتكون مجنونا من منظر عينيك الذي تنظر. (SVD)
Dt:28:35: 35 يضربك الرب بقرح خبيث على الركبتين وعلى الساقين حتى لا تستطيع الشفاء من اسفل قدمك الى قمة راسك. (SVD)
Dt:28:36: 36 يذهب بك الرب وبملكك الذي تقيمه عليك الى امة لم تعرفها انت ولا آباؤك وتعبد هناك آلهة اخرى من خشب وحجر.
Dt:28:37: 37 وتكون دهشا ومثلا وهزأة في جميع الشعوب الذين يسوقك الرب اليهم. (SVD)
Dt:28:38: 38 بذارا كثيرا تخرج الى الحقل وقليلا تجمع لان الجراد يأكله. (SVD)
Dt:28:39: 39 كروما تغرس وتشتغل وخمرا لا تشرب ولا تجني لان الدود يأكلها. (SVD)
Dt:28:40: 40 يكون لك زيتون في جميع تخومك وبزيت لا تدّهن لان زيتونك ينتثر. (SVD)
Dt:28:41: 41 بنين وبنات تلد ولا يكونون لك لأنهم الى السبي يذهبون. (SVD)
Dt:28:42: 42 جميع اشجارك وأثمار ارضك يتولاه الصرصر. (SVD)
Dt:28:43: 43 الغريب الذي في وسطك يستعلي عليك متصاعدا وأنت تنحط متنازلا. (SVD)
Dt:28:44: 44 هو يقرضك وأنت لا تقرضه.هو يكون رأسا وأنت تكون ذنبا. (SVD)
Dt:28:45: 45. وتأتي عليك جميع هذه اللعنات وتتبعك وتدركك حتى تهلك لأنك لم تسمع لصوت الرب الهك لتحفظ وصاياه وفرائضه التي اوصاك بها. (SVD)
Dt:28:46: 46 فتكون فيك آية وأعجوبة وفي نسلك الى الابد. (SVD)
اسرق المصريين
Ex:3:21: 21 وأعطي نعمة لهذا الشعب في عيون المصريين.فيكون حينما تمضون انكم لا تمضون فارغين. (SVD)
Ex:3:22: 22 بل تطلب كل امرأة من جارتها ومن نزيلة بيتها امتعة فضة وأمتعة ذهب وثيابا وتضعونها على بنيكم وبناتكم.فتسلبون المصريين
عدد 31.998 عذراء 31.999 عذراء 32.000 عذارء .... اللي بعده
Nm:31:25 وكلم الرب موسى قائلا. (SVD)
Nm:31:26 أحص النهب المسبيّ من الناس والبهائم انت والعازار الكاهن ورؤوس آباء الجماعة. (SVD)
Nm:31:27 ونصّف النهب بين الذين باشروا القتال الخارجين الى الحرب وبين كل الجماعة. (SVD)
Nm:31:28 وارفع زكوة للرب.من رجال الحرب الخارجين الى القتال واحدة.نفسا من كل خمس مئة من الناس والبقر والحمير والغنم. (SVD)
Nm:31:29 من نصفهم تأخذونها وتعطونها لالعازار الكاهن رفيعة للرب. (SVD)
Nm:31:30 ومن نصف بني اسرائيل تأخذ واحدة مأخوذة من كل خمسين من الناس والبقر والحمير والغنم من جميع البهائم وتعطيها للاويين الحافظين شعائر مسكن الرب (SVD)
Nm:31:31 ففعل موسى والعازار الكاهن كما امر الرب موسى. (SVD)
Nm:31:32 وكان النهب فضلة الغنيمة التي اغتنمها رجال الجند من الغنم ست مئة وخمسة وسبعين الفا. (SVD)
Nm:31:33 ومن البقر اثنين وسبعين الفا. (SVD)
Nm:31:34 ومن الحمير واحد وستين الفا. (SVD)
Nm:31:35 ومن نفوس الناس من النساء اللواتي لم يعرفن مضاجعة ذكر جميع النفوس اثنين وثلاثين الفا. (SVD)
Nm:31:36 وكان النصف نصيب الخارجين الى الحرب عدد الغنم ثلاث مئة وسبعة وثلاثين الفا وخمس مئة. (SVD)
Nm:31:37 وكانت الزكاة للرب من الغنم ست مئة وخمسة وسبعين. (SVD)
Nm:31:38 والبقر ستة وثلاثين الفا وزكاتها للرب اثنين وسبعين. (SVD)
Nm:31:39 والحمير ثلاثين الفا وخمس مئة وزكاتها للرب واحدا وستين. (SVD)
Nm:31:40 ونفوس الناس ستة عشر الفا وزكاتها للرب اثنين وثلاثين نفسا. (SVD)
Nm:31:41 فأعطى موسى الزكوة رفيعة الرب لالعازار الكاهن كما امر الرب موسى. (SVD)
Nm:31:42 وأما نصف اسرائيل الذي قسمه موسى من الرجال المتجندين (SVD)
Nm:31:43 فكان نصف الجماعة من الغنم ثلاث مئة وسبعة وثلاثين الفا وخمس مئة. (SVD)
Nm:31:44 ومن البقر ستة وثلاثين الفا. (SVD)
Nm:31:45 ومن الحمير ثلاثين الفا وخمس مئة (SVD)
Nm:31:46 ومن نفوس الناس ستة عشر الفا. (SVD)
Nm:31:47 فاخذ موسى من نصف بني اسرائيل المأخوذ واحدا من كل خمسين من الناس ومن البهائم وأعطاها للاويين الحافظين شعائر مسكن الرب كما امر الرب موسى (SVD)
Nm:31:48 ثم تقدم الى موسى الوكلاء الذين على الوف الجند رؤساء الالوف ورؤساء المئات (SVD)
Nm:31:49 وقالوا لموسى.عبيدك قد اخذوا عدد رجال الحرب الذين في ايدينا فلم يفقد منا انسان. (SVD)
Nm:31:50 فقد قدمنا قربان الرب كل واحد ما وجده امتعة ذهب حجولا وأساور وخواتم وأقراطا وقلائد للتكفير عن انفسنا امام الرب. (SVD)
Nm:31:51 فاخذ موسى والعازار الكاهن الذهب منهم كل امتعة مصنوعة. (SVD)
Nm:31:52 وكان كل ذهب الرفيعة التي رفعوها للرب ستة عشر الفا وسبع مئة وخمسين شاقلا من عند رؤساء الالوف ورؤساء المئات. (SVD)
Nm:31:53 اما رجال الجند فاغتنموا كل واحد لنفسه. (SVD)
Nm:31:54 فاخذ موسى والعازار الكاهن الذهب من رؤساء الالوف والمئات واتيا به الى خيمة الاجتماع تذكارا لبني اسرائيل امام الرب
الخطيــئـة الأصـليّـــة
يمكننا اعتبار مفهوم الخطيئة المفهوم الرّئيس والأساس في الإيمان النّصرانيّ كلّه، إذ إنّ هذا المفهوم يرتبط بجميع العقائد الأخرى: كالكفارة والصّلب والتّثليث والقيامة … وبدون الخطيئة لن يعود للنّصرانيّة مسوغ وجود أصلاً، ويُجمِع الباحثون الموضوعيّون قديمًا وحديثًا، النّصارى والمسلمون واللاّدينيّون، على أنّ مفهوم الخطيئة الأصليّة من الأمور التي لا يقبلها العقل، ولا يُسلّم بها المنطق، وذلك لأسباب عدّة يأتي بيانها بعد حين.
في البداية نتساءل ما هي الخطيئة التي يتحدّث كلّ نصرانيّ وتُروِّج لها كلّ كنيسة؟ إنّ الخطيئة الأصليّة التي لُعن من أجلها جنس البشريّة هي تلك " الغلطة " التي اقترفها آدم، أبو البشريّة قبل آلاف السّنين، عندما كان في الجنّة ومدّ يده إلى شجرة، فقطف ثمرة وأكلها هو و زوجته حوّاء، وكان من المطلوب ألاّ يفعل ذلك، لأنّ الله أباح له الأكل من جميع ثمار الجنّة إلاّ من تلك الشّجرة بعينها، لكن آدم خالف أمر الله فوقع في المحظور وجلب على نفسه وأبنائه اللّعنة والخسارة الأبديّة - على حدّ تعبيرهم - ! !
جاء في العهد القديم: ( وأوصى الربّ الإله آدم قائلاً: من جميع شجر الجنّة تأكل أكلاً، وأمّا شجرة معرفة الخير والشرّ فلا تأكل منها، لأنّك يوم تأكل منها موتًا تموت )( )، هذه هي البداية؛ فالله تعالى خلق آدم، ولم يعطه الحقّ في الأكل من شجرة المعرفة، فكأنما يريد أن يبقيه جاهلاً، وماذا يضرّ الله لو عرف آدم الخير والشرّ ! !؟ والرّواية القرآنيّة لهذه الأحداث لم تذكر نوع الشّجرة وسبب المنع، الذي هو امتحان وليس حسدًا من الله لجنس البشر، كما يُفهم من الرّواية التّوراتيّة !
ورد في الكتاب المقدَّس قصة التهام التفاحة ونيل اللعنة كما يلي (وكانت الحيّة أحْيلَ جميع حيوانات البرّيّة التي عملها الربّ الإله، فقالت للمرأة أحقًّا قال الله لا تأكل من كلّ شجر الجنّة؟، فقالت المرأة للحيّة من ثمر الجنّة نأكل، وأمّا ثمر الشّجرة التي في وسط الجنّة فقال الله لا تأكلا منه، ولا تمسّاه لئلاّ تموتا، فقالت الحيّة للمرأة لن تموتا، بل الله عالم أنّه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما، وتكونان كالله عارفين الخير والشرّ، فرأت المرأة أنّ الشّجرة جيّدة للأكل، وأنّها بهجة للعيون، وأنّ الشّجرة شهيّة للنّظر فأخذت من ثمرها وأكلت وأعطت رجلها أيضًا معها فأكل، فانفتحت أعينهما وعلما أنّهما عريانان، فخاطا أوراق تين ووضعا لأنفسهما مآزر، وسمعا صوت الربّ الإله ماشيًا في الجنّة عند هبوب ريح النّهار فاختبأ آدم وامرأته من وجه الربّ الإله في وسط شجر الجنّة، فنادى الإله آدم، وقال له أين أنت! ؟ فقال سمعت صوتك في الجنّة، فخشيت لأنّي عريان فاختبأت، فقال من أعلمك أنّك عريان، هل أكلت من الشّجرة التي أوصيتك أن لا تأكل منها! ؟)( ).
إنّ كاتب هذا السّفر يصوّر الله كأنّه رجل يتجوّل في حديقته، ويحدّث صوتًا بأقدامه التي تدوس التّراب والحشيش، ثمّ ينادي الربّ آدم (آدم .. آدم .. أين أنت ! ؟) و هو سؤال الجاهل بمكان مخلوقه .. ثمّ يسأله مَن أعلمك أنّك عريان، هل أكلت من الشّجرة …؟ أسئلة وأسئلة تدلّ على أنّ الكاتب لهذه الرّواية لا يستطيع أن يتصوّر الله إلاّ بتصوّر البشر الذي يعتريه الجهل والغفلة والحيرة والعي، فلذلك حاك هذه المسرحيّة بأبطالها، لكنّها مسرحيّة فاشلة بجميع مقاييس البشر فضلاً عن مقاييس الإله، ثمّ يستمرّ سفر التّكوين في هذه المشاهد المسرحيّة ! ( فقال آدم: المرأة التي جعلتها معي هي أعطتني من الشّجرة فأكلت، فقال الربّ للمرأة: ما هذا الذي فعلت، فقالت المرأة: الحيّة غرّتني فأكلت)( )، والحمد للّه أنّ القصّة كما جاءت في القرآن لم تذكر البادئ بالأكل أهو المرأة أم الرّجل بعكس الرّوايتين التّوراتيّة والإنجيليّة، فقد ذهبتا إلى حدّ الحطّ من المرأة وجعلها منشأ شقاء البشريّة وسبب غواية آدم.
جاء في الإنجيل في رسالة بولس الأولى لتيموثاوس ( وعلى المرأة أن تتعلّم بصمت وخضوع تامّ، ولا أجيز للمرأة أن تُعلِّم ولا أن تتسلّط على الرّجل، بل عليها أن تلزم الهدوء، لأنّ آدم خلقه الله أوّلاً ثمّ حوّاء وما أغوى الشّريرُ آدمَ، بل أغوى المرأة فوقعت في المعصية …)( )، والذي يقرأ عن مكانة المرأة في الكتاب المقدّس، وفي كتابات قساوسة النّصارى يرى مدى الاحتقار والحيف الذي تعرّضت له المرأة بسبب تلك التّهمة؛ فقد وصف العهد القديم المرأة [ بأنّها أمَرُّ من الموت ]، ويقول قدّيس النّصارى ترتوليان: » إنّ المرأة مدخل الشّيطان إلى نفس الإنسان، ناقِضة لنواميس الله، مشوّهة لصورة الله«، وقال القدّيس سوستام: » إنّها شرّ لا بدّ منه، آفة مرغوب فيها، وخطر على الأسرة والبيت، ومحبوبة فتّاكة، ومصيبة مطلية مسموم«، وأعلن البابا أينوسنتوس الثّامن » إنّ الكائن البشريّ والمرأة يبدوان نقيضين عـنيدين «.
وأكبر دليل على تخبّط النّصارى في تقييم المرأة هو عقد مؤتمر ماكون في القرن الخامس الميلادي، الذي بحث موضوع "هل المرأة مجرّد جسم لا روح فيه أم لها روح ! ؟ "، ومؤتمر فرنسا في القرن السّادس الذي بحث موضوع " هل المرأة إنسان أم غير إنسان !؟ "، وقد سبق جميع القدّيسين في احتقار المرأة القدّيس بولس صاحب الرّسائل التي أُدخلت في الإنجيل، والذي أزرى بالمرأة أيّما زراية، فجعلها بسبب الخطيئة مخلوقًا من الدّرجة الثّانية أو الثّالثة!
ونعود إلى الخطيئة، فإذا كان النبيّ محمّد يقول: » إنّ العلماء ورثة الأنبياء وإنّ الأنبياء لم يورثوا درهمًا ولا دينارًا، وإنّما ورٌثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظٍّ وافر « وإذا كان النّاس يرون أنّهم يرثون عن آبائهم وأجدادهم الأموال والثّروات والعقارات … فإنّ النّصارى ترى أنّ آدم أورث أبناءه وأحفاده ذنوبه وآثامه التي اقترفها في الجنّة، ولا سيّما الخطيئة العظيمة، عندما أكل من الشّجرة الممنوعة ! !.
إنّ منطق الكنيسة يقول: إنّ البشريّة كلّها تلوّثت بدنس الخطيئة، وبفعل ناموس العدل استحقّت الهلاك الأبديّ والطّرد من الرّحمة الإلهيّة، وانتُزعت منها إرادة فعل الخير ! فقد جاء في العهد الجديد (بإنسان واحد دخلت الخطيئة إلى العالم وبالخطيئة الموت، وهكذا اجتاز الموتُ إلى جميع النّاس إذ أخطأ الجميع)( ).
أيّها القارئ لو كان أبي سارقًا فهل من العدل أن تحكم عليّ محكمة أرضيّة بأنّي مذنب لمجرّد كوني ابنا لأب سارق!؟ ويبدو أنّ المحكمة الإلهيّة عند النّصارى لها معايير قضائيّة أخرى، فهي تجعل بلايين البشر مذنبين بسبب ذنب لم يقترفوه ولم يعلموا عنه شيئًا، فهل المحاكم الأرضيّة أرحم و ألطف من المحاكم السّماويّة !؟
ويصرّ رجال الكنيسة على هذا المنطق المقلوب، ويستميتون دفاعًا عنه، وفي هذا الصّدد يقول جان كالفين، زعيم البروتستانتيّة: » حينما يقال إنّنا استحققنا العقاب الإلهيّ من أجل خطيئة آدم، فليس يعني ذلك أنّنا بدورنا كنّا معصومين أبرياء، وقد حملنا – ظلمًا – ذنب آدم .. الحقيقة أنّنا لم نتوارث من آدم " العقاب " فقط، بل الحقّ أنّ وباء الخطيئة مستقرّ في أعماقنا، تلك الخطيئة التي تعدت إلينا من آدم، والتي من أجلها قد استحققنا العقاب على سبيل الإنصاف الكامل، وكذلك الطّفل الرّضيع تضعه أمّه مستحقًّا للعقاب، وهذا العقاب يرجع إلى ذنبه هو، وليس من ذنب أحدٍ غيره«.
ويقول سانت أغسطين: » وكان الواقع أنّ جميع أفراد الإنسان الذين تلوّثوا بالخطيئة الأصليّة، إنّما وُلدوا من آدم و تلك المرأة التي أوقعت آدم في الخطيئة والتي شاركت آدم نيْل العقاب«، ويصرّح الإنجيل في عدّة آيات (بالخطيئة حَملت بنا أمّهاتنا)، وتنتقل الخطيئة عبر الرّوح من الأجداد إلى الأحفاد، كما يقرّر ذلك القدّيس توماس الإكويني حين يقول: » ومثل ذلك أنّ الذنب في الواقع تقترفه الرّوح، ولكنّه بالتّالي ينتقل إلى أعضاء وجوارح في الجسم «.
وكأنّ كاتب الآيات التي تحمِّل الإنسانيّة ذنب أبيها آدم نسي الفصول التي كتبها من مسرحيّته، والتي تناقض تمامًا العقاب الجماعيّ للمذنبين وغير المذنبين، وكذلك يتناسى قساوسة النّصرانيّة تلك الآيات العديدة في العهدين القديم والجديد، التي تحكم على عقيدة وراثة الخطيئة بالبطلان والفساد .. وتعالوا ننظر سويًّا في بعض تلك الآيات التي وردت في أسفار العهد القديم ومنها: ( لا يُقتل الأباء عن الأولاد، ولا يُقتل الأولاد عن الآباء، كلّ إنسان بخطيئته يُقتل )( )، فهل هذه الآية من سفر التّثنية منسوخة أم ملغاة!؟ وماذا يقول رجال الكنيسة في قول العهد القديم (.. وأنتم تقولون لماذا لا يحمل الابن من إثم الأب، أمّا الابن فقد فعل حقًّا وعدلاً وحفظ جميع فرائضي وعمل بها فحياة يحيا، النّفس التي تخطئ هي تموت، الابن لا يحمل من إثم الأب، والأب لا يحـمل من إثم الابن، بـرُّ البار عليه يكون وشرُّ الشرّير عليه يـكون )( ).
وهذه الآية من سفر حزقيال هل هي من الأسفار غير القانونيّة "الأبوكريفا " أم من الأناجيل التي لا تعترف بها المجاميع المسكونيّة!؟ فلماذا تتجاهلونها !؟ ثمّ هل من العدل أن يعاقب البريء بجريرة المذنب، كيف يعاقب من لم يرتكب ذنبًا؟ إنّ قوانين العقل والمنطق وجميع الأديان السّماويّة والوضعيّة تأخذ بمبدأ [ كلّ فرد بريء حتّى تثبت إدانته ]، فلماذا خالفت النّصرانيّة هذا المبدأ وضربت به عرض الحائط، وجعلت البشريّة كلّها مذنبة حتّى تُثبِت براءتها !!؟ وأين قول الكتاب المقدّس (فتقدّم إبراهيم وقال: أفتُهلك البارّ مع الأثيم؟، عسى أن يكون خمسون بارًّا في المدينة، أفتُهلك المكان ولا تصفح عنه من أجل الخمسين بارًّا الذين فيه؟، حاشا لك أن تفعل مثل هذا الأمر، أن تميت البارّ مع الأثيم فيكون البارّ كالأثيم، حاشا لك، أديّان كلّ الأرض لا يصنع عدلاً !؟ فقال الربّ: إن وجدتُ في سدوم خمسين بارًّا في المدينة فإنّي أصفح عن المكان كلّه من أجلهم)( )، وأين قوله (في تلك الأيّام لا يقولون بعدُ الآباء أكلوا حصرمًا وأسنان الأبناء ضرست، بل كلّ واحد يموت بذنبه، كلّ إنسان يأكل الحصرم تضرّس أسنانه)( )، وقوله (سيجازي كلّ واحد حسب أعماله)( ).
وبعد صفحات سنرى أنّ الله نفسه – في زعم النّصارى – أضاف إلى هذه المحاكمة الجائرة ظلمًا آخر حين أراد التخلّص من الخطيئة بصلب إنسان بريء، وتعذيبه أشدّ العذاب على يد اليهود والرّومان، إنّ منهج القرآن الكريم يختلف جذريًّا عن هذا الظّلم الشّديد الذي وقع على الإنسان واقرأوا إن شئتم آيات الله تعالى في القرآن: لا يجزي والدٌ عن ولده، ولا مولود هو جاز عن والده شيئًا لقمان 33.
من عمل صالحًا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربّك بظلاّم للعبيد فصّلت 46.
ألاّ تزر وازرة وزر أخرى وأن ليس للإنسان إلاّ ما سعى النّجم 38.
فأيّ هذه الآيات هي أقرب إلى العقل، والمنطق، أهذه التي تحمِّل الفرد وحده مسؤوليّة أفعاله الخيّرة والشرّيرة، أم تلك الآيات الإنجيليّة المقدّسة، التي تجعل الجنين والرّضيع مجرمين ملعونين هالكين مطرودين من ملكوت السّموات … !
وثمّة مسألة أخرى هامّة تعصف بمفهوم الخطيئة، وهي أنّ الله عاقب البشريّة عقوبات عديدة شديدة لم يكن من العدل بعدها لعن الجنس البشريّ، ونزع إرادته على فعل الخير، ولم تكن هناك حاجة للتّكفير عن الخطيئة الأصليّة بصلب المسيح..
جاء في سفر التّكوين (وقال الربُّ الإله للحيّة لأنّك فعلت هذا ملعونة أنت من جميع البهائم ومن جميع وحوش البرّيّة، على بطنك تسعين وترابًا تأكلين كلّ أيّام حياتك، وأضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلها، هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه، وقال للمرأة تكثيرًا أُكثر أتعاب حبلك، بالوجع تلدين أولادًا( ) وإلى رجُلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك، وقال لآدم لأنّك سمعت لقول امرأتك وأكلت من الشّجرة التي أوصيتك قائلاً لا تأكل منها، ملعونة الأرض بسببك، بالتّعب تأكل منها كلّ أيّام حياتك، وشوكًا وحَسَكًا تُنبت لك وتأكل عشب الحقل، بعرق وجهك تأكل خبزًا حتّى تعود إلى الأرض التي أخذت منها، لأنّك من تراب وإلى تراب تعود)( ).
فسبحان الله من هذا الإله !كيف يعاقب بكلّ هذه العقوبات القاسية المتتالية؛ عقوبات خاصّة بالحيّة وبالمرأة وبالرّجل، ثمّ لم يكتف بذلك فلعن الأرض كذلك، ولا أدري ما ذنبها! ثمّ واصل سلسلة العقوبات بطرد الإنسان من الجنّة خوفًا من أن يأكل من شجرة الخلد فيبقى هنالك في ملكوته ! يقول سفر التّكوين: (وقال الربّ الإله هو ذا الإنسان قد صار كواحدٍ منّا عارفًا الخير والشرّ، والآن لعلّه يمدّ يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضًا، ويأكل ويحيا إلى الأبد، فأخرجه الربّ الإله من جنّة عدن ليعمل الأرض التي أُخذ منها، فطرد الإنسان وأقام شرقي جنّة عدن الكروبيم ولهيب سيف متقلّب لحراسة طريق شجرة الحياة)( ).
أليست كلّ هذه العقوبات كافية لتحقيق ناموس العدل!؟ فهل من العدل أن يُضيف إلى تلك القائمة الطّويلة عقوبة الخطيئة المميتة !؟
إنّ هذا المنطق الغريب الذي يصوّر الله بهذا الحقد والجبروت هو الذي دفع أحد الغربيّين إلى السّخريّة بقوله: » إنّ الله أنانيّ وقاس جدًّا، فلقد لعن البشريّة كلّها وطردها من رحمته، وحكم عليها بالشّقاء المؤبّد لمجرّد أنّ فردًا واحدًا منها تجرّأ على أكل تُفّاحة من حديقته ! «.
وثمّة ملاحظات أخرى وأخرى فقوله: ( لعلّه يمدّ يده ..) دليل على عدم تأكّد الله من أنّ آدم سيفعل ذلك أصلاً، لكنّه هذه المرّة لم يشأ أن يراهن كما فعل مع شجرة المعرفة؛ لذلك أخذ التّدابير والاحتياطات اللاّزمة لقطع الطّريق على آدم حتّى لا يصل إلى شجرة الخلد !، إنّ الله تعلّم درسًا في السّابق فلا يريد أن يُلدغ من جحر مرّتين، فطرد آدم من الجنّة حماية لمكتسباته لئلاّ يتطلّع إلى الأكل من شجرة الخلد في غفلة من الله – ! جلّ شأنه وتعالى عمّا يقولون – فيصبح آدم كالله تمامًا !
إنّ هذه الاستنتاجات نوردها إلزامًا فقط، وليس اعتقادًا منّا بها، والقارئ العاديّ لهذه الأسفار يشمّ رائحة كاتب يهوديّ عاجز عن تصوّر الذّات الإلهيّة بصفاتها العليا المنزّهة عن مشابهة الخلق، فتراه يصف ويصوّر الله كأنّه إنسان يحسد آدم، ويتحرّك بموجب غريزة التملّك والبقاء والسّيطرة ليحيك المؤامرات خشية على ذهاب عرشه ومصالحه الشّخصيّة المهدّدة بظهور منافس محتمل، وأتساءل: ما هي الحكمة من خلق شجرة الحياة هذه! هل لمجرّد استمتاع الله برؤيتها عند تجوّله في حديقته!؟
إنّ أهمّ أساس في الإيمان النّصرانيّ هو الخطيئة الأصليّة، وإنّ اعتقادًا كهذا يجرّنا إلى سلسلة طويلة من التّساؤلات، يقول سفر التّكوين: إنّ الحيّة هي التي أغوت المرأة والرّجل، فلماذا لم يكتف الله بمعاقبة الحيّة وقد كانت الرّأس المدبّر للجريمة والسّبب في جميع ذنوب بني آدم !؟
لماذا لم يتكلّم الأنبياء والرّسل الذين ذُكروا في التّوراة والعهد القديم عن هذه العقيدة "الخطيئة " !؟ لماذا لم يُشر إليها نوح، إبراهيم، إسحاق، يعقوب، داود .. بل حتّى موسى أعظم نبيّ في بني إسرائيل لم يُلمِّح إلى الخطيئة من قريب ولا من بعيد، كيف يمكن لأنبياء عظماء مثل هؤلاء أن يتجاهلوا هذه العقيدة؟ هل كانوا جاهلين بها؟ وهي أخطر عقيدة في الملكوت، هل كتموا خبرها عن النّاس وأبقوها سرًّا بينهم؟ لماذا لم يرفعوا أيديهم إلى السّماء ليدعوا ويتوسّلوا إلى الله ليرفعها عن الإنسانيّة؟ أتعرف لماذا لم يفعلوا ذلك؟ لأنّهم ببساطة لم يكونوا يؤمنون بوجود خطيئة ما، بل كانوا يؤمنون بقول الكتاب المقدّس (برُّ البارّ عليه يكون وشرّ الشرّير عليه يكون)( ).
ثمّ هل كان هؤلاء الأنبياء كنوح وإبراهيم وموسى وداود وسليمان .. أجداد المسيح خطاة ومدنّسين بالخطيئة الأصليّة التي ارتكبها أبوهم آدم؟ فإذا كانوا كذلك لماذا اختارهم الله لهداية البشر، وهم لا يختلفون عن غيرهم لكونهم منغمسين في الخطيئة كباقي أفراد جنسهم؟، لماذا كان "يهو" jeovah وهو الله في العهد القديم – راضيًا عن أنبيائه؛ فكان يدعو بعضهم بالرّجل البارّ، ورجل الله، والصّالح، يقول الكتاب المقدّس (كان نوح رجلاً بارًّا كاملاً في أجياله وسار نوح مع الله)( )، (وسار أخنوخ مع الله ولم يوجد لأنّ الله أخذه)( )، بل إنّ العهد الجديد يجزم بأنّ أولئك الأنبياء الذين سبقوا المسيح كانوا كاملين في إيمانهم، ولم يكونوا خطاة، ولم تكن تنقصهم عقائد التّثليث والفداء والكفّارة، جاء في رسالة يعقوب في العهد الجديد (أنظر إلى أبينا إبراهيم أما برره الله بالأعمال، حين قدّم ابنه إسحاق على المذبح، فأنت ترى أنّ إيمانه وافق أعماله فصار إيمانه كاملاً بالأعمال، فتمّ قول الكتاب آمن إبراهيم بالله فبرّره الله لإيمانه ودُعي خليل الله)( ).
كيف وُفّق الأنبياء إلى فعل الخير وجميع الطّوائف النّصرانيّة ترى بموجب الخطيئة أنّ الله نزع من بني الإنسان إرادة فعل الخير، وإنّ ما يعمله الإنسان هو شرّ، وذلك رغم اعتراف المسيح بوجود أبرار على الأرض، فعندما لام أناس المسيح على دعوته الأشرار والخطاة، ردّ المسيح عليهم قائلاً: (لأنّي لم آت لأدعو أبرارًا بل خطاة إلى التّوبة)( ).
وأخيرًا لماذا كتم الله سرّ الخطيئة فلم يبده لعباده إلاّ بعد قصّة صلب المسيح، إنّ المدّة الزّمنيّة التي تفصل بين آدم والمسيح ليست بالقصيرة، فأين كان مفهوم الخطيئة خلال تلك القرون الطّويلة؟.
يقول عبد الأحد داود – رأس الكنيسة الكلدانية وقد أسلم – في كتابه (الإنجيل والصّليب): » إنّ من العجب أن يعتقد المسيحيّون أنّ هذا السرّ اللاّهوتيّ، وهو خطيئة آدم وغضب الله على الجنس البشريّ بسببها ظلّ مكتومًا عن كلّ الأنبياء السّابقين، ولم تكتشفه إلاّ الكنيسة بعد حادثة الصّلب« ويقرّر الكاتب أنّ هذه المسألة هي من المسائل التي حملته على ترك النّصرانيّة واعتناق الإسلام لأنّها أمرته بما لا يستسيغه عقله.
ومن أغرب العجائب أنّ أسفار العهد القديم لم تدع جزئيّة من الجزئيّات التّافهة كأعداد قبائل بني إسرائيل وأسمائهم، وطول وعرض ووزن الأشياء في أسفار اللاوين والتثنية والعدد، وأكاذيب زنا داود بحليلة جاره، وزواج سليمان بـ 1000 امرأة، وزنا لوط بابنتيه !.. كلّ هذه التّفاصيل سُردت في أكثر من 1200 صفحة بتفصيل مملّ، ومقزز يدعو للغثيان؛ في حين أنّ الخطيئة التي هي أهمّ عقائد النّصرانيّة على الإطلاق لا تجد لها مكانًا بين ذلك الرّكام لا تلميحًا ولا تصريحًا!
أليس هذا الأمر محيّرًا ؟ بلى.
أليس هذا الأمر غير معقول ؟، بلى.
إنّ أكثر التّحليلات العلميّة للدّيانة النّصرانيّة تُرجع منبت هذه العقائد المنحرفة عن العقل والدّين "كالخطيئة " إلى الجهود المشبوهة التي قام بها أعداء التّوحيد في تدمير الدّين وتحريفه، وعلى رأس أولئك جميعًا بولس "شاؤول " الذي يعتقد النّصارى أنّه رسول المسيح، لقد لعب بولس دورًا خطيرًا في الهدم من الدّاخل، كان يصعب – إنّ لم يكن من المستحيل – فعله من الخارج، ولقد كان ذكيًّا – بل خبيثًا – عندما لم يخترع ديانة جديدة من عنده، إنّما عمد إلى عقائد فاسدة كانت موجودة في أديان الوثنيّين " البوذيّة، البراهميّة، المتراسيّة، المصريّة القديمة، وفلسفة الإغريق والرّومان ..الخ " فأخذ من هنا وهناك أشياء كانت شائعة في ذلك الزّمان، ثمّ ألصقها بالدّيانة النّصرانيّة الجديدة في غفلة من أهل العلم، وقد تزامن ذلك مع حملة اليهود والرّومان الشّرسة على الحواريّين وتلاميذ المسيح، فضاع الحقّ وأخذ مكانه الباطل المزخرف، الذي دعّمته فيما بعد سلطة الدّولة الرّومانيّة لما تنصرت.
وبخصوص الخطيئة يذكر علماء تاريخ الأديان وجود فكرة الخطيئة في أكثر الأديان الوثنيّة التي سبقت النّصرانيّة، يقول م. ويليام في كتابه (الهندوسيّة): »يعتقد الهنود الوثنيّون بالخطيئة الأصليّة، وممّا يدلّ على ذلك ما جاء في تضرّعاتهم التي يتوسّلون بها بعد "الكياتري" وهي: إنّي مذنب، ومرتكب للخطيئة، وطبيعتي شرّيرة، وحملتني أمّي بالإثم، فخلّصني يا ذا العين الحندقوقيّة، يا مخلّص الخاطئين يا مزيل الآثام والذّنوب«، ويقول هوك في كتابه (رحلة هوك): »يعتقد الهنود الوثنيّون بتجسّد أحد الآلهة وتقديم نفسه ذبيحة فداء عن النّاس والخطيئة« ويقول »ومن الألقاب التي يُدعى بها كرشنا: الغافر من الخطايا، والمخلص من أفعى الموت«.
وختامًا فإنّ الإيمان بالخطيئة ولّد عند الإنسانيّة كثيرًا من الآلام، والعقد النّفسيّة، يحدّثنا عن بعضها، كاتب نصرانيّ ما يزال على نصرانيّته ألّف كتابًا بعنوان (محمّد الرّسالة والرّسول) أنصف فيه الإسلام ونبيّه وانتقد بشدّة فكرة الخطيئة والعقائد النّصرانيّة.
يقول الدّكتور نظمي لوقا: » وإنّ أنسى لا أنسى ما ركبني صغيرًا من الفزع والهول من جرّاء تلك الخطيئة الأولى، وما سيقت فيه من سياق مروّع، يقترن بوصف جهنّم، ذلك الوصف المثير لمخيّلة الأطفال، وكيف تتجدّد فيها الجلود كلّما أكلتها النّيران، جزاء وفاقًا على خطيئة آدم بإيعاز من حوّاء، وأنّه لولا النّجاة على يد المسيح الذي فدى البشر بدمه الطّهور، لكان مصير البشريّة كلّها الهلاك المبين، وإن أنسى لا أنسى القلق الذي ساورني وشغل خاطري عن ملايين البشر قبل المسيح أين هم؟ وما ذنبهم حتّى يهلكوا بغير فرصة للنّجاة ؟ فكان لا بدّ من عقيدة ترفع عن كاهل البشر هذه اللّعنة، وتطمئنهم إلى العدالة التي لا تأخذ البريء بالمجرم، أو تزر الولد بوزر الوالد، وتجعل للبشريّة كرامة مصونة، ويحسم القرآن( ) هذا الأمر، حيث يتعرّض لقصّة آدم، وما يُروى فيها من أكل الثّمرة؛ فيقول وعصى آدم ربَّه فغوى، ثمّ اجتباه ربُّه فتاب عليه وهدى طه 121 – 122… والحقُّ أنّه لا يمكن أن يقدِّر قيمة عقيدة خالية من الخطيئة الأولى الموروثة إلاّ من نشأ في ظلّ تلك الفكرة القاتمة التي تصبغ بصبغة الخجل والتأثّم كلّ أفعال المرء، فيمضي في حياته مضيّ المريب المتردّد، ولا يُقبِل عليها إقبال الواثق بسبب ما أنقض ظهره من الوزر الموروث.
إنّ تلك الفكرة القاسية – الخطيئة الأولى وفداءها – تُسمّم ينابيع الحياة كلّها، ورفعُها عن كاهل الإنسان منّة عظمى، بمثابة نفخ نسمة حياة جديدة فيه، بل هو ولادة جديدة حقًّا، وردٌّ اعتبار لا شكّ فيه، إنّه تمزيق صحيفة السّوابق، ووضع زمام كلّ إنسان بيد نفسه«.
قطعت جهيزة قول كلّ خطيب، يعجبني الإنصاف من أمثال الدّكتور نظمي لوقا، وهو المتبحّر في دراسة الإنجيل والكتب السّماويّة، وأين هو ممّن ادّعوا اعتناق النّصرانيّة في بعض البلاد الإسلاميّة – كبعض البربر مثلاً عندنا في الجزائر – الذين ناقشت بعضهم فوجدتهم لم يقرأوا شيئًا عن الإنجيل ولا يعرفون نصوص الكتاب المقدّس، وعند التّحقيق اكتشفت أنّ اعتناق النّصرانيّة عند أكثرهم – إن لم أقل كلّهم – كان مطيّة للحصول على تأشيرات سفر إلى أوروبا وأموال وامتيازات أخرى من جمعيّات وهيئات وسفارات غربيّة مشبوهة !!
الفــــداء والكفّــــارة
ترتبط عقيدة الكفارة بعقيدة الخطيئة ارتباط اليد بالمعصم، فالمقصود بالكفارة هو رفع الخطيئة الأصليّة وتكفيرها عن كاهل البشريّة لإنقاذها من الموت الأبديّ، الذي أصابها جرّاء أكل آدم من الشّجرة.. ويُعتبر علماء الأديان قاطبة أنّ الكفّارة أُسّ الدّين النّصرانيّ، ومركز الدّائرة ونقطة التقاء جميع العقائد النّصرانيّة الأخرى، فهي ذات علاقة بالخطيئة من حيث إنّ هذه الأخيرة سبب لها وذات علاقة بالتجسّد والصّلب والقيامة .. من حيث كون هذه العقائد نتيجة حتميّة للكفّارة، وهي في الواقع أكثر تعقيدًا والتواءً، الأمر الذي أضنى الدّارسين والباحثين في أعماقها، وأحرج الكنيسة ورجالها، وأعجزهم عن الإجابة عن التّساؤلات العديدة حولها، لذا تراهم يأمرون أتباعهم بالإيمان بها دون البحث في جوهرها و ماهيّتها.
كيف نشأت فكرة الكفّارة ؟
نشأت هذه الفكرة بعد نزاع مرير بين صفتين من صفات الله تعالى، وهما صفة العدل وصفة الرّحمة، فإذا عدنا إلى الوراء قليلاً نجد أنّ الله حذّر آدم من الأكل من الشّجرة بقوله: (يوم تأكل منها موتًا تموت)( )، فهذا الحكم بالإعدام – على آدم وذرّيته – نافذ وغير قابل للاستئناف أو الطّعن أو التّخفيف؛ لأنّ مقتضى العدل عند الله أن ينفّذ وعده بمعاقبة المسيء بالموت، وقانون العدل الإلهيّ يُلزم الله بعدم التّساهل والتّراخي في تطبيق العقوبة.
وحتّى لا يوصف الله بالجور وعدم الإنصاف أو بالإخلال بقانون العدل بدأ بتنفيذ سلسلة العقوبات التي ذكرناها سابقًا، وكان آخرها طرد الإنسان من الجنّة والحكم عليه باللّعنة وإلصاق الخطــيئة برقبته إلى الأبد – وفي زعم النّصارى – يكون الله قد حقّق العدل بهذه الخطوات !!
واستمرّ الوضع على ما هو عليه دهرًا، وفجأة ظهرت صفة أخرى من صفات الله، وهي الرّحمة، فراودت الله على غفران خطيئة الإنسان؛ لأنّ من رحمة الله بالنّاس ومحبّته لهم ألاّ يتركهم على هذه الحالة التّعيسة؛ فكان على الله بمقتضى هذه الصّفة أن يعفو عن البشر ويغفر لهم ويرفع عنهم اللّعنة والشّقاء !
إنّ هذا المنطق الكنسيّ يبرز الله حائرًا بين صفتين من صفاته، أيّهما يغلب على الأخرى؟، فكلّما أراد الإماتة واللّعنة بمقتضى العدل عاقته الرّحمة، وكلّما أراد رحمة خلقه والمغفرة لهم وقفت صفة العدل بالمرصاد !إنّه خيار صعب بين طرفين أحلاهما مرّ، فإلى ماذا سيؤول نزاع الصّفتين وكيف يوفّق الله بينهما لحلّ المشكلة التي أوقع نفسه فيها وتورّط في براثنها ؟!( ) ولا ندري كيف يمتلك رجال الكنيسة الجرأة بمنطقهم هذا ليلزموا الله بإلزامات كهذه !فكان لزامًا – إذن – على الله أن يصل إلى حلّ وسط ينال بموجبه العدل حقّه وتأخذ الرّحمة مكانها، فما السّبيل لذلك الحلّ السّحريّ ؟
وبما أنّنا، الآن، نكتب بمنطق النّصارى فلنترك أكبر ممثّل للفكر النّصرانيّ بولس "شاؤول" يبيّن لنا السّبيل لحلّ أزمة "العدل والرّحمة"، ولا سيّما أنّ بولس أكبر مدافع عن عقيدة الكفّارة، إن لم يكن هو مخترعها، يقول في العهد الجديد: (لا يوجد مغفرة بدون سفك دم)( )، ويبدو أنّ بولس ما يزال متأثّرًا بيهوديّته؛ إذ إنّ الإله "يهو" في العهد القديم كان مغرمًا بدم القرابين، فلم يكن يرضى عن بني إسرائيل إلاّ حين يشمّ رائحة مشاوي ودم الذّبائح التي يقدّمها كهنة اليهود، حين يسترضون ربّهم عند غضبه بذبيحة ليغفر لهم موبقاتهم.
كذلك كانت عقيدة سفك الدّم من أجل المغفرة والخلاص سائدة في العديد من الدّيانات الوثنيّة القديمة، لدى المصريّين والبوذيّين والإغريق والهنود.. فقد كانت تلك الأقوام تدفع للمذابح الرّجال والنّساء والأطفال والحيوانات بل والآلهة وأبناء الآلهة قربانًا إلى الله، فركِب بولس الموجة وسار مع التيار فاستعار الفكرة، أو قل سرقها وطبّقها على النّصرانيّة، ونسبها إلى تعاليم المسيح فأضلّ بها خلقًا عظيمًا إلى أيّامنا هذه، وسنعود بعد صفحات إلى شهادات علماء الأديان لنطّلع على عقيدة الكفّارة والفداء في الوثنيّة التي سبقت مولد المسيح بآلاف السّنين.
لا بدّ من سفك دم!! ولكن ما هو حجم الذّبائح التي يقبلها الله لفداء البشر، كم مترًا مكعّبًا من الدّماء تكفي لغسل خطيئة الأكل من تفّاحة الجنّة، من يتبرّع ليكون فاديًا، وما نوع الذّبيحة المناسبة !؟، أيكون حيوانًا؟( )؛ لا يقدر حيوان على فداء إنسان لفرق القيمة، أو ملَكًا؟؛ الملائكة لم تشارك في الخطيئة وربّما لا تملك دمًا، أو إنسانًا؟، كلّ النّاس تدنّسوا بالخطيئة، ولا يصلح أن يكون فاديًا إلاّ طاهرٌ، أو إلها؟؛ أغلق بولس جميع منافذ الفداء إلاّ هذا المنفذ، فالفادي يجب أن يكون طاهرًا ولا طاهر إلاّ الله، إذن الفادي هو الله لا غيره ! !وكيف يكون الله فدية، هل ينتحر أو يزهق روحه أو يتركها تقتل على أيدٍ، أيًّا كانت، فيبقى العالم بدون إله!؟
دبّر الله حيلة التجسّد – وهو اختراع آخر لبولس – والتجسّد متاهة لا يُعرف لها مدخل من مخرج، سنحاول إلقاء بعض الضّوء عليها بعد قليل، وإن كان كلّ ضوء الدّنيا لا يقدر على إنارة ظلمتها، فقد خرج بولس بلازمة أنّ حلّ أزمة الخطيئة لا يتحقّق إلاّ أن يفدي اللّه بنفسه البشريّة، لأنّه طاهر من الخطيئة الأصليّة، و ذلك قادر على التجسّد، بأخذ جسم إنسان، حتّى ينوب عن الإنسان المخطئ، ومفاد "حيلة" التجسّد أنّ الله نزل من عليائه حاملاً معه صفات الألوهيّة، ثمّ دخل رحم العذراء مريم ومكث هناك تسعة أشهر كما يمكث أيّ جنين في بطن أمّه، ثمّ خرج إلى الوجود بالولادة عن الطّريق المعهود، فاختلط الإله المولود بدم الحيض والنّفاس، واستقبلته الأيدي ووضعته في القماط، وناولته أمّه ثديها ترضعه وتعطف عليه عطف الأمّ على ولدها.
لقد أصبح الإله إنسانًا وصار واحدًا منّا، فهو إله كامل وإنسان كامل، وتتّفق جميع الطّوائف النّصرانيّة على هذه العقيدة، وقد وردت في قانون الإيمان كالآتي: [.. الذي لأجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السّماء وتجسّد من الرّوح القدس ومن مريم العذراء، وتأنّس وصُلِب عنّا على عهد بيلاطس البنطي..].
وسنشفق على القارئ فلا ندخله في صراعات الطّوائف النّصرانيّة التي دارت حول طبيعة المولود، هل هو الأب أم ابنه أم الثّالوث؟، هل ولدت مريم الله أم المسيح؟ هل المولود هو اللاّهوت أم النّاسوت.. إلخ !؟
وسنشير إلى بعض ذلك فيما بعد، ولا ننصح أحدًا بالبحث فيها؛ لأنّه حينها تفنى الأعمار ولا يخرج المرء بنتيجة تذكر، اللهمّ إلاّ الشكّ والحيرة وربّما الإعاقة النّفسيّة والعقليّة والوقاية خير من العلاج فتنبّه !
كبُر المولود الذي دعي المسيح، وتقدّم في السنّ، وبدأ بدعوته بين اليهود في فلسطين، وكانت دعوته كلّها تنصبّ على عبادة الله وحده لا شريك له، والاستمساك بالتّوراة الموسويّة ، ولم يذكر المسيح في حياته نصًّا عن الخطيئة أو الكفّارة أو الصّلب أو الثّالوث، فتلك عقائد طبخها بولس والقساوسة بعد رفع المسيح .. واستمرّ المسيح يدعو إلى تطبيق شريعة العهد القديم، وكان هو نفسه يعمل بمقتضاها ويسير على هداها؛ قال المسيح: (لا تظنّوا أنّي جئت لأبطل الشّريعة وتعاليم الأنبياء، ما جئت لأبطل بل لأكمل)( )، لكن اليهود خافوا على مصالحهم ومكتسباتهم بعد أن هدّدهم المسيح وفضحهم على رؤوس الأشهاد، فتآمروا وخطّطوا فأُلقي القبض عليه، فحاكموه وأهانوه، ثمّ قدّموه إلى الصّليب فصلبوه – حسب الأناجيل – وبعدما صُلب زعم النّصارى أنّ صلبه كان تكفيرًا وفداء لخطيئة آدم و تخليصًا للبشريّة من اللّعنة التي أصابتها منذ فجر التّاريخ، ويجمــع النّصارى – على اختلاف مللهم ونحلهم – على أنّ المسيح صلب من أجل خطايا البشر بإرادته وطواعيته، وبموته رُفعت الخطيئة الأبديّة واسترجع الإنسان حرّيته، وغفرت لبني آدم جميع زلاّتهم وسيّئاتهم، واستحقّ المسيح أن يلقّب بالمخلّص لأنّه خلّص البشر من عبوديّة الشّيطان.
وأكثر الآيات الإنجيليّة التي تقرّر عقيدة الكفّارة والفداء توجد في الرّسائل الأربع عشرة لبولس، الذي كان متحمّسًا تحمّسًا مريبًا لهذه الفكرة، حتّى إنّه لم يكن مستعدًّا لقبول فكرة أخرى غيرها إلاّ تلك، يقول بولس (إنّي لم أعزم أن أعرف شيئًا بينكم إلاّ يسوع المسيح وإيّاه مصلوبًا)( )، ويقول بولس مروّجًا سلعة الفداء (المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب)( )، ولا أدري ما هي الكتب التي يقصدها بولس !؟، وللملاحظة فكثيرًا ما نجد في العهد الجديد إحالات مبهمة كهذه دون ذكر الكتب بأسمائها وأسفارها، لتعويم القارئ وإيهامه بصدق الإحالة دون إعطائه فرصة الاطّلاع عليها، وقد اكتشف العديد من الباحثين عدم صدق الكثير من تلك الإحالات فتنبّه، ويقول بولس: (الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا)( )، وجاء في رؤيا يوحنا (الذي أحبّنا وقد غسلنا من خطايانا بدمه)( ).
أمّا أشهر آية إنجيليّة في هذا الباب والتي يفتخر رعاة الكنائس بترديدها في كلّ صلاة وقدّاس فهي (هكذا أحبّ الله العالم حتّى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كلّ من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبديّة)( )، إنّ الكنيسة برجالها وأناجيلها تقرّر أنّ المسيح وُلد ليموت ونزل من السّماء ليُقتل، إنّه عطيّة الله للنّاس، لم يأت المسيح ليعيش بل جاء ليموت عن آخرين، أرسل الله المسيح ليغسل بدمه خطيئة آدم، وبذلك يمحو جميع الخطايا التي ورثناها بفعل الخطيئة الأصليّة، ويفهم من عقيدة النّصارى أنّ المسيح حضر إلى الأرض لأداء مهمّة "الانتحار" على يد اليهود والرّومان !
وقد يُصدّق بعض من لا يقرأ الأناجيل بتلك المسرحيّة المحبوكة، لكن من يتمعّن قليلاً في نصوص العهد الجديد يستغرب أشدّ الاستغراب من استماتة المسيح في الدّفاع عن نفسه، ورفضه للموت وحرصه على البقاء حيًّا، وليس من العجب أن نراه يقوم بجميع المحاولات للنّجاة بنفسه من أعدائه، لقد كان المسيح إنسانًا يحبّ الحياة، لقد جاء ليعيش، وهذا حقّه الطّبيعيّ، على الرّغم من المحاولات الفاشلة للأناجيل وشرّاحها الذين أرادوا إجبار المسيح على الموت رغم أنفه، ونرى أنّ رجال الكنيسة إذا أرادوا إقناع النّاس بقصّة الفداء يستدلّون بأقوال المسيح في التّنبّؤ بآلامه ومنها قوله (.. كيف هو مكتوب عن ابن الإنسان أن يتألّم كثيرًا ويُرذل)( ).
وقوله: (كذلك ابن الإنسان أيضًا سوف يتألّم منهم)( ) فهل هذه أدلّة يُركن إليها وأين الفداء و الخلاص و الصّلب من هذه الأقوال…؟، إنّ ما فعله المسيح بأقواله هذه هو تحضير أصحابه إلى الآلام التي يعانيها كلّ صاحب دعوة، فالطّريق وعرة ومحفوفة بالمخاطر، ومنهج الأنبياء مليء بالعقبات والأشواك، وقد أصابت تلك الاضطهادات المؤلمة الدّعاة إلى الله منذ فجر التّاريخ وما تزال، قال محمّد رسول الله : "الأنبياء أشدّ بلاء ثمّ الأمثل فالأمثل".
لكن البوْن شاسع بين أن يتعرّض الدّاعية لاضطهاد الكفّار والمجرمين وأن يستسلم للموت كالنّعجة طواعية وعن اختيار !وقد استبعد المسيح فكرة الموت الاختياري والفداء بلسان حاله ومقاله، ونستشفّ ذلك من عدّة آيات إنجيليّة: (أجابهم يسوع وقال تعليمي ليس لي بل للذي أرسلني .. أليس موسى قد أعطاكم النّاموس، وليس أحدٌ منكم يعمل بالنّاموس، لماذا تطلبون أن تقتلوني؟)( )، (أنا عالم أنّكم ذريّة إبراهيم، لكنّكم تطلبون أن تقتلوني، لأنّ كلامي لا موضع له فيكم.. لو كنتم أولاد إبراهيم لكنتم تعملون أعمال إبراهيم، ولكنكم الآن تطلبون أن تقتلوني وأنا إنسان قد حدّثكم بالحقّ الذي سمعه من الله، هذا لم يفعله إبراهيم)( )، حاول المسيح بهذه الكلمات العاطفيّة إقناع اليهود بأنّه نبيّ مرسل يتكلّم بالحقّ من عند الله، وأعلّمهم بأنّ أيّ مؤامرة لقتله ستكون ظلمًا وعدوانًا على الكتب السّماويّة وتعاليم الأنبياء، ثمّ عزف المسيح على وتر العاطفة حين ذكّرهم بإبراهيم، فقد كان اليهود يفتخرون به ويحبّون الانتساب إليه، محاولة منه لحماية نفسه من شرّهم، وجاء في الإنجيل: (.. وجاءوا إلى حافّة الجبل الذي كانت مدينتهم مبنية عليه حتّى يطرحوه أسفل، أمّا هو "المسيح" فجاز في وسطهم ومضى)( )، وفي مرّة أخرى (فلمّا خرج الفريسيّون تشاوروا عليه لكي يهلكوه، فعلم يسوع وانصرف من هناك)( )، ومرة ثالثة (فرفعوا حجارة ليرجموه أمّا يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مجتازًا في وسطهم ومضى)( )، (كان يسوع يتردّد بعد هذا في الجليل؛ لأنّه لم يرد أن يتردّد في اليهوديّة لأنّ اليهود كانوا يطلبون أن يقتلوه)( )، (فمن ذلك اليوم تشاوروا ليقتلوه، فلم يكن يسوع أيضًا يمشي بين اليهود علانية بل مضى من هناك إلى الكورة القريبة من البرّيّة)( ).
هل هذه تصرّفات من يريد الموت أو من جاء ليصلب لخلاص البشريّة!؟، لماذا المماطلة، لماذا التخفّي عن أعين اليهود والهرب من وجه الأعداء خوفًا من أذيّتهم، لقد حاولوا قتله كما نرى عدّة مرّات، وطلبوا إزهاق روحه في عدّة مناسبات، فلماذا لم يُسلّم نفسه لهم منذ البداية !؟ لماذا هذا التّأخير الذي يكلّف الإنسانيّة العناء الشّديد، لماذا أصرّ المسيح على إطالة معاناة البشريّة التي تنتظر فداءها بفارغ الصّبر، فهلاّ أسرع في إنقاذها بقوله لليهود: "من فضلكم خذوني وارجموني واصلبوني من أجلكم أيّها الخاطئون ثقيلو الأحمال !" لكن نرى المسيح في الإنجيل، من خلال تلك الآيات كأنّه يريد ترك الفداء البطوليّ إلى آخر الفيلم، وما فائدة فيلم يموت البطل في أوّله !، لقد أصرّ المسيح على اللّعب مع اليهود لعبة 'السّارق و الشّرطيّ' وتقاعس عن أداء واجبه الذي كلّف به !؟
سيجيب أيّ قسّ عن هذا المنطق بأنّ ساعة المسيح لم تكن قد حانت بعد، فعندما تأتي ساعته يسلّم نفسه لليهود والرّومان بكلّ هدوء وبرودة أعصاب وبلا خوف ولا وجل من رعب الصّلب وأفعى الموت !.. فهل حدث هذا، وهل جاءت تلك السّاعة!؟
رغم أنّ النّصارى يقولون بحدوث ذلك ومجيء تلك السّاعة، إلاّ أنّ روايات الأناجيل عن آخر ساعات المسيح على هذه الأرض تعصف بفكرة الفداء وتجعلها قاعًا صفصفًا، وتحكم على الكفّارة بالخرافة المحضة، وتعال – أيّها القارئ الموضوعيّ – نتابع سلوك رجل يريد أن يموت بكلّ قواه من أجل الآخرين في آخر لحظات حياته كما ترويها الأناجيل الأربعة.
عندما اقتربت ساعة القبض على المسيح قال لتلاميذه: (عندما أرسلتكم بلا مال ولا كيس ولا حذاء هل احتجتم إلى شيء؟ قالوا: لا، فقال لهم: أمّا الآن فمن عنده مال فليأخذه، أو كيس فليحمله، ومن لا سيف عنده فليبع ثوبه ويشتر سيفًا… فقالوا: يا ربّ معنا هنا سيفان، فأجابهم يكفي)( ).
يأمر المسيح تلاميذه بالتزوّد بالمال، وبيع ثيابهم لشراء السّيوف، فالمال قد يساعدهم في التسلّح والدّعم اللّوجيستي، وفعلاً امتلك التّلاميذ سيفين، ولو كان باستطاعتهم اقتناء أكثر من ذلك لفعلوا، ولو كان المسيح في عصرنا لأمر أتباعه بشراء القنابل والبنادق الرشّاشة… وما فائدة السّيوف يا ترى التي يأمر المسيح باقتنائها، هل هي سيوف للزّينة والدّيكور، أم كما يقول أحمد ديدات لنزع قشر الموز والبرتقال!!
السّيوف لم تصنع لذلك، فقد كانت الدّعوة لاقتنائها استنفارًا عامًّا قبل أن يداهم اليهود التّلاميذ، وقد ظنّ المسيح أنّ التّلاميذ الأحد عشر الأقوياء الأشاوس – مزوّدين بالسّيفين والعصيّ – قادرون على ردّ عدوان شرذمة من حرس اليهود، فلم يكن المسيح عالمًا بأنّ اليهود سيستعينون بجنود الرّومان.
وما يزال السّؤال مطروحًا، الذي يأتي حقًّا لتسليم نفسه للموت كالنّعجة المسالمة والخروف الوديع ماذا عساه أن يفعل بالسّيوف، أجيبوا أيّها القساوسة !؟.
(ثمّ جاء يسوع مع تلاميذه إلى موضع اسمه جتسماني فقال لهم: اقعدوا هنا حتّى أذهب وأصلّي هناك وأخذ معه بطرس وابني زبدي.. ثمّ قال لهم: انتظروا هنا واسهروا معي)( ).
يقول أحمد ديدات في تعليقه على هذه الآيات في كتابه (مسألة صلب المسيح بين الحقيقة والخيال): » ولستَ بحاجة إلى عبقريّة عسكريّة، لكي تدرك أنّ المسيح يوزّع قوّاته كأستاذ في فنّ التّكتيك… والسّؤال الذي يفرض نفسه على أيّ مفكّر هو لماذا ذهبوا جميعًا إلى ذلك البستان؟ ألكي يصلّوا؟ ألم يكونوا يستطيعون الصّلاة في تلك الحجرة( )؟ ألم يكونوا يستطيعون الذّهاب إلى هيكل سليمان، ولقد كان على مرمى حجر منهم وذلك لو كانت الصّلاة هي هدفهم؟ كلاّ ! لقد ذهبوا إلى البستان ليكونوا في موقف أفضل بالنّسبة لموضوع الدّفاع عن أنفسهم!. ولاحظ أيضًا أنّ المسيح لم يأخذ الثّمانية لكي يصلّوا معه إنّه يضعهم بطريقة استراتيجيّة في مدخل البستان، مدجّجين بالسّلاح كما يقتضي موقف الدّفاع والكفاح.. لقد وزّع ثمانية لدى مدخل البستان، والآن على أولئك الشّجعان الأشاوس الثّلاثة – مسلّحين بالسّيفين – أن يتربّصوا ويراقبوا ويقوموا بالحراسة!، الصّورة هكذا مفعمة بالحيويّة، إنّ يسوع لا يدع شيئًا نُعمل فيه خيالنا«.
ويستمرّ الإنجيل في سرده آخر تفاصيل حياة المسيح فيذكر عن ملابسات اعتقاله (وأخذ معه بطرس ويعقوب ويوحنّا، وبدأ يشعر بالرّهبة والكآبة، فقال لهم: نفسي حزينة حتّى الموت انتظروا هنا واسهروا! وابتعد قليلاً ووقع إلى الأرض يصلّي حتّى تعبر عنه ساعة الألم إن كان ممكنًا فقال أبي، يا أبي ! أنت قادر على كلّ شيء، فابعد عنّي هذه الكأس، ولكن لا كما أنا أريد بل كما أنت تريد)( )، ويقول متّى إنّ المسيح صلّى تلك الصّلاة المفعمة بالعواطف ثلاث مرّات، في حين يضيف لوقا بعض التّفاصيل الدراميّة في هذا المشهد؛ فيقول: (وابتعد عنهم مسافة رمية حجر ووقع على ركبتيه وصلّى فقال: يا أبي، إن شئت، فأبعد عنّي هذه الكأس !، ولكن لتكن إرادتك لا إرادتي، وظهر له ملاك من السّماء يقوّيه، ووقع في ضيق فأجهد نفسه في الصّلاة، وكان عرقه مثل قطرات دم تتساقط على الأرض)( ).
يا له من موقف تتقطّع له الأكباد حزنًا وضحكًا، لم أعد أفهم شيئًا، أين سيصنف نقّاد أفلام السّينما هذا المشهد، مع المشاهد الدّراميّة أم الكوميديّة!؟ فإنّ من المفترض أنّ المسيح ُقدّر له بقضاء الله قبل ميلاد آدم صاحب الخطيئة أن يموت من أجل البشريّة طواعية، وكان من المتّفق أن يتأنّس الله وينزل إلينا ويصبح واحدًا منّا ليُسلّم نفسه فيموت عنّا، لكنّ المسيح يفاجئ الجميع في هذه الآيات عندما يدعو الله أن يجيز عنه تلك الكأس، ويطمع أن يعفيه الله من تلك الآلام ومن تلك المهمّة، إن كان ممكنًا، لقد وقّع المسيح على صفقة إعدامه قبل آلاف السّنين، فلماذا يراوغ الآن ويحاول التهرّب من تنفيذ الصّفقة – طبعًا إن كان ممكنًا – هل أدرك المسيح أنّ هذه الصّفقة كانت خاسرة، أم أنّ الله جعله يوقّع على بياض ثمّ …؟ أم أنّ المسيح الذي وظّفه الله لتلك المهمّة الفدائيّة لم يكن مطّلعًا على تعليمات الوظيفة التي تقلّدها؟ فبماذا يمكن تفسير الحزن والكآبة والرهبة، وقطرات عرق كالدم، والبكاء، والصّلاة، والدّعاء بالنّجاة…؟
إنّ الأقنوم( ) الثّاني "المسيح" كان له رأي آخر مخالف لرأي الأقنوم الأوّل "الأب" في معالجة قضيّة الخطيئة، لكن يبدو أنّ الأقنوم الأوّل فرض رأيه ونفذ إرادته بلا مشاورة الأقنوم الثّاني، وأتساءل لماذا يكفِّر الله خطيئة البشر بتقديم غيره كفداء؟
إنّ المسيح كغيره من الأنبياء لم يكن يؤمن بعقيدة الخطيئة، ولا بحاجة البشريّة لتكفيرها، فقد رفض بتصرّفاته الفداء، فلماذا يجبره الله على فعل شيء لا يريده؟ لماذا لم يقدّم الأب حينها نفسه للفداء بدل ابنه؟ فما ذنب المسيح حتّى يقاسي كلّ تلك الآلام وهو يصرخ ويصيح ويتألّم؟ في حين أنّ آدم الذي أكل من الشّجرة يتنعّم في الجنّة بعد رفع الخطيئة عنه.
إبطال الرسول لدين النصارى
من أعظم أدلة نبوته
إن ما جـاء به القرآن الكريم في إبطال دين النصرانية، وفساد عقائدهم لهو من أعظم الأدلة على أن محمداً صلى الله عليه وسلم هو رسول الله حقاً وصدقاً، فقد كان حظ العرب المشركون من فهم عقائد النصارى أن اعتقدوا أن آلهتهم خير من المسيح بن مريم!! كما قال تعالى عنهم: { وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (57) وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (58) } سورة الزخرف.
وأما القرآن فإنه دحض جميع حجج النصارى، وبين كذبهم وفساد معتقدهم في عيسى عليه السلام، وأنه لم يصلب ولم يقتل، وأنه لم يكن إلا عبداً صالحاً ورسولاً كريماً أعلن عبوديته منذ ولادته: { قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) } سورة مريم.
وفي هذا أعظـم رد على الذين قالوا إنه إله من إله، وأنه هو خالق للسماوات والأرض، لأنه ليس من شأن الإله الخالق أن يولد ويموت، وتكون له والدة، وليس من شأن الإله أن يصلي!! ولا أن يزكي ولا أن يعلم كتاباً!!
وكان في كل أدوار حياته يعلن بشريته وعبوديته لإلهه ومولاه الذي في السماء { لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ } سورة المائدة آية 72
وفي الإنجيل: "أبانا الذي في السماء نقدس اسمك"
وجاء القرآن ليعلن كفر من اعتقد أن عيسى عليه السلام إلهاً خالقاً رازقاً فقال: { لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } سورة المائدة آية 17.
وقال جل وعلا أيضاً: { لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ (72) لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (74) مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75) قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا وَاللّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (76)} سورة المائدة.
وفي هذه الآيـات من الدلالات الواضحات على إبطال دين النصرانية ما لا يتسع لشرحه المقام، فقد أعلن أولاً كفر من زعم أن عيسى عليه السلام هو الله، ومن جعله ثالث ثلاثة، وبين أن عيسى وأمه كنا يأكلان الطعام وهذا دليل حاجة، وللطعام ضرورته المعروفة، وفضلاته التي لا تليق بالإله!!
وفي الآيـات أن الإله لا يكون إلا واحداً لأن الإله هو من يملك نفع عبده وضره ومن هو خالقه ورازقه، وعيسى لم يكن كذلك فلم يكن خالقاً ولا رازقاً للبشر، وهو لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً فضلاً أن يملكه لعابده، ولما كان الخلق واحداً فإن الخالق لا بد وأن يكون واحداً بالضرورة ولو كانـوا ثلاثة لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض!! { قُل لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لاَّبْتَغَوْاْ إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً }سورة الإسراء آية 42 ( أي لمغالبته ).
وقال تعالى: { لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ } سورة الأنبياء آية 22
وقال تعالى: { بَلْ أَتَيْنَاهُم بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (90) مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91) } سورة المؤمنون.
وهذه قضية عقلية لا يماري فيها عاقل، وقد كان البشر جميعاً وقت نزول الوحي على غير ذلك تماماً فقد اعتقد كل منهم بإله غير الله خالق السموات والأرض وعبدوا بشراً وملائكة وجناً وشمساً وقمراً، وحجراً وشجراً... الخ عبادة ذل وخضوع وتقرب ومحبة!
وجـاء الرسول الأمي صلي الله عليه وسلم ليعلن لهؤلاء جميعاً أن الإله لا يكون إلا واحداً وذلك لأن الإله الحق من خلق ورزق، ومن يدبر السماوات والأرض، ومن يتصرف في الملك كله، وليس هذا إلا لخالق السماوات والأرض وحده سبحانه وتعالى... وأنه لو كان معه إله آخر لفسد الكون واضطـرب، وتنازع الآلهة الخلق ولعلا بعضهم على بعض وأنى لرجل أمي لم يقرأ ولم يكتب، ولم يطالع ما عند الأمم من العقائد أن يعلم عقائد الجميع بل أسرار عقائدهم وحقيقة قولهم، ثم ينكر على هذه العقائد فيبطلها بالحجة الدامغة، والقول الذي لا يمكن أن يعارض.
أليس هذا من أعظم الأدلة على أن محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم هو رسول الله حقاً وصدقاً.
االاضطهاد المسيحي لغير المسيحيين
أكثر الأمم التي عانت من الإضهاد الديني من المسيحيين هم اليهود وذلك لظروف معيشتهم معهم ومخالطتهم إياهم في أوروبا , وسنتعرض لبعض من أمثلة الإضهاد الديني التي غالبا" كان من أجل إجبارهم على الدخول في المسيحية , كما سنتعرض لبعض الأمثلة لقتل المسيحيين للأسرى الذين رفضوا االدخول في المسيحية أو لأسباب أخرى !!.
1- إضطهاد اليهود في أوروبا المسيحية :
أ- في ألمانيا:
وفي عام 1298 حرق كل يهودي في روتنجن حتى قضى نحبه بحجة أن بعضهم قد دنس الخبز المقدس. ونظم رندفلشخ وهو بارون متمسك بدينه جماعة من المسيحيين الذين أقسموا أن يقتلوا جميع اليهود وأمدهم بالسلاح، وأبادوا جميع الجالية اليهودية في ورزبرج، وذبحوا 698 يهودياً في نورمبرج ، ثم انتشرت موجة الاضطهاد فلم يمض إلا نصف عام حتى محي 140 كنيساً يهودياً. وملأ اليأس بعد هذه الاعتداءات المتكررة يهود قلوب ألمانيا، وكانوا قد أعادوا تنظيم جماعاتهم مراراً وتكراراً، فغادرت أسر يهودية كثيرة مينز، وورمز، وأسبير، وغيرها من المدن الألمانية وهاجرت إلى فلسطين لتعيش في بلاد المسلمين. وإذا كانت بولندة ولتوانيا تطلبان الهجرة إليها، ولم تكن قد حدثت فيهما مذابح حتى ذلك الوقت، فقد بدأت هجرة بطيئة من يهود بلاد الرين إلى بلاد القالبة في شرقي أوربا.[1]
موضع أخر
وفي 1389 ذبح عدد من اليهود بتهمة أنهم كانوا قد انتهكوا قدسية قربان مقدس. وبنفس التهمة أحرق 14 يهودياً في بوتزن (1399). ولأسباب مختلفة طرد اليهود من كولون (1424)، ومن سيبير (1435)، ومن ستراسبورج وأوجزبرج (1439)، ومن ورزبرج (1498)، ومن أولم (1499). وأقر مكسيمليان الأول طردهم من نورمبرج على أساس أنهم "قد كثر عددهم وأنهم بفضل معاملاتهم الربوية وضعوا أيديهم على ممتلكات كثير من أفاضل المواطنين، وجروهم إلى مهاوي البؤس والعار. وفي 1446 أودع كل اليهود في نطاق براندنبرج السجون وصودرت بضائعهم باتهامات دمغها ستيفن أسقف المدينة بأنها تخفي وراءها الجشع والطمع، "لقد تصرف تصرفا جائراً أولئك الأمراء الذين دفعهم جشعهم المفرط إلى القبض تصرفاً جائراً أولئك في غياهب السجون دون مبرر عادل..... وفي برسلار سجن عدد من اليهود بناء على طلب كابسترانو, وأشرف هو بنفسه على التعذيب الذي انتزع من بعضهم أي اعتراف أمر كابسترانو بالإدلاء به، وعلى أساس هذا الاعتراف أعدم أربعون منهم حرقاً (2 يونية 1453). ونفى اليهود الباقون، ولكن أطفالهم انتزعوا منهم وعمدوا بالقوة. وضم كابسترانو إلى القديسين 1690.[2]
ب- في إنجلترا :
حدثت في الاحتفال بتتويج رتشرد الأول في إنجلترا (1190) مشاحنة تافهة شجعها الأشراف الذين يريدون أن يتخلصوا مما عليهم من ديون لليهود، فتطورت إلى مذبحة امتدت إلى لنكولن ، واستامفورد ، ولن. وقتل الغوغاء 350 منهم في مدينة يورك في العام نفسه وكان يقودهم رتشرد دي ملابستيا ، وكان مستغرقاً في الدين لليهود. ثم قام مائة وخمسون من يهود يورك يتزعمهم الحبر توم طوب بقتل أنفسهم.[3]
ج- في فرنسا :
في عام 1171 أحرق عدد من اليهود في بلوا بحجة استخدامهم دماً مسيحياً في شعائر عيد الفصح اليهودي. ورأى الملك فيليب أغسطس الفرصة سانحة ليبتز منهم المال محتجاً بالدين، فأمر بأن يسجن جميع من في مملكته من اليهود لأنهم يسممون آبار المسيحيين، ثم أمر بالإطلاق سراحهم بعد أن افتدوا أنفسهم بمال كثير (1180)، غير أنه طردهم من البلاد بعد عام واحد، وصادر جميع أملاكهم الثابتة، وأهدى معابدهم للمسيحيين. وفي عام 1190 أمر بقتل ثمانين يهودياً في أورنج لأن ولاة الأمور في المدينة شنقوا أحد عماله لقتله أحد اليهود، ثم استدعى اليهود إلى فرنسا في عام 1198 ونظم أعمالهم المصرفية تنظيماً يضمن به لنفسه أرباحاً طائلة. وفي عام 1236 دخل الصليبيون المسيحيون الأحياء اليهودية في أنجو وبواتو وبخاصة ما كان منها في بوردو وأنجوليم وأمروا بأن يعمد اليهود جميعاً، فلما أبوا داسوا بحوافر خيولهم ثلاثة آلاف منهم حتى قضوا نحبهم. وندد البابا جريجوري التاسع بهذه المذبحة، ولكنه لم ينج اليهود من الموت. وأشار القديس لويس على رعاياه بألا يجادلوا اليهود في أمور الدين، وقال لجوانفيل إن من واجب كل شخص من غير رجال الدين: "إذا سمع إنساناً يذكر الدين المسيحي بما لا يليق أن يدافع عنه بالسيف لا باللفظ، ينفذه في بطن الآخر إلى أبعد مدى ينفذ فيه. وفي عام 1254 نفى اليهود من فرنسا، وصادر أملاكهم ومعابدهم، ثم عاد فسمح بدخولهم إياها، ورد إليهم معابدهم، وبينما كانوا يعيدون بناء جماعاتهم إذ أمر فيليب الجميل ( 1306) بسجنهم، وصادر ما كان لهم من ديون، وجميع ما كان لهم من متاع لم يستثن إلا ما كان عليهم من الثياب، ثم طردهم جميعاً من فرنسا وكانوا يبلغون مائة ألف، ولم يسمح لهم بأكثر مما يكفيهم من الطعام يوماً واحداً.[4]
د- في إيطاليا :
فرض بول الرابع (1555-1559) على كل معبد أن يسهم بعشرة دوكات (250دولار؟) في إقامة دار للمتنصرين ليتلقى فيها اليهود تعاليم المسيحية. وحرم عل اليهود استخدام خدم أو مرضعات مسيحيات أو علاج مرضى مسيحيين، أو أن يبيعوا المسيحيين شيئاً غير الملابس القديمة، أو أن يقيموا مع المسيحيين أية معاملات أو علاقات ممنوعة. وما كان لهم أن يستعملوا إلا التقويم المسيحي. وهدمت كل معابد اليهود في رومه إلا واحداً، وحرم على اليهودي أن يمتلك عقاراً، وإذا كان لأحد منهم أي عقار فعليه أن يبيعه في بحر ستة شهور، وبهذه الطريقة استطاع المسيحيون أن يشتروا بما يعادل 500.000 كراون (12.500.000 دولار) من أملاك اليهود بخمس قيمته الفعلية. وانحصر كل اليهود الذين بقوا آنذاك في رومه (1555) في حي منعزل عاش فيه عشرة آلاف شخص في كيلومتر مربع فقط، وشغلت عدة أسرات حجرة واحدة. وتعرض الحي، بسبب انخفاض مستواه، للفيضان الدوري لنهر التيبر، حتى جعل من هذه البقعة مستنقعاً ملوثاً بالطاعون. وأحيط الحي بأسوار كئيبة تغلق أبوابها في منتصف الليل وتفتح عند الفجر، فيما عدا أيام الأحد والعطلات المسيحية فإنها تظل مغلقة طوال اليوم. وألزم اليهود بأن يلبسوا خارج هذا المعزل زياً مميزاً - للرجال قبعة صفراء، للنسوة خمار أو شارة صفراء - وأقيمت أحياء منعزلة مثل هذا في فلورنسا وسيينا؛ وبمرسوم من البابا في أنكونا وبولونيا، وكانت تسمى هناك Enferno (الجحيم). واصدر بول الرابع أمراً سرياً بوضع كل المرتدين في انكونا في سجون محكمة التفتيش وبمصادرة بضائعهم. وأحرق هناك أربعة وعشرون رجلاً وامرأة واحدة أحياء بتهمة أنهم هراطقة مرتدون (1556) وأرسل سبعة وعشرون يهودياً للتجديف على السفن الشراعية إلى الأبد.[5]
هـ - في أسبانيا :
وكان يهود أسبانيا يلقبون أنفسهم سفرديم ، ويرجعون بأصولهم إلى قبيلة يهوذا الملكية ؛ ولما اعتنق الملك ريكارد الدين المسيحي الأصيل، انضمت حكومة القوط الغربيين إلى رجال الدين الأقوياء أتباع الكنيسة الأسبانية في مضايقة اليهود وتنغيص حياتهم عليهم، فحرمت عليهم المناصب العامة، ومنعوا بالزواج من المسيحيات أو اقتناء أرقاء مسيحيين. وأمر الملك سيزبوت جميع اليهود أن يعتنقوا المسيحية أو أن يخرجوا من البلاد (613)، وألغى الملك الذي خلفه على العرش هذا الأمر، ولكن مجلس طليطلة الذي عقد في عام 633 أصدر قراراً ينص على أن اليهود الذين عمدوا ثم عادوا إلى الدين اليهودي يجب أن يفصلوا عن أبنائهم، وأن يباعوا أرقاء.[6]
وفي موضع أخر جاء عن الإضطهاد الديني لليهودد في أسبانيا :
شجع على قوة انتشار الكاثوليكية في أسبانيا تلك المنافسة الاقتصادية بين الأسبان وبين المسلمين واليهود، الذين كانوا يؤلفون عشر عدد السكان في أسبانيا المسيحية. ومن الأمور السيئة في نظرهم أن يحتل المسلمون غرناطة الخصيبة، وأكثر من هذا مضايقة لهم أولئك المدجنون- أي المسلمين الذين لم ينتصروا، الذين عاشوا بين الأسبان المسيحيين والذين أدت براعتهم في التجارة والحرف إلى حسد شعب تستعبده الأرض استعباداً بدائياً. أما الأسبان اليهود فلم يصفح عنهم قط. ولقد اضطهدتهم أسبانيا المسيحية مدى ألف سنة: فقد أخضعوهم لضرائب مهنية وقرون مغتصبة ولمصادرة الأموال والاغتيال والتعميد الإجباري، وأرغموهم على الاستماع إلى العظات المسيحية، وحرضوهم حتى في معابدهم أحياناً على التنصر، بينما جعل القانون تهود المسيحي جريمة عقوبتها الإعدام، ودعوا أو ألزموا على الاشتراك في مناظرات مع علماء الدين المسيحي، وهم فيها بين اثنتين إما أن تحيق بهم هزيمة فاضحة أو يحصلون على انتصار محفوف بالمكاره. وأمروا هم والموديجار عدة مرات أن يرتدوا شارة مميزة، وكانت في العادة دائرة حمراء توضع على الكتف في أرديتهم وحرم على اليهود أن يستأجروا خادماً مسيحياً، ولم يسمح لأطبائهم أن يعالجوا المرضى المسيحيين، ورجالهم الذين يعاشرون امرأة مسيحية يقتلون.
ولقد حرض راهب فرنسسكاني عام 1328 في عظاته بمدينة ستلا من أعمال نافار، المسيحيين أن يعملوا القتل في خمسة ألاف يهودي وأن يحرقوا منازلهم، وفي عام 1391 أثارت عظات فرنان مارتينيز الجماهير في كل مركز كبير بأسبانيا، أن يقتلوا كل من يجدونه من اليهود الذين يرفضون التحول إلى المسيحية. وفي سنة 1410 تحركت بلد الوليد وغيرها من المدن ببلاغة فيسنت فرر الذي يشبه القديس المتعصب، فأمرت أن يحصر اليهود والمسلمون أنفسهم في أحياء معينة- جوديريا أو ألباما- تغلق أبوابها من غروب الشمس إلى شروقها وربما كانت هذه العزلة من أجل حمايتهم.
وكانت حماية بدرو لليهود من سوء طالعهم، ذلك لأن هنري أمير تراستامارا- عندما عزله من الملك، أعمل الجنود المنتصرون السيف في ألف ومائتي يهودي (طليطلة 1353)، وتبعت ذلك مذابح أسوأ، عندما أحضر هنري إلى أسبانيا "الصحاب الأحرار" الذين جمعهم دي جيكلان من أوشاب فرنسا..
وآثر آلاف من اليهود الأسبان التعميد على الفزع من النهب والقتل، فلما أصبحوا مسيحيين من الناحية الشرعية استطاع هؤلاء المنتصرون أن يرقوا سلم الحياة الاقتصادية والسياسية، وفي المهن بل وفي الكنيسة ذاتها وأصبح بعضهم من كبار رجال الكهنوت والآخرون من مستشاري الملوك.[7]
و - في تشيكوسلوفاكيا :
كان في براغ جالية يهودية قوية، ذهبوا إلى هناك ليستمعوا إلى عظات رائد "هس " وهو ميلز ، لأنه أظهر اطلاعاً واسعاً وتقديراً كبيراً للتوراة. ودرس هس العبرية، وقرأ التعليقات العبرية، واقتبس عن راشى وموسى بن ميمون. وأطلق التابوريون الذين مضوا بإصلاحات هس أشواطاً حتى باتت قريبة من الشيوعية- على أنفسهم "الشعب المختار" وأطلقوا أسماء "إدوم، ومؤاب، وعمالق"، على الولايات الجرمانية التي شنوا عليها الحرب. ولم تكن جيوش هس، على أية حال، تستنكف عن قتل اليهود، عندما استولوا على براغ (1421)، ولم يتركوا لهم الخيار: الارتداد أو الجزية، مثل المسلمين، بل إن أيسر خيار كان : الارتداد إلى المسيحية أو الموت.[8]
ز- في بولندا:
جاءهم ( اليهود في بولندا ) عام 1648 بتذكير رهيب لهم بوضعهم القلق في العالم المسيحي. ذلك أن الثورة التي تفجرت آنذاك بين القوزاق ضد ملاكهم البولنديين واللتوانيين وقعت وطأتها على كاهل اليهود الذين كانوا يعملون وكلاء للضياع أو جباة للضرائب. فذبح الآلاف منهم في بيريياسلاف، وبيرياتين، ولوبني، وغيرها من المدن، سواء كانوا يخدمون النبلاء أو لا يخدمونهم. واحتفظ بعضهم بحياتهم إما باعتناقهم مذهب الروم الأرثوذكس، وإما بالالتجاء إلى التتار الذين باعوهم عبيداً. وقد اشتط غيظ القوزاق المكبوت فاتسم بشراسة لا تصدق. يقول مؤرخ روسي:
"كان القتل مصحوباً بضروب من التعذيب الهمجي: فكان الضحايا تسلخ جلودهم أحياء، أو يمزقون إرباً، أو يضربون بالهراوات حتى يموتوا، ويشوون على الجمر، أو يحرقون بالماء المغلي... على أن أبشع ألوان القسوة أصاب اليهود. فقد حكم عليهم بالإبادة الكاملة، وكانت أقل علامة على الرأفة بهم تعتبر خيانة. وانتزع القوزاق لفافات الشريعة من المجامع وراحوا يرقصون عليها وهم يشربون الوسكي. ثم طرحوا عليها اليهود وذبحوهم بغير رحمة. وألقى آلاف الأطفال اليهود في الآبار أو أحرقوا أحياء.
وروي أن 6.000 يهودي هلكوا في هذه الثورة في مدينة واحدة هي نيميروف. وفي تولشيمن حوصر 1.500 يهودي في حديقة عامة وخيروا بين اعتناق المسيحية أو الموت، وإذا جاز لنا أن نصدق المؤرخ الأخباري اليهودي فإن 1.500 اختاروا الموت. وقيل أن 10.000 يهودي في مدينة بولونوي قتلهم القوزاق أو أسرهم التتار. ونشبت في مدن أوكرانية أخرى مذابح منظمة أقل شأناً. ولما تحالف القوزاق مع روسيا بعد أن تصدى لهم الجيش البولندي (1654)، انضم الجنود المسكوفيون إلى القوزاق في قتل أو طرد يهود موجيليف، وفيتيبسك، وفيلنو، وغيرها من المدن التي انتزعت من اللتوانيين أو البولنديين.
وفي 1655 خلق غزو شارل العاشر ملك السويد لبولندة مشكلة أخرى لليهود. ذلك أنهم ككثيرين من البولنديين قبلوا الفاتح السويدي دون مقاومة، منقذاً لهم من الروس المرهوبين. فلما قام جيش بولندي جديد وطرد السويديين، ذبح اليهود في جميع أرجاء ولايات بوزنان، وكاليش، وكراكاو، وبيوتركوف، فيما عدا مدينة بوزنان ذاتها. وعلى الجملة كانت هذه الكوارث التي مني بها اليهود من 1684 إلى 1658 في بولندة ولتوانيا وروسيا، حتى عصرنا الحاضر، أدمي الكوارث في تاريخ اليهود الأوربيين، ففاقت في هولها وضحاياها مذابح الحروب الصليبية، والموت الأسود. وقد حسب تقدير متحفظ أن 34.719 يهودياً ماتوا، و531 جالية يهودية أبيدت. [9]
في موضع أخر
وكان الخوف من المذابح عنصراً يتردد في حياة اليهود البولنديين. ففي 1734 و1750 و1768 تألفت جماعات من القوزاق والفلاحين الأرثوذكس الروس الذين نظموا على شكل عصابات مثيرة للشغب، وشنت الغارات على كثير من المدن والقرى في أقاليم كييف وفولهينيا وبودوليا، وينهبون الضياع ويقتلون اليهود. [10]
ح – في البرتغال :
أحرق ديوان التفتيش سبعة وعشرين يهودياً لرفضهم الارتداد عن الديانة اليهودية (1717). وقد وفد على لشبونة في 1712 قادماً من ريودجانيرو أنطونيو دا سيلفا، الذي كان في رأي سوذي أفضل كتاب المسرحيات البرتغال؛ فقبض عليه هو وأمه في 1726 لأنهما يهوديان، وأحرقت الأم، واستعطف الابن فأطلق سراحه، ويبدو أنه ارتد بعد ذلك، لأنه أحرق في 1739 ولم يتعد الخامسة والثلاثين. [11]
ط - في روسيا :
لما احتل الجيش الروسي مدينة الحدود البولندية بولوتسك (1565)، أرسل إيفان أوامره بتحويل اليهود المحليين إلى المسيحية، أو إغراقهم.[12]
وفي موضع أخر :
والبون شايع بين حظ هؤلاء وحظ اليهود القلائل الموجودين في روسيا-لاسيما في "أقاليم التخوم" المواجهة لبولندة-عند وفاة بطرس الأكبر. وفي 1742 أمرت الإمبراطورة اليزابث بتروفنا بأن "يرحل فوراً من إمبراطوريتنا كلها... جميع اليهود... ولا يسمح لهم منذ الآن بدخول إمبراطوريتنا بأية حجة... ما لم... يعتنقوا الديانة المسيحية على المذهب الرومي". وما حلت سنة 1753 حتى كان قد طرد قرابة 35.000 يهودي .[13]
ي – في سائر أوروبا :
ولكن من الجائز أن يوجد في معظم الجماعات أقلية لا تتورع عن ممارسة أعمال القسوة إذا أمكن القيام بها مع الإفلات من العقوبة بصفة جماعية. ومن هذا القبيل جماعة "الباستير"، وقد نشئوا كرعاة مرتبطين بالأرض المقدسة، وجذبوا أنظار الدهماء من الناس لدى مرورهم بفرنسا (1320)، فقد عقدوا العزم على قتل كل من يصادفهم من اليهود الذين رفضوا التعميد. وفي تولوز اعتصم نحو 500 من اليهود بأحد الأبراج، فحاصرهم حشد هائج من الغوغاء، وخيروهم بين التعميد أو الموت، وحاول محافظ المدينة عبثاً إنقاذهم. ولما أدرك اللاجئون أن المقاومة ضرب من المحال، أمروا نفراً من الأقوياء فيهم بأن يذبحوهم. وقيل إنهم جميعاً بهذه الطريقة لقوا حتفهم فيما عدا واحداً، عرض الإبقاء على حياته، مع الإذعان للتعميد، ولكن الحشد الثائر مزقه إرباً. وبمثل هذه الطريقة استأصل نحو 120 جالية يهودية في جنوب فرنسا وشمال أسبانيا ولم يخلفوا وراءهم إلا بقية معدمة. وفي 1321 أحرق في شينون 120 يهودياً بتهمة تسميم الآبار، وفي 1336 أعلن أحد المتعصيين الألمان أنه تلقى الوحي من عند الله يأمره بقتل اليهود ثأراً لموت المسيح، فجمع حوله نحو خمسة آلاف من الفلاحين، أطلقوا على أنفسهم اسم Armleder نسبة لشريط من الجلد ربطوه حول أذرعهم، وجلسوا خلال الألزاس وأراضي الراين، وقتلوا كل يهودي عثروا عليه.[14]
موضع أخر :
وانتشرت المذابح الرهيبة في فرنسا وأسبانيا وألمانيا. وفي إحدى المدن في جنوب فرنسا ألقيت الجالية اليهودية بأسرها في النار. وأحرق كل اليهود في سافوي، وحول بحيرة ليمان وفي برن وفريبورج وبروكسل. ومرة أخرى استنكر كليمنت السادس هذا الإرهاب وهذه التهمة, وأعلن براءة اليهود، وأشار إلى أن الطاعون كان شديداً حيث لا يوجد يهود، قدر شدته في أي مكان آخر، وحث رجال الدين على أن يكبحوا جماح الناس في أبرشياتهم، وحرم من الكنيسة كل من قتل اليهود أو اتهمهم ظلماً وافتراء، ولكن في ستراسبورج، على أية حال، شارك الأسقف في توجيه الاتهام، وحرض المجلس البلدي، على كره من المجلس، على أن ينفى كل اليهود. ورأى الجمهور أن هذا الإجراء معتدل، فطرد المجلس وعين مجلساً غيره، أمر بالقبض على كل اليهود في المدينة، وهرب بعض هؤلاء إلى الريف ولكنهم لقوا حتفهم بأيدي الفلاحين. وبقى ألفان من اليهود في المدينة فأودعوا السجون، وفرض عليهم التعميد، فأذعن نصفهم، ورفض الباقون فأحرقوا (14فبراير 1439). وبلغ مجموع من أبيدوا نحو 510 جاليات يهودية في أوربا المسيحية نتيجة هذه المذابح. وهلك عدد أكبر من ذلك، ففي سرقسطة على سبيل المثال، عاش واحد من بين كل خمسة من اليهود بعد الموت الأسود وما صحبه من اضطهادات. وقدر لي أن 3000 من اليهود قتلوا في أرفورت، 12000 في بافاريا. وفي فيينا بناء على نصيحة الحبر جونة تجمع كل اليهود في المعبد وقتلوا أنفسهم بأيديهم، وحدث مثل هذا الانتحار الجماعي في ورمز، أوبنهايم، كرمز ، فرانكفورت. وحمل الذعر آلافاً من اليهود على الفرار من أوربا الغربية إلى بولندة أو تركيا. وقد يكون من العسير أن نعثر، قبل زماننا أو في سجلات للوحشية، على أية أعمال أشد وحشية من قتل اليهود بالجملة في الموت الأسود. [15]
2- قتل الأسرى غير المسيحيين أو إجبارهم على الدخول في المسيحية:
أ- إيفان الرهيب - قيصر روسيا .
في 1552 قاد القيصر الشاب 150.000 رجل إلى أبواب كازان وحاصرها لمدة خمسين يوماً. ولكن المسلمين - وكان عددهم 30.000 - قاوموا وصمدوا في عناد تحدوهم الروح الدينية وهاجموا أعداءهم في غارات متكررة، وعندما أسر نفر منهم وعلقوا على أعواد المشانق أمام الأسوار سدد إخوانهم المدافعون إليهم السهام صائحين: "خير لهؤلاء الأسرى أن يموتوا بأيدي بني وطنهم النظيفة من أن يهلكوا بأيدي المسيحيين الدنسة. ولما وهنت عزائم المحاصرين واصابهم القنوط بعد شهر من الاخفاق، أرسل إيفان إلى موسكو في طلب صليب عجيب، فما أن ظهرت هذه الأعجوبة أمام جنوده حتى ثارت حميتهم من جديد، .... وبث مهندس ألماني الألغام في الأسوار فانهارت، واندفع الروس إلى المدينة صائحين "الله معنا"، واعملوا الذبح في كل من لم يباعوا بوصفهم رقيقاً.[16]
ب- الملك شارل :
ولد أعظم ملوك العصور الوسطى عام 742 ..., ولما مات كارلون الثاني في عام 771 انفرد شارل بالحكم وهو في التاسعة والعشرين من عمره....
وكان السكسون المقيمون عند الحدود الشرقية لبلاده وثنيين، أحرقوا كنيسة مسيحية وأغاروا مراراً على غالة، وكانت هذه الأسباب كافية في رأي شارلمان لأن يوجه إليهم ثماني عشرة حملة (772-804)، قاتل فيها الطرفان بمنتهى الوحشية. فلما هزم السكسون خيرهم شارلمان بين التعميد والموت وأمر بضرب رقاب 4500 منهم في يوم واحد، وسار بعد فعلته هذه إلى ثيونفيل ليحتفل بميلاد المسيح. [17]
3- نابليون .
وفي يافا (3 مارس) توقفوا أمام مدينة ذات أسوار وسكان معادين وحصن يدافع عنه 2700 مقاتل تركي من ذوي البأس، فأرسل نابليون يعرض عليهم شروطا، لكنهم رفضوها، وفي 7 مارس أحدث المهندسون العسكريون الفرنسيون في أسوار المدينة ثغرة اندفع الجنود خلالها فقتلوا من قاومهم من السكان وسلبوا المدينة، وأرسل نابليون، يوجين دي بوهارنيه لإعادة النظام في المدينة فعرض حق الخروج الآمن لكل من يستسلم، وسلم جنود الحصن أسلحتهم حتى لا يلحق الفرنسيون مزيدا من الدمار في المدينة، وسيقوا أسرى إلى نابليون، فرفع يديه فزعا وتساءل : "ماذا يمكنني أن أعمل معهم؟" فلم يكن نابليون يستطيع أن يأخذ 2700 أسير معه في مسيرته تلك فالرجال الفرنسيون بذلوا قصارى جهدهم ليجدوا الطعام والشراب لأنفسهم، ولا يمكنه تدبير عدد كاف من الحراس لاصطحاب هؤلاء الأسرى ليسجنوا في القاهرة، وإذا هو أطلق سراحهم فما الذي يمنعهم من حرب الفرنسيين ثانية فعقد نابليون اجتماعا عسكريا وسألهم عن رأيهم في هذه المشكلة، فكان رأيهم أن أفضل حل هو قتل هؤلاء الأسرى، فتم الصفح عن نحو ثلاثمائة منهم، وقتل 2441 طعنا بالحراب لتوفير الذخيرة•.[18]
ونفس القصة عن نابليون من كتاب بونابرت في مصر , مع بعض التفاصيل عن خط سير الرحلة :
واستولى الجيش على غزة في 24 فبراير دون مقاومة , وأعمل فيها الجنود السلب والنهب .....وفي الرملة , وهي بلد واقعة بين يافا وبيت لحم و وصل إليها الفرنسيون في أول مارس , تبين أن الأهالي المسلمين هربوا في اليوم السابق , وان المسيحيين بقوا فيها ليرحبوا بالفرنسيين .[19]
ثم عند مدينة يافا حيث المذبحة :
وحالما استولى هؤلاء الجنود البواسل على المدينة ودخلوها أعملوا السيف في نحو 2000 جندي من الحامية كانوا يحاولون التسليم . وراح الفرنسيون يقتلون أعدائهم كالمجانين طوال ذلك المساء كله , والليل كله و وفي صباح الغد فالرجال والأطفال والنساء والمسيحيون والمسلمون " وكل من له وجه إنسان سقط صريعا" من جنونهم ".[20]
كل هذا وشر من هذا وقع في يافا في 7 و 8 مارس . أما نابليون فليس لديه ما يقوله في تاريخ الحملة السورية في هذا الموضوع إلا هذه العبارة : " بلغت ثورة الجنود قمتها و فأعملوا السيف في كل إنسان , وقاست المدينة بعد نهبها جميع الأهوال التي تقاسيها مدينة مقتحمة ".[21]
وكان 2500 - 3000 جندي تركي قد التجأوا إلى القلعة . ففي صباح 8 سبتمبر أرسل بونابرت اثنين من ياورانه – بوهارنيه وكروازييه , وكلاهما حدثان , إلى المدينة ليريا ما الذي يمكن عمله لإعادة النظام إلى ربوعها. وناداهما الجنود الترك من نوافذ القلعة بعد أن تبينوهما من حزاميهما العسكريين. وصاح الترك بأنهم على استعداد للتسليم إذا وعدوا بألا يعاملوا كما عومل بقية أهل يافا. وأعطى الشابان على مسؤوليتهما تأكيدات شفوية بأن رجال الحامية لن يقتلوا . ول هذا الوعد خرج الجنود وسلموا سلاحهم فلما رأى بونابرت ياوريه يعودان مع بضعة آلاف من الأسرى اصفر وجهه وقال ساخطا" وقال ساخطا" ماذا يريدانني أن أفعله بهم ؟ و ما هذا الذي صنعاه ؟. [22]
ومن رسالة لأحد الجنود :
إن نحو 3000 رجل ألقوا سلاحهم , فسيقوا على الفور إلى معسكرنا وفصل عنهم بأمر القائد الأعلى المصريون والمغاربة والأتراك.
وفي صباح اليوم التالي أخذ المغاربة جميعهم إلى شاطئ البحر وبدأت كتيبتان في رميهم بالرصاص و وكان أملهم الوحيد في النجاة هو أن يلقوا بأنفسهم في البحر , فلم يترددوا وحاولوا كلهم الهروب سباحة . فضربوا بالرصاص على مهل ولم تمض لحظة حتى اصطبغ ماء البحر بدمائهم وانتشرت جثثهم على سطحه. واسعد الحظ نفرا" قليلا" فوصلوا إلى بعض الصخور ولكن الأوامر صدرت للجنود باقتفاء أثرهم في قوارب والإجهاز عليهم , أما وقد تم إعدام هؤلاء الرجال فقد رجونا صادقين ألا تتكرر هذه الجريمة وأن يعفى الأسرى الباقون من القتل , ولكن سرعان ما خاب رجاؤنا حين اقتيد 1200 مدفعي تركي في اليوم التالي ليعدموا وكانوا قد جوعوا يومين أمام خيمة الجنرال بونابرت .وصدرت التعليمات المشددة للجنود بألا يسرفوا في الذخيرة فبلغت بم الوحشية أن يعملوا فيهم الطعن بالسونكي . وقد وجدنا بين الضحايا أطفالا" كثيرين تشبثوا وهم يموتون بآبائهم وسيعلم هذا المثال أعداءنا أنهم لا يستطيعون الركون إلى صدق نية الفرنسيين. [23]
وفي تلك الليلة نام الجنرال بونابرت في الناصرة . يقول الكونت دلافالييت الذي كان يومها ياور بونابرت" وقبل أن يدخل القرية وقف بعين ماء عتيقة تشرب منها الماشية . وهناك استقبله أعيان القرية وكان كل شيء يذكر بالمشاهد القديمة التي ورد وصفها في الإنجيل بغاية البساطة وقبل الفرنسيون بفرح عظيم من الأهالي المسيحيين وأنفق الجنرال بونابرت وضباط أركانه الليل في دير الناصرة " كذلك فتح الآباء الدير للجرحى الفرنسيين وعنوا بهم . [24]
وبينما كانت تسبيحة الشكر ترتل في الناصرة , كان الفرنسيون يحرقون قرية ومدينة جنين في إقليم أهل نابلس الجبليين. [25]
وفي نفس الكتاب جاء عن الحملة الفرنسية ما يلي ( الحملة على الصعيد ):
وكان يركب إلى جوار ديزيه رجل فذ و لولا لباقته وكفائته وشجاعته لما استطاع ديزيه أن ينال ما نال من أمجاد النصر رغم عبقريته كلها , وذلك هو المعلم يعقوب القبطي , الذي كان من الناحية الرسمية منوطا" بجمع الضرائب في مصر العليا , ولكنه كان في الواقع شريكا" لديزيه في قيادة حملته . وكان المعلم يعقوب أ بن يوحنا ومارية غزال , الذي كان إذ ذاك في مستهل عقده الخامس , أصلح مستشار لحملة توجه ضد مراد , الذي كان يعقوب يعرفه جيدا" لأنه اشتغل من قبل ناظرا" لدائرة زميل لمراد يدعى سليمان بك . كان خبيرا" بطبيعة البلاد وبأهلها , وله في كل مكان صلات , وفيه دهاء وحسن سياسة لا تجد لها نظيرا" حتى في الجباة الأقباط. وكان يتسم بصفة نادرة بين قومه – هي الشجاعة والكفاية الحربيتان- .
ولما غادر بونابرت مصر وأنشئ فيلق قبطي في الجيش الفرنس , أصبح المعلم يعقوب قائده. [26]
وجاء عن الحملة عند وصولها أسوان ثم جزيرة فيلة بأسوان :
أما احتلال بليار لأسوان فقد بدأ في الأسبوعين الأولين نزهة يتخللها الطريف القليل من القتال واغتصاب النساء. ولكن بليار أمر ببناء أطواف واقتحم الجزيرة ودهم النساء . يقول دينون : وألقى الجميع – الرجال والنساء والأطفال – بأنفسهم في النهر . وكنت ترى النساء الثابتات على فطرتهن الوحشية يغرقن الأطفال الذين لا يستطيعون حملهم معهن , ويشوهن بناتهن حماية لهن من اغتصاب المنتصرين .[27]
وأنا هحكيلكم على قصتي مع الشماس زكريا بطرس ... أصل أنا عرفت الحقيقة على أيديه)((أأأأأأأه من زكريا ))))))
وبشكر الله ابن الإنسان المسيح الروح القدس ربنا اللي خلانا بنوره وهدايته نتعرف على الحقيقة وعلى الله المسيح اللي هو ابن الله .. واللي كله محبة!
لما شفت الحقيقة في قصة كريستين وكيف إن الجماعات الإرهابية خطفوهم واغتصبوهم وغلسلولهم دماغاتهم وأجبروهم على إنهم يصبحوا مسلمين أنا قلت الإسلام اللي أنا بقالي مصدقه أكثر من ثلاثين سنة ده كله إرهاب
ازاي بيقول لا إكراه في الدين وبعدين بيجي وبالطريقة البشعة دي بيخليهم يسلموا وينجبوا أطفال ويلبسوا اسود في اسود... لا وبيغسلهم دماغهم وبيخليهم يقولوا أنهم مسلمين على قناة العربية
والدليل الإرهاب في العراق... شوف أمريكا بتعمل إيه في العراق والانسانية الراقية في التعامل معهم وشوف الإرهابيين بيعملوا إيه في الشرطة!!
لذلك قررت أشوف بنفسي
ودلخت قناة الحياة وسمعت كلام كتير... وقررت أشوف القمص زكريا بنفسي
ورحتله في مكان سري كان مستخبي فيه علشان الإرهابيين ما يقتلهوش
وسألته:
يا أبونا... أنا مسلم وعايز أتعرف على الطريق الصحيح طريق الله المسيح ابن الله الروح القدس الحق
قلي: يا ابني المسيح محبة.. المسيح أتصلب علشانا
قلتله: طيب اعمل ايه علشان أصير مسيحي؟
قاللي: اعترف إن المسيح ابن الله هو ربنا وانه هو طريق الخلاص وانه أتصلب علشان يخلصنا من الخطيئة الأولى خطيئة آدم
قلت: آدم؟؟؟ وأنا مالي بخطيئة آدم...!هو أنا ناقص خطايا!!!
قال: هو أنت مش من أبناءه؟
قلت: آه؟
قال: طيب لو إن أبوك كان عليه دين... ومات.. مش أنت بتدفعه
قلت : ايوه
قال: وبالتالي عليك تدفع من دين آدم!
قلت: يا لهوي؟ كل ده وانأ مش عارف إن علي دين... الحمد لله انك عرفتني قبل ما تجي الضرايب وتحجز علي! طيب يا أبونا فيه حاجة تانية لازم اعرفها؟
قال: الثالوث المقدس
قلت يعني إيه ثالوث؟
قال: الأب الابن الروح القدس
قلت: مش فاهم...ممكن تشرح لي عقيدتكم؟
قال: بالحقيقة نؤمن بإله واحد .الله الأب ضابط الكل .خالق السماء والأرض .ما يري وما لايري
نومن برب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد .المولود قبل كل الدهور . نور من نور .إله حق من إله حق .مولود غير مخلوق .واحد مع الأب في الجوهر .الذي به كان كل شئ............
نعم نؤمن بالروح القدس .الرب المحي المنبثق من الأب .نسجد له ونمجده مع الأب والأبن الناطق في الأنبياء .............
المجد للأب والابن والروح القدس . الآن وكل أوان والي دهر الدهور أمين
هو دة إيمانا "قانون الإيمان"
فنحن نؤمن إن الله واحد مثلث الأقانيم
واحد هو الأب القدوس . واحد هو الابن القدوس . واحد هو الروح القدس
ثالوث واحد نسجد له ونمجده
قلت: يا أبونا انأ أتحولت!
أنت قلت:نؤمن برب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد!!
هو مين الأب ومين الابن؟ لله أبو المسيح وإلا المسيح أبو المسيح؟؟ ومين الروح القدس!!
قال: أنت بستهزئ حضرتك؟
قلت : لا والله.. اشرحهالي ربنا يبارك فيك!
قال: الروح القدس هو روح الله فالله له روح وهذه الروح لها لفظة الروح القدس
قلت: والاقانيم؟
قال: كلمة اقنوم هى كلمة سريانيه يطلقها السريان على كل من تميز عن سواه دون استقلال.. وهى تعنى شخصا متحدا بآخر أو آخرين في امتزاج متميز ودون انفصال. والآن يمكن بعد هذه المقدمه أن نوضح ما تعلنه المسيحيه عن الله.. المسيحيه تعلن ان الله الذى لا شريك له هو واحد فى الجوهر موجود بذاته... ناطق بكلمته.. حى بروحه.. ويمكن ان نقول ان ( الله واحد فى ثلاثة أ قانيم) والثلاثة هم واحد...هم الله... بدون انفصال او تركيب.. متساوون لأنهم جميعا الله وكل اقنوم منهم هو الله...وهو ما تعلنه المسيحيه بوضوح.
قلت: ابونا... انا اتحولت.... ممكن تشرح اكثر!! يعني هم زي بعضيهم ولا لأ!
قال: التساوي لان الأب و الابن و الروح القدس تعني:
*فالله موجود بذاتـه: أي أن الله كائن له ذات حقيقية وليس هو مجرد فكرة بلا وجود. وهذا الوجود هو أصل كل الوجود. ومن هنا أعلن الله عن وجوده هذا بلفظة (الآب) ...ولا تعنى هذه اللفظة أي معنى مادي أو جسدي بل لأنه مصدر الوجود.
*والله ناطق بكلمته: أي أن الله الموجود بذاته هو كائن عاقل ناطق بالكلمة وليس هو إله صامت، ولقد أعلن الله عن عقله الناطق هذا بلفظة (الابن) كما نعبر عن الكلمة الخارجة من فم الإنسان: بقولنا "بنت شفة" ولا تعنى هذه اللفظة أي معنى مادي أو جسدي بل لأنه مصدر الوجود.
* والله أيضا حي بروحه: إذ أن الله الذي يعطي حياة لكل بشر لا نتصور أنه هو نفسه بدون روح! ولقد أعلن الله عن روحه هذا بلفظة )الروح القدس(
ولا يصح أن نفهم من هذه التسميات وجود أية علاقة جسدية تناسلية كما في المفهوم البشرى، وإنما دلالاتها روحية كما سبق الإيضاح وليست هذه التسميات من وضع إنسان أو اختراع بشر وإنما هي كلمات الوحي الإلهي في الكتاب المقدس
اي هو الله واحد لا ثلاثة فالله بذاته مساوي لروحه فهو اله واحد
قلت: ممكن دليل على تساويهم؟!!
قال: تساويهم يشهد له الكتاب المقدس في عدت نصوص منها:
اذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس ".
(متي 28 :19 (
هنا الاب ذكر اولا ، ثم الابن ، ثم الروح القدس .
" نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله ( الاب ) وشركة الروح القدس مع جميعكم امين " (2 كورنثوس 13 :14 )
هنا ذكر الابن ، ثم الاب ، ثم الروح القدس .
" أما انتم آيها الأحباء فابنوا أنفسكم علي إيمانكم الأقدس مصلين في الروح القدس واحفظوا أنفسكم في محبة الله (الأب ) منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح للحياة الأبدية" (يهوذا 20 : 21 )
هنا ذكر الروح القدس في الأول ، ثم الأب ، ثم الابن .
اذن ليست هناك أفضلية بين الاقانيم الثلاثة .فكلهم متساوون!
قلت: بس انا مش مقتنع ان الرب ممكن يتجسد في جسد بشر
قال: ليه ..هو مش رب قادر
قلت له : ايوه
قال: خلاص !!..يبقة قادر يعمل اللي على مزاجه...ما تصدقش وسوسة نفسك... ده الشيطان بيعمل فيك كده.
قلت: والحل؟
قال: لازم اعمدّك
قلت: ازاي يعني؟
قال: لازم تغتسل بالمياه المقدسة ونمسح جسمك بزيت الميرون
قلت: طيب دلني الحمام فين؟
قال: لأ انا لازم اكون حاضر
قلت: يا خبر ابيض؟ وتشوفني كده رب كما خلقتني؟
قال:ايه يا ابني.. انا مش انا.. ولا انت انت ...انا الروح القدس وروح المسيح حلت فيني .. والمسيح مش هيبصبص عليك!
قلت:طيب ومراتي ..كمان هتـ...؟
هز براسه مؤكدا!
قلت: طيب....زي ما انت عاوز
طبعا انا بتكسف و مش هشرح لكم حصل ايه جوه
المهم.. وانا طالع قلي بص؟
قلت :فين؟
قال هناك ..على الحيط...شوف السيدة مريم متجلية ازاي بترحب فيك!
بصيت هناك وشفتها...كانت بتلوح بايديها المقدسة بترحب بيا.. وبعدين لمعت بقوة واختفت... وطلعت ريحة شياط... الظاهر اللمبة بتاعت القديسة اتحرقت!
المهم ابونا ركض واتصلت بالمطافي تجي تطفي القديسة ..
وخدني وخرج ورحنا مكتبه.. وأداني الكتاب المقدس
قلت له: مين كتب الكتاب المقدس
قال: وحي المسيح لتلاميذه
فتحت الكتاب وشفت مكتوب فيه انجيل مرقص
سالت ابونا : مين مرقص ده؟
قالي: هو من تلاميذ المسيح
قلت: بس الراجل ما بيقولش في كتابه انه مرقص ولا بيقول حاجة عن انه من تلاميذ حد
قال: هو تاريخيا مش ممكن نثبت انه مرقص اللي كتب الكتاب ده.
قلت: امال اعتبرته الكنيسة ازاي؟
قاللي: هو وحي من الله ..وكلمة الله لا تتغير
قلت:طيب اتكتب امتى الكتاب ده؟
قال: مش ممكن تاريخيا نثبت امتى اتكتب، بس فيه ناس بتقول انه في عام 70 ميلادي، وفيه ناس بتقول انه في 60 ميلادي.. وفيه ناس بتقول انه في القرن الثاني ميلادي!
قلت:طيب وعرفت ازاي انه مرقص؟
قال: مش ممكن نثبت انه مرقص لأنه ما فيش توقيع..
قلت: واثبتتوا ازاي انه وحي لمرقص؟
قال: هو يسوع ربنا أرسله بالوحي.. وكلمة ربنا لا تتغير!
قلت: طيب ولوقا؟ ومتى؟ ويوحنا؟
قال: كمان مش ممكن نثبت أنهم كتبة الأناجيل..بس أنت لازم تآمن بيهم لأن كلمة الله لا تتغير..
قعدت اقلب في الإنجيل حبتين.. وبعدين سألته: وبولس ورسايله؟
قال: دول وحي كمان!
قلت: بس ده بيطلب في رسايل من صديقه يبعتله كتب ومن صديقه التاني يشتريله حاجات..ناقص يقول لمراته تحضر له الحمام كمان لأنه واصل بكره ؟
قال: كل ده وحي..و أنت لازم تآمن بيه ..ومش هتآمن إلا لما يحل الروح القدس بيك!
قلبت كمان في العهد القديم وقرأيت فيه:
سفر الرؤيا14:17 هؤلاء سيحاربون الخروف والخروف يغلبهم لأنه رب الأرباب وملك الملوك والذين معه مدعون ومختارون ومؤمنون.
قلت للقمص زكريا: يعني ايه خروف؟
قال: ما تسألش يا بني.. هو ربنا مش قادر يتجلي في أي حاجة؟
قلت: ايوه
قال: خلاص... ما تخليش الشيطان يلعب بعقلك.. ويبعدك عن مجد الرب المسيح ابن الله
قلت: بس مكتوب هنا انه ابن الإنسان
قال: ده ناسوته
قلت: ما تلخبطنيش ..يعني ايه؟
قال: انت شفت لمابتسخن الحديد بالنار؟
قلت: آه
قال: الحديد بيختلط بالنار .. بس الحديد ما بيصرش نار ولا النار بيصير حديد
قلت: وبعدين
قال: وكمان لاهوت المسيح ما بيختلطش بناسوته
حسيت انه فهمت كل كلمة قالها القمص (مش عارف اذا كنتم فهمتم ولا لأ)
وخرجت من عنده وانا افكر بالخروف والناسوت واللاهوت.. والجماعة الارهابيين المسلمين اللي مش قادرين يفهموا حقيقة المسيح وقد ايه هو بيحبنا... اتخيلو يا جماعة..1400 سنة مش قادرين يفهموا حاجة انا فهمتها بدقيقتين!!!
وانا ماشي وبفكر..شفته من بعيد...كان لطيف خالص ,, ابيض وبياكل من شوية برسيم قدامه
قلت في نفسي: ياه ما اجمله... ده جميل خالص
كان خروف صغنن مولود ما بقلوش يا دوب يومين .. يمكن علشان كده الهندوس بيحبو يعبدو البقر.. أصل ربنا قادر يتجسد في كل حاجة
ودلوقت انا بقلكم انا خلاص.. شفت النور وبقيت مؤمن حقا
ومستغرب أزاي ماريان وكريستين سابو الدين الواضح ولحقوا خزعبلات الناس مصدقينها بقالهم 1400 سنة!!
و مستغرب كمان من المجانين دول اللي بيسيبوا مجد المسيح وبيروحو بيأسلمو...
ادي حكايتي بكل صراحة
ودلوقت سيبوني اروح لخلوتي:
تعال يا إلهي.. يا رب الأرباب بتاع العهد القديم.... تعال اوديك برة في الجنينة ترعى شوية؟؟؟؟(((((هههههههههههههههه والله لم اتمالك نفسى من الضحك
الظاهر انك يا اخ محب سوف تنافس الاخ ابو تسنيم فى كتابة السيناريو المقدس
الفيلم دة كان بمناسبة العيد الكبير صح؟
هنيئا لك و طوبا مع المسيح ذلك افضل .!!
عجبنى اوى المقطع دة
قال: مش ممكن تاريخيا نثبت امتى اتكتب، بس فيه ناس بتقول انه في عام 70 ميلادي، وفيه ناس بتقول انه في 60 ميلادي.. وفيه ناس بتقول انه في القرن الثاني ميلادي!
قلت:طيب وعرفت ازاي انه مرقص؟
قال: مش ممكن نثبت انه مرقص لأنه ما فيش توقيع..
قلت: واثبتتوا ازاي انه وحي لمرقص؟
قال: هو يسوع ربنا أرسله بالوحي.. وكلمة ربنا لا تتغير!
قلت: طيب ولوقا؟ ومتى؟ ويوحنا؟
قال: كمان مش ممكن نثبت أنهم كتبة الأناجيل..بس أنت لازم تآمن بيهم لأن كلمة الله لا تتغير..
قعدت اقلب في الإنجيل حبتين.. وبعدين سألته: وبولس ورسايله؟
قال: دول وحي كمان!
قلت: بس ده بيطلب في رسايل من صديقه يبعتله كتب ومن صديقه التاني يشتريله حاجات..ناقص يقول لمراته تحضر له الحمام كمان لأنه واصل بكره ؟
قال: كل ده وحي..و أنت لازم تآمن بيه ..ومش هتآمن إلا لما يحل الروح القدس بيك
وحى غريب و عجيب!!!؟؟ريا بؤلظ وعمايله السوداء)))))))))))))))))))))))
أسباب القسم في القرآن الكريم
قال الكاتب:والسؤال الذي يطرأ على الذهن هو: لماذا احتاج الله ان يقسم لعبيده؟
الجواب:أولاً:الله جل جلاله غني حميد مجيد ،ولا يقال :الله يحتاج إلا ممن لا يعرف الفرق بين الخالق الغني بذاته مطلقاً،والعبد المحتاج لله تعالى إيجاداً،وإمداداً.
ثانياً:أقسم الله لعباده لأسباب عديدة :منها:
1ـ تشريفاً للمقسوم به في أذهان السامعين .فالله تعالى يصطفي ما يشاء ويختار ،وإلا فلماذا جعل الله هذا إنساناً ،والأخر طيراً ، والثالث جماداً .إنما ذلك فضلاً من الله تعالى على من يشاء من مخلوقاته.وهكذا القسم.
2ـ أن الله ـ تبارك وتعالى ـ رحيم بعباده ،مقيم للحجة عليهم من جميع أبوابها ولما كان اهتداءهم إلى الخير فيه فوزهم ونجاتهم ،فقد ذلل سبله لهم ويسر لهم اتباع الحق ،وأكد لهم ذلك بجميع الوسائل التي تعينهم على الهداية والرشاد كالترغيب ،والترهيب،والتأكيد بالتكرار ،والإقسام ،وغيره .
وكل ذلك لمصلحتهم لا لفائدة تعود عليه جل وعلا ولا لضرر يدفعه .فلا تنفعه طاعة الطائع ،ولا تضره معصية العاصي .قال الله تعالى { يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد} وقال الله تعالى(مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ). [سورة فصلت، الآية: 46]. وقال الله تعالى: {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ....} [سورة الزمر، الآية: 7]. وجاء في حديث قدسي طويل عن أبي ذر الغفاري رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال:(يا عبادي لو أن أولكم و آخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا...). رواه مسلم.وبهذا تعلم فضاضة الكاتب وبعده عن الحق ـ هداه الله ـ.
ثالثاً::أن القسم وسيلة لتأكيدمايتكلم عنه المقسم .وإقسام الله تعالى في القرآن الكريم كان لتأكيد الحق المقسم عليه ،بخلاف قسم الكاذبين .والكاتب يوهم أن القسم قبيح في نفسه وهذا غير صحيح . لأن القسم لفظ مؤكد لمعنى من المعاني .فلا يكون قبيحاً إلا إذا كان على باطل.
(((((الحبيب الحبيب الحبيب())))))السلام عليكم
-هو محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصى بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن الفهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان من ابناء اسماعيل بن ابراهيم الخليل عليه و عليهما الصلاة و السلام
-ارسله الله تعالى بخاتم الرسالات التى ختم الله تعالى بها رسالات السماء و الناموس الى اهل الارض
و هو مؤسس الجامعة الاسلامية و مصطفى الامة المحمدية و اعظم البشر اثرا فى التاريخ
-يقول الكاتب الامريكى مايكل هارت محمدا"صلى الله عليه وسلم"هو الانسان الوحيد فى التاريخ الذى نجح نجاحا مطلقا على المستويين الدينى و الدنيوى ....كان البدو من سكان شبه الجزيرة العربية معروفين بتشتتهم و شراستهم فى القتال و لم تكن لهم قوة او سطوة عرب الشمال الذين استقروا فى ارض زراعية و لكن محمدا "صلى الله عليه و سلم"استطاع لاول مرة فى التاريخ ان يوحد بينهم و ان يملائهم بالايمان و ان يهديهم جميعا الى الاله الواحد و لذلك استطاعت الجيوش الاسلامية قليلة العدد و العدة ان تقوم باعظم غزوات عرفتها البشرية فاحتلت اراضى الامبراطورية الفارسية و اكتسحت بيزنطة و الامبراطورية الرومانية الشرقية و كان العرب اقل عددا بكثير من كل هذه الدول التى غزوها و انتصروا عليها و فى سنة711م اكتسحت القوات الاسلامية شمال افريقية حتى المحيط الاطلسى ثم عبرت الى اسبانيا عبر مضيق جبل طارق و ساد اوروبا كلها فى ذلك الوقت شعور بان القوات الاسلامية تستطيع ان تستولى على العالم المسيحى كله و لكن فى عام732م و فى موقعة تورا بفرنسا انهزمت الجيوش الاسلامية التى تقدمت الى قلب فرنسا و رغم ذلك فقد استطاع هؤلاء العرب المؤمنون بالله و كتابه و رسوله ان يقيموا امبراطورية واسعة ممتدة من حدود الهند حتى المحيط الاطلسى و هى اعظم امبراطوريه اقيمت فى التاريخ الى يومنا هذا)
و يستطرد مايكل هارت و ربما بدا شيئا غريبا حقا ان يكون محمدا"صلى الله عليه و سلم"هو راس هذه القائمة لاعظم مائة انسان فى التاريخ هكذا رغم ان عدد المسيحيين ضعف المسلمين و ربما بدا غريبا ان يكون محمد هو رقم واحد فى هذه القائمة بينما عيسى عليه السلام هو رقم 3 و موسى عليه السلام هو رقم16 و لكن لذلك اسباب من بينها ان دور محمد"صلى الله عليه و سلم"كان اعظم و اخطر فى نشر الاسلام و تدعيمه و ارساء قواعد شريعته اكثر مما كان لعيسى فى الديانة المسيحية فعلى الرغم من ان عيسى هو المسئول عن مبادئ الاخلاق فى المسيحية الا ان القديس بولس هو الذى ارسى اصول الشريعة المسيحية و هو ايضا المسئول عن كتابة الكثير مما جاء فى كتب العهد الجديد اما محمدا"صلى الله عليه و سلم"فهو المسئول الاول و الاوحد عن ارساء قواعد الاسلام و اصول الشريعة و السلوك الاجتماعى و الاخلاقى و اصول المعاملات بين الناس فى حياتهم الدينية و الدنيوية كما ان القران قد نزل عليه وحده و فى القران الكريم وجد المسلمون كل ما يحتاجونه فى دنياهم و اخرتهم
و القران نزل على محمد "صلى الله عليه و سلم" كاملا و سجلت اياته بمنتهى الدقة و حفظت عن ظهر قلب فلم يتغير منه حرف واحد و ليس فى المسيحية شئ مثل ذلك فلا يوجد كتاب واحد محكم دقيق لتعاليم المسيحية يشبه القران الكريم
لذلك كان اثر محمد على الاسلام اكثر و اعمق من الاثر الذى تركه عيسى"عليه السلام"على الديانة المسيحية "حتى ان بولس هو من اسماها مسيحية"
و كان محمد"صلى الله عليه و سلم"الى جوار ذلك كله زوجا و ابا يعمل فى التجارة و يرعى الغنم و كان يحارب و يصاب فى الحروب و يمرض و يموت....و من هنا فهو اعظم سياسى عرفه التاريخ
و اذا استعرضنا التاريخ فاننا نرى احداثا كثيرة كان من الممكن ان تحدث دون اشخاص بعينهم مثلا كان من الممكن ان تحصل مستعمرات امريكا الجنوبية على استقلالها من اسبانيا دون ان يتزعم حركتها الاستقلالية رجل مثل سيمون بوليفر...و لكن من المستحيل ان يقال ذلك عن الانبثاق العربى دون وجود شحصية محمد"صلى الله عليه و سلم"فان العالم لم يعرف رجلا بمثل هذه العظمة و ما كان من الممكن ان تتحقق كل هذه الانتصارات العربية الباهرة بغير زعامته و هدايته و ايمان الجميع به)
و يكمل مايكل هارت:(فهذا الامتزاج بين الدنيا و الدين هو الذى جعلنى اؤمن بان محمدا"صلى الله عليه و سلم"هو اعظم الشخصيات فى تاريخ الانسانية كلها)
-ولد صلى الله عليه و سلم بمكة فى شهر ربيع الاول عام حادثة الفيل"ابريل سنة571"فى مهد اليتم اذ فقد اباه و هو جنين و لم يكد يحبو للسادسة من عمره ختى اختار الله لامه ما عنده,فحضنه جده عبدالمطلب سنتين ثم اوصى به قبل وفاته الى ابى طالب شقيق ابيه فكفله على رقة حاله و كثرة عياله و تولى الله تاديبه و تهذيبه,فكمله بالعقل الرجيح , و النفس الرضية,والحياة الوقور,و الحلم الرفيق,والصبر المطمئن,والصفح الجميل,واللسان الصادق,والذمة الوثيقة,والجاش القوى,والفؤاد المحب,وطهره من ارجاس الوثنية.فلم يشرب الخمر,ولم ياكل مما ذبح على النصب,ولم يشهد للاوثان عيدا و لا حفلا,و سمت نفسه الكبيرة الى ابتغاء الرزق يحيلته و كده فتصرف فى التجارة على عادة قومه و شاعت له فى الناس فضائل الصدق و الحذق و الامانة فطلبت اليه السيدة خديجة بنت خويلد احدى عقائل قريش و غنياتهم ان يتجر فى مالها فسافر الى الشام مع خادمها ميسرة فنجحت سفرته و ربحت صفقته فهز من عطف السيدة ما راته من وفرة الربح فخطبته الى نفسها و هى فى سن الاربعين و هو فى حدود الخامسة و العشرين فرضى زواجها و خطبها عمه الى عمها فكان لها جليل الاثر فى الاسلام سهم ربيح
و مضى صلى الله عليه و سلم يضرب فى الافاق الى الاسواق يكسب لاهله و ينمى ثروة زوجه و نفسه عازفة عن متاع الحياة صادفة عن لذاذة العيش فلم يطمع فى ثراء و لم يرنو الى منصب بل كان يخلى ذرعه عن صوارف الدنيا الليالى الطوال و يعتكف فى غار حراء يقنت و يتعبد و يتامل شهرا من كل عام و يتجه بروحه الصافى اللطيف الى الملا الاعلى حتى اوحى الله اليه فى هذا الغار بالرسالة و عمره يومئذ اربعون سنة قمرية و ستة اشهر فانقلب الى زوجه مضطربا فطمئنته
يتبع:
صفي الدين
01-02-2008, 10:36 PM
السلام عليكم
قام صلى الله عليه و سلم باعباء الرسالة و التبليغ ثلاث حجج فى الخفاء ثم امره الله تعالى ان يصدع بالدعوة فكاشفه مشركو قريش بالعداء و قصدوه بالايذاء و هو يتلقى كل ذلك بصبر و عدة الايمان و من ورائه عمه ابوطالب يزود عنه و يحميه و زوجه السيدة خديجة تواسيه و تقويه حتى سلخ على هذا الحال الشديدة عشر سنين و فى السنة العاشرة من رسالته فجعه الموت فى ذلك العم النبيل و فى تلك الزوجة الفاضلة فى يومين متقاربين فاشتد حزنه عليهما و استعر اذى قريش له و للمسلمين فانتوى الهجرة بهم الى المدينة التى كان قد اسلم فيها كثير من الاوس و الخزرج فاحس المشركون منه هذا العزم فائتمروا به ليقتلوه و لكنه خرج ليلة اجتماعهم على قتله هو و رفيقه ابوبكر الى المدينة ترعاهما عين لا تغفو و قوة لا يقام لها بسبيل فبلغاها و عمره ثلاثة و خمسون عاما فكانت هذه الهجرة المباركة مبدأ علو كلمته و انتشار دعوته و تمام نصرته
و بسنة دخوله المدينة صلى الله عليه و سلم يبتدئ التاريخ الهجرى-بالميلادى24-9-622 و هو يوم الجمعة الثانى عشر من ربيع الاول سنة 53 من مولده صلى الله عليه و سلم-
و لم يدعه مشركو قريش امنا فى دار هجرته بل كانوا يقصدونه لقتاله فيها فنزلت ايات"الاذن بالقتال"مبينة سببه و وجه الحاجة اليه
-و كانت الواقعة الاولى بينه و بين قريش قومه فى "بدر"بجوار المدينة فى السنة الثانية من الهجرة و تلتها غزوة بنى قينقاع و هم قبيلة من اليهود كان الرسول صلى الله عليه و سلم قد عاهدهم و امنهم على انفسهم و اموالهم و حرية دينهم فنقضوا عهده
-و فى السنة الثالثة:كانت غزوة احد فى الجبل المشرف على المدينة بهذا الاسم و غلبت فيها قريش على المسلمين
-و فى السنة الرابعة:غزوتا "ذات الرقاع"و"بدر الثانية"
-و فى السنة الخامسة:"غزوتا"الخندق"و"بنى قريظة"
-و فى السنة السادسة: غزوتا"ذى قرد"و"بنى المصطلق",و فيها بعث النبى صلى الله عليه و سلم الرسل الى كسرى و قيصر و النجاشى و غيرهم من عظماء الملوك كالمقوقس بمصر و الحارث الغسانى بالشام يدعوهم الى الاسلام
-و فى السنة السابعة:كانت غزوة خيبر
-و فى السنة الثامنة:فتح مكة و غزوتا"مؤته"و"حنين"
-وفى السنة التاسعة:غزوة تبوك
-و فى السنة العاشرة:اقبلت وفود العرب قاطبة على النبى صلى الله عليه و سلم و هو بالمدينة و بعث على بن ابى طالب الى اليمن فاسلمت همدان كلها و تتابع اهل اليمن و ملوك حمير على الاسلام
و فيها حج حجة الوداع و كانت خطبته فيها على ناقته من اطول خطبه و اكثرهن استيعابا لامور الدين و الدنيا
وصفه بعض من رآه قال:كان رسول الله صلى الله عليه و سلم فخما يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر...و خافض الطرف نظره الى الارض اطول من نظره الى السماء جل نظره الملاحظة متواصل الاحزان دائم الفكرة طويل السكوت يتكلم بجوامع الكلم ,دمثا.اذا غضب اعرض و اشاح , واذا فرح غض طرفه,اجتمع له ما لم يجتمع لغيره من قوة الطبع و صفاء الحس و محض السليقة و ثقوب الذهن و تمكن اللسان و مؤازرة الوحى
و كان صلى الله عليه و سلم افصح العرب لسانا اذ تقلب فى اخلص القبائل منطقا و شأنا و اعذبها بيانا فهو ولد فى بنى هاشم و استرضع فى بنى سعد و نشأفى قريش
و هو اول من قال"الان حمى الوطيس","و مات حتف انفه",و"لا ينتطح فيها عنزان"
و قوله فى يوم بدر"هذا يوم له ما بعده"
خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم فى السنة العاشرة للهجرة مع اهله و نسائه من المدينة الى مكة ليحج بيت الله مع جموع المسلمين فاجتمع وراءه مائة و عشرون الفا من المهاجرين و الانصار و غيرهم من وفود القبائل العربية و ولى على المدينة فى غيبته صحابيا جليلا هو ابودجانة الانصارى
و ضربت للرسول قبنة ب"نمرة"-و هى موضع بعرفات- فنزل بها حتى زالت الشمس فامر بناقته القصواء فركبها و سار حتى اتى بطن الوادى من ارض عرفة و هناك نزل عليه بعد صلاة العصر
{الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}
فلما سمع ابوبكر هذه الاية بكى بكاء شديدا فقال له النبى صلى الله عليه و سلم:ما الذى يبكيك يا ابا بكر؟
قال:ابكانى انا كنا فى زيادة من ديننا...فاما اذا كمل,فانه لم يكمل شئ الا نقص
فقال النبى صلى الله عليه و سلم:صدقت...و بكى كثيرا من المسلمين
و كانت هذه الاية ايذانا بانتهاء رسالته فى هذه الدنيا
يتبع:
صفي الدين
01-03-2008, 02:03 AM
السلام عليكم
ثم قام عليه الصلاة و السلام فركب ناقته حتى بلغ وسط عرفات فو قف هناك و القى خطبة الوداع و قد احس باقتراب اجله فاوصى المسلمين و قال :الا هل بلغت,فرد الناس :نشهد بانك بلغت فقال:اللهم فاشهد
اتم النبى صلى الله عليه و سلم حجته الاخيرة و عاد الركب الى المدينة فلما اقبل عليها كبر ثلاثا و رفع يديه الى السماء و قال:لا اله الا الله وحده لا شريك له,الحمد لله و هو على كل شئ قدير,ايبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون صدق الله وعده و نصر عبده و اعز جنده و هزم الاحزاب وحده
و اقبلت وفود العرب زمرا زمرا الى المدينة ممن لم يكونوا قد اسلموا لمبايعة الرسول و الدخول فى الاسلام و الانضواء تحت لوائه و عنت الوجوه للحى القيوم و تتابع الناس من كل مكان افواجا افواجا يدينون بالاسلام و هنا نزل قوله تعالى:
{إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً}
فلما قراها عليه جبريل قال محمد صلى الله عليه و سلم:نعيت لى نفسى
فقال جبريل:
{وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى}
و قد سميت هذه السورة سورة الوداع و لم ينزل بعدها سورة و لا اية اخرى من القران و كان الرسول بعد نزولها دائم الاستغفار و التسبيح الى ان مرض فى اواخر صفر من السنة الحادية عشرة للهجرة و دبت الحمى فى جسده الشريف و ايقن انه عما قريب سوف يلاقى ربه
و خرج لصلاة الفجر فصلى بالمسلمين و لم يمكث معهم بعد الصلاة بل اسرع الى مضجعه فى بيت عائشة فنام و استراح حتى صلاة الظهر فذهب الى المسجد فصلى و خطب فى الناس يؤكد عليهم تاميره لاسامة بن زيد ثم نزل من المنبر و قد اخذ من التعب ماخذه فاشار الى على بن ابى طالب ليعينه على ضعف جسمه فاسرع اليه هو و عمه العباس بن عبدالمطلب فتوكأ عليهما حتى دخل بيت عائشة منهكا و ابوبكر وراءه و لما اطمأن فى فراشه رفع نظره الى السماء و سكت برهة و قال فى خشوع:سبحان الله و الحمد لله و لا اله الا الله وحده لا شريك له استغفرك اللهم و اتوب اليك ربنا عليك توكلنا و اليك انبنا و اليك المصير
و جلست عائشة و ابوبكر و الباس و على حوله صامتين و قد خيم عليهم الحزن و الجزع و نظروا الى الرسول فى فراشه فرأوه قد اخذته سنة مما يشبه النوم ثم تنبه و اشار الى على و العباس بالخروج فقاما بعد القاء السلام مودعين
و فى المساء خرج متوكئا على مولاه ابى مويهة فلقيه على بن ابى طالب فعاونه حتى دخل بيت زوجته ميمونة بنت الحارث فما كاد يجلس حتى ثقل مرضه فدعا زوجاته ان يحضرن اليه فلما رأينه على غير ما يعهدن فيه من صحة البدن و جمال العافية استبد بهن الاسى و عرضت كل واحدة منهن ان يمرض ببيتها فاستأذن ان يمرض فى بيت عائشة لقربه من المسجد
و خرج متوكئا على بعض اهله حتى اذا بلغ بيت عائشة نام على فراشه و دخل فيما يشبه النعاس ثم تنبه و على شفتيه ابتسامة مشرقة أحيت الامل فيمن حوله ثم عاد الى ما يشبه السنة و ظل هذا شانه بين النوم و اليقظة و حرارة الحمى فى ازدياد حتى صارت القطيفة التى غطوا بها جسده تصيب بالحرارة كل من يضع يده عليها
يتبع
صفي الدين
01-04-2008, 11:27 PM
السلام عليكم
و فى الفجر خفت الام الحمى و تنبه صلى الله عليه و سلم و عرف موعد الصلاة فقام على الرغم من مرضه و شدة المه لاداء فريضة الفجر فى مسجده مع الناس فصلى فى بطئ و عناء و عاد الى فراشه فنام نوما هادئا لم يزعجه فيه الالم و لم يؤرقه الداء ثم استيقظ وقت الضحى فشعر بشئ من الراحة و انتعاش النفس و انكسار الحمى
و تفاءلت عائشة رضى الله عنها بتحسن صحته فى ذلك اليوم و زاره عمه العباس و على بن ايى طالب و بعض آله فاطمئنوا لحاله و خرجا من عنده فهرع الناس الى على يسالونه عن حال النبى فطمأنهم فقال له العباس :لقد عرفت الموت فى وجهه كما كنت اعرفه فى وجوه بنى عبد المطلب
لم ينقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة مع اصحابه فى المسجد الا قبيل وفاته بثلاثة ايام فاشتد به المرض و تمكنت منه الحمى و تضاعف الخطر و عجزت وسائل العلاج المعروفة فى ذلك الحين عن شفائه و تعذر عليه ان يخرج للصلاة بالناس فاناب عنه صاحبه ابا بكر فصلى بهم سبع عشرة صلاة
و دخلت بنته فاطمة الزهراء رضى الله عنها ذات صباح فعز عليها ان تراه على هذه الحال من المرض الشديد فبكت و نادت"وابتاه"
فتنبه من اغمائه و نظر اليها ثم قال بصوت خافت:
مرحبا بك يا فاطمة لا كرب على ابيك بعد اليوم
ثم اشار اليها فاقتربت منه فاسر اليها بكلام قبكت و بكى الحاضرون ثم عاد فاسر اليها بكلام اخر فابتسمت و استبشرت فاطمان الحاضرون و استبشروا و لما شئلت رضى الله عنها فى ذلك قالت:اسر الى انه سيقبض فى مرضه هذا فبكيت ثم اسر الى انى اول من يلحق به من اهله فابتسمت و سررت
و بلغ الداء اقصاه فكانوا يمسحون راسه و وجهه بالماء البارد ليخففوا عنه الام الحمى و شدة الحرارة و كان كلما استفاق من اغمائه ادخل يده الى الاناء و مسح جبهته و راسه و قال:اللهم اعنى على سكرات الموت....لا اله الا الله,ان للموت لسكرات,ثم يدخل فى اغمائة اخرى حتى اذا تنبه قال بصوت خافت:اللهم انك تاخذ الروح بين القصب و العصب و الانامل فاعنى عليه و هونه على نفسى
و اخذ يردد هذا القول فى ساعاته الاخيرة كلما افاق من سكرات الموت حتى كان الفجر فسمع صوت بلال بن رباح يؤذن للصلاة فكبر معه و اذن بصوت ضعيف ثم رفع سترا من حجرته مطلا على المسجد فراى المصلين صفوفا صفوفا ففرح و ابتسم و راه ابوبكر فظن انه يريد الخروج للصلاة فنكص على عقبه ليفسح له و كاد المصلون يفتنون فى صلاتهم فرحا بمقدمه و لكنه اشار اليهم ان يثبتوا و يستمروا و ارخى الستر
ثم شعر بضعف شديد فاشار الى عائشة ان تجلسه فى حجرتها,قالت عائشة رضى الله عنها:وجدت رسول الله صلى الله عليه و سلم يثقل فى حجرى فنظرت الى وجهه فاذا بصره قد شخص الى السماء و هو يقول:بل الرفيق الاعلى,فقلت:خيرت فاخترت و الذى بعثك بالحق و قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم بين سحرى و نحرى......
و كانت كلمة "الى الرفيق الاعلى من الجنة"هى اخر كلماته صلى الله عليه و سلم فى حياته اصطفاه الله لجواره فى يوم الاثنين الثالث عشر من ربيع الاول فى السنة الحادية عشرة من الهجرة الموافق 8-6-632م
و عاد ابوبكر مسرعا حين بلغته وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم و كان فى منازل بنى الحارث فدخل الحجرة فوجده مسجى على فراشه و قد فارق الحياة فوقف برهة واجما ثم كشف عن وجهه و قبل بين عينيه ثم قال :بابى انت و امى ....طبت حيا و طبت ميتا
دفن صلى الله عليه و سلم ليلة الاربعاء و كان الذى غسله على بن ابى طالب و العباس و الفضل و قثم ابن العباس و اسامة بن زيد و شقران مولى النبى صلى الله عليه و سلم و حضرهم اوس بن خولى الانصارى و كان بدريا فغسلوا رسول الله الله صلى الله عليه و سلم و عليه ثيابه و اختلفوا فى موضع دفنه فقال ابوبكر :سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول:ما قبض نبى الا دفن حيث قبض
فرفع فراشه و دفن موضعه و حفر له ابوطلحة الانصارى لحدا و دخل الناس يصلون عليه و كان الذى نزل قبره على بن ابى طالب و الفضل و قثم ابنا العباس و شقران و اوس بن خولى الانصارى قال على:احدثنا عهدا به قثم بن العباس
امهاته صلى الله عليه و سلم:
آمنة بنت وهب سيدة الأمهات
هذه الشخصية العظيمة والأم الجليلة لطالما نقصت المصادر والراويات عنها ، ويمكن تلمس ملامحها من خلال صورة ابنها العظيم الذي آوته أحشاؤها، وغذاه دمها، واتصلت حياته بحياتها، لقد كان سيدنا محمد هو الأثر الجليل الذي خلفته سيدة "آمنة بنت وهب". وأن الله تعالى اختار سيدنا محمد حيث اختاره من كنانة، واختار كنانة من قريشا من العرب، فهو خيار من خيار . وما كان لها من أثر في تكوين ولدها الخالد الذي قال معتزا بأمهاته بالجاهلية : " أنا ابن العواتق من سليم".
أنـوثة وأمـومة:
عانت المرأة في الجاهلية، من صنوف الاستعباد والاستبداد، ومن وأد البنات وانتقال المرأة بالميراث من الأباء إلى زوجات الأبناء، وغيرها. إلا أننا غافلون عن أمومة آمنة بنت وهب، وعن فضلها في إنجاب خاتم النبيين- عليهم الصلاة والسلام. فمن الملوك العرب، من انتسبوا إلى أمهاتهم: كعمرو بن هند، وأبوه هو المنذر بن ماء السماء. وهناك كثير من الشعراء يمدحون كبار الرجال بأمهاتهم، وكذلك لم ينسوا أن يذكروا للمرأة مشاركتها في جليل الأحداث فقال "حذيفة بن غانم" :
ولا تنس ما أسدى ابن " لبنى" فإنه قد أسدى يداًمحقوقة منك بالشكر
وأمك سر من خزاعة جوهر إذا حصل الأنساب يوماً ذوو الخبر
إلى سبأ الأبطال تنمى وتنتمي فأكرم بها منسوبة في ذرا الزهر
بيئة آمنــة ونشأتها:
تفتحت عينا الفتاة والأم الجليلة آمنة بنت وهب في البيت العتيق في مكة المكرمة ، في المكان الذي يسعى إليه الناس من كل فج، ملبية نداء إبراهيم " الخليل" -عليه الصلاة والسلام - في الناس بالحج، وفي ذلك المكان الطاهر المقدس وضعت السيدة " آمنة بنت وهب " سيد الخلق " محمداً " في دار " عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم" ، وبيئة آبائه وأجداده ، ودار مبعثه صلى الله عليه وسلم.
آل آمنة بنو زهرة:
تندرج "آمنة بنت وهب " من أسرة " آل زهرة " ذات الشأن العظيم، فقد كان أبوها " وهب بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي" سيد بني زهرة شرفا وحسبا ، وفيه يقول الشاعر:
يا وهب يا بن الماجد بن زهرة سُدت كلابا كلها، ابن مره
بحسبٍ زاكٍ وأمٍّ بــــرّة
ولم يكن نسب "آمنة" من جهة أمها، دون ذلك عراقة وأصالة فهي ابنة برة بنت عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب"... فتجمع في نسب " آمنة" عز بني عبد مناف حسب وأصالة. ويؤكد هذه العراقة والأصالة بالنسب اعتزاز الرسول صلى الله عليه وسلم بنسبه حيث قال : " ...لم يزل الله ينقلنيمن الأصلاب الطيبة إلى الأرحام الطاهرة مصفى مهذبا ، لا تتشعب شعبتان إلا كنت في خيرهما " ويقول أيضا - : " أنا أنفسكم نسبا وصهرا وحسبا " .
نسبٌ تحسب العلا بحُلاه قلدته نجومها الجوزاء
حبذا عقدُ سؤددٍ وفخار أنتَ فيه اليتيمة العصماء
" نشأة آمنة " زهرة قريش:
كان منبت سيدتنا "آمنة" وصباها في أعز بيئة، وما لها من مكانة مرموقة من حيث الأصالة النسب والحسب، والمجد السامية، فكانت تعرف " بزهرة قريش" فهي بنت بني زهرة نسبا وشرفا، فكانت محشومة ومخبآة من عيون البشر، حتى إنَّ الرواة كانوا لا يعرفون ملامحها. وقيل فيها إنها عندما خطبت لعبد الله بن عبد المطلب كانت حينها أفضل فتاة في قريش نسبا وموضعا ". وكانت بشذاها العطرة تنبثق من دور بني زهرة، ولكنه ينتشر في أرجاء مكة. وقد عرفت " آمنة " في طفولتها وحداثتها ابن العم "عبد الله بن عبد المطلب" حيث إنه كان من أبناء أشرف أسر قرشي، حيث يعتبر البيت الهاشمي أقرب هذه الأسر إلى آل زهرة؛ لما لها من أواصر الود والعلاقة الحميمة التي تجمعهم بهم، عرفته قبل أن ينضج صباها، وتلاقت معه في طفولتها البريئة على روابي مكة وبين ربوعها، وفي ساحة الحرم، وفي مجامع القبائل.ولكنها حجبت منه؛ لأنها ظهرت فيها بواكر النضج، هذا جعل فتيان من أهل مكة يتسارعون إلى باب بني زهرة من أجل طلب الزواج منها.
" عبد الله فتى هاشم”:
لم يكن " عبد الله" بين الذين تقدموا لخطبة " زهرة قريش" مع أنه دير بأن يحظى بها، لما له من رفعة وسمعة وشرف، فهو ابن " عبد المطلب بن هاشم" وأمه" فاطمة بنت عمرو بن عائذ المخزومية" وجدة " عبد الله" لأبيه " سلمى بنت عمرو". ولكن السبب الذي يمنع " عبد الله " من التقدم إلى " آمنة" هو نذر أبيه بنحر أحد بنيه لله عند الكعبة. حيث إن عبد المطلب حين اشتغل بحفر البئر، وليس له من الولد سوى ابنه " الحارث" ، فأخذت قريش تذله، فنذر يومها، إذا ولد له عشرة من الأبناء سوف ينحر أحدهم عند الكعبة. فأنعم الله على " عبد المطلب" بعشرة أولاد وكان " عبد الله" أصغرهم.وخفق قلب كل شخص وهو ينتظر اللحظة ليسمع اسم الذبيح، وبقيت "آمنة"، لا تستطيع أن تترك بيت أبيها، ولكنها تترقب الأنباء في لهفة، وقد اختير " عبد الله " ليكون ذبيحا، ومن ثم ضرب صاحب القدح فخرج السهم على " عبدا لله" أيضا فبكت النساء، ولم يستطع "عبدا لمطلب" الوفاء بنذره؛ لأن عبد الله أحب أولاده إليه، إلى أن أشار عليهم شخص وافد من " خيبر" بأن يقربوا عشراً من الإبل ثم يضربوا القداح فإذا أصابه ، فزيدوا من الإبل حتى يرضى ربكم، فذا خرجت على الإبل فانحروها، فقد رضي ربكم ونجا صاحبكم، وظلوا على هذه الحالة ينحرون عشرًا ثم يضربون القداح حتى كانت العاشرة، بعد أن ذبحوا مئة من الإبل.
عرس آمنة وعبد الله:
جاء "وهب" ليخبر ابنته عن طلب " عبد المطلب" بتزويج "آمنة " بابنه "عبد الله" فغمر الخبر مفرح نفس "آمنة" ، وبدأت سيدات آل زهرة تتوافد الواحدة تلو الأخرى لتبارك " لآمنة". وكذلك قيل بأن الفتيات كن يعترضن طريق " عبد الله"؛ لأنه اشتهر بالوسامة، فكان أجمل الشباب وأكثرهم سحرا، حتى إنَّ أكثر من واحدة خطبته لنفسها مباشرة. وأطالت "آمنة" التفكير في فتاها الذي لم يكد يفتدى من الذبح حتى هرع إليها طالباًً يدها، زاهدا في كل أنثى سواها، غير مهتم إلى ما سمع من دواعي الإغراء! واستغرقت الأفراح ثلاثة أيام ، ولكن عيناها ملأتها الدموع؛ لأنها سوف تفارق البيت الذي ترعرعت فيها، وأدرك "عبد الله" بما تشعر به، وقادها إلى رحبة الدار الواسعة. وذكر بأن البيت لم يكن كبيرا ضخم البناء، لكنه مريح لعروسين ليبدآ حياتهما.
فكان البيت ذا درج حجري يوصل إلى الباب ويفتح من الشمال، ويدخل منه إلى فناء يبلغ طوله نحو عشر أمتار في عرض ستة أمتار، وفي جداره الأيمن باب يدخل منه إلى قبة، وفي وسطها يميل إلى الحائط الغربي مقصورة من الخشب، أعدت لتكون مخدعاً للعروسين.
البشرى بمحمد:
بعد زواج " عبد الله " من " آمنة" أعرضن عنه كثير من النساء اللواتي كنَّ يخطبنه علانية ، فكانت " بنت نوفل بن أسد" من بين النساء اللواتي عرضن عن " عبد الله" ، فسأل عبد الله واحدة منهن عن سبب إعراضها عنه فقالت :" فارقك النور الذي كان معك بالأمس، فليس لي بك اليوم حاجة" .
أدهش هذا الكلام " عبد الله وآمنة" وراحا يفكران في القول الذي قالته تلك المرأة؟ ولم تكف "آمنة " عن التفكير والرؤيا عنها وسبب انشغال آمنة في التفكير يرجع إلى أن هذه المرأة أخت " ورقة بن نوفل" الذي بشر بأنه سوف يكون في هذه الأمة نبي ... وبقي " عبد الله" مع عروسه أياما ، وقيل إن المدة لم تتجاوز عشرة أيام؛ لأنه يجب عليه أن يلحق بالقافلة التجارية المسافرة إلى غزة والشام.
العروس الأرملة آمنة:
انطلق" عبد الله " بسرعة قبل أن يتراجع عن قراره، ويستسلم لعواطفه، ومرت الأيام و"آمنة "تشعر بلوعة الفراق ، ولهفة والحنين إلى رؤيته، حتى إنها فضلت العزلة والاستسلام لذكرياتها مع " عبد الله" بدلا من أن تكون مع أهلها. ومرت الأيام شعرت خلالها " آمنة" ببوادر الحمل، وكان شعورا خفيفا لطيفا ولم تشعر فيه بأية مشقة حتى وضعته. وفي هذه الأيام كانت تراودها شكوك في سبب تأخير" عبد الله" فكانت تواسي نفسها باختلاقها الحجج والأسباب لتأخيره.
وجاءت " بركة أم أيمن" إلى "آمنة" فكانت لا تستطيع أن تخبرها بالخبر الفاجع، الذي يحطم القلب عند سماعه فكانت تخفيه في صدرها كي لا تعرفه"آمنة" ، ومن ثم أتاها أبوها ليخبرها عن " عبد الله" التي طال معها الانتظار وهي تنتظره، فيطلب منها أن تتحلى بالشجاعة ، وأن " عبد الله" قد أصيب بوعكة بسيطة، وهو الآن عند أخواله بيثرب، ولم تجد هذه المرأة العظيمة سوى التضرع والخشية وطلب الدعاء من الخالق البارئ لعله يرجع لها الغائب الذي تعبت عيناها وهي تنتظره، وفي لحظات نومها كان تراودها أجمل وأروع الأحلام والرؤى عن الجنين الذي في أحشائها، وتسمع كأن أحداًًً يبشرها بنبوءة وخبر عظيم لهذا الجنين.
وجاء الخبر المفزع من " الحارث بن عبد المطلب " ليخبر الجميع بأن " عبد الله " قد مات، أفزع هذا الخبر آمنة، فنهلت عيناها بالدموع وبكت بكاءً مراً على زوجها الغائب ، وحزن أهلها حزنا شديدا على فتى قريش عبد الله . وانهلت بالنواح عليه وبكت مكة على الشجاع القوي .
آمنة بنت وهب أم اليتيم :
نُصحت آمنةُ بنت وهبٍ بالصبر على مصابها الجلل، الذي لم يكن ليصدق عندهاً حتى إنها كانت ترفض العزاء في زوجها، ولبثت مكة وأهلها حوالي شهراً أو أكثر وهي تترقب ماذا سوف يحدث بهذه العروس الأرملة التي استسلمت لأحزانها. وطال بها التفكير بزوجها الغالي عليها ، حتى إنها توصلت للسر العظيم الذي يختفي وراء هذا الجنين اليتيم، فكانت تعلل السبب فتقول أن " عبد الله" لم يفتد من الذبح عبثا! لقد أمهله الله حتى يودعني هذا الجنين الذي تحسه يتقلب في أحشائها. والذي من أجله يجب عليها أن تعيش.وبذلك أنزل الله عز وجل الطمأنينة والسكينة في نفس " آمنة"، وأخذت تفكر بالجنين الذي وهبها الله عز وجل لحكمة بديعة، " ألم يجدك يتيما فآوى" ( الضحى 6). فوجدت " آمنة" في هذا الجنين مواساة لها عن وفاة زوجها ، ووجدت فيه من يخفف عنها أحزانها العميقة. فرح أهل مكة بخبر حمل " آمنة" وانهلوا عليها من البشائر لتهنئة "آمنة " بالخبر السعيد. وتتكرر الرؤى عند "آمنة" وسمعت كأن أحد يقولها " أعيذه بالواحد، من شر كل حاسد، ثم تسميه محمدا".
وجاءها المخاض فكانت وحيدة ليس معها أحد ولكنها شعرت بنور يغمرها من كل جانب، وخيل لها أن " مريم ابنة عمران"، "وآسية امرأة فرعون"، و " هاجر أم إسماعيل" كلهن بجنبها ، فأحست بالنور الذي انبثق منها ، ومن ثم وضعت وليدها كما تضع كل أنثى من البشر، وهكذا كان فقد :
ولــد الهدى فالكائنات ضياء وفم الزمان تبسم وثنــــاء
الروح والملأ الملائك حــوله للدين والدنيا به بشـــراء
والعرش يزهو والحظيرة تزدهي والمنتهى، والدرة العصمــاء
وهنا اكتملت فرحة " آمنة" فوليدها بجوارها، ولم تعد تشعر بالوحدة التي كانت تشعر بها من قبل. وفرح الناس وفرح الجد " عبد المطلب" بحفيده، وشكر الرب على نعمته العظيمة منشدا يقول:
الحمـــد الله الذي أعطاني هذا الغلام الطيب الأردان
قد ساد في المهد على الغلمان أعيذه من شر ذي شنآن
من حسد مضطرب العنان
وسماه " محمدا" ، وسبب تسميته محمدا هو أنه يريده أن يكون محموداً في الأرض وفي السماء، ومن ثم توال القوم ليسموا أبناءهم بهذا الاسم.
وشعرت "آمنة" بأن القسم الأول والأهم قد انتهى بوضع وليدها المبشر، ورسالة أبيه قد انتهت بأن أودعه الله جنينًا في أحشائها، ولكن مهمتها بقت في أن ترعاه وتصحبه إلى يثرب ليزور قبر فقيدهما الغالي " عبد الله" . وبعد بضعة أيام جف لبن " آمنة" لما أصابها من الحزن والأسى لموت زوجها الغالي عليها فأعطته " لحليمة بنت أبي ذؤيب السعدي" حتى ترضعه، فبات عندهم حتى انتهت سنة رضاعته وأرجعته إلى "آمنة". وفي الفترة التي عاش عند "حليمة" حدثت لرسول حادثة شق الصدر التي أفزعت النفوس بها.
وفاة آمنة بنت وهب:
حان الوقت التي كانت "آمنة" تترقبه حيث بلغ محمدٌ السادسة من عمره بعد العناية الفائقة له من والدته. وظهرت عليه بوادر النضج. فصحبته إلى أخوال أبيه المقيمين في يثرب ولمشاهدة قبر فقيدهما الغالي، وعندما وصلت إلى قبر زوجها عكفت هناك ما يقارب شهرا كاملا ، وهي تنوح وتتذكر الأيام الخوالي التي جمعتها مع زوجها بينما "محمد" يلهو ويلعب مع أخواله.
تعبت "آمنة" في طريقها بين البلدتين إثر عاصفة حارة وقوية هبت عليهم. فشعرت "آمنة" بأن أجلها قد حان فكانت تهمس بأنها سوف تموت، ولكنها تركت غلاماً طاهراً، ثم أخذها الموت من بين ذراعي ولدها الصغير وفارقت هذه الدنيا. وانهلت أعين الطفل بالبكاء بين ذراعي أمه، فهو – بعد - لا يدرك معنى الموت . فأخذته " أم أيمن" فضمته المسكينة إلى صدرها وأخذ تحاول أن تفهمه معنى الموت حتى يفهمه. وعاد اليتم الصغير إلى مكة حاملا في قلبه الصغير الحزن والألم ، ورأى بعينيه مشهد موت أعز الناس وأقربهم إلى قلبه؛ أمه آمنة التي يصعب عليه فراقها.
آمنة بنت وهب المرأة الخالدة:
ماتت " زهرة قريش" السيدة العظيمة، ولكنها خلدت في قلب أهل مكة، وفي قلب ابنها سيد البشر ، فهي عظيمة وأم لنبينا - صلى الله عليه وسلم. وقد اختاره الله- عز وجل - واصطفاه من بين البشر جمعاء؛ ليحمل رسالة عظيمة إلى شتى أنحاء العالم وللبشر. هذا اليتيم لم يعد يتيمًا بل كفله عمه " أبو طالب" بعد وفاة جده، وكان يحبه حبا شديدا فكان يعتبره واحداً من أبنائهم، وكان ينتظره إلى أن يأتي ويتغدى الجميع بصحبة محمد المباركة ، وعلى الرغم من أن محمّدا e أحيط بحب زوجته " السيدة خديجة" و حنان زوج عمه" فاطمة بنت أسد"، ولكن ذكريات أمه بقيت معه في كل لحظة، ويذكر كل لحظة جميلة قضاها معها إلى لحظة موتها، حتى كان ينوح من البكاء.
وكأنه يرى ملامحها الجليلة في زوجته " خديجة" التي سكن عندها منذ أن بلغ الخامسة والعشرين من عمره. إلى أن توفيت قبل الهجرة بثلاث سنين. كذلك تمثلت في بناته وفي حنوه وأبوته لهن، وهاهو يقول: " الجنة تحت أقدام الأمهات "، وجعل البر بالأم مقدما على شرف الجهاد في سبيل الله والدار الآخرة، ونجد القرآن الكريم يقرن بين العبادة والإخلاص به والبر بالوالدين، " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا " .
وسوف تظل صورة الأم العظيمة آمنة بنت وهبا تنتقل عبر الأجيال وسوف تظل باسمها خالدة في نفوسنا وفي أعماقنا فيقول الشاعر أحمد شوقي :
تتباهى بك العصور وتسمو بك علياء بعدها علياء
فهنيئاً به لآمنة الفضل الذي شرفت به حواء!
سلام على " آمنة بنت وهب" سيدة الأمهات ، ووالدة أعظم شخص وأحب شخص إلى نفوسنا، خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم.
يتبع:
صفي الدين
01-06-2008, 01:58 AM
السلام عليكم
حليمة السعديه:
نسبهــــا:
حليمة بنت أبي ذويب ، وأبو ذويب: عبد الله بن الحارث بن شجنة بن جابر بن رزام بن ناصرة بن فصية بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيسا بن عيلان من قبيلة بني سعد بن بكر.من بادية الحديبية بالقرب من مكة.
عملهــــا:
كانت مرضعة،أي أن المرضعات يقدمن الى مكة من البادية ويفضلن من كان أبوه حياً ليزيد من إكرامهن.
زوجهــــا:
هو الحارث بن عبد العزى بن رفاعة
أبناؤها:
كبشة، وأنسيه، والشيماء
أبناؤها من الرضاعة:
محمد صلى الله عليه وسلم،حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، سيد الشهداء وعم النبي،أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ابن عم الرسول صلى الله عليه و سلم.
سبب أخذها للرسول :
قدمت حليمة السعدية مع نساء قومها يلتمسن الرضاع من أبناء مكة،فرجعت صاحباتها بأبناء مكة ولم تجد هي أحداً ترضعه سوى اليتيم محمداً ، وقالت حليمة:"قدت في سنة شهباء( جدباء )، على أتان لي ومعي صبي لنا وشارف( ناقة )، فقدمنا مكة، فوالله ما علمت منا امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله صلى الله عليه و سلم فتأباه.إذا قيل أنه يتيم الأب،فوالله ما بقي من صواحبي امرأة إلا أخذت رضيعاً غيره، فلما لم أجد غيره قلت لزوجي إني لأكره أن أرجع من بين صاحباتي وليس معي رضيع،لأنطلق إلى ذلك اليتيم فلآحذنه" فأخذته حليمة ووجدت بركة في شرفها، وثديها، وآل بيتها، وأغنامها، وأرضها التي كانت تعاني من الجدب.
رجوع حليمة إلى مكة:
قالت : فقدمنا به على أمه، ونحن أحرص شيء على مكثه فينا،لما كنا نرى من بركته،فكلمنا أمه، وقلت لها: لو تركت بني عندي حتي يغلظ فإني أخشى عليه وباء مكة، قالت: فلم نزل بها حتى ردته معنا، قالت فرجعنا به.
حليمة ترجع به إلى أمه:
قالت حليمة: فاحتملناه فقدمنا به على أمه، فقالت: ما أقدمك به وقد كنت حريصة عليه وعلى مكثه عندك؟ قالت : فقلت: نعم قد بلغ الله بابني وقضيت الذي علي، وتخوفت الأحداث عليه، فأديته عليك كما تحبين، قالت ما هذا شأنك فاصدقيني خبرك، قالت: فلم تدعني حتى أخبرتها، قالت :أفتخوفت عليه من الشيطان؟ قالت : قلت: كلا والله ما للشيطان عليه من سبيل، وإن لبني لشأناً،أفلا أخبرك خبره؟ قالت:قلت: بلى، قالت رأيت حين حملت به أنه خرج منه نورٌ أضاء لي به قصور بصري من أرض الشام، ثم حملت به، فوالله ما رأيت من حملٍ قط كان أخف ولا أيسر منه، ووقع حين ولدته وإنه لواضعٌ يده بالأرض، رافعٌ رأسه إلى السماء، دعيه وان طلقي راشدة.
افتقاد حليمة للرسول :
افتقدت حليمة للرسول صلى الله عليه و سلم حينما عاد لمكة فافتقدت حليمة بركته، وأصابها من اللوعة والشوق إليه .
سبب آخر لعودة حليمة به :
قدم جماعة من نصارى الحبشة إلى الحجاز فوقع نظرهم على محمد صلى الله عليه و سلم في بني سعد ووجدوا فيه جميع العلائم المذكورة في الكتب السماوية للنبي الذي سيأتي بعد عيسى عليه السلام؛ ولهذا عزموا على أخذه غيلة إلى بلادهم لما عرفوا أن له شأناً عظيما؛ً لينالوا شرف احتضانه وذهبوا بفخره.
حليمة والمرات الأخيرة التي التقت بالرسول:
المرة الأولى:
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يكرم مرضعته حليمة السعدية-رضي الله عنهما ويتحفها بما يستطيع فعن شيخ من بني سعد قال:قدمت حليمة بنت عبد الله على رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة، وقد تزوج خديجة ، فشكت جدب البلاد وهلاك الماشية، فكلم رسول الله صلى الله عليه و سام خديجة فيها فأعطتها أربعين شاة وبعيراً موقعاً للظعينة، وانصرفت إلى أهلها.
المرة الثانية:
يوم حنين.
وفاة حليمة:
توفيت حليمة السعدية-رضي الله عنها- بالمدينة المنورة،ودفنت بالبقيع.
ثويبة الاسلمية:
ثويبة هي جارية أبي لهب، أعتقها حين بشّرته بولادة محمد بن عبد الله – عليه الصلاة والسلام ، وقد أسلمت وكل أمهاته صلى الله عليه وسلم أسلمن .
إرضاعها للنبي صلى الله عليه وسلم :
كانت ثويبة أول من أرضعت النبي صلى الله عليه وسلم – بعد أمه، وأرضعت ثويبة مع رسول اللّه عليه الصلاة والسلام ـ بلبن ابنها مسروح- أيضاً حمزة عمّ رسول اللّه، وأبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي، ثويبة عتيقة أبي لهب.
وقيل: انه رؤى أبو لهب بعد موته في النوم فقيل له: ما حالك؟ فقال: في النار، إلا أنه يخفّف عني كل أسبوع يوماً واحداً وأمص من بين إصبعيَّ هاتين ماء ـ وأشار برأس إصبعه ـ وان ذلك اليوم هو يوم إعتاقي ثويبة عندما بشّرتني بولادة النبي عليه الصلاة والسلام ، بإرضاعها له.
وكان إرضاعها للرسول أياما قلائل قبل أن تقدم حليمة السعدية ، وفي روايات تقول : إن ثويبة أرضعته أربعة أشهر فقط، ثم راح جده يبحث عن المرضعات ويجد في إرساله إلى البادية ، ليتربى في أحضانها فينشأ فصيح اللسان ، قوي المراس، بعيداً عن الامراض والاوبئة إذ البادية كانت معروفة بطيب الهواء وقلة الرطوبة وعذوبة الماء وسلامة اللغة، وكانت مراضع بني سعد من المشهورات بهذا الأمر بين العرب، حيث كانت نساء هذهِ القبيلة التي تسكن حوالي (مكة) ونواحي الحرم يأتين مكة في كل عام في موسم خاص يلتمسن الرضعاء ويذهبنَ بهم إلى بلادهنّ حتى تتم الرضاعة .
إكرام الرسول لثويبة :
ظل رسول الله صلى الله عليه و سلم يكرم أمه من الرضاعة ثويبة ، ويبعث لها بكسوة وبحلة حتى ماتت . وكانت خديجة أم المؤمنين تكرمها ، وقيل أنها طلبت من أبي لهب أن تبتاعها منه لتعتقها فأبي أبو لهب ، فلما هاجر رسول الله –صلى الله عليه وسلم – إلى المدينة أعتقها أبو لهب ، وهذا الخبر ينفي ما روي سابقا بأن أبا لهب أعتقها لبشارتها له بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم .
وفاتها :
توفيت ثويبة في السنة السابعة للهجرة ، بعد فتح خيبر ، ومات ابنها مسروح قبلها
يتبع:السلام عليكم
ام ايمن بركة بنت ثعلبة:
اسمها :
بركة بنت ثعلبة بن عمر بن حصن بن مالك بن عمر النعمان وهي أم أيمن الحبشية، مولاة رسول الله صلى الله عليه و سلم وحاضنته. ورثها من أبيه ثم أعتقها عندما تزوج بخديجة أم المؤمنين رضي الله عنها. وكانت من المهاجرات الأول- رضي الله عنها.وقد روي بإسناد ضعيف : أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول لأم أيمن: " يا أم " ويقول : "هذه بقية أهل بيتي ". وهذا إن دل فإنما يدل على مكانة أم أيمن عند رسول الله وحبة الشديد لها، وحيث اعتبرها من أهل بيته.
قال فضل بن مرزوق، عن سفيان بن عقبة، قال: كانت أم أيمن تلطف النبي صلى الله عليه و سلم وتقول عليه. فقال : وقد تزوجها عبيد بن الحارث الخزرجي ، فولدت له : أيمن . ولأيمن هجرة وجهاد ، استشهد زوجها عبيد الخزرجي يوم حنين. ثم تزوجها زيد بن حارثة أيام بعث النبي صلى الله عليه و سلم فولدت له أسامة بن زيد، الذي سمي بحب رسول الله صلى الله عليه و سلم . وكان الرسول صلى الله عليه و سلم قد قال في أم أيمن :" من سره أن يتزوج امرأة من أهل الجنة ، فليتزوج أم أيمن "، قال : فتزوجها زيد بن حارثه. فحظي بها زيد بن حارثة.
وعن أنس : أن أم أيمن بكت حين مات النبي صلى الله عليه و سلم. فقيل لها : أتبكين ؟ قالت: والله ، لقد علمت أنه سيموت ؛ ولكني إنما أبكي على الوحي إذ انقطع عن من السماء. وكذلك هذا القول يدل على حبها الشديد وتعلقها بالنبي صلى الله عليه و سلم والوحي.
أم أيمن واسمها بركة مولاة رسول الله وحاضنته:
أم أيمن ورثها الرسول صلى الله عليه وسلم من أبيه ، وورث خمسة جمال أوراك وكذلك قطيعا من الغنم ، وقام الرسول صلى الله عليه و سلم بعتق أم أيمن عندما تزوج خديجة بنت خويلد، وقد تزوج عبيد بن زيد من بني الحارث بن الخزرج أم أيمن ، فولدت ولداَ واسمتة أيمن ، ولكنه أستشهد في يوم حنين ، وكان مولى خديجه بنت خويلد. زيد بن الحارث بن شراحيل الكلبي الذي وهبته خديجة لرسول اللهصلى الله عليه و سلم ولكنه أعتقه وقام بتزويجه لأم أيمن وذلك بعد النبوة فأنجبت له أسامة بن زيد .
من إكرام الله لأم أيمن :
ومما رواه ابن سعد عن عثمان بن القاسم أنه قال : لما هاجرت أم أيمن ، أمست بالبصرة ، ودون الروحاء ، فعطشت ، وليس معها ماء ؛ وهي صائمة ، فأجهدها العطش ، فدلي عليها من السماء دلو من ماء برشاء أبيض ، فأخذته ، فشربته حتى رويت . فكانت تقول : ما أصابني بعد ذلك عطش ، ولقد تعرضت للعطش بالصوم في الهواجر ، فما عطشت .
لقد أكرم الله سبحانه أم أيمن وهى صائمة فقد أصابها العطش وهي لم يكن معها ماء فدلي عليها من السماء ماء فرويت فهذا يدل على كرم الله على أم أيمن ، منزلتها العالية وفوزها بمحبة الله والرسول وهذا كله يدل على رفق الله بعبادة وسعة رحمة الخالق .
فقد حظيت أم ايمن بمنزلة عالية عند الرسول وأكرمها أعز مكرمة لها في الدنيا عندما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فيها: ." أم أيمن أمي ، بعد أمي " !!..وقوله صلى الله عليه و سلم " هذه بقية أهل بيتي " !!..
وللنبي – صلى الله عليه و سلم – وقفة كريمة بعد انصرافه من غزوة الطائف منتصرا.. غانما .. ومعه من هوازن ستة آلاف من الذراري والنساء .. وما لا يعلم ما عدته من الإبل والشياه .. نتلمس من خلاها عظيم إجلاله .. واحترامه .. وتوقيره .. لمقام الأمومة التي كان يرعى حقها حق الرعاية .. وذلك حين أتاه وفدُ هوازن ممن أسلموا فقال قائلهم: يا رسول الله ! إنما في الحظائر وخالاتُك وحواضِنُك .
وكانت حليمة أم النبي صلى الله عليه و سلم من الرضاعة .. من بني سعد بن بكر من هوازن .. فمن رضاعه صلى الله عليه و سلم من حليمة السعدية أصبح له في هوازن تلك القرابات .. فلمست ضراعتهم قلبهُ الكبير .. واستجاب سريعاً لهذه الشفاعة بالأم الكريمة ( حليمة السعدية ) التي أرضعتهُ .
كذلك هذا الموقف يدل على تعظيم الرسول صلى الله عليه و سلم للأمومة ، وحسن معاملتة للناس واحترامه الكبير لهم. حيث فقال لوفد هوازن ، ووفاؤه للأم الكريمة يملأ نفسه ،: " أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم. وإذا ما أنا صليت الظهر بالناس فقوموا فقولوا : أنا نستشفع برسول الله إلى المسلمين، وبالمسلمين إلى رسول الله، في أبنائنا ونسائنا فسأعطيكم عند ذلك، وأسال لكم " .
فلما صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بالناس الظهر ، قام رجال هوازن فتكلموا بالذي أمرهم به . فقال: رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم "، فقال المهاجرون : وما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه و سلم. وقالت الأنصار : وما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه و سلم. وهذا يدل على روح التعاون والحب الشديد لرسول الله ويبين مدى تأثيرهم به وتعلقهم به .
روايتها للحديث :
روت عن النبي صلى الله عليه و سلم ، وروى عنها أنس بن مالك، و الصنعاني، والمدني [تهذيب التهذيب ج 12 ص 459 ].
أمهات النبي - صلى الله عليه وسلم – الطاهرات:
يقول الله تعالى : { وأمهتكم التي أرضعنكم .. } ( النساء :23 ) ،وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم { أم أيمن أمي ، بعد أمي } ( الإصابة لابن حجر).
لقد اختار الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه و سلم أمهات طاهرات كريمات .. ذوات صل عريق .. وأنساب شريفة .. كان لكل واحدة منهن دور في رعايته والعناية به إلى أن أصبح شابا سويا ..فمن أمهات النبي صلى الله عليه وسلم : آمنة بنت وهب : وهي الأم الكبرى له ... وكان لها شرف تكوين الله تعالى نبيه محمدا في رحمها الطاهر .. وحملها له إلى أن وضعته ، وقد واجهت في حملها لنبي الكثير حتى وضعته، وهذا من دلائل إقناعها بعظمة شأنة. وأما وحليمة السعدية : وهي الأم الثانية التي كان لها شرف إرضاعه وتغذيته بلبنها .. ورعايته في طفولته . وكذلك ثويبة ، مولاة أبي لهب ، وهي أم النبي بالرضاعة أيضا، أرضعته حين أعانت آمنة به. وكانت خديجة تكرمها وهي على ملك أبي لهب ، وسألته أن يبيعها لها فامتنع ، فلما هاجر رسول الله أعتقها أبو لهب . وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يبعث إليها بصلة ، وبكسوة ، حتى جاءه الخبر أنها ماتت سنة سبع ، للهجرة .
من ذاكرة التاريخ: أبرز جوانب حياتها:
ـ كانت حاضنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ورثها رسول الله صلى الله عليه و سلم من أمّه، ثم أعتقها، وبقيت ملازمة له طيلة حياتها، وكانت كثيراً ما تدخل السرور على قلبه صلى الله عليه و سلم بملاطفتها إياه.
ـ أسلمت في الأيام الأولى من البعثة النبوية.
ـ زوّجها رسول الله صلى الله عليه و سلم، عبيداً الخزرجي بمكة، فولدت له أيمن، ولما مات زوجها، زوجها الرسول r زيد بن حارثة، فولدت له أُسامة.
ـ هاجرت بمفردها من مكة إلى المدينة سيرا على الأقدام، وليس معها زاد .
ـ اشتركت في غزوة أحد، وكانت تسقي الماء، وتداوي الجرحى، وكانت تحثو التراب في وجوه الذين فروا من المعركة، وتقول لبعضهم: ((هاك المغزل وهات سيفك)) .
ـ شهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم غزوتي خيبر وحنين.
وفاتها :
اختلف في تاريخ وفاتها فقيل: توفيت بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم - بخمسة أو بستة أشهر، وقيل: توفيت بعد وفاة عمر بن الخطاب بعشرين يوما، ودفنت في المدينة المنورة.
يتبع:السلام عليكم
أبناؤه صلى الله عليه و سلم
1-القاسم: أول من مات من أولاده و به كان يكنى
2-الطيب
3-الطاهر
4-عبدالله
5-زينب: (23هجريا-8هجريا)تزوجها ابن خالتها أبوالعاص بن الربيع بن عبدالعزى بن عبد شمس بن عبد مناف اُمه هالة بنت خويلد و لدت له عليا و امامه أما على فقد مات صغيرا و أما امامه فتزوجها على بن أبى طالب بعد وفاة فاطمة ثم تزوجها بعد على المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب و ماتت عنده
6-فاطمة: (18هجريا-11هجريا)تزوجها على بن أبى طالب و ولدت له الحسن و الحسين و أم كلثوم و زينب
7-رقية: (17هجريا-2هحريا)تزوجت عتبة بن أبى لهب بن عبدالمطلب فلما نزلت آية{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} فارقها و تزوجها فى الاسلام عثمان بن عفان
8-أم كلثوم: ماتت سنة8هجريا تزوجت عتيبة بن أبى لهب بن عبدالمطلب و فارقها كما فارق أخوه أختها و تزوجها فى الاسلام عثمان بن عفان بعد وفاة اختها رقية و توفيت عنده
و هم كلهم أبناؤه من زوجه خديجة بنت خويلد
9-إبراهيم: أمه مارية القبطية مات سنة 10هجرية و عمره ثمانية عشر شهراْ
يتبع:السلام عليكم
زوجاته صلى الله عليه و سلم
وقد بلغت زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم اللاتي دخل بهنّ إحدى عشرة امرأة ، كما ذكر ابن حجر في "فتح الباري" وابن القيم في "زاد المعاد" .
فكانت أولاهنّ خديجة بنت خويلد القرشية الأسدية رضي الله عنها ، وقد كانت له سنداً في بداية تبليغه رسالة ربه . وقد ثبت في الصحيحين أنها خير نساء زمانها ، وأنه صلى الله عليه وسلم قال فيها : (ما أبدلني الله خيراً منها).
ثم تزوج بعد موتها بأيام سودة بنت زمعة القرشية ، وهي التي وهبت يومها لعائشة .
ثم تزوج بعدها أم عبدالله عائشة بنت أبي بكر الصديق ، وكانت من أحب زوجاته إليه ، ولم يتزوج بكراً سواها .
ثم تزوج حفصة بنت عمر بن الخطاب.
ثم تزوج زينب بنت خزيمة بن الحارث القيسية من بني هلال بن عامر وتوفيت عنده بعد ضمه لها بشهرين .
ثم تزوج أم سلمة هند بنت أبي أمية القرشية المخزومية ، واسم أبي أمية حذيفة بن المغيرة ، وهي آخر نسائه موتاً وقيل آخرهن موتا صفية .
ثم تزوج زينب بنت جحش من بني أسد بن خزيمة -وهي ابنة عمته أميمة - وهي التي نزل القرآن بحقها في قوله تعالى : { فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكيلا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا } (الأحزاب:37) ، وكانت أولا عند زيد بن حارثة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تبناه ، فلما طلقها زيد زوجه الله تعالى إياها لتتأسى به أمته في نكاح أزواج من تبنوهم ، وكانت تفاخر بذلك الزواج فتقول : " زوجني الله من رسوله وزوجكن آباؤكن وأقاربكن" ، وتوفيت في أول خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
وتزوج صلى الله عليه وسلم جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار المصطلقية وكانت من سبايا بني المصطلق ، فجاءته تستعين به على كتابتها فأدى عنها كتابتها وتزوجها .
ثم تزوج أم حبيبة واسمها رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب القرشية الأموية.
وتزوج صفية بنت حيي بن أخطب سيد بني النضير من ولد هارون ابن عمران أخي موسى ، فهي ابنة نبي وزوجة نبي وكانت من أجمل النساء .
ثم تزوج ميمونة بنت الحارث الهلالية وهي آخر من تزوج بهن .
وقيل : من أزواجه ريحانة بنت زيد النضرية وقيل القرظية سبيت يوم بني قريظة فكانت من نصيب رسول الله فأعتقها وتزوجها ثم طلقها تطليقة ثم راجعها.
ومما خصه الله به ، أن نساءه اللاتي دخل بهن ، يحرم على غيره الزواج منهن ، قال تعالى: { وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما } (الأحزاب:53) ، وقد أجمع العلماء قاطبة على حرمة الزواج ممن توفي عنهن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أزواجه ، لأنهن أزواجه في الدنيا والآخرة ، ولأنهن أمهات المؤمنين .
ونقل ابن القيم في زاد المعاد عدم الخلاف في أنه صلى الله عليه وسلم توفي عن تسع زوجات : عائشة وحفصة وزينب بنت جحش وأم سلمة وصفية وأم حبيبة وميمونة وسودة وجويرية .
وقد كان يَقْسم بين ثمانٍ منهن ، حيث إن سودة وهبت يومها لعائشة ، رضي الله عنهن جميعاً
يتبعالسلام عليكم
أعمامه صلى الله عليه و سلم:
1-أبولهب (عبد العزى)بن عبد المطلب
اسمه عبد العزى قال فى اللسان:و انما كناه الله عز وجل فقال "تبت يدا أبى لهبٍ"و لم يُسمه لان أسمه محال , وقيل لقب كذلك فى الجاهلية لحمرة وجهه كان حرباً على رسول الله صلى الله عليه و سلم و أخباره فى ذلك كثيرة مات بعد وقعة بدر بأيام و لم يشهدها
2-الحمزة بن عبد المطلب
أعز رجال قريش و أشدهم شكيمة تردد فى الاسراع الى الاسلام أولا فلما علم أن أبا جهل سب رسول الله و أذاه ثار لابن أخيه و خرج حتى لقي أبا جهل"عمر بن هشام"فضرب رأسه بالقوس فشجه شجة منكرة و قال :أتشتمه و أنا على دينه,أقول ما يقول؟فاردد علي ان استطعت
فلما أسلم عُز به الاسلام و كفت قريش عن بعض أذاها
هاجر مع النبي صلى الله عليه و سلم الى المدينة و شهد غزوة بدر و قُتل فى اُحد و بقرت هند بنت عتبة بطنه و لاكت كبده بأسنانها و جدعت أنفه و أذناه فحين رأه الرسول صلى الله عليه و سلم قال:لولا أن تحزن صفية أو تكون سُنة بعدي لتركته حتى يكون فى أجواف السباع و حواصل الطير,و لئن أظهرني الله على قريش لأمثلن بثلاثين رجلا منهم , وقال المسلمون :لنُمثلن بهم فانزل الله في ذلك
{وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ}
فعفا النبى صلى الله عليه و سلم و أقبلت صفية بنت عبد المطلب فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لابنها الزبير:لتردها لئلا ترى ما بأخيها حمزة فأعلمها الزبير بذلك فقالت :انه بلغني انه قد مُثل باخي و ذلك فى الله قليل
و من ألقابه رضى الله عنه أسد الله
3-أبوطالب بن عبدالمطلب
عم النبى صلى الله عليه و سلم أسمه عبد مناف كفل الرسول صلى الله عليه و سلم صغيرا بعد وفاة عبد المطلب فنشأ فى كنفه و دفع عنه أذى قريش و منعهم عنه قال صلى الله عليه و سلم:ما نالت قريش مني شيئا أكرهه حتى مات أبوطالب
كان سيدا من سادات قريش و خطبائها و كانت له تجارة مزدهرة بين مكة و الشام و سافر النبى صلى الله عليه و سلم معه الى الشام فى صباه
و سلاما على المرسلين و الحمد لله رب العالمين
المصادر:
العنف النصرانى فى التاريخ
"القول بأن الإسلام المعتدل خرافة هو الخرافة"
بقلم: فنسينزو أوليفيتى (مؤلف كتاب "مصدر الإرهاب- العقيدة الوهابية السلفية وعواقبها")
ترجمه عن الإنجليزية د. إبراهيم عوض
فى مقال نُشِر مؤخرًا فى مجلة "السِّبِكْتِيتَرْ" البريطانية يهاجم الزعيم الأنجليكانى باتريك سوكْدِيو المسلمين ودينهم هجوما عنيفا. ترى هل يَثْبُت ما كتبه المؤلف فى ذلك المقال على محك التمحيص؟
الواقع أن مقالة باتريك سوكديو: "خرافة الإسلام المعتدل" فى "السبكتيتر" اللندنية بتاريخ 30 يونيه 2005م تعكس اتجاها خطيرا فى الحرب على الإرهاب، إذ تحت ستار الرغبة فى تعريف الغربيين بالإسلام نجده ينشر نفس التضليل الذى تقوم عليه الكتابات العدائية لذلك الدين على مدار أكثر من ألف عام، وهذا من شأنه أن يكون أداة مباشرة فى يد أسامة بن لادن وأبو مصعب الزرقاوى وغيرهما، لأنه يشجع فكرة "صراع الحضارات" التى يرغبون فى دوامها على نحوٍ جِدِّ مَقِيت. وإنه لمن المهم جدا أن نعرف الإسلام على نحو أفضل مما نعرفه الآن وأن نكافح وباء التطرف بكل ما فى أيدينا من إمكانات. بيد أن سوكْدِيو وأمثاله يفسدون القضية بطريقتهم التى يَسْعَوْن من ورائها إلى خدمة أغراضهم هم، وذلك من خلال تحويل الحرب على الإرهاب إلى إشعال حرب دينية على الإسلام ذاته.
العنف الإسلامى:
ويتضح انحياز سوكْدِيو منذ البداية، فهو يزعم أن الإرهابيين يمثلون الإسلام حقا، إذ يقول: "ينبغى علينا أن نصدقهم إذا قالوا إنهم يفعلون ذلك باسم الإسلام. أليس من الغطرسة الشديدة والتنكر التام لليبرالية أن ننكر عليهم الحق فى تعريف أنفسهم بأنفسهم؟". أما فى باقى المقالة فهو يبذل جهدا مكثفا لإنكار حق التعريف الذاتى على سائر المسلمين الآخرين الذين يقولون إنهم يرفضون التفاسير المتطرفة للإسلام. والحقيقة أن 5% فحسب من المسلمين هم الذين يمكن تصنيفهم على أنهم أصوليون، وأن 1., . % فقط من هؤلاء الخمسة فى المائة يُبْدُون قدرا من الميل نحو ممارسة الإرهاب أو "العنف الدينى". إنها إذن "قمة التنكر للّيبرالية" أن نعرّف نحو المليار وثلث المليار من المسلمين بأنهم إرهابيون رغم أنهم لا صلة بينهم وبين "العنف الدينى" بأى حال، لمجرد أخطاء يرتكبها هامش ضئيل لا يزيد عن 005,. %. وعلى أكثر تقدير فإن واحدا فقط من كل 200000 مسلم يمكن اتهامه بالإرهاب. أى أن كل ما هنالك من إرهابيين فى العالم لا يزيدون عن 65 ألفا ليس إلا، وهو تقريبا نفس عدد القتلة الطُّلَقاء فى الولايات المتحدة وحدها، فضلا عن أكثر من 200 ألف قاتل أمريكى فى العام الواحد فى أمة تعدادها لا يتجاوز 300 مليون نسمة.
ويدعى سوكْدِيو أن على المسلمين "الالتزام بالصدق والإقرار بالعنف الذى يصبغ تاريخهم". ومع ذلك فحين نأخذ فى الاعتبار أن معظم الكتب التى تتحدث عن اعتداءات المسلمين قد كُتِبت بأقلامٍ مسلمةٍ كان من الصعب القول بأن المسلمين بوجه عام قد اختاروا تجاهل الفظائع التى ارتكبوها فى الماضى. وبطبيعة الحال هناك مسلمون ينكرون بعضا من ذلك الماضى، بالضبط مثلما أن هناك بريطانيين لا يزالون ينكرون فظائع الحقبة الاستعمارية، ومثلما أن هناك أمريكيين ينكرون المجازر التى اجترحوها فى حق سكان أمريكا الأصليين، ومثلما أن هناك ألمانًا ينكرون المحرقة التى قضت على ستة ملايين يهودى. إلا أن الحقيقة المرة مع ذلك كله تقول إن الحضارة النصرانية قد ارتكبت من الفظائع ما يزيد كثيرا جدا على ما ارتكبته الحضارة الإسلامية، حتى لو وضعنا فى الحسبان التعداد الأكبر الذى بلغه أصحابها والعمر الأطول الذى استغرقه تاريخها.
العنف النصرانى:
الحق أنه لا وجود فى أى مرحلة من مراحل التاريخ الإسلامى لمثل ذلك المبدإ الذى كان ينادى به القديس أوغسطين، وهو : "عليكم أن تنصِّروهم قَسْرًا وإكراهًا". بل إن القرآن ليقول العكس من ذلك تماما كما فى الآية السادسة والخمسين بعد المائتين من سورة "البقرة"، ونصها: "لا إكراه فى الدين". لقد أدت فكرة أوغسطين المرعبة التى توجب إكراه الجميع على "التطابق" مع "العقيدة النصرانية الصحيحة" إلى قرون من سفك الدماء الذى ليس له فى تاريخ البشرية نظير. أجل، لقد عانى النصارى أثناء سلطان الحضارة النصرانية أكثر مما عانَوْا تحت سلطان الرومان قبل مجىء النصرانية أو أى سلطان آخر طوال التاريخ. لقد تجرع الملايين غصص التعذيب وذُبِحوا ذبحا باسم النصرانية أثناء البدع الآريوسية والدوناتية والألبيجينية، ودعنا من محاكم التفتيش المختلفة أو الحروب الصليبية التى كانت الجيوش الأوربية تقول فيها وهى تجزر رقاب المسلمين والنصارى معا: "اقتلوهم عن بَكْرة أبيهم، ولسوف يميز الله من يخصّونه ممن لا يخصّونه". وغَنِىٌّ عن القول أن هذه الاعتداءات التى قام بها النصارى، بل كل الاعتداءات النصرانية على مدار التاريخ، لا صلة بينها على الإطلاق وبين السيد المسيح أو حتى بينها وبين الأناجيل كما نعرفها. أجل لا يوجد مسلم واحد يمكن أن يؤاخذ السيد المسيح (الكلمة التى صارت جسدا بالنسبة للنصارى والمسلمين جميعا)، فكيف إذن تواتى سوكْدِيو نفسُه على محاسبة القرآن (كلمة الله التى صارت كتابا بالنسبة للمسلمين) على الاعتداءات الإسلامية (التى تقلّ كثيرا جدا عن نظيرتها النصرانية)؟
والواقع أن ذلك العنف الأعمى الذى لا يعرف التمييز لا يقتصر البتة على "عصور الظلام" فى أوربا أو على فترة واحدة من التاريخ النصرانى دون سواها، فحركات الإصلاح الدينى والحركات المضادة لها قد دفعت كلتاهما بالمجازر التى ارتكبها النصارى بعضهم فى حق بعضهم إلى آمادٍ قياسيةٍ غير مسبوقة، إذ تمت إبادة ثلثى النصارى فى أوربا خلال تلك الفترة. ثم لا ينبغى أن ننسى الحروب النابليونية من 1792 إلى 1815م، ولا تجارة الرقيق الأفريقى التى حصدت أرواح عشرة ملايين إنسان، أو الغزو الاستعمارى المتلاحق، فضلا عن الحروب والبرامج والثورات والإبادات الأخرى. إن أعداد السكان الأصليين الذين أبيدوا فى شمال أمريكا ووسطها وجنوبها لترتفع إلى رقم العشرين مليونا فى خلال ثلاثة أجيال لا غير.
وبالإضافة إلى ألوان التخريب والعنف الأوربى فى الماضى، أخذت الحضارة الغربية الحروب مرة أخرى إلى مسافاتٍ لم تعرفها البشرية من قبل حتى إن أحد الإحصاءات المتحفظة ليصل بعدد المقتولين قتلا وحشيا فى القرن العشرين إلى أكثر من مائتين وخمسين مليونا يتحمل المسلمون منها وِزْر أقل من عشرة ملايين ليس إلا، على حين يُسْأَل النصارى أو المنتمون إلى النصرانية عن مائتى مليون من ذلك العدد. و يعود معظم أعداد هؤلاء القتلى إلى الحرب العالمية الأولى (20 مليونا، 90 % منها على الأقل تمت على أيدى "نصارى") والحرب العالمية الثانية (90 مليونا، 50 % منها على الأقل تمت على أيدى "نصارى"، أما الباقى فقد وقع أغلبه فى الشرق الأقصى). وبالتأمل فى ذلك التاريخ المرعب يجب علينا نحن الأوربيين جميعا أن نعى تماما الحقيقة الساطعة التى تؤكد أن الحضارة الإسلامية أقل بما لا يقاس من ناحية القسوة والوحشية من الحضارة النصرانية. ترى هل كانت المحرقة التى راح ضحيتها 6 ملايين يهودى من صنع حضارة المسلمين؟
وفى القرن العشرين وحده نجد أن الغربيين والنصارى قد ارتكبوا من جرائم القتل أضعاف ما وقع من الدول الإسلامية عشرين مرة على أقل تقدير. ولقد تسببنا نحن الغربيين فى هذا القرن الذى لم يشهد التاريخ مثله دموية فى إيقاع الإصابات بين المدنيين بما لا يقاس به ما صنعه المسلمون على مدار تاريخهم جميعا: انظر إلى إزهاق أرواح 900000 رواندى عامى 1992م و1995م فى بلدٍ أكثر من 90% من سكانه نصارى، أو انظر إلى إبادة أكثر من 300000 مسلم، وكذلك الاغتصاب المنظم لأكثر من 100000 امرأة مسلمة فى البوسنة، على يد نصارى الصرب. فهذه الحقائق البشعة تقول بلغة الأرقام والإحصاءات التى لا تعرف الكذب إن الحضارة النصرانية هى أشد حضارات التاريخ عنفا ودموية، وإنها مسؤولة عن إزهاق مئات الملايين من الأرواح.
لقد كان إنتاج الأسلحة النووية واستعمالها كفيلا فى حد ذاته بأن يجعل الغرب يتوارى خجلا أمام باقى شعوب العالم: فأمريكا هى التى صنعت الأسلحة النووية، وأمريكا هى الدولة الوحيدة التى استخدمت الأسلحة النووية، والدول الغربية هى التى تسعى إلى الحفاظ على احتكار الأسلحة النووية. وعلى هذا الأساس فليس لنا الحق بتاتا فى الاعتراض على حيازة الدول الأخرى لهذه الأسلحة إلا إذا أثبتنا أننا متجهون إلى التخلص منها تماما.
ولا بد من القول بأن الإسلام، رغم اشتماله على مفهوم الحرب المشروعة دفاعا عن النفس (كما هو الحال فى النصرانية، وكذلك البوذية)، لا مكان فى ثقافته (أو فى أية ثقافة أخرى من الثقافات الموجودة الآن) لإمكانية تحويل العنف إلى مثلٍ أعلى أو جعله وثنا معبودا كما فعلت الثقافة الغربية. إن الغربيين ينظرون إلى أنفسهم على أنهم ناس مسالمون، بيد أن الرقة والسموّ اللذين يطبعان الأناجيل بطابعهما، وكذلك الطبيعة المحبة للسلام التى تتسم بها الديموقراطية، ليس لها فى الحقيقة أى انعكاس فى الثقافة الغربية الشعبية إلا على سبيل الندرة. بل على العكس نرى الاتجاه التام لتلك الثقافة، متمثلا فى أفلام هوليوود وبرامج التلفاز الغربية وألعاب الفيديو والموسيقى الشعبية والمسابقات الرياضية، ينحو منحى تمجيد العنف وتزيينه. ومن ثم فإن المعدلات النسبية لجرائم القتل (وبخاصة القتل العشوائى والقتل المسلسل) فى العالم الغربى (وبالذات فى الولايات المتحدة الأمريكية، بل حتى فى أوربا كلها بصفة عامة) أعلى من مثيلاتها فى العالم الإسلامى فى البلاد التى لا يوجد فيها حروب طائفية، وذلك على الرغم من أن الغرب يتمتع بثروة أضخم كثيرا. ترى هل قرعت سمعَ سوكْدِيو يومًا الكلماتُ التالية من إنجيل متى؟:
"7 1 لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا،2لأَنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ، وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ. 3وَلِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟ 4أَمْ كَيْفَ تَقُولُ لأَخِيكَ: دَعْنِي أُخْرِجِ الْقَذَى مِنْ عَيْنِكَ، وَهَا الْخَشَبَةُ فِي عَيْنِكَ؟ 5يَا مُرَائِي، أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّداً أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ!".
القرآن واللجوء إلى العنف:
ومثل معظم الكتابات الجدلية المعادية للإسلام يشكل باقى مقالة سوكْدِيو خليطا من الحقائق والأوهام. فعلى سبيل المثال يزعم سوكْدِيو أن كثيرا من الآيات القرآنية التى تدعو إلى السلم قد نسختها الآيات التى نزلت بعدها. صحيح أن كثيرا من علماء المسلمين يقولون إن الآيات اللاحقة تنسخ الآيات السابقة، غير أن نطاق النسخ يختلف من عالِمٍ إلى آخَرَ اختلافا بعيدا: فبعض العلماء يرى أن الآيات المنسوخة لا تتجاوز خمس آيات، على حين يرى علماء آخرون أن عدد المنسوخ يتجاوز 150 آية. وعلى ذلك فزَعْم سوكْدِيو بأنه "متى وُجِد تعارض فى الآيات القرآنية كان اللاحق منها ناسخا للسابق" هو تبسيطٌ مُخِلّ. ذلك أن الادعاء بتقدم الآيات الداعية إلى السلم جميعها على الآيات المحبّذة للحرب وانتساخها بها هو، بكل بساطةٍ، ادعاء زائف. فمثلا هناك آيات نزلت فى العامين الأخيرين من حياة محمد (عليه السلام) تنهى المسلمين عن الانتقام ممن أخرجوهم من بيوتهم: "وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ" (المائدة/ 2)، "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى" (المائدة/ 8).
ومن الصعوبة بمكان أن يتخيل الواحد منا رسالة أقوى من هذه الرسالة فى الدعوة إلى العدل والعفو والتصالح. وفضلا عن ذلك فكثير من علماء المسلمين يستشهدون بالآيات المبكرة التى تحض على السلام فى دعوتهم للشباب المسلم إلى نبذ تطرف المتطرفين، فهل يُؤْثِر سوكْدِيو أن يُصِيخ الشباب المسلم السمعَ لأولئك الذين يفسرون له تلك الآيات على أنها قد تم نسخها كما يقول؟
ومن اللافت للنظر أن سوكْدِيو، شأنه شأن من يفسرون القرآن من المتطرفين، يسىء الاستشهاد بالآيات القرآنية باقتطاعها عن سياقها الذى وردت فيه، قائلا إن الآيتين التاسعة والخمسين والستين من سورة "الأنفال" تحضان على الإرهاب، رغم أن الآية الأخيرة لا تدعو فى واقع الأمر إلى شىء من هذا، بل تشكل مع الآية التى تعقبها كلا واحدا، ونصها: "وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا". وبالمناسبة فهذه الآية هى أيضا من الآيات المتأخرة فى النزول. وفى هذا السياق نجد الآية الستين تأمر المسلمين بألا يقفوا موقفا سلبيا تجاه تهديدات عدوهم، ثم تأتى الآية الحادية والستون لرسم حدود هذا الأمر فى الواقع العملى. وعلى هذا فليس فى الآية على الإطلاق أية دعوة إلى الإرهاب. ولربما لو كان سوكْدِيو يلمّ بالعربية إلمامًا جيدًا لكان فهمه للقرآن أفضل، لكنه يفتقر إلى مثل هذا الإلمام المطلوب، وهو ما يجعل من الصعب علينا الاقتناع بما يقوله عن الإسلام وتعاليمه مهما يكن المنصب الذى يشغله أو اللقب الذى يتحلى به.
ويمضى سوكْدِيو قائلا إن الإنسان يمكنه الاختيار بين الآيات التى تحبّذ العنف وتلك التى تدعو إلى السلام. وهذا صحيح، إلا أنه سيكون فى هذه الحالة متسرعا تسرعا شديدا فى القول بأن القرآن يرحب بالعنف أكثر مما يرحب العهد القديم (كما هو الحال مثلا فى سفر "اللاويين" أو سفر "يوشع"). فإذا قلنا إن القرآن يحبذ العنف، فما القول إذن فى نصوص العهد القديم التى تأمر أمرا صريحا بالقتل وإبادة البشر؟ ففى الفقرة رقم 17 من الأصحاح الحادى والثلاثين من سفر "العدد" يقول موسى بشأن الأسرى المديانيين الذين قتل بنو إسرائيل أقاربهم: "فَالآنَ اقْتُلُوا كُلَّ ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ. وَكُلَّ امْرَأَةٍ عَرَفَتْ رَجُلاً بِمُضَاجَعَةِ ذَكَرٍ اقْتُلُوهَا". كما أن الفقرات 1- 9 من الأصحاح الخامس عشر من سفر صموئيل الأول تحكى لنا قصة النبى صموئيل حين أمر الملكَ شاول بمحو العمالقة من الوجود على النحو التالى: "3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ، وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً، طِفْلاً وَرَضِيعًا، بَقَرًا وَغَنَمًا، جَمَلاً وَحِمَارًا". أما النبى محمد فقد نهى أتباعه عن مثل هذا التطرف قائلا كما جاء فى تفسير ابن كثير للآيات 190- 193 من سورة "البقرة: " اغزوا فى سبيل الله. قاتلوا من كفر بالله. اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا، ولا تقتلوا الوليد ولا أصحاب الصوامع"، ومثله ما ورد فى "المغازى" للواقدى (3/ 117- 118): "اغزوا ولا تغدروا، ولا تقتلوا وليدا ولا امرأة، ولا تمنَّوْا لقاء العدو".
أما الزعم بأن الحرب التى حضت عليها بعض آيات القرآن تسوّغ الأعمال الحربية العدوانية فهو دليل على الجهل بأن المفسرين التقليديين قد ضيّقوا نطاق تلك الآيات. فمثلا هناك الآية الرابعة من سورة "التوبة" التى أسىء تفسيرها فى عصرنا، ونصها: "فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ". فمن ناحيةٍ نرى المتطرفين يستغلون هذه الآية فى إراقة الدماء البريئة، ومن الناحية الأخرى فإن أعداء الإسلام يستغلونها فى الزعم بأن القرآن إنما هو كتاب عدوانى يحض على شن الحرب دون توقف. لكنْ بالاستناد إلى الروايات التقليدية فإن هذه الآية لا يمكن اتخاذها صَكًّا على بياضٍ لقتال غير المسلمين، إذ لا تَصْدُق فى الواقع إلا على أولئك المشركين الذين ناهضوا المسلمين الأوائل وهددوا وجودهم ذاته تهديدا. وكما قال أحد كبار الفقهاء، وهو أبو بكر بن العربى (من أهل القرنين الحادى عشر والثانى عشر)، فـ"قَوْله تَعَالَى: "فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ" عَامٌّ فِي كُلِّ مُشْرِكٍ، لَكِنَّ السُّنَّةَ خَصَّتْ مِنْهُ مَنْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ قَبْلَ هَذَا مِنْ امْرَأَةٍ وَصَبِيٍّ وَرَاهِبٍ وَحُشْوَةٍ حَسْبَمَا تَقَدَّمَ بَيَانُهُ، وَبَقِيَ تَحْتَ اللَّفْظِ مَنْ كَانَ مُحَارِبًا أَوْ مُسْتَعِدًّا لِلْحِرَابَةِ وَالإِذَايَةِ، وَتَبَيَّنَ أَنَّ الْمُرَادَ بِالآيَةِ: اُقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ يُحَارِبُونَكُمْ".
ويمكن المضىّ فى الاستشهاد بهذه التفسيرات إلى ما لا نهاية. ومنها يتبين بكل وضوح أن تسوية سوكْدِيو بين "المسلمين المتشددين" و"علماء المسلمين القدامى" الذين يقولون إن "الإسلام هو دين السيف" ليست متهافتةً فقط بل تشويهًا مطلق للحقائق. وعلى هذا فإما أن سوكْدِيو غير مؤهل لتحليل التراث الإسلامى والمقارنة بينه وبين الانحرافات الحديثة، وإما أنه يحرّف على نحوٍ متعمدٍ تعاليم الإسلام، وهو فى الحالتين يبرهن على أنه غير جدير بالثقة بتةً.
العِلْم المُرِيب:
ويتبدى العلم المريب عند سوكديو خلال مقالته كلها، وبخاصة عندما يستخدم التفرقة البالية بين مصطلحَىْ "دار الإسلام" و"دار الحرب" من أجل الزعم بأن المسلمين لا يقبلون شيئا سوى الحرب أو النصر. وهذا المصطلحان هما فعلا مصطلحان قديمان مهمان، إلا أن علماء المسلمين قد ذكروا أيضا عددا من الدُّور الأخرى بين هاتين الدارين: فبعضهم يذكر ثلاثا، وبعضهم يذكر خمسا، وبعضهم يذكر سبعا. وفى العصر الحديث نجد أن أغلبية علماء المسلمين ينظرون إلى أوربا وأمريكا بوصفهما "دار صلح"، وهو ما يعنى أن المسلم بإمكانه أن تقوم بينه وبين ذلك العالم علاقات على عدة مستويات، وأنه ينبغى عليه التقيد بقانون تلك البلاد متى ما قرر الإقامة فيها أو القيام بزيارتها. وبناء على هذه التفرقة رأينا من علماء المسلمين من يُفْتِى بأن بمستطاع المسلم الخدمة فى الجيش الأمريكى حتى عندما يكون ذلك الجيش فى حرب مع الدول الإسلامية الأخرى. لكن من يَسْعَوْن فى إثارة الصراع هم وحدهم الذين يمضون فى تضليل الجمهور من خلال تضييق شُقّة العالم بحيث لا يكون هناك إلا دار الإسلام ودار الحرب.
العِلْم الإسلامى:
كذلك يتضح سوء الفهم لدى سوكْدِيو عندما يتناول بالحديث مؤتمر علماء المسلمين الذى عٌقِد مؤخرا بالأردن، والذى أعلن فى بيانه الأخير معارضته لتكفير المسلم، وحدَّد الشروط التى لا بد من توفرها قبل إصدار أية فتوى. وفى رأيه أن هذا من شأنه "أن يلغى الفتوى القيمة التى أصدرها علماء المسلمين فى إسبانيا باعتبار بن لادن مرتدا". ومع هذا فإن حرب البيانات التى يكفر فيها المسلمون بعضهم بعضا هى بالضبط ما يريده متطرفو القاعدة وأمثالهم. ذلك أنهم، بهذه الطريقة، يمكنهم الحكم بالردة على أى شخص يختلف معهم ويقتلونه. ولا ينبغى أن ننسى أن القاعدة، قبل الحادى عشر من سبتمبر 2001م بيومين اثنين، قد اغتالت أحمد شاه مسعود. ولم تكن هذه مجرد مصادفة، بل كانت مسألة إستراتيجية مقصودة، إذ إنهم بالتخلص من أشد المسلمين التقليديين جاذبية ومقدرة على السيطرة على النفوس فى أفغانستان قد استطاعوا التخلص من أعتى العقبات التى تمنع تشويههم للإسلام، إذ هو القائد المصدَّق الذى كان بمكنته فضح الطبيعة الزائفة لادعائهم بأنهم هم الذين يمثّلون الإسلام.
ولكى يمنع الفقهُ الإسلامىُّ التقليدىُّ قَتْلَ البشر من أجل الأخطاء أو الذنوب التافهة فإنه لا يجيز لأى إنسان "حرمان" أى مسلم آخر أو تكفيره فى ذنبٍ اجترحه. وبتأكيد هذا المعنى والقضاء على أية إمكانية لتكفير المسلم فى عصرنا الحالى فإن مؤتمر الملك عبد الله قد جعل العالم أكثر أمانا. ولا يصدق هذا الكلام على المسلمين التقليديين "المعتدلين" فحسب، وهم المسلمون الوحيدون الذين يمكنهم عزل المتطرفين وحماية غير المسلمين من ثَمّ، بل يصدق أيضا على اليهود والنصارى وغيرهم، الذين يَعُدّهم القرآن (وكذلك أكابر الفقهاء القدماء من أمثال الإمام أبى حامد الغزالى) "كتابيين". الواقع أن سوكْديو يريد الإبقاء على هذا "الباب" مفتوحا كى يمكنه إخراج المسلمين الذين يبغضهم من دائرة الإيمان. إنه يريد الإبقاء على هذا "السيف" مصلتا على الرقاب، ناسيا تمام النسيان ما جاء فى إنجيل متى (26/ 52) من أن "كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ!".
وبالمثل يكشف سوكْديو عن عجزه التام عن فهم الفقه الإسلامى إذ يتساءل قائلا: "ألا يمكن أن يستدعى الملك عبد الله أعضاء مؤتمره إلى الاجتماع كرة أخرى ويأمرهم أن يصدروا فتوى تحرم العنف ضد غير المسلمين أيضا؟". والحق أن هذا هو ما وقع فعلا حين أعلن العلماء المذكورون أن الفتاوى التى تعضد العنف غير المبرَّر هى فتاوى تنقصها الشرعية، إذ ما من شخص يرتكب عملا من أعمال العنف باسم الإسلام إلا ويحاول أولاً تسويغ عمله من خلال إصدار فتوى وإساءة استعمالها، وما من شخص يرتكب عملا من أعمال الإرهاب إلا وهو مقتنع أن الإرهاب الذى يمارسه له ما يسوغه. لقد أكد المؤتمر أن جميع الفتاوى لا بد أن يحكمها نظام ثلاثى من المراجعات والتوازنات الداخلية، ومن ثم كان لا بد لكل من يريد إصدار فتوى أن يكون متحليا ببعض المواصفات الشخصية والعلمية الصارمة، كما لا بد أن يتبع أحد المذاهب الثمانية المعروفة فى الفقه الإسلامى بحيث لا يجوز إصدار أية فتوى تخرج عن حدود تلك المذاهب، وهو بالضبط ما يريد المتطرفون أن يفعلوه. لقد ضم المؤتمر ما يزيد على 180 من العلماء الكبار ينتمون إلى 45 بلدا إسلاميا، واستصدر 17 فتوى هامة تتعلق بذلك الموضوع من أعظم فقهاء المسلمين فى العالم (بما فيهم شيخ الأزهر وآية الله السيستانى والشيخ يوسف القرضاوى). وبهذا لا يكون المؤتمر قد خلع عن المتطرفين رداء الشرعية فحسب، بل (كما قال فريد زكريا فى "النيوزويك" بتاريخ 18/ 6/ 2005م) يكون أيضا قد "شن هجومًا جَبْهَوِيًّا على الأفكار الدينية التى يقوم عليها فكر القاعدة". وهذا، بكل تأكيد، سلاح حيوى فى الحرب ضد الإرهاب، وهو ما يستحق عليه الملك عبد الله ومؤتمره الثناء والتقريظ.
القضاء على التطرف:
ومع ذلك فلا يبدو أن غرض سوكْدِيو هو عزل المتطرفين والقضاء عليهم، بل تتلخص رغبته فى تشويه معانى القرآن وتحريف التاريخ والإساءة إلى المسلمين المعاصرين، وذلك بغية تعضيد دعواه بأن الإرهاب والتطرف كامنان فى طبيعة الإسلام ذاته. وهذا الأسلوب هو بالضبط الطريق الذى سيؤدى بنا إلى خسران الحرب على الإرهاب. إن الحرب الحقيقية هى حرب الأفكار، والأساس الذى تقوم عليه أفكار بن لادن والزرقاوى وغيرهما هو أنهم يظنون أنهم الممثلون الحقيقيون للإسلام. وقد أكد العلماء المسلمون التقليديون من أرجاء العالم أن مثل هذه العقائد والأعمال المنحرفة تمثل فى الواقع انتهاكا لمبادئ ذلك الدين. ونحن بتعاوننا مع أولئك العلماء التقليديين إنما نساعدهم فى تثبيت الفكر الإسلامى الوسطى التقليدى، كما نفضح أفكار المتطرفين وأعمالهم. وهذا هو أنجع الأسلحة وأكثرها مسالمة وفعالية فى الحرب ضد التفسيرات المتطرفة للإسلام، وإذا لم نستخدمه نكون قد فقدنا الموقع الأفضل فى حرب الأفكار. وبالرد على التطرف بتطرف مثله يكون سوكْدِيو ومن على شاكلته قد أعطوا المتطرفين الفرصة كى يحسموا لصالحهم الجوَّ العامَّ الذى يحدّد علاقة الأديان، ومن ثم يمكنهم أن يقرروا مجرى الأحداث أيضا. وبدلا من تزويدنا بتشخيص واقعى للتحديات التى تواجهنا والحلول السلمية الواقعية التى تصلح لها، فإنهم يريدون استغلال الموقف للعمل على طرح أفكارهم وأوهامهم المعادية للإسلام. وهم بهذا إنما يعملون لا ضد المسلمين والإسلام فحسب، بل ضد الإنسانية جمعاء بما فيها النصارى (بل ضد النصارى فى المقام الأول). نيافةَ الأب سوكْدِيو، هل نقول: إلى الأمام يا جنود النصارى؟
Vincenzo Olivetti is the author of Terror’s Source: The Ideology of Wahabi-Salafism and its Consequences.
HOME
الفصل الخامس الاسلام والعلم
عقد المؤلف هذا الفصل ليثبت نتاقض القرآن مع النظريات العلمية الحديثة.والحقيقة أن القرآن الكريم لايعارض القطعيات وسنرى بإذن الله.
قال الكاتب:هي أن القرآن جاء كرسالةٍ لتقنع الناس بوجود الله ومن ثم يبيّن لهم بعض الاحكام. وفي إعتقادي أن القرآن لم ينزل ليتكهن بالتطورات العلمية التي ستحدث بعد آلاف السنين في المستقبل.
الجواب: أولاً:القرآن الكريم أنزله الله تعالى لتحقيق الإيمان بالحقائق كما هي،ومن أعظمها وجودالله،ووحدانيته،ووجوب إفراده بالعبادة،وبيان كيفية العلاقة بين المخلوق مع الخالق ،والعلاقة بين المخلوق والمخلوق الأخرعلى المستوى الاجتماعي والسياسي ،والعسكري ،والأخلاقي وغيرذلك .فهو اعتقادات ،وعبادات ،ومعاملات ،وتضمن إخبار بالغيبيات المستقبلية كالجنة ،والنار،والحساب ،ونحو ذلك .كما أخبر بدقائق أكدها العلم الحديث في الفلك،والأحياء ،والطبيعة والطب وغيرها.وحث على العلم فقال تعالى{قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } وقال {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } وقال {وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ }
ثانياً: أن التوسع في ربط النظريات العلمية ،بالحقائق القرآنية لا يجوز إلا في أمر واضح الدلالة لا مكان فيه للاحتمالات .لأن بعض ما يطلق عليه نظريات وما يطلق عليه فرضيات ،لا تصل إلى كونها حقائق علمية.ولكن بعض علماء الطبيعة لا يعطي الألفاظ حكمها الاصطلاحي كما هو .ولذا تجد كل نظرية تنقض سابقتها لأن من المفترض أصلاً أن لا تكون الأولى حقيقة علمية ، بل هي مجرد فرضية أو نظرية على أكثر تقدير .ولذا فلابد أن نتحقق من مراد القرآن سواء خالف الذي يزعمون أنه نظرية أو وافقه ،لأن العبرة بالحقائق كما هي لا كما يزعم الزاعمون.واما الحقائق العلمية فلن تخالف النصوص القطعية أبداً.
قال الكاتب: ولنبدأ بخلق السماء والأرض كما يراه العلماء. فالدكتور موريس يخبرنا ( أنه في البداية كان العالم عبارة عن كتلة من غازات الهايدروجين والهيليوم، تُسمي " Nebula ". وبالتدريج انقسمت هذه الغازات الى كُتل مختلفة الحجم، بعضها يبلغ
مائة بليون مرة حجم الشمس. وحجم الشمس يساوي 300000 مرة حجم الكرة الارضية. وكنتيجة لهذا الانقسام تكونت المجرات التي تحتوي على بلايين النجوم، بعضها أضعاف حجم شمسنا. وكذلك تكونت الكواكب مثل ألارض وزحل والمريخ. ولابد أن تكون هناك أراضيٍ كأرضنا هذه لم يكتشفها العلم بعد. وعندما انقسمت هذه الغازات وكونت النجوم والكواكب، كان سطح الكواكب والنجوم في درجة عالية جداً من الحرارة نتيجة التفاعلات الذرية التي مازالت تجري في داخل النجوم والكواكب. وكان سطح الارض ساخناً جداً لا يسمح بالحياة. ولم يكن هناك أي تسلسل او إنتظام في تكوين الاجسام السماوية هذه.... ... ويقول الدكتور موريس كذلك ( قد قدر العلماء عمر مجرتنا هذه بعشرة بلايين سنة، وشمسنا وأرضنا عمرهما حوالى أربعة بلايين ونصف البليون من السنين. والمجرة التي نحن بها " The Milky Way" تحتوي على مائة بليون نجم، ويصعب تخيل حجمها إذ يحتاج الضوء لمدة 90000 سنة ضوئية ليسافر من طرف مجرتنا الى طرفها ألآخر) . هذا ما يقول به العلم الحديث وألان أنظر ما ذا يقول القرآن: " قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق ألارض في يومين وتجعلون له أنداداً ذلك رب العالمين. وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيامٍ سواء للسائلين. ثم استوى الى السماء وهى دخان فقال لها وللارض إئتيا طوعاً أو كُرهاً قالتا أتينا طايعين. فقضهن سبع سموات في يومين وأوحى في كل سماءٍ أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظاً ذلك تقدير العزيز العليم".........إلى أن قال : فهل يتفق هذا مع العلم الحديث؟
الجواب: الكاتب هنا حشر عدة مسائل متداخلة دون تمييز لأحدها عن الأخر .
المسألة الأولى :مسألة ابتداء نشأة خلق العالم(الكون) ..والمسألة الثانية :عمر المجرة منذ خلقت. والثالثة:مدة خلق السماء والأرض خاصة ثم يستشهد بآية في القرآن الكريم ليثبت مناقضته لكل هذه القضايا بزعمه.وسأبين الكلام فيها بما أفهم من كلام الله تعالى.
أولاً: ابتداء نشأة الكون :عقيدة المؤمنين في ابتداء النشأة: أنه لم يكن أي شيء موجود إلا الخالق جل جلاله . ثم بعد ذلك خلق المخلوقات أي أوجدها من العدم .والمفهوم من النصوص الشرعية ما يلي :
1ـ أن السماء كانت دخاناً ولذاقال الله تعالى {ثماستوى إلى السماء وهي دخان ..}
2ـ أن السماوات والأرض كانتا رتقاً أي ملتصقة حيث قال الله تعالى {أولم يرالذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما ،وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون}
ولكن لا يوجد دليل شرعي ثابت يبين سبب هذا الالتصاق، ولا سبب التفكك، ولا كيفيته .فيما أعلم .والنظريات العلمية تكلمت عن سبب هذا الالتصاق وهذا التفكك .كما في كلام الكاتب هنا.وليس لدينا معارضة لها ،ولا انجراف ورائها .ولكنها لم ترتقي بعد لأن تكون حقائق علمية ،بل ليست سوى نظرية فلكية . تقوم اليوم وقد تنقض غداً ، وتقوم نظرية أخرى تصلح لتفسير الظواهر الكونية بفرض آخر يتحول إلى نظرية . ونحن المسلمون لا نحاول أن نحمل النص القرآني المستيقن على نظرية غير مستيقنة ، تقبل اليوم وترفض غداً . لأنها ليست حقائق علمية ثابتة .إن القرآن ليس كتاب نظريات علمية ،وإنما هو حقائق صادقة ،ولم يجيء ليكون علماً تجريبياً يثبت اليوم وينقض غداً . إنما هو منهج للحياة كلها . منهج لتقويم العقل ليعمل وينطلق في حدوده . ولتقويم المجتمع ليسمح للعقل بالعمل والانطلاق . دون أن يدخل في جزئيات وتفصيليات علمية بحتة . فهذا متروك للعقل بعد تقويمه وإطلاق سراحه .وقد يشير القرآن أحياناً إلى حقائق كونية ،فنحن نستيقن هذه الحقيقة لمجرد ورودها في القرآن . وقصارى ما يُقال :أن النظرية الفلكية القائمة اليوم لا تعارض المفهوم الإجمالي لهذا النص القرآني السابق عليها بأجيال ! [1]
المسألة الثانية:عمر المجرة منذ خلقت: فقد قدر الفلكيون عمر مجرتنا هذه بعشرة بلايين سنة، وشمسنا وأرضنا عمرهما حوالى أربعة بلايين ونصف البليون من السنين كما نقل الكاتب عن الدكتور موريس .وهذا العمر لو تأملت ليس في القرآن فيما أعلم أي كلام عنه ولا يضرنا أن يذكره العلم الحديث ويتوصل إليه بل هو مما يسعدنا ،فكل ما فيه سعادة للإنسان ورقي وتقدم ،فهو مطلوب في ديننا ، وذلك وفق منظور ديننا إلى العلم والحياة .قال الله تعالى {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون}وقال تعالى{سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق}وقال تعالى {انظرواماذا في السموات والأرض}.والقرآن الكريم أتى للأمم في كل زمان ومكان.
المسألةالثالثة :المدة التي خلق الله تعالى فيها السماء والأرض خاصة:فهذا ما لايتطرق إليه العلم الحديث ولا يفهمه وإنما مصدره القرآن الكريم والسنة النبوية وما وافقهما .قال الله تعالى {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ}أي ليس في ذلك تعب ولا نصب يمس المولى جل جلاله، لأنه أصلاً لا يجوز عليه ذلك .رغم أن الله قادر على أن يقول لها كن فتكون ،ولكن لا يعني أن ذلك واجب عليه بل هو يخلق كيف يشاء ،فلو شاء ما كان لإيجاد السموات والأرض مدة مقدرة ،ولو شاء لجعلها مقدرة في ستة أيام ،أو أقل ،أو أكثر .فهو يفعل ما يشاء ولا يجب عليه شيء جل جلاله.
وهناك نصوص أخرى دالة على مدة خلق السموات والأرض كالآية التي ذكرها الكاتب،وغيرها من النصوص الشرعية الدالة على أنها ستة ايام.وإلى الآن لا تناقض بين العلم الحديث والحقائق القرآنية الثابتة .وإنما العلم الحديث تكلم عن عمرالمخلوقات لا عن مدة خلقها .بل من الفلكين من لايؤمن بالخالقية أصلاً.وقد قدمت في المسألة السابقة أنه لا مشكلة عندنا في تقدير عمر الأرض والسماء وغيرها من المخلوقات ،وإنما التعارض لو قال أحد من الناس أن الله خلقها في مدة يخالف بها نصوص الحق جل وجلاله . وبه تعلم أن كل التشنيعات التى يشنع بها الملحدون ،إنما هي للجهل بدين الإسلام.وما الكاتب إلا من أولئك الذين يهرفون بما لايعرفون .
فالفرق كبير بين عمر المخلوقات ،وبين مدة خلقها.فمدة خلقها هو ماذكره القرآن قطعاً ،ولا سبيل للعلم الحديث إلى كشفه ،واما عمر الأكوان فقد ذكرته النظريات العلمية ،وهو لايعارض النصوص الشرعية لأنها لم تتكلم عنه أصلاً. سواءً كان نظرية ثابتة أو ستتغير فهو متروك للعقول البشرية تبذل فيه الجهد حسب طاقتها .ولذلك فإن من المغالطة الواضحة قول الكاتب:(ولكننا نعرف الآن أن عمر مجرتنا عشرة بلايين من السنين، ناهيك عن المجرات الأخرى. فأين علم القرآن هنا من العلم الحديث؟
قال الكاتب:ويستمر تسلسل الخلق في القرآن فيقول في سورة الذاريات، الآية 47: " والسماء بنيناها بايدٍ وانا لموسعون". فالله قد بنى السماء اما بأيديه او كلف الملائكة ببنائها وهذا دليل قاطع ان السماء صلبة وبُنيت بايدٍ، وقال الله هذا القول لتأكيد ان السماء صلبة، لانه في العادة اذا اراد شيئاً ان يقول له كن فيكون. فلو اراد الله للسماء ان تكون لقال لها: كوني، فكانت. لكنه للتأكيد قال بنيناها بأيد.
الجواب:أولاً:قوله تعالى والسماء بنيناها بأيد:معناه بقوة وليس كما يتوهم الكاتب.
ثانياً:من اين أتى الكاتب بكون السماء صلبة أو غير صلبة ؟فالآية بينت وصف
الفعل بأنه دال على قوة الله تعالى ،ولم يصف السماء بصلابة ولا بغيرها .فإن كانت السماء صلبة فالله بناها بقوة ،وإن كانت غير صلبة فالله بناها بقوة .فلا يستفيد الكاتب من الآية وصفاً للسماء بالصلابة كما يتخرص .فلو قال لها كن فكانت فلا يدل على أن ذلك بغير قوة كما يوهم الكاتب فلا أدري اين يذهب به التخرص في كل فج.!
ونحن نفهم أن أصل السماء دخان كما قال الله تعالى {ثم استوى إلى السماء وهي دخان} والدخان ليس بصلب كما نعلم .إذا فهم العاقل ذلك فله أن يتعجب من قول الكاتب : وهذا دليل قاطع ان السماء صلبة.!رغم أنه لايوجد دليل من الآية لا قطعاً ولا احتمالاً .ثم إن وصف أصل السماء بأنه دخان يكذب تخرصات الكاتب هداه الله.
قال الكاتب:ويقول الدكتور موريس " وإنا لموسعون" تعني أن الكون أو السماء ما زال يتوسع وينتشر. وهذه حقيقة علمية لكون دوران المجرات يخلق قوة " Centrefugal Force " تجعلها تبتعد عن بعضها البعض.أنتهى ولكن كلمة موسعون في اللغة تعني المال والغنى. وإذا قلنا أوسع الرجل يعني أصبح ذا غنى ومال.
الجواب: أولاً:للقارىءأن يلاحظ أن كتاب الكاتب ألفه لنقد الإسلام ـ كما يزعم ـ لكن من الواضح أن النقد هنا لأشخاص معينين لا للإسلام .لأن الإسلام له مصدران هما الكتاب والسنة .
ثانياً:اعتراض الكاتب على الدكتور مورس يعتبر في غاية السقوط لأن الله تعالى يقول { والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون } فالآن هذا التوسيع هل هو للسماء الذي يتكلم عنهافي الآية أم أراد أن يتكلم عن سعة الرزق لا عن السعة الحسية للسماء .
قال الإمام الزبيدي في شرح القاموس:ووسعه توسيعا : ضد ضيقه كما في الصحاح فاتسع واستوسع : صار واسعاً كما في الصحاح.أنتهى .فهذا معنى السعة في اللغة .
وهي أصلاً تستعمل للسعة الحسية فيقال مكان واسع أي ممتد .ووسّع البيت أي زاد في مساحته .وتستعمل أيضاً لسعة الرزق والمال .
والله موسع بالمعنيين فهو يوسع توسيعاً حسياً كما في الآية الدالة على توسيعه للسماءبقوله تعالى {والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون}ويوسع في الرزق إذا شاء .وعليه فيتبين للقارىء الكريم أن حمل الكاتب للآية على توسعة المال دون توسعة السماء حساً هو تحكم لادليل عليه بل هومحض الهوى.وكلام د:مورس صحيح بلا ريب .
قال الكاتب: وهناك دليل آخر في سورة الأنبياء، الآية 104: " يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب". فلا بد ان تكون السماء صلبة ومسطحة حتى يتسنى له أن يطويها كطي الصحيفة. فكل هذه الآيات تخبرنا ان السماء صلبة ومحسوسة وبنيت وسوف تُطوى كطي السجل.
الجواب:أولاً:السماء :هي كل ما سمى وعلى .مأخوذ معناها من السمو وهو العلو . فالمعنى هنا يشمل الغلاف الجوي والكون المحيط بنا من فضاء ونجوم وكواكب وغيرذلك،مما علمنا ومالم نعلم. فهي تشمل كل ما يحيط بالأرض بدءً من غلافها الغازي, والذي أدرك العلماء منه مساحة يبلغ قطرها 36 ألف مليون سنة ضوئية.فقط.أما ماعدا ذلك فلم يصلوا إليه إلى الآن .
ثانياً:هذا العلو للسماء قد يكون جسماً صلباً كما يقول الكاتب وقد يكون جسماً رقيقاً وقد يكون غير ذلك فلا وجه لحمله على الصلابة دون غيرها لأنه مجرد تحكم .
ثالثاً:الاستدلال بقوله تعالى {يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب } على أن السماء صلبة كلام فارغ من العلم والمعرفة ،لأننا نشاهد الإنسان وهو يطوي الصلب والرقيق طياً حسياًفلا مجال لحمله على الصلابة فقط.
ثالثاً:من اين يستفاد كون السماء مسطحة أم غير مسطحة من الآية التي يستدل بها؟!فالآية لاتدل على أن السماء مسطحة أو غير مسطحة بل وصفت فعل الطي فقط بأنه كطي السجل للكتاب ،ولم تصف السماء بأنها مسطحة ولا غير مسطحة في هذه الآية ،وليس فيها أن السماء كالكتاب بل الوصف لو تأملتم هو للطي ،لا لغير ذلك فهي تُطوى كما يُطوى .
والخلاصة :أن الملحدين يصفون القرآن بمناقضة العلم الحديث في وصف السماء:ولابد أن نستعرض ما قاله القرآن الكريم وهو الحق قطعاً ،وما قاله العلم الحديث حتى نرى هل صدق الملحد؟
أولاًـ قال الله تعالى ((ثم استوى إلى السماء وهي دخان ..)) وسأنقل ماذكره المهندس عبدالدائم كحيل بتمامه حيث قال:
جاءتني رسالة يقول صاحبها: إن القرآن قد أخطأ في كلمة (دخان)!! وحجّته في ذلك أن التعريف العلمي للدخان لا يتطابق مع الحالة السائدة في بداية الكون، حيث كان الكون وقتها يتألف من عنصرين هما غاز الهيدروجين وغاز الهليوم. وأن كلمة (دخان) الواردة في قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} [فصلت: 11].
إنه يقول: إن كلمة (غاز) هي الأنسب من الناحية العلمية من كلمة (دخان). وتذكرتُ الانتقادات التي يوجهها أعداء الإعجاز العلمي لهذه الآية، بل ويشككون في مصداقيتها ويقولون: إن محمداً صلى الله عليه وسلم هو من كتب هذه الآية وأخطأ في وصفه للكون المبكر بكلمة (دخان)!
أستغفرك يارب من قول هؤلاء فأنا لا أشك أبداً بأي كلمة من كلمات كتابك المجيد. وثقتي بما في القرآن هي أكبر من ثقتي بما أراه وألمسه، لأن الحواس قد تخطئ ولكن رب هذا الكون سبحانه لا يُخطئ. وقلت في بداية الأمر: بما أن القرآن نزل في بيئة صحراوية فقد خاطب الناس وقتها بما يدركون. وكلمة (غاز) غير موجودة في اللغة العربية، لأنها كلمة أجنبية، ولذلك يمكن التعبير عنها بكلمة (دخان)، إذن المسألة محسومة.
ولكن تذكرت على الفور بأن القرآن لم ينزل للعرب وحدهم، بل نزل لكل البشر! ولم ينزل لبيئة محددة أو عصر من العصور، بل نزل لكافة العصور ولكل زمان ومكان! فما هو العمل؟ لقد قلتُ في مقالتي "السماء تتكلم": إن القرآن اختصر كل هذه المصطلحات "غيوم من الغاز، غاز حار، غبار، ذرات متأينة.." اختصرها في كلمة جامعة ومعبرة وهي (دُخان)!
غاز أم غبار أم دخان؟
لقد اكتشف العلماء أن الكون في مراحله الأولى امتلأ بالغاز gas، وخصوصاً غاز الهيدروجين وغاز الهيليوم ، ولكنهم اكتشفوا بعد ذلك غباراً كونياً cosmic dustينتشر بين النجوم، ويقولون إنه من مخلفات الإنفجارات النجمية. ولكن الغاز يختلف عن الغبار ويختلف طبعاً عن الدخان. فكيف يمكن التوفيق بين العلم والقرآن، ونحن طبعاً نرفض أن نحمّل الآية ما لا تحتمله من المعاني والدلالات، لكي لا تكون وسيلة للطعن في هذا الدين.وبدأتُ جولة في عالم المكتشفات الكونية وكانت المفاجأة عندما قرأت تصريحاً لأحد علماء الغرب يعترف فيه أن ما كشفوه من غبار كوني لا يمتُّ بصلة للغبار الذي نعرفه ولا يشبهه أبداً، وأن هذا الغبار أشبه ما يكون بدخان السيجارة!!!
فهذا هو الدكتور دوغلاس بيرس يقول بالحرف الواحد:
Unlike household dust, cosmic 'dust' actually consists of tiny solid grains (mostly carbon and silicates) floating around in interstellar space, with similar sizes to the particles in cigarette smoke.
ومعنى ذلك: "الغبار الكوني- والذي لايشبه الغبار المنزلي- في الحقيقة يتألف من حبيبات صلبة دقيقة (وغالباً من الكربون والسيليكون) تسبح في الفضاء بين النجوم، وحجمها مشابه لحجم دخان السيجارة".
ولذلك وجدتُ بأن العلماء يسمون هذا الغبار بالدخان الكوني، بعد أن وجدوا أنه لا يشبه الغبار، بمعنى آخر: التسمية التي أطلقها علماء الفلك خاطئة! ولو تأملنا الأبحاث الصادرة حديثاً نجد أنها تؤكد على هذه التسمية، بل هنالك من العلماء من يصرح بأن أفضل وصف لحقيقة الكون المبكر هي كلمة (دخان).
وهذه إحدى المقالات العلمية الحديثة يصرح كاتبها بالحرف الواحد:
The dust particles that are mixed with the gas are tiny, only a fraction of a micrometer in size, and could therefore better be described as ``smoke´´.
ومعنى ذلك أن: ذرات الغبار الممزوج بالغاز دقيقة، وحجمها يساوي جزء من الميكرون فقط، ولذلك فإن أفضل وصف لها "دخان".وسبحانك يا من أحكمت آيات كتابك العظيم! يحتار العلماء في مصطلحاتهم وتعابيرهم، فتارة يقولون عن الكون البدائي "غاز" ثم تتطور معرفتهم بالكون فيقولون "غبار" ثم بعد ذلك يتضح لهم أن الغبار لا يشبه الغبار الذي نعرفه ، ويدركون بعد سنوات طويلة بأن الكلمة الأفضل لوصف حالة الكون في مراحله الأولى هي "دخان" أي smoke، بينما كتاب الله تعالى أعطانا الكلمة الأنسب منذ 1400 سنة ولم تتغير!
شكل (1) في البداية ظن العلماء أن الكون في مراحله المبكرة كان يحوي الغاز فقط أي غاز الهيدروجين والهيليوم، لذلك أطلقوا عليه كلمة gas
شكل (2) لقد اكتشف العلماء بعد ذلك أن الكون مليء بالغبار، وليس الغاز فقط. لذلك أطلقوا عليه اسم آخر هو الغبار الكوني cosmic dust
شكل (3) وأخيراً وبعد أن فحص العلماء الغبار الكوني، تبين أنه لا يشبه الغبار وأن هذه التسمية خاطئة، وأنه يشبه إلى حد كبير الدخان في حجمه وتركيبه، فأطلقوا عليه اسم الدخان smoke. وهذا الاسم الأخير ثبت لهم يقيناً بعدما استطاعوا أن يحللوا عينات ملتقطة حديثاً من الغبار الكوني، وتبين أنها تعود إلى بلايين السنين وهي تمثل الكون في مراحله الأولى، وهذا يتطابق مئة بالمئة مع قوله تعالى: (ثم استوى إلى السماء وهي دخان)، فهل هذه مصادفة أم معجزة؟ أنتهى كلامه وفقه الله.
ثانياً:المصابيح الكونية:رغم أن النجوم التي نراها مصابيح للدلالات وزينة للسماء إلا أن العلم الحديث اكتشف معنى أخر يضاف للمعنى السابق لمعنى الآية الكريمة{ ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح } وأنقل من مقال للمهندس :عبدالدائم كحيل بتصرف للأختصار:جميع علماء الفضاء يقررون أن الكون كان مليئاً بغاز حار ثم تبرد وأول ما تشكل هو النجوم. والقرآن يقرر بأن السماء أو الكون كان دخاناً ثم زيَّن الله السماء بالنجوم وسماها المصابيح، وهنا لا بدّ من تساؤل:لماذا لم يقل الله تعالى في هذه الآية بالذات التي في سورة فصلت: وزينا السماء الدنيا بنجوم، أو كواكب أو مجرات... ؟ لماذا ذكر المصابيح في هذه المرحلة من عمر الكون عندما كان دخاناً؟ ونحن نعلم من خلال معاجم اللغة العربية بأن المصباح يستخدم لإضاءة الطريق، ونعلم بأن ضوء هذه النجوم لا يكاد يرى، فكيف سمى القرآن هذه النجوم بالمصابيح، فماذا تضيء هذه المصابيح؟ هذا التساؤل تطلب مني رحلة شائكة في عالم الاكتشافات الكونية حول الكون المبكر وتشكل النجوم والدخان الكوني، ولكن الذي أدهشني بالفعل أن العلماء التقطوا صوراً رائعة للنجوم شديدة اللمعان أو الكوازرات، وأدركوا أن هذه النجوم الأقدم في الكون تضيء الطريق الذي يصل بيننا وبينها، وبواسطتها استطاع العلماء دراسة ما حولها واستفادوا من إضاءتها الهائلة والتي تبلغ ألف شمس كشمسنا!!!لذلك أطلقوا عليها اسماًَ جديداً وغريباً وهو "المصابيح الكاشفة" أي flashlights ، وسبحان الذي سبقهم إلى هذا الاسم فقال عن النجوم التي تزين السماء: (زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [فصلت: 12]. ألا نرى من خلال هذا الاسم التطابق الكامل بين ما يكشفه العلم من حقائق كونية يقينية، وبين كلمات القرآن الكريم؟ ولكي يكون كلامنا موثقاً وعلمياً وفيه رد على أولئك المشككين بالإعجاز العلمي والكوني لكتاب الله تعالى، سوف نأتي بأقوال العلماء بحرفيتها ومن مصادرها.لقد جاء في إحدى المقالات بعنوان: "متى تشكلت الأبنية الكونية الأولى" . [2]، يقولون بالحرف الواحد:
"Since light from a quasar illuminates all of the material along its path to us, quasars serve as distant flashlights revealing the properties of the early universe".
وهذا معناه: "بما أن النجوم اللامعة تُنير كل المادة على طول الطريق الواصل إلينا، فإن هذه النجوم تعمل مثل مصابيح كاشفة بعيدة تكشف خصائص الكون المبكر".وقد وجدتُ بأن جميع العلماء عندما يتحدثون عن هذه النجوم المبكرة البرّاقة يشبهونها بالمصابيح، حتى إن أحد هؤلاء العلماء يقول [3]:
"they act as the brightest flashlights"
ومعنى هذا الكلام : "إن هذه النجوم تعمل مثل المصابيح الأكثر لمعاناً". [4].
إن هؤلاء العلماء عندما رأوا هذه النجوم البعيدة، رأوا تطابقاً تاماً بينها وبين المصابيح التي تضيء لهم الطريق، ولذلك سارعوا إلى تسميتها بهذا الاسم، وسبحان من سبقهم إلى هذا الاسم، كيف لا يسبقهم وهو خالق المصابيح وخالق الكون!ونتساءل...ما معنى هذا التطابق والتوافق بين ما يكشفه العلماء في القرن الحادي والعشرين وبين كتاب أُنزل قبل أربعة عشر قرناً؟ وما معنى أن يسمي العلماء الأشياء التي يكتشفونها تسميات هي ذاتها في القرآن وهم لم يقرءوا القرآن؟إنه يعني شيئاً واحداً وهو أنكم أيها الملحدون المنكرون لكتاب الله وكلامه، مهما بحثتم ومهما تطورتم ومهما اكتشفتم، فسوف تعودون في نهاية الطريق إلى هذا القرآن، وسوف ترجعون إلى خالقكم ورازقكم والذي سخر لكم هذه الأجهزة لتشاهدوا خلق الله تعالى وآياته ومعجزاته، والذي تعهّد في كتابه بأنه سيُريكم آياته في الآفاق وفي القرآن حتى تستيقنوا بأن هذا القرآن هو كلام الله الحق. فهل تبيّن لكم الحقّ؟ إذن استمعوا معي إلى هذا البيان الإلهي المحكم: (سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ
رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ) [فصلت: 53-54].
1- يقول العلماء: إن المرحلة التالية للدخان (أو الغاز الحار والغبار) كانت تشكل النجوم اللامعة أو الكوازارات، وعندما درسوا هذه النجوم وجدوها تعمل عمل المصابيح فهي تكشف وتنير الطريق الواصل إلينا ويمكن بواسطتها رؤية الأجسام المحيطة بها. والإعجاز الأول هنا يتمثل في السبق العلمي للقرآن في تسمية هذه النجوم بالمصابيح، بما يتطابق مئة بالمئة مع ما يراه العلماء اليوم. أما الإعجاز الثاني فيتمثل في أن القرآن حدد المرحلة الزمنية التي تشكلت فيها هذه النجوم وهي المرحلة التالية لمرحلة الذخان.
2-إننا نجد في قول الله تعالى: (وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ)، حديثاً عن زينة السماء بالنجوم البراقة، وهذا ما يتحدث عنه العلماء اليوم. فهم يشبهون هذه النجوم والمجرات والتي تشكل النسيج الكوني باللآلئ التي تزين السماء!! وهذا سبق علمي للقرآن في استخدام التعابير الدقيقة والمتوافقة مع الواقع [5].
8- لو تأملنا النص القرآني لوجدنا بأن الخطاب فيه موجه للكفار الذين لا يؤمنون بالخالق تبارك وتعالى: (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ * ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيم) [فصلت: 9-12].ِ وهذا يشير إلى أن هؤلاء الملحدين هم من سيكتشف هذه الحقائق الكونية، وهم من سيراها، وهذا سبق علمي للقرآن في تحديد من سيرى هذه الحقائق، لذلك وجَّه الخطاب لهم.
..وفي نهاية هذا البحث لا نملك إلا أن نسجد خشوعاً أمام عظمة كتاب الله تعالى وأمام عظمة إعجازه، ولا نملك إلا أن نردّد قول الحق جلّ وعلا: (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) [النمل: 93].أنتهى كلام المهندس :عبدالدائم كحيل.
وأخيراً:فإننا نؤمن بكون النجوم مصابيحاً ورجوماً للشياطين لأن الله تعالى ذكر ذلك سواء اكتشفها العلم الحديث ،أو لم يكتشفها .كما أننا نؤمن بأن السماء بنيت بقوة وبكل ماورد في القرآن وصحيح السنة عن السماء وغيرها.
________________________________________
الفصل الثامن الرق في الاسلام
كتب الكاتب هذا الفصل ليبين أن الإسلام حث على الأسترقاق ،وأهان الإنسان وظلم العبيد ،والإماء .فهل صدق الكاتب فيما ذكر ؟هذا ما سنقف عليه إن شاء الله في هذا الفصل .
قال الكاتب: وبعد الهجرة الى المدينة وابتداء الغزوات زاد عدد الاماء والعبيد الذين اُسروا في المعارك.........
الجواب: أولاً: لم يكن الإسلام هو المخترع لنظام الرق، بل كان الناس على ذلك من عهود بعيدة .وكانوا يعاملون العبيد والأماء أسوأ معاملة .وقد جاء الأسلام بالتدرج في رفع هذه المأساة وإعطاء العبيد حقوقهم وعتقهم .ولنبدأ بجولة مختصرة في التاريخ لنقف على واقع التعامل مع العبيد قبل الإسلام.
فكان منتشراً في مصر القديمه . وفي الصين. وفي الهند - حيث نظام الطبقات - كان الشودرا ،والمنبوذون يمثلون الغالبية العظمى بين السكان الأصليين للبلاد .
و عند اليونان:كان استعباد البشر للبشر مطلقاً وبكثرة في حضارة اليونان، وكان قراصنتهم يتخطفون أبناء الأمم الأخرى في مختلف السواحل ويبيعونهم في أسواق أنينا وغيرها .وعند الرومان:القانون الروماني لم يكن يعتبر الرقيق انساناً له شخصية ذات حقوق على الإنسانية .وعند عرب الجاهلية كان الرق منتشراً ،فهذا بلال وياسر ،وعمار ،وسلمان وغيرهم كلهم أرقاء . فهل الإسلام هو الذي أتى بالرق؟!!
ثانياً:أن الإسلام أتى بتضييق دائرة أسباب الرق ،وتوسيع قنوات تحرير الأرقاء.وهذا يبطل زعم الكاتب أن الإسلام زاد ذلك.لأن أسباب الاسترقاق متعددة قبل الإسلام فمنها:بيع الحر على أنه عبد نتيجة للفقر ، ومنها المقامرة :فالمغلوب في مسابقة يصير عبداً للغالب ، ومنها الغدر كما غدروا بسلمان فجعلوه رقيقاً، ومنها وفاء الديون فكان الرجل يدفع ولده فكاكاً لدينه الربوي ، والحروب مهما كانت أنواعها وأسبابها، ومنها الطبقية القائمة على الطبيعة كما في فلسفة اليونان ، فهناك حر بالطبع ورقيق بالطبع ، وقالوا إن الثاني ما خلق إلا لخدمة الأول .فألغى الأسلام كل هذه المداخل ولم يبقي إلا مدخلاً واحداً وهو أسرى الحرب فقط .ثم ضيق هذا المدخل الوحيد فجعل ذلك جائزاً لا واجباً محتماً .لأنه جعل منافذ لفك الأسير ،منها: أن يفكه دون مقابل،ومنها أنه يفكه بفدية،قال الله تعالى في سورة محمد{ فإما منا بعد وإما فداء } ثم مع ضيق هذا المدخل فقد وسع المخارج كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
ويرجع سبب عدم إلغاء الرق نهائياً لثلاثة أسباب وجيهة :
السبب الأول:وهو أعظمها أن يرى الرقيق أسلوب تعامل المسلمين ،ويتعرف على دينهم عن كثب ،ويخالطهم وسط بيوتهم فيعرف معاملة الأسلام الراقية ،مقارنة بما عرفوه من معاملاتهم للعبيد في أوطانهم. وليتعرفوا على معاملاتهم الأسرية ،والأخوية ،والأجتماعية العادلة .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { رب أناس يقادون إلى الجنة بالسلاسل } فكان الأسترقاق أسلوباً للتعرف على حال المسلمين عن كثب.فالمعاملة أبلغ من الأقوال.
السبب الثاني: مراعاة المعاملة بالمثل:فلم يكن من الإنصاف للمسلمين أن يأسر الكفاررجالهم ونساءهم ويستعبدونهم ،والمسلم لا يفعل ذلك .فهذا فتنة وذلة للمسلمين ،قد تصدهم عن دين الحق .
السبب الثالث:التدرج في التغيير فإن من سياسة الإسلام التدرج في التغيير فهو لم يحرم الخمر رأساً رغم ضرر استعمالها بل تدرج في ذلك ،وكذا في الرق توسع في منافذ العتق.فضمن بذلك تعرف الناس على الإسلام والمسلمين عن قرب .وسّهل سبيل العتق .
ولذلك فالأسترقاق ليس شراًمحضاً. بل كان الأرقاء يشاهدون معاملة المسلمين وأخلاقهم ،ويتعرفون على دين الإسلام فيغيرون عقائدهم الماضية ويتبعون الحق.ولولا هذا الباب الإعلامي لمعرفة الإسلام ما عرفوه في ظل تشويه الأعداء للصورة الحقيقية للإسلام.
ثالثاً:طريقة توسيع منافذ العتق:حيث أسس الإسلام ،وشرع طرقاً كثيرة لعتق الرقاب ،فمنها:1ـ العتق في الكفارات وجوباً وهي كفارة الظهار ،وكفارة القتل ،وكفارة جماع الصائم في نهار رمضان . وهناك أيضاً كفارة اليمين إذا حلف فحنث في يمينه وجوباً على التخيير المعروف .
2ـ لو تهور مسلم فضرب مملوكه فإنه يعتقه مباشرة . قال الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: {من لطم مملوكاً له أو ضربه فكفارته عتقه}
3ـ تحرير المملوك مصرف معتمد من مصارف الزكاة قال الله تعالى: (إِنَّما الصَّدقَاتُ للفُقَراءِ وَالمَسَاكينِ وَالعَاملِينَ عَليْها وَالمُؤلفةِ قُلوبُهُمْ وَفِي الرِّقابِ وَالغَارِمينَ وَفِي سَبيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبيلِ فَرِيضةً مِّن اللهِ وَاللهُ عَليمٌ حَكيمٌ) (سورة التوبة/60).فجعل عتق الرقاب من المصارف الثمانية .
3ـ وجعله من الطاعات العظيمة المنجية فقال الله تعالى (فلاَ اقْتَحمَ العَقَبةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا العَقَبة فَكُّ رَقبَةٍ..}سورة البلد من آية 11 فما بعد.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من أعتق رقبة مسلمة أعتق الله بكل عضوٍ منه عضواً من النار ..). متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وفي سنن أبي داود والنسائي وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (وأيما رجل أعتق امرأتين مسلمتين إلا كانتا فكاكه من النار، يجزئ مكان كل عظمين منهما عظم من عظامه )
3ـ جعل القرابة منفذاً للعتق مباشرة ، ولهذا إذا ملك الشخص قريبه المحرم صار هذا القريب حراً. يقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (ومن ملك ذا رحم محرم فهو حر).
4ـ وجعل ولادة الأمة من سيدها منفذاً لحريتها وهي ما تسمى بأم الولد .
5ـ إذا تكلم السيد بعتق مولاه ولو هازلاً فإن يعتق مباشرة فإن الحرية من الأمور المهمة التي لا تتوقف على القصد والنية.في حديث (ثلاث جدهن جد وهزلهن جد)وذكر منها عتق الرقيق .
رابعاً : معاملة الرقيق في الإسلام :
ـ أسقط الله عن الرقيق وجوب الجهاد فهو لا يجب عليه ،وأسقط عنه وجوب الحج ،وأسقط عنه الزكاة وجعلها على سيده .
ـ تأملوا في هذه الأحاديث الشريفة وتطبيقها عند المسلم:قَالَ الله تعَالَى: {وَاعْبُدُوا الله وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبالوَالِدَيْنِ إحْسَاناً وَبِذي القُرْبَى وَاليَتَامَى وَالمَساكِينِ وَالجَارِ ذي القُرْبَى وَالجَارِ الجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانكُمْ} [النساء: 36] فجعل من أساسيات الإحسان الإحسان إلى ما ملكت اليمين وهم الأرقاء.
ومن الأحاديث :ما يلي :
1ـ عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( هُمْ إِخْوَانُكُمْ ، جَعَلَهُمْ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ , فَمَنْ جَعَلَ اللَّهُ أَخَاهُ تَحْتَ يَدِهِ , فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ , وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ , وَلَا يُكَلِّفُهُ مِنْ الْعَمَلِ مَا يَغْلِبُهُ فَإِنْ كَلَّفَهُ مَا يَغْلِبُهُ فَلْيُعِنْهُ عَلَيْهِ ) رواه البخاري (6050) .
2ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَنْ قَذَفَ مَمْلُوكَهُ وَهُوَ بَرِيءٌ مِمَّا قَالَ جُلِدَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ كَمَا قَالَ ) رواه البخاري (6858) .
3ـ وَعَنْ أَبي هُرَيرَةَ، رَضِيَ الله عَنْهُ، قالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((لِلْعَبْدِ المَمْلُوكِ المُصْلحِ أَجْرَانِ)) وَالَّذِي نَفْسُ أَبي هُرَيْرَةَ بِيَدِه لَوْلا الجِهَادُ في سَبِيلِ الله، وَالحَجُّ، وَبِرُّ أُمِّي، لأَحْبَبتُ أَنْ أَمُوتَ وَأَنَا ممْلُوكٌ. مُتَّفق عليهِ.
4ـ وعَنْهُ قالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثةٌ لهُمْ أَجْرَانِ: رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَاب آَمَنَ بِنَبِيِّهِ، وآمَنَ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَالعَبْدُ المَمْلُوكُ إذا أَدَّى حَقَّ الله، وَحَقَ مَوَالِيهِ، وَرَجُلٌ كانَتْ لَهُ أَمَةٌ فَأًدَّبَهَا فَأَحْسَنَ تَأْدِيبَها، وَعَلَّمَها فَأَحْسَنَ تَعْلِيمَها، ثُمَّ أَعْتَقَهَا فَتَزَوَّجَهَا، فَلَهُ أَجْرَانِ)). مُتَّفَق عليهِ
ـ وتطبيقاً هذه النصوص إليكم هذه المواقف المشرقة :
1ـ في غزوة بني المصطلق تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم أسيرة من الحي المغلوب ليرفع من مكانتها , حيث كانت ابنة أحد زعمائه , وهي أم المؤمنين جويرة بنت الحارث رضي الله عنها ، فما كان من المسلمين إلا أن أطلقوا سراح جميع هؤلاء الأسرى ،وقالوا أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم ،مماكان له الأثر في صلتهم بالإسلام.
في الوقت الذي كان الأسير عند الأمم الأخرى بين خيارين إما القتل ،أو الاستعباد والقتل كان أرحم بالنسبة لما يلقونه من استعباد.
2ـ ومر عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوماً فرأى العبيد وقوفاً لا يأكلون مع سادتهم ، فغضب ، وقال لمواليهم : ما لقوم يستأثرون على خدامهم ؟ ثم دعا الخدم فأكلوا معهم .
3ـ وجاء أن عثمان بن عفان رضي الله عنه دَعَك أُذُن عَبْدٍ له على ذنب فعله ، ثم قال له بعد ذلك : تقدم واقرص أذني ، فامتنع العبد فألح عليه ، فبدأ يقرص بخفة ، فقال له : اقرص جيداً ، فإني لا أتحمل عذاب يوم القيامة ، فقال العبد : وكذلك يا سيدي:اليوم الذي تخشاه أنا أخشاه أيضاً .
4ـ ويقول علي رضي الله عنه لغلامه قنبر : " أنا أستحيي من ربي أن أتفضّل عليك ، لأنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:ألبسوهم مما تلبسون ، وأطعموهم مما تأكلون . ومعناه جاء في الصحيح.
5ـ وكان عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه إذا مشى بين عبيده لا يميزه أحد منهم – لأنه لا يتقدمهم ، ولا يلبس إلا من لباسهم .
6ـ ودخل رجل على سلمان رضي الله عنه فوجده يعجن – وكان أميراً - فقال له : يا أبا عبد الله ما هذا ؟! فقال بعثنا الخادم في شغل فكرهنا أن نجمع عليه عملين .
وتنبه هنا إلى أن سلمان كان مملوكاً فأعانه المسلمون على عتق نفسه ،ثم أصبح أميراً يقودهم .
7ـ ويقول الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه : " وإن كان أبي ليأمرهم - أي غلمانه - فيقول : كما أنتم ، فيأتي ، فإن كان ثقيلاً قال : بسم الله ، ثم عمل معهم".
8 - لقد كانوا يعتقون العبيد لأدنى عذر ليكونوا قدوة للآخرين ، وهذا ورد عن عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما .وكذا ورد أن أحد غلمان الإمام محمدالباقرعمل عملاً صالحاً ، فقال له الإمام:اذهب فأنت حر، فإني أكره أن أستخدم رجلاً من أهل الجنة.
9ـ وجاء في أحوال الإمام علي بن الحسين ، أن جارية كانت تسكب عليه الماء ، فسقط الإبريق من يدها فشجه ، فرفع رأسه إليها ، فقالت : والكاظمين الغيظ ، قال : " قد كظمت غيظي " قالت : والعافين عن الناس ، قال : " عفا الله عنك " ، قالت : والله يحب المحسنين قال : " فاذهبي فأنت حرة لوجه الله ".
10ـ وهناك من كانوا أرقاء فلما أعتقوا أصبحوا هم القادة كما قال عمر رضي الله عنه في بلال (بلال سيدنا وأعتقه سيدنا )) وكان زيد بن حارثة رضي الله عنه أمير الجيش الذي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى مؤته وتحت رئاسته سادة الصحابة منهم نائبه جعفر ابن أبي طالب ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وأحد السباقين إلى الإسلام .وبلالاً كان مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم وقدمه في الآذان على سائر الصحابة .
خامساً:مسألة أسلوب الإسلام في القصاص:لم يكن من عادة الناس أن يقتل الحر عبداً ،ويعتبرون ذلك ضعفاً وظلماً .
ولكن على افتراض أنه يمكن أن يوجد حر يقتل عبداً فإن الإسلام قد أوجد الضمانات الرادعة لذلك ،رغم أنه لا يقع إلا نادراً والنادر لا حكم له إلا أنه قد يحتاج الناس إليه والله أعلم بما يصلحهم :وكان هناك خيارين للأفضل :
الأول: أن يقتل الحر بالعبد قصاصاً .وتنتهي القضية بموت الأثنين .وهذا لافائدة فيه بخلاف لو قتل عبد عبداً فإنها مشكلة ،لأن العبد لا يستطيع أن يعتق عبداً أخر،وإلا لأعتق نفسه ، ولا مال له أصلاً . ولذا كان القصاص هو الحل الوحيد ،وكذلك نفس المشكلة لوقتل العبد حراً .
الخيار الثاني:أن يعاقب الحر بعقاب يفيد الأرقاء ،ويمنعه من التعدى .فكان الحل أن يعتق عبداً أخر،ويغرم بقيمته ،ويعزر ،ويضرب ضرباً شديداً. وهو متوعد بالنار كسائر القتلة ،وإن فعله مستحلاً له فهو خالد مخلد في النار .فكانت هذه الضمانات كافية لردعه.فدواعي القتل منتفية ،والعقوبات منتظرة .فكان هذا الخيار هو الأفضل للأرقاء لأن فيه منفعة لهم بخلاف لو قتل به لما بقي فائدة لهما .
وقد يقول قائل :ولماذا لا يقال أن قتل الحر بالحر فيه موت للطرفين بلا فائدة ؟
فالجواب: لسببين:أحدهما:أن قتل الأقران لبعضهم كان متفشياً في جميع الشعوب ،فكان هذا أكثر أنتشاراً بخلاف قتل الحر للعبد فهو لايوجدإلا نادراً.
السبب الثاني:أن الفتنة ستنتشر بين القبائل ،فكل قبيلة تأخذ بثأر المقتول الذي هو منها .وهذا ما جاء الإسلام بمنعه وإعطاء الحلول البديلة ،وهي القصاص،أو الصلح.فالمقارنة بعيدة إذا نظرنا بعين العقل .
وعليه ففي هذه النقطة يتبين حرص الإسلام على عتق العبيد وتحريرهم ،مع إيجاد الضمانات الرادعة جسدياً ،ومالياً ،وأخروياً .
سادساً :إلغاء الرق عالمياً:اتفقت دول العالم بالإجماع على تحرير الأرقاء ،وهو تحالف عادل ،والعدل يقره الإسلام .كما أقر النبي صلى الله عليه وسلم بحلف الفضول الذي تحالف عليه الناس قبل الإسلام ورأى ،أن فيه العدل. ومادامت الدول كلها تعاهدت على منع الرق وأوفت بعهودها فيجب التزام ذلك. لأن الإسترقاق أصلاً لم يكن واجباً ولا مستحباً .بل كان العتق هو الواجب في حالات ،وهو الذي حث عليه الإسلام لتحرير الأرقاء.
والقنوات الإعلامية ،والبعثات الدعوية ،والحوارات الفكرية كافية لنشر الإسلام والتعريف به.كما أن المسلمين في الخارج هم سفراء الدعوة بأخلاقهم وتطبيقهم لمفاهيم الإسلام.
ونحمد الله عزوجل فإن الناس في إقبال شديد على هذا الدين الحنيف ،ويدخلون فيه بأعداد عظيمة . نسأل الله أن يثبتنا وإياهم على الهدى.
كما أنه لابد من دراسة أحكام الرقيق في الإسلام لأنه من أبواب العلم الفقهية ،فربما أحتاجه العلماء ،كأن يحتاج إليه العلماء لرد شبهة أو نحو ذلك .ولذا فتهميش دراسة هذا الباب من الجهل القبيح.لأن العلم والمعرفة مطلوبة في ذاتها .هذا كل مايدورعن الرق في الأسلام أجبت عليه بما ينفع العاقل بإذن الله تعالى.
الفصل السابع المرأة في الاسلام
تحت هذا الفصل ذكر الكاتب بعض الشبهات التي أشبعت بحثاً وتبين لكثير من المنصفين ضعفها .وسأقف مع كلام الكاتب في هذا الفصل لنرى هل من جديد؟أو مفيد؟
قال الكاتب: قصة وأد البنات فلم تكن متفشية في كل القبائل العربية, ولا حتى في قبائل معينة، والا لانقرضت تلك القبائل. ...إلى أن قال:ربما كان هناك بعض الرجال ممن يقتلون بناتهم خشية املاق ( فقر)ٍ، ولم يكن قتل الأطفال محصوراً على البنات فقط، بل كانوا يقتلون الاولاد كذلك، كما يبين لنا القرآن في الآية 31 من سورة الاسراء: " ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق نحن نرزقهم واياكم ان قتلهم كان خطئاً كبيراً".....وقد رأينا ان احد الاحناف، وهو زيد بن عمرو بن ثفيل بن عبد العُزى من قريش، كان يقول للرجل اذا اراد وأد ابنته: " مهلاً، لا تقتلها، انا اكفيك مؤونتها ".
الجواب:1ـ الكاتب يتكلم بكلام بعضه ينقض بعضاً،ولو جعلت عمل الكتاب هذا نقض النجار على نفسه لكن أقل جهداً لأنه يوفر الوقت .ففي أول الكلام أنكر وأد البنات وفي أخره اعترف بذلك لكن جعله على الجنسين البنات ،والبنين وهذا يدل على اضطرابه وتناقضه هداه الله.
2ـ اما قوله:أنه غير متفشي في كل العرب .فلا يصح على إطلاقه ،بل الصحيح أن من العرب من كان يقتل البنات صغاراً خشية العار .ومنهم من كان يقتلهن خشية الفقر ،ولا يشترط أن تكون هذه الجريمة في الجميع بل لو فعلها أفراد منهم لكانت جريمة يجب إنكارها،وتحريمها ،والمنع منها وهذا ما شرعه الله تعالى لضمان حياة وسعادة البنات وأسرتهن .
3ـ واما قوله :أن ذلك عام في الابن والبنت .فهو مجرد وهم من الكاتب لأنه فهم أن قوله تعالى {ولا تقتلوا اولادكم} يعني الابن فقط لا البنت . وهذا جهل باللغة لأن لفظ الولد يعم الابن والبنت ولذا قال الله تعالى { يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين } فلفظ الأولاد يعم الابن والبنت،الذكر والأنثى. ويدل عليه نفس القصة التي استشهد بها الكاتب وهي قول زيد للرجل اذا أراد وأد ابنته:مهلاً، لا تقتلها. إذن هي خاصة بالبنات فكيف لا تتأمل فيما تنقل ؟!
4ـ ثم أننا نقول أن الوأد كان خاص بالبنات دون الأبناء وذلك لقوله تعالى {وإذا المؤودة سألت بأي ذنب قتلت } فدل على أنه خاص بالبنات لضمير المؤنث .
5ـ اما دعوى أن الوأد كان خشية الفقر ؟فصحيح بلا ريب لكن ليس خاص بذلك بل هناك من كان يقتلها خشية العارولذا قال تعالى: (قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفهاً بغير علم وحرموا ما رزقهم الله افتراءً على الله قد ضلّوا وما كانوا مهتدين). قال الدكتور جواد علي:ويذكر الأخباريون أن "الوأد كان مستعملاً في قبائل العرب قاطبة، فكان يستعمله واحد ويتركه عشرة فجاء الإسلام، وقد قل ذلك فيها إلا من بني تميم، فإنهم تزايد فيهم ذلك قبيل الإسلام". وقبيلة كندة ،وقيس ،وهذيل ،وأسد ،وبكر ابن وائل من القبائل التي عرف فيها الوأد، وخزاعة، وكنانة، ومضر، واشدهم في هذا تميم زعموا خوف القهر عليهم، وطمع غير الاكفاء فيهن. [1]
قال الكاتب:والقرآن نفسه لا يُعامل المرأة معاملة كريمة بدليل ان عدداً من الايات تجعل الله يبدو وكأنه يستعفف ان تكون له البنات
الجواب:أولاً:الله جل جلاله واحد أحد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد . فلا إناث ولا ذكور يعتز بهم بل كلهم خلق من خلقه ،يحتاجون إليه ،وهو غني عنهم . ولذا قال الله تعالى {وقالوا اتخذ الرحمن ولدا، لقد جئتم شيئا إدا،تكاد السماوات والارض يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدّا،أن دعوا للرحمن ولدا ، وماينبغي للرحمن أن يتخذ ولداً}مريــم الآيات 87 - 92
ثانياً:قوله تعالى {أفاصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثاً إنكم لتقولون قولاً عظيماً}ونحوها من الآيات كلها تدل على إنكار الله عليهم فضاعة كذبهم ،وشناعة كفرهم بأن نسبوا لله أن له الإناث ،وكذا تسميتهم للملائكة بالأناث لأن الملائكة عليهم السلام لا يوصفون بالذكور ولا الإناث بل هم ملائكة كرام لا شهوات لهم .
ثالثاً:أن أهل الجاهلية يعدون الأبناء خير من البنات من جميع الوجوه ،فإذا كان الأبناء وصف للكمال في عرفهم ،وكانت البنات وصفاً للنقص فكيف يجعلون لله الأدنى في نظرهم ولهم الأكمل ،خصوصاً وهم يعتقدون أن الله إله من الآلهة ،وهم مخلوقين.وليس المعنى طلب من الله أن يجعلوا له أبناء سبحانه وتعالى فهذا لا يفهمه أي عاقل بل المعنى تنهيض عقولهم ،ليتأملوا في سفاهة أفكارهم ومعتقداتهم . ولذا قال تعالى وفي سورة الصافات، الآية 149، يطلب الله من النبي أن يسألهم سؤال مستنكر ، {فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون}والآية 16 من سورة الزخرف تقول: { أم اتخذ مما يخلق بناتٍ واصفاكم بالبنين}.فهذا الذي تتوهمونه في غاية القبح والسفاهة من جميع الوجوه.ومن تأمل في الآيات القرآنية علم ذلك علم اليقين.
قال الكاتب:وبعد أن قال الله أن العرب جعلوا الملائكة إناثاً وانه سيكتب شهادتهم هذه ويسألهم عنها يوم القيامة، نراه في سورة الصافات يجعل الملائكة إناثاً ويقسم بهم:" والصافات صفاً، فالزاجرات زجراً، فالتاليات ذكراً".
الجواب:أولاً: الله تبارك وتعالى نهى الكفار عن تسمية الملائكة أناثاً على المعنى المقابل للأبناء أي الذكور لأنهم ليسوا كذلك عليهم السلام وسبق بيانه وهو ما يسمى التأنيث المعنوي ،وهو أخص من التأنيث اللفظي.
أما اللفظي فسائغ ولذا نقول للرجل الفلاني نفس طيبة ،وللناس قلوب طيبة ،ولهم علوم باهرة ونحو ذلك فهذا سائغ بلا ريب ،ولا يعني ذلك أن العلوم مؤنثة على معنى البنت وهذا يفهمه كل عاقل. ولذا قال الإمام الرازي : أن الصافات جمع الجمع فإنه يقال جماعة صافة ثم يجمع على صافات.
فليت الكاتب ألجم نفسه عن التكلم فيما لاعلم له به ،مادام لا يعرف اللغة .
قال الكاتب: " وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن الا لبعولتهن او لآبائهن او آباء بعولتهن........". فالمرأة اذاً لا تترك بيتها الا للضرورة القصوى، ووقتها يجب ان تغطي كل جسمها ورأسها بحيث لا يبدو منها غير الوجه واليدين، ويجب الا تلبس زينةً او تتطيب بطيب، حتى لا يطمع بها الرجال.
أولاً: ليس بصحيح أن المرأة المسلمةلا تخرج من بيتها إلا للضرورة القصوى.
بل لها أن تخرج سواء كان للحاجة أو الضرورة أودون ذلك.ولذا تجدها تخرج للمدارس والمستشفيات ،والمتنزهات ،ولزيارة الجيران وغير ذلك .
ثانياً:أن المطلوب منها أن تستر نفسها ،لأنها درة مصونة وليست ألعوبة للرجل .وهذا حماية لها ولعرضها،ودينها ،وهو مما يسعد أبناءها وجميع أقربائها .والمسلمات يسعدهم هذا العمل لما يترتب عليه من عظيم الأجر والثواب. فإنها بحجابها ،تتلذ بطاعة الله مولاها ولها أجر كل ذرة خير تفعله في هذا الزمن الذي تتستر فيه ،ولها أجر إسعادها لأبناءها واباءها وإخوانها وزوجها وجميع أحبابها ،وهذا ما يعكس الشعور بالسعادة والاعتزاز في نفسها.
ثالثاً:أن هذا التستر إنما هو عن أعين الرجال الأجانب، لأنهم قد يطمعون في أنتهاك عرضها ،أما إذا أمنت من نظر الرجال فلها أن ترفع هذا الحجاب .
رابعاً: يجوز له التطيب والتعطر ،وإنما المطلوب أن لايشم الرجال ذلك منها ،ولذا فإذا علمت أنها لن تمر على الرجال فلا حرج في ديننا ولله الحمد .
قال الكاتب:النبي قال: " علموا اولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل" ولم يقل علموا بناتكم السباحة، فليس مهماً للبنت ان تتعلم السباحة حتى تستطيع ان تنقذ نفسها من الغرق اذا غرقت الباخرة التي هي مسافرة عليها، فحياة المرأة ليست مهمة لهذه الدرجة.
الجواب:أولاً: بصرف النظر عن صحة هذا الحديث فليس فيه منع البنات عن تعلم أي من الأشياء المذكورة في الحديث وليس السباحة فقط .ثم أن لفظ الأولاد يعم الأبناء والبنات كما بينته في مسألة سابقة ولذا قال تعالى { يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين} فبين أن أولادنا يشمل الذكور والأناث .
ثانياً:أن تعلمها للعلم ليس معناه أن ترمي نفسها لأنظار الرجال،لأنها أعز وأرفع من ذلك ،بل تتعلمه في مسابح خاصة بها في بيتها أو مزارعهم أو نحو ذلك مما لا يلحق بها أي أذى ،ولا يجعلها سلعة بيد دعاة التعري .
ونشكر لك هذا الحرص الكبير على بنات الإسلام ألا يغرقن في البحر.!!!
قال الكاتب:الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من اموالهم....". فالرجال قوامون على النساء لان الله فضلهم على النساء ولانهم ينفقون اموالهم على النساء
الجواب:أن هذا تكليف من الله تعالى للرجال بأن ينفقوا على زوجاتهم وبناتهم، وأمهاتهم ،ومن يعولون . وهذا واجب شرعاً لا يجوز له تركه ولو كانت الزوجة موظفة ،وله الثواب من الله تعالى والأجرالعظيم على هذه النفقة . والزوجة تحس بهذا التفاني من الزوج في سبيل خدمتها وجعل الله بينهما مودة ورحمة .فهي تقدر له ذلك .وليست المسألة معركة بين متنافسين تناطحه ،ويناطحها كما تريد العلمانية الغربية المادية.
قال الكاتب: تُمنع المرأة المسلمة من ان تكون شاهدة في قضية قتل او اي قضية جنائية تستوجب القتل.
الجواب:المرأة ذات عاطفة جياشة ،يهز مشاعرها مثل هذا العنف الذي يفعله بعض الظلمة من قتل ونحوه ،فيسر الله لها الابتعاد عن هذه المآسي ،ولم يلزمها بالشهادة بل منعها من ذلك ،فاستراح قلبها من شهود مثل تلك المصائب.فهذه منقبة للإسلام.فلماذا يصرغير المسلمين على إقحامها في هذه المصائب ؟!!
قال الكاتب:ويجب الا تُئم الرجال في الصلاة، ولا تكون رئيسة دولة وفي الحديثلا يفلح قومٌ ولوا امرهم إمرأة.
الجواب:أولاً:لا شك أن الإمامة عبادة ،لا تجوز لكثير من الرجال إلا بشروط خاصة ،ولا يجوز للمرأة أن تصلي إلا بطهارة ،والحيض والنفاس يمنعها من الصلاة فترات كثيرة ،فلذا من العسير عليها أن يلقي عليها هذه التكاليف .
وأما رئاسة الدول:فهل تريدها أن تخطط لنسف الدول ،وترميل النساء ،وتيتم الأطفال.أم تريد منها أن تعيش صراع مع دجاجلة السياسة ؟!إنها محازن وضغوط ،وأعباء تسبب الضنك والضيق .والمرأة بطبعها عاطفية ودودة ،رحيمة ،فمنع الله عنها ما يكدر صفو حياتها ،وجعلها تنعم بالسعادة بين أحبابها بعيداً عن جرائم الساسة ونفاقهم.وهو الخبير بأحوال البشر.
وهذا لايعني ان هناك شواذ من النساء يعشن المعترك السياسي ،وتخطط لنسف الدول وتوتر العلاقة بين البشر ،كما رأينا من كندولزا رايس وغيرها،لكن لا يعني ذلك أنه الأصلح والأنفع للمرأة ،لأن الأصل في المرأة هو العاطفة الجياشة ،والرحمة بالناس ،والعطاء البناء وجو السياسة لا يساعد على ذلك.
ثانياً:لا شك أن الرجال إذا أرادوا أن يتهربوا من التكاليف ،ويرمون بها على كاهل المرأة فلن يفلحوا .لأنهم تخلواعن الواجبات التي كلفهم الله بها ، ورموا بمصائبهم على كواهل النساء ،ليقف متفرجاً عليها ،وهو ينعم بالراحة والاستقرار.
قال الكاتب:وشهادة المرأة المسلمة، كما نعلم، نصف شهادة الرجل .. ولذلك جعل الله شهادة امرأتين كشهادة رجل واحد حتى اذا ضلت احداهما تذكرها الاخرى، ونرى هذا موضحاً في الآية 282 من سورة البقرة: " واستشهدوا شاهدين من رجالكم فان لم يكونا رجلين فرجل وأمراتان ممن ترضون من الشهداء ان تُضل احداهما فتذكر احداهما الاخرى".
الجواب:أولاً : هذا الأمر ورد في آية الدين الطويلة حيث قال تعالى. {يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوۤاْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَٱكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُم كَاتِبٌ بِٱلْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَن يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ ٱللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ ٱلَّذِى عَلَيْهِ ٱلْحَقُّ وَلْيَتَّقِ ٱللَّهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإن كَانَ ٱلَّذِى عَلَيْهِ ٱلْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِٱلْعَدْلِ وَٱسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ مِّن رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَٱمْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ ٱلشُّهَدَآءِ أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا ٱلاٍّخْرَىٰ وَلاَ يَأْبَ ٱلشُّهَدَآءُ إِذَا مَا دُعُواْ وَلاَ تَسْأمُوۤاْ أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَىٰ أَجَلِهِ ذَٰلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ ٱللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَـٰدَةِ وَأَدْنَىٰ أَلاَّ تَرْتَابُوۤاْ إِلاَ أَن تَكُونَ تِجَـٰرَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوۤاْ إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ}
ثانياً:إن المرأة بطبيعتها حنونة عاطفية ،وقد جبلت على النسيان عادة ،ولعل من الملفت للنظر أنها أسرع مسامحة ونسياناً للمواقف التي تحصل في حياتها اليومية ،وهذا مشاهد محسوس ولذا كان من الأفضل أن تكون معها أخت تذكرها إذا نسيت عند الشهادة، لأن المال تكثر عليه المشاكل والخلافات ،فلما كان له أهميته عند الناس ،وهو عصب من مقومات الحياة الإنسانية ،ولأهمية ذلك طالب بتوثيقه دفعاً للخلاف وإقامة للقسط .
وليس استهانة بها كما يزعم أعداء المرأة بل هو من تمام العلم بطبيعتها ،ولولا أن الله جبل المرأة على النسيان الأكثري لما طابت لها الحياة ،ولحفرت المآسي في قلبها أودية من الأحزان ،فلا جرم كان النسيان نعمة من الله عليها.
قال الكاتب: وفي الميراث، طبعاً، للمرأة نصف ما للرجل، كما نرى في سورة النساء: " يوصيكم الله في اولادكم للذكر مثل حظ الانثيين".
الجواب:ليس بصحيح أن المرأة تأخذ النصف مطلقاً ،بل إنها ترث أكثر من الرجل أحياناً،فهناك تفصيل وسأنقل جواب ذلك كاملاًً من مقال في موقع دار الإفتاء المصرية الرسمي بعنوان ميراث المرأة بين الحقائق والافتراءات .لما فيه من النفائس العلمية وهذا نصه :ومن الأمور المهمة التي يجب أن تكون حاضرة في ذهن المسلم الواعي أن مساحة الاجتهاد في فقه المواريث خاصة ضيقة ، وأحكام المواريث في أغلبها ليست إلا تطبيقًا لنصوص الشارع الحكيم ، فالذي قسم تلك الأنصبة هو الله سبحانه وتعالى وعندما استقرء العلماء هذه التقسيمات زاد يقينهم بالله وسبحوا ربهم على حكمة التشريع الرباني ، وقالوا صدق ربنا : ( مَّا فَرَّطْنَا فِى الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ) [الأنعام :38] .
يتردد كثيرًا قول بعضهم : « إن الإسلام ظلم المرأة ؛ حيث جعل نصيبها في الميراث نصف نصيب الرجل » ، ونحن المسلمين نؤمن بثوابت راسخة من صفات الله تعالى ، تجعل تلك الشبهة لا تطرأ على قلب أي مسلم أو مسلمة ، وتتمثل تلك الثوابت في أن الله سبحانه حكم عدل ، وعدله مطلق ، وليس في شرعه ظلم لبشر أو لأي أحد من خلقه : ( وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ) [الكهف :49] ، ( وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً ) [النساء :49] ، ( وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ ) [الحج :10] ، ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ ) [العنكبوت :40] ، ( إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ) [النساء :40] ، ( وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ) [النساء :124] ، ( فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ ) [التوبة :70] .
وإن الفروق في أنصبة المواريث هي أساس قضية المواريث في الفقه الإسلامي ، ولا تختلف الأنصبة في المواريث طبقًا للنوع ؛ وإنما تختلف الأنصبة طبقًا لثلاثة معايير :
الأول : درجة القرابة بين الوارث والمورث : ذكرًا كان أو أنثى ، فكلما اقتربت الصلة زاد النصيب في الميراث ، وكلما ابتعدت الصلة قل النصيب في الميراث دونما اعتبار لجنس الوارثين ، فترى البنت الواحدة ترث نصف تركة أمها ( وهي أنثى ) بينما يرث أبوها ربع التركة ( وهو ذكر ) وذلك لأن الابنة أقرب من الزوج فزاد الميراث لهذا السبب .
الثاني : موقع الجيل الوارث : فالأجيال التي تستقبل الحياة ، وتستعد لتحمل أعبائها ، عادة يكون نصيبها في الميراث أكبر من نصيب الأجيال التي تستدبر الحياة وتتخفف من أعبائها ، بل تصبح أعباؤها - عادة - مفروضة على غيرها ، وذلك بصرف النظر عن الذكورة والأنوثة للوارثين والوارثات . فبنت المتوفى ترث أكثر من أمه - وكلتاهما أنثى - وترث بنت المتوفى أكثر من أبيه كذلك في حالة وجود أخ لها .
الثالث : العبء المالي : وهذا هو المعيار الوحيد الذي يثمر تفاوتًا بين الذكر والأنثى ، لكنه تفـاوت لا يفـضى إلى أي ظـلم للأنثى أو انتقاص من إنصافها ، بل ربما كان العكس هو الصحيح .
ففي حالة ما إذا اتفق وتساوى الوارثون في العاملين الأولين ( درجة القرابة ، وموقع الجيل ) - مثل أولاد المتوفَّى ، ذكوراً وإناثاً - يكون تفاوت العبء المالي هو السبب في التفاوت في أنصبة الميراث ؛ ولذلك لم يعمم القرآن الكريم هذا التفاوت بين الذكر والأنثى في عموم الوارثين ، وإنما حصره في هذه الحالة بالذات ، والحكمة في هذا التفاوت ، في هذه الحالة بالذات ، هي أن الذكر هنا مكلف بإعالة أنثى - هي زوجه - مع أولادهما ، بينما الأنثـى الوارثة أخت الذكر- إعالتها ، مع أولادها ، فريضة على الذكر المقترن بها .
فهي - مع هذا النقص في ميراثها بالنسبة لأخيها الذي ورث ضعف ميراثها - أكثر حظًّا وامتيازًا منه في الميراث ؛ فميراثها - مع إعفائها من الإنفاق الواجب - هو ذمة مالية خالصة ومدخرة ، لجبر الاستضعاف الأنثوى ، ولتأمين حياتها ضد المخاطر والتقلبات ، وتلك حكمة إلهية قد تخفى على الكثيرين ، ومن أعباء الرجل المالية نذكر منها :
1- الرجل عليه أعباء مالية في بداية حياته الزوجية وارتباطه بزوجته ، فيدفع المهر ، يقول تعالى : ( وَءَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ) [النساء :12] ، والمهر -التزام مالي يدفعه الرجل للمرأة - من تشريعات بداية الحياة الزوجية ، والمرأة تتميز عن الرجل ؛ حيث ليس من حقه أن يطالب بمهر من المرأة إذا ما أرادت أن تتزوج منه .
2- الرجل بعد الزواج ينفق على المرأة وإن كانت تمتلك من الأموال ما لا يمتلكه هو ، فليس من حقه أن يطالبها بالنفقة على نفسها فضلاً عن أن يطالبها بالنفقة عليه ؛ لأن الإسلام ميزها وحفظ مالها ، ولم يوجب عليها أن تنفق منه .
3- الرجل مكلف كذلك بالأقرباء وغيرهم ممن تجب عليه نفقته ، حيث يقوم بالأعباء العائلية والالتزامات الاجتماعية التي يقوم بها المورث باعتباره جزءًا منه ، أو امتدادًا له ، أو عاصبـًا من عصبته .
هذه الأسباب وغيرها تجعلنا ننظر إلى المال أو الثروة نظرة أكثر موضوعية ، وهي أن الثروة والمال أو الملك مفهوم أعم من مفهوم الدخل ، فالدخل هو المال الوارد إلى الثروة ، وليس هو نفس الثروة ؛ حيث تمثل الثروة المقدار المتبقي من الواردات والنفقات .
وبهذا الاعتبار نجد أن الإسلام أعطى المرأة نصف الرجل في الدخل الوارد ، وكفل لها الاحتفاظ بهذا الدخل دون أن ينقص سوى من حق الله كالزكاة ، أما الرجل فأعطاه الله الدخل الأكبر وطلب منه أن ينفق على زوجته وأبنائه ووالديه إن كبرا في السن ، ومن تلزمه نفقته من قريب وخادم وما استحدث في عصرنا هذا من الإيجارات والفواتير المختلفة ؛ مما يجعلنا نجزم أن الله فضل المرأة على الرجل في الثروة ؛ حيث كفل لها حفظ مالها ، ولم يطالبها بأي شكل من أشكال النفقات .
ولذلك حينما تتخلف قضية العبء المالي كما هي الحال في شأن توريث الإخوة والأخوات لأم ؛ نجد أن الشارع الحكيم قد سوَّى بين نصيب الذكر ونصيب الأنثى منهم في الميراث ، قال تعالى : ( وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوا أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِى الثُّلُثِ ) [النساء :12] . فالتسوية هنا بين الذكور والإناث في الميراث ؛ لأن أصل توريثهم هنا الرحم ، وليسوا عصبةً لمورثهم حتى يكون الرجل امتدادا له من دون المرأة ، فليست هناك مسئوليات ولا أعباء تقع على كاهله بهذا الاعتبار .وباستقراء حالات ومسائل الميراث انكشف لبعض العلماء والباحثين حقائق قد تذهل الكثيرين ؛ حيث ظهر التالي :
أولاً : أن هناك أربع حالات فقط ترث المرأة نصف الرجل .
ثانيًا : أن أضعاف هذه الحالات ترث المرأة مثل الرجل .
ثالثًا : هناك حالات كثيرة جدًا ترث المرأة أكثر من الرجل .
رابعًا : هناك حالات ترث المرأة ولا يرث نظيرها من الرجال .
وتفصيل تلك الحالات فيما يلي :
أولاً : الحالات التي ترث المرأة نصف الرجل :
1- البنت مع إخوانها الذكور ، وبنت الابن مع ابن الابن .
2- الأب والأم ولا يوجد أولاد ولا زوج أو زوجة .
3- الأخت الشقيقة مع إخوانها الذكور .
4- الأخت لأب مع إخوانها الذكور .
ثانيا : الحالات التي ترث المرأة مثل الرجل :
1- الأب والأم في حالة وجود ابن الابن .
2- الأخ والأخت لأم .
3- أخوات مع الإخوة والأخوات لأم .
4- البنت مع عمها أو أقرب عصبة للأب ( مع عدم وجود الحاجب ) .
5- الأب مع أم الأم وابن الابن .
6- زوج وأم وأختين لأم وأخ شقيق على قضاء سيدنا عمر ( رضى الله عنه )، فإن الأختين لأم والأخ الشقيق شركاء في الثلث .
7- انفراد الرجل أو المرأة بالتركة بأن يكون هو الوارث الوحيد ، فيرث الابن إن كان وحده التركة كلها تعصيبا ، والبنت ترث النصف فرضًا والباقي ردًا . وذلك لو ترك أبا وحده فإنه سيرث التركة كلها تعصيبًا ، ولو ترك أما فسترث الثلث فرضًا والباقي رضا عليها .
8- زوج مع الأخت الشقيقة ؛ فإنها ستأخذ ما لو كانت ذكرًا ، بمعنى لو تركت المرأة زوجًا وأخًا شقيقا فسيأخذ الزوج النصف ، والباقي للأخ تعصيبًا. ولو تركت زوجاً وأختاً فسيأخذ الزوج النصف والأخت النصف كذلك .
9- الأخت لأم مع الأخ الشقيق ، وهذا إذا تركت المرأة زوجًا ، وأمًّا ، وأختًا لأم ، وأخًا شقيقًا ؛ فسيأخذ الزوج النصف ، والأم السدس ، والأخت لأم السدس ، والباقي للأخ الشقيق تعصيًبا وهو السدس .
10- ذوو الأرحام في مذهب أهل الرحم ، وهو المعمول به في القانون المصري في المادة 31 من القانون رقم 77 لسنة 1943، وهو إن لم يكن هناك أصحاب فروض ولا عصابات فإن ذوي الأرحام هم الورثة ، وتقسم بينهم التركة بالتساوي كأن يترك المتوفى ( بنت بنت ، وابن بنت ، وخال ، وخالة ) فكلهم يرثون نفس الأنصبة .
11- هناك ستة لا يحجبون حجب حرمان أبدًا وهم ثلاثة من الرجال ، وثلاثة من النساء ، فمن الرجال ( الزوج ، والابن ، والأب ) ، ومن النساء ( الزوجة ، والبنت ، والأم ) .
ثالثا : حالات ترث المرأة أكثر من الرجل :
1- الزوج مع ابنته الوحيدة .
2- الزوج مع ابنتيه .
3- البنت مع أعمامها .
4- إذا ماتت امرأة عن ستين فدانًا ، والورثة هم ( زوج ، وأب ، وأم ، وبنتان ) فإن نصيب البنتين سيكون 32 فدانًا بما يعني أن نصيب كل بنت 16 فدانا ً، في حين أنها لو تركت ابنان بدلاً من البنتان لورث كل ابن 12,5 فداناً ؛ حيث إن نصيب البنتين ثلثي التركة ، ونصيب الابنين باقي التركة تعصيبا بعد أصحاب الفروض .
5- لو ماتت امرأة عن 48 فدانًا ، والورثة ( زوج ، وأختان شقيقتان ، وأم ) ترث الأختان ثلثي التركة بما يعني أن نصيب الأخت الواحدة 12 فداناً ، في حين لو أنها تركت أخوين بدلاً من الأختين لورث كل أخ 8 أفدنة لأنهما يرثان باقي التركة تعصيًبا بعد نصيب الزوج والأم .
6- ونفس المسألة لو تركت أختين لأب ؛ حيث يرثان أكثر من الأخوين لأب .
7- لو ماتت امرأة وتركت ( زوجًا ، وأبًا ، أمًا ، بنتًا ) ، وكانت تركتها 156 فدانًا فإن البنت سترث نصف التركة وهو ما يساوي 72 فداناً ، أما لو أنها تركت ابنًا بدلاً من البنت فكان سيرث 65 فدانًا ؛ لأنه يرث الباقي تعصيبًا بعد فروض ( الزوج والأب والأم ) .
8- إذا ماتت امرأة وتركت ( زوجًا ، وأمًا ، وأختًا شقيقة ) ، وتركتها 48 فدانًا مثلا فإن الأخت الشقيقة سترث 18 فدانًا ، في حين أنها لو تركت أخًا شقيقًا بدلاً من الأخت سيرث 8 أفدنة فقط ؛ لأنه سيرث الباقي تعصيبًا بعد نصيب الزوج والأم ، ففي هذه الحالة ورثت الأخت الشقيقة أكثر من ضعف نصيب الأخ الشقيق .
9- لو ترك رجل ( زوجة ، وأمًا ، وأختين لأم ، وأخوين شقيقين ) وكانت تركته 48 فداناً ، ترث الأختان لأم وهما الأبعد قرابة 16 فداناً فنصيب الواحدة 8 أفدنة ، في حين يورث الأخوان الشقيقان 12 فدانًا ، بما يعني أن نصيب الواحد 6 أفدنة .
10- لو تركت امرأة ( زوجًا ، وأختًا لأم ، أخوين شقيقين ) ، وكانت التركة 120 فدانًا ، ترث الأخت لأم ثلث التركة ، وهو ما يساوي 40 فدانًا ، ويرث الأخوان الشقيقان 20 فدانًا ، بما يعني أن الأخت لأم وهي الأبعد قرابة أخذت أربعة أضعاف الأخ الشقيق .
11- الأم في حالة فقد الفرع الوارث ، ووجود الزوج في مذهب ابن عباس (رضى الله عنه ) ، فلو مات رجل وترك ( أبًا ، وأمًا ، وزوجًا ) فللزوج النصف ، وللأم الثلث ، والباقي للأب ، وهو السدس أي ما يساوي نصف نصيب زوجته .
12- لو تركت امرأة ( زوجًا ، وأمًّا ، وأختًا لأم ، أخوين شقيقين ) وكانت التركة 60 فدانًا ، فسترث الأخت لأم 10 أفدنة في حين سيرث كل أخ 5 أفدنة ؛ مما يعني أن الأخت لأم نصيبها ضعف الأخ الشقيق ، وهي أبعد منه قرابة .
13- ولو ترك رجل ( زوجة ، وأبًا، وأمًّا ، وبنتًا ، بنت ابن ) ، وكانت التركة 576 فدانًا ، فإن نصيب بنت الابن سيكون 96 فدانًا ، في حين لو ترك ابنَ ابنٍ لكان نصيبه 27 فدانًا فقط .
14- لو ترك المتوفى ( أم ، وأم أم ، وأم أب ) وكانت التركة 60 فدانًا مثلاً ، فسوف ترث الأم السدس فرضا والباقي ردًّا ، أما لو ترك المتوفى أبًا بدلاً من أم بمعنى أنه ترك ( أبًا ، وأم أم ، أم أب ) فسوف ترث أم الأم ، ولن تحجب السدس وهو 10 أفدنة ، والباقي للأب 50 فداناً ، مما يعني أن الأم ورثت كل التركة 60 فدانًا ، والأب لو كان مكانها لورث 50 فداناً فقط .
رابعا : حالات ترث المرأة ولا يرث نظيرها من الرجال :
1- لو ماتت امرأة وتركت ( زوجًا ، وأبًا ، أمًا ، بنتًا ، بنت ابن ) ، وتركت تركة قدرها 195 فداناً مثلاً ، فإن بنت الابن سترث السدس وهو 26 فدانًا ، في حين لو أن المرأة تركت ابن ابن بدلاً من بنت الابن لكان نصيبه صفرًا ؛ لأنه كان سيأخذ الباقي تعصيًبا ولا باقي ، وهذا التقسيم على خلاف قانون الوصية الواجبة الذي أخذ به القانون المصري رقم 71 لسنة 1946، وهو خلاف المذاهب ، ونحن نتكلم عن المذاهب المعتمدة ، وكيف أنها أعطت المرأة ، ولم تعط نظيرها من الرجال .
2- لو تركت امرأة ( زوجًا ، وأختًا شقيقة ، أختًا لأب ) ، وكانت التركة 84 فدانًا مثلاً ، فإن الأخت لأب سترث السدس ، وهو ما يساوي 12 فدانًا ، في حين لو كان الأخ لأب بدلا من الأخت لم يرث ؛ لأن النصف للزوج ، والنصف للأخت الشقيقة والباقي للأخ لأب ولا باقي .
3- ميراث الجدة : فكثيرا ما ترث ولا يرث نظيرها من الأجداد ، وبالاطلاع على قاعدة ميراث الجد والجدة نجد الآتي : الجد الصحيح ( أي الوارث ) هو الذي لا تدخل في نسبته إلى الميت أم مثل أب الأب أو أب أب الأب وإن علا ، أما أب الأم أو أب أم الأم فهو جد فاسد ( أي غير وارث ) على خلاف في اللفظ لدى الفقهاء ، أما الجدة الصحيحة هي التي لا يدخل في نسبتها إلى الميت جد غير صحيح ، أو هي كل جدة لا يدخل في نسبتها إلى الميت أب بين أمين ، وعليه تكون أم أب الأم جدة فاسدة لكن أم الأم ، وأم أم الأب جدات صحيحات ويرثن .
4- لو مات شخص وترك ( أب أم ، وأم أم ) في هذه الحالة ترث أم الأم التركة كلها ، حيث تأخذ السدس فرضًا والباقي ردًا ، وأب الأم لا شيء له ؛ لأنه جد غير وارث .
5- كذلك ولو مات شخص وترك ( أب أم أم ، وأم أم أم ) تأخذ أم أم الأم التركة كلها ، فتأخذ السدس فرضًا والباقي ردًا عليها ولا شيء لأب أم الأم ؛ لأنه جد غير وارث .
إذن فهناك أكثر من ثلاثين حالة تأخذ فيها المرأة مثل الرجل ، أو أكثر منه ، أو ترث هى ولا يرث نظيرها من الرجال ، في مقابلة أربع حالات محددة ترث فيها المرأة نصف الرجل . تلك هي ثمرات استقراء حالات ومسـائل الميراث في عـلم الفرائض ( المواريث ) ، فأرى أن الشبهة قد زالت بعد هذه الإيضاحات لكل منصفٍ صادقٍ مع نفسه ، نسأل الله العناية والرعاية ، والحمد لله رب العالمين .
ميراث المرأة بين الحقائق والافتراءات . أنتهى وأعتقد أنه وافياً بالغرض.
قال الكاتب:والمرأة الاسلام، كاليهودية قبله، يعتبر المرأة نجسة اذا كانت حائضاً او نفساء، وعليه لا يجوز لها ان تصوم او تصلى او حتى ان تلمس المصحف وهي حائض.
الجواب:أولاً:ليس بصحيح أن الإسلام يعتبر المرأة نجسة كما يزعم الكاتب ـ هداه الله ـ بل المرأة كريمة طاهرة مطهرة .وإنما الإسلام يمنع الرجل والمرأة على حد سواء من الصلاة ونحوها في أمور معينة لا لنجاسة الرجل ،ولا لنجاسة المرأة ،لأن المؤمن لاينجس ولله الحمد ،بل ذلك لوصف طارىء يمنع من العبادة ولذا ورد في الصحيح أن أبا هريرة رضي الله عنه كان جنباً فتنحى عن النبي صلى الله عليه وسلم فسأله الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال : لقيتنى وأنا جنب فكرهت أن أجالسك , فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( إن المؤمن لاينجس)) رواه البخارى و مسلم
وقد بينت السيدة عائشة رضي الله عنها حال المرأة الحائض فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت أن النبي (صلّى الله عليه وسلم كان يتكئ في حجري وأنّا حائض (رواه البخاري
وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله (صلّى الله عليه وسلم يضع فاه على الموضع الذي أشرب منه ويشرب من فضل شرابي وأنا حائض) رواه النسائي .فبينت رضي الله عنها أدق التصرفات التشريعية في بيت الرسول صلى الله عليه وسلم لأن الفعل أبلغ من القول.فهي لم تخرجها عبثاً ولا تسلية بل لتبين تعامل النبي صلى الله عليه وسلم لأنه شرع .ولعل هذا من فوائد تعدد زوجاته صلى الله عليه وسلم .حتى كان الصحابة يرجعون إليهن في بعض المسائل الفقهية لمعرفة حكم الشريعة في ذلك.
ثانياً:الغائط والبول نجس حسي ،ولا يعني ذلك أن الإنسان نجس لأن الإنسان ليس ببول ولا غائط وهذا معروف بداهة ،وكذا الحيض نجس ولا يعني أن المرأة حيض .فكم الفرق بين الأمرين والكاتب يجعلها متلازمة .
قال الكاتب:قال ابو داود عن موسى بن اسماعيل عن بعض ازواج النبي: كان اذا اراد من الحائض شيئاً القى على فرجها ثوباً. وحدثنا بشار حدثنا عبد الوهاب حدثنا ايوب عن كتاب بن قلابة ان مسروقاً قال انه سأل عائشة: ما للرجل من امرأته وهي حائض؟ فقالت: كل شئ الا فرجها. ولذا يُحل بعض العلماء ان يأتي الرجل امرأته من دبرها ان كانت حائضاً.
الجواب:هذا غير صحيح بل لا يجوز للرجل أن يباشر المرأة في دبرها سواء كانت حائضاً أم غير حائض ،بل هو كبيرة عظيمة من الكبائر ، وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم من فعل هذا فقال : " ملعون من أتى امرأة في دبرها " رواه الإمام أحمد 2/479 و قال صلى الله عليه وسلم:{من أتى حائضا أو امرأة في دبرها أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد } رواه الترمذي برقم 1/243 وقول عائشة كل شيء إلا فرجها يشمل القبل والدبر.
فأما الدبر فلايجوز أبداً ،وأما القبل فيجوز إلا وقت الحيض.وهذا واضح.
قال الكاتب:ففي سورة البقرة، الآية 223: { نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم انّى شيئتم }. والكل يعرف ان الظرف " أنى" قد تكون ظرف زمان أو ظرف مكان. أو بمعني آخر قد تكون للمكان او الزمان او حتى بمعنى " كيف". فعندما يقول " أتوا حرثكم انى شيئتم" فقد يكون تفسيره متى شيئتم او في اي مكان شيئتم، من القبل او الدير او كيف شيئتم
الجواب:يعرف المعنى من المناسبة فإن مناسبة نزول الآية أن اليهود ينكرون أن يأتي الرجل زوجته من الخلف في القبل ،ويزعمون أن الولد سيكون أعوراً، فأنزل الله تعالى الآية ليبين للناس جواز أن يأتي الرجل زوجته في القبل ،سواء كان هذا الأتيان من الأمام أو من الخلف مادام أنه في القبل وليس في الدبر.وبهذا تبين بطلان كلام اليهود وادعائهم حيث تبين أنه ليس بحرام لأنه في القبل فقط،وتبين أنه لا يترتب على ذلك ولادة مولود أعورإذا حملت المرأة. ولذلك فليس هناك مشكلة في فهم المراد بالآية لأن مناسبة النزول معروفة مذكورة مشهورة.
قال الكاتب:واللذان يأتيانها منكم فاذوهما فان تابا واصلحا فاعرضوا عنهما ان الله كان تواباً رحيماً". فالرجل اذا ارتكب إثم اللواط مع رجل آخر، فاذوهما، اي اضربوهم بالنعل، فان تابا فاعرضوا عنهما.
الجواب:هذا كلام غير صحيح بل من يفعل فاحشة اللواط فيجب قتله كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل و المفعول به } فكلاهما يقتل إذا كان المفعول به راضياً غيرمكره.
قال الكاتب:والاسلام احل للرجل ان يضرب زوجته ان لم تطعه. ففي سورة النساء، الآية 34 نجد: " الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من اموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فان اطعنكم فلا تبتغوا عليهن سبيلاً".
الجواب:أولاً:الدين الحنيف أمر بالرفق واللين والكلام الحسن والعشرة الطيبة بين الزوجين فقال الله تعالى {وعاشروهن بالمعروف}وقال {وجعلنا بينهما مودة ورحمة } وللزوجة على زوجها حقوق عظيمة كما أن له عليها حقوق ولذا قال الله تعالى {ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف}وقال صلى الله عليه وسلم{أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وألطفهم بأهله}_الترمذي]،
وتقول السيدة عائشة -رضي الله عنها-: كان النبي صلى الله عليه وسلم يكون في مهنة أهله (أي: يساعدهن في إنجاز بعض الأعمال الخاصة بهن)، فإذا سمع الأذان خرج. رواه البخاري، وأبوداود.
ثانياً:فهمك للآية في غير محله لأن الآية في امرأة ناشز عن زوجها أي تمتنع من معاشرة زوجها بدون سبب.وهذا فيه ظلم لزوجها ولا يجوز له أن يضربها مباشرة بل بعد خطوتين عمليتين كما في الآية أولهما الموعظة الحسنة .
ثالثاً:وأما الضرب فليس هو كما تتخيل ضرب انتقام أو نحو ذلك ،وإنما هوللإصلاح فقط، حتى ذكر العلماء أنه يظرب بطرف ثوبه أو السواك أو نحو ذلك ،لأن القصد منه الإصلاح لا التعذيب ولا الأنتقام . وهذا واضح طبعاً .
ومن يتصور أن الضرب إهانة قل أو كثر .فليس بصحيح أبداً فكم من الأمهات والأباء يضربون أبناءهم ولا يحصل من ذلك أي شعور بالذلة أو الإهانة ،بل هو مجرد إصلاح فقط .والزوجة في الغالب أقرب إلى قلب الزوج من أبناءه وفلذات أكباده ،وكلا الطرفان يعلم أن هذا التصرف عابر ونادر وأن ذلك لمصلحتهما المشتركة .اما إذا كان في ضربه متعدياً فإنه يؤدب ،وترضى الزوجة بالعدل .وحقوقها محفوظة .قال الله تعالى { فإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به }ولكني أذكر بأن المسألة ليست بمطاحنة بين اثنين .والآية بيان للجواز في هذه الحالة وليست للوجوب ولا الاستحباب .
ولذلك فلو رأى أن عدم الضرب أفضل لهما فليفعل .لأن المباح مخير فيه لا مجبر عليه .هدانا الله وإياك للصواب.
قال الكاتب:"ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء ولو حرصتم ". فالله الذي يعلم كل شئ قال لنا ولن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم، وكذلك يقول وان خفتم الا تعدلوا فواحدة. فلماذا اذاً احل للمسلمين اربعة ازواج وهو يعلم انهم لن يعدلوا ولو حرصوا؟
الجواب:أولاً :العدل الذي لا يمكن هو الذي لايدخل تحت إرادة الإنسان وهو الميل القلبي لزوجة من الزوجات، فإن هذا لاطاقة للإنسان في دفعه ولو حرص.فعذرهم الله بشرط أن يعدلوا في المعاملة ،والمبيت ،والنفقة ونحو ذلك.كما ان الإنسان يكون له مجموعة من الأولاد ويجد في نفسه الميل القلبي لأحدهم أكثر من الباقين فهذا لايستطيع التحكم فيه وهو معذور شرعاً ،ولكن بشرط أن يعدل بينهم في المعاملة والكسوة ونحو ذلك .
وهذا الميل القلبي الذي لا يستطيع دفعه لا يعني أن يحرم الله عليه الأولاد والإنجاب،كما أنه لا يقتضي أن يحرم عليه التعدد .
ثانياً: أن الإنسان إذا أيقن من نفسه أنه لن يعدل في التعامل ،والنفقة وكل ماهو داخل تحت الأفعال الأختيارية فيحرم عليه التعدد إذن .وإذا خاف مجرد خوف أنه لن يعدل فلا يعددإذن.
قال الكاتب:والمرأة في الاسلام هي " فرج" لا اكثر ولا اقل. والكلام عن المرأة دائماً يكون عن الفرج
الجواب: هذا باطل بلا ريب وهو كلام ساقط ،ونظرة قاصرة من الملحدين إلى المرأة بل المرأة في دين الإسلام لها حقوق وعليها حقوق .وهي امرأة منتجة تتعلم الخير وتعلمه وتعمل به في جميع أمور دينها ومجالات دنياها .
كما أنه يجوز في الإسلام أن يكون للمرأة عملها المستقل .وكم تحلم بنات المسلمين بأن تعطى لها حريتها ولا تفرض عليها الوصاية العلمانية ،التي تجبرها على أن تكون رهينة لأطماع الرجال وتحكماتهم .
فهي تتمنى :1ـ مستشفيات مستقلة لها تتولى المرأة إدارتها وتنظيمها وسط أخواتها المنتجات أمثالها ،فمنهن المديرة ،والمساعدة ،والسكرتيرة ،والطبيبة ،والممرضة ،والمريضة ،والمراسلة ،وكافة الإختصاصات في عالمها ومملكتها دون فرض الوصايات الرجالية .
2ـ مدارس مستقلة لها:فهي المديرة والوكيلة ،والمدرسة ،والمراسلة ،والطالبة .
3ـ كليات مستقلة لها:فهي الإدارية ،والاستاذة ،والطالبة .
4ـ في المصارف والبنوك المستقلة بها :فمتى تصبح مديرة البنك والموظفات ،والعملاء من بنات جنسها بعيداً عن تخدمها لحيتان المجتمع من رجال المال والأعمال ؟
5ـ تريد أن تدبر المرأة جميع الأعمال التي تنفعها مع بناتها جنسها بعيداً عن شهوات رجال العلمانية والليبرالية ومطامعهم فيها .
6ـ المرأة تقول: دعوا لي لباسي البس حسب قناعتي وإيماني كما علمني ربي ورسولي صلى الله عليه وسلم .فلماذا تفرضوا علي لباساً يروق لشهواتكم. إلى متى تنظرون إلي كسلعة رخيصة مرتهنة بمطامعكم ؟!
7ـ دعوا لي ديني أعبد ربي كماأعتقد بكامل حريتي .فلماذا تحاربوني في ديني ،وتفرضوا علي إلحادكم .
فمتى تكف العلمانيةعن وضع المرأة تحت خدمات شهوات الرجال التي فرضتها عليها .فمتى تنطلق المرأة بعيداً عن وصايةالليبرالية المكفنة بقنابل الإمبرياليةالعالمية ؟!!
المرأة تصرخ قائلة :كفى استبداداً أيتها الإمبريالية دعوني أعبد ربي، وأعيش مع زوجي وأطفالي .أعطوني حقي في العيش بكرامتي مع بنات جنسي بعيداً عن هيمنتكم ووصايتكم.! فمتى يستجاب لها ؟!
من حقوق المرأة في الإسلام
1ـ حياة المرأة :إن الإسلام دين رباني أنزله المولى جل وعلا العالم بأحوال خلقه وبما يناسبهم .
والمرأة كالرجل لها حقوق وعليها حقوق ،ولايوجد نظام ولا تشريع كرم المرأة ورفع منزلتها كدين الله تعالى ،منذ طفولتها حتى مماتها ،فإن كانت الجاهلية الحديثة والقديمة تتذمر من إنجاب البنات ،بل منهم من كان يقتل البنت خشية العار ،ومنهم من كان يقتلها خشية الفقر ،ومنهم من كان يتطير منها ومن خلقتها .وفي بعض المجتمعات المعاصرة التي تزدحم بكثرة السكان قرروا تحديد النسل خشية الفقر ،والبطالة ،ولذا فلا يجوز للوالدين إلا إنجاب مولود واحد فقط ،وقرأت أن بعضهم إذا اكتشف ان الحمل طفلةأسقطهاعمداً.
بينما في ديننا الحنيف تكرم البنت منذ طفولتها ،وقد حث على ذلك سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم فمن يعول طفلتين ويحسن تربيتهن فله الجنة .نعم إن الجنة ثمن لتربية البنت في الإسلام.فكم فرحة الوالد بهذه الفتاة .وعند الزواج لا تتزوج إلا برضاها.فقال النبي صلى الله عليه وسلم {لا تنكح البكر حتى تستأذن } ولها طيب العيش مع زوجها كما قال تعالى { وعاشروهن بالمعروف}ورفع قدرها وعظم حقها على أبناءها فقال الله تعالى { وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً} وقال النبي صلى الله عليه وسلم ((الجنة تحت أقدام الأمهات)) وأوصى بالنساء خير وصية فقال النبي صلى الله عليه وسلم ((استوصوا بالنساء خيراً} وقال ((خيركم خيركم لأهله))
2ـ المرأة العاملة :جعل الدين الاسلامي المرأة عنصراً إيجابياً في المجتمع ،فهي شريكة للزوج في التربية ،ومسؤلية البيت . ويجوز لها التعلم والتعليم النافع في شتى الميادين بعيداً عن تسلطات الرجال الشهوانية .
3ـ الحقوق المالية:أعطى الإسلام للمرأة الحقوق المالية منذ طفولتها :فعلى والدها النفقة عليهاحتى تتزوج .ولها المهر إذا تزوجت كاملاً ،فيدفعه الزوج لهذه الدرة المصونة .ويجب على الزوج أن ينفق عليها بالمعروف ،دون منة ،لأنه حق مشروع لها ،وله الثواب من الله تعالى .
ويجوز لها العمل والوظيفة ومرتبها لها تصرفه حيث تشاء فيما فيه نفعها في الدنيا والأخرة .فليس لزوج ولا غيره أخذ القليل ولا الكثير منه إلا تكرماً منها أو تعاوناً على خير ينفعهما كما قال الله تعالى { وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان }.
ولها حقوق الميراث في والدها وزوجها وابنها وقد تقدم الكلام في ذلك بما فيه كفاية ،وتبين هناك أنها في بعض الحالات تأخذ أكثر من الرجال .
وقد رأينا في كتب الحديث والسير كيف كانت المسلمات يشاركن في الخير وتنمية وصلاح المجتمع ،دون تبذل ولا تهتك ولا انحلال .
ورأينا أن أول سند للنبي صلى الله عليه وسلم كانت خديجة رضي الله عنها.
ورأينا كيف كن يدوين الجرحى بعد المعارك ،مبتغيات الأجر من الله تعالى .
ورأينا كيف كانت المرأة فقيهة، ومحدثة، وعالمة ،يرجع إليها كبار الصحابة رضي الله عنهم،ويستفتونهم .
ورأينا كيف كانت عبادة وصلة المرأة بربها عزوجل ،ومحبتها لزوجها وأهلها.وكل ذلك رغبة فيما عند الله تعالى .
المرأة في الأخرة
المرأة المسلمة المؤمنة تنعم في قبرها ،فقبرها روضة ندية من رياض الجنة.
والمرأة المؤمنة الطائعة لربها تدخل الجنة خالدة مخلدة ،لا تحزن ،ولا تهتم.
فلها أعظم القصور وأجمل الحلي والملابس .بل هي سيدة الحور العين.
تتلذذ بنعم الله تعالى بين الأنهار وأجمل الأشجار ،وأعذب الأصوات .
في جنة ترابها من الزعفران ،وريحها من أجمل الطيب ، والحصى لؤلاً ،تأكل ما تشتهي وتشرب ما تشتهي ،وتتلذذ بما تريد . بل كل ماتتمناه يقدم لها . فواكه تدنو إليها ،ولا تتكلف القيام لقطفها .أنهار من ماء غير آسن ،وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من عسل مصفى ،وأنهار من خمر لذة للشرابين .
اسأل الله أن يجعلنا ممن ينعم عليه بها ،فيحيينا على الإيمان ،ويميتنا عليه، طائعين لحبيننا جل وعلا ،ولرسل ربنا عزوجل.
والدنيا بما فيها لا تساوي قلامة ظفر أمرأة ولا رجل من أهل الجنة .
________________________________________
الفصل العاشر ماذا أخذ الإسلام من الديانات الأخرى
1ـ عقد الكاتب هذا الفصل ظناً منه أن الإسلام أتى لمحاربة الحق الذي يشترك فيه كافة العقلاء. وهو يتصور أن المسلمين يتصورون أن الإسلام دين جديد أتى به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم و لم يسمع به الناس من قبل ؟ وهذا خلل واضح في تصور الكاتب للإسلام ،بل هو مما يدل على تعاميه عن الآيات الصريحة في القرآن الكريم الدالة على أن الإسلام دين الرسل جميعاً ،وإنما الإختلاف في بعض المسائل الفرعية فقط.قال الله تعالى في هذا الشأن:
{قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } سورة[البقرة 136]
وقال الله تعالى {وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَةُ - وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ .}
والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم لم يأت بشيء مبتدع بل جاء مذكراً بحق ضل عنه أهل الجاهلية {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ} . [الغاشية 21 ] ولذا قال الله تعالى {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً - فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً .}
والإسلام إنما هو عبادت ،ومعاملات .واعتقادات .
فالأصل في العبادات :أن لايعبد الله إلا بما شرع في الكتاب والسنة .
والأصل في العقيدة :الإيمان بستة أشياء هي الإيمان بالله ،وملائكته ،وكتبه ،ورسله ،والإيمان بيوم القيامة وما فيه من نعيم مقيم ،وما فيه من عذاب للظالمين.والإيمان بالقدر .
والأصل :أن جميع المعاملات من بيع وشراء حلال إلا ما حرم الله تعالى .
فإن أشترك مع غيره من الثقافات في شيء من ذلك فلا بأس ،كأن يشترك معها في الإيمان بالله والرسل ونحو ذلك .لأن الأديان كلها من الله وإنما المشكلة كانت في تحريف بعض معتقداتها وتعاليمها .
2ـ أن الألفاظ المشتركة بين العربية وغيرها من اللغات هي في الأصل اما عربية واستعملها غير العرب ،واماغيرعربية فاستعملتها العرب حتى عرفت بينهم فلا إشكال على الاعتبارين.وقد سبق الكلام عن المسألةبإسهاب.
نقول لأهل الخبرة من المفكرين :سأنقل في هذا البحث مقتطفات من مقال لخبير بأحوال الغرب ،وحقائقه وهو الدكتور:عبدالوهاب المسيري لنستفيد من تجربته ، في الوقوف على حقيقة ما يروج له أدعياء التقدم .
مقال عن الحداثة (د:عبدالوهاب المسيري)
يقول الدكتور عبدالوهاب:لوفحصنا الأمر بدقة أكبر لوجدنا أن الحداثة ليست مجرد استخدام العقل والعلم والتكنولوجيا, بل هي استخدام العقل والعلم والتكنولوجيا المنفصلة عن القيمة, أو كما يقولون بالإنجليزية:فاليو ــ فر Value--free, وهذا البعد هو بعد مهم لمنظومة الحداثة الغربية, ففي عالم متجرد من القيمة تصبح كل الأمور متساوية, ومن ثم تصبح كل الأمور نسبية, وحين يحدث ذلك فإنه يصعب الحكم علي أي شيء, ويصبح من المستحيل التمييز بين الخير والشر وبين العدل والظلم, بل وبين الجوهري والنسبي, وأخيرآ بين الإنسان والطبيعة أو الإنسان والمادة. وهنا يطرح السؤال نفسه كيف يمكن أن تحسم النزاعات والصراعات, وكيف يمكن أن نسوي الخلافات, وهي كلها من صميم الوجود الإنساني؟ في غياب قيم مطلقة, يمكن الاحتكام لها, يصبح الإنسان الفرد أو الجماعة العرقية مرجعية ذاتها, وتصبح ماتراه في صالحها هو الأساس وماليس في صالحها هو الطالح. وقد أدي هذا إلي ظهور القوة والإرادة الفردية كآلية واحدة لحسم الصراعات وحل الخلافات.
هذه هي الحداثة التي تبناها العالم الغربي والتي جعلته ينظر إلي نفسه باعتبار أنه هو(وليس الإنسان أو الإنسانية) مركز العالم, وأن ينظر للعالم باعتباره مادة استعمالية يوظفها لصالحه باعتباره الأكثر تقدما وقوة, ولذا فإن منظومة الحداثة الغربية هي في واقع الأمر منظومة إمبريالية داروينية. هذا هو التعريف الحقيقي للحداثة كما تحققت تاريخيا, وليس كما عرفت معجميا, وهذا هو التعريف الذي يمكننا من قراءة كثير من الظواهر الحديثة.
كانت الظاهرة الغربية الحديثة تؤكد أنها حضارة إنسانية( هيومانية) جعلت من الإنسان مركز الكون, وكانت المجتمعات الغربية مجتمعات لاتزال متماسكة من الناحية الاجتماعية والأسرية, ولم تكن كثيرا من الظواهر السلبية التي نلاحظها بأنفسنا ونقرأ عنها في صحفهم ومجلاتهم, والتي أصبحت نمطا ثابتا وظاهرة محددة, كانت مجرد حوادث متفرقة لاظواهر دالة, ومن ثم كان من السهل تهميشها. .....ولكن تدريجيا تكشف الوجه الدارويني حين أرسلت الحداثة الغربية لنا جيوشها الاستعمارية لتهلك الأخضر واليابس, وتحول بلادنا إلي مادة استعمالية كمصدر للمواد الخام والعمالة الرخيصة, وسوق مفتوحة بشكل دائم للسلع الغربية, ويبدو أن المفكرين الإصلاحيين الأول لم يربطوا بين الحداثة الغربية والإمبريالية الغربية, فقد ذهبوا إلي العواصم الغربية ولم يروا سوي النور والاستنارة, في الوقت الذي كانت المدافع الغربية تدك بلادنا دكا, ولذا فهؤلاء الذين بقوا في بلادهم رأوا ألسنة النيران المندلعة, وسمعوا قعقعة القنابل, وشموا رائحة البارود.
يقول أحد كتب التاريخ إنه قيل لأحد الشيوخ الجزائريين إن القوات الفرنسية إنما جاءت لنشر الحضارة الغربية الحديثة في ربوع الجزائر, فجاء رده جافا ومقتضبا ودالا, إذ قال لم أحضروا كل هذا البارود إذن؟ لقد رأي هذا الشيخ علاقة الحداثة الغربية بالإمبريالية من البداية, وهو ما أدركه الكثيرون بعد ذلك. فعصر الاكتشافات الجغرافية وعصر النهضة في الغرب(القرن السابع عشر) هو أيضا العصر الذي بدأت فيه إبادة الملايين, وكما يقول الزعيم بن بيلا:إن هذا الإله الصناعي الحديث إغتال عرقا بأكمله(العرق الأحمر), أي السكان الأصليين في الأمريكتين, وأخذ زبدة عرق اخر(العرق الأسود) عن طريق النخاسة واستعباد ملايين(مما يضع عدد ضحايا هذه العملية نحو مائة مليون إنسان) باعتبار أن عبدا واحدا يحتفظ به النخاسون الغربيون كان يقتل مقابله تسعة عبيد.ثم يشير بن بيلا إلي سكان المكسيك الذين تمت إبادتهم وإلي سكان الجزائر الذين أبيدت منهم الملايين في أثناء هباتهم المتكررة ضد الاستعمار الفرنسي, ويمكن أن نضيف إلي ذلك حرب الأفيون في الصين والمجاعات التي أصابت الهند بسبب تطبيق قوانين الملكية الغربية الحديثة, وحربين عالميتين كلفت الأولي الإنسانية20 مليون قتيل, والثانية50 مليون قتيل, وقنابل هيروشيما ونجازاكي, وضحايا معسكرات الجولاج في الاتحاد السوفيتي. إن بطل رائعة الطيب صالح موسم الهجرة إلي الشمال قد لخص الموقف ببساطة حين قال:إنني أسمع.. صليل سيوف الرومان في قرطاج, وقعقعة سنابك خيل اللنبي وهي تطأ أرض القدس.البواخر مخرت عرض النيل أول مرة تحمل المدافع لا الخبز, وسكك حديد أنشئت أصلا لنقل الجنود, وقد أنشأوا المدارس ليعلمونا كيف نقول نعم بلغتهم.
وقد جاءت هذه الجيوش الاستعمارية ففتت العالم العربي والإسلامي, وأخضعت شعوبه لكل أنماط الاستعمار........ثم زرع العالم الغربي الحديث في وسطنا بقوة السلاح مجموعة من المستوطنين الذين ادعوا أن فلسطين أرض بلا شعب وأنهم شعب يهودي يعود إلي أرض أسلافه حسب الرواية التوراتية.
ويطالب الصهاينة والأمريكيون في الوقت الحاضر بتحديث مؤسسات السلطة الفلسطينية, مع أنه من المعروف أن الصهاينة ــ شأنهم شأن كل المستعمرين ــ رفضوا من البداية التعامل مع القطاعات الحديثة في المجتمع الفلسطيني مثل نقابات العمال والأحزاب السياسية(بل قاموا باغتيال أحد زعماء نقابات العمال الفلسطينية قبل عام1948), وفضلوا التعامل مع القطاعات التقليدية في المجتمع الفلسطيني, ظنا منهم أن هذه القطاعات قد تكون أكثر مرونة في التعامل معهم نظرا لعدم فهمها لطبيعة الهجمة الاستعمارية البريطانية/الصهيونية عليهم, ولكن خاب ظنهم, فحينما تحاور معهم بعض القيادات التقليدية(برئاسة الشيخ رشيد رضا) أبدي الفلسطينيون رغبتهم في تحديث مجتمعهم, ولم يجدوا أي غضاضة في الاستعانة برأس المال الأجنبي, والخبرة الأجنبية علي أن يتم تطبيق المبادئ الديمقراطية, أي إجراء انتخابات حرة بحيث يكون لكل مواطن صوت, باعتبارها الوسيلة الوحيدة لتحقيق السلام. فعلق حاييم وايزمان بقوله هذا هو سلام القبور, وهو كان محقا تماما في ذلك, فتطبيق المثل الديمقراطية في فلسطين كان يعني أن المستوطنين الصهاينة سيكونون أقلية, ولن يتحكموا في مصائر الفلسطينيين, ولن يقيموا دولتهم اليهودية الخالصة التي يصرون عليها, والتي يدعمها الغرب الديمقراطي الحديث بكل ما أوتي من قوة, وقد قال أحد المعلقين الإسرائيليين إن الدولة الصهيونية لم تعد دولة ديمقراطية, وإنما دولة ديموجرافية(أي ذات أغلبية يهودية)وهم الآن يطالبون بتحديث النظام السياسي العربي والنظام التربوي الإسلامي, ولكن التحديث هنا يعني في واقع الأمر تقويض المنظومات القيمية والثقافية التي تضفي علينا قدرآ من التماسك يمكننا من مقاومة محاولات الغزو العسكري والثقافي, ولذا فقد وصف أحد المعلقين هذا النوع من التحديث بالتحديث الطبيعي, أي التحديث الذي يجعلنا نقبل الظلم الواقع علينا, والاستغلال الذي ينزفنا ويثقل كاهلنا, والآثار السلبية للحداثة الداروينية لم تلحق بنا وحسب, بل ظهرت علي الكرة الأرضية, علي الجنس البشري بأسره. فهذه الحداثة قد طرحت فكرة التقدم اللانهائي باعتباره الغاية النهائية للإنسان, ولكن التقدم دائما هو حركة نحو غاية, فلم تعرف هذه الغاية في المعاجم, ولكن في التطبيق نعرف كلنا أن غاية التقدم هي تسخير العالم بأسره لصالح الإنسان الغربي, وأصبحت أهم مؤشرات التقدم هو الاستهلاك والمزيد من الاستهلاك, إستهلاك الإنسان الغربي للموارد الطبيعية اللامتناهية, وانتهي الأمر بأن الشعوب الغربية التي تشكل20% من شعوب العالم تستهلك80% من موارد الكون الطبيعية, ويبلغ حجم مااستهلكه الشعب الأمريكي في القرن الماضي أكثر مما استهلكه الجنس البشري عبر تاريخه, ولكن المصادر الطبيعية محدودة, الأمر الذي تسبب في الأزمة البيئية التي ستودي بنا جميعا, وقد جاء في إحدي الدراسات أنه لو عم التقدم بأسره علي النمط الغربي فإن الجنس البشري سيحتاج إلي ست كرات أرضية ليستخلص منها المواد الخام, وكرتين ليلقي فيها بنفاياته, كل هذا يعني أن المشروع الحداثي الدارويني الغربي مشروع مستحيل لايستفيد منه سوي العالم الغربي, وبعض أعضاء النخب الحاكمة في العالم الثالث, وما العربدة الأمريكية الداروينية ضد العراق سوي تعبير عن إدراك المؤسسة الحاكمة الأمريكية لهذه الحقيقة, فهي تود الهيمنة علي مصادر الموارد الطبيعية في عالم تتناقص فيه هذه الموارد حتي يمكنها الاحتفاظ للإنسان الأمريكي بمعدلاته الاستهلاكية العالية, فهذا هو وعد الحداثة الداروينية له. وقد اتضح لنا جميعا أن الثمن المادي والمعنوي لمنظومة الحداثة الداروينية مرتفع للغاية, ولنأخذ الجانب المادي أولا: تتحدث بعض الدراسات عما يسمي رأس المال الطبيعي الثابت fixed natural capital أي العناصر الطبيعية التي لايمكن استبدالها, وثمة إحصائية تذهب إلي أنه لو تم حساب التكاليف الحقيقة لأي مشروع صناعي غربي(أي حساب المكسب النقدي المباشر مخصوما منه الخسارة الناجمة عن استهلاك رأس المال الطبيعي الثابت) لظهر أنه مشروع خاسر, وأن المشروع الصناعي الغربي قد حقق ماحقق من نجاح واستمرار لأن الجنس البشري بأسره قد دفع الثمن, وقام الإنسان الغربي وحده بأخذ الغنيمة, وقد أدي هذا إلي فداحة ثمن التقدم الذي تنادي به الحداثة الإمبريالية الداروينية:تآكل طبقة الأوزون ــ تلوث البحار ــ التصحر الناتج عن قطع الغابات ــ النفايات النووية ــ تلوث الهواء ــ تزايد سخونة الغلاف الجوي.والحداثة الداروينية لها أثرها علي نسيج المجتمع, وعلي منظوماته الحاكمة.. ولنذكر بعض الظواهر الاجتماعية السلبية المختلفة:تآكل الأسرة ــ تراجع التواصل بين الناس ــ الأمراض النفسية ــ تزايد الإحساس بالاغتراب والوحدة والغربة ــ ظهور الإنسان ذي البعد الواحد ــ هيمنة النماذج الكمية والبيروقراطية علي الإنسان ــ تزايد العنف والجريمة(يعد قطاع السجون هو أسرع القطاعات توسعا في الاقتصاد الأمريكي) ــ الإباحية( التكاليف المادية لإنتاجها والتكاليف المعنوية لاستهلاكها) ــ السلع التافهة(التي لاتضيف إلي معرفة الإنسان ولاتعمق من إحساسه, والتي تستغرق وقتا إجتماعيا في إنتاجها واستهلاكها) ــ تضخم الدولة وهيمنتها من خلال أجهزتها الأمنية والتربوية علي الأفراد ــ تضخم قطاع اللذة والميديا وغزوها حياةالإنسان الخاصة ودورهاالضخم في صياغة صورة الإنسان وطموحاته وأحلامه, برغم أن القائمين علي هذا القطاع لم يتم انتخابهم ولاتتم مساءلتهم ــ تزايد الإنفاق علي التسلح وأدوات الدمار الشامل(يقال إنه لأول مرة في التاريخ البشري ينفق الإنسان علي السلاح أكثر مما ينفق علي الطعام والملبس) ــ ظهور إمكانية تدمير الكرة الأرضية إما فجأة(من خلال الأسلحة النووية) أو بالتدريج(من خلال التلوث), وكل مايسببه هذا من قلق للإنسان الحديث, وعند هذه النقطة تلتقي الآثار المادية بالآثار المعنوية بحيث لايمكن التفريق بين الواحد والآخر.
وقد أدرك كثير من المفكرين الغربيين هذه الجوانب المظلمة للحداثة الداروينية, فعبارات مثل أزمة الحداثةوأزمة المعني والأزمة الأخلاقية كلها عبارات تتواتر في علم الاجتماع الغربي, وتدل علي تنامي هذا الإدراك, وفكر الحضر تماما مثل رفض العولمة والرأسمالية المتوحشة وفكر مدرسة فرانكفورت, ونظريات التنمية الجديدة التي تتحدث عن التنمية المستديمة والدعوة إلي تطوير عولمة تراحمية هي كلها محاولات لرفض الحداثة الداروينية التي تهدد سكان الكرة الأرضية, وتهدد إنسانية الإنسان, وفي مجال نقده للحداثة الداروينية قال روجيه جارودي(قبل تحوله للإسلام):إن معركة عصرنا هي ضد أسطورة التقدم, والنمو علي المنوال الغربي, فهي أسطورة انتحارية, وهي أيضا معركة ضد الأيديولوجية التي تتسم بالفصل بين العلم والتكنولوجيا(تنظيم الوسائل والقدرة) من جهة, والحكمة(التبصر بالغايات وبمعني حياتنا) من جهة أخري. [1] هذه الأيديولوجية تتسم بأنها تؤكد فردانية متطرفة تبتر الإنسان عن أبعاده الإنسانية, وفي نهاية الأمر خلقت قبرا يكفي لدفن العالم.
وهو محق في ذلك تماما فالحداثة علي النمط الغربي بدأت بادعاء أنها تري الإنسان مركزا للعالم وانتهت بكلمات ميشيل فوكوه:لايسع المرءإلا أن يقابل بضحك فلسفي كل من لايزال يريد أن يتكلم عن الإنسان وعن ملكوته وعن تحرره.. فسيضمحل الإنسان مثل نقش علي رمال الشاطيء تمحوه أمواج البحر, بدأ العالم بدون الإنسان وسينتهي بدونه, ومايتأكد في أيامنا هذه ليست غياب الإله أو موته بقدر ماتتأكد نهاية الإنسان....أنتهى
________________________________________
الفصل السادس منطق القرآن
قال الكاتب: منطق القرآن لا يستقيم والمنطق المعروف لدينا الآن. فاذا اخذنا مثلاً سورة الكهف، الآية 22، عندما سأل أهل مكة النبي عن عدد اهل الكهف: " سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجماً بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي اعلم بعدتهم". فأي منطق هذا لاقناع الناس بان القٌرآن من عند الله.
الجواب: أولاً لا شك ان القرآن الكريم لا يستوي مع منطق الكاتب المعروف لديه لأن منطق الكاتب منطق مبني على المغالطات ،وهشاشة التأصيل الفكري والعملي.
ثانياً:بالنسبة لعدد أصحاب الكهف فهو مما لافائدة فيه للناس ،وليس فيه إثبات إعجاز كما يدعي الكاتب لأن الناس أصلاً لا يعلمون العدد بل هم مختلفون فيه .فافترض أن الله تعالى نص على العدد نصاً فهل سيكون ذلك مقنع للمختلفين ؟!فإن كل فريق منهم مقتنع بما عنده.
ولذا فالجزم بأحد الأقوال تكذيب لماهو مقتنع به المخالف له .فلا فائدة في ذلك من حيث الإيمان وعدمه وإظهار الإعجاز .بخلاف ذكر تفاصيل القصة وعدد سنوات مكثهم في الكهف ونحو ذلك مما يثير حب الاستطلاع ولم يحتدم التجادل بينهم فيه .وهذا أسلوب دعوي رائع يربي فيه القرآن الدعاةإلى الحق .
والخلاصة :أن الجزم بتحديد العدد لا يفيد معجزة كما ذكر الكاتب بخلاف لو كانوا يعلمون كلهم العدد علم يقين ومجمعون عليه ويريدون التثبت من نبوة النبي صلى الله عليه وسلم كما في بعض المواقف الأخرى ،فإن التصريح بالإجابة دال على ذلك.
ثالثاً: قد ذكر بعض العلماء أن الإجابة وقعت تلميحاً ليستفيد منها الذكي ولا تنفر المخالف لها وذلك أن الله تعالى جعل القولين الأولين رجماً بالغيب ولم يتعرض للقول الثالث بالإبطال فقال تعالى {ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم} فهو لم ينفيه.
رابعاً:أنقل كلمات مضيئة لبعض الكتاب الذين استظلوا بظلال القرآن لما في ذلك من فوائد عظيمة للقراء حيث قال :. فهذا الجدل حول عدد الفتية لا طائل وراءه . وإنه ليستوي أن يكونوا ثلاثة أو خمسة أو سبعة ، أو أكثر . وأمرهم موكول إلى الله ، وعلمهم عند الله . وعند القليلين الذين تثبتوا من الحادث عند وقوعه أو من روايته الصحيحة . فلا ضرورة إذن للجدل الطويل حول عددهم . والعبرة في أمرهم حاصلة بالقليل وبالكثير . لذلك يوجه القرآن الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ترك الجدل في هذه القضية ، وإلى عدم استفتاء أحد من المتجادلين في شأنهم . تمشياً مع منهج الإسلام في صيانة الطاقة العقلية أن تبدد في غير ما يفيد . وفي ألا يقفو المسلم ما ليس له به علم وثيق . وهذا الحادث الذي طواه الزمن هو من الغيب الموكول إلى علم الله ، فليترك إلى علم الله .
وبمناسبة النهي عن الجدل في غيب الماضي ، يرد النهي عن الحكم على غيب المستقبل وما يقع فيه؛ فالإنسان لا يدري ما يكون في المستقبل حتى يقطع برأي فيه :{ ولا تقولن لشيء : إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت ، وقل : عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا } . .
إن كل حركة وكل نأمة ، بل كل نفس من أنفاس الحي ، مرهون بإرادة الله . وسجف الغيب مسبل يحجب ما وراء اللحظة الحاضرة؛ وعين الإنسان لا تمتد إلى ما وراء الستر المسدل؛ وعقله مهما علم قاصر كليل . فلا يقل إنسان : إني فاعل ذلك غدا . وغدا في غيب الله وأستار غيب الله دون العواقب .
وليس معنى هذا أن يقعد الإنسان ، لا يفكر في أمر المستقبل ولا يدبر له؛ وأن يعيش يوما بيوم ، لحظة بلحظة . وألا يصل ماضي حياته بحاضره وقابله . . كلا . ولكن معناه أن يحسب حساب الغيب وحساب المشيئة التي تدبره؛ وأن يعزم ما يعزم ويستعين بمشيئة الله على ما يعزم ، ويستشعر أن يد الله فوق يده ، فلا يستبعد أن يكون لله تدبير غير تدبيره . فإن وفقه الله إلى ما اعتزم فبها . وإن جرت مشيئة الله بغير ما دبر لم يحزن ولم ييأس ، لأن الأمر لله أولا وأخيراً .فليفكر الإنسان وليدبر؛ ولكن ليشعر أنه إنما يفكر بتيسير الله ، ويدبر بتوفيق الله ، وأنه لا يملك إلا ما يمده الله به من تفكير وتدبير . ولن يدعو هذا إلى كسل أو تراخ ، أو ضعف أو فتور؛ بل على العكس يمده بالثقة والقوة والاطمئنان والعزيمة . فإذا انكشف ستر الغيب عن تدبير لله غير تدبيره ، فليتقبل قضاء الله بالرضى والطمأنينة والاستسلام . لأنه الأصل الذي كان مجهولا له فكشف عنه الستار .هذا هو المنهج الذي يأخذ به الإسلام قلب المسلم . فلا يشعر بالوحدة والوحشة وهو يفكر ويدبر . ولا يحس بالغرور والتبطر وهو يفلح وينجح ، ولا يستشعر القنوط واليأس وهو يفشل ويخفق . بل يبقى في كل أحواله متصلا بالله ، قويا بالاعتماد عليه ، شاكرا لتوفيقه إياه ، مسلما بقضائه وقدره . غير متبطر ولا قنوط .أنتهى [1]
قال الكاتب:واخرج ابن ابي حاتم عن ابن عباس قال: أتت أمرأة النبي فقالت: يا نبي الله، للذكر مثل حظ الانثيين، وشهادة امرأتين برجل، أفنحن في العمل كذا، ان عملت المرأة حسنةً، كُتبت لها نصف حسنة؟ فكان رد النبي بالآية 32 من سورة النساء: " ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسالوا الله من فضله ان الله كان بكل شئ عليماً". فأين الجواب على سؤال المرأة ان كان سيكتب لها نصف حسنة ام حسنة كاملة.
الجواب:على فرض صحة الحديث فسوف أجيب على كلام الكاتب.فالجواب في ضمن الآية والعرب يفهمون الكلام .فقد نصت الآية على الجواب وزيادة .فبين أن النساء والرجال لهم نصيبهم في عملهم الذي عملوه ،بل وحثهم على طلب الزيادة والفضل من الله تعالى .بل وعدهم بها كما في قوله سبحانه وتعالى{ فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله}ثم أن الواضح من سؤال الصحابية أن لديها بعض تطلع لما توهمت أن الله فضل الرجل عليها فتضمنت الآية الرد على الحال والمقال .
وبه تعرف أن الخلل في ذهن الكاتب فقط،لا في جواب الرسول صلى الله عليه وسلم كما يزعم لأن السؤال والجواب أعمق من السطحية التي يريدها الكاتب حسنة أم نصف حسنة.
قال الكاتب:وفي الآية 189 من سورة البقرة: " يسألونك عن الاهلة قل هي مواقيت للناس والحج". وهذه هي نفس الفكرة التي عبرت عنها التوراة: " وقال الله: لتكن نيراتٌ في جَلد السماء بين النهار والليل وتكون علاماتٍ للمواسم وألايام والسنين" وعرب الجاهلية كانوا يعرفون ان الاهلة مواقيت للحج وكانوا يعرفون بها الاشهر الحرم وغيرها، وكذلك كان يهود مكة على علم أن الاهلة مواقيتٌ للناس، ولكنهم سألوا النبي ليشرح لهم كيف يكون القمر هلالاً ثم يكبر ويصير قمراً. ولكنه لم يكن يدري، فأخبرهم بانها مواقيت للناس.
الجواب:أولاً: ليس بصحيح أنهم إنما أرادوا السؤال عن العلة الفلكية دون العلة الشرعية بدعوى كونهم كانوا يفعلون ذلك في الجاهلية ،لأنهم يسألونه عن حكم الإسلام في ذلك لا عن حكم غير الشريعة الإسلامية .لأن الإجابة قد توافق الأحكام السابقة وقد تتغير.
ثانياً: قال الإمام الرازي في تفسيره للقرآن عند هذه الآية:واعلم أن قوله تعالى : { يسئلونك عن الأهلة } ليس فيه بيان أنهم عن أي شيء سألوا ،لكن الجواب كالدال على موضع السؤال ، لأن قوله : { قل هى مواقيت للناس والحج } يدل على أن سؤالهم كان على وجه الفائدة والحكمة في تغير حال الأهلة في النقصان والزيادة ، فصار القرآن والخبر متطابقين في أن السؤال كان عن هذا المعنى .
ثالثاً:أن من المتبادر إلى الذهن السليم أن السؤال عن العلة المفيدة للحكم الشرعي لا عن الفلكي ،لأنه من الطبيعي أن يسأل عن التشريع هذا هو الأصل لا عن العلوم الطبية والرياضية والفلكية .
ولو أجابهم فقال: يكون محاقاً وهو يجري بسرعة كذا لأن كذا ...فلن يستفيدوا شيئًا بل سيظل السؤال قائماً وعنده يكون السؤال: ولماذا يجري ويتغير ويدور حول الأرض لماذا كل هذا ؟
فالجواب الصحيح :هو أن ذلك مواقيت للناس والحج أي ليعلموا به طريقة حساب الزمن حتى يتمكنوا من معرفة الشهور والأيام .
ومن تأمل وجد أنهم سألوا عن الأهلة وسألوا عن طريقة يفعلونها إذا رجعوا من حجهم حيث كانوا لا يأتون البيوت من أبوابها قال تعالى { يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون} قال المفسرون:اتصل هذا بذكر مواقيت الحج لاتفاق وقوع القضيتين في وقت السؤال عن الأهلة وعن دخول البيوت من ظهورها، فنزلت الآية فيهما جميعاً. وكان الأنصار إذا حجوا وعادوا لا يدخلون من أبواب بيوتهم، فإنهم كانوا إذا أهلوا بالحج أو العمرة يلتزمون اعتقاداً ألا يحول بينهم وبين السماء حائل، فإذا خرج الرجل منهم بعد ذلك، أي من بعد إحرامه من بيته، فرجع لحاجة لا يدخل من باب الحجرة من أجل سقف البيت أن يحول بينه وبين السماء، فكان يتسنم ظهر بيته على الجدران ثم يقوم في حجرته فيأمر بحاجته فتخرج إليه من بيته. فكانوا يرون هذا من النسك والبر، كما كانوا يعتقدون أشياء نسكاً، فرد عليهم فيها، وبين الرب تعالى أن البر في امتثال أمره.أنتهى
قال الكاتب:وفي نفس سورة مريم، الآية 26، قال لمريم: " فكلي واشربي وقري عيناً فإما ترين من البشر احداً فقولي إني نذرت للرحمن صوماً فلن اكلم اليوم انسياً". فكون مريم نذرت الا تكلم انساناً في ذلك اليوم، لن يُقنع احداً انها حبلت بعيسى من دون ان يمسسها بشر
الجواب:ولو تكلمت ـ عليها السلام ـ فلن يقتنعوا ،ولذا كان الصواب هو في امتثال ما أمرها الله به ليجيب عيسى عليه السلام وهو في المهد فيخرس الألسن المتطاولة ،ويشفي الصدور المؤمنة .
قال الكاتب: وفي سورة البقرة، الآية 258، عندما تجادل الملك النمرود بن كوش مع ابراهيم: " ألم تر الى الذي حاج ابراهيم في ربه ان آتاه الله الملك اذ قال ابراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال انا احيي واميت قال ابراهيم فان الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبُهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين". وهذا طبعاً ابسط انواع المنطق، واسهله في قلب الامور رأساً علي عقب. فبدل ان يُبهت النمرود كان ممكناً وبكل سهولة ان يقول لابراهيم: بل اجعل ربك يأتي بالشمس من المغرب وسأتي أنا بها من المشرق مرةً أخرى.
الرد:أولاً:القرآن الكريم يخبر بالواقعة كما هي .فالملك الكذاب بهت ولم يحر جواباً .اما لو أنه تمادى في غيه كما تقول فإنه لايبعد على الله القدير على كل شيء أن يخرج الشمس من المغرب تأييداً لنبيه وتصديقاً له وإظهار لحجته ،كما أيد موسى مع السحرة ،وعيسى بالكلام في المهد ، وإبراهيم لما أخرجه من النار ، ولكن الله خيب الملك في دعواه تصريف الأمور وبهت.
ثانياً:أن الملك الكذاب لم يكن يأتي بالشمس من المشرق أولاً فكيف تريد منه أن يأتي بها من المشرق مرة أخرى وهو يعلم عجزه عن ذلك .فتعجيز الملك سيظهر حتماً ولذلك بهت من أول الطريق .وبه يتبين ضعف الكاتب في النقد والاعتراض ووهاء شبهاته فلا وجه لاعتراضه.
قال الكاتب: فاذا كان كل هولاء الانبياء طلبوا المعجزات واعطاهم اياها الله رغم ان الذين قبلهم قد كذبوا بها، لماذا منع آخر نبي من المعجزات لان الذين سبقوا كذبوا بها؟ والجواب طبعاً أنه ما كان في مقدور محمد أن ينزل لهم مائدةً من السماء او يًحيي لهم موتاهم فقال لهم ان الله لم ينزل لهم معجزات لان الذين سبقوهم كذبوا بها
الرد:لقد أتاهم الرسول صلى الله عليه وسلم بمعجزات عديدة ولكنهم كابروا كما تكابر الآن وكذّبوا كما تكّذب الآن ،وإلا فإن القمر أنشق نصفين ورأوه وتحداهم بالقرآن أن يأتوا بمثله وعجزوا وهم أرباب الفصاحة والبلاغة .وأخبرهم بالأسراء إلى المسجد الأقصى المبارك والمعراج إلى السماء ووصف لهم ما رأى مما يعلمون ،وكذبوه .وهكذا حال المكابرين للحقيقة في كل زمان ألا ترى إلى نفسك وأنت تغمض عينيك عن الحق عمداً وتتبع الهوى ؟!فكذلك كانوا .!
قال الكاتب: وسورة الزخرف الآية 33 تقول: " ولولا ان يكون الناس امةً واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفاً من فضة ومعارج عليها يظهرون، ولبيوتهم ابواباً وسرراً عليها يتكئون، وزخرفاً وان كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا والاخرة عند ربك للمتقين". ومعنى هذه الايات هو لولا ان يخاف الله ان يصير كل الناس كفاراً لجعل للكافرين ابواباً وسقوفاً ودرجاً لبيوتهم من الفضة ولزخرفها لهم بالذهب ليريهم ان كل هذا جزء يسير من خيرات الاخرة. ولو اخذنا في الاعتبار ان هذه السورة نزلت بمكة لما كان عدد المسلمين لا يتجاوز العشرات، وكل قريش كانت كافرة، ضاع علينا منطق القرآن لان اهل مكة اصلاً كانوا امة واحدة في الكفر باستثناء عدد بسيط من المسلمين. وحتى لو تجاوزنا عن هذا، فليس منطق القرآن بمقنع هنا لانه لو صارت كل منازل الكفار من الفضة، وهم الاغلبية في مكة في ذلك الحين، لاصبحت هذه البيوت شيئاً مألوفاً طبيعياً لا تؤثر في معتقدات الناس. فلو نظرنا الى دول الخليج الان، نجد ان بإمكانهم سقف منازلهم بالفضة لو شاءوا وكذلك جعل ابوابها ودرجها من الفضة، ولكن هذا لم يجعلهم يكفرون بالله ويتخلون عن الاسلام.
الجواب:أولاً:قول الكاتب:ولزخرفها لهم بالذهب ليريهم ان كل هذا جزء يسير من خيرات الاخرة.أقول:هذا كذب محض بل المقصودمن الآيات هو بيان حقارة الدنيا. فإن الدنيا بكل ما فيها من زخارف حقيرة جداً .وليس هذا الزخرف والبهرج جزءً يسيراً من الأخرة كما يزعم الكاتب.
لأنه لامشابهة بين الدنيا والأخرة في يسير ولا كثيرمن حيث المعنى .
ثانياً:أن الله بين أنها من حقارتها لولا خشية الفتنة على الناس لأعطاها كلها للكافرين ،وليست الآية خاصة بأهل مكة في زمانهم بل هي عامة في كل زمان ،ولذا فلا يغتر الناس بما وصلت إليه أمم الإلحاد من بهارج الدنيا فإنها لا تساوي شيئا مقارنة بالنعيم المؤبد.ولا شك أن كفار مكة كانوا متوحدين في الكفر لكن لم يكن لبيوتهم ما وصفت الآية ولم يكن الناس بمكة كلهم على الكفر بل فيهم أمة مسلمة ولو قلت .فليس الناس أمة واحدة كما تزعم.
ثالثاً:دعواك أن بيوت الكفار لو كانت من فضة لن تؤثر لأنها ستصيرمعتادة. هي دعوى فارغة. لأن الوصف أعظم من الدعوى حيث أن الله وصف حالهم ومنازلهم بأعظم من وصفك فلو حصل هذا فلن يكون معتاداً .وسيكون فتنة للناس مما يحملهم على عدم الإيمان.
رابعاً:كلامك عن دول الخليج . أقول لو حصل للمسلم ذلك فلن يكون فتنة للناس بل سيشكرون الله على نعمه ،ويستعملونها في طاعته ،فمالدافع الذي يدفعهم للكفر بالله ؟وعليه فقياس الكاتب فاشل جداً لأن المسلم المنعم في الدنيا لن يسبب لغيره الكفر بالله بل قد يكون في ذلك إسلام للأخر .
خامساً: أن تنعم المسلم في الدنيا لا يعتبر شيئاً بالنسبة لما ينتظره من النعيم المؤبد في الأخرة.
والخلاصة :أن كل ما يكتبه الكاتب يدل على عمق جهله هداه الله.
قال الكاتب: واذا نظرنا للآية الخامسة عشر من سورة محمد نجدها تقول: " مثل الجنة التي وعد المتقون فيها انهار من ماء غير آسن وانهار من لبن لم يتغير طعمه وانهار من خمر لذة للشاربين ". فاذا كان الخمر يصلح ان يكون جائزة للمتقين الذين يخافون الله ويفعلون كل ما امر به الاسلام، لماذا حُرمت الخمر في هذه الحياة؟
الجواب: لأن خمرة الأخرة نعيم ،وخمرة الدنيا مرض وعاقبتها الجحيم. وخمرة الدنيا تسبب الأمراض التي لا تخفى ،والأضرار بالصحة ،وذهاب العقل ،وتؤدي إلى فساد عظيم .بينما خمرة الأخرة لذة للشاربين ،كما وصفها الله تعالى ،ولا تسبب الصداع ،والغثيان، والاستفراغ ،بل هي من ملذات الأخرة ،وليس بين خمر الدنيا والأخرة أي اشتراك إلا في اللفظ، أما المعنى فيختلف اختلافاً كلياً .فشتان بين النعيم والجحيم.
قال الكاتب:وسورة الحج تصف العذاب الذي يتعرض له الذين لم يؤمنوا بالله:" هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قُطّعت لهم ثيابٌ من نار يصب من فوق رءوسهم الحميم"يُصهر به مافي بطونهم والجلود"ولهم مقامع من حديد" كلما أرادوا ان يخرجوا منها من غمٍ أُعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق"
ويصف الله نفسه بالرحمة ويذكرنا في بداية كل سورة انه هو الرحمن الرحيم، فهل بعد هذا الوصف للعذاب يبقى هناك مكان للرحمة؟
الجواب :أولاً:نعم فإن رحمة الله تعالى خاصة بالمؤمنين ،وأما الظلمة الجفاة الذين كفروا بأنعم الله وجحدوا ربوبيته ،وكذبوا رسله: فلهم العذاب المقيم إلا إذا تابوا وأمنوا فإن التوبة تجب ما قبلها والإسلام يجب ما قبله أي يزيل كل ما سبق من أخطاء وكفر وذنوب ،بل ويبدل الله سيئاتهم حسنات .فهل فوق هذا من كرم .وأهل النار يعذبون بعدله وأهل الجنة يجازون بفضله وجوده وكرمه وعظيم رحمته .{وما ربك بظلام للعبيد} واما الذي لم تبلغه دعوة ولم يعلم فلم تقم عليه حجة .ولا عذاب عليه قال الله تعالى { وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا}.فهل بعد ذلك من عدل ورحمة ؟!!فنسأل الله أن يحيينا على الإيمان ويميتنا عليه .
ثانياً:أن منطق مكافأة المحسن ومجازاة المذنب مبدأ لا ينكره إلا مكابر ،فمن أحسن فله الحسنى وزيادة ،ومن أساء فلا يجزى إلا بما أساء.
ثالثاً:كما أن من صفات الرحمة والحلم والمغفرة ،فكذلك من كماله القوة ،والعدل ،وكمال القدرة والإرادة .وهذه بعض أوصاف الإله المستحق للعبودية فليس بالضعيف بل هو القوي العزيز.
والخلاصة :أنك في دار المهلة وأن الدعوة قد بلغتك وأن الكبر يحول بينك وبين قبول الحق فأسلم تسلم ،وتنعم نعيم لا ينقطع .وإن أبيت إلا العناد والظلم والتكبر على مولاك جل جلاله فأنت الظالم لنفسك قال تعالى {وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون } والخيار لك ولن تجبر على تغيير معتقدك كما قال الله تعالى {لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي } ،وطريق الرشد في منتهى لوضوح وطريق الغي في منتهى الوضوح .
قال الكاتب:ويستغرب الانسان لهذا المن من الله علي بني اسد، خاصة لما نعرف ان الله، في سورة المدثر، الآية السادسة، امر محمد الا يمنن: " يا ايها المدثر، قم فانذر، وربك فكبر، وثيابك فطهر، والرجز فاهجر، ولا تمنن تستكبر ". فكيف ينهى محمد عن المن ويمن هو؟
الرد:أولاً:رأيت منذ بداية الرد على الكاتب تعمد تحريف آيات عديدة وقدنبهت على ذلك في بداية الرد،وهو لايضر إلا نفسه ،فكتاب الله بيننا حفظاً وكتابة ،ومن شواهد ذلك ما تراه في تحريفه لقوله تعالى { ولا تمنن تستكثر } فحرفها وقال ولا تمنن تستكبر !!.فهذا مبلغه من الأمانة والعدل.
ثانياً:أن الله تعالى له هداية التوفيق وليست لأحد من الخلق ولا سبيل إليها إلا بتوفيق الله تعالى .وبني أسد الأعراب يمنون على النبي صلى الله عليه وسلم أن أسلموا رغم تخلفهم عن كثير من أعمال البر والخير .فذكرهم الله تعالى أنه صاحب المنة أي صاحب الفضل عليهم بأن هداهم للإسلام فلا وجه
لتمننهم على النبي صلى الله عليه وسلم .ونحن نحمد الله تعالى على امتنانه علينا بالإيمان فلولا فضله لما وفقنا. فيستحق منا الشكر والثناء والحمد كله وهو أقل واجب نقدمه للكريم جل جلاله.
قال الكاتب: لماذا يريد الله ان يخلق الجنة بهذ الحجم وهو يخبرنا في سورة الواقعة، الآية الثانية عشر وما بعدها: " في جنات النعيم، ثُلة من الاولين، وقليل من الآخرين". والله يخبرنا هنا ان ثُلة اي عدداً بسيطاً جداً من الاولين وقليل من الآخرين سيدخل الجنة، لان الغالبية من الناس كلما جاءهم رسول كفروا به ولذلك لن يدخلوا الجنة. فاذا كان هذا هو الحال، لماذا كل هذه الجنة التي لا حدود لها، ولن يدخلها الا عدد بسيط من الناس. وحتى في هذا العدد القليل من الناس يكون المسلمون اقلية، ففي حديث عن النبي انه قال: " اني لأرجو ان تكونوا ربع اهل الجنة".
الجواب:أولاً:هذا الموقف من الكاتب يذكر بقول الله تعالى { أم يحسدون الناس على ما أتاهم الله من فضله} فالجنة فضل من الله تعالى لأقل مؤمن فيها من النعيم أضعاف مضاعفة من الملك والنعيم من قصور وحدائق وأنهاراً وأصناف الشراب والطعام بل هي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم [ في الجنة ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ]
وجاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عزوجل ((..قال الله تبارك وتعالى للجنة:أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي,وقال للنار:انما أنت عذابي , أعذب بك من أشاء من عبادي ,ولكل واحد منهما ملؤها..))رواه البخاري فى الصحيح.فالجنة تمتلىء بالناس والنار كذلك.
ثانياً:أن المقصود بقوله تعالى {ثلة من الأولين وقليل من الأخرين }هو بيان حال السابقين بالطاعات وأنهم أقل من أصحاب اليمين عدداً وأكثر منهم عملاً .
قال تعالى { والسابقون السابقون أولئك المقربون في جنات النعيم ثلة من الأولين وقليل من الأخرين } وقال في أصحاب اليمين {وعرباً اتراباً لأصحاب اليمين ثلة من الأولين وثلة من الأخرين } وبه يتبين أن المسألة مقارنة بين مقامين لأهل الجنة مقام السابقين وأصحاب اليمين ،وليس المقصود مقارنة بين حال المؤمنين والكافرين. وليس المعنى قليل يدخل الجنة كما يزعم أي في هذه الآية .وبه تعلم تزوير الكاتب هداه الله وتحريف الآيات لخدمة مايريد فأي نقد هذا؟،وكيف لا يستحي من نفسه وهو يضحك عليها بمنتهى السذاجة؟!!
ثالثاً:واما أن المسلمين أتباع محمد صلى الله عليه وسلم أقل أهل الجنة لأنهم الربع فقط فليس بصحيح ،بل هم نصف أهل الجنة ولكن الكاتب بتر الحديث كعادته في الكذب ففي صحيح البخاري قال رسول الله صلى اللله عليه وسلم (إني أرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة فكبرنا فقال أرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة فكبرنا فقال أرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة فكبرنا) من حديث طويل رواه البخاري والنصف الأخر هم من بقية أتباع الأنبياء الذين كانوا قبل بعثته.
قال الكاتب :ان الله يقول: " وما منكم الا واردها"، والحديث هنا عن جهنم، وقال علماء الاسلام ان كل البشر سيردون جهنم ولكن اهل الجنه سيكون ورودهم مؤقتاً ولفترة وجيزة ثم يذهبون للجنة.
الجواب:إنما الورود هو المرور على جسر جهنم وليس معناه دخولها كما يزعم الكاتب.لا لفترة وجيزة ولا طويلة .وهذا الورود عليها يجعل الإنسان يشعر بعظيم نعمة الله عليه ،ويتعرف المؤمن على حال الكافرين الذين ربما كان بعضهم معروف لديه.
قال الكاتب:أفلا ينظرون الى الابل كيف خُلقت". وما كان احد في تلك الايام يدري كيف خُلقت الابل. ... ولكن القرآن اختار الابل للتهويل لان حجمها كبير، رغم ان هذا لا يؤثر في عملية الخلق. ولا بد ان نفترض ان الله قد خلق الديناصورات وحجمها اضعاف حجم الابل، لكنه لم يضرب بها المثل. وقد يقول قائل ان الله لم يضرب بها المثل لانها انقرضت ولم يشاهدها اهل مكة. ولكن نفس أهل مكة هولاء لم يروا في تلك الايام، وحتى عهدٍ قريب، الرمان، لكون مكة صحراء لا ينبت فيها شجر الرمان " ربنا إني أسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرع عند بيتك المحرّم" . ولكن هذا لم يمنع القران من أن يذكرهم ان الله سيجازيهم بجنة يأكلون فيها الرمان " فيها فاكهةٌ ونخلٌ ورمان".
الجواب:أولاً: أختيار الأبل لمكانتها عند العرب ،ولأن الأبل فيها صفات عجيبة تدل على عظمة خلق خالقها .فهي أصبر الحيوانات على الظمأ وحمل الأثقال ،واجتياز الصحاري في ألأسفار.
ثانياً:قولك:أن أهل مكة لم يروا الرمان كما أنهم لم يروا الديناصورات !كلام ضعيف جداً لأن الديناصور منقرض تماماً فهم لا يعرفونه ولا يرونه .واما الرمان فموجود غير معدوم فإمكان الرؤية أو المعرفة بالوصف ممكن جداً فالقياس فاشل .فكيف إذا كانت أسواقهم تعج بالتجارة من الشام واليمن ،بل كيف إذا كانت الطائف وهي من أشهر مناطق الجزيرة بزراعة الرمان لا تبعد عنهم إلا ثمانين كم فقط .مع أنه لا تشابه بين ما في الجنة والدنيا إلا الأسماء واما الحقائق فمختلفة .والغرض هو التقريب للفهم وإلا ففي الجنة ما لايخطر على بال من النعيم .
كيف يقرون بوجود الله جل جلاله؟
قال الكاتب: فنحن نعلم الان قوانين الطبيعة التي تتحكم في نزول الامطار ولكن ليس لدينا اي برهان ان الله هو الذي خلق هذه القوانين.
الجواب:أولاً: طائفة من الملحدين يجزمون جزماً بعدم وجود الخالق جل جلاله ،ويقولون الدليل على المثبت لا على النافي وهو كلام فارغ لأنهم جزموا بعدم الوجود أي حكموا بذلك حكماً جازماً والحكم لابد له من دليل فنحن نطالبهم بالدليل على جزمهم بذلك .بخلاف قول من يقول أنا لا أجزم بالنفي ولا الإثبات فهذا يصح أن يطالب بالدليل على الإثبات أو النفي وعندها فسنقيم لهم العديد من الأدلة على وجود الخالق جل جلاله، وهي موجودة مكتوبة ومسموعة ومرئية.
ثانياً:ونحن نقول للكاتب وليس لديك برهان على أن الله ليس هو الذي خلق هذه الأسباب.
ثالثاً:البرهان على أن الله هو الذي خلق هذه القوانين ؟فبالنقل وبالعقل .فالنقل سأجعله مسك الختام .وسأبدأ بالأدلة العقلية التي يتفق عليها المسلم وغير المسلم .
البرهان الأول: اما أن تقول أن العالم قديم أو تقول أنه حادث بعد عدم : فإن قلت أنه حادث فلابد أن نفكر فنقول مالذي رجح كفة إيجاده على كفة العدم إذ يستحيل وجود رجحان بلا مرجح ،فلو كان لدينا ميزان له كفتان فارتفعت كفت ورجحت على الأخرى فإنه لابد أن يكون هناك سبب لهذا الرجحان وهو الوزن الموجود في هذه الكفة .فلو قال قائل أنها رجحت بلا سبب لكان كلامه هذا ضرب من الحمق والهذيان .
وهكذا العالم فإنه لابد من سبب رجح وجوده على عدمه .والسبب هو الله جل جلاله يبقى التدليل على أنه الله في أخر البحث .
لكن لو فرضنا أن هناك من يخالف المعقول فيزعم أن العالم قديم لاحادث ،وقال:وعليه فلا يلزمني برهان استحالة الترجيح الذي ذكرته. فإننا ننقله إلى البرهان الثاني .
البرهان الثاني:استحالة التسلسل :وهو رد على من يقول أن العالم قديم أزلي لاحادث:ومعنى التسلسل افتراض أن المخلوقات متوالدة عن بعضها إلى مالا نهاية ،بحيث يكون كل موجود نتيجة علة قبله وهو علة لمابعده دون أن تنتهي هذه السلسلة إلى موجود لا يؤثر فيه شيء وهو يؤثر في غيره .وهذا مستحيل لأن السلسلة مهما طالت فإن تأثرها بغيرها وتوقف وجودها على تأثيره فيها يدل على أنها ممكنة الوجود وممكنة العدم .
مثال ذلك:لو سألنا عن سبب وجود الابن فقلت الأب فقلت وماعلة وجود الأب فقلت الجد وهكذا في سلسلة طويلة فإنه لابد أن تصل إلى نهاية للسلسلة ويستحيل أن ترجع وجود الجد الأعلى إلى أحد ابناءه فإن زعمت ذلك فلابد أن يخالفك كل العقلاء وحينها ستصل السلسلة إلى النهاية ودعنا نقول أنه آدام فمن أوجد أدام فهل ستقول أنه أحد أولاده ؟!!
ثم إن دعوى التسلسل منقوضة بالحس والمشاهدة فإننا نعلم بأن هناك مخلوقات انقرضت بنوعها فلو صح أن الموجودات تسلسل إلى مالا نهاية بأن يكون كل حلقة فيها معلولاً لما قبلها وعلة لما بعدها ،لما انقرضت هذه الموجودات ،فلا يمكن أن تنقرض وهي علة لما بعدها.فلما دل الحس والمشاهدة على انقراضها قطعاً علمنا أن الحلقة الأخيرة معلولة فقط وليست علة كالتي سبقتها ،وهذا إخلال بنظام التسلسل المزعوم.ودليل على أن هناك مؤثر خارجي لايتأثر بها ويؤثر فيها وليس مجرد تسلسل رتيب .
البرهان الثالث: برهان بطلان الدور :وهو رد على من يقول أن العالم حادث بلا ريب ولكن الذي أوجد العالم هو التفاعل الذاتي المتدرج ، وأن الوجود أوله هواء يملاء الفراغ ثم وجد السديم وصار له أبخرة وغازات ثم تكاملت العناصر الأولية للحياة كالكربون والأكسجين وغيره ، ومر على ذلك سنوات ، فكانت المخلوقات إلى غير ذلك .فهذا يستلزم القول بالدور وهي فرضية باطلة .
ومعناه : يتوقف الشئ في وجوده المطلق أو تكييف معين على شئ آخر ، وهذا الشئ الآخر متوقف على نفس الشئ الأول .
مثال :لو قيل لا يمكن أن توجد وظيفة إلا بشهادة دراسية .فتقدمت للدراسة فقالوا لايمكن الدراسة إلا للموظف فإن معنى ذلك أن كلا الأمرين متوقف على الأخر مما يؤدي إلى امتناع وجود الأمرين إطلاقاً .
فالمادة مثلاً معدومة ولما وجدت كانت علة لإيجاد نفسها .فقل لي كيف يصدق العاقل أن المعدوم أوجد نفسه ؟
ثم يسمونه بأسماء رنانة لتنطلي الفكرة على السذج فيقولون التفاعل الذاتي أو انتخاب الطبيعة أو البقاء للأصلح .مع أن العقلاء ينظرون للمعاني والحقائق لا لمجرد الألفاظ .
البرهان الرابع:برهان النظام الكوني:أنا حين أكتب على جهاز الحاسب الألي أعلم يقيناً أن هذا الجهازالمحمول الذي هو غاية في التنسيق والصنعة ،لا يمكن أن يكون إلا بمدبر صنعه ونظمه .ولا يمكن أن تكون كل هذه الأمور أتت بالصدفة ،مع تكررها وتعدد الأجهزة ،ولابد أن ذلك لهدف وغاية وهي الاتصال والكتابة ونحو ذلك .
فإذا كان هذا في أجهزة الحاسبات الصغيرة فإن الكون العظيم البديع في تناسقه من الذرة بما فيها من شحنات إلى المجرة بما فيها من تناسقات ، تتأمل في الأرض فتجد لها وزناً معيناً ،يمدها بقدر معين من الجاذبية فلو زاد هذا الوزن لما أمكن المشي عليها لشدة جذبها للإنسان ،ولو قل وزنها لما أمكن أن يستقر عليها ولا أن يأنس فيها ، وهذا دل على تناسق وتنظيم ، فالأمور التي صنعها الإنسان دليل قطعي على وجود مدبر لها لتسير بنفسها نحو غايات معينة ، فالكون من باب أولى يكون له مدبر لا يستطيعه أي أحد من البشر . ومافي الكون من أنواع النبات والجبال والبحار والأنهار مع تنوعها وحاجتنا إليها وتناسقها يدل بلا أدنى شك على موجد لها يدبرها ويتصرف فيها .ولا يمكن أن يكون هذا النظام البديع أتى بالصدفة ويتغير بلا مدبر . [2]
وها قد وصلنا إلى قناعة تامة بوجود مسبب للأسباب يؤثر فيها ولا يتأثر بها وهو الله جل جلاله .فكيف نعرف أن ذلك السبب الموجد لهذا الكون هو الله جل جلاله .
1ـ إن الله ـ عز وجل ـ لم يترك الناس هملاً بل أرسل إليهم رسلاً يبينون لهم الحق ويخبرونهم بأنه المتصرف في الكون إيجاداً وإمداداً وحده لا شريك له الذي خلقه وخلق جميع الحادثات ،وهو موصوف بجميع صفات الكمال ومنزه عن جميع صفات النقص فلا يحتاج لشيء وكل شيء فقير إليه .وأنه المستحق للعبادة وحده لا شريك له .
2ـ وطلب الناس منهم البرهان على صحة دعوى الرسالة فأظهروا لهم المعجزات التي يؤيدهم الله بها،كما أن الله يخذل من أدعى النبوة وهو كاذب .فكلما أراد أمراً خارق للعادة خيبه الله تعالى .فتميز بذلك الصادق في الدعوى من الكاذب .
3ـ ونقلت إلينا الأخبار بذلك وهي أخبار متواترة لا يمكن تكذيبها كما أننا نصدق بوجود القطب الجنوبي ولم نره ونصدق بوجود مرض الجدري ولم نره وإنما هو بنقل الأخبار .
4ـ وكان آخرهم وخاتمهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .ونقلوا عنه أمر الله ونهيه وبيانه في القرآن والسنة النبوية .
5ـ وتحققنا ثبوتها بواسطة منهج علمي واضح ودقيق يفتش في جانبين في اللفظ المنقول وفي الناقل له وهو ما يسمى بالنظر في المتن والسند.
6ـ وفائدة ذلك :التثبت من عدم وجود الخطأ في أي شيء منقول .
7ـ وردوا الخبر إذا كان هناك علة في متنه :كأن يخالف قطعي من القرآن
أو السنة أو خالف نقول أناس أثبت منه في الرواية ،لأن ذلك دليل على
خطأ الراوي في ذلك .وسموه بالشاذ،وقالوا في متنه نكارة.
8ـ وردوا الخبر من حيث الأسناد فلم يقبلوا إلا ما اتصف ناقله بالعدالة والضبط التام.
9ـ ولم يقبلوا في منقول القرآن والقطعيات إلا ما تواتر النقل به حتى لايدخل في القرآن ماليس منه،فردوا القراءات الشاذة ونحوها.
10ـ وألّفوا في ذلك علوم مستقلة بنفسها تبحث في أحوال النقلة والخبر الذي نقلوا.وذلك في فن مصطلح الحديث ،وفن الجرح والتعديل ،وفن تراجم الرجال .النقلة للخبر،ففي مكتباتنا الإسلامية مؤلفات كثيرة تستعرض أسماء الذين نقلواذلك وأحوالهم ويستطيع كل شخص أن يقف على ما قيل في كل رجل منهم جرحاً وتعديلاً وأن تضبط الزمن الذي عاش فيه ، وتعرف معاصريه وشيوخه وتلاميذه .وسترى الوصف الدقيق لهم بلا مجاملات.
11ـ وألّفوا علم أصول الفقه لمعرفة الخاص والعام ،والمطلق ،والمقيد ،ودلالات الألفاظ القاطعة والمحتملة .
12ـ كما ألّفوا في علوم القرآن ومعرفة أوجه القراءت وتفسير الآيات .
والخلاصة :أن من أراد الحق فكل السبل مذللة أمامه.قال الله تعالى { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا }.
قال الكاتب: وفي سورة الانبياء، الآية 30: " أولم ير الذين كفروا ان السموات والارض كانتا رتقاً ففتقناهما". وطبعاً لم ير الذين كفروا ان السموات والارض كانتا ملتصقتين ثم فتقهما، لان ذلك ان كان قد حدث، فحدوثه كان قبل ان يُخلق الانسان، فكيف يكون الانسان قد راى ذلك؟
الجواب:1ـ أن القرآن الكريم لم ينزل للجيل الذي في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقط ،بل هو صالح لكل زمان ومكان ،ولذلك كانت هذه الآية حجة على الملحدين في عصرنا حيث علموا بذلك واستيقنوه وهذا من الشواهد على إعجاز القرآن الكريم.
2ـ أن الرؤية هنا المقصود بها العلم ،ولذا نقول ألم ترى أن الشيوعية سقطت ،ولا نقصد رؤية العين طبعاً ،بل المقصود بها العلم.والعلم بذلك حصل للكفار والمسلمين في زماننا إما بالتجربة والتحليل لمن باشر البحث في ذلك أو بالنقل عنهم لبقية الناس في العالم.وتنبه أن في ذلك برهان على حجية النقل الخبري .
قال الكاتب: في قوله تعالى" والله يعلم ما تحمل كل انثي وما تغيض الارحام". ويستطيع الاطباء الان بان يعرفوا اذا كان الجنين ذكراً او انثي، واحداً أم أكثر، وهو بعد في رحم امه....إلى أن قال: فهل كون الله يعلم مافي الارحام، منطق كافي لاقناع الناس بوجود الله وبان القرآن من عنده؟
الجواب:1ـ إن علم الله أوسع مما تتوهم فهو يعلمه قبل وجوده وبعد وجوده . والأمور الغيبية في حال الجنين هي: مقدار مدته في بطن أمه وحياته وعمله ورزقه، وشقاوته أو سعادته {الله يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلّ أُنثَىَ وَمَا تَغِيضُ الأرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ"} [الرعد:8-9]، فالعلم التفصيلي بحال الجنين لا يعلمه إلا الله. فلما يسر الله للناس الأطلاع على معرفة الجنين في عصرنا بعد وجوده ،بقي معجز لهم من الجهة الأقوى وهي عدم معرفة ذلك قبل وجوده ولا معرفة الأمور التفصيلية من بقاء حياته أو موته أو سعادته أو غير ذلك .فإن الله يعلم أنه ذكر أو أنثى من قبل أن يخلق والديه فضلاً عن الجنين نفسه ،بل يعلم بذلك علماً أزلياً ،اما البشر فلا يعلمونه إلا بعد وجوده منياً أو جنيناً.فشتان بين علم الخالق والمخلوق.
قال الكاتب:وحتى موضوع الايمان بالله وبرسوله ليس في ايدينا، فهذه هي الاية الثانية من سورة التغابن تخبرنا: " هو الذي خلقكم فمنكم كافرٌ ومنكم مؤمنٌ والله بما تعملون بصير". وشرح هذه الاية يقول: هوالخالق لكم على هذه الصفة واراد منكم ذلك فلا بد من وجود كافر ومؤمن وهو البصير بمن يستحق الهداية. اي بمعنى آخر حتى لو اردت ان تؤمن، لا يمكن لك ان تؤمن الا اذا كان الله قد قدر انك تستحق الهداية.
الجواب:أولاً :ليس للبشر أي اطلاع على ماقدر الله عليه حتى يحتجوا بالقدر فمن السفه أن يجلس الموظف في بيته ويقول قدر الله علي ذلك ،وكذا من السفه أن يكفر الإنسان ويقول: قدر الله ذلك .لأن هذا محض الكذب إذا كيف علمت أنه قدر ذلك عليك .
ولو كان الاحتجاج بالقدر مقبولاً لقبل من المشركين ولكن الله سبحانه وتعالى زيف حجتهم فى مواضع من القرآن الكريم منها قوله تعالى :{سيقول الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا ولا آبائنا ولا حرمنا من شئ كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون الا الظن وإن أنتم الا تخرصون }وقوله تعالى :{وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ما لهم بذلك من علم إن هم الا يخرصون ام آتيناهم كتاباًمن قبله فهم به مستمسكون}
ثانياً: أننا نعترف بإله فإما أن يكون مجبوراً على تقديره وأفعاله ،وإما أن يكون مختاراً لا مكره له .ولا شك أن الله مختار لا مكره له.
ثالثاً:اما أن يكون لنا في أفعالنا قدرة وأختيار أو ليس لنا أي قدرة وأختيار .فلما تأملنا في أنفسنا وجدنا أن بعض أعمالنا اضطرارية لا أختيار لنا فيها كالارتعاش والسقوط المفاجىء ونحوها .وأعمال لنا فيها أختيار وقدرة كالأكل والشرب والقيام والجلوس والصلاو والتكلم ،وغيرها من الأفعال التي على هذا النسق . فعلمنا يقيناً بالحس والمشاهدة أن لنا نوع أختيار.
رابعاً: إذا علمنا هذه المقدمات السابقة فهل كلفنا الله بما لا قدرة لنا عليه ،أما بما مكننا منه وجعل لنا فيه قدرة وأختيار؟نجد أن الله تعالى قال { لا يكلف الله نفساً إلا وسعها } ويقول{ واتقوا الله ما استطعتم } ويقول عزوجل {والذين امنوا وعملوا الصالحات لا نكلف نفساً الا وسعها اولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون} ونحوها من الآيات فعلمناأن التكليف تحت مقدورنا فضلاً من الله علينا وعلى هذا نحاسب فقط .ولا نحاسب على ما لا نستطيع.
خامساً: أن الله تعالى بّين في كتابه أن الإنسان على حالين:مؤمن وكفور. فقال تعالى :{ إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً } (الانسان: 3 ) وهذه الهداية تأتي بالصدق في طلب الحق فمن يبحث عن الحق فسينال الهداية والتوفيق كما وعد الله تعالى حيث قال الله تعالى{والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين}والله جل جلاله لا يضيع ثواب على عمل ولو قل كما قال تعالى { فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره} " الزلزلة وقال تعالى { وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجراً } المزمل
قال الله تعالى {فَأَثَابَهُمُ اللّهُ بِمَا قَالُواْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ}ووعد الله ووعده الحق فيقول عز وجل في سورة فاطر { يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنّكم الحياة الدنيا ولا يغرّنّكم بالله الغرور}ووعده يتجلى في هذه الآيات { وعد الله الذين امنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر عظيم} (الاية 9 المائدة){ وبشر الذين أمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذى رزقنا من قبل واتوا به متشابها ولهم فيها ازواج مطهرة وهم فيها خالدون }الاية 25 البقرة){ ومن يعمل من الصالحات من ذكر أوأنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا} (الاية 124 النساء)
وبما سبق يتبين خطأ الكاتب هداه الله وتجاهله لكل هذه النصوص.
قال الكاتب: فاذا اخذنا مثلاً قصة قوم لوط، لرأينا ان الغالبية العظمى منهم لم يرتكبوا اي ذنب.. ..ولابد أن أغلب الرجال كانوا طبيعيين من الناحية الجنسية بدليل انهم جامعوا نساءهم وانجبوا أطفال... ..ونقول لهم لماذا لم يمهل الله قوم لوط...
الجواب:1ـ ليس بصحيح أن الغالبية العظمى من قوم لوط لايفعلون الفاحشة بل فعلوها كما أخبرنا الله تعالى في كتابه ففي سورة الأعراف مثلاً يصفهم الله تعالى بقوله {ولوطاً إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين، إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون، فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون، فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين، وأمطرنا عليهم مطراً فانظر كيف كان عاقبة المجرمين} فمن الواضح أنهم كلهم كذلك صغيرهم وكبيرهم ،حتى النساء تعاونهم على هذا الأثم ولا ينكرون عليهم .مع العلم أنهم يفضلون أتيان الذكور على أتيان النساء.وليس المعنى أنهم لايأتون النساء مطلقاً .فهذا معلوم بالبداهة .
2ـ أن لقوم لوط جرائم أخرى أعظمها الكفر بالله تعالى .
3ـ وليس بصحيح ان أغلب الرجال كانوا نزيهين جنسياً كما تزعم !
ألا ترى كيف لا يقبلون بينهم أي نزيه أو منكر لجريمتهم حتى كان إخراجهم آل لوط هو بسبب نزاهتهم وطهارتهم حيث قالوا {أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون}
4ـ واما لماذا عاقب الله قوم لوط ولم يعاقب من يفعل اللواط اليوم ؟
فأقول أولاً :أن الناس في أي بلد من البلاد ليس كلهم يفعلون اللواط بل من يفعله هم الشذاذ وبقية الناس يستنكرونه رجالاً ونساءً فلا وجه للمقارنة .إلا في بلد أو بلدين في العالم رغم معارضة عقلاءهم لذلك.ورغم ذلك فقد بلاهم الله بالأمراض التي فتكت بهم.
ثانياً: إن العقاب يكون معجلاً ومؤجلاً وهو على أنواع وأشكال وليست المسألة قانون ملزم لله كما تتخيل ،بل الله يفعل ما يشاء فعقابهم المعجل سأذكره بالأحصائيات الطبية:
وسأنقل ما ذكرت الدكتورة نادية العوضي باختصار حيث قالت: نريد أن نلفت الانتباه إلى بعض الأمراض التي قد انتشرت كالوباء بين الشواذ جنسيا.
1- الإيدز: في تقرير مراقبة الإيدز لمراكز السيطرة والوقاية من الأمراض الأمريكية Centers for Disease Control and Prevention، والذي صدر في يونيو من عام 2000 فقد أعلن أن أغلبية حالات الإيدز بالولايات المتحدة تقع بين الرجال الذين يمارسون الشذوذ الجنسي مع الرجال.
فمن بين 745103 حالة إيدز بالولايات المتحدة الأمريكية يمثل الرجال الذين يمارسون الشذوذ الجنسي 348657 حالة، هذا بالمقارنة بـ 189242 حالة إيدز بسبب استخدام المخدرات المحقونة، ثم 47820 حالة بسبب ممارسة الشذوذ الجنسي بين الرجال، بالإضافة إلى تناول المخدرات المحقونة. أما في تقرير الإيدز التابع لمنظمة الصحة العالمية فيمثل الشواذ جنسيا 68.6% من حالات الإيدز بهولندا، و65.8% في المملكة المتحدة.
ونذكر تلك الدولتين تحديدًا لأنهما متقبلتان لممارسة الشذوذ الجنسي بحرية تامة، وفي الوقت نفسه تدّعي وجود برامج توعية قوية لما يسمى "بالممارسة الجنسية الآمنة".
2- الاضطرابات النفسية: هناك عدة دراسات قد أظهرت علاقة مباشرة بين ممارسة الشذوذ الجنسي والإصابة باضطرابات نفسية، نذكر هنا أحدثها، وهي دراسة قد نُشرت في يناير من هذا العام في أرشيفات الطب النفسي العام Archives of General Psychiatry، والذي قام به فريق هولندي.وقد وجد الفريق أن الشواذ من الرجال يصابون بالاضطرابات المزاجية التي تستمر لأكثر من 12 شهرًا بمعدل 2.94 مرة عن غيرهم من الأسوياء. كما يصابون باضطرابات الحصر النفسي anxiety التي تستمر لأكثر من 12 شهرًا بمعدل 2.61 مرة عن غيرهم من الأسوياء. ...كل هذا في المجتمع الهولندي المرحب بممارسة الشذوذ الجنسي، وهو ما ينفي مزاعم الشواذ جنسيا بأن الاضطرابات النفسية التي يصابون بها ما هي إلا بسبب نظرة المجتمع إليهم. كما أظهرت دراسة أخرى نشرت في أكتوبر 1999 في المجلة نفسها أن احتمالية محاولة الانتحار بين الشواذ من الرجال كانت أعلى 6.5 مرات منها في توائم هؤلاء الأسوياء.
3- الأمراض المعدية التي تنتقل عن طريق الممارسة الجنسية: في دراسة نشرت عام 1990 في مجلة أمراض القولون والمستقيم Diseases of the Colon and Rectum يقول الدكتور ستيفن وكسنر: إن 55% من الشواذ من الرجال الذين لديهم شكاوى من منطقة المستقيم والشرج مصابون بالسيلانgonorrhea ، كما أن 80% من مرضى الزهري syphilis من الشواذ جنسيا، هذا بالإضافة إلى إصابة 15% من الشواذ الذين لا يشتكون من وجود أعراض مرضية بالمندثرة chlamydia، كما أن ثلث الشواذ جنسيا مصابون بفيروس الهربس البسيط النشط herpes simplex virus في منطقة المستقيم والشرج.وقد ذكرت دراسة أخرى أن الشواذ من الرجال مصابون بالسيلان في منطقة الحلق بنسبة 15.2%، بالمقارنة بإصابة 4.1% من أسوياء الرجال بالمرض نفسه.
4- سرطان الشرج: هناك عدة نظريات تعلل انتشار سرطان الشرج بين الشواذ جنسيا وبين الأسوياء الذين يمارسون الجنس عن طريق الشرج. إحداها بسبب استخدام بعض المزلّقات lubricants من أجل تسهيل تلك الممارسة. نظرية أخرى هي تقول بأن دخول الحيوانات المنوية والسائل المنوي إلى تلك المنطقة قد يكون سببا آخر للإصابة بسرطان الشرج. وآخر النظريات هي الإصابة بالسرطان تبعا للإصابة بالالتهاب بفيروس الورم الحليمي الإنساني human papillomavirus.
5- مرض كابوسي الخبيث Kaposi sarcoma، والذي يعتقد أن للمخدرات التي يستخدمها الشواذ جنسيا من أجل استرخاء عضلة الشرج والمعروفة بـ poppers علاقة بالإصابة بهذا المرض بين مصابي مرض الإيدز منهم.
6- خلل بالجهاز المناعي، وذلك قد يكون بسبب امتصاص المستقيم للسائل المنوي ليصل إلى الدورة الدموية، وهو ما يعتقد العلماء أنه يصيب الجهاز المناعي بالضعف.أنتهى
أما الوعيد بالعقاب : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لعن الله من عمل عمل قوم لوط ، لعن الله من عمل عمل قوم لوط ، لعن الله من عمل عمل قوم لوط " ). و قال عليه الصلاة السلام : ( من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل و المفعول به )
*تحت مبحث التناقضات أورد الكاتب بعض المسائل التي يقصد بها إبطال القرآن الكريم.ولا يوجد في كلامه ما يثبت هذا الأدعاء الزائف وإليكم كلامه في ذلك:
قال الكاتب:بما ان محمد لم تكن له معجزات مادية كغيره من الانبياء، وكل معجزته هي لغة القرآن، فاذا فُقدت هذه المعجزة نتيجة الترجمة فقد القرآن قيمته الاقناعية.
الجواب:زعم الكاتب أن معجزات القرآن الكريم محصورة في لغته فقط هو زعم باطل بل للقرآن الكريم معجزات كثيرة :منها: 1ـ ما أودع الله فيه من المعاني الحكمية والإشارات إلى الحقائق العقلية والعلمية مما لم تبلغ إليه عقول البشر في عصر نزول القرآن وفي عصور بعده متفاوتة . وقد بين كثير منها من تكلموا في الإعجاز العلمي للقرآن الكريم ولها كتب كثيرة ومواقع إعلامية واسعة ،كثير منها يصل إلى الذروة في الدقة والمصداقية .
2ـ من وجوه إعجاز القرآن الكريم ما انطوى عليه من الأخبار عن المغيبات مما دل على أنه منزل من علام الغيوب . كالكلام عن حرب فارس والروم قبل وقوعها والأخبار بالمنتصر فيها ونحو ذلك .
3ـ من وجوه إعجاز القرآن ما أنبأ به من أخبار القرون السالفة مما كان لا يعلم منه القصة الواحدة إلا الفذ من أحبار أهل الكتاب مع كثرة النقول في ذلك وتفاصيل القصص ،مما لايمكن أن يحصيه ويدركه بكل تفاصيله مخلوق.
وكل هذا يشترك فيه من يعرف لغة العرب ومن لا يعرفها .ولذا دخل في الإسلام كثير من المشاهير في الطب ،والفلك ،وغير ذلك .فكلام الكاتب في غاية الضعف.
قال الكاتب: يقول في الآية 69 (من سورة المائدة ): " ان الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الاخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون". وبما ان اليهود والنصاري يؤمنون بالله واليوم الاخر، فان من عمل منهم صالحاً فلا خوف عليه ولا حاجة به لان يكون مسلماً. ولكن كيف يعللون ان الصابئين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. فالصابئون اصلهم من فارس وكانوا يعبدون الاصنام.... إلى ان قال:وليس هناك في تاريخ فارس ولا فيما وُجد من حفريات شئ يدل على ان الصابئين كانوا أهل دين منزل أو انهم كانوا مؤمنين بمحمد قبل أن يُبعث.
الجواب:أولاً: ليس في الآية ما فهمه الكاتب من تصحيح بقاء اليهود وغيرهم على ديانتهم بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم لأن الله تعالى يقول أيضاً{لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك}وقال الله تعالى {فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا}
إذن: فلا إيمان لمن كفر بالنبي صلى الله عليه وسلم ولم يتبعه.وعلى هذا فالآية على ظاهرها من الأخبار عن الناس قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم من أن المؤمنين منهم الإيمان الصحيح فلهم الثواب ولا خوف عليهم من العذاب ولا يحزنون .
ثانياً:واما الصابئون :فاختلف الناس فيهم وأقرب الأقوال ما قال الخليل أنهم : هم قوم يشبه دينهم دين النصارى ، إلا أن قبلتهم نحو مهب الجنوب ، يزعمون أنهم على دين نوح عليه الصلاة والسلام . نقله القرطبي .
ولا يعني ذلك أن الديانة الصابئية كانت باطلة من أصلها بل حصل لها التحريف والتبديل كما حصل لليهوديو النصرانية وإن كانت في أصلها صحيحة لكن حرفت.
ثالثاً: واما قول الكاتب : (وليس هناك في تاريخ فارس ولا فيما وُجد من حفريات شئ يدل على ان الصابئين كانوا أهل دين منزل أو انهم كانوا مؤمنين بمحمد قبل أن يُبعث)فجواب ذلك وليس في الآية أنهم من فارس ولا غير ذلك مماذكرت بل أخبر بثواب المؤمنين منهم لا غير.
ولكن للبحث مجال:فالصابئة بفرقها المتعددة قد تلاشت ولم يبق منها إلا فرقة واحدة هي(الصابئة المندائية) [3]وكتب الصابئة ليست مطبوعة ، ولقد قام بنسخها باليد الكتاب الكهنوت طيلة قرون عديدة .. وهم يشكون في أن الموجود لديهم منها هي الصورة الأصلية المنـزلة .. وتحرص الصابئة على منع الغير من الإطلاع على كتبهم المقدسة منعاً شديداً ، إضافة إلى أنها مكتوبة باللغة المندائية التي كان يتكلم بها ( آدم ) كما يعتقدون . [4] ينتشرون على الضفاف السفلى من نهري دجلة والفرات ، ويسكنون في منطقة الأهواز وشط العرب ، ويكثرون في مدن العمارة والناصرية والبصرة ... وعدد آخر من مدن العراق .وينتشرون في إيران على مدنها الساحلية كالمحمرة ، وناصرية الأهواز
وشمشتر ،ودزبول. [5]
قال الكاتب:ولما جاء نفر من اليهود يحكّمون النبي في خلاف نشب بينهم، قال الله له في الآية 43 من سورة " المائدة: " وكيف يحكموك وعندهم التوراة فيها حكم الله ثم يتولون من بعد ذلك وما اؤلئك بالمؤمنين ". فنفهم من هذا ان حكم التوراة هو نفس حكم القرآن، ويتبع من ذلك ان لا فرق بين التوراة والقرآن
الجواب:تلك قضية معينة :وهي أن التوراة فيها الحكم بالرجم على الزاني ،وهو نفس الحكم الذي أنزله الله تعالى في القرآن الكريم. وهؤلاء اليهود حينما تحاكموا إلي النبي صلى لله عليه وسلم لم يقصدوا أن يعرفوا الحق؛ لأن حكم الله الموجود عندهم في التوراة هو نفسه الموجود في القرآن، لكنهم أتوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليتهربوا من حكم الله تعالى ليجدوا في القرآن مهرباً لهم فقط بالتشهي والهوى . ثم يعرضون عن حكم النبي صلى الله عليه وسلم بالرجم الموافق لكتابهم بعد تحكيمهم له وهذا يدل على عدم إيمانهم . قال الله تعالى {وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ }[المائدة:43] .ففيها نفس الحكم ولكنهم مخادعون.وكل ما أورده الكاتب من مغالطات في هذا المبحث هي من جنس ما ذكرت ويعرفها الإنسان بأدنى تأمل أو بمراجعة تفاسير القرآن الكريم.
قال الكاتب :وفي سورة الشورى الآية 19 يخبرنا الله: " ان الله لطيف بعباده يرزق من يشاء ".... إلى ان قال:فهل يرزق الذين يتقونه فقط، والا كيف تستقيم هذه الاية مع الحقائق التي نراها بأعيننا من مجاعاتٍ متكررة في افريقيا؟
الجواب:بل الله تعالى يرزق المخلوقات جميعاً ،ولكنهم يتفاوتون في كمية هذا الرزق فمنهم من يرزقه الله القليل ،ومنهم من يرزقه رزقاً متوسطاً ،ومنهم من يرزقه رزقاً كثيراً.ولكن الناس في الدنيا لهم وقت محدد ،وليسوا فيها بمخلدين ،والمجاعة سبب من أسباب الوفاة ،كالأمراض والحوادث وغيرها،واما ماداموا في الدنيا فالرزق حاصل للجميع .ثم هذه المجاعات وغيرها مما يعرض للبشر لا يسلم منه أحد لا مسلم ولا كافر ،وكل من عمل خيراً يسعد المجتمع فإن الله يجازيه عليه في الدنيا لأن الله عدل في حكمه ،سواء كان من المسلمين أو غير المسلمين .ولكن الفرق الجوهري أن المسلم يجازى في الدنيا والأخرة تفضلاً من الله تعالى ويديم عليه النعيم،اما غير المسلم فيوفيه ثوابه مقابل عمله في الدنيا كاملاً بالعدل .وليس له في الأخرة أي شيء لأنه أستوفى كل ما يستحقه في الدنيا .واما الأطفال من المسلمين فإن ماتوا فإلى الجنة بفضل الله تعالى ،بل وأطفال غير المسلمين على الصحيح لأنهم غير مكلفين .
والمسلم كل ما يحصل له في الدنيا فهو خير له كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ((عجباً لأمر المؤمن أن أمره كله خير إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ،وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له )) فاتضح بذلك أنه لا منافاة بين الرزق وما يصيب الناس من مجاعات لأن الرزق يتفاوت في كميته بين الأشخاص ،ولكنهم جميعاً يشتركون في أصل ذلك .
فكل له رزقه قل أو كثر .وجميع ذلك إلى وقت معين .ثم ينتقل إلى دار الجزاء.
سورة الزخرف، في الآية 11 تقول: " والذي انزل من السماء ماءً بقدر فانشرنا به بلدة ميتاً كذلك تُخرجون". .... ولكن في كل عام نرى بلاداً مثل الهند وبنقلاديش تغمرها الفيضانات من كثرة الامطار مما يؤدي الى موت مئات ان لم يكن آلافٍ من البشر بينما يقتل الجفاف اعداداً هائلة في افريقيا. فهل هذه الفيضانات السنوية بقدر حاجة الهند وغيرها للامطار؟
الجواب: الماء الذي ينزل من السماء له قدر معين ،فقد يكون نعمة من الله تعالى فيكون بقدر حاجتهم ،وقد يكون جزاء على كفرهم ومعاصيهم ، فيكون غرقاً يغرقهم . وقد يمنعه الله عنهم فيحصل الجفاف لأجل أفعالهم كما قال الله عز وجل : { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير} وقال تعالى :{ ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك} وقال تعالى: {وكلاً أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون }.فمن تدبر وتمعن في هذه الآيات علم أسباب هذه الكوارث .يقول أ ـ د زغلول النجار وفقه الله : كافة الظواهر الكونية، مثل الزلازل والبراكين ،والعواصف، هي من جند الله، التي يسخرها عقابًا للمذنبين، وابتلاءً للصالحين، وعبرة للناجين، وإن فهمنا لميكانيكية حدوث أي من هذه الظواهر لا يخرجها من كونها جندًا لله، وإذا لم تؤخذ بهذا المعيار فلن يستفيد الناس من حدوثها حتى لو استطاعوا التنبؤ بها، أو اختراع الوسائل المختلفة لمقاومتها.
في سورة المعارج، الآية 10: " ولا يسأل حميم حميماً". ويقول كذلك في آية اخرى: " يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه". ... ولكن سورة الصافات تخبرنا غير ذلك في الآية 26: " بل هم اليوم مستسلمون، واقبل بعضهم على بعض يتساءلون".
الجواب:أن هناك ثلاثة مواقف يكون فيها كل إنسان مشغول بنفسه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((في ثلاث مواطن والذي نفسي بيده لا يذكر الإنسان إلا نفسه عندالصراط حتى ينظر أيعبر الصراط أم يسقط في النار،وعندالميزان حتى ينظر العبد أيخف ميزانه أم يثقل ،وعند تطاير الصحف حتى ينظر العبد أيأخذ كتابه بيمينه أم بشماله)) أنتهى ولذا قال الله تعالى { ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عُمياً وبكماً وصُماً مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيراً} وفي سورة القصص، الآية 66: " {فعميت عليهم الأنباء يومئذ فهم لايتساءلون"}.فالإنشغال يكون في هذه المواقف التي بينها الله تعالى في كتابه وبينها النبي صلى الله عليه وسلم ،واما بعد هذه المواقف فإنهم يتكلمون ويتألمون ويتلاعنون فتأمله في قول الله تعالى { وقفوهم إنهم مسئولون * ما لكم لا تناصرون * بل هم اليوم مستسلمون * وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون *قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين * قالوا بل لم تكونوا مؤمنين * وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين* فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون * فأغويناكم إنا كنا غاوين* فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون* إنا كذلك نفعل بالمجرمين* إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون} أنتهى الصافات من 24_35 و "يتساءلون" ههنا إنما هو أن يسأل بعضهم بعضاً ويوبخه في أنه أضله أو فتح له باباً من المعصية كما في الآيات بوضوح.ويقول تعالى {حتى اذا جاءوها شهد عليهم سمعهم وابصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون، وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا، قالوا انطقنا الله الذي انطق كل شئ وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون} ووالله إن في ذلك لعبرة وذكرى لمن كان له عقل رشيد.
________________________________________
القصص في القرآن
قال الكاتب:فلو كرر القرآن موعظة او قانوناً من الفقه لفهمنا انه يريد التأكيد على ذلك، ولكن ان تُعاد نفس القصة اكثر من ست او سبع مرات، فلا اجد لها مبرراً.
الجواب: من فوائد: القصص:
1ـ التأكيد وإرادة الوصول إلى استحضار هذه القصص في حياة المسلم في كل أوقاته.فإن القصص تتضمن أحكاماً فقهية أيضاً ،وأحكاماً دعوية .كالصبر وطرق بيان الحجة وقوتها.
2ـ لقدوصف الله كتابه فقال {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ..} [الزمر:23]، "وإنما قيل له: "مَثانيَ" لأنه كُرِّرت فيه القصص والأحكام الفقهية ،والعقدية والمواعظ.
3ـ إظهار الإعجاز البلاغي: فجاء تكرار القصص وغيرها بعبارات مختلفة إيجازا وإطناباً، ليعلم أن القرآن ليس بكلام البشر؛ لأن البلغاء يعرفون أن هذا الأمر خارج عن القدرة البشرية.
4ـ لإظهار القدرة على صياغة القصة بنظم مختلف ،وإعطاء ألواناً من البلاغة في كل موضع ففيه رد على من يقول: إن دائرة البلاغة ضيقة في بيان القصص، والذي صدر عنك بيانه منها محمول على المصادفة،والاتفاق، لكن تنوع الأسلوب في تكرار القصص إيجازاً وإطناباً يقطع جميع أعذارهم.
5ـ أن فيه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى في سورة هود {وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}
قال الكاتب:كيف ابتلع الحوت يونس كاملاً دون ان يقطعه ارباً؟
الجواب:لا يشترط في الابتلاع أن يقّطع المُبتلع .ولذلك ترى الإنسان أحياناً قد يبتلع لحمة ولا يمضغها .فلا وجه لهذا التعجب المبالغ فيه.!
قال الكاتب:ولو افترضنا ان الحوت ابتلع يونس كاملاً، فاين وجد يونس الهواء ليتنفس ويعيش اياماً في بطن الحوت دون ان تهضمه العصارات الهاضمه في معدة وامعاء الحوت.
الجواب:كيف تعيش الديدان في بطن الإنسان،وهي مخلوقة تتنفس،والمعدة تفرز العصارات.؟!فإن فهمت هذا فستعلم أن الله على كل شيء قدير. وأن يونس عليه السلام لم يكن طعاماً للحوت.والدود ليس طعاماً للإنسان .لأن الله قد جعل بطن الحوت سجناً ليونس ـ عليه السلام ـ لا للأكل ،وإلا لما لفظه.
قال الكاتب:والمشكلة الثانية ان القرآن يقول لولا ان كان يونس من المسبحين لظل في بطن الحوت الى يوم يبعثون. وهذا يقتضي ان يعيش الحوت ألاف او ملايين السنين، الى ان يُبعث الناس.
الجواب:المعنى لصار له بطن الحوت قبراً إلى يوم القيامة،أي أنه سيموت في بطنه لا أن الحوت من المخلدين .فأنت لا تفهم اللغة وتأتي لتنتقد القرآن .!!
قال الكاتب:وطبعاً القصة كلها مأخوذة من التوراة عندما أمر الرب رسوله يونس
الجواب:1ـ لاحرج أن تتوافق الكتب المنزلة على أمر معين ،لأن القصة واحدة فلا يعقل أن تروى في التوراة مخالفة لما في القرآن إلا إذا حرفت القصة ،وأنا أقصد الاختلاف الحقيقي لا اللفظي.ألا ترى أنهما يتوافقان في وجود الله تعالى ،وفي أمور أخرى، ولا يعني ذلك أن أحدهما منحول من الأخر.
وعقدة الكاتب أنه يتصور ضرورة التغاير بين الأديان المنزلة ،ولو أنه علم أن مصدرها واحد وأن الخلاف لا يكون إلا في الشرائع لا في العقائد ،ولا في الحقائق المتوافقه لماأتعب نفسه.
قال الكاتب:وكذلك هناك سورة اسمها " النحل" بها 128 أيةً، ولا يذكر فيها النحل الا في الايتين 68 و 69.
الجواب: 1ـ قد بين الإمام الزركشي -رحمه الله- سبب تسمية السور فقال: ولا شك أن العرب تراعي في كثير من المسميات أخذ أسمائها من نادر أو مستغرب يكون في الشيء، من خلق ،أو صفة تخصه، أو يكون معه أحكم ،أو أكثر، أو أسبق، لإدراك الرائي للمسمى، ويسمون الجملة من الكلام أو القصيدة الطويلة بما هو أشهر فيها، وعلى ذلك جرت أسماء سور القرآن.
2ـ سورة يونس سميت بذلك لأنها انفردت بذكر خصوصية لقوم يونس، أنهم آمنوا بعد أن توعدهم رسولهم بنزول العذاب فعفا الله عنهم لما آمنوا. وقال الطاهر بن عاشور في تفسيره:أنها أضيفت إلى يونس تمييزا لها عن أخواتها الأربع المفتتحة ب ( ألر ). ولذلك أضيفت كل واحدة منها إلى نبي أو قوم نبي عوضاً عن أن يقال: آلر الأولى وألر الثانية. وهكذا فإن اشتهار السور بأسمائها أول ما يشيع بين المسلمين بأولى الكلمات التي تقع فيها وخاصة إذا كانت فواتحها حروفاً مقطعة فكانوا يدعون تلك السور بآل حم وآل ألر ونحو ذلك.
3ـ اما سورة النحل فإن الملفت للنظر هو قصة الإحاء للنحل فسيمت به السورة .فكان تسميتها بالنحل هو الأفضل بلا ريب .وأعتقد أن الكاتب يتكلف الاستغراب ،وإلا فلا غرابة أصلاً.
قال الكاتب:ولماذا اصر الله على بقرة بعينها تُذبح له، ولماذا طلب ان تذبح له بقرة ؟ هل ارادهم ان يذبحوا له قرباناً كما كانوا يذبحون القربان للاصنام؟ وهل هناك أبقار صفر؟
الرد:1ـ لأن البقرة تؤكل كسائر الأنعام فلا وجه للأستشكال،وهو لم يجعلها معينة إلا لما زادوا في اللجاجة فضيقواعلى أنفسهم تعنتاً وعناداً .ولو نظرنا إلى بداية الأمر لوجدنا أن موسى عليه السلام قال{إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة}فاعترضواالاعتراض الأول ثم طلبوا تعيينها ثانياً ،ثم طلبوا تعيين لونها إلى أخرماورد من تعنتهم وتضييقهم على أنفسهم.ولذاأنعم الله على المسلمين فمنعهم من السؤال التعنتي رحمة بهم كيلا يتسببوا في التضييق على أنفسهم فقال تعالى{يأيها الذين أمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تُبدى لكم تسؤكم}
2ـ أما لماذا خصت من بين الأنعام فهذا الذي لافائدة من البحث فيه وأنت
تقول: (ومن القصص ما هو رتيب وليس فيه ما يفيد المسلمين. فخذ مثلاً موسى لما قال لقومه ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرةً.)أنتهى كلامك
إذن :أيضاً ماذا يستفيد الناس من تشتدقك هذا ؟!!
على أننا نقول :إن الله يصطفي ويفعل مايشاء فلا غرابة أصلاً بل أنت متكلف.
3ـ أما قولك :هل أرادهم أن يذبحوا له قرباناً؟ فجوابه بقول الله تعالى (قل لن ينال الله لحومها ولا دماءها ولكن يناله التقوى منكم )أي ان الثواب لهم في امتثالهم لأمر الله.والنفع لهم إن أطاعوا وأمنوا.
4ـ اما قولك :وهل هناك أبقار صفر؟!فأقول: نعم اخبرنا الله بذلك في كتابه الكريم .وهي نادرة الوجود .وليس كل ماغاب عن حسك مستحيل الوجود.
5ـ واما فوائد قصة بقرة بني اسرائيل فكثيرة جداً منها :
ـ استفدنا أن كثرة التساؤلات تعنتاً تزيد من التضييق على المكلف .ولذا لم يكن الصحابة يتعنتون في الأسئلة كما فعل اليهود.
ـ استفدنا :أن سبب بلاء اليهود هو ترددهم في طاعة الأنبياء .وبذلك كان المسلمون أسرع امتثالاً لنبينا عليه الصلاة والسلام.
ـ استفدنا صبر موسى على قومه :وهذا مفيد لرجال العلم في الدعوة .
ـ استفدنا أن نصر الله للمظلوم من الظالم وهو القاتل في القصة ليس ببعيد.
فلا يفرح الظالم بظلمه ولا ييأس المظلوم من نيل حقوقه.هذا قليل مما استفدنا كمسلمين.
قال الكاتب:اما قصة موسى وفتاه مع نبي الله الخضر فيصعب تصديقها. يخرج موسى وفتاه يحملان معهم سمكاً مجففاً ومملوحاً ليكفيهم في رحلتهم الى مجمع البحرين... ولما طلب موسى غداءه اخبره فتاه انه نسى الحوت عند مجمع البحر، فسبح السمك في البحر، وهو سمك مجفف!
الجواب:لايوجد في الكتاب والسنة أن السمك كان مجففاً ومملوحاً .فمن قال لك أنه كان سمكاً مجففاً ومملوحاً ؟!!أنت الذي ملّحته وجّففته ثم تتعجب من نزول المجفف في البحر . والله تعالى قال عن فتى موسى {قال إني نسيت الحوت } ولم يقل الحوت المجفف ولا المملح .!!والذي فهمناه أنه حوت اصطاده ولا زال حياً.فغفل عنه ورجع إلى الماء فلا إشكال إلا في خيالك.
قال الكاتب:وهل كان يصعب على هذا الملك ان يأخذ السفينة بعد أن خرقها نبي الله الخضر ويصلح الخرق البسيط بها؟
الجواب:لأن الملك لم يكن يأخذ السفن المعيبة، بل لا يأخذ إلا السفن الجديدة .
ولا يريد الملك أن يشتغل بإصلاحها كما تريد أنت .فهل في هذا غرابة؟!!
ولعل القارىء الكريم يلحظ تفاهات الإيرادات التي يوردها الكاتب تعنتاً .!
ولذا فليس الوقت بهذا الرخص الشديد كي أضيعه مع مزيد من هذه الإيرادات .
الله لايموت والمسيح يموت
- Paul said about GOD “who alone is immortal and who lives in unapproachable light, whom no one has seen or can see” 1 Timothy 6 (NIV)
- يخبرنا بولس الرسول عن الله قائلا "الذي وحده له عدم الموت ساكنا في نور الذي لم يره أحد ولايستطيع أن يراه" رسالة تيموثاوس الأول (الترجمة العالمية الحديثة).
- GOD says in the Bible “I live forever” Deuteronomy 32:40 (NIV)
- يقول الله في الكتاب المقدس "حي أنا إلى الأبد" سفر التثنية 40:32 (الترجمة العالمية الحديثة).
- Paul said about Jesus “Christ died” 1 Corinthians 15:3 (NIV)
- يخبرنا بولس الرسول عن أن المسيح مات قائلا "المسيح مات" رسالة كورنثوس الأولى 3:15 (الترجمة العالمية الحديثة).
- Paul said about Jesus again “Christ died” Romans 14:9 (NIV)
- يخبرنا بولس الرسول مرة ثانية أن المسيح مات قائلا "المسيح مات" رسالة رومية 9:14 (الترجمة العالمية الحديثة).?????????????????????? الأزلية" خطيئة آدم
- The Bible told us “But if the wicked will turn from all his sins that he hath committed, and keep all my statutes, and do that which is lawful and right, he shall surely live, he shall not die” Ezekiel 18:21 (KJV).
- يخبرنا الكتاب المقدس أن الله يقول في سفر حزقيال "ولكن إن عاد الشرير من جميع شروره التي عملها وحفظ عهودي وفعل الخير, سيحيا لايموت" سفر حزقيال 21:18 (ترجمة الملك جيمس).
- The Bible says “Fathers shall not be put to death for their children, nor children put to death for their fathers; each is to die for his own sins" 2 Chronicles 25:4 (NIV).
- يخبرنا الكتاب المقدس أن الله يقول في سفر أخبار الأيام الثاني "لايموت الآباء عن الأبناء ولايموت الأبناء عن الآباء بل كل واحد يموت بخطيئته" سفر أخبار الأيام الثاني 4:25 (الترجمة العالمية الحديثة).
- The Bible says that GOD said to Adam “But you must not eat from the tree of the knowledge of good and evil, for when you eat of it you will surely die" Genesis 2:17 (NIV).
- يخبرنا الكتاب المقدس أن الله يقول لآدم في سفر التكوين "لاتأكل من شجرة معرفة الخير والشر لأنك يوم تأكل منها حتما تموت" سفر التكوين 17:2 (الترجمة العالمية الحديثة).
- Elijah told a sinner king that he will die because he didn’t repent and the king died in the same day “You will certainly die!" So he died, according to the word of the LORD that Elijah had spoken” 2 Kings 1:3-17 (NIV)
- ايليا أخبر الملك في سفر الملوك الثاني أنه سيموت لأنه لم يتوب وقد مات الملك في نفس اليوم بالفعل "حتما ستموت! ومات في نفس اليوم حسب كلمة الرب التي تكلم بها ايليا" سفر الملوك الثاني الاصحاح الأول العدد 3-17 (الترجمة العالمية الحديثة).
- Adam didn’t die in the same day as stated, but he lived 950 years, why? Because he turned from his sin that he hath committed, so he should surely live, he should not die”.
- آدم لم يمت في نفس اليوم الذي أخطأ فيه وأكل من الشجرة بل عاش حوالي 950 عاما لماذا؟ لأنه تاب من ذنبه الذي فعله ولذلك حسب وعد الله لايموت بل يحيا.
- The Bible confirmed that “God is not a man, that he should lie, nor a son of man, that he should change his mind. Does he speak and then not act? Does he promise and not fulfill?” Numbers 23:19 (NIV).
- يؤكد لنا الكتاب المقدس أن الله يوفي بوعده و لايكذب "ليس الله إنسانا ليكذب ولا ابن إنسان ليندم. هل يتكلم ولا يفعل؟ هل يعد ولا يوفي؟" سفر العدد 19:23 (الترجمة العالمية الحديثة).
- Adam repented and turned away from his sin, this is what the Bible confirms. He was called the “son of God” in gospel of Mathew.
- آدم تاب من خطيئته وهذا مايخبرنا به الكتاب المقدس بعدما دعاه في انجيل متى ابن الله أي أنه من الذين ينقادون بروح الله.
- The Bible told us that GOD created the fruitful trees on the earth before the creation of the tree that Adam ate from and that is because Adam was created for the earth “And the LORD God made all kinds of trees grow out of the ground—trees that were pleasing to the eye and good for food. In the middle of the garden were the tree of life and the tree of the knowledge of good and evil” Genesis 2:9 (NIV)
- يخبرنا الكتاب المقدس أن الرب الإله خلق الشجر المثمر على الأرض قبل خلق شجرة معرفة الخير والشر التي أكل منها آدم في الجنة وذلك لأن آدم قد خلقه الله للأرض "وخلق الرب الإله من الأرض كل الأشجار الجميلة للنظر والحلوة للأكل. وفي وسط الجنة كانت شجرة معرفة الخير والشر" سفر التكوين 9:2(الترجمة العالمية الحديثة).
- The Bible says “And the LORD God said, "He must not be allowed to reach out his hand and take also from the tree of life and eat, and live forever. So the LORD God banished him from the Garden of Eden to work the ground from which he had been taken. After he drove the man out, he placed on the east side of the Garden of Eden cherubim and a flaming sword flashing back and forth to guard the way to the tree of life” Genesis 3:22-24 (NIV)
- يقول لنا الكتاب المقدس "وقال الرب الإله لا يصل الانسان ويتناول بيديه من شجرة الحياة ويأكل منها ويعيش للأبد. وطرده الرب الإله من جنة عدن ليفلح الأرض التي خُلق منها. وبعد إخراجه منها وضع على الناحية الشرقية لجنة عدن ملائكة الكروبيم وسيف يضيئ ليحمي الطريق المؤدي لشجرة الحياة" سفر التكوين 3 : 22-24(الترجمة العالمية الحديثة).
- David said in the Bible that GOD forgave sins without crucifixtion “You forgave the iniquity of your people and covered all their sins” Psalm 85:2 (NIV)
- يقول النبي داود في الكتاب المقدس أن الله قد غفر الذنوب بدون صلب يسوع "غفرت ذنب شعبك وسترت خطيئاتهم" سفر المزامير 2:85(الترجمة العالمية الحديثة).
- The LORD then said to Noah, "Go into the ark, you and your whole family, because I have found you righteous in this generation.” Genesis 7:1 (NIV)
- يقول الكتاب المقدس أن الرب قال لنوح "ادخل في السفينة أنت وأهلك لأني وجدت إياك بارا في هذا الجيل" سفر التكوين 7:1 (الترجمة العالمية الحديثة) .. ولم يكن هناك صلب ليسوع.
- The Bible told us that GOD forgave sins before the birth of Jesus “and as thou hast forgiven this people, from Egypt even until now” Numbers 14:19 (KJV)
- يقول الكتاب المقدس أن الرب يغفر الذنوب قبل ميلاد يسوع "غفرت لشعبك من مصر وحتى الآن" سفر العدد 19:14 (ترجمة الملك جيمس).
- Paul says “Christ died for our sins according to the Scriptures”, but Jesus says in the Gospel of Mathew "Not everyone who says to me, 'Lord, Lord,' will enter the kingdom of heaven, but only he who does the will of my Father who is in heaven. Many will say to me on that day, 'Lord, Lord, did we not prophesy in your name, and in your name drive out demons and perform many miracles?' Then I will tell them plainly, 'I never knew you. Away from me, you evildoers!'” Matthew 7:21-23 (NIV)
- يقول الكتاب المقدس أن بولس الرسول يقول "المسيح مات من أجل خطايانا كما هو مكتوب ولكن المسيح يقول في انجيل متى "ليس كل من يقول لي ياربُ ياربُ يدخل ملكوت السماوات بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السماوات. كثيرون في ذلك اليوم سيقولون ياربُ ياربُ ألم نتنبأ باسمك؟ ألم نخرج شياطين باسمك؟ ألم نفعل المعجزات باسمك؟ فحينئذ اصرح لهم اذهبوا عني يافاعلي الإثم فإني لم أعرفكم قط." انجيل متى 7 : 21-23 (الترجمة العالمية الحديثة) مافائدة الصلب والإيمان به؟ .. لا شيئ.????????????????????????? crucifixtion”
الكتاب المقدس يقول "المسيح لم يُصلب"
- The Bible says “The Righteous One takes note of the house of the wicked and brings the wicked to ruin” Proverbs 21:12 (NIV)
- يقول الكتاب المقدس "الصديق ينجو من الضيق ويأتي الشرير مكانه" سفر الأمثال 12:21(الترجمة العالمية الحديثة).
- The Bible tells us “The righteous man is rescued from trouble, and it comes on the wicked instead” Proverbs 11:8 (NIV) .. Was this fitting Jesus case who was a righteous man?
- يخبرنا الكتاب المقدس "الصديق ينجو من الضيق ويأتي الشرير مكانه" سفر الأمثال 11:8(الترجمة العالمية الحديثة).هل هذا ينطبق على يسوع؟
- Jesus said to his disciples "But a time is coming, and has come, when you will be scattered, each to his own home. You will leave me all alone. Yet I am not alone, for my Father is with me” John 16:32 (NIV), but Mathew says “Jesus cried out in a loud voice, "Eloi, Eloi, lama sabachthani?" which means, "My God, my God, why have you forsaken me?" Matthew 27:46 (NIV) .. God, the Father was with him or forsaken him? .. The Bible told
us that God will not forsake his faithful ones and they will be protected “For the LORD loves the just and will not forsake his faithful ones. They will be protected forever, but the offspring of the wicked will be cut of” Psalm 37:28 (NIV) Was Jesus a faithful one or wicked? Sure he was faithful so he must be protected.
- يقول يسوع المسيح لتلاميذه "ولكن ستأتي ساعة وقد اتت وسيتركني الجميع ويهرب إلى بيته وستتركونني وحدي ولكني لست وحدي لأن أبي معي" انجيل يوحنا 32:16(الترجمة العالمية الحديثة). ولكن متى كان له رأي آخر فقد قال في انجيله"وصرخ يسوع بصوت عظيم الوي الوي لما سبقتني والتي معناها الهي الهي لماذا تركتني" متى 46:27(الترجمة العالمية الحديثة). هل كان الله معه أم تركه وحده؟ .. يخبرنا الكتاب المقدس أن الله لن يترك الذين يتقوه وسيحفظهم "لأن الرب يحب العدل ولاينسى الذين يتقوه سيُحفظون للأبد .. و أما نسل الشرير سينقطع" سفر المزامير 28:37(الترجمة العالمية الحديثة). هل كان المسيح من الذين يتقون الله أم من الشريرين؟ .. بالتأكيد لقد كان المسيح من المؤمنين الذين يتقون الله ولذلك لابد وأن يحفظه الله.
- The Bible says that everyone must die for his sins “But every one shall die for his own iniquity: every man that eateth the sour grape, his teeth shall be set on edge” Jeremiah 31:30 (KJV)
- يقول الكتاب المقدس أن كل واحد بخطيئته يموت "كل واحد بخطيئته يموت كل من يأكل حصرم تضرس أسنانه" سفر إرمياء 30:31 (ترجمة الملك جيمس).
- Again the Bible told us that everyone must die for his own sin “the LORD commanded, saying, The fathers shall not die for the children, neither shall the children die for the fathers, but every man shall die for his own sin” 2 Chronicles 25:4 (KJV)
- مرة أخرى يخبرنا الكتاب المقدس أن كل واحد يموت لخطيئته هو "أمر الرب قائلا لايموت الآباء عن الأبناء ولايموت الأبناء عن الآباء بل كل واحد بخطيئته يموت" أخبار الأيام الثاني 4:25 (ترجمة الملك جيمس).
- The Bible says “The soul that sinneth, it shall die. The son shall not bear the iniquity of the father, neither shall the father bear the iniquity of the son: the righteousness of the righteous shall be upon him, and the wickedness of the wicked shall be upon him” Ezekiel 18:20 (KJV)
- يقول الكتاب المقدس "النفس التي هي تخطئ تموت. لا يحمل الأبناء من ذنب الآباء ولايحمل الآباء من ذنب الأبناء بار البار عليه يكون وشر الشرير عليه يكون" سفر حزقيال 20:18 (ترجمة الملك جيمس).
- The Bible says that God will save his Messiah “Now I know that the LORD saves his anointed; he answers him from his holy heaven with the saving power of his right hand” Psalm 20:6 (NIV).
- يقول الكتاب المقدس أن الله سينقذ مسيحه "الآن عرفت أن الله ينقذ مسيحه يستجيب له من سماء قدسه بيمين خلاصه" سفر المزامير 6:20 (الترجمة العالمية الحديثة).
- The Bible says again that God will save his Messiah “The LORD is the strength of his people, a fortress of salvation for his anointed one” Psalm 28:8 (NIV)
- يقول الكتاب المقدس مرة ثانية أن الله سينقذ مسيحه "ومخلص مسيحه" سفر المزامير 8:28 (الترجمة العالمية الحديثة).
- The Bible says for the third time that God will save his Messiah “He trusted on the LORD that he would deliver him: let him deliver him, seeing he delighted in him” Psalm 22:8 (KJV)
- يقول الكتاب المقدس مرة ثالثة أن الله سينقذ مسيحه "اتكل على الرب فليخلصه الرب فلينجه" سفر المزامير 8:22 (ترجمة الملك جيمس).
- The Bible told us that the angel of the LORD will save his Messiah “The angel of the LORD encampeth round about them that fear him, and delivereth them” Psalm 34:7 (KJV)
- يخبرناالكتاب المقدس أن ملاك الرب سينقذ مسيحه "ملاك الرب حال حول خائفيه لينقذهم" سفر المزامير 7:34 (ترجمة الملك جيمس).
- The Gospel of Luke told us that the angel of the LORD appeared to Jesus “And there appeared an angel unto him from heaven, strengthening him” Luke 22:43 (KJV)
- يخبرناانجيل لوقاأن ملاك الرب ظهر للمسيح "وظهر له ملاك من السماء ليقويه" إنجيل لوقا43:22 (ترجمة الملك جيمس).
- The Bible told us that God will not forsake his faithful ones and they will be protected “For the LORD loves the just and will not forsake his faithful ones. They will be protected forever, but the offspring of the wicked will be cut of” Psalm 37:28 (NIV) Was Jesus a faithful one or wicked? Sure he was faithful so he must be protected.
- يخبرنا الكتاب المقدس أن الله لايترك المؤمنين به وسيحفظون "لأن الرب يحب العدل ولايترك المؤمنين الذين يتقوه سيحفظون ونسل الشرير يقطع" سفر المزامير 28:37 (الترجمة العالمية الحديثة).هل كان المسيح من الشريرين؟ بالطبع لا بل كان من المؤمنين ولذلك لابد له أن يُحفظ.
"المرأة والدين والأخلاق" بين نوال السعداوي وهبة رؤوف
د. إبراهيم عوض
وقع في يدي منذ فترة كتاب صادر عن "دار الفكر" بدمشق عام 2000 م اشتركت فى تأليفه د. نوال السعداوي ود. هبة عزت رؤوف، إذ كتبت كل منهما ـ بطلب من الدار المذكورة ـ دراسة تحت ذلك العنوان. ثم عادت فسجلت ملاحظاتها على ما كتبته شريكتها، ليكون بين أيدينا أربعة فصول، فضلا عن ملحق فى نهاية الكتاب قام بإعداده أ. محمد الصهيب الشريف للتعريف بالمصطلحات التي وردت في الفصول الأربعة المشار إليها.
والمعروف أن د. نوال السعداوي طبيبة، ولها اتجاه فكري خاص يرفض الأديان ويعدها نتاجا اجتماعيا محضا لا علاقة له بالسماء، وينظر إلى عقائد الإسلام وتشريعاته وأخلاقه على أنها من صنع الرجل أراد بها تثبيت مركزه في مواجهة المرأة وقهرها وتحطيم إنسانيتها، إذ هي ترى أن العلاقة بين الجنسين كانت وستظل علاقة صراع لا يعرف هوادة ولا رحمة. أما د. هبة رؤوف فتنطلق من الإيمان بالإسلام والعقائد والتشريعات والأخلاق التي جاء بها. وهي ـ لمن لم يسمع بها من قبل ـ خريجة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وتعمل بها منذ أن عينت فيها معيدة عام 1987 م، وهي الكلية التي لم أستطع أن أصبر على مقرراتها أكثر من ثلاثة أيام في سبتمبر 1966 م فتركتها إلى كلية الآداب غير آسف، حيث وجدت نفسي بعد أن كدت أضيع.
ويمثل الكتاب حلقة في سلسلة عنوانها "حوارات لقرن جديد"، وهو اتجاه يحمد للدار وللقائمين بها، إذ يعطي القراء الفرصة لمعرفة الرأي والرأي المضاد، و من ثم الموازنة بين الرأيين، وهذا من شأنه تيسير الوصول إلى الحق لمن يريد. كما أنه يعلمنا كيف نستمع إلى الأصوات المخالفة ونفتح لها آذاننا وعقولنا، ونتعايش مع أصحابها مؤمنين بأن لهم الحق في اعتناق ما يشاؤون من أفكار وعقائد والدفاع عنها، وبأنه لا يحق لنا إكراههم على نبذ ما يؤمنون به مهما تكن درجة مصادمته لما نراه أنه هو الصواب، بالضبط مثلما نرفض أن يحاول غيرنا إجبارنا على متابعته فيما يقول به. وهذا مبدأ أخلاقي يعبر عنه القول المأثور: "أحب لأخيك ما تحب لنفسك"، ويؤصله الإسلام في قوله تعالى: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) (البقرة: من الآية256)، وقوله جل شأنه: (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) (الكهف: من الآية29)، وقوله عز من قائل: (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ* لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ) (الغاشية:22)، وأمره سبحانه لرسوله الكريم أن يقول لخصومه من كفار قريش وغيرهم: (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (سـبأ: من الآية24) . ذلك أنه ما من أحد يتحمل مسؤولية غيره، بل كل إنسان مؤاخذ بعمله ليس إلا: (وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ) (الاسراء: من الآية13)، " (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) (الأنعام: من الآية164). (قُلْ لا تُسْأَلونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (سـبأ:25) .
على أن ليس معنى ذلك أن ندير ظهورنا لما يقوله الآخرون فلا نهتم به أو ندرسه أو نحلله أو نناقشه ونكتب عنه موافقين أو مخالفين أو مستدركين أو ملاحظين... إلخ. ذلك أن كل إنسان يعتقد أن ما يؤمن به هو الصواب. ومن هنا نراه يحاول إذاعته بين الناس ويدعوهم إلى الدخول فيه، وإذا وجد من يعارضه انبرى له ورد عليه. وهى ظاهرة صحية؛ بل هي ظاهرة طبيعية قبل أن تكون ظاهرة صحية. ولولا تلاقح الأفكار وتدافع الآراء لركدت حركة الفكر الإنساني وأسِنت وران عليها الجمود. وحسبنا ما وقع بنا من مصائب وكوارث جراء الاستبداد السياسي والفكري الذي ساد حياتنا أزمانا طوالا. ثم إن الاختلاف بين البشر؛ بل بين الكائنات جميعا، هو أحد وجهي الحياة ليس منه بد، مثلما لا مناص من التشابه بين البشر، بل بين الكائنات جميعا، وهذا هو وجه الحياة الآخر.
في ضوء ذلك نطالع قوله عز وجل: (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ) (الشعراء:4)، " (وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ) (هود: من الآية119)، (أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)(يونس: من الآية99) . ومن رحمة الإسلام وعظمته ما يقرره من أن مناط التكليف هو قدرة الشخص على فعل ما يطلب منه: (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا) (البقرة: من الآية286)، بل إن الإنسان متى اجتهد وسعى مخلصا لبلوغ الحقيقة فإنه يؤجر حتى لو أخطأها؛ إذ يكفيه الإخلاص والسعي الجاد الدؤوب، وهو ما لا نجد له مثيلا في أي دين أو مذهب أو فلسفة. وطبعي أن يكون أمر الخطأ هنا مختلفا عنه في حال المعاند الذي تحركه بواعث أخرى غير إرادة الحق، كالعصبية الغبية التي لا تطيق أن تسمع أو تبصر شيئا غير ما عندها، أو المصالح الأنانية الضيقة، أو الحقد القتال على أصحاب الدعوات المخالفة... إلى آخر ما هنالك من عوامل تدفع بالأفراد والجماعات والأمم إلى الرفض من أجل الرفض، والتمرد لوجه التمرد. وبوجه عام فإن كلا منا بمقدوره أن يعرف أي البواعث تحركه , وإلى أي مدى هو مخلص لضميره وللحقيقة فيما يعلن إيمانه به واعتناقه إياه.
فإذا عدنا إلى الكتاب الذي نحن بصدده فإننا نلاحظ أن النسبة بين طول الدراستين اللتين يتضمنهما تفتقر إلى التوازن افتقارا واضحا لاأعرف له سببا، إذ بينما يبلغ ما كتبته نوال السعداوي نحو مئة وخمس وعشرين صفحة، إذ بنا نفاجأ بأن بحث هبة رؤوف لا يتجاوز نصف عدد هذه الصفحات. وقد كان حريا بالمشرفين على السلسلة أن يحددوا لطرفي الحوار ـ ولو على سبيل التقريب ـ عدد الصفحات التي ينبغي على كل منهما أن يكتبها، على الأقل حتى تكون الفرصة متساوية بالنسبة لهما.
والآن إذا أردنا أن نقارن بين الكاتبتين فماذا يمكن أن نقول؟ إن أول ما يواجه القارئ منذ أن يتوكل على مولاه ويشرع في قراءة ما خطه قلم د. السعداوي هو هذا السيل من اليقينيات والقطعيات التي تبني عليها أحكامها ولا ترى لها نقضا ولا إبراما، مع أنها لا تستند فيها إلى شيء ثابت إطلاقا، إذ كل عمادها مجرد أقوال مرسلة من عندها تذكر فيها أن العلماء يقولون ذلك. ولكن أي علماء يا ترى؟ وفي أي دراسة نجد هذا؟
لا جواب البتة. بل إنها تهاجم البحوث العلمية التي تتناول مثل هذه الموضوعات تحت شبهة أنها مملة وجافة ولا تقنع أحدا، ومن ثم لا تأتي بأي نتيجة. وعلى هذا فمن العبث الذي لا طائل من ورائه أن يبحث القارئ عن مراجع لبحثها، وكل ما يجده في آخر البحث قائمة بعدد هزيل من الكتب ليس فيها ما يخبرنا إلى أي مدى اعتمدت على هذا المرجع أو ذاك، ولا كيف، و لا إلى أي حد يمكن الوثوق فيه أو في صاحبه. ليس ذلك فحسب، بل إن هذه الكتب كلها تقريبا لها هي نفسها، وهو ما يصدق عليه قولهم: "إن فلانا يغني ويرد على نفسه"، إشارة إلى ضرب من المغنين لا يستسيغ أحد الاستماع إلى أصواتهم النشاز ولا يجدون من ثم من يصفق لهم ويقول: "أحسنت! أعد مرة أخرى"، فهو المغني والجوقة والجمهور في آن واحد، وسبحان من جمع العالم في واحد (أو بالأحرى: "في واحدة" رغم معرفتنا أن الدكتورة تضيق صدرا بمثل هذه التفرقة بين المذكر والمؤنث !). أما د. هبة رؤوف فنراها، على العكس من نظيرتها، تهتم بتوثيق كلامها وذكر مراجعها مع تحديد الطبعة والصفحة وما إلى ذلك مما هو معروف في كتابة البحوث العلمية.
وهذا غريب من عدة وجوه: فالدكتورة هبة أصغر من د. نوال كثيرا جدا حتى إنها لتعد من ناحية السن من تلميذاتها أو من بناتها، بل ربما من حفيداتها. ومن ناحية أخرى فإنها لا تقعقع قعقعة د. السعداوي عن العلم والادعاءات العلمية. أضف إلى ذلك أنها تعلن تمسكها بالإسلام، الذي تدعي نوال السعداوي وأشباهها أنه لا علاقة له بالعلم ولا بالمنهج العلمي. فانظر بالله عليك ـ أيها القارئ ـ إلى هذه المفارقة المضحكة! ورابعا: فإن تمسك د. هبة بالإسلام لا يمنعها أن تستشهد بالباحثين الغربيين وتنظر في أقوالهم وتحللها فتقبل ما يقنعها وترد ما لا تقتنع به, بخلاف د. السعداوي، التي لا تعرف إلا فكرة واحدة ترددها من أول البحث إلى آخره رغم أن كثيرا من حقائق الحياة تعارضها وتكذبها، ولكنها لا تعبأ بشيء من ذلك أو تبالي به، جريا على المثل القائل: " نقول له: ثور. يقول: احلبوه! ". إنها من أول البحث إلى آخره تظل تردد أن المجتمعات قديما كانت أموية، أي أن رئاسة الأسرة أو القبيلة مثلا كانت للأم دون الأب. هكذا هو الأمر، والسلام. أما متى كان ذلك بالضبط؟ وما الوثائق التي تقول به؟ ولم يا ترى تغيرت الحال وأزيحت الأمهات من فوق عروش سلطانهن؟ وكيف؟ لا جواب إطلاقا، اللهم إلا أن بعض علماء "الأنثروبولوجيا" قالوا بذلك؟ وفاتها أن الأمر في أحسن أحواله هو مجرد اجتهاد ظني لا يستند إلا إلى قول هؤلاء الأنثروبولوجيين أنفسهم أن بعض المجتمعات الإفريقية التي تسكن الغابات كانت تسير على هذا النظام، مع أنه حتى لو صح ذلك لما خرجت المسألة عن أن تكون شذوذا على القاعدة التي لم يذكر التاريخ غيرها. ومن هنا نراها أيضا على طول البحث ترجع كل شيء تقريبا إلى رغبة الرجل في قهر المرأة، ناسية أن المرأة ليست كلها شيئا واحدا، إذ قد تكون أماً، وقد تكون بنتا أو أختا أو زوجة أو... إلخ، ولا يقول عاقل أبدا إن الرجل يعامل هؤلاء جميعا نفس المعاملة مع افتراضنا صحة ذلك الكلام. ومن هذا المنطق الهستيري ـ أيضا ـ نسبتها ختان النساء إلى نفس الرغبة الذكورية في قهر الإناث والتسلط عليهن، ناسية أن الرجال أيضا يختتنون. فهل يا ترى نقول إن النساء هن اللائي فرضن عليهم ذلك لكي يستبددن هن أيضا بهم؟ الغريب أنها تعزو ذلك إلى رغبة الحاكمين في التسلط على الشعوب، ناسية هنا أيضا (ويا لها من نساءة كبيرة ! ) أن الحاكم يختتن هو أيضا! ثم ما وجه الصلة بين الختان والعبودية؟ إن الرغبة فى قمع الآخرين وظلمهم واضطهادهم موجودة في كل طوائف المجتمع وطبقاته، يستوي في ذلك المجتمعات التي تمارس الختان وتلك التي لا تمارسه، فهي ليست مقصورة إذن على المجتمعات الختانية ولا على الحكومات وحدها. هذه حقيقة لا يمكن أن ينتطح فيها عنزان (أم نقول: " عنزتان " كيلا تغضب د. نوال وتصوب إلينا الاتهامات؟) ، ورغم ذلك تظل الكاتبة تمطرنا بهذه الأراجيف بثقة مطلقة تحسد ـ أو بالأحرى ـ لا تحسد عليها. فما العمل إذن؟ لا عمل إلا أن نقول نحن ما نعتقد أنه هو الصواب، تاركين الباقي للقراء وللتاريخ ليفصل فيه. فهذا كل ما نستطيعه، أما أن نتدخل بين المرء وعقله فليس من اختصاصنا ولا في طاقتنا ولا مما يحمده الدين لنا كما أشرنا قبلا.
ومع هذا كله نجد د.نوال تهاجم د.هبة متهمة إياها بأنها لا تتبع المنهج العلمي رغم ما قلناه وما يلمسه القارئ بيده لمسا من أن الدكتورة الصغيرة أعرف من الكبيرة بذلك المنهج وأقدر على الالتصاق به واحترام قواعده، فوق أن د. نوال قد هاجمت البحوث العلمية كما أومأنا سلفا. ومما أخذته الكبيرة على الصغيرة أيضا أنها لم تبدأ بالارتياب فيما عندها، وكأنها هي قد راعت ذلك! إنها على الضد تماما قد انطلقت كالإعصار الهائج منذ أول سطر في فصلها لا تعرف توقفا ولا تثبتا ولا ترى إلا شيئا واحدا تفسر به كل شيء، ألا وهو رغبة الرجال في قهر النساء، ورغبة الحكومات في قهر الشعوب. فكأن القهر قد استحال لديها إلى إله؛ فهو يفسر كل ظاهرة، ويقف خلف كل حادثة... وهلم جرا.
وقد نبهت د. هبة إلى عدد من الأخطاء الشنيعة التي سقطت فيها د. السعداوي سقوطا مدويا لا يليق بمن تتصدى لمثل هذه المسائل، كنسبة حديث نبوي إلى القرآن الكريم، واقتطاع بعض الآيات القرآنية من سياقها بما يحرف معناها، وقولها إن الإله في الأديان جميعا ينظر إليه على أنه ذكر، حيفا من المجتمع على الأنثى. ومما ردت به د. هبة أن الإله ليس ذكرا ولا أنثى، بل ليس كمثله شيء، وهذا يعرفه كل إنسان في رأسه عقل يفكر. كما ردت على زعمها تحيز الإسلام للرجل في قوله إن الله قد تاب على آدم وغفر له معصيته، في حين لم يذكر توبته على حواء، إذ يقول القرآن: (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (البقرة:37)، فنبهتها إلى أن قراءتها القرآن بهذا الأسلوب خاطئة، وأن القرآن الذي قال ذلك هو نفسه الذي ذكر في موضع آخر أن الاثنين قد اشتركا في المعصية وفي الابتهال أيضا إلى الله أن يغفر لهما. وأضيف ـ أنا ـ أن القرآن لم ينسب المعصية في هذا السياق صريحة إلا لآدم: ( وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى)(طـه: من الآية121)
فمن الطبيعي أن يذكر أيضا أن الله قد تاب على آدم. وليس في هذا أدنى افتئات على المرأة، إذ المقصود بآدم هنا هو مطلق الإنسان، رجلا كان أو امرأة. وبعض الآيات القرآنية لا يمكن أن يستقيم فهمها إلا على هذا الأساس. لنأخذ مثلا قوله جل شأنه: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا) (البقرة: من الآية31) إلخ.. إذ الخلافة في الأرض ليست مقصورة على آدم الذكر بل تشركه فيها المرأة. كما أن الله سبحانه لم يهب الرجل وحده اللغة والعلم، بل الرجل والمرأة جميعا. وها هما تان الدكتورتان تتناقشان كأي رجلين لا تقلان عنهما في شيء، بل من المؤكد أنهما تتفوقان على كثير جدا من الرجال، لا من الجهلاء وحدهم أو أنصاف المتعلمين، بل من أكابر المثقفين، وإن اللغة التي تكتبان بها تتمتع بالسلاسة والصحة إلى حد بعيد. أما أنني أرى في كلام د. نوال كثيرا من السفسطة والانحراف عن العقل والمنطق فهذا شيء يوجد عند كثير من الرجال أيضا.
ومما تخطئ فيه د. نوال كذلك وبينت لها د. هبة وجه الحق مهاجمتها للأديان وتمردها على أحكام الشريعة الإسلامية ودعوتها إلى أن يكون الإنسان هو مقياس الصواب والخطأ. ويتلخص رد باحثة العلوم السياسية في أنه لا بد أن تكون هناك مرجعية مطلقة تكون فوق اختلافات الأفراد والطوائف والطبقات والشعوب بحيث لا تحابى أحدا على أحد، وهذه المرجعية هي الله جل وعلا. وهذا كلام حق، فما من أمر إلا ولا بد أن يشرف عليه من يستطيع أن ينتشل نفسه من غمار التفاصيل بعد أن يكون قد ألم بها. ومن بالله يمكن أن يتوفر له العلم المحيط بالأوضاع البشرية ماضيها وحاضرها ومستقبلها ولا يقدم في ذات الوقت أحدا على أحد إلا الله سبحانه؟ أليس هو الذي خلق البشر ويعرف طبائعهم وقدراتهم؟ أليس هو صاحب العدل المطلق والرحمة الشاملة؟
هل معنى ذلك أن د. السعداوي لم تقل ما يمكننا أن نوافقها عليه؟ الواقع أن أيا من المنصفين لا يستطيع أن ينكر أن هناك إجحافا في كثير من الأحوال بالمرأة وحقوقها، وأنه ليس من المروءة ولا العدالة بل ولا الإنسانية السكوت على مثل هذا الظلم. بيد أن معظم المظالم التي تذكرها الكاتبة في هذا السبيل هي مما يحرمه الإسلام ولا يرضاه على أي وجه من الوجوه، لكنها للأسف تنسبه إلى الشريعة. من ذلك أنها تظن، أو ربما تريد لغاية في نفسها أن توهم القراء، أن الدين يفرق بين المرأة والرجل عند ارتكابهما فاحشة الزنا، فهو لذلك يعاقب المرأة ولا يرى على الرجل أي تثريب. وهذا محض اختلاق وزور قبيح! إن ذلك من فعل التقاليد المنافقة المنحرفة، أما الدين فهو يأخذ الطرفين بنفس الجزاء، بل هو يؤثر الستر في هذه الحالة والتوبة فيما بين العبد وربه كما هو معروف من مواقف الرسول الكريم وأحاديثه التي أثرت عنه في هذا السبيل. فلماذا نزيف الحقائق ونحمل على الدين أوزار التقاليد الجاهلية؟ ومن السهل فهم البواعث التي حدت بهذه التقاليد إلى إفراد الأنثى بالعقاب في هذه الحالة، فالأنثى لا الرجل هي التي يظهر عليها آثار الجريمة، ولو كان الرجل هو الذي يظهر عليه هذه الآثار لعوقب هو وتركت هي دون أن يمسها سوء. ومع ذلك فلا بد أن نضيف أن القانون الوضعي نفسه في بلاد المسلمين لا يفرق في هذه النقطة بين رجل وامرأة! أي أن غلط د. نوال هنا غلط لا عذر لها فيه بأي وجه. ولذلك قلت مستدركا إن هذا ليس ظنا منها بل قد يكون رغبة متعمدة في التزييف والإيهام.
وبعد فقد كان مقررا منذ سنوات أن ألتقي مع د. نوال السعداوي في برنامج حواري في القناة الثقافية في التلفاز المصري، إذ عرض عليَّ معد البرنامج هذا الاقتراح فوافقت، إلا أنه عاد بعد فترة فقال إن الدكتورة لا تريد أن يحاورها أحد، وتفضل أن يقتصر البرنامج عليها هي ومقدمته، وإن كان قد بلغني أنها ظهرت بعد ذلك في برنامج مشابه مع د. محمد عمارة. الشاهد في هذا الكلام أن الزمان قد دار دورته، وهأنذا أجد نفسي مرة أخرى إزاء الدكتورة، إذ وقع في يدي الكتاب الحالي منذ أيام فخطر لي أن أفكر مع السادة القراء بصوت عال كما يقولون!
HOME
(بركاتك يا"بولس) لقد غلبت "ابو لمعة المصري"""اني اتنفس تحت المااااء""((السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
وقعت بالصدفه أثناء بحثى فى موضوع ما على هذه الفقره من رسالة بولس الثانية لأهل كورنثوس:
11: 25 ثلاث مرات ضربت بالعصي مرة رجمت ثلاث مرات انكسرت بي السفينة ليلا و نهارا قضيت في العمق
و إليكم اخوتي و أخواتي الأعزاء بيانا لهذا العدد من عشرون نسخه إنجليزية. ستجدون أن عشر نسخ تذهب لمعنى انه بقي يوما و ليلة فى الأعماق و بتفاوت كما سترون فى التأكيد على هذا المعنى. بينما ثمان نسخ تفيد انه مجرد بقى فى البحر و هذا هو الأقرب للمنطق و العقل. بينما بقي اثنان ذوا معنى غامض أو محاولة فاشلة لتدارك الأمر. و إليكم بيان هذه النسخ:
1- النسخ التي تفيد العمق:
American Standard Version
25Thrice was I beaten with rods, once was I stoned, thrice I suffered shipwreck, a night and a day have I been in the deep;
Darby Translation
25Thrice have I been scourged, once I have been stoned, three times I have suffered shipwreck, a night and day I passed in the deep:
Douay-Rheims 1899 American Edition.
25Thrice was I beaten with rods, once I was stoned, thrice I suffered shipwreck, a night and a day I was in the depth of the sea.
Holman Christian Standard Bible
25Three times I was beaten with rods. Once I was stoned. Three times I was shipwrecked. I have spent a night and a day in the depths of the sea.
King James Version
25Thrice was I beaten with rods, once was I stoned, thrice I suffered shipwreck, a night and a day I have been in the deep;
New American Standard Bible
25Three times I was beaten with rods, once I was stoned, three times I was shipwrecked, a night and a day I have spent in the deep.
New King James Version
25Three times I was beaten with rods; once I was stoned; three times I was shipwrecked; a night and a day I have been in the deep;
The Message
25beaten by Roman rods three times, pummeled with rocks once. I've been shipwrecked three times, and immersed in the open sea for a night and a day.
Wycliffe New Testament
25thrice I was beaten with rods, once I was stoned, thrice I was at ship-break, a night and a day I was in the deepness of the sea;
Young's Literal Translation
25thrice was I beaten with rods, once was I stoned, thrice was I shipwrecked, a night and a day in the deep I have passed;
2- النسخ التي لا تفيد انه كان فى العمق
Contemporary English Version
25Three times the Romans beat me with a big stick, and once my enemies stoned me. I have been shipwrecked three times, and I even had to spend a night and a day in the sea.
English Standard Version
25Three times I was beaten with rods. Once I was stoned. Three times I was shipwrecked; a night and a day I was adrift at sea;
New International Reader's Version
25Three times I was beaten with sticks. Once they tried to kill me by throwing stones at me. Three times I was shipwrecked. I spent a night and a day in the open sea.
New International Version
25Three times I was beaten with rods, once I was stoned, three times I was shipwrecked, I spent a night and a day in the open sea,
New International Version - UK
25Three times I was beaten with rods, once I was stoned, three times I was shipwrecked, I spent a night and a day in the open sea,
New Life Version
25Three times they beat me with sticks. One time they threw stones at me. Three times I was on ships that were wrecked. I spent a day and a night in the water.
New Living Translation
25Three times I was beaten with rods. Once I was stoned. Three times I was shipwrecked. Once I spent a whole night and a day adrift at sea.
Today's New International Version
25Three times I was beaten with rods, once I was pelted with stones, three times I was shipwrecked, I spent a night and a day in the open sea,
3- النسخ الغامضة المعنى:
21st Century King James Version
25Thrice was I beaten with rods, once was I stoned; thrice I suffered shipwreck, a night and a day adrift in the deep;
Amplified Bible
25Three times I have been beaten with rods; once I was stoned. Three times I have been aboard a ship wrecked at sea; a [whole] night and a day I have spent [adrift] on the deep;
لاحظوا اخوتي أن الثلاث نسخ للملك جيمس (و هي النسخة الأشهر فى عالم الكتاب المقدس) بها اثنان تفيدا بأنه بقى فى العمق بينما الثالثة حاولوا أن يكحلوها فأعموها. فهذه النسخة حاولوا أن يقوموا المعنى فوضعوا كلمة adrift (و تعنى طاف من غير مرساة) قبل "in the deep" فأصبح المعنى أكثر تشويها و أصبحت الترجمه "و طاف فى العمق" و طبعا الجمله غير منطقية على الأطلاق. أما فى نسخة "Amplified Bible" وضعوا هذه الكلمة بين أقواس و غيروا in (فى) إلى on (و التي تفيد "على" كما تفيد "فى" أو "عند") لكنهم تقريبا لم يجرؤا على تغيير كلمة the deep (العمق).
يا تري يا هل تري كيف استطاع ان يتحمل ليله و نهارها فى العمق؟
لاحظوا معي أن أول فقرة فى هذا الأصحاح هي:
11: 1 ليتكم تحتملون غباوتي قليلا بل انتم محتملي
مره ثانية من يا ترى يا هل ترى من كان الغبي الملقي ام المتلقى؟
و السلام عليكم و رحمة الله و بركات؟؟؟؟====؟بل بشر بشر بشر؟؟؟؟هل نصدق غبي ونأخذ منه ديننا يا نصاري؟؟؟؟"مَنْ قَبِلَكُم قَبِلَني، ومَنْ قَبِلَني قَبِلَ الَّذي أرسَلَني. 41مَنْ قَبِلَ نَبـيُا لأنَّهُ نَبـيٌّ، فَجَزاءَ نَبـيٍّ يَنالُ. ومَنْ قَبِلَ رَجُلاً صالحًا لأنَّهُ رجُلٌ صالِـحٌ، فجَزاءَ رَجُلٍ صالِـحِ يَنالُ. 42ومَنْ سَقى أحدَ هؤُلاءِ الصَّغارِ ولَو كأسَ ماءٍ بارِدٍ لأنَّهُ تِلميذي، فأجرُهُ، الحقَّ أقولُ لكُم، لن يَضيعَ".
لعل القارئ لم ينس ما قلناه من أن المقصود بقول السيد المسيح: "سيَقولُ لي كثيرٌ مِنَ النّاسِ في يومِ الحِسابِ: يا ربٌّ، يا ربٌّ، أما باَسمِكَ نَطَقْنا بالنٌّبوءاتِ؟ وباَسمِكَ طَرَدْنا الشَّياطينَ؟ وباَسمِكَ عَمِلنا العجائبَ الكثيرةَ؟ فأقولُ لهُم: ما عَرَفتُكُم مرَّةً. اَبتَعِدوا عنَّي يا أشرارُ!" هم تلاميذه لأنهم هم الوحيدون الذين أعطاهم، حسبما يقول كاتب الإنجيل، سلطانا على الأرواح النجسة ومقدرة على شفاء الأمراض التى كان يشفيها. فأرجو أن يظل القارئ الكريم على ذِكْرٍ من هذه المعلومة لأننا سنحتاجها فيما يقبل من سطور. كذلك لا أحب أن تفوتنى الفرصة للفت الانتباه إلى أن السيد المسيح (الإله أو ابن الإله) قد أعطى هذا السلطان وتلك المقدرة ليهوذا الخائن أيضا. ترى أفلم يكن يعرف انه سيخونه؟ مصيبة إذن أن يجهل الإله أو ابن الإله شيئا كهذا! أم كان يعرف، ومع هذا فعل ما فعل؟ مصيبة أشد لأنه بهذا يكون قد برهن على أنه لا يحسن الاختيار! أم كان يعرف أنه سيخونه، لكنه أعطاه السلطان والمقدرة عن قصد وتعمد؟ مصيبة أشد وأشد لأن هذا معناه أنه كان يتصرف تصرفات عابثة! وعلى أية حال أليس المفروض أن يأخذ يهوذا ذاك مكافأة من المسيح أو من أبيه لأنه كان العامل الحاسم لتمام المشيئة الإلهية فى التكفير عن خطيئة البشرية؟ ذلك أنه لولا صَلْب المسيح وقَتْله ما تم التكفير ولاستحال تنفيذ مشيئة الله، ولولا خيانة يهوذا ما تم الصلب والقتل. إذن فالسيد يهوذا يستحق التكريم والتعظيم هو وكل من شارك فى هذه الجريمة (آسف، أقصد: "كل من شارك فى هذه الطاعة وذلك الإيمان") من يهود ورومان! وإلا فما الذى كان يريده الآب السماوى؟ أكان يريد من يهوذا وممن اشتركوا فى قتل المسيح حسب اعتقاد القوم أن يقفوا فى طريق مشيئته ويعملوا بكل قواهم على إحباطها وعدم تنفيذها؟ إذن لكانوا عرّضوا أنفسهم لنقمته سبحانه وتعالى لعصيانهم أمره وتعطيل وقوع رحمته بالبشر ولظل البشر حتى الآن مرتكسين فى الخطيئة التى ارتكبها أبوهم آدم وأمهم حواء فحمّلهم الله مسؤوليتها رغم أنهم لا ذنب لهم فيها، ليعود فيحمّل المسيح مسؤولية التكفير عنها رغم أنه لا ذنب له فيها، ثم يعود بعد ذلك كله فيحمّل يهوذا مسؤولية المساعدة على تنفيذ هذا التكفير الذى اختار الله ابنه الوحيد (حيلته وضناه!) لكى يقوم به رغم أن يهوذا المسكين إنما أراد الخير والمساعدة! أهذا جزاء عمل الخير؟ يا لها من لخبطة! بينى وبينكم هذه ليست تصرفات إله ولا طريقة تفكير تليق بإله! وعلى رأى المثل: "أذنك من أين يا جحا؟".
ألم يكن أسهل من هذا كله أن يغفر الله تلك الخطيئة مباشرة كما فعل فى القرآن إذ تاب على آدم وحواء بعد أن أنزلهما إلى الأرض، وانتهت المسألة عند هذا الحد منذ لا أدرى كم من السنين، وصافٍ يا لبن! حليب يا قشدة!؟ إن الحلول العبقرية هى أسهل الحلول وأبسطها عادة، لكن يبدو أن المزاج لم يكن رائقا ساعتها فكانت هذه البرجلة العقلية التى لم نعد نعرف معها رأسنا من رجلينا! الله يخرب بيتك يا يهوذا! لقد عقَّدْت القضية، إذ جئت تكحّلها فأعميتها! ما الذى أخششك فى هذه اللعبة التى لست على قدرها؟ أكان لا بد أن تنسحب من لسانك وتقول للرومان: ها هو ذا المسيح، فتعالَوْا خذوه؟ وكل هذا يا مجنون مقابل ثلاثين فضة؟ ألم تسمع بما يقوله العامة عندنا: إن سرقتَ فاسرق جملا، وإن خطبتَ فاخطب قمرا؟ بينى وبينك تستحق ما جرى لك! الناس الآن يسرقون بالملايين بل بالمليارات، وسيادتك تبيع المسيح بحاله "من أجل حفنة دولارات"، ومعذرة للفلم إياه، فهكذا حبكت القافية؟ الله يخرب بيتك مرةً ثانيةً وثالثةً ورابعةً وعاشرةً ومائةً وألفًا... إلى ما شاء الله، يا يهوذا! إن عملاء أمريكا من صغار العيال كالمجرم القرارى "أبى هَرَّة" الذى يهاجم كل من هو مسلم بدءا من أبى بكر وعمر وأبى هريرة وانتهاء بــ"مجدى محرّم عليهم عيشتهم" (ولولا الخطة الجهنمية لشتم الرسولَ جهارا نهارا، لكنه يترك هذه المهمة لــ"أبى هَرَّة" الآخر، أبى هَرَّة المنكوح فى دبره المقروح)، ولا يُثْنِى إلا على كل كافر سافل مثله، لَيَأْخُذ الواحد منهم آلاف الدولارات فى الشهر غير فكّة البدلات من هنا ومن هاهنا لقاء ما هو أتفه من هذا كثيرا (ألم نقرأ مقالات مجدى محرم، الذى لم يجدوا عليه شيئا فقالوا: "أبو بيجاما!"؟)، وحضرتك تتمطى وتمد يدك من أجل ثلاثين فضة لتصبح فضيحتك على كل لسان وتتفوق فى "الجُرْسَة" على العزيز بدران الذى خان أدهم الشرقاوى؟ ويا ليتك انتفعت بها أو تركتها لأولادك من بعدك يسددون بها ديون مصر أو يحلون بها مشاكلها الاقتصادية كما ينوى أن يفعل "المحروس" ابن "المجروس" بمليار جنيه بس! مليار جنيه من البَلاّص الذى تركته له جدته على السطح وأخفته بين بلاليص الجبنة القديمة حتى لا يتنبه له اللصوص إلى أن يحين الوقت وتقع مصر فى الديون فينفع البَلاّص ساعتها ويتم إنقاذ المحروسة على يد المحروس، فتلهب الجماهير أكفّها من التصفيق ابتهاجا بنهاية الفلم السعيدة! إِخْصِ عليك يا يهوذا! لم يكن العشم يا صاحبى!
ثم نمضى فى القراءة: "وأرسَلَ يَسوعُ هؤُلاءِ التلاميذَ الاثنَي عشَرَ وأوْصاهُم قالَ: "لا تَقصِدوا أرضًا وثَنِـيَّةً ولا تَدْخُلوا مدينةً سامِريَّةً، 6بَلِ اَذْهَبوا إلى الخِرافِ الضّالةِ مِنْ بَني إِسرائيلَ، 7وبَشَّروا في الطَّريقِ بأنَّ مَلكوتَ السَّماواتِ اَقتَرَبَ. 8واَشفوا المَرضى، وأقيموا الموتَى، وطَهَّروا البُرْصَ، واَطرُدوا الشَّياطينَ". وهذه فى الواقع هى رسالة السيد المسيح تقريبا لا تكاد تزيد عن ذلك، وأين هذا من رسالة محمد الشاملة التى لم تترك شيئا من أمور الدنيا أو الآخرة إلا وبينت وجه الحق فيه وما ينبغى وما لا ينبغى بشأنه. كما أن رسالة السيد المسيح، كما هو بَيِّنٌ من كلامه الذى لا يمكن أن يلتبس على أى قارئ، هى رسالة محلية قبلية: لبنى إسرائيل وحدهم، وأين هذا من رسالة محمد العالمية التى بُعِثَ بها للإنس والجن والأبيض والأحمر والأسود والأصفر من وقت مبعثه إلى يوم الدين. وليس فى هذا أى افتئات أو إساءة إلى عيسى بن مريم عليه السلام، بل كل نبى أو رسول والمهمة التى أُسْنِدَتْ إليه من رب العالمين، وهذا كل ما هنالك.
ولكننى لا أظن الحواريين كانت لديهم القدرة على الشفاء ولا على طرد الشياطين من الأجساد، وإلا فما وجه تميز عيسى كنبىٍّ عندنا، أو ابنٍ لله عند القوم؟ إنهم يتخذون من هذه الأمور دليلاً على ألوهيته. عظيم! إذن فالحواريون آلهة أيضا مثله ما داموا يتصفون بنفس المقدرة والسلطان. سيقال إنهم إنما استمدوها منه، فهم كانوا وسيظلون بشرا. لكن هذا الرد يصدق أيضا على حالة السيد المسيح، لأنه إنما استمد تلك القدرة وذلك السلطان من الله، وهو ما يوضحه القرآن الكريم، إذ نسمعه عليه السلام يقول: "وأُبْرِئ الأكمه والأبرص وأُحْيِى الموتى بإذن الله"! على أن هناك نقطة سبق أن مسستها، ولا بأس بتكرار القول فيها هنا، فالتكرار يعلم الشطار، كما يعلم الحمار: الحمار من جنس القُمّص المنكوح، صاحب الدبر المقروح! وهذه النقطة هى أن التلاميذ لن يهنأوا بتلك الصلاحية طويلا، إذ سرعان ما يفشلون فى طرد الشياطين وإبراء المرضى، مما يستدعى عودة الأمور إلى نصابها الأول وينهض السيد المسيح كرة أخرى بهذا المهمة بيديه المباركتين الطاهرتين اللتين لا أدرى بأى وجه حق ينتسب إلى صاحبهما الطاهر الكريم القُمّص النجس الدنىء!
ويقول المسيح لتلاميذه أيضا: "لا تَحمِلوا نُقودًا مِنْ ذَهَبٍ ولا مِنْ فِضَّةٍ ولا مِنْ نُحاسٍ في جُيوبِكُم"، ومع هذا فإن المجوس المزعومين الذين زاروه وهو رضيع فى المذود لم يجدوا ما يمكن أن يُهْدوه إياه إلا الذهب، وهو أبعد شىء عن طبيعة دعوته كما نلاحظ هنا. ثم إن هذا الذهب يثير مشكلة من نوع آخر، إذ ما الذى فعلته أمه بذلك المال بعد ذلك؟ إن الإنجيل ليسكت تماما عن هذه النقطة! كذلك لا بد أن نبين الفرق بين دعوة محمد عليه الصلاة والسلام ودعوة المسيح فى السياق الحالى: فالمسيح يقول لتلامذته إن من حقهم أن يأخذوا أجرا على دعوتهم: ضيافةً وطعامًا وشرابًا ومبيتًا عند من يقصدونهم بالدعوة: "9لا تَحمِلوا نُقودًا مِنْ ذَهَبٍ ولا مِنْ فِضَّةٍ ولا مِنْ نُحاسٍ في جُيوبِكُم، 10ولا كِيسًا لِلطَّريقِ ولا ثوبًا آخَرَ ولا حِذاءً ولا عصًا، لأنَّ العامِلَ يَسْتَحِقٌّ طعامَهُ. 11وأيَّةَ مدينةٍ أو قريةٍ دَخَلْتُم، فاَستَخبِروا عَنِ المُستحِقَّ فيها، وأقيموا عِندَهُ إلى أنْ تَرحَلوا"، أما محمد صلى الله عليه وسلم فقد أمره ربه قائلا: "قل: لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة فى القربى".
ولنلاحظ أيضا أنه لم يقل لهم: بَشِّروا بأنى ابن الله الذى أرسله الآب لفدائكم من رِبْقَة الخطيئة الأولى، بل قال لهم: بَشِّروا باقتراب ملكوت السماوات. ثم إنه يضيف قائلا: "الحقَّ أقولُ لكُم: لن تُنْهوا عَمَلكُم في مُدُنِ إِسرائيلَ كُلَّها حتى يَجيءَ اَبنُ الإنسانِ". والمقصود بــ"ابن الإنسان" هو المسيح ذاته، وها قد مر على ذلك الكلام ألفان من الأعوام تقريبا، ولم يأت ابن الإنسان! وحين يأتى فأرجوكم أن تخبرونى! ولنلاحظ كذلك ما قلناه قبلا من أنه يقول للتلاميذ إن الله هو أبوهم السماوى، وهى نفس التسمية التى سماه بها بالنسبة إليه: "أبى السماوى". أى أن العلاقة بينه وبين الله هى هى نفسها العلاقة بين البشر جميعا، أو على الأقل: بين الصالحين منهم وبينه سبحانه.
ولدينا ذلك قوله لهم: "لا تَظُنّوا أنيَّ جِئتُ لأحمِلَ السَّلامَ إلى العالَمِ، ما جِئتُ لأحْمِلَ سَلامًا بَلْ سَيفًا. 35جِئتُ لأُفرَّقَ بَينَ الاَبنِ وأبـيهِ، والبِنتِ وأمَّها، والكَنَّةِ وحماتِها. 36ويكونُ أعداءَ الإنسانِ أهلُ بـيتِهِ". ورغم وضوح القول فإن الأوغاد الأوباش شَتَمَة الأنبياء الكرام يظلون يكررون أن المسيح أحسن من محمد. لماذا يا أوباش؟ لأنه كان وديعا أتى بالسلام والمحبة، أما محمد فقد أتى بالسيف! فأين السلام والمحبة فى هذا الكلام؟ أم أين المحبة والسلام فى قوله عليه السلام قبل قليل: "سيُسلِمُ الأخُ أخاهُ إلى الموتِ، والأبُ اَبنَهُ، ويتَمَرَّدُ الأبناءُ على الآباءِ ويَقتُلونَهُم". إن هذه عواصف وزعازع عاتية من شأنها أن تزلزل الأسرة والمجتمع لا سكينةٌ وسلامٌ. ومع هذا فنحن لا نشتم السيد المسيح، ولا يمكن أن نفكر فى شىء من ذلك بتاتا لأنه رسول الله مثلما كان محمد رسول الله، فيجب إكرام الاثنين وتبجيلهما، إن لم يكن من أجل شىء فمن أجل من أرسلهما ومن أجل الفضل الذى ندين به له، ومن ثم لهما، صلى الله عليهما وسلم، ولعن من يكفر ويغلو فيهما. كذلك فهذه طبيعة الدعوات الجديدة سواء كانت نبوة أو إصلاحا، إذ يهبّ المتضررون من جرائها من كل مجرم أنانى مستبد باطش فيقف فى وجهها ويؤلب من هم تحت سلطانه لإيذاء النبيين والمصلحين حتى لو كان أتباعه هؤلاء الذين يسلطهم عليهم هم أول المنتفعين بالدعوة الجديدة. ولو كان قُدِّر لعيسى عليه السلام أن يعيش على الأرض أطول مما عاش ولم يتوفَّه الله إليه فى سن مبكرة لكان أول من يخوض الحروب. نعم، كان سيخوضها كارها، لكنه لم يكن ليجد مندوحة رغم ذلك عن خوضها، والخِطَاب، كما يقولون، يبين من عنوانه، وعنوانه ظاهر تماما فى كلماته التالية عليه الصلاة والسلام: "لا تَظُنّوا أنيَّ جِئتُ لأحمِلَ السَّلامَ إلى العالَمِ، ما جِئتُ لأحْمِلَ سَلامًا بَلْ سَيفًا. 35جِئتُ لأُفرَّقَ بَينَ الاَبنِ وأبـيهِ، والبِنتِ وأمَّها، والكَنَّةِ وحماتِها. 36ويكونُ أعداءَ الإنسانِ أهلُ بـيتِهِ"! قد يقال: لكنه منع بطرس من استعمال السيف. والجواب أن محمدا عليه الصلاة والسلام كان ينهى أتباعه فى البداية عن الرد على العدوان بمثله ويحثهم على الصبر والتحمل، إذ إن الرد فى هذه الحالة هو بمثابة انتحار مُبِير لأن المواجهة لا يصح أن تتم قبل أوانها ودون الاستعداد لها. وقد ظل الرسول الكريم ثلاث عشرة سنة فى مكة يتحمل هو وأصحابه الكرام ما لم يتعرض لمثله السيد المسيح أو أتباعه وحواريوه. ثلاث عشرة سنة لا ثلاث سنوات فقط. ثم يأتى أوباش المهجر الأمريكى فيشتمون سيد الأنبياء والمرسلين (ولا أقول: سيدهم أيضا، لأنهم لا يستحقون شرف الانحناء على قدمه الكريمة لربط حذائه)، ويقولون إنه قد أتى برسالة السيف. وماذا فى السيف الذى يدافع به الإنسان عن حقه ويزيل عن نفسه الظلم يا كلاب أمريكا؟ يقولون إن ديننا يُلْزِمنا "إدارة" الخد الأيسر لمن يضربنا على خدنا الأيمن. لكنهم يكذبون، فإن دينهم الذى يمارسونه إنما يُلْزِمهم "إدارة بوش"، وشتان بين "إدارة وإدارة"، يا لُمَامَة الحارة!
الفصل الحادى عشر:
"يسوع ويوحنا المعمدان.
ولمّا أتمَّ يَسوعُ وصاياهُ لِتلاميذِهِ الاثني عشَرَ، خرَجَ مِنْ هُناكَ ليُعلَّمَ ويُبَشَّرَ في المُدُنِ المُجاوِرَةِ.
2وسمِعَ يوحنّا وهوَ في السَّجنِ بأَعمالِ المَسيحِ، فأرسَلَ إلَيهِ بَعضَ تلاميذِهِ 3ليقولوا لَهُ: "هلْ أنتَ هوَ الَّذي يَجيءُ، أو نَنتظرُ آخَرَ؟"
4فأجابَهُم يَسوعُ: "اَرْجِعوا وأخْبِروا يوحنّا بِما تَسمَعونَ وتَرَوْنَ: 5العميانُ يُبصرونَ، والعُرجُ يمشونَ، والبُرصُ يُطهَّرونَ، والصمٌّ يَسمَعونَ، والمَوتى يَقومونَ، والمَساكينُ يَتلقَّونَ البِشارةَ. 6وهنيئًا لمن لا يفقُدُ إيمانَهُ بـي".
7فلمّا اَنصَرَفَ تلاميذُ يوحنّا، تَحدَّثَ يَسوعُ لِلجُموعِ عَنْ يوحنّا فقالَ: "ماذا خَرَجتُم إلى البرَّيَّةِ تَنظُرونَ؟ أقَصَبةً تَهُزٌّها الرَّيحُ؟ 8بلْ ماذا خَرَجتُم ترَوْنَ؟ أرَجُلاً يلبَسُ الثَّيابَ النّاعِمَةَ؟ والَّذينَ يَلبَسونَ الثَّيابَ النّاعِمَةَ هُمْ في قُصورِ المُلوكِ! 9قولوا لي: ماذا خَرَجتُم تَنظُرونَ؟ أنبـيُا؟ أقولُ لكُم: نعَم، بلْ أفضَلَ مِنْ نَبِـيٍّ. 10فهوَ الَّذي يقولُ فيهِ الكِتابُ: أنا أُرسِلُ رَسولي قُدّامَكَ، ليُهيَّـئَ الطَّريقَ أمامَكَ. 11الحقَّ أقولُ لكُم: ما ظهَرَ في النّاسِ أعظمُ مِنْ يوحنّا المَعمدانِ، ولكِنَّ أصغَرَ الَّذينَ في مَلكوتِ السَّماواتِ أعظمُ مِنهُ.
12فَمِنْ أيّامِ يوحنّا المَعمدانِ إلى اليومِ، والنَّاسُ يَبذُلونَ جَهدَهُم لِدُخولِ مَلكوتِ السَّماواتِ، والمُجاهِدونَ يَدخُلونَهُ. 13فإلى أنْ جاءَ يوحنّا كانَ هُناكَ نُبوءاتُ الأنبـياءِ وشَريعَةُ موسى. 14فإذا شِئتُم أنْ تُصَدَّقوا، فاَعلَموا أنَّ يوحنّا هوَ إيليّا المُنتَظرُ. 15مَنْ كانَ لَه أُذُنانِ، فَلْيَسمَعْ!
16بِمَنْ أُشبَّهُ أبناءَ هذا الجِيلِ? هُمْ مِثلُ أولادٍ جالِسينَ في السَّاحاتِ يَتَصايَحُونَ: 17زَمَّرْنا لكُم فما رَقَصْتُم، ونَدَبْنا لكُم فما بكَيتُم. 18جاءَ يوحنّا لا يأكُلُ ولا يَشرَبُ فقالوا: فيهِ شَيطانٌ. 19وجاءَ اَبنُ الإنسانِ يأكُلُ ويَشرَبُ فقالوا: هذا رجُلٌ أكولٌ وسِكّيرٌ وصَديقٌ لِجُباةِ الضَّرائبِ والخاطِئينَ. لكِنَّ الحِكمةَ تُبرَّرُها أعمالُها".
المدن غير التائبة.
20وأخَذَ يَسوعُ يُؤَنَّبُ المُدُنَ التي أجرى فيها أكثرَ مُعجزاتِهِ وما تابَ أهلُها، 21فقالَ: "الويلُ لكِ يا كورَزينَ! الويلُ لكِ يا بـيتَ صيدا! فلو كانتِ المُعجزاتُ التي جرَتْ فيكما جرَتْ في صورَ وصيدا، لتابَ أهلُها من زمنٍ بعيدٍ ولبِسوا المسوحَ وقعَدوا على الرمادِ. 22لكنّي أقولُ لكم: سيكونُ مصيرُ صورَ وصيدا يومَ الحِسابِ أكثرَ اَحتمالاً من مصيرِكُما. 23وأنتِ يا كَفْرَ ناحومُ! أتَرتَفعينَ إلى السَّماءِ؟ لا، إلى الجَحيمِ سَتهبُطينَ. فَلو جرَى في سَدومَ ما جرَى فيكِ مِنَ المُعجِزاتِ، لبَقِـيَتْ إلى اليومِ. 24لكنّي أقولُ لكُم: سيكونُ مصيرُ سدومَ يومَ الحِسابِ أكثرَ اَحتِمالاً مِنْ مَصيرِكِ".
يسوع يبتهج.
25وتكَلَّمَ يَسوعُ في ذلِكَ الوَقتِ فقالَ: "أحمَدُكَ يا أبـي، يا ربَّ السَّماءِ والأرضِ، لأنَّكَ أظْهرتَ للبُسطاءِ ما أخفَيْتَهُ عَنِ الحُكَماءِ والفُهَماءِ. 26نَعَمْ، يا أبـي، هذِهِ مَشيئَــتُكَ.
27أبـي أعطاني كُلَ شيءٍ. ما مِنْ أحدٍ يَعرِفُ الابنَ إلاّ الآبُ، ولا أحدٌ يَعرِفُ الآبَ إلاَّ الابنُ ومَن شاءَ الابنُ أنْ يظُهِرَهُ لهُ.
28تَعالَوا إليَّ يا جميعَ المُتعَبـينَ والرّازحينَ تَحتَ أثقالِكُم وأنا أُريحُكُم. 29إحمِلوا نِـيري وتعَلَّموا مِنّي تَجِدوا الرّاحةَ لنُفوسِكُم، فأنا وديعٌ مُتواضعُ القَلْبِ، 30ونِـيري هيَّنٌ وحِمْلي خَفيفٌ".
وأول شىء تلتقطه أعيننا فى هذا الفصل هو ما جرى بين يحيى وعيسى من رسائل: "2وسمِعَ يوحنّا وهوَ في السَّجنِ بأَعمالِ المَسيحِ، فأرسَلَ إلَيهِ بَعضَ تلاميذِهِ 3ليقولوا لَهُ: "هلْ أنتَ هوَ الَّذي يَجيءُ، أو نَنتظرُ آخَرَ؟". 4فأجابَهُم يَسوعُ: "اَرْجِعوا وأخْبِروا يوحنّا بِما تَسمَعونَ وتَرَوْنَ: 5العميانُ يُبصرونَ، والعُرجُ يمشونَ، والبُرصُ يُطهَّرونَ، والصمٌّ يَسمَعونَ، والمَوتى يَقومونَ، والمَساكينُ يَتلقَّونَ البِشارةَ". إن معنى ذلك هو أن يحيى لم يكن يعرف شيئا عن طبيعة السيد المسيح ولا أنه صاحب دعوة رغم قول كاتب الإنجيل إن دوره هو التمهيد لمجىء السيد المسيح. لكن هل نسى أنه هو نفسه قد قال لعيسى بن مريم إنه لا يستحق أن يعمّده بل أن يتعمّد هو على يديه، وأنه كان حاضرا حين نزلت الحمامة إياها، وجلجل فى أرجاء السماوات الصوت إياه قائلا: "هذا هوَ اَبني الحبيبُ الَّذي بهِ رَضِيتُ"؟: "13وجاءَ يَسوعُ مِنَ الجليلِ إلى الأُردنِ ليتَعَمَّدَ على يدِ يوحنّا. 14فمانَعَهُ يوحنّا وقالَ لَه: "أنا أحتاجُ أنْ أَتعمَّدَ على يدِكَ، فكيفَ تَجيءُ أنتَ إليَّ 15فأجابَهُ يَسوعُ: "ليكُنْ هذا الآنَ، لأنَّنا بِه نُــتَمَّمُ مَشيئةَ الله". فَوافَقَهُ يوحنّا. 16وتعمَّدَ يَسوعُ وخَرَجَ في الحالِ مِنَ الماءِ. واَنفَتَحتِ السَّماواتُ لَه، فرأى رُوحَ الله يَهبِطُ كأنَّهُ حَمامَةٌ ويَنزِلُ علَيهِ. 17وقالَ صوتٌ مِنَ السَّماءِ: "هذا هوَ اَبني الحبيبُ الَّذي بهِ رَضِيتُ". أم تراه لم يسمع لأنه كان مشغولا؟ لكن أىّ شغل ذلك الذى منعه من السمع؟ خلاصة القول أنه لا يحيى ولا التلاميذ ولا الذين كان يشفيهم المسيح من المرضى المساكين ولا الذين كانوا يشاهدون تلك الآيات ولا حتى أمه كانوا يعرفون حتى ذلك الحين على الأقل أنه ابن الله! فكيف يريدنا القوم، بعد كل هاتيك القرون، أن نؤمن بشىء لم يكن يعرفه يحيى ولا مريم ولا الحواريون ولا أبناء عصره! ليس ذلك فحسب، فها هو ذا عيسى يقول عن يحيى شهادة خطيرة تنسف كل ادعاء يدعيه المؤلهون له: "الحقَّ أقولُ لكُم: ما ظهَرَ في النّاسِ أعظمُ مِنْ يوحنّا المَعمدانِ". أليست هذه شهادة بأنه ما من أحد يفوق يحيى فى العظمة، بما فى ذلك المسيح نفسه؟ فكيف يكون المسيح إلها أو ابنا له إذن، وهو نفسه يقول إنه لا يَفْضُل يحيى فى شىء؟ يا لها من حيرة ولخبطة! إن كل خطوة نخطوها فى هذا الكتاب إنما نخطوها فوق حقل من الألغام! ثم هل كانت السلطات تمكّن يحيى من الالتقاء بأتباعه بهذه الحرية وتحميلهم الرسائل لمن يريد وتسلم الجواب عنها؟ أمر غريب فعلا!
ومما يحير أيضا قول المسيح عن يحيى إنه لم يكن يأكل أو يشرب. أتراه لم يقرأ إنجيل متى وما جاء فيه من أن يحيى كان يقتات على الجراد والعسل البرى؟ أم إن هذا لا يُعَدّ فى نظره أكلا؟ يذكرنى ذلك برجل فقير عاطل من قريتنا كان يركبه ألف شيطان ويضرب زوجته إذا لم توفر له الشاى واللحم كل يوم ومهما أتت به له من طعام، فإنه لا يرى حينئذ أنه قد أكل. لكنهم لم يقولوا لنا ما أنواع الأكل التى كان عليه السلام يعترف بها طعاما وشرابا؟ السومون فيميه والجاتوه والشاى الأخضر مثلا؟ كذلك يحيرنا قول كاتب الإنجيل، على لسان سيدنا عيسى، إنه عليه السلام كان يشرب الخمر ويسكر، مع أن زيكو "أبا هَرَّة"، حسبما ذكرتُ من قبل، يؤكد أن النصرانية تتشدد فى أمر الخمر: "18جاءَ يوحنّا لا يأكُلُ ولا يَشرَبُ فقالوا: فيهِ شَيطانٌ. 19وجاءَ اَبنُ الإنسانِ يأكُلُ ويَشرَبُ فقالوا: هذا رجُلٌ أكولٌ وسِكّيرٌ وصَديقٌ لِجُباةِ الضَّرائبِ والخاطِئينَ". فليحل لنا القُمّص المنكوح تلك المعضلة إذن، لكن عليه أن يطهّر دبره المنتن أوّلاً لأن مقاربة العلم تستلزم الطهارة، وهو على حاله تلك أنجس النجساء! ومع ذلك فإنى أعترف أن المسيح، صلى الله عليه وسلم، رغم البؤس والكرب اللذين كانا يحيطان به من كل جانب، ورغم أنه كان يأخذ مهمته على أشد ما يكون من الجد والاهتمام ورغم ما كان يغلب عليه من الحزن وضيق الصدر من نفاق اليهود، لم يفقد حِسّه الفكاهى، وإلا فهل كان يمكنه أن يقول: "16بِمَنْ أُشبَّهُ أبناءَ هذا الجِيلِ? هُمْ مِثلُ أولادٍ جالِسينَ في السَّاحاتِ يَتَصايَحُونَ: 17زَمَّرْنا لكُم فما رَقَصْتُم، ونَدَبْنا لكُم فما بكَيتُم. 19وجاءَ اَبنُ الإنسانِ يأكُلُ ويَشرَبُ فقالوا: هذا رجُلٌ أكولٌ وسِكّيرٌ وصَديقٌ لِجُباةِ الضَّرائبِ والخاطِئينَ"؟ وهذا طبعا إن كان قد قاله فعلا!
ومما يحير كذلك فى هذا الفصل قول المسيح فى جوابه على رسالة يحيى عليهما جميعا السلام: "اَرْجِعوا وأخْبِروا يوحنّا بِما تَسمَعونَ وتَرَوْنَ: العميانُ يُبصرونَ، والعُرجُ يمشونَ، والبُرصُ يُطهَّرونَ، والصمٌّ يَسمَعونَ، والمَوتى يَقومونَ، والمَساكينُ يَتلقَّونَ البِشارةَ". والآن أليس هذا يناقض ما كان يأمر به عليه السلام المرضى من التزام الصمت وعدم التلفظ بكلمة واحدة مما أجراه الله على يديه من المعجزات التى شفاهم بها؟ أترك هذه أيضا لزيكو مزازيكو يتسلى بالتفكير فيها ريثما ينتهى من يعتلونه من مهمتهم فيحصل على لونين من اللذة لا على لون واحد، وبسعر لذة واحدة لأننا فى موسم المعارض والأوكوزيونات! ومنه كذلك القول المنسوب للسيد المسيح عليه الصلاة والسلام والذى يقول فيه حسبما زعم كاتب الإنجيل: "اَعلَموا أنَّ يوحنّا هوَ إيليّا المُنتَظرُ". الله أكبر! هل نفهم من هذا أن إيليا قد دخل فم امرأة زكريا وهى نائمة لا تدرى، ومنه إلى بطنها، فتوهمت إليصابات ورجلها أن الله استجاب لدعائهما ووهبهما ولدا من صلبهما؟ والله إن هذا لو كان حدث فإنه لخازوق كبير، لكن فى أى مكان؟ فى دبر زيكو ولا شك! رزقك فى رجليك (أم فى حاجة ثانية؟) يا زيكو! أمك داعية لك!
أما القول التالى المنسوب لعيسى بن مريم: "28تَعالَوا إليَّ يا جميعَ المُتعَبـينَ والرّازحينَ تَحتَ أثقالِكُم وأنا أُريحُكُم. 29إحمِلوا نِـيري وتعَلَّموا مِنّي تَجِدوا الرّاحةَ لنُفوسِكُم، فأنا وديعٌ مُتواضعُ القَلْبِ، 30ونِـيري هيَّنٌ وحِمْلي خَفيفٌ" فما أحوج الإنسانية إليه اليوم حيث غلبت الشهوات وشغلت الناس دنياهم أكثر مما ينبغى ونسوا الأخرى فزادت الهموم والأوجاع وثقلت الحمول، ولا سعادة ولا راحة رغم كل هذا التقدم والإنجازات. لقد جاء كل الأنبياء يشرحون لنا أن الآخرة خير من الأولى، وأن التكالب على إشباع الغرائز ونسيان ما عداها لا يؤدى إلا إلى مزيد من الجوع والعطش والقلق والهم والغم والحرمان من السعادة الحقة. وها هو ذا المسيح عليه السلام يقول المعنى نفسه بطريقته وأسلوبه، فاللهم ساعدنا على أن نحسن السمع والإجابة والعمل بهذا الدعاء الجميل المريح الذى يُفْعِم القلب سكينة واطمئنانا: "ألا بذكر الله تطمئن القلوب" (الرعد/ 28). إن الدنيا جميلة ولا شك، والله لا يريد أن يحرمنا من طيباتها، هذا صحيح، لكن الدنيا وحدها لا تجلب سعادة. لا بد، إذا أردنا للمقص أن يقص، أن نستخدم شقيه معا، وبالمثل إذا أردنا أن نسعد فلا مفر من العمل للدنيا والآخرة معا: "فمنهم من يقول: ربنا، آتنا فى الدنيا. وما له فى الآخرة من خَلاَق* ومنهم من يقول: ربنا، آتنا فى الدنيا حسنة، وفى الآخرة حسنة، وقِنَا عذاب النار* أولئك لهم نصيب مما كسبوا، والله سريع الحساب" (البقرة/ 200- 202).
الفصل الثانى عشر:
"السبت.
في تِلكَ الأيّامِ مَرَّ يَسوعُ في السَّبتِ وسْطَ الحُقولِ، فَجاعَ تلاميذُهُ. فأخَذوا يَقطُفونَ السٌّنبُلَ ويأكُلونَ. 2فلمّا رآهُمُ الفَرَّيسيّونَ قالوا لِـيَسوعَ: "أُنظُرْ! تلاميذُكَ يَعمَلونَ ما لا يَحِلُّ في السَّبتِ". 3فأجابَهُم يَسوعُ: "أما قَرأتُمْ ما عَمِلَ داودُ عِندَما جاعَ هوَ ورجالُهُ؟ 4كيفَ دخَلَ بَيتَ الله، وكيفَ أكلُوا خُبزَ القُربانِ، وأكْلُهُ لا يَحِلُّ لهُم، بلْ لِلكهَنَةِ وحدَهُم؟ 5أوَما قَرأتُمْ في شريعةِ موسى أنَّ الكهنَةَ في السَّبتِ يَنتَهِكونَ حُرمَةَ السَّبتِ في الهَيكَلِ ولا لومَ علَيهِم؟ 6أقولُ لكُم: هُنا من هوَ أعظَمُ مِنَ الهَيكَلِ. 7ولو فَهِمتُمْ مَعنى هذِهِ الآيةِ: أُريدُ رَحمَةً لا ذَبـيحَةً، لَما حَكَمتُم على مَنْ لا لَومَ علَيهِ. 8فاَبنُ الإنسانِ هوَ سيَّدُ السَّبتِ".
الشفاء في السبت.
9وذهَبَ مِنْ هُناكَ إلى مَجمَعِهِم، 10فوجَدَ رَجُلاً يدُهُ يابِسةٌ. فسألوهُ ليتَّهِموهُ: "أيحِلُّ الشَّفاءُ في السَّبتِ؟"
11فأجابَهُم يَسوعُ: "مَنْ مِنكُم لَه خَروفٌ واحدٌ ووقَعَ في حُفرَةٍ يومَ السَّبتِ، لا يُمسِكُهُ ويُخرجُهُ؟
12والإنسانُ كم هوَ أفضلُ مِنَ الخَروفِ؟ لذلِكَ يَحِلُّ عمَلُ الخَيرِ في السَّبتِ". 13وقالَ يَسوعُ لِلرَّجُلِ: "مُدَّ يدَكَ!" فمَدَّها، فَعادَتْ صَحيحةً مِثلَ اليَدِ الأُخرى. 14فخَرَجَ الفَرّيسيٌّونَ وتَشاوَروا ليقتُلوا يَسوعَ.
رجل الله المختار.
15فلمّا عَلِمَ يَسوعُ اَنصرفَ مِنْ هُناكَ. وتبِعَهُ جمهورٌ كبـيرٌ، فشفَى جميعَ مَرضاهُم 16وأمَرَهُم أنْ لا يُخبِروا أحدًا عَنهُ، 17ليتِمَّ ما قالَ النَّبـيٌّ إشعيا: 18"ها هوَ فتايَ الَّذي اَخترتُهُ، حبـيبـي الَّذي بِه رَضِيتُ. سأُفيضُ رُوحي علَيهِ، فيُعلِنُ للشٌّعوبِ إرادتي. 19لا يُخاصِمُ ولا يَصيحُ، وفي الشَّوارعِ لا يَسمَعُ أحدٌ صوتَهُ. 20قصَبَةً مَرضوضَةً لا يكسِرُ، وشُعلةً ذابِلَةً لا يُطفئْ. يُثابِرُ حتَّى تَنتَصِرَ إرادَتي، 21وعلى اَسمِهِ رَجاءُ الشٌّعوبِ".
يسوع وبعلزبول.
22وجاءَ بعضُ النّاس إلى يَسوعَ بِرَجُلٍ أعمى أخرَسَ، فيهِ شَيطانٌ. فشفَى يَسوعُ الرَّجُلَ حتى تكلَّمَ وأبصَرَ. 23فتَعَجَّبَ الجُموعُ كُلٌّهُم وتَساءلوا: "أما هذا اَبنُ داودَ؟" 24وسَمِعَ الفَرَّيسيٌّونَ كلامَهُم، فقالوا: "هوَ يَطرُدُ الشَّياطينَ بِبعلِزَبولَ رئيس الشَّياطينَ". 25وعرَفَ يَسوعُ أفكارَهُم، فقالَ لهُم: "كُلُّ مملَكَةٍ تَنقَسِمُ تَخرَبُ، وكُلُّ مدينةٍ أو عائِلةٍ تنقَسِمُ لا تثْبُتُ. 26وإنْ كانَ الشَّيطانُ يَطرُدُ الشَّيطانَ، فيكونَ اَنقَسَمَ. فكيفَ تَثبُتُ مملكَتُهُ؟ 27وإنْ كُنتُ بِبعلِزَبولَ أطرُدُ الشَّياطينَ، فبِمَنْ يَطرُدُهُ أتباعُكُم؟ لذلِكَ همُ يحكُمونَ علَيكُم. 28وأمّا إذا كُنتُ بِرُوحِ الله أطرُدُ الشَّياطينَ، فمَلكوتُ الله حَلَ بَينَكُم. 29كيفَ يقدِرُ أحَدٌ أنْ يَدخُلَ بَيتَ رَجُلٍ قويٍّ ويَسرِقَ أمتِعَتَهُ، إلاّ إذا قَيَّدَ هذا الرَّجُلَ القَويَّ أوَّلاً، ثُمَّ أخَذَ ينهَبُ بَيتَهُ؟
30مَنْ لا يكونُ مَعي فهوَ علَيَّ، ومَنْ لا يَجمعُ مَعي فهوَ يُبدَّدُ. 31لذلِكَ أقولُ لكُم: كُلُّ خَطيئةٍ وتَجْديفٍ يُغْفَرُ لِلنّاسِ، وأمَّ? التَّجديفُ على الرٌّوحِ القُدُسِ فلَنْ يُغفرَ لهُم. 32ومَنْ قالَ كلِمَةً على اَبنِ الإنسانِ يُغفَرُ لَه، وأمّا مَنْ قالَ على الرٌّوحِ القُدُسِ، فلن يُغفَرَ لَه، لا في هذِهِ الدٌّنيا ولا في الآخِرَةِ.
الشجرة وثمرها.
33"إجعَلوا الشَّجرَةَ جيَّدةً تحمِلُ ثمرًا جيَّدًا. واَجعَلوا الشَّجرَةَ رديئةً تَحمِلُ ثَمَرًا رديئًا. فالشَّجرَةُ يَدلُّ علَيها ثَمَرُها. 34يا أولادَ الأفاعي، كيفَ يُمكِنُكُم أنْ تقولوا كلامًا صالِحًا وأنتُم أشرارٌ؟ لأنَّ مِنْ فَيضِ القلبِ يَنطِقُ اللَّسانُ. 35الإنسانُ الصّالِـحُ مِنْ كنزِهِ الصّالِـحِ يُخرِجُ ما هوَ صالِـحٌ، والإنسانُ الشَّرّيرُ مِنْ كنزِهِ الشَّرَّيرِ يُخرِجُ ما هوَ شرَّيرٌ.
36أقولُ لكُم: كُلُّ كَلِمَةٍ فارِغَةٍ يقولُها النّاسُ يُحاسَبونَ علَيها يومَ الدَّينِ. 37لأنَّكَ بكلامِكَ تُبرَّرُ وبِكلامِكَ تُدانُ".
الفريسيون يطلبون آية.
38وقالَ لَه بعضُ مُعلَّمي الشَّريعَةِ والفَرّيسيـّينَ: "يا مُعلَّمُ، نُريدُ أنْ نرى مِنكَ آيَةً". 39فأجابَهُم: "جِيلٌ شرّيرٌ فاسِقٌ يَطلُبُ آيةً، ولن يكونَ لَه سِوى آيةِ النبـيَّ يونانَ. 40فكما بَقِـيَ يونانُ ثلاثَةَ أيّـامِ بِلَياليها في بَطنِ الحُوتِ، كذلِكَ يَبقى اَبنُ الإنسانِ ثلاثَةَ أيّامِ بلَياليها في جوفِ الأرضِ. 41أهلُ نينَوى سَيَقومونَ يومَ الحِسابِ معَ هذا الجِيلِ ويَحكمونَ علَيهِ، لأنَّ أهلَ نينَوى تابوا عِندَما سَمِعوا إنذارَ يونانَ، وهُنا الآنَ أَعظمُ مِنْ يونانَ. 42ومَلِكَةُ الجَنوبِ سَتَقومُ يومَ الحِسابِ معَ هذا الجِيلِ وتحكُمُ علَيهِ، لأنَّها جاءَتْ مِنْ أقاصي الأرضِ لتسمَعَ حِكمَةَ سُليمانَ، وهُنا الآنَ أعظمُ مِنْ سُليمانَ.
عودة الروح النجس.
43"إذا خرَجَ الرّوحُ النَّجِسُ مِنْ إنسانٍ، هامَ في الصَّحارى يَطلُبُ الرَّاحَةَ فلا يَجِدُها، 44فيقولُ: أرجِــعُ إلى بَيتي الَّذي خرَجتُ مِنهُ. فيَرجِــعُ ويَجدُهُ خاليًا نَظيفًا مُرتَّبًا. 45فيَذهَبُ ويَجيءُ بسبعَةِ أرواحِ أخبثَ مِنهُ، فتدخُلُ وتَسكُنُ فيهِ. فتكونُ حالُ ذلِكَ الإنسانِ في آخِرها أسْوأَ مِنْ حالِهِ في أوَّلِها. وهكذا يكونُ مَصيرُ هذا الجِيلِ الشَّرّيرِ".
أم يسوع وإخوته.
46وبَينَما يَسوعُ يُكلَّمُ الجُموعَ، جاءَتْ أمٌّهُ وإخوَتُهُ ووقَفوا في خارِجِ الدّارِ يَطلُبونَ أن يُكلَّموهُ. 47فقالَ لَه أحَدُ الحاضِرينَ: "أُمٌّكَ وإخوتُكَ واقفونَ في خارجِ الدّارِ يُريدونَ أنْ يُكلَّموكَ".
48فأجابَهُ يَسوعُ: "مَنْ هيَ أُمّي، ومَنْ هُمْ إخْوَتي؟" 49وأشارَ بـيدِهِ إلى تلاميذِهِ وقالَ: "هؤُلاءِ هُمْ أُمّي وإخوَتي. 50لأنَّ مَنْ يعمَلُ بمشيئةِ أبـي الَّذي في السَّماواتِ هوَ أخي وأُختي وأُمّي".
لو أغضينا البصر عن اجتياح الجماعة للحقل وأكلهم من سنابله دون إذن من صاحبه، وهى النتيجة الحتمية للدعوة الغريبة إلى تطليق الدنيا وعدم التفكير فى أمور المعيشة وترك العمل على أساس أن هناك ربا يدبر الرزق، فلا تشغل نفسك فى شىء منه، مما يدل على أننا لا نستطيع الاستغناء عن الدنيا فى الواقع مهما فعلنا، وأننا إن طردناها من الباب عادت بكل عنفوانها من الشباك لأنها فى دمنا وفى خلايا أجسادنا، ولا مناص منها، فهى إذن تسكننا قبل أن نسكنها، أقول: لو أغضينا البصر عن اجتياح الجماعة للحقل وأكلهم من سنابله دون إذن من صاحبه، فإننا لا نملك إلا أن نهتف إعجابا بهجوم السيد المسيح على الحَرْفيين المتزمتين فى أمور الدين الذين يظنون أن الله خلق الإنسان فى خدمة النص لا أنه سبحانه وتعالى قد أنزل الأديان فى خدمة العباد وتحقيق راحة بالهم. وهذا الصنف من الناس موجودون داخل كل دين، ولدينا من يقيم الدنيا ويقعدها لإقناع الناس بأن صوت المرأة عورة، ويا ويل من تنفر شعرة واحدة فى رأسها من تحت الخمار مثلا. وفى أيام المسيح (وما زال الأمر كذلك حتى الآن) كان هناك يهود يحرصون أشد الحرص على مطابقة التعاليم الشكلية حتى لو أدى ذلك إلى ضياع جوهر النص: فالعمل مثلا يوم السبت حرام حتى لو كان إجراءَ عملية لمريض مهدد بالموت إن لم يسارع الطبيب لإجرائها. وقد سمعت بعضهم عندنا منذ سنوات ينادى بأن على الطبيب ألا تفوته الصلاة فى موعدها حتى لو كان يجرى عملية جراحية خطيرة، بل يجب أن يترك العملية فى وسطها ويهبّ للصلاة، فالصلاة أهم من كل شىء. لذلك علقت قائلا: ولهذا فإن الرجل يذهب لأمريكا إذا أراد أن يجرى عملية جراحية لأنهم هناك لا يصلون، ومن ثم لن يتركوه يفطس ويذهبوا للصلاة! لكنى لا أقصد أن الدين جوهر فقط، بل هو شكل وجوهر، بيد أن الاهتمام المغالى بالشكليات على حساب الغايات العليا للدين من شأنه أن يفرغ الدين من مضمونه ويحوله جثة هامدة بلا روح!
وفى الإسلام أن الضرورات تبيح المحظورات، وأن الله يحب أن تُؤْتَى رخصه كما يحب أن تُؤْتَى عزائمه، وأنه سبحانه وتعالى يغفر الذنوب جميعا، وأنه لا يكلف نفسا إلا وسعها. كذلك يقول سبحانه وتعالى: "يريد الله بكم اليسر، ولا يريد بكم العسر" (البقرة/ 185)، ويقول جل جلاله: "لن ينال اللهَ لحومُها ولا دماؤها، ولكن يناله التقوى منكم" (الحج/ 37). أوليس يشبه هذا ما رُوِىَ هنا عن السيد المسيح عليه السلام: "6أقولُ لكُم: هُنا من هوَ أعظَمُ مِنَ الهَيكَلِ. 7ولو فَهِمتُمْ مَعنى هذِهِ الآيةِ: أُريدُ رَحمَةً لا ذَبـيحَةً، لَما حَكَمتُم على مَنْ لا لَومَ علَيهِ. 8فاَبنُ الإنسانِ هوَ سيَّدُ السَّبتِ"؟ ولقد أفاض، ولا يزال يُفِيضُ، أوغاد المستشرقين وأوباش المبشرين فى الكلام مثلا عن السَّرِيّة المسلمة فى عهد الرسول التى هاجمت المشركين القتلة المجرمين فى الشهر الحرام، مع أن القرآن قد حسمها بنفس المنطق الذى حسم به المسيح مسألة السبت: "الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ " (البقرة/ 194)، "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا" (البقرة/ 217).
أما نَهْى المسيح للمرضى الذين شفاهم عن أن يفتحوا فمهم بكلمة عما حدث فهو غريب بعد أن رأيناه يطلب بنفسه من أتباع يحيى عليه السلام إبلاغه بالمعجزات التى تمت على يديه، وهو ما يحتار الإنسان معه ولا يدرى: أيهما الصواب؟ نفتح الشباك أم نغلق الشباك؟ اُرْسُوا يا عالَم على بَرّ! ثم عندنا النبوءة الإشَعْيَاوِيّة التى يؤولها القوم كالعادة كى تنطبق على السيد المسيح ("الله" أو "ابن الله" طبقا لمزاعمهم) عبثا وبالقوة: "18ها هوَ فتايَ الَّذي اَخترتُهُ، حبـيبـي الَّذي بِه رَضِيتُ. سأُفيضُ رُوحي علَيهِ، فيُعلِنُ للشٌّعوبِ إرادتي. 19لا يُخاصِمُ ولا يَصيحُ، وفي الشَّوارعِ لا يَسمَعُ أحدٌ صوتَهُ. 20قصَبَةً مَرضوضَةً لا يكسِرُ، وشُعلةً ذابِلَةً لا يُطفئْ. يُثابِرُ حتَّى تَنتَصِرَ إرادَتي، 21وعلى اَسمِهِ رَجاءُ الشٌّعوبِ". ترى هل كان عيسى بن مريم لا يخاصم ولا يصيح؟ فمن الذى كان يدمدم باللعنات على الفريسيين والصدوقيين وعلى كورزين وبيت صيدا وكفر ناحوم؟ ومن الذى كان يتهم هذا بالمراءاة، وذاك بالكفر، ويصف هؤلاء بأنهم"أولاد الأفاعى"، وأولئك بأنهم "الجيل الشرير الفاسق"؟ ومن الذى كان ينادى تلاميذه بــ"يا قليلى الإيمان"؟ ومن الذى قال إنه لم يجئ ليلقى سلاما بل سيفا حتى يقوم الناس بل أفراد البيت الواحد على بعضهم البعض وتتمزق الروابط الأسرية؟ ومن الذى اقتحم المعبد فى أورشليم وساط الباعة هناك وقلب موائد الصيارفة وسبَّهم سبًّا شنيعًا؟ ومن الذى نهر منبّهه إلى رغبة أمه وإخوته فى رؤيته وقال مستنكرا فى خشونة عارية: من أمى؟ من إخوتى؟ إن أمى وأخوتى هم من يعملون بما يريده الله، بما يدل على أنه لا يراهم ممن يطيعون مشيئة ربه؟ ولست أريد أن أتهمه عليه السلام بشىء، بل كل ما هنالك أننى ألفت النظر إلى أن ما تقوله الأناجيل ينبغى أن يُتَلَقَّى بغاية الحذر والاحتراس، لأنها من صنع بشر ذوى أهواء يفتقرون للضبط!
ومرة أخرى نرجع لسفر "إشعيا" لنرى بأنفسنا ماذا فيه: "1 هوذا عبدي الذي اعضده مختاري الذي سرّت به نفسي . وضعت روحي عليه فيخرج الحق للامم . 2 لا يصيح ولا يرفع ولا يسمع في الشارع صوته . 3 قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة خامدة لا يطفئ . الى الامان يخرج الحق . 4 لا يكل ولا ينكسر حتى يضع الحق في الارض وتنتظر الجزائر شريعته 5 هكذا يقول الله الرب خالق السموات وناشرها باسط الارض ونتائجها معطي الشعب عليها نسمة والساكنين فيها روحا . 6 انا الرب قد دعوتك بالبر فامسك بيدك واحفظك واجعلك عهدا للشعب ونورا للامم 7 لتفتح عيون العمي لتخرج من الحبس المأسورين من بيت السجن الجالسين في الظلمة 8 انا الرب هذا اسمي ومجدي لا اعطيه لآخر ولا تسبيحي للمنحوتات . 9 هو ذا الاوليات قد اتت والحديثات انا مخبر بها . قبل ان تنبت اعلمكم بها . 10 غنوا للرب اغنية جديدة تسبيحه من اقصى الارض . ايها المنحدرون في البحر وملؤه والجزائر وسكانها . 11 لترفع البرية ومدنها صوتها الديار التي سكنها قيدار. لتترنم سكان سالع . من رؤوس الجبال ليهتفوا. 12 ليعطوا الرب مجدا ويخبروا بتسبيحه في الجزائر . 13 الرب كالجبار يخرج . كرجل حروب ينهض غيرته . يهتف ويصرخ ويقوى على اعدائه 14 قد صمت منذ الدهر سكت تجلدت . كالوالدة اصيح . انفخ وانخر معا 15 اخرب الجبال والآكام واجفف كل عشبها واجعل الانهار يبسا وانشف الآجام 16 واسير العمي في طريق لم يعرفوها . في مسالك لم يدروها امشيهم. اجعل الظلمة امامهم نورا والمعوجات مستقيمة هذه الامور افعلها ولا اتركهم . 17 قد ارتدوا الى الوراء . يخزى خزيا المتكلون على المنحوتات القائلون للمسبوكات انتنّ آلهتنا 18 ايها الصم اسمعوا . ايها العمي انظروا لتبصروا . 19 من هو اعمى الا عبدي واصم كرسولي الذي أرسله. من هو اعمى كالكامل واعمى كعبد الرب . 20 ناظر كثيرا ولا تلاحظ. مفتوح الاذنين ولا يسمع . 21 الرب قد سرّ من اجل بره . يعظّم الشريعة ويكرمها . 22 ولكنه شعب منهوب ومسلوب قد اصطيد في الحفر كله وفي بيوت الحبوس اختبأوا . صاروا نهبا ولا منقذ وسلبا وليس من يقول رد 23 من منكم يسمع هذا . يصغى ويسمع لما بعد . 24 من دفع يعقوب الى السلب واسرائيل الى الناهبين . أليس الرب الذي اخطأنا اليه ولم يشاءوا ان يسلكوا في طرقه ولم يسمعوا لشريعته . 25 فسكب عليه حمو غضبه وشدة الحرب فاوقدته من كل ناحية ولم يعرفوا حرقته ولم يضع في قلبه" (إشعيا/ 42).
ويرى القارئ بنفسه أن النص فى : "إشعيا" يقول: "عبدى"، لكن مَتَّى يقول: "فتاى"، وطبعا سوف يذهب الذهن إلى أن المقصود بكلمة "فتاى" هو أن المسيح "ابنُ الله" سبحانه وتعالى عن أن يكون له ولد. وعلى هذا فإما أن نقول إن الكلام هنا عن المسيح، لكن لا بد أن نضيف أن الله يسميه: "عبدى"، وإما أن نقول إن الكلام لا علاقة له بالمسيح، وهو ما أراه. لماذا؟ لقد رأينا أن الوصف الأول الذى وُصِف به الشخص المذكور فى "إشعيا" لا يصدق على السيد المسيح، وهذه الملاحظة تنطبق على بقية الأوصاف: فالكلام فى "إشعيا" يذكر أن له شريعة، وهذا منافٍ لحقيقة دعوة المسيح، إذ إنه عليه السلام لم يأت بأية شريعة، بل تقول الأناجيل إنه قد ألغى معظم شريعة موسى، ثم جاء بولس فألغى الباقى. كذلك يذكر النص أنه كان يحكم بالحق (أو "بالعدل" كما فى ترجمة جمعية الكتاب المقدس بلبنان)، ولم يكن المسيح يوما حاكما، بل لقد قال فى حسم إن مملكته ليست من هذا العالم. كما أنه حين أتاه اليهود بامرأة زانية لم يصدر بشأنها حكما. ومن هنا فإن قول السِّفْر المذكور إنه "لا يكلّ ولا ينكسر حتى يضع الحق في الارض وتنتظر الجزائر شريعته" لا يمكن أن يكون المقصود به عيسى عليه السلام. ثم إن الله قد تكفل بحفظ عبده هذا، بينما النصارى يقولون إن المسيح قد صُلِب وقُتِل لأن الله إنما أرسله للعالم لكى يُصْلَب ويُقْتَل. وأخيرا وليس آخرا فإن النص يتحدث عن بنى إسرائيل وكيف أن الله عاقبها على نشوفة دماغها وتصلب رقابها ويريد الآن أن يُقِيلها من عثرتها على يد الشخص الذى يتحدث عنه النص. وهو ما لا ينطبق على المسيح، فإن بنى إسرائيل لم يؤمنوا به، ولا نهضوا على يديه من كبوتهم التى عاقبهم الله عليها، بل صلبوه وقتلوه طبقا لرواية الأناجيل التى بين أيدينا. والآن ألا يرى القارئ معى أن تفسير النصارى لنبوءات العهد القديم هو من الركاكة العقلية بحيث لا تستحق أن نوليها اهتمامنا البتة؟ وهذا خازوق جديد نُهْدِيه لزيكو، وعليه أن يستعد لاستقباله فى الموضع الملائم من مؤخرته النتنة مثله!
ومرة أخرى نسمع الناس الذين شفاهم المسيح عليه السلام يقولون عنه إعجابا بما صنع من معجزات الشفاء: "أمَا هذا ابن داود؟"، ولم يقولوا: "أمَا هذا ابن الله؟". أى أن الناس لم يكونوا يعرفونه إلا على أنه بشر، وليس ابن الله! ومن؟ إنهم الذين كانوا ينبغى أن يكونوا أول مؤلهيه لو كانت المعجزات التى تمت على يديه دليلا على ألوهيته كما يقول الرقيع المسكوع زيكو الملسوع! ثم ها هو ذا يقول بنفسه: "مَنْ قالَ كلِمَةً على اَبنِ الإنسانِ يُغفَرُ لَه، وأمّا مَنْ قالَ على الرٌّوحِ القُدُسِ، فلن يُغفَرَ لَه، لا في هذِهِ الدٌّنيا ولا في الآخِرَةِ"، وهو دليل قاطع على أنه يميز بين "ابن الإنسان" (أى المسيح) والروح القدس واضعا نفسه فى مرتبة أقل كثيرا من الروح القدس بما لا يقاس، بما يعنى أنه ليس إلا بشرا كسائر البشر.
ثم إلى النص الغريب من كل الوجوه: غريب لأن المسيح يبدو لنا فيه ابنًا عاقًّا لا يستجيب لما تريده أمه رغم أنها لا تأمره بمعصية. وغريب لأننا نسمع المسيح يقول فى حق أمه وإخوته كلاما جافيا خشنا، وليست هكذا صورة المسيح التى يحرص النصارى على رسمها له صلى الله عليه وسلم رغم أن ما كتبه عنه مؤلفو الأناجيل لا يتناسب معها. وغريب لأن معنى كلامه عن أمه وإخوته هو أنهم لم يكونوا من المؤمنين بدعوته ولا من المطيعين لأوامر الله ونواهيه، أو بتعبيره: لم يكونوا يعملون بمشيئة أبيه الذى فى السماء، بخلاف تلاميذه، الذين وصفهم بأنهم أمه وإخوته الحقيقيون! وغريب كذلك لأنه أوقع الكذاب فى الفخ، إذ يشاء الله أن يُعْمِىَ أبصار كتاب الأناجيل فلا يتنبهوا لشُنْع ما لفقت أيديهم ولا يحذفوه من ثم: "46وبَينَما يَسوعُ يُكلَّمُ الجُموعَ، جاءَتْ أمٌّهُ وإخوَتُهُ ووقَفوا في خارِجِ الدّارِ يَطلُبونَ أن يُكلَّموهُ. 47فقالَ لَه أحَدُ الحاضِرينَ: "أُمٌّكَ وإخوتُكَ واقفونَ في خارجِ الدّارِ يُريدونَ أنْ يُكلَّموكَ".48فأجابَهُ يَسوعُ: "مَنْ هيَ أُمّي، ومَنْ هُمْ إخْوَتي؟" 49وأشارَ بـيدِهِ إلى تلاميذِهِ وقالَ: "هؤُلاءِ هُمْ أُمّي وإخوَتي. 50لأنَّ مَنْ يعمَلُ بمشيئةِ أبـي الَّذي في السَّماواتِ هوَ أخي وأُختي وأُمّي". ثم بعد ذلك لا يستحى القوم فيسمّون السيدة مريم: أم الإله! على أية حال كان ينبغى أن يرى السيد المسيح ماذا تريد منه أمه وإخوته حتى لو لم يكونوا يؤمنون بدعوته (وهو ما لا أظنه أبدا)، فلا شك أن بِرّ الوالدين وصلة الرحم مطلوبة حتى مع أقارب الإنسان الكفار ما داموا لا يُكْرِهونه على الشرك ولا يطالبونه به. وإذا لم يُرَاعِ السيد المسيح هذا، وهو الرسول الكريم الذى اختاره الله وصنعه على عينه كبقية رسله الكرام، فمن يا ترى يراعيه غيره؟
الفصل الثالث عشر:
"مثل الزارع.
وخرَجَ يَسوعُ مِنَ الدّارِ في ذلِكَ اليومِ وجلَسَ بجانبِ البحرِ. 2فاَزدحَمَ علَيهِ جَمْعٌ كبـيرٌ، حتّى إنَّهُ صَعِدَ إلى قارِبٍ وجلَسَ فيهِ، والجَمعُ كُلٌّهُ على الشَّاطئِ، 3فكلَّمَهُم بأمثالٍ على أُمورٍ كثيرةٍ قالَ: "خرَجَ الزّارِعُ ليزرَعَ. 4وبَينَما هوَ يَزرَعُ، وقَعَ بَعضُ الحَبَّ على جانِبِ الطَّريقِ، فجاءَتِ الطٌّيورُ وأكَلَتْهُ. 5ووقَعَ بَعضُهُ على أرضٍ صَخْريَّةٍ قليلةِ التٌّرابِ، فنَبَتَ في الحالِ لأنَّ تُرابَهُ كانَ بِلا عُمقٍ. 6فلمَّا أشرَقَتِ الشَّمسُ اَحتَرَقَ وكانَ بِلا جُذورٍ فيَبِسَ. 7ووقَعَ بعضُهُ على الشَّوكِ، فطَلَعَ الشٌّوكُ وخَنقَهُ. 8ومِنهُ ما وقَعَ على أرضٍ طيَّبةٍ، فأعطى بَعضُهُ مِئةً، وبَعضُهُ سِتَّينَ، وبَعضُهُ ثلاثينَ. 9مَنْ كانَ لَه أُذنانِ، فلْيَسمَعْ!"
الغاية من الأمثال.
10فدَنا مِنهُ تلاميذُهُ وقالوا لَه: "لِماذا تُخاطِبُهُم بالأمثالِ؟" 11فأجابَهُم: "أنتُمُ أُعطيتُم أنْ تعرِفوا أسرارَ مَلكوتِ السَّماواتِ، وأمّا هُم فما أُعطُوا. 12لأنَّ مَنْ كانَ لَه شيءٌ، يُزادُ فيَفيضُ. ومَنْ لا شيءَ لَه، يُؤخَذُ مِنهُ حتى الَّذي لَه. 13وأنا أُخاطِبُهُم بالأمثالِ لأنَّهُم يَنظُرونَ فلا يُبصِرونَ، ويُصغونَ فلا يَسمَعونَ ولا يَفهَمونَ. 14ففيهِم تَتِمٌّ نُبوءةُ إشَعْيا: "مَهما سَمِعتُم لا تَفهَمونَ، ومَهما نَظَرْتُم لا تُبصِرونَ. 15لأنَّ هذا الشَّعبَ تحَجَّرَ قلبُهُ، فسَدٌّوا آذانَهُم وأغْمَضوا عُيونَهُم، لِـئلاَّ يُبصِروا بِعُيونِهِم ويَسمَعوا بآذانِهِم ويَفهَموا بِقُلوبِهِم ويَتوبوا فأَشفيَهُم". 16وأمّا أنتُمْ فهَنيئًا لكُم لأنَّ عيونَكُم تُبصِرُ وآذانَكُم تَسمَعُ. 17الحقَّ أقولُ لكُم: كثيرٌ مِنَ الأنبـياءِ والأبرارِ تَمنَّوا أنْ يَرَوْا ما أنتمُ تَرَونَ فَما رأوا، وأنْ يَسمَعوا ما أنتُم تَسمَعونَ فما سَمِعوا.
تفسير مثل الزارع.
18"فاَسمَعوا أنتُم مَغْزى مَثَلِ الزّارعِ: 19مَنْ يَسمَعُ كلامَ المَلكوتِ ولا يَفهَمُهُ، فهوَ المَزروعُ في جانبِ الطَّريقِ، فيجيءُ الشَّرّيرُ ويَنتَزِ.عُ ما هوَ مَزروعٌ في قلبِهِ. 20ومَنْ يَسمَعُ كلامَ المَلكوتِ ويتَقَبَّلُهُ في الحالِ فَرِحًا، فهوَ المَزروعُ في أرضٍ صخريَّةٍ: 21لا جُذورَ لَه في نَفسِهِ، فيكونُ إلى حينٍ. فإذا حدَثَ ضِيقٌ أوِ اَضطهادٌ مِنْ أجلِ كلامِ المَلكوتِ، اَرتدَّ عَنهُ في الحالِ. 22ومَنْ يَسمَعُ كلامَ المَلكوتِ ولا يُعطي ثَمرًا فهوَ المَزروعُ في الشَّوكِ: لَه مِنْ هُمومِ هذِهِ الدٌّنيا ومَحبَّةِ الغِنى ما يَخنُقُ الثّمرَ فيهِ. 23وأمّا مَنْ يَسمعُ كلامَ المَلكوتِ ويفهَمُهُ، فهوَ المَزروعُ في الأرضِ الطيَّبةِ، فيُثمِرُ ويُعطي بَعضُهُ مِئةً، وبعضُهُ سِتَّينَ، وبعضُهُ ثلاثينَ".
مثل الزؤان.
24وقَدَّمَ لهُم يَسوعُ مَثلاً آخرَ، قالَ: "يُشبِهُ مَلكوتُ السَّماواتِ رَجُلاً زرَعَ زَرْعًا جيَّدًا في حقلِهِ. 25وبَينَما النَّاسُ نِـيامٌ، جاءَ عَدوٌّهُ وزَرعَ بَينَ القَمحِ زؤانًا ومضى. 26فلمّا طلَعَ النَّباتُ وأخرَجَ سُنبلَه، ظهَرَ الزؤانُ معَهُ. 27فجاءَ خدَمُ صاحِبِ الحَقلِ وقالوا لَه: "يا سيَّدُ أنتَ زَرَعْتَ زَرعًا جيَّدًا في حَقلِكَ، فمِنْ أينَ جاءَهُ الزؤانُ؟" 28فأجابَهُم: "عَدوٌّ فعَلَ هذا". فقالوا لَه: "أتُريدُ أنْ نَذهَبَ لِنَجمَعَ الزؤانَ؟" 29فأجابَ: "لا، لِـئلاَّ تَقلَعوا القَمحَ وأنتُم تَجمعونَ الزؤانَ. 30فاَترُكوا القَمحَ يَنمو معَ الزؤانِ إلى يومِ الحَصادِ، فأقولُ للحَصَّادينَ: اَجمَعوا الزؤانَ أوَّلاً واَحزِموهُ حِزَمًا لِـيُحرَق، وأمّا القمحُ فاَجمعوهُ إلى مَخزَني".
مثل حبة الخردل.
31وقدَّمَ لهُم مَثلاً آخرَ، قالَ: "يُشبِهُ مَلكوتُ السَّماواتِ حبَّةً مِن خَردلٍ أخذَها رَجُلٌ وزَرَعَها في حَقلِهِ. 32هيَ أصغرُ الحبوبِ كُلَّها، ولكِنَّها إذا نَمَتْ كانَت أكبَرَ البُقولِ، بل صارَتْ شجَرَةً، حتَّى إنَّ طُيورَ السَّماءِ تَجيءُ وتُعشَّشُ في أغصانِها".
مثل الخميرة.
33وقالَ لهُم هذا المَثَلَ: "يُشبِهُ مَلكوتُ السَّماواتِ خَميرةً أخذَتْها اَمرأةٌ ووَضَعَتْها في ثلاثةِ أكيالٍ مِنَ الدَّقيقِ حتى اَختَمرَ العَجينُ كُلٌّهُ".
يسوع والأمثال.
34هذا كلٌّهُ قالَه يَسوعُ للجُموعِ بالأمثالِ. وكانَ لا يُخاطِبُهُم إلاَّ بأمثالٍ. 35فتَمَّ ما قالَ النبـيٌّ: "بالأمثالِ أنطِقُ، فأُعلِنُ ما كانَ خفيُا مُنذُ إنشاءِ العالَمِ".
تفسير مثل الزؤان.
36وترَكَ يَسوعُ الجُموعَ ودخَلَ إلى البَيتِ، فجاءَ إليهِ تلاميذُهُ وقالوا لَه: "فَسَّرْ لنا مثَلَ زؤانِ الحَقلِ". 37فأجابَهُم: "الَّذي زَرعَ زَرْعًا جيَّدًا هوَ اَبنُ الإنسانِ، 38والحَقلُ هوَ العالَمُ، والزَّرعُ الجيَّدُ هوَ أبناءُ المَلكوتِ، والزؤانُ هوَ أبناءُ الشَّرّيرِ، 39والعدوٌّ الذي زرَعَ الزؤانَ هوَ إبليسُ، والحَصادُ هوَ نِهايةُ العالَمِ، والحصَّادونَ هُم الملائِكةُ. 40وكما يجمَعُ الزّارعُ الزؤانَ ويَحرِقُهُ في النّارِ، فكذلِكَ يكونُ في نِهايَةِ العالَمِ: 41يُرسِلُ اَبنُ الإنسانِ ملائِكتَهُ، فيَجْمعونَ مِنْ مَلكوتِهِ كُلَ المُفسِدينَ والأشرارِ 42ويَرمونَهُم في أتونِ النّارِ، فهُناكَ البُكاءُ وصَريفُ الأسنانِ. 43وأمّا الأبرارُ، فيُشرِقونَ كالشَّمسِ في مَلكوتِ أبـيهِم. مَنْ كانَ لَه أُذُنانِ، فلْيَسمَعْ!
مثل الكنز واللؤلؤة والشبكة.
44"ويُشبِهُ مَلكوتُ السَّماواتِ كَنزًا مدفونًا في حَقلٍ، وجَدَهُ رجُلٌ فَخبّأهُ، ومِنْ فرَحِهِ مَضى فباعَ كُلَ ما يَملِكُ واَشتَرى ذلِكَ الحَقلَ.
45ويُشبِهُ مَلكوتُ السَّماواتِ تاجِرًا كانَ يبحَثُ عَنْ لُؤلُؤ ثَمينٍ. 46فلمّا وجَدَ لُؤلُؤةً ثَمينَةً، مضى وباعَ كُلَ ما يَملِكُ واَشتَراها.
47ويُشبِهُ مَلكوتُ السَّماواتِ شبكَةً ألقاها الصَيّادونَ في البحرِ، فجَمَعتْ سَمكًا مِنْ كُلٌ نوعِ. 48فلمّا اَمتَلأتْ أخرَجَها الصَيَّادونَ إلى الشّاطئ، فوَضَعوا السَّمكَ الجيَّدَ في سِلالِهِم ورَمَوا الرّديءَ. 49وهكذا يكونُ في نِهايَةِ العالَمِ: يَجيءُ الملائِكةُ، ويَنتَقونَ الأشرارَ مِنْ بَينِ الصّالِحينَ 50ويَرمونَهُم في أتّونِ النّارِ. فهُناكَ البُكاءُ وصَريفُ الأسنانِ".
الجديد والقديم.
51وسألَ يَسوعُ تلاميذَهُ: "أفَهِمتُم هذا كُلَّهُ؟" فأجابوهُ: "نعم". 52فقالَ لهُم: "إذًا، كُلُّ مَنْ صارَ مِنْ مُعَلَّمي الشَّريعةِ تلميذًا في مَلكوتِ السَّماواتِ، يُشبِهُ ربَّ بَيتٍ يُخرِجُ مِنْ كنزِهِ كُلَ جديدٍ وقَديمِ".
الناصرة ترفض يسوع.
53ولمّا أتَمَّ يَسوعُ هذِهِ الأمثالَ، ذهَبَ مِنْ هُناكَ_ 54وعادَ إلى بلَدِهِ، وأخَذَ يُعلَّمُ في مَجمَعِهِم، فتَعَجَّبوا وتَساءَلوا: "مِنْ أينَ لَه هذِهِ الحِكمةُ وتِلْكَ المُعْجزاتُ؟ 55أما هوَ اَبنُ النجّارِ؟ أُمٌّهُ تُدعى مَريمَ، وإِخوتُهُ يَعقوبَ ويوسفَ وسِمْعانَ ويَهوذا؟ 56أما جميعُ أخَواتِهِ عِندَنا؟ فمِنْ أينَ لَه كُلُّ هذا؟" 57ورَفَضوهُ.
فقالَ لهُم يَسوعُ: "لا نبـيَّ بِلا كرامةٍ إلاّ في وَطَنِهِ وبَيتِهِ". 58وما صنَعَ هُناكَ كثيرًا مِنَ المُعجِزاتِ لِعَدَمِ إيمانِهِم به"ِ.
فى هذا الفصل يسوق متى عددا من الأمثال التى ضربها السيد المسيح لتوضيح ما يريد أن يبلغه للجموع، وفى القرآن والأحاديث أيضا أمثال كثيرة وضعت فيها كتب ودراسات. ومن الطبيعى أن يلجأ الأنبياء إلى هذه الوسيلة لنجاعتها فى توضيح المعنى وإبرازه وحفره فى القلب بحروف من نور، وكذلك لما فى الأمثال من متعة فنية بما تتميز به من ألوان وتصاوير حية يفتقدها الكلام المجرد البارد. وما أجمل الأمثال التى أُثِرَتْ عن المسيح وأشدّ علوقها بالنفس وأفعل تأثيرها فيها، ومنها مثل الزارع والحب الذى مر بنا: "خرَجَ الزّارِعُ ليزرَعَ. 4وبَينَما هوَ يَزرَعُ، وقَعَ بَعضُ الحَبَّ على جانِبِ الطَّريقِ، فجاءَتِ الطٌّيورُ وأكَلَتْهُ. 5ووقَعَ بَعضُهُ على أرضٍ صَخْريَّةٍ قليلةِ التٌّرابِ، فنَبَتَ في الحالِ لأنَّ تُرابَهُ كانَ بِلا عُمقٍ. 6فلمَّا أشرَقَتِ الشَّمسُ اَحتَرَقَ وكانَ بِلا جُذورٍ فيَبِسَ. 7ووقَعَ بعضُهُ على الشَّوكِ، فطَلَعَ الشٌّوكُ وخَنقَهُ. 8ومِنهُ ما وقَعَ على أرضٍ طيَّبةٍ، فأعطى بَعضُهُ مِئةً، وبَعضُهُ سِتَّينَ، وبَعضُهُ ثلاثينَ"، والذى فسره عليه السلام على النحو التالى: 19مَنْ يَسمَعُ كلامَ المَلكوتِ ولا يَفهَمُهُ، فهوَ المَزروعُ في جانبِ الطَّريقِ، فيجيءُ الشَّرّيرُ ويَنتَزِعُ ما هوَ مَزروعٌ في قلبِهِ. 20ومَنْ يَسمَعُ كلامَ المَلكوتِ ويتَقَبَّلُهُ في الحالِ فَرِحًا، فهوَ المَزروعُ في أرضٍ صخريَّةٍ: 21لا جُذورَ لَه في نَفسِهِ، فيكونُ إلى حينٍ. فإذا حدَثَ ضِيقٌ أوِ اَضطهادٌ مِنْ أجلِ كلامِ المَلكوتِ، اَرتدَّ عَنهُ في الحالِ. 22ومَنْ يَسمَعُ كلامَ المَلكوتِ ولا يُعطي ثَمرًا فهوَ المَزروعُ في الشَّوكِ: لَه مِنْ هُمومِ هذِهِ الدٌّنيا ومَحبَّةِ الغِنى ما يَخنُقُ الثّمرَ فيهِ. 23وأمّا مَنْ يَسمعُ كلامَ المَلكوتِ ويفهَمُهُ، فهوَ المَزروعُ في الأرضِ الطيَّبةِ، فيُثمِرُ ويُعطي بَعضُهُ مِئةً، وبعضُهُ سِتَّينَ، وبعضُهُ ثلاثينَ". كلام يدخل القلب لأنه من النبع السامق الكريم لا الكلام الشِّرْكِىّ الذى يزعم أنه، عليه السلام، هو الله أو ابن الله! تعالى الله عن تلك السخافات المتخلفة!
ومن أمثال القرآن المجيد قوله تعالى من سورة "البقرة": "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (264) وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآَتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (265) أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (266)"، وقوله من سورة "الأعراف": "وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177)"، وقوله تعالى من سورة "النور": "وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآَنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39) أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ (40)"، وقوله من سورة "محمد": "مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آَسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ (15)".
اما المثل الثانى الذى يُنْسَب هنا إلى المسيح فهو يحتاج لوقفة: لقد فسره، عليه السلام، على النحو التالى: "36وترَكَ يَسوعُ الجُموعَ ودخَلَ إلى البَيتِ، فجاءَ إليهِ تلاميذُهُ وقالوا لَه: "فَسَّرْ لنا مثَلَ زؤانِ الحَقلِ". 37فأجابَهُم: "الَّذي زَرعَ زَرْعًا جيَّدًا هوَ اَبنُ الإنسانِ، 38والحَقلُ هوَ العالَمُ، والزَّرعُ الجيَّدُ هوَ أبناءُ المَلكوتِ، والزؤانُ هوَ أبناءُ الشَّرّيرِ، 39والعدوٌّ الذي زرَعَ الزؤانَ هوَ إبليسُ، والحَصادُ هوَ نِهايةُ العالَمِ، والحصَّادونَ هُم الملائِكةُ. 40وكما يجمَعُ الزّارعُ الزؤانَ ويَحرِقُهُ في النّارِ، فكذلِكَ يكونُ في نِهايَةِ العالَمِ: 41يُرسِلُ اَبنُ الإنسانِ ملائِكتَهُ، فيَجْمعونَ مِنْ مَلكوتِهِ كُلَ المُفسِدينَ والأشرارِ 42ويَرمونَهُم في أتونِ النّارِ، فهُناكَ البُكاءُ وصَريفُ الأسنانِ. 43وأمّا الأبرارُ، فيُشرِقونَ كالشَّمسِ في مَلكوتِ أبـيهِم. مَنْ كانَ لَه أُذُنانِ، فلْيَسمَعْ"!
لكن ألا يمكن أن نعطى المثل تفسيرا آخر إلى جانب هذا التفسير؟ ألا نستطيع أن نقول إنه لا مانع أيضا من القول بأنه من غير المستحب انشغال الإنسان أثناء عمله للخير بتخليصه تماما من أية شوائب، وإلا فإنه لن يستطيع أن ينتج شيئا لأن الطبيعة البشرية لا تصفو أبدا لأى إنسان، بل يختلط بصوابها نسبة من الخطإ والتقصير، والمهم ألا تزيد تلك النسبة عن الحد الذى لا يمكن تقليله أكثر من ذلك كى تستمر مسيرة العطاء والخير، ويوم القيامة يميز الله الزُّؤَان عن الحَبّ فيعفو عن الأول ويثيب على الثانى؟ وقد أُثِر عن رسولنا الكريم: "إن المُنْبَتّ لا أرضًا قَطَع ولا ظَهْرًا أبقى"، و"لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، ولكن سَدِّدوا وقارِبوا"، و"إذا أمرتكم بشىء فأْتُوا منه ما استطعتم"، و"اتقوا النار ولو بشق تمرة" وغير ذلك من الكلام النبيل المستماح من النبع الكريم السامق. هذا ما عَنَّ لى، وأرجو ألا أكون مخطئا فى هذا التفسير.
ومع هذا فمن العجيب أن يقول المسيح فى تلاميذه الكلام التالى، إذا كان قد قاله فعلا، حين سألوه السبب فى اعتماد ضرب الأمثال أسلوبا لمخاطبة الجموع، إذ كان جوابه لهم: "أنتُمُ أُعطيتُم أنْ تعرِفوا أسرارَ مَلكوتِ السَّماواتِ، وأمّا هُم فما أُعطُوا. 12لأنَّ مَنْ كانَ لَه شيءٌ، يُزادُ فيَفيضُ. ومَنْ لا شيءَ لَه، يُؤخَذُ مِنهُ حتى الَّذي لَه. 13وأنا أُخاطِبُهُم بالأمثالِ لأنَّهُم يَنظُرونَ فلا يُبصِرونَ، ويُصغونَ فلا يَسمَعونَ ولا يَفهَمونَ. 14ففيهِم تَتِمٌّ نُبوءةُ إشَعْيا: "مَهما سَمِعتُم لا تَفهَمونَ، ومَهما نَظَرْتُم لا تُبصِرونَ. 15لأنَّ هذا الشَّعبَ تحَجَّرَ قلبُهُ، فسَدٌّوا آذانَهُم وأغْمَضوا عُيونَهُم، لِـئلاَّ يُبصِروا بِعُيونِهِم ويَسمَعوا بآذانِهِم ويَفهَموا بِقُلوبِهِم ويَتوبوا فأَشفيَهُم". 16وأمّا أنتُمْ فهَنيئًا لكُم لأنَّ عيونَكُم تُبصِرُ وآذانَكُم تَسمَعُ. 17الحقَّ أقولُ لكُم: كثيرٌ مِنَ الأنبـياءِ والأبرارِ تَمنَّوا أنْ يَرَوْا ما أنتمُ تَرَونَ فَما رأوا، وأنْ يَسمَعوا ما أنتُم تَسمَعونَ فما سَمِعوا"، ثم نفاجأ بعد قليل أن أولئك التلاميذ الذين يسمعون ويبصرون ويفهمون فى الوقت الذى لا يفهم فيه غيرهم، والذين يغبطهم الأنبياء على مكانتهم التى لا يصل إليها الأنبياء، أولئك التلاميذ لا يفهمون المغزى من أمثال معلمهم: "36وترَكَ يَسوعُ الجُموعَ ودخَلَ إلى البَيتِ، فجاءَ إليهِ تلاميذُهُ وقالوا لَه: "فَسَّرْ لنا مثَلَ زؤانِ الحَقلِ". 37فأجابَهُم: "الَّذي زَرعَ زَرْعًا جيَّدًا هوَ اَبنُ الإنسانِ، 38والحَقلُ هوَ العالَمُ، والزَّرعُ الجيَّدُ هوَ أبناءُ المَلكوتِ، والزؤانُ هوَ أبناءُ الشَّرّيرِ، 39والعدوٌّ الذي زرَعَ الزؤانَ هوَ إبليسُ، والحَصادُ هوَ نِهايةُ العالَمِ، والحصَّادونَ هُم الملائِكةُ. 40وكما يجمَعُ الزّارعُ الزؤانَ ويَحرِقُهُ في النّارِ، فكذلِكَ يكونُ في نِهايَةِ العالَمِ: 41يُرسِلُ اَبنُ الإنسانِ ملائِكتَهُ، فيَجْمعونَ مِنْ مَلكوتِهِ كُلَ المُفسِدينَ والأشرارِ 42ويَرمونَهُم في أتونِ النّارِ، فهُناكَ البُكاءُ وصَريفُ الأسنانِ. 43وأمّا الأبرارُ، فيُشرِقونَ كالشَّمسِ في مَلكوتِ أبـيهِم. مَنْ كانَ لَه أُذُنانِ، فلْيَسمَعْ"! ولسوف يتكرر ذلك العجز منهم بعد قليل. أمعقول هذا؟ واضح أن ثمة خللا فى النصوص الإنجيلية رغم ما فيها من بعض اللمعات والبوارق النفيسة!
وبالنسبة لقول مؤلف الإنجيل: "34هذا كلٌّهُ قالَه يَسوعُ للجُموعِ بالأمثالِ. وكانَ لا يُخاطِبُهُم إلاَّ بأمثالٍ. 35فتَمَّ ما قالَ النبـيٌّ: "بالأمثالِ أنطِقُ، فأُعلِنُ ما كانَ خفيُا مُنذُ إنشاءِ العالَمِ"، فالإشارة فيه إلى الفقرة الثانية من المزمور 78 ونصه: "أفتَحُ فَمي بِالأَمثالِ وأبوحُ بألغازٍ مِنَ القديمِ". ولا شك أنه تصرف غريب أن يأخذ كاتب إنجيل متى هذه العبارة من كلام صاحب المزامير ويجعلها كأنها من كلام السيد المسيح. إن هذا، وايم الحق، لخلط واضطراب لا معنى له. إننا هنا أمام شخصين مختلفين هما حسبما يقولون: داود والمسيح عليهما السلام، فما معنى أخذ كلام الأول والزعم بأنه هو كلام الثانى، مع أن صاحب المزامير إنما يتكلم عن نفسه ولا يتنبأ بما سيقوله عيسى بن مريم عليه السلام. ألا إنها لــ"تماحيك" كما يقول العوام بأسلوبهم الظريف! ثم إن العبارتين ليستا شيئا واحدا كما هو واضح تمام الوضوح. وعلى أية حال فينبغى ألا يفوتنا الاسم الواحد الذى استُعْمِل للاثنين، وهو لفظ "النبى": "فتَمَّ ما قالَ النبـيٌّ (أى داود)"، "فقالَ لهُم يَسوعُ: "لا نبـيَّ بِلا كرامةٍ إلاّ في وَطَنِهِ وبَيتِهِ" (والنبى هنا هو عيسى). إذن فلا هو الرب ولا هو ابن الرب، وكيف يكون الرب وقد كان يأكل ويشرب ويبول ويتبرز؟ أم ترى هناك من ينكر هذا؟ تعالى الرب تعاليًا جليلاً عن كل هذا!
وكما رأينا قبلا أن الناس كانوا دائما ما يقولون عنه إنه ابن يوسف ومريم، فكذلك الحال هنا: "53ولمّا أتَمَّ يَسوعُ هذِهِ الأمثالَ، ذهَبَ مِنْ هُناكَ. 54وعادَ إلى بلَدِهِ، وأخَذَ يُعلَّمُ في مَجمَعِهِم، فتَعَجَّبوا وتَساءَلوا: "مِنْ أينَ لَه هذِهِ الحِكمةُ وتِلْكَ المُعْجزاتُ؟ 55أما هوَ اَبنُ النجّارِ؟ أُمٌّهُ تُدعى مَريمَ، وإِخوتُهُ يَعقوبَ ويوسفَ وسِمْعانَ ويَهوذا؟ 56أما جميعُ أخَواتِهِ عِندَنا؟ فمِنْ أينَ لَه كُلُّ هذا؟" 57ورَفَضوهُ"، وهو ما سوف يتكرر فيما بعد أيضا. أى أنه لا أحد كان يقول عنه حتى ذلك الوقت على الأقل إنه ابن الله، فضلا عن أن يقولوا إنه الله ذاته، تعالى الله عن ذلك الشرك علوا عظيما. وعلى هذا فكل ما قيل عن الحمامة واليمامة وأبى قردان وأبى فصادة والصوت الذى كان يتردد فى جنبات السماوات عندما كان يتم تعميد السيد المسيح على يد يحيى هو كلام فارغ شكلا ومضمونا، وهو يؤكد ما قاله القرآن عن العبث فى الكتاب المقدس، وإن كنا نحترم مع ذلك ما يعتقده كل إنسان، بشرط ألا يتطاول بسفاهةٍ وصياعةٍ وقلّةِ أدبٍ على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وإلا فالخوازيق موجودة لزيكو!
(=(((((((((بنوة يسوع)))))))))))))========== مما جاء في محاورة النصراني المسلم قول النصراني :" إن بنوة المسيح لله هي بنوة روحية فقط وليست تناسلية "
ــــــــــــــــــــــــ
لا شك أن قول هذا النصراني لن يقدم ولن يؤخر في حقيقة معتقد النصارى في هذه المسألة والذي يتميز بالتناقض والاضطراب والحيرة حتى قيل : لو اجتمع عشرة من النصارى للبحث في حقيقة عيسى لخرجوا بأحد عشر قولا . فهذه من أشد المسائل تعقيدا في العقيدة النصرانية والسبب وراء ذلك أنها مبنية على التخمين والحدس والقول على الله بلا علم وبإمكانك أن تسأل أي نصراني ليس عن معتقده في بنوة المسيح عليه السلام بل عن مستنده في معتقده ؟ هل يمكن أن يستدل عليه بأي نص إنجيلي صحيح تسلم دلالته عن المعارضة .
إن نصوصاً كثيرة من الإنجيل تثبت على وجه القطع أن المسيح عليه السلام ما هو إلا إنسان أرسله الله لهداية بني إسرائيل ، وإذا كان النصارى استدلوا على بنوة المسيح لله بما ورد من إطلاق لفظ " ابن " على المسيح من قبل الله حسب روايات الإنجيل فإنه يلزمهم أن يدعو أن كل من أطلق عليه لفظ ابن الله فهو " إله " كالمسيح وفق المعتقد النصراني ، حيث وردت هذه اللفظة مرات كثيرة في حق عيسى عليه السلام وفي حق غيره ، فإذا استدلوا بها على ألوهية عيسى، فهلا استدلوا بها على ألوهية من قيلت فيه هذه الكلمة أيضاً ، فقد جاء في إنجيل يوحنا الإصحاح (20 : 17) قول المسيح عليه السلام : " إني سأصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم " فهذا نص من المسيح نفسه على أن الله أب لتلاميذه أيضاً فلماذا فرقوا بين الأمرين ؟ ولماذا استدلوا على ألوهية المسيح بأنه ابن لله ، ولم يقولوا بألوهية تلاميذه أيضاً فقد كانوا أيضا أبناء لله بنص كلام المسيح نفسه.
وقد ورد نص آخر في إنجيل متى فيه إطلاق لفظ أبناء الله على المؤمنين به سبحانه، فقد جاء فيه : " 8 طُوبَى لأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، فَإِنَّهُمْ سَيَرَوْنَ اللهَ . 9طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، فَإِنَّهُمْ سَيُدْعَوْنَ أَبْنَاءَ اللهِ. ) وفيه أيضاً : 44 أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ، وَبَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ، وَأَحْسِنُوا مُعَامَلَةَ الَّذِينَ يُبْغِضُونَكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَضْطَهِدُونَكُمْ، 45فَتَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ ) ويروي متى عن عيسى قوله : ( إن أباكم واحد الذي في السموات ) ( إصحاح : 32 الفقرة 8 ) فكل هذه النصوص تدل على أن معنى ابن الله معنى آخر غير ما تدعيه النصارى ، وهو أن الله عز وجل يكون لعباده المؤمنين كالأب على أولاده فيرحمهم وينعم عليهم ويحميهم من كل سوء وأذى فهو لهم أب بهذا الاعتبار، وهم له أبناء من حيث اعتمادهم وتوكلهم عليه سبحانه وهذا المعنى لا يختص بعيسى عليه السلام، بل يشمل غيره من الأنبياء وهو الذي تدل عليه نصوص الإنجيل وتلتئم به فقراته .
هذا إذا حاولنا الجمع فقط بين الآيات التي ذكرت فيها هذه اللفظة " ابن الله أو أبناء الله "، فكيف إذا جمعنا إليها الشواهد الأخرى التي تدل على بشرية المسيح عليه السلام، وأنه ما هو إلا رسول من عند الله، جاء لهداية بني إسرائيل، وهو ما يتفق مع خبر القرآن الكريم عنه، فمن تلك الدلائل تصريحه عليه السلام بتفرد الله عز وجل بالألوهية دون من سواه : فقد جاء في إنجيل مرقص قول عيسى عليه السلام : " الرب إلهنا إله واحد . وليس آخر سواه " ( 12 : 30-31 ) وهذا النص موافق لما جاء في التوراة - التي يؤمن بها النصارى - من قول موسى عليه السلام : " اسمعوا يَا بني إِسْرَائِيلُ : الرَّبُّ إِلهنَا رَبٌّ وَاحِدٌ - تثنية 6 :4.
ومن الدلائل أيضا على بشرية المسيح عليه السلام، وأنه رسول من عند الله تصريحه عليه السلام بأنه نبي أرسله الله عز وجل لتجديد شرعه ، فقد جاء في إنجيل لوقا أن الناس مجدوا الله قائلين : " قد خرج فينا نبي عظيم " ( 7 : 16) فلم ينكر عليهم عيسى قولهم عنه إنه نبي، فضلا على أن يبين لهم أنه إله – كما تدعي النصارى - ، كيف وهو يصرح أنه مرسل من عند الله كما جاء في إنجيل لوقا الإصحاح 9 : 48 قوله عليه السلام : " مَنْ قَبِلَ بِاسْمِي هَذَا الْوَلَدَ الصَّغِيرَ، فَقَدْ قَبِلَنِي؛ وَمَنْ قَبِلَنِي، يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي ) فهذا تصريح منه عليه السلام بأنه مرسل من عند الله كغيره من الأنبياء والرسل .
ولما قيل له اهرب انج بنفسك : قال : " لا يمكن أن يهلك نبي خارج أورشليم . يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء ، وراجمة المرسلين " ( لوقا :13:23) فهو يصرح عليه السلام بأنه نبي ، كما في هذا النص ، وكما ورد في إنجيل يوحنا الإصحاح 11 : 41 – 43 قول المسيح عليه السلام : -" أيها الآب أشكرك لأنك سمعت لي وأنا علمت أنك في كل حين تسمع لي…… ليؤمنوا أنك أنت أرسلتني " وكما في إنجيل يوحنا الإصحاح 17 : 24 قول المسيح عليه السلام : - " وليعلم العالم أنك أرسلتني وأحببتهم كما أحببتني " فإذا هو يعلِّم الناس أنه مرسل من عند الله عز وجل .
وهذا هو ما كان شائعا عند الناس في زمنه فقد جاء في إنجيل متى : أنه : ( 10لَمَّا دَخَلَ يَسُوعُ أُورُشَلِيمَ، ضَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا، وَتَسَاءَلَ أَهْلُهَا:مَنْ هُوَ هَذَا؟ 11فَأَجَابَتِ الْجُمُوعُ:هَذَا هُوَ يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنَ النَّاصِرَةِ بِالْجَلِيلِ . وكذلك قالوا عندما رأوا بعض معجزاته : " إن هذا هو بالحقيقة النبي الآتي إلى العالم " يوحنا ( 6 : 14) .
ومن الدلائل على بشرية المسيح عليه السلام تصريحه بأنه إنسان ابن إنسان ،ففي إنجيل يوحنا الإصحاح 8 : 40 قول المسيح عليه السلام : -"وأنا إنسان كلمتكم بالحق الذي سمعته من الله " وفي إنجيل متى : " 18: ولما رأى يسوع جموعا كثيرة حوله أمر بالذهاب الى العبر . 19: فتقدم كاتب وقال له يا معلّم اتبعك أينما تمضي . 20: فقال له يسوع للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار . وأما ابن الانسان فليس له مكان يسند إليه رأسه " وهذا أيضا هو ما كان معروفا لدى الناس في زمنه عليه السلام أنه إنسان ، وكانوا ينسبونه إلى يوسف النجار زوج أمه مريم عليها السلام، ففي إنجيل يوحنا الإصحاح 1 : 45 " يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة " وفي إنجيل يوحنا الإصحاح 9 : 11 " إنسان يقال له يسوع " وفي إنجيل متى الإصحاح 13 : 55 " أليس هذا ابن النجار " . ومن دلائل بشريته عليه السلام اتصافه بصفات البشر من التعب والعجز ونحو ذلك ، فقد جاء في إنجيل يوحنا الإصحاح 4 : 6 " كان يسوع قد تعب من السفر " ومن ذلك ما جاء في إنجيل يوحنا 5:30 " أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئا.كما أسمع أدين ودينونتي عادلة لأني لا أطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي أرسلني "
فهذه هي نصوص الأناجيل تدل دلالة قاطعة على بشرية المسيح عليه السلام وهو ما يتفق مع خبر القرآن عن عيسى عليه السلام ، وأي فقرة من الأناجيل تخالف هذا المعنى فإنه يجب تأويلها وحملها على معنى يوافق هذا المعنى ليقينية بشرية المسيح حسب نصوص الأناجيل ولظنية ما يتوهم منه إلاهيته ويجب عند العقلاء العمل باليقين المحكم وترك الظني والموهوم .
وفي الأخير نقول لمن قال إن بنوة المسيح لله بنوة روحية فقط نقول له إن أردت المعنى الذي ذكرنا فهو حق وإن كان التعبير عنه يعوزه الدقة ، وإن أردت أن روح الله حلت في جسد المسيح فصار ابنا لله فهذا ما ننكره أشد الإنكار فروح الله لم تحل في بشر ولا في شيء من المخلوقات كما لم يحل فيها شيء من المخلوقات فهو منزه سبحانه عن الحلول في شيء أو أن يحل فيه شيء لغناه بنفسه عن غيره وتفرده بذاته بما سواه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى سائر الأنبياء والمرسلين والحمد لله رب العالمين
.......................
(((((((((((((((((((((بولص لا يوحى له
1Cor:7:25: 25. وأما العذارى فليس عندي امر من الرب فيهنّ ولكنني اعطي رأيا كمن رحمه الرب ان يكون امينا. (SVD)
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟بولص اضطهد المسيح
Acts:9:4: 4 فسقط على الارض وسمع صوتا قائلا له شاول شاول لماذا تضطهدني. (SVD)
Acts:9:5: 5 فقال من انت يا سيد.فقال الرب انا يسوع الذي انت تضطهده.صعب عليك ان ترفس مناخس. (SVD)
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟بولص حرامي كنائس ومحتال ومكار
Acts:8:3: 3 وأما شاول فكان يسطو على الكنيسة وهو يدخل البيوت ويجر رجالا ونساء ويسلمهم الى السجن (SVD)
1Cor:2:2: 2 لأني لم أعزم ان اعرف شيئا بينكم الا يسوع المسيح واياه مصلوبا. (SVD)
Rom:16:25: 25. وللقادر ان يثبتكم حسب انجيلي والكرازة بيسوع المسيح حسب اعلان السر الذي كان مكتوما في الازمنة الازلية
2Cor:12:16:
16 فيلكن.انا لم اثقل عليكم لكن اذ كنت محتالا اخذتكم بمكر. (SVD)
بولص يتقاسم مع العصابة
Gal:2:9:9 فاذ علم بالنعمة المعطاة لي يعقوب وصفا ويوحنا المعتبرون انهم اعمدة اعطوني وبرنابا يمين الشركة لنكون نحن للامم واما هم فللختان. (SVD)
Gal:2:11:11. ولكن لما أتى بطرس الى انطاكية قاومته مواجهة لانه كان ملوما. (SVD)
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟مدلس والشيطان يسيطر عليه
2Cor:12:7:
7 ولئلا ارتفع بفرط الاعلانات اعطيت شوكة في الجسد ملاك الشيطان ليلطمني لئلا ارتفع. (SVD)
Rom:7:9:
اما انا فكنت بدون الناموس عائشا قبلا.ولكن لما جاءت الوصية عاشت الخطية فمتّ انا. (SVD)
Rom:7:14:
14. فإننا نعلم ان الناموس روحي وأما انا فجسدي مبيع تحت الخطية. (SVD)
Rom:7:15:
لأني لست اعرف ما انا افعله اذ لست افعل ما اريده بل ما ابغضه فإياه افعل. (SVD)
Rom:7:16:
16 فان كنت افعل ما لست اريده فاني اصادق الناموس انه حسن. (SVD)
Rom:7:17:
17 فالآن لست بعد افعل ذلك انا بل الخطية الساكنة فيّ. (SVD)
Rom:7:18:
فاني اعلم انه ليس ساكن فيّ اي في جسدي شيء صالح.لان الارادة حاضرة عندي وأما ان افعل الحسنى فلست اجد. (SVD)
Rom:7:19:
لأني لست افعل الصالح الذي اريده بل الشر الذي لست اريده فإياه افعل. (SVD)
Rom:7:21:
21 اذا اجد الناموس لي حينما اريد ان افعل الحسنى ان الشر حاضر عندي. (SVD)
Rom:7:23:
23 ولكني ارى ناموسا آخر في اعضائي يحارب ناموس ذهني ويسبيني الى ناموس الخطية الكائن في اعضائي. (SVD)
Rom:7:24:
24 ويحي انا الانسان الشقي.من ينقذني من جسد هذا الموت. (SVD)
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟بولس غبي ومختل عقليا
2Cor:11:17:17 الذي اتكلم به لست اتكلم به بحسب الرب بل كأنه في غباوة في جسارة الافتخار هذه. (SVD)
2Cor:11:1:1. ليتكم تحتملون غباوتي قليلا.بل انتم محتملي. (SVD)
2Cor:11:2 فاني اغار عليكم غيرة الله لاني خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح. (SVD)
2Cor:12:11:11. قد صرت غبيا وانا افتخر.انتم الزمتموني لانه كان ينبغي ان امدح منكم اذ لم انقص شيئا عن فائقي الرسل وان كنت لست شيئا. (SVD)
2Cor:12:6:6 فاني ان اردت ان افتخر لا اكون غبيا لاني اقول الحق.ولكني اتحاشى لئلا يظن احد من جهتي فوق ما يراني او يسمع مني. (SVD)
المشكلة أنه يظن أن الناس هم الأغبياء !!!!!!
Gal:3:1:1. ايها الغلاطيون الاغبياء من رقاكم حتى لا تذعنوا للحق انتم الذين امام عيونكم قد رسم يسوع المسيح بينكم مصلوبا. (SVD)
Gal:3:3:3 أهكذا انتم اغبياء.أبعد ما أبتدأتم بالروح تكملون الآن بالجسد (SVD)
يا لعبك يا بولص
Gal:3:27:27 لان كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح. (SVD)
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
Gal:2:21:-21 لست أبطل نعمة الله.لأنه إن كان بالناموس بر فالمسيح إذا مات بلا سبب (SVD)
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟بولص يغتاب الناس
2Cor:10:1:
1. ثم اطلب اليكم بوداعة المسيح وحلمه انا نفسي بولس الذي في الحضرة ذليل بينكم وأما في الغيبة فمتجاسر عليكم.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟بولص الملعون يلعن المسيح
Gal:3:13:13 المسيح افتدانا من لعنة الناموس اذ صار لعنة لاجلنا لانه مكتوب ملعون كل من علّق على خشبة. (SVD)
ويؤكد بولس على تميزه عن سائر التلاميذ وانفراده عنهم ،و يصفهم بالإخوة
" الكذبة المدخلين خفية، الذين دخلوا اختلاساً…الذين لم نذعن لهم بالخضوع ولا ساعة، فإن هؤلاء المعتبرين لم يشيروا علي بشيء، بل على العكس إذ رأوا أني أؤتمنت على إنجيل الغرلة كما بطرس على إنجيل الختان" (غلاطية 2/4-7).
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟بولس يسئ الادب مع الله
" لأن جهالة الله أحكم من الناس، وضعف الله أقوى من الناس" (كورنثوس(1)1/25)
" لأن الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله" (كورنثوس(1) 2/10).
ويقول مستحلاً المحرمات: " كل الأشياء تحل لي" (كورنثوس(1)6/12).
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟بولص كاذب وشريك وشرير
كاذب
Rom:3:7: 7 فانه ان كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده فلماذا أدان انا بعد كخاطئ. (SVD)
شريك
1Cor:9:23: 23 وهذا انا افعله لأجل الانجيل لأكون شريكا فيه. (SVD)
شرير
Rom:7:23: 23 ولكني ارى ناموسا آخر في اعضائي يحارب ناموس ذهني ويسبيني الى ناموس الخطية الكائن في اعضائي. (SVD)
2Cor:12:7: 7 ولئلا ارتفع بفرط الاعلانات اعطيت شوكة في الجسد ملاك الشيطان ليلطمني لئلا ارتفع. (SVD)
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟بولص أصله غير معروف
Acts:22:3 3. انا رجل يهودي ولدت في طرسوس كيليكية ولكن ربيت في هذه المدينة مؤدبا عند رجلي غمالائيل على تحقيق الناموس الابوي وكنت غيورا للّه كما انتم جميعكم اليوم
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟تناقض رواية رؤيته للمسيح
Acts:26:14: 14 فلما سقطنا جميعنا على الارض سمعت صوتا يكلمني ويقول باللغة العبرانية شاول شاول لماذا تضطهدني.صعب عليك ان ترفس مناخس. (SVD)
Acts:9:7: 7 وأما الرجال المسافرون معه فوقفوا صامتين يسمعون الصوت ولا ينظرون احدا. (SVD)
Acts:22:9: 9 والذين كانوا معي نظروا النور وارتعبوا ولكنهم لم يسمعوا صوت الذي كلمني. (SVD)
Acts:26:14: 14 فلما سقطنا جميعنا على الارض سمعت صوتا يكلمني ويقول باللغة العبرانية شاول شاول لماذا تضطهدني.صعب عليك ان ترفس مناخس.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟على مزاجه
Heb:6:1: 1. لذلك ونحن تاركون كلام بداءة المسيح لنتقدم الى الكمال غير واضعين ايضا اساس التوبة من الاعمال الميتة والإيمان بالله
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟يعلم الردة
Acts:21:21: 21 وقد أخبروا عنك انك تعلّم جميع اليهود الذين بين الامم الارتداد عن موسى قائلا ان لا يختنوا اولادهم ولا يسلكوا حسب العوائد.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟التلاميذ يعرفون خبثه
Acts:19:30: 30 ولما كان بولس يريد ان يدخل بين الشعب لم يدعه التلاميذ.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟بولص يدين الملائكة
1Cor:6:3: 3 ألستم تعلمون أننا سندين ملائكة فبالأولى أمور هذه الحياة. (
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟من أقوال بولص
2Cor:11:4:
4 فانه ان كان الآتي يكرز بيسوع آخر لم نكرز به او كنتم تأخذون روحا آخر لم تأخذوه او انجيلا آخر لم تقبلوه فحسنا كنتم تحتملون. (SVD)
2Cor:11:6:
6 وان كنت عاميا في الكلام فلست في العلم بل نحن في كل شيء ظاهرون لكم بين الجميع. (SVD)
2Cor:11:7:
7 ام اخطأت خطية اذ اذللت نفسي كي ترتفعوا انتم لأني بشرتكم مجانا بانجيل الله. (SVD)
2Cor:11:8:
8 سلبت كنائس اخرى آخذا اجرة لأجل خدمتكم.وإذ كنت حاضرا عندكم واحتجت لم اثقل على احد. (SVD)
2Cor:11:9:
9 لان احتياجي سده الاخوة الذين أتوا من مكدونية.وفي كل شيء حفظت نفسي غير ثقيل عليكم وسأحفظها. (SVD)
2Cor:11:10:
10 حق المسيح فيّ.ان هذا الافتخار لا يسد عني في اقاليم اخائية. (SVD)
2Cor:11:11:
11 لماذا.ألاني لا احبكم.الله يعلم. (SVD)
2Cor:11:12:
12 ولكن ما افعله سأفعله لأقطع فرصة الذين يريدون فرصة كي يوجدوا كما نحن ايضا في ما يفتخرون به. (SVD)
2Cor:11:13:
13 لان مثل هؤلاء هم رسل كذبة فعلة ماكرون مغيّرون شكلهم الى شبه رسل المسيح. (SVD)
2Cor:11:14:
14 ولا عجب.لان الشيطان نفسه يغيّر شكله الى شبه ملاك نور. (SVD)
2Cor:11:15:
15 فليس عظيما ان كان خدامه ايضا يغيّرون شكلهم كخدام للبر.الذين نهايتهم تكون حسب اعمالهم (SVD)
2Cor:11:16:
16. اقول ايضا لا يظن احد اني غبي.وإلا فاقبلوني ولو كغبي لافتخر انا ايضا قليلا. (SVD)
2Cor:11:17:
17 الذي اتكلم به لست اتكلم به بحسب الرب بل كأنه في غباوة في جسارة الافتخار هذه. (SVD)
2Cor:11:18:
18 بما ان كثيرين يفتخرون حسب الجسد افتخر انا ايضا. (SVD)
2Cor:11:23:
23 أهم خدام المسيح.اقول كمختل العقل.فانا افضل.في الاتعاب اكثر.في الضربات اوفر.في السجون اكثر.في الميتات مرارا كثيرة. (SVD)
نعم؟؟؟؟؟؟
Gal:4:6:6 ثم بما انكم ابناء ارسل الله روح ابنه الى قلوبكم صارخا يا ابا الآب. (SVD)
الاستاذ بيتمخض !!!!
Gal:4:19:19. يا اولادي الذين اتمخض بكم ايضا الى ان يتصور المسيح فيكم. (SVD)
Gal:4:20:20 ولكني كنت اريد ان اكون حاضرا عندكم الآن واغيّر صوتي لاني متحيّر فيكم (SVD)
بيقولك لا تختتن
Gal:5:3:3 لكن اشهد ايضا لكل انسان مختتن انه ملتزم ان يعمل بكل الناموس. (SVD)
الرجل يرفض الناموس
Gal:5:4:4 قد تبطلتم عن المسيح ايها الذين تتبررون بالناموس.سقطتم من النعمة (SVD)
هذا الرجل يخرف ولا شك في ذلك النص التالي ولن أعلق عليه
Heb:6:2:2 تعليم المعموديات ووضع الايادي قيامة الاموات والدينونة الابدية. (SVD)
Heb:6:3:3 وهذا سنفعله ان اذن الله. (SVD)
Heb:6:4:4 لان الذين استنيروا مرة وذاقوا الموهبة السماوية وصاروا شركاء الروح القدس (SVD)
Heb:6:5:5 وذاقوا كلمة الله الصالحة وقوات الدهر الآتي (SVD)
Heb:6:6:6 وسقطوا لا يمكن تجديدهم ايضا للتوبة اذ هم يصلبون لأنفسهم ابن الله ثانية ويشهرونه. (SVD)
Heb:6:7:7 لان ارضا قد شربت المطر الآتي عليها مرارا كثيرة وأنتجت عشبا صالحا للذين فلحت من اجلهم تنال بركة من الله. (SVD)
بولص يدعوا علي الرجل !!! لماذا لم يطبق حبوا أعدائكم؟؟؟
2Tm:4:14:
14 اسكندر النحّاس اظهر لي شرورا كثيرة.ليجازه الرب حسب اعماله. (SVD
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟بولص يكفر النصارى
Rom:1:22: 22 وبينما هم يزعمون انهم حكماء صاروا جهلاء (SVD)
Rom:1:23: 23 وأبدلوا مجد الله الذي لا يفنى بشبه صورة الانسان الذي يفنى والطيور والدواب والزحافات. (SVD)
Rom:1:24: 24 لذلك اسلمهم الله ايضا في شهوات قلوبهم الى النجاسة لإهانة اجسادهم بين ذواتهم. (SVD)
Rom:1:25: 25 الذين استبدلوا حق الله بالكذب واتقوا وعبدوا المخلوق دون الخالق الذي هو مبارك الى الابد آمين. (SVD)
تطوير الإسلام على طريقة الكاوبوى
بقلم: د.ابراهيم عوض
كثر الكلام فى الآونة الأخيرة عن تخطيط أمريكا وعزمها على التدخل فى حياتنا الدينية بل عن بدء هذا التدخل فعلا بُغْيَةَ تغيير " الخطاب الإسلامى " بما يتمشى مع أوضاع العصر وقيمه كما تفهم أمريكا ( والغرب بوحه عام ) هذه القيم، وفزع المسلمون كالعادة من مثل هذا التدخل واعترضوا عليه ، وإن وقف اعتراضهم كالعادة أيضا عند حدود الكلام ، الذى لا يستطيعون فى العادة أن يفعلوا شيئا غيره ، إذ الأمور تجرى فى بلادهم عادة على قاعدة استبداد حكوماتهم بالأمر دون أن يكون لهم رأى يُرْجَع إليه أو يُؤْخَذ به . وأخذ مسؤولوهم كالعادة أيضا ينفون بقوة وقوع أى شىء من هذا التدخل مؤكدين أن التغيير المزمع إحداثه هو تغيير نابع من اقناعهم لما شعروا به من حاجة الخطاب الإسلامى إلى التغيير، فهم إذن حين يفعلون هذا إنما يصدرون عن رغبة فى الإصلاح تحتاجها أوضاعنا المعوجة منذ زمن طويل بغض النظر عن تصادف البدء فى هذا التغيير مع رغبة أمريكا التى تجرى فى فى ذات الاتجاه !
ومنذ فترة نبهنى أحد الأصدقاء من الصحفيين إلى كتاب صادر عن " المكتب المصرى الحديث " بالقاهرة من ترجمة د. محمد يحيى الأستاذ الأدب بجامعة القاهرة بعنوان " خطة أمريكية لتحديث الدين الإسلامى " قائلا إنه كتاب مهم جدا ، إذ يعطينا فكرة واضحة عما تريده أمريكا من وراء رغبتها فى التدخل لتغيير مفاهيمنا الدينية . والكتاب عبارة عن دراسة وضعتها إحدى المؤسسات الأمريكية تدعو فيها إدارةَ بلادها كما يقول المترجم فى مقدمته لها " ألا تقف مكتوفة الأيدى أمام التفاعلات الاجتماعية التى تعصف داخل الوطن العربى بل تسعى للتمييز بن الطوائف المختلفة وإزكاء التباعد بينها . ليس فقط الطوائف الدينية أو العرقية ، وإنما الاتجاهات السياسية التى لم تعد تتمايز بعدُ فى أُطُرٍ حزبية داخل المنظومة السياسية المتخلفة فى الوطن العربى ". و"تقوم الدراسة بتحديد اتجاهات أصولية ، وأخرى دينية تقليدية ، وأخرى دينية إصلاحية ، وأخرى حداثية ، وأخرى علمانية ، وتضع حدودا واضحة تبين مواقف الطوائف المختلفة من القضايا المحورية كالديمقراطية وحقوق الإنسان ودور المرأة فى العمل العام وتعدد الزوجات والحدود وحقوق الأقليات فى المجتمع المسلم ومكانة الحجاب وغير ذلك " .
واستباقا لما ورد فى التقرير من رأى الجهة التى أصدرته فى الموضوعات التى يع الجها أحب أن أصارح القارئ من الآن بأنهم يريدون من المسلمين التخلى التام عما يقوله دينهم بشأن الحجاب وتعدد الزوجات وتطبيق الحدود ... إلخ . كما تقوم الخطة التى يدعو إليها واضعو التقرير على ضرب الطوائف الدينية الإسلامية بعضها ببعض عن طريق تقريب هذه الطائفة أو تلك فى وقت معين للانتفاع بموقفها أو رأيها الذى ترى الإدارة الأمريكية أنه يتطابق أو يقترب مما تريده فى القضية المطروحة ، حتى إذا ما تم التغيير المزمع إحداثه انقلبت أمريكا عليهم وركلتهم ركلتها المعروفة ، ثم استدارت لغيرهم تستعين بهم إلى أن تنال لبانتها منهم فتركلهم بدورهم بحذائها الذى لا يرحم ولا يعرف للوفاء ولا لتقدير الجميل معنى ... وهكذا دَوَالَيْك !
وإن الإنسان ليتساءل : بأى معنى تتدخل أمريكا فى ديننا يحيث ترى من حقها أن تغيره وأن من واجبنا أن نصيخ لما تقول ونسمع له وننفذه دون أدنى اعتراض ؟ وهل يمكن قانونا أو عرفا أو خلقا أن تتدخل دولة فى دين شعب آخر دون أن يطلب منها هذا الشعب أو ممثلوه الشرعيون مثل ذلك التدخل ؟ والجواب : أن أمريكا إنما تتدخل هنا بحق قوة السلاح . نعم بحق قوة السلاح ، وهذ حقيقة لا يمكن أحدا أن ينكرها، فلو لم تكن أمريكا قوية بقنابلها ومدافعها وطائراتها وبوارجها ودباباتها وصواريخها ومدرعاتها وأجهزة اتصالاتها ومخابراتها وميزانياتها ومواردها الاقتصادية وعلومها واختراعاتها وصرامة نظامها وتخطيطها وصبرها الطويل وطموحها لسيادة العالم ومثابرتها على تحقيق ما تصبو إليه وتجهيز البدائل المختلفة مقدما وعدم الانتظار إلى الوقت الضائع على طريقتنا ، حتى إذا ما سُدَّ فىوجهها طريق استطاعت أن تجد فى الحال أو فى الوقت المناسب على أقل تقدير طريقا آخر...
نعم ، لو لم تكن أمريكا قوية بهذه الطريقة وإلى هذه الدرجة لما استطاعت ، بل لما فكرت مجرد تفكير ، بل لما خطر لها أصلا أن تتدخل فى حياتنا وفى أخص خصائص أمورنا على هذا النحو العارى الجلف الوقح الذى لا يدور فى ذهنه أن يتجمل أى قدر من التجمل . وعلى هذا الأساس فلو أردنا أن نكفّ أمريكا عن مثل هذا التدخل فليس أمامنا إلا أن نكون أقوياء : أقوياء إلى الحد الذى يردعها عن هذا التصرف حيالنا والاستهتار بنا وبشؤوننا وبديننا والاحتقار الهائل لنا. وليس شرطا أن نكون فى نفس قوة أمريكا الآن ، فهذا ، كما لا أظنه يخفى على أحد ، من الاستحالة بمكان ، وإنما يمكن أن نردعها ونلزمها حدودها لو رأت أن مثل هذه التصرفات التى تمارسها معنا سوف تكلفها غاليا. وذلك عن طريق الاستغناء عنها قدر المستطاع ، وعن طريق الاستعصام بعزة النفس وعزة الدين ، وعن طريق الصلابة والقدرة على الصمود فى وجه مخططاتها، وعن طريق المقاومة المسلحة ، وعن طريق تلاحم الشعوب مع حكوماتها وغيرة الحكومات على مصالح شعوبها واحترامها لها، وعن طريق الشورى ، وعن طريق العلم والثقافة والعمل الجاد والإنتاج والإبداع فى كل المجالات ، وعن طريق الإقلال من الكلام الفارغ الذى لا يُجْدِى أىّ جدوى والإكثار من العمل، وعن طريق التنبه للعملاء الذين ينتقيهم أعداؤنا من بيننا كى يبثوا التخذيل فى صفوفنا ويدعونا إلى الاستسلام لهم ويعملوا على نشر أفكارهم وقيمهم ويشككونا فى ديننا وتاريخنا ورموزنا، وكذلك عن طريق الوحدة بين الأمم العربية والإسلامية .
وهذه النقطة الأخيرة فى منتهى الأهمية ، فالغرب إنما يرمينا عن قوس واحدة مهما بدا الأمر لنا أحيانا غير ذلك ، إذ هو يتصرف نحونا بوصفنا أعداءه الألداء الذين لا يمكن له أن يمارس السيادة القاهرة على العالم إلا إذا محانا لو استطاع ، او على الأقل قهرنا ومسح بنا الأرض مسحا. وإيانا أن ننخدع بموقف بعض الدول الغربية حينما يبدو من هذا السياق أو ذاك أنها تعارض سياسات بعضها الآ خر تجاهنا، فليس مَثَلُها فى هذا إلا كاللص الذى يعادى لصا آخر حين يراه يعتدى على ضحية من الضحايا، وهو لا يقصد أن يكفّه عن هذا العدوان بوصفه ظلما لا يجوز، بل يعاديه لأنه يرى نه أجدر منه بسرقة هذه الضحية، وبقتلها كذلك إذا لزم الأمر كى يستمتع بما يسلبها إياه ! هذا هو وضع الغرب معنا ، وهذا هو السبيل الذى يجب أن ننتهجه إذا أردنا أن تكون لنا قيمة فى سوق العلاقات الدولية ولا نكون هَمَلا كالبهائم التى ليس لها صاحب يسأل أو يدافع عنها . إذن فالقوة هى السند الذى يركن إليه الأمريكان فى تدخلهم فى أخص شؤوننا. ومنذ قديم الزمان، والقوة فى عالم العلاقات البشرية هى التى تقرر ما يمكن وما لا يمكن . أما ما يقال من أن الحق يغلب القوة فهو كلام فارغ لا قيمة له فى دنيا البشر .
إن الحق فى حد ذاته لا يمثل شيئا فى عالم الصراع ، اللهم إلا إذا ألهم أصحابه الصمود والكفاح ودفعهم إلى بذل الجهد من أجل الحفاظ عليه أو استرداده إذا كان قد اغتصبه منهم مغتصب . أما بدون ذلك فقيمته صفر ، وإلا فهل أغنى مثلا حقُّ الهنود الحمر عنهم شيئا أمام عوامل القوة الكثيرة التى تفوَّق عليهم بها الأوربيون عندما غَزَوْهم فى عُقْر ديارهم من وراء بحر الظلمات ؟ وذلك رغم أن الهنود الحمر لم يتقبلوا مصيرهم دون أن يقاوموا ويقاتلوا بشراسة ، إلا أن ميزان القوة كان فى صالح الأوربيين ، ولم يستطع أصحاب الحق أن يعدلوه لصفهم ، فما بالنا لو أن أصحاب الحق قد استسلموا منذ أول الأمر للباغين دون أن يثبتوا أنهم رجال ذوو كرامة وكبرياء كما وقع من كثير من المسلمين فى هذا الزمن العجيب ؟ ومع ذلك فالحق فى هذه الحالة ليس إلا عاملا واحدا من عوامل القوة ، ومن ثم فإذا رفدته عوامل أخرى كان بمكنة أصحابه أن يحرزوا أهدافهم كلها أو بعضها حسب الظروف ، أما بغير ذلك فكلا وألف كلا ! ولهذا لم يقل المولى سبحانه وتعالى فى قرآنه المجيد : " كم من فئة ضعيفة غلبت فئة قوية " بل قال : " كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة " . ولعل هناك من ينبرى قائلا : ألا تغلب البعوضة، على ضعفها ، الإنسان بل الأسد نفسه رغم قوته وبطشه ؟ والجواب هو أن البعوضة أمام ضربة كف من الإنسان مثلا ضعيفة أشد الضعف ، إذ تستطيع ضربة الكف أن تقضى عليها فى غمضة عين ليس إلا ، لكنها تنقلب قوية غاية القوة إذا تمكّنت من صاحب الكفّ ونقلت إليه مكروبا أو فيروسا عن طريق لدغة من لدغاتها القاتلة ! وكيف لا تكون القوة هى الفيصل فى الغلبة والتفوق ، ومن صفات الله " القوى المتين " ؟ ثم أليس لله سبحانه المثل الأعلى فى السماوات والأرض مما يوجب علينا أن نسعى نحن أيضا لامتلاك عناصر القوة حتى نكون على صورته عزَّتْ قدرَته كما أراد لنا أن نكون حين خَلَقَنا ؟
وعلى هذا فإذا أردنا فعلا ، لا مجرد شقشقة لسان ، أن نكون مالكين لمصائرنا وأن تكون القرارات التى تتعلق بمستقبلنا ومستقبل بلادنا من صنع أيدينا، فليس من سبيل أمامنا إلا القوة : نكتسبها إذا لم تكن متاحة لنا ، أو نحافظ عليها إذا كانت فى حوزتنا. ولا شك أن الناظر فى أحوال العرب والمسلمين فى هذه اللحظة التاعسة البائسة من تاريخهم لن يسره بحالٍ ما يراه من هذه الأحوال : فالكسلُ والبلادة والكذبُ والنفاق وقلة الصبر وكراهيةُ العملِ والعجزُ عن الإتقانِ والشعورُ بالهوان والرضا بالمذلة والانسحاقُ أمام الغرب هو سيد الموقف ، كما أننا لا نحاول صادقين الخروج من هذه الدائرة الجهنمية أبدا، بل نبذل كل ما نستطيع وما لا نستطيع من حجج واهية من أجل الدفاع عن أنفسنا والاعتذار بالظروف غير المواتية وقلة الإمكانات ، وكأن الظروف تصنع نفسها بنفسها، أو كأن الإمكانات تهبط على البشر من الفضاء الخارجى فى ظلام الليل ، ناسين أو بالأصح متناسين أن البشر إنما هم الذين يصنعون فى العادة إمكاناتهم إذا شاؤوا أو يفرّطون فى هذه الإمكانات حتى لو كانت السماء قد وهبتهم إياها فى غفلة من الزمان كما هو الحال فى حالتنا الآن ، إذ أفاض الله على العرب من خيراته وألطاف كرمه ما لم يكونوا يحلمون به ولا فى المنام ، ومنه نعمة البترول التى لم نستطع أن نستغلها كما ينبغى أن يكون الاستغلال ، بل كانت فى غير قليل من الأحيان وبالا علينا وشرا مستطيرا !
وسبيل القوة ، كما يراه المسلمون المتمسكون بدينهم ، هو العلم والعمل والإتقان والكرامة والحرية والعدل الاجتماعى والتعاون والمساواة وسيادة القانون والذوق الراقى والحساسية العقلية والنفسية وصلابة الأخلاق ، ومن قبل ذلك العبادة من صلاة وصيام وزكاة وحج انطلاقا من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، لا كأساس للجدال والشقاق كما هو مشاهد الآن بين كثير من المسلمين الذين أصبحوا كلهم بقدرة قادر مفتين متضلعين من الفقه وعلم الكلام ، بل كأساس للعمل والتجويد والخوف من الله ومن حسابه الشديد الذى لا يفلت شيئا دون أن يؤاخذ عليه ، اللهم إلا كان لنا فيه عذر من ضعف قاهر أو ظرف كاسر! ومن سبيل القوة أيضا اليقظة والتنبه لما يحيكه لنا أعداؤنا ومن يوالونهم من بين ظهرانَيْنا ممن يشاكلوننا لسانا وسَحْنة وموطنا ، لكنهم يخالفوننا قلبا ومنزعا وضميرا باعتزازهم بأعداء البلد والدين والأمة وركونهم إليهم وضلوعهم معهم ، وإذا فوتحوا فى شىء من ذلك كان جوابهم : إنما نحن مصلحون . وما هم فى الحقيقة بمصلحين ، بل هم المفسدون ، وأى مفسدين ! وقد ضَرِىِ المنافقون بيننا هذه الأيام النحسات ولم يعودوا يبالون كثيرا كما كانوا يصنعون من قبلُ أيام َ أن كان لا يزال هناك بقيةٌ من كرامة وعزة فى الأمة ، وشىءٌ من الخشية فى قلوب أولئك المنافقين ، فهم يرون أن الغلبة قد تمت لأعداء الملة والوطن وانتهى الأمر، وهم لا يستطيعون أن يؤمنوا بشىء أصيل من عند أنفسهم بل يميلون كل مَمِيلٍ مع ريح الأعداء الأقوياء . ويوم تكون لنا الغلبة من جديد فلسوف يدخلون أَوْجِرَتهم كالكلاب الضارعة الجبانة التى فقدت صاحبها والبيت التى كان يكنها فانخلعت قلوبها ولم يعد هناك ما تتحالى به أو أمامه ! هذا هو السبيل لامتلاك القوة ، أما تضييعُ الوقت والجهد فى التفاهات والشكليات ومحاولة تفصيص الشعرة ، واستعراضُ العضلات فى ميدان التقعر والتفيهق الذى حذّرَنا منه وبغّضَنا فيه سيدنا رسول الله ، والتباهى بالتشدد فيما لا يقدم ولا يؤخر ، فهو عَرَضٌ من أعراض التخلف ودليل على أن أصحابه مرضى يعانون من ضعف فى دينهم وأخلاقهم ، وليس من شأنه أبدا أن يرفع أمة من حضيضها أو ينتشل فردا من الوهدة التى تردى فيها ، وإن حسب التافهون المتحذلقون أنهم يحسنون بعملهم هذا صنعا. وما مَثَلهم فى أمرهم ذاك إلا كمَثَل رجل ضرب أعداؤه حول بيته حصارا يبغون قتله وتدمير داره ، على حين يضيع هو وقته وجهده فى تتبع نملة صغيرة رآها تسير بجوار أحد الجدران الداخلية للبيت والسعى الملحاح لتصنيع مادة سامة للتخلص منها ، غافلا عما يدبره له الأعداء المحيطون به لاقتطاف رأسه والقضاء على كل ما يمت إليه من بنيان أو ذرية بصلة ! إن مثل هذا الاهتمام بالشكليات فى ذلك الوقت العصيب الذى تمر به أمة الإسلام الآن من شأنه أن يضيع الشكليات والأساسيات تضييعا ، فلا يبقى من الدين لا رسم ولا شكل ولا روح ولا مضمون !
وتعترف أمريكا فى هذه الوثيقة بأنها تدعم العلمانيين والحداثيين وترى فيهم رجالها الذين تعلق عليهم آمالها فى تحقيق ما تصبو إليه من ضرب الإسلام فى مقتل حسبما يوسوس إليها شيطانها ! والحداثيون ، حسبما تعرضهم الدراسة ، لا يؤمنون بمحمد ولا بقرآنه ، وإن كنت أرى أنه لا فرق فى كثير من الحالات بينهم وبين العلمانيين ، إذ إن توزيع الأدوار هو السبب فى تظاهر كثير من هؤلاء الأخيرين بأن كل ما يبغونه هو عدم تدخل الدين فى السياسة والاقتصاد والقوانين المدنية والجنائية وما إلى ذلك ، وأنهم حريصون على عبادات الإسلام وقيمه الأخلاقية واستمداد قوانين الأحوال الشخصية من نصوص الكتاب والسنة . وأمريكا تعترف جهارا نهارا بأنها تغدق على الفريقين الأموال الطائلة وتعمل كل ما فى جهدها لتلميعهم وتسليط الضوء عليهم وإعلاء شأنهم ونشر فكرهم وإصدار كتبهم ومنحهم الجوائز ودعوتهم إلى مؤتمراتها ومؤتمرات من يوالونها ويأتمرون بأمرها ... إلخ مما نبهنا ونبه غيرُنا مرارا إليه ، فكان هؤلاء العملاء ومن يجرى معهم فى نفس المضمار يجيبوننا قائلين : " يا عجبا لكم ولطريقتكم فى التفكير ! ما بالكم لا تريدون أن تتخلصوا من سلطان نظرية المؤامرة "، ثم يذهبون فيتفيهقون علين ا ويعطوننا دروسا بليغة فى وجوب إحسان الظن والإقلاع عن الشك السخيف الذى من شأنه أن يُضِلّ صاحبه عن الرؤية الصحيحة ! ولا أدرى ماذا يمكن أن يقوله هؤلاء الأوغاد الآن، وقد انكشف المستور، وأصبحت المسألة " على عينك يا تاجر " ؟ أَوَقُلْتُ : " لا أدرى " ؟ الحق أننى أخطأت خطأ فاحشا حين قلت هذا ، إذ الواقع أننى أدرى تمام الدراية ما يقوله هؤلاء الخائنون ! ولا يرجع هذا لعبقرية فىَّ بقدر ما يرجع إلى أنهم قد خلعوا ، كما أشرت من قبل ، برقع الحياء بظنهم أن الكون قد دانت أموره للغرب المجرم وزعيمته أمريكا إلى الأبد ، وأن عجلة الزمان لن تدور فى اتجاه غير الاتجاه الذى يسير فيه هذا الغرب على حسب ما يأفك به كتّابه الذين يعملون على تحطيم روحنا المعنوية مؤكدين فى صفاقة فكرية عجيبة أن التاريخ قد توقف عند هذه اللحظة التاريخية التى يتسيد فيها الغرب الدنيا ، وأنه سوف يظل متوقفا عندها للأبد ! ألا تبارك الله القوى الجبار ، وتعسًا ونكسًا لهؤلاء البكّاشين الصُّفَقاء الذين سوف تدهسهم عجلات التاريخ يوما محتوما ، على أيدينا نحن إن كُُتِب لنا أن نفيق من غفوتنا وبلادتنا المخزية ، أو على أيدى من تختاره الأقدار لقيادة العالم من غيرنا إذا لم نبارح مكان تخلفنا وظللنا نعض على بلادتنا وخزينا بالنواجذ بكل ما فينا من قوة وعزم ! إن هؤلاء السفلة المارقين يصفون القرآن بأنه فكر بدوى متخلف ، ويتهمون رجال الحديث العباقرة بأنهم وضّاعون كذابون ، ويزعمون أن الرسول هو من صنع خديجة وورقة . بل لقد قال عنه عتلٌّ زنيمٌ التقطته أصابع التبشير القذرة وجعلت منه كاتبا بعد أن شارف الستين وهو لم يؤلف فى حياته حرفا إن خديجة قد " صَنْفَرَتْه وقَلْوَظَتْه " ! إى وربى هكذا بالنص على طريقة العربجية والحشاشين ! وبالمثل سمعتُ آخَرَ من نفس الطراز المنحط فى إحدى الفضائيات يعاير الشرفاء المؤمنين بدينهم بأنه وأمثاله طالما طالبوهم بالاعتراف بصحة ما تدعو إليه أمريكا وتنفيذه دون نقاش فأبى هؤلاء الشرفاء إلا عنادا ، حتى وقعت الواقعة وجاءت أمريكا إلى قلب بلادنا تفرض علينا بالحديد والنار ما تريد دون أن نستطيع أن نقول لها : " ثلث الثلاثة كم ؟ " .
وكان ، وهو يقول هذا ، يتقصّع ويتراقص فى شماتةٍ وتشفٍّ وقح . ومعروف أنه من كبار المدلسين ! ثم ها هى ذى الصليبية والصهيونية العالمية تلفق قرآنًا خَدِيجًا سرقته من آيات القرآن ونسجته على منواله وسمَّته " الفرقان الحق " على طريقة المومسات ، تشتم فيه سيد النبيين والمرسلين وتصفه بأنه شيطان كافر ضال مشرك منافق زانٍ قاتل ، ولا تبخل فى نفس الوقت على صحابته وأتباعه الكرام بمثل هذه الأوصاف الزنيمة التى تدل على مبلغ حقدهم على التوحيد السامى الطهور الذى جاء به نبينا الكريم والسماحة الإنسانية النبيلة التىيتسم بها دينه العظيم ، وعلى أنه صلى الله عليه وسلم لا يزال ، رغم وفاته منذ أربعة عشر قرنا من الزمان ، يؤرق الأوساخ تأريقا مزعجا ويقف ، بما يمثله دينه الشريف من مبادئ وقيم ، عقبةً فى طريق سيطرتهم الإجرامية على بلاد المسلمين وسرقتهم لمواردهم الاقتصادية ، ومحوهم لهم من الوجود إن استطاعوا مثلما فعلوا مع الهنود الحمر، أو على أقل تقدير إخراجهم من دينهم على أمل تنصير العالم كله ، جاهلين فى غمرة تعصبهم الغبى الأحمق أن الله ، جَلَّتْ حكمته ، قد خلق العالم على أساس من الاختلاف فى الدين وفى غير الدين كما ورد فى القرآن الكريم ، و أن الإيمان لا ينبغى أن يقوم على الإكراه بأى حال !
فأما ما يقوله المستشرقون والمبشرون ومن يتبع خطاهم من بنى جلدتنا الضالين المارقين فى حق القرآن والنبى العظيم فقد رددنا عليه فى عدد من الكتب منها : " مصدر القرآن ــ دراسة لشبهات المستشرقين والمبشرين حول الوحى المحمدى " و " المستشرقون والقرآن " و " دائرة المعارف الإسلامية الاستشراقية ــ أضاليل وأباطيل " و" القرآن والحديث ــ مقارنة أسلوبية " و" سورة النورين التى يزعم فريق من الشيعة أنها من القرآن الكريم ــ دراسة تحليلية " و" اليسار الإسلامى وتطاولاته المفضوحة على الله والرسول والصحابة " و" لكن محمدا لا بواكى له ــ الرسول يهان فى مصر ونحن نائمون " ، إلى جانب الدراسات التى خصَّصْتُها لتفسير طائفة من السور القرآنية على منهج جديد يقوم على المقارنة بين القرآن والكتاب المقدس فى الموضوعات المشتركة وعلى الرجوع لما قاله المستشرقون فى ترجماتهم للقرآن ، وكذلك ما كتبه علماء المسلمين من غير العرب فى تفسيرهم لكتاب الله ... وغير ذلك من المؤلفات . وأما تلك الحرب الشرسة التى يخوضها ضد الأحاديث النبوية الكريمة فى هذه الأيام أعداءُ الإسلام عبر مقاولى الأنفار من الأذناب المنتسبين لهذا الدين الكريم بالميلاد ممن لا يحسنون إلا ال نباح فى وجه من يغريهم به سادتهم والرقص على النغمة التى يعزفونها لهم شأن كلاب السِّرْك مع مدرببها ، فإنها لا تهدف، كما يحاولون أن يخدعوا الأغرار ، إلى تنقية عقيدة الإسلام وشرائعه من مصدر غير يقينى والاكتفاء بالقرآن وحده ، وإنما هى لون من توزيع الأدوار فى المسرحية المجنونة التى يريدون من ورائها محو القرآن والحديث جميعا محوا نهائيا على سياسة " الخطوة خطوة ". وهو جنون مطبق ، إذ إن الله سبحانه وتعالى قد تكفل بحفظ هذا الدين وكتابه المجيد ، لكن الأوساخ لا يفهمون ولا يتعظون ولا يعرفون أنْ " ليس كل الطير يؤكل لحمه " ، وأنه إذا كانت بعض الكتب السماوية قد تعرضت للعبث بها ووقع فيها التحريف فإن القرآن لا يمكن أن يصيبه ما أصاب تلك الكتب بحال ! وعبثا يحاول هؤلاء الأنجاس الأرجاس المناكيد إشاعة الزعم بخلاف ذلك ، فتراهم يشيرون إلى " سورة النورين " التى تدعى طائفةٌ ضالةٌ من الشيعة أنها كانت فى القرآن الكريم ، لكن عثمان حذفها لما تتضمنه من النص على حق علىٍّ كرّم الله وجهه وحق ذريته فى خلافة الرسول إلى أبد الآباد ، وهو ما دفعنى منذ عدة أعوام إلى العكوف عليها لأرى ماذا فيها فوجدتُ ، بعد الدراسة الأسلوبية الدقيقة ، أنها ليست ن نسيج القرآن الكريم بأى وضع من الأوضاع ولا حتى فى جملة واحدة منها . وهى دراسة لا تقوم على الخطابيات بل على المقارنة الصيورة المتأنية بين الأسلوبين فى الألفاظ والصيغ الصرفية والتعبيرية والتراكيب النحوية والسياقات المعنوية والصور البلاغية وما إلى هذا. وبتلك الدراسة نكون قد وضعنا حدا لهذه التقولات السخيفة البلهاء لو كان القوم عقلاء يتوخَّوْن الحق .
وعَوْدًا إلى ما كنا بسبيله نقول إن أعداء الإسلام يحاولون بكل ما لديهم من جهد أن يبثوا فى رُوع المسلم أن الأحاديث النبوية المشرفة كثيرا ما تتناقض فيما بينها بحيث تعطى الرأى وعكسه فى الوقت ذاته ، وهو ما من شأنه أن يشيع الاضطراب فى ميدان التشريع
والفتوى . والحق أنه ما من شىء فى الدنيا إلا وله سياقه الذى يعطيه دلالته ، أو على أقل تقدير يحدد هذه الدلالة تحديدا دقيقا يمنعها أن تلتبس بدلالة له أخرى فى سياق آخر : فعلى سبيل المثال كثيرا ما نقول لأبنائنا الصغار : " لا تحاولوا عبور الشارع وحدكم " ، على حين لا نقول ذلك للكبار منهم ، فهل يعد هذا تناقضا فى النصح والتوجيه ؟ كلا، لأن الكبير من الأبناء يستطيع أن يعبرالشارع دون أن يحتاج لمعونة أحد . وبالمثل فعندما كنا
نعيش فى بريطانيا فى السبعينات وبداية الثمانينات من القرن المنصرم لم نكن نخاف هذا الخوف على ابنينا الصغيرين أثناء عودتهما من المدرسة ، إذ إن رجل " اللُّولِى بُوبْ " يقوم بتأمين عبور الصغار للشارع فى آول اليوم الدراسى وآخره ، وذلك بإيقاف السيارات فى الاتجاهين فتستجيب له فى التوّ واللحظة كأنه قرآن منزل ، بخلاف الحال فى مصر حيث الأمور تمشى على كف عفريت ، ولا بد أن يضع الإنسان عينه فى وسط رأسه ، وإلا فقد حياته رخيصة دون أن يأسى على هذا الفقدان أحد ! كذلك ففى دول الخليج لا يجد الإنسان نفسه فى حاجة للنظر فى الاتجاهين عند عبوره الشارع ، لأنه ما من أحد من السائقين يجرؤ على السير فى الاتجاه المخالف ، بعكس الأمر فى بلادنا الحبيبة التى لا يحترم فيها سائقو السيارات أى شىء من تعليمات قيادة المركبات إلا تحت سيف الخوف من ضباط المرور. وعلى هذا الأساس فعلى من يريد التعامل مع أحاديث رسول الله أن يضع نصب عينيه الاسترشاد بالسياق الذى وردت فيه واتجاه الإسلام العام ومنطق العقل السليم والتطلعات النبيلة التى لم تَكُفّ البشرية عن الكدح إليها يوما على مدى تاريخها الطويل من عدل ورحمة وتخفيف لأعباء الحياة عن كواهل العباد وتحقيق مستوى ائق من المعيشة لكل فرد وكل أسرة ، وكذلك ألا يتعارض الحديث مع شىء فى القرآن الكريم ، مع الأخذ قبل ذلك كله فى الاعتبار أن جامعى الأحاديث النبوية الشريفة ، على عبقريتهم وجِدّهم وإخلاصهم وتوخِّيهم أقصى درجات الحيطة والدقة فى الجمع والغربلة على أساس من منهجهم العلمى المحكم ، هم فى نهاية المطاف بشر من البشر يصيبون ويخطئون ويسهون وينتبهون ، ومن ثم فمن الممكن أن يكونوا قد أخطأوا هنا أو سَهَوْا هناك ، وهو ما لا يقدح فى إخلاص نيتهم ولا فى عظمة إنجازهم على السواء. ومن قديم كانت نصيحة رسولنا الكريم لنا أنْ " سَدِّدوا وقارِبوا "، كما أنه عليه الصلاة والسلام قد نبهنا إلى أن المجتهد مأجور حتى لو أخطأ ، وإن كان أجره فى حال الإصابة ضِعْف أجره فى حال الخطإ كما جاء فى كلامه الشريف صلى الله عليه وسلم . على أن هناك نقطة تتصل بالسنّة النبوية ذات خصوصية تكفل لها أن نفردها بشىء من التفصيل ، ألا وهى أن الأحاديث التى تتعلق بالعلوم والطب وما أشبه ينبغى أن نخضعها للتجربة العلمية للتحقق من صحتها ، ومنها الأحاديث التى تصف أدوية معينة لبعض الأمراض كمرض الكبد الوبائى الذى شاع فى الآونة الأخيرة علاجه بأبوال الإبل وألبانها ركونا إلى ح يث عن النبى عليه السلام يشير باستعمالها فى التداوى من وجع البطن . وكان قد حدثنى فى ذلك أحد المصابين بهذا الداء منذ نحو عامين ، لكنى لم آخذ الأمر على محمل الجِدّ تماما ، وبقيت فيه بين مصدق ومكذب ... إلى أن فُتِح الموضوع ثانية منذ أيام بينى وبين قريب من أقربائى الأدنَيْن تعانى زوجته من نفس الداء ، فشرع يعالجها بالطريقة الكيماوية المعروفة فوجد أن وزنها أخذ يتناقص حتى فقدت فى نحو ثلاثة أشهر ثلاثين كيلوجراما وأن حيويتها قد تدهورت أيضا تدهورا شديدا أفزعه !. ثم تصادف أن استمع إلى إحدى الطبيبات للاتى يشتغلن فى مدينته الساحلية تتحدث إلى الأستاذ مفيد فوزى فى برنامجه الشهير " حديث المدينة " وتنصح المرضى بهذا الداء أن يلجأوا إلى أبوال الإبل وألبانها ، فأراد أن يتحقق منها شخصيا مما قالته فأكدت له صحة ما سمع . فاشترى ناقة أودعها عند أحد الأعراب على مشارف المدينة ليرعاها لهم ويقوم بتزويدهم ببولها ولبنها . وقد أكد لى تأكيدا شديدا أن حالة زوجته قد تحسنت فى خلال ستة أشهر تحسنا ملحوظا جدا ، لا من خلال رؤية العين التى تنبئ بعودة الحيوية والنضارة إلى وجه زوجته فحسب ، بل من خلال التحليلات المعملية أيضا ، إذ وجدوا أن عدد ا فيروسات قد قل فى خلال هذه المدة من ستمائة وأربعين ألف فيروس إلى مائة وتسعين فقط ، ويُنْتَظَر أن تختفى تماما فى حوالى نصف ذلك الزمن . بل إنه أكد لى كذلك أن الشخص المصاب بهذا الداء إن انتقل إلى الصحراء وعاش عيشة البدو فى طعامهم وشرابهم يمكنه أن يُشْفَى تماما من المرض فى أقل من شهرين ! وأود أن أصارح القراء أننى قد كتبت ما كتبت هنا بناء على اقتراح قريبى هذا من جهة كى أبصّر الناس بهذا الدواء الناجع حسبما وصفه ، ولأتخذ من جهة أخرى هذه القصة مناسبة لطرح رؤيتى الخاصة بالتحقق من صحة مثل هذا اللون من الأحاديث التى تُرْوَى عن النبى عليه الصلاة والسلام. واقتراحى هو أن على الأطباء وعلماء الأدوية والباحثين الكيماويين أن يجتهدوا بكل ما لديهم من قوة وعلم فى التحقق من صدق هذا الذى سمعته ، إذ أخبرنى قريبى ذاك أن معظم الأطياء الذين فاتحهم هو أو غيره بهذا العلاج قد ثاروا ثورة عارمة وأَبَوْا أن ينصتوا لشىء مما يقولون . وهذا، فى رأيى المتواضع ، يناقض روح العلم ومنهجه ، إذ المفروض أن العالم لا يقبل شيئا فى ميدان تخصصه أو يرفضه إلا بعد تمحيص وتجربة ، وسبيل التجربة العلمية معروف .
ومن يدرى ؟ فقد يستطيع العلماء المسلمون أن يغيّروا من خلال هذه التجارب وجه الطب والدواء على الأقل فى ميدان الكبد الوبائى وينقلوه من حال إلى حال ، وبدلا من العلاج الكيماوى الذى يهدّ جسم المريض فى كثير من الحالات قد يتوصلون إلى ضرب آخر من العلاج يشفى دون آثار جانبية ضارة أو على الأقل بآثار ضئيلة لا تمثل ضررا يذكر . أقول هذا ، وعُهْدته على من حدثونى به ، وأترك الكلمة النهائية فيه للعلماء والأطباء : العلماء والأطباء المفتوحى العقل الواسعى الأفق ممن لم تستعبدهم المدارس الطبية الغربية رغم احترامنا لها وتقديرنا لجهود أعلامها طوال تلك العقود الطويلة من تاريخ الطب والدواء . فإذا ثبت أن ذلك الحديث وأمثاله أحاديث صحيحة من الناحية الطبية كانت هذه أكبر صفعة لأعداء الإسلام ممن يعملون على تكذيب الأحاديث المحمدية وطردها من ميدان التشريع ، إذ بدلا من أن يتم طردها من هذا الميدان حسبما يشتهى حقدهم الأسود المدمر، فإنها على العكس من ذلك سوف تدخل أيضا ميدان الطب والصيدلة بكل جدارةٍ تدعمها كلمة العلم وتجارب العلماء ! ولكن لا بد فى النهاية من إضافة القول بأنه ، فى حالة التبوت التام لنجاعة هذا الدواء ، لا بد للعلماء والباحثين ا لمسلمين من تطويره وتحسينه ونقله من حالته الفطرية الأولية إلى حالة يكون فيها سائغا جذابا ، أو على الأقل خاليا مما يمكن ان يمازجه من منفرات . ومن المسائل التى تشغل الأمريكان أيضا بل تؤرقهم ، كما يتضح من الدراسة التى نحن بإزائها ، مسألة " الخلافة " ، التى يعملون على وأد التطلع إليها وإلى إعادتها على خريطة العمل السياسى الإسلامى كرة أخرى . وعجيب أن يجهد الأمريكان جهدهم فى إبطال فكرة الخلافة فى الوقت الذى تتكون دولتهم من أجناس وطوائف وأديان وقوميات وألوان شتى ، وتتسع رقعتها حتى لتستغرق أكثر من نصف مساحة قارة أمريكا الشمالية. كذلك هناك حلف شمال الأطلنطى بدوله الكثيرة ، كما أنهم يدعون إلى مشروع الشرق الأوسط الجديد بكل دوله وشعوبه خدمة لمصالحهم ومصالح إسرائيل ، فكيف يمكن أن نقتنع بحجتهم الداحضة التى يستندون إليها فى الوقوف ضد هذا التطلع المشروع للمسلمين ؟ وبالمناسبة فليس تحقيق حلم العودة إلى نظام " الخلافة " بالمستحيل ولا حتى بالصعب إن صدقت النيات وصحّت العزائم . إننى أعرف أن لدى حكام المسلمين والعرب هَوَسًا بالحكم والسلطان حتى ليثقل على أى منهم أن يتنازل طوعا عن الكرسى الذى يجلس عليه لحاكم مسلم مثله أو ي خضع له مجرد خضوع ، رغم أنه يتقبل ما هو أسوأ من هذا الخضوع بل يتلذذ به ويستعذبه إذا كان الأمر يتعلق بتبعيته لإحدى الدول الكبرى التى تختلف معه ومع شعبه فى الدين واللغة والعادات والآمال والمصالح . ولهذا فإنى أقترح على المسؤولين فى بلاد الإسلام أن يعملوا على التوصل إلى صيغة للحكم تحقق الوحدة أو الاتحاد بين الدول الإسلامية ، وفى ذات الوقت تضمن لكل حاكم أن يبقى فى كرسيه ، كأن يقتصر الارتباط بين تلك الدول على الأمور العامة مع بقاء الأمور الخاصة والتفصيلية من الشؤون الداخلية لكل منها على حدة ، وابتكار طريقة لتداول الرئاسة العامة لدولة الوحدة بين الحكام جميعا فى الوقت نفسه : كلٌّ لمدة سنة مثلا أو ما إلى ذلك .
وبهذا نخرج من تلك الدائرة الشيطانية التى تطبق على أنفاسنا وأحلامنا فى الوحدة والقوة والرخاء ! ومن تلك المسائل أيضا العمليات الاستشهادية . وواضح أنها تلقى فى قلوب الأمريكان الفزع ولا تتركهم يهنأون بحياتهم ، إذ هم قوم يحبون الحياة حبا يملك عليهم كل اهتمامهم وتفكيرهم ولا يعرفون هذا اللون من التضحية الشريفة ، كما أنهم بوجه عام لا يحسبون حسابا يُذْكَر لليوم الآخر حيث يتطلع الإنسان إلى نيل الخلود والتقلب فى بحبوحة النعيم والرضا الإلهى السامى . وهم ، كما نعرف ، يسمون ذلك الضرب من العمليات بـ " العمليات الانتحارية " . ولشديد الأسف فقد درج الصحافيون والإعلاميون العرب فى بداية الأمر على ستخدام هذا المصطلح الضال المضلل مما استفزنى منذ أول وهلة حين سمعته عقب قيام الشهيدة سناء محيدلى فى لبنان فى ثمانينات القرن الماضى بتفجير نفسها فى جنود البحرية الأمريكية هناك وقضائها من ثم على أكثر من مائتين منهم فى ضربة واحدة . وكنت أقول دائما إن الانتحار هو من الأمور المحرمة فى الإسلام والتى يبوء مجترحها بإثم عظيم ، فكيف نسمى به تلك العمليات البطولية التى يضحِّى فيها منفذها بحياته، وهى أغلى ما يملكه ، فداءً لدينه وأهله ووطنه ، ودفاعًا عن كرامة أمته بل عن وجودها ذاته ، وتقربًا إلى الله وابتغاءً لمرضاته ؟ إنها ينبغى أن تسمى بالأحرى : " عمليات استشهادبة " . ثم لاحظتُ بعد فترة ليست بالقصيرة أن هناك تسميات أخرى أخذت تزاحم التسمية المضللة فى ميادين الإعلام منها " العمليات الجهادية " و" العمليات الفدائية " ، لينتهى الأمر إلى الاستقرار على مصطلح " العمليات الاستشهادية " كما ناديتُ منذ الوهلة الأولى ، وإن ارتدّ بعض الكتاب والمذيعين بآخرة إلى المصطلح الأول المريب خشيةً من أمريكا ومن غضب أمريكا، ويا له من غضب ! ومن الواضح الذى لا يستطيع أى إنسان أن يُشَاحّ فيه أن الحكومات العربية والإسلامية قد بصمت بالعشرة على عدم التفكير فى حرب أمريكا أو إسرائيل رغم استمرارها فى شراء الأسلحة من أمريكا ذاتها ، ويا للعجب ! ومعنى هذا أنه لم يعد لدينا سوى تلك الوسيلة للدفاع عن أنفسنا وكياننا ووجودنا وكرامتنا وحاضرنا ومستقبلنا ، فكيف تسوِّل لبعضنا نفسُه التهجّمَ عليها وعلى أبطالها الذين بلغوا من خلالها مستوى من البطولة لم تعرفه البشرية على هذا النحو من قبل ؟ ومما تنم عنه كذلك الدراسةُ التى بين أيدينا أن الأمريكان ، والغربيين بوجه عام ، يعانون من حساسي ٍ مَرَضِيّةٍ تجاه الإسلام وكل ما يتعلق بالإسلام مهما بدا لنا الأمر تافها . لنأخذ مثلا موضوع الحجاب ، والمقصود به فى العرف الحديث تغطية المرأة المسلمة لمفاتنها بحيث لا تنتهبها العيون المتلصصة . إنهم لا يطيقون أن تغطى نساء المسلمين أنفسهن رغم ما يتشدقون به صباح مساء حتى فلقوا دماغنا من كلام معسول عن حرية الفرد فى ممارسة عقيدته وتقاليده والتعبير عن رأيه واختيار طراز ملابسه ... إلى آخر قائمة ما يطلقون عليه : " حقوق الإنسان" . والغريب أنهم يعلنون بصريح التعبير ، ودون أية غمغمة أو مواربة ، إنه لا وجه للمقارنة بين " الحجاب " والسارى الهندى أو عمامة السيخ أو صليب النصارى أو طاقية اليهود مثلا ، إذ إن للحجاب دلالاته السياسية والديتية التى لا يمكن أن يقبلوها حسبما يقولون ! وإذا كان الشىء بالشىء يُذْكَر فإنهم قد ارتكبوا هنا غلطة بلقاء حينما زعموا أن القرآن الكريم قد أمر أمهات المؤمنين بتغطية سائر أجسامهن بالحجاب . يشيرون بذلك إلى ما جاء فى الآية الثالثة والخمسين من سورة " الأحزاب " حيث يأمر سبحانه وتعالى المؤمنين ، إذا أرادوا سؤالهن متاعا ، أن يكون كلامهم إليهن من وراء حجاب . والمقصود الستائر التى نسدلها فى بيو تنا لنفصل بها بين أهل البيت وبين الضيوف الغرباء ، لكن واضعى الدراسة قد أخطأوا فهم الآية كما هو بيّن ! وإننا لنسأل هؤلاء الذين يذوبون حبا وهياما وغراما وانتقاما فى دباديب ما يسمى بـ " حقوق الإنسان " : أين ما تصدّعون به أدمعة الناس عن الآخر وعن حقوق الآخر وعن خصوصيات الأديان والحضارات ؟ أم إن كل ذلك يتبخر فى الهواء من فوره إذا أتى ذكر الإسلام والمسلمين ؟ محصَّلة الكلام أنهم يريدون أن يفرضوا علينا رؤيتهم وذوقهم وتقاليدهم ودينهم بالقوة الغشوم ! إنهم يرحّبون بالعرى والزنى واللواط والسحاق والخمور، ولا يريدون فى ذات الوقت أن يكون لنا ذوقنا واختيارنا الذى يختلف عن ذوقهم واختيارهم ! أى أنهم فى الوقت الذى يزعمون فيه عدم وجود أية مرجعية لأى شىء فى دنيا البشر يعملون بكل قواهم على أن يفرضوا علينا أن نجعل منهم مرجعيتنا الوحيدة . فانظر أيها القارئ الكريم وتعجَّب ! وعند الأمريكان أمل عظيم أن ينجحوا فى تطوير الإسلام حسبما يشتهون دون أن يثيروا ريبة المسلمين أو يستفزوهم بحيث يمضى الأمر فى هدوء . وهم يشيرون فى هذا الصدد إلى مثال من التاريخ القريب حيث أُلْغِىَ الرق فى الإسلام دون أن يلفت ذلك نظر أحد من أتباعه مع أنه يمثل ركيزة أساسية من ركائزه . والإشارة هنا إلى اختفاء هذا النظام من المجتمعات الإسلامية فى القرنين الماضيين . ولكن أولئك الضالين المضلين قد أخطأوا هنا أيضا خطأ فادحا ، لأن الرق لا يمثل نظاما أساسيا فى دين محمد على الإطلاق ، بل كل ما هنالك أن الإسلام جاء فألفاه يمارَس فى جميع أنحاء العالم وفى كل الديانات ، فعمل بكل سبيل على تجفيف منابعه ، إذ جعل مصير أسرى الحرب ، وهم أهم منبع من منابع الرق ، منحصرا فى الفداء : إما بمقابل وإما بغير مقابل . ثم زاد فاهتبل كل سانحة لتحرير ما يمكن أن يوجد فى المجتمع الإسلامى من رقيق : فالحالف إذا حنث فى يمينه كان من بين ما يكفر به عن حنثه عتق رقبة . والمُظاهِر من زوجته إذا أراد الرجوع عن ظِهاره كان من بين ما يكفر به عن هذا الرجوع عتق رقبة . وأحد مصارف الزكاة الثمانية مصرف عتق الرقبة . وبالمثل فمن بين ما يكفر به مرتكب القتل الخطإ عن ذنبه عنق رقبة ... وهكذا . وهو ما يعنى أن دين المصطفى عليه الصلاة والسلام لا يرحب بالرق ولا يعمل على استدامته ، بل ينتهز جميع الفرص الممكنة للقضاء عليه حتى إنى لأستغرب غاية الاستغراب من بقاء هذا النظام فى المجتمعات الإسلامية إلى هذا الوقت المتأ ر . ومع ذلك كله فإن الإنسان لتأخذه الدهشة حين يريد أن يقارن بين وضع الرقيق عند المسلمين ووضعه فى المجتمعات الغربية التى طالما مارسته وتعيرنا مع هذا به ، إذ يجد أنه لا وجه للمقارنة ، فقد كان الرقيق فى المجتمعات الإسلامية ، رغم كل ما يمكن أن يقال فى هذا الصدد ، يعامَلون معاملة أرقى بمراحل وأكثر إنسانية ورحمة مما كانوا يعامَلون به فى أمريكا والمستعمرات الأوربية .
هذا أهم ما أثارته تلك الدراسة فى ذهنى ، بَيْدَ أن هناك نقطة لم يتطرق إليها التقرير بما تستحقه على رغم أهميتها الفائقة ومحوريتها الخطيرة ، ألا وهى الإجابة عن السؤال التالى : لماذا يكره المسلمون يا ترى الولايات المتحدة الأمريكية ؟ إن كتّاب التقرير ينطلقون مما يعدونه مسلَّمة لا تقبل النقاش أو المراجعة ، وهى أنن انحن المسلمين نحقد على الأمريكان بالفطرة ونكره ديمقراطيتهم هكذا من الباب للطاق ! وهذا فى الواقع مظهر آخر من المظاهر المتعددة التى تنم على وجود مؤامرة خسيسة هنا ، فمن الواضح أن الولايات المتحدة لا تريد أن تقر بخطئها ولا تفكر فى مراجعة مواقفها حيالنا ولا تأخذ مشاعرنا ولا مصالحنا ولا كرامتنا فى الاعتبار . لقد كانت وراء خلق إسرائيل من العدم على أرض فلسطين العربية المسلمة بكل ما يحمله هذا العمل الإجرامى من مآسٍ وآلام للعرب والمسلمين بوجه عام ، وللفلسطينيين على وجه الخصوص . كما أنها قد دأبت طوال عمرها على مساندة الأنظمة القمعية المستبدة فى العالم العربى والإسلامى رغم تشدقها ليل نهار بالديمقراطية والحرية . كذلك فأمريكا لا تكف عن استهداف الإسلام والعمل على محوه وتنصير المسلمين . وفضلا عن هذا فإنها قد حتلت فى الفترة الأخيرة بلدين إسلاميين عزيزين هما أفغنانستان والعراق ودمرتهما تدميرا وتهدد فوق البيعة دولا مسلمة أخرى بنفس المصير . وهى أيضا تمد دولة العدو الصهيونى الملفَّقة بكل أنواع السلاح والعتاد لسحق الفلسطينيين وتهديم بيوتهم ومزارعهم ، وتَنْصُرها دائما فى المحافل الدولية وتقف فى وجه كل إدانة لها فى الأمم المتحدة ، وتعاونها فى حروبها ضدنا . ليس هذا فحسب ، بل هى تشتم رسولنا وتحقر من شأن قرآننا . كما أقدمت فى الفترة الأخيرة على تزييف قرآن جديد تريد أن تُحِلّه محل كتاب الله المجيد وأطلقت عليه " الفرقان الحق " ، وما هو فى الحقيقة إلا البهتان الباطل والضلال المبين ! فهذه وأمثالها هى الأسباب الحقيقية للغضب الذى يشعر به المسلمون تجاه أمريكا . أم تراها تريد منا ألا يكون عندنا أى مقدار من الإحساس أو الكرامة فنصفق لها على ما تفعله بنا ونرجوها أن تزيد من إذلالها لنا وسرقتها لمواردنا واحتلالها لأراضينا كما يدعونا عملاؤها الممالئون لها من أبناء جلدتنا ؟
HOME
((((((((زواج الرسول من امنا صفية))))=========== الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الكريم وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد ..
فإن النصارى أثاروا شبهة زواج النبي عليه السلام من أم المؤمنين صفية رضي الله عنها ، وقالوا كيف يدخل بها دون عدة بعد سبيها في غزوة خيبر ؟؟؟
وللرد نقول وبالله تعالى نتأيد :
إن أصل الإشكال عند أصحاب الشبهة هو جهلهم بعدة المسبية وعدم التفريق بينها وبين غيرها ، فعدة المسبية هي أن تستبرئ بحيضة واحدة ، لما رواه أبو داود والإمام أحمد عن أبي سعيد ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في سبي أوطاس : لا توطأ حامل حتى تحيض ، ولا غير حامل حتى تحيض حيضة ) . وصححه الألباني ، وهو مخرج عنده في الإرواء .
وقال الإمام الشوكاني في نيل الأوطار عقب الحديث (حديث أبي سعيد أخرجه أيضا الحاكم وصححه وإسناده حسن ) .
وقال الإمام الصنعاني في سبل السلام في كلامه عن حديث أبي سعيد وأخرج أحمد أيضا { من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا ينكح شيئا من السبايا حتى تحيض حيضة } .
وعند أبي داود عن حنش الصنعاني عن رويفع بن ثابت الأنصاري قال ( قام فينا خطيبا قال أما إني لا أقول لكم إلا ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم حنين قال لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسقي ماءه زرع غيره يعني إتيان الحبالى ولا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقع على امرأة من السبي حتى يستبرئها ولا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيع مغنما حتى يقسم ) ورواه أحمد في مسنده .
والحديث حسّنه الألباني في صحيح أبي دواد .
أما إن كانت المسبية حاملاً فعدتها أن تضع حملها وبرهان ذلك حديث أبي سعيد الذي مرّ معنا و ما أخرجه الترمذي من حديث العرباض بن سارية (أن النبي صلى الله عليه وسلم حرم وطء السبايا حتى يضعن ما في بطونهن ) .
والآن بعد هذا الشرح نأتي لزواج النبي عليه السلام من صفية لنرى هل دخل بها النبي عليه السلام دون أن يستبرئها ؟؟؟؟
الجواب لا ، فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يدخل بها إلا بعد استبرائها ، وبرهان قولنا ما رواه البخاري في صحيحه – كتاب المغازي – غزوة خيبر :
حدثنا عبد الغفار بن داود حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن ح و حدثني أحمد حدثنا ابن وهب قال أخبرني يعقوب بن عبد الرحمن الزهري عن عمرو مولى المطلب عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
(( قدمنا خيبر فلما فتح الله عليه الحصن ذكر له جمال صفية بنت حيي بن أخطب وقد قتل زوجها وكانت عروسا فاصطفاها النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه فخرج بها حتى بلغنا سد الصهباء ، حَلَّتْ فبنى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صنع حيسا في نطع صغير ثم قال لي آذن من حولك فكانت تلك وليمته على صفية ثم خرجنا إلى المدينة فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يحوي لها وراءه بعباءة ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته وتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب )) .
فكما نرى أنّه يقول ( حَلَّتْ ) أي طهرت ، قال الحافظ ابن حجر في الفتح :
(( قوله : ( حَلَّتْ ) أي طهرت من الحيض )) .
وعند مسلم من طريق ثابت عن أنس :
( ثم دفعها - أي صفية - إلى أم سليم تصنعها له وتهيئها قال وأحسبه قال وتعتد في بيتها ) .
قال الإمام النووي في شرح الحديث (( أما قوله : ( تعتد ) فمعناه تستبرئ فإن كانت مسبية يجب استبراؤها وجعلها في مدة الاستبراء في بيت أم سليم , فلما انقضى الاستبراء جهزتها أم سليم وهيأتها أي زينتها وجملتها على عادة العروس بما ليس بمنهي عنه من وشم )) .
فكما نرى أن النبي عليه السلام لم يدخل على أم المؤمنين صفية حتى استبرئها ، وفي هذا كفاية لردّ هذه الشبهة التي بنيت على جهل قائلها وعدم تفريقه بين المسبية وغيرها .
والحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات .
كتبه bilal
==================================================================((((((((((((نسب النبي الكريم))))))))))))))=========== الرد على الطعن في نسب النبي صلى الله عليه الصلاة
زائر المراسل "الشيخ الفلوجة
الرد العلمي على الطعن في نسب الرسول صلى الله عليه وسلم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
نتناول في يأتي من سطور الرد على الطعن في نسب النبي صلى الله عليه وسلم استدلالا ببعض الروايات الساقطة الواردة في بعض كتب التراث التي كان أصحابها معروفين بعدم اقتصارهم على نقل الصحيح من الروايات بل كانوا إذا ذكروا الرواية بسندها لم يجدوا ضرورة في التعليق عليها لأن ذكر السند بمثابة ذكر الحكم على الرواية وإلا لماذا يتعب هؤلاء العلماء أنفسهم بذكر أسماء الرواة وأنسابهم وتعريفهم للقارئ فلو كانت هذه الروايات مقبولة كلها لما ذكروا لها سندا. الطعن مبني على ان عبد الله بن عبد المطلب وأبوه هاشم تزوجوا في نفس اليوم بينما ولد لهاشم سيدنا حمزة قبل أربع سنين من ولادة النبي بناء على أن حمزة رضي الله عنه أكبر من النبي صلى الله عليه وسلم. الآن نورد الروايات التي تمسكوا وبها ونحققها بإذن الله.
1- الرواية الأولى: التي تتحدث أن عبد الله بن عبد المطلب وأبوه تزوجوا في نفس اليوم.
الطبقات الكبرى ج: 1 ص: 94
ذكر تزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حدثنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال حدثني عبد الله بن جعفر الزهري عن عمته أم بكر بنت المسور بن مخرمة عن أبيها قال وحدثني عمر بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن يحيى بن شبل عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قالا كانت آمنة بنت وهب ابن عبد مناف بن زهرة بن كلاب في حجر عمها وهيب بن عبد مناف بن زهرة فمشى اليه عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بابنه عبد الله بن عبد المطلب أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب عليه آمنة بنت وهب فزوجها عبد الله بن عبد المطلب وخطب اليه عبد المطلب بن هاشم في مجلسه ذلك ابنته هالة بنت وهيب على نفسه فزوجه إياها فكان تزوج عبد المطلب بن هاشم وتزوج عبد الله بن عبد المطلب في مجلس واحد فولدت هالة بنت وهيب لعبد المطلب حمزة بن عبد المطلب فكان حمزة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم في النسب وأخاه من الرضاعة قال أخبرنا هشام بن محمد بن عن أبيه وعن أبي الفياض الخثعمي قالا لما تزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب أقام عندها ثلاثا وكانت تلك السنة عندهم إذا دخل الرجل على امرأته في أهلها.
الرواية ساقطة لانها من رواية محمد بن عمر الواقدي قال عنه العلماء:
الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج: 3 ص: 87
3137 محمد بن عمر بن واقد أبو عبد الله الأسلمي الواقدي قاضي بغداد قال أحمد بن حنبل هو كذاب كان يقلب الأحاديث يلقي حديث ابن أخي الزهري على معمر ونحو ذا وقال يحيى ليس بثقة وقال مرة ليس بشيء لا يكتب حديثه وقال البخاري والرازي والنسائي متروك الحديث وذكر الرازي والنسائي أنه كان يضع الحديث وقال الدراقطني فيه ضعف وقال ابن عدي احاديثه غير محفوظة والبلاء منه.
الرواية الثانية:
المستدرك على الصحيحين ج: 2 ص: 656 مجمع الزوائد ج: 8 ص: 230
4176 أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي حدثنا هاشم بن مرثد الطبراني حدثنا يعقوب بن محمد الزهري حدثنا عبد العزيز بن عمران حدثنا عبد الله بن جعفر عن أبي عون عن المسور بن مخرمة عن بن عباس عن أبيه قال قال عبد المطلب قدمنا اليمن في رحلة الشتاء فنزلنا على حبر من اليهود فقال لي رجل من أهل الزبور يا عبد المطلب أتأذن لي أن أنظر إلى بدنك ما لم يكن عورة قال ففتح إحدى منخري فنظر فيه ثم نظر في الأخرى فقال أشهد أن في إحدى يديك ملكا وفي الأخرى النبوة وأرى ذلك في بني زهرة فكيف ذلك فقلت لا أدري قال هل لك من شاعة قال قلت وما الشاعة قال زوجة قلت أما اليوم فلا قال إذا قدمت فتزوج فيهم فرجع عبد المطلب إلى مكة فتزوج هالة بنت وهب بن عبد مناف فولدت له حمزة وصفية وتزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب فولدت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت قريش حين تزوج عبد الله آمنة فلح عبد الله على أبيه قال الإمام الهيثمي مجمع الزوائد ج: 8 ص: 230 رواه الطبراني وفيه عبدالعزيز بن عمران وهو متروك
هذه الرواية كذلك ساقطة لأن فيه سندها عبدالعزيز بن عمران قال عنه العلماء
الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج: 2 ص: 111
1957 عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز أبو ثابت ويعرف بابن أبي ثابت المدني الزهري قال يحيى ليس بثقة وقال البخاري لا يكتب حديثه وقال النسائي متروك الحديث وقال الترمذي والدارقطني ضعيف وقال ابن حبان يروي المناكير عن المشاهير
كما أن لفظ تزوج لا تعني الدخول بل هي تعني إبرام العقد وقد يتأخر الدخول عن الزواج بسنين فالروايات ليس فيها أن عبد الله بن عبد المطلب وأبوه دخل كل واحد على زوجته في نفس اليوم حتى يكون هنا استعجاب من تأخر ولادة النبي صلى الله عليه وسلم عن عمه حمزة رضي الله عنه.
2- الرواية الثالثة: التي تفيد أن حمزة رضي الله عنه أكبر من النبي بأربع سنين
الطبقات الكبرى ج: 3 ص: 10
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال كان حمزة معلما يوم بدر بريشة نعامة قال محمد بن عمر وحمل حمزة لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بني قينقاع ولم يكن الرايات يومئذ وقتل رحمه الله يوم أحد على رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة وهو يومئذ بن تسع وخمسين سنة كان أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع سنين وكان رجلا ليس بالطويل ولا بالقصير قتله وحشي بن حرب وشق بطنه وأخذ كبده فجاء بها إلى هند بنت عتبة بن ربيعة فمضغتها ثم لفضتها ثم جاءت فمثلت بحمزة وجعلت من ذلك مسكتين ومعضدين وخدمتين حتى قدمت بذلك وبكبده مكة وكفن حمزة في بردة فجعلوا إذا خمروا بها رأسه بدت قدماه وإذا خمروا بها رجليه تنكشف عن وجهه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم غطوا وجهه وجعل على رجليه الحرمل.
هذه الرواية ساقطة فقد اجتمع فيها محمد بن عمر الواقدي وقد قدمنا كلام العلماء فيه وكذلك موسى بن محمد بن إبراهيم وقد قال فيه العلماء:
أبو حاتم في كاتبه المجروحين ج: 2 ص: 241
موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي من أهل المدينة يروي عن أبيه ما ليس من حديثه فلست أدري أكان المتعمد لذلك أو كان فيه غفلة فيأتي بالمناكير عن أبيه والمشاهير على التوهم وأيما كان فهو ساقط الاحتجاج.
3- الرواية الرابعة: حول طعن قريش في نسب النبي صلى الله عليه وسلم
سنن الترمذي ج: 5 ص: 584
3607 حدثنا يوسف بن موسى البغدادي حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسماعيل بن أبي خالد عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عن العباس بن عبد المطلب قال قلت ثم يا رسول الله إن قريشا جلسوا فتذاكروا أحسابهم بينهم فجعلوا مثلك كمثل نخلة في كبوة من الأرض فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله خلق الخلق فجعلني من خيرهم من خير فرقهم وخير صليت ثم تخير القبائل فجعلني من خير قبيلة ثم تخير البيوت فجعلني من خير بيوتهم فأنا خيرهم نفسا وخيرهم بيتا قال أبو عيسى هذا حديث حسن وعبد الله بن الحارث هو أبو نوفل
أولا من بفهم من الرواية طعن قريش في نسب النبي صلى الله عليه وسلم هو جاهل باللغة العربية لأن الرواية تقول الأحساب جمع حسب ولا ذكر للنسب في الرواية ومعنى الحسب مخالف للنسب كما جاء في كتب اللغة:
مختار الصحاح ج: 1 ص: 57
و الحَسَبُ أيضا ما يعده الإنسان من مفاخر آبائه وقيل حسبه دينه وقيل ماله والرجل حَسِيبٌ وبابه ظرف وقال بن السكيت الحَسَبُ والكرم يكونان بدون الآباء والشرف والمجد لا يكونان إلا بالآباء
النهاية في غريب الحديث ج: 1 ص: 381
الحَسب في الاصل . الشَّرَف بالآباء ومايَعُدُّه الناس من مَفاخرهم . وقيل الحَسب والكَرم يكونان في الرجُل وان لم يكن له آبَاء لهُم شَرف والشَّرف والمَجْد لايكونان إلاَّ بالآباء
فهم أرادوا الانتقاص من قبيلة النبي صلى الله عليه وسلم بني هاشم في مفاخرهم ولهذا جعلوا النبي مثل النخلة وهي شيء مكرم عند العرب فالنبي عند قريش إنسان عظيم وجعلوا بني هاشم كالكبوة وهي أن تلقى الكناسة أي أن النبي كرجل فهو عظيم معروف بأخلاقه العالية لكن قبيلته لا مكانة لها وما يدل على ذلك صراحة الرواية التالية:
مجمع الزوائد ج: 8 ص: 215
وعن عبدالله بن عمر قال إنا لقعود بفناء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مرت امرأة فقال رجل من القوم هذه ابنة محمد فقال رجل من القوم إن مثل محمد في بني هاشم مثل الريحانة في وسط النتن فانطلقت المرأة فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فجاء النبي صلى الله عليه وسلم يعرف في وجهه الغضب ثم قام على القوم فقال ما بال أقوال تبلغني عن أقوام إن الله عز وجل خلق السموات سبعا فاختار العليا منها فسكنها وأسكن سمواته من شاء من خلقه وخلق الخلق فاختار من الخلق بني آدم واختار من بني آدم العرب واختار من العرب مضر واختار من مضر قريشا واختار من قريش بني هاشم واختارني من بني هاشم فأنا من خيار إلى خيار فمن أحب العرب فبحبي أحبهم ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم رواه الطبراني في الكبير والأوسط إلا انه قال فمن أحب العرب فلحبي أحبهم ومن أبغض العرب فلبغضي ابغضهم وفيه حماد بن واقد وهو ضعيف يعتبر به وبقية رجاله وثقوا
ونذكر رواية تذكر الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف كان معروفا لدى قريش في اليوم الذي ولد فيه أنه ابن عبد الله بن عبد المطلب:
المستدرك على الصحيحين ج: 2 ص: 656
4177 حدثنا أبو محمد عبد الله بن حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا أبو غسان محمد بن يحيى الكناني حدثني أبي عن بن إسحاق قال كان هشام بن عروة يحدث عن أبيه عن عائشة رضي الله عنهما قالت ثم كان زفر قد سكن مكة يتجر بها فلما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مجلس من قريش يا معشر قريش هل الليلة مولود فقالوا والله ما نعلمه قال الله أكبر أما إذا أخطأكم فلا بأس فانظروا واحفظوا ما أقول لكم ولد هذه الليلة نبي هذه الأمة الأخيرة بين كتفيه علامة فيها شعرات متواترات كأنهن عرف فرس لا يرضع ليلتين وذلك أن عفريتا من الجن أدخل أصبعيه في فمه فمنعه الرضاع فتصدع القوم من مجلسهم وهم متعجبون من قوله وحديثه فلما صاروا إلى منازلهم أخبر كل إنسان منهم أهله فقالوا قد ولد لعبد الله بن عبد المطلب غلام سموه محمدا فالتقى القوم فقالوا هل سمعتم حديث اليهودي وهل بلغكم مولد هذا الغلام فانطلقوا حتى جاءوا اليهودي فأخبروه الخبر قال فاذهبوا معي حتى أنظر إليه فخرجوا حتى أدخلوه على آمنة فقال اخرجي إلينا ابنك فأخرجته وكشفوا له عن ظهره فرأى تلك الشامة فوقع اليهودي مغشيا عليه فلما أفاق قالوا ويلك ما لك قال ذهبت والله النبوة من بني إسرائيل فرحتم به يا معشر قريش أما والله ليسطون بكم سطوة يخرج خبرها من المشرق والمغرب وكان في النفر يومئذ الذين قال لهم اليهودي ما قال هشام بن الوليد بن المغيرة ومسافر بن أبي عمرو وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب وعتبة بن ربيعة شاب فوق المحتلم في نفر من بني مناف وغيرهم من قريش هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقد تواترت الأخبار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد مختونا مسرورا وولد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدار التي في الزقاق المعروف بزقاق المدكل بمكة وقد صليت فيه وهي الدار التي كانت بعد مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم في يد عقيل بن أبي طالب في أيدي ولده بعده
إذن قريش كانت تقر أن النبي صلى الله عليه وسلم ابن عبد الله بن عبد المطلب وفي صحيح مسلم في قصة صلح الحديبية دليل قاطع على عدم اعتراض قريش على نسب النبي صلى الله عليه وسلم:
صحيح مسلم ج: 3 ص: 1411
1784 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس ثم أن قريشا صالحوا النبي صلى الله عليه وسلم فيهم سهيل بن عمرو فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي اكتب بسم الله الرحمن الرحيم قال سهيل أما باسم الله فما ندري ما بسم الله الرحمن الرحيم ولكن اكتب ما نعرف باسمك اللهم فقال اكتب من محمد رسول الله قالوا لو علمنا أنك رسول الله لأتبعناك ولكن اكتب اسمك واسم أبيك فقال النبي صلى الله عليه وسلم اكتب من محمد بن عبد الله فاشترطوا على النبي صلى الله عليه وسلم أن من جاء منكم لم نرده عليكم ومن جاءكم منا رددتموه علينا فقالوا يا رسول الله أنكتب هذا قال نعم إنه من ذهب منا إليهم فأبعده الله ومن جاءنا منهم سيجعل الله له فرجا ومخرجا
فقد اعترضت قريش على انه رسول الله وطلبوا منه كتابة اسمه واسم أبيه فكتب محمد بن عبد الله ولم يعترض أحد فأين الاعتراض المزعوم؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ونختم برواية صحيحة تذكر بوضوح كيف كان نسب النبي صلى الله عليه وسلم معروفا لدى العرب:
صحيح ابن خزيمة ج: 4 ص: 13
2260 حدثنا محمد بن عيسى حدثنا سلمة يعني بن الفضل قال محمد بن إسحاق وهو بن يسار مولى مخرمة وحدثني محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي عن أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة قالت ثم لما نزلنا أرض الحبشة جاورنا بها حين جاء النجاشي فذكر الحديث بطوله وقال في الحديث قالت وكان الذي كلمه جعفر بن أبي طالب قال له أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونسيء الجوار ويأكل القوي منا الضعيف فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه فدعانا إلى الله لتوحيده ولنعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة وأن نعبد الله لا نشرك به شيئا وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام قالت فعدد عليه أمور الإسلام فصدقناه وآمنا به واتبعناه على ما جاء به من ثم الله فعبدنا الله وحده ولم نشرك به وحرمنا ما حرم علينا وأحللنا ما أحل لنا ثم ذكر باقي الحديث.
فنسب النبي كان معروفا لا اعتراض حوله جدير بالذكر أن هذه الواقعة التي كانت في بلاط النجاشي حضرها سيدنا عمرو بن العاص وهو كافر يومئذ جاء يسترد المسلمين الذي هاجروا إلى الحبشة وحاول في سبيل ذلك كل طاقته وهو سمع هذا الكلام وكيف أن نسب النبي صلى الله عليه وسلم معروف لا اعتراض عليه وقد سكت ولم يعترض فأن الاعتراض المزعوم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
في الأخير ارجوا أني قد وفقت إلى الرد على هذا الافتراء فإن كان حقا فمن الله وإن كان غير ذلك فمن نفسي والشيطان والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العلمين
لا تنسونا من صالح دعائكم
…...................................
نقلا عن موقع شبكة ردود الاسلامية لدعوة النصارى
====================================================================((((((((لغة الاناجيل))))))======= ما هى طبيعة وأسلوب اللغة التى كتبت بها الأناجيل ؟
مرقس: يلفت (جرانت) الأنظار إلى خشونة وعامية اللغة التى حرر بها مرقس إنجيله. ويذكر (الكتور بوكاى) نقلاً عن (كولمان) قوله: “إن هناك الكثير من تراكيب الجمل فى هذا الإنجيل تدعم الغرض القائل بأن مؤلف هذا الإنجيل يهودى الأصل”. ويرى (بوكاى) نفسه أن “نص هذا الإنجيل يُظهِر عيباً رئيسياً أولياً لا جدال فيه ، فلقد تحرر دون اهتمام بالتعاقب الزمنى للأحداث .. .. كما أن هذا المبشر يبرز افتقاراً كاملاً للمعقولية”.
ويُنقل عن الأب (روجى) قوله: “إن مرقس كان كاتباً غير حاذق ، وأكثر المبشرين ابتذالاً ، فهو لا يعرف أبداً كيف يحرر حكاية”.
ويرى كولمان (أن لوقا يحذف أكثر الآيات اليهودية عند مرقس ، ويبرز كلمات المسيح فى مواجهة كفر اليهود وعلاقته الطيبة مع السامريين الذين يمقتهم اليهود ، على حين يقول متى فى إنجيله إن المسيح طلب إلى حوارييه تجنب السامريين).
وذلك مثال جلى ـ بين أمثلة كثيرة ـ على أن المبشرين يضعون على لسان يسوع ما يتناسب مع وجهات نظرهم الشخصية ، كما يقول دكتور موريس بوكاى.
أما كاتب إنجيل يوحنا فهو متأثر جداً بالأسلوب الإغريقى الفلسفى ، الذى كان منتشراً فى نهاية القرن الأول وبداية القرن الثانى الميلادى ، عندما انتشرت نظرية الغنوصية ، التى تزيد من تبجيل يسوع فجعلته شبحاً بلا وجود أو مخلوقا إلهياً تجسَّدَ مؤقتاً ولم يعان عذاباً ولم يذق موتاً).
وتقول دائرة المعارف الكتابية عن مفردات مرقس (مادة إنجيل مرقس): (يبلغ عدد المفردات فى إنجيل مرقس (فى الأصل اليونانى) 1.330 كلمة ، منها ستون كلمة أسماء أعلام ، و 79 كلمة ينفرد مرقس باستخدامها (فيما يختص بأسفار العهد الجديد) ، و 203 كلمة لا توجد إلا فى الأناجيل الثلاثة الأولى ، و 15 كلمة فى إنجيل يوحنا ، و 23 كلمة فى كتابات الرسول بولس (بما فيها الرسالة إلى العبرانيين) وكلمتان فى الرسائل الجامعة (واحدة فى يعقوب والثانية فى بطرس الثانية) ، وخمس كلمات فى سفر الرؤيا . ونحو ربع الكلمات التسع والسبعين التى ينفرد بها مرقس ، هى كلمات غير بليغة ، بالمقابلة مع السُّبع فى لوقا ، وأكثر من السُّبع قليلاً جداً فى متى.
أما بالنسبة لزمن الأفعال التى استُخدِمَت فى إنجيل مرقس: فقد استخدم صيغة (الفعل فى المضارع 151 مرة ، مقابل 78 مرة فى متى ، وأربع مرات فى لوقا ، وذلك فى غير الأمثال حيث أن مرقس لا يستعمله مطلقاً فى الأمثال ، بينما يستخدمه متى 15 مرة ، ولوقا خمس مرات. ويستخدم يوحنا صيغة الفعل المضارع 162 مرة (أكثر قليلاً من مرقس).
وبالنسبة للإقتباسات فتقول دائرة المعارف الكتابية مادة (إنجيل مرقس): (اقتباسات: مما يسترعى النظر أن متى فى كثير من الفصول ، يجذب الأنتباه إلى أن يسوع قد أكمل النبوات، بينما نجد أن مرقس لا يقتبس سوى مرة واحدة من العهد القديم ويضع هذا الاقتباس فى صدر إنجيله . والجزء المقتبس من إشعياء يظهر فى الأناجيل الأربعة ، أما الجزء المقتبس من ملاخى ، فلا يذكر إلا فى إنجيل مرقس فقط ، على الرغم من وجود تلميح لهذا الجزء فى إنجيل يوحنا (3: 28) .
يذكر مرقس فى إنجيله 19 اقتباساً بالمقارنة مع 40 اقتباساً يذكرها متى، 17 اقتباساً فى لوقا، 12 اقتباساً فى يوحنا – وثلاثة من هذه الاقتباسات التسعة عشر، لا توجد فى مكان آخر من العهد الجديد وهى (9: 48، 10: 19، 12: 32) ، وكل الاقتباسات فى العهد الجديد هى 160 اقتباساً.
وإذا أخذنا فى الاعتبار الإشارات إلى العهد القديم ، الصريحة والضمنية ، فيذكر وستكوت وهورت (فى كتابهما : العهد الجديد فى اليونانية) لمتى 100 استشهاد ، ولمرقس 58 ، وللوقا 86 ، وليوحنا 21 ، ولسفر الأعمال 107.
تقول دائرة المعارف الكتابية عن معجزات يسوع مادة (إنجيل مرقس): (وليس غريبا أيضاً أن تكون المعجزات أكثر عدداً من الأمثال . ويقول وستكوت (فى مقدمة لدراسة الأناجيل – 480- 486) أن مرقس يذكر تسع عشرة معجزة وأربعة أمثال ، بينما يذكر متى 21 معجزة و15 مثلاً ، ولوقا 20 معجزة و19 مثلاً ومن المعجزات ينفرد مرقس بذكر اثنتين ، كما ينفرد بذكر مثل واحد . كما يسجل البشير مرقس أعمال المسيح أكثر مما يسجل أقواله . وهذه الحقائق تقدم لنا نقطة التقاء أخرى مع حديث بطرس (أع 10: 37-43) ، فهى أعمال خير وإحسان (أع 10: 38) ولها دلالات قوية (أع 2: 22، أنظر مرقس 1: 27، 2: 10 إلخ).
ويبين مرقس أن معجزات الشفاء كثيراً ما كانت فورية (1: 31، 2: 11و12، 3: 5) ، واحياناً تمت شيئاً فشيئاً أو بصعوبة (1: 26، 7: 32-35 ، 9: 26- 28) ، كما لم يستطع مرة أن يصنعها " بسبب عدم إيمانهم (6: 5و6).
أما عن معرفة مؤلف إنجيل مرقس لفلسطين فتقول دائرة المعارف الكتابية (مادة مرقس): إنه جليلى من أورشليم ، أما H. Conzelmann فى كتابه (Arbeitsbuch zum Neuen Testament) صفحة 304 و 305 أن مؤلف إنجيل لوقا لا يعرف فلسطين.
وهذا كله يدل إذاً على أن كاتبوا الأناجيل غير موحى إليهم ، ولكنهم أشخاص اجتهدوا فى كتابة هذه الإناجيل بأسلوبهم الخاص ، مستندين فى ذلك على مصادر لديهم ، كما تقول دائرة المعارف الكتابية (مادة إنجيل مرقس): (سادسا – المصادر: رأينا أنه طبقاً لشهادة الآباء ، كانت كرازة بطرس وتعليمه ، هما – على الأقل – المصدر الرئيسي ، وأن الكثير من معالم الإنجيل تؤيد هذا الرأي. وقد رأينا أيضاً أسباباً دقيقة ، ولكن لها وزنها ، تدفعنا إلى الاعتقاد بأن مرقس نفسه قد أضاف القليل.
يعتقد "وايس" أن مرقس استخدم وثيقة مفقودة الآن كانت تضم أساساً أقوال يسوع يطلق عليها فى الكتابات المبكرة "اللوجيا" أى الأقوال ، وكان يرمز لها بالحرف "سا" ولكنها تعرف الآن بالحرف “ Q ” ، وقد أيده فى هذا مؤخراً ، ساندى وستريتر. وقد حاول هارناك والسيرجون هوكنز وفلهاوزن إعادة إنشاء “ Q ” على أساس ما لا ينتمى لمرقس فى متى ولوقا ، أما " ألن" فيستخلصها من متى فقط معتقداً أن مرقس أيضاً يحتمل أن يكون قد أخذ أقوالاً قليلة منه. والبعض يفترض مصدراً معيناً للأصاح الثالث عشر، ويعتبره ستريتر وثيقة كتبت بعد سقوط أورشليم بزمن وجيز، متضمنة أقوالاً قليلة مما نطق به يسوع، وقد أدمجها مرقس فى إنجيله. ويفترض بيكون وجود مصادر أخرى شفهية كانت أو مكتوبة، لأجزاء صغيرة من الإنجيل، وسماها بالرمز ““ X ، ويزعم أن الكاتب الأخير لإنجيل مرقس ( ويرمز له بالرمز R ) ليس مرقس، بل شخصاً من مدرسة بولس من نوع راديكالي.)
ويقول لوقا فى إنجيله: (1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.) لوقا 1: 1-4
وعن هذا النص تقول دائرة المعارف الكتابية (مادة لوقا) (منهج لوقا : لقد صرح لوقا بمنهجه فى مقدمته الرائعة البليغة (1: 1-4) ، فهنا نرى لمحة من شخصية الكاتب ، وهو ما لا نجده فى إنجيل متى ومرقس ، وإن كنا نراه فى لمحات عابرة فى الإنجيل الرابع. ولكنا هنا نجد الكاتب يأخذ القارئ موضع ثقة ويكشف عن موقفه ومؤهلاته للقيام بهذا العمل العظيم ، فهو يكتب كمعاصر عن الماضى القريب، وهذا النوع من أعسر الكتابات التاريخية فى تفسيره ، ولكنه فى الغالب من أهمها ، فهو يكتب عن "الأمور المتيقنة عندنا" التى حدثت فى زمننا. وكما سبق القول ، لا يدَّعى لوقا أنه كان شاهد عيأن لهذه الأمور" ،فكما نعلم، كان لوقا أممياً ومن الظاهر أنه لم ير يسوع فى الجسد ، فهو يقف فى مكان خارج الأحداث العظيمة التى يسجلها. وهو لا يخفى اهتمامه الشديد بهذه القصة ، ولكنه يذكر أيضاً أنه يكتب بروح المؤرخ المدقق. أنه يريد أن يؤكد لثاوفيلس هذه الأمور "لتعرف صحة الكلام الذى علمت به" ، ويقرر أنه قد تتبع أو فحص "كل شئ من الأول بتدقيق" ، وهو ما يجب على كل مؤرخ صادق . ومعنى هذا أنه حصل على مقتطفات من مصادر مختلفة ومحصها وسجلها فى قصة مترابطة "على التوالى" حتى يعرف ثاوفيلس تماماً التتابع التاريخى للأحداث المرتبطة بحياة يسوع الناصرى. وحقيقة أن " كثيرين قد أخذوا بتأليف قصة فى هذه الأمور" لم تمنع لوقا عن العمل . بل بالحرى دفعه ذلك العمل "رأيت أنا أيضا " لكتابه تاريخه عن حياة يسوع وعمله كما جمعه من بحثه ، ولم يكن الزمن قد بعد به عن الجيل الذى عاش فيه يسوع ومات . فقد كان أمراً بالغ الأهمية عنده كأحد أتباع يسوع المثقفين ، أن يتتبع أصل هذه الدعوة التى قد أصبحت حركة عالمية، وكان قادراً على الوصول إلى الحقائق لأنه تقابل مع شهود العيان ليسوع وعمله كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداماً للكلمة ". لقد كانت هناك فرصة واسعة أمام لوقا خلال السنتين اللتين قضاهما مع بولس فى قيصرية (أع 24- 26) ليقوم بدراسته وابحاثه الدقيقة ، فقد كان عدد كبير من أتباع المسيح ، مازالوا أحياء (1كو 15: 6) وكانت هذه فرصة ذهبية للوقا ، كما كان عنده القصص المكتوبة التى "كان كثيرون قد أخذوا " فى كتابتها. ولا شك فى أننا ننتظر أن نرى فى إنجيل لوقا كتاباً مشابهاً لسفر الأعمال فى الأسلوب والمنهج ، مع غرام المؤرخ بالدقة والترتيب ، ومع استيعاب الكاتب واستفادته من كل ما سمع وقرأ ، ولا يمكن أن نتوقع من مثل هذا الكاتب أى تهاون أو عدم مبالاة ، بل نتوقع منه المزج الذكى بين ما جمعه من مواد ليجعل منه عملاً فنياً متكاملاً.)
وهنا تطرح نفسها عدة أسئلة :
- لماذا أوحى الرب عدة أناجيل تختلف فى التفاصيل، وتختلف فى الأسلوب اللغوى وتختلف فى إهتمامات المؤلفين، وتختلف محتوياتها تبعاً لإختلاف مصادرها التى كتب منها مؤلف الإنجيل؟
- لماذا لم يوحى الرب إنجيلاً واحداً يجمع كل هذه التفاصيل فى كتاب واحد؟ أليس ذلك أبلغ وأقوى فى البشارة به؟
- لماذا أوحى الرب لأناس ما هم بأنبياء وبعضهم غير معروفة هويته أو مُختَلَف فيها اختلاف كبير ، ولم يوحى إلى نبيه؟
- فأين إنجيل نبيه عيسى عليه السلام؟ فإن كنت تقولون إنه هو الرب فكيف لم يتمكن من الحفاظ على إنجيله وكلمته؟ أهو إله ضعيف إلى هذا الحد؟ ألا يتمكن من الحفاظ على حياته ، ولا كلامه؟ فكيف أصدق أن هذا هو الإله الذى يجب أن أستأمنه على نفسى وحياتى؟
- ولماذا اختلف وحى الرب وأسلوبه فى الكتابة باختلاف ثقافة الكاتب؟
- ألا يدل ذلك على مبادرة شخصية منهم للكتابة مثل لوقا؟
- ولماذا لم تتبقى إلا كتابات بولس وتلاميذه؟
أما دائرة المعارف البريطانية فكانت أكثر وضوحاً وصراحة فى اعترافاتها، فقالت عن إنجيل يوحنا: (أما إنجيل يوحنا فإنه لا مرية ولا شك كتاب مزور ، أراد صاحبه مضادة اثنين من الحواريين بعضها لبعض ، وهما القديسان يوحنا بن زبدى الصياد ومتى ، وقد ادعى الكاتب المزوَّر فى متن الكتاب أنه هو الحوارى الذى يحبه يسوع ، فأخذت الكنيسة هذه الجملة على علاَّتها ، وجزمت بأن الكاتب هو يوحنا الحوارى .. .. .. مع أن صاحبه غير يوحنا الحوارى يقيناً ، ولا يخرج هذا الكتاب عن كونه مثل بعض كتب التوراة التى لا رابط بينها وبين من نسبت إليه ، وإنا لنشفق على الذين يبذلون أقصى جهدهم ليربطوا ـ ولو بأوهى رابطة ـ ذلك الرجل الفلسفى .. الذى ألف هذا الكتاب فى الجيل الثانى بالحوارى يوحنا الصياد الجليلى ، وأن أعمالهم تضيع عليهم سُدى لخبطهم على غير هدى).
كتبه الأخ أبو بكر
شبهات حول حديث الذباب
من الأحاديث التي أثيرت حولها العديد من الشبهات قديماً ولا تزال حتى اليوم تثار وتردد بصيغة أو بأخرى - على الرغم من التقدم الطبي والتكنولوجي والذي أثبت بما لا يدع مجالاً للشك تصديقها وكونها معجزة من معجزات نبينا - صلى الله عليه وسلم - أحاديث وقوع الذباب في الإناء ، مع أنها أحاديث في غاية الصحة أخرجها البخاري وغيره ، وسنقف مع هذه الأحاديث والروايات والألفاظ الواردة ، ومجمل الشبه التي أثيرت حولها ، وردود العلماء والأئمة وأجوبتهم عن ذلك كله .
روايات الحديث
روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه ، فإن في إحدى جناحيه داء والأخرى شفاء ) ، وفي رواية : ( إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه كله ثم ليطرحه ، فإن في أحد جناحيه شفاء وفي الآخر داء ) .
وروى الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ( إذا وقع الذباب في طعام أحدكم فامقلوه ) وفي رواية ( فإنه يقدم السم ويؤخر الشفاء ) ، وفي رواية لأبي داود : ( وإنه يتقي بجناحه الذي فيه الداء شبهات حول الحديث
طعن أهل البدع والضلال قديماً في صحة هذا الحديث بحجة أنه مخالف للعقل والواقع ، وأثاروا حوله العديد من الشبه ، فانبرى للرد عليهم ودحض شبهاتهم أئمة الحديث وعلماؤه الذين جمعوا بين المعقول والمنقول فبينوا فساد تلك الشبه وبطلانها بالأدلة البينة والحجج الدامغة ، ومن أولئك الإمام ابن قتيبة الدينوري رحمه الله فقد ذكر في كتابه " تأويل مختلف الحديث " أنه حديث صحيح ، وأنه روي بألفاظ مختلفة ، وذكر أن الطعن في الأحاديث بغير وجه حق يعتبر انسلاخاً من الإسلام وتعطيلاً للأحاديث ، وأن دفع الأخبار والآثار مخالف لما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولما درج عليه الخيار من صحابته والتابعين .
ومن أولئك أيضاً الإمام الطحاوي رحمه الله في كتابه " مشكل الآثار ، والإمام الخطابي في " معالم السنن " ونقله عنه الحافظ في الفتح ، والإمام ابن القيم في " زاد المعاد " وغيرهم ، وجاء بعض المعاصرين فطعنوا في هذا الحديث كما طعن فيه أسلافهم من أهل الابتداع قبلهم ، وزادوا شبهاً من عند أنفسهم أنتجتها عقولهم السقيمة التي جهلت حرمة النصوص ، وأساءت فهمها ، فسارعت إلى إنكارها والطعن فيها كما هو منهجها مع كل نص لا يتماشى مع أهوائهم وعقولهم ، ويمكن تلخيص شبهاتهم حول الحديث في جملة أمور :
الأول : أن إخراج البخاري للحديث لا يمنع من التماس علة في رجاله تمنع من صحته ، وهذه العلة - كما زعموا - هي كونه من رواية أبي هريرة وقد ردوا له أحاديث كثيرة ، وكذلك انفراد ابن حنين به ، وقد تكلم فيه من وجوه عدة .
الثاني : أنه حديث آحاد يفيد الظن ، فلا إشكال في رده ، وهو غريب عن التشريع لأنه ينافي قاعدة تحريم الضار ، واجتناب النجاسة ، وغريب عن الرأي لأنه يفرق بين جناحي الذباب ، فيدعي أن أحدهما به سم ضار ، والآخر ترياق نافع .
الثالث : أن العلم يثبت بطلانه لأنه يقطع بمضار الذباب .
الرابع : أن موضوع متنه ليس من عقائد الإسلام ولا من عباداته ، ولا من شرائعه ، ولا التزم المسلمون العمل به ، بل لم يعمل به أحد منهم لأنه لا دخل له في التشريع ، وإنما هو في أمور الدنيا كحديث " تأبير النخل " ، وبالتالي من ارتاب فيه لم يضع من دينه شيئاً.
الخامس: أن تصحيحه من المطاعن التي تنفر عن الإسلام ، وتكون سبباً في ردة بعض ضعاف الإيمان ، كما أنه يفتح على الدين شبهة يستغلها الأعداء .
ادعاء أن الحديث معلول :
أما ما يتعلق بالشبهة الأولى فإن البخاري رحمه الله لم ينفرد بإخراج هذا الحديث ، كما أن أبا هريرة لم ينفرد بروايته عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وكذلك عبيد ابن حنين لم ينفرد بروايته عن أبي هريرة .
فالحديث أخرجه البخاري و أبو داود و ابن ماجه ، و الدارمي و البيهقي ، و ابن خزيمة ، و أحمد ، و ابن حبان ، و البغوي و ابن الجارود من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
وأخرجه النسائي ، و ابن ماجه ، و البيهقي ، و أحمد ، و ابن حبان ، و البغوي من حديث أبي سعيد رضي الله عنه .
كما أخرجه البزار و الطبراني من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه .
ورواه عن أبي هريرة جماعة من التابعين ، وهم عبيد بن حنين ، و سعيد المقبري ، و ثمامة بن عبد الله بن أنس ، و أبو صالح ، و محمد بن سيرين .
ولو لم يرد هذا الحديث إلا في صحيح البخاري ، لكان ذلك كافياً للحكم عليه بالصحة لما علم من إجماع الأمة على تلقي أحاديثه بالقبول ، ولم يستدرك هذا الحديث على البخاري أحد من أئمة الحديث ، ولم يقدح في سنده أي منهم ، بل هو عندهم مما جاء على شرط البخاري في أعلى درجات الصحة .
وحتى لو تفرد به أبو هريرة لما كان لطعنهم فيه من سبيل وحجة ، لما ثبت من حجيته وجلالته وحفظه ، ويمكن مراجعة ما كُتب حول هذا الصحابي الجليل في موضوع سابق بعنوان ( أبو هريرة الصحابي المفترى عليه ) .
وأما عبيد بن حنين فهو ثقة لا مطعن فيه ، ولم يذكره الحافظ في مقدمة الفتح فيمن تُكُلِّم فيهم من رجال البخاري ، وحتى لو فرض أنه تفرد برواية الحديث عن أبي هريرة لقبل تفرده لأن تفرد مثله لا يقدح في صحة الحديث .
وأما كونه من أخبار الآحاد ، فإن الأدلة شاهدة من كتاب الله ، وحديث النبي - صلى الله عليه وسلم - وأقوال السلف ، بل وإجماعهم - كما نقله غير واحد كالشافعي و النووي و الآمدي وغيرهم - على الاحتجاج بحديث الآحاد ، وقبول الاستدلال به في العقائد والعبادات على حد سواء ، وهي أدلة كثيرة لا تحصى ، وليس هذا مجال سردها ، وقد سبق الكلام عنها في مواضيع مستقلة بعنوان ( حجية خبر الآحاد ، والشبهات حوله ) ( حديث الآحاد حجة في العقائد والأحكام ) يمكن للقارئ الكريم الرجوع إليها ، ففيها الكلام مستوفى .
غرابته عن الرأي والتشريع
وأما الادعاء بأنه غريب عن التشريع لأنه ينافي قاعدة تحريم الضار واجتناب النجاسة ، فيرده بأن الحديث لم ينف ضرر الذباب بل أثبت ذلك حيث ذكر أن في أحد جناحيه داء ، ولكنه زاد ببيان أن في الآخر شفاء ، وأن ذلك الضرر يزول إذا غمس الذباب كله .
قال ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد ( 4/112) : " واعلم أن في الذباب عندهم قوة سمية يدل عليها الورم ، والحكة العارضة عن لسعه ، وهي بمنزلة السلاح ، فإذا سقط فيما يؤذيه ، اتقاه بسلاحه ، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم- أن يقابل تلك السمية بما أودعه الله سبحانه في جناحه الآخر من الشفاء ، فيغمس كله في الماء والطعام ، فيقابل المادة السمية المادة النافعة ، فيزول ضررها ، وهذا طب لا يهتدي إليه كبار الأطباء وأئمتهم ، بل هو خارج من مشكاة النبوة ، ومع هذا فالطبيب العالم العارف الموفق يخضع لهذا العلاج ، ويقر لمن جاء به بأنه أكمل الخلق على الإطلاق ، وأنه مؤيد بوحي إلهي خارج عن القوة البشرية " .
والقول بنجاسة الذباب لا دليل عليه ، لأنه لا ملازمة بين الضرر والنجاسة ، ولذا كان هذا الحديث من أدلة العلماء على أن الماء القليل لا ينجس بموت ما لا نفس له سائلة فيه ، فالحديث لم يفَصِّل بين موت الذباب وحياته عند غمسه .
قال الإمام الخطابي رحمه الله في معالم السنن (5/340- 341) : " فيه من الفقه أن أجسام الحيوان طاهرة إلا ما دلت عليه السنة من الكلب وما ألحق به ، وفيه دليل على أن ما لا نفس له سائلة إذا مات في الماء القليل لم ينجسه ، وذلك أن غمس الذباب في الإناء قد يأتي عليه ، فلو كان نجسه إذا مات فيه لم يأمر بذلك ، لما فيه من تنجس الطعام وتضييع المال ، وهذا قول عامة العلماء " .أهـ .
وقال ابن القيم في زاد المعاد 4/111- 112: " هذا الحديث فيه أمران : أمر فقهي ، وأمر طبي ، فأما الفقهي ، فهو دليل ظاهر الدلالة جداً على أن الذباب إذا مات في ماء أو مائع ، فإنه لا ينجسه ، وهذا قول جمهور العلماء ، ولا يعرف في السلف مخالف في ذلك . ووجه الاستدلال به أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بمقله ، وهو غمسه في الطعام ، ومعلوم أنه يموت من ذلك ، ولا سيما إذا كان الطعام حاراً . فلو كان ينجسه لكان أمرا بإفساد الطعام ، وهو - صلى الله عليه وسلم - إنما أمر بإصلاحه ، ثم عدى هذا الحكم إلى كل ما لا نفس له سائلة ، كالنحلة والزنبور والعنكبوت وأشباه ذلك ، إذ الحكم يعم بعموم علته ، وينتفي لانتفاء سببه ، فلما كان سبب التنجيس هو الدم المحتقن في الحيوان بموته ، وكان ذلك مفقودا فيما لا دم له سائل انتفى الحكم بالتنجيس لانتفاء علته " أهـ .
أما الادعاء بأنه غريب عن الرأي لأنه يفرق بين جناحي الذباب فيدعي أن أحدهما يحمل سماً والآخر شفاء ، فهو قول مناهض للحديث ، فرسول الله - صلى الله عليه وسلم- هو الذي فرق بينهما ، كما أن هذا الادعاء مخالف للواقع الذي يجوز اجتماع كثير من المتضادات في الجسم الواحد كما هو مشاهد معروف .
ولو رجع أحدهم إلى أجوبة العلماء المتقدمين عن ذلك لوجد الجواب الشافي ، قال الخطابي معالم السنن ( 5/341- 342) : " وقد تكلم على هذا الحديث بعض من لا خلاق له ، وقال : كيف يجتمع الداء والشفاء في جناحي الذبابة وكيف تعلم ذلك حتى تقدم جناح الداء وتؤخر جناح الشفاء وما أربها إلى ذلك ؟.
قلت : وهذا سؤال جاهل أو متجاهل ، وإن الذي يجد نفسه ونفوس عامة الحيوان قد جمع فيها بين الحرارة والبرودة ، والرطوبة واليبوسة ، وهي أشياء متضادة إذا تلاقت تفاسدت ، ثم يرى الله عز وجل قد ألف بينها وقهرها على الاجتماع ، وجعلها سببا لبقاء الحيوان وصلاحه ، لجدير أن لا ينكر اجتماع الداء والدواء في جزأين من حيوان واحد ، وأن الذي ألهم النحل أن تتخذ البيت العجيب الصنعة وأن تعسل فيه ، وألهم النملة أن تكتسب قوتها وتدخره لأوان حاجتها إليه هو الذي خلق الذبابة ، وجعل لها الهداية أن تقدم جناحاً وتؤخر آخر ، لما أراد من الابتلاء الذي هو مدرجة التعبد ، والامتحان الذي هو مضمار التكليف ، وفي كل شيء عبرة وحكمة وما يذكر إلا أولوا الألباب " أهـ .
وقال ابن قتيبة في " تأويل مختلف الحديث " ( 230- 231) : " فما ينكر من أن يكون في الذباب سم وشفاء ، إذا نحن تركنا طريق الديانة ورجعنا إلى الفلسفة ؟ وهل الذباب في ذلك إلا بمنزلة الحية ؟ فإن الأطباء يذكرون أن لحمها شفاء من سمها إذا عمل منه الترياق الأكبر ، ونافع من لدغ العقارب وعض الكلاب الكلبة .... إلخ .
وكذلك قالوا في العقرب : إنها إذا شق بطنها ، ثم شدت على موضع اللسعة نفعت ....إلخ
والأطباء القدماء يزعمون أن الذباب إذا ألقي في الإثمد وسحق معه ثم اكتحل به زاد ذلك في نور البصر ، وشد مراكز الشعر من الأجفان في حافات الجفون ... وقالوا في الذباب : إذا شدخ ووضع على موضع لسعة العقرب سكن الوجع .
وقالوا من عضه الكلب احتاج إلى أن يستر وجهه من سقوط الذباب عليه لئلا يقتله وهذا يدل على طبيعة فيه شفاء أو سم " أهـ .
والمهم من إيراد هذا الكلام أن اجتماع المتضادات في الجسم الواحد ليس بمستغرب شرعاً ولا حساً ولا واقعاً .
هل أثبت العلم بطلانه؟
وأما أن العلم يثبت بطلان الحديث لأنه يقطع بمضار الذباب ، فإن الحديث كما سبق لم ينف ضرر الذباب بل نص على ذلك صراحة .
وهل علماء الطب وغيرهم أحاطوا بكل شيء علماً حتى يصبح قولهم هو الفصل الذي لا يجوز مخالفته ، بل هم معترفون بأنهم عاجزون عن الإحاطة بكثير من الأمور ، وهنالك الكثير من النظريات التي كانت تؤخذ إلى عهد قريب على أنها مسلمات تبين بطلانها وخطؤها فيما بعد ، بينما الذي نطق به رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وحي من عند الله تعالى الذي يعلم السر وأخفى ، وأي إشكال في أن يكون الله تعالى قد أطلع رسوله - صلى الله عليه وسلم - على أمر لم يصل إليه علم الأطباء بعد ؟ وهو سبحانه خالق الحياة والأحياء { أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } ( الملك 14) ، فلماذا لا يكون ما يحمله الذباب على جناحه من شفاء مما خفي علمه عن الأطباء اليوم ؟.
ومن قال بأن عجلة الطب قد توقفت بما لا مزيد عليه ، ولا يزال الأطباء يطلون على العالم في كل يوم باكتشافات جديدة ، وعلاجات لأمراض كانت إلى عهد قريب مستعصية ، وأدوية وعقاقير لم تكن معروفة من قبل .
وهل يتوقف إيماننا بصدق كل حديث ورد فيه أمر طبي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى يكشف لنا الأطباء بتجاربهم صدقه أو بطلانه ؟ فأين إيماننا بالغيب إذاً ، وأين إيماننا بصدق نبوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووحي الله إليه ؟!.
إن حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برهان قائم بنفسه لا يحتاج إلى دعم خارج عنه ، والذي يجب على الأطباء وغيرهم من عامة الناس هو التسليم بما جاء فيه وتصديقه ، فإن هذا هو مقتضى الإسلام والإيمان بغض النظر عن موقف الطب منه ما دام ثابتاً عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- .
هذا كله يقال على فرض أن الطب الحديث لم يشهد لهذا الحديث ولم يؤيد ما جاء به ، مع أن الواقع خلاف ذلك فقد وجد من الأطباء المعاصرين - لا نقول المسلمين منهم بل حتى الغربيين - من أيد مضمون ما جاء به الحديث من الناحية الطبية ، وأنه من معجزات نبينا - صلى الله عليه وسلم - وهنالك العشرات من البحوث والمقالات في هذا الجانب ،
ولسنا بصدد ذكر الأبحاث العلمية التي تفسر الحديث وجوانب الإعجاز فيه ، والخوض في تفصيلات ذلك ، فهذا له موضع آخر ، وقد سبقت الإشارة إلى شيء من ذلك عند الكلام على الإعجاز في الحديث النبوي في موضوع خاص بعنوان ( حديث الذباب ) ، وكل هذه الأبحاث تؤكد بل تجزم بعدم وجود أي تعارض بين الحديث وبين المكتشفات الطبية الحديثة .
لا دخل له في التشريع
أما الزعم بأنه ليس من عقائد الإسلام ولا من عباداته ، ولا دخل له في التشريع ، وإنما هو من أمور الدنيا التي يجوز على النبي - صلى الله عليه وسلم - فيها الخطأ ، كحديث " تأبير النخل " ، فالغرض منه تحقير الحديث والتهوين من أمره وتنفير الناس عنه ، وبالتالي فإن من ردَّه أو ارتاب فيه لم يؤثر ذلك على دينه في شيء ، وهو أمر في غاية الخطورة والتلبيس ، لأن أمور الدنيا منها ما هو خاضع لأحكام الشرع ، فهي داخلة تحت الأمر بطاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والنهي عن مخالفته ، وأمره - صلى الله عليه وسلم - قد يكون واجباً وقد يكون مستحباً ، وقياس حديث الذباب وغيره من أحاديث الطب النبوي على أحاديث تأبير النخل قياس غير صحيح لأن معظم أحاديث الطب إن لم تكن كلها ساقها النبي - صلى الله عليه وسلم - مساق القطع واليقين مما يدل على أنها بوحي من الله سبحانه وداخلة في التشريع ، فقال في حديث الذباب : ( فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر دواء ) فأتى بـ ( إن ) المفيدة للتأكيد ، بخلاف أحاديث تأبير النخل التي ساقها عليه الصلاة والسلام مساق الرجاء والظن لأنها في أمور الدنيا ومعايشها فقال : ( لعلكم لو لم تفعلوا كان خيرا ) وفي رواية ( ما أظن يغني ذلك شيئا ) وفرق كبير بين الأسلوبين ، ولذلك قال الإمام النووي عند شرحه لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث تأبير النخل : ( وإذا أمرتكم بشيء من رأي فإنما أنا بشر ) : " قال العلماء : قوله - صلى الله عليه وسلم - ( من رأي ) أي في أمر الدنيا ومعايشها لا على التشريع ، فأما ما قاله باجتهاده - صلى الله عليه وسلم - ورآه شرعاً يجب العمل به ، وليس أبار النخل من هذا النوع بل من النوع المذكور قبله " أهـ.
فما وقع في حديث التأبير كان ظناً منه - صلى الله عليه وسلم - وهو صادق في ظنه وخطأ الظن ليس كذباً ، وقد رجع عن ظنه الذي ظنه في قوله : ( إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه ) بخلاف ما جاء في حديث الذباب ، فإنه أخبر بأن في أحد جناحيه داء والآخر شفاء وهذا لا يكون إلا بوحي من الله تعالى ، وهو أمر لا يحتمل خلاف ما أخبر به ، ثم أمر بغمس الذباب ، بناء على العلة السابقة ، ولم يأت ما ينقض هذا الأمر ولا ذاك فوجب التسليم والإذعان وعدم الإنكار .
وادعاء أن المسلمين لم يلتزموا به ، ولم يعمل به أحد منهم ، ادعاء كاذب يخالفه ما ثبت عن بعض الصحابة والتابعين ، فقد ذكر الحافظ في الفتح أن عبد الله بن المثنى روى عن عمه ثمامة أنه حدثه قال : " كنا عند أنس فوقع ذباب في إناء ، فقال أنس بأصبعه فغمسه في ذلك الإناء ثلاثاً ثم قال : بسم الله ، وقال : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أمرهم أن يفعلوا ذلك " .
وروى أحمد من طريق سعيد بن خالد قال : " دخلت على أبي سلمة فأتانا بزبد وكتلة ، فأسقط ذباب في الطعام ، فجعل أبو سلمة يمقله بأصبعه فيه ، فقلت : يا خال ! ما تصنع ؟ فقال : إن أبا سعيد الخدري حدثني عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( إن أحد جناحي الذباب سم والآخر شفاء فإذا وقع في الطعام فأمقلوه فإنه يقدم السم ويؤخر الشفاء ) ، فأنس صحابي و أبو سلمة تابعي ، وقد عملا بمضمون هذا الحديث ، فكيف يزعم بأن أحداً من المسلمين لم يعمل به ؟ .
في تصحيح الحديث تنفير للناس عن الإسلام
وأما القول بأن تصحيح الحديث من المطاعن التي تنفر عن الإسلام ، وتكون سبباً في ردة بعض ضعاف الإيمان ، وأنه يفتح على الدين ثغرة يستغلها الأعداء للاستخفاف بالدين والمتدينين ، فهو قول يحمل في طياته استدراكاً على النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي كان أحرص الناس على الدين ، وأنصح الخلق للخلق ، وأكثر العباد خشية وتقوى لله ، وهو الذي حمى جناب الإسلام ، وسد كل منافذ الطعن والقدح فيه ، وكان أحرص الناس على هداية الخلق وإبلاغهم رسالة الله ، وشريعة الله تعالى ليس فيها ما ينفر ، لأنها شريعة تقبلها القلوب السليمة ، وتقتنع بها العقول الصحيحة
فما هو وجه التنفير في الحديث ؟ وما هي الثغرة التي يفتحها على الدين حتى يستغلها أعداء الإسلام ؟ هل لأنه لا يتماشى مع أذواقنا وأمزجتنا ؟ وهل سيقف الأعداء فيما يثيرونه حول الإسلام عند حديث الذباب وسيكتفون بذلك ، ونحن نراهم يثيرون الشكوك والشبه في أمور لا تخفى على أحد ، بل حتى القرآن الذي نقل بالتواتر جيلاً بعد جيل لم تسلم نصوصه وأحكامه من شبههم وتشكيكهم ، فهل إذا رددنا حديث الذباب بل ورددنا السنة كلها ، سكيف عنا ذلك شرهم ويستجيبون لديننا ويلتزمون بشريعتنا .
لماذا هذا التنازل وهذه الانهزامية ؟ وهذه الروح الهزيلة ، التي تنطلق من موقف الضعيف الخائف مما عنده ، ما دمنا موقنين بأن ما عند الله حق ، وماجاءنا به رسولنا - صلى الله عليه وسلم - صدق ، وما يقذف به أعداء الإسلام شبه باطلة داحضة لا أساس لها من الصحة .
ثم إن الأمر بغمس الذباب في الإناء أو الطعام الذي وقع فيه ، إنما هو للإرشاد والتعليم وليس على سبيل الوجوب ، وليس في الحديث أبداً أمر بالشرب من الشراب ، ولا أمر بالأكل من الطعام بعد الغمس والإخراج ، بل هذا متروك لنفس كل إنسان فمن أراد أن يأكل منه أو يشرب فله ذلك ، ومن عافت نفسه ذلك فلا حرج عليه ، ولا يؤثر ذلك على دينه وإيمانه مادام مصدقاً بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، والشيء قد يكون حلالاً ولكن تعافه النفس كالضب مثلاً ، فقد كان أكله حلالاً ومع ذلك عافته نفس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ولم يأكل منه لأنه لم يكن بديار قومه .
والعلماء والمحدثون حين يصححون الحديث رواية ومعنىً لا يعنون عدم حض الناس على مقاومة الذباب وتطهير البيوت والطرقات ، وعدم حماية طعامهم وشرابهم منه ، كلا فالإسلام دين النظافة ودين الوقاية ، وقد جاء الإسلام بالطب الوقائي كما جاء بالطب العلاجي ، وسبق إلى كثير من المكتشفات في هذا الجانب لم يُتَوصل إليها إلا في العصور الحديثة ، ثم ماذا يقول هؤلاء بعد أن جاء العلم بتأييد هذه الأحاديث من الناحية الطبية ، فكشف عما ينطوي عليه من أسرار اعتبرها المنصفون والعقلاء من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم .
وأخيراً وبعد هذا التطواف لعل القارئ الكريم قد ازداد يقيناً بصحة هذا الحديث رواية ودراية ، واطمأن إلى أن الإذعان والقبول لما صح عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو اللائق بالمؤمن ، وأنه في كل يوم تتقدم فيه العلوم والمعارف البشرية يظهر الله من الآيات النفسية والكونية ما يدل على أن الكتاب حق من عند الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، وأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ، وصدق الله حيث يقول : { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيد } ( فصلت 53) .
_________________
المراجع :
- موقف المدرسة العقلية الأمين الصادق الأمين .
- دفاع عن السنة أبو شهبة .
- الأنوار الكاشفة المعلمي .
عن الشبكة الاسلامية
أبي سعيد الخدري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ( ) وفي رواية ( ) ، وفي رواية : ( ) .طعن أهل البدع والضلال قديماً في صحة هذا الحديث بحجة أنه مخالف للعقل والواقع ، وأثاروا حوله العديد من الشبه ، فانبرى للرد عليهم ودحض شبهاتهم أئمة الحديث وعلماؤه الذين جمعوا بين المعقول والمنقول فبينوا فساد تلك الشبه وبطلانها بالأدلة البينة والحجج الدامغة ، ومن أولئك الإمام ابنالدينوري رحمه الله فقد ذكر في كتابه " تأويل مختلف الحديث " أنه حديث صحيح ، وأنه روي بألفاظ مختلفة ، وذكر أن الطعن في الأحاديث بغير وجه حق يعتبر انسلاخاً من الإسلام وتعطيلاً للأحاديث ، وأن دفع الأخبار والآثار مخالف لما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولما درج عليه الخيار من صحابته والتابعين .ومن أولئك أيضاً الإمامرحمه الله في كتابه " مشكل الآثار ، والإمامفي " معالم السنن " ونقله عنه الحافظ في الفتح ، والإمامفي " زاد المعاد " وغيرهم ، وجاء بعض المعاصرين فطعنوا في هذا الحديث كما طعن فيه أسلافهم من أهل الابتداع قبلهم ، وزادوا شبهاً من عند أنفسهم أنتجتها عقولهم السقيمة التي جهلت حرمة النصوص ، وأساءت فهمها ، فسارعت إلى إنكارها والطعن فيها كما هو منهجها مع كل نص لا يتماشى مع أهوائهم وعقولهم ، ويمكن تلخيص شبهاتهم حول الحديث في جملة أمور :الأول : أن إخراج للحديث لا يمنع من التماس علة في رجاله تمنع من صحته ، وهذه العلة - كما زعموا - هي كونه من روايةوقد ردوا له أحاديث كثيرة ، وكذلك انفرادبه ، وقد تكلم فيه من وجوه عدة .الثاني : أنه حديث آحاد يفيد الظن ، فلا إشكال في رده ، وهو غريب عن التشريع لأنه ينافي قاعدة تحريم الضار ، واجتناب النجاسة ، وغريب عن الرأي لأنه يفرق بين جناحي الذباب ، فيدعي أن أحدهما به سم ضار ، والآخر ترياق نافع .الثالث : أن العلم يثبت بطلانه لأنه يقطع بمضار الذباب .الرابع : أن موضوع متنه ليس من عقائد الإسلام ولا من عباداته ، ولا من شرائعه ، ولا التزم المسلمون العمل به ، بل لم يعمل به أحد منهم لأنه لا دخل له في التشريع ، وإنما هو في أمور الدنيا كحديث " تأبير النخل " ، وبالتالي من ارتاب فيه لم يضع من دينه شيئاً.الخامس: أن تصحيحه من المطاعن التي تنفر عن الإسلام ، وتكون سبباً في ردة بعض ضعاف الإيمان ، كما أنه يفتح على الدين شبهة يستغلها الأعداء .:أما ما يتعلق بالشبهة الأولى فإن رحمه الله لم ينفرد بإخراج هذا الحديث ، كما أنلم ينفرد بروايته عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وكذلكلم ينفرد بروايته عن أبي هريرة .فالحديث أخرجهوو، وو، و، و، و، وومن حديثرضي الله عنه .وأخرجه، و، و، و، و، ومن حديثرضي الله عنه .كما أخرجهومن حديثرضي الله عنه .ورواه عنجماعة من التابعين ، وهم، و، و، و، و.ولو لم يرد هذا الحديث إلا في صحيح، لكان ذلك كافياً للحكم عليه بالصحة لما علم من إجماع الأمة على تلقي أحاديثه بالقبول ، ولم يستدرك هذا الحديث على البخاري أحد من أئمة الحديث ، ولم يقدح في سنده أي منهم ، بل هو عندهم مما جاء على شرطفي أعلى درجات الصحة .وحتى لو تفرد بهلما كان لطعنهم فيه من سبيل وحجة ، لما ثبت من حجيته وجلالته وحفظه ، ويمكن مراجعة ما كُتب حول هذا الصحابي الجليل في موضوع سابق بعنوان ( أبو هريرة الصحابي المفترى عليه ) .وأمافهو ثقة لا مطعن فيه ، ولم يذكره الحافظ في مقدمة الفتح فيمن تُكُلِّم فيهم من رجال، وحتى لو فرض أنه تفرد برواية الحديث عنلقبل تفرده لأن تفرد مثله لا يقدح في صحة الحديث .وأما كونه من أخبار الآحاد ، فإن الأدلة شاهدة من كتاب الله ، وحديث النبي - صلى الله عليه وسلم - وأقوال السلف ، بل وإجماعهم - كما نقله غير واحدوووغيرهم - على الاحتجاج بحديث الآحاد ، وقبول الاستدلال به في العقائد والعبادات على حد سواء ، وهي أدلة كثيرة لا تحصى ، وليس هذا مجال سردها ، وقد سبق الكلام عنها في مواضيع مستقلة بعنوان ( حجية خبر الآحاد ، والشبهات حوله ) ( حديث الآحاد حجة في العقائد والأحكام ) يمكن للقارئ الكريم الرجوع إليها ، ففيها الكلام مستوفى .وأما الادعاء بأنه غريب عن التشريع لأنه ينافي قاعدة تحريم الضار واجتناب النجاسة ، فيرده بأن الحديث لم ينف ضرر الذباب بل أثبت ذلك حيث ذكر أن في أحد جناحيه داء ، ولكنه زاد ببيان أن في الآخر شفاء ، وأن ذلك الضرر يزول إذا غمس الذباب كله .قالرحمه الله في زاد المعاد ( 4/112) : " واعلم أن في الذباب عندهم قوة سمية يدل عليها الورم ، والحكة العارضة عن لسعه ، وهي بمنزلة السلاح ، فإذا سقط فيما يؤذيه ، اتقاه بسلاحه ، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم- أن يقابل تلك السمية بما أودعه الله سبحانه في جناحه الآخر من الشفاء ، فيغمس كله في الماء والطعام ، فيقابل المادة السمية المادة النافعة ، فيزول ضررها ، وهذا طب لا يهتدي إليه كبار الأطباء وأئمتهم ، بل هو خارج من مشكاة النبوة ، ومع هذا فالطبيب العالم العارف الموفق يخضع لهذا العلاج ، ويقر لمن جاء به بأنه أكمل الخلق على الإطلاق ، وأنه مؤيد بوحي إلهي خارج عن القوة البشرية " .والقول بنجاسة الذباب لا دليل عليه ، لأنه لا ملازمة بين الضرر والنجاسة ، ولذا كان هذا الحديث من أدلة العلماء على أن الماء القليل لا ينجس بموت ما لا نفس له سائلة فيه ، فالحديث لم يفَصِّل بين موت الذباب وحياته عند غمسه .قال الإمامرحمه الله في معالم السنن (5/340- 341) : " فيه من الفقه أن أجسام الحيوان طاهرة إلا ما دلت عليه السنة من الكلب وما ألحق به ، وفيه دليل على أن ما لا نفس له سائلة إذا مات في الماء القليل لم ينجسه ، وذلك أن غمس الذباب في الإناء قد يأتي عليه ، فلو كان نجسه إذا مات فيه لم يأمر بذلك ، لما فيه من تنجس الطعام وتضييع المال ، وهذا قول عامة العلماء " .أهـ .وقالفي زاد المعاد 4/111- 112: " هذا الحديث فيه أمران : أمر فقهي ، وأمر طبي ، فأما الفقهي ، فهو دليل ظاهر الدلالة جداً على أن الذباب إذا مات في ماء أو مائع ، فإنه لا ينجسه ، وهذا قول جمهور العلماء ، ولا يعرف في السلف مخالف في ذلك . ووجه الاستدلال به أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بمقله ، وهو غمسه في الطعام ، ومعلوم أنه يموت من ذلك ، ولا سيما إذا كان الطعام حاراً . فلو كان ينجسه لكان أمرا بإفساد الطعام ، وهو - صلى الله عليه وسلم - إنما أمر بإصلاحه ، ثم عدى هذا الحكم إلى كل ما لا نفس له سائلة ، كالنحلة والزنبور والعنكبوت وأشباه ذلك ، إذ الحكم يعم بعموم علته ، وينتفي لانتفاء سببه ، فلما كان سبب التنجيس هو الدم المحتقن في الحيوان بموته ، وكان ذلك مفقودا فيما لا دم له سائل انتفى الحكم بالتنجيس لانتفاء علته " أهـ . أما الادعاء بأنه غريب عن الرأي لأنه يفرق بين جناحي الذباب فيدعي أن أحدهما يحمل سماً والآخر شفاء ، فهو قول مناهض للحديث ، فرسول الله - صلى الله عليه وسلم- هو الذي فرق بينهما ، كما أن هذا الادعاء مخالف للواقع الذي يجوز اجتماع كثير من المتضادات في الجسم الواحد كما هو مشاهد معروف .ولو رجع أحدهم إلى أجوبة العلماء المتقدمين عن ذلك لوجد الجواب الشافي ، قالمعالم السنن ( 5/341- 342) : " وقد تكلم على هذا الحديث بعض من لا خلاق له ، وقال : كيف يجتمع الداء والشفاء في جناحي الذبابة وكيف تعلم ذلك حتى تقدم جناح الداء وتؤخر جناح الشفاء وما أربها إلى ذلك ؟.قلت : وهذا سؤال جاهل أو متجاهل ، وإن الذي يجد نفسه ونفوس عامة الحيوان قد جمع فيها بين الحرارة والبرودة ، والرطوبة واليبوسة ، وهي أشياء متضادة إذا تلاقت تفاسدت ، ثم يرى الله عز وجل قد ألف بينها وقهرها على الاجتماع ، وجعلها سببا لبقاء الحيوان وصلاحه ، لجدير أن لا ينكر اجتماع الداء والدواء في جزأين من حيوان واحد ، وأن الذي ألهم النحل أن تتخذ البيت العجيب الصنعة وأن تعسل فيه ، وألهم النملة أن تكتسب قوتها وتدخره لأوان حاجتها إليه هو الذي خلق الذبابة ، وجعل لها الهداية أن تقدم جناحاً وتؤخر آخر ، لما أراد من الابتلاء الذي هو مدرجة التعبد ، والامتحان الذي هو مضمار التكليف ، وفي كل شيء عبرة وحكمة وما يذكر إلا أولوا الألباب " أهـ .وقالفي " تأويل مختلف الحديث " ( 230- 231) : " فما ينكر من أن يكون في الذباب سم وشفاء ، إذا نحن تركنا طريق الديانة ورجعنا إلى الفلسفة ؟ وهل الذباب في ذلك إلا بمنزلة الحية ؟ فإن الأطباء يذكرون أن لحمها شفاء من سمها إذا عمل منه الترياق الأكبر ، ونافع من لدغ العقارب وعض الكلاب الكلبة .... إلخ .وكذلك قالوا في العقرب : إنها إذا شق بطنها ، ثم شدت على موضع اللسعة نفعت ....إلخ والأطباء القدماء يزعمون أن الذباب إذا ألقي في الإثمد وسحق معه ثم اكتحل به زاد ذلك في نور البصر ، وشد مراكز الشعر من الأجفان في حافات الجفون ... وقالوا في الذباب : إذا شدخ ووضع على موضع لسعة العقرب سكن الوجع .وقالوا من عضه الكلب احتاج إلى أن يستر وجهه من سقوط الذباب عليه لئلا يقتله وهذا يدل على طبيعة فيه شفاء أو سم " أهـ .والمهم من إيراد هذا الكلام أن اجتماع المتضادات في الجسم الواحد ليس بمستغرب شرعاً ولا حساً ولا واقعاً .وأما أن العلم يثبت بطلان الحديث لأنه يقطع بمضار الذباب ، فإن الحديث كما سبق لم ينف ضرر الذباب بل نص على ذلك صراحة . وهل علماء الطب وغيرهم أحاطوا بكل شيء علماً حتى يصبح قولهم هو الفصل الذي لا يجوز مخالفته ، بل هم معترفون بأنهم عاجزون عن الإحاطة بكثير من الأمور ، وهنالك الكثير من النظريات التي كانت تؤخذ إلى عهد قريب على أنها مسلمات تبين بطلانها وخطؤها فيما بعد ، بينما الذي نطق به رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وحي من عند الله تعالى الذي يعلم السر وأخفى ، وأي إشكال في أن يكون الله تعالى قد أطلع رسوله - صلى الله عليه وسلم - على أمر لم يصل إليه علم الأطباء بعد ؟ وهو سبحانه خالق الحياة والأحياء {} ( الملك 14) ، فلماذا لا يكون ما يحمله الذباب على جناحه من شفاء مما خفي علمه عن الأطباء اليوم ؟.ومن قال بأن عجلة الطب قد توقفت بما لا مزيد عليه ، ولا يزال الأطباء يطلون على العالم في كل يوم باكتشافات جديدة ، وعلاجات لأمراض كانت إلى عهد قريب مستعصية ، وأدوية وعقاقير لم تكن معروفة من قبل .وهل يتوقف إيماننا بصدق كل حديث ورد فيه أمر طبي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى يكشف لنا الأطباء بتجاربهم صدقه أو بطلانه ؟ فأين إيماننا بالغيب إذاً ، وأين إيماننا بصدق نبوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووحي الله إليه ؟!.إن حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برهان قائم بنفسه لا يحتاج إلى دعم خارج عنه ، والذي يجب على الأطباء وغيرهم من عامة الناس هو التسليم بما جاء فيه وتصديقه ، فإن هذا هو مقتضى الإسلام والإيمان بغض النظر عن موقف الطب منه ما دام ثابتاً عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- .هذا كله يقال على فرض أن الطب الحديث لم يشهد لهذا الحديث ولم يؤيد ما جاء به ، مع أن الواقع خلاف ذلك فقد وجد من الأطباء المعاصرين - لا نقول المسلمين منهم بل حتى الغربيين - من أيد مضمون ما جاء به الحديث من الناحية الطبية ، وأنه من معجزات نبينا - صلى الله عليه وسلم - وهنالك العشرات من البحوث والمقالات في هذا الجانب ، ولسنا بصدد ذكر الأبحاث العلمية التي تفسر الحديث وجوانب الإعجاز فيه ، والخوض في تفصيلات ذلك ، فهذا له موضع آخر ، وقد سبقت الإشارة إلى شيء من ذلك عند الكلام على الإعجاز في الحديث النبوي في موضوع خاص بعنوان ( حديث الذباب ) ، وكل هذه الأبحاث تؤكد بل تجزم بعدم وجود أي تعارض بين الحديث وبين المكتشفات الطبية الحديثة . أما الزعم بأنه ليس من عقائد الإسلام ولا من عباداته ، ولا دخل له في التشريع ، وإنما هو من أمور الدنيا التي يجوز على النبي - صلى الله عليه وسلم - فيها الخطأ ، كحديث " تأبير النخل " ، فالغرض منه تحقير الحديث والتهوين من أمره وتنفير الناس عنه ، وبالتالي فإن من ردَّه أو ارتاب فيه لم يؤثر ذلك على دينه في شيء ، وهو أمر في غاية الخطورة والتلبيس ، لأن أمور الدنيا منها ما هو خاضع لأحكام الشرع ، فهي داخلة تحت الأمر بطاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والنهي عن مخالفته ، وأمره - صلى الله عليه وسلم - قد يكون واجباً وقد يكون مستحباً ، وقياس حديث الذباب وغيره من أحاديث الطب النبوي على أحاديث تأبير النخل قياس غير صحيح لأن معظم أحاديث الطب إن لم تكن كلها ساقها النبي - صلى الله عليه وسلم - مساق القطع واليقين مما يدل على أنها بوحي من الله سبحانه وداخلة في التشريع ، فقال في حديث الذباب : () فأتى بـ ( إن ) المفيدة للتأكيد ، بخلاف أحاديث تأبير النخل التي ساقها عليه الصلاة والسلام مساق الرجاء والظن لأنها في أمور الدنيا ومعايشها فقال : () وفي رواية ( ) وفرق كبير بين الأسلوبين ، ولذلك قال الإمامعند شرحه لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث تأبير النخل : ( ) : " قال العلماء : قوله - صلى الله عليه وسلم - ( من رأي ) أي في أمر الدنيا ومعايشها لا على التشريع ، فأما ما قاله باجتهاده - صلى الله عليه وسلم - ورآه شرعاً يجب العمل به ، وليس أبار النخل من هذا النوع بل من النوع المذكور قبله " أهـ.فما وقع في حديث التأبير كان ظناً منه - صلى الله عليه وسلم - وهو صادق في ظنه وخطأ الظن ليس كذباً ، وقد رجع عن ظنه الذي ظنه في قوله : ( ) بخلاف ما جاء في حديث الذباب ، فإنه أخبر بأن في أحد جناحيه داء والآخر شفاء وهذا لا يكون إلا بوحي من الله تعالى ، وهو أمر لا يحتمل خلاف ما أخبر به ، ثم أمر بغمس الذباب ، بناء على العلة السابقة ، ولم يأت ما ينقض هذا الأمر ولا ذاك فوجب التسليم والإذعان وعدم الإنكار .وادعاء أن المسلمين لم يلتزموا به ، ولم يعمل به أحد منهم ، ادعاء كاذب يخالفه ما ثبت عن بعض الصحابة والتابعين ، فقد ذكر الحافظ في الفتح أن روى عن عمهأنه حدثه قال : " كنا عندفوقع ذباب في إناء ، فقالبأصبعه فغمسه في ذلك الإناء ثلاثاً ثم قال : بسم الله ، وقال : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أمرهم أن يفعلوا ذلك " .وروىمن طريققال : " دخلت علىفأتانا بزبد وكتلة ، فأسقط ذباب في الطعام ، فجعليمقله بأصبعه فيه ، فقلت : يا خال ! ما تصنع ؟ فقال : إنحدثني عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( ) ، صحابي وتابعي ، وقد عملا بمضمون هذا الحديث ، فكيف يزعم بأن أحداً من المسلمين لم يعمل به ؟ .وأما القول بأن تصحيح الحديث من المطاعن التي تنفر عن الإسلام ، وتكون سبباً في ردة بعض ضعاف الإيمان ، وأنه يفتح على الدين ثغرة يستغلها الأعداء للاستخفاف بالدين والمتدينين ، فهو قول يحمل في طياته استدراكاً على النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي كان أحرص الناس على الدين ، وأنصح الخلق للخلق ، وأكثر العباد خشية وتقوى لله ، وهو الذي حمى جناب الإسلام ، وسد كل منافذ الطعن والقدح فيه ، وكان أحرص الناس على هداية الخلق وإبلاغهم رسالة الله ، وشريعة الله تعالى ليس فيها ما ينفر ، لأنها شريعة تقبلها القلوب السليمة ، وتقتنع بها العقول الصحيحة .فما هو وجه التنفير في الحديث ؟ وما هي الثغرة التي يفتحها على الدين حتى يستغلها أعداء الإسلام ؟ هل لأنه لا يتماشى مع أذواقنا وأمزجتنا ؟ وهل سيقف الأعداء فيما يثيرونه حول الإسلام عند حديث الذباب وسيكتفون بذلك ، ونحن نراهم يثيرون الشكوك والشبه في أمور لا تخفى على أحد ، بل حتى القرآن الذي نقل بالتواتر جيلاً بعد جيل لم تسلم نصوصه وأحكامه من شبههم وتشكيكهم ، فهل إذا رددنا حديث الذباب بل ورددنا السنة كلها ، سكيف عنا ذلك شرهم ويستجيبون لديننا ويلتزمون بشريعتنا .لماذا هذا التنازل وهذه الانهزامية ؟ وهذه الروح الهزيلة ، التي تنطلق من موقف الضعيف الخائف مما عنده ، ما دمنا موقنين بأن ما عند الله حق ، وماجاءنا به رسولنا - صلى الله عليه وسلم - صدق ، وما يقذف به أعداء الإسلام شبه باطلة داحضة لا أساس لها من الصحة .ثم إن الأمر بغمس الذباب في الإناء أو الطعام الذي وقع فيه ، إنما هو للإرشاد والتعليم وليس على سبيل الوجوب ، وليس في الحديث أبداً أمر بالشرب من الشراب ، ولا أمر بالأكل من الطعام بعد الغمس والإخراج ، بل هذا متروك لنفس كل إنسان فمن أراد أن يأكل منه أو يشرب فله ذلك ، ومن عافت نفسه ذلك فلا حرج عليه ، ولا يؤثر ذلك على دينه وإيمانه مادام مصدقاً بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، والشيء قد يكون حلالاً ولكن تعافه النفس كالضب مثلاً ، فقد كان أكله حلالاً ومع ذلك عافته نفس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ولم يأكل منه لأنه لم يكن بديار قومه .والعلماء والمحدثون حين يصححون الحديث رواية ومعنىً لا يعنون عدم حض الناس على مقاومة الذباب وتطهير البيوت والطرقات ، وعدم حماية طعامهم وشرابهم منه ، كلا فالإسلام دين النظافة ودين الوقاية ، وقد جاء الإسلام بالطب الوقائي كما جاء بالطب العلاجي ، وسبق إلى كثير من المكتشفات في هذا الجانب لم يُتَوصل إليها إلا في العصور الحديثة ، ثم ماذا يقول هؤلاء بعد أن جاء العلم بتأييد هذه الأحاديث من الناحية الطبية ، فكشف عما ينطوي عليه من أسرار اعتبرها المنصفون والعقلاء من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم .وأخيراً وبعد هذا التطواف لعل القارئ الكريم قد ازداد يقيناً بصحة هذا الحديث رواية ودراية ، واطمأن إلى أن الإذعان والقبول لما صح عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو اللائق بالمؤمن ، وأنه في كل يوم تتقدم فيه العلوم والمعارف البشرية يظهر الله من الآيات النفسية والكونية ما يدل على أن الكتاب حق من عند الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، وأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ، وصدق الله حيث يقول : {} ( فصلت 53) ._________________المراجع : - موقف المدرسة العقلية الأمين الصادق الأمين .- دفاع عن السنة أبو شهبة . - الأنوار الكاشفة المعلمي .عن الشبكة الاسلامية
شبهه حديث ''خلوة النبى
بامرأة من الأنصار
روى الإمام البخارى فى صحيحه بسنده عن أنس رضى الله عنه قال : "جاءت امرأة من الأنصار إلى رسول الله e، ومعها صبى لها، فكلمها رسول الله e، فقال : "والذى نفسى بيده، إنكم أحب الناس إلى مرتين"([1])0
بهذه الرواية طعن أعداء السيرة العطرة فى صحيح الإمام البخارى، وأوهموا القارئ بأن الحديث يطعن فى عصمة رسول الله e فى سلوكه، وفى خلقه العظيم، حيث جاء فى الرواية أنه e، خلا بامرأة، ثم قال : "إنكم أحب الناس إلى"0
يقول أحمد صبحى منصور : "والرواية تريد للقارئ أن يتخيل ما حدث فى تلك الخلوة التى انتهت بكلمات الحب تلك، وذلك ما يريده البخارى بالطبع"([1])0
والجواب :
أولاً : أقول لهؤلاء النابتة الضالة التى تريد الطعن والتشكيك فى صحيح الإمام البخارى، لتسقط مكانته كأصح كتاب بعد كتاب الله عز وجل، ولتسقط بسقوطه كل كتب السنة التى تليه، إذ هو بمثابة الرأس، لكتب السنة، وبسقوط الرأس يسقط كل الجسد0
أقول لهم : إن كنتم صادقين فى دعواكم تنزيه الرسول e، مما يشكك فى سيرته العطرة، وأخلاقه العظيمة، وعصمته فى سلوكه، وتزعمون أن البخارى بإخراجه لهذه الرواية فى صحيحه قد افترى كذباً على الرسول e، وشكك فى أخلاقه وعصمته e - وعصم الله عزوجل - البخارى وغيره من أئمة السنة من ذلك0
وإن كنتم حقاً أهل علم، وبحث عن الحقيقة فلماذا تعمدتم عدم ذكر اسم عنوان الباب الذى ذكر تحته الإمام البخارى هذا الحديث؟ وهو باب "ما يجوز أن يخلوا الرجل بالمرأة عند الناس"0
ولماذا تجاهلتم ما قاله شراح الحديث فى بيانهم للمراد من الخلوة، وكيف كانت تلك الخلوة، ولماذا اختلى بها النبى e؟0
نعم تعمدتم عدم ذكر ذلك تلبيساً منكم وتضليلاً للقارئ، ولأنكم تعلمون كما تعلم الدنيا بأسرها، أن فقه الإمام البخارى فى تراجم أبوابه، التى أعيا فحول العلماء حل ما أبداه فى هذه العناوين من أسرار! إنكم تعلمون أنكم بذكركم عنوان الباب، ينكشف سريعاً كذبكم وتضليلكم! كما أنكم تجاهلتم ما قاله شراح الحديث من أئمة المسلمين، والذين تحرصون على وصفهم بأنهم يقدسون البخارى، ويعبدونه من دون الله "وعصمهم الله من ذلك" تجاهلتم ما فسروه وبينوه من معنى "خلوة الرجل بالمرأة عند الناس" وكيف كانت تلك الخلوة؟0
والنتيجة من تجاهلكـم كل ذلـك أنكم سفهتم عقول أئمة المسلمين، واستخففتم بعقل القارئ لكم0
ثانياً : تعالوا بنا لنظهر للقارئ ما حرصتم على كتمانه؛ ولنترك له الحكم بعد ذلك؛ فيمن الصادق البخارى أم أنتم؟ ومن الطاعن والمشكك فى عصمة النبى e البخارى أم أنتم؟ ومن المحترم لعقل القارئ البخارى أم أنتم؟0
يقول الحافظ ابن حجر – رحمه الله – شارحاً المراد من عنوان الباب الذى ذكر الإمام البخارى تحته حديث أنس. قال : قوله : "باب ما يجوز أن يخلوا الرجل بالمرأة عند الناس" أى : لا يخلوا بها بحيث تحتجب أشخاصهما عنهم، بحيث لا يسمعون كلامهما، إذا كان مما يخافت به؛ كالشئ الذى تستحى المرأة من ذكره بين الناس، وأخذ المصنف قوله فى الترجمة : "عند الناس" من قوله فى بعض طرق الحديث "فخلا بها فى بعض الطرق أو فى بعض السكك" وهى : الطرق المسلوكة التى لا تنفك عن مرور الناس غالباً0
وقوله : "فخلا بها رسول الله e" أى : فى بعض الطرق، ولم يرد أنس أنه خلا بها بحيث غاب عن أنصار من كان معه، وإنما خلا بها، بحيث لا يسمع من حضر شكواها، ولا ما دار بينهما، من الكلام، ولهذا سمع أنس آخر الكلام فنقله، ولم ينقل ما دار بينهما، لأنه لم يسمعه0
وفى رواية مسلم عن أنس : "أن امرأة كان فى عقلها شئ، فقالت : يا رسول الله! إن لى إليك حاجة، فقال : يا أم فلان! أى السكك شئت، حتى أقضى لك حاجتك، فخلا معها فى بعض الطرق، حتى فرغت من حاجتها"([2])0
قال الإمام النووى – رحمه الله – قوله : "خلا معها فى بعض الطرق" أى : وقف معها فى طريق مسلوك، ليقضى حاجتها، ويفتيها فى الخلوة، ولم يكن ذلك من الخلوة بالأجنبية، فإن هذا كان فى ممر الناس، ومشاهدتهم إياه وإياها، لكن لا يسمعون كلامها، لأن مسألتها مما لا يظهره"([3])0
ومن هنا استفاد الأئمة من هذه الرواية : "أن مفاوضة الأجنبية سراً لا يقدح فى الدين عند أمن الفتنة، ولكن الأمر كما قالت عائشة رضى الله عنها، "وأيكم يملك أربه كما كان e يملك أربه"([4]) قلت : وإيانا أيضاً معصوم كعصمته ثالثاً : ليس فى قوله : "إنكم أحب الناس إلى – مرتين – وفى رواية : ثلاث مرات" ما يطعن فى عصمته e فى سلوكه وهديه، لأن هذه الكلمة قالها النبى e جهاراً على ملأ من الناس لنساء وصبيان من الأنصار كانوا مقبلين من عرس0
يدل على ذلك ما أخرجه البخارى عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال : أبصر النبى e، نساءاً وصبياناً مقبلين من عرس فقام ممتناً فقال : "أنتم من أحب الناس إلى"([5]) وهو على طريق الإجمال، أى : مجموعكم أحب إلى من مجموع غيركم0
فالكلمة إذن لم يقلها رسول الله e مغازلاً للمرأة الأنصارية التى اختلى بها ليقضى حاجتها؛ كما يحاول أن يزعم، ويستنتج أعداء الإسلام! وإنما قالها e، خطاباً لمجموع الأنصار. وتأمل قوله : "إنكم" ولم يقل "إنك"0
وليس أدل على ما سبق أن الراوى للحديث أنس بن مالك، سمع هذه الجملة "إنكم أحب الناس إلى" وسمع كم مرة كررها رسول الله e فإذا كانت الكلمة مقصوداً بها المغازلة؛ فلم جهر بها e حتى سمعها أنس؟!0
ولم لم يسر بها حتى لا يسمعها أنس إن كان مقصوداً بها ما يزعمه أعداء عصمته e؟0
إن هذه الجملة : "إنكم أحب الناس إلى" قالها المعصوم e : منقبة للأنصار، حيث جعل حبهم من علامات الإيمان، وبغضهم من علامات النفاق، فقال e : "الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق، فمن أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله"([6]) وفى رواية : "آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار"([7])0
قال الحافظ ابن حجر : وخصموا بهذه المنقبة العظمى، لما فازوا به دون غيرهم من القبائل من إيواء النبى e، ومن معه، والقيام بأمرهم، ومواساتهم بأنفسهم وأموالهم، وإيثارهم إياهم فى كثير من الأمور على أنفسهم، فكان صنيعهم لذلك موجباً لمعاداتهم، جميع الفرق الموجودين من عرب وعجم، والعداوة تجر البغض، ثم كان ما اختصوا به مما ذكر موجباً للحسد، والحسد يجر البغض، فلهذا جاء التحذير من بغضهم، والترغيب فى حبهم، حتى جعل ذلك آية الإيمان والنفاق، تنويهاً بعظيم فضلهم، وتنبيهاً على كريم فعلهم، وإن كان من شاركهم فى معنى ذلك مشاركاً لهم فى الفضل المذكور، كل بقسطه"([8])0
وبعد : فقد ظهر واضحاً جلياً لكل ذى عقل، وقلب سليم، أن الحديث صحيح رواية ودراية، وأن ما زعمه أهل الزيغ من أن لفظ الخلوة فى الحديث محمول على الخلوة المحرمة؛ مردود عليهم بما جاء فى بعض طرق الحديث "فخلا بها فى بعض الطرق أو بعض السكك" وهى الطرق التى لا يخلو منها المارة من الناس0
كما اتضح جلياً أن تلك المرأة التى خلى بها النبى e، كانت لها مسألة أرادت أن تستفتى فيها النبى e، وتلك المسألة مما تستحى من ذكره النساء بحضرة الناس، وكانت إجابة النبى e لها أن تلتمس بعض الطرق أى تلتمس أى جانب من الأماكن العامة التى لا تخلو من مرور الناس غالباً حتى يسمع حاجتها، ويقضيها لها، وكل هذا صرحت به رواية الإمام مسلم من حديث أنس، راوى الحديث الذى طعنوا فيها من رواية البخارى! ليقطع لسان كل فاجر، ويدفع افتراء كل آثم يطعن فى عصمته e0
وما ختم به النبى e، حديثه مع المرأة من قوله : "والذى نفسى بيده إنكم أحب الناس إلى" هذا منه e، تأكيداً لما قاله مراراً من جعله علامات الإيمان حب الأنصار، ومن علامات النفاق بغضهم، ثم إن هذه الكلمة قالها رسول الله e جهاراً على ملأ من الناس، لنساء وصبيان من الأنصار كانوا مقبلين من عرس، كما سبق من حديث أنس عند البخارى0
فهل بقى بعد كل هذا حجة فى الحديث لمن أرادوا أن يشوشوا به على عصمة سيدنا رسول الله e فى سلوكه، وفى خلقه العظيم؟! وهم يوهمون البسطاء أنهم من المحبين للنبى e، المدافعين عنه، فى الوقت الذى يجحدون فيه سنته العطرة، ويطعنون فى عدالة الإمام البخارى، وفى صحيحه الجامع، ويسفهون عقول المسلمين القائلين بقول سلفهم الصالح رضى الله عنهم، ويستخفون بعقل من يقرئ لهم!0
وبالجملة : أيخشى عاقل، فضلاً عن مؤمن من رسول الله e، على زوجه، أو ابنته، أو أمه، وهو الذى لم يستطيع كافر أو جاحد، أن يلمس هذا الجانب فى حقه؟0
وقد قال الله تعالى فى حقه : }النبى أولى بالمؤمنين من أنفسهم{([9]) إن رسول الله e، مؤتمن على الوحى، وحامل الرسالة، والأسوة الحسنة، والقدوة الصالحة، ولا يثير مؤمن فضلاً عن عاقل مثل ما أثاره أعداء السنة المطهرة فى حديثنا هذا، للإيمان بعصمته e من الشيطان. وإن ما طنطن به أعداء عصمته e، يشبه ما طنطنوا به فى قصة أخرى، وكذبوا البخارى فيها، لأنه رواها، وهى قصة أم سليم وأم حرام رضى الله عنهما0
من كتاب شُبهات حول عصمة النبي
([1]) لماذا القرآن ص91، 92، وقراءة فى صحيح البخارى ص22، كلاهما لأحمد صبحى منصور، وينظر: دين السلطان لنيازى عز الدين ص39، 64، 309، ودفع الشبهات عن الشيخ الغزالى لأحمد حجازى السقا ص210 0
([2]) أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب الفضائل، باب قرب النبى e من الناس وتبركهم به 8/90 رقم 2326، وأبو داود فى سننه كتاب الأدب، باب الجلوس فى الطرقات 4/257 رقمى 4818، 4819 0
([3]) المنهاج شرح مسلم للنووى 8/91 رقم 2326 0
([4]) سيأتى تخريجه ص473 وينظر : فتح البارى 9/245 رقم 5234 0
([5]) أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب مناقب الأنصار، باب قول النبى e للأنصار : أنتم أحب الناس إلى 7/142 رقم 3785، وكتاب النكاح، باب ذهاب النساء والصبيان إلى العرس 9/156 رقم 5180 0
([6]) أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب مناقب الأنصار، باب حب الأنصار من الإيمان 7/141 رقم 3783، ومسلم (بشرح النووى) كتاب الإيمان، باب الدليل على أن حب الأنصار وعلى رضى الله عنهم من الإيمان وعلاماته، وبغضهم من علامات النفاق 1/340 رقم 75 من حديث البراء بن عازب رضى الله عنه0
([7]) أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) فى الأماكن السابقة نفسها برقم 3784، وفى كتاب الإيمان، باب علامة الإيمان حب الأنصار 1/80 رقم 17، ومسلم (بشرح النووى) فى الأماكن السابقة نفسها برقم 128 من حديث أنس بن مالك رضى الله عنه0
([8]) فتح البارى 1/81 رقم 17 0
([9]) الآية 6 الأحزاب0
(((((((((((صورة الرسول)))))))))خلق أفضل الخلق يقول عنه ربه تبارك وتعالى ( وإنك لعلى خلق عظيم) سورة ن وتقول عنه أم المؤمنين عندما سئلت عن خلقه فقالت ( كان خلقه القرآن) وإن المسلم ليشتاق لرؤيته صلى الله عليه وسلم وكذلك لمعرفة خلقه وليستمع لتوجيهه وأقواله ليقتدي به ويقتفي أثره , ولن أطيل عليكم وسأنقل لكم هذه الأحاديث التي جمعتها من صحيح الجامع فلعلها تذكرنا بخلقه صلى الله عليه وسلم وكذلك كيف كانت هيئته وصورته التي صوره الله عليه فنشتاق إليه أكثر ونحبه أكثر بأبي هو وأمي ... فتعالوا معي واقرأوا هذه الأحاديث كان ابغض الخلق إليه الكذب كان ابيض ، كأنما صيغ من فضه ، رجل الشعر كان ابيض ، مشربا بحمره ، ضخم الهامة ، أهدب الأشفار كان ابيض ، مشربا بيض بحمره ، و كان اسود الحدقة ، أهدب الأشفار كان ابيض مليحا مقصدا كان احب الألوان إليه الخضرة كان احب الثياب إليه الحبرة كان احب الثياب إليه القميص كان احب الدين ما داوم عليه صاحبه كان احب الشراب إليه الحلو البارد كان احب الشهور إليه إن يصومه شعبان [ ثم يصله برمضان ] كان احب العرق إليه ذراع الشاه كان احب العمل إليه ما دووم عليه و إن قل كان احسن الناس خلقا كان احسن الناس ربعه ، إلى الطول ما هو ، بعيد ما بين المنكبين ، أسيل الخدين ، شديد سواد الشعر ، اكحل العينين ، أهدب الأشفار ، إذا وطئ بقدمه وطئ بكلها ، ليس له أخمص ، إذا وضع رداءه عن منكبيه فكأنه سبيكة فضه كان احسن الناس ، و أجود الناس ، و أشجع الناس كان احسن الناس وجها ، و أحسنهم خلقا ، ليس بالطول البائن ، و لا بالقصير كان أخف الناس صلاه على الناس ، و أطول الناس صلاه لنفسه كان أخف الناس صلاه في تمام كان إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه ، و لكن من ركنه الأيمن أو الأيسر ، و يقول : السلام عليكم ، السلام عليكم كان إذا أتى مريضا ، أو أتي به قال : اذهب البأس رب الناس ، اشف و أنت الشافي ، لا شفاء ألا شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقما كان إذا أتاه الأمر يسره قال : الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، و إذا أتاه الأمر يكرهه قال : الحمد لله على كل حال كان إذا أتاه الرجل و له اسم لا يحبه حوله كان إذا أتاه الفيء قسمه في يومه ، فأعطى الأهل حظين ، و أعطى العزب حظا كان إذا أتاه قوم بصدقتهم قال : اللهم صل على آل فلان كان إذا أتى بباكورة الثمرة وضعها على عينيه ثم على شفتيه ، ثم يعطيه من يكون عنده من الصبيان كان إذا أتى بطعام سال عنه اهديه أم صدقه ؟ فان قيل : صدقه ، قال لأصحابه : كلوا و لم يأكل و إن قيل : هديه ، ضرب بيده ، فأكل معهم كان إذا اخذ أهله الوعك أمر بالحساء فصنع ، ثم أمرهم فحسوا ، و كان يقول : انه ليرتو فؤاد الحزين ، و يسرو عن فؤاد السقيم ، كما تسرو إحداكن الوسخ بالماء عن وجهها كان إذا اخذ مضجعه جعل يده اليمنى تحت خده الأيمن كان إذا اخذ مضجعه قرا { قل يا أيها الكافرون } حتى يختمها كان إذا اخذ مضجعه من الليل قال ( بسم الله وضعت جنبي ، اللهم اغفر لي ذنبي و اخسأ شيطاني ، و فك رهاني ، و ثقل ميزاني ، و اجعلني في الندى الأعلى)) كان إذا اخذ مضجعه من الليل ، وضع يده تحت خده ثم يقول ((: باسمك اللهم أحيا ، و باسمك أموت ،)) وإذا استيقظ قال ( الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا و إليه النشور )) كان إذا أراد أن يحرم تطيب بأطيب ما يجد كان إذا أراد أن يدعو على أحد أو يدعو لأحد قنت بعد الركوع كان إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده ثم يقول : اللهم قني عذابك ، يوم تبعث عبادك ( ثلاث مرات ) كان إذا أراد إن يستودع الجيش قال : استودع الله دينكم ، و أمانتكم ، وخواتيم أعمالكم كان إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ثم دخل معتكفة كان إذا أراد أن ينام و هو جنب توضأ وضوءه للصلاة، و إذا أراد أن يأكل أويشرب و هو جنب غسل يديه ، ثم يأكل و يشرب كان إذا أراد سفرا اقرع بين نسائه ، فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه كان إذا أراد غزوه ورى بغيرها كان إذا استجد ثوبا سماه باسمه قميصا أو عمامة أو رداء ثم يقول : اللهم لك الحمد ، و أنت كسوتنيه ، أسألك من خيره ، و خير ما صنع له ، و أعوذ بك من شره ، و شر ما صنع له كان إذا استراث الخبر تمثل ببيت طرفه : و يأتيك بالأخبار من لم تزود كان إذا استسقى قال : اللهم اسق عبادك و بهائمك ، و انشر رحمتك ، و أحيي بلدك الميت كان إذا استفتح الصلاة قال : سبحانك اللهم و بحمدك ، و تبارك اسمك ، و تعالى جدك ، و لا اله غيرك كان إذا استن أعطى السواك الأكبر ، وإذا شرب أعطى الذي عن يمينه كان إذا اشتد البرد بكر بالصلاة ، وإذا اشتد الحر ابرد بالصلاة كان إذا اشتدت الريح قال : اللهم لقحا لا عقيما كان إذا اشتكى أحد رأسه قال : اذهب فاحتجم ، و إذا اشتكى رجله قال : اذهب فاخضبها بالحناء كان إذا اشتكى رقاه جبريل قال : بسم الله يبريك ، من داء يشفيك ، و من شر حاسد إذا حسد ، و من شر كل ذي عين كان إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات و مسح عنه بيده كان إذا اصبح و إذا أمسى قال : أصبحنا على فطره الإسلام ، و كلمه الإخلاص ، ودين نبينا محمد ، و مله أبينا إبراهيم ، حنيفا مسلما و ما كان من المشركين كان إذا اطلع على أحد من أهل بيته كذب كذبه ، لم يزل معرضا عنه حتى يحدث توبة كان إذا اعتم سدل عمامته بين كفتيه كان إذا افطر عند قوم قال : افطر عندكم الصائمون ، و أكل طعامكم الأبرار ، و تنزلت عليكم الملائكة كان إذا افطر قال : ذهب الظمأ ، و ابتلت العروق و ثبت الأجر أن شاء الله كان إذا افطر عند قوم ، قال : افطر عندكم الصائمون ، و صلت عليكم الملائكة كان إذا اكتحل اكتحل وترا ، و إذا استجمر استجمر كان إذا أكل أو شرب قال : الحمد لله الذى أطعم و سقى ، و سوغه و جعل له مخرجا كان إذا أكل طعاما لعق أصابعه الثلاث كان إذا أكل لم تعد أصابعه بين يديه كان إذا انزل عليه الوحي كرب لذلك و تربد وجهه كان إذا انزل عليه الوحي نكس رأسه و نكس أصحابه رؤوسهم ، فإذا اقلع عنه رفع رأسه كان إذا انصرف انحرف كان إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثا ، ثم قال : اللهم أنت السلام ، و منك السلام ، تباركت ياذا الجلال و الإكرام كان إذا أوى إلى فراشه قال : الحمد لله الذى أطعمنا ، وسقانا ، و كفانا ، و آوانا فكم ممن لا كافي له ، و لا مؤوي له كان إذا بايعه الناس يلقنهم : فيما استطعت كان إذا بعث أحدا من أصحابه في بعض أمره قال : بشروا و لا تنفروا ، و يسروا و لا تعسروا كان إذا بلغه عن الرجل شيء لم يقل : ما بال فلان يقول ؟ ولكن يقول : ما بال أقوام يقولون كذا و كذا كان إذا تضور من الليل قال : لا اله إلا الله الواحد القهار ، رب السموات و الأرض و ما بينهما العزيز الغفار كان إذا تكلم بكلمه أعادها ثلاثا ، حتى تفهم عنه ، و إذا أتى على قوم فسلم عليهم ، سلم عليهم ثلاثا كان إذا تهجد يسلم بين كل ركعتين ..
منقول من شبكه دكتور ويزارد
((((((((طبيعة غذاء الرسول وكيفية الوقاية من الأمراض
كان النبي { حينما يستيقظ من نومه وبعد فراغه من الصلاة وذكر الله عز وجل يتناول ..كوباً من الماء مذاباً فيه ملعقة من عسل النحل ويذيبها إذابة جيدة،
لأنه ثبت علمياً أن الماء يكتسب خواص المادة المذابة فيه، بمعنى أن جزيئات الماء تترتب حسب جزيئات العسل.
وروي عن النبي { أنه قال: "عليكم بشراب العسل" وهذا إنما يدل على الفوائد العظيمة لشراب العسل أي الماء المذاب فيه العسل، فقد اكتشف الطب الحديث أن شراب العسل حينما يتناوله الإنسان ينبه الجهاز الهضمي للعمل بكفاءة عن طريق زيادة قدرة عمل الحركة الدورية للأمعاء، وبعدها يعمل العسل كمادة غذائية متكاملة بسبب احتوائه على السكريات الأحادية التي تُمت مباشرة ولا يجري عليها هضم،
وتتولد مركبات يسمونها أدونزين ثلاثي الفوسفات وهو ما يطلق عليه (وقود العضلات) وهذا ما جعل علماء التغذية يأخذون الماء ويكسبوه طاقة وهو ما يطلق عليه الآن في أوروبا اسم (العلاج بالماء) لأن الماء يكتسب صفات ما يضاف عليه من مواد ولذلك فإن الطب في أوروبا أكثر تقدماً حتى أعمارهم أطول لأنهم يتبعون في أساليب التغذية الخاصة بهم نهج الطب النبوي الذي ثبت أنه أصلح وسيلة لجسم حي وسليم،
وما زال الطب الحديث حتى الآن يبحث في أسرار الغذاء الذي كان يتناوله النبي
{ وكيف أن هذا الغذاء لم يكن جزافاً بل له أسس وقواعد علمية ما زال الطب الحديث يستكشف ويبحث في أسرارها حتى الآن، وهذا من أسرار الإعجاز الإلهي التي اصطفى بها النبي { في يومه.
إفطار الرسول
بعدما يتناول النبي { شراب العسل يتكئ قليلاً وبعد العبادة المهجورة التي كان يؤديها- { صلوات الله وتسليمه عليه- وهي التفكر في طاعة الله وبعد صلاة الضحى، يتناول النبي { سبع تمرات مغموسة في كوب لبن } كما روي عنه وحدد النبي { الجرعة بسبع تمرات } في حديثه الذي رواه أبو نعيم
وأبو داود .
أن النبي الصلاة والسلام عليه { قال: "من تصبّح بسبع تمرات لا يصيبه في هذا اليوم سم ولا سحر" }.
وقد ثبت بالدليل العلمي أن هناك إنزيماً يرتفع أداؤه في حالة التسمم، وعندما يتم تناول سبع تمرات لمدة شهر يومياً نلاحظ أن هذا الإنزيم قد بدأ في الهبوط والعودة لوضعه الطبيعي،
وهذا من الإعجاز الإلهي الذي خُصّ به النبي صلى الله عليه وسلم .
ومن الظواهر التي أثبتها العلم الحديث المتعلقة بسبع تمرات: ظاهرة التليباثي أو الاستجلاء البصري أو الاستجلاء السمعي أو ما يطلقون عليه (التخاطر عن بعد). (( للمهتمين بمواضيع البراسيكولوجي )
وقد بحث العلماء في جامعة الملك عبدالعزيز وجامعة القاهرة وتوصلوا لنفس النتائج، من أن العمال الذينيعملون بالمناجم وبالرصاص وبالمواد السامة، أي الأكثر عرضة للسموم، عندما يتناولون سبع تمرات يومياً يتوقف تأثير المواد السامة تماماً، وهذا ما نشره العالم اليهودي اندريا ويل (الذي أعلن إسلامه بعد ذلك)
في بحثه تحت عنوان "سبع تمرات كافية" الذي أثبت فيه أن سبع تمرات تعد علاجاً للتسمم ونصح جميع العاملين المعرضين للتسمم بتناولها يومياً،
وهذا ما يثبته حديث النبي .. الذي رواه الترمذي في سننه من أن (التمر من الجنة وفيه شفاء من السم)
والدليل ...
من القرآن يساقط عليك رطبا جنيا.. وهذا ما أيده العالم اندريا ويل في كتابه (الصحة المثلى)
واستشهد فيه بأحاديث النبي عن التمر وفوائده العظيمة للصحة وللإنسان وكيفية الوقاية من الأمراض.
غداء الرسول
بعد تناول النبي { لوجبة الإفطار التي ذكرناها سابقاً، يظل حتى يفرغ من صلاة العصر، ثم يأخذ ملء السقاية (تقريباً ملء ملعقة) من زيت الزيتون وعليها نقطتا خل مع كسرة خبز شعير، أي ما يعادل كف اليد.
وقد ذكرت بعض الآيات القرآنية بعض الفوائد لزيت الزيتون إذ يقول تعالى: شجرة مباركة زيتونة
لا شرقية ولا غربية ..
يكاد زيتها يضيء وأيضاً والتين والزيتون... وقد أثبت العلم الحديث أن هناك أنواعاً عديدة من السرطان، مثل سرطان العظم (سركوما)، استخدم زيت الزيتون لعلاجها وهي ما قال فيها الله عز وجل ... وصبغ للآكلين فكلمة صبغ للآكلين تعني، كما فسرها ابن كثير والقرطبي وكل التفاسير، أنها تصبغ الجسم أي لها صفة الصبغية،
وقد أيد الطب الحديث في اكتشافاته أن زيت الزيتون يحتوي على أحماض دهنية وحيدة التشبع يعني غير مشبعة، ولذلك يقول العالم أندريا ويل: إنه وجد بالتجربة أن زيت الزيتون يذيب الدهون وهذا من قدرة الله، دهن يذيب الدهون، فهو يعالج الدهون مع أنه دهن لأنه يحتوي في تركيبه على (أوميجا 3) بعدد كبير وأوميجا 3 تعالج الدهون.
كما ثبت علميا أن زيت الزيتون يحمي من أمراض تصلب الشرايين والزهايمر وهو مرض الخرف وضعف الذاكرة ويضيع المخ، واستطاع العالم أندريا ويل أن يثبت كيف يقوم زيت الزيتون بالتدخل في الخلية المصابة بالسرطان ويعالجها ويؤثر فيها، ووصف كلمة صبغ للآكلين التي جاءت في القرآن
على أنها الصبغيات (الكرموسومات) ووصف السرطان بأنه اتساع بين الخلايا الواحدة بعض الشيء،وثبت أن زيت الزيتون يقوم بتضييق هذا الاتساع ويحافظ على المسافات بين الخلايا. وهنا
تتجلى قدرة الله عز وجل ..
في انتقائه لغذاء نبيه محمد { فكان النبي { يغمس كسرة الخبز بالخل وزيت الزيتون ويأكل.
وقد اكتشف العلم الحديث أن الخل الناتج من هضم المواد الكربوهيدراتية في الجسم هو مركب خليّ اسمه (أسيتو أستيت) والدهون تتحول إلى أسيتو أستيت ويبقى المركب الوسطي للدهون والكربوهيدرات والبروتين
هو الخل فعند تناول الخل وحدوث أي نقص من هذه المواد يعطيك الخل تعويضاً لهذا النقص،
وتبين بالعلم الحديث أن زيت الزيتون مع الخل يقومان كمركب بإذابة الدهون عالية الكثافة التي تترسب في الشرايين مسببة تصلّبها، لذلك أطلق العلماء على الخل مع زيت الزيتون (بلدوزر الشرايين)لأنه يقوم بتنظيف الشرايين من الدهون عالية الكثافة التي قد تؤدي إلى تصلب الشرايين.
وليس مهمة الخل فحسب القيام بإذابة الدهون، بل يقوم مع الزيتون كمركب بتحويل الدهون المذابة إلى دهون بسيطة يسهل دخولها في التمثيل الغذائي ليستفيد الجسم منها، ثم بعد أن يتناول النبي { غداءه كان يتناول جزرة حمراء
من التي كانت تنبت في شبه الجزيرة العربية، وقد أثبت العلم الحديث بالدليل والتجربة أن الجزر الأحمر يوجد به (أنتوكسيدات) وهي من الأشياء التي تثبط عمل مسببات السرطان، كما أثبت الطب الحديث أن الجزر يساعد
على نمو الحامض النووي والعوامل الوراثية، وهذا من الإعجاز الإلهي، لذلك فإن الكثير من الأطباء ينصحون
بتناول الجزر كمصدر لفيتامين (أ) ومصدر لتجدد العوامل الوراثية بالحام ض النووي، كما أنه يؤخر ظهور الشيب.
عشاء النبي
كان النبي { بعد أن ينتهي من صلاة العشاء والنوافل والوتر وقبل أن يدخل في قيام الليل، كان يتناول وجبته الثالثة في اليوم وهي وجبة العشاء، وكانت تحتوي على اللبن الروب مع كسرة من خبز الشعير،
وقد أثبت العلم الحديث أن تناول كوب من اللبن الروب في العشاء يعمل على إذابة الفضلات المتبقية في المصران الغليظ، ويقوم بتحليلها إلى مركبات بسيطة يسهل الاستفادة منها ومن الفيتامينات الموجودة بها. وقد جرت بعض الدراسات العلمية، قام بها عدد من خبراء التغذية في الغرب وأيضاً الدراسات التي أجريت في جامعة القاهرة وجامعة الملك عبدالعزيز، بينت فوائد اللبن الروب عند تناوله ليلاً،
فهو يجعل الترسبات غير المرغوب فيها تتفتت ويستفيد منها الجسم،وهذا من الإعجاز في تناول النبي { لهذه الوجبة ليلاً كوجبة عشاء هامة وضرورية وسريعة الهضم، وتجعل الجهاز الهضمي يعمل بكفاءة، لذلك هناك عدد من الأطباء دائماً يصفون لمرضاهم اللبن الروب ليلاً في وجبة العشاء لأنه مريح للقولون ولا يسبب تقلصات في المعدة، وأكدت هذه المعلومات الطبية الدراسة التي أجراها الدكتور عبدالباسط سيد محمد في كتابه (الاستشفاء بطعام النبي) الذي أوضح فيه أن معظم طعام النبي له جانبان من الفائدة، جانب القيمة الغذائية التي يمد بها الجسم وأثبتها العلم الحديث، وجانب الوقاية من الأمراض،
وهذا إنما يدل على الإعجاز الإلهي في اختيار رب العالمين لطعام نبيه ومصطفاه سيد الخلق أجمعين.
وفي النهاية نقول...
انطلاقاً من قوله تعالى:
لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة
... فلو تأملنا جيداً سنجد أن النبي { كان خير قدوة لنا في مأكله ومشربه وملبسه، كان قدوةً ومعلماً للبشرية، فقد أعجز بعلمه العلماء، وفاقت فصاحته البلغاء والأدباء، فكان إذا تحدث صدق وما ينطق عن الهوى... ولو تأملنا جيداً أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم
{ عن الطعام لوجدنا أنه أخبرنا من آلاف السنين بما لم يستطع العلم الحديث اكتشافه،
منقول
"عزازيل" للدكتور يوسف زيدان
الرواية التى أثارت الزوابع
تخاريف صائم، وشخابيط ناقد
د. إبراهيم عوض
فى لقاء تلفازى فى برنامج "العاشرة مساءً" خاص بمناقشة رواية "عزازيل" للدكتور يوسف زيدان قدمته قناة دريم" منذ عدة أسابيع يفاجأ المشاهدون فى بداية الحلقة بالدكتور محمد الجوادى يتحدث "من منازلهم" متناولا الرواية بالنقد مؤكدا أن صاحبها قد خانه التوفيق، فهى فى نظره رواية دون المستوى، وتسىء إلى الكنيسة الأرثوذكسية. وكنت أشعر شعورا قويا، وأنا أتابع كلماته وتعبيرات وجهه وتلوينات صوته وحركات رقبته ونظرات عينيه، أنه لا يتحدث بما انتهت إليه دراسته للرواية، بل يقول ما يتصور أنه يرضى بعض الأطراف، وهو ما دفع المؤلف، بعد كلمتين عن لطف الجوادى وحلاوة شخصيته وما إلى هذا، إلى أن يمطره بأشد مما قاله هو فى الرواية، إذ كان رأيه أن الجوادى ليس ناقدا ولا أديبا، بل مجرد طبيب، وعليه ما دام الأمر كذلك أن يلتفت إلى عمله فى الطب وأن يترك الأدب للأدباء والنقاد، وبخاصة أنه، كما قال، لم يقرأ الرواية أصلا.
وقد كان الدكتور زيدان، والحق يقال، رابط الجأش حاضر البديهة، فلم يؤخذ بكلام الجوادى المباغت، أو بالأحرى: بكلامه الذى بدا لى مباغتا، إذ هو صديق للمؤلف حسبما فهمنا منه، فلم يكن من المتوقع أن يهاجم الصديق صديقه على مرأى ومسمع من ملايين المشاهدين بهذه الطريقة، وفى وقت تحتاج الرواية إلى من يدافع عنها، على الأقل: بإبراز أنها لا تسىء إلى النصارى الذين قيل إن كنيستهم تنوى مقاضاة المؤلف وجَرْجَرته فى المحاكم شأنها مع كل مسلم يبدى رأيًا لا يرضيها حتى لقد علق بعض الساخرين بأن الأمر بهذه الطريقة سوف ينتهى بوضع كل الكتاب المسلمين فى السجن إلى أن يتم إعدامهم على بكرة أبيهم كى تستريح الكنيسة فلا يفكر أحد فى أن يقول مما يعتقده فى ضميره كلمة ولا حرفا واحدا، ليتلوها تطهير مصر من المسلمين جميعا باعتبارهم أجانب غرباء جاء أجدادهم من الجزيرة العربية واحتلوها وأكرهوا النصارى المصريين على اعتناق الإسلام كما نسمع هذه الأيام فى كل مكان، فينبغى من ثم إخراجهم من أرض الكنانة وإعادتهم من حيث جاؤوا والقضاء على كل ما يمت بأية صلة لهم وللغتهم وللدين الذين جلبوه وفرضوه على أهل مصر. ومن هنا ندرك معنى قولى آنفا إن المؤلف كان رابط الجأش. وكان هذا شأنه أيضا فى الحلقتين التلفازيتين اللتين شاهدتهما فى قناتين مصريتين أخريين، وهو ما أعجبنى منه بغض النظر عن العوامل المسؤولة عن ذلك، وهل رباطة الجأش نابعة منه هو ذاته أو راجعة إلى اطمئنانه إلى مساندة بعض الجهات القادرة على تعضيده وعدم تركه وحيدا فى هذه المواجهة. كما أعجبنى أن ممثل الكنيسة فى هذا اللقاء، وهو القمص عبد المسيح بسيط، كان هو أيضا هادئا ضابطا لنفسه فلم يكن متشنجا أو غاضبا أو مقعقعا بالتهديد، وإن كان قد اختلف مع المؤلف فى بعض المضامين التى تتعلق بتاريخ الكنيسة وتطورات العقيدة النصرانية، مع حرصه فى ذات الوقت على أن يبدأ كلامه بالإشادة بالجانب الإبداعى فى الرواية إشادة بالغة، وهو ما شاركه فيه الضيفان الآخران: د. يحيى الجمل ود. وسيم السيسى، مما ارتاح له المؤلف بطبيعة الحال ارتياحا عظيما ولقى منه الرضا والابتهاج، ناسيا أن يعلق على كلامهما بما علق به على كلام الجوادى من أنه كلام لشخصين غير أديبين وغير ناقدين.
وهى قفشة أخذتها من قبل على الأستاذ رجاء النقاش، الذى كان قد كتب مدافعا عن نجيب محفوظ وروايته: "أولاد حارتنا" ضد التقرير الذى كتبه ضدها فى آخر الخمسينات الشيخ أحمد الشرباصى والشيخ محمد الغزالى، إذ قال إن قراءتهما للرواية إنما هى قراءة دينية لا تصلح لتناول الأعمال الأدبية لأنهما ليسا أديبين ولا ناقدين، وفى ذات الوقت قَبِلَ شهادة د. أحمد كمال أبو المجد ود. محمد سليم العوا فى حق الرواية رغم أنهما أيضا ليسا أديبين ولا ناقدين، ورغم أن الغزالى كان شاعرا، فضلا عن أنه صاحب أسلوب أدبى لا يجارَى فى حلاوته وحرارته، وأن الشرباصى كان متخصصا فى الأدب العربى ونقده وليس شيخا من شيوخ الدين كما أراد النقاش الإيحاء، على خلاف الدكتورين الفاضلين اللذين لا نعرف لهما مشاركة فى الأدب ولا يتسم أداؤهما الكتابى بشىء من خصائص الأساليب الأدبية رغم احترامنا لهما كرجلى قانون وكاتبين فى الشؤون العامة، وهى الصفة التى يشاركهما فيها د. الجمل، أما الدكتور السيسى فطبيب متخصص فى المسالك البولية، فلا علاقة له بهذا المعنى بالأدب ولا النقد هو أيضا. وبالمناسبة فقد أفلتت منه فى الحلقة كلمة تساوى مليارات الجنيهات، إذ كان الدكتور زيدان يشرح كيف أنه ما من شخصية أو فكرة على طول التاريخ لم تتعرض للانتقاد، ثم ساق دليلا على ما يقول أنه قد انتقد عمرو بن العاص ذاته، وهو (حسبما قال) "جَدّه"، فما كان من الدكتور السيسى إلا أن رد على البديهة ودون تفكير قائلا: إنه ليس جَدّك، فأنت مصرى. وقيمة هذه الكلمة العارضة تكمن فى أننا، مسلمى مصر الذين نشكل نحو خمسة وتسعين فى المائة من سكان المحروسة، كثيرا ما نسمع من رفقاء الوطن النصارى أننا عرب محتلون، وينبغى أن نعود من حيث أتينا، أى إلى الجزيرة العربية ونترك مصر لهم أو ندخل فى النصرانية إن استحببنا البقاء معهم فى بلاد اللبن والعسل بدلا من بلاد الشظف والقشف، ناسين أن الجزيرة العربية لم تعد بلاد جدب وفقر، بل بلاد بترول وألماس وياقوت وذهب ومرجان... أحمدك يا رب! وسلِّمْ لى من فضلك على مرزوق العُتَقى! وبطبيعة الحال لم يكن زيدان يريد المعنى المباشر لكلمة "جَدِّى"، بل يقصد المعنى الثقافى والدينى والحضارى، إذ نحن نَدِين لعمرو بن العاص دَيْنًا كبيرا، إذ لولا هو لكان لخريطة مصر التاريخية والثقافية والروحية شأن مختلف تمام الاختلاف. وهذا ما أراده الدكتور زيدان، وهو محق فى هذا كل الحق رغم أهمية الكلمة التى خرجت من فم السيسى تدوى كطلقة الرصاص. يسلم فُمّك يا دكتور: يا دكتور سيسى، ويا دكتور زيدان كليكما!
إلا أننا نعود فنقول إن موقف د. زيدان بوجه عام هو موقف أملته الطبيعة البشرية التى تعمل ما فى وسعها لإحراز النصر على الخصوم بكل وسيلة متاحة، وبخاصة أنه لم يكن لديه فى البث التلفازى المباشر على الهواء وقت للمراجعة والتأنى. ذلك أن كلام الشخص فى حلقة تلفازية غير كلامه حين يكتب فتكون أمامه فرصة للتحقق من صحة ما يقول ودقته وما إلى هذا، أما فى اللقاءات التلفازية، وبالذات المذاع منها على الهواء، فإن نصف مخ المتكلم يكون غائبا فى العادة، اللهم إلا من رحم الله فيكون ثلث مخه فقط ضائعا، "وليس الثلث بقليل" كما قال رسولنا الأعظم عليه الصلاة والسلام، علاوة على قلة الوقت المتاح ومقاطعة مقدم البرنامج له بغية إعطاء الأطراف كلها نصيبا متساويا من هذا الوقت القليل، وشعوره بأن خصمه يصوب إليه نظرات التربص وينتظر الفرصة كى ينقض على ما يتفوه به ليفنّده، ودعنا من إحساسه بأن هناك ملايين تشاهد البرنامج وقد أرهفت الآذان وأحدّت الأبصار وركّزت الأعصاب فى كل كلمة يلفظها، وكأن كلا منهم قد تحول إلى "الرقيب العتيد" الذى يحدثنا عنه القرآن، هذا الإحساس الذى يضغط هو أيضا على أعصابه ضغطا شديدا.
وإلى القارئ ما سبق أن قلته فى هذا الموضوع ضمن دراستى التى نشرتها منذ عدة أسابيع بعنوان: "قضية خاسرة ودفاع متهافت: رجاء النقاش يترافع عن أولاد حارتنا" بمناسبة صدور كتاب النقاش عن "دار الهلال" فى هذا الموضوع: "ونحن نقول للأستاذ النقاش، وإن كان انتقل إلى ذمة الله، إلا أنه حاضر معنا بكتاباته وآرائه ومواقفه، وبخاصة فى كتابه هذا الذى يدور عليه حديثنا الآن: إنك قد استفتيت بشأن "أولاد حارتنا" الدكتور محمد سليم العوا والدكتور أحمد كمال أبو المجد وطرت بما قالاه حتى لامست النجوم التى نراها فوق رؤوسنا، بل حتى تجاوزتها إلى نجوم المجرّة التى فوقها مما لا نراه الآن، وقد نراه فى مقبل الأيام إن كتب الله لنا عمرا طويلا ندرك به عصر المناظير الفلكية العملاقة التى سوف يتم اختراعها فى تلك الأثناء لترينا نجوم المجرات الأخرى، مع أنهما ليسا ناقدين بالمعنى الذى تريد، فكيف كان منك ذلك؟ إنهما أقرب إلى أن يكونا عَالِمَىْ دينٍ، وليسا ناقدين أدبيين. فلماذا قَبِلْتَ منهما ما قالاه عن الرواية المحفوظية وأثنيت عليه وطنطنت به، ورفضت أن يكون لأمثالهما ممن ليسوا بنقاد، أى ممن لم يدرسوا النقد مثلى ومثلك فى قسم اللغة العربية بكلية الآداب أو أى قسم آخر يناظره، رأى يَرَوْنَه فى تلك الرواية؟ وهل كل النقاد الذين يملأون الساحة النقدية هذه الأيام وقبل هذه الأيام بزمن طويل هم من المتخصصين فى النقد الأدبى؟ بطبيعة الحال لا، فلم إذن تخص من تسميهم: "علماء دين" ممن لا يَحْسُن رأيهم فى رواية نجيب محفوظ بالحرمان، وكأننا فى محكمة من محاكم التفتيش؟
ألا يكفى أن يكون لدى الشخص اطلاع جيد على الأعمال الأدبية ومعرفة بالطريقة التى ينبغى التعامل معها من خلالها؟ وهل يفعل الدارسون فى أقسام اللغة العربية والأدب العربى شيئا آخر غير هذا؟ صحيح أن الدراسة المنظمة قمينة أن تكون أفضل، إلا أن ثم كثيرا من النقاد استطاعوا تكوين شخصياتهم النقدية بالقراءة الحرة والعكوف على الكتب والدراسات التى من شأنها إعانتهم على أداء هذه المهمة. وهل كان سليمان البستانى مثلا أو إبراهيم اليازجى أو جبران خليل جبران أو أمين الريحانى أو روحى الخالدى أو شكيب أرسلان أو الرافعى أو العقاد أو الزيات أو محمد لطفى جمعة أو محمد عبد الغنى حسن أو مصطفى عبد اللطيف السحرتى أو جورج طرابيشى أو لطفى الخولى أو محمد دكروب أو محمود أمين العالم أو حتى نجيب محفوظ ذاته من خريجى أقسام اللغة العربية الذين درسوا النقد الأدبى دراسة منظمة، ودعنا من الفُسُول من أصحاب الدبلومات الضِّحَال الثقافة والذوق الذين لا يستطيع الواحد منهم أن يكتب أو يقرأ جملة واحدة سليمة، فضلا عن أن يفهم النص الذى أمامه فهما صحيحا، وهم الذين يتصدرون مجالس الأدب والنقد هذه الأيام ويمدد الواحد منهم رجليه فى وجوهنا وكأنه جالس على المصطبة الملاصقة لبيتهم فى القرية ثم يفتى فى كل شىء وفى أى شىء، وهو يجهل كل شىء جهلا فاحشا يبعث على القىء، بل هو أجهل من الجهل ذاته إن كان هناك جهل يتجاوز ما نعرفه من جهل، وكل بضاعته كَمْ مصطلحًا من مصطلحات الخردة النقدية الغربية يرددها دون وعى ودون ذوق ودون عقل متصورا أنه قد جاء بالذئب من ذيله؟ الجواب هو "كلا" بالثلث. فلماذا لا تنكر على أى من هؤلاء قيامهم بمهمة الناقد الأدبى وحديثهم عن رواية محفوظ التى نحن بسبيلها؟ أقول لك السبب؟ إنه رفضك أن يكون هناك رأى فى رواية "أولاد حارتنا" يخالف ما ترتئيه. هذا هو السر، ولا سر سواه!".
وهو نفسه ما نقوله تعقيبا على نصيحة يوسف زيدان لمحمد الجوادى، وإن كنا نتفهم الدوافع التى حدت به إلى الرد عليه بهذه الشاكلة، فقد شعرتُ، وبعض الشعور إثم، وإن كان بعضه الآخر حقا كل الحق، أن الجوادى يريد توصيل رسالة ما إلى جهة ما لا أن يقول رأيه فى الرواية، التى جزم الدكتور زيدان بأن صديقه لم يقرأها. وأنا أميل إلى تصديق زيدان لأكثر من سبب: فلو كان الجوادى قرأ الرواية لاتصل بمقدمة البرنامج عقب سماعه هذا الكلام ونقض ما قاله زيدان. بل لو كان قرأ الرواية لكان اتصل قبل ذلك بصاحبها وناقشه فيها، وبخاصة أنهما صديقان كما فهمنا من كلام الدكتور زيدان. وفوق هذا فهو لم يخصّ بالحديث شيئا معينا فى الرواية، بل كان حريصا على أن يكون هذا الحديث عاما لا يمكن الإمساك بشىء منه ومناقشته. ومن هنا شعر يوسف زيدان، فيما أظن، أن عليه رد التحية بأحسن (!) منها، فنفى عنه بكلمة واحدة القدرة على فهم الأعمال الإبداعية وتذوقها، ومن ثم العجز عن نقد الإبداعات الأدبية. ونقرة بنقرة، بل بثلاث نقرات، والبادئ أظلم. وهذا عكس ما قاله يحيى الجمل، ود. صلاح فضل، الذى اتصل هاتفيا بالبرنامج على ما هو متبع فى مثل تلك الحلقات بترتيب مسبق، إذ وصفا الرواية بأنها تتسم بالعذوبة والرقة والشاعرية.
ومما له صلة بفنية الرواية ما أثير من حديث عن صحة ما قاله مؤلفها فى بدايتها من أنها عبارة عن مذكراتٍ مخطوطةٍ كتبها راهب مصرى من أتباع نسطور فى أحد الديارات بمنطقة حلب ثم دفنها هناك حيث ظلت خافية عن الأنظار أكثر من ستة عشر قرنا، إلى أن قيض الله لها فى الفترة الأخيرة من اكتشفها بالمصادفة كما يقع فى مثل تلك الظروف، وقام الكاتب بترجمتها من السريانية التى كُتِبَتْ بها إلى اللسان العربى. ولم يكتف د. زيدان بهذا، بل زاد فأضاف إلى الرواية عِدّةً غير قليلة من الهوامش يُفْهَم من كل منها على نحو أو على آخر أنه ليس إلا مترجما لتلك المذكرات التى خلفها وراءه الراهب هيبا. وقد لاحظت أن كثيرا ممن قرأت ما كتبوه عن الرواية قد تكلموا عنها بوصفها مخطوطا سريانيا ترجمه الدكتور زيدان إلى العربية. وقد تباهى الدكتور زيدان فى الحلقة المشار إليها قائلا إن كل من قرأها جازت عليه الحيلة الفنية التى احتالها وظن فعلا أنها مخطوط سريانى، وأن كل دوره ينحصر فى الترجمة. وممن ذكرهم فى هذا السياق د. أحمد عتمان، الذى قال عنه إنه، بعد أن ألقى كلمته عن الرواية وأخذ راحته فى تحليلها فى إحدى الندوات، مال على أذنه وسأله هامسا: الرواية بطبيعة الحال مخطوط سريانى؟ أليس كذلك؟ وهو ما يدل، فى نظر زيدان، على استيلاء الرواية على أذهان من قرأوها بحيث إنهم استغرقوا فيها ولم يكتشفوا أنه هو مؤلفها وأن الراهب هيبا المصرى ليس إلا خَلْقًا من صنع خياله دون أن يكون له أى وجود تاريخى. ومن الطريف رغم هذا أن يعكس عبد المسيح بسيط المسألة مائة وثمانين درجة فيقول، فى حلقة "العاشرة مساء"، إن كل النقاد قد خطّأوا الكاتب لأنه أوحى للقراء أن الرواية حقيقية وأنها فعلا مذكرات تركها الراهب هيبا وراءه. أما الأنبا بيشوى فيقول إن زيدان "يتخذ من أحد المخطوطات السريانية سندا لروايته، مع مزجها بخياله الروائى". أى أن هناك فى رأيه مخطوطا سريانيا فعلا، وكل ما فى الأمر أن المؤلف قد مزجه بشىء من الخيال (انظر ما كتبه رامى النجار فى جريدة "المصريون" بتاريخ 19/ 9/ 2008م تحت عنوان "بيان منسوب للأنبا بيشوي ينتقد فيه رواية "عزازيل" ويتهم مؤلفها بمحاولة تدمير الأرثوذوكسية وبيان آخر ينفي عزله من المجمع المقدس").
ومماله صلة بتلك المذكرات التى قال الكاتب إن البطل هيبا قد تركها وراءه موحيا بهذه الطريقة أنها مذكرات حقيقية وأن دوره هو ينحصر فى نقلها من السريانية إلى العربية أن شماسا من الدقهلية يُدْعَى: هانى اتصل بحلقة "العاشرة مساء" على الهواء مطالبا المؤلف أن يوضح للمشاهدين أين وجد هذه المخطوطة. أما الأستاذ جمال أسعد فكان واعيا بأن المسألة لا تعدو أن تكون حيلة فنية، إذ كتب فى مقال نشره فى 2/ 9/ 2008م بجريدة "المصريون" عنوانه: "الإبداع الفني والرقابة الدينية" قائلا إن رواية "عزازيل" "هي عمل أدبي أوهم فيه المؤلف القارئ بأن أحداثه استقاها من خلال مخطوطات سريانية". بل إنه زاد فدافع عن حق المؤلف فى كتابة ما يشاء على النحو الذى يشاء، مؤكدا أن "هذا الإيهام جائز حتى أن العمل يدخل تحت بند الإبداع الأدبي ولا علاقة له بالعقيدة الدينية".
فأما فيما يخصنى فقد أقبلت، والحق يقال، على الرواية بوصفها مخطوطا سريانيا ترجمه يوسف زيدان، وإن كنت استغربت أن يعرف الدكتور يوسف اللسان السريانى، وهو المتخصص فى الفلسفة، لكنى رددت على نفسى بأن ذلك ربما يكون راجعا إلى اهتمامه بالمخطوطات، التى من بينها مخطوطات سريانية كثيرة تهم دارس النصرانية فى تلك العصور، ومن ثم قد يكون تعلَّمها ببادرة ذاتية لا من خلال التخصص. إلا أننى ما إن مضيت قليلا فى القراءة حتى تيقظ عفريت الشك فى صدرى، إذ إن بناء الرواية بناء عصرى تماما، كما أن لفتات الذهن والاهتمامات العقلية والوجدانية التى تحرِّك الكاتب هى لفتات واهتمامات عصرية أيضا. وكان من بين ما حاك فى قلبى ولم أتقبله بسهولة أن يُقْدِم راهب فى تلك العصور فيكشف ستر الله الذى ستره به ويتحدث عن ممارسته للفاحشة مع الخادمة التى رآها على شاطئ الإسكندرية أول ما وصل إليها من بلده إخميم وعام فى بحرها وكاد أن يغرق لولا لطف الله به، فكانت أول إنسان يتعرف إليه. وفضلا عن ذلك فالرواية فى هذه النقطة تقوم على المصادفات الساذجة التى يستبعد الذهن أن تحدث فى الواقع على هذا النحو السلس الذى وقعت به فى الرواية. صحيح أن القَصَص القديم كان يقوم فى كثير من الأحيان على هذا اللون من المصادفات، بيد أننا هنا لسنا بإزاء قصة خيالية نسجتها يد أحد المؤلفين القدماء، بل تلقاءَ حكايةٍ المفروضُ أنها قد حدثت فعلا. أضف إلى هذا أن الكنيسة المصرية أبدت غضبها وقيل إنها بسبيلها إلى رفع دعوى قضائية ضد الدكتور زيدان لإهانته العقيدة النصرانية. فلو كانت الرواية مترجمة لما كان هناك مجال للكنيسة كى تغضب وتفكر فى مقاضاة الدكتور، إذ هو مجرد ناقل لنص موجود فعلا لا منشئ له. وهذا إن كان هناك أى أذى فى الكتاب للكنيسة أو لأتباعها. وكنت، كلما مضيت فى القراءة، تيقّن لدىّ أننى أمام رواية ألفها د. زيدان لا مخطوط سريانى اقتصر دوره على ترجمته... إلى أن استمعت إليه، فى تسجيل للحلقة المذكورة فى موقعه المشباكى، يقول إنه فى الواقع مؤلف الرواية لا مترجمها، فلم يكن لإقراره هذا أى تأثير لدىّ، إذ كنت قد وصلت إلى ذلك منذ وقت مبكر من مطالعتى لــ"عزازيل".
وهناك فى أدبنا الحديث من أراد أن يحتال على قرائه قبل د. زيدان ذات الحيلة التى احتال هو بها على قرائه، فقد كتب الفيلسوف الجزائرى مالك بن نبى، فى مقدمة سيرته الذاتية التى أصدرها فى جزأين بعنوان "مذكرات شاهد القرن"، أنها مخطوط وجده بجواره بعد أن فرغ من صلاة العصر منفردا فى ركن ناء بمسجد قسنطينة، الذى كان المستعمرون الفرنسيون قد حولوه إلى كاتدرائية طوال قرن كامل، وذلك عقب الاستقلال عن فرنسا بثلاثة أعوام. وكان قد شعر، وهو مندمج فى صلاته، بشخص يتسلل فى خفة وسكون إلى جانبه حيث ترك لفافة من الأوراق عن يمينه وانصرف من فوره، فاضطر هو فيما بعد إلى فتحها، ليكتشف أنها مخطوطٌ جِدُّ هامًّ ألفاه جديرا بالنشر فنشره. وفى الآداب الأجنبية يمكن أن نشير إلى رواية "دون كيشوت"، التى ألفها فى السجن الكاتب الإسبانى سرفانتس وادعى أنها فى الأصل مخطوط خلّفه مسلم إسبانى (موريسكى)، وانحصرت مهمته هو فى نشره للقراء. وقد أشار د. صلاح فضل إشارة سريعة إلى شىء من هذا فى مداخلته على الهواء فى الحلقة المومإ إليها، كما أشار أيضا إلى قيام رواية "وردة" لألبرتو إيكو على مثل هذه الحيلة.
وفى مادة "Don Quixote" من النسخة الإنجليزية من الموسوعة المشباكية الحرة: "الويكيبيديا: Wikipedia" نقرأ أن "Cervantes created a fictional origin for the story based upon a manuscript by the Invented historian, Cide Hamete Benengeli". وهو ما نجد شيئا من التفصيل له فى النسخة الفرنسية من ذات الموسوعة حيث نجد ما يلى: "Cervantès déclare que les premiers chapitres sont tirés des «Archives de La Manche» et le reste traduit depuis l’arabe de l’auteur morisque Cid Hamet Ben Engeli, l’enchanteur qui tire les ficelles de don Quichotte tout au long du roman".
وفى "أولاد حارتنا" نرى نجيب محفوظ يتبع خطة قريبة من هذه، إذ يقول على لسان الرواى: "هذه حكاية حارتنا، أو حكايات حارتنا، وهو الأصدق. لم أشهد من واقعها إلا طوره الأخير الذى عاصرته، ولكنى سجلتها جميعا كما يرويها الرواة، وما أكثرهم! جميع أبناء حارتنا يروون هذه الحكايات. يرويها كلٌّ كما يسمعها فى قهوةِ حيِّه أو كما نُقِلت إليه خلال الأجيال، ولا سند لى فيما كتبتُ إلا هذه المصادر... شهدتُ العهد الأخير من حياة حارتنا وعاصرت الأحداث التى دفع بها إلى الوجود "عرفة" ابن حارتنا البارّ. وإلى أحد أصحاب عرفة يرجع الفضل فى تسجيل حكايات حارتنا على يده، إذ قال لى يوما: "إنك من القلة التى تعرف الكتابة، فلماذا لا تكتب حكايات حارتنا؟ إنها تُرْوَى بغير نظام، وتخضع لأهواء الرواة وتحزباتهم، ومن المفيد أن تسجَّل بأمانة فى وحدة متكاملة ليحسن الانتفاع بها. وسوف أمدّك بما لا تعلم من الأخبار والأسرار". ونشطتُ إلى تنفيذ الفكرة اقتناعًا بوجاهتها من ناحية، وحبًّا فيمن اقترحها من ناحية أخرى. وكنت أول من اتخذ من الكتابة حرفة فى حارتنا على رغم ما جره ذلك علىَّ من تحقير وسخرية. وكانت مهمتى أن أكتب العرائض والشكاوى للمظلومين وأصحاب الحاجات. وعلى كثرة المتظلمين الذين يقصدوننى فإن عملى لم يستطع أن يرفعنى عن المستوى العام للمتسولين فى حارتنا، إلى ما أطلعنى عليه من أسرار الناس وأحزانهم حتى ضيّق صدرى وأشجن قلبى. ولكن مهلاً، فإننى لا أكتب عن نفسى ولا عن متاعبى، وما أهون متاعبى إذا قيست بمتاعب حارتنا، حارتنا العجيبة ذات الأحداث العجيبة: كيف وُجِدَتْ؟ وماذا كان من أمرها؟ ومن هم أولاد حارتنا؟". ولعل الفرق الوحيد بين الحيلتين أن محفوظ لم يقل بصريح العبارة إنه مجرد ناشر لما كتبه ذلك الرواى، الذى من الواضح أن كاتبنا قد عمل بكل قواه على إيهام القراء أنه شخص آخر غيره. أى أننا، فى ظاهر الأمر، أمام مخطوط كتبه شخص ما غير نجيب محفوظ، ثم وصل هذا المخطوط إلى يده فأداه إلينا كما وقع له، كما أن البيئة والناس اللذين ينتمى إليهما يختلفان عن البيئة والناس اللذين ينتمى إليهما كاتبنا الكبير، وإن لم يعبر هو عن هذه النقطة الأخيرة تعبيرا واضحا مباشرا كما فعل الدكتور زيدان فى مقدمة روايته.
وككل عمل أدبى سوف نتناول رواية "عزازيل" من الناحتين: الفنية والمضمونية، رغم وعينا بأن هذا التقسيم لا وجود له فى واقع الأمر، وإلا لصار العمل الأدبى من ناحيةٍ مجموعةً من الأفكار العادية جدا يستطيع أن يقولها كثير من الناس دون أن يكون لها أى وقع على النفس، ولوجدنا أنفسنا من الناحية الأخرى أمام شكل مجرد لا يمكن الإمساك به ولا الإحساس بتميزه. ولنا هنا فى الإنسان أسوة، فما إن تفارق الروح الجسد حسبما نعتقد نحن المؤمنين بالله وبالآخرة حتى يئيض الجسد بعد قليلٍ جثة منتنة سرعان ما يعيث فيها الدود فتستحيل رمادا وينتهى أمرها بالنسبة للدنيا ومن فيها بعد أن كانت كائنا حيا يملأ الدنيا صخبا وضجيجا ويمتلئ بالآمال والآلام والأفكار والمخاوف والمطامح ويدفع من حوله إلى الانشغال به واتخاذ المواقف المختلفة نحوه ونحو ما يرمز إليه ويمثله... إلخ. أما الروح فأين هى حتى يمكن التعامل معها، فضلا عن الشعور بها؟ إنها هناك عند ربها لا ندرى من أمرها شيئا. ومع هذا كله مما يعرفه النقاد ويرددونه كثيرا إلى درجة الإملال فإننا نشعر برغبةٍ مُلِحّةٍ فى التذكير بهذه الفكرة التى تبين أننا حين نتعامل مع النصوص الأدبية فلا بد أن نتعامل معها باعتبارها شكلا ومضمونا، وإلا صعب علينا، بل ربما عجزنا فى الحقيقة، عن أن نقول فيها شيئا. وكلنا رجاء ألا تضيق صدور القراء بهذه التذكِرة.
ولقد سبق أنْ وَصَفَ ضيوفُ الحقلة المذكورة روايةَ زيدان بأنها بالغة العذوبة والرقة. وهى بالفعل كذلك إلى حد بعيد. وسببه أن الراوى راهب غير تقليدى، فهو لا يؤدى الفروض ويقوم بواجبات الرهبنة كما ينبغى أن يؤديها كل راهب سواء اقتنع بما يصنع أولا، وسواء كان لهذا الذى يصنع وقع فى قلبه أو لا. كما أن هذا الراهب، واسمه: "هيبا"، لم يكن يعطى دائما ظهره للحياة متجسدة فى المرأة بوجه خاص، بل كان يقدر حلاوتها ويتشهاها، وإذا ما أتيح له أن يتذوقها لم يتردد فى أن يمد يده ويقطف ثمارها ويملأ بها فمه دون تردد، ويظل طول الوقت يصف هذه الحلاوة ويصف إحساسه بها، ناسيا أثناء ذلك أن هذه الثمرة ثمرة حرام، وأن السبيل القويم أمامه هو هجران الرهبنة والإقرار بأن لنداء الحياة قوة وجاذبية لا تقاوَم مثلما أَفْهَمَ الإسلامُ أتباعَه وحرّم من ثم الرهبنة ولم يكلفهم من الأمر عنتا لا تستطيعه الفطرة ولا يصلح لها بل يفسدها إفسادا شنيعا، وهو ما صنعه هيبا فى آخر المطاف. ومن العجيب أن المؤلف لم يضع هيبا فى هذا الموقف إلا مع امرأتين اثنتين ليس غير على مدى عشرات السنين مع أن النساء موجودات حوله طوال الوقت، وصراخ الغريرة فى الجسد والنفس لا يعرف الصمت، وبخاصة فى جسد هيبا ونفسه كما أرتنا الرواية. ونضيف إلى كل ما مر أن الرواية مكتوبة بضمير المتكلم، وهذه الطريقة تقرّب البطل من نقوس القراء وتضفى على ما يكتبه شاعرية، أو مزيدا من الشاعرية إذا كان الموضوع بطبيعته شاعريا. وهيبا من جهة أخرى إنسان متفتح العين والأذن لكل ما هو جميل فى الطبيعة أيضا، فهو دائما ما يصف السحاب والحقول والشروق والغروب والجبال والسهول وما إلى ذلك. ثم لا ننس أن هذا جميعه قد صاغه يراع زيدان، وهو شاعر كما ربما لا يعلم كثير من القراء، وفوق هذا فهو متمكن من الصياغة اللغوية إلى حد كبير كما هو بين جلىّ.
ولعل هذا العامل الأخير هو السبب فى أن كثيرا من ألفاظ الرواية مشكولٌ على غير عادة قصاصى عصرنا، الذين يتسم نتاج كثير منهم بالضعف الشائن فى اللغة ونحوها وصرفها، وبالتالى فإن تشكيل الألفاظ فى كتاباتهم أمر غير وارد بالمرة، وإلا كانت فضيحة، اللهم إلا إذا أوعزوا لبعض المتضلعين من اللغة وقواعدها وآدابها أن يُعْمِلوا قلم الإصلاح والتهذيب فيما يكتبون، وهو أمر لا يخطر لهم ببال لضحولة ثقافتهم اللغوية بل لضحولة ثقافتهم عموما، وإن ظن القراء الطيبون أن تحت قبابهم شيوخا مطمطمين، أما غير الطيبين من القراء، وهم فئة النقاد المطلعين على حقائق الأمور فيقولون: لا شيخ تحت القبة ولا يحزنون، لأننا قد دفنّا هذا الذى تحت القبة معا، فنحن نعرف أصله وفصله. وبالمناسبة فقد فوجئت بمقدمة البرنامج الأستاذة منى الشاذلى، وهى تقرأ فقرة من كتاب "عزازيل" لتثبت أنه يخلو من الإساءة إلى أحد، أنها قد قرأت الفقرة قراءة سليمة غاية السلامة، وهو أمر لم نتعوده من مقدمى أو مقدمات مثل هذه البرامج. وحتى لو كانت قد ضبطت مسبقًا الفقرةَ التى كانت تنوى أن تقرأها على الجمهور أو استرشدت بمن قرأتْها عليه وصححها لها فإن ذلك يُحْسَب لها بكل تأكيد، إذ يدل على حرصها على الظهور فى برنامجها فى أحسن صورة، كما يدل على احترامها للغة بلدها وحضارتها مما لا يفقه معناه كثير من المثقفين أو ممن يقال عنهم إنهم مثقفون رغم أن الثقافة لا تصح لمن يهملون شأن لغتهم، إذ الثقافة تشمل اللغة، بل تأتى اللغة على رأس مكوناتها كما يدرك العالمون. ولقد كنت، وأنا لا أزال بالجامعة، أضيق صدرا بقصص يوسف إدريس مثلا، التى بدأتُ التعرف إليها فى ذلك الوقت ورأيت كثيرا من النقاد يهللون لها أيما تهليل رغم امتلائها بالأخطاء التى من هذا النوع، وكأن تلك الأخطاء من الهوان وقلة القيمة بحيث لا تقدم ولا تؤخر. وكنت أقول: يجب على الكاتب، حتى لو كان ضعيفا فى اللغة كضعف يوسف إدريس بل فقره المعيب، أن يتقن لغته قبل أن يمتشق حسامها. أما إذا ما ابتلاه الله بالكسل واللامبالاة بهذا الضعف فعلى الأقل ينبغى أن يعهد بها إلى أحد المصححين يجيل فيها قلمه وينفى عنها ما فيها من وضر لا يليق. لكن على من تلقى مزاميرك يا داود؟ ولهذا السبب يرانى القارئ فى كتابى: "فصول من النقد القصصى" قد ألهبت ظهر إدريس وتهكمت على كثرة أخطائه اللغوية تهكما شديدا. ومع هذا يقتضينا الحق أن نقول إننى قد لاحظت فى المرحلة الأخيرة من كتاباته قبل وفاته اختفاء تلك الأخطاء البشعة واستقامة لغته كثيرا. ولعل لانضمامه إلى كُتّاب جريدة "الأهرام" دخلا فى ذلك، ففى "الأهرام"، كما فى الصحف المحترمة، مصححون لغويون ينظرون فى كل ما يُتْشَر فيها ولا يتركونه يخرج إلى القراء بعُجَره وبُجَره، أو كما نقول فى مصر بالعامية، وهو فى ذات الوقت مقبول فصحويا: "بِعَبَلِه"، وإن اكتسح التبلد السائد فى بلادنا فى جميع مناحى الحياة هذا الميدان أيضا فصرنا نقابل أخطاء كثيرة حتى فى كبريات الصحف.
وما حادثة الدويقة إلا مظهر من مظاهر هذا التبلد وتلك اللامبالاة.
ولا شك أن أمثال تلك الكارثة سوف تتكرر كثيرا كثيرا كثيرا كثيرا كما تكررت من قبل رغم تأكيدات المسؤولين الكذابين بأنها لن تتكرر بعد ذلك أبدا، ويأبى الله فى كل مرة يصرحون فيها بذلك إلا أن يخزيهم فتقع دائما كارثة أشنع عقب تلك التصريحات مباشرة. ولكنْ لا المسؤولون الكذابون يستحون فيكفون عن تصريحاتهم النارية العنترية، ولا الكوارث تستحى فتكفّ عن ترويعنا وإفعام قلوبنا بالرعب والحزن واليأس من صلاح الحال. والمضحك فى الأمر كله أن الناس تدعو الله دائما بالستر. ولأنى أحب الوضوح والصراحة أرانى لا أسكت، بل أنبرى فى الحال قائلا: لا أظنه تعالى سوف يستر علينا أبدا لأننا لا نستحق الستر: لا الحكومات ولا الشعوب. كما أن الله سبحانه لن يلغى سنن كونه من أجل كسلنا وإخلادنا فى كل أمورنا إلى "البَكَش والفهلوة وطريقة سلق البيض وشغل الثلاث ورقات"، فنحن ليس على رأسنا ريشة، بل نحن بعض خلقه يجرى علينا ما يجرى على غيرنا. ومن هنا أجدنى بوجه عام متشائما منذ زمن بعيد إلى حد بعيد، ولا أنتظر فى العادة خيرا من تلك الأحوال لمعرفتى بعيوب مجتمعاتنا القاتلة وحساسيتى لأوضاعنا المقلوبة فى كل ميادين الحياة ووعيى الحاد بأننا نعيش فى هذه المرحلة الحضارية خارج التاريخ والجغرافيا وخارج كل ما هو صحيح مستقيم! وما ظَنُّك بأممٍ ليس لها من عمل تقريبا فى الحياة إلا أن تأكل وتشرب وتتناسل، شأنها فى ذلك شأن الأبقار والطيور والأسماك والديدان والحشرات لا شأن البشر، وإلا فلم نحن متخلفون فى ميدان السياسة والاقتصاد والحرب والعلم والإبداع كل هذا التخلف؟ ولم نحن أذلاء وتافهون كل هذه المذلة والتفاهة حتى فى مجال الرياضة واللعب؟ وليست بعيدةً عنا فضيحةُ أوليمبياد بكين، وهذا مجرد مثال واحد فقط لا غير، وإلا فالفضائح والكوارث لا تكاد تنتهى!
كنت منذ بضعة أعوام فى أحد المؤتمرات النقدية ببلد عربى، وبعدما انتهيت من إلقاء ملخص بحثى الخاص بشعر المستشار حسن نجم رحمه الله عن قضية فلسطين، وهو البحث المتاح فى صيغته الكاملة فى موقعى وفى منتداى بموقع "واتا" وغيرهما من المواقع والمنتديات والذى أحمل فيه على الشعوب العربية حملة شعواء وأعلّق برقبتها قبل الحكومات مسؤولية ما هى فيه من تخلف ومذلة، قامت زميلة لا أدرى من أى بلد عربى قائلة فى استنكار: إلى متى سنظل نمارس جلد الذات بهذه الطريقة؟ فقلت لها: الواقع أننا قد تجاوزنا مرحلة الجلد، الذى ثبت فشله فى إيقاظ شعوبنا النائمة فى الـ... (ولا داعى لإكمال الجملة)، وأصبحت الشعوب بحاجة إلى إِرْزَبَّةٍ ينهال بها المصلحون على يوافيخها: فإما أيقظوها من بلادتها وخمولها، وإما حطموا هذه اليوافيخ العفنة تحطيما! والواقع أننى، مهما أَجَلْتُ النظر حولى، لا أستطيع أن أجد لتلك الشعوب نظيرا فى رضاها بالبؤس الذى هى فيه ولا بالخنوع الذى تمارسه باقتدار باهر وعبقرية فريدة، وأمام من؟ أمام حكام لا يساوى العشرة منهم فى سوق السياسة والإدارة والدهاء مليما صدئا! والمصيبة بل الكارثة أن هذا كله إنما يحدث فى القرن الحادى والعشرين وليس فى العصور القديمة ولا فى العصور الوسطى، أى بعد أن تنورت الشعوب وعرفت حقوقها وسحلت حكامها المستبدين التافهين من كل شاذ النفس والفكر لئيم الطبع مجرم السلوك لم يحسن أبوه وأمه ولا حتى الأيام والليالى ذاتها تربيته، ونصَّبت بدلا منهم من يعرف أنه إنما أتى إلى كرسى الحكم كى يخدمها لا ليبنى السجون فوق الأرض وتحت الأرض وفى الفضاء الخارجى وعلى سطح القمر والمريخ حتى يغيّب فيها زهرة شبابها ويقمع أية بادرة تحرُّك لدى القلة التى شذت عن أمتها ففكرت فى التغيير، على حين نرى سائر الشعب مشغولا بمتابعة أخبار الراقصات العاميات الجاهلات ومشاهدة مباريات الكرة المتخلفة ككل شىء تمسه أيدينا! ولا ننس أن من يساعدون الحكام فى فتكهم بشعوبهم إنما هم أبناء تلك الشعوب. بل إن الحاكم ذاته هو بعض نتاج تلك البيئة. أليس ابنا من أبناء تلك الشعوب؟ أم تُرَاه وارد الخارج؟
حين انتهيت من الفقرة السابقة بدأتْ بغتة "دون إحم ولا دستور" أغنية شريفة فاضل: "أمانة يا بكرة"، التى كان مذيع محطة الأغانى فى المذياع الموجود أمامى على المكتب قد أعلن عنها قبل نحو ساعة، وإن لم يحدد وقتها بالضبط، فقمت فى الحال وأطفأت النور وبقيت فى الظلام أغسل عن نفسى أوضارها وأقذاءها إلى أن انتهت الأغنية سريعا مثل أى شىء بهيج فى الحياة. ثم قلت فى نفسى وقد قمت لأشعل الضوء مرة أخرى كى أستأنف الكتابة: نعم، أمانة يا بكرة، أمانة يا غد العرب والمسلمين، لا تأت أبدا، لأنى موقن أنك لن تحمل إلينا الفرحة. ثم سرعان ما تذكرت أننى لست فى مناحة، بل فى نقد أدبى استطردتُ وابتعدتُ عنه طويلا وآن أن أعود عن طريق هذه الأغنية البديعة التى لا أدرى لِمَ لَمْ تستمر المطربة على النهج الراقى المصقول الذى كانت تتبعه فى أدائها وفضلت عليه اللُّوثة التى تسمى: "الغناء الشعبى". أجل، آن أن أعود إلى ما كنت فيه من نقد وأدب، فسرعان ما عدتُ أدراجى، والعَوْد أحمد، إلى الدكتور زيدان وروايته التى وصفها، كما سبق القول، ضيوف حلقة "العاشرة مساء" بأن فيها رقة وعذوبة (وشاعرية أيضا. لن يضر!)، وهو ما حاولت آنفا أن أعلله. غير أن هذا لا يعنى أبدا أن الرواية تَعْرَى من العيوب فى هذا المجال رغم تأكيد د. يحيى الجمل أنها من الناحية اللغوية أيضا عمل ليس له نظير. بل لقد قد أثنى القمص بسيط فى ندوتين تلفازيتين عليها من هذه الناحية أيضا، ولم ير فيها عيبا رغم أنه أشد المعارضين لها، وكتب يفند ما جاء فيها.
ونبدأ باللغة، وقد قلت إن أسلوب الكاتب محكم إلى حد بعيد، مرافئا بذلك ضيوف الحلقة المذكورة على أن فى الرواية شاعرية واضحة فى كثير من المواضع. إلا أن ثم ملاحظات عليها من ناحية اللغة والأسلوب رغم هذا. وأنا، حين أفتح هذا الباب، لا أفتحه تعالما، فالمسألة لا تستأهل، وبخاصة فى مثل سنى، كما أننى دائم القول بأن اللغة أوسع من أن يحيط بها إنسان كائنةً ما كانت عبقريته فيها واطّلاعه عليها وتضلعه منها وفراغه لها. كذلك فأنا ممن لا يسدّون بابا أبدا فى وجه أى استعمال ما دام له وجه من الصواب. ودائما ما أنبه الذين يحفظون بعض المقولات الشائعة عن خطإ ذلك اللفظ أو هذا الاستعمال مثلا ويعملون على تطبيقها بحرفيتها دون فهم ومراجعة، إلى أن من السهل القول بصحة لفظة أو عبارة، لكن الصعوبة فى تخطئتهما. ذلك أنه يكفى أن تجد عددا معقولا من الشواهد حتى يصح الاستناد إليها فى قبولهما، أما إذا أردتَ التخطئة فلا بد من تفلية اللغة كلها من "طقطق" إلى "سلام عليكم" كى تتأكد من عدم وجود الكلمة أو الاستعمال الذى تريد تخطئته بتاتا. وأَنَّى لإنسان ذلك؟ بل لو افترضنا أن شخصا ما قد حفظ المعاجم كلها على سبيل المثال وأنه فوق ذلك لا يمكن أن ينسى منها شيئا، وهو المستحيل بعينه، فيبقى أن اللغة لا تستوعبها المعاجم أبدا، إذ ما أكثر ما فات المعجميين من أمور. هذا بالنسبة إلى الصحة المعجمية، أما القواعد النحوية فإننى أرى وجوب احترامها وعدم إحياء اللهجات القبلية القديمة، اللهم إلا إذا كان هناك سبب قوى يدعو إلى ذلك، ويكون هذا على سبيل الاستثناء العارض.
من هنا لا أجدنى أخطِّئ من يكررون مثلا "بين" مع اسمين ظاهرين، ولا أشترط أن يكون أحد الطرفين اللذين تربط بينهما على الأقل ضميرا. ذلك أن ثم سياقات لا بد من تكريرها حتى مع الاسمين الظاهرين، وهذا كاف لنسف تشدد المتشددين فى هذا السبيل. وذلك من الناحية النظرية وحدها، فإذا ما علمنا أننى قد عكفت خمس ليال منذ نحو خمس عشرة سنة فى مدينة الطائف على كتاب "معجم البلدان" أستقرئ شواهده الشعرية حتى خرجت وفى كفىّ أكثر من عشرين شاهدا من عصور الاحتجاج على صحة ذلك التكرير تبين لنا أن من خطأوا تكرار "بين" مع الاسمين الظاهرين غير مصيبين. وبالمثل وجدت بضعة عشر شاهدا على مجىء جواب "كلما" فعلا مضارعا لا ماضيا كما يشترط المشترطون. بل لقد وجدت فى بعض تلك الشواهد أن فعلها ذاته قد أتى مضارعا. وهذا وذاك مما ينكره ويرفضه أولئك المتنوِّقون، أو إذا أحببت فقل: "المتنيِّقون"، فهناك من يقول إن "تنوَّق" بالواو خطأ، وهناك من يخطِّئ هذا المخطِّئ مؤكدا أنه استعمال صحيح، أما العبد لله فيجيز الاثنين. وإذا كان هناك من يخطّئ مجىء "واو" العطف" بعد "بل" بحجة أنه لا يصح تتالى حرفَىْ عطف، فإنى لا أرى فى هذا من بأس، إذ أُقَدِّر معطوفا قبل "الواو": وحده أو مع عامله، وذلك كما لو قال قائل: "لـَمْ آكل التفاح وحده، بل والكمثرى أيضا"، فإن تقديره هو : "بل (أكلت) التفاح والكمثرى أيضا". وبذلك تنحل المشكلة ببساطة. ومما يخطئونه أيضا، ولا أرى فيه ما يشين، مجىء "لا" بعد "قد"، وكذلك استعمال "يعتبر" بمعنى "يَعُدّ"، وإنْ قَلَّ لجوئى إلى هذين الاستعمالين. وقد صوب الأستاذ محمد العدنانى فى معجمه الاستعمال الأول استنادا إلى شاهد شعرى وعبارة وردت فى بعض كتب النحو القديمة على ما أذكر. وأضفت أنا بعض الشواهد الشعرية الأخرى. أما الثانى فقد وجدت العقاد على جلالة قدره يستعملها. أفلا يكفى هذا؟ ثم إن من الممكن لمح معنى "يَعُدّ" فى الفعل المغضوب عليه دون أية حساسيات لا داعى لها. وعلى هذه الشاكلة لا أرى خطأ فى قولنا: "العشرينات" و"الأربعينات" والتسعينات" دون "ياء نسب" بالضرورة، بل أرى أنها هى الأصل. وكذلك لا أرى أدنى خطإ فى استعمال كلمة "أثناء" الظرفية دون أن يسبقها الحرف: "فى"، إذ إن الظروف تتضمن دائما معنى "فى"، بالإضافة إلى أن القرآن استخدم "آناء" دون هذا الحرف، ولا فرق بين هذا وذاك، كما وجدت العرب القدماء قد استعملوا مفرده: "ثِنْى" عاريا عن هذا الحرف الجار، فما الـخَطْب إذن؟ وفى كلامى فى الندوات والمحاضرات ومناقشات الرسائل العلمية كثيرا ما أستخدم كلمة "فقرة" بفتح القاف ثم أعقبها بكسرها قائلا إننى أرى أن كلتيهما صحيحة. وليس هذا موضع بسط حجتى فيما أوردته هنا من مسائل، فكل ما أريده هو تحريك الأذهان ونفى إرادة التعالم عن الملاحظات التى أحب أن أوردها حتى يتنبه إليها القراء ويفكروا معنا فيها، ولعل أحدا منهم يهتدى إلى وجه من وجوه الصواب فيها أو فى بعضها فأتراجع عما قلته بشأنها رغم حرصى ألا أبتعد عما تقرر واستقر وأضحى قواعد راسخة. ومن المضحك أن كثيرا من الأساتذة الذين يناقشون الطلاب فى رسائل الماجستير والدكتورية يقعون أثناء المناقشة ذاتها فيما يؤاخذون عليه الطالب المسكين ويكررونه مرات دون أن يتنبهوا إلى هذه المفارقة الطريفة.
والآن مع الملاحظات اللغوية والأسلوبية التى ألفيتها فى الرواية. فمن هذه الملاحظات قول المؤلف على لسان هيبا: "أُلْهِمْتُ بأبيات أخرى (بدلا من "أُلهمت أبياتا أخرى"/ ص291). ذلك أن الفعل: "ألهم" هو من الأفعال المتعدية إلى مفعولين، ومن ثم لا حاجة به إلى أن نستخدم حرف جر مع مفعوله الثانى. ولقد وقعت يوما فى خطإ مشابه سببه أننى كتبت ما كتبته وأنا مرهق مريض، فضلا عن أننى لم أكن قد نمت كفايتى فى تلك الليلة العصيبة، وكان ذلك فى آخر مراجعة لى فى الكتاب الذى وقع الخطأ فيه فلم يتسن لى تصحيح ذلك الخطإ إلا بعد صدور الكتاب، إذ نبهت إليه وفضحت نفسى فى مقال لى مشهور بعنوان "أخطائى". أما الخطأ الذى وقعت فيه فهو تعديتى الفعل: "آتى" إلى مفعوله بحرف جر، إذ قلت: "يُؤْتِى بثمرةٍ طيبة" أو شيئا قريبا من هذا، وكان المفروض أن أقول: "يَأْتِى بثمرةٍ طيبة" أو "يُؤْتِى ثمرةً طيبة"، أما الجمع بين "آتى" والباء فهو خطأ. والقارئ النبيه لن يقوم فى رُوعه أننى كنت مريضا مرهقا فى غير حالتى الطبيعية حين كتبت ما كتبت، وبالتالى فلن يعذرنى، وله الحق كل الحق، فهو لا يشمّ على ظهر يده.
وفى موضع آخر يكتب المؤلف "العتّة" (ص398) بدلا من "العُثّ"، وهى فى الأناجيل بالمناسبة: "غِنَاكُمْ قَدْ تَهَرَّأَ، وَثِيَابُكُمْ قَدْ أَكَلَهَا الْعُثُّ" (رسالة يعقوب/ 5/ 2)، فلا عذر له إذن، فهو يتناول فى روايته الديانة النصرانية وتفسيرات كنائسها المختلفة لتلك الأناجيل، فضلا عن أنه شاعر ينبغى أن تكون معرفته باللغة أدق من هذا. وليس من المقبول أن يجهل واحد كالدكتور يوسف زيدان مثل تلك الصيغة الفصحوية. وعلى كل حال فالمفروض أن يجعل الكاتب مجموعة من المعاجم المختلفة بجواره وطوع يمينه، حتى إذا شك فى كلمة أو بدا له أن من الممكن أن يخطئ فيها أو ما إلى ذلك فتح تلك المعاجم واستشارها فأشارت عليه، وما خاب من استشار كما قال مولانا رسول لله صلى الله عليه وسلم. وكثيرا ما ألفيت المعاجم تقول شيئا آخر غير ما كنت أظنه هو الصواب. ولا يعيبنى أبدا أن أتكئ عليها، فأنا لست كاملا، وعلىّ أن أكتمل بها. ولا يصدق هذا علىّ أنا وحدى، بل على الجميع. بل ربما كان العبد المسكين أفضل من كثيرين غيره لاهتمامه الشديد باللغة منذ وقت مبكر وتخصصه فيها وحرصه على معرفة دقائقها وغرائبها والحديث بالفصحى فى المناسبات العلمية المختلفة: سواء فى المذياع أو المرناء أو المحاضرات أو الندوات أو المناقشات العلمية، حتى إننى لأجد نفسى فيها حينئذ ولا أجدها أبدا فى العامية، التى لا يسلس لسانى بها ساعتها البتة. وهنا أود أن أقول إننى كنت أوثر لو تكلم الدكتور زيدان ومناقشوه فى الحلقة المشار إليها بالفصحى حتى لو وقعوا فى أخطاء الإعراب، كما هو الحال فى قناة الجزيرة مثلا حيث يحرص الجميع على استعمال الفصحى مهما كان الأمر، ورغم وقوع مذيعيها أحيانا فى الخطإ حين يرتجلون. والزمن كفيل بسدّ هذه الثُّغْرة، كما أن الفصحى تضمن أن يفهم عنهم جميع المشاهدين أيا كان بلدهم، بخلاف العامية التى لن يفهمها (فهما كاملا على الأقل) فى تلك الحالة إلا أهل بلد المتحدث فقط.
ومما لاحظته على لغة الكاتب رغم ما تتمتع به من رقة وعذوبة فى غير قليل من المواضع أننى ألفيته يخطئ أحيانا فى إعراب اسم "إن" المتأخر فيرفعه بدلا من نصبه. وهى ملاحظة تصدق على كثير ممن يكتبون ولهم أسماء مشهورة. ولا بد أن أعترف أن هذه الملاحظة بالذات تشكل لى ما يمكن أن يلحق بما يسمى: "العقد النفسية"، إذ ما زلت أذكر تلك اللحظة التى قال لى أستاذ الفقه فيها بمعهد طنطا الدينى، وأنا طالب بالإعدادية قبل أن أترك الأزهر فى العام التالى إلى مدرسة الأحمدية الثانوية بنفس المدينة، وكان ساعتها يقرأ مجلة الحائط التى كنت علقتها خارج فصلى والتى كنت كتبت فيها مقالا أخطأت فيه ذلك الخطأ، إنه سوف يخبر الأستاذ صديق عوض أستاذ النحو بأنى أخطئ فى إعراب اسم "إن" المتأخر عن خبره. ولقد شعرت وقتها بالخجل الشديد، وأضحيت من يومها متنبها تنبها استثنائيا لهذه النقطة.
ومن الملاحظات اللغوية التى تكررت فى الرواية للأسف التركيب التالى الذى يجرى فيه الكلام على الأسلوب العامى: "صارت بيوت الشارع متباعدة عن بعضها" (ص78)، بدلا من "متباعدة بعضها عن بعض"، إذ المعنى هو أن بيوت الشارع "كلها" قد تباعدت عن "بعضها"، وهو مستحيل، إذ كيف يتباعد الكل عن البعض، وذلك البعض متضمن فى كله بما يعنى أن هذا البعض سوف يتباعد عن نفسه؟ ولقد حاولت أن أجد لهذا الأسلوب بابا من القبول فلم يستطع ضميرى تسويغه ولو بحجة قياسه على قوله تعالى: "لا نفرق بين أحد من رسله"، والمقصود: "لا نفرق بين أحد من رسله وغيره"، أو قوله عز شأنه: "مذبذبين بين ذلك" بمعنى "بين ذلك وهذا"، إذ من الواضح أن الأمرين مختلفان، علاوة على أننى لم أجد فى نص عربى قديم مثل هذا التركيب الذى انتشر فى كتابات المحدثين انتشار النار فى الهشيم، وأرجو ألا تسألونى ما هو الهشيم.
كذلك أعيذ شاعرنا وروائينا أن يقع فيما يقع فيه أولئك المسمَّوْن: كتابا، وما هم عندى بكتاب ولا قراء، من عدم الالتفات إلى بعض صور الممنوع من الصرف كما فى قوله: "وتدغدغ فىّ حواسًّا منسية" (ص80) عوضا عن "حواسَّ". وأغلب الظن أنه لم يتنبه إلى أنها كــ"مساجد" وغيرها مما جاء على صيغة "مفاعل" أحد صيغ منتهى الجموع، وذلك لما أصابها من تضعيفٍ أخفى شبهها بــ"مساجد" وغيرها من الكلمات التى لم تأت مضعَّفة. ولا أظن مثل هذا الخطإ قد تكرر فى الرواية. أقول هذا وأنا أعرف أن كثيرا من شعراء العربية القدامى، حتى الفطاحل منهم بما فيهم شعراء جاهليون، كانوا كثيرا ما ينونون الممنوع من التنوين، وبالذات من هذه الصيغة، وأن من عرب الجاهلية من كانوا لا يمنعون من التنوين شيئا من الأسماء بتاتا. ذلك أن الشعراء، كما يعلم هو قبل غيره، يجوز لهم أحيانا من التصرف فى اللغة ما لا يجوز لسواهم. إلا أننا لن نقف طويلا عند تلك القبائل المنونة على الدوام رغبةً منا فى توحيد القواعد النحوية والصرفية بقدر الإمكان، ولا أظنه إلا حريصا على هذا العنصر المهم من عناصر الوحدة العربية الكبرى التى كان عرب الجاهلية يفتقرون إليها، إذ كانوا قبائل متشرذمة متطاحنة إلى أن أتاهم رسول الله فوحدهم وخلق منهم دولة سرعان ما استحالت إمبراطورية فى زمن إعجازى. صحيح أن عرب قبل المبعث كانوا، إذا ما شعروا أو خطبوا أو تمثلوا الأمثال، ينحون نحو تلك اللغة الموحَِّدة التى اصطنعوها لتلك المناسبات والتى تعلو فوق القبلية الضيقة، إلا أن هذا لم يمح اللهجات الصغيرة، فنرجو بقدر الإمكان ألا نعيد إحياء تلك اللهجات.
ومما تكرر كذلك فى الرواية قول المؤلف على لسان راهبنا العفريت المحب للدنيا والمخلد للأرض والمتبع هواه والعاقد مع إبليس اللعين الظريف رغم ذلك صفقة شيطانية ظريفة تتلخص فى أنه لا مانع من نزول الإنسان بين الحين والحين على حكم غرائزه، وبخاصة الجنسية منها، دون أن يحبّكها ويعمل فيها عفيفا شريفا: "وعلى رغم كذا إلا أنه..."، وهو تركيب بُحَّتْ أصوات أهل اللغة، الذين أعترف وأقر أننى لست منهم، بأنه تركيب غير صحيح، ولهم كل الحق، فإن عبارة "على رغم كذا" تحتاج إلى ما يتعلق بها، وهو ما لا وجود له، كما أن الجملة تخلو من مستنى منه نستطيع أن نستثنى منه ما بعد إلا. أقول هذا وأنا واعٍ بأن للعادة فعلها القاهر، وما منا إلا وله مثل تلك الاستعمالات، غير أن مداومة الاطلاع على كتب اللغة ومعاجم التخطئة والتصويب وقرارات المجامع اللغوية وما إلى هذا كفيلة بتنبيه الناسى.
وقد وجدت المؤلف فى موضعين على الأقل يجمع فى نفى المضارع الذى يُتَوَقَّع أو يُرْجَى أن يقع فيما بعد، وإن لم يقع حتى الآن، "لـمّا" و"بَعْد": "لمّا تصل بعد إلى أذنها" (ص95)، و"لما أقرأ الرسالة بعد" (ص256). وهذا غريب، وإن كان غير قليل فى كتابات المحدثين. ذلك أن علينا فى مثل تلك الحالة أن نقول: "لم أقرأ ذلك بعد" أو "لما أقرأ ذلك". أما الجمع بين "لما" و"بعد" فهو استعمال لا تعرفه العرب، بل يناقض ما استعملوا له "لما"، التى تقوم مقام "لم" و "بعد" معا، فلا معنى للجمع بينها وبين "بعد" إذن". وهذا يشبه بالضبط ما وجدته على قلة فى بعض الكتابات المعاصرة من الجمع بين "سوف" و"لن" فى مثل قولنا: "سوف لن أفعل هذا".
ومما ينبغى التنبيه إليه كذلك فى لغة الرواية كلمة "بيضاويّة" (ص102، 148، 249، 394)، والصواب "بيضيّة"، وهى ما يشبه شكلها شكل البيضة. أما "بيضاوية" فهى النسبة إلى "بيضاء" لا "بيضة"، اللهم إلا إذا قيل: "خطأ مشهور خير من صواب مهجور"، فعندئذ سأسكت وأغلق فمى لا اقتناعا بل بسبب إرهاق الصيام. ومنها قوله: "كانت درجاته عشرة" بدلا من "عَشْرًا" بحذف التاء، وقوله: "لا أريد أن أعرف إلا أنت" (ص114)، وصوابها: "لا أريد أن أعرف إلا إياك" لأن الضمير هنا منصوب على المفعولية، فلا يمكن أن نستخدم ضمير رفع، بل ضمير نصب. وبالمناسبة فقد سألنى منذ قريب بعض قرائى عن تنوع حكم المستثنى وحيرتهم أمامه، فقل له: يمكنك، وأنت مرتاح البال والضمير، أن تنصب المستثنى فى كل الأحوال، إلا إذا كان الاستثناء مفرغا وكان المستثنى فى حالة رفع أو خفض. أما فى مثالنا الحالى فنجد أن المستثنى فى حالة نصب، وهو الحكم العام للمستثنى كما قلت (ومثلها " "لا أريد إلا أنت (إياك)"/ ص359).
ومن ذلك كذلك قوله: "لم يطل صمت هيباتيا... إلا ثوانٍ (ثوانىَ) معدودات" (ص146)، و"سوف أُعِدُّ (أَعُدُّ) ما سمعته منك مزاحا ثقيلا" (ص154)، و"ين الرهبان والقسوس والشمامسة... وأبناءُ (وأبناءِ) التائبين" (ص156)، و"عَمَت (عَمِيَت) العقول" (ص164)، و"شَيِّقا (ص189، وصوابه: "شائقا/ مُشَوِّقا"، أما "شَيِّقا" فمعناها: "مشتاق" كما فى قول شوقى رحمه الله عن عروس النيل مخاطبا النهر العظيم فى قصيدة "النيل" التى تتغنى بها أم كلثوم: "وأتتكَ شَيِّقةً حواها شَيِّقُ"، أى أتتك مشتاقة هى وما يحملها من محفة أو هودج لترمى بنفسها فى مائك)"، و"جلسنا ساعاتٍ طوالٍ (طوالا. ويبدو أنه سها فظن أن الكسرتين تحت "ساعات" كسرتا جَرٍّ، فَجَرَّ أيضا كلمة "طوالٍ" بدورها على اعتبار أن النعت يتبع المنعوت فى الإعراب، فى حين أن الكسرتين المذكورتين هما فى الواقع علامة نصب لأن كلمة "ساعات" مجموعة بالألف والتاء. هذا ما أظنه، والله أعلى وأعلم)" (ص194)، و"الشوك الوخّاذ (وخّاز. أما الفعل "وَخَذَ" (بالذال)، الذى يُعَدّ "وخّاذ" أفعل تفضيل منه، فهو لغةٌ فى "أخذ")" (ص212)، و"صِخْتُ (أَصَخْتُ) سمعى لنصائحه" (ص244)، و"فى شوق لرؤياك (لرؤيتك، لأن "الرؤيا" تختص عادة بالمنام، أما "الرؤية" فلليقظة)" (ص253)، و"آتون (أى فرن) الإسكندرية (والصواب: "أَتُّون: بالتشديد، والجمع: أتاتين، ويمكن تخفيفها أيضا: "أَتُون")" (ص275)، و"امتنانى (الصواب: "شُكْرِى"، لأن الامتنان هو الإنعام أو التذكير بذلك الإنعام، وهو هنا يقصد شعور الشخص بجميل المنعم، فهو الشكر إذن)" (ص276. ومنها "ممتن" (شاكر)/ ص303، و"امتنانها" (شكرها)/ ص306، و"يتلهُّون (يتلهَّوْن)" (ص283)، و"رأيت مرتا وعمتها واقفتين... ينظران (تنظران)" (ص307)، و"كان واحدًا (واحدٌ) من رهبان الدير يجلس معى حين جاءت" (ص319)، و"لا بد أن تُقَاد ناره ثلاثة أيام (توقَد)" (ص322)، و"كان ما أنوى زراعته من أعشاب لن يحتاج مياها كثيرة (وهى ركاكة، وكان يمكن أن يكتبها هكذا مثلا: "ولم يكن ما أنوى زراعته ليحتاج...)" (ص329).
ولدينا كذلك العبارة التالية التى وردت فى حديث مرتا جارة الدير الحلبية إلى هيبا وهى تحكى له ما وقع لها مع زوجها السابق: "دَبَّ إصبعه فىّ" (ص339). ومعنى"دَبَّ" فى سياقنا الحالىّ هو "غَرَز"، إشارة إلى افتضاض زوجها بكارتها. والكاتب هنا يستخدم التعبير العامى الذى لا يعرفه إلا المصريون، أو بعض المصريين فقط، ومن ثم قد يكون من الصعب على غيرهم أن يفهموه. كذلك قد جرى العرف على أن تُكْتَب الروايات التاريخية باللسان الفصيح، فما بالنا بالروايات التاريخية المترجمة؟ المترجمة شكلا لا حقيقة كما نعرف. وفضلا عن هذا وذاك فإن الفعل: "دَبَّ" هو فعل لازم لا متعدٍّ على النحو الذى استعمله الكاتب، إلى جانب أنه لا يدل فى الفصحى على المعنى الذى قصده الكاتب من قريب أو من بعيد، إذ يدل فيها على الحركة الهينة أو الخفية وما أشبه. كما أن الجو الذى يغلف هذا التعبير لا يناسب جو الرواية الجاد الراقى، إذ التعبير تعبير بلدى قد يليق بجو الهزل أو بكلام الشوارعية ومن يشبههم. أما إذا كان لا بد من استخدام مثل ذلك التعبير العامى بعد ذلك كله فلعله كان من الأفضل لو أن المؤلف وضعه بين علامتى تنصيص إشارةً إلى أنه استعمال غير عادى على الأقل.
ومن هذه الملاحظات اللغوية أيضا: "مزقوه إِرَبا (وصحتها: "مزقوه إِرْبًا إِرْبًا"، أى شِلْوًا شِلْوًا. أما "إِرَبًا" فقائمة على الظن بأنها جمع "إرْبة" بمعنى "شلو"، وهو خطأ أبلق، إذ "الإِرْبة" هى "المطمع" وما إلى هذا، ولا علاقة لها بالأشلاء)" (ص353)، و"لا خَلاَق لهنّ (أى للنساء. والصحيح "لا أخلاق لهن"، أما "الـخَلاَق" فهو "النصيب". وفى القرآن الكريم مثلا عمن يدعو الله أن يرزقه الدنيا ولا يبالى بالآخرة: " وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ"، أى ليس له نصيب من رحمة الله/ ص381) ، و"مُغْمِضًا عيناى (عينىّ، وإن كان هناك لهجة قبلية قديمة تعرب المثنى بالألف فى كل الأحوال. إلا أن ذلك تاريخ قديم مضى وانقضى)" (ص386).
وثم شىء آخر هو أننى لست أوافق المؤلف على إهدار هذه الرقة والعذوبة الأسلوبية على وصف المواقف الجنسية التى من شأنها إثارة الشهوات والإغراء بمواقعتها حتى لو لم يرم الكاتب إلى ذلك كما سوف يدعى كثير من أصحاب الأقلام. وكعادتى فى الصراحة لن أتوانى عن التصريح بأن للجنس لذته وبهجته، وإلا فلِمَ يظل الواحد منا حيران مؤرقا لا يستقر له قرار حتى يتزوج أو يعثر على من تعيش معه فى الحرام يقارفان المتعة الجنسية دون مبالاة بدين أو خلق كريم. نعم للجنس لذته وبهجته. أليس يقول القرآن: "زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ (آل عمران/ 14)"؟ على أن هذا الأمر لا يحتاج فى معرفة مدى خطورته إلى أن نكون على علم بتلك الآية، فهو شىء مغروس بل مغروز فى الفطرة بحيث يجرى من ابن آدم (الذى هو أنت وأنا وهو وهى) مجرى الدم فى العروق، ومن ثم كان لوصف المواقف الجنسية لذته وبهجته بالتبعية، ومن هنا خطورته كما سبق القول. سيقول بعض المؤلفين: وماذا فى ذلك؟ والجواب هو أن وصف مثل تلك المواقف يشعل الشهوات ويقترب بالقراء من حافة الحرام فى كثير من الأحيان. سيقولون: إن للإبداع قوانينه التى لا تخضع للخلق والدين. وجوابنا هو أن هذا كلام فارغ، إذ لا يعقل أن يبنى المجتمع شيئا فيأتى مؤلف فيهدمه بحجة أنه مبدع. إن الإبداع الفنى والأدبى ليس هو إلهنا، بل إلهنا هو الله سبحانه، الذى حذر من مقارفة الحرام وتوعد عليه، وأمر بألا نحوم حول الحِمَى حتى لا نقع فيه، فحُسِمت المسألة. وأنا دائما ما أردد أن المؤلفين الذين يجادلون عن عملهم من هذا المنطلق هم فى العادة ممن لا يؤمنون بقيم الإسلام، وإلا لالتزموها أو على الأقلك لشعروا بالخجل إن نبههم منبِّهٌ إلى خروجهم عليها وعملوا على ألا ينتهكوها مرة أخرى، وإلا كانوا مصابين بانفصام فى شخصياتهم، فهم يؤمنون بشىء، ويتصرفون بعكس ما يوجبه ذلك الإيمان، ويزيدون على هذا بالمجادلة فيما لا يصح الجدال فيه. سيقولون: إن فى التراث مؤلفات جنسية تثير الشهوات. وجوابى: هذا صحيح. ولكن من قال إن التراث طاهر كله؟
وبالنسبة إلى ما فى الرواية من مشاهد جنسية فالمقصود المشاهد التى تسبق وقوع هيبا فى الزنا مع أوكتافيا الخادمة السكندرية ومرتا المطلقة الحلبية، إذ يرى القارئ كيف أفرغ الكاتب كل ما فى وسعه فى إضفاء هالة براقة على ذلك الصنيع بحيث إن أعتى الأعفّاء يجد نفسه مخدرا إزاء هذا الوصف الذى يحوله الكاتب إلى شىء مرفرف لا عيب له. لا نكران، كما قلت، لحلاوة الجنس ووصفه، ولكن تداعيات ذلك الوصف وثماره شديدة الخطورة كما قلت أيضا. سيقولون: لكن المشباك (النت) يكسر كل الحدود وينتهك كل المحاذير والمحاظير، فلا فائدة من الكلام فى هذا الموضوع لأننا مهما تكلمنا وحذّرْنا ومنعْنا فلن يجدى ذلك بشىء. وجوابى هو أننا لو اتبعنا هذا المبدأ فلن نعمل خيرا أبدا ولن نتجنب شرا أبدا، بل علينا أن نصنع ما فى وسعنا ولا نَأْلُو، أما ما يفعله الآخرون فهم يبوؤون بإثمه ويتحملون نتائجه أمام ربهم. سيقال: وهل ما زلت تؤمن بالله؟ وجوابى: تعجبنى هذه الصراحة التى كان من شأنها، لو روعيت منذ البداية، أن تريحنا من عناء الكلام السابق وما استلزمه من لف ودروان يبرع فيه صنف من الناس لا يصرح بما فى قلبه بسهولة. بلى أنا ما زلت مؤمنا بالله. سيقال: لكننا لا نشاركك هذا الإيمان. وجوابى هو أنكم أحرار فيما تؤمنون به أو لا تؤمنون، أما أنا فإيمانى يقتضينى أن أقف هذا الموقف الذى وقفت، وأقول هذا القول الذى قلت. والقراء يقررون مع أى من الجانبين يقفون. ولا أحسب إلا أن هذا غاية العقل والعدل والإنصاف. وهناك روايات وأشعار وأفلام كثيرة جدا جدا جدا جدا تخلو من هذه التوابل المثيرة للعاب، ومع ذلك فقد بلغت غاية الروعة والإبداع، مثلما أن هناك روايات وأشعارا وأفلاما تفيض بالإثارة الجنسية، وهى مع ذلك قد تَدَهْدَتْ إلى الدرك الأخير من الانحطاط الفنى وليس لها مستقبل فى دنيا الإبداع، بل سرعان ما ينساها الجمهور، فكأنها ألقيت فى الزُّبالة. والكاتب المبدع الحقيقى يمكنه فى هذا الميدان أن يقول دون أن يقول. وله فى الرمز والإيحاء وما يسمونه: "المعادل الموضوعى" مندوحة، وأى مندوحة!
وما كتبه المؤلف فى هذا الصدد يدخل بكل جدارة فى باب ما أسميه: "الكتابة الاستمنائية"، وإن لم يوغل إيغال صنع الله إبراهيم، الذى صككتُ هذا المصطلح وأنا أكتب عن روايته: "العمامة والقبعة". بيد أنه، والحق يقال، قد حرص على توشية المشهد بالجو الشاعرى كما فعل حيدر حيدر فى "وليمة لأعشاب البحر" رغم أن ما كتبه حيدر يخلو من هذه الاستمنائية المقيتة، وإن كانت روايته قد أثارت الضجيج والعجيج وقامت ضدها التظاهرات الملتهبة وسُحِبت من الأسواق وعوقب من كانوا وراء طبعها ونشرها فى "هيئة الكتاب" الحكومية، وذلك بسبب تهجمها السفيه على الله والرسول والإسلام، وهى معاقبة يقول المعارضون إنها شكلية، فإن أحد الذين عوقبوا سرعان ما عُيِّن رئيسا لأخطر المؤسسات الثقافية فى البلاد، وكأنهم يكافئونه على دوره فى نشر الرواية.
وقد تكررت الإشارة فى الرواية إلى أن فُحْش أوكتافيا، الخادمة التى قابلت هيبا بطل الرواية أول إنسان فى الإسكندرية على شاطئ البحر ومارس معها الزنا عقب هذا فى مغارة هناك، يرجع إلى أنها وثنية. ولكن هل عصمت البطلَ من الاستجابة إلى ذلك الفحش أخلاقُه النصرانية؟ ثم لقد كانت المرأة الجاهلية تحافظ على طهارتها وعرضها وشرفها رغم كل ارتكاسات الوثنية. ولست أقول هذا كى أنتقد الكاتب، بل رغبة فى تمحيص الأمر، فقد درجنا على ترديد هذه المقولة وكأنها حقيقة لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، حتى إن كاتبا كبيرا كالعقاد قد اتكأ عليها فى روايته: "سارة" وصفا لبطلته وتعليلا لعدم التفاتها إلى أى من المناهى الدينية التى تتعلق بالجنس أو مبالاتها بحلال أو حرام. وهذا نص ما قاله العقاد فى بطلته تحديدا: "عاشت بعد ذلك تنظر إلى خطايا الأديان نظرة المرأة الوثنية التى نشأت قبل أن ينشأ الأنبياء، فهى ليست كالمتدينة التى خامرها الشك فى دينها، ولكنها كالمرأة التى لم تتدين قط ولا قِبَل لها بالتدين"، "هى وثنية فى مقاييس الأخلاق كما هى وثنية فى التدين. لا تؤمن بالعصمة الإنسانية فى أحد ولا فى صفة، وشديدة الإيمان بضعف الإنسان مع أضعف المغريات" (العقاد/ سارة/ العدد 108 من سلسلة "اقرأ"/ ط2/ 1964م/ 84، 92). ولا تعليق لى على هذا سوى أن أقول: ترى هل دَرَجَ على البشر زمان لم يكن قد ظهر أنبياء بعد؟ ذلك أننى أفهم من القرآن أن أبا البشر كان نبيا، بما يعنى أن النبوة قد واكبت موكب الحياة الإنسانية منذ لحظتها الأولى. ومن هنا فإنى أفهم كلام العقاد عن الأنبياء على نحو مجازى لا ينبغى قياسه بالمسطرة والفرجار كما يقولون.
وثم سؤال يثور فى نفسى كثيرا، وهو: هل "عزازيل" هو العنوان المناسب للرواية؟ ذلك أن دور إبليس فيها غير بارز، إذ لا نكاد نحس به إلا عندما يظهر للبطل وهو يكتب مذكراته، وذلك قليل. اللهم إلا إذا كان يقصد أن كل ما يفعله البشر، حتى لو ارتدى أطهر الثياب، هو من وحى عزازيل رغم أننا لا نتنبه إلى ذلك بل ندعى عادةً خلافه. لكن ذلك بدوره غير بارز هو أيضا. ومع هذا فلا مشاحة فى العناوين. ولقد كان لذلك العنوان دوىٌّ مُضِجٌّ حتى لقد عرفت جماهير القراء المسلمين، بسبب هذا الضجيج، أن المقصود بــ"عزازيل" هو الشيطان. وقد تكون هذه أول مرة يعرف فيها المسلم العادى ذلك، إذ إن هذه التسمية لا وجود لها فى ديننا ولا فى تراثنا، بل لا وجود لها فى العهد الجديد نفسه. إنما يجدها القارئ فى سفر "اللاويين" من العهد القديم وفى تراث اليهود. وهذه نقطة أخرى تلفت الانتباه لأن الرواية تدور حول النصرانية وعقائدها وأساقفتها فى القرن الرابع الميلادى، ولا علاقة بينها وبين اليهود، اللهم إلا حين تعرضت لذكرهم فى الإسكندرية حيث كانوا يخضعون لعَنَتٍ كبيرٍ من جانب النصارى فى ذلك الحين.
ونورد أولا ما قاله الإصحاح السادس عشر من سفر "اللاويين" فى هذا الشأن، وهو ما أورد الأحمقُ السفيه المتخفى تحت قناع "الأب يوتا" بعضا منه فى تقديمه لروايته التافهة: "تيس عزازيل فى مكة": "1وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى بَعْدَ مَوْتِ ابْنَيْ هَارُونَ عِنْدَمَا اقْتَرَبَا أَمَامَ الرَّبِّ وَمَاتَا. 2وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «كَلِّمْ هَارُونَ أَخَاكَ أَنْ لاَ يَدْخُلَ كُلَّ وَقْتٍ إِلَى الْقُدْسِ دَاخِلَ الْحِجَابِ أَمَامَ الْغِطَاءِ الَّذِي عَلَى التَّابُوتِ لِئَلاَّ يَمُوتَ، لأَنِّي فِي السَّحَابِ أَتَرَاءَى عَلَى الْغِطَاءِ. 3بِهذَا يَدْخُلُ هَارُونُ إِلَى الْقُدْسِ: بِثَوْرِ ابْنِ بَقَرٍ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ، وَكَبْشٍ لِمُحْرَقَةٍ. 4يَلْبَسُ قَمِيصَ كَتَّانٍ مُقَدَّسًا، وَتَكُونُ سَرَاوِيلُ كَتَّانٍ عَلَى جَسَدِهِ، وَيَتَنَطَّقُ بِمِنْطَقَةِ كَتَّانٍ، وَيَتَعَمَّمُ بِعِمَامَةِ كَتَّانٍ. إِنَّهَا ثِيَابٌ مُقَدَّسَةٌ. فَيَرْحَضُ جَسَدَهُ بِمَاءٍ وَيَلْبَسُهَا. 5وَمِنْ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَأْخُذُ تَيْسَيْنِ مِنَ الْمَعْزِ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ، وَكَبْشًا وَاحِدًا لِمُحْرَقَةٍ. 6وَيُقَرِّبُ هَارُونُ ثَوْرَ الْخَطِيَّةِ الَّذِي لَهُ، وَيُكَفِّرُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ بَيْتِهِ. 7وَيَأْخُذُ التَّيْسَيْنِ وَيُوقِفُهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ لَدَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 8وَيُلْقِي هَارُونُ عَلَى التَّيْسَيْنِ قُرْعَتَيْنِ: قُرْعَةً لِلرَّبِّ وَقُرْعَةً لِعَزَازِيلَ. 9وَيُقَرِّبُ هَارُونُ التَّيْسَ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِلرَّبِّ وَيَعْمَلُهُ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ. 10وَأَمَّا التَّيْسُ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِعَزَازِيلَ فَيُوقَفُ حَيًّا أَمَامَ الرَّبِّ، لِيُكَفِّرَ عَنْهُ لِيُرْسِلَهُ إِلَى عَزَازِيلَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ.
11«وَيُقَدِّمُ هَارُونُ ثَوْرَ الْخَطِيَّةِ الَّذِي لَهُ وَيُكَفِّرُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ بَيْتِهِ، وَيَذْبَحُ ثَوْرَ الْخَطِيَّةِ الَّذِي لَهُ، 12وَيَأْخُذُ مِلْءَ الْمَجْمَرَةِ جَمْرَ نَارٍ عَنِ الْمَذْبَحِ مِنْ أَمَامِ الرَّبِّ، وَمِلْءَ رَاحَتَيْهِ بَخُورًا عَطِرًا دَقِيقًا، وَيَدْخُلُ بِهِمَا إِلَى دَاخِلِ الْحِجَاب 13وَيَجْعَلُ الْبَخُورَ عَلَى النَّارِ أَمَامَ الرَّبِّ، فَتُغَشِّي سَحَابَةُ الْبَخُورِ الْغِطَاءَ الَّذِي عَلَى الشَّهَادَةِ فَلاَ يَمُوتُ. 14ثُمَّ يَأْخُذُ مِنْ دَمِ الثَّوْرِ وَيَنْضِحُ بِإِصْبَعِهِ عَلَى وَجْهِ الْغِطَاءِ إِلَى الشَّرْقِ. وَقُدَّامَ الْغِطَاءِ يَنْضِحُ سَبْعَ مَرَّاتٍ مِنَ الدَّمِ بِإِصْبَعِهِ.
15«ثُمَّ يَذْبَحُ تَيْسَ الْخَطِيَّةِ الَّذِي لِلشَّعْبِ، وَيَدْخُلُ بِدَمِهِ إِلَى دَاخِلِ الْحِجَابِ. وَيَفْعَلُ بِدَمِهِ كَمَا فَعَلَ بِدَمِ الثَّوْرِ: يَنْضِحُهُ عَلَى الْغِطَاءِ وَقُدَّامَ الْغِطَاءِ، 16فَيُكَفِّرُ عَنِ الْقُدْسِ مِنْ نَجَاسَاتِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَمِنْ سَيِّئَاتِهِمْ مَعَ كُلِّ خَطَايَاهُمْ. وَهكَذَا يَفْعَلُ لِخَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ الْقَائِمَةِ بَيْنَهُمْ فِي وَسَطِ نَجَاسَاتِهِمْ. 17وَلاَ يَكُنْ إِنْسَانٌ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ مِنْ دُخُولِهِ لِلتَّكْفِيرِ فِي الْقُدْسِ إِلَى خُرُوجِهِ، فَيُكَفِّرُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ بَيْتِهِ وَعَنْ كُلِّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ. 18ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى الْمَذْبَحِ الَّذِي أَمَامَ الرَّبِّ وَيُكَفِّرُ عَنْهُ. يَأْخُذُ مِنْ دَمِ الثَّوْرِ وَمِنْ دَمِ التَّيْسِ وَيَجْعَلُ عَلَى قُرُونِ الْمَذْبَحِ مُسْتَدِيرًا. 19وَيَنْضِحُ عَلَيْهِ مِنَ الدَّمِ بِإِصْبَعِهِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَيُطَهِّرُهُ وَيُقَدِّسُهُ مِنْ نَجَاسَاتِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. 20«وَمَتَى فَرَغَ مِنَ التَّكْفِيرِ عَنِ الْقُدْسِ وَعَنْ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَعَنِ الْمَذْبَحِ، يُقَدِّمُ التَّيْسَ الْحَيَّ. 21وَيَضَعُ هَارُونُ يَدَيْهِ عَلَى رَأْسِ التَّيْسِ الْحَيِّ وَيُقِرُّ عَلَيْهِ بِكُلِّ ذُنُوبِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَكُلِّ سَيِّئَاتِهِمْ مَعَ كُلِّ خَطَايَاهُمْ، وَيَجْعَلُهَا عَلَى رَأْسِ التَّيْسِ، وَيُرْسِلُهُ بِيَدِ مَنْ يُلاَقِيهِ إِلَى الْبَرِّيَّةِ، 22لِيَحْمِلَ التَّيْسُ عَلَيْهِ كُلَّ ذُنُوبِهِمْ إِلَى أَرْضٍ مُقْفِرَةٍ، فَيُطْلِقُ التَّيْسَ فِي الْبَرِّيَّةِ. 23ثُمَّ يَدْخُلُ هَارُونُ إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَيَخْلَعُ ثِيَابَ الْكَتَّانِ الَّتِي لَبِسَهَا عِنْدَ دُخُولِهِ إِلَى الْقُدْسِ وَيَضَعُهَا هُنَاكَ. 24وَيَرْحَضُ جَسَدَهُ بِمَاءٍ فِي مَكَانٍ مُقَدَّسٍ، ثُمَّ يَلْبَسُ ثِيَابَهُ وَيَخْرُجُ وَيَعْمَلُ مُحْرَقَتَهُ وَمُحْرَقَةَ الشَّعْبِ، وَيُكَفِّرُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنِ الشَّعْبِ. 25وَشَحْمُ ذَبِيحَةِ الْخَطِيَّةِ يُوقِدُهُ عَلَى الْمَذْبَحِ. 26وَالَّذِي أَطْلَقَ التَّيْسَ إِلَى عَزَازِيلَ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَرْحَضُ جَسَدَهُ بِمَاءٍ، وَبَعْدَ ذلِكَ يَدْخُلُ إِلَى الْمَحَلَّةِ. 27وَثَوْرُ الْخَطِيَّةِ وَتَيْسُ الْخَطِيَّةِ اللَّذَانِ أُتِيَ بِدَمِهِمَا لِلتَّكْفِيرِ فِي الْقُدْسِ يُخْرِجُهُمَا إِلَى خَارِجِ الْمَحَلَّةِ، وَيُحْرِقُونَ بِالنَّارِ جِلْدَيْهِمَا وَلَحْمَهُمَا وَفَرْثَهُمَا. 28وَالَّذِي يُحْرِقُهُمَا يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَرْحَضُ جَسَدَهُ بِمَاءٍ، وَبَعْدَ ذلِكَ يَدْخُلُ إِلَى الْمَحَلَّةِ.
29«وَيَكُونُ لَكُمْ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً، أَنَّكُمْ فِي الشَّهْرِ السَّابعِ فِي عَاشِرِ الشَّهْرِ تُذَلِّلُونَ نُفُوسَكُمْ، وَكُلَّ عَمَل لاَ تَعْمَلُونَ: الْوَطَنِيُّ وَالْغَرِيبُ النَّازِلُ فِي وَسَطِكُمْ. 30لأَنَّهُ فِي هذَا الْيَوْمِ يُكَفِّرُ عَنْكُمْ لِتَطْهِيرِكُمْ. مِنْ جَمِيعِ خَطَايَاكُمْ أَمَامَ الرَّبِّ تَطْهُرُونَ. 31سَبْتُ عُطْلَةٍ هُوَ لَكُمْ، وَتُذَلِّلُونَ نُفُوسَكُمْ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً. 32وَيُكَفِّرُ الْكَاهِنُ الَّذِي يَمْسَحُهُ، وَالَّذِي يَمْلأُ يَدَهُ لِلْكَهَانَةِ عِوَضًا عَنْ أَبِيهِ. يَلْبَسُ ثِيَابَ الْكَتَّانِ، الثِّيَابَ الْمُقَدَّسَةَ، 33وَيُكَفِّرُ عَنْ مَقْدِسِ الْقُدْسِ. وَعَنْ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَالْمَذْبَحِ يُكَفِّرُ. وَعَنِ الْكَهَنَةِ وَكُلِّ شَعْبِ الْجَمَاعَةِ يُكَفِّرُ. 34وَتَكُونُ هذِهِ لَكُمْ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً لِلتَّكْفِيرِ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُمْ مَرَّةً فِي السَّنَةِ». فَفَعَلَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى".
ثم إلى القارئ ثانيا ما كتبته "دائرة المعارف المشباكية الحرة" (الويكبيديا: Wikipedia) فى مادتها المسماة: "Azazel" عن ذلك الموضوع، وخلاصته أنه يوجد فى الروايات اليهودية شيطان أو روح شرير يبعث له اليهود بكبش فداء فى يوم الغفران يحمل عنهم آثامهم حيث يختارون لذلك الأمر كبشين يخصصون أحدهما للرب، والآخر لعزازيل، فيطلقون الأخير فى البرية ويقذفون به من فوق جبل كى يموت آخذا معه سيئات الشعب:
"In Jewish legends, a demon or evil spirit to whom, in the ancient rite of Yom Kippur (Day of Atonement), a scapegoat was sent bearing the sins of the Jewish people. Two male goats were chosen for the ritual, one designated by lots “for the Lord,” the other “for Azazel” (Leviticus 16:8). The ritual was carried out by the high priest in the Second Temple and is described in the Mishna. After the high priest symbolically transferred all the sins of the Jewish people to the scapegoat, the goat destined “for Azazel” was driven into the wilderness and cast over a precipice to its death. Azazel was the personification of uncleanness and in later rabbinic writings was sometimes described as a fallen angel."
ويذكر كاتب مادة "Azazel" فى "دائرة المعارف اليهودية: Encyclopedia Judica" أن هذه التسمية تعانى من الاضطراب والغموض بحيث يصعب معرفة المعنى الدقيق لها، وإن ذكر فى ذات الوقت أن اللفظ اسم لموضع "القوة" الذى يرسَل إليه بأحد الكبشين على ما مرت الإيماءة إليه: "Name of the place or the “power”… to which one of the goats in the Temple service of the Day of Atonement was sent. There is a great deal of confusion regarding the exact meaning of the word".
وفى ذات المادة بــ"jewish Encyclopedia" نقرأ أن كلمة "عزازيل" إما أن تكون مشتقة من "Az" و"El"، فيكون معناها "الجبل الوعر" دلالة على الجبل أو الحرف الذى يُلْقَى من فوقه الكبش ليموت، وإما أن تكون مشتقة من "Uza" و"Azael" إشارةً إلى الملاكين الساقطين المظنون أن ثم إشارة إليهما فى سفر "التكوين" من العهد القديم. وهو ما فصلته "دائرة المعارف اليهودية: Encyclopedia Judica" فى السطور التالية التى تبين لنا أن الأمر ليس بالبساطة التى عرضتها وسائل الإعلام فى تغطيتها للرواية المثيرة للجدل:
"The exact meaning of Azazel was a point of dispute already in the times of the talmudic sages: some held that it is the name of the place to which the goat was sent, while others believed that it was the name of some “power.” According to the first opinion, the word Azazel is a parallel to “a land which is cut off” (Lev. 16:22), meaning (according to the rabbinic interpretation) an area of rocks and cliffs, i.e., inaccessible. The word Azazel is also interpreted as meaning strong and hard as though it were written עזז אל, namely, hardest of the mountains (Yoma 63b; cf. Sifra Aḥarei Mot 2:8; Targum Jonathan to Lev. 16:10). It does appear, however, that this is an attempt to reconcile the meaning of the word Azazel with the actual usage in the time of the Second Temple, namely to bring the goat to a cliff and to push it over. The interpretation does not quite fit the written form of the word עזאזל. The second opinion, which sees Azazel as a supernatural power, also treats the word as though it were written עַזָזֵאל. This opinion is based on Leviticus (16:8): “One lot for the Lord and the other lot for Azazel,” i.e., just as the first goat is set aside for the Lord so the second is set aside for Azazel, Azazel being a parallel to the Lord (cf. P Re ch. 46, p. 111a). God gets a burnt offering while Azazel gets a sin offering. This view is reinforced by the widespread belief that the wilderness was the habitat of demons (see Lev. 13:21; 34:14; esp. Lev. 17:7). The demonic identification would indicate that the original purpose of the ritual was to get rid it to its original source."
وقد أدلت الرواية هى أيضا بدلوها فى هذا المضمار فكتب هيبا: "فى أصل عزازيل، آراءٌ وأقاويل. بعضها مذكورٌ فى الكتب القديمة، وبعضها منقولٌ عن ديانات الشرق. لاتؤمن كل الديانات بوجوده، ولم يعرفه المصريون القدماء، العرفاء. ويُقال إن مولده فى وَهْمِ الناس، كان فى زمن سومر القديمة، أو كان أيام الفرس الذين يعبدون النور والظلام، معا، ومنهم عرفه البابليون. ثم كان ذكره الأشهر، فى التوراة التى كتبها الأحبار بعد عودة اليهود من السبى البابلى. أما فى ديانة المسيح، فالمذاهب كلها تؤكِّده، ولاتقبل الشك فيه. فهو دوما فى مقام عدو الله، وعدو المسيح، ولا يُعرف مقامه من الروح القدس! روى عنه القدماءُ، أنه خلق الطاووس، فقد ورد فى نقشٍ قديم، إنهم عَيرَّوا عزازيل بأنه لايفعل إلا القبائح، ولا يدعو إلا إليها، فأراد أن يثبت لهم قدرته على فعل الجمال، فخلق هذا الطائر. قلتُ ذلك يوما لعزازيل، فابتسم وهَزَّ كتفه اليمنى متعجِّبا. سمعتُ صوت عصافير تملأ الأفق، وكان باب الصومعة مفتوحا، وعزازيل يجلس صامتا عند الباب. أحببتُ أن أسمع منه صوتى، فسألته أىُّ أسمائه أحبُّ إليه؟ فقال: كلها عندى سواء، إبليس، الشيطان، أهريمان، عزازيل، بعلزبوب، بعلزبول. قلتُ له إن بعلزبول تعنى فى العبرية: سيد الزبالة، وبعلزبوب تعنى: سيد الذباب، فكيف لايكترث بالفروق التى بين أسمائه، ويراها كلها سواء؟ قال: كلها سواسية، فالفروق فى الألفاظ ، لا فى المعنى الواحد" (ص374- 375).
هذا، وتشبه قصة هيبا، فى بحثه عما يريح ضميره وفى تنقله بين الدول، قصة سلمان الفارسى، فضلا عن أن كليهما يروى قصته بضمير المتكلم. ولم يكن يبقى إلا أن يعلن هيبا إسلامه مثلما صنع سلمان، لولا أنه لم يعاصر الإسلام للأسف. والرواية قائمة على الرحلة، وتحديدا: الرحلة الدينية، وهى رحلة يبغى هيبا من ورائها البحث عن الحق بغض النظر عما إذا كان الذى انتهى إليه هو الحق أو لا. ومعروف أن الرحلات ضروب مختلفات: فهناك الرحلة السياسية، وهناك الرحلة الترفيهية، وهناك الرحلة العلاجية، وهناك الرحلة العلمية، وهناك الرحلة الاقتصادية، وهناك الرحلة الدينية... إلخ. ومن هذه الأخيرة رحلة النبى إلى الطائف حين شعر أن مكة قد ازدادت تصلبا وعنادا وقسوة ولم يعد سهلا أن تمد الإسلام بالمزيد من المؤمنين، وكذلك رحلتا عبد الغنى النابلسى الدمشقى فى القرن الثانى عشر الهجرى، وهما الرحلتان اللتان خلّف عنهما كتابيه: "الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية" و"الحقيقة والمجاز في رحلة بلاد الشام ومصر والحجاز"، مع الفارق الرهيب بين الراحِلَيْن والرحلتين. وليست رواية "عزازيل" أول رواية تقوم: كلها أو جزء منها على الرحلة، فلدينا فى أدبنا مثلا رواية "جلال حامد" لمحمود أحمد السيد (العراقى)، و"جولة حول حانات البحر المتوسط" لعلى الدوعاجى (التونسى)، و"عصفور من الشرق" لتوفيق الحكيم، وهناك "قنديل أم هاشم" ليحيى حقى، و"الحى اللاتينى" لسهيل إدريس (اللبنانى)، و"جسر الشيطان" لعبد الحميد جودة السحار، و"رحلة ابن فطومة" لنجيب محفوظ، و"حب فى كوبنهاجن" لمحمد جلال، و"موسم الهجرة إلى الشمال" للطيب صالح (السودانى). ومما أذكر أنى قرأته، وأنا فى أوكسفورد قبل نحو ثلاثين عاما، رواية دينية تستخدم فى عنوانها كلمة "رحلة: Progress"، ألا وهى الرواية التى ألفها الكاتب البريطانى الشهير جون بانيان (John Bunyan) عام 1678م وهو فى السجن بعنوان "رحلة الحاج: The Progress of the Pilgrim "، وقد ترجمت إلى العربية فيما أعرف. ومما يحضرنى الآن من هذا اللون أيضا روايتان إنجليزيتان أُخْرَيَان تقومان على الرحلة وتحملان أيضا فى عنوانيهما كلمة "رحلة"، وهما من إبداع كاتب واحد هو الروائى البريطانى إدوارد مورجان فورستر (E. M. Forster)، وعنواناهما: "The Longest Journey"، و"رحلة إلى الهند: A Passage to India". وهذه الأخيرة قد تُرْجِمَتْ أيضا إلى العربية، كما حولها البريطانيون إلى فلم سينمائى.
وتقوم الرحلة فى روايتنا على المصادفات وعدم التخطيط بحيث لا نقتنع بأن خطها الذى اتخذته مسألة حتمية، إذ كان البطل يغير مسار رحلته من الإسكندرية إلى القدس إلى حلب القريبة من أنطاكية حسب الظروف المفاجئة التى لم تكن فى الحسبان، وإن كان واضحا أن المؤلف قد قصد الخط الذى اتخذته الرحلة قصدا كى يتناول النصرانية ومذاهبها المختلفة فى عواصمها الشرقية الشهيرة: الإسكندرية والقدس وأنطاكية.
أما اسم البطل: "هيبا" فمأخوذ من اسم الفيلسوفة الإغريقية "هيباتيا"، التى كان مفتونا بها، من بعيد، فتنة لا حدود لها: بعلمها وجمالها ومكانتها ودمائة طبعها وتواضعها وما تحظى به لدى الجميع من تبجيل واحترام، لم يمنعه من ذلك فقره وهوانه ورثاثة ملابسه وقتئذ. وقد اتخذ هذا الاسم لَدُنْ تعمّده بنفسه فى بحيرة شرقى الإسكندرية عقب فراره من تلك المدينة ومن الكنيسة التى كان يقيم بها هناك إثر مقتل هيباتيا البربرى نفورا من المذهبية الضيقة بعد الذى عاينه من وحشية تصرف الجموع التابعة للمذهب الأرثوذكسى، مما جعله يشق رداء الكهنوت ويلقيه عنه ويكتفى بملابسه العادية ثم يتجه إلى الله بدعاء حار نابع من أعماق قلبه، وإن بدت عليه سيماء الفكر الفلسفى مع ذلك (ص177).
وبالنسبة إلى تصوير شخصية البطل الذهنية والوجدانية فالملاحظ أنه يُرْجِع كل شىء يراه أو يقع له أو منه إلى مشيئة الله وترتيبه. لا أقصد أن هذا خطأ، فأنا من المؤمنين بهذا وموقن به تمام الإيمان والإيقان، بل أقصد أنه واع بذلك طول الوقت حتى حين يشكّ أو يكره شيئا فى النصرانية، التى كان راهبا فيها يوما. فهل هو من المجبّرة الذين لا يرون أن للإنسان مشيئة فيما يقع منه أو له، وأن كل شىء إنما يتم على نحو لا يقبل تغييرا أو تعديلا مهما بدا للناس أن الأمر ليس كذلك؟ أما أنا فأومن بأن للبشر مشيئة، لكنها مشيئة متضمنَّة فى المشيئة الإلهية ومتولدة منها. ذلك أن المشيئة الإلهية تتجلى فى القوانين التى يجرى عليها الكون: ما ظهر من تلك القوانين وما خفى، وفى داخل هذه الشبكة الشديدة التعقيد من هذه القوانين تقف المشيئة البشرية: تخضع لها فى جانب، وتحاول أن تجد لها مسارا بينها مستعينة بها فى جانب آخر، فهناك إذن تفاعل بين الإرادة البشرية وبقية القوانين الكونية، وكل ذلك هو مجلى الإرادة الربانية. وهذه المشيئة البشرية محدودة جدا، وتكاد ألا تكون شيئا إزاء المشيئة الكبرى الشاملة، إلا أنها رغم محدوديتها قادرة على صنع المبهرات، وكل إنجازات البشر العجيبة فى جميع ميادين الحياة على مدار التاريخ إنما هى ثمرة تلك المشيئة الصغيرة. ومن هذا الإحساس الطاغى لدى البطل بالمشيئة الإلهية فإنه يرى الله فى كل شىء حتى فى أشكال السحاب وفى الحوادث العَرَضِيّة التى لا يتوقف الشخص عادة أمامها، فضلا عن أن يرى فيها معنى غير عادى. كذلك كثيرا ما يتفلسف راهبنا ويتكلم عن الدنيا على أنها دار أحزان وأن هذه طبيعتها التى لا يمكن أن تفارقها. وهذا الشعور كان يلازمه دائما حتى عندما كان شابا صغير السن. وقد يكون شعوره الحاد بالحزن راجعا إلى المقتل الشنيع لأبيه الوثنى على يد النصارى فى طرف مصر الجنوبى وتزوُّج أمه من أحد قَتَلته بما يدل على أنها تآمرت معهم، فضلا عن غربته فى البلاد وفقره وجوعه وحرمانه من أوكتافيا الخادمة الوثنية الإسكندرية التى أفاض فى وصف جمالها وفتنتها وغزوها لقلبه غزوا لا تصلح معه أية مقاومة، إن كان هناك موضع للمقاومة أصلا، والتى أنفق معها أياما وليالى فى قصر سيدها الغائب فى رحلة تجارية له خارج الديار يمارسان المتعة دون حسيب أو رقيب، وكذلك إلى مشاهدته هيباتيا الفيلسوفة الإغريقية السكندرية الأنيقة الفخيمة الشامخة الباهرة الجمال وهى تُقْتَل على يد الغوغاء ورجال الدين النصارى وتُسْحَل ويُكْشَط لحم جسدها من عَظْمه على حجارة الطريق الحادة ثم يمزَّق هذا الجسد وتُشْعَل فيه النار على الشاطئ، كل ذلك بتحريض من كيرلس أسقف الإسكندرية، ورؤيته أيضا مقتل أوكتافيا على يد أولئك الغوغاء والرهبان حين أرادت الدفاع عن هيباتيا واستنقاذها من أيديهم، مضافا إلى هذا كله إحساسه الحاد بما كان من عجزه البائس عن صنع شىء يدفع به عن أيتهما ما وقع لها من العذاب الشنيع.
كذلك يميز هيبا أنه لم يكن فى أعماقه مستعدا استعدادا حقيقيا للتدين بالنصرانية على الوضع الذى عرفها عليه، فهو يستعمل عقله فى كل شىء ولا يتلقى الأمور تلقى الرضا والسكون، بل يعرضها على عقله، ذلك العقل الذى لا يستطيع التوافق مع الإيمان حسبما تقول الكنيسة من أنه شىء لا صلة بينه وبين العقل، بل بالعكس من ذلك يحسن إلغاء العقل تماما. وقد ظل هيبا طول حياته يقلب فى ذهنه أمور الدين والكنيسة والرهبنة والانشقاقات المذهبية ويترك نفسه لتيارات الشك والحيرة ويحاور إبليس فى كل حين، وبالذات فى المنعطفات الهامة والحاسمة من حياته حتى انتهى أمره معه إلى أنْ عقد معه اتفاقا يخصص له بمقتضاه من نفسه نصيبا، وللدين ونواهيه نصيبا آخر بحيث لا يجور أحد النصيبين على عديله. ليس هذا فقط، بل كان هيبا من ذلك الصنف من البشر الذى يحب الدنيا ويتذوقها ويهش لما فيها من جمال ويستجيب لفتنة المرأة بكل كيانه ولا يرى فيها شهوة جسدية تُشْبَع وينتهى الأمر، بل يجد فيها إلى جانب ذلك إشراقات وجدانية وتجليات جمالية، ويريد أن يكرع الدنيا كرعا لولا ما يحجزه عن ذلك من نظام الترهب الذى كان يخضع له فى الظاهر، فيما كانت نفسه تمور بتيارات شهوية وجدانية جمالية لا يطلع عليها الآخرون ولا تجد سانحة يمكنها إرواء ظمئها إلا اهتبلتها ورشفت من رحيق المرأة التى يضعها القدر فى طريقه دون تفكير فى دين أو مجتمع ما دامت تفعل ذلك فى السر من غير أن يطلع عليها أحد. ومن هنا كان لا بد أن ينتهى إلى نبذ الرهبنة والخروج من شرنقتها الخانقة إلى الحياة الرحبة. كان هيبا إذن يتسم بسمتين لا تتسقان مع ذلك النظام الذى يراه الإسلام نظاما مضادا للفطرة التى فطر الله عباده عليها والتى لا يمكن أن تستمر فى الخضوع له أمدا طويلا دون أن تقع فى الإثم وترتكب الفواحش خضوعا لناموس الحياة ما دام الشخص لا يشبع ذلك النزوع فى الحلال.
على أن ما أستغربه هو أن هيبا، وهو من يهمنا وحده من بين الرهبان الذين فى الرواية جميعا، لم يقارف الفاحشة إلا مع امرأتين اثنتين فقط، ولمدة جد محدودة فى كل مرة. فهل يعقل أن يبلغ مثلُه السنَّ التى بلغها ثم يقدر على كظم غرائزه ومشاعره كل تلك السنين الطويلة تجاه نصفه الآخر، النصف الفاتن الساحر الباهر الذى "يبرجل" عقول الرجال ويُسِيل لعابهم ويطير النوم من جفونهم ويحول حياتهم إما إلى جنة وإما إلى نار ويلهب العقول ويطلق الخيال ويخلق الأدب والشعر خلقا، دون أن يروى عطشه إلى المرأة إلا تينك المرتين العابرتين المتباعدتين: الأولى فى الإسكندرية فى شبابه الأول، والثانية بالقرب من حلب فى آخر الرواية حين أضحى كهلا؟ ألا إن هذا لغريب! ولا ينبغى أن يقال إنه لم يكن يرى النساء إلا فى فترات جد متباعدة، إذ حتى لو كان ذلك صحيحا، وهو غير صحيح، لأن المرأة كانت حوله فى كل مكان، فإن الشهوة إنما تجرى فى دمائنا ما دامت شيئا مركوزا فى أصل الخلقة. ولو لم يجد الرجل المرأة لتحول إلى وسائل أخرى محرمةٍ أو شاذةٍ أو على الأقل: غير اعتيادية ولا ترضى النفس الرضا الصحيح. وهذه الشهوة لا تعترف برهبنة ولا غير رهبنة لأنها عابرة للأنظمة والأديان والقوميات والقارات والثقافات والطبقات والأجناس البشرية، بل الأجناس الحيوانية أيضا على اختلاف أنواعها. وهل الرهبان أكظم لشهواتهم من أنبياء العهد القديم وأهليهم، ومنهم من تعددت زوجاته تعددا كبيرا، ومنهم من ارتكب الفاحشة، ومنهم من سقته ابنتاه خمرا ونامتا معه الواحدة تلو الأخرى، ومنهم من مورس نكاح المحارم فى بيته... إلخ؟
وليوسف إدريس قصة ذات دلالة هامة فى سياقنا هذا بطلها رجل سجين قيل له إن البناء الملاصق للسجن الذى هو فيه هو سجن للنساء، فكان يضع أذنه على الجدار ويتنصت متوهما أنه يسمع على الناحية الأخرى من الجدار مَنْ تناجيه، وإن لم تكن المناجاة واضحة تماما، مما حدا به إلى أن يحضر علبة صفيح فارغة أخذ يضعها على الجدار لتكبير الأصوات القادمة من سجن النساء، وكانت عبارت غزل وحب وهيام من امرأة ظلت تشغل وتشعل خياله فيحاول تصور ملامحها، وانشغلت حياته تماما بسب ذلك... إلى أن تبين له عن طريق المصادفة أنه لا وجود لأى بناء ملاصق لسجنهم، بل أرض فضاء.
وأحسب أن المعنى واضح لا يحتاج إلى مزيد شرح، فالسجين فى كل ما كان يصنع إنما كان يصغى إلى ذلك الصوت الملحاح الصادر من عمق أعماق نفسه، ألا وهو صوت الغريزة الجنسية، الذى لو لم يجد المرأة لخلقها بخياله خلقا. إنها سنة الحياة القاهرة التى لا يمكن الإنسان أن يتجاهلها، وإلا فرمته فرما أو حولت حياته إلى شقاء لا يحتمل، اللهم إلا إذا كان هذا الجانب فى كيان الشخص خامدا أو خاملا أو ميتا، وهو وضع لا يقاس عليه. أما القول بأن الإنسان يستطيع قهر تلك الغريزة وإماتتها عن طريق الرياضات العنيفة وممارسة ألوان الزهد والجوع والعطش والسهر وما إلى ذلك فلا أدرى كيف يكون، إذ المرأة فى الحقيقة إنما تكمن بداخلنا وتسكن منا العقول وتحتل القلوب قبل أن تكون كيانا قائما بذاته مستقلا عنا يعيش خارجنا.
لكن هناك أمرا حيرنى ولا يزال يحيرنى فى مسألة العلاقة الجنسية بين هييا وكل من الخادمة الإسكندرانية والفتاة الحلبية، وهى أنه كان يمارس الجنس معهما دون أن يخشى افتضاح ثمرة تلك الممارسة متمثلة فى الحمْل، وهى ثمرة متوقعة جدا فى مثل تلك الحالة، بل دون أن يتخذ هو والمرأة التى يواقعها شيئا من الاحتياطات التى تمنع ذلك الحمل، بل حتى دون أن يُثَار بينهما هذا الموضوع أصلا، وكأنه لا وجود له. ولا أظن المجتمع المصرى فى حينه كان لا يبالى بهذا الأمر، ولا أظن أوكتافيا الوثنية كانت لا تبالى به أيضا. صحيح أن الوثنيين لا يعرفون الحلال والحرام كما نعرفهما نحن المتدينين، لكن لهم رغم ذلك حواجزهم وموانعهم الأخلاقية، وإن كانت مرجعيتها اجتماعية لا دينية، وإلا كانت الأمور فوضى لا ضابط لها ولا رابط، وهو ما لا يتحمله أى مجتمع يحرص على تماسكه ويحاول تجنب الانهيار، حتى لو تم ذلك دون وعى كامل بأبعاد الأمر. ولنفترض أن أوكتافيا، بسبب من وثنيتها (رغم عدم اقتناعى بذلك كما سبق القول)، لم تكن تبالى بتلك المسألة لا هى ولا سيدها ولا المحيط الوثنى الذى كانت تعيش وتتحرك فيه، فما القول فى الفتاة الحلبية التى كانت تسكن هى وخالتها بجوار مسكن هيبا فى الدير هناك، وهى فتاة نصرانية لا وثنية؟ ولنفترض أننا غضضنا الطرف عن هذا وذاك، فكيف فات هيبا، وهو الراهب الذى لو انفضح ما كان يأتيه مع تلك الفتاة لكانت قاصمة الظهر بالنسبة له، كيف فاته أن يتخذ شيئا من الاحتياطات التى من شأنها منع الحمل عن عشيقته، وبخاصة أنه قد درس الطب، وكان طبيبا بارعا لم يحدث أنْ عجز عن مداواة أى مريض، فكان أسهل شىء عليه أن يحاول تلافى ذلك الأمر مسبقا حتى لا يحدث؟ هذا ما لا أفهمه!
وفى الصفحة السابعة والثمانين يكتب هيبا واصفا شعوره تجاه نَهْدَىْ أوكتافيا حين رآها لأول مرة على شاطئ البحر فالتجآ إلى مغارة هناك حيث أكلا وشربا مما كانت تُحْضِر مثلَه معها إلى الشاطئ على مدار العامين السابقين من طعام ونبيذ، وهو ما لا يقنعنى أبدا، ولكن علينا أن نفوّتها للمؤلف، وإلا فلن ننتهى، فالمهم الآن هو تصوير هيبا لمشاعره نحو نَهْدَىْ أوكتافيا، وكأن هذه أول مرة يتنبه فيها إلى أن للنساء نهودا، وأن نهودهن مثيرة. ترى هل من الممكن أنه لم يشعر بأية شهوة تجاه صدر المرأة قبل أن يرى أوكتافيا ويتنبه فى المغارة إلى بروز نهديها فيعى لأول مرة أن الثديين خُلِقا، على حد تعبيره، لشىء آخر إلى جانب الرضاعة؟ إذن فهو ليس بشرا. الواقع أن هذا أمر غير معقول.
ثم لقد انتصب ذَكَرُه لمجرد رؤيتها تمشى بدلال أمامه. أفلم ير امرأة قبل ذلك وينتصب ذكره إلا هذه المرة؟ ولنفترض أنه لم ير امرأة من قبل، وهو ما لا يمكن أن يكون، فيبقى أن هذا أيضا أمر غير معقول. ذلك أن المرأة تعيش فى دمنا قبل أن تعيش معنا وحولنا. إن المرأة هنا هى الغريزة والشهوة، وهما يجريان فينا مجرى الدم فى العروق حتى لو كان الواحد منا يعيش فى قمقم، وأين يجرى هاربٌ من دمه كما يقول إبراهيم ناجى؟ وكان هيبا قد قال فى أول الفصل ما معناه أنه كان قبل ذلك يكتفى بتخيل الأشياء والاستمتاع بها ذهنيا. وعلى هذا فلا بد أنه كان يتخيل نهود النساء ويتلذذ بذلك ولم ينتظر حتى رأى نهدى أوكتافيا فى المغارة (الله يخرب بيت المغارة وسنينها. لقد غلبت مغارة على بابا والأربعين حراميا)، مع أن هذا غير صحيح، إذ لا يعقل أنه لم ير امرأة قبل ذلك ولا أن النساء اللاتى رآهن لم يكن لهن نهود. وإذن فماذا كان لهن؟ أم هل هناك نساء فى أى مكان فى الدنيا قد حُرِمْن كلهن من النهود؟ وهل يُسَمَّيْن فى تلك الحالة: نساء؟ يا عيب الشُّوم!
وفى هذا السياق أيضا يؤكد راهبنا العفريت أنه لم يكن يعرف معنى القبلة قبل أن تقبّله أوكتافيا ويدخل دنيا، وإن كانت دنيا حراما، ولكن تلك قضية أخرى، ومع هذا ينسى بعد قليل ما قاله فى هذا الموضوع فيكتب (ص102) أنه كانت يثيره منظر سفاد العصافير (ونكاح الدواب أيضا بالمرة!). وأنا لا أذكر، رغم ولوعى بالعصافير وغرامى بصيدها فى طفولتى وصباى، أننى رأيت عصفورين يتسافدان. ومعنى هذا أننا أمام شخص "مقطّع السمكة وذيلها" حتى إنه ليلاحظ سفاد العصافير الذى قلما يلتفت له أحد، ثم يزعم رغم هذا أنه لم يكن يعرف معنى القبلة! بالذِّمّة أهذا كلام؟ يا رجل، قل كلاما غيره. أتريد أن أصدقك، وأنا أراك تمارس الفاحشة دون أن تبدى أى قدر من التردد أو المقاومة أو التحرج كلما واتتك الفرصة ناسيا أن الزنا حرام، وبالذات فى حالتك أنت أيها الراهب المحيِّر؟ ومع من؟ مع امرأة وثنية! ثم تقول لى إنك لم تعرف "معنى" القبلة من قبل؟ وحتى لو لم يقع لك أنْ قبّلت امرأة قبلا، وهذا أمر أستبعده كثيرا، فإن هذا شىء، وقولك إنك لم تكن تعرف "معنى" القبلة شىء آخر. ذلك أن "طعم" القبلة أمر يختلف عن "معناها". وهل فى الدنيا كلها من شرقها إلى غربها، ومن غربها إلى شرقها، من لا يعرف مثل ذلك المعنى؟ إنه معنى عالمى يا أخا الرهبان!
كذلك هل من المعقول أن يفكر شاب عنده 23 عاما أثناء ممارسة الجنس مع امرأة لأول مرة فى حياته فى الأمر الذى طرد الله آدم بسببه من الجنة وهل هو عصيان آدم له أو لأنه حين عرف سر أنوثة حواء أدرك رجولته واختلافه عن الله مع أنه خلقه على صورته؟ ألا ترى أنه تنطع منك، يا أيها الراهب الفلاتى، أن تفكر فى أمر كهذا فى وقت كهذا فى وضع كهذا؟ ثم يا دكتور زيدان، أوهذا هو الفرق بين الإنسان والله؟ طيب، فإذا كانت الرجولة من نصيب آدم، فماذا كان نصيب الله سبحانه، أستغفره جل وعلا؟ أرجو ألا تقول إن هذه فكرة هيبا لا فكرتك أنت، فهيبا إنما هو من صنع يديك وعقلك ووجدانك وخيالك. وهذا هو النص:
"كان لكلمة الطب وَقْعٌ سحرىٌّ عليها! رفعتْ حاجبيها، وأشرق وجهها ببسمةٍ بدتْ معها أسنانها الناصعة، وقد زادها نورُ القمر بياضاً وألقاً. مالت بوجهها، بل بجسمها كله، ناحيتى. حتى أعادتنى إلى استلقائى الأول، بارتماءتها المتوهِّجة بالاشتياق. كنتُ أظن قبلها أن الرجل إذا خلا بالمرأة، فإنه يعتليها. لكن الذى جرى لحظتها، هو أنها اعتلتنى. لن أستطيع تدوين بقية ما جرى بيننا فى ليلتنا الأولى هذه، ليلتنا. كانت حافلة بالشهوات المحرَّمة التى أهبطت آدم من الجنة. تُرى، هل طرد اللهُ آدم من الجنة لأنه عصى الأمر. أم لأنه حين عرف سِرَّ أنوثة حواء، أدرك رجولته واختلافه عن الله، مع أنه خلقه على صورته!" (ص97).
ويتعلق بهذا ما كتبه هيبا فى مذكراته وصفا لأوكتافيا، الخادمة الإسكندرانية الجميلة المثقفة التى تذكرنى بــ"هنادى" خادمة المهندس الأمية فى "دعاء الكروان"، تلك التى استطاعت تعلم القراءة والكتابة وأصبحت من مدمنات القراءة الجادة، وصارت تتحدث الفصحى بطلاقة عجيبة حتى إنها لتروى لنا قصتها بأسلوب طه حسين ذاته، كما تعلمت الفرنسية "فوق البيعة" وأتقنتها من مجرد استماعها لحصص الدرس الخصوصى لابنة الأسرة التى كانت تعمل لديهم، مما استفزنى وجعلنى أقول ما معناه أن رواية طه حسين "تعلمنا الفرنسية فى ثلاثة أيام بدون معلم". وسبب تهكمى أن الظروف لم تكن كافية لكى تصل خادمة جاهلة فقيرة بائسة وهاربة من أسرتها التى كانت تبحث عنها ويريد خالها أن يقتلها لهروبها وعيشها مع مهندسٍ عَزَبٍ شاب فى شقة واحدة، خادمة آتية من قلب الصعيد وتعمل لدى أسرة مصرية فى وقت لا أظن الخادمات كان لهن فيه أى اعتبار، إلى هذا المستوى الراقى الذى نعجز نحن الأساتذة فى المدارس والجامعات فى الوصول بطلابنا وطالباتنا إليه بعد كل تلك الأعوام التى يقضيها هؤلاء الطلاب فى العملية التعليمية ومع ما نبذله وتبذله الدولة فى هذا السبيل، وهو ما لم تحظ هنادى بشىء منه: لا فى الوقت ولا فى الإمكانات. ثم لا يكتفى طه حسين بذلك، بل تنتهى روايته بتزوج المهندس من الخادمة رغم ما وصفها به فى أول الكتاب من دمامة وقبح شديدين، وإن كان قد نسى فى نهايته فقال على لسانها إن عيون الناس كانت ترمقها بإعجاب فى المشرب الذى ذهبت تتناول الشاى فيه عصرا كأية سيدة من سيدات المجتمع الراقى، ثم زاد الطين بلةً فأوقع فى غرامها المهندس ابن الأكابر الذى كانت تشتغل عنده والذى كان قد أغوى أختها من قبل وتسبب فى قتل خالها لها حفاظا على العرض والشرف، وكان أن اتخذها زوجة. وهو ما استفزنى مرة أخرى فقلت إن طه حسين هو على كل شىء قدير، مما أزعج بعض الطلاب الضيّقى العَطَن ظنا منهم أننى أشبهه بالله سبحانه، أستغفر الله، وفاتهم لضيق عطنهم أننى، بهذا الأسلوب، لا أمجده بل أسخر من طريقته فى القصّ! ويمكن القراء أن يقرأوا الفصل الذى خصصته لنقد "دعاء الكروان" كاملا فى كتابى: "فصول من النقد القصصى".
لقد كان من الممكن أن تلم أوكتافيا ببعض الألفاظ والأفكار التى يرددها سيدها ومتبنيها التاجر المثقف الذى يحرص على اقتناء الكتب وعلى الخلوّ فى مكتبته يقرؤها ويعلق بما يعنّ له على هوامش صفحاتها تعليقات تدل على ثقافة عميقة، لكن دون أن تتعمق فى شىء من ذلك. أى أن تكون معرفتها بتلك الألفاظ والأفكار "من شواشيها" كما نقول فى العامية. أما أن تبلغ ثقافتها المدى الذى يجعلها من المتشيعين لهيباتيا والمولهين بعقلها وفكرها وفلسفتها حتى لتخرج وتتحدى الجماهير الغوغائية التى كانت تسحل تلك الفيلسوفة على أرض الشارع حيث كُشِط جلدها ولحمها عن عظامها كما تقول الرواية التى أوردها هيبا فى مذكراته (وإن كانت هناك رواية أخرى تقول إن أولئك الوحوش قد كشطوا الجلد بأطراف المحار الذى وجدوه على الشاطئ، وثالثة تقول: بل تم الكشط بما استخدموه من حجارة حادة الأطراف) وتحاول الدفاع عنها وحمايتها من القتل فكان أن قُتِلَتْ هى أيضا. الحق أن الرواية هنا قد "زادتها حبيتن". لكن هذا لا يمنعنى من القول بأننى استمتعت، رغم ما يسود الأمر كله من لاواقعية كلاواقعية "دعاء الكروان"، بوصف المؤلف على لسان هيبا تلك الخادمة فى ملابسها البالغة الأناقة وجمالها الناضج الفتان وتصرفاتها الأرستقراطية وصرة الطعام الفخمة التى كانت تحملها معها عند الشاطئ حين التقت بهيبا لأول مرة ووقع كلاهما فى غرام الآخر من النظرة الأولى ومارسا الجنس هناك ببساطة متناهية يُحْسَدان عليها (على الأقل: من جانبى أنا لأننى من الذين يخافون ويمشون جنب الحائط، وأخاف أن آتى بحركة "كذا أو كذا" حتى لا أضيع فى شربة ماء، إن لم يكن خشية لله، وليست خشيتى لله بالشىء القليل، فخوفا من التبعات الاجتماعية والفضيحة والجُرْسَة وشماتة من يساوى ومن لا يساوى)، وكأنهما قد رتبا الأمر كله ترتيبا من "طَقْ طَقْ لسلامٌ عليكم"، وإن لم تَسْلَمْ أفكارها رغم ذلك كله من نزعة عامية تمثلت فى تصديقها للعرافة التى تنبأت لها قبل عامين بأنها سوف تلقى حبيبها قادما من البحر بعد نقطتين. قل: يومين! قل: أسبوعين! قل: شهرين! قل: عامين! لكن من فضلك لا تقل: قرنين، لأنها واسعة شوية! فكانت تخرج كل يوم على مدار العامين إلى الشاطئ (يا قوة الله! عامين كاملين؟) تترقب ورود حبيب القلب، ومعها صرة الطعام وزجاجة النبيذ المعتق (الذى لم أذقه ولا ذقت أى شراب فى حياتى نفورا طبيعيا من الخمر حتى لو لم يحرمها الله)... إلى أن لقيتْ هيبا وهو يكاد يغرق أثناء سباحته هناك فوقع فى خاطرها للتو واللحظة أن هذا هو حبيب القلب الذى ذكرته لها الكاهنة، وهوما يذكرنا بالمعالجات الساذجة التى تقوم عليها بعض الأفلام المصرية القديمة، فكان ما كان مما لست أتحرج من ذكره، بل لقد ذكرته، وأفاض فيه الكاتب إفاضة جعلتنى أخاف على نفسى من الفتنة وأنا الشيخ الكبير (كدت أقول مثل محمد رشدى فى أغنية "عَدَوِيّة": وأنا الشاب الفقير!)، فما بالنا بالشاب، وبالذات الشاب الفقير الذى لا أمل عنده فى الزواج قريبا أو بعيدا، وبالذات بالذات فى ظل الاحتكار الجلف البشع حاليا للحديد المصرى وارتفاع أسعاره إلى أرقام فلكية تحطّم العقول والقلوب والجيوب تحطيما وتجعل شراء شقة حلما مستحيلا، اللهم إلا فى المشمش... أو فى الجنة، التى لن يدخلها بطبيعة الحال كل محتكر لئيم، وبخاصة إذا لم يكن معروفا من أين حصل هذا المحتكر على أمواله؟ أى أن هيبا نجا من الغرق فى بحر الإسكندرية فغرق فى بحر أوكتافيا. نعم لقد نجا من البحر المالح ليغرق فى بحر العسل! عسل أسود ومطين بستين نيلة، لكنه فى نهاية المطاف عسل، ياناس يا عسل!
وعلى ذكر "عدوية" محمد رشدى فقد كانت شخصية حقيقية تشتغل خادمة لدى الموسيقار عبد العظيم عبد الحق، وكان الأبنودى يراها كلما كان فى زيارة للموسيقار الكبير، إذ كانت تحضر لهما ما يحتاجه الضيف ومضيفه، وكان عبد الحق لا يكف عن ندائها كى تلبى هذا الطلب أو ذاك: روحى يا عدوية! تعالى ياعدوية! أنت يا بنت يا عدوية! إلى أن لَفَتَ جَرْس الاسم وغرابته أذن الأبنودى وانتباهه فنظم فيها أغنيته المشهورة. وحينئذ عرضها على الأستاذ عبد الحق فرفض قائلا إنه لا يليق به أن يلحن أغنية تتغنى باسم خادمته، فأعطاها الشاعر لبليغ حمدى ونجحت الأغنية وكسّرت الدنيا، فكان عبد الحق كلما فتح الإذاعة سمع الأغنية وفيها اسم "عدوية"، وكلما مشى فى الشارع سمع الناس تردد الأغنية وفيها اسم "عدوية"، فكان يضحك قائلا وهو يكاد يشد شعره: منك لله يا أبنودى!
ويرتبط بموضوع أوكتافيا وممارسة هيبا الفاحشة معها فى المغارة قول راهبنا، الذى لا أستطيع أن أفهمه فى كل حالاته ولا أستطيع متابعته فى بدواته العجيبة، إن تسجيله الكتابىّ لما وقع من فاحشة بينه وبين أوكتافيا قد دنّس روحه، ليعود بعد أسطر قليلة فيقول إن الاعتراف، أى الكتابة فى هذا الموضوع، يطهرنا من كل الخطايا (ص108). حيرتنا معك يا عمّ هيبا! يدنّس أم يطهّر؟ أو بالبلدى الفصيح: نفتح الشباك أم نغلق الشباك؟ ومثل ذلك فى التناقض ما نلاحظه من أن فكره وعقيدته مضطربان ويتناقضان من لحظة إلى لحظة، ففيما كان يقول إن الله معاقبه لا محالة على ارتكابه الفاحشة مع أوكتافيا، إذا به عقب ذلك يقول إن الله سوف يغفر للجميع مؤمنين ووثنيين لأنه رحيم (ص104- 105). مرة أخرى: حيرتنا يا عم هيبا! يغفر أو لا يغفر؟ اُرْسُ لك على بَرّ، الله لا يسوؤك! ومن التناقضات المضحكة فى تصرفاته وكلامه أيضا قوله إنه ألقى جلبابه على جسمه العارى خجلا من نظرات أوكتافيا. والحق أنه لا معنى لهذا الخجل بعدما قضى الليل وأول النهار يجامعها ويطّلع منها وتطّلع منه على كل شىء وتحمّمه وتدلكه بالليفة، وهو ما تكرر كثيرا طوال كل يوم، إلى أن عرفت أنه نصرانى لا وثنى مثلها فطردته من جنة الشياطين هذه بلا عودة. بالله عليكم، أيها القراء، أو تصدقون ذلك العفريت حين يقول إنه كان خجلان من عريه أمام الخادمة فتغطى؟:
"نسيتُ ذاتى ساعتها، وغاظنى أنها غالبا ما تبدأ الأمر، فدعتنى نفسى إلى البدء تلك المرة، حتى أشعرها بقوتى! كنتُ صغيرا، ومندفعا. أدرتها من كتفيها حتى وَلَّت وجهها نحو الجدار، ثم أزحتها بضغطَّةٍ من كفىَّ على جانبىْ ظهرها، فانزاحتْ مستسلمةً لى. نفختُ شعلة القنديل فانطفأت، ولفَّنا الظلامُ. كان صدرها إلى الجدار الرطب، وصدرى إلى ظهرها الدافئ. تحسَّستُ فى الظلام جسمها، فوجدتها مستسلمةً تماماً وقد أسندتْ يديها إلى الحائط، ومالت برأسها قليلاً إلى الإمام. رفعتُ عنى جلبابى، وأنزلتُ السروال، ورفعتُ عنها ثوبها، ولم يكن تحته شيئ لأُنزله. صرنا عاريين تماما. علا صوتها، وهى تئنُّ طالبةً منى شَقَّها لنصفين. يا إلهى. لايصح هذا الذى أتذكره وأذكره بعد مرور هذه السنين الطوال" (ص125- 126).
ولا أدرى لماذا "نصفين" فقط مع أن الأغنية تقول: "قطّعنى حتت وارمينى فى الزيت"، أى حتتا كثيرة لا حتتين فقط. وما ضَرَّها أو ضَرَّه لو طلبت منه أن يقطّعها أكثر من ذلك، وليس شرطا أن يرميها فى الزيت، لأن ما تكون فيه ساعتها أشد لهيبا من الزيت والزفت المغلى ذاته؟ هل الكلام فى مثل تلك الظروف عليه جمرك أو يأخذه أحد على محمل الجِدّ؟
كذلك هل يعقل أن نصرانيا مثل هيبا، الذى كان راهبا لا نصرانيا عاديا ويبدو فى غير قليل من الأحيان متحرجا جدا فيما يخص أمور عقيدته، يمكن أن يقول فى حديثه عن أوكتافيا: "على طرف سريرها جلستْ وهى تمد ذراعيها نحوى مثل ربة مانحة، ربة حنون وطيبة ومرحة" (ص128)؟ الواقع أن هذا كلام لا يقوله إلا الوثنيون المؤمنون بتعدد الأرباب. لكن لا ينبغى أن نحاسبه على كلامه فى تلك الظروف التى تطير أبراج العقول جميعا لا بُرْجًا واحدا كما يقال، أو بُرْجَيْن كما تقول صباح فى إحدى أغانيها! وإذا كان المثل الشعبى يقول: "بلدك من أين جحا؟ - بلدى التى فيها امرأتى"، فيمكننا بدورنا أن نقول فى سياقنا هذا: "ما هى عقيدتك يا هيبا؟ ليرد علينا قائلا: فأما عقيدتى مطلقا فهى النصرانية، وأما فى السرير فهى العقيدة التى عليها حبيبتى. على كل حال فإن هذا التناقض فى تصرفات وكلام هيبا ينال من عنصر رسم الشخصية فى الرواية، وقد كنا نود لو برئ رسم الشخصيات فيها من هذه الملاحظة، وبالذات رسم شخصيتها الأولى.
ثم تعرف أوكتافيا، كما قلنا، أن هيبا نصرانى فتطرده فى الحال من فردوسها الشيطانى غاضبة غضبا بركانيا مزلزلا، وتكون تلك هى الفاصلة الأبدية. لكن هل من المقنع أن أوكتافيا، بعدما ذاقت عُسَيْلته وذاق عُسَيْلتها أياما وليالى فى المغارة (ولا مغارة على بابا!) وفى قصر سيدها، لا تعرف ولا يعرف هو تحرجا ولا ترددا ولا تخلّج ضمير، بل عاشا فى بُلَهْيِنَةٍ لا تتاح عادة للبشر فى هذه الأرض المزعجة التى لا تترك لذة من اللذات إلا بترتْها أو كدرتها أو شابتها بالتوتر والخوف من المجهول، وكانت تنتظره منذ عامين بالطعام والنبيذ كل يوم عند الشاطئ، هل من المقنع أن تفعل أوكتافيا هذا مع حبيب القلب وحبيب غير القلب ثم لا تتراجع فى موقفها منه ودون أى تلجلج أو تندم أو تفكير فيما كان بينهما، وهو ليس أبدا بالشىء القليل، وكأن قلبها قُدَّ من حديد؟ لقد كل كل ما يهمها هو الشهوة وإشباعها، والشهوة لغة عالمية عند الزناة والفلاتية، وكان البطل يعطيها ذلك بغزارة وثرارة وصفاء ونقاء إن كان لنا أن نصدق ما تقوله الرواية فى هذا الصدد، فماذا تريد تلك "الجاحدة" أكثر من ذلك؟ ثم إنها خادمة فى نهاية المطاف، ولا موقف عقيدىٌّ لها صُلْبٌ كما يريد المؤلف أن يوهمنا. ولا ننس أنها كانت تنظر إليه (إلى هيبا طبعا لا إلى المؤلف) بوصفه عطيةً من الآلهة حسبما ذكرتْ له. كذلك فالمسائل العاطفية والجنسية لا تُحْسَم بهذه السهولة، بل لا بد أن يقوم بشأنها صراع فى نفس الشخص طويل قبل أن تستقر الأمور على وضعها الأخير (انظر ص132- 133). ولعل القارئ يتساءل: وإلى أين ذهب هيبا فى تلك المدينة التى لم يكن يعرف فيها أحدا ولا كان له من المال ما يمكنه أن يكترى به مسكنا مثلا؟ فهل هناك سوى المغارة والجوع والعطش؟ تستأهل يا هيبا يا من استحللت قصر الرجل الطيب الغائب فعِثْتَ فيه زنا ودعارة وأكلا وشربا وقراءة كتب من مكتبة الرجل دون حساب ولا عتاب. يعنى: أكل ومرعى وقلة صنعة! لكن الله سرعان ما اقتص منك فطردتك المجنونة بنت المجنونة شر طردة لترجع إلى الشارع حيث البرد والجوع والتشرد والعويل واصطكاك الأسنان! تستأهل. هل قال لك أحدٌ: ازْنِ!
لقد كان أمامك الزواج، وهو الطريق الشرعى لنيل ما تريده من المرأة وما تريده منك المرأة، لكنك تنكرت له وترهبت، ولم تسلم الجـََرّة فى أية مرة. ولقد قالت لك مرتا البنت الحلبية الحلوة: تزوجنى، فأجبتها، خيبة الله عليك، بأنك راهب، ولا يمكن الراهب أن يتزوج. فما كان منها، نوَّر الله عليها وعلى بديهتها الحاضرة وفصاحتها المفحمة، إلا أنْ صفعتْك بقولها: وهل الرهبنة تجيز لك ما كنا نفعله الآن؟ تقصد الفاحشة التى كانا يمارسانها فى بيتها بجوار الدير. وهذا ما حذر منه نبينا العبقرى وأنكره مؤكدا أنه لا رهبانية فى الإسلام. ذلك أنه عليه الصلاة والسلام يعرف أن الرجال لا يستغنون تحت أى ظرف عن النصف الحلو، كما أن النصف الحلو لا يمكن أن يستغنى عن النصف الخنشورى، وأن من يحاول ذلك فهو كناطحِ صخرةٍ يوما ليوهنها، فلم يضرها فى شىء، ولم يَنُبْه إلا إدماء قرنه وعودته فاشلا يجرجر أذيال الفشل. وفى رأيى أن الرجل، أى رجل، إما أن يتزوج أو يزنى أو يظل طول حياته يجاهد غرائزه، ومن ذا الذى يستطيع ذلك؟ إنه، إن نجح فى مجاهدة تلك الغرائز، ولا أظنه ينجح أبدا، فلسوف يبقى سائر عمره يعانى من مشاكل نفسية رهيبة تربك شخصيته وأوضاعه كلها، اللهم إلا أن تكون غريزة الجنس لديه ميتة أو يكون تركيبه الذكورى غير طبيعى. وكم نسبة الرجال من هذا الصنف؟ لهذا ولغير هذا كان نبى الإسلام، صلى الله عليه وسلم، حاسما حين نهى عن الرهبانية وحَضَّ كل مستطيع على الزواج دون إبطاء، وإلا فعليه بالصوم فإنه له وِجَاءٌ إلى أن ييسر الله الأمور. وإنى لأتصور أنْ لو أدرك هيبا عصر النبى لكان من أوائل المسلمين، ولكنا ذكرنا اسمه الآن مع بلال الحبشى وصُهَيْب الرومى وسلمان الفارسى فقلنا: "سيدنا هيبا المصرى رضى الله عنه". لكنه لم يفز بها، وسبقه بها أكثر من عكاشة!
كذلك فالاعتراف طقس لا يعرفه الإسلام، وهو طقس لا معنى له سوى فضح الإنسان لنفسه ولمن شاركه الإثم وإعطاء الكاهن الفرصة لاستغلال المعترف، وبخاصة إذا كان طفلا أو امرأة كما هو معروف فى كل مكان. ثم إن الغافر هو الله لا الكاهن. كما أن هذه الفلسفة من شأنها أن تجرئ الشخص على التمادى فى ارتكاب الخطايا ما دام الاعتراف جاهزا، والغفران حاضرا. أما الإسلام فيأمر الشخص بالاستتار بالبلايا وعدم هتك الستر الذى ستره الله به، وأن يعود عن المعصية ويضع أمله فى الغفران فى الله. كما أن الإسلام لا يعتبر ما يسمى: الخطيئة الأصلية ولا يضعها فى الحساب لأن آدم قد نال ما استحقه وانتهى الأمر، ونحن (ذريته) شىء آخر.
أما لماذا غضبت الكنيسة من هذه الرواية، فالأسباب متعددة: ذلك أن الرواية قد فضحت نظام الرهبنة متمثلا فى هيبا، الذى كان يشك فى عقيدته ويمارس الخطيئة دون تردد أو تلجلج كلما أتيحت له فرصة ممارستها. ثم هو لا يكتفى بها، بل يأخذ فى وصف ما وقع وصفا من شأنه إضرام نار الشهوة فى العروق، وبخاصة أنه يضفى على الفاحشة غلالة رومانسية عذبة تسهّل لهذا الوصف التغلغل إلى النفوس والقيام بتأثيره فى خفاء ويسر يصعّبان مقاومته. كذلك فهيبا، الذى لا شك أنه يعبر عن أفكار المؤلف، وإن كان ذلك بطريقة فنية، لا يدع أية فرصة إلا وعرض شكوكه فى النصرانية وفى الكنيسة ورجالها، وبالذات كنيسة الإسكندرية رغم أنه مصرى، وكان يُتَوَقَّع أو يُرْجَى منه على أقل تقدير أن يؤازرها ويعمل على التغطية على عيوبها، لكنه أخلف الرجاء والظن وكشف كثيرا من عوراتها وصور رجالها تصويرا لا يسر عدوا ولا حبيبا. فمثلا نراه يحمّل كيرلس أسقف الإسكندرية فى عصره ورهبان كنيستها مقتل الفيلسوفة الإغريقية الجميلة هيباتيا، ذلك المقتل المتوحش الذى يدل على أن مرتكبيه لا يمكن أن ينتموا إلى جنس الإنسان، وإن تقنعوا بقناع الدين والغيرة عليه. وقد أدان نسطور مقتل هيباتيا واتهم كيرلس برشوة القضاة حتى انتهى البحث إلى لاشىء ولم تتم إدانة أحد (ص188). وجدير بالذكر أن نقول إن القمص بسيط، فى حلقة "العاشرة مساءً"، قد أثنى على هيباتيا وعلمها ومكانتها وذكر أن بعض رجال الدين النصارى قد تتلمذوا على يديها، إلا أنه أنكر مع هذا أن يكون لكيرلس أى دخل على الإطلاق فى مقتلها، مضيفا أن الذى ألصق هذه التهمة بكيرلس مؤرخ وثنى صدّقه الكتاب اللاحقون.
ولقد كان من الممكن إلى حد ما أن نجد بعض العذر لمن قتلها لو أنها كانت تعذب النصارى مثلا. أما وهيباتيا لم تسئ إلى النصارى بشىء فلا أظن من الممكن أن يكون لقاتليها عذر أى عذر. بل حتى لو شاركتت هيباتيا فى محاربة النصرانية والنصارى فإن الطريقة الرهيبة البشعة التى قُتِلَتْ بها لا مسوغ لها أبدا. ولندع هيبا، أو بالحرى: المؤلف، يرسم لنا ذلك المشهد الفظيع الذى لا أظن كاتبا آخر قد ساواه فى رسمه. أقول هذا وقد قرأت وصف مقتلها فى عدد من الكتب ودوائر المعارف باللغات الثلاث: العربية والإنجليزية والفرنسية، فأنا حين أقول ذلك لا أقوله من فراغ. وسبب ذلك أن المؤلف، أو هيبا: لا فرق، قد وصف المشهد بأسلوب أدبى تفنن فيه وفى توبلته بكثير من التفاصيل المثيرة التى تبرز جريمة المتوحشين البرابرة إبرازا. لقد أراد إدانة التعصب الكنسى وحشد لذك كل قواه التعبيرية والوجدانية، فكان هذا النجاح الفريد. ولنقرأ، ولكن ليس قبل تحذير القراء الذين لا يستطيعون الصمود أمام مشاهد القتل العنيف من الاستمرار معنا فى الصفحات التالية:
"فى الأعوام الرتيبة التى قضيتها بالإسكندرية، كنتُ أحضر دروس الطب واللاهوت بانتظام. واشتهرتُ بين أهل الكنيسة بكثرة الصلاة وقلة الكلام، فحسن اعتقادهم فى صلاحى وورعى. ومع كَرِّ الأيام والشهور، نسيتُ ما كان من أمر أيامى الأولى بالمدينة، ولم أعد أسمع أخباراً عن هيباتيا، ولا عن غيرها. حتى جاءت تلك الأيامُ العصيبة من شهور سنة خمس عشرة وأربعمائة للميلاد المجيد، إذ سَرَتْ أولاً بين رجال الكنيسة، همهماتٌ عن احتدام الخلاف بين البابا كِيرُلُّس وحاكم الإسكندرية أورستوس. ثم شاعت أخبارٌ كثيرةٌ عن اعتراض جماعة من شعب الكنيسة، المؤمنين، طريقَ الحاكم أوريستوس، ورجمهم له بالحجارة. مع أنه فى الأصل رجلٌ مسيحىٌّ، ومعروفٌ أن عماده أيام شبابه، كان فى أنطاكية على يد يوحنا فم الذهب. ومع أن يسوع المسيح فى بدء بشارته، نهى اليهود عن رجم العاهرة، فى الواقعة المشهورة التى قال فيها: مَنْ كان منكم بلا خطية، فليرجمها بحجر .
غير أن هذا الخلاف الثائر بين الأسقف والحاكم، لم يكن أيامها يعنينى فى شئ! ومن ثم، انشغلت عنه بهمومى اليومية وصلواتى ودروسى المملَّة، فلم أحرص على التقاط الهمهمات أو تتبُّع الأخبار. حتى بدأ اسم هيباتيا يجرى على الألسنة فى أكثر الجلسات. كنتُ أظن أننى نسيتها تماماً، ثم وجدتنى كلما سمعت اسمها، أضطربُ ويخفق قلبى لذكرها.
تاقت نفسى لمعرفة ما يدور وراء أسوار الكنيسة، فتتبعتُ الحكايات ومحدثات الأمور. بدأتُ بسؤال القَسّ يوأنَّس الذى نهرنى، وأمرنى بعدم الانشغال بغير ما جئت من أجله. بعد أيام عاودتُ سؤاله بلطفٍ، فنصحنى بالابتعاد عن الموضوع، والاهتمام بما أنا موجودٌ فى الكنيسة من أجله. سألتُ غيره، فلم أهتد منهم إلى خبرٍ يطمئن له قلبى. غير أننى تأكَّدت من همهمات الخدم الذين يتردَّدون بين المدينة والكنيسة، أن كراهية البابا لهيباتيا كانت قد بلغت المدى. كانوا يقولون إن الحاكم أوريستوس طرد رجلا مسيحيا من مجلسه، فغضب البابا. ويقولون إن الحاكم يعارض ما يريده البابا من طرد اليهود بعيدا عن الإسكندرية، بعدما طردهم الأسقف ثيوفيلوس إلى رَبْع اليهود الكائن بالجهة الشرقية، وراء الأسوار. ويقولون إن الحاكم كان يُفترض فيه أن يصير نصيرا لأهل ديانتنا، إلا أن الشيطانة هيباتيا تدعوه إلى غير ذلك. ويقولون إنها تشتغل بالسحر، وتصنعُ الآلات الفلكية لأهل التنجيم والمشعوذين. قالوا أشياء كثيرة، لم يطمئن إليها قلبى .
مرت الأيام مترعةً بالتوتر، حتى كان يوم الأحد المشؤوم. المشؤوم بكل ما فى الكلمة من معنى عميق. ففى صبيحة ذاك اليوم، خرج البابا كِيرُلُّس إلى مقصورته ليلقى على الجموع عظته الأسبوعية، وكان على هيئته الحزنُ. لم ينظر إلى مستمعيه فرحاً بشعبه كعادته ، وإنما أطرق لحظةً طويلة، ثم أسند صولجانه الذهبى إلى جدار المقصورة، ورفع يديه إلى السماء حتى انسدلت أكمامه الواسعة وبدت ذراعاه النحيلتان. انشرعت أصابعه فى الهواء، فكأنها أطراف المذراة. وبصوت جهيرٍ هادر،ٍ راح يقرأ الصلاة المذكورة فى إنجيل متى: أبانا الذى فى السماوات، ليتقدَّس اسمُك، ليأت ملكوتك، لتكن مشيئك فى السماء، وكذلك فى الأرض.
أخذ الأسقفُ يعيد الصلاة، حتى أخذ الناسَ النشيجُ وهم يردِّدون الدعاء وراءه. ثم صار صوته نارياً متأججاً وهو يقول لهم: يا أبناء الله، يا أحباء يسوع الحى، إن مدينتكم هذه، هى مدينةُ الرَّبِّ العظمى. فيها استقر مُرقس الرسول، وعلى أرضها عاش الآباء، وسالت دماءُ الشهداء، وقامت دعائم الديانة. ولقد طهَّرناها من اليهود، المطرودين. أعاننا الرَّبُّ على طردهم، وتطهير مدينته منهم. ولكن أذيال الوثنيين الأنجاس، مازالت تثير غبار الفتن فى ديارنا. إنهم يعيثون حولنا فسادا وهرطقة، يخوضون فى أسرار كنيستنا مستهزئين، ويسخرون مما لايعرفون، ويلعبون فى مواطن الجد ليشوهوا إيمانكم القويم. يريدون إعادة بيت الأوثان الكبير الذى انهدم على رؤوسهم قبل سنين، ويودون تعمير مدرستهم المهجورة التى كانت تبثُّ الضلال فى العقول، ويفكِّرون فى إعادة اليهود من الرَّبْع الذى سكنوه إلى داخل أسوار مدينتكم . لكن الرَّبَّ ، ياجند الرَّبِّ ، لن يرضى بذلك أبداً. ولسوف يُحبط مساعيهم الدنيئة، وسوف يبدِّدُ أحلامهم المريضة، وسوف يرفع قَدْر هذه المدينة العظمى، بأيديكم أنتم. مادمتم بحقٍّ، جنودَ الرب. مادمتم بحقٍّ، جنود الحق. لقد صدق ربنا يسوع المسيح، حين نطق بلسانٍ من نورٍ،ِ فقال: الحقُّ يطهِّركم! فتطهَّروا يا أبناء الرب، وطهِّروا أرضكم من دنس أهل الأوثان. اقطعوا ألسنة الناطقين بالشَّرِّ. ألقوهم مع معاصيهم فى البحر، واغسلوا الآثام الجسيمة. اتَّبعوا كلمات المخلِّص، كلمات الحق، كلمات الرَّبِّ. واعلموا أن ربنا المسيح يسوع، كان يحدثنا نحن أبناءه فى كل زمان، لما قال : ماجئتُ لأُلقى فى الأرض سلاما، بل سيفا!
اهتزت الجموعُ مهتاجةً، حتى كاد اهتياجُها يبلغ الغاية. وراح كِيرُلُّس يكرِّر بهديره الحماسىِّ الآسر، قول يسوع المسيح: ماجئتُ لأُلقى فى الأرض سلاما، بل سيفا! فيزداد هياجُ الجموع، ويقارب بحدَّته حدود الجنون. بدأ الناس يردِّدون وراءه العبارة، ولم يكفوا إلا حين قَطَعَ التردادَ بصرخةٍ كالرعد، ذلك الضخمُ المعتادُ على إنهاء خطب يوم الأحد النارية، أعنى بطرس قارئ الإنجيل بكنيسة قيصرون الذى انفجر من بين الجموع قائلاً: بعون السماء، سوف نطهِّر أرض الرب من أعوان الشيطان. سكت الأسقف، فسكن الناسُ إلا بطرس القارئ. ثم أخذ بعضهم يعيد وراءه عبارته، وأضاف إليها أحدهم الترنيمة المرعبة: بسم الإله الحى سنهدم بيت الأوثان، ونبنى بيتاً جديداً للرب. بعون السماء سوف نطهر أرض الربِّ من أعوان الشيطان. بسم الإله الحى سنهدم بيت الأوثان.
استدار الأسقفُ، فتناول صولجانه، ورفعه فى الهواء ليرسم به علامة الصليب، فاجتاح الكنيسة هوسُ الجموع. تداخلت الهتافاتُ واصطخبت، عَمَتِ العقولُ، وعمَّتِ القلوب فوضى منذرةٌ بحادثٍ جسيم. كان بطرس القارئ أول مَنْ تحرَّك نحو الباب، ثم تحرَّك من خلفه الناس جماعاتٍ وهم يرددون عبارته الجديدة: بعون السماء سوف نطِّهر أرض الرَّبِّ.
كادتْ ساحةُ الكنيسة تخلو، وكانت أصواتُ الهاتفين وراء بطرس القارئ تأتى من خارج الأسوار. دخل الأسقفُ من شرفته ووراءه القسوس، ولم أدرِ ساعتها إلى أين أذهب؟ هل أعود لصومعتى وأغلق بابى علىَّ، مثلما أفعل دوما؟ أم أظل فى ساحة الكنيسة، حتى يظهر ما سوف يظهر من مشيئة الرب؟ أم أخرج وراء الجموع؟ ومن دون تدبيرٍ منى، أو بتدبيرٍ خفىِّ عنى، خرجتُ مدفوعا بتوجُّسى خلف الجموع، فلحقت بهم. ولكننى بالطبع، لم أكن أردِّد وراءهم ما يقولون .
اتجه بطرس قائدُ الجموع إلى الشارع الكانوبى الكبير، ومن خلفه سار مئاتُ الهاتفين. كانت شمسُ الظهيرة مُتَّقدةً، والرطوبةُ العالية تخنق الأنفاس. البيوتُ ارتجَّت مع حركة المؤمنين ومن علو الهتافات، كان بعضها مغلقَ النوافذ والأبواب، وبعضها يقف ساكنوه على سطحه يلوِّحون بالصلبان. ثار غبار الطرقات، وهربت الملائكة الرحيمة من السماء، وحَدَّثنى قلبى بقرب وقوع حَدَثٍ مروع. كنتُ أسيرُ مأخوذا بما يجرى من حولى، وكأننى أعيش واحدةً من رؤى سفر حبقوق المنذرةِ بفناء العالم وزوال الدنيا.
بعد حينٍ، تناقص الهاتفون المهلِّلون، وتفرَّقوا فى الطرقات مع طول الجولان فى أنحاء المدينة. صاروا عشرات موَّزعة فى الشوارع، وساروا يردِّدون الهتافات ذاتها. فى لحظةٍ ما، اعتقدتُ أن غرض هذا الصخب، تبيانُ أن المسيحيين هم الأظهرُ والأقوى بالمدينة. هى إذن، رسالةٌ ضمنيةٌ إلى الحاكم، وتنبيهٌ صريحٌ لكل السكان. ولكن الأمر انقلب إلى ماهو أعمق من ذلك، وأبعد، وأبشع .
شمسُ الظهيرة حَمَّ شعاعُها، وازدادتْ رطوبةُ الهواء حتى ثقلت علىَّ أنفاسى اللاهثة وراء الجماعة الهاتفة الباقية وراء بطرس القارئ. كدتُ أستدير راجعاً إلى أسوار الكنيسة، إلى حصنى الحصين، لولا أننى انتبهت إلى ذلك الرجل النحيل، طويل الرأس، الذى جاء من أقصى الشارع يجرى، وهو يصيح لبطرس والذين معه:
- الكافرةُ ركبتْ عربتها، ولا حُرَّاس معها .
خفق قلبى بشدة، واعترانى فزعٌ مفاجئ لما رأيتُ بطرس يجرى وهو يصرخُ، نحو الجهة التى أشار إليها الرجل ذو الرأس الطويل، وتبعه الآخرون. جريتُ خلفهم، وليتنى ما فعلتُ. عند الكنيسة الصغيرة التى فى منتصف الشارع الواسع المؤدى من المسرح الكبير إلى الميناء الشرقى، بدت من بعيدٍ عربة هيباتيا ذات الحصانين، العربة ذاتها التى رأيتها تركبها، وترحلُ بها عنى، قبلها بثلاثة أعوام. العربةُ هى هى، والحصانانِ هما هما، أنا وحدى الذى ما كنتُ أنا. بطرسُ القارئ انطلق ببدنه الضخم ليلحق بالعربة وهو يصرخ، ويصرخ وراءه أتباعه بألفاظٍ غير مفهومة. قبل أن يصل إليها، بأمتارٍ، وقف فجأةً وتلفَّت؛ فاندفع إلى ناحيته أحدهم وهو يصيح صيحةً هائلة ويُخرج من تحت ردائه الكنسى سكينًا طويلاً.. صدئاً.. أيضًا.. السكين..
╬ ╬ ╬
لن أكتب حرفًا واحدًا. لا..
╬ ╬ ╬
يارب. شُلَّ يدى.. خذنى إليك. ارحمنى.
╬ ╬ ╬
سأمزقُ الرقوق، سأغسلها بالماء. وسوف..
- اكتبْ يا هيبا، اكتبْ باسم الحقِّ المختزن فيك.
- يا عزازيل، لا أقدر.
- اكتبْ ولا تجبُن، فالذى رأيته بعينك لن يكتبه أحدٌ غيرك، ولن يعرفه أحدٌ لو أخفيته.
- حكيته لنسطور فى أورشليم، قبل سنين.
- ياهيبا، حكيتَ يومها بعضا منه، فاكتبه اليوم كاملاً، اكتبه الآن كله.
╬ ╬ ╬
آه. لما التقط بطرسُ السكين الطويلة الصدئة، رآه سائقُ عربة هيباتيا، فقفز كالجرذان وجرى متواريا بين جدران البيوت. كان بإمكان السائق أن يُسرع بحصانيه فى الشارع الكبير، وما كان لأحدٍ أن يلحق بالعربة. لكنه هرب، ولم يحاول أحدهم أن يلحق به! ظل الحصانان يسيران مُرتبكين، حتى أوقفهما بطرس بذراعه الملوِّحة بالسكين. أطَلَّت هيباتيا برأسها الملكى من شُبَّاك العربة، كانت عيناها فزعةً مما تراه حولها. انعقد حاجباها، وكادت تقول شيئاً، لولا أن بطرس زعق فيها: جئناك يا عاهرة، يا عدوَّة الرَّبِّ .
امتدتْ نحوها يدُهُ الناهشةُ وأيدٍ أخرى، ناهشةٌ أيضًا، حتى صارت كأنها ترتقى نحو السحاب فوق أذرعهم المشرعة. وبدأ الرعبُ فى وضح النهار. الأيادى الممدودة كالنصال، منها ما فتح باب العربة، ومنها ما شدَّ ذيل الثوب الحريرى، ومنها ما جذب هيباتيا من ذراعها فألقاها على الأرض. انفلت شعرُها الطويل الذى كان ملفوفاً كالتاج فوق رأسها، فأنشب فيه بطرس أصابعه، ولوى الخصلات حول معصمه، فصرختْ، فصاح: باسم الرَّبِّ، سوف نطهِّر أرض الرَّبِّ.
سحبها بطرسُ من شعرها إلى وسط الشارع، وحوله أتباعه من جُند الربِّ يهلِّلون. حاولت هيباتيا أن تقوم، فرفسها أحدهم فى جنبها، فتكوَّمت، ولم تقو على الصراخ. أعادها بطرس إلى تمدُّدها على الأرض، بجذبةٍ قويةٍ من يده الممسكة بشعرها الطويل. الجذبة القوية انتزعت خصلات من شعرها، فرماها، نفضها من يده، ودَسَّ السكين فى الزُّنَّار الملفوف حول وسطه، وأمسك شعرها بكلتا قبضتيه، وسحبها خلفه. ومن خلفه أخذ جُنْدُ الرَّبِّ يهتفون هتافه، ويهلِّلون له وهو يجرُّ ذبيحته.
كنتُ لحظتها واقفًا على رصيف الشارع، مثل مسمارٍ صدئ. لما وصلوا قبالتى، نظر بطرس ناحيتى بوجه ضبعٍ ضخم، وتهلل وهو يقول: أيها الراهب المبارك، اليومَ نطهر أرض الرَّبِّ. وبينما هى تتأرجح من ورائه على الأرض، تقلَّبت هيباتيا، استدار وجهها نحو موضعى. نظرت إلىَّ بعينٍ مصعوقة، ووجهٍ تكاد الدماءُ منه تنفجر. حدقت فىَّ لحظتها، فأدركتُ أنها عرفتنى، مع أننى كنتُ فى الزِّىِّ الكنسى! مدَّت ذراعيها ناحيتى، وصاحتْ مستصرخةً بى: يا أخى. تقدمتُ إلى منتصف الشارع خطوتين، حتى كادت أصابعى تلمس أطراف أصابعها الممدودة نحوى. كان بطرس القارئ يلهثُ منتشياً، وهو يمضى ناحية البحر ساحبًا غنيمته. وكان البقيةُ يتجمَّعون حول فريستهم، مثلما تجتمع الذئاب حول غزالٍ رضيع. لما أوشكتْ أصابع هيباتيا أن تعلق بيدى الممدودة إليها، امتدت يدٌ نهشت كُمَّ ثوبها، فتطوَّحت كَفُّها بعيداً عنى، وتمزَّق الثوبُ فى اليد الناهشة، فرفعه الناهشُ ولَوَّح به، وهو يزعق بعبارة بطرس: باسم الرَّبِّ، سوف نطهِّر. العبارة التى صارت يومها أنشودة للمجد الرخيص. من بعيدٍ، أقبلت امرأةٌ حاسرةُ الرأس، كانت تصرخ وهى تُقبل نحونا مسرعةً فزعةً ، قائلةً:
- يا أختاه. ياجنود الرومان. أغثنا يا سيرابيس!
المرأة المسرعة نحونا كان ثوبها وشعرها يرفَّان وراءها، وكنا قد اقتربنا من ناحية البحر. أقبلت المرأةُ تجرى نحو الجمع، حتى ارتمت فوق هيباتيا، ظانةً أنها بذلك سوف تحميها. فكان ما كان متوقَّعًا. اندستْ فيها الأذرع، فرفعتها عن هيباتيا، وألقتها بقوة إلى جانب الطريق. اصطدم رأسها بالرصيف، وانسحج وجهها، فتلطَّخ بالدم والتراب. حاولت المرأةُ أن تقوم، فضربها أحدهم على رأسها بخشبةٍ عتيةٍ، بأطرافها مسامير، فترنَّحت المرأةُ وسقطت من فورها على ظهرها، أمامى، والدم يتفجَّرُ من أنفها وفمها، ويلِّطخ ثوبها. عند سقوطها أمامى، صرختُ من هول المفاجأة، فقد عرفتها. هى لم تعرفنى، فقد كانت تنتفضُ وهى تلفظ آخر أنفاسها . وهكذا ماتت أوكتافيا، يوم الهول، تحت أقدامى، من دون أن ترانى.
رجعتُ خطواتٍ حتى التصق ظهرى بجدار بيتٍ قديم، لم أستطع انتزاع عينى عن جثة أوكتافيا التى أهاجتْ دماؤها الصخبَ، فاشتدت بجند الربِّ تلك الحمى التى تتملَّك الذئاب حين تُوقع صيدًا. صارت عيونهم الجاحظة مثل عيون المسعورين، وهاجت بواطنهم طلباً لمزيدٍ من الدم والافتراس. تجمعوا فوق هيباتيا، حين وقف بطرس ليلتقط أنفاسه. امتدت إلى يدها يدٌ مازعةٌ، ثم امتدت أيادٍ أخرى إلى صدر ردائها الحريرى الذى تهرَّأ، واتَّسخ بالدماء والتراب. أمسكوا بإطار الثوب المطرَّز وشَدُّوا فلم ينخلع، وكاد بطرس يقع فوق هيباتيا من شِدَّةِ الشَّدَّة المباغتة، لكنه سرعان ما عاد واستعاد توازنه، ومضى يجرُّ ذبيحته، ومن ورائه انحنى أتباعه محاولين اقتناص رداء هيباتيا. هيباتيا. أستاذة الزمان. النقية. القديسة. الربة التى عانت آلام الشهيد، وفاقت بعذابها كل عذاب.
على ناصية الطريق الممتد بحذاء البحر، صاحت عجوزٌ شمطاء وهى تلوِّح بصليب: اسْحِلوا العاهرة. وكأن العجوز نطقت بأمرٍ إلهى! توقف بطرس فجأة، وتوقف أتباعه لحظةً، ثم تصايحوا بصرخاتٍ مجلجلة. تركتُ جثة أوكتافيا ورائى، ولحقتُ بهم مبهوتًا، آملاً أن تفلت هيباتيا من أيديهم، أو يأتى جنودُ الحاكم فيخلِّصوها منهم، أو تقع معجزة من السماء، أو... كنتُ غير بعيدٍ عنهم وغير قريب، فرأيتُ نتيجة ما أوحت به المرأة الشمطاء. رأيتُ... انهالتْ الأيدى على ثوب هيباتيا فمزَّعته. الرداءُ الحريرى تنازعوه حتى انتزعوه عن جسمها، ومن بعده انتزعوا ما تحته من ملابس كانت تحيط بجسمها بإحكام. كانوا يلتذُّون بنهش القطع الداخلية ويصرخون، وكانت العجوزُ تصرخ فيهم كالمهووس: اسحلوها! وكانت هيباتيا تصرخ: يا أهل الإسكندرية! وكان البعيدون عن الوصول إلى جسمها، يصرخون: العاهرة، الساحرة ! وحدى، أنا، كنتُ صامتًا.
صارت هيباتيا عاريةً تمامًا، ومتكوِّمةً حول عريها تمامًا، ويائسةً من الخلاص تمامًا، ومهانةً تمامًا. لا أعرف من أين أتوا بالحبل الخشن الذى لفوُّه حول معصمها، وأرخوه لمترين أو ثلاثة، ثم راحوا يجرُّونها به وهى معلَّقةٌ من معصمها. وهكذا عرفتُ يومها معنى كلمة السحل التى أوحت به المرأةُ إلى بطرس القارئ وأتباعه.
شوارعُ الإسكندرية تفترشها بلاطاتٌ حجرية متجاورة، تحمى الطرقات أيام الشتاء من توحُّل الأرض بسبب المطر. البلاطات متجاورة لكنها غير متلاحمة، وحوافها حادة بفعل طبيعتها الصلبة، فإذا جُرَّ عليها أىُّ شئ مزَّقته، وإن كان ذا قشرٍ قشَّرته، وإن كان إنساناً كشطته. وهكذا سحلوا هيباتيا المعلَّقة بحبلهم الخشن، الممددة على الأرض، حتى تسحَّج جلدها وتقرَّح لحمها.
وسط الصخور المتناثرة عند حافة الميناء الشرقى، خلف كنيسة قيصرون التى كانت فى السابق معبدا، ثم صارت بيتاً للرب يقرأ فيه بطرس الإنجيل كل يوم! كانت هناك كومةٌ من أصداف البحر. لم أر أول مَنْ التقط منها واحدةً، وجاء بها نحو هيباتيا، فالذين رأيتهم كانوا كثيرين. كلهم أمسكوا الصدف، وانهالوا على فريستهم. قشَّروا بالأصداف جلدها عن لحمها. علا صراخُها حتى تردَّدت أصداؤه فى سماء العاصمة التعيسة، عاصمة الله العظمى، عاصمة الملح والقسوة.
الذئابُ انتزعوا الحبل من يد بطرس وهم يتصايحون ، وجَرُّوا هيباتيا بعد ما صارت قطعةً، بل قطعًا، من اللحم الأحمر المتهرِّئ. عند بوابة المعبد المهجور الذى بطرف الحىِّ الملكى البرخيون ألقوها فوق كومةٍ كبيرة من قطع الخشب، وبعدما صارت جثةً هامدة... ثم... أشعلوا النار. علا اللهبُ، وتتطاير الشرر. وسكتت صرخاتُ هيباتيا، بعدما بلغ نحيبها من فرط الألم، عنانَ السماء. عنانَ السماء، حيث كان الله والملائكة والشيطان يشاهدون ما يجرى ولايفعلون شيئًًا.
هيبا، ما هذا الذى تكتبه ؟
اسكتْ يا عزازيل، اسكتْ يا ملعون" (ص161- 171).
وكان لمقتل هيباتيا فى كتب التاريخ والأدب صدى صاخب عنيف بسبب من الوحشية التى تم بها، وبخاصة أن القتلة كانوا من النصارى، الذين يرفعون شعارات المحبة والتسامح وإدارة الخد الأيسر لمن لطمك على خدك الأيمن... وممن يشار إليهم فى هذا السياق سقراط المدرسى (Socrates Scholasticus)، وهو أول من وصلت كتابته عن مأساتها إلينا، وداماسيوس وسويداس، وإدوارد جيبون المؤرخ البريطانى الشهير (الذى نطق الدكتور السيسى والقس عبد المسيح بسيط اسمه فى حلقة "العاشرة مساءً" المشار إليها بتعطيش الجيم، والصواب جعل هذه الجيم قاهرية جافة)، وبروشيه ولاكروز وباسْناج الفرنسيون، وكونت دى ليل وجيرار دى نوفال، وفولتير، الذى كتب مادة كاملة فى "قاموسه الفلسفى" باسمها، وتشارلز كنجزلى، الكاتب البريطانى الذى كتب رواية عنها، وول ديورانت، وماريو لوزى (Mario Luzi)، كاتب المسرح الإيطالى، ورين جروف (Rinne Groff)، الكاتبة الأمريكية التى استوحت من حياتها وشخصيتها عملا مسرحيا عصريا، فضلا عن الرسامين الذين صوروها فى أشكال ومناسبات مختلفة، ومنها تلك الصورة التى نراها لها فى الكتب والصحف والمجلات ودوائر المعارف وما إلى ذلك. وهناك أعمال قصصية كُتِبَتْ للصعار خِصِّيصًا سُمِّيَتْ شخصياتها الأولى: "هيباتيا". بل لقد أُطْلِق اسمها على بعض المواضع المشهورة فى العالم، ومنها موضعٌ فوق سطح القمر. كما قرأت مؤخرا فى عدد السادس من أكتوبر 2008م من صحيفة "المصريون" الضوئية، تحت عنوان "مسيحيو مصر ذبحوها ومثلوا بجثتها"، أن شركة اسبانية للإنتاج السينمائى تستعد حاليا لإنتاج فيلم عن العالمة هيباتيا، وأنه قد تقرر أن يقوم ببطولة الفيلم ممثل إسرائيلى هو أشرف برهوم، على أن تشاركه البطولة الممثلة البريطانية راشيل ويس. وما ذلك إلا قليل من كثير، علاوة على أنه لا يشمل شيئا من الدراسات والكتب التى تتناول فكرها وفلسفتها وإنجازاتها العلمية، بل يقتصر على الإبداعات الأدبية والفنية فقط. وها هو ذا المؤلف المصرى، فى جانب من عمله، يكتب بوحى من ميتتها الشنيعة ويدين المجرمين القتلة المتوحشين، وكذلك الذين حرضوا على مقتلها، متظاهرين بأن ذلك إنما يقربهم من رب السماء ويرضيه عنهم وعن فعلتهم.
وهؤلاء نحن نسوق ما جاء فى كتاب "Hypatia of Alexandria"، ولعله أقدم مرجع أشار إلى الحادثة الوحشية التى وقعت لهيباتيا، وهو متاح فى موقع "ALEXANDRIA on the Web": "Such was Hypatia, as articulate and eloquent in speaking as she was prudent and civil in her deeds. The whole city rightly loved her and worshipped her in a remarkable way, but the rulers of the city from the first envied her, something that often happened at Athens too. For even if philosophy itself had perished, nevertheless, its name still seems magnificent and venerable to the men who exercise leadership in the state. Thus it happened one day that Cyril, bishop of the opposition sect [i.e. Christianity] was passing by Hypatia's house, and he saw a great crowd of people and horses in front of her door. Some were arriving, some departing, and others standing around. When he asked why there was a crowd there and what all the fuss was about, he was told by her followers that it was the house of Hypatia the philosopher and she was about to greet them. When Cyril learned this he was so struck with envy that he immediately began plotting her murder and the most heinous form of murder at that. For when Hypatia emerged from her house, in her accustomed manner, a throng of merciless and ferocious men who feared neither divine punishment nor human revenge attacked and cut her down, thus committing an outrageous and disgraceful deed against their fatherland. The Emperor was angry, and he would have avenged her had not Aedesius been bribed. Thus the Emperor remitted the punishment onto his own head and family for his descendant paid the price. The memory of these events is still vivid among the Alexandrians".
ثم نثنى بما خطه قلم سقراط المدرسى عن الفيلسوفة الجميلة فى كتابه: "Ecclesiastical History": "THERE WAS a woman at Alexandria named Hypatia, daughter of the philosopher Theon, who made such attainments in literature and science, as to far surpass all the philosophers of her own time. Having succeeded to the school of Plato and Plotinus, she explained the principles of philosophy to her auditors, many of whom came from a distance to receive her instructions. On account of the self-possession and ease of manner, which she had acquired in consequence of the cultivation of her mind, she not unfrequently appeared in public in presence of the magistrates. Neither did she feel abashed in going to an assembly of men. For all men on account of her extraordinary dignity and virtue admired her the more. Yet even she fell victim to the political jealousy which at that time prevailed. For as she had frequent interviews with Orestes, it was calumniously reported among the Christian populace, that it was she who prevented Orestes from being reconciled to the bishop. Some of them, therefore, hurried away by a fierce and bigoted zeal, whose ringleader was a reader named Peter, waylaid her returning home, and dragging her from her carriage, they took her to the church called Caesareum, where they completely stripped her, and then murdered her with tiles. After tearing her body in pieces, they took her mangled limbs to a place called Cinaron, and there burnt them. This affair brought not the least opprobrium, not only upon Cyril, but also upon the whole Alexandrian church. And surely nothing can be farther from the spirit of Christianity than the allowance of massacres, fights, and transactions of that sort. This happened in the month of March during Lent, in the fourth year of Cyril's episcopate, under the tenth consulate of Honorius, and the sixth of Theodosius".
ثم ها هو ذا ما كتبه فولتير، الذى اتبع أسلوب التمثيل والتقريب، فتحدث عن أسقف باريس ومدام داسييه جميلة باريس والرهبان الذين ينظمون التراتيل السطحية التافهة منتظرين أن يقال إنها تفوق الإلياذة، وهو فى الواقع إنما يقصد إلى الحديث عن كيرلس ورهبانه المتعصبين وهيباتيا فيلسوفة الإسكندرية. ثم انتقل إلى الحديث المباشر الصريح عما وقع فى القرن الرابع بالإسكندرية على يد الرهبان والغوغاء الفاقدى العقل والقلب والضمير بتحريض من كيرلس أسقف الإسكندرية آنذاك، الذى وصفه الفيلسوف الفرنسى بأنه فى الواقع لم يكن إلا رجلا حزبيا ترك نفسه فريسة فى يد التعصب تصنع به ما تشاء، مؤكدا أنه كان أحرى به أن يستغفر الله لو نما إلى علمه أن أحدا قام بتعرية امرأة جميلة فى الشارع لا يبغى من وراء ذلك إلى قتلها بل لمجرد التعرية ليس إلا. يريد أن يقول: فما بالنا إذا تبع التعريةَ قتلُ تلك السيدة بسحلها وسلخها كأنها ذبيحة، ثم تقطيع جسدها إِرْبًا إِرْبًا، ثم حرقه على الشاطئ بعد ذلك فى نشوة بهيمية لا تليق بالبشر، فضلا عن أن يكون أولئك البشر أتباع دين يقدمونه للناس بوصفه دين التسامح والمرحمة، لا لشىء إلا لأنهاكانت تتناول بالدرس هوميروس وأفلاطون؟:
"Je suppose que Mme Dacier eût été la plus belle femme de Paris, et que, dans la querelle des anciens et des modernes, les carmes eussent prétendu que le poème de la Magdeleine, composé par un carme, était infiniment supérieur à Homère, et que c’était une impiété atroce de préférer l’Iliade à des vers d’un moine; je suppose que l’archevêque de Paris eût pris le parti des carmes contre le gouverneur de la ville, partisan de la belle Mme Dacier, et qu’il eût excité les carmes à massacrer cette belle dame dans l’église de Notre-Dame, et à la traîner toute nue et toute sanglante dans la place Maubert; il n’y a personne qui n’eût dit que l’archevêque de Paris aurait fait une fort mauvaise action, dont il aurait dû faire pénitence.
Voilà précisément l’histoire d’Hypatie. Elle enseignait Homère et Platon dans Alexandrie, du temps de Théodose II. Saint Cyrille déchaîna contre elle la populace chrétienne: c’est ainsi que nous le racontent Damascius et Suidas: c’est ce que prouvent évidemment les plus savants hommes du siècle, tels que Brucher, La Croze, Basnage, etc.; c’est ce qui est exposé très judicieusement dans le grand Dictionnaire encyclopédique, à l’article Éclectisme.
Un homme, dont les intentions sont sans doute très bonnes, a fait imprimer deux volumes contre cet article de l’Encyclopédie.
Encore une fois, mes amis, deux tomes contre deux pages, c’est trop. Je vous l’ai dit cent fois, vous multipliez trop les êtres sans nécessité. Deux lignes contre deux tomes, voilà ce qu’il faut. N’écrivez pas même ces deux lignes.
Je me contente de remarquer que saint Cyrille était homme, et homme de parti; qu’il a pu se laisser trop emporter à son zèle; que quand on met les belles dames toutes nues, ce n’est pas pour les massacrer; que saint Cyrille a sans doute demandé pardon à Dieu de cette action abominable, et que je prie le père des miséricordes d’avoir pitié de son âme. Celui qui a écrit les deux tomes contre l’Éclectisme me fait aussi beaucoup de pitié."
أما كنجزلى فقد صور الأمر فى روايته على النحو التالى:
"A dark wave of men rushed from the ambuscade surged up round the car .... swept forward .... she had disappeared! and as Philammon followed breathless, the horses galloped past him madly homeward with the empty carriage.
Whither were they dragging her? To the Caesareum, the Church of God Himself? Impossible! Why thither of all places of the earth? Why did the mob, increasing momentarily by hundreds, pour down upon the beach, and return brandishing flints, shells, fragments of pottery?
She was upon the church steps before he caught them up, invisible among the crowd; but he could track her by the fragments of her dress. Where were her gay pupils now? Alas! they had barricaded themselves shamefully in the Museum, at the first rush which swept her from the door of the lecture-room. Cowards! he would save her!
And he struggled in vain to pierce the dense mass of Parabolani and monks, who, mingled with the fishwives and dock-workers, leaped and yelled around their victim. But what he could not do another and a weaker did--even the little porter. Furiously--no one knew how or whence--he burst up as if from the ground in the thickest of the crowd, with knife, teeth, and nails, like a venomous wild-cat tearing his way towards his idol. Alas! he was torn down himself rolled over the steps, and lay there half dead in an agony of weeping, as Philammon sprang up past him into the church.
Yes. On into the church itself! Into the cool dim shadow, with its fretted pillars, and lowering domes, and candles, and incense, and blazing altar, and great pictures looking from the walls athwart the gorgeous gloom. And right in front, above the altar, the colossal Christ watching unmoved from off the wall, His right hand raised to give a blessing--or a curse?
On, up the nave, fresh shreds of her dress strewing the holy pavement--up the chancel steps themselves--up to the altar—right underneath the great still Christ: and there even those hell-hounds paused.
She shook herself free from her tormentors, and springing back, rose for one moment to her full height, naked, snow-white against the dusky mass around--shame and indignation in those wide clear eyes, but not a stain of fear. With one hand she clasped her golden locks around her; the other long white arm was stretched upward toward the great still Christ appealing--and who dare say in vain?--from man to God. Her lips were opened to speak: but the words that should have come from them reached God's ear alone; for in an instant Peter struck her down, the dark mass closed over her again .... and then wail on wail, long, wild, ear-piercing, rang along the vaulted roofs, and thrilled like the trumpet of avenging angels through Philammon's ears.
Crushed against a pillar, unable to move in the dense mass, he pressed his hands over his ears. He could not shut out those shrieks! When would they end? What in the name of the God of mercy were they doing? Tearing her piecemeal? Yes, and worse than that.
And still the shrieks rang on, and still the great Christ looked down on Philammon with that calm, intolerable eye, and would not turn away. And over His head was written in the rainbow, 'I am the same, yesterday, to-day, and for ever!' The same as He was in Judea of old, Philammon? Then what are these, and in whose temple? And he covered his face with his hands, and longed to die.
It was over. The shrieks had died away into moans; the moans to silence. How long had he been there? An hour, or an eternity?
Thank God it was over! For her sake--but for theirs? But they thought not of that as a new cry rose through the dome.
'To the Cinaron! Burn the bones to ashes! Scatter them into the sea!' And the mob poured past him again....
He turned to flee: but, once outside the church, he sank exhausted, and lay upon the steps, watching with stupid horror the glaring of the fire, and the mob who leaped and yelled like demons round their
Moloch sacrifice.
A hand grasped his arm; he looked up; it was the porter.
'And this, young butcher, is the Catholic and apostolic Church?'
'No! Eudaimon, it is the church of the devils of hell!' And gathering himself up, he sat upon the steps and buried his head within his hands. He would have given life itself for the power of weeping: but his eyes and brain were hot and dry as the desert.
Eudaimon looked at him a while. The shock had sobered the poor fop for once.
'I did what I could to die with her!' said he.
'I did what I could to save her!' answered Philammon.
'I know it. Forgive the words which I just spoke. Did we not both
love her?'
And the little wretch sat down by Philammon's side, and as the blood dripped from his wounds upon the pavement, broke out into a bitter agony of human tears.
There are times when the very intensity of our misery is a boon, and kindly stuns us till we are unable to torture ourselves by thought.
And so it was with Philammon then. He sat there, he knew not how long.
'She is with the gods,' said Eudaimon at last.
'She is with the God of gods,' answered Philammon: and they both
were silent again".
والآن إلى ما خطه كاتب مادة "هيباتيا" فى النسخة الفرنسية من الموسوعة المشباكية الحرة (ويكيبيديا: Wikipedia):
"
En mars 415, elle meurt lapidée en pleine rue par des chrétiens fanatiques qui lui reprochaient d'empêcher la réconciliation entre le patriarche Cyrille d'Alexandrie et le préfet romain Oreste à la suite de conflits sanglants entre diverses communautés religieuses d'Alexandrie. D'après l'historien chrétien Socrate le Scolastique:
«Contre elle alors s’arma la jalousie ; comme en effet elle commençait à rencontrer assez souvent Oreste, cela déclencha contre elle une calomnie chez le peuple des chrétiens, selon laquelle elle était bien celle qui empêchait des relations amicales entre Oreste et l’évêque. Et donc des hommes excités, à la tête desquels se trouvait un certain Pierre le lecteur, montent un complot contre elle et guettent Hypatie qui rentrait chez elle : la jetant hors de son siège, ils la traînent à l’église qu’on appelait le Césareum, et l’ayant dépouillée de son vêtement, ils la frappèrent à coups de tessons ; l’ayant systématiquement mise en pièces, ils chargèrent ses membres jusqu’en haut du Cinarôn et les anéantirent par le feu. Ce qui ne fut pas sans porter atteinte à l’image de Cyrille et de l’Eglise d’Alexandrie ; car c’était tout à fait gênant, de la part de ceux qui se réclamaient du Christ que des meurtres, des bagarres et autres actes semblables. Et cela eut lieu la quatrième année de l’épiscopat de Cyrille, la dixième année du règne d’Honorius, la sixième du règne de Théodose, au mois de mars, pendant le Carême".
ولم تكتف الرواية بسرد مقتل هيباتيا دليلا على قَتَلَتها لا يطبقون الشعارت الجميلة التى يتغنَّوْن بها ويرفعون أعلامها عالية أمام الأبصار، إذ سبق أن روى هيبا مقتل أبيه فى جنوب مصر على أيديهم. وها هى ذى أوكتافيا أيضا تروى لِهِيبا خبر مقتل زوجها على أيديهم. ولنقرأ: "فهمتُ من كلامها، أن رجلها الميت كان فيه شئٌ من الحمق والضلال. أذابتْ قلبى جلستها الحزينة وهى تحكى، وقد حَفَّ شعرها بجانبى وجهها، فكأنها زهرةٌ آلت إلى الذبول. كان يجب علىَّ ساعتها أن أحتضنها، وأعدها بأننى سأكون لها خير زوج. قلتُ فى نفسى: هى على كل حالٍ لم تكن تحب زوجها الأول، وهى تقول إنها تحبنى. فربما أخذ الربُّ زوجها، ليعطيها أفضل منه! كان عقلى غائبا فى خَدَره، وكانت تكمل حكايتها، فتخبرنى أن زوجها خرج ذات صباح ليضع البخور فى المعبد الصغير الذى كان قائماً بشرق الميناء، فحوصر هناك، تقصدُ حاصرَه أهلُ ديانتنا.أجهشتْ وهى تقول : قتله المجرمون وقادتهم من الرهبان، وهم يدمِّرون المعبد.
- ما هذا الذى تقولين ؟ الرهبانُ لايقتلون!
- رهبانُ الإسكندرية يفعلون. باسم ربهم العجيب، وببركات الأسقف ثيوفيلوس المهووس، وخليفته كِيرُلُّس الأشد هوسًا.
- أرجوكِ يا أوكتافيا.
- طيب، ما علينا من هذا الكلام الآن. ولكن لماذا تبدو يا حبيبى متألماً هكذا، ومنحازًا لهم؟ إنهم يطاردوننا فى كل مكان، ويطردون إخوانهم اليهود، ويهدمون المعابد على رؤوس الناس، ويصفوننا بالوثنيين الأنجاس. إنهم يتكاثرون حولنا كالجراد، ويملأون البلاد مثل لعنة حَلَّت بالعالم" (ص131- 132).
ولم تتوقف تلك الوحشية عند اضطهاد غير النصارى، فها هو ذا أحد القساوسة الموحّدين من أتباع آريوس يمزقه الرهبان المثلِّثون بالسواطير فى الشارع. ولنسمع لهيبا وهو يقص علينا الأمر:
"مضت علىَّ الأيامُ فى الكنيسة المرقسية رتيبةً، باستثناء أيام الآحاد الصاخبة. أسلمت نفسى، شيئً فشيئا، إلى مشيئة الرب. وكان القَسّ يوأنَّس يرعانى من بعيد، ويوصينى دومًا بأن أتجنَّب الاندماج مع الرهبان الإسكندرانيين، خاصةً الذين يسمون أنفسهم جماعة محبى الآلام. كان منهم راهبٌ طاعنٌ فى السِّنِّ، يرهبونه كثيرا، عرفتُ بعد شهور سِرَّ نفورى من نظرته القاسية. الراهبُ المسنُّ أصله من الصعيد، ومع ذلك لم يكن يحب الوافدين إلى الإسكندرية من هناك! لقينى ذات يوم فى ساحة الكنيسة، وكان قد مَرَّ على وجودى هناك قرابة العام. دعانى إليه بإشارةٍ من عصاه التى تتكئ عليها سنواته السبعون، ولما اقتربت منه قال لى هامساً: عُدْ سريعاً إلى بلدتك، فالإسكندريةُ ليست مكانك! كان صوته أقرب لفحيح الأفاعى، وكانت لهجته لاذعةً كلسع العقارب. لم أفهم إشارته، وقد نصحنى القَسّ يوأنَّس لما أخبرته بالأمر، بالابتعاد عنه. بعدها بأيام أخبرنى خادم المضيفة بسرٍّ دفين، قال بعدما تلفَّتَ حوله: هذا الراهبُ المسنُّ، محبُّ الآلام، هو أحدُ أبطال الكنيسة ! فقد كان فى شبابه واحداً من الجماعة الذين فتكوا بأسقف الإسكندرية جورج الكبادوكى ومَزَّقوه بالسواطير فى شوارع الحى الشرقى. أضاف الخادم هامسا، بعدما تلفَّت ثانيةً: جرى ذلك قبل ثمانٍ وأربعين سنة، فى العام السابع والسبعين للشهداء! يقصد سنة إحدى وستين وثلاثمائة للميلاد. سألته:
- ولماذا فعلوا ذلك بأسقف المدينة؟
- لأنه كان مفروضا علينا من روما، وكان مارقا يميل إلى آراء آريوس الملعون" (ص160).
كذلك فالرواية تصور عالم رجال الدين النصارى فى عواصم النصرانية الكبيرة الثلاث كما هم فى الواقع: فمنهم الذى يخشى الله، ومنهم المغرور المتكبر، ومنهم الذى ارتكب الخطايا مثل هيبا مثلا، ومنهم، ومنهم. أما آراؤهم ومعتقداتهم فهى مجرد نظرات أو أفكار أو تفسيرات خاصة يريدون أن يفرضوها على الآخرين بوصفها كلام السماء، ومن هنا تبدأ النزاعات المذهبية والمعارك الطاحنة والاضطهادات والاضطهادات المضادة وتسيل الدماء، مع أنه ثبت مرارا وتكرارا أن ما يقال اليوم قد يُرْجَع عنه ويُغَيَّر غدا، بل قد يُعْتَقَد نقيضه. وعلى هذا ينبغى أن يكون الإنسان أوسع أفقا، وإن لم يَعْنِ هذا أن يقف أمام الاختلافات لا رأى له ولا موقف، أو لا ينصر الرأى الذى يؤمن به، بل المراد هو ألا يغلو فى هذا بحيث يتصور أنه لا يحق لغيره أن يعيش أو يكون له رأى مخالف لرأيه. وما نقرؤه فى الرواية ليس شيئا انتهى وأصبح ماضيا، بل ما زلنا نرى من حولنا فى المحروسة انقسامات واتهامات عقيدية تذكّرنا بتلك الحقبة التى تدور حولها الرواية يتبادلها شنودة والبياضى ومتى المسكين وماكسيموس، ثم الإكليروس والعلمانيون، فضلا عما عندنا من مجامع وبيانات ومحاكمات كنسية...
ولننظر الآن فى الصورة التى يرسمها هيبا لكيرلس أسقف الإسكندرية فى ذلك العصر، وكيف يستنكر بطل الرواية مظهر هذا الأسقف الذى يتناقض مع كل ما يمثله المسيح من بساطة وزهد. ولنلاحظ أن كيرلس فى تلك المناسبة إنما كان يحرض على هيباتيا، مما كان من ثمرته أن انطلق الغوغاء والرهبان فمزقوها وسلخوها وأحرقوها دون أى مسوغ على الإطلاق:
"أفقتُ من جَوَلان أفكارى على صوت الأجراس تدعو لخطبة الأسقف كِيرُلُّس، فخرجتُ مع الخارجين من صوامعهم، وانحشرتُ مع مئات الداخلين إلى الكنيسة . الساحة الداخلية امتلأت ، فلم تعد هناك أصلاً فرصةٌ للخروج، ولا للحركة من الموضع الذى كنت محشوراً فيه، بين الرهبان والقسوس والشمامسة وقُرَّاء الإنجيل والموعوظين الكبار والصغار، والمصارعين القدامى الذين صاروا مؤمنين، وأفراد جماعة محبى الآلام، وأبناءُ التائبين المنخرطين فى سلك الديانة، وأتباع الأخوة طوال القامة الحائرين، وجماعات من رهبان أديرة وادى النطرون .. كنتُ محاطاً من كل الجهات، بجيش الرب. هتافهم المزلزل الذى يملأ الساحة ويهزُّ الجدران، يُنبئ عن قُرب نبأَّ عظيم وحدثٍ جلل .. لما بلغ الهتاف غايته القصوى، وكادت الحناجرُ تتشرَّخ، أطلَّ علينا الأسـقف كِيرُلُّس مـن مقصورته .
هيئةُ الأسقف المهيبة أثارت استغرابى، وهيَّجت حيرتى . كانت المرة الأولى التى أراه فيها، وقد ظللتُ بعدها أراه صباح كل يوم أحد، لمدة عامين أو ثلاثة من دون استثناء، ورأيته أيضاً يوم اللقاء الخاص الذى سوف أذكره إن جاءت مناسبةٌ للكلام عنه .. لما رأيتُ الأسقف أول مرة، استغربتُ واحترتُ؛ لأنه أطلَّ علينا من مقصورةٍ مُذهَّبة الجدار بالكامل، هى شرفةٌ واحدةٌ، فوقها صليبٌ ضخمٌ من الخشب، معلقٌ عليه تمثال يسوع المصنوع من الجصِّ الملوَّن. من جبهة المسيح المصلوب ويديه وقدميه، تتساقط الدماءُ الملوَّنة بالأحمر القانى.
نظرتُ إلى الثوب الممزَّق فى تمثال يسوع، ثم إلى الرداء الموشَّى للأسقف! ملابسُ يسوع أسمالٌ باليةٌ ممزقةٌ عن صدره ومعظم أعضائه، وملابسُ الأسقف محلاةٌ بخيوط ذهبية تُغطيه كله، وبالكاد تُظهر وجهه. يَدُ يسوع فارغة من حطام دُنيانا، وفى يد الأسقف صولجان أظنه، من شِدَّةِ بريقه، مصنوعاً من الذهب الخالص. فوق رأس يسوع أشواكُ تاج الآلام، وعلى رأس الأسقف تاجُ الأسقفيةِ الذهبىُّ البرَّاق. بدا لى يسوع مستسلمًا وهو يقبل تضحيته بنفسه على صليب الفداء، وبدا لى كِيرُلُّس مقبلاً على الإمساك بأطراف السماوات والأرض.
نظر الأسقفُ فى شعبه ورعاياه، وأجال عينيه فى الحشد الذى انحشر فى ساحة الكنيسة، فهدأوا. رفع صولجانه الذهبى، فصمتوا. ثم تكلم فقال: يا أبناء المسيح، باسم الإله الحى أبارك يومكم هذا، وكل أيامكم. وأبدأ كلامى بالحق الذى تكلَّم به بولس الرسول فى رسالته الثانية إلى تيموثاوس، حيث يقول له، ولكلِّ مسيحىٍّ فى كل زمان ومكان: احتمل المشقات كجندى صالح للمسيح يسوع، فالذى يتجنَّد لاينشغل بهموم الحياة حتى يُرضى الذى جَنَّده، والمجنَّد لن ينال إكليل النصر حتى يُجاهد الجهاد الشرعى" (ص156- 157).
ويضاف إلى ما سبق من أسباب غضب الكنيسة على الرواية وصاحبها ما كتبه المؤلف على لسان عزازيل عن عقيدة موت المسيح على الصليب، إذ نراه يجادل هيبا حول موت المسيح متسائلا فى استغراب وإنكار: هل يمكن بشرا أن يقتل الإله؟ وإذا كان المسيح الإله قد مات فداء للبشر من خطاياهم، فهل كفت البشرية عن ارتكاب الخطايا؟ فما فائدة موته إذن؟ وما الفرق بين موته وعدمه؟ (ص390- 391).
ولكن لا بد من القول بأن كل ما صنعه المؤلف فى روايته إنما هو طرح أفكار، وهو حر فى هذا، ومع هذا ثارت الكنيسة الأرثوذكسية كأن الرجل قد اعتدى على النصرانية رغم أنه إنما يثير أسئلة ويدير حوارا ليس إلا. فهو ليس كحيدر حيدر مثلا، الذى شتم الرسول والله والإسلام وكذب فقال إن الرسول كان عنده عشرون محظية، علاوة على أن رواية حيدر المسيئة إنما طُبِعَتْ على نفقة الشعب، الذى يسب دينه ويتطاول على إلهه ورسوله وقرآنه، أما هنا فالرواية مطبوعة فى دار نشر خاصة، وهى تنشر لكل الاتجاهات، ولا يُعْرَف عنها انحياز للاتجاه الإسلامى بالذات. وعلى كل حال فالرد على الفكر والأدب إنما يكون بالفكر والأدب. وقد وعد بعض رجال الدين النصارى بأن يكتبوا ردودا علمية على الرواية يفندون فيها رؤية الكاتب، وإننا لمنتظرون حتى نقرأ الرؤية المقابلة لما طرحه المؤلف من أفكار، إذ بهذا يتجدد الفكر وتتبلور الحقيقة. ونرجو ألا يطول الانتظار كثيرا. وإنى لأنتهز هذه الفرصة فأكرر أنى لست من القائلين بأن الروائى لا يعرض أفكاره وآراءه، بل يصور الواقع ليس غير، إذ لا ريب عندى فى أن الروائى،حين يؤلف رواية، إنما يعبر عن موقفه ووجهة نظره، ويستخدم الخامات التى فى يده لهذا الغرض. المهم ألا يسب أو يحقر أحدا أو دينه، ولا أظن زيدان قد فعل. وعلى أية حال ففى الرد الكتابى، أى الرد من نفس جنس عمل المؤلف، كفاية. فأنا من مبدإ "كتابةٌ بكتابةٍ"، اللهم إلا إذا خرج المؤلف عن حدود القانون فشتم وحقّر، وهو ما لم يصنع زيدان منه شيئا.
وقد عضد الكاتبَ فى موقفه كل من جمال أسعد والروائى والناقد يوسف الشارونى، وهما نصرانيان، إذ قال الأول عن الرواية إنها "عمل أدبي أوهم فيه المؤلف القارئ بأن أحداثه استقاها من خلال مخطوطات سريالية. وهذا الإيهام جائز حتى أن العمل يدخل تحت بند الإبداع الأدبي ولا علاقة له بالعقيدة الدينية حتى ولو كان للمؤلف رأي أو أن المؤلف قد استقى آرائه من مؤرخين غربيين أو من مصادر أخرى. تلك الآراء التي أزعجت بعض القساوسة وهي أن المسيحيين في بداية عهدهم قد قاموا بتعذيب غير المسيحيين، وهنا فلا أحد ينكر واقعة قتل وتعذيب العالمة هيباتيا. ولكن كون أن هذا قد تم عن طريق وبمعرفة كيرلس عامور الدين من عدمه فهذا طبيعي جدا حيث أنه كمسلم هو اقرب للنسطورية بلا شك والتي تقول أن المسيح رسول. أي أن ما جاء بالقصة لم يكن إساءة للمسيحيين ولكنها آراء موجودة في العقائد الأخرى غير المسيحية. فهل عندما تذكر في إطار أدبي وإبداعي تصبح إساءة ويتم مصادرتها". وهذا الكلام موجود فى مقال له بجريدة "المصريون" الضوئية بتاريخ 2/ 9/ 2008م تحت عنوان "الإبداع الفني والرقابة الدينية". أما الثانى فقد أدلى برأيه فى الاستطلاع الصحفى الذى قامت به الصفحة الثقافية فى موقع "إخوان أون لاين"، إذ نقرأ فى تلك الصفحة ما يلى: "من جانبه أكد الأديب والروائي الكبير يوسف الشاروني أنه قرأ رواية "عزازيل" للدكتور يوسف زيدان، مُشيدًا بمستواها الفني، وأنها لا تمس العقيدة المسيحية، بل تناول فترة تاريخية معينة، واعتمد في ذلك على وثائق، وتقول الرواية عن فترة في التاريخ إن الوثنيين كان يضطهدون المسيحيين، ولما سيطر المسيحيون مارسوا الاضطهاد مع مَن سبقهم شأن جميع الدول والتاريخ في مختلف الأماكن، والأقباط كشطوا الرسوم الفرعونية، وموجود ذلك في معابد الأقصر وآثار النوبة القديمة. وقال: "لا أعتقد أن الرواية فيها هجوم على المسيحيين، وما أُثير حولها من جانب الأقباط إنما يتم تناولها من غير أهل التخصص، ومن قام بتأليف رواية مضادة ليس أديبًا (المقصود رواية "تيس عزازيل فى مكة"، التى يتطاول فيها كاتبها الخنزير لعنه الله على مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتهم أمه فى شرفها). المسألة لا بد أن تُناقَش من منظور أدبي، ولا يدلي برأيه إلا شخص متمرس بالأدب، أما أن يقوم رجال دين برفع قضايا ضد المؤلف فهذا يعتبر من التخلف؛ لأن من يقرأ لا يفرق بين العمل الأدبي والمقال أو الكلام المنشور". يضيف الشاروني أن الأدب يحمل رسالةً إنسانيةً بوجه عام، ولا ينبغي أن تكون بشكلٍ وعظي، بل في إطار الحدث، والقارئ هو الذي يستخلص ما يفيد".
وأخيرا نختم بهذه الملاحظات الفنية: فأحداث الرواية وشخصياتها تتتابع فى غزارة، ومع ذلك فكثير من الشخصيات لا علاقة لها ببناء القصة، والعنصر الوحيد الذى يربط بين هذه الشخصيات وكذلك الأحداث التى تقع منها أو لها هو البطل فقط فى الغالب، وهو رباط لا يكفى. ومن ناحية المعقولية هل يمكن السفر من دمنهور إلى الإسكندرية على القدم فى ساعات معدودة من نفس اليوم ودون توقف مع بعد المسافة بينهما كما نعرف؟ كذلك هل من الممكن التقاء الخادمة والبطل على شاطئ البحر واصطحابها إياه إلى القصر فى غيبة مخدوميها وقضاؤهما عدة ليال معا يمارسان الجنس فى هذه الجنة بهذه السهولة؟ إلا أن ما يجعل القارئ يغض الطرف عن نقطة الضعف هذه هو اللذة التى يجدها فى قراءة تلك التفاصيل، فضلا عن أنه يتصور واهما بخداع من المؤلف أن القصة قد كتبت فى الماضى، ونحن عادة ما نتسامح مع أدب الماضى.
ترى مثلا ما الذى أخرج الخادم إلى البحر فى هذه البقعة المنعزلة فى ذلك الوقت؟ ولماذا أحضرت معها كل ذلك الطعام؟ وكيف تقع فى غرام شاب نوبى فقير قشف وزرى الهيئة من أول نظرة؟ وهل يمكن أن تكون مثقفة على هذا النحو؟ سوف نعرف بعد قليل أن العرافة أخبرتها أن حبيبها سوف يأتى من البحر، وكان ذلك قبل عامين. أيعقل أنها كانت تجىء إلى هذا المكان على مدى العامين السابقين ومعها الطعام والنبيذ والفِرَاش فى كل مرة؟
ومما يؤخذ على الرواية أيضا لجوء المؤلف إلى المصادفة فى حل مشكلة ضياع البطل فى الإسكندرية بعدما طردته أوكتافيا من جنتها، إذ جعله يقابل، على حين بغتة، بعضا من أترابه من نجع حمادى (ص151). ثم هل يعقل فى غمرة التعصب الجنونى أن يكتفى الراهب والمرأة والصبى بإعلان دهشتهم من خلع البطل لصليبه ورميه على الأرض عقب سحل هيباتيا وسلخها وحرقها؟ (ص173). كذلك يؤخذ على الرواية أن البطل رغم حبه الشديد لنسطورس لم يصاحبه مَرْجِعَه إلى بلده أنطاكية حين عرض عليه الذهاب معه، بل اعتذر رغم نفوره من أورشليم، والدليل على ذلك أنه يقبل اقتراحه الذهاب إلى حلب حيث يعيش فى دير تابع لكنيسة أنطاكية. فأى لخبطة هذه؟ ليس ذلك فقط، فهو يتخلف عن السفر فى قافلة نسطورس رغم أنه سوف يذهب إلى حلب، التى كان من الأفضل أن يرافق نسطورس فى طريقه الذى يمر بها فيستمتع بصحبته ما دام يحبه كل هذا الحب (ص200- 201).
وهناك مشهد يظهر فيه الحَمَام على مرأى من هيبا وأحد زملائه الرهبان فى الدير القريب من حلب وذكوره تسافد إناثه، ولكن السؤال هو: هل للحمام دور فى الرواية غير ما لاحظه عليه هيبا من حب السفاد وما إلى ذلك؟ لقد شغل هذا الأمر البطل كثيرا، كما كان هناك راهب يكره الحمام وركز عليه هيبا الكلام طويلا، فتوقعْنا أن يقول هيبا عن الحمام شيئا، لكن الطير اختفى فجأة كما ظهر فجأة، وكان الله بالسر عليما (ص383 وما بعدها).كذلك فكلام البطل عن الموسيقى من أنها صوت سماوى مقدس، وأنها مع هذا يمكن أن تستعمل فى الخير أو فى الشر كلام فيه تناقض (ص289). وبالمثل يلفت النظر فى الرواية جرأة مرتا الجنسية والعاطفية منذ البداية على هيبا الراهب، وهو تصرف غير مقنع، إذ يأخذ مثل هذا الأمر وقتا ويحتاج إلى مواقف يتبلور من خلالها ولا يمكن أن يتم هكذا بسرعة، وبخاصة أنها فتاة فى العشرين، وهو راهب مشهور، ولم يُعْرَف عنه أنه رجل منحرف حتى تجرؤ عليه كل تلك الجرأة وبهذه السرعة (ص316). ومن الغريب أنه يسألها فى هذه الصفحة عن عمرها مع أنها سبق أن قالت له فى الصفحات الماضية إنه عشرون.
والملاحظ أن عزازيل موجود مع البطل كلما شرع يكتب مذكراته وينخسه نخسا كى يواصل الكتابة. ولا أدرى ما دخل عزازيل هنا؟ يمكن أن يدفعه إلى الشك مثلا، أما الكتابة فما السبب؟ وإذا كان البطل على وعى تام بأن إبليس يريد منه ذلك وكان يكرهه كما يفهم من ردوده عليه، فلم كان يصيخ إليه وينفذ طلبه دائما؟ وبالمناسبة فالمفروض، عند كتابة هيبا فى مذكراته عن المشاعية فى النساء وإعلانه أنه يحبذ ذلك، أن يبتهج عزازيل بهذا الذى يقوله هيبا، لكننا نفاجأ بأنه يزجره حتى لا يكتب كلاما يتنافى مع تدينه ورهبانيته (ص287 مثلا).
لكن يُحْمَد للرواية مع ذلك استطاعتها رسم صورة حية واضحة للجو الجدلى الدينى آنذاك وكيفية انعقاد المجمع المسكونى، وتحويلها الشخصيات الكنسية كنسطور وكيرلس إلى كائنات حية لا مجرد أسماء وأفكار وكلمات فى الكتب. ذلك أننا نلقى كيرلس مثلا ونسمعه ونقرأ أخباره ونعرف ما يكتبه فى رسائله الدينية دفاعا عما يعتقده وهجوما على ما يعتقده الأساقفة الآخرون، ونتسقط ما يقوله هيبا ونسطورس عنه كلاما حيا طازجا لا كلاما باردا مودعا بطون الكتب يفصل بيننا وبين من يدور حوله قرون وقرون. أما نسطورس فهو أقرب إلينا من كيرلس لأنه هو وهيبا بطل الرواية وراوى أحداثها كانا صديقين، وكثيرا ما تجادلا بمحضر ومرأى ومسمع منا، وكان نسطورس يبدى رأيه فى غريمه السكندرى ويتحدث أمامنا إلى هيبا بما ينوى أن يصنعه حين يسافر إلى أفسوس للمجادلة عن مذهبه فى وجه كيرلس وشيعته. لقد أخذَنا الراوى، أو فى الحقيقة: لقد أخذَنا المؤلف، فى رحلة طويلة من أخميم إلى الإسكندرية إلى القدس إلى حلب، وأكمل جميله فكان يتتبع أخبار نسطورس فى أنطاكية، وقام بكل هذا كى يطلعنا على الأوضاع السائدة فى العالم المسيحى أوانذك، فأشعرنا، أو أشعرنى أنا على الأقل بأننى أعيش فعلا فى ذلك الزمان وفى تلك الأمكنة، وليس هذا بالشىء القليل رغم الملاحظات والتحفظات التى أخذتها على الرواية، وهى أيضا ليست بالشىء القليل. ولم يكتف المؤلف بهذا، بل عرض فى تفصيلٍ حارٍّ وقع هذا كله على عقل هيبا، الذى أدت به تلك الانقسامات والمجادلات والمشاحنات بين كبار الأساقفة إلى الشك فى كل شىء يتعلق بتلك الخصومات العقيدية، إن لم يكن فى النصرانية ذاتها، ومن ثم ترك الرهبنة وأطاع صوت عزازيل فى غير قليل من الأشياء. ومن هذا كله يتبين لنا أن المجامع البشرية هى التى تصوغ قانون الإيمان، وهذا القانون يتغير ويتطور من حين إلى آخر (ص383، 392مثلا). وكان هذا أحد العوامل المسؤولة عما اعتور عقل هيبا وقلبه من شكوك وملل وانصراف تدريجى عن النصرانية وإسلامه نفسه إلى عزازيل، الذى كان يصحبه دائما، وإن لم يكن يظهر له إلا فى الأوقات الحرجة والانعطافات الحادة. ومن هنا انتهى هيبا إلى أن الله والإيمان هما فى القلب لا فى المجامع ولا فيما يقوله رؤساء الكنائس. ليس ذلك فقط، بل إن فى الأناجيل ذاتها أشياء منسوبة إلى السيد المسيح نفسه لم ترض عقل هيبا، فهو مثلا غير مقتنع بالسبب الذى على أساسه نَفَى المسيح إمكان دخول الأغنياء ملكوت السماوات (ص179). كما فكر فى حقيقة وجود الآلهة متسائلا: هل هى موجودة وجودا مستقلا حقا أو تابعة فى وجودها لمن يؤمن بها؟ (ص209- 210). يريد أن يقول: هل الله موجود حقا؟ أم هل هو مجرد فكرة تدور فى أذهان المؤمنين به؟
وفى ضوء هذا الجدل العنيف الرهيب وما نشأ عنه من انقسامات ومذاهب يفسر الراهب الفريسى لهيبا القول المنسوب للمسيح فى الأناجيل: ما جئت لألقى سلاما بل سيفا (ص352. و من قبل أكد ذلك كيرلس فى إحدى رسائله التى كتبها مفندا آراء نسطور/ ص258- 259). والحق أن هذه أول مرة أصادف هذا التفسير الذى يبدو أنه تفسير المؤلف نفسه، بصفته خالقا لشخصية ذلك الراهب الفريسى وكل الشخصيات فى الرواية. وهو تفسير وجيه، وإن لم يستغرق كل الأبعاد المتعلقة بمعنى ذلك القول المنسوب للسيد المسيح فى الأناجيل. ليس هذا فحسب، بل إن هذا الراهب الفريسى قد أقر بأن الثالوث يمثل مشكلة شائكة لا مفر منها كيفما نظرنا إليه لأنه لا يتسق مع العقل (ص352- 353). كذلك نجح الكاتب نجاحا فائقا فى صياغة خطبة البطرك، فكأن القارئ يسمع البطرك فعلا يتكلم (ص157- 159).
والمعروف أن المؤلف متخصص فى الفلسفة الإسلامية، ويهتم بالمخطوطات، وله موقع خاص بذلك. وقد اجتهد فى تقديم صورة للعصر، وجعلنى أتخيل أنى أعيش فيه: بسبب الوصف التفصيلى البيئى والمكانى والشخصى، واللجوء إلى المصطلحات الطبية والدينية التى كانت معروفة فى ذلك العصر أو نتصور أنها كانت، والتوقيت بالشمس لا بالساعة كما هو الحال الآن، والقضايا الدينية التى كانت تستولى على الناس فى ذلك الوقت. وطريقته فى بناء الرواية تشبه، فى بعض نواحيها، طريقة جرجى زيدان، إلا أن أسلوبه أكثر شاعرية وأحكم وأجمل، وفيه تأملات فى الكون والنفس البشرية، كما أنه يحكى روايته على لسان البطل، مما يجعله قريبا من نفوسنا، ويقوى إيهامنا بأننا نعيش فى ذلك العصر، وهو ما لم يفعله صاحب "الهلال" البتة.
(ملحوظة هامة: أرقام صفحات الرواية المذكورة هنا هى أرقامها فى النسخة التى تكرم المؤلف مشكورا، بناء على طلبى، بإرسالها لى بالبريد الضوئى فى ملف "وِرْد: word" قائلا إنها هى النسخة الأصلية الأولى).
HOME
عيسى وفرعون
سياقات قرآنية في قضية المسيح
بقلم: الشيخ/ رفاعي سرور
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
من أهم الأمثلة الدالة على الفرقان بين الخالق والمخلوق، ونفي الزعم بألوهية البشر: الارتباط الموضوعي في القرآن بين قضية عيسى وقصة فرعون.
فقد تكرر ذكر فرعون مع بدعة ادعاء الولد في عدة مواضع من القرآن، منها ما جاء في سورة الإسراء، وسورة المؤمنون، وسورة الزخرف..
وكانت المناسبة في ذلك.. أن كِلا الموضوعين مثالٌ للخلط بين مقام الألوهية ومقام الخلق..
ففي سورة الزخرف قال الله عز وجل: { وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ * أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ * فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَاء مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ * فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ * فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ * فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِلْآخِرِينَ } [الزخرف: 51-56].
ولما كان الزخرف من الواقع.. كان خطاب فرعون هروبًا من الحق في متاهات الواقع، فيقوم الخطاب على المسلمات الواقعية لتحل محل مسلمات الحق، فيكون أول ما قاله: هو نداؤه في قومه، والكثرة لها رونق عند النداء، وأثر في العقول، وتلك طبيعة العقل الجماعي الباطل الذي يعتبر الجمع في ذاته معيارًا للحق..! {أليس لي ملك مصر}.
وهكذا يستمد الشرعية لحكمه من استقرار وضعه.. {وهذه الأنهار تجري من تحتي}.
وحركة الأنهار من تحته تساهم مساهمة ضخمة في تأكيد معنى السيادة والاستقرار.. {أفلا تبصرون}.
تضليل.. واستفزاز لقبول الضلال.. {أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين}.
ولا بد أن المقارنة ستكون لصالحه عندهم؛ لأنه ملكهم ورمز حياتهم ومثال قوتهم.. وهذا ما فعله فيهم وبهم.
وبعد أن ذكرت الآيات زخرف القول الذي قاله فرعون لِيُصَدِّقَ الناس ادعاءه الألوهية، ذكرت زخرف القول الذي قاله كفار قريش بخصوص عيسى: {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ * وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} [الزخرف: 57-58].
إن المناسبة بين نداء فرعون في قومه وموضوع عيسى تكمن في أنَّ زخرف القول الذي حاول به فرعون إقناع الناس بادعائه للألوهية، هو نفس الزخرف الذي يحاول به أحبار النصارى ورهبانهم إقناع الناس بادِّعائهم ألوهية عيسى.
وكما حسمت الآيات قضية فرعون بإغراقه أمام أعين الناس، حسمت قضية عيسى بقول الله سبحانه: {إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ * وَلَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ *وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ} [الزخرف: 59-61].
فكان كلٌّ من عيسى وفرعون مثلا لبني إسرائيل في الابتداء.. ثم للبشر جميعًا في الانتهاء .
سورة المؤمنون
ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (45 )إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ( 46 )فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ( 47 )فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ( 48 )وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ( 49)وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ( 50 )يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ( 51)
فلما كان موضوع سورة المؤمنون هو«الحقيقة الإنسانية للإيمان» جاء ذكر الصفة الإنسانية كلأساس لكل قضايا السورة فكانت هذه الصفة هي السبب في رفض آل فرعون لموسى وهارون فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ
كما ذكر بعدها مباشرة عيسى وأمة وبتلك الصفة أيضا
وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ 50
فابن مريم وأمه بشر فقير إلى إيواء الله لهما وفقراء إلى القرار والمعين
والشأن في ذلك شأن جميع الرسل " يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ" 51
وفي سورة الإسراء
كان الفرقان بين الخالق والمخلوق من زاوية مختلفة عن سورة الزخرف.. يقول الله عز وجل: {قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَآئِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَّأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإِنفَاقِ وَكَانَ الإنسَانُ قَتُوراً} [الإسراء: 100].
هذه الآية تناقش الآثار الناشئة عن الخلط بين مقام الألوهية ومقام العبودية، فلو أن الإنسان يملك خزائن رحمة الله التي لا تنفد.. لأدركه الشح وأمسك الرحمة خشية الإنفاق..!
فالإنسان بطبيعته وتكوينه.. شحيحٌ يخاف الفقر، فلا يمكن أن يكون إلهًا..!
ومن أجل مواجهة هذا الخلط..
كان طرح هذا النموذج النفسي مضافا إلى ذلك النموذج الشخصي المتمثل في فرعون، الذي ادَّعى لنفسه مقام الألوهية رغم الآيات التي جاءه بها موسى.. في سياق قرآني واحد
فكانت هذه الآيات: { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَونُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُوراً *قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَـؤُلاء إِلاَّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَآئِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَونُ مَثْبُوراً } [الإسراء: 101-102].
ويتقرر الفرقان بين مقام الله ومقام الخلق بإغراق من يدعي لنفسه الألوهية.. {فَأَرَادَ أَن يَسْتَفِزَّهُم مِّنَ الأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ جَمِيعاً * وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً } [الإسراء: 103-104].
ويتقرر الفرقان بين مقام الله ومقام الخلق بالحق والنبي البشير النذير.. {وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً} [الإسراء: 105-106].
ويتقرر الفرقان بتقرير إيمان الذين أوتو العلم من قبله وإقرارهم العملي بالسجود لله: {قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً} [الإسراء: 107].
وإقرارهم القولي بالتسبيح والتنزيه لله.. {وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً} [الإسراء: 108].
ويتحقق كمال الإقرار بزيادة الخشوع.. { وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً } [الإسراء: 109].
ثم يكون التعريف بالله بأسمائه الحسنى، لتكون العبادة الصحيحة بعد العقيدة الصحيحة.. { قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً } [الإسراء: 110].
ثم تقرير أن أخطر نواقض العقيدة الصحيحة والعبادة الصحيحة هو بدعة ادعاء الولد لله.. { وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً } [الإسراء: 111].
والحمد لله رب العالمين
???????????????????????????????????????????????????????? مدة إقامة بنى إسرائيل فى مصر
ويقول سفر التكوين 15: 13 (13فَقَالَ لأَبْرَامَ: «اعْلَمْ يَقِيناً أَنَّ نَسْلَكَ سَيَكُونُ غَرِيباً فِي أَرْضٍ لَيْسَتْ لَهُمْ وَيُسْتَعْبَدُونَ لَهُمْ فَيُذِلُّونَهُمْ أَرْبَعَ مِئَةِ سَنَةٍ. 14ثُمَّ الأُمَّةُ الَّتِي يُسْتَعْبَدُونَ لَهَا أَنَا أَدِينُهَا. وَبَعْدَ ذَلِكَ يَخْرُجُونَ بِأَمْلاَكٍ جَزِيلَةٍ. 15وَأَمَّا أَنْتَ فَتَمْضِي إِلَى آبَائِكَ بِسَلاَمٍ وَتُدْفَنُ بِشَيْبَةٍ صَالِحَةٍ.)
يقول سفر الخروج 12: 40 (41وَكَانَ عِنْدَ نِهَايَةِ أَرْبَعِ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَيْنِهِ أَنَّ جَمِيعَ أَجْنَادِ الرَّبِّ خَرَجَتْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ.)
وبين النبوءتين خلاف ظاهر ، فنبوءة سفر التكوين تحدد المدة ب 400 سنة ، وتغيرت فى سفر الخروج إلى 430 سنة.
وأنقل إليكم جزءاً من رد كتاب شبهات وهمية حول الكتاب المقدس للدكتور القس منيس عبد النور صفحة 65: (فمن دعوة إبراهيم (أعمال 7: 2) إلى انتقاله من حاران (تكوين 12: 5) 5 سنين. وأقام إبراهيم فى كنعان 25 سنة ، ثم ولد إسحاق (تكوين 21: 5). ولغاية ولادة يعقوب 60 سنة (تكوين 25: 25 و26) ، و13 سنة إلى أن هاجر إلى مصر (تكوين 46: 2 و3 و47: 28). وأقام بنو إسرائيل فى مصر 210 سنة. فمجموع هذه السنين 430 سنة.)
أولاً: إذا ما جمعت هذه السنوات سيكون الناتج 313 سنة وليست 430 سنة.
5 + 25 + 60 + 13 + 210 = 313 سنة
ثانياً: اعترف أحد علمائهم بأن مدة إقامة بنى إسرائيل فى مصر هى 210 سنة ، ويعلل ذكر سفر الخروج بقوله مصر أنه يقصد فى مصر وكنعان ، ويؤكد قوله هذا بقول بولس فى (عبرانيين 11: 9) ، أن بنى إسرائيل تغربوا فى أرض كنعان وليس فى مصر وحدها.
وبالتالى فتفسيره يفتقد للمنطقية ، ويؤكد خطأ كاتب التوراة ، من الناحية التوراتية، ومن الناحية التاريخية ، كما سيأتى بعد ذلك.
وفقرة سفر التكوين أعلاه تدل على أن المراد بالأرض أرض مصر فقط، لأنهم هم الذين استعبدوا بنى إسرائيل وضيَّقوا عليهم فدانهم الله، فخرج بعد هذا بنو إسرائيل بمال جزيل، هم أهل مصر لا غيرهم ، لأن هذه الأمور لا توجد فى غيرهم. وليس كما أراد الدكتور القس عبد المنيس أن يفهمنا.
وتحديد مدة إقامة بنى إسرائيل فى كلتا الفقرتين غلط يقينا للأمور الآتية:
1- إن موسى عليه السلام ابن يوكابد بنت لاوى ، من جانب الأم ، وابن عمران بن قهات بن لاوى من جانب الأب ، فعمران تزوج عمته:
(20وَأَخَذَ عَمْرَامُ يُوكَابَدَ عَمَّتَهُ زَوْجَةً لَهُ. فَوَلَدَتْ لَهُ هَارُونَ وَمُوسَى. وَكَانَتْ سِنُو حَيَاةِ عَمْرَامَ مِئَةً وَسَبْعاً وَثَلاَثِينَ سَنَةً.) خروج 6: 20
(59وَاسْمُ امْرَأَةِ عَمْرَامَ يُوكَابَدُ بِنْتُ لاوِي التِي وُلِدَتْ لِلاوِي فِي مِصْرَ. فَوَلدَتْ لِعَمْرَامَ هَارُونَ وَمُوسَى وَمَرْيَمَ أُخْتَهُمَا.) عدد 26: 59
وقد ولد قهات جد موسى عليه السلام قبل مجىء بنى إسرائيل إلى مصر: ([ALIGN=JUSTIFY]5فَقَامَ يَعْقُوبُ مِنْ بِئْرِ سَبْعٍ. وَحَمَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَعْقُوبَ أَبَاهُمْ وَأَوْلاَدَهُمْ وَنِسَاءَهُمْ فِي الْعَجَلاَتِ الَّتِي أَرْسَلَ فِرْعَوْنُ لِحَمْلِهِ. 6وَأَخَذُوا مَوَاشِيَهُمْ وَمُقْتَنَاهُمُ الَّذِي اقْتَنُوا فِي أَرْضِ كَنْعَانَ وَجَاءُوا إِلَى مِصْرَ. يَعْقُوبُ وَكُلُّ نَسْلِهِ مَعَهُ. 7بَنُوهُ وَبَنُو بَنِيهِ مَعَهُ وَبَنَاتُهُ وَبَنَاتُ بَنِيهِ وَكُلُّ نَسْلِهِ جَاءَ بِهِمْ مَعَهُ إِلَى مِصْرَ. 8وَهَذِهِ أَسْمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ جَاءُوا إِلَى مِصْرَ: يَعْقُوبُ وَبَنُوهُ. بِكْرُ يَعْقُوبَ رَأُوبَيْنُ. 9وَبَنُو رَأُوبَيْنَ: حَنُوكُ وَفَلُّو وَحَصْرُونُ وَكَرْمِي. 10وَبَنُو شَمْعُونَ: يَمُوئِيلُ وَيَامِينُ وَأُوهَدُ وَيَاكِينُ وَصُوحَرُ وَشَأُولُ ابْنُ الْكَنْعَانِيَّةِ. 11وَبَنُو لاَوِي: جَرْشُونُ وَقَهَاتُ وَمَرَارِي[/ALIGN].) تكوين 46: 5-11
ومعنى ذلك أننا يجب أن نحسب مدة عمر بنى إسرائيل فى مصر ابتداءً من دخول اخوة يوسف مع أبيهم يعقوب عليه السلام إلى خروج موسى نفسه من مصر مع بنى إسرائيل:
كتب علماء البروتستانت فى كتاب (مرشد الطالبين إلى الكتاب المقدس الثمين المطبوع فى مطبعة مجمع كنيسة الإنكليز الأسقفية فى مدينة فالته سنة 1840 م) تواريخ حوادث العالم من بدء التكوين إلى ميلاد عيسى ابن مريم عليهما السلام ، وكتبوا فى الجانب الأيمن من كل حادثة السنين التى مرت من بدء التكوين إلى الحادثة نفسها ، وفى الجانب الأيسر السنين التى مرت من هذه الحادثة إلى ميلاد عيسى عليه السلام ، وفى صفحة 346 كتب الكتاب:
السنون من بدء التكوين الحادثة السنون إلى ميلاد عيسى
2513 دخول أخوة يوسف وأبيه إلى مصر 1706
2298 عبور الإسرائيليين بحر القُلزُم وغرق فرعون 1491
فإذا ما طرحت المدتين يتبقى مدة إقامة بنى إسرائيل فى مصر هكذا:
2513 - 2298 = 215
1706 - 1491 = 215
وبذلك يثبت أن 430 سنة كانت مدة إقامة بنى إسرائيل فى مصر وفلسطين ، وليست مصر وحدها. كما أكد ذلك القس الدكتور منيس عبد النور ، وكما قال آدم كلارك صفحة 369 من المجلد الأول من تفسيره فى ذيل شرح خروج 12: 40 :
(من دخول إبراهيم كنعان إلى ولادة إسحاق 25 سنة ، وأن إسحاق كان ابن 60 سنة حين تولد له يعقوب عليه السلام ، وأن يعقوب دخل مصر عندما كان ابن 130 سنة ، فيكون المجموع 215 سنة، وأن مدة إقامة بنى إسرائيل فى مصر 215 سنة ، فيكون الكل 430 سنة)
وجامعوا تفسير هنرى واسكات سلّموا أن مدة إقامة إسرائيل فى مصر 215 سنة.
وجعلها الدكتور القس منيس عبد النور 210 سنة ، وهى قريبة من 215 سنة ، التى أقر بها علماء غيره.
أما المدة المذكورة فى التوراة فى سفر الخروج 12: 40 والتى تقضى بأن مدة إقامة بنى إسرائيل فى مصر 400 سنة ، فقد ذكرت فى نسخ التوراة الثلاث ، وتتعارض مع ما ذكرته التوراة العبرية من أن إقامتهم فى مصر كانت 430 سنة.
وهناك اعتراض أيضاً على أن المدة التى قضاها بنو إسرائيل فى مصر كانت 215 سنة ، ويعدها البعض مثل الأستاذ محمد قاسم محمد ب 130 سنة فقط.
دخل لاوى (الابن الثالث ليعقوب) مصر وكان عمره 42 سنة، وقد مات عن عمر 137 سنة (خروج 6: 16) ، أى قضى فى مصر 95 سنة ، هذا بفرض أنه مات فور إنجابه لإبنته يوكابد ، التى ولدها فى مصر.
تزوجت يوكابد وأنجبت موسى وخرج موسى وهو ابن 80 سنة ، فلو جمعنا عمر موسى + عمر أمه 12 سنة عند إنجابه (وسن الزواج عندهم كان 12 سنة تقريباً) ، فبالتالى يكون عمر بنى إسرائيل فى مصر 92 سنة + المدة التى قضاها لاوى حتى أنجب ابنته يوكابد 95 على أعلى تقدير = 187 ، ولكنه فى الحقيقة سيكون أقل من ذلك كثيراً ، لأن هناك ستكون مدة من الـ 95 سنة هذه مشتركة بين لاوى ويوكابد وموسى ، لو تزوجت يوكابد فى حياة أبيها.
وبحساب آخر:
عاش يوسف بعد دخول إسرائيل مصر 75 سنة (تكوين 50: 23)
كان موسى من الجيل الثانى الذى ولد فى مصر ، وقد عاصر يوسف لمدة 25 سنة
وكان عمر موسى عند خروجه من مصر 80 سنة ، ومعنى ذلك أن مدة إقامة بنى إسرائيل فى مصر هى 75 - 25 + 80 = 130 سنة.
............................................................ابوبكر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟???????????????????????????????????)))((((((((((((((((((إفتحــــــوا مستشفى المجـــانين فوراً
الحمد لله على نعمة العقل ندعوا الله أن يديمها علينا , بالطبع العنوان ملفت للنظر وستجد السبب أدناه ؟
لكن يجب أن أضع القاعدة قبل أن نبدأ فلمتفق عليه أن النصارى يقولون أن الله هو المسيح وأن المسيح هو الإبن وهو الله وان الروح القدس أيضا هو الله , والآب هو إله كامل والمسيح إله كامل والروح القدس إله كامل , وهم ليسوا ثلاثة آلهة كما هو واضح ولكنهم إله واحد , وإذا كان هذا قولهم فأقول :
أولاًً : النصارى يقولون أن الله تجسد ليكفر عن خطيئة آدم , وأن الله مات على الصليب ليحمل عنا خطيئة آدم , والنصارى كلهم مجتمعين على هذا الرأي فيكون الموضوع كالتالي :
الله أرسل الله ليموت الله على الصليب ليغفر للبشر خطيئة لم يرتكبوها في حق الله !!!
أو بصيغة أخرى : الله قتل الله ليرضي الله !!! شئ عجيب حقاًالله يريد أن يغفر للبشر خطيئة إرتكبها آدم فأرسل الله الله ليقتل الله على الصليب ليسامح الله البشر عن خطيئة إرتكبها أحد البشر في حق الله , فالله الله على العقل الذي يقبل بذلك .
اللـــــه قتل اللــــه ليرضي اللـــــه !!!!!
ونقطة اخرى: أن الله الذي نزل من عرشه وتجسد في الله (اليسوع) ومات الله ودُفن الله .. فمن الذي أحياه من الموت ؟
!!!الله أحيا الله
ثانياً : النصارى مجتمعين على أن يسوع هو بن الله , وهو الله نفسه , وأن الروح القدس أيضاً هو الله , وأن يسوع الناصري الذي هو بن الله وهو الله في نفس الوقت قد ولد من مريم العذراء بالروح القدس فيكون الموضوع كالتالي :
الله حبل مريم العذراء لتلد الله !!!
فالله هو أبو نفسه وإبن نفسه وهو الذي حبل مريم العذراء لتلد نفسه !!!
وبصيغة أخرى : الله أبو الله بن الله , ماشاء الله على العقول .!!!
ثالثاً : الكتاب المقدس يقول في أعمال الرسل 10/38 هكذا :
Acts:10:38: يسوع الذي من الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة الذي جال يصنع خيرا ويشفي جميع المتسلط عليهم ابليس لان الله كان معه. (SVD)
كما ترى الفقرة تقول يسوع الذي مسحه الله بالروح القدس وبما أن النصارى يعتقدون قطعاً أن الروح القدس هو إله كامل وأن المسيح هو إله كامل فيكون الموضوع كالآتي :
اللـــه مســح اللــه باللــــه !!!!
ماشاء الله على العقول , إذا كان المسيح هو الله والروح القدس هو الله والله هو الله فيكون الله مسح الله بالله وسلمولي على بريسكليا وإستيفانوس وقبلوا بعضكم بقبلة مقدسة , لا تتعجل إنتظر
رابعاً : في قصة التعميد جاء في إنجيل لوقا 3/22 هكذا :
Lk:3:22 ونزل عليه ( أي المسيح ) الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة وكان صوت من السماء قائلا انت ابني الحبيب بك سررت (SVD) !!!
فيكون الموضوع كالتالي : يوحنا أثناء تعميده لله نزل الله على الله في شكل حمامة !!!!
لكن هنا كارثة فالنص يقول وكان صوت من السماء قائلاً ( أنت ابني الحبيب بك سررت !!! ) طبعاما كان فيه علامات تعجب بعد الصوت علامات التعجب دي من عندي أنا !!!!
الكارثة هنا أنه من المستحيل أن يسمع البشر صوت الله لأن يوحنا يقول في إنجيله 5/37 هكذا :
Jn:5:37: والآب نفسه الذي ارسلني يشهد لي.لم تسمعوا صوته قط ولا ابصرتم هيئته. (SVD)
إذا فالصوت الذي قال ( أنت ابني الحبيب بك سررت ) لم يكن صوت الله ولا صوت المسيح ولا صوت الروح القدس ( الحمامة ) , فصوت من هذا ؟
والله لم يجب أحد على ذلك !!!!
خامساً : جاء في إنجيل يوحنا 1/1 هكذا :
Jn1: في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله. (SVD)
فيكون المعنى هكذا : في البدء كان الله وكان الله عند الله وكان الله الله !!!!
فتحياتي لعباد الصليب , وأنصح كل من يؤمن بهكذا كلام أن يراجع أي طبيب نفسي في أقرب فرصة,, أهذا ما تريدون أن يؤمن الناس به ؟؟؟ أقول :
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله ... وأخو الجهالة بالشقاة ينعم
كتبة الاخ:ayoop2
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمي
??????????????????????????????????????????? يكذبون عليكم
محمد جلال القصاص
mgelkassas@hotmail.com*
أزعجني كثيرا ما يقوله النصارى عن الإسلام وعن نبي الإسلام محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وحسبتُ الأمر جملة من كلام السفهاء وعامة الناس ، إلا أنني وجدت الأمر يُلْبِسُه بعضهم ثوب العلم ، ويُظْهِره لهم على أنه (الحقيقة ) التي يخفيها المسلمون طيلة ألف وأربعمائة عام . !!
وبعد التدبر وجدتُ أنهم يكذبون عليهم ، ودعني أعرض عليك بعض المشاهد لترى ما أرى .
وقفتْ إحداهن تتكلم بصوت تخنقه العبارات ، تحدث إخوانها عن محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتقول : إن محمدا ـ وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم ـ كان يتمنى أن يؤمن بعقيدة التثليث وكان يصرخ بأعلى صوته ـ تعني رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ ويقول : ((قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ)[1] (الزخرف : 81 ) ولكنه ـ هي تقول ـ للأسف لم يجد من يقنعه بعقيدة التثليث ولو وجد لآمن من فوره وانتهت المشكلة .!!
ماذا تريد هي الآن ؟
تريد أن تقول لقومها أن سبب كفر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعقيدة التثليث هو أنه لم يجد من يحدثه بها . !!
وهي تكذب . ولا شك في هذا . تكذب وهي تعلم أنها تكذب .
فذات الآيات التي نقلت منها تتكلم عن المسيح عيسى بن مريم عليه السلام وتقرر أنه عبد الله ورسوله بآيات صريحة لا لبس فيها ولا غموض بأقوى أدوات الحصر ( النفي والاستثناء ) . (إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ) (الزخرف : 59 ) .
ومعلوم عند كل قساوسة النصارى بل وعامتهم أن القرآن الكريم نفي أن يكون لله صاحبة وولدا ، أو أن يكون الله تجسد في أحد مخلوقاته ، وهذا كلام مشهور يعرفه الخاصة والعامة ، فكيف ينفي محمدٌ ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذلك وهو لا يعلم شيء عن عقيدة التثليث ؟
ومشهور جدا عند قساوستهم وعامة المهتمين منهم أن نفرا من نصارى نجران جاؤوا إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وناظروه وناظرهم وأبهتهم ، وفي القرآن الكريم سورة باسم آل عمران ، وفيها آيات طوال تتكلم عن المسيح ـ عليه السلام ـ وعن وفد نجران ، وهم يستشهدون ببعض هذه الآيات في بعض شبهاتهم .
فلا يمكن أن يقال إلا أن هذه المرأة تكذب وهي تعلم أنها تكذب . فقط لتضل قومها . وقد طلب بعض الدعاة الذين حضروا المجلس الرد عليها ولم تسمع ؟
لم ؟
لأنها لا تريد الحق ابتداء وإنما فقط تكذب لتضل قومها .
* ومنهم من تدعي أنها كانت مسلمة ، وأنها كانت تحفظ القرآن ، وتقيم الليل ، وبلغت في الإسلام أعلى الدرجات الروحانية ولكنها لم تجده الدين .!!
واسمع ماذا تقول لتعلم أي كذوب هي .
وقفت في إحدى المناظرات ـ والجمع غفير ـ تقول : أنا استدل بما ورد في بن كثير والقرطبي والطبري وكذا وكذا .... ولم أذهب لمصحف مسيلمة وأنقل منه ، ولو ذهبت إليه ونقلت منه لرأيتم عجبا عُجابا . قرآن مسيلمة ـ هي تقول ـ وما أدراك ما قرآن مسيلمة ؟! يدحض كل ما جاء به محمد ـ وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم ـ .
هذا قولها وهو موجود بصوتها .
وأسألكم بالله : هل سمعتم أن لمسيلمة مصحفا أو قرآنا يتلى ؟!
إن كل من قرأ عن الإسلام ساعة يعلم أنها كذوب[2] .
ـ وكبيرهم شنودة وقف ذات مره يغمض عينيه ، ويعقد جبهته ، يكسوه قبح المعصية ، وقف يخاطب جموع قومه من السذج يقول لهم ـ والمحاضرة مسجلة متداولة ـ إن الإسلام يذم نوعا واحدا من النصارى ، وهم الذين قالوا بان لله ابنا ، ويتلوا عليهم الآيات التي تقول بهذا .مثل قول الله تعالى : (قلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ( 1 ) اللَّهُ الصَّمَدُ ( 2 ) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ( 3 ) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ ( 4 ) . وقول الله تعالى من سورة مريم : (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً ( 88 ) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً ( 89 ) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً ( 90 ) أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً ( 91 ) وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً ( 92 )
أما نحن ـ هو يعني ومن على شاكلته من الأرثوذكس ـ بنص القرآن لسنا على خطأ، لأننا لا نقول بأن الله اتخذ صاحبة ولا ولدا . وإنما نقول بأن المسيح هو عين الله ، وتعالى ربنا وتقدس عما يقول شنودة ومن معه .
أرئيتم كيف يكذب على قومه ؟
ويا أهل الكتاب . . . يا من تسمعون لشنودة يكذب عليكم والله . فالقرآن يذم نوعين من النصارى من قالوا بأن لله صاحبة وولدا ، ومن قالوا بأن الله هو المسيح بن مريم . والقرآن صريح في ذلك ، قال الله تعالى : (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ) (المائدة : 72 )
وكلاهما قد ذَمَّ في سورة واحدة في آيات متجاورة ، فكيف قرأ شنودة هذه ولم يقرأ تلك ؟؟!!
ومنهم من راح يبحث في الإسلام عشرين عاما ـ إي والله وكنت أنا من يحاوره ـ وعاد ليقول أن الأمر كله كذب ، فما كان محمدا ، وما وضَعَ القرآن إلا الأمويون ، وما حارب القرشيون إلا نكاية في الغسساسنة ورغبة في الاستيلاء على الشام ، وما استعمل لفظ المهاجرين إلا في القرن الثاني الهجري .
انظر إلى هذا الكذوب . إنه باحث . وإنه دكتور في ( الإسلاميات ) .!!
وهناك كلام آخر ولكنه مبتذل رخيص لا يرقى لمستوى الرواية وإلا لنقلته لكم لتعلموا أن الرائد كذوب . وأن القوم أسلموا قِيادهم لمن غشهم .
لذا إنني أقول بعد تتبع لشبهات النصارى حول الإسلام ونبي الإسلام ـ صلى الله عليه وسلم ـ والوقوف عليها جميعها تقريبا . إننا لا نواجه شبهات حقيقية ولكن نواجه عقلية مجرمة هي التي تفتعل الشبهات .
-----------------------------------------------
[1] كانت تنطق العابدين بالرفع ، ولكنني ما أحببت أن أكتبها مغلوطه .
[2] بنص الكتاب المقدس يعتبر مسيلمة الكذاب أحد الدلائل على صدق نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فعندهم أن الأدعياء الكذبه يموتون قتلى ، ولا يكتب لهم النصر في الحياة ، وهذا حدث لمسيلمة الكذاب ، ونفس الشيء حدث مع ( بولس ) رسول النصرانية فقد مات مقتولا مشردا لم يؤيده الرب بنصرة في حياته ، أما محمدا صلى الله عليه وسلم فقد مات على فراشة وهو محفود محشود له أصحاب يحفونه يقول ويسمع لقوله ... ولكن أين من يعقل ؟؟!!??????????????????????????
غريب اللفظ
ويكثر كذلك في القرآن غريب اللفظ والمعنى، فنجد في سورة المرسلات عندما يصف نار جهنم في الآية 32 وما بعدها: " انها ترمي بشرر كالقَصر، كأنه جمالات صُفرٌ ". اولاً كلمة " جمالات
" مع انها جمع تكسير ل " جمل"، إلا أنها جمع غريب نادر الاستعمال، والمتعارف عليه هو جمال. ثم وصف الجمال بانها صُفر، وليس هناك جمال صفراء.
الجواب:أولاً:الجمالات جمع جمال، نظير رجال ورجالات، وبيوت وبيوتات. وهو جمع مشهور وليس بنادر كما تدعي.فلا وجه للإنكار أبداً.
ثانياً:أما وصف الجمال بأنها صفر فلذلك توجيهات أهمها ما يلي:
التوجيه الأول: أن الضمير يعود على الإبل ،والإبل الصفراء موجودة في بعض المناطق غير العربية ،وهذا من الدلالات المهمة على أن القرآن يخاطب الأوليين والأخرين وأنه عام للعرب وغير العرب كما في الصين وغيرها.
التوجيه الثاني:أن الضمير يعود على الإبل. والصفر هي ذات اللون الأصفر المصحوب بالسواد في أعلى السنام ونهاية الذيل وهي موجودة في الجزيرة العربية وتسمى باللهجة العامية ( صفراء مغاتير). والله أعلم.وبه تعلم أن الكاتب ـ هداه الله ـ يتمادى في محاولة مستميتة لطمس الحقائق .
قال الكاتب:ثم في سورة الفرقان الآية 68 : " والذين لا يدعون مع الله الهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرّم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً ". وأثاماً ليست من اللغة العربية في شئ ...
الجواب: هكذا قال الكاتب . أما أئمة اللغة فيقولون كلاماً أخر .:قال الزمخشري:والآثام : جزاء الإثم بوزن الوبال والنكال ومعناهما قال :
جزى الله ابن عروة حيث أمسى ... عقوقاً والعقوق له أثام
وقيل هو الإثم ومعناه : يلق جزاء اثام .
قال الإمام الرازي:ما الأثام؟ الجواب : فيه وجوه : أحدها : أن الأثام جزاء الإثم ، بوزن الوبال والنكال وثانيها : وهو قول أبي مسلم : أن الأثام والإثم واحد ، والمراد ههنا جزاء الأثام فأطلق اسم الشيء على جزائه.
وثالثها : قال الحسن : الأثام اسم من اسماء جهنم وقال مجاهد : { أثاما } واد في جهنم ، ( وقرأ ابن مسعود { أثاما } أي شديداً ، يقال يوم ذو أثام لليوم العصيب ) .أنتهى
وأما قول الكاتب: . (ولكن القرآن استعمل كلمة " أثاماً" تمشياً مع السجع رغم أن علماء المسلمين لم يكونوا يعرفون معناها، كما هو واضح من اختلاف تفاسيرهم للكلمة.) فأقول:هذا هذيان سبق رده . واما اختلاف علماء التفسير فليس من جهة اللغة ،وإنما لاختلاف طريقتهم في تفسيرها:فمنهم من فسرها بمعناها الحقيقي لغة فقال أن الأثام والإثم واحد ،فهما مترادفان وهذا من جهة اللغة بالتأكيد .ومنهم من فسره بالوصف فقال :هو الجزاء المضاعف ،أوقال: هوالشدة .
ويشهد لذلك تفسير معنى الأثام،الذي ورد في نفس الآية حيث قال تعالى {يضاعف له العذاب}.إذن الجزاء أن يضاعف له العذاب.ولا شك أن العذاب المضاعف يكون شديداً فتفسير ابن مسعود رضي الله عنه لا يخرج عن المعنى العام للآية . أما من قال أنه اسم واد في جهنم ،أو لجهنم . فإن صح سنده فهو مقبول ويصبح اسم علمي ،والأعلام لا تفسر . وعليه فلا يعتبر من الأختلاف في المعنى اللغوي ،بل كل فسره بشيء ،مناسب .
مثال للإيضاح: لو قال قائل: إن معنى النار جهنم . وأخر قال إنها المحرقة وأخر قال : إنه الشديد عذابها ، فلا يعني ذلك أن كلمة النار لا أصل لها في اللغة ،ولا يعني أن المفسرين عجزواعن بيان معناها لغة .
فإذا علمت ذلك علمت أن الكاتب احترق في سبيل تزييف الحقائق.هداه الله.
قال الكاتب:ويقدر مونتجمري واط أن هناك حوالي سبعين كلمة غير عربية أُستعملت في القرآن، حوالي نصف هذه الكلمات مقتبسة من الكلمات التي كانت مستعملة في الديانة
المسيحية، وخاصة اللغة السريانية والاثيوبية، وحوالي خمسة وعشرون كلمة من اللغة العبرية والارامية وكلمات بسيطة من الفارسية .
الجواب: أولاً: إذا وردت هذه الكلمات بلغات مختلفة منها السريانية ،والاثيوبية ،والعبرية ،والارامية ،والفارسية .أفلا يكون في ذلك أعظم الدلائل على أنه كلام منزل اللغات جل جلاله وتقدست أسماءه؟!ومن اين لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم العلم بكل تلك اللغات المختلفة وهو الذي لا يعلم عنه بين قومه معرفة بالقراءة ولا الكتابة كماهو معلوم من القرآن والسنة والتاريخ ؟!
ثانياً: أن في القرآن كلمات، وإن كان أصلها غير عربي إلا أن العرب في استعمالها عربتها، فأصبحت كلمات عربية مستعملة عند العرب، بل لو افترضنا أن هناك كلمات غير عربية أدخلت في القرآن الكريم فإن هذه الكلمات اليسيرة لا تخرجه عن أصل كونه عربياً،لأن الحكم للغالب ، وأما إذا قلنا إنه لا توجد في القرآن كلمة غير عربية، أو أن العرب قد عربتها باستعمالها، فإن هذا يعتبر حكماً كلياً على أن جميع القرآن باللغة العربية و ليس فيه أي كلمة أعجمية.وعلى كلا القولين : فالقرآن عربي اللغة سواء كان كقاعدة أغلبية أو كلية .
قال الكاتب: وفي بعض الاحيان يعكس القرآن الاشياء المألوفة للناس، فمثلاً في سورة البينة، ألايتين أثنين وثلاثة نجد: "رسول من الله يتلوا صحفاً مطهرة، فيها كُتبٌ قيمة". والمعروف لدى كل الناس أن الكتب تحتوي على الصحف، وليس العكس كما جاء في القرآن.
الجواب:وهذا من تخرصات الكاتب المستمرة . فإن كلمة الكتاب تعني في اللغة الجمع والضم ،لأن الكلمات جمعت وضمت إلى بعضها لأجل هدف معين .فإذا علمنا ذلك علمنا بيسر، وسهولة ،أن كلمة( كتب) في الآية هي بمعنى عربي صحيح ،وهو المكتوب في الصحف.فقوله تعالى {فيها كتب قيمة }أي مكتوبات قيمة ،ولا شك أن الصحف هي التي تحتوي على الكتب ولا عكس إلا في مخيلة الكاتب البارع ،هداه الله .!
قال الإمام الرازي: وقوله : { كتب } فيه قولان : أحدهما : المراد من الكتب الآيات المكتوبة في الصحف .والثاني : قال صاحب النظم : الكتب قد يكون بمعنى الحكم : { كتب الله لأغلبن } [ المجادلة : 21 ]أنتهى.
قال الكاتب :المفروض فيه أنه نزل بلسان عربي مبين أي بائن للجميع، وقد رأينا أن علماء التفسير يجدون صعوبة في شرح كثير منه، فما بال عامة المسلمين؟
الجواب: لم نرى أنهم واجهوا صعوبات كما تفتري ،بل رأينا في القرآن من المعاني التي تحتملها اللغة ما جعله موسوعة عظيمة تصلح لكل معنى سائغ منها .فهذا يفهمه بفهم ،والأخر يفهمه بأخر ،ولا تناقض في ذلك .إذ أن الحكم إما قطعي في الدلالة على المعنى فلا خلاف فيه بينهم ،واما ظني الدلالة فهو من السعة واليسر ولله الحمد .
ومن تيسير الله تعالى لأمة الإسلام أن جعل فحول العلماء يتنافسون في بيان كتاب الله تعالى لغة وحكماً .وقدمت هذه التفاسير في أسهل صورة ليستفيد منها الناس على كافة المستويات . وقد رأينا من أسلم من العجم لا يعسر عليه فهم ذلك فضلاً عن من نشأ بين علماء المسلمين .
قال الكاتب:وفي سورة طه الآية 63: " قالوا إن هذان لساحران يريدان ان يخرجاكم من ارضكم". وكلمة " هذان" اسم "إن" ويجب ان تكون منصوبة
القرآن الكريم نزل بلغة العرب ،والعرب لهم أللسنة معروفة ،ولا يعتبر المتكلم مخطأ في اللغة إلا إذا خالف اللغة العربية ،اما إذا خالف لهجة ووافق الأخرى فلا يعتبر خارجاً عن اللغة العربية .فإذا علمنا ذلك:فإن العلماء قد بينوا السبب الذي اعترض عليه الكاتب ،فقال الإمام اللغوي أبو حيان رحمه الله تعالى :والذي نختاره في تخريج هذه القراءة أنها جاءت على لغة بعض العرب من إجراء المثنى بالألف دائما وهي لغة لكنانة حكى ذلك أبو الخطاب ، ولبني الحارث بن كعب وخثعم وزبيد وأهل تلك الناحية حكي ذلك عن الكسائي ، ولبني العنبر وبني الهجيم ومراد وعذرة .أنتهى كلامه رحمه الله تعالى فتلك ثمانية قبائل لا تغير المثنى بالألف إذا دخلت عليه أي عوامل ،بل هو على حالة ثابتة لا تتغير. وبه يتبين ضيق أفق الكاتب وقلة علمه ،ونسأل الله أن يهديه للحق.
قال الكاتب: وسورة ألاعراف، ألآية 160 تقول: " وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطاً أمماً". وكلنا يعرف ان التمييز العددي يختلف بإختلاف المعدود. فالاعداد من واحد الى عشرة يكون ما بعدها جمع، فنقول تسعة نساء. ومن أحدى عشر وما فوق يكون ما بعدها مفرداً، فنقول أثنتي عشرة سبطاً وليس أسباطاً.
الجواب: قال أئمة اللغة ومنهم أبوحيان في تفسيره:{ اثنتي عشرة } مفعول لقطعناهم أي جعلنا { اثنتي عشرة } وتمييز اثنتي عشرة محذوف لفهم المعنى تقديره اثنتي عشرة فرقة و { أسباطا } بدل من { اثنتي عشرة } وأمما : قال أبو البقاء نعت لأسباطا أو بدل بعد بدل ،ولا يجوز أن يكون { أسباطا } تمييزاً لأنه جمع ،وتمييز هذا النوع لا يكون إلا مفرداً. أنتهى هذا هو القول الصواب في المسألة .
وقد أيده ابن عادل رحمه الله في تفسيره .
قال الكاتب :في قول الله تعالى ( إن خفتم الا تعدلوا في مهور اليتامى وفي النفقة عليهن، فانكحوا ما طاب لكم غيرهن. وعن عائشة قالت: يا ابن أختي هي اليتيمة تكون في حجر وليها تشاركه في ماله فيعجبه مالها وجمالها فيريد وليها أن يتزوجها من غير أن يقسط في صداقها فيعطيها مثل ما يعطيها غيره، فنُهوا أن ينكحوهن الا أن يقسطوا لهن ويبلغوا بهن اعلى سنتهن من الصداق، وأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم من النساء سواهن. ........وتفسير عائشة لا يمت للواقع بصلة. فاليتيمة تكون في حجر وليها الذي غالباً ما يكون عمها أو خالها وهي تحرم عليه ولا يمكن ان يتزوجها سواء أطمع في مالها او لم يطمع. وكم يتيمة كانت غنية في تلك الايام حتى تستدعي نزول آية قرانية لتمنع وليها من ان يتزوجها ويأكل مالها؟
الجواب:أولاً: أما كلام أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها فهو عين الصواب، لأن الولي قد يكون غير محرم لها في حالة فقد محارمها ،كابن عمها ونحوه ،بل قد يكون رجلاً غريباً عنها عند فقد أقربائها ،وهذا مشاهد بكثرة لا يستبعده إلا جاهل بالحياة ،أو مكابر للحقائق.
ثانياً: أما نزول الآيات :فإن العبرة بالأسباب العامة التي تجري لبني الأنسان في كل زمن من الأزمان لأن دين الإسلام ليس لزمن الصحابة فقط ،بل هو لكل زمان ومكان .ثم إن الدين الإسلامي لا يهمل أحكام الأفراد ولا الجماعات .
قال الكاتب:ما ذا إذاً عن العدل في مهور النساء الغير يتامى؟ هل يحق لنا الا نعدل في مهورهن ونتزوج ثلاثة أو أربعة منهن؟
الرد :الأمر أوضح من أن يشرح ولكن بلينا بهذا الكاتب الذي أقحم نفسه فيما لايحسنه ،فإن ولي اليتيمة له يد عليها وهي مستضعفة عنده ،بينما غيرها من النساء ليس له عليهن أي سبيل. فالفرق واضح.
قال الكاتب:أفمن زُين له سوء عمله فراءه حسناً "، فالأنسان يتوقع أن يجد مقارنة مع شخص آخر مثلاً، " كمن أهتدى". ولكن بدل المقارنة نجد " فإن الله يُضل من يشاء". لا علاقة البتة بين بداية ألآية وبقيتها
الرد:ذكرتُ سابقاً أن القرآن الكريم يستعمل الإيجاز في مواطن الإيجاز
،ويستعمل الإطناب إذا احتاج الأمر للإطناب. فيكون الإيجاز في موطنه بليغاً ،ويكون الإطناب في موطنه بليغاً .وذكرت أنه لابد أن يوجد في سياق الآيات أو سباقها قرائن تدل على المعنى المحذوف لفظاً ،الموجود معنى. إذا فهمنا ذلك فإن الآية بتمامها هكذا { أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون} فالمتأمل في الآية يجد أنه ـ جل جلاله ـ صرح بتسلية النبي صلى الله عليه وسلم فنهاه أن يتحسر على مثل هؤلاء المغترين بسوء عملهم فكان التقدير أن يقول:أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا تذهب نفسك عليهم حسرات فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات.فإذا ذكر هذا فإنه وإن كان صحيح المعنى إلا إنه إطناب يفقده البلاغة ،والأبلغ هو الإيجاز هنا لا الإطناب ،وهذا ما حصل في الآية فعلاً بفضل الله ،لأن القرينة على المعنى موجودة في نفس الآية وهي قوله تعالى { فلا تذهب نفسك عليهم حسرات } فهي دالة على تقدير كلام محذوف لفظاً وموجودمعناه .وبه نعلم أن الغرض ليس المقارنة كما ظن الكاتب وغيره.قال ابن جرير الطبري ـ رحمه الله تعالى ـ :يقول تعالى ذكره: أفمن حسن له الشيطان أعماله السيئة من معاصي الله والكفر به، وعبادة ما دونه من الآلهة والأوثان، فرآه حسنا فحسب سيىء ذلك حسنا، وظن أن قبحه جميل، لتزيين الشيطان ذلك له. ذهبت نفسك عليهم حسرات، وحذف من الكلام: ذهبت نفسك عليهم حسرات اكتفاء بدلالة قوله(فلا تذهب نفسك عليهم حسرات). أنتهى
قال الكاتب: في ألآية، في سورة الانعام ألآية 151: " قل تعالوا أتلوا عليكم ما حرّم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاقٍ نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق". فالاية كلها تتكلم عن الاشياء التي نهانا عنها الله، ولكن في وسطها نجد " وبالوالدين إحسانا". وواضح ان هذه ليست من المحرمات وانما زُج بها هنا سهواً، فلم يحرم الله الرفق بالوالدين.
الرد:الإحسان واجب للوالدين وعدم الإحسان لهما معصية لأن ترك الواجب محرم ،وعليه فإن الأمر بالإحسان إليهما متضمناً تحريم ترك ذلك ،لأن ترك الواجب حرام لايجوز . فلا إشكال في الآية كما توهم الكاتب ثم إن حكم الإحسان إلى الوالدين معلوم من نصوص أخرى في الكتاب والسنة،ولا أتصور أن يتبادر إلى ذهن أحد من الناس أن الإحسان للوالدين حرام .لكن رغم ذلك فقد قدر العلماء وجود متعنتاً يفعل كما يفعل الكاتب ،وبينوا له ذلك ومن ذلك ما قال الإمام الرازي رحمه الله تعالى حيث قال:فإن قيل : فقوله : {وبالوالدين إحساناً} معطوف على قوله:{أن لاتشركوابه شيئاً} فوجب أن يكون قوله:
{ وبالوالدين إحسانا } مفسراً لقوله : { أتل ما حرم ربكم عليكم } فيلزم أن يكون الإحسان بالوالدين حراماً ، وهو باطل .قلنا : لما أوجب الإحسان إليهما ، فقد حرم الإساءة إليهما .أنتهى كلام الإمام الرازي.
قال الكاتب:" يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين". فكلمة " للكتب" هنا لا تخدم المعنى باي شئ بل تعقد الشرح
الرد: السجل هو اسم اللصحيفة نفسها ،وأما الكتب أو الكتاب فمعناها المكتوب ،لأن كلمة كتاب :مأخذوة من الكتب وهو الجمع والضم لأن الحروف والكلمات ضمت إلى بعضها لغرض معين ولم يُسمى الورق كتاباً إلا لما هو مكتوب فيه . فالسجل هو الصحيفة التي تكتب فيها الكتابات. فالسجل طاوي للكتب أي ساتراً للمكتوب فيه .قال الإمام الرازي وفي السجل قولان:أحدهما:أنه اسم للطومار الذي يكتب فيه والكتاب أصله المصدر كالبناء ، ثم يوقع على المكتوب ، ومن جمع فمعناه للمكتوبات أي لما يكتب فيه من المعاني الكثيرة ، فيكون معنى طي السجل للكتاب كون السجل ساتراً لتلك الكتابة ومخفياً لها لأن الطي ضد النشر الذي يكشف والمعنى نطوي السماء كما يطوى الطومار الذي يكتب فيه .
القول الثاني : أنه ليس اسماً للطومار ثم قال ابن عباس رضي الله عنهما :السجل اسم ملك يطوي كتب بني آدم إذا رفعت إليه ، وهو مروي عن علي عليه السلام...أنتهى
وعلى كلا القولين فالسجل يطوي الكتابات ،وهو المراد .
قال الكاتب:أيطمع كل امرئ منهم ان يدخل جنة نعيم، كلا انا خلقناهم مما يعلمون." فيقول الله يجب الا يطمعوا في دخول الجنة لاننا خلقناهم من نُطفٍ
الرد :الكاتب يوهم أن سبب عدم إدخالهم الجنة هو أنهم خلقوا من النطف !وهذا من التغرير الممجوج ،وكان الأولى أن يعطي قراء الكتاب ولو قليلاً من الاحترام لعقولهم.! فإن أي عاقل سيسأل نفسه على أقل تقدير ومما خلق الأنبياء والأولياء وعباد الله الصالحين . فإيراد المؤلف لهذه المعارضة في منتهى السقوط .وأما ماهو المراد بالآية :فالآية وردت في قوم تكبروا على أوامر الله تعالى فيذكرهم الله بأنهم خلقوا من القذر فمثلهم لا يليق بهم أن يتفاخروا ويتكبروا على مولاهم جل وعلا . وسبب نزولها: جاء أن المشركين كانوا يجتمعون حول النبي صلى الله عليه وسلم يستمعون كلامه ، ويستهزئون به ويكذبونه ، ويقولون:إن دخل هؤلاء الجنة كما يقول محمد فلندخلنها قبلهم ، فنزلت هذه الآية إلى قوله:{ أيطمع كل امرىء منهم أن يدخل جنة نعيم كلا إنا خلقناهم مما يعلمون} فقال:إن هؤلاء المستهزئين مخلوقون مما خلقوا ، فكيف يليق بهم هذا الإحتقار؟
والخلاصة : أن سبب حرمانهم من الجنة كفرهم بالله ورسوله.وسبب تذكيرهم بأصل خلقتهم من النطفة هو رد على تكبرهم .
قال لكاتب:وفي سورة القيامة، الآية 14: " بل الانسان على نفسه بصيرةٌ ". وبدل ان يقول " بصير" ليصف الانسان، قال " بصيرةً ".
الجواب:إذا أخذنا بمعنى أنه شاهد على نفسه فمن قال هذه المقالة يقول: أدخلت الهاء في قوله( بصيرة ) وهي خبر للإنسان، كما يقال للإنسان:أنت حجة على نفسك، وهذا قول بعض نحويي البصرة. وكان بعضهم يقول: أدخلت هذه الهاء في بصيرة وهي صفة للذكر، كما أدخلت في راوية وعلاّمة ،وفهّامة ،وباقعة .ونحو ذلك فيصح لغة أن يوصف الإنسان فيقال :هوعلاّمة ،هو فهّامة ،هو حجة ،هوبصيرة ،هو راوية . فلا وجه للإنكار إلا المكابرة والجهل.وانظر تفسيرابن جرير،وغيره .
قال الكاتب:ويتضح من هذا العرض ان هناك اشياء كثيرة في القرآن خارجة عن المألوف ولا تمثل اي نوع من البلاغة النثرية، وانما فرضها السجع الذي لا تخلو اي سورة في القرآن منه.
الجواب:1ـ بل اتضح من هذا العرض أن الكاتب ـ هداه الله ـ كان لا يعرف مبادىء البلاغة والنحوفضلاً عن أن ينقد أعظم كتاب في الوجود .وتبين أن الكاتب أقحم نفسه فيمالا يعلم وقد اتضح بجلاء أن كل ما كان يتصوره ويقرره مجرد خيالات لا وجود لها إلا في ذهن الجهلاء . وكان من الأولى له أن يسأل نفسه كيف عجز العرب عن الإتيان بمثل القرآن أو بعشر سور مثله أو بسورة مثل سوره وهم أرباب الفصاحة والبيان شعراً ونثراً ؟وكانت الأجابة أو ضح من الشمس في رابعة النهار وهي أنهم فصحاء بلغاء يقدرون معنى فصاحة البيان التي تضمنها القرآن الكريم ،كما أنهم يفهمون معنى المماثلة في الفصاحة ،وعند ذلك فقط عجزوا وخرست ألسنهم عن مجابهته فأذعنوا لفصاحته .
2ـ وأما قول الكاتب:أن كلمات القرآن خارجة عن المألوف ؟فإن كان يقصد ما ألفه هو فصدق،وماذا ألف الكاتب في عصره إلا ركيك العبارات.وإن قصد مألوف العرب الفصحاء فلا شك أنه ورغم قوتهم في الفصاحة فقد خرج عن قدرتهم وما ألفوه ،وكان خروجه إلى مرتبة عليا من الفصاحة والبيان لا تُسامى ولا ُتبارى فأعجزت فصحاء العرب ،وأرباب البيان عن أن يأتوا بحديث مثله.
3ـ واما السجع فليس في القرآن سجع وإنما هي فواصل تفصل الآيات عن بعضها .فقد عرف العرب الشعر ،فلم يجدوه شعراً ،وعرفوا السجع فما وجدوه سجعاً ،وهم أصحاب الشعر والنثر ،والفصاحة،وقد تحداهم الله جل جلاله ،فلم يجيبوا بشيء يساميه أو يجاريه أو يقرب من فصاحته قال الله تعالى {أم يَقُولُونَ افتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُورٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ، وَادعُواْ مَن اسْتَطَعْتُم مِنْ دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُم صَادِقِينَ. فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُم فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أُّنْزِلَ بِعِلِمِ اللَّهِ وأَنْ لاَّ إلهَ إلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُون.}وقال عز وجل: {قُلْ لًّئِن اجْتَمَعَتِ الإنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أن يَأْتُواْ بِمثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُم لِبَعْضٍ ظَهيراً}.وقوله: " أمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لاَّ يُؤْمِنْونَ، فَلْيَأْتُواْ بِحَديثٍ مِّثْلِهِ إن كَانُواْ صادقين} قال الإمام الباقلاني رحمه الله تعالى :فقد ثبت بما بيناه أنه تحداهم إليه، ولم يأتوا بمثله. وفي هذا أمران: أحدهما التحدي إليه، والآخر أنهم لم يأتوا له بمثل، والذي يدل على ذلك النقل المتواتر الذي يقع به العلم الضروري... فلا يمكن جحود واحد من هذين الأمرين.
وقال :والذي يدل على أنهم كانوا عاجزين عن الإتيان بمثل القرآن أنه تحداهم إليه حتى طال التحدي، وجعله دلالة على صدقه ونبوته، وتضمن أحكامه استباحة دمائهم وأموالهم وسبي ذريتهم.. فلو كانوا يقدرون على تكذيبه لفعلوا، وتوصلوا إلى تخليص أنفسهم وأهليهم وأموالهم من حكمه، بأمر قريب هو عادتهم في لسانهم، ومألوف من خطابهم، وكان ذلك يغنيهم عن تكلف القتال، وإكثار المراء والجدال، وعن الجلاء عن الأوطان، وعن تسليم الأهل والذرية للسبي.. فلما لم يحصل هناك معارضة منهم، علم
أنهم عاجزون عنها.أنتهى كلامه رحمه الله تعالى . [1]
ولكن لو افترضنا صحة قول من ذهب إلى وجود السجع في القرآن فهل هذا يعني أن السجع من خصوصيات الكهان ؟
فأقول:إن السجع نوع من الكلام اللفظي ،اما أن يكون مقصوداً لذاته ويتبعه المعنى ،واما أن يكون المقصود الأساسي هو المعنى وجاء اللفظ مسجوعاً بالتبع. فإن كان الثاني : فلا شك أنه من صميم اللغة ،ومن لطيف بلاغتها .وإن كان من النوع الأول: فقد يكون فيه تكلف تمجه الأسماع ،ولا تستغيه القلوب .
ثم إنه من جهة الهدف على قسمين : فإنه اما أن يكون لغرض صحيح واللفظ ركيك ،فهذا أحسن في القصد ،واساء في الأسلوب اللفظي.
واما أن يهدف للتجهيل والتلبيس: فهذا سيء من جهة اللفظ والقصد ،ومن هذا القبيل ما كان يصنعه الكهان حيث كانوا يأتون بألفاظ ممجوجة في الأسماع لأغراض فاسدة .تهدف إلى الإغراب ،ونشر الفساد ،واستنزاف الأموال.
ولذا فإن جعل السجع على نظام واحد ليس بصحيح ،بل الأمر يحتاج للتفصيل .وعلى ضوء ذلك فإننا ننظر لذم الشرع للسجع هل هو لذاته؟
فقد جاء نفر إلى النبي صلى الله عليه وسلم:وكلموه في شأن الجنين فقالوا: كيف ندى من لا شرب ولا أكل ، ولا صاح فاستهل، أليس دمه قد يطل؟ فقال: (( أسجاعة كسجاعة الجاهلية؟ ))" وفى بعضها: (( أسجعا كسجع الكهان))وقد تأملت في الحديث فوجدت أنهم قالوا كلاماً يتصف بصفتين :الأولى : الركاكة في العبارة ،وهذا مذموم بلا شك.
الثاني:أنه مغالطات لدفع الحق ،فهم يريدون إبطال دية الجنين .غفر الله لهم فزجرهم الرسول صلى الله عليه وسلم .فغمغموا بهذه الألفاظ التي
تشبه غمغمة الكهان بغرض دفع الحق .فكان الذم من الوجهين جميعاً.
*فإذا فهمنا ذلك فللناس ثلاث توجهات :
الأول:من يقول:أن في القرآن شيء من السجع الذي لم يستطع فصحاء العرب أن يأتوا بمثله ولا قريب منه فضلاً عن غيرهم ،وهو بذلك مباين لأساليبهم لأن أسلوب القرآن أرقى وأرفع بكثير حتى أعجز فصحاء العرب وتحداهم فلم يستطيعوا شيئاً.
فإننا نقول:هذا كلام صحيح في مجملة ولا ينقص من قدر القرآن وإعجازه،إلا أن الصحيح أنه لا يسمى سجعاً بل يُسّمى فواصل ،لأن السجع له خصائص لا ترتقي إلى أسلوب القرآن الكريم.
الثاني:واما إن كان يريد أنه مماثل لسجع العرب الفصحاء فقوله مردود عليه بما علم سابقاً من عجزهم عن ذلك .
التوجه الثالث :من قال:إنه كسجع الكهان :فهذا لا يستحق جواباً ، لأنه قد شهد على نفسه بسفاهة عقله وقلة علمه ،وإنما ترد شبهاته طلباً للثواب من الله تعالى ،وإزالة للوهم عن عقول العوام.
________________________________________
غزوة بني النضير
كان كان بين عمرو بن امية وبني النضير عهدٌ وحلف، وعندما قتل عمرو بن امية رجلين من بني عامر، خرج رسول الله الى بني النضير يستعينهم في دية ذينك القتيلين، رغم المعاهدة سابقة الذكر التي كتبها بينه وبين يهود المدينة وقال فيها: " وإنه لم يأثم أمرؤ بحليفه..........
التعليق: عرض الكاتب هذه الغزوة لينتقد ثلاثة أشياء :
الأول:استعانة النبي صلى الله عليه وسلم ببني النظير في الدية.قال ابن إسحاق: ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني النضير يستعينهم في دية ذينك القتيلين من بني عامر اللذين قتل عمرو بن أمية الضمري ، للجوار الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عقد لهما ، كما حدثني يزيد بن رومان ، وكان بين بني النضير وبين بني عامر عقد وحلف . أنتهى .
إذن نفهم من ذلك أن بين بني النظير وبني عامر حلف تعاوني ومؤكد بمعاهدة المدينة فقول الكاتب : " وإنه لم يأثم أمرؤ بحليفه. لا وجه له لأن المسألة تعاونية بناء على عقد وحلف بين بني النظير وبني عامر فأين الإثم الذي حصل لبني النظير؟!!ويظهر أن الكاتب فهم أن التعاون في الديات من الأثم ،ولم يعلم أنهم عليه من قبل الهجرة النبوية وأكدوه بمعاهدة المدينة.ثم إن في الصحيفة بند واضح وهو قوله: وإن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين.أنتهى
فتبين سبب استعانته بهم في عقل بني عامر.ولوعلم بنوالنظيرأنه لاحق عليهم في ذلك ماوافقوا أبداًولكن الناقديتغافل عن ذلك.
وأنظر إلى تفاصيل الغدر:وهو يتجلى في موقفين:الأول:ذكرابن هشام في السيرة أنه بعد غزوة بدر ذهب أبو سفيان ومعه جيش من مائتين إلى أربعمائة محارب إلى بنو النضير والتقوا بزعيمهم ( سلام بن مشكم ) فاستقبله سلام ودله على أخبار المدينة والمسلمين. فانطلق أبو سفيان بجيشه مهاجما العريض فقتل أنصاري ومساعده في الحقل وأحرقوا منزلين ثم فر هارباً.وسميت ذات السويق فهذا أول مواقف الغدر الظاهرة.
الموقف الثاني:لما أتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعينهم في دية ذينك القتيلين قالوا :نعم يا أبا القاسم نعينك على ماأحببت،ممااستعنت بنا عليه.ثم خلا بعضهم ببعض فقالوا:إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذه - ورسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنب جدار من بيوتهم قاعد - فمن رجل يعلوا على هذا البيت فيلقي عليه صخرة فيريحنا منه ؟ فانتدب لذلك عمرو بن جحاش بن كعب أحدهم فقال: أنا لذلك .فصعد ليلقي عليه صخرة كما قال .ورسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه فيهم أبو بكر، وعمر وعلي ، رضوان الله عليهم . فهذان موقفان يستوجبان قتلهم ورغم ذلك أكتفى بإخراجهم.
الثاني :نقد الكاتب لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بحرق النخيل :
وجواب ذلك :أن الثابت أن هذا الفعل اجتهادي من فعل الصحابة لا من أمر نبوي ولكن على فرض أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بذلك فليس بفساد لأن الفساد أن يفعل الأمر عبثاً لا لمصلحة راجحة رغم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأمر بذلك على الصحيح من القولين.وإليكم النقل في ذلك عن أحد التابعين وهو مجاهد تلميذ ابن عباس:قال الشوكاني في فتح القدير :(ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله) قال مجاهد: إن بعض المهاجرين وقعوا في قطع النخل فنهاهم بعضهم، وقالوا: إنما هي مغانم للمسلمين، وقال الذين قطعوا: بل هو غيظ للعدو، فنزل القرآن بتصديق من نهى عن قطع النخل وتحليل من قطعه من الإثم .أنتهى إذن الراجح أنه لم يكن بأمر من النبي صلى الله عليه وسلم وإنما هو اجتهاد من أصحابه .والله أعلم.
الثالث: أنه أخذ الغنائم له خاصة. وهذا غير صحيح بل قسمها بين المهاجرين الأولين قال ابن إسحاق:وخلوا الأموال لرسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة يضعها حيث يشاء فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم على المهاجرين الأولين . فكيف تقول انه أخذه لخاصة نفسه ؟!! وأي نقد خؤون تفعله؟!
غزوة بني قريظة
بعد غزوة الخندق اخبر الرسول اصحابه ان جبريل اتى اليه واخبره ان الله قد امره ان يغزو يهود بني قريظة، رغم الحلف الذي كان بينه وبينهم.....
إلى ان قال :وقتل منهم امرأة واحدة، هي زوجة حسن القريظي، كانت قد رمت بحجر نحوالنبي في ايام الحصار.ورغم ان النبي قد وافق مقدماً ان يقبل حكم سعد، وعندما سمعه قال انه حكم الله، لكنه خالف حكم الله واعدم امرأةً رغم ان سعد قال تُسبى النساء. ....... . وقتل منهم امرأة واحدة، هي زوجة
حسن القريظي، كانت قد رمت بحجر نحوالنبي في ايام الحصار.ورغم ان النبي قد وافق مقدماً ان يقبل حكم سعد، وعندما سمعه قال انه حكم الله، لكنه خالف حكم الله واعدم امرأةً وقد يسال سائلٌ: أيُعقل ان يحكم الله من فوق سبعة ارقعة بقتل كل هذا العدد من الاسرى وسبي نسائهم واطفالهم، مع العلم بانهم لم يحاربوا الرسول، وان كانوا قد شجعوا قريشاً على حربه؟
الجواب: الكاتب يلخص نقده في شبهتين :فسنرى صحة ذلك .
الشبهة الأولى :أن الرسول صلى الله عليه وسلم غزى اليهود وهم لم
يحاربوه رغم الحلف بينهم.
الشبهة الثانية: أنه قتل المرأة والواجب السبي لأنه إنما رمت بحجر نحو النبي صلى الله عليه وسلم فخالف حكم ربه وقتلها .!! .
فأما جواب الأولى : فإن المعاهدة التي بين المسلمين واليهود تمنع من قتالهم وتؤمنهم في الأوطان مادام الوفاء بهذه المعاهدة ،ونقض المعاهدة بأي صورة من صور الغدر يجعل حكمهم كحكم باقي المحاربين من الناس. إذا فهمنا ذلك جيداً فسنعرف قيمة الوفاء بالعهود والمواثيق فهل بنو قريظة نقضوا المعاهدة أم لا؟هذا نعرفه من خلال التاريخ:
قال ابن هشام :إنه كان من حديث الخندق أن نفراً من اليهود ، منهم سلام بن أبي الحقيق النضري ، وحيي بن أخطب النضري ، وكنانة بن أبي الحقيق النضري ، وهوذة بن قيس الوائلي ، وأبو عمار الوائلي ، في نفر من بني النضير ونفر من بني وائل وهم الذين حزبوا الأحزاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم خرجوا حتى قدموا على قريش مكة ، فدعوهم إلى حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا : إنا سنكون معكم عليه حتى نستأصله ... فلما قالوا ذلك لقريش سرهم ونشطوا لما دعوهم إليه من حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجتمعوا لذلك واتعدوا له . ثم خرج أولئك النفر من يهود حتى جاءوا غطفان ، من قيس عيلان ، فدعوهم إلى حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبروهم أنهم سيكونون معهم عليه وأن قريشا قد تابعوهم على ذلك فاجتمعوا معهم فيه . [ خروج الأحزاب من المشركين ] .........إلى ان قال : وخرج عدو الله حيي بن أخطب النضري ، حتى أتى كعب بن أسد القرظي صاحب عقد بني قريظة وعهدهم وكان قد وادع رسول الله صلى الله عليه وسلم على قومه وعاقده على ذلك وعاهده فلما سمع كعب بحيي بن أخطب أغلق دونه باب حصنه فاستأذن عليه فأبى أن يفتح له فناداه حيي : ويحك يا كعب افتح لي ; قال ويحك يا حيي : إنك امرؤ مشئوم وإني قد عاهدت محمدا ، فلست بناقض ما بيني وبينه ولم أر منه إلا وفاء وصدقا ; قال ويحك افتح لي أكلمك ; قال ما أنا بفاعل قال والله إن أغلقت دوني إلا عن جشيشتك أن آكل معك منها ; فاحفظ الرجل ففتح له فقال ويحك يا كعب جئتك بعز الدهر وببحر طام جئتك بقريش على قادتها وسادتها ، حتى أنزلتهم بمجتمع الأسيال من رومة ، وبغطفان على قادتها وسادتها حتى أنزلتهم بذنب نقمى إلى جانب أحد ، قد عاهدوني وعاقدوني على أن لا يبرحوا حتى نستأصل محمدا ومن معه .
قال فقال له كعب: جئتني والله بذل الدهر وبجهام قد هراق ماءه فهو يرعد ويبرق ليس فيه شيء .ويحك يا حيي فدعني وما أنا عليه فإني لم أر من محمد إلا صدقاً ووفاء . فلم يزل حيي بكعب يفتله في الذروة والغارب حتى سمح له، على أن أعطاه عهداً من الله وميثاقاً:لئن رجعت قريش وغطفان ، ولم يصيبوا محمداً أن أدخل معك في حصنك حتى يصيبني ما أصابك . فنقض كعب بن أسد عهده وبرئ مما كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فلما انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر وإلى المسلمين بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ بن النعمان ، وهو يومئذ سيد الأوس ، وسعد بن عبادة بن دليم ، أحد بني ساعدة بن كعب بن الخزرج وهو يومئذ سيد الخزرج ومعهما عبد الله بن رواحة ، أخو بني الحارث بن الخزرج ، وخوات بن جبير ، أخو بني عمرو بن عوف . فقال : (انطلقوا حتى تنظروا،أحق ما بلغنا عن هؤلاء القوم أم لا ؟ فإن كان حقا فالحنوا لي لحنا أعرفه ولا تفتوا في أعضاد الناس وإن كانوا على الوفاء فيما بيننا وبينهم فاجهروا به للناس ).قال فخرجوا حتى أتوهم فوجدوهم على أخبث ما بلغهم عنهم و نالوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا : من رسول الله ؟ لا عهد بيننا وبين محمد ولا عقد . فشاتمهم سعد بن معاذ وشاتموه وكان رجلا فيه حدة فقال له سعد بن عبادة:دع عنك مشاتمتهم فما بيننا وبينهم أربى من المشاتمة . ثم أقبل سعد وسعد ومن معهما ، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلموا عليه ثم قالوا : عضل والقارة ; أي كغدر عضل والقارة بأصحاب الرجيع ، خبيب وأصحابه .أنتهى
الخلاصة :نستنتج ما يلي :1ـ أن بنو قريضة خانوا العهد رغم أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان وفياً معهم ولذا قال رئيسهم كعب بن أسد:وإني قد عاهدت محمداً ، فلست بناقض ما بيني وبينه ولم أر منه إلا وفاء وصدقاً.فنقض كعب بن أسد عهده وبرئ مما كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم .
2ـ هل تعجل الرسول صلى الله عليه وسلم أم تثبت من أمر غدرهم ؟ الجواب:لم يتعجل بل أرسل أربعة نفر يتثبتون من الأمر منهم سيدا الأوس والخزرج السعدين .وكان موقفهم الغدر السافر كما رأيتم بعاليه .
3ـ إذن هم الناقضون الغادرون فحكمهم حكم سائر المحاربين .ولذلك جاء الأمر الإلهي بحربهم .فأي حلف تدعيه أيه الكاتب الناقد ؟!!
4ـ أوجد كعب بن أسد حلولاً لقومه ولكنهم لم يطيعوه فقال : كعب بن أسد لقومه : يا معشر يهود قد نزل بكم من الأمر ما ترون ، وإني عارض عليكم خلالاً ثلاثاً ، فخذوا أيها شئتم. قالوا : وما هي ؟ قال نتابع هذا الرجل ونصدقه فوالله لقد تبين لكم أنه لنبي مرسل، وأنه للذي تجدونه في كتابكم فتأمنون على دمائكم ،وأموالكم ،وأبنائكم، ونسائكم . قالوا : لا نفارق حكم التوراة أبداً ، ولا نستبدل به غيره. قال: فإذا أبيتم علي هذه فهلم فلنقتل أبناءنا ونساءنا ثم نخرج إلى محمد وأصحابه رجالاً مصلتين السيوف لم نترك وراءنا ثقلاً ، حتى يحكم الله بيننا وبين محمد فإن نهلك نهلك ولم نترك وراءنا نسلاً نخشى عليه، وإن نظهر فلعمري لنجدن النساء والأبناء .قالوا : نقتل هؤلاء المساكين فما خير العيش بعدهم ؟ قال فإن أبيتم علي هذه فإن الليلة ليلة السبت ،وإنه عسى أن يكون محمد وأصحابه قد أمنونا فيها ، فانزلوا لعلنا نصيب من محمد وأصحابه غرة قالوا : نفسد سبتنا علينا ، ونحدث فيه ما لم يحدث من كان قبلنا إلا من قد علمت ، فأصابه ما لم يخف عليك من المسخ .قال: ما بات رجل منكم منذ ولدته أمه ليلة واحدة من الدهر حازماً .
فائدتان:لأولى :من كلام كعب نعلم أنهم مصدقون بنبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وما منعهم من الإذعان لهذا اليقين إلا الكبر .
الفائدة الثانية :أن اليهود ليسوا بأهل حزم بل خيانات وخور قال كعب: ما بات رجل منكم منذ ولدته أمه ليلة واحدة من الدهر حازماً .
جواب الشبهة الثانية: أنه قتل المرأة والواجب السبي لا القتل ،فخالف حكم ربه.هذا ما ادعاه الكاتب . وجواب ذلك: أنها قتلت خلاّد بن سويد حيث ألقت عليه الرحى لا كما يدعي المؤلف.قال ابن إسحاق : وقد حدثني محمد بن جعفر بن الزبير،عن عروة بن الزبير،عن عائشةأم المؤمنين أنها قالت لم يقتل من نسائهم إلا امرأة واحدة . قالت والله إنها لعندي تحدت معي ، وتضحك ظهراً وبطناً ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقتل رجالها في السوق إذ هتف هاتف باسمها،أين فلانة ؟ قالت أنا والله قالت قلت لها : ويلك ما لك ؟ قالت أقتل. قلت : ولم ؟ قالت: لحدث أحدثته ; قالت فانطلق بها ، فضربت عنقها ; فكانت عائشة تقول فوالله ما أنسى عجباً منها ، طيب نفسها ، وكثرة ضحكها ، وقد عرفت أنها تقتل قال ابن هشام : وهي التي طرحت الرحا على خلاد بن سويد ، فقتلته .أنتهى
والخلاصة:أن هذه اليهودية الضحوك قد قتلت رجلاً من المسلمين غدراً بأن القت عليها الرحا (وهي حجر كبير يستعمل للطحن) وليس كما أدعى الكاتب الناقد حيث يقول: كانت قد رمت بحجر نحوالنبي في ايام الحصار.!!!!!!!وعليه فالواجب هو قتلها لا مجرد السبي ،لأن السبي يكون لغير المقاتلة وغير القاتلة .وهذا معلوم لكل عاقل حتى المرأة نفسها لم تغتم لذلك بل هي مقرة بفعلها وعالمت بمصيرها المترتب عليه.وتنبه إلى قوة ذلك الجيل كلهم المسلم وغير المسلم .
غزوة خيبر
قال الكاتب: والانطباع الذي يخرج به القارئ من كل هذه الغزوات ان الدافع لها كان مادياً اكثر منه الحرص على اقناع اليهود والوثنيين بالدخول في الاسلام. فلم يهتم النبي بمحاولة اقناع اي قبيلة من اليهود بالاسلام
الجواب على هذه الشبهة :يتلخص في نقاط :
النقطة الأولى :الواقع يشهدأن الرسول صلى الله عليه وسلم دعى اليهود وغيرهم للإسلام كما في نصوص كثيرة من الكتاب والسنة .
النقطة الثانية:سبق أن ذكرت دوافع غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم بما لا مزيد عليه عند كلامي عن غزوة بدر .وبينت أن النبي صلى الله عليه وسلم عاش فقيرً ومات فقيراً .
النقطة الثالثة : أن أموال الناس محترمة ماداموا على العهد أما إذا نكثوا فليست الأموال أغلى من نفوسهم ودينهم الذي ضيعوه.
النقطة الرابعة :أن اليهود يعلمون أنه رسول من الله ،ولكن منعهم الحسد والكبر والبهت .وتجد ذلك مسطوراً في عدة مواقف ،ولذا فقد مر معنا قول كعب بن الأشرف لهم حيث أشار عليهم فقال:نتابع هذا الرجل ونصدقه فوالله لقد تبين لكم أنه لنبي مرسل ،وأنه للذي تجدونه في كتابكم.وكذلك موقف عبدالله بن سلام وكان من علماءهم فأسلم وقصته مشهورة ووصفه لليهود بأنهم قوم بهت .
النقطة الخامسة: أن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس إلا منفذ لأوامر الوحي في الكتاب أو السنة كما قال تعالى {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى}وسأذكر أمثلة لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم لهم على سبيل المثال لا الحصر
1ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(( يا ابن عوف اركب فرسك ثم ناد إن الجنة لا تحل إلا لمؤمن، و أن اجتمعوا إلى الصلاة) فاجتمعوا، ثم صلى بهم ثم قام فقال: (أيحب أحدكم متكئاً على اريكته قد يظن أن الله تعالى لم يحرم شيئاً إلا ما في القرآن، ألا أني و الله وعظت و أمرت و نهيت عن أشياء و إنها لمثل القرآن أو أكثر، و أن الله تعالى لم يحل لكم أن تدخلوا بيوت أهل الكتاب إلا بإذن، و لا ضرب نسائهم، و لا أكل ثمارهم إذا أعطوا الذي عليهم)[34]. أخرجه أبو داود
وفي هذا غاية الإنصاف لهم والبيان أن كلامه أوامر من الله جل جلاله.
قال الله تعالى: {الَّذين يتَّبِعونَ الرَّسولَ النَّبيَّ الأُمِّيَّ الَّذي يجدونَهُ مكتوباً عندَهم في التَّوراةِ والإنجيلِ يأمُرُهُم بالمعروفِ وينهاهُمْ عن المنكرِ ويُحلُّ لهُمُ الطَّيِّباتِ ويُحَرِّمُ عليهمُ الخبائثَ ويضعُ عنهم إصْرَهُمْ والأغلالَ الَّتي كانت عليهم فالَّذين آمنوا به وعزَّروهُ ونصروهُ واتَّبعوا النُّورَ الَّذي أُنزلَ معه أولئك همُ المفْلِحون}سورة الأعراف
وقال الله تعالى: {ياأَهلَ الكتابِ قد جاءَكُم رسولُنا يُبيِّنُ لكم كثيراً ممَّا كنتم تُخفونَ من الكتابِ ويَعْفُو عن كثيرٍ قد جاءَكُم من الله نورٌ وكتابٌ مبينٌ* يهدي به الله منِ اتَّبعَ رضوانَهُ سُبُلَ السَّلام ويخرجُهُم من الظُّلماتِ إلى النُّورِ بإذنِهِ ويهديْهِمْ إلى صراطٍ مستقيمٍ} سورة المائدةآية(15ـ16)
وقال أيضاً: {ولو أنَّ أهلَ الكتابِ آمنوا واتَّقَوا لكَفَّرْنا عنهُم سيِّئاتِهِم ولأدخلناهُم جنَّاتِ النَّعيم(65) ولو أنَّهُم أقاموا التَّوراةَ والإنجيلَ وما أُنْزِلَ إليهم من ربِّهم لأكلوا من فوقِهِم ومن تحتِ أرجلِهِم منهُم أمَّة مقتَصِدَةٌ وكثيرٌ منهم ساءَ ما يعملون(66)}وقال الله تعالى: {وإنَّ من أهلِ الكتابِ لَمَن يُؤمنُ بالله وما أُنزِلَ إليكُم وما أُنزِلَ إليهم خاشعين لله لا يشترونَ بآياتِ الله ثمناً قليلاً أولئكَ لهم أَجْرُهُم عند ربِّهم إنَّ الله سريعُ الحسابِ(199)} سورة آل عمران
قال الله تعالى: {ليسوا سوَاءً من أهلِ الكتابِ أمَّة قائمةٌ يَتلونَ آياتِ الله آناءَ اللَّيلِ وهم يَسجُدونَ(113) يُؤمنونَ بالله واليومِ الآخرِ ويأمُرونَ بالمعروفِ ويَنهَونَ عنِ المنكرِ ويُسارعونَ في الخيراتِ وأولئكَ من الصَّالحينَ(114) وما يفعلوا من خيرٍ فلن يُكفَرُوهُ والله عليمٌ بالمُتَّقينَ(115)} سورة آل عمران
وقال الله تعالى: {يابَنِي إسرائيلَ اذكُروا نعمتيَ الَّتي أنعمتُ عليكم وأَوْفُوا بعهدي أُوفِ بعهدِكم وإيَّايَ فارهَبون(40) وآمنوا بما أنزَلتُ مُصَدِّقاً لما معكم ولا تكونوا أَوَّلَ كافرٍ به ولا تَشتَروا بآياتي ثمناً قليلاً وإيَّايَ فاتَّقونِ(41) ولا تَلبِسُوا الحقَّ بالباطلِ وتكتموا الحقَّ وأنتم تعلمونَ(42) وأقيموا الصَّلاة وآتوا الزَّكاة واركَعوا مع الرَّاكعين(43) أتأمُرونَ النَّاسَ بالبِرِّ وتنسَوْنَ أنفُسَكُم وأنتُم تَتلونَ الكتابَ أفلا تَعقِلونَ(44) واستعينوا بالصَّبرِ والصَّلاة وإنَّها لكبيرةٌ إلاَّ على الخاشعينَ(45) الَّذين يَظُنُّونَ أنَّهم ملاقُوا ربِّهم وأنَّهم إليه راجعونَ(46) يَابَني إِسرائِيل اذكُرُوا نِعمتيَ الَّتي أنْعَمتُ عليكُم وأَنِّي فضَّلتُكم على العَالمِينَ(47) واتَّقوا يوماً لاتَجزي نفسٌ عن نفسٍ شيئاً ولايُقبلُ منها شفاعةٌ ولايُؤخذُ منها عدلٌ ولاهُمْ يُنصَرونَ(48)}. سورة البقرة
و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (ثلاثة لهم أجران: رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه و آمن بمحمد صلى الله عليه و سلم، و العبد المملوك إذا أدى حق الله و حق مواليه، و رجل كانت عنده أمة فأدبها فأحسن تأديبها و علمها فأحسن تعليمها، ثم أعتقها فتزوجها فله أجران)[14]. و في هذا الحديث جعل الرسول صلى الله عليه و سلم أسلوب الترغيب لأهل الكتاب منهجاً في دعوته حيث أخبرهم أن الذي آمن بنبيه و آمن بمحمد صلى الله عليه و سلم له أجران.
ومن حلمه صلى الله عليه و سلم على أهل الكتاب أنه استلف تمراً من يهودي إلى أجل معلوم، فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم في جنازة، فلما وضع الميت في قبره قام اليهودي فقال: يا محمد ألا تقضيني تمري؟ فو الله ما أعلمكم يا بني عبد المطلب إلا تمطلون الناس بحقوقهم. فهمَّ عمر رضي الله عنه بضرب اليهودي، فقال له صلى الله عليه و سلم:(ياعمر أنت إلى غير هذا أحوج، أن تأمره فيحسن طلبه، و تأمرني فأحسن قضاءه. ثم أمره أن يذهب إلى حائط أحد الإشخاص و أن يكيل له بعد رضائه ثم يزيد كذا صاعاً لتعنيف سيدنا عمر إياه) فقال اليهودي لعمر: إنه لم يكن بقي شيئ مما وجدنا في كتابنا مما وصف لنا موسى عليه السلام، إلا قد رأيناه في محمد صلى الله عليه و سلم، إلا الحلم فقد رأيناه الآن، فشهد شهادة الحق و آمن. رغم تجاوز هذا اليهودي في سبه صلى الله عليه و سلم ثم سب بني عبد المطلب جميعاً، و طلب دينه في وقت غير مناسب، إلا أنه صلى الله عليه و سلم كان حليماً بهذا اليهودي، لذلك كان رد الفعل إسلامه الفوري. و هذا أسلوب حكيم للرسول صلى الله عليه و سلم مع أهل الكتاب لدعوتهم لدخول الإسلام.وفيه شهادة اليهودي بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم ووصفه في التوراة.
وروى ابن عباس رضي الله عنهما، أنه حضرت عصابة من اليهود إلى النبي صلى الله عليه و سلم فسألوه عن أربعة أشياء لا يعلمهن إلا نبي كما ذكروا له ذلك و هي: الطعام الذي حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة، و ماء المرأة و ماء الرجل كيف يكون منه الذكر و الأنثى، و إخبار هذا النبي الأمي في النوم ووليه من الملائكة، و قد أخذ عليهم النبي صلى الله عليه و سلم المواثيق و العهود إذا أجابهم وفق ما يعلمون أن يدخلوا الإسلام، و كانت الإجابة أن يعقوب عليه السلام مرض مرضاً شديداً و طال سقمه فنذر نذراً لئن شفاه الله تعالى من سقمه ليحرمن أحب الشراب و أحب الطعام إليه، و كان أحب الطعام إليه لحم الإبل، و أحب الشراب إليه ألبانها. والإجابة الثانية أن ماء الرجل أبيض غليظ و أن ماء المرأة أصفر رقيق فأيهما علا كان له الولد و الشبه بإذن الله. و الإجابة الثالثة أن هذا النبي الأمي تنام عيناه و لا ينام قلبه، فالإجابة الأخيرة أن جبريل هو ولي الرسول صلى الله عليه و سلم و جميع الأنبياء.
و لكن اليهود حاولوا التخلص من العهد الذي التزموا به مع النبي صلى الله عليه و سلم بحجة بغضهم لجبريل عليه السلام ، قال تعالى فيهم:{ قل من كان عدواً لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقاً لما بين يديه و هدى و بشرى للمؤمنين}(سورة البقرة- آية97).
الخلاصة : أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يألوا جهداً في دعوتهم وأنه إنما كان يمتثل لأمرالله فيهم فمن أسلم فقد نجا في الدارين، ومن أبى الدخول في الإسلام وأصر على دينه {فلا إكراه في الدين} وله حقوقه كاملة وفق العهود مالم يغدر بالمواثيق .ومن حارب وغدر فحكمه ما قد سلف ذكره.وبه يتبين تحامل الكاتب وظلمه المتطاول .
قال الكاتب: وبعد ثمانية عشر شهراً هجم بنو بكر على خزاعة ويبدو ان قريشاً ساعدت بني بكر بالسلاح والكُراع. فركب عمرو بن سالم، من خزاعة، يستنجد بالنبي. فجهز النبي جيشاً كبيراً وغزا مكة رغم صلح الحُديبية الذي وضع الحرب بينهم عشر سنوات.
الجواب: إن من بنود المعاهدة ما نصه: جاء في وثيقة صلح الحديبة :وأنه من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخله، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه. [1]أما النقض الذي قوض الصلح، وأعاد الحرب فقد تمثل في غدر قريش وإمدادها لحلفائها بني بكر بالسلاح، ومساعدتها لهم بالمال والرجال في قتالهم لحلفاء النبي صلى الله عليه وسلم بني خزاعة.كماهو مبسوط في كتب السيرة .فالغادر هم قريش لمخالفتهم للبند المذكور.وبه تعلم تهوكات الكاتب وضحكه على عقول الناس.لأن الصلح كان على شروط ،فمن نقضها فهو الناقض للعهد.
قال الكاتب:اما عبد الله بن سعد بن ابي سرح قد امر بقتله لانه كان قد اسلم وكتب الوحي للنبي لمدة من الزمن، ثم ترك وارتد لانه قال كان يكتب الوحي وكان يقترح على النبي بعض التعديلات فيما كان قد املاه عليه، وكان النبي يوافق علي التعديل. فمثلاً في احد المرات قال له النبي اكتب: " ان الله عزيز حكيم" فقال له عبد الله: اليس من الافضل ان تقول " ان الله عليم حكيم؟" فوافق النبي.!!
الجواب : وهذا من كذبات الكاتب الناقد! وإليكم قصة ابن ابي السرح :
سبب ذلك فيما ذكر المفسرون أنه لما نزلت الآية التي في "المؤمنون": "ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين" المؤمنون:12 دعاه النبي صلى الله عليه وسلم فأملاها عليه؛ فلما انتهى إلى قوله "ثم أنشأناه خلقا آخر" المؤمنون: 14 عجب عبد الله في تفصيل خلق الإنسان فقال: "تبارك الله أحسن الخالقين" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وهكذا أنزلت علي)) فشك عبد الله حينئذ وقال: لئن كان محمد صادقاً لقد أوحي إلي كما أوحي إليه، ولئن كان كاذباً لقد قلت كما قال. فارتد عن الإسلام ولحق بالمشركين.أنتهى فهذي هي القصة وليس كما أفترى الكاتب.ورغم ضعف سند القصة إلا أنه بالتأمل نجد أن سبب فتنته هو اتفاق كلامه مع كلام أنزل ،وهو يقول :لئن كان محمد صادقاً لقد أوحي إلي .!وكأن الوحي مجرد خطرات قلبية .وأي عاقل يفكر بهذا المنطق ؟!فلو توافقت مع الأديب أو الشاعر ،أو القائد ،أو الطبيب في لفظ معين، فهل هذا يجعلك تفكر أنك مثله أصبحت أديباً أو قائداً ،أوطبيباً؟! قال ابن عبدالبر: وأسلم عبد الله بن سعد بن أبي سرح أيام الفتح فحسن إسلامه، ولم يظهر منه ما ينكر عليه بعد ذلك. وهو أحد النجباء العقلاء الكرماء من قريش، وفارس بني عامر بن لؤي المعدود فيهم، ثم ولاه عثمان بعد ذلك مصر سنة خمس وعشرين. وفتح على يديه إفريقية سنة سبع وعشرين، وغزا منها الأساود من أرض النوبة سنة إحدى وثلاثين، وهو هادنهم الهدنة الباقية إلى اليوم. وغزا الصواري من أرض الروم سنة أربع وثلاثين؛ فلما رجع من وفاداته منعه ابن أبي حذيفة من دخول الفسطاط، فمضى إلى عسقلان، فأقام فيها حتى قتل عثمان رضي الله عنه. وقيل: بل أقام بالرملة حتى مات فاراً من الفتنة. ودعا ربه فقال: اللهم اجعل خاتمة عملي صلاة الصبح؛ فتوضأ ثم صلى فقرأ في الركعة الأولى بأم القرآن والعاديات، وفي الثانية بأم القرآن وسورة، ثم سلم عن يمينه، ثم ذهب يسلم عن يساره فقبض الله روحه. ذكر ذلك كله يزيد بن أبي حبيب وغيره. ولم يبايع لعلي ولا لمعاوية رضي الله عنهما. وكانت وفاته قبل اجتماع الناس على معاوية. وقيل: إنه توفي بإفريقية. والصحيح أنه توفي بعسقلان سنة ست أو سبع وثلاثين. تفسير القرطبي الصفحة : 1341
وبه يتبين أفك الكاتب وتزويره للحقائق .
ثم للعاقل عبرة من ذلك فلو كان ابن أبي السرح صادقاً في ماأدعى من شكه في صدق النبي .فكيف ثبت على الإسلام بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يرتد كسائر المرتدين زمن أبي بكر؟! ثم تأمل في خاتمته رضي الله عنه.
قال الكاتب: امر رسول الله بقتل ستة رجال واربع نسوة. وذنب الاربع نساء وبعض الرجال انهم هجوا الرسول فاباح دمهم حتى لو وجدوا تحت استار الكعبة. والكعبة كانت حرماً آمنا لكل العرب، لا يؤذى من دخلها حتى وان كان قاتلاً.
الجواب:هنا شبهتان يوردها الكاتب:الأولى:أن سبب قتلهم هو هجاء الرسول صلى الله عليه وسلم فهوانتصارلنفسه.
الثانية : أنه قتل في الحرم والحرم لا يقتل فيه .
الجواب: أما الشبهة الأولى : أولاً: فإن الهدف من هجاء الرسول صلى الله عليه وسلم هو أبعد مما توهم به، لأن في هجاءه تخذيل عن الدخول في سبيل الحق ،وصد عن الحق ،وعن الإيمان بالله ورسوله ، وفيه تضليل للناس .ولذلك أستخدموا أقوى أساليب العرب المؤثرة في نفوسهم وهي أسلوب الشعر والغناء الذي يستميل النفوس بأصوات الجواري
ثانياً: أن الرسل ـ عليهم السلام ـ ليس قدرهم عند الله كقدر آحاد الناس بل مكانتهم عظيمة جداً ،ولذا فما أهلك اليهود إلا استهانتهم بقدر الرسل حتى قتلوهم وحاولوا صلب بعضهم .فكان أفضل ما يداوى به هؤلاء جعلهم عبرة لغيرهم وإخراس السنتهم الكاذبة .
ثالثاً: أنهم على قسمين:قد رأينا الرسول صلى الله عليه وسلم قد قبل الشفاعة فيمن شفع فيه منهم رغم عملهم الخبيث .وقد حسن إسلامهم غفر الله لهم.وأما من لم يرد الهداية ولم يسعى في ذلك فقد ختم الله له بما يستحق جزاء وفاقاً.
الشبهة الثانية :أن الحرم لا يأوي محدثاً أي مشركاً وقد أباحه الله لرسوله صلى الله عليه وسلم ليزيل أهل الباطل . ولو قلنا بمفهومك لكان القتلة والمجرمون كلهم يفعلون جرائمهم ويؤون إلى الحرم .ولا يقال بهذا فتأمل فيما تكتب فقد أعماك الحقد.هداك الله.
يقول مشائخ الدين ان النبي تزوج كل هولاء النسوة ليستميل القبائل اليه لنصرته.
الجواب: أما قصرعلة تعدد زواج النبي صلى الله عليه وسلم على ما ذكر الكاتب فهو باطل ولم أرى علماء المسلمين قصروه على هذه العلة بل تعدد ذلك لأسباب مختلفة ,وإليكم تفصيل ذلك :
أولاً : ليس النبي صلى الله عليه وسلم ممن يسعى للشهوات نفسه .ويدل على ذلك أن كل زوجاته ثيبات ليس فيهن بكراً إلا واحدة فقط .مع أنه لو أراد الزواج بأجمل فتيات العرب لاستطاع ذلك ،ولو كان لمجرد الشهوة لما تزوج إلا الأبكار .
ثانياً: أن الزواج في حد ذاته كانت من طريقة المرسلين قال تعالى (( ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية)) [الرعد: 38].
ثالثاً :أنه كان يربط زواجه بمصالح شرعية معتبرة: وسأذكر الدافع الذي تبين لي في كل زواج
1ـ أما الزواج من خديجة وعائشة وسودة رضي الله عنهن فقد سبق الكلام عنه في قصة خديجة وتبين الحق فيه فليراجع .
2ـ وقد يتزوج المرأة جبر لخاطرها كزواجه من صفية بنت حيي بن أخطب ،وزواجه من رملة بنت أبي سفيان :فأما صفية رضي الله عنها :فإن ابوها سيد قومه ويعز على المرأة أن تتغير حالها من سيدة قومها إلى جارية في السبي فأعزها الرسول صلى الله عليه وسلم بالزواج منها ،وأعتقها فكانت من أمهات المؤمنين بعد أن كانت سبية من السبايا .فعوضها الله خير مما فقدت ،وكانت قد تزوجت قبل النبي صلى الله عليه وسلم برجلين من اليهود ،وهي من أحفاد هارون عليه السلام فكان هاروناً نبياً وأخاه موسى عليه السلام نبياً فأراد الله أن يتم عليها النعمة فيتزوجها خاتم الأنبياء .هذا هو واقع الأمر .
ـ وأما زواجه من أم المؤمنين رملة بنت أبي سفيان: فإنما كان جبر لخاطرها في شدة غربتها ،وتفريج لكربتها ، فقد هاجرت رضي الله عنها إلى الحبشة مع زوجها عبيدالله بن جحش ولكنه ارتد عن الإسلام وتنصر وأقبل على الخمر عاكف عليها حتى مات فأصابها الضنك والضيق الشديد :أبوها كافر يتربص بها ،وزوج خذلها وأرتد عن الدين الذي تغربت من أجله وهاجرت لحفظه ، وبعد عن الأوطان .فهل أضيق على المرأة من ذلك ؟! ووسط هذا الضيق الشديد تأتي اليد الحانية لتأويها فيتزوج بها أفضل الخلق أجمعين فيعوضها الله تعالى بفرج بعد كرب ويسر بعد عسر ،بل وبأفضل مخلوق صلى الله عليه وسلم . وأنظر إليها وهي تروي تباشير الفرح بهذا الفرج تقول أم حبيبة: ما شعرت وأنا بأرض الحبشة إلا برسول النجاشي، جارية يقال لها أبرهة كانت تقوم على ثيابه ووهنه، فاستأذنت علي، فأذنت لها
فقالت: إن الملك يقول لك: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلي أن أزوجكه. فقلت: بشرك الله بالخير. وقالت: يقول لك الملك وكلي من يزوجك.
قالت: فأرسلت إلى خالد بن سعيد بن العاص فوكلته، وأعطيت أبرهة سوارين من فضة، وخذمتين من فضة كانتا علي، وخواتيم من فضة في كل أصابع رجلي سروراً بما بشرتني به. أنتهى
3ـ أم سلمة :وقد يتزوج المرأة الأرملة شفقة عليها وحفظا لأولادها،كالسيدة زينب بنت خزيمة الهلالية وكانت أرملة عبيدة ابن الحارث ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم.وأم سلمة هند بنت زاد الركب أرملة عبد الله بن عبد الأسد ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم استشهد في أعقاب أحد، وقد خطبها أبو بكر وعمر فأبت، فلما خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتذرت أنها غيورة، وأنها امرأة ذات عيال، وأنها مسنة، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أما أنك مسنة فأنا أسن منك، وأما الغيرة فسيذهبها الله عنك، وأما عيالك فإلى الله ورسوله، وتم الزواج، وهذا دليل على أن المقصود منه حماية أرامل الشهداء، ورعاية أولادهن.وهكذا كان سائر زواج النبي صلى الله عليه وسلم لأهداف أسمى من الشهوات المجردة ، ولو كان لمجرد ذلك لما رضي بالمسنات والأرامل، ولكان له في غيرهن طريق آخر، ولم يتزوج امرأة بكراً غير عائشة رضي الله عنها.ولا يخفى أن مكانة أبيها منه ، وتضحياته العظيمة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، وتعرضه في ذلك لكل أصناف المخاطر والتنكيل هو السبب الأكبر في زواجه صلى الله عليه وسلم منها . وقد سبق أن تكلمت عن ذلك.
4ـ وقد يتزوج المرأة صلة لقومها : كما في زواجه من جويرية بنت الحارث :حيث أطلق الصحابة أسرى بني المصطلق كلهم تقريباً ،وقالوا أصهار النبي صلى الله عليه وسلم . أفلا يكون في ذلك أعظم الأثر في نفوس بني المصطلق؟!
5ـ وقد يتزوج المرأة لتأكيد حكم شرعي : كزواجه بزينب بنت جحش وذلك لتأكيد تحريم البنوة وأن الابن لا ينسب إلا لأبيه .وكانت زينب عند ابنه بالتبني زيد بن حارثة. وقد حرم الله التبني وأمر أن يدعون لأبائهم. والناس تتأثر بالفعل والأسوة أكثر من القول .ولذا فقد أوحى الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيتزوج بزينب بنت جحش وفي ذات يوم جاء زيد يشكو من زينب ويريد طلاقها .فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم {اتق الله وأمسك عليك زوجك}وأخفى في نفسه ما قد علم أنه سيحصل من أمر الطلاق . ومراده صلى الله عليه وسلم النصح الخالص لزيد رضي الله عنه ،بيد أن قدر الله نافذ فإن زيداً طلق زينب وتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وعاتبه ربه جلا وعلا فقال{وتخفي في نفسك ما الله مبديه}فالذي أخفاه هو الوحي السابق . وقد خشي الناس المنافقين أن يرجفوا في صفوف المسلمين فتكون فتنة لهم تسبب ردتهم إذا رأوا الرسول صلى الله عليه وسلم يتزوج بزوجة ولده بالتبني . وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم بالناس رؤوف رحيم كما وصفه الله تعالى ولكن الله أعلم وأحكم فأنفذ الله قدره .وأمر النبي بالزواج بها ليكون في ذلك ترسيخ لتحريم التبني أي نسبة الولد لغير أبيه .فإذا علمت ذلك علمت عظيم أفك من يروج لصحة الروايات الساقطة الظعيفة التي تقول أنه كان يحب زينب وأخفى ذلك في صدره وأمر زيداً بطلاقها وهذا أفك مركب ،وقد بين زيفها وضعفها عدد كبير من علماء الأمة وأبطلوها سنداً ومتناً .ولم يثبت إلا ما ذكرت بعاليه فهذا هو سبب الزواج وهذا هو تفسير{وتخفي في نفسك مالله مبدية }فما أخفى إلا لحكمة ،ولكن الله أعلم وأحكم .
6ـ الزواج لطلب الذرية الصالحة :وهذه سنة عباد الله أجمعين وعلى رأسهم الأنبياء والمرسلين وقد قال تعالى {ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرية} وقال عن زكريا عليه السلام {هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء} فلا عجب أن يطلب الذرية الصالحة ولكن الله قدر ان لا يبقى من نسله إلا ابنته السيدة فاطمة عليها السلام والتي بقي من نسلها السادة الأشراف . ولم يبقى له أبناء .
هذه بعض أسباب زواج النبي صلى الله عليه وسلم .التي يفهمها على عاقل صافي النفس غير حاسد ولا حاقد.
________________________________________
غزوة بني قينقاع
قال الكاتب: كان للرسول حلفٌ مع يهود المدينة، وكتب رسول الله كتاباً بين المهاجرين والانصار وادع فيه اليهود وعاهدهم واقرهم على دينهم واموالهم واشترط عليهم وشرط لهم فقال......
إلى أن قال: وواضح ان النبي اراد عذراً لغزوة بني قينقاع، فاتخذ ما حدث للمرأة الاعرابية كذريعة لغزوهم. ويذكر الواقدي ان بني قينقاع كانوا صاغة واصحاب سلاح، ولمكانتهم هذه في المدينة ولما
ابدوه من مناصرة قريش، فكر الرسول في امرهم طويلاً وظل في ذلك حتى نزلت الاية " واما تخافن من قوم خيانة، فانبذ اليهم على سواء، ان الله لا يحب الخائنين" . ويتضح من الاية ان الله احل للنبي ان يغزو من شاء اذا خاف منهم خيانةً. وهذا ما حدث لبني قينقاع دون اعتداء منهم علي المسلمين، بل بالعكس، قتل احد المسلمين الصائغَ اليهودي اولاً......إلخ
الجواب : في هذا المبحث يصور الكاتب أن اليهود أبرياء. وأن النبي صلى الله عليه وسلم ظالم لهم .والجواب على هذا التلبيسات أقول وبالله التوفيق :
1ـ استند الكاتب في براءة اليهود من الغدر على قصة المرأة وهي قصة ذكرها ابن هشام في السيرة فقال ابن هشام: وذكر عبدالله بن جعفر بن المسور بن مخرمة ، عن أبي عون ، قال : كان من أمر بني قينقاع أن امرأة من العرب قدمت بجلب لها ، فباعته بسوق بني قينقاع ، وجلست إلى صائغ بها ، فجعلوا يُريدونها على كشف وجهها ، فأبت ، فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها ، فلما قامت انكشفت سوءتها ، فضحكوا بها ، فصاحتْ . فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله ، وكان يهوديا ، وشدت اليهود على المسلم فقتلوه ، فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود ، فغضب المسلمون ، فوقع الشر بينهم وبين بني قينقاع .
والمتأمل في القصة يجد التالي:1ـ أن الغدر بدأ من جماعة من اليهود يريدون كشف المرأة لوجهها فأبت ان تكشف وجهها . وهذا من أبسط حقوقها سواء كان عادة أو عبادة .وفق معاهدة احترام الحقوق التي تعاهد عليها المسلمون واليهود وجميع أهل المدينة.فلماذا أرادوها على ذلك ؟هذا مالم يلتفت له الكاتب.
2ـ نجد أن الصائغ اليهودي على أثر رفضها لذلك الطلب الجماعي من اليهود قام زاد على الغدر الأول بغدر أعظم ؛فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها ، فلما قامت انكشفت سوءتها.
3ـ فماذا كان موقفهم هل أنكروا هذا الظلم الذي رأوه ؟ لا لم ينكروا بل ضحكوا بها .
4ـ فردة الفعل الطبيعية أن تصرخ المرأة نتيجة هذا الأعتداء السافر من جماعة اليهود .
5ـ ومن الطبيعي جداً أن ينصرها رجال فيهم عدالة الإسلام ،فقام الرجل المسلم فقتل الصائغ .
6ـ قال:وشدت اليهود على المسلم فقتلوه.إذن أعتداء أخر جماعي على رجل واحد .ومن خلال هذا التحليل الدقيق للقصة نجد أن الكاتب لا يقيم للنقد وزناً بل هو ينطلق من تحزب ظالم لنصرة أهداف ظالمة .وتبين للعاقل من هو المبتدأ بالعدوان وماهي صفة الغدر الحاصل .
وسؤال أخر:هل الغدر فردي أم جماعي ؟ لاشك أنه جماعي طلب كشف وجهها ،ثم الضحك على كشف عورتها ،ثم الانتصار الجماعي الحزبي لمقتل الصائغ .فليس هنا رجل وأهل بيته ،بل هم جماعة مجتمعة من القبيلة اليهودية .فلاوجه للمطالبة بتسليم واحد لأن الفعل منهم جميعاً .
7ـ هل حاول يهود بني قينقاع تسليم القتلة ؟ أوالأعتذارمن فعلهم ؟لابل تحصنوا بحصونهم وحملوا أسلحتهم وتأهبوا للقتال لأن جريمتهم كانت جماعية لا فردية .فكيف لم يحصل نقض للعهد وبأي ميزان أيه الناقد ؟ !بل هونقض واصرار ،وتأهب لقتال.
ثانياً:ماهي مواقف بني قينقاع المؤكدة لهذا الغدر ؟لهم موقفان :
الأول: أنه جاء في المعاهدة مع الرسول صلى الله عليه وسلم ما نصه: وإن على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم وإن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة وإن بينهم النصح والنصيحة والبر دون الإثم........ . أنتهى فهل بنو قينقاع كانوا من أهل النصح والبر ولو بالكلام ؟!لا والله ما فعلوا بل يهاجمون الرسول صلى الله عليه وسلم بالألفاظ ويهددونه وإليكم بيان ذلك :
جاء في سيرة ابن إسحاق وابن هشام ما نصه: وكان من حديث بني قينقاع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمعهم بسوق ( بني قينقاع ) ثم قال : يا معشر يهود ، احذروا من الله مثل ما نزل بقريش من النقمة ، وأسلموا ، فإنكم قد عرفتم أني نبي مرسل ، تجدون ذلك في كتابكم وعهد الله إليكم ؛ قالوا : يا محمد ، إنك ترى أنا قومك ! لا يغرنك أنك لقيت قوماً لا علم لهم بالحرب ، فأصبت منهم فرصة ، إنا والله لئن حاربناك لتعلمن أنا نحن الناس .
هذا ردهم على النصح النبوي الكريم . قال الدكتور ولفنسون في كتابه تاريخ اليهود في صدد ما ردوا به على رسول الله صلى الله عليه وسلم " أنهم أجابوه بكل جرأة وتبحج ص 129.أنتهى .
الخلاصة : قد تبين للقارىء الكريم أي قوم هم اليهود من خلال ما ذكرنا .ولعل القارىء يعرفهم اليوم من خلال ما سمعنا ورأينا .فلا أعظم منهم غدراً وخيانة .فكفى أيه الكاتب فقد بلغ منك الحسد والأحقاد مبلغاً عظيماً تجعل به الحق باطلاً والباطل حقاً.
قتل الأطفال والرضع
Jos:6:21: 21 وحرّموا كل ما في المدينة من رجل وامرأة من طفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف. (SVD)
1Sm:15:3: 3 فالآن اذهب واضرب عماليق وحرموا كل ما له ولا تعف عنهم بل اقتل رجلا وامرأة.طفلا ورضيعا.بقرا وغنما.جملا وحمارا.
1Sm:15:8: 8 وامسك اجاج ملك عماليق حيّا وحرّم جميع الشعب بحد السيف. (SVD)
Hos:13:16: 16 تجازى السامرة لأنها قد تمردت على الهها.بالسيف يسقطون.تحطم اطفالهم والحوامل تشقّ (SVD)
Ps:137:8: 8 يا بنت بابل المخربة طوبى لمن يجازيك جزاءك الذي جازيتنا. (SVD)
Ps:137:9: 9 طوبى لمن يمسك اطفالك ويضرب بهم الصخرة (SVD)
Jer:45:4:
4 هكذا تقول له.هكذا قال الرب.هانذا اهدم ما بنيته واقتلع ما غرسته وكل هذه الارض. (SVD)
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟قتل وسرقة ونهب وبأمر الرب
Dt:2:31:
31 وقال الرب لي.انظر.قد ابتدأت ادفع امامك سيحون وأرضه.ابتدئ تملّك حتى تمتلك ارضه. (SVD)
Dt:2:32:
32 فخرج سيحون للقائنا هو وجميع قومه للحرب الى ياهص. (SVD)
Dt:2:33:
33 فدفعه الرب الهنا امامنا فضربناه وبنيه وجميع قومه. (SVD)
Dt:2:34:
34 وأخذنا كل مدنه في ذلك الوقت وحرمنا من كل مدينة الرجال والنساء والأطفال.لم نبق شاردا. (SVD)
Dt:2:35:
35 لكن البهائم نهبناها لأنفسنا وغنيمة المدن التي اخذنا (SVD)
Dt:2:36:
36 من عر وعير التي على حافة وادي ارنون والمدينة التي في الوادي الى جلعاد لم تكن قرية قد امتنعت علينا.الجميع دفعه الرب الهنا امامنا. (SVD)
Dt:3:6:
6 فحرمنها كما فعلنا بسيحون ملك حشبون محرمين كل مدينة الرجال والنساء والأطفال. (SVD)
Dt:3:7:
7 لكن كل البهائم وغنيمة المدن نهبناها لأنفسنا. (SVD)
2Chr:21:14: 14 هو ذا يضرب الرب شعبك وبنيك ونسائك وكل مالك ضربة عظيمة. (SVD)
1Kgs:9:21:
21 ابناؤهم الذين بقوا بعدهم في الارض الذين لم يقدر بنو اسرائيل ان يحرموهم جعل عليهم سليمان تسخير عبيد الى هذا اليوم. (SVD)
نسب كاتب سفر حزقيال [ 9 : 5 ] للرب قوله :
(( اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ خَلْفَهُ وَاقْتُلُوا. لاَ تَتَرََّأفْ عُيُونُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. أَهْلِكُوا الشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. وَلَكِنْ لاَ تَقْرَبُوا مِنْ أَيِّ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ، وَابْتَدِئُوا مِنْ َقْدِسِي». فَابْتَدَأُوا يُهْلِكُونَ الرِّجَالَ وَالشُّيُوخَ الْمَوْجُودِينَ أَمَامَ الْهَيْكَلِ. 7وَقَالَ لَهُمْ: «نَجِّسُوا الْهَيْكَلَ وَامْلَأُوا سَاحَاتِهِ بِالْقَتْلَى، ثُمَّ اخْرُجُوا». فَانْدَفَعُوا إِلَى الْمَدِينَةِ وَشَرَعُوا يَقْتُلُون
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟الإرهــــــــــاب
إله الكتاب المقدس يأمر بحرب أبادية كاملة !!
جاء في سفر التثنية [ 20 : 1 ] :
(أما مُدُنُ الشُّعُوبِ الَّتِي يَهَبُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ مِيرَاثاً فَلاَ تَسْتَبْقُوا فِيهَا نَسَمَةً حَيَّةً، بَلْ دَمِّرُوهَا عَنْ بِكْرَةِ أَبِيهَا، كَمُدُنِ الْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ كَمَا أَمَرَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ
يا كل أعداء الرب من الأطفال والبقر والغنم والجمال والحمير..سنقتلكم !!!!!
وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: «أَنَا الَّذِي أَرْسَلَنِي الرَّبُّ لأُنَصِّبَكَ مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ، فَاسْمَعِ الآنَ كَلاَمَ الرَّبِّ. هَذَا مَا يَقُولُهُ رَبُّ الْجُنُودِ: إِنِّي مُزْمِعٌ أَنْ أُعَاقِبَ عَمَالِيقَ جَزَاءَ مَا ارْتَكَبَهُ فِي حَقِّ الإِسْرَائِيلِيِّينَ حِينَ تَصَدَّى لَهُمْ فِي الطَّرِيقِ عِنْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ مِصْرَ. فأذهب الآنَ وَهَاجِمْ عَمَالِيقَ وَاقْضِ عَلَى كُلِّ مَالَهُ. لاَ تَعْفُ عَنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ بَلِ اقْتُلْهُمْ جَمِيعاً رِجَالاً وَنِسَاءً، وَأَطْفَالاً وَرُضَّعاً، بَقَراً وَغَنَماً، جِمَالاً وَحَمِيراً.))
Gn:19:24:
24. فأمطر الرب على سدوم وعمورة كبريتا ونارا من عند الرب من السماء. (SVD)
تكتيك الحرب
Dt:19:21: 21 لا تشفق عينك.نفس بنفس.عين بعين.سن بسن.يد بيد.رجل برجل (SVD)
Dt:20:3: 3 ويقول لهم اسمع يا اسرائيل.انتم قربتم اليوم من الحرب على اعدائكم.لا تضعف قلوبكم.لا تخافوا ولا ترتعدوا ولا ترهبوا وجوههم. (SVD)
Dt:20:4: 4 لان الرب الهكم سائر معكم لكي يحارب عنكم اعداءكم ليخلصكم. (SVD)
Dt:20:10: 10. حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها الى الصلح. (SVD)
Dt:20:11: 11 فان اجابتك الى الصلح وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك. (SVD)
Dt:20:12: 12 وان لم تسالمك بل عملت معك حربا فحاصرها. (SVD)
Dt:20:13: 13 وإذا دفعها الرب الهك الى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف. (SVD)
Dt:20:14: 14 وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة كل غنيمتها فتغتنمها لنفسك وتأكل غنيمة اعدائك التي اعطاك الرب الهك. (SVD)
Dt:21:10: 10. اذا خرجت لمحاربة اعدائك ودفعهم الرب الهك الى يدك وسبيت منهم سبيا (SVD)
Dt:21:11: 11 ورأيت في السبي امرأة جميلة الصورة والتصقت بها واتخذتها لك زوجة (SVD)
Dt:21:12: 12 فحين تدخلها الى بيتك تحلق رأسها وتقلم اظفارها (SVD)
Dt:21:13: 13 وتنزع ثياب سبيها عنها وتقعد في بيتك وتبكي اباها وأمها شهرا من الزمان ثم بعد ذلك تدخل عليها وتتزوج بها فتكون لك زوجة. (SVD)
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟حكم من يترك دينه(حد الردة)
Dt:13:6: 6. وإذا اغواك سرا اخوك ابن امك او ابنك او ابنتك او امرأة حضنك او صاحبك الذي مثل نفسك قائلا نذهب ونعبد آلهة اخرى لم تعرفها انت ولا آباؤك (SVD)
Dt:13:7: 7 من آلهة الشعوب الذين حولك القريبين منك او البعيدين عنك من اقصاء الارض الى اقصائها (SVD)
Dt:13:8: 8 فلا ترض منه ولا تسمع له ولا تشفق عينك عليه ولا ترقّ له ولا تستره (SVD)
Dt:13:9: 9 بل قتلا تقتله.يدك تكون عليه اولا لقتله ثم ايدي جميع الشعب اخيرا. (SVD)
Dt:13:10: 10 ترجمه بالحجارة حتى يموت.لأنه التمس ان يطوّحك عن الرب الهك الذي اخرجك من ارض مصر من بيت العبودية.
Dt:13:11: 11 فيسمع جميع اسرائيل ويخافون ولا يعودون يعملون مثل هذا الامر الشرير في وسطك (SVD)
Dt:13:12: 12. ان سمعت عن احدى مدنك التي يعطيك الرب الهك لتسكن فيها قولا (SVD)
Dt:13:13: 13 قد خرج اناس بنو لئيم من وسطك وطوّحوا سكان مدينتهم قائلين نذهب ونعبد آلهة اخرى لم تعرفوها (SVD)
Dt:13:14: 14 وفحصت وفتشت وسألت جيدا وإذا الامر صحيح واكيد قد عمل ذلك الرجس في وسطك (SVD)
Dt:13:15: 15 فضربا تضرب سكان تلك المدينة بحد السيف وتحرّمها بكل ما فيها مع بهائمها بحد السيف. (SVD)
Dt:13:16: 16 تجمع كل امتعتها الى وسط ساحتها وتحرق بالنار المدينة وكل امتعتها كاملة للرب الهك فتكون تلا الى الابد لا تبنى بعد.
Dt:13:17: 17 ولا يلتصق بيدك شيء من المحرّم.لكي يرجع الرب من حمو غضبه ويعطيك رحمة.يرحمك ويكثرك كما حلف لآبائك
وأيضاً
Hos:13:16: 16 تجازى السامرة لأنها قد تمردت على الهها.بالسيف يسقطون.تحطم اطفالهم والحوامل تشقّ (SVD)
Dt:17:2:
2 اذا وجد في وسطك في احد ابوابك التي يعطيك الرب الهك رجل او امرأة يفعل شرا في عيني الرب الهك بتجاوز عهده (SVD)
Dt:17:3:
3 ويذهب ويعبد آلهة اخرى ويسجد لها او للشمس او للقمر او لكل من جند السماء.الشيء الذي لم أوص به. (SVD)
Dt:17:4:
4 وأخبرت وسمعت وفحصت جيدا وإذا الأمر صحيح اكيد قد عمل ذلك الرجس في اسرائيل (SVD)
Dt:17:5:
5 فاخرج ذلك الرجل او تلك المرأة الذي فعل ذلك الامر الشرير الى ابوابك الرجل او المرأة وارجمه بالحجارة حتى يموت. (SVD)
Dt:17:6:
6 على فم شاهدين او ثلاثة شهود يقتل الذي يقتل.لا يقتل على فم شاهد واحد. (SVD)
Dt:17:7:
7 ايدي الشهود تكون عليه اولا لقتله ثم ايدي جميع الشعب اخيرا فتنزع الشر من وسطك (SVD)
Lv:24:11:
11 فجدّف ابن الاسرائيلية على الاسم وسبّ.فأتوا به الى موسى.وكان اسم امه شلومية بنت دبري من سبط دان. (SVD)
Lv:24:23:
23 فكلم موسى بني اسرائيل ان يخرجوا الذي سبّ الى خارج المحلّة ويرجموه بالحجارة.ففعل بنو اسرائيل كما امر الرب موسى (SVD)
لماذا؟؟؟ ( المسيح لم يأت لينقض بل ليكمل )
Dt:29:18 لئلا يكون فيكم رجل او امرأة او عشيرة او سبط قلبه اليوم منصرف عن الرب الهنا لكي يذهب ليعبد آلهة تلك الامم.لئلا يكون فيكم اصل يثمر علقما وافسنتينا. (SVD)
Dt:29:19 فيكون متى سمع كلام هذه اللعنة يتبرك في قلبه قائلا يكون لي سلام اني بإصرار قلبي اسلك لإفناء الريان مع العطشان. (SVD)
Dt:29:20 لا يشاء الرب ان يرفق به بل يدخن حينئذ غضب الرب وغيرته على ذلك الرجل فتحلّ عليه كل اللعنات المكتوبة في هذا الكتاب ويمحو الرب اسمه من تحت السماء. (SVD)
Dt:29:21 ويفرزه الرب للشر من جميع اسباط اسرائيل حسب جميع لعنات العهد المكتوبة في كتاب الشريعة هذا. (SVD)
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟عقوبة تارك الفرائض وسفر اللعنات
Dt:28:15: 15. ولكن ان لم تسمع لصوت الرب إلهك لتحرص ان تعمل بجميع وصاياه وفرائضه التي أنا أوصيك بها اليوم تأتي عليك جميع هذه اللعنات وتدركك (SVD)
Dt:28:16: 16 ملعونا تكون في المدينة وملعونا تكون في الحقل. (SVD)
Dt:28:17: 17 ملعونة تكون سلتك ومعجنك. (SVD)
Dt:28:18: 18 ملعونة تكون ثمرة بطنك وثمرة أرضك نتاج بقرك وإناث غنمك. (SVD)
Dt:28:19: 19 ملعونا تكون في دخولك وملعونا تكون في خروجك. (SVD)
Dt:28:20: 20 يرسل الرب عليك اللعن والاضطراب والزجر في كل ما تمتد اليه يدك لتعمله حتى تهلك وتفنى سريعا من اجل سوء افعالك اذ تركتني. (SVD)
Dt:28:21: 21 يلصق بك الرب الوبأ حتى يبيدك عن الأرض التي أنت داخل إليها لكي تمتلكها. (SVD)
Dt:28:22: 22 يضربك الرب بالسل والحمى والبرداء والالتهاب والجفاف واللفح والذبول فتتبعك حتى تفنيك. (SVD)
Dt:28:23: 23 وتكون سماؤك التي فوق راسك نحاسا والأرض التي تحتك حديدا. (SVD)
Dt:28:24: 24 ويجعل الرب مطر أرضك غبارا وترابا ينزل عليك من السماء حتى تهلك. (SVD)
Dt:28:25: 25 يجعلك الرب منهزما أمام أعدائك.في طريق واحدة تخرج عليهم وفي سبع طرق تهرب أمامهم وتكون قلقا في جميع ممالك الأرض. (SVD)
Dt:28:26: 26 وتكون جثتك طعاما لجميع طيور السماء ووحوش الأرض وليس من يزعجها. (SVD)
Dt:28:27: 27 يضربك الرب بقرحة مصر وبالبواسير والجرب والحكّة حتى لا تستطيع الشفاء. (SVD)
Dt:28:28: 28 يضربك الرب بجنون وعمى وحيرة قلب. (SVD)
Dt:28:29: 29 فتتلمس في الظهر كما يتلمس الاعمى في الظلام ولا تنجح في طرقك بل لا تكون الا مظلوما مغصوبا كل الايام وليس مخلّص. (SVD)
Dt:28:30: 30 تخطب امرأة ورجل آخر يضطجع معها تبني بيتا ولا تسكن فيه.تغرس كرما ولا تستغله. (SVD)
Dt:28:31: 31 يذبح ثورك امام عينيك ولا تأكل منه.يغتصب حمارك من امام وجهك ولا يرجع اليك.تدفع غنمك الى اعدائك وليس لك مخلص. (SVD)
Dt:28:32: 32 يسلم بنوك وبناتك لشعب آخر وعيناك تنظران اليهم طول النهار فتكلان وليس في يدك طائلة. (SVD)
Dt:28:33: 33 ثمر ارضك وكل تعبك يأكله شعب لا تعرفه فلا تكون الا مظلوما ومسحوقا كل الايام. (SVD)
Dt:28:34: 34 وتكون مجنونا من منظر عينيك الذي تنظر. (SVD)
Dt:28:35: 35 يضربك الرب بقرح خبيث على الركبتين وعلى الساقين حتى لا تستطيع الشفاء من اسفل قدمك الى قمة راسك. (SVD)
Dt:28:36: 36 يذهب بك الرب وبملكك الذي تقيمه عليك الى امة لم تعرفها انت ولا آباؤك وتعبد هناك آلهة اخرى من خشب وحجر.
Dt:28:37: 37 وتكون دهشا ومثلا وهزأة في جميع الشعوب الذين يسوقك الرب اليهم. (SVD)
Dt:28:38: 38 بذارا كثيرا تخرج الى الحقل وقليلا تجمع لان الجراد يأكله. (SVD)
Dt:28:39: 39 كروما تغرس وتشتغل وخمرا لا تشرب ولا تجني لان الدود يأكلها. (SVD)
Dt:28:40: 40 يكون لك زيتون في جميع تخومك وبزيت لا تدّهن لان زيتونك ينتثر. (SVD)
Dt:28:41: 41 بنين وبنات تلد ولا يكونون لك لأنهم الى السبي يذهبون. (SVD)
Dt:28:42: 42 جميع اشجارك وأثمار ارضك يتولاه الصرصر. (SVD)
Dt:28:43: 43 الغريب الذي في وسطك يستعلي عليك متصاعدا وأنت تنحط متنازلا. (SVD)
Dt:28:44: 44 هو يقرضك وأنت لا تقرضه.هو يكون رأسا وأنت تكون ذنبا. (SVD)
Dt:28:45: 45. وتأتي عليك جميع هذه اللعنات وتتبعك وتدركك حتى تهلك لأنك لم تسمع لصوت الرب الهك لتحفظ وصاياه وفرائضه التي اوصاك بها. (SVD)
Dt:28:46: 46 فتكون فيك آية وأعجوبة وفي نسلك الى الابد.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟اسرق المصريين
Ex:3:21: 21 وأعطي نعمة لهذا الشعب في عيون المصريين.فيكون حينما تمضون انكم لا تمضون فارغين. (SVD)
Ex:3:22: 22 بل تطلب كل امرأة من جارتها ومن نزيلة بيتها امتعة فضة وأمتعة ذهب وثيابا وتضعونها على بنيكم وبناتكم.فتسلبون المصريين
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟عدد 31.998 عذراء 31.999 عذراء 32.000 عذارء .... اللي بعده
Nm:31:25 وكلم الرب موسى قائلا. (SVD)
Nm:31:26 أحص النهب المسبيّ من الناس والبهائم انت والعازار الكاهن ورؤوس آباء الجماعة. (SVD)
Nm:31:27 ونصّف النهب بين الذين باشروا القتال الخارجين الى الحرب وبين كل الجماعة. (SVD)
Nm:31:28 وارفع زكوة للرب.من رجال الحرب الخارجين الى القتال واحدة.نفسا من كل خمس مئة من الناس والبقر والحمير والغنم. (SVD)
Nm:31:29 من نصفهم تأخذونها وتعطونها لالعازار الكاهن رفيعة للرب. (SVD)
Nm:31:30 ومن نصف بني اسرائيل تأخذ واحدة مأخوذة من كل خمسين من الناس والبقر والحمير والغنم من جميع البهائم وتعطيها للاويين الحافظين شعائر مسكن الرب (SVD)
Nm:31:31 ففعل موسى والعازار الكاهن كما امر الرب موسى. (SVD)
Nm:31:32 وكان النهب فضلة الغنيمة التي اغتنمها رجال الجند من الغنم ست مئة وخمسة وسبعين الفا. (SVD)
Nm:31:33 ومن البقر اثنين وسبعين الفا. (SVD)
Nm:31:34 ومن الحمير واحد وستين الفا. (SVD)
Nm:31:35 ومن نفوس الناس من النساء اللواتي لم يعرفن مضاجعة ذكر جميع النفوس اثنين وثلاثين الفا. (SVD)
Nm:31:36 وكان النصف نصيب الخارجين الى الحرب عدد الغنم ثلاث مئة وسبعة وثلاثين الفا وخمس مئة. (SVD)
Nm:31:37 وكانت الزكاة للرب من الغنم ست مئة وخمسة وسبعين. (SVD)
Nm:31:38 والبقر ستة وثلاثين الفا وزكاتها للرب اثنين وسبعين. (SVD)
Nm:31:39 والحمير ثلاثين الفا وخمس مئة وزكاتها للرب واحدا وستين. (SVD)
Nm:31:40 ونفوس الناس ستة عشر الفا وزكاتها للرب اثنين وثلاثين نفسا. (SVD)
Nm:31:41 فأعطى موسى الزكوة رفيعة الرب لالعازار الكاهن كما امر الرب موسى. (SVD)
Nm:31:42 وأما نصف اسرائيل الذي قسمه موسى من الرجال المتجندين (SVD)
Nm:31:43 فكان نصف الجماعة من الغنم ثلاث مئة وسبعة وثلاثين الفا وخمس مئة. (SVD)
Nm:31:44 ومن البقر ستة وثلاثين الفا. (SVD)
Nm:31:45 ومن الحمير ثلاثين الفا وخمس مئة (SVD)
Nm:31:46 ومن نفوس الناس ستة عشر الفا. (SVD)
Nm:31:47 فاخذ موسى من نصف بني اسرائيل المأخوذ واحدا من كل خمسين من الناس ومن البهائم وأعطاها للاويين الحافظين شعائر مسكن الرب كما امر الرب موسى (SVD)
Nm:31:48 ثم تقدم الى موسى الوكلاء الذين على الوف الجند رؤساء الالوف ورؤساء المئات (SVD)
Nm:31:49 وقالوا لموسى.عبيدك قد اخذوا عدد رجال الحرب الذين في ايدينا فلم يفقد منا انسان. (SVD)
Nm:31:50 فقد قدمنا قربان الرب كل واحد ما وجده امتعة ذهب حجولا وأساور وخواتم وأقراطا وقلائد للتكفير عن انفسنا امام الرب. (SVD)
Nm:31:51 فاخذ موسى والعازار الكاهن الذهب منهم كل امتعة مصنوعة. (SVD)
Nm:31:52 وكان كل ذهب الرفيعة التي رفعوها للرب ستة عشر الفا وسبع مئة وخمسين شاقلا من عند رؤساء الالوف ورؤساء المئات. (SVD)
Nm:31:53 اما رجال الجند فاغتنموا كل واحد لنفسه. (SVD)
Nm:31:54 فاخذ موسى والعازار الكاهن الذهب من رؤساء الالوف والمئات واتيا به الى خيمة الاجتماع تذكارا لبني اسرائيل امام الرب (SVD)
الإخوة المسلمون جميعا .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-بإذن الله في هذا الكتيب الصغير نبدأ سلسلة تعليمية نشرح فيها عقيدة "المسيحيين" عُباد المسيح.. وذلك لتعليم الإخوة المسلمين المبتدئين كيف يفكر هؤلاء وماذا يعتقدون .. وكيف نرد عليهم ردا يمحق باطلهم .. ثم ندعوهم بعد ذلك إلى الحق.
اعتقاد "المسيحيين" عُباد المسيح الأرثوذكس في الله
- يؤمن "المسيحيون" عُباد المسيح الأرثوذكس أن المسيح بن مريم هو الله .. نعم هو الله نفسه الذي تأنس و تجسد وأخذ صورة إنسان عبد .. فلقد خطط الرب الإله في نفسه و قرر .. ووضع خطة ليخلص الإنسان من اللعنة التي ورثها من ابيه آدم نتيجة خطيئة آدم وأكله من الشجرة التي نهاه الرب عن الأكل منها. وكانت الخطة أن يكون الإله إنسانا يدخل في رحم إمرأة هي السيدة مريم .. لقد اختار الرب الإله مريم ابنة الكاهن ليدخل في رحمها .. الصبية ذات الاثني عشر ربيعا .. ولكن هناك مشكلة لأن الشريعة تقول إذا تدنست ابنة الكاهن بالزنا تحرق بالنار .. الحل موجود حتى لاتُقتل مريم .. فلتكن مريم مخطوبة لرجل يدعى يوسف النجار الذي تعطيه الأناجيل أنساب مختلفة تماما عن بعضها البعض فإنجيل لوقا يقول أن أباه كان اسمه هالي" يوسف بن هالي"بينما إنجيل متى يقول أن أبوه اسمه يعقوب" يعقوب ولد يوسف رجل مريم" و ليكون الرب الإله جنينا و ليتلوث بالدم استعدادا لأن يُصفع ويُبصق في وجهه .. و يُصلب ويقتله حفنة من اليهود والرومان حتى يشعر بما يشعر به الإنسان من الألم والعذاب حتى يستطيع أن يغفر خطيئة آدم"اللعنة الأزلية" بأكله من الشجرة التي نهاه عن الأكل منها .. تلك اللعنة التي اخترعها بولس وقال لقد ورثها كل بنو آدم من أبيهم آدم مع أن الكتاب يقول "كل واحد يموت بذنبه "
- أي أن إله عُباد المسيح في معتقدهم لم يكن ليغفر للإنسان إلا إذا تجسد الاقنوم الابن و سُمرت يداه ورجلاه وقُتل وتعذب .. وحينئذ فقط يستطيع أن يغفر الذنوب بعد أن عانى من العذاب وتحمل الخزي .. مع أن المسيح عليه السلام لم يذكر حتى اسم آدم مرة واحدة على لسانه وطوال مدة رسالته التي استمرت ثلاث سنوات فقط في الكتاب المقدس بل والكتاب المقدس يقول عن آدم "آدم ابن الله" وكلمة ابن الله لايعطيها كتبة الكتاب المقدس إلا للبار المؤمن بالله .. فكيف يعطونها لمن هو اساس اللعنة؟ .. و ليحمل إله عباد المسيح الابن المتجسد حسب معتقدهم تلك اللعنة الأزلية بدلا من بني آدم من عُباد المسيح وليكفر ايضا عنهم خطيئتهم .. وليصبح إله عباد المسيح ملعونا بعد أن كان مباركا كما قال لهم بولس ذلك .. المهم .. عندما يجد يوسف مريم حاملا بالجنين الإله القديم الأزلي .. يفكر في أن يترك مريم ويفارقها فهو لا يعرف من أين أتت بهذا الإله الجنين؟ .. إلا أن ملاك الرب يأتي ليوسف في المنام ليخبره أن مريم قد حبلت من الله الروح القدس"الأقنوم الثالث في الثالوث الأقدس" وبالفعل يترك يوسف أفكاره ويسير مع مريم لمدة خمسة عشرة سنة .. ينام معها ويصاحبها في منامها ويقظتها ويشرب معها ويأكل معها .. دون زواج .. حتى إننا نجد في الكثير من الترجمات الانجليزية لإنجيل متى الإصحاح الأول العدد 25 أن يوسف النجار كان يُجامع مريم ويُضاجعها مُضاجعة الأزواج لمدة 21 سنة بلا زواج .. ولذلك انتشرت فكرة الخلائل والخليلات والأصدقاء والصديقات الممارسين للزنا والفواحش بين عباد يسوع في كل أنحاء الأرض ولم تعد تلك الممارسات تمثل لهم أدنى حرج.
- و أخيرا يخرج الطفل الإله من بطن أمه في زريبة بقر طفلا في المزود الذي تأكل فيه الماشية .. لتُقمطه أمه و ليمسك ثدييها بيديه التي صنعت السماوات والأرض ليرضع من لبنها .. ومن المعروف أن من يرضع يحتاج إلى طعام و لابد أن يُخرج ماأكله وشربه في دورات المياه .. و في اليوم الثامن من ميلاده وحسب شريعة موسى يُختن الطفل الإله لتلقى قطعة من جسده ليأكلها الدود .. وبعد أربعين يوما من الولادة وبعد أن تطهرت أمه من النجاسة التي يصف بها الكتاب المقدس الوالدة التي تضع طفلا .. تأخذه مريم مع يوسف رجلها للهيكل حسب شريعة موسى لتقدمه للرب بعد أن قدمت فرخي يمام وليمة قربانا للرب .. و خوفا من أن يقتل هيرودس الرب الإله يهرب به يوسف النجار و مريم على حمار إلى مصر .. ويعود الاثنان بالرب بعد أن يموت هيرودس .. وكان الرب الإله مع أمه مريم وأبيه يوسف يزورون الهيكل كل عام .. وفي إحدى المرات وهو صبي يتوه الرب الإله لمدة ثلاثة أيام من أمه وأبيه يوسف ثم يجدانه في الهيكل فتعاتب أم الرب الإله ابنها وتقول له يا بني لقد كنا نبحث عنك متعبين أنا وأبيك يوسف .. وكان الصبي الرب الإله ينمو ويتقوى في الجسم والعلم وكانت نعمة الله عليه "كانت نعمة الله على الله؟" ثم تختفي عنا في الأناجيل قصة حياة الصبي الرب الإله حتى يبلغ الثلاثين عاما وتختفي معه حكايات يوسف النجار أبوه و رجل أمه للأبد ولم تعد تخبرنا الأناجيل عنه شيئا .. و قبل الثلاثين لم يكن الرب الإله الإنسان قد أعُطي الروح القدس بعد بالرغم من أن أمه حبلت به من الروح القدس .. فالروح القدس هو أبوه"الروح القدس هو ابو الصبي الرب الإله" ولا أدري كيف يتركه ثلاثين عاما هكذا ..ثم كيف يكون الرب الإله على الأرض بدون روح وأنتم ياعباد المسيح تقولون أن الإله لا يمكن أن يوجد بدون روح وهو سبب حياته؟ .. وحينما أعُطي الروح للرب الإله الإنسان بدأ في صُنع المعجزات .. وكانت أول معجزة يصنعها الرب الإله الإنسان تحويل الماء إلى خمر معتقة ذي لذة .. للمدعوين في عرس قانا حيث كان الخمر قد نفذ .. فدعته أمه ليحول الماء إلى خمر .. ثم بعد ذلك يتعرف الرب الإنسان على إمرأة خاطئة تسمى مريم المجدلية .. كان الرب الإله الانسان الذي على الأرض قد دعا الله الذي في السماوات أن يساعده على إحياء أخيها الميت منذ أربعة أيام .. فرفع الرب الإله الإنسان عينيه إلى السماء وقال لله الذي في السماوات "أعلم أنك تسمع لي في كل حين ولكن قلت ليؤمنوا انك أرسلتني" وتحدث المعجزة ويقوم الميت العازر أخو مريم ومارثا .. لتصاحب مريم يسوع بعد ذلك في حله وترحاله .. ولتضرب لنا مثلا لم نعهده من قبل في كيفية التوبة .. فقد أخذت قارورة عطر ثمنها يزيد على الثلاثمائة دينار .. كانت قد جمعت ثمنها من فعل الخطيئة لتعطر بها رأس و جسد يسوع وتدلك قدميه بشعرها .. مع أن الله قد حرم أن تدخل بيته أجرة زانية أو ثمن كلب في الكتاب المقدس .. ليقول لها يسوع بعد ذلك مغفورة لك خطاياك حينما رأى باقي تلاميذه مغتاظين من تلكم الأفعال الجديدة التي لم يروها من قبل في كيفية التوبة .. ويُجري الله على يدي يسوع بعض المعجزات كما يقول سمعان بطرس في أعمال الرسل"يسوع الناصري رجل أقامه الله بينكم بمعجزات أقامها الله بيديه" و كان أنبياء بني اسرائيل قد سبقوا المسيح بن مريم عليه السلام إليها بل وأجروا معجزات أعظم منها بمراحل كثيرة .. فهذا موسى عليه السلام يحول العصا إلى حية عظيمة يهزم بها فرعون وسحرته .. ويضرب بها البحر فيصبح طريقا ممهدا يمر فيه بنو إسرائيل وليغرق فرعون وقومه في اليم .. ولقد أحيا موسى سبعين رجلا من قومه بعد موتهم لما أخذتهم الصاعقة .. بل ويُنزل الله له ولبني إسرائيل من السماء خبزا وعسلا ولحما مشويا لمدة أربعين سنة كاملة .. وهذا إليشع "اليسع" يحيي موتى ويشفي مرضى بل وعظامه بعد موته تحيي ميتا بإذن الله .. وهذا ايليا "الياس" يحيي موتى ويضرب بردائه البحر فيشق طريقا يمشي فيه هو وتلميذه اليشع على البحر .. ويرفعه الله حيا بعد أن أراد القوم قتله لما قتل عبدة بعل .. وهذا اخنوخ "إدريس" يرفعه الله حيا .. وهذا حزقيال يحيي ثلاثين ألفا من الموتى .. وحينما يرى الناس معجزات يسوع وكلامه الصادق يؤمنوا أنه نبي الله "قالت الجموع هذا يسوع النبي" .. إلا أن عباد المسيح قالوا بل هو الرب الإله الإنسان ابن الإنسان.
ب - يعتقد عباد المسيح أن المسيح بن مريم نبي مثل موسى ومع ذلك فهو الرب الإله الانسان النبي الذي مثل موسى! فإن يسوع الناصري نفسه تكلم مع بني إسرائيل بأن موسى كتب عنه أنه هو النبي الذي مثل موسى وقد أرسله الله .. نعم لقد قال موسى في سفر التثنية 18 : 18 – 22 إن الله سيقيم لبني اسرائيل نبيا مثل موسى ويقول لهم الله إنهم إذا أرادوا أن يفرقوا بين النبي الصادق الذي يتكلم من عند الله وبين النبي الكاذب الذي يتكلم من عند نفسه .. فإن النبي الذي يتجبر ويتكلم من عند نفسه بما لم يأمره به الله أو من عن نفسه فإن ذلك النبي سيُقتل لامحالة .. ولذلك فنحن المسلمون نقول أن المسيح بن مريم عليه السلام لم يقُتل لأنه نبي ورسول صادق من عند الله .. بينما عباد المسيح يقولون بأنه قُتل وأنه الإله المصلوب المقتول على أيدي حفنة من اليهود والرومان .. حتى يغفر لهم خطاياهم بدمه المسفوح كالخروف المذبوح .. وبذلك فعباد يسوع يصدقوا على قول اليهود بأن المسيح بن مريم نبي كاذب من حيث لايشعرون .. لأنه من علامات النبي الكاذب أنه يُقتل تبعا لنبوءات الكتاب المقدس .. كما حدث مع حنانيا ومسيلمة الكذاب والأسود العنسي الأنبياء الكذبة.
ج- وللهروب من الكثير من الأسئلة الكثيرة التي تكشف خطأ معتقد عباد يسوع .. فقد اخترعوا أن يسوع إنسان كامل "ناسوت" بداخله الله الكامل "اللاهوت" و لذلك فهو هو الرب الإله المتجسد المتأنس الإنسان ابن الإنسان .. ويعتقدون بأن اللاهوت لم يفارق الناسوت طرفة عين .. فإذا قلت لهم يسوع قبل أن يرفعه الله يقول إني صاعد إلى إلهي .. فكيف لم يفارق اللاهوت الناسوت طرفة عين وهو يقول أن الله في السماء وهو على الأرض .. كذبوا ودلسوا .. وإذا قلت لهم هذا يسوع ينادي الله ويقول "إلهي إلهي لماذا تركتني" .. يقولون هذا هو الناسوت ينادي اللاهوت وهو بداخله .. وإذا قلت لماذا لايعرف يسوع ميعاد اثمار التين وهو الله المتجسد يقولون هذا هو الناسوت ذو العلم المحدود .. وإذ قلت هذا المسيح قد بُصق في وجهه وصُفع وضُرب بالقصبة على رأسه و قُتل والله لايموت قالوا بل هو الناسوت الذي مات .. وإذا قلت لهم فما هو دور اللاهوت؟ يقولون دوره ظاهر حينما أحيا المسيح ثلاثة من الموتى فهذا هو اللاهوت .. فهو الله .. فإذا قلت لهم ها هم كثير من الأنبياء قد أحيوا موتى من قبله و أكثر منه فلماذا لا تقولون أنهم آلهة؟ .. يسكتوا! .. وإذا قلت لهم يسوع يقول الآب أعظم من الكل .. وأبي أعظم مني .. يقولوا إنه يتكلم بلسان الناسوت! .. وإذا قلت لهم الكتاب المقدس يقول إن مريم وُجدت حبلى من الروح القدس فلماذا لم يدعو يسوع الروح القدس بقوله أنت أبي الروح القدس؟ .. صمتوا.
د- وللهروب اكثر من الحق فقد اخترعوا الثالوث الأقدس .. فقالوا إن الله يتكون من ثلاثة أقانيم .. الأقنوم الأول آب في السماء لم يره أحد ولايستطيع أن يراه أحد الذي وحده له عدم الموت .. والأقنوم الثاني الإبن المتجسد يسوع الذي كان يتعمد عاريا في نهر الأردن من يوحنا المعمدان يحيى بن زكريا والذي اختتن وهو الله المتجسد الذي صُلب وقٌتل وأقامه الله الآب من الأموات في اليوم الثالث .. مع أن بولس قال لهم"ليس إلا إله واحد هو الآب "وقال لهم " الذي وُضع قليلا عن الملائكة يسوع "وقال عنه يوحنا اللاهوتي في سفر الرؤيا 1:6 "جعل منا مملكة من الكهنة لإلهه" الترجمة العالمية الجديدة والترجمة الكاثوليكية .. والأقنوم الثالث الروح القدس الحمامة الناطق في الأنبياء التي يعطيها الله الآب لمن يشاء .. مع أن الكتاب يقول عن يسوع وعن الروح القدس "يسوع الناصري كيف مسحه الله بالروح القدس".. أي أن الله هو الذي مسح يسوع وجعله مسيحا "رسولا" بالروح القدس .. وهم يعتقدون أن هذه الثلاثة أقانيم ليست واحد فهم مختلفون كل منهم عن الآخر ولكنهم أزليون متساوون في المجد .. الآب إله والإبن إله والروح القدس إله .. ومع أن الأقانيم الثلاثة مختلفين فإن الله واحد .. لأن هؤلاء الثلاثة متحدون في جوهر اللاهوت الواحد .. ولكنهم يظهروا كأقانيم منفصلة وبأشكال مختلفة .. فواحد في السماوات لايراه أحد ولايموت والثاني عاري في نهر الأردن ويموت والثالث حمامة كان فوق النهر إلا انهم الثلاثة واحد.
ذ- يؤمن عباد المسيح أن ربهم خروف وذلك كما أخبرهم يوحنا اللاهوتي في سفر الرؤيا" والخروف يغلبهم لانه رب الارباب وملك الملوك" سفر الرؤيا 17: 14 .. و" الخروف الذي في وسط العرش" سفر الرؤيا 7: 17
ر- يؤمن عباد المسيح أن ربهم قد نزل ليصارع يعقوب ليلا ولم يستطع ربهم أن يصرع يعقوب فأمسكه يعقوب وحبسه حتى طلوع الفجر .. وقال له الرب اطلقني فقال له لن أطلقك حتى تباركني .. فباركه فأطلقه يعقوب "ولما رأى انه لا يقدر عليه ضرب حقّ فخذه.فانخلع حقّ فخذ يعقوب في مصارعته معه. وقال اطلقني لانه قد طلع الفجر.فقال لا اطلقك ان لم تباركني"
ز- يؤمن عباد المسيح أن ربهم في الكتاب المقدس كالسوسة وكالعتة "فانا لافرايم كالعث ولبيت يهوذا كالسوس" وأنه زوج الزانية اسرائيل وأنه طلقها" فرأيت انه لاجل كل الاسباب اذ زنت العاصية اسرائيل فطلقتها واعطيتها كتاب طلاقها لم تخف الخائنة يهوذا اختها بل مضت وزنت هي ايضا وكان من هوان زناها انها نجست الارض وزنت مع الحجر ومع الشجر" وأنه كاللبوة" وآكلهم هناك كلبوة" وأنه يتكلم بأفحش الألفاظ حين يغضب" حاكموا امكم حاكموا لانها ليست امرأتي وانا لست رجلها لكي تعزل زناها عن وجهها وفسقها من بين ثدييها" .. "وكشفت زناها وكشفت عورتها فجفتها نفسي" وأنه كالسكير المعيط من شرب الخمر" فاستيقظ الرب كنائم كجبار معّيط من الخمر " وأنه يولول وينوح ويمشي عريانا "من اجل ذلك انوح واولول.امشي حافيا وعريانا"
اعتقاد عُباد يسوع في الأنبياء
- يعتقد عباد يسوع أن الأنبياء غير معصومين في أي شيئ إلا في كتابة الوحي .. بل حتى الوحي يعتقد عباد يسوع أن الله الروح القدس قد أوحى إلى الأنبياء بالوحي ثم تركهم ليكتبوه هم بأيديهم وبإسلوبهم الذي يرونه .. وقد يكون النبي عابدا للأصنام كآحاز وسليمان زانيا كيهوذا ابن يعقوب وداود ولوط وشمشون متزوجا من ألف امرأة كسليمان سارقا كيعقوب وموسى خائنا كهارون وموسى كاذبا كبولس ديوثا كإبراهيم سابا للرب مجدفا عليه كأيوب وداود قاتلا سفاكا للدماء كشمشون وهوشع وداود يلطمه الشيطان كبولس و يجربه الشيطان كيسوع شتاما كشاول ويسوع و من نسل زنى كسليمان و يسوع يعصى الرب ويجادله كموسى و يعاقبه الرب بأن يعطي نساءه لإبنه يزني بهن في عين الشمس كداود وابنه .. سكيرا متعريا كنوح.. شيطان كبطرس .. ومع ذلك فهم أنبياء يوحى إليهم.
وهذه بعض الأمثلة من الكتاب المقدس
- نبي الله هارون يصنع العجل ويشجع قومه على عبادة العجل؟" فنزع كل الشعب اقراط الذهب التي في آذانهم وأتوا بها الى هرون. فاخذ ذلك من ايديهم وصوّره بالازميل وصنعه عجلا مسبوكا"
- نبي الله سليمان يخالف وصايا الرب و يكفر في أواخر حياته ويعبد الأوثان ومنهم صنم عشتروت؟" وكان في زمان شيخوخة سليمان ان نساءه أملن قلبه وراء آلهة اخرى ولم يكن قلبه كاملا مع الرب الهه كقلب داود ابيه. فذهب سليمان وراء عشتورث الاهة الصيدونيين وملكوم رجس العمونيين"
- نبي الله آحاز بن داود يذبح لغير الرب ويشرك بالله؟" كان آحاز ابن عشرين سنة حين ملك.وملك ست عشرة سنة في اورشليم.ولم يعمل المستقيم في عيني الرب الهه كداود ابيه بل سار في طريق ملوك اسرائيل حتى انه عبّر ابنه في النار حسب ارجاس الامم الذين طردهم الرب من امام بني اسرائيل"
- نبي الله أيوب يسب الله ؟ "لا تستذنبني فهمني لماذا تخاصمني. احسن عندك ان تظلم ان ترذل عمل يديك وتشرق على مشورة الاشرار. ألك عينا بشر ام كنظر الانسان تنظر. أأيامك كايام الانسان ام سنوك كايام الرجل حتى تبحث عن اثمي وتفتش على خطيتي"
- نبي الله لوط زنى ببناته وانجب منها المؤابيين والعمونيين" فحبلت ابنتا لوط من ابيهما"
- نبي الله داود يزني بزوجة جاره وينجب منها النبي سليمان ثم يقتل أبناء زوجته ميكال الخمسة؟ " وكان في وقت المساء ان داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك فرأى من على السطح امرأة تستحمّ.وكانت المرأة جميلة المنظر جدا. فارسل داود وسأل عن المرأة فقال واحد أليست هذه بثشبع بنت اليعام امرأة اوريا الحثّي. فارسل داود رسلا واخذها فدخلت اليه فاضطجع معها وهي مطهّرة من طمثها.ثم رجعت الى بيتها. وحبلت المرأة"
- نبي الله داود الشيطان يغويه "ووقف الشيطان ضد اسرائيل واغوى داود"
- نبي الله يهـوذا وابن النبي يعقوب يزني بثامار زوجة ابنه وينجبا فارص وزارح وهم من أجداد يسوع الناصري؟ " فقال ما الرهن الذي اعطيك. فقالت خاتمك وعصابتك وعصاك التي في يدك فاعطاها ودخل عليها فحبلت من"
- نبي الله نوح يشرب الخمر ويسكر ويتعرى؟" وشرب من الخمر فسكر وتعرّى"
- الرب يأمر نبي الله إشعياء يمشي حافيا عريانا أمام الأمم ؟" اذهب وحلّ المسح عن حقويك واخلع حذاءك عن رجليك ففعل هكذا ومشى معرّى وحافيا"
- نبي الله شاول النبي ووالد زوجة داود النبي يتعرى أمام الناس ليأتيه الوحي؟" فخلع هو ايضا ثيابه وتنبأ هو ايضا امام صموئيل وانطرح عريانا ذلك النهار كله وكل الليل.لذلك يقولون أشاول ايضا بين الانبياء"
- نبي الله يعقوب يكذب و يسرق البركة من عيسو ويكذب على ابيه اسحاق ويسرق الغنم والبقر من خاله ويهرب بهم ليلا؟" فقال يعقوب لابيه انا عيسو بكرك"
- نبي الله هوشع يأمره الرب بالزواج من زانية" قال الرب لهوشع اذهب خذ لنفسك امرأة زنى واولاد زنى"
- نبيا الله موسى وهارون خانا الرب ولم يثقا به في وسط بني اسرائيل" لانكما خنتماني في وسط بني اسرائيل"
- نبي الله ابراهيم يقدم زوجته سارة إلي فرعون ثم إلى ابيمالك لينال الخير بسببها؟" قولي انك اختي. ليكون لي خير بسببك وتحيا نفسي من اجلك"
- يسوع الناصري يسب الأنبياء قائلا" جميع الذين جاؤوا قبلي "يقصد الأنبياء كلهم" سارقون ولصوص"؟
- بولس الرسول يعترف ان الشيطان يلطمه .. ثم بعد ذلك يقول أنه دعا الرب أن يخلصه من ذلك الشيطان ولم يستجب له الرب وقال له لتكن هكذا "ليلطمك الشيطان" ومع ذلك هو رسول؟!
- يسوع الناصري الشيطان يجربه أربعين يوما" ثم أصعد يسوع الى البرية من الروح ليجرب من ابليس .. ثم اخذه ايضا ابليس الى جبل عال جدا واراه جميع ممالك العالم ومجدها" ثم نجد بولس يقول "لكي لا يجربكم الشيطان لسبب عدم نزاهتكم" أي إنه من قول بولس فان تجربة الشيطان تكون بسب عدم النزاهة .. فهل يسوع لم يكن نزيها؟!
- بطرس شيطان ومع ذلك فهو رسول؟ " فالتفت وقال لبطرس اذهب عني يا شيطان.انت معثرة لي لانك لا تهتم بما لله لكن بما للناس"
اعتقاد عُباد المسيح في اليوم الآخر .. يوم الدينونة والحساب
يعتقد عباد يسوع الأرثوذكس أن يوم الدينونة سيكون بالروح فقط وهذا لايؤيده الكتاب المقدس مطلقا .. حيث يقول الكتاب "الراقدين في تراب الارض يستيقظون هؤلاء الى الحياة الابدية وهؤلاء الى العار للازدراء الابدي" و يقول سفر ايوب 19 : 25 -27 الترجمة العربية المشتركة "أعرِفُ أنَّ شَفيعي حَيٌّ وسأقومُ آجلاً مِنَ التُّرابِ فتَلبَسُ هذِهِ الأعضاءُ جلْدي وبِجسَدي أُعايِنُ الله وتَراهُ عينايَ إلى جانِبي ولا يكونُ غريبًا عنِّي" وأنه لا قصور ولا أنهار ولا مأكل ولا مشرب و لا وجود لأي متع حسية في الجنة .. مع أن يسوع يقول "في بيت ابي قصور كثيرة وإلا فاني كنت قد قلت لكم. انا امضي لاعد لكم مكانا وان مضيت واعددت لكم مكانا آتي ايضا وآخذكم اليّ حتى حيث اكون انا تكونون انتم ايضا" بل إذا دخل أهل الفردوس الفردوس سيكونون كملائكة الله روحانيين لا يزوجون ولا يتزوجون لأنهم لايموتون .. وأن النار ايضا روحية .. ولكن الكتاب يقول "للخدام اربطوا رجليه ويديه وخذوه واطرحوه في الظلمة الخارجية هناك يكون البكاء وصرير الاسنان" و يعتقد عباد يسوع أن المسيح الإله الابن هو الذي يدين الخلائق لأن له طبيعة إنسانية .. وهذا ينقضه الكتاب المقدس تماما.
اعتقاد عُباد المسيح في الصوم
يخبرنا الكتاب المقدس أن موسى عليه السلام قد صام اربعين يوما عند الرب بالإمتناع عن الطعام والشراب"وكان هناك عند الرب اربعين نهارا واربعين ليلة لم ياكل خبزا ولم يشرب ماء. فكتب على اللوحين كلمات العهد الكلمات العشر" خروج 34: 28 .. وكذلك النبي إيليا "الياس" و المسيح بن مريم عليه السلام صاموا أربعين يوما بالإمتناع عن الطعام والشراب .. وكذلك يوحنا المعمدان يحيى بن زكريا هو وتلاميذه كانوا يصومون .. إلا أن الأناجيل تخبرنا أن تلاميذ المسيح قد سألوه عن الصيام وأنهم يريدون أن يصوموا فقال لهم اتصومون ومعكم العريس .. بعد أن اذهب واترككم صوموا! .. والآن فهم يأكلون ويشربون ويصومون فقط بالإمتناع عن أي شيئ فيه روح حيواني أو الطعام المشتق من أي حيوان لمدة 40 يوما .. ثم حولوا الصيام بالإمتناع عن أي شيئ فيه روح حيواني أو الطعام المشتق من أي حيوان ليكون في الشتاء حتى لايشعروا بتعب .. وزادوا 10 أيام فأصبح 50 يوما .. ولاأدري من أين أتوا بذلك الصوم .. الذي لم يأمرهم به المسيح عليه السلام ابدا!
اعتقاد عُباد المسيح في الصلاة
كثيرا ما يخبرنا الكتاب المقدس أن الله يأمر انبياءه بالإغتسال والتطهر قبل الصلاة وأن الأنبياء يخرون على وجوههم ويسجدون اثناء صلاتهم"فقام داود عن الارض واغتسل وادّهن وبدل ثيابه ودخل بيت الرب وسجد" ومنهم المسيح عليه السلام "ثم تقدم قليلا وخرّ على وجهه وكان يصلّي " الذي كان يصلي صلاته الأسبوعية في الهيكل يوم السبت حتى رفعه الله .. وأنه لما كان يصلي .. لم يكن يستخدم الاورج والعود والرباب والناي .. وكان يوجه وجهه اثناء صلاته إلى بيت المقدس .. بل كان يخر على وجهه ساجدا لله .. إلا أن عباد يسوع يستخدمون اليوم الفرقة الموسيقية والأنغام والأورج والعود .. وهم جالسون على المقاعد .. ليجعلوها صلاة روحانية من وجهة نظرهم .. وغيروا صلاة السبت " ودخل المجمع حسب عادته يوم السبت" إلى الأحد بناءا على يوم الشمس الذي كان يستخدمه عباد مثرا المصلوب ايضا للعبادة
اعتقاد عُباد المسيح في الحج
لا يوجد أمر في الكتاب المقدس لعُباد يسوع بالحج .. إلا أنهم اخترعوا زيارة القدس و زيارة الأماكن المقدسة في فلسطين والأردن وأطلقوا على ذلك حجا.
اعتقاد عُباد المسيح في الزكاة
لقد أبقى القسيسين والرهبان على فريضة العُشر من المال المكتسب التي فرضها الله على نبيه يعقوب في الكتاب المقدس .. فجعلوها فريضة على كل عابد للمسيح قادر على الكسب .. ليعطي العشر من كل ما يكسب للكنيسة .. نعم للكنيسة .. للقسيسين والرهبان.
اعتقاد عُباد يسوع في الكُتب
- يعتقد عباد يسوع أن الله الروح القدس قد أوحى إلى الأنبياء بالوحي ثم تركهم ليكتبوه هم بأيديهم وبإسلوبهم الذي يرونه .. فهم يؤمنون بعهدين قديم وجديد .. يؤمنوا بأسفار موسى الخمسة "التكوين والخروج واللاويين والعدد والتثنية" والتي يطلقون عليها التوراة .. وبكتب باقي أنبياء العهد القديم أنبياء بني اسرائيل الأربعة والثلاثون 34 كتابا .. ليكون مجموع أسفار العهد القديم 39 كتاب أو سفر .. وقد اختلفت الطوائف الأرثوذوكسية والكاثوليكية مع البروتوستانت في قانونية سبعة أسفار إضافية أخرى .. فالبروتوستانت يقولون بانعدام الوحي في تلكم السبعة اسفار ومنها سفر المكابيين الثاني الذي يقول كاتبه في الاصحاح 15: 39 - 40 "وههنا انا ايضا اجعل ختام الكلام فان كنت قد احسنت التاليف واصبت الغرض فذلك ما كنت اتمنى وان كان قد لحقني الوهن والتقصير فاني قد بذلت وسعي ثم كما ان اشرب الخمر وحدها او شرب الماء وحده مضر وانما تطيب الخمر ممزوجة بالماء وتعقب لذة وطربا كذلك تنميق الكلام على هذا الاسلوب يطرب مسامع مطالعي التاليف"
- وبذلك يكون عدد اسفار العهد القديم عند البروتوستانت 39 وعند الكاثوليك 46 .. أما الأرثوذوكس فهم يأخذون بالترجمة البروتوستانتية الموجود بها 39 سفرا .. وأخذوا السبعة أسفار الأخرى في كتاب آخر منفصل أسموه الأسفار القانونية .. وهذا هو العهد القديم .. 39 سفرا عند طائفة البروتوستانت .. و46 سفرا عند طائفة الكاثوليك .. و39 + 7 عند طائفة الأرثوذكس.
- أما العهد الجديد فهي الأناجيل الأربعة المعروفة متى ويوحنا ولوقا ومرقص والتي انتقتها الكنيسة من بين مئات الأناجيل التي كتبها التلاميذ الأصليين ليسوع وغير التلاميذ ايضا .. ومن هذه الأناجيل المرفوضة انجيل بطرس وتوما وفيليب ومريم المجدلية وإنجيل الرب وإنجيل نيقوديميس وإنجيل مريم أم يسوع .. وبالإضافة إلى الأربعة أناجيل فهناك 23 سفرا آخرين هم سفر أعمال الرسل ورسائل بولس وبطرس ويوحنا ويعقوب ويهوذا وسفر رؤيا يوحنا اللاهوتي .. ليصل بذلك عدد الأناجيل والرسائل إلى 27 كتابا ليطلقوا عليه العهد الجديد .. فمجموع اسفار العهدين عند البروتوستانت66 وعند الكاثوليك 73 أما الأرثوذوكس فعدد الأسفار 66 في كتاب و7 قانونية في كتاب آخر.
اعتقاد عُباد المسيح في شريعة الله
- يعتقد عُباد المسيح كما أخبرهم بولس أنهم كانوا تحت لعنة الشريعة التي أنزلها الله على نبيه موسى وأن الناموس والشريعة التي انزلها الله على عبده موسى تشجع على الخطيئة وأن الشريعة لم تكمل شيئا وانها قد شاخت ولابد من تنحيتها جانبا .. ولما جاء يسوع وصلبه اليهود والرومان فقد زال عنهم تطبيق الشريعة لأنه دفع ثمن اللعنة التي توعد الله بها من ضيع شريعة الله .. وأن الذي يعمل بكل وصايا الشريعة والناموس وأخطأ في واحدة من الوصايا فهو ملعون وله نفس عقاب الذي ترك كل الوصايا ولأجل ذلك فترك كل الشريعة والناموس أفضل .. وقد دفع يسوع ثمن ذلك لهم بصلبه وأنه قد صار ملعونا بدلا منهم .. فكلمات الشريعة بالنسبة لهم موجودة في الكتاب المقدس ولكنهم لن يطبقوها ابدا مع أن الله قال "واحفظوا وصاياي فرائضي حسب كل الشريعة التي اوصيت بها آباءكم والتي ارسلتها اليكم عن يد عبيدي الانبياء" .. فيسوع دفع الثمن و أصبح ملعونا بدلا منهم مجانا من أجل ذلك .. فلماذا يطبقوها إذن؟ .. فالزاني المتزوج ومغتصب النساء يُرجم في الشريعة ولكنه عند عُباد يسوع يقال له اذهب ولاتفعل ذلك ثانية! وكذلك القاتل للأبرياء والسارق للآخرين والذي لايختتن والمفسد والشرير؟ .. لا عقوبات عليه في عقيدة عُباد المسيح؟ .. فقد قال الله بأن من يعطل شريعته ملعون .. وقد صار يسوع ملعونا بدلا منهم ليعطلوا شريعة الله التي شدد الله بالأمر بتطبيقها "حافظ الشريعة فطوباه" .. "فلا تتركوا شريعتي"
اعتقاد عُباد المسيح في الملائكة
- يعتقد عباد يسوع أن الملائكة أجسادا نورانية .. و رئيسهم ميخائيل .. ومنهم الملاك جبرائيل وأنهم يأكلون اللحم والدقيق والسمن ويشربون كما فعلوا حينما زاروا إبراهيم عليه السلام وكان معهم الله فجلس الله وملائكته يأكلون من عجل ابراهيم .. ويعتقدون كما قال لهم بولس أن ابليس الشيطان كان من الملائكة هو وتابعيه ولكنهم استكبروا .. فأصبحوا ملائكة عصاة .. فالملائكة العصاة هم الشياطين .. و يرسمون الملائكة على شكل إناث وأطفال؟ .. وهم في هذا لا يستندون على شيئ من الكتاب المقدس.
حادثة الإفك والعبر العظيمة
قال ابن إسحاق وحدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة وعبد الله بن أبي بكر، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة، عن نفسها حين قال فيها أهل الإفك ما قالوا، فكل قد دخل في حديثها، عن هؤلاء جميعا، يحدث بعضهم ما لم يحدث صاحبه، وكل كان عنها ثقة، فكلهم حدث عنها بما سمع، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه، فأيتهن خرج سهمها، خرج بها معه، فلما كان غزوة بني المصطلق أقرع بين نسائه، كما كان يصنع، فخرج سهمي عليهن معه،
فخرج بي رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت: وكان النساء إذ ذاك يأكلن العلق، لم يهجهن اللحم فيثقلن، وكنت إذا رحل لي بعيري جلست في هودجي، ثم يأتي القوم الذين كانوا يرحلون لي، ويحملونني فيأخذون بأسفل الهودج، فيرفعونه فيضعونه على ظهر البعير، فيشدونه بحباله، ثم يأخذون برأس البعير فينطلقون به.
قالت: فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفره ذلك، وجه قافلا، حتى إذا كان قريبا من المدينة نزل منزلا، فبات به بعض الليل، ثم أذن في الناس بالرحيل، فارتحل الناس، وخرجت لبعض حاجتي، وفي عنقي عقد لي، فيه جزع ظفار، فلما فرغت انسل من عنقي، ولا أدري فلما رجعت إلى الرحل ذهبت ألتمسه في عنقي، فلم أجده، وقد أخذ الناس في الرحيل، فرجعت إلى مكاني الذي ذهبت إليه، فألتمسته حتى وجدته، وجاء القوم خلافي، الذين كانوا يرحلون لي البعير، وقد كانوا فرغوا من رحلته، فأخذوا الهودج وهم يظنون أني فيه، كما كنت أصنع، فاحتملوه فشدوه على البعير ولم يشكوا أني فيه، ثم أخذوا برأس البعير فانطلقوا به، فرجعت إلى العسكر، وما فيه داع ولا مجيب، قد انطلق الناس.
قالت: فتلففت بجلبابي، ثم اضطجعت في مكاني، وعرفت أن لو افتقدت لرجع إلي.
قالت: فوالله إني لمضطجعة إذ مر بي صفوان بن المعطل السلمي، وقد كان قد تخلف عن العسكر لبعض حاجته، فلم يبت مع الناس، فرأى سوادي فأقبل حتى وقف عليّ، وقد كان يراني قبل أن يضرب علينا الحجاب، فلما رآني قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، ظعينة رسول الله صلى الله عليه وسلم! وأنا متلففة في ثيابي
قال: ما خلّفك، يرحمك الله؟
قالت: فما كلمته. ثم قرب إلي البعير
فقال: اركبي. واستأخر عني.
قالت: فركبت، وأخذ برأس البعير، فانطلق سريعا يطلب الناس، فوالله ما أدركنا الناس، وما افتقدت حتى أصبحت، ونزل الناس، فلما اطمأنوا طلع الرجل يقود بي
فقال أهل الإفك ما قالوا، وارتج العسكر، ووالله ما أعلم بشيء من ذلك، ثم قدمنا المدينة فلم ألبث أن اشتكيت شكوى شديدة، لا يبلغني من ذلك شيء، وقد انتهى الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى أبوي، لا يذكرون لي منه قليلا ولا كثيرا، إلا أني قد أنكرت من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض لطفه بي، كنت إذا اشتكيت رحمني، ولطف بي، فلم يفعل ذلك بي في شكواي تلك، فأنكرت ذلك منه، كان إذا دخل عليّ وعندي أمي تمرضني .....
قال: كيف تِيكم؟ لا يزيد على ذلك.
قالت: حتى وجدت في نفسي فقلت: يا رسول الله - حين رأيت ما رأيت من جفائه لي - لو أذنت لي فانتقلت إلى أمي فمرضتني؟
قال: "لا عليك".
قالت: فانتقلت إلى أمي، ولا علم لي بشيء مما كان، حتى نقهت من وجعي بعد بضع وعشرين ليلة، وكنا قوما عربا، لا نتخذ في بيوتنا هذه الكنف التي تتخذها الأعاجم، نعافها ونكرهها، إنما كنا نخرج في فسح المدينة وإنما كانت النساء يخرجن في كل ليلة في حوائجهن .
فخرجت ليلة لبعض حاجتي ومعي أم مسطح، ابنة أبي رهم بن المطلب بن عبد مناف، وكانت أمها بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم، خالة أبي بكر الصديق.
قالت: فوالله إنها لتمشي معي، إذ عثرت في مرطها
فقالت: تعس مسطح. ومسطح لقب، واسمه عوف.
قالت: فقلت: بئس لعمر الله ما قلت لرجل من المهاجرين، وقد شهد بدرا. قالت: أوَما بلغك الخبر يا بنت أبي بكر؟!
قالت: قلت: وما الخبر؟ فأخبرتني بالذي كان من قول أهل الإفك.
قلت: أوَقد كان هذا؟!
قالت: نعم والله لقد كان.
قالت: فوالله ما قدرت على أن أقضي حاجتي، ورجعت، فوالله ما زلت أبكي حتى ظننت أن البكاء سيصدع كبدي.
قالت: وقلت: لأمي: يغفر الله لك، تحدث الناس بما تحدثوا به ولا تذكرين لي من ذلك شيئا؟!
قالت: أي بنية، خفضي عليك الشأن، فوالله لقلما كانت امرأة حسناء عند رجل يحبها، لها ضرائر، إلا كثرن، وكثر الناس عليها.
قالت: وقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطبهم، ولا أعلم بذلك، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "أيها الناس ما بال رجال يؤذونني في أهلي، ويقولون عليهم غير الحق، والله ما علمت عليهم إلا خيرا ويقولون ذلك لرجل؛ والله ما علمت منه إلا خيرا، ولا يدخل بيتا من بيوتي إلا وهو معي".
قالت: وكان كبر ذلك عند عبد الله بن أبي بن سلول، في رجال من الخزرج، مع الذي قال مسطح، وحمنة بنت جحش، وذلك أن أختها زينب بنت جحش كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تكن امرأة من نسائه تناصيني في المنزلة عنده غيرها، فأما زينب فعصمها الله بدينها فلم تقل إلا خيرا، وأما حمنة فأشاعت من ذلك ما أشاعت، تضادني لأختها، فشقيت بذلك، فلما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك المقالة قال أسيد بن حضير:" يا رسول الله، إن يكونوا من الأوس نكفكهم، وإن يكونوا من إخواننا من الخزرج، فمرنا أمرك، فوالله إنهم لأهل أن تضرب أعناقهم".
قالت: فقام سعد بن عبادة وكان قبل ذلك يرى رجلا صالحا، فقال: كذبت، لعمر الله، لا تضرب أعناقهم، أما والله ما قلت هذه المقالة إلا أنك قد عرفت أنهم من الخزرج، ولو كانوا من قومك ما قلت هذا. فقال أسيد بن حضير: كذبت لعمر الله، ولكنك منافق تجادل عن المنافقين، قالت: وتساور الناس، حتى كاد يكون بين هذين الحيين من الأوس والخزرج شر، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليّ.
قالت: فدعا علي بن أبي طالب، وأسامة بن زيد فاستشارهما، فأما أسامة فأثنى خيرا وقاله، ثم قال: يا رسول الله أهلك وما نعلم منهم إلا خيرا، وهذا الكذب والباطل.
وأما علي فإنه قال: يا رسول الله، إن النساء لكثير، وإنك لقادر على أن تستخلف، وسل الجارية فإنها ستصدقك.
فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة ليسألها.
قالت: فقام إليها علي فضربها ضربا شديدا، ويقول: اصدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قالت: فتقول: والله ما أعلم إلا خيرا، وما كنت أعيب على عائشة شيئا، إلا أني كنت أعجن عجيني، فآمرها أن تحفظه، فتنام عنه، فتأتي الشاة فتأكله. قالت: ثم دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي أبواي، وعندي امرأة من الأنصار وأنا أبكي وهي تبكي، فجلس فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: يا عائشة، إنه قد كان ما بلغك من قول الناس، فاتقي الله، وإن كنت قد قارفت سوءا مما يقول الناس، فتوبي إلى الله، فإن الله يقبل التوبة عن عباده.
قالت: فوالله إن هو إلا أن قال لي ذلك، فقلص دمعي، حتى ما أحس منه شيئا، وانتظرت أبوي أن يجيبا عني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يتكلما.
قالت: وأيم الله لأنا كنت أحقر في نفسي، وأصغر شأنا من أن ينزل الله في قرآنا يقرأ به ويصلى به، ولكني كنت أرجو أن يرى النبي صلى الله عليه وسلم في نومه شيئا يكذب به الله عني؛ لما يعلم من براءتي، أو يخبر خبرا، وأما قرآنا ينزل فيّ، فوالله لنفسي كانت أحقر عندي من ذلك.
قالت: فلما لم أر أبوي يتكلمان، قلت لهما: ألا تجيبان رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
فقالا: والله ما ندري بماذا نجيبه.
قالت: ووالله ما أعلم أهل بيت دخل عليهم ما دخل على آل أبي بكر في تلك الأيام.
قالت: فلما استعجما عليّ، استعبرت فبكيت، ثم قلت: والله لا أتوب إلى الله مما ذكرت أبدا، والله إني لأعلم لئن أقررت بما يقول الناس، والله يعلم أني منه بريئة، لأقولن ما لم يكن، ولئن أنا أنكرت ما يقولون، لا تصدقونني، قالت: ثم التمست اسم يعقوب، فما أذكره، فقلت: ولكن سأقول كما قال أبو يوسف:"فصبر جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ"
قالت: فوالله ما برح رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه حتى تغشاه من الله ما كان يتغشاه، فسجي بثوبه، ووضعت وسادة من أدم تحت رأسه، فأما أنا حين رأيت من ذلك ما رأيت، فوالله ما فزعت وما باليت، قد عرفت أني بريئة، وأن الله غير ظالمي، وأما أبواي فوالذي نفس عائشة بيده، ما سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى ظننت لتخرجن أنفسهما، فرقا من أن يأتي من الله تحقيق ما قال الناس.
قالت: ثم سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلس وإنه ليتحدر من وجهه مثل الجمان في يوم شات، فجعل يمسح العرق عن جبينه ويقول: أبشري يا عائشة، قد أنزل الله عز وجل براءتك.
قالت: قلت: الحمد لله .
ثم خرج إلى الناس فخطبهم وتلا عليهم ما أنزل الله عز وجل من القرآن في ذلك، ثم أمر بمسطح بن أثاثة، وحسان بن ثابت، وحمنة بنت جحش، وكانوا ممن أفصح بالفاحشة، فضربوا حدهم .
وهذا الحديث مخرج في "الصحيحين" عن الزهري. وهذا السياق فيه فوائد جمة، وذكر حد القذف لحسان ومن معه رواه أبو داود في "سننه
================
من معجزات الرسول محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم
أقول أن المعجزات في كتب النصارى لا يوجد سند واحد متصل لها , وكلها من أخبار الآحاد التي لا تثبت بها ولم نجد دليل واحد يثبت قطعاً أن تلك المعجزات قد حدثت أو صارت من الأساس , ربما هم يؤمنون بحدوث تلك المعجزات فقط لأنها وردت في الأناجيل أو الكتب السابقة , فنعود للسؤال الذي لا يجيب النصارى أو اليهود عليه , أين سند هذه الكتب , وكيف نثق أن ما في هذه الكتب صحيح ؟ من الذي نقل لنا هذه الكتب ؟ وكيف نثبت مثلاً أن مَتَّى الحواري هو كاتب إنجيل مَتَّى بالفعل بينما نجد أن ما في إنجيل مَتَّى ينفي كون الحواري مَتَّى هو كاتبه ؟ السؤال بإختصار شديد وبإلحاح أشد هو أين أجد سند متصل للكتاب المقدس ؟ هل أكرر السؤال مرة أخرى أم أن كلامي غير مفهوم للنصارى ؟ أقول السند المتصل أولاً هو ما رواه العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه في جميع الطبقات , وحتى أقرب الأمر أكثر سنفترض أن أمر معين وقع قبل ثلاثمائة عام من الآن , وهذا الأمر هو أن زيد قد ضرب عمرو , وقد شاهد هذا الأمر جمع غفير من الناس وشاهدوا جميع الوقائع في هذه الحادثة ولنفرض أن عددهم ألف شخص مثلاً , وجاء عشرة من الناس وحكوا للناس عن ضرب زيد لعمرو ودونوه في الكتب , والألف شخص سمعوا العشرة وهم يروون هذه الحادثة وقرأوا ما كتبه العشرة , والذي أجمع الناس على صدقهم وحسن أخلاقهم وعدم نسيانهم في زمانهم فنقلوا هذه الحادثة للجيل القادم , فلو كذب واحد من العشرة لصدق التسعة ومعهم باقي الألف من الناس عن الواحد الذي غير في الرواية أو القصة , فهذا يستحيل معه الكذب أو النسيان ونستطيع التأكد من شهادة الناس كلهم بما حدث , وحكى الناس سواء من الألف الذين شاهدوها أو العشرة الذين شاهدوها ودونوها في الكتب هذه الواقعة لأبنائهم وأقاربهم وأصدقائهم فنقلوه للجيل القادم, ويستمر هكذا النقل من جيل إلى جيل وكل الرواة مشهود لهم بالعدل والصدق وحسن الحفظ والدين والأخلاق وهكذا , هنا نقول أن هذا يسمى سند صحيح متصل لا إرسال فيه ولا إنقطاع لا كذب فيه ولا تدليس , وهكذا نقل القرآن حفظاً في الصدور بين الأمة من جيل رسول الله إلى جيلنا نحن والقرآن يُدَّرس ويُحفَظ منقول من جيل إلى جيل بشهادة الجميع أنه هو هو ما سمعه من قبل ومن السابقين لم يتغير حرف لا بزيادة ولا نقصان ولا بضم أو فتح أو مد , فهذا بالنسبة للقرآن أما الحديث الشريف فقد حدث له كما شرحنا سابقاً في قصة زيد وعمرو , هل الأمر واضح الآن ؟ هل هذا المثال الطويل العريض واضح للنصارى ؟ النصارى مُصرين عندما يتحدثون عن الإسلام أن يأتوا بالأحاديث الضعيفة والموضوعة التي لا تنطبق عليها الشروط السابق ذكرها , والمهم هنا وما أريد قوله أن هكذا صفات وشروط لا تنطبق أبداً ومن المستحيل تواجدها في أي كتاب من كتب النصارى وبالتالي مستحيل ثبوت أي معجزة من المعجزات لأي شخص كان إلا من مصدر آخر , ومصدر النصارى الوحيد هو الكتاب المقدس أي الأناجيل والعهد القديم , لكن عندنا نحن المسلمين كل كلمة وكل حدث له سند متصل وثابت عندنا وما لم يطابق شروطنا لا نعتمده , فلو قلنا أن زيد قد ضرب عمرو وقلنا هذا قد وقع فعلاً وله سند عندنا , فالعالم كله يصدق أن زيد قد ضرب عمر فعلاً , لماذا ؟ لأن المسلمين عندهم شهود وسند متصل من وقت ضرب زيد لعمرو حتى اللحظة التي يروى فيها أن زيد قد ضرب عمرو , وكل السند مدون عندنا وعندنا تاريخ الشهود ونسبهم وشهادة الناس لهم مما يستحيل معه الكذب والتغيير , وبناءً عليه فأنا أروي هاهنا القليل جداً من معجزات الرسول محمد بن عبد الله r وأضع هاهنا أربعين معجزة قد شهد الناس على حدوثها وعندنا السند لها ونعرف كل الرواة بلا إنقطاع ولا إرسال في السند فما نقول أنه حدث فقد حدث بالفعل ولا شك فقد شاهد ما نقوله الجمع الغفير وروى عنهم الجمع الغفير من الناس بعدهم ودونوا ذلك في الكتب وهكذا حتى وصلنا الحدث أو المعجزة التي نرويها فلا يستطيع رجل أن يبدل هاهنا أو يغير , أوحتى يجامل ويفخم ويبالغ في المعجزة كما فعل يوحنا في إنجيله وقال في يوحنا 21/25 هكذا :25 واشياء أخر كثيرة صنعها يسوع ان كتبت واحدة واحدة فلست اظن ان العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة آمين (SVD) ولا أدري ما الذي يُؤَمِّن عليه يوحنا ؟ آمين على ماذا ؟ فهذه كما قلنا مبالغة شعرية قبيحة لا يقبلها عاقل ولا يوجد عندنا نحن المسلمين هذا الأمر ولكن نحن نروي ما حدث فعلاً لا كما نريد أن نروي ولكن كما حدث بلا مجاملة أو مبالغة .
قال علماؤنا أن ما أمكن حصره من معجزات المصطفى r قد فاق الثلاثة آلاف معجزة , وأكثرها متواترة معنوياً ومتصلة السند وأعظمها كتاب الله القرآن الكريم , فهو ينفرد عن أي معجزة فعلها نبي أو رسول أنه المعجزة الخالدة الباقية حتى بعد وفاة النبي ولكل إنسان أن يطالعها في كل زمان , وفضلا عن ذلك فهو تحدي للعالمين أن يفعل مثل هذه المعجزة وهو مالم ولن يحدث كما أخبر رب العالمين .
فاقرأ بعض من معجزات الرسول r كما وردت في كتب الحديث والسيرة وسأذكر بعض المراجع , وأقول بعض وليس كل لمن أراد أن يراجعها ليعلم سند كل حديث ورواية وقد استعنت في نقل بعض من هذه المعجزات بكتاب إِظهار الحق للعلامة الجليل فضيلة الشيخ الكريم : رَحْمَتُ الله بِن خَليل الرَّحمََن الِكِيَرَانوي العُثْمَاني الهنِدي فجزى الله الشيخ خير الجزاء وغفر له ورحمه وتاب عليه وحشرنا وإياه مع الشهداء والصديقين اللهم آمين وكتاب إظهار الحق هو كتاب عظيم فيه فنٌ بليغ وعلم وفير وصاحبه متبحر فنان في هذا المجال وكتابه خال من اللغو والخلط أو الاستدلال الخاطئ , وفي نظري أنه لا كتاب في هذا المجال يعادل كتاب إظهار الحق وأن من خاض هذا المجال سواء في الرد على النصارى أو تفنيد الشبهات أو إثبات التحريف وغيره أو أي قضية من القضايا المثارة في هذا المجال ولم يقرأ كتاب إظهار الحق فقد فاته الكثير الكثير من روعة هذا الكتاب العظيم فنكرر دعاءنا لمن جنده الله للرد على النصارى وإثبات عظمة الإسلام فأبدع في هذا عظيم الإبداع ففاق من دخل في هذا الفن والمجال , رحم الله الشيخ رحمت الله الهندي وجمعنا الله وإياه في جنة الخلد, هذا غير المراجع الأخرى التي سأذكرها تباعاً فأبدأ مستعيناً بالله هكذا :
1- معجزة الإسراء والمعراج . جاء في سورة الإسراء هكذا {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }الإسراء1
فهذه الآية والأحاديث الصحيحة كما في ( أحاديث الإسراء والمعراج في فتح الباري 7/196 باب 41 حديث 3886 و 8/391 باب 3 حديث 4710 , وصيح مسلم باب الإسراء برسول الله من كتاب الإيمان 2/209 , 237 , وفي الترمذي وسيرة بن هشام ودلائل النبوة للبيهقي والشفا , والوفا , والبداية والنهاية , والسيرة النبوية للذهبي , وحدائق الأنوار لإبن الديبع ,غيره الكثير ) فهذه كلها تدل على ان المعراج كان بالجسد والروح معاً , والمعراج بالروح والجسد معاً بإتفاق جميع المسلمين ولو كان بالروح فقط ما أنكره المشركين وما إفتتن به بعض ضعاف النفوس من المسلمين , ولا إستحالة فيه عقلاً ولا نقلاً .
أما عقلاً لأن خالق الكون قادر على الممكنات وما هو ممتنع لنا نحن البشر, وهو قادر على تكييف كل خلق من خلقه كما يريد وهو سبحانه قادر على ذلك فلا جدال في ذلك عقلاً . ولما اعترض القسيسين عليها قال لهم أحد الظرفاء من العجز أن تنكر دينك وتجحده لأنك تحقد على الآخرين فتحاول أن تُكذبه , فإن كان أمر الإسراء والمعراج ممتنع عندكم لأن العقل لا يقبله فكيف بعقلكم يقبل أن الرب يولد من فرج امرأة أو أن تحبل عذراء بلا نكاح ؟ فبهت الذي كفر .
ونقلاً لأن هذا حدث مراراً في الكتاب المقدس مع أنبياء كثيرين كما سأذكر أمثلة هاهنا منها :
أ- أخنوخ u ( إدريس ) وقد قال القسيس وليم إسمت في كتابه ( طريق الأولياء ) أنه رفع إلى السماء بجسده حياً وقصة أخنوخ واردة في سفر التكوين 5/24 هكذا ( وسار أخنوخ مع الله ولم يوجد لأن الله أخذه )
ب- إيليا u صعد إلى السماء وقصته وارده في سفر الملوك الثاني 2/10- 12 أكتفي بنقل هذه الفقرة منها هكذا : 11 وفيما هما يسيران ويتكلمان اذا مركبة من نار وخيل من نار ففصلت بينهما فصعد ايليا في العاصفة الى السماء. (SVD) .وقال آدم كلارك في تفسيره لا شك أن إيليا رفع إلى السماء حياً .
ت- عيسى u صعد إلى السماء كما يقول مرقس 16/19 هكذا :. ثم ان الرب بعدما كلمهم ارتفع الى السماء وجلس عن يمين الله. (SVD) ولا شك بين كل طوائف النصارى انه إرتفع بجسده كما هو .
ث- بولس كما يدعي صعد إلى السماء وقصته واردة في الرسالة الثانية إلى أهل كرونثوس 12/2-4 هكذا : 2 اعرف انسانا في المسيح قبل اربع عشرة سنة أفي الجسد لست اعلم ام خارج الجسد لست اعلم.الله يعلم.اختطف هذا الى السماء الثالثة. (3) واعرف هذا الانسان أفي الجسد ام خارج الجسد لست اعلم.الله يعلم. (4) انه اختطف الى الفردوس وسمع كلمات لا ينطق بها ولا يسوغ لانسان ان يتكلم بها. (SVD) .
ج- يوحنا صعد إلى السماء كما يُفهم من كلامه في سفر الرؤيا 4/1-2 فأنقل هكذا : (1)بعد هذا نظرت واذا باب مفتوح في السماء والصوت الاول الذي سمعته كبوق يتكلم معي قائلا اصعد الى هنا فأريك ما لا بدّ ان يصير بعد هذا. (2) وللوقت صرت في الروح واذا عرش موضوع في السماء وعلى العرش جالس. (SVD)
فكل هؤلاء صعدوا إلى السماء كما ترى وبأجسادهم حتى بولس ويوحنا كما يدعون في كتبهم فليس الأمر ممتنع نقلاً ولا عقلاً وقد ثبت ذلك بالأحاديث المتواترة وأثبته الرسول محمد r للمشركين في أمر القافلة العائدة من الشام ووصف بيت المقدس وغيره الكثير فلله الحمد والمنة .
2 – معجزة انشقاق القمر .قال الله تعالى في كتابه الكريم في سورة القمر هكذا : {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ(1) وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ }القمر2
وهذه ثابتة واضحة حتى في عصرنا الحالي وقد ثبتت بالأحاديث الصحيحة المتواترة بما يستحيل معه الكذب أو التدليس أو التغيير وشهد بها الكفار وراجع هذه الأحاديث ( فتح الباري 6/631 باب 27 من كتاب المناقب حديث 3636 , 3637 , 3638 , و 7/182 باب 36 من كتاب مناقب الأنصار حديث 3868 , 3869 , 3870 و 3871 و 8/ 617 باب 1 من كتاب التفسير حديث رقم 4864 , 65 , 66 , 67 , 68 وصحيح مسلم 17/143-145 في كتاب صفة القيامة والجنة والنار , وسنن الترمذي 9/30 في أبواب الفتن , ودلائل النبوة للأصبهاني 1/367 حديث 207-212 , ودلائل النبوة للبيهقي 2/262 و وحدائق الأنوار للشيباني والسيرة النبوية للذهبي والبداية والنهاية والشفا , والوفا . وغيره الكثير )
وقد أثبتت وكالة ناسا هذا الحدث بالصور وبقايا آثار انشقاق القمر وهذا معلوم للجميع كما قلنا ففضلاً عن النقل المتواتر للحدث مما يستحيل معه الكذب أو التدليس فقد أثبتته وكالتهم الغربية بالصور القاطعة بثبوت حدوث ذلك الأمر , كما أنه وجد في بعض المعابد الهندية البوذية مكتوب عليه هكذا ( بُني في ليلة انشقاق القمر ) .
3- رمي التراب في عيون الكفار فهزمهم المسلمون .في البيضاوي (( روى أنه لما طلعت قريش من العقنقل قال الرسول محمد r : هذه قريش جاءت بخيلائها وفخرها يكذبون رسولك , اللهم إني أسألك ما وعدتني , فأتاه جبريل u وقال له : خذ قبضة من تراب فارمهم بها , فلما التقى الجمعان تناول كفاً من الحصباء ( التراب ) فرمى بها في وجوههم وقال شاهت الوجوه فلم يبقى مشرك إلا وشُغِلَ بعينيه فانهزموا عن آخرهم فتبعهم المؤمنون يقتلونهم ويأسرونهم . ( راجع تفسير البيضاوي ص 237 ورويت هذه المعجزة أنها حصلت في معركة بدر وفي دلائل النبوة للأصبهاني 2/606 حديث رقم 400 وفي سيرة ابن هشام 1/628 وفي البداية والنهاية وصحيح مسلم على أنها في معركة حنين 12/116 في كتاب الجهاد والسير , وفي سنن الدارمي 2/139 باب 16 حديث 2456 , وفي دلائل النبوة للبيهقي 5/137 , وفي الشفا 1/335 وفي الوفا 1/465 )
4- نبع الماء من بين أصابع النبي r في مواضع متعددة .عن انس بن مالك y قال رأيت رسول الله r وحانت صلاة العصر فالتم الناس الوضوء فلم يجدوه فأُتي رول الله r بوضوء , فوضع رسول الله يده في ذلك الإناء وأمر الناس أن يتوضؤوا منه , قال فرأيت الماء ينبع من بين أصابعه r فتوضأ الناس حتى آخرهم . وهذه المعجزة صدرت بالزوراء عند سوق المدينة . ( وهذه واردة في فتح الباري 6/580 باب 25 من كتاب المناقب حديث 3572 , 3573 , وصحيح مسلم 15/39 في كتاب الفضائل , وسنن الترمذي 3/113 , في ابواب المناقب والبداية والنهاية 6/109 , ودلائل النبوة للأصبهاني 2/525 حديث 317 , ودلائل النبوة للبيهقي 4/121 , والشفا 1/285 , والوفا 1/446 , وحدائق الأنوار 1/199 , وفي بعض الروايات (كان الوقت عصراً وكانوا زهاء ثلاثمائة).
5 – عن جابر y : عطش الناس يوم الحديبية ورسول الله r بين يديه ركوة (إناء من جلد ) فتوضأ منها , وأقبل الناس نحوه , وقالوا ليس عندنا ماء إلا ما في ركوتك , فوضع النبي يده في الركوة فجعل الماء يفور من بين اصابعه الشريفة كأمثلا العيون , وكان الناس ألف وأربعمائة , وفي بعض روايات أنهم ألف وخمسمائة .( وهذه واردة في فتح الباري 6/581 باب 25 من كتاب المناقب حديث 3567 , و 7/441 , باب 35 من كتاب المغازي حديث 4152 , و 10/101باب 31 من كتاب الأشربة حديث 5936 , وسننن الدارمي 1/21 باب 5 حديث 27, ودلائل النبوة للبيهقي 4/115-116 , 6/11 , ودلائل النبوة للأصبهاني 2/522 حديث 313 و 314 , والبداية والنهاية 6/111 , والسيرة النبوية للذهبي ص239 , والشفا 1/286 , والوفا 1/441 , وحدائق الأنوار 1/202.
6 – عن جابر ري الله عنه قال : ( قال رسول الله r : يا جابر ناد بالوضوء , وذكر الحديث بطوله , وأنه لم نجد إلا قطرة في عزلاء شجب ( مصب الماء ) فأتى النبي r فغمزه ( غطاه ) وتكلم بشئ لا أدري ما هو , وقال (( ناد بجفنة الركب )) ( قصعة كبيرة للطعام ) فأتيت بها فوضعها بين يديه وذكر ان النبي بسط يده في الجفنة وفرّق أصابعه وصب جابر عليه وقال ( بسم الله ) قال فرأيت الماء يفور من بين اصابعه ثم فارت الجفنة وإستدارت حتى إمتلأت وأمر الناس بالإستقاء فاستقوا حتى رووا , فقلت : هل بقى أحد له حاجه ؟ فرفع رسول الله يده من الجفنه وهي ملأى ) وهذه في صحيح مسلم 18/145 في كتاب الزهد , ودلائل النبوة للبيهقي 6/9 , والبداية والنهاية لإبن كثير 6/111 , وحدائق الأنوار 1/207 , والشفا 1/286 , والوفا 1/449 وغيرها الكثير من المراجع .
7 – عن معاذ بن جبل y في قصة غزوة تبوك وأنهم وردوا العين وهي تسيل بشئ من الماء قليل جداً فغرفوا من العين بأيديهم حتى إجتمع في شئ ثم غسل رسول الله فيه وجهه ويديه ثم أعاده فيها فجرت بماء كثير فاستقى الناس , قال في حديث بن إسحاق فانخرق من الماء ماله حس كحس الصواعق , ثم قال يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما ههنا قد ملئ جناناً . وهذه في صحيح مسلم 15/41 , في معجزات النبي r من كتاب الفضائل , ودلائل النبوة للبيهقي 5/236 و البداية والنهاية 5/21 و 6/116 , والشفا 1/287 , ودلائل النبوة للأصبهاني 2/670 حديث 450 , وحدائق الأنوار 1/208 , وتصديق هذا الحديث مشاهد في زماننا مطلع القرن الخامس عشر الهجري .
8 – عن عمران بن حصين رضي الله عنهما أنه قال (( حين أصاب النبي r وأصحابه عطش في بعض أسفارهم فوجه رجلين من الصحابه وأعلمهما أنهما يجدان امرأة بمكان كذا معها بعير عليه مزادتان وهو إناء من جلد فوجداها وأتيا بها النبي فجعل في إناء من مزادتيها وقال فيه ما شاء الله ثم أعاد الماء في المزادتين , ثم فتحت عزاليها ( أي مصب الماء من المزاده ) وأمر الناس فملؤوا أسقيتهم حتى لم يدعوا شيئاً إلا ملؤوه , قال عمران : ويخيل إلي أنما لم تزدادا إلا امتلاء , ثم أمر فجمع للمرأة من الأزواد حتى ملأ ثوبها وقال إذهبي فإنا لم نأخذ من مائك شيئاً ولكن الله سقانا . وهذه في صحيح مسلم 5/191 في كتاب المساجد , وفتح الباري 1/447 باب 6 من كتاب التيمم حديث 344 , و6/580 باب 25 من كتاب المناقب حديث 3571 , ودلالئل النبوة للأصبهاني 2/527 حديث 320 , ودلائل النبوة للبيهقي 4/276-281 , و 6/130 , والبداية والنهاية 6/113 , والسيرة النبوية للذهبي 253 , والشفا 1/289 , والوفا 1/438 , وحدائق الأنوار 1/204 .
9 – في حديث عمر y في جيش العسرة وذكر ما أصابهم من العطش حتى إن الرجل لينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه فرغب سيدنا أبو بكر y للرسول في الدعاء فرفع يديه فلم يرجعهما حتى أمطرت السماء فانسكبت , فلمؤوا ما معهم من آنية ولم تجاوز العسكر . وهذه في دلائل النبوة للأصبهاني في 2/671 حديث 452 , وحدائق الأنوار 1/206 , ودلائل النبوة للبيهقي 5/231 , والشفا 1/290 , والبداية والنهاية 5/11 و 6/107 .
10 – عن جابر y أن رجلاً أتى النبي r يستطعمه فاستطعمه شطر وسق شعير , فما زال يأكل منه وامرأته وضيفه حتى كاله , فأتى النبي r فأخبره , فقال لو لم تكله لأكلتم منه ولقام بكم . وهذه في صحيح مسلم 15/40 في معجزات النبي من كتاب الفضائل , ودلائل النبوة للبيهقي 6/114, والبداية والنهاية 6/121 و 136 , والسيرة النبوية للذهبي ص252 والشفا 1/291 .
11 – عن أنس y أن النبي r أطعم ثمانين رجلاً من أقراص من شعير جاء بها أنس تحت يده , اي إبطه . فتح الباري 6/586 باب 25 من كتاب المناقب حديث 3578 , و 9/526 باب 6 من كتاب الأطعمة حديث 5381 و 11/570 باب 22 من كتاب الأيمان والنذور حديث 6687 , وصحيح مسلم 13/218 في كتاب الأشربة , وسنن الترمذي 13/112 في أبواب المناقب , وسنن الدارمي 1/27 باب 7 حديث 44 , وحدائق الأنوار لإبن الديبع 10/211 و 1/53 و 2/592 , دلائل النبوة للأصبهاني 2/532 حديث 322 والبداية والنهاية 6/121 , ودلائل النبوة للبيهقي 6/88 , والسيرة النبوية للذهبي ص249 و الشفا1/291 و الوفا 1/427.
12 – عن جابر y : أن النبي r اطعم يوم الخندق ألف رجل من صاع من شعير وعناق ( أنثى من أولاد الماعز لم تتم سنة ) , قال جابر y : فاقسم بالله لأكلوا حتى تركوه وانحرفوا وإن برمتنا لتغط كما هي , وإن عجيننا ليخبز وكان رسول الله قد بصق في العجين والبرمة وبارك . وهذه في فتح الباري 7/395 باب 29 من كتاب المغازي حديث 4101 و 4102 , وصحيح مسلم 13/216 في كتاب الأشربة , وسنن الدارمي 1/26 باب 7 حديث 43 , والسيرة النبوية لإبن هشام 2/218 , وحدائق الأنوار لإبن الديبع 1/53 , و212 , و 2/592 و دلائل النبوة للأصبهاني في 2/538 حديث 327 ودلائل النبوة للبيهقي 3/416-426 والبداية والنهاية 6/317 , والشفا 1/291 , والوفا 1/424 .
13 – عن أبي أيوب y أنه صنع لرسول الله ولأبي بكر زهاء ما يكفيهما , فقال له النبي (( أدع ثلاثين من أشراف الأنصار )) فدعاهم فأكلوا حتى تركوه , ثم قال : أدع ستين فكان مثل ذلك , ثم قال أدع سبعين , فأكلوا حتى تركوه , وما خرج منهم أحد حتى أسلم وبايع , قال أبو أيوب : فأكل من طعامي مائة وثمانون رجلاً . وهذه في دلائل النبوة للأصبهاني 2/550 حديث 334 , ودلائل النبوة للبيهقي 6/94 , والبداية والنهاية 6/127 , والشفا 1/292 , والوفا 1/431 وحدائق الأنوار لابن الديبع 1/214 وغيرها من المراجع .
14 – عن سمرة بن جندب : أُتي النبي بقصعة فيها لحم فتعاقبوها من غدوة حتى الليل , يقوم قوم ويقعد آخرون . سنن الترمذي 13/110 في أبواب المناقب , ومسند أحمد 5/12و18 وسنن الدارمي 1/32حديث 57 , ودلائل النبوة للأصبهاني 2/551حديث 335 , ودلائل النبوة للبيهقي 6/93 , والبداية والنهاية 6/129 , والسيرة النبوية للذهبي ص250 , والشفا 1/292 , والوفا 1/431 .
15 – عن عبد الرحمن بن أبي بكر y : كنا عند النبي r ثلاثين ومائة ....... ) وذكر في الحديث أنه عُجِن صاع من طعام وصنعت شاه , فشوي سواد بطنها ( الكبد أو حشو البطن كله ) قال : وأيم الله ما من الثلاثين ومائة إلا وقد حز له حُزة ( القطعة من اللحم قطعت طولاً ) ثم جعل منها قصعتين , فأكلنا أجمعون وفضل في القصعتين فحملته على البعير . فتح الباري 5/230 باب 28 من كتاب الهبة حديث 2618 , وصحيح مسلم 14/16 في كتاب الأشربة , ودلائل النبوة للأصبهاني 2/536 حديث 324 , ودلائل النبوة للبيهقي 6/95 , وحدائق الأنوار لإبن الديبع 1/216 , والبداية والنهاية 6/130 , والشفا 1/292 , والوفا 1/430 .
16 – عن سلمة بن الأكوع وأبي هريرة وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم : فذكروا مخمصة أصابت الناس مع رسول الله في بعض مغازيه , فدعا ببقية الأزواد , فجاء الرجل بالحثية من الطعام ( اي القليل ) وفوق ذلك , وأعلاهم الذي يأتي بالصاع من التمر , فجمع على نطع ( بساط من أديم ) وقال سلمة : فزرته كربضة العنز ( اي حجم العنزة وهي رابضة ) ثم دعا الناس بأوعيتهم فما بقى في الجيش وعاء إلا ملؤوه وبقى منه . دلائل النبوة للأصبهاني 2/536-538 حديث 325و326 ودلائل النبوة للبيهقي 5/229-230و6/120و121 , وصحيح مسلم 1/222-225 في كتاب الإيمان , و12/33 في كتاب اللقطة , وحدائق الأنوار للشيباني 1/217 , والبداية والنهاية 6/131-133 , والشفا 1/293 , والوفا 1/426-427 واليرة النبوية للذهبي ص252.
17 – عن أنس y أن النبي حين ابتنى بزينب بنت جحش امره أن يدعو له قوماً سماهم حتى امتلأ البيت والحجرة , فقدم لهم تورا ( إناء للشرب ) فيه قدر مد من تمر جُعل فيه حيس ( نوع من الطعام ) فوضعه وغمس ثلاث أصابعه وجعل القوم يتغدون ويخرجون وبقى التور نحواً مما كان . فتح الباري 9/226 باب 64 من كتاب النكاح حديث 5163 , وصحيح مسلم 9/233 في كتاب النكاح , وسنن الترمذي 12/92 في تفسير سورة الأحزاب من أبواب التفسير , ودلائل النبوة للأصبهاني 2/445 حديث 330 , والبداية والنهاية 6/127 , وحدائق الأنوار 1/215 , والشفا 1/294 .
واكتفى هنا بتكثير الماء والطعام وإن كان هناك الكثير من هذه المعجزات الواردة الثابتة كلها قطعاً بالسند مما يستحيل معها الكذب فلها أكثر من طريق للرواية الواحدة كما ترى ولكن لنكمل معاً في معجزاته r .
18- عن بن عمر y أنه كان مسافراً مع الرسول فقرب منه أعرابي فسأله الرسول عن وجهته فقال إلى أهلي فقال هل أدُلك على خير فقال وما هو ؟ قال أن تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمد عبد الله ورسوله , فقال الأعرابي ومن يشهد لك على ما تقول , قال الرسول هذه الشجرة السمرة , وهي بشاطئ الوادي فأقبلت تخد الأرض حتى قامت بين يديه فاستشهدها فشهدت أنه كما قال ثم رجعت إلى مكانها .دلائل النبوة للبيهقي 6/14 , وحدائق الأنوار 1/221 , والبداية والنهاية 6/144 و 311 , وسنن الدارمي 1/17 باب 4 حديث 16 , والشفا 1/298 , والوفا 1/456 , والسيرة النبوية للذهبي ص240, وقد روى ابو نعيم في دلائل النبوة 2/503 عدة روايات عن غير بن عمر وغيره الكثير من المراجع .
19 – عن جابر y أن الرسول ذهب ليقضي حاجته لم يجد ما يستتر به , فإذا بشجرتين بشاطئ الوادي فانطلق الرسول إلى إحداها فأخذ ببعض اغصانها فقال إنقادي إلي بإذن الله فانقادت كالبعير المخشوش الذي يصانع قائده , وذكر جابر أنه فعل بالأخرى كذلك , حتى إذا كان بالمنصف بينهما قال ( إلتئما علي بإذن الله ) فالتأمتا , حتى قضى حاجته , وعادتا الشجرتان إلى مكانهما . وهذه في صحيح مسلم 18/143 في كتاب الزهد , ودلائل النبوة للأصبهاني 2/505 حديث 296 , ودلائل النبوة للبيهقي 6/7و18 , والبداية والنهاية 6/110و141 , والسيرة النبوية للذهبي ص238و241 , والشفا 1/299 , والوفا 1/454 , وحدائق الأنوار 1/222.
20 – عن بن عباس y قال أن الرسول r قال لأعرابي أرأيت إن دعوت هذا العذق ( عرجون النخلة الذي يحمل الثمر ) من هذه النخلة أتشهد أني رسول الله ؟ قال نعم . فدعاه فجعل ينقز حتى أتاه , فقال إرجع فرجع إلى مكانه . دلائل النبوة للبيهقي 6/15 , والبداية والنهاية 6/143و311 , والسيرة النبوية للذهبي ص240 , والشفا 1/303 , والوفا 1/457 , وسنن الترمذي 13/111 في أبواب المناقب.
21 – عن جابر y : كان المسجد مسقوفاً على جذوع النخل وكان الرسول يخطب على جذع نخل حتى صنع له منبراً وخطب عليه الرسول سمعنا لذلك الجزع صوتاً كصوت العشار ( أي الناقة التي مضى لحلمها عشرة اشهر ) وفي رواية أنس حتى إرتج المسجد لخواره , وفي رواية سهل وكثر بكاء الناس لما رأوا مابه , وفي رواية المطلب , حتى تصدع وإنشق حتى جاء النبي فوضع يده عليه فسكت . والحديث وارد في كل المراجع السابقة وزيادة عليها , والخبر بأنين الجذع وحنينه باعتبار مبناه مشهور عن السلف والخلف وباعتبار معناه متواتر يفيد العلم القطعي رواه من الصحابه بعضة عشر منهم أبي بن كعب وأنس بن مالك وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس وسهل بن سعد الساعدي وأبو سعيد الخدري وبريدة وأم سلمة والمطلب بن أبي وداعة رضي الله عنهم كلهم يحدثون بمعنى هذا الحديث وإن كانت ألفاظهم مختلفة فلأن كل شخص روى الحدث كما رآه وعبر عنه بأسلوبه ولكن لا شك في حصول التواتر المعنوي . انظر فتح الباري 2/397 باب 26 من كتاب الجمعة حديث 918 و6/601 باب 25 من كتاب المناقب حديث 3583 و 3584 و 3585 وسنن ابن ماجة 1/258 باب 196 حديث 1412-1415 وسنن الدارمي 1/22 باب 6حديث 31-42 , ودلائل النبوة للبيهقي 6/66-67 , والبداية والنهاية 6/144-151 و 311 , وحدائق الأنوار 1/225 , و 2/652 , والسيرة النبوية للذهبي ص247 , والشفا 1/303 , والوفا 1/488 , وسنن الترمذي 13/111 في ابواب المناقب .
22 – عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان حول البيت ستون وثلاثمائة صنم مثبتة الأرجل بالرصاص في الحجارة , فلما دخل النبي المسجد عام الفتح جعل يشير بقضيب في يده إليها ولا يمسها , ويقول : {وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً }الإسراء81 , فما أشار إلى وجه صنم إلا وقع لقفاه ولا لقفاه إلى وقع لوجهه حتى ما بقى منها صنم .وهذا في فتح الباري 8/400 باب 12 من كتاب التفسير حديث 4720 , وصحيح مسلم 12/126-133 في فتح مكة من كتاب الجهاد والسير , وسنن الترمذي 11/297 في أبواب التفسير , وسيرة ابن هشام 2/416 , والبداية والنهاية 4/336و6/154 , والشفا 1/308 , والوفا1/466 , ودلائل النبوة للأصبهاني 2/666حديث 446و447 , وحدائق الأنوار 1/228 و 2/672 وكان فتح مكة عام 8 هـ/629م .
هل هذه المعجزات كفاية ؟ هل يفعل هذه المعجزات رجل يدعي النبوة كما يقول النصارى ؟ حسناً فليأخذ المجادلون مني هذه الهدية وإن لم تكن مني شخصياً ولكني أهديها لمن أراد الحق فإقرأ يا صاح عن إحياء الموتى على يد رسول الله r هكذا :
23 – دعا النبي r رجلاً إلى الإسلام فقال لا أؤمن بك حتى تحيي لي إبنتي , فقال الرسول ارني قبرها , فأراه إياه , فقال r : يا فلانه ! قالت لبيك وسعديك . فقال النبي اتحبين أن ترجعي إلى الدنيا ؟ فقالت لا والله يا رسول الله , إني وجدت الله خيراً لي من ابوي , ووجدت الآخرة خيراً لي من الدنيا . أنظر الشفا 1/320 , في ص 170 من كتاب الإعتقاد للبيهقي في حديث ربعي بن حراش شهادة أخيه بعدما مات لنبينا بالرسالة , وأنظر دلائل النبوة للبيهقي 6/50 و 55 .
24 – ذبح جابر y شاة وطبخها , وثرد في جفنة , وأتى بها رسول الله r فأكل القوم فقال لهم كلوا ولا تكسروا عظماً , ثم إنه r جمع العظام ووضع يده عليها ثم تكلم فإذا الشاة قامت تنفض ذَنَبَها ( أي ذيلها ) . ذكر الإمام بن كثير في البداية والنهاية 6/332 أن الحافظ محمد بن المنذر – المعروف بيشكر– أورد في كتابه ( العجائب والغرائب ) بسنده أن رسول الله جمع عظامها ثم دعا الله تعالى فعادت كما كانت فتركها في منزله .
25 – عن سعد بن أبي وقاص y أن رسول الله لَيُنَاوِلني سهم لا نصل به فيقول : ارم به وقد رمى رسول الله يومئذ ( يوم بدر أو الخندق ) عن قوسه حتى إندقت ..... , وأصيبت عين قتادة بن النعمان حتى وقعت على وجنته فردها الرسول r فكانت أحسن عينيه . دلائل النبوة للبيهقي 3/100 و 251-253 , والسيرة النبوية للذهبي ص251, والشفا 1/321 , والوفا 1/503 , والبداية والنهاية 6/333 و 184 , و 3/320 , 4/38, وحدائق الأنوار 1/243 , ودلائل النبوة للأصبهاني 2/622 و 785 حديث 416 و 417 و 555 , والسيرة النبوية لإبن هشام 2/82 .
26 – عن عثمان بن حنيف أن أعمى قال لرسول الله : ادع الله أن يكشف لي عن بصري . قال فانطلق فتوضأ ثم صلى ركعتين ثم قال اللهم إني اتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة , يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك أن يكشف لي عن بصري قال فرجع وقد أبصر . سنن الترمذي 13/80 في أبواب الدعاء , ودلائل النبوة للبيهقي 6/166-168 , والبداية والنهاية 6/183-184 و 333 , والسيرة النبوية للذهبي ص256-257 , والشفا 1/322 .
27 – عن حبيب بن فديك أن أباه ابيضت عيناه فكان لا يُبْصِر بهما شيئاً فنفث رسول الله في عينيه فرأيته يدخل الخيط في الإبرة وهو ابن ثمانين سنة . أنظر دلائل النبوة للأصبهاني 2/601و785 حديث 397 و556 ودلائل النبوة للبيهقي 6/173 , والبداية والنهاية 6/184 و 334 والشفا 1/323 .
28 – نفث في عيني علي بن أبي طالب y يوم خيبر وكان فيها رَمَد فشفيت عيناه .فتح الباري 6/111 باب 102 من كتاب الجهاد حديث 2942 و 7/476 باب 38 من كتاب المغازي حديث 4210 وصحيح مسلم 12/185 في كتاب الجهاد و 15/176-179 في كتاب فضائل الصحابة , وسنن ابن ماجه 1/24 باب 11 حديث 104 , وسنن الترمذي 13/172 في ابواب المناقب , ودلائل النبوة للبيهقي 4/205-213 و 6/179 , ودلائل النبوة للأصبهاني 2/786 حديث 557 , والبداية والنهاية 4/208-211 و 6/334 , والشفا 1/323 و والوفا 1/517 , والسيرة النبوية لابن هشام 2/334 .
29 – نفث على ضربة بساق سلمة بن الأكوع يوم خيبر فشفيت ساقه وكانت أحسن ساقيه . انظر فتح الباري 7/475 باب 38 من كتاب المغازي حديث 4206 ودلائل النبوة للبيهقي 4/251 , والبداية والنهاية 6/334 , والشفا 1/323 .
30 – أتته إمرأة من خثعم وهي قبيلة عربية ومعها صبي لا يتكلم به بلاء , فأتى بماء فمضمض فاه وغسل يديه ثم اعطاها إياه وأمرها بسقيه ومسه به فبرأ الغلام وعقل عقلاً يفضل عقول الناس . انظر دلائل النبوة للأصبهاني 2/598 حديث 393 , وحدائق الأنوار لابن الديبع 1/245 , والشفا 1/324 .
31 – عن ابن عباس y جاءت امرأة بابن لها به جنون فمسح صدره فثع ثعة ( أي قاء ما في بطنه ) فخرج منه جوفه مثل الجرو الأسود فشفي . انظر مسند أحمد 1/239 و 254 و 468 , وسنن الدارمي 1/19 باب 4 حديث 19 , دلائل النبوة للأصبهاني 2/600 حديث 395 و 2/786 حديث 557 , ودلائل النبوة للبيهقي 6/182و187 , والشفا 1/324 , والوفا 1/518 , والبداية والنهاية 6/182.
32 – إنكفأت القدر على ذراع محمد بن حاطب وهو طفل , فمسح عليه ودعا له وتفل فيه فبرأ لحينه .انظر دلائل النبوة للبيهقي 6/174-175 , ودلائل النبوة للأصبهاني 2/601 حديث 398 , والبداية والنهاية 6/334 , والشفا 1/324 .
33 – كانت في كف شرحبيل الجعفي سلعة (زيادة في الجلد مثل الغدة ) تمنعه من القبض على السيف وعنان الدابة , فشكاها للنبي فما زال يطحنها حتى رفعها ولم يبق لها أثر . أنظر دلائل النبوة للبيهقي 6/176 , والبداية والنهاية 6/185 , والشفا 1/324 .
34 – عن انس بن مالك y قال : قالت أمي يا رسول الله خادمك أنس ادع له فقال : اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيماآتيته . قال أنس : فوالله إن مالي لكثير وإن ولدي من صلبي ليعادون اليوم على نحو مائة . وهذه مسطورة في مراجع كثيرة جداً منها فتح الباري 11/136 و 144 و 182 باب 19 من كتاب الدعوات الحديث 6334 وباب 25 حديث 6344 وباب 47 حديث 6378-6381 وصحيح مسلم 16/39-40 في كتاب فضائل الصحابة , وحدائق الأنوار 1/250 , والشفا 1/325 , والوفا 1/521, ويثبتها واقع أنس y بدعاء الرسول له وفيه أمران أولاً هو تحقق الدعاء وثانياً بركة هذا الدعاء فصلى اللهم وسلم على النبي المصطفى .
35 – دعا على كسرى حين مزق كتابه أن يمزق الله ملكه , فلم تبق له باقية , ولا بقيت لفارس رياسة في سائر أقطار الدنيا . ثابتة في فتح الباري 6/108 باب 101 من كتاب الجهاد حديث 2939 و 8/126 باب 82 من كتاب المغازي حديث 4424, ودلائل النبوة للأصبهاني 2/450 حديث 241 و دلائل النبوة للبيهقي 4/387-394 , وحدائق الأنوار لابن الديبع 1/57 و 255 و 2/629 , والبداية والنهاية 5/18 و 6/299 و 344 , والشفا 1/328 .
36 – عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أنها أخرجت جبة طيالسة ( رداء أو نحوه ) وقالت إن رسول الله كان يلبسها , فنحن نغسلها للمرضى يستشفى بها إلى اليوم . أنظر الشفا 1/331 والشفا , والسيرة النبوية .
37 – أنه قرب إليه ست من الإبل لينحرها فصارت تتزاحم كل واحدة ليبدأ بها . نفس المراجع السابقة
38 – ان الذئب شهد له بالنبوة , راجع البداية والنهاية وفتح الباري وسنن الترمذي والشفا , والوفا , سنن الدارمي .
39 – أن عبتة إبن ابي لهب كان يسب الرسول r ويؤذيه ويسخر من الرسول ومن القرآن , فدعا عليه الرسول وقال اللهم سلط عليه كلباً من كلابك , فخرج مع ابيه أبو لهب في السفر فجمع أبو لهب حوله الركب وقال احرسوه , فقالوا أنه جاء أسد وإشتم الوجوه حتى وصل إلى عتبه فوثب عليه ومزقه من بينهم حتى فصل رأسه عن جسده ثم إنصرف الأسد دون أن يؤذي أحد غيره . ( فتح الباري , وفي التفاسير التالية تحت تفسير الآيات العشرة الأولى من سورة النجم في بن كثير وفي القرطبي والبغوي والبيضاوي وفي تفسير أبي السعود , وفي الدر المنثور , وفي تفسير النسفي وروح المعاني , وفي كتاب الشفا وفي كتاب الوفا وفي كتاب أسد الغابة وفي كتاب دلائل النبوة للأصبهاني وفي كتاب الصواعق المحرقة و في أسد الغابة وفي سنن البيهقي الكبرى , وفي غيره الكثير من المراجع فأكتفي بما ذكرت . )
40 – القرآن الكريم . وكفى بهذا الكتاب معجزة باقية خالدة إلى أن يشاء الله من عهده r إلى أن يشاء مُنْزِل هذا الكتاب العظيم . ( وهذه لا تحتاج إلى إثبات أو مراجع فهي معجزة موجودة بيننا إلى الآن وما عليك إلا أن تراجع أصل المعجزة وهو الكتاب الكريم ولمن لا يفهم اللغة العربية فقد نقلت قطرة من بحر الإعجاز في القرآن في آخر باب التحريف تحت عنوان البيان بالتحدي والإعجاز في القرآن مما يغني عن إعادته هنا ولله الحمد والمنة. )
وأمر آخر هو أن المنصرين يُغَلِّطون بعض العوام ويقولون أن القرآن شهد أن محمد r لم يأت بمعجزة واحدة , وفي رأيي أن قول المنصرين هذا من السفاهة والجهل الشديد أو الحقد والعناد ووالله ليس مسبة ولا غلط ولكن هذا هو واقع الحال كما سترى , فلقد قال المنصرون أن القرآن يقول في سورة الأنعام هكذا : {قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبْتُم بِهِ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ }الأنعام57 وقالوا فمعناها أن الرسول محمد r ما عنده المعجزات التي طلبها منه الكفار .
وقال في نفس السورة هكذا : {وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِندَ اللّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءتْ لاَ يُؤْمِنُونَ }الأنعام109, فقالوا ومعناها أنه لو أعطاهم آية واحدة لآمنوا ولكن يبدوا أنه لم يحقق طلبهم ولو في آية واحدة .
وفي سورة الإسراء آية 90-93 قال هكذا : {وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً{90} أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً{91} أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً{92} أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً{93}الإسراء93 ,
وفي سورة الإسراء آية 59 هكذا : وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا (59)
وفي سورة الأنعام آية 37 هكذا : وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آَيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (37) الأنعام
وقالوا أنه من شرط النبوة ظهور المعجزات على يد مدعيها , وما ظهرت معجزة على يد محمد r كما يدل عليه ما وقع في الآيات السابقة الذكر .
وهذا من الغلط الشديد أولاً لأنه ليس من شروط النبوة بحسب الإنجيل ظهور المعجزات على يد النبي أو الرسول وعدم ظهورها لا يدل على عدم النبوة , هكذا يقول كتابهم فمثلاً في أمر يوحنا المعمدان قال كاتب إنجيل يوحنا 10/41 هكذا : فأتى اليه كثيرون وقالوا ان يوحنا لم يفعل آية واحدة.ولكن كل ما قاله يوحنا عن هذا كان حقا. (SVD) لكن جاء في إنجيل متى 21/26 طبعة سنة 1826م وفي طبعة سنة 1925م الإعتراف بأن يوحنا نبي فقال هكذا : وإن قلنا من الناس نخاف من الشعب.لان يوحنا عند الجميع نبي. وفي إنجيل متى 11/9 شهد له يسوع أنه أعظم من نبي وأنقل من طبعة سنة 1825 , 1826م هكذا : لكن ماذا خرجتم لتنظروا.أنبيا.نعم اقول لكم وأعظم من نبي. وفي باقي الطبعات أفضل من نبي أو ألفاظ أخرى متقاربة , فهذا الذي شهد له يسوع وشهد له الناس أنه أعظم من نبي لم تظهر على يده معجزة واحدة , فكيف يدعون بحسب كلامهم أن ظهور المعجزات من شروط النبوة ؟!
وأما قول هؤلاء أن الرسول لم تظهر على يده المعجزات فلا أطلب منك أن تذهب إلى غيرنا لتسأل ولكن راجع ما كتبته أعلاه من معجزات وردت على يد سيد ولد آدم محمد بن عبد الله وهذا يكفي كل سائل.
أما قولهم عن الآيات فهو من أعظم الجهل أولاً بكتابهم ثم بالقرآن الكريم فتعالى ننظر ما يقول في الآيات الكريمة
في سورة الأنعام المشار إليها{ قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبْتُم بِهِ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ }الأنعام57 , وهذا غلط كما قلنا لأن المراد هنا بلفظ ( ما ) في الآية أي ( ما تستعجلون به ) المراد منه هو العذاب الذي يستعجلون به , لأنهم قالوا (فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }الأنفال32 , ومعناها ما عندي العذاب الذي تستعجلون به { إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ } في تعجيل العذاب وتأخيره , { يَقُصُّ الْحَقَّ } أي يقضي القضاء الحق في تعجيل وتأخير , { وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ } أي خير القاضين في الدنيا والآخرة , ومجمل الآية وحاصلها أن العذاب ينزل عليكم في الوقت الذي يختاره الله وأن العذاب ليس بيد رسول الله ولكنه بيد الله I ولا قدرة لأحد على تقديمه أو تأخيره حتى لو كان الرسول وهذا من أدب الرسول r مع ربه , وقد نزل عليهم يوم بدر وبعده , فهذه لا دلالة فيها على أن النبي محمد لم تصدر عنه المعجزات كما رأيت . بل هو طلبهم للعذاب وأمر العذاب مفوض لله سبحانه .
أما الآية الثانية : {وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِندَ اللّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءتْ لاَ يُؤْمِنُونَ }الأنعام109 , فمعنى { وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ } مصدر في موضع الحال { لَئِن جَاءتْهُمْ آيَةٌ } من مقترحاتهم أو الآية التي يختارونها , { لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِندَ اللّهِ } هو قادر عليها يظهر منها ما يشاء , { وَمَا يُشْعِرُكُمْ } وهو إستفهام إنكار { أَنَّهَا إِذَا جَاءتْ لاَ يُؤْمِنُونَ } أي الآية المقترحة إذا جاءت لا يؤمنون بها ولا تدرون أن هذه الآية إن جاءت لا يؤمنون فهو بعلمه المسبق يعلم أنهم لن يؤمنوا حتى إذا جاءت هذه الآية , فهو رد الله I كما هو واضح من الآية على الكفار في ظرفهم هذا, وهو I ليس رهن إشارة الكفار أن يطلبوا كل آية فتأتيهم وبعلمه يعلم أنهم لن يؤمنوا حتى ولو جاءت فقد سبق في آية إنشقاق القمر والكثير من المعجزات على يد رسول الله r كما قلنا سابقاً وكما سترى لاحقاً إن شاء الله , فالله لا يجيب المستهزأين أو المنكرين بما يطلبون , كما أنه ليس فيه نفي المعجزات على الإطلاق والقول بعدم ظهورها أبداً .
وقد قال الإمام بن كثير في تفسيره هكذا :قوله تعالى إخبارا عن المشركين أنهم أقسموا بالله جهد أيمانهم أي حلفوا أيمانا مؤكدة { لئن جاءتهم آية } أي معجزة وخارقة { ليؤمنن بها } أي ليصدقنها { قل إنما الآيات عند الله } أي قل : يا محمد هؤلاء الذين يسألونك الآيات تعنتا وكفرا وعنادا لا على سبيل الهدى والاسترشاد إنما مرجع هذه الايات إلى الله إن شاء جاءكم بها وإن شاء ترككم قال ابن جرير : حدثنا هناد حدثنا يونس بن بكير حدثنا أبو معشر عن محمد بن كعب القرظي قال : كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قريش فقالوا : يا محمد تخبرنا أن موسى كان معه عصا يضرب بها الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا وتخبرنا أن عيسى كان يحيي الموتى وتخبرنا أن ثمود كان لهم ناقة فآتنا من الايات حتى نصدقك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ أي شيء تحبون أن آتيكم به ] قالوا : تجعل لنا الصفا ذهبا فقال لهم [ فإن فعلت تصدقوني ؟ ] قالوا : نعم والله لئن فعلت لنتبعنك أجمعون فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو فجاءه جبريل عليه السلام فقال له : ما شئت إن شئت أصبح الصفا ذهبا ولئن أرسل آية فلم يصدقوا عند ذلك ليعذبنهم وإن شئت فاتركهم حتى يتوب تائبهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ بل أتركهم حتى يتوب تائبهم ] فأنزل الله تعالى : { وأقسموا بالله جهد أيمانهم } إلى قوله تعالى : { ولكن أكثرهم يجهلون }
وقال الإمام البيضاوي في تفسير هذه الآية هكذا : أقسموا بالله جهد أيمانهم } مصدر في موقع الحال والداعي لهم إلى هذا القسم والتأكيد فيه التحكم على الرسول صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم في طلب الآيات واستحقار ما رأوا منها { لئن جاءتهم آية } من مقترحاتهم { ليؤمنن بها قل إنما الآيات عند الله } هو قادر عليها يظهر منها ما يشاء وليس شيء منها بقدرتي وإرادتي { وما يشعركم } وما يدريكم استفهام إنكار { أنها } أي أن الآية المقترحة { إذا جاءت لا يؤمنون } أي لا تدرون أنهم لا يؤمنون أنكر السبب مبالغة في نفي المسبب وفيه تنبيه على أنه سبحانه وتعالى إنما لم ينزلها لعلمه بأنها إذا جاءت لا يؤمنون بها. وأكتفي بهذين التفسيرين فهما يفيان بالغرض لكل باحث عن الحق , وهو أوضح من قرص الشمس في كبد السماء رحمة الله ورحمة رسوله آخر الرسل والأنبياء بقومه وبالناس كافة , فلو نزلت تلك الآية ولم يؤمن هؤلاء وجب على الله I إهلاكهم لأنها سنته فيما مضى من القرون والأمم السابقة أن الله يُنزل الآية فإن لم يؤمنوا بها أهلكهم لكفرهم وعنادهم كما حدث مع قوم نوح وقوم ثمود لما جائتهم الناقة , فلأن الله يريد لهم الخير فتركهم وتركهم الرسول r حتى يتوب تائبهم أو يخرج من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئاً , {وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً }الإسراء59 ومن هذا رحمة الرسول r بأمته وبالناس كافة كما ثبت في الصحيحين وغيرهما الكثير من المراجع عند خروج الرسول لدعوة بني عبد ياليل ولما ردوه وأساءوا للرسول r ودفعوا خلفه غلمانهم فنزل سيدنا جبريل يخاطب الرسول r هكذا : فنظرت فإذا فيها جبريل عليه السلام فناداني فقال إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك وقد بعث لك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم ثم ناداني ملك الجبال فسلم علي ثم قال يا محمد قد بعثني الله إن الله قد سمع قول قومك لك وأنا ملك الجبال قد بعثني اليك ربك لتأمرني ما شئت إن شئت تطبق عليهم الاخشبين فقال رسول الله r أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا , فظهرت رحمة الرسول r بقومه خاصة وبالناس كافة .
أما الآية الثالثة : وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً{90} أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً{91} أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً{92} أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً{93}الإسراء93 , فمعناها يقول ( وقالوا ) أي تعنتاً (لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً ) أي عيناً غزيرة لا ينضب ماؤها في أرض مكة , إلى آخر الاية الكريمة حتى طلبوا أن يأتي بالله والملائكة أو يصعد إلى السماء أو يكون له بيت من ذهب , وهو من باب التعنت والعناد كما ترى وليس فيه أنه لم يأت بمعجزات أو أنه لن يأتي بمعجزات ولكنهم إشترطوا معجزات على هواهم هم وعلى حسب ما يريدون الإستهزاء به ظناً منهم بالتعجيز ,وعن بن عباس قال عبد الله بن أبي أمية لن نؤمن لك حتى تتخذ إلى السماء سلماً ثم ترقى فيه وأنا أنظر حتى تأتيها , ثم تأتي معك بصك منشور معه أربعة من الملائكة يشهدون لك أنك كما تقول , فما كان مقصود الكفار بهذه الإقتراحات إلّا العناد والتعنت واللجاج , ولو جائتهم كل آية لقالوا هذا سحر كما قال عز وجل { َلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ{7} الأنعام , وهذا نقلته من تفسير البيضاوي صفحة 177 , 187 , 383 .
أما الآية الرابعة : وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا (59) الإسراء
قال الإمام الطبري في تفسيره : وما منعنا يا محمد أن نرسل بالاَيات التي سألها قومك، إلا أن كان من قبلهم من الأمم المكذّبة، سألوا ذلك مثل سؤالهم فلما أتاهم ما سألوا منه كذّبوا رسلهم، فلم يصدّقوا مع مجيء الاَيات، فعوجلوا فلم نرسل إلى قومك بالاَيات، لأنّا لو أرسلنا بها إليها، فكذّبوا بها، سلكنا في تعجيل العذاب لهم مسلك الأمم قبلها. وبالذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك ـ حدثنا ابن حميد وابن وكيع، قالا: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن جعفر بن أياس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: سأل أهل مكة النبيّ صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم الصفا ذهبا، وأن ينحي عنهم الجبال، فيزرعوا، فقيل له: إن شئت أن نستأني بهم لعلنا نجتني منهم، وإن شئت أن نؤتيهم الذي سألوا، فإن كفروا أهلكوا كما أهلك من قبلهم، قال: «بل تستأني بهم»، فأنزل الله: وَما مَنَعَنا أنْ نُرْسِلَ بالاَياتِ إلاّ أنْ كَذّبَ بِها الأوّلُونَ وآتَيْنا ثَمُودَ النّاقَةَ مُبْصِرَةً. وفي الجلالين هكذا : (وما منعنا أن نرسل بالآيات) التي اقترحها أهل مكة (إلا أن كذب بها الأولون) لما أرسلناها فأهلكناهم ولو أرسلناها إلى هؤلاء وقد حكمنا بإمهالهم لاتمام أمر محمد صلى الله عليه وسلم (وآتينا ثمود الناقة) آية (مبصرة) بينة واضحة (فظلموا) كفروا (بها) فأهلكوا (وما نرسل بالآيات) المعجزات (إلا تخويفا) للعباد فيؤمنوا .
أما الآية الخامسة : وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آَيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (37) سوة الأنعام
قال الإمام القرطبي رحمه الله هكذا : وكان هذا منهم نعتا بعد ظهور البراهين؛ وإقامة الحجة بالقرآن الذي عجزوا أن يأتوا بسورة مثله، لما فيه من الوصف وعلم الغيوب.
وقال الإمام الطبري هكذا : يقول: ولكن أكثر الذين يقولون ذلك فيسألونك آية, لا يعلمون ما عليهم في الاَية إنّ نزْلها من البلاء, ولا يدرون ما وجه ترك إنزال ذلك عليك, ولو علموا السبب الذي من أجله لم أنزّلها عليك ( أي الآية المعينة المخصوصة التي يطلبونها ) لم يقولوا ذلك ولم يسألوكه, ولكن أكثرهم لا يعلمون ذلك.
وقال السعدي رحمه في الله في تفسيره وأكتفي بما قاله في التفسير هكذا : " وقالوا " أي : المكذبون بالرسول ، تعنتا وعنادا : " لولا نزل عليه آية من ربه " . يعنون بذلك ، آيات الاقتراح ، التي يقترحونها بعقولهم الفاسدة ، وآرائهم الكاسدة . كقولهم : " وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتي بالله والملائكة قبيلا "" قل " مجيبا لقولهم : " إن الله قادر على أن ينزل آية " فليس في قدرته قصور عن ذلك . كيف ، وجميع الأشياء منقادة لعزته ، مذعنة لسلطانه ؟ " ولكن أكثرهم لا يعلمون "
فهم ـ لجهلهم وعدم علمهم ـ يطلبون ما هو شر لهم من الآيات ، التي لو جاءتهم ، فلم يؤمنوا بها ـ لعوجلوا بالعقاب ، كما هي سنة الله ، التي لا تبديل لها . ومع هذا ، فإن كان قصدهم ، الآيات التي تبين لهم الحق ، وتوضح السبيل . فقد أتى محمد صلى الله عليه وسلم ، بكل آية قاطعة ، وحجة ساطعة ، دالة على ما جاء به من الحق ، بحيث يتمكن العبد في كل مسألة من مسائل الدين ، أن يجد فيما جاء به ، عدة أدلة عقلية ونقلية ، بحيث لا يتبقى في القلوب ، أدنى شك وارتياب . فتبارك الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ، وأيده بالآيات البينات ليهلك من هلك عن بينة ، ويحيا من حي عن بينة ، وإن الله لسميع عليم .
وفي روح المعاني هكذا : ويقول الذين كفروا أي أهل مكة عبدالله بن أبي أمية وأصحابه وإيثار هذه الطريقة على الاضمار مع ظهور إرادتهم عقيب ذكر فرحهم بناءا على أن ضمير فرحوا لهم لذمهم والتسجيل عليهم بالكفر فيما حكى عنهم من قولهم : لولا أنزل عليه ءاية من ربه فان ذلك في أقصى مراتب المكابرة والعناد كأن ما أنزل عليه عليه الصلاة والسلام من الآيات العظام الباهرة ليست عندهم بآية حتى اقترحوا مالاتقتضيه الحكمة من الآيات كسقوط السماء عليهم كسفا وسير الاخشبين وجعل البطاح محارث ومفترسا كالاردن واحياء قضى لهم إلى غير ذلك قل إن الله يضل من يشاء إضلاله مشيئة تابعة للحكمة الداعية اليها وهو كلام جار مجرى التعجب من قولهم وذلك ان الآيات الباهرة المتكاثرة التي أوتيها صلى الله تعالى عليه وسلم لم يؤتها نبي قبله وكفى بالقرآن وحده آية فاذا جحدوها ولم يعتدوا بها كان ذلك موضعا للتعجب والانكار.
وهكذا الحال في آيات يُفهم منه في الظاهر نفي إظهار الآية , بينماالمقصود به هو نفي المعجزة المقترحة التي يطلبها الكفار وهذا لا ينفي ظهور المعجزات كلياً أو ملطقاً , ولا يُلزم الأنبياء أن يُظهروا معجزة كلما طلبها المنكرون حتى لو كانت من باب الإستهزاء أو السخرية أو العناد كما في الآيات السابقة , ويوجد على هذا الأمر الكثير من الأدلة موجودة في العهد الجديد أنقل بعضها كما يلي :
1- في إنجيل مرقس 8/11-12 هكذا : 11 فخرج الفريسيون وابتدأوا يحاورونه طالبين منه آية من السماء لكي يجربوه. (12) فتنهد بروحه وقال لماذا يطلب هذا الجيل آية.الحق اقول لكم لن يعطى هذا الجيل آية (SVD) فطلب الفريسيون منه معجزة كما ترى على سبيل الإمتحان فما أعطاهم معجزة وما أشار إلى معجزة سابقة ولا قال انه سيعطيهم معجزة فيما بعد بل إن قوله (( لن يعطى هذا الجيل آية )) يدل على أنه لن يفعل أي معجزة فيما بعد .
2- في إنجيل لوقا 23/8-12 هكذا :8 واما هيرودس فلما رأى يسوع فرح جدا لانه كان يريد من زمان طويل ان يراه لسماعه عنه اشياء كثيرة وترجى ان يرى آية تصنع منه. (9) وسأله بكلام كثير فلم يجبه بشيء. (11) ووقف رؤساء الكهنة والكتبة يشتكون عليه باشتداد. (12) فاحتقره هيرودس مع عسكره واستهزأ به والبسه لباسا لامعا ورده الى بيلاطس. (SVD) , ويظهر هنا للعيان أن يسوع ما أظهر ولا معجزة واحدة مع أنه كان أنسب وقت لظهور معجزة , وقد كان هيرودس يترجى أن يرى منه معجزة واحدة , ولو رأى هيرودس معجزة واحدة لوبخ اليهود وما إحتقر يسوع حينذاك فهل هذا ينفي ظهور المعجزات من يسوع .؟
3- في إنجيل لوقا 22/63-65 هكذا :63. والرجال الذين كانوا ضابطين يسوع كانوا يستهزئون به وهم يجلدونه. (64) وغطوه وكانوا يضربون وجهه ويسألونه قائلين تنبأ.من هو الذي ضربك. (65) واشياء أخر كثيرة كانوا يقولون عليه مجدفين (SVD) , ومثله في إنجيل متى 26/67-68 وفي إنجيل مرقس 14/65 , ,لما كان سؤالهم إستهزاءاً ما أجاب عليهم يسوع . فهل هذا ينفي وقوع المعجزات منه ؟
4- في إنجيل متى 27/39-44 هكذا : 39 وكان المجتازون يجدفون عليه وهم يهزون رؤوسهم(40) قائلين يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة ايام خلّص نفسك.ان كنت ابن الله فانزل عن الصليب. (41) وكذلك رؤساء الكهنة ايضا وهم يستهزئون مع الكتبة والشيوخ قالوا(42) خلّص آخرين واما نفسه فما يقدر ان يخلّصها.ان كان هو ملك اسرائيل فلينزل الآن عن الصليب فنؤمن به. (43) قد اتكل على الله فلينقذه الآن ان اراده.لانه قال انا ابن الله. (44) وبذلك ايضا كان اللصّان اللذان صلبا معه يعيّرانه(SVD) فما خلص يسوع نفسه وما نزل من على الصليب حتى بعد أن عيره اللصوص والجنود والكتبة كما قرأت , ورؤساء الكهنة والكتبة والشيوخ كانوا يقولون : لو أنه نزل من على الصليب نؤمن به , فكان عليه لدفع العار وإقامة الحجة عليهم أن ينزل ولو لمرة واحدة من على الصليب ثم ليصعد مرة أخرى إن كان مُصِّراً على أن ينتحر أو يقتل نفسه كما يدعون على الصليب , فهل هذا ينفي وقوع المعجزات على يده ؟
5- في إنجيل متى 12/38-40 هكذا : حينئذ اجاب قوم من الكتبة والفريسيين قائلين يا معلّم نريد ان نرى منك آية. (39) فاجاب وقال لهم جيل شرير وفاسق يطلب آية ولا تعطى له آية الا آية يونان النبي. (40) لانه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة ايام وثلاث ليال هكذا يكون ابن الانسان في قلب الارض ثلاثة ايام وثلاث ليال (SVD) , فها هم الكتبة والفريسيون قد طلبوا منه أن يعطيهم معجزة وما أظهر لهم معجزة بل شتمهم وسبهم وقال عليهم جيل شرير وفاسق ولم يشير إلى معجزة سابقة ولا وعد بلاحقة فهل هذا ينفي وقوع أي معجزة أخرى على يده ؟ وغير هذا الكثير من أمثال هذا في الكتاب الكثير جداً ولكننا وعدنا بإيراد أمثلة فقط منه , وبسبب عجزه عن تقديم معجزات في الأوقات المطلوبه تسبب يسوع في إرتداد الكثر من تلاميذه وتركوه ولم يمشوا وراءه فيما بعد كما جاء في إنجيل يوحنا 6/66 في طبعة سنة 1860م هكذا : من هذا الوقت رجع كثيرون من تلاميذه إلى الوراء ولم يعودوا يمشون معه )) وفي طبعة سنة 1825م هكذا : ومن ثم إرتد كثير من تلاميذه على أعقابهم ولم يماشوه بعد ذلك أبداً )) وكذلك في طبعة سنة 1826م وإن كانت هذه الفقرة واردة في طبعة سنة 1823م , سنة 1844م , وفي طبعة سنة 1882م , برقم ( 67 ) وليس ( 66) , وأكتفي بهذه الأمثلة ( الخمسة السابقة ) على ذلك الأمر من الإنجيل .
فإن كان إحتجاج المنصرين بهذه الآيات الكريمة من القرآن الكريم فقد شرحناها من تفسير البيضاوي والطبري وغيره من التفاسير وبما يقبله العقل السليم من أن الأنيباء غير ملزمين بإعطاء آية لكل مستهزأ أو معاند رافض , والله I أعظم وأجل من أن يكون تحت رغبة كل فاسق مستهزأ من الكافرين المنكرين لنبوة الأنبياء وهذا لا يطعن أبداً في إتيان المعجزات على ايديهم فإن كانوا يحتجون بهذه الآيات فمن باب أولى أن يحتجوا بما أوردت لهم من إنجيلهم , اما عن معجزات الرسول فقد وضحت منها الكثير كما سبق وجاء ذكرها أيضاً مجملاً في القرآن الكريم , منها على سبيل المثال :
1- في سورة الصافات {وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ{14} وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ{15} الصافات , في تفسير الجلالين والبيضاوي والكشاف وبن كثير والقرطبي والطبري والسعدي وغيره الكثير من التفاسير كلام جميل يوضح تلك الآية ويطول المقام بذكر كل التفاسير هنا فأكتفي بنقل مجمله فقط ماجاء في الجلالين يقول : (وإذا رأوا آية) كانشقاق القمر (يستسخرون) يستهزئون بها (وقالوا) فيها (إن) ما (هذا إلا سحر مبين) .
2- في سورة القمر آية 2 -5هكذا : وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ{2} وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ{3} وَلَقَدْ جَاءهُم مِّنَ الْأَنبَاء مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ{4} حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ{5} القمر , راجع كل التفاسير لتجد هكذا : (وَإِن يَرَوْا آيَةً) كفار قريش (آيَةً) معجزة له صلى الله عليه وسلم (يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا) هذا (سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ) قوي من المرة القوة أو دائم وَكَذَّبُوا النبي صلى الله عليه وسلم (وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ) في الباطل (وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ) من الخير والشر (مُّسْتَقِرٌّ) بأهله في الجنة أو النار وقد نقلت هذا من الجلالين إختصاراً , وهذا عن أمر معجزة إنشقاق القمر فها قد جائتهم المعجزة وأنكروها وكفروا بها كما أخبر رب العزة , فكيف يجيب الله المستهزئين بتحقيق طلبهم ؟
3- في سورة آل عمران آية 68 هكذا : كَيْفَ يَهْدِي اللّهُ قَوْماً كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ{86} آل عمران . وعليك بمراجعة التفاسير لترى أن مختصر قول المفسرين والعلماء وإن كان هناك أبلغ مما نقلت بكثير ولكن أنقل أيضاً من الجلالين هكذا : (كَيْفَ) أي لا (يَهْدِي اللّهُ قَوْماً كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ) أي شهادتهم (أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَ) قد (جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ) الحجج الظاهرات والآيات البينات على صدق النبي (وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) أي الكافرين .
4- في سورة الأنعام آية 21 هكذا : وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ{21} الأنعام , في البيضاوي يقول هكذا : (أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ) كأن كذبوا بالقرآن والمعجزات وسموها سحراً , وفي الكشاف يقول : (أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ) وكذبوا بما ثبت بالحجة والبينة والبرهان الصحيح من المعجزات .
5- في سورة الأنعام آية 124 هكذا : َإِذَا جَاءتْهُمْ آيَةٌ قَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللّهِ اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ اللّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُواْ يَمْكُرُونَ{124} الأنعام , وفي التفسير الكبير يقول َإِذَا جَاءتْهُمْ آيَةٌ) أي أنهم متى ظهرت لهم معجزة قاهرة . وفي الجلالين قال : (: َإِذَا جَاءتْهُمْ) أي أهل مكة (آيَةٌ) على صدق النبي صلى الله عليه وسلم (قَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ) وفي التفسير الميسر قال : وإذا جاءت هؤلاء المشركين من أهل "مكة" حجة ظاهرة على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم, قال بعض كبرائهم: لن نصدِّق .
فأكتفي بخمسة أمثلة من القرآن الكريم كما إكتفيت بخمسة من الإنجيل وهذا بيان لكل عاقل إن كان هناك من يريد أن يعقل وبهذا تعلم أيها اللبيب أن لا حجة لهم بآي القرآن الكريم وأنهم لا يفعلون إلا أن يضلوا أنفسهم ويضلوا قومهم ولا يشعرون , وقد فعلوا كما قال السكير في بيت شعر له أنشد قائلاً
دَعِ المساجد لِلْعُبَّاد تَسْكُنْها ومِلْ بِنا إِلى خَمَّارٍ لِيَسقْينا
مَاقَالَ رَبُّكَ وِيلُ لإلي سَكْرَى بَل قَالَ وَيلٌ لِلْمُصَلْينَ
ولكننا سنقول أنه من باب عدم الإدراك أو الجهل ولن نظن فيهم غير هذا وندعوا رب العزة أن يهديهم إلى نعمة الإسلام وإلى دين الحق فإنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهذا ردنا على الشبهة وقد إستعنت فيه بالتفاسير والكتب وكتاب الجواب الصحيح للشيخ بن تيمية رحمه الله , وأهمها كتاب إظهار الحق لشيخنا رحمة الله الهندي ومن باب الأمانة أن أنسب له ما نقلت منه أو من استعنت به فهو مرجع لا غنى عنه لكل سابح في هذا الفن والقول , رحم الله علمائنا وأسكنهم فسيح جناته
شبهة سرقة الحديث من أقوال بولس
الاخوة الكرام
هذه شبهة تليقتها من أحد النصارى هذا نصها :
فى رسالة بولس الاولى الى كورنثوس اصحاح 12 ( 14 فان الجسد ايضا ليس عضوا واحدا بل اعضاء كثيرة15 ان قالت الرجل لاني لست يدا لست من الجسد افلم تكن لذلك من الجسد 16 و ان قالت الاذن لاني لست عينا لست من الجسد افلم تكن لذلك من الجسد 20 فالان اعضاء كثيرة و لكن جسد واحد26 فان كان عضو واحد يتالم فجميع الاعضاء تتالم معه و ان كان عضو واحد يكرم فجميع الاعضاء تفرح معه 27 و اما انتم فجسد المسيح و اعضاؤه افرادا )
ومن يقرا هذا الكلام يرى ان نبى الاسلام سرقه كما فى الحديث الصحيح : " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى .. صحيح مسلم 4685
وقد كتب احدهم ردا يقول فيه :
إذا كان هناك تعبير مشترك لأمر ما عند الشعوب فذلك لا يعني أن بعضهم سرق من بعض."
نتمنى ان نرى ردودا أكثر من الاخوة الكرام
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ،،
أخي الكريم،
هل حقاً يمكن أن يوصف مثل هذا الكلام بأنه شبهة؟؟!!
على كل حال سوف أتناول الكلام السابق من خلال النقاط التالية :-
أولاً : صاحب هذه الشبهة -الساذجة- قد قام بذكر أقول بولس بترتيب غريب بعد أن قام بحذف العديد من الأعداد من الإصحاح الثاني عشر من الرسالة الأولى إلى كورنثوس حيث قام بذكر الأعداد أرقام :
14
15
16
20
26
27
أي أنه قام بحذف تسعة أعداد كاملة من تلك الأقوال المنسوبة إلى بولس (1) حتى تقترب تلك الأقوال مما قاله النبي صلى الله عليه وسلم، فهذه والله شهادة بأن نبينا صلى الله عليه وسلم قد أعطى جوامع الكلم كما أخبرنا بقوله (أعطيت جوامع الكلم ..).
ثم بماذا يوصف ذلك الشخص الذي تجرأ على كتابه المقدس فحذف منه ما يشاء حتى تتشابه شتات كلمات كتابه مع ما قاله رسولنا الكريم إلا بأنه ضال مضل محرف.
ثانياً : هل يوجد لزوم عقلي يجعل تشابه النصوص –إن كان هناك تشابه- لا يكون إلا بالاقتباس؟؟
في الواقع أنا لا أدري كيف يفكر هؤلاء، فلا يوجد عاقل يمكنه القول بأن التشابه –إن كان هناك تشابه- يوجب الاقتباس، فرسولنا صلى الله عليه وسلم قد ترك لنا عشرات الآلاف من الأحاديث وكون أحد هذه الأحاديث قد يتشابه مع ما قاله غيره احتمال غير مستبعد بل هو احتمال كبير للغاية عند العقلاء.
قلت فما بالنا لو كان هذا التشابه المزعوم قد حدث بين حديث شريف وأقول قد تم جمع شتاتها من أعداد مختلفة حتى وإن كانت في نفس الإصحاح.
فالتشابه المزعزم لا يوجد فيه تطابق بوجه من الوجوه بل هو تشابه بين حديث وكلمات مشتته كما بينا.
فزعمهم السابق لا تقام به حجة عند العقلاء ولله الحمد.
ثالثاً : يعتبر وصف الأشخاص خاصة إن كان بينهم ما يجمعهم بأنهم جسد واحد من الأوصاف الشائعة للغاية، ومن أمثلة ذلك قول المسيح في وصف الزوج وزوجته بأنهما جسد واحد :
مرقس 10 : 8 ( ويكون الاثنان جسدا واحدا. إذا ليسا بعد اثنين بل جسد واحد ).
متى 19 : 6 ( إذا ليسا بعد اثنين بل جسد واحد. فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان ).
بل أن بولس نفسه قد أستخدم تعبير الجسد الواحد في مواقف أخرى مثل :
1 كورنثوس 15 : 39 ليس كل جسد جسدا واحدا بل للناس جسد واحد وللبهائم جسد آخر. وللسمك آخر وللطير آخر.
فشيوع استخدام هذا الوصف –وصف الجسد الواحد- في مواقف مختلفة يجعل القول بأن من أستخدمه لابد أن يكون قد أقتبسه من آخر مجرد حماقة لا تستحق النقاش.
رابعاً : إن كان محمد صلى الله عليه وسلم قد أقتبس هذا الحديث من كلام بولس فلابد أنه كان في حاجة إلى عشرات الآلاف من مثل هذا البولس لكي يترك لنا عشرات الآلاف من الأحاديث، بل لنا أن نخمن كم بولس يحتاجهم محمد صلى الله عليه وسلم حتى يُخرج لنا القرآن الكريم الذي أعجز الجن والأنس أن يأتوا بمثله إن كان هو كاتبه كما يدعي السفهاء.
على كل حال أكتفي بهذا القدر وإن كنت أحب أن أتحدث عن بولس نفسه وكيف أنه قد وصف نفسه بالكذب والنفاق في الكلمات المنسوبة إليه في الكتاب المقدس، ولكني أتوقف حتى لا أخرج عن نطاق الموضوع فكما يقال "لكل مقام مقال".
تحياتي.
--------------
(1) لا يوجد سند متصل للكتاب المقدس حتى نستطيع الجزم بأن كلمات الكتاب المقدس المنسوبة إلى بولس هي فعلاً من كتابته.
================
البشارة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة و الإنجيل
(و مبشّرا برسول يأت من بعدى اسمه أحمد)
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
1- مباركة إسماعيل عليه السلام
سفر التكوين الإصحاح 17 : 20 (( وأما إسماعيل فَقَدْ سَمِعْتُ لَكَ فِيهِ. هَا أنا أباركه وَاثْمِرُهُ وأكثره كَثِيرا جِدّا. اثْنَيْ عَشَرَ رَئِيسا يَلِدُ وَاجْعَلُهُ امَّةً كَبِيرَةً )).
سفر التكوين الإصحاح 21 : 13 ((وَابْنُ الْجَارِيَةِ أيضا سأجعله امَّةً لأنه نَسْلُكَ ))
"ابن الجارية" إسماعيل عليه السلام "سأجعله أمة" أمة الإسلام
محمد صلى الله عليه وسلم هو النبي الوحيد من نسل إسماعيل عليه السلام
2- من هو شيلون :
سفر التكوين الإصحاح 49 : 10-12 ((لا يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ حَتَّى يأتي شِيلُونُ وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ.11 رَابِطا بِالْكَرْمَةِ جَحْشَهُ وَبِالْجَفْنَةِ ابْنَ أتانه. غَسَلَ بِالْخَمْرِ لِبَاسَهُ وَبِدَمِ الْعِنَبِ ثَوْبَهُ 12 مُسْوَدُّ الْعَيْنَيْنِ مِنَ الْخَمْرِ وَمُبْيَضُّ الأسنان مِنَ اللَّبَنِ )).
"شيلون" كلمة عبرية الأصل تعني "المرسل"
وباليونانية تعني "الذي له الكل"
وبالسريانية تعني " الذي هو له "
وباللاتينية تعني " الذي سيرسل "
من الواضح أنها تدل على شخص وليس المكان الذي في سفر ارمياء الإصحاح 7 : 12ومواقع أخرى (( لَكِنِ اذْهَبُوا إِلَى مَوْضِعِي الَّذِي فِي شِيلُوهَ الَّذِي أَسْكَنْتُ فِيهِ اسْمِي أَوَّلاً وَانْظُرُوا مَا صَنَعْتُ بِهِ مِنْ أَجْلِ شَرِّ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ. ))
لا تنطبق على موسى u فقد كان أول من نظم أسباط بني إسرائيل الاثني عشر ولم يظهر قبله أي نبي أو ملك من سبط يهوذا
ولا تنطبق على داود عليه السلام فقد كان أول ملك نبي ينحدر من سبط يهوذا ولا تنطبق على المسيح عليه السلام لأنه نفسه رفض الفكرة القائلة بأن المسيح عليه السلام الذي كانت تنتظره بنو إسرائيل كان أحد أبناء داود عليه السلام كما في :-
إنجيل متى الإصحاح 22 : 41-45 ((وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ:42 «مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ» 43 قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: 44 قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ 45 فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» )) .
وفي إنجيل لوقا الإصحاح 20 : 41-44 ((وَقَالَ لَهُمْ: «كَيْفَ يَقُولُونَ إِنَّ الْمَسِيحَ ابْنُ دَاوُدَ 42 وَدَاوُدُ نَفْسُهُ يَقُولُ فِي كِتَابِ الْمَزَامِيرِ: قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي 43 حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ. 44 فَإِذاً دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً. فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟».))
كما أن المسيح عليه السلام لم يترك قانوناً مكتوباً ولم يكن ملكاً
لقد انقرض سبط يهوذا منذ مئات السنين فأين شيلون إذن ؟
3- نبوءة موسى عن النبي المماثل له :
سفر التثنية الإصحاح 18 : 15 (( «يُقِيمُ لكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيّاً مِنْ وَسَطِكَ مِنْ إِخْوَتِكَ مِثْلِي. لهُ تَسْمَعُونَ.))
وجاء مثلها أيضاً في أعمال الرسل الإصحاح 3 : 22
(( فَإِنَّ مُوسَى قَالَ لِلآبَاءِ: إِنَّ نَبِيّاً مِثْلِي سَيُقِيمُ لَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ مِنْ إِخْوَتِكُمْ. لَهُ تَسْمَعُونَ فِي كُلِّ مَا يُكَلِّمُكُمْ بِهِ. 23 وَيَكُونُ أَنَّ كُلَّ نَفْسٍ لاَ تَسْمَعُ لِذَلِكَ النَّبِيِّ تُبَادُ مِنَ الشَّعْبِ. 24 وَجَمِيعُ الأَنْبِيَاءِ أَيْضاً مِنْ صَمُوئِيلَ فَمَا بَعْدَهُ جَمِيعُ الَّذِينَ تَكَلَّمُوا سَبَقُوا وَأَنْبَأُوا بِهَذِهِ الأَيَّامِ.))
وفي أعمال الرسل الإصحاح 7 : 37
((«هَذَا هُوَ مُوسَى الَّذِي قَالَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: نَبِيّاً مِثْلِي سَيُقِيمُ لَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ مِنْ إِخْوَتِكُمْ. لَهُ تَسْمَعُونَ.))
"من وسطك" يهود المدينة المنورة حيث أسس محمد صلى الله عليه وسلم أول دولة إسلامية
"إخوتك" العرب فهم أبناء إسماعيل عليه السلام أخ إسحق عليه السلام كما في سفر التكوين الإصحاح 16 : 12
لو كان المقصود من بني إسرائيل لقال "منكم"
"مثلي" تنطبق على محمد صلى الله عليه وسلم لأن كلاً من موسى ومحمد عليهما الصلاة السلام :-
-له أب وأم وليس لعيسى عليه السلام أب
-ولادتهما طبيعية أي بوجود زوج وزوجة بينما ولد عيسى عليه السلام بكلمة من الله سبحانه وتعالى
-تزوجا وأنجبا بينما عيسى عليه السلام لم يتزوج أو ينجب
-كلاهما نبي وحاكم أما المسيح عليه السلام فلم يأت بشريعة جديدة ولم يحكم قومه
-كلاهما مات ميتة طبيعية ودُفنا في الأرض بينما رفع عيسى عليه السلام
-على النصارى أن يضيفوا إلى ذلك زعمهم ألوهية المسيح عليه السلام (أستغفر الله العظيم)
ولا تنطبق على يوشع كما يدعي أهل الكتاب لأنه عاش زمن موسى
ولا تنطبق على عيسى عليه السلام رغم زعم كتاب الإنجيل أنه قال ذلك في يوحنا 5 : 46 فقد جاء في سفر التثنية الإصحاح 34 : 10 "لم يقم بعد نبي في إسرائيل مثل موسى"
4- نبوءة موسى عن النبي المماثل له :
سفر التثنية الإصحاح 18 : 18-22
((أُقِيمُ لهُمْ نَبِيّاً مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلكَ وَأَجْعَلُ كَلامِي فِي فَمِهِ فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ.19 وَيَكُونُ أَنَّ الإِنْسَانَ الذِي لا يَسْمَعُ لِكَلامِي الذِي يَتَكَلمُ بِهِ بِاسْمِي أَنَا أُطَالِبُهُ 20 وَأَمَّا النَّبِيُّ الذِي يُطْغِي فَيَتَكَلمُ بِاسْمِي كَلاماً لمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلمَ بِهِ أَوِ الذِي يَتَكَلمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى فَيَمُوتُ ذَلِكَ النَّبِيُّ 21 وَإِنْ قُلتَ فِي قَلبِكَ: كَيْفَ نَعْرِفُ الكَلامَ الذِي لمْ يَتَكَلمْ بِهِ الرَّبُّ؟ 22 فَمَا تَكَلمَ بِهِ النَّبِيُّ بِاسْمِ الرَّبِّ وَلمْ يَحْدُثْ وَلمْ يَصِرْ فَهُوَ الكَلامُ الذِي لمْ يَتَكَلمْ بِهِ الرَّبُّ بَل بِطُغْيَانٍ تَكَلمَ بِهِ النَّبِيُّ فَلا تَخَفْ مِنْهُ».))
"مثلك" لا تنطبق على عيسى عليه السلام فهو ليس كموسى كما سبق ذكره
"إخوتهم" العرب كما سبق ذكره
"أجعل كلامي في فمه" القرآن الكريم كلام الله سبحانه وتعالى
"بكل ما أوصيه به" الشريعة الإسلامية
"ويكون أن الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي أنا أطالبه" وجوب إتباع محمد صلى الله عليه وسلم وعقاب من لا يفعل ذلك
"يتكلم به باسمي" تبدأ كل سورة في القرآن الكريم باسم الله الرحمن الرحيم
"فما تكلم به النبي باسم الرب ولم يحدث ولم يصر فهو الكلام الذي لم يتكلم به الرب بل بطغيان تكلم به النبي فلا تخف منه" لقد أثبتت الاكتشافات العلمية العديد من المعجزات في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة كما تحققت معظم نبوآت محمد صلى الله عليه وسلم وسيتحقق باقيها مع مرور الزمن إن شاء الله تعالى
رفض اليهود الاعتراف بالمسيح وبمحمد عليهما الصلاة والسلام وبذلك لم يتحقق وعد الله سبحانه وتعالى بزعمهم وما زالوا ينتظرون
5- أغيظهم بما ليس شعبا:
سفر التثنية الإصحاح 32 : 21
(( هُمْ أَغَارُونِي بِمَا ليْسَ إِلهاً أَغَاظُونِي بِأَبَاطِيلِهِمْ. فَأَنَا أُغِيرُهُمْ بِمَا ليْسَ شَعْباً بِأُمَّةٍ غَبِيَّةٍ أُغِيظُهُمْ.))
وجاء مثلها أيضاً في رومية 10 : 19
((لَكِنِّي أَقُولُ: أَلَعَلَّ إِسْرَائِيلَ لَمْ يَعْلَمْ؟ أَوَّلاً مُوسَى يَقُولُ: «أَنَا أُغِيرُكُمْ بِمَا لَيْسَ أُمَّةً. بِأُمَّةٍ غَبِيَّةٍ أُغِيظُكُمْ».))
"بما ليس شعباً " كان العرب قبل الإسلام قبائل متفرقة
"أمة غبية" العرب في الجاهلية وليس اليونانيين فقد كانوا ذوي علوم وفنون كما ثبت في كتب التاريخ
6- جاء الرب من سيناء:
سفر التثنية الإصحاح 33 : 2-3
((فَقَال: «جَاءَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ وَأَشْرَقَ لهُمْ مِنْ سَعِيرَ وَتَلأْلأَ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ وَأَتَى مِنْ رَبَوَاتِ القُدْسِ وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ شَرِيعَةٍ لهُمْ.3 فَأَحَبَّ الشَّعْبَ. جَمِيعُ قِدِّيسِيهِ فِي يَدِكَ وَهُمْ جَالِسُونَ عِنْدَ قَدَمِكَ يَتَقَبَّلُونَ مِنْ أَقْوَالِكَ.
))
"الرب" تعني كلمة الله سبحانه وتعالى أو أمره
أحياناً يقول الله سبحانه وتعالى أنا أفعل مع أنه أناب بشراً للقيام بالعمل كما في التثنية 32 : 41-42
((إِذَا سَنَنْتُ سَيْفِي البَارِقَ وَأَمْسَكَتْ بِالقَضَاءِ يَدِي أَرُدُّ نَقْمَةً عَلى أَضْدَادِي وَأُجَازِي مُبْغِضِيَّ.
42 أُسْكِرُ سِهَامِي بِدَمٍ وَيَأْكُلُ سَيْفِي لحْماً. بِدَمِ القَتْلى وَالسَّبَايَا وَمِنْ رُؤُوسِ قُوَّادِ العَدُوِّ.))
"سيناء" صحراء في مصر وهي مكان تلقي موسى عليه السلام للتوراة
"ساعير" جبال في فلسطين حيث تلقى عيسى عليه السلام الإنجيل
"فاران" مكة المكرمة حيث سكن إسماعيل عليه السلام وأمه كما في سفر التكوين الإصحاح 21 : 21
ولم يكن لبني إسرائيل أية علاقة بها وهي مكان تلقي محمد صلى الله عليه وسلم أجزاء من القرآن الكريم
"نار شريعة" الإسلام وهو الوحيد في الجزيرة العربية
"القديس" تعني المؤمن كما في رسالة بولس إلى أهل فيليبي الإصحاح 1 : 1
"أقوالك" القرآن الكريم
7- وادي البكاء :
المزمور 84 : 4-7
((طُوبَى لِلسَّاكِنِينَ فِي بَيْتِكَ أَبَداً يُسَبِّحُونَكَ. سِلاَهْ. 5 طُوبَى لِأُنَاسٍ عِزُّهُمْ بِكَ. طُرُقُ بَيْتِكَ فِي قُلُوبِهِمْ .6 عَابِرِينَ فِي وَادِي الْبُكَاءِ يُصَيِّرُونَهُ يَنْبُوعاً. أَيْضاً بِبَرَكَاتٍ يُغَطُّونَ مُورَةَ. 7 يَذْهَبُونَ مِنْ قُوَّةٍ إِلَى قُوَّةٍ. يُرَوْنَ قُدَّامَ اللهِ فِي صِهْيَوْنَ. ))
"بيتك" المسجد الحرام
" وادي البكاء " إن بكة اسم آخر لمكة المكرمة كما ورد في القرآن الكريم
"يصيرونه ينبوعا" بئر زمزم
8- أحمد :
نشيد الإنشاد الإصحاح 5 : 10-16
((حَبِيبِي أَبْيَضُ وَأَحْمَرُ. مُعْلَمٌ بَيْنَ رَبْوَةٍ..... 16 حَلْقُهُ حَلاَوَةٌ وَكُلُّهُ مُشْتَهَيَاتٌ. هَذَا حَبِيبِي وَهَذَا خَلِيلِي يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ ))
"معلم بين ربوة" كان على ظهر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم علامة ختم النبوة
"مشتهيات" المعنى العبري الأصلي لكلمة مشهيات " أحمد"
9- وحي من جهة بلاد العرب :
سفر إشعياء الإصحاح 21 : 7-17
((فَرَأَى رُكَّاباً أَزْوَاجَ فُرْسَانٍ. رُكَّابَ حَمِيرٍ. رُكَّابَ جِمَالٍ. فَأَصْغَى إِصْغَاءً شَدِيداً 8 ثُمَّ صَرَخَ كَأَسَدٍ: «أَيُّهَا السَّيِّدُ أَنَا قَائِمٌ عَلَى الْمَرْصَدِ دَائِماً فِي النَّهَارِ وَأَنَا وَاقِفٌ عَلَى الْمَحْرَسِ كُلَّ اللَّيَالِي. 9 وَهُوَذَا رُكَّابٌ مِنَ الرِّجَالِ. أَزْوَاجٌ مِنَ الْفُرْسَانِ». فَأَجَابَ: «سَقَطَتْ سَقَطَتْ بَابِلُ وَجَمِيعُ تَمَاثِيلِ آلِهَتِهَا الْمَنْحُوتَةِ كَسَّرَهَا إِلَى الأَرْضِ». 10 يَا دِيَاسَتِي وَبَنِي بَيْدَرِي. مَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ أَخْبَرْتُكُمْ بِهِ. 11 وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ دُومَةَ: صَرَخَ إِلَيَّ صَارِخٌ مِنْ سَعِيرَ: «يَا حَارِسُ مَا مِنَ اللَّيْلِ؟ يَا حَارِسُ مَا مِنَ اللَّيْلِ؟» 12 قَالَ الْحَارِسُ: «أَتَى صَبَاحٌ وَأَيْضاً لَيْلٌ. إِنْ كُنْتُمْ تَطْلُبُونَ فَاطْلُبُوا. ارْجِعُوا تَعَالُوا». 13 وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بِلاَدِ الْعَرَبِ: فِي الْوَعْرِ فِي بِلاَدِ الْعَرَبِ تَبِيتِينَ يَا قَوَافِلَ الدَّدَانِيِّينَ. 14 هَاتُوا مَاءً لِمُلاَقَاةِ الْعَطْشَانِ يَا سُكَّانَ أَرْضِ تَيْمَاءَ. وَافُوا الْهَارِبَ بِخُبْزِهِ. 15 فَإِنَّهُمْ مِنْ أَمَامِ السُّيُوفِ قَدْ هَرَبُوا. مِنْ أَمَامِ السَّيْفِ الْمَسْلُولِ وَمِنْ أَمَامِ الْقَوْسِ الْمَشْدُودَةِ وَمِنْ أَمَامِ شِدَّةِ الْحَرْبِ. 16 فَإِنَّهُ هَكَذَا قَالَ لِي السَّيِّدُ: «فِي مُدَّةِ سَنَةٍ كَسَنَةِ الأَجِيرِ يَفْنَى كُلُّ مَجْدِ قِيدَار 17 وَبَقِيَّةُ عَدَدِ قِسِيِّ أَبْطَالِ بَنِي قِيدَارَ تَقِلُّ لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَكَلَّمَ».))
"ركاب حمير ركاب جمال" وصف قافلة للعرب
من الطريف أن النصارى يفسرون "ركاب الحمير" على أنها ترمز إلى دخول عيسى عليه السلام القدس. وهو يركب حمارين معاً كما في إنجيل متى الإصحاح 21 : 1-7 !
"وحي من جهة بلاد العرب في الوعر في بلاد العرب" نبوة محمد صلى الله عليه وسلم الوحيدة في بلاد العرب
"العطشان والهارب بخبزه" هو صلى الله عليه وسلم عندما هاجر من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة
"فإنهم من أمام السيوف قد هربوا " أمر الله سبحانه وتعالى رسوله بالهجرة من مكة إلى المدينة هرباً من بطش قريش عندما تسلحوا بسيوفهم وحاصروا بيته لقتله ولكن الله سبحانه وتعالى نجاه منهم
"يا سكان أرض تيماء" مدينة في المملكة العربية السعودية تقع شمال المدينة المنورة وقد كان يسكنها اليهود وهذا أمر من الله سبحانه وتعالى لهم بإتباع محمد صلى الله عليه وسلم
" في مدة سنة كسنة الأجير يفنى كل مجد قيدار " لقد حدثت معركة بدر الكبرى وقد نصر الله سبحانه وتعالى فيها محمد صلى الله عليه وسلم في العام الثاني للهجرة وكانت بداية فناء أمجاد قيدار الجاهلية واعتنق جميعهم الإسلام فيما بعد
"وبقية عدد قسي أبطال بني قيدار تقل" لقد قُتل 70 من صناديد قريش يوم بدر
10- أو يُدفع الكتاب لمن لا يعرف الكتابة :
سفر إشعياء الإصحاح 29 : 12
((أَوْ يُدْفَعُ الْكِتَابُ لِمَنْ لاَ يَعْرِفُ الْكِتَابَةَ وَيُقَالُ لَهُ: «اقْرَأْ هَذَا» فَيَقُولُ: « لاَ أَعْرِفُ الْكِتَابَةَ».))
" أو يُدفع الكتاب لمن لا يعرف الكتاب ويقال له اقرأ هذا فيقول لا أعرف الكتابة "
نزل جبريل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وسلم في غار حراء لأول مرة وأمره بالقراءة مكرراً ذلك ثلاث مرات ومحمد صلى الله عليه وسلم يجيب في كل مرة " ما أنا بقارىء " فضمه جبريل عليه السلام قائلاً : "اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق " هذه بداية أول سورة نزلت من القرآن الكريم
11- الأغنية الجديدة في قيدار :
سفر إشعياء الإصحاح 42 : 10-17
((غَنُّوا لِلرَّبِّ أُغْنِيَةً جَدِيدَةً تَسْبِيحَهُ مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ. أَيُّهَا الْمُنْحَدِرُونَ فِي الْبَحْرِ وَمِلْؤُهُ وَالْجَزَائِرُ وَسُكَّانُهَا 11 لِتَرْفَعِ الْبَرِّيَّةُ وَمُدُنُهَا صَوْتَهَا الدِّيَارُ الَّتِي سَكَنَهَا قِيدَارُ. لِتَتَرَنَّمْ سُكَّانُ سَالِعَ. مِنْ رُؤُوسِ الْجِبَالِ لِيَهْتِفُوا. 12 لِيُعْطُوا الرَّبَّ مَجْداً وَيُخْبِرُوا بِتَسْبِيحِهِ فِي الْجَزَائِرِ. 13 الرَّبُّ كَالْجَبَّارِ يَخْرُجُ. كَرَجُلِ حُرُوبٍ يُنْهِضُ غَيْرَتَهُ. يَهْتِفُ وَيَصْرُخُ وَيَقْوَى عَلَى أَعْدَائِهِ. 14 قَدْ صَمَتُّ مُنْذُ الدَّهْرِ. سَكَتُّ. تَجَلَّدْتُ. كَالْوَالِدَةِ أَصِيحُ. أَنْفُخُ وَأَنْخِرُ مَعاً. 15 أَخْرِبُ الْجِبَالَ وَالآكَامَ وَأُجَفِّفُ كُلَّ عُشْبِهَا وَأَجْعَلُ الأَنْهَارَ يَبَساً وَأُنَشِّفُ الآجَامَ 16 وَأُسَيِّرُ الْعُمْيَ فِي طَرِيقٍ لَمْ يَعْرِفُوهَا. فِي مَسَالِكَ لَمْ يَدْرُوهَا أُمَشِّيهِمْ. أَجْعَلُ الظُّلْمَةَ أَمَامَهُمْ نُوراً وَالْمُعْوَجَّاتِ مُسْتَقِيمَةً. هَذِهِ الأُمُورُ أَفْعَلُهَا وَلاَ أَتْرُكُهُمْ. 17 قَدِ ارْتَدُّوا إِلَى الْوَرَاءِ. يَخْزَى خِزْياً الْمُتَّكِلُونَ عَلَى الْمَنْحُوتَاتِ الْقَائِلُونَ لِلْمَسْبُوكَاتِ: «أَنْتُنَّ آلِهَتُنَا!» ))
"أغنية جديدة" القرآن الكريم
"من أقصى الأرض" مكة المكرمة
"المنحدرون في البحر و…." الحجاج
"لترفع البرية ومدنها صوتها الديار التي سكنها قيدار" الديار هي مكة المكرمة
" قيدار" من نسل إسماعيل عليه السلام وهو الجد الأعظم لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم التكوين الإصحاح 25 : 13 ((وَهَذِهِ أسماء بَنِي إسماعيل بأسمائهم حَسَبَ مَوَالِيدِهِمْ: نَبَايُوتُ بِكْرُ إسماعيل وَقِيدَارُ وَادَبْئِيلُ وَمِبْسَامُ )) .
"سالع" جبل في المدينة المنورة
"من رؤوس الجبال يصيحون" تلبية الحجاج وتكبيرهم على جبل عرفات
"ليعطوا الرب مجداً ويخبروا بتسبيحه في الجزائر" الأذان
"الرب كالجبار يخرج" الجهاد
أحياناً يقول الله سبحانه وتعالى أنا أفعل مع أنه أناب بشراً للقيام بالعمل كما في التثنية 32 : 41-42
كما أن "الرب" تعني المعلم كما في يوحنا الإصحاح 1 : 38 وهو محمد صلى الله عليه وسلم
"وأسير العمي في طريق لم يعرفوها" كان العرب في الجاهلية كالعميان لا يميزون الصح من الخطأ إلى أن أرسل الله سبحانه وتعالى لهم محمد صلى الله عليه وسلم كما وعد في سفر التكوين الإصحاح 21 : 13
"أجعل الظلمة أمامهم نوراً والمعوجات مستقيمة" نقل الإسلام العرب من ظلمات الجهل إلى الطريق المستقيم
"يخزى خزياً المتكلون على المنحوتات القائلون للمسبوكات أنتن آلهتنا" كان العرب في الجاهلية يصنعون الأصنام ويعبدونها وقد عاقبهم الله سبحانه وتعالى فحطمها محمد صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة
12- المسيح كورش :
سفر إشعياء الإصحاح 45 : 1-3
((هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ لِمَسِيحِهِ لِكُورَشَ الَّذِي أَمْسَكْتُ بِيَمِينِهِ لأَدُوسَ أَمَامَهُ أُمَماً وَأَحْقَاءَ مُلُوكٍ أَحُلُّ. لأَفْتَحَ أَمَامَهُ الْمِصْرَاعَيْنِ وَالأَبْوَابُ لاَ تُغْلَقُ: 2 «أَنَا أَسِيرُ قُدَّامَكَ وَالْهِضَابَ أُمَهِّدُ. أُكَسِّرُ مِصْرَاعَيِ النُّحَاسِ وَمَغَالِيقَ الْحَدِيدِ أَقْصِفُ. 3 وَأُعْطِيكَ ذَخَائِرَ الظُّلْمَةِ وَكُنُوزَ الْمَخَابِئِ لِتَعْرِفَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ الَّذِي يَدْعُوكَ بِاسْمِكَ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ.))
لقد فتح الله سبحانه وتعالى الدول أمام محمد صلى الله عليه وسلم وأتباعه وإن كل مكان في العالم مفتوح أمام الإسلام . أما ملك الفرس كورش فقد كان وثنياً فكيف يكون مسيحاً لله ؟ كما أن دولة الفرس اعتنقت الإسلام
كلمة مسيح تعني تعيين شخص لأداء مهمة كما في صموئيل الثاني الإصحاح 2 : 7
((وَالآنَ فَلْتَتَشَدَّدْ أَيْدِيكُمْ وَكُونُوا ذَوِي بَأْسٍ، لأَنَّهُ قَدْ مَاتَ سَيِّدُكُمْ شَاوُلُ، وَإِيَّايَ مَسَحَ بَيْتُ يَهُوذَا مَلِكاً عَلَيْهِمْ»))
13- بنو العاقر وبنو المستوحشة :
سفر إشعياء الإصحاح 54 : كله
((تَرَنَّمِي أَيَّتُهَا الْعَاقِرُ الَّتِي لَمْ تَلِدْ. أَشِيدِي بِالتَّرَنُّمِ أَيَّتُهَا الَّتِي لَمْ تَمْخَضْ لأَنَّ بَنِي الْمُسْتَوْحِشَةِ أَكْثَرُ مِنْ بَنِي ذَاتِ الْبَعْلِ قَالَ الرَّبُّ. 2 أَوْسِعِي مَكَانَ خَيْمَتِكِ وَلْتُبْسَطْ شُقَقُ مَسَاكِنِكِ. لاَ تُمْسِكِي. أَطِيلِي أَطْنَابَكِ وَشَدِّدِي أَوْتَادَكِ. 3 لأَنَّكِ تَمْتَدِّينَ إِلَى الْيَمِينِ وَإِلَى الْيَسَارِ وَيَرِثُ نَسْلُكِ أُمَماً وَيُعَمِّرُ مُدُناً خَرِبَةً. 4 لاَ تَخَافِي لأَنَّكِ لاَ تَخْزِينَ وَلاَ تَخْجَلِي لأَنَّكِ لاَ تَسْتَحِينَ. فَإِنَّكِ تَنْسِينَ خِزْيَ صَبَاكِ وَعَارُ تَرَمُّلِكِ لاَ تَذْكُرِينَهُ بَعْدُ. 5 لأَنَّ بَعْلَكِ هُوَ صَانِعُكِ رَبُّ الْجُنُودِ اسْمُهُ وَوَلِيُّكِ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ. إِلَهَ كُلِّ الأَرْضِ يُدْعَى. 6 لأَنَّهُ كَامْرَأَةٍ مَهْجُورَةٍ وَمَحْزُونَةِ الرُّوحِ دَعَاكِ الرَّبُّ وَكَزَوْجَةِ الصِّبَا إِذَا رُذِلَتْ قَالَ إِلَهُكِ. 7 لُحَيْظَةً تَرَكْتُكِ وَبِمَرَاحِمَ عَظِيمَةٍ سَأَجْمَعُكِ. 8 بِفَيَضَانِ الْغَضَبِ حَجَبْتُ وَجْهِي عَنْكِ لَحْظَةً وَبِإِحْسَانٍ أَبَدِيٍّ أَرْحَمُكِ قَالَ وَلِيُّكِ الرَّبُّ. 9 لأَنَّهُ كَمِيَاهِ نُوحٍ هَذِهِ لِي. كَمَا حَلَفْتُ أَنْ لاَ تَعْبُرَ بَعْدُ مِيَاهُ نُوحٍ عَلَى الأَرْضِ هَكَذَا حَلَفْتُ أَنْ لاَ أَغْضَبَ عَلَيْكِ وَلاَ أَزْجُرَكِ. 10 فَإِنَّ الْجِبَالَ تَزُولُ وَالآكَامَ تَتَزَعْزَعُ أَمَّا إِحْسَانِي فَلاَ يَزُولُ عَنْكِ وَعَهْدُ سَلاَمِي لاَ يَتَزَعْزَعُ قَالَ رَاحِمُكِ الرَّبُّ. 11 أَيَّتُهَا الذَّلِيلَةُ الْمُضْطَرِبَةُ غَيْرُ الْمُتَعَزِّيَةِ هَئَنَذَا أَبْنِي بِالأُثْمُدِ حِجَارَتَكِ وَبِالْيَاقُوتِ الأَزْرَقِ أُؤَسِّسُكِ . 12 وَأَجْعَلُ شُرَفَكِ يَاقُوتاً وَأَبْوَابَكِ حِجَارَةً بَهْرَمَانِيَّةً وَكُلَّ تُخُومِكِ حِجَارَةً كَرِيمَةً . 13 وَكُلَّ بَنِيكِ تَلاَمِيذَ الرَّبِّ وَسَلاَمَ بَنِيكِ كَثِيراً. 14 بِالْبِرِّ تُثَبَّتِينَ بَعِيدَةً عَنِ الظُّلْمِ فَلاَ تَخَافِينَ وَعَنِ الاِرْتِعَابِ فَلاَ يَدْنُو مِنْكِ. 15 هَا إِنَّهُمْ يَجْتَمِعُونَ اجْتِمَاعاً لَيْسَ مِنْ عِنْدِي. مَنِ اجْتَمَعَ عَلَيْكِ فَإِلَيْكِ يَسْقُطُ. 16 هَئَنَذَا قَدْ خَلَقْتُ الْحَدَّادَ الَّذِي يَنْفُخُ الْفَحْمَ فِي النَّارِ وَيُخْرِجُ آلَةً لِعَمَلِهِ وَأَنَا خَلَقْتُ الْمُهْلِكَ لِيَخْرِبَ. 17 كُلُّ آلَةٍ صُوِّرَتْ ضِدَّكِ لاَ تَنْجَحُ وَكُلُّ لِسَانٍ يَقُومُ عَلَيْكِ فِي الْقَضَاءِ تَحْكُمِينَ عَلَيْهِ. هَذَا هُوَ مِيرَاثُ عَبِيدِ الرَّبِّ وَبِرُّهُمْ مِنْ عِنْدِي يَقُولُ الرَّبُّ. ))
" العاقر" مكة المكرمة لعدم ظهور نبي فيها بعد إسماعيل عليه السلام
"بنو المستوحشة" هم أولاد هاجر عليها السلام كما في سفر التكوين الإصحاح 16 : 11-12
((وَقَالَ لَهَا مَلاكُ الرَّبِّ: «هَا انْتِ حُبْلَى فَتَلِدِينَ ابْنا وَتَدْعِينَ اسْمَهُ إسماعيل لانَّ الرَّبَّ قَدْ سَمِعَ لِمَذَلَّتِكِ. 12 وَانَّهُ يَكُونُ إنسانا وَحْشِيّا يَدُهُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ وَيَدُ كُلِّ وَاحِدٍ عَلَيْهِ وأمام جَمِيعِ إخوته يَسْكُنُ».))
"بنو ذات رجل" هم أولاد سارة عليها السلام
"ويرث نسلك أمماً" الفتوحات الإسلامية
الجمل من 4-16 استمرار الأمن والإسلام في مكة المكرمة
"كل آلة صورت ضدك لا تنجح" حماية مكة المكرمة كما حدث لأبرهة الأشرم حين غزاها فهزمه الله سبحانه وتعالى
14- نبي السلام :
ارمياء الإصحاح 28 : 9
((النَّبِيُّ الَّذِي تَنَبَّأَ بِالسَّلاَمِ فَعِنْدَ حُصُولِ كَلِمَةِ النَّبِيِّ عُرِفَ ذَلِكَ النَّبِيُّ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَرْسَلَهُ حَقّاً].))
"تنبأ بالسلام" محمد صلى الله عليه وسلم دعا للإسلام وقد نجحت دعوته وانتشر الإسلام
15- نبوءة دانيال تعبيرا لرؤيا نبوخذ نصر:
سفر دانيال الإصحاح 2 : 31-45
(([أَنْتَ أَيُّهَا الْمَلِكُ كُنْتَ تَنْظُرُ وَإِذَا بِتِمْثَالٍ عَظِيمٍ. هَذَا التِّمْثَالُ الْعَظِيمُ الْبَهِيُّ جِدّاً وَقَفَ قُبَالَتَكَ وَمَنْظَرُهُ هَائِلٌ.
32 رَأْسُ هَذَا التِّمْثَالِ مِنْ ذَهَبٍ جَيِّدٍ. صَدْرُهُ وَذِرَاعَاهُ مِنْ فِضَّةٍ. بَطْنُهُ وَفَخْذَاهُ مِنْ نُحَاسٍ. 33 سَاقَاهُ مِنْ حَدِيدٍ. قَدَمَاهُ بَعْضُهُمَا مِنْ حَدِيدٍ وَالْبَعْضُ مِنْ خَزَفٍ. 34 كُنْتَ تَنْظُرُ إِلَى أَنْ قُطِعَ حَجَرٌ بِغَيْرِ يَدَيْنِ فَضَرَبَ التِّمْثَالَ عَلَى قَدَمَيْهِ اللَّتَيْنِ مِنْ حَدِيدٍ وَخَزَفٍ فَسَحَقَهُمَا. 35 فَانْسَحَقَ حِينَئِذٍ الْحَدِيدُ وَالْخَزَفُ وَالنُّحَاسُ وَالْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ مَعاً وَصَارَتْ كَعُصَافَةِ الْبَيْدَرِ فِي الصَّيْفِ فَحَمَلَتْهَا الرِّيحُ فَلَمْ يُوجَدْ لَهَا مَكَانٌ. أَمَّا الْحَجَرُ الَّذِي ضَرَبَ التِّمْثَالَ فَصَارَ جَبَلاً كَبِيراً وَمَلَأَ الأَرْضَ كُلَّهَا. 36 هَذَا هُوَ الْحُلْمُ. فَنُخْبِرُ بِتَعْبِيرِهِ قُدَّامَ الْمَلِكِ: 37 [أَنْتَ أَيُّهَا الْمَلِكُ مَلِكُ مُلُوكٍ لأَنَّ إِلَهَ السَّمَاوَاتِ أَعْطَاكَ مَمْلَكَةً وَاقْتِدَاراً وَسُلْطَاناً وَفَخْراً. 38 وَحَيْثُمَا يَسْكُنُ بَنُو الْبَشَرِ وَوُحُوشُ الْبَرِّ وَطُيُورُ السَّمَاءِ دَفَعَهَا لِيَدِكَ وَسَلَّطَكَ عَلَيْهَا جَمِيعِهَا. فَأَنْتَ هَذَا الرَّأْسُ مِنْ ذَهَبٍ. 39 وَبَعْدَكَ تَقُومُ مَمْلَكَةٌ أُخْرَى أَصْغَرُ مِنْكَ وَمَمْلَكَةٌ ثَالِثَةٌ أُخْرَى مِنْ نُحَاسٍ فَتَتَسَلَّطُ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ. 40 وَتَكُونُ مَمْلَكَةٌ رَابِعَةٌ صَلِبَةٌ كَالْحَدِيدِ لأَنَّ الْحَدِيدَ يَدُقُّ وَيَسْحَقُ كُلَّ شَيْءٍ. وَكَالْحَدِيدِ الَّذِي يُكَسِّرُ تَسْحَقُ وَتُكَسِّرُ كُلَّ هَؤُلاَءِ. 41 وَبِمَا رَأَيْتَ الْقَدَمَيْنِ وَالأَصَابِعَ بَعْضُهَا مِنْ خَزَفٍ وَالْبَعْضُ مِنْ حَدِيدٍ فَالْمَمْلَكَةُ تَكُونُ مُنْقَسِمَةً وَيَكُونُ فِيهَا قُوَّةُ الْحَدِيدِ مِنْ حَيْثُ إِنَّكَ رَأَيْتَ الْحَدِيدَ مُخْتَلِطاً بِخَزَفِ الطِّينِ.42
وَأَصَابِعُ الْقَدَمَيْنِ بَعْضُهَا مِنْ حَدِيدٍ وَالْبَعْضُ مِنْ خَزَفٍ فَبَعْضُ الْمَمْلَكَةِ يَكُونُ قَوِيّاً وَالْبَعْضُ قَصِماً. 43 وَبِمَا رَأَيْتَ الْحَدِيدَ مُخْتَلِطاً بِخَزَفِ الطِّينِ فَإِنَّهُمْ يَخْتَلِطُونَ بِنَسْلِ النَّاسِ وَلَكِنْ لاَ يَتَلاَصَقُ هَذَا بِذَاكَ كَمَا أَنَّ الْحَدِيدَ لاَ يَخْتَلِطُ بِالْخَزَفِ. 44 وَفِي أَيَّامِ هَؤُلاَءِ الْمُلُوكِ يُقِيمُ إِلَهُ السَّمَاوَاتِ مَمْلَكَةً لَنْ تَنْقَرِضَ أَبَداً وَمَلِكُهَا لاَ يُتْرَكُ لِشَعْبٍ آخَرَ وَتَسْحَقُ وَتُفْنِي كُلَّ هَذِهِ الْمَمَالِكِ وَهِيَ تَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ. 45 لأَنَّكَ رَأَيْتَ أَنَّهُ قَدْ قُطِعَ حَجَرٌ مِنْ جَبَلٍ لاَ بِيَدَيْنِ فَسَحَقَ الْحَدِيدَ وَالنُّحَاسَ وَالْخَزَفَ وَالْفِضَّةَ وَالذَّهَبَ. اللَّهُ الْعَظِيمُ قَدْ عَرَّفَ الْمَلِكَ مَا سَيَأْتِي بَعْدَ هَذَا. الْحُلْمُ حَقٌّ وَتَعْبِيرُهُ يَقِينٌ].))
"الحجر الذي قطع" محمد صلى الله عليه وسلم . إن كلمة بطرس يونانية تعني صفا كما في يوحنا الإصحاح 1 : 42 وهي كلمة قديمة تعني بالعبرية " إيبن" وبالعربية "حجر" وتدل على شيء أو شخص أما المكان فيدعى "مصفاة" كما في سفر التكوين الإصحاح 31 : 49 . إن " المصطفى " من أسماء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
"التمثال" الأصنام
"فصار جبلاً كبيراً وملأ الأرض كلها " انتشار الإسلام في العالم
المملكة الأولى سلطنة الكلدانيين
المملكة الثانية مملكة مادي والفرس كما في سفر دانيال الإصحاح 5 : 30-31
((فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ قُتِلَ بَيْلْشَاصَّرُ مَلِكُ الْكِلْدَانِيِّينَ 31 فَأَخَذَ الْمَمْلَكَةَ دَارِيُوسُ الْمَادِيُّ وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ سَنَةً.))
المملكة الثالثة الاسكندر المقدوني
المملكة الرابعة الإمبراطورية الرومانية
"مملكة لن تنقرض أبداً" الإسلام
"وتسحق وتفني كل هذه الممالك" لقد حطم المسلمون الإمبراطورية الفارسية والرومانية واعتنق معظم سكانها الإسلام
16- رؤيا دانيال :
سفر دانيال الإصحاح 7 : كله
((في السنة الأولى لبيلشاصر ملك بابل راى دانيال حلما و رؤى رأسه على فراشه حينئذ كتب الحلم و اخبر براس الكلام* 2 أجاب دانيال و قال كنت أرى في رؤياي ليلا و إذا بأربع رياح السماء هجمت على البحر الكبير* 3 و صعد من البحر أربعة حيوانات عظيمة هذا مخالف ذاك* 4 الأول كالأسد و له جناحا نسر و كنت انظر حتى انتتف جناحاه و انتصب عن الأرض و أوقف على رجلين كانسان و أعطي قلب إنسان* 5 و إذا بحيوان آخر ثان شبيه بالدب فارتفع على جنب واحد و في فمه ثلاث أضلع بين أسنانه فقالوا له هكذا قم كل لحما كثيرا* 6 و بعد هذا كنت أرى و إذا بآخر مثل النمر و له على ظهره أربعة أجنحة طائر و كان للحيوان أربعة رؤوس و أعطي سلطانا* 7 بعد هذا كنت أرى في رؤى الليل و إذا بحيوان رابع هائل و قوي و شديد جدا و له أسنان من حديد كبيرة أكل و سحق و داس الباقي برجليه و كان مخالفا لكل الحيوانات الذين قبله و له عشرة قرون* 8 كنت متأملا بالقرون و إذا بقرن آخر صغير طلع بينها و قلعت ثلاثة من القرون الأولى من قدامه و إذا بعيون كعيون الإنسان في هذا القرن و فم متكلم بعظائم* 9 كنت أرى انه وضعت عروش و جلس القديم الأيام لباسه ابيض كالثلج و شعر رأسه كالصوف النقي و عرشه لهيب نار و بكراته نار متقدة* 10 نهر نار جرى و خرج من قدامه ألوف ألوف تخدمه و ربوات ربوات وقوف قدامه فجلس الدين و فتحت الأسفار* 11 كنت انظر حينئذ من اجل صوت الكلمات العظيمة التي تكلم بها القرن كنت أرى إلى أن قتل الحيوان و هلك جسمه و دفع لوقيد النار* 12 أما باقي الحيوانات فنزع عنهم سلطانهم و لكن أعطوا طول حياة إلى زمان و وقت* 13 كنت أرى في رؤى الليل و إذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان أتى و جاء إلى القديم الأيام فقربوه قدامه* 14 فأعطي سلطانا و مجدا و ملكوتا لتتعبد له كل الشعوب و الأمم و الالسنة سلطانه سلطان ابدي ما لن يزول و ملكوته ما لا ينقرض* 15 أما أنا دانيال فحزنت روحي في وسط جسمي و أفزعتني رؤى راسي* 16 فاقتربت إلى واحد من الوقوف و طلبت منه الحقيقة في كل هذا فاخبرني و عرفني تفسير الأمور* 17 هؤلاء الحيوانات العظيمة التي هي أربعة هي أربعة ملوك يقومون على الأرض* 18 أما قديسو العلي فيأخذون المملكة و يمتلكون المملكة إلى الأبد و إلى ابد الآبدين* 19 حينئذ رمت الحقيقة من جهة الحيوان الرابع الذي كان مخالفا لكلها و هائلا جدا و أسنانه من حديد و أظفاره من نحاس و قد أكل و سحق و داس الباقي برجليه* 20 و عن القرون العشرة التي برأسه و عن الآخر الذي طلع فسقطت قدامه ثلاثة و هذا القرن له عيون و فم متكلم بعظائم و منظره اشد من رفقائه* 21 و كنت انظر و إذا هذا القرن يحارب القديسين فغلبهم* 22 حتى جاء القديم الأيام و أعطي الدين لقديسي العلي و بلغ الوقت فامتلك القديسون المملكة* 23 فقال هكذا أما الحيوان الرابع فتكون مملكة رابعة على الأرض مخالفة لسائر الممالك فتأكل الأرض كلها و تدوسها و تسحقها* 24 و القرون العشرة من هذه المملكة هي عشرة ملوك يقومون و يقوم بعدهم آخر و هو مخالف الأولين و يذل ثلاثة ملوك* 25 و يتكلم بكلام ضد العلي و يبلي قديسي العلي و يظن انه يغير الأوقات و السنة و يسلمون ليده إلى زمان و أزمنة و نصف زمان* 26 فيجلس الدين و ينزعون عنه سلطانه ليفنوا و يبيدوا إلى المنتهى* 27 و المملكة و السلطان و عظمة المملكة تحت كل السماء تعطي لشعب قديسي العلي ملكوته ملكوت ابدي و جميع السلاطين إياه يعبدون و يطيعون* 28 إلى هنا نهاية الأمر أما أنا دانيال فأفكاري أفزعتني كثيرا و تغيرت علي هيئتي و حفظت الأمر في قلبي* ))
المملكة الأولى : الكلدانية فقد كانت قوية كالنسر المنقض على فريسته
المملكة الثانية : المادية الفارسية ورمز لها بالدب وقد امتد نفوذها حتى البحر الأدرياتيكي وإثيوبيا وهكذا فهي تحمل بين أسنانها ضلعاً من كل من القارات الثلاث في نصف الكرة الشرقي
المملكة الثالثة : ورمز لها بالنمر الشرس ذا القفزات السريعة ترمز إلى زحوف الإسكندر الأكبر الظافرة والذي انقسمت مملكته بعد موته إلى أربع ممالك
المملكة الرابعة : الإمبراطورية الرومانية الهائلة ورمز لها بوحش ضخم وشيطان كبير والقرون العشرة هم أباطرتها العشرة الأوائل الذين اضطهدوا المؤمنين من النصارى
لقد تنافست الأربعة ممالك وانتصر قسطنطين الإمبراطور الروماني الحادي عشر عليهم وهو الذي تنطبق عليه "يتكلم بكلام ضد العلي" لقد مُثلت الوحوش الأربعة على أنها غير عاقلة .أما القرن الصغير فهو بشر وينطبق على قسطنطين ويعود إليه تحريف شريعة المسيح عليه السلام وفرض آراءه وقراراته الخاصة بالتثليث وألوهية المسيح عليه السلام بمرسوم إمبراطوري صدر في مجمع نيقية "أزمير الآن" سنة 325 م
"وإذا مع سحب السماء" معراج محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماء
"مثل ابن الإنسان" محمد صلى الله عليه وسلم وليس المسيح عليه السلام فقد جاء قبل قسطنطين
"والمملكة والسلطان وعظمة المملكة تحت كل السماء تعطى لشعب قديسي العلي" الفتوحات الإسلامية وانتشار الإسلام في العالم وقد تحققت تلك النبوءة بعد حوالي 2500 عاماً ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم من حدوثها
"ملكوته ملكوت أبدي" بقاء الإسلام إلى الأبد بإذن الله سبحانه وتعالى
17- الله جاء من تيمان والقدوس من فاران :
حبقوق الإصحاح 3 : 3
((اَللَّهُ جَاءَ مِنْ تِيمَانَ وَالْقُدُّوسُ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ. سِلاَهْ. جَلاَلُهُ غَطَّى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضُ امْتَلَأَتْ مِنْ تَسْبِيحِهِ.))
"الله جاء" أمر الله سبحانه وتعالى أو كلمته
"تيمان" تعني جنوب أي جنوب القدس
"والقدوس" محمد صلى الله عليه وسلم فهو النبي الوحيد الذي بعث هناك
"فاران" مكة المكرمة حيث سكن جد محمد صلى الله عليه وسلم
إسماعيل عليه السلام كما في التكوين 21 : 21- 22 ((وَكَانَ اللهُ مَعَ الْغُلامِ فَكَبِرَ وَسَكَنَ فِي الْبَرِّيَّةِ وَكَانَ يَنْمُو رَامِيَ قَوْسٍ.22 وَسَكَنَ فِي بَرِّيَّةِ فَارَانَ. وَاخَذَتْ لَهُ امُّهُ زَوْجَةً مِنْ ارْضِ مِصْرَ.)) وصيغة الماضي تأكيد لوقوعها
18- ويأتي مشتهى كل الأمم :
سفر حجي الإصحاح 2 : 7-9
((وَأُزَلْزِلُ كُلَّ الأُمَمِ. وَيَأْتِي مُشْتَهَى كُلِّ الأُمَمِ فَأَمْلأُ هَذَا الْبَيْتَ مَجْداً قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ. 8 لِي الْفِضَّةُ وَلِي الذَّهَبُ يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ. 9 مَجْدُ هَذَا الْبَيْتِ الأَخِيرِ يَكُونُ أَعْظَمَ مِنْ مَجْدِ الأَوَّلِ قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ. وَفِي هَذَا الْمَكَانِ أُعْطِي السَّلاَمَ يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ].))
"ويأتي مشتهى كل الأمم" النص العبري الأصلي "وسوف يأتي حمدا لكل الأمم" استبدل كتبة الإنجيل كلمة "حمدا" بكلمة "مشتهى" وهي عبرية تعني حمد ، شهية ، شائق ، أحمد وهو صيغة أخرى لمحمد ومن نفس المصدر ومعناه "الأمجد" أي محمد صلى الله عليه وسلم
"هذا البيت" المسجد الأقصى ملأه الله سبحانه وتعالى بالمجد بصلاة محمد صلى الله عليه وسلم فيه إماماً بالأنبياء ليلة الإسراء
"مجد الأول" هيكل سليمان عليه السلام
"أعطي السلام" الإسلام فقد أخفق المسيح عليه السلام في جلب السلام متى الإصحاح 10 : 34
((«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً.))
كما تنبأ بخراب الهيكل في إنجيل متى الإصحاح 24 : 2
((فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا تَنْظُرُونَ جَمِيعَ هَذِهِ؟ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ لاَ يُتْرَكُ هَهُنَا حَجَرٌ عَلَى حَجَرٍ لاَ يُنْقَضُ!».))
وفي إنجيل مرقس الإصحاح 13 : 2 ((فَأَجَابَ يَسُوعُ: «أَتَنْظُرُ هَذِهِ الأَبْنِيَةَ الْعَظِيمَةَ؟ لاَ يُتْرَكُ حَجَرٌ عَلَى حَجَرٍ لاَ يُنْقَضُ». ))
وفي إنجيل لوقا الإصحاح 21 : 6 ((«هَذِهِ الَّتِي تَرَوْنَهَا سَتَأْتِي أَيَّامٌ لاَ يُتْرَكُ فِيهَا حَجَرٌ عَلَى حَجَرٍ لاَ يُنْقَضُ». ))
الأمر الذي تحقق بعد أربعين عاماً تقريباً على يد الرومان وتشتت اليهود.
====
من العهد الجديد :
1- مثل الكرامين الأردياء :
إنجيل متى الإصحاح 21 : 33-44
((33 اسمعوا مثلا آخر كان إنسان رب بيت غرس كرما و أحاطه بسياج و حفر فيه معصرة و بنى برجا و سلمه إلى كرامين و سافر* 34 و لما قرب وقت الأثمار أرسل عبيده إلى الكرامين ليأخذ أثماره* 35 فاخذ الكرامون عبيده و جلدوا بعضا و قتلوا بعضا و رجموا بعضا* 36 ثم أرسل أيضا عبيدا آخرين أكثر من الأولين فعلوا بهم كذلك* 37 فأخيرا أرسل إليهم ابنه قائلا يهابون ابني* 38 و أما الكرامون فلما رأوا الابن قالوا فيما بينهم هذا هو الوارث هلموا نقتله و نأخذ ميراثه* 39 فأخذوه و أخرجوه خارج الكرم و قتلوه* 40 فمتى جاء صاحب الكرم ماذا يفعل بأولئك الكرامين* 41 قالوا له أولئك الاردياء يهلكهم هلاكا رديا و يسلم الكرم إلى كرامين آخرين يعطونه الأثمار في أوقاتها* 42 قال لهم يسوع أما قرأتم قط في الكتب الحجر الذي رفضه البناءون هو قد صار راس الزاوية من قبل الرب كان هذا و هو عجيب في أعيننا* 43 لذلك أقول لكم أن ملكوت الله ينزع منكم و يعطى لأمة تعمل أثماره* 44 و من سقط على هذا الحجر يترضض و من سقط هو عليه يسحقه* 45 و لما سمع رؤساء الكهنة و الفريسيون أمثاله عرفوا انه تكلم عليهم* 46 و إذ كانوا يطلبون أن يمسكوه خافوا من الجموع لأنه كان عندهم مثل نبي*))
"الكرم" الشريعة
"سياج وحفر" المحرمات والمباحات
"عبيده" رسله
"الابن" عيسى عليه السلام
"الكرامين والأردياء" اليهود
"كرامين آخرين" المسلمون
"الحجر الذي رفضه البناءون" محمد صلى الله عليه وسلم
"ملكوت الله ينزع منكم" نزع النبوة من بني إسرائيل
"ويعطى لأمة تعمل أثماره" أمة محمد صلى الله عليه وسلم
"ومن سقط على هذا الحجر يترضض" هزيمة من حارب محمد صلى الله عليه وسلم
"ومن سقط هو عليه يسحقه" انتصار محمد صلى الله عليه وسلم على أعدائه
تدل صيغة الكلام على أن عيسى عليه السلام يتكلم عن آخر سيأتي أما هو فقد قتله الكرامون فكيف يسحق خصومه؟
وجاء مثلها أيضاً في إنجيل مرقس الإصحاح 12 : 1-11
((و ابتدأ يقول لهم بأمثال إنسان غرس كرما و أحاطه بسياج و حفر حوض معصرة و بنى برجا و سلمه إلى كرامين و سافر* 2 ثم أرسل إلى الكرامين في الوقت عبدا ليأخذ من الكرامين من ثمر الكرم* 3 فأخذوه و جلدوه و أرسلوه فارغا* 4 ثم أرسل إليهم أيضا عبدا آخر فرجموه و شجوه و أرسلوه مهانا* 5 ثم أرسل أيضا آخر فقتلوه ثم آخرين كثيرين فجلدوا منهم بعضا و قتلوا بعضا* 6 فإذ كان له أيضا ابن واحد حبيب إليه أرسله أيضا إليهم أخيرا قائلا أنهم يهابون ابني* 7 و لكن أولئك الكرامين قالوا فيما بينهم هذا هو الوارث هلموا نقتله فيكون لنا الميراث* 8 فأخذوه و قتلوه و أخرجوه خارج الكرم* 9 فماذا يفعل صاحب الكرم يأتي و يهلك الكرامين و يعطي الكرم إلى آخرين* 10 أما قرأتم هذا المكتوب الحجر الذي رفضه البناءون هو قد صار راس الزاوية* ))
وفي المزمور 118 : 22-23
((الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ البناءون قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ.23 مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا.))
وفي إنجيل لوقا الإصحاح 20 : 9-19
((9 و ابتدأ يقول للشعب هذا المثل إنسان غرس كرما و سلمه إلى كرامين و سافر زمانا طويلا* 10 و في الوقت أرسل إلى الكرامين عبدا لكي يعطوه من ثمر الكرم فجلده الكرامون و أرسلوه فارغا* 11 فعاد و أرسل عبدا آخر فجلدوا ذلك أيضا و أهانوه و أرسلوه فارغا* 12 ثم عاد فأرسل ثالثا فجرحوا هذا أيضا و أخرجوه* 13 فقال صاحب الكرم ماذا افعل أرسل ابني الحبيب لعلهم إذا رأوه يهابون* 14 فلما رآه الكرامون تآمروا فيما بينهم قائلين هذا هو الوارث هلموا نقتله لكي يصير لنا الميراث* 15 فأخرجوه خارج الكرم و قتلوه فماذا يفعل بهم صاحب الكرم* 16 يأتي و يهلك هؤلاء الكرامين و يعطي الكرم لآخرين فلما سمعوا قالوا حاشا* 17 فنظر إليهم و قال إذا ما هو هذا المكتوب الحجر الذي رفضه البناءون هو قد صار راس الزاوية* 18 كل من يسقط على ذلك الحجر يترضض و من سقط هو عليه يسحقه*))
2- قال الرب لربي :
إنجيل متى الإصحاح 22 : 44-45
((وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ:42 «مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ» 43 قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: 44 قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ 45 فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» )) .
"حتى لأضع أعداءك موطئاً لقدميك" انتصار دعوة محمد صلى الله عليه وسلم
"فإن كان داود يدعوه رباً فكيف يكون ابنه" اعتراف المسيح عليه السلام أنه ليس المقصود وأنه ليس سيداً لداود عليه السلام ولم ينحدر من سلالته كما جاء في نسبه أنه ابن داود عليه السلام في إنجيل متى الإصحاح 1 : 1-17 وفي إنجيل لوقا الإصحاح 3 : 23-38
إذن لو كان عيسى عليه السلام هو المقصود لناداه داود عليه السلام يا بني
"الرب" تعني المعلم الديني كما في إنجيل يوحنا الإصحاح 1 : 38 ((فَالْتَفَتَ يَسُوعُ وَنَظَرَهُمَا يَتْبَعَانِ فَقَالَ لَهُمَا: «مَاذَا تَطْلُبَانِ؟» فَقَالاَ: «رَبِّي (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا مُعَلِّمُ) أَيْنَ تَمْكُثُ؟»))
وتعني المالك كما في إنجيل متى الإصحاح 13 : 52 ((فَقَالَ لَهُمْ: «مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كُلُّ كَاتِبٍ مُتَعَلِّمٍ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ يُشْبِهُ رَجُلاً رَبَّ بَيْتٍ يُخْرِجُ مِنْ كَنْزِهِ جُدُداً وَعُتَقَاءَ».))
لقد جلس سيد داود عليه السلام عن يمين إله واحد وليس ثلاثة
"حتى لأضع أعداءك موطئاً لقدميك" دليل على أن الله سبحانه وتعالى هو المتصرف والقادر الذي يمنح النصر لمن يشاء من عباده
لقد جلس سيد داود عليه السلام عن يمين إله واحد وليس ثلاثة
إن حادثة المعراج تفسر الرؤيا
وجاء مثلها أيضاً في إنجيل لوقا الإصحاح 20 : 41-44
وفي إنجيل مرقس الإصحاح 12 : 35-37
3- نبوءة يوحنا المعمدان :
إنجيل مرقس الإصحاح 1 : 7-8
((وَكَانَ يَكْرِزُ قَائِلاً: «يَأْتِي بَعْدِي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَنْحَنِيَ وَأَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ. 8 أَنَا عَمَّدْتُكُمْ بِالْمَاءِ وَأَمَّا هُوَ فَسَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ».))
"يأتي بعدي من هو أقوى مني" محمد صلى الله عليه وسلم .كان يحيى عليه السلام يعظ جماهير اليهود على ضفاف الأردن ووراءهم حوالي 4000 عام من التاريخ الديني دون أن يستجيبوا له ومات مقتولاً كما في إنجيل مرقس الإصحاح 6 : 28 ولكن محمد صلى الله عليه وسلم كان يتلو آيات الله بصوت هادىء ورغم ذلك آمن به قومه وعاد إلى مكة فاتحاً منتصرا فهو أقوى من يحيى عليه السلام
"أنا عمدتكم بالماء وأما هو فسيعمدكم بالروح القدس"
أي أن تعميد يحيى عليه السلام تنظيف خارجي أما محمد صلى الله عليه وسلم فإنه ينظف العقيدة
لا تنطبق على عيسى عليه السلام فقد كان مع يحيى عليه السلام ولم ينجز شيئاً يذكر كما أن نهايته كانت عنيفة كنهاية يحيى عليه السلام حسب ما جاء في الإنجيل ، كما وانه وحتى الآن يتم التعميد بالماء عند النصارى وكلام يوحنا عن وسيلة أو أداة التعميد التي سوف تصبح الروح القدس بدلا من الماء ولا يقصد يوحنا ما ينطقه من يقوم بالتعميد أي أن الآتي بعدة لن يعمد بالماء ومعلوم أن التعميد بالماء هو مظهر ووسيلة الدخول في الدين النصراني حتى الآن ، فلا ينطبق قول يوحنا على المسيح بأي حال من الأحوال .
وجاء مثلها أيضاً في إنجيل متى الإصحاح 3 : 10-12
4- النبي المنتظر :
إنجيل يوحنا الإصحاح 1 : 19-28
((19 و هذه هي شهادة يوحنا حين أرسل اليهود من أورشليم كهنة و لآويين ليسألوه من أنت* 20 فاعترف و لم ينكر و اقر إني لست أنا المسيح* 21 فسألوه إذا ماذا إيليا أنت فقال لست أنا النبي أنت فأجاب لا* 22 فقالوا له من أنت لنعطي جوابا للذين أرسلونا ماذا تقول عن نفسك* 23 قال أنا صوت صارخ في البرية قوموا طريق الرب كما قال اشعياء النبي* 24 و كان المرسلون من الفريسيين* 25 فسألوه و قالوا له فما بالك تعمد أن كنت لست المسيح و لا إيليا و لا النبي* 26 أجابهم يوحنا قائلا أنا اعمد بماء و لكن في وسطكم قائم الذي لستم تعرفونه* 27 هو الذي يأتي بعدي الذي صار قدامي الذي لست بمستحق أن احل سيور حذائه*))
"إن كنت لست المسيح ولا إيليا ولا النبي" كان اليهود يتوقعون تحقيق ثلاث نبوءات : مجيء المسيح ثم إيليا ثم مجيء ذلك النبي . فمن هو ذلك النبي ؟
وفي إنجيل يوحنا الإصحاح 7 : 40-42 توقع مجيء نبي ((* 40 فكثيرون من الجمع لما سمعوا هذا الكلام قالوا هذا بالحقيقة هو النبي* 41 آخرون قالوا هذا هو المسيح و آخرون قالوا العل المسيح من الجليل يأتي* 42 الم يقل الكتاب انه من نسل داود و من بيت لحم القرية التي كان داود فيها يأتي المسيح*))
"في وسطكم" في يثرب حيث كان اليهود يعيشون
"لست بمستحق أن أحل سيور حذائه" محمد صلى الله عليه وسلم
وليس عيسى عليه السلام لأنه :-
جاء مع يحيى عليه السلام
لأن يحيى عليه السلام لم يتبعه بل أن عيسى عليه السلام ذهب إليه ليعمده كأي شخص أقل منه كما في إنجيل لوقا الإصحاح 3 : 21 إنجيل مرقس الإصحاح 1 : 9
5- المعزي :
إنجيل يوحنا الإصحاح 14 :15-18
((* 15 أن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي* 16 و أنا اطلب من الاب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم إلى الأبد* 17 روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه و لا يعرفه و أما انتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم و يكون فيكم* 18 لا أترككم يتامى إني آتي إليكم* ))
"إن كنتم تحبونني" دليل على أهمية الأمر فالحواريون يتوقعون نزول الروح فلا حاجة للفقرة
"معزياً آخر" إن التعزية تكون لمن فقد شيئاً هاماً وهذا دليل على فشل النصرانية فإذا كان المسيح عليه السلام قد خلص الناس من ذنوبهم فلماذا المعزي الجديد
كلمة آخر تدل على أن المعزي القادم بشر كالمسيح عليه السلام
"ليمكث معكم إلى الأبد" الإسلام
"روح الحق" وليس الروح القدس وقد عرف محمد صلى الله عليه وسلم بالصدق والأمانة
ولا يعني الروح النازل على تلاميذ عيسى عليه السلام لأن هذا :-
وجد منذ الخلق ورف على وجه الماء كما في التكوين الإصحاح 1 : 2
وكان مع الأنبياء فقد ملأ يوحنا (يحيى عليه السلام) في إنجيل لوقا الإصحاح 1 : 15
وملأ الياصبات في إنجيل لوقا الإصحاح 1 : 41
وملأ زكريا في إنجيل لوقا الإصحاح 1 :67
كان على سمعان في إنجيل لوقا الإصحاح 2 : 25
وملأ الحواريين في إنجيل يوحنا الإصحاح 20 : 21-22
كان كالحمامة عند نهر الأردن كما في إنجيل متى الإصحاح 3 : 16
إذا كان الروح القدس متحداً بالآب فلا ينطبق عليه "معزياً آخر"
"ماكث معكم ويكون فيكم " تعني مستقبلاً لأنها تنافي قوله " أنا أطلب ….آخر "
كما في حزقيال 39 : 8 بعد أن تكلم عن خروج يأجوج ومأجوج
6- المعزي :
((* 26 و أما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الاب باسمي فهو يعلمكم كل شيء و يذكركم بكل ما قلته لكم* 27 سلاما اترك لكم سلامي أعطيكم ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا لا تضطرب قلوبكم و لا ترهب* 28 سمعتم إني قلت لكم أنا اذهب ثم آتي إليكم لو كنتم تحبونني لكنتم تفرحون لأني قلت امضي إلى الاب لان أبي أعظم مني* 29 و قلت لكم الآن قبل أن يكون حتى متى كان تؤمنون* 30 لا أتكلم أيضا معكم كثيرا لان رئيس هذا العالم يأتي و ليس له في شيء* 31 و لكن ليفهم العالم إني أحب الاب و كما أوصاني الاب هكذا افعل قوموا ننطلق من ههنا* ))
إنجيل يوحنا الإصحاح 14 : 26-30
"المعزي الروح القدس" محمد صلى الله عليه وسلم هو المقصود وليس الروح القدس كما سبق توضيحه
"ويذكركم بكل ما قلته لكم" تكلم القرآن الكريم عن عيسى عليه السلام . لم ينس الحواريون أقوال عيسى عليه السلام فما القصد من الجملة ؟
"رئيس العالم" محمد صلى الله عليه وسلم لأنه بعث للعالمين جميعاً
7- المعزي :
إنجيل يوحنا الإصحاح 15 : 26-27
((* 26 و متى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الاب روح الحق الذي من عند الاب ينبثق فهو يشهد لي* 27 و تشهدون انتم أيضا لأنكم معي من الابتداء*))
"روح الحق" وليس الروح القدس وقد عرف محمد صلى الله عليه وسلم بالصدق والأمانة وقد سبق توضيحه
"من عند الآب ينبثق" صدق رسالة محمد صلى الله عليه وسلم
"يشهد لي" وردت معجزات المسيح عليه السلام في القرآن الكريم .كان الحواريون يعرفون عيسى عليه السلام فلم الشهادة ؟ كما لم يشهد الروح للمسيح عند أعدائه .
"وتشهدون أنتم أيضاً " دليل على أن شهادة الحواريين غير شهادة المعزي وأما الروح فلم يشهد غير شهادة الحواريين .
8- المعزي :
إنجيل يوحنا الإصحاح 16 : 7-14
((* 7 لكني أقول لكم الحق انه خير لكم أن انطلق لأنه أن لم انطلق لا يأتيكم المعزي و لكن أن ذهبت أرسله إليكم* 8 و متى جاء ذاك يبكت العالم على خطية و على بر و على دينونة* 9 أما على خطية فلأنهم لا يؤمنون بي* 10 و أما على بر فلاني ذاهب إلى أبي و لا ترونني أيضا* 11 و أما على دينونة فلان رئيس هذا العالم قد دين* 12 أن لي أمورا كثيرة أيضا لأقول لكم و لكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن* 13 و أما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به و يخبركم بأمور آتية* 14 ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي و يخبركم* ))
"إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي" ذهاب المسيح شرط لحضور المعزي لأنه لم يأت رسولين بشريعتين في نفس الوقت .محمد صلى الله عليه وسلم هو المقصود أما الروح فقد حضر أثناء وجود عيسى عليه السلام
" يبكت العالم" دعا محمد صلى الله عليه وسلم بالتخويف من عذاب الله سبحانه وتعالى
"أما على خطية فلأنهم لا يؤمنون بي" تدل على أن المعزي يظهر على منكري عيسى عليه السلام
"رئيس العالم" محمد صلى الله عليه وسلم لأنه بعث للعالمين جميعاً
"وإن لي أموراً كثيرة أيضاً لأقول لكم ….الآن" دليل على عدم كمال شريعة عيسى عليه السلام
"روح الحق" وليس الروح القدس وقد عرف محمد صلى الله عليه وسلم بالصدق والأمانة وقد سبق توضيحه
"لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به" تلقى محمد صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم عن جبريل عليه السلام من الله جل جلاله
"ويخبركم بأمور آتية" لقد أثبتت الاكتشافات العلمية العديد من المعجزات في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة كما تحققت معظم نبوءات محمد صلى الله عليه وسلم وسيتحقق باقيها مع مرور الزمن إن شاء الله
"ذاك يمجدني" وردت معجزات المسيح عليه السلام في القرآن الكريم
" لأنه يأخذ مما هو لي" دعوة محمد صلى الله عليه وسلم هي نفس دعوة المسيح عليه السلام وسائر الرسل وهي التوحيد
إن لم يكن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو المقصود فأين هذا المعزي ؟ لقد مضى 2000 عاماً على هذا الوعد
================
والله يعصمك من الناس
الرسول لا يجيء إلا بعد أن يعم الشر ويسود الفساد ، وذلك أنه لو لم يسد الفساد ، ولم يعم الشر لاكتفى الله المجتمع ليردع بعضه بعضاً ، أو يكتفي الحق بأن تردع النفس اللوامة النفس الأمارة بالسوء لتستوي النفس المطمئنة على عرش السلوك البشري .
لكن عندما يعم الفساد الكون . فالسماء ترسل الرسول بمنهج يصلح حال البشرية . وبطبيعة الحال لن يترك المجتمع الشرير الرسول لحاله بل يقاومه ؛ لأن مثل هذا المجتمع يريد أن تكون كفة غير متوازية ؛ لأن هناك منتفعين بالفساد والشر ، وهم المدافعون عن الفساد ، فإن جاء من ينصف الضعفاء والمظلومين فلا بد أن يتعرض للمتاعب التي تأتيه من قبل الأقوياء المفسدين .
وعلى الر غم من وفاة الرسول الكريم منذ أكثر من 1400 عام إلا أن الحرب عليه مازالت قائمة وهذا دليل قاطع على أنه قد وفقه الله عز وجل في إبلاغ رسالته وأن صداها مازالت تعيش بيننا إلى يوم الدين ، ومازالت الحرب قائمة عليه حتى بعد وفاته .
إن هذه المتاعب تبدأ في النفس ؛ لأن الرسول مخاطب من الله فيمكنه أن يتحملها ؛ لأن الحق قد أعده لهذه المهمة ، ومثل تلك المتاعب تأتي أيضاً {للأتباع} ، لذلك يمدهم الله بالمدد الذي يجعلهم يتحملونها .
والحق يحفظ للرسول ذاته على الرغم من كل ما يحدث : ( والله يعصمك من الناس ) .
فكأن الحق يقول لرسوله : اطمئن يا محمد ؛ لأن من أرسلك هداية للناس لن يخلي بينك وبين الناس . ولن يجرؤ أحد أن ينهي حياتك . ولكني سأمكنك من الحياة إلى أن تكمل رسالتك .وإياك أن يدخل في رُوعك أن الناس يقدرون عليك ، صحيح أنك قد تتألم ، وقد تعاني من أعراض التعب في أثناء دعوتك ، ولكن هناك حماية إلهية لك .
ونحن نعلم قد المتاعب التي تعرض لها الرسول صلى الله عليه وسلم . ألم تكسر رَباعيته "السن بين الثنية والناب " صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد ؟ ألم يشج وجهه ؟ ألم تدم اصبعه فيقول : { إن أنت إلا أصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت } .
لكن قول الحق سبحانه لرسوله : { والله يعصمك من الناس } لم يكن المقصود هو منع الجهاد في سبيل الله والمعاناة في سبيل نشر الدعوة . ولكن الحق يبين لرسوله : إن أحداً غير قادر على أن يأخذ حياتك .
ولم يمنع سبحانه المتاعب عن رسوله الكريم حتى لا يكون هناك أحد الداعين إلى الله لا يتحمل من الآلام أكثر مما تحمل رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولننظر ونستمع جيداً إلى ما ترويه عائشة أم المؤمنين – رضى الله عنها – حول هذه الآية إنها قالت :
{ سهر رسول الله ذات ليلة وأنا إلى جنبه ، فقلت : يا رسول الله ما شأنك ؟ قال : ( ليت رجلاً صالحاً من أصحابي يحرسني الليلة ) ، قالت : وبينما نحن في ذلك إذ سمعت صوت سلاح .. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من هذا ؟ فقالوا : سعد وحذيفة جئنا نحرسك . فنام صلى الله عليه وسلم حتى سمعت غطيطة ونزلت هذه الآية ... فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه من قُبَة أدَم وقال : ( انصرفوا أيها الناس فقد عصمني الله ) رواه القرطبي .
وهناك باحثة بلجيكية عكفت على دراسة سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وصلت إلى هذه النقطة ، فتوقفت عندها تقول : لو كان هذا الرجل يخدع الناس جميعاً ما خدع نفسه في حياته، ولو لم يكن واثقاً من ا، الله يحرسه لما فعل ذلك كتجربة واقعية تدل على ثقته في خالقه . وأضافت الباحثة البلجيكية : ولذلك أنا أقول بملء اليقين :
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله .
فها هي لمحة واحدة من لمحات حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت سبب في إسلام هذه المرأة .
فاللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
==============
شبهه حول حديث التثاؤب والعطاس
حدثنا عاصم بن علي حدثنا ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب فإذا عطس أحدكم وحمد الله كان حقا على كل مسلم سمعه أن يقول له يرحمك الله وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان
صحيح البخاري
حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر السعدي قالوا حدثنا إسمعيل يعنون ابن جعفر عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال التثاؤب من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع
صحيح مسلم
حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن ابن عجلان عن المقبري عن أبي هريرة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال العطاس من الله والتثاؤب من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليضع يده على فيه وإذا قال آه آه فإن الشيطان يضحك من جوفه وإن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب فإذا قال الرجل آه آه إذا تثاءب فإن الشيطان يضحك في جوفه
قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح
سنن الترمذي
حدثنا الضحاك حدثنا ابن عجلان عن سعيد عن أبي هريرة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب فإذا تثاءب أحدكم فقال هاه فإن ذلك شيطان يضحك من جوفه
حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر عن سهيل بن أبي صالح عن ابن أبي سعيد عن أبي سعيد الخدري قال
قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا تثاءب أحدكم في الصلاة فليضع يده على فيه فإن الشيطان يدخل مع التثاؤب
حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن محمد بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يحب العطاس ويبغض أو يكره التثاؤب فإذا قال أحدهم ها ها فإنما ذلك الشيطان يضحك من جوفه
مسند احمد
حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير عن سهيل عن ابن أبى سعيد الخدري عن أبيه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تثاءب أحدكم فليمسك على فيه فإن الشيطان يدخل
حدثنا ابن العلاء عن وكيع عن سفيان عن سهيل نحوه قال في الصلاة فليكظم ما استطاع
سنن ابي داود
نفهم من كلام نبي الاسلام هنا في هذه الاحاديث الاتي :
1- إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب .
2- التثاؤب فإنما هو من الشيطان .
3- إذا تثاءب أحد ضحك منه الشيطان .
4- إذا تثاءب أحد فليكظم ما استطاع .
5- فإذا تثاءب أحد فليضع يده على فيه .
6- إذا قال المتثاؤب آه آه فإن الشيطان يضحك من جوفه .
7- إذا تثاءب أحد في الصلاة فليضع يده على فيه فإن الشيطان يدخل مع التثاؤب .
ولكن ماذا يقول العلم عن التثاؤب ( Yawn ) والعطس ( Sneezing ) :
اولا التثاؤب (Yawn ) :
في موسوعة ويبيكيديا (Wikipedia ) تقول :
http://en.wikipedia.org/wiki/Yawn
A yawn is a reflex of deep inhalation and exhalation associated with being tired, with a need to sleep, or from boredom.
التثاؤب هو عملية شهيق وزفير عميقة مع احتياج للنوم أو من الشعور بالملل .
وهو نفس ما يقوله هذا الموقع :
http://healthlink.mcw.edu/article/901227084.html
A yawn is a semi-automatic reflex that originates in the brain stem in response to a lower level of oxygen in the brain. Yawning also occurs when a person loses interest in their surroundings
التثاؤب هو عملية نتيجة reflex اي رد فعل منعكس ينشا من جذع المخ كنتيجة لنقص مستوي الاكسجين في الدم او الشعور بالملل من الاشياء المحيطة به
ان التثاؤب هي عملية فسيولوجية طبيعية تحدث للكل كما يقول هذا الموقع :
http://staff.washington.edu/chudler/yawning.html
Everyone yawns - babies, kids, teenagers, adults. Some birds, reptiles and most mammals also yawn
الكل يتثائب الاطفال و الرضع والشباب والكبار وبعض الطيور والزواحف ومعظم الثدييات .
أما عن العطس فكما تقول موسوعة ويبيكيديا هو :
http://en.wikipedia.org/wiki/Sneezing
A sneeze is a semi-autonomous, convulsive expulsion of air from the nose and mouth. An unimpeded sneeze sends two to five thousand bacteria-filled droplets into the air. The medical name for sneezing is sternutation.
Sneezing is generally caused by irritation in the passages of the nose. Allergens such as pollens, pet dander, house dust mites, as well as nonallergenic particles are usually harmless, but when they irritate the nose the body responds by expelling them from the nasal passages. The nose mistakes strong odors, sudden chills, bright lights (see photic sneeze reflex), and even orgasms in some people for nasal irritants, and it tries to defend itself with a sneeze.
العطس هو ايضا عملية فسيولوجية نتيجة reflex اي رد فعل منعكس نتيجة اثارة الغشاء المبطن للانف بسبب حبوب اللقاح او الاتربة أو بعض الروائح العطرية
اي ان التثاؤب والعطس هما عمليات فسيولوجية طبيعية تحدث للانسان وللحيوان ولا دخل لهما بالشيطان لا من قريب ولا من بعيد .
لكن الاعجب هو ما تقوله موسوعة وييبيكيديا عن التثاؤب :
http://en.wikipedia.org/wiki/Yawn
Superstitions
Certain superstitions surround the act of yawning. The most common of these is the belief that it is necessary to cover one's mouth when one is yawning in order to prevent one's soul from escaping the body. The Ancient Greeks believed that yawning was not a sign of boredom, but that a person's soul was trying to escape from its body, so that it may rest with the gods in the skies. This belief was also shared by the Mayan peoples.
A similar belief holds that yawning is caused by the Devil, who sends evil spirits to enter a person's body when his or her mouth is open. Thus, covering one's mouth prevents the evil spirits from entering. It is also why some people close a baby's mouth when it yawns.
معتقدات خرافية
هناك ما يؤمنون ان التثاؤب بسبب الشيطان الذي يدخل جسم الانسان عن طريق الفم المفتوح , ولذلك يغطي فمه لمنع دخول الشيطان
أليس هذا هو ما قاله نبي الاسلام في هذه الاحاديث .... أنه خرافة كما يقول العلم ....... معتقدات خرافية
هذا ما نقوله عن كلام محمد عن الشيطان في الاحاديث فكلها للأسف خرافات ( معذرة )
هل هناك نبي لله ويعلم بمعتقدات خرافية ؟
يمكن هذا الكلام يوافق أيام الجاهلية , لكن المشكلة الكبري أن هناك من يؤمن بهذه الخرافات ويدافع عنها ويقول انها من وحي الله ونحن في القرن الحادي والعشرون ................. مصيبة للأسف
للأسف لقد وضع نبي الاسلام للشخص المسلم بعبع اسمه الشيطان الذي يبيت في خيشومه ( انفه ) ويبول في أذنه حتي يظل في ارتعاد دائم .
هل ننتظر من يأول ( عفوا يفبرك ) كلام الاحاديث حتي لا يصبح معتقدات خرافية ؟
الرد
اقرأ يا ضيفنا وتمتع بالحق
التثاؤب والعطاس
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " إن الله يحب العُطاس و يكره التثاؤب ، فإذا عطس فحمد الله فحق على كل مسلم سمعه أن يشمِّته ، و أما التثاؤب فإنما هو من الشيطان فليردّه ما استطاع ، فإذا قال : ها ، ضحك منه الشيطان" صحيح البخاري ..
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده ـ وفي رواية ـ على فيه ، فإن الشيطان يدخل " رواه مسلم .
قال الخطابي : معنى المحبة و الكراهة فيهما منصرف إلى سببهما ، و ذلك أن العُطاس يكون من خِفَّة البدن وانفتاح المسامّ وعدم الغاية في الشبع ، وهو بخلاف التثاؤب فإنه يكون من علَّة امتلاء البدن و ثقله من ما يكون ناشئاً عن كثرة الأكل و التخليط فيه ، والأول يستدعي النشاط للعبادة و الثاني على عكسه ..
تشميت العاطس :
وبيَّن النبي صلى الله عليه و سلم كيف يُشَمَّت العاطس في الحديث الشريف الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله ، و ليقل له أخوه أو صاحبه : يرحمك الله ، فإذا قال له يرحمك الله فليقل : يهديكم الله و يصلح بالكم " صحيح البخاري ..
في العلم الحديث :
والأطباء في العصر الحاضر يقولون : التثاؤب دليل على حاجة الدماغ و الجسم إلى الأوكسجين و الغذاء ، و على تقصير جهاز التنفس في تقديم ما يحتاجه الدماغ و الجسم من الأوكسجين ، و هذا ما يحدث عند النعاس و الإغماء و قبيل الوفاة .
تعريف التثاؤب للد/عبد الرزاق كيلاني : هو شهيق عميق يجري عن طريق الفم ، وليس الفم بالطريق الطبيعي للشهيق لأنه ليس مجهزاً بجهاز لتصفية الهواء كما هو في الأنف .
وهو دليل على حاجة الدماغ خاصة إلى الأوكسجين والغذاء ، وعلى تقصير الجهاز التنفسي في تقديم ذلك إلى الدماغ خاصة وإلى الجسم عامة وهذا ما يحدث عند النعاس وعند الإغماء . والتثاؤب قد يضر بالبدن لأن الهواء غير المصفى قد يحمل معه إلى البدن الجراثيم والهوام ؛ لذلك جاء الهَدي النبوي الكريم برد التثاؤب على قدر الاستطاعة ، أو سد الفم براحة اليد اليمنى أو بظهر اليسرى .
وينقل د. غياث الأحمد تفسير علماء النفس للتثاؤب على أنه دليل على الصراع بين النفس وفعالياتها من جهة، وبين الجسد وحاجته إلى النوم من جهة أخرى . وهو من الناحية الطبية فعل منعكس من أفعال التنفس ، ويرى أن علية كراهة النبي صلى الله عليه وسلم له كونه دليل على الكسل والخمول .
ويرى د. أنور حمدي أن الأمر النبوي الكريم برد التثاؤب قدر المستطاع إنما يحمل فوائد ثلاث :
* أولها أنه دليل بلا شك على ذوق جمالي رفيع ، إذ أن المتثائب حين يفغر فاه كاملاً ، مظهراً كل ما فيه من بقايا طعامية ولعاب وأسنان نخرة أو ضائعة مع ظهور رائحة الفم يثير الاشمئزاز في نفس الناظر .
* ثانياً : فائدة وقائية إذ يفيد في منع الهوام والحشرات من الدخول إلى الفم أثناء فعله.
* ثالثاً : وقائي أيضاً فهذه التعليمات الرائعة تقي من حدوث خلع في المفصل الفكي الصدغي ، ذلك أن الحركة المفاجئة الواسعة للفك السفلي أثناء التثاؤب قد يؤدي لحدوث مثل هذا الخلع .
تعريف العُطاس : عكس التثاؤب ، فهو قوي ومفاجئ يخرج معه الهواء بقوة من الرئتين عن طريقي الأنف والفم ، فيجرف معه ما في طريقه من الغبار و الهباء و الهوام و الجراثيم التي تسربت إلى جهاز التنفس لذلك كان من الطبيعي أن يكون العطاس من الرحمن لأن فيه فائدة للجسم ، وأن يكون التثاؤب من الشيطان لأن فيه ضرراً للجسم ، و حق على المرء أن يحمد الله سبحانه و تعالى على العُطاس ، و أن يستعيذ به من الشيطان الرجيم في حالة التثاؤب ..
هذا وقد عرف الإنسان منذ القدم فائدة العطاس لجسمه وعرف أنه يجلب له الراحة والإنشراح فاستخدم طريقة لتنبيه بطانة الأنف لإحداث العطاس وذلك بإدخال سنابل الأعشاب أو ريش الطير إلى الأنف أو باستنشاق مواد مهيجة (كالنشوق) حيث يؤدي ذلك إلى إحداث تهيج شديد في بطانة الأنف وأعصابها الحسية يؤدي إلى حدوث العطاس وما ينجم عنه من شعور بالراحة .
وقد أكد د. إبراهيم الراوي أن العطاس وسيلة دفاعية دماغية هامة لتخليص المسالك التنفسية من الشوائب ومن أي جسم غريب يدخل عن طريق الأنف، فإن مجرد ملامسة الجسم الغريب لبطانة الأنف فإن بطانة الأنف تتنبه بسرعة عجيبة آمرة الحجاب الحاجز بصنع شهيق عميق لا إرادي يتبعه زفير عنيف [ والذي هو العطاس ] ..
فعلى المسلم إذا عطس أخاه المسلم أن يبارك له هذه الرحمة الإلهية والتي يكمن وراءها سر خفي من أسرار هذا الجسم البشري فسبحان من خلق الإنسان وأبدعه في أحسن تقويم . وفي تشميت العاطس حكمة إلهية أن يوحي رب العالمين إلى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يوجه أتباعه إلى أهمية ما في العطاس من منفعة للبدن تستحق الحمد والشكر وهذه من معجزات النبوة ! إذ لماذا نحمد الله على العطاس ولا نفعل ذلك عند السعال ؟
والجواب هو لأن القلب يتوقف عن النبض خلال العطاس والعطسه سرعتها 100كلم في الساعه وإذا عطست بشده من الممكن أن تكسر ضلع من أضلاعك ، وإذا حاولت إيقاف عطسة مفاجئة من الخروج ، فإنه يؤدي إلى إرتداد الدم في الرقبه أو الرأس ومن ثم إلى الوفاة ، وإذا تركت عيناك مفتوحتان أثناء العطاس ، من المحتمل أن تخرج من محجريها.
وأثناء العطسه تتوقف جميع أجهزة الجسم التنفسي والهضمي والبولي وبما فيها القلب رغم أن وقت العطسه ( ثانيه أو الجزء من الثانيه) وبعدها تعمل إن أراد الله لها أن تعمل و كأنه لم يحصل شيء ، لذلك كان حمد الله تعالى هو شكر لله على هذه النجاة ..
الأدب النبوي في العطاس :
ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه وخفض أو غض من صوته "
واضيف الى الضيف هذا الرابط كي يقرا ويفهم الغاية من قول رسول الله حول اداب العطس والتثائب
http://www.55a.net/firas/arabic/inde...&select_page=3
والله المستعان
اضافه
هل رأيت وجهك فى المرآة عندما تتثاءب؟
جرب! و سوف ترى تحولاً فى وجهك يشبه الشيطان!
نصيحة أخرى مُجربة!
إذا قلت "اللهم صلى على النبى محمد" عند الرغبة فى التثاؤب سوف تضيع هذه الرغبة!
و بما إنك لن تفعل..... إتاوب ياخويا و إفتح بقك على الآخر
و هذا رابط لموضوع عن التثاؤب لو كنت بتعرف الإنجليزية:
http://faculty.washington.edu/chudler/yawning.html
من جامعة واشنطن ذاتها.... و مش من ال Wikepedia
و فى آخره بعد أن إستعرض كل الأسباب العلمية للتثاؤب مكتوب بالحرف الواحد:
"None of this has been proven true and yawns are still one of the mysteries of the mind"
.
يعنى السبب غير معروف و مازال غامض حتى الآن.... فما المانع إنه يكون من الشيطان؟... إذا كان العلم و الطب حارا فى تفسيره!
أما بالنسبة للعطس..... فتشميت العاطس موجود منذ القدم فى كل الثقافات:
فى الإنجليزية يقولون "Bless You"
وفى الألمانية يقولون "Gesundheit"
و يُقال أن آدم أول ما نزلت فيه الروح عطس...... فقال الحمد لله....فردت عليه الملائكة "يرحمكم الله"
و كل المواليد يعطسون فى الدقائق الأولى من حياتهم لتنظيف أنوفهم من السوائل الرحمية!
بس إنت باين عليك ما عطستش.... و تعطس ليه.... ما إنت مليان روح قدس ربنا يخليها لك و يخليك ليها
بالمناسبه
هناك نقطتين أغفلتهما , لذلك أصبح بحثك غير علمي و غير موضوعي
1- العلم لم يثبت وجود الجن و الشياطين و الغيبيات , فلا تؤاخذنا أنك بحثت في التثاؤب ولم تجد للشيطان مكان في التحليل العلمي فهذا ليس حجة علينا
و سؤالي و هل أثبت العلم ما تؤمنون به عن الشياطين والأرواح النجسة ؟
2- كل أدلتك التي تعتقد أنها "علمية" من موقع موسوعة ويبيكيديا (Wikipedia )
قهل تعلم أي شيئ عن موسوعة ويبيكيديا ؟؟ هل تعتقد أنها هيئة علمية ؟؟
يا صديقي هذه الموسوعة حرة و لا توجد هيئة علمية تشرف عليها و يمكن لأي مستخدم للإنترنت أن يضع أي كلام عن أي موضوع
هل تحب أن أضع اليوم تعريف لكلمة "يسوع" بأنه شيطان من أتباع إبليس ؟؟
يمكنني هذا و أتحداك لو أن أي شخص راقب ما كتبته و قام بحذفه
ويكيبيديا:عدم مسؤولية عام
من ويكيبيديا, الموسوعة الحره
انت حر :
استخدم ويكيبيديا على مسؤوليتك
ويكيبيديا لا تعطي نصائح أو إرشادات
ويكيبيديا لا تعطي آراء قانونية
ويكيبيديا تحتوي على بيانات غير موضوعية أو موثقة
الآراء إن وجدت تعبر عن كاتبها وليست عن ويكيبيديا.
ويكيبيديا ليست مسؤولة عن المعلومات الواردة فيها .
التعويض الوحيد المتاح هو أن تتوقف عن استخدام الموقع.
اكتب ما شئت بحرية ولكن يجب أن تفيدالآخرين
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%88%...B9%D8%A7%D9%85
.
السؤال الآن : ذكر الكتاب المقدس الشياطين عدة مرات ولكنه لم يوضح لنا نقطة مهمة جداً ... فالإنسان مخلوق من طين والملائكة من النور ....
فمن أي شيء خُلقت الشياطين ؟
ابن مريم
====================
أقسام اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين،
فقد استوقفني أمر أرجو من حضرتكم التفضل في توضيحه لي إن شاء الله. فقد ذهب معظم علماء السنة إلى اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم فيما لا نص فيه كالشافعي والإمام أحمد ويوسف القاضي وأكثر الشافعية كما قال السبكي في الإبهام، بل وقال البعض أنه يخطئ في اجتهاده هذا كما قال أبو إسحاق في اللمع في أصول الفقه. أما السؤال فهو من شقين:
الأول: توضيح ما هية هذا الاجتهاد.
الثاني: وهل على هذا القول لا يمكن الاحتجاج إلا بالقرآن وتكون السنة شأنها شأن فتاوى بقية المجتهدين معرّضة للخطأ والصواب، وأين قوله تعالى: لا ينطق عن الهوى، وقول الرسول: عليكم بسنتي... جزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:
فإن الله جل وعلا افترض طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم كما افترض طاعته سبحانه وتعالى، قال عز من قائل: (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا) [المائدة: 92]. وجعل المولى تبارك وتعالى طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم من تمام طاعته فقال تعالى: (من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً) . [ النساء :80 ]. وتكون طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم باتباع سنته التي هي وحي من الله تعالى، قال تعالى: (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى) [النجم :3-5]. روى الإمام أحمد وأبو داود أن عبد الله بن عمرو قال: كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد حفظه ، فنهتني قريش، فقالوا : إنك تكتب كل شيء تسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يتكلم في الغضب والرضى، فأمسكت عن الكتاب فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "اكتب فوا الذي نفسي بيده ما خرج مني إلاّ الحق".وروى أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما أخبرتكم أنه من عند الله فهو الذي لا شك فيه" . وروى أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا أقول إلاّ الحق". قال بعض أصحابه: فإنك تداعبنا يا رسول الله؟ قال: "إني لا أقول إلاّ حقاً". فإذا تقرر هذا فلنعد لخلاصة السؤال وهي: هل النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد كما يجتهد غيره من الأمة؟ وهل يجري على اجتهاده ما يجري على اجتهاد غيره؟ وللجواب على السؤال نقول: أجمعوا على أنه يجوز له أن يجتهد فيما يتعلق بمصالح الدنيا وتدبير الحروب ونحوها حكى هذا الإجماع سليم الرازي وابن حزم مثل عزمه صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم على ترك تلقيح ثمار المدينة وكذلك مصالحة غطفان على ثلث ثمار المدينة ومنزل الجيش يوم بدر ونحو ذلك . وأما اجتهاده في الأحكام الشرعية والأمور الدينية فقد اختلفوا في ذلك إلى ثلاثة أقوال: الأول: ليس له ذلك لقدرته على النص بنزول الوحي . والثاني : الوقف عن القطع بشيء في هذا وقد زعم الصيرفي في شرح الرسالة أنه مذهب الشافعي لأن الشافعي حكى الأقوال ولم يختر منها شيئاً ، فدل ذلك على أنه متوقف وهو اختيار الباقلاني وأبي حامد الغزالي . الثالث : أنه يجوز له أن يجتهد في الأحكام الشرعية والأمور الدينية وإلى هذا ذهب جمهور أهل العلم ، واحتجوا بأن الله سبحانه خاطب نبيه كما خاطب عباده وضرب له الأمثال وأمره بالتدبر والاعتبار وهو أجلّ المتفكرين في آيات الله وأعظم المعتبرين بها . وإذا جاز لغيره من الأمة ممن هو أهل لذلك أن يجتهد - بالإجماع - مع كونه معرضاً للخطأ فلأن يجوز لمن هو مؤيد بالوحي و معصوم عن الخطأ أولى . وإذا اجتهد النبي صلى الله عليه وسلم في حكم فإن كان صواباً أقر عليه ، وإن كان خطأ لم يقر عليه ونزل الوحي مبيناً ذلك ، والأمثلة على ذلك كثيرة منها اجتهاده صلى الله عليه وسلم في أسارى بدر وأخذه الفداء منهم ، فنزل قوله تعالى: (ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض ..) [الأنفال: 67]. ونحو اجتهاده صلى الله عليه وسلم في إذنه للمنافقين في التخلف عن عزوة تبوك ، فنزل قوله تعالى: (عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين) . [ التوبة : 43] . فعاتبه على ما وقع منه، ولو لم يكن عن اجتهاده وكان ذلك بالوحي لم يعاتبه . فالحاصل أن للنبي صلى الله عليه وسلم أن يجتهد في الأحكام الشرعية التي لا نص فيها ، فإذا أقر على اجتهاده فالواجب اتباعه ولا يجوز العدول عنه بحال وعلى هذا فكل ما ثبت مما ورد عنه صلى الله عليه وسلم فهو حق لا مرية فيه وهو منزل من عند الله ، ومن فرق بينه وبين القرآن في الحجية واتخذ ذلك منهجاً فقد خرج من ملة الإسلام ، والله أعلم .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
===================
ما هو الرد على من يقول إن النبي خلق من نور؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالنبي صلى الله عليه وسلم بشر من ذرية آدم، كما قال الله تعالى: (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد) [الكهف: 110].
وقال: (وما أرسلنا قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم... وما جعلناهم جسداً لا يأكلون الطعام وما كانوا خالدين) [الأنبياء: 7، 8].
وقال تعالى: ( وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق) [الفرقان: 20].
وهذا في الجواب عن شبهة المشركين، وقولهم فيما حكاه الله عنهم: (مالهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق) [الفرقان: 7].
ومقتضى هذه البشرية أنه يصيبهم ما يصيب البشر من أعراض، فهم ينامون ويقومون، ويصحون ويمرضون، ويتعرضون للابتلاء كما يتعرض غيرهم من البشر، بل هم أشد الناس بلاء.
ومن مقتضى بشريتهم أنهم قد يقومون بالأعمال التي يمارسها البشر، فمن ذلك اشتغال الرسول صلى الله عليه وسلم بالتجارة قبل البعثة، ورعي الأنبياء للغنم، وكون نبي الله داود عليه السلام حداداً، ونبي الله زكريا عليه السلام نجاراً.
لكنهم أفضل البشر، اختارهم الله تعالى واصطفاهم وصنعهم على عينه.
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الملائكة خلقت من نور، وأن الجن خلق من نار، وأن آدم خلق مما وُصف لنا، وهو: التراب، والحديث رواه مسلم. قال الله تعالى: (كمثل آدم خلقه من تراب) [آل عمران: 59].
فمن زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم خلق من نور، فقد زعم أنه ملك، وشابه المشركين الذين استبعدوا واستنكروا أن يكون بشر رسولاً. قال الله تعالى: (وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا: أبعث الله بشراً رسولاً) [الإسراء: 94].
فرسول الله صلى الله عليه وسلم بشر لا ملك، وقد أمره الله أن يصرح بذلك: (قل سبحان ربي هل كنت إلا بشراً رسولاً) [الإسراء 93].
وليس في القرآن ولا في السنة ما يوجب الخروج عن هذه الحقيقة: أنه بشر من ذرية آدم، وقد خلق آدم من التراب لا من النور.
وقد ذهب بعض أهل الغلو إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم خلق من نور، وأن من نوره خلق الله الأنبياء، والجنة والنار، والعرش والكرسي...الخ.
وهذا من الكذب والافتراء الواضح البين، مع مصادمته لنصوص القرآن والسنة.
وقد اعتمدوا في ذلك على حديث مكذوب، وهو ما يروى عن جابر رضي الله عنه أنه قال: قلت يا رسول الله أخبرني عن أول شيء خلقه الله تعالى قبل الأشياء؟ قال: يا جابر إن الله تعالى خلق قبل الأشياء نور نبيك من نوره... فلما أراد الله أن يخلق الخلق، قسم ذلك النور أربعة أجزاء: فخلق من الأول القلم، ومن الثاني اللوح، ومن الثالث العرش، ثم قسم الرابع أربعة أجزاء: فخلق من الأول السموات، ومن الثاني الأرضين، ومن الثالث الجنة والنار، ثم قسم الرابع أربعة أجزاء....الخ.
وكثير من الناس يعرف أول الحديث ولا يعرف آخره، ولو اطلعوا على آخره لما شكوا في بطلانه.
قال الشيخ أبو الفيض أحمد الغماري في كتابه: المغير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير: ( وهو حديث موضوع، لو ذكره بتمامه لما شك الواقف عليه في وضعه، وبقيته تقع في نحو ورقتين من القطع الكبير مشتملة على ألفاظ ركيكة ومعان منكرة).
وبين السيد رشيد رضا في فتاواه 2/447:
أنه حديث لا أصل له، وقد سبق إلى ذلك السيوطي، فقد سئل عن هذا الحديث، كما في الحاوي للفتاوى جـ1 ص 323، فقال: الحديث المذكور في السؤال ليس له إسناد يعتمد عليه. انتهى.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ما صحة هذا الحديث وما معناه وما مناسبته -ما الشيء الذي لا يحل منعه قال الماء
شبهة نصرانية ما صحة هذا الحديث وما معناه وما مناسبته أرجو الرد استأذن أبي النبي صلى الله عليه وسلم فدخل بينه وبين قميصه فجعل يقبل ويلتزم ثم قال يا نبي الله ما الشيء الذي لا يحل منعه قال الماء قال يا نبي الله ما الشيء الذي لا يحل منعه قال الملح قال يا نبي الله ما الشيء الذي لا يحل منعه قال إن تفعل الخير خير لك
الرد
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا كَهْمَسٌ عَنْ سَيَّارِ بْنِ مَنْظُورٍ رَجُلٌ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا بُهَيْسَةُ عَنْ أَبِيهَا قَالَتْ
اسْتَأْذَنَ أَبِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَمِيصِهِ فَجَعَلَ يُقَبِّلُ وَيَلْتَزِمُ ثُمَّ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الشَّيْءُ الَّذِي لَا يَحِلُّ مَنْعُهُ قَالَ الْمَاءُ قَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا الشَّيْءُ الَّذِي لَا يَحِلُّ مَنْعُهُ قَالَ الْمِلْحُ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الشَّيْءُ الَّذِي لَا يَحِلُّ مَنْعُهُ قَالَ أَنْ تَفْعَلَ الْخَيْرَ خَيْرٌ لَكَ
هذا الحديث رواه أبو داوود وأحمد والنسائي في سننه الكبرى لا الصغر و البيهقي في سننه الكبرى لا الصغرى وغيرهم بروايات متقاربة
http://hadith.al-islam.com/Display/D...%CD%CF%ED% CB
http://hadith.al-islam.com/Display/D...%CD%CF%ED% CB
http://hadith.al-islam.com/Display/D...%CD%CF%ED %CB
ولكن :
38005 - عن نهيسة عن أبيها قالت استأذن أبي النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله ما الشيء الذي لا يحل منعه قال الماء قال يا نبي الله ما الشيء الذي لا يحل منعه قال الملح
الراوي: أبو بهيسة الفزاري - خلاصة الدرجة: في هذا الإسناد جهالة - المحدث: ابن العراقي - المصدر: طرح التثريب - الصفحة أو الرقم: 6/185
17668 - استأذن أبي النبي صلى الله عليه وسلم فدخل بينه وبين قميصه فجعل يقبل ويلتزم ثم قال يا نبي الله ما الشيء الذي لا يحل منعه قال الماء قال يا نبي الله ما الشيء الذي لا يحل منعه قال الملح قال يا نبي الله ما الشيء الذي لا يحل منعه قال إن تفعل الخير خير لك
الراوي: بهيسة - خلاصة الدرجة: ضعيف - المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف أبي داود - الصفحة أو الرقم: 3476
http://arabic.islamicweb.com/Books/albani.asp?id=8661
39370 - استأذن أبي النبي صلى الله عليه وسلم فدخل بينه وبين قميصه فجعل يقبل ويلتزم ثم قال يا رسول الله ما الشيء الذي لا يحل منعه قال الماء قال يا نبي الله ما الشيء الذي لا يحل منعه قال الملح قال يا رسول الله ما الشيء الذي لا يحل منعه قال إن تفعل الخير خير لك
الراوي: بهيسة - خلاصة الدرجة: ضعيف - المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف أبي داود - الصفحة أو الرقم: 1669
http://arabic.islamicweb.com/Books/albani.asp?id=9155
181132 - عن امرأة يقال لها بهيسة عن أبيها قالت استأذن أبي النبي صلى الله عليه وسلم فدخل بينه وبين قميصه فجعل يقبل ويلتزم ثم قال يا نبي الله ما الشيء الذي لا يحل منعه قال الماء قال يا نبي الله ما الشيء الذي لا يحل منعه قال الملح قال يا نبي الله الذي لا يحل منعه قال أن تفعل الخير خير لك
الراوي: والد بهيسة - خلاصة الدرجة: ضعيف - المحدث: الألباني - المصدر: إرواء الغليل - الصفحة أو الرقم: 6/6
ما جاء في إرواء الغليل تحت هذا الحديث :
. قلت : وهذا سند ضعيف سيار بن منظور وبهيسة مجهولان لا يعرفان . وفي " التلخيص " ( 3 / 65 ) : " وأعله عبد الحق وابن القطان بأن بهيسة لا تعرف . لكنه ذكرها ابن حبان وغيره في " الصحابة " . قلت : لم يثبت لها الصحبة . والحافظ نفسه قد رد ذلك على ابن حبان في " التهذيب " فإنه بعد أن ذكر فيه قول ابن حبان بصحبتها عقب عليه بقوله : " وقال ابن القطان : قال عبد الحق : مجهولة . وهي كذلك " . وقال في " التقريب " : " لا تعرف ويقال إن لها صحبة " . ولو ثبت ذلك لها ففي الطريق إليها سيار بن منظور وهو مجهول كما قال عبد الحق أيضا .
وإنما يصح في هذا الباب حديثان :
الأول : قوله صلى الله عليه وسلم : " المسلمون شركاء في ثلاث : في الماء والكلأ والنار " .
أخرجه أبو داود ( 3477 ) عن علي بن الجعد اللؤلؤي وعيسى بن يونس وأحمد ( 5 / 364 ) والبيهقي ( 6 / 150 ) عن ثور الشامي وهو وأبو عبيد ( 728 ) عن يزيد بن هارون وهو عن معاذ بن معاذ كلهم عن حريز بن عثمان ثنا أبو خداش عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
- تخريج الحديث -
الحديث الثاني : قوله صلى الله عليه وسلم : " ثلاث لا يمنعن : الماء والكلأ والنار "
أخرجه ابن ماجه ( 2473 ) بإسناد صحيح كما قال الحافظ في " التلخيص " والبوصيري في " الزوائد " ( 153 / 1 ) . 1553 - ( حديث : " من سبق إلى ما لم يسبق إليه أحد فهو له " رواه أبو داود وفي لفظ : - " فهو أحق به " ) . ضعيف . أخرجه أبو داود ( 3071 ) وكذا البيهقي ( 6 / 142 ) من طريقه والطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 76 / 2 ) ومن طريقه الضياء المقدسي في " المختارة " ( 1 / 458 ) عن محمد بن بشار
ثانيا
بينه وبين قميصه اي يقبل على المكان و يحرص على عدم مفارقته ...يعني يحاول ما أمكن أن يكون قرب النبي صلي الله عليه وسلم حتى لا يفته السؤال وليس الدخول بينه وبين قميصه الذي يرتديه والحديث يتحدث عن فضائل فما الشبهه بالموضوع
و الله أعلم
عبدالله المصري
اسماعيلي
===================
بحث قيم جداً يدحض شبهة إعجاب الرسول بزينب بنت جحش وهى لازالت فى عصمة زوجها
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد:
قال الله تعالى :?وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا? [الأحزاب:/37] .
ذكر بعض المفسرين في سبب نزول هذه الآية : أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم وقع منه استحسان لزينب بنت جحش رضي الله عنها ، وهي في عصمة زيد بن حارثة ، وأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان حريصاً على أن يُطلقها زيد فيتزوجها هو .
وقد اتكأ على هذه الرواية عدد من المغرضين ، من مستشرقين ، وملحدين ، وجعلوها أداة للطعن في نبينا الكريم ، والنيل من شخصه الكريم .
ولما كان الأمر بهذه الخطورة عمدت إلى دراسة هذه القصة دراسة علمية مؤصلة ، لبيان الحقيقة ، وتنزيه مقام النبي صلى الله عليه وسلم عن مثل هذه القصص المختلقة الموضوعة .
وقد جعلت هذا البحث في ثلاثة فصول :
الفصل الأول : تخريج القصة ، وذكر طرقها ، مع بيان عللها والحكم عليها .
الفصل الثاني :: ذكر مذاهب المفسرين والعلماء تجاه هذه القصة.
الفصل الثالث : بيان القول الصحيح في هذه القصة ، وفي سبب نزول الآية .
---
الفصل الأول : تخريج القصة ، وذكر طرقها ، مع بيان عللها والحكم عليها :
رويت هذه القصة من ثمانية طرق ، كلها ضعيفة ، وفيما يلي تفصيلها وبيان عللها :
الرواية الأولى : عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :« أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْزِلَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ ، فَرَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم امْرَأَتَهُ زَيْنَبَ ، وَكَأَنَّهُ دَخَلَهُ ( لَا أَدْرِي مِنْ قَوْلِ حَمَّادٍ ، أَوْ فِي الْحَدِيثِ ) (1 ) فَجَاءَ زَيْدٌ يَشْكُوهَا إِلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ . قَالَ : فَنَزَلَتْ :?وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ ? إِلَى قَوْلِهِ :(زَوَّجْنَاكَهَا ? يَعْنِي زَيْنَبَ ».(2 )
الرواية الثانية : عن محمد بن يحيى بن حبان: قال : جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت زيد بن حارثة يطلبه ، وكان زيد إنما يقال له زيد بن محمد ، فربما فقده رسول الله صلى الله عليه وسلم الساعة ، فيقول: أين زيد ؟ فجاء منزله يطلبه ، فلم يجده ، وتقوم إليه زينب بنت جحش ، زوجته فُضُلاً ، فأعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها ، فقالت : ليس هو هاهنا يا رسول الله ، فادخل بأبي أنت وأمي ، فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدخل ، وإنما عجلت زينب أن تلبس ، لما قيل لها رسول الله صلى الله عليه وسلم على الباب ، فوثبت عُجلى ، فأعجبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فولى وهو يهمهم بشيء لا يكاد يُفهم منه إلا ربما أعلن سبحان الله العظيم ، سبحان مصرف القلوب ، فجاء زيد إلى منزله ، فأخبرته امرأته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى منزله ، فقال زيد : ألا قلت له أن يدخل ؟ قالت : قد عرضت ذلك عليه فأبى . قال : فسمعت شيئاً ؟ قالت : سمعته حين ولى تكلم بكلام ، ولا أفهمه ، وسمعته يقول: سبحان الله العظيم ، سبحان مصرف القلوب ، فجاء زيد حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله : بلغني أنك جئت منزلي فهلا دخلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، لعل زينب أعجبتك فأفارقها ، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمسك عليك زوجك . فما استطاع زيد إليها سبيلاً بعد ذلك اليوم ، فيأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيخبره رسول الله : أمسك عليك زوجك .فيقول: يا رسول الله ، أفارقها ؟ فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : احبس عليك زوجك . ففارقها زيد ، واعتزلها ، وحلت ، يعني انقضت عدتها ، قال: فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس يتحدث مع عائشة إلى أن أخذت رسول الله صلى الله عليه وسلم غشية ، فسري عنه وهو يتبسم وهو يقول: من يذهب إلى زينب يبشرها أن الله قد زوجنيها من السماء ، وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم :( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ ? ».(3 )
الرواية الثالثة : عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال :« كان النبي صلى الله عليه وسلم قد زوج زيد بن حارثة زينب بنت جحش ابنة عمته ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً يريده ، وعلى الباب ستر من شعر ، فرفعت الريح الستر ، فانكشفت وهي في حجرتها حاسرة ، فوقع إعجابها في قلب النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فلما وقع ذلك كرهت إلى الآخر ، فجاء فقال: يا رسول الله ، إني أريد أن أفارق صاحبتي . قال: ما لك؟ أرابك منها شيء ؟ قال: لا والله ، ما رابني منها شيء يا رسول الله، ولا رأيت إلا خيراً ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمسك عليك زوجك واتق الله . فذلك قول الله تعالى:?وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ ? تخفي في نفسك إن فارقها تزوجتها ».(4)
الرواية الرابعة : عن قتادة قال : جاء زيد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن زينب اشتد علي لسانها ، وأنا أريد أن أطلقها . فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : اتق الله ، وأمسك عليك زوجك ، والنبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يطلقها ، ويخشى قالة الناس إن أمره بطلاقها ، فأنزل الله تعالى:? وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ ? .(5)
الرواية الخامسة : عن مقاتل بن سليمان قال : زَوَّجَ النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش من زيد ، فمكثت عنده حيناً ، ثم إنه عليه السلام أتى زيداً يوماً يطلبه ، فأبصر زينب قائمة ، وكانت بيضاء جميلة جسيمة من أتم نساء قريش ، فهويها وقال: سبحان الله مقلب القلوب ، فسمعت زينب بالتسبيحة ، فذكرتها لزيد ، ففطن زيد فقال: يا رسول الله ، ائذن لي في طلاقها ، فإن فيها كبراً ، تعظم عليَّ وتؤذيني بلسانها ، فقال عليه السلام : أمسك عليك زوجك واتق الله .(6 )
الرواية السادسة : عن عكرمة قال :« دخل النبي صلى الله عليه وسلم يوماً بيت زيد ، فرأى زينب وهي بنت عمته ، فكأنها وقعت في نفسه ، فأنزل الله :?وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ ? ».(7 )
الرواية السابعة : عن الشعبي :« أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى زينب بنت جحش فقال: سبحان الله ، مقلب القلوب. فقال زيد بن حارثة: ألا أطلقها يا رسول الله ؟ فقال: أمسك عليك زوجك ؛ فأنزل الله عز وجل:?وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ ? ».(8 )
الرواية الثامنة : عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة :« أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء بيت زيد بن حارثة ، فاستأذن، فأذنت له زينب ، ولا خمار عليها ، فألقت كم درعها على رأسها ، فسألها عن زيد ، فقالت: ذهب قريباً يا رسول الله ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وله همهمة ، قالت زينب: فاتبعته ، فسمعته يقول: تبارك مصرف القلوب ، فما زال يقولها حتى تغيب ».(9 )
---
الفصل الثاني : ذكر مذاهب المفسرين والعلماء تجاه هذه الروايات .
اختلف المفسرون ، وأهل الحديث ، تجاه هذه الروايات الواردة في سبب نزول الآية ، على مذهبين :
المذهب الأول : رد هذه الروايات وإنكارها ؛ وذلك لعدم ثبوتها ، ولما فيها من قدحٍ بعصمة النبي صلى الله عليه وسلم .
ويرى أصحاب هذا المذهب : أن الصواب في سبب نزول الآية : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد أوحى الله إليه أن زيداً يطلق زينب ، وأنه يتزوجها بتزويج الله إياها له ، فلما تشكى زيد للنبي صلى الله عليه وسلم خلق زينب ، وأنها لا تطيعه ، وأعلمه بأنه يريد طلاقها ، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم على جهة الأدب والوصية : اتق الله ، أي في أقوالك ، وأمسك عليك زوجك ، وهو يعلم أنه سيفارقها ، وهذا هو الذي أخفى في نفسه ، ولم يُرِدْ أن يأمره بالطلاق ، لما علم من أنه سيتزوجها ، وخشي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلحقه قول من الناس في أن تزوج زينب بعد زيد وهو مولاه ، وقد أمره بطلاقها ؛ فعاتبه الله تعالى على هذا القدر من أن خشي الناس في أمر قد أباحه الله تعالى له .(10)
وهذا المذهب روي عن : علي بن الحسين (11) ، والزهري (12)، والسدي (13) .
وذكر القرطبيان : أن هذا القول هو الذي عليه أهل التحقيق من المفسرين ، والعلماء الراسخين .(14)
وممن قال به :
أبو بكر الباقلاني ، وبكر بن العلاء القشيري ، وابن حزم ، والبغوي ، وابن العربي ، والثعلبي ، والقاضي عياض ، والواحدي ، وأبو العباس القرطبي ، وأبو عبد الله القرطبي ، والقاضي أبي يعلى ، وابن كثير ، وابن القيم ، وابن حجر ، وابن عادل ، والآلوسي ، والقاسمي ، ورحمة الله بن خليل الرحمن الهندي ، وابن عاشور ، والشنقيطي ، وابن عثيمين .(15)
قال القاضي عياض :« اعلم ـ أكرمك الله ، ولا تسترب في تنزيه النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الظاهر ، وأن يأمر زيداً بإمساكها ، وهو يحب تطليقه إياها ، كما ذُكِرَ عن جماعة من المفسرين ، وأصح ما في هذا : ما حكاه أهل التفسير ، عن علي بن حسين : أن الله تعالى كان أعلم نبيه أن زينب ستكون من أزواجه ، فلما شكاها إليه زيد قال له : أمسك عليك زوجك واتق الله . وأخفى في نفسه ما أعلمه الله به من أنه سيتزوجها مما الله مبديه و مظهره بتمام التزويج وتطليق زيد لها ».أهـ (16)
وقال أبو العباس القرطبي :« وقد اجترأ بعض المفسرين في تفسير هذه الآية ، ونسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا يليق به ويستحيل عليه ، إذ قد عصمه الله منه ونزهه عن مثله ، وهذا القول إنما يصدر عن جاهلٍ بعصمته عليه الصلاة والسلام ، عن مثل هذا ، أو مُسْتَخِفٍّ بحرمته ، والذي عليه أهل التحقيق من المفسرين والعلماء الراسخين : أن ذلك القول الشنيع ليس بصحيح ، ولا يليق بذوي المروءات ، فأحرى بخير البريات ، وأن تلك الآية إنما تفسيرها ما حُكي عن علي بن حسين .... ».أهـ (17)
أدلة هذا المذهب :
استدل أصحاب هذا المذهب على ما ذهبوا إليه ، بأدلة منها :
الدليل الأول : أن الله تعالى أخبر أنه مُظهِرٌ ما كان يخفيه النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال:? وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ ? ، ولم يُظهرْ سبحانه غير تزويجها منه ، حيث قال :? فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا ? ، فلو كان الذي أضمره رسول الله صلى الله عليه وسلم محبتها أو إرادة طلاقها ؛ لأظهر الله تعالى ذلك ؛ لأنه لا يجوز أن يُخبر أنه يُظهرِهُ ثم يكتمه فلا يظهره ، فدل على أنه إنما عُوتِبَ على إخفاء ما أعلمه الله إياه : أنها ستكون زوجة له ، لا ما ادعاه هؤلاء أنه أحبها ، ولو كان هذا هو الذي أخفاه لأظهره الله تعالى كما وعد .(18)
الدليل الثاني : أن الله تعالى قال بعد هذه الآية :?مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ ? [الأحزاب:38] وهذه الآية تدل على أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن عليه حرج في زواجه من زينب رضي الله عنها ، ولو كان على ما روي من أنه أحبها وتمنى طلاق زيدٍ لها ، لكان فيه أعظم الحرج ؛ لأنه لا يليق به مدَّ عينيه إلى نساء الغير ، وقد نُهي عن ذلك في قوله تعالى:?لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ ? [الحجر:88].(19 )
الدليل الثالث : أن زينب رضي الله عنها تعتبر بنت عمة النبي صلى الله عليه وسلم (20) ، ولم يزل يراها منذ ولِدَت، وكان معها في كل وقت وموضع ، ولم يكن حينئذ حجاب ، وهو الذي زوجها لمولاه زيد ، فكيف تنشأُ معه ، وينشأُ معها ، ويلحظها في كل ساعة ، ولا تقع في قلبه إلا بعد أن تزوجها زيد، وقد كانت وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم وكرهت غيره ، فلم تخطر بباله صلى الله عليه وسلم ، فكيف يتجدد لها هوىً لم يكن ، حاشاه صلى الله عليه وسلم من ذلك ، وهذا كله يدل على بطلان القصة ، وأنها مختلقة موضوعة عليه صلى الله عليه وسلم .(21)
الدليل الرابع : أن الله تعالى بيّن الحكمة من زواجه صلى الله عليه وسلم بزينب ، فقال:? فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ? ، وهذا تعليل صريح بأن الحكمة هي قطع تحريم أزواج الأدعياء ، وكون الله هو الذي زوجه إياها لهذه الحكمة العظيمة ، صريح في أن سبب زواجه إياها ليس هو محبته لها ، التي كانت سبباً في طلاق زيد لها ، كما زعموا ، ويوضحه قوله تعالى:? فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا ? ؛ لأنه يدل على أن زيداً قضى وطره منها ، ولم تبق له بها حاجة ، فطلقها باختياره .(22)
المذهب الثاني : قبول هذه الروايات واعتمادها ، وجعلها سبباً في نزول الآية .
ويرى أصحاب هذا المذهب : أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم وقع منه استحسان لزينب ، وهي في عصمة زيد ، وكان حريصاً على أن يطلقها زيد فيتزوجها هو ، ثم إن زيداً لما أخبره أنه يريد فراقها ، ويشكو منها غلظة قول ، وعصيان أمر ، وأذىً باللسان ، وتعظماً بالشرف ، قال له : اتق الله فيما تقول عنها ، و أمسك عليك زوجك . وهو يخفي الحرص على طلاق زيدٍ إياها ، وهذا هو الذي كان يخفي في نفسه ، ولكنه لزم ما يجب من الأمر بالمعروف ، قالوا : وخشي النبي صلى الله عليه وسلم قالة الناس في ذلك ، فعاتبه الله تعالى على جميع هذا .(23)
وهذا المذهب روي عن : قتادة ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وعكرمة ، ومحمد بن يحيى بن حبان ، ومقاتل ، والشعبي (24) ، وابن جريج (25) .
وهو اختيار : ابن جرير الطبري ، والزمخشري ، والبيضاوي ، وأبي السعود ، وابن جزي ، والعيني ، والسيوطي .(26)
قال ابن جرير الطبري :« ذُكِر أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى زينب بنت جحش فأعجبته ، وهي في حبال مولاه ، فألقي في نفس زيد كراهتها ، لما علم الله مما وقع في نفس نبيه صلى الله عليه وسلم ما وقع ، فأراد فراقها ، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمسك عليك زوجك ، وهو صلى الله عليه وسلم يحب أن تكون قد بانت منه لينكحها ، واتق الله ، وخفِ الله في الواجب له عليك في زوجتك ، ? وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ ? يقول: وتخفي في نفسك محبة فراقه إياها ، لتتزوجها إن هو فارقها ، والله مبدٍ ما تخفي في نفسك من ذلك ، ? وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ? يقول تعالى ذكره : وتخاف أن يقول الناس أمر رجلاً بطلاق امرأته ونكحها حين طلقها ، والله أحق أن تخشاه من الناس ».أهـ (27 )
أدلة هذا المذهب :
استدل أصحاب هذا المذهب على ما ذهبوا إليه ، بأدلة منها :
الدليل الأول : الروايات الواردة في سبب نزول الآية ، والتي فيها التصريح بما قلنا .
واعتُرِضَ : بأن هذه الروايات ضعيفة ، وليس فيها شيء يصح .
الدليل الثاني : أنه قد روي عن عائشة (28) ، وأنس (29) - رضي الله عنهما - أنهما قالا :« لَوْ كَانَ رَسُولُ صلى الله عليه وسلم كَاتِمًا شَيْئًا مِمَّا أُنْزِلَ عَلَيْهِ لَكَتَمَ هَذِهِ الْآيَةَ:?وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ ? ».
قالوا : وهذا يدل على أنه صلى الله عليه وسلم وقع منه حبٍ لزينب ، وأنه كان يخفي ذلك ، حتى أظهره الله تعالى .
واعتُرِضَ : بأن مراد عائشة ، وأنس رضي الله عنهما : أن رغبة النبي صلى الله عليه وسلم في تزوج زينب ، كان سراً في نفسه لم يُطلِعْ عليه أحداً ، إذ لم يؤمر بتبليغه إلى أحد ، وعلى ذلك السر انبنى ما صدر منه لزيد في قوله :? أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ ? ، ولما طلقها زيد ورام تزوجها ، علم أن المنافقين سيرجفون بالسوء ، فلما أمره الله بذكر ذلك للأمة ، وتبليغ خبره ، بَلَّغَهُ ولم يكتمه ، مع أنه ليس في كتمه تعطيل شرع ، ولا نقص مصلحة ، فلو كان كاتماً شيئاً من الوحي لكتم هذه الآية ، التي هي حكاية سِرٍّ في نفسه ، وبينه وبين ربه تعالى ، ولكنه لما كان وحياً بلغه ؛ لأنه مأمور بتبليغ كل ما أنزل إليه.(30)
المبحث الخامس : الترجيح :
الحق أن هذه القصة مختلقة موضوعة على النبي صلى الله عليه وسلم ، وأن الآية لا يصح في سبب نزولها إلا حديث أنس رضي الله عنه (31)،
وهذا الحديث ليس فيه شيء مما ذكر في هذه القصة ، فيجب الاقتصار عليه ، وطرح ما سواه من الروايات الضعيفة .
ومما يدل على وضع هذه القصة :
الدليل الأول : أنها لم تُروى بسند متصل صحيح ، وكل الروايات الواردة فيها ، إما أنها مرسلة ، أو أن في أسانيدها ضعفاء ومتروكين .
الدليل الثاني : تناقض روايات هذه القصة واضطرابها ، ففي رواية محمد بن يحيى بن حبان : أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء يطلب زيداً في بيته ، وأن زينب خرجت له فُضلاً متكشفة ، وأما رواية ابن زيد ففيها أن زينب لم تخرج إليه ، وإنما رفعت الريح الستر فانكشفت وهي في حجرتها حاسرة ، فرآها النبي صلى الله عليه وسلم ، وتأتي رواية أبي بكر بن أبي حثمة فتخالف هاتين الروايتين وتدعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استأذن عليها ، فأذنت له ولا خمار عليها ، وهذا الاضطراب والتناقض بين الروايات يدل دلالة واضحة على أن القصة مختلقة موضوعة .
الدليل الثالث : أن هذه الروايات مخالفة للرواية الصحيحة (32) الواردة في سبب نزول الآية ، والتي فيها أن زيداً جاء يشكو للنبي صلى الله عليه وسلم زينب ، ولم تذكر هذه الرواية شيئاً عن سبب شكواه ، وهي صريحة بأنه جاء يشكو شيئاً ما (33) ، وأما تلك الروايات الضعيفة فتدعي أن زيداً عرض طلاقها على النبي صلى الله عليه وسلم نزولاً عند رغبته ، لما رأى من تعلقه بها ، وهذا يدل على ضعف هذه الروايات ووضعها .
الدليل الرابع : أن هذه الروايات فيها قدح بعصمة النبي صلى الله عليه وسلم ، ونيل من مقامه الشريف ، فيجب ردها وعدم قبولها ، وتنزيه مقام النبي صلى الله عليه وسلم عن مثل هذه الأكاذيب المختلقة الموضوعة .
الدليل الخامس : أن الآيات النازلة بسبب القصة ليس فيها ما يفيد أن النبي صلى الله عليه وسلم وقع منه استحسان لزينب رضي الله عنها ، وقد تقدم وجه دلالتها على هذا المعنى ، في أدلة المذهب الأول ، والله تعالى أعلم .
---
---
**الحواشي :
(1) قائل هذه العبارة : هو مؤمل بن إسماعيل ، أحد رواة الحديث .
(2) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (3/149) قال : حدثنا مؤمل بن إسماعيل ، حدثنا حماد بن زيد ، حدثنا ثابت ، عن أنس ....، فذكره .
وهذا الحديث فيه ثلاث علل :
الأولى : أنه من راوية مؤمل بن إسماعيل ، وهو سيئ الحفظ ، كثير الغلط ، قال أبو حاتم : صدوق ، كثير الخطأ . وقال البخاري: منكر الحديث . وقال الآجري : سألت أبا داود عنه : فعظمه ورفع من شأنه ، إلا أنه يهم في الشيء . وذكره ابن حبان في الثقات وقال : ربما أخطأ . وقال يعقوب بن سفيان : حديثه لا يشبه حديث أصحابه ، وقد يجب على أهل العلم أن يقفوا عن حديثه ؛ فإنه يروي المناكير عن ثقات شيوخه ، وهذا أشد ، فلو كانت هذه المناكير عن الضعفاء لكنا نجعل له عذراً . وقال الساجي : صدوق كثير الخطأ ، وله أوهام يطول ذكرها . وقال ابن سعد : ثقة كثير الغلط . وقال الدارقطني : ثقة كثير الخطأ . وقال محمد بن نصر المروزي : إذا انفرد بحديث وجب أن يُتوقف ويُتثبت فيه ؛ لأنه كان سيئ الحفظ ، كثير الغلط . انظر : تهذيب التهذيب (10/339).
العلة الثانية : أن مؤمل بن إسماعيل قد تفرد بزيادة منكرة في هذا الحديث ، وهي قوله - في أول الحديث - :« أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْزِلَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ ، فَرَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم امْرَأَتَهُ زَيْنَبَ ، وَكَأَنَّهُ دَخَلَهُ ». وقد روى هذا الحديث جماعة من الثقات ، عن حماد بن زيد ، ولم يذكروا هذه الزيادة ، ومن هؤلاء الرواة :
1- مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ: أخرج حديثه ، البخاري في صحيحة ، في كتاب التفسير ، حديث (4787) ، قال : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ ، حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه :« أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ :?وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ ? نَزَلَتْ فِي شَأْنِ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ ، وَزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ ».
2- مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ : أخرج حديثه ، البخاري في صحيحة ، في كتاب التوحيد ، حديث (7420) قال : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ قَال:« َ جَاءَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ يَشْكُو فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : اتَّقِ اللَّهَ وَأَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ . قَالَ أَنَسٌ : لَوْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَاتِمًا شَيْئًا لَكَتَمَ هَذِهِ ».
3- أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ : أخرج حديثه ، الترمذي في سننه ، في كتاب التفسير ، حديث (3212) قال : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ :« لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةَ:?وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ ? فِي شَأْنِ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ ، جَاءَ زَيْدٌ يَشْكُو ، فَهَمَّ بِطَلَاقِهَا ، فَاسْتَأْمَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ ».
4- عفان بن مسلم : أخرج حديثه ، ابن حبان في صحيحه (15/519) قال : أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال: حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم قال: حدثنا عفان قال: حدثنا حماد بن زيد ، عن ثابت ، عن أنس قال :« جاء زيد بن حارثة يشكو زينب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمسك عليك أهلك ، فنزلت :?وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ ? ».
5- محمد بن سليمان : أخرج حديثه ، النسائي في السنن الكبرى (6/432) قال : أنا محمد بن سليمان ، عن حماد بن زيد ، عن ثابت ، عن أنس قال : .... ، فذكره ، بنحو رواية ابن حبان .
العلة الثالثة : تردد مؤمل بن إسماعيل في هذه الزيادة التي رواها في الحديث ، وذلك بقوله :« لا أدري من قول حماد ، أو في الحديث » ، وهذا يدل على سوء حفظه ، وأن هذه الرواية غير محفوظة في الحديث .
(3 ) أخرجه ابن سعد في الطبقات (8/101) قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثني عبد الله بن عامر الأسلمي، عن محمد بن يحيى بن حبان قال : .... فذكره .
وأخرجه الحاكم في المستدرك (4/25) ، من طريق محمد بن عمر ، به .
وأخرجه ابن الجوزي في « المنتظم في التاريخ » (***) من طريق ابن سعد ، به .
وهذه الرواية فيها ثلاث علل :
الأولى : أنها من طريق محمد بن عمر ، وهو الواقدي . قال البخاري : متروك الحديث ، تركه أحمد ، وابن المبارك ، وابن نمير ، وإسماعيل بن زكريا ، وقال في موضع آخر : كذبه أحمد .
وقال يحيى بن معين : ضعيف ، وقال مرة : ليس بشيء . وقال ابن حبان : كان يروي عن الثقات المقلوبات ، وعن الأثبات المعضلات ، وقال علي بن المديني : الواقدي يضع الحديث .
انظر : التاريخ الكبير ، للبخاري (1/178) ، والمجروحين ، لابن حبان (2/290) ، وتهذيب التهذيب (9/323).
العلة الثانية : شيخ الواقدي ، وهو عبد الله بن عامر الأسلمي ، متفق على تضعيفه . انظر : تهذيب التهذيب (5/241).
العلة الثالثة : أن هذه الرواية مرسلة ؛ لأن محمد بن يحيى بن حبان ، تابعي مات سنة 121 هـ ، وهو لم يدرك القصة ، ولم يذكر من حدثه بها .
(4 ) أخرجه ابن جرير في تفسيره (10/302) قال : حدثني يونس ، قال: أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد .... ، فذكره.
وهذه الرواية فيها علتان :
الأولى : أنها معضلة ؛ لأن عبد الرحمن بن زيد من الطبقة الثانية من التابعين ، مات سنة 182 هـ ، فهو لم يدرك القصة ، ولم يذكر الواسطة بينه وبين من حدث بها عن الصحابة رضي الله عنهم.
العلة الثانية : أن ابن زيد متفق على ضعفه ، وممن ضعفه : الإمام أحمد ، وابن معين ، وابن المديني ، والنسائي ، وأبو زرعة ، وقال ابن حبان: كان يقلب الأخبار وهو لا يعلم ، حتى كثر ذلك في روايته ، من رفع المراسيل ، وإسناد الموقوف ، فاستحق الترك . وقال ابن سعد: كان كثير الحديث ، ضعيفاً جداً . وقال ابن خزيمة : ليس هو ممن يحتج أهل العلم بحديثه لسوء حفظه . وقال ابن الجوزي : أجمعوا على ضعفه . انظر : تهذيب التهذيب (6/161).
(5 ) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (3/117) ، عن معمر ، عن قتادة ، به .
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (24/41) ، من طريق معمر ، به .
وأخرجه ابن جرير في تفسيره (10/302) ، والطبراني في المعجم الكبير (24/42) : كلاهما من طريق سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، بنحوه .
وقتادة : هو ابن دعامة السدوسي ، أحد الأئمة الحفاظ المشهورين بالتدليس ، وكثرة الإرسال ، قال أحمد بن حنبل: ما أعلم قتادة سمع من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، إلا من أنس بن مالك .
قلت : وروايته هذه مرسلة ، وقد قال الشعبي : كان قتادة حاطب ليل . وذكر أبو عمرو بن العلاء : أن قتادة لا يغث عليه شيء ، وكان يأخذ عن كل أحد .
انظر : جامع التحصيل (1/254) ، وتهذيب التهذيب (8/317-322).
(6 ) هذه الرواية ذكرها القرطبي في تفسيره (14/123) ، عن مقاتل ، ولم يذكر لها سنداً ، ومقاتل : متهم بالكذب ، ووضع الحديث ، قال عمرو بن علي :متروك الحديث كذاب . وقال ابن سعد : أصحاب الحديث يتقون حديثه وينكرونه . وقال البخاري : منكر الحديث . وقال في موضع آخر : لا شيء البتة . وقال عبد الرحمن بن الحكم : كان قاصاً ترك الناس حديثه . وقال أبو حاتم : متروك الحديث . وقال النسائي :كذاب . وقال ابن حبان :كان يأخذ عن اليهود والنصارى علم القرآن الذي يوافق كتبهم ، وكان مشبهاً يشبه الرب سبحانه وتعالى بالمخلوقين، وكان يكذب مع ذلك في الحديث . وقال الدار قطني : يكذب ، وعدَّه في المتروكين . وقال العجلي: متروك الحديث. انظر : تهذيب التهذيب (10/252-253).
(7 ) ذكرهذه الرواية السيوطي في الدر المنثور (5/385) ، وعزاها لعبد بن حميد ، وابن المنذر .
وهذه الرواية ضعيفة ؛ لإرسالها من قبل عكرمة ، وتعليقها من قبل السيوطي .
(8 ) أخرجه ابن عدي في الكامل (3/316) قال : ثنا الساجي ، ثنا الحسن بن علي الواسطي قال: ثنا علي بن نوح ، ثنا محمد بن كثير ، ثنا سليم مولى الشعبي ، عن الشعبي ، به .
وأعله ابن عدي بسليم مولى الشعبي ، وضعفه . وهو مرسل أيضاً .
(9 ) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (24/44 ) قال : حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا الحسن بن علي الحلواني ، ثنا محمد بن خالد بن عثمة ، حدثني موسى بن يعقوب ، عن عبد الرحمن بن المنيب ، عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة ، به .
وأبو بكر بن أبي حثمة ، تابعي ، ذكره الحافظ ابن حجر في التقريب (2/404) وقال : مدني ثقة ، من الرابعة ، روى له البخاري ومسلم مقروناً بغيره .
وهذه الرواية فيها علتان :
الأولى : أنها مرسلة ، والثانية : جهالة عبد الرحمن بن المنيب ، فلم أقف على ترجمته .
(10 ) انظر : المحرر الوجيز (4/386).
(11 ) أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (10/303) ، وابن أبي حاتم في تفسيره (9/3135 ، 3137) ، كلاهما من طريق سفيان بن عيينة ، عن علي بن زيد بن جدعان ، عن علي بن الحسين ، به .
وإسناده ضعيف ؛ لضعف علي بن زيد بن جدعان .
(12 ) نقله عنه : القاضي عياض ، في الشفا (2/117) ، وأبو العباس القرطبي ، في المفهم (1/406).
(13 ) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (9/3137) ، معلقاً .
(14 ) انظر : المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (1/406) ، وتفسير القرطبي (14/123).
(15 ) انظر على الترتيب : الانتصار لنقل القرآن ، للباقلاني (2/704) ، والشفا (2/118) ، والفصل في الملل والأهواء والنحل ، لابن حزم (2/312) ، وتفسير البغوي (3/532) ، وأحكام القرآن لابن العربي (3/577) ، والكشف والبيان ، للثعلبي (***) ، والشفا ، للقاضي عياض (2/117) ، والوسيط ، للواحدي (***) ، والمفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (1/406) ، وتفسير القرطبي (14/123) ، وزاد المسير (6/210) ، وتفسير ابن كثير (3/499) ، وزاد المعاد (4/266) ، وفتح الباري (8/384) ، واللباب في علوم الكتاب (15/554) ، وروح المعاني (22/278) ، ومحاسن التأويل (8/83) ، وإظهار الحق (***) ، والتحرير والتنوير (***) ، وأضواء البيان (6/580-583) ، ومجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين (***).
(16 ) الشفا (2/117).
(17 ) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (1/406) ، باختصار .
(18 ) انظر : تفسير البغوي (3/532) ، والشفا (2/117) ، وأضواء البيان (6/582-583).
(19 ) انظر : الشفا (2/118) ، وأحكام القرآن ، لابن العربي (3/578) ، والمفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (1/406).
(20 ) لأن أمها أميمة بنت عبد المطلب .
(21 ) انظر : الشفا (2/118 ) ، وأحكام القرآن ، لابن العربي (3/577).
(22 ) انظر : أضواء البيان (6/583).
(23 ) انظر : المحرر الوجيز (4/386).
(24 ) تقدم تخريج أقوالهم في أول المسألة .
(25 ) أخرجه الطبراني في الكبير (24/43).
(26 ) انظر : على الترتيب : تفسير الطبري (10/302) ، والكشاف (3/524) ، وتفسير البيضاوي (4/376) ، وتفسير أبي السعود (7/105) ، والتسهيل لعلوم التنزيل (2/152) ، وعمدة القاري (19/119) ، ومعترك الأقران (2/407).
(27 ) تفسير الطبري (10/302).
(28 ) أخرجه مسلم في صحيحه ، في كتاب الإيمان ، حديث (177).
(29 ) أخرجه البخاري في صحيحه ، في كتاب التوحيد ، حديث ( 7420).
(30 ) انظر : التحرير والتنوير (***).
(31 ) عن أنس رضي الله عنه قال :« جَاءَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ يَشْكُو ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : اتَّقِ اللَّهَ ، وَأَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ ».
أخرجه البخاري في صحيحه ، في كتاب التوحيد ، حديث (7420).
وأخرجه في كتاب التفسير ، حديث (4787) ، عن أنس رضي الله عنه ، بلفظ :« أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ :?وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ ? نَزَلَتْ فِي شَأْنِ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ ، وَزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ ».
وأخرجه الترمذي ، في سننه ، في كتاب التفسير ، حديث (3212) ، عن أنس ، بلفظ :« لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةَ :?وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ ? فِي شَأْنِ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ ، جَاءَ زَيْدٌ يَشْكُو ، فَهَمَّ بِطَلَاقِهَا ، فَاسْتَأْمَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ ». قال الترمذي :« حديث حسن صحيح ».
(32 ) هي رواية أنس رضي الله عنه المتقدمة في أول الترجيح ، وهي في البخاري .
(33 ) جاء في رواية ضعيفة التصريح بنوع الشكاية التي عرضها زيد على النبي صلى الله عليه وسلم ، فعن الكميت بن زيد الأسدي قال: حدثني مذكور - مولى زينب بنت جحش - عن زينب بنت جحش رضي الله عنها قالت: خطبني عدة من قريش، فأرسلت أختي حمنة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أستشيره ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : أين هي ممن يعلمها كتاب ربها ، وسنة نبيها . قالت : ومن هو يا رسول الله ؟ قال : زيد بن حارثة . قال : فغضبت حمنة غضباً شديداً ، وقالت: يا رسول الله ، أتزوج بنت عمتك ، مولاك ؟ قالت زينب : ثم أتتني فأخبرتني بذلك ، فقلت أشد من قولها وغضبت أشد من غضبها ؛ فأنزل الله :?وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ? [الأحزاب:36] قالت: فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقلت: إني استغفر الله ، وأطيع الله ورسوله ، إفعل ما رأيت، فزوجني زيداً ، وكنت أرثي عليه ، فشكاني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعاتبني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم عدت فأخذته بلساني ، فشكاني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمسك عليك زوجك واتق الله . فقال : يا رسول الله ، أنا أطلقها . قالت : فطلقني ، فلما انقضت عدتي ، لم أعلم إلا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد دخل علي ببيتي ،وأنا مكشوفة الشعر ، فقلت: إنه أمر من السماء . فقلت : يا رسول الله ، بلا خطبة ، ولا إشهاد ؟ فقال: الله المزوج ، وجبريل الشاهد ».
أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/51) ، والطبراني في الكبير (24/39) ، والبيهقي في السنن الكبرى (7/136) ، والدارقطني في سننه (3/301) ، وابن عساكر في تاريخه (19/357) ، جميعهم من طريق: الحسين بن أبي السري، العسقلاني ، عن الحسن بن محمد بن أعين الحراني ، عن حفص بن سليمان ، عن الكميت بن زيد الأسدي ، به .
والحديث ضعيف ، في إسناده :
« الحسين بن أبي السري » ، ضعفه أبو داود ، واتُهم بالكذب . انظر : تهذيب التهذيب (2/314).
و « حفص بن سليمان الأسدي » متروك الحديث . انظر : تهذيب التهذيب (2/345).
وأخرج ابن أبي حاتم في تفسيره معلقاً (9/3137) ، عن السدي ، في قوله :? وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ ? قال:« بلغنا أن هذه الآية أنزلت في زينب بنت جحش رضي الله عنها ، وكانت أمها أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأراد أن يزوجها زيد بن حارثة رضي الله عنه ، فكرهت ذلك ، ثم إنها رضيت بما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فزوجها إياه ، ثم أعلم الله نبيه صلى الله عليه وسلم بَعْدُ أنها من أزواجه ، فكان يستحي أن يأمر زيد بن حارثة بطلاقها ، وكان لا يزال يكون بين زيد وزينب بعض ما يكون بين الناس ، فيأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمسك عليه زوجه ، وأن يتقي الله ، وكان يخشى الناس أن يعيبوا عليه ، أن يقولوا : تزوج امرأة ابنه ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تبنى زيداً ».
------------
أحمد بن عبد العزيز القصيِّر
ماجستير في التفسير وعلوم القرآن
* المحاضر بكلية المعلمين بالرس
كتبت في 24/ربيع الأول/1425 هـ 10:54 صباحاً
الروابط :
http://tafsir.org/index.php?misc=sea...ews&do=maqalat
http://www.tafsir.org/vb/showpost.ph...55&postcount=1
ملف وورد :
http://tafsir.org/books/open.php?cat=88&book=
إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته،
طبعا كلنا نعرف الحديث
(إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموها فادعوا الله وصلوا حتى ينجلي).
حيث انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم . يوم مات ابراهيم والحديث صحيح فى البخارى
وكان الناس قديما لا يعرفون شيئا عن كسوف الشمس لكن يعتقدون انه مرتبط بحدث عظيم موت عظيم او ولادته
عندما تقدم العلم وبدأ عصر الكشوفات الفلكية والبحث العلمي، وجد العلماء تفسيراً لهذه الظاهرة، واتضح أنها ظاهرة طبيعية تحدث نتيجة دوران القمر حول الأرض، ووقوع القمر بين الشمس والأرض مما يمنع رؤية الشمس. وتتكرر هذه الظاهرة باستمرار بقانون كوني ورياضي محسوب ويمكن التنبؤ به مسبقاً
خطورة النظر إلى الشمس أثناء الكسوف
إن النظر إلى الشمس أثناء أي نوع من الكسوف يسبب أضراراً دائمة للعين بسبب تلقيها كمية من الإشعاعات الخطرة والمركزة. وحتى النظارات الشمسية التي يستعملها البعض فهي خطرة أيضاً ولا تمنع كل الأشعة تحت الحمراء الضارة والتى قد تؤدى الى العمى الدائم
ولكن ماذا كان موقف من تلقى علمه من ربّ الشمس والقمر؟؟ هل صحح المعتقدات؟ هل وضع الأساس العلمي قبل أن يراه العلماء بأكثر من ألف سنة؟ هل وافقهم على معتقدهم أم هداهم إلى الحقيقة العلمية اليقينية؟
لقد قال كلمات قليلة لخّص فيها كل الحقائق التي اكتشفها العلماء في القرن العشرين؟ لقد خاطب قومه ومن بعدهم فقال عليه أفضل الصلاة والسلام: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله تعالى لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله تعالى وإلى الصلاة)[رواه البخاري و مسلم وغيرهما]. لقد حدّد هذا الحديث عدة حقائق علمية لم تكن معروفة من قبل:
- وضّح الحديث الشريف أن الشمس والقمر مخلوقات وآيات سخرها الله تعالى ولا علاقة لهما بما يحدث على الأرض من ولادة أو موت أحد أو غير ذلك. وفي هذه العبارة قد وضع الرسول الكريم أساساً للبحث العلمي في الظواهر الكونية على اعتبار أنها آيات من عند الله ومخلوقات تخضع لإرادة خالقها عز وجل. - ولو كان النبى يبحث عن شهرة وعزة كان بامكانه ان يربط بين حادث كسوف الشمس ووفاة ابنه ابراهيم
2- أشار الحديث إلى أن هذه الظاهرة تحدث بفعل الشمس والقمر معاً! بينما كان الناس يعتقدون أن القمر لا علاقة له بهذه الظاهرة، بل إنهم كانوا يعتقدون أن الشمس تختفي وتذهب بعيداً أو أن هنالك قوة ما تحاول أن تلتهمها.
ولو كان رسول الله يأتي بشيء من عنده لكان وافقهم على معتقدهم. ولكن نجده عليه الصلاة والسلام يميز بين الحق والباطل، كيف لا وهو الذي قال الله تعالى عنه: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى *إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) [النجم: 3-4].
3- لقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نفزع إلى الصلاة والدعاء عند كسوف الشمس: (فافزعوا إلى الصلاة). أليس هذا أسلوباً لوقاية العين من الأشعة تحت الحمراء الخطيرة والتي قد تسبب العمى الدائم؟ وإذا كانت الزَّهرة تنحني أوراقها عند كسوف الشمس وربما هي تسجد لله تعالى، أفلا نسجد نحن لله تعالى كما علّمنا الرسول الكريم عليه الصلاة والتسليم؟
4-روى البخاري عن المغيرة بن شعبة قال: انكسفت الشمس يوم مات إبراهيم، فقال الناس: انكسفت لموت إبراهيم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموها فادعوا الله وصلوا حتى ينجلي).
وقد وجدتُ في هذه الرواية إعجازاً في قوله عليه الصلاة والسلام: (حتى ينجلي). أليست هذه العبارة تحمل إشارة إلى جلاء القمر أي ذهابه من أمام الشمس؟ وفي معجم مختار الصحاح نجد معنى كلمة (ينجلي) أي ينكشف، ومعنى ذلك أن القمر قد أظل الشمس وسوف ينجلي ويذهب عنها وسوف تنكشف الشمس من جديد، وهذه منتهى الدقة اللغوية والعلمية، والله تعالى أعلم.
منقول وملخص وتجد المصادر العلمية الموثقة فى الرابط
http://www.55a.net/firas/arabic/inde...how_det&id=570
اضافه لنور القران
الحكمة في صلاة الكسوف والخسوف
س: كان الاعتقاد -قديما- أن كسوف الشمس وخسوف القمر إنما يحدثان من غضب الله على الناس، بشؤم كفرهم ومعاصيهم، وقد ثبت اليوم بسبب تقدم العلوم الكونية أن الكسوف والخسوف أمر عادي يحدث لأسباب طبيعية معروفة يدرسها التلاميذ في مدارسهم. فهو ظاهرة طبيعية كالمد والجزر وما شابه ذلك.
ولهذا نسأل عن الحكمة في الصلاة التي شرعها الإسلام عند الكسوف والخسوف، فإن الملاحدة أعداء الدين يستغلون ذلك للطعن في الإسلام، وأنه بنى هذه الصلاة على الخرافات القديمة التي كانت شائعة بين الناس، بدعوى أن الصلاة لرفع غضب السماء عن أهل الأرض.
هذا مع أن الكسوف معروف عند علماء الفلك قبل أن يحدث، متى يحدث؟ وأين يحدث؟ وكم يمكث؟…الخ، فلا يتصور حينئذ أن ترفعه صلاة أو دعاء.
أرجو بيان ذلك مكتوبا لنشره وإذاعته، إقناعا للمتشككين. وإفحاما للمشككين.
ج: لم يجئ في القرآن الكريم ذكر لصلاة الكسوف والخسوف. وإنما وردت بها السنة المطهرة من قول الرسول صلى الله عليه وسلم وفعله. وذلك في السنة العاشرة للهجرة حين كسفت الشمس فصلى بأصحابه وأطال الصلاة حتى انجلت الشمس.
ولم يرد فيما اتفقت عليه الروايات الصحيحة أن هذا الكسوف كان نتيجة لغضب من الله على الناس. كيف وقد حدث ذلك بعد أن جاء نصر الله والفتح ودخل الناس في دين الله أفواجا، وانتشر نور الإسلام في كل ناحية من جزيرة العرب، فلو كان الكسوف يحدث من غضب الله لحدث ذلك في العهد المكي، حين كان الرسول وأصحابه يقاسون أشد ألوان العنت والاضطهاد والإيذاء، وحين أخرجوا من ديارهم وأموالهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله.
ولقد كان الناس في عصر النبوة يعتقدون أن كسوف الشمس والقمر إنما هو مشاركة من الطبيعة لموت عظيم من عظماء أهل الأرض. وكان من غرائب المصادفات أن كسوف الشمس الذي حدث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان يوم وفاة إبراهيم ابنه من مارية القبطية، وقال الناس يومئذ:
إن الشمس قد انكسفت لموته أي حزنا عليه، وإكراما للرسول صلى الله عليه وسلم ولكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسكت على هذا القول الزائف والاعتقاد الباطل، وإن كان فيه إضافة آية أو معجزة جديدة إلى آياته ومعجزاته الكثيرة، لأن الله أغناه بالحق عن الانتصار بالباطل.
روى الإمام أحمد والطبراني من حديث سمرة بن جندب أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب فيهم يوم الكسوف فقال:(أما بعد: فإن رجالا يزعمون أن كسوف هذه الشمس وكسوف هذا القمر، وزوال هذه النجوم من مطالعها، لموت رجال عظماء من أهل الأرض، إنهم قد كذبوا. ولكنها آيات من آيات الله عز وجل يعتبر بها عبادة…)(مجمع الزوائد ج2 ص210) رواه الحاكم وقال: صحيح على شرطهما(ووافقه الذهبي كما في المستدرك وتلخيصه ج1 ص 329،231).
وروى البخاري عن المغيرة بن شعبة قال: انكسفت الشمس يوم مات إبراهيم، فقال الناس: انكسفت لموت إبراهيم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموها فادعوا الله وصلوا حتى ينجلي).
وفي بعض الروايات عند البخاري عن أبي بكرة مرفوعا بعد قوله: لا ينكسفان لموت أحد قال: (ولكن الله يخوف بهما عباده)، وفي ثبوت هذه الزيادة كلام أشار إليه الإمام البخاري نفسه(الزيادة المذكورة من رواية حماد بن زيد عن يونس عن الحسن عن أبي بكرة، ولكن عددًا من الرواة الثقات رووا الحديث عن يونس، فلم يذكروها، منهم عبد الوارث وشعبة، وخالد بن عبد الله، وحماد بن سلمة، كما ذكر ذلك البخاري. وكثير من أئمة الحديث يرفض مثل هذه الرواية التي يخالف فيها الراوي من هم أوثق منه أو أكثر عددًا، وتوصف هذه الزيادة حينئد بالشذوذ، فتخرج عن حد الحديث الصحيح).
وهنا يلتقط المشككون هذه الكلمة وأمثالها "يخوف الله بهما عبادة" أو "ادعوا الله وصلوا حتى ينجلي" ليقولوا: مم التخويف؟ ولماذا الدعاء؟ ولماذا الصلاة؟ والكسوف أمر طبيعي؟
نعم هو أمر طبيعي لا يتقدم ولا يتأخر عن موعده ومكانه وزمانه، وفقا لسنة الله تعالى، ولكن الأمور الطبيعية ليست خارجة عن دائرة الإرادة الإلهية. والقدرة الإلهية، فكل ما في الكون يحدث، بمشيئته تعالى وقدرته، ومثل هذا الذي يحدث لهذه الأجرام العظيمة جدير أن ينبه القلوب على عظمة سلطان الله تعالى وشمول إرادته ونفوذ قدرته، وبالغ حكمته، وجميل تدبيره، فتتجه إليه القلوب بالتعظيم، والألسنة بالدعاء، والأكف بالضراعة، والجباه بالسجود.
ولقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أذكار وأدعية شتى ينبغي للمسلم أن يتلوها بلسانه، ويستحضرها بقلبه، عند رؤية ظواهر طبيعية مختلفة، منها:
( أ ) عندما يصبح الصباح أو يمسي المساء:
أخرج الترمذي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم أصحابه يقول: (إذا أصبح أحدكم فليقل: اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النشور وإذا أمسى فليقل: اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا… الحديث) وقال الترمذي: حسن صحيح.
وروى مسلم عن ابن مسعود قال: كان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا أمسى قال: (أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، رب أسألك خير ما في هذه الليلة، وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر هذه الليلة، وشر ما بعدها، رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، رب أعوذ بك من عذاب في النار، وعذاب في القبر).
وإذا أصبح قال ذلك أيضا: (أصبحنا وأصبح الملك لله) الحديث.
(ب) عند هبوب الريح وظهور السحاب:
روى مسلم عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قال: (اللهم أسألك خيرها وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها وشر ما أرسلت به).
وعنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى ناشئا (أي سحابة) في أفق السماء ترك العمل، وإن كان في صلاة، ثم يقول: (اللهم إني أعوذ بك من شرها). فإن مطر قال: (اللهم صيبا هنيئا) رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه وأبو عوانة في صحيحه بإسناد صحيح على شرط مسلم، كما في تخريج الكلم الطيب للألباني.
(جـ) عند رؤية الهلال:
عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى الهلال قال: (الله أكبر، اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام والتوفيق لما تحب وترضى، ربنا وربك الله) أخرجه الدارمي، وأخرجه الترمذي أخصر منه من حديث طلحة، وحسنه وصححه ابن حبان، وهو صحيح بشواهده، كما قال الألباني.
وهناك أدعية وأذكار أخرى كثيرة تقال في مناسبات شتى: عند النوم، وعند اليقظة، وعند الأكل والشرب، وعند الشبع والري، وعند لبس الثوب، وركوب الدابة، وعند السفر والعودة منه، وغير ذلك مما ألفت فيه كتب كاملة(مثل "عمل اليوم والليلة" للنسائي، وابن السني، و "الأذكار" للنووي، و "الكلم الطيب" لابن تيمية، "الوابل الصيب" لابن القيم ، و"تحفة الذاكرين" للشوكاني وغيرهما).
والمقصود بهذه الأذكار والأدعية أن يكون الإنسان موصول القلب بالله دائما وأن يقابل كل حدث جديد، بقلب متفتح، وإحساس مرهف، وشعور حي يقظ، حتى الأحداث التي تتكرر كل يوم كالإصباح والإمساء، بل تتجدد في اليوم أكثر من مرة كالأكل والشرب. فالمؤمن يرى الأشياء والحوادث بعين غير أعين الناس.
إن الناس يرونها بأعين رؤوسهم فحسب، فإذا تكررت أمامهم مرات ومرات ألفوها، أما المؤمن فيراها بعين قلبه وبصيرته، فيرى وراءها يد الله التي تبدع وتتقن، وعين الله التي ترعىوتحفظ، فيسبح ويحمد، ويهلل ويكبر، ويدعو ويتضرع، كما روى البخاري في "الأدب المفرد".
عن عبد الله بن الزبير: أنه كان إذا سمع الرعد، ترك الحديث، وقال (سبحان الذي يسبح الرعد بحمده، والملائكة من خيفته).
وإذا كان هذا شأن المؤمنين في الأمور اليومية العادية المألوفة، فما بالك بحدث كبير لا يتكرر إلا كل عدد من السنين، مثل كسوف الشمس أو خسوف القمر؟
إن المؤمن لا يمر عليه مثل هذا الأمر، بل هذه الآية من آيات الله وهو لاه غافل، كسائر اللاهين الغافلين من البشر، وإذا كان الدعاء والذكر يكفي فيما يتكرر من الأحداث الطبيعية كل يوم أو كل شهر، فهذا في حاجة إلى شيء أكثر من الدعاء والذكر وهو الصلاة، ثم إن أصحاب القلوب الحية تغلب عليهم الخشية من الله، كلما رأوا مظاهر قدرته في خلقه فهم لا يأمنون أن يكون وراء هذا الحادث العادي شيء آخر يعلمه الله ويجهلونه ولا حجر على إرادته وقدرته. فهو سبحانه إذا أراد شيئا قال له: كن فيكون.
يقول الإمام ابن دقيق العيد: "ربما يعتقد بعضهم أن الذي يذكره أهل الحساب ينافي قوله: (يخوف الله بهما عباده) وليس بشيء (يعني هذا الاعتقاد) لأن لله أفعالا على حسب العادة، وأفعالا خارجة عن ذلك، وقدرته حاكمة على كل سبب، فله أن يقطع ما يشاء من الأسباب والمسببات بعضها عن بعض، وإذا ثبت ذلك فالعلماء بالله لقوة اعتقادهم في عموم قدرته على خرق العادة، وأنه يفعل ما يشاء، إذا وقع شيء غريب حدث عندهم الخوف لقوة ذلك الاعتقاد. وذلك لا يمنع أن يكون هناك أسباب تجري عليها العادة إلا أن يشاء الله خرقها". ذكره الحافظ في الفتح.
على أن في ظاهر الكسوف أمرا يتنبه له المؤمن ويلتفت إليه، إذا كان غيره لا يلتفت إليه، وهو التذكير بقيام الساعة، وانتهاء هذا العالم، فإن مما ثبت بطريق الوحي اليقيني: أن هذا الكون سيأتي عليه يوم ينفطر فيه عقده، وينتثر نظامه، فإذا سماؤه قد انفطرت، وكواكبه قد انتثرت، وشمسه قد كورت، وجباله قد سيرت، وأرضه قد زلزلت زلزالها، وأخرجت أثقالها، وآذن ذلك كله بتبدل الأرض غير الأرض والسموات، وبروز الخلق لله الواحد القهار.
إن الشمس والقمر ليسا أبديين ككل شيء في هذا العالم، إنهما يجريان كما قال الله خالقهما، إلى أجل مسمى، نعم مسمى معلوم عند الله، خفي مجهول عند الناس، ولكن المؤمن يوقن به ولا يغفل عنه، فإذا شاهد ظاهرة كالكسوف والخسوف، انتقل قلبه من اليوم إلى الغد، ومن الحاضر إلى المستقبل، وخصوصا إذا تذكر قول الله تعالى: (وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب)النحل:77 ولعل هذا سر ما جاء في رواية بعض الصحابة في حديث الكسوف، أن النبي صلى الله عليه وسلم قام فزعا يخشى أن تكون الساعة -مع أن للساعة مقدمات وعلامات وأشراطا كثيرة أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم نفسه ولم تقع بعد، ولهذا استشكل بعض العلماء هذه الرواية، ولكن يمكن حملها على أنه صلى الله عليه وسلم فعل ذلك تعليما لأمته وإرشادا لها، لتكون على ذكر من أمر الساعة على كل حال، ولا سيما إذا تأخر الزمان، وظهرت معظم الأشراط والأمارات.
وقد حدث الكسوف في عهد عثمان، فصلى بالناس، ثم انصرف فدخل داره. وجلس عبد الله بن مسعود إلى حجرة عائشة، وجلس إليه بعض الصحابة فقال: إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يأمر بالصلاة عند كسوف الشمس والقمر. فإذا رأيتموه قد أصابهما، فافزعوا إلى الصلاة فإنها إن كانت التي تحذرون (يعني الساعة) كانت وأنتم على غير غفلة، وإن لم تكن، كنتم قد أصبتم خيرا واكتسبتموه. رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ورجاله موثوقون كما في مجمع الزوائد (جـ2: 206-207)(وقال الشيخ أحمد شاكر في تخريج المسند ج6 رقم4387:إسناده صحيح)
وبهذا يتضح لنا أن ما شرعه الإسلام من صلاة ودعاء وذكر لله عند انكساف الشمس والقمر لا يعني بالضرورة أن الكسوف نتيجة لغضب من الله تعالى، وأن الصلاة لرفع هذا الغضب وإن فهم ذلك من كلام بعض العلماء ممن فسر هذه الظاهرة الكونية، حسبما انتهى إليها علمه في زمنه، ولكن أفهام العلماء -وخصوصا في مثل هذه الأمور- ليست حجة على الدين، فالدين إنما يؤخذ من كتاب الله، وما بينه من سنة نبيه، وما عدا ذلك فكل واحد يؤخذ من كلامه ويترك.
وفي مقابل هؤلاء الذين قصر باعهم عن الإلمام بالعلوم الكونية والرياضية نجد إماما مثل حجة الإسلام الغزالي يخطئ هؤلاء القاصرين ويتكلم كلاما في غاية الجودة والتحقيق، وذلك في كتاب "المنقذ من الضلال" حين عرض للفلاسفة وأنواع علومهم، ومنها العلوم الرياضية(كانت العلوم الرياضية قديمًا شعبة من الفلسفة، وجزءًا لا يتجزأ من الدراسة الفلسفية، وكذلك الطبيعيات، وغيرها، ولم تستغل هذه العلوم وتأخذ طريقها المستقل إلا في العصور الحديثة) وما يتولد عنها من آثار في الأنفس والأفكار. ومما قاله:
"الآفة الثانية نشأت من صديق للإسلام جاهل، ظن أن الدين ينبغي أن ينصر بإنكار كل علم منسوب إليهم (يعني الفلاسفة). فأنكر جميع علومهم، وادعى جهلهم فيها. حتى أنكر قولهم في الكسوف والخسوف، وزعم أن ما قالوه على خلاف الشرع، فلما قرع ذلك سمع من عرف ذلك بالبرهان القاطع، لم يشك في برهانه، لكن اعتقد أن الإسلام مبني على الجهل وإنكار البرهان القاطع، فازداد للفلسفة حبا، وللإسلام بغضا!
"لقد عظمت جناية من ظن الإسلام ينصر بإنكار هذه العلوم، وليس في الشرع تعرض لهذه العلوم بالنفي والإثبات، ولا في هذه العلوم تعرض للأمور الدينية.
وقوله عليه السلام: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله تعالى لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله تعالى وإلى الصلاة). ليس في هذا إنكار علم الحساب المعرف بمسير الشمس والقمر واجتماعهما، أو مقابلتهما على وجه مخصوص.
أما قوله عليه السلام: (لكن الله إذا تجلى لشيء خضع له) فليس توجد هذه الزيادة في الصحاح أصلا( المنقذ من الضلال للغزالي/ مع أبحاث في التصوف لفضيلة الإمام الأكبر عبد الحليم محمود ص140،141، ط سابعة) .
ولو جاز لنا الاستدلال بما فيه ضعف من الأحاديث، لذكرنا هنا الحديث الذي رواه الطبراني في الكبير عن سمرة، وفيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: (إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد، ولا لشيء تحدثونه، ولكن ذلكم من آيات الله…) والحديث فيه راو ضعيف كما قال البيهقي ولهذا لم يعتمد عليه.
على أن مثل هذا الحديث وإن كان ضعيفا، يمثل التفكير السائد لدى المسلمين في العصور الأولى، ولهذا رووه وخرجوه وسجلوه في روايتهم.
والمهم أنه لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء يدل على أن الكسوف يحدث لغير السبب الطبيعي الذي أجرى الله سنته بوقوعه عنده .
وبالله التوفيق ،،،
================
هل صحيح أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بقتل الأطفال والنساء.
(4503) ــ وحدّثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيى وَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَ عَمْرٌو النَّاقِدُ جَمِيعاً، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ يَحْيَىٰ : أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ ، قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ عَنِ الذَّرَارِيِّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ؟ يُبَيَّتُونَ فَيُصِيبُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ وَذَرَارِيِّهِمْ. فَقَالَ: «هُمْ مِنْهُمْ».
في هذا الحديث يعترض النصارى بقولهم ان الرسول صلى الله عليه وسلم يأمر بقتل الأطفال والنساء وكثيرا ما يدندنون به حتى ضاق صدري منه لذا حاولت جاهدا سألا الله ان يجعله خالصا لوجهه الكريم .
توضيح سريع :-
حرم الأسلام قتل النساء والأطفال وذكر حديث في مسلم رضي الله عنه اقدمه مع شرح النووي رحمه الله لصحيح مسلم رضي الله عنه
«نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان» أجمع العلماء على العمل بهذا الحديث وتحريم قتل النساء والصبيان إذا لم يقاتلوا، فإن قاتلوا قال جماهير العلماء: يقتلون. وأما شيوخ الكفار فإن كان فيهم رأي قتلوا وإلا ففيهم.
الرد على المفتري
فائده :
معنى يبيتون
( البيتوته :- دخولك في الليل )
لنبدأ الرد على بركة الله
ذكر هذا الحديث وشرح في باب اسمه:-
باب جواز قتل النساء والصبيان في البيات من غير تعمد للأمام النووي شارحا صحيح مسلم.
وشرحه النووي :-
سئل عن حكم صبيان المشركين الذين يبيتون فيصاب من نسائهم وصبيانهم بالقتل فقال: هم من آبائهم أي لا بأس بذلك لأن أحكام آبائهم جارية عليهم في الميراث وفي النكاح وفي القصاص والديات وغير ذلك، والمراد إذا لم يتعمدوا من غير ضرورة.
وأما الحديث السابق في النهي عن قتل النساء والصبيان فالمراد به إذا تميزوا.
والحمد لله بانت الفكره ولا نحتاج الى تكثير كلام بعد هذا
شبهه حديث عن غسل النبي –صلى الله عليه
الشبهة
قرأت حديثاً عن أبي بكر بن حفص، قال: سمعت أبا سلمة يقول: دخلت أنا وأخو عائشة على عائشة –رضي الله عنها- فسألها أخوها عن غسل النبي –صلى الله عليه وسلم- فدعت بإناء نحوا من صاع، فاغتسلت وأفاضت على رأسها وبيننا وبينها حجاب.
أرجو من فضيلتكم تخريج الحديث وشرحه، وتوضيح هل كان الاغتسال في نفس الغرفة؟ وهل كانت أم المؤمنين -رضي الله عنها- بملابسها عند الاغتسال؟ فقد وقع في نفسي شيء عند قراءتي لهذا الحديث، فلجأت إليكم -بعد الله- لإيضاح اللبس في نفسي، ولكم مني جزيل الشكر والتقدير.
----------------
الرد
الحمد لله وحده، وبعد:
أخي الكريم: هذا الأثر متفق على صحته؛ فقد أخرجه البخاري في صحيحه (248)، ومسلم (320)
ولكي تفهم هذا الأثر لا بد أن تقف على النقاط التالية:
(1) إن هدف عائشة –رضي الله عنها- من هذا التصرف هو حسم الجدل في الكمية التي يمكن الاغتسال بها، فكأن هذا الجيل الصاعد من أبناء الصحابة كانوا يستبعدون جداً أن يغتسل الشخص بحوالي صاع فقط من الماء، وأنا أعتقد أنك الآن لن تصدق إذا قلت لك: إن الشخص يمكنه أن يغتسل بليترين ونصف من الماء.
وهو أمر أرادت أمنا عائشة –رضي الله عنها- أن تبين أنه ممكن بأسلوب أقرب ما يكون إلى التحدي؛ فكأنها تقول: هاتوا صاعاً من الماء، وسترون أنه يكفي للاغتسال.
ولهذا تجد أن البخاري جاء بهذا الأثر تحت عنوان: "باب الغسل بالصاع ونحوه".
(2) إن الأثر صريح في كونها جعلت بينها وبينهما حجاباً؛ ففي لفظ البخاري: "وبيننا وبينها حجاب" وفي لفظ مسلم: "وبيننا وبينها ستر".
ولا غرابة في اغتسالها في الغرفة نفسها، فالمعروف أنهم كانوا في ذلك الوقت يغتسلون داخل البيوت، ويتخذون لذلك آلة تسمى (المخضب) تكون من النحاس غالباً، يجلس الشخص فيها يرخي ستارة من حوله ويغتسل. وفي هذه الحالة لا حرج من وجود غيره معه في نفس الغرفة، ويشهد لهذا ما في الحديث المشهور من دخول أم هانئ بنت أبي طالب –رضي الله عنها- على النبي –صلى الله عليه وسلم- وهو يغتسل وفاطمة بنته –رضي الله عنها- تستره بثوب صحيح البخاري (280)، صحيح مسلم (336).
(3) لقد أرادت عائشة –رضي الله عنها- أن تعلم هذين الولدين الاغتسال خطوة خطوة بشكل أقرب ما يكون إلى المشاهدة، وإن كانا لا يريانها لأنها –طبعاً- بينها وبينهما حجاب (ستارة)، وقد ورد في بعض روايات هذه القصة التي لا تخلو من ضعف أنها كانت تختبرهما بعد كل خطوة بأن تسألهما عن الخطوة الموالية وتصحح معلوماتهما.
وتعتبر هذه الطريقة رائدة في إيصال المعلومات إلى الأولاد كما أنها سهلة التطبيق الآن؛ فبالإمكان أن أستدعي أحد الأولاد، وأجعله يقف خلف الباب وأسأله عند كل خطوة ما هي الخطوة التي عليَّ أن أقوم بها الآن؛ فأضمن بذلك سلامة فهمه وتصوره للعملية ومقدرته على التطبيق.
(4) لقد جاء التصريح في هذا الأثر أن أحد صاحبي هذه القصة أخو عائشة –رضي الله عنها- من الرضاعة، وقد ورد في بعض الروايات أنه من بني أبي القعيس، وهم محارم لها من الرضاعة كما هو مشهور.صحيح البخاري (4518).
وأما الثاني وهو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف –رضي الله عنه- فإن عائشة –رضي الله عنها- خالته من الرضاعة؛ أرضعته أختها أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق. [انظر: التمهيد لابن عبد البر 7/61، وسير أعلام النبلاء 4/288]وقد يكون في وقت هذه القصة صغيراً دون البلوغ؛ لأنه ولد سنة بضع وعشرين للهجرة، ولأن أمه من الرضاعة –أم كلثوم- لم تولد إلا بعد وفاة والدها –رضي الله عنه وأرضاه- كما هو مشهور.
وبعد.. فأرجو أن تكون هذه الإيضاحات مزيلة لما يقع في النفس، موضحة لما حدث من لبس. والله سبحانه وتعالى أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وزوجاته والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=77169
اضافه للريحانه
أن البخارى لم يذكر حديثاً واحداً حول زيارة الرسول للسيدة أم سليم وأختها ..بل ذكرت أحاديث كثيرة تدور حول أن الرسول كان يتعامل معهما كمحارمه وهذا ما أكده العلماء ولكنهم إختلفوا فى درجة المحرمية
ولهذا اردت أن أنقل لكم هذه المداخلات من احد المنتديات حول هذا الحديث
بين من ينكرون أحاديث البخارى وبين من يردون عليهم ****
المنكر لأحاديث البخارى يقول
يقول النووي في شرحه لهذا الحديث بان الاجماع عند اهل السنه انها اي ام حرام كانت محرما عليه واختلفوا في الطريقه فقال بعضهم انها خالته عن طريق الرضاعه وقال اخرون عن طريق النسب من جهة الام وقال اخرون انها خالته عن طريق النسب من جهة ابيه عبد الله(رضي الله عنه) لكننا نطالب من يدعي انه مذهب الاسناد باثبات خؤولة ام حرام لرسول الله(ص) ولو بحديث ضعيف!!وخصوصا في موضوع كونها خالته من الرضاعه مثلا..كما نطالبهم باثبات الخؤولة من جهة الاب او الام بالنسب!.
أولاً : الاحتمال الأول أن تكون أم حرام خالة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الرضاعة !!
لم يثبت في كل من مصادر السيرة التالية خؤولة أم حرام للرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالرضاعة من أثر ضعيف فضلاً عن قوي ، وهي : 1- الفصول في السيرة لأبي الفداء بن كثير . 2- السيرة لابن حبان . 3- السيرة النبوية لابن هشام . 4- الشمائل المحمدية للترمذي . 5- أعلام النبوة للماوردي . 6- سيرة ابن اسحاق . 7- تاريخ الخلفاء للسيوطي .
8- سيرة ابن كثير . 9- مختصر سيرة الرسول لابن عبدالوهاب . 10- عيون الأثر لفتح الدين . 11- الإصابة لابن حجر . 12- البداية والنهاية لابن كثير .
فلو فرضنا جدلاً أنها خالته من الرضاعة فما الذي منع كتاب السيرة والمؤرخين من ذكر هذا النسب لا سيما وأنهم ذكروا من انتسب للرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالرضاعة !! أ
ثانياً : احتمالية كونها خالة أبيه !!
وهذا أمر بعيد أيضاً فأم عبد الله والد النبي صلى الله عليه وآله وسلم هي :
« فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان » ..
1- سيرة ابن كثير ج1 ص 102 . 2- سيرة ابن اسحاق ج1 ص 128 . 3- عيون الأثر ج2 ص 383 . 4- سيرة ابن هشام ج1 ص 144 .
فكيف تكون خالة عبد الله : هي ابنة ملحان مالك بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار .. السيرة لابن حبان ج1 ص 185 . سيرة ابن هشام ج2 ص 317 .
ثالثاً : احتمالية كونها خالة جده عبد المطلب !! لأن أمه من بني النجار ..
هذا الوجه أيضاً غير ممكن فأم عبد المطلب هي سلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد بن خداش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار ، وأختها ليلى بنت عمرو أم سويد بن الصامت الأنصاري ...
1- سيرة ابن كثير ج2 ص 173 .2- مختصر سيرة الرسول ج1 ص 20 و ص 40 . 3- السيرة لابن حبان ج1 ص 39 و ص 140. 4- سيرة ابن هشام ج1 ص 143 وص 174 وص 205. 5- أعلام النبوة ج1 ص 215 . 6- سيرة ابن كثير ج1 ص 102 وص 173.
بينما أم حرام هي بنت ملحان مالك بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار ..
1- السيرة لابن حبان ج1 ص 185 . 2- سيرة ابن هشام ج2 ص 317 .
لا يلتقي النسبان إلا في الجد الخامس « عامر بن غنم بن عدي بن النجار » ؛ فلا يمكن أن تكونا أختين وعليه فليس هناك إثبات يشير إلى كونها خالة للرسول صلى الله عليه وآله وسلم لجده عبد المطلب !!
بل هي في الواقع خالة أنس بن مالك وقد نص على ذلك ابن حجر في الإصابة :
« عبدالله بن عمرو بن قيس بن زيد بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار أبو أبي بن أم حرام أمه خالة أنس بن مالك وهي امرأة عبادة بن الصامت » ..
وعلى هذا كيف أصبح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم محرماً لها ، وعلى أي أساس ابتنى اتفاق العلماء الذي نقله النووي ؟؟؟
العجب أن كل ما قيل في تفسير ذلك أن النبي معصوم وهو الذي يملك إربه حتى عن زوجته وبهذا يجوز له ما يجوز لغيره
وللإسف رد الإخوة عليه برد لم يقنعنى وهو
أن النبى معصوم وعلى ذلك فهو يستطيع ان يملك إربه ... وإباحة النظر والخلوة بالأجنبيات له بسبب عصمته
ولذلك رد عليهم المنكر للبخارى
يقول علمائكم وخاصة ابن حزم وابن تيمية والأشعري وغيرهم في العقائد
وما تعتقدونه في عصمة النبي الكريم أنه معصوم فقط في التبليغ وما عدا
ذلك فهو ينسى ويغفل وحتى أنه يُسحَر فيما روى ابن كثير عن أبي هريرة
أليس يجوز عليه السحر وأنه كان يرى أنه يأتي نسائه ولا يأتيهن أو العكس ؟ ..متى كانت أم سليم أختاً له من الرضاعة وهي أنصارية من الخزرج والنبي الأعظم رضع من حليمة السعدية في ديار بني بكر وكان صغيراً وأم سليم كانت في المدينة على دين الجاهلية أم ربما أنه تبلغ الرسالة وأسلمت أم سليم ثم عادت صغيرة ورضعت من حليمة السعدية ، أم أن هناك من أرضع النبي غير حليمة وهو الذي عافته المراضع لفقره على ما أورده ابن هشام في سيرته !!
ثم اعتمدتم في كل تبريراتكم على التأويل والتأويل بعرفكم مرفوض ( لكن من أجل الدفاع عن الباطل فأهلا بالتأويل خاصة إذا كان فيه نسبة البهتان والزور على النبي الأعظم )
وإذا كان ذلك قبل نزول آية الحجاب فأين ذهبت عصمة النبي وهل النبي معصوم قبل الحجاب وبعد الحجاب ذهب الحجاب بالعصمة ؟ وهل الحجاب للنبي أم لأمته ( وإذا كان النبي يملك إربه فلماذا لم يصافح النساء عندما بايعنه ؟؟ وقد روى البخاري عن عائشة أنها قالت : كان النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم يبايع النساء بهذه الآية : لا يشركن بالله شيئا , قالت : وما مست يد رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم إلا امرأة يملكها , أي يملك نكاحها ( لماذا ؟ ربما لأنه لا يملك إربه ) وقال الآلوسي في تفسيره لآية مبايعة النساء ( سورة الممتحنة : يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك .. إلى آخر الآية الكريمة ) قال : أخرج سعيد بن منصور عن الشعبي قال : كان رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم إذا بايع النساء وضع على يده ثوباً ، وفي بعض الروايات أنه صلى الله عليه [وآله] وسلم يبايعهن وبين يديه ثوب مطوي ... إلى آخر كلامه . وأخرج ابن سعد وابن مردويه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : كان رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم إذا بايع النساء دعا بقدح من ماء فغمس يده فيه وكأن هذا بدل المصافحة . وقال القرطبي في تفسير هذه الآية الكريمة : روي أنه عليه [وآله] الصلاة والسلام بايع النساء وبين يديه وأيديهن ثوب وكان يشترط عليهن .. فلماذا كل ذلك ؟ ألا يمك إربه وأنه يجوز له الخلوة بالأجنبية بزعمكم وأن هذا من خصائصه .
================
رد الافتراء عن ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إبراهيم ))
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انقل لكم أحبتي في الله هذا الافتراء والذي وصلني على الخاص من احد أعضاء المنتدى يطلب الرد فأحببت أن تشتركوا معي في الرد على هذا الافتراء .
الافتراء هو :
[ أولاده صلى الله عليه وسلم من خديجة ]
قال ابن إسحاق : فولدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولده كلهم إلا إبراهيم القاسم وبه كان يكنى صلى الله عليه وسلم والطاهر والطيب وزينب ، ورقية ، وأم كلثوم ، وفاطمة ، عليهم السلام .
قال ابن هشام : أكبر بنيه القاسم ثم الطيب ثم الطاهر وأكبر بناته رقية ثم زينب ثم أم كلثوم ، ثم فاطمة
إذا امعنت في ألآيه تجد أخطاء فظيعه. قال أن جميعهم أولاد خديجه ما عدا إبراهيم القاسم ويقولون ان ابراهيم أكبرهم .كيف يكون هذا وإن إبراهيم ابن مريا القبطيه وقد زنا معها بعد موت خديجه بفتره طويله. ثم لو ان إبراهيم لم يكن ابن مريا إذآ هو إبن من ؟: إذا كان أكبرهم؟ أما إذا كان ابن مريا فإبنها قد مات طفلا. فكيف يكون أكبرهن. ويموت على دين الجهل
من خلال ما قرأت أحبتي في الله في هذا الافتراء لم أجد أي مشكلة فكل ماكتب صحيح الا ماقيل انه عليه الصلاة والسلام زنا بماريا فهذا الكلام غير صحيح بل هو تزوجها وعليه :
اما بالنسبة لابراهيم ابن من فهو ابن ماريا القبطية حيث انه كما ورد في الاعلى ان جميع اولاد رسول الله جميعهم من زوجته خديجة رضي الله عنها
الا إبراهيم فهو من ماريا القبطية حيث انه عاش لعمر سنتين ويعتبر أكبر أولاد رسول الله على الأرض من الذكور أما الباقين فماتوا عند الولادة أو بعدها بقليل بحوالي ستة أشهر لا أكثر
ولذلك يقال ان إبراهيم اكبر أولاده حقا لأنه أكثر واحد فيهم عاش مع أبيه
المهتدي بالله
===========
شبهه عشر رضعات معلومات يحرّمن
السؤال لجهلاء النصارى
كيف نسخت لفظا وأم المؤمنين قالت : " فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن مما يتلى من القرآن "
اى لا نسخ بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم
وللعلم ليس فقط النصارى من يثير هذه الشبهة ولكن أيضاً الرافضة
ترد شبهة حول الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان فيما أنزل من القرآن (عشر رضعات معلومات يحرّمن ) ثم نسخن بـ(خمس معلومات) فتوفي رسول الله وهن فيما يقرأ من القرآن .
(صحيح مسلم 4/167 ، سنن الدرامي 2/157 ، سنن الترمذي 3/456 . السنن الكبرى للبيهقي 7/454 ، سنن ابن ماجة 1/635 ، سنن النسائي 6/100 ، الموطأ 2/117) .
و يعلق الأب النصراني يوسف درة الحداد - قذفه الله في الدرك الأسفل من النار - في كتابه (الإتقان في تحريف القرآن) :"لقد شهدت عائشة أن الآية كانت من القرآن وكانت تتلى بين ظهرانيهم إلى ما بعد وفاة الرسول كغيرها من آيات القرآن ، وهذه طامة كبرى ! لصراحتها في سقوط آية ( خمس رضعات معلومات يحرمن ) وفقدانـها من القرآن بلا أي موجه شرعي ! فلا نسخ بعد وفاة النبي بإجماع أهل الملة والدين ، فأين اختفت تلك الآية !"
و الجواب على هذه الشبهة بإذن الله - يتضمن عدة مسائل . . .
الأولي : من المعلوم لكل من وقف على تواتر القرآن و سلامة نقله و حفظه بواسطة رب العالمين أنه إذا تعارض حديث مع ما نعلمه عن هذا التواتر و النقل و الحفظ يكون الاشكال في الحديث و ليس في القرآن لأن الأخير متواتر ثابت ثبوتاً قطعياً لا شك فيه ، لذا عند التعارض لا يجوز عقلاً التشكيك في القرآن و هذا من بداهات المنطق .
الثانية : أن منطوق الحديث لا يستوجب كون الآية غير منسوخة قبل وفاة النبي صلى الله عليه و سلم بل إن غاية ما تدل عليه أنه كان هناك من لا يزال يعتبرها جزءاً من القرآن حتى بعد وفاة النبي و يجعلها في تلاوته و هذا غالباً لجهلهم بوقوع النسخ . يقول محمد فؤاد عبد الباقي في شرحه لصحيح مسلم المتاح للتحميل من موقع الأزهر الشريف على الشبكة :
(وهن فيما يقرأ) معناه أن النسخ بخمس رضعات تأخر إنزاله جدا، حتى إنه صلى الله عليه وسلم توفى وبعض الناس يقرأ: خمس رضعات. ويجعلها قرآنا متلوا، لكونه لم يبلغه النسخ، لقرب عهده. فلما بلغهم النسخ بعد ذلك رجعوا عن ذلك وأجمعوا على أن هذا لا يتلى.
الثالثة : أن من تأمل وضع الإسلام وقت وفاة النبي و اتساع رقعته حتى شملت الجزيرة العربية و اليمن و جنوب الشام أدرك أنه من المحال عقلاً أن يعلم كل المسلمين بوقوع النسخ في أي آية في نفس الوقت و أنه من الوارد جداً - بل من المؤكد - أن العديدين كانوا يتلون بعض الآيات المنسوخة تلاوتها لبعدهم المكاني عن مهبط الوحي و هذا مما لا مناص من الاعتراف به . و ما كلام عائشة رضي الله عنها إلا إقراراً بهذا الوضع .
الرابعة : أن من يرى أن الآية قد حذفها النساخ عند جمع القرآن عليه البيان: ما هو الداعي لحذف مثل هذه الآية من القرآن إن كانت حقاً غير منسوخة ؟ و ما الفائدة التي تعود من حذفها ؟ فليس لها أي أهمية عقائدية بل هي تختص بأحد الأحكام الفقهية و هو حكم ثابت في العديد من الأحاديث الشريفة و لا يمكن إنكاره فما الداعي لحذف هذه الآية إذن ؟؟
الخامسة : أن السيدة عائشة رضي الله عنها راوية الحديث لا يمكن أن يكون قصدها من الرواية الطعن في جمع القرآن لأنها عاصرت هذا الجمع و كانت من أبرز المناصرين لأمير المؤمنين عثمان بن عفان الذي تم جمع القرآن الكريم في عهده و تحت إشرافه ، و لو كان لها أي مؤاخذات لجاهرت بها و لاعترضت على عثمان رضي الله عنه . و لكن هذا لم يحدث و لو حدث لعلمناه ، بل إن موقف عائشة رضي الله عنها من قتلة عثمان يدل على انها لم تشكك يوماً في إمامته و خلافته و هذا كاف جداً للرد على هذه الشبهة .
خلاصة هذه المسائل أنه من غير المقبول عقلاً و لا منطقاً فهم قول عائشة رضي الله عنها على أن الآية المذكورة قد حذفها النساخ عند جمع القرآن للأسباب الواردة أعلاه
يكفي في تصحيح ذلك الحديث رواية الإمام مالك له في " موطئه "، و كذا الإمام مسلم في " صحيحه " ، و أبي عوانه في " مستخرجه " ،
و قد أخرجه الإمام الترمذي في " جامعه " ، و أبو داود في " سننه " ، و ابن حبان في " صحيحه " ، و غيرهم ،
*** و قال ابن عبد البر في " التمهيد " إنه أصح الأسانيد فيه ( أى : مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة رضى الله عنها ) ، قال :
( حديث سابع لعبدالله بن أبي بكر : مالك عن عبدالله بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة أنها قالت : كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخن بخمس معلومات فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مما يقرأ من القرآن .
ألا لعنه الله على القوم الكاذبين الكافرين
د/هشام عزمى
http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=8012
================
الرد على : شبهة رسول الإسلام والحمير
الحديث المسلسل بالحمير!! اضحك واستفد !!
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، قد يبدو العنوان غريبا والموضوع ليس له علاقة - بالحديث المسلسل - كما هو معروف في علم مصطلح الحديث ، ولكنه عنوان خطر لي في ذهني ، لذكر - الستين حمارا ! الى ما ستراه أخي الكريم ، ولن نعدم من فائدة بإذن الله ، وإليكم الحديث صلى الله عليه وسلم لما فتح الله على نبيه صلى الله عليه وسلم خيبر أصابه من سهمه أربعة أزواج نعال وأربعة أزواج خفاف وعشر أواقي ذهب وفضة وحمار أسود . قال فكلم النبي صلى الله عليه وسلم الحمار فقال له ما اسمك قال يزيد ابن شهاب أخرج الله من نسل جدي ستين حمارا كلهم لم يركبهم إلا نبي ولم يبق من نسل جدي غيري ولا من الأنبياء غيرك أتوقعك أن تركبني وكنت قبلك لرجل من اليهود وكنت أعثر به عمدا وكان يجيع بطني ويضرب ظهري فقال له النبي صلى الله عليه وسلم قد سميتك يعفورا يا يعفور قال لبيك . قال أتشتهي الإناث قال لا وكان النبي عليه الصلاة والسلام يركبه في حاجته فإذا نزل عنه بعث به إلى باب الرجل فيأتي الباب فيقرعه برأسه فإذا خرج إليه صاحب الدار أومأ إليه أن أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال فلما قبض النبي عليه الصلاة والسلام جاء إلى بئر كانت لأبي الهيثم بن التيهان فتردى فيها فصارت قبره جزعا منه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ) " موضوع - الضعيفة - 5405 - قال الشيخ رحمه الله : موضوع " أورده ابن حبان في " الضعفاء والمجروحين " " 3 / 308 " في ترجمة - محمد بن مزيد أبي جعفر مولى بني هاشم عن أبي حذيفة موسى بن مسعود عن عبد الله بن حبيب الهذلي عن أبي عبد الرحمن السلمي عن أبي منظور وكانت له صحبة - قال : ....فذكره ، وقال عقبه : وهذا حديث لا أصل له ، وإسناده ليس بشيء ، ولا يجوز الاحتجاج بهذا الشيخ " ، وأورده ابن الجوزي في - الموضوعات - 1 / 294 - وقال : " هذا حديث موضوع ، فلعن الله واضعه ؛ فإنه لم يقصد إلا القدح في الاسلام والاستهزاء به ! " ثم نقل كلام ابن حبان المذكور آنفا ، وأقروه عليه ، كالحافظ الذهبي في - الميزان - والعسقلاني في - اللسان - وفي - الفتح - كتاب الجهاد - ، وقد خفي حال - أبي جعفر - هذا على الخطيب البغدادي ، فترجمه في - التاريخ - 3 / 287 - 288 " دون أن يذكر فيه جرحا أو تعديلا ! " انتهى كلام الشيخ رحمه الله " وقد ورد ذكر اسم حمار النبي -صلى الله عليه وسلم - في أحاديث صحيحة منها : كان له حمار يقال له عفير ] . صحيح بشواهده ) . وقد روى ابن سعد بإسنادين مرسلين صحيحين أن اسم حمار النبي صلى الله عليه وسلم اليعفور . الصحيحة - 2098- 5 / 132 " صلى الله عليه وسلم وعن معاذ رضي الله عنه قال كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار يقال له عفير فقال يا معاذ هل تدري حق الله على عباده وما حق العباد على الله ؟ قلت الله ورسوله أعلم قال فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا فقلت يا رسول الله أفلا أبشربه الناس قال لا تبشرهم فيتكلوا .) متفق عليه - البخاري - 2856- مسلم - 49 - قال الحافظ في - الفتح - عند شرحه للحديث : " على حمار يقال له عفير - بالمهملة والفاء مصغر مأخوذ من العفر ، وهو لون التراب ، كأنه سمي بذلك للونه ، والعفرة حمرة يخالطها بياض وهو تصغير - أعفر - أخرجوه عن بناء أصله ، كما قالوا : سويد في تصغير أسود ، ووهم من ضبطه بالغين المعجمة ، وهو غير الحمار الآخر الذي يقال له - يعفور - ، وزعم - ابن عبدوس - أنهما واحد ، وقواه صاحب الهدي ، ورده الدمياطي فقال : عفير أهداه المقوقس ، ويعفور أهداه فروة بن عمرو ن وقيل : بالعكس . ويعفور بسكون المهملة وضم الفاء - هو اسم ولد الظبي - كأنه سمي بذلك لسرعته ، قال الواقدي : نفق يعفور منصرف النبي صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع ، وبه جزم النووي عن ابن الصلاح ، وقيل : طرح نفسه في بئر يوم مات النبي صلى الله عليه وسلم ، وقع ذلك في حديث طويل ذكره - ابن حبان - في ترجمة - محمد بن مزيد - في الضعفاء ، ثم ذكر الحديث المتقدم - وأورد قول - ابن حبان - أنه قال : لا أصل له وليس سنده بشيء "
يعني جبت الديب من ذيله :)
موضوع ليس له معنى إلا إظهار حقد ضد رسول الله كما ظهر منكم لكل أنبياء الله ورسله منقبل
لنرى
سفر العدد
22: 20 فاتى الله الى بلعام ليلا و قال له ان اتى الرجال ليدعوك فقم اذهب معهم انما تعمل الامر الذي اكلمك به فقط
22: 21 فقام بلعام صباحا و شد على اتانه و انطلق مع رؤساء مواب
22: 22 فحمي غضب الله لانه منطلق و وقف ملاك الرب في الطريق ليقاومه و هو راكب على اتانه و غلاماه معه
22: 23 فابصرت الاتان ملاك الرب واقفا في الطريق و سيفه مسلول في يده فمالت الاتان عن الطريق و مشت في الحقل فضرب بلعام الاتان ليردها الى الطريق
22: 24 ثم وقف ملاك الرب في خندق للكروم له حائط من هنا و حائط من هناك
22: 25 فلما ابصرت الاتان ملاك الرب زحمت الحائط و ضغطت رجل بلعام بالحائط فضربها ايضا
22: 26 ثم اجتاز ملاك الرب ايضا و وقف في مكان ضيق حيث ليس سبيل للنكوب يمينا او شمالا
22: 27 فلما ابصرت الاتان ملاك الرب ربضت تحت بلعام فحمي غضب بلعام و ضرب الاتان بالقضيب
22: 28 ففتح الرب فم الاتان فقالت لبلعام ماذا صنعت بك حتى ضربتني الان ثلاث دفعات :) الحمارة بتتكلم ومشغلة عداد الضرب
22: 29 فقال بلعام للاتان لانك ازدريت بي لو كان في يدي سيف لكنت الان قد قتلتك
22: 30 فقالت الاتان لبلعام الست انا اتانك التي ركبت عليها منذ وجودك الى هذا اليوم هل تعودت ان افعل بك هكذا فقال لا ..:) دي أحرجته :)
22: 31 ثم كشف الرب عن عيني بلعام فابصر ملاك الرب واقفا في الطريق و سيفه مسلول في يده فخر ساجدا على وجهه
22: 32 فقال له ملاك الرب لماذا ضربت اتانك الان ثلاث دفعات هانذا قد خرجت للمقاومة لان الطريق ورطة امامي
22: 33 فأبصرتني الاتان و مالت من قدامي الان ثلاث دفعات و لو لم تمل من قدامي لكنت الان قد قتلتك و استبقيتها
تحبوا نتكلم عن الخرفان ولا بلاش كده كفاية ؟
==============
الشمس و القمر هم ثوران مكوران يوم القيامة و الله يعاقبهما في جهنم
حدثنا مسدد حدثنا عبد العزيز بن المختار حدثنا عبد الله الداناج قال حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الشمس والقمر مكوران يوم القيامة
صحيح البخاري .. كتاب بدء الخلق .. باب صفة الشمس و القمر
وقيل إنهما خلقا من النار فأعيدا فيها . وقال الإسماعيلي : لا يلزم من جعلهما في النار تعذيبهما , فإن لله في النار ملائكة وحجارة وغيرها لتكون لأهل النار عذابا وآلة من آلات العذاب وما شاء الله من ذلك , فلا تكون هي معذبة . وقال أبو موسى المديني في /" غريب الحديث /" لما وصفا بأنهما يسبحان في قوله : ( كل في فلك يسبحون ) وأن كل من عبد من دون الله إلا من سبقت له الحسنى يكون في النار وكانا في النار يعذب بهما أهلهما بحيث لا يبرحان منهما فصارا كأنهما ثوران عقيران .
راجع فتح الباري بشرح صحيح البخاري .. كتاب بدء الخلق .. باب صفة الشمس و القمر
الشمس والقمر ثوران مكوران في النار يوم القيامة .
راجع سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني .. القتل و أشراط الساعة و البعث
ساق هذا الحديث أحد النصارى فى أحد المنتديات على انها شبهه و انا لا أعرف مدى صحة الحديث افيدونا أفادكم الله
بمدى صحته و شرحة
و السلام عليكم و رحمته و بركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
الحديث الذي رواه البخاري بسنده مختصراً عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الشمس والقمر مكورِّان يوم القيامة.
ومعنى مكوران: مطويان ذاهبا الضوء، والتكوير هو: اللف والضم، فيجمعان ويكفان ويذُهب بضوئهما وليس في البخاري "أنهما في النار" وإنما روى هذه الزيادة بعض العلماء كالطحاوي في مشكل الآثار، والبيهقي في كتاب البعث والنشور، والبزار وغيرهم، وصححها الألباني في السلسلة الصحيحة 1/243.
أما معنى أنهما في النار؟ على فرض صحة هذه الزيادة.... فيقول الحافظ ابن حجر بعد ذكره حديث البخاري: الشمس والقمر مكوران يوم القيامة، قال: زاد في رواية البزار ومن ذكر معه "في النار" فقال الحسن: وما ذنبهما؟ فقال أبو سلمه: أحُدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقول: وما ذنبهما؟..... وأخرج أبو يعلى معناه من حديث أنس وفيه: ليراهما من عبدهما. كما قال الله تعالى: إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ [الأنبياء:98].
قال الخطابي: ليس المراد بكونهما في النار تعذيبهما بذلك، ولكنه تبكيت "توبيخ" لمن كان يعبدهما في الدنيا ليعلموا أن عبادتهم لهما كانت باطلاً، وقيل: إنهما خلقا من نار فأعيدا فيها.
وقال الإسماعيلي: لا يلزم من جعلهما في النار تعذيبهما، فإن لله في النار ملائكة وحجارة وغيرها لتكون لأهل النار عذاباً وآلة من آلات العذاب، وما شاء الله من ذلك فلا تكون هي معذبة. انتهى من فتح الباري.
وقال ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث: ونحن نقول: إن الشمس والقمر لم يعذبا بالنار حين أدخلاها فيقال ما ذنبهما؟ ولكنهما خلقا منها ثم ردا إليها .... وما مثل هذا إلا مثل رجل سمع بقول الله تعالى: فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ [البقرة:24].
فقال: وما ذنب الحجارة؟!. انتهى
والله أعلم.
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/S...Option=FatwaId
==============
الرد على شبهة أعود بالله منك
د.محمد الهازن كتب في : Jul 20 2005, 11:53 PM
هذا الحديث يدعي به عباد الصليب ان الرسول كان مزواجا وكان يأخذ النساء كرها ويزيدون على ذلك كثيرا
حدثنا أبو نعيم حدثنا عبد الرحمن بن غسيل عن حمزة بن أبي أسيد عن أبي أسيد رضي الله عنه قال
خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى انطلقنا إلى حائط يقال له الشوط حتى انتهينا إلى حائطين فجلسنا بينهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم اجلسوا ها هنا ودخل وقد أتي بالجونية فأنزلت في بيت في نخل في بيت أميمة بنت النعمان بن شراحيل ومعها دايتها حاضنة لها فلما دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم قال هبي نفسك لي قالت وهل تهب الملكة نفسها للسوقة قال فأهوى بيده يضع يده عليها لتسكن فقالت أعوذ بالله منك فقال قد عذت بمعاذ ثم خرج علينا فقال يا أبا أسيد اكسها رازقيتين وألحقها بأهلها
وقال الحسين بن الوليد النيسابوري عن عبد الرحمن عن عباس بن سهل عن أبيه وأبي أسيد قالا تزوج النبي صلى الله عليه وسلم أميمة بنت شراحيل فلما أدخلت عليه بسط يده إليها فكأنها كرهت ذلك فأمر أبا أسيد أن يجهزها ويكسوها ثوبين رازقيين حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا إبراهيم بن أبي الوزير حدثنا عبد الرحمن عن حمزة عن أبيه وعن عباس بن سهل بن سعد عن أبيه بهذا
فأريد من اهل الاختصاص ذكر الرد المتين ان شاء الله
بارك الله فيكم
نذير كتب في : Jul 21 2005, 01:35 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اخي الدكتور المحترم
الحقيقة انني بحثت جيدا فوجدت الحديث لدى البخارى واحمد ولم اجده عند مسلم والترمذي والنسائي وابي داود وابن ماجه ومالك والدارمي والبحث طبعا كان اليكترونيا في الاقراص الضغوطة .
في كتاب فتح الباري , وفي معرض شرحه للحديث اورد حديثا اخر وهو :
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِى حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِى قَالَ سَأَلْتُ الزُّهْرِى أَى أَزْوَاجِ النَّبِى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَعَاذَتْ مِنْهُ قَالَ أَخْبَرَنِى عُرْوَةُ عَنْ عَائِشَةَ رَضِى اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ ابْنَةَ الْجَوْنِ لَمَّا أُدْخِلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَنَا مِنْهَا قَالَتْ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ فَقَالَ لَهَا لَقَدْ عُذْتِ بِعَظِيمٍ الْحَقِى بِأَهْلِكِ.
فهي زوجته شرعا ، اما " هبي لي نفسك " فعلى الارجح انها دعوة الرجل لزوجته بلغة العرب والله أعلم.
اما الحقي بإهلك ، فهي حصراً تعني الطلاق بلغة العرب والشواهد على ذلك كثيره.
فهوببساطة طلق زوجته وليس بذلك اي شبهة ، واذا رجعت لفتح الباري فستجد ان صفات هذه المرأة لا تليق أن تكون زوجة لرسول الله ، لذلك طلقها رسول الله
مع تحياتي
أبو عبيده
بسم الله الرحمن الرحيم
( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق و لكم الويل مما تصفون ) الأنبياء 18
صدق الله العظيم
السيدات و السادة , لا يزال أعداء الدين يغزلون غزلهم العفن حول قضايا لا توجد فى الحقيقة إلا فى كتابهم الذى نسجها بدوره فى مخيلاتهم و صدورهم , فأصحبت الصدور تنضح بكل عِفن و نَجِس .
و يكفينا فى رد هذا العفن , تبويب البخارى فى صحيحه !!
ذكر البخارى هذا الحديث تحت عنوان :
باب من طلق وهل يواجه الرجل امرأته بالطلاق ؟
و أعتقد أن اسم الباب فقط كافٍ لرد الشبهة , فالجونية و هى أميمة بنت النعمان كانت زوجة له و لكنه طلقها , فكانت المروءة و حسن الخلق من سيد الخلق ضاربة أجساد المشككين عرض الحائط جاعلة إياهم ثالث ثلاثة !!
فالجونية هى أميمة بنت النعمان بن شراحيل , قال الحافظ بن حجر فى شرحه للحديث :
والصحيح أن اسمها أميمة بنت النعمان بن شراحيل كما في حديث أبي أسيد . ( فتح البارى فى شرح صحيح البخارى - باب باب من طلق وهل يواجه الرجل امرأته بالطلاق ؟ )
و تزوجها عليه الصلاة و السلام و لكنه فارقها .
قال الأوزاعي : سألت الزهري أي أزواج النبي صلى الله عليه وسلم استعاذت منه ؟ قال : أخبرني عروة عن عائشة رضي الله عنها أن ابنة الجون لما أدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودنا منها قالت أعوذ بالله منك ، فقال لها : ( لقد عذت بعظيم ، الحقي بأهلك ) " . ( فتح البارى فى شرح صحيح البخارى - باب باب من طلق وهل يواجه الرجل امرأته بالطلاق ؟ )
قال ابن عبد البر : أجمعوا على أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج الجونية . ( المصدر السابق )
و قال الحافظ ابن حجر فى شرحه :
وأميمة كان قد عقد عليها ثم فارقها .
و نضيف رواية أخرى فى طبقات ابن سعد أوردها الحافظ ابن حجر لكى تكون القشة التى نفقع بها عين الحاقد ان شاء الله و هى عن أبى أسيد أيضا راوى حديث البخارى و لله الحمد و المنة :
قال الحافظ : عن أبى أسيد قال : تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من بني الجون فأمرني أن آتيه بها فأتيته بها فأنزلتها بالشوط من وراء ذباب في أطم ، ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فخرج يمشي ونحن معه . وذباب بضم المعجمة وموحدتين مخففاً جبل معروف بالمدينة ، والأطم الحصون وهو الأجم أيضاً والجمع آطام وآجام كعنق وأعناق ن و في رواية لابن سعد أن النعمان بن الحصون وهم الأجم أيضاً والجمع آطام وآجام كعنق وأعناق ، وفي رواية لابن سعد أن النعمان بن الجون الكندي أتى النبي صلى الله عليه وسلم مسلماً فقال : ألا أزوجك أجمل أيم في العرب ؟ فتزوجها وبعث معه أبا أسيد الساعدي ، قال أبو أسيد : فأنزلتها في بني ساعدة فدخل عليها نساء الحي فرحين بها وخرجن فذكرن من جمالها . ( المصدر السابق )
فهى كانت زوجته , و هذة هى النقطة الأولى التى أردنا اثباتها , و ليمت الكافر حقدا و غيظا!!!
فالقصة واضحة , و هو أنه لما دخل عليها النبى عليه الصلاة و السلام علم أنها كانت قريبة عهد بالجاهلية و لم تعلم قدره فتصرفت ذلك التصرف المنفر , فكان سيد البشرية , أرحم البشر على الإطلاق , رحيما بها , مقدرا لمشاعرها و عاذرا لها لعدم علمها بهذا الشرف المحصول من زواجها منه
قال الحافظ ابن حجر :
قوله : " هبي نفسك لي " إلخ السوقة بضم السين المهملة يقال للواحد من الرعية الجمع ، قيل لهم ذلك لأن الملك يسوقهم فيساقون إليه ويصرفهم على مراده ، وأما أهل السوق فالواحد منهم سوقي ، قال ابن المنير : هذا من بقية ما كان فيها من الجاهلية ، والسوقة عندهم من ليس بملك كائناً من كان ، فكأنها استبعدت أن يتزوج الملكة من ليس بملك ، وكان صلى الله عليه وسلم قد خير أن يكون ملكاً نبياً فاختار أن يكون عبداً نبياً تواضعاً منه صلى الله عليه وسلم لربه . ولم يؤاخذها النبي صلى الله عليه وسلم بكلامها معذورة لها لقرب عهدها بجاهليتها .( المصدر السابق )
و لهذا أراد نبى الرحمة أن يطمئنها و أن يبعث السرور فى نفسها , فأمال يده الشريفة إليها و شرع فى ملاطفتها و مداعبتها لعلها تراجع نفسها .
قال الحافظ :
قوله : " فأهوى بيده " أي أمالها إليها .... ويكون قوله : ( هبي لي نفسك ) تطيباً لخاطرها واستمالة لقلبها .( المصدر السابق )
إلا أنها كانت لا تعي هذا القدر و هذا الشرف فى زواجها منه فقالت ما جعل النبى يشعر بأنها لا تريد هذا الزواج . فكان الرحيم صلى الله عليه و سلم مثلا يحتذى به فى احترام رغبة الأخر , اذ قال عليه الصلاة و السلام لها : أمن عائذ الله ( رواية ابن سعد - فتح البارى فى شرح الحديث ) .
و لم تتوقف الرحمة المهداة الى ذلك الحد , بل تجاوزت الحد و رب الكعبة !!
إذ طلقها النبى عليه الصلاة و السلام و متعها و أهداها , دليلا منه على حسن وفائه بعهده , و على بره و كرمه و رحمته اللامتناهية .!!!
قال الحافظ ابن حجر : قوله : " ثم خرج علينا فقال : يا أبا أسيد اكسها رازقيين " براء ثم زاي ثم قاف بالتثنية صفة موصوف محذوف للعلم به ، والرازقية ثياب من كتان بيض طوال قاله أبو عبيدة . وقال غيره : يكون في داخل بياضها زرقة ، والرازقي الصفيق . ( المصدر السابق )
قال ابن التين : متعها بذلك إما وجوباً وإما تفضلا . ( المصدر السابق )
قال ابن المنير : ان ذلك ثبت في حديث عائشة أول أحاديث الباب. ( المصدر السابق )
ثم عقب الحافظ قائلا : فيحمل على أنه قال لها : الحقي بأهلك ، ثم لما خرج إلى أبي أسيد قال له : ألحقها بأهلها ، فلا منافاة ، فالأول قصد به الطلاق والثاني أراد به حقيقة اللفظ وهو أن يعيدها إلى أهلها ، لأن أبا أسيد هو الذي كان أحضرها كما ذكرناه .
فهل يجرء حاقد أن يسمى هذا الخلق الا خلق نبي بعث رحمة للعالمين !! و لو كان النبى عليه الصلاة و السلام محبا للدنيا و لذاتها كما يدعى عباد الدنيا من النصارى الحاقدين , ما كان ليطلقها و هى التى كان يحكى بجمالها فى أرض العرب !!
ووقع في رواية لابن سعد " عن أبي أسيد قال : فأمرني فرددتها إلى قومها "( المصدر السابق )
و هذة المرأة ليست من أمهات المؤمنين , فأمهات المؤمنين هم الذين تزوجهم النبى و عاشرهم و ضرب عليهم الحجاب و عرفوا بأمهات المؤمنين و مات النبى و هم كذلك .
وقد أخرج ابن سعد من طريق هشام بن عروة عن أبيه أن الوليد بن عبد الملك كتب إليه يسأله ، فكتب إليه : ما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم كندية إلا أخت بني الجون فملكها . فلما قدمت المدينة نظر إليها فطلقها ولم يبن بها . ( المصدر السابق )
و لو يعلم الحاقدون كم ندمت هذة المرأة على ما فعلته مع حضرة رسول الله لخنسوا كما يخنس الخناس !!
قال أبو أسيد لما رد الجونية الى قومها :
فلما وصلت بها تصايحوا وقالوا : إنك لغير مباركة ، فما دهاك ؟ قالت : خدعت . قال أسيد : فتوفيت في خلافة عثمان . ثم قال : وحدثني هشام بن محمد عن أبي خثيمة زهير بن معاوية أنها ماتت كمداً ( فتح البارى نقلا عن ابن سعد فى الطبقات ) .
فاخسأوا أعداء الله فلن تعدوا قدركم !!
شبهه قتل ام قرفه
سؤال : ما صحة ما روي عن زيد بن ثابت في قتله لأم قرفة التي كانت تحرض الناس على عداوة الرسول كما جاء في السيرة النبوية لابن هشام .. باب غزوة زيد بن حارثة بنى فزارة و مصاب أم قرفة؟
جواب :
لقد جاءت الرواية في طبقات ابن سعد وعنه ابن الجوزي في كتابه المنتظم ومدار الرواية على محمد بن عمر الواقدي * وهو شخص متهم بالكذب لدى علماء الحديث ، والقصة أوردها ابن كثير في البداية والنهاية مختصرة ولم يعلق عليها بشىء وذكرها ابن هشام في السيرة وكلاهما عن محمد ابن اسحق الذي لم يذكر سند الرواية ، فالحاصل ان الرواية لم تصح فلا يجوز الاحتجاج بها .
هو محمد بن عمر بن واقد الواقدي الأسلمي ابو عبد الله المدني قاضي بغداد مولى عبد الله بن بريدة الأسلمي
قال البخاري : الواقدي مديني سكن بغداد متروك الحديث تركه أحمد وابن نمير وابن المبارك وإسماعيل بن زكريا ( تهذيب الكمال مجلد 26)
هذا في ص 185-186 وقال أحمد هو كذاب وقال يحيى ضعيف وفي موضع آخر ليس بشيء وقال أبو داود : أخبرني من سمع من علي بن المديني يقول روى الواقدي ثلاثين ألف حديث غريب وقال أبو بكر بن خيثمة سمعت يحيى بن معين يقول لا يكتب حديث الواقدي ليس بشيء وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم سألت عنه علي بن المديني فقال : متروك الحديث هنا علة جميلة أيضا في سند الحديث وهي روايته عن عبد الله بن جعفر الزهري قال إسحاق بن منصور قال أحمد بن حنبل كان الواقدي يقلب الأحاديث يلقي حديث ابن أخي الزهري على معمر ذا قال إسحاق بن راهويه كما وصف وأشد لأنه عندي ممن يضع الحديث الجرح والتعديل 8/الترجمة 92 وقال علي بن المديني سمعت أحمد بن حنبل يقول الواقدي يركب الأسانيد تاريخ بغداد 3/13-16 وقال الإمام مسلم متروك الحديث وقال النسائي ليس بثقة وقال الحاكم ذاهب الحديث قال الذهبي رحمه الله مجمع على تركه وذكر هذا في مغني الضعفاء 2/ الترجمة 5861
قال النسائي في " الضعفاء والمتروكين " المعروفون بالكذب على رسول الله أربعة الواقدي بالمدينة ومقاتل بخراسان ومحمد بن سعيد بالشام .
===================
شبهة ...انشغاله بالنساء
اختار الله رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم من بين خلقه لحمل آخر الرسالات ، وقد حباه الله من الصفات الحميدة ، والأخلاق الجليلة ما لم يحظ به أحد غيره ، إلا أنه مع ذلك لم يسلم من كيد الكائدين ، ومن كلام المغرضين ، ومن شبهات الحاقدين.
ومن الشبهات التي أثيرت حول شخصه الكريم ، أنه ميّال للنساء ، منشغل بهن ، وقد أكثر منهنّ حتى بلغن إحدى عشرة زوجة !!!ولا شك أن من يقول هذا لا حظ له من معرفة سيرته صلى الله عليه وسلم ، وليس له أدنى علم بهديه عليه الصلاة والسلام .
ونلخِّص الإجابة على هذه الشبهة الحاقدة بالنقاط الآتية :
1- أن زواجه صلى الله عليه وسلم ، لم يكن بهدف التمتع وإشباع الشهوة ، وإن كان ذلك أمراً فطريا ًسائغاً لا يعاب الإنسان به ، وقد كان ذلك سائداً بين العرب آنذاك ، ومع ذلك فإن هدف الرسول صلى الله عليه وسلم من زواجه كان أسمى من ذلك وأعلى ، إذ أراد بتعدد الزوجات الدعوة إلى الله ، ومراعاة مصالح عظيمة اقتضتها الدعوة ؛ كالترابط الأسري الذي فيه اتساع رقعة النسب معه صلى الله عليه وسلم لتنتشر الدعوة ، ومن المصالح تأليف القلوب ، وكفالة اليتامى ، والإحسان إلى الأرامل ، وتعليم النساء أمور دينهن ، ونحو ذلك مما فيه مصلحة عامة ، كما أن من الأسباب أي أسباب التعدد الرغبة في نقل أحوال النبي صلى الله عليه وسلم كافة داخل بيته وخارجه مما لا يستطيع رجل واحد ولا امرأة واحدة نقله أو حصره .
2- أنه صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكراً إلا زوجة واحدة ، وهي عائشة الصديقة رضي الله عنها ، وغالب من يهدف التمتع يحرص على الأبكار .
3- أنه لم يعدد إلا بعد موت خديجة رضي الله عنها ، وقد بلغ الخمسين من عمره ، ومن أراد التمتع والشهوة فإنه يتزوج قبل هذه السن في الغالب .
4- أنّ المهام العظيمة والأعمال الجليلة التي كان يقوم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد البعثة ، كانت تشغل وقته وجهده ، ولم ينشغل بالنساء والملذات عن تلك المهام ، فقد كان داعياً ، ومجاهداً ، ومعلماً ، وحاكماً ، وقاضياً ، وعابداً يقوم حتى تتفطر قدماه ، ويكثر من الصيام ، ولم يقصّر في جانب على حساب الآخر .
5- أن التعدد في الزواج ليس مما يعاب به الأنبياء ، وقد عدد الأنبياء قبل محمد صلى الله عليه وسلم ، فإبراهيم عليه السلام تزوج سارة ثم هاجر ، و يعقوب عليه السلام تزوج بأربع نسوة ، و داود عليه السلام تزوج نساء كُثر .
6-أن فساد مثل هذه الشبه قد تنبه له بعض العقلاء من الأعداء أنفسهم ، أمثال الفيلسوف الإنجليزي توماس كارليل الذي قال : " وما كان محمد أخا الشهوات ، برغم ما اتهم به ظلماً وعدواناً ...ونخطئ إذا حسبناه رجلاً شهوانياً لا هم له إلا قضاء مآربه من الملذات ".
وهكذا - عزيزي القارئ - نجد أن هذه الشبهة لا ينهض بها دليل من عقل ولا واقع ، وهي ساقطة الاعتبار من كل وجه، ولا تأثير لها على شخصية كملت من جوانبها كافة ، ونُقلت أوصافها الدقيقة ، فمهما حاول الحاسدون فلن ينالوا منها بإذن الله ، والله تعالى أعلم
===================
هل كان النبي صلى الله عليه وسلم زعيما سياسيا أو مصلحا اجتماعيا فحسب؟
قدّم بعض المستشرقين جملة من النظريات المنحرفة لتفسير النهضة التي قامت بين العرب وظهور الدولة الإسلامية ، وحاولوا جاهدين أن يلغوا الصبغة الدينية لهذه الحركة التاريخية ، وقد أفضى بهم ذلك إلى جعل الإسلام مجرّد ثورة للفقراء ضد الأغنياء ، وقالوا : إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن أكثر من مصلح اجتماعي أراد أن يعزّز القيم الفاضلة في المجتمع الذي نشأ فيه ، والذي كان يموج بمظاهر التخلف والفساد الأخلاقي والاجتماعي ، فلم يجد أفضل من الدعوة إلى دين جديد ، وأن يتقمّص – بزعمهم - دور النبي المبعوث من رب العباد.
وقامت نظرية أخرى مغايرة ، وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان رجلاً يطمح إلى الملك والسيطرة على مقاليد الأمور ، فوضع لنفسه خطة تعتمد على تجميع الناس من حوله والتغرير بهم من منطلق هذا الدين الجديد ، وساعدته في ذلك الظروف الاجتماعية التي وُجد فيها ، حيث كان الناس في أمس الحاجة إلى نظام يلمّ شتات العرب ، ويجمعهم على كلمة واحدة ، بعد أن أنهكتهم الحروب ، وذاقوا مرارة الفقر والحرمان ، وهكذا التفّ العرب حوله وانضمّوا تحت لوائه ، وقبلوا دعوته التي أتى بها .
ومن المعلوم أن الدعوة التي أتى بها النبي صلى الله عليه وسلم تشمل ما ذكروه من جوانب السياسة والإصلاح ، لكن المشكلة تكمن في الاقتصار على هذه الجوانب ونزع الطابع النبويّ منها ، وإلباسها ثوباً ماديّا مجرداً .
ولتعرية هذه الآراء المنحرفة وبيان بطلانها ، سنقوم بعرض هذه الآراء على الواقع التاريخي وفق ما يقتضيه المنهج العلمي ، ثم لننظر هل سيسعفهم ذلك في الوصول إلى رؤيتهم المادية أم لا ؟ .
هل كان النبي صلى الله عليه وسلم مصلحاً سياسياً ؟
أولا : إن اتصاف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحزم والثبات ، وعدم تقديم أية تنازلات لينفي قطعا مثل هذا الادعاء ؛ إذ إن من صفات السياسيين أن يدوروا في فلك مصالحهم الشخصية ، وما يقتضيه ذلك من الاتصاف بالمرونة في التنازل عن بعض الثوابت أو شيء من المباديء .
لكن الشأن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على النقيض من ذلك ، ولذلك نجد موقفه واضحاً من الأعرابي الذي قدم إليه ليبايعه ، كما رواه الحاكم في مستدركه و البيهقي في سننه عن ابن الخصاصية رضي الله عنه قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبايعه على الإسلام ، فاشترط علي : ( تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ، وتصلي الخمس وتصوم رمضان ، وتؤدي الزكاة وتحج البيت ، وتجاهد في سبيل الله ) ، قال : قلت : يا رسول الله ، أما اثنتان فلا أطيقهما : أما الزكاة فما لي إلا عشر ذود هن رسل أهلي وحمولتهم ، وأما الجهاد فيزعمون أنه من تولّى فقد باء بغضب من الله ؛ فأخاف إذا حضرني قتال كرهت الموت وخشعت نفسي ، قال : فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ثم حركها ، ثم قال : ( لا صدقة ولا جهاد ؟ فبم تدخل الجنة ؟؟ ) قال : ثم قلت يا رسول الله ، أبايعك . فبايعني عليهن كلهن ".
كذلك يستوقفنا ما رواه الإمام أحمد و ابن حبان وغيرهما عن أبي واقد الليثي رضي الله عنه ، أنهم خرجوا من مكة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ، يقول الصحابي الجليل : " وكان للكفار سدرة يعكفون عندها ، ويعلقون بها أسلحتهم ، يقال لها " ذات أنواط " ، قال : فمررنا بسدرة خضراء عظيمة ، فقلنا : يا رسول الله ، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قلتم والذي نفسي بيده كما قال قوم موسى ) : { اجعل لنا إلها كما لهم آلهة } ( الأعراف : 138 ) .
ويتضح من ذلك الموقف وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرضى بالحلول الوسطية ، أو الالتقاء في منتصف الطريق ، وذلك نابع من طبيعة الهدف الذي بُعث لأجله ، إنه رسول من الله تعالى إلى الناس جميعاً ، ومهمته هي تبليغ الإسلام إلى الناس ، فليس في يده أن يقبل مناهج مقترحة أو أفكاراً بديلة عن الشرع الإلهي ، وذلك أمر في غاية الوضوح .
ثانيا : إن ميول الإنسان ومعالم شخصيته تتضح في وقت مبكر من حياته ، وهذه الميول تتنامى لتكوّن القالب الذي يميّز الفرد عن غيره ، ولنضرب مثلا بشخصية معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ، ف معاوية نشأ في بيت زعامة سياسية ، وأبوه هو أبو سفيان الذي هو زعيم قريش ، وقد ظهرت فيه سمات النفس القيادية ، لذلك قالت أمه عنه في صغره: " ثكلته إن لم يسد إلا قومه ".
بينما عاش النبي صلى الله عليه وسلم متواضعاً خفيض الجناح ، راعياً للغنم – لا الإبل –، وانظر وتأمل هذا النبي الكريم لما رأى رجلاً مقبلاً يرتعد رهبة منه ، فقال له: ( هوّن عليك ؛ فإني لست بملك ، إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد ) .
وثمة أمر آخر ، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم في شبابه ما كان داعياً لنفسه ، ولا اشتُهر عنه الشعر – والذي هو أهم وسيلة إعلامية دعائية في ذلك العصر - ، ولو كان مريداً ابتداءً للحكم ، لهيأ أرضيةً لدعوته بالشعر ، ولدعا الناس إلى نفسه .
ثالثا : من المعلوم أن مكة ومن حولها كانت وثنية من جهة ، متغلغلة في أوحال الفقر من جهة أخرى ، ومرجع الفقر الذي ألمّ بها إلى السياسة التي انتهجها اليهود مع العرب في إغراقهم بالربا ، إلى حدٍّ أذلوا بها أعناقهم .
ومن البداهة والحال هذه أن يتّخذ النبي صلى الله عليه وسلم أقصر الطرق للوصول إلى الحكم ، بأن يعلنها حرباً على اليهود مستغلاً روح الكراهية التي تنامت في نفوس المكيّين كردّة فعلٍ تجاه هذا الظلم والاستبداد ، مع ضرورة السكوت عمّا يثير قومه عليه من ذم الأوثان والأصنام أو النيل من مكانتها .
لكن العجيب في الأمر أن النبي صلى الله عليه وسلم اختار أصعب الطرق وأكثرها وعورة في حياته ، لقد كانت مبدأ دعوته هي نبذ الأصنام وتسفيهها ، الأمر الذي أدّى إلى كراهية قومه – الذين هم أولى الناس بنصرته – لهذه الدعوة الجديدة ، فكان التعذيب له ولأصحابه وتشريدهم عن ديارهم ، وكل ذلك يدلّنا أن مقصده لم يكن له علاقة بالتملك والسيطرة ، إنما هو في إخراج الناس من عبادة العباد ، إلى عبادة رب العباد .
رابعا : إن الملوك المعاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم ممن هم ساسة للأمم كانوا مدركين لطابع النبوة في شخصيّته ، ويتضح هذا من خلال مواقفهم التي اتخذوها تجاه هذه الدعوة الجديدة ، واعترافاتهم التي سجّلوها في هذا الصدد ، وأقرب مثالين على ذلك ، موقف كل من النجاشي وهرقل ، أما النجاشي ملك الحبشة ، فنحن نعلم ما وصل إليه من حسن سياسة لشعبه وما أداه ذلك من تهافت الناس لسكنى أرضه ، ونعلم أيضاً اتصاله بالديانة المسيحية من خلال الأساقفة الذين كانوا بأرضه ، وعلى الرغم من ذلك ، فلم يفهم من دعوة النبي صلى الله عليه وسلم الرغبة في الزعامة السياسية ، بل تجاوز ذلك إلى الإيمان بدعوة هذا النبي ، أتراه يذعن لرجل يطمح إلى الزعامة المجردة ، في وقت لم يكن ذلك الرجل يملك من أمر نفسه ولا من أمر أصحابه شيئا ؟
إن زعيم الحبشة ، قد استمع إلى كلام جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وحقيقة الدين الذي جاء به ، فرأى أنوار النبوة تنبثق من سيرته العطرة ، وعلم أنه من ذات المشكاة التي أتى منها موسى عليه السلام ، فقال : " إن هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة " .
كذلك الشأن في هرقل عظيم الروم ، والذي استطلع شأن هذه الدعوة الجديدة في وقت مبكر ، من خلال محاورة هامة دارت بينه وبين أبي سفيان زعيم قريش ، فقد روى الإمام أحمد بسند صحيح أن هرقل قال ل أبي سفيان : " إنى سألتك عن نسبه فيكم فزعمت أنه فيكم ذو نسب ، وكذلك الرسل تبعث في نسب قومها ، وسألتك هل قال هذا القول أحد منكم قط قبله ؟ ، فزعمت أن لا ، فقلت : لو كان أحد منكم قال هذا القول قبله قلت : رجل يأتم بقول قيل قبله ، وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ؟ فزعمت أن لا ، فقد أعرف أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله عز وجل ، وسألتك هل كان من آبائه من ملك ؟ فزعمت أن لا ، فقلت لو كان من آبائه ملك قلت رجل يطلب ملك آبائه ، وسألتك أشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم ؟ ، فزعمت أن ضعفاءهم اتبعوه ، وهم أتباع الرسل ، وسألتك هل يزيدون أم ينقصون ؟ ، فزعمت أنهم يزيدون ، وكذلك الإيمان حتى يتم ، وسألتك هل يرتد أحد سخطه لدينه بعد أن يدخل فيه ؟ ، فزعمت أن لا ، وكذلك الإيمان حين يخالط بشاشته القلوب ، لا يسخطه أحد ، وسألتك هل يغدر ؟ ، فزعمت أن لا ، وكذلك الرسل ، وسألتك هل قاتلتموه وقاتلكم ؟ ، فزعمت أن قد فعل ، وأن حربكم وحربه يكون دولا يدال عليكم المرة ، وتدالون عليه الأخرى ، وكذلك الرسل تبتلى ويكون لها العاقبة ، وسألتك بماذا يأمركم ؟، فزعمت أنه يأمركم أن تعبدوا الله عز وجل وحده لا تشركوا به شيئا، وينهاكم عما كان يعبد آباؤكم، ويأمركم بالصدق والصلاة والعفاف، والوفاء بالعهد وأداء الأمانة، وهذه صفة نبي قد كنت أعلم أنه خارج ولكن لم أظن أنه منكم ".
خامسا : لو كان الملك غايته ، لكان في عرض قريش له أن يجعلوه ملكا طريقاً مختصراً لهذه الغاية ، لكنه أبى ذلك ، وتمسك بمبدأ نبوته ، مما ينفي صحة هذا الادعاء .
سادسا : أنه يوجد في التاريخ نموذج لرجل ادعى النبوة ليجعلها سبباً في التملك والزعامة ، هذا الرجل هو مسيلمة بن ثمامة المعروف بمسيلمة الكذاب ، ونريد بتسليط الضوء على حياة هذا الرجل أن نبيّن أن استغلال النبوة للوصول إلى السلطة أمر لا يمكن أن يخفى على عقلاء الناس ، ولا أن يلتبس شأنه على عامتهم ، وهو ما سوف نوضحه في الفقرة التالية .
إننا عندما نقرأ سيرة هذا الرجل ، فإننا نجد أن أصل حركته وادعائه للنبوة إنما كان مبنيا على حب السلطة والتملك ، ونلمس هذا مبكراً عندما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يدّعي النبوة ، فقد روى الإمام البخاري و مسلم عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال : قدم " مسيلمة الكذاب " على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول : إن جعل لي محمد الأمر من بعده تبعته " ، وبعد أن ادّعى النبوة كتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم – كما في مسند أبي عوانة - : " من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله ، أما بعد ، فإني أُشركت في الأمر معك ، وإن لنا نصف الأرض ولقريش نصف الأرض ، ولكن قريشاً يعتدون " ، ولما كان مسيلمة طامعاً في الحكم ، استغلّ الروح العصبية في قومه فقام بإذكائها حتى يُكثر من أتباعه ، فلننظر إليه عندما خطب الناس قائلا : " أريد أن تخبروني بماذا صارت قريش أحق بالنبوة والإمامة منكم ؟ والله ما هم بأكثر منكم ولا أنجد ، وإن بلادكم لأوسع من بلادهم ، وأموالكم أكثر من أموالهم " ، وكان كذبه من الجلاء بحيث أن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال له قبل إسلامه : والله إنك لتعلم أني أعلم أنك تكذب ، وقال أحد أتباع مسيلمة – وهو طلحة النمري – له : أشهد أنك كاذب وأن محمداً صادق ، ولكن كذّاب ربيعة أحب إلينا من صادق مضر ".
فها نحن نرى مسيلمة قد اتضح قصده من خلال مواقفه وكلامه ، فأين هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي شهد له معاصروه بنبوته ورسالته ؟ ، إن ذلك مما لا يخفى على كل منصف عاقل .
سابعا : تطالعنا كتب السير بحادثة فريدة تكشف بطلان ما زعمه المستشرقون حول طبيعة الدعوة الإسلامية ، وذلك حينما انكسفت الشمس يوم مات إبراهيم ، فقال الناس : انكسفت لموت إبراهيم ، فأجابهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ) متفق عليه .
يقول الشيخ أبو الحسن الندوي رحمه الله معلقاً على هذه الحادثة : " لو كان مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه المناسبة الحزينة أي داعٍ من الدعاة ، أو زعيم من الزعماء ، أو قائد دعوة أو حركة أو جماعة ، لسكت على هذا الكلام – إذا لم يوفّق إلى نفيه – ظناً منه أن ذلك الكلام إنما هو في صالح دعوته وحركته ، وظنّ أنه لم يسترع الانتباه إلى هذه الناحية ، بل إن الناس بأنفسهم فكّروا في ذلك ، وقالوا : إن الشمس انكسفت لوفاة ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم . إذاً فهو ليس بمكلف بنفي هذا التفكير .
وذلك هو الفرق بعينه بين النبي وغيره ، فإن الأحداث التي يستغلها أصحاب التفكير السياسي – وإن كانت حوادث طبيعية – يرى الأنبياء الكرام عليهم السلام أن استغلالهَا على حساب الدين حراماً ، وأمراً يرادف الكفر ، ولا أدري أن أحداً سوى محمد صلى الله عليه وسلم قد صدق في هذا الامتحان من غير مؤسسي الجماعات وزعماء السياسة " انتهى كلامه بتصرّف .
فانظر أيها القاريء الكريم كيف حرص النبي صلى الله عليه وسلم على عدم ربط الناس بشخصه أو تطويع هذه الحادثة لمصلحته ، بل انظر كيف قام بترسيخ البعد العقائدي في مثل هذه الحوادث الكونية ، مما ينفي قطعاً كونه مجرد زعيم سياسي .
ثامنا : كل الشعوب ترى من حق قائدها أن يتملّك الأراضي ويتمتّع بالمال ويتقلّب في النعيم ، فكان من الطبيعي أن يشتهر عن النبي صلى الله عليه وسلم الثراء وأن يظهر ذلك في بيته وملبسه ومسكنه ، لكننا نفاجأ ببساطة حياة النبي صلى الله عليه وسلم ومدى زهده ، حتى أثّر ذلك في أصحابه رضوان الله عليهم ، وقد رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه أثر الحصير في جنب النبي صلى الله عليه وسلم فبكى ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما يبكيك ؟ ) ، فقال : "يا رسول الله ، إن كسرى وقيصر فيما هما فيه ، وأنت رسول الله " ، فقال له : ( أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة ؟ ) رواه البخاري ، فلماذا نراه يفضّل شظف العيش وقسوة الحياة على رغدها لو لم يكن متطلّعاً إلى ما عند الله من ثوابه ونعيمه ؟ .
تاسعا : جاءت وفود الأنصار عند العقبة لمبايعة النبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في المنشط والمكره ، وعلى الدفاع عنه حتى الموت ، فما المقابل الذي بشّر به النبي صلى الله عليه وسلم أصحاب هذه البيعة ؟ إنه لم يكن مالاً يبذله لهم ، أو وعوداً على مناصب قياديّة ، أو أمانيّ في رقاع من الأرض ، لكنه سما بهم عن كل حطام الدنيا وبشّرهم بالجنة ، والملفت للنظر أنهم لم يطالبوا بشيء من هذه الأموال ، ولكن تدافعوا للبيعة وهم يعلمون أنهم قد يدفعون أرواحهم ثمناً لهذه البيعة ، ولو كان هؤلاء القوم لم يلمسوا فيه صدق دعوته لما واقفوا على مثل تلك البيعة ، فأيّ شيء يغريهم على الموت في مقابل غير معلوم ؟ لا شك أن هذا يعد دليلاً على صدقه .
هل كان النبي صلى الله عليه وسلم مصلحاً اجتماعيا ؟
لا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم بُعث ليتمّم مكارم الأخلاق ، ويضيف إلى الإنسانية الكثير من المعاني السامية ، والمثل العليا ، وإن البعد الأخلاقي في مبادئه واضح بلا مراء ، لكن أن يحلو للبعض أن يفسّر دعوته بانتحال النبوة ، والاحتيال باسم الدين ، كي يسهم في انتشال قومه من الانحلال الخلقي ، ومحاربة الهيمنة القبلية ، فهذا ما لا يقوله عاقل منصف ، عرف التاريخ ، أو اطلع على جزء من حياة النبي صلى الله عليه وسلم .
والنقاط التالية تبيّن تهافت تلك الفرية ، وأنها لا تعدوا أن تكون أفكاراً نابعة من نفوس مغرضة :
أولاً : إن جوانب الحياة الاجتماعية تشمل عدة أبعاد : البعد المنظّم لعلاقة الإنسان بنفسه ، والبعد المنظم لعلاقته بمن سواه ، ولو كان النبي صلى الله عليه وسلم مجرّد مصلحٍ اجتماعي لكان تركيزه الأعظم على هذين البعدين ، بينما نرى في الواقع أن العماد الحقيقي الذي قامت عليه دعوته هو بُعد أعمق من القضيتين السابقتين ، إنه البُعد العقدي ، والمتمثل في علاقة الإنسان بخالقه ومولاه .
لقد تركّزت الدعوة الإسلامية في أكثر مظاهرها بالعبادة وتوحيد الله جلّ وعلا ، وهذا البعد ليس له علاقة مباشرة بالإصلاح الاجتماعي ، فما بال النبي صلى الله عليه وسلم يأمر الناس بعبادة الله وحده ؟ وما علاقة الأخلاق بتحمّل أعباء تكاليف تُشغل بمجملها حياة الإنسان اليومية ؟ .
وهنا قد يقول المستشرقون : إن لهذه التكاليف أثراً في ترويض الروح على الفضيلة ، لكن هذا لا يتماشى مع النهي عن عبادة الأصنام ، ولا مع وجوب البراءة من الكفر والكافرين ، مما يجعلنا نقطع بتهافت مثل هذا الرأي .
ثانياً : إن هذا التفسير النظري ليقف عاجزاً عن تفسير بكاء الصحابة العائدين من الغزوات إذ لم تُكتب لهم الشهادة ، ويقف عاجزاً كذلك عن تفسير حرصهم على قتال ذويهم وبني جلدتهم ، حتى ترى الوالد يقتل ولده ، والأخ يقتل أخاه ، كل ذلك في سبيل هذه الدعوة الجديدة ، كما أن هذه النظرية لتعجز عن تفسير رضا المهاجرين أن يتركوا ديارهم وأموالهم ، ويختاروا مفارقة الأوطان ، إلى مصير غير معلوم ، لو لم يعلموا يقيناً بنبوته صلى الله عليه وسلم .
ثالثاً : إن المتطلّع إلى محتويات الدين الإسلامي يجد فيه العديد من التشريعات المختلفة والأنظمة المحكمة الدقيقة ، خصوصاً ما يتعلّق بجوانب القضاء والإفتاء والحدود ، والشأن في المناهج الأرضية القويّة أن تجتمع عقول كثيرة لكي تخرج بنظام متكامل كهذا النموذج ، لا أن يكون منبع هذا الدستور من رجل أمي لا يعرف القراءة ولا الكتابة ، منشغلٍ بعبادته والاجتماع بصحابته ، ومثل هذا التصوّر يقتضي أن تكون هذه الشريعة من مصدر سماوي ، لا اجتهادات بشريةٍ عرضة للخطأ والصواب .
ونقول أخيراً : إن الإصلاح الاجتماعي هو قاسم مشترك بين الديانات السماوية والدعوات الأرضية ، كذلك فيما يتعلق بالدعوات السياسية ، فالكل يسعى إلى تحقيق الاستقرار وتنظيم الحياة ، ولكنا حينما نتكلم عن دين أتى من عند الخالق الحكيم فمن البداهة أن يكون أوسع نطاقا وأكمل نظاماً وأشمل منهجاً ، فليس هو بالمقتصر على جانب من جوانب الحياة أو نظام من نظمها .
وإذا كان الأمر كذلك ، فمن السذاجة أن يوصف الدور الذي قام به خاتم الأنبياء والمرسلين بأنه مجرد عمليات إصلاحية في المجتمع العربي ، أو محاولات لتصدّر الزعامة والسيطرة على مقاليد الحكم في جزيرة العرب ، فلا مناص من الاعتراف بالحق الواضح ، وهو ما عبّر عنه المستشرق " تريتون " بقوله : " إذا صحّ في العقول أن التفسير المادّي يمكن أن يكون صالحاً في تعليل بعض الظواهر التاريخية الكبرى ، وبيان أسباب قيام الدول وسقوطها ، فإن هذا التفسير المادي يفشل فشلاً ذريعاً حين يرغب في أن يعلّل وحدة العرب وغلبتهم على غيرهم ، وقيام حضارتهم ، واتساع رقعتهم وثبات أقدامهم ، فلم يبق أمام المؤرخين إلا أن ينظروا في العلّة الصحيحة لهذه الظاهرة الفريدة ، فيرى أنها تقع في هذا الشيء الجديد : ألا وهو الإسلام " .
تلك هي شهادة شاهد من أهلها ، فأي حجة بعد ذلك تنفع ، إذا كان ما سبق لا يُقنع !!
* من مصادر المقال :
- مجلة المنار : للشيخ محمد رشيد رضا
- شبهات التغريب : الأستاذ أيمن الجندي
الشبكه الاسلاميه
هل ركن الرسول صلى الله عليه وسلم للكفار؟
من الشبهات التي تثار بكثرة، شبهة ركون المصطفى صلى الله عليه وسلم للكفار، و الرد عليها أبسط ما يكون... فتعالوا نسترجع أيام منتدى الجامع السابق ونقرأ رد الدكتور هشام عزمي ، لعله يكون مفيداً بإذن الله.
ولولا أن ثبتناك
تقول الشبهة:
( وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً{73} وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً{74} ).سورة الاسراء.
اِخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي الْفِتْنَة الَّتِي كَادَ الْمُشْرِكُونَ أَنْ يَفْتِنُوا رَسُول اللَّه بِهَا عَنْ الَّذِي أَوْحَى اللَّه إِلَيْهِ إِلَى غَيْره ; فَقَالَ بَعْضهمْ : ذَلِكَ الْإِلْمَام بِالْآلِهَةِ ، لِأَنَّ الْمُشْرِكِينَ دَعَوْهُ إِلَى ذَلِكَ ، فَهَمَّ بِهِ رَسُول اللَّه.
ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 17003 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد ، قَالَ : ثنا يَعْقُوب الْقُمِّيّ ، عَنْ جَعْفَر ، عَنْ سَعِيد ، قَالَ : كَانَ رَسُول اللَّه يَسْتَلِم الْحَجَر الْأَسْوَد ، فَمَنَعَتْهُ قُرَيْش ، وَقَالُوا : لَا نَدَعهُ حَتَّى يَلُمّ بِآلِهَتِنَا ، فَحَدَّثَ نَفْسه ، وَقَالَ : " مَا عَلَيَّ أَنْ أَلُمّ بِهَا بَعْد أَنْ يَدْعُونِي أَسْتَلِم الْحِجْر ، وَاَللَّه يَعْلَم أَنِّي لَهَا كَارِه.
ذُكِرَ لَنَا أَنَّ قُرَيْشًا خَلَوْا بِرَسُولِ اللَّه ذَات لَيْلَة إِلَى الصُّبْح يُكَلِّمُونَهُ وَيُفَخِّمُونَهُ وَيُسَوِّدُونَهُ وَيُقَارِبُونَهُ ، وَكَانَ فِي قَوْلهمْ أَنْ قَالُوا : إِنَّك تَأْتِي بِشَيْءٍ لَا يَأْتِي بِهِ أَحَد مِنْ النَّاس ، وَأَنْتَ سَيِّدنَا وَابْن سَيِّدنَا ، فَمَا زَالُوا يُكَلِّمُونَهُ حَتَّى كَادَ أَنْ يُقَارِفَهُمْ ثُمَّ مَنَعَهُ اللَّه وَعَصَمَهُ مِنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ:{ وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاك لَقَدْ كِدْت تَرْكَن إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا } الم تأتي عصمة الله متأخرة بعض الشيء؟ أي بعد ان ركن إليهم النبي ولو بشيئا قليلا ؟ .
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الْأَعْلَى ، قَالَ : ثنا مُحَمَّد بْن ثَوْر ، عَنْ مَعْمَر ، عَنْ قَتَادَة { لِتَفْتَرِي عَلَيْنَا غَيْره } قَالَ : أَطَافُوا بِهِ لَيْلَة ، فَقَالُوا : أَنْتَ سَيِّدنَا وَابْن سَيِّدنَا ، فَأَرَادُوهُ عَلَى بَعْض مَا يُرِيدُونَ فَهُمْ أَنْ يُقَارِفَهُمْ فِي بَعْض مَا يُرِيدُونَ ، ثُمَّ عَصَمَهُ اللَّه ، فَذَلِكَ قَوْله : { لَقَدْ كِدْت تَرْكَن إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا } الَّذِي أَرَادُوا فَهُمْ أَنْ يُقَارِفَهُمْ فِيهِ . إن الاشارة صريحه: لقد كاد محمد يركن الى المشركين شيئاً قليلاً.
إن صاحب هذة الشبهة يحاول ان يثبت قاتله الله ان سيد المرسلين قد كاد يميل قلبة للمشركين او الشرك بالله فانزل الله العصمة ليثبته ويحميه.
الرد على هذه الشبهة:
أولاً : لو رجعنا إلي كتب التفاسير لوجدنا الرد الشافي
وهذا مختصر للتفاسير.
جاء في تفسير القرطبي
قوله تعالى: "ولولا أن ثبتناك" أي على الحق وعصمناك من موافقتهم. "لقد كدت تركن إليهم" أي تميل. "شيئاً قليلاً" أي ركونا قليلاً. قال قتادة: لما نزلت هذه الآية قال عليه السلام:
"اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين". وقيل: ظاهر الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وباطنه إخبار عن ثقيف. والمعنى: وإن كادوا ليركنونك، أي كادوا يخبرون عنك بأنك ملت إلى قولهم، فنسب فعلهم إليه مجازاً واتساعاً، كما تقول لرجل: كدت تقتل نفسك، أي كاد الناس يقتلونك بسبب ما فعلت، ذكره المهدوي. وقيل: ما كان منه هم بالركون إليهم، بل المعنى: ولولا فضل الله عليك لكان منك ميل إلى موافقتهم، ولكن تم فضل الله عليك فلم تفعل، ذكره القشيري.
وقال ابن عباس: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معصوماً، ولكن هذا تعريف للأمة لئلا يركن أحد منهم إلى المشركين في شيء من أحكام الله تعالى وشرائعه.
وجاء في تفسير الطبري
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله " وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لاتخذوك خليلا" وذلك أن ثقيفا كانوا قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله أجلنا سنة حتى يهدى لآ لهتنا، فإذا قبضنا الذي يهدى لآلهتنا أخذناه ، ثم أسلمنا وكسرنا الآلهة، فهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطيهم ، وأن يؤجلهم ، فقال الله " ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا" .
: ولولا أن ثبتناك يا محمد بعصمتنا إياك عما دعاك إليه هؤلاء المشركون من الفتنة" لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا" يقول: لقد كدت تميل إليهم وتطمئن شيئا قليلا، وذلك ما كان صلى الله عليه وسلم هم به من أن يفعل بعض الذي كانوا سألوه فعله ،حدثنا محمد بن بشار ، قال : ثنا سليمان ، قال : ثنا أبو هلال ، عن قتادة ، في قوله " ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تكلني إلى نفسي طرفة عين".
جاء في تفسير فتح القدير
ولولا أن ثبتناك" على الحق وعصمناك عن موافقتهم "لقد كدت تركن إليهم" لقاربت أن تميل إليهم أدنى ميل، والركون هو الميل اليسير، ولهذا قال: "شيئاً قليلاً" لكن أدركته صلى الله عليه وسلم العصمة فمنعته من أن يقرب من أدنى مراتب الركون إليهم، فضلاً عن نفس الركون، وهذا دليل على أنه صلى الله عليه وسلم ما هم بأجابتهم، ذكر معناه القشيري وغيره، وقيل المعنى: وإن كادوا ليخبرون عنك بأنك ملت إلى قولهم، فنسب فعلهم إليه مجازاً واتساعا كما تقول للرجل: كدت تقتل نفسك: أي كاد الناس يقتلونك بسبب ما فعلت، ذكر معناه المهدوي.
جاء في تفسير البيضاوي
ولولا أن ثبتناك "ولولا تثبيتنا إياك."لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً " لقاربت أن تميل إلى ابتاع مرادهم ، والمعنى أنك كنت على صدد الركون إليهم لقوة خدعهم وشدة احتيالهم لكن أدركتك عصمتنا فمنعت أن تقرب من الركون فضلاً عن أن تركن إليهم ، وهو صريح في أنه عليه الصلاة والسلام ما هم بإجابتهم مع قوة الدواعي إليها، ودليل على أن العصمة بتوفيق الله وحفظه.
وجاء في تفسير البغوي
قوله عز وجل : " وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك " الآية ، اختلفوا في سبب نزولها
قال سعيد بن جبير : كان النبي صلى الله عليه وسلم يستلم الحجر الأسود فمنعته قريش ، وقالوا : [ لا تلم] حتى تلم بآلهتنا وتمسها ، فحدث نفسه : ما علي أن أفعل ذلك والله تعالى يعلم أني لها كاره ، بعد أن يدعوني حتى أستلم الحجر الأسود
وقيل : طلبوا منه أن يمس آلهتهم حتى يسلموا ويتبعوه فحدث نفسه بذلك ، فأنزل الله هذه الآية
وقال ابن عباس :" قدم وفد ثقيف على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : نبايعك على أن تعطينا ثلاث خصال ، قال : وما هن ؟ قالوا : أن لا ننحني - أي في الصلاة - ولا نكسر أصنامنا بأيدينا ، وأن تمتعنا باللات سنة من غير أن نعبدها . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا خير في دين لا ركوع فيه ولا سجود، وأما أن تكسروا أصنامكم بأيديكم فذاك لكم ، وأما الطاغية - يعني اللات والعزى - فإني غير ممتعكم بها ، فقالوا : : يا رسول الله إنا نحب أن تسمع العرب أنك أعطيتنا ما لم تعط غيرنا ، فإن خشيت أن تقول العرب أعطيتهم ما لم تعطنا، فقل الله : أمرني بذلك ؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فطمع القوم في سكوته أن يعطيهم ذلك ، فأنزل الله عز وجل هذه الآية ": " وإن كادوا ليفتنونك " ليصرفونك " عن الذي أوحينا إليك " " لتفتري " ، لتختلق ، " علينا غيره وإذاً " ، لو فعلت ما دعوك إليه " لاتخذوك خليلاً " أي : والوك وصافوك.
" ولولا أن ثبتناك "، على الحق بعصمتنا ، " لقد كدت تركن " أي : تميل ، " إليهم شيئاً قليلاً " أي : قريباً من الفعل .
فإن : قيل : كان النبي صلى الله عليه وسلم معصوماً ، فكيف يجوز أن يقرب مما طلبوه وما طلبوه كفر ؟ .
قيل : كان ذلك خاطر قلب ، ولم يكن عزماً وقد غفر الله عز وجل عن حديث النفس .
قال قتادة : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول بعد ذلك : " اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين " .
والجواب الصحيح هو : أن الله تعالى قال: " ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً " وقد ثبته الله،ولم يركن.
وجاء في تفسير الجلالين
(وإن) مخففة (كادوا) قاربوا (ليفتنونك) ليستنزلونك (عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا) لو فعلت ذلك (لاتخذوك خليلا)
ولولا أن ثبتناك) على الحق بالعصمة (لقد كدت) قاربت (تركن) تميل (إليهم شيئا) ركونا (قليلا) لشدة احتيالهم وإلحاحهم وهو صريح في أنه صلى الله عليه وسلم لم يركن ولا قارب.
وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ !!
قال تعالى: [وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً (73) وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً (74) إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا] [الإسراء] .
يذكر ابن كثير تفسيراً إجمالياً لهذه الآيات، فيقول: «يخبر تعالى عن تأييده رسوله صلوات اللَّه عليه وسلامه، وتثبيته، وعصمته، وسلامته من شر الأشرار، وكيد الفجار، وأنه تعالى هو المتولي أمره ونصره، وأنه لا يكله إلى أحد من خلقه، بل هو وليه، وحافظه وناصره ومؤيده، ومظفره، ومظهر دينه على من عاداه وخالفه وناوأه، في مشارق الأرض، ومغاربها، صلى الله عليه وسلّم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين».
ويذكر البيضاوي تفسيراً تفصيلياً فيقول: « ]وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ [ نزلت في ثقيف، قالوا لا ندخل في أمرك حتى تعطينا خصالاً نفتخر بها على العرب: لا نعشر، ولا نحشر، ولا نجبى في صلاتنا، وكل ربا لنا فهو لنا، وكل ربا لغيرنا فهو موضوعٌ عنا، وأن تمتعنا باللات سنة، وأن تحرّم وادينا كما حرمت مكة، فإن قالت العرب لم فعلت ذلك، فقل: إن اللَّه أمرني، وقيل نزلت في قريش قالوا: لا نمكنك من استلام الحجر حتى تلم بآلهتنا وتمسّها بيدك.
والمعنى أن الشأن قاربوا بمبالغتهم أن يوقعوك في الفتنة بالاستنزال ]عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ [ ولو اتبعت مرادهم لاتخذوك بافتتانك ولياً لهم، بريئاً من ولايتي. ]وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ [ ولولا تثبيتنا إياك ]لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً [ لقاربت أن تميل إلى اتباع مرادهم. والمعنى أنك كنت في صدد الركون إليهم لقوة خدعهم وشدة احتيالهم، ولكن أدركتك عصمتنا، فمُنعت أن تقرب من الركون، فضلاً عن أن تركن إليهم، وهو صريح في أنه، عليه الصلاة والسلام ما همّ بإجابتهم مع قوة الدواعي إليها، ودليلٌ على أن العصمة بتوفيق اللَّه وحفظه. ]إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ[ أي لو قاربت لأذقناك ]ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ [ أي عذاب الدنيا، وعذاب الآخرة، ضعف ما نعذب به في الدارين، بمثل هذا الفعل، غيرك؛ لأن خطأ الخطير أخطر».
ويذكر صاحب ( الظلال ) ما يتعلق بظلال هذه الآيات فيقول: «يعدّد السياق محاولات المشركين مع الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأولها فتنته عما أوحى اللَّه إليه ليفتري عليه غيره، وهو الصادق الأمين. لقد حاولوا هذه المحاولة في صورٍ شتى: منها مساومتهم له أن يعبدوا إلهه في مقابل أن يترك التنديد بآلهتهم، يجعل أرضهم حراماً، كالبيت العتيق الذي حرّمه اللَّه، ومنها طلب بعض الكبراء أن يجعل لهم مجلساً غير مجلس الفقراء...
والنص يشير إلى هذه المحاولات، ويفصّلها، ليذكر فضل اللَّه على الرسول في تثبيته على الحق، وعصمته من الفتنة. ولو تخلى عنه تثبيت اللَّه وعصمته لركن إليهم، فاتخذوه خليلاً، وللقي عاقبة الركون إلى فتنة المشركين، وهي مضاعفة العذاب في الحياة والممات، دون أن يجد له نصيراً منهم يعصمه من اللَّه.
هذه المحاولات التي عصم اللَّه منها رسوله، هي محاولات أصحاب السلطان مع أصحاب الدعوات دائماً: محاولة إغرائهم لينحرفوا _ ولو قليلاً_ عن استقامة الدعوة وصلابتها، ويرضوا بالحلول الوسط التي يغرونهم بها، في مقابل مغانم كثيرة. ومن حملة الدعوات من يفتن بهذا عن دعوته؛ لأنه يرى الأمر هيناً. فأصحاب السلطان لا يطلبون إليه أن يترك دعوته كلية، إنما هم يطلبون تعديلات طفيفة، ليلتقي الطرفان في منتصف الطريق. وقد يدخل الشيطان على حامل الدعوة من هذه الثغرة، فيتصور أن خير الدعوة، في كسب أصحاب السلطان إليها، ولو بالتنازل عن جانبٍ منها.
ولكن الانحراف الطفيف في أول الطريق، ينتهي إلى الانحراف الكامل في نهاية الطريق. وصاحب الدعوة الذي يقبل التسليم في جزءٍ منها، ولو يسير، وفي إغفال طرفٍ منها، ولو ضئيل، لا يملك أن يقف عند ما سلّم به أول مرة؛ لأن استعداده للتسليم يتزايد، كلما رجع خطوةً إلى الوراء!.
والمسألة مسألة إيمان بالدعوة كلها. فالذي ينزل عن جزءٍ منها، مهما صغر، والذي يسكت عن طرفٍ منها، مهما ضؤل، لا يمكن أن يكون مؤمناً بدعوته حق الإيمان. فكل جانبٍ من جوانب الدعوة، في نظر المؤمن هو حق كالآخر، وليس فيها فاضل ومفضول، وليس فيها ضروري ونافلة، وليس فيها ما يمكن الاستغناء عنه، وهي كل متكامل، يفقد خصائصه كلها حين يفقد أحد أجزائه، كالمركب يفقد خواصه كلها إذا فقد أحد عناصره.
وأصحاب السلطان يستدرجون أصحاب الدعوات، فإذا سلّموا في الجزء، فقدوا هيبتهم وحصانتهم، وعرف المتسلطون أن استمرار المساومة، وارتفاع السعر ينتهيان إلى تسليم الصفقة كلها.
والتسليم في جانب، ولو ضئيل، من جوانب الدعوة، لكسب أصحاب السلطان إلى صفها، هو هزيمة روحية، بالاعتماد على أصحاب السلطان في نصرة الدعوة. واللَّه وحده هو الذي يعتمد عليه المؤمنون بدعوتهم، ومتى دبّت الهزيمة في أعماق السريرة، فلن تنقلب الهزيمة نصراً.
لذلك امتنّ اللَّه على رسوله صلى الله عليه وسلم أن يثبته على ما أوحى اللَّه، وعصمه من فتنة المشركين له، ووقاه الركون إليهم -ولو قليلاً-ورحمه من عاقبة هذا الركون، وهي عذاب الدنيا والآخرة مضاعفاً، وفقدان المعين والنصير.
فهذا مراد الأيات،و التى يجب على المسلم ان يفطن اليها،أما عن رد الشبهات حولها. فيجب أن نسأل الذي ألقى الشبهة أولاً.. بناء على ما فهمه بطريق الخطأ - سواء عن قصد أو سوء نية- اذا كنت فهمت ان الحبيب قد مال الى كذا وكذا..!! وحاشاه - فمن قائل هذا ؟ وأقصد اما أن يكون قائله الله سبحانه.. وهنا يكون اعترافا من الكافر بأن القرآن الكريم كلام الله تعالى وعليه فهو يشهد على نفسه بالكفر بالله وبكلامه وبرسوله .. وكذلك عليه الايمان بما قاله الله في القرآن ان الكافر في النار... ووجوب اتباع الرسول .. وهكذا.. ونسأله لماذا لايفعل اذا كان يؤمن ان القرآن كلام الله تعالى؟.
واحتمال أن يقول ان القرآن الكريم كلام الرسول - أستغفر الله- وهنا نسأله أليس هذا بغباء أن يدّعى انسان انه رسول الله ثم يقول للناس انني ملت للشرك وارضاء المشركين والكذب على الله تعالى وقول ما لم يقله!!! مع وجود آيات تذكر ان مَن يكذب على الله ومَن يدّعي الكذب على الله تعالى هو من أشد الناس ظلما وكفرا!!! بل آيات أخرى تتوعد من يشرك بالله تعالى بالعذاب وسوء المصير. ؟؟؟؟!!!.
ومن المعروف ان كل الكفرة سواء القدامى أو المعاصرين الذين اتهموا الحبيب بكل أنواع التهم الكاذبة والتي منها هذه الشبهة موضع البحث.. أقول انهم اتهموا الحبيب بكل شئ الا شئ واحد فقط انه كان متواضع ومحدود الذكاء..!! أبداً لن نجد كافراً يتهم الحبيب في ذكاءه بل نجد في كتابات كثير من الكفرة الثناء على ذكاء وعبقرية الحبيب ويعدونها السبب الأساسي في "تأليف " القرآن وفي اغواء واضلال الناس - أستغفر الله -!!.
ومن هنا نقول اذا نفى الكفرة تهمة الغباء عن الحبيب فكيف يستقيم هذا مع شبهتهم؟؟لا يستقيم الا اذا كان الكافر لا يهمه احترامه لعقله وذاته وكل همّه هو اتهام الحبيب بأي شئ.. وان عند الكافر ان الغاية تبرر الوسيلة.. والغاية حقيرة والوسيلة أحقر والكافر أحقر وأقذر. وكيف يستقيم قوله تعالى لحبيبه " وانك لعلى خلق عظيم"..مع هذه الشبهة؟؟ فالذي يقول عنه رب العالمين انه على خلق عظيم لا يجوز أن يخطر على قلب انسان أن يكون الشرك والكفر والكذب على الله من أخلاقه.. بل هذه أخلاق الملحدين والمشركين وعبدة البقر والخرفان فقط.
نقطة ثانية أرى ان السبب هو بعدنا عن لغتنا العربية.. فنحن بحق بحاجة الى دراسة لغة القرآن الكريم..
فاذا قلت لك " كدت أن أقع لولا ان أخي أمسكني" فهل يفهم منها انني قد وقعت فعلا أم العكس؟.
فلولا عصمة الله لحدث كذا وكذا وهذا يدل على عدم وقوع الحدث بل يدل على امكانية وقوعه حالة عدم وجود عصمة الله... والله تعالى قد عصم أنبياءه الكرام.. حماية لهم ولنا.. فهم المثل والقدوة والمعتصمين بحبل الله تعالى والمتوكلين عليه سبحانه لذا ينجيهم الله من كيد أعدائهم وشبهاتهم وأكاذيبهم.. وكذلك كل من يتبع طريق الأنبياء الكرام في الايمان والتوكل على الله تعالى .. فالله يدافع عن الذين آمنوا.
وكذلك نفهم من عصمة الله لنبيه الكريم ان كيد المشركين كان شديداً ورغم ذلك فشلوا فيما أرادوا.. وفي هذا تثبيتا لأصحاب الدعوة فيما بعد الحبيب أن أمامهم مثلا عليهم اتباعه والتزام منهج الحبيب أمام أصحاب السلطان والذين سيكون كيدهم شديدا لاغوائهم وابعادهم عن المنهج القويم وقبول تقديم تنازلات في الدعوة لدين الله.. كما شرحه بتوسع الشهيد باذن الله سيد قطب- رحمه الله-.
نقطة أخرى أرى انها من معجزات القرآن الكريم ..- هذا رأي شخصي لذا أرجو التصويب ان لزم-وهو اخبار المولى عز وجل عن ان هذه الآية الكريمة سيستخدمها الكفرة كشبهة ضد الحبيب .. وفي هذا دليل صدق ان القرآن كلام الله تعالى الذي يعلم السر وأخفى.. وكذلك تذكير المسلمين بطهارة وخُلٌق الحبيب وانه سيد ولد بني آدم وانه كما قال تعالى عنه على خلق عظيم..
أما كيف هذا؟؟ فأقول لو رجعنا للغتنا العربية لفهمنا ورأينا..
والآن دعونا نقرأ من تفسير القرطبي - رحمه الله-.
جاء في تفسير القرطبي
قوله تعالى: "ولولا أن ثبتناك" أي على الحق وعصمناك من موافقتهم. "لقد كدت تركن إليهم" أي تميل. "شيئاً قليلاً" أي ركونا قليلاً. قال قتادة: لما نزلت هذه الآية قال عليه السلام:"اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين". وقيل: ظاهر الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وباطنه إخبار عن ثقيف. والمعنى: وإن كادوا ليركنونك، أي كادوا يخبرون عنك بأنك ملت إلى قولهم، فنسب فعلهم إليه مجازاً واتساعاً، كما تقول لرجل: كدت تقتل نفسك، أي كاد الناس يقتلونك بسبب ما فعلت، ذكره المهدوي. وقيل: ما كان منه هم بالركون إليهم، بل المعنى: ولولا فضل الله عليك لكان منك ميل إلى موافقتهم، ولكن تم فضل الله عليك فلم تفعل، ذكره القشيري.
وقال ابن عباس: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معصوماً، ولكن هذا تعريف للأمة لئلا يركن أحد منهم إلى المشركين في شيء من أحكام الله تعالى وشرائعه".
أي إن الله تعالى يقول ان الكفرة سيخبرون عنك يا محمد انك ملت لقول الكافرين اخوانهم!! وهذا هو عين الشبهة..! فالشبهة قائمة على هذا الزعم!! أليس كذلك؟!.
والحمد لله رب العالمين.
الرد على قوله:- ! يا الله ألهذا الحد يعكس الإسلام الأشياء؟
تعالوا لنرى ما تقول مزامير الشيطان ولنقارنه بما يغني به حوريات جنة الإسلام ولنقارن ما بينهما لنعرف من هو الشيطان الحقيقي،
هل يستهبل ذلك الجحش ام يستهبل
اعتقد انها لا تخرج من الأثنين
هل لا يعرف المزمار من مزامير داوود
المزمار هو اله موسيقيه وليست كتابيه
ثم ان الحور تغني لأزواجهن
ان كان الزواج عندكم عارا لأنكم لستم رجالا فنحن نعيش كبشر نتزوج حتى في الجنه فنحن نقول الجنه روحيه وحسيه اما انتم روحيه
على اساس انكم اصلا داخلين الجنه وانتم نصارى وابقوا قابلوني.
صبح صبح يا عمي الحج.
ثم يستمر الدجال على طريقة بولس وزكريا وشنودة قائلا:-
تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكَ ,
ويقول أيضاً:
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً,
ولعل محمد خاف أن تخونه إحدى زوجاته نتيجة الأسلوب التهديدي لهن، فتدخَّل الوحي يقول من جديد:
يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ ,
ثم شدد عليهن بعدم إتيان الفاحشة فقال لهن الوحي:
يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا العَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً, ثم قال:
وَلاَ أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً,
إلى هذا الحد بلغ صراع النبي مع نسائه وأتباعه,,, وواضح من أسلوب هذا الحديث معاناة النبي لكن ما يزرعه الإنسان إياه يحصد,
ووسط كل هذا الزحام مرّ موضوع زواجه من زوجة ابنه، وتبرأ تماماً من أبوته لزيد فيقول القرآن:
مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ (81),
وكأن الأبوة تتعارض مع النبوّة! وكأنها فعل شيطاني وجب أن يتخلص محمد منه!! وقال أيضاً ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ ,
هكذا كان محمد في غاية الدهاء وسعة الحيلة، فلكل عقدة تجد لها حلاً عنده - لا يقدر أن يطعن فيه أحد لأنه وحي منزل من السماء!
من اين اتى من ان الرسول خاف من ان زوجاته تخونه لقد شهد التاريخ بطهرهن ثم الله يعظ النساء الرسول هل يعني هذا ان الله قال انهن سيفعلن الفاحشه كما فعل انبياؤك ... ام هي على طريقة بولس الذي يقول على الناموس بكل جرأه:- (7فَمَاذَا نَقُولُ؟ هَلِ النَّامُوسُ خَطِيَّةٌ؟ حَاشَا! بَلْ لَمْ أَعْرِفِ الْخَطِيَّةَ إِلاَّ بِالنَّامُوسِ. فَإِنَّنِي لَمْ أَعْرِفِ الشَّهْوَةَ لَوْ لَمْ يَقُلِ النَّامُوسُ «لاَ تَشْتَهِ». 8وَلَكِنَّ الْخَطِيَّةَ وَهِيَ مُتَّخِذَةٌ فُرْصَةً بِالْوَصِيَّةِ أَنْشَأَتْ فِيَّ كُلَّ شَهْوَةٍ. لأَنْ بِدُونِ النَّامُوسِ الْخَطِيَّةُ مَيِّتَةٌ. 9أَمَّا أَنَا فَكُنْتُ بِدُونِ النَّامُوسِ عَائِشاً قَبْلاً. وَلَكِنْ لَمَّا جَاءَتِ الْوَصِيَّةُ عَاشَتِ الْخَطِيَّةُ فَمُتُّ أَنَا ) فهل خلق الله تعالى جسده بلا شهوة ثم عرفها عندما قرأ في الناموس فيقال أن الناموس هو الذي يدفعه للخطيئة .. أم نفسه الأمارة بالسوء ؟!..
اتقي الله وكفى كذبا اعلم انكم تموتون غيظا من الأسلام لأنه الحق وتحسدوننا لأننا على الحق ومؤيدين بنصر الله اما انتم خنتم امناتكم يا كذابيين.
ثم تأتي بأيات بدون تفسير ... لتجعلها حجه يا حقير.
او حتى سبب النزول حتى يسهل عليك ربط الأحداث واختلاق كذبه يا كذاب .
........................
تقول:- مسيح المحبة والسلام الذي لم يحمل سيفاً ولم يهدر دم أحد
يا كذاب اقرأ كتابك فلا تحتاج الى تفسير الا كما واضح فلا تحاول التحايل اقرا:-
المسيح قال:
Lk:19:27: 27 اما اعدائي اولئك الذين لم يريدوا ان املك عليهم فأتوا بهم الى هنا واذبحوهم قدامي (SVD)
يسوع يأمر بالأكراه والذبح .
MT:10:34 لا تظنوا اني جئت لألقي سلاما على الارض.ما جئت لألقي سلاما بل سيفا.
يسوعك اتى ليلقي سيفا
Mt:10:35: 35 فاني جئت لأفرّق الانسان ضد ابيه والابنة ضد امها والكنة ضد حماتها. (SVD
جاء للتفرقه.
Mt:10:37: 37 من احب ابا او اما اكثر مني فلا يستحقني.ومن احب ابنا او ابنة اكثر مني فلا يستحقني. (SVD)
Lk:12:51: 51 أتظنون اني جئت لأعطي سلاما على الارض.كلا اقول لكم.بل انقساما. (SVD)
انقاسما يا بتاع المحبه.
Lk:12:52: 52 لأنه يكون من الآن خمسة في بيت واحد منقسمين ثلثة على اثنين واثنان على ثلثة. (SVD)
Lk:12:53: 53 ينقسم الاب على الابن والابن على الاب.والأم على البنت والبنت على الام.والحماة على كنتها والكنة على حماتها (SVD)
Lk:14:26: 26 ان كان احد يأتي اليّ ولا يبغض اباه وأمه وامرأته وأولاده وأخوته وأخواته حتى نفسه ايضا فلا يقدر ان يكون لي تلميذا. (SVD)
2Sm:12:31: 31 واخرج الشعب الذي فيها ووضعهم تحت مناشير ونوارج حديد وفؤوس حديد وامرّهم في اتون الآجرّ وهكذا صنع بجميع مدن بني عمون.ثم رجع داود وجميع الشعب الى اورشليم (SVD)
، بل يطالب أتباعه بمحبة الأعداء وكان هو يحب الجميع ويشفق عليهم حتى الأعداء منهم
تقول حتى الأعداء منهم اقرأ كتابك:-
انجيل لوقا 22: 37 فَقَالَ لَهُمْ: لَكِنِ الآنَ مَنْ لَهُ كِيسٌ فَلْيَأْخُذْهُ وَمِزْوَدٌ كَذَلِكَ. وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفاً.
لماذا يأمرهم بذلك لقتل اعدائه ام كان سكرانا عندما قالها
يا كذاب .
الرد على قصة زيد رضي الله عنه والتبني :-
منقوله من برنامج حليمو للرد على شبهات النصارى:-
زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من زينب رضي الله عنها
نوايا خبيثة :
هناك و للأسف أساطير و قصص مختلَقة افتعلها أعداء الدين الإسلامي في هذا الصعيد ، حيث انهم حَوَّروا موضوع زواج النبي صلى الله عليه وسلم من زينب مطلقة زيد بن حارثة و ذكروها كقصة غرامية و كذبوا على نبينا العظيم بغية الحط من قدسيته و مكانته السامية ، و قد عرفت بطلانها من خلال معرفة حقيقة الأمر من الآيات القرآنية الصريحة .
و كان السبب في ذلك أن بعض المؤرخين و مع الأسف ذكروا أمورا تتنافى مع مقام النبي محمد الكريم مما ساعد الأعداء على النيل من كرامة الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم، لكن الآلوسي و الفخر الرازي , وابن كثير وغيرهم من العلماء كذّبا ما نقله أولئك المؤرخون و تصديا لهم و أثبتا بأن تلك المنقولات ليست إلا أكاذيب واضحة و أخبار مدسوسة لا أساس لها من الصحة و الواقع [6] .
كما أن العلماء من الأزهر انتقدوا ابن الأثير بشدة على نقله لهذه القصة برواية محرفة و مشينة في تاريخه " الكامل "
ما هي حقيقة زواج رسول الله ( صلَّى الله عليه وسلم ) من زوجة زيد بن حارثة ؟
جواب : زينب بنت جحش هي إحدى زوجات النبي و قد تزوج بها الرسول في السنة الخامسة من الهجرة ، و هي بنت أمية بنت عبد المطلب عمة النبي و كانت زوجة لزيد بن حارثة قبل أن تصبح زوجة لرسول الله .
أما زيد بن حارثة ـ زوج زينب قبل الرسول ـ فكان يُدعى قبل الإسلام بزيد بن محمد لكنه لم يكن من أولاد الرسول صلى الله عليه وسلم ، بل كان غلاما اشترته خديجه بعد زواجها من النبي ثم أهدته إلى النبي فأعتقه الرسول في سبيل الله ، ثم تبنّاه النبي تبنياً اعتباريا على عادة العرب لرفع مكانته الاجتماعية بعدما عامله والده و قومه بالهجران و الطرد ، و هكذا فقد منحه الرسول احتراما كبيرا و شرفا عظيما و رفع من شأنه بين الناس حتى صار يُدعى بين الناس بابن محمد .
و عندما أحس النبي بحاجة زيد إلى الزواج أمره بخطبة بنت عمته زينب بنت جحش ، لكن زينب رفضت ذلك تبعا للتقاليد السائدة في تلك الأيام و لاستنكاف الحرة من الزواج من العبد المعتق ، خاصة و إن زينب كانت من عائلة ذات حسب و شأن ، فنزلت الآية الكريمة التالية : { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا } [1] ، فأخبرت زينب النبي بقبولها بهذا الزواج ، و هكذا فقد تم الزواج برضا زينب ، نزولا عند رغبة الرسول و خضوعا لحكم الله تعالى . وهنا نقول لهؤلاء الحاقدين : كيف يطمع الرسول في زينب وهو الذي اقترح واختار زواجها لزيد اساساً ؟
والمهم في هذا الزواج هو أن الرسول صلى الله عليه وسلم أراد و بأمر من الله كسر العادات و التقاليد الخاطئة و التي كانت تمنع زواج العبيد المعتقين من بنات العوائل المعروفة ، و بالفعل فقد تحقق للنبي العظيم ما أراد و تمكن من تطبيق المساواة بصورة عملية بين أفراد المجتمع الإسلامي .
طلاق زينب :
بعد ذلك تأثرت العلاقة الزوجية بين الزوجين ـ زينب و زيد ـ و آل أمرهما إلى الطلاق و الانفصال رغم المحاولات الحثيثة التي قام بها النبي لمنع وقوع الطلاق ، و لم تؤثر نصائح النبي في زيد و لم يفلح في تغيير قرار زيد الخاطئ فوقع الطلاق .
زواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم من زينب :
و بعد أن مضى على طلاق زينب فترة قرر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتزوج ابنة عمته زينب تعويضا لما حصل لها ، غير أن النبي كان يخشى العادات و التقاليد التي تُحرم زواج الرجل من زوجة ابنه من التبني لاعتباره أبناً حقيقيا ، و إلى هذه الحقيقة يُشير القرآن الكريم حيث يقول : { وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ... } [2] .
وقد قال الحافظ ابن كثير في تفسير قوله تعالى : (( وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ )) ذكر ابن أبي حاتم والطبري ها هنا آثاراً عن بعض السلف رضي الله عنهم أحببنا أن نضرب عنها صفحاً لعدم صحتها فلا نوردها . يريد بذلك أمثال : (( فوقعت في قلبه )) و (( سبحان مقلب القلوب )) . فهذه كلها آثار لم تثبت صحتها. و هذا ما ذهب إليه المحققون من المفسرين كالزهري و القاضي بكر ابن العلاء القشيري و القاضي أبي بكر بن العربي و القاضي عياض في الشفاء.
و لا بُدَّ من الإشارة هنا إلى إن زواج النبي من زينب إنما كان بأمر من الله تعالى ، كما تشهد بذلك تتمة الآية السابقة حيث تقول : { ... فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا * مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا } [3] .
هذا و إن زينب كانت متفهمة لنية الرسول و لما حباها الله تعالى من الشرف العظيم إذ جعل لها دورا في إزالة عادتين خرافيتين و نالت شرف الزواج من الرسول صلَّى الله عليه وسلم فكانت زينب تفتخر على سائر نساء النبي صلى الله عليه وسلم و تقول : زوَجَكن أهلُوكن و زوجني الله من السماء [4] .
إذن يمكن تلخيص أهداف زواج الرسول صلَّى الله عليه و آله وصحبه من زينب كالتالي :
1 _ تعديل ما حصل لابنة عمته و تضررها بالطلاق و قد رضيت بالزواج من زيد بأمر من الله و رسوله ، فأراد الرسول أن يكرمها و يعوضها عن ما حصل لها .
2 _ كسر العادات و التقاليد الخاطئة التي تمنع الزواج من زوجة الابن من التبنّي ، رغم كونه أبنا اعتباريا لا غير . ( تشريع في صورة عملية )
ان الاسلام ـ من خلال القرآن الكريم ـ رفض الاعتراف بالتبني الذي كان سائداً بين العرب في الجاهلية، وعلى اساس ذلك كانوا ينسبون زيد بن حارثة إلى رسول الله فيقولون زيد بن محمد، وجاء الرفض القرآني حاسماً من خلال قوله تعالى (... وما جعل ادعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بافواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل * ادعوهم لابائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فاخوانكم في الدين ومواليكم...) سورة الاحزاب. آية4 و5. وكذلك قوله تعالى : ( ما كان محمد أبا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليماً ) سورة الاحزاب. آية40.
وكان التوجيه القرآني للرسول بالزواج من مطلَّقة (زيد بن حارثة) لأجل تأكيد تجاهل المشرع الاسلامي للعرف الجاهلي الانف، لتكون ممارسة الرسول رافعة لكل التباس قد يبقى عالقاً في الاذهان، علماً أن تزويج الرسول كان بعد تطليقها من جانب زيد بن حارثة فلم تكن هذه المرأة مرتبطة باكثر من رجل .
ثم انه لا يخفى أن من مهام الأنبياء هو إزالة العادات الخاطئة و السنن الظالمة و هذا ما فعله النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) كما كان يفعل ذلك جميع الأنبياء من قبل في قضايا مشابه مع ما في مكافحة الخرافات من تخوف جدي و إحراج شديد ذلك لان ذلك يعد محاربة للتقاليد و السنن و الاعتقادات الراسخة و المتجذرة في عقولهم ، لكن مهمة الأنبياء لا تقبل التعلل و الخوف و المجاملة ، فهم يحملون على عواتقهم رسالة سماوية حمّلهم إياها رب العالمين ، و إلى هذه الحقيقة تشير الآية الكريمة : { مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا } [5] .
وأخيراً نقول :
أي ضرورة هذه التي تدعو سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم أن يدرج هذه الآية في القرآن فيقرأها الناس كلهم ، وهي من أول حرف فيها إلى آخر حرف عتاب للرسول شديد ، وكشف عما يخفيه في نفسه من معرفة أنه سيتزوج زينب بعد تطليق زيد لها ، ثم هي بيان لما يخشاه من كلام قومه إذا أقدم فتزوج مطلقة زيد - نقول أي ضرورة تدعو سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم إلى أن يدرج هذه الآية في القرآن، ويسجلها على مر الدهر كله ، لو لم يكن هذا القرآن كلام خالقه الذي لا يسعه أن يستخفي على حرف واحد منه ؟!
_________________________________________
الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض :
فإن قلت : فما معنى إذاً قوله تعالى في قصة زيد : وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه [ سورة الأحزاب 33 ، الآية : 37 ] .
فاعلم ـ أكرمك الله ، و لا تسترب في تنزيه النبي صلى الله عليه و سلم عن هذا الظاهر
و أن يأمر زيداً بإمساكها وهو يحب تطليقه إياها ، كما ذكر عن جماعة من المفسرين .
و أصح ما في هذا ما حكاه أهل التفسير عن علي بن حسين ـ أن الله تعالى كان أعلم نبيه أن زينب ستكون من أزواجه ، فلما شكاها إليه زيد قال له : أمسك عليك زوجك واتق الله . و أخفى في نفسه ما أعلمه الله به من أنه سيتزوجها مما الله مبديه و مظهره بتمام التزويج وتطليق زيد لها .
وروى نحوه عمرو بن فائد ، عن الزهري ، قال : نزل جبريل على النبي يعلمه أن الله يزوجه زينب بنت جحش ، فذلك الذي أخفى في نفسه ويصحح هذا قول المفسرين في قوله تعالى بعد هذا : وكان أمر الله مفعولا ، أي لا بد لك أن تتزوجها .
ويوضح هذا أن الله لم يبد من أمره معها غير زواجه لها ، فدل أنه الذي أخفاه صلى الله عليه و سلم مما كان أعلمه به تعالى .
و قوله تعالى في القصة : ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين خلوا من قبل وكان أمر الله قدرا مقدورا [ سورة الأحزاب 33 ، الآية : 37 ] .
فدل أنه لم يكن عليه حرج في الأمر .
قال الطبري : ما كان الله ليؤثم نبيه فيما أحل مثال فعله لمن قبله من الرسل ، قال الله تعالى : سنة الله في الذين خلوا من قبل ، أي من النبيين فيما أحل لهم ، ولو كان على ما روي في حديث قتادة من وقوعها من قلب النبي صلى الله عليه و سلم عندما أعجبته ، ومحبته طلاق زيد لها لكان فيه أعظم الحرج ، وما لا يليق به من مد عينيه لما نهي عنه من زهرة الحياة الدنيا ، و لكان هذا نفس الحسر المذموم الذي لا يرضاه ولا يتسم به الأتقياء ، فكيف سيد الأنبياء ؟ .
قال القشيري : و هذا إقدام عظيم من قائله ، و قلة معرفة بحق النبي صلى الله عليه و سلم و بفضله .
و كيف يقال : رآها فأعجبته وهي بنت عمه ، و لم يزل يراها منذ ولدت ، و لا كان النساء
يحتجبن منه صلى الله عليه و سلم ، و هو زوجها لزيد ، و إنما جعل الله طلاق زيد لها ، و تزويج النبي صلى الله عليه و سلم إياها ، لإزالة حرمة التبني و إبطال سنته ، كما قال : ما كان محمد أبا أحد من رجالكم . و قال : لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم [ سورة الأحزاب 33 ، الآية : 40 ] . و نحوه لابن فورك .
و قال أبو الليث السمرقندي : فإن قيل : فما الفائدة في أمر النبي صلى الله عليه و سلم لزيد بإمساكها ؟ فهو أن الله أعلم نبيه أنها زوجته ، فنهاه النبي صلى الله عليه و سلم عن طلاقها ، إذ لم تكن بينهما ألفة ، و أخفى في نفسه ما أعلمه الله به فلما طلقها زيد خشي قول الناس : يتزوج إمرأة ابنه ، فأمره الله بزواجها ليباح مثل ذلك لأمته ، كما قال تعالى : لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا [ سورة الأحزاب 33 ، الآية : 37 ] .
و قد قيل : كان أمره لزيد بإمساكها قمعاً للشهوة ، و رداً للنفس عن هواها . و هذا إذا جوزنا عليه أنه رآها فجأة و استحسنها . و مثل هذا لا نكرة فيه ، لما طبع عليه ابن آدم من استحسانه للحسن ، و نظرة الفجاءة معفو عنها ، ثم قمع نفسه عنها ، و أمر زيداً بإمساكها ، و إنما تنكر تلك الزيادات في القصة . و التعوي ل و الأولى ما ذكرناه عن علي بن حسين ، و حكاه السمرقندي ، و هو قول ابن عطاء ، و صححه و استحسنه القاضي القشيري ، [ و عليه عول أبو بكر بن فورك ، و قال : إنه معنى ذلك عند المحققين من أهل التفسير ، قال : و النبي صلى الله عليه و سلم منزه عن استعمال النفاق في ذلك ، و إظهار خلاف ما في نفسه ، و قد نزهه الله عن ذلك بقوله تعالى : ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له ، و من ذلك بالنبي صلى الله عليه و سلم فقد أخطأ .
قال : و ليس معنى الخشية هنا الخوف ، و إنما معناه الاستحياء ، أي يستحي منهم أن يقولوا : تزوج زوجة ابنة ] .
و أن خشيته صلى الله عليه و سلم من الناس كانت من إرجاف المنافقين و اليهود و تشغيبهم على المسلمين بقولهم : تزوج زوجة ابنه بعد نهيه عن نكاح حلائل الأبناء ، كما كان ، فعتبة الله على هذا ، و نزهه عن الالتفاف إليهم فيما أحله له ، كما عتبه على مراعاة رضا أزواجه في سورة التحريم بقوله : لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم . و كذلك قوله له ها هنا : وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه [ سورة الأحزاب / 33 ، الآية : 37 ] .
و قد روي عن الحسن و عائشة : لو كتم رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ شيئاً كتم هذه الآية لما في من عتبه و إبداء ما أخفاه
_______________________________
[1] سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية : 36 .
[2] سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية : 37 .
[3] سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية : 37 و 38 .
[4] الكامل في التاريخ : 2 / 177.
[5] سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية : 38 .
[6] يراجع : مفاتيح الغيب : 25 / 212 ، للفخر الرازي ، و روح المعاني : 22 / 23،24 ، للآلوسي .
تقول:-بل شواهدي كلها من المصادر الإسلامية، القرآن والأحاديث وكتبة المسلمين من الأئمة والمؤرخين والمفكرين وكلهم مسلمون,, ويمكنك الرجوع إلى مصادري لمعرفة الحق وإذا كانت لديك رغبة في الانطلاق للحياة الأفضل.
لم تعطي مصدر صحيح معترف به صادق يا كذاب ولا حتى تفسير ولقد اثبت لك انك تربط امور غير متعلقه ببعضها البعض.
ألا لعنة الله عليك.
والحمد لله يتبع:-
.............................
ثم يستمر الكذب والأفتراء على خير خلق الله ويقول:-
فهو الوحيد من جنس البشر الذي أحل له الله - كما يدّعي القرآن - أن ينكح أية امرأة تدعوه لذلك!! ولا يشترط أن تكون زوجته أو من جواريه،
نقول لك حسبي الله ونعم الوكيل واعتقد انك تعرف ما معنى حسبي الله ونعم الوكيل
من اين اتيت بمثل هذا الكلام هل اذا جاءت امرأه صالحه لرجل صالح وقالت له تزوجني اصبح عارا وحراما....ثم مادليلك انه لا يتزوجها
فلقد اعترفت انت بنفسك ان ينكح أي يتزوج والنكاح هو الزواج عكس السفاح الذي هو الزنى الذي يفعله انبياؤك بل ان ربك يأمر الأنبياء بأن يأخذوا امرأ زانيه والرسول يتزوج فأيهم خير ربي ام ربك المثلث .
وتقول:-
بل يشترط أن تكون مؤمنة فقط!! وتهب جسدها له فيعاشرها بدون حساب من الله!!
ونقول حسبي الله ونعم الوكيل
لعنك الله يا ملعون تكذب اين دليلك وما هو صدقك اين الكتاب الذي قال هذا .. غيركم يا كفار اين الدليل يا حقير.
يقول القرآن في ذلك:
,,, وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ المُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكْتَ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً,
اين العيب زواج نبي من امرأه مالعيب هل الزواج عيب.
ثم تقول أتي بالمصدر اين التفسير يا دجال
وتقول؟:-
بالطبع هذا كلام جارح يخدش الحياء, ومن الكفر أن ننسب مثل هذه الخطايا إلى الله كلي القداسة,
ونقول صدقت وانت كذوب:-
نعم كلا م كفر ها انت تعترف انك كافر لأنك من نسبت هذا الكلام والأسلام برئ منه شكرا لك وفرت علينا.
وتقول:-
والعجيب أن السماح له بمعاشرة النساء بالهبة يأتي بعد قائمة طويلة من النساء المسموح له بمعاشرتهن
ونقول:- حسبي الله ونعم الوكيل.
تقول القائمه الطويله مبالغه
يا باشا تسعه وانبياؤك وصلوا المئه والألف ... ثم لماذا تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم لنرى ونقرأ:- سويا بعيدا عن الكذب وحقد اليهود والنصارى:-
هذا الرد من برنامج حاليمو اسمه كشف كذب اللئيم حول الإسلام العظيم كاملا بدون نقص:-
يحاول الحاقدون على الإسلام من النصارى أن يثيروا الشبهات في زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمهات المؤمنين، فكيف ندحض هذه الشبهة ونلقم أصحابها الحجارة في حلوقهم؟
الجواب :
نقول لهؤلاء النصارى :
إنكم تزعمون أن تعدد الزوجات عيب يخل بمقام النبوة ، وبديهي أن الزنا الصريح أشد عيباً وفظاعة من تعدد الزوجات ( على فرض أن الزواج عيب ) . وأن الزنا بإمرأة القائد المخلص وقتله للإستيلاء على إمرأته أشد فظاعة ونكراً من الزنا العادي . وأن الزنا بالبنات والمحارم أشد فظاعة وجرماً من الزنا بإمرأة القائد وأن خيانة الله سبحانه وخداعه في أمر الرسالة أشد جرماً من الزنا في ذاته ، وهذه الأمور كلها قد ذكرها كتابكم المقدس صراحةً وألصقها بالأنبياء الكرام الذي عبرعنهم كتابكم المقدس بأنهم أولاد الله الأبكار ! وأنتم مع ذلك تؤمنون بكتابكم المقدس وتؤمنون بأن هؤلاء الأنبياء الذين ارتكبوا هذه الجرائم والموبقات من كبار الأنبياء
وتؤمنون أيضاً أن ارتكاب الانبياء لهذه الخطايا والجرائم ليس فيه اسقاط لنبوتهم .
على أن تعدد الأزواج قد وجد في الأنبياء العظام كإبراهيم وداود ويعقوب وسليمان وغيرهم كما نص بذلك كتابكم المقدس وبالتالي كيف يصح لعاقل منكم قرأ كتابه المقدس أن يعيب ويطعن على محمد صلى الله عليه وسلم الذي جمع بين عدد من النساء ؟!
ألا يعلم المبشرون أن طعنهم على كتاب الله ونبي الله بهذه الحالة هو في الحقيقة طعن على كتابهم المقدس ؟! لأن البداهة تقضي بأن يقول الناس إذا كان تعدد الأزواج عيباً ينافي النبوة فالزنا الصريح والشرك والخيانة التي اثبتها كتابكم المقدس في حق نبي الله داود وسليمان الحكيم تنافي النبوة من باب أولى ومع هذا فلا يمكن للمبشرين أن يسقطوا ويطعنوا في نبوة هؤلاء الانبياء وبالتالي أصبح النصارى أمام أمرين :
إما أن يكفوا عن الكلام في موضوع تعدد زوجات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وإما أن يعترفوا بأن كتابهم المقدس الذي نقل عن الانبياء انهم عددوا في الأزواج وأن منهم زناة ومجرمين وخطاة هو من المحرف . . .
أيها السائل الكريم :
لقد درج أعداء الإسلام منذ القديم على التشكيك في نبي الإسلام والطعن في رسالته والنيل من كرامته، ينتحلون الأكاذيب والأباطيل ليشككوا المؤمنين في دينهم، ويبعدوا الناس عن الإيمان برسالته صلى الله عليه وسلم، ولا عجب أن نسمع مثل هذا البهتان والافتراء والتضليل في حق الأنبياء والمرسلين، فتلك سنة الله في خلقه، ولن تجد لسنة الله تبديلاً، وصدق الله حيث يقول: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلّ نَبِىّ عَدُوّاً مّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبّكَ هَادِياً وَنَصِيراً} [الفرقان: 31].
وقبل أن نتحدث عن أمهات المؤمنين الطاهرات وحكمة الزواج بهن نحبّ أن نرد على شبهة سقيمة طالما أثارها كثير من الأعداء من الصليبيين الحاقدين والغربيين المتعصبين.
رددوها كثيرًا ليفسدوا بها العقائد ويطمسوا بها الحقائق ولينالوا من صاحب الرسالة العظمى محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه إنهم يقولون: "لقد كان محمد رجلاً شهوانيًا يسير وراء شهواته وملذاته ويمشي مع هواه، لم يكتف بزوجة واحدة أو بأربع كما أوجب على أتباعه، بل عدَّد الزوجات فتزوج عشر نسوة أو يزيد سيرًا مع الشهوة وميلاً مع الهوى".
كما يقولون أيضًا: "فرق كبير وعظيم بين عيسى وبين محمد، فرق بين من يغالب هواه ويجاهد نفسه كعيسى بن مريم وبين من يسير مع هواه ويجري وراء شهواته كمحمد"، {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا} [الكهف: 5].
حقًا إنهم لحاقدون كاذبون فما كان محمد عليه الصلاة والسلام رجلاً شهوانيًا إنما كان نبيًا إنسانيًا تزوج كما يتزوج البشر، ليكون قدوة لهم في سلوك الطريق السوي، وليس هو إلهًا ولا ابن إله كما يعتقد النصارى في نبيهم، إنما هو بشر مثلهم فضَّله الله عليهم بالوحي والرسالة، {قُلْ إِنَّمَا أَنَاْ بَشَرٌ مّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَىَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} [الكهف: 110].
ولم يكن صلوات الله وسلامه عليه بدعًا من الرسل حتى يخالف سنتهم أو ينقض طريقتهم فالرسل الكرام قد حكى القرآن الكريم عنهم بقول الله جل وعلا: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرّيَّةً} [الرعد: 38]
فعلام إذًا يثيرون هذه الزوابع الهوج في حق خاتم النبيين عليه الصلاة والسلام؟ ولكن كما يقول القائل:
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد وينكر الفم طعم الماء من سقم
وصدق الله حيث يقول: {فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِى فِى الصُّدُورِ} [الحج: 46]
رد الشبهة:
هناك نقطتان جوهريتان تدفعان الشبهة عن النبي الكريم وتلقمان الحجر لكل مفتر أثيم يجب ألا نغفل عنهما وأن نضعهما نصب أعيننا حين نتحدث عن أمهات المؤمنين وعن حكمة تعدد زوجاته الطاهرات رضوان الله عليهن أجمعين.
هاتان النقطتان هما:
أولاً: لم يعدد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم زوجاته إلا بعد بلوغه سن الشيخوخة أي بعد أن جاوز من العمر الخمسين.
ثانيًا: جميع زوجاته الطاهرات ثيبات ـ أرامل ـ ما عدا السيدة عائشة رضي الله عنها فهي بكر، وهي الوحيدة من بين نسائه التي تزوجها صلى الله عليه وسلم وهي في حالة الصبا والبكارة، ومن هاتين النقطتين ندرك بكل بساطة تفاهة هذه التهمة وبطلان ذلك الادعاء الذي ألصقه به المستشرقون الحاقدون.
فلو كان المراد من الزواج الجري وراء الشهوة أو السير مع الهوى أو مجرد الاستمتاع بالنساء لتزوج في سن الشباب لا في سن الشيخوخة، ولتزوج الأبكار الشابات لا الأرامل المسنات، وهو القائل لجابر بن عبد الله حين جاءه وعلى وجهه أثر التطيب والنعمة: ((هل تزوجت؟)) قال: نعم، قال: ((بكرًا أم ثيبًا؟)) قال: بل ثيبًا، فقال له صلوات الله عليه: ((فهلا بكرًا تلاعبها وتلاعبك وتضاحكها وتضاحكك)).
فالرسول الكريم أشار عليه بتزوج البكر وهو عليه السلام يعرف طريق الاستمتاع وسبيل الشهوة، فهل يعقل أن يتزوج الأرامل ويترك الأبكار ويتزوج في سن الشيخوخة ويترك سن الصبا إذا كان غرضه الاستمتاع والشهوة؟!
إن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يفدون رسول الله صلى الله عليه وسلم بمهجهم وأرواحهم، ولو أنه طلب الزواج لما تأخر أحد منهم عن تزويجه بمن شاء من الفتيات الأبكار الجميلات، فلماذا لم يعدد الزوجات في مقتبل العمر وريعان الشباب؟! ولماذا ترك الزواج بالأبكار وتزوج الثيبات؟! إن هذا بلا شك يدفع كل تقوُّل وافتراء ويدحض كل شبهة وبهتان ويرد على كل أفاك أثيم يريد أن ينال من قدسية الرسول أو يشوِّه سمعته، فما كان زواج الرسول بقصد الهوى أو الشهوة، وإنما كان لحكم جليلة وغايات نبيلة وأهداف سامية سوف يقر الأعداء بنبلها وجلالها إذا ما تركوا التعصب الأعمى وحكَّموا منطق العقل والوجدان، وسوف يجدون في هذا الزواج المثل الأعلى في الإنسان الفاضل الكريم والرسول النبي الرحيم، الذي يضحي براحته في سبيل مصلحة غيره وفي سبيل مصلحة الدعوة والإسلام.
إن الحكمة من تعدد زوجات الرسول كثيرة ومتشعبة ويمكننا أن نجملها فيما يلي:
أولاً: الحكمة التعليمية.
ثانيًا: الحكمة التشريعية.
ثالثًا: الحكمة الاجتماعية.
رابعًا: الحكمة السياسية.
أولاً: الحكمة التعليمية:
لقد كانت الغاية الأساسية من تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم هي تخريج بعض معلمات للنساء يعلمهن الأحكام الشرعية، فالنساء نصيف المجتمع، وقد فرض عليهن من التكاليف ما فرض على الرجال.
وقد كان الكثيرات منهن يستحيين من سؤال النبي صلى الله عليه وسلم عن بعض الأمور الشرعية وخاصة المتعلقة بهن كأحكام الحيض والنفاس والجنابة والأمور الزوجية وغيرها من الأحكام، وقد كانت المرأة تغالب حياءها حينما تريد أن تسأل الرسول الكريم عن بعض هذه المسائل، كما كان من خلق الرسول صلى الله عليه وسلم الحياء الكامل، وكان كما تروي كتب السنة أشد حياءً من العذراء في خدرها، فما كان عليه الصلاة والسلام يستطيع أن يجيب عن كل سؤال يعرض عليه من جهة النساء بالصراحة الكاملة بل كان يكني في بعض الأحيان ولربما لم تفهم المرأة عن طريق الكناية مراده عليه السلام.
تروي السيدة عائشة رضي الله عنها أن امرأة من الأنصار سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن غسلها من المحيض فعلّمها صلى الله عليه وسلم كيف تغتسل ثم قال لها: ((خذي فرصة ممسكة ـ أي قطعة من القطن بها أثر الطيب ـ فتطهري بها)) قالت: كيف أتطهر بها؟ قال: ((تطهري بها)) قالت: كيف يا رسول الله أتطهر بها؟ فقال لها: ((سبحان الله تطهري بها))، قالت السيدة عائشة: فاجتذبتها من يدها فقلت: ضعيها في مكان كذا وكذا وتتبعي بها أثر الدم. وصرحت لها بالمكان الذي تضعها فيه، فكان صلوات الله عليه وسلم يستحي من مثل هذا التصريح.
وهكذا كان القليل أيضًا من النساء من تستطيع أن تتغلب على نفسها وعلى حيائها فتجاهر النبي صلى الله عليه وسلم بالسؤال عما يقع لها، نأخذ مثلاً لذلك حديث أم سلمة المروي في الصحيحين وفيه تقول: جاءت أم سُليم ـ زوج أبي طلحة ـ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت له: يا رسول الله إن الله لا يستحي من الحق، هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت؟ فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: ((نعم إذا رأت الماء)) فقالت أم سلمة: لقد فضحت النساء، ويحك أو تحتلم المرأة؟ فأجابها النبي الكريم بقوله: ((إذًا فيم يشبهها الولد؟)).
مراده عليه السلام أن الجنين يتولد من ماء الرجل وماء المرأة، ولهذا يأتي له شبه بأمه، وهكذا كما قال تعالى: {إِنَّا خَلَقْنَا الإنسان مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَهُ سَمِيعاً بَصِيراً} [الإنسان: 2]. قال ابن كثير رحمه الله: "أمشاج أي أخلاط والمشج والمشيج الشيء المختلط بعضه في بعض، قال ابن عباس: يعني ماء الرجل وماء المرأة، إذا اجتمعا واختلطا..."
وهكذا مثل هذه الأسئلة المحرجة، كان يتولى الجواب عنها فيما بعد زوجاته الطاهرات، ولهذا تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: (رحم الله نساء الأنصار؛ ما منعهن الحياء أن يتفقهن في الدين، وكانت المرأة منهن تأتي إلى السيدة عائشة في الظلام لتسألها عن بعض أمور الدين، وعن أحكام الحيض والنفاس والجنابة وغيرها من الأحكام، فكان نساء الرسول خير معلمات وموجهات لهن وعن طريقهن تفقه النساء في دين الله.
ثم إنه من المعلوم أن السنة المطهرة ليست قاصرة على قول النبي صلى الله عليه وسلم فحسب، بل هي تشمل قوله وفعله وتقريره، وكل هذا من التشريع الذي يجب على الأمة اتباعه، فمن ينقل لنا أخباره وأفعاله عليه السلام في المنزل غير هؤلاء النسوة اللواتي أكرمهن الله، فكن أمهات للمؤمنين، وزوجات لرسوله الكريم في الدنيا والآخرة؟!
لا شك أن لزوجاته الطاهرات رضوان الله عليهن أكبر الفضل في نقل جميع أحواله وأطواره وأفعاله المنزلية عليه أفضل الصلاة والتسليم.
ولقد أصبح من هؤلاء الزوجات معلمات ومحدثات نقلن هديه عليه السلام، واشتهرن بقوة الحفظ والنبوغ والذكاء.
ثانيًا: الحكمة التشريعية:
ونتحدث الآن عن الحكمة التشريعية التي هي جزء من حكمة تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذه الحكمة ظاهرة تدرك بكل بساطة، وهي أنها كانت من أجل إبطال بعض العادات الجاهلية المستنكرة، ونضرب لذلك مثلاً بدعة التبني التي كان يفعلها العرب قبل الإسلام فقد كانت دينًا متوارثًا عندهم، يتبنى أحدهم ولدًا ليس من صلبه ويجعله في حكم الولد الصلبي، ويتخذه ابنًا حقيقيًا له حكم الأبناء من النسب في جميع الأحوال؛ في الميراث والطلاق والزواج ومحرمات المصاهرة ومحرمات النكاح إلى غير ما هنالك مما تعارفوا عليه، وكان دينًا تقليديًا متبعًا في الجاهلية.
كان الواحد منهم يتبنى ولد غيره فيقول له: "أنت ابني، أرثك وترثني"، وما كان الإسلام ليقرهم على باطل، ولا ليتركهم يتخبطون في ظلمات الجاهلة، فمهد لذلك بأن ألهم رسوله عليه السلام أن يتبنى أحد الأبناء ـ وكان ذلك قبل البعثة النبوية ـ فتبنى عليه السلام زيد بن حارثة على عادة العرب قبل الإسلام. وفي سبب تبنيه قصة من أروع القصص، وحكمة من أروع الحكم ذكرها المفسرون وأهل السير، لا يمكننا الآن ذكرها لعدم اتساع المجال. وهكذا تبنى النبيُ الكريم زيدَ بن حارثة، وأصبح الناس يدعونه بعد ذلك اليوم زيد بن محمد.
روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال: (إن زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كنا ندعوه إلا زيد بن محمد حتى نزل القرآن {ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ الله} [الأحزاب: 5] فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنت زيد بن شراحبيل)).
وقد زوجه عليه السلام بابنة عمته زينب بن جحش الأسدية، وقد عاشت معه مدة من الزمن، ولكنها لم تطل فقد ساءت العلاقات بينهما، فكانت تغلظ له القول، وترى أنها أشرف منه؛ لأنه كان عبدًا مملوكًا قبل أن يتبناه الرسول وهي ذات حسب ونسب.
ولحكمة يريدها الله تعالى طلق زيد زينب، فأمر الله رسوله أن يتزوجها ليبطل بدعة التبني ويقيم أسس الإسلام، ويأتي على الجاهلية من قواعدها، ولكنه عليه السلام كان يخشى من ألسنة المنافقين والفجار، أن يتكلموا فيه ويقولوا: تزوج محمد امرأة ابنه، فكان يتباطأ حتى نزل العتاب الشديد لرسول الله عليه السلام، في قوله جل وعلا: {وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَىْ لاَ يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِى أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْاْ مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً} [الأحزاب: 37].
وهكذا انتهى حكم التبني، وبطلت تلك العادات التي كانت متبعة في الجاهلية، وكانت دينًا تقليديًا لا محيد عنه ونزل قوله تعالى مؤكدًا هذا التشريع الإلهي الجديد {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مّن رّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلّ شَىْء عَلِيماً} [الأحزاب: 40].
وقد كان هذا الزواج بأمر من الله تعالى، ولم يكن بدافع الهوى والشهوة كما يقول بعض الأفاكين المرجفين من أعداء الله، وكان لغرض نبيل وغاية شريفة هي إبطال عادات الجاهلية وقد صرّح الله عز وجل بغرض هذا الزواج بقوله: {لِكَىْ لاَ يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِى أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْاْ مِنْهُنَّ وَطَراً} [الأحزاب: 37].
وقد تولى الله عز وجل تزويج نبيه الكريم بزينب امرأة ولده من التبني، ولهذا كانت تفخر على نساء النبي بهذا الزواج الذي قضى به رب العزة من فوق سبع سماوات.
روى البخاري بسنده أن زينب رضي الله عنها كانت تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وتقول: (زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سموات)، وهكذا كان هذا الزواج للتشريع وكان بأمر الحكيم العليم فسبحان من دقت حكمته أن تحيط بها العقول والأفهام وصدق الله: {وَمَا أُوتِيتُم مّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} [الإسراء: 85].
ثالثًا: الحكمة الاجتماعية:
أما الحكمة الثالثة فهي الحكمة الاجتماعية، وهذه تظهر بوضوح في تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بابنة الصديق الأكبر أبي بكر رضي الله عنه، وزيره الأول، ثم بابنة وزيره الثاني الفاروق عمر رضي الله عنه وأرضاه، ثم باتصاله عليه السلام بقريش اتصال مصاهرة ونسب وتزوجه العدد منهن مما ربط بين هذه البطون والقبائل برباط وثيق وجعل القلوب تلتف حوله وتلتقي حول دعوته في إيمان وإكبار وإجلال.
لقد تزوج النبي صلوات الله عليه بالسيدة عائشة بنت أحب الناس إليه وأعظمهم قدرًا لديه ألا وهو أبو بكر الصديق الذي كان أسبق الناس إلى الإسلام، وقدم نفسه وروحه وماله في سبيل نصرة دين الله والذود عن رسوله وتحمل ضروب الأذى في سبيل الإسلام حتى قال عليه السلام كما في الترمذي مشيدًا بفضل أبي بكر: ((ما لأحد عندنا يد إلا وقد كافيناه بها ما خلا أبا بكر فإن له عندنا يدًا يكافيه الله تعالى بها يوم القيامة، وما نفعني مال أحد قط ما نفعني مال أبي بكر، وما عرضت الإسلام على أحد إلا تردد ما عدا أبا بكر، ولو كنت متخذًا خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، إلا وإن صاحبكم خليل الله تعالى)).
فلم يجد الرسول صلى الله عليه وسلم مكافأة لأبي بكر في الدنيا أعظم من أن يقر عينه بهذا الزواج بابنته ويصبح بينهما مصاهرة وقرابة تزيد في صداقتهما وترابطهما الوثيق، كما تزوج صلوات الله عليه بالسيدة حفصة بنت عمر، فكان ذلك قرة عين لأبيها عمر على إسلامه وصدقه وإخلاصه وتفانيه في سبيل هذا الدين، وعمر هو بطل الإسلام الذي أعز الله به الإسلام والمسلمين، ورفع به منار الدين، فكان اتصاله عليه السلام به عن طريق المصاهرة خير مكافأة له على ما قدم في سبيل الإسلام، وقد ساوى صلى الله عليه وسلم بينه وبين وزيره الأول أبي بكر في تشريفه بهذه المصاهرة فكان زواجه بابنتيهما أعظم شرف لهما بل أعظم مكافأة ومنة ولم يكن بالإمكان أن يكافئهما في هذه الحياة بشرف أعلى من هذا الشرف فما أجل سياسته، وما أعظم وفاءه للأوفياء المخلصين.
كما يقابل ذلك إكرامه لعثمان وعلى رضي الله عنهما بتزويجهما ببناته وهؤلاء الأربعة هم أعظم أصحابه وخلفاؤه من بعده في نشر ملته وإقامة دعوته فما أجلها من حكمة وما أكرمها من نظرة.
رابعًا: الحكمة السياسية:
لقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم ببعض النسوة من أجل تأليف القلوب عليه وجمع القبائل حوله، فمن المعلوم أن الإنسان إذا تزوج من قبيلة أو عشيرة يصبح بينه وبينهم قرابة ومصاهرة، وذلك بطبيعته يدعوهم إلى نصرته وحمايته ولنضرب بعض الأمثلة على ذلك لتتضح لنا الحكمة التي هدف إليها الرسول الكريم من وراء هذا الزواج.
أولاً: تزوج صلوات الله عليه بالسيدة جويرية بنت الحارث سيد بني المصطلق وكانت قد أسرت مع قومها وعشيرتها، ثم بعد أن وقعت تحت الأسر أرادت أن تفتدي نفسها، فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه بشيء من المال فعرض عليها الرسول الكريم أن يدفع عنها الفداء وأن يتزوج بها فقبلت ذلك، فتزوجها فقال المسلمون: أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت أيدينا ـ أي أنهم في الأسر ـ فأعتقوا جميع الأسرى الذين كانوا تحت أيديهم، فلما رأى بنو المصطلق هذا النبل والسمو وهذه الشهامة والمروءة أسلموا جميعًا ودخلوا في دين الله وأصبحوا من المؤمنين، فكان زواجه صلى الله عليه وسلم بها بركة عليها وعلى قومها وعشيرتها لأنه كان سببًا لإسلامهم وعتقهم وكانت جويرية أيمن امرأة على قومها.
أخرج البخاري في صحيحة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء بني المصطلق فأخرج الخمس منه ثم قسمه بين الناس فأعطى الفارس سهمين والراجل سهمًا فوقعت جويرية بنت الحارث في سهم ثابت بن قيس، فجاءت إلى الرسول فقالت: يا رسول الله، أنا جويرية بنت الحارث سيد قومه وقد أصابني من الأمر ما قد علمت، وقد كاتبني ثابت على تسع أواق فأعني على فكاكي فقال عليه السلام: ((أو خير من ذلك؟)) فقالت: ما هو؟ فقال: ((أؤدي عنك كتابتك وأتزوجك)) فقالت: نعم يا رسول الله، فقال رسول الله: ((قد فعلت)) وخرج الخبر إلى الناس فقالوا: أصهار رسول الله يسترقون؟ فأعتقوا ما كان في أيديهم من سبي بني المصطلق فبلغ عتقهم مائة بيت بتزوجه عليه السلام بنت سيد قومه.
ثانيًا: وكذلك تزوجه صلى الله عليه وسلم بالسيدة صفية بنت حيي بن أخطب التي أسرت بعد قتل زوجها في غزوة خيبر، ووقعت في سهم بعض المسلمين فقال أهل الرأي والمشورة: هذه سيدة بني قريظة لا تصلح إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فعرضوا الأمر على الرسول الكريم فدعاها وخيرها بين أمرين:
أ ـ إما أن يعتقها ويتزوجها عليه السلام فتكون زوجة له.
ب ـ وإما أن يطلق سراحها فتلحق بأهلها.
فاختارت أن يعتقها وتكون زوجة له، وذلك لما رأته من جلالة قدره وعظمته وحسن معاملته، وقد أسلمت وأسلم بإسلامها عدد من الناس.
روي أن صفية رضي الله عنها لما دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: لم يزل أبوك من أشد اليهود لي عداوة حتى قتله الله، فقالت يا رسول الله: إن الله يقول في كتابه: {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [فاطر: 18]، فقال لها الرسول الكريم: اختاري فإن اخترت الإسلام أمسكتك لنفسي، وإن اخترت اليهودية فعسى أن أعتقك فتلحقي بقومك، فقالت: يا رسول الله: لقد هويت الإسلام وصدقت بك قبل أن تدعوني إلى رحلك وما لي في اليهودية أرب وما لي فيها والد ولا أخ وخيرتني الكفر والإسلام فالله ورسوله أحب إلي من العتق وأن أرجع إلى قومي، فأمسكها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه.
ثالثًا: وكذلك تزوجه عليه الصلاة والسلام بالسيدة أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان الذي كان في ذلك الحين حامل لواء الشرك وألد الأعداء لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أسلمت ابنته في مكة ثم هاجرت مع زوجها إلى الحبشة فرارًا بدينها، وهناك مات زوجها، فبقيت وحيدة فريدة لا معين لها ولا أنيس، فلما علم الرسول الكريم بأمرها أرسل إلى النجاشي ملك الحبشة ليزوجه إياها، فأبلغها النجاشي ذلك فسرت سرورًا لا يعرف مقداره إلا الله سبحانه؛ لأنها لو رجعت إلى أبيها أو أهلها لأجبروها على الكفر والردة أو عذبوها عذابًا شديدًا، وقد أصدقها عنه أربعمائة دينار مع هدايا نفيسة، ولما عادت إلى المدينة المنورة تزوجها النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام. ولما بلغ أبا سفيان الخبر أقر ذلك الزواج وقال: "هو الفحل لا يقدع أنفه"، فافتخر بالرسول ولم ينكر كفاءته له إلى أن هداه الله تعالى للإسلام، ومن هنا تظهر لنا الحكمة الجليلة في تزوجه عليه السلام بابنة أبي سفيان، فقد كان هذا الزواج سببًا لتخفيف الأذى عنه وعن أصحابه المسلمين سيما بعد أن أصبح بينهما نسب وقرابة مع أن أبا سفيان كان وقت ذاك من ألد بني أمية خصومة لرسول الله ومن أشدهم عداء له وللمسلمين، فكان تزوجه بابنته سببًا لتأليف قلبه وقلب قومه وعشيرته كما أنه صلى الله عليه وسلم اختارها لنفسه تكريمًا لها على إيمانها لأنها خرجت من ديارها فارة بدينها فما أكرمها من سياسة وما أجلها من حكمة
واعتقد هل مازال عندك اعتراض ام ستفكر بكذبه جديده يا مجرم
وأقول لكي ازيدك غيظا وخوفا
حسبي الله ونعم الوكيل
الرد المتين على شبهة عدم زهد الأمين
هل كان محمد زاهداً
تقول يا صديقي:
أن النبي كان عفيفاً زاهداً، ولم يأخذ صدقة من أحد, وقلت أن هذا علامة على صدق رسالته، وأعطيت دليلاً على ذلك بواقعة المنافق الكبير سلمان
الفارسي وحفنة التمر التي رفضها النبي، فهتف سلمان قائلاً بنفاق:
صدقت يا رسول الله
- وقال إن من صدق النبوة أن لا يأخذ النبي صدقة من أحد, وقد يكون النبي قد رفض صدقة سلمان فعلاً، لكن ليس بسبب أنه لا يقبل الصدقة إنما لأنها صدقة متواضعة، فهي مجرد حفنة تمر تقدم للنبي ملك العرب؟ وأما الدليل على أن النبي كان يأخذ الصدقة فهو ما يقوله القرآن:
خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا,
فإذا كان دليلك على برهان صدق رسالة نبيك بأنه لا يأخذ الصدقة، فماذا يكون الأمر لو كان قد أخذها فعلاً؟
لم يقتصر نبيك على أخذ الصدقة فقط بل تعداه أنه كان يتحصل لنفسه على خمس الغنائم بل وكان يأخذ الأنفال أيضاً وثلث أجور الغزاة من كل سرية أو غزوة بجانب العديد من المزايا الأخرى، فهو الوحيد من جنس البشر الذي أحل له الله - كما يدّعي القرآن - أن ينكح أية امرأة تدعوه لذلك!! ولا يشترط أن تكون زوجته أو من جواريه، بل يشترط أن تكون مؤمنة فقط!! وتهب جسدها له فيعاشرها بدون حساب من الله!! يقول القرآن في ذلك:
,,, وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ المُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكْتَ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً,
بالطبع هذا كلام جارح يخدش الحياء, ومن الكفر أن ننسب مثل هذه الخطايا إلى الله كلي القداسة, والعجيب أن السماح له بمعاشرة النساء بالهبة يأتي بعد قائمة طويلة من النساء المسموح له بمعاشرتهن، أي أنه لم يكن محتاجاً للمزيد, لكن ماذا نقول للشراهة المَرَضية في الشهوة لديه، والتي كانت خروجاً على كل ما هو مألوف لدى البشر، والعجيب أن الله الخاص به - يشجعه على ذلك! ويقول أن هذا فرض إلهي عليك ولا داعي للخجل أو الحرج، وكان الله غفوراً رحيماً!! وأما قائمة المسموح له بمعاشرتهن من النساء كما يوردها القرآن كالتالي:
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ - علماً بأنهن كن تسع زوجات - اللاَّتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاَتِكِ اللاَّتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ ،الخ - وكان ينفرد عن سائر المسلمين بالسماح له بالنكاح وهو محرم، أي وهو يؤدي مناسك الحج، وهو محظور عمله للمسلمين العاديين، وكثير من المزايا التي انفرد بها دون سائر المسلمين (امتيازات النبي تجدها في السيرة الحلبية جزء 3 ص 44), بل لقد بلغ تجاوزات هذا النبي أنه تزوج من زوجة ابنه زيد بن محمد, وقصة هذا الزواج المشين تجدها في سورة الأحزاب عدد 37-38، وهي سورة مليئة بمغامرات النبي النسائية، وهي أحداث لا يليق أن توضع في كتاب ديني, ونعود إلى قصة هذا الزواج الشاذ، مجمل القصة أن النبي ذهب لزيارة ابنه زيد، فلم يجده، واستقبلته زوجة ابنه السيدة زينب بنت جحش الأسدية، وهي ابنة عم محمد، وكانت تتطلع للزواج منه وليس من مولاه زيد بن حارثة الذي تبناه محمد ورباه وصار أباه، ولم يعد يُسمى زيد بن حارثة بل زيد بن محمد, وكان العرب يعتبرون الابن بالتبني كالابن الحقيقي، فلا يجوز الزواج بزوجته, وكانت زينب ترتدي جلباباً شفافاً فهف قلبه بها، فقرر النبي أن يتزوجها!! لكن كيف يتزوجها وهي زوجة رجل آخر لا تزال في عصمته؟ وليست زوجة أي شخص عادي، بل زوجة ابنه؟ وجد النبي نفسه في حيرة، فما عساه أن يفعل لإتمام هذا الزواج؟ آه لقد وجد النبي الحل، وهل هناك حل غيره، إنه الوحي القرآني؟!! فهو الحل السريع السهل الذي لا يجرء أن يعارضه أحد لأنه آتٍ من عند الله, وأنزل الوحي قائلا:
وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ - زيد - وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ - رغبة في الزواج من زوجته - مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَّوَجْنَاكَهَا لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى المُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهُ مَفْعُولاً,
هكذا تفتق ذهن النبي وأوجد هذا الحل الغريب، فالله يأمره بإلغاء عادة التبني في الإسلام وحتى يتأكد الناس من ذلك يقوم الله بتزويج نبيه بزوجة ابنه بالتبني, وقد يتساءل اللبيب: ألم يكن الله قادراً على إنزال حكم بهذا الإلغاء بدون أن يعرض نبيه للحرج؟
وهل يعتبر التبني جرماً وجب إلغاءه؟ فالتبني كما هو معروف قمة الرحمة والمشاعر الإنسانية النبيلة، وكان مقبولاً لو أنه الله ألغى زواج الهبة، وكان معقولاً لو أنه ألغى القتال والكراهية، لكنه ألغى تقليداً إنسانياً عظيماً هو التبني! إن هذا الموقف يذكرني بحادث أغرب,,
ما من عبد يدخل الجنة إلا ويجلس عند رجليه اثنتان من الحور العين يغنيانه بأحسن صوت سمعه الأنس والجان - وليس بمزامير الشيطان,
مزامير داود المليئة تسبحياً وتعظيماً لله صارت مزامير الشيطان، وغناء عاهرات الجنة من الحوريات صارت أحسن! يا الله ألهذا الحد يعكس الإسلام الأشياء؟ تعالوا لنرى ما تقول مزامير الشيطان ولنقارنه بما يغني به حوريات جنة الإسلام ولنقارن ما بينهما لنعرف من هو الشيطان الحقيقي، تقول المزامير:
أُبَارِكُ الرَّبَّ فِي كُلِّ حِينٍ. دَائِماً تَسْبِيحُهُ فِي فَمِي (مزمور 34:1),
اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللّهِ، وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ (مزمور 19:1),
لَكَ يَنْبَغِي التَّسْبِيحُ يَا اَللّهُ (مزمور 65:1),
اِهْتِفِي لِلرَّبِّ يَا كُلَّ الأَرْضِ (مزمور100:1),
ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ! طُوبَى لِلرَّجُلِ المُتَوَكِّلِ عَلَيْهِ (مزمور 34:8),
أَنْتَ يَا رَبُّ صَالِحٌ وَغَفُورٌ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ,,, كُلُّ الأُمَمِ الذِينَ صَنَعْتَهُمْ يَأْتُونَ وَيَسْجُدُونَ أَمَامَكَ يَا رَبُّ وَيُمَجِّدُونَ ا سْمَكَ. لِأَنَّكَ عَظِيمٌ أَنْتَ وَصَانِعٌ عَجَائِبَ. أَنْتَ اللّهُ وَحْدَكَ (مزمور 86:5-10),
بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ، وَلَا تَنْسَيْ كُلَّ حَسَنَاتِهِ. الذِي يَغْفِرُ جَمِيعَ ذُنُوبِكِ. الذِي يَشْفِي كُلَّ أَمْرَاضِكِ, الرَّبُّ رَحِيمٌ وَرَأُوفٌ، طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ (مزمور 103:2 و3، 8),
اِحْفَظْنِي يَا اَللّهُ لِأَنِّي عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ. قُلْتُ لِلرَّبِّ: أَنْتَ سَيِّدِي (مزمور 16:1 و2),
لِلرَّبِّ الأَرْضُ وَمِلْؤُهَا. المَسْكُونَةُ وَكُلُّ السَّاكِنِينَ فِيهَا (مزمور 24:1),
يَا قُّوَتِي لَكَ أُرَنِّمُ، لِأَنَّ اللّهَ مَلْجَإِي إِلهُ رَحْمَتِي (مزمور 59:17),
رَحْمَتَكَ أَفْضَلُ مِنَ الحَيَاةِ. شَفَتَايَ تُسَبِّحَانِكَ (مزمور63:3),
سَبِّحُوا الرَّبَّ يَا كُلَّ الأُمَمِ. حَمِّدُوهُ يَا كُلَّ الشُّعُوبِ. لِأَنَّ رَحْمَتَهُ قَدْ قَوِيَتْ عَلَيْنَا، وَأَمَانَةُ الرَّبِّ إِلَى الدَّهْرِ (مزمور 117),
اِحْمَدُوا الرَّبَّ لِأَنَّهُ صَالِحٌ، لِأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ. الا حْتِمَاءُ بِالرَّبِّ خَيْرٌ مِنَ التَّوَكُّلِ عَلَى إِنْسَانٍ (مزمور 118:1 و8),
هذا بعض من المزامير, كلمات روحانية عميقة تعطي المجد والعزة والتسبيح لله فهل يليق أن تُسمى بمزامير الشيطان؟ قبل أن تعطي جواباً تعالى لنرى أغاني الحور العين في الجنة وهم يستقبلن رجالهن:
نحن الخيرات الحسان، أزواج قوم كرام, ينظرون بقرة أعيان وأن ما يفنين به نحن الخالدات فلا تمتنه، فنحن الأمنات فلا نخفنه نحن المقيمات فلا تطغنه,
طالما انتظرناكم فنحن الراضيات فلا نسخط، والمقيمات فلا نظعن، والخالدات فلا نموت بأحسن أصوات سمعت, وتقول أنت حبي وأنا حبك ليس دونك مقصر ولا وراء معدل, ويقول أحد المخبولين:
هذا هو الطرب والغناء بتقديس لرب الأرض والسماء,, فالذين طهروا آذانهم من سماع الخلاعة! وخافوا ربهم وابتعدوا عن مزامير الشيطان!! أكرمهم الله الإله الذي لا يغفل ولا ينام, فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (سورة الرحمن 55: 60 و61)
قالت عائشة زوجة محمد له في سخرية وتهكم:
عجباً يا محمد أرى إلهك يسرع في هواك (73),
قالت له ذلك بعدما انقلب محمد على زوجاته التسع، وقال إنه لن يعدل بينهن من الآن وصاعداً، وقد كان لكل زوجة يوماً معيناً خاص بها، ولكن فيما يبدو أن النبي أراد التغيير! ولا سيما وقد أحضرت إليه جارية حسناء شابة هي مارية القبطية التي اهداها له المقوقس، أعجب بها محمد إعجاباً كبيراً حتى أنه عاشرها في اليوم المخصص لإحدى زوجاته وهي حفصة بنت عمر، وكان والدها عمر مريضاً فذهبت لزيارته وعادت مسرعة لتجد زوجها مع جاريته في منزلها وعلى فراشها وكادت أن تصرخ، ولكن النبي هدأ من ورعها واعتذر لها وقال: إن مارية محرمة عليه بعد اليوم، قال ذلك ليرضي زوجته حفصة, ولكن الله غضب من محمد لمرضاته لزوجته وتحريمه لمارية!
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (سورة التحريم 66:1), وتوسل لزوجته حفصة عدم إخبار عائشة وبقية زوجاته، وطلب منها أن تحفظ السر، لكن حفصة أسرعت إلى عائشة وباحت لها بهذا السر، فتجمهرت عليه نساؤه بعدما باحت حفصة بالمستور, وعلى الفور تدخل إله محمد لإنقاذه ويكشف له مؤامرة أزواجه! فيقول القرآن:
وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ,,, قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ العَلِيمُ الخَبِيرُ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ المُؤْمِنِينَ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيٌر عَسَى رَبُّهُ إِنْطَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنَّ,,, ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً 78 ,
ومع هذا التهديد بطلاقهن جميعهن وباستعراض قوة مؤيديه، تلاشت مظاهرة نسائه عليه، ولم تكن هناك مشكلة في التحلل من قسمه بأنه لن يقرب مارية وأنها محرمة عليه فلقد أحل له الله التحلل من أي قسم وذلك من قوله:
قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ العَلِيمُ الحَكِيمُ ,
ويؤكد له الله أنه أصبح متحرراً من مسألة العدل بين زوجاته، وأنه لم يعد مقيداً بل يختار من يشاء منهم فيقول القرآن:
تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكَ ,
ويقول أيضاً:
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً,
ولعل محمد خاف أن تخونه إحدى زوجاته نتيجة الأسلوب التهديدي لهن، فتدخَّل الوحي يقول من جديد:
يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ ,
ثم شدد عليهن بعدم إتيان الفاحشة فقال لهن الوحي:
يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا العَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً, ثم قال:
وَلاَ أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً,
إلى هذا الحد بلغ صراع النبي مع نسائه وأتباعه,,, وواضح من أسلوب هذا الحديث معاناة النبي لكن ما يزرعه الإنسان إياه يحصد,
ووسط كل هذا الزحام مرّ موضوع زواجه من زوجة ابنه، وتبرأ تماماً من أبوته لزيد فيقول القرآن:
مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ (81),
وكأن الأبوة تتعارض مع النبوّة! وكأنها فعل شيطاني وجب أن يتخلص محمد منه!! وقال أيضاً ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ ,
هكذا كان محمد في غاية الدهاء وسعة الحيلة، فلكل عقدة تجد لها حلاً عنده - لا يقدر أن يطعن فيه أحد لأنه وحي منزل من السماء!
لقد عرضت عليك جانباً من الوجه الآخر للإسلام الذي لا تعرفه أنت ولا يعرفه غالبية المسلمين، لأنهم يكتفون بقرآنهم ولا يطلعون على أديان الآخرين وكتبهم المقدسة، فلم يتمكنوا من المقارنة والاختيار, والمعرفة لا تكمل إلا بطرح الرأي والرأي المخالف له ليقارن ويفاضل بينهما، وقد عرضت عليك هذا الرأي الآخر ولم أقل كلاماً من عندي، بل شواهدي كلها من المصادر الإسلامية، القرآن والأحاديث وكتبة المسلمين من الأئمة والمؤرخين والمفكرين وكلهم مسلمون,, ويمكنك الرجوع إلى مصادري لمعرفة الحق وإذا كانت لديك رغبة في الانطلاق للحياة الأفضل وقد جاء المسيح ليكون للناس حياة ويكون لهم الأفضل, مسيح المحبة والسلام الذي لم يحمل سيفاً ولم يهدر دم أحد، بل يطالب أتباعه بمحبة الأعداء وكان هو يحب الجميع ويشفق عليهم حتى الأعداء منهم, هذا المسيح النازل من السماء لم يأت من زرع بشر ونتاج الشهوة بل جاء من الله فهو كلمة الله وروحه، وقد تجسد في شكل إنساني بمعجزة فريدة من نوعها, وأصبح صورة الله غير المنظور وليجعله منظوراً في شخصه المبارك, ولن يستطيع أحد من البشر أن يتوصل لمعرفة الله إلا بالمسيح لأنه هو والله واحد, هذا المسيح سوف يغير مجرى حياتك لو سلمت له نفسك، سيجعلك أسعد إنساناً في الوجود، سوف يصالحك على ذاتك فلن تعاني من الانقسام الداخلي بعد,, إني أسأله لأجلك أن يضيء بصيرتك لتبصر الحق، والذي أخرجني من الظلمة لهو قادر أن يخرجك أيضاً - لك مني تحياتي ومحبتي,
الحمد لله والصلاة على ازهد خلق الله ومن تبعه بأحسان الى يوم الدين اما بعد:-
هنا بعون الله نرد على الأفترءات التي بموقع الدجاله ناهد متولي وكذب كاتبي الموقع وتأويل النصوص :
نبدأ
بسم الله الرحمن الرحيم:-
كم هو أمر خبيث أن يجهد المرء نفسه في سبيل افتعال نقائص في عقائد الآخرين للنيل منهم ومما يعتقدون
كم هو خبيث أن ينسلخ المرء من ضميره ومن إنسانيته كي يتهم دين الآخرين بما هو منه براء
كم هو خبيث أن يبرر الإنسان لغاياته كل الوسائل مهما كانت دنيئة منحطة
نعرف أن كل ما يخالف الفطرة السوية هو شيء خبيث لكننا لم نر بين الخبائث شيئا أخبث من البهتان .
نعم انه بهتان ووبعون الله نرد على هذا البهتان بتعاون من الأخوة المسلمون في كل مكان من العالم :
نبدأ اولا بفضح حقيقة النصارى لأنهم اصحاب هذا الموضوع وهم الذين افترو على نبينا
لنقرأ معا من كتابهم اخلاق انبيائهم واخلاق ربهم اليسوع المصلوب:-
اولا االأنبياء يسرقون
موسى (وحاشاه):-
نبي الله موسى يأمر بالسرقة بناء على طلب الرب !!
(( فَلاَ تَخْرُجُونَ فَارِغِينَ حِينَ تَمْضُونَ، بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا أَوْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا جَوَاهِرَ فِضَّةٍ وَذَهَبٍ وَثِيَاباً تُلْبِسُونَهَا بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ فَتَغْنَمُونَ ذَلِكَ مِنَ الْمِصْرِيِّين.
في سفر التكوين
نبي الله يعقوب يسرق الغنم والبقر ويهرب بهم ليلا!!
انبياؤهم يشربون الخمر -
نوح يقولون انه كان يشرب الخمر و يتعرى فهل شرب محمد الخمر وتعرى -
Gn:9:21: 21 وشرب من الخمر فسكر وتعرّى داخل خبائه. (SVD)
النبي إشعياء يتعرى ثلاثة سنين
Is:20:2: 2 في ذلك الوقت تكلم الرب عن يد اشعياء بن أموص قائلا.اذهب وحلّ المسح عن حقويك واخلع حذاءك عن رجليك.ففعل هكذا ومشى معرّى وحافيا. (SVD)
Is:20:3: 3 فقال الرب كما مشى عبدي اشعياء معرّى وحافيا ثلاث سنين آية وأعجوبة على مصر وعلى كوش (SVD)
Is:20:4: 4 هكذا يسوق ملك اشور سبي مصر وجلاء كوش الفتيان والشيوخ عراة وحفاة ومكشوفي الاستاه خزيا لمصر. (SVD)
Is:20:5: 5 فيرتاعون ويخجلون من اجل كوش رجائهم ومن اجل مصر فخرهم. (SVD)
يعقوب يخدع اباه ويسرق البركة فهل فعل محمد عليه الصلاة والسلام هذا :-
Gn:27:1: 1. وحدث لما شاخ اسحق وكلّت عيناه عن النظر انه دعا عيسو ابنه الاكبر وقال له يا ابني.فقال له هاأنذا. (SVD)
Gn:27:2: 2 فقال انني قد شخت ولست اعرف يوم وفاتي. (SVD)
Gn:27:11: 11 فقال يعقوب لرفقة امه هو ذا عيسو اخي رجل اشعر وأنا رجل املس. (SVD)
Gn:27:12: 12 ربما يجسّني ابي فأكون في عينيه كمتهاون واجلب على نفسي لعنة لا بركة. (SVD)
Gn:27:15: 15 وأخذت رفقة ثياب عيسو ابنها الاكبر الفاخرة التي كانت عندها في البيت وألبست يعقوب ابنها الاصغر. (SVD)
Gn:27:18: 18. فدخل الى ابيه وقال يا ابي.فقال هاأنذا.من انت يا ابني. (SVD)
Gn:27:19: 19 فقال يعقوب لأبيه انا عيسو بكرك.قد فعلت كما كلمتني.قم اجلس وكل من صيدي لكي تباركني نفسك. (SVD)
Gn:27:20: 20 فقال اسحق لابنه ما هذا الذي اسرعت لتجد يا ابني.فقال ان الرب الهك قد يسّر لي. (SVD)
Gn:27:23: 23 ولم يعرفه لان يديه كانتا مشعرتين كيدي عيسو اخيه.فباركه . (SVD)
Gn:27:34: 34 فعندما سمع عيسو كلام ابيه صرخ صرخة عظيمة ومرة جدا.وقال لأبيه باركني انا ايضا يا ابي. (SVD)
Gn:27:35: 35 فقال قد جاء اخوك بمكر واخذ بركتك. (SVD)
يضرب الرب وينتزع منه البركة
Gn:32:26: 26 وقال اطلقني لأنه قد طلع الفجر.فقال لا اطلقك ان لم تباركني. (SVD)
Gn:32:28: 28 فقال لا يدعى اسمك في ما بعد يعقوب بل اسرائيل.لأنك جاهدت مع الله والناس وقدرت. (SVD)
ينهب ويسرق
Jos:8:27: 27 لكن البهائم وغنيمة تلك المدينة نهبها اسرائيل لأنفسهم حسب قول الرب الذي امر به يشوع. (SVD)
Jos:8:28: 28 واحرق يشوع عاي وجعلها تلا ابديا خرابا الى هذا اليوم. (SVD)
يعقوب وعرق النساء Gn:32:32:
لذلك لا يأكل بنو اسرائيل عرق النّسا الذي على حقّ الفخذ الى هذا اليوم.لأنه ضرب حقّ فخذ يعقوب على عرق النّسا ((SVD
يهرب ويخدم من أجل امرأة
Hos:12:12:
وهرب يعقوب الى صحراء ارام وخدم اسرائيل لأجل امرأة ولاجل امرأة رعى (SVD)
انبياؤهم والزنى والدياثه:-
أما عن الدياثة...فهذا بعضها سفر التكوين 12 : 10 ، 19
نبي الله ابراهيم يقدم زوجته سارة إلي فرعون لينال الخير بسببها !!وحدث لما قرب أن يدخل مصر أنه قال لساراي امرأته : إني قد علمت انك امرأة حسنة المنظر . فيكون إذا رآك المصريون أنهم يقولون هذه امرأته فيقتلونني ويستبقونك . قولي : انك اختي . ليكون لي الخير بسببك وتحيا نفسي من أجلك .............. وحدث لما دخل أبرام إلي مصر أن المصريين رأوا المرأة حسنة جداً ورآها رؤساء فرعون ومدحوها لدى فرعون فأخذت المرأة إلي بيت فرعون فصنع إلي أبرام خيراً بسببها ، وصار له غنم وبقر وحمير وعبيد وإماء وأتن وجمال . . . فدعا فرعون أبرام وقال : ما هذا الذي صنعت بي ؟ لماذا لم تخبرني أنها امرأتك؟ لماذا قلت هي أختي حتى اخذتها لي لتكون زوجتي ؟.
افتح ............... سفر هوشع 1 : 2
داود يزني ويقتل وينجب من الزنا سليمان
2Sm:11:2: 2 وكان في وقت المساء ان داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك فرأى من على السطح امرأة تستحمّ.وكانت المرأة جميلة المنظر جدا. (SVD)
2Sm:11:3: 3 فأرسل داود وسأل عن المرأة فقال واحد أليست هذه بثشبع بنت اليعام امرأة اوريا الحثّي. (SVD)
2Sm:11:4: 4 فأرسل داود رسلا وأخذها فدخلت اليه فاضطجع معها وهي مطهّرة من طمثها.ثم رجعت الى بيتها. (SVD)
2Sm:11:5: 5 وحبلت المرأة فأرسلت وأخبرت داود وقالت اني حبلى. (SVD)
2Sm:11:6: 6. فأرسل داود الى يوآب يقول ارسل اليّ اوريا الحثي.فأرسل يوآب اوريا الى داود. (SVD)
2Sm:11:7: 7 فأتى اوريا اليه فسأل داود عن سلامة يوآب وسلامة الشعب ونجاح الحرب. (SVD)
2Sm:11:8: 8 وقال داود لاوريا انزل الى بيتك واغسل رجليك.فخرج اوريا من بيت الملك وخرجت وراءه حصة من عند الملك. (SVD)
2Sm:11:13: 13 ودعاه داود فأكل امامه وشرب وأسكره.وخرج عند المساء ليضطجع في مضجعه مع عبيد سيده والى بيته لم ينزل
2Sm:11:14: 14. وفي الصباح كتب داود مكتوبا الى يوآب وأرسله بيد اوريا. (SVD)
2Sm:11:15: 15 وكتب في المكتوب يقول.اجعلوا اوريا في وجه الحرب الشديدة وارجعوا من ورائه فيضرب ويموت. (SVD)
2Sm:11:16: 16 وكان في محاصرة يوآب المدينة انه جعل اوريا في الموضع الذي علم ان رجال البأس فيه. (SVD)
2Sm:12:9:
9 لماذا احتقرت كلام الرب لتعمل الشر في عينيه.قد قتلت اوريا الحثّي بالسيف وأخذت امرأته لك امرأة واياه قتلت بسيف بني عمون. (SVD)
2Sm:12:10:
10 والآن لا يفارق السيف بيتك الى الابد لأنك احتقرتني وأخذت امرأة اوريا الحثّي لتكون لك امرأة. (SVD)
2Sm:12:11:
11 هكذا قال الرب هاأنذا اقيم عليك الشر من بيتك وآخذ نساءك امام عينيك وأعطيهن لقريبك فيضطجع مع نسائك في عين هذه الشمس.
(أقول ألا لعنة الله على الظالمين الذين يبدلون في كتاب الله ويحرفون فيه ويفترون على رسل الله وأنبيائه ووصفهم بما لا يجوز ولم يحدث منهم , وإن الله لمنتقم منهم على ما يقولون في أنبيائه ورسله , إنهم يتهمون الله عز وجل بأنه يختار أنبياء زناة وقتله وأن الله سبحانه لم يستطع أن يحسن إختيار رسله وأنبيائه .... لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم )
حتى شمشون زني
Jgs:16:1:
1. ثم ذهب شمشون الى غزّة ورأى هناك امرأة زانية فدخل اليها. (SVD)
اضحك مع إليشع
2Kgs:2:22:
22 فبرئت المياه الى هذا اليوم حسب قول اليشع الذي نطق به (SVD)
2Kgs:2:23:
23 ثم صعد من هناك الى بيت ايل.وفيما هو صاعد في الطريق اذا بصبيان صغار خرجوا من المدينة وسخروا منه وقالوا له اصعد يا اقرع.اصعد يا اقرع. (SVD)
2Kgs:2:24:
24 فالتفت الى ورائه ونظر اليهم ولعنهم باسم الرب.فخرجت دبّتان من الوعر وافترستا منهم اثنين وأربعين ولدا. (SVD)
اعتقد ان انبياؤهم عار
اخلاق ربهم الذي يعبدونه من دون الله:-
اليسوع والشذوذ:-
Jn:13:23: 23 وكان متكئا في حضن يسوع واحد من تلاميذه كان يسوع يحبه. (SVD)
Jn:13:25: 25 فاتكأ ذاك على صدر يسوع وقال له يا سيد من هو. (SVD)
يقولن ان يسوع يقول الشتامين لا يدخلون الملكوت
اقرأ:-
Dt:27:22: 22 ملعون من يضطجع مع اخته بنت ابيه او بنت امه.ويقول جميع الشعب آمين. (SVD)
اصبح هو الشعب خارج الملكوت.
لأنه قال:- 1Cor:6:10: 10 ولا سارقون ولا طماعون ولا سكيرون ولا شتامون ولا خاطفون يرثون ملكوت الله. (SVD)
ومازال يشتم
Mt:3:7: 7. فلما رأى كثيرين من الفريسيين والصدوقيين يأتون الى معموديته قال لهم يا اولاد الافاعي من اراكم ان تهربوا من الغضب الآتي. (SVD)
Mt:16:23: 23 فالتفت وقال لبطرس اذهب عني يا شيطان.انت معثرة لي لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس (SVD)
Mt:15:26: 26 فأجاب وقال ليس حسنا ان يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب. (SVD)
ربهم اليسوع عريان :-
مره أمام اليهود
Mt:27:26:
26. حينئذ اطلق لهم باراباس.واما يسوع فجلده واسلمه ليصلب (SVD)
Mt:27:27:
27 فاخذ عسكر الوالي يسوع الى دار الولاية وجمعوا عليه كل الكتيبة. (SVD)
Mt:27:28:
28 فعروه والبسوه رداء قرمزيا. (SVD)
ومره أمام التلاميذ
Jn:13:4:
4 قام عن العشاء وخلع ثيابه واخذ منشفة واتّزر بها. (SVD)
Jn:13:5:
5 ثم صبّ ماء في مغسل وابتدأ يغسل ارجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي كان متزرا بها. (SVD)
بل كذاب
المسيح يكذب علي إخوته
Jn:7:8:
8 اصعدوا انتم الى هذا العيد.انا لست اصعد بعد الى هذا العيد لان وقتي لم يكمل بعد. (SVD)
Jn:7:10:
ولما كان اخوته قد صعدوا حينئذ صعد هو ايضا الى العيد لا ظاهرا بل كأنه في الخفاء. (SVD)
وأختم بما قاله الأخ حبيب لأحد قساوسة كنيسة الزيتون :-
مارأيك في الكتاب المقدس؟............. وكتبة الكتاب المقدس؟............. ثم ..... هل يختار الله أنبياء كهؤلاء!!!!!!!
ثم انهي هذا الجزء من رسالتي هذه إليك ................ متسائلا ............. بعد كل هذا الفحش والتفحش ....... تقولون أن الأنبياء غير معصومين ........ وإذا قرأتم مثلا أن النبي محمد .... كان يقبل زوجته ....... نعم والله زوجته ...... تقولون لانؤمن به لأنه كان يقبل زوجته!!!!! ............ بل والأدهى من ذلك ........... أنكم تقولون عليها شبهة!!!!!! ..... ألا تستحون؟!!!!!
أخوكم آلفيتوري
المصادر:-
مناظرة الأخ حبيب مع قسيسي ورهبان كنيسة الزيتون.
كتاب البيان لما في عقيدة النصارى من التحريف والبهتان..
تجميع اخوانكم في البال توك.
الرد على الجزء الذي يقول فيه الكافر لكي ينال بالباطل من الحق
وهيهات هيهات يا نصارى:-
قالت عائشة زوجة محمد له في سخرية وتهكم: عجباً يا محمد أرى إلهك يسرع في هواك (73),
قالت له ذلك بعدما انقلب محمد على زوجاته التسع، وقال إنه لن يعدل بينهن من الآن وصاعداً، وقد كان لكل زوجة يوماً معيناً خاص بها، ولكن فيما يبدو أن النبي أراد التغيير! ولا سيما وقد أحضرت إليه جارية حسناء شابة هي مارية القبطية التي اهداها له المقوقس، أعجب بها محمد إعجاباً كبيراً حتى أنه عاشرها في اليوم المخصص لإحدى زوجاته وهي حفصة بنت عمر، وكان والدها عمر مريضاً فذهبت لزيارته وعادت مسرعة لتجد زوجها مع جاريته في منزلها وعلى فراشها وكادت أن تصرخ، ولكن النبي هدأ من ورعها واعتذر لها وقال: إن مارية محرمة عليه بعد اليوم، قال ذلك ليرضي زوجته حفصة, ولكن الله غضب من محمد لمرضاته لزوجته وتحريمه لمارية!
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (سورة التحريم 66:1), وتوسل لزوجته حفصة عدم إخبار عائشة وبقية زوجاته، وطلب منها أن تحفظ السر، لكن حفصة أسرعت إلى عائشة وباحت لها بهذا السر، فتجمهرت عليه نساؤه بعدما باحت حفصة بالمستور, وعلى الفور تدخل إله محمد لإنقاذه ويكشف له مؤامرة أزواجه! فيقول القرآن:
وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ,,, قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ العَلِيمُ الخَبِيرُ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ المُؤْمِنِينَ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيٌر عَسَى رَبُّهُ إِنْطَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنَّ,,, ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً 78 ,
استند الظالمون لمحمد صلى الله عليه وسلم فى توجيه هذا الاتهام إلى ما جاء فى مفتتح سورة التحريم من قوله تعالى: (يا أيها النبى لم تحرّم ما أحلّ الله لك تبتغى مرضاة أزواجك والله غفور رحيم ) (1) .
وهذه الآية وآيات بعدها تشير إلى أمر حدث فى بيت النبى صلى الله عليه وسلم عاتبته نساؤه وتظاهرن عليه بدوافع الغيرة المعروفة عن النساء عامة إذ كان صلى الله عليه وسلم قد دخل عند إحداهن وأكل عندها طعامًا لا يوجد فى بيوتهن ، فأسر إلى إحداهن بالأمر فأخبرت به أخريات فعاتبنه فحرّم صلى الله عليه وسلم تناول هذا الطعام على نفسه ابتغاء مرضاتهن.
راجعوا تفسير ابن كثير لا تفسير ابن تنصير.
او تفسير معترف به ليس تفسير محرف فيه
مثل الطبري و الجلالين .
اما الرد على حديث
(( ما أرى ربك إلا يسارع في هواك )) عندما رأت خولة بنت حكيم من اللائي وهبن أنفسهن
جواب : هذا حديث عائشة الوارد في صحيح البخاري وقد قال النووي في معنى يسارع في هواك : أي يخفف عنك ويوسع عليك في الأمور ولهذا خيرك ، وقال القرطبي : هذا قول أبرزه الدلال والغيرة , وهو من نوع قولها ما أحمدكما ولا أحمد إلا الله , وإلا فإضافة الهوى إلى النبي صلى الله عليه وسلم لا تحمل على ظاهره , لأنه لا ينطق عن الهوى ولا يفعل بالهوى , ولو قالت إلى مرضاتك لكان أليق , ولكن الغيرة يغتفر لأجلها إطلاق مثل ذلك .
قلت : ومما يوضح لنا أن قول عائشه كان من باب الدلال والغيرة ليس إلا ، هو ما جاء عنها في صحيح مسلم : عن عائشة : كنت اغار على اللاتي وهبن انفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم . صحيح مسلم 10: 49.
اعتقد لا علاقة بموضوع مريم رضي الله عنها بهذا الحديث والسؤال لماذا ربط الكلب هذا بهذا.
لأ فلقد رأها وهي تقولها في سخرية وتهكم أخص تفوخص على ناس كده.
لأ وترجاها لتستره كذاب
والجواب معروف.
لأن ضعفه وانه لم يجد حجه فلجأ للكذب
على طريقة بولس يكذب بحجة انه يمجد الله
الله محتاج للكذب بل للأفتراء
اقرأو بولص Rom:3:7: 7 فانه ان كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده فلماذا أدان انا بعد كخاطئ. (SVD)
اذا لا يستغرب الكذب ممن رأس ماله الكذب.
اتهام النبي صلى الله عليه وسلم بأنه صاحب مطامع دنيوية
من الشبه التي أثارها أعداء الإسلام ، وروَّجوا لها بهدف تشويه شخصية محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، للوصول إلى الطعن في دعوته ، وإبعاد الناس عنها ، ما يدَّعونه من أنه كان صاحب مطامع دنيوية ، لم يكن يظهرها في بداية دعوته في مكة ، ولكنه بعد هجرته إلى المدينة بدأ يعمل على جمع الأموال والغنائم من خلال الحروب التي خاضها هو وأصحابه ، ابتغاء تحصيل مكاسب مادية وفوائد معنوية.
وممن صرح بذلك "دافيد صمويل مرجليوت " المستشرق الإنجليزي اليهودي ، حيث قال : "عاش محمد هذه السنين الست بعد هجرته إلى المدينة على التلصص والسلب والنهب ...وهذا يفسر لنا تلك الشهوة التي أثرت على نفس محمد ، والتي دفعته إلى شن غارات متتابعة ، كما سيطرت على نفس الإسكندر من قبل ونابليون من بعد " .
والحق فإن الناظر في سيرته صلى الله عليه وسلم ، والمتأمل في تاريخ دعوته، يعلم علم اليقين أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يسعى من وراء كل ما قام به إلى تحقيق أي مكسب دنيوي، يسعى إليه طلاب الدنيا واللاهثون وراءها ، وهذا رد إجمالي على هذه الشبهة، أما الرد التفصيلي فبيانه فيما يلي :
1-أن ما ذُكر في هذه الشبهة لا يوجد عليه دليلٌ في واقع حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ لو كان كما قيل لعاش عيش الملوك ، في القصور والبيوت الفارهة ، ولاتخذ من الخدم والحراس والحشم ما يكون على المستوى المتناسب مع تلك المطامع المزعومة ، بينما الواقع يشهد بخلاف ذلك، إذ كان في شظف من العيش، مكتفياً بما يقيم أود الحياة ، وكانت هذه حاله صلى الله عليه وسلم منذ أن رأى نور الحياة إلى أن التحق بالرفيق الأعلى.. ، يشهد لهذا أنّ بيوته صلى الله عليه وسلم كانت عبارة عن غرف بسيطة لا تكاد تتسع له ولزوجاته .
وكذلك الحال بالنسبة لطعامه وشرابه ، فقد كان يمر عليه الشهر والشهران لا توقد نارٌ في بيته ، ولم يكن له من الطعام إلا الأسودان - التمر والماء- ، فعن عائشة رضي الله عنها قالت لعروة : ( ابن أختي إن كنا لننظر إلى الهلال، ثم الهلال، ثلاثة أهلة في شهرين، وما أوقدت في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نارٌ، فقلت: يا خالة ما كان يعيشكم؟ قالت: الأسودان، التمر والماء ) متفق عليه. وسيرته صلى الله عليه وسلم حافلة بما يدل على خلاف ما يزعمه الزاعمون .
2-ثم إن هذه الشبهة تتناقض مع الزهد الذي عُرف به النبي صلى الله عليه وسلم ، وحث عليه أصحابه ، فقد صح عنه أنه قال : ( إن مما أخاف عليكم بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها ) متفق عليه ، وقرن في التحذير بين فتنة الدنيا وفتنة النساء ، فقال : ( إن الدنيا حلوة خضرة ، وإن الله مستخلفكم فيها ، فينظر كيف تعملون ، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء ، فإن أول فتنة بنى إسرائيل كانت في النساء) رواه مسلم .
3-ومما يدحض هذه الشبهة وينقضها من أساسها أن أهل مكة عرضوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم المال والملك والجاه من أجل أن يتخلى عن دعوته ، فرفض ذلك كله ، وفضل أن يبقى على شظف العيش مع الاستمرار في دعوته ، ولو كان من الراغبين في الدنيا لما رفضها وقد أتته من غير عناء .
4-أنّ الوصايا التي كان يزود بها قواده تدل على أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن طالب مغنم ولا صاحب شهوة، بل كان هدفه الأوحد والوحيد إبلاغ دين الله للناس ، وإزالة العوائق المعترضة سبيل الدعوة ، فها هو يوصي معاذ بن جبل رضي الله عنه عندما أرسله إلى اليمن بقوله : ( إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب ، فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى ، فإذا عرفوا ذلك فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم ، فإذا صلوا فأخبرهم أن الله افترض عليهم زكاة في أموالهم تؤخذ من غنيهم فترد على فقيرهم ، فإذا أقروا بذلك فخذ منهم وتوق كرائم أموال الناس ) رواه البخاري .
فهو صلى الله عليه وسلم لم يقاتل أحداً ، قبل دعوته إلى الإسلام ، الذي تصان به الدماء والحرمات .
5-ومما يُرد به على هذه الفرية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ارتحل من الدنيا ولم يكن له فيها إلا أقل القليل ، ففي الصحيح عن عمرو بن الحارث قال : ( ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته درهماً ، ولا ديناراً ، ولا عبداً ، ولا أمة ، ولا شيئاً إلا بغلته البيضاء ، وسلاحه وأرضاً جعلها صدقة ) رواه البخاري ، وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : ( توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما في بيتي من شيء يأكله ذو كبد ، إلا شطر شعير في رف لي ) متفق عليه .
6-وكما قيل : فإن الحق ما شهدت به الأعداء ، فقد أجرى الله على ألسنة بعض عقلاء القوم عبارات تكذب هذه الشبهة ، من ذلك ما قاله "كارليل" : "أيزعم الكاذبون أن الطمع وحب الدنيا هو الذي أقام محمداً وأثاره، حمق وأيم الله ، وسخافة وهوس " .
ويقول : "لقد كان زاهداً متقشفاً في مسكنه ، ومأكله ، ومشربه ، وملبسه ، وسائر أموره وأحواله ...فحبذا محمد من رجل خشن اللباس ، خشن الطعام ، مجتهد في الله ، قائم النهار ، ساهر الليل ، دائباً في نشر دين الله ، غير طامع إلى ما يطمع إليه أصاغر الرجال ، من رتبة ، أو دولة ، أو سلطان ، غير متطلع إلى ذكر أو شهوة " .
7-وما زعمه المستشرق اليهودي "مرجليوت" من أن انتقام رسول صلى الله عليه وسلم من يهود المدينة كان لأسباب مصطنعة وغير كافية، فجوابه أن الواقع خلاف ذلك، إذ أبرم النبي صلى الله عليه وسلم مع اليهود معاهدة تقرهم على دينهم، وتؤمنهم في أنفسهم وأموالهم ، بل تكفل لهم نصرة مظلومهم ، وحمايتهم ، ورعاية حقوقهم ، ولم يكن في سياسته صلى الله عليه وسلم إبعادهم ، ومصادرة أموالهم إلا بعد نقضهم العهود والمواثيق ، ووقوعهم في الخيانة والمؤامرة .
وبعد : فلا حجة لمن يدعي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان صاحب مطامع دنيوية ، يحرص عليها ، ويسعى في تحصيلها ، وإنما هي دعوة صالحة نافعة ، تعود بالخير على متبعيها في الدنيا والآخرة.
الشبكه الاسلاميه
===================
قال الله تعالى : { وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} الأحزاب50
الوهب : هو انتقال ملكية بلا مقابل ، فلان وهب لك الشيء الفلاني ولم يبيعه لك أو يبادلك بشيء مكانه ؛ ولذلك السيدة عائشة رضى الله عنها لما نزلت هذه الآية قالت : أنا أتعجب لامرأة تبتذل نفسها وتعطي نفسها لرجل مجاناً ....
فنزل النص : { وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ } فقالت السيدة عائشة : يارسول الله أرى الله يسارع إلى هواك !! أي أن الله يعلم هواك في شيء فينزل تشريعاً خاصاً بك !!
إذن ... التي تهب نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم لا بد ان تكون مؤمنة لأن الكتابية لا تصلح ، لكن هل بمجرد الهبة تحل له ؟
لا
لأن الزواج في الإسلام إيجاب وقبول فلابد أن يرضى هو بهذه الهبة ، ولذلك علقت الآية بعد ذلك بقول الله تعالى : { إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا } ، فهنا يكون إيجاب وقبول .
فهناك من يقول أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يتزوج عن طريق الهبة والبعض الأخر يدعي أن تزوج من أربعة موهوبات ... فأين الحق ؟
الآية تقول : { وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا } فربما واحدة وهبت نفسها ، ولكن الرسول لم يرد ، وربما وهبت نفسها ، ولكنه كرمها وجعل لها مهراً وصارت زوجة عادية ، فهذا كله ممكن
وكلمة : ( نكح ... واستنكح ) بنفس المعنى مثل : عجل إلى كذا واستعجل .
ومعنى : { خَالِصَةً لَّكَ } أي : خاصة بك لأن الرسول صلى الله عليه وسلم خصه الله تعالى بأشياء ، لماذا ؟
لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ليست مهمته فقط مع نفسه ، ولكن مهمته مع الناس كلهم ، وهذه المهم ليست مع الناس المعاصرين له فقط ، بل هي ممتدة من خلال دعوته إلى أن تقوم الساعة ، لذا فالمسؤلية الملقاة على عاتقه صلى الله عليه وسلم عظيمة وكبيرة ، اقرأوا إن شئتم قول الله سبحانه وتعالى : { إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا } المزمل5
فلا يشغله الله بأي شيء من شواغل الحياة حتى يتفرغ للمهمة الكبرى التب هو بصددها .
إذن ... رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل الله له أشياء تيسر له أمر الاندماج في المستقبل ولذلك صار الوحي بعد ذلك شيئاً عادياً بالنسبة له لا مشقة له ولا تعب فيه .. لماذا ؟
لأن طاقة الشوق التي عنده تُهون عليه كل هذه المتاعب دون أن يدري .
وزوجات النبي كانت لهم الحرية المطلقة في الإختيار ، فعن عائشة رضي الله عنها قالت : (( لما ُأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتخيير أزواجه بدأ بي فقال : إني ذاكر لكِ أمراً فلا عليكِ أن تعجلي حتى تستأمري أبويكِ ، ـ قالت وقد علم أن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقه ـ قالت ؛ ثم قال : إن الله جل ثناؤه قال : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا {33/28} وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا {33/29}}
قالت ؛ فقلت : أفي هذا أستأمر أبوي ؟ فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة .
قالت : ثم فعل أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما فعلت)) ... أخرجه البخاري 4785 ومسلم 1475/22
فإن كانت هذه الآية شبهة في عُرف جهابذة العصر وعلى رأسهم القساوسة والرهبان.... فماذا نقول حول إيمانهم بكُتب موسى الذي سجد للأصنام وكُتب داود الذي زنا بزوجة جاره بالإكراه فخانه وقتله وكُتب سليمان الذي خطف العذراء شولميث من حبيبها شيبارد وكان له سبع مئة من النساء السيدات و ثلاث مئة من السراري ولا أحد يملك معرفة متى وكيف عاشرهن ، وقد ذهب عقله وكفر بربه وبعد ذلك يؤمنون بكتبهم .
تعالى الله عما يصفون .... وجميع الأنبياء والرسل براءة من الأكاذيب المنسوبة إليهم بالكتاب المقدس
===================
محمد صلى الله عليه وسلم أُمّى فكيف علّم القرآن ؟
الرد على الشبهة:
والأمى إما أن يكون المراد به من لا يعرف القراءة والكتابة أخذًا من " الأمية " ، وإما أن يكون المراد به من ليس من اليهود أخذًا من " الأممية " حسب المصطلح اليهودى الذى يطلقونه على من ليس من جنسهم.
فإذا تعاملنا مع هذه المقولة علمنا أن المراد بها من لا يعرف القراءة والكتابة فليس هذا مما يعاب به الرسول ، بل لعله أن يكون تأكيدًا ودليلاً قويًا على أن ما نزل عليه من القرآن إنما هو وحى أُوحى إليه من الله لم يقرأه فى كتاب ولم ينقله عن أحد ولا تعلمه من غيره. بهذا يكون الاتهام شهادة له لا عليه .
وقد رد القرآن على هذه المقولة ردًا صريحًا فى قوله:
(وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهى تملى عليه بكرة وأصيلا * قل أنزله الذى يعلم السّر فى السموات والأرض إنه كان غفورًا رحيمًا ) (1).
وحسب النبى الأمى الذى لا يعرف القراءة ولا الكتابة أن يكون الكتاب الذى أنزل عليه معجزًا لمشركى العرب وهم أهل الفصاحة والبلاغة ؛ بل ومتحديًا أن يأتوا بمثله أو حتى بسورة من مثله.
كفاه بهذا دليلاً على صدق رسالته وأن ما جاء به ـ كما قال بعض كبارهم ـ " ليس من سجع الكهان ولا من الشعر ولا من قول البشر ".
أما إذا تعاملنا مع مقولتهم عن محمد(أنه " أُمّى " على معنى أنه من الأمميين ـ أى من غير اليهود ـ فما هذا مما يعيبه. بل إنه لشرف له أنه من الأمميين أى أنه من غير اليهود.
ذلك لأن اعتداد اليهود بالتعالى على من عداهم من " الأمميين " واعتبار أنفسهم وحدهم هم الأرقى والأعظم وأنهم هم شعب الله المختار ـ كما يزعمون.
كل هذا مما يتنافى تمامًا مع ما جاء به محمد (من المساواة الكاملة بين بنى البشر رغم اختلاف شعوبهم وألوانهم وألسنتهم على نحو ما ذكره القرآن ؛ الذى اعتبر اختلاف الأجناس والألوان والألسنة هو لمجرد التعارف والتمايز ؛ لكنه ـ أبدًا ـ لا يعطى تميزًا لجنس على جنس ، فليس فى الإسلام ـ كما يزعم اليهود ـ أنهم شعب الله المختار.
ولكن التمايز والتكريم فى منظور الإسلام ؛ إنما هو بالتقوى والصلاح كما فى الآية الكريمة: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم ) ( 2 ) .
1) الفرقان: 5-6.
(2) الحجرات: 13.
===================
أجمعت الأمة على توقير وإكرام وتعظيم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبِرِّه، وحَرَّم الله تعالى إيذاءه.
كما أجمعت الأمة على قتل مَن سَبَّه من المسلمين، أو نال منه، وذلك لقول الله تعالى: (إنَّ الذين يُؤْذُونَ اللهَ ورَسُولَهُ لَعَنَهُمْ اللهُ في الدنيا والآخرةِ وأَعَدَّ لهم عذابًا مُهينًا) وقوله سبحانه: (والذينَ يُؤْذونَ رسولَ اللهِ لهم عذابٌ أليمٌ)
ورَوَى علي ـ رضي الله عنه ـ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: "مَن سَبَّ نبيًّا فاقتلوه، ومَن سَبَّ أصحابي فاضربوه" وقد أمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقتل كعب بن الأشرف غِيلةً؛ لإيذائه رسولَ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقال: "مَن لكعب بن الأشرف؛ فإنه يُؤذي اللهَ ورسولَه؟"
كما أمر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقتل أبي رافع، وكان يُؤذي رسولَ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويُعين عليه، كما أمر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقتل جماعة ممَّن كانوا يُؤذونه من الكفار ويسبُّونه كالنضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط وغيرهم
ورُوِيَ عن ابن عباس: "أن رجلاً كانت له أم ولد على عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ تُكْثِر الوَقِيعة في رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتشتُمه، فقتلها، فذُكِرَ ذلك للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: أشهد أنَّ دمَّها هَدَر"
مقتل الكلب كعب بن الأشرف
ـ استنكاره ما فعله المسلمون بقريش في بدر
قال ابن إسحاق : وكان من حديث كعب بن الأشرف : أنه لما أصيب أصحاب بدر ، وقدم زيد بن حارثة إلى أهل السافلة ، وعبدالله بن رواحة إلى أهل العالية بشيرين ، بعثهما رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى من بالمدينة من المسلمين بفتح الله عز وجل عليه ، وقتل من قتل من المشركين ، كما حدثني عبدالله بن المغيث بن أبي بردة الظفري ، وعبدالله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، وعاصم بن عمر بن قتادة ، وصالح بن أبي أمامة بن سهل ، كل قد حدثني بعض حديثه ، قالوا :
قال كعب بن الأشرف ، وكان رجلاً من طيىء ، ثم أحد بني نبهان ، وكانت أمه من بني النضير ، هذان حين بلغه الخبر : أحق هذا ؟ أترون محمدا قتل هؤلاء الذين يسمي هذان الرجلان - يعني زيدا وعبدالله بن رواحة - فهؤلاء أشراف العرب وملوك الناس ، والله لئن كان محمد أصاب هؤلاء القوم ، لبطن الأرض خير من ظهرها .
ـ ما قاله كعب تحريضا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلما تيقن عدو الله الخبر ، خرج حتى قدم مكة ، فنزل على المطلب بن أبي وداعة بن ضبيرة السهمي ، وعنده عاتكة بنت أبي العيص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ، فأنزلته وأكرمته ، وجعل يحرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وينشد الأشعار ، ويبكي أصحاب القليب من قريش ، الذين أصيبوا ببدر
ثم رجع كعب بن الأشرف إلى المدينة فشبب بنساء المسلمين حتى آذاهم .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كما حدثني عبدالله بن المغيث بن أبي بردة ، من لي بابن الأشرف ؟ فقال له محمد بن مسلمة ، أخو بني عبدالأشهل ، أنا لك به يا رسول الله ، أنا أقتله ؛ قال : فافعل إن قدرت على ذلك .
فاجتمع في قتله محمد بن مسلمة ، وسلكان ابن سلامة بن وقش ، وهو أبو نائلة أحد بني عبدالأشهل ، وكان أخا كعب بن الأشرف من الرضاعة ، وعباد بن بشر بن وقش ، أحد بني عبدالأشهل ، والحارث بن أوس بن معاذ ، أحد بني عبدالأشهل ، وأبو عبس بن جبر ، أحد بني حارثة .
ثم قدموا إلى عدو الله كعب بن الأشرف ، قبل أن يأتوه ، سلكان ابن سلامة ، أبا نائلة ، فجاءه ، فتحدث معه ساعة ، وتناشدوا شعرا ، وكان أبو نائلة يقول الشعر ، ثم قال : ويحك يابن الأشرف ! إني قد جئتك لحاجة أريد ذكرها لك ، فاكتم عني ؛ قال : افعل ، قال : كان قدوم هذا الرجل علينا بلاء من البلاء ، عادتنا به العرب ، ورمتنا عن قوس واحدة ، وقلعت عنا السبل حتى ضاع العيال ، وجهدت الأنفس ، وأصبحنا قد جهدنا وجهد عيالنا ؛
قال كعب : أنا ابن الأشرف ، أما والله لقد كنت أخبرك يابن سلامة ، إن الأمر سيصير إلى ما أقول ، فقال له سلكان : إني قد أردت أن تبيعنا طعاما ونرهنك ونوثق لك ، ونحسن في ذلك ؛ فقال : اترهنوني أبناءكم ؟ قال : لقد أردت أن تفضحنا ، إن معي أصحابا لي على مثل رأي ، وقد أردت أن آتيك بهم ، فتبيعهم وتحسن في ذلك ، ونرهنك في الحلقة ما فيه وفاء ، وأراد سلكان أن لا ينكر السلاح إذا جاءوا بها؛ قال : إن في الحلقة لوفاء ؛
قال فرجع سلكان إلى أصحابه فأخبرهم خبره ، وأمرهم أن يأخذوا السلاح ، ثم ينطلقوا فيجتمعوا إليه ، فاجتمعوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال ابن هشام : ويقال : أترهنوني نساءكم ؟ قال : كيف نرهنك نساءنا وأنت أشب أهل يثرب وأعطرهم ، قال : أترهنوني أبناءكم ؟
قال ابن إسحاق : فحدثني ثور بن يزيد ، عن عكرمة عن ابن عباس قال :
مشى معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بقيع الغرقد ، ثم وجههم ، فقال : انطلقوا على اسم الله ؛ اللهم أعنهم ، ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته ، وهو في ليلة مقمرة ، وأقبلوا حتى انتهوا إلى حصنه ، فهتف به أبو نائلة ، وكان حديث عهد بعرس ، فوثب في ملحفته ، فأخذته امراته بناحيتها ، وقالت : إنك امرؤ محارَب ، وإن أصحاب الحرب لا ينزلون في هذه الساعة ، قال : إنه أبو نائلة ، لو وجدني نائما لما أيقظني ، فقالت : والله إني لأعرف في صوته الشر ، قال : يقول لها كعب : لو يدعى الفتى لطعنة لأجاب .
فنزل فتحدث معهم ساعة ، وتحدثوا معه ، ثم قال : هل لك يا بن الأشرف أن تتماشى إلى الشعب العجور، فنتحدث به بقية ليلتنا هذه ؟ قال : إن شئتم . فخرجوا يتماشون ، فمشوا ساعة ، ثم إن أبا نائلة شام يده في فود رأسه ، ثم شم يده فقال : ما رأيت كالليلة طيبا أعطر قط ، ثم مشى ساعة ، ثم عاد لمثلها حتى اطمأن ، ثم مشى ساعة ، ثم عاد لمثلها ، فأخذ بفود رأسه ، ثم قال : اضربوا عدو الله ، فضربوه فاختلف عليه أسيافهم ، فلم تغن شيئا .
قال محمد بن مسلمة : فذكرت مغولا في سيفي ، حين رأيت أسيافنا لا تغني شيئا ، فأخذته ، وقد صاح عدو الله صيحة لم يبق حولنا حصن إلا وقد أوقدت عليه نار ، قال : فوضعته في ثنته ثم تحاملت عليه حتى بلغت عانته ، فوقع عدو الله وقد أصيب الحارث بن أوس بن معاذ ، فجرح في رأسه أو في رجله ، أصابه بعض أسيافنا . قال : فخرجنا حتى سلكنا على بني أمية بن زيد ، ثم على بني قريظة ، ثم على بعاث ، حتى أسندنا في حرة العريض ، وقد أبطأ علينا صاحبنا الحارث بن أوس ، ونزَّفه الدم ، فوقفنا له ساعة ، ثم أتانا يتبع آثارنا .
قال : فاحتملناه فجئنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر الليل ، وهو قائم يصلي ، فسلمنا عليه ، فخرج إلينا ، فأخبرناه بقتل عدو الله ، وتفل على جرح صاحبنا ، فرجع ورجعنا إلى أهلنا ، فأصبحنا وقد خافت يهود لوقعتنا بعدو الله ، فليس بها يهدوي إلا وهو يخاف على نفسه .
ـ أمر محيصة وحويصة
* لوم حويصة لأخيه محيصة لقتله يهوديا ثم إسلامه
قال ابن إسحاق : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من ظفرتم به من رجال يهود فاقتلوه ) فوثب محيصة بن مسعود .
قال ابن هشام : محيصة ويقال محيصة بن مسعود بن كعب بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرح بن عمرو بن مالك بن الأوس - على ابن شنينة -
قال ابن هشام : ويقال شنينة - رجل من تجار يهود ، كان يلابسهم ويبايعهم فقتله وكان حويصة بن مسعود إذ ذاك لم يسلم ، وكان أسن من محيصة ، فلما قتله جعل حويصة يضربه ، ويقول أي عدو الله ،أقتلته ؟ أما والله لرب شحم في بطنك من ماله .
قال محيصة : فقلت : والله لقد أمرني بقتله من لو أمرني بقتلك لضربت عنقك ، قال : فوالله إن كان لأول الإسلام حويصة قال : آولله لو أمرك محمد بقتلي لقتلتني ؟ قال : نعم ، والله لو أمرني بضرب عنقك لضربتها ! قال : والله إن دينا بلغ بك هذا لعجب ، فأسلم حويصة
تقييم دقيق لحادثة الراهب بحيرى
عبد الستار غوري
لم يدع نبي الإسلام أبداً أن تعاليمه هي نتاج فكره الخاص. وقد دافع عنه القرآن الكريم في الآية الكريمة " وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم- صراط الله الذي له ما في السماوات والأرض ألا إلى الله تصير الأمور" سورة الشورى 52-53
وأما الشبهة التي تُثار حول تعاليمه صلى الله عليه وسلم ، وهي أن مصدرها الديانة اليهودية والنصرانية ، فإن من الجدير بالذكر أن مصادر تلك الأديان السماوية واحد وهو الوحي الإلهي ، وأن هناك وحدة في هدف تلك الأديان وهو إرشاد البشرية. لم يدّع نبي الإسلام أبداً أن ما جاء به هو دين فريد في نوعه. وقد وضح القرآن الكريم هذه الحقيقة " قل ما كنتُ بدعاً من الرسل وما أدري ما يُفعل بي ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحى إليّ وما أنا إلا نذير مبين " سورة الأحقاف 9
إن التشابه في بعض الأمور الدينية بين الأديان السماوية الثلاث ناتج عن وحدة المصدر ، ومن المتعذر أن يكون نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم قد اقتبس تعاليمه من الإنجيل وقد اعترف بعض المستشرقين بذلك ، فقد قال البروفيسور مونتجمري واط "(....) إن من المستبعد أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم قد قرأ الكتب الدينية اليهودية أو النصرانية [ص39] (....) ومن الأرجح أنه لم يقرأ أي كتاب آخر .
وقد شاركه ج.س.هجسن نفس الرأي بقوله " إن قاعدة نبوة محمد من ناحية مبدأية هي نفس تجربة وأعمال أنبياء بني إسرائيل. لكنه لم يعرف شيئاً عنهم بشكل مباشر. ومن الواضح أن تجربته كانت خاصة "
إن الإسلام طريقة حياة أوحى به الله من خلال نبيه لإرشاد البشرية جمعاء على مدى العصور والأزمان ، وقد حافظ دائماً على تعاليمه وأهدافه ، وكان من الممكن اعتباره سخيفاً لو اختلفت تعاليمه الأساسية التي تتناسب مع الزمان والمكان عما هي عليه ، فالله واحد وهو خالق وقيوم كل شيء ، لا شبيه ولا شريك له ، ويوم القيامة آت لا شك فيه ، كما وإن الجريمة والزنا والكذب والسرقة والقسوة...الخ كلها ذنوب قد تعرض مرتكبها للعقاب. أما الرحمة والصدق وإخراج الزكاة وخدمة جميع الكائنات والرفاهية الاجتماعية والفضائل فقد كانت حقيقة منذ مئات آلاف السنين ، وما زالت حقيقة إلى يومنا هذا وستبقى حقيقة عبر القرون القادمة. فكيف تكون تعاليم نبي مختلفة عن تعاليم نبي آخر مع وجود فترة زمنية بينهما قد تبلغ مئات بل آلاف السنين؟ وكذلك الحال بالنسبة للأحداث التاريخية ، ما عدا إحداث بعض التغيير فيها من خلال انعدام المسئولية أو الإهمال في توخي الدقة وقت تدوينها. من المهم معرفة تلك الحقيقة ، ومن واجب المستشرقين تعريف الجميع بها. يقول القرآن الكريم " شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب " سورة الشورى 13
كان نبي الإسلام أُمياً لا يعرف القراءة ولا الكتابة ، ولم يكن لديه أي اتصال بأي مسئول ديني ، كما لم تتوفر لديه فرصة لتلقي العلم من أحدهم ، هناك حديث يروي أنه سافر ضمن قافلة تجارية مع عمه وولي أمره أبي طالب عندما كان في التاسعة أو في الثانية عشرة من عمره ، وقد توقفت القافلة في بصرى. وكان هناك راهب يعيش في صومعة وقد تعرف على محمد صلى الله عليه وسلم على أنه رسول رب العالمين. وعندما سُئل عن سبب ذلك ، قال إن كل شجرة وصخرة قد ركعت له ، وأن ذلك لم يحدث إلا للأنبياء. وقد أعاده أبو طالب إلى مكة المكرمة مع أبي بكر وبلال بناء على نصيحة بحيرا. لم يألوا المستشرقين جهداً في إثارة الشبهة حول تلك الحادثة ، والادعاء بأن نبي الاسلام قد اقتبس دينه من ذلك الراهب. لقد تركوا ثقافتهم وموضوعيتهم ودراستهم التحليلية ومستوى بحوثهم العالي الذي عُرفوا به وجعلوا من الحبة قُبة .
لقد روُي ذلك الحديث بواسطة سلسلة من رواة مختلفين (إسناد) ، وفي مجموعات مختلفة . وأقوى تلك الروايات رواية الترمذي ، وجميع الروايات الأخرى موضوعة بحيث أن لا أحد ممن جمعوا الأحاديث أعطاها أي اهتمام.
وهذه سلسلة رواة الحديث كما رواه الترمذي :-
روى الترمذي عن الفضل ابن سهل، عن عبدالرحمن ابن غزوان—عن يونس أبي اسحق – عن أبي بكر ابن أبي موسى عن أبيه [أبي موسى الأشعري] أنه قال : " ذهب أبو طالب إلى بلاد الشام....الخ"
قام العلامة شبلي نُعماني ومن بعده تلميذه العلامة س.سليمان ندفي بإجراء دراسة تحليلية لحادثة بحيرا في كتابهم " سيرة النبي صلى الله عليه وسلم" (7 مجلدات) باللغة الأردية ، وهذه خلاصة ملاحظاتهم التي وردت في المجلد الأول ( للشلبي) والمجلد الثالث ( لسليمان نفدي) : -
مع أن أحد الرواة – عبدالرحمن ابن غزوان – قد حصل على اعتراف من نُقاد علم أسماء الرجال (علم مصداقية رواة الأحاديث) لكن آخرين قد وجهوا له التهم. يقول العلامة الذهبي في كتابه " ميزان الاعتدال " أن عبدالرحمن يروي الأحاديث الضعيفة ، وأكثر تلك الأحاديث الغير مقبولة هو الحديث المتعلق بحادثة بحيرا. وكذلك فقد روى حديث المماليك المختلق. يقول حكيم " لقد روى حديثاً غير مقبولٍ عن الإمام الليث" وكتب ابن حبان " لقد ارتكب أخطاءً" . إن عبدالرحمن هذا قد روى ذلك الحديث من يونس ابن اسحق ، ورغم أن بعض النقاد قد أيدوا يونس لكنه يعتبر بشكل عام ضعيفاً وغير موثوق به. يقول يحيى : لقد كان مهمِلاً، واتهمه شُعبة بالغش. أما الإمام أحمد فقد صنف روايته بشكل عام على أنها غير موثوقة ولا قيمة لها. نقل يونس هذا روايته عن أبي بكر الذي بدوره روى عن أبيه أبي موسى الأشعري ، لكن ليس مؤكداً إن كان قد سمع الحديث من أبيه مباشرة ، ورفض الإمام أحمد ابن حنبل تماماً سماع أبي بكر عن أبيه ، مما جعل ابن سعد يصنف حديثه على أنه ضعيف. وبذلك فإن بالإمكان تصنيف الحديث على أنه منقطع ( أي انقطاع سلسلة الرواة).
وبعد هذا الموجز عن سلسلة رواة ذلك الحديث من كتاب سيرة النبي ، فإننا سنجري دراسة تفصيلية للرواة ، فعلينا أولاً أن نعطي وصفاً للراوي الأول أبي موسى الأشعري الذي كان أحد صحابة نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم، قال عنه ابن الأسير :
قالت جماعة من علماء الوراثة والسيرة الذاتية أن أبي موسى ذهب إلى مكة ، وتحالف مع سعيد ابن العاص ثم عاد إلى قبيلته. وبعد ذلك [بعد ليس أقل من 10-15 سنة] ذهب إلى مكة مع إخوته ، وتزامنت رحلته مع عودة المسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة زمن فتح خيبر. يُقال أن الرياح قادت سفينتهم إلى أرض النجاشي ، حيث عاشوا لبعض الوقت. ثم انضموا إلى المهاجرين أثناء عودتهم من الحبشة إلى المدينة.
توفي أبو موسى ما بين عام 42-53 هجرية عن عمر ناهز 63 عاماً.
جمع حافظ شمس الدين محمد ابن أحمد ابن أسامة الذهبي معلومات مفصلة عن أبي موسى فقال: -
روي أن أبا موسى توفي عام 42 هـ.
يروي أبو أحمد الحكيم أنه توفي عام 42 هـ .
وفي رواية أخرى أنه توفي عام 43 هـ .
روى أبو نعيم أبو بكر ابن أبي شيبة ، ابن نمير وقعنب ابن المحرر أنه توفي عام 44 هـ .
أما الواقدي فإنه يقول إنه توفي عام 52 هـ ويقول المدائني " في عام 53 بعد المغيرة "
وذُكر في طبقات القرى " الحقيقة هي أن أبا موسى توفي في شهر ذي الحجة من عام 44 "
وقد سُجلت معلومات أخرى مشابهة من قبل المؤرخين :-
( أ ) ابن حجر العسقلاني
( ب ) ابن سعد
يتضح من ذلك أن :-
1- أبا موسى الأشعري قد توفي عن عمر ناهز 63
2- أنه توفي ما بين عام 42 – 53 هـ والأرجح أنه توفي عام 44 كما ذُكر الذهبي أعلاه
3- إذا كان قد توفي عام 42 هـ فإنه يكون قد ولد عندما كان عمرالنبي صلى الله عليه وسلم 32 عاماً أي من 20 – 23 عاماً بعد حادثة بحيرا.
4- لا يمكن بحال من الأحوال اعتبار أبي موسى الأشعري شاهد عيان للحادثة التي حدثت قبل ميلاده بمدة 20 – 34 عاماً وقبل 30 – 40 عاماً قبل بلوغه حيث أن درجة فهمه وتذكره لمثل تلك الحادثة تكون ضعيفة.
وحتى ولو لم يكن أبي موسى شاهد عيان فإن من الممكن قبول روايته لو أنه قال منذ البداية أنه سمع الحادثة من النبي صلى الله عليه وسلم نفسه ، أو من أحد صحابته الذين سمعوها من النبي صلى الله عليه وسلم نفسه.
وفي غياب مثل تلك الرابطة فإن سلسلة الرواية تعتبر مقطوعة ، ويعتبر مثل ذلك الحديث "مرسل" أي تصنيفه ضعيف. وحتى لو أننا تجاهلنا تلك النقطة فإن لسلسلة الرواية عيوباً جدية أخرى تحول دون قبولها. فإن أبو بكر يروي الحديث عن أبيه أبي موسى الأشعري ، ولا يوجد دليل واحد على أنه سمع حديثاً عن أبيه وذلك لآنه توفي عام 106 هـ بينما توفي والده أبو موسى الأشعري عام 42 هـ عن عمر ناهز 63 عاماً كما روى الإمام شمس الدين الذهبي ، كما نورد هنا " يروي ابن سعد عن هيثم ابن عدي أنه مات عام 42 هـ أو لاحقاً..."
وهذا يعني أنه عاش 64 عاماً أو نحوها بعد وفاة أبيه مما يجعله لم يكن إلا صبياً وقتها.
وقد رفض الإمام أحمد ابن حنبل رفضاً قاطعاً إمكانية قبول روايته.
ويعتبره ابن سعد كاذباً ولا يؤخذ بقوله.
يقول الحافظ يوسف المزي أن اسمه كان إما عمار أو عامر. ويضيف : -
إنه روى الأحاديث عن: الأسود ابن هلال، البراء ابن عازب، جابر ابن سمره، عبدالله ابن عباس، علي ابن أبي طالب ومما قيل عنه خطأً عن أبيه أبي موسى الأشعري.
لقد نُقل الحديث من أبي بكر إلى يونس ابن إسحق. وكما ذكرنا فإنه ضعيف ولا يُعتمد عليه ومهمل بل وحتى ملفق. يقول أبو حكيم إنه غالباً ما يشعر بالحيرة والإحساس بالهذيان إزاء روايته. رغم أن بعض النقاد أيدوا وحتى قبلوا روايته إلا أن معظمهم يعتبرونه غير موثوق به. لقد جمع حافظ مِزّي معلومات مفصلة نوعاً ما عنه ، وأرى أن إلقاء الضوء على بعضها ضرورياً :-
يروي صالح ابن أحمد ابن حنبل المديني أنه كان يستمع إلى يحيى. وأنه قال عندما ذُكر يونس ابن إسحق: " كان الاهمال وعدم الاهتمام صفة متأصلة في شخصه ". يستشهد بُندار بقول سَلم ابن قتيبة "جئت من الكوفة. وقد سألني شعبة عمن رأيت هناك ، فقلت رأيت فلاناً وفلاناً ، وقابلت أيضاً يونس ابن اسحق ، ثم سألني وأي حديث نقل إليك ، فرويت له ما سمعت ، فسكت برهة قلتُ له أن يونس قال " قال لي بكر ابن ماعز" فقال شعبة " ألم يقل أن عبدالله ابن مسعود روى له ؟ (وكان ذلك مستحيلاً وبوضوح نظراً للفارق الزمني بينهما. وهذا يعني أن شعبة ينظر إليه على أنه مبتدع) . يقول أبو بكر الأثرم سمعت أبا عبدالله عندما ذُكر اسم يونس ابن أبي اسحق يصنف روايته عن أبيه بأنها غير موثوقة. لقد أخبر أبو طالب أحمد ابن حنبل أن هناك إضافات على روايات الأشخاص في حديث يونس ابن اسحق. سمع ابنه اسرائيل ذلك ودَوّنه من أبي اسحق ، لكن لا يوجد أية إضافات كإضافات يونس. قال عبدالله ابن أحمد ابن حنبل " لقد سألت أبي عن يونس ابن أبي اسحق فأجاب أن رواياته ضعيفة ومشوشة (...) وأنه كذا وكذا " قال أبو هيثم أنه كان موثوقاً به ، لكن أحاديثه يصعب تصديقها واتخاذها دليلاً على شيء. وقال عنه الإمام النسائي بقوله لا ضرر من ورائه (...) توفي عام 159 أو 152 أو 158 والأصح أنه توفي عام 159.
أما الراوي التالي عبدالرحمن ابن غزوان فرغم أن معظم النقاد وضعوه في صف الرواة الأقوياء والموثوق بروايتهم ، إلا أنه لم يسلم من اللّوم فقد قال عنه الإمام مِزّي :-
قال ابن حبان عنه لقد اعتاد ارتكاب الأخطاء. فإن روايته لقصة المماليك عن الليث---عن مالك---عن الزهري---عن عروة---عن عائشة تؤلم وتزعج القلب (العقل). يقول محمد ابن جرير الطبري أنه توفي عام 207 هـ .
والآن يتبقى فقط الفضل ابن سهل ابن إبراهيم الأعرج. لقد كان راوياً قوياً ، ولكن هناك تحفظات بالنسبة له. يقول الخطيب البغدادي :-
قال لي أحمد ابن سليمان ابن علي المقرىء---أبو سعيد أحمد ابن محمد الملِني---عبدالله ابن عدي---قال "سمعتُ عبدان يقول أنه سمع أبا داود الساجستاني يقول أنه لم يُحب رواية بعض الأحاديث عن الفضل الأعرج" فسألته عن السبب. فأجاب كيف يمكن أنه لم يفوت منه أي حديث صحيح" . قال ابن عدي أنه سمع أحمد ابن الحسين الصوفي يقول أن الفضل ابن سهل الأعرج كان شخصاً ماكراً كالثعالب ومراوغاً ومخادعاً.
مما يجدر ملاحظته أنه لو أن راوياً واحداً قد وُجه له النقد ، أو أن هناك انقطاع في سلسلة رواة الحديث ، أو أن الراوي الأول لم يكن شاهد عين للحادثة ، فإن سلسلة الرواة بأكملها تصبح محل شك ، مما يجعل الرواية أو الحديث غير موثوق به.
بغض النظر عن ذكر أحد في هذا الحديث ، فإن معظم الرواة يُعتبرون بطريقة أو بأخرى مجروحين. وثانياً إن سلسلة الرواة تعتبر منقطعة. وأخيراً الراوي الأول ليس شاهد عين للحدث أو طرف فيه.
رغم وجود كل هذه العيوب وكون سلسلة الرواة في حالة مشكوك فيها ، فإن من الغريب أن عالماً باحثاً يتجرأ بل ويستشهد بذلك الحديث ويقدمه كدليل على موضوع هام هو الحادثة التي يتناولها الحديث المذكور على أنها المصدر الرئيسي لتعاليم النبي الدينية ؟
بعد القيام بدراسة خارجية لإسناد الحديث ، فإن نصه ومحتوياته يخضعان أيضاً للدراسة وهذا هو نص الحديث :-
سافر أبو طالب مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى بلاد الشام بصحبة بعض كبار رجال قريش في قافلة تجارية ، وعندما اقتربوا من الراهب بحيرا ، قرروا التوقف للاستراحة ، فذهب إليهم الراهب رغم أنه لم يكن يفعل ذلك عندما كانوا يمرون في رحلاتهم السابقة ، فهو لم يُعرهم أي اهتمام أبداً. وعندما كانوا يحطون رحالهم مر الراهب من وسطهم ، وتوجه نحو النبي صلى الله عليه وسلم ، فأمسك بيده وقال "هذا رئيس العالم ، رسول رب العالمين ، وسيُعَينه الله رحمة للعالمين. فسأله كبراء قريش عن سبب قوله ذلك ، فقال "عندما ظهرتم من الممر ، فإن كل شجرة وحجر انحنت له ، ولم يحدث ذلك لأحد إلا لنبي ، وعرفته أيضاً بسبب خاتم النبوة الشبيه بالتفاحة الموجودة أسفل عظم كتفه ، ثم عاد وأحضر لهم طعام الغداء ، وكان نبي المستقبل مع قطيع الإبل. فأرسل له الراهب طعاماً. عندما حضر نبي المستقبل كانت غمامة تظله ، وعندما وصل وجد أن الرجال قد اتخذوا الأماكن الظليلة تحت الشجرة ، فجلس النبي فما كان من ظل الشجرة إلا أن انحنى فوقه. قال الراهب " أنظروا هنا! لقد خضع ظل الشجرة له ، وكان ما يزال واقفاً معهم ، ويطلب منهم عدم أخذ محمد صلى الله عليه وسلم إلى بلاد الروم ، لأنهم سيتعرفون على صفاته ويقتلونه ، وفجأة ظهر سبعة أشخاص من الروم ، فرحب بهم الراهب وسألهم عن سبب زيارتهم ، فأجابوا " بلغنا أن النبي المنتظر سيأتي من مكان إقامته هذا الشهر ، ولذلك فقد أُرسل أشخاص إلى كل جهة وأُرسلنا إلى هذه الطريق". فقال الراهب "هل يوجد رئيس لكم من حيث جئتم ؟ أجابو نعم وقالوا إن فرقتهم أفضل فرقة مما جعل الرئيس يختارهم لتلك الجهة ، فسألهم الراهب" هل فكرتم ؟ هل بإمكان أحد أن يمنع إتمام مهمة قضاها الله ؟ وعندما أجابوا بالنفي حثهم على مبايعة النبي ، وبناء على طلبه أخبره الرجال أن أبو طالب هو ولي أمر محمد صلى الله عليه وسلم. ونزولاً على إصراره المتواصل بضرورة أن يعيده أبو طالب إلى مكة مع أبي بكر وبلال [أو أن أبي بكر هو الذي أرسل بلالاً معه ، وهذا لا يبدو نقلاً مناسباً] وزودهم الراهب بزيت وكعك كمئونة للطريق.
عندما يُحلل النص بطريقة نقدية فإن ذلك يكشف عن ثغرات جدية. وها هي بعض الملاحظات:
1- كان الدخول في التعاملات التجارية والذهاب ضمن قوافل تجارية محصوراً على الأشخاص الأثرياء ولم يحلم أبو طالب أن يكون منهم ، لأنه لم يكن ثرياً أبداً بل إن ثروته كانت ضئيلة لدرجة عدم تمكنه من الإنفاق على أولاده ، مما جعل بعض أقاربه يتعاطفون معه ويأخذون على عاتقهم مسئولية تربية بعض أبنائه. إن قصة الحديث مختلقة ولا يوجد دليل على أن أبا طالب كان له رحلات تجارية إلى أي مكان. كان بائع عطور بسيط ، وقد رُوي أنه كان أعرجاً وبذلك يفقد الأهلية للقيام برحلة شاقة كتلك.
2- لو كان بحيرا حقاً عالماً عظيماً وبارعاً لدرجة أن خطط لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، فإن من المفروض أن يوجد له في السجلات النصرانية أدب كثير ، ومجلدات عن حياته وأعماله ، ولكننا لا نجد عنه شيئاً إلا في أحاديث الدرجة الثالثة في الأدب الإسلامي.
3- اختار بحيرا نبي المستقبل وفي حضور كبار رجال قريش قال إن الصبي سيصبح رئيس العالم المختار ، ونبي رب العالمين ورحمة للعالمين. وبذلك يكون رجال قريش شهوداً على تلك الحادثة الغير عادية ، وينقلونها إلى أهل مكة عند عودتهم إليها وبذلك تصبح حديث الناس ، ومن الطبيعي أنه عندما يحدث شيء يتعلق بنبي المستقبل فإن أولئك الرجال ومن سمع الحادثة منهم سيعودون للحديث عن تلك الحادثة ، لقد ظهر محمد في الصباح الباكر في البيت الحرام بعد ذلك ببضعة سنوات ، حيث حل النزاع حول وضع الحجر الأسود ، وكان من المفروض أن يصيح الناس " لقد وصل رسول رب العالمين ، ورئيس جميع المخلوقات ، وظهر رحمة العالمين ، ونحن نؤيده ونقبل رأيه ". لكن كتب التاريخ لم تذكر شيئاً من هذا القبيل ، بل تذكر أنهم قالوا "جاء الأمين---الصادق---الخ" ومرة أخرى عندما أعلن النبي المنتظر أنه اختير لأداء المهمة ، وكان من المفترض أن يعلن كل من اعتنقوا الإسلام أنهم كانوا يعرفون ذلك وينتظرونه ، فإننا نجد أن ذلك لم يحدث.
4- عندما سُئل بحيرا عن سبب معرفته بأن الصبي سيصبح نبياً أجاب بأن جميع الأشجار والحجارة قد ركعت له. ولو كان الأمر كذلك فإن كل من كانت له صلة به في مكة أو غيرها سيعرف ذلك أيضاً ، فقد كان أمراً غير عادي ، وظاهرة غير طبيعية أو مألوفة ، وبذلك لا يمكن أن تمر دون أن لا يلاحظها الناس . من الغريب أن رجال القافلة الذين ارتحلوا معها مئات من الأميال لم يلاحظوا الأمر وكان بحيرا فقط هو الذي أدركها. وبناء عليه فإن من المفترض أن علامة النبوة المذكورة تكون موجودة في الإنجيل ، لكن الأمر ليس كذلك مما يجعل الحادثة مختلقة وغير موثوقة.
5- لو أن المستشرقين الذين اتخذوا من تلك الحادثة عاملاً يساعدهم في ادعائهم أن محمداً صلى الله عليه وسلم قد تعلم وأخذ تعاليم دينه عن النصرانية من خلال الراهب المذكور ، لو أنهم اعتقدوا أن حادثة بحيرا تلك كانت حقيقة وليست خيالاً ، ولو أنهم كانوا صادقين في دراساتهم لكان موقفهم تجاه الإسلام مختلفاً تماماً ، بينما يكشف موقفهم السلبي الحالي من الإسلام أنهم حقاً لا يعتقدون بصحة ذلك الحديث.
6- لو كان قول أن الأشجار والحجارة ركعت للنبي صلى الله عليه وسلم ، فإن ذلك لن ينحصر في تلك الحادثة فقط ، ويكون مئات الآلاف من الأشخاص قد شاهدوا ذلك في مكة وسواها. لكننا لا نجد حديثاً صحيحاً واحداً يؤيد حدوث ذلك مما يؤكد أن ذلك الحديث موضوع لا أصل له.
كما ويجدر ذكره أن الإسلام قد حرّم الركوع لأحد سوى الله. يقول القرآن الكريم :
" لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون " سورة فصلت 37
" والنجم والشجر يسجدان- والسماء رفعها ووضع الميزان " سورة الرحمن 6-7
" ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم" سورة الفرقان 55
" وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن " سورة الفرقان60
وقد منع الرسول صلى الله عليه وسلم الركوع أمام أحد سوى الله. كما مُنع ذلك في الإنجيل : " لا تصنع لك تمثالاً منحوتاً ولا صورة مما في السماء من فوق وما في الأرض من تحت وما في الماء من تحت الأرض. لا تسجد لهن ولا تعبدهن. لأني أنا الرب إلهك إله غيور أفتقد ذنوب الآباء في الأبناء في الجيل الثالث والرابع من مبغضي " الخروج 20 : 4-6
وبذلك يتضح عدم جواز الركوع لغير الله في أية حالة.
7- بالنسبة " لخاتم النبوة " فإنه لا يوجد له دليل واضح في الإنجيل ، ولو كان لهذه العلامة أي ذكر فيه ، ولو وُجدت تلك العلامة حقاً على ظهره الشريف ، كما جاء في الحديث على لسان الراهب ، فإنه لا يوجد أي تبرير لغياب تأييد كبار قريش لتصديق دعوى محمد صلى الله عليه وسلم بأنه رسول الله ، وبالتالي قبول دينه على أنه دين الحق . رغم وجود كتلة سوداء شبيهة بالغدة أعلى ظهره (تحت عظام الكتف) ، إلا أنه لم يدّع أبداً أنها علامة نبوته ، مع أنه كان بإمكانه إبرازها كدليل على صدق دعواه[1] ، وهذا يدل على عدم أهميتها كعلامة إعجازية . وبذلك تسقط مصداقية الحديث.
8- لو لم تكن تلك الحادثة مختلقة من قبل راوٍ ساذج أو أصدقاء مغفلين أو بعض أعداء الإسلام ، لعرضها النبي صلى الله عليه وسلم كدليل واضح على صدق نبوته ، ولكان من الصعب على الكفار رفض دليل واضح عليها كعلامة ختم النبوة.
9- وتنطبق الملاحظات السابقة على حادثة تظليل السحابة لنبي الإسلام.
10- كما أنها تنطبق على حادثة مَدّ الشجرة لظلها نحوه .
11- لقد حثهم الراهب على عدم أخذ الصبي إلى بلاد الروم ، لأنه لدى رؤيته له تعرّف على علامات النبوة التي ستجعلهم يقتلونه ، وهذا يعني أن علامات نبوة النبي المنتظر كانت من الوضوح في الإنجيل بحيث لا يمكن أن تفوت عن أنظار كبار الروم . هل يتفق المستشرقون مع ملاحظات الراهب ؟ وإن كان الأمر كذلك فما مدى استعدادهم لقبول مصداقية نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ؟ هل يعتقد أولئك أن العلامات لصالح نبي الإسلام حقاً موجودة في الإنجيل بوضوح بحيث أن مجرد رؤيته تجعل العالِم يتعرف عليه كما ظن الراهب ؟
12- أما عن مجموعة الرجال السبعة الروم الذين قالوا إن النبي المنتظر كان سيخرج من بلده ذلك الشهر ، فإن المرء يتساءل عن مصدر علمهم ذلك ، فبالنسبة للإنجيل لا يوجد شيء فيه من هذا القبيل ، ومن الغريب أن يكون المستشرقون قد اختاروا بناء قصرهم بدون أي أساس وعلى أرضية مزيفة ، مما يجعله قابلاً للسقوط بمجرد ضربة واحدة من قبل ناقد موضوعي.
13- لو كانت الحادثة حقيقية لما تردد كبار قريش وخاصة أبو طالب في اعتناق الإسلام فور إعلان النبي صلى الله عليه وسلم لرسالته.
14- لو كان في الرواية أي جزء من حقيقة لامتلأت كتب الأدب الديني الإسلامي بوصف مراحل حياة ذلك الراهب المختلفة ، لكننا لا نجد له أثراً فيها.
15- يقول الفصل الأخير من الحديث أنه وبناء على إصرار من الراهب فإن أبا طالب أعاد الصبي مع أبي بكر وبلال ، وهذا دليل واضح على أن القصة مختلقة ، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن أكبر من أبا بكر رضي الله عنه إلا بعامين أو ثلاثة ، فلو كان عمر النبي صلى الله عليه وسلم حينئذ 9 سنوات ، فإن عمر أبا بكر سيكون 6 سنوات ، ولو كان عمر نبي المستقبل 12 عاماً لكان عمر أبي بكر 9 أعوام ، هناك مثل فارسي يقول " الكذب لا ذاكرة له ". لقد نسي مؤلف القصة أن أبا بكر كان أصغر من النبي صلى الله عليه وسلم كما هو مدون في التاريخ.
يروي ابن سعد :-
أخبرنا محمد ابن عمر أنه سمع شعيب ابن طلحة يروي عن ابن أبي بكر الصديق أنه قال " كان بلال تِرباً لي (متساوين في السن). قال محمد ابن عمر " لو كان الأمر كذلك وكان أبو بكر قد توفي حقاً عام 13 هـ عندما كان عمره 63 عاماً ، لكان الفرق بين هذا وبين ما رُوي لنا عن بلال 7 سنين. ويقول شعيب ابن طلحة عن ميلاد بلال: كان في مثل سن أبي بكر.
يروي الحافظ الذهبي الذي يعتبر مصدراً موثوقاً في معرفة أسماء الرجال ملخصاً لحياة أبي بكر فيقول :-
توفي الصديق قبل نهاية شهر جمادى الآخرة بثمانية أيام ، عام 13 هـ وكان عمره 63 عاماً.
تُظهر الروايات أعلاه أنه يبدو أن لا منطق في إرسال أبي بكر مع نبي المستقبل لحمايته أثناء رحلة عودته إلى بلده.
16- أما بالنسبة لبلال فمن المحتمل أن لا يكون قد وُلد بعد في ذلك الوقت ، يقول ابن سعد:-
توفي بلال في دمشق ودُفن في باب الصغير عام 20 هـ عن عمر جاوز الستين عاماً. ويُقال أيضاً أنه توفي عام 17 أو 18هـ.
وقد زودنا ابن حجر العسقلاني بمعلومات مماثلة فقال :-
توفي بلال في بلاد الشام عام 17 أو 18 هـ ويقال أيضاً عام 20 هـ عندما جاوز الستين من عمره.
روى شمس الدين الذهبي بعض التقارير عن بلال فقال :-
روى يحيى ابن بكير: توفي بلال في دمشق بمرض الطاعون عام 18 هـ ، وروى محمد ابن إبراهيم التيمي وابن اسحق وأبو عمر الزرير ورواة آخرون أنه توفي في دمشق عام 20 هـ
ذكر الحافظ جمال الدين المزي بعض المعلومات عن بلال فقال :-
ويقول البخاري أنه توفي في بلاد الشام في عهد عمر رضي الله عنه
ويروي أحمد ابن عبدالله ابن البرقي أنه توفي عام 20 هـ
ويقول الواقدي وعمار ابن علي أنه توفي في دمشق عام 20 هـ عن عمر جاوز الستين عاماً.
أستنتج من المراجع والمعلومات العامة أعلاه :-
• تقارب أعمار النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وبلال رضي الله عنهم فقد كانت أعمارهم عند وفاتهم كانت 63 عاماً تقريباً.
• توفي النبي صلى الله عليه وسلم عام 11 هـ
• توفي أبو بكر رضي الله عنه عام 13 هـ بعد عامين وثلاثة أشهر من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
• توفي بلال رضي الله عنه عام 17 أو 18 والأرجح أنها عام 20 هـ أي 6-7 والأرجح 9 سنوات بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
• وبناء عليه فإنه قد لا يكون قد وُلد بعد أو أن عمره كان 1-3 سنوات ، عندما كان عمر الرسول صلى الله عليه وسلم 9 سنوات.
• عندما كان عمر النبي صلى الله عليه وسلم 12 عاماً كان عمر بلال 5-7 سنوات والأرجح 3 سنوات.
وبذلك نستطيع بسهولة أن نستنتج أنه لا يمكن أن يكون بلال رضي الله عنه قد أُرسل لحماية النبي صلى الله عليه وسلم أثناء رحلة عودته من بصرى إلى بلده.
وهذا يجعل من المستحيل قبول هذا الحديث ، ويثبت أنه ملفق لا أصل له. وبذلك يتضح للجميع بطلان الأساس الذي ارتكز عليه المستشرقون في زعمهم أن محمداً صلى الله عليه وسلم قد أخذ تعاليمه الدينية عن الراهب النصراني.
قال عبدالرحمن مبارك بوري خلال تفسيره لهذا الحديث في سنن الترمذي :-
لقد اعتبره أئمتنا وهماً وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان عمره 12 عاماً وقتئذٍ ، وكان أبو بكر يصغره بسنتين وربع السنة ، بينما لم يكن بلال قد وُلد بعد في ذلك الوقت. جاء في ميزان الاعتدال أن من الأمور التي تدل على تلفيق هذا الحديث قوله " وأرسله مع أبي بكر وبلال " مع أن بلالاً لم يكن قد وُلد بعد ، وكان أبو بكر ما يزال صبياً.
صنف الذهبي هذا الحديث على أنه ضعيف وغير موثوق نظراً لقوله " وأرسله أبو بكر مع بلال مع أن أبا بكر لم يكن قد اشترى بلالاً بعد ، وبناءً عليه فلا حق له في أن يأمره بأداء أية مهمة (...)
قال الحافظ ابن القيم في كتابه زادالمعاد(...) عندما بلغ محمد صلى الله عليه وسلم 12 عاماً ذهب مع عمه إلى بلاد الشام ، ويقال أيضاً أن عمره كان 9 سنوات وقتذاك (...) وهذا خطأ واضح لأن من الأرجح أن بلالاً لم يكن قد ظهر للوجود بعد ، ولو كان موجوداً لما أمكن أن يكون مع أبي بكر.
يقول الحديث أنه بناءً على إصرار الراهب فقد أعيد النبي المنتظر إلى مكة تحت رعاية أبي بكر وبلال ، بحجة أنه لو أُخذ إلى بلاد الروم فإن ذلك سيضع حياته في خطر ، وذلك لأن علماء الدين سيتعرفون عليه ويقتلونه. لم يُرسل أبي بكر وبلال معه ليكونوا رفاق طريق ولم تكن رحلة ترفيهية . ومن السخف واستحالة التصديق أن أبا طالب رغم محبته لمحمد أكثر من محبته لأبنائه ، أن يتركه في رعاية صبيين أحدهما يصغره بثلاث سنوات ، والآخر إما أن لا يكون قد وُلد بعد ( إن كان عمرالنبي المنتظر 9 سنوات) أو أنه كان طفلاً رضيعاً عمره سنتين . يصعب تفسير كيف أن المثقفين المستشرقين الذين يُشهد لهم بالقيام ببحوث تستحق التقدير ، والذين اختاروا هذا الحديث الواضح تلفيقه ، وأقاموا على أساسه قصراً في الهواء ، أن تكون أمانيهم هي التي الدافع الذي ألقى بهم في هاوية عالم التعلم هذه .
17 - عندما أصبح النبي صلى الله عليه وسلم شاباً في سن الخامسة والعشرين ، شارك مرة أخرى في رحلة مع قافلة تجارية إلى بلاد الشام لصالح خديجة رضي الله عنها. لو كان يعرف أن أهل تلك البلاد يُكنون له العداوة ، وأنهم بمجرد رؤيته سيتعرفون عليه من خلال علامات نبوته الواضحة لما قام أبداً بتلك الرحلة. لكنه لم يُبد أي تردد في قبول عرض خديجة له في الاتجار لصالحها ، ولم يقم أحد بإيذائه وعاد سالماً معافاً بعد قيامه بعمليات تجارية رابحة.
18 من الغريب ملاحظتة في هذا الحديث الذي وبالرغم من أنه كله ملفق ، إلا أنه أقوى من جميع الأحاديث التي تناولت حادثة بحيرا ، لكن الراهب لم يخاطب نبي المستقبل مباشرة في أي وقت من الأوقات ، وبإمكان الشخص ملاحظة ذلك من خلال قراءته للحديث ليرى بنفسه تلك الظاهرة الغريبة. لا يوجد في الحديث ضمير غائب بديلاً لمحمد صلى الله عليه وسلم ، لقد استعمل الراهب في كل مرة شخصاً ثالثاً أو ضمير إشارة بدلاً من الصبي. هذا يدل على أن الراهب لم يعتبر أن صبياً أمياً يمكنه أن يفهم ما يقول عنه. ومن الملاحظ أيضاً أن أحداً من رواة ذلك الحديث لم يكن من السخف لدرجة أن يُظهر الراهب وهو يخاطب الصبي بشكل مباشر. لأنهم من الطبيعي أن لا يتصورا أن صبياً في مثل عمره يستحق تلك المحادثة .
وخلاصة القول: إن من المفيد إلقاء نظرة على الملاحظات الحيادية لبعض المستشرقين . يقول جون ب. نوس وديفيد س. نوس في كتابهم الشهير " أديان الرجل" :-
(...). إن من الواجب إدراج الحديث الشريف الذي يقول إن محمداً صلى الله عليه وسلم تعلم اليهودية والنصرانية خلال رحلاته مع القافلة التجارية المتجهة للشام ، وكانت الأولى بصحبة عمه أبي طالب عندما كان في سن الثانية عشرة ، والثانية عندما كان عمره 25 عاماً كموظف لخديجة التي تزوجها فيما بعد ، على أنه حديث غير مقبول.
ويقول توماس كارلايل :-
لا أعرف ماذا أقول بشأن سيرجيوس [ بَحيرا أو بُحيرا ، مهما كان اللفظ ،وقد أُطلق عليه أيضاً اسم سرجيوس] ، الراهب النسطوري الذي قيل إنه تحادث مع أبي طالب ، أو كم من الممكن أن يكون أي راهب قد علم صبياً في مثل تلك السن ، لكنني أعرف أن حديث الراهب النسطوري مبالغ فيه بشكل كبير ، فقد كان عمر محمد صلى الله عليه وسلم 14 عاماً [كان إما 9 أو 12 عاماً على أكثر تقدير] ولم يعرف لغةً غير لغته ، وكان معظم ما في الشام غريباً وغير مفهوم بالنسبة له.
نستنتج من متابعة التعليل أعلاه أن دعوى أولئك العلماء في أن نبي الإسلام قد أخذ تعاليم دينه من بعض علماء الإنجيل مثل بحيرا لا أساس لها من الصحة ، ولم يؤلفوا تلك القصة الغريبة والمستحيلة الحدوث إلا بدافع تمني حدوثه.
إن الدراسة الموضوعية تتطلب جهوداً مستمرة ، وغير مجهزة مسبقاً لتأمين الحقائق بطريقة معقولة وممكن تبريرها وتتسم بالمسئولية.
***ملاحظة المترجمة : قال الكاتب عن خاتم النبوة ما معناه أن الرسول صلى الله عليه وسلم " لم يدّع أبداً أنها علامة نبوته ، مع أنه كان بإمكانه إبرازها كدليل على صدق دعوته ".
وهذا يعارض ما جاء في صحيح البخاري عن قصة إسلام الصحابي الجليل سلمان الفارسي رضي الله عنه : ".......فسلمتُ عليه ، ثم استدرتُ إلى ظهره ، هل أرى الخاتم الذي وصف لي صاحبي ، فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم استدبرته ، عرف أني أستثبت في شيء وُصف لي ، فألقى رداءه عن ظهره ، فنظرتُ إلى الخاتم فعرفتُه ، فأكببتُ عليه أقبله وأبكي..."
*** كما أن الكاتب نفى وجود علامة خاتم النبوة في الأناجيل رغم أن سفر الإنشاد 5 : 10 يقول " حبيبي أبيض وأحمر .معلم بين ربوة .................وكله مشتهيات..."
لقد ثبت أن كلمة مشتهيات أصلها في النسخة العبرية " محمدم" كما هو موضح هنا :-
"Hikow mamtaqiym wkulow mahamadiym zeh dowdiy wzeh ree`iy bnowt yruushaalaaim."
لذا فإنني أتساءل :: إذا كانت " معلم بين ربوة" هذه هي بداية لفقرة انتهت بالحديث عن محمد ، أفلا يكون من الطبيعي أنها أيضاً تتحدث عنه ؟
[1] وهذا يعارض ما جاء في صحيح البخاري عن قصة إسلام الصحابي الجليل سلمان الفارسي رضي الله عنه : ".......فسلمتُ عليه ، ثم استدرتُ إلى ظهره ، هل أرى الخاتم الذي وصف لي صاحبي ، فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم استدبرته ، عرف أني أستثبت في شيء وُصف لي ، فألقى رداءه عن ظهره ، فنظرتُ إلى الخاتم فعرفتُه ، فأكببتُ عليه أقبله وأبكي..."
*** كما أن الكاتب نفى وجود علامة خاتم النبوة في الأناجيل رغم أن سفر الإنشاد 5 : 10 يقول " حبيبي أبيض وأحمر .معلم بين ربوة .................وكله مشتهيات..."
لقد ثبت أن كلمة مشتهيات أصلها في النسخة العبرية " محمدم" كما هو موضح هنا :-
"Hikow mamtaqiym wkulow mahamadiym zeh dowdiy wzeh ree`iy bnowt yruushaalaaim."
لذا فإنني أتساءل :: إذا كانت " معلم بين ربوة" هذه هي بداية لفقرة انتهت بالحديث عن محمدم ، أفلا يكون من الطبيعي أنها أيضاً تتحدث عنه ؟
ناوليني الخمره
bigstory
بس الله الرحمن الرحيم
الحديث الذي لم يفهمه ببغاوات النصاري عن ام سلمه قال لها النبي وهي حائض ناولييني الخمره من المسجد فقلت اني حائض فقال ان حيضت ليست في يدك .
وحقا مازال النصاري يفضحون انفسهم ليتبيين لنا انهم لا يفقهون شيء في اللغه العربيه ولا مبادئها وللرد علي تللك الشبهه التافهه التي وجدتها في صفحه الدليل والبرهان (الفاشليين) أذكر هنا رأي الأمام إبن الأثير في كتابه غريب الحديث والاثر (( في حديث عن أم سلمه قال لها النبي ناولييني الخمره من المسجد فقالت له انها حائض فقال بها ان حيضتك ليست في يدك الخمره بضم الخاء هي مقدار ما يضع الرجل عليه وجهه في سجوده من حصير او نسيجه خوص ونحوه من النبات وسميت خمره بضم الخاء لان خيوطها مستوره بسعفيها . وقد جاء في سنن ابي داوود عن ابن عباس قال جاءت فأره فأخذت تجر الفتيله فجاءت بها فالقتها بين يدي رسول الله صلي الله عليه وسلم علي الخمره التي كان قاعدا عليها فاحرقت منها مثل موضع درهم انتهي والنصاري كانو يظنون ان الرسول صلي الله عليه وسلم يطلب الخمره المسكره وهم معذروون نظرا لجهلهم باللغه العربيه وبهذا يتبيين لنا مدي جهلهم فهم يفضحون انفسهم بما تكتبه ايديهم كل يوم. وبالرغم من أن الشبهه تافهه ولا تحتاج اصلا الي رد الا اني احببت ان أرد عليهم لعل يهتدي منهم شخص يبحث عن الحقيقه. والان نوضح مدي قدسيه الخمر في الكتاب المكدس ففي العهد القديم نجد هذا النص ((أعطو مسكرا لهالك وخمرا لمريء النفس يشرب وينسي فقره ولا يذكر تعبه ) الامثال 6:31 وهذه دعوي واضحه الي السكر والعربده اول معجزات الرب يسوع في صالح المساطيل عندما حول الماء الي خمر (يوحنا 7:2) ومنذ ان جرت تلك المعجزه والخمر ما زالت تتدفق في العالم النصراني نص اخر ايضا يوقوله بولس رسولهم ناصحا بشرب الخمر ((لا تكن فيما بعد شراب ماء بل استعمل خمرا من اجل معدتك واسقامك الكثيره . (رساله بولس إلي ثيموساوس 23:5)واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالميين كتبه
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اخوكم bigstory1
===================
شبهة قول عائشة رضي الله عنها يابن أخي، هذا من عمل الكُتَّاب
د. غازي عناية
يقولون: روي عن هشام بن عروة عن أبيه أنه قال: سُئِلت عائشة عن لحن القرآن، عن قوله تعالى: (إن هذان لساحران) وعن قوله تعالى: (والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة) وعن قوله تعالى: (إنّ الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئون). فقالت: يابن أخي، هذا من عمل الكُتَّاب، قد أخطأوا في الكتاب.
قال السيوطي في هذا الخبر: إسناده صحيح على شرط الشيخين. ويقولون أيضاً: روي عن أبي َلَف مولى بني جُمَح أنه دخل مع عبيد بن عمير على عائشة فقال: جئت أسألكِ عن آية في كتاب الله، كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها؟ قالت: أيّةُ آية؟ قال: (والذين يؤتون ما آتوا) أو (الذين يأتون ما آتوا). قالت: أيهما أحب إليك؟ قلت: والذي نفسي بيده، لإحداهما أحبُّ إليَّ من الدنيا جميعاً. قالت: أيهما؟ قلت: (والذين يأتون ما آتوا) فقالت: أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك كان يقرؤها، وكذلك أُنزلت، ولكن الهجاء حرف.
ـ تفنيد هذه الشبهة:
أولاً: بأن هذه الروايات مهما يكن سندها صحيحاً، فإنها مخالفة للمتواتر القاطع، ومعارض القاطع ساقط مردود، فلا يلتفت إليها، ولا يعمل بها.
ثانياً: أنه قد نص في كتاب «إتحاف فضلاء البشر»، على أن لفظ (هذان) قد رسم في المصحف من غير ألف ولا ياء، ليحتمل وجوه القراءات الأربع فيها، وإذن فلا يعقل أن يقال أخطأ الكاتب، فإن الكاتب لم يكتب ألفاً، ولا ياءً. ولو كان هناك خطأ تعتقده عائشة ما كانت تنسبه للكاتب، بل كانت تنسبه لمن يقرأ بتشديد (إن)، وبالألف لفظاً في (هذان). ولم ينقل عن عائشة، ولا عن غيرها تخطئة من قرأ بما ذكر، وكيف تنكر هذه القراءة وهي متواترة مجمع عليها؟، بل هي قراءة الأكثر، ولها وجه فصيح في العربية لا يخفى على مثل عائشة. ذلك هو إلزام المثنى الألف في جميع حالاته. وجاء منه قول الشاعر العربي:
«واهاً لسلمى ثم واهاً واهاً يا ليتَ عَيناها لنا وفاها
وموضعَ الخلخال من رجلاها بثمن يَرْضَى به أباها
إنّ أباها وأبَا أباها قد بلغَا في المجدِ غايتاها».
فبعيدٌ عن عائشة أن تنكر تلك القراءة، ولو جاء بها وحدها رسم المصحف.
ثالثاً: إن ما نسب إلى عائشة (رض) من تخطئة رسم المصحف في قوله تعالى: (والمقيمين الصلاة) بالياء، مردود بما ذكره أبو حيان في البحر إذ يقول ما نصه: «وذكر عن عائشة (رض)، عن أبان بن عثمان أن كتبها بالياء من خطأ كاتب المصحف. ولا يصح ذلك عنهما، لأنها عربيان فصيحان، وقطع النعوت مشهور في لسان العرب. وهو باب واسع ذكر عليه شواهد سيبويه، وغيره. وقال الزمخشري: «لا يلتفت إلى ما زعموا من وقوعه خطأ في خط المصحف. وربما التفت إليه من لم ينظر في الكتاب (يريد كتاب سيبويه) ولم يعرف مذاهب العرب، وما لهم في النصب على الاختصاص من الافتنان، وخفي عليه أن السابقين الأولين الذين مثلهم في التوراة، ومثلهم في الإنجيل، كانوا أبعدَ همةً في الغيرة على الإسلام، وذب المطاعن عنه، من أن يتركوا في كتاب الله ثلمةً يسدها من بعدهم، وخرقاً يرفوه مَن يلحقهم».
رابعاً: أنّ قراءة «الصابئون» بالواو، لم ينقل عن عائشة أنها خطّأتْ مَن يقرأ بها، ولم ينقل أنها كانت تقرأ بالياء دون الواو. فلا يعقل أن تكون خطأَتْ من كتب الواو.
خامساً: أنّ كلام عائشة في قوله تعالى: (يؤتون ما آتوا) لا يفيد إنكار هذه القراءة المتواترة المجمع عليها. بل قالت للسائل: أيهما أحبُّ إليك؟ ولا تحصر المسموع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قرأ هي به. بل قالت: إنه مسموع ومنزل فقط.
وهذا لا ينافي أن القراءة الأخرى مسموعة، ومنزلة كتلك. خصوصاً أنها متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم . أما قولها: ولكن الهجاء حرف: فكلمة حرف مأخوذة من الحرف بمعنى القراءة، واللغة، والمعنى أن هذه القراءة المتواترة التي رسم بها المصحف، لغة، ووجه من وجوه الأداء في القرآن الكريم. ولا يصح أن تكون كلمة حرف في حديث عائشة مأخوذة من التحريف الذي هو الخطأ، وإلا كان حديثاً معارضاً للمتواتر، ومعارض القاطع ساقط.
===================
الرد العلمي على الطعن في نسب الرسول صلى الله عليه وسلم
كتب "الشيخ الفلوجة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
نتناول في يأتي من سطور الرد على الطعن في نسب النبي صلى الله عليه وسلم استدلالا ببعض الروايات الساقطة الواردة في بعض كتب التراث التي كان أصحابها معروفين بعدم اقتصارهم على نقل الصحيح من الروايات بل كانوا إذا ذكروا الرواية بسندها لم يجدوا ضرورة في التعليق عليها لأن ذكر السند بمثابة ذكر الحكم على الرواية وإلا لماذا يتعب هؤلاء العلماء أنفسهم بذكر أسماء الرواة وأنسابهم وتعريفهم للقارئ فلو كانت هذه الروايات مقبولة كلها لما ذكروا لها سندا. الطعن مبني على ان عبد الله بن عبد المطلب وأبوه هاشم تزوجوا في نفس اليوم بينما ولد لهاشم سيدنا حمزة قبل أربع سنين من ولادة النبي بناء على أن حمزة رضي الله عنه أكبر من النبي صلى الله عليه وسلم. الآن نورد الروايات التي تمسكوا وبها ونحققها بإذن الله.
1- الرواية الأولى: التي تتحدث أن عبد الله بن عبد المطلب وأبوه تزوجوا في نفس اليوم.
الطبقات الكبرى ج: 1 ص: 94
ذكر تزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حدثنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال حدثني عبد الله بن جعفر الزهري عن عمته أم بكر بنت المسور بن مخرمة عن أبيها قال وحدثني عمر بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن يحيى بن شبل عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قالا كانت آمنة بنت وهب ابن عبد مناف بن زهرة بن كلاب في حجر عمها وهيب بن عبد مناف بن زهرة فمشى اليه عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بابنه عبد الله بن عبد المطلب أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب عليه آمنة بنت وهب فزوجها عبد الله بن عبد المطلب وخطب اليه عبد المطلب بن هاشم في مجلسه ذلك ابنته هالة بنت وهيب على نفسه فزوجه إياها فكان تزوج عبد المطلب بن هاشم وتزوج عبد الله بن عبد المطلب في مجلس واحد فولدت هالة بنت وهيب لعبد المطلب حمزة بن عبد المطلب فكان حمزة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم في النسب وأخاه من الرضاعة قال أخبرنا هشام بن محمد بن عن أبيه وعن أبي الفياض الخثعمي قالا لما تزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب أقام عندها ثلاثا وكانت تلك السنة عندهم إذا دخل الرجل على امرأته في أهلها.
الرواية ساقطة لانها من رواية محمد بن عمر الواقدي قال عنه العلماء:
الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج: 3 ص: 87
3137 محمد بن عمر بن واقد أبو عبد الله الأسلمي الواقدي قاضي بغداد قال أحمد بن حنبل هو كذاب كان يقلب الأحاديث يلقي حديث ابن أخي الزهري على معمر ونحو ذا وقال يحيى ليس بثقة وقال مرة ليس بشيء لا يكتب حديثه وقال البخاري والرازي والنسائي متروك الحديث وذكر الرازي والنسائي أنه كان يضع الحديث وقال الدراقطني فيه ضعف وقال ابن عدي احاديثه غير محفوظة والبلاء منه.
الرواية الثانية:
المستدرك على الصحيحين ج: 2 ص: 656 مجمع الزوائد ج: 8 ص: 230
4176 أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي حدثنا هاشم بن مرثد الطبراني حدثنا يعقوب بن محمد الزهري حدثنا عبد العزيز بن عمران حدثنا عبد الله بن جعفر عن أبي عون عن المسور بن مخرمة عن بن عباس عن أبيه قال قال عبد المطلب قدمنا اليمن في رحلة الشتاء فنزلنا على حبر من اليهود فقال لي رجل من أهل الزبور يا عبد المطلب أتأذن لي أن أنظر إلى بدنك ما لم يكن عورة قال ففتح إحدى منخري فنظر فيه ثم نظر في الأخرى فقال أشهد أن في إحدى يديك ملكا وفي الأخرى النبوة وأرى ذلك في بني زهرة فكيف ذلك فقلت لا أدري قال هل لك من شاعة قال قلت وما الشاعة قال زوجة قلت أما اليوم فلا قال إذا قدمت فتزوج فيهم فرجع عبد المطلب إلى مكة فتزوج هالة بنت وهب بن عبد مناف فولدت له حمزة وصفية وتزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب فولدت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت قريش حين تزوج عبد الله آمنة فلح عبد الله على أبيه قال الإمام الهيثمي مجمع الزوائد ج: 8 ص: 230 رواه الطبراني وفيه عبدالعزيز بن عمران وهو متروك
هذه الرواية كذلك ساقطة لأن فيه سندها عبدالعزيز بن عمران قال عنه العلماء
الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج: 2 ص: 111
1957 عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز أبو ثابت ويعرف بابن أبي ثابت المدني الزهري قال يحيى ليس بثقة وقال البخاري لا يكتب حديثه وقال النسائي متروك الحديث وقال الترمذي والدارقطني ضعيف وقال ابن حبان يروي المناكير عن المشاهير
كما أن لفظ تزوج لا تعني الدخول بل هي تعني إبرام العقد وقد يتأخر الدخول عن الزواج بسنين فالروايات ليس فيها أن عبد الله بن عبد المطلب وأبوه دخل كل واحد على زوجته في نفس اليوم حتى يكون هنا استعجاب من تأخر ولادة النبي صلى الله عليه وسلم عن عمه حمزة رضي الله عنه.
2- الرواية الثالثة: التي تفيد أن حمزة رضي الله عنه أكبر من النبي بأربع سنين
الطبقات الكبرى ج: 3 ص: 10
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال كان حمزة معلما يوم بدر بريشة نعامة قال محمد بن عمر وحمل حمزة لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بني قينقاع ولم يكن الرايات يومئذ وقتل رحمه الله يوم أحد على رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة وهو يومئذ بن تسع وخمسين سنة كان أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع سنين وكان رجلا ليس بالطويل ولا بالقصير قتله وحشي بن حرب وشق بطنه وأخذ كبده فجاء بها إلى هند بنت عتبة بن ربيعة فمضغتها ثم لفضتها ثم جاءت فمثلت بحمزة وجعلت من ذلك مسكتين ومعضدين وخدمتين حتى قدمت بذلك وبكبده مكة وكفن حمزة في بردة فجعلوا إذا خمروا بها رأسه بدت قدماه وإذا خمروا بها رجليه تنكشف عن وجهه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم غطوا وجهه وجعل على رجليه الحرمل.
هذه الرواية ساقطة فقد اجتمع فيها محمد بن عمر الواقدي وقد قدمنا كلام العلماء فيه وكذلك موسى بن محمد بن إبراهيم وقد قال فيه العلماء:
أبو حاتم في كاتبه المجروحين ج: 2 ص: 241
موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي من أهل المدينة يروي عن أبيه ما ليس من حديثه فلست أدري أكان المتعمد لذلك أو كان فيه غفلة فيأتي بالمناكير عن أبيه والمشاهير على التوهم وأيما كان فهو ساقط الاحتجاج.
3- الرواية الرابعة: حول طعن قريش في نسب النبي صلى الله عليه وسلم
سنن الترمذي ج: 5 ص: 584
3607 حدثنا يوسف بن موسى البغدادي حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسماعيل بن أبي خالد عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عن العباس بن عبد المطلب قال قلت ثم يا رسول الله إن قريشا جلسوا فتذاكروا أحسابهم بينهم فجعلوا مثلك كمثل نخلة في كبوة من الأرض فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله خلق الخلق فجعلني من خيرهم من خير فرقهم وخير صليت ثم تخير القبائل فجعلني من خير قبيلة ثم تخير البيوت فجعلني من خير بيوتهم فأنا خيرهم نفسا وخيرهم بيتا قال أبو عيسى هذا حديث حسن وعبد الله بن الحارث هو أبو نوفل
أولا من بفهم من الرواية طعن قريش في نسب النبي صلى الله عليه وسلم هو جاهل باللغة العربية لأن الرواية تقول الأحساب جمع حسب ولا ذكر للنسب في الرواية ومعنى الحسب مخالف للنسب كما جاء في كتب اللغة:
مختار الصحاح ج: 1 ص: 57
و الحَسَبُ أيضا ما يعده الإنسان من مفاخر آبائه وقيل حسبه دينه وقيل ماله والرجل حَسِيبٌ وبابه ظرف وقال بن السكيت الحَسَبُ والكرم يكونان بدون الآباء والشرف والمجد لا يكونان إلا بالآباء
النهاية في غريب الحديث ج: 1 ص: 381
الحَسب في الاصل . الشَّرَف بالآباء ومايَعُدُّه الناس من مَفاخرهم . وقيل الحَسب والكَرم يكونان في الرجُل وان لم يكن له آبَاء لهُم شَرف والشَّرف والمَجْد لايكونان إلاَّ بالآباء
فهم أرادوا الانتقاص من قبيلة النبي صلى الله عليه وسلم بني هاشم في مفاخرهم ولهذا جعلوا النبي مثل النخلة وهي شيء مكرم عند العرب فالنبي عند قريش إنسان عظيم وجعلوا بني هاشم كالكبوة وهي أن تلقى الكناسة أي أن النبي كرجل فهو عظيم معروف بأخلاقه العالية لكن قبيلته لا مكانة لها وما يدل على ذلك صراحة الرواية التالية:
مجمع الزوائد ج: 8 ص: 215
وعن عبدالله بن عمر قال إنا لقعود بفناء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مرت امرأة فقال رجل من القوم هذه ابنة محمد فقال رجل من القوم إن مثل محمد في بني هاشم مثل الريحانة في وسط النتن فانطلقت المرأة فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فجاء النبي صلى الله عليه وسلم يعرف في وجهه الغضب ثم قام على القوم فقال ما بال أقوال تبلغني عن أقوام إن الله عز وجل خلق السموات سبعا فاختار العليا منها فسكنها وأسكن سمواته من شاء من خلقه وخلق الخلق فاختار من الخلق بني آدم واختار من بني آدم العرب واختار من العرب مضر واختار من مضر قريشا واختار من قريش بني هاشم واختارني من بني هاشم فأنا من خيار إلى خيار فمن أحب العرب فبحبي أحبهم ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم رواه الطبراني في الكبير والأوسط إلا انه قال فمن أحب العرب فلحبي أحبهم ومن أبغض العرب فلبغضي ابغضهم وفيه حماد بن واقد وهو ضعيف يعتبر به وبقية رجاله وثقوا
ونذكر رواية تذكر الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف كان معروفا لدى قريش في اليوم الذي ولد فيه أنه ابن عبد الله بن عبد المطلب:
المستدرك على الصحيحين ج: 2 ص: 656
4177 حدثنا أبو محمد عبد الله بن حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا أبو غسان محمد بن يحيى الكناني حدثني أبي عن بن إسحاق قال كان هشام بن عروة يحدث عن أبيه عن عائشة رضي الله عنهما قالت ثم كان زفر قد سكن مكة يتجر بها فلما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مجلس من قريش يا معشر قريش هل الليلة مولود فقالوا والله ما نعلمه قال الله أكبر أما إذا أخطأكم فلا بأس فانظروا واحفظوا ما أقول لكم ولد هذه الليلة نبي هذه الأمة الأخيرة بين كتفيه علامة فيها شعرات متواترات كأنهن عرف فرس لا يرضع ليلتين وذلك أن عفريتا من الجن أدخل أصبعيه في فمه فمنعه الرضاع فتصدع القوم من مجلسهم وهم متعجبون من قوله وحديثه فلما صاروا إلى منازلهم أخبر كل إنسان منهم أهله فقالوا قد ولد لعبد الله بن عبد المطلب غلام سموه محمدا فالتقى القوم فقالوا هل سمعتم حديث اليهودي وهل بلغكم مولد هذا الغلام فانطلقوا حتى جاءوا اليهودي فأخبروه الخبر قال فاذهبوا معي حتى أنظر إليه فخرجوا حتى أدخلوه على آمنة فقال اخرجي إلينا ابنك فأخرجته وكشفوا له عن ظهره فرأى تلك الشامة فوقع اليهودي مغشيا عليه فلما أفاق قالوا ويلك ما لك قال ذهبت والله النبوة من بني إسرائيل فرحتم به يا معشر قريش أما والله ليسطون بكم سطوة يخرج خبرها من المشرق والمغرب وكان في النفر يومئذ الذين قال لهم اليهودي ما قال هشام بن الوليد بن المغيرة ومسافر بن أبي عمرو وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب وعتبة بن ربيعة شاب فوق المحتلم في نفر من بني مناف وغيرهم من قريش هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقد تواترت الأخبار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد مختونا مسرورا وولد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدار التي في الزقاق المعروف بزقاق المدكل بمكة وقد صليت فيه وهي الدار التي كانت بعد مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم في يد عقيل بن أبي طالب في أيدي ولده بعده
إذن قريش كانت تقر أن النبي صلى الله عليه وسلم ابن عبد الله بن عبد المطلب وفي صحيح مسلم في قصة صلح الحديبية دليل قاطع على عدم اعتراض قريش على نسب النبي صلى الله عليه وسلم:
صحيح مسلم ج: 3 ص: 1411
1784 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس ثم أن قريشا صالحوا النبي صلى الله عليه وسلم فيهم سهيل بن عمرو فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي اكتب بسم الله الرحمن الرحيم قال سهيل أما باسم الله فما ندري ما بسم الله الرحمن الرحيم ولكن اكتب ما نعرف باسمك اللهم فقال اكتب من محمد رسول الله قالوا لو علمنا أنك رسول الله لأتبعناك ولكن اكتب اسمك واسم أبيك فقال النبي صلى الله عليه وسلم اكتب من محمد بن عبد الله فاشترطوا على النبي صلى الله عليه وسلم أن من جاء منكم لم نرده عليكم ومن جاءكم منا رددتموه علينا فقالوا يا رسول الله أنكتب هذا قال نعم إنه من ذهب منا إليهم فأبعده الله ومن جاءنا منهم سيجعل الله له فرجا ومخرجا
فقد اعترضت قريش على انه رسول الله وطلبوا منه كتابة اسمه واسم أبيه فكتب محمد بن عبد الله ولم يعترض أحد فأين الاعتراض المزعوم؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ونختم برواية صحيحة تذكر بوضوح كيف كان نسب النبي صلى الله عليه وسلم معروفا لدى العرب:
صحيح ابن خزيمة ج: 4 ص: 13
2260 حدثنا محمد بن عيسى حدثنا سلمة يعني بن الفضل قال محمد بن إسحاق وهو بن يسار مولى مخرمة وحدثني محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي عن أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة قالت ثم لما نزلنا أرض الحبشة جاورنا بها حين جاء النجاشي فذكر الحديث بطوله وقال في الحديث قالت وكان الذي كلمه جعفر بن أبي طالب قال له أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونسيء الجوار ويأكل القوي منا الضعيف فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه فدعانا إلى الله لتوحيده ولنعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة وأن نعبد الله لا نشرك به شيئا وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام قالت فعدد عليه أمور الإسلام فصدقناه وآمنا به واتبعناه على ما جاء به من ثم الله فعبدنا الله وحده ولم نشرك به وحرمنا ما حرم علينا وأحللنا ما أحل لنا ثم ذكر باقي الحديث.
فنسب النبي كان معروفا لا اعتراض حوله جدير بالذكر أن هذه الواقعة التي كانت في بلاط النجاشي حضرها سيدنا عمرو بن العاص وهو كافر يومئذ جاء يسترد المسلمين الذي هاجروا إلى الحبشة وحاول في سبيل ذلك كل طاقته وهو سمع هذا الكلام وكيف أن نسب النبي صلى الله عليه وسلم معروف لا اعتراض عليه وقد سكت ولم يعترض فأن الاعتراض المزعوم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
في الأخير ارجوا أني قد وفقت إلى الرد على هذا الافتراء فإن كان حقا فمن الله وإن كان غير ذلك فمن نفسي والشيطان والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العلمين
لا تنسونا من صالح دعائكم
الرد على فرية أن جسد النبى الشريف قد أسن
زعم النصارى جهلاً من قبلهم أن جسد رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أسن و انتفخ كشان سائر الأجساد بعد وفاته و استدلوا على ذلك بحديث وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الله البهي و فيه: [...... وكان ترك يوماً وليلة حتى ربا بطنه وانثنت خنصراه ]
و كذلك قول العباس بن عبد المطلب رضى الله عنه [إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأسن كما يأسن البشر وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات فادفنوا صاحبكم]
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله :
و أما دعوى النصارى فجوابها من وجوه:
أننا معشر المسلمون لا نعبد رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا نعتقد فى ألوهيته كما يعتقد النصارى فى المسيح بن مريم حتى نتتبع إن كان جسده الشريف يتغير و يُبلى بالوفاة أم لا....بل نؤمن أنه عبد رسول و إن كان سيد الأنبياء و و خاتم المرسلين ، و قد حفظ الله تعالى نبيه العظيم حتى أتم رسالته و اكتملت شريعته و أنزل سبحانه قوله الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً
فلا يضير سول الله صلى الله عليه و سلم شىء بعد أن أتم رسالته السامية و ترك البشرية على المحجة البيضاء و صعدت روحة الطيبة إلى بارئها
و قد جاءت الإرهاصات التى تشير إلى قرب أجل النبى صلى الله عليه وسلم بعد تمام تبليغ الرسالة و بينما كان فى أوج فتوحاته و إنتصاراته و منها :
(1) قوله تعالى فى سورة النصر
إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً (3)
فكانت هذه السورة إشارة رقيقة إلى أن رسول الله أدى الرسالة و بلغ الأمانة و نصح للأمة و عليه الأن أن يستعد للرحيل من هذه الدار بسلام إلى دار السلام فكان رسول الله لا ينقطع عن القول فى ركوعه" سبحانك اللهم ربنا و بحمدك, اللهم اغفر لى" فى كل صلواته عليه السلام (2) و أيضا ما رواه البخارى عن ابن عباس قال:- كان رسوا الله أجود الناس و كان أجود ما يكون فى رمضان حين يلقاه جبريل و كان يلقاه فى كل ليلة من ليالى رمضان فيدارسه القرأن فكان جبريل يقرأ و النبى يسمع حينا و النبى يقرأ و جبريل يسمع حينا حتى كان العام الذى توفى فيه الرسول فعارضه جبريل بالقرأن مرتين لذا قال رسول الله ( " ما أرى ذلك إلا لاقتراب أجلى" و قد شهد العرضة الأخيرة أحد مشاهير كتاب الوحى و هو زيد بن ثابت الأنصارى.
(3) و منها ما ورد عن أبو مويهبة فى مولى رسول الله قال: أيقظنى رسول الله ليلة و قال:إنى أٌمرت أن أستغفر لأهل البقيع فإنطلق معى فانطلقت معه فسلم عليهم ثم قال :- ليهنئكم ما أصبحتم فيه, قد أقبلت الفتن كقطع اليل المظلم ثم قال:- قد أُوتيت مفاتيح خزائن الأرض و الخلد فيها ثم الجنة و خُيرت بين ذلك و بين لقاء ربى فإخترت لقاء ربى , ثم استغفر لأهل البقيع ثم انصرف . فبدأ مرضه الذى قبض فيه. الكامل فى التاريخ 2/318
(4) و منها قول ابن مسعود: [نعى إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم نفسه قبل موته بشهر، فلما دنا الفراق جمعنا فى بيت عائشة فنظر إلينا و شدد و دمعت عيناه و قال: مرحباً بكم حياكم الله رحمكم الله أواكم الله حفظكم الله رفعكم الله وفقكم الله سلمكم الله قبلكم الله، أوصيكم بتقوى الله و أوصى الله بكم و أستخلفه عليكم و أؤديكم إليه إنى لكم منه نذير و بشير ألا تعلو على الله فى عباده و بلاده فإنه قال لى و لكم تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ
قلنا: فمتى أجلك ؟ قال: دنا الفراق و المنقلب إلى الله و سدرة المنتهى و الرفيق الأعلى و جنة المأوى ، قلنا فمن يغسلك؟ قال أهلى ، قلنا فيم نكفنك؟ قال: فى ثيابى أو فى بياض قلنا : فمن يصلى عليك؟ قال: مهلاًن غفر الله لكم و جزاكم عن نبيكم خيراً... فبكينا و بكى، ثم قال: ضعونى على سريرى على شفير قبرى ثم اخرجوا عنى ساعة ليصلى على جبرائيل و إسرافيل و ميكائيل و ملك الموت مع الملائكة، ثم ادخلوا على فوجاً فوجاً فصلوا على ولا تؤذونى بتزكية ولا رنة ن أقرئو أنفسكم منى السلام ، و من غاب من أصحابى فأقرئوه منى السلام، و من تابعكم على دينى فاقرئوه السلام] الكامل فى التاريخ لابن الأثير 2/320
(4) و منها ما رواه الشيخان عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس على المنبر فقال [ إن عبدا خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وبين ما عنده فاختار ما عنده فبكى أبو بكر وقال فديناك بآبائنا وأمهاتنا فعجبنا له وقال الناس انظروا إلى هذا الشيخ يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا وبين ما عنده وهو يقول فديناك بآبائنا وأمهاتنا فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير وكان أبو بكر هو أعلمنا به وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبا بكر ولو كنت متخذا خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر إلا خلة الإسلام لا يبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر]
(البخارى3615، مسلم4390)
(5) و منها قول التيى صلى الله عليه و سلم فى خطبة حجة الوداع "ألا إن أموالكم ودماءكم عليكم حرام كحرمة هذا البلد في هذا اليوم. ألا فلا أعرفنكم ترجعون بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض. ألا ليبلغ الشاهد منكم الغائب وإني لا أدري أن ألقاكم أبداً بعد اليوم اللهم اشهد عليهم اللهم قد بلغت".
معجم الطبراني الكبير (24/ 308)، السنن الكبرى للبيهقي كتاب الحج (5/151)
قال الألبانى: جاء سندها –خطبة الوداع- في أحاديث متفرقة: وقسم كبير منها رواه مسلم
(5) و منها حديث أم المؤمنين عائشة قالت
اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم فلم يغادر منهن امرأة فجاءت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مرحبا بابنتي فأجلسها عن يمينه أو عن شماله ثم إنه أسر إليها حديثا فبكت فاطمة ثم إنه سارها فضحكت أيضا فقلت لها ما يبكيك فقالت ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن فقلت لها حين بكت أخصك رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديثه دوننا ثم تبكين وسألتها عما قال فقالت ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا قبض سألتها فقالت إنه كان حدثني أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل عام مرة وإنه عارضه به في العام مرتين ولا أراني إلا قد حضر أجلي وإنك أول أهلي لحوقا بي ونعم السلف أنا لك فبكيت لذلك ثم إنه سارني فقال ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة فضحكت لذلك ... ( و قد ماتت رضى الله عنها بعد ر سول الله صلى الله عليه وسلم بستة أشهر )
صحيح مسلم – كتاب فضائل الصحابة- باب فضائل فاطمة رضى الله عنها
و قالت أم المؤمنين عائشة: و كنت أسمع رسول اله صلى الله عليه وسلم يقول كثيراً: إن الله لم يقبض نبى حتى يخيره . فلمل احتضر كانت أخر كلمة سمعتها منه و هو يقول: بل الرفيق الأعلى. قالت: قلت إذاً ؤالله لا يختارنا و علمت أنه يخيّر .
- و قد علمنا أن الله لم يقدر لأحد الخلد و قضت مشيئته الهلاك على كل مخلوق إلا وجهه الكريم بما فى ذلك الأنبياء و الملائكة المقربين
- و من الأنبياء من حُرق و قتُل و مُزق كل ممزق، بل إن يوحنا المعمدان الذى يقول عنه المسيح (من بين من ولدت النساء لم لتد امراة مثل يوحنا المعمدان) قُتل و قُطع رأسه الشريف و وضع بين يدى داعرة تُدعى سالومى و هذا بنص كتاب النصارى المقدس .... فهل يعنى هذا أنه ليس نبى كريم؟!
-بل إن إلنصارى يعتقدون أن الاله نفسه قد صلب و مات بل و ظلت يداه مثقوبتين بعد قيامته المزعومة ..... فى حين يثبتون لانسان و هو أخنوخ النبى أنه لم يذق الموت ابتداءً
(( بالإيمان نُقل أخنوخ لكى لا يرى الموت ، و لم يوجد لأن الله نقله )) عبرانيين 5:11
فتعالى الله علواً كبيراً و حقاً قالت النصارى يد الله مثقوبة!
أما قول العباس (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأسن كما يأسن البشر وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات فادفنوا صاحبكم) فهذا ليس اخباراً عن أمر قد وقع و إنما اجتهاد من قبل العباس إذ ظن أن جسد رسول الله سيسرى عليه ما يسرى على سائر الأجساد بعد الموت و كان قد قال هذه المقوله ترهيباً و تنبيهاً لعمر حين رفض قبول مصيبة موت رسول الله فضلاً عن دفن جسد الكريم و صرخ من هول المصيبة متوعداً كل من يقول أن رسول الله قد مات حتى أزبد شدقاه،
قال عكرمة: [ما زال عمر رضي اللهّ عنه يتكلم ويوعد المنافقين حتى أزبد شدقاه، فقال له العباس: خَلِّ بيننا وبين صاحبنا إن رسول اللهّ صلى الله عليه وسلم يأسن كما يأسن البشر، وإنه قد مات، فادفنوا صاحبكم، أيميت أحدكم إماتة ويميته إماتتين? هو أكرم على الله من ذلك، فإن كان كما يقولون فليس على اللّه بعزيز أن يبحث عنه التراب فيخرجه إن شاء الله]
إذاً فجسد رسول الله لم يكن قد أسن و إنما طالب العباس بدفن البدن الشريف اكراماً له و ترهيباً من تركه حتى يأسن اعتقاداً منه ان ذلك محتملاً مع رسول الله بحكم بشريته و طبيعته الإنسانية.
و أما حديث وكيع عن عبدالله البهى و الذى فيه أن جسد رسول الله صلى الله عليه و سلم قدتُرك يوماً و ليلة حتى ربا بطنه..فإن وكيعاً حين روى هذا الخبر رأى له حكمة الهية و قال أن الله تعالى جعل الجسد الشريف يربوا حتى لا يفتتن به الناس و ينزلوه غير منزلته ، و حتى يثبت للمكذبين بموت رسول الله حقيقة وقوع القدر المقدور.
و رغم وجاهه رؤيته إلا أن القول الفصل بخصوص روايته أنها غير صحيحة فالحديث منكر و لم يثبت فى حق رسول الله صلى الله عليه و سلم ...قال الألبانى رحمه الله:
{ الراوي: عبدالله البهي مولى مصعب بن الزبير - خلاصة الدرجة: منكر منقطع الإسناد - المحدث: الذهبي - المصدر: سير أعلام النبلاء - الصفحة أو الرقم 9/160 }
فهو حديث منكر منقطع لا حجة به ولا يُلتفت إليه
بل إن الأئمة الاكابر فى زمن وكيع نفسه أنكرو هذا الحديث حتى أن سفيان بن عيينه و هو العالم الوحيد الذى شهد للحديث بحسب الرواية ...قال أنه لا يعلم هذا الحديث أساساً و لكنه شهد له دفعاً للضرر الأكبر كاد أن يُفتك بوكيع لتحديثه بهذا الخبر المنكر
قال ابن خشرم: فلما حدث وكيع بهذا بمكة اجتمعت قريش وأرادوا صلب وكيع ونصبوا خشبة لصلبه فجاء سفيان بن عيينه فقال لهم: الله الله هذا فقيه أهل العراق وابن فقيهه وهذا حديث معروف
قال سفيان: ولم أكن سمعته إلا أني أردت تخليص وكيع
فأى حجة للنصارى بعد ذلك بخبر غريب ، و منكر ، و منقطع ؟!
المفاجأة التى قد تصيب النصارى بخيبة أمل كبيرة هى أن الأخبار الصحيحة بخصوص وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم تثبت كرامته و تدلل على نبوته
فأما عن كيف تغسيل الجسد الشريف:
قال أبو داود فى السنن: حدثنا النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني يحيى بن عباد، عن أبيه عباد بن عبد الله بن الزبير قال:
سمعت عائشة تقول: [لما أرادوا غسل النبي -صلى الله عليه وسلم- قالوا: واللّه ما ندري أنُجَردُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من ثيابه كما نجرد موتانا، أم نغسله وعليه ثيابه؟
فلما اختلفوا ألقى الله عليهم النوم حتى ما منهم رجل إلا وذقنه في صدره، ثم كلمهم مُكلِّمٌ من ناحية البيت لا يدرون من هو: أن اغسلوا النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- وعليه ثيابه، فقاموا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فغسلوه وعليه قميصه يصبون الماء فوق القميص، ويدلكونه بالقميص دون أيديهم.
وكانت عائشة تقول: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسله إلا نساؤه]
السنن لأبى داود- كتاب الجنائز – حديث رقم 3141
كذلك أخرجه الحاكم فى المستدرك – بكتاب المغازى و السرايا ، قال : [هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه]. (ج/ص: 3/62)
و كذلك اخرجه الشافعى فى مسنده – باب في صلاة الجنائز وأحكامها 23/ 563
و إليك بيان لحكم الحديث بطرقه فى السلسلة الصحيحة للعلامة الألبانى:
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: روي هذا الحديث مسندا من وجه صحيح - المحدث: ابن عبدالبر - المصدر: التمهيد - الصفحة أو الرقم: 24/400
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: رواته ثقات، ومنهم ابن إسحاق وهو الإمام الصدوق - المحدث: ابن عبدالهادي - المصدر: المحرر - الصفحة أو الرقم: 191
الراوي: بريدة بن الحصيب الأسلمي - خلاصة الدرجة: إسناده حسن - المحدث: ابن الملقن - المصدر: تحفة المحتاج - الصفحة أو الرقم: 1/584
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: حسن - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 3141
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: أحكام الجنائز - الصفحة أو الرقم: 66
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: حسن بزيادة في آخره - المحدث: الألباني - المصدر: مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 5892
فالصحيح أن أجساد الأنبياء لا تبلى و هو ثبت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم :
روى ابن اسحق عن عبد الله بن أبي بكر وحسين بن عبد الله وغيرهما : أن علي بن أبي طالب ، والعباس بن عبد المطلب ، والفضل بن العباس وقثم بن العباس ، وأسامة بن زيد وشقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم هم الذين ولوا غسل النبى ....... فأسنده علي بن أبي طالب إلى صدره وكان العباس والفضل وقثم يقلبونه معه وكان أسامة بن زيد وشقران مولاه هما اللذان يصبان الماء عليه وعلي يغسله قد أسنده إلى صدره وعليه قميصه يدلكه به من ورائه لا يفضى بيده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي يقول بأبي أنت وأمي ، ما أطيبك حيا وميتا ولم ير من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء مما يرى من الميت)
و كذا أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (2/281) و المتقى الهندى فى كنز العمال 18783
قال الحاكم فى المستدرك: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، ثنا يحيى بن محمد بن يحيى، ثنا مسدد، ثنا عبد الواحد بن زياد، ثنا معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب قال:
(قال علي بن أبي طالب: غسلت رسول الله فذهبت أنظر ما يكون من الميت فلم أر شيئا ، وكان طيبا - صلى الله عليه وسلم - حيا وميتا
المستدرك على الصحيحين- كتاب الجنائز 1339 / 85
قال الحاكم :[هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجا منه غير اللحد]
و إليك تخريج الشيخ الالبانى للحديث بطرقه:
الراوي: علي بن أبي طالب - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: أحكام الجنائز - الصفحة أو الرقم: 68
الراوي: علي بن أبي طالب - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: ابن الملقن - المصدر: البدر المنير - الصفحة أو الرقم: 5/200
و رواه الامام النووى فى الخلاصة و صححه الإمام الألبانى2/935
و كذا رواه ابن كثير فى أرشاد الفقيه و صححه الإمام الالبانىالصفحة أو الرقم 223/1
و كذلك فى صحيح ابن ماجة للألبانى 1198
فهذا رسول الله لم يدفن ثلاثة أيام ثم لما حانت ساعة تغسيله أنزل الله النعاس على صحابته و سمعوا صوتاً يأمرهم أن يغسلوا رسول الله بثيابه دون أن يكشفوه إكراماً و توقيراً ، ثم يتولى علي بن أبى طالب تدليك جسده الطاهر الشريف فلا يجد منه ما يجد من الميت بل يجد كل طيب من أطيب الطيبين عليه الصلاة و السلام
الاخ ابو تراب
===================
محمد صلى الله عليه وسلم الأكثر ًتأثيرا
الشيخ احمد ديدات
عادة فإنه من الطبيعي لأي شخص أن يحب – يمدح يبجل – أو يمجد قائده سواء كان ًبطلا أو ًقديسا أو ًنبيا ًوكثيرا ما نفعل ذلك .
ومع ذلك فلو كنت قد أعدت ذكر ما قاله المسلمون العظماء أو ما كتبوه عن نبينا الشهير لكان من الممكن أن يبخسه أعداء الإسلام والنازعين للشكوكية باعتباره مبالغة أو ولع أو عبادة لهذا فلتسمحوا لي أن استشهد بمؤرخين غير متحيزين ونقاد أصدقاء وبعض الذين جهروا بعداوتهم لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم . ولو أنك وجدت أن تقدير غير المسلمين لمحمد صلى الله عليه وسلم ) لم يمس شغاف قلبك فلتعلم أن إيمانك خاطئ ولتبحث لك عن دين غير الإسلام , فإن هناك الكثير بالفعل من الأخشاب العطبة في سفينة الإسلام .
نشر في أمريكا في الزمن الحاضر كتاب بعنوان " المائة " أو الخالدون مائة ) أو القمم المائة ) أو أعظم مائة في التاريخ .
وقد ألف هذا الكتاب الجديد من نوعه عالم الفلك والرياضيات والمؤرخ مايكل هارت لقد بالبحث في التاريخ عن الرجال الذين كان لهم أعظم تأثير على البشر وقد ذكر لنا في هذا الكتاب أكثر مائة رجل ًتأثيرا على البشرية منهم آزوس – أرسطو – بوذا – كونفوشيوس – هتلر - أفلاطون – ذرادشت – وهو لا يعطينا علامات محددة عن المائة من ناحية تأثيرهم على الناس ولكنه يقوم بتقييم درجة هذا التأثير ويصفهم بترتيب تفوقهم في هذا التأثير من رقم واحد وحتى رقم مائة وهو يوضح لنا أسبابه في ترتيب مرشحيه . ونحن غير مطالبين بالموافقة على كلامه ولكننا لا يسعنا إلا أن نعجب بأمانة هذا الرجل ودقته في البحث .
وأكثر شيء يدعو للدهشة في تصنيفته المنتقاة أنه وضع نبينا الكريم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كرقم واحد أول المائة العظماء وهو بذلك يؤكد بدون علم أو قصد شهادة الله تعالى في آخر تنزيل له للعالم : " ْلَقَد َكَان ْلَكُم فِي ِرَسُول ِاللَّه ٌأُسْوَة ٌحَسَنَة " )
الأحزاب : .. ) :31
عيسي عليه السلام رقم 3
وقد أسعد المسلمين بالطبع تصنيف مايكل هارت لرسول الإسلام في المرتبة الأولى . ولكن هذا الاختيار صدم غير المسلمين وبخاصة اليهود والمسيحيين الذين اعتبروا ذلك إهانة . ماذا ؟ المسيح عليه السلام في المرتبة الثالثة وموسى عليه السلام في
المرتبة الأربعين ؟ !! وبالطبع فإن هذا بالنسبة إليهم شيء لا يمكن هضمه ولكن ماذا يقول مايكل هارت ؟
دعونا نستمع لمناقشته : " حيث أنه يوجد ًتقريبا مسيحيين ضعف عدد المسلمين في العالم 4* فإنه قد يبدو ًغريبا أن يكون تصنيف محمد صلى الله عليه وسلم أعلى من المسيح عليه السلام
وهناك سببين رئيسيين لهذا القرار :
أوًلا لعب محمد صلى الله عليه وسلم ًدورا في ازدهار الإسلام يفوق في أهميته ًكثيرا ما قام به المسيح عليه السلام في ازدهار المسيحية . وعلى الرغم من أن عيسى عليه السلام كان ًمسؤولا عن الخُلُق الأساسي والمبادئ والسلوكيات الأخلاقية للمسيحية " طالما اختلفت هذه المبادئ عن اليهودية 5* فقد كان القديس بولس هو المطور الأصلي للاهوت المسيحي والناشر الرئيسي للمسيحية ومؤلف قسم كبير من العهد الجديد .
ومن ناحية أخرى نجد أن محمد صلى الله عليه وسلم هو المسئول عن العقيدة الإسلامية بجانب خلقه الأساسي ومبادئه الأخلاقية .
بالإضافة إلى ذلك فإنه لعب الدور الرئيسي في الدعوة إلى الدين الجديد وفي تأسيس التطبيق الديني للإسلام .
بولس مؤسس المسيحية
طبقًا لرأي هارت فإن شرف تأسيس المسيحية يجب تقسيمه بين المسيح عليه السلام والقديس بولس .
والأخير كما يعتقد هارت هو المؤسس الحقيقي للمسيحية .. ولا أستطيع إخفاء موافقتي لهارت فمن مجموع الأسفار السبعة والعشرين للعهد الجديد نجد أن القديس بولس قد كتب أكثر من نصفها . ًوخلافا لبولس فإن السيد المسيح لم يكتب كلمة واحدة في السبع
والعشرين ًسفرا .
ولو أنك وجدت ما يسمى بإنجيل الأحرف الحمراء ) فستجد أن كل كلمة َزُعِم أن المسيح
تفوه بها مكتوبة بالحبر الأحمر والباقي بالحبر الأسود العادي*. 6
ولا تندهش حينما تجد في هذا الذي يسمى الإنجيل بشارة المسيح ) أكثر من ..90 في المائة في السبع والعشرين ًسفرا للعهد الجديد مطبوعة بالمداد الحبر الأسود .
هذا هو الاعتراف المسيحي النزيه على ما يسمونه الإنجيل وفي أي مواجهة مع المبشرين المسيحيين ستجدهم يستشهدون مائة في المائة من بولس .
لا أحد يتبع المسيح عليه السلام
قال يسوع عليه السلام ) إن كنتم تحبوني فاحفظوا وصاياي ) يوحنا 4. : 5. .
وقال ًأيضا ) فمن نقض هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس هكذا يُدعى أصغر في ملكوت السموات ) متى 5:19..
وإذا سالت أي مسيحي كثير المجادلة هل تحفظ هذه الشريعة والوصايا ؟ يجيب ) لا ( فإن سألته بعدها لماذا لا تفعل ؟ سيجيبك بلا اختلاف إذا كان من مروجي الكتاب المقدس والناعقين به ) الشريعة سُمِّرت على الصليب ( وهو يعني بذلك أن الشريعة قد انتهت أو ألغيت ويضيف ) : ونحن الآن نعيش تحت الرحمة والنعمة الإلهية. (
وفي كل مرة تستحث المسيحي بما قاله سيده ومعلمه المسيح عليه السلام فإنه يواجهك بشيء من الرسالتين الأولى والثانية إلى أهل كورينثوس والرسالة إلى أهل غلاطية والرسالة إلى أهل أفسس والرسالة إلى أهل فيلبي .. إلخ .
فإذا سألته من مؤلفها ؟ فسيجيبك : بولس – بولس – بولس .
من هو سيدك ؟ سيجيبك المسيح عليه السلام ولكنه ًدائما سيناقض سيده المسيح عليه السلام بالقديس بولس . لن تجد ًمسيحيا ًمتعلما يناقش حقيقة أن المؤسس الحقيقي للمسيحية هو القديس بولس ولذلك كان على مايكل هارت ليكون ًمنصفا أن يصنف المسيح عليه السلام في المرتبة الثالثة في كتابه .
لماذا تُغضب زبونك ) عميلك )
ما فعله مايكل هارت بوضع المسيح في المرتبة الثالثة يطرح علينا ًسؤالا ًخطيرا وهو لماذا يقدم أمريكي على نشر كتاب من573 صفحة في أمريكا ويقوم ببيعه بسعر ( 1 5. ) دولار للنسخة وهو بذلك يتجشم عناء إثارة غضب قراءه المحتملين ؟ من سيشتري كتابه ؟
بالطبع لن يكونوا الباكستانيين أو شعب بنجلاديش أو العرب أو الأتراك اللهم إلا نسخ قليلة هنا وهناك . ولكن الغالبية العظمى من زبائنه سيكونوا من الـ ( 350. ) مليون مسيحي والـ
( 6 )مليون يهودي الذين يعيشون في أمريكا .
فلماذا إذن يغضب عملائه ؟
ألم يسمع القول الشائع أن الزبون ًدائما على حق ؟ بالطبع قد سمع ذلك فلماذا إذن هذا الاختيار المتحدي ؟
ولكنني قبل أن أغلق هذا الملف الخاص بهارت سأسمح له أن يقدم اعتذاره الأخير عن تهوره
يقول مايكل هارت
" إن اختياري لمحمد صلى الله عليه وسلم ليأتي في المرتبة الأولى من قائمة أكثر أشخاص العالم ًتأثيرا في البشرية قد يدهش بعض القراء وقد يعترض عليه البعض ولكنه كان الرجل الوحيد في التاريخ الذي حقق ًنجاحا ًبارزا على كل من المستوى الديني والدنيوي " .
مايكل هارت ) الخالدون مائة ( ص 33
تصنيف لأكثر الأشخاص ًتأثيرا في التاريخ
نيويورك شركة هارت للنشر سنة ....
من هم قادة التاريخ
عدد " تايم " الصادر في 1 5. يوليو سنة 1974
نشرت مجلة " تايم " الشهيرة العنوان السابق على غلافها الخارجي وداخل العدد . كانت هناك مقالات كثيرة مثل : ما الذي يصنع القائد العظيم ؟
من المؤهل على مدار التاريخ ؟
وفي هذه المقالات قامت مجلة " تايم " بسؤال مجموعة من المؤرخين والكتاب والعسكريين ورجال الأعمال وآخرين من اختيارها . وقد أعطى كل منها مرشحيه ًطبقا لوجهة نظره بموضوعية على قدر الاستطاعة البشرية لكل منهم ًومعتمدا في ذلك على إدراكه وتميزه وهواه وحكمه المسبق الشخصي .
من يعرف الدكتور سالازار ؟
من عاداتي وواجباتي الممتعة أن أصحب غير المسلمين كمرشد لهم في جولات داخل أكبر مسجد في نصف الكرة الجنوبي بديربان .
وفي إحدى المناسبات كنت أستضيف اثنين من البرتغاليين زوج وزوجته وخلال مناقشاتنا قال السيد البرتغ " أن د . سالازار ًشخصيا كان أعظم رجل في العالم " لم أناقش معه هذه النقطة لأنني ًشخصيا لا أعرف عن د . سالازار سوى أنه ديكتاتور البرتغال
في عصره . ولو أنه كان يعتبر بالنسبة لكثيرين ذو منفعة عظيمة لأمته ولكن ضيفي المحترم كان يتحدث على حسب معرفته الشخصية وحسب وجهة نظره وأهواءه الشخصية .
محمد صلى الله عليه وسلم لا يمكن تجاهله
ويبدو أنه لم يستطع أحد من بين المساهمين في المقالات المنشورة في مجلة " تايم " أن يتجاهل ًمحمدا صلى الله عليه وسلم .
يقول وليام مكنيل William Mcneill مؤرخ أمريكي بجامعة شيكاغو في المقال الذي نشرته مجلة " تايم " : ولو أنك قست الزعامة بمدى تأثيرها فإنك يجب أن تذكر المسيح وبوذا ومحمد وكونفشيوس على أنهم أنبياء العالم العظماء .
ولم يدخل مكنيل في تفاصيل ولم يعطنا أي تفسير لسبب وضعه للمسيح أًولا ومحمد صلى الله عليه وسلم في المرتبة الثالثة ربما كان هذا بحكم العادة .. فإن مكنيل ًمسيحيا
في الغالب ولكننا لن نتناقش معه .
ويقول جيمس جافين James Gavin الذي يوصف بأنه رجل في الجيش الأمريكي أحيل إلى التقاعد برتبة فريق :
" إنني أعتبر محمد والمسيح عيسى وربما لينين ومن المحتمل ماو تسي تونج من بين القادة الذين كان لهم أعظم تأثير على مر العصور .. أما بالنسبة للقائد صاحب المؤهلات التي من الممكن الاستفادة منها إلى درجة بعيدة في الزمن الحاضر فإنني أختار جون ف . كنيدي " .. ولم يقل الجنرال أكثر من ذلك ولكن من الواجب علينا أن نجيبه فإن الأمر يحتاج شجاعة هائلة لكتابة اسم محمد قبل المسيح عليهما السلام . ومن المؤكد أن ذلك لم
يكن زلة قلم .
جولز ماسيرمان Jules Masserman محلل نفسي أمريكي وأستاذ في جامعة شيكاغو يعطينا على عكس المشاركين الآخرين الأسس التي بنى عليها اختياره والأسباب التي جعلته يختار القائد الأعظم لجميع الأزمنة أنه يريدنا أن نكتشف ما نبحث عنه ًحقا في الرجل المطلوب , المؤهلات التي تجعله ًفريدا . وقد نبحث عن أي مجموعة من المؤهلات كما في حالة مايكل هارت الذي كان يبحث عن الشخص الذي حقق أقوى تأثير .
ومع ذلك فإن ماسيرمان لا يريد منا أن نعتمد على خيالنا وعلى ميولنا الشخصية إنه يريد منا أن نقيم معايير قيادة موضوعية للحكم قبل أن نمنح صفة العظمة لأي شخص . إنه
يقول : " يجب أن يحقق القادة ثلاثة أعمال :
. - يجب أن يتوفر في القائد التكوين السليم للقيادة .
فالقائد مهما كان يجب أن يكون ًمهتما بصالحك ويجب ألا يتطلع إلى استغلال المغفلين لأطماعه الشخصية مثل القس جيم جونز من جونزتاون في جويانا زعيم الطائفة الشهيرة المعروفة باسم " الطائفة المنتحرة " وسوف نتذكره على أنه الرجل الذي انتحر مع 910 من أتباعه كلهم في نفس الوقت !
فقد كانت حكومة الولايات المتحدة في أعقابه وكان على وشك أن يقبض عليه لإجرامه
ولكنه قبل أن يتمكنوا من اعتقاله فكر في أنه من الحكمة أن يتخلص من حياته ومعه جميع أتباعه حتى لا يبقى منهم أحد يشهد ضده فخلط عصير الليمون بالسم ودفع أتباعه لأن يشربوا منه ففعلوا وماتوا ًجميعا في نفس الوقت هذه الميتة المخزية .
وقد اكتشف فيما بعد أن الثوري جيم جونز قد ادخر .5 مليون دولار وأودعها في حسابه الخاص ببنوك في مختلف أنحاء العالم وقد كان كل ضحاياه بمثابة البقر الذي يُدر له اللبن وكان يستغلهم ليشبع شهوته وطمعه .
إن بطل ماسيرمان يجب أن يعود بالنفع على خرافه وعلى قطيعه وليس على نفسه .
. - يجب أن يوفر القائد أو من يكون قائدا نظام اجتماعي يشعر فيه الناس ًنسبيا بالأمن والطمأنينة .
وعلى عكس الماركسيين والفاشيين والنازيين الجدد والاشكنازيين. [) والصهاينة والذين اتبعوهم فإن الأستاذ ماسيرمان في مقالته المختصرة في مجلة " تايم " لم يصرح بذلك . ولكن معتقداته ومشاعره كانت واضحة ًتماما . فهو يبحث عن القائد الذي سيوفر نظام اجتماعي خالي من الأنانية والطمع والعنصرية فكل هذه المذاهب تحمل في طياتها بذور التدمير الذاتي لنفسها .
يقول عبد الله يوسف علي
" لا يزال يصاحبنا الكثير من الندم والخطيئة والظلم والاضطهاد والخطأ والكراهية . لا تزال العجرفة تميت الضمائر وتسلب الأرواح المكافحة حتى من كسرات الشفقة وتصنع من الكائنات الكريهة والغبار المتفتت معبود جميل الهيئة للعبادة .
ما يزال الجهل يوصف بالقمم القوية ويحاول أن يُخزي الحكمة .. لا يزال الإنسان يقود الصيد ويعترض بنعومة على نهاية الرق .. لا يزال الطمع يلتهم جوهر الضعفاء الذين داخل سلطانه بل أكثر من ذلك أن صوت الإنسان المهذب يخنق في وسط الضجيج الأجش للمجموعات والحشود التي تصرح بجنون بما يسمونه شعارات عصرية , .. إلافك القديم الذي رفض
تصديقه من زمن بعيد . إ . هـ
. - يجب على القائد أن يوفر لشعبه مجموعة واحدة من المعتقدات .
من السهل التحدث عن الزمالة الدينية والأخوة في الإنسانية , لكن هناك في جنوب إفريقيا اليوم ألف من الطوائف والملل المختلفة بين البيض أهالي السلالة الأوروبية
وثلاثة آلاف من السود أهالي السلالة الإفريقية . وتفرخ كنائس البيض في بلدتي أساقفة سود بمعدل سريع .
ولكن في أول ... سنة من الاحتلال الأوروبي لم يتخرج من كنائس البيض أسقف أسود واحد .
وحتى الآن لا يستطيع السود والبيض والملونين والهنود أن يصلوا ًمعا في أغلب الكنائس الهولندية البروتستانتيتية وقد عبر الإمبراطور المسيحي جوليانوس عن الكراهية بين الطوائف المسيحية بدقة حيث قال :
" لا توجد وحوش مفترسة تتسم بالعداوة للإنسان كما تعادي الطوائف المسيحية بصفة عامة بعضها البعض
سيد أمير علي في ص.. 18 من كتابه روح الإسلام
وعلى ضوء هذه المتطلبات الثلاثة السابقة يبحث ماسيرمان في التاريخ ويقوم بالتحليل والتمحيص لويس باستير – غاندي – كونفوشيوس – الاسكندر الأكبر – قيصر – هتلر – بوذا
– المسيح – إلى آخر الباقين حتى وصل ًأخيرا إلى النتيجة التالية :
" لعل أعظم قائد كان على مر العصور هو محمد صلى الله عليه وسلم الذي جمع الأعمال الثلاثة وقد فعل موسى نفس الشيء بدرجة أقل " . وليس لنا إلا أن نندهش من ماسيرمان لأنه كيهودي قد تنازل يتفحص حتى أدولف هتلر
العدو الرئيسي لشعبه فهو يعتبره ًقائدا ًعظيما . فقد كان قوم هتلر وهم الأمة الألمانية القوية المكونة من ..90 مليون نسمة كانوا مستعدين أن يسيروا إلى قدرهم أو دمارهم
أمره . واحسرتاه لقد قادهم إلى الهلاك .
ولكن هتلر ليس هو مجال السؤال . إنما السؤال هو لماذا يعلن ماسيرمان وهو يهودي أمريكي وخادم مدفوع الأجر للحكومة بالتصريح لأبناء بلدته الذين يزيدون عن 300 ... مليون منهم اليهودي والمسيحي إنه لا المسيح ولا موسى ولكن محمد عليهم السلام ًجميعا
شبهة الطاعنين فى حديث "خلوة النبى بامرأة من الأنصار" والرد عليها
الدكتور/ عماد الشربيني
روى الإمام البخارى فى صحيحه بسنده عن أنس رضى الله عنه قال : "جاءت امرأة من الأنصار إلى رسول الله ,، ومعها صبى لها، فكلمها رسول الله ,، فقال : "والذى نفسى بيده، إنكم أحب الناس إلى مرتين"([1])
بهذه الرواية طعن أعداء السيرة العطرة فى صحيح الإمام البخارى، وأوهموا القارئ بأن الحديث يطعن فى عصمة رسول الله , فى سلوكه، وفى خلقه العظيم، حيث جاء فى الرواية أنه ، خلا بامرأة، ثم قال : "إنكم أحب الناس إلى"
يقول أحمد صبحى منصور : "والرواية تريد للقارئ أن يتخيل ما حدث فى تلك الخلوة التى انتهت بكلمات الحب تلك، وذلك ما يريده البخارى بالطبع"([1])0
والجواب :
أولاً : أقول لهؤلاء النابتة الضالة التى تريد الطعن والتشكيك فى صحيح الإمام البخارى، لتسقط مكانته كأصح كتاب بعد كتاب الله عز وجل، ولتسقط بسقوطه كل كتب السنة التى تليه، إذ هو بمثابة الرأس، لكتب السنة، وبسقوط الرأس يسقط كل الجسد0
أقول لهم : إن كنتم صادقين فى دعاكم تنزيه الرسول ، مما يشكك فى سيرته العطرة، وأخلاقه العظيمة، وعصمته فى سلوكه، وتزعمون أن البخارى بإخراجه لهذه الرواية فى صحيحه قد افترى كذباً على الرسول ، وشكك فى أخلاقه وعصمته - وعصم الله عزوجل - البخارى وغيره من أئمة السنة من ذلك
وإن كنتم حقاً أهل علم، وبحث عن الحقيقة فلماذا تعمدتم عدم ذكر اسم عنوان الباب الذى ذكر تحته الإمام البخارى هذا الحديث؟ وهو باب "ما يجوز أن يخلوا الرجل بالمرأة عند الناس"
ولماذا تجاهلتم ما قاله شراح الحديث فى بيانهم للمراد من الخلوة، وكيف كانت تلك الخلوة، ولماذا اختلى بها النبى؟
نعم تعمدتم عدم ذكر ذلك تلبيساً منكم وتضليلاً للقارئ، ولأنكم تعلمون كما تعلم الدنيا بأسرها، أن فقه الإمام البخارى فى تراجم أبوابه، التى أعيا فحول العلماء حل ما أبداه فى هذه العناوين من أسرار! إنكم تعلمون أنكم بذكركم عنوان الباب، ينكشف سريعاً كذبكم وتضليلكم! كما أنكم تجاهلتم ما قاله شراح الحديث من أئمة المسلمين، والذين تحرصون على وصفهم بأنهم يقدسون البخارى، ويعبدونه من دون الله "وعصمهم الله من ذلك" تجاهلتم ما فسروه وبينوه من معنى "خلوة الرجل بالمرأة عند الناس" وكيف كانت تلك الخلوة؟
والنتيجة من تجاهلكم كل ذلك أنكم سفهتم عقول أئمة المسلمين، واستخففتم بعقل القارئ لكم
ثانياً : تعالوا بنا لنظهر للقارئ ما حرصتم على كتمانه؛ ولنترك له الحكم بعد ذلك؛ فيمن الصادق البخارى أم أنتم؟ ومن الطاعن والمشكك فى عصمة النبى البخارى أم أنتم؟ ومن المحترم لعقل القارئ البخارى أم أنتم؟
يقول الحافظ ابن حجر – رحمه الله – شارحاً المراد من عنوان الباب الذى ذكر الإمام البخارى تحته حديث أنس. قال : قوله : "باب ما يجوز أن يخلوا الرجل بالمرأة عند الناس" أى : لا يخلوا بها بحيث تحتجب أشخاصهما عنهم، بحيث لا يسمعون كلامهما، إذا كان مما يخافت به؛ كالشئ الذى تستحى المرأة من ذكره بين الناس، وأخذ المصنف قوله فى الترجمة : "عند الناس" من قوله فى بعض طرق الحديث "فخلا بها فى بعض الطرق أو فى بعض السكك" وهى : الطرق المسلوكة التى لا تنفك عن مرور الناس غالبا
وقوله : "فخلا بها رسول الله " أى : فى بعض الطرق، ولم يرد أنس أنه خلا بها بحيث غاب عن أنصار من كان معه، وإنما خلا بها، بحيث لا يسمع من حضر شكواها، ولا ما دار بينهما، من الكلام، ولهذا سمع أنس آخر الكلام فنقله، ولم ينقل ما دار بينهما، لأنه لم يسمعه
وفى رواية مسلم عن أنس : "أن امرأة كان فى عقلها شئ، فقالت : يا رسول الله! إن لى إليك حاجة، فقال : يا أم فلان! أى السكك شئت، حتى أقضى لك حاجتك، فخلا معها فى بعض الطرق، حتى فرغت من حاجتها"([2])
قال الإمام النووى – رحمه الله – قوله : "خلا معها فى بعض الطرق" أى : وقف معها فى طريق مسلوك، ليقضى حاجتها، ويفتيها فى الخلوة، ولم يكن ذلك من الخلوة بالأجنبية، فإن هذا كان فى ممر الناس، ومشاهدتهم إياه وإياها، لكن لا يسمعون كلامها، لأن مسألتها مما لا يظهره"([3])
ومن هنا استفاد الأئمة من هذه الرواية : "أن مفاوضة الأجنبية سراً لا يقدح فى الدين عند أمن الفتنة، ولكن الأمر كما قالت عائشة رضى الله عنها، "وأيكم يملك أربه كما كان يملك أربه"([4]) قلت : وإيانا أيضاً معصوم كعصمته
ثالثاً : ليس فى قوله : "إنكم أحب الناس إلى – مرتين – وفى رواية : ثلاث مرات" ما يطعن فى عصمته فى سلوكه وهديه، لأن هذه الكلمة قالها النبى جهاراً على ملأ من الناس لنساء وصبيان من الأنصار كانوا مقبلين من عرس
يدل على ذلك ما أخرجه البخارى عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال : أبصر النبى ، نساءاً وصبياناً مقبلين من عرس فقام ممتناً فقال : "أنتم من أحب الناس إلى"([5]) وهو على طريق الإجمال، أى : مجموعكم أحب إلى من مجموع غيركم
فالكلمة إذن لم يقلها رسول الله مغازلاً للمرأة الأنصارية التى اختلى بها ليقضى حاجتها؛ كما يحاول أن يزعم، ويستنتج أعداء الإسلام! وإنما قالها ، خطاباً لمجموع الأنصار. وتأمل قوله : "إنكم" ولم يقل "إنك"
وليس أدل على ما سبق أن الراوى للحديث أنس بن مالك، سمع هذه الجملة "إنكم أحب الناس إلى" وسمع كم مرة كررها رسول الله فإذا كانت الكلمة مقصوداً بها المغازلة؛ فلم جهر بها حتى سمعها أنس؟!
ولم لم يسر بها حتى لا يسمعها أنس إن كان مقصوداً بها ما يزعمه أعداء عصمته ؟
إن هذه الجملة : "إنكم أحب الناس إلى" قالها المعصوم : منقبة للأنصار، حيث جعل حبهم من علامات الإيمان، وبغضهم من علامات النفاق، فقال : "الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق، فمن أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله"([6]) وفى رواية : "آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار"([7])
قال الحافظ ابن حجر : وخصموا بهذه المنقبة العظمى، لما فازوا به دون غيرهم من القبائل من إيواء النبى ,، ومن معه، والقيام بأمرهم، ومواساتهم بأنفسهم وأموالهم، وإيثارهم إياهم فى كثير من الأمور على أنفسهم، فكان صنيعهم لذلك موجباً لمعاداتهم، جميع الفرق الموجودين من عرب وعجم، والعداوة تجر البغض، ثم كان ما اختصوا به مما ذكر موجباً للحسد، والحسد يجر البغض، فلهذا جاء التحذير من بغضهم، والترغيب فى حبهم، حتى جعل ذلك آية الإيمان والنفاق، تنويهاً بعظيم فضلهم، وتنبيهاً على كريم فعلهم، وإن كان من شاركهم فى معنى ذلك مشاركاً لهم فى الفضل المذكور، كل بقسطه"([8])
وبعد : فقد ظهر واضحاً جلياً لكل ذى عقل، وقلب سليم، أن الحديث صحيح رواية ودراية، وأن ما زعمه أهل الزيغ من أن لفظ الخلوة فى الحديث محمول على الخلوة المحرمة؛ مردود عليهم بما جاء فى بعض طرق الحديث "فخلا بها فى بعض الطرق أو بعض السكك" وهى الطرق التى لا يخلو منها المارة من الناس
كما اتضح جلياً أن تلك المرأة التى خلى بها النبى ,، كانت لها مسألة أرادت أن تستفتى فيها النبى ، وتلك المسألة مما تستحى من ذكره النساء بحضرة الناس، وكانت إجابة النبى , لها أن تلتمس بعض الطرق أى تلتمس أى جانب من الأماكن العامة التى لا تخلو من مرور الناس غالباً حتى يسمع حاجتها، ويقضيها لها، وكل هذا صرحت به رواية الإمام مسلم من حديث أنس، راوى الحديث الذى طعنوا فيها من رواية البخارى! ليقطع لسان كل فاجر، ويدفع افتراء كل آثم يطعن فى عصمته
وما ختم به النبى ,، حديثه مع المرأة من قوله : "والذى نفسى بيده إنكم أحب الناس إلى" هذا منه ,، تأكيداً لما قاله مراراً من جعله علامات الإيمان حب الأنصار، ومن علامات النفاق بغضهم، ثم إن هذه الكلمة قالها رسول الله , جهاراً على ملأ من الناس، لنساء وصبيان من الأنصار كانوا مقبلين من عرس، كما سبق من حديث أنس عند البخارى0
فهل بقى بعد كل هذا حجة فى الحديث لمن أرادوا أن يشوشوا به على عصمة سيدنا رسول الله , فى سلوكه، وفى خلقه العظيم؟! وهم يوهمون البسطاء أنهم من المحبين للنبى ,، المدافعين عنه، فى الوقت الذى يجحدون فيه سنته العطرة، ويطعنون فى عدالة الإمام البخارى، وفى صحيحه الجامع، ويسفهون عقول المسلمين القائلين بقول سلفهم الصالح رضى الله عنهم، ويستخفون بعقل من يقرئ لهم!0
وبالجملة : أيخشى عاقل، فضلاً عن مؤمن من رسول الله ,، على زوجه، أو ابنته، أو أمه، وهو الذى لم يستطيع كافر أو جاحد، أن يلمس هذا الجانب فى حقه؟0
وقد قال الله تعالى فى حقه : }النبى أولى بالمؤمنين من أنفسهم{([9]) إن رسول الله ,، مؤتمن على الوحى، وحامل الرسالة، والأسوة الحسنة، والقدوة الصالحة، ولا يثير مؤمن فضلاً عن عاقل مثل ما أثاره أعداء السنة المطهرة فى حديثنا هذا، للإيمان بعصمته , من الشيطان. وإن ما طنطن به أعداء عصمته ,، يشبه ما طنطنوا به فى قصة أخرى، وكذبوا البخارى فيها، لأنه رواها، وهى قصة أم سليم وأم حرام رضى الله عنهما0
من كتاب شُبهات حول عصمة النبي
([1]) لماذا القرآن ص91، 92، وقراءة فى صحيح البخارى ص22، كلاهما لأحمد صبحى منصور، وينظر: دين السلطان لنيازى عز الدين ص39، 64، 309، ودفع الشبهات عن الشيخ الغزالى لأحمد حجازى السقا ص210 0
([2]) أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب الفضائل، باب قرب النبى , من الناس وتبركهم به 8/90 رقم 2326، وأبو داود فى سننه كتاب الأدب، باب الجلوس فى الطرقات 4/257 رقمى 4818، 4819 0
([3]) المنهاج شرح مسلم للنووى 8/91 رقم 2326 0
([4]) سيأتى تخريجه ص473 وينظر : فتح البارى 9/245 رقم 5234 0
([5]) أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب مناقب الأنصار، باب قول النبى , للأنصار : أنتم أحب الناس إلى 7/142 رقم 3785، وكتاب النكاح، باب ذهاب النساء والصبيان إلى العرس 9/156 رقم 5180 0
([6]) أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب مناقب الأنصار، باب حب الأنصار من الإيمان 7/141 رقم 3783، ومسلم (بشرح النووى) كتاب الإيمان، باب الدليل على أن حب الأنصار وعلى رضى الله عنهم من الإيمان وعلاماته، وبغضهم من علامات النفاق 1/340 رقم 75 من حديث البراء بن عازب رضى الله عنه0
([7]) أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) فى الأماكن السابقة نفسها برقم 3784، وفى كتاب الإيمان، باب علامة الإيمان حب الأنصار 1/80 رقم 17، ومسلم (بشرح النووى) فى الأماكن السابقة نفسها برقم 128 من حديث أنس بن مالك رضى الله عنه0
([8]) فتح البارى 1/81 رقم 17 0
([9]) الآية 6 الأحزاب0
===================
سؤال : ما معنى قول عائشة للرسول : (( ما أرى ربك إلا يسارع في هواك )) عندما رأت خولة بنت حكيم من اللائي وهبن أنفسهن له ؟
د/هشام عزمي
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه . . .
أما بعد ،
قال القرطبي رحمه الله ونقله عنه ابن حجر في فتح الباري ووافقه عليه : (( هذا قول أبرزه الدلال والغيرة , وهو من نوع قولها ما أحمدكما ولا أحمد إلا الله , وإلا فإضافة الهوى إلى النبي صلى الله عليه وسلم لا تحمل على ظاهره , لأنه لا ينطق عن الهوى ولا يفعل بالهوى , ولو قالت إلى مرضاتك لكان أليق , ولكن الغيرة يغتفر لأجلها إطلاق مثل ذلك )) .
قلت : بل نطقت عائشة رضي الله عنها بالصواب ، فالله شرع لنبيه الذي وافق ما يهواه ويشتهيه , فأي سوء عبارة في ذلك ؟!
والحديث في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كنت أغار على اللاتي يهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم , وأقول : أتهب المرأة نفسها ؟!
فلما أنزل الله تعالى : { ترجي من تشاء منهن وتؤوي من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك }
قلت : ما أرى ربك إلا يسارع في هواك !!)
وبعض المسلمين المتصدين للرد على الشبهات يجردون رسول الله صلى الله عليه وسلم من رجولته وفحولته التي هي من صفات الكمال البشري التي تحمدها العرب ظنًا منهم أنهم بذلك ينزهونه صلى الله عليه وسلم عما يشين مقام النبوة فيجعلونه كالعنين ناقص الذكورة الذي لا يهوى ولا يشتهي النساء .. فهذا مسلك غير حميد ؛ لأنه يخرج النبي صلى الله عليه وسلم عن آدميته ويجعله في مقام من لا تميل نفسه إلى شهوة مباحة أبدًا ، وبعد هذا يظن أنه ينزهه فيكون قد أعطاه صفة سلب لا مدح فيها .
ثم إنه ينبغي التفريق بين أمرين :
1- الهوى والشهوة المستقرة في النفس البشرية وهي مجبولة عليها .
2- اتباع الهوى ومخالفة الشرع في ذلك .
فأما النوع الأول فليس بمذموم لأنه ليس للأنسان يدٌ في ذلك البتة , فكيف يذم في شيء قد ركز في الطباع ؟
بل أذهب أبعد من ذلك - ولست أبالغ - , أن من لم يكن ذا شهوة فهو ناقص عن أقرانه , فمن لا يشتهي النساء رجل ناقص الذكورة ؛ فلا يمدح بذلك عرفًا ولا يرغبه الناس , بل هو عيب يحق للقاضي أن يفرق بين الزوجين بسببه وهو ما يسمى العنين .. فإذا كان نقص هذه الشهوة عيب ، فما يقابلها كمال بشري يمدح صاحبها .
وأما النوع الثاني وهو اتباع الهوى ومخالفة الشرع في ذلك ؛ فهذا هو المذموم وقد جاءت النصوص بذلك كما هو معلوم .
لهذا يجب فهم قول عائشة رضي الله عنها في ضوء هذا التفريق لأن ما فهمه الصحابة والمسلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم بشر يتزوج ويشتهي النساء كبقية البشر وليس في ذلك تثريب - كما تقدم - , وأما الكفار فهم الذين ذكر الله عنهم أنهم يستنكرون هذا على رسل الله , فأجابهم الله بقوله : { ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرية } [الرعد:38].
قال ابن الجوزي رحمه الله : (( سبب نزولها أن اليهود عيروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بكثرة التزويج، وقالوا: لو كان نبياً كما يزعم ، شغلته النبوة عن تزويج النساء ، فنزلت هذه الآية، قاله أبو صالح عن ابن عباس )) زاد المسير (4/336) .
فأهل القلوب المريضة هم الذين يجعلون هذا طعناً في النبوة , أما أهل الفطر السليمة والعقول المستقيمة , فيعلمون ان ذلك لا يضر الرسالة بأدنى ضرر.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
===================
محاولة النبى محمد صلى الله عليه وسلم الانتحار
الرد على الشبهة:
الحق الذى يجب أن يقال.. أن هذه الرواية التى استندتم إليها ـ يا خصوم الإسلام ـ ليست صحيحة رغم ورودها فى صحيح البخارى ـ رضى الله عنه ـ ؛ لأنه أوردها لا على أنها واقعة صحيحة ، ولكن أوردها تحت عنوان " البلاغات " يعنى أنه بلغه هذا الخبر مجرد بلاغ ، ومعروف أن البلاغات فى مصطلح علماء الحديث: إنما هى مجرد أخبار وليست أحاديث صحيحة السند أو المتن (1).
وقد علق الإمام ابن حجر العسقلانى فى فتح البارى (2) بقوله:
" إن القائل بلغنا كذا هو الزهرى ، وعنه حكى البخارى هذا البلاغ ، وليس هذا البلاغ موصولاً برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال الكرمانى: وهذا هو الظاهر ".
هذا هو الصواب ، وحاش أن يقدم رسول الله ـ وهو إمام المؤمنين ـ على الانتحار ، أو حتى على مجرد التفكير فيه.
وعلى كلٍ فإن محمداً صلى الله عليه وسلم كان بشراً من البشر ولم يكن ملكاً ولا مدعيًا للألوهية.
والجانب البشرى فيه يعتبر ميزة كان صلى الله عليه وسلم يعتنى بها ، وقد قال القرآن الكريم فى ذلك:(قل سبحان ربى هل كنت إلا بشراً رسولاً) (3).
ومن ثم فإذا أصابه بعض الحزن أو الإحساس بمشاعر ما نسميه - فى علوم عصرنا - بالإحباط أو الضيق فهذا أمر عادى لا غبار عليه ؛ لأنه من أعراض بشريته صلى الله عليه وسلم.
وحين فتر (تأخر) الوحى بعد أن تعلق به الرسول صلى الله عليه وسلم كان يذهب إلى المكان الذى كان ينزل عليه الوحى فيه يستشرف لقاء جبريل ، فهو محبّ للمكان الذى جمع بينه وبين حبيبه بشىء من بعض السكن والطمأنينة ، فماذا فى ذلك أيها الظالمون دائماً لمحمد صلى الله عليه وسلم فى كل ما يأتى وما يدع ؟
وإذا كان أعداء محمد صلى الله عليه وسلم يستندون إلى الآية الكريمة: (فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً) (4).
فالآية لا تشير أبداً إلى معنى الانتحار ، ولكنها تعبير أدبى عن حزن النبى محمد صلى الله عليه وسلم بسبب صدود قومه عن الإسلام ، وإعراضهم عن الإيمان بالقرآن العظيم ؛ فتصور كيف كان اهتمام الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بدعوة الناس إلى الله ، وحرصه الشديد على إخراج الكافرين من الظلمات إلى النور.
وهذا خاطر طبيعى للنبى الإنسان البشر الذى يعلن القرآن على لسانه صلى الله عليه وسلم اعترافه واعتزازه بأنه بشر فى قوله - رداً على ما طلبه منه بعض المشركين-: (وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً * أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيراً * أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفاً أوتأتى بالله والملائكة قبيلاً * أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى فى السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه). فكان رده:(سبحان ربى) متعجباً مما طلبوه ومؤكداً أنه بشرٌ لا يملك تنفيذ مطلبهم:(هل كنت إلا بشراً رسولاً) (5).
أما قولهم على محمد صلى الله عليه وسلم أنه ليست له معجزة فهو قول يعبر عن الجهل والحمق جميعاً.
حيث ثبت فى صحيح الأخبار معجزات حسية تمثل معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم ، كما جاءت الرسل بالمعجزات من عند ربها ؛ منها نبع الماء من بين أصابعه ، ومنها سماع حنين الجذع أمام الناس يوم الجمعة ، ومنها تكثير الطعام حتى يكفى الجم الغفير ، وله معجزة دائمة هى معجزة الرسالة وهى القرآن الكريم الذى وعد الله بحفظه فَحُفِظَ ، ووعد ببيانه ؛ لذا يظهر بيانه فى كل جيل بما يكتشفه الإنسان ويعرفه
(1) انظر صحيح البخارى ج9 ص 38 ، طبعة التعاون.
(2) فتح البارى ج12 ص 376.
(3) الإسراء: 93.
(4) الشعراء: 3.
(5) الإسراء: 93.
المصدر : موقع الأزهر
حقائق الإسلام فى مواجهة شبهات المشككين / حقائق حول الرسول صلى الله عليه وسلم
شِرْلُوك هُولْمِز والرسول الكريم؟! كيف؟
بقلم : د. إبراهيم عوض
ibrahim_awad9@yahoo.com
فى هذه المرحلة البائسة من التاريخ الإسلامى يتعرض الإسلام والمسلمون لهجمةٍ رهيبةٍ تستهدف محو كل شىء يتعلق به أو بأهله، هجمةٍ تُسْتَخْدَم فيها كل الوسائل والخطط التى لم يحلم بها الشيطان نفسه يوما من الأيام، ويتم الكذب والتدليس بشأنه علانية دون خجل أو حياء، إذ المسلمون حكوماتٍ وشعوبًا هم الآن فى أسوإ حالاتهم وأوضاعهم، وهو ما يغرى الغرب بالاعتقاد بأن هذه فرصة عظيمة لا تتكرر للعمل على تدمير هذا الدين والقضاء على أهله إن استطاع، أو على الأقل: العمل على تغيير هويتهم وانتمائهم، واجتيالهم عن معتقداتهم وعباداتهم وأخلاقهم وعاداتهم وتقاليدهم، مستخدما فى ذلك، ضمن ما يستخدم، خَوَنة المسلمين الذين يَسْهُل، عن طريق الفتات التافه الحقير مثلهم من بقايا المناصب والشهرة والمال والجنس، شراؤهم واقتيادهم من أنوفهم للقيام بمهمة "الكَبْش" الذى تُحَطَّم به أبواب القلاع والحصون، تلك المهمة التى ينهض بها هؤلاء الكِبَاش الأقذار المنحطّون بحماسة منقطعة النظير وكأنهم مؤمنون متبتلون يتقربون إلى الله لنيل رضاه لا إلى المستعمر المجرم الذى ظل يذيق أمتهم العذاب قرونًا ويسرقها ويقتّل رجالها ويعتدى على أعراض نسائها وييتّم أطفالها ويذبّحهم أيضا. وفى إطار هذه الهجمة المجرمة الشرسة ينبغى النظر إلى تلك الكتابات العجيبة التى نعرض لبعضها هنا بين الحين والحين بُغْيَةَ تنبيه الغافلين والمغفَّلين من أبناء الأمة التى تنتسب زورا إلى سيد المرسلين لعلها أن تُفِيق وتستيقظ وتنهض من رقدة العدم فتستعيد شرف الانتماء إلى دين سيد الرسل عليه السلام وتسترجع ما كان لها من عز غابر ومجد تالد بدل هذا الهوان والذل والاستخذاء الذى يحاصرها من كل جانب والذى لا يليق بها وبأعدادها وإمكاناتها المهولة وتاريخها العريض ورقيّها الذى كان ثم أصبح فى خبر "كان". ويدخل فى نطاق هذه الهجمة المقالُ الذى نترجمه اليوم ونعلّق عليه، والذى كتبه رجل فرنسى سبق أن عرضْنا له الاقتراح المجنون بنَكْت شوارع المدينة المنورة بغية التأكد من وجود "الخندق" الذى يصر بخبلٍ عقلىٍّ غريبٍ على أنه لم يكن له وجود، مما يعده برهانا لا تمكن المماراة فيه على أن محمدا نفسه لم يكن له وجود!
ولكن قبل أن نسوق ترجمة المقال المذكور ننقل تلك السطور التى قرأناها اليوم (الجمعة الموافق للثامن عشر من نوفمبر 2005م) فى صحيفة "القدس العربى" المشباكية تحت عنوان "انتفاضة البؤساء في فرنسا... الأخطر منذ 1968" للكاتب عمر نجيب، والتى تقول: "جزء من ثورة البؤساء في فرنسا نابع كذلك عن ردة الفعل علي الحملة الشرسة التي شُنَّتْ ضد الإسلام والمسلمين خاصة في أوروبا منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 ضد الولايات المتحدة. ففي كل مكان بأوروبا استغل أنصارُ الفكر العنصري وأتباعُ الصهيونية الأحداثَ ليشنوا حملة ضد الإسلام والمسلمين. وقد وصل تردي الأوضاع إلى درجة أصبح فيها حتي على الذين لهم أسماء عربية وإسلامية مميزة أن يبدلوها إذا أرادوا أن تكون لهم حظوظ مهما كانت صغيرة للحصول علي عمل ينقذهم من البطالة. ما حدث ويحدث في فرنسا منذ الأيام الأخيرة من شهر أكتوبر 2005 ولَّد يقظة لدي بعض الحريصين علي إقامة مجتمع عادل بدون عنصرية. في هذا الإطار قال المفكر الفرنسي البارز إيف لوكوك إنه اصبح من الضروري على الغرب الآن أكثر من أي وقت مضي تجاوز عقدة الإسلام والمسلمين وإظهار احترامٍ أكبر لمعتنقي هذه الديانة في أوروبا لضمان التعايش السلمي بين الجميع. وقال المفكر الفرنسي في مقابلة مع رويترز: لم يعد مقبولا أن يتم دَوْس كرامة الآخرين وعدمُ احترام ديانتهم، وخصوصا الديانة الإسلامية التي أضحت هدفا لهجوم من الغرب بلا هوادة. وأضاف لوكوك، وهو وجه وصوت تلفزيوني معروف في فرنسا: إن ما يحدث من شَغْب في ضواحي العاصمة باريس وغيرها طبيعي بالنظر إلى عدد من العوامل التي أدت لغضب المسلمين. واعتبر لوكوك الذي اشتهر بجرأة النقد في برنامجه أعمال الشغب أمرا غير مقبول، لكن يبدو أن تراكم الإحساس بالتهميش والاحتقار وعدم احترام خصوصية المسلمين هو الذي جعل الأمر يصل إلى هذا الحد من الغضب. وانتقد المفكر الفرنسي أداء حكومة باريس في إدارة هذه الأزمة قائلا: من الأفضل معالجة المسألة بالاستماع إلى الجالية المسلمة وتوفير مقومات العيش الجيد لها، وخصوصا توفير مزيد من فرص العمل عِوَضَ الالتجاء الفوضوي إلى القوة مباشرة لردع هذه الفئة التي تشعر بالتهميش اجتماعيا واقتصاديا ودينيا. واستغرب لوكوك ربط هذه الأعمال بجماعات إسلامية منظمة مثلما أشارت بعض التقارير الصحافية الغربية معتبرا أن أي حادث مهما كانت سذاجته أو بساطته في فرنسا أو أوروبا من الآن فصاعدا سيتم تحميل المسؤولية فيه للإسلام والمسلمين. وهذا أمر مخجل، ويجب ألا يتواصل حتي تُسْتَأْنَف العلاقات بشكل جيد مع المسلمين". والآن بعد أن انتهينا معا من مطالعة هذه السطور الكاشفة لأوضاع المسلمين فى الغرب وكيف أنها لا تمكن مقارنتها بأوضاع الأقليات فى البلاد الإسلامية التى تعيش فى فردوس ثم تتطاول مع ذلك على الأكثرية المسلمة وتنسب لها المعايب وتختلق لها التهم اختلاقا، فلنذهب، أيها القارئ العزيز، إلى نص ترجمة المقال المخبول الذى يحاول صاحبه التشكيك فى وجود الرسول نفسه صلى الله عليه وسلم بطريقة تافهةٍ مضحكةٍ فاضحةٍ للعقلية الغربية عند تعاملها مع الإسلام والمسلمين، وهذه هى الترجمة:
"ترى أكان محمد وشِرْلوك هُولْمز شخصيتين تاريخيتين حقيقيتين أم لم يكونا إلا أسطورتين من بنات الوهم والخيال؟ أكانا فعلا بشرا من البشر فى يوم من الأيام أم لا يزيدان فى واقع الأمر عن أن يكونا تجسيدا لتطلعات بعض بنى الإنسان؟ أهما يمتّان إلى الحقيقة أم هما مجرد زيف ليس له فى الحقيقة أى وجود؟ أم تراهما قد تم مزجهما من هذا وذاك كى يصدق الناس أنهما كانا موجودين يوما وأن كل ما يمتّ إليهما بسبب هو حقيقى صحيح؟ ربما تبدو المسألة غريبة، ذلك أنك متى عرفت من هو محمد فإنك تعرف أنه كان موجودا، وإذا عرفت من هو شرلوك هولمز فإنك تعرف أنه لم يكن له وجود. لكن هل أنت متأكد من هذا؟ بالنسبة لمحمد فإن أكثر من عشرين فى المائة من سكان الأرض يؤمنون أنه شخص حقيقى كان موجودا فى يوم من الأيام، فهل نستخلص من هذا أن مليار نسمة لا يمكن خداعهم فى مسألة يمكن التحقق من صحتها بهذه البساطة، ومن ثم فإنه كان فعلا موجودا؟ إن كان الجواب بـ"نعم" فإنه ينبغى الوصول إلى نتيجة مشابهة فيما يتعلق بشرلوك هولمز، إذ ذكرت "الويكيبيديا" فى مادة "شرلوك هولمز" أنه، طبقا لاستطلاع قامت به الـ"بى بى سى" عام 1959م، قد تبين أن أكثر من نصف الإنجليز يعتقدون أن شرلوك هولمز كان شخصا حقيقيا وأن 25 مليونًا من الإنجليز بالذات لا يمكن أن يكونوا مخدوعين فى مسألة يسهل التحقق منها إلى هذا الحد. أليس كذلك؟
الحق أنه من الأفضل أن تقول إنك تَحْسَب أو إنك تعتقد أن محمدا كان موجودا. وفيما يخصك فأنت فى الواقع لم تقابل محمدا، لكن عدم مقابلتك إياه لا يعنى أنه كان موجودا، وإن لم يَعْنِ أيضا أنه لم يكن له وجود. ولسوف يكون الكلام أصحّ لو قلتَ إنك تظن أو إنك تعتقد أن شرلوك هولمز لم يكن له وجود، فأنت فى الحقيقة لم تقابل قَطّ شرلوك هولمز ذاته، لكن عدم مقابلتك شخصا ما لا يعنى أنه لم يكن موجودا، وإن لم يعن أيضا أنه كان له وجود. إن هذا، فيما يبدو، ليبعث على الاضطراب، لكنك إذا اتجهت أخيرا إلى جوهر الموضوع، فعليك أن تجيب على السؤال التالى: ترى ما الذى تعرفه على وجه اليقين فينا يختص بمحمد لأنك قد تحققت منه؟ وكذلك ما الذى تعرفه على وجه اليقين فيما يختص بشرلوك هولمز لأنك قد تحققت منه؟ وعلى أى أساس إذن قد أقمتَ رأيك فى محمد وفى شرلوك هولمز؟
وهاتان الشخصيتان قد عاشتا فى زمنٍ جِدّ مبكِّر بحيث لا يمكن القول بأن هناك من معاصرينا من عرفهما فى حياتهما. وبالنسبة لمرورهما على الأرض، فسواء كان ذلك صحيحًا أو مفترضًا فإننا لا نستطيع إلا أن نشير إلى الآثار التاريخية التى خلّفاها، أو لم يخلّفاها، وراءهما. ولسوف نلقى الآن نظرة على تلك الآثار التى خلفتها هاتان الشخصيتان. ولحسن الحظ فلسنا بحاجة إلى السفر إلى بلاد العرب ولا إلى إنجلترا لنقوم بذلك البحث، إذ هناك من قام بهذا بالنيابة عنا. وبفضل المِشْبَاك فسيكون من السهل الوصول مباشرة إلى المعلومات التى وضعها أولئك الأشخاص تحت تصرف جميع المِشْباكيين المهتمين بالموضوع كى يستطيع كل فرد أن يكوّن بسرعةٍ رأيه الشخصى بكل حرية واستقلال.
فى خُطَى شرلوك هولمز على أعقاب محمد
وسوف نبحث المسألة بطريقتين: الطريقة الأدبية والطريقة الآثارية، ولن نستعين عند الكلام عن كل من الشخصيتين إلا بأفضل المتخصصين. وسوف يكون مرجعنا بالنسبة لمحمد هو المعلومات التى وردتنا عن أشخاص متحمسين لسيرة حياته وشخصيته يُسَمَّوْن: "أهل السنة أو الشيعة"، ويطلَق عليهم جميعا فى فرنسا دون تفرقةٍ اسم "المسلمين". وهذا هو الاسم الذى سوف نعتمده، ولن نستمد أية معلومة إلا من المواقع الإسلامية الناطقة بالفرنسية، وبالذات "إسلام فرانس". أما رأى غير المسلمين، أى الأشخاص الذين لم يدرسوا الوثائق الضخمة المتعلقة بسيرة محمد بعمقٍ، فلن يكون لهم بطبيعة الحال نفس الوزن الذى للمسلمين العارفين بكل ما يتعلق به. وبالنسبة لبعض غير المسلمين فإنهم يفسرون الإحالات والتناقضات فى سيرة محمد على أساس أنه ليس أكثر من أسطورة لفقها على مدار القرون من هنا ومن ههنا كتّاب كانوا يشتغلون بخدمة بعض السادة فى عصرهم بغية تحريك رجال الجيش لشن الحروب من أجلهم. وفى نظر غير المسلمين فإن هؤلاء ظلوا يرددون هذه الأسطورة لأكثر من ألف عام. بيد أن علماء المسلمين يردون بأن هذه الإحالات وتلك التناقضات ليست كذلك فى الحقيقة، بل فى الظاهر فقط، وأن محمدا هو أعظم الأنبياء جميعا وخاتمهم. وقد أضحى وضع الدراسات التى تهدف إلى تأكيد وجود محمد وإثبات أنه أمر لا يقبل المماراة فنا من الفنون. وهناك عدد هائل من الدراسات التى تتعلق بمحمد، بل هناك جامعة تُعَدّ مرجعا عالميا فى هذا الموضوع.
والآن كما فعلنا مع محمد سوف نفعل مع شرلوك هولمز. وسوف يكون مرجعنا بالنسبة لشرلوك هولمز هو المعلومات التى وردتنا عن أشخاص متحمسين لسيرة حياته وشخصيته يُسَمَّوْن: "الهولمزيين أو الشرلوكيين". وفى فرنسا يُسَمَّى الشرلوكيون الإنجليز بـ"الهولمزيين"، وهم أعرف الناس بكل ما يتعلق بشرلوك هولمز، وهذا أمر من الوضوح التام بمكان. وسوف يقتصر اعتمادنا على المراجع الهولمزية، وهى مواقع كثيرة ناطقة بالفرنسية، وبالذات موقع "سوسييتيه شِرْلوك هولمز فرانس". أما رأى غير الهولمزيين، أى الأشخاص الذين لم يدرسوا الوثائق الضخمة المتعلقة بسيرة شرلوك هولمز بعمقٍ، فلن يكون لهم بطبيعة الحال نفس الوزن الذى للهولمزيين العارفين بكل ما يتعلق به. أما غير الهولمزييين فإنهم يفسرون الإحالات والتناقضات فى سيرة شرلوك هولمز على أساس أنه ليس أكثر من أسطورة لفَّقها، من هنا ومن ههنا على مدى أربعين سنةً، كاتبٌ كان يشتغل بخدمة أحد رجال الصحافة فى عصره بغية دفع القراء لشراء صحيفته. وفى نظر المكذِّبين فإن أتباع هولمز ظلوا يرددون كذبةً مضحكةً لأكثر من قرن. بيد أن الهولمزيين، بفضل ما كتبه واطسون، يردّون بأن هذه الإحالات وتلك التناقضات ليست كذلك فى الحقيقة، بل فى الظاهر فقط، وأن شرلوك هولمز هو أعظم مخبرى عصره. وقد أضحى وضع الدراسات التى تهدف إلى تأكيد وجود شرلوك هولمز وإثبات أنه أمر لا يقبل المماراة فنا من الفنون. وهناك عدد هائل من الدراسات التى تتعلق بشرلوك هولمز، وإن لم تكن هناك جامعةٌ يُرْجَع إليها فى هذا الموضوع.
وفى النهاية فإنه من الناحية الرياضية لا توجد بالنسبة لمحمد وهولمز إلا أربعة احتمالات: إما أن محمدا وهولمز كليهما كانا موجودين، وإما أن هولمز كان موجودا، أما محمد فلا، وإما أن محمدا كان موجودا، أما هولمز فلا، وإما أنه لا محمد ولا هولمز كان موجودا.
أ- المنهج الأدبى:
المعتقدات: بالنسبة للمسلمين يعد محمد شخصًا حقيقيًّا فَعَل كل ما يُحْكَى عنه فى سيرته، تلك السيرة التى وردتنا من خلال معارفه المباشرين، أى صحابته، مثل علىّ وعمر... إلخ. وقد أملى محمد القرآن على أولئك الصحابة. ويتكون القانون العثمانى من مائة وأربع عشرة سورة هى القرآن، وهذا القرآن هو أساس معتقدات المسلمين جميعها. ويوصَى حميع المسلمين بقوةٍ بقراءة ذلك القانون العثمانى فى لغته العربية، لكن لأن هذا غير ممكن بالنسبة لكل العالم نجد أن هناك ترجمات فرنسية للقرآن.
وبالنسبة للهولمزيين فإن شرلوك هولمز هو أيضا شخص حقيقى فَعَل كل ما يُحْكَى عنه فى سيرته، تلك السيرة التى وردتنا من خلال شاهد مباشر هو صديقه الدكتور واطْسون، الذى روى له شرلوك هولمز أحداث حياته. ويتكون القانون الهولمزى من أربع روايات وست وخمسين قصة قصيرة هى أساس معتقدات الهولمزيين جميعها. ويوصَى حميع الهولمزيين بقوةٍ بقراءة القانون الهولمزى فى لغته الإنجليزية، لكن لأن هذا غير ممكن بالنسبة لكل العالم نجد أن هناك ترجمات فرنسية له.
الحالة المدنية- على الجانب الإسلامى: محمد بن مُطَّلِب (570م؟- 8 يوليه 633م). وُلِد فى مكة، ومات فى المدينة عن 63 عاما. من ذرية إسماعيل، وينتسب لقبيلة قريش التجارية. أبوه عبد الله بن عبد المطلب، وعمه أبو طالب، وأمه آمنة. اتخذ زوجات كثيرات، ورُزِق أطفالا كثيرين مات ذكورهم جميعا فى سن صغيرة، ولم تعش بعده من بناته إلا فاطمة التى رُزِقت ذرية ممتدة. كان يعيش فى بلاد العرب: فى مكة أولا، ثم هاجر فيما بعد إلى المدينة.
وعلى الجانب الآخر: شرلوك هولمز (6 يناير 1854م- 1957م). مسقط رأسه مجهول، ومات (؟) فى ساسِكْس عن مائة وثلاثة أعوام. ينتسب إلى صغار ملاك الأراضى. حفيد أخت الرسام الفرنسى فرنيه. أخوه مايكروفت، الذى يكبره بسبعة أعوام. لا يُعْرَف أى قريب آخر له. لم يتزوج أو يُرْزَق أطفالا. كان يسكن لندن: أولا فى مونتاج ستريت، ثم انتقل إلى 221ب بيكر ستريت. اعتزل العمل وأخلد للراحة فى ساسِكْس، وأنفق بقية عمره فى تربية النحل.
السيرة المحمدية:
حياته قبل أن يصبح أعظم الأنبياء: لا نعرف عن طفولته وصباه شيئا يذكر. أثناء رحلته خارج بلاد العرب فيما بين بيت المقدس ودمشق قابل راهبا اسمه بَحِيرَا وجد لديه استعدادا ليكون أعظم الأنبياء جميعا.
نشاطه بعد أن أصبح أعظم الأنبياء: بعد أن اقترن فى سن الخامسة والعشرين بأرملة ثرية أكبر منه سنا لم يبدأ تعاونه مع الملاك جبريل إلا عندما شارف سنه الأربعين. وكانت نصوص الوحى قليلة فى أول الأمر، ثم تضاعفت بعد ذلك حتى بلغت فى النهاية عدة آلاف. منذ فراره من مكة ووصوله إلى المدينة حتى آخر حياته نجده يكرّس حياته لتحطيم النظام الوثنى للمجتمع المكى. ولأنه لم يكن بارعا فى المبارزة فقد أوكل لأتباعه مهمة اغتيال مناوئيه. اتخذ من نبوّته مسوِّغا لقتل المئات فى المعارك الحربية الكثيرة. كان هذا وذاك سببا فى شيوع الرعب منه فى أرجاء الجزيرة العربية. بعث برسل إلى ملوك الأرض من حوله، فبعضهم آمن به، وبعضهم رد الرسل دون مراعاة لاعتبارات المجاملة. بعد نجاحه فى سحق مكة عسكريا والقضاء على المجتمع الوثنى عاد إلى المدينة حيث مات عام 632م عقب مرض لم يدم طويلا بعد أن قام بمهمة أعظم الأنبياء لمدة ثلاث وعشرين سنة. خارج نطاق النبوة كان محمد يكن كراهية عميقة للفنون بوجه عام (الرسم والنحت والعمارة)، وكان يكره الموسيقى ويحطم آلاتها، ويعجز عن تذوق أى شىء غير التراتيل الدينية.
السيرة الهولمزية:
حياته قبل أن يصبح مخبرا: لا نعرف عن طفولته وصباه شيئا ذا بال. أثناء العامين اللذين قضاهما فى الكلية انتبه إلى أن بمستطاعه كسب رزقه من براعته فى الملاحظة والاستنتاج. اكتشف والد صديقه الوحيد آنذاك لديه ميولا لأن يكون مخبرا سريا عظيما.
حياته بعد أن أصبح مخبرا: بدأ نشاطه عام 1878م وعنده أربع وعشرون سنة. شرع يتعاون مع واطسون بدءا من عام 1881م أو 1882م. كانت تحرياته فى البداية قليلة، ثم تضاعفت مع الأيام. منذ نهاية ثمانينات القرن التاسع عشر حتى عام 1891م كرّس كل نشاطه للقضاء على منظمة البروفيسير مورياترى الإجرامية. وقعت بينهما مبارزة فى الرابع من مايو عام 1891م على قمة قلاع رايشنباخ بسويسرا. لقى مورياترى حتفه، على حين اختار هولمز أن يختفى رسميا. استأنف نشاطه من عام 1894م حتى 1901م. نجح فى حل غموض المئات من الجرائم. فى هذه الأثناء استطاع واطسون تحويل مسار هولمز بعيدا عن المخدرات. أهّلته خدماته للتاج البريطانى لمقابلة الملكة فكتوريا عام 1895م، بَيْدَ أنه رفض لقب "الشيفالييه" فى يونيه 1902م. ترك هولمز وظيفة "المخبر" وأخلد إلى الاستراحة فى نهاية 1903م أو بداية 1904م بعد أن مارس مهنته على مدار ثلاث وعشرين سنة مع فترة توقف لمدة ثلاث سنوات من 1891م إلى 1894م قضاها فى الأسفار. اختار الاعتزال وحده فى مزرعةٍ بسَاسِكْس حيث أخذ يقضى وقته فى تربية النحل. عشية اندلاع الحرب العالمية الأولى كان آخر نشاط معروف له هو القبض على الجاسوس الألمانى فون بورك. خارج نطاق عمله كمخبر كان شرلوك هولمز مغرما بالفنون بوجه عام، وكان مغرما بالموسيقى شديد التحمس لها حتى إنه لم يكن عازفا شديد المهارة للكمان فحسب، بل كان ملحنا ذا موهبة غير عادية.
الوصف الجسدى لمحمد: لم يكن مفرط الطول ولا القصر، مع غلظ الكفين والقدمين. كان متوسط القامة عريض الكتفين ضخم الرأس مهيب الملامح. لم يكن شَعْره قصيًرا جَعْدًا، كما لم يكن طويلا بائن الطول، وكان كَثّ اللحية. كان شَعْر صدره يهبط نازلا إلى سُرّته فى خط طويل. كان واسع الفم أدعج العينين دقيق العظام على نحو ملحوظ حريصا على الإبانة فى أحاديثه كى يسمع الجميع كلامه ويفهموه بسهولة. وكان يميل إلى الصمت ما لم تكن هناك حاجة إلى الكلام.
الوصف الجسدى لهولمز: أول ما يأخذ العَيْنَ منه طولُ قامته ونحافتُه. يبلغ من الطول 180 سنتيمترا، إلا أن واطسون كان يرى أنه أطول من ذلك كثيرا. ضيق الوجه، عريض الجبين، أسود الشعر، داكن الحاجبين كثيفهما، رقيق الشفتين تبدو فيهما أمارات الحزم. كما كان أنفه دقيقا يشبه منقار الصقر، وعيناه رماديتين يقظتين نافذتين تضفيان عليه سيما الاستغراق أثناء تفكيره، وصوته عاليا حادا ذا إيقاع سريع.
أ - المنهج الآثارى:
المخلَّفات التى تركها محمد وراءه: يوجد متحف يضم المئات من هذه المخلفات. وهنا عَرَض الكاتب صورة غريبة غير واضحة لرجلٍ جاثٍ على ركبتيه قال إنها للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام. أما فى خانة التمثال فقد ذكر أن الإسلام يحرم نحت التماثيل للكائنات الحية. ثم عَرَض بعض الأشياء التى قال إن الرسول كان يتخذها لاستعماله الشخصى، مُتْبِعًا إياها بصورة لما سماه عمامته، بعدها صور لبعض السيوف وقوسين وعدة أشياء أخرى كمثال على الآلات المفضلة عنده، فضلا عن رسالة من الرسائل التى بعث بها إلى الملوك من حوله، وتسجيل تجميعى لسيرته على قرص دى فى دى، وصورة لقارئ للقرآن كمثال على الصوت المنغم الذى كان شائعا فى عصره، وصور أخرى لمكة والمدينة وجموع الحجيج فى طوافها حول الكعبة، ولغار حراء الذى كان يأوى إليه أثناء تأملاته، ولمقابر البَقِيع التى يزعم أنها مما لا يسع حاجًّا ألا يزوره، وكذلك جبل أُحُد، الذى دارت عنده رَحَى ثانى غزوة من غزواته وأشيع فيها أنه عليه السلام قد قتل، ثم قبره، ليختم هذه الجولة بالقول بأنه، من خلال ما أرسى محمد من مبادئ، قد أضحى مناط إلهام لعدد من العمليات الانتحارية التى يقوم بها هذه الأيام مسلمون يوقنون تمام الإيقان أنهم متى ماتوا فإن كل شىء سوف يقع الضبط كما سبق أن أخبر به الرجل الذى يتخذونه مثلا أعلى.
المخلَّفات التى تركها هولمز وراءه: متحف يضم المئات من هذه المخلفات. ثم يعرض لهولمز صورة شخصية وثلاثة من تماثيله، وقبعته وغليونه وقلمه وعدسته التى كان يستخدمها فى القراءة وبعض أوراقه ومصباحه وساعته، وكتابا له عن كيفية التفرقة بين رماد الأتباغ المختلفة، وتسجيلا تجميعيا لحياته على قرص دى فى دى، ثم صورة لعازف موسيقى كمثال على الصوت المنغم الذى كان شائعا فى عصره، ثم صورا لبيكر ستريت ولندن، ولحجرة الجلوس التى كان يأوى إليها هولمز أثناء تأملاته، ولتجمُّع حاشد فى لندن فى عصرنا، وموضعين من المواضع التى يحرص عشاق هولمز على زيارتها فى سويسرا. أما بالنسبة للمكان الذى دُفِن فيه فيقول إنه غير معروف. ثم يختم الكاتب جولته هذه بالقول بأن هناك هولمزيًّا قد أقدم مؤخرا على الانتحار موقنا تمام الإيقان أنه متى مات فإن كل شىء سوف يقع الضبط كما سبق أن أخبر به الرجل الذى يتخذه مثلا أعلى.
النتيجة: نخرج من هذا بأننا متى استندنا للمعلومات التى يقدمها لنا الهولمزيون استطعنا أن نلاحظ وجود عدد من البراهين الدالة على أن شرلوك هولمز شخص حقيقى. وبالمثل فإننا بالاستناد للمعلومات التى يقدمها لنا المسلمون نستطيع أن نلاحظ وجود عدد من البراهين الدالة على أن محمدا شخص حقيقى، وأن هذه البراهين ذات طبيعة واحدة.
وعلى هذا
فلو أن هولمزيًّا أحضر طفلا هنديا من أبناء الأمازون إلى أوروبا وحفّظه عن ظهر قلب، وهو يضربه فوق رأسه بالمقرعة، ومن خلال اللغة الإنجليزية التى لا يفهمها، القانون الهولمزى فى مدرسة هولمزية، ثم أزاره المتاحف الهولمزية، والأماكن التى يتخدث عنها القانون الهولمزى، والمدن التى ينتصب فيها تمثال لشرلوك هولمز، وتلك التى تحمل لوحات تذكارية باسم شرلوك هولمز، فمن المؤكد أن هذا الفتى الأمازونى الشجاع لن يساوره بعد ذلك أدنى شك فى وجود المخبر العظيم شرلوك هولمز. وما إن يعود الفتى الأمازونى إلى موطنه فى قلب الأمازون حتى يشرع فى الكلام عن حياة ذلك المخبر العظيم، فيصبح شرلوك هولمز بهذا حقيقة لا تقبل المماراة بالنسبة للقبيلة جمعاء. ولسوف يكون بمستطاع كل فرد من أفراد القبيلة أن يأتى بدوره إلى أوروبا للتحقق بنفسه من وجود شرلوك هولمز، وأن هناك فعلا متاحف خاصة بشرلوك هولمز وعدساته وغلايينه، وأن هناك أيضا لوحة تذكارية تحمل اسم الدكتور واطسون على أحد الممرات فى طريق المحطة بلوزان بسويسرا. ولسوف تعود القبيلة بعد ذلك إلى موطنها أكثر اقتناعا بوجود شرلوك هولمز رغم أن شرلوك هولمز لم يكن له يوما وجود!
وبالمثل
فلو أن مسلما أحضر طفلا هنديا من أبناء الأمازون إلى بلاد العرب وحفّظه عن ظهر قلب وهو يضربه فوق رأسه بالمقرعة ومن خلال اللغة العربية دون ترجمة القانون العثمانى فى مدرسة قرآنية، ثم أزاره المتاحف الإسلامية، والأماكن التى يتخدث عنها القانون العثمانى، والمدن التى عاش فيها محمد، وتلك التى تخلد ذكراه، فمن المؤكد أن هذا الفتى الأمازونى الشجاع لن يساوره بعد ذلك أدنى شك فى وجود النبى العظيم محمد. وما إن يعود الفتى الأمازونى إلى موطنه فى قلب الأمازون حتى يشرع فى الكلام عن حياة ذلك النبى العظيم، فيصبح محمد بهذا حقيقة لا تقبل المماراة بالنسبة للقبيلة جمعاء. ولسوف يكون بمستطاع كل فرد من أفراد القبيلة أن يأتى بدوره إلى بلاد العرب للتحقق بنفسه من وجود مكة كما قالوا له، وأن هناك فعلا متاحف خاصة بسيوف محمد وبعض مخلفاته، وأن هناك أيضا مقابر خاصة بأصحابه فى المدينة. ولسوف تعود القبيلة بعد ذلك إلى موطنها أكثر اقتناعا بوجود محمد رغم أن محمدا ... إلخ! ذلك أنه بالرغم من الدلائل التى يسوقها المسلمون والهولمزيون على وجود هاتين الشخصيتين فإن هناك شكوكا واضحة تتعلق بحقيقتهما التاريخية.
ومن الواضح أنه لا ينبغى الاعتماد على المعطيات المقدمة من قِبَل الهولمزيين لمعرفة ما إذا كان شرلوك هولمز له وجود حقيقى أو أنه لا يزيد عن كونه مجرد أسطورة. إن هولمز ليس فى الواقع إلا قصة مخترعة أو شخصية خيالية. ومع ذلك فالملاحظ أن مفهوم "هولمز" يجسّد على نحوٍ كافٍ أحلام صنف من البشر لدرجة قيام بعض الأشخاص من تلقاء أنفسهم بصنع جميع العناصر المكونة لوجود تلك الشخصية وجودا حقيقيا وتكوين جماعة تقوم على اعتناق تلك الأكذوبة وحراستها وتخليدها لضمان استمرار المتعة التى يحصلون عليها من ورائها.
وبالمثل
فمن الواضح أنه لا ينبغى الاعتماد على المعطيات المقدمة من قِبَل المسلمين لمعرفة ما إذا كان محمد له وجود حقيقى أو أنه لا يزيد عن كونه مجرد أسطورة. إن محمدا ليس فى الواقع إلا قصة مخترعة أو شخصية خيالية. ومع ذلك فالملاحظ أن مفهوم "محمد" يجسّد على نحوٍ كافٍ أحلام صنف من البشر لدرجة قيام بعض الأشخاص من تلقاء أنفسهم (فى القرن السادس الميلادى) بصنع جميع العناصر المكونة لوجود تلك الشخصية وجودا حقيقيا وتكوين جماعة تقوم على اعتناق تلك الأسطورة وحراستها وتخليدها لما يكفله لهم ذلك من ممارسة سلطان شامل يسوّغ لهم كل ما يريدون.
والحق أننا، عندنا نبحث مسألة وجود محمد، سرعان ما نصطدم بركام من الأسئلة هى فى النهاية أسئلة بسيطة من شأنها أن تثير أجوبة لا تقل عنها بساطة، إلا أن هذه الأسئلة لا تجد فى الجواب عليها سوى الصمت المطبق. لماذا؟ ربما لأن أتباع محمد لا يهتمون بالجواب على نوع معين من الأسئلة، إذ يعرفون جيدا ما سيجدونه، أو بالأحرى ما لن يجدوه، عند البحث عن جواب لها".
هذا ما قاله الرجل الباذنجان، والآن لننظرْ فى ما قاله ذلك الأخرق المتهور المتظرف فى غير موضع التظرف، المتظرف الذى دمه مثل دم البق، المتظرف بجهل ورعونة، المتظرف تظرف الشياطين الحاقدين الهدامين المدمرين، لعنة الله عليه وعلى أشباهه من بنى الشياطين وإخوانهم وآبائهم وأقاربهم أجمعين! إنه لم يجد من البشر فى دنيا الله الوسيعة أحدًا يقارنه بالرسول الكريم سوى شرلوك هولمز، المخبر السرى الذى لا وجود له إلا فى بطون القصص البوليسية التى لا يقرؤها غالبا إلا العوام وأشباههم للتسلية وإزجاء الفراغ، وكأن النبوة موضوع من موضوعات التسلية وتضييع الوقت فى الكلام الفارغ. هذا ما يريده ذلك الرجل الباذنجان، الرجل الذى ليس هناك مكان يليق به سوى الخانكة على حسب ما قلت فى مقال لى من قبل، فهو ذاته الرجل الأحمق بل المجنون الذى يريد من المسلمين أن ينكتوا طرقات المدينة المنورة وشوارعها ويهدموا بيوتها ومؤسساتها ومساجدها ويشردوا أهلها كى يشبعوا شهوة الحقد والدمار عنده وعند أمثاله من حَوَارِيِّى نيرون الذين يتلذذون برؤية الخراب وسماع نعيق البوم، وهم يعزفون ألحان الفناء التى لا تطرب نفوسهم الخربة المظلمة إلا على أنغامها، والذى كتبتُ عنه من قبل دراسة بعنوان "خذوه فغُلُّوه! ثم فى الخنكة أَوْدِعُوه!". ذلك أن كلامه لا يمكن أن يكون كلام إنسان عاقل، أو حتى من فى عقله مُسْكَة من ترابط! ولذلك قلت إنه هارب من الخانكة، ولا بد من إرجاعه إلى حيث كان مرة ثانية كى نكون فى مأمن من جنونه الخطر، وإلا آذانا فعض أحدنا عضة مسعورة يمكن أن تتسبب فى وفاته، عليه لعائن الله (عليه هو بطبيعة الحال كما لا بد أن يكون القراء الكرام قد فهموا، لا على المعضوض المسكين)!
إنه يريد أن يُضْحِك قراءه من ملاحدة أوربا ومبشريها ومستشرقيها وأذيالهم الأوباش عندنا، وما أكثرهم هذه الأيام من كل عتل زنيم، يريد أن يضحكهم من الرسول الكريم، غير دار فى غمرة خُرْقه وحُمْقه أن القمر لا يناله بل لا يصله نباح الكلاب المسعورة مهما هَرَّتْ وعَوَتْ، إذ القمر عالٍ فى السماء، أما الكلاب العاوية الحمقاء فهى تجرّر أذيالها النجسة مثلها بين ساقيها فى ذلةٍ وضَعَةٍ على هذه الغبراء! ترى بالله من شرلوك هولمز؟ بل من كُونَان دُويِل نفسه من الرسول الكريم العظيم (نعم، الكريم العظيم رغم أنف هذا المجنون اللئيم!)؟ لقد تحولت الكتابة والفكر إلى لعب عيال وأصبح كل من هب ودب ويستطيع أن يمسك بقلم وورقة يتخيل أنه قادر على العبث والتساخف دون معقب ولا حسيب! لا يا أخا الفرنسيس! لا يا من لا يزال يؤرقكم الرسول الكريم ويطير النوم من عيونكم ويحيل حياتكم إلى جنون مطبق رغم وفاته قبل أربعة عشر قرنا! تنبه وحُطّ عينك التى تستأهل خَرْمها فى راسك، واعمل لخلاصك! نعم نحن المسلمين الآن فى عز ضعفنا وتخاذلنا وبلادتنا (وامض فى مثل هذا اللون من الزراية علينا من هنا للصبح بل ليوم الدين، فلن تجد من يخالفك كثيرا!)، لكن هذا شىء، والاقتراب من سيد الأنبياء بجهل ورعونة وقلة أدب شىء آخر!
هل يجوز فى شرعة العقل (العقل الذى حرمك الله منه، شفى الله الكلاب وضَرَّك!) أن يقارَن رجلٌ قد غيَّر مسار التاريخ والحضارة، وفَضَح زُيُوف أديانٍ وأقوامٍ، وعدّل مسار عقائدها وعباداتها وشرائعها بعد أن اختل ميزانها حُقُبًا طويلاً، وأنهض أمما من العدم وأعطاها فرصة قيادة البشرية فأثبتت أهليتها لهذه القيادة، هل يجوز فى شرعة العقل (يا من حرمك الله من العقل!) أن يقارَن سيد الأنبياء من قِبَل أحد الجهلاء النَّوْكَى الموتورين مثلك بـ"شرموط هولمز"؟ من هولمز هذا الذى تُوجِع به دماغنا؟ ما كُنْيَته؟ ما إنجازاته؟ إنه مجرد شخصية وهمية ليس لها من موضع على هذه الأرض "التى تتسع للبشر والكلاب النابحة العاوية معا للأسف!" إلا فى روايات كونان دُويِل البوليسية، وهى روايات كنا نقرؤها ونحن أطفال صغار ثم نَسِيناها مع اتساع مداركنا وتعمق ثقافتنا، روايات لا تُعَدّ فى الطبقة الأولى ولا الثانية بين هذا اللون من الروايات كما هو معروف رغم تدنّيه بالنسبة للروايات الأخرى، وليس له إلا الإنجازات الوهمية مثله، وهى رغم وهميتها وعدم حقيقيتها تنحصر فى الكشف عن بعض اللصوص والقتلة وما أشبه! فكيف تصحّ مقارنته بعظيم من عظماء البشرية، بل بأعظم عظمائها؟ عظيم هو نبى من الأنبياء، بل سيد الأنبياء وزعيمهم وقائدهم وخاتمهم ومصحِّح الانحرافات والوثنيات التى وقع فيها أقوامهم من بعدهم، ومحوِّل مسار الحضارة والتاريخ، والمتسبب فى رفع أقوام واتضاع آخرين على سنة العدل والإنصاف والعمل الجاد والثمار الطيبة المباركة؟ طيب يا أخى (ولست لى بأخ، ولا يشرفنى أبدا أن تكون، لكنها اللغة وعباراتها!)، طيب يا أخى، خَلِّ فى عين البعيد الأَخِر حصاة ملح، أو "خلِّ عندك مزيّة" كما يقول أهل قريتى وقارِنْه (رغم التسامح الشديد والتنازل البعيد من جانبنا!) بأحد زعماء التاريخ السياسيين أو مصلحيه الاجتماعيين أو قواده العسكريين كى يكون للكلام بعض المعنى الجادّ! أما أن تقول لى: "شرلوك هولمز وكونان دُويِل!"، فليس لهذا معنى عندى ولا عند أى عاقل يحترم نفسه إلا أن البعيد ليس عنده تمييز، أو بالتعبير البلدى: أن البعيد لا يشمّ!
وقبل أن ندخل فى التفاصيل نحب أن نقول إننا نستطيع بهذا الأسلوب المضحك أن نشكك فى أى شخص وفى أى شىء حتى وجود هذا الرجل الباذنجان نفسه، إذ ما أدرانا أنه فعلا موجود، وأنه هو الذى كتب هذا الكلام؟ ومن أدرانا أن نابليون أو القائد الإنجليزى ويلسون أو الرئيس الأمريكى نيكسون أو حتى بوش الأب هم أشخاص حقيقيون؟ إننا، لو استخدمنا هذا النوع من المقارنة بشرلوك هولمز، لانتهينا إلى ذات النتيجة التى يريدنا هذا الأخرق الأحمق المتهور أن ننتهى إليها، ألا وهى أن هؤلاء الناس لم يكن لهم أى وجود! كيف؟ بأن نقول، كما قال هو، إن هؤلاء الناس لهم سِيَرٌ مكتوبةٌ، وتركوا وراءهم من المخلفات الشخصية ما تركوا، ولهم من المعجبين والحواريين كذا وكذا... إلى آخر السخف الذى قاله هذا البعيد، لكن شرلوك هولمز كان له كل هذا، ومع ذلك نحن نعرف أن شرلوك هولمز لم يكن له وجود حقيقى، ومن ثم فهؤلاء الناس لم يكن لهم أيضا وجود حقيقى! إن هذا ليس قياسا منطقيا، بل عته وجنون، وهو يدل على مدى الاضطراب العقلى الذى يصيب القوم حين تأتى سيرة النبى الكريم، إذ تراهم بعد أن كانوا يفكرون تفكيرا سليما قد اختلط فى أذهانهم كل شىء وارتبكت عقولهم وانقلبت أفكارهم رأسا على عقب! والسبب؟ السبب هو محمد، الذى يعرفون أن مبادئه فى التوحيد والكرامة والعزة والعدل والجهاد فى سبيل الله ضد سفلة التاريخ وقراصنة الشعوب وجلاديها وباقرى بطون النساء ومفجِّرى مصارين الأطفال وملطِّخى أجساد الرجال بالخراء ومُرْسِلى الكلاب عليهم تنهش خُصَاهم وغراميلهم ومسلِّطى الآباء والأبناء بعضهم على بعض يتلاوطون قسرا وإجبارا وسارقى ثروات الأمم ومدمِّرى الحضارات الأثيلة الأصيلة والمتشامخين بأنوفهم على "خلق الله" كذبا وزورا ناسين أنهم كانوا لقرونٍ قليلةٍ خَلَتْ متخلفين كما البهائم السائمة! محمد هذا (صلى الله عليه وسلم، ولعن كل من يتطاول على عظمته ونبله، أو يفرح بمن يتطاول على عظمته ونبله، أو حتى يوافق مجرد موافقة على من يتطاول على عظمته ونبله)، محمد هذا يمثل لهؤلاء الأوغاد الأوساخ لقمة ضخمة كبيرة لا يستطيعون أكلها، إذ تقف فى حلوقهم وتخنقهم فى كل مرة يحاولون فيها ازدرادها، فهو لذلك يصيبهم، كلما ذُكِر اسمه الكريم، بالرعب ويبرجل عقولهم رغم كل التخلف والهوان الذى فيه أتباعه. وهذا من أعجب العجب!
نعم ليس هذا قياسا منطقيا، بل عته وجنون! إذ ما الذى فى المقدمة الخاصة بهولمز مما يؤدى إلى النتيجة التى انتهى إليها الرجل المنكوس العقل والتفكير؟ هل معنى أن لهوملز مخلفات باسمه وكتبا كُتِبَتْ عنه أو ناسا يؤمنون بغبائهم بأنه كان موجودا فعلا (إن صح هذا الذى يقوله ذلك المأفون!)، هل معنى هذا أن هذا الرجل لم يكن له وجود؟ كلا، إن هذا لا يؤدى لذاك! ومن ثم لا يصح أبدا أن نقيس حياة الرسول أو أى شخص آخر على حالة هولمز. ليس ذلك فقط، بل إن تلك النتيجة معروفة سلفا، ولا تحتاج إلى أى تدليل، ولا علاقة بينها وبين المقدمات المذكورة. وحتى لو كان هناك فعلا تشابه بين المقدمات الخاصة بهولمز والرسول مثلا، وكانت هناك صلة بين المقدمات الهولمزية والنتيجة التى يرتّبها المأفون عليها، فهل يكفى هذا أن تكون النتيجة هنا هى نفسها هناك؟ لا، لأنه لا يكفى أن يكون هناك تشابه بين الطرفين فى الأمور الظاهرية أو العارضة، بل لا بد أن يكون هذا التشابه فى الجوهر والأصول. هذا واضح وضوح الشمس، لكن المخبول يتظارف رغم أن الأمر لا يحتمل شيئا من التظارف على الإطلاق! ترى هل يصح أن نقول مثلا إنه ما دام لكل من الكلب والإنسان رأس وعينان وأذنان وأنف وقلب وكبد... إلخ، فلا بد أن يكون الكلب من الناطقين كالإنسان، أو لا بد أن يكون الإنسان نابحًا كالكلاب، أو أن يكون الكلب من ذوات الاثنين لا الأربع وليس له ذيل، أو أن يكون الإنسان بالعكس من ذوات الأربع لا الاثنين وله ذيل؟ أو هل يمكن القول بأنه ما دامت السيارة تأخذ سائلا وتصدر صوتا وتجرى وتخرج دخانا من خلفها، فلا بد أن يكون عندها عقل كما عند الإنسان، وتتزاوج وتكوّن أُسَرًا وتنجب أطفالا كما يفعل البشر، ولا بد أن لها حكومات ومدارس ومساجد كما للبشر، لأن البشر مثلها يشربون السوائل ويصدرون الأصوات ويجرون ويخرجون ريحا من خلف؟ بالطبع لا. فهذا مثل ذاك.
إن الرجل الإستنجلينا يعرف، بل يقول ويعترف بلسانه النجس مثله أن شرلوك هولمز ليس له وجود! معنى هذا أنه دخل الميدان، وهو يعلم أنه بَكّاش كبير، ويعلم أننا نعلم أنه بَكّاش كبير، ومع ذلك لا يبالى بمنطق ولا بعقل. ولم لا؟ أليس يتكلم عن الإسلام؟ إنه إذن ليقتحم ساحة مفتوحة على الباهلى لكل من هَبَّ ودَبَّ من الأنعام أمثاله. وهو يقصد هذا كله قصدا بغية النيل من الرسول الكريم ودين الرسول الكريم وأتباع الرسول الكريم، وذلك من خلال الربط بين شرلوك هولمز وهذا الرسول الكريم! فانظر، أيها القارئ العزيز، كيف يريد هذا الملتاث العقل أن يهبط بالرسول الكريم من عليائه إلى مستوى شرلوك هولمز والتسالى التى ترتبط بشرلوك هولمز، وهى تَسَالٍ كتسالى اللُّبّ التى نغرم بها فى مصر غراما كبيرا! ألا تَعْسًا لهذا الكائن الضال المضل الذى يتصور أنه قادر على الإساءة لسيد الأنبياء والمرسلين وسيده وتاج رأسه ورأس الذين نفضوه وخلّفوه رغم أنه وإياهم لا يستحقون شيئا من هذا الشرف العظيم الذى يعود على كل من ينتسب له صلى الله عليه وسلم ولو انتساب العبد للسيد! طيب يا ابن الذين، ما الذى أدخلك هذا المدخل الضيق؟ ألم تجد إلا سيدك أنت وأهلك تتطاول عليه؟ أليس فى وجه الأبعد "بعضشى" من الحياء؟ أليس عنده أنف يشم به ويميز بين ما هو طيب وغير طيب؟ أَوَكُلّ الطائر يُؤْكَل لحمه؟ إن ظُفْر محمد لأشرف منك ومن بلدك جميعا! فاستيقظ أيها الوغد من أوهامك، تلك الأوهام الغبية مثلك والتى سولت لك أن التواقح والتسافه والتباذُؤ على الرسول الكريم يمكن أن يمضى فى سلام ودون تعقيب أو حساب كما يمكن أن يمر التواقح والتسافه والتباذؤ على الذين ينتسبون له زورا وبهتانا ممن يظنون أنهم على سنته وخطاه، لكنهم لا على سنته ولا على خطاه، وإلا ما بلغوا الذى بلغوه الآن من الحضيض الأوطإ من نار الدنيا، وما سيبلغونه كذلك من الدرك الأسفل من جحيم الآخرة إن استمروا على هذا الحال المذل المهين! أين الثريا من الثرى؟ وأين الرسول الكريم من ناس يزعمون أنهم أتباع له، وما هم له بأتباع، بل مجرد كائنات بليدة ترضى بالضَّيْم وكانت سببا بتخلفها وهوانها ومذلتها فى أن يتطاول الأوغاد عليه صلى الله عليه وسلم؟
لقد جرَّأوا من لم يكونوا يتصورون أنهم يستطيعون فتح فمهم النتن يوما بالإساءة إلى رسول الله، حتى لقد تجرأ مع المتجرئين "زيكو العجيب!"، زيكو الذى ترددتُ طويلا قبل أن أُثْبِت هنا ما أَرْسَله لى بشأنه بعض القراء الغَيَارى، ثم قلت أخيرا: لا بد أن يعرف زيكو حجمه، وكيف ينظر إليه الناس المحترمون. وهذا ما وصلنى عنه: "زيكو أبو طاجن، زيكو المعجون من كل عاجن، زيكو الملسوع الملطوع، زيكو الملدوغ المدموغ، زيكو المحفور المخبور، لعن الله زيكو ومَنْ وراء زيكو، وبالمناسبة فإن أحدا لا يأتى زيكو إلا مِنْ وراء! هذا الزيكو المحتاس، الملعوب منه فى الأساس، يقول عن الرسول الأعظم، صلى الله عليه وسلم، بصوتٍ كلّه تغنُّج وتهيُّج، وتفتُّر وتكسُّر، وتثنٍّ وتغنٍّ، وتخنُّث وتأنُّث، شأن كل عاهرة فاجرة، من الصنف البئيس الرخيص: "الرسول النكَّاح" (يا اختى عليها: ننّوس عين "أبوها"! ملعون أبوها وأخوها وحَمُوها وفُوها (النتن) وهَنُوها (الأشدّ نتنًا ونتانةً وإنتانًا)، وخذ بالك من "هنوها" هذه، وملعونٌ كذلك ذُوها وذَوُوها، وكل الذين نفضوها)، وذلك حقدا من زيكو فَرْخ بيوت البغاء، على الرجال الأسوياء، لوَعْيه أن "النَّكّاح"، خيرٌ مليارَ مرة منه هو وأشباهه "المثقوبى الأركاح"، من كل راهبٍ "شائبٍ عائب، ومشلوحٍ مبطوحٍ منكوح"، كلما ثارت به "وَجْعَاؤه" وأكلته وآلمته وهيّجته وطيّرت البرج الفاضل من عقله هاج وماج، وركبه الانزعاج، وتحول إلى دجاجة من الدجاج، تطلب التكسير والإيلاج، ولو عَكَمه أى فحل وأشبعه مما يتشهاه، وتتحرق إليه عيناه، لهدأت أحواله وسكن بلباله! مسكين يا ناس، شوفوا له حَلاًّ، حَلّ وسطه ووسط الذين وضعوا بذرة هذا الدَّنِس النَّجِس سليل الأنجاس الأدناس! ومنكم لله أيها المنتسبون لمحمد، ومحمد فى الحقيقة منكم براء! منكم لله يا من لا تستحون أن تتظلموا كالأطفال، وتنوحوا إلى هذا وذاك من أشباه الرجال، ممن لا يشرفكم فى شىء أن يُسْكِتوا عنكم زيكو المبطوح، ولن يُسْكتوه، إذ كيف يُسْكتونه، وزيكو المنكوح إنما ينطق عن إشارة منهم كما ينطق التلفاز ويسكت، أيها البُغُول، بالريموت كونترول؟ أوليس فيكم رجل من الفحول، يقول لكم: عيب أن تَتَشَكَّوْا من عاشق المُلْمُول؟ ألا إنكم لأغبياء، ولم تكن أمة محمد لتوصف يومًا بالغَبَاء والعَيَاء! ولسوف يكون حسابه سبحانه وتعالى لنا عنيفا ووَعْرًا ومريرا يوم القيامة، وسوف يؤاخذنا مؤاخذة عزيز مقتدر، إذ أتاح لنا أعظم الفُرَص وكرَّمَنا باصطفائنا للقيام على رسالة النبى المصطفى ثم رزقنا فى عصرنا هذا "الذهب الأسود" فـ"ذهبت" منا الكرامة، وأصبح يومنا "أسود"! لقد قصَّرْنا بل تقهقرنا بل تمردنا ثم نافقنا فزعمنا أننا نسير على سبيله عليه السلام وأننا نحبه عليه السلام رغم كل ما نحن فيه من قهر وارتكاس مما هو فى ذاته أعظم دليل على كذب ما نزعمه، فاستحققنا أن يخلع عنا سبحانه الكرامة والفضيلة وأن يُحَكِّم فينا أوساخ البشر الذين لا يَرْعَوْن فيمن تُوقِعه الأقدار تحت سلطانهم إلاًّ ولا ذمة!" انتهى.
كذلك فالرجل المخبول يسمِّى القرآن الكريم بـ"القانون العثمانى"، وهذا ليس اسم القرآن على أى معنى من المعانى، بل كل ما يُنْسَب لعثمان من كتاب الله هو "الرسم"، الذى يوصف بـ"الرسم العثمانى"، أى الخط والإملاء، وهذا كل ما هنالك! وبالمثل يسمِّى هذا الأخرقُ رسولَ الله بـ"محمد بن مطلب"، ولا أدرى من أن أتى بهذه التسمية العجيبة، وبخاصة أنه عقب ذلك يعود فيقول إنه "محمد بن عبد الله بن عبد المطلب" غير دار بالتناقض السخيف الذى وقع فيه! ومع المخبول نمضى فنجد أنه يَكْذِب كذبا حقيرا مثله، إذ يقول إنه لن ينقل عن غير المسلمين أى شىء يتعلق به عليه السلام، لنفاجأ به بعد قليل يقرر أنه صلى الله عليه وسلم "بدأ التعاون مع جبريل وعنده أربعون عاما"، مدلسا على القارئ الذى لا يعرف شيئا فيظن بسلامة طويّته أن هذا ما تقوله المراجع الإسلامية، مع أنه لا أحد من المسلمين يمكن أن يقول هذا بتاتا، علاوة على أن ما تم بين جبريل والرسول لم يكن تعاونا، فنحن لسنا بإزاء خطة ومؤامرة، بل كان وحيا من السماء نزل به الروح الأمين على قلب الرسول الكريم. ونحن حين نقول هذا لا نقصد أن نملى على المغفل المخبول عقيدتنا فيه صلى الله عليه وسلم، بل أن يقول إن هذا هو ما يعتقده المسلمون، لا أكثر، وذلك من باب الأمانة العلمية لا غير!
ليس ذلك فقط، بل إن الرجل الملتاث العقل والفكر يزعم أن الرسول، لكونه لا يحسن المبارزة، كان يكلف أتباعه باغتيال المناوئين. وهذا كذب صراح وقاح، فالرسول هو الذى دُبِّرَتْ له أولاً، ودون داعٍ أو استفزاز من جانبه، خطة لاغتياله لولا أن الله قد أمره بالهجرة، تلك الهجرة التى يسميها الأحمق: "فرارا". أما بعد الهجرة ونشوء دولة للإسلام فى المدينة فقد قامت المعارك بين المسلمين وبين كل من الكفار واليهود والروم اسْتُخْدِمَتْ فيها الأسلحة والخطط الحربية، ومع ذلك لم يتوقف الكفار واليهود عن محاولة اغتيال الرسول لولا لطف الله به فى كل مرة، كما نجح الكفار فى اغتيال عدد كبير من أتباعه عليهم رضوان الله غدرًا وخيانةً وعدمَ إنسانية. ولم يلجأ المسلمون إلى أسلوب القتل فى السر إلا مع الأعداء الألداء الذين تكرر منهم الغدر وخيانة المعاهدات القائمة بينهم وبين المسلمين ونَفِدَ معهم حبل الصبر! وهو تصرف مشروع تماما فى ظل قيام حالة حرب بين الطرفين وتكرر اغتيالات المسلمين على يد الوثنيين المجرمين، ولم يكن الأمر، كما يحب البكاش أن يوهم القراء، مجرد رغبة فى الأذى لدى رسول الله. ومثله القول بأنه، عليه الصلاة والسلام، كان يتخذ من الوحى مسوغا لقتل المئات فى المعارك الحربية، وكأن قتل الأعداء فى الحروب يحتاج إلى تسويغات كالتى يتحدث عنها أحمقنا، أو كأن الرسول والمسلمين هم المعتدون أو على الأقل هم الذين كانوا يبدأون العدوان. إن البشر، منذ ظهورهم على الأرض، وهم يمارسون القتل والقتال دون أن ينتظروا من السماء نصوصا تبرر لهم ما يفعلون، وظلوا حتى الآن يقتل بعضهم بعضا ويقاتل بعضهم بعضا دون حاجة إلى مثل تلك النصوص. فلماذا إفراد الرسول بهذا، وكأنه عليه السلام كان قاتلا دمويا، ولم يكن يدعو إلى الوئام والسلام، على حين أن أعداءه هم الذين كانوا يدعون إلى الحرب، وهم الذين كانوا يبادئونه بها؟ أم إن المجنون كان يريد من الرسول أن يقدم رقبته ورقاب المسلمين جميعا على مذبح الوثنية والأحقاد اليهودية كى يُرْضِىَ شهوة الدماء والبغضاء لدى أحمق الفرنسيس الخِنِّيس؟
ثم هناك قوله عنه صلى الله عليه وسلم إنه "كان يكن كراهية عميقة للفنون بوجه عام (الرسم والنحت والعمارة)، وكان يكره الموسيقى ويحطم آلاتها، ويعجز عن تذوق أى شىء غير التراتيل الدينية"، وهو قول سطحى تافه، إذ كل ما كان الرسول يضعه نصب عينيه هو ألا يعود العرب على أعقابهم كرة أخرى إلى الوثنية التى أنقذهم الله منها على يديه المباركتين، ومن ثم كان نهيه عن التماثيل التى لم يكن عند العرب فى ذلك الوقت فرق بينها وبين الأصنام، علاوة على أن التماثيل لديهم حينئذ كانت مجرد نحت بدائى لا فن فيه ولا جمال، إذ كل ما كان يهمهم هو ما فيها من معنًى وثنىٍّ شِرْكِىّ. أما العمارة والموسيقى، فهل كانت هناك آنذاك عمارة أو موسيقى عربية يمكن أن تُحَبّ أو تُكْرَه؟ ومع هذا فقد أُثِرَ عنه عليه السلام ما يُفْهَم منه أن الغناء (النظيف بطبيعة الحال) هو لون من ألوان الترويح عن النفس والاحتفال بالمناسبات الاجتماعية والعامة. بيد أنه من غير المعقول أن يوافق على مثل ذلك الغناء التافه المبتذَل الذى يطالعنا الآن فى كل مكان، دَعْ عنك الغناء الداعر الذى يستشير الشهوات باللفظ واللحظ والحركات والتلوِّيات وكشف العورات بل السوءات بغية القضاء على كل مقومات التماسك العقيدى والخلقى والاجتماعى كى يَسْهُل اجتياح الأمة التى بناها على عينه وتدميرها والقضاء على كل ما أنجزه بتضحياته الجليلة النبيلة وتضحيات أتباعه الكرام!
وجَرْيًا من الكاتب الأحمق على خطته فى الربط الساخر بين الرسول الكريم وشرلوك هولمز نراه يقول إن "بعض غير المسلمين (وهو يقصد بذلك نفسه وأمثاله من الملتاثين) يفسرون الإحالات والتناقضات فى سيرة محمد على أساس أنه ليس أكثر من أسطورة لفقها على مدار القرون من هنا ومن ههنا كتّاب كانوا يشتغلون بخدمة بعض السادة فى عصرهم بغية تحريك رجال الجيش لشن الحروب من أجلهم. وفى نظر غير المسلمين فإن هؤلاء ظلوا يرددون هذه الأسطورة لأكثر من ألف عام"، وهو نفسه تقريبا ما قاله عن هولمز: "أما غير الهولمزييين فإنهم يفسرون الإحالات والتناقضات فى سيرة شرلوك هولمز على أساس أنه ليس أكثر من أسطورة لفقها من هنا ومن ههنا على مدى أربعين سنة كاتب كان يشتغل بخدمة أحد رجال الصحافة فى عصره بغية دفع القراء لشراء صحيفته. وفى نظر المكذبين فإن أتباع هولمز ظلوا يرددون كذبةً مضحكةً لأكثر من قرن". إنه يحاول أن يوهمنا أن المسلمين كانوا يعرفون ما تعرفه أوروبا ثم العالم كله تبعا لها فى عصرنا الحديث من تسويق للمنتجات عن طريق الدعاية والإعلانات التجارية الكاذبة.
ثم فلنفترض أن الأمر كان كذلك حقا، أفلم يكن هناك أحد له رأى آخر يخالف به الرأى السائد مثلما هناك الآن ناس فى أنحاء العالم أجمع لا تُعَدّ ولا تُحْصَى يعرفون ويؤكدون أن شرلوك هولمز ليس سوى شخصية قصصية بوليسية لا حقيقة لها، وأنه ليس له أب ولا أم ولا أقارب يمكن الرجوع إليهم بشأنه؟ وفوق هذا فليس هناك بين الأدباء أو النقاد أو المؤرخين من كتب عنه بوصفه شخصية حقيقية لها وجود خارج روايات كونان دويل وخيالاته. وهذا إن صدقنا بوجود من يعتقدون فعلا أنه كان شخصا حقيقيا! يا إلهى، إن هذا ضد طبيعة الأشياء، إذ ما من رأى أو موقف فى عالم البشر إلا وهناك من له رأى أو موقف يناقضه ويعمل على نشره ومعارضة آراء مخالفيه ومواقفهم. وهب أن المسلمين كلهم على بكرة أبيهم فى مشارق الأرض ومغاربها وجهات الشمال منها والجنوب كانوا أولاد ستة وستين، أَوَعلينا أن نتهم البيزنطيين والفرس والبربر ولا أدرى مَنْ أيضا مِنَ البشر الذين عاصروا خلق الأسطورة المحمدية بأنهم اشتركوا فى هذه اللعبة: إما بتواطؤ منهم مع المسلمين، وإما بغباء منهم وسذاجة جعلتهم يبتلعون الطعم بعد أن سقاهم المسلمون "حاجة أصفرة" رغم أن المسلمين "من فرط خيابتهم" لا يلجأون إلى سُقْيَا أحد هذه "الحاجة الأصفرة" لسبب بسيط هو أن دينهم المزيف الملفق يحرّمها تحريم مالك للخمر (وأرجو ألا يضحك القارئ الكريم من العبارة الأخيرة وما فيها من لف ودوران)! وهذا أيضا لو أن البيزنطيين وغيرهم قد اكتفَوْا بذلك الموقف السلبى فسكتوا ولم يتكلموا رغم توفر جميع الدواعى عندهم للكلام وفضح المسلمين الكذابين الملفقين المزورين الذين قَضَوْا على زعامتهم وحرموهم من سيادتهم ومستعمراتهم وجردوهم من السلطان والعز والنغنغة التى كانوا فيها وأذاقوهم من الويلات والمذلات جزاء بغيهم وإجرامهم ما لم يعرفوه طوال تاريخهم! أمّا، ونحن نعرف أن البيزنطيين قد هبّوا منذ البداية فهاجموا الرسول واتهموه بما اتهموه به (بغض النظر الآن عن مدى صدق ذلك أو كذبه) مما يعد دليلا لا يمكن نقضه على أنه عليه السلام حقيقة لا مراء فيها، فمعنى ذلك أن كاتبنا الأخرق يهرف بما لا يعرف. لا، بل يكذب كذبا وقحا، ودون أن يطرف له جفن أو تختلج فى وجهه عضلة! ودعنا كذلك مما عثر العلماء عليه من رسائل بعث بها صلى الله عليه وسلم لملوك الأرض من حوله! ودعنا كذلك من الشعر الجاهلى الذى سجَّل جانبٌ منه أحداث سيرته صلى الله عليه وسلم بما فى ذلك المعارك الطاحنة التى اشتعلت بين الدين الجديد والوثنية البائدة كقصائد حسان وكعب بن مالك وابن رواحة وأبى سفيان بن الحارث وعبد الله بن الزِّبَغْرَى وكعب بن زهير وأمية بن أبى الصلت وغيرهم! ودعنا أيضا من أنه لو كان ما يقوله هذا المأفون صحيحا لما سكت الأمويون مثلا عما تقوله كتب السيرة والتاريخ الإسلامى عن أجدادهم وآبائهم مما لا يشرفهم كما هو معروف ما دامت المسألة تلفيقا فى تلفيق! أم للقراء رأى آخر؟ فلْيأتونى به، ولهم جزيل الشكر منى، والمثوبة من رب العالمين! ودعنا فوق هذا من أن أحدا من الباحثين على مدار القرون الأربعة عشر الماضية من مسلمين وغير مسلمين لم يفكر مجرد تفكير فى إنكار وجود محمد، إلى أن هَلّ علينا بطلعته البليدة غير المأسوف على غبائه وحمقه فأراد أن يحدث حدثا أحمق أخرق مثله، وهيهات. والتاريخ لا يكتبه المجانين المخابيل، وإلا فعلى الدنيا العفاء! ألم يكن هناك، كما لا يزال بيننا الآن، كفار لا يؤمنون بالقرآن ولا بالرجل الذى يقال إنه هو الذى نزل عليه هذا القرآن من السماء، فيفتحوا أفواههم ليهتكوا هذا الزيف الذى ترفضه عقولهم وضمائرهم؟ وإذا كان البكاش المناور يزعم أن الرسول والقرآن جميعا قد لُفِّقَا تلفيقا من أجل مصالح بعض المتسلطين المستبدين سَفَكَة الدماء، أفلم يكن هناك من بين المسحوقين الذين كان يستغلهم هؤلاء المتسلطون السفاكون من فكّر فى فضح تلك اللعبة الحقيرة؟ لقد وصلنا، كما قلنا، شعرٌ لمشركين ويهود كانوا يهاجمون الدين الجديد ويكذّبون رسوله بما يفيد أنه كان عليه السلام شخصا حقيقيا، لكن لم يصلنا قَطّ شعر ولا نثر يقول إن محمدا هذا لم يكن له وجود، بل مجرد صناعة بشرية قام بها فلان وفلان وفلان من أجل الغاية الفلانية أو العلانية؟ أليس هذا ما يقضى به العقل والمنطق؟ أم هل كان العرب والمسلمون جميعا أمة من الكذابين، أو الكذابين من جهة، والسذَّج الذين يصدقون كل ما يقال لهم كذبًا وافتراءً من جهة أخرى؟ ثم دعنا فوق هذا وذاك من أن القرآن لا يعكس روحا بشريا ولا يشبه أسلوبه أن يكون أسلوب أحد ممن يُتَّهمون بأنهم هم ملفقوه، وإلا فليقل لنا هذا المخبول مَنْ مؤلفه ما دام يقول إنه مصنوع صناعة على يد من يُسَمَّوْن بـ"المسلمين" بعد التاريخ الذى يقال إن محمدا كان يعيش فيه. ونتحدى أى مسعور من أمثال صاحبنا أن يدلنا على الشخص الذى ألف القرآن، لسبب بسيط ومنطقى تمام المنطقية هو أنه ليس من
تأليف أحد، بل من وحى السماء!
ثم إن المأفون يقول إنه ليس بحاجة للذهاب لإنجلترا ولا لبلاد العرب للتحقق من الأمر، بل يكفى الرجوع إلى ما كتبه الكاتبون على المشباك. فكيف، وهو المتشكك فى كل شىء، يسارع هنا إلى تصديق ما يقرؤه على المشباك وينسى جميع ارتياباته فى كل ما يتعلق بالإسلام؟ كما أنه يقول إن التناقضات التى لاحظها هو وأمثاله على تاريخ الرسول (بافتراض أن هناك فى سيرته عليه السلام تناقضات لا يمكن حلها وتوجيهها) هى دليل على أن أمر محمد كله أسطورة. أترى هذا دليلا سليما فعلا على ما يقول؟ إنه ما من شىء فى الدنيا يخلو من المتناقضات، ادعاءً كانت هذه المتناقضات أو حقيقةً، فلو اتخذنا إذن من وجود المتناقضات دليلا على أسطورية الأشياء والأشخاص لما كان لشىء فى الدنيا وجود البتة! إن عشرات الملايين من الأمريكان مثلا تقول فى صدام حسين ما قال مالك فى الخمر ("مالكٌ" مرة أخرى فى مقال واحد، لاحظ!)، وتقول فى بوش كل ما يستطيع العقل تخيله من قصائد المديح، على حين أن أنصاره يقولون فيه أحسن ما يقال، وفى بوش أسوأ ما يمكن تصوره، وكل ما تسمعه هنا يتناقض تمام التناقض مع ما تسمعه هناك، فهل نخلص من هذا إذن إلى القول بأن الرجلين ليس لهما وجود؟ وهذا مجرد مثال فقط.
أما قوله إنه "من خلال ما أرسى محمد من مبادئ، قد أضحى مناط إلهام لعدد من العمليات الانتحارية التى يقوم بها هذه الأيام مسلمون يوقنون تمام الإيقان أنهم متى ماتوا فإن كل شىء سوف يقع الضبط كما سبق أن أخبر به الرجل الذى يتخذونه مثلا أعلى" فهو، كمعظم ما جاء فى مقاله التافه مثله، خطأ فى خطإ: فالرسول قد شدد فى أحاديثه الكريمة على تحريم الانتحار موضحا المصير البشع الذى ينتظر المنتحر فى الآخرة، كما حذر القرآن المجيد والسنة النبوية المشرفة من اليأس من رَوْح الله ووضّحا أنه ما من مصيبة أو أذيّة تصيب المؤمن ويصبر عليها ولا يتسخط منها إلا كُتِبَ له بها يوم القيامة أجر كبير، وهو ما من شأنه أن يشيع فى نفس المؤمن السكينة والطمأنينة ويغرس فى قلبه أن عين الله تكلؤه ولا تنساه، ومن ثم لا يمكن أن يخطر الانتحار على باله، على عكس كل ملحدٍ كفّار: "إنه لا ييأس من رَوْح الله إلا القوم الكافرون"، "ومن يَقْنَطُ من رحمة ربه إلا الضالون؟"، "فإن مع العسر يسرا* إن مع العسر يسرا"، "ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلاّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ* وَلاَ يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً وَلا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلاّ كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ". وفى "صحيح البخارى" عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من تردَّى من جبلٍ فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردَّى فيه خالدًا مخلَّدًا فيها أبدا، ومن تحسَّى سُمًّا فقتل نفسه فسُمّه في يده يتحسّاه في نار جهنم خالدًا مخلَّدًّا فيها أبدا، ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يَجَأ بها في بطنه في نار جهنم خالدًا مخلَّدًا فيها أبدا"، وفى "مسند أحمد" عنه أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من قتل نفسه بحديدة فحديدته بيده يَجَأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن قتل نفسه بسُمٍّ فسمّه بيده يتحسّاه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن تردَّى من جبل فقتل نفسه فهو يُرْدَى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا".
فهذا عن السخط والانتحار فى الإسلام بإيجاز خاطف، أما ما يقوم به الأبطال المسلمون الأشاوس من أجل أمتهم فى فلسطين المباركة وعراق المجد والنبالة وأفعانستان التى حطمت فَقَار ظهر الاتحاد السوفييتى وسوف يكتب الله لها هى وسائر بلاد الإسلام المحتلة المظلومة شرف تحطيم فَقَار ظهر الأمريكان بمشيئته تعالى وعونه وكرمه إذا استمرت المقاومة واستعانت فى كفاحها بالنفس الطويل والإيمان الذى لا يتزعزع والاطمئنان إلى وعد الله، أما ما يقوم به أبطالنا فى تلك البلاد وأمثالها من بلاد المسلمين فهو استشهادٌ وقُرْبَى إلى الله، وهو ضريبة الدم والحياة يبذلها أولئك الكرام الأحرار الذين يدوّخون الحضارة الغربية الشيطانية الأنانية رغم قلة الحيلة وضيق ذات اليد، وهو ما يجنّن رجال تلك الحضارة المجرمة المستبدة المتغطرسة القاتلة الناهبة المغرمة بقتل الشعوب المستضعفة وسرقة خيراتها وتمزيق أوطانها ثم الزعم بعد ذلك كله بأنهم إنما يعملون على تحضيرهم وترقيتهم والأخذ بيدهم إلى المعالى (شوفوا البجاسة والجبروت والإجرام وقلة الأدب)! إن الانتحار يأسٌ وكفرٌ وسخطٌ وجَزَعٌ وضعفٌ مَشِينٌ لا يليق بالرجال ونزوعٌ إلى الموت والدمار فرارًا من أثقال الحياة، أما الشهادة فهى حياة لأمم الشهداء، وخلود ونعيم أخروىّ وانغمار فى الرضوان الإلهى لأولئك المغاوير أبد الآبدين. فأين هذا من ذاك؟ إن المأفون وأشباهه إنما يبذلون كل ما عندهم من تدليس وتشكيك وتسخيف من أجل إشاعة الهزيمة فى صفوفنا وقلوبنا وإغرائنا بالاستسلام لسكاكينهم ومدّ رقابنا لهم فى خنوعٍ وضراعةٍ كى يجزروها. هذه كل الحكاية لا أكثر ولا أقل، أما ما يروّجه أولئك الشياطين ومن يُسَمَّوْن بهتانًا ومَيْنًا بـ"علماء الدين" عندنا ممن باعوا ضمائرهم جبنًا أو خبثًا لأعداء الملة والأمة فهو على الجزمة القديمة الملطَّخة بما يليق بأولئك الأبالسة البُعَداء الملاعين، وبهؤلاء العبيد الأنجاس المناكيد! وهل هناك غيره؟ إن أباليس الغرب إنما يحبون الحياة حُبًّا جَمًّا مجنونًا لأنهم لا يؤمنون بالآخرة أبدا، ولا يريدون أن يُحْرَموا من نعيم هذه الدنيا طرفة عين ولا أن يموتوا فيذهبوا كما يعتقدون إلى العدم والخواء، ومن ثم يعرفون أن سر قوتنا فى هذه المرحلة العجيبة الغريبة من تاريخنا إنما هو إيمان أبطال المسلمين بالجنة والشهادة، إذ لا سلاح غيره تقريبا فى أيدينا، فهم يريدون تجريدنا حتى من هذا السلاح (الذى لا يستطيعون أن يقفوا فى وجهه) حتى يسهل عليهم ابتلاعنا والتهام لحومنا ولحوم الذين خلّفونا ومصمصة عظامنا أيضا فوق البيعة حتى لا تقوم لنا من بعدها قائمة. ثم يأتى الأراذل من جُهَلاءِ السَّوْءِ (عليهم دائرةُ السَّوْء) فيُفْتُونهم بما يريدون. ألا لعنة الله على المدلسين الخائنين الملعونين فى كل كتاب وبكل لسان إلى يوم يُبْعَثون، الذين يتبرأ منهم الله والرسول والملائكة والأرض والسماء والأحرار فى كل الأمم والديار!
ويقول الكذاب المداور المناور أيضا: "لو أن مسلما أحضر طفلا هنديا من أبناء الأمازون إلى بلاد العرب وحفّظه عن ظهر قلب، وهو يضربه فوق رأسه بالمقرعة ومن خلال اللغة العربية التى لا يفهمها، القانون العثمانى فى مدرسة قرآنية، ثم أزاره المتاحف الإسلامية، والأماكن التى يتحدث عنها القانون العثمانى، والمدن التى عاش فيها محمد، وتلك التى تخلد ذكراه، فمن المؤكد أن هذا الفتى الأمازونى الشجاع لن يساوره بعد ذلك أدنى شك فى وجود النبى العظيم محمد. وما إن يعود الفتى الأمازونى إلى موطنه فى قلب الأمازون حتى يشرع فى الكلام عن حياة ذلك النبى العظيم، فيصبح محمد بهذا حقيقة لا تقبل المماراة بالنسبة للقبيلة جمعاء. ولسوف يكون بمستطاع كل فرد من أفراد القبيلة أن يأتى بدوره إلى بلاد العرب للتحقق بنفسه من وجود مكة كما قالوا له، وأن هناك فعلا متاحف خاصة بسيوف محمد وبعض مخلفاته، وأن هناك أيضا مقابر خاصة بأصحابه فى المدينة. ولسوف تعود القبيلة بعد ذلك إلى موطنها أكثر اقتناعا بوجود محمد رغم أن محمدا ... إلخ"! وهذا الذى يقوله الكذاب، ما عدا حكاية اللغة الأجنبية التى يلقَّن بها التلميذ ما يراد له معرفته وحفظه وترديده والإيمان به، وكذلك كلامه عن المقرعة وضرب التلميذ بها فوق دماغه تهكما منه علينا وعلى طريقتنا فى التعليم رغم أن الأساتذة الآن لم يعودوا يضربون أحدا من التلاميذ تقريبا ورغم أن عقاب التلميذ البليد والمشاكس المفسد ليس شرا كله، فى الوقت الذى يعلّمنا هؤلاء الأرجاس عن طريق الضرب بالقنابل النووية مما يسير على آخر طراز تربوى وتعليمى بطبيعة الحال، هذا الذى يقوله الكذاب ليس خاصا بالتعليم الإسلامى، بل هو مبدأ عام من مبادئ التعليم فى كل مكان وزمان، ألا وهو التكرار وضرب الأمثلة وزيارة المتاحف والمؤسسات المتعلقة بالمادة المدروسة ومعاينة ما فيها على الطبيعة... إلخ. أما زعمه بأن ذلك إنما يتم بلغة لا يعرفها التلميذ فليس له من رد عندى إلا أن البعيد قد تفوَّق فى بجاسته وبجاحته على المومسات والقحاب، إذ السؤال هو: وكيف سيعرف الطفل ما يقال له حتى ليصل إيمانه وإيمان القبيلة كلها إلى هذا المدى المتصلب الذى ذكره ذلك الإبليس دون أن يفهم ما يقال له؟ أعرفتم لماذا قلت إنه قد تفوق على القحاب العاهرات؟
ويتبقى بعد هذا ما سَخَّمَ به هذا الباجسُ البَجِحُ شاشةَ المشباك قائلا:"إن محمدا ليس فى الواقع إلا قصة مخترعة أو شخصية خيالية، ومع ذلك فالملاحظ أن مفهوم "محمد" يجسّد على نحوٍ كافٍ أحلام صنف من البشر لدرجة قيام بعض الأشخاص من تلقاء أنفسهم (فى القرن السادس الميلادى) بصنع جميع العناصر المكونة لوجود تلك الشخصية وجودا حقيقيا وتكوين جماعة تقوم على اعتناق تلك الأسطورة وحراستها وتخليدها لما يكفله لهم ذلك من ممارسة سلطان شامل يسوّغ لهم كل ما يريدون". والسؤال هو: أى صنف من البشر يا ترى يقصده المأفون، هذا الذى يرى فى الأسطورة المحمدية الملفقة تجسيدا لأحلامه وآماله؟ وما تلك الأحلام والآمال؟ إن الذين يضحون بأنفسهم وراحة بالهم وحياتهم وأموالهم وبيوتهم والدنيا جميعا ويتركون أولادهم من بعدهم فى حماية المولى وحده لا يمكن أن يقول عنهم ما قاله مأفوننا (لا شفاه الله من اختلال عقله) إلا وقح سافل، إذ أية مصلحة يا ترى يمكن اتهام أبطال الإسلام الاستشهاديين بأنهم إنما يجرون خلفها، وهم الذين يضحون بكل شىء كما هو معروف؟ وهل من مصلحةٍ أو سلطةٍ يمكن أن يتطلع إليها أو يبكى عليها طالب الشهادة، وقد جاد بالحياة ذاتها؟ إن المصالح والسلطات إنما هى مع الأمريكان والفرنسيس والبريطان، لكن استشهاديينا الكرام قد نفضوا ذلك كله عن نفوسهم ونبذوه وراء ظهورهم واشْتَرَوْا به ثمنا غاليا هو ما عند الله من بِرٍّ ورحمةٍ وجنةٍ عَرْضها السماوات والأرض أُعِدَّت للمتقين المناضلين فى سبيل الوطن والدين مع النبيين والصِّدّيقين، وحَسُنَ أولئك رفيقا!
تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم
يحاول الحاقدون على الإسلام من النصارى أن يثيروا الشبهات في زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمهات المؤمنين، فكيف ندحض هذه الشبهة ونلقم أصحابها الحجارة في حلوقهم؟
الجواب :
نقول لهؤلاء النصارى :
إنكم تزعمون أن تعدد الزوجات عيب يخل بمقام النبوة ، وبديهي أن الزنا الصريح أشد عيباً وفظاعة من تعدد الزوجات ( على فرض أن الزواج عيب ) . وأن الزنا بإمرأة القائد المخلص وقتله للإستيلاء على إمرأته أشد فظاعة ونكراً من الزنا العادي . وأن الزنا بالبنات والمحارم أشد فظاعة وجرماً من الزنا بإمرأة القائد وأن خيانة الله سبحانه وخداعه في أمر الرسالة أشد جرماً من الزنا في ذاته ، وهذه الأمور كلها قد ذكرها كتابكم المقدس صراحةً وألصقها بالأنبياء الكرام الذي عبرعنهم كتابكم المقدس بأنهم أولاد الله الأبكار ! وأنتم مع ذلك تؤمنون بكتابكم المقدس وتؤمنون بأن هؤلاء الأنبياء الذين ارتكبوا هذه الجرائم والموبقات من كبار الأنبياء، وتؤمنون أيضاً أن ارتكاب الانبياء لهذه الخطايا والجرائم ليس فيه اسقاط لنبوتهم .
على أن تعدد الأزواج قد وجد في الأنبياء العظام كإبراهيم وداود ويعقوب وسليمان وغيرهم كما نص بذلك كتابكم المقدس وبالتالي كيف يصح لعاقل منكم قرأ كتابه المقدس أن يعيب ويطعن على محمد صلى الله عليه وسلم الذي جمع بين عدد من النساء ؟!
ألا يعلم المبشرون أن طعنهم على كتاب الله ونبي الله بهذه الحالة هو في الحقيقة طعن على كتابهم المقدس ؟! لأن البداهة تقضي بأن يقول الناس إذا كان تعدد الأزواج عيباً ينافي النبوة فالزنا الصريح والشرك والخيانة التي اثبتها كتابكم المقدس في حق نبي الله داود وسليمان الحكيم تنافي النبوة من باب أولى ومع هذا فلا يمكن للمبشرين أن يسقطوا ويطعنوا في نبوة هؤلاء الانبياء ...
أيها السائل الكريم :
لقد درج أعداء الإسلام منذ القديم على التشكيك في نبي الإسلام والطعن في رسالته والنيل من كرامته، ينتحلون الأكاذيب والأباطيل ليشككوا المؤمنين في دينهم، ويبعدوا الناس عن الإيمان برسالته صلى الله عليه وسلم، ولا عجب أن نسمع مثل هذا البهتان والافتراء والتضليل في حق الأنبياء والمرسلين، فتلك سنة الله في خلقه، ولن تجد لسنة الله تبديلاً، وصدق الله حيث يقول: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلّ نَبِىّ عَدُوّاً مّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبّكَ هَادِياً وَنَصِيراً} [الفرقان: 31].
وقبل أن نتحدث عن أمهات المؤمنين الطاهرات وحكمة الزواج بهن نحبّ أن نرد على شبهة سقيمة طالما أثارها كثير من الأعداء من الصليبيين الحاقدين والغربيين المتعصبين.
رددوها كثيرًا ليفسدوا بها العقائد ويطمسوا بها الحقائق ولينالوا من صاحب الرسالة العظمى محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه إنهم يقولون: " لقد كان محمد رجلاً شهوانيًا يسير وراء شهواته وملذاته ويمشي مع هواه، لم يكتف بزوجة واحدة أو بأربع كما أوجب على أتباعه، بل عدَّد الزوجات فتزوج عشر نسوة أو يزيد سيرًا مع الشهوة وميلاً مع الهوى".
كما يقولون أيضًا: "فرق كبير وعظيم بين عيسى وبين محمد، فرق بين من يغالب هواه ويجاهد نفسه كعيسى بن مريم وبين من يسير مع هواه ويجري وراء شهواته كمحمد"، {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا} [الكهف: 5].
حقًا إنهم لحاقدون كاذبون فما كان محمد عليه الصلاة والسلام رجلاً شهوانيًا إنما كان نبيًا إنسانيًا تزوج كما يتزوج البشر، ليكون قدوة لهم في سلوك الطريق السوي، وليس هو إلهًا ولا ابن إله كما يعتقد النصارى في نبيهم، إنما هو بشر مثلهم فضَّله الله عليهم بالوحي والرسالة، {قُلْ إِنَّمَا أَنَاْ بَشَرٌ مّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَىَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} [الكهف: 110].
ولم يكن صلوات الله وسلامه عليه بدعًا من الرسل حتى يخالف سنتهم أو ينقض طريقتهم فالرسل الكرام قد حكى القرآن الكريم عنهم بقول الله جل وعلا: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرّيَّةً} [الرعد: 38]
فعلام إذًا يثيرون هذه الزوابع الهوج في حق خاتم النبيين عليه الصلاة والسلام؟ ولكن كما يقول القائل:
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد وينكر الفم طعم الماء من سقم
وصدق الله حيث يقول: {فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِى فِى الصُّدُورِ} [الحج: 46]
رد الشبهة:
إذا نظرنا إلى دعوة النبي عليه السلام، والى الدولة التي أقامها وأسسها، وإلى ما صنعه هذا النبي العظيم في حياته، وإلى هذه الدولة الإسلامية التي امتدت من الصين إلى المغرب، فبعد هذا من الذي يقول إن هذا عمل رجل مشغول، وان الذي شغله المرأة؟ ومن الذي تفرغ لعمل عظيم وبلغ فيه ما بلغ محمد عليه السلام في مسعاه؟ فهل بعد هذا يقال أن النبي عليه السلام شغلته المرأةُ عن عمله، وأنه كان متعلق القلب بالنساء؟ فأي افتراء هذا، وأي إفك وإفساد مثل هذا.
هناك نقطتان جوهريتان تدفعان الشبهة عن النبي الكريم وتلقمان الحجر لكل مفتر أثيم يجب ألا نغفل عنهما وأن نضعهما نصب أعيننا حين نتحدث عن أمهات المؤمنين وعن حكمة تعدد زوجاته الطاهرات رضوان الله عليهن أجمعين.
هاتان النقطتان هما:
أولاً: لم يعدد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم زوجاته إلا بعد ان تجاوز من العمر الخمسين.
ثانيًا: جميع زوجاته الطاهرات ثيبات ـ أرامل ـ ما عدا السيدة عائشة رضي الله عنها فهي بكر، وهي الوحيدة من بين نسائه التي تزوجها صلى الله عليه وسلم وهي في حالة الصبا والبكارة، ومن هاتين النقطتين ندرك بكل بساطة تفاهة هذه التهمة وبطلان ذلك الادعاء الذي ألصقه به المستشرقون الحاقدون.
فلو كان المراد من الزواج الجري وراء الشهوة أو السير مع الهوى أو مجرد الاستمتاع بالنساء لتزوج في سن الشباب لا في سن الشيخوخة، ولتزوج الأبكار الشابات لا الأرامل المسنات، وهو القائل لجابر بن عبد الله حين جاءه وعلى وجهه أثر التطيب والنعمة: ((هل تزوجت؟)) قال: نعم، قال: ((بكرًا أم ثيبًا؟)) قال: بل ثيبًا، فقال له صلوات الله عليه: ((فهلا بكرًا تلاعبها وتلاعبك وتضاحكها وتضاحكك)).
فالرسول الكريم أشار عليه بتزوج البكر وهو عليه السلام يعرف طريق الاستمتاع وسبيل الشهوة، فهل يعقل أن يتزوج الأرامل ويترك الأبكار ويتزوج في سن الشيخوخة ويترك سن الصبا إذا كان غرضه الاستمتاع والشهوة؟!
إن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يفدون رسول الله صلى الله عليه وسلم بمهجهم وأرواحهم، ولو أنه طلب الزواج لما تأخر أحد منهم عن تزويجه بمن شاء من الفتيات الأبكار الجميلات، فلماذا لم يعدد الزوجات في مقتبل العمر وريعان الشباب؟! ولماذا ترك الزواج بالأبكار وتزوج الثيبات؟! إن هذا بلا شك يدفع كل تقوُّل وافتراء ويدحض كل شبهة وبهتان ويرد على كل أفاك أثيم يريد أن ينال من قدسية الرسول أو يشوِّه سمعته، فما كان زواج الرسول بقصد الهوى أو الشهوة، وإنما كان لحكم جليلة وغايات نبيلة وأهداف سامية سوف يقر الأعداء بنبلها وجلالها إذا ما تركوا التعصب الأعمى وحكَّموا منطق العقل والوجدان، وسوف يجدون في هذا الزواج المثل الأعلى في الإنسان الفاضل الكريم والرسول النبي الرحيم، الذي يضحي براحته في سبيل مصلحة غيره وفي سبيل مصلحة الدعوة والإسلام.
إن الحكمة من تعدد زوجات الرسول كثيرة ومتشعبة ويمكننا أن نجملها فيما يلي:
أولاً: الحكمة التعليمية.
ثانيًا: الحكمة التشريعية.
ثالثًا: الحكمة الاجتماعية.
رابعًا: الحكمة السياسية.
أولاً: الحكمة التعليمية:
لقد كانت الغاية الأساسية من تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم هي تخريج بعض معلمات للنساء يعلمهن الأحكام الشرعية، فالنساء نصيف المجتمع، وقد فرض عليهن من التكاليف ما فرض على الرجال.
وقد كان الكثيرات منهن يستحيين من سؤال النبي صلى الله عليه وسلم عن بعض الأمور الشرعية وخاصة المتعلقة بهن كأحكام الحيض والنفاس والجنابة والأمور الزوجية وغيرها من الأحكام، وقد كانت المرأة تغالب حياءها حينما تريد أن تسأل الرسول الكريم عن بعض هذه المسائل، كما كان من خلق الرسول صلى الله عليه وسلم الحياء الكامل، وكان كما تروي كتب السنة أشد حياءً من العذراء في خدرها، فما كان عليه الصلاة والسلام يستطيع أن يجيب عن كل سؤال يعرض عليه من جهة النساء بالصراحة الكاملة بل كان يكني في بعض الأحيان ولربما لم تفهم المرأة عن طريق الكناية مراده عليه السلام.
تروي السيدة عائشة رضي الله عنها أن امرأة من الأنصار سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن غسلها من المحيض فعلّمها صلى الله عليه وسلم كيف تغتسل ثم قال لها: ((خذي فرصة ممسكة ـ أي قطعة من القطن بها أثر الطيب ـ فتطهري بها)) قالت: كيف أتطهر بها؟ قال: ((تطهري بها)) قالت: كيف يا رسول الله أتطهر بها؟ فقال لها: ((سبحان الله تطهري بها))، قالت السيدة عائشة: فاجتذبتها من يدها فقلت: ضعيها في مكان كذا وكذا وتتبعي بها أثر الدم. وصرحت لها بالمكان الذي تضعها فيه، فكان صلوات الله عليه وسلم يستحي من مثل هذا التصريح.
وهكذا كان القليل أيضًا من النساء من تستطيع أن تتغلب على نفسها وعلى حيائها فتجاهر النبي صلى الله عليه وسلم بالسؤال عما يقع لها، نأخذ مثلاً لذلك حديث أم سلمة المروي في الصحيحين وفيه تقول: جاءت أم سُليم ـ زوج أبي طلحة ـ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت له: يا رسول الله إن الله لا يستحي من الحق، هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت؟ فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: ((نعم إذا رأت الماء)) فقالت أم سلمة: لقد فضحت النساء، ويحك أو تحتلم المرأة؟ فأجابها النبي الكريم بقوله: ((إذًا فيم يشبهها الولد؟)).
مراده عليه السلام أن الجنين يتولد من ماء الرجل وماء المرأة، ولهذا يأتي له شبه بأمه، وهكذا كما قال تعالى: {إِنَّا خَلَقْنَا الإنسان مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَهُ سَمِيعاً بَصِيراً} [الإنسان: 2]. قال ابن كثير رحمه الله: "أمشاج أي أخلاط والمشج والمشيج الشيء المختلط بعضه في بعض، قال ابن عباس: يعني ماء الرجل وماء المرأة، إذا اجتمعا واختلطا..."
وهكذا مثل هذه الأسئلة المحرجة، كان يتولى الجواب عنها فيما بعد زوجاته الطاهرات، ولهذا تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: (رحم الله نساء الأنصار؛ ما منعهن الحياء أن يتفقهن في الدين، وكانت المرأة منهن تأتي إلى السيدة عائشة في الظلام لتسألها عن بعض أمور الدين، وعن أحكام الحيض والنفاس والجنابة وغيرها من الأحكام، فكان نساء الرسول خير معلمات وموجهات لهن وعن طريقهن تفقه النساء في دين الله.
ثم إنه من المعلوم أن السنة المطهرة ليست قاصرة على قول النبي صلى الله عليه وسلم فحسب، بل هي تشمل قوله وفعله وتقريره، وكل هذا من التشريع الذي يجب على الأمة اتباعه، فمن ينقل لنا أخباره وأفعاله عليه السلام في المنزل غير هؤلاء النسوة اللواتي أكرمهن الله، فكن أمهات للمؤمنين، وزوجات لرسوله الكريم في الدنيا والآخرة؟!
لا شك أن لزوجاته الطاهرات رضوان الله عليهن أكبر الفضل في نقل جميع أحواله وأطواره وأفعاله المنزلية عليه أفضل الصلاة والتسليم.
ولقد أصبح من هؤلاء الزوجات معلمات ومحدثات نقلن هديه عليه السلام، واشتهرن بقوة الحفظ والنبوغ والذكاء.
ثانيًا: الحكمة التشريعية:
ونتحدث الآن عن الحكمة التشريعية التي هي جزء من حكمة تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذه الحكمة ظاهرة تدرك بكل بساطة، وهي أنها كانت من أجل إبطال بعض العادات الجاهلية المستنكرة، ونضرب لذلك مثلاً بدعة التبني التي كان يفعلها العرب قبل الإسلام فقد كانت دينًا متوارثًا عندهم، يتبنى أحدهم ولدًا ليس من صلبه ويجعله في حكم الولد الصلبي، ويتخذه ابنًا حقيقيًا له حكم الأبناء من النسب في جميع الأحوال؛ في الميراث والطلاق والزواج ومحرمات المصاهرة ومحرمات النكاح إلى غير ما هنالك مما تعارفوا عليه، وكان دينًا تقليديًا متبعًا في الجاهلية.
كان الواحد منهم يتبنى ولد غيره فيقول له: "أنت ابني، أرثك وترثني"، وما كان الإسلام ليقرهم على باطل، ولا ليتركهم يتخبطون في ظلمات الجاهلة، فمهد لذلك بأن ألهم رسوله عليه السلام أن يتبنى أحد الأبناء ـ وكان ذلك قبل البعثة النبوية ـ فتبنى عليه السلام زيد بن حارثة على عادة العرب قبل الإسلام. وفي سبب تبنيه قصة من أروع القصص، وحكمة من أروع الحكم ذكرها المفسرون وأهل السير، لا يمكننا الآن ذكرها لعدم اتساع المجال. وهكذا تبنى النبيُ الكريم زيدَ بن حارثة، وأصبح الناس يدعونه بعد ذلك اليوم زيد بن محمد.
روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال: (إن زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كنا ندعوه إلا زيد بن محمد حتى نزل القرآن {ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ الله} [الأحزاب: 5] فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنت زيد بن شراحبيل)).
وقد زوجه عليه السلام بابنة عمته زينب بن جحش الأسدية، وقد عاشت معه مدة من الزمن، ولكنها لم تطل فقد ساءت العلاقات بينهما، فكانت تغلظ له القول، وترى أنها أشرف منه؛ لأنه كان عبدًا مملوكًا قبل أن يتبناه الرسول وهي ذات حسب ونسب.
ولحكمة يريدها الله تعالى طلق زيد زينب، فأمر الله رسوله أن يتزوجها ليبطل بدعة التبني ويقيم أسس الإسلام، ويأتي على الجاهلية من قواعدها، ولكنه عليه السلام كان يخشى من ألسنة المنافقين والفجار، أن يتكلموا فيه ويقولوا: تزوج محمد امرأة ابنه، فكان يتباطأ حتى نزل العتاب الشديد لرسول الله عليه السلام، في قوله جل وعلا: {وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَىْ لاَ يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِى أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْاْ مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً} [الأحزاب: 37].
وهكذا انتهى حكم التبني، وبطلت تلك العادات التي كانت متبعة في الجاهلية، وكانت دينًا تقليديًا لا محيد عنه ونزل قوله تعالى مؤكدًا هذا التشريع الإلهي الجديد {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مّن رّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلّ شَىْء عَلِيماً} [الأحزاب: 40].
وقد كان هذا الزواج بأمر من الله تعالى، ولم يكن بدافع الهوى والشهوة كما يقول بعض الأفاكين المرجفين من أعداء الله، وكان لغرض نبيل وغاية شريفة هي إبطال عادات الجاهلية وقد صرّح الله عز وجل بغرض هذا الزواج بقوله: {لِكَىْ لاَ يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِى أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْاْ مِنْهُنَّ وَطَراً} [الأحزاب: 37].
وقد تولى الله عز وجل تزويج نبيه الكريم بزينب امرأة ولده من التبني، ولهذا كانت تفخر على نساء النبي بهذا الزواج الذي قضى به رب العزة من فوق سبع سماوات.
روى البخاري بسنده أن زينب رضي الله عنها كانت تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وتقول: (زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سموات)، وهكذا كان هذا الزواج للتشريع وكان بأمر الحكيم العليم فسبحان من دقت حكمته أن تحيط بها العقول والأفهام وصدق الله: {وَمَا أُوتِيتُم مّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} [الإسراء: 85].
ثالثًا: الحكمة الاجتماعية:
أما الحكمة الثالثة فهي الحكمة الاجتماعية، وهذه تظهر بوضوح في تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بابنة الصديق الأكبر أبي بكر رضي الله عنه، وزيره الأول، ثم بابنة وزيره الثاني الفاروق عمر رضي الله عنه وأرضاه، ثم باتصاله عليه السلام بقريش اتصال مصاهرة ونسب وتزوجه العدد منهن مما ربط بين هذه البطون والقبائل برباط وثيق وجعل القلوب تلتف حوله وتلتقي حول دعوته في إيمان وإكبار وإجلال.
لقد تزوج النبي صلوات الله عليه بالسيدة عائشة بنت أحب الناس إليه وأعظمهم قدرًا لديه ألا وهو أبو بكر الصديق الذي كان أسبق الناس إلى الإسلام، وقدم نفسه وروحه وماله في سبيل نصرة دين الله والذود عن رسوله وتحمل ضروب الأذى في سبيل الإسلام حتى قال عليه السلام كما في الترمذي مشيدًا بفضل أبي بكر: ((ما لأحد عندنا يد إلا وقد كافيناه بها ما خلا أبا بكر فإن له عندنا يدًا يكافيه الله تعالى بها يوم القيامة، وما نفعني مال أحد قط ما نفعني مال أبي بكر، وما عرضت الإسلام على أحد إلا تردد ما عدا أبا بكر، ولو كنت متخذًا خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، إلا وإن صاحبكم خليل الله تعالى)).
فلم يجد الرسول صلى الله عليه وسلم مكافأة لأبي بكر في الدنيا أعظم من أن يقر عينه بهذا الزواج بابنته ويصبح بينهما مصاهرة وقرابة تزيد في صداقتهما وترابطهما الوثيق، كما تزوج صلوات الله عليه بالسيدة حفصة بنت عمر، فكان ذلك قرة عين لأبيها عمر على إسلامه وصدقه وإخلاصه وتفانيه في سبيل هذا الدين، وعمر هو بطل الإسلام الذي أعز الله به الإسلام والمسلمين، ورفع به منار الدين، فكان اتصاله عليه السلام به عن طريق المصاهرة خير مكافأة له على ما قدم في سبيل الإسلام، وقد ساوى صلى الله عليه وسلم بينه وبين وزيره الأول أبي بكر في تشريفه بهذه المصاهرة فكان زواجه بابنتيهما أعظم شرف لهما بل أعظم مكافأة ومنة ولم يكن بالإمكان أن يكافئهما في هذه الحياة بشرف أعلى من هذا الشرف فما أجل سياسته، وما أعظم وفاءه للأوفياء المخلصين.
كما يقابل ذلك إكرامه لعثمان وعلى رضي الله عنهما بتزويجهما ببناته وهؤلاء الأربعة هم أعظم أصحابه وخلفاؤه من بعده في نشر ملته وإقامة دعوته فما أجلها من حكمة وما أكرمها من نظرة.
رابعًا: الحكمة السياسية:
لقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم ببعض النسوة من أجل تأليف القلوب عليه وجمع القبائل حوله، فمن المعلوم أن الإنسان إذا تزوج من قبيلة أو عشيرة يصبح بينه وبينهم قرابة ومصاهرة، وذلك بطبيعته يدعوهم إلى نصرته وحمايته ولنضرب بعض الأمثلة على ذلك لتتضح لنا الحكمة التي هدف إليها الرسول الكريم من وراء هذا الزواج.
أولاً: تزوج صلوات الله عليه بالسيدة جويرية بنت الحارث سيد بني المصطلق وكانت قد أسرت مع قومها وعشيرتها، ثم بعد أن وقعت تحت الأسر أرادت أن تفتدي نفسها، فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه بشيء من المال فعرض عليها الرسول الكريم أن يدفع عنها الفداء وأن يتزوج بها فقبلت ذلك، فتزوجها فقال المسلمون: أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت أيدينا ـ أي أنهم في الأسر ـ فأعتقوا جميع الأسرى الذين كانوا تحت أيديهم، فلما رأى بنو المصطلق هذا النبل والسمو وهذه الشهامة والمروءة أسلموا جميعًا ودخلوا في دين الله وأصبحوا من المؤمنين، فكان زواجه صلى الله عليه وسلم بها بركة عليها وعلى قومها وعشيرتها لأنه كان سببًا لإسلامهم وعتقهم وكانت جويرية أيمن امرأة على قومها.
أخرج البخاري في صحيحة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء بني المصطلق فأخرج الخمس منه ثم قسمه بين الناس فأعطى الفارس سهمين والراجل سهمًا فوقعت جويرية بنت الحارث في سهم ثابت بن قيس، فجاءت إلى الرسول فقالت: يا رسول الله، أنا جويرية بنت الحارث سيد قومه وقد أصابني من الأمر ما قد علمت، وقد كاتبني ثابت على تسع أواق فأعني على فكاكي فقال عليه السلام: ((أو خير من ذلك؟)) فقالت: ما هو؟ فقال: ((أؤدي عنك كتابتك وأتزوجك)) فقالت: نعم يا رسول الله، فقال رسول الله: ((قد فعلت)) وخرج الخبر إلى الناس فقالوا: أصهار رسول الله يسترقون؟ فأعتقوا ما كان في أيديهم من سبي بني المصطلق فبلغ عتقهم مائة بيت بتزوجه عليه السلام بنت سيد قومه.
ثانيًا: وكذلك تزوجه صلى الله عليه وسلم بالسيدة صفية بنت حيي بن أخطب التي أسرت بعد قتل زوجها في غزوة خيبر، ووقعت في سهم بعض المسلمين فقال أهل الرأي والمشورة: هذه سيدة بني قريظة لا تصلح إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فعرضوا الأمر على الرسول الكريم فدعاها وخيرها بين أمرين:
أ ـ إما أن يعتقها ويتزوجها عليه السلام فتكون زوجة له.
ب ـ وإما أن يطلق سراحها فتلحق بأهلها.
فاختارت أن يعتقها وتكون زوجة له، وذلك لما رأته من جلالة قدره وعظمته وحسن معاملته، وقد أسلمت وأسلم بإسلامها عدد من الناس.
روي أن صفية رضي الله عنها لما دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: لم يزل أبوك من أشد اليهود لي عداوة حتى قتله الله، فقالت يا رسول الله: إن الله يقول في كتابه: {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [فاطر: 18]، فقال لها الرسول الكريم: اختاري فإن اخترت الإسلام أمسكتك لنفسي، وإن اخترت اليهودية فعسى أن أعتقك فتلحقي بقومك، فقالت: يا رسول الله: لقد هويت الإسلام وصدقت بك قبل أن تدعوني إلى رحلك وما لي في اليهودية أرب وما لي فيها والد ولا أخ وخيرتني الكفر والإسلام فالله ورسوله أحب إلي من العتق وأن أرجع إلى قومي، فأمسكها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه.
ثالثًا: وكذلك تزوجه عليه الصلاة والسلام بالسيدة أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان الذي كان في ذلك الحين حامل لواء الشرك وألد الأعداء لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أسلمت ابنته في مكة ثم هاجرت مع زوجها إلى الحبشة فرارًا بدينها، وهناك مات زوجها، فبقيت وحيدة فريدة لا معين لها ولا أنيس، فلما علم الرسول الكريم بأمرها أرسل إلى النجاشي ملك الحبشة ليزوجه إياها، فأبلغها النجاشي ذلك فسرت سرورًا لا يعرف مقداره إلا الله سبحانه؛ لأنها لو رجعت إلى أبيها أو أهلها لأجبروها على الكفر والردة أو عذبوها عذابًا شديدًا، وقد أصدقها عنه أربعمائة دينار مع هدايا نفيسة، ولما عادت إلى المدينة المنورة تزوجها النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام. ولما بلغ أبا سفيان الخبر أقر ذلك الزواج وقال: "هو الفحل لا يقدع أنفه"، فافتخر بالرسول ولم ينكر كفاءته له إلى أن هداه الله تعالى للإسلام، ومن هنا تظهر لنا الحكمة الجليلة في تزوجه عليه السلام بابنة أبي سفيان، فقد كان هذا الزواج سببًا لتخفيف الأذى عنه وعن أصحابه المسلمين سيما بعد أن أصبح بينهما نسب وقرابة مع أن أبا سفيان كان وقت ذاك من ألد بني أمية خصومة لرسول الله ومن أشدهم عداء له وللمسلمين، فكان تزوجه بابنته سببًا لتأليف قلبه وقلب قومه وعشيرته كما أنه صلى الله عليه وسلم اختارها لنفسه تكريمًا لها على إيمانها لأنها خرجت من ديارها فارة بدينها فما أكرمها من سياسة وما أجلها من حكمة
===================
أمية العرب والرسول
ابن مريم
الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين و خير خلق الله أجمعين سيدنا محمد بن عبد الله النبي الأمِّي العربي النذير المبين الصادق الأمين ، و على آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا ......... و بعد ،،،
ما من شك يخالج نفسية المسلم في أن رسول الله قد بعثه ربه إلى الناس كافة ، و قد شاءت ارادة الله تعالى و حكمته أن يكون هذا النبي المبعوث رحمة للناس أميا لا يدري ما الكتاب و لا يخطه بيمينه !.. و لم يكن هذا حال نبينا فحسب ، بل كان حال أغلبية العرب كافة كما قال الله تعالى : { هُوَ الّذِي بَعَثَ فِي الاُمّيّينَ رَسُولاً مّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكّيهِمْ وَيُعَلّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مّبِينٍ - الجمعة : 2 .
فمما هو معروف و قد ذهب إليه أغلب الأئمة و المفسرين أن أولئك الأميين المذكورين في الأية الكريمة هم العرب ؛ و في حديث ابن عمر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : إنا أمة أمية لا نكتب و لا نحسب الشهر هكذا و هكذا – بخاري / 1913 و مسلم / 1080، فالعرب كانوا قوم لا ثقافة لهم و لا علوم و لا اطلاع على ثقافات العالم المتحضر أنذاك ، إلا قليلا منهم بالطبع ، كذلك كانوا قوم لا دين لهم يتبعونه و لا كتاب لهم يقرأونه أي أنهم كانوا أمة على أصل ولادتها ، لم تتعلم الكتابة ولا قراءتها ؛ و هذا قد جعل القرآن الكريم يصفهم بالأمّية . و لكن أهل الكتاب في خلال نقاشهم الدائم مع المسلمين لا يقبلون هذا الأمر ، بل و يحاولون أن يتخذونه مولجا إلى أن ثقافة محمد هي مصدر القرآن الكريم . ففي بعض مؤلفات النصارى و مواقعهم على شبكة الأنترنت نقرأ مقالات و مؤلفات تحاول تفسير هذا الموضوع بشكل مغاير تماما للمفهوم الإسلامي فتخلط ما بين الأميّين و الأمَمييّن ، و ما بين الأميّ و الأمميّ ، إلى تنتهي بالقاريء إلى أن المسلمين لا يفهمون كتابهم الذين يرتلونه في صلواتهم أناء الليل و أطراف النهار !!
و من الذي يفهمه ، و يشرح معاني أياته للناس ؟!!.. أهم النصارى الذين لا يعترفون به أصلا ككلام الله ؟!!!
و قبل أن نتطرق معا إلى مؤلفاتهم و مقالاتهم ، تعالوا معا نعرف مسبقا ما هي الأميّة ؟ و ما هي الأمميّة ؟ ، و من هو الأميّ ؟ و من هو الأمميّ ؟ و ما الفرق بينهما ؟
يقول المعجم الوجيز – باب أ م ي : , الأميّ ) هو الذي لا يقرأ و لا يكتب ، و , الأميّة ) مصدر صناعي بمعنى الجهل بالقراءة و الكتابة ، و , الأممي ) هو من ليس من أهل الكتاب ، و بذلك تكون , الأممية ) مصدر صناعي بمعنى عدم الأنتماء لملة أهل الكتاب يهود كانوا أم نصارى . و كما نرى فإن الفارق واضح هنا في المعنى ، و لكن أهل الكتاب يصرون على أن الكلمتين بمعنى واحد و هذا خطأ !! و نتساءل : من أين جاء لديهم هذا الخلط ؟!
يقول الله تعالى لنبيه الكريم - صلى الله عليه وسلم - : { .. وَقُلْ لّلّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمّيّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ .. } - آل عمران : 20 . و يفهم من الأية الكريمة التفرقة بين أهل الكتاب و الأميين ، و لأن النصارى يطلقون لفظ , الأمم ) على غير المؤمنين برسالة المسيح - عليه السلام - كما نقرأ في العهد الجديد : , فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ ) متى 28 : 19 ، هذا غير أن , الأمم ) مصطلح يهودي مستخدم في العهد القديم للدلالة على غير اليهود . فمن هنا جاء هذا الخلط الأعمى !
و لكن حقيقة الأمر نجد أن القرآن الكريم في الآية السابقة لا يخلط في المعني بمفهوم أهل الكتاب ، و لكن الله تعالى يقول لنبيه الكريم - صلى الله عليه وسلم - : يا محمد قل لأهل الكتاب من الملّيين و كذلك مشركي العرب , الأميين ) هل تدخلون في دين الإسلام ؟ ، و ليس المقصد هنا بأن الأميين هم الأمميين . يقول الإمام القرطبي مفسرا هذه الأية : أهل الكتاب يعني اليهود والنصارى والأميين الذين لا كتاب لهم وهم مشركو العرب. – تفسير القرطبي لسورة أل عمران : 20 .
أيضا نقول أن القرآن الكريم إذ يطلق مصطلح , الأميين ) للدلالة على مشركي العرب ، فليس معنى هذا أن العرب كلهم يجهلون القراءة و الكتابة ! ، فنحن طبعا نقرأ في كتب السيرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد استعان بعدد من كتّاب الوحي لتدوين القرآن الكريم فور نزوله ، أيضا نقرأ أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قد أسلم بعد أن قرأ جزء من سورة طه ، أيضا نقرأ أن مشركى مكة قبل الهجرة قد كتبوا صحيفة مقاطعة للمسلمين و وضعوها في الكعبة ، كذلك كان في أسرى معركة بدر من الكفار من أراد افتداء نفسه أن يعلم عشرة من صبيان المسلمين القراءة و الكتابة ، و في التاريخ نقرأ عن المعلقات السبعة و هي قصائد عُرف عنها أنها كانت تُكتب على صحائف و تعلّق في الأسواق و المنتديات العربية قبل الإسلام ، .. و غير هذا مما يدل على أن العرب كان علم القراءة و الكتابة معروف لديهم و لكن كان عدد القراء ندرة في هؤلاء القوم على عكس الأقوام الأخرى ، فأهل الكتاب مثلا كانوا يتعلمون العبرانية و اليونانية لقراءة كتبهم التي لم تكن قد ترجمت إلى العربية بعد ، و لكن أيضا كان منهم الأميون الذين لا يقرأون و لا يكتبون كما يقول الله تبارك و تعالى عنهم في كتابه الكريم : { وَمِنْهُمْ أُمّيّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاّ أَمَانِيّ وَإِنْ هُمْ إِلاّ يَظُنّونَ } - البقرة : 78 ، و الأماني قد فسرها الحافظ ابن كثير بأنها تلاوات أو قراءات محفوظة من التوراة لا تتطلب منهم علم القراءة . و كما نرى أن هذه الأية تستخدم لفظ , أميون ) للدلالة على غير الملمين بالقراءة و الكتابة لا على غير اليهود لأنها تتحدث عن اليهود !!
o أمية محمد - صلى الله عليه وسلم - في القرآن الكريم :
كما قلنا شاءت حكمة الله تعالى أن يكون ذلك المبعوث رحمة للعالمين - صلى الله عليه وسلم - رجلا أميا لا يقرأ و لا يكتب ، و قد ظل صلوات ربي عليه على أميته حتى وافته المنية كما هو ثابت في مجمل الأحاديث و كتب السيرة . و هذا كي لا يرتاب أحد في أنه يتلقى القرآن عن أحد من العالمين مهما كانت ثقافته . فبعد أن تحدى المولى - عز وجل - العرب أن يأتوا بسورة من مثله و قد فشلوا ، كان ذلك التحدي الأعظم ؛ أن ذلك الذي فشلتم في محاكاته و تقليده و أنتم جهابذة الشعر ، قد جاء به هذا النبي الأمي غير المتعلم ! فمن أين جاء به صلوات ربي عليه و تسليماته ؟!.. قطعا من عند الله رب العالمين .
و في هذا يمنّ الله - عز وجل - على نبيه الكريم و يقول : { وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلاَ تَخُطّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لاّرْتَابَ الْمُبْطِلُونَ } - العنكبوت : 48 . أي أنك يا محمد قبل أن تقرأ هذا القرآن قد لبثت في قومك عمرا لا تقرأ كتابا ولا تحسن الكتابة بل كل رجل من قومك وغيرهم يعرف أنك رجل أمي لا تقرأ ولا تكتب ، و لولا ذلك لما كانت ريبة المبطلين من المشركين و أهل الكتاب ! إذ أنهم يعلمون حق العلم أن محمد - صلى الله عليه وسلم - رجلا أميا فمن أين جاء بهذا القرآن ؟
أيضا يقول الله تعالى : { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحاً مّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ الإِيمَانُ وَلََكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نّهْدِي بِهِ مَن نّشَآءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنّكَ لَتَهْدِيَ إِلَىَ صِرَاطٍ مّسْتَقِيمٍ } - الشورى : 52 . أي أنك يامحمد كنت رجلا أميا لا تعلم الكتاب و لا تكتبه ، و في هذا نداء للمشركين و ليس للنبي - صلى الله عليه وسلم - أن يعملوا عقولهم كيف لهذا الأمي بهذا البيان و هذه الفصاحة ! و ما كنت على دين قبل ذلك فيقولون انك قد تركته إلى ملة أخرى بل كنت تبحث عن الإيمان و تتفكر في خالق هذا الكون ، فمن الذي علمه هذا الإيمان الذي ما سبقه إليه أحد من العالمين ؟!.
و قديما اتهم بعض المشركين محمدا - صلى الله عليه وسلم - في قراءته للقرآن أنه يقول الشعر ، و ما هو مرسل من عند الله ! فكان رد القرآن عليهم واضحا : { قُل لّوْ شَآءَ اللّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } - يونس : 16 ، أي قل يا محمد لهؤلاء القوم أنني قد لبثت فيكم أربعون عاما قبل هذا القرآن فهل كذبتكم قط ؟ أم كنت مشهور عندكم بالصدق و الأمانة ! ، و هل علم عني أحد أنني أقرض الشعر ؟ أم أنني رجلا أميّا ! أفلا تعقلون و تعلمون أن هذا عناد على غير الصواب ؟!.. و في هذا نجد أسلوب القرآن في دفع الحجة بالحجة الأقوي ليعلم أولو الألباب أنه من عند الله .
أيضا قال المشركين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه يتلقى القرآن عن كتب اليهود و النصارى ، لأن تلك القصص الواردة فيه نجدها مذكورة في تلك الكتب ، يعلمه اياها أعجمي قد اختلفوا في ذكر اسمه ! فمنهم من قال أنه نصراني و اسمه جبر ، و منهم من قال إنه غلام اسمه سبيعة يجالسه عند المروة ، و منهم من قال إنه سلمان الفارسي - رضي الله عنه - رغم أن اسلام سلمان معروف أنه كان بعد الهجرة و تلك الحادثة كانت قبلها !! ، و منهم من قال إنه اعجمي و اسمه بلعام ، و غيره .. فيرد عليهم بقوله تعالى : { وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنّهُمْ يَقُولُونَ إِنّمَا يُعَلّمُهُ بَشَرٌ لّسَانُ الّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيّ وَهََذَا لِسَانٌ عَرَبِيّ مّبِينٌ } - النحل : 103 ، أي يا من كان له لب مفكر ؛ إن تلك الكتب التي تلحدون – و الإلحاد هو الميل عن القصد – إليها باللسان العبراني أو اليوناني و لم تكن قد ترجمت إلى العربية بعد ، أما القرآن فإنه ذو لغة عربية جلية و أسلوب منفرد ذو بيان و فصاحة عجز العرب أن يأتوا بمثله ! فمن يكون ذلك الذي علمه إياه ؟! و لم لا يظهر هو فيكون أولى منه بشرف النبوة و القيادة بدلا من الإكتفاء بدور المعلم الخفي ؟!!
و في هذا نفي لمفهوم علم النبي - صلى الله عليه وسلم - بالكتاب قبل البعثة ، بل و اشتهار ذلك بين العرب و إلا لقاموا عليه و قالوا : لا يا محمد ! نحن نعلم أنك تكتب الكتاب و تقرأه .. فلم لا تكون أنت مصدر هذا القرآن ؟!!
و من الأيات التي تذكر أمية النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - بصورة مباشرة قوله تعالى : { وَاخْتَارَ مُوسَىَ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لّمِيقَاتِنَا فَلَمّا أَخَذَتْهُمُ الرّجْفَةُ قَالَ رَبّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مّن قَبْلُ وَإِيّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السّفَهَآءُ مِنّآ إِنْ هِيَ إِلاّ فِتْنَتُكَ تُضِلّ بِهَا مَن تَشَآءُ وَتَهْدِي مَن تَشَآءُ أَنتَ وَلِيّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ - وَاكْتُبْ لَنَا فِي هََذِهِ الدّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الاَخِرَةِ إِنّا هُدْنَآ إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِيَ أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَآءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلّذِينَ يَتّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزّكَاةَ وَالّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ - الّذِينَ يَتّبِعُونَ الرّسُولَ النّبِيّ الاُمّيّ الّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلّ لَهُمُ الطّيّبَاتِ وَيُحَرّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأغْلاَلَ الّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتّبَعُواْ النّورَ الّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلََئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ - قُلْ يَأَيّهَا النّاسُ إِنّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الّذِي لَهُ مُلْكُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ لآ إِلََهَ إِلاّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النّبِيّ الاُمّيّ الّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتّبِعُوهُ لَعَلّكُمْ تَهْتَدُونَ } - الأعراف : 155-158 . نجد أن الأيات الكريمة وردت في سياق حديث القرآن الكريم عن قوم موسى - عليه السلام - ، و من منهم أدرك محمدا و أمن بدعوته . و كيف يعرفون محمدا ؟.. و تجيبهم الأية أنه ذلك النبي الذي يجدونه بصفاته مذكورا في كتبهم . و ما هي تلك الصفات ؟ .. و تجيبهم الأية إنه مذكور بأنه أمي لا يقرأ و لا يكتب ، و إنه يأمرهم بالمعروف و مكارم الأخلاق و ينهاهم عن المنكر من أفعالهم ، و يحل لهم من الطيبات ما حرم عليهم في شريعتهم و يحرم عليهم الخبائث التي كانوا يستحلونها من قبل ، و يضع عنهم ثقال الأعمال التي فرضت عليهم من قبل كقتل النفس عند التوبة و قطع أثر النجاسة و عدم مجالسة الحائض و تحريم شحوم الأغنام ظهور الأبقار و لحم الإبل و غيرها و التي قيدتهم من أعناقهم بأغلال الشريعة . فالذين أمنوا بدعوة محمد - صلى الله عليه وسلم - منهم وعزَّروه ووقروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه و هو القرآن الكريم أولئك هم الفائزون بسعادة الدنيا والأخرة – تفسير الجلالين لسورة الأعراف : 157 .
و يعترض بعض النصارى و يقولون إن حديث النبي الأمي يقتطع مرتين و لا ينسجم مع خطاب موسى لربه ، لا في النسق و لا في الموضوع ! أي أن موسى يطلب من ربه أن يسجل له و لقومه يهوديتهم حسنة لهم فيرد ربه أن على موسى و قومه أن ينتظروا قرابة الألف سنه حتى يأتي محمد و يؤمنوا به فيسجل لهم بهذا حسنةً !! – , في سبيل الحوار الإسلامي المسيحي – الحداد ) .
حقا لقد اثبت هؤلاء النصارى أنهم لا يفهمون كلمات القرآن ! .. بل لا يفهمون العربية بالمرة ! ، ففي الأية 156 يقول موسى - عليه السلام - لربه : { وَاكْتُبْ لَنَا فِي هََذِهِ الدّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الاَخِرَةِ إِنّا هُدْنَآ إِلَيْكَ .. } ، و , هدنا إليك ) أي تبنا إليك توبة نصوح – انظر تفسير الجلالين لسورة الأعراف : 156 ، أنظر أيضا المعجم الوجيز : هادَ هَوَدَاً أي تاب و رجع إلى الحق فهو هَائِدٌ و الجمع هودٌ ، و ليس المقصود أي الملة اليهودية كما ذهب بعض النصارى !
و يرد عليه رب العزة - عز وجل - : { قَالَ عَذَابِيَ أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَآءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلّ شَيْءٍ .. } أي أنه إن كانت قد أصابتكم فتنة اهلكت بعضكم فإن ذلك عذابي و تلك بإرادتي ، و مع ذلك فرحمتي قد وسعت كل شيء من الخلق حتى إن البهيمة لها رحمة وعطف على ولدها. قال الإمام القرطبي عن ابن عباس : طمع في هذه الآية كل شيء حتى إبليس ، فقال : أنا شيء ؛ فقال الله تعالى : { .. فَسَأَكْتُبُهَا لِلّذِينَ يَتّقُونَ .. } ، فقالت اليهود والنصارى : بل نحن متقون ؛ فقال الله تعالى : { الّذِينَ يَتّبِعُونَ الرّسُولَ النّبِيّ الاُمّيّ .. } الآية . فخرجت بذلك عن العموم – تفسير القرطبي لسورة الأعراف : 156 .
ذلك هو تفسير الأية الكريمة الذي حاول النصارى مداراته ببعض البهلوانات الجدلية فهم يصرفون نظر القاريء عن مدلول الأية الكريمة بالتفكير في السياق ، و قول موسى ، و جواب الله - عز وجل - ، و ... و ... ! و لكن كلام الله واضحا جليا لمن كان له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد .
o أمية محمد - صلى الله عليه وسلم - في كتب السيرة :
بدايةً نود أن نؤكد أنه لا توجد أحاديث ، و لو ضعيفة ، في كتب السيرة تشير إلى أن النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ أو يكتب أو أن أحد قد علمه شيء ، أللهم إلا ما سبق و أوردناه عن أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يعلمه بشر أعجمي و قد ورد ذكرهما في سيرة رسول الله لإبن اسحاق و من أخذ عنه في سياق التكذيب و التضعيف . لأن تلك الكتب قد كتبها العرب الذين عاش النبي الكريم بينهم و قد اشتهر بالأمية . أما رفض بعض المشككين لهذه الأمية قد ظهر سببا من أسباب رفضهم لرسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - بل و رفضهم الإعتراف بالقرآن الكريم ككتاب من عند الله ، و هذا قد ظهر في بداية القرن الخامس الهجري عندما بدأت كتابات النصارى تعلن عن رفضهم للإسلام .
أما محمدا - صلى الله عليه وسلم - فكما نقرأ في كتب السيرة نشأ في قريش و استرضع في بني سعد و قد اشتهروا بالفصاحة لأنهم قوم وبر , أي يعيشون على رعي الأغنام ) فلا سبيل إلى اختلاط لغتهم بلغة الأعاجم كقريش و غيرها ممن اشتهروا بالتجارة ؛ و لذا فقد اشتهر عن الرسول الكريم بأنه فصيح اللسان و هذا لا يغير في مفهوم الأميّة لأنها المتواتر عنه - صلى الله عليه وسلم - .
و بعد ذلك تربى في كنف أمه حتى السادسة ، ثم جده حتى الثامنة ، ثم عمه أبو طالب حتى بلغ أشده . و بالرغم من أنه قد تربى وسط أبناء عمه جعفر و علي و قد اشتهر عنهم القراءة و الكتابة لكن لم يرد في كتب السيرة ما يشير بذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - .
و بعد ذلك عمل محمد - صلى الله عليه وسلم - بالتجارة ، و تسجل كتب السيرة رحلة وحيدة له مع مولاه زيد بن حارثة عندما ذهبوا إلى بصرى و لم يذهبوا أبعد من ذلك ، و بعدها يعود محمد - صلى الله عليه وسلم - و يتزوج من أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها ، و هنا ينوه أحد الكتاب النصارى أن هذا الزواج كان زواجا نصرانيا على يد القس ورقة بن نوفل ابن عم خديجة ، و لذلك لم يتزوج محمد غيرها طيلة حياتها !!!
و نقول : لا يوجد في كتب السيرة ما يؤيد ذلك بل لا يوجد ذكر لورقة بن نوفل في حياة خديجة إلا عندما سألته عن حالة النبي - صلى الله عليه وسلم - عند عودته من غار حراء و قد ثقل عليه أمر الوحي ، أما عن زواجهما فما كان معروف عن خديجة أنها كانت على ملة النصارى و لا محمدا - صلى الله عليه وسلم - بالطبع ، فكيف يُعقد لهما عقدا نصرانيا ؟!!! .. أما عن عدم زواجه سواها طيلة حياتها رضي الله عنها ، فلهذا مقال أخر إن شاء الله حتى لا نخرج عن موضوعنا الأساسي .
و في غار حراء نزل الروح الأمين بأول كلمات القرآن على النبي المتحنث بين جنبات الغار فتحكي كتب السيرة أن جبريل - عليه السلام - ضمه إلى صدره حتى بلغ منه الجهد و قال له : إقرأ ! ، فرد الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - : ما أنا بقاريء !! و هذا طبقا للروايات الصحيحة – انظر السيرة النبوية لإبن هشام 1/225 و مسند أحمد 232/6 حديث عائشة رضي الله عنها و البخاري/3 و مسلم/160، فأعاد جبريل ذلك مرة أخرى و رد - صلى الله عليه وسلم - بنفس ذلك الرد ، و في المرة الثالثة قال له النبي الكريم : ماذا أقرأ ؟ فكانت الأيات الأولى من سورة العلق هي أول ما نزل من القرآن الكريم .
و يحتج بعض النصارى بأمر الروح الأمين للنبي - صلى الله عليه وسلم - متسائلين : هل كان جبريل يجهل أنه مرسل لنبي أمي حتى يخاطبه بصيغة أمر القراءة ؟.. و يرد الإمام القرطبي و يقول : معنى الأمر الكريم { إقرأ باسم ربك.. } الأية أي اذكر اسمه. أمره أن يبتدئ القراءة باسم اللّه . و قيل فيها حث لأمته على العلم ، و قد أكد الرسول - صلى الله عليه وسلم - على هذا في الكثير من أحاديثه أي أن المعني رمزيا و ليس ملموسا كما ذهب أغلب النصارى !
و في صلح الحديبية و عندما رفض وفد قريش التوقيع على الصحيفة و فيها , محمد رسول الله ) و أرادوا استبدالها بـ , محمد بن عبد الله ) ، فأمر النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - عليّا بن أبي طالب ، و قد كان كاتبُه في هذا الصلح ، أن يمحو ما أرادوا . و قد ثقل عليه - رضي الله عنه - أن يمحو بيده كلمة , رسول الله ) ، فتناول النبي - صلى الله عليه وسلم - الصحيفة و سأل عن مكان الكلمة ثم محاها بيده . السيرة النبوية لإبن هشام 3/198 ، و هذا دليل واضح على عدم معرفته بالقراءة .. و غير هذا الكثير من المواقف و الأحاديث التي لا تخرج عن هذا الموضوع ، و الجدير بالذكر أنه على الرغم من حث النبي الكريم أصحابه على طلب العلم ، و بيانه لفضل العلم و منزلة العلماء و لكن لم ينتقده أبدا أحد من أصحابه بسبب أميته أو يحاول أحدهم تعليمه مبادي القراءة و الكتابة أو شيء من هذا القبيل ! و ذلك يرجع أولا إلى علو مكانة الرسول - صلى الله عليه وسلم - بين أصحابه فلا ذكر هنا لأميّته و إن كانت أمرا واقعا . و ثانيا إن أمية النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - لم تكن لتمنع أصحابع أن يتلقوا مباديء الإسلام على يديه - صلى الله عليه وسلم - .
o هل الثقافة و النبوة لا تجتمعان ؟
و لا يفهم النصارى مفهوم الثقافة بالنسبة للأنبياء فيصرون على أن كل الأنبياء الذين ورد ذكرهم في كتبهم كانوا على درجة عالية من الثقافة و سيدهم موسى الكليم – و لا زال الكلام عن لسانهم - الذي يقولون أنه قد تثقف في قصر فرعون بكل علوم المصريين و حكمتهم أما بالنسبة لمحمد - صلى الله عليه وسلم - فيتعجبون من موقف المسلمين في الإصرار على أمّيته !!
و نقول لهم : إن أولئك الأنبياء صلوات ربي عليهم و تسليمه قد بعثوا في قومهم مثلهم كمثل العالم الفقية في الأمّة الإسلامية ، و لم يكن من المستغرب أن يسمع بهم الخاصة و العامة في وقت من الأوقات . و لم يكن قيامهم إنكارا لقيام الأنبياء من قبلهم ، بل هو تفسير لبعض الأسفار و حض على اتباع السنن التي رسمها لهم من قبل إبراهيم و إسحاق و يعقوب و داوود و موسى عليهم جميعا أفضل الصلاة و السلام ، فلا مجال هنا للتفكير في ثقافة ذلك النبي و نترك التفكير في دعوته . أما في حالة محمد - صلى الله عليه وسلم - فإنه خاتم هؤلاء الأنبياء و صاحب الشريعة الخاتمة الذي بعث للناس كافة .. الأميون منهم و الكتابيون ، فهنا تظهر أميته كحجة دامغة على مصدر رسالته السماوية ، فلا يخالج نفسية المؤمن شك و لو بسيط أنه قد جاء بشيء من عنده ، و سبحان من وسعت حكمته كل شيء .
فمفهوم ثقافة الأنبياء العالية ، و إن كان القرآن لم يشر إليه من قريب أو من بعيد ، لا نعترض عليه ، و لكن مفهوم أمية محمد - صلى الله عليه وسلم - لا يقلل من نبوته و إن كانت الأمية في حد ذاتها نقص يتنزه عنه العوام ، كذلك لا يقلل من تفضيل الله تعالى له عن العالمين ؛ فتفضيله و اجتبائه إياه - صلى الله عليه وسلم - كان بأنه يحمل ختام الشرائع و نهاية رسالات السماء إلى بني أدم ، و أن ذلك النبي الأمي هو الذي رسم النهج الذي سار عليه من بعده الملايين و الملايين من عباد الله على اختلاف طبقاتهم و ألسنتهم و ألوانهم ، و هذا مالم يحدث مع أحد من العالمين سواه .
أحمد الله العلي القدير على نعمة الإسلام ، و أسأله الهداية لنا و لعباده المتقين ، و الثبات على دينه و ملّة نبيه الكريم العربي الأمي المبعوث رحمة للعالمين صلوات ربي عليه و تسليمه .
و أخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شبهة: محمد صلى الله عليه وسلم شاعر !
بسم الله الرحمن الرحيم
" وما علّمناهُ الشعرَ وما ينبغي لهُ " ( سورة يس 69)
وقال رسولُ الله ( ص ) عن ثوبان ( رض ) كما ورد في كتاب إبن السني:
" من رأيتموه ينشد شعرا في المسجدِ فقولوا له فضَّ اللهُ فاكَ , ثلاثَ مرّات "
( وهو حديث ضعيف )
وجاء في الصحيحين ( البخاري ومسلم – رض ) عن البُراء بن عازب ( رض ) إنه قال له رجل : أفررتم يوم حنين عن رسول الله فقال البراء : لكن رسول الله لم يفر ولقد رأيته وهو على بغلته البيضاء وإن أبا سفيان بن الحارث ( أبن عم الرسول ) آخذٌ بلجامها والنبي ( ص ) يقول :
أنا النبيُّ لا كذبْ
أنا بنُ عبدالمطلبْ
وجاء في الصحيحين ( البخاري ومسلم - رض ) عن البراء :
إنه رأى النّبي ينقلُ الترابَ يومَ الأحزابِ وقد وارى الترابُ بياضَ بطنهِ وهو يقول :
الله لولا أنت ما اهتدينا ( مستفعلن مستفعلن فعولن )
ولا تصدَّقنا ولا صلَّينا ( متفعلن مستفعلن مفعولن )
فأنزلنْ سكينةً علينا (متفعلن متفعلن فعولن )
وثبِّت الأقدامَ إن لا قينا ( متفعلن مستفعلن مفعولن )
إنَّ الأُلى قد بغوا علينا ( مستفعلن فاعلن فعولن )
إذا أرادوا فتنةً أبينا ( متفعلن مستفعلن فعولن )
( ملاحظة : ولا يمكن أن يعتبر ما ذكر أعلاه شعرا لأن النبي ( ص ) ليس بشاعر)
وعن أنسٍ ( رض ) في صحيحِ البخاري :
عندما كان المهاجرون والأنصارُ يحفرون الخندقَ وينقلون الترابَ على متونهم ويقولون :
" نحنُ الذين بايعوا محمّدا على الإسلامِ ما بقينا أبدا "
وفي رواية أخرى على الجهادِ
وهي الرواية الأصح حسب رأيي حيث يكون وزن بحرالرجز :
مستفعلن متفعلن متفعلن ... متفعلن متفعلن مفتعلن
والنّبيُّ ( ص ) يجيبُهم :
اللهمَّ إنَّه لا خيرَ إلاّ خيرُ الآخره ( مستفعلن مفاعيلن مفاعيلن مستفعلن )
فباركْ في الأنصارِ والمهاجره (مفاعيلن مستفعلن متفعلن)
( وهذا ليس بشعرٍ )
وفي الرجز قال الخليل: الرجزُ المشطور والمنهوك ليسا من الشعرِ وقيل له ما هما ؟
قال : أنصافٌ مسجّعة , فلما رُدَّ عليه , قال لأحتجَّنَّ عليهم بحجّة فإن لم يقرّوا بها عسفوا , فاحتجَّ عليهم بأن رسولَ الله صلى اللهُ عليه وسلّمَ كان لا يجري على لسانه الشعرُ :
وقد قيلَ لرسولِِ الله ( ص ) بيتُ شعرٍ لطُرفةَ بن العبد :
ستُبدي لكَ الأيامُ ما كنتَ جاهلا ... ويأتيكَ بالأخبارِ من لم تزوِّدِ
( وهو من بحر الطويل : فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن)
فكان يقول :
ستبدي لك الأيامُ ما كنتَ جاهلا ... ويأتيكَ من لم تزوِّدْ بالأخبارِ
وقد علمنا أن النصفَ الذي جرى على لسانهِ لا يكون شعراً إلا بتمام النصفِ الثاني على لفظهِ وزناً وعروضا.
و قال الخليل : لو كان نصفُ البيتِ شعراً لما جرى على لسان النبيِّ ( ص ) وجاء بالنصف الثاني على غير تأليفِ الشعر لأن نصفَ البيت لا يقالُ له شعرٌ ولا بيتٌ ولو جاز أن يقالَ لنصفِ البيت شعرا لجازَ أن يكون جزءٌ منه شعرا أيضا, والرجزُ المشطورُ مثلُ ذلك النصف
وفي رواية جندُب إنّهُ ( ص ) دُميت إصبعُه عند حفرِِ الخندقِِ
وقال النبيُّ ( ص) :
هل أنتِ إلاّ إصبعٌ دُميتِ
وفي سبيلِ اللهِ ما لقيتِ
وهذا على المشطورِ ( مستفعلن مستفعلن فعولن )
وفي رواية البُراء إنّه رأى النبيَّ ( ص ) على بغلةٍ بيضاءَ وهو يقول :
أنا النبيُّ لا كذبْ
أناابنُ عبدِالمطَّلبْ
وهذا من المنهوك ( مستفعلن مستفعلن ) ولو كان شعرا ما جرى على لسانه فإن الله عزَّ وجلَّ يقول :
" وما علّمناه الشعرَ وما ينبغي له " أي وما يتسهَّلُ لهُ فيقوله ويتدرب فيه حتى ينشئ منه كتبا.
هكذا حاجج الخليلُ فيما كان يجري على لسانِ النبي ( ص )
وهو بهذه الحججِ لم يقر بكونِ النظمِ على بحر الرجز المشطور والمنهوك شعرا , رغم ادعاء البعض ومنهم الأخفش بأن الخليل أجازه وهم لا يجيزونه .
قال الحربي : ولم يبلغني أنه جرى على لسان النبي ( ص ) من ضروب الرجز إلا ضربان المنهوك والمشطور , ولم يعدهما الخليلُ شعرا , ولم يبلغني إنَّ النبيَّ محمدٌ ( ص) أنشدَ بيتا تاما على وزنه وقافيته إنما كان ينشدُ الصدرَ أو العجزَ فإن أنشده تاما لم يقمْهُ على وزنه, وإنه أنشدَ مرة صدرَ بيت للبيد :
ألا كلُّ شئٍ ما خلا اللهَ باطلُ
وسكت عن عجُزه
( وكلُّ نعيمٍ لا محالةَ زائل )
( وهو من بحر الطويل : فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن )
وقيل إنه أنشد مرة :
أتجعلُ نهبي ونهبَ العُبيـ ... دِ بين الأقرعِ وعُيَينَةَ
( وهو من بحر المتقارب : فعولن فعولن فعولن فعْ )
فقال له الناس : بين عُيَينةَ والأقرع ِ , فأعادها النبي ( ص ) بين الأقرعِ وعُيَيْنةَ , فقام أبو بكر ( رض ) فقال : أشهدُ إنَّك رسولٌ للهِ ثم قرأ :
( وما علّمناهُ الشعرَ وما ينبغي لهُ)
وهكذا فالرجز ليس بشعر عند أكثرهم .
وفي حديث الوليد بن المغيرة حين قالت قريش للنبي محمد ( ص ) إنه شاعر فقال : لقد عرفت الشعر ورجزه وهزجه وقريضه فما هو به .
وقال أبو إسحاق :إنما سمي الرجز رجزا لأنه تتوالى فيه في أوله حركة وسكون ثم حركة وسكون إلى أن تنتهي أجزاؤه يشبه بالرجز في رجل الناقة ولرعدتها وهو أن تتحرك وتسكن ثم تتحرك وتسكن.
وقيل سمي بذلك لاضطراب أجزائه وتقاربها
وقيل لأنه صدور بلا أعجاز
وقال ابن جني : كل شعرٍ تركَّب تركيبَ الرجز سمِّي رجزا.
وقال الأخفشُ مرة : الرجزُ عند العربِ كل ما كان على ثلاثة أجزاءٍ وهو الذي يترنمون به في عملهم وسوقهم ويحدون به . كما ويرتجزون عند المنازلةِ في سوح القتال.
وقال ابن سيده : روى بعض من أثق به نحو هذا عن الخليل وقد اختلف فيه فزعم قوم إنه ليس بشعر , ,إن مجازه مجاز السجع , وفي التهذيب زعم الخليل أنه ليس بشعر وإنما هو أنصاف أبيات وأثلاث ودليله ما روى عن النبي ( ص ).
كما قال ابن سيده : إن الأخفشَ لم يحفل بما جاء من الرجز على جزأين نحو قوله:
" يا ليتني فيها جذع "
" أخبُّ فيها وأضعْ "
(مستفعلن مستفعلن)
قال : وهو لعمري بالإضافة إلى ما جاء منه على ثلاثة أجزاء , جزءٌ لا قدر له لقلته فلذلك لم يذكره الأخفش في هذا الموضع , فإن قلت إن الأخفش لا يرى ما كان على جزأين شعرا , قيل وكذلك ما هو على ثلاثة أجزاء أيضا شعرا , وزعم آخرون بأن مجازه مجاز السجع. ويسمى قائله راجزا مثلما يسمّى قائلُ الشعر شاعرا .
والأرجوزة : هي القصيدة من الرجز , وهو كهيئة السجع إلا إنَّه في وزن الشعر ( بتفعيلاته ) وجمعُها أراجيز وهناك ما يسمى سجعات :
ومن سجعات الحريري :
فما كلُّ قاضٍ قاضي تبريز
ولا كلُّ وقت تسمعُ فيه الأراجيز
ورجَز يرجُز رجَزا ويسمى قائله راجزا كما يسمى قائل الشعر شاعرا وارتجز ارتجازا ورجَز به ورجّزه ترجيزا أي أنشده أرجوزة وهو راجزٌ, ورجّاز ورجّازة ومرتجز .
وقد عرف عن العرب قولهم الرجز وأشهر ما كان يقال ويتم تناقله ما كان فرسان العرب ترتجز به في قتال أو غيره .
استنتاجات :
1- إن النبي محمد ( ص ) لم يقل شعرا أبدا بدليل كلام الله عز وجل.
2- إن النبي محمد ( ص ) كان يرتجز والإرتجاز ليس شعرا بدليل ما تقدم.
3-إن النبي محمد ( ص ) نهى عن قول الشعر في المساجد. وهذا يثبت بأنه لم يكن يقول شعرا. ( حتى وإن كان الحديث ضعيفا )
4- إن بحر الطويل لا يجوز النظم فيه على المشطور
( فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن ) لأنه ليس بشعر.
وهذا ينطبق على بقية بحور الشعر العربي. وهو ما لم يتضمنه علم العروض حيث لم يرد المشطور والمنهوك في أي بحر عدا ما قيل في بحر الرجز. ( وهو مشكوك فيه) , وكذلك ورد المنهوك في بحر المنسرح
5- إن المشطور والمنهوك في بحر الرجز وبحر المنسرح ليسا بشعر وهذا يشمل :
مستفعلن مستفعلن مستفعلن
مستفعلن مستفعلن مفعولن
مستفعلن مستفعلن فعولن
مستفعلن مستفعلن
مستفعلن فعولن
مستفعلن مفعولن
مستفعلن مفعولات
أو أي تركيبة من جزأين أو ثلاثة تشكل أصر شطرا لبيت أو جزءا منه.
لأنهما ليسا بشعر وإنما هما رجز كان يرتجز بهما العرب وكان النبي محمد ( ص ) يرتجز كما تبين والإرتجاز ليس بشعر بدليل ما تقدم من أدلة من الخليل والأخفش.
6- من هذه الإستنتاجات لابد لنا من إعادة النظر في بحور الشعر وجوازاته واستبعاد ما دس على علم العروض من قبل من كانت نياتهم سيئة بهدف إثبات إن النبي محمد ( ص ) كان يقول الشعر . برغم إن بعضنا وبدون قصد ربما قد تبنى بعض هذه المقولات .
7- لبيان المقصود من بعض التسميات :
- التام : هو الشعر الذي ينظم على بحر بكامل تفعيلاته
- المجزوء : هو ما ينظم على بحر بعد حذف تفعيلة العروض وتفعيلة الضرب
- المشطور : هو ما ينظم على ثلاثة تفعيلات سباعية ( ويمكن أن نضيف أيضا أربعة تفعيلات خماسية )
- المنهوك هو ما ينظم على تفعيلتين
والمشطور والمنهوك هما ما يجب أن نسقطه من الشعر العربي , وأي ما كان يمكن أن يكون شطر بيت في أي بحر من بحور العروض.
المصادر :
العين – للخليل بن أحمد الفراهيدي
لسان العرب – لأبن منظور
تاج العروس – للمرتضى الزبيدي
الإذكار المنتخب من كلام سيد الأبرار – الإمام أبو زكريا يحيى النووي
عن الأستاذ عادل العانى - مؤلف لكتب العروض وعضو منتدى رابطة واحة الشعراء
لعن رجلين
إن المعترض بنى إعتراضه على أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد لعن الرجلين بغير حق لقوله فى الحديث ( فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن تجعلها له طهورا ) ….
و هذا الفهم باطل يقيناً و قد أورد العلماء الردود على هذا و أرجحها ما نقله الإمام النووى فى شرح مسلم {أن المراد ليس بأهل لذلك عند الله تعالى , وفي باطن الأمر , ولكنه في الظاهر مستوجب له , فيظهر له صلى الله عليه وسلم استحقاقه لذلك بأمارة شرعية , ويكون في باطن الأمر ليس أهلا لذلك , وهو صلى الله عليه وسلم مأمور بالحكم بالظاهر , والله يتولى السرائر }
و يدعم هذا القول أمرين:
(1) أن النبى كما هو فى الحديث يشارط ربه و المشارطة بما فيها من بيان المكانة الرفيعة و معانى الرضا و القربة لا يتصور قيامها فى حالة الخطأ المتعمد من قبل شخصه الكريم إذ لو كان قد أذى أحد الناس بغير حق أو انتقاماً للنفس لكان الموضع موضع توبة و استغفار لا موضع مشارطة و عشم و رجاء ….
(2) أن راوى هذا الحديث هى السيدة عائشة رضى الله عنها و قد شهدت بنفسها رضى الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ما ظلم أو غلظ على أى من المؤمنين بغير حق قط
فلما سُئلت عن خلق رسول الله صلى الله عليه و سلم أجابت أعظم جواب فقالت ( كان خُلقه القرأن)
و قالت فى الحديث الأخر (ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله، فينتقم لله بها)
صحيح البخارى- كتاب المناقب- باب صفة النبى صلى الله عليه و سلم
و بهذا تُفهم النصوص فى ضوء بعضها البعض باذن الله تعالى
رابعاً
أن النصارى يعترضون على موقف واحد من سيرة رسول الله صلى الله عليه و سلم التى نقلت البنا كاملة شاملة جميع أقواله و أفعاله و أحواله و امتلأت بها الكتب … و ينسون كم المواقف التى ثبتت فى كتبهم عن يسوع و سب فيها و لعن و فحش بيد أن هذه الاناجيل لم تتناول سوى فترة قصيرة جداً من حياته تترواح بين العام و النص و الثلاثة أعوام بل و حتى هذه الفترة تناولتها باختصار شديد جداً و مع هذا خرجنا منها بما يلى :
يسوع يسب أنبياء الله قاطبة
(( أنا باب الخراف وجميع الذين جاؤوا قبلي سارقون ولصوص ! )) (يوحنا7:10)
يسوع يسب المؤمنين من اليهود (الحواريين)
_ قال لبطرس كبير الحواريين : (( يا شيطان )) متى [ 16 : 23 ]
_ وشتم آخرين منهم بقوله : (( أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان ! )) لوقا [ 24 : 25 ]
_ بل شتم أحد الذين استضافوه ليتغدى عنده ، شتمه في بيته : (( سأله فريسي أن يتغذى عنده . فدخل يسوع واتكأ . وأما الفريسي فلما رأى ذلك تعجب أنه لم يغتسل أولاً قبل الغداء فقال له الرب : أنتم الآن أيها الفريسيون تنقون خارج الكأس وأما باطنكم فمملوء اختطافاً وخبثاً يا أغبياء ! ويل لكم أيها الفريسيون ! . . . فأجاب واحد من النامسيين وقال له : يا معلم ، حين تقول هذا تشتمنا نحن أيضاً . فقال : وويل لكم أنتم أيها الناموسيون ! )) انجيل لوقا [ 11 : 39 ]
يسوع يسب المؤمنين من غير اليهود
سب المرأة الكنعانية المؤمنةو وصفهات بالكلبة لمجرد أنها ليست من بنى إسرائيل
[ وخرَجَ يَسوعُ مِنْ هُناكَ وجاءَ إلى نواحي صورَ وصيدا. 22فأَقبلَتْ إلَيهِ اَمرأةٌ كَنْعانِيّةٌ مِنْ تِلكَ البلادِ وصاحَتِ: "اَرْحَمني، يا سيَّدي، يا اَبن داودَ! اَبنتي فيها شَيطانٌ، ويُعذَّبُها كثيرًا". 23فما أجابَها يَسوعُ بكَلِمَةٍ. فَدنا تلاميذُهُ وتَوَسَّلوا إلَيهِ بقولِهِم: "اَصرِفْها عنّا، لأنَّها تَتبَعُنا بِصياحِها!" 24فأجابَهُم يَسوعُ: "ما أرسلَني الله إلاّ إلى الخِرافِ الضّالَّةِ مِنْ بَني إِسرائيلَ". 25ولكنَّ المرأةَ جاءَتْ فسَجَدَتْ لَه وقالَت: "ساعِدْني، يا سيَّدي!" 26فأجابَها: "لا يَجوزُ أنْ يُؤخذَ خُبزُ البَنينَ ويُرمى إلى الكِلابِ". 27فقالَت لَه المَرأةُ: "نَعم، يا سيَّدي! حتَّ? الكلابُ تأكُلُ مِنَ الفُتاتِ الذي يَتَساقَطُ عَنْ موائدِ أصحابِها". 28فأجابَها يَسوعُ: "ما أعظَمَ إيمانَكِ، يا اَمرأةُ! فلْيكُنْ لَكِ ما تُريدينَ". فشُفِيَت اَبنَتُها مِنْ تِلكَ السّاعةِ]
ولاحظ أن المرأة الكنعانية وفق هذا النص كانت مؤمنة بأن المسيح هو ابن داود المبشر به و أنه يملك باذن الله أن يساعدها و مع هذا اعرض عنها المسيح و قال أنه لم يرسل الا لليهود و حين توسلت اليه و تضرعت بذل لتنقذ ابنتها قال أنها كلبة لأممية ولا يجوز أن يؤخذ طعام الأبناء (اليهود) ليطرح للكلاب أمثالها، حينها تنازلت عن أخر قطرة فى كرامتها و انسانيتها فاعترفت على نفسها أنها كلبة تحت اقدام اسيادها تنتظر أن تأكل من فتات طعام موائدهم… حينذ و فقط حينئذ رضى عنها يسوع النصارى و اعتبرها صالحة!!
و يصف سائر الأميين بالكلاب و الخنازير و ينصح اليهود بعدم هدايتهم!
((لا تعطوا القدس للكلاب.ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير.لئلا تدوسها بارجلها وتلتفت فتمزقكم)) متى7: 6
و يسب معلمى الشريعة
قائلاً لهم : (( يا أولاد الافاعي )) متى [ 3 : 7 ]
_ وشتمهم في موضع آخر قائلاً لهم : (( أيها الجهال العميان )) متى [ 23 : 17 ]
مع أن بولس نفسه اعتذر حين سب أحدهم و قال ((«ما كُنتُ أعرِفُ، أيُّها الإخوةُ، أنَّهُ رَئيسُ الكَهنَةِ. فالكُتُبُ المُقَدَّسَةُ تَقولُ: «لا تَلعَنْ رَئيسَ شَعبِكَ«.)) أعمال23: 5
فإما أن بولس جاهل بنسخ الهه لرأيه و إما أن الهه خالف حكمه!
===================
شبهة الطاعنين فى حديث "نحن أحق بالشك من إبراهيم"
الرد عليها
روى البخارى ومسلم من حديث أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول رب أرنى كيف تحى الموتى قال أولم} قال : "نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال : الله ( ) {تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبى
هذا الحديث طعن فيه أعداء السنة والسيرة قديماً من أهل الأهواء والبدع، وزعموا أن فيه طعناً فى عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام( ) وتابعهم حديثاً أذيالهم إذا يقول عبد الحسين شرف الدين الموسوى : "إن ، ولسائر الظاهر من قوله : "نحن أحق بالشك من إبراهيم" ثبوت الشك لرسول الله الأنبياء، وأنهم جميعاً أولى به من إبراهيم، ولو فرض عدم إرادة الأنبياء جميعاً مما لابد منها…، والحديث نص صريح فى أنه أولى بالشك"( فإرادة رسول الله )
ويجاب عن ما سبق بما يلى :
أولاً : إجماع الأمة على عصمة أنبياء الله عز وجل ورسله، من الكفر والشرك، والشك، ومن تسلط الشيطان عليهم، وأن تلك العصمة صفة أساسية فيهم، وشرطاً ضرورياً من شروط الرسالة، كما أنها جزء من الكمال البشرى الذى كملهم الله عز وجل به، حتى يبلغوا رسالة ربهم إلى أقوامهم، وقد سبق تفصيل ذلك فى من خلال القرآن والسنة( ) حقه
ثانياً : اتفاق علماء المسلمين على أن ظاهر : "نحن أحق بالشك من إبراهيم" ليس مراداً، كما أنه ليس فى ظاهر هذ الشك فى قوله ، وعن إبراهيم وسائر أنبياء الله ورسله عليهم القول اعتراف بالشك، بل نفيه عن نفسه الصلاة والسلام، إذ ما يجوز فى حق واحد منهم يجور فى حق الجميع
يقول : "نحن أحق بالشك من إبراهيم" ليس المراد هاهنا بالشك م الحافظ ابن كثير : قوله قد يفهمه من لا علم عنده، بلا خلاف( )
وقال الإمام على القارى( ) : "ليس فى : "نحن أحق بالشك من إبراهيم" اعترافاً منه بالشك لهما، بل نفى لأن يكون قوله إبراهيم عليه السلام شك"( )
"نحن أحق بالشك من ثالثاً : إن سبب قوله من قوله تعالى على لسان سيدنا إبراهيم إبراهيم" على ما جاء فى الحديث ما ذكره ( ){رب أرنى كيف تحى الموت قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبى}عليه السلام : وهذه الآية وما بعدها قد يسبق إلى بعض الأذهان الفاسدة منها احتمال الشك، فأراد نفى هذا الشك عن سيدنا إبراهيم، وإبعاد للخواطر الضعيفة أن تظن هذا به عليه السلام
ويؤكد ذلك أنه ليس فى سؤال سيدنا إبراهيم عليه السلام ما يدل على أنه شك، إذ السؤال وقع بـ "كيف" الدالة على حال شئ موجود مقرر عند السائل والمسئول، كما تقول : كيف علم فلان؟ فكيف فى الآية، سؤال عن هيئة الإحياء، لا عن نفس الإحياء، فإنه ثابت مقرر لدى سيدنا إبراهيم عليه السلام( ) وهو ما شهد به رب العزة لسيدنا إبراهيم رداً على سؤاله، بقوله عز وجل: "أولم تؤمن" والاستفهام هنا تقريرى للمنفى، وهو الشك، كأنه قال له : ألست مؤمناً بالبعث؟ فكان جوابه عليه السلام بـ "بلى" لإثبات المنفى وهو الشك، والمعنى : أنا مؤمن بالبعث كما علمت ما فى قلبى، لكننى أريد أن يطمئن قلبى برؤية الكيفية فقط، واعتبر بذلك
فما شك إبراهيم عليه السلام، ولم يكن لديه أى شبهة فى قدرة الله تعالى على إحياء الموتى، إذ لم يقل لله تعالى : أتستطيع أن تحى الموتى؟ وإنما أراد أن يرى الهيئة، كما أننا لا نشك فى وجود ، ثم يرغب من لم يرى ذلك منا، الفيل، والتمساح، والكسوف، وزيادة النهر، ورسول الله فى أن يرى كل ذلك، ولا يشك فى أنه حق، لكن ليرى العجب الذى يتمثله فى نفسه، ولم تقع عليه حاسة بصره قط( )
فواضح فى السؤال والجواب، أنه عليه السلام، لم يسأل لشك أو شبهة أو تردد وهذا ظاهر من سؤاله، إذ لم يقل لله تعالى : "هل تقدر أن تحى الموتى، أم لا تقدر؟
وهذا يشبه قولك لرسام كبير : دعنى أنظر إليك وأنت ترسم لوحة، أو لخطاط فنان : خط أمامى لكى أرى كيف تخط مثل هذه الخطوط الجميلة
فليس فى مثل هذا الطلب أى ناحية تعجيزية، بل هو تعبير عن الافتنان بفنه الجميل، واعتراف به، ولهفة على رؤية دقائق فنه، وسعادة كبيرة فى تأمل كيفية ظهور لوحة رائعة، مرحلة مرحلة. أجل : فالسؤال كان حول كيفية الإحياء، وليس حول إمكانيته أو عدم إمكانيته"( )
قلت : وكيف يشك من وصفه ربه عز وجل فى كتابه بقوله تعالى : وكذلك نرى}( ) وقوله سبحانه : {ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين} ( ) والرشد، والإيقان، اسمى{إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين مراتب العلم الذى لا يصح معه شك أو حتى شبهة!
وكيف يصح الشك، وقد وصفه ربه ( ) فبين رب العزة كما{وإن من شيعته لإبراهيم إذ جاء ربه بقلب سليم}تعالى بقوله : ترى أنه جاء ربه بقلب سليم، وإنما أراد به، أنه كان سليماً من الشك، وخالصاً للمعرفة واليقين، ثم ذكر المولى عز وجل، أنه عاب قومه على عبادة الأصنام فقال تعالى ( ) فسمى عبادتهم بأنها إفك وباطل، ثم{ماذا تعبدون. أإفكاً آلهة دون الله تريدون}: ( ) وهذا قول عارف بالله تعالى غير شاك! {فما ظنكم برب العالمين}قال سبحانه :
( ) شك فى البعث وإحياء الموتى؟! {رب أرنى كيف تحى الموتى}فكيف يكون قوله
الحديث حجة لنا لا علينا :
: "نحن أحق بالشك من ومن هنا كان قوله ، وهذ إبراهيم" حجة لنا إذ فيه نفى للشك عن سيدنا إبراهيم عليه السلام، وعن نفسه ، "نحن أحق بالشك من إبراهيم" من أحسن الأقوال وأصحها وأرجحها عندى فى معنى قوله يقول : إن الشك مستحيل فى حق إبراهيم عليه السلام، فإن الشك فى إحياء فكأنه الموتى لو كان متطرقاً إلى الأنبياء، لكنت أنا أحق به من إبراهيم، لأن ما يجوز فى حق واحد من الأنبياء يجوز فى حقهم جميعهم، وقد علمتم أنى لم أشك، فاعلموا أن إبراهيم عليه السلام لم يشك!
بقوله : "نحن أحق بالشك من إبراهيم" أن أو أراد يقول : إن هذا الذى تظنونه شكاً، أنا أولى به، ولكنه ليس بشك، وإنما هو طلب لمزيد اليقين
وهذا الكلام مما جرت به العادة فى المخاطبة، لمن أراد أن يدفع عن آخر لا تقل ذلك شيئاً، قال : مهما أردت أن تقوله لفلان فقله لى، ومقصوده
وإنما خص إبراهيم عليه السلام، لكون الآية قد يسبق إلى بعض الأذهان الفاسدة، منها احتمال ، تواضعاً وأدباً، أو قبل أن يعلم الشك، وإنما رجح إبراهيم عليه السلام على نفسه أنه خير وسيد ولد آدم عليه السلام( )
هذا : وقيل غير ذلك من الأقوال فى توجيه : "نحن أحق بالشك من إبراهيم" لكنها أقوال ضعيفة( ) ومن هنا اقتصرت على ذكر قوله ما سبق منها، لكونها أصحها، وأوضحها، وأرجحها أهـ.
والله تعالى أعلى وأعلم
__________________
ابوعبدالله
===================
الرد على ما أثير حول شبه بني قريضة
بقلم د. جمعة بن علي الخولي
"...حدث في العام الخامس من الهجرة أن مر المسلمون بظروف قاسية عندما تجمعت أكبر قوة معادية للمسلمين في ذلك الوقت للقضاء عليهم داخل المدينة، وأحاطت جيوش الأحزاب بالمدينة في عشرة آلاف مقاتل..."
بالنسبة لمعاملة الرسول صلى الله عليه وسلم لبني قريظة. لا نريد أن نتعجل الحكم ونقول إنه عليه الصلاة والسلام عالج الأمر بالعلاج الوحيد الذي لا ينفع غيره، أو حل عقدته بالسلاح الذي يناسبه.. لا نريد أن نتعجل الحكم بذلك قبل أن نقف على حيثياته وظروفه.. معروف أنه بمجرد قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة عقد بينه وبين اليهود الموجودين بها معاهدة رائدة بمثابة أقدم دستور مسجل في العالم[1].
كان من بنود هذه المعاهدة: أ- التزام كل من المسلمين واليهود بالمعايشة السلمية فيما بينهما وعدم اعتداء أي فريق منهما على الآخر في الداخل[2].
ب- تعهد كل من الطرفين بالدفاع المشترك عن المدينة ضد أي اعتداء خارجي وعلى اليهود أن يتفقوا مع المؤمنين ما داموا محاربين[3].
وحدث في العام الخامس من الهجرة أن مر المسلمون بظروف قاسية عندما تجمعت أكبر قوة معادية للمسلمين في ذلك الوقت للقضاء عليهم داخل المدينة، وأحاطت جيوش الأحزاب بالمدينة في عشرة آلاف مقاتل[4] من مشركي قريش وقبائل غطفان وأشجع وأسد وفزارة وبني سليم على حين لم يزد عدد المسلمين على ثلاثة آلاف مقاتل[5]، وكان المتوقع أن ينضم يهود بني قريظة إلى صفوف المسلمين ضد القوات الزاحفة على المدينة بناء على نصوص المعاهدة المبرمة بين الفريقين..
لكن الذي حدث هو عكس هذا، فقد فوجئ المسلمون ببني قريظة يخونهم في أخطر أوقات محنتهم ولم يرعوا للجوار حقاً، ولا للعهود حرمة، ولقد كانوا يسعون من وراء انضمامهم هذا إلى صفوف الأحزاب التعجيل بسحق المسلمين والقضاء عليهم قضاء تاماً. ولقد أحدث نقض بني قريظة لعهدهم مع المسلمين وإعلانهم الانضمام إلى صفوف الغزاة فزعاً شديداً في صفوف المسلمين لأنهم ما كانوا يتوقعون أن يحدث هذا في مثل تلك الظروف، لدرجة أن الرسول صلى الله عليه وسلم حرص أول الأمر على كتمان الخبر على المسلمين لما كان يخشى من وقعه على نفوسهم.
وبمجرد أن انتهى إلى سمعه النبأ أرسل وفداً مكوناً من سعد بن معاذ سيد الأوس، وسعد بن عبادة سيد الخزرج، وعبد الله بن رواحة، وخوات بن جبير ليذكروا القوم بما بينهم وبين المسلمين من عهود، ويحذروهم مغبة ما هم مقدمون عليه، وأوصاهم قائلا: "انطلقوا حتى تنظروا أحق ما بلغنا عن هؤلاء القوم أم لا، فإن كان حقاً فألحنوا لي لحناً أعرفه. أي ألمحوا لي في الكلام تلميحاً دون تصريح، حتى لا يفت ذلك في عضد الناس، وأما إن كانوا على الوفاء بيننا وبينهم فاجهروا به للناس.." فخرجوا حتى أتوهم فوجدوهم على أخبث ما بلغهم عنهم. وقالوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، من رسول الله؟ لا عهد بيننا وبينه، فرجع الوفد وأخبر رسول الله تلميحاً لا تصريحاً. بأن قالوا له عضل والقارة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، الله أكبر، أبشروا يا معاشر المسلمين[6].
وهكذا ركب القوم رؤوسهم، وقرروا الانضمام الفعلي للغزاة، وأخذوا يمدونهم بالمال والعتاد.. وكانت خيانتهم الأثيمة تلك بمثابة طعنة للمسلمين من الخلف أشق على نفوسهم من هجوم الأحزاب من خارج المدينة، لأنهم ما كانوا يظنون أن يأتيهم الروع من مأمنهم الحصين، وعند ذلك عظم البلاء، واشتد الخوف. وأتاهم عدوهم من فوقهم ومن أسفل منهم حتى ظن المؤمنون كل ظن، وظهر النفاق من بعض المنافقين يفتون بذلك في عضد المسلمين ويرجفون به في المدينة، حتى أن أحدهم ليقول كان محمد يعدنا أن نأكل كنوز كسرى وقيصر، وأحدنا اليوم لا يأمن أن يذهب إلى الغائط[7].
هكذا كان الوضع إبان معركة الأحزاب حتى لتصور السيدة أم سلمة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ظروف المسلمين وقتئذ بقولها : "شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مشاهد فيها قتال وخوف، شهدت المريسيع، وخيبر، وكتاب الحديبية، وفي الفتح، وحنين، لم يكن ذلك أتعب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أخوف عندنا من الخندق، وذلك أن المسلمين كانوا في مثل الحرجة، وأن قريظة لا نأمنها على الذراري. فالمدينة تحرس حتى الصباح تسمع فيها تكبير المسلمين حتى يصبحوا خوفاً[8]، لكن عناية الله تدخلت لنصرة الإيمان وأهله وهزيمة الشرك وحزبه، وشاء الله أن يندحر ذلك التحالف الوثني اليهودي { وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ } (الأحزاب الآية 25).
وبعد أن ولى المشركون وحلفاؤهم الأدبار، يحملون معهم كل معاني الإخفاق رجع المسلمون إلى منازلهم بالمدينة يغسلون أنفسهم من وعثاء الجهاد والتعب ويلتقطون أنفاسهم بعد قلق نفسي بالغ دام شهرا كاملا.. ويبدو أن البعض ظن أن الموضوع انتهى إلى ذلك الحد لكن أيترك الناكثون للعهود دون محاسبة وتأديب.. ذلك ما لا يكون.. وتأباه العدالة الإلهية، ولذلك كان عقابها عاجلاً، فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يغتسل من وعثاء المرابطة في غزوة الأحزاب في بيت أم سلمة رضي الله عنها إذ تبدى له جبريل عليه السلام فقال: "أوضعت السلاح يا رسول الله، قال: نعم. قال: ولكن الملائكة لم تضع أسلحتها، وهذا أوان رجوعي من طلب القوم، ثم قال: إن الله تبارك وتعالى يأمرك أن تنهض إلى بني قريظة فإني عامد إليهم فمزلزل بهم[9]، فنادى عليه الصلاة والسلام في المسلمين "ألا لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة"، فسار الناس فأدرك بعضهم العصر في الطريق، فقال بعضهم لا نصلي حتى نأتيها، وقال بعضهم بل نصلي، ولم يرد منا ذلك فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فلم يعنف واحداً منهم[1] .. وتبعهم عليه الصلاة والسلام بعد أن استخلف على المدينة عبد الله بن أم مكتوم، وحاصر القوم شهراً أو خمسة وعشرين يوماً[11] ..
ولما طال عليهم الحصار.. عرضوا على الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتركهم ليخرجوا إلى (أذرعات).. بالشام تاركين وراءهم ما يملكون، ورفض عليه الصلاة والسلام إلا أن يستسلموا دون قيد أو شرط واستسلم يهود بني قريظة، ونزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوكل عليه الصلاة والسلام الحكم فيهم إلى سعد بن معاذ أحد رؤساء الأوس[12].
وفي اختيار سعد دلالة على حكمة الرسول صلى الله عليه وسلم، وبعد نظره، وإدراكه لنفسيات هؤلاء القوم، لأن سعدا كان حليف بني قريظة في الجاهلية، وقد ارتاح اليهود لهذا الاختيار، وظنوا أن الرجل قد يحسن إليهم في حكمه، لكن سعداً نظر إلى الموقف من جميع جوانبه. وقدره تقدير من عاش أحداثه وظروفه. وشاهد كروبه ومآزقه وعرف النذر المستطيرة التي تراءت في الأفق فأوشكت أن تطيح بالعصبة المؤمنة لولا عناية الله عز وجل التي أنقذت الموقف..
وسعد هو نفسه الذي شفع لديهم بادئ ذي بدء ليرجعوا عن غدرهم وغيهم، لكن القوم مضوا في عنادهم لا يقدرون للنتائج عاقبة، ولا يراعون الله في حلف ولا ميثاق، ولذلك لما كلم في شأنهم أكثر من مرة قال رضي الله عنه "لقد آن لسعد ألا تأخذه في الله لومة لائم"[13].
وبعد أن أخذ رضي الله عنه المواثيق على الطرفين أن يرضى كل منهما بحكمه[14] أمر بني قريظة أن ينزلوا من حصونهم وأن يضعوا السلاح ففعلوا، ثم قال: "إني أحكم أن تقتل مقاتليهم وتسبى ذريتهم وأموالهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد حكمت بحكم الله تعالى من فوق سبع أرقعة[15]، أي سموات.. وأمر عليه الصلاة والسلام بتنفيذ الحكم فسيقوا إلى خنادق في المدينة، فقتل رجالهم وسبي نساؤهم وذراريهم ومن لم ينبت من أولادهم ولاقى بنو قريظة أسوأ مصير على أفظع خيانة.. وهذا مصداق قول الله عز وجل: { وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً. وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَأُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً } (الأحزاب الآية 26. 27)..
وهنا يحلو للبعض أن يتقولوا على الإسلام. وأن يتطاولوا على تصرف الرسول صلى الله عليه وسلم ومعاملته لبني قريظة ويعتبروا أن الإعدام الجماعي الذي تم لهؤلاء الناس يتسم بالوحشة والقسوة، وأنه كان من الممكن أن يعاقبوا بأي عقاب آخر كالإجلاء أو النفي..
ونقول لهؤلاء:
أولاً: ماذا لو أن نتيجة غزوة الأحزاب تمت حسبما كان يخطط لها بنو قريظة وأحزابهم، ألم تكن هي الإبادة التامة للمسلمين أجمعين.
على أن اليهود لم يقدِموا على هذا العمل الخسيس إلا بعد أن تكون لديهم ما يشبه اليقين بأنهم- بمساعدة المشركين- سوف يقومون بتدمير الكيان الإسلامي تدميراً كاملاً، واستئصال شأفة المسلمين استئصالاً كلياً، ولهذا لم يترددوا في الغدر بحلفائهم المسلمين وعلى تلك الصورة البشعة[16] .
ولقد كانوا حريصين الحرص كله على المصير إلى هذه النتيجة. حتى لقد طلبوا من الأحزاب والمشركين أن يسلموا إليهم سبعين شاباً من أبنائهم رهائن عندهم ليضمنوا أن جيوش الأحزاب لن تنسحب من منطقة المدينة إلا بعد أن تفرغ من المسلمين وتقضي عليهم قضاء تاماً[17]..
على أن اليهود ترددوا في الاشتراك مع صفوف المشركين في بداية الأمر وأخذ كعب بن أسد القرظي يقول لحيي بن أخطب الذي جاءه يغريه بالانضمام إليهم أخذ يقول له: "إنك امرؤ مشئوم وإني قد عاهدت محمداً فلست بناقض ما بيني وبينه[18] لكنهم لما تلقوا تأكيدات تفيد أن وضع المسلمين يائس، وأنهم لن يصمدوا طويلاً أمام تلك الأعداد الضخمة سارعوا بالانضمام إليهم، فاليهود - لا قدر الله- لو أمكنهم القدر من رقاب المسلمين ما ترددوا لحظة في القتل والإبادة تمشياً مع مزاجهم الدموي الذي لا يرى بأسا في قتال الآخرين واستحلال دمه { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } (آل عمران الآية 75).
وفي سفر التثنية : "حين تقترب من مدينة لكي تحاربها استدعها للصلح فإن أجابتك وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك، وإن لم تسالمك بل عملت معك حرباً فحاصرها، وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف، وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة كل غنيمتها فتغتنمها لنفسك، وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك، هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جداً، التي ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا، وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيباً فلا تستبق منها نسمة ما بل تحرمها تحريماً[19] أي تستأصلها استئصالاً.
ولذلك يعلق مولانا محمد علي، على هذا النص في كتابه ((حياة محمد ورسالته)) بقوله ((وهكذا حكم سعد وفقا للشريعة الموسوية بقتل ذكور بني قريظة وبسبي نسائهم وأطفالهم وبمصادرة ممتلكاتهم.. ومهما بدت هذه العقوبة قاسية، فقد كانت على درجة الضبط للعقوبة التي كان اليهود ينزلونها- تبعاً لتشريع كتابهم- بالمغلوبين من أعدائهم، فأي اعتراض على قسوة هذه العقوبة هو في الواقع انتقاد لا شعوري للشريعة الموسوية، وتسليم بأن شريعة أكثر إنسانية يجب أن تحل محلها، وأيما مقارنة بالشريعة الإسلامية في هذا الصدد خليق بها أن تكشف- في وضوح بالغ- أي قانون رفيق عطوف رحيم قدمه الإسلام إلى الناس"[20].
ثانياً: أن اليهود لم يلقوا من المسلمين طيلة الأعوام التي تلت المعاهدة إلا كل بر ووفاء، كما شهدوا أنفسهم بذلك، فعندما ذهب حيي بن أخطب إلى كعب بن أسد القرظي يغريه بنقض العهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: دعني وما أنا عليه فإني لم أر من محمد إلا صدقاً ووفاءً[21].. لكنه لم يزل به حتى أقنعه بالخيانة ونقض العهد.
ثالثاً: هذا الحكم وإن كان صادراً من سعد بن معاذ، إلا أنه بمثابة الحكم الصادر من النبي صلى الله عليه وسلم إذ هو أقره، وتقرير الرسول صلى الله عليه وسلم كقوله وفعله مما هو معروف عند أهل الحديث.. ورسول الله لا ينطق عن الهوى، فكأن ذلك هو حكم الله والرسول في هؤلاء الخونة الغادرين، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام لسعد، لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقعة[22]، وفي رواية الطبري: لقد حكمت فيهم بحكم الله وحكم رسوله[23]..
ثم أليس جبريل عليه السلام هو الذي وقف على النبي عليه الصلاة والسلام وهو يغسل رأسه إبان مرجعه من غزوة الأحزاب ويأمره بالمسير إلى بني قريظة ويقول له إن الله يأمرك يا محمد بالمسير إلى بني قريظة، فإني عامد إليهم فمزلزل أركانهم، وفي رواية: "قم فشد عليك سلاحك فو الله لأدقنهم كدق البيض على الصفا[24]..
فعلام يدل هذا إلا أن يكون الهلاك التام والعقاب الصارم من رب العالمين لكل مجرم خائن. رابعاً: أن قانون أي دولة الآن يحكم بالإعدام على من يخون وطنه ويقيم اتصالات مع العدو أو يتجسس لحسابه، ويقول أحد الكتاب المعاصرين، لو درس الذين يطعنون في حكم سعد على بني قريظة القوانين المعاصرة دراسة نافذة وطبقوها على قضية بني قريظة لرأوا أن قوانين القرن العشرين لا تختلف في شيء عما أصدره سعد بن معاذ، لقد كان بين الرسول وبين يهود بني قريظة معاهدة تحفظ حقوق الفريقين وتقضي على كل فريق أن ينصر الآخر إذا واجهه خطر في حرب، ولكن اليهود تآمروا فانضموا إلى أعدائه وأوقعوه بين شقي الرحى في المدينة مصطليا بنار أعدائه المشركين من جهة واعتداء حلفائه اليهود في ساعته العسرة من جهة ثانية فاقترفوا بذلك الغدر ثلاث جرائم :
1- رفع السلاح ضد سلطان المدينة مع الأجنبي المعتدي.
2- دس الدسائس لدى العدو ضد المسلمين.
3- تسهيل دخول العدو للبلاد.
وقوانين العقوبات العصرية تجعل الإعدام عقوبة كل جريمة من الجرائم الثلاث[25].
خامسا: قد يقال: كان من الممكن أن يعامل النبي صلى الله عليه وسلم يهود بني قريظة كما يعامل القائد المنتصر رجال جيش عدوه الذي انهزم أَمامه واستسلم، أو يعاملهم كما عامل يهود بني النضير وبني قينقاع.. والجواب على ذلك أن بني قريظة لم يكونوا أسرى حرب حتى يميل بهم إلى الشفقة، ولم يكونوا في حالة حرب مع المسلمين، وإنما كانوا جيرانا متحالفين يشكلون مع المسلمين وحدة وطنية ملزمة بالدفاع المشترك عن المدينة ضد أي عدوان، لكنهم ظهروا أخطر من الأعداء، وشراً منهم، إذ يبيتون لأناس يأمنونهم ويخصونهم بحقوق الجار، وواجبات الذمام، فكانوا بمثابة الخائن المتآمر المتواطئ مع العدو على أمته ووطنه في حالة الحرب القائمة وهذه خيانة عظمى ليس لها في جميع الشرائع إلا الإعدام السريع.. وموقفهم هنا يختلف اختلافا واضحا عن موقف بني قينقاع وبني النضير، فالأولون قد أبدوا البغضاء من أفواههم وأشاعوا الرعب والشكوك ورأوا في الدعاية المغرضة سلاحا لا يفل..
وبنوا النضير ائتمروا على قتل الرسول صلى الله عليه وسلم، وتحالفوا مع بعض المنافقين على المناجزة دون أن تتيح لهم الفرصة طريقا يصلون منه إلى التنفيذ، وهؤلاء وأولئك أَهون خطبا من الذين سلوا السيوف ووقفوا في صفوف العدو وأوقعوا الهلع في قلوب يحيط بها الروع من كل ناحية، فتعادل الكفتين بينهما طيش لا يقره إنصاف، وقد جلا بنو قينقاع وبنو النضير عن المدينة، فكانوا مثار القلق والفتنة ومبعث الضيق للمسلمين فهم الذين حزبوا الأحزاب وجمعوا القبائل مع المشركين ليوم الخندق فأعطوا بمؤامراتهم المزعجة محمداً درسا حاسما يحتم استئصال شأفتهم، وتتبع أفاعيهم في كل مكمن، ليطفئ لهيبا يستعر إذا هبت عليه الريح[26].
فعلى الذين يستبشعون الحكم على بني قريظة، ويصفونه بأنه كان قاسيا شديدا، عليهم أن يحيطوا علما بجوانب الموضوع وظروف القضية ليدركوا أن اليهود هم الذين جروا الوبال على أَنفسهم (وعلى نفسها جنت براقش) والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
----------
[1] مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة د/ محمد حميد الله ط ثالثة سنة 1389.
[2] سيرة ابن هشام جـ1/51 ط ثانية سنة 1375.
[3] المرجع السابق.
[4] المرجع السابق جـ2/217 ط ثانية.
[5] السيرة لابن هشام جـ2/22 ط ثانية.
[6] السيرة النبوية لابن هشام جـ 2/222 ط ثانية.
[7] المرجع السابق. نفس الصحيفة.
[8] في ظلال القرآن جـ21/548 ط سابعة سنة 1391هـ.
[9] السيرة لابن هشام جـ2/232 ط ثانية.
[10] صحيح البخاري، باب مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الأحزاب.
[11] تاريخ الرسل والملوك للطبري جـ2/583 والسيرة لابن هشام جـ2/234.
[12] تاريخ الرسل والملوك جـ2/586.
[13] المرجع السابق 587.
[14] تاريخ الرسل والملوك جـ2/587.
[15] الطبقات الكبرى جـ2/75 ط بيروت 1376.
[16] غزوة بني قريظة – محمد أحمد باشميل – 243.
[17] السيرة الحلبية جـ2/347 ط التجارية سنة 1382.
[18] عيون الأخبار لابن سيد الناس جـ2/59.
[19] سفر التثنية – الإصحاح العشرون 1: .
[20] حياة محمد ورسالته ص 175 نقلا عن غزوة بني قريظة / محمد أحمد باشميل 179.
[21] البداية والنهاية 4/13 ط 1966.
[22] السيرة لابن هشام جـ 2/24 ط ثانية.
[23] تاريخ الرسل والملوك جـ 2/587.
[24] عيون الأثر لابن سيد الناس جـ 2/68 ط دار المعرفة بلبنان.
[25] غزوة بني قريظة – محمد أحمد باشميل نقلا من مقال للدكتور محمد رجب البيومي بمجلة الحج العدد 12 السنة 88.
[26] المرجع السابق – 274.
شبه حديث رأيت القَسّ
ابن مريم
ذكر القاضي ابن الطيب اختلاف الناس في أول ما نزل من القرآن فقيل : المدثر وقيل : اقرأ وقيل : الفاتحة . وذكر البيهقي في دلائل النبوة عن أبي ميسرة عمرو بن شَرَحبيل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لخديجة : ( إني إذا خلوت وحدي سمعت نداء وقد والله خشيت أن يكون هذا أمراً ) قالت : معاذ الله ما كان الله ليفعل بك فوالله إنك لتؤدي الأمانة وتصل الرحم وتصدق الحديث . فلما دخل أبو بكر - وليس رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم - ذكرت خديجة حديثه له قالت : يا عتيق اذهب مع محمد إلى ورقة بن نوفل . فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ أبو بكر بيده فقال : انطلق بنا إلى ورقة فقال : ( ومن أخبرك ) . قال : خديجة فانطلقا إليه فقصا عليه فقال : ( إذا خلوت وحدي سمعت نداء خلفي يا محمد يا محمد فأنطلق هاربا في الأرض ) فقال : لا تفعل، إذا أتاك فاثبت حتى تسمع ما يقول ثم ائتني فأخبرني . فلما خلا ناداه : يا محمد ! قل { بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين - حتى بلغ - ولا الضالين } ، قل : لا إله إلا الله . فأتى ورقة فذكر ذلك له، فقال له ورقة : أبشر ثم أبشر، فأنا أشهد أنك الذي بشر به عيسى ابن مريم وأنك على مثل ناموس موسى وأنك نبي مرسل وأنك سوف تؤمر بالجهاد بعد يومك هذا، وإن يدركني ذلك لأجاهدن معك . فلما توفي ورقة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لقد رأيت القَسّ في الجنة عليه ثياب الحرير لأنه آمن بي وصدقني ) يعني ورقة . قال البيهقي رضي الله عنه : هذا منقطع . يعني هذا الحديث، فإن كان محفوظا فيحتمل أن يكون خبرا عن نزولها بعد ما نزل عليه { اقرأ باسم ربك } . و { يا أيها المدثر }
===================
لماذا حاصر الرسول صلى الله عليه وسلم يهود خيبر ، وسمل أعين العرنيين؟
اليكم السؤال والأجابة كما هى ننقلها لكم
بسم الله الرحمن الرحيم ..
بعد الدعاء لكم بالتوفيق لجهودكم فسؤالي عن عدة نقاط وأرجو الإجابة عليها بشكل واضح جزاكم الله خيرا :1 -قبل أيام دخلت في نقاش مع أحد النصارى و الذي كان يتهم الإسلام و الرسول صلى الله عليه و سلم بعدم الرحمة و ادعى أن الرسول صلى الله عليه و سلم قام بعد حصار اليهود في موقعة خيبر قام بتعذيب الأسرى و قتلهم و استدل بحديث ادعى أنه من صحيح البخاري و قال إنه مذكور في الحديث أنه (أقامهم في الحرة و سمرت أعينهم)
و قد سمعت بهذا الحديث من قبل و لكن سؤالي هو هل هذا الحديث ورد في يهود خيبر و إذا كان كذلك فهل عذبهم الرسول فعلا وإن فعل فلماذا ؟
وهل هو حديث صحيح أصلا أم لا و كيف نرد على من ادعى أن الرسول صلى الله عليه و سلم ليس برحيم وأنه اتهم المرأة بأنها نجس ؟
فتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد حاصر النبي صلى الله عليه وسلم يهود خيبر في السنة السابعة من الهجرة ، وذلك لدورهم السيئ في تحريض الأحزاب ضد المسلمين، وإثارة بني قريظة على الغدر والخيانة، واتصالهم بالمنافقين المتآمرين. وما ذكر محاورك النصراني من أن النبي صلى الله عليه وسلم قام بتعذيب الأسرى وقتلهم كذب، وإنما قتل النبي صلى الله عليه وسلم كنانة بن الربيع، حين خالف بنود الصلح وأخفى كنزاً عنده لبني النضير، فقال صلى الله عليه وسلم: " أرأيت إن وجدناه عندك أأقتلك؟" قال: نعم. فلما وجد المسلمون الكنز أمر النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم بقتله. وأما حادثة سمل الأعين فليست في هذه الغزوة قطعاً، وإنما هي في العرنيين الذين قتلوا رعاة الإبل واستاقوها.
وحديثها صحيح أخرجه البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه قال: قدم على النبي صلى الله عليه وسلم نفر من عكل فأسلموا، فاجتووا المدينة، فأمرهم أن يأتوا إبل الصدقة فيشربوا من أبوالها وألبانها، ففعلوا فصحوا، فارتدوا وقتلوا رعاتها، واستاقوا الإبل، فبعث في آثارهم فأتي بهم، فقطع أيديهم وأرجلهم، وسمل أعينهم، ثم لم يحسمهم حتى ماتوا" وقد فعل بهم صلى الله عليه وسلم هذا الفعل لأنهم كانوا قد فعلوا ذلك بالراعي، فكان قصاصا: (وجزاء سيئة سيئة مثلها) .
وأما القول بنجاسة المرأة ونسبة ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فهو من الكذب البين.
فقد روى مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت كنت أشرب وأنا حائض، ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم، فيضع فاه على موضع فمي. فهذا الحديث صريح في إباحة أكل الحائض وشربها مع زوجها، وأن لعابها طاهر، وأن الحيض لا يجعل الحائض ولا شيئاً منها نجساً. واليهود هم الذين يقولون بنجاسة المرأة في الحيض. روى مسلم عن أنس أنه قال: إن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة فيهم لم يؤاكلوها، ولم يجامعوهن في البيوت (أي لم يخالطوهن ولم يساكنوهن في بيت واحد) فسأل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم فنزل قوله تعالى: ( ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن) فقال صلى الله عليه وسلم "اصنعوا كل شيء إلا النكاح" فبين هذا الحديث الصحيح أن معنى الآية أي :اعتزلوا وطأهن ولا تقربوه. وما سوى ذلك من المؤاكلة والمجالسة والسكن في بيت واحد فكل ذلك مباح.
وأما القول بأنه صلى الله عليه وسلم ليس برحيم فهو من الافتراء والكذب للطعن فيه صلى الله عليه وسلم، وليست هذه القضية جديدة في ساحة العلاقات بين المسلمين وغيرهم، بل هي قضية متلازمة مع الحركة الإسلامية في كل زمان ومكان، فقد قام أعداء الدعوة الإسلامية في مهدها الأول -وهم مشركو قريش - بوسم الرسول صلى الله عليه وسلم بكل الصفات السلبية، وبعد انتقال الدعوة إلى المهد الثاني وهو: المدينة المنورة حمل لواء العداء لشخصية الرسول صلى الله عليه وسلم وتوجيه الشبهات والمطاعن لها أعداء الدعوة الجدد وهم: اليهود والمنافقون.
وقد دافع الله تعالى عن رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وذلك من خلال آيات القرآن الكريم ورد كل الشبهات والافتراءات بأبلغ الردود، وفندها بأوضح البراهين والحجج.
وللرد على أنه صلى الله عليه وسلم ليس برحيم، يقول تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) [الأنبياء:107] وسيرته صلى الله عليه وسلم مع أهله والمسلمين من حوله، بل ومع خصومه من كفار قريش والمنافقين في المدينة دالة على اتصافه بالرحمة والرأفة والإحسان. وحسبه صلى الله عليه وسلم موقفه يوم الفتح، وقوله لصناديد قريش: " اذهبوا فأنتم الطلقاء" .
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
===================
شبهات حول حجية السنة
ظهرت في حِقَب من التاريخ الإسلامي فرق وطوائف أنكرت السنة والاحتجاج بها ، فمنهم من أنكرها صراحة ودعا إلى نبذها بالكلية سواءً أكانت متواترة أم آحادية زعماً منهم أنه لا حاجة إليها ، وأن في القرآن غنية عنها ، ومنهم رأى الحجية في نوع منها دون غيره .
وكان أول من تعرض لهذه المذاهب وردَّ على أصحابها ودحض شبهاتهم الإمام الشافعي رحمه الله حيث عقد فصلاً خاصاً في كتاب " الأم " ذكر فيه مناظرة بينه وبين بعض من يرون ردَّ الأخبار كلِّها ، كما عقد في كتاب " الرسالة "فصلاً طويلاً في حجية خبر الآحاد .
وكادت تلك الطوائف التي أنكرت السنة جملة أن تنقرض ، حتى نبتت نابتة جديدة - في عصرنا الحاضر - غذَّاها الاستعمار بنفسه وأيدها مادياً ومعنوياً ، في محاولة منه للقضاء على الإسلام وهدم أصوله وأركانه .
وكان أحد هؤلاء الذين دعوا إلى ترك الحديث والاعتماد على القرآن فقط : الدكتور توفيق صدقي الذي كتب مقالين في مجلة المنار بعنوان " الإسلام هو القرآن وحده " .
وتبع ذلك ظهور جماعة في شبه القارَّة الهندية دعت إلى الأخذ بالقرآن فقط ، وأنكرت أن يكون للأحاديث أي قيمة تشريعية ، وهم الذين عرفوا بـ " بالقرآنيين " أو " جماعة أهل القرآن " ، مردِّدين نفس الحجج والشبه التي استند إليها توفيق صدقي .
ومن ذلك ما فهموه من قوله تعالى { مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ } (الأنعام 38) ، وقوله سبحانه : { وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ } (النحل 89).
فقالوا : إن هذه الآيات وأمثالها تدل على أن الكتاب قد حوى كل شيء من أمور الدين ، وكلَّ حُكم من أحكامه ، وأنه بيَّن ذلك وفصَّله بحيث لا يحتاج إلى شيء آخر ، وإلا كان الكتاب مفرِّطاً فيه ، ولما كان تبياناً لكل شيء ، فيلزم الخُلْف في خبره سبحانه وتعالى .
وجواباً على هذه الشبهة يقال : ليس المراد من الكتاب في قوله تعالى: { مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ } (الأنعام 38) القرآن ، وإنما المراد به اللوح المحفوظ ، فإنه هو الذي حوى كل شيء ، واشتمل على جميع أحوال المخلوقات كبيرها وصغيرها ، جليلها ودقيقها ، ماضيها وحاضرها ومستقبلها ، على التفصيل التام ، بدلالة سياق الآية نفسها حيث ذكر الله عز وجل هذه الجملة عقب قوله سبحانه : {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ } (الأنعام 38) أي مكتوبة أرزاقها وآجالها وأعمالها ، كما كتبت أرزاقكم وآجالكم وأعمالكم كل ذلك مسطور مكتوب في اللوح المحفوظ لا يخفى على الله منه شيء .
وعلى التسليم بأن المراد بالكتاب في هذا الآية القرآن ، كما هو في الآية الثانية وهي قوله سبحانه : { وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ } (النحل 89) فالمعنى أنه لم يفرِّط في شيء من أمور الدِّين وأحكامه ، وأنه بيَّنها جميعاً بياناً وافياً .
ولكن هذا البيان إما أن يكون بطريق النص مثل بيان أصول الدين وعقائده وقواعد الأحكام العامة ، فبيَّن الله في كتابه وجوب الصلاة والزكاة والصوم والحج ، وحِلِّ البيع والنكاح ، وحرمة الرِّبا والفواحش ، وحِلِّ أكل الطيبات وحُرْمة أكل الخبائث على جهة الإجمال والعموم ، وتَرَك بيان التفاصيل والجزئيات لرسوله صلى الله عليه وسلم .
ولهذا لما قيل لمُطَرِّف بن عبد الله بن الشِخِّير : " لا تحدثونا إلا بالقرآن قال : والله ما نبغي بالقرآن بدلاً ولكن نريد من هو أعلم منا بالقرآن .
وروي عن عمران بن حصين أنه قال لرجل يحمل تلك الشبهة : إنك امرؤ أحمق أتجد في كتاب الله الظهر أربعا لا يجهر فيها بالقراءة ، ثم عدد إليه الصلاة والزكاة ونحو هذا ، ثم قال أتجد هذا في كتاب الله مفسَّرا ، إن كتاب الله أبهم هذا وإن السنة تفسر ذلك " .
وإما أن يكون بيان القرآن بطريق الإحالة على دليل من الأدلة الأخرى التي اعتبرها الشارع في كتابه أدلة وحُجَجاً على خلقه .
فكل حكم بينته السنَّة أو الإجماع أو القياس أو غير ذلك من الأدلة المعتبرة ، فالقرآن مبَيِّن له حقيقة ، لأنه أرشد إليه وأوجب العمل به ، وبهذا المعنى تكون جميع أحكام الشريعة راجعة إلى القرآن .
فنحن عندما نتمسك بالسنة ونعمل بما جاء فيها إنما نعمل في الحقيقة بكتاب الله تعالى ، ولهذا لما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " لعن الله الواشمات والموتشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن ، المغيرات خلق الله " بلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها أم يعقوب ، فجاءت إليه وقالت : إنه بلغني عنك أنك لعنت كيت وكيت ، فقال وما لي لا ألعن من لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن هو في كتاب الله ، فقالت : لقد قرأت ما بين اللوحين فما وجدت فيه ما تقول ، قال : لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه ، أما قرأتِ { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا } ( الحشر 7) ؟! قالت : بلى ، قال : فإنه قد نهى عنه .
وحُكِي أن الشافعي رحمه الله كان جالساً في المسجد الحرام فقال : لا تسألوني عن شيء إلا أجبتكم فيه من كتاب الله تعالى ، فقال رجل : ما تقول في المُحْرِم إذا قتل الزُّنْبُور ؟ فقال لا شيء عليه ؟ فقال : أين هذا في كتاب الله ؟ فقال : قال الله تعالى : { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ } ( الحشر 7) ، ثم ذكر إسناداً إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي ) رواه الترمذي وغيره ، ثم ذكر إسناداً إلى عمر رضي الله عنه أنه قال " للمُحْرِم قتل الزُّنْبُور " فأجابه من كتاب الله .
قال الإمام الخطابي رحمه الله " أخبر سبحانه أنه لم يغادر شيئا من أمر الدين لم يتضمن بيانَه الكتابُ ، إلا أن البيان على ضربين : بيان جَلِيّ تناوله الذكر نصاً ، وبيان خفِيّ اشتمل عليه معنى التلاوة ضمناً ، فما كان من هذا الضرب كان تفصيل بيانه موكولاً إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو معنى قوله سبحانه : { لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } (النحل44) ، فمن جمع بين الكتاب والسنة فقد استوفى وجهي البيان " أهـ .
وبذلك يتبين ضلال هؤلاء وسوء فهمهم وتهافت شبهاتهم ، وأنه لا منافاة بين حجية السنة وبين كون القرآن تبياناً لكل شيء ، والحمد لله أولاً وآخراً .
تقدمت الإشارة - في الجزء الأول من هذا الموضوع - إلى بعض الشبه التي استند إليها منكروا حجية السنة في العصر الحديث ، حيث استدلوا ببعض الآيات التي أساءوا فهمها وتأوَّلوها على غير وجهها ، محرفين فيها الكلم عن مواضعه .
وإضافة إلى ما استدلوا به من آيات ، فقد تمسكوا أيضاً بجملة أخبارٍ منسوبة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - تؤيد - بحسب زعمهم - ما ذهبوا إليه من عدم الاحتجاج بالسنة ، ووجوب عرض ما جاء فيها على كتاب الله .
ومن هذه الأخبار ما روي أنه - صلى الله عليه وسلم - دعا اليهود فحدّثوه فخطب الناس فقال : ( إن الحديث سيفشو عنِّي ، فما أتاكم يوافق القرآن فهو عنِّي ، وما أتاكم يخالف القرآن فليس عنِّي ) ، فقالوا : إذا أثبتت السنة حكماً جديداً فإنها تكون غير موافقة للقرآن ، وإن لم تثبت حكماً جديداً فإنها تكون لمجرد التأكيد فالحجة إذاً في القرآن وحده .
ومن هذه الأخبار التي استدلوا بها ما روِي أنه - صلى الله عليه وسلم- قال : ( إذا حُدِّثتم عنِّي حديثاً تعرفونه ولا تنكرونه ، قلته أم لم أقله فصدّقوا به ، فإني أقول ما يُعرَف ولا يُنكَر ، وإذا حُدِّثتم عنِّي حديثاً تنكرونه ولا تعرفونه فلا تصدِّقوا به ، فإني لا أقول ما يُنكَر ولا يُعرَف ) ، فقالوا هذا يفيد وجوب عرض الحديث المنسوب إليه - صلى الله عليه وسلم - على المستحسن المعروف عند الناس من الكتاب أو العقل ، فلا تكون السنة حجَّة حينئذ .
ومن تلك الأخبار أيضاً ما رُوِي أنه - صلى الله عليه وسلم - قال : ( إني لا أحلُّ إلا ما أحلَّ الله في كتابه ، ولا أحرِّم إلا ما حرَّم الله في كتابه ) ، وفي رواية : ( لا يمسكنَّ الناس عليَّ بشيء ، فإني لا أحلُّ لهم إلا ما أحلَّ الله ولا أحرَّم عليهم إلا ما حرَّم الله ) .
هذه هي خلاصة الشبه التي أوردوها ، وهي شبه ضعيفة متهافتة لا تثبت أمام البحث والنظر الصحيح ، وتدل على مبلغ جهلهم وسوء فهمهم .
وجواباً على ما أوردوه من أحاديث يقال :
أما الحديث الأول : ( إن الحديث سيفشو عني .... ) فإن أحاديث العرض على كتاب الله ، كلها ضعيفة لا يصح التمسك بشيء منها كما ذكر أهل العلم ، فمنها ما هو منقطع ، ومنها ما بعض رواته غير ثقة أو مجهول ، ومنها ما جمع بين الأمرين ، وقد بَيَّن ذلك ابن حزم ، و البيهقي ، و السيوطي ، وقال الشافعي في الرسالة : " ما روَى هذا أحدٌ يثبت حديثه في شيء صغير ولا كبير ، وإنما هي رواية منقطعة عن رجل مجهول ونحن لا نقبل هذه الرواية في شيء " ، بل نقل ابن عبد البر في جامعه عن عبد الرحمن بن مهدي قوله : " الزنادقة والخوارج وضعوا هذا الحديث " ، ثم قال : " وهذه الألفاظ لا تصح عنه - صلى الله عليه وسلم - عند أهل العلم بصحيح النقل من سقيمه " .
بل إن الحديث نفسه يعود على نفسه بالبطلان ، فلو عرضناه على كتاب الله لوجدناه مخالفاً له ، فلا يوجد في كتاب الله أن حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يقبل منه إلا ما وافق الكتاب ، بل إننا نجد في القرآن إطلاق التأسي به - صلى الله عليه وسلم - ، والأمر بطاعته ، والتحذير من مخالفة أمره على كل حال ، فرجع الحديث على نفسه بالبطلان .
ومما يدل على بطلانه كذلك معارضته الصريحة لقوله - صلى الله عليه وسلم - : ( لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه ، فيقول : لا ندري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه ) رواه أبو داود .
وعلى التسليم بصحة الخبر فليس المراد منه أن ما يصدر عن النبي - صلى الله عليه وسلم نوعان : منه ما يوافق الكتاب فهذا يُعمل به ، ومنه ما يخالفه فهذا يُردُّ ، بل لا يمكن أن يقول بذلك مسلم ، لأن في ذلك اتهاماً للرسول عليه الصلاة والسلام بأنه يمكن أن يصدر عنه ما يخالف القرآن ، وكيف لمؤمن أن يقول ذلك وقد ائتمنه الله على وحيه ودينه وقال له : { قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي } (يونس 15) .
فالرسول عليه الصلاة والسلام معصوم من أن يصدر عنه ما يخالف القرآن ، ولا يمكن أن يوجد خبر صحيح ثابت عنه مخالفٌ لما في القرآن .
فيكون معنى الحديث إذاً : " إذا رُوِي لكم حديث فاشتبه عليكم هل هو من قولي أو لا فاعرضوه على كتاب الله ، فإن خالفه فردُّوه فإنه ليس من قولي " ، وهذا هو نفسه الذي يقوله أهل العلم عندما يتكلمون على علامات الوضع في الحديث ، فإنهم يذكرون من تلك العلامات أن يكون الحديث مخالفاً لمحكمات الكتاب ، ولذلك قال " فما أتاكم يوافق القرآن : فهو عنِّي ، وما أتاكم يخالف القرآن فليس عنِّي".
وعندما نقول : إن السنة الصحيحة لابدَّ وأن تكون موافقة للقرآن غير مخالفة له ، فلا يلزم أن تكون هذه الموافقة موافقة تفصيلية في كل شيء ، فقد تكون الموافقة على جهة الإجمال ، فحين تبين السنة حكماً أجمله القرآن ، أو توضِّح مُشْكِلاً ، أو تخصص عامَّاً ، أو تقييد مطلقاً ، أو غير ذلك من أوجه البيان ، فهذا البيان في الحقيقة موافق لما في القرآن ، غير مخالف له .
بل حتى الأحكام الجديدة التي أثبتتها السنة ودلَّت عليها استقلالاً ، هي أيضاً أحكام لا تخالف القرآن ، لأن القرآن سكت عنها على جهة التفصيل ، وإن كان قد أشار إليها وتعرض لها على جهة الإجمال حين قال : { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا } ( الحشر 7) .
وأما الحديث الثاني : ( إذا حُدِّثتم عنِّي حديثاً تعرفونه ولا تنكرونه ....) ، فرواياته ضعيفة منقطعة كما قال البيهقي و ابن حزم وغيرهما ، فضلاً عما فيه من تجويز الكذب عليه - صلى الله عليه وسلم - وذلك في عبارة : ( ما أتاكم من خبر فهو عنِّي قلته أم لم أقله ) ، وحاشا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يسمح بالكذب عليه وهو الذي تواتر عنه قوله : ( من كذب عليَّ متعمداً فليتبوَّأ مقعده من النار ) أخرجاه في الصحيحين .
وقد رُوي هذا الحديث من طرق مقبولة ليس فيها لفظ ( قلته أم لم أقله ) منها رواية صحيحة أخرجها الإمام أحمد : ( إذا سمعتم الحديث عني تعرفه قلوبكم وتلين له أشعاركم وأبشاركم وترون أنه منكم قريب فأنا أولاكم به ، وإذا سمعتم الحديث عني تنكره قلوبكم وتنفر منه أشعاركم وأبشاركم وترون أنه منكم بعيد فأنا أبعدكم منه ) .
والمراد منه أن من أدلَّة صحة الحديث وثبوته أن يكون وفق ما جاءت به الشريعة من المحاسن ، وأن يكون قريباً من العقول السليمة والفطر المستقيمة ، فإن جاء على غير ذلك كان دليلاً على عدم صحته ، وهذا هو الذي يقوله علماء الحديث عند الكلام على العلامات التي يعرف بها الوضع وليس هذا مجال بسطها .
نعم قد تقصر عقولنا عن إدارك الحكمة والعلَّة ، فلا يكون ذلك سبباً في إبطال صحة الحديث وحجيته ، فمتى ما ثبت الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجب علينا قبوله وحسن الظن به ، والعمل بمقتضاه ، واتهام عقولنا ، قال ابن عبد البر : كان أبو إسحاق إبراهيم بن سيار يقول : " بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الشرب من فم القربة ، فكنت أقول : إن لهذا الحديث لشأناً ، وما في الشرب من فم القربة حتى يجيء فيه هذا النهي ؟ فلما قيل لي : إن رجلاً شرب من فم القربة فوكعته حية فمات ، وإن الحيات والأفاعي تدخل أفواه القرب علمت أن كل شيء لا أعلم تأويله من الحديث أن له مذهباً وإن جهلته ".
وأما الحديث الثالث : ( إني لا أحلُّ إلا ما أحلَّ الله في كتابه ....) ، فهو حديث منقطع في كلتا روايتيه كما قال الشافعي و البيهقي و ابن حزم .
وعلى فرض صحته فليس فيه أيُّ دلالة على عدم حجية السنة بل المراد بقوله : ( في كتابه ) ما أوحى الله إليه - كما قال البيهقي - فإن ما أوحى الله إلى رسوله نوعان : أحدهما وحي يتلى ، والآخر وحي لا يتلى ، ففسَّرَ الكتاب هنا بما هو أعم من القرآن .
وقد ورد في السنة استعمال الكتاب في هذا المعنى في الحديث الذي رواه الإمام البخاري حيث قال - صلى الله عليه وسلم - لأبي الزاني بامرأة الرجل الذي صالحه على الغنم والخادم : (والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله ، الوليدة والغنم ردٌّ ، وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام ، اغد يا أنيس إلى امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها ) فغدا إليها فاعترفت فأمر بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فرُجِمت ، فجعل - صلى الله عليه وسلم -حكم الرجم والتغريب في كتاب الله ، مما يدُلُّ على أن المراد عموم ما أوحي إليه .
وحتى لو سلمنا أن المراد بالكتاب القرآن ، فإن ما أحلَّه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو حرمه ولم ينص عليه القرآن صراحة ، فهو حلال أوحرام في القرآن لقول الله تعالى : { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا } ( الحشر 7) ، ولقوله - صلى الله عليه وسلم - : ( ألا هل عسى رجل يبلغه الحديث عني وهو متكئ على أريكته فيقول : بيننا وبينكم كتاب الله ، فما وجدنا فيه حلالا استحللناه وما وجدنا فيه حراما حرمناه ، وإن ما حرم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما حرم الله ) رواه الترمذي وغيره .
وأما رواية : ( لا يمسكنَّ الناس عليَّ بشيء ...) ، فقد قال فيها الشافعي إنها من رواية طاووس وهو حديث منقطع .
وعلى افتراض ثبوتها فليس معناها تحريم التمسك بشيء مما جاء عنه - صلى الله عليه وسلم - أو الاحتجاج به .
وإنما المراد أنه -صلى الله عليه وسلم - في موضع القدوة والأسوة ، وأن الله عز وجل قد خصَّه بأشياء دون سائر الناس فأبيح له ما لم يبح لغيره ، وحُرِّم عليه ما لم يُحرَّم على غيره ، فكان المعنى : لا يتمسكن الناس بشيء من الأشياء التي خصني الله بها ، وجعل حكمي فيها مخالفاً لحكمهم ، ولا يقس أحدٌ نفسه عليَّ في شيء من ذلك ، فإن الحاكم في ذلك كله هو الله تعالى ، فهو الذي سوى بيني وبينهم في بعض الأحكام ، وفرَّق بيني وبينهم في بعضها الآخر
وبهذا يتبين أن الأحاديث التي استند إليها أصحاب هذه الشبهة منها ما لم يثبت عند أهل العلم ، ومنها ما ثبت ولكن ليس فيه دليل على دعواهم ، فلم يبق لهؤلاء المبتدعة - الذين نابذوا السنة ، وتأولوا القرآن على غير وجهه - من حجة إلا اتباع الهوى ، وصدق الله إذ يقول : {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } (القصص 50) ، نعوذ بالله من اتباع الهوى ، ومن الزيغ بعد الهدى .
===================
التشكيك فى صحة الأحاديث والاستغناء عنها بالقرآن
هناك مَنْ يكتفون بالقرآن الكريم.. ويشككون فى صحة الأحاديث ، ويظهرون التناقضات بينها ، ويذكرون الحديث الذى ينص على عدم زيارة المرأة للقبول ، والحديث الذى يقول (فى معناه) أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال إننى قد أمرتكم بعدم زيارة القبور من قبل ، والآن أسمح لكم بزيارة القبور.. فيشيرون إلى ذلك بأنه تناقض.. ويدللون على ذلك بأن الأمة قد فقدت الكثير من الأحاديث النبوية عبر الزمان ، أو أن هذه الأحاديث قد حرفت عن معانيها الصحيحة.. (انتهى).
الرد على الشبهة:
فى بداية الجواب عن شبهة هؤلاء الذين يشككون فى الأحاديث النبوية. ننبه على مستوى جهل كل الذين يثيرون مثل هذه الشبهات حول الحديث النبوى الشريف.. ذلك أن التدرج والتطور فى التشريع الذى يمثله حديث النهى عن زيارة القبور ثم إباحتها.. هذا التدرج والتطور فى التشريع لا علاقة له بالتناقض بأى وجه من الوجوه ، أو أى حال من الأحوال.
ثم إن التشكيك فى بعض الأحاديث النبوية ، والقول بوجود تناقضات بين بعض هذه الأحاديث ، أو بينها وبين آيات قرآنية.. بل والتشكيك فى مجمل الأحاديث النبوية ، والدعوة إلى إهدار السنة النبوية والاكتفاء بالقرآن الكريم.. إن هذه الدعوة قديمة وجديدة ، بل ومتجددة.. وكما حذّر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب عليه.. فلقد حذّر من إنكار سنته ، ومن الخروج عليها.
ونحن بإزاء هذه الشبهة نواجه بلونين من الغلو:
أحدهما: يهدر كل السنة النبوية ، اكتفاء بالقرآن الكريم.. ويرى أن الإسلام هو القرآن وحده.
وثانيهما: يرى فى كل المرويات المنسوبة للرسول صلى الله عليه وسلم سنة نبوية ، يكفر المتوقف فيها ، دونما فحص وبحث وتمحيص لمستويات " الرواية " و " الدراية " فى هذه المرويات. ودونما تمييز بين التوقف إزاء الراوى وبين إنكار ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم..
وبين هذين الغلوين يقف علماء السنة النبوية ، الذين وضعوا علوم الضبط للرواية ، وحددوا مستويات المرويات ، بناء على مستويات الثقة فى الرواة.. ثم لم يكتفوا ـ فى فرز المرويات ـ بعلم " الرواية " والجرح والتعديل للرجال ـ الرواة ـ وإنما اشترطوا سلامة " الدراية " أيضًا لهذه المرويات التى رواها العدول الضابطون عن أمثالهم حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أى أن هؤلاء العلماء بالسنة قد اشترطوا " نقد المتن والنص والمضمون " بعد أن اشترطوا " نقد الرواية والرواة " وذلك حتى يسلم المتن والمضمون من " الشذوذ والعلة القادحة " ، فلا يكون فيه تعارض حقيقى مع حديث هو أقوى منه سندًا ، وألصق منه بمقاصد الشريعة وعقائد الإسلام ، ومن باب أولى ألا يكون الأثر المروى متناقضًا تناقضًا حقيقيًّا مع محكم القرآن الكريم..
ولو أننا طبقنا هذا المنهاج العلمى المحكم ، الذى هو خلاصة علوم السنة النبوية ومصطلح الحديث ، لما كانت هناك هذه المشكلة ـ القديمة..
المتجددة ـ.. ولكن المشكلة ـ مشكلة الغلو ، بأنواعه ودرجاته ـ إنما تأتى من الغفلة أو التغافل عن تطبيق قواعد هذا المنهج الذى أبدعته الأمة الإسلامية ، والذى سبقت به حضارتنا كل الحضارات فى ميدان " النقد الخارجى والداخلى للنصوص والمرويات ".. وهذه الغفلة إنما تتجلى فى تركيز البعض على " الرواية " مع إهمال " الدراية " أو العكس.. وفى عدم تمييز البعض بين مستويات المرويات ، كأن يطلب من الأحاديث ظنية الثبوت ما هو من اختصاص النصوص قطعية الثبوت.. أو من مثل تحكيم " الهوى " أو " العقل غير الصريح " فى المرويات الصحيحة ، الخالية متونها ومضامينها من الشذوذ والعلة القادحة..
وهناك أيضًا آفة الذين لا يميزون بين التوقف إزاء " الرواية والرواة " ـ وهم بشر غير معصومين ، وفيهم وفى تعديلهم وقبول مروياتهم اختلف الفقهاء وعلماء الحديث والمحدثون ـ وبين التوقف إزاء " السنة " ، التى ثبتت صحة روايتها ودرايتها عن المعصوم صلى الله عليه وسلم.. فتوقف العلماء المتخصصين ـ وليس الهواة أو المتطفلين ـ إزاء " الرواية والرواة " شىء ، والتوقف إزاء " السنة " التى صحت وسلمت من الشذوذ والعلل القادحة شىء آخر.. والأول حق من حقوق علماء هذا الفن ، أما الثانى فهو تكذيب للمعصوم صلى الله عليه وسلم ، والعياذ بالله..
أما الذين يقولون إننا لا حاجة لنا إلى السنة النبوية ، اكتفاء بالبلاغ القرآنى ، الذى لم يفرط فى شىء..
فإننا نقول لهم ما قاله الأقدمون ـ من أسلافنا ـ للأقدمين ـ من أسلافهم ـ:
إن السنة النبوية هى البيان النبوى للبلاغ القرآنى ، وهى التطبيق العملى للآيات القرآنية ، التى أشارت إلى فرائض وعبادات وتكاليف وشعائر ومناسك ومعاملات الإسلام.. وهذا التطبيق العملى ، الذى حوّل القرآن إلى حياة معيشة ، ودولة وأمة ومجتمع ونظام وحضارة ، أى الذى " أقام الدين " ، قد بدأ بتطبيقات الرسول صلى الله عليه وسلم للبلاغ القرآنى ، ليس تطوعًا ولا تزيّدًا من الرسول ، وإنما كان قيامًا بفريضة إلهية نص عليها القرآن الكريم ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون ) .
فالتطبيقات النبوية للقرآن ـ التى هى السنة العملية والبيان القولى الشارح والمفسر والمفصّل ـ هى ضرورة قرآنية ، وليست تزيّدًا على القرآن الكريم.. هى مقتضيات قرآنية ، اقتضاها القرآن.. ويستحيل أن نستغنى عنها بالقرآن.. وتأسيًا بالرسول صلى الله عليه وسلم ، وقيامًا بفريضة طاعته ـ التى نص عليها القرآن الكريم: (قل أطيعوا الله والرسول ) (2) (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ) (3) (من يطع الرسول فقد أطاع الله ) (4) (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ) (5) (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله ) (6).
تأسيًا بالرسول صلى الله عليه وسلم ، وطاعة له ، كان تطبيق الأمة ـ فى جيل الصحابة ومن بعده ـ لهذه العبادات والمعاملات.. فالسنة النبوية ، التى بدأ تدوينها فى العهد النبوى ، والتى اكتمل تدوينها وتمحيصها فى عصر التابعين وتابعيهم ، ليست إلا التدوين للتطبيقات التى جسدت البلاغ القرآنى دينًا ودنيا فى العبادات والمعاملات.
فالقرآن الكريم هو الذى تَطَلَّبَ السنة النبوية ، وليست هى بالأمر الزائد الذى يغنى عنه ويستغنى دونه القرآن الكريم.
أما العلاقة الطبيعية بين البلاغ الإلهى ـ القرآن ـ وبين التطبيق النبوى لهذا البلاغ الإلهى ـ السنة النبوية ـ فهى أشبه ما تكون بالعلاقة بين " الدستور " وبين " القانون ". فالدستور هو مصدر ومرجع القانون..
والقانون هو تفصيل وتطبيق الدستور ، ولا حُجة ولا دستورية لقانون يخالف أو يناقض الدستور.. ولا غناء ولا اكتفاء بالدستور عن القانون.
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ليس مجرد مبلّغ فقط ، وإنما هو مبلّغ ، ومبين للبلاغ ، ومطبق له ، ومقيم للدين ، تحوّل القرآن على يديه إلى حياة عملية ـ أى إلى سنة وطريقة يحياها المسلمون.
وإذا كان بيان القرآن وتفسيره وتفصيله هو فريضة إسلامية دائمة وقائمة على الأمة إلى يوم الدين..
فإن هذه الفريضة قد أقامها ـ أول من أقامها ـ حامل البلاغ ، ومنجز البيان ، ومقيم الإسلام ـ عليه الصلاة والسلام.
والذين يتصورون أن الرسول صلى الله عليه وسلم مجرد مبلِّغ إنما يضعونه فى صورة أدنى من صورتهم هم ، عندما ينكرون عليه البيان النبوى للبلاغ القرآنى ، بينما يمارسون هم القيام بهذا البيان والتفسير والتطبيق للقرآن الكريم !.. وهذا " مذهب " يستعيذ المؤمن بالله منه ومن أهله ومن الشيطان الرجيم !.
(1) النحل: 44.
(2) آل عمران: 32.
(3) النساء: 59.
(4) النساء: 80.
(5) آل عمران: 31.
(6) الفتح: 10
كتبه د. محمود حمدى زقزوق - وزير الأوقاف المصرى
تحرير الفكرة في حديث الفأرة
بقلم الأستاذ الدكتور كارم السيد غنيم
أستاذ في جامعة الأزهر ـ مصر
هذا حديث صحيح من الأحاديث التي ردها البعض وأنكرها، أو سخر منها بعض الجهلاء، أو استهجنها من لا علم له، إنه حديث صحيح أورده البخاري في جامعه الصحيح، والترمذي والنسائي في سننيهما، كما ورد في مسند أبي داود وفي موطأ مالك، بروايات متقاربة.
والحديث بلفظ أبي داود، كما أورده في كتابه الأطعمة (باب: في الفأرة تقع في السمن) ـ هو : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا وقعت الفأرة في السمن، فإن كان جامداً فألقوه وما حولها، وإن كان مائعاً فلا تقربوها).
ولقد ناقش د/عبد البديع زللي[1]هذا الموضوع، وألقى بعض الضوء على وجه الإعجاز العلمي في هذا الحديث النبوي، في مقالة مطولة، نلخص ما توصل إليه في السطور القليلة القادمة.
بدايةً يقرر التاريخ أن الإنسان لم يعرف شيئاً عن وجود الميكروبات أو الكائنات الحية الدقيقة، عموماً، إلا فيما بعد عام 1857م .. ومنذ ذلك التاريخ والأبحاث تتوالى في جوانب مختلفة من هذا العالم الغامض المثير المدهش. واستطاع العلماء أن يهيئوا أوساطاً غذائية للكائنات الحية الدقيقة في المعامل والمختبرات من أجل دراسة هذه الكائنات وعزلها وتصنيفها وتحديد أنواعها.
ومن أشهر الأوساط الغذائية قسمان: أوساط مائعة وأوساط صلبة، وهذه الأخيرة هي كالأولى ولكن بعد مادة (آجار) التي تعمل على تصلب المائع(أو السائل) تصلباً بسيطاً وتجعله كالجيلى (الذي يسيل بالتسخين ويتصلب بالتبريد).
تتكاثر البكتريا وتنمو بوفرة وتنتشر في جميع أجزاء الأوساط الغذائية السائلة، ولكنها تعجز عن الانتشار في الأوساط الغذائية الصلبة وتظل باقية محبوسة في المكان الذي وقعت فيه، ولا تنتشر في أرجاء هذا الوسط الغذائي الصلب.
وبالرغم من أن الإسلام حضَّ المسلم على حفظ صحته وحمايتها مما يضَّر بها، ومن هذه الأضرار ما تسببه الفئران من أخطار حتى كانت الفأرة من ضمن الفواسق التي أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بقتلها في الحل والحرم، وقد وردت الأحاديث النبوية في هذا بصحيح البخاري وصحيح مسلم وسنن النسائي وموطأ مالك وسنن الدارمي.. فإن الحديث النبوي الصحيح عنها إلا حديثاً، وهي أن البكتريا الممرضة الموجودة في جسم الفأرة يكون احتمال انتشارها إلى جميع أرجاء السمن وارداً عندما يكون السمن مائعاً، أي حينما يكون وسطاً غذائياً سائلاً.
ولذلك كان النهي عن الاقتراب من هذا السمن بأية طريقة:( فلا تقربوه)، لأن البكتريا التي أصابها السمن المائع بعد انتقالها إليه من جسم الفأرة، قد تكاثرت وتضاعفت أعدادها كثيراً، مما يجعل هذا السمن بؤرة فاسدة مكتظة بأعداد ضخمة من البكتريا الممرضة، ولذلك فإن إدخال اليد في السمن أو لمسه، يّعدُّ سبباً لنقل البكتريا الممرضة إلى جسم الإنسان، ولذلك جاء الهدي النبوي بالأمر بعدم الاقتراب من هذا السمن.
أما إذا كان السمن جامداً ووقعت فيه فأرة ثم تركته، أو حتى ماتت فيه، فإن البكتريا المنتقلة من الفأرة إلى السمن لا تلوث جميع أرجائه، بل الطبقة المحيطة بالفأرة، ولذلك جاء الحديث النبوي بإلقاء الفأرة وما حولها من طبقة السمن إلى خارج الإناء، وجواز استعمال بقية السمن..!!
هكذا يتضح بعض ما ينطوي عليه هذا الحديث النبوي الصحيح من إعجاز علمي، وإن كان يحتوي المزيد الذي يكشف عنه العلماء مع تطور علومهم وارتفاع معارفهم، وهكذا يظل الحديث النبوي، عموماً، كالآيات القرآنية، يتوالى عطاؤها العلمي على مرِّ الزمان، فإذا بالمنكر أو المتردد يرى سخف رأيه وضلاله في ردَّ الأحاديث النبوية التي عجز علقه عن فهمها فهماً سليماً.
===================
علماء أستراليون يستخرجون مضادات حيوية من الذباب فليخسأ الحاقدون
حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال قال حدثني عتبة بن مسلم قال أخبرني عبيد بن حنين قال سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول
قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه فإن في إحدى جناحيه داء والأخرى شفاء
صحيح البخاري حديث رقم 3073
صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم
كذب الحاقدون من اصحاب العمائم السوداء , وها هي الحقيقة اليوم واضحة امام المخدوعين من عامة النصارى الذين ربما لم يرو الدراسات السابقة التي اكدت وجود مضادات حيوية في الذباب , أمامهم الآن اكتشاف آخر أجلي وأوضح من التي سبقت ... علماء من هيئة علمية استرالية يؤكدون ما قد اخبرنا الرسول عليه الصلاة والسلام بأن في احدي جناحي الذباب داء والأخرى شفاء ... فهل يؤمن الحاقدون ام يتكبرون علي الحق ,, الحق الذي وعد الله ان يريه للجميع من خلال آياته في الآفاق وفي الأنفس
سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
( فصلت :53 )
عنوان الموضوع
The new buzz on antibiotics
موقع أي بي سي
http://www.abc.net.au/science/news/stories/s689400.htm
ترجمة – محمود أباشيخ
ان ظهر الذباب هو آخر مكان تتوقعه ان تجد فيه علي مضادات حيوية , ومع ذلك ذاك هو المكان بالتحديد الذي يركز عليه فريق من باحثين استراليون
وذلك بناءا علي نظرية حتمية امتلاك الذباب مضادات للجراثيم فعالة للحفاظ علي حياتها في بيئة الروث واللحم أو الفواكه المتعفنة, والفريق من قسم علوم الأحياء بجامعة ماكوري يقوم حاليا بدراسة للتعرف علي خاصية تلك المضادات واختلافها في المراحل المختلفة لنمو الذباب
وقالت السيدة جوان كلارك : ان بحثنا جزء صغير من ابحاث وجهود عالمية للحصول علي مضادات حيوية جديدة , ونعتقد اننا نبحث حيث لم يبحث فيه احد من قبل
السيدة جوان كلارك هي التي تولت تقديم الاكتشاف نيابة عن الباحثين في مؤتمر جمعية علم الأحياء المجهري عقد في ماربون ويعتبر هذا الموضوع جزء من رسالة الدكتوراه التي تحضرها
العلماء قاموا باختبار اربعة اصناف من الذباب : ذبابة المنزلية , ذبابة اللحم , ذبابة الفواكه والكنترول .. والنوع الأخير من صنف ذبابة الفاكهة في كوينسلاند وتضع بيضها علي الفواكه الطازجة.احتياج هذه اليرقات للمضادات أقل من الاصناف الأخرى لقلة ملاقاتها للجراثيم الذباب تمر بعدة أطوار في دورة حياتها بداية من مرحلة اليرقة ثم مرحلة الشرنقة الي ان تدخل مرحلة الحشرة الكاملة أو طور البلوغ , وخلال طور الشرنقة الذباب يكون محاطا ب بغلاف محمي ولا تتغذي , وأضافت السيدة جوان كلارك انهم توقعوا قلة انتاج المضادات في هذا الطور
ولكن خلال طور الشرنقة لم تظهر الأصناف الأربعة خصائص المضادات الحيوية سوي صنف كنترول الذي التابع لصنف الفواكه في كوينسلاند بينما جميع الاصناف افرزت مضادات في طور البلوغ ( لأنها في هذا الطور تكون في حاجة الي حماية مضادات الجرثومية لكثرة تحركها وملاقاة الحشرات الأخرى
خصائص المضادات وجدت في جميع الأنواع الأربع, وذكرت جوان ان المضادات تظهر ايضا في احشاء الذبابة كما تظهر خارج الجسم وسبب تركيزنا علي خارج الجسم هو فقط للسهولة عملية الاستخراج
ويتم استخلاص المضادات عن طريق وضع الذبابة في الكحول الأثيلي ثم يتم استخلاص مادة المضاد الخام بتمرير مركب المحلول خلال مرشح ( فبلتر )
وعند وضع المضاد الحيوي المستخرج من الذباب في محلول ملوث بشتى انواع البكتيريا مثل اي كولاي , جولدين ستاف ( معروف ايضا ب ستافلوكوكس ) وخميرة الكانديدا ومعديات أخري .. وفي كل الحالات لوحظ فعالية المضاد الحيوي ( المستخرج من الذباب )
واضافت السيدة جوان كلارك قائلة " اننا حاليا نحاول التعرف علي مكونات المضاد الحيوي لإنتاجه كيميائيا. ولأن المركب ليس مستخرجا من بكتيريا لن يكن سهلا للبكتيريا ان تكون مناعة ضد المضاد الحيوي ( المستخرج من الذباب ) ونأمل ان يكون لهذه المضادات فعالية علاجية لمدة طويلة
===================
شبهة حول زواج النبي صلى الله عليه وسلم من زينب بنت جحش والرد عليها
وطبعا هذا ينقل كاملا لأننا نحتاج جدا للفهم الجيد للقصة حتى نكون واعين لها من جميع الجوانب وحتى تتضح للسائل اكثر وتغلق فم الملبس ابدا
الحمد لله والصلاة و الصلاة و السلام على رسول الله ، ثم أما بعد :-
أحبتي في الله شاء الله عز وجل ولا مرد لمشيئته أن يطلق زيد بن حارثة زوجته حينما تعذر بقاء الحياة الزوجية بينه و بينها على الوجه المطلوب ، و مضت سنة الله في خلقه أن ما رسخ في النفوس بحكم العادة لا يسهل التخلص منه ، فقد كانت عادة التبني لا تزال قائمة في نفوس الناس ، و ليس من السهل التغلب على الآثار المترتبة عليها ، و من أهم هذه الآثار أن الأب لا يتزوج امرأة من تبناه بعد وفاته أو طلاقه لزوجته ، فاختار الله تعالى لهذه المهمة صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم و أمره بالزواج من زينب بنت جحش بعد طلاقها من زيد .
و بعد أن تزوج النبي صلى الله عليه وسلم من زينب رضي الله عنها ، أثار هذا الزواج أحاديث همز و لمز و أقاويل كثيرة من قبل المشركين والمنافقين ، فقد قالوا : تزوج محمد حليلة ابنه زيد بعد أن طلقها ، كما وأن للمستشرقين و من شايعهم في العصر الحاضر ، أحاديث في هذا الموضوع ، فاتخذوا من هذه الحادثة ذريعة للطعن في رسول الله صلى الله عليه و سلم .
والذي أريد أن أتحدث عنه اليوم هو الرد على هؤلاء المستشرقين الذين اتخذوا من هذه القضية مدخلاً للطعن في نبي الله صلى الله عليه وسلم ، كما و أنهم تناولوا زواجه صلى الله عليه وسلم بهذا العدد ، فجعلوا منه مادة للنيل منه صلى الله عليه وسلم ، و وصفوه بأشياء ينبو عنها القلم .
و لما كان هذا الأمر من الخطورة بمكان لتعلقه بأشرف خلق الله على الإطلاق - و كان كل من يطلق لسانه في هذا الصدد يقول : لسنا نبتدع شيئاً ، فها هي كتب التفسير و كتب السير تحكي ذلك - ، لذا سأقوم الآن بعرض تلك الروايات التي اعتمدوا عليها رواية رواية ، متبعاً كل رواية منها ببيان ما وجّه لأسانيدها من نقد ، ثم أتبع ذلك بنقدها جميعاً من جهة متونها ، و موقف الأئمة المحققين من هذه الروايات .
يقول الله تعالى { وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله ، و تخفي في نفسك ما الله مبديه ، و تخشى الناس والله أحق أن تخشاه ، فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها لي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطراً وكان أمر الله مفعولاً } [الأحزاب/37].
إن السبب في طلاق زيد لزينب ومن ثم زواج النبي صلى الله عليه وسلم منها ؛ هو ما كان بين زيد و بين زينب من خلافات ، و أنه لم يكن بينهما وئام يؤمل معه أن تبقى الحياة الزوجية بينهما ، فطلقها بمحض اختياره و رغبته ، و كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهاه عن ذلك ، و قد كان الله عز وجل قد أعلم نبيه صلى الله عليه وسلم أن زيداً سيطلق زينب ، و أنه ستكون زوجة له ، و أنه صلى الله عليه وسلم كان يخفي هذا و يخشى من مقولة الناس ، أنه تزوج مطلقة من كان يدعى إليه ، فعاتبه ربه على ذلك . انظر : جامع البيان للطبري (22/11) و تفسير القرآن العظيم لابن كثير (3/489) ، و انظر البخاري ( برقم 4787) .
خلاصة ما جاء في كتب التفسير والتي استدل بها المستشرقون أن هناك سبباً آخر لطلاق زينب ، هو أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى زينب فجأة و هي في ثياب المنزل فأعجبته ، و وقع في قلبه حبها ، فتكلم بكلام يفهم منه ذلك ، إذ سمعه زيد فبادر إلى طلاقها تحقيقاً لرغبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و أن زيداً شاوره في طلاقها ، و كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهاه عن ذلك ، لكن في قلبه ضد هذا ، و أنه كان راغباً في طلاق زيد لها ليتزوجها ، و فوق ذلك فقد أقر الله رسوله على ما فعل ، بل عاتبه لِمَ يخفي هذا والله سيبديه .
و رغم شناعة ما جاء في هذه الروايات ، و هذا الفهم للآية الكريمة التي تتحدث عن طلاق زيد لزينب و زواج النبي صلى الله عليه وسلم بها ، إلا أنه قد جاز على أئمة فضلاء ، ففسروا به الآية الكريمة ، وأثبتوا ذلك صراحة في كتبهم وتفاسيرهم .
ومن هؤلاء الأئمة :
ابن جرير الطبري في كتابه جامع البيان (22/12) ، عند تفسيره الآية ولم يذكر غيره .
و منهم : الرازي في تفسيره (13/184) ، حيث ذكر نحواً من كلام ابن جرير .
ومنهم : ابن القيم في كتابه الجواب الكافي (ص 247) ، حيث ذكره في معرض سوقه لحكايات في عشق السلف الكرام والأئمة الأعلام .
ومنهم : الزمخشري في تفسيره (3/262) .
وأحسن ما يعتذر به عن هؤلاء الأئمة وأتباعهم ممن ذهب يفسر الآية بهذا ، أنهم عدوا هذا منه صلى الله عليه وسلم من عوارض البشرية ، كالغضب والنسيان ، و لكنهم لم يستحضروا شناعة هذا التفسير للآية ، و نسبة ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، و لم يدققوا في الروايات التي وصلتهم من جهة أسانيدها و متونها كما فعل غيرهم ، ونحن نسأل الله أن يثيبهم على اجتهادهم وأن يغفر لهم .
والآن إلى نقد الروايات ..
الرواية الأولى :
ذكرها ابن سعد في طبقاته (8/101) و من طريقه ساقها ابن جرير في تاريخه (3/161) : قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثني عبد الله بن عامر الأسلمي ، عن محمد بن يحيى بن حبان ، قال : جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت زيد بن حارثة يطلبه ، و كان زيد إنما يقال له : زيد بن محمد ، فربما فقده رسول الله صلى الله عليه وسلم الساعة فيقول : أين زيد ؟ فجاء منزله يطلبه ، فلم يجده ، و تقوم إليه زينب بنت جحش زوجته فُضُلاً أي وهي لابسة ثياب نومها - ، فأعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها ، فقالت : ليس هو هاهنا يا رسول الله فادخل بأبي أنت وأمي ، فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدخل ، و إنما عجلت أن تلبس لما قيل لها : رسول الله صلى الله عليه وسلم على الباب فوثبت عجلى ، فأعجبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فولى و هو يهمهم بشيء لا يكاد يفهم منه إلا : سبحان مصرّف القلوب ، فجاء زيد إلى منزله ، فأخبرته امرأته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى منزله ، فقال زيد : ألا قلت له أن يدخل ؟ قالت : قد عرضت ذلك عليه فأبى ، قال : فسمعت شيئاً ؟ قالت : سمعته يقول حين ولى تكلم بكلام لا أفهمه ، و سمعته يقول : سبحان الله العظيم ، سبحان مصرف القلوب ، فجاء زيد حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله بلغني أنك جئت منزلي فهلا دخلت ؟ بأبي وأمي يا رسول الله ، لعل زينب أعجبتك فأفارقها ، فيقول رسول الله : أمسك عليك زوجك ، فما استطاع زيد إليها سبيلاً بعد ذلك اليوم ، فيأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيخبره ، فيقول رسول الله : أمسك عليك زوجك ، فيقول : يا رسول الله أفارقها ، فيقول رسول الله : احبس عليك زوجك ، ففارقها زيد واعتزلها و حلت يعني انقضت عدتها قال : فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس يتحدث مع عائشة ، إلى أن أخذت رسول الله صلى الله عليه وسلم غشية ، فسري عنه و هو يبتسم و هو يقول : من يذهب إلى زينب يبشرها أن الله قد زوجنيها من السماء ؟ وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم { وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك ..} الآية ، القصة كلها .
قالت عائشة : فأخذني ما قرب و ما بعد لما يبلغنا من جمالها ، وأخرى هي أعظم الأمور وأشرفها ما صنع الله لها ، زوجها الله من السماء ، و قلت : هي تفخر علينا بهذا ، قالت عائشة : فخرجت سلمى خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم تشتد فتحدثها بذلك ، فأعطتها أوضاحاً حلي من الفضة عليها .
وإسناد هذه الرواية فيه علل ثلاث ، واحدة منها تكفي لرد هذه الرواية :
العلة الأولى : أنها مرسلة ، فمحمد بن يحيى بن حبان تابعي ، يروي عن الصحابة ، و يروي أيضاً عن التابعين ، كعمر بن سليم و الأعرج ، و غيرهما ، (ت 121 هـ ) و عمره ( 74 سنة ) ، فهو لم يدرك القصة قطعاً و لم يذكر من حدثه بها . التهذيب (9/507-508 ) .
العلة الثانية : عبد الله بن عامر الأسلمي ، ضعيف بالاتفاق ، بل قال فيه البخاري : ذاهب الحديث ، و قال أبو حاتم : متروك . التهذيب (5/275) ، و ميزان الاعتدال (2/448) .
العلة الثالثة : محمد بن عمر ، و هو الواقدي ، إخباري كثير الرواية ، لكنه متروك الحديث ، ورماه جماعة من الأئمة بالكذب و وضع الحديث . ميزان الاعتدال (3/664) .
الرواية الثانية :
ذكرها ابن جرير في تفسيره (22/13 ) قال : حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد : كان النبي صلى الله عليه وسلم قد زوّج زيد بن حارثة زينب بنت جحش بنت عمته ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً يريده وعلى الباب ستر من شعر ، فرفعت الريح الستر فانكشفت و هي في حجرتها حاسرة ، فوقع إعجابها في قلب النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما وقع ذلك كرهت الآخر ، فجاء فقال : يا رسول الله إني أريد أن أفارق صاحبتي ، قال : مالك ؟ أرابك منها شيء ؟ قال : لا ، والله ما رابني منها شيء يا رسول الله ، ولا رأيت إلا خيراً ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمسك عليك زوجك واتق الله ، فذلك قول الله تعالى { وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه } ، تخفي في نفسك إن فارقها تزوجتها .
و هذه الرواية فيها علتان :
العلة الأولى : أنها معضلة ، فابن زيد و هو عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ليس بصحابي ولا تابعي ، فقد سقط من الإسناد راويان أو أكثر .
العلة الثانية : أن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم هذا ضعيف باتفاق المحدثين ، بل صرح بعضهم بأنه متروك الحديث ، قال البخاري وأبو حاتم : ضعفه علي بن المديني جداً ، وقال أبو حاتم : كان في الحديث واهياً ، و جاء عن الشافعي أنه قال : قيل لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم : حدثك أبوك عن جدك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن سفينة نوح طافت بالبيت و صلت خلف المقام ركعتين ؟ قال : نعم . و لهذا لما ذكر رجل لمالك حديثاً منقطعاً قال له : اذهب إلى عبد الرحمن بن زيد يحدثك عن أبيه عن نوح . و أقوال الأئمة في تضعيفه كثيرة ، و هو رجل صالح في نفسه لكنه شغل بالعبادة والتقشف عن حفظ الحديث فضعف جداً . التهذيب (6/178) . و يروى عنه شيء كثير في التفسير ، فما كان من رأيه في فهم القرآن ، فهذا ينظر فيه ، وأما ما يرويه مسنداً فغير مقبول ، فكيف إذا أرسل الحديث ؟!
الرواية الثالثة :
ذكرها أحمد في مسنده (3/149-150) ، قال : حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال : حدثنا حماد بن زيد ، قال : حدثنا ثابت عن أنس قال : أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم منزل زيد بن حارثة فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأته زينب ، وكأنه دخله لا أدري من قول حماد أو في الحديث فجاء زيد يشكوها إليه ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : أمسك عليك زوجك واتق الله ، قال : فنزلت { واتق الله و تخفي في نفسك ما الله مبديه } إلى قوله { زوجناكها } يعني زينب .
مؤمل بن إسماعيل قواه بعض الأئمة ، و وصفه أكثرهم بأنه كثير الخطأ يروي المناكير ، قال يعقوب بن سفيان : حديثه لا يشبه حديث أصحابه ، و قد يجب على أهل العلم أن يقفوا عن حديثه ، فإنه يروي المناكير عن ثقات شيوخه ، و هذا أشد ، فلوا كانت هذه المناكير عن الضعفاء لكنا نجعل له عذراً .
و قال محمد بن نصر المروزي : المؤمل إذا انفرد بحديث وجب أن يتوقف و يتثبت فيه ، لأنه كان سيء الحفظ كثير الغلط . التهذيب (10/381) .
و حديثه هذا قد رواه جماعة من الثقات من أصحاب حماد فلم يذكروا أول الحديث ، وإنما ذكروا مجيء زيد يشكوا زينب ، و قول النبي صلى الله عليه وسلم له ، و نزول الآية . البخاري (برقم 7420) والترمذي ( برقم 3212) والنسائي ( برقم 11407) .
الرواية الرابعة :
رواها ابن جرير في تفسيره (22/13) ، قال : حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد عن قتادة : { وإذ تقول للذي أنعم الله عليه } و هو زيد أنعم الله عليه بالإسلام : { وأنعمت عليه } أعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم : { أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه } ، قال : وكان يخفي في نفسه ودّ أنه طلقها ، قال الحسن : ما أنزلت عليه آية كانت أشد منها قوله { واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه } ، و لو كان نبي الله صلى الله عليه وسلم كاتماً شيئاً من الوحي لكتمها { وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه } ، قال خشي نبي الله صلى الله عليه وسلم مقالة الناس .
و روى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة هذه القصة مختصرة ، قال : جاء زيد بن حارثة فقال : يا رسول الله إن زينب اشتد عليّ لسانها ، وأنا أريد أن أطلقها ، فقال له : اتق الله وأمسك عليك زوجك ، قال : والنبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يطلقها و يخشى مقالة الناس . فتح الباري (8/524) .
وقتادة هو بن دعامة السدوسي أحد الأئمة الحفاظ ، مشهور بالتفسير ، فما فسره من فهمه للآيات فينظر فيه ، وما ذكره رواية فإن العلماء أخذوا عليه كثرة التدليس ، فاشترطوا لصحة حديثه أن يصرح بالسماع ، و هذا إذا ذكر الإسناد ، فإما ما يرسله ولا يذكر بعده في الإسناد أحداً كما في روايته لهذه القصة فهو ضعيف جداً ، قال الشعبي : كان قتادة حاطب ليل ، و قال أبو عمرو بن العلاء : كان قتادة وعمرو بن شعيب لا يغث عليهما شيء ، يأخذان عن كل أحد . التهذيب (8/351-356 ) . و كان يحيى بن سعيد القطان لا يرى إرسال الزهري وقتادة شيئاً ، و يقول : هو بمنزلة الريح . جامع التحصيل في أحكام المراسيل للعلائي ( ص 101 ) .
على أن روايته لتفسير الآية ليس فيه تفصيل كما في الروايات الأخرى ، و يمكن رد روايته إلى الروايات الصحيحة في تفسير الآية ، فيكون معنى ( أحب ) و ( ودّ ) أي علم أن زيداً سيطلقها ولا بد بإلهام الله له ذلك ، وتكون خشيته من مقالة الناس حينئذٍ أن يقولوا : تزوج حليلة ابنه .
الرواية الخامسة :
ذكرها القرطبي في تفسيره (14/190) قال مقاتل : زوّج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش من زيد فمكثت عنده حيناً ، ثم إنه عليه السلام أتى زيداً يوماً يطلبه ، فأبصر زينت قائمة ، و كانت بيضاء جميلة جسيمة من أتمّ نساء قريش ، فهويها وقال : سبحان الله مقلب القلوب ، فسمعت زينب بالتسبيحة فذكرتها لزيد ، ففطن زيد فقال : يا رسول الله ائذن لي في طلاقها ، فإن فيها كبراً ، تعظم عليّ و تؤذيني بلسانها ، فقال عليه السلام : أمسك عليك زوجك واتق الله ، و قيل : إن الله بعث ريحاً فرفعت الستر و زينب مُتَفَضَّله في منزلها ، فرأى زينب فوقعت في نفسه ، و وقع ف ينفس زينب أنه وقعت في نفس النبي صلى الله عليه وسلم ن و ذلك لما جاء يطلب زيداً ، فجاء زيد فأخبرته بذلك ، فوقع في نفس زيد أن يطلقها .
هذه الرواية لم يذكروا لها إسناداً إلى مقاتل ، و لو صحت إلى مقاتل لم يفدها شيئاً ، فإن مقاتلاً و هو مقاتل بن سليمان فيما يظهر قد كذبه جمع من الأئمة و وصفوه بوضع الحديث ، و تكلوا في تفسيره . أنظر ترجمته في التهذيب (10/279-285 ) .
الرواية السادسة :
قال ابن إسحاق : مرض زيد بن حارثة فذهب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوده و زينب ابنة جحش امرأته جالسة عن رأس زيد ، فقامت زينب لبعض شأنها ، فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم طأطأ رأسه ، فقال : سبحان مقلب القلوب والأبصار ، فقال زيد : أطلقها لك يا رسول الله ، فقال : لا ، فأنزل الله عز وجل { وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه ...} إلى قوله {وكان أمر الله مفعولاً } . تعدد نساء الأنبياء و مكانة المرأة في اليهودية والمسيحية والإسلام اللواء أحمد عبد الوهاب ( ص 68 ) .
هذه الرواية لم يذكروا لها إسناداً ، و لم أقف عليها في سيرة ابن هشام .
و بعد أن تبين ضعف هذه الروايات و سقوطها من جهة أسانيدها ، فلننظر فيها من جهة متونها وما فيها من اضطراب و نكارة ، من عدة وجوه :-
الوجه الأول : تناقض الروايات المذكورة ، ففي بعضها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زار زيد بن حارثة و هو غائب فاستقبلته زينب ، و في بعضها أن زيداً كان مريضاً ، فزاره رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و كان عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم جالساً هو و زيد و زينب ، فكيف يكون زيد غائباً و مريضاً في فراشه في وقت واحد .؟!
الوجه الثاني : والروايات التي ذكرت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زار زيداً اختلفت في كيفية رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم لزينب رضي الله عنها ، فرواية تقول بأنه كان واقفاً بالباب فخرجت إليه ، و رواية بأنه كان واقفاً بباب زيد فرفعت الريح ستر الشعر فرآها فأعجبته .
الوجه الثالث : تتفق الروايات على أن إعجاب النبي صلى الله عليه وسلم بزينب و وقوع حبها في قلبه جاء متأخراً ، أي بعد أن تزوجها زيد رضي الله عنه ، و هذا شيء عجيب ، فلقد ولدت زينب و رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جاوز الثانية عشرة من عمره ، و شبت وترعرعت أمامه ، فهي ابنة عمته ، ألم يلحظ مفاتنها إلا متأخراً ، و بعد أن صارت زوجة لدعيّه ، و هو الذي زوجها له ، والحجاب لم ينزل بعد ، فقد نزل صبيحة عرسها ، ألا يكون شاهدها ، فلوا كان يهواها أو وقعت في قلبه لما منعه شيء من زواجها ، فإشارة منه صلى الله عليه وسلم كافية لأن يقدموها له ، بل قد ورد أنه وهبت نفسها له . أنظر كلام ابن العربي حول هذا الوجه في كتابه أحكام القرآن (3/1543) .
الوجه الرابع : لو افترضنا جدلاً أن حبها وقع في قلبه صلى الله عليه وسلم متأخراً بعد رؤيته لها عند زيد بن حارثة ، فبأي شيء يمكن تفسير ما صدر منه صلى الله عليه وسلم و فهم منه زيد و زينب أنها وقعت في قلبه ، سواء كان ذلك تسبيحاً أو طأطأة للرأس ، أو غير ذلك ؟! كيف ذلك و هو الذي نهى عن أن يخبب الرجل امرأة غيره عليه ؟ أفيعمل ما قد نهى أمته عنه ؟! فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من خبب زوجة امرئ أو مملوكه فليس منا ) أبو داود ( برقم 5170) بسند صحيح .
ولو افترضنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقصد إفهامها ذلك ، وإنما صدر منه ذلك عفواً دون قصد ، فكيف بما ذكروا أنه عقد عليه قلبه من محبته و رغبته أن يطلقها زيد ليتزوجها ؟ ولو نسب ذلك إلى آحاد المسلمين لكان ينبغي تبرئته من ذلك .
و فوق ذلك كله كيف يعاتبه الله كما تقول هذه الروايات لأنه أخفى ذلك عن الناس و لم يعلن أنه يحب زوجة زيد ، وأنه يود لو طلقها ليتزوجها ؟ تَصَوّرٌ مثل هذا كاف في ظهور بطلان هذه الروايات .
الوجه الخامس : هذه الروايات التي فسروا بها الآية لو لم يرد غيرها لم يصح أن يفسر بها كتاب الله تعالى ، لسقوطها إسناداً ومتناً ، فكيف و قد وردت روايات أخرى في تفسير الآية تفسيراً منطقياً لا إشكال فيه ولا نكارة ، فالذي يخفيه صلى الله عليه وسلم هو ما أعلمه ربه أنه ستصبح زوجة له ، و الذي يخشاه هو مقولة الناس إنه تزوج حليلة من كان يدعى إليه .
والغريب في الأمر أن بعض المفسرين ترك هذه الروايات الصحيحة و التي لا مطعن فيها ، و ذكر تلك الروايات الشاذة الغريبة ، و منهم من لم يذكرها لكنه ذهب يفسر الآيات على ضوئها .
و إذا اتضح الآن سقوط تلك الروايات سنداً و متناً فإنه لا يفوتني هنا أن أسجل مواقف بعض الأئمة المحققين من المفسرين وغيرهم الذي وقفوا أمام هذه الروايات موقفاً حازماً صلباً ، فمنهم من ذكرها و فندها ، و منهم من أضرب عنها صفحاً بعد الإشارة إلى ضعفها و نكارتها . قال ابن العربي بعد أن ذكر ملخص هذه الروايات ، و بين عصمة النبي صلى الله عليه وسلم : هذه الروايات كلها ساقطة الأسانيد . أحكام القرآن (3/1543) .
قال القرطبي بعد أن ذكر التفسير الصحيح لما كان يخفيه صلى الله عليه وسلم ، و ما الذي كان يخشاه من الناس : و هذا القول أحسن ما قيل في تأويل هذه الآية ، و هو الذي عليه أهل التحقيق من المفسرين والعلماء الراسخين ، كالزهري والقاضي بكر بن العلاء القشيري والقاضي أبي بكر بن العربي و غيرهم . فأما ما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم هوى زينب امرأة زيد و ربما أطلق بعض المُجّان لفظ عشق فهذا إنما صدر عن جاهل بعصمة النبي صلى الله عليه وسلم عن مثل هذا ، أو مستخف بحرمته . الجامع لأحكام القرآن (14/191) .
وقال ابن كثير بعد أن ذكر الروايات الصحيحة : ذكر ابن أبي حاتم وابن جرير هاهنا آثاراً عن بعض السلف رضي الله عنهم أحببنا أن نضرب عنها صفحاً لعدم صحتها فلا نوردها ، و قد روى الإمام أحمد هاهنا أيضاً حديثاً من رواية حماد بن زيد عن ثابت عن أنس رضي الله عنه فيه غرابة تركنا سياقه أيضاً . تفسير القرآن العظيم (3/491) .
و قال ابن حجر بعد أن ذكر الروايات الصحيحة : و وردت آثار أخرى أخرجها ابن أبي حاتم والطبري و نقلها كثير من المفسرين لا ينبغي التشاغل بها . فتح الباري (8/524) .
و هناك ثُلّة كبيرة من علماء الإسلام في العصر الحاضر تفطنوا لمثل هذه الأخبار ، و رمقت أبصارهم ما تنطوي عليه من مداخل خطيرة لا تليق بمقام الأنبياء ، فأنار الله بصائرهم لكشف النقاب عن هذه الآثار الدخيلة ، فكان لهم الفضل في التنبيه وإيقاظ الفكر الإسلامي للتصدي لكل دسيسة يراد منها النيل من قداسة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو تشويه الحقائق التاريخية في تراث الإسلام .
يقول الشيخ محمد رشيد رضا : وللقصاص في هذه القصة كلام لا ينبغي أن يجعل في حيز القبول ، و يجب صيانة النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الترهات التي نسبت إليه زوراً و بهتاناً . محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ص 275) .
و خلاصة الأمر ..
كان زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من زينب بنت جحش لهلال ذي القعدة من العام الخامس الهجري و هي بنت خمس و ثلاثين . ابن سعد في الطبقات (8/114) .
روى البخاري في صحيحه ( برقم 7420) : أن زيداً جاء يشكوا زوجته ، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول : اتق الله وأمسك عليك زوجك ، قالت عائشة : لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتماً شيئاً ، لكتم هذه ، فكانت تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، تقول : زوجكن أهاليكن ، و زوجني الله من فوق سبع سماوات .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
كتبه / الشيخ أبو عبد الله الذهبي
شبهتمونا بالحمير والكلاب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة على رسول الله
نرى النصارى كل يوم وعلى مواقع الانترنت وهم يطبلون ويزمرون على أنهم أتوا بشبهات جديدة ، وهم يعتقدون أنهم بذلك قد استطاعوا أن يهدموا الأسلام الحنيف ، ولكن ولله الحمد والمنة كل هذه الشبهات قديمة أكل وشرب الدهر عليها وقتلها علمائنا بحثاً وردوا عليها بالحجة والدليل ، فحبطت آمال النصارى وأرتدوا على أعقابهم خاسئين .
ومن بينها أن هناك تعارضاً في الأحاديث وتناقضاً وضربوا مثلاً على ذلك لما ورد من قول لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عندما سمعت بحديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فيه أن المرأة والكلب والحمار يقطعون الصلاة ، وسأذكر الحديث الذي قاله النبي صلى الله عليه وسلم ومن ثم قول عائشة
حدثنا اسحق بن ابراهيم اخبرنا المخزومي حدثنا عبد الواحد وهو ابن زياد حدثنا عبيد الله بن عبد الله الاصم حدثنا يزيد بن الاصم عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطع الصلاة المرأة والحمار والكلب ويقي ذلك مثل مؤخرة الرحل
صحيح مسلم – 790
حدثنا عفان حدثنا شعبة اخبرني حميد هلال سمع عبد الله بن الصامت عن ابي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطع صلاة الرجل اذا لم يكن بين يديه كآخرة الرحل المرأة والحمار والكلب الاسود من الاحمرقال ابن اخي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني فقال الكلب الاسود شيطان
مسند احمد – 20360
وأحتج النصارى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي وعائشة بين يديه وهذا ينقض ما ذكره بأن المرأة تقطع الصلاة !
حدثني عمرو بن علي حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن ابي بكر بن حفص عن عروة بن الزبير قال قالت عائشة: ما ((( يقطع الصلاة))) قال فقلنا: المرأة والحمار.فقالت: إن المرأة لدابة سوء لقد رأيتني بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم معترضة كاعتراض الجنازة وهو يصلي. صحيح مسلم / الصلاة/ الاعتراض بين يدي المصلي
وهذا حديث آخر
حدثنا عمرو الناقد وأبو سعيد الاشج قالا حدثنا حفص بن غياث قال وحدثنا عمر بن حفص بن غياث واللفظ له ابي حدثنا الاعمش حدثني ابراهيم عن الاسود عن عائشة قال الاعمش وحدثني مسلم عن مسروق عن عائشة
"وذكر عندها ما ((( يقطع الصلاة))) الكلب والحمار والمرأة فقالت عائشة قد شبهتمونا بالحمير والكلاب والله لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وإني على السرير بينه وبين القبلة مضطجعة فتبدو لي الحاجة فأكره أن أجلس فأوذي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنسل من عند رجليه.
صحيح مسلم/الصلاة/ الاعتراض بين يدي المصلي.
وللرد على ذلك :
الحديث الثالث والحديث الرابع يفيدان ان عائشة كانت مضطجعة ، ( لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وإني على السرير بينه وبين القبلة مضطجعة ) وكذلك ( لقد رأيتني بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم معترضة كاعتراض الجنازة وهو يصل)
فنسنتج من فعل النبي عليه السلام ان المرأة تقطع الصلاة اذا مرت بين يدي المصلي الا اذا كانت مضطجعة فانها لا تقطعها .
قول العالم الفقيه ابن حزم في هذه المسألة :
(ويقطع صلاة المصلي كون الكلب بين يديه , مارا أو غير مار , صغيرا أو كبيرا , حيا أو ميتا , أو كون الحمار بين يديه كذلك أيضا , وكون المرأة بين يدي الرجل , مارة أو غير مارة , صغيرة أو كبيرة إلا أن تكون مضطجعة معترضة فقط , فلا تقطع الصلاة حينئذ ) المحلى ،كتاب الصلاة .
وبعد ان ذكر حديث عائشة الذي فيه (فتبدو لي الحاجة فأكره أن أجلس فأوذي رسول الله ) اضاف اضاف ابن حزم قائلا : (فقد فرقت أم المؤمنين بين حال جلوسها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي , فأخبرت بأنه أذى له , وبين اضطجاعها بين يديه وهو يصلي فلم تره أذى ) المصدر نفسه.
وهو ان المصلي جائز له ان يضع شئ ( عصا مثلا او شجرة او سيارة الخ ) يكون فاصلا بينه وبين ما يمر امامه ، وعندئذ لا يضر المرور بين يديه ، وهذا ما يسمى بالسترة امام المصلي
قال الحافظ زين الدين العراقي في كتابه طرح التثريب ،كتاب الصلاة :
(كان السرير الذي عليه عائشة هو السترة وكأن عائشة من وراء السترة لأن قوائم السرير التي تلي النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينها والدليل على ذلك ما اتفق عليه الشيخان من رواية الأسود عن عائشة { لقد رأيتني مضطجعة على السرير فيجيء النبي صلى الله عليه وسلم فيتوسط السرير فيصلي } الحديث وعلى هذا فلا يكون في حديث عائشة ما ينافي حديث أبي ذر وأبي هريرة في قطع المرأة الصلاة لوجود السترة هنا )
صحيح مسلم ، كتاب الصلاة، باب سترة المصلي :
عن موسى بن طلحة عن ابيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اذا وضع احدكم بين يديه مثل مؤخرة الرحل فليصل ولا يبالي من مر وراء ذلك)
آخرة الرحل: وهي العود الذي في آخر الرحل
والرحل هو مركب البعير
قال الحافظ الفقيه الامام النووي في شرح هذا الحديث :
( وفي هذا الحديث الندب إلى السترة بين يدي المصلي وبيان أن أقل السترة مؤخرة الرحل وهي قدر عظم الذراع , هو نحو ثلثي ذراع , ويحصل بأي شيء أقامه بين يديه هكذا )
قال الامام ابن قدامة في المغنى:
(يستحب للمصلي أن يصلي إلى سترة , فإن كان في مسجد أو بيت صلى إلى الحائط أو سارية , وإن كان في فضاء صلى إلى شيء شاخص بين يديه , أو نصب بين يديه حربة أو عصا .)
وقال الامام الصنعاني في سبل السلام ، كتاب الصلاة، باب سترة المصلي :
(وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { إذا صلى أحدكم فليجعل تلقاء وجهه شيئا , فإن لم يجد فلينصب عصا , فإن لم يكن فليخط خطا , ثم لا يضره من مر بين يديه } أخرجه أحمد وابن ماجه , وصححه ابن حبان ........... وفي قوله : " ثم لا يضره شيء " ما يدل أنه يضره إذا لم يفعل إما بنقصان من صلاته أو بإبطالها على ما ذكر أنه يقطع الصلاة )
منقول بتصرف من رد الأخ bilal_41
رد اخر
فنقول للأخت السائلة هنيئا لك أن هداك الله للإسلام، فهو دين الله الحق الذي لا يقبل ديناً سواه، قال سبحانه: (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)[آل عمران: 85] واعلمي أن أعظم نعم الله على الإنسان هدايته للإسلام، كما قال سبحانه: (بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان)[الحجرات: 17] كما ينبغي أن تعلمي أن الشيطان وحزبه لا يرضون لأحد أن يفوز بهذه النعمة دونهم، فقد أخذ الشيطان على نفسه عهداً أنه سيقعد للناس على الطريق يصدهم عن سبيل الله، كما قال سبحانه عنه: (لأقعدن لهم صراطك المستقيم* ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين) [الأعراف:17]
وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه، فقعد له بطريق الإسلام فقال: تسلم وتذر دينك ودين آبائك وآباء أبيك؟! فعصاه فأسلم، ثم قعد له بطريق الهجرة فقال: تهاجر وتدع أرضك وسماءك؟! فعصاه فهاجر، ثم قعد له بطريق الجهاد… إلى أن قال صلى الله عليه وسلم: فمن فعل ذلك -أي عصى الشيطان في كل مرة- كان حقاً على الله عز وجل أن يدخله الجنة" رواه النسائي
وللشيطان وأعوانه طرق في صد الناس عن دين الله تتغير بتغير الظروف والبيئات، وتتلون بتلون الثقافات والمجتمعات،
ومن ذلك ما يثار من شبهات حول الإسلام وتشريعاته، وعلى المسلم أن يكون على حذر من مكايد الشيطان وأعوانه، ولقد أحسنت الأخت السائلة لما أرجعت الأمر إلى أهله، واستعانت بمن يزيل عنها هذه الشبهة، وهذا هو الواجب في مثل هذا المقام، وما أكثر الشبه، ولكن ما أسرع أن تذهب جميعاً في أدراج الرياح، ومن هذه الشبه موقف الإسلام من المرأة، وإليك أيتها الأخت كلاماً مختصراً، بل في غاية الاختصار عن تكريم الإسلام للمرأة:
فالقرآن مملوء بالآيات التي تتحدث عن المرأة، تتلى هذه الآيات في المساجد والبيوت إلى يوم القيامة، وفي القرآن سورتان يقال لهما: سورتا النساء، وإحداهما ست وسبعون ومائة آية، والأخرى اثنتا عشرة آية، وقد اشتملت السورتان على كثير من الأحكام الخاصة بالمرأة، مزوجة ومطلقة، وكيف ينفق عليها؟ وماذا يجب لها؟ وكيف يسلم إليها حقها؟ ومتى يحل نكاحها ويحرم؟ وفي سورة البقرة إحدى وعشرون آية متتابعة تتحدث عن المرأة، وكذلك سورة النور، والأحزاب، والتحريم، أكثر آياتها في المرأة.
وما أكثر الآيات في بقية السور الدالة على فضل المرأة وعلو شأنها، ووجوب العناية بها.
ولقد قالت نساء من نساء الصحابة: (لو علم الله فينا خيراً لذكرنا في كتابه كما ذكر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم) فنزل قول الله تعالى: (إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات…)[الأحزاب:35] إلى غير ذلك من الآيات الوفيرة في ذكر المرأة، ولك أن تقارني هذه الوفرة من الآيات القرآنية بتلك النتف اليسيرة في الأناجيل تتحدث عن بعض أحكام المرأة، يذهبون في تفسيرها وتأويلها -بمراد القساوسة والقديسين- شتى المذاهب.
والإسلام جعل المرأة قسيمة الرجل في تكوين البشرية والنشأة الإنسانية: ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً) [النساء:1]
وأخبرنا القرآن أن المرأة تتساوى مع الرجل في ميادين كثيرة، ومن أهم ذلك: مساواتها له في الأجر الأخروي، والقرب من الله بالعمل الصالح، فقال سبحانه: (إني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض)[آل عمران:195]
وأمر الله عز وجل نبيه أن يأخذ البيعة من النساء كما يأخذها من الرجال، وأمره بأن يجعل للنساء حظاً من دعائه واستغفاره كحظ الرجال، فقال سبحانه: (واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات)[محمد:19]
ومدح النساء على الطاعات كمدحه للرجال، فقال سبحانه: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله)[التوبة:71]
والإسلام هو الذي وصى بالإحسان إلى المرأة وإكرامها وتوقيرها في مواقعها المختلفة أماَّ أو أختاً أو بنتاً أو زوجة.
ويكفيك أيتها المرأة من إحسان الإسلام إليك أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول في مرض موته -كما يروى عنه في مصنف عبد الرزاق-: "اتقوا الله في النساء" ويخاف من التقصير في حق المرأة فيقول: "استوصوا بالنساء خيراً" متفق عليه. والإسلام هو الذي جعل للمرأة شخصية مالية مستقلة كالرجل، تملك وتتصرف بأنواع التصرفات المالية، كما قال سبحانه: (لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ)[النساء: 7] فهل بعد هذا كله يصح لقائل أن يقول: إن الإسلام هضم المرأة حقها؟! فضلاً عن أن يقول: إنه يساويها بالحيوانات.
وأما ما أوردته الأخت في سؤالها من وجود حديث يساوي المرأة بالكلب والحمار فنقول:
أولاً: ليس هناك حديث يساوي بين المرأة والكلب والحمار، ومن فهم هذا فقد أخطأ، وإنما ورد الحديث بذكر حكم شرعي وهو قطع الصلاة أي نقص أجرها بسبب مرور شيء من الثلاثة أمام المصلي، ثم بين الحديث نفسه سبب قطع الكلب الأسود للصلاة فقال: "إنه شيطان" وبينت الأحاديث الأخرى سبب قطع المرأة للصلاة، وهو افتتان المصلي بها واشتغاله بها، بخلاف الرجل فإنه إذا مرَّ أمام الرجل لا يفتتن به، وليس السبب أن المرأة مساوية للكلب والحمار.
ويدل على هذا أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كانت أول من أنكر هذا الحديث، فقالت رضي الله عنها: شبهتمونا بالحُمُر والكلاب، والله لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وإني على السرير بينه وبين القبلة مضطجعة" رواه البخاري.
فدل هذا على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي والمرأة أمامه، فإما لأنها زوجته فلا يخاف الافتتان بها، وإما لأنها كانت في ظلام كما يفهم من بعض الروايات، وإما لأن النبي صلى الله عليه وسلم أملك الناس لشهوته، وعلى كل الاحتمالات فإن النبي صلى الله عليه وسلم إنما صلى وعائشة أمامه لعدم الافتتان بالمرأة.
ثانياً : العمل بهذا الحديث وهو قطع الصلاة بمرور المرأة ليست قضية اتفاق بين علماء الإسلام، بل بينهم خلاف كثير، فقد ادعى كثيرون أن هذا الحديث منسوخ بحديث عائشة، وهذا القول الأخير هو الصواب، وهو الذي أخذ به أكثر أهل العلم.
والله أعلم.
مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه ..
===================
vسحر الرسول ( صلى الله عليه وسلم )
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهَا قَالَتْ سَحَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ يُقَالُ لَهُ لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ حَتَّى كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ كَانَ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَمَا فَعَلَهُ حَتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَوْ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَهُوَ عِنْدِي لَكِنَّهُ دَعَا وَدَعَا ثُمَّ قَالَ يَا عَائِشَةُ أَشَعَرْتِ أَنَّ اللَّهَ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ أَتَانِي رَجُلَانِ فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي وَالْآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ مَا وَجَعُ الرَّجُلِ فَقَالَ مَطْبُوبٌ قَالَ مَنْ طَبَّهُ قَالَ لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ قَالَ فِي أَيِّ شَيْءٍ قَالَ فِي مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ وَجُفِّ طَلْعِ نَخْلَةٍ ذَكَرٍ قَالَ وَأَيْنَ هُوَ قَالَ فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ فَأَتَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَجَاءَ فَقَالَ يَا عَائِشَةُ كَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الْحِنَّاءِ أَوْ كَأَنَّ رُءُوسَ نَخْلِهَا رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا اسْتَخْرَجْتَهُ قَالَ قَدْ عَافَانِي اللَّهُ فَكَرِهْتُ أَنْ أُثَوِّرَ عَلَى النَّاسِ فِيهِ شَرًّا فَأَمَرَ بِهَا فَدُفِنَتْ تَابَعَهُ أَبُو أُسَامَةَ وَأَبُو ضَمْرَةَ وَابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ هِشَامٍ وَقَالَ اللَّيْثُ وَابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ هِشَامٍ فِي مُشْطٍ وَمُشَاقَةٍ يُقَالُ الْمُشَاطَةُ مَا يَخْرُجُ مِنَ الشَّعَرِ إِذَا مُشِطَ وَالْمُشَاقَةُ مِنْ مُشَاقَةِ الْكَتَّانِ *- البخارى كتاب الطب- و الحديث رواه مسلم و أحمد وابن ماجه .
ووقع في مرسل عبد الرحمن بن كعب عند ابن سعد " فقالت أخت لبيد بن الأعصم: إن يكن نبيًا فسيخبر، وإلا فسيذهله هذا السحر حتى يذهب عقله". قلت: فوقع الشق الأول كما في هذا الحديث الصحيح
وفي رواية الشيخين: كان -صلى الله عليه وسلم- سحر حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن بنحوه، وفيه: سحره رجل من بني زريق حليف اليهود كان منافقًا (بنو زريق بطن من الخزرج فهو على هذه الرواية يهودي بالحلف لا بالنسب).، وعن زيد بن أرقم سحر النبي -صلى الله عليه وسلم- رجل من اليهود فاشتكى لذلك أيامًا فأتاه جبريل، فقال: إن رجلاً من اليهود سحرك عقد لك عقدًا في بئر كذا وكذا فأرسل -صلى الله عليه وسلم- فاستخرجها فحلها فقام كأنما أنشط من عقال فما ذكر ذلك لذلك اليهودي ولا رآه في وجهه قط. رواه النسائي. والأيام جمع قلة، ولكن بالغ بعض الرواة في غير الصحيحين فجعلوها أشهرًا.
0000000000000
* يجب أن نوضح أن الحديث مذكور على لسان السيدة عائشة رضى الله عنها فقط ... وهذا يوضح بأن الرسول عليه الصلاة والسلام لم تظهر عليه أي أعراض أو لم يظهر عليه أنه كان يُخيل إليه أمام الصحابة ... وهذا أول دليل ثابت يثبت سقوط فعل السحر على الرسول عليه الصلاة والسلام.
)هذا إذا كان النصارى يستشهدوا بهذا الحديث ) ، فذكر الحديث على لسان السيدة عائشة رضى الله عنها ويُفيد انحصار أمر التخيل بينه وبين زوجاته ، ومن حاول التضليل بقول أنه كان يتماسك بنفسه ويحاول إخفاء هذا الأمر على الصحابة فهو في هذه الحالة مُضلل ، لأن المسحور يخضع للسحر وليس لديه القدرة على السيطرة على نفسه ، ولو حاولوا هذا المُضلل التأكيد على ذلك ، فنقول له : أنكم أجبتم على حجتكم لأن من حاول السيطرة على نفسه فهو في كامل قواه .... أليس كذلك ؟. وهذا أول دليل يبطل وقوع السحر على الرسول
لا ننسى أن الرسول عليه الصلاة والسلام عندما أصابه السحر كان يعي كل شيء وإلا، فكيف عرف مكان السحر ، فكان من الممكن أن يتخيل أنه عرف مكان السحر ، ولكنه عرف أنه سحر وأين مكانه ، وكذلك فقد قال شفاه الله قبل إخراج السحر لا بعد إخراجه
فعلم النفس الذي يعلم منه أن الأنفس السافلة الخبيثة لا تؤثر في الأنفس العالية الطاهرة .... فاٌدعاء بأن السحر أثر على الرسول هو نوع من أنواع تجاهل العلم وتكذيبه ... فمن نصدق العلم أم النصارى .
أحب أن أوضح أمر آخر وهو :
يدعي النصارى بقول ... إذا كان نبي فسيحفظه الله ، فكيف لم يحفظه ؟
والرد
ومن قال لك أن الله لم يحفظه
ياجماعة بلاش سخافات ... ما من نبي إلا وكان له أعداء ... أنظروا أيها الضالون على ما حدث لليسوع (( على حد قول النصارى أنه إله وليس بشر )) ... ماذا فعل به اليهود ..... القصة مشهورة جداً
إذن فكل الرسل أصابهم البلاء لأنهم بشر ... وحدث مع موسى عليه السلام أنه خيل له أن عصا وحبال السحرة تسعى ... وليست المشكلة مع سيدنا محمد بل هي مع اليسوع ... لأن العقل يقول كيف إله يهان ويضرب ويبصق عليه ويصلب ويطعن بالسكين ولا يستطيع أن يروى عطشه بالماء فطلبه من اليهود فأمدوه بالخل وبعد ذلك صلبوه ومات ولم يمتلك أن يفدي أو يدافع عن نفسه وأصبح ملعون كما قال وأعترف بولس بأن اليسوع أصبح ملعون للفداء .
* وإذا كان في حالة { يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ كَانَ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَمَا فَعَلَهُ } وقد ذكرنا من قبل أن هذا عَرض من أعراض عدة مثل مرضى الحمى وخلافه، وأعراض السحر تختلف اختلاف كلي وجزئي عن أعراض الأمراض .
ولكننا هنا لا ننكر فعل السحر ولكننا نثبت ان فعل السحر وغرضه لم يتحقق على الرسول الكريم.
والتخيل الذي كان يخيل إليه لا يجزم به ، وإنما هو من جنس الخواطر التي تخطر في البال ، ولا تثبت ، والظاهر أن التأثير إنما هو في شهوة النساء وشأن الوطء ، ولهذا لم يتفطن له إلا زوجته ، ولم ينقل أحد أنه أثر في ما يبلغه ، ولا يلزم من أنه كان يظن أنه فعل الشيء ولم يكن فعله أن يجزم بفعله ذلك. وإنما يكون ذلك من جنس الخاطر يخطر ولا يثبت، فلا يبقى على هذا للضال حجة. ولهذا لم ينقله سوى عائشة .
وقد ذكر موقع الوقاية الآتي : قد يؤدي السحر إلى أمراض عضوية في بعض الأحيان ، والذي يميز تلك الأمراض أنها عارضة أي بمعنى أنها قد تختفي كلية في بعض الأحيان ، وقد تعود أحيانا أخرى ، وهذا مشاهد محسوس لدى أهل الدراية والخبرة ، ومثال ذلك أن تثبت التحاليل أن المريض يعاني من مرض السكر ، وبعد أيام يتم الفحص مرة أخرى فيلاحظ اختفاء أعراض ذلك المرض بالكلية ، شريطة أن لا تكون هناك أسباب طبية أدت إلى زوال تلك الأعراض ..... وهذا دليل آخر
* وهذا موقع : يقدم السحر وأنواعه وأعراضه ، ويثبت أن دخول شيطان السحر داخل جسد المسحور ليس في كل حالات السحر ولكن في حالة (( أكل أو شرب السحر أو المس الشيطاني للجسد )) وهذا لم يحدث لأن السحر كان مدفون .
ونجد أن الموقع ذكر تسعة أعراض للسحر ، لم نجد عرض واحد حدث لرسول الله مذكور بالحديث أعلاه .
http://www.ebtihaj.co.ae/magic.htm
نجد أن طريقة العلاج مذكورة وتظهر من خلاله أعراض على المسحور ، وهذا لم نجد هذه الأعراض مذكورة بالحديث أعلاه عندما رقاه سيدنا جبريل عليه السلام ، وقد رقاه بدعاء وليس بالقرآن .. وهذا دليل أخر
* ذكر بالحديث { قَالَتْ سَحَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ يُقَالُ لَهُ لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ حَتَّى كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ كَانَ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَمَا فَعَلَهُ حَتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَوْ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَهُوَ عِنْدِي لَكِنَّهُ دَعَا وَدَعَا }
فذكر (( سحر الرسول ... رجل من بني (( فهذا يُفيد ويوضح أن هناك من َفعل سحر للرسول ، وهذا واضح من نص وصيغة الكلام ، ولا تكذيب فيه ، لأن اليهودي لبيد ابن الأعصم ( عمل سحر للرسول ) وهذه حقيقة ، ولكن هل نجح في سحره ؟ لا .. وهذا سيتم توضيح ..
والحقيقة الأخرى أنه من خلال هذا الحديث تعرفنا أن اليهود حاولوا مراراً سحر الرسول بشتى الطرق وفشلوا ، لهذا ذهبوا الى لبيد ابن الأعصم ليسحر الرسول بأي طريقة وله أجر مادي على ذلك .
ولكن ما نريد توضيحه هو أن ما ذكرته من قبل عن أي ساحر أمثال ديفيد كوبر فيلد عندما يؤدي ويقدم سحره فيظهر للمشاهدين سحره ، وما قصدته من ذلك هو أن سحر الساحر يؤثر على الرائي ، فهل هنا يستعين الساحر بالشياطين للتأثير على مشاهديه بالتلبيس ودخول الشيطان داخل جسد المشاهد لسحره لحين إنهاء سحره ؟ ، وإن كذب النصارى وضللوا بقولهم : نعم هو يستعين بالشياطين ..... فنقول لهم : هل كل ساحر يستعين بآلاف الشياطين ... فنحن أمام التلفاز نشاهد سحر السحرة وهي برامج مُسجله فأين هي الشياطين ؟ هل هي كذلك مُسجلة ؟!!
ونجد في قصة سيدنا موسى عليه السلام أكبر دليل على أن سحر التخيل لم يأتي بفعل الشياطين وتلبسهم بأجساد البشر
حيث جاء بسورة طه
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
قال بل ألقوا ، فإذا حبالهم وعصيهم يُخيل إليه من سحرهم أنها تسعى .. 66 ... والحديث يقول [ يُخَيَّلُ إِلَيْهٍِ[
وهذا يوضح أن سيدنا موسى عليه السلام وقع عليه التخيل ولو لدقيقة واحدة ، فهل هذا يُفيد أن الشيطان دخل بجسده لكي يجعله يتخيل أن عصيهم وحبالهم تسعى ؟ بالطبع لا
فإذن سحر التخيل لا يخضع لفعل الشياطين لأنه سحر خارجي ، فإذا ادعى النصارى بدخول الشيطان جسد الرسول ليجعله يتخيل الشيء فإذن كان نفس الحدث بالنسبة لسيدنا موسى عليه السلام ولو كان ذلك في لحظة وقت التحدي ، لأن ما يحدث في لحظة يحدث في زمن كامل ....أليس كذلك؟
ومن الذي أبطل سحر سحرة فرعون؟ .. هل سيدنا موسى عليه السلام ؟ لا
الله عز وجل ، حيث قال موسى عليه السلام للسحرة :
ما جئتم به السحر إن الله سيبطله ، إن الله لا يصلح عمل المفسدين . ومن الذي شفى سيدنا محمد salla-icon.gif وأبطل سحره .. الله عز وجل .... وهذه نقطة أخرى
* وقد ذكر النصارى من قبل أن الجن من الممكن أن يتلبس البشر في أمور أخرى غير السحر ، أي عند المرور في أماكن مظلمة ,,, ولكن القصد السليم من ذلك هو حالة الخوف التي تنتابهم ... لهذا
ونجد من قصة سيدنا موسى عليه السلام أنه لم يكن بمقدوره مواجهة سحر سحرة فرعون لأنه كان خائفاً حيث قال موسى وهارون أخيه عليهم السلام :
قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى ، وكذلك نجده في مواجهة السحرة في حالة خوف وفزع ، وقد ظهر ذلك في قول الله عز وجل : فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى ، فأوجس في نفسه خيفة موسى ، قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى ... ولكن نصره الله عز وجل بالعصا التي كانت إحدى المعجزات التي أيده الله بها .
وهنا : لو أتبعنا أقوال النصارى نجد أن الخوف هو طريق دخول الجن جسد الإنسان ... وطالما أستشعر سيدنا موسى عليه السلام حالة الخوف فهنا وقعت حالة دخول الجن فيه بسبب الخوف ، وذلك على حد مزاعم النصارى .
ولو عدنا للحديث : فما هي حالة الخوف والفزع التي جاءت بالحديث التي ظهرت على رسول الله ... لا شيء
وأما القصد من أن سحر السحرة لم يستمر 6 أشهر كما هو الحال برسول الله ،
فالمعروف في أمور تلبس أو دخول الجن بجسد الإنسان هو يُفيد ملازمة هذا الشيطان لذلك الجسد ، كان داخل الجسد أو خارجه ... وقد كشفنا ببداية الموضوع أنه لا توجد رواية تؤكد أن السحر أستمر 6 أشهر.
ولهذا نذهب الى الكتاب المقدس وبالأخص إنجيل متى لنرى كيف تسلط ابليس بصفته وهيئته مع السيد المسيح وسنجد أن إبليس الملعون يعتبر هو الشيطان الأكبر وقد لازم السيد المسيح بل تسلط عليه 40 يوماً ، كيف ؟ بالطبع لازمه .. كيف ؟ كانوا يناموا في أحضان بعض ؟ بالطبع لا .... بل تسلط عليه ليصل الى حد التلبس ، والمدة كافية للتوضيح ... ونرى أنه أخذه هنا وهناك ....
4: 5 ثم اخذه ابليس الى المدينة المقدسة و اوقفه على جناح الهيكل
4: 8 ثم اخذه ايضا ابليس الى جبل عال جدا و اراه جميع ممالك العالم و مجدها
وهنا لاحظ كلمة )) أخذه (( إذن والواضح قيادة إبليس للحدث ، ))وأخذه معناها تناول (( أي تناول يده بيد السيد المسيح وهذا هو المس الشيطاني لأن المس هو لمس الشيطان جسد البشر
ولكن الأمر العجيب أن جعله يرى جميع ممالك العالم و مجدها...
4: 8 ثم اخذه ايضا ابليس الى جبل عال جدا و اراه جميع ممالك العالم و مجدها
فهل ما رآه السيد المسيح هي الحقيقة ؟ لا يوجد بالكتاب المقدس دليل واحد يؤكد صحة صدق ما رأه ، وطالما لا يوجد تأكيد فإذن هي خدعة من إبليس ، وبهذا أصبح الأمر تخيل له ، لأن النصارى لا يملكون صدق الرواية بأن السيد المسيح رأى الحقيقة ولم يكن الأمر خداع ... وهنا مس إبليس السيد المسيح ودخل بجسده وخرج كما يشاء ليجعله يرى ما يريده أن يراه ، لأن إبليس معروف بأنه مُخادع وكاذب وكافر وغير صادق ، ولأن وبكل بساطة السيد المسيح ( ولو كان رب ) فهو في جسد مخلوق بشري ضعيف ، فمهما كانت قوته فالمدة التي تسلط عليه فيها إبليس يمكنه أن يستغل نقطة ضعف واحدة ولو للحظه ويدخل جسده دون أن يراه السيد المسيح (ولو كان ذلك داخل دورة مياه) (ألم يكن السيد المسيح يُحدث !؟).... وهذه نقطة أخرى
* ولو ذهبنا كذلك إلى قول الستة أشهر وآمنا بهذا الإدعاء ، فنقول إن تأثير السحر على المسحور لا يمكن أن يتحقق في لحظة عمله ، ولو حدث هذا ، فلا يمكن التعرف على حدث السحر إلا بمرور الوقت . لأن السحر أتمه اليهودي من ستة أشهر ولكن متى أستشعر به الرسول ؟ هذا يتضح فيما بعد .
ولإثبات ذلك ... في قصة سيدنا موسى عليه السلام والتي يستشهد بها النصارى بطرقة عجيبة ، وكأن الحدث جاء في أقل من يوم .. كيف ؟
فعندما ذهب سيدنا موسى عليه السلام إلى فرعون .. وتحداه فرعون ...
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِّثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لاَّ نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكَانًا سُوَى ، قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُّحْشَرَ النَّاسُ ضَحًى
إذن الأمر والتحدي يستغرق وقت طويل
ونجد
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
قَالَ الَملأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ، يُرِيدُ أَن يُّخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ ، قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي المَدَائِنِ حَاشِرِينَ ، يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ ، وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الغَالِبِينَ ، قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ المُقَرَّبِينَ .... الأعراف
أي أرسل جماعة حاشرين في المدائن التي فيها السحرة ... وهذا وقت .. ذهاب وإياب ، ولم نسمع أن هناك سيارات مرسيدس ولا طائرات أسرع من الصوت ولا تليفون ولا فاكس لتقصير الوقت والمسافات.
ولكن الغرض المقصود من كل هذا هو أن السحرة سحروا سيدنا موسى عليه السلام قبل أن يواجهوه ، حيث قال لهم فرعون .. قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ المُقَرَّبِين وكذلك فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ اليَوْمَ مَنِ اسْتَعَلَى وبهذا جاء بعد ذلك فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى وبالطبع أن السحرة توعدوا لسيدنا موسى عليه السلام وأعدوا العُدة فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ اليَوْمَ مَنِ اسْتَعَلَى , وهذا يوضح أن السحرة سحروا سيدنا موسى عليه السلام قبل اليوم المتفق عليه بالتحدي وذلك لقول فرعون لهم أجمعوا كيدكم ، ولذلك عندما آتى السحر واجتمعت الناس ، فقال موسى عليه السلام للسحرة قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيم وهنا من يقل أن الناس يُخيل إليهم بل قيل سحروا أعين الناس فقط ، فهنا السحر وقع على أعين الناس فقط
ولكن بالنسبة لسيدنا موسى عليه السلام ، قيل قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى ، قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى ، فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى …وهنا وضح للجميع أن السحرة سحروا سيدنا موسى عليه السلام قبل اللقاء بفترة ، بقول فرعون فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا….وهنا نقول لحظة ما حدث لسيدنا موسى عليه السلام فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعى فهنا ظهرت نفس الكلمة التي جاءت بالحدث بخصوص سيدنا محمد وهي يُخَيَّلُ إِلَيْهِ والزيادة هنا كلمة من سحرهم ...أى سحروه فهنا سيدنا موسى خيل إليه كما خيل لرسول الله .
فهل تلبس شيطان السحر سيدنا موسى لكي يُخَيَّلُ إِلَيْهِ من سحره وكذلك فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً ؟؟؟؟؟؟؟
وهذا دليل يفسد مزاعم النصارى بتلبس الشيطان جسد رسولنا الكريم ، لأن لو كان ادعائهم صحيح محاولين تشكيك الرسالة المحمدية ، فهذا يسبقه إبطال رسالة سيدنا موسى عليه السلام لأنه سيكون قد وقع عليه السحر قبل يوم التحدي وكذا وقته ، وهنا بطل كل ما جاء عنه في هذه المدة ، وما فسد في نص مذكور فقد فسد الكتاب كله .. أليس كذلك أيها السادة؟
وكذا ما جاء عن السيد المسيح خلال تسلط إبليس عليه طول مدة التسلط ، فبطل كل ما جاء به وبأقواله وأفعاله ؟ .... وبهذا فمدة الستة أشهر هي بداية السحر الى نهاية فكه ، ولكن لم يذكر مدة مرض الرسول بسبب هذا السحر .
وقد مضى في الصحيح أن شيطانًا أراد أن يفسد على الرسول صلاته فأمكنه الله منه، فكذلك السحر ما ناله من ضرره ما يدخل نقصًا على ما يتعلق بالتبليغ .
أيها النصارى لا تدينوا لكي لا تُدانوا
وهذا دليل أخر
نعود مرة أخرى
* ولهذا نجد أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يشعر بأي شيء نهائياً ، لأننا من خلال قراءة الأحداث نجد أن الرسول عليه الصلاة والسلام وجد أن ما به هو داء وجبت له الحجامة ، ولكن والمعتاد أن الرسول كان يستخير الله (صلاة الاستخارة) في أي أمر سيقوم به ، ولكن الله سبحانه وتعالى أوضح له بإرسال ملكين له ليوضح لرسول الكريم أن ما أصابك من مرض هو ليس علاجه الحجامة بل هو رقي من سيدنا جبريل عليه السلام لأن الله حفظك يا محمد لأنك حبيبه salla.gif.
وكان من الممكن أن يترك الرسول السحر ولا يحاول استخراجه بل هو إثبات لمعجزة من معجزاته وصدق حديثه ، وإلا كيف علم من سحره ؟ وأين مكان السحر؟ ، ولو تتبعنا مكان السحر فسنجده تحت حجر كبير بأسفل بئر مليء بالماء والماء فاسد عكر ، وأبلغ الصحابة بمكانه ، فلو كان الصحابة اعتادوا بأنه يُخيل له أمامهم ما صدقوه ، ولذكر الحديث والروايات أنهم لم يصدقوه أو أنهم تشككوا الأمر قبل البحث عن السحر .. وهذا لم يحدث ، ولكنهم صدقوه وأفرغوا البئر و استخرجوا السحر من مكانه ، وهذا دليل أخر على أنه كان في كامل قواه لا يوجد تأثير للسحر عليه .... أليس كذلك ؟ ويوضح لنا أن الأمر كان مرض وليس سحر ، لأن أتجاه الرسول لعلاج الحجامة يظهر أنه كان في قواه الحسية والعقلية لأنه قرر العلاج بالحجامة والحجامة معروفة للتداوي من الأمراض ، ولم ينصحه بها أحد نتاج حالة غريبة ظاهرة عليه وكذا كشف مكان السحر بإعجاز لا يسبق له مثيل ... وهذا دليل آخر
* جاء بالحديث : { إِذَا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَوْ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَهُوَ عِنْدِي لَكِنَّهُ دَعَا وَدَعَا } ، فنقول : هل المسحور ومتلبس بشيطان لديه القدرة على العبادة والصلاة والدعاء ... ولاحظ (( دَعَا وَدَعَا((وهذا يُفيد أن السحر لم يؤثر على قواه أو عقله الشريف وكان يستشعر كل شيء وذلك لتكرار الدعاء ، لأن المسحور من علاماته التوهان وعدم التيقن والدراية ، ولكننا نراه دَعَا وَدَعَا الله ... وهذا يظهر أنه لم يصبه من السحر إلا مرض ... وهذا دليل أخر
* يذكر الحديث { ثُمَّ قَالَ يَا عَائِشَةُ أَشَعَرْتِ أَنَّ اللَّهَ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ أَتَانِي رَجُلَان ِ}
يجب أن نوضح أن ما ذكره الرسول الكريم للسيدة عائشة هي أفعال من الماضي ( أشعرت ، أفتاني ، استفتيته فيه ، آتاني ) فلا يمكن أن نحدد متى تم هذا الشعور(أَشَعَرْتِ) ، فمن الممكن أن يكون الزمن أسبوع أو شهر أو عدة أشهر ، لأن لو كان دعاء الرسول وهو الذي كان عند السيدة عائشة نتج عنه الاستجابة ، لقال { استفتيت الله فأفتاني } والفاء هنا تعني سرعة الإجابة لدعائه الذي أوضحته السيدة عائشة .. لأن الأمر ما كان إلا دعاء { والدعاء إما حمد وشكر أو رجاء } ، والرجاء هنا يسقط لأن الحدث مذكور على لسان السيدة عائشة أن ما جاء على لسان رسول الله أفعال في الماضي الغير محدد ، وتأكيداً لذلك .. آتاني رجلان ، ولو كان الحدث في الوقت الحاضر للدعاء لرأت السيد عائشة الرجلان
نقف عند هذه النقطة ، لأن النصارى يدعوا أن الرجلان هم شياطين ، وأتعجب من هذا الكلام !!!
فلم أسمع من قبل أن شيطان يُبلغ على شيطان مثله ... فليأتوا لنا بدليل على هذا الإدعاء من علم الروحانيات أو من نص أو فقرة من الكتاب المقدس يذكر أن شيطان يبلغ على شيطان مثله في حالات السحر والمس الشيطاني أو غير ذلك .
وسأثبت جهلهم
متى ... وعلى لسان السيد المسيح
12: 26 فان كان الشيطان يخرج الشيطان فقد انقسم على ذاته فكيف تثبت مملكته ..... فلنضحك قليلاً .
وكلمة آتاني : تُفيد الخصوصية ، فقد آتوا له منفرداً ، ومصدر الدخول غير معلوم ، وطالما أن إدعاء النصارى كاذب ، فالرجلان هم ملكان كما جاء بحديث آخر ، وقد ُذكر كذلك أن الرسول آتاه سيدنا جبريل وقال له كذا وكذا .... ولتطابق وتأكيد صدق الحديثين ، هو أن في حديث الرجلان أنهم ملكان ، وهم سيدنا جبريل و ميكائيل ، وكان سيدنا ميكائيل يسأل وسيدنا جبريل يُجيب ، والحديث الأخر يذكر أن سيدنا جبريل آتاه وذكر له أمر السحر .
فنجد في نهاية الأمر أن المتحدث هو سيدنا جبريل في الحديثين ... فطالما المتحدث واحد وهو سيدنا جبريل فلا خلاف في الأحاديث ... وهذه نقطة أخرى
* ونأتي للنقطة الأخرى ((فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ مَا وَجَعُ الرَّجُلِ فَقَالَ مَطْبُوبٌ قَالَ مَنْ طَبَّهُ قَالَ لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ ((
))مطبوب ، ومن طبه)) ، لفظ يذكر على مرضا السحر ... قال أبو عبيد : إنما قالوا للمسحور مطبوب لأنهم كنوا بالطب عن السحر كما كنوا عن اللديغ فقالوا : سليم تفاؤلا بالسلامة وكما كنوا بالمفازة عن الفلاة المهلكة التي لا ماء فيه فقالوا : مفازة تفاؤلا بالفوز من الهلاك . ويقال الطب لنفس الداء .
أمر { كأنما نشط من عقال }
واضيف اضافة صغيرة
الحديث يذكر وعلى لسان السيدة عائشة رضي الله عنها { وكأنما نشط من عقال }
انظر الى كلمة { كأنما }
وأكرر أنظر الى كلمة { كأنما }
فهذه الكلمة { كأنما } لا تُفيد وقوع العقال على رسول الله salla.gif
فهذا نوع من أنواع البلاغة في اللغة العربية وهذا الأسلوب لون بياني فيه استعارة مكنية ، فقد شبه فيها شيء معنوي وهو الشفاء من مرضه بشيء مادي وهو العقال ...
إذن { كأنما } هنا أداة وصف ، وليس المعنى وقوع حدث العقال على رسول الله salla.gif
ولكن إذا أردنا أن نبين أن حدث الربط وقع بالفعل فلا يذكر كلمة { كأنما } بتاتاً
ولكن يقال .... ((((( حُل من عقاله )))))
لأن من المعروف أن العرب هم أهل البلاغة ... وعند سرد أقوالهم يجب ان نراعي قواعد البلاغة في اللغة العربية ...
وعن قول تساقط شعر الرسول بسبب السحر ... فأحب أن أوضح أن الحد الطبيعي لتساقط الشعر عن الرجال يصل في اليوم الى مائة شعرة ... فهل يمكن للنصارى جهابذة العصر أن يفتونا بكم عدد الشعر الذي تساقط من رآس الرسول .... وهذه نقطة أخرى
وما هو معروف أن سيدنا محمد كان ((يخيل إليه)) وكان سببه سحر وقد تم أستخراجه ، وما حدث لسيدنا موسى عليه السلام أن ((يُخَيَّلُ إِلَيْهِ)) وهذا نتاج سحر السحره ، فأين السحر (لا .. إنه ليس سحر واحد بل عدة أسحار ، فلكل ساحر سحره ) الذي أسحر موسى عليه السلام ، ولا يقال لي قائل أنه كان يُخَيَّلُ إِلَيْهِ في لحظة التحدي ، لا .. لأن لو كان هذا صحيح لقيل خيل إليه أو سحروا عينه كما قيل أن السحرة سحروا أعين الناس.. أي في لحظتها فقط ، بل قيل يُخَيَّلُ إِلَيْهِ .. أي تعني الاستمرار ... فأين هو السحر الذي سحر به السحرة سيدنا موسى عليه السلام ، لم نسمع أن أحداً أستخرجه .. إذن فقد كان سيدنا موسى عليه السلام مسحوراً طوال الوقت ، وهذا ينهي بنا المطاف بأن العهد القديم لا أساس له وأن الكتاب المقدس في خبر كان ... وهذا هو السبب الأساسي لفساد هذا الكتاب ووجود تناقضات لا حصر لها ..... ولكن الرسل والأنبياء أشرف من ذلك .
أما ما رواه البيهقي في دلائل النبوة عن ابن عباس في مرضه -صلى الله عليه وسلم- وأنه كان شديدًا، وأنه كان سحرًا في بئر تحت صخرة في كربة (الكرب: أصول السعف التي تقطع معها، وواحدتها: كربة. المصباح المنير).، وأنهم أخرجوها فأحرقوها فإذا فيها وتر فيه إحدى عشرة عقدة، وأنزلت عليه هاتان السورتان يعني المعوذتين فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة.اهـ ملخصًا، فهذا حديث باطل مخالف لحديث الصحيحين في المسألة، ولروايات نزول السورتين بمكة، وهو من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، والكلبي هذا متهم بالكذب، وطريقه أوهي الطرق عن ابن عباس، واسمه محمد بن السائب.
user posted imageوسأفجر هنا نقطة هامة جداً تثبت أن سحر لبيد ابن الأعصم هو سحر فاسد لم يحقق الغرض لأن الله عز وجل اضله ، ولذلك تسبب منه مرض ولم يتسبب أن الرسول كان مسحور ... وما سأقدمه هو أخطر وأقوى أنواع السحر ولا يعلوا عليه في العالم ، وما سأقدمه هو علم قديم أشتهر به اليهود بعد وفاة سيدنا سليمان عليه السلام .... فلبيد ابن الأعصم سحر للرسول ولم يسحر هذا السحر الرسول ، لماذا ؟... برجاء التركيز لأنني ساقدم حسابات كيفية وطرق السحر ....
وأوضح وأوضح وأوضح
أن من يحاول من النصارى التحدي في إثبات أن الرسول قد سحره اليهودي لبيد ابن الأعصم فليأتي لي بعلم سحر أقوى مما ساقدمه ، اما كلام خايب لا قيمة له فمن الأفضل أن يوفره لنفسه
أولاً : سنخرج سيدنا عيسى عليه السلام من هذه الحسابات لأن ما جاء به من إبليس ليس سببه سحر بل تسلط إبليس عليه .. والأمر يختلف ، وقد سقط عنه كل أفعاله خلال الأربعين يوماً بالكامل وكل ما جاء به... وانتهى
ثانياً والأهم : المعروف أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم طبعه هادئ وحليم ... ولذلك لو تتبعنا كيف يقوم السحرة بالإبداع في سحرهم ، نجدهم يأخذوا (أسم الشخص) مضاف إليه (بن) أي (ابن) ثم أسم ) أمه ( ثم تفريد الحروف ووضعهم تحت حساب الأرقام لكشف برج وطالع وطبع من سيقام له السحر ( كما حدث بـ كهيعص) ، لهذا كان من خيبة لبيد ابن الأعصم أن الله عز وجل اضله وحسب بالخطأ ، لأنه قام بدفن السحر تحت حجر داخل بئر ماء ، وهذا يوضح أنه حسب خطأ وجعل طبع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مائي مع العلم أن بالحساب نجد أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم طبعه هوائي ، وبهذا بطل السحر ، لأن المتبقي من العملية الحسابية هو رقم 11 .. ورقم 11 يوضح بجدول المتخصص أن برجه الدالي وطالعه زحل وطبعه هوائي ...
نبدأ الحساب ... محمد بن آمنة ... وهكذا يكون (إضافة ((بن))..)
م--- ح --- م--- د--- ب--- ن--- ا--- م-- -ن --- ة
40 8 40 4 2 50 1 40 50 400
بالجمع لكل هذه الأرقام نجد : 40+8+40+4+2+50+1+40+50+400 = 635
وحساب السحرة بعد ذلك هو قسمة هذا العدد على 12 والمتبقي يكشف المراد به ( البرج والطالع والطبع )
635 : 12 = 52
والمتبقي 11
وبهذا نطابق هذا الرقم المتبقي على الجدول الإرشادي فنجد أن إذا كان المتبقي 11
يكون
البرج : الدالي
الطالع : زحل
الطبع :هوائي
وهذا يوضح من المصدر الذي أرفقته أن السحر الهوائي : يكون السحر مُعرض لتيار الهواء فكلما مرت الريح زاد تأثير السحر ... وبهذا لا يصلح بدفنه في الماء ،فالله عز وجل ضل الكافر لبيد ابن الأعصم وجعله يدفن السحر وكأن الحساب ظهر له أن سيدنا محمد طبعه مائي ، والطبع المائي كما هو مرفق بالمصدر (السحر المائي :يرمى السحر في البحار والأنهار والآبار وفي مجاري المياه
وبهذا أستخرج الصاحبة السحر ، وهذا الحدث معجزة من معجزات النبوة لرسول الله
لأنه تمكن إفساد السحر حال عمله ومن معرفة مكان السحر الموجود تحت حجر أسفل بئر ماء عميق يحتوى على ماء فاسد ، لا يوحي منه أنه من الممكن أن يدفن به سحر بهذا الشكل والطريقة .. وبهذا فسد السحر
بالإضافة أن السحر كان سحر خارجي كما هو مرفق بهذا المصدر
http://www.uaearab.com/s7r/3lajs7r.htm
وقد قالت أخت لبيد بن الأعصم:
إن يكن نبيًا فسيخبر، وإلا فسيذهله هذا السحر حتى يذهب عقله":
فوقع الشق الأول كما في هذا الحديث الصحيح" وتحقق قول الله عز وجل
وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله)) ))
وقد تحققت أقوال اليهود بان الرسول تعرف على السحر ومكانه ولم يؤثر فيه واستخرجه ، وبهذا فهو
الصادق الأمين خاتم النبيين والمرسلين حبيب رب العالمين ولو كره الضالون
يأتي قائل ويقول
:إذن كيف حسب لبيد ابن الأعصم وكيف خطأ مع العلم أنه كان من أشهر سحرة اليهود
بدليل أن اليهود اجتمعوا وذهبوا له بعد فشلهم في أذى الرسول بأسحارهم ؟
* أخي الفاضل : ركز معي
من المعروف ان الرسول صلى الله عليه وسلم كانت مرضعته هي السيدة حليمة السعدية ، وهذه هى النقطة .. فلبيد ابن الأعصم لعنه الله أعتبر في حساباته أن أمه هي حليمة .... تعالى لنرى الحساب
نبدأ الحساب ... محمد بن حليمة... وهكذا يكون
إضافة
بن
م ح م د ب ن ح ل ي م ة
40 8 40 4 2 50 8 30 10 40 400
المجموع : 40+8+40+4+2+50+8+30+10+40+400 = 632
632 : 12 = 52
والمتبقي 8
ولو رجعنا إلى الجدول بكتاب شمس المعارف وكتاب أبو معشر الفلكي
نجد أن : إذا كان المتبقي من الحساب رقم 8 ... إذن
فبرجه : العقرب
طالعه : المريخ
طبعه : مائي
ولهذا السبب أضطر لبيد ابن الأعصم وضع السحر في بئر الماء كما ذكر سابقاً وكما هو مدون بالموقع المرفق الخاص بالأسحار
بسم الله الرحمن الرحيم
ومكروا ومكر الله ، والله خير الماكرين
وهذا هو قمة التحدي ، ولهذا من أراد التحدي بإثبات وقوع السحر على الرسول ، فليأتي بعلم سحر أعلى وأقوى مما قدمت ...
وأكرر وأكرر وأكرر هذا تحدي ...
لأن ما قدمته هو أعلى وأقوى وأفظع علم بعلوم السحر ... ولم يظهر على وجه الأرض علم أعلى مما قدمته ...
والكتب التي ذكرتها بعلوم السحر بكثرة داخل الكنائس ، وعلى النصارى الذهاب هناك والنزول ببدرون الكنيسة وسيكتشفوا العجب
ولكن لو تتبعنا حساب سيدنا موسى عليه السلام نجد أن حسابه يتبقى منه 9 .. و9 يظهر أن برجه القوس وطالعه المشتري وطبعه ناري ... وهذه حقيقة معروفه ، لأن المعروف أن سيدنا موسى عليه السلام كان شديد المزاج قوي وهذه صفات أصحاب الطبع الناري ... ولهذا عندما يسحره السحره فإذن سحره يكون السحر الناري : يوضع السحر في أو قرب مواقد النيران مثل التنور أو الفرن....كما هو واضح بالموقع المختص بالسحر وانواعه
وبهذا لم يتمكن أحد أن يتحصل على هذا السحر الذي جعله فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى ... فلن يُخَيَّلُ إِلَيْهِ إلا عن طريق سحر مِنْ سِحْرِهِمْ كما جاء على سيدنا محمد وكما أكد ذلك النصارى ، وهنا يظهر لنا أن الرسول أخرج السحر وانتهى ، ولكن سحر سيدنا موسى لم يكتشف أو يحصل عليه بعد ، وهذا يؤكد أنه أستمر عليه السحر إلى موته ، وبهذا بطل العهد القديم .... وهذا أكبر وأعظم دليل أخر .
يأتى أحد النصارى ويقول لي .. لا .. أنت كاذب ... أنت ممن يقص ويلذق
فأرد عليه بكل أدب وأقول له ... تعالى بنا للكتب المقدس لنرى ماذا يقول عن أفعال سيدنا موسى وأخيه هارون عليهم السلام
نبي الله هارون يكفر ويدعو اليهود إلى عبادة العجل !!
وهذا في سفر الخروج
32 : 2
يقول كاتب السفر :
قال هارون لبني اسرائيل: انزعوا أقراط الذهب . فنزعوها وأتوا بها إلى هارون وبنى لهم عجلاً مسبوكًا. بنى أمامهم مذبحًا فقال: هذه آلهتك يا إسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر.
نبي الله موسى يأمر بالسرقة بناء على طلب الرب !!
سفر الخروج [ 3 : 22 ] :
فَلاَ تَخْرُجُونَ فَارِغِينَ حِينَ تَمْضُونَ، بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا أَوْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا جَوَاهِرَ فِضَّةٍ وَذَهَبٍ وَثِيَاباً تُلْبِسُونَهَا بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ فَتَغْنَمُونَ ذَلِكَ مِنَ الْمِصْرِيِّينَ
موسى وهارون خانا الرب ولم يثقا به في وسط بني اسرائيل !!!
سفر التثنية [ 32 : 48 ، 52 ] :
وكلم الله موسى . . . قائلاً : إصعد إلى جبل عفاريم في أرض موآب الذي قبالة أريحا ، وانظر أرض كنعان التي أنا أعطيها لبني اسرائيل ملكاً ، ومت في الجبل الذي تصعد إليه وانضم إلى قومك ، كما مات هارون من قبل في جبل هور . . . ، لأنكما خنتماني في وسط بني اسرائيل . . . إذ لم تقدساني في وسط بني اسرائيل . .)
وهذا يوضح أنهم كانوا خارج السيطرة لأنهم عصوا الله ، والمعصية فهل الشيطان ، وطالما أنهم ليسوا شياطين بل إنس ، إذن فوق عليه السحر وأضلهم شياطين الجن خدام الأسحار بالدخول بأجسادهم
أحمد الله أنني كشفت زيف عقائدكم وسعيهم وراء سراب
أعتذر للجميع
فكل الأنبياء والرسل من خلق آدم عليه السلام إلى خاتم النبيين والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حفظهم الله عز وجل من كيد الشياطين وأفعالهم ... لأن الله عز وجل قال : إن كيد الشيطان كان ضعيفا .
وقال الله عز وجل لإبليس : إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الغَاوِينَ
ويؤكد إبليس هذا ويقول : وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّنْ سُلْطَانٍ إِلاَّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُم
ولكنني خاطبتهم بنفس أسلوبهم ونفس تفكيرهم .. يشككون في حضرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وكتابهم المقدس ما جعل فضيحة لنبي أو رسول إلا ونسبها لهم .. ولا حول ولا قوة إلا بالله
وعندما يقدم لنا النصارى نصوص من الكتاب المقدس وعلى لسان بولس ، والمطلوب منا أن نتبع ونصدق هذا الكلام ، فهذا هراء
أضلكم بولس بأفعاله وآمنتم به ، ما لنا نحن ، ضحك عليكم وأضلكم .. لعن ربكم فآمنتم به ، نصحكم بمخالفة سُنة سيدنا عيسى عليه السلام فأتبعتموه بجهالة ، منعكم من الختان بحجة أنه لا فائدة وهو وحي إلهي والعلم ثبت أهمية الختان ، وكأن ربكم يجهل علم الأمور والمستقبل ... والكثير والكثير
فما لنا نحن بهذا الكاذب المخادع الذي لا أصل له ولا نسب ، ما عرفتموه إلا من كتاباته فقط (أعمال الرسل) .... ضللتم عن سبيل الله فأضلكم الله وغضب عليكم
ونحن نسأل النصارى سؤال واحد ، وقد سألناه عدة مرات ولكنهم يتهربوا منه كما يتهربوا من حقيقة فسادة عقيدته
هل الساحر عندما يقدم سحره يستعين بعدد هائل من الشياطين لتلبس للمشاهدين لكي يُخيل لهم لنجاح سحره أم لا ؟
* فإن كان الجواب نعم : فإذن السحر الذي وقع على سيدنا موسى عليه السلام وخيل له كان تلبس شيطاني وهنا لم يتأكد لنا ولو بدليل واحد أن الشيطان قد خرج منه .. وبذلك فسد العهد القديم بالجديد وأصبح الكتاب المقدس ورق لا قيمة له ويصلح إلا لبائع الترمس لموسم شم النسيم القادم
ولو كان الجواب لا :... فعلى أي شيء تجادلوا
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يتقبل منا صالح الأعمال ، وأن يحسن خاتمتنا وأن يلحقنا بالصالحين وأن ينعم علينا بشفاعة وصحبة حبيبه وحبيبنا سيدنا المصطفي صلى الله عليه وسلم
أسأل الله عز وجل الهداية لكل مسيحين ، وأن يؤمن بلا إله إلا الله وأن السيد المسيح عيسى ابن مريم عبد الله ورسوله ... وهذا الإيمان يكفي من عذاب اليوم العظيم
http://www.islamonline.net/fatwa/arabic/FatwaDisplay.asp?hFatwaID=1445
الرد على شبهة ماتت فاضطجع معها .
هناك شبهاً كثيرة الهدف منها التلبيس على المسلم أمور دينه , بالطعن في ديننا الحنيف الذي يثبت كفرهم بصريح العبارة , والطعن في نبينا صلوات الله وسلامه عليه , والطعن في أصحابه أهل الجنة الذين أقاموا الدين ونصروا الله ورسوله , وليس هدف هؤلاء الطغمة الحديثة تبشيراً بنصرانيتهم أو دعوة لعقيدتهم التي اثبت على مر العصور فسادها من قبل مئات بل الاف من العلماء ومن بعض علمائهم أيضاً , بل فقط هدفهم إخراج المسلم من دينه
ولقد نحى نفس المنحى قبلهم كثير من المستشرقين في أزمنة متعددة قريبة , وكثير من الزنادقة في أزمنة سابقة , ولكن بعصرنا هذا حققت لهم التقنية الحديثة نوع من الأمان حيث يتخفون وراء الأجهزة للطعن بأمان من أن يقام عليهم حد أو يقتص منهم , وهذا هو ديدنهم كما وصفهم كتاب ربنا عز وجل ( لا يقاتلونكم جميعا إلا من وراء جدر ) والجدر الحديثة الآن هي التقنية التي يتخفون وراءها , فهم أجبن من المواجهة وأضعف حجة في المشافهة .
وهدفنا هنا هو بيان الحق والصدق للمسلم حتى يكن على يقين أن الله تعالى اختار خير البشر لرسالته وخير الصحبة وخير جيل لصحبة رسوله ثم استخلف رسالته لخير الأمم طالما تمسكوا بما كان عليه رسوله صلى الله عليه وسلم .
يثير طغام النصارى قصة من السيرة بفهم مختلق مكذوب , لا يوافق لغة ولا فهما ولا عرفا ولا عقلا , ولكن فقط يناسب كفرا بقلوبهم وزندقة وفسقاً إستقوه من كتابهم .
يقول كلاب النصارى ( أن رسول الله - بأبي هو وأمي - مارس الجنس مع فاطمة بنت أسد وهي ميتة ) وهم كعادتهم يسوقون أحداثا حقيقية بتحريف يناسب ما جبلهم كتابهم عليه , ولنبدأ في المقصود بعون الله .
الرواية التي يستند فيها النصارى قولهم :
عن ابن عباس قال: ( لما ماتت فاطمة أم علي بن أبي طالب ألبسها رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه واضطجع معها في قبرها فقالوا: ما رأيناك صنعت ما صنعت بهذه فقال: إنه لم يكن أحد بعد أبي طالب أبر بي منها إنما ألبستها قميصي لتكسى من حلل الجنة واضطجعت معها ليهون عليها) ( الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر )
عن ابن عباس قال: ( لما ماتت أم علي بن أبي طالب فاطمة بنت أسد بن هاشم وكانت ممن كفل النبي صلى الله عليه وسلم وربته بعد موت عبد المطلب، كفنها النبي صلى الله عليه وسلم في قميصه، وصلى عليها واستغفر لها وجزاها الخير بما وليته منه، واضطجع معها في قبرها حين وضعت فقيل له: صنعت يا رسول الله بها صنعا لم تصنع بأحد! قال: إنما كفنتها في قميصي ليدخلها الله الرحمة ويغفر لها، واضطجعت في قبرها ليخفف الله عنها بذلك) ( كنز العمال )
المعنى اللغوي لكلمة أضطجع :
ضجع: أَصل بناء الفعل من الاضْطِجاعِ، ضَجَعَ يَضْجَعُ ضَجْعاً وضُجُوعاً، فهو ضاجِعٌ، وقلما يُسْتَعْمَلُ، والافتعال منه اضْطَجَع يَضْطجِعُ اضْطِجاعاً، فهو مُضْطَجِعٌ. واضْطَجَع: نام.وقيل: اسْتَلْقَى ووضع جنبه بالأَرض.
وأَضْجَعْتُ فلاناً إِذا وضعت جنبه بالأَرض، وضَجَعَ وهو يَضْجَعُ نَفْسُه؛ ورجل ضُجَعةٌ مثال هُمَزةٍ: يُكثر الاضْطِجاعَ كَسْلانُ.
والضِّجْعَةُ: هيئةُ الاضْطِجاعِ.
والمَضاجِعُ: جمع المَضْجَعِ؛ قال الله عز وجل: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السجدة: 16]؛ أي: تَتَجافى عن مضاجِعِها التي اضْطَجَعَتْ فيها.
والاضْطِجاعُ في السجود: أَن يَتَضامَّ ويُلْصِق صدره بالأَرض، وإِذا قالوا: صَلَّى مُضْطَجعاً فمعناه: أَن يَضْطَجع على شِقِّه الأَيمن مستقبلاً للقبيلة.
وفي الحديث: (( كانت ضِجْعةُ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- أَدَماً حَشْوُها ليفٌ )).
الضِّجْعةُ، بالكسر: مِنَ الاضْطِجاعِ وهو النوم كالجِلْسةِ من الجلوس، وبفتحها المرّة الواحدة.
والمراد ما كان يَضْطَجِعُ عليه، فيكون في الكلام مضاف محذوف تقديره: كانت ذاتُ ضِجْعته أَو ذاتُ اضْطِجاعِه فِراشَ أَدَمٍ حَشْوُها لِيفٌ.
وكل شيء تَخْفِضُه، فقد أَضْجَعْتَه.
والتَّضْجِيعُ في الأَمر: التَّقْصِيرُ فيه.
وضَجَعَ في أَمره واضَّجَعَ وأَضْجَعَ: وَهَنَ.
( لسان العرب لأبن منظور )
فيفهم مما سبق أن المعنى العام للاضطجاع هو النوم أو الإستلقاء على الجنب .
الفهم الأعوج للإضطجاع :
وليتم لنا من أين أتى النصارى بعوج الفهم ( هذا بعد المرض الذي بقلوبهم ) ليتم لنا ذلك نعرض هنا معنى الاضطجاع بكتابهم الملئ بالدنس :
التكوين 19-30:36
32 هلم نسقي ابانا خمرا ونضطجع معه . فنحيي من ابينا نسلا . 33 فسقتا اباهما خمرا في تلك الليلة . ودخلت البكر واضطجعت مع ابيها . ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها . 34 وحدث في الغد ان البكر قالت للصغيرة اني قد اضطجعت البارحة مع ابي . نسقيه خمرا الليلة ايضا فادخلي اضطجعي معه . فنحيي من ابينا نسلا . 35 فسقتا اباهما خمرا في تلك الليلة ايضا . وقامت الصغيرة واضطجعت معه . ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها . 36 فحبلت ابنتا لوط من ابيهما .
التكوين 10-26
فقال ابيمالك ما هذا الذي صنعت بنا . لولا قليل لاضطجع احد الشعب مع امرأتك فجلبت علينا ذنبا .
تكوين 30:16
فلما اتى يعقوب من الحقل في المساء خرجت ليئة لملاقاته وقالت اليّ تجيء لاني قد استأجرتك بلفّاح ابني . فاضطجع معها تلك الليلة
تكوين 34:2
فرآها شكيم ابن حمور الحوّي رئيس الارض واخذها واضطجع معها واذلّها
تكوين 35:22
وحدث اذ كان اسرائيل ساكنا في تلك الارض ان رأوبين ذهب واضطجع مع بلهة سرّية ابيه . وسمع اسرائيل وكان بنو يعقوب اثني عشر
تكوين 39:7
وحدث بعد هذه الامور ان امرأة سيده رفعت عينيها الى يوسف وقالت اضطجع معي
خروج 22:16
واذا راود رجل عذراء لم تخطب فاضطجع معها يمهرها لنفسه زوجة
إذن الأضجاع لديهم هو الزنا , وهذا فهم معوج مناسب لعموم كتابهم , وعلى الرغم من أن نصارى العرب يتحدثون العربية ولكن ( في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ) فصرفوا الكلمة عن معناها المتعارف عليه إلى المعنى البعيد والمناسب لهدفهم .
التقط كلاب النصارى ما سأورده الان لعرضه بفهم كتابهم الملئ بالزنا والدعارة كشبهة على عوام المسلمين , وما أتوا إلا من جهلهم باللغة العربية ( سقت لك سابقاً معنى اضطجع ) وعلة كتابهم -الزنا والدعارة والفجور- والتي اخرجت كتابهم عن وقار المحترم من الكتب فضلا عن القداسة تلك العلة التي تؤرقهم ليل نهار , فرموا غيرهم بما فيهم كقول الشاعر : رمتني بدائها وانسلت .
تفسير الروايات بعضها البعض :
يفهم كل مسلم وكل عاقل أن المعنى يؤخذ من جمع الروايات ببعضها , وسأسوق لك هنا ما ورد في قصة وفاة فاطمة بنت أسد رضي الله عنها لتتبين مدى كذب وحقد هؤلاء , ولن أطيل عليك بذكر السند ولكن فقط المتن :
1- أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كفَّن فاطِمَة بِنْت أسد في قميصه واضطجع في قبرها وجَزَّأها خيراً. وروي عن ابن عباس نحو هذا وزاد فقالوا: ما رأيناك صنعت بأحد ما صنعت بهذه! قال: " إنه لم يكن بعد أبي طالب أبرّ قاله ابن حبيب. منها إنما ألبستها قميصي لتُكسى من حلل الجنة واضطجعت في قبرها ليهون عليها عذاب القبر " ( أسد الغابة لابن الأثير )
التقط كلاب النصارى لفظة اضطجع وفسروها تفسير كتابهم بالزنا اعتمادا على الرواية التي جاءت بلفظ " اضطجع معها " ومعنى النص في هذه الرواية اضطجع بقبرها كما هو واضح بالرواية الأولى , وكعادتهم تحريف الكلم عن مواضعه ولم يكملوا قراءة بقية الروايات والتي تفسر بعضها البعض .
فلقد كفنها صلى الله عليه وسلم بقميصه = لتكسى من حلل الجنة
اضطجع في قبرها = ليهون عليها عذاب القبر
2- عن الزبير بن سعيد القرشي قال: ( كنا جلوسا عند سعيد بن المسيب، فمر بنا علي بن الحسين، ولم أرَ هاشميا قط كان أعبد لله منه، فقام إليه سعيد بن المسيب، وقمنا معه، فسلمنا عليه، فرد علينا، فقال له سعيد: يا أبا محمد، أخبرنا عن فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي بن أبي طالب - رضي الله تعالى عنهما- قال: نعم، حدثني أبي قال: سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يقول :
لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم، كفنها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في قميصه، وصلى عليها، وكبر عليها سبعين تكبيرة، ونزل في قبرها، فجعل يومي في نواحي القبر كأنه يوسعه، ويسوي عليها، وخرج من قبرها وعيناه تذرفان، وحثا في قبرها.فلما ذهب قال له عمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنه -: يا رسول الله، رأيتك فعلت على هذه المرأة شيئا لم تفعله على أحد فقال: ( يا عمر إن هذه المرأة كانت أمي التي ولدتني.إن أبا طالب كان يصنع الصنيع، وتكون له المأدبة، وكان يجمعنا على طعامه، فكانت هذه المرأة تفضل منه كله نصيبا، فأعود فيه. وإن جبريل -عليه السلام- أخبرني عن ربي -عز وجل- أنها من أهل الجنة.وأخبرني جبريل -عليه السلام- أن الله تعالى أمر سبعين ألفا من الملائكة يصلون عليها) ( مستدرك الحاكم )
3- عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده: ( أن رسول الله " ص " دفن فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي بن أبي طالب بالروحاء مقابل حمام أبي قطيفة) ( مقاتل الطالبين الاصفهاني )
4- يوم ماتت صلى النبي صلّى الله عليه وسلّم عليها، وتمرغ في قبرها، وبكى، وقال: ( "جزاك الله من أمٍ خيراً، فقد كنت خير أمّ" ) ( مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر )
فهل يفهم من الروايات السابقة ما ذهب إليه كلاب النصارى ؟؟
نبذة تعريفية بفاطمة بنت أسد رضي الله عنها :
نسوق للمسلمين تعريفاً بسيطا بمن هي فاطمة بنت أسد , فمن هي فاطمة بنت أسد ؟؟
هي فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف أم علي بن أبي طالب وإخوته قيل إنها ماتت قبل الهجرة وليس بشيء والصواب أنها هاجرت إلى المدينة وبها ماتت.
أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن قال:حدثنا أبو محمد إسماعيل بن علي الحطيمي قال: حدثنا محمد بن عبدوس قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا محمد بن بشر عن زكريا عن الشعبي قال: أم علي بن أبي طالب فاطمة بنت أسد بن هاشم أسلمت وهاجرت إلى المدينة وتوفيت بها. قال الزبير: هي أول هاشمية ولدت لهاشمي هاشمياً. قال: وقد أسلمت وهاجرت إلى الله ورسوله وماتت بالمدينة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وشهدها رسول الله ( الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر )
وكانت فاطمة بنت أسد زوج أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي فولدت له طالبا وعقيلا وجعفرا وعليا وأم هانئ وجمانة وريطة بني أبي طالب وأسلمت فاطمة بنت أسد وكانت امرأة صالحة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها ويقيل في بيتها ( أي ينام القيلولة وهي نوم الظهر) ( الطبقات الكبرى لابن سعد )
قال محمد بن عمر: وهو الثّبت عندنا. وأم علي عليه السلام فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، وأسلمت قديماً، وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي، وهي ربت النبي صلّى الله عليه وسلّم و، وولدت لأبي طالب عقيلاً، وجعفر، وعلياً، وأم هانئ، واسمها فاختة، وحمامة. وكان عقيل أسنّ من جعفر بعشر سنين، وجعفر أسنّ من علي بعشر سنين، وجعفر هو ذو الهجرتين، وذو الجناحين ( مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر )
وروى الأعمش عن عَمْرو بن مرَّة عن أبي البحتري عن علي قال: قلت لامي فاطِمَة بِنْت أسد: اكفي فاطِمَة بِنْت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سِقاية الماء والذهاب في الحاجة وتكفيك الداخل: الطحنَ والعجنَ. وهذا يدل على هجرتها لأن علياً إنما تزوج فاطِمَة بالمدينة . ( أسد الغابة لابن الأثير )
عن أبي هريرة. وكان جعفر بن أبي طالب الثالث من ولد أبيه وكان طالب أكبرهم سناً ويليه عقيل ويلي عقيلاً جعفر ويلي جعفراً علي. وكل واحد منهم أكبر من صاحبه بعشر سنين وعلي أصغرهم سناً.... وأمهم جميعاً فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف ( مقاتل الطالبين الاصفهاني )
عن جرير سمعت النبي " ص " يدعوا النساء إلى البيعة حين أ نزلت هذه الآية " يأيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك " وكانت فاطمة بنت أسد أول امرأة بايعت رسول الله . ( مقاتل الطالبين الاصفهاني )
=============
الرد على شبهة اكشفي عن فخذيك
حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا عبد الله يعني ابن عمر بن غانم عن عبد الرحمن يعني ابن زياد عن عمارة بن غراب قال إن عمة له حدثته أنها سألت عائشة قالت :
(( إحدانا تحيض وليس لها ولزوجها إلا فراش واحد قالت أخبرك بما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل فمضى إلى مسجده قال أبو داود تعني مسجد بيته فلم ينصرف حتى غلبتني عيني وأوجعه البرد فقال ادني مني فقلت إني حائض فقال وإن اكشفي عن فخذيك فكشفت فخذي فوضع خده وصدره على فخذي وحنيت عليه حتى دفئ ونام ))
( رواه أبو داود 1/70 رقم 270 والبيهقي في سننه 1/313 1/55 حديث رقم 120).
الحديث ضعيف. ضعفه الألباني في ضعيف الجامع ص 26. وفي ضعيف الأدب المفرد ص 30.
- عبد الرحمن بن زياد: وهو الافريقي مجهول. قال البخاري في كتاب الضعفاء الصغير307 » في حديثه بعض المناكير« وقال أبو زرعة » ليس بالقوي« (سؤالات البرذعي ص389) وقال الترمذي ضعيف في الحديث عند أهل الحديث مثل يحيى بن سعيد القطان وأحمد بن حنبل (أنظر سنن الترمذي حديث رقم 54 و199 و1980) بل قال » ليس بشيء كما في (الضعفاء والمتروكون لابن الجوزي2/204 ترجمة رقم2435 وميزان الاعتدال في نقد الرجال للذهبي ترجمة رقم6041 تهذيب الكمال21/258).
وقال البزار له مناكير (كشف الأستار رقم2061) وقال النسائي » ضعيف« (الضعفاء والمتروكون337) وقال الدارقطني في سننه (1/379) » ضعيف لا يحتج به« وضعفه أيضا في كتاب العلل.
- عمارة بن غراب اليحصبي: قال الحافظ في تقريب التهذيب » تابعي مجهول. غلط من عده صحابيا« (ترجمة رقم4857).
و قال المنذري : عمارة بن غراب والراوي عنه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي والراوي عن الأفريقي عبد الله بن عمر بن غانم وكلهم لا يحتج بحديثه . انتهى
حديث أبوال الابل وألبانها
الرد :
عَنْ أَنَسٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ نَاسًا اجْتَوَوْا فِي الْمَدِينَةِ فَأَمَرَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَلْحَقُوا بِرَاعِيهِ يَعْنِي الابِلَ فَيَشْرَبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا فَلَحِقُوا بِرَاعِيهِ فَشَرِبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا حَتَّى صَلَحَتْ أَبْدَانُهُمْ فَقَتَلُوا الرَّاعِيَ وَسَاقُوا الإبلَ فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَبَعَثَ فِي طَلَبِهِمْ فَجِيءَ بِهِمْ فَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ وَسَمَرَ أَعْيُنَهُمْ . رواه البخاري
أولاً : نقول لك ما قاله المسيح في إنجيل لوقا [ لوقا 6 : 41 ] : (( لماذا تنظر القذى الذي في عين اخيك .واما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها )) ألم يرد في كتابك المقدس أن الرب أمر نبيه ( حزقيال ) بأكل الخراء وهو البراز : (( وتأكل كعكعاً من الشعير على الخرء الذي يخرج من الانسان وتخبزه أمام عيونهم )) [ حزقيال 4 : 12 _ 13 ]
ثانياً : العجب أنك تتكلم على نصح الرسول صلى الله عليه وسلم للأعرابيين بشرب ألبان الإبل وأبوالها ولا تتكلم على ان الاعرابيين تم شفائهم فعلاً بهذه الإلبان والابوال ولم يبدوا اعتراضاً لهذا الأمر، فذكر الحديث : ( حتى صلحت ابدانهم ) وفي راوية : ( فلما صحو )
ثالثا : ان الطب شاهد بصحة هذا الحديث وليس في الحديث إلزام للأنسان بشرب ألبان الابل وأبوالها لأن الانسان لا يؤمر بأكل ما تعافه نفسه ولا بشرب ما تعافه نفسه كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أباح أكل الضب ولم يأكله ، وقال : (( لم يكن بأرض قومي فأجدني أعافه ))
رابعاً : اليك الآن تجربة علمية أثبتت امكانية علاج مرض الاستسقاء بالافراز البولي للإبل :
الخرطوم ـ علي عثمان
دراسة علمية تجريبية غير مسبوقة اجرتها كلية المختبرات الطبية بجامعة الجزيرة بالسودان عن استخدامات قبيلة البطانة فى شرق السودان ( بول الابل) فى علاج بعض الامراض حيث انهم يستخدمونه شرابا لعلاج مرض (الاستسقاء ) والحميات والجروح. وقد كشف البروفسور احمد عبدالله محمدانى تفاصيل تلك الدراسة العلمية التطبيقية المذهلة داخل ندوة جامعة الجزيرة حيث ذكر ان الدراسة استمرت 15 يوما حيث اختير 25 مريضا مصابين بمرض الاستسقاء المعروف وكانت بطونهم منتفخة بشكل كبير قبل بداية التجربة العلاجية. وبدأت التجربة باعطاء كل مريض يوميا جرعة محسوبة من (بول الابل) مخلوطا بلبن الابل حتى يكون مستساغا وبعد 15 يوما من بداية التجربة أصابنا الذهول من النتيجة اذ انخفضت بطونهم وعادت لوضعها الطبيعى وشفى جميع افراد العينة من الاستسقاء. وتصادف وجود بروفسور انجليزى اصابه الذهول ايضا واشاد بالتجربة العلاجية.
وقال البروفسور احمد: اجرينا قبل الدراسة تشخيصا لكبد المرضى بالموجات الصوتية فاكتشفنا ان كبد 15 من الـ25 مريضا يحتوى (شمعا ) وبعضهم كان مصابا بتليف فى الكبد بسبب مرض البلهارسيا وجميعهم استجابوا للعلاج بـ( بول الابل) وبعض افراد العينة استمروا برغبتهم فى شرب جرعات بول الابل يوميا لمدة شهرين آخرين. وبعد نهاية تلك الفترة اثبت التشخيص شفاءهم من تليف الكبد وسط دهشتنا جميعا.
ويقول البروفسور احمد عبدالله عميد كلية المختبرات الطبية عن تجربة علاجية اخرى وهذه المرة عن طريق لبن الابل وهى تجربة قامت بها طالبة ماجستير بجامعة الجزيرة لمعرفة اثر لبن الابل على معدل السكر فى الدم فاختارت عددا من المتبرعين المصابين بمرض السكر لاجراء التجربة العلمية واستغرقت الدراسة سنة كاملة حيث قسمت المتبرعين لفئتين : كانت تقدم للفئة الاولى جرعة من لبن الابل بمعدل نصف لتر يوميا شراب على (الريق) وحجبته عن الفئة الثانية. وجاءت النتيجة مذهلة بكل المقاييس اذ ان نسبة السكر فى الدم انخفضت بدرجة ملحوظة وسط الفئة الاولى ممن شربوا لبن الابل عكس الفئة الثانية. وهكذا عكست التجربة العلمية لطالبة الماجستير مدى تأثير لبن الابل فى تخفيض او علاج نسبة السكر فى الدم.
واوضح د. احمد المكونات الموجودة فى بول الابل حيث قال انه يحتوى على كمية كبيرة من البوتاسيوم يمكن ان تملأ جرادل ويحتوى ايضا على زلال بالجرامات ومغنسيوم اذ ان الابل لا تشرب فى فصل الصيف سوى 4 مرات فقط ومرة واحدة فى الشتاء وهذا يجعلها تحتفظ بالماء فى جسمها فالصوديوم يجعلها لاتدر البول كثيرا لانه يرجع الماء الى الجسم. ومعروف ان مرض الاستسقاء اما نقص فى الزلال او فى البوتاسيوم وبول الابل غنى بالاثنين معا.
وهذا رابط باللغة الانجليزية يخدم الموضوع : http://www.answering-christianity.com/urine.htm
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
==================
جهود العلماء في مقاومة الوضع"
إعداد
أحمد محمد بوقرين ماجستير أصول دين
بالجامعة الأمريكية المفتوحة
" بسم الله الرحمن الرحيم "
الحمد لله الذي أنزل القرآن وتكفل بحفظه ورعايته فقال تعالى : {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} [1] والصلاة والسلام على رسوله الأمين، محمد سيد الأولين والآخرين، أرسله ليبلغ الناس هذا الذكر ويبينه للعالمين، فقال سبحانه وتعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون} [2] فكان حفظ القرآن يتضمن حفظ سنة نبيه – صلى الله عليه وسلم - وحمايتها من كيد الوضاعين الكاذبين.
اللهم إني أبرأ من الثقة إلا بك و من الأمل إلا فيك و من التسليم إلا لك و من التفويض إلا إليك و من التوكل إلا عليك و من الرضا إلا عنك و من الطلب إلا منك و من الذل إلا في طاعتك و من الصبر إلا على بابك و من الرجاء إلا في يديك الكريمتين و من الرهبة إلا بجلالك العظيم.
اللهم تتابع برك و اتصل خيرك وكمل عطاؤك و عمت فواضلك و تمت نوافلك وبر قسمك و صدق وعدك و حق على أعدائك وعيدك ولم يبقى لي حاجة من حوائج الدنيا هي لك فيها رضا و لي فيها صلاح إلا قضيتها و أعنتني على قضائها يا أرحم الراحمين.
وبعد :
فهذا بحثي الفصلي لمادة علوم الحديث ، والذي أتناول فيه موضوع " جهود العلماء في مقاومة الوضع " ، حيث قسمت البحث إلى بابين ، الباب الأول يتناول التعريف بالحديث الموضوع، وعن عبارات العلماء في التعريف به ، وعن مصادر الحديث الموضوع ، وعن عقوبة الوضع في الحديث ، وعن توبة الوضاعين ، وعن حكم رواية الحديث الموضوع ، وعن أسباب الوضع في الحديث النبوي الشريف ، وعن حكم العمل بالحديث الموضوع،
ثم الباب الثاني وقد تحدثت فيه عن جهود العلماء في مقاومة الوضع ، وقد قسمت هذا الباب إلى خمسة فصول، الفصل الأول يتحدث عن جمع الأحاديث الثابتة ، والفصل الثاني يتحدث عن الاهتمام بالإسناد ، والفصل الثالث يتحدث عن مضاعفة النشاط العلمي في قواعد الحديث ، والفصل الرابع يتحدث عن نقد الرواة وتتبع كذب الوضاعين، والفصل الخامس يتحدث عن التأليف في الوضاعين، والفصل السادس يتحدث عن التأليف في الموضوعات، ثم ختمت بأهم ما تم التوصل إليه من خلال هذا البحث، ونسأل الله التوفيق والتيسير في هذا العمل، وأحب أن أنوه هنا أنني استفدت كثيرا في بحثي هذا مما كتبه الدكتور عبد الله بن ناصر الشقاري الأستاذ بكلية الدعوة وأصول الدين بالرياض في بحثه الذي سماه " الآثار السيئة للوضع في الحديث النبوي وجهود العلماء في مقاومته " .
الباب الأول :
مباحث تتعلق بالحديث الموضوع
الحديث الضعيف لغة واصطلاحا :
أ- لغة : اسم مفعول من وضع الشيء يضعه - بالفتح - وضعاً، وتأتي مادة (وضع) في اللغة لمعاني عدة منها: الإسقاط، الترك، الافتراء والإلصاق [3].
ب- أما في اصطلاح المحدثين: فقد عرفه ابن الصلاح بقوله : هو المختلق المصنوع [4]، وعرفه غيره بأنه هو : ما نسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم اختلاقا وكذباً مما لم يقله أو يفعله أو يقره [5].
التعريف بالحديث الموضوع :
الموضوع شر الحديث الضعيف جملة وتفصيلاً ، وقد جعله العلماء آخر درجات الحديث الضعيف، وإنما جعلوه من درجاته لأجل التقسيم المعرفي وبحسب إدعاء واضعه، وإلا فهو ليس من أنواع الحديث أصلاً.
عبارات العلماء في التعريف بالحديث الموضوع والإشارة إليه :
1- التصريح بوضعه فيقولون : موضوع، باطل، كذب.
2- قولهم في الحديث : لا أصل له، لا أصل له بهذا اللفظ، ليس له أصل.
3- قولهم في الحديث : لا يصح، لا يثبت، لم يصح في هذا الباب شيء.
مصادر الحديث الموضوع :
أ - قد يخترعه الواضع من نفسه ابتداءً، وينسبه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وبعرف ذلك : إما بإقراره أو ما ينزل منزلة الإقرار : كأن يدعو الحديث إلى مبدأ يدعو إليه الوضاع، أو تدل على ذلك قرائن الأحوال.
ب- قد يأخذ الواضع كلام غيره فينسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ويكون الموضوع إما من كلام الصحابة أو من كلام التابعين أو بعض قدماء الحكماء.. ونحو ذلك [6].
ج- قد يهم الراوي فينسب كلام الغير إلى النبي صلى الله عليه وسلم عن غير قصد وتعمد للوضع مثل "ومن كثرت صلاته في الليل حسن وجهه في النهار" [7]، ولذا عده بعضهم في حكم المدرج [8].
حكم الوضع في الحديث النبوي وعقوبة الوضاعين في الآخرة :
قال النووي في شرحه على صحيح مسلم : "وقد أجمع أهل الحل والعقد على تحريم الكذب على آحاد الناس، فكيف بمن قوله شرع وكلامه وحي والكذب عليه كذب على الله تعالى، قال تعالى: {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى} [9] " [10].
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم حكم وضعه، وتوعد بالعقاب الشديد والعذاب الأليم لمن فعل ذلك، حيث قال صلى الله عليه وسلم : "حدثوا عني ولا حرج، بلغوا عني ولو آية، إن كذباً علي ليس ككذب على أحد ، ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" [11] وقد حكي عن بعض الحفاظ أنه قال: "لا يعرف حديث اجتمع على روايته العشرة المبشرون بالجنة إلا هذا، ولا حديث يروى عن أكثر من ستين صحابيا إلا هذا" [12].
عقوبة من روى الحديث الموضوع في الدنيا :
أما عقوبة من روى الحديث الموضوع في الدنيا فقد أجاب ابن حجر الهيتمي المكي على سؤال ورد إليه ونصه كالتالي : لنا إمام يروي أحاديث لا يبين مخرجيها ولا رواتها فما الذي يجب عليه؟ فأجاب: " من فعله وهو ليس من أهل المعرفة بالحديث، ولم ينقلها عن عالم بذلك، فلا يحل له ومن فعله عزر عليه التعزيز الشديد.. ويجب على حكام بلد هذا الخطيب منعه من ذلك إن ارتكبه " هذا فيمن روى حديثاً مجهول الحال فضلاً عن أن يكون موضوعاً، أما عن الموضوع بالذات : فقد كتب البخاري على ظهر كتاب ورده فيه سؤال عن حديث مرفوع وهو موضوع، فكتب "من حدث بهذا استوجب الضرب الشديد والحبس الطويل" .
توبة الواضع وحكم روايته بعدها :
لا خلاف بين العلماء أن توبة الواضع مقبولة، فمن تاب تاب الله عليه {ومن تاب وآمن وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا} [13] ولكن مع قبول توبته هل تقبل روايته أم لا ؟ يرى الإمام أحمد وأبوبكر الحميدي شيخ البخاري وغيرهم أنه لا تقبل روايته أبدا، قال أبو بكر الصيرفي : "كل من أسقطنا خبره من أهل النقل بكذب وجدناه عليه لم نعد لقبوله بتوبة تظهر" [14]، واختار النووي القطع بصحة توبته وقبول روايته كشهادته، وحاله كحال الكافر إذا أسلم [15].
حكم رواية الحديث الموضوع :
اتفق العلماء على تحريم رواية الحديث الموضوع، فلا تحل روايته لأحد علم حاله وعرف أنه موضوع، إلا مبينا حاله ومصرحاً بأنه موضوع، يقول الإمام مسلم : "إن الواجب على كل أحد عرف التمييز بين صحيح الروايات وسقيمها، وثقات الناقلين لها من المتهمين، أن لا يروي منها إلا ما عرف صحة مخارجه.. وأن يتقي منها ما كان عن أهل التهم والمعاندين من أهل البدع، والدليل على أن الذي قلناه هو اللازم دون غيره، قول الله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا } [16] وقوله: {ممن ترضون من الشهداء} [17] فدل بما ذكر من الآيتين أن خبر الفاسق ساقط غير مقبول، وأن شهادة غير العدل مردودة " [18].
أما من السنة فها هو صلى الله عليه وسلم يصرح بذلك في حديثه المشهور : "من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكذابين" [19]، وكفى بهذا الوعيد الشديد في حق من روى حديثاً يظن أنه كذب، فضلاً عن أن يروي ما يعلم كذبه ولا يبينه.
ولاشك أن من روى حديثاً موضوعاً فلا يخلو من أحد أمور ثلاثة : إما أن يجهل أنه موضوع، وإما أن يعلم بوضعه بواحد من طرق العلم به، وهذا إما أن يقرن مع روايته تبيان حاله، وإما أن يرويه من غير بيان لها.
فأما الأول: وهو من يجهل أنه موضوع، فلا إثم عليه إن شاء الله [20]، وإن كنا نعتقد أنه مقصر في البحث عنه، لكن لا يؤمن عليه العقاب في تركه البحث عن حال ما يحدث به، لاسيما وقد قال صلى الله عليه وسلم: "كفى بالمرء إنماً أن يحدث بكل ما سمع" [21].
وأما الثاني: وهو من يعلم وضعه ويبين حاله فلاشيء عليه، إذ قد أمن ما كان يخشى منه وهو علوقه في الأذهان منسوباً إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أما إذا كانت روايته له قاصداً بها إبانة حاله، فهذا مأجور لنفيه الدخيل عن الحديث الشريف وتنبيه الناس عليه، فهو من عدول خلف الأمة ومن خيارها الذين امتازوا عمن سواهم بأنهم ينفون عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين.
وأما الثالث: وهو من رواه من غير بيان لحاله مع علمه بأنه موضوع فهو مأزور وآثم، سواء ذكر إسناد الموضوع أم لا، إذ لا يكتفى بإيراد الإسناد في هذا الزمان، بل لابد من التصريح بأنه موضوع وكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم، فذكر الإسناد وعدمه سواء، يقول السخاوي : "ولا تبرأ العهدة في هذه الأعصار بالاقتصار على إيراد إسناده - أي الموضوع - لعدم الأمن من المحذور به، وإن كان صنعة أكثر المحدثين في الأعصار الماضية" [22] وهذا في عصر السخاوي في القرن التاسع فما بالك بعصرنا الحاضر ؟! فقد كانت طريقة الاكتفاء بالإسناد معروفة لدى القدماء، لأن علماء عصرهم يعرفون الإسناد، فتبرأ ذمتهم من العهدة بذكر السند، أما عصرنا هذا فقد سرت العدوى فيه من إضاعة الإسناد إلى إضاعة المتون، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
حكم العمل بالحديث الموضوع :
العمل بالحديث الموضوع حرام بالإجماع، لأنه ابتداع في الدين بما لم يأذن به الله، يقول صلى الله عليه وسلم: "وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة" [23] ويقول: " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" [24] هذا في الأمور الدينية التعبدية، أما في الأمور الدنيوية : فالعمل به على أنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم حرام أيضاً، أما على غير ذلك فحكمه يختلف باختلاف تلك الأعمال، وتنطبق عليه الأحكام الشرعية والقواعد المرعية.
أسباب الوضع في الحديث النبوي :
1 – الخلافات السياسية ، وقد كانت الشرارة الأولى لهذه الخلافات بعد مقتل عثمان [25]رضي الله عنه ثم انتشرت الخلافات السياسية ، وانتشر معها الكذب نُصرة لطائفة أو خليفة ونحو ذلك .
2 – الخلافات المذهبية ، فقد أدّت الخلافات المذهبية إلى وضع الأحاديث ، حتى أن رجلاً كان من أهل الأهواء ثم تاب فقال : كنا إذا اجتمعنا فاستحسنا شيئا جعلناه حديثا.[26]
3 – الزندقة والطعن في الإسلام ، فقد أدرك الزنادقة وأعداء الإسلام أن قوة الإسلام لا تُقاوم ، فلجئوا إلى وضع الأحاديث التي تُنفّر الناس من الإسلام ، وتُشكك المسلمين بدينهم .
4 – القصص والوعظ ، فقد كان لديهم حرصا شديدا على ترغيب الناس أو ترهيبهم ، فما يجدون من يتحرّك إلا إذا وضعوا لهم الأحاديث في ذلك .
5 – الوعظ والتذكير ، فقد وضع أحد الوضاعين – وهو ميسرة بن عبد ربه – حديثاً في فضائل سور القرآن ، ولما سُئل عن ذلك قال : رأيت الناس انصرفوا عن القرآن ، فوضعتها أرغّب الناس فيها !
6 – التكسّب وطلب المال ، فيضع الوضّاع الحديث الغريب الذي لم يسمعه الناس ، ليُعطوه من أموالهم .
حدّث جعفر الطيالسي فقال : صلى أحمد ابن حنبل ويحيى بن معين في مسجد الرصافة ، فقام قاصّ فقال : حدثنا أحمد بن حنبل ويحيى بن معين قالا حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن قتادة عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قال لا اله إلا الله خلق الله من كلمة منها طيراً منقاره من ذهب وريشه من مرجان- وأخذ في قصة نحو عشرين ورقة - فجعل أحمد ينظر إلى يحيى ويحيى ينظر إليه وهما يقولان : ما سمعنا بهذا إلا الساعة ! فسكتا حتى فرغ من قصصه وأخذ قطعة دراهم ثم قعد ينتظر ، فأشار إليه يحيى فجاء ، فقال يحيى : من حدثك بهذا الحديث ؟ فقال الكذّاب : أحمد وابن معين ! فقال : أنا يحيى وهذا أحمد ! ما سمعنا بهذا قط ، فإن كان ولا بُـدّ من الكذب فعلى غيرنا !! فقال : أنت يحيى بن معين ؟!! قال : نعم . قال : لم أزل أسمع أن يحيى بن معين أحمق !!! وما علمت إلا الساعة !! كأنه ليس في الدنيا يحيى بن معين وأحمد بن حنبل غيركما ؟!! كتبت عن سبعة عشر أحمد بن حنبل ويحيى بن معين !! قال : فوضع أحمد كمّه على وجهه ، وقال : دعه يقوم . فقام كالمستهزئ بهما !!
7 – العصبية للجنس والقبيلة أو اللغة والوطن ، فقد وُضِعت الأحاديث في فضل العرب ، وفي فضل بعض البلدان أو ذمّهم ، ونحو ذلك .
8 – التقرب للحكام والسلاطين ! بما يوافق أهوائهم ، كما فعل غياث بن إبراهيم النخعي الكذاب ، فقد وضع حديثاً في فضل اللعب بالحَمَام !
وذلك أنه دخل على المهدي ، وكان المهدي يُحب اللعب بالحَمَام ، فقيل لِغياث هذا حدّث أمير المؤمنين . فجاء بحديث : لا سبق إلا في نصل أو خفّ أو حافر – ثم زاد فيه – أو جناح !
فأمر له المهدي بصرّة ، فلما قام من عند المهدي قال المهدي : أشهد أن قفاك قفا كذّاب ! فلما خرج أمر المهدي بذبح الحَمَام !
9 – المصالح الشخصية أو قصد الانتقام من شخص أو فئة مُعيّنة ، فقد جاء ابنٌ لسعد بن طريف الإسكاف يبكي ، فسأله عن سبب بكاءه ، فقال : ضربني المعلّم . فقال سعد : أما والله لأخزينهم ! ثم وضع حديثا قال فيه : معلموا صبيانكم شراركم ...
10 – قصد الشهرة ، والتميّز على الأقران ، وهذا ما يفعله الذين يُريدون أن يُذكروا بعلوّ الإسناد ، أو كثرة الشيوخ ونحو ذلك ، فيُركّبون بعض الأحاديث ويضعونها لأجل ذلك .
الباب الثاني :
جهود العلماء في مقاومة الوضع
إن من ينظر إلى الكم الكبير من الأحاديث الموضوعة المبثوثة في بطون الكتب، وتتداولها ألسن الناس اليوم، قد يتساءل ماذا كان موقف العلماء تجاه هذه الأحاديث الموضوعة ، وقد اختلطت بالأحاديث الصحيحة ؟! وهو تساؤل في محله ،فقد عُرضَ على الإمام عبد الله بن المبارك فقيل له : هذه الأحاديث الموضوعة ؟؟ فقال: تعيش لها الجهابذة [27] {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظن} [28] وصدق الله العظيم فقد قيض لهذه الأمة رجالاً أمناء مخلصين، قاوموا الوضع والوضاعين وتتبعوهم، وميزوا بين الصحيح والسقيم، وبذلوا جهوداً جبارة في سبيل حفظ الشريعة وأصولها.
ونستعرض هنا جزءاً مما بذله علماءنا الإجلاء في مقاومة الوضع والتصدي للوضاعين:
الفصل الأول: جمع الأحاديث الثابتة كانت الأحاديث الثابتة مدونة في صدور الرجال ومسطرة في بطون الكتب، وكانت تلك الأحاديث وأولئك الرجال منتشرين في أنحاء العالم الإسلامي، وحين برز قرن الفتنة وظهرت معها طلائع الموضوعات ثم انتشرت وتكاثرت، خاف الغيورون على السنة من علماء الإسلام، فأسرعوا إلى الصحابة يسمعون عنهم ويستفتونهم، كما سارعوا إلى بطون صحفهم يستظهرونها.
وحين زاد تيار الوضع وطغى، وأخذت الزنادقة ومن لف لفهم يكتبون الموضوعات ويدسونها في الصحاح، ظهرت فكرة جمع الحديث في طبقة الإمام الزهري ومن بعدها كابن جريج وسفيان الثوري ومالك [29]، فدونوا الحديث على الهيئة التي وجدوه عليها، ثم بحثوا عن أحوال الرواة، فأسقطوا ما يعرفون أنه موضوع، فقد كانوا - كما قال أبو داود - يجتهدون غاية الاجتهاد فلا يتمكنون من الحديث المرفوع المتصل إلا من دون ألف حديث [30].
ومن أشهر تلك الكتب وأولها موطأ الإمام مالك الذي يقول عنه الشافعي : "ما على أديم الأرض بعد كتاب الله - كتاب أصح من موطأ مالك" [31].
ثم جاءت من بعدهم طبقة أخرى انتهجت جمع الأحاديث النبوية على طريقة المسانيد، فجمعت ما يروى عن الصحابي في باب واحد رغم تعدد الموضوع، ونقت الحديث من أقوال الصحابة وفتاوى التابعين - بخلاف الطبقة السابقة - ومن هؤلاء : بقي بن مخلد وإسحاق بن راهوية، وأحمد بن حنبل الذي انتقى مسنده المشهور - كما يقول - من 750 ألف حديث [32]، ومن هذا يتبين لنا ما كانوا يكابدونه من جهد في جمع الأحاديث، لكنهم في طريقتهم يمزجون الصحيح بغيره من حسن وضعيف.
فجاء من بعدهم من قام بالعبء العظيم وأفرد الصحيح في كتاب مستقل، وهما الإمامان الجليلان البخاري ومسلم، فقد كان البخاري يحفظ مائة ألف حديث صحيح ومائتي ألف حديث غير صحيح [33]، وكذلك مسلم، فقد صنف صحيحه من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة [34]، وبعد أصحاب المسانيد والصحاح تتابعت عقود السنن تترى من أبي داود والنسائي والترمذي.. وغيرهم، وبهذا تم جمع الحديث وتطهيره من دنس الوضع ومخلفاته.
الفصل الثاني: الاهتمام بالإسناد أحس علماءنا الإجلاء بالخطر الداهم الذي نشأ مع الوضع، فانتدبوا للمحافظة على السنة واجتهدوا في ذلك، فعنوا بالإسناد واهتموا به، وفحصوا أحوال الرواة بعد أن كانوا يرجحون توثيق من حدثهم، وطلبوا الأسانيد منهم قبل المتون، لأن السند للخبر كالنسب للبشر، ويخبرنا الإمام محمد بن سيرين عن ذلك فيقول: " لم يكونوا يسألون عن الإسناد، فلما وقعت الفتنة، قالوا: سموا لنا رجالكم، فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم، وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم" [35] ولذا نجدهم يتواصون بالاهتمام بالإسناد والسؤال عنه، يقول هشام بن عروة: "إذا حدثك رجل بحديث، فقل: عمن هذا؟" [36] لأنه إذا أخبر عن الراوي بلسان المقال، فكأنه أخبر عن حال المروي بلسان الحال، وبالإضافة إلى ما تقدم، فقد حثوا العامة على الاحتياط في حمل الحديث، وألا يأخذوا إلا حديث من يوثق به علماً وديناً، فهذا محمد بن سيرين يقول: "إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم" [37] وقد شاعت كلمته وغيرها في الناس، فأصبح الإسناد أمراً بديهياً حتى عند العامة [38]. ولشدة اهتمام الأمة بالإسناد عده علماؤها من فروض الكفاية، قال الحافظ ابن حجر: "ولكون الإسناد يعلم به الموضوع من غيره، كانت معرفته من فروض الكفاية" [39].
الفصل الثالث: مضاعفة النشاط العلمي في قواعد الحديث حين ظهر الوضع في الحديث ضاعف العلماء نشاطهم في الرواية والدراية على حد سواء.
ففي الرواية :
هرعوا إلى من بقي من الصحابة رضي الله عنهم يسألونهم عما يسمعون من الأحاديث وهل قالها النبي صلى الله عليه وسلم أم هي كذب مصنوع، ولحكمة يعلمها الله مد في أعمار بعض الصحابة كعبد الله بن عباس وعائشة وجابر وأنس وعامر بن الطفيل، فساعدوا في حفظ السنة من الضياع، وكذلك فعل الأتباع مع التابعين، يقول الأوزاعي : "كنا نسمع الحديث فنعرضه على أصحابنا كما يعرض الدرهم الزائف على الصيارفة، فما عرفوا منه أخذنا، وما تركوا تركنا" [40].
وفي علم الرواية أيضاً: نشأ ما يسمى بـ"الرحلات" فقد قطع الرواة الفيافي والقفار، للتأكد من حديث سمعوه، خشية خطأ الراوي أو تعمده في الزيادة. فهذا جابر بن عبد الله رضي الله عنه يسير شهراً إلى الشام ليسأل عبد الله بن أنيس رضي الله عنه حديثاً سمعه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم [41]، وهذا سعيد ابن المسيب يقول: "إن كنت لأسير الليالي والأيام في طلب الحديث الواحد [42]" ويقول أبو العالية: "كنا نسمع بالرواية عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما نرضى حتى أتيناهم فسمعنا منهم" [43].
أما علم الحديث دراية :
فقد وضع العلماء قوانين مخصوصة يتميز بها الغث من السمين، وجعلوها قائمة على أصول أسسوها ليبنوا عليها أحكامهم، ومنها:
1 - فن التواريخ، ليعلم منه تاريخ الراوي ووفاته، يقول سفيان الثوري: "لما استعمل الرواة الكذب، استعملنا لهم التاريخ" [44].
2 - فن الجرح والتعديل، وبه استطاعوا معرفة أحوال الرواة، فانكشف لهم الوضاعون.
3 - النظر في كيفية التحمل وأخذ الرواة بعضهم عن بعض، وعن طريقه عرف العلماء اتصال الروايات من انقطاعها.. إلى غير ذلك من القواعد التي وضعوها لدراية الحديث، وبها حققوا أقصى ما في الوسع الإنساني، احتياطاً لدينهم، وأرسوا أصح القواعد للإثبات التاريخي وأعلاها وأرقاها، وقد قلدهم فيها علماء الفنون الأخرى من لغة وأدب وتاريخ ونحوها، فابن قتيبة الذي يعد من أوائل نقاد الأدباء، استمد ذلك من معارفه الحديثية، وكذلك فعل ابن خلدون في تمييزه الزائف من أخبار المؤرخين، فمقاييسه التي طبقها هي بعينها الأمثلة التي وضعها مسلم لمعرفة المنكر من الحديث [45].
يقول السباعي رحمه الله تعالى: "وقد ألف أحد علماء التاريخ في العصر الحاضر كتاباً في أصول الرواية التاريخية، اعتمد فيها على قواعد مصطلح الحديث، واعترف بأنها أصح طريقة علمية حديثة لتصحيح الأخبار والروايات" [46] ويقصد السباعي " أسد رستم "أستاذ التاريخ في الجامعة الأمريكية في بيروت سابقاً، والكتاب هو "مصطلح التاريخ".
الفصل الرابع: نقد الرواة وتتبع الكذبة
فأما نقد الرواة:
فقد أبلوا فيه بلاء حسنا، وتتبعوا الرواة ودرسوا حياتهم وتاريخهم وسيرهم وما ظهر من أمرهم وما بطن، ولم يخشوا أحداً، ولم تأخذهم في الله لومة لائم، ولا منعهم من تجريح الرواة والتشهير بهم ورع ولا حرج، فكان شعبة يقول: " تعالوا حتى نغتاب في الله عز وجل" [47] وسئل أن يكف عن بيان - أحد الكذابين - فقال: "لا يحل الكف عنه، لأن الأمر دين" [48] يقول الإمام النووي: "اعلم أن جرح الرواة جائز بل واجب بالاتفاق، للضرورة الداعية إليه، لصيانة الشريعة المكرمة، وليس هو من الغيبة المحرمة، بل هو من النصيحة لله تعالى ولرسوله والمسلمين" [49] لذا نشط العلماء في هذا الباب حتى أصبح علماً قائماً بذاته وهو "علم الجرح والتعديل" وهو ميزان للرواة يعرف به الثقة من الوضاع، ويختص بسند الحديث، وصرح بعضهم بأنه نصف العلم [50].
وأما تتبع الكذبة:
فهو تطبيق عملي لما نتج عنه نقد الرواة، وهو جهد عظيم يضاف إلى جهود العلماء في مقاومة الوضع، فكما أنهم قاوموهم بسلاح الفكر، كذلك قاوموهم بسلاح اليد واللسان، فقد كان بعضهم يحارب القصاص والكذابين ويمنعهم من التحديث، فهذا عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما حين دخل المسجد فوجد قاصاً يقص، فوجه إلى صاحب الشرطة أن أخرجه فأخرجه [51]، وكذلك فعل أبوه عمر من قبله، ومن أشهر من عرف بتصديه لهؤلاء من التابعين : عامر الشعبي، سفيان الثوري، عبد الرحمن بن المهدي وغيرهم.
ونتيجة لذلك توارى كثير من الكذابين، وأصبح عند العامة وعي جيد، يميزون به بين المحدثين والكذابين.
الفصل الخامس: التأليف في الوضاعين
جهد آخر يضاف إلى الجهود العظيمة التي بذلها العلماء من أجل حفظ الحديث وتخليصه من الوضع، متمثلا هذا الجهد في تلك الثروة العلمية الضخمة من كتب الموضوعات والوضاعين، فقد سجلوا العلماء أولئك الوضاعين في الصحف، كي يعرفهم من بعدهم فيجتنب أحاديثهم، واستلوهم من رواة الحديث كما تستل الشعرة من العجين، فطهروا منهم السنة الشريفة تطهيراً.
فوضع كثير من العلماء مؤلفات خصصوها للضعفاء والمتروكين من رواة الحديث، وأدرجوا فيها أسماء الوضاعين وأوصافهم وأقوال العلماء في نقدهم وتجريحهم، وذلك ككتب "الضعفاء" للإمام البخاري والنسائي وأبي حاتم ابن حبان، ثم جاء من بعدهم عبد الله بن عدي الجرجاني، فألف كتابه "الكامل " ذكر فيه كل من تكلم فيه ولو كان من رجال الصحيحين.
وكذلك أدرجوا الوضاعين في كتب التاريخ التي صنفت في أسماء الرجال وأخبارهم ومنها "تاريخ البخاري" الكبير والأوسط والصغير، وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي، وتاريخ أصبهان لأبي نعيم الأصبهاني، وتاريخ جرجان للسهمي وتاريخ دمشق لابن عساكر و"المنتظم" لابن الجوزي [52] وبعد هؤلاء جاء الحافظ الذهبي فوضع كتابه "ميزان الاعتدال في نقد الرجال" وقد احتوى هذا الكتاب المطبوع في أربعة مجلدات ضخمة على ذكر الكذابين والوضاعين، ثم على المتهمين بالوضع، وقد فات الذهبي جماعة ذيلهم عليه الحافظ العراقي، وقد عقب عليه أيضا الحافظ ابن حجر في كتابه "لسان الميزان".
الفصل السادس: التأليف في الموضوعات لم يكتف علماؤنا الأجلاء بتسجيل أسماء هؤلاء الكذابين في الكتب، بل جمعوا أكاذيبهم ودونوها ليس بقصد أن يقرأها ويطلع عليها الناس من باب الثقافة وزيادة المعلومات، بل لكي يجتنبوها وينبهوا على أضرارها وآفاتها.
من أجل هذا فقد جمع كثير من العلماء ما تناثر في كتب من سبقهم من الموضوعات، فأودعوها أسفاراً أشهروها بين الناس، وفيها ما هو خاص بالأحاديث الموضوعة وتبلغ أربعين مؤلفا تقريباً [53]، ومن أهمها الكتب الآتية :
1 - تذكرة الموضوعات: لأبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي، توفي سنة 507 ورتبه على حروف المعجم، وفيه يذكر الحديث ومن جرح راويه من الأئمة، طبع بمصر سنة 1323ﻫ. وقد أعيدت طباعته عدة مرات.
2 – الموضوعات من الأحاديث المرفوعات : ويقال له "الأباطيل" لأبي عبد الله الحسين ابن إبراهيم الجورقاني المتوفى سنة 543 وقد أكثر فيه من الحكم بالوضع بمجرد مخالفته السنة الصريحة. [54]، وقد طبع هذا الكتاب تحت اسم ( الأباطيل والمناكير ) بتحقيق وتعليق الدكتور عبد الرحمن الفريوائي سنة 1403ﻫ بالمطبعة السلفية في الهند.
3 – الموضوعات : لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي توفي سنة 597ﻫ وهو أكبر كتب الموضوعات وأشهرها، تناول فيه ما ورد من الأحاديث التي يعتقد أنها موضوعة في "الكامل" لابن عدي، وكتب الضعفاء لابن حبان والعقيلي والأزدي، ومعاجم الطبراني الثلاثة.
4 - المغني عن الحفظ والكتاب بقولهم لم يصح شيء في هذا الباب: للحافظ أبى حفص عمر بن بدر الموصلي المتوفى سنة 623، اكتفى فيه بذكر الأبواب التي لم يصح فيها شيء.
5 - الدرر الملتقط في تنبيه الغلط : للعلامة رضي الدين حسن بن محمد العمري المعروف بـ (الصغاني ) المتوفى سنة 650.
6- موضوعات الصغاني : رضي الدين الحسن بن محمد العمري، جمع فيها بعضاً من الأحاديث الموضوعة وأدرج فيها كثيراً من الأحاديث التي لم تبلغ درجة الوضع [55].
7- الأحاديث الموضوعة التي يرويها العامة والقصاص: وهي رسالة لعبد السلام بن عبد الله.. ابن تيميه، جد شيخ الإسلام توفي سنة 652ﻫ.
8- اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة: للإمام السيوطي المتوفى سنة 911، اختصر فيه كتاب الموضوعات لابن الجوزي، وحرر فيه تعقباته وانتقاداته عليه، وزاد فيه موضوعات أخرى لم يذكرها ابن الجوزي.
9- الذيل على اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للإمام السيوطي، وقد ذكر فيه عدداً آخر من الأحاديث الموضوعة لم يذكرها في الأصل ويسمى أيضاً (الذيل على الموضوعات) وله كتاب في التعقيب على الموضوعات أسماه (النكت البديعات على الموضوعات) ثم اختصره في كتاب آخر سماه (التعقبات على الموضوعات) وعدد الأحاديث التي تعقبه فيها ثلاثمائة ونيف [56].
10- الفوائد المجموعة في بيان الأحاديث الموضوعة: لشمس الدين محمد بن يوسف بن علي الشامي الصالحي، صاحب السيرة توفي سنة 942 وقد أشار إلى هذا الكتاب في سيرته.
11 - تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة: لأبي الحسن علي بن محمد بن عراق الكناني المتوفى سنة 963، لخص فيه ما في موضوعات ابن الجوزي واللآلي للسيوطي.
12- تذكرة الموضوعات : لرئيس محدثي الهند جمال الدين محمد بن طاهر الفتني المتوفى سنة 976ﻫ وله أيضاً "قانون الأخبار الموضوعة والرجال الضعفاء".
13- الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة: ويسمى "تذكرة الموضوعات" للشيخ: الملا علي القاري الهروي المتوفي سنة 1014.
14- المصنوع في معرفة الحديث الموضوع : للملا علي القاري، وقد رتبه على حروف الهجاء، وقد بلغت أحاديثه حسب تعداد المحقق 417 حديثاً [57].
15- الفوائد الموضوعة في الأحاديث الموضوعة: للشيخ مرعي بن يوسف الكرمي المتوفى سنة 1033ﻫ وقد نشره الأستاذ الصباغ محققاً في العدد السادس من مجلة "أضواء الشريعة" سنة 1395ﻫ. ثم طبع هذا الكتاب منفرداً بتحقيق الأستاذ الصباغ في بيروت، الدار العربية سنة 1395ﻫ.
16- الكشف الإلهي عن شديد الضعف والواهي: لمحمد بن محمد الحسيني السندروسي المتوفى سنة 1177ﻫ جمع فيه الأحاديث الشديدة الضعف والواهية والموضوعة.
17- الدرر المصنوعات في الأحاديث الموضوعات : للشيخ محمد بن أحمد السفاريني المتوفى سنة 1188ﻫ، وقد اختصر فيه كتاب "الموضوعات" في مجلد ضخم [58].
18- الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة : للقاضي محمد بن علي الشوكاني المتوفى سنة 1250ﻫ.
19- الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة: للعلامة عبد الحي بن عبد الحليم اللكنوي المتوفى سنة 1304ﻫ وقد أعيدت طباعة هذا الكتاب بتحقيق الشيخ محمد السعيد ابن بسيوني زغلول ونشرته دار الكتب العلمية في بيروت سنة 1405ﻫ.
20- اللؤلؤ المرصوع فيما قيل لا أصل له أو بأصله موضوع : للشيخ محمد بن خليل القاوقجي المتوفى سنة 1305ﻫ. 21- تحذير المسلمين من الأحاديث الموضوعة على سيد المرسلين لمحمد البشير ظافر المتوفى سنة 1325ﻫ ذكر فيه الأحاديث الموضوعة المشتهرة على الألسنة.
22- الجد الحثيث في بيان ما ليس بحديث : للشيخ أحمد بن عبد الكريم العامري الغزي، وقد طبع هذا الكتاب في طبعته الثانية بقراءة وتصحيح الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد سنة 1413ﻫ.
23- سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة : للشيخ محمد ناصر الدين الألباني، وهي سلسلة مقالات نشرها في مجلة "التمدن الإسلامي" ثم رأى طبعها تباعاً في أجزاء متسلسلة، وكل جزء 100 حديث، وكل خمسة أجزاء في مجلد [59].
وبالإضافة إلى ما تقدم من الكتب المؤلفة في الموضوعات خاصة، فقد تلقف العلماء رحمهم الله، ما يدور على ألسنة العامة من الأحاديث المنسوبة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، واختبروها فعرفوا صحيحها من زائفها ونشروا ذلك في مؤلفات بين الناس، من أهمها:
1- التذكرة في الأحاديث المشتهرة: لبدر الدين الزركشي المتوفى سنة 794 ﻫ. وطبع هذا الكتاب بتحقيق الشيخ مصطفى عبد القادر عطا.
2- اللآلي المنثورة في الأحاديث المشهورة، مما ألفه الطبع وليس له أصل في الشرع: للحافظ شهاب الدين ابن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852ﻫ [60].
3- المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة: للحافظ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي المتوفى سنة 902ﻫ.
4- الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة : لجلال الدين السيوطي لخصه من "التذكرة" للزركشي وزاد عليه، وقد طبع هذا الكتاب بتحقيق الشيخ خليل محي الدين الميس.
5- الوسائل السنية من المقاصد السخاوية والجامع والزوائد السيوطية : لعلي بن محمد المنوفي المتوفى سنة 939 .
6- تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث لعبد الرحمن بن علي بن الديبع المتوفى سنة 944 لخص فيه "المقاصد" وبين ما هو صحيح وموضوع.
7- البدر المنير في غريب أحاديث البشير النذير: لعبد الوهاب بن أحمد الشعراني المتوفى سنة 973 انتخبها مما تقدم من الكتب وكذلك من كتاب "الغماز على اللماز" لجلال الدين السمهودي، وقد طبع هذا الكتاب قديماً بالقاهرة سنة 1277ﻫ.
8- تسهيل السبيل إلى كشف الالتباس عما دار من الأحاديث بين الناس: لمحمد بن أحمد القادري المتوفى سنة 1075ﻫ.
خاتمــة
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وعليه يصلح أمر الدنيا والآخرة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، خاتم النبيين وصفوة الخلق أجمعين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين، وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد :
فهذه خاتمة بحثي هذا " جهود العلماء في مقاومة الوضع " ، حيث مهدت للموضوع بباب تمهيدي تحدثت فيه عن تعريف الحديث الموضوع، وعن عبارات العلماء في التعريف به، وعن مصادر الحديث الموضوع، وعن عقوبة الوضع في الحديث، وعن توبة الوضاعين، وعن حكم رواية الحديث الموضوع، وعن أسباب الوضع في الحديث النبوي الشريف، وعن حكم العمل بالحديث الموضوع، ثم دخلت إلى الباب الثاني والذي يعتبر هو موضوعي الرئيس من هذا البحث، وقد تحدثت فيه عن جهود العلماء في مقاومة الوضع، وقد قسمت هذا الباب إلى خمسة فصول، الفصل الأول يتحدث عن جمع الأحاديث الثابتة ، والفصل الثاني يتحدث عن الاهتمام بالإسناد ، والفصل الثالث يتحدث عن مضاعفة النشاط العلمي في قواعد الحديث، والفصل الرابع يتحدث عن نقد الرواة وتتبع الكذبة، والفصل الخامس يتحدث عن التأليف في الوضاعين، والفصل السادس يتحدث عن التأليف في الموضوعات، والآن أختم بحثي هذا الذي حاولت أن أظهر مدى العمل الجليل والجهد الكبير الذي أولاه علماءنا الأجلاء في مقاومة الوضع في أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهذا ما أردت بيانه في هذا المقام فإن أصبت فمن توفيق الله وحده، وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ــــــــــــــــ
فهرس البحث [1] سورة الحجر آية 9.
[2] سورة النحل آية 44.
[3] القاموس المحيط، مادة (وضع) 694، 695.
[4] علوم الحديث : لابن الصلاح ص 89.
[5] توضيح الأفكار: للصنعاني (الحاشية) ج2 ص 68.
[6] الفوائد الموضوعة: للكرمي ص101، الأسرار المرفوعة: للقاري ص 179، المصنوع ص 138.
[7] أورده ابن الجوزي في الموضوعات ج 2 ص 109 – 111.
[8] توضيح الأفكار : للصنعاني ج 2 ص 88-89.
[9] سورة النجم الآيتان 3، 4 .
[10] صحيح مسلم بشرح النووي ج1 ص 70.
[11] هذا الحديث رواه البخاري في صحيحه كتاب العلم باب إثم من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم.
[12] علوم الحديث : لابن الصلاح ص 242-243.
[13] سورة الفرقان آية 7.
[14] صحيح مسلم بشرح النووي ج1 ص 69.
[15] صحيح مسلم بشرح النووي ج1 ص70.
[16] سورة الحجرات آية 6.
[17] سورة البقرة آية 282.
[18] صحيح مسلم شرح النووي ج1 ص 60-61.
[19] رواه مسلم في صحيحه في المقدمة باب وجوب الرواية عن الثقات وترك الكذابين (1/9).
[20] توضيح الأفكار : (الحاشية) ج2 ص 73 ، المصباح : للاندجاني ص 96.
[21] رواه مسلم في صحيحه في المقدمة باب النهي عن الحديث بكل ما سمع (1/10).
[22] فتح المغيث.. للسخاوي 1/175.
[23] الفتاوى الحديثية : لابن حجر ص 32.
[24] الأباطيل والمناكير ج1 ص19-20.
[25] تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان للدكتور علي الصلابي.
[26] تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان للدكتور الصلابي.
[27] تدريب الراوي : للسيوطي ص 184.
[28] سورة الحجر آية 9.
[29] تقييد العلم: للخطيب البغدادي ص 105 وما بعدها.
[30] حجة الله البالغة ج1 ص 148 عن رسالة أبي داود لأهل مكة.
[31] سير أعلام النبلاء ج8 ص 111.
[32] السير ج 11 ص 329.
[33] تذكرة الحفاظ: للذهبي ج 2 ص 556.
[34] تذكرة الحفاظ : للذهبي ج 2 ص 589 .
[35] صحيح مسلم (المقدمة) ج1 ص15.
[36] الجرح والتعديل ج 2 ص 34.
[37] صحيح مسلم (المقدمة) ج1 ص14.
[38] أصول الحديث : للخطيب ص 428.
[39] قواعد التحديث : للقاسمي ص 174.
[40] الموضوعات : لابن الجوزي ح1 ص 103.
[41] علوم الحديث : لابن الصلاح ص 8.
[42] الرحلة في طلب الحديث ص127.
[43] الرحلة في طلب الحديث ص93.
[44] الكفاية في علم الرواية ص 147.
[45] مجلة الأزهر : مجلد 38 سنة 1386 ص 454.
[46] السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي ص 126.
[47] الموضوعات : المقدمة ج1 ص 50.
[48] الموضوعات : المقدمة ج1 ص 50.
[49] شرح صحيح مسلم للنووي ج1 ص 60.
[50] مقدمة تحفة الأحوذي : للمباركفوري ص 152.
[51] تحذير الخواص : للسيوطي ص 214.
[52] توضيح الأفكار : للصنعاني ح1 ص 46،47.
[53] أصول الحديث : للخطيب ص 435.
[54] الرسالة المستطرفة : للكتاني ص 149.
[55] الرسالة المستطرفة ص 152.
[56] الرسالة المستطرفة ص 150.
[57] المصنوع ص 177..
[58] الرسالة المستطرفة ص 150.
[59] سلسلة الأحاديث الضعيفة.. المقدمة ص 4.
[60] السنة قبل التدوين ص 290.
(((((((((
الخديعة الكبرى
تأليف د. روبرت كيل تسلر
قالوا عن هذا الكتاب :
1- " فرغت تواً من قراءة كتابكم " عيسى أم بولس " ، وقد سررت به كثيراً ، فهو يناقش نقاطاً جوهرية كانت تشغلنى منذ وقت بعيد ، منها : 1- تأثير مذهب الغنوصية على أفكار بولس المتعلقة بمبدأ العداء الجنسى. 2- نظرية الفداء ونتائجها الوحشية المؤثرة على تخيلنا لطبيعة الله وقسوة الإنسان فى كتمانها. وإنى لأشكركم على إهدائكم إياى كتابكم هذا ".
الدكتورة أوتا رناكه هاينيمان Uta Ranke- Henemann أستاذة اللاهوت بإسن
2- " أجد أن هذا الكتيب ( المخدوع الأكبر على مر الزمان : Der gr??te Betrogene aller Zeit رائع وموضوعى فى كل جوانبه "
المؤلف الموسيقى فيلى هيس Willy Hess من مدينة فينترتور Winterthur [بسويسرا]
3- "أجد عنوانكم مطبوعاً على كتيبكم هذا (المخدوع الأكبر على مر الزمان) ، وقد قرأته فى هذه الأيام باهتمام لامثيل له . وإنه ليحزننى أن يتأكد لى دائماً أن ديننا اليوم به الكثير من اللوثات السفسطائية . ويبدو أنه لابد أن يبلغ المرء (45) عاما حتى يؤكد له أحد رجال الدين بشكل واقعى تماماً ما كنا نفكر فيه لأعوام من نقد يوجه للكنيسة واللاهوت المعاصر. وعلى كل حال لكم منى جزيل الشكر على حريتى التى حصلت عليها بقراءتى لكتابكم هذا الذى يسعدنى أن أضمه لمكتبتى أو أنشره بين الناس"
السيدة : راجنهيلد هـ . Ragnhild H. من ألمانيا الإتحادية
4- " وعلى أكثر الإحتمالات فإن موضوع بولس هذا سوف يدفعنا لإعلان الحقيقة المأساوية وهى أن المسيحية التى قامت كل هذه القرون وبقيت حتى يومنا هذا قد فشلت فى كل المجالات".
السيدة فيرا ج هاينريش Vera G. Heinrich فيينا
5- [ويقول المؤلف نفسه على ظهر غلاف كتابه تحت عنوان " تكاد لاتصدق!] منذ (2000) عاماً يؤمن المسيحيون أن دينهم هذا هو دين عيسى وفى الحقيقة فهو دين آخر تماماً : دين بولس الذى لم يتخل أبداً عن عدوانه لعيسى وهذا مايقر به أيضاً العديد من رجال اللاهوت المسيحى ذات الصيت الذائع (أنظر صفحة 33 من الكتاب) . وسوف يُناقش هذا فى كتابنا الذى أمامكم ( والذى حقق أكبر مبيعات بين كتبنا ) بصورة مختصرة وشاملة.
د. روبرت كيل تسلر Robert Kehl. Zeller
ولد د. روبرت كيل تسلر عام 1914عمل كموظف بوزارة العدل، ثم قاضياً ثم مدرساً بجامعة زيوريخ للقانون المدنى، ويعمل الأن كمحام وباحث فى الدين والأخلاق والجنسية وهو هنا يهدى كتابه لدكتور القانون بيتر هوبر Peter Huber مشوباً بكل مشاعر الود والإحترام.
المخدوع الأكبر على مر الزمان ؟
عندما نتكلم عن الخداع بمفهوم فشل منزه عن الغرض ، أى بمفهوم التحول ، فنكون بذلك قد أخطأنا ر كوب القطار الصحيح، أو شعرنا [على الأقل] بضياع جزء من حياتنا كنا نقضيه منخدعين، حيث نكون قد أخطأنا استثمار وقتنا وجهدنا.
ومن هذا المنطلق فليس هناك مخادع لكل مخدوع.
وعلى النقيض من بعض أصحاب الأقلام الذين يتبنون الرأى القائل إن بولس حرف المسيحية عن عمد ليتمكن من تدميرها . حيث لم يمكن القضاء عليها بصورة أخرى ، فنحن نتقبل مبدئياً كون بولس حسن النية.
فقد كان عيسى كثير الرثاء على تلاميذه الذين رباهم وعلمهم بنفسه ، فقد كان يرميهم بعدم فهمهم أياه ، وبالطبع فالإنسان الذى لم يتمتع بمثل هذه التربية ، يمكن أن يسئ فهم عيسى بصورة أكبر . فما بالنا لو كان هذا عدوه ، ونعنى به هنا بولس.
؟؟؟؟؟؟؟
الفصل الأول
تناقضات لايمكن تجاهلها بين أقوال يسوع عليه السلام وتعاليم بولس
من البديهى أن من يدعى أنه من أتباع مؤسس ديانة ما أو من حوارييه فلابد له أن ينهج نهج معلمه ، وأن يتبنى تعاليمه وكلماته دائماً. ولهذا فمن غير المجدى أن نبحث فى رسائل بولس . التى أصبحت بجد القاعدة الأولى لبناء ما يطلق عليه الدين المسيحى- عن كلمات وتعاليم يسوع التى يمكن أن ترتبط بتعاليم بولس التى تمخضها خياله الخاص.
إلا أن بولس قد قام بالنقيض تماماً ، فقد نادى بتعاليم إنجيل آخر يختلف عن إنجيل عيسى اختلافاً جذرياً . فهناك جزء كبير مما كتبه بولس يناقض فكر عيسى أو رسالته أو تعاليمه بصورة لايمكن أن نجد معها مخرجاً، وهى تتعلق غالبا بمبادئ العقيدة .
أ- أما ما يتعلق بمخالفة فكر عيسى [عليه السلام] نحو :
1) - التعصب الذى يشوب مواقف بولس. فعلى سبيل المثال ماذكره بولس فى رسالته إلى غلاطية (1: 8-9 ) [ وفيها يقول : ولكن إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرناكم فليكن أناثيماُ (أى ملعونا)] ، ورسالته الأولى إلى أهل كورنثوس (16: 22) [والتى يقول فيها : إن كان أحد لايحب الرب يسوع فليكن أناثيماً].
فهذه أقوال لايمكن أن نتخيل أن تصدر من عيسى أو نجد لها مشابه فى تصرفاته ، إلا أن الكنيسة قد أتخذته مبدءاً أساسياً تمسكت به فيما بعد .
وفى الفقرة الأولى المذكورة أعلاه يقول بولس : " وإن كان أحد يبشركم بغير ما قبلتم (بمعنى منى) فليكن (أناثيما) ملعوناً ! " وهو نفس النهج الذى يتبعه أصحاب المذهب الأرثوذكسى. وكذلك خرجت جملة "تجنب المبتدع" من المطبخ البولسى [ وهى تقول: "الرجل المبتدع بعد الإنذار مرة ومرتين أعرض عنه"] ( نبطس 3: 10).
ترى كيف أرشد عيسى ? تلاميذه عندما اتخذوا ذات مرة نفس هذا الموقف (لوقا 9: 55)! [ فالتفت وانتهرهما وقال : لستما تعلمان من أى روح أنتما، لأن ابن الإنسان لم يأت ليهلك أنفس بل ليخلص"] (9 : 55 -56 ) .
ألم يقل فى مثل هذه المناسبة أنه ينبغى على المرء ألا يقلع الحشائش الضارة حتى لاينزع معها القمح أيضاً ؟ [ "فقال.. لئلا تقلعوا الحنطة مع الزوان وأنتم تجمعونه. دعوهما ينميان معا إلى الحصاد. وفى وقت الحصاد أقول للحصادين : اجمعوا أولاً الزوان وأحزموه ليحرق . أما الحنطة فأجمعوها إلى مخزنى"] (متى 13 : 29- 30)]
فقد كان بولس أساساً من النوع المتعصب لملته والمضطهد لمخالفيه فى العقيدة وقد كان قبل حادثة دمشق (أعمال الرسل الإصحاح التاسع) أحد كبار أعضاء محكمة التفتيش، وأحد الذين جمعوا أكوام الحطب للملحدين. واقرأ عن ذلك فى أعمال الرسل [وحدث فى ذلك اليوم اضطهاد عظيم على الكنيسة التى فى أورشليم "..أما شاول[غير اسمه فيما بعد إلى بولس] فكان يسطو على الكنائس وهو يدخل البيوت ويجر رجالاً ونساءً ويسلمهم إلى السجن " (8 : 1،3) و" أما شاول فكان لم يزل ينفث تهدداً وقتلاً على تلاميذ الرب" (1:9)].
ولنا أنت نتخيل أن أنساناً له مثل هذه الأوصاف هو مؤسس "المسيحية" التى نعتنقها اليوم، فهو لم يستطع أن يفقد مثل تلك الملامح التى أصبحت أساس الإضطهاد "المسيحى" للمارقين حتى يومنا هذا .
ب) يضاف إلى ذلك أيضاً تعليقات بولس المزرية تجاه الحواريين الآخرين، وجريرتهم فى ذلك أن آراءهم العقائدية تخالف تلك التى تبناها بولس. وقارن فى ذلك على سبيل المثال: كورنثوس الثانية (5:11) وأيضاً (12: 11) [وفيها يقول: " قد صرت غبياً وأنا أفتخر. أنتم ألزمتمونى لأنه كان ينبغى أن أمدح منكم إذ لم أنقص شيئاً عن فائقى الرسل وإن كنت لست شيئاً"] بل بلغ الأمر أن وصف أعداءه بأنهم كلاب [فقال: انظروا الكلاب انظروا فعلة الشر، انظروا القطع" كما قال عن أم البشرية وزوجة النبى آدم أبى البشرية إنها: "الحية حواء" (كورنثوس الثانية 11 :3)]
3- كذلك جاء ماكتبه فى اعتقاد صحة إيمانه ، حيث قام بإلغاء الكثير من العقائد الصحيحة والتى التزم بها عيسى ? من قبله، مثل التفريق بين المؤمنين والكافرين .
فقد كان عيسى ] يفرق بين الناس ذات النوايا الطيبة وأخرين لهم قلوب شريرة بطريقة مختلفة تماماً.
ولم يكن الإهتمام الكبير بمسائل الإيمان وعلى الأخص الإيمان الصحيح (الأرثوذكسية) فى العالم الذى كان يعيش فيه عيسى ] شيئاً جديداً فحسب ، بل كان أيضاً شيئاً غير مفهوم بالمرة.
ولم يتخيل إنسان ذلك العصر- عصر الأمبراطورية الرومانية- لمدة طويلة أنه يمكن لإنسان ما أن ينظر إلى الإيمان نظرة جادة على أنه تعاليم عقائدية ، بل كان يرى فيه نجاته .
فلم تكن الأديان القديمة أديان عقائدية، بل لم تمثل العقائد عندهم إلا شيئاً ثانوياً، أسلموها راغبين للفلسفة التى لاتنفك عن تشعب الأراء واختلافها مع بعضها البعض، وأصبحت فيما بعد مذهب، بل لم يتعد معنى هذه الكلمة أكثر من "رأى"، ولم يصبح عقيدة، ملزمة إلا بأيدى القياصرة المسيحيين الذين أجبروا الإمبراطورية كلها على اعتناقها رسمياً بإصدار قانون بذلك يلزم الرعية بإعتناقها كدين.
وأدت كلمات "رب واحد، إيمان واحد، معمودية واحدة " (أفسس 4: 4-5) إلى آثار سيئة كما قضى على كل محاولة للجمع بين مذهبين أو أكثر بالفشل فى مهدها (أنظر تكملة ذلك أيضاً فى صفحة 60 )
ب) والأهم من ذلك هو جنوحه الشديد عن تعاليم عيسى [عليه السلام] ، وعلى الأخص المتعلقة ببعض أسس هذه الديانة نذكر منها :
1- تعاليم بولس التى تنص على أن كل إنسان منذ ولادته فاسد وسئ ، ولا يمكن أن يأتى شيئاً حسناً بسبب قدرته الأخلاقية . وهى تعاليم لا تمت لعيسى ] بصلة عند أكثر العقلاء تفاءلاً . إلا أن بولس يرى كل إنسان حديث الولادة شيطان صغير [ ارجع إلى (متى 19: 13-15) عندما " قدم إليه أولاد لكى يضع يديه عليهم ويصلى فانتهرهم التلاميذ. أما يسوع فقال دعوا الأولاد يأتون إلى ولاتمنعوهم ، لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات ، فوضع يديه عليهم ومضى من هناك "]
2- كذلك لانجد فى تعاليم عيسى ] أية أثر للقدرية والجبرية ، تلك التعاليم الفظيعة التى تبناها بولس -أنظر ( رومية 8: 29 ؛ 9 : 11-13 ؛9 :18 ؛9 :22 ) - والتى تقول: " لأن الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم لكيونوا مشابهين صورة ابنه .... " (رومية 8: 29) ، لأنه وهما لم يولدا بعد ولافعلا خيراً أو شراً لكى يثبت قصد الله حسب الإختيار ليس من الأعمال بل من الذى يدعو. قيل لها إن الكبير يُستعبد للصغير- كما هو مكتوب أحببت يعقوب وأبغضت عيسو. فماذا نقول . ألعل عند الله ظلما. حاشا لأنه يقول لموسى إنى أرحم من أرحم وأتراءف على من أتراءف. فإذاً ليس لمن يشاء ولا لمن يسعى بل لله الذى يرحم لأنه يقول الكتاب لفرعون: إنى لهذا بعينه أقمتك لكى أظهر فيك قوتى ولكى ينادى بإسمى فى كل الأرض فإذاً هو يرحم من يشاء ويُقَسِّى من يشاء" (رومية 9: 1-18).
3- ومن الجدير بالذكر أن بولس لم يتفوه بكلمة عن رسالة عيسى بشأن ملكوت الله ، تلك التى تمثل المركز الأساسى الذى كانت تدور حوله دعوته .
4- كذلك إن آراء بولس عن الجسد والجنس والزواج والمرأة لم يعرفها عيسى مطلقاً، هذا على الرغم من أن هذه النظرية لم تؤثر فى العقيدة إلا قليلاً ، إلا أنها أصبحت فيما بعد من أساسيات المسيحية .
أ- ومنها الوضع المتحفظ للمرأة الذى أسسه بولس، هذا إذا تجاهلنا العهد القديم. وكذلك الإفراط الذى لايمكن تصديقه لجرائم الزنا (سواء كان هذا حقيقى أم وهمى) (ارجع إلى كورنثوس الأولى 6 :18؛ 7 :1، 2 ["ويقول فيها: "فحسن للرجل أن لا يمس امرأة، ولكن لسبب الزنا ليكن لكل واحد امرأته، وليكن لكل واحدة رجلها"] و 7 : 38 [ويقول فيها "إذا من زوج فحسنا يفعل ومن لايزوج يفعل أحسن . المرأة ، مرتبطة بالناموس ما دام رجلها حياً . ولكن إن مات رجلها فهى حرة لكى تتزوج بمن تريد فى الرب فقط . ولكنها أكثر غبطة إن لبثت هكذا حسب رأيى. وأظن أنى أنا أيضاً عندى روح الله "غلاطية 5 :17؛ أفسس3:5،5 ؛ كولوسى 3: 3، 5-6]
ب - كذلك يعد حرمان التأريخ من النور الذى دام ألفين من السنين أحد أعمال بولس الرئيسية، التى أرهقت البشرية ، والتى تحتاج الكثير من البذل والعطاء لكى تصحح . وأنا أشير هنا فقط - عوضا عن نصوص أخرى كثيرة - إلى نص بولس الذى يمثل الأساس الذى بنى عليه نظرية "الأخلاق الآسنة القائلة": "فحسن للرجل أن لايمس امرأة " (كورنثوس الأولى 7: 1) وللتعمق فى هذا الموضوع ننصح بقراءة كتاب " الجنس والشعور الخاطئ بالذنب " Sexus und falsche Schuldgefühle
كذلك لايرجع ما يطلق عليه الحياء الكاذب إلا إلى بولس وحده ، حيث قال إن عورات الإنسان لشئ " مشين" وهو مانزال نلاحظه منذ عدة قرون إلى يومنا هذا، وهو ما ذكره بولس فى (كورنثوس الأولى 12 : 23) كذلك أكد بولس أن الشهوة الجنسية " إثم " وهو ما أصبح أحد أسس الأخلاق الجنسية لمدة (2000) عاماً (كولوسى 3: 5) [وفيها يقول: " فأميتوا أعضاءكم التى على الأرض: الزنا ، النجاسة ، الهوى ، الشهوة المردية ،الطمع الذى هو عبادة الأوثان " ]
ج- كذلك جاءت أخلاق الزواج عنده بشكل مشابه، وهو ما ارتكن إليه لوثر من بعد، وأشير هنا إلى نص المذكور فى (كورنثوس الأولى 7: 9) [ والذى يقول : "ولكن أقول لغير المتزوجين والأرامل أنه حسن لهم إذا لبثوا كما أنا ولكن إن لم يضبطوا أنفسهم فليتزوجوا . لأن التزوج أصلح من التحرق " ] أى أن الزواج عنده شر لابد منه حتى" لاتعانى من جماح الشهوة ".
ومع أن هذا أمر ( شديد السوء!) إلا أنه موقفه من الزواج. الأمر الذى لايمكن أن نصفه إلا بأنه أكثر من مؤلم .
كذلك فإن حق الزوجية يعتمد فى المسيحية أساساً على قول بولس فى ( كورنثوس الأولى 7: 3 وما بعدها ) ويقبله قانون الكنيسة الكاثوليكية بصورة أساسية (C an.III)، فقد مرت أوقات كانت تجبر فيها المرأة بسبب حكمة بولس هذه أن تسلم نفسها لزوجها حتى لو كان يعانى من الطاعون ! ويجب على كل إنسان أن يفهم أنه لو حكم عيسى ] فى هذه القضية لاختلف حكمه تماماً.
د - ولم يقل عيسى ] مطلقا إن المرآة تحصل على الخلاص عن طريق الإنجاب. إلا أن هذا ما أقره بولس فى (تيموثاوس الأولى 2: 15) [حيث يقول فيها "ولكنها ستخلص بولادة إن تُبن فى الإيمان والمحبة والقداسة مع التعقل" ].
كذلك لم يقل عيسى ] إن المرأة تختلف عن الرجل، فيجب أن تغطى وجهها فى الكنيسة (كورنثوس الأولى 11 : 5) [وفيما يقول: "وأما كل إمرأة تصلى أو تتنبأ ورأسها غير مغطى فتشين رأسها، لأنها والمحلوقة شئ واحد بعينه"] أو يجب عليها أن تخشى الرجل (أفسس 5 : 33) [وفيما يقول: "..... وأما المرأة فلتحب [أى تخاف] رجلها"].
لم يستطع بولس أن يؤكد على نقص المرأة وواجبها فى أن تخضع للرجل كسيد لها، كما تخضع لله بصورة أكثر من قوله [ "أيها النساء اخضعن لرجالكم كماللرب لأن الرجل هو رأس المرأة "] (أنظر على سبيل المثال أفسس 5 : 22 ).
فتبعا لرأيه قد خلقت المرأة من أجل الرجل فقط (كورنثوس الأولى 11 : 9). ولإظهار مجده ["ولأن الرجل لم يخلق من أجل المرأة، بل المرأة من أجل الرجل "] بينما خلق الرجل كصورة الله ومجده (كورنثوس الأولى 11 : 7) [ "فإن الرجل لاينبغى أن يغطى رلأسه لكونه صورة الله ومجده ، وأما المرأة فهى مجد الرجل " ].
كذلك يجب على المرأة داخل الكنيسة ألا تتكلم , ولو كانت تعلم شيئاً بل عليها ألا تسأل زوجها إلا فى المنزل (كورنثوس الأولى 14: 34-35) ["لتصمت نساؤكم فى الكنائس لأنه ليس مأذونا لهن أن يتكلمن، بل يخضعن كما يقول الناموس أيضاً. ولكن إن كن يردن أن يتعلمن شيئاً فليسألن رجالهن فى البيت، لأنه قبيح بالنساء أن تتكلم فى الكنيسة"]
ومازالت بعض الطوائف تفرض على المرأة لليوم أن ترتدى قبعة أثناء القداس .
ولكى نسوق مثالاً آخراً لكلامه عن المرأة، نقول : من يمكنه فى العالم أجمع أن يصدق أن عيسى قد حرّم على النساء قصّ شعورهن ؟
5- أما سلبية بولس بشأن الجنس فهى ليست إلا ظاهرة لموقفه الخاطئ تجاه الطبيعة والحياة الدنيا.
أ- فعناصر هذا العالم وهذه الطبيعة عنده خربة تماماً، فهى ضد الله، وضد المسيحية وتحيطها اللعنة (قارن مثلاً : كولوس 2 : 8)
ويرتبط هذا عنده على الأخص "بالإنسان الطبيعى" الذى لا يمكنه على سبيل المثال أن يعرف شيئاً حقيقياً مطلقاً (كورنثوس الأولى 2 : 14) [ويقول فيها: "ولكن الإنسان الطبيعى لا يقبل ما لروح الله لأنه عنده جهالة. ولا يقدر أن يعرفه لأنه إنما يحكم منه روحياً"].
فلم يكن من الممكن أن ينشأ تخيل سليم للبيئة الطبيعية، مما حدا بذلك إلى التدمير الخطير للأحوال البيئية الذى نراه اليوم، وكان من الممكن ألا يحدث هذا لو اتخذ الإنسان موقفا آخراً من الطبيعة فى الغرب الذى إنبعث منه هذا التدمير.
جـ - كذلك رفض بولس " حكمة هذا العالم " والفلسفة أيضاً? رفضاً تاماً. ونحن نعرف بالتأكيد النتائج المهلكة التى أدت إلى إحتكار حكمة العالم.
وقد أعطى لنا ليبانوس Libanus فى " السيرة الذاتية " Autobiographische Schriften لدار النشر أرتيمس إصدار عام 1967 صفحات 132، 135، 139). وأيضاً بروكوبيوس Prokopius صورة قاتمة لهذة الأوضاع التى قامت بعد تولى المسيحين السلطة فى كل مناح الحياة، حيث احتقروا حكماء هذا العالم ولم يسمحوا لهم بالتعبير عن آرائهم
د- كذلك رفض بولس التطور الطبيعى للإنسان.
هـ- وكان من أعداء الفنون الجميلة. لذلك وصف ليبانوس المسيحيين بأنهم "أعداء الفن الرفيع". وهذا يعنى أنهم ضد كل أنواع الفنون الجميلة (قارن أيضا المرجع المذكور أعلاه صفحة 188 رقم 81).
وهذا ما نلاحظه فى القرون الأولى للمسيحية حيث ماتت كل حركة فنية جادة.
و- ونلاحظ أيضاً تأثر المسيحيين بأفكار بولس حيث لم يهتموا بحياتهم الدنيا، وكان ينبغى لهم أن يصبحوا كلهم نسّاكا ويزهدوا حياتهم ويحيوا بين السحاب مغنيين أغانى المزامير (أفسس 5 :19؛ وفيلبى 3 : 20).
ز- كذلك لم يهتم بولس بالعلاقات الإجتماعية، إلا أن نبضات حب الإنسان لغيره ترجع إلى أفكار عيسى وتعاليمه.
ح- يضاف إلى ذلك أيضاً مفهومه عن الموت الذى يعده بولس نتيجة حتمية للإثم، مما أدى إلى الخوف من الموت بصورة لم تصورها ديانة أخرى مثل ما صورته المسيحية ولا يأثم فى ذلك إلا بولس وحده، فهو صاحب الفضل الأوحد فى خلق ديانة الخوف التى رزح تحتها المسيحيون ردها من الزمان .
فقد قال بولس : "مخيف هو الوقوع فى يدى الله الحى" ، بينما قال الله عن طريق عيسى "يشرق شمسه على الأشرار والصالحين" منهم (عبرانيين 10 : 31 فى مقابل متى5 : 45).
6- وكذلك كانت لتعاليم بولس عن الدولة نتائج غير حميدة بالمرة (رومية 13 : 1-7). ولابد لكل إنسان أن يعرف ذلك ويعيه عندما يفكر مثلا فى مشوهى معسكرات الإعتقال أو فى الشيلى.
إلا أن عيسى لم يسلك هذا الطريق بالرغم من كل المحاولات الماكرة التى حاولها الفريسيون معه ليوقعوه فى الكفر بالدولة وسلطانها العليا إلا أنه وجد بعبقريته الفذة صيغة سهلة ليعبر بها عن موقفه تجاه ذلك، فقال : "اعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله ". ويكون بذلك قد وجّه ضمائرنا وعقولنا إلى طريق لا نضل بعده أبداً ما سلكناه.
وفى النص المذكور أعلاه يرى بولس أن الإنسان يخضع لسلطة الدولة ومن قاومها فقد قاوم الله . وعلى ذلك لابد أن تكون هذه السلطة خادمة لله وأن تخشاه.
وقد ارتكن الطغاة الغلاظ والحكام الغاشمون على مر القرون إلى هذه الجملة البولسية. وهذا يعنى أنهم ارتكنوا إلى ديانة بولس لكى يتمكنوا من نسب قوتهم إلى "رحمة الله " (ارجع أيضا إلى صفحة 54).
7- ومما يذكر أيضاً أن بولس أقر الرق* ، وقد كان موقفه هذا يعد ردةً للمسيحيين اشتهروا به خلال قرون عديدة حتى العصر الحديث.
8- والجدير بالذكر أن تعاليم الفداء التى تنادى بها هذه المسيحية لا ترجع إلا إلى بولس وحده . فتبعا لآراء هذا الرجل فُهم عمل عيسى على أنه قد جاء ليخلص الناس عن طريق موته ودمه من ذنوبهم وضياعهم ومن سيطرة الشيطان والموت عليهم.
وبذلك يكون عيسى - تبعا لرأى بولس - قد أكمل واجبه فقط على الصليب فى جلجثه، أما حياته وتعالميه فلا قيمة لها بالمرة عند بولس.
وحيث إن تعاليم بولس عن الخلاص هى اليوم ألف المسيحية التقليدية وياؤها، إلا إنها تبدوا بصورة عملية - من وجهة نظر الوثائق السومارية التى جمعت تعاليمه - فى شكل نبذات ألحقت بها نصوص بولس مثل :
أ- تعاليمه عن الخطيئة الأزلية (راجع رومية 5 :19، أفسس 2 :3)
ب- وقد ترتب عليها :
1- إن الإنسان منذ ولادته ابن للغضب، وهذا يعنى أنهم داخلون فى غضب الله : .... "وكنا بالطبيعة أبناء الغضب كالباقين أيضاً" (أفسس 2 :3).
2- كل الناس دون استثناء فى عداد المفقودين (انظر على سبيل المثال رومية 5 :18، كورنثوس الأولى5 :18).
4- أنهم بلا إله (أفسس 2 :12) "أنكم كنتم فى ذلك الوقت بدون مسيح أجنبيين عن رعوية إسرائيل وغرباء عن عهود الموعد لارجاء لكم وبلا إله فى العالم".
5- حلت لعنة الله على البشرية كلها دون استثناء. انظر فى ذلك على سبيل المثال وليس الحصر (رومية 5 :16 وما بعدها) : "وليس كما بواحد قد أخطأ هكذا العطية. لأن الحكم من واحد للدينونة، وأما الهبة فمن جرَى خطايا كثيرة للتبرير. لأنه إن كان بخطية واحد قد ملك الموت بالواحد... فإذاً كما بخطية واحد صار الحكم إلى جميع الناس للدينونة، هكذا ببر الواحد صارت الجنة إلى جميع الناس لتبرير الحياة " ( قارن بعد ذلك رومية8 :1) [وهو يقول فيها: "إذا لا شئ من الدينونة الآن على الذين هم فى المسيح يسوع السالكين حسب الجسد بل حسب الروح ".]
وكذلك أيضاً قوله فى (كولوسى 2: 14): "إذ محا الصك الذى علينا فى الفرائض الذى كان ضدّا لنا وقد رفعه من الوسط مسمراً إياه بالصليب".
6- للشيطان يد عليا على كل الناس دون استثناء نذكر بعض المواضع: رومية 3 :9 [-10 ["كما هو مكتوب أنه ليس بار ولا واحد" ؟ وغلاطية 3 :22؛ وكولوسى 2 :14). ( وهذا يسرى أيضا على مليارات من البشر، حتى من عاشوا قبل عيسى - [ويشمل ذلك بالطبع كل أنبياء الله دون استثناء). ارجع مثلا إلى رومية 3 : 19.*
جـ - ولا يمكن أن يزول غضب الله (الذى يشمل أيضا كل مولود) إلا بموت عيسى ودمه، ولم يغفر الله الخطيئة الأولى - تبعا لقول بولس - إلا بموت عيسى وسفك دمه (انظر كولوسى 1 :22، عبرانيين 9: 22) : "...... وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة " (عبرانيين 9: 22).
ولكى يتمكن الله من غفران هذا الذنب (تبعا لخطة أزلية) جعل ابنه من صلبه انساناً ثم نبذه لكى يستغفر للبشرية كلها عن الخطيئة الأزلية بموته ودمه : "لأنه جعل الذى لم يعرف خطيّة خطيّة لأجلنا (!) لنصير نحن برّ الله فيه " (كورنثوس الثانية 5 :21) وأيضا : "المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا لأنه مكتوب : ملعون كل من علق على خشبة " (غلاطية 3: 13).
وقد تمكن الإنسان بهذه الطريقة فقط من محو خطيئة إنسان آخر (أدم). وأشهر الفقرات التى تكلمت فى ذلك - نذكر منها : رومية 3 :24-25، [وهو يقول فيها: "متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذى بيسوع المسيح الذى قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار برَّه من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله " .
19- ورومية 3: 30؛ 4: 5 [ " وأما الذى لا يعمل ولكن يؤمن بالذى يبرر الفاجر فإيمانه يحسب له براً " : 5 :9-10 [ "ونحن متبررون الآن بدمه نخلص به من الغضب، لأنه إن كنا ونحن أعداء قد صولحنا من الله بموت ابنه فبالأولى كثيراً ونحن مصالحون نخلص بحياته " ؛ رومية 5 :15؛ 5 :18-19؛ 8 :1، كورنثوس الأولى 1 :30 ؛ 7: 23؛ 15: 17-18، غلاطية 4 :5؛ أفسس 1 :7؛ 2: 16، كولوسى 1 :20؛ 2 : 14، تسالونيكى الأولى1 :10 ؛ 5 :9-10؛ تيموثاوس الأولى 2 :5-6، ثيطس 2 :14؛ عبرانيين 2 :17؛ 5 :9؛ 7 :27؛ 10 :10؛ 10 :14؛ 10 :19؛ 13 :12، وأيضا رومية 4 :25 [ "الذى أسلم من أجل خطايانا وأقيم لأجل تبريرنا " ؛ 5 :6-18.
د- وفى الحقيقة فهو يرى - أن الأعمال الحسنة التى يقوم بها الإنسان وسلوكه الطيب لا يشفعان له للمصالحة مع الله : رومية 3 :24 ؛ 3 :28 [ "إذ نحسب أن الإنسان يتبرر بالإيمان بدون أعمال الناموس" ؛ 9 : 11؛ 9 :16، كورنثوس الأولى 1 :29، غلاطية 2 :16 وأيضا أفسس 2 :8-9 ويقول فيها : " لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم. هو عطية الله ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد ".
لذلك فإن الخلاص ليس إلا عطية، ولا يمكننا أن نفعل حيال ذلك أى شئ (ويطلق عليها : تعاليم بولس عن الرحمة ) انظر رومية 3 :24؛ 4 :16، أفسس 2 :5؛ 2 :8-9، تيموثاوس الثانية 1 :9، ثيطس 3 :5-7 .
هذا وتعلم الكنائس، وعلى الأخص البروتستانتية منها أن خلاص كل البشرية - تبعا لتعاليم بولس - يرجع أولا وقبل كل شئ إلى تضحية عيسى بدمه على الصليب فى جلجثة، وعلى هذا لا يمكن للمرء أن يفعل شيئا حيال ذلك إلا التصديق به شاكراً إياه بشكل عملى، وهو ما يسمى الرجوع إلى العقيدة السليمة، ولا يحتاج المرء أكثر من ذلك ليبلغ هدفه فى الحياة ، حيث إن عيسى قد أنجز كل شئ نيابة عنا.
وبناءً على هذه التعاليم قام الافتراض الوهمى الذى تُخشى عواقبه والذى يتبرر الإنسان فيه تماماً بمجرد قبوله هذه التعاليم ويصبح ابن الله، ويتحول إلى مخلوق جدير. وكل محاولة يجهد فيها الإنسان ذاته ليتصالح مع الله فهى إنكار لفضل عيسى وتُماثل الخطيئة الأزلية بل وتُعد محاولة فاسدة للتبرر.
وعلى النقيض من ذلك فإن كل إنسان عاش مثاليا (مثل غاندى) بينما لم يقبل تعاليم الفداء على الصليب عن إيمان نابع من داخله، حامداً إياه لخلاصه الكامل، فهو من الخائبين الخاسرين. ولا يزال تلاميذ بولس ينفثون تعاليمهم منذ ألفيى سنة، وكذلك أتباع لوثر المخلصين منذ أربع مائة وخمسين عاماً.
وينبغى علينا هنا أن نسرد بعضاً من الأقوال الجديرة بالإعتبار من أجل معتنقى البروتستانتية - بديلاً عن كثرة التكرار .
يذكر كتاب “الديانات المسيحية” (Die Christlichen Religionen) - لدار النشر فيشر إصدار عام 1957- أن رجال الدين المسيحى قد أسهبوا تحت اسم "الخلاص" و"الأخلاق" و"الرحمة" وما شابه ذلك فى أن المسيحية التى يمكن فهمها فهماً صحيحاً كنهاية لدين البذل والعمل، وأننا لسنا بحاجة إلى أداء وصايا الله، لأن عيسى هو الذى قد أداها نيابة عنا، فهو قد فعل كل شئ من أجلنا، وأن كل اجتهاد للارتقاء فى العمل، وكل محاولة فردية جادة للخلاص، وأن كل محاولة للتكامل الذاتى ليست فقط ضد إرادة الله، ولكنها "الخطيئة الأزلية" بعينها، بل أضل سبيلا (ارجع إلى صفحات 82، 105، 190، 137).
ونجد نفس هذه التعاليم فى أحد أغانى لوثر التى نقرأها فى الكتب الرسمية للإنشاد الكنسى، ويطلق عليها : "من أعماق الضيق"، وتقول هذه الأنشودة : "تذهب أعمالنا هباء حتى لو قضينا أحسن حياة يمكن تخيلها ".
وهى تشبه نشيد آخر يعد من أحب الأناشيد وأكثرها استعمالاً فى الأوساط والدوائر الطائفية ويطلق عليه . "يا حمل الله"، وتقول فى مقطعها الثانى : "سرمدى سلام إلهنا الكامل، فإذا ما قبلته أيها المذنب فسيكون لك، فليس بإمكانك فعل أى شئ آخر لأنه قد تم عمل كل شئ على يديه، لقد تم فعلاً، لقد تم ".
أما بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية فسأذكر بعض نصوص من قرارات آخر المجامع (حتى أكون موضوعيا فى استشهادى):
- ( قانون الطقوس الدينية (1963): عيسى ابن الله والوسيط، قد خلص البشرية [من الخطيئة الأزلية عن طريق آلامه وقيامته (صفحة 58) ، ويتم هذا الفداء فى القداس (صفحة 51).
- توضيح لكل الأديان غير النصرانية (1965) : عيسى صالح كل البشرية من خلال الصليب (صفحة 358).
21- قانون "عن الوحى" (1965) : حرر عيسى البشرية بموته من الخطيئة والموت (وهى تماما نفس أقوال بولس !) (صفحة 366).
- قانون بشأن " الكنيسة والعالم " (1965) : لقد سفك عيسى دمه بمحض إرادته وهو فى ذلك ضحية برئ لكى يهبنا الحياة ويحررنا من عبودية الشيطان والخطيئة (وهى أيضاً نفس أقوال بولس - صفحة 469)، ومن خلال الطقوس فقط يصبح الإنسان قادراً على أن يؤدى قانون الحب (وهى نفسها أقوال بولس - صفحة 469).
- قانون "بشأن التبشير "(1965) : تحررت البشرية عن طريق عيسى من سلطة الظلام وقوة الشيطان (صفحة 609)، ويتم هذا عن طريق الطقوس (صفحة 624).
وقد أدت تعاليم بولس عن الفداء وهى التى توليها أيضا الكنيسة الكاثوليكية شأنا كبيراً إلى أن احتل قدس الأضحية الأهمية القصوى على الإطلاق.
وتقول الكنيسة الكاثوليكية عن هذا القداس إنه "التجديد غير الدموى لموت عيسى فداءً" (وهى هنا تعنى أقوال بولس )(16أ)
هذا ويعلم بولس ومن ورائه الكنائس أن الله قد سلم ابنه عيسى عن عمد إلى موتة مهينة مؤلمة، لأنه لم يستطع أن يصالح البشرية ويخلصها إلا عن هذا الطريق.
وفى الحقيقة فإن هذه التعاليم تعطينا مفهوما فظيعاً عن الله الذى لا يكون بذلك قد بلبل أعداداً غفيرة من البشر فحسب، بل يكون قد أهلكهم، حيث إنه أساساً هو منشئ الديانات الأولية التى يحتل مركزها التضحية بالإنسان (حل محلها فى كتاب العهد الجديد الأضحيات الحيوانية).
وهنا يواجهنا سؤال : هل مثل هذا الدين له تأثير جانبى من شأنه إخماد العدوانية عند الإنسان أو يحوله إلى إنسان وحشىّ؟ والجزء الآخر من السؤال هو الأرجح عندى، لأنه لم يكن هناك دين بمثل هذه الوحشية والقسوة على خصومه على مر الزمان، مثل ما فعلت المسيحية خلال العديد من القرون.
ونظرية الفداء هذه التى صورها بولس هى فى الحقيقة شئ ثانوى فى اعتماد الكبر المعروف اليوم عن المسيحية ، والتى يعمل مدافعوها - مثل هذا الفداء المجانى - لشئ لا يمكن أن يشعر به المرء إلا قليلا، وهى تيسر عمل الحسنات والعيش فى استقامة. وهذا ما لا يقدمه دين آخر لأتباعه .
ويدرك معظم المسيحيين أن واقع هذه النظرية مرهون بنفس المسيحية ونفيسها ، وبذلك يثبت أنها خرافة كبيرة كانت بعيدة كل البعد عن فكر عيسى حيث لا نجد أية أثر إطلاقا عنده لتعاليم الفداء التى نعتنقها اليوم : لا فى "موعظة الجبل" التى تمثل نواة رسالته، ولا فى "أبانا" ، ولا فى المثل الرئيسى الذى ضربه عن "الابن الضال "* .
فقد كان بإمكانه الإشارة إلى موته فداء" عن البشرية - لو كان هذا حقيقى - خاصة وأنه سُئل عما يفعل المرء ليرث الحياة الأبدية (مرقس 10 :17). فالسكوت هنا مع العلم ينافى الأخلاق القويمة، وحاشاه !.
أما أتباع تعاليم بولس فيعترضون قائلين إنما أُوحيت إلى تلاميذ عيسى بعد موته ونزول الروح القدس عليهم، ويتناسون أن عيسى نفسه كان يكلم الناس بعد موته لمدة "أربعين يوما عن ملكوت الله " ( أعمال الرسل 1 :3 ) , ومع ذلك لا يوجد أثر لتعاليم جديدة كان قد أخبرهم بها !
كذلك لم يتفوه بطرس فى خطابه المنظم عقب نزول الروح القدس عليهم مباشرة بكلمة عن تعاليم الفداء، التى تمثل قلب المسيحية اليوم، وكان لا يزال تأثير الوحى جديد، فقد كانت "الرسالة الجديدة" هى تعاليم عيسى التى كان ينشرها فى كل مكان عن التوبة وطهارة القلب وملكوت الله، ولا شئ آخر سوى ذلك (ارجع إلى أعمال الرسل 2 :14 وما بعدها؛ 3 :12 وما بعدها؛ 4 :8 وما بعدها).
ويجب علينا الاعتراف بأن الأناجيل (هذا إذا أغمضنا الطرف عن الفقرة الغريبة عند إشعياء والاصحاح الرابع بإنجيل مرقس) وكذلك أيضا الرسائل المختلف فيها جزئياً لاختلاف صيغتها، وكذلك أيضا أعمال الرسل تحتوى على بعض النصوص القليلة التى لها نفس أفكار تعاليم بولس بشأن الفداء. ولكن ندرة وجود مثل هذه النصوص لهو خير دليل على أنها ليست من أقوال عيسى أو أفكاره، لأنها - كما قلنا من قبل - تمثل قلب المسيحية التقليدية وقالبها، وما يمثل قلب ديانة ما يذكره مؤسسها بصورة عابرة تماماً أو على هامش سيرته.
وإذا ما عرفنا مقدار ما زورته الكنيسة القديمة فى الأناجيل وجعلته فى توافق منتظم ، لتعجبنا من عدم إدخالهم أفكار بولس هذه أيضا ضمن الأناجيل.
8- جعل بولس من عيسى إلها، وفى هذا تجاهل تام لتعاليمه، إذا ما حللنا تعاليم عيسى كما فعلنا بتعاليم بولس.
وإجمالياً فإن بولس قد بشر فى كل مناسبة "بإنجيل" مختلف تماماً عن إنجيل عيسى وتعاليمه التى كان ينادى بها مثل :
- نظرية فداء مختلفة تماماً.
- مفاهيم مختلفة جداً عن الله، حيث يختلف مفهوم الله بين الاثنين فى شكل متباين جداً.
- كذلك بشر بولس بتعاليم تصف الإنسان بشكل مختلف تماماً عن وصف عيسى له وحكمه عليه .
وبذلك أسس بولس بتعاليمه ونظرياته علم اللاهوت، الأمر الذى كان عيسى يكرهه.
كذلك كان بولس يولى التعاليم الأورثوذكسية اهتماما كبيراً (ارجع على الأخص إلى غلاطية 1: 8-9) [والتى تنادى بأنه صاحب الحق الأوحد وما عداه باطل : "ولكن إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرناكم فليكن أناثيما" (أى ملعونا).
وبهذا أصبح بولس مؤسس الإضطهاد الدينى (إضطهاد مخالفى العقيدة)، غير أنى عيسى لم يعنيه إلا دماثة القلب ورحمته دون الدخول فى التفاصيل .
وانتشرت بعد ذلك هذه التعاليم تحت اسم المسيحية، بينما أصبحت تعاليم عيسى بعد عين أثراً تضمه المصادر - وهذا من حسن الحظ - إلا أنها فى الحقيقة لم تأخذ صورة الانتشار ، ولم يكن لها الغلبة .
وبذلك يكون عيسى قد أُعفى من مركزه التعليمى ، ورُفع على المذبح - وبذلك أيضاً يكون خطره قد قلّ - تحت مسميات أخرى .
وبصورة أوضح فإن كل اللاهوت "المسيحى" تقريبا يرجع إلى بولس ولا علاقة لعيسى به. وكل من يهمه معرفة مثل هذه الأشياء فعليه التوجه إلى المراجع اللاهوتية ليتفحصها، فقد صحح لوثر على سبيل المثال الرسالة إلى رومية، ونقدها، ثم قال عنها إنها الإنجيل الصحيح وماذا إذن عن باقى الأناجيل ؟ .
ونرى منذ الوقت المبكر للمسيحية أن الفرقة وعدم الإتفاق قد ظهرا بين آباء الكنيسة وبعض طوائفها ، حتى لو أغمضنا الطرف عن بطرس ويعقوب الذين جادلهما بولس وعارض تعاليمهما، بل وعاملهما بإحتقار مبين، ووصفهما بشكل مشين (ومن هذا خرج المثل الذى احتذاه المجاهدون المتعصبون لطوائفهم).
ومن هذه الطوائف : السيرفانية (Servianer) والإبيونية (Ebioniten) والكيسية (Elkesaiten) (ارجع إلى توديكوم Thudichum الجزء الثالث صفحة (10) وليمان Lehman صفحة (201) وكذلك أيضا الأريوسية (Arianer) (الذين كان لهم الغلبة فى المسيحية يوما ما) والبلاجية (Pellagianer) الذين وقعوا للأسف فى نفس الخطأ الذى وقع فيه الكثير من المحدثين، وهو اعترافهم بأباطيل بولس، غير أنه لم تمسهم العواقب التى ذكرها ألفونس روزنبرج Rosenberg فى أحد فصول كتاب "تجربة المسيحية" “Experiment Christentum” تحت عنوان "من يخرج بولس من القانون ؟ [أى كتب العهد الجديد التى قننتها الكنيسة فى مجمع نيقية 325 تحت زعامة الامبراطور قسطنطين الوثنى (؟) فى ذلك الوقت، واعتبرتها من وحى الله، ورفضت باقى الكتب - تقدر من 70-100 إنجيل - لأنها أبوكريفا أى دخيلة .
ويفهم من توديكوم أن المسيحيين الأوائل قد رفضوا دخول كتب بولس وتعاليمه ضمن الكتب الرسمية، لأن أحسن وأقدم المخطوطات اليدوية - تبعا لرأيهم . لا تحتوى على رسائل بولس (الجزء الثالث صفحة 10).
إلا أن أعداء بولس لم يحققوا أية تقدم، لأن البولسية كانت أنسب لسياسة الكنيسة من إنجيل المسيح وتعاليمه - حتى إن تلاميذ عيسى قاموا بالخدمة دون تولى المراكز. وتم إحراق مخطوطات هؤلاء الهراطقة فى المقام الأول. وهو الأمر الذى لا يسمح لشعبه الكنيسة حتى اليوم أن يعرف عنه إلا قليلا.
ويمثل هذا التطور لعيسى مأساة عظيمة حيث إنه خدع أساساً فى عمل عُمره، فقد استطاع بولس أن يقيم تعاليمه على مجد عيسى الذى اكتسبه أثناء حياته البطولية وبموته وأعماله وتعاليمه الرائعة.
وما يزيد مأساة عيسى ألماً هو أن بولس هذا كان من الفريسيين الذين قضوا ردحاً من الزمان فى عداء شديد لعيسى ، وقد كان يظهر لهم عداوته حتى إنه كان يحبذ عدم الكلام معهم البتة، إلا أنه استطاع فى النهاية أن يخاطبهم ولكن بقساوة منقطعة النظير.
ولم يكن ليكدر عيسى شئ أكثر من توليه شأن الفريسىَ المولد والمنبت حتى ولو كان هذا الفريسّىَ يتصرف من وازع إيمانه. وتظهر طبيعة الفريسيين هذه دائما عند بولس، ولم تفارقه أبداً حتى بعد [زعمه] اعتناق دين عيسى أثناء رحلته الدمشقية.
وعاشت تعاليم عيسى مطمورة تعانى ليس فقط من هذا القدر الذى ضربته عليه تعاليم بولس، بل احتلت مكانتها [بجدارة. ومما زاد من مأساتها أن هذه التعاليم الجديدة انتشرت فى العالم باسم المسيح . وأستطاعت خلال (2000) عام أن تستفيد من هذه النوايا الحسنة. وليس هذا إلا اخراجاً شيطانيا وقف بولس بجانبه دون وعى .
ولم يخدع عيسى فى ذلك بمفرده، بل خدع معه أيضا الملايين الكثيرة الذين يعتقدون منذ ألفى سنة أنهم مسيحيون . فإذا ما سعيت جاهداً فى مقارنة الأناجيل (وعلى الأخص المتوافقة [مرقس - متى - لوقا أى تعاليم عيسى مع خطابات بولس دون تحيّز، فإن ذلك سيمكنك حتما من إثبات أن ما كنت تعتقد أنه الحقيقة الكبرى، بل أهم الحقائق، ليس هو تعاليم من تعتبره معلمك، ولكنه شئ آخر تماماً، وستثبت أيضا أن ما لديك من الحقيقة أقل بكثير من هؤلاء الهراطقة الذين كنت تشعر تجاههم باحتقار، والذين كان بودهم إرشادك وهدايتك إلى العقيدة القويمة.
وإنه ليهمنا أيضاً أن نعرف لماذا أمكن وضع بيضة طائر تتطور وتفقس وتعيش تحت اسم مستعار :
1- يرجع ذلك أولاً إلى تقديم شخص عيسى فى المقدمة، مما أجبر المسيحيين القدماء الذين كانت تشوبهم فى الغالب البساطة، على إلتزام الصمت.
وكذلك فقد عايش بولس ما يطلق عليه الرجوع إلى الهداية أو كان مقتنعاً أشد الاقتناع بهدايته، حتى إن الملك أجريبا أوضح قائلا :"كنت على وشك أن تقنعنى ".
ومن ناحية أخرى فقد سمعنا أن تلاميذ عيسى الذين كانوا تحت تأثيره المباشر لمدة طويلة من الزمان، أنهم لم يكادوا يفهمونه .
ويرجع هذا إلى اختلاف تعاليم عيسى عن ديانة اليهود نختلف هنا مع المؤلف، وهو سوف يناقد نفسه فيما بعد عندما يتكلم عن التغيرات التى أستبدعها بولس فى تشريعات عيسى ، ومن يقرأ الأناجيل الأربعة الرسمية يجد الكثير من المواقف التى سأل فيها اليهود والفرّيسيين عيسى ولم يجب عليهم إلا من ناموس موسى، فهو لم يأت إذن بديانة جديدة أو شريعة أخرى غير التى كانت، وقد أوضحنا هذا من قبل، وسنزيد فى التعليق الختامى ، ويرجع كذلك إلى اختلافها مع المفهوم السائد وتقاليد الناس، فكم كان عيسى واضحا بدرجة يخطئ بولس معها فى فهم أقواله.
2- ثم حوّل بولس أتباعه بكلمة أناثيما أى ملعونا إلى التعصب الشديد للمذهب الصحيح، وكان لهذه الكلمة آثاراً كبيرة لا تحمد عقباها، مما جعلهم يتشدقون بالإيمان "الصحيح" بشكل يختلف تماماً عما كان يمكن أن يفعله تلاميذ عيسى . وفى الحقيقة كلمة أناثيما التى يهدد بها بولس كل من يُخالف مبادئه وأفكاره هى فكرة صهيونية تماماً تهدف للقضاء على الحقائق وطمسها وإظهار مايخدم الصهيونية فقط، وقد استمرت وأثمرت بعد الحرب العالمية الثانية وتحولت إلى كلمة النازية، فلا يجرأ اليوم من يهاجم الصهيونية أو من يقول بعدم حدوث مذابح جماعية لليهود على يد هتلر، حتى ولو تمكن شخص ما من إثبات ذلك علمياً، فسوف يُوصم بالنازية التى تحولت فى وقتنا هذا وفى أمتنا هذه إلى "التطرف"؛ فكلمة أناثيما لها نفس الهدف السياسي لكلمة نازى أو لكلمة متطرف؛ وحسبه من يوصف بأحدى هذه الصفات أن يُحرم من كل حقوقه السياسية ولايسمع له أحد.
تحتوى الفقرة المذكورة فى كرونثوس الأولى (5 :5) على ما لا يقدر من العذاب والألم والعيش على حساب الآخرين، حيث تقول : "أن يسلم مثل هذا (من يقترف سيئة) باسم ربنا المسيح (وهذا طبعا من لزوم الشئ) للشيطان لهلاك الجسد لكى تخلص الروح فى يوم الرب". كما لوكنا نسمع خطبة لمجرمى محاكم التفتيش عند إحراقهم الهراطقة بشكل جماعى !
ومثل هذه الأقوال وما شابهها من رسائل بولس كان الأساس الأول الذى أقامت عليه المسيحية "عقيدة التعصب " عقب نصرها مباشرة (25أ) . فقد كانت ممارسات التعصب التى قاموا بها أكثر ألماً للإنسانية مما عاناه المسيحيون أنفسهم أثناء عصور اضطهادهم ، وقد تطورت عقيدة التعصب هذه استناداً إلى الأناجيل إلى "عقيدة التسامح" المقنعة .
3- وكما ذكرنا كان أتباع بولس فى موقف حرج عند انتقاء الذرائع التى ارتكنوا إليها مباشرة بعد قسطنطين لممارسة التعذيب ضد مخالفى العقيدة .
وإنه ليريعك أن تقرأ كيف عذب المسيحيون مخالفى العقيدة بعد زمن قسطنطين مباشرة، وسوف يريعك أكثر إذا ما عرفت كيفية قيامهم بهذا .
4- ومع كل ذلك فإن هناك الكثير من الإهتمامات الإنسانية المهمة التى تؤخذ لصالح البولسية وتساندها من كل جانب ، منها :
أ- إن أحسن الضمانات لمثل هذا التطور الخارجى لدين جديد وتخريبه من الداخل ونشره وتثبيت دعائمه هو مباركة الدولة نفسها له. إن دينا مثل المسيحية الحقة التى ترفض استخدام القوة أو كان بينها وبين الدولة علاقة متوترة داخليا - لأنها كانت ترى أن القتال الوحشى من أجل المصالح الدنيوية التى كانت الدولة تظهره دون تخف، يناقض الأخلاق الروحية والتسامح.
أقول إن دينا مثل المسيحية الحقة سوف لا يجد أية تأييد من رجال السلطة فى الدولة. فلم تقرر الدولة إلا صياغة مثل دين بولس الذى شعر أنه يتمتع" برحمة الله ، وطلب من المؤمنين به الطاعة العمياء مهما كلفهم ذلك من أمر.
لذلك تمتعت البولسية دائما بحماية الدولة لها. فهو فى الحقيقة الدين الذى يتمناه كل حاكم للحفاظ على سلطته (ونادراً ما يحدث عكس ذلك) لأنه دين لا يعلم الناس فقط التمسك بأسباب القوة تحت زعم "إرادة الله" ولكنه يحثهم أيضاً على الدفاع عنه بالنفس والنفيس (طلبا لرحمة الله).
فلم يقدم بولس دين فقط للحكام بل خدمهم به خدمة كبيرة من خلال التعصب الذى أفرزه والذى أوجد أيضاً الأسباب المؤدية إليه.
وفى الحقيقة فإن أية دينا يشوبه التعصب ليعد سلاح ذو حدين فى يد الدولة، ويمكنه أن يكون خطراً عليها (مثلما كانت المسيحية تجاه الدولة الرومانية، لذلك اضطرتها إلى اضطهادهم).
أما إذا عرفت الدولة كيفية قيادة هذا التعصب الدينى، فسيصبح هذا هو الأمثل فى أعين حاكمها، لأنه سيمكنه حينئذ من تدعيم قوته، الأمر الذى يؤكده التاريخ الملئ بمثل تلك الأحداث.
ب- كان بولس منذ ظهوره لاهوتيا، بينما كان عيسى فى صراع مرير مع اللاهوتيين وكبار رجال الدين. وكما يصوره - على سبيل المثال - شو Show فقد كان "دائما ضد الإكليروس" (راجع : تطلعات المسيحية : “Die Aussichten des Christentums” صفحة 134).
لذلك يطلق على بولس أول لاهوتى مسيحى. ويعنى هذا أنه أول نظرىً لما يطلق عليها الديانة المسيحية.
وبهذا أحكم رجال اللاهوت سيطرتهم على رجال الدين وشعب الكنيسة، لأن مثل هذه التعاليم تؤدى بالطبع إلى الإستئثار وتعظيم قدسيات خاصة، بل وتؤدى إلى خضوع الشعب لهم.
ولا تكمن أهمية هذا فقط فى أن اللاهوت المسيحى أصبح تحكمه فلسفة اللاهوتيين أى أنه أصبح دين تأمل وفلسفة، بل تتعدى أهميته أيضا فى أن خصائص هذا "العلم ترجع بدورها إلى بولس :
أ- يطلق بعض أصحاب الأقلام على علم بولس هذا سفسطة ، ولا عجب فى ذلك فإن بولس لا يريد أن يعرف شيئاً مطلقا عن قوانين الفكر الطبيعية !
وهو يؤكد ذلك بقوله إن حكمته لم تأخذ عن البشر، ويتباهى بأن الحكماء والفلاسفة اليونانيين يعدون تعاليمه "صحافة" (كورنثوس الأولى 1: 17-21).
بل إنه قرر (!) ألا يعرف شيئاً أكثر مما تمخضه عقله وبالتحديد المصلوب (كورنثوس الأولى 2 :2) "لأنى لم أعزم أن أعرف شيئا بينكم إلا يسوع وإياه مصلوباً".
بل أوضح فى موضع آخر أنه يجب على المرء أن " يأسر كل فكر" (كورنثوس الثانية 10 :5) "هادمين ظنوناً وكل علو يرتفع ضد معرفة الله ومستأسرين كل فكر إلى طاعة المسيح" : ويعنى هذا أنه لابد من إلغاء المنطق والتخلص من العقل.
فلا عجب إذن أن وصفت أستاذة لاهوت جامعية كبيرة هذه الديانة (البولسية) بأنها "نوع من الكلام الفارغ" . ويعنى كلامه السابق أيضا أنه لابد من تجنب البحث الموضوعى والنقد البناء. وهذا ما يحدث الآن .
ب- يضاف كذلك الإستكبار المطلق* والغرور المعروف عن اللاهوتيين إلى الخصائص التى تميز هذا العلم البولسىّ التى صورها (بولس هيبرلين) Paul Häberlin بشكل رائع، محدداً معالمه فى كتابه (الإنجيل واللاهوت) Das Evangelium und die Theologie صفحة 65 وما بعدها، فقال: بلغت نظرية بولس عن الخلاص قمة التركيب التأملى، وذلك أنه أظهر الاعتقاد بالجن ضمن اللاهوت الأخلاقى.
وعن طريق التفكير التاريخى أو اللاهوت المرتبط بالتاريخ استطاع بولس أن يجد له مخرجاً بشكل رائع من التوتر الكبير بين المستقبل من وجهة النظر اليهودية والدعوة لتنصير الوثنيين من جهة وبين مراد تعاليم الرسل والمقاومة المعروفة للتنصير من جهة أخرى .
ومن خصائصها أيضا - كما نعلم - التبرر بالإيمان بموت عيسى فداءً سبب خطيئة آدم - وهو نتاج فكر القانون اليهودى لوسائل التربة والإصلاح - ثم اختيار الرحمة .
وإذا ما كانت هذه الأفكار غير مسيحية بالمرة لأنها تذكر النقيض تماما لوحى إنجيل الله (كما أنزل وقتها)، فإنها تحمل أيضا - بغض النظر عن ذلك - طابع المضاربة. ويمكننا معرفة ذلك على الأخص من ادعائها أنها تعرف من الله أكثر مما نعرفه نحن إذا ما تمسكنا بالوحى.
فالأفكار البولسية تضع نفسها محل أفكار الله وخططه، فيدعى بولس أنه يعرف ما خطط الله وما يرمى إليه، وما الذى اعتبره ضروريا وما سوف يحدث فيما بعد، فهو يتصرف عند التخطيط لشئ كما لو كان إلهاً، بل ويدعى معرفة سير مجرى التاريخ كما يعرفه الله..."
أما هذا التكبر فله أساس قوى عند بولس، لأن:"من عرف فكر الرب فيعلمه وأما نحن فلنا فكر المسيح" (كورنثوس الأولى 2 :16) ، وهنا تكمن ثقة اللاهوتيين المبالغ فيها .
ويذهب الكبر إلى أكثر من ذلك بكثير، ولكنه لا يتعدى نفس الموضع، وأعنى ما قلته مباشرة من قبل، وهو: "وأما الروحى*( وهو اصطلاح يعبر به اللاهوتيون عن أنفسهم بصورة غير موثوقة الجانب) فيحكم فى كل شئ وهو لا يحكم فيه من أحد ". (كورنثوس الأولى 2 :15). وبسبب جملة بولس هذه تمتع الإكليروس والكنيسة فى العصور الوسطى بسيادة عليا تفوق كل سلطة أخرى .
كذلك خدمت الجملة البولسية القائلة :"إذا الإيمان بالخبر أى بالسمع " (رومية 10 :17) سلطة رجال اللاهوت خدمة كبيرة جداً، وهى ما ترجمها رجال الدين إلى "إذا فالإيمان يأتى من الخطبة"، مما أعلى من شأنهم أكثر وأكثر، حتى إن الناس لم يستغنوا عنهم فى خلاصهم المتوقع على أيديهم .
جـ- كذلك من النصوص الهامة جداً لرجل الإكليروس هى ما خولهم بولس فيه أن يحيدوا كلمة عيسى ، تلك الكلمة التى تمثل عبئاً كبيراً على قلب بولس. وتقول هذه الكلمة : "مجاناً أخذتم مجاناً أعطواً (متى 10 :8).
أما قول بولس المناقض لذلك والذى يلاقى الترحاب فهو : "الذين يلازمون يخدمون المذبح يشاركون المذبح" (كورنثوس الأولى 9 :13)، وبذلك يستعيد القساوسة البروتستانت ضميرهم النقى إذا ما تقاضوا المرتبات العالية، وتمتعوا بالمنازل المريحة، وعلى الرغم من أن بولس لم يدع لنفسه فى ذلك فضلاً إلا أنه أضفى عليه جلالاً.
د- كذلك كان الأدب البولسى ولا يزال يمثل أهمية كبيرة بالنسبة للإكليروس، وهو القاعدة الأساسية التى يبنون عليها سلطتهم (انظر تيموثاوس الأولى 5 :17، 19) "أما الشيوخ المدبرون حسناً فليحسبوا أهلاً لكرامة مضاعفة ولاسيما الذين يتعبون فى الكلمة والتعليم ... لا تقبل شكاية على شيخ إلا على شاهدين أو ثلاثة شهود".
فمثل هذه النصوص ومثيلتها التى فهمت خطأ أو أُسئ استخدامها قد أدت بتحليلها الخاطئ إلى استبداد الأساقفة فى الكنيسة القديمة لدرجة أنهم أنفسهم قد قرروا أنه لا حول ولا قوة على الأرض إلا بهم. وقد أدت هذه القوة إلى خضوع القياصرة لهم وعلى رأسهم تيودسيوس الأول الذى أجبره أمبروسيوس -أحد حكام الإكليريك- على الركوع على ركبتيه *
وأخيراً وليس آخراً فقد ضم بولس إلى جانبه أنانية جموع الناس وخمولهم: فليس من السهل مدح الدين القاهر إلا أنه كانت هى الحال بالنسبة لديانة بولس التى يحصل فيها المرء على نجاته مجاناً. فمن فى العالم كله له أن يستجمع قواه ويعارض الكنيسة عندما تناديه دون انقطاع: "أعمالنا لا قيمة لها إطلاقاً حتى فى أحسن حياة " ( انظر ما قبل ).
فإن الأساس المادى للكنيسة وتوسعها كان بداهة فى غاية الأهمية حتى إن الأغنياء كانوا أكثر سعادة تحت إشراف بولس، أكثر مما كانوا تحت مظلة عيسى الذى كان ينادى بالفقر.إلا أن بعض الأغنياء قد تصالحوا مع المسيحية عندما قرأوا (متى 19 : 24) "وأقول لكم أيضاً: إن مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غنى إلى ملكوت الله" ماجاء على لسان بولس فى (تيموثاوس الأولى 6 :17) " أوصى الأغنياء فى الدهر الحاضر أن لا يستكبروا ولا يلقوا رجاءهم على غير يقينية الغنى بل على الله الحى الذى يمنحنا كل شئ بغنى للتمتع " .
وبذلك عاد إلى قلبه " الضمير النقى" مرة أخرى عندما قرأ فى كلمة الله مثل هذه الصياغة المختلفة، وعلى الرغم من أنها تعبر عن اختلاف غير ظاهر بين عيسى وبولس، إلا أنه كان له نتائج مهمة جداً.
ولا شك أن انتصار البولسية وتنحية تعاليم عيسى الحقة ليست لهما قيمة نظرية فقط، بل كان مخططا لها أن تصل إلى أبعد من ذلك لتشمل الحياة العملية والدينية بل وكل مجالات حياتنا.
إن الميلاد الثانى للمسيحية وهذا الاصلاح الدينى الثانى من نوعه، والذى يعد أعنف من سابقه لن يتحقق داخل المبانى اللاهوتية فقط - "لا نترك حجراً قائماً على آخر" - ولكنه سوف يفجر ثورة اجتماعية ضخمة ، ويؤدى إلى تغيير جذرى ، إذا ما نجح حاملوا تعاليم عيسى أن يدخلوا تعاليمه إلى الحياة الاجتماعية مثل الخميرة شديدة الاختمار .
ونريد هنا بل يجب علينا أن نقلع عن الإشارة إلى النتائج الكثيرة المتطرفة وغير المدروسة، والتى يزللها الانتصار على سوء الفهم القديم بصورة أكيدة . ونود أن نقصر أنفسنا
على ذكر اثنين منهم، هما:
فطالما يستند قادتنا السياسيون على جملة مما يحتويه الكتاب المقدس على الأخص العهد الجديد، ليسوغوا بها حروبهم، فليس لنا أن ننتظر انفراج الحرب أبداً، ولن تكون الحرب غير مسيحية أبداً !
أما إذا تمكنا من حل الأملاك البولسية الثقيلة ، وبعبارة أخرى إذا ما تم شطب رسائل بولس من الكتاب المقدس، وازدهرت تعاليم عيسى ، فسوف تحصل المسيحية على تقدير وإعجاب معتنقيها، بل أكثر من ذلك سيكون لديها قوة جذب وستتجه بسرعة طيران النسر إلى عصر السلام الدينى العظيم وعصر الرفاهية. فبدون بولس سوف يكتب للمسيحية الإزدهار فى كل أنحاء العالم، حتى عند أصحاب الأديان السامية الأخرى .
وشأن بولس فى ذلك هو شأن كل الناس الذين لا يريدون التمسك بالقديم بدافع الخمول أو لمصلحة شخصية، فهم غارقون فى وحل النفاق الدينى أو الإنقسام المذهبى.
والجدير بالذكر أن هناك بعض الأشخاص - مثل غاندى - قد رفضوا البولسية تماماً، وتمسكوا بتعاليم عيسى .
إلا أن كل ما قيل لا يشجب كون بولس قد أخذ موقعه فى اللاهوت، فهو نفسه كان من رجال الدين، ونجد فى كتاباته جملاً تعد من أجمل ما يكتب (راجع مثالاً لذلك: كورنثوس الأولى 13:*1، تيموثاوس الأولى 6 :10؛ تيموثاوس الثانية 2 :19؛ كورنثوس الثانية 3 :17؛ رومية 13 :8 وأيضاً 8: 14).
ولكن لا يعنى ذلك أن الأجزاء الأخرى من كتاباته يجب أن نسلم بأنها وحى الله إليه، فلا تمتد إليها يد بالتصحيح أو الرفض ، وإلا وجب علينا أن نعترف أن الله قد أوحى مؤلفات هؤلاء الذين قدموا لنا حقائق كبيرة وجذابة أمثال : توماس أكمبيس (أحد خلفاء المسيح عيسى أو جوته، أو تولستوى، أو حتى كل مؤلفات نيتشه.
__________________
« كَفَى بِالْمَرْءِ عِلْماً أَنْ يَخْشَى اللَّهَ ، وَكَفَى بِالْمَرْءِ جَهْلاً أَنْ يُعْجَبَ بِعِلْمِهِ »
جامع بيان العلم وفضله - ابن عبد البر
WwW.StMore.150m.CoM
رد مع اقتباس إقتباس متعدد لهذه المشاركة
م. عمـرو المصري
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى م. عمـرو المصري
زيارة موقع م. عمـرو المصري المفضل
البحث عن كافة المشاركات المكتوبة بواسطة م. عمـرو المصري
إضافة م. عمـرو المصري إلى جهات الاتصال الخاصة بك
#3 تقرير بمشاركة سيئة
قديم 12-08-2007
م. عمـرو المصري م. عمـرو المصري غير متصل
مشرف قسم الكتاب المُقدس ونقد المخطوطات
تاريخ التسجيل: Jul 2006
المشاركات: 1,298
افتراضي
الفصل الثاني
التناقض بين عيسى وبولس لدى قادة الفكر وكبار رجال اللاهوت وبعض أهل الإختصاص
ما يثير العجب العجاب هو كيفية ثبات رجال اللاهوت على هذا الدين رغم وجود الهوة السحيقة بين تعاليم عيسى وبولس، وهذا أمر مؤكد منذ بزوغ فجر المسيحية الأولى، الأمر الذي يعرفه جيداً كل رجل دين إلا أنه يخفي عن شعب الكنيسة وطوائفها، على الرغم من إدراك معظم قراء الكتاب المقدس لوجود تناقضات به، ومع ذلك يفضلون إضطرابات الفكر وتصدعاته عن الإعتراف بتناقض واحد، ثم تحمُّل نتائج هذه العاقبة.
لذلك كان لزاماً علينا هنا أن نشير بكل وضوح إلى التناقض الحاد بين أفكار عيسى وتعاليمه وبين مثيلتها عند بولس، الأمر الذي أقره أكبر المفكرين وأبرزوه جيداً .
وأذكر من بين غير رجال اللاهوت المتخصصين بعض الأسماء القليلة منها : اللورد بولنجبروك (1678 - 1751)، غاندي، المحامي والفبلسوف كارل هياتي (1833 - 1909)، وباحث الطبيعة البروفسور أرنولد هايم ( 1882 - 1961 )، وهو قد وجد أن بولس قد ابتعد بعقيدة الذنب المتوارث هذه تماماً عن تعاليم عيسى (إرجع إلى:"صورة العالم تحت مجهر باحث في الطبيعة " Das Weltbild eines Naturforschers " إصدار عام 1944 صفحة 146)، وكذلك أيضاً الفيلسوف فرانتس نيتشه، وباحث الطبيعة زيهر إيمانويل شفيدنبرج، وبرنارد شو وعالم اللغة فريدريش توديكوم، وأيضاً شيلنج، وجوته، و شيلر، وفولتير . وهناك الكثير غيرهم .
ولانبالغ إن قـلـنـا إن أكبر قادة الفكر منذ عصر الإصلاح الديني قد توصلوا لمثل هذه النتائج . أما بالنسة لرجال الدين فهناك العديد من الأسماء التي تملأ الأفق، وهم يؤكدون وجود هذه التناقضات التي بين عيسى وبولس ويثبتونها ومع ذلك فهم أشهر من كتب ذلك وبسببه تعرضوا للنقد أو الخطر ونذكر منهم هذه الأسماء تبعاً للترتيب الأبجدي :
أكرمان، بارت، باور، براون، بورنكام (في كتاب (عيسى) صفحة 207)، بوسّــن في كتابه (Kyrios) صفحة (7) وما بعدها وأيضاً كتابه (طبيعة الدين) Das Wesen der Religion، وبروكنر في كتابه (تمهيد) صفحة (282)، وبولتمان في (تقاليد الإنجيل المتوافقة (Synoptische Tradition الطبعة الثانية إصدار عام 1931 صفحة 154) ودام، ودايسمان، وحاوكل، وجيزبريشت في (ملامح تاريخ الدين الإسرائيلي Grundzüge der israel. Religionsgeschichte)، وجريم، وهيبرلين، وهارنَك في (تاريخ العقائد Lehrbuch der Dogmengeschichte ) وفي كتابه (الرسالة Die Mission) وهارتمان، وفون هيز في (تاريخ الكنيسة " Kirchengeschichte ") وهاوسرات، ويوليشر في (تمهيد " Einleiterng " صفحة 300) وكال، وكلوسترمان في (إنجيل مرقس " 470 - Markus صفحة 109 على سبيل المثال)، وكنويف، وكولر، ولاجارد، ولويز، ومارتي، ومارتج، ونيستل، فون أفربيك، وبفيستر، ورادينهاوزر، ورجانس في ( تاريخ المسيح " Die Geschichte der Sache Christi " صفحة (122) وما بعدها)، ورنكه، ورينان، ورايماروس، ورينجلينج، وروزنبرج، وشينكل في (قاموس الكتاب المقدس "Bibellexikon")، وشونفيلد، وشوبسس، وشورر في (المسيحية من أجل العالم وبه " Christentem für die Welt und mit der Welt " صفحة 1949)، وشتاوفر، وتيريل، وفاينل، وفايتسيكر، وفينديش، وفولفر، وفيردي وسَارند وكذلك أيضاً إدوارد سَــلر .
وقد بدأت سلسلة هؤلاء الكتاب المناهضين لبولس منذ وقت الإصلاح الديني، فظهر حينئذ: فيلكيف، ويعقوب ليفر، ورويشليكن، وإيرازموس وكارلشتات، وبيترو بمبو .
وأهم من هؤلاء هو كلماتهم في هذا الموضوع التى تملأ المراجع والمجلدات، حيث إن المراجع التي تناولت هذه الموضوعات لا تعد ولا تحصى .
والأعجب من ذلك أن شعب الكنيسة لا يعرف عن ذلك شيئاً مطلقاً ! لذلك نذكر هنا على الأقل بعض الكلمات التي تبين قيمة هذه البراهين :
لاحظ بولينجبروك Bolingbroke (1678 - 1751) وجود ديانتين في العهد الجديد : ديانة عيسى وديانة بولس .
ويؤكد براون Braun - بروفسور علم اللاهوت - أن بولس قد تجاهل العنصر الإجتماعي في كتاباته تماماً، لذلك نراه قد تجاهل حب الإنسان لأخيه، وقد أرجع إليه إنتشار الرباط الواهن بين الكنيسة والدولة، والذى أدى إلى قول كارل ماركس: إن الدين المسيحي أفيونة الشعوب (الجريدة اليومية لمدينة زيوريخ Tagesanzeiger إصدار 18/2/72 صفحة 58) .
أما غاندي Gandhi فيرى أن بولس قد شوه صورة عيسى إرجع إلى كتاب Offene Tore إصدار عام 1960 صفحة 189).
أما رجل الدين والفلسفة المربى باول هيبرلين Paul Häberlin والتي ترتفع كل يوم قيمته العلمية، فلم يتردد في تعريف الديانة البولسية بأنها قوة الشر نفسها . فقد كتب مثلاً في كتابه الإنجيل واللاهوت "Das Evangelium und die Theologie" صفحات 57 -67 ما يلي:
" إن تعاليم بولس الشريرة المارقة عن المسيحية لتزداد سوءً بربطها موت المسيح عيسى فداءً برحمة الله التي إقتضت فعل ذلك مع البشرية الخاطئة. فكم يعرف الإنجيل نفسه عن ذلك !
فهو ينادي برحمة الله وبرِّه الإجباري، الأمر الذي لا يمتد بصلة إلى مقومات البر، ولا إلى الرحمة نفسها، حيث لا تجتمع الرحمة والبر الإجبارى. كما نرى أن إدخال الشيطان في العلاقة بين الله والإنسان لها مكانة خاصة في تعاليم بولس بشأن الخلاص، فنجدها ترتبط عنده بآدم، ومرةأخرى بواقع "الشريعة اليهودية" . .(وسنعود لهذا الموضوع بإستفاضة فيما بعد) "إن أفكار بولس عن الفداء لتصفع بشارة الإنجيل على وجهها. فمسيح الإنجيل هو الفادي، ولكن ليس له علاقة بذلك الفداء الذي يفهمه بولس والذي أصبح مفهوماً بسبب خصائصه المطلقة. أما مَن يعتنقها فيكون بذلك قد ابتعد عن رسالة المسيح عيسى .
فالإنسان لا يمكن أن يتقبل رسالة الله المتعلقة بالرحمة الإجبارية، ويؤمن في نفس الوقت أنها شيطانية، الأمر الذي تنادي به تعاليم بولس بشأن العلاقة بين أهمية المسيح عيسى وبين آدم .
وليس للمرء أن يفهم إرسال المسيح عيسى بصورة غير مسيحية أي كوحي منزل من الله ليزيل الخطيئة التي ارتكبها آدم في حق الله، وليس للمرء أيضاً أن يتعلق بفكرة الفداء هذه، لأن من يقترف مثل هذا الذنب يكون مصراً على اتباع الخطيئة الشيطانية ." " ونؤكد مرة أخرى أن تعاليم بولس الشيطانية هذه - تلك التي تبْرَأ منها المسيحية والتي تنادي بالخلاص من خطيئة آدم - لن تخفَّ حدتها، بل ستزداد بتعاليمه عن الرحمة . " (وسنعود لهذا الموضوع باستفاضة) .
"وأقوى التعاليم عن اللاهوت الشيطاني وآخرها هي نظرية بولس بشأن اختيار الرحمة، وليس مهماً أن يختلف معها النشاط التبشيري للرسول، بل تكمن الأهمية في أنها تعارض الإنجيل نفسه . فإذا ما كانت رحمة الله إجبارية، فلابد لها إذن أن تشمل البشرية كلها، فلو لم يتنصر كل الناس في المستقبل، فسيرهق هذا المسيحي دائماً بدافع الحب في أن يكسب غير الأبرار إلى هذا البر، وإذا ما فشل فسيعتبر هذا قضاء الله، ولكنه سوف يراه بمثابة واقع إلهي."
"وهذا يعني أنه سوف يؤمن برحمة الله. ولكنه سيتألم لأنه ليس كل المؤمنين بها من الأبرار، ويزداد هذا الألم عند إيمانه بأن كل شيء جميل أمام الله، سواء كان هذا كائناً موجوداً أو سيحدث هذا فيما بعد فهو حسن عند الله، فكيف لنا أن نصدر حكماً ضد ذلك."
"أما تعاليم بولس فتقضي بالنقيض من ذلك "(ولنا عودة في هذا الموضوع). وكتب كذلك رجل اللاهوت الذي يتمتع بشهرة خاصة أدولف هارنك في كتابه تاريخ العقائد Die Dogmengeschichte صفحة (93) موضحاً أن: "الديانة البولسية لا تتطابق مع الإنجيل الأساسي".
كذلك انتهى رجل الدين إيمانويل هارتمان Emanuel Hartmann إلى أن مسيحية اليوم (وخاصة تعاليم الفداء) لا علاقة لها بالمسيح عيسى بن مريم عليهما السلام، ولكن ترجع أصولها إلى مؤسسها بولس .
ويوضح بروفسور اللاهوت هاوسرات Hausrat في كتابه (بولس الحواري) " Der Apostel Paulus " أنه لو كان بولس قد بشر فعلاً بتعاليم المسيح عيسى ، لكان وضع أيضاً ملكوت الله في مركز بشارته . فهو يبدأ ديانته التي اخترعها بمفهوم كبش الفداء، فهو يرى أن الله قد أنزل شريعته لتزداد البشرية إثماً على آثامها .
فما تقدره حق تقديره عند عيسى لا تراه يمثل شيئاً مطلقاً عند بولس، الذي تهبط الأخلاق عنده تحت مستوى الشريعة، بدلاً من أن يكملها، كما أراد عيسى ، لأن بولس كان يكره في الحقيقة كل جهد ذاتي .
والأسوأ من ذلك أن تعاليم بولس قد صدقها الناس في الوقت الذي فعل فيه المسيح عيسى كل شيء من أجلنا .
أما البروفسور دكتور كارل هيلتي Carl Hilty - فيلسوف ومحامي سويسري شهير- قد لفظ تعاليم بولسس عن الفداء الدموي نهائياً، ووصف تعاليمه عن " اختيار الرحمة " أنها " أحد أكثر أجزاء العقيدة المسيحية ظلاماً " ارجع إلى كتابه ( السعادة : Das Glück الجزء الثالث صفحات 167، 363 ) .
ويؤكد بروفسور اللاهوت الشهير يوليشر Jülicher في كتابه ( بولس وعيسى Paulus und Jesus إصدار عام 1907 صفحات 52 / 72 ) أن الشعب البسيط لا يفهم تخريفات بولس الفنية ( اقرأها " التحايل والســفـســطة " ) ولا المتاهات التي تدخــلنا في أفكاره، فلم يعتبر عيسى نفسه مطلقاً أحد صور العبيد، ولم يتكلم البتة عن قوة تأثير موته : أي موته فداءً، ولم يشغله غير فكرة وجود أرواح طاهرة قبل موته (وقد تبنى بولس هذه الفكرة أيضاً).
كذلك لاحظ يوليشر من القرائن التاريخية أن النقض كان موجها دائماً إلى بولس (ص13). ويضيف أيضا - وهو مُحِقٌ في ذلك - أنه كان من المتوقع أن نُعطي لعيسى الأولوية في ظل هذه التناقضات، إلا أن الكنيسة قد فعلت العكس تماماً، أي أنها فضلت بولس عن عيسى .
كذلك توصل سورين كيركيجارد Sören Kierkegaard إلى أن السيادة التي نالتها ديانة بولس، ولم يتساءل عنها أحد (للأسف) هي التي غيرت العقيدة المسيحية الحقة من أساسها، وجعلتها غير مؤثرة بالمرة (إقتباس من المرجع السابق لــ Ragaz صفحة 19).
كذلك وجد يواخيم كال Joachim Kahl - وهو أيضاً من رجال الدين - أن كل ما يسيء المسيحية فترجع أصوله إلى بولس .أما الكاتب يوحنا ليمان31أ Johnnes Lehmann فقد قال فىنهاية بحثه إن بولس قد قلب تعاليم عيسى رأساً على عقب (ص151 من كتابه Jesus Roport).
كما ذكر في كتيب ( المسيحية ليست ديناً جديداً Das Christentum war nichts Neues) أن تعاليم بولس عن الفداء بل وديانته نفسها ليست إلا نسخة متطابقة مع الأديان الوثنية التي سبقت المسيحية ( مثل ديانات : أنيس، وديونيس، ومترا وغيرهم ) . وتمثل تعاليمه هذه قلب رسالته .
والعارفون لهذه القرائن يرون أن عيسى قد رفض هذه الأفكار تماماً،إلا أن نفس هذه الأفكار قد حول بولس بها المسيحية إلى أحد الأديان الوثنية الغامضة، وبذلك نتجت ديانة جديدة تماماً، ولم يكن بإمكانه الإبتعاد عن ديانة عيسى وتعاليمه بصورة تفوق مااقترفه، ومن يُعارض ذلك فلن يلق من أمره إلا الحيرة التامة وسيكون غير موضوعى بالمرة .
وأكثر الناس معرفةً لهذه القرائن هو رجل الدين الكاثوليكي السابق والباحث الديني ألفريد لوازي Alfred Loisy، وهو قد ساق لنا التناقض الصارخ بين رسالة عيسى وتعاليم الفداء البولسية في أعماله الشاملة : le sacrifice Essai historique sur إصدار باريس عام 1920 وأيضاً Les mystères païens et le mystère chrètien إصدار باريس عام 1930.
وقد صرح لوازي في أعماله المذكورة أن عيسى لم يكن لديه أدنى فكرة عن مثل هذا الدين الوثني الغامض، الذي أبدله بولس برسالته وعيسى منها بريء (وهو هنا يتكلم عن تحوُّل، وإبعاد، وتغيير).
فقد أقام بولس المسيحية على قاعدة تختلف تماماً عن تلك التي بنيت عليها رسالة عيسى ، لذلك تحولت رسالة عيسى إلى ديانة من ديانات الخرافات الأسطورية، فقد جعل بولس عيسى في صورة المخلّص الفادي التي تعرفها الأديان الأخرى الوثنية، وفيما بعد سيطرت أسطورة الفداء هذه على إنجيل عيسى الذي لم يعتنقه العالم القديم، واعتنق بدلاً منه خرافة أخرى لا علاقة لعيسى بها .
كذلك تحدث لوازي عن تحول بولس وإنسلاخه، وأكد أن فكرة هذه الديانة الوثنية الغامضة لم تكن فكرة عيسى ، الأمر الذي أبدل روح الإنجيل بروح أخرى تماماً.
وقال القس البروتستانتي كورت مارتي Kurt Marti ؛ إن بولس قد غيّر رسالة عيسى تماماً (Exlibris Heft إصدار ديسمبر 1973 - صفحة 5) .
وقال بروفسور اللاهوت الشهير فرانتس فون أوفربيك Franz Von Overbeck : "إن كل الجوانب الحسنة في المسيحية ترجع إلى عيسى ، أما كل الجوانب السيئة فهي من عند بولس " إقتباس من Ragaz من كتاب ( هل هذا إصلاح أم تقهقر ؟ Reformation vorwärts oder rükwärts? " صفحة 18 .
ويرى بفيســترفي كتابه (المسيحية والخوف Das Christentum und die Angst صفحة 400) أن الإصلاح الديني هذا فضَل التمسك بتعاليم بولس عن الرسالة الحقة لعيسى .
كما لاحظ بروفسور اللاهوت الشهير بفلايدرر O. Pfleiderer- بجانب العديد من الرسائل الأخرى المتعلقة بالموضوع - أن وجهة نظر بولس عن عملية الفداء الأسطورية بموت عيسى كانت غريبة تماماً عن الأمة المسيحية الأولى ( كما كانت غريبة أيضاً عن عيسى عليه السلام) (إرجع إلى نشأة المسيحية Die Entstehung des Christentums صفحة 146) .
وقد ذكر أشياء كثيرة منها:
"إن وجهة النظر الغريبة التي تتعلق بموت المسيح عيسى تقضي بموت المسيحين ونشورهم بطريقة غامضة لم تكن معروفة عند الأمة المسيحية الأولى لذلك لم يَشتق مصطلح الفداء من كلمة التضحية .
وهنا لابد أن نتساءل: أين نبحث عن تفسير أسباب ذلك؟
ويمكن الإجابة عليه بأن الإنسان يمكنه أن يجدها لدى تجربة بولس الشخصية لتحوله الداخلي الذي أدى إلى إيمانه بالمسيح .
وهنا يفرض نفسه سؤال آخر : هل تكفي هذه التجربة الشخصية لتوضيح هذه النظرية، التي قد ساعد أيضاً في انتشارها التخيلات الشعبية عن الإله الذي يموت ثم يحيى من جديد؟ تلك التخيلات الشعبية عن أدونيس وأتيس وأوزوريس كانت منتشرة في ذلك العصر في الشرق الأدنى. وهي نفس العقائد ونفس الطقوس المعروفة اليوم في المسيحية مع إختلاف الأسماء فقط فقد كان الإحتفال الرئيسي بالإله أدونيس يتم ربيعاً في العاصمة السورية أنتيوخيا حيث عاش بولس لمدة طويلة . فكانت تجرى مراسم الإحتفال كالتالي : أولاً يموت الإله أدونيس ("الرب")، ويدفن جثمانه ( تمثال ) ويصاحب عملية الدفن عويل النادبات، وفي اليوم الثاني تنطلق البشارات معلنة أن الإله يعيش ثم ترفع صورته في الهواء33.
وفي عيد قيامة الإله أتيس كان القس يدهن فم النائحات بالزيت قائلاً : " لكم الأمن والسلامة أيها المؤمنون، فقد نجا الإله، ولنا أيضاً خلاص من المحن ".
وهذا يعني أن نجاة الإله من الموت هي الضمان لنجاة أتباعه، أما أن يصل هذا عن طريق الإشتراك الغامض في موت الإله إلى الإشتراك في حياته، فهذا ما صورته الأسرار الغامضة عند أتيس وإيزيس وميترا عن طريق هذه الطقوس التي كانت تعرض بصورة رمزية الموت ثم تنزل إلى الآخرة، ثم تصور صعود المتوفي مرة أخرى، وكان يطلق على هذا التدشين " الولادة الثانية لإستمرار الخلاص الجديد " وأيضاً " يوم الميلاد المقدس " .
وفي أحد الطقوس الدينية للإله ميترا يقول المتوفي: "أيها الإله : إني أحتضر على أمل الولادة الثانية، حيث أُرفع، ثم أموت في ذلك الوضع، ثم أتحرر من الموت عن طريق الولادة التي تنجب الحياة، ثم أتخذ الطريق الذي وهبتني إياه، كما خلقت الأسرار وحولتها إلى شريعة "34 .
ومن الملفت للنظر أن وجود هذا التشابه الكبير في متن وطقوس نظرية بولس الغريبة عن موت ونشور المسيح عيسى ومن مات معه أو نُشِرَ معه من الذين عُمِّدوا بإسم المسيح عيسى أكبر من أن يفكر الإنسان في تأثُر الأخير بهذه الوثنية الخرافية .
كذلك يُرجع بروفسور اللاهوت الشهير ليونارد رَجاسَ Leonhard Ragaz إرتداد الكنيسة عن إنجيل عيسى الحقيقي إلى ديانة بولس . فنراه يذكر " البولسية " مقابل المسيحية الحقة، كما لاحظ من بين أشياء أخرى أن " واقع تاريخ المسيحية يثبت أن بولس كان يحتل دائماً المقدمة بينما يتراجع المسيح عيسى عنه " (هل هذا إصلاح أم تقهقر؟ Reformation vorärte oder rükwärts? صفحة 18).
ويذكر كذلك أن " رجال الدين المعتدلين لا يفهمون بولس من الإنجيل، بل العكس هو الصحيح " (إنظر المرجع السابق صفحة 19). ويضيف أن بلوهارت أيضاً قد قال إنه لا ينبغي أن نضع بولس فوق عيسى .
أما موعظة الجبل التي تمثل قلب رسالة عيسى فليست لها أية أهمية عند بولس، بل إنه قد نقضها تماماً في رسالته إلى أهل رومية (وهو الخطاب الذي قال عنه لوثر إنه يُعد بمثابة الإنجيل الصحيح) .
كذلك تناول الصراع بين عيسى وبولس (صفحة 35)، وقد نصح في كتيبه Sollen und können wir die Bibel lesen und wie? (هل لنا وهل يمكننا قراءة الكتاب المقدس؟ وكيف؟) أن " نراع الفرق الجذري بين عيسى وبولس" (صفحة 22).
كما فصّل (في كتابه تاريخ المسيح) "Geschichte der Sache Christi" أن الإنحراف الكبير الذي أودى إلى نهاية المسيحية ليرجع أساساً إلى بولس (صفحة 122) .
أما رينان Renan فقد وجد في عصره أن تعاليم عيسى مختلفة تماماً عن تعاليم بولس (ارجــع إلى كتــابه "الحــواريون" "Die Apostel" صفحة 193 طبعة Reclam).
وكذلك تحدث بروفسور اللاهوت رينجلينج Ringeling في كتابه " الأخلاق " "Ethik" عن سفسطة بولس المتحايلة (صفحة 15).
أما الكاتب الكاثوليكي ألفونس روزنبرج Alfons Rosenberg مؤلف في علم النفس واللاهوت - فقد تناول في كتابه (تجربة المسيحية Experiment Christentum" إصدار عام 1969) موضوع بولــس وأفرد له فصــلاً بعنوان "من يقذف بولس إلى خارج الكتاب المقدس؟ " وقد قال فيه :
"وهكذا أصبحت مسيحية بولس أساس عقيدة الكنيسة، وبهذا أصبح من المستحيل تخيل صورة عيسى بمفرده داخل الفكر الكنسي إلا عن طريق هذا الوسيط .
وهذا لا يثبت فقط مقدار الحجم الكبير لهذا الحواري ( بولس ) بل وخطورته أيضاً. فإن كان بولس قد نشر تعاليمه فقط دون تعاليم عيسى ، فإلى أين كانت إذن وجهتنا؟ فربما لا نكون مسيحيين بالمرة بل بولسيين؟
كما يشهد بأهمية بولس الذي أصبح دون قصد مؤسس العقيدة المسيحية وذلك من خلال خطابات الإرشاد التي أرسلها إلى الطوائف المختلفة التي أسسها هو نفسه، وتُعَد رسالته إلى سَالونيكي هي أقدم ما نملكه له من أعمال .
ومما لا شك فيه أن بولس كان لديه نبوغ ديني . وحتى لو ظهر في تاريخ المسيحية تلاميذ للمسيح عيسى بن مريم عليهما السلام اشتهروا بالورع مثل فرانتس فون عزيزي، إلا أنه لم يصل مطلقاً لنفس الدرجة التي وصل إليها المبشر ( بولس ) ذو النشاط الذى لايكل، والذي به أنهك نفسه دون مبالاة لتغيير صورة عيسى "كما أرادها هو".
فهو ظاهرة ليست لها مثيل، فعن طريقه انتشرت في عشرات قليلة من السنين بشارة الإنسان الإله عيسى المسيح، وأهميته للبشرية كلها كفاديها ومخلصها، وكذلك أيضاً شاعت أهمية موته ونشوره عبر أجزاء كبيرة من منطقة حوض البحر المتوسط .
وهو كذلك الذي أسس الطوائف المسيحية في بلدان حوض البحر المتوسط غرباً وشرقاً، وهو أيضاً الذي كون أول نظام طائفي، على الرغم من كون هذا النظام متخلفاً، كما ساهم في تكوين الكنيسة أكثر من أي حواري آخر، عن طريق نشاطه الدؤوب الذي لا يكل لنشر هذه المسيحية الوثنية التي أنشأها هو نفسه .
كما اســتطاع تكوين مفهوماً عن المســيح استمر بعد ذلك ألفين من السـنين عن طريق رسـائله التي أصــبحت فيما بعد جزءاً لا يتجزأ مـن الكتاب المقــدس (وتم هذا بالطبع بمساعدة تلاميذه).
وبذلك كون بولس ديانته، التى جاءت خليطاً من عناصر غير متجانسة - وهي بداية المسيحية - كأحد صور الخرافات والأساطير القديمة، كما جاءت من مصطلحات الرواق الأغريقي، ومن حملته المليئة بالكره على الشريعة، وكذلك من تأويله الغامض لمسألة موت المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام على الصليب ونشوره .
وعن طريقه تم أولاً تفسير أقوال المسيح عيسى ، وبذلك كان هو أيضاً أول من دمرها، حيث لم يشر في لاهوته على الإطلاق إلى رسالة عيسى قبل قيامه - وهذا من خصائص تعاليمه - ولم يشر في تعاليمه إلا إلى عيسى التاريخي فقط في أربعة إستشهادات هي : (كورنتوس الأولى 10 : 7 وما بعدها ؛ 9 : 14 ؛ 11 : 23، 25 ؛ سَالونيكي الأولى 4 : 15 - 17) .
ومع ذلك لا تشير جملة منهم إلى قلب رسالة عيسى عن مجيء ملكوت الله. ولم يرو لنا بولس أيضاً شيئاً مطلقاً عن عيسى . فهو لم يكن يعرف شيئاً عن ذلك المعلم، النبي، فاعل المعجزات، المحب الذي كان يتجول على أرض فلسطين .
لذلك نراه يتحدث فقط - وبدون كلل -عن "المسيح الذي رُفع" و "ابن الله" و "الملك" الذي يتم الفداء به عن طريق موته ونشوره .
وكذلك يرجع إلى بولس أيضاً أن فهمت الكنيسة التعميد على أنه موت المسيح عيسى وقبره ثم نشوره، وأنه صُلب فداءً للبشرية كلها .
ويضيف روزنبرج قائلاً : "إن هذا التحول الكبير - الذي يُعد بمثابة تغريب وتشويهاً" لبشارة عيسى السلسة" تحت التأثير السىّء الذي سببته أحاديث نهاية العالم اليهودية ونظريات الفداء الهيللينية - ظهر في رسائل بولس وديانته بوضوح كبير .
ويظهر كذلك التحول بين رسالة عيسى وشرحها عن طريق بولس حيث إن عيسى قد بشّر بقرب حدوث ملكوت الله في أحاديثه وأفعاله، بينما تمت رسالته - عند بولس وحده - بعد النشور وتحوّل الزمن الأزلي وبداية البركة والسلام بموت عيسى ونشوره وارتفاعه دون المساس بالإختلافات العظيمة والتصورات المختلفة". (G. Bornkkamm )
"وبهذا تغيرت العقيدة المســيحية تقريباً من أســاسها بصــورة جوهرية وقد ساعد في ذلك أيضاً خلفاؤه - الحواريون - وأســطورة الخلاص الســلبية عن طريق موت عيسى فداءً عن البشــرية، حتى ولو كان هذا شـريط تغـيير محـتوى الرسالة على أساس التعـمــيد .
وبذلك تحول اهتمام بولس من حياة عيسى المثالية، تلك الحياة جالبة الخير، إلى الخلاص عن طريق موته، وبهذا تحول عيسى إلى " الإنسان الإلهي " معلم وصديق البشرية، المعبود الثاني المقدس .
وإذا ما كان المؤرخون قد أثبتوا منذ زمن بعيد أن صورة عيسى ليست إلا صورة لكثير من آلهة الشرق المشهورين، الذين ماتوا ثم نشروا - لدرجة أنه جمع في "أسطورته الدينية " أساطير الألهة أتيس وأدونيس وميترا وديونيسوس وآلهة أخرى في ريعان شبابها، اشتهرت بجلب الخير والبركة - فتعاليم عيسى إذن ليست جديرة بالقراءة، ولا تستحق حياته الإهتمام طالما أننا نعلم هذا جيداً " .
" إن الديانة المسيحية التى نشرها بولس بخياله الشعريّ الجريء لتربط إنسانية عيسى بن مريم عليهما السلام الإلهي بأساطير الشرق الأدنى عميقة الغور التي تتعلق بالمخلص الفادى الذي مات ثم قام منشوراً " .
" لذلك جاءت خرافة بولس لا تهتم بحياة عيسى بنفس القدر الذي تهتم فيها بموته، بل أقل، وبذلك توصل بولس إلى فهم خاطيء - رغم أنه رائع - لموت عيسى وهو أنه مات تضحيةً لأجل الجميع : " . . . . . . . . . إن كان واحد قد مات لأجل الجميع، فالجميع إذا ماتوا، وهو مات لأجل الجميع كي يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل للذي مات لأجلهم وقام " ( كورنثوس الثانية 5 : 14 ) " .
ويواصل روزنبرج قائلاً : " وعلى الرغم من انتقال هذا الإهتمام - الذي جعل ظاهرة "الكنيسة" ضرورية ويمكن تحقيقها - إلا أن بولس كان ذو قوة مبدعة، نادرة الوجود، وذو خيال موهوب، لذلك نرى رسائله تنبض بالأفكار والخواطر كما تتدفق منها تخطيطاته العظيمة.
ولأن بولس لم يهتم بالمسيح عيسى حسب الجسد - مع أنه كلما إزداد إرتباطه بالأرض كلما إزدادت عظمته - ولم يهتم إلا بوجوده الأزلي ككلمة خُلِقَ كل شيء من خلالها، ثم وجوده بعد ذلك كإله ثم رفعه للسماء .
" جاءت صورة عيسى بعد ذلك كتخطيط عظيم لــ "المسيح العالمي" الذي نراه اليوم فقط في كتب تاريخنا، والذي أشار (تايلهارد) Teilhard de Chardin إلى صورته البشرية العظيمة التي تطورت من المسيح إلى نقطة النهاية " .
"ونرى في رسائل بولس التحويلات الدينية والترانيم المؤثرة بجانب العديد من الكتابات المتعلقة بالعقيدة. ومن هذه الترانيم ترنيمة الحب الكبيرة (بالإصحاح الثالث عشر من رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس) التي يمكن وضعها بلا أدنى شك في مصاف ترانيم الأنبياء .
"أما مايزعج تلاميذ عيسى في نصوص بولس هو التأرجح الدائم لمستوى التعاليم وتضاربها التي لا يمكن جمعها في معنى واحد، لأنه بجانب المرتل الذكي، فإن هناك المتعصب المتحمس الذي يريد أيضاً أن يتقدم للخطابة، وبجانب العقلاني يظهر السفساط الفريسيّ .
"ولا يمكننا أن نفهم كيف استعان هذا المبشر المتلبس بمسوح المسيح بالوسائل المهذبة - كم أتمنى أن أتجرأ وأقول الوسائل الملعونة - التي كان يستعين بها الأحبار في العصور القديمة لكسب إيمان الناس بالمسيح .
"ولا يمكن أن نفهم أن بولس لم يلاحظ في حماسه هذا أنه يرد الناس بذلك إلى نفس أجواء المعبد ( بيت العلم ) اليهودي، والذي بسبب تعاليمه المادية البحتة اضطر عيسى إلى الخروج إلى العراء لبث تعاليمه التي أراد أن تصل إلى القلوب .
"وهكذا تمكن بولس من وضع السموم لديانة عيسى - التي سُمَّيَت فيما بعد بإسم المسيحية - عن طريق استخدامه الممتاز لنفس الوسائل التي كانت تستعمل من قبل في العصر العتيق للديانة اليهودية المريرة .
"وكانت النتيجة أن جاء هذا الجــدل الغريب المعقد، الذي أصــبح من خصائص اللاهوت المســيحي لـكل المـلل، وعلى الأخص إنســان ذلك العصر الذي ليس لديه مطلقاً الإستعداد أن يتحمل أعباءً إضــافية، عليه أن يتحملها إذا لم يكن هناك تدقيق متزن ليقظــة العقل وجلائه، الأمر الذي يكرهه على الحروب من الجماعات الكنســية، خوفاً من أن يتقبل مثل هذا الفكر العقيم. لقد وصـل الناس إلى حالة ســيئة أبعدهم فيها بولــس عن المســيح بدلاً من أن يقربهم إليه " .
وفي النهاية اهتم روزنبرج بالتناقض الظاهر بين عيسى وبولس في مجال الحب والسلطة فأسهب، وكان من بين أقواله :
" كل كلمات الحب التي قالها عيسى تشهد بشعوره بالسمو والحرية تجاهها، وعلى النقيض فإن بولس قد اتخذ موقفاً دفاعياً واعظاً ضد الحب، بل حاول الحد من تأثيره، ولم يسمح من الحياة الجنسية إلا بقدر الإحتياج حتى " لا يحترق المرء " فقوله: "فخير للمرء أن يتزوج بدلاً من أن يحترق" يملأه البغض الحقيقي الذي يقدمه في صورة وعظ.
ويبدو أنه في النصف الأول من اشتغاله بالتبشير بقرب رجوع المسيح قد ساعد في الحط من قيمة الحب : فعلام الإنجاب وتكوين أُسر إذا كان على القريب العاجل سيجيء ملكوت الله كمظهر من مظاهر الآخرة !
وعندما تبين خطأ البشارة بقرب قدومه، وتمسك بموقفه المناهض للمتعة كارهاً "واستحدث للناس التحلل من الشريعة وأوجد الحماس اللازم لذلك، نراه يكاد يُجن من الغيظ والحِمْيَة إذا تعرض لموضوع الشهوة، حتى إنه يتمنى لو كان بإمكانه تعليق بر الإنسان وسلامته بالإبتعاد عن ذلك حتى يضمن ألا يفعلها إنسان، لذلك نجد أن مصطلح الخطيئة عنده متمثلاً في الجنس" (هانس بلوهر).
ولم تُحط الشبهات أفكاره الشيطانية فقط، ولكنها أحاطت موضوع الحب كاملاً، ومنذ ذلك ويسيطر عليه إما النقص وإما الإفراط . لذلك إقتضب نيتشه نتيجة موقف بولس القهري هذا قائلاً: " إن المسيحية أعطت الحب سماً ليشربه، ولم يمت منه، فهو سقيم من يومها " .
وفي الحقيقة إن سلطة بولس التي كانت تعلو سلطة عيسى داخل اكنيسة قد أدت إلى أنه - على الأقل حتى العهد القريب من وقتنا الحاضر - قد أصبح من المستحيل استخدام عطية الله للحب بشكل منزه عن الغرض .
ومن هنا تكونت على حياة المســيحيين الجنســية غمامة ســوداء لزجة بســبب تعاليم بولس لذلك لا غرو - إن قلنا - إن أعمال الإنسـان المعاصر تجاه تحرير الحب قد خرجت يصاحبها العنف والإفراط والغلو، لأن ضغط الكبت الذي أحدثه بولس في الحياة الجنســية كان كبيراً جداً لدرجة إضطرت المرء إلى مجابهته بقوة عن طريق الإفراط في الإنفعالات التي ســببت أضراراً بدورها للقطب الآخر .
ولن يهدأ الوضع الحالي ويَصْفى إلا إذا تراجعت الكنيسة بصورة نهائية عن الإتهام الموجه لطاقة الحب وكبته، الأمر الذي اكتسبته الكنيسة من تعاليم بولس .
أما بشأن وضع السلطة والحكم فيختلف عيسى جذرياً عن بولس، كما يختلفان في نقاط عديدة، فإن بولس هنا يناقض سيده بصورة بشعة . فعلى الرغم من كون عيسى أحد الثوار إلا أنه لم يهاجم السلطة، ولم يصرح بشرعيتها فقد كان ينظر إلى أصحاب السلطة نظرة واقعية وموضوعية حصفاء .
فتبعاً لإنجيل مرقس ( 10 : 42 ) " أنتم تعلمون أن الذين يحسبون رؤساء الأمر يسودونهم وأن عظماءهم يتسلطون عليهم " فنجد عيسى يعرف ممارسات رؤســاء الأمم وعظمائها تماماً وينصح تلاميذه أن لايكونوا أمثالهم .
وكذلك نجده تجاه الجزية التي تدفع لقيصر ( متى 22 : 17 وما بعدها ) " أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله " ( 22 : 21 ) : حيث كانت العملات آنذاك تحمل صورة قيصر، وتبعاً لذلك فهو يملكها، وستعود له في صورة ضريبة . لذلك جاء حكمه أنه ينبغي أن يعطي ما لقيصر لقيصر، ولكن أيضاً أن يعطي ما لله لله . وبهذا فهو يضع الحاكم في تضاد صريح مع الله، على الرغم من كونه واقعاً أرضياً .
إلا أن بولــس قد قرر النقيض تماماً : فتبعاً لرســالة إلى رومية 13 : 1 وما بعدها يقول : "لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة . لأنه ليس سلطان إلا من الله، والسلاطين الكائنة هي مرتَّبة من الله . حتى إن من يقاوم السلطان يقاوم ترتيب الله، والمقاومون سيأخذون لأنفسهم دينونة" يرى أن السلطة العليا من الله. لذلك وجَبَ على كل مسيحي أن يطيعها من أجل الله، وليس تعايشاً مع الواقع الأرضي. ومن أجل هذا نراه يطلق على رجال السلطة وموظفي ضرائبهم "خدم الله" .
والأدهى من ذلك أنهم قد لا يمكنهم الوصول إلى رُقي فكر عيسى - الشاذ في نظرهم ! فبهذه التوجيهات التي تتعلق بحسن تصرف المواطن المتدين قد جلب بولس على المسيحية بلاءً لا نهاية له، وربما حدث حسن التصرف من وجهة نظر القيصر الروماني صاحب السلطة وأتباعه الذين احترس منهم34أ أتباع الطوائف المسيحية بصورة خاصة لأنه تسبب في عدم ثقة المسيحيين حتى عصرنا هذا تجاه موقفهم من الدولة .
ومع ذلك فإن الخنوع والإستسلام الذليل لكثير من المسيحيين يرجع أيضاً إلى بولس، وإذا ما ثاروا وقرروا قتل حاكمهم الطاغية، فهم يفعلون ذلك بدافع من مقاومة ضميرهم البولسيّ الخفيّ . . . . الأمر الذي أدى في النهاية إلى شلل سياسيّ، وإعاقة تحمل الشعب للمسئولية السياسية .
وإذا ما أردنا أن ينتهي هذا الإنفصام الذي لا تُحمد عقباه لدى المسيحيين بشأن إختلاف العقائد الدينية مع العلاقات السياسية الضرورية، فلابد لنا من مخالفة المباديء البولسية التي تفرضها الكنيسة والمتعلقة بألوهية السلطة ورحمة الله بأصحابها تبعاً لرسالة بولس إلى أهل رومية 13: 1 وما بعدها، تماماً مثل ما قام به الأسقف ديبليوس منذ عدة سنوات بصورة جريئة. ولكن لا يُدرج مثل هذا التصرف للأسف إلا ضمن الإستثناءات .
إن آراء بولس بشأن مناح الحياة المختلفة المتعلقة بالحب والسلطة والسياسة لتدمج في نظريتين من النظريات الكثيرة صعبة الفهم لحواري الشعوب هذا الذي استشهد دائماً بعيسى ، ولكنه لم يكن له مطلقاً ما كان لعيسى من طهارة القلب والروح، بل كثيراً ما ناقض معلمه في المسائل الفاصلة .
إن هذا التناقض الذي يغرق تعليمات بولس تجاه مثيلتها عند عيسى لواضحة - ويعرف علماء الدين أيضاً الكثير من المباديء والأراء الخاصة ببولس - قيمه الروحية الخاصة بالحياة المسيحية والخاصة بالمواطنين والتي أصبحت غير مستخدمة، بل أصبحت معاقة وغير صالحة لتأدية الواجبات المنوطة بها .
فهنا وهناك تنهار نظريات بولس وادعاءاته - في السر أكثر منها في العلن - وتخرج عن نظامه، ولكن لا يكفي هذا للقضاء على الإنفصام الذي أصاب المسيحيين، فلابد للكنيسة أن تتنصل من الأسس البولسية - التي لم نذكر منها إلا القليل - والظاهر أن فضيلة الإستقامة لم تتأصل في الكنيسة لدرجة تستبعد معها الضلالات من مناح حياة أتباعها من أجل المسيح عيسى ومن أجل خلاص وسعادة البشر .
ولا يسعنا إلا أن نؤيد أتلبرت شتاوفر Ethelbert Stauffer في قوله: "إني لأحتج على موقف الحواري بولس الإحتكاري في بشارتنا المسيحية.. بل إني لأقاوم وضع الكتاب المقدس كاملاً أو رسالة عيسى في حالة تطابق تام مع رسالة بولس دون فحص".
وعلى أية حال فسيكون هذا الإقدام صعب، حتى ولو تم استبعاد بعض أجزاء فقط من تعاليم بولس من كيان الفكر المسيحي وأخلاقه، لأنه من الممكن أن يؤدي إلى زلزلة مبنى الكنيسة نفسه .
وانطلاقاً من هنا يجب أن يؤخذ في الإعتبار تردد رجال الدين وأصحاب المناصب، على الرغم من أن مثل هذا التردد يدفع دائماً بالكثيرين من المؤمنين إلى ترك الكنيسة، وهم في حالة إزدياد مستمر .
من المعروف أيضاً أن لوثر كان يتمسك ببولس، الأمر الذي يجعلنا نقول اليوم بوضوح إن هذا الإصلاح الديني قد حدث كما لو كان تم هذا في زقاق مغلق، لذلك كانت مسيحية لوثر بولسية أيضاً .
ويقول روزنبرج نقلاً عن هانــس بلوهر Hans Bluher : من المعروف " أن بولس رمى الشريعة إلى خارج الكتاب المقدس . والآن من يقذف بولــس نفسه خارجها؟ فمن الصعب اســتبعاد إنســان يتمتع بأهمية كبرى - إلا أن هذا لابد منه - وإذا ما تم هذا بصورة جذرية، فســيحصل العالم على وعد (قيل مرة في وقت ســيء) يبشــر بالنصر عند ظهور هذه العلامة.
ويصور لنا أحد أشهر علماء اللاهوت البروفسور ألبرت شفايتزر Albert Schweitzer التناقض بين عيسى وبولس في كتابه ( ملكوت الله والمسيحية Gottes Reich und Christentum صفحة 192 ) قائلاً : وعلى النقيض من المسيحية الأولى فسّر بولس موت عيسى بأنه مرتبطاً بمغفرة الخطايا ( ارجع إلى "الدولة والمسيحية" Staat und Christentum صفحة 276).
وفي الحقيقة إن ألبرت شيفايتزر يعتبر بولس من المتصوفين، ولكنه يرفضه تماماً كمدرس أو أحد أتباع العقيدة المسيحية .
كذلك لاحظ هوج شوفيلد Hugh J. Schofield أن الهرطقة البولسية قد أصبحت أساس الأرثوذكسية (العقيدة المسيحية السليمة)، وبهذا ابتعدت الكنيسة الرسمية عن الطريق المستقيم (استشهاد لدي ليمان في كتابه Jesusrepot صفحة 163) .
أما برناردشو Bernhard Shaw - وهو أحد أصحاب الأقلام الدينية - فقد خلف لنا رأياً هاماً وجديراً بالإعتبار في الوقت نفس، وقد كتبه بأسلوب يختلف عن أسلوب رجال اللاهوت الملتوي الحذر، وقد جاء هذا في كتيب له بعنوان ( آمال المسيحية Die Aussichten des Christentum إصدار برلين عام 1925 ) نعرضه هنا بدلاً من تكراره كثيراً على لسان كُتَاب آخرين، فقد انتهي شــو إلى أن بولس قد قام بنشر تعاليم أخرى تماماً غير التي جاء بها عيسى ، فغير دين عيسى ( صفحة 102 )، وترك ملايين من البشر تحت رحمة سيطرة الخطيئة والخوف منها، بدلاً من أن يقودهم إلى الحرية العظيمة التي كان ينبغي أن يتمتع بها أولاد الله (رومية 8 : 21) كما أراد عيسى وكما وعد بولس أيضاً، حتى كانت فطرتهم أنفسهم مصدر إزعاج لهم، كذلك جدّد فكرة الخلاص القديمة والتي لم يرد عيسى إلا تحرير البشرية منها، أما بولس فقد ألقى على أظهر الناس حملاً ثقيلاً من الخطيئة، بل ورسخه رسوخ الجبال لا يتحرك بدلاً من أن يحررهم منه .
وبموهبته الأدبية صاغ شو الآتي :
" توصلنا إلى أن عيسى لم يكد يطرح تنَين الكفر أرضاً حتى أوقفه بولس على قدميه مرة أخرى بإسم عيسى عليه السلام دون مبالاة" (صفحة 105).
" لا يوجد نصاً على الإطلاق خاطب فيه عيسى البشر قائلاً : " اذهب واخطأ بقدر ما تستطيع، ويمكنك أن تحملني هذه الذنوب " ( صفحة 106 ) .
" كذلك لم ير عيسى أن يسفك دمه حتى يتمكن كل نصاب أو خائن أو فاسق من التخبط في بؤرة الخطيئة، ثم يخرج منها أنصع بياضاً من الجليد، فمثل هذه الكلمات لا يمكن أن تنسب لعيسى ذاته " ( صفحة 106 ) .
وقال أيضاً: "إن مسيحية بولس لتعد بحق أكبر العوامل المشجعة على ارتكاب المعاصي حتى يومنا هذا، ويرجع هذا إلى التقدير الكبير الذي كان يتمتع به " (صفحة 107).
إن الحساب الحاد الذي أجراه شــو مع مسيحية بولس ليحتوي على صيغ أخرى كثيرة غير هذه، كما يحتوي أيضاً على حجج ســديدة، ونحن ننصح أيضاً بقراءة كتب شتاوفر E. Stauffer الذي تعرض في الكثير من مؤلفاته في العصر الحديث إلى التناقضات الواقعة بين عيسى وبولس، منها (عيسى وبولس ونحن Jesus, Paulus und wir إصدار هامبرج 1961) و (رسالة عيسى Die Botschaft Jesu إصدار دالب 1959) و (عيسى : الصورة والتاريخ Jesus Gestalt und Geschichte إصدار دالب 1957 والقدس وروما 1957) .
ومن الكتاب البارزين المميزين في مجال اللغات القديمة التي كتب بها الكتاب المقدس، وكذلك في مجال الدين والحضارة القديمة البروفسور توديكوم Fr. Thudichum الذي أبرز إستحالة تطابق تعاليم عيسى مع مثيلتها عند بولس بشكل حاد، وقد ساق لنا هذا التناقض بإسهاب في كتابه ( التحريفات الكنسية Kiechliche Fälschungen الجزء الثالث، إصدار لايبتسج 1911) تحت عنوان " القديس بولس " .
أما اليســوعي السابق تيرل Tyrell (وقد تم طرده وحرمانه من الكنيسة لهذا السبب) استطاع أن يقول إن البروتستانتية الحرة ( كلها ! ) يجب أن نعترف أن تعاليم الصُّلح بموت عيسى ترجع فقط إلى بولس ( صفحة 68 ) .
كما كان بروفســور اللاهوت الشــهير فانيل Veinel يُعلم دائماً أن نظرية الفداء البولســية لا ترجع إلى عيســى ، بل لم يعرف عنها أية شيء، ولم يســتمر دين عيسى كما أنزل، وكما كان هو يُعلمه، بل تغيرت صورته تماماً بعد موت عيسى مباشرة، فقد طالب عيسى بالتجديد المعنوي، إلا أن هذا قد أصــبح شــيئاً جــديداً بالمــرة (ارجع إلى كتابه "لاهوت العهد الجديد Biblische Theologie des neuen Testaments إصدار عام 1911 صفحات 204 - 210 وعلى الأخص صفحة 187) .
ومن جملة ما لاحظه بروفسور اللاهوت الشهير فيردي Werde أن عيسى لا يعرف شيئاً عن هذه التعاليم التي أصبحت عند بولس أساس دينه الذي بشر به (ارجع إلى ليمان Lehmann في كتابه Jesusreport صفحة 161).
وكذلك يؤكد قس الكنيسة الكبيرة ببازل البروفسور ألبرت فولفر Albert Wolfer أن تعاليم بولس شيء مختلف تماماً عما كان عيسى يعلمه أتباعه، فقد حول بولس الإيمان بعيسى إلى كفر مطلق، ومن تعاليمه إلى تعاليم عنه، وأحل وأبدل كل شيء. (ارجع إلى كتابه: مسيحية الغد Das Christentum von morgen إصدار عام 1949. ارجع مثلاً إلى صفحات 12، 14، 46).
وقال بروفسور اللاهوت الشهير تسَــارنت Zahrndt جملته الشهيرة : "إن بولس هو المتهم الأول في إفساد إنجيل عيسى" (ارجع إلى كتابه : هكذا بدأت بعيسى الناصري Es begann mit Jesus von Nazareth إصدار عام 1960 صفحة 46).
ويقول جونتر بورنكام Günther Bornkamm في الطبعة الثانية من كتابه (بولس Paulus إصدار شتوتجارت لعام 1970صفحة 122): "لم يحاول بولس أن يجهد نفسه بالمرة لبث تعاليم عيسى الأرضي، ولم يتحدث مطلقاً على الرّبى = المعلم عيسى الناصري النبي وفاعل المعجزات، مُجالِس العشارين والخطاة، ولم يتحدث كذلك عن موعظة الجبل أو أمثال ملكوت الله، أو حربه ضد الفريسيين والكتبة، ولم يصادفنا في خطاباته ما هية الصلاة الربانية ولو بصورة عابرة، إلا أن هناك أربعة مواضع فقط ذكرها مختلفة تماماً ولا تمثل صلاة عيسى الحقيقية، وقد ذكرها في (كورنثوس الأولى 7 : 10وما بعدها، 9 : 14؛ 11 : 23، سَــالونيكي الأولى 4 : 15) . . . . . " .
ويقول الطــبيب النـفـســاني فيــلهــلـم لانج أيشباوم Wilhelm Lange Eichbaum في كتابه (العبــقرية والجنون والشهرة Genie, Irrsinn und Ruhm ) : "إن ما نســميه اليوم بالمســيحية ما هو إلا تعاليم إبتدعها بولــس، ويجب أن نطــلق عليها" البولسية " لنقترب أكثر من الحق" .
ويقول المؤرخ الديني فيلهلم نستل Wilhelm Nestle في كتابه (أزمة المسيحية Krisis des Christentums إصدار عام 1947 صفحة 89): "إن المسيحية هي الدين الذي أسسه بولس ليبدل إنجيل عيسى بإنجيله هو " .
ويقول عالم اللاهوت أوفربيك F. Overbeck في كتابه (من مخلّفات المسيحية والحضارة Christentum und Kultur - aus dem Nachlaß إصدار عام 1919) أن البولسية التي أنشأها بولس ترجع إلى تأويله الخاطيء وتحريفه لتعاليم عيسى الحقيقية، ويرجع إليه هذا التأويل الخاطيء وكذلك تعاليم الخلاص عن طريق موت عيسى فداءً - والتي تمثل قلب المسيحية التي تتبناها الكنيسة إلى حقائق البحث الحديث في اللاهوت وتاريخ الكنيسة، "لذلك نجد أن كل الجوانب الحسنة في المسيحية ترتبط بعيسى ، وعلى العكس من ذلك فإن كل الجوانب السيئة ترجع إلى بولس".
وبتعاليم الخلاص هذه التي تقضي بتضحية الإله بإبنه الأول تمكن بولس من الرجوع إلى عالم الخيال الذي عاشت فيه الأديان البدائية السامية في عصور ما قبل الميلاد، والتي تطلبت من كل أب الفداء الدموي بذبح أول أبنائه، وقد مهد بولس أيضاً الطريق للخطيئة الأزلية والثالوث الإلهي والتي أصبحت فيما بعد من التعاليم الأساسية لدى الكنيسة.
وفي بداية القرن الثامن عشر لاحظ الفيلسوف الإنجليزي اللورد بولنجبروك Lord Bolingbroke ( 1678 - 1751 ) وجود ديانتين في العهد الجديد مختلفتين تماماً : ديانة عيسى وديانة بولس ( مقتبسة من هـ . أكرمان H. Ackrmann في كتابه Einstellung und Kärung der Botschaft Jesu إصدار عام 1961 ) .
كذلك يفرق كل من كانت Kant و ليسـينج Lessing و فيشته Fichte و شيلينج Schelling بصورة حادة بين تعاليم عيسى وتلك التي ابتدعها "الحواري". وهناك أيضاً عدد كبير من اللاهوتيين البارزين والمعاصــرين يتبنون هذه الحقائق ويؤيدونها .
إن بولس هذا المتعصب الذي لا يعرف الصبر له مكاناً والذي تختلف تعاليمه عن تعاليم حواري عيسى بصورة جوهرية لهو "مؤسس التعصب". وقد حفر بتعصبه هذا خندقاً بين "المؤمنين" و "غير المؤمنين"، فلم يكن يعنيه تعاليم عيسى ولا حتى كلامه، ولم يهتم إلا بتعاليمه الذاتية، فقد رفع بولس عيسى على العرش وجعله " المسيح "، وهذا الشخص الذي لم يرد عيسى أن يأخذ مكانه.
وإذا تمكنا اليوم من التأويل السليم والفهم الصحيح للمسيحية، والذي يُمكّننا بدوره من التخلص من التحريفات البينة واسترجاع رشدنا والتوجه إلى تعاليم عيسى الحقيقية، وإلى قلب الدين الخالص، ففي هذه الحالة فقط يمكننا التصالح إنطلاقاً من العلم العميق للقرائن التاريخية مع كل التحريفات عن طريق إدراك أنه بدون بولس ومن يماثله من المتعصبين الذين لايعرفون لوناً آخر غير التعصب، ربما لن يتبق اليوم أية تعاليم أخرى من تلك التي كان عيسى ينادي بها .
ويقول اللاهوتي جريم Grimm: "لم يكن عيسى الحقيقي يعرف أن هذه التعاليم قد استحوزت على المسيحيين بهذا العمق".
ويقول إيمانويل سفيدنبورج Emanuel Swedenborg في (مذكرات من العقل Geistiges Tagesbuch صفحات 4412، 6062 : " اتضح لي من الخبرات التي اكتسبتها من مجالات مختلفة أن بولس هو أسوأ الحواريين، فقد ظلت الأنانية تلازمه، تلك الأنانية التي كانت تملأه من قبل، حتى بشر بالإنجيل . . . .
فقد فعل كل شيء من أجل أن يكون الأكبر في السماء ويقضي بين بني إسرائيل، أما كونه لم يتخلص من هذه الأنانية التي تملأه، فهذا ما اتضح لي من خبرات متعددة. فإنه نوع من البشر الذي استبعده الحواريون الآخرون من جماعتهم، ولم يعدوا يُعدُّونَه أحدهم، ويبدوا أنه كان فى صحبة أحد أسوأ الشياطين الذي جعل تصبو نفسه إلى السيطرة على كل شيء . . وإذا ما وصفت كل ما أعرفه عن بولس فسوف يملأ هذا مجلدات.
أما حقيقة أنه كتب هذه الرسائل فهي لا تدل على إذا كانت هذه طبيعته أم لا . . . وهو لم يذكر أيضاً في رسائله حرفاً واحداً مما نادى به معلمه، وكذلك لم يذكر مثلاً واحداً مما تكلم به عيسى ، حتى إنه لم يتناول أية شيء عن حياة معلمه أو عن خطبه، حتى ولو كانت قد حُكيت له، بينما تجدها عند الإنجيليين هي الإنجيل نفسه".
وقال أيضاً: "تكلم بولس في الحقيقة بدافع من الوحي، ولكنه ليس مثل وحي الأنبياء، الذي يُملي عليهم الكلمات المختلفة التي بها يتكلمون، ولكن وحيه يظهر في أنه كان يسيطر عليه شيء يتفق تماماً مع ميوله ونزعاته الداخلية، ومثل هذا النوع من الوحي مختلف تماماً وليست له علاقة بالسماء عن طريق الإستجابة والتلبية".
كما جاء في إرسال إذاعة راديو بافاريا بتاريخ 3/1/1971 عن سيكلوجية بولس الآتي: قال فريدريش هير Friedrich Heer ( وادعاً من السماء والجحيم Abschied von Himmel und Hölle ) إن أخطر وقائع المسيحية أن بولس هو الذي أسسها، ويرجع هذا التأسيس إلى خلَلِه العقلي ( راجع صفحة ( 7 ) من هذا الكتاب ) .
وفي خطاب مفتوح وجهه إلى محكمة الجزء السويسري (89) طــالباً يدرسون اللاهوت و (6) معيدين قالوا فيه : يجب علينا فحص كتابات بولس بدقة متناهية فلا يمكنكم أن تتخيلوا النتائج العقيمة التي أحدثتها بعض النصوص البولسية في التاريخ (نقلاً عن Evangelische Woche بتاريخ 12/3/1971) وهو هنا يقصد على الأخص (رومية 13: 5 - 1) .
وعندما نتكلم عن نصوص بولس وتأثيرها السيء التي سببته ولازالت تحدثه، فيمكننا أن نقتضب الآتي من الكثير غيره: " فإنه إن كان صدق الله قد إزداد بكذبي لمجده، فلماذا أدان أنا بعد كخاطيء " (رومية 7:3) .
ويرى أوتو زيك Otto Seek في الجزء الثاني من كتابه ( تاريخ إضمحلال العالم القديم Gesschichte des Untergangs der antiken Welt صفحة 21 ) أن هذا النص هو مصدر عدم وضوح الكنيسة وازدواجها، كما لاحظ أن بمثل هذا النص يمكن للمرء أن يبدأ إقتراف بعض الأشياء شرط أن يجيد فن تأويل النصوص وتفسيرها.
وعندما نقرأ النص الآتي: "ألستم تعلمون أننا سندين ملائكة، فبالأولى أمور هذه الحياة" (كورنثوس الأولى 6 : 3) فلا نحتاج معه لسؤال آخر لنعرف من أين أتى جنون الكثير من المسيحيين الذين يؤمنون باصطفائهم، بالإضافة إلى تكبُّر الكثير من رجال اللاهوت.
وأحب أن ننهي كلامنا هذا برأي أحد الأقلام الكاثوليكية الشهير لدى دار النشر "Offene Tore " (الكتيب الثالث لعام 1961) وهو يقول :
" أنتم تعرفون أنَيَ كاثوليكي، وفي طريقي إلى قدس الأقداس، وقد أدهشني هذا الإختلاف الجوهري الرهيب بين تعاليم عيسى وبولس، ولم أكن لأرتضي ذلك أبداً، وفي الحقيقة فإن هناك أيضاً أقوال لبولس لتُعد بحق نموذجاً في الحكمة والجمال . وبجانب ذلك فإن هناك أيضاً أقوال مُسممة حرفياً مصابة بالغرغرينا أصابها الورم بسبب الدخان، لدرجة أن نظرة واحدة يلقيها الإنسان على الإنجيل لتطمس معالمه تحت دخنها، وأعتقد كذلك أننا لا نظلم كتابات الحواري بولس، ولكننا نعطيها قدرها المناسب إذا ما أسميناها - كما ستفعلون (تبعاً سفيدنبورج) - "كتب الكنيسة" .
ويبدو لي أن موضوع المسيحية أو البولسية يتمتع باهتمام كبير جداً وفي أيامنا هذه تبنى إيتلبرج شتاوفر هذا الموضوع - وهو أيضاً الذي أثار هذه الفضيحة - وحتى لو قام أيضاً بهذا بشكل راديكالي بنفس الطريقة التي يشتهر بها اللاهوت البروتستانتي، وتطرف في نظرياته بلا حدود، فسيكون محقاً : فنحن نريد أن نسمع عيسى ونحاوره .
في عام 1920 كنت على علم بمسألة مصير المسيحية في المستقبل ( راجع كتاب الإنتصار على البولسية Die Überwindung des Paulinismus ) .
عن طريق كتاب هانس بلوهر Hans Blüher (Aristie des Jeseus von Nazareth) وهو كتاب يتمتع - على الرغم من كل الأخطاء التي يحتويها - ببصيرة حادةٌ تناولت طبيعة عيسى ومبادئه" .
__________________
« كَفَى بِالْمَرْءِ عِلْماً أَنْ يَخْشَى اللَّهَ ، وَكَفَى بِالْمَرْءِ جَهْلاً أَنْ يُعْجَبَ بِعِلْمِهِ »
جامع بيان العلم وفضله - ابن عبد البر
WwW.StMore.150m.CoM
رد مع اقتباس إقتباس متعدد لهذه المشاركة
م. عمـرو المصري
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى م. عمـرو المصري
زيارة موقع م. عمـرو المصري المفضل
البحث عن كافة المشاركات المكتوبة بواسطة م. عمـرو المصري
إضافة م. عمـرو المصري إلى جهات الاتصال الخاصة بك
#4 تقرير بمشاركة سيئة
قديم 12-08-2007
م. عمـرو المصري م. عمـرو المصري غير متصل
مشرف قسم الكتاب المُقدس ونقد المخطوطات
تاريخ التسجيل: Jul 2006
المشاركات: 1,298
افتراضي
الفصل الثالث
لماذا تصر الكنيسة على التمسك بكتب بولس وإعتبارها جزءً لا يتجزأ من الكتاب المقدس ؟
( تحليل دوافع ذلك )
من الملفت للنظر أن الكنائس الكبيرة لم تتهيأ لإخراج كتابات بولس من الكتاب المقدس لتنقيحها ، على الرغم من أن الحاجة إلى الإصلاح تكاد تكون قد وصلت إلى أبعد من كونها الآن ضرورة مُلحَّة ، تماماً مثل الموضوع الذي نحن بصدده ، وما ينطبق على الكنائس الكبيرة يسري أيضاً على الطوائف الأخرى .
ويبدو من النظرة الأولى أن المقاومة التي تَلْقاها عملية إلغاء رسائل بولس من الكتاب المقدس في بعض الدوائر الدينية الجديدة مثيراً للتساؤل ، حيث يكمن الدافع هنا في أن يتمكنوا من توضيح موقف الكنائس بصورة ما تجعلها تسقط أساساً من الحسبان . وهم أناس لم ينتظر منهم مثل هذا الموقف الذي يدافعون فيه عن بولس بهذه الصورة غير المتوقعة ، لأن مراكزهم التعليمية تتناقض تماماً مع مثيلتها عند بولس .
إلا أنهم على الرغم من ذلك يتولون الدفاع عنه ، بل إنهم يبحثون عن حجج ، تؤثر بدورها في موقفهم هذا تأثيراً سلبياً يثير الشبهات حولهم.
والسبب في ذلك يرجع إلى الآتي :
1- سكوت الكنائس الكبرى ومعارضتها ومقاومة رجال الدين بالكنيسة .
ويرجع سبب دفاعهم عن بولس وتركهم إياه كل هذا الوقت في مركزه التقليدي بل وموافقتهم على وجوده في الكتاب المقدس إلى الأسباب الآتية :
أ - أن بولس كما قلنا سابقاً هو الذي يقدم لنا الأساس الإنجيلي الوحيد لفهم سلطة الكنيسة التي تمارس حتى اليوم ، وإذا لم يتمسك قانونها الأساسي ( الكتاب المقدس) بآراء بولس تجاه الدولة ورجال السلطة وأغنياء العالم ، فسوف يفقد رجال الكنيسة وكنيستهم حماية الدولة المعروفة لهم فوراً ، وبالطبع فهم يدركون تماماً ما أسداه له الإصحاح (13) من رسالة بولس إلى أهل رومية بشأن الدولة من خدمات ساعدت في تحقيق طموحهم في سياسة القوة عبر القرون .
ونحن نعي تماماً أن طيبة الإنسان تفرض عليه ألا يستسلم للفشل دون مقاومة .
ب - والأهم من ذلك هو أن بولس يضمن لرجال الأكليروس36 - وهم أيضاً بشر - التمتع بنصيب ضخم من ثروات هذا العالم (السلطة والجاه والثراء)، بينما يعجز بل ويفشل كل من يتبع الأناجيل ويربط حياته بإنكار الذات والفقر والخدمة والزهد، وقد رأينا أن كلمات بولس قد قلبت نصوص عيسى رأساً على عقب .
فمن يمكنه في العالم أجمع أن يتخلى عن الجاه والهيبة والمرتب الضخم والسلطة أضف إلى ذلك ضمانه لمكانة ممتازة في " السماء " ؟
وبينما نرى عيسى يُلزم تلاميذه إلزاماً قاطعاً بعدم طلب أجر على خدمتهم الروحية ، نرى بولس يؤكد - هنا على الأخص على رجال الدين - أن الذين يخدمون المذبح يعيشون أيضاً منه*، لذلك نرى البولسيّ الكبير كارل بارت Karl Bart قد كرس نفسه دون أن يوخذه ضميره للمطالبة رسمياً بمرتب أعلى من تلك التي حددته له الحكومة عام 1927 وهو (12000) فرانك سويسري (ارجع إلى " الدولة والكنيسة في إقليم برن Staat und Kirche in Kanton Bern إصدار 1951 صفحة 44).
ومن المعروف أن القساوسة لدينا يطالبون بمرتبات عظيمة ويحصلون عليها، بجانب الخدمات الإضافية ( من المساكن الفخمة والسيارة والمعاش وغيره)** أما الأساقفة فيحصلون على مكافآت ضخمة حتى أمكنهم العيش في سراي قصر بمعنى الكلمة ، وإلى حد يمكنهم اليوم الإستمرار في ذلك أيضاً37 .
ونسى رجال الكنيسة الذي ينبغي لهم أن يتشبهوا بتلاميذ عيسى الأوفياء أن عيسى قد حرّم على تلاميذه، بل أبى عليهم أصطحاب كيس نقودهم معهم عند تأدية أية عمل ، كما ألزمهم العيش من إحسان الشعب عليهم38.
وبينما يلزم عيسى تلاميذه أن يكون كل منهم " الأصغر " بصورة حقيقية (وليست فقط كلاماً مثل "خدم الله") إلا أن بولس يقترح عليهم بوضوح كاف أن يحكموا ، بل لتمتد أوامرهم بقدر الإمكان لتخرج من الكنيسة . وهذا ما كانت تفعله الكنيسة دائماً (تيموثاوس الأولى 4 : 11 ؛ 1 : 3) " كما طلبت إليك أن تمكث في أفسس إذ كنت أنا ذاهب إلى مكدونية لكي توصي قوماً أن لا يعلموا تعليماً آخر" الأمر الذي يعبر بصدق عن نية رجال الدين الكنسيّ .
وهذا النظام الصارم المتدرج للكنيسة المسيحية، قد تطور وكمل تماماً في عصر الإضطهاد الديني للمسيحيين، وقد أثر هذا النظام أيضاً على قسطنطين الأكبر تأثيراً كبيراً، لأنه وافق طباعه المستبدة ، وكان يخدم أغراضه .
كما قال عيسى لتلاميذه الفقراء إن من يبحث عن المجد والإكرام عند الناس ، فيجب ألا ينتظره عند الله، إلا أن بولس قد قال: "اعطوا الإكرام لمن له الإكرام" (رومية 13 : 7) ، وقد دعّم رأيه هذا من أجل رجال الأكليروس بقوله في ( تيموثاوس الأولى 3 :1؛ 3 :13) "لأن الذين تسموا حسناً يقتنون لأنفسهم درجة حسنة وثقة كثيرة في الإيمان الذي بالمسيح يسوع" ، 5: 17، 19 من ترجمة إنجيل زيوريخ .
لهذا يبحث رجل الإكليروس عن المجد بلا حدود، لدرجة أن بعض الحكام الدنيويين قد ملأتهم الغيرة والحسد على المجد الذي ناله رجال الإكليروس . وقد تفاقم هذا الأمر إلى أن طلب أحد الأساقفة على عهد قسطنطين على أحد المآدب أن يقدم إليه أولاً الكأس ثم يقدم بعد ذلك إلى القيصر !
بل إن بولس قد بلغ أبعد من ذلك فقد زكّى الطموح البغيض لنيل مكانة رجال الأكليروس ، حيث قال : يا له من شيء جميل أن يتطلع الإنسان إلى وظيفة أسقف39 ! وهذا ما لم يكرره رجال الإكليروس مرة ثانية ، لذلك يقص علينا المؤرخون أن رجال الإكليروس كانوا يتنازعون على مناصب الأسقف بشكل جد منحط ، وعلى الأخص مكانة البطريرك في القرنين الرابع والخامس حيث كانوا يلجأون إلى كل الوسائل* لنيل هذا المنصب . وقد أصبحت مثل هذه الخصومات فيما بعد لا تتم عادة بشكل علني .
ج - كذلك يكن رجال اللاهوت تقديراً كبيراً لبولس لا سبب لذلك إلا أنه كان أول لاهوتي وعلى النقيض من عيسى الذي رفض علم اللاهوت كله ، وتكلم عن رجال الدين بصورة أسوأ ما تكون ، فقد أعلى بولس من شأن مكانة المعلم، والتعاليم نفسها، وعلى الأخص " العقيدة السليمة " الأورثوذكسية ، وبالتالي كان ذلك الأساس الذي أدى إلى تطلع المرء ليس فقط إلى مهنة تعليمية لدى الكنيسة بل أيضاً إلى ظواهر أخرى مثل محاكم التفتيش واضطهاد مخالفي العقيدة.
ولم يكن هذا ليحدث لولا وجود بولس الذي أدى إلى إعلاء شأن تعاليمه واللاهوت والإمتيازات40 التى يتمتع بها النظام الكنسي.
ويجب أن نذكر أنه لم يكن بين حواري عيسى الحقيقيين الذين قام هو بإختيارهم عالم واحد -ولم يكن أيضاً- على الأخص -لاهوتي ولا كاتب ولا فريسيّ.
د - تبين لنا أحد نقاط الضعف الإنساني - وهو شيء طبيعي - أن الكنائس ورؤســائها ليس لديهم أية إهتمام بمسألة إخراج بولس وكتاباته من الكتاب المقدس . وكان يمكننا أن نتفهم - لولا أن هذا شيء مرتبط بالحق وإعاقة الأعمال الوحشية - أن الكنيسة لا تريد إخبار مؤمنيها بهذا وإلا ضاع ما حرصت عليه لمدة 2000 عام ، وأنها ما كانت تحتفل به وبتعاليمه ولسقط إلى أسفل سافلين (على الأخص أن الكنيسة قد استولت على المكانة التعليمية لعيسى وتركت له المذبح فقط، الأمر الذي لا يخيفها، حيث لا توجد خطورة منه تجاهه، ثم توجته عليه) .
وأهل العلم يعرفون أن 90% من العقائد الأساسية التي تتمتع بها المسيحية التقليدية اليوم تقوم على نصوص بولس !
ومن هنا نفهم خوف الكنيسة من أن لاتعيش مطلقاً بعد مفاتحة شعبها بهذا ونفهم هذا الخوف الطبيعي من النتائج إذا ما تدبرنا أن أهم العقائد الرئيسية للكنيسة وتعاليمها ترجع أساساً إلى بولس .
وبالتخلي عن بولس يجب أيضاً على كل الكنائس ليس فقط مراجعة معظم وأهم عقائدها وتعاليمها بل التخلي عنها ببساطة ويسر. وهذا يتطلب بالطبع قوة غير عادية لإفهام الأمة أننا قد أخطأنا لمدة 2000 عام في تعاليم هذه العقائد ونشرها.
هـ - لذلك يضايق الكنائس ورجال الإكليروس أن يخرج بولس من الكتاب المقدس لأن كتاباته تحتوي أيضاً على نظرية " Fünfer- und Weggli-Theorie" التي تقضي بإمكانية إنقاذ المرء دون أدنى مجهود يقوم هو به، وعلى الأخص عن طريق المعروف الذي أسداه إلينا المسيح عيسى ، بينما تبوء كل محاولة فريدة لتخليص النفس بالفشل ، وتعد خطيئة* .
وربما تخشى الكنائس عن حق من الضمور الكبير الذي يمكن أن يحيط بها إذا ما طلبت من الشعب مستقبلاً - تبعاً لتعاليم عيسى إن ينكر نفسه ويُكرهها على الدخول في " ملكوت السموات " .
ونقول في الحقيقة ذلك للشعب لأن الإنجيل قد نادى به ، أما عقيدة بولس وتعاليمه عن خلاص البشرية من كل جهد ذاتي فستكون دائماً تحت أقدامنا .
ومن كل هذه السباب التي يمكننا مضاعفتها بسهولة، يتنازل رجال دين الكنيسة عن عيسى بسهولة ويسر أكثر من أن يتركوا بولس يخرج من الكتاب المقدس .
لذلك أصبح من الميسور أن نرى لاهوتي المسيحية قد بدأوا يجحدون عيسى وينكرون وجوده بكل صراحة، لأنه يمكنهم الحياة بدونه ، لكن صَعُبَ أن يحيوا بدون بولس ، الذي أصبح عندهم بمثابة حجر الزاوية الحقيقي .
وتحت كل هذه الظروف التي سُقناها أصبح من الواضح أن الكنائس ورجالها قد بذلوا ما في وسعهم لكي يضمنوا السلطة العليا للكتابات البولسية ، التي يساوونها بالأناجيل وتظل هذه السلطة العليا باقية ما بقيت كتاباته، تعامل معاملة أجزاء الكتاب المقدس، وتعتبر ( ككلمة الله المعصومة ) مقدسة في أعين رجال اللاهوت والشعب المؤمن ( وهو إفتراض كان لابد أن يتم القضاء عليه منذ زمن بعيد وعلى الأخص عندما نفكر أن جزءا كبيراً جداً من نصوص الكتاب المقدس قد يكون أى شيء إلا أن يكون يكون مقدساً أونطمأن إليه).
ولا بد من الأخذ في الإعتبار أن كل هذا تصرف طبيعي للإنسان إلا أننا نستسيغه ولكن لا نستصوبه، فهو لا يعدو أن يكون أكثر من أنانية بالغة، وربما كان هذا طبيعي بالنسبة لرجال اللاهوت لدرجة يصعب معها أن تركوا بولس أو يخرجوه من الكتاب المقدس، حتى أصبح من الضروري أن يتولى مثل هذه المهمة أناس غير رجال الدين (اللاهوتي) .
2 - أما إعتراض الطوائف الأخرى فهو يرجع جزئياً إلى نفس هذه الأسباب التي إعترضت عليها الكنائس، وذلك لأن رؤساء الطوائف يحبون أيضاً أن يتمتعوا بالمجد وأن يكونوا داخل طائفتهم أصحاب الكلمة الأولى والأخيرة، الأمر الذي مكنهم بولس منه.
ويضاف إلى ذلك أيضاً شيء مختلف تماماً : وهو أن التشكك في الكتاب المقدس يتضمن بداهة الإختلاف، أي الحكم الشخصي على درجة صحة ودرجة حقيقة كل جملة وكل جزء من أجزاء الكتاب المقدس، وهذا ما لا ترغبه الطوائف المسيحية، فهم يريدون التمسك بشيء ثابت ومُلزم حتى يمكنهم القول : "الكتاب يقول هنا كذا . . . . وكفى" .
وبالمناسبة فإن قادة الطوائف المسيحية غير مثقفين ، ولذلك فهم غير مؤهلين بالمرة لإبداء الرأي والإختلاف فيه . ولا يستطيع صغار المفكرين بداهة الإستغناء عن التمسك بنص مقدس محدد . (ارجع إلى كتابنا " الدين العالمي Universelle Religion " إصدار عام 1983 - وهو الكتاب الرابع في السلسلة للتعرف على مصطلح " الطائفة ").
3- ..علام يرجع الســبب إذن في أنــنـا نجــد في الدوائر الدينية الجــديدة ، مدافعين عن بولس على الرغم من أن المرء قد تخلص هنا تماماً من سُلطة الكتاب المقدس ، كما سقطت منذ زمن بشارة بولــس المركزية التي تقضي بخــلاص البشــرية عن طريق دم عيسى ؟
من الخطأ أن نضع البيض كله في سلة واحدة ، فإن المفكرين الدينيين الجدد لا يزالون مختلفين تماماً على أن مثل هذا متاح ، ولكن يمكننا أن نقوم ببعض المحاولات للتوضيح :
أ - يكمن الدافع عند البعض - الأمر الذي دلّلت عليه بعض صيغ الرسائل البولسية - أن أية كلمة لبولس قد أصبحت نصهم الخاص المفضل لديهم ، وربما كان ذلك منذ تعميده ، وربما كان من السهل علينا أن نجد نصوصاً لبولس في الكتاب المقدس - كما أكدنا ذلك مراراً - تعد من أجدد ما نجده أيضاً في الأدب الديني العالمي .
ومما يثير التعجب أن مثل هؤلاء الناس يحسون بخطورة إفتراضاتنا هذه على نصوصهم المفضلة إليهم ، ولكن ليس الأمر كذلك مطلقاً .
وربما لم يلاحظوا أن المدافعين عن هذا الإفتراض الذي أمامكم لا يهمهم إطلاقاً إستبعاد بولس تماماً عن الدين ، ولكن ما يهمهم هو عدم إعتبار رسالاته وكتاباته مقدسة ، وعدم مساواتها بكلمات الله المعصومة ، وعدم تمتعها بسيادة مطلقة كما كانت منذ قرون عديدة بسبب الأخطاء الفادحة الكثيرة التي تملأها ، والتي كان لها عواقب لا تحمد .
فلا يوجد ما يمنعنا إذن من تقدير بولس كما كان من قبل كعبقرية دينية وإحترام نصوصه القيمة وإعطائها سلطة " الأباء "41 . وهذا ما طالب به أناس من اللاهوتيين كان من بينهم إيمانويل سيفيدنبورج ، وكل ذلك شريط أن تقبل نظريتنا المقترحة .
يتمتع أغلب المدافعين عن بولس الذين ينتمون إلى الطوائف الدينية المختلفة بمثل هذه الدوافع ، وغالباً ما يكون هؤلاء الناس على إقتناع متسرع بعدم استمرار تأملاتهم هذه إذا ما افترضنا عليهم - مستخدمين أيضاً نفس هذه الحقوق - قداسة نصوص جوته والكثير من الأدباء الآخرين - حتى نيتشه الذي لاقى الكثير - وإدخالها ضمن أجزاء الكتاب المقدس ، حيث يتمتع جزء كبير من مثل هذه النصوص بدرجة عالية جداً من الصحة .
ب -ونلاحظ عند بعض المدافعين عن بولس في الديانات الجديدة أنهم لا يريدون إخراج بولس من الكتاب المقدس - تماماً مثل الكنائس - لأن نصوص بولس أو أفكاره تلعب دوراً هاماً في نظامهم الدنيوي الذي لا يكادون يعلنون عنه ، وربما كان الجزء البولسيّ في نظامهم هو مفهومهم المفضل إليهم ، والذي يخشون عليه من الإنهيار - مثل بيت مبني بأوراق الكوتشينة - إذا ما خرج بولس من قانونية الكتاب المقدس .
وغالباً لا يوجد ما يعلل هذا الخوف الذي يتملكهم (على عكس ما نجده لدى الكنائس الكبيرة)، إلا أننا نتفهم هذا من جانب هذه الطوائف، الأمر الذي أدى بهم إلى الدفاع عن إنهزام بولس .
ويبدو أن هذه الخطوة ليست كبيرة لدرجة أن نتجاهل بشكل غير موضوعي الحجج التي لابد أن يُسلَّم بها ، مما يؤدي إلى عواقب وخيمة لابد لنا أن نتحملها .
إن العقبة التي تقف أمام هؤلاء الناس الذين ينتمون إلى معسكر الطوائف الدينية الجديدة يكمن في أنهم قد سجلوا نصوص بولس ضمن نصوصهم في تقليد غير واع لما يألفه اللاهوتين بصفتها نصوص الكتاب المقدس بالمعنى التقليدي ، ولا يرون إمكانية التراجع فيها بعد ذلك. ويمكن إضافة أسباب تافهة جداً إلى ذلك منها أن المرء لا يحب تعديل ما كتبه للدعاية، ولا حتى يعيد صياغته .
ويُدرج أعضاء هذه الطوائف - وهي حالة خاصة - في قائمة الطوائف التي تقضي نظمهم بتبني الصورة السلبية القديمة للجنس، ولا تنقطع الحياة من وجود مثل هؤلاء الناس. وقد عرفت أن بولس هو الذي اعتبر الجنس من الخطايا.
جـ - وهناك الكثيرون ممن يدافعون عن بولس يقومون بهذا بدافع تقديرهم الكبير له، حيث ساهمت القرون العديدة في تعظيم ذلك الرجل لديهم .
ويجب التنويه هنا إلى أنه لا يعنينا إسقاط شخص بولس . فقد أكدنا من البداية أننا نعتبر بولس أحد المحاربين الأبطال ، ولكن ليس هذا بعد سبباً في إتخاذ كلامه مساوياً لكلام الله، أو يعلوا علو السماء عن كلام أية شخصية دينية أخرى، أو أنه غير مصرح بنقده ، وإلا لكان المرء أعلن دون تردد أن كلام غاندي وآرائه على سبيل المثال تتمتع بعصمة الله المطلقة على الرغم من أنها ذات قيمة أكبر بكثير مما تتمتع به نصوص بولس .
د - ويجب أن نقول أيضاً أنه هناك الكثير من معتنقي الديانات الطائفية الجديدة يجدون صعوبة في التآلف مع أفكار جديدة وتقبلها . " فقد كان بولس دائماً جزءاً من الإنجيل ، ولذلك ينبغي أن يظل أيضاً هكذا " .
" وإذا كان الأمر كذلك فعلى اليابانيين منذ ثلاثين عاماً أن يقولوا : " إن قيصرنا كان دائماً إلهنا، ولابد له أن يظل أيضاً كذلك! " ومن المعلوم أن مثل هذا الوضع يعيق كل تقدم وتطور .
هـ - وأخيراً نشير إلى أحد البراهين الساذجة التي تكاد تخيف المرء أن يناقشها وهي تقابلنا كثيراً جداً بشكل يدعوا للتعجب ، لذلك كان علينا أن نعلق عليها :
كتب لي منذ قليل السيد × ( إكس ) ، ونحن نستنتج من بقية خطابه أنه ليس جاهلاً ( وهذا يجعلنا نخمن أنه كان مرتبكاً ) ، ومع ذلك فهو لا يع كيف يمكننا مهاجمة بولس ورفضه ، على الرغم من أن عيسى قد تراءى لبولس بالصورة المعروفة وأخبره أنه أحد تلاميذه المصطفين ، بل أكثر من ذلك فقد أعلن بولس نفسه أن من يبشر بإنجيل آخر فهو ملعون .
وفي الحقيقة فأنا لا أفهم كيف يستخدم إنسان ذكي هذا كحجة على صحة كلامه ، فإذا ما ادعى الســيد (ماير) أنه صاحب الحــق والوريث الشرعي الذي يبحثون عنه منذ عدة سنوات للمليونير الكبير المتوفي السيد (×)، فلن يجد قاضياً يحكم له بأنه الوريث فقط لأنه قال ذلك. وقد قال عيسى نفسه: "إن كنت أشهد لنفسي فشهادتي ليست حق" (أى إنها ليست ذات قيمة) (يوحنا 5 :31)*.
ولا ينبغي لنا أن نقبل أية تعاليم فقط من أجل سُلطة قائلها وعلى الأخص في المسائل التي تتعلق بالعقيدة ، حتى بوذا نفسه قد قال إنه لا ينبغي لنا أن نؤمن فقط من أجل أنه قال ، بل فقط نقتنع به بعد التفكير فيه بأنفسنا .
__________________
« كَفَى بِالْمَرْءِ عِلْماً أَنْ يَخْشَى اللَّهَ ، وَكَفَى بِالْمَرْءِ جَهْلاً أَنْ يُعْجَبَ بِعِلْمِهِ »
جامع بيان العلم وفضله - ابن عبد البر
WwW.StMore.150m.CoM
رد مع اقتباس إقتباس متعدد لهذه المشاركة
م. عمـرو المصري
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى م. عمـرو المصري
زيارة موقع م. عمـرو المصري المفضل
البحث عن كافة المشاركات المكتوبة بواسطة م. عمـرو المصري
إضافة م. عمـرو المصري إلى جهات الاتصال الخاصة بك
#5 تقرير بمشاركة سيئة
قديم 12-08-2007
م. عمـرو المصري م. عمـرو المصري غير متصل
مشرف قسم الكتاب المُقدس ونقد المخطوطات
تاريخ التسجيل: Jul 2006
المشاركات: 1,298
افتراضي
الفصل الرابع
المدافعون عن بولس
إذا ما تكتمت الكنيسة والكثير من رجال اللاهوت مسألة إخراج بولس من الكتاب المقدس أو لم تدرجها في قائمة البحث ، فعندئذ لابد لها أن تجتهد في الدفاع عنه ضد الهجمات الموضوعية الموجهة إليه من كل حدب وصوب - ولا يمكننا هنا بالطبع أن نذكر كل الهجمات الموجهة إليه ، لأن مثل هذا يحتاج إلى مجلدات ويكفينا أن نذكر القليل منها وسيتبين لنا كيف يتلوى الناس ويتلونون حتى يتمكنوا من إنقاذه .
1 - يتعلل البعض بأن النصوص القديمة لرسائل بولس أقدم من نصوص الأناجيل نفسها . ومن الواضح أن هذا التحليل يفتقد الحجة الموضوعية ، لأن ذلك لا يدل على حقيقة النص ولا يمكنه تقييم النص نفسه ، يضاف إلى ذلك أننا لا نعرف على سبيل اليقين عُمر أقدم مصادر الأناجيل .
وفي الحقيقة فإنه لا خلاف مطلقاً على تحديد عُمْر رسائل بولس، ويقول توديكوم - وهو أحد أكبر علماء لغة الكتاب المقدس القديمة والكتابات المسيحية الأولى- دفاعاً عن وجهة نظره التي تنادي بأن هذه الكتب قد حُرِّفت تماماً ، وأن أحد الرهبان قد قام بكتابتها بين عامي 300 و 350 وسوف نعود مرة أخرى لهذا الموضوع (التحريفات الكنسية ص 4) .
ويشير توديكوم أيضاً إلى أن أجود وأقدم المخطوطات اليدوية ( رسائل بولس ) غير موجودة بالمرة ( صفحة 10 ) .
من المعروف أيضاً أن بولس كان يتمتع في الكنيسة القديمة بمركز كبير ، وهنا يجب أن نوضح المقصود بكلمة " الكنيسة القديمة " .
فمن الواضح أن مؤلف الكتاب الذي أمامي ( الأبواب المفتوحة ، الطبعة الثانية إصدار 1962 صفحة 53 وما بعدها ) يعني الزمن الذي تلي قسطنطين .
ويعرف المؤرخون جيداً حقيقة هذا الروح غير المقدسة التي ملأت الكنيسة وأحيتها ، ولن يدعي أي إنسان أن روح الله قد طالبت آنذاك بمساواة رسالات بولس بالأناجيل أو حتى استحسنتها . فقد وافقت نصوص بولس التي يتحدث فيها عن الدولة ميول الكنيسة آنذاك أو راقت لوضع بولس الأورثوذكسى ، حتى إن المرء لم يجد ما يثير الدهشة في التعاون معه وحده وليس مع الأناجيل .
وكما ذكرنا من قبل فإن توديكوم وكثيرون غيره قد أشاروا إلى أن المخطوطات اليدوية لرسالات بولس غير موجودة ، وهذا وحده ينقض فكرة أن بولس كان يتمتع بمركز مرموق في الكنيسة القديمة ( أي الكنيسة الأولى ) .
ويسوق توديكوم وغيره الأدلة المفصَّلة على أن بولس لم يكن معروفاً إلى أكبر مدى لدى أقدم مؤلفي الكنيسة ( توديكوم صفحة ( 5 ) وما بعدها ) . ونرى بعد ذلك إصرار البعض على إعطاء بولس ( وهو عند توديكوم شخصية مخترعة ) سلطة عليا .
ولا نريد هنا أن نتوسع في عرض نظرية توديكوم42 التي تقضي بأن بولس شخصية مخترعة وأن رسالته قد كتبها راهب في القرن الرابع ، ولكننا سنسوق بعضاً من أدلته التي إستشهد بها في موضوعنا الذي نحن بصدده :
أ - لم يتعرض أي من الأناجيل لإختيار الحواري الثالث عشر ولا حتى إنجيل يوحنا ، فلو كان حدث هذا لما كان يجرؤ أحد على كتمانه ( صفحة 5 ) .
ب - يضاف إلى ذلك أن بولس لم يذكره أي كاتب من أقدم مؤلفي الكنيسة ، وهذا يوضح أن مثل هذا ( البولس ) لم يكن له وجود بالمرة ( صفحة ( 5 ) وما بعدها ) .
2 - ويؤمن الكثيرون أنه من الممكن رد الهجوم الموجه إلى البولسية التقليدية ، لدرجة أنهم إصطلحوا على جعل هذه الرسائل المنسوبة إليه قد كتبها غيره43 . إلا أن هذا غير مهم بالمرة ، فالهجوم لا يتناول شخص بولس نفسه ، ولكنه موجه أساساً إلى النظام التعليمي الخاص بالعقائد والأخلاق والسلطة ، ذلك النظام الذي يستتد دائماً إلى الرسائل البولسية ، بغض النظر عن شخصية من كتبها .
وعلى أية حال فهي لا ترجع مطلقاً إلى عيسى عليه السلام على الرغم من إدعاء بولس أنها تستند إلى إيحاءات " المسيح السامي " ، لذلك لايمكننا الإستناد إلى بولس إذا كان الموضوع يتعلق بمقدار السلطة التي نخولها لأقواله .
وفي الحقيقة فإن هناك روابط متبادلة بين الأناجيل ورسائل بولس ولكن من يعرف مقدار الإهانة التي لحقت النصوص عن طريق التشوية المتعمد بالإضافات والحذف (إرجع إلى الكتيب رقم ( 6 أ ) وهم بإسم : الأسس العقائدية للديانة العالمية " Ideologiche Grundlagen universeller Religion " فسوف لا يعير عندئذ هذه الحجة أية إهتمام . وبالعكس فإن التجانس المنتظم المعروف للقانون عن طريق تلك " الكنيسة القديمة " ليثير الدهشة ، حيث لم يعد ميراث بولس الفكري يؤثر على الأناجيل .
أما بالنسبة لإنجيل يوحنا فيعلم لاهوتيونا جيداً التناقض الموجود بين بولس وهذا الإنجيل الذي يقول عنه أولوا الرأي من الباحثين اللاهوتيين بصراحة عارية : إن معظم الكلام المذكور على لسان عيسى عليه السلام هو تأويل مخترع لمذهب الغنوصية القديم عن عيسى عليه السلام ( راجع أيضاً كنيرم " سلطة الكتاب المقدس ونقده " Knierim , Bibelautorität und Bibelkritile زيوريخ سنة 1962 صفحة 37).
3 - لا يندرج تحت المدافعين الحقيقيين عن بولس أمثال ذلك القس البروتستانتي الذي كتب : " لا أعتبر إخراج بولس من الكتاب المقدس ضرورياً على الأخص وأن الكتب الأخرى مليئة أيضاً بالأخطاء ، فالكتاب المقدس بالنسبة لي عبارة عن كتاب يجمع مؤلفات دينية تاريخية ، منهم بولس، فهو قد فسر أقوال عيسى بصورة مثيرة، وحتى لو كانت خاطئة فهي على الأقل تاريخية .
وانا هنا لا أريد أن أتحاور مع أمثال هؤلاء المدافعين عن بولس لأنهم في الحقيقة قد قبلوا نظريتي هذه بل ذهبوا إلى أكثر من هذا . ولو كان هذا الرأي شائعاً لإدخرت جهدي الذي أبذله لإخراج بولس من الكتاب المقدس .
وأود أن أنوه أيضاً إلى أن الكثيرين لا يعرفون أن الكنائس البولسية الرسمية تتصرف منذ زمن بما يخالف توجيهات معينة لبولس ، وهم بذلك يعترفون أن تعاليم الحواري لا تتمتع في كل أجزائها بالسلطة الإلهية .
ومن هذه التعاليم تلك التي تقضي بأن تدخل المرأة الكنيسة مغطاة الشعر بينما لا يطبق هذا على الرجل ، وأكثر من ذلك فإن المرأة مطالبة بألا تفتح فاها بكلمة داخل الكنيسة وتكون خاضعة للرجل في " كل شيء " ( على حد تعبير بولس ) .
ونقترب الآن من النهاية : فإذا ما أخطأ بولس في نقطة ما فتكون العصمة قد استحالت في حقه ، ولذلك علينا التخلي عن القول بأن تعاليمه قد أوحى بها الله حرفياً .
4 - يحاول رجال الدين البولسيون النظر إلى متطلبات العصر آنذاك أنها كانت تحتم كل هذه الأوضاع المزرية ( الخاصة مثلاً بالدولة والمرأة ووضع العبيد ) التي أقرها بولس في رسائله .
ثم يعترفون بعد ذلك أن هذه النصوص44 قد " مرّ زمانها " ، كما قال بعض رجال اللاهوت منذ زمن ليس ببعيد في مقال ( صدر بتاريخ 12/3/1971 في Evangel. Woche): أنه لا يمكننا استخدام النصوص البولسية في وقتنا الحاضر ، ولا يمكننا أيضاً أن نطبق أقوال بولس عن الدولة والتي نعرف جيداً مدى الأثر السيء الذي جرته هذه النصوص إلى عصرنا الحاضر45 ، ونفس الشيء يسري أيضاً على أقواله عن المرأة أو العبودية .
وإذا إنتقل بناء المقال وتخطينا المقدمة التي أفادت أن الكتاب المقدس ليس كلمة الله ولكنه قد يكون كتاب ديني مثل أي كتاب آخر ، فحينئذ يمكننا قطع الحوار لأنه سوف يصبح آنذاك لا أساس له ، وإني شخصياً على اقتناع بأني إذا ما تكلمت مع المؤلفين وسألتهم عما إذا كان بإمكانهم إعتبار كتب بولس كأي كتاب من كتب اللاهوتيين الكبار فسوف يجيء ردهم بالنفي القاطع ، إلا أنهم سيرددون القول التي طالما نادت به الكنيسة وهو أن رسائله هي كلمات الله المعصومة ، وحينئذ يقبل هذا التعليل أي قاريء غير ناقد أو فاحص لها .
والقاريء للنصوص التي نحن بصددها ليدرك على الفور أن بولس - كما تقضي كتب اللاهوت الأخلاقي - يتبنى آراء مجرَّدة ( عامة ) بخصوص المسائل المطروحة للبحث .
وقد أوضح بولس قوله عن طبيعة المرأة ، لذلك لن يجرؤ إنسان بعد ذلك على إفتراض أن طبيعة المرأة قد تغيرت الآن عن العصر الذي كان يعيش فيه ، إلا أننا نلاحظ أن ما يتعلق بالدولة لم يتغير كثيراً جداً منذ ذاك الوقت، فلسنا اليوم في حاجة إلى دولة ديكتاتورية، فلدينا منها الكثير ، وعلى أية حال فهي ليست أحسن حالاً من تلك الدولة التي كانت في عصر بولس .
وإني لأعتقد أنه من الأسوأ بل والأكثر تحالفاً مع الشيطان - ومنهم الدول التي تطلق على نفسها مسيحية - أن يكتسب حكامها ضميراً آخراً جيداً نسبياً مستندين في ذلك إلى بولس .
5 - ويثير العجب هذا العمل البائس الذي يستهدف فيه بعض اللاهوتيين الحط من شأن الأناجيل ، بل ويهاجمونها لرفع شأن بولس .
فتقول إحدى الرسائل المطبوعة في كتاب ( الأبواب المفتوحة ) في طبعته الثانية لعام 1962 صفحة 57 ) :
إن بولس لم يكن على أية حال " أحمق إلى هذه الدرجة " مثل الحواريين التي تستند الأناجيل إلى أقوالهم ( صفحة 58 ) .
وتقول أيضاً :
إن الأناجيل لتمثل نوعاً من حقول الرديم التي لم نستطع أن نجد لها شأناً (صفحة 59 ) .
وقد وقع لوثر وميلانكتون Luther . Melanchton في هذا الخطأ الذي وقع بين الأناجيل ورسالات بولس بسبب التناقضات المتواجدة بينهما دفاعاً عن بولس ، فهم يقولون إن رسالات بولس تسموا على الأناجيل ، ثم ساقوا نظريتهم التي تقول إن الإنجيليين لم يفهموا الكثير من تعالليم عيسى عليه السلام ( توديكوم صفحة 22 ) .
وقد أشار لوثر إلى أننا يمكننا إعتبار رسالة بولس إلى رومية " الإنجيل الوحيد الحقيقي "46 ، وبذلك يكون لوثر نفسه قد إعترف - تبعاً لقول REIMARUS بعد ذلك - " أن بولس هو المؤسس الرئيسي للمسيحية ، وصاحب التعاليم الرئيسية التي تتبناها الكنيسة " (استشهاد لدى توديكوم صفحة 24 ) .
6 - وفي كل روحة وغدوة نصطدم في اللاهوت ببولس - نجد حجج للدفاع عنه وهي ليست إلا أفكار مختارة تم تركيبها مع بعضها البعض أو على الأقل تصورات أو تبريرات غير منزهة عن الغرض .
فإذا ما كتب أحد اللاهوتيين ذوي المكانة العالية منذ فترة وجيزة قائلاً إن بولس قد اتخذ موقفاً من المرأة يساوي نفس الموقف الذي اتخذه من قبل تجاه عيسى عليه السلام ، فلا بد له أن يكون قد تراجع " لسبب نفسي " ( فلماذا إذن لم يضطر عيسى عليه السلام من التراجع في عقر دار اليهود بنظامهم البطريركي ؟ ) .
وقد قال المؤلف حرفياً :
"إن نفس الواقعة ستكون واضحة أيضاً عند بولس حواري الشعوب ، فبولس رجل واقعي جداً ، ولا يعتبر من الثوار بأي حال من الأحوال ، لذلك فهو على علم بقوة النظام البطريكي القائم آنذاك .
" وهو لا يتجنب تعريض رسالة عيسى عليه السلام الحقيقية للخطر عن طريق مخالفة ذلك النظام الذي لا يساير العصر ، ولذلك فهو يفرض قواعد معينة للأدب على النساء في العصور الذهبية للمسيحية الأولى لأسباب نفسية، وهو تراجع يتطابق مع روحها .
لذلك فهو لم يعلن أن هذا النظام البطريركي ليس من وحي الله أو حتى غير مقدس ! وهو يدرك تماماً أن في الخلق الجديد - الذي بدأ بالمسيح وتمثله على الأرض الكنيسة التي عليها أن تحيا بصورة نموذجية - تقبع المرأة ( التي عاشت محتقرة إلى ذلك الوقت) في نفس رونق صورة الله التي خلق عليها الرجل ، وقد كانت المرأة تتحمل المسئولية تماماً مثل الرجل " .
إلا أن هذا لا يُعد إتجاه موضوعي تجاه الأمة المسيحية إذا ما فكرنا في أقوال بولس التي يقول فيها - علي سبيل المثال - إن الرجل هو صورة الله وبهاؤه أما المرأة فهي بهاء الرجل .
7 - ولا حاجة لنا في الخوض في كل دفاع يتولاه الشعب عن بولس ، والتي يتضح منها مباشرةً أن هؤلاء المدافعين لم يقرأوا رسالات بولس بالمرة ، وهذا ما يحدث كثيراً .
8 - يؤمن البعض أن من واجبهم الدفاع عن بولس بالتدليل على أنه كان محارباً شجاعاً مستعد للتضحية وكما لو كان المحاربون البواسل يقولون الحق دائماً !
وربما يمكننا أن نذكر هنا أيضاً أن بولس قد فَتَنَ المدافعين عنه من غير رجال اللاهوت، لأنهم غالباً لا يفهمون نصوص السفسطائية ، وهذا ما حدث لبطرس ، وهو لا يخفى علينا - وفي هذا يقول أحد كبار العارفين بالناس ( ******ي السابق Gracian) : " يُمدح كثيراً من لا يفهمه الناس " ( إرجع إلى Handorakel رقم 253 ) .
ويقول نفس الكاتب :
" إن معظم الناس لا يُقّدرون من يفهمونه ، أما من يصعب عليهم فهمه ، فيبجلونه " أو " يبجل الناس كل ما هو خفي عليهم كَسرّ من الأسرار ، ويمدحونه لأنهم سمعوه يتعرض للمدح " .
__________________
« كَفَى بِالْمَرْءِ عِلْماً أَنْ يَخْشَى اللَّهَ ، وَكَفَى بِالْمَرْءِ جَهْلاً أَنْ يُعْجَبَ بِعِلْمِهِ »
جامع بيان العلم وفضله - ابن عبد البر
WwW.StMore.150m.CoM
رد مع اقتباس إقتباس متعدد لهذه المشاركة
م. عمـرو المصري
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى م. عمـرو المصري
زيارة موقع م. عمـرو المصري المفضل
البحث عن كافة المشاركات المكتوبة بواسطة م. عمـرو المصري
إضافة م. عمـرو المصري إلى جهات الاتصال الخاصة بك
#6 تقرير بمشاركة سيئة
قديم 12-08-2007
م. عمـرو المصري م. عمـرو المصري غير متصل
مشرف قسم الكتاب المُقدس ونقد المخطوطات
تاريخ التسجيل: Jul 2006
المشاركات: 1,298
افتراضي
ملحق الكتاب
شخصية بولس حواري الشعوب
نقدم في هذا الفصل خصائص بولس الذي أطلق على نفسه "حواري" نسوقها إليكم من كتاب "مباديء المسيحية" (Die Grundlagen desChristentums) لإريك بروك Erick Brock بروفسور الفلسفة وتاريخها بجامعة زيوريخ، وقد صدر الكتاب عام 1970 من دار النشر Franke * ببرن.
الصفحات من 346 - 350 :
"من المبالغ فيه أن نقول إن الشرخ الذي أصاب تطور المسيحية قد بلغ أعماقها، ولم ننتظر من بولس أن يغيِّر طبيعته السابقة جذرياً حتى يكون بذلك قد تحول إلى الجانب المسيحي "الطيب". فقبل إعتناقه المسيحية كان بولس شديد التحرش بأتباع عيسى . وكان يفعل ذلك عن إيمان إرضاءاً لله، وبالطبع كان يؤمن كيهودي صالح أن الحقيقة التامة هي التي يتبعها هو وأقرانه اليهود. أما أتباع عيسى عنده فكانوا من المجدفين الكفار.
إلا أنه بعد إعتناقه المسيحية قد آمن بالنقيض تماماً: أي إن الحق المطلق أصبح ما يتبعه المسيحيون، وأن الكذب والدناءة المتناهية هي ما يتبعه اليهود والوثنيون الذين لم يتقبلوا إيمانه هذا (فقد كان يفضل اليهود على الوثنيين في أن يكونوا مجرد ظل - من ناحية - كمستقبلي الوحي الأول وحامليه، ومن ناحية أخرى كان يفضل ألا يتحمل اليهود نتائج المسيحية أو يزدادوا إثماً على آثامهم).
ولم ينقص بولس إلا قوة جيش دنيوي ليتمكن من اليهود والوثنيين ويتتبعهم بل ويعذبهم (أعمال الرسل 22 : 5) ويمارس القتل الجماعي فيهم، كما كانت ثائرته أيضاً ضد المنشقين الخارجين عن إنجيله ("يا ليت الذين يقلقونكم يقطعون أيضاً".غلاطية 5 : 12) وهذا ما رأه Wrede من قبل إلا أن بولس ادخر ترسانته الروحانية العقلية لما هو قادم عليه.
لذلك بقى كما هو (شاول): قوي إلى أقصى درجة، واثق من نفسه، طَموح، وثّاب إلى أهدافه، لا يقف في طريقه عاقبة.
إن من شأن الإنتماء لشيء ما يخالف روح الإنسان وطبيعتها دون تغيير فيها ليثنى ذلك الإنسان بل يكسره، ويبعده عن جادة الصواب، وبذلك قد يكون لنا فيه ضيق كبير يجبرنا على حماية أنفسنا من استصغار حجم بولس.
ذلك الإنسان الذي انفرد ضمن مؤلفي رسائل العهد الجديد بالهيبة فقد كان يتمتع بشخصية مثيرة وجذابة، كما كان على درجة كبيرة من الذكاء، وكان يتمتع بطاقة عظيمة وقوة إرادة، ولديه حماس عارِم لا يشعر أحد بصداه.
أما ما يفسد سعادتنا به هو أنه لم يعترف بهذه الصفات بإسلوب كان شائعاً جداً في المسيحية، بل قلّل من شأنها نظرياً، بل صاغها بصورة تناقضها، مما جعلها تقوِّى الشعار الذي رفعه هو لحماية أهدافه، بل وساعدته في تخطي الكثير من العقبات.
ويبدو أن الإرتباط الداخلي بالبيئة الروحية، والوعي الشديد بالأهداف التي يرسمها الإنسان لنفسه ليس إلا صورة من صور الإنحطاط الديني الذي لا يمكن تجنبه.
أما ما يبعدنا عن بولس، بل ويجعلنا نصطدم به - الأمر الذي لاحظه بالفعل خصومه المعاصرين له، كما يفهم ذلك من الحوارات الساخنة في رسائله إلى أهل كورنثوس - فهو: إدعاؤه العصمة وتفاخره بنفسه، وعدم الصبر، وميله للإنتقام، وحبه للتحرش، وعشقه للسيطرة.
وهو لم يكن من النوع الذي يضع الأفكار الدينية لخدمة هذه الصفات، بل غالباً ما كان الأمر يناقض ذلك، لذلك بقيت كما هي إلا أنها كانت أهدأ قليلاً، على الرغم من أنها ظلت حادة بصورة ما. كما كان حماسه حقيقياً، لذلك تحمّل الصعوبات، وصبر، وكافح وعمل.
أما العلاقة التي كانت تربط بين إيمانه وإعتداده بنفسه لم تكن حتماً علاقة نقية، فقد تحول إلى صورة القس الكلاسيكي البدائية الذي أطاع أهدافه وميوله الخالصة لله عن وعي ولكنه فضل أن تحيا غريزة السلطة أثناء ذلك بشكل ساذج.
وعلى أية حال فإن كل تحليل يُأخذ هنا بسطحية فهو خاطيء، باستثناء إعتقاده العصمة وأنه وحده صاحب الحق دائماً، الأمر الذي يعتقده ببساطة وجدية : فالحقيقة لا تنفصل عنه أبداً.
ومن الخطأ أن نتساءل عما إذا كانت هذه الثقة الذاتية عنده قد جائت من إقتناعه أن الله قد أوحى إليه أو العكس. فنحن نتعامل هنا مع نوع من الفرجار الإنساني من أجل تعزيزات متبادلة ليس لها بداية.
وعلى أية حال فإن هذا التشابك يمثل القاعدة التي تقول إن بولس اعتبر التعاليم المسيحية هي التعاليم الوحيدة الحقيقية وأن التعاليم المسيحية هي تعاليم بولس فقط دون إختلاف فهي قد أوحيت إليه (غلاطية 1 : 11 - 12)، لذلك فإن أمر بولس هو أمر الله (وهو تطابق مازال يحيا لليوم)، حتى ولو بشر ملاك بإنجيل آخر فهو ملعون (غلاطية 1 : 8)، وبالتالي فإن الخلاص الأبدي للجماعة يعتمد على قبولهم تعاليم بولس حرفياً (كورنثوس الأولى 15 : 2). ويجب على أنصار هذه التعاليم أن يفكروا (كورنثوس الأولى 1 : 10) أنهم خاضعون لنفس هذه التعاليم ويشعرون بها ويرونها ويؤمنون بها (فيلبى 1 : 27 ؛ 3 : 15، 6).
إن أقوال بولـس التي أكد فيها على المســاواة التامة مع الحق أو افترضها لكثيرة جداً لدرجة أنه يتضح منها أنها ستكون في ذاتها غاية بعيدة المدى، لأنه بالإضافة إلى أن هذه المساواة تتطابق مع الحق، نجد أن شـخصية الحاكم المطلق متجســدة فيها، وهي تلك الشخصية التي يمثلها بولس بلا أدنى شك، ومن يقف أمامه فهو ليس إلا قوى أخرى معارضة. فأين كلامه في (كورنثوس الثانية 11 : 4) من قوله: "وإن كان أحد لا يطيع كلامنا بالرسالة فسِمُوا هذا ولا تخــالطوه لكي يخجل ولكن لا تحسبوه كعدو، بل أنذروه كأخ" (في تسَالونيكي الثانية 3 : 14 - 15) والتي يطالب فيها أنصاره بطرد المذنب وحرمانه، لأن من يحيد عن "تعاليمي" في موعظة المسيح، فإنه يكون قد قام بهذا بدافع من الخبث والميل إلى الجدال (أو العراك) ولكي يغيظني (فيلبي 1 : 15، 6) إلا أنه قد حاول في الفقرة رقم (18) أن يوفق بينه وبين ما قاله من قبل في الفقرة رقم (15) لكن دون جدوى أو معنى.
نعم... إن كل من هم تحت يد بولس يفكرون فقط في أنفسهم، وليس في المسيح (فيلبي 2 : 20، 1) "لأن ليس لي أحد نظير نفسي يهتم بأحوالكم بإخلاص إذ الجميع يطلبون ما هو لأنفسهم لا ما هو ليسوع المسيح" بإستثناء تيموثاوس، فهو يوافقه على رأيه.
وكلمة "يوافق رأيه" هذه لاقت من الأهمية عنده ما لم تُلاقِه عند أحد آخر. وهو مُحق في قوله إنه سيقطع الفرصة على هؤلاء الذين يتنكرون إلى شبه رسل المسيح، لأنهم رسل كاذبة مثله تماماً (كورنثوس الثانية 11 : 12، 3) "ولكن ما أفعله سأفعله لأقطع فرصة الذين يريدون فرصة كي يوجدوا، كما نحن أيضاً في مايفتخرون به، لأن مثل هؤلاء رسل كذبة، فعلة، ماكرون، يغيرون شكلهم إلى شبه رسل المسيح" ويظهر هنا العنصر الشخصي واضحاً في تعليل هذا التشابه.
كذلك ترتفع عنده كلمة " إنجيلي " لدرجة الجنون الحقيقي، فلا كلام صالح عنده إلا كلامه وحده (تيموثاوس الثاني 3 : 10) "وأما أنت فقد تابعت تعليمي، وسيرتي، وقصدي، وإيماني، وأناتي، ومحبتي، وصبري، وإضطهاداتي، وآلامي..... " وكأنه أراد بهذه الكلمة أن يقول : أنا أنسق وأقضي وآمر بأني أريدها هكذا.
وهذا كلام لا ينقض التوعد القبيح للعاصين (كورنثوس الثاني 13 : 2 " قد سبقت فقلت، وأسبق فأقول كما وأنا حاضر المرة الثانية وأنا غائب الآن اكتب للذين أخطأوا مِن قبل ولجميع الباقين إني إذا جئت أيضاً لا أشفق"؛ كورنثوس الأولى 4 : 21 "ماذا تريدون. أبعصا آتي إليكم أم بالمحبة وروح الوداعة" ؛ سَالونيكي الثانية 1 : 9 "الذين سيعاقبون بهلاك أبدي من وجه الرب ومن مجد قوته".
وربما أنه أفهمنا أنه وأوامره يمثلان الروح القدس (أعمال الرسل 15 : 28 ؛ كورنثوس الأولى 7 : 40)، فإنه (بناءً على ذلك) يمكنه إدانة كل شيء بلا إستثناء حتى الملائكة أنفسهم (كورنثوس الأولى 6 : 3) "ألستم تعـــلمون أننا ســـندين ملائكـة فبالأولى أمور هذه الحياة" على الرغــم من أنــه قد عارض الإدانة من قبل (رومية 2 : 1 ؛ 14 : 10 , 13 ) "وأما أنت فلماذا تدين أخاك أو أنت أيضاً فلماذا تزدري بأخيك، لأننا جميعاً سوف نقف أمام كرسي المسيح" ؛ كورنثوس الألى 4 : 5 "إذاً لا تحكموا في شيء قبل الوقت حتى يأتي الرب الذي سينير خفايا الظلام، ويظهر آراء القلوب، وحينئذ يكون المدح لكل واحــد من الله"، 5 : 12) ، كما يمــكنه أيضــاً إنذار الموظــفين بعقــاب رادع (ثيطس 1 : 13 ؛ 2 : 15) ؛ ولا يعترف بوجود قاضي غيره، ولا ينتقض نفسه (كورنثوس الأولى 2 : 15 ؛ 4 : 3). فمن هذا الذي سيشتكي على مختاري الله؟ (رومية 8 : 33).
ولم يبق أمام الآخرين إلا أن يقوموا بدور واحد فقط هو : الطاعة مع الخوف والإرتعاش (كورنثوس الثانية 7 : 15) وبفظاظة تحت التهديد باللعقاب (كورنثوس الثانية 10 : 6).
فبولس يطـالب بالطـاعة العمياء، والإيمان بالنســبة له هو الطاعة ولا شيء غيرها (رومية 16 : 26) والعصمة الدينية فى حقه؛ أما العصيان فلابد أن يعاقبه فوراً (كورنثوس الثانية 10 : 6). والهدى عنده لا يعني إلا الطاعة (رومية 15 : 18)، ورد الفعل الطبيعي الضـروري تجاه الإنجيل هو الطاعة، لأنه يعطي وصــاياه من خلال الإله عيسى (سَـالونيكي الأولى 4 : 23) ، وأن عيسى عـنده ســيعود بمواقـد النار لـيـنـتـقـم من العُـصاة (تسَالونيكي الثانية 1 : 8).
والطاعة الدينية عنده نوع من الخُلُق الجماعي. وهنا ينتقم الفكر اليهودي المعقد لنفسه مرة أخرى، فهو ينادي بأن الشعب هو الذات الديني الحقيقي، وبما أن الجماعة لا يمكنها أخذ القرار بشأن الدين من نفسها، لأن الدين شيء لا يخضع لمبدأ الأغلبية الديموقراطية، لذلك لا يبق إلا الطاعة. فما كان عليه الشعب الإسرائيلي، هو نفس الذي تعيشه اليوم الأمة المسيحية.
فمن خلال الطاعة النابعة من الإيمان، والتعميد اللذان يؤديان إلى غفران الذنوب تكونت -عنده - أمة القديسين البارة، بينما يحكم على باقي الأمم من البشر بالكذب (رومية 3 : 4)، بل بالفسق والفساد (رومية 3 : 10، 8).
وكما تلقينا تقاريراً عن فساد شعب إسرائيل دون أن يتعرض هذا الشعب لموضوع إصطفائه - على الأخص قبل التعتيم الإلهي الكبير للنفي - نسأل هنا أيضاً الشعب المسيحي الذي تم إصطفائه للقداسة والطهارة (أفسس 1: 4، 6 ؛ تيموثاوس الثانية 2: 11، 2) حيال الخطب المنددة بالعقاب الصارم التي تدل على أحوال خُلقية مروعة - على الرغم من أنها تنادي بالأخلاق - دون أن يناله أي ضرر من هذا، فهو فوق كل نقد (رومية 8: 33؛ كورنثوس الأولى 2 : 15) وهو الأمل الذي يحدوها في يوم الحساب (وسيأتي قريباً) لأنه سيدين العالم كله بل والملائكة أيضاً (كورنثوس الأولى 6: 2، 3)، الأمر الذي يؤيده مؤلفوا العهد الجديد.
وكل هذه تخيلات يهودية قديمة تنادي بأن الأبرار - وعلى الأصح بني إسرائيل - سيدينون العالم ؛ وتبعاً لعيسى فسوف يقوم حواريوه الإثنى عشر بذلك (متى 19 : 8)، وسوف يصدق الله على حكمهم دون شرط أو قيد (الجزء الأول صفحة 742، الجزء الثالث صفحة 363)، فهم أناس أكبر من الملائكة وأحب إلى الله منهم (الجزء الثالث صفحة 673)، وحتى وقتنا الحاضر نرى أن روح محاكمة العالم هذه قد استمرت عند بعض الطوائف.
تأثير تلك التناقضات الضعيفة أدى إلى أن إبدال التنظيم الديني الأخلاقي للفرد بالإيمان الصحيح قد بدأ من خلال أولئك المؤمنين (الأمر الذي لا يعرف عيسى عنه شيئاً). وهناك رأي آخر يقول إن تعاليم بولس ملزمة لنا، لأنها الوحيدة التي أوحى الله بها، وعن طريقه نحصل على البر والخلاص، حيث إن بولس لديه روح المسيح وإدراكه (كورنثوس الأولى 2: 10، 16)، وإن كلامه من وحي الله (كورنثوس الثانية 2 : 17) ، ولأنه لديه روح الله (كورنثوس الأولى 7 : 40) ، ولأن المسيح نفسه يعيش فيه (غلاطية 2 : 20).
ونتج عن هذا كل ما جاء بعد ذلك بصورة منطقية، لذلك يُعد من المارقين الهراطقة كل من يخالف هذه التعاليم أو يعارض بولس نفسه، فأولئك -عنده- لا يخدمون إلا بطونهم (رومية 16 : 17، 8) وهم من المقبوحين الفاسدين. والهالكين عنده هم الوثنيون الذين لم يعتنقوا تعاليمه وديانته، ثم يعقبهم اليهود الأمناء على الشريعة ثم المسيحيون القابضون على دينهم ذو الجذور اليهودية، ثم يعقبهم كل مسيحي مناهض لبولس. ثم رسخ حكمه فيهم بعد ذلك بأن جعلهم في عداد الملعونين بسبب كفرهم وعصيانهم وضلالهم، وكل هذا يكفي ليحكم عليهم باقتراف الآثام الثقال، ثم الضلال دون إستثناء (رومية 1 : 24 وما بعدها ؛ 16 : 18).
وإن قائمة آثام الوثنيين عند بولس لتحتل مكانة كبيرة جداً، فهم يعبدون الشيطان لأنه إلههم (وهو نفسه قد اتهم المسيحيين من قبل بعبادة الشيطان إلى أن آمنوا بالمسيح (ثيطس3 : 3) فقد كانوا عنده بلا إله (أفسس 2 : 12) خطاة (رومية 5 : 8) أعداء الله، على الرغم من أن التدمير الحقيقي للأخلاق لم يلعب دوره الرئيسي في العصور القديمة، كذلك نرى بولس لا يعرف شيئاً مطلقاً عن الوثننيين الذين يتمتعون بنبل الأخلاق سواء أكان هذا النبل بالطبيعة أم تحولوا هكذا نتيجة الفلسفة أو الأخلاق نفسها.
ولم يكن حظ اليهود من ذلك أحسن من حظ سابقيهم، فقد كان يظهر تجاههم نوعاً من حب الكره (رومية 9 : 3) ، وهم بالرغم من قانونيتهم منافقون (وهو هنا يقلَّد عيسى ، أولئك اليهود الذين يعيشون في سخط الله وسخط الناس عليهم يعيقوننا من إنقاذ الوثنيين "حتى يتمموا خطاياهم إلى حين" (سَالونيكي الأولى 2: 15،6). مما إضطر المسيحيين اليهود إلى إظهار عيب كبير في إرتدادهم ليؤمنوا بالمسيح،" في الوقت الذي يستمرون متعلقين بالشريعة".
تكملة لذلك من صفحة 358 :
" فما أحدثه بولس لا يثير دهشتنا، فقد نظم العلاقات الدنيوية بوضوح تام مستعيناً بالتقدير الكبير الذي أَوْلته له الطاعة القائمة على السيادة والعبودية، لذلك نرى تعظيمه لسلطة الدولة بلغ حد اللا معقول (رومية 13 : 1، 7)، كما أعطى كلمتي (يخدم و الخدمة) قوة إقناع خاصة في الفكر المسيحي ، فبولس هنا يتولى قيادة مسرحية درامية تتوسط المسيحية ينادي فيها مدمني السلطة بالخدمة، لأنها ترفع عنهم الشكوى من قلة التواضع المسيحي إذا ما عارضهم أحد.
وبالطبع فإننا نجد عند بولس الصيغة المناسبة التي تقال في مثل هذه الظروف وهي : يجب أن يعمل الكل بالخدمة (وهو هنا يحذو خطــى عيسى ولكــن بصورة وحشية) وعلى رأسهم بولس نفسه.
وفي الحقيقة لا يناقش بولس هذه الخدمة بصورة كبيرة، إلا أنها لابد أن تكون أيضاً في خدمة أفكاره الخاصة. وفي الحقيقة إنه لم يلزم أحد بقبول هذه الأفكار بشكل يخدم أغراضه".
طبيعة بولس من الناحيتين النظرية والعملية :
الصفحات من 352 - 355 :
" أما من الناحية النظرية فينقصنا معرفة الخلاف الداخلي بين الدافع والحقيقة، فنرى بولس يتعصب ضد الحكمة والذكاء، فيشتكى مراراً وتكراراً من سفسطة تيموثاوس وثيطس الدينية ويرى بولس أن ما أسهل أن يعتنقوا تعاليمه ويأخذونه كمثال يحتذى " فيلبي 3 : 17، تيموثاوس الثانية 1 : 13 ح كورنثوس الأولى 11 : 1".
وعلى ذلك فهو أول من روج المفهوم اللاهوتي الشائع الذي يرفض السفسطة السافرة.
أما عن الجانب العملي فهنا نجد التشابك والتداخل بين التناقضات بصورة مضطربة للغاية، ولكنه في الحقيقة يبين أن كيفية إستمراره كنموذج يحتذى وكيفية تقرُّبه للقلب (كورنثوس الأولى 11 : 1 ؛ فيلبي 3 : 17 ؛ 4 : 9 ؛ سَالونيكي الثانية 3 : 9) في غاية السذاجة، على الرغم من أننا نجد بولس على ضروب تؤكد وعيه الإستبدادي وتنميه - وهذا على عكس طفولته وبساطته المزعومة (كورنثوس الثانية 10 : 18).
وهكذا كان يأته أحياناً ضمير سيء يظهر عليه بوضوح، وكان كثير الإعتذار عن مدحه لنفسه لأسباب مختلفة لا تستحق هذا المدح، فهو يمدح نفسه على سبيل المثال فقط ليريَ أنصاره كيفية الإستقامة على الصراط إذا صدقته أو ليمكنها مدحه (كورنثوس الثانية 5 : 12) ، كما يفتخربنفسه أيما فخر في صليب المسيح (غلاطية 6 : 14) وفي المسيح (رومية 15 : 17) وفي الإله (كورنثوس الثانية 10 : 17).
وتصل خيبة غدواته وروحاته القمة في كلامه صعب الفهم، والذي لا يكاد يطاق في (كورنثوس الثانية 10 : 12 - 18) ، ثم يعود ليؤكد لنا وضاعته القصوى، وتواضعه وحماقته وحقارته وضعفه (كورنثوس الأولى 1 : 27، 8) ، كما يؤكد - على الرغم من افتخاره بنفسه المفروض علينا - أنه هو الأخير والحقير وأول الخطاة (تيموثاوس الأولى 1 : 15) ، كما يصور نفسه عارياً، جائعاً، عطشاً، يعمل بيديه (فكيف لنا أن نجوع؟) وإن شتمنا أحد فسنباركه، وإن اضطهدنا أحد فسنصبر عليه (كورنثوس الأولى 4 : 11، 2) ، كما تراه دائماً يتجه إلى العلو (سَالونيكي 1 : 6).
من الصعب أن يتماسك المرء ولا يقول إنه ذئب في فرو ماعز.
ثم بعد أن سرد القليل من الجمل تجده قد رجع إلى طريقته القديمة في مدح نفسه، وهذه الثرثرة الجوفاء التي لا تنقطع من كتاباته، والتي يمدح فيها نفسه ويمجدها لهي من أسوأ ما يؤخذ على بولس.
ولم يسهم في ذلك إلا ميوله الداخلية للعلو، التي تقبع عنده تحت مفهوم الذّل تبعاً للتواتر المسيحي اليهودي : فإذا ما كنت ضعيفاً فأنا أقوى (كورنثوس الثانية 12 : 10) ، وأنا أفتخر بأمور ضعفي (كورنثوس الثانية 11 : 29، 30) ، كما اختار الله الضعيف ليخزي القوي (كورنثوس الأولى 1 : 27، 29) ، فنحن ضعفاء، سخفاء، حقراء، ثم يقول لأهل كورنثوس في سخرية مذرية : أما أنتم فعلى النقيض من هذا (كورنثوس الأولى 3 : 18، 4 : 10) ، فمن له أن يقع في الخطيئة دون أن ألتهب ؟ (كورنثوس الثانية 11 : 29) وعلى ذلك فهو يستحق المكانة الأولى أيضاً بين الخطاة.
وإن كان هذا يكفي لإعلاء شأنه بصورة تلقائية، فإن هذا بالطبع يصعب أن ينسب إليه الكثير من الطيبات : ويمكن أن يكون هذا في صراحة وبأسلوب مباشر أو بمفهوم متناقض. فيقول عن نفسه : أنا بنّاء حكيم (كورنثوس الأولى 3 : 10)، أنا قوي (رومية 15 : 1)، أنا أغضب لكن لا أخطيء (أفسس 4 : 26)، فلم نظلم أحد، ولم نضر أحد، ولم نطمع في أحد (كورنثوس الثانية 7 : 2) ، ثم يتجه مرة أخرى إلى الأخلاقيات التي أقرها عيسى - وأنّى له ذلك !، إلا أنه بصعوده وهبوطه هذا قد أشبع ولعه بالتفاخر.
فلماذا إذن لا نُعد تلك المسرحية التي يعرضها دون توقف (يطغى على تفكيري هذا التعبير غير اللائق) والتي يمدح فيها نفسه نفاقاً مغرضاً ؟
وفي الحقيقة إن الأمر هنا لا يتعدى أكثر من كونه إنسان لديه سُلطة، وحسبُه ما لحق شعوره من أذى أثناء تعذيب نفسه، ثم أعادة تشكيلها من جديد على النقيض التام، ثم محاولة إرغام نفسه فيها ولو للحظة ! إلا أن نصحه لنفسه وللآخرين كان شيئاً مختلفاً، فربما لم يصدق هو نفسه، ويكون هذا اعتراف بالصدق، فعندئذ تكون هذه أجمل لحظات عمره !
فهو يكتب كل جميل يتماشى مع نظريته ولكنه لم يحققها نهائياً، فهي ليست إلا تناقضات لا يتحملها إنسان مطلقاُ، ثم تنقلب فجأة إلى النقيض من ذلك وتجعله متذللاً عديم الكرامة، وتنزع عنه إنسانيته، وتجعله غير مقيد، أما إذا لم تتمكن من التحول للنقيض فتراها إذن مليئة بالأحقاد والضغائن والميل إلى الإنتقام.
ويعد تقديره المعروف للحب (كورنثوس الأولى 13) خير مثال لهذه الإزدواجية المعقدة، التي تصدر فيها أصوات تنطق بأصالة جميلة بل عظيمة، حتى ولو كانت تخرج من لهفة أكثر مما تخرج من نظم داخلي حقيقي.
ولا ينبغي لنا أن نغفل هنا الدور الضروري للبلاغة المعروفة جيداً، المليئة بالفن ذات الرونق البهيج. فهي تلعب عنده دوراً كبيراً، إلا أنه لم يكن بمثابة الجرس الرنان.
وبلا شك فقد كان بولس أيضاً قادراً على الحب والطيبات، الأمر الذي نحب أن نضيفه أيضاً إلى شخصيته.
فالحب لم يوجد بين اليهود إللا بين " الإخوة "، وفيما عدا ذلك كان بولس مليئاً بكره عظيم* - فكان يحب الإنتقام، كما كان بعيداً كل البعد عن "التسامح" "إسكندر سوف ينتقم الله لي منه عن أعماله معي. لأنه قاوم أقوالنا" (تيموثاوس الثاني 4 : 14، 5) ، فنراه يترك الإنتقام لله لأنه أقدر منه على إتيانه بشكل موجع أكثر (رومية 12 : 19، 20)، الأمر الذي تجده كثيراً في العهد القديم. كما أنه قد جر اللعنة على يوم الحساب بسبب حبه غير الكاف لعيسى (كورنثوس الأولى 16 : 22).
ومن الواضح أن يعقوب قد تكلم في رسالته (3 : 10) عن بولس، وتتحدث الرسالة الثانية لأهل كورنثوس عن رسالة مفقودة، يطالب بولس فيها بتوقيع أقصى العقوبة على شخص قد قام بإقتراف جريمة " السب " الذي أصاب الكورنثيين بحزن إلهي عميق (كورنثوس الثانية 7 : 11، 2) وأثار غيرتهم نحوه (كورنثوس الثانية 7 : 7).
ونسوق مثالاً لوجهة النظر** الإجتماعية لحواري الأمم من صفحة 359 :
" إن النظام الإجتماعي التقليدي لا يقوم بشيء في الواقع إلا طاعة العبيد لأسيادهم، وهو يضاعف من حث العبيد الإلتزام بذلك، ويؤكد عليهم بكل الوسائل أن يخضعوا لأسيادهم ويطيعوهم - حسب "الجسد" الإلهي كما للمسيح (أفسس 6 : 5، 7) - بل كصورة الله (Didache 4, 11)، وسوف تبدأ الواجبات المنوطة بأي من القائمين على النظام الإجتماعي متخلفة جداً، ثم يشار إليها من بعيد (أفسس 6 : 9) إجلالاً لله وفي موضع آخر لا يحدث هذا مطلقاً (على سبيل المثال تيموثاوس الأولى 6 : 1 ؛ ثيطس 2 : 9).
ومن ناحية تخفيف العبىء القانوني عن العبيد نجد بولس يتجاهله تماماً، حتى ولو كان هذا العبد يمكنه التحرر، فإن بولس يفضل له أن يظل عبداً (كورنثوس الأولى 7 : 21 - مع الأخذ في الإعتبار أن لوثر لا يقر ذلك) (أجناتيوس في بوليكارب 4 : 3) .
وإذا ما كنت تريد معرفة المزيد عن شاول الذي اتخذ لنفسه إسماً آخراً بعد إنفصامه وتحويله " لرسول عيسى المسيح " فعليك أيضاً بقراءة التحليل الآخر للتكوين الروحي والعقلي لهذا الرجل الموهوب (الذي يُطلق عليه بولس / شاول) في صفحات 337 - 341 و 351 - 362 من كتاب إريك بروك.
إن الجزء الأكبر من الكتاب التوثيقي للبروفسور إريك بروك يتناول طبيعة عيسى وجوهر رسالته، وإذا ما قرأتم أيضاً هذا الجزء من كتابه فستعلمون مقدار الخلاف الجذري بين عيسى وبولس، وعندئذ يتسائل الإنسان، كيف تمكن رجال اللاهوت من الجمع بين هذين الشخصين بهذه البراعة، على الرغم من أنهم يعبران عن عالميْن مختلفين تماماً من الناحية الفكرية والروحية، وهما عالمان لا يمكن اتحادهما.
وكذلك سيتضح للقاريء الطبيعة المزدوجة المنفصمة للمسيحية " التقليدية " وسيفاجأ أيضاً العارفون بالتاريخ المسيحي والتنظيمات الكنسية، وكذلك المراقبون عن كثب للموقف المسيحي، وكذلك أيضاً قُرَّاء هذا الكتاب كم كان فرانس أوفربيك Frans Overbeck (أحد قيادات رجال اللاهوت الأحرار) محقاً عندما قال : إن كل الجوانب الحسنة التي تشهدها المسيحية ترجع إلى عيسى ، أما الجوانب السيئة (وهي تطغي على الجوانب الحسنة بأضعاف مضاعفة) فقد أحدثها بولس فيها.
وستعرف من هذا الكتاب أيضاً أن كل جذور الضلال المخزي للكنيسة المسيحية قد سببته النصوص البولسية المخزية على النحو التالي :
- لعن الحياة الجنسية وما استتبعه من إضطهاد الساحرات النساء .
- لعن الطبيعة كلها.
- التقليل من شأن المرأة.
- تأليه الدولة ومن هنا جاء الإتحاد غير المقدس بين الكنيسة والدولة.
- أيدلوجية الغطرسة لدى رجال الأكليروس وتسلط الكنيسة.
- إحتقار العقل والفلسفة.
- إعلاء شأن النظرية الفرضية والموعظة.
- إتباع نظام* الكنيسة.
- نظرية الخلاص التي لا يحمد لها عاقبة.
- التعصب الرهيب (التي أدى إلى محاكم التفتيش وإحراق مخالفي العقيدة).
وإني لأعلم أن بعض الأصدقاء لا يحبون فضح بولس بهذه الصورة مراراً وتكراراً، ولكن صرخات ضميرنا تدفعنا لهذا، لأنه طالما كانت الكنيسة تعتبر رسائل بولس كلمة الله الملزمة بصورة مطلقة، فسوف لا يكون هناك تحول حقيقي من شأنه جلب النفع على المسيحية فمن له أن يؤاخذنا إذا ما قلنا ذلك، وقلنا إن أهم جذور كل البلاء الذي أصاب المسيحية جاءت من أفكاره، وكم نحن الآن في حاجة إلى أن نشير مراراً إلى أن الحقيقة تؤكد أن كل المفكرين الأحرار المعتدلين قد أشاروا إلى أن المباديء الخربة التي تتبناها المسيحية اليوم ما هي إلا مباديء مخزية ولكن لم يرق الحال للكنيسة لتخلصنا من هذه الرسائل والأفكار البولسية.
إن أصحاب السلطة في الكنيسة ليعلمون بجد أنهم سوف يفقدون الأساس الذي بنوا عليه سلطتهم، ونحن لا يعنينا في الحقيقة شخص بولس، وكل ما نهتم به هو تحليل شخصية مؤلف كل جزء مما يسمى العهد الجديد، حتى نستقل عن كل ما كتبه هذا المؤلف، ونبعد عن طباعه وخلقه بل ونرجمها، حتى لا تتحول بواسطتنا قوة تأثير القيصر قسطنطين، صاحب السلطة الذي لم يجد له رادعاً، إلى كلمة الله. وينصحنا بروفسور الفلسفة إريك بروك أن نخالف " فى ذلك حركة الدوران الطبيعية للتفكير المطلق " ويوصينا بعدم الإنتظار حتى يتحول هذا الموقف إلى تاريخ عالمي.
__________________
« كَفَى بِالْمَرْءِ عِلْماً أَنْ يَخْشَى اللَّهَ ، وَكَفَى بِالْمَرْءِ جَهْلاً أَنْ يُعْجَبَ بِعِلْمِهِ »
جامع بيان العلم وفضله - ابن عبد البر
WwW.StMore.150m.CoM
رد مع اقتباس إقتباس متعدد لهذه المشاركة
م. عمـرو المصري
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى م. عمـرو المصري
زيارة موقع م. عمـرو المصري المفضل
البحث عن كافة المشاركات المكتوبة بواسطة م. عمـرو المصري
إضافة م. عمـرو المصري إلى جهات الاتصال الخاصة بك
#7 تقرير بمشاركة سيئة
قديم 12-08-2007
م. عمـرو المصري م. عمـرو المصري غير متصل
مشرف قسم الكتاب المُقدس ونقد المخطوطات
تاريخ التسجيل: Jul 2006
المشاركات: 1,298
افتراضي
تعليق المترجم
الأستاذ / علاء ابو بكر
تناول الدكتور روبرت كيل تسَلر في كتابه الذي نحن بصدده تحليل شخصية بولس وما أحدثه في رسالة عيسى التي أوحى الله بها إليه، وقد استشهد بكلام الكثيرين من علماء الكتاب المقدس وأساتذة أقسام الفلسفة وأقسام اللاهوت ببعض الجامعات.
وقد أوضح أن هناك ديانتين يختلفان جذرياً عن بعضهما البعض :
* أحدهما ديانة عيسى التي دعا فيها إلى عبادة الله (الأب) وحده والتمسك بناموسه، فقال : " لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل. فإني الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل. فمن نقض إحدى هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس هكذا يُدعى أصغر في ملكوت السموات، وأما من عمل وعلّم فهذا يدعى عظيماً في ملكوت السموات، فإني أقول لكم إنكم إن لم يزد بركم على الكتبة والفريسيين لن تدخلوا ملكوت السموات " (متى 5 : 17 - 20).
كما بشر فيها بنبي الإسلام فقال : " ومتى جاء المعزِّي الذي سأرسله أنا إليكم من الأب روحُ الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي. وتشهدون أنتم أيضاً لأنكم معي من الإبتداء " (يوحنا 15 : 26 - 27).
"لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزِّي. ولكن إن ذهبت أرسله إليكم. ومتى جاء ذاك يبكِّت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونه" (يوحنا 16 : 7 - 8).
"وإن أردتم أن تقبلوا فهذا هو إيليا المزمع أن يأتي من له أذنان للسمع فليسمع" (متى 11 : 14 - 15).
وقال أيضاً: "إن كنتم تحبوني فاحفظوا وصاياي. وأنا أطلب من الأب فيعطيكم مُعزيّاً آخر ليمكث معكم إلى الأبد.... وقلت لكم الآن قبل أن يكون حتى متى كان تؤمنون" (يوحنا 14 : 16، 29).
وكلمة المَعزِّى هي ترجمة للكلمة اليونانية باركليت (أو باراكليت) وهي تعني أفعل التفضيل من فعل حَمَدَ أي أحمد. وكذلك كلمة إلياء فهي تساوي (53) بحساب الجمل .
فقد كان عيسى يبشر بشخص يأتي من بعده "لأنه إن لم أنطق لا يأتيكم المُعزِّي، ولكن إن ذهبت أرسله إليكم" وهذا النبي "المزمع أن يأتي" تكون ديانته عالمية :"ومتى جاء ذاك يبِّكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة " وخاتمة للرسالات الموحي بها : "وأنا أطلب من الأب معزِّياً آخر يمكث معكم إلى الأبد " وهو لم يأت بعد، لذلك "قلت لكم الآن قبل أن يكون حتى متى كان تؤمنون".
وقد كان هذا النبي يُعرف عند علماء بني إسرائيل وعامتهم بإسم (المسيح الرئيسي) أو (المسيح الملك)أو (المســـيا) أو (المسيح). وكانت شخصية هذا النبي وموطن ولادته بل ووقت ولادته معروفاً جيداً لديهم.
ولما حاول اليهود التخلص من عيسى حاولوا رميه من فوق الجبل (لوقا 4 : 29 - 30) فإنفلت من بينهم سالماً، لذلك كانوا كثيراً ما يوجهون إليه الأسئلة لإستصدار حُكم، فيكون بذلك قد وقع في الشبكة التي نصبوها له : وهي أنه قضى بينهم، ولا يقضى إلا المســيا (المسيح)، فهو سيأتي ملكاً، قاضياً، معلماً، مبشراً، ومنذراً، محارباً، تماماً مثل (موسى) ، وكان عيسى يعرف ذلك جيداً فرفض أن يقسم الميراث بين واحد من جموع الناس وأخيه "... فقال له يا إنسان من أقامني عليكما قاضياً أو مقسماً" (لوقا12 :13 - 14).
وكذلك أتوا إليه بإمرأة أُمسكتِ وهي تزني، وقالوا له إن موسى أوصانا في الناموس أن مثل هذه ترُجم، " فماذا تقول أنت " وقد كان عيسى يفهم مرادهم بذكائه الكبير "وقال لهم من كان منكم بلا خطيئة فليرمها أولاً بحجر " (يوحنا 8 : 4 - 7) وهو بذلك قد أشار إلى الخطية التي يرتكبونها في حقه، بل فى حق الله.
وكذلك حاولوا الوقيعة بينه وبين قيصر لإستصدار أمر بعدم دفع الضرائب ولكي يدخلونه في شئون الحكم فجاء رده مخيباً لآمالهم فقال : " أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله" (مرقس 12 : 17 ؛ متى 22 : 21 ؛ لوقا 20 : 25).
بل إن عيسى قد تكلم هذه المرة بصراحة عارية وسأل تلاميذه قائلاً : " من تقول الجموع إني أنا. فأجابوا وقالوا يوحنا المعمدان. وآخرون إيليا. وآخرون إن نبياً من القدماء قام. فقال لهم وأنتم من تقولون إني أنا : فأجاب بطرس وقال مسيح الله. فانتهرهم وأوصى ألا يقولوا ذلك لأحد " (لوقا 9 : 18 - 21 ؛ متى 16 : 13 - 20).
بل سألهم مرة أخرى عن المسيح نفسه (ولاحظ أنها بصورة الغائب) قائلاً: "ماذا تظنون في المسيح... إبن من هو" فقالوا له إبن داود، ففند زعمهم هذا بأن داود يقول عنه (ربي) أي (سيدي) فلابد إذن ألا يكون من نسله، لأن الجد الأكبر لا يقول لأصغر فرد في العائلة (سيدي، أستاذ). ومن المعروف أن عيسى نفسه من نسل داود، وكأنه بذلك ينفي عن نفسه كونه المســيا ويؤكد أن المســيا لن يأتي من نسل إسحق - بل من نسل إسماعيل.
بل إنه أخرص الشياطين الضالين والمضلِّين، عندما أرادوا أن يضللوا الجموع وقالوا له: " أنت المسيح إبن الله. فانتهرهم ولم يدعهم يتكلمون لأنهم عرفوه أنه المسيح" (لوقا 4 : 23 - 44).
ويلاحظ أن هذه الجملة الأخيرة قد حذفت من معظم التراجم الألمانية لهذا الكتاب !
وقد كان رؤساء الكهنة يعرفون ذلك، بل والشعب نفسه، ونستنبط هذا مما ذكره يوحنا : " ألعل الرؤساء عرفوا يقيناً أن هذا هو المسيح حقاً، ولكن هذا نعلم من أين هو. وأما المسيح فمتى جاء لا يعرف أحد من أين هو " ؛ " آخرون قالوا هذا هو المسيح وآخرون قالوا ألعل المسيح من الجليل يأتي " (يوحنا 7 : 26 - 27 ؛ 41).
وكذلك أراد بيلاطس الحاكم الروماني على مدينة اليهودية تبرئة عيسى من تهمة كونه المسيح (المنتظر)، حيث نفى عيسى ذلك أمامه مطلقاً، إلا أن اليهود أبوا، وفضلوا ترك لص / قاتل على أن يترك نبيهم (تبعاً لما تقصه الأناجيل).
وكانت هذه حيلة جديدة من حيل اليهود للوقيعة بين الحاكم الروماني وبين عيسى فقد كان الرومان يعلمون أن المســيا هذا عندما يجيء يقضي على إمبراطوريتهم تبعاً لنبوءة دانيال والتي نقلتها أيضاً الأناجيل الثلاثة المتوافقة وأيدتها.
ولم يكتف عيسى بالبشارة بنبي الإسلام فقط، بل أنبأ بقدوم الإسلام نفسه، وطالب الكل بدخول هذا الدين عند قدومه. فنلاحظ أمثاله التي ملأت الأناجيل الثلاثة المتوافقة (متى، مرقس، ولوقا) كانت كلها عن ملكوت الله (عند لوقا) أو ملكوت السموات (عند متى) إلا أن يوحنا أو بولس لم يعرفا شيئاً مطلقاً عن هذه الأمثال.
ولنأخذ مثالاً لذلك الكنز الخفي واللؤلؤة الغالــية الثمن عند متى (13 : 44 - 46) :
"أيضاً يشبه ملكوت السموات كنزاً مُخفي في حقل، وجده إنسان فأخفاه ومن فرحه مضى وباع كل ما كان له واشترى ذلك الحقل. أيضاً يشبه ملكوت السموات إنساناً تاجراً يطلب لآليء حسنة، فلما وجد لؤلؤة واحدة كثيرة الثمن مضى وباع كل ما كان له واشتراها".
فالمثل هنا ضُرِبَ للفصل بين عهدين : العهد القديم وشريعته، والعهد الجديد : عهد ملكوت السموات وشريعته. فكأن الهدف منه إستبدال الشريعة القديمة بشريعة أكثر قيمة من سابقتها والدليل على ذلك أن عيسى قد أنهى أمثاله في الإصحاح (21) قائلاً: "أما قرأتم قط في الكتب. الحجر الذي رفضه البناءون هو قد صار رأس الزاوية. من قِبَلِ الرب كان هذا وعجيب في أعيننا. لذلك أقول لكم إن ملكوت الله ينزع منكم ويُعطى لأمة تعمل أثماره.ومن سقط على هذا الحجر يترضّضُ ومن سقط هو عليه يسحقه" (متى 21 : 42 - 44) وقال لهم أيضاً: "إن كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب ويتكئون مع إبراهيم وإسحاق ويعقوب في ملكوت السموات حيث إن دعوتهم واحدة وهي دعوة ملكوت السموات (الإسلام) وأما بنو الملكوت بنو الشريعة الموسوية فيطرحون إلى الظلمة الخارجية" (متى 8 : 11 - 12).
"هناك يكون البكاء وصرير الأسنان متى رأيتم إبراهيم وإسحق ويعقوب وجميع الأنبياء في ملكوت الله وأنتم مطروحون خارجاً. ويأتون من المشارق ومن المغارب ومن الشمال والجنوب ويتكئون في ملكوت الله. وهو ذا آخرون يكونون أوّلين، وأوّلون يكونون آخرين" (لوقا 13: 28 - 30).
ومن أراد الإستزادة من ذلك فليرجع إلى الكتاب العظيم، الذي ننصح بإقتنائه للدكتور / أحمد حجازي السقا وهو: "البشارة بنبي الإسلام في التوراة والإنجيل" مكتبة دار البيان العربي، خلف الجامع الأزهر.
قلنا إن العهد الجديد يحتوي على ديانتين أحدهما ديانة عيسى والأخرى لبولس كان إسم بولس شاول قبل أن يدعي أنه آمن برسالة عيسى ، وهو رجل كثرت الشكوك حوله، إلا أن الكل يُجمع على أنه ادعى الإيمان برسالة عيسى ليفسدها، وقد كان له ذلك.
إلا أن البعض الآخر يقول بماسونيته، وأنا من المؤيدين لذلك، فهدف الماسونية إفساد العالم، ومحو كلمة الله من على الأرض تمهيداً لنزول مسيحهم الدجال، ونفس الخطوة التي إتخذها بولس هي نفسها خطوة عبد الله بن سبأ وهو أيضاً يهودي، إلا أن النتائج قد إختلفت، فقد أبدل بولس المسيحية تماماً ولكن أنتج عبد الله بن سبأ ومن بعده ما تُسمى بإسرائيل طوائف يدعون الإنتماء للإسلام، ويُعرف الكثير عن تمويل إنجلترا والموساد لهم مثل القاديانية والبابية والبهائية والدروز......
ولم يكتف اليهود بهذا بل إعتلوا عرش البابوية نفسه. فقد كان البابا جريجوري السادس يهودياً، وكذلك كان البابا جريجوري السابع وهو أول من نادى بمحاربة المسلمين الكفرة، وكذلك البابا أوربان الثاني، والبابا أيونسنت الثاني، وإني أكاد أشك أنه لم يجلس على كرسي البابوية منذ البابا جريجوري السابع على الأقل إلا يهوديٌ.
وننصح هنا للإستفاضة بقراءة : المسيح الدجال قراءة سياسية في إصول الديانات الكبرى للأستاذ سعيد أيوب، باباوات من الحي اليهودي لمؤلفه اليهودي يواكيم برنز، وكتاب أحجار على رقعة الشطرنج لمؤلفه وليام غاي تار.
نعود الآن إلى بولس هذا الذي لم يردعه حياؤه من الأعتراف بنفاقه، فقال: "فإني إذ كنت حراً من الجميع إستعبدت نفس للجميع لأربح الأكثرين : فصرت لليهودى كيهودي لأربح اليهود. وللذين تحت الناموس كأني تحت الناموس لأربح الذين تحت الناموس. وللذين بلا ناموس كأني بلا ناموس، مع أني لست بلا ناموس لله، بل تحت ناموس للمسيح لأربح الذين بلا ناموس... صرت للضعفاء كضعيف لأربح الضعفاء، صرت للكل كل شيء لأخلص على كل حال قوماً، وهذا أنا أفعله لأجل الإنجيل لأكون شريكاً فيه" كورنثوس الأولى 9 : 19 - 23.
فهل كان يفعل ذلك المسيح عليه السلام ؟ ! ! !
بالطبع لا. فكثيراً ما زجر اليهود والكتبة، وكثيراً ما عاتبهم، كما طردهم من الهيكل وأوصى بعدم إتباعهم. "ودخل يسوع إلى هيكل الله وأخرج جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون فى الهيكل وقلب موائد الصيارفة وكراسىّ باعة الحمام وقال لهم مكتوب بيتى بيت صلاة يُدعى وأنتم جعلتموه مغارة لصوص" (متى 21: 12 - 13؛ مرقس 11: 15 - 17؛ لوقا 19: 45 - 46؛ يوحنا 2: 13 - 17). ولكننا لم نعلم قط أنه تملقهم أو كذب ليكسب فرداً لديانته !
وقد كان الإهتمام الأكبر لبولس هو القضاء على هذا الدين من إتجاهين: يقوم الكهنة من الداخل بالقضاء على الحواريين وأتباع عيسى ويقوم بولس بترويج عقائد وثنية كانت شائعة في الشرق عن الإله وعن التجسد....، قبل أن يحاول أحد أتباع عيسى نشر تعاليمه، وبذلك تتضارب الآراء والمعتقدات، وتقتل أتباع هذه الطائفة الأخرى كما يحدثنا التاريخ السابق والحالي أيضاً.
وحتى لو سبق أحد أتباع عيسى فلا بد أن يكون الفشل حليفه إن آجلاً أو عاجلاً لثلاثة أسباب :أولاً أن دعوة بولس كانت سهلة الإستجابة لعقول البشر في ذلك الوقت، لأنها ليست شيئاً جديداً إلا في الأسماء فقط، فأوزيريس الإله الطيب المحبوب قُتِلَ، بل وقطِّع جسده، وتفرق في أنحاء البلاد، ثم إنتصر الخير على الشر بقيامه من الموت، وتيمناً به في بعض الأحيان كانت جثث الموتى تقطع في مصر القديمة ليتمتع المتوفي بنفس المصير (الخلاص) الذي تمتع به أوزوريس من قبله، بل كان يطلق علي الميت لقب أوزوريس أى المتوفي أو المرحوم.
والسبب الثاني: أن حواري عيسى لم يفكروا بالمرة في نشر تعاليمهم خارج دائرة اليهودية تطبيقاً لتعليمات معلمهم : " هؤلاء الإثنا عشر أرسلهم يسوع وأوصاهم قائلاً. إلى طريق أمم لا تمضوا وإلى مدينة للسامريين لا تدخلوا بل إذهبوا بالحرى إلى خراف بيت إسرائيل الضالة" (متى 10 : 5 - 6).
وكذلك قال للمرأة التي كانت تدعوه لشفاء إبنتها: "لم أرسل إلى خراف بيت إسرائيل الضالة" (متى 15 : 24) لذلك بعد صعوده للسماء "كانوا كل حين في الهيكل يسبحون الله ويباركون الله" (لوقا 24 : 53).
ولم يكن ذلك الحال فقط إلى أن نزل عليهم "الروح القدس" وتغيرت ألسنتهم، بل استمر هذا الحال أيضاً على ما هو عليه، وسفر أعمال الرسل لخير دليل على ذلك.
والسبب الثالث : هو حملة الدعاية الشديدة التي تولاها بولس ومناصروه فلك أن تتخيل أن بولس وحده كتب (14) رسالة يشملهم العهد الجديد، وتدور الشكوك حول أصول (أعمال الرسل) و (إنجيل يوحنا) فيرجح البعض أنه هو أيضاً الذي قام بتأليفها.
وفي هذا المقام أحب أن أسجل تعجبي بكيفية إعتبار رسائله الشخصية هذه من وحي الله، فاقرأوا إن شئتم في رسالته الثانية إلى صديقه تيموثاوس حيث يقول:
"بادر أن تجيء إلى سريعاً لأن ديماس قد تركني.... لوقا وحده معي. خذ مرقس وأحضره معك لأنه نافع لي للخدمة."
"أما تيخيكُسي فقد أرسلته إلى أفسس. الرداء الذي تركته في ترواس عند كاربسي أحضره متى جئت والكتب أيضاً ولا سيما الرقوق"
"إسكندر النحاس أظهر لي شروراً كثيرة، ليجازه الرب حسب أعماله..... في إحتجاجي الأول لم يحضر أحد معي بل الجميع تركوني...."
"سلم لي على فرسكا وأكيلا وبيت أنيسيفورس" (تيموثاوس الثانية 4 :9-19).
وأكتفي بما ذكره النقاد من تغيرات بولس في رسالة عيسى ، وأذكر كيفية إدعاء بولس الإيمان برسالة عيسى ، وهي ما لم يتعرض لها الكاتب أو الكتاب بالتفصيل، حيث ذكرت قصة إعتناقه ثلاث مرات في سفر أعمال الرسل :
* 9 : 3 - 9 على لسان لوقا (؟)
* 22 : 6 - 11
* 26 : 16 - 18 على لسان بولس نفسه.
والجدول التالي يوضح كذب بولس في إدعائه. فقد كان مسافراً مع بعض الأصدقاء، ثم حدثت فرقعة وظهر (نور عظيم، وسُمِع صوت)، ثم (أمره) المسيح (كما يدعي) بفعل شيء ما. لاحظ الإختلاف في هؤلاء النقاط الثلاث من الجدول الآتي :
رقم الإصحاح
موقف المسافرين مع بولسالأمر الذي تلقاه بولس9 : 3 - 9 سمعوا الصوت - لم ينظروا النور وقفوا صامتين أى لم يسقطوا على الأرض
أمره الصوت (عيسى) بالذهاب إلى دمشق لتلقي الرسالة
22 : 6 - 11لم يسمعوا الصوت - نظروا النور ولم يسقطوا على الأرضأمره الصوت (عيسى) بالذهاب إلى دمشق لتلقي الرسالة.26 : 16 - 18لم يسمعوا الصوت - نظروا النور - سقطوا على الأرض أعطاه (عيسى) الرسالة فوراً مع وعد بإنقاذه من اليهود الأمم الأخرى
نقل بتصرف من "حقيقة التبشير بين الماضي والحاضر" لأحمد عبد الوهاب.
وإن أي مدقق ليرفض قصة بولس من أساسها، وقد أخذ الحواريون أنفسهم هذه القصة بنوع من الريبة، ولم يصدقها الكثيرون من الشعب، كذلك تخلى عنه خاصته من المؤمنين (تيموثاوس الثانية 4 : 9 - 16 - وقد ذكرناها تواً أعلاه) بل وجميع أنصاره في آسيا عندما تكشفت لهم حقيقته (تيموثاوس الثانية 1 : 15).
وعندما علم الشعب أنه يعلم الناس ما يخالف الناموس أرادوا قتله، ولم يتركه الحواريون يختلط بالشعب "ولما كان بولس يريد أن يدخل بين الشعب لم يدعه التلاميذ" (أعمال الرسل 19 : 30).
والإصحاح (21) من سفر أعمال الرسل يحكي لنا كيف حاول الناس قتله، بعد أن عاتبه الحواري يعقوب وأمره بالإستغفار والتوبة وعدم العودة لبث أفكاره الشيطانية، وقيام الحواريين بالدفاع عن تعاليم عيسى وإصلاح ما أفسده بولس.
كذلك يحكي لنا هذا السفر كيف أسرع الرومان لإنقاذه (أعمال الرسل 21 : 17 - 40) مما حدا بــ Eisenman أن يتتبع سيرة بولس وعلاقته بالإسرة الحاكمة وكبار رجال الدولة من الكهنة اليهود والرومان من الوثائق التي وقعت في يديه من خبيئة البحر الميت (كوم عمران) والوثائق الأخرى.
وانتهى به الأمر بتوجيه أصابع الإتهام إلى بولس لكونه روماني الجنسية (أعمال 21 : 30 - 31) وللصداقة التي كانت تجمعه بالوالي الروماني أنطونيوس فيلكس، وكذلك هيرودس أجريبا الثاني وأخته التي أصبحت فيما بعد عشيقة القيصر تيتوس الذي دمر القدس عندما كان قائداً للجيش الروماني.
ويتعجب كيف يمكن لشاب صغير أن تكون له هذه العلاقة الوطيدة بكبير الكهنة لو لم يكن رومانياً ويتمتع بمعرفة هذه النخبة من كبار رجال الدولة والإمبراطورية ! ! (صفحة 277 Verschlußsache Jesus) لمؤلفيه Michael Baigent , Richard Leigh.
أما عن كون بولس حواري أورسول، فهذا ما يثير العجب لأنه غير معروف بين أسماء الإثنى عشر.
فقد إتفق كل من متى ومرقس على أسمائهم، وأضاف لوقا إثنين آخرين على قائمة متى ومرقس، وأضاف يوحنا أيضاً شخصاً آخراً. إلا أنك لا تعثر على إسم بولس هذا في الأناجيل بالمرة، فلم يجالس عيسى إطلاقاً، وربما لم يره بالمرة.
والجدول التالي يوضح هذا الإختلاف :
ممتى 10 :2-4مرقس 3: 16-19لوقا 6: 14-16يوحنا 1: 1-21سمعان (بطرس)سمعان (بطرس)سمعان (بطرس)سمعان (بطرس)2أندراوس (أخوه)أندراوسأندراوس (أخوه)أندراوس (1: 40) 3يعقوب بن زبدىيعقوب بن زبدىيعقوب يعقوب بن زبدى4يوحنا (أخوه) يوحنا (أخوه) يوحنا يوحنا بن زبدى 5فيلبس فيلبس فيلبس فيلبس(1: 43)6برتلماوسبرتلماوسبرتلماوسلم يذكر في السفر كله7 توما توما توما توما8متى العشار متى متى لم يذكر في السفر كله9يعقوب بن حلفىيعقوب بن حلفىيعقوب بن حلفىلم يذكر في السفر كله10لباوس(تداوس)تداوس لم يذكر في السفر كلهلم يذكر في السفر كله11سمعان القانونيسمعان القانونيلم يذكر في السفر كلهلم يذكر في السفر كله12يهوذا الأسخريوطييهوذا الأسخريوطييهوذا الأسخريوطيالأسخريوطي 6 : 7-7113لم يذكر في السفر كلهلم يذكر في السفر كلهيهوذا أخو يعقوبيهوذا ليس الأسخريوطي14لم يذكر في السفر كلهلم يذكر في السفر كلهسمعان الغيورلم يذكر في السفر كله15لم يذكر في السفر كلهلم يذكر في السفر كلهلم يذكر في السفر كلهنثنائيل
ولا يقول قائل إن بولس أخذ مكان يهوذا الأسخريوطي الذي "مضى وخنق نفسه" (عند متى 27 : 5) / أو "سقط على وجهه و إنشق من الوسط فإنسكبت أحشاؤه كلها" (أعمال الرسل 1 : 18) لأن أعمال الرسل يقرر أن الحواريين قد اقترعوا لإختيار التلميذ الثاني عشر بعد ارتفاع عيسى عنهم مباشرةً : "ثم ألقوا قرعتهم فوقعت القرعة على متياس فحسب مع الأحد عشر رسولاً" (أعمال الرسل 1 : 26).
وأنّى له أن يكون حواري وهو الذي حلّ أتباع عيسى من الإرتباط بالناموس.
ففي الوقت الذي يدعوا فيه المسيح عيسى ابن مريم للتمسك بالناموس والعمل به، بل ويطلق على كل من يخالفه " أصغر في ملكوت الله " و " ملعون من لا يفهم كلمات هذا الناموس " نجد بولس يقرر أن : " جميع الذين هم من أعمال الناموس هم تحت لعنة، لأنه مكتوب ملعون كل من لا يثبت في جميع ما هو مكتوب في كتاب الناموس ليعمل به، ولكن ليس أحد يتبرر بالناموس عند الله فظاهر، لأن البار بالإيمان يحيا، ولكن الناموس ليس من الإيمان بل الإنسان الذي يفعل سيحيا بها : فلماذا الناموس ؟.. لأنه لو أعطى ناموس قادر أن يحيى لكان بالحقيقة البر بالناموس " غلاطية 3 : 10 - 21.
وقال: "نعلم أن الإنسان لا يتبرر بأعمال الناموس، بل بإيمان يسوع المسيح.. لأنه بأعمال الناس لا يتبرر جسد ما" غلاطية 2 : 16.
وقال : " وأما الذي لا يعمل ولكن يؤمن بالذي يبرر الفاجر فإيمانه يحسب له براً " رومية 4 : 4.
ويقول: "لقد تبطلتم على المسيح أيها الذين تتبررون بالناموس سقطتم من النعمة فإننا بالروح من الإيمان نتوقع رجاء بر، لأنه مع المسيح يسوع، لا الختان ينفع شيئاً ولا العزلة بل الإيمان العامل بالمحبة" غلاطية 5 : 4 - 6.
لذلك: "فإنه يصير إبطال الوصية السابقة الناموس من أجل ضعفها وعدم نفعها، إذ الناموس لم يكمل شيئاً" عبرانيين 7 : 18 - 19.
ويقول : " بر الله بالإيمان بيسوع المسيح إلى كل وعلى كل الذين يؤمنون، إذ نحسب أن الإنسان يتبرر بالإيمان بدون أعمال الناموس " رومية 3 : 22، 28.
ويرد يعقوب في رسالته على هذا الإدعاء الكاذب قائلاً : " لأن من حفظ كل الناموس وإنما عثر في واحدة فقد صار مجرماً في الكل، لأن الذي قال لا تزن قال أيضاً لا تقتل، فإن لم تزن ولكن قتلت، فقد صرت متعدياً الناموس..... ما المنفعة يا إخوتي إن قال أحد له إيمان ولكن ليس له أعمال، هل يقدر الإيمان أن يخلصه؟ إن كان له أخ وأخت عريانين ومعتازين للقوت اليومي فقال لهما أحدكم امضيا بسلام استدفئا واشبعا ! ولكن لم تعطوهما حاجات الجسد فما المنفعة ؟ هكذا الإيمان أيضاً إن لم يكن له أعمال ميت في ذاته. لكن يقول قائل : أنت لك إيمان وأنا لي أعمال. أرني إيمانك بدون أعمالك، وأنا أريك بأعمالي إيماني. أنت تؤمن أن الله واحد. حسناً تفعل. والشياطين يؤمنون ويقشعرون ولكن هل تريد أن تعلم أيها الإنسان الباطل أن الإيمان بدون أعمال ميت ؟ ألم يتبرر إبراهيم أبونا بالأعمال إذ قدم إبنه إسحق وهذا خطأ مردود، إذ أنه إسماعيل على المذبح فترى أن الإيمان عمل من أعماله وبالأعمال أكمل الإيمان.وتم الكتاب القائل : فآمن إبراهيم بالله فحسب له براً ودعى خليل الله ترون إذن أنه بالأعمال يتبرر الإنسان لا بالإيمان وحده، كذلك راحاب الزانية، أما تبررت بالأعمال إذ قَبِلَت الرسل وأخرجتهم في طريق آخر، لأنه كما أن الجسد بدون روح ميت، هكذا الإيمان أيضاً بدون أعمال ميت " رسالة يعقوب 2 : 10 - 26.
أي " قل: آمنت بالله ثم استقم ".
ولم يكتف بولس بهدم تعاليم الأنبياء بل تطاول على الله سبحانه وتعالى وإتهمه بالجهل والضعف، بل ونزع صفة الرحمة عنه فقال : "جهالة الله أحكم من الناس، وضعف الله أقوى من الناس" كورنثوس الأولى 1 : 25.
وقال: "إن كان الله معنا فمن علينا ؟ الذي لم يشفق على إبنه بل بذله لأجلنا أجمعين" رومية 8 : 32.
أما بالنسبة لقوله بالخطيئة الأزلية، وأن الإنسان من مولده إلى موته تحيطه لعنة الخطيئة الأزلية ما لم يتعمد ويؤمن بعيسى وإياه مصلوباً، أي إننا نحمل معنا وزر خطيئة أبينا آدم إذا لم نوف شروطه بالتعميد والإيمان بالمصلوب، فسأترك الرد للكتاب المقدس : " لا يقتل الآباء عن الأولاد، ولا يقتل الأولاد عن الأباء. كل إنسان بخطيته يُقتل " تثنية 24 : 16، الملوك الثاني 14 : 6.
وفي الحقيقة فإن هناك نصّان يعارضان هذا النص المذكور أعلاه ويناقضان أيضاً باقي النصوص القادمة - يقول هذا النص : "أفتقد ذنوب الآباء في الأبناء وفي الجيل الثالث والرابع من الذين يبغضونني " (خروج 20 : 5 ؛ تثنية 5 : 9).
ويرد إرمياء عليه قائلاً: "في تلك الأيام لا يقولون بعد : الآباء أكلوا حصرماً و أسنان الأباء ضرست. بل كل واحد يموت بذنبه. كل إنسان يأكل الحصرم تضرس أسنانه" إرمياء 31 : 29 - 30.
ويرد الإصحاح (18) من سفر حزقيال على هذا الفكر الخاطيء رداً لا مثيل له في الكتاب كله. وهو إصحاح جدير بالقراءة. فهو يقول :
" وكان إلىّ كلام الرب قائلاً : ما لكم أنتم تضربون هذا المثل على أرض إسرائيل قائلين : الآباء أكلوا الحصرم وأسنان الأبناء ضرست. حيٌّ أنا يقول السيد الرب، لا يكون من بعد أن تضربوا هذا المثل في إسرائيل. ها كل النفوس هي لي. نفس الأب كنفس الإبن. كلاهما لي. النفس التي تخطيء تموت. والإنسان الذي كان باراً وفعل حقاً وعدلاً...... وسلك في فرائضي وحفظ أحكامي ليعمل بالحق فهو بار، حيوة يحيا يقول الرب، فإن ولد إبنا.... سفَّاك دم..... وأعطى بالربا وأخذ المرابحة أفيحيا ؟ لا يحيا. قد عمل كل هذه الرجاسات فموتاً يموت. دمه يكون على نفسه ؛ وإن ولد إبناً رأى جميع خطاًيا أبيه التي فعلها فرآها ولم يفعل مثلها...... ولم يأخذ ربا ولا مرابحة بل أجرى أحكامي وسلك فرائضي فإنه لا يموت بإثم أبيه. حيوة يحيا. أما أبوه فلأنه ظلم واغتصب أخاه إغتصاباً وعمل غير الصالح بين شعبه فهوذا يموت بإثمه". حزقيال 18 : 1 - 18
وباقي الإصحاح يكذب أيضاً الإدعاء القائل بأن الإنسان يتبرر بالإيمان فقط دون الأعمال. حيث يصرح بحفظ فرائض الله والعمل بها، وعدم الشرك بالله أو إقتراف الآثام أو إرتكاب المظالم. وكل هذا يشمل الإيمان والعمل.
وقاريء الإنجيل يعلم جيداً قصة الحاوريين مع الأطفال عندما قُدِّم إليه أطفال ليضع يديه عليهم ويباركهم : " فإنتهرهم التلاميذ. أما يسوع فقال دعوا الأولاد يأتون إلىّ ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات " متى 19 : 13 - 15.
فها هو عيسى لم يكن قد صُلِبَ بعد كما يقولون واعتبر الأطفال أبرياء وعدَّهم من الأبرار، ونهى تلاميذه بل وأمرهم بنبذ هذه الفكرة الشائعة بين اليهود.
كثيراً ما تحدث الكاتب عن موت عيسى مصلوباً، وقد نقدنا هذا الأدعاء وأثبتنا عكسه في كتابنا (المسيحية الحقة) كما أثبته الكثيرون من قبلي ومن بعدي، ويكفينا أن ننظر إلى الإختلاف في تفاصيل، القصة من الأناجيل الأربعة : متى كان العشاء الأخير ؟ متى تم القبض عليه ؟ إلى أين ذهبوا به أولاً ؟ متى صلبوه ؟ من حمل الصليب ؟ ما مصير الخائن : أقتل نفسه أم مات طبيعياً ؟ ماذا عمل بالنقود ؟ هل تركها لرئيس الكهنة أم أشترى بها قبراً ؟ وغيره الكثير، مما يحسن أن يقوم القاريء بالبحث في ذلك بمفرده وبموضوعية تامة.
أما عدم فهم حواريه له، وزجره لهم، وإتهامه إياهم بضعف الإيمان وعدم الفهم، فهذا لا يمكن فهمه أيضاً. ونحن نستبعد ذلك عنهم، وأعتقد أنهم كانوا على علم كبير، استطاع يعقوب على سبيل المثال بهذا العلم إدانة بولس ومحاورته (أعمال الرسل 21 : 17 - 26).
يقول المفكر البريطانى توماس كارليل:
"أرى أن الحق ينشر نفسه بأية طريقة حسبما تقتضيه الحال ... ألم ترواْ أن النصرانية كانت لا تأنف أن تستخدم السيف أحياناً، .... وأنا لاأحفل أكان إنتشار الحق بالسيف أم باللسان أم بأية طريقة أخرى ... فلندع الحقائق تنشر سلطانها بالخطابة أو بالصحافة أو بالنار .... لندعها تكافح وتجاهد بأيديها وأرجلها وأظافرها ، فإنها لن تُهزم أبداً ... ولن يُهزم منها إلا مايستحق أن يُهزم ... ولايفنى منها إلا مايستحق الفناء ...".
نقلا عن ابن مريم
حقيقة الكتاب المقدس
تولى رئاسة التحرير جان شورر راعي كاتدرائية بجنيف
إدعت الكنيسة الكاثوليكية رسمياً في الإحتفال الديني المنعقد بتاريخ 18 نوفمبر 1965 مُتهمة الوحي الإلهي بقولها : إن الكتاب المقدس قد أوحي به الله (أي ترجع أصوله إلى الله) وإن كل جزء فيه مقدس وقانوني [أي تعتراف الكنيسة بقدسيته] ، "وقد كتبت كل أجزائه بوحى من الروح القدس " . لذلك فإن الكتاب المقدس صالح للتعليم " بكل تأكيد وأمانة ولا يحتوي على (أدنى) خطأ " .
ويَعْـلم ويُعلَّم هذا عن الكتاب المقدس 550 مليون كاثوليكي، وهو تعصب ديني تشتهر به هذه الكنيسة، ومما يزيد الأسف أن هؤلاء الذين ألفوا هذا الدستور وقرروه ويعلمونه للشعب ، كلهم دون استثناء يعلمون جيداً المحتوى الحقيقي للكتاب المقدس الأمر الذى سيتضح بعد ذلك .
ويُعد الشك في قدسية هذا الكتاب (المقدس) وأنه نزل كله بوحي إلهي صحيح وأنه يخلوا تماماً من أى خطأ ذنباً من الذنوب التي تستوجب عقوبة الإعدام في عُرف القائمين على شئون المذهب الكاثوليكي .
والأمر يختلف في البروتستانتية الكنسية بصورة ليست بكبيرة ، وسـيتضح فيما بعد أن علم اللاهوت عند البروتسـتانت يتمتع بحرية كـبيرة بشكل عام ، حيث يصرح السواد الأعظم من علمـاء اللاهوت وقساوسته ويؤكدون أن الكتاب المقدس بكل تأكيد من تأليف البشـر كما يحتوي على كثير من الأخطاء والتناقضات ونقاط الضعف . على الأخص إذا ما حاورتهم كقارئ ومُطّلع أو إذا ضيقت الخناق عليهم - وهذا ضروري للحصول على تصريح أمين .
أما على الصعيد الرسمي وخاصة على المنابر وأمام الشعب في الكنيسة وفي المحاضرات الرسمية يتظاهر الكل تقريباً، وخاصة الجيل الأقدم، كما لو كان هذا الكتاب ليس كتاباً بشرياً، وكما لو كانت كل كلمة فيه من وحي الله، وهو نفس ماأعلنته الكنيسة الكاثوليكية في الإحتفال السابق ذكره وتنادى به حتى اليوم .
وقد تم عرض ملحق علمي لطبعة تسفنجلي الحديثة من الكتاب المقدس، ولم يسمح له بالنشر، إلا أنه بعد (30) عاماً من ظهور هذه الطبعة سألت عن عدم طباعة هذا الملحق مع الكتاب المقدس، وجائتني الإجابة بأن ذلك سيفقد الشعب [ النصراني ] إيمانه بالكتاب المقدس إذا ما علم بكل محتوى ذلك الملحق، كما أخبرني أحد أساتذة اللاهوت قائلاً : أليس من الذكاء سلب الشعب [ النصراني ] هذا الإيمان الساذج بالكتاب المقدس ، إذا كان هذا بالطبع سيسره ؟
لذلك يدور تقريباً كل القساوسة في الكنيسة بطريقة ما حول حقيقة الكتاب المقدس بإعطاء أنصاف إجابات، وإجابات أخرى تحمل أكثر من معني، كما اعتادوا استخدام لفظ " كلمة الله " بصورة كبيرة، عسى أن يتمكنوا بذلك من إبقاء الشعب [ النصراني ] أسير هذا الإيمان - الساذج - السابق ذكره - بالكتاب المقدس .
يقول Schmidt W. صفحة 33 " إن نتائج فحص الكتاب المقدس (علم الكتاب المقدس) لم يخرج ( لليوم ) عن منصة الخطابة أو المنبر، ولا عن قاعات المحاضرات الدينية والمحاضرات التعليمية [البروتستانتية] ، الأمر الذي يحزن عدد لا يحصى من القساوسة حزناً عميقاً."
ويؤكد القس شورر: " أن الأغلبية العظمى من اللاهوتيين والقساوسة يخاطبون قومهم عن الكتاب المقدس بطريقة تدعو إلى القول بأنه لم يوجد مؤرخون قط من ذوي العلم ."
ويكتب إلينا أحد قساوسة كنيسة بلدة زيورخ قائلاً : " إن الطريق ( لتقييم يطابق حقيقة الكتاب المقدس ) قد بدأ في مطلع هذا القرن ..... وعدم استخدام اللاهوتيين هذا التقييم لجريمة تجاه البشرية تشين جباههم.
وأعلنت الدكتورة مارجا بوريج مديرة مركز إجتماعات بولدرن لكنيسة البلدية الإنجيلية في إحدى محاضراتي التي ألقيتها في اللقاء المنعقد في شهر مايو1972 قائلة: " إنه لذنب كبير يقترفه اللاهوتيين تجاه أمتهم بتكتمهم هذه المعلومات (الخاصة بنقد نصوص [الكتاب المقدس]) عن أمتهم مدة طويلة ، إلا أن هذا لم يك شيئاً جديداً . " ( راجع تقرير الإجتماع صفحة 46 ) .
كما أعلن اللاهوتي ماكس أولرش بالزيجر في كتابه " المسيحية الحرة " الصادر بتاريخ 1979 صفحة 231 وما بعدها قائلاً : " من البديهي أن نتكلم عن أزمة الكنيسة، لكن هل سمع أحد في الأونة الأخيرة عن أزمة فهم الكتاب المقدس؟ فمنذ زمن بعيد وتتفاقم مثل هذه الأزمة، وينتج عنها الكثير من المشاكل التي يمكن السيطرة عليها في كنيستنا التي تطلق على نفسها " كنيسة الكلمة ".
هذا وقد كان وما زال نقد الكتاب المقدس يُعد من الكبائر المحرمة ، ولم تنجح لليوم محاولة نشر الأبحاث الناتجة عن فحص الكتاب المقدس فحصاً علمياً على شعب الكنيسة لتعميق فهمه لديهم . فمن المسلم به أن المرء لم يَسْعَ جاهداً لتحقيق هذا، حيث كان هناك تشبث بالرأي يؤكد أن هذا سيؤدي فقط إلى البَلْبلَة .
وربما يرجع ذلك أيضاً إلى التحرك السريع نسبياً من جانب السلطات الكنسية وهيئاتها للهروب من المشاكل الأساسية التي تتعلق بالكتاب المقدس والتى لاتنتهى. "
ونقلاً عن مقال لإرنست فالتر شميث في كتاب "النصرانية الحرة" لعام 1977 صفحة 67، فقد أعلن عالم اللاهوت المعروف ميشكوفسكي قائلاً: " هناك فجوة كبيرة راسخة منذ عشرات السنين بين اللاهوت العلمي وخطب الكنيسة، حيث يعهد لقساوستنا في المحاضرات اللاهوتية بالنقد الحديث لنص الكتاب المقدس. مع علمهم أن إنجيل يوحنا على سبيل المثال يُعد وثيقة للاهوت الكنيسة القديمة ولا يُعد مصدراً لحياة يسوع ، إلا أنهم يرددون في خطبهم كلمات يسوع لإنجيل يوحنا دون أدنى حد من النقد ، وكذلك نراهم أيضاً قد غضوا أطرافهم أثناء التعميد عن قراءة " أمر تعميد " يسوع والذي تعلموا عنه أنه شيء غير حقيقي . "
وفي النهاية يقرر شميث أيضاً أنه ينبغي على الكنائس إظهار الشجاعة والتمسك بأن الكتاب المقدس ليس هو الكتاب الذي يجب أن ننفق في سبيله بدلاً من التعتيم الدائم للحقائق الواضحة وطمسها ( صفحة 51 ) .
ونحن نفهم هذه المراوغة بصورة لا تقل عن إقتناعنا الراسخ بأن الكنيسة لن تُضار مطلقاً عند إعلان حقيقة الكتاب المقدس على الشعب [ النصراني ] ، بل إنها سترفع إيمان [الشعب بها] بصورة أكبر . وكذلك لن يفقد الكتاب المقدس شيئاً من قيمته ، بل على النقيض من ذلك فإن هذا سوف يزيد من أهميته بصورة قُصوى .
وليس أقل من أن يطالب الأسقف الأنجليكاني جون روبنسون الكنائس بقلب الأوراق على المنضدة [ أي يطالبها باللعب على المكشوف ] ( صفحة 52 من كتابه " مناقشة "، ميونيخ 1964) ، مع أن الأهم هو منهم هو أساس الدين أولاً قبل التطرق إلى إصلاح العقيدة .
وعلى أية حال فإنه يُعزى إلى القساوسة أن جزأً كبيراً من شعب الكنيسة لا يريد سماع آية نقد يتعرض للكتاب المقدس ، وإلا فسوف تُفهم بنية سيئة تجاه القسيس إذا ما أشكل هذا على فهمهم ، وفي الحقيقة إن ما يثيره هذا الإشكال هو ( ولا يعد هذا نقطة إيجابية للتطور الفكري ) أحد نتائج التربية الكنسية لشعب الكنيسة التي ترجع إلى مئات السنين التي سببها التفكير غير الحر ، والإيمان المطلق بسلطة الكنيسة الذي لابد وأن يستمر مااستمر الدهر .
والمقتطفات الآتية تبين ما يدور حول حقيقة الكتاب المقدس :
وحتى لا يحدث سوء فهم فإني أؤكد مرة أخرى أن مُؤَلِّفي الكتاب المقدس لم يعتبروه فقط مصدراً من مصادر التاريخ الديني أو أحد موضوعات البحث، أو عملاً أدبياً مشوقاً ، بل أيضاً وحيا تبث نبضاته الأفكار والمعلومات العليا السامية. وأيضاً مصدر للنبضات التي لا يمكن أن يقدرها بشر. إلا أنه على الرغم من كل نقائصه فإنه كان ومازال يمثل " الدعامة " لعدد لا يحصى من البشر ، كما يمثل المنبع الحي للمواساة والقوة والسعادة لكل مواقف الحياة وخصوصاً في الأوقات الحرجة وأوقات الأزمات .
وإذا كان غاندي قد قال : " لقد كانت الجيتا تُعد لي دائماً بمثابة مصدر المواساة ، وعندما لم أكن أرى أشعة النور كنت أفتح الجيتا وأجد دائماً آية تهديني سواء السبيل ، وإذا لم تترك الأحوال المتغيرة للقدر أية أثر ، فإني أُرجع ذلك إلى التعاليم السامية التي تتمتع بها الجيتا . " وكذلك يحكم النصارى أيضاً على الكتاب المقدس .
ومع هذا التقدير الكبير الذي يكنه مؤمنوا الكتاب المقدس نجد أنفسنا غير مرتبطين بهم بالمفهوم التقليدي الذى يسود المجتمع السليم . وهنا فقط نفكر في جوته وهليني وغاندي وأينشتاين وبلانك والكثير غيرهم من الشخصيات المرموقة الأخرى .
ووجهة نظرنا هي أن الكتاب المقدس مليء دون شك بالنبضات الإلهية والحقائق الكبرى، ولكنه أيضاً كتاب بشري يحتوي على ما لا يُحصى من النقص بكل أشكاله .
ومن الواضح أن الدوائر الكنسية والكنيسة الكاثوليكية يدافعون بيأس ضد الإعتراف الرسمي بنتائج الكتاب المقدس ، حيث إنهم يقعون تحت ضغط يمكنه إطباق الدنيا عليهم، حيث يصورونه بشكل مختلف يُسوِّل لهم أنهم بإعترافهم هذا سوف يقطعون فرع الشجرة الذي يجلسون عليه، وهذا هو الإنخداع الكبير بعينه، حيث إن نقد الكتاب المقدس لا يمكنه تغيير المفهوم الداخلي والمحتوى العميق له بصورة أساسية ويجعلها مثاراً للتساؤل ، بل على العكس من ذلك فإن السعادة بالثروة التي يحتويها الكتاب المقدس سوف تصبح فقط أنقى وأكبر إذا ما تم التوصل إلى أن الإعتراف الصريح لنتائج فحص الكتاب المقدس لن تضر إنسان أو تقلل من شأن الكتاب نفسه ، وعندئذ يكون المرء قد تحرر من تأثير القلق الداخلي الواقع عليه بل والخوف المتزايد من أن تصبح نتائج فحص ونقد الكتاب المقدس حقيقة .
أ - نص الكتاب المقدس
1 - عندما نتكلم هنا عن نص الكتاب المقدس فإننا لا نعني إلا ذلك النص الذي يطلق عليه " النص الأصلي " [أقدم النصوص]، وليست الترجمات التي نستخدمها إلا أننا نذكر كلمة النص الأصلي أو الأساسى بين علامتي تنصيص حيث لا يوجد على الإطلاق نص أو مصدر أساسي، وكل ما لدينا هي فقط مخطوطات يدوية قديمة تشير فقط إلى نُسخ منقولة بدورها عن نسخ أخرى منقولة أيضاً [أي منقولات من منقولات] لكتابات أكثر قدماً، ومن المحتمل أن تكون هذه المخطوطات أيضاً نسخاً منقولة بدورها عن نسخ أخرى.
2 - هذا " النص الأصلي " لم يكن بدايةً قد كتب في كتاب ( كما تشير إليه كلمة الكتاب المقدس والتي نشأت فيما بعد ) ، ولم يكن كتاباً واحداً ، ولكنه كان يتكوَّن من عدد كبير من الكتب المنفصلة عن بعضها البعض والتي لا يوجد في الأصل إرتباط بينها ، لذلك فإنه من الخطأ أن نتخيله ككتاب واحد، حيث إن الكتاب المقدس كما نقرأ في ترجمات اليوم قد قام بتجميعه العلماء من مخطوطات عديدة ، ومخطوطات ناقصة والتي يحتوي القليل منها على تجميع كامل للكتب الإنجيلية ، كما أن هناك البعض من هذه الأعمال الناقصة عبارة عن قصاصات بالغة الصغر لأجزاء من الكتاب المقدس .
3 - أما ما يخص العهد الجديد فإن النص الأصلي -وهو ليس لدينا كما ذكرنا من قبل - قد تكوَّن بين أعوام (50) و(200) بعد الميلاد، وهذه مدة كبيرة من الزمن بعد وفاة يسوع، بل إن (50) سنة لتعد أيضاً فترة زمنية كبيرة وفي هذا الزمن استطاعت بعض الأساطير أن تجد لها طريقاً تنتشر فيه ، في وقت لم يعد فيه شهود عيان عند تكوين معظم النصوص الأصلية ، وهنا يجب علينا أن نتذكر : كم من الأساطير نشأت فقط بعد عدة سنوات بسيطة من حريق Che Guevara !
وقد كتبت المخطوطات التي لدينا كلها (كما ذكرت حوالي 1500) بين القرنين الرابع والعاشر تقريباً (انظر Realencyklopädie صفحة 739)، ويمكننا فقط تخيل حقب زمنية تبلغ (300) عام ، [ فما بالكم إن وصل بعضها] إلى (1000) عام ! وبالطبع فإن هناك مخطوطات أقدم من هذا ولكن كان يجب على العِلم أن يضع حداً فاصلاً لهذا .
4 - يجب أن نؤكد قبل أي شيء أنه ليس لدينا ولو جزء صغير من أصل الكتاب المقدس وما لدينا هي فقط نسخ منقولة .
5 - تم فقد العديد من " المخطوطات الأصلية " وعلى الأخص أقدمهم وأحسنهم حالاً تماماً مثل الأصول .
6 - والنقطة السادسة والحاسمة أنه بين كل هذه المخطوطات اليدوية لا توجد مخطوطة واحدة ( !! ) تتفق مع الأخرى - ويقول القس شــورر عن هذا (صفحة 104) إن هذه المخطوطات تحتوي على أكثر من (50000) إختلاف (إنحراف وحياد من الأصل)، (ويذكر البعض الآخر (150000)، ويحددها يولشـر من (50000) إلى (100000) ،بل إن عدد الأخطاء التي تحتويها المخطوطات اليدوية التي يتكون منها كتابنا المقدس هذا تزيد عن هذا بكثير، مما حدا بشميث أن يقول: إنه لا توجد صفحة واحدة من صفحات الأناجيل المختلفة لا يحتوي "نصها الأصلي" على العديد من الإختلافات (ص 39) .
ونود هنا أن نذكر مثالاً لذلك ، وهو مذكور في لوقا 2 : 14 ( حيث لا يتسع المقام هنا لذكر كل الإختلافات ) :
المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وفي الناس الإيودوكيا [مضاف إليه] .
المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبناس الإيودوكيا [مضاف إليه] .
المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وفي الناس الإيودوكيا
المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس الإيودوكيا
المجد لله في الأعالي ، وعلى الأرض السلام وفي الناس الإيودوكيا
والإختلاف الجوهري هنا ليس في إستخدام حرف الجر في أو (بـ) ولكنه في كون أيودوكيا مضافاً إليه أم مبتدأ [مُأخر مرفوع] ، فإذا ما كانت مرفوعه فلا بد أن يكون هذا من أفكار بولس ، أما إن كانت مكسورة [ أي مضافاً إليه كما في المثالين الأول والثانى ] فسوف يطابق هذا تعاليم يسوع تماماً والتي تقضي بأن السلام الداخلي يتعلق بالنية الحسنة للإنسان [1]، كما أنه يناقض تعاليم بولس القائلة : إن السلام غير مرتبط به ولكنه يرتبط فقط برضاء الله . ومن هنا قرر لوثر إختيارها مرفوعة لتناسب الرحمة الإلهية ، لذلك لم نقم نحن [الكلام للمؤلف] بترجمة كلمة إيودوكيا حيث أنه هناك إختلاف في ترجمتها ، فقد ترجمها لوثر بـ "الرضى" أما نحن فنفضل ترجمتها بـ " نقاء النفس " .
إلا أن الموسوعة الواقعية " Realenzyklpädie " تذهب أكثر من ذلك فتقرر أن كل جملة تحتويها المخطوطات اليدوية تشير إلى تغييرات متعددة ، وهذا ما دعا هيرونيموس أن يكتب في خطابه الشهير إلى واماسوس شاكياً إليه كثرة الإختلافات في المخطوطات اليدوية " tot sunt paene quot codicos " وذكرها نستل /دوبشوش صفحة 42).
ويعلق يوليشر في مقدمته قائلاً إن هذا العدد الكبير الذي نشأ من المنقولات [المخطوطات] قد أدى إلى ظهور الكثير من الأخطاء ، ولا يدعو هذا للتعجب حيث إن تطابق شواهد النص " يكاد نتعرف عليه عند منتصف الجملة ! " ، ( صفحة 577 ) ، كما يتكلم بصورة عامة عن تغريب الشكل (ص 591)، وعن "نص أصابه التخريب بصورة كبيرة" (صفحات 578، 579، 591) ، وعن "أخطاء فادحة" (ص 581)، وعن "إخراج النص عن مضمونه بصورة فاضحة" [ص XIII (13)]،الأمر الذي تؤكده لنا كل التصحيحات (التي يطلق عليها مناقشات نقدية) التي قامت بها الكنيسة قديماً جداً (ص 590).
وكذلك يذكر كل من نستل ودوبشوتس في كتابهما إختلافات مُربكة في النصوص (ص 42) ويؤكداه أيضاً في موسوعة الكتاب المقدس (الجزء الرابع ص 4993).
وبالطبع فإن كل هذه الأخطاء ليست على جانب كبير من الأهمية، ولكن من بينهم الكثير الذي يعد بجد ذا أهمية كبيرة (أيضاً شميث صفحة 39) .
7 - لا تشير المخطوطات اليدوية للكتاب المقدس والتي يطلق عليها "النصوص الأصلية" فقط إلى عدد لا يحصى من الإختلافات ولكن أيضاً إلى ظهور العديد من الأخطاء بمرور الزمن وعلى الأخص أخطاء النقل (وأخطاء الرؤية والسمع والكثير من الأخطاء الأخرى). الأمر الذي يفوق في أهميته ما سبق .
ويؤكد تشيندورف الذي عثر على نسخة سيناء (أهم النسخ) في دير سانت كاترين عام 1844 والتي ترجع إلى القرن الرابع : إنها تحتوي على الأقل على 16000 تصحيح ترجع على الأقل إلى سبعة مصححين أو معالجين للنص، بل قد وجد أن بعض المواقع قد تم كشطها ثلاث مرات وكتب عليها للمرة الرابعة .
وقد اكتشف ديلتسش، أحد خبراء العهد القديم و[أستاذ] ومتخصص في اللغة العبرية، حوالي 3000 خطأً مختلفاً في نصوص العهد القديم التي عالجها بإجلال وتحفظ.
وينهي القس شورر كلامه قائلاً : إن الهدف من القول بالوحي الكامل للكتاب المقدس، والمفهوم الرامي إلى أن يكون الله هو مؤلفه هو زعم باطل ويتعارض مع المبادىء الأساسية لعقل الإنسان السليم ، الأمر الذى تؤكده لنا الإختلافات البينة للنصوص ، لذلك لا يمكن أن يتبنى هذا الرأي إلا إنجيليون جاهلون أو مَن كانت ثقافته ضحله (ص 128)، وما يزيد دهشتنا هو أن الكنيسة الكاثوليكية مازالت تنادي أن الله هو مؤلف الكتاب المقدس.
وحتى أشهر آباء الكنيسة " أوجستين " قد صرح بعدم الثقة في الكتاب المقدس لكثرة الأخطاء ( التي تحتويها المخطوطات اليدوية)، حتى إذا ضمنت له ( وهو هنا يعني نفسه أساساً ) ذلك جهة أو مؤسسة لاتتبع الكنيسة .
لذلك لم يَعرف كتاب مثل هذه الأخطاء والتغييرات والتزويرات مثل ما عرفه الكتاب المقدس .
يقول أستاذ اللاهوت إيتلبرت شتاوفر في كتابه "رســالة" صفحة 84 فيما يتعلق بجزء محدد من الكتاب المقدس : " إن من يدرس القصة المتواترة المثيرة التي يسردها إنجيل يوحنا (8: 1-11) عن الخائنة، فإنه يتأكد من تكتم هؤلاء الرجال المسئولين عن الدوائر المختصة أو الجهات الكنسية لبعض تواترات يسوع المؤكدة (وهذا ما حدث بكل تأكيد؟)، فقد كانت الكنيسة تتمتع بمركزها القوي التي تحتاج إليه، ولم تستطع (آنذاك تماما مثل اليوم) أن تتخيل أن يسوع الناصرى كان لديه مركزاً آخر. أترى .. هل قال يسوع ...؟ (فهل يمكن لإنسان يفكر تفكيراً تاريخياً أن يوجه اللوم الي الكنيسه؟) ولكن هذا قد حدث يوم أن فرضت الرقابة المسيحية نفسها في بداية التاريخ الكنسي، ومن المحتمل أن تظل أيضا كلمات يسوع التي لاتؤيدها الكنيسة مفقودة إلي الأبد، أما ما تبقّي فقد نقحه أناس نزولاً علي إرادة السلطة الحاكمة بالزيادة أو النقصان، لذلك تدل فقرات الزنى عند إنجيل متى في الإصحاحين الخامس والتاسع عشر، ويدل الموقف المعاد للمرأة في إنجيل لوقاعلى كيفية تقدم علماء الأخلاق الصغار تقدما مدروساً في توسيع كلمات يسوع القديمة. وبالإختصار : فإن المسيحية المبكرة لم تلغ دون مبالاة مشكلة تقليدية مثل ما حدث في كلمات يسوع المتواترة عن الرجل والمرأة " .
وحتى الكتاب المقدس طبعة زيوريخ الشهير بتحفظه الشديد (إنظر صفحة 2 من هذا الكتاب) يعترف بأن ما يطلق عليه "النص الأصلي" يحتوي على الكثير من الأخطاء (انظر أيضاً ملحق I الأرقام من 6 إلى 22) .
وترجع معظم هذه الأخطاء إلى أخطاء النقل أو القراءة غير المتعمدة ( وأيضاً إلى عدم الإنتباه أو الفهم الخاطيء عند الإملاء أو عدم توافر المعرفة باللغة القديمة أو طريقة كتابتها أو " التحسينات " ذات النية الحسنة ... وهكذا ) .
ومما لا خلاف فيه والأمر الذي سلم به العلم منذ زمن بعيد أنه يوجد فيما يطلق عليه "النص الأصلي" خاصة في العهد الجديد وعلى الأخص في الأناجيل [ الأربعة ] العديد من التحريفات، ولا خلاف هنا إلا في عدد هذه التحريفات .
كذلك كان يعتقد آباء الكنيسة في القرون الأولى للمسيحية أن النصوص الأصلية قد إمتدت إليها يد التحريف في مواقع كثيرة عن عَمْد ( إنظر هولتسمان صفحة 28 ) ، كما اتهم ممثلوا الطوائف المختلفة بعضهم البعض بتحريفات " النص الأصلي " . وهذا لا يعني إلا إتفاقهم في أن النص الأصلي قد إمتدت إليه يد التحريف وكذلك إختلافهم وكذلك اختلافهم في تحديد (الشخص أو الهيئات) الذين قاموا بهذه التحريفات .
ويتفق كل جاد من علماء الكتاب المقدس الذين يمثلون كل الطوائف [ المسيحية ] على أن الكتاب المقدس يحتوي على عدد كبير من التحريفات خصوصاً العهد الجديد وهي تأتي نتيجة لحرص كل طائفة على تدعيم نظريتها العقائدية بمثل هذه التحريفات الأمر الذي أدى إلى إنشاء القواعد الإنجيلية لذلك .
أما كيزيمان فهو يتبنى الرأي الذي يتهم فيه الإنجيلين متى ولوقا بتغيير نص مرقس الذي أتيح لهم مائة مرة ( ! ) لأسباب عقائدية ( صفحة 229 وأيضاً 234 ) .
وكذلك يعترف الكتاب المقدس طبعة زيورخ ( الشعبية صفحة 19 ) أن بعض الناسخين قد قاموا عن عمد بإضافة بعض الكلمات والجمل ، وأن آخرين قد إستبعدوا [ أجزاءً أخرى ] أو غيروها تماماً .
وعلى ذلك يعلق كنيرم قائلاً : " إن علماء اللاهوت اليوم يتبنون الرأي القائل إن الكتاب المقدس قد وصلت إلينا أجزاء قليلة منه فقط غير محرفة" ( صفحة 38 ) .
ويقول هولتسمان : " لقد ظهرت تغييرات تعسفية مغرضة دون أدنى شك لأهداف تبريرية بحتة [لإظهار صحة عقائد طائفة محددة] " ( صفحة 28 ) .
كذلك أكد قاموس الكنيسة الإنجيلية ( جوتنجن 1956 تحت كلمة نقد الكتاب المقدس لسوركاو صفحة 458 ) أن الكتاب المقدس يحتوي على " تصحيحات مفتعلة " تمت لأسباب عقائدية ويشير بلذلك إلى مثال واضح جداً وهو الخطاب الأول ليوحنا (5 : 7) [ القائل : " فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة : الأب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحداً" ] .
ويشير يوليشر في الصفحات من582 -591 كذلك إلى "التغييرات المتعمدة خصوصاً في نصوص الأناجيل حيث يقول: "إن الجاهل فقط هو الذى ينكر ذلك" (صفحة 591). كما أكد كل العلماء في المائة سنة الأخيرة حقيقة وجود العديد التغييرات المتعمدة التي لحقت بالكتاب المقدس في القرون الأولى الميلادية، ومعظم هؤلاء العلماء الذين أرادوا الكلام عن الكتاب المقدس ونشأته ونصه وقانونيته بصورة جدّيّة من لاهوتي الكنيسة .
وبهذه الطريقة وقع كثير من الإضافات والشطب ناهيك عن التغييرات. ويُتهم في ذلك جزئياً أشخاص كان يجب عليهم تصحيح أجزاء مختلفة من الكتاب المقدس على ضوء رأي محدد وتخمينها وتنسيقها مع بعضها البعض .
وقد ذكر نستل ودوشوتس ( صفحة 39 وكذلك صفحة 5 ) سلسلة لهذه التحريفات في أضيق نطاق ممكن ، لذلك وصفها هارنك بأنها غير مكتملة ( صفحة 235 ) .
أما علماء العصر الأكثر حداثة فهم يترفقون في حكمهم عليه ، لذلك فهم لا يطلقون عليها تحريفات بل يسمونها " تحريفات تمت عن علم " وهم بذلك يقومون بحماية المزورين ويُنسبون إليهم (بصفة عامة) " النيّة الحسنة " وبصورة وهمية الإتجار بكلمة الله (يوليشر صفحة 52) ، كما يؤكد قائلاً: " إن هذا يُعد تحريفا رسمياً " (صفحة 54).
والموضوع هنا لا يتعرض لإدانة أو تبرئة ولكنه يعالج واقعية وجود تحريف. وعلى كل حال فقد تم إخراج هذه التحريفات العديدة التي سبق ذكرها من بين الأقواس حيث تم معالجة النص المعنيّ بحسن نية للقيام بتحسينات وتصحيحات أخلت بالنص أساساً لأسباب عقائدية وكانت أحياناً أخرى بدافع من حسن النية .
وعلى ذلك فقد ظهر العديد من المواقع المختلفة التي قام بتصحيحها أحد المصححين في شكل مخالف تماماً لما قام به مصحح آخر، أو أعاد تصحيحها وهذا يتوقف على عقيدة المدرسة التي يمثلها.
وعلى أية حال فقد ظهرت فوضى تامة في النص وإضطراب لا يمكن معالجته نتيجة التصحيحات المختلفة وأيضاً الطبيعية مثل (تعدُّد الحذف والتصحيح والتوفيق ).
لذلك يعلن كيزيمان أن كل المحاولات التي ترمي إلى قراءة وصفية لحياة يســوع من الأناجيل فهي بائنة بالفشل، حيث تنعدم الثقة في التواتر لأبعد درجة يمكن تخيلها (صفحة 233) .
وعلى ذلك نجد أن تلك الفقرات كاملة أو أجزاء من الكتاب المقدس التي يعلن عنها علم "الكتاب المقدس" قد كتبت بعد ذلك ، وهذا ما أكده على سبيل المثال "الكتاب المقدس" طبعة زيورخ الشعبية في العديد من المواضع ، وهذا يعني أن مثل هذه المواضع قد أضافها كُتَّاب آخرون في سهولة ويسر [ مثل مرقس 16 : 9 - 20 ] .
ويتابع كنيرم قائلاً : " إن أقوال يســوع تبعاً لإنجيل يوحنا مختلفة إلى حد كبير " (صفحة 37)، وهذا لا يُشَكُ فيه البتة حيث إن الكتاب الذي نعنيه طبع في دار النشر "جوتهلف" [ أي دار نشر مسيحية ] ، ونؤكد مرة أخرى أن كل المؤلفين المذكورين ( باستثناء ديلتسش) كانوا لاهوتي الكنيسة أو لايزالون .
والجدير بالذكر في موضوع التحريفات هذا ولتجنب تكرار هذه المقولة نذكر الآتي : يُجمع علماء اللاهوت اليوم على أن أجزاء مختلفة من الكتاب المقدس لم يكتبها المؤلفون الذين يُعزى إليهم أسماء هذه الكتب .
لذلك يُعقد الإجماع اليوم على أنه :
أ - لم تكتب كتب موسى [ وهي الخمسة كتب الأولى من الكتاب المقدس وهي : التكوين والخروج واللاويّين وعدد وثنية ] بواسطته على الرغم من أن " موسى " يتكلم إلى حد ما بضمير المتكلم ( قارن على سبيل المثال تثنية 10 - 5 ، وكنيرم صفحة 37 ) .
ب - كذلك يطلق كثيراً في الكتاب المقدس على الزبور " زبور داود " والتي لا يمكن أن يكون داود هو قائلها ( كنيرم صفحة 37 ) .
جـ - كذلك لا ينبغى أن تُنسب أقوال " سليمان " إليه ( كنيرم صفحة 37 ) .
د - ومن المسلم به أيضاً أن جزءاً [ بسيطاً ] فقط من كتاب اليسع يمكن أن ينسب إليه (كنيرم صفحة 37 ) .
هـ - وكذلك يبدوأن إنجيل يوحنا لم يكتبه يوحنا الحواري ( شميث صفحة 43 ) .
و - كذلك لم يكتب القديس بطرس الخطابات التي نسبت إليه لإعلاء مكانتها .
ز -ويمكن أن يقال نفس الشيء علىخطاب يهوذا وعلىخطابات بولس الوهمية المختلفة (شميث صفحة 42) .
وهذا الواقع يكفي لإثبات التحريفات الكبيرة البينة والمتعمدة ( وأيضاً الشخصية ) التي لحقت بالنصوص والتي لا يمكن لإنسان عاقل أن يدعي أن الله - تبعاً للتعاليم الكاثوليكية هو مؤلف كل أجزاء هذا الكتاب المقدس - قد أوحي بكل هذه التحريفات إلى كاتبيها، أو يدعي أنه لم يعرفها أفضل من ذلك .
ب - القــانون
قانون "الكتاب المقدس" هو قائمة المؤلفات والكتب الإلزامية التي تدخل ضمن صفحات "الكتاب المقدس" تبعاً لإرادة هيئة القانون ، وبذ لك يطلق عليها "الكتاب المقدس" و " كلمة الله" أو وحي الله بالرغم من التباين الجذري الكبير للكتابات الأخرى الموجودة في العالم التى تصطبغ بالصبغة الدينية والدنيوية .
هذا ويعتقد معظم المؤمنين بالكتاب المقدس في سذاجة أن الكتاب المقدس كان في هذه الصورة دائماً منذ البدء كما هي الآن بين أيديهم، فهم يعتقدون أن الكتاب المقدس كان يحتوي على كل هذه الأجزاء التي يحتويها الكتاب الذي بأيديهم الآن .
فهم لا يعرفون - وغالباً ولا يريدون أن يعرفوا ( حتى لا يساورهم الشك ) -
أنه لم يكن لدى النصارى الأوائل أي كتاب آخر غير العهد القديم لمدة طويلة تصل إلى ( 200 ) سنة تقريباً .
أن قانــون العهد القـديم في زمن النصارى الأوائل لم يكن قد تم الإنتهاء منه ( ف. ميلد نبرجر : "نصف الحقيقة أو الكتاب الكامل" ، 1976 صفحة 27) ،
وأن كتب العهد الجديد لم تتكون إلا ببطىء شديد، ولم يفكر إنسان لمدة طويلة أن كتب العهد الجديد هذه سوف تعتبر كتباً مقدسة ، وإنه بمرور الوقت أصبح من المعتاد قراءة هذه الكتب أمام الأمة [ النصرانية ] ومع ذلك لم يفكر أحد أيضاً أن يساويها بالكتب المقدسة للعهد القديم ، ولم تتولد هذه الفكرة إلا بعد تحارب الإتجاهات المختلفة للمسيحية ، وأصبحت الحاجة ماسة إلى أن يستند المرء إلى شيء ملزم ، وأنه في حوالي عام ( 200 ) بعد الميلاد بدأ إعتبار هذه الكتب بصورة بطيئة كتباً مقدسة ، وأنه بعد ذلك بفترة زمنية تقرب من ( 200 ) سنة نشأ خلاف حول إختيار الكتب من بين العديد منها الذي يمكن قراءته أمام الأمة [ النصرانية ] وإعتبارها مقدسة ويمكن ضمها لقانون الكتاب المقدس بالعهد الجديد ، حيث إختار البعض كتباً معينة وإختلف آخرون معهم، وأنه حتى ذلك اليوم وبعد 1600 عام لم يتمكن النصارى بعد من الإتفاق بصدد هذا الموضوع بسبب الكنيسة التي كانت أنذاك قد تعلمنت وخرجت عن روح تعاليمها الأساسية تحت تأثير أحد القياصرة الكفرة الملحدين وبتأثير من بعض الأساقفة منعدمي الكرامة الذين كانت لهم الكلمة المؤثرة لخدمة غرض من أغراضهم الذي يتناسب مع إتجاههم وبسبب الإختيار الذي قاموا به بشكل تعسفي ، وأنه لم يُتطلع إلى الروح [ القدس ] الذي يُعزى إليه إنتقاء الكتب القائمة بصورة أقل من مراعاتها التناقضات السطحية التي تقضي بأن لا يحتوي كتاب ما على أشياء لا تقبلها الطائفة التي تتمتع بالأغلبية ( مع إحتمال أن يكون هذا الكتاب ذا محتوى جيد بإستثناء ذلك ) .
كذلك لا يعرف المؤمنون بالكتاب المقدس على سبيل المثال - وبصورة أصح لايريدون معرفة - أن لوثر قد رفض بشدة رسالة يعقوب واعتبرها رسالة هاشَّة كما أنه لم يود أيضاً الإعتراف برؤيا يوحنا اللاهوتي ورسالة [بولس] إلى العبرانيين في إنجيله (شورر صفحة 123 ، هولتسمان 178 ) .
ويجدر بنا أن نعرف أن قانون البروتستانت والكاثوليك والكنائس الشرقية لم يتم الإتفاق عليه وتوحيده لليوم ، فكل قانون لهذه الإتجاهات الثلاثة يحتوي على كتب ينكرها الآخرون والعكس صحيح .
وهناك الكثير الذي يمكن أن يقال عن نص "الكتاب المقدس" .
وبالطبع فإن هناك من يتساءل : كيف استطاع محتوي الكتاب المقدس الساذج - كما هو مألوف لدينا -أن يحيا لليوم على الرغم من الذكاء المتوافر لهذه الشعوب ، وكذلك على الرغم من وجود علم نقد الكتاب المقدس في الخفاء ، ويكاد لم يتساءل أحد يُشــهد له بالذكاء عما إذا كان المحتوى الساذج للكتاب المقدس صحيحاً أم لا .
فشعبنا يؤمن بشكل إجمالي لليوم ( حتى ولو كان غير مؤكد أو غير ظاهر ) أن الكتاب كان منذ بدايته في نفس الصورة التي أمامه اليوم ، ويكاد لا يعرف أنه قد تكون نتيجة تطور إستغرق وقتاً طويلاً قام خلاله عدد لا يحصى من العلماء وأنصاف العلماء بتجميعه بإختيار كان غالباً ما يتم بشكل تعسفيّ من كتب ونصوص لا تحصى.
ج - كتاب لا وحدة له
وهنا يجب علينا أن نؤكد باقتضاب أن الكتاب المقدس لا يُعد كتاباً واحداً كما يدل اسمه (بـيـبـل = كتاب) خصوصاً وإنه لم يؤلفه كاتب واحد (لا الله ولا أحد مؤرخي سير القديسين)، بل هو مجموعة مختلفة تماماً من الكتب كتبها مؤلفون مختلفون تماماً وفي أزمنة وحضارات متباعدة عن بعضها البعض .
ويظهر هذا أيضاً في الإختلافات الضخمة في كل الجوانب على الأخص في الجانب الأخلاقي والدنيوي، فهو كتاب ليس له وحدة [مفهوم مترابطة]، وهذا أيضاً هو السبب الذي يُمكِّن المرء من تعليل كل مفهوم من مفاهيم الكتاب المقدس، حيث إنه يحتوي على شيء من كل شيء .
لذلك يشَّبه البروفسور شورر "الكتاب المقدس" بصورة بالكاتدرائية القديمة ذات المظهر العظيم، التي إشترك في بنائها أجيال كثيرة، وهي كذلك عنده أشبه بقطعة فنية رائعة، ولكنها على الرغم من ذلك بشرية الصنع (صفحة 112) .
د - التناقضات الواقعية والتاريخية في الكتاب المقدس
مما يذكر أولاً ومما يجب علينا دائماً أبداً التنبيه عليه أن الناس يقيِّمون الكتاب المقدس من ترجمته ( الألمانية على سبيل المثال ) .
الأمر الذي لا يثير أية أهمية حيث إن التراجم لا تعكس أبداً الصورة الصحيحة لحالة النص الأصلي ، ولأنها تراجم فلابد أنها تحتوي على قرارات كثيرة تمت بصورة إجبارية قد تكون خاطئة ، وهي في الغالب كذلك ، يضاف إلى ذلك أن كل التراجم تم صبغها بصورة ما غير منزهة عن الغرض ، وغالباً ما نجدها بدون أسماء المترجمين الذين قاموا بعملية الترجمة هذه، تماماً مثل المخطوطات القديمة ، وقد تم هذا بالطبع بنية توصف بأنها أحسن ما تكون في أغلب الحالات .
لذلك يجب الرجوع إلى " النص الأصلي " إذا ما كنا نريد تقييم الكتاب المقدس بصورة جديّة ، وعندما يذكر المؤلف على سبيل المثال تناقضات داخل الكتاب المقدس ، فهو يقصد دائماً أينما تستدعي الضرورة ذلك " النص الأصلي " أي النص العبري في حالة العهد القديم والنص اليوناني في حالة العهد الجديد، ويتوقف عند النقاط الأساسية الناقدة للنص، وما عدا ذلك فهو غير علمي وليس أهلاً للثقة .
ولو كان الكتاب المقدس كلمة الله كما يدعي أصحاب نظرية الوحي المطلق ، لما احتوى على تناقض واحد ، ولما احتوى أيضاً على أحد التناقضات الواقعية ، وبالطبع لا يمكن إفتراض أن الله نفسه قد وقع في هذا الخطأ أو أنه لم يعرف ما أوحي به بعد مرور فترة زمنية ما ، وكذلك أيضاً لا يمكن إفتراض أنه أوحي للمؤلف أحد الكتب الإنجيلية وصفاً لحدث أو واقعة ما ثم أوحي لمؤلف آخر غير ذلك .
وعلى ذلك .. فإن الكتاب المقدس يفيض بعدد كبيرجداً من المتناقضات الواضحة ، نذكر هنا البعض القليل منها ، فمن المبالغ فيه أن نستفيض في هذا الموضوع لأنه يكفي ذكر خطأ أو تناقض واحد لتفنيد نظرية الوحي المطلق للكتاب المقدس .
أ - في العهد القديم
1 - تبعاً لسفر التكوين ( 1 : 20 - 27 ) فقد خلق الله النباتات والحيوانات أولاً ثم خلق الإنسان بعد ذلك ، إلا أن سفر التكوين ( 2 : 7 ، 19 ) يرى أن الله قد خلق الإنسان أولاً ثم خلق الأشجار والحيوانات . وهنا يجب التنويه إلى أن هذا الخطأ يعرفه علماء اللاهوت منذ زمن ، ومن المسلم به أيضاً أن سفر التكوين يسرد قصتين للخلق يختلفان عن بعضهما في بعض النقاط ، وهذا يوضح أن المؤلف الإنجيلي كان لديه نموذجان لهذه القصة رأى فيهما ما هو جدير بالذكر [قارن شورر صفحة (126)، شميث صفحة (55) وما بعدها] .
2 - وكثيرون يجدون في سفر التكوين ( 1 : 29 ) تناقضات ، حيث قال فيه الله للبشر : " إن النباتات طعامكم إذا ما قارناه بما جاء في سفر التكوين ( 9 : 3 ) حيث أضاف النص كلمة اللحم أيضاً .
3 - من الملاحظ عند القراءة الجيدة لتاريخ ألواح الناموس أن نفس اللوح الذي قيل أن الله قد كتبه تجده في قصة أخرى أن موسى هو الذي كتبه [قارن سفر الخروج ( 34 : 27 ) في مقابل سفر الخروج ( 34 : 1 ) وسفر التثنية ( 10 : 2 - 5 ) .
4 - تبعاً لسفر الخروج ( 6 : 2 ) قد أخبر الله نبيه إبراهيم أن اسمه ليس " يهوه " إلا أنه عاد وأكد له تبعاً لسفر التكوين ( 22 : 14 ) أن اسمه " يهوه " .
5 - تبعاً لسفري العدد والتثنية يكون هارون قد توفي مرتين في مكانين مختلفين أحدهما على جبل حور ( العدد 20 : 28 وأيضاً 33 : 38 ) والآخر في موسير ( التثنية 10 " 6 ) .
6 - نبي الله داود هو الأبن الثامن لليسع تبعاً لسفر صموئيل الأول ( 16:10-13 ) إلا أن الإبن السابع له تبعاً لسفر أخبار الأيام الأولى ( 2:13-15 )
7 - تبعاً للنص القديم العبري في سفر أخبار الأيام الثاني ( 21:19 ، 22:2 ) كان الأب الملك يورام عند موته أصغر من إبنه الأصغر بمقدار سنتين .
إلا أن معظم مترجمي ( الكتاب المقدس ) يتكتمون هذا التناقض بلا حياء ، حيث قاموا بإبدال الـ 42 إلى 22 ضاربين بكل قواعد فحص النص المقدس عرض الحائط دون وضع أية إشارة إلى هذا التغــيير الجريء ( حتى الكتاب المقدس طبعة زيورخ الجريء -الطبعة الحديثة- لم يعتبر مثل هذا الشيء من الأهمية بمكان ، بينما لم يقم الكتاب المقدس الأكثر قدماً بهذا الإصلاح ) .
8 - تبعاً لسفر إشعياء (26 : 14) لن يبعث الموتى ولن يُنشروا، وتبعاً للعديد من المواضع الأخرى بالعهد الجديد (وهي ترجع إلى ديانة زرادشت) فإن الموتى سيبعثون في "اليوم الآخر".
9 - ومن التناقضات الغريبة حقاً هو وجود الكثير من التعليمات التي تملأ التوراة بشأن الذبح والمحرقة ( على الأخص في سفر اللاوبين ) بينما يصرح سفر إرمياء ( 7:22-23 ) أن الله لم يأمر قط بتقديم ذبائح أو محارق ! [ هكذا قال رب الجنود إله إسرائيل : ضموا محارقكم إلى ذبائحكم وكلوا لحماً ، لأني لم أكلم آبائكم ولا أوصيتكم يوم أخرجتهم من أرض مصر من جهة محرقة وذبيحة ، بل إنما أوصيتهم بهذا الأمر قائلاً : إسمعوا صوتي فأكون لكم إلهاً وأنتم تكونون لي شعباً ، وسيروا في الطريق الذي أوصيتكم به ليحسن إليكم ] .
10 - تبعاً لسفر حزقيال ( 18 : 20 ) لا يحمل الأبناء من ذنوب الآباء ، وتبعاً لسفر الخروج ( 20 : 5 ) ينتقم الله من الأبناء حتى الجيل الثالث والرابع من ذنوب الآباء . [ وفي سفر التثنية يظهر مرة أخرى أن الأبناء لا تحمل من إثم الآباء ولا الآباء من ذنوب أبنائهم شيئاً - تثنية 24 : 16 وهي تناقض ما جاء في السفر نفسه 5 : 9 ]
ب - في العهد الجديد
1 - يصف شميث ( صفحة 90 ) سلسلتيْ نسب يســوع تبعاً لما جاء في متى ( 1 : 1 -17) ولما جاء في لوقا ( 3 : 23 - 38 ) أنهما ببساطة نسبان مختلفان . كذلك يرى غير رجال الدين استحالة تطابقهما ، فعند متى نجد ( 41 ) جيلاً بينما نجد عند لوقا ( 56 ) ، كذلك كان يســوع من نسل سليمان أحد أبناء داود [ متى 1 : 6 ] بينما نجده [ عند لوقا 3 : 13 ] أنه من نسل داود عن طريق إبن ناثان ، ولا يمكن أن يكون كلاهما جدا يســوع في نفس الوقت ، كذلك لا يتفق اسم أبي يوسف في النسبين ، ففي أحدهما يدعى هالي [ لوقا 3 : 23 ] وعند الآخر يدعى يعقوب [ متى 1 : 16 ] .
2 - وبين قصة إخبار الملاك لمريم أن يســوع سيكون المسيّا [المسيح الرئيسي أو النبي المنتظر الذي بشرت بقدومه كل الكتب] وأنه سيولد من الروح القدس وبين موقفها المعادي بعد ذلك لعيسى ( لوقا 2 : 50 ) تناقض لا يمكن إيجاد حل له ( براون صفحة 285 ) .
والجدير بالذكر أن قصة عيد الميلاد لم يعد ينظر إليها اليوم أي من علماء اللاهوت النقاد على أنها حقيقة تاريخية ، بل يعتبرونها أسطورة ( ذات مغزى ) ، كذلك لا يمكن التوافق بين مضمون إنجيل متى القائل أن والدي عيسى قد سكنا بيت لحم وبعد رجوعهما من مصر قد اتخذوا من الناصرة مقراً لسكنهم ، بينما اتخذا منذ البدء عند لوقا مدينة الناصرة ( قارن براون صفحة 284 وما بعدها وشميث صفحة 69 ) .
3 - تبعاً لمتى ( 1 : 23 ) كان ينبغي أن يسمى يســوع بأمر الله "عمانويل " إلا أنه على الرغم من ذلك سمَّى يســوع.
4 - تبعاً للأمر المذكور عن يســوع بشأن التعميد في متى ( 28 : 19 ) ينبغي أن يُعُّمد الناس بإسم الآب والإبن والروح القدس ، وقد كانت قبل ذلك بقليل [ عند لوقا 24:47 ] وبعد ذلك في أعمال الرسل [ 2 : 38 ] أن يُعُّمد الناس بإسم يســوع.
( ومن الجدير بالذكر أن كل العلماء الجادين - الذين هم في إزدياد دائم - يقولون إن أمر التعميد هذا هو من إختراعات الكنيسة ) .
5 - يرى إنجيل يوحنا ( 1 : 18 ) أن الله لم يره أحد قط إلا أن سفر التكوين ( 33 : 11 ) يرى أن موسى تكلم مع الله وجهاً لوجه.
6 - كذلك يرى إنجيل يوحنا ( 3 : 13 ) أنه لم يصعد أحد قط إلى السماء إلا يســوع إلا أن سفر الملوك الثاني ( 2 : 11 ) يرى أن إلياء قد صعد حياً إلى السماء .
7 - وتبعاً للرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس (15 : 5) فقد ظهر يســوع للإثنى عشر [بعد نشوره ] على الرغم من أنه لم يكن آنذاك هناك إثنى عشر [حيث انتحر أحد الإثنى عشر قبل صلب يســوع (؟)] (ولا نخمن أن بولس كان قد اعتبر نفسه أحدهم) [وهو بذلك يعتبر أيضاً أن نهايات الأناجيل من الصلب والفداء والقيامة والظهور من اختراعات بولس] . وعلى أية حال فإن هيئة الحواريين قد اكتمل عددها بعد ذلك ، ولم يعد هناك مجال لدخول حواري ثاني عشر آخر يُدعى بولس .
8 - أُعِدَّالعشاء [ الأخير ] عند الإنجيليين (مرقس 14: 12، ولوقا 22: 7، ومتى 26 : 17) يوم 14 نيسان الموافق الجمعة ، بينما كان عند يوحنا يوم الخميس الموافق 13 نيسان (يوحنا 13:1 وما بعدها، 29:13 ، 28:18 ، 14:16 ، 31:19 ) .
9 - يبحث علماء الكتاب المقدس منذ زمن بعيد دون جدوى عن حل للتناقض البيَّن القائم بين الأناجيل الثلاثة المتشابهة بشأن موت يســوع يوم السبت الموافق 15 نيسان ( مرقس 12:14 و 1:15 ، ومتى 17:26 و 1:27 وأيضاً لوقا 7:22 و 26:22 ) وبين إنجيل يوحنا الذي يؤكد أن يسوع قد مات يوم الجمعة الموافق 14 نيسان ( يوحنا 1:13، 14:19 ، 31:19 ) ، وهذا لا يتفق على الإطلاق مع مفهوم الوحي المطلق للكتاب ، كما أنهم لم يتفقوا على ساعة موته .
من التناقض الظاهر أيضاً في الكتاب المقدس لغير رجل الدين أن عيسى كان ما يزال يقف أمام بيلاطس أثناء التحقيق معه والنطق بالحكم وكانت الساعة آنذاك حوالي الثانية عشر ( الساعة السادسة ) تبعاً لإنجيل يوحنا ( 19 : 14 ) ، إلا أنه تبعاً لرواية مرقس (25:15) قد صلب حوالي الساعة التاسعة .
10- كانت آخر كلمة نطق بها يســوع عند لوقا [ 23 : 46 ] هي : " أبي في يديك ... [أستودع روحي] " ، بينما كانت عند يوحنا [ 19 : 30 ] : " لقد أُكْمِل " .
11 -أيضاً من التناقضات المختلفة في روايات الفصح نذكر الآتي :
أ - قال يســوع للنساء اللاتي ظهر لهن أولاً عند مرقس (16 : 7) إنه سيسبق التلاميذ إلى الجليل وسيظهر لهم هناك ، وهذا يعني أنهم عليهم الإسراع إلى هناك ، لو كان أحد قد أخبرهم بهذا ، إلا أنه ظهر للتلاميذ قبل ذلك في أورشليم وحَوْلها تبعاً للوقا (13:24) .
ب - أما النساء فقد رأين عند القبر ملكاً عند متى (28 : 2)، (وقد كان شاباً عند مرقس (5:16) وهذا لا يعد بالضرورة تناقضاً ) إلا إنهن قد رأين عند لوقا (4:24) رجلين [وعند يوحنا (12:20) ملكين] .
جـ - صعد يســوع إلى السماء عند لوقا ( 24 : 50 وما بعدها ) في أيام الفصح وكان مكان صعوده بالقرب من بيت عنيا ، وتبعاً لأعمال الرسل (1 : 3 وما بعدها) فقد صعد إلى السماء بعد ( 40 ) يوماً وكان آنذاك على جبل الزيتون .
12- من التناقضات المختلفة لسفر " أعمال الرسل " مقارنة بالأسفار الأخرى التي يحتويها العهد الجديد - ونذكر فقط المعترف به وقبله العلم منذ زمن - أنه تبعاً لسفر أعمال الرسل ( 9 ) تقابل بولس مع الحواريين الآخرين بعد قليل من إعتناقه لديانة يســوع أثناء رحلته إلى دمشق ، وكان ذلك في أورشليم ، بينما لم يسافر إلى أورشليم تبعاً لسفر غلاطية ( 1 : 18 ) إلا بعد ذلك بثلاث سنوات .
وهذان التقريران السابقان ( أعمال الرسل ( 9 ) وغلاطية 1 : 18 وما بعدها ) كما يرى البروفسور كونتسلمان في كتابه " أعمال الرسل " طبعة توبنجيه لعام 1963 " لا يمكن عمل مقارنة بينهما " .
ويضيف أيضاً قائلاً : [ " إن الأشنع من ذلك هو التناقض بين أعمال الرسل (8:9) وما بعدها [ فكان يدخل معهم ويخرج معهم في أورشليم ويجاهر بإسم الرب يســوع ، وكان يخاطب ويباحث اليونانيين فحاولوا أن يقتلوه " ] وبين غلاطية ( 1 : 22 ) [" ولكنني كنت غير معروف بالوجه عند كنائس اليهودية التي في المسيح . غير أنهم كانوا يسمعون أن الذي كان يضطهدنا قبلاً يبشر الآن بالإيمان الذي كان قبلاً يتلفه .فكانوا يسجدون لله فيّ"] (ص60).
كذلك توجد أيضاً تناقضات بين قصتي تحول بولس إلى ديانة يســوع ( أعمال الرسل 1:22-16 ،9:26-18 ) راجع أيضاً المراجع السابقة لــ " كونتسلمان "
هـ - التناقضات الأخلاقية في الكتاب المقدستتمتع التناقضات الأخلاقية في الكتاب المقدس بشهرة أكبر، وهي ليست فقط بين العهدين القديم والجديد فقط بل أيضاً داخل كل منهما ، وسنذكر هنا أيضاً بعضاً منها :
1 - منها التعصب الوحشي لمن يدين بديانة أخرى كما في سفر التثنية (18 : 28 وما بعدها إلى 13 : 19 ) [ يقصد ( 3 : 15 -16 ) : " فضرباً تضرب سكان تلك المدينة بحد السيف وتحرمها ( أي تقتلها ) بكل ما فيها مع بهائمها بحد السيف ، تجمع كل أمتعتها إلى وسط ساحتها وتحرق بالنار المدينة وكل أمتعتها كاملة ... ] أو تثنية (16 : 21 إلى 17 : 7) بمقارنته على سبيل المثال بلوقا (9 : 55) [وفهما يقول: "فلما رأى هذا تلميذاه يعقوب ويوحنا قالا : يا رب أتريد أن تقول أن ننزل نار من السماء فنفنيهم كما فعل إليا أيضاً ، فالْـتفَـتَ وانتهرهم وقال ... لأن ابن الإنسان لم يأت ليهلك الأنفس بل ليخلِّصها "].
فكثيرأً ما يؤكد الكتاب المقدس على رحمة الله ، إلا أنه على الرغم من ذلك يذكر أوامر وتعليمات صارخة القسوة ، منعدمة الرحمة [ مثال ذلك ما يذكره لوقا قائلاً : " أما أعدائي الذين لم يريدوا أُمَلَّكَ عليهم فأتوا بهم إلى هنا وذْبَحوهم قُدامي "
2 -ومنها ما يذكر في سفر صموئيل الأول ( 15 : 33 ) [ القائل : " كما أثكل سيفك النساء كذلك تُثكل أمك بين النساء ... " ] إذا ما قورن بقول لوقا ( 23 : 34 ) [ " يا أبتاه إغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون " ] .
3 - وأيضاً ما ذكر في سفر الخروج ( 21 : 20 وما بعدها ) (بما يحتويه من أخلاق بربرية) إذا ماقورن بقول يوحنا ( 4 : 8 )[ ولم أجد اية وجه للمقارنة بين الإثنين فى النسخ المترجمة بين يدى ] إذا ما قــورنت بكثير من الفقـرات التي تطالبنا من العهد الجـديد بحـب أعدائنا [ " لا تقاوموا الشر بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضاً ، ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فإترك له الرداء أيضاً ، ومن سخرك ميلاً واحداً فإذهب معه إثنين ... أحبوا أعداءكم، باركوا لاعينكم ، أحسنوا إلى مبغضيكم وصلوا الأهل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السموات" (متى 5 : 38 - 45) ] .
4- كذلك سفر المزامير (137 : 9 ) ["طوبى لمن يمسك أطفالك ويضرب بهم الصخرة"] و (109 : 1 - 10) ["ليكن بنوه أيتاماً وامرأته أرملة، ليته بنوه يتماناً ويستعطوا ويلتمسوا خبزاً من خربهم"]
5 - ولنا أن نتأمل مباديء الأخلاق الجنسية لبعض أجزاء العهد القديم وأخلاق الزواج عند يسوع نجد أنها لا يمكن أن يتفقا ، ثم نقارنهم بما قال بولس في نفس الموضوع ويجدر بنا هنا الإشارة إلى الجدول الذي يحتويه كتابنا " الجنس والشعور الخاطيء بالذنب " (صفحة 56 وما بعدها ) .
6 - أما ما يختص بموضوع عدم حل رابطة الزواج فارجع إلى الرسالة الأولى لأهل كورنتوس ( 7 : 11 ، 15 وما بعدها ) [ القائلة : " وأما المتزوجون فأوصيهم أنا بل الرب أن لا تفارق المرأة رجلها ، وإن فارقته فلتلبث غير متزوجة أو لتصالح رجلها ، ولا يترك الرجل إمرأته " ( 7 : 10 - 11 ) ] . ومتى ( 10 : 11 وما بعدها )
[ وربما قصد المؤلف ( متى 10 : 34 - 39 ) القائل فيها : " لا تظنوا أني جئت لألقي سلاماً على الأرض ، ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً ، فإني جئت لأفرق الإنسان ضد أبيه والإبنه ضد أمها والكنة ضد حماتها . وأعداء الإنسان أهل بيته "] وإلى (19 : 9) [ " وأقول لكم إن من طلق إمرأته لا بسبب الزنا وتزوج بأخرى يزني ، والذي تزوج بمطلقة يزني ، قال له تلاميذه : إن كان هذا أمر الرجل مع المرأة فلا يوافق أن يتزوج ، فقال لهم : ليس الجميع يقبلون هذا الكلام ، بل الذين أعطي لهم ........ لأنه يوجد خصيان ولدوا هكذا من بطون أمهاتهم ، ويوجد خصيان خصاهم الناس ، ويوجد خصيان خصوا أنفسهم لأجل ملكوت السموات . من إستطاع أن يقبل فليقبل " ] وإلى لوقا ( 16 : 18 ) [ " كل من يطلق إمرأته ويتزوج بأخرى يزني ، وكل من يتزوج بمطلقة رجل يزني " ] .
فيبدوا أن التفضيل التام لشعب صغير على " شعب ممتاز " في فكر عدالة الإله مثل لكمة في الوجه .
و - التناقضات العقائدية والمذهبية في الكتاب المقدس يحتوي الكتاب المقدس على عدد لا يحصى من التناقضات العقائدية والمذهبية الداخلية ، وسنذكرهنا أيضاً البعض منها :
يقول هـ براون: "إن الأجزاء الرئيسية التي يتكون منها العهد الجديد ليس لها مفهوم موحد فيما يتعلق بالظواهر الواقعية وليس لها محتوي عقائدي يتعلق بالإيمان " (صفحة 314).
ويقول في صفحة ( 325 ) : " إن مؤلفي العهد الجديد يتكلمون عن خلاص الإنسان وموقفه تجاه الله في صور متعددة لا يربط بينها أية إنسجام " .
وفي نفس الصفحة يقول : " إن العهد الجديد به أقوال تتعلق بتعاليم اللاهوت الأساسية وهي تختلف جذرياً من بعضها البعض " ( وستأتي أمثلة عديدة لذلك ) .
ومن أبرز هذه الأمثلة : الرسالة إلى أهل رومية (4 : 3 وما بعدها) وفيما يقول بولس : " إن الإنسان يتبرر فقط بالإيمان دون الأعمال "] بما يقابله في رسالة يعقوب (23:2وما بعدها) ["ترون إذن أنه بالأعمال يتبرر الإنسان لا بالإيمان وحده"] وهي نفس التعاليم التي يمكن أن ينشأ عنهما فكرة واحدة أو مبدأ مذهبي ذو معنى واحد كما يرى كيزمان (صفحة 22).
كذلك يصف كيزمان العهد الجديد بأنه يحتوي على مباديء عقائدية مختلفة " تتضارب بشدة " ( صفحة 220 ) ، ومن بين ما يشير إليه أيضاً عدم إتفاق اليوم الآخر ( = توقع نهاية العالم ) عند إنجيل يوحنا وعند رؤيا يوحنا اللاهوتي ( إنظر المرجع السابق ) .
مثال آخر لمثل هذا التعارض تظهره نظرية بولس من الخطيئة الأزلية التي تقضي بأن كل طفل من اللحظ الأولى لولادته يحيطه غضب الله ، أي إنه إبن الشيطان منذ ولادته ، ولهذا فإن مصيره سيكون جهنم ، على الرغم من قول يسوع عن الأطفال دون تحفظ أن لمثل هؤلاء ملكوت السموات .
كذلك يظهر التوتر العقائدي بين تعاليم يسوع وبين تعاليم بولس بصورة كبيرة جداً ، وتبعاً لنفس السفر (9 : 13) يظهر أن الله قد حابى يعقوب وفضله على عيسو بصورة بشعة.
كــذلك لا يجــرب اللــه أحـداً بالشر تبــعاً لرســالة يعقوب ( 1 : 13 ) إلا أنه تبعاً لمتى ( 6 : 13 ) تظهر عبارة : " لا تدخلنا في تجربة " وفيه أيضاً قد جرّب إبراهيم وأيوب .
هذا ولا تتفق غيرة الله وآلامه وإستبداده التي يصورها العهد الجديد مع صورته التي أعطاها عيسى لأمته .
ز - أخطاء أخرى بينّة وتساؤلات تطرح نفسها في الكتاب المقدس
يحتوى الكتاب المقدس على عدد كبير من الأخطاء الواضحة والتناقضات البينة التي لا يمكننا أن ننسبها إلى الله ، والتي تجعلنا نستبعد أن ننسب كون الكتاب المقدس موحياً من الله من ألفه إلى يائه . ونسرد هنا أيضاً النزر البسيط من الأمثلة الدالة على ذلك .
وفي هذا يكفي وجود خطأ واحد لدحض نظرية الوحي المطلق التقليدية :
1- وأحد هذه الأمثلة المعروفة منذ القدم ويعترف بها علماء اللاهوت هي توقع نهاية العالم عند يسوع وبولس والتي توقع فيها الإثنان عودة يسوع في جيلهم أي في حياة الحواريين [ويمكنك مراجعة ذلك في براون صفحة (287) و (316) وأيضاً شميث صفحة (47)].
وقد شغل هذا نصارى العصر الأول بعد وفاة يسوع ، بل واستمر الناس في ترقب نزوله لفترة طويلة ، ومع هذا لم ولن تفلح كل محاولات تبرير هذا الخطأ [ وبالنسبة للتنبؤات الأخرى قارن على سبيل المثال ديلتسش صفحات ( 23 - 30 ) ] .
2 -ومن الأخطاء الأخرى الواضحة هو إدماج الأرنب والوَبْرَ تحت الحيوانات المجَترّة [راجع شورر صفحة (129)]. وعلى أية حال فإن آكل الروث لا يكون حيواناً مجترَاً أبداً .
3 - من المسلم به اليوم أن قصة الخلق لا يمكن أن تكون صحيحة تبعاً للمعلومات الوثيقة لعلم الطبيعة اليوم ، مع الأخذ في الإعتبار إمكانية حدوث معجزات.
4 - من الغريب كذلك تلك الجمل الكثيرة التي يصور فيها الله على أنه إنسان بكل مواصفات البشر ، مثال لذلك أنه خرج في برودة الليل يتمشَّى (تكوين 3 : 8 ، وأيضاً تكوين 5:11) أو أنه ندم لخلقه الإنسان وماشابه ذلك أو أنه نزل إلى سيناء .
5 - مما يذكر أيضاً مواقف بولس الخاطئة تماماً من الزواج والجنس ، ومن وضع المرأة التي لا يمكن أن يمحوها الإنسان من العالم ولو أوتي من الحيل ما لم يؤتاه بشر ( قارن في ذلك الكتيب رقم ( 7 أ ) [ بفهرس المراجع . يقصد كتاب كيزمان ] ) .
6 - كيف يتسنى لمريم أن تتعجب من قول الملك لها قائلة : "كيف يحدث هذا ولم أعرف رجل؟ " على الرغم من أنها كانت مخطوبة وكان يجب أن تتوقع أن الملك كان يفكر في ثمرة من هذا الإرتباط حتى ولو في المستقبل، حيث لا يشير الخطاب مطلقاً إلى شيء آخر.
7 - كيف يتفق ما يحكى عن مريم (ويوسف) في لوقا (33:2) و (50:2) مع حادثة الحمل ؟
وهذا ما لا تنساه إمرأة أبداً !
8 - من التناقضات الكثيرة أيضاً التي يحتويها الكتاب المقدس والتي لا تتفق مع العقل الذي يقول إن الله هو مؤلفه هي استشهادات العهد الجديد بجمل من العهد القديم لا توجد فيه ، واستشهاده بجمل أخرى قيلت بصورة مغايرة تماماً .
يضاف إلى ذلك الإشارة إلى الإسفار المقدسة الأخرى التي جاء ذكرها في الكتاب المقدس ولا وجود لها الآن [ وقد سرد دليتسش أكثر من عشرة أسفار أو مؤلفات صفحة (109) و (119) .
يمكن كذلك إضافة الكثير من الأخطاء التاريخية بالكتاب المقدس، فقد ذكر بويمر (ص 80) حديث شمبر للكردينال الملك أثناء مؤتمر الفاتيكان الثاني، يذكِّر فيه آباء المجمع الآخرين بسلسلة كبيرة من الأخطاء التاريخية في الكتاب المقدس ، وكان ذلك أثناء إقناعه إياهم بأنه لا يجوز إعتبار الكتاب المقدس كلمة الله المطلقة الخالية من الأخطاء .
ولمثل هذه الأسباب والكثير غيرها توصل شميث - عن إقتناع - إلى أن نظرية الوحي قد إنهارت تماماً ، إلا أنه لا يقرر في النــهــاية وجــوب قــذف الكتاب المــقدس في ســلة المـهملات ولكنه يأمل أن نتحرر مرة أخرى - مثل النصارى الأوائل - " من الكتاب المقدس و الأساقفة وإعترافات الإيمان " ( صفحة 50 ) .
وعلى أية حال ينبغي أن يخمن المرء أنه مازال يوجد إنسان يفكر ، وتحت كل الظروف التي تم عرضها يستحيل إعتبار كل جزء من أجزاء الكتاب المقدس من وحي الله .
ومما يذكر أن كل أتباع الديانات الأخرى بصورة كثرت أو قلت لهم نفس التصور الخاطيء عن كتبهم المقدسة حيث يعتبرون كل جزء من أجزائها مقدساً من وحي الله، ثم يقف المرء أمام مشكلة تُساءله : " كيف أحكي هذا لطفلي ؟ ( شورر صفحة ( 125 ) .
تعليق المترجم :
أولاً على صفحة ( 8 ) :
في الصفحة السادسة ذكرت ترجمة إنجيل لوقا 2 : 14 التي تقول : " المجد لله في الأعالي ، وعلى الأرض السلام ، وفي الناس المسرة " .
من المسلم به كحقيقة أن إنجيل لوقا لم يصل إلينا إلا النص اليوناني منه ، وأن الحشود السماوية أنشدت أنشودتها هذه بلغة الرعاة ، وهي لم تكن بالطبع اللغة اليونانية بل كانت العبرية العامية أو بالأحرى الآرامية ، إلا أنه وصل إلينا ترجمتها اليونانية فقط .
يقول الأستاذ عبد الأحد داود أن الكلمتين الآراميتين اللتين نطقت بها الملائكة للرعاة هما (إيريني وإيودوكيا) وأن التفسير النصراني لكلمتي (Eiriny و Eudokia) مخطيء ومتهافت.
فإن كلمة إيريني (Eiriny) اليونانية تعني الإسلام . ولو أرادت الملائكة قول السلام أو الخير لكانت عبرت عنها بكلمة " شالوم " العبرية كما استعملت من قبل في نبوءة إشعياء (45) إلى كورش الملك، وإن كلمة إيودوكيا (Eudokia) تتفق في معناها الصحيح والحرفي بصورة عجيبة مع الكلمات العبرية ( ماحماد ، مَاحَامُود ، حَمْداَ وحِمْداَ ) والتي تستعمل بصورة متكررة في العهد القديم. وأنها تعني في الصيغة العربية (محمد) أو (أحمد) أو (محمود) ويضيف البروفسور بنيامين قائلاً: "لهذا فإن الصيغة العربية "محمد" والعبرية ماحماد، وماحامود " هي مشتقة من أصل واحد ومن نفس الفعل، وأنها بالرغم من الفروق البسيطة في التهجي، فلها أساس ومعنى واحد مشترك، وعليه فلا يكون هناك مثقال ذرة من الشك في ذلك " .
وعلى ذلك تكون الترجمة العربية السليمة لنص لوقا 2 : 14 كالآتي : "الحمد لله في الأعالي، أوشك أن يجيء الإسلام للأرض، يقدمه للناس أحمد"
يضاف كذلك إلى أخطاء العهد القديم ما يلي :
11 - تبعاً لسفر صموئيل الثاني 10 : 18 قتل ( داود من آرام 700 مركبة و40000 فارس) وتبعاً لسفر أخبار الأيام الأولى 19 : 18 كان عدد المراكب 7000 وعدد القتلى 40000 .
12 - وتبعاً لصوئيل الثاني 24 : 1 (حمى غضب الرب على إسرائيل فأهاج عليهم داود قائلاً: امض واحص إسرائيل ويهوذا ) إلا أن كاتب سفر أخبار الأيام الأولى 21 : 1 لم يستطع أن يفرق بين الله والشيطان وجعل صاحب الأمر الشيطان قائلاً : ( ووقف الشيطان ضد إسرائيل وأغوى داود ليحصي إسرائيل ) .
13 - يقول كاتب سفر صموئيل الثاني 24 : 13 ( فأتى جاد إلى داود وأخبره وقال له أتاني عليك سبع سنين من الجوع) إلا أن كانت سفر أخبار الأيام الأولى 21 : 11 - 12 جعلها ثلاث سنوات فقط ، فقال : ( فجاء جاد إلى داود وقال له هكذا قال الرب إقبل لنفسك إما ثلاث سنين جوع ... ) .
14 - راجع أيضاً ملوك الأول 7 : 26 ( يسع 2000 بث ) وأخبار الأيام الثاني 4 : 5 (يسع 3000 بث ) .
15 - ( كان يهوياكين إبن ( 18 ) سنة حين ملك و ملك ثلاثة أشهر في أورشليم ) ملوك الثاني 24 : 8 ، بينما ( كان يهوياكين إبن ( 8 ) سنين حين ملك ، وملك ثلاثة أشهر وعشرة أيام في أورشليم ) أخبار الأيام الثاني 36 : 9 .
16 - (كان لسليمان 4000 مذود خيل ومركبات 12000 فارس) أخبار الأيام الثاني 25:9، بينما ( كان لسليمان 40000 ألف مذود لخيل مركباته و12000 ألف فارس ) الملوك الأول 4 : 26 .
مع الأخذ في الإعتبار أن الأعداد من ( 21 إلى 34 ) من الإصحاح الرابع من سفر الملوك الأول غير موجودة في النسخة الألمانية Einheitsübersetzung لسنة 1990 ، وكذلك غير موجودة في الكتاب المقدس طبعة زيورخ 1982وكذلك أيضاً طبعة مارتن لوثر 1914 ، ونجدها فقط في الترجمة الإنجليزية القياسية المراجعة R.S.V. لعام 1952 والترجمة العربية ، وكذلك ترجمة مارتن لوثر لسنة 1864 .
17 - يقول سفر الخروج 6 : 20 ( وأخذ عمرام يوكابد عمته زوجة له فولدت له هارون وموسى ) بينما ينهى سفر اللاويبن 18 : 12 عن ذلك قائلاً : ( عورة أخت أبيك لا تكشف إنها قريبة أبيك ) .
18 - يقول سفر صموئيل الأول 6 : 19 : " وضرب [ الله ] أهل بيتشمس لأنهم نظروا إلى تابوت الرب ، وضرب [ الله ] من الشعب خمسين ألف رجل وسبعين رجلاً " .
وقد تغير هذا الرقم( 50070 ) في الكثير من الطبعات الأجنبية ( الألمانية والإنجليزية) إلى ( 70 ) رجلاً فقط لتتناسب مع رحمة الله في مخيلتهم .
* الطبعة القياسية المنقحة لسنة 1971 R.S.V. باللغة الإنجليزية
* طبعة مارتن لوثر لسنة 1990 باللغة الألمانية
* طبعة زيورخ لسنة 1982 باللغة الألمانية
* طبعة الترجمة الموحدة (Einheitsübersetzung)1980 باللغة الألمانية
وكتب في هذه الطبعة التعديل خارج الأقواس وكتب الأصل داخل الأقواس ، فأيهما أوحى به الله؟
* طبعة تسفنجلي-زيورخ لسنة 1958 باللغة الألمانية
* طبعة تسفنجلي-زيورخ لسنة 1952 باللغة الألمانية
* طبعة تسفنجلي-زيورخ لسنة 1941 باللغة الألمانية
* طبعة مارتن لوثر لسنة 1958 باللغة الألمانية
* في طبعة توبنجن لسنة 1911 باللغة الألمانية
* في طبعة مارتن لوثرلسنة 1864 باللغة الألمانية
* في طبعة مارتن لوثرلسنة 1690 باللغة الألمانية
* في طبعة دار الكتاب المقدس فى العالم العربى لسنة 1981 باللغة العربية
* في طبعة دار الكتاب المقدس فى الشرق الأوسط لسنة 1989 باللغة العربية
19 - لم تكن تكتب اللغة العبرانية بالتشكيل [الذي يمثل الحروف المتحركة في اللغات الأجنبية] لذلك أخطأ مترجم العهد القديم [من العبرانية] إلى اللاتينية في ترجمة جذر كلمة (Krn) كرن على أساس نطقها (Keren) وهي تعني القرن، أما نطقها الصحيح فهو (Karan) أي "إشعاع الضوء".
وعلى هذه الترجمة الخاطئة قام مايكل أنجلو بعمل تمثال لموسى علي السلام ووضع عند جبهته قرنين ومازال هذا التمثال قائماً عند قبر البابا يوليوس الثاني في روما . ( فايلاند."مسـيّا من الجليل" ألمانيا 1989 صفحة 28 -غير مترجم) .
20 - ( ولما رأى أنه [ أي الله] لا يقدر عليه ضرب حق فخذه ، فانخلع حق فخذ يعقوب في مصارعته معه ، وقال [الله] أطلقني لأنه قد طلع الفجر ، فقال [يعقوب] لا أطلقك إن لم تباركني .... فدعا يعقوب إسم المكان فنئيل قائلاً لأني نظرت الله وجهاً لوجه) تكوين 32 : 23 - 33 . قارن هذا بقول الإنجيل المنسوب إلى يوحنا 1 : 18 ( الله لم يره أحد قط) وهل يمكن لإنسان عاقل (ولا أقول لاهوتي) أن يتخيل أن العبد المخلوق يقبض على خالقه ويرفض إطلاق سراحه إن لم يباركه هذا الإله الضعيف ! فكأن الإله باركه عن غير إرادته مضطراً لفعل هذا ! سبحانه وتعالى عما يقولون علواً كبيراً !
21 - يصور كاتب سفر التكوين 3 : 8 - 9 الله على أنه بشر بكل مظاهره، فيقول: (وسمعا صوت الرب ماشياً في الجنة عند هبوب ريح النهار، فاختبأ آدم وامرأته من وجه الرب في وسط شجرة الجنة ، فنادى الرب الإله آدم وقال له أين أنت ) وهذه ليست صورة الإله الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور !
22 - ذكر كاتب سفر صمويل الأول 18 : 19 أن ميراب إبنة شاول ، ونسى كاتب سفر صموئيل الثاني 21 : 8 وذكر إسم إبنة شاول ميكال وليس ميراب .
23 - وفي سفر صموئيل الثاني 21 : 8 - 9 نجد أن داود قد أخذ بني ميكال الخمسة وأسلمهم للصلب مع إثنين آخرين . وهو مسجل هكذا في النسخة العربية وبعض النسخ الألمانية مثل Einheitsübersetzuny لعام 1982 إلا أنها عدلت في النسخ الألمانية الحديثة إلى : ( الأولاد الخمسة الذين ولدتهم ميراب إبنة شاول ( أوريل ) وكان ذلك حتى يرضى الرب ويمنع إستمرار المجاعة التي دامت ثلاث سنوات .
ومن المسلم به أن ميكال زوجة داود وأخت ميراب الصغرى، فعُدِّلَت حتى لا يكون داود قد قتل أولاده، بل أولاد ميراب إبنة شاول الذي أراد الإمساك به وقتله .
24 - إن الزمان من خلق آدم إلى طوفان نوح عليهما السلام يبلغ تبعاً لنسخة الكتاب المقدس العبرانية 1656 سنة وعلى وفق اليونانية 2262 سنة وعلى وفق السامرية 1307 ســنة وفي مرشد الطالبين إلى الكتاب المقدس جــدول يـبـيـن هذا الإختلاف بالتفصيل . ( نقلاً عن الكتاب المقدس في الميزان لعبد السلام محمد ) .
سلسلة البطارقة قبل الطوفان عمرهم عنــد ولادة البكر :
عبرانية سامرية سبعينة
آدم 130 130 230
شيت 105 105 205
أنوشى 9 90 190
مينان 70 70 170
صمائيل 65 65 165
يارد 162 62 162
أخنوخ 65 65 165
متوشالح 187 67 187
لامك 182 53 185
نوح 600 600 600
المجموع 1656 1307 2262
25 - يقول سفر صموئيل الأول 28 : 6 ( فسأل شاول من الرب فلم يجبه الرب لا بأحلام ولا بالأوريم [ وسيط الوحي بالأنبياء ) إلا أن سفر أخبار الأيام الأولى 10 : 14 يرى أن شاول ( لم يسأل عن الرب فأماته ) .
26 - لو كان موسى هو كاتب هذا العهد القديم فمن الذي أخبرنا بكل ما حدث بعد وفاته ، بل بوفاته ودفنه نفسها ؟ يقول سفر التثنية : ( فمات هناك موسى عبد الرب في أرض مواب ... ولم يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم ) 34 : 5 - 6 وكذلك أيضاً : ( وكان موسى إبن { 120 } سنة حين مات ) تثنية 34 : 7 -
13 - نزل ملاك الرب إلى يوسف في الحلم وكان نائماً ليخبره بولادة الطفل ( متى 1 : 20 ) بينما نزل إلى مريم العذراء ولم تكن نائمة وأقرأها السلام (لوقا 1 : 28).
14 - ذكر متى أن جميع آباء وأجداد المسيح [ عليه السلام ] إلى جلاء بابل كانوا من السلاطين وفي لوقا لم تكن لديهم أية شهرة وبالتالي لم يكونوا سلاطين ولم يكن معروفاً فيهم غير داود وناتان إبنه .
15 - ذكر متى (1: 13) أن شلتائيل إبن يكنيا، وذكر لوقا (3: 27) أن شلتائيل بن نيري .
16 - ذكر متى (1 : 13) أن أبيهود إبن زربابل، وذكر لوقا (3 : 27) أن اسمه ريسا، أما بني زربابل فهم : مشلام ، وضنيا ، وشلومية أختهم (أخبار الأيام الأولى 3 : 19).
وكما نلاحظ ليس فيهم لا أبيهود ولا ريسا فإما أخطأ كل منهم مرة واحدة أو أخطأ لوقا مرتين !
17 - سليمان ولد رحبعام ( متى 1 : 7 ) " وأما رحبعام بن سليمان فملك في يهوذا ، ..... واسم أمه نعمة العمونية " ملوك الأول 14 : 21 .
ويقرر سفر التثنية أن أية عموني أو موابي لا يدخل في جماعة الرب حتى الجيل العاشر قائلاً : " لا يدخل عموني ولا موابي في جماعة الرب حتى الجيل العاشر ، ولا يدخل منهم أحد في جماعة الرب إلى الأبد " تثنية 23 : 3 .
18 - أجيال القسم الثاني عند متى (ثمانية عشر) لا (أربعة عشر) كما يظهر من الإصحاح الثالث سفر أخبار الأيام الأولى 3 : 10 - 16 ، فقد نسي الكاتب أربعة أسماء من أجداد المسيح السلاطين المشهورين . راجع أيضاً ( متى1 : 17 ) .
19 - يذكر لوقا قبل إبراهيم عشرين إسماً بينما لا يذكر العهد القديم إلا تسعة عشر إسماً فقط، فقد أضاف لوقا بعد أرفكشاد رجلاً يدعى قينان، ولا نجد له أثراً في سفر التكوين بإعتباره إبن أرفكشاد ، ويقول سسفر أيام الأخبار الأولى : " وأرفكشاد ولد شالح ، وشالح ولد عابر " 1 : 18 .
ومعنى هذا أنه لم يمر قبل وجودإبراهيم إلى آدم ( بداية الخلق ) إلا {19} أو {20} جيلاً من الكائنات البشرية ، وبالنظر إلى جدول أنسال آدم حسب سفر التكوين الذي يحتوي على الإحداثيات الزمنية التي يمكن إستنتاجها نجد أنه قد مر حوالي {19} قرناً فيما بين ظهور الإنسان على الأرض وميلاد إبراهيم ( راجع الإصحاحات 4 ، 5 ، 11 ، 21 ، 25 من سفر التكوين ) ، وهذا ما تؤكد عكسه تماماً الحفريات والحضارات القديمة مثل الحضارة المصرية وحضارة ما بين النهرين وظهور الإنسان بهما .
20 - يوشيا ولد يكنيا وإخوته عند سبي بابل ( متى 1 : 11 ) .
ويعلم منه أن ولادة يكنيا وإخوته من يوشيا في وقت جلاء بابل ، فيكون يوشيا حياً في هذا الجلاء ، أو مات على الأكثر قبل ذلك بعام ، وهذا خطأ من ثلاثة أوجه :
أ - مات يوشيا قبل هذا الجلاء بإثني عشر عاماً ، حيث إنه بعد موته جلس ياهوحاز إبنه على سرير السلطنة ثلاثة أشهر ، ثم جلس يهوياقيم إبنه الآخر إحدى عشر سنة ، ثم جلس يكنيا ( = يهوياكين ) إبن يهوياقيم ثلاثة أشهر ، فأسره بنوخدنصر وأجلاه مع بني إسرائيل الآخرين إلى بابل ( ملوك الثاني 23 : 31 ، 36 ، 24 : 6 - .... ) .
ب - إن يكنيا إبن يوشيا وليس إبنه مباشرةً ( أخبار الأيام الأولى 3 : 15 - 16 ) .
جـ - كان يكنيا ( يهوياكين ) وقت جلاء بابل إبن ثمانية عشر ولم يكن رضيعاً . ( ملوك الثاني 24 : 8 ) .
21 - يقول لوقا إن " شالح إبن قينان إبن أرفكشاد " 3 : 36 .
ويخبرنا سفر الأيام الأولى ( 1 : 18 ) أن " أرفكشاد ولد شالح ، وشالح ولد عابر " ويخبرنا سفر التكوين ( 11 : 13 ) أن أرفكشاد " عاشي بعد ما ولد شالح " 403 سنة أي إن شالح إبن أرفكشاد وليس إبن إبنه . ( إنظر أيضاً رقم 19 ) .
22 - يذكر لوقا ( 2 : 22 ) أن يوسف ومريم قد رحلا من الناصر ، إلى بيت لحم قبل الولادة أما متى ( 2 : 13 ) فيذكرها بعد الولادة .
23 - يذكر لوقا أن والدي المسيح عليه السلام صعدا إلى أورشليم " لكي يقدموا ذبيحة كما قيل في ناموس الرب : زوج يمام أو فرخي حمام " لوقا 2 : 22 - 24 .
ويقول سفر أرمياء : " هكذا قال رب الجنود إلى إله إسرائيل : ضموا محارقكم إلى ذبائحكم وكلوا لحماً ، لأني لم أكلم آباءكم ولا أوصيتكم يوم أخرجتهم من أرض مصر من جهة محرقة وذبيحة ، بل إنما أوصيكم بهذا الأمر قائلاً : إسمعوا صوتي فأكون لكم إلهاً ، وأنتم تكونون لي شعباً ، وسيروا في كل الطريق ، لذى أوصيكم به ليُحسن إليكم " أرمياء . 7 : 21 - 23 . فوحي من نصدق ؟
24 - ذكر لوقا في إصحاحه الأول من إنجيله أن حمل أليصابات زوجة زكريا كان في عهد هيرودس الملك ، وحملت مريم العذراء بعيسى عليه السلام بعد ذلك بستة أشهر ( لوقا 1 : 5 - 7 ، 23 ، 36 ) وبعد ذلك بتسعة أشهر وضعت مريم العذراء طفلها عيسى عليهما السلام وكان ذلك في عهد كير ينوس والي سوريا ( لوقا 2 : 1 - 3 ) .
وفي ذلك يقول قاموس الكتاب المقدس الألماني : " تسبب هذه المعلومات الكثير من المشاكل حيث إنها تعود إلى الوقت الذي كان يحكم فيه هيرودس الكبير وقبل موته ( أي عام 4 ق . م . ) . وقد تأكد لنا من المصادر القديمة وكذلك العملات المعدنية التي عثر عليها أنه ما بين عامي 9 إلى 6 ق . م . كان يحكم سوريا ساتورنينوس ثم فاروس ".
ثم حاول الكاتب الخروج من هذا المأزق وافترض أن هذا الحاكم ربما كان الحاكم العسكري ، ثم عاد وترك الموضوع معلقاً فقال : " ولايبرر ذلك أن ندخله في دائرة الشك ، بما في ذلك معطيات لوقا 2 : 2 ، وحتى لو أننا لا يمكننا للآن تأكيد ذلك بصورة قطعية خارج العهد القديم " ( صفحة 270 تحت كلمة Cyrenias ) .
إلا أن ترجمة الكتاب المقدس الألمانية (Einheitsübersetzuny) فتعلل هذا التخبط بأن لوقا قد قبل في الفصلين الأول والثاني من إنجيله الحكايات المسيحية وتواترات تلاميذ يوحنا المعمدان ( هامش صفحة 1141 ) .
أي أنها لم توح إليه وذلك مصداقاً لوقا : " إذا كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداماً للكلمة، رأيت أنا أيضاً وقد تتبعت كل شيء من الأول بتدقيق أن أكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاوفيلس لتعرف صحة الكلام الذي علمت به " لوقا 1 : 7 - 4 .
وعلى أية حال فإن عيسى عليه السلام قد ولد زمن " هيرودس الملك " متى 2 : 1 .
ويقول قاموس الكتب المقدس الألماني صفحة 592 أن هيرودس أنتيباس الذي كان يحكم عقب وفاة أبيه هو هيرودس الكبير من 4 ق . م . إلى 39 بعد الميلاد وكان يسمى هيرودس الملك أو رئيس الربع ، أي أن عيسى عليه السلام ولد في عهده تبعاً لقول الإنجيل ، وبعد ذلك وكان يسوع مايزال طفلاً مات هيرودس هذا ( متى 2 : 19 ) لذلك رجع مع أبويه إلى أرض فلسطين متى ( 2 : 21 ) فترى من هيرودس هذا الذي أرسل إليه يسوع ليحاكمه ؟ ( لوقا 23 : 7 ) مع العلم أنه لم يأت بعده من يسمى هيرودس إلا عام ( 93 - 100 ) بعد الميلاد وهو هيرودس أجريبا !
25 - أما بالنسبة لسنة الإكتتاب - تعداد السكان - ( لوقا 2 : 2 ) فيقول قاموس الكتاب المقدس الألماني أيضاً في صفحة (270) أن هذا التعداد بدأ في عام 27 ق م في جالين حيث إستغرقت هناك (40) عاماً على الأقل وسرعان ما انتشرت في الأقاليم الأخرى ومن المحتمل أن تزامن هذا الإكتتاب في ســوريا كان في عامي (12- 19) ق. م.
وعلى ذلك يكون وقت الإكتتاب قد حدث قبل ولادة السيد المسيح عليه السلام بعدة سنوات يقدرها البعض بخمس عشرة سنة ، وليس بعد ولادته كما ذكر لوقا. مع الأخذ في الإعتبار أنه بين السنوات 9 - 6 ق . م . تدلنا المصادر القديمة والعملات المعدنية على أنه كان هناك حاكم يدعى ساتورنينوس وعقبه فاروس .
إلا أن كاتب قاموس الكتاب المقدس يؤكد أنه لدينا وثائق من مصر تؤكد أن العائلة المقدسة قد سجلت في القائمة فإن صح كلامه فيدحض هذا نظرية الوحي المطلق للإنجيل .
26 - يقول متى : " لا تحلفوا البتة لا بالسماء لأنها كرسي الله ، ولا بالأرض لأنها موطيء قدميه ، ولا بأورشليم لأنها مدينة الملك العظيم ، ولا تحلف برأسك لأنك لا تقدر أن تجعل شعرة واحدة بيضاء أو سوداء ، بل ليكن كلامكم نعم نعم ، لا لا ، وما زاد على ذلك فهو من الشرير " متى 5 : 34 - 37 .
ويقول أيضاً " ويل لك أيها القادة العميان القائلون من حلف بالهيكل فليس بشيء ولكن من حلف بذهب الهيكل يلتزم ، أيها الجهال والعميان أيهما أعظم الذهب أم الهيكل الذي يقدس الذهب ، ومن حلف بالمذبح فليس بشيء ، ولكن من حلف بالقربان الذي عليه يلتزم أيها الجهال والعميان أيها أعظم القربان أم المذبح الذي يقدس القربان ، فإن من حلف بالمذبح فقد حلف به وبكل ما عليه، ومن حلف بالهيكل فقد حلف به وبالساكن فيه، ومن حلف بالسماء فقد حلف بعرش الله وبالجالس عليه) متي 23 : 16 -22
فماذا أراد الوحى هنا ؟ أنحلف أم لا ؟ أنحلف صدقاً أم كذباً ؟ وعلى هذا السؤال الأخير يجيبنا بطرس زعيم الحواريين ، الصخرة التى أراد يسوع (؟) أنه يبنى عليها كنيسته حتى إن " أبواب الجحيم لن تقوى عليها، وأعطيك مفاتيح ملكوت السموات ، فكل ماتربطه على الأرض يكون مربوطاً فى السموات ، وكل ماتحله على الأرض يكون محلولاً في السموات " متى 16 : 18 - 19 .
أما إجابة بطرس فيسجلها متى كالآتي : " فأجاب بطرس وقال له وإن شك فيك الجميع فأنا لا أشك أبداً " متى 26 : 33 إلا أنه عند سؤاله للمرة الثالثة " إبتدأ حينئذ يلعن ويحلف إني لا أعرف هذا الرجل " متى 26 : 74.
إنه لم يحلف فقط كذباً ، بل لعن أيضاً ، فياترى لعن من ؟ أتمنى ألا يكون قد لعن عيسى عليه السلام كما فعل بولس بعد ذلك : " المسيح إفتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا ، لأنه مكتوب ملعون كل من علق على خشبة " غلاطية 3 : 13 .
ألم يسمع زعيم الحواريين قول يسوع : " من قال يا أحمق يكون مستوجب نار جهنم " متى 5 : 22 فما بالكم بمن يلعنه؟ والناموس الذي جاء عيسى عليه السلام لا لينقضه بل ليؤكده (متى 5 : 16) يقول " الرب إلهك تتقي وإياه وبإسمه تحلف " تثنية 6 :13.
28 - كم مرة صاح الديك عند محاكمة يســوع أمام مجلس اليهود ؟
فقد صاح الديك مرة واحدة عند كل من متى (26: 75) ولوقا (22: 61) ويوحنا (18: 27) ، بينما صاح مرتين عند مرقس (14: 72) .
29 - أما عن السؤال عن المكان الذي حدثت فيه قصة سكب العطر فيجيب مرقس(14 : 3 ) ومتى ( 26 : 6 ) قائلاً : إنها حدثت فى منزل سمعان الأبرص فى بيت عنيا، ويقول لوقا ( 7 : 36 ) إنها حدثت في بيت الفريسى ، ويخالفهم يوحنا ( 12 : 1-2 ) بقوله إنها حدثت في منزل مريم ومرثا ولعازر .
30 - ومن المرأة التي سكبت العطر ؟
فهي مجهولة عند كل من مرقس ( 14 : 3 ) ومتى ( 26 : 7 ) ، أو خاطئة (زانية) عند لوقا ( 7 : 37 ) أو هي مريم أخت لعازر عند يوحنا ( 12 : 3 ) .
31 - وماذا دهنت بهذا العطر أرأسه أم قدميه ؟
دهنت رأسه عند مرقس ( 14 : 3 ) ومتى ( 26 : 7 ) ، وإنفرد لوقا ( 7 : 38 ) ويوحنا ( 12 : 3 ) بقولهما إنها دهنت رجليه .
32 - وماذا كان رد فعل الحاضرين ؟
إغتاظ القوم لإسرافها (مرقس 14 : 4)، وإغتاظ التلاميذ (متى 26 : 8)، تساءل الفريس مع نفسه حول معرفة يســوع بشخصية المرأة (ولم يتكلم ولكنه شك فقط) (لوقا 7 : 39) بينما إغتاظ يهوذا الأسخريوطي لإسرافها (يوحنا 12: 4 - 5).
33 - هل قال حقاً عيسى عليه السلام : " يوجد خصيان خصوا أنفسهم لأجل ملكوت السموات، من إستطاع أن يقبل فليقبل ؟ " متى 19 : 12 .
ولم يكن أحد الأنبياء مخصياً أو حتى أحد الحواريين، فمن المعروف أن بعض الحواريين كان متزوجاً مثل بطرس وبولس، بل ويندد سفر التثنية بمن يفعل ذلك قائلاً: "لا يدخل مخصي بالرضى أو مجبوب في جماعة الرب" تثنية 23 : 1، ولم يأت عيسى عليه السلام ناقضاً للناموس أو الأنبياء لذلك قال : " لا تظنوا أنني جئت لأنقض بل لأكمل ، فإني الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل " متى 5 : 17 - 18.
34 - هل يمكن لإنسان أن يركب دابتين في آن واحد ؟
يجيب متى على هذا السؤال بالإيجاب فيقول : "وأتيا بالأتان والجحش ووضعا عليهما
ثيابهما فجلس عليهما" متى 21: 7 وخالفه لوقا وجعله يجلس على الجحش فقط، فقال:"وأتيا به إلى يســوع وطرحا ثيابهما على الجحش وأركبا يســوع" لوقــا19: 35.
35 - يدعي متى أنهم أعطوا المصلوب : " خلاً ممزوجاً بمرارة ليشرب " متى 27 : 34. وجعلها مرقس خمراً ممزوجة بمر ليشرب " مرقس 15 : 23 .
ولم تتغير كلمة " الخل " عند متى في النسخة العربية، ولا في النسخة الألمانية القديمة، (إنظر ترجمات مارتن لوثر 1864 ، 1914 ، 1932 ، 1933 ولكنها تغيرت في النسخ الحديثة إلى " خمر " لتتطابق مع قول مرقس .
36 - من المعروف جيداً لدى العامة من النصارى قول يســوع : " سمــعتم أنه قيل عين بعين وسن بسن ، وأما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشــر ، بل من لطمك علىخدك الأيمن فحوّل إلى الآخر أيضاً " متى 5 : 38 - 39 .
وهذا يتعارض مع قول متى أيضاً : " لا تظنوا أني جئت لألقي سلاماً على الأرض ، ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً ، فإني جئت لأفرق الإنسان ضد أبيه والإبنة ضد أمها والكنة ضد حماتها " متى 10 : 34 - 35 .
ويتضارب أيضاً مع قوله : " حين أرسلتكم بلا كيس ولا مزود ولا أحذية هل أعوزكم شيء ، فقالوا لا ، فقال لهم لكن الآن من له كيس فليأخذه ومزود كذلك ، ومن ليس له فليبع ثوبه ويشتر سيفاً " لوقا 22 : 35 - 36 .
فلماذا أراد السيف ؟ وماذا كانت نيته أن يفعل؟ أحقاً قال : " أحبوا أعداءكم ؟ " متى 5 : 44 ) أم " لما رأى الذين حوله ما يكون قالوا له يارب أنضرب بالسيف ، وضرب واحد منهم عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه اليمنى " ؟ ( لوقا 22 : 49 - 50 ) .
فلو كان قال أحبوا أعداءكم لما أمرهم بالضرب ! ولو لم يأمرهم بالضرب فيكون قد خالفه الضارب الذي سماه إنجيل يوحنا ( بطرس ) رئيس الإثنى عشر ! ولو قال : " أحبوا أعداءكم " لما قال " لا تظنوا أني جئت لألقي سلاماً على الأرض ، ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً ، فإني جئت لأفرق الإنسان ضد أبيه ، والإبنة ضد أمها ، والكنة ضد حماتها " متى 10 : 34 - 35 .
ولو قال أحبوا أعداءكم فمن القائل إذن: " أما أعدائى الذين لم يريدوا أن أملك عليهم فأتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدّامى" لوقا 19: 27 .
ولو قال : " أحبوا أعداءكم " لكان قد أنقذ الخائن ( يهوذا الإسخربوطي ) من الشيطان الذي داخله ولما طرده وتركه للهلاك .
ولو قال قائل : إنه عيسى عليه السلام تركه ليحرر البشرية من الخطيئة الأزلية المتوازثة منذ آدم لقلنا إذن يهوذا الإسخربوطي هو الذي حرر البشرية من الخطيئة الأزلية ولقدسناه، ولقلنا: " في تلك الأيام لا يقولون بعد: الآباء أكلوا حصرماً وأسنان الأبناء ضرست، بل كل واحد يموت بذنبه، كل إنسان يأكل الحصرم تضرس أسنانه " إرمياء 31 : 29 - 30 .
ولقلنا : " وأنتم تقولون لماذا لا يحمل الإبن من إثم الأب ، أما الإبن فقد فعل حقاً وعدلاً حفظ جميع فرائضي وعمل بها فحياة يحيا ، النفس التي تخطيء هي تموت ، الإبن لايحمل من إثم الأب ، والأب لايحمل من إثم الإبن ، بر البار عليه يكون وشر الشرير عليه يكون " حزقيال 18 : 19 - 20 .
ولقلنا: "لا يقتل الآباء عن الأولاد ولا يقتل الأولاد عن الآباء ، كل إنسان بخطيته يقتل" تثنية24: 16- وهي تخالف ما جاء في سفر الخروج 20: 5 والتثنية 5: 9.
ولقلنا : " وحينئذ يجازى كل واحد حسب عمله " متى 16 : 27
أي " لا تزرُ وازرةٌ وزرَ أخرى " ( فاطـــر 18 ) .
ولقلنا : "حينئذ قدم إليه أولاد لكي يضع يديه عليهم ويصلي ، فإنتهرهم التلاميذ ، أما يســوع فقال دعوا الأولاد يأتون إلىّ ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات فوضع يديه عليهم ومضى من هناك " متى 19 : 13 - 15 .
هذا فعله عيسى عليه السلام مع الأطفال ولم يكن قد مات بعد ليتحرر الأطفال من الخطيئة الأزلية ، وفي هذا نفي كبير ورفض عميق لمسألة الخطيئة الأزلية التي طرحها بولس وصدقها من يتبعه ولو كانت الخطايا قد غفرت بصلب من تؤلهونه فلماذا تقومون بتعميد أطفالكم ؟ ألم تغفر خطيئاتهم بصلبه ؟
ولو قال : " لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء " متى 5 : 17 .
لما قال : " سمعتم أنه قيل . . . أما أنا فأقول لكم " متى 5 : 39 فهل أراد بذلك مخالفة الناموس والأنبياء وعمل ديانة جديدة ؟
وها هي التوراة تقول : " نفساً بنفس ، وعيناً بعين ، وسناً بسن ، ويداً بيد ، ورجلاً برجل ، وكياً بكي ، وجرحاً بجرح ، ورضاً برضا " خروج 21 : 23 - 25 .
هل الكتاب المقدس حقاً من وحي الله إلى أنبيائه ؟
37 - وإن كنتم مازلتم عند رأيكم فإقرأوا :
" إن كنت أشهد لنفسي فشهادتي ليست حقاً " يوحنا 5 : 31 .
" وإن كنت أشهد لنفسي فشهادتي حق " يوحنا 8 : 31 .
38 - أترون أن يســوع الذي قال : " ما جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء" متى 5 : 17 وقال أيضاً: "جميع الذين أتوا قبلي هم سراق ولصوص ، ولكن الخراف لم تسمع لهم" يوحنا 10 : 8 فلماذا لم ينقض إذن كلام هؤلاء اللصوص والسراق من الأنبياء قبله؟
والله لم يتفوه رسول الله عيسى بن مريم العذراء عليهما السلام ذو الفم العطر بهذا على إخوانه من الأنبياء والرسل من قبله وإلا فكيف يستقيم هذا مع مدحه للمعمدان القائل : " الحق أقول لكم لم يقم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان "؟ متى 11 : 11 .
39 - أحقاً صام يسوع أربعين يوماً ( متى 4 : 2 ) ولم يستطع تحمل العطش وهو على الصليب فأهان نفسه وقال : " أنا عطشان " فأعطوه خلاً ممزوجاً بمر؟ يوحنا19 : 28.
40 - أحقاً كان من تدعونه إلهكم أسير الشيطان 40 يوماً في البرية يجربه ؟ متى4 :10:1.
وإذا كان كذلك فلماذا لا تعبدون الشيطان الأقوى نفسه؟! " لا يقل أحد إذا جرِّب إني أجرَّب من قبل الله ، لأن الله غير مجرَّب بالشرور وهو لا يجرب أحداً ، ولكن كل واحد يجرب إذا إنجذب وإنخدع من شهوته " رسالة يعقوب 1 : 13 - 14 .
41 - " وإذ إمرأة . . . . صرخت إليه قائلة إرحمني يا سيد يا إبن داود "
من هذه المرأة؟ أكنعانية (متى15: 22) أم فينيقية سورية (مرقس7: 26)؟
42 - هل قبّل يهوذا الإسخربوطي عيسى عليه السلام ؟
إتفق وحي كل من مرقس (14 : 45) ومتى (26 : 49) على أنه قبّله، وخالفهما وحي لوقا (22 : 48) فيشير إلى أنه كان على وشك أن يقبله، وخالفهم وحي يوحنا (18 : 3) فيشير إلى أن يهوذا أرشد اليهود فقط عن المكان ولم يقترب نهائياً من يســوع ليقبله أو حتى حاول ذلك .
43 - وماذا كان رد فعل عيسى عليه السلام ؟ - إتفق كل من مرقس (14: 48) ولوقا (22: 52) ومتى (26: 55) على قوله: "كأنه على لص خرجتم بسيوف وعصي" وخالفهم يوحنا (18: 7) وقال: "من تطلبون ؟ " .
44 - يقول متى على لسان عيسى عليه السلام: "إني أريد رحمة لا ذبيحة" متى(9: 13) ويقول بولس: " وكل شيء تقريباً تتطهر حسب الناموس بالدم ، وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة " عبرانيين 9 : 22 .
45 - ماذا فعل يهوذا الإسخربوطي بالنقود التي باع بها سيده ؟
على هذا السؤال يجيب وحي لوقا قائلاً:" إقتني حقلاً من أجرة الظلم" أعمال الرسل18:1. ويجيب وحي متى قائلاً إن يهوذا رجع إلى المجلس "وطرح الفضة في الهيكل وانصرف " 5:27 .
46 - وكيف مات يهوذا ؟
يقول لوقا : " وإذ سقط على وجهه إنشق من الوسط وإنسكبت جميع أحشاؤه كلها" أعمال الرسل 1 : 19. ويقول متى : "مضى ليخنق نفسه" متى 27 : 5 .
47 - متى إنشق حجاب الهيكل ؟
إتفق وحي مرقس (15 : 37 - 38) ومتى (27 : 50 - 51) أن حجاب الهيكل قد إنشق بعد موت يســوع، وخالفهما لوقا (23: 45 - 46) وجعلها قبل موته، ولم يعلم وحي يوحنا شيئاً عن ذلك .
48 - من حمل الصليب ؟
إتفق وحي مرقس (15: 21) ولوقا (23: 26) ومتى (27: 32) على أن حامل الصليب هو سمعان القيرواني، وخالفهم وحي يوحنا بقوله "يســوع نفســه" (19: 17) .
مع الأخذ في الإعتبار أن الشخص المذكور هنا هو من حمل الصليب بداية، وهذا لا يدع مجال للقول بأن يســوع حمله ولما تعب حمله سمعان القيرواني !!!
49 - ماذا كان وضع الحجر عند باب المقبرة عندما أتين حاملات الحنوط؟ ومن الذي دحرجه؟
يقول وحي مرقس : " رأين أن الحجر قد دحرج " 16 : 4 .
ويقول وحي لوقا : " فوجد الحجر مدحرجا من القبر " 24 : 2 .
ويقول وحي متى صانع المعجزات : "ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر من الباب وجلس عليه " 28 : 2 أي أن الحجر لم يكن مدحرجاً وتم ذلك أمامهم !
ويتفق وحي يوحنا مع وحي لوقا ومرقس ( يوحنا 20 : 1 ) .
وبالتالي لم يوح إلى مرقس أو لوقا أو يوحنا من الذي دحرج الحجر ليطلق من الإله الميت صلباً والمقبور منذ أن دُفِنَ (؟) !
50 - وماذا رأى شهود العيان فى المقبرة أو أمامها؟
يقول مرقس : " رأين شاباً جالساً على اليمين لابساً حلة بيضاء " 16 : 5 .
يقول لوقا: "وفيما هن محتارات في ذلك إذا رجلان وقفا بهن بثياب براقة" 24: 4.
قول متى : " حدثت زلزلة عظيمة لأن ملاك الرب نزل من السماء " 28 : 2 .
ويقول يوحنا : " فنظرت ملاكين بثياب بيض جالسين واحداً عند الرأس والآخر عند الرجلين " 20 : 12
ولا يمكن أن يدعي إنسان أن هذه الأخطاء من وحي الله ، ولا يمكن أن يزعم إنسان أن ذلك يرجع إلى ضعف الوحي في المسائل الحسابية حيث كان تخصصه في العلوم الأدبية منذ الإبتدائية !!!
51 - وأين كان هذا الملاك أو الرجلين أو . . . . ؟
" داخل القبر جالساً " مرقس 16 : 4 ، 5 " كانا داخل القبر " لوقا 24 : 4
" جلس الملاك على الحجر خارج القبر" متى 28 :2 "وجدت الملكين فى المقبرةأحدهما
عند الرأس والأخر عند الرجلين. يوحنا 20 :4-12
52 - من أول من رأى يســوع بعد قيامته ؟
مريم المجدلية (مرقس 16: 9، يوحنا 20: 14)، مريم المجدلية ومريم الأخرى (متى 28 : 9) (إثنان منهم كانا منطلقين إلى قرية عمواس) لوقا 24 : 13 .
هل يمكن لمحكمة الأخذ بهذا الإدعاء وتصديقه تماماً ؟ !
53 - ماذا كان رد فعل مريم المجدلية عندما رأته ؟
لم يكن هناك رد فعل غير طبيعي عند مرقس 16 : 1 .
لم يلتق يســوع بمريم المجدلية بالمرة عند لوقا .
" أمسكتا [ مريم المجدلية ومريم الأخرى ] قدميه وسجدتا له " متى 28 : 9 .
" قالت له ربوتي الذي تفسره يا معلم " يوحنا 20 : 16 .
54 - كم مرة ظهر للتلاميذ ؟
ظهر مرة واحدة عند مرقس 14 : 16، ولوقا 24 : 36، ومتى 28 : 16، بينما ظهر ثلاث مرات تبعاً ليوحنا 20 : 19 ، 26 ، 21 : 1 .
55 - ما مكان نقطة إنطلاق يســوع إلى السماء ؟
( الجبل في الجليل ) عند مرقس ، من بيت عنيا بأورشليم ( لوقا 24 : 50 ) .
صعد من محل إجتماعهم ( العلّـية ) عند متى ، ولم يذكر يوحنا أنه صعد .
56 - وماذا كانت آخر أوامره ؟
" إذهبوا إلى العالم أجمع وأترزوا بالإنجيل للخليقة كلها " مرقس 16 : 15 .
وبالنسبة لنص مرقس تقول تراجم الكتاب المقدس تعليقاً على فقرة مرقس 16: 9 - 20 إنها كتبت في القرن الثاني بعد الميلاد ولم يعثر عليها في أقدم النصوص، وهذا ماحدا ببعض التراجم أن تحذفها من الكتاب المقدس، وقد أدرجها البعض كحاشية فى أسفل الصفحة (R.S.V.,1952)، ووضعها البعض بين قوسين معكوفين (Einheitsübersetzung) أى أنها لاتنتمى للنص الأصلى.
" فأقيموا في أورشليم إلى أن تلبسوا قوة من الأعالي " لوقا 24 : 49 .
" إذهبوا تلمذوا جميع الأمم " متى 28 : 19 ولم يذكر يوحنا شيئاً عن هذا .
قارن ما قرأته الآن بالقادم : " هؤلاء الإثنى عشر أرسلهم يســوع وأوصاهم قائلاً إلى طريق أمم لا تمضوا وإلى مدينة السامريين لا تدخلوا ، بل إذهبوا بالحرى إلى خراف بيت إسرائيل الضالة " متى 10 : 5 - 6 .
وقوله : " لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة " متى 15 : 24 .
57 - وماذا كان رد فعل التلاميذ ؟
" وأما هم فخرجوا وكرزوا في كل مكان " مرقس 16 : 20 .
وعند لوقا "رجعوا إلى أورشليم بفرح عظيم وكانوا كل حين في الهيكل يسبحون
ويباركون الله " لوقا 24 : 52 - 53 .
58 - يقول متى : " لكي يأتي عليكم دم زكي سفك على الأرض من دم هابيل الصديق إلى دم زكريا بن برخيا الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح " متى 23 : 35 .
وهنا أخطأ الكاتب بين زكريا إبن يهويا داع الكاهن الذي قتل ( أخبار الأيام الثاني 24 : 20 - 22 ) وبين زكريا إبن برخيا ( زكريا 1 : 1 ، 7 ) .
إنظر هامش إنجيل متى صفحة 6 - 11 من الكتاب المقدس (Einheitsübersetzung).
59 - : حينئذ تم ما قيل بإرمياء النبي القائد وأخذوا الثلاثين من الفضة ثمن المثمن الذي ثمنوه من بني إسرائيل " متى 27 : 9 .
ويعلق الكتاب المقدس (Einheitsübersetzung) على هذا في صفحة 1112 قائلاً: "إن هذا الإقتباس المنسوب إلى أرمياء قد تم تجميعه من أسفار زكريا وإرمياء والخروج"
60 - ذكر متى كاتب المعجزات عقب وفاة المصلوب : "الأرض تزلزلت، والصخور تشققت والقبور تفتحت، وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين وخرجوا من القبور بعد قيامته ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين " متى 27 : 51 - 53 .
لم يذكر هذه الواقعة غيره من الإنجيليين ، ولم تذكر ولو إشارة واحدة عن ذلك في كتب المؤرخين ، ناهيك عن تقبل العقل لهذا .
فمن فك أربطة القديسين ليتمكنوا من القيام والخروج؟ ومن دحرج لهم الحجر ليتمكنوا من الخروج؟ ولماذا لم يقم كتاب أعمال الرسل بسرد هذه الواقعة الهامة؟ وماذا كان مأكل ومشرب هؤلاء القديسين ؟ ولماذا لم ينتقم الشعب المؤمن من كتبة اليهود وأحبارهم على حريتهم هذه؟ ولماذا لم ينتقم بيلاطس نفسه الذي لم يرد صلب المتهم؟ ولماذا لم يدخل الألوف من الشعب ويصدق دعوة عيسى عليه السلام كما حدث بعدما تمت المعجزة وتكلم الحواريون بألسنة مختلفة (أي نزل عليهم الروح المقدس)؟ (أنظر أعمال الرسل 2 : 41) .
61 - " لماذا تدعوني صالحاً إلا واحد وهو الله " متى 19 : 17 .
" أنا هو الراعي الصالح " يوحنا 10 - 11 .
62 - يقول مرقس : " لأنه مكتوب أني أضرب الراعي فتتبدد الخراف " مرقس 14 : 27 .
من الضارب ؟ إنه عيسى عليه السلام .
ومن المضروب ؟ إنه الراعي ، أي عيسى عليه السلام نفسه: " أنا هو الراعي الصالح ، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف " يوحنا 10 : 11 . أي أنه هو الضارب والمضروب، ألا يعد ذلك إنتحاراً، أم تخبطاً أم تحريفاً فى النص ؟
63 - " وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الإبن إلا الأب " مرقس 13 : 32 .
فلماذا لم يعرف هذا اليوم وتلك الساعة إذا كان متحداً مع الله في الذات والعلم ؟
64 - " وظهر له ملاك من السماء يقويه " لوقا 22 : 43 .
يا له من إله يواسيه عبيده !
ويا له من إله عبيده أقوى منه !
ويا له من إله عبيده أحكم منه !
65 - كيف إعتنق بولس النصرانية ؟
ذكرت هذه القصة ثلاث مرات في أعمال الرسل الذي يُظن أنه هو كاتبه : المرة الأولى 9 : 3 - 9 ، والمرة الثانية 22 : 6 - 11 ، والمرة الثالثة 26 : 12 - 18 .
وإذا قرأت هذه الفقرات بإهتمام تجد أنه لم يعتنق النصرانية ولكنه فقط ادعى ذلك :
رقم الإصحاح موقف المسافرين معه موقف بولس نفسه
9 : 3 - 9 سمعوا الصوت - لم ينظروا النور - وقفوا صامتين . أمره المسيح بالذهاب إلى دمشق ليتلقى الرسالة هناك .
22 : 6 - 11 لم يسمعوا الصوت ونظروا إلى النور . أمره المسيح بالذهاب إلى دمشق ليتلقى الرسالة هناك .
26 : 12 17 نظــروا النــور وسقطوا على الأرض . أعطاه المسيح الرسالة فوراً مع وعد بإنقاذه من اليهود والأمم الأخرى .
66 - متى مات يســوع ؟
تبعاً ليوحنا ( 19 : 14 ) كان يســوع في حوالي الساعة السادسة مازال واقفاً أمام بيلاطس للتحقيق معه ، وتبعاً لمرقس ( 15 : 25 ) كان يســوع قد مات قبل ذلك بثلاث ساعات ( الساعة الثالثة ) فهل مات عيسى عليه السلام حقاً ؟
67 - يقول بولس: "وأما الذي لا يعمل ولكن يؤمن بالذي يبرر الفاجر فإيمانه يحسب له براً" رسالة إلى رومية 4 : 5 .
ويرد عليه يعقوب قائلاً : " ما المنفعة يا إخواني إن قال أحد أن له إيمان ولكن ليس له أعمال ، هل يقدر الإيمان أن يخلص . . . . ولكن هل تريد أن تعلم أيها الإنسان الباطل أن الإيمان بدون أعمال ميت . . . . " يعقوب 2 : 14 - 20 .
68 - من كان باكورة الذين قاموا من الأموات ؟
بالطبع يقول النصراني البسيط إنه المسيح ويستشهد على ذلك بقول بولس " ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باقورة الراقدين " كورنثوس الأولى 15 : 20 .
أما ما قاله متى فعكس ذلك : " فصرخ يســوع بصوت عظيم وأسلم الروح وإذا حجاب الهيكل قد إنشق إلى إثنين من فوق إلى أسفل والأرض تزلزلت والصخور تشققت والقبور تفتحت وقام كثير من أجساد القسيسين الراقدين وخرجوا من القبور بعد قيامته ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين " متى 27 : 50 - 53 .
الجملة الأخيرة تترجم هكذا في اللغات الأجنبية ( الألمانية ) : " وخرجوا من القبور ، وبعد قيامته دخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين " لاحظ إنتقال أداة العطف (الواو) فهي إما تجعل القديسين يعيشون ثلاثة أيام وثلاث ليال إلى قيامة يسوع في قبورهم ، أو تجعلهم ( كما في الترجمة الألمانية ) يعيشون خارج قبورهم ويدخلون المدينة المقدسة فقط بعد قيامته .
لاحظ كذلك قيامتهم قبل يســوع ، حيث قاموا فور موته !
69 - قد لاحظت من قضية قيامة يســوع أن الحجر الذي كان موضوعاً أمام المقبرة قد تدحرج ليخرج المقبور ، اقرأ بعد ذلك قول يوحنا 20 : 26 : " فجاء يســوع والأبواب مغلقة، ووقف في الوسط وقال سلام لكم " فلماذا كان إذن في حاجة إلي تدحرج الحجر إذا كان يمكنه الدخول عبر الأبواب المغلقة ؟ !
70 - عن من سفك دم المصلوب ؟
يقول مرقس 14 : 28 إنه " يسفك من أجل كثيرين " ويقول لوقا 22 : 20 إنه " يسفك عنكم" أي عن التلاميذ وأتباعه، ويقول يوحنا 6 : 51 "من أجل حياة العالم".
71 - ماذا كان طعام المعمدان ؟
"كان طعامه جراداً وعسلاً برياً" متى 3: 4 ويقول متى نفسه:"لأنه جاء يوحنا لا يأكل ولا يشرب فيقولون فيه شيطان " متى 11 : 18 .
72 - يقول متى : " وأتى وسكن في مدينة يقال لها ناصرة ، لكي يتم ما قيل بالأنبياء إنه سيدعى ناصرياً " متى 2 : 23 .
ويقول هامش الكتاب المقدس الألماني إنه لا يوجد في كتب الأنبياء أية إشارة إلى ذلك .
73 - يقول متى إنه عند تعميد يســوع " إنفتحت السموات له فرأى روح الله نازلاً مثل حمامة وأتيا عليه ، وصوت من السماء قائلاً هذا هو إبني الحبيب الذي به سررت " متى 3 : 16 - 17 .
ويقول أيضاً : " وفيما هو يتكلم إذا سحابة نيرة ظللتهم وصوت من السحابة قائلاً هذا هو إبني الحبيب الذي سررت ، له اسمعوا " متى 17 : 5 وأيضاً مرقس 2 : 7 . ويؤكد يوحنا أنه لم يسمع أحد صوت الله قائلاً : " والأب نفسه الذي أرسلني يشهد لي، لم تسمعوا صوته قط ولا أبصرتم هيئته " يوحنا 5 : 37 فمن تصدق إذن ؟!
74 - كذلك كان رد فعل التلاميذ عندما سمعوا الصوت عند متى 17 : 6 أن " سقطوا على وجوههم وخافوا جداً " أما عند مرقس فلم يتملكهم الخوف لدرجة أنهم " نظروا حولهم بغتة ولم يروا أحداً غير يســوع وحده معهم " مرقس 9 : 8 .
75 - " وفيما هم خارجون من أريحا تبعه جمع كثير، وإذا أعميان جالسان على الطريق." متى 20 : 29 - 30 وقد جعل مرقس هذين الأعمبين واحداً فقط مع الأخذ في الإعتبار أن عيسى عليه السلام لم يمر بتلك البلدة إلا مرة واحدة . مرقس ( 10 : 46 ) .
76 - كذلك " كان واحداً من المذنبين المعلقين يجدف عليه " لوقا 23 : 39 .
" وبذلك أيضاً كان اللصان اللذان صلبا معه يعيرانه " متى 7 : 44 .
77 - " وتقدم إليه يعقوب ويوحنا إبنا زبدى . . . فقالا له أعطنا أن نجلس واحداً عن يمينك والآخر عن يسارك في مجدك " مرقس 10 : 35 - 37 .
أما متى فيقصها كالآتي: "حينئذ تقدمت إليه أم إبني زبدى مع إبنيها وسجدت . . . قالت له إقبل أن يجلس إبناي هذان واحد عن يمينك والآخر عن اليسار في ملكوتك "
متى 20 : 20 - 21 .
فمن الذي رجاه : إبنا زبدى أم أمهما ؟ !
78 - يقول مرقس: "ثم قام قوم وشهدوا عليه زوراً قائلين نحن سمعناه يقول إني أنقض هذا الهيكل المصنوع بالأيادي وفي ثلاثة أيام أبني آخـر غير مصــنوع بأياد" (مرقس 14: 57 - 58 ) وقد وصف مرقس هذه الشهادة بأنها زور على الرغم من أن يوحنا يؤكد أن يســوع قد قالها: "أجاب يســوع وقال لهم انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أقيمه" يوحنا 2 : 19 .
79 - ماذا قال قائد المائة عن موت المصلوب ؟
قال : " كان هذا إبن الله " متى 7 : 54 .
وعند وحي لوقا قال : " بالحقيقة كان هذا الإنسان باراً " لوقا 3 : 47 .
ألا تعني هنا " إبن الله " عند متى " الإنسان البار " عند لوقا ؟ ألم يقل عيسى عليه السلام : " أحبوا أعداءكم ، باركوا لاعنيكم ، أحسنوا إلى مبغضيكم ، وصلوا من أجل الذين يسيئون إليــكم ويطردونكم ، لكــي تكونوا أبناء أبيكــم الذي في الســـموات "؟ متى 5 : 44 - 45 .
ألا يعني هذا أيضاً أن إبن الله هو الرجل البار؟ أليست هذه مرتبة يمكن أن يصل إليها كل من يتبع قواعده هذه ( 44 - 55 ) ؟ ألم يدعُ تلاميذه أيضاً أبناء الله قائلاً : " إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم " ؟ يوحنا 20 : 17 .
فلماذا لم يتحد إذن الحواريون معه ومع الله والروح القدس ؟
ألم يقل يوحنا : " أولاد الله أي المؤمنون بأسمه " ؟ يوحنا 1 : 12 .
80 - كذلك تتضارب الأناجيل مع أقوال بولس الذي يناقض العهد الجديد أيضاً في مسألة الختان. فمن المسلم به أن عيسى خُتنَ عندمــا بلــغ ثمــانية أيام (لوقا 2: 21) .
وكان ملتزماً بشريعة موسى هو وأمه وحوارييه أيضاً من بعدهوقد قال الله في ذلك لإبراهيم: "وأما أنت فتحفظ عهدي أنت وسلك من بعدك أجيالهم هذا هو عهدي الذي تحفظون بيني وبين نسلك من بعدك، يختن منكم كل ذكر، فتختنون في لحم غرلتكم، فيكون علامة عهد بيني وبينكم: إبن ثمانية أيام يختن منكم كل ذكر في أجيالكم: وليد البيت والمبتاع بفضة من كل إبن غريب وليس من نسلك، يختن ختاناً وليد بيتك والمبتاع بفضتك، فيكون عهدي في لحمكم عهداً أبدياً، وأما الذكر الأغلف الذي لا يختن في لحم غرلته فتقطع تلك النفس من شعبها، إذ قد نكث عهدي "تكوين 17 : 9 - 14. فهل يختن الآن الشعب النصراني أو قساوسته أوأساقفته ؟
الإجابة هي "لا"، لأنهم إتبعوا قول بولس الذي ألفى الختان والناموس وجعل بر الله وتقواه تُنال بالإيمان فقط دون الأعمال ( إنظر رقم 67 ) ثم لعن من تؤلهونه ، وكذب وافترى على الله بالقسوة وعدم الرحمة، إذ يقول: " المسيح إفتقدانا من لعنة الناموس إذا صار لعنة لأجلنا ، لأنه مكتوب :
ملعون كل من علق على خشب " غلاطية 3 : 13 ، وقال أيضاً : " فإنه إن كان صدق الله قد إزداد بكذبي لمجده فلماذا أدان أنا بعد كخاطيء " رومية 3 : 7 ، كما قال : " ونحن أعداء قد صولحنا مع الله بموت إبنه" رومية 5 : 10 " يســوع المسبح الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السالفة " رومية 3 : 25 .
" إن كان الله معنا فمن علينا ، الذي لم يشفق على إبنه بل بذله لأجلنا أجمعين " رومية 8 : 31 - 322 .
81 - كيف يُقال أن عيسى " شرب الخمر ويدعي " الإنجيل تبعاً ليوحنا " أنه حول الماء إلى خمر ؟
أما قرأتم في شريعة موسى : " ولكم الرب موسى قائلاً : لكم بني إسرائيل وقيل لهم : إذا إنفرز رجل وإمرأة لينذر نذراً للرب ، فعن الخمر والمسكر يفترز ، ولا يشرب خل الخمر ولا خل المسكر ، ولا يشرب من نقيع العنب ، ولا يأكل عنباً رطب ولا يابساً كل أيام نذره ، لا بكل من كل ما يعمل في جفنة الخمر من العجم حتى القشر ، كل أيام نذر إفترازه لا يمر موسٌ على رأسه إلى كمال الأيام التي إنتذر فيها للرب يكون مقدساً ويربي خصل شعره " عدد 6 : 1 - 5 .
ولم يكن هذا للمنذور بعد ولادته فقط ، بل من بطن أمه ، فقد حرم الله عليه شرب الخمر والمسكر: "ها أنت عاقر لم تلدي ، ولكنك تحبلين وتلدين إبني، والآن فاحذري ولا تشربي خمراً ولا مسكراً ولا تأكلي شيئاً نجساً، فها إنك تحبلين وتلدين إبناً، ولا يعل موسٌ رأسه، لأن الصبي يكون نذيراً لله من بطن أمه" قضاة 13 : 3 - 5 .
كما قيلت أيضا في يوحنا المعمدان " لأنه يكون عظيماً أمام الرب وخمراً ومسكراً لا يشرب ومن بطن أمه يمتليء من الروح القدس " لوقا 1 : 15 .
ولا تختلف صورة عيسى عليه السلام عن هؤلاء الأنبياء ، فكل منهم كان فاتح رحم ( أي أول مولود تنجبه أمه ) ، وتقول شريعة موسى : " وكلم الرب موسى قائلاً : قدس لي كل بكر وكل فاتح رحم من بني إسرائيل من الناس و من البهائم . . . . فقدم للرب كل فاتح رحم . . . " خروج 13 : 1 - 2 ، 12 - 13 .
ويقول لوقا كذلك : " إن كل ذكر فاتح رحم يدعى قدوساً للرب " لوقا 2 : 23 .
لاحظ أن سفر العدد لم يحدد إن كان ذكراً أم أنثى ، وعلى ذلك كانت السيدة مريم العذراء أيضاً منذورة لله ، لأنها أول فاتحة رحم ، وعلى ذلك لم تكن مخطوبة ليوسف النجار ولا تزوجته بعد ولادة عيسى عليه السلام ، والدليل ذلك قول عيسى عليه السلام لأمه وإبن أختها : " يا إمرأة هو ذا إبنك ، ثم قال للتلميذ هو ذا أمك " يوحنا 19 : 26 - 27 . فلو كانت قد تزوجت وأنجبت كما تقول الأناجيل لعاشت مع أولادها وليس مع إبن إختها .
وعلى ذلك كان عيسى عليه السلام أول فاتح رحم، لذلك لم يتزوج ـ، لذلك يصور دائماً بشعر طويل، لأنه لم يكن يحق له أن يقص شعره، وكذلك كان يلبس القميص غير المخاط، وهو لباس الكاهن المنذور لله (يوحنا 19 : 23) وكذلك لم يشرب الخمر ولم يحول الماء إلى خمر، الأمر الذي تنفق عليه الكنائس ملايين الدولارات سنوياً .
82 - يحكي سفر أعمال الرسل إرتداد بولس عن تعاليم عيسى عليه السلام والناموس ، فيقول : " وفي الغد دخل بولس معنا إلى يعقوب وحضر جميع المشايخ . . . . فلما سمعوا كانوا يمجدون الرب ، وقالوا له أنت ترى أيها الأخ كم يوجد ربوة من اليهود الذين آمنوا وهم جميعاً غيورون للناموس [لاحظ أن هذا حدث بعد إدعاء بولس إعتناقه النصرانية!] وقد أخبروا عنك أنك تعلم جميع اليهود الذين بين الأمم الإرتداد عن موسى [لاحظ أنه لم يقل عن عيسى، حيث ردّ الناموس إلى صاحبه، ولم يأت عيسى عليه السلام بجديد!] قائلاً أن لا يختنوا أولادهم ولا يسلكوا حسب العوائد " أعمال الرسل 21 : 18 - 21 .
لاحظ أيضاً غيرة الحواريين على الناموس والشريعة ! لاحظ أيضاً إتهامهم له بتعليم ما يخلف الناموس وهو عدم الختان!
" فإذاً ماذا يكون ، لابد على كل حال أن يجتمع الجمهور لأنهم سيسمعون أنك جئت ، فافعل هذا الذي نقول لك : عندنا أربعة رجال عليهم نذر ، خذ هؤلاء وتطهر معهم وأنفق عليهم ليحلقوا رؤوسهم فيعلم البجميع أن ليس شيء مما أخبروا عنك ، بل تسلك أنت أيضاً حافظاً للناموس، وأما من جهة الذين آمنوا من الأمم، فأرسلنا نحن إليهم وحكمنا أن لايحفظوا شيئاً مثل ذلك سوى أن يحافظوا على أنفسهم مما ذبح للأصنام والمخنوق والزنا " أعمال الرسل 21 : 22 - 25 .
" ولما قاربت الأيام السبعة أن تتم رآه اليهود الذين من آسيا في الهيكل فأهاجوا عليه كل الجمع وألقوا عليه الأيادي صارخين : يا أيها الرجال الإسرائيليون أعينوا ، هذا هو الرجل الذي يعلم الجميع في كل مكان ضداً للشعب والناموس، وهذا الموضع حتى أدخل يونانيين أيضاً إلى الهيكل ودنس هذا الموضع المقدس لأنهم كانوا قد رأوا معه في المدينة تروفيمس الأفسسى، فكانوا يظنون أن بولس أدخله إلى الهيكل ، فهاجت المدينة كلها وتراكض الشعب وأمسكوا بولس وجروه خارج الهيكل ، وللوقت أغلقت الأبواب، وبينما هم يطلبون أن يقتلوه، فنما خبر إلى أمير الكتيبة أن أورشليم
كلها قد إضطربت، فللوقت أخذ عسكراً وقواد مئات وركض إليهم، فلما رأوا الأمير والعسكر كفوا عن ضرب بولس " أعمال الرسل 21 : 27 - 32 .
لاحظ ايضاً رد فعل أمير الكتيبة هنا من أجل بولس ، مع أن بيلاطس وجنوده بما فيهم أمير الكتيبة هذا لم يحركوا ساكناً من أجل هياج الكهنة ورؤسائهم والشعب وخروجهم مسلحين للقبض على يســوع !
هذا هو بولس مخترع النصرانية أو قل البولوسية كما يسميه الكثير من علماء الكتاب المقدس، فقد أعتبر نفسه حوارياً بل أرفع من الملائكة أنفسهم : " ألستم تعرفون أننا سندين الملائكة ، فبالأولى أمور هذه الحياة " كورنثوس الأولى 6 : 3 .
هذا هو بولس القائل : " أظن أني أيضاً عندي روح الله " كورنثوس الأولى 7 : 40 وهذه الروح عنده فوق الكل حتى فوق الله نفسه ، لذلك قال : " الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله " كورنثوس الأولى 2 : 10 .
وهذا هو بولس الذي سيدين الملائكة ، ويفحص أعماق الله بروحه يئن ويتألم من أخطائه قائلاً : " فإني أسر بناموس الله بحسب الإنسان الباطن [أي في أعماقه] ولكني أرى ناموس ذهني ويسبيني إلى ناموس الخطية الكائن في أعضائي ، ويْحِي أنا الإنسان الشقي ، من ينقذني من جسد هذا الموت ، أشكر لله بيســوع المسيح ربنا ، إذا أنا نفسي بذهني أخدم ناموس الله ولكن بالجسد ناموس الخطية "رومية 7 : 22 - 25.
83 - وأنهي تعليقي بسؤال هام جداً طرحته من قبل في مناقشة لي مع أحد النصارى الذين أتوا إلىّ في سويسرا لدعوتي للنصرانية، وهو: لماذا تسمون أنفسكم مسيحيين ؟ هل نسبة إلى يســوع المسيح ؟
فكانت إجابته نعم .
قلت له : عيسى عليه السلام ذكر في القرآن بإسم " المسيح عيسى بن مريم " والمسيح هو الممسوح بالزيت المقدس، أي نبي الله .
ولكن لفظ المسيح ( أو المسيا ) الذي كانت تنتظره أجيال الأنبياء واليهود أنفسهم الذي يعرف أيضاً بإسم المسيح أو المسيا الرئيسي أو نبي الأمم كلها ( يوحنا 14 : 16 ) (وأنا أطلب من الأب فيعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم إلى الأبد) لم يكن هو عيسى عليه السلام، لذلك سأل التلاميذ وهو يصلي معهم: "من تقول الجموع إني أنا ، فأجابوا وقالوا يوحنا المعمدان ، وآخرون إليا ، وآخرون إن نبياً من القدماء قام . فقال لهم وأنتم من تقولون إني أنا ، فأجاب بطرس وقال مسيح الله ، فانتهرهم وأوصى ألا يقولوا ذلك لأحد " لوقا 9 : 18 - 21 .
كذلك عند متى:"وحينئذ أوصى تلاميذه أن لا يقولوا لأحد أنه يســوع المسيح"16: 20.
بل إن الشياطين أرادت الكيد له وعرفته بسم المسيح فأخرسهم ولم يكن للشياطين إلا قول الكذب والإفتراء: "وكانت شياطين تخرج من كثيرين وهي تصرخ وتقول أنت المسيح إبن الله، فانتهرهم ولم يدعهم يتكلمون لأنهم عرفوا أنه المسيح" لوقا 4 : 41 .
بل أكثر من ذلك سأل عليه السلام بصيغة الغائب ( أي عن شخص آخر ) قائلاً : " ماذا تظنون في المسيح ، إبن من هو ؟ قالوا له إبن داود : قال لهم فكيف يدعوه داود بالروح رب قائلاً : قال الرب [ الله ] لربي [ أي لسيدي ] أجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك . فإن كان داود يدعوه رباً [ أي سيداً ] فكيف يكون لإبنه ، فلم يستطع أحد أن يجيبه بكلمة " متى 22 : 41 - 46 .
أي لابد أن يكون هذا المسيح ( المسيا ) من نسل غير نسل داود ، حيث أطلق عليه داود سيدي، ولا يسمى الجد أو جد الجد إبن إبنه سيدي .
ومن المعروف أن عيسى عليه السلام من نسل داود فكان هذا إنكاراً لكونه المسيح (الرئيسي) ، أو يكون المسيح ( الرئيسي ) من نسل داود أي من نسل أسحق وبذلك يكون عيسى عليه السلام قد نفى بكل الطرق أنه هو المسيح (الرئيسي) أو المسيا.
ومن يكون إذن هو المســيا ؟
يقول المعمدان : " أنا أعمدكم بماء للتوبة ، ولكن الذي يأتي بعدي هو أقوى مني الذي لست أهلاً أن أحمل حذاءه ، هو سيعمدكم بالروح القدس ونار " متى 3 : 11.
" حينئذ جاء يســوع من الجليل إلى الأردن إلى يوحنا ، فلما اعتمد يســوع صعد للوقت من الماء ، وإذا السموات قد انفتحت له فرأى روح الله نازلاً مثل حمامة وأتيا عليه، وصوت من السماء قائلاً هذا هو إبني الحبيب الذي به سررت" متى 3: 13- 17 وأيضاً مرقس 1 : 9 -11 .
وهنا يكون تأكد المعمدان من أوثق المصادر ( من الله نفسه ) أن عيسى عليه السلام هو المسيح ، فما كانت حاجته - لو حدث هذا فعلاً - أن يرسل إثنين من تلاميذه أثناء وجوده في السجن إلى عيسى عليه السلام ليسألوه : " أنت هو الآتي أم ننتظر آخر " ؟ متى 11 : 2 - 3 .
بالطبع لم يدع عيسى عليه السلام أنه هو المســيا كما رأينا أعلاه ، بل إنه قال إنه ليس أهلاً لأن يحل سيور حذاءه (بإنجيل برنابا) التي حُرِّفت وكتبت على لسان المعمدان لتتطابق النبوءة على عيسى عليه السلام ويكون اليهود في حلِّ من إنتظار نبي آخر، ينزع منهم ملكوت الله أي شريعتهم كما قال عيسى لهم: " لذلك أقول لكم : إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل أثماره ، ومن سقط على الحجر يترضض ومن سقط هو عليه يسحقه " متى 21 : 43 - 44 .
وأهل العلم يعلمون أن المسيّا الرئيسى سيأتى ملكاً، مُحارباً، قاضياً، ومن أهم أعماله القضاء على الإمبراطورية الرومانية. لذلك حاول اليهود كثيراً أن يتصيدوه بأسئلة مثل: هل ندفع الجزية لقيصر؟ يامعلم قسم الميراث بينى وبين أخى؟ قبضنا على هذه المرأة تزنى فى نفس ذات الفعل، وموسى أوصانا أن مثل هذه تُرجم، فماذا تقول أنت؟
وقد كان عيسى يعلم مكرهم ومايرمون إليه فكانت إجابته دائماً دبلوماسية تنبههم إلى الخطأ الذى يقعون فيه، فعليهم أن يدعوا مالقيصر لقيصر ومالله لله.
فهرس مراجع المؤلف :
1. Beumer Johann, Die Inspiration der hl. Schrift, Bd. 1/3b des Handbuches der
Dogmengeschichte, Herder 1968.
2. Billerbeck, Kommentar zum Neuen Testament.
3. Braun Herbert, Gesammelte Studien zum Neuen Testament und seiner
Umwelt. Tübingen1962.
4. Delitzsch Friedrich, Die große Täschung, Stuttgart / Berlin 1921.
5. Encyclopedia Biblica, Bd. IV, von Harnak Adolf, Studien zur Geschichte
des Neuen Testaments und der alten Kirche, Bd. I. Zur neutestamentlichen
Textkritik, Berlin und Leipzig 1931.
6. Holzmann H. J., Einleitung in das neue Testament, 7. A., Tübingen 1931.
7. Käsemann Ernst, Exegetische Versuche und Besinnungen, Bd. I, Göttingen
1960.
8. Knierim Rolf, Bibelautorität und Bibelkritik, Gotthelf-Verlag Zürich 1962.
9. Nestle Eberhard, Einführung in das griechische Neue Testament, 4. A.,
Göttingen 1923.
10. Realencyclopädie für protestanische Theologie und Kirche 1897, Bd. 2,
Seiten 728 ff.
11. Schmidt Willhelm, Bibel im Kreuzverhör, Gütersloh 1963.
12. Schorer Jean, Das Christentum in der Welt und für die Welt, Wien 1949.
13. Schorer Jean, Pourquoi je suis devenu un chrétien libéral, 2. A., Genf 1971.
فهرس مراجع المترجم :
1- د. أحمد حجازى السقا، البشارة بنبى الإسلام فى اليهودية والنصرانية 1987.
2- د. أحمد حجازى السقا (تحقيق)، الفارق بين المخلوق والخالق لإبن سليم البغدادى 1987
3- اللواء أحمد عبد الوهّاب، المسيح فى مصادر العقيدة المسيحية 1988.
4- إختلافات فى تراجم الكتاب المقدس 1987.
5- حقيقة التبشير بين الماضى والحاضر 1981.
6- د. محمد شامة، بين الإسلام والمسيحية (كتاب أبى عبيدة الخزرجى) 1979
7- الشيخ رحمة الله خليل الهندى، إظهار الحق 1986.
8- الشيخ أحمد ديدات، من دحرج الحجر 1988.
9- هل الكتاب المقدس كلام الله 1989.
10- الصليب وهم أم حقيقة
11- الشيخ ابراهيم خليل أحمد (سابقاً القسيس ابراهيم خليل فيلبس راعى الكنيسة الإنجيلية
وأستاذ اللاهوت بكلية اللاهوت بأسيوط)، محاضرات فى مقارنة الأديان 1989.
12- د. محمد مجدى مرجان، المسيح إنسان أم إله
ترجمة الأخ أبو بكر
نقلاً عن موقع ابن مريم
ملخص الكتاب المقدس
للأستاذ علاء أبو بكر
مقدمة
لمن هذا الكتاب ؟
لكل باحث عن الحق من اليهود والنصارى.
أدعوك أيها الباحث عن الحق أن تتجرد ولو لساعة عن التعصب الأعمى ، وأن تتجرد من كل حكم مسبق بنى على سماع من صديق أو أب أو رجل دين مهما كانت مكانته. فمن البديهى أن رجل الدين النصرانى يدعى أنه هو الأوحد صاحب الدين الحق وما عداه باطل. وهو نفس حال المسلم واليهودى. إذن فما الحل؟ التجرد بحثا عن حقائق تؤكد كلامك ، أو حقائق تنفى كلام الآخرين ، دون زيف أو لعب بالألفاظ إحقاقاً للحق ، وعملاً لآخرتك. فأنت فى الآخرة إما فى النعيم المقيم وإما فى الجحيم.
كثيراً ما يتساءل المرء: ما الذي يؤكد لي أن يكون الكتاب الذين أدين به هو حقا كتاب الله؟ وكيف يمكن لى أن أفرق بين كتاب الله المقدس وكتاب يدعى آخرون أنه مقدس؟ كيف يتبين لى أن الدين الذى أنتمى إليه هو دين الله الحق الذى يرتضيه لى أن أسترشد به فى رحلة إيمانية للوصول إلى حب الله ورضاه فى الدنيا والإنتهاء إلى جنات الله ونعيمه؟
يتساءل المنصفون: تُرى ماذا أفعل لو أن كتابى هذا ليس من عند الله؟ تُرى ماذا سيكون مصيرى لو استمرت عبادتى لغير الله؟ تُرى ما هو مصيرى لو تمسكت بكتاب سفيه علمتُ أنه ليس من عند الله ومع ذلك أتمسك به وأدعوه مقدساً؟
ويجيب المنصفون ، أصحاب الحقيقة الأحرار: لابد أن أتأكد من زيف هذا الكتاب ، وهذا يتطلب منى عملية بحث ودراسة متأنية موثقة وإنصاف، وليست قراءة وحكم أهوج متسرع. إنه يتطلب منى قراءة علمية واعية ، وتجرداً للحق أينما كان بعيدا عن التعصب الأعمى والميل والهوى. والحقيقة تفرض نفسها: سأتبع كلمة الله ولو على رقبتى! ماذا أستفيد من الإنتماء إلى خزعبلات ، يدعى المنتفعون من وجودها بأنها هى المنجية؟
وحتى لا يميل بك الهوى عن الحق، فتوجه الى الله الخالق ، مالك السماوات والأرض، خالق كل شىء ومليكه أن يهديك لدينه الحق الذى يرتضيه لك ، اسأل الله بصدق أن يوفقك إلى الهدى ويهديك إلى الحق. إنه هو نعم المولى ونعم المستجيب! قل هذا الدعاء دون أن تضع فى ذهنك صورة معينة لهذا الإله! فإنه بدون توفيق الله وهدايته لن تصل إلى الحق.
أيها الباحث عن الحق! إن الأمر يتطلب منك :
1- كثرة الدعاء لله الحق ، الخالق ، المالك بأن يهديك للصواب والطريق المستقيم.
2- البعد عن التعصب ، وعدم إصدار أحكام مسبقة دون بحث.
3- البحث الواعى المتأنى ، الذى يرتكز على فهم ، وربط للأحداث ، وتجرداً للحق.
إن الله أرسل الأنبياء والمصلحون لهدايتنا ، ولنقتدى بهم ، ولولا ذلك لاحتج الناس على ربهم بأنه هو الذى لم يرسل رسلاً لهدايتنا ، أو أنت يارب الذى أضللتنا بأن أرسلت إلينا رسلاً كانت هذه أفعالهم ، فاقتدينا بهم.
وكذلك أرسل مع هؤلاء الأنبياء كتاباً يوضح فيه رسالته لهم. لأن النبى بطبيعة الحال لن يعيش مع قومه للأبد ، فكان لابد من أن يرسل كتاباً: كتاباً قيماً ، يخبرنا فيه عن أمور سابقة ، لنأخذ العبرة والخبرة منها فى كيفية التعامل مع الله ومع الأمم الأخرى ، كذلك لابد أن يكون كتاباً يحتوى على أوامر الله ونواهيه ، كتاباً يبين العقائد السليمة ، ويوضح لنا كيفية العبادات والمعاملات بشكل منطقى سليم يقبله العقل ، الذى خلقه الله ، وقدَّر من قبل أن هذا العقل بهذه الكيفية سوف يستصيغ دينه ، وإلا كان هو (سبحان الله) المذنب .
وما من شك فى وجود دين الله وكتابه الحق على هذه الأرض ، ولكن يبقي عليك أيها الباحث عن الحق أن تبحث وتُجهد نفسك من أجل سعادتك فى الدنيا وفلاحك فى الآخرة. فكم ستكون سعادتك أن تعيش حراً وتتخلص من كل هموم الكذب ، كما عاش أنبياء الله وعرف عنهم أنهم ل يخشون فى الله والحق لومة لائم: (14فَلَمَّا جَاءُوا قَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِقٌ وَلاَ تُبَالِي بِأَحَدٍ لأَنَّكَ لاَ تَنْظُرُ إِلَى وُجُوهِ النَّاسِ بَلْ بِالْحَقِّ تُعَلِّمُ طَرِيقَ اللَّهِ.) مرقس 12: 14
والعاقل هو الذى يفكر ويكون لسان حاله: يسعى الناس ويشقون في هذه الدنيا لتحصيل أرزاقهم الدنيوية. ويسعى العقلاء إضافة إلى ذلك لتأمين آخرتهم. فلماذا لا أسعَ أنا أيضاً لطلب جنة الخلد التي لا يفنى أهلها ولا يتعبون والتي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
ما لى لا أسعَ لما فيه صلاح دنياى وآخرتى؟ فأنا إما فى الجنة وإما فى النار. فما الذى يُشغلنى إذن عن الطريق الذى يؤدى إلى سعادتى الأبدية.
قد تصدمك الحقيقة لأول وهلة. وتكون ثقيلة مرة. لكن ذلك لا يغير من كونها حقيقة، يجب التروي والصبر وإعمال العقل قبل رفضها. فكم ستكون حسرتك إذا جئت يوم القيامة وتبين لك أنك كنت في الدنيا على غير دين الله وأنك الآن من الخاسرين؟
فلا تكن مطلقاً من الذين لهم أعين ولا يبصرون ، أو لهم آذان ولكنهم لا يسمعون ، لا تكن من الأحياء ولكنهم أموات لأنهم لا يرغبون سماع الحق ولا يريدون للناس أن يسمعوه.
صديقى الباحث عن الحق ! هل قرأت الكتاب المقدس قراءة متأنية ؟
أول ما ينفر منه العقل البشرى السليم هو صورة الله الخالق، الجبار، المنتقم، المالك، الرحمن، الرحيم فى هذا الكتاب ، وكذلك التناقضات البينة فيه :
1- صفات الله ثابتة لا تتغير: (أنا الرب لا أتغير) ملاخى 3: 6
2- صفات الله غير ثابتة وتتغير: (1وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ مُنْفَرِدِينَ. 2وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ وَأَضَاءَ وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ وَصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ كَالنُّورِ.) متى 17: 1-2 ومرقس 9: 2 و لوقا 9: 29
كما ظهر كتنين ضخم: (8فَارْتَجَّتِ الأَرْضُ وَارْتَعَشَتْ. أُسُسُ السَّمَوَاتِ ارْتَعَدَتْ وَارْتَجَّتْ، لأَنَّهُ غَضِبَ. 9صَعِدَ دُخَانٌ مِنْ أَنْفِهِ، وَنَارٌ مِنْ فَمِهِ أَكَلَتْ. جَمْرٌ اشْتَعَلَتْ مِنْهُ. 10طَأْطَأَ السَّمَاوَاتِ وَنَزَلَ وَضَبَابٌ تَحْتَ رِجْلَيْهِ. 11رَكِبَ عَلَى كَرُوبٍ وَطَارَ، وَرُئِيَ عَلَى أَجْنِحَةِ الرِّيحِ. 12جَعَلَ الظُّلْمَةَ حَوْلَهُ مَظَلاَّتٍ، مِيَاهاً مُتَجَمِّعَةً وَظَلاَمَ الْغَمَامِ. 13مِنَ الشُّعَاعِ قُدَّامَهُ اشْتَعَلَتْ جَمْرُ نَارٍ. 14أَرْعَدَ الرَّبُّ مِنَ السَّمَاوَاتِ، وَالْعَلِيُّ أَعْطَى صَوْتَهُ. 15أَرْسَلَ سِهَاماً فَشَتَّتَهُمْ، بَرْقاً فَأَزْعَجَهُمْ. 16فَظَهَرَتْ أَعْمَاقُ الْبَحْرِ، وَانْكَشَفَتْ أُسُسُ الْمَسْكُونَةِ مِنْ زَجْرِ الرَّبِّ، مِنْ نَسْمَةِ رِيحِ أَنْفِهِ.) صموئيل الثانى 22: 7-16
3- الرب هو الإله الخالق: (فى البدء خلق الله السموات والأرض) تكوين 1: 1
4- الرب مخلوق: (أما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا) متى 1: 18
5- الله هو الحى الباقى : (إن العلىّ متسلط فى مملكة الناس) دانيال 4: 17 ، (انظروا الآن: أنا. أنا هو. وليس إله معى. أنا أميت وأحيى. سحقتُ وإنى أشفى وليس من يدى مخلِّص. إنى أرفع إلى السماء يدى ، وأقول حى أنا إلى الأبد) تثنية 32: 39-40
6- هو الإله الميت: (فصرخ يسوع أيضاً بصوت عظيم وأسلم الروح) متى 27: 50 ، (أنا هو الأول والآخر والحىُّ وكنتُ ميتاً وها أنا حىٌّ إلى أبد الآبدين) رؤيا يوحنا 1: 17-18
7- الله لا يُرى ، ولا يقدر أحد أن يراه: (فكلمكم الرب من وسط النار ، وأنتم سامعون صوت كلام ، ولكن لم تروا صورة بل صوتاً ... .. فاحتفظوا جداً لأنفسكم. فإنكم لم تروا صورة ما، يوم كلمكم الرب فى حوريب من وسط النار ...) تثنية 4: 12 ، 15
وعندما طلب موسى من الله أن يراه: (20وَقَالَ:«لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي لأَنَّ الْإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ») خروج 33: 20 ، ويؤكد سفر إشعياء قائلاً: (حقاً أن إله محتجب يا إله إسرائيل) إشعياء 45: 15 ، ويؤكد ذلك المعنى يوحنا قائلاً: (اللهُ لم يره أحد قط) يوحنا 1: 18
8- الرب بشرٌ ويراه البشر وجهاً لوجه: إلا أنك ترى أن يعقوب رآه وصارعه وانتصر عليه: (30فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلاً: «لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهاً لِوَجْهٍ وَنُجِّيَتْ نَفْسِي») تكوين 32: 30 (وفيما هم يتكلمون بهذا وقف يسوع نفسه فى وسطهم وقال لهم سلام لكم.) لوقا 24: 36 ، (9فَأَتَى اللهُ إِلى بَلعَامَ وَقَال: «مَنْ هُمْ هَؤُلاءِ الرِّجَالُ الذِينَ عِنْدَكَ؟» .. 20فَأَتَى اللهُ إِلى بَلعَامَ ليْلاً وَقَال لهُ: «إِنْ أَتَى الرِّجَالُ لِيَدْعُوكَ فَقُمِ اذْهَبْ مَعَهُمْ. إِنَّمَا تَعْمَلُ الأَمْرَ الذِي أُكَلِّمُكَ بِهِ فَقَطْ».) عدد 9 ، 20
9- الرب لا يكل ولا يتعب: (28أَمَا عَرَفْتَ أَمْ لَمْ تَسْمَعْ؟ إِلَهُ الدَّهْرِ الرَّبُّ خَالِقُ أَطْرَافِ الأَرْضِ لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَعْيَا.) إشعياء 40: 28
10- الرب يكل ويتعب: (3وَبَارَكَ اللهُ الْيَوْمَ السَّابِعَ وَقَدَّسَهُ لأَنَّهُ فِيهِ اسْتَرَاحَ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ اللهُ خَالِقاً.) التكوين 2: 3
11- الرب صالح: (احمدوا الرب لأنه صالح) أخبار الأيام الأولى 16: 34
12- الرب مخرِّب: (12وَفِي الْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ 13فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئاً. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئاً إلاَّ وَرَقاً لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ. 14فَقَالَ يَسُوعُ لَهَا: «لاَ يَأْكُلْ أَحَدٌ مِنْكِ ثَمَراً بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». وَكَانَ تَلاَمِيذُهُ يَسْمَعُونَ.) مرقس 11: 12-14 ؛ كذلك اختار أنبياء لصوص وسراق (يوحنا 10: 8) ، يزنون مثل داود (صموئيل الثانى 11) ويعبدون الأوثان مثل سليمان (ملوك الأول 11: 9-10) ، أو عندهم عته ومجانين مثل إشعياء الذى قال الكتاب المقدس عنه أنه مشى عارياً حافياً لمدة ثلاث سنوات (إشعياء 20: 3-5)
13- الرب يفسد عن عمد: (25وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضاً فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَـاماً لاَ يَحْيُونَ بِهَا) (حزقيال 20 : 25)
14- الرب عدو للبيئة: (18وَفِي الصُّبْحِ إِذْ كَانَ رَاجِعاً إِلَى الْمَدِينَةِ جَاعَ 19فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ عَلَى الطَّرِيقِ وَجَاءَ إِلَيْهَا فَلَمْ يَجِدْ فِيهَا شَيْئاً إِلاَّ وَرَقاً فَقَطْ. فَقَالَ لَهَا: «لاَ يَكُنْ مِنْكِ ثَمَرٌ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». فَيَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَالِ.) متى 21: 18-19 ؛(3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً».) صموئيل الأول15: 3؛(15فَضَرْباً تَضْرِبُ سُكَّانَ تِلكَ المَدِينَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ وَتُحَرِّمُهَا بِكُلِّ مَا فِيهَا مَعَ بَهَائِمِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 16تَجْمَعُ كُل أَمْتِعَتِهَا إِلى وَسَطِ سَاحَتِهَا وَتُحْرِقُ بِالنَّارِ المَدِينَةَ وَكُل أَمْتِعَتِهَا كَامِلةً لِلرَّبِّ إِلهِكَ فَتَكُونُ تَلاًّ إِلى الأَبَدِ لا تُبْنَى بَعْدُ.) (تثنية13: 15-17) ، كذلك انتقم من الحية وحكم عليها أن تأكل التراب، على الرغم من أنه كان يجب عليه الإنتقام من الشيطان، وليس القناع الذى تمثل فيه الشيطان.(تكوين3: 14-15)
15- الرب يأمر بالسُّكر:(كُلُوا أَيُّهَا الأَصْحَابُ.اشْرَبُوا وَاسْكَرُوا أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ.)نشيد الإنشاد5: 1
16- الرب سكِّير: (65فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ.) مزامير 78: 65
17- الرب كذّاب ولص: (1ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «ضَرْبَةً وَاحِدَةً أَيْضاً أَجْلِبُ عَلَى فِرْعَوْنَ وَعَلَى مِصْرَ…. 2تَكَلَّمْ فِي مَسَامِعِ الشَّعْبِ أَنْ يَطْلُبَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْ صَاحِبِهِ وَكُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ صَاحِبَتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ».) خروج 11: 1-2 ، فقد أمر بالكذب لسرقة المصريين.
18- الشيطان أصدق من الرب: (16وَأَوْصَى الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ قَائِلاً: «مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلاً 17وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتاً تَمُوتُ».) تكوين 2: 16-17
أما الشيطان المتمثل فى صورة الحية فقال: (4فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا! 5بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ».) تكوين 3: 4
وبالفعل لم يميتهما الله بل عاقبهما بأن أنزلهما إلى الأرض للعمل والشقاء: تكوين 3: 16-19 وكذلك لم يميتهما الرب بل مات آدم عن عمر يناهز 930 سنة.
19- الرب يأمر بالسرقة: (21وَأُعْطِي نِعْمَةً لِهَذَا الشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ. فَيَكُونُ حِينَمَا تَمْضُونَ أَنَّكُمْ لاَ تَمْضُونَ فَارِغِينَ. 22بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتَسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ».) خروج 3: 21-22 وكذلك أيضاً (35وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً. 36وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ.) تكوين 12: 35-36
20- الرب زعيم عصابة: (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.) ملوك الأول 22: 19-22
أيتآمر الله مع ملائكته ليهلك نبياً؟ أإله يكذب؟ أنبى يكذب؟ ومن هذا الروح الذى تعاون معه الله للتخلص نبيه؟ ألم يخشى هذا الإله لو جعل نبيه كذَّاباً لأفقد ثقة عبيده فيه نفسه ، لأنه سيكون هو المتهم الأول أمامهم ، لأنه هو الذى اختاره واصطفاه؟ وكيف سيخلص الله نفسه فى الآخرة إن حاجه هذا النبى وقاضاه واتهمه أنه هو الذى ضلله بالتعاون مع الشيطان؟ هل سيكذب الرب مرة أخرى وينكر؟ أم يُلقيه ظلماً فى أُتون النار؟ أليس مثل هذا الهراء يفقد العقلاء منكم الثقة فى الرب وفى عدله؟ أليس العقلاء منكم يرفضون هذا الهراء لأن الرب أعز وأقدس من أن تُلصق به تهمة التعاون مع الشيطان ليضلل عباده؟ أيجتمع الشيطان مع ملائكة الله المختارين فى حضرة الله؟ أيقترب الشيطان من عرش الله؟ ألا يخشى الله؟ أليست صورة الرب هذه أشبه بصورة زعيم عصابة يجتمع مع رجاله المقربين ليُخطط لعمل إجرامى؟ ألا يخشى الله أن يشى به الشيطان ويكشف مخططاته الشيطانية لعباده؟ أتصدق أن الله وكل جنود السماء لم يستطيعوا حل هذه المشكلة وحلها الشيطان؟
21- الرب لا يغفر ، إله غير رحيم، إله غير عادل: (لأنى أنا الرب إلهك إله غيور أفتقد ذنوب الآباء فى الأبناء فى الجيل الثالث والرابع من مبغضى) خروج 20: 5 ؛ (لا يدخل عمونى ولا موابى فى جماعة الرب حتى الجيل العاشر لا يدخل منهم أحد فى جماعة الرب إلى الأبد) تثنية 23: 3
22- الشيطان أقوى من الخالق: خطف إلهه ليجربه أربعين يوما ويتنقل به من البرية إلى جبل عال ثم اقتاده إلى الهيكل ثم فارقه إلى حين (لوقا 4: 1-13)
23- الرب يحلق ذقنه بموس مستأجرة ، وينتف ذقنه!!: (20فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَحْلِقُ السَّيِّدُ بِمُوسَى مُسْتَأْجَرَةٍ فِي عَبْرِ النَّهْرِ بِمَلِكِ أَشُّورَ الرَّأْسَ وَشَعْرَ الرِّجْلَيْنِ وَتَنْزِعُ اللِّحْيَةَ أَيْضاً) إشعياء 7: 20
24- الرب يندم: (6فَحَزِنَ الرَّبُّ أَنَّهُ عَمِلَ الإِنْسَانَ فِي الأَرْضِ وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ. 7فَقَالَ الرَّبُّ: «أَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ: الإِنْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ السَّمَاءِ. لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي عَمِلْتُهُمْ».) تكوين 6: 6-7 ، وأيضاً (14فَنَدِمَ الرَّبُّ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي قَالَ إِنَّهُ يَفْعَلُهُ بِشَعْبِهِ.) خروج 32: 14 ، وأيضاً (وَالرَّبُّ نَدِمَ لأَنَّهُ مَلَّكَ شَاوُلَ عَلَى إِسْرَائِيلَ.) صموئيل الأول 15: 35
25- الرب خروف وشاة: (هؤلاء سيحاربون الخروف والخروف يغلبهم لأنه ربُّ الأرباب وملك الملوك) رؤيا يوحنا 17: 14 ؛ («مِثْلَ شَاةٍ سِيقَ إِلَى الذَّبْحِ وَمِثْلَ خَرُوفٍ صَامِتٍ أَمَامَ الَّذِي يَجُزُّهُ هَكَذَا لَمْ يَفْتَحْ فَاهُ.) أعمال الرسل8: 32
26- الرب حمامة: (وإذا السماء قد انفتحت له فرأى روحَ اللهِ نازلاً مثل حمامة وآتياً عليه) متى 3: 16
27- الرب ملعون (المسيح افتدانا من لعنة الناموس ، إذ صار لعنة لأجلنا ، لأنه مكتوب ملعون كل من عُلِّق على خشبة) غلاطية 3: 13
28- الرب إنسان:(الله ظهر فى الجسد)تيموثاوس (1)3: 16؛(الله لم يره أحد قط) يوحنا1: 18
29- الرب دودة ورمة: (فكم بالحرى الإنسان الرمَّة وابن آدم الدود) أيوب 25: 6
30- الرب يفرض حراسات على الجنة خوفا من آدم: (22وَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ: «هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفاً الْخَيْرَ وَالشَّرَّ. وَالْآنَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَأْخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ أَيْضاً وَيَأْكُلُ وَيَحْيَا إِلَى الأَبَدِ». 23فَأَخْرَجَهُ الرَّبُّ الإِلَهُ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ الَّتِي أُخِذَ مِنْهَا. 24فَطَرَدَ الإِنْسَانَ وَأَقَامَ شَرْقِيَّ جَنَّةِ عَدْنٍ الْكَرُوبِيمَ وَلَهِيبَ سَيْفٍ مُتَقَلِّبٍ لِحِرَاسَةِ طَرِيقِ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ.) تكوين 3: 22-24
31- احذر الرب يفضح ولا يستر: (11هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيَضْطَجِعُ مَعَ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هَذِهِ الشَّمْسِ. 12لأَنَّكَ أَنْتَ فَعَلْتَ بِالسِّرِّ وَأَنَا أَفْعَلُ هَذَا الأَمْرَ قُدَّامَ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَقُدَّامَ الشَّمْسِ».)صموئيل الثانى 12: 11-12
32- الرب مقرف: (وتأكل كعكاً من الشعير على الخرء الذى يخرج من الإنسان تخبزه أمام عيونهم) حزقيال 4: 12 ، (انظر. قد جعلت لك خثى البقر بدل خُرء الإنسان فتصنع خبزك عليه) حزقيال 4: 15 (ليأكلوا عَذِرَتَهم ويشربون بولهم معكم) إشعياء 36: 12
33- الرب عنصرى: (20لِلأَجْنَبِيِّ تُقْرِضُ بِرِباً وَلكِنْ لأَخِيكَ لا تُقْرِضْ بِرِباً لِيُبَارِكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي كُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِليْهِ يَدُكَ فِي الأَرْضِ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا.) تثنية 23: 20
34- الرب جاهل علمياً: (قد جاءت النهاية على زوايا الأرض الأربعة) حزقيال 7: 2 ، الأرنب والوبر من الحيوانات المجترة (لاويين 11: 5-8) ، طيور لها أربعة أرجل (لاويين 11: 20 ، 21 ، 23) ، الغنم تتوحم (تكوين 30: 37-39) ، الرجل تأتيه الدورة الشهرية مثل النساء (لاويين 15: 2-23)
35- الرب لا يجيد الحساب: حكم يهورام أورشليم عندما كان عمره 32 سنة وحكمها لمدة 8 سنوات ، ثم مات ، أى مات وهو عنده 40 سنة ، فولى سكان أورشليم ابنه الأصغر عوضاً عنه ، وكان عمر ابنه الأصغر حينئذ 42 سنة أى الابن الأصغر أكبر من أبيه بسنتين!! (أخبار الأيام الثانى 21: 20 و 22: 1-2)
36- الرب يكتب كتابات مثيرة جنسياً ثم يحرم الزنا: نشيد الإنشاد كله مثال: (قد خلعت ثوبى فكيف ألبسه ، قد غسلت رجلى فكيف أوسخها) نشيد الإنشاد 5: 3 ، (ليرويك ثديها فى كل وقت) أمثال 5: 19 ، و(حزقيال 23: 3-20)
37- الرب إله حاقد ، ساخط ، يخلو من أى كماليات أو صفات الألوهية: (27هُوَذَا اسْمُ الرَّبِّ يَأْتِي مِنْ بَعِيدٍ. غَضَبُهُ مُشْتَعِلٌ وَالْحَرِيقُ عَظِيمٌ. شَفَتَاهُ مُمْتَلِئَتَانِ سَخَطاً وَلِسَانُهُ كَنَارٍ آكِلَةٍ 28وَنَفْخَتُهُ كَنَهْرٍ غَامِرٍ يَبْلُغُ إِلَى الرَّقَبَةِ. لِغَرْبَلَةِ الأُمَمِ بِغُرْبَالِ السُّوءِ وَعَلَى فُكُوكِ الشُّعُوبِ رَسَنٌ مُضِلٌّ. 29تَكُونُ لَكُمْ أُغْنِيَةٌ كَلَيْلَةِ تَقْدِيسِ عِيدٍ وَفَرَحُ قَلْبٍ كَالسَّائِرِ بِالنَّايِ لِيَأْتِيَ إِلَى جَبَلِ الرَّبِّ إِلَى صَخْرِ إِسْرَائِيلَ. 30وَيُسَمِّعُ الرَّبُّ جَلاَلَ صَوْتِهِ وَيُرِي نُزُولَ ذِرَاعِهِ بِهَيَجَانِ غَضَبٍ وَلَهِيبِ نَارٍ آكِلَةٍ نَوْءٍ وَسَيْلٍ وَحِجَارَةِ بَرَدٍ.) إشعياء 30: 27-30
38- الرب خائن مخادع: أرسل الرب موسى إلى مصر ، إلى فرعون لإخراج شعبه من مصر، ويشدد الرب قلب فرعون حتى لا يطلق الشعب فيعطى الرب لنفسه الحق فى قتل ابن فرعون البكر ، وحدث فى الطريق أن الرب التقى بموسى وأراد قتله ، لأنه لم يختن ابنه بعد. إله خائن ، مخادع!!
39- القبض على الإله وإهانته: (ثم إن الجند والقائد وخدام اليهود قبضوا على يسوع وأوثقوه ومضوا به) يوحنا 18: 12-13
40- الرب يُضرَب ويُستَهزَأ به: (الرجال الذين كانوا ضابطين يسوع كانوا يستهزئون به وهم يجلدونه ، وغطُّوه ، وكانوا يضربونَ وجهه قائلين: تنبأ) لوقا 22: 63-64
41- الرب مهان ومُهزَّأ: (28فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيَّاً 29وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!» 30وَبَصَقُوا عَلَيْهِ وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. 31وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ.) متى 27: 28-31 ، (65فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ.) مزامير 78: 65 ، وقد مُدِحَ يوحنا بأنه قدوس لأنه لايشرب الخمر، فلك أن تتخيل أن المخلوق مقدس والخالق مهان! (لأنه يكون عظيما أمام الرب وخمرا ومسكراً لا يشرب) لوقا1: 15
42- موت الرب: (فصرخ يسوع بصوت عظيم وأسلم الروح) مرقس 15: 37
ثانياً: الكتاب المقدس يتهم الأنبياء بالسكر والزنى والفساد والكفر:
اقرأ نبى الله يعقوب ينهب ويسرق: 27لَكِنِ الْبَهَائِمُ وَغَنِيمَةُ تِلْكَ الْمَدِينَةِ نَهَبَهَا إِسْرَائِيلُ لأَنْفُسِهِمْ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ الَّذِي أَمَرَ بِهِ يَشُوعَ. (يشوع 8: 27)
اقرأ نبى الله يعقوب يكذب على أبيه ويسرق البركة والنبوة من أخيه وبذلك فرض على الله أن يوحى إليه أو اتهم الله بالجهل وعدم علم هذه الحادثة: (تكوين صح 27)
اقرأ نبى الله نوح يسكر ويتعرى: (21وَشَرِبَ مِنَ الْخَمْرِ فَسَكِرَ وَتَعَرَّى دَاخِلَ خِبَائِهِ. 22فَأَبْصَرَ حَامٌ أَبُو كَنْعَانَ عَوْرَةَ أَبِيهِ وَأَخْبَرَ أَخَوَيْهِ خَارِجاً. 23فَأَخَذَ سَامٌ وَيَافَثُ الرِّدَاءَ وَوَضَعَاهُ عَلَى أَكْتَافِهِمَا وَمَشَيَا إِلَى الْوَرَاءِ وَسَتَرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا وَوَجْهَاهُمَا إِلَى الْوَرَاءِ. فَلَمْ يُبْصِرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا. 24فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ نُوحٌ مِنْ خَمْرِهِ عَلِمَ مَا فَعَلَ بِهِ ابْنُهُ الصَّغِيرُ 25فَقَالَ: «مَلْعُونٌ كَنْعَانُ. عَبْدَ الْعَبِيدِ يَكُونُ لإِخْوَتِهِ».) (تكوين 9 :21-25) تُرى ما الذى فعله حام بأبيه؟ هل زنى بأبيه كما صرح أحد قساوسة أمريكا؟
اقرأ نبى الله لوط يسكر ويزنى بابنتيه: 30وَصَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي الْجَبَلِ وَابْنَتَاهُ مَعَهُ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَسَكَنَ فِي الْمَغَارَةِ هُوَ وَابْنَتَاهُ. 31وَقَالَتِ الْبِكْرُ لِلصَّغِيرَةِ: «أَبُونَا قَدْ شَاخَ وَلَيْسَ فِي الأَرْضِ رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ كُلِّ الأَرْضِ. 32هَلُمَّ نَسْقِي أَبَانَا خَمْراً وَنَضْطَجِعُ مَعَهُ فَنُحْيِي مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 33فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَ أَبِيهَا وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا. 34وَحَدَثَ فِي الْغَدِ أَنَّ الْبِكْرَ قَالَتْ لِلصَّغِيرَةِ: «إِنِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ الْبَارِحَةَ مَعَ أَبِي. نَسْقِيهِ خَمْراً اللَّيْلَةَ أَيْضاً فَادْخُلِي اضْطَجِعِي مَعَهُ فَنُحْيِيَ مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 35فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَيْضاً وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا 36فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أَبِيهِمَا. 37فَوَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوآبَ» - وَهُوَ أَبُو الْمُوآبِيِّينَ إِلَى الْيَوْمِ. 38وَالصَّغِيرَةُ أَيْضاً وَلَدَتِ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «بِنْ عَمِّي» - وَهُوَ أَبُو بَنِي عَمُّونَ إِلَى الْيَوْمِ. (تكوين 19: 30-38)
اقرأ: نبى الله إبراهيم لا يخشى الله ويضحى بشرفه وشرف زوجته سارة خوفاً على نفسه من القتل ولتحقيق مكاسب دنيوية، ويأمر زوجته بالكذب: “11وَحَدَثَ لَمَّا قَرُبَ أَنْ يَدْخُلَ مِصْرَ أَنَّهُ قَالَ لِسَارَايَ امْرَأَتِهِ: «إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ امْرَأَةٌ حَسَنَةُ الْمَنْظَرِ. 12فَيَكُونُ إِذَا رَآكِ الْمِصْرِيُّونَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: هَذِهِ امْرَأَتُهُ. فَيَقْتُلُونَنِي وَيَسْتَبْقُونَكِ. 13قُولِي إِنَّكِ أُخْتِي لِيَكُونَ لِي خَيْرٌ بِسَبَبِكِ وَتَحْيَا نَفْسِي مِنْ أَجْلِكِ». 14فَحَدَثَ لَمَّا دَخَلَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ أَنَّ الْمِصْرِيِّينَ رَأَوُا الْمَرْأَةَ أَنَّهَا حَسَنَةٌ جِدّاً. 15وَرَآهَا رُؤَسَاءُ فِرْعَوْنَ وَمَدَحُوهَا لَدَى فِرْعَوْنَ فَأُخِذَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى بَيْتِ فِرْعَوْنَ 16فَصَنَعَ إِلَى أَبْرَامَ خَيْراً بِسَبَبِهَا وَصَارَ لَهُ غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَحَمِيرٌ وَعَبِيدٌ وَإِمَاءٌ وَأُتُنٌ وَجِمَالٌ. (تكوين 12: 11-16)
اقرأ! سارة تكذب على الله: “فضحكت سارة فى باطنها .. فقال الرب لإبراهيم لماذا ضحكت سارة .. فأنكرت سارة قائلة لم أضحك. لأنها خافت. فقال لا بل ضحكت”(تكوين18: 12-15)
اقرأ نيى الله موسى وأخوه هارون أولاد حرام (زواج غير شرعى): يقول سفراللاويبن18: 12 (عورة أخت أبيك لا تكشف إنها قريبة أبيك) ؛ إلا أن عمرام أبو نبى الله موسى قد تزوج عمته: (وأخذ عمرام يوكابد عمته زوجة له فولدت له هارون وموسى) الخروج 6 : 20
اقرأ نبى الله يعقوب يجمع بين الأختين: فقد تزوج ليئة وراحيل الأختين وأنجب منهما (تكوين 29: 23-30) ؛ ويحرم سفر اللاويين الجمع بين الأختين (لاويين 18: 18)
اقرأ نبى الله إببراهيم يتزوج من أخته لأبيه: تزوج نبى الله إبراهيم عليه السلام من سارة وهى أخته من أبيه (0: 1تكوين 22) ؛ على الرغم من أن سفر اللاويين 18: 9 يحرم الزواج من الأخت للأب أو للأم!
اقرأ! الرب موسى أن يأمر بنى إسرائيل بسرقة ذهب المصريين عند خروجهم من مصر: (35وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً. 36وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ.) (خروج 3: 22 ؛ خروج 12: 35-36)
اقرأ زنى نبى الله يهوذا عليه السلام بثامار زوجة ابنه: (تكوين الإصحاح 38).
اقرأ زنى نبى الله داوود عليه السلام بجارته “امرأة أوريا” وخيانته العظمى للتخلص من زوجها وقتله: فى (صموئيل الثانى صح 11) !!!
اقرأ رب الأرباب ينتقم من نبيه داوود عليه السلام على زناه فيسلم أهل بيته للزنى: صموئيل الثانى 12: 11-12!!!
اقرأ رب الأرباب يتفق مع الشيطان للإنتقام من نبيه: ملوك الأول 22: 19-21!!!
اقرأ الكتاب المقدس يعلمك كيف يزنى الأخ بأخته: (أمنون بن داود يزنى بأخته ثامار) اقرأ سيناريو هذا الفيلم فى (صموئيل الثانى صح 13).
اقرأ نبى الله رأوبين يزنى بزوجة أبيه بلهة: (تكوين 35: 22 ؛ 49: 3-4)
اقرأ نبى الله شمشون يذهب إلى غزة ورأى هناك امرأة زانية فدخل إليها(قضاة 16: 1)
اقرأ نبى الله حزقيال يشجع النساء على الزنى والفجور(حزقيال 16: 33-34)
اقرأ نبى الله سليمان يعبد الأوثان: 9فَغَضِبَ الرَّبُّ عَلَى سُلَيْمَانَ لأَنَّ قَلْبَهُ مَالَ عَنِ الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي تَرَاءَى لَهُ مَرَّتَيْنِ، 10وَأَوْصَاهُ فِي هَذَا الأَمْرِ أَنْ لاَ يَتَّبِعَ آلِهَةً أُخْرَى. فَلَمْ يَحْفَظْ مَا أَوْصَى بِهِ الرَّبُّ. (الملوك الأول 11: 9-10)
اقرأ نبى الله هارون يعبد العجل ويدعوا لعبادته: (خروج 32: 1-6) (خروج30: 32)
اقرأ نبى الله آحاز يعبد الأوثان:(ملوك الثانى16: 2-4،وأيضاً أخبارالأيام الثانى28: 2-4)
اقرأ نبى الله يربعام يعبد الأوثان: (ملوك الأول 14: 9)
اقرأ نبى الله يعقوب يصارع الله ويهزمه: (تكوين 32: 22-30)
اقرأ نبى الله يسجد للملك ولا يسجد لله: (9فَأَتَى اللهُ إِلى بَلعَامَ وَقَال: «مَنْ هُمْ هَؤُلاءِ الرِّجَالُ الذِينَ عِنْدَكَ؟») عدد 22: 9؛ (31ثُمَّ كَشَفَ الرَّبُّ عَنْ عَيْنَيْ بَلعَامَ فَأَبْصَرَ مَلاكَ الرَّبِّ وَاقِفاً فِي الطَّرِيقِ وَسَيْفُهُ مَسْلُولٌ فِي يَدِهِ فَخَرَّ سَاجِداً عَلى وَجْهِهِ.) عدد 22: 31
اقرأ نبى الله حزقيال يأمره الرب أن يمشى حافياً عارياً: (2فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ قَالَ الرَّبُّ عَنْ يَدِ إِشَعْيَاءَ بْنِ آمُوصَ: «اذْهَبْ وَحُلَّ الْمِسْحَ عَنْ حَقَوَيْكَ وَاخْلَعْ حِذَاءَكَ عَنْ رِجْلَيْكَ». فَفَعَلَ هَكَذَا وَمَشَى مُعَرًّى وَحَافِياً.) حزقيال 20: 2
اقرأ عينى الرب تدمع من الخمر: (65فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ.)مزامير 78: 65
اقرأ الرب يصطفى نبياً لا يتبع شرعه ولا يختن ابنه: (خروج 4: 24-26)
اقرأ الرب نبى الله داود يقتل أولاده الخمس من زوجته ميكال لإرضاء الرب: (صموئيل الثاني 21: 8-9) وقد عُدِّلَت فى التراجم الحديثة من ميكال إلى ميراب. ومن المسلم به أن ميكال زوجة داود وأخت ميراب الصغرى، فعُدِّلَت حتى لا يكون داود قد قتل أولاده، بل أولاد ميراب إبنة شاول الذي أراد الإمساك به وقتله .
اقرأ الكتاب المقدس يُكره الناس على اعتناق معتقداته: (16وَكَانَ لِلْيَهُودِ نُورٌ وَفَرَحٌ وَبَهْجَةٌ وَكَرَامَةٌ. 17وَفِي كُلِّ بِلاَدٍ وَمَدِينَةٍ كُلِّ مَكَانٍ وَصَلَ إِلَيْهِ كَلاَمُ الْمَلِكِ وَأَمْرُهُ كَانَ فَرَحٌ وَبَهْجَةٌ عِنْدَ الْيَهُودِ وَوَلاَئِمُ وَيَوْمٌ طَيِّبٌ. وَكَثِيرُونَ مِنْ شُعُوبِ الأَرْضِ تَهَوَّدُوا لأَنَّ رُعْبَ الْيَهُودِ وَقَعَ عَلَيْهِمْ.) أستير 8: 11-17
اقرأ الكتاب المقدس يقول: لن يدخل الجنة إلا 000 144 شخصاً: (رؤيا يوحنا اللاهوتى 14: 1-5)
اقرأ الكتاب المقدس يُحِثُّ علىاختطاف بنات شيلوه واغتصابهن: (20 واوصوا بني بنيامين قائلين امضوا واكمنوا في الكروم. 21 وانظروا فاذا خرجت بنات شيلوه ليدرن في الرقص فاخرجوا انتم من الكروم واخطفوا لانفسكم كل واحد امرأته من بنات شيلوه واذهبوا الى ارض بنيامين.) قضاة 21: 20-21
اقرأ الكتاب المقدس يُحِثُّكَ على الإستعمار وأكل الربا والعنصرية: (19«لا تُقْرِضْ أَخَاكَ بِرِباً رِبَا فِضَّةٍ أَوْ رِبَا طَعَامٍ أَوْ رِبَا شَيْءٍ مَا مِمَّا يُقْرَضُ بِرِباً 20لِلأَجْنَبِيِّ تُقْرِضُ بِرِباً وَلكِنْ لأَخِيكَ لا تُقْرِضْ بِرِباً لِيُبَارِكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي كُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِليْهِ يَدُكَ فِي الأَرْضِ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا.) تثنية 23: 19-20
اقرأ أنبياء فى الكتاب المقدس لم تعرف إلهها وتحكم على ربها بالإعدام :
1- لم يعرف يحيى المعمدان عليه السلام الذى هو أعظم الأنبياء بشهادة عيسى عليه السلام، لكن الأصغر فى ملكوت السموات هو أعظم منه ، لم يعرف إلهه الثانى ومرسله: عندما انشقت السماء ونزلت روح الله كحمامة وقالت هذا ابنى الحبيب الذى به سررت (متى3: 13-17) ومع ذلك أرسل إليه من يسأله هل أنت الآت أم ننتظر آخر؟ (متى11: 2-3)
2- الرسول الآخر الذى كان عنده الكيس للسرقة - يهوذا الإسخريوطى - الذى هو صاحب الكرامات والمعجزات وأحد الحواريين (الأنبياء)الذين هم أعلى منزلة من موسى بن عمران وسائر الأنبياء الإسرائيليين - على زعمهم - باع دينه، وإلهه، ونبيه ب 30 درهم! رضى بتسليم إلهه بأيدى اليهود مقابل هذا المبلغ الزهيد، مقابل عُشر ثمن زجاجة ناردين (عطر)، لعل هذه المنفعة عنده كانت عظيمة لأنه أيضاً على زعمهم كان صياداً مفلوكاً لصاً، وإن كان رسولاً صاحب معجزات أيضاً على زعمهم ، فثلاثون درهماً كانت أحب عنده وأعظم رتبة من هذا الإله المصلوب: متى26: 14-16 ، 27: 3-9 ؛ ومرقس 14: 10-11 و لوقا 22: 3-6 ؛ ويوحنا 18: 1-5
3- إن قيافا النبى (بشهادة يوحنا الأنجيلى)أفتى بكفر عيسى عليه السلام وأمر بقتله وبتسليمه للصلب ، بعد أن كذبه وكفَّره وأهانه. فهل رأيتم أو سمعتم عن نبى يكفر إلهه ويأمر بقتله؟ فإما قيافا ليس بنبى وعلى ذلك يكون الإنجيل كاذب ، أو يكون عيسى ليس بإله ويكون إيمانكم وعقيدة النصارى فاسدة!!
وبذلك يكون وقع فى حق هذا الإله المصلوب ثلاثة أمور عجيبة من ثلاثة أنبياء :
1) لم يعرفه أعظم أنبياء بنى إسرائيل يوحنا المعمدان ، الذى لم يعرفه لمدة 30 سنة ، إلى أن بادره الإله بالنزول كحمامة ، وبعدها لم يعرفه أيضاً فأرسل إليه من يسألوه إذا كان هو المسيا المنتظر أم ننتظر آخر؟
2) أن نبيه الثانى رضى بتسليمه للصلب ورجح منفعة 30 درهماً على وعود إلهه بالنعيم المقيم فى جنات الخلود.
3) أن رسوله الثالث قيافا أفتى بكذبه وبكفره وبقتله!!
ثالثاً: نصوص غريبة فى الكتاب المقدس :
الأرض لها أربعة زوايا (حزقيال 7: 2)
الأرض لها أربعة أعمدة (أيوب 9: 6)
طيور لها أربعة أرجل (لاويين 11: 20 ، 23)
الوبر والأرنب من الحيوانات المجترة (لاويين 11: 5)
رجال تأتيهم الدورة الشهرية (لاويين 15: 1-15)
وحل روح الرب على شمشون فقتل ثلاثين رجلاً. (قضاة 14: 19)
ثم ذهب إلى غزة ورأى هناك امرأة زانية فدخل إليها. (قضاة16 :1)
وذهب وأمسك ثلاثمائة ثعلب وأخذ مشاعل ذنبا إلى ذنب ووضع مشعلاً بين كل ذنبين في الوسط ثم أضرم المشاعل نارًا وأطلقها بين زروع الفلسطينيين فأحرق الأكداس والزرع وكروم الزيتون. (قضاة15 :5)
امرأتان تتفقان على أكل طفليهما ، فسلقوا ابن إحداهن وأكلوه وفى اليوم التالى خدعتها المرأة التى عليها أن تذبح ابنها وأخفته عنها، ومن بجاحة المرأة التى أُكِلَ ابنها أنها ذهبت تشتكيها لدى الملك (ملوك الثانى 6: 28-29)
الغنم تتوحم (تكوين 30: 37)
الرب يأمر حزقيال بأكل الخراء الآدمى (حزقيال 4: 11)
رجال يأكلون برازهم ويشربون بولهم (ملوك الثانى 18: 27)
رجال يأكلون برازهم ويشربون بولهم (إشعياء 36: 12)
الرب يمسك الخراء بيديه ويقذفه فى وجوه الكهنة (ملاخى 2: 3)
الرب يرقص (صموئيل الثانى 6: 3)
الرب طائر فى السماء راكباً ملاك أنثى (صموئيل الثانى 22: 10-11)
الرب حمامة (متى 3: 16)، الرب خروف (رؤيا يوحنا 17: 24) ، الرب شاة (أعمال الرسل 8: 32) ، الرب كالأنعام (أعمال الرسل 8: 32) ، الرب رمة ودودة (أيوب 25: 6)، الرب ملعون (غلاطية 3: 13)!
الرب يتآمر مع الشيطان لإغواء نبي (ملوك الأول 22: 9)
قطع يد المرأة التى تمسك عورة المتعارك مع زوجها أثناء العراك (تثنية 25: 11)
الحمار يتكلم بالعدل (عدد 22: 27-28)
امرأة تحمل وتلد تنيناً (رؤيا 12: 3 ، 5 ، 7)
حول عرش الرب 24 عرشاً لشيوخ متسربلين بثياب بيض (رؤيا 4: 5)
يخرج من عرش الرب رعد وبرق (رؤيا 4: 5)
عرش الرب حوله حيوانات مليئة عيون (رؤيا 4: 6)
الرب خروف له سبعة قرون وسبعة أعين (رؤيا 5: 6)
ملائكة الرب تطربه تعزف له على قيثارات (رؤيا يوحنا 5: 8)
الرب يختطف ابنا وليداً لأمرأة (رؤيا 12: 5)
رجال منيهم كمنى الخيل ولحمهم كلحم الحمير (حزقيال 23: 20)
الرب يصفق من الغضب (حزقيال 21: 12 ، 14)
الرب يدعوا على نفسه بالويل (ميخا 7: 1)
الرب تعلم الطاعة مما تألَّمَ به (عبرانيين 5: 8)
الرب شرير (الشرير فدية الصديق) فقد كان فدية البشرية المخطئة (أمثال 21: 18)
الرب يأمر إشعياء أن يمشى عارياً حافياً لمدة ثلاث سنوات (إشعياء 20: 2-4)
أمر الرب بقتل كل امرأة عاشرت رجلاً والإبقاء على العذارى (عدد 31: 17-18) فأنى لهم معرفة ذلك؟
الرب يأمر هوشع أن يأخذ لنفسه امرأة زنى (هوشع 1: 2-3)
الرب يأمر هوشع أن يأخذ لنفسه امرأة فاسقة متزوجة محبوبة لزوجها (هوشع 3: 1)
الرب يعطى متعمداً فرائض غير صالحة (حزقيال 20: 25)
الرب يُختَن لأن له عضو ذكر مثل باقى الرجال (لوقا 2: 6)
الرب يرضع من ثدى أمه التى نكحها فأنجبته (لوقا 11: 27)
الرب يحلق شعر رجليه بموس مستأجرة (إشعياء 7: 20)
الرب ينتف شعر لحيته (إشعياء 7: 20)
الرب قتل 50070 رجلاً لأنهم نظروا تابوت الرب (صموئيل الأول 6: 19)
الرب يعاقب الأشدوديين بالبواسير (صموئيل الأول 5: 6)
الرب يُصلِع هامة بنات صهيون ويُعرِّرى عورتهن (إشعياء 3: 17)
الشيطان يأمر الرب بالسجود له (متى 4: 11)
الرب خائن خداع يرسل نبيه ويصطفيه لهداية عباده، ثم يُحيك له الشر ليقتله فى الطريق، وهو ذاهب ليؤدى رسالته ، (خروج 4: 24-26)
الرب يأمرك إذا تزوجت امرأة فى السبى فلابد أن تحلق رأسها وتقلِّم أظافرها ، وتنزع ثياب سبيها عنها وتقعد فى بيتك وتبكى أباها وأمها شهراً من الزمان ثم بعد ذلك تدخل عليها وتتزوج بها فتكون لك زوجة. (تثنية 21: 10-14)
الرب أوحى أن يفتشوا لداود عن فتاة عذراء لتنام فى حضنه لتدفئه(ملوك الأول1: 1-2)
الشيطان يتمشى فى الجولان (أيوب 2: 2)
الله صانعي. مؤتي الأغاني في اللّيل. الذي يعلّمنا أكثر من وحوش الأرض. ويجعلنا أحكم من طيور السّماء.) ما الذى تعلمه لنا وحوش الأرض؟ (أيوب 35: 10)
(قالت حنة: ارتفع قرني بالرّبّ. اتّسع فمي على أعدائي… وليس صخرة مثل إلهنا… قسي الجبابرة انحطمت. والضّعفاء تمنطقوا بالبأس.) (صموئيل الأول2: 1) مش فاهم؟ وأنت؟
حوار الأشجار لتولى الملك (قضاة 9: 8-15)
ابنك المعاند تُسلمه للرجم: (18«إِذَا كَانَ لِرَجُلٍ ابْنٌ مُعَانِدٌ وَمَارِدٌ لا يَسْمَعُ لِقَوْلِ أَبِيهِ وَلا لِقَوْلِ أُمِّهِ وَيُؤَدِّبَانِهِ فَلا يَسْمَعُ لهُمَا. 19يُمْسِكُهُ أَبُوهُ وَأُمُّهُ وَيَأْتِيَانِ بِهِ إِلى شُيُوخِ مَدِينَتِهِ وَإِلى بَابِ مَكَانِهِ 20وَيَقُولانِ لِشُيُوخِ مَدِينَتِهِ: ابْنُنَا هَذَا مُعَانِدٌ وَمَارِدٌ لا يَسْمَعُ لِقَوْلِنَا وَهُوَ مُسْرِفٌ وَسِكِّيرٌ. 21فَيَرْجُمُهُ جَمِيعُ رِجَالِ مَدِينَتِهِ بِحِجَارَةٍ حَتَّى يَمُوتَ. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ وَيَسْمَعُ كُلُّ إِسْرَائِيل وَيَخَافُونَ.) (تثنية 21: 18-21)
من يمسه جان يُقتَل (لاويين 20: 27)
الرب يأخذ نساء داود ويدفعهم للزنى: (11هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيَضْطَجِعُ مَعَ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هَذِهِ الشَّمْسِ. (صموئيل الثانى 12: 11)
اليهود يسبوا الرب ويتهموه بأنه ابن غير شرعى: (يوحنا 8: 41)
الرب يقف على سلم يصل السماوات بالأرض والملائكة تستخدمه فى الصعود والهبوط: (تكوين 28: 12-13)
الأمر برجم الثور الذى ينطح إنساناً ويميته: (خروج 21: 28)
يُصلِعُ السيد هامة بنات صهيون ويُعرّى الرب عورَتَهُنَّ (أشعياء 3: 17)
تحبلون بحشيش تلدون قشيشاً نَفَسُكُم نارٌ تأكُلُكُم (حزقيال 33: 11)
فَقُلْتُ عَنِ الْبَالِيَةِ فِي الزِّنَى: آلآنَ يَزْنُونَ مَعَهَا وَهىَ ... (حزقيال 23: 43) أين بقية الجملة؟ غير موجودة فى نسخة الشرق الأوسط. فى نسخة الإنترنت كتبوا بدلا من آخر كلمة (وهى) كلمة أيضاً. وفى نسخة كتاب الحياة كتبوا بعد (وهى) كلمة (معهم).
(11«مَنْ مَسَّ مَيِّتاً مَيِّتَةَ إِنْسَانٍ مَا يَكُونُ نَجِساً سَبْعَةَ أَيَّامٍ.) عدد 19: 11
(14«هَذِهِ هِيَ الشَّرِيعَةُ: إِذَا مَاتَ إِنْسَانٌ فِي خَيْمَةٍ فَكُلُّ مَنْ دَخَل الخَيْمَةَ وَكُلُّ مَنْ كَانَ فِي الخَيْمَةِ يَكُونُ نَجِساً سَبْعَةَ أَيَّامٍ.) عدد 19: 14
الكتاب المقدس يأمر بهدم المنزل الذى ضربه البرص ولم يطهر فى سبعة أيام: (لاويين 14: 35-45)
الكتاب المقدس يأمر بحرق الملابس التى ضربها البرص ولم تطهر فى سبعة أيام: (لاويين 13: 52)
(45وَالأَبْرَصُ الَّذِي فِيهِ الضَّرْبَةُ تَكُونُ ثِيَابُهُ مَشْقُوقَةً وَرَأْسُهُ يَكُونُ مَكْشُوفاً وَيُغَطِّي شَارِبَيْهِ وَيُنَادِي: نَجِسٌ نَجِسٌ.) لاويين 13: 45
(18وَيَكُونُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ الرَّبَّ يَصْفِرُ لِلذُّبَابِ الَّذِي فِي أَقْصَى تُرَعِ مِصْرَ وَلِلنَّحْلِ الَّذِي فِي أَرْضِ أَشُّورَ) إشعياء 7: 18
قوة الرب فى شعر شمشون ، وقد قضى عليها الفلسطينيون: (18وَلَمَّا رَأَتْ دَلِيلَةُ أَنَّهُ قَدْ أَخْبَرَهَا بِكُلِّ مَا بِقَلْبِهِ, أَرْسَلَتْ فَدَعَتْ أَقْطَابَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَقَالَتِ: «اصْعَدُوا هَذِهِ الْمَرَّةَ فَإِنَّهُ قَدْ كَشَفَ لِي كُلَّ قَلْبِهِ». فَصَعِدَ إِلَيْهَا أَقْطَابُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَأَصْعَدُوا الْفِضَّةَ بِيَدِهِمْ. 19وَأَنَامَتْهُ عَلَى رُكْبَتَيْهَا وَدَعَتْ رَجُلاً وَحَلَقَتْ سَبْعَ خُصَلِ رَأْسِهِ, وَابْتَدَأَتْ بِإِذْلاَلِهِ, وَفَارَقَتْهُ قُّوَتُهُ. 20وَقَالَتِ: «الْفِلِسْطِينِيُّونَ عَلَيْكَ يَا شَمْشُونُ». فَانْتَبَهَ مِنْ نَوْمِهِ وَقَالَ: «أَخْرُجُ حَسَبَ كُلِّ مَرَّةٍ وَأَنْتَفِضُ». وَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ فَارَقَهُ!) قضاة 16: 18-20
(إنتحار شمشون بمباركة الرب بعد أن قضى لإسرائل 20 سنة) القضاة 16: 23-31 هل تتخيل أن الرب يبارك المنتحرين ويعضدهم ؟ هل تتخيل أن الكتاب المقدس لا توجد به إدانة لما اقترفه شمشون؟ أليس هذا إقرار من الرب بجواز الإنتحار؟ ألم يجدد له قوته؟ ألم يكن على علم أن شمشون باسترداد قوته سوف ينتحر؟ فمن الذى أمات شمشون إذن؟ (17وَإِذَا أَمَاتَ أَحَدٌ إِنْسَاناً فَإِنَّهُ يُقْتَلُ.) لاويين 24: 17؛ (وَمَنْ قَتَلَ إِنْسَاناً يُقْتَلْ.) لاويين 24: 21 ألا يحكم هذا الكتاب على الرب بأنه مجرم (سبحان الله وتعالى عما يقولون علواً كبيرا) يستحق الموت؟
انتحار شاول وأولاده وحامل سلاحه: (4فَقَالَ شَاوُلُ لِحَامِلِ سِلاَحِهِ: «اسْتَلَّ سَيْفَكَ وَاطْعَنِّي بِهِ لِئَلَّا يَأْتِيَ هَؤُلاَءِ الْغُلْفُ وَيَطْعَنُونِي وَيُقَبِّحُونِي». فَلَمْ يَشَأْ حَامِلُ سِلاَحِهِ لأَنَّهُ خَافَ جِدّاً. فَأَخَذَ شَاوُلُ السَّيْفَ وَسَقَطَ عَلَيْهِ. 5وَلَمَّا رَأَى حَامِلُ سِلاَحِهِ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ شَاوُلُ, سَقَطَ هُوَ أَيْضاً عَلَى سَيْفِهِ وَمَاتَ مَعَهُ. 6فَمَاتَ شَاوُلُ وَبَنُوهُ الثَّلاَثَةُ وَحَامِلُ سِلاَحِهِ وَجَمِيعُ رِجَالِهِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مَعاً.) صموئيل الأول 31: 4-6
انتحار الرب نفسه: (لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنِّي أَضْرِبُ الرَّاعِيَ فَتَتَبَدَّدُ خِرَافُ الرَّعِيَّةِ.) متى 26: 31 ؛ (11أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ.) يوحنا 10: 11
تحول الرب من راعى خراف إلى خروف: فقد قال: (11أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ.) يوحنا 10: 11 ؛ إلا أنك تراه قد تحوَّلَ إلى خروف فى: (14هَؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الْخَرُوفَ، والْخَرُوفُ يَغْلِبُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ، وَالَّذِينَ مَعَهُ مَدْعُوُّونَ وَمُخْتَارُونَ وَمُؤْمِنُونَ».) رؤيا يوحنا اللاهوتى 17: 14
الإنسان أفضل من خالقه: بعد أن عرفت أنهم يقولون إن رب الأرباب خروف ، فاقرأ ما أملاه الوحى لمتى: قال يسوع (12فَالإِنْسَانُ كَمْ هُوَ أَفْضَلُ مِنَ الْخَرُوفِ!) متى 12: 12
لا. بل الخالق أفضل: (24«لَيْسَ التِّلْمِيذُ أَفْضَلَ مِنَ الْمُعَلِّمِ وَلاَ الْعَبْدُ أَفْضَلَ مِنْ سَيِّدِهِ.) متى 10: 24؟
جاء نجم إلى الأرض وتقدم الباحثين عن يسوع ليشير إلى الموضع الذى وُلِدَ فيه ( متى 2: 9-10)
الرب لا يعرف أن صوت المياه اسمه خرير وليس هدير (إشعياء17: 13)
الرب يأمر بالإبقاء على الزانيات أحياء وقتل باقى النساء: (17فَالآنَ اقْتُلُوا كُل ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ. وَكُل امْرَأَةٍ عَرَفَتْ رَجُلاً بِمُضَاجَعَةِ ذَكَرٍ اقْتُلُوهَا. 18لكِنْ جَمِيعُ الأَطْفَالِ مِنَ النِّسَاءِ اللوَاتِي لمْ يَعْرِفْنَ مُضَاجَعَةَ ذَكَرٍ أَبْقُوهُنَّ لكُمْ حَيَّاتٍ.) عدد 31: 17-18
رابعاً: أنبياء .. لكنهم يمشون عراة ..
(2فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ قَالَ الرَّبُّ عَنْ يَدِ إِشَعْيَاءَ بْنِ آمُوصَ:«اذْهَبْ وَحُلَّ الْمِسْحَ عَنْ حَقَوَيْكَ وَاخْلَعْ حِذَاءَكَ عَنْ رِجْلَيْكَ». فَفَعَلَ هَكَذَا وَمَشَى مُعَرًّى وَحَافِياً. 3فَقَالَ الرَّبُّ:«كَمَا مَشَى عَبْدِي إِشَعْيَاءُ مُعَرًّى وَحَافِياً ثَلاَثَ سِنِينٍ آيَةً وَأُعْجُوبَةً عَلَى مِصْرَ وَعَلَى كُوشَ) إشعياء 20: 2-3
وكان روح الله على شاول، فخلع هو أيضًا ثيابه وتنبّأ هو أيضًا. وانطرح عريانًا ذلك النهار كله وكل الليل. (صموئيل الأول 19: 24)
ورقص داود أمام الناس وأمام الله. (صموئيل الثانى 6: 14) (161وَلَمَّا دَخَلَ تَابُوتُ الرَّبِّ مَدِينَةَ دَاوُدَ، أَشْرَفَتْ مِيكَالُ بِنْتُ شَاوُلَ مِنَ الْكُوَّةِ وَرَأَتِ الْمَلِكَ دَاوُدَ يَطْفُرُ وَيَرْقُصُ أَمَامَ الرَّبِّ، فَاحْتَقَرَتْهُ فِي قَلْبِهَا.) صموئيل الثانى 6: 16
(وكذلك فعلت مريم النبيّة) وأخذت دفًا هي والنساء ورقصت. (خروج 15: 20)
أتصدق هذا؟ أنبياء .. راقصون .. ألنا فى هؤلاء قدوة حسنة! أنبياء .. لكنهم زناة .. أنبياء … لكنهم يعبدون الأوثان .. أين القدوة؟ أين قدرة الرب وعلمه فى انتقاء صفوة خلقه؟ أترضى هذا لأمك أو أبيك أو ابنك أو ابنتك؟ أترضى هذا لأختك أو لأخوك؟ فكيف تكون أنت أو أبوك أو أمك أطهر من المصطفين الأخيار قدوة البشرية ؟
__________________
« كَفَى بِالْمَرْءِ عِلْماً أَنْ يَخْشَى اللَّهَ ، وَكَفَى بِالْمَرْءِ جَهْلاً أَنْ يُعْجَبَ بِعِلْمِهِ »
جامع بيان العلم وفضله - ابن عبد البر
WwW.StMore.150m.CoM
رد مع اقتباس
م. عمـرو المصري
مشاهدة ملفه الشخصي
زيارة موقع م. عمـرو المصري المفضل
البحث عن كافة المشاركات المكتوبة بواسطة م. عمـرو المصري
#2
قديم 12-08-2007
م. عمـرو المصري م. عمـرو المصري غير متصل
مشرف قسم الكتاب المُقدس ونقد المخطوطات
تاريخ التسجيل: Jul 2006
المشاركات: 1,298
افتراضي
خامساً: الكتاب المقدس يشير إلى أسفار ومواضع فيه مفقودة ، وبه رسائل شخصية جداً قالوا أوحى الله بها :
مفقودة يتكلم عنها الكتاب ، فقد ضيعها اليهود ولم يحفظوا كلمة الله بالإضافة إلى وجود خطابات شخصية وتصويرات جنسية يحتويها الكتاب المقدس: الأسفار الضائعـــة والممفقوده :
1- سفر حروب الرب وقد جاء ذكر اسم هذا السفر في (العدد 21 : 14 ) .
2- سفر ياشر وقد جاء ذكر اسم هذا السفر في ( يشوع 10 : 13 ) .
3- سفر أمور سليمان جاء ذكره في (الملوك الأول11 : 41 )
4- سفر مرثية إرميا على يوشيا ملك أورشليم وجاء ذكر هذه المرثية في (الأيام الثاني35: 25)
5- سفر أمور يوشيا (الأيام الثاني35: 25)
6- سفر مراحم يوشيا (الأيام الثاني35: 25)
7- سفر أخبار ناثان النبي (أخبار الأيام الثاني9 : 29)
8 - سفر أخيا النبي الشيلوني (أخبار الأيام الثاني9 : 29)
9 - وسفر رؤى يعدو الرائي وقد جاء ذكر هذه الاسفار في (أخبار الأيام الثاني9 : 29)
10 - سفر أخبار جاد الرائي وقد جاء ذكره في (أخبار الأيام الأول 29 : 31 )
11- يقول متى 2: 23 (وأتى وسكن فى مدينة يُقالُ لها ناصرة. لكى يتم ما قيل بالأنبياء إنه سيُدعَى ناصرياً) فأين كتاب الأنبياء الذى ذكر فيه هذا؟
12- (11لَمَّا كُنْتُ طِفْلاً كَطِفْلٍ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ وَكَطِفْلٍ كُنْتُ أَفْطَنُ وَكَطِفْلٍ كُنْتُ أَفْتَكِرُ. وَلَكِنْ لَمَّا صِرْتُ رَجُلاً أَبْطَلْتُ مَا لِلطِّفْلِ. 12فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ فِي لُغْزٍ لَكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهاً لِوَجْهٍ. الآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ لَكِنْ حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ. 13أَمَّا الآنَ فَيَثْبُتُ الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ هَذِهِ الثَّلاَثَةُ وَلَكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ.) كورنثوس الأولى 13: 11-13. من المتكلم الذى كان طفلاً ؟ ومن الذى ينظر فى المرآة ؟
13- (38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 7: 38-40
14- (25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً.) كورنثوس الأولى 7: 25
15- (1أُوصِي إِلَيْكُمْ بِأُخْتِنَا فِيبِي الَّتِي هِيَ خَادِمَةُ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي كَنْخَرِيَا 2كَيْ تَقْبَلُوهَا فِي الرَّبِّ كَمَا يَحِقُّ لِلْقِدِّيسِينَ وَتَقُومُوا لَهَا فِي أَيِّ شَيْءٍ احْتَاجَتْهُ مِنْكُمْ لأَنَّهَا صَارَتْ مُسَاعِدَةً لِكَثِيرِينَ وَلِي أَنَا أَيْضاً. 3سَلِّمُوا عَلَى بِرِيسْكِلاَّ وَأَكِيلاَ الْعَامِلَيْنِ مَعِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ 4اللَّذَيْنِ وَضَعَا عُنُقَيْهِمَا مِنْ أَجْلِ حَيَاتِي اللَّذَيْنِ لَسْتُ أَنَا وَحْدِي أَشْكُرُهُمَا بَلْ أَيْضاً جَمِيعُ كَنَائِسِ الأُمَمِ 5وَعَلَى الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي بَيْتِهِمَا. سَلِّمُوا عَلَى أَبَيْنِتُوسَ حَبِيبِي الَّذِي هُوَ بَاكُورَةُ أَخَائِيَةَ لِلْمَسِيحِ. 6سَلِّمُوا عَلَى مَرْيَمَ الَّتِي تَعِبَتْ لأَجْلِنَا كَثِيراً. 7سَلِّمُوا عَلَى أَنْدَرُونِكُوسَ وَيُونِيَاسَ نَسِيبَيَّ الْمَأْسُورَيْنِ مَعِي اللَّذَيْنِ هُمَا مَشْهُورَانِ بَيْنَ الرُّسُلِ وَقَدْ كَانَا فِي الْمَسِيحِ قَبْلِي. 8سَلِّمُوا عَلَى أَمْبِلِيَاسَ حَبِيبِي فِي الرَّبِّ. 9سَلِّمُوا عَلَى أُورْبَانُوسَ الْعَامِلِ مَعَنَا فِي الْمَسِيحِ وَعَلَى إِسْتَاخِيسَ حَبِيبِي. 10سَلِّمُوا عَلَى أَبَلِّسَ الْمُزَكَّى فِي الْمَسِيحِ.) رومية 16: 1-10. وأكتفى بهذا لأن الإصحاح كله سلامات.
16- (11لُوقَا وَحْدَهُ مَعِي. خُذْ مَرْقُسَ وَأَحْضِرْهُ مَعَكَ لأَنَّهُ نَافِعٌ لِي لِلْخِدْمَةِ. 12أَمَّا تِيخِيكُسُ فَقَدْ أَرْسَلْتُهُ إِلَى أَفَسُسَ. 13اَلرِّدَاءَ الَّذِي تَرَكْتُهُ فِي تَرُواسَ عِنْدَ كَارْبُسَ أَحْضِرْهُ مَتَى جِئْتَ، وَالْكُتُبَ أَيْضاً وَلاَ سِيَّمَا الرُّقُوقَ. 14إِسْكَنْدَرُ النَّحَّاسُ أَظْهَرَ لِي شُرُوراً كَثِيرَةً. لِيُجَازِهِ الرَّبُّ حَسَبَ أَعْمَالِهِ.) ثيموثاوس الثانية 4: 11-14
ولبعض النصارى حول هذه الاسفار المفقوده محاولات وأراجيف من القول لتبرير عدم ضياعها ، لايلتفت إليها .
الكتب غير القانونية (الأبوكريفا) :
1- سفر باروخ 2- سفر يهوذا
3- سفر طوبيا 4- سفر المكابيين الاول
5- سفر المكابيين الثاني 6- سفر الحكمة
7- سفر إستير
كتب أبوكريفا أخرى في نسخة ال G. N. B :
1- سفر سيراخ 2- رسالة إرميا
3- صلاة عزرا وانشودة الفتيان الثلاثة 4- سفر سوزانا
5- جرس التنين 6- سفر اسدراس الاول
7- سفر اسدراس الثاني 8- سفر صلاة مناسي
ذَكَرَ الكتاب المقدس للتحريف الذى وقع لكلمة الله :
1-(كَيْفَ تَدَّعُونَ أَنَّكُمْ حُكَمَاءُ وَلَدَيْكُمْ شَرِيعَةَ الرَّبِّ بَيْنَمَا حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ المُخَادِعُ إِلَى أُكْذُوبَةٍ؟) إرمياء 8 : 8
2- ليس هذا فقط بل إن الكتاب المقدس يتوعد المحرفين :
(وَإِنَّنِي أَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُ مَا جَاءَ فِي كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا: إِنْ زَادَ أَحَدٌ شَيْئاً عَلَى مَا كُتِبَ فِيهِ، يَزِيدُهُ اللهُ مِنَ الْبَلاَيَا الَّتِي وَرَدَ ذِكْرُهَا، 19وَإِنْ أَسْقَطَ أَحَدٌ شَيْئاً مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا، يُسْقِطُ اللهُ نَصِيبَهُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ، وَمِنَ الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، اللَّتَيْنِ جَاءَ ذِكْرُهُمَا فِي هَذَا الْكِتَاب") رؤيا يوحنا 22:" 18
3-(24فَعِنْدَمَا كَمَّل مُوسَى كِتَابَةَ كَلِمَاتِ هَذِهِ التَّوْرَاةِ فِي كِتَابٍ إِلى تَمَامِهَا 25أَمَرَ مُوسَى اللاوِيِّينَ حَامِلِي تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ: 26«خُذُوا كِتَابَ التَّوْرَاةِ هَذَا وَضَعُوهُ بِجَانِبِ تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ إِلهِكُمْ لِيَكُونَ هُنَاكَ شَاهِداً عَليْكُمْ. 27لأَنِّي أَنَا عَارِفٌ تَمَرُّدَكُمْ وَرِقَابَكُمُ الصُّلبَةَ. هُوَذَا وَأَنَا بَعْدُ حَيٌّ مَعَكُمُ اليَوْمَ قَدْ صِرْتُمْ تُقَاوِمُونَ الرَّبَّ فَكَمْ بِالحَرِيِّ بَعْدَ مَوْتِي! 28اِجْمَعُوا إِليَّ كُل شُيُوخِ أَسْبَاطِكُمْ وَعُرَفَاءَكُمْ لأَنْطِقَ فِي مَسَامِعِهِمْ بِهَذِهِ الكَلِمَاتِ وَأُشْهِدَ عَليْهِمِ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ. 29لأَنِّي عَارِفٌ أَنَّكُمْ بَعْدَ مَوْتِي تَفْسِدُونَ وَتَزِيغُونَ عَنِ الطَّرِيقِ الذِي أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ وَيُصِيبُكُمُ الشَّرُّ فِي آخِرِ الأَيَّامِ لأَنَّكُمْ تَعْمَلُونَ الشَّرَّ أَمَامَ الرَّبِّ حَتَّى تُغِيظُوهُ بِأَعْمَالِ أَيْدِيكُمْ».) تثنية 31 : 24 – 29
4- (10فَقَالَ:[قَدْ غِرْتُ غَيْرَةً لِلرَّبِّ إِلَهِ الْجُنُودِ، لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ تَرَكُوا عَهْدَكَ وَنَقَضُوا مَذَابِحَكَ وَقَتَلُوا أَنْبِيَاءَكَ بِالسَّيْفِ، فَبَقِيتُ أَنَا وَحْدِي. وَهُمْ يَطْلُبُونَ نَفْسِي لِيَأْخُذُوهَا].) ملوك الأول 19: 10
5- وهذا كلام الله الذى يقدسه نبى الله داود ويفتخر به ، يحرفه غير المؤمنين ، ويطلبون قتله لأنه يعارضهم ويمنعهم ، ولا يبالى إن قتلوه من أجل الحق ، فهو متوكل على الله: (4اَللهُ أَفْتَخِرُ بِكَلاَمِهِ. عَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُهُ بِي الْبَشَرُ! 5الْيَوْمَ كُلَّهُ يُحَرِّفُونَ كَلاَمِي. عَلَيَّ كُلُّ أَفْكَارِهِمْ بِالشَّرِّ.) مزمور 56: 4 –5
6- (15وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَتَعَمَّقُونَ لِيَكْتُمُوا رَأْيَهُمْ عَنِ الرَّبِّ فَتَصِيرُ أَعْمَالُهُمْ فِي الظُّلْمَةِ وَيَقُولُونَ: «مَنْ يُبْصِرُنَا وَمَنْ يَعْرِفُنَا؟». 16يَا لَتَحْرِيفِكُمْ!) إشعياء 29: 15 – 16
7- (29أَلَيْسَتْ هَكَذَا كَلِمَتِي كَنَارٍ يَقُولُ الرَّبُّ وَكَمِطْرَقَةٍ تُحَطِّمُ الصَّخْرَ؟ 30لِذَلِكَ هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَسْرِقُونَ كَلِمَتِي بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ. 31هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ لِسَانَهُمْ وَيَقُولُونَ: قَالَ. 32هَئَنَذَا عَلَى الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ بِأَحْلاَمٍ كَاذِبَةٍ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَقُصُّونَهَا وَيُضِلُّونَ شَعْبِي بِأَكَاذِيبِهِمْ وَمُفَاخَرَاتِهِمْ وَأَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ. فَلَمْ يُفِيدُوا هَذَا الشَّعْبَ فَائِدَةً يَقُولُ الرَّبُّ]. 33وَإِذَا سَأَلَكَ هَذَا الشَّعْبُ أَوْ نَبِيٌّ أَوْ كَاهِنٌ: [مَا وَحْيُ الرَّبِّ؟] فَقُلْ لَهُمْ: [أَيُّ وَحْيٍ؟ إِنِّي أَرْفُضُكُمْ - هُوَ قَوْلُ الرَّبِّ. 34فَالنَّبِيُّ أَوِ الْكَاهِنُ أَوِ الشَّعْبُ الَّذِي يَقُولُ: وَحْيُ الرَّبِّ - أُعَاقِبُ ذَلِكَ الرَّجُلَ وَبَيْتَهُ. 35هَكَذَا تَقُولُونَ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ وَالرَّجُلُ لأَخِيهِ: بِمَاذَا أَجَابَ الرَّبُّ وَمَاذَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ؟ 36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا.) إرمياء 23: 29-36
8- انظر إلى اعتراف الكتاب المقدس بالتحريف ، ثم ينسبونه لله ، والله يتبرأ منه! (9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».) متى 15: 9 (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلا)
9- انظر إلى التحريف الذى كان منتشراً وقتها؟ انظر كم كتاب وكم رسالة قد تم تأليفها على غير المألوف أو المشهور عند لوقا؟ الأمر الذى دفعه لكتابة هذه الرسالة! (1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.) لوقا 1: 1-4
10- (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7 انظر كيف يتطاول على ذات الله العليا! هل صدق الله ومجده يحتاج إلى كذب بولس ونفاقه؟ هل يعجز الله عن نشر كلمته بالفضيلة والصدق؟ وما حكمة الله أن يوحى إلى كذاب منافق بنشر رسالته وتعاليمه؟ ألا يخشى ذلك الإله من تفشى الكذب والنفاق بين شعبه؟ وكيف أثق فى هذا الإله الذى يرتكن إلى كاذب ومخادع لنشر رسالته؟ وهل سيحاسبنا الله على الكذب فى الدنيا يوم الحساب؟ ألم يكذب هو (سبحانه وتعالى عن ذلك علواً كبيرا) بإعانته هذا الكاذب والوحى إليه؟ وكيف يأمر بما لا يفعله هو؟ أليست هذه حجة عليه؟ أليس هذا من الظلم؟ ألم يقل فى الناموس (لا تكذب)؟ فلماذا يعين الكاذب ويوحى إليه؟؟؟
11- بولس يقول أراءه الشخصية ، ثم بعد ذلك تقولون هذا من عند الله؟ (25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً. 26فَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا حَسَنٌ لِسَبَبِ الضِّيقِ الْحَاضِرِ.) كورنثوس الأولى 7: 25-26
12- هل بولس قد أوحى الله إليه؟ إن قلت لا، فلماذا تُعِدُّونَ رأيه الخاص وحىٌ من عند الله؟ وإن قلت نعم ، فاقرأوا رأيه الشخصى الذى يضعه فى رسائله الشخصية: (38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.)كورنثوس الأولى7: 38-40
13- هذا هو بولس الذى لعب بالكل ليربح الكل وليكون شريكاً فى الإنجيل (19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ.) كورنثوس الأولى 9: 20-23 ، وهو نفس حال المنصرين لليوم: الكذب والنفاق ليربح الكل!!
بالطبع تعرفون أن كلمة إنجيل تعنى البشارة (الحسنة) ، فما هى بشارة بولس التى بشر بها؟ وماهى بشارة عيسى عليه السلام التى نادى بها؟
إن رسالة عيسى عليه السلام هى اقتراب ملكوت السموات أو ملكوت الله التى تعنى خروج شريعة أخرى من عند الله ليست فى نسل إسحق: (11وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ مِنَ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ وَيَتَّكِئُونَ مَعَ إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ 12وَأَمَّا بَنُو الْمَلَكُوتِ فَيُطْرَحُونَ إِلَى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ.)متى8: 11-12
(28هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ مَتَى رَأَيْتُمْ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ فِي مَلَكُوتِ اللهِ وَأَنْتُمْ مَطْرُوحُونَ خَارِجاً. 29وَيَأْتُونَ مِنَ الْمَشَارِقِ وَمِنَ الْمَغَارِبِ وَمِنَ الشِّمَالِ وَالْجَنُوبِ وَيَتَّكِئُونَ فِي مَلَكُوتِ اللهِ. 30وَهُوَذَا آخِرُونَ يَكُونُونَ أَوَّلِينَ وَأَوَّلُونَ يَكُونُونَ آخِرِينَ») لوقا 13: 28-30
(42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ».) متى 21: 42-44
(9«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. 10لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ. 11خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ. 12وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا.) متى 6: 9-12
14- فى (أعمال الرسل 9: 3-9 ؛ 22: 6-11 ؛ 26: 12-17) ذكرت قصة اعتناق بولس المسيحية. لكن انظر إلى التناقضات فى سرد هذه القصة التى لو ذكرت أمام عاقل لرفضها من جذورها، ولو أشهد بولس المحكمة على صدق هذه القصة لحبسته بتهمة إزعاج السلطات!
الصوت النور المسافرون مكان تلقى الرسالة
9: 3 - 9 سمعوه لم ينظروه وقفوا صامتين دمشق
22: 6 – 11 لم يسمعوه نظروه دمشق
26: 12 - 17 ------ نظروه سقطوا على الأرض تلقاها فى الحال مع وعد بإنقاذه من اليهود
وما هى هذه الرسالة؟ هل هى تعاليم جديدة؟ لا. إلا أن بولس جعلها ديانة تختلف تماماً عن تعاليم عيسى عليه السلام. إنها نفس تعاليم موسى النقية دون تدخل أيدى بشرية فيها. أليس هذا بولس اليهودى؟ اقرأ غلاطية 2: 15(15نَحْنُ بِالطَّبِيعَةِ يَهُودٌ وَلَسْنَا مِنَ الأُمَمِ خُطَاةً) ألم يحاكم تلاميذ المسيح بولس فى المعبد؟ مع الأخذ فى الإعتبار أن أقدم رسائل بولس ترجع إلى 30 سنة بعد رفع المسيح عليه السلام. أى إن التلاميذ قد ألبسوا قوة من الأعالى وتكلموا بألسنة مختلفة. فهل ما زلتم تقولون عن بولس رسول؟ هل ما زلتم تعتقدون أنه من تلاميذ عيسى عليه السلام؟ (11وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الإِنْجِيلَ الَّذِي بَشَّرْتُ بِهِ، أَنَّهُ لَيْسَ بِحَسَبِ إِنْسَانٍ. 12لأَنِّي لَمْ أَقْبَلْهُ مِنْ عِنْدِ إِنْسَانٍ وَلاَ عُلِّمْتُهُ. بَلْ بِإِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 13فَإِنَّكُمْ سَمِعْتُمْ بِسِيرَتِي قَبْلاً فِي الدِّيَانَةِ الْيَهُودِيَّةِ، أَنِّي كُنْتُ أَضْطَهِدُ كَنِيسَةَ اللهِ بِإِفْرَاطٍ وَأُتْلِفُهَا. 14وَكُنْتُ أَتَقَدَّمُ فِي الدِّيَانَةِ الْيَهُودِيَّةِ عَلَى كَثِيرِينَ مِنْ أَتْرَابِي فِي جِنْسِي، إِذْ كُنْتُ أَوْفَرَ غَيْرَةً فِي تَقْلِيدَاتِ آبَائِي. 15وَلَكِنْ لَمَّا سَرَّ اللهَ الَّذِي أَفْرَزَنِي مِنْ بَطْنِ أُمِّي، وَدَعَانِي بِنِعْمَتِهِ 16أَنْ يُعْلِنَ ابْنَهُ فِيَّ لِأُبَشِّرَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، لِلْوَقْتِ لَمْ أَسْتَشِرْ لَحْماً وَدَماً 17وَلاَ صَعِدْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ إِلَى الرُّسُلِ الَّذِينَ قَبْلِي، بَلِ انْطَلَقْتُ إِلَى الْعَرَبِيَّةِ، ثُمَّ رَجَعْتُ أَيْضاً إِلَى دِمَشْقَ.) غلاطية 1: 11-17
15- لاحظ وجود أناجيل أخرى وانتشار التأليف والتحريف فى الإنجيل عقب اختفاء عيسى مباشرة! وهو نفس الكلام الذى قاله لوقا فىإنجيله الإصحاح الأول. (6إِنِّي أَتَعَجَّبُ أَنَّكُمْ تَنْتَقِلُونَ هَكَذَا سَرِيعاً عَنِ الَّذِي دَعَاكُمْ بِنِعْمَةِ الْمَسِيحِ إِلَى إِنْجِيلٍ آخَرَ. 7لَيْسَ هُوَ آخَرَ، غَيْرَ أَنَّهُ يُوجَدُ قَوْمٌ يُزْعِجُونَكُمْ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُحَوِّلُوا إِنْجِيلَ الْمَسِيحِ. 8وَلَكِنْ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا».) غلاطية 1: 6-8
16- هل تعلم أن بولس هذا أخرج الناس عن تعاليم عيسى عليه السلام ، وانفصل عنه برنابا وتركه (أعمال الرسل15: 29).
وأدانه رئيس التلاميذ يعقوب وأمره بالتطهر والإستغفار، بل وأرسل التلاميذ أناسا من أتباع عيسى عليه السلام النهتدين لإصلاح هرطقة بولس؟ (20فَلَمَّا سَمِعُوا كَانُوا يُمَجِّدُونَ الرَّبَّ. وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعاً غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. 22فَإِذاً مَاذَا يَكُونُ؟ لاَ بُدَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ أَنْ يَجْتَمِعَ الْجُمْهُورُ لأَنَّهُمْ سَيَسْمَعُونَ أَنَّكَ قَدْ جِئْتَ. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا». 26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِراً بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ27وَلَمَّا قَارَبَتِ الأَيَّامُ السَّبْعَةُ أَنْ تَتِمَّ رَآهُ الْيَهُودُ الَّذِينَ مِنْ أَسِيَّا فِي الْهَيْكَلِ فَأَهَاجُوا كُلَّ الْجَمْعِ وَأَلْقَوْا عَلَيْهِ الأَيَادِيَ 28صَارِخِينَ: «يَا أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ أَعِينُوا! هَذَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي يُعَلِّمُ الْجَمِيعَ فِي كُلِّ مَكَانٍ ضِدّاً لِلشَّعْبِ وَالنَّامُوسِ وَهَذَا الْمَوْضِعِ حَتَّى أَدْخَلَ يُونَانِيِّينَ أَيْضاً إِلَى الْهَيْكَلِ وَدَنَّسَ هَذَا الْمَوْضِعَ الْمُقَدَّسَ». 29لأَنَّهُمْ كَانُوا قَدْ رَأَوْا مَعَهُ فِي الْمَدِينَةِ تُرُوفِيمُسَ الأَفَسُسِيَّ فَكَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّ بُولُسَ أَدْخَلَهُ إِلَى الْهَيْكَلِ. 30فَهَاجَتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا وَتَرَاكَضَ الشَّعْبُ وَأَمْسَكُوا بُولُسَ وَجَرُّوهُ خَارِجَ الْهَيْكَلِ. وَلِلْوَقْتِ أُغْلِقَتِ الأَبْوَابُ. 31وَبَيْنَمَا هُمْ يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ نَمَا خَبَرٌ إِلَى أَمِيرِ الْكَتِيبَةِ أَنَّ أُورُشَلِيمَ كُلَّهَا قَدِ اضْطَرَبَتْ 32فَلِلْوَقْتِ أَخَذَ عَسْكَراً وَقُوَّادَ مِئَاتٍ وَرَكَضَ إِلَيْهِمْ. فَلَمَّا رَأُوا الأَمِيرَ وَالْعَسْكَرَ كَفُّوا عَنْ ضَرْبِ بُولُسَ)أعمال الرسل21: 20- 32
ولم يتركوه يدخل بين الشعب حتى لا يُفسد عقيدته (30وَلَمَّا كَانَ بُولُسُ يُرِيدُ أَنْ يَدْخُلَ بَيْنَ الشَّعْبِ لَمْ يَدَعْهُ التَّلاَمِيذُ.) (أعمال الرسل 19: 30) تُرى من أهم عندك ومن أكثر معرفة بدين عيسى عليه السلام؟ هل الحواريين (التلاميذ) أم بولس الذى لم يراه؟
1- يقول سفر (التكوين 1: 3-5) (خلق النور والليل والنهار في اليوم الأول)
ويناقضه سفر (التكوين 1: 14) بقوله (خلق النور في اليوم الرابع)
2- يؤكد سفر التكوين (5: 23-24) أن أخنوخ سار مع الله ولم يوجد لأن الله أخذه
ويؤكد سفر الملوك الثانى (2: 1-11) أيضاً أن إيليا صعد إلى السماء
يناقضهما إنجيل يوحنا (3: 13) بقوله (لم يصعد أحد إلا ابن الإنسان)
3- اتفق سفر التكوين (10: 24) و (11: 12-14) و أخبار الأيام (1: 18) أن عابر بن شالح بن أرفكشاد
وهذا يناقضه قول لوقا (3 : 36) أن عابر بن شالح بن قينان بن أرفكشاد
4- يقول سفر (التكوين 14: 12) أن لوط عليه السلام ابن أخ إبراهيم
ويناقضه سفر (التكوين 14: 14) الذى يقول إن لوط عليه السلام أخ إبراهيم
5- يتوعد الرب فى سفر (التكوين 15: 13) نسل أبرام أنه سيكون غريباً في أرض ليست لهم ويُستعبدون لهم 400 سنة
بينما أقاموا في مصر 430 سنة تبعاً لسفر (الخروج 12: 40)
5- (التكوين 32: 30) رأى يعقوب الله وجهاً لوجه
(الخروج 33: 11) موسى كلم الله وجهاً لوجه
تناقض (الخروج 33: 20) قال الرب لموسى لا تقدر أن ترى وجهي
وتناقض (يوحنا 1: 18) إن الله لم يره أحد قط
6- الابن أخزيا كان عمره 42 سنة عندما مات أبوه (أخبار الأيام الثانى 22: 2) ؛ فى الوقت الذى مات فيه أبوه يهورام وكان عمره 40 سنة (أخبار الأيام الثانى 21: 20) ؛ وهى تناقض أيضاً (ملوك الثانى 8: 26) حيث ذكر فيها أن أخزيا كان عمره 22 سنة حين مات أبوه. وقد غيرتها الطبعة الحديثة للكتاب المقدس إلى 22 سنة بدلاً من 42 (كتاب الحياة)
7- ذكرَ (متى 1 : 13) أن شألتيئل بن يكنيا وذكر لوقا أن شألتئيل ابن نيرى
تناقض (أخبار الأيام الأول 3 : 17-19) حيث إن يكنيا ولد أسير
8- ذكر متى أن اسم ابن زربابل (أبيهود) ، وذكر لوقا أن اسمه (ريسا) ، وكلاهما مخطىء، لأن أولاد زربابل هم: (مشلام وحننيا وشلومية أختهم وحشوبة وأوهل وبرخيا وحسديا ويوشب حسد) أخبار الأيام الأول 3: 19-20
9- (متى 8 : 28-34) مجنونان يكلمان المسيح لإخراج الشياطين منهم فأخرجها ودخلت في الخنازير تناقض (مرقس 5 : 1-17) مجنون واحد وقد أخرج المسيح منه 2000 شيطاناً ودخلت في 2000 خنزير
10- (متى 11 : 14 ومتى 17 : 10-13) المسيح يقول عن يحيى أنه إيليا
تناقض (يوحنا 1 : 19-28) يحيى ينكر أنه إيليا. فمن منهما الصادق؟
11- (متى 11 : 18) يوحنا لا يأكل ولا يشرب
تناقض (مرقس 1 : 6) يأكل جراداً وعسلاً برياً
12- (متى 16 : 18-19) سمى المسيح سمعان بطرس وأعطاه مفاتيح ملكوت السموات
تناقض (متى 16 : 23) قال له " اذهب عني يا شيطان .أنت معثرة لي"
13- (متى 26 : 3-13) سكبت المرأة الطيب عل رأس المسيح
وفي (مرقس 14 : 1-9) سكبت المرأة الطيب عل رأس المسيح
تناقض (يوحنا 12 : 1-8) دهنت المرأة قدمي المسيح بالطيب ومسحت قدميه بشعرها
14- العشاء الأخير يوم الفصح ولم يغسل أرجلهم (متى 26: 26-29) (مرقس 14: 7-26)
(لوقا 22 : 14-23) ؛ تناقض (يوحنا 13 : 1-20) العشاء الأخير قبل الفصح بستة أيام وقد غسل أرجلهم
15- (متى 27 : 3-10) ندم يهوذا وخنق نفسه , تناقض(أعمال الرسل1: 18-19)"وإذ سقط على وجهه انشق من الوسط فانسكبت أحشاؤه كلها"
16- (متى 27 : 23-31) بيلاطس غسل يديه من دم المسيح ثم جلده وسلمه لهم
(مرقس 15 : 14-20) بيلاطس جلده وسلمه لهم ليرضيهم
تناقض (لوقا 23 : 8-12) بيلاطس لم يجلده بل سلمه لهم ليرضيهم
وتناقض (يوحنا 19 : 1-23) بيلاطس جلده وساهم في إعداده للصلب
17- سخروا سمعان القيرواني لحمل صليب المسيح (متى 27 : 32) (مرقس 15 : 11) (لوقا 23 : 26) ؛ تناقض (يوحنا 19 : 16-18) المسيح حمل صليبه
18- لأن كل شيء مستطاع عند الله (مرقس 10 : 27) (متى 19 : 26)
تناقض (القضاة 1: 19) لم يستطع الله طردهم لأن مركباتهم حديد !
19- صلبوه الساعة الثالثة (مرقس 15: 25)
تناقض (يوحنا 19: 14-16) الساعة السادسة صلبوه
20- (مرقس 15: 39 قال قائد المئة إن المسيح ابن الله
تناقض (لوقا 23: 47) قال إن المسيح كان إنساناً باراً
21- (مرقس 16: 14) ظهر للأحد عشر
تناقض (كورنثوس الأولى15: 5) ظهر لصفا ثم للاثني عشر
22- (لوقا 5: 1-11) معجزة الصيد حدثت قبل قيامة عيسى عليه السلام
تناقض (يوحنا 21: 1-14) معجزة الصيد حدثت بعد قيامة عيسى عليه السلام
23- صعد المسيح إلى السماء مساء عيد الفصح (لوقا 24: 51) (مرقس 16: 19)
تناقض (أعمال الرسل 1: 2-3) صعد المسيح إلى السماء بعد أربعين يوماً من قيامته
24- (يوحنا 1: 18) الله لم يره أحد قط
تناقض (الخروج 33: 11) يكلم الرب موسى وجهاً لوجه
25- (يوحنا 5: 31) إن كنت أشهد لنفسي فشهادتي ليست حقاً
تناقض (يوحنا 8: 14) إن كنت أشهد لنفسي فشهادتي حق
سادساً: أنبياء ونصوص مقدسة تسب الرب !!!
نسبوا إليه الظلم والبطش: (11دَفَعَنِيَ اللهُ إِلَى الظَّالِمِ وَفِي أَيْدِي الأَشْرَارِ طَرَحَنِي. 12كُنْتُ مُسْتَرِيحاً فَزَعْزَعَنِي وَأَمْسَكَ بِقَفَايَ فَحَطَّمَنِي وَنَصَبَنِي لَهُ هَدَفاً.) (أيّوب16: 11-12)
نسبوا إلى الرب النصْب والظلم والإحتيال:(6فَاعْلَمُوا إِذاً أَنَّ اللهَ قَدْ عَوَّجَنِي وَلَفَّ عَلَيَّ أُحْبُولَتَهُ. 7هَا إِنِّي أَصْرُخُ ظُلْماً فَلاَ أُسْتَجَابُ. أَدْعُو وَلَيْسَ حُكْمٌ. 8قَدْ حَوَّطَ طَرِيقِي فَلاَ أَعْبُرُ وَعَلَى سُبُلِي جَعَلَ ظَلاَماً. 9أَزَالَ عَنِّي كَرَامَتِي وَنَزَعَ تَاجَ رَأْسِي. 10هَدَمَنِي مِنْ كُلِّ جِهَةٍ فَذَهَبْتُ وَقَلَعَ مِثْلَ شَجَرَةٍ رَجَائِي 11وَأَضْرَمَ عَلَيَّ غَضَبَهُ وَحَسِبَنِي كَأَعْدَائِهِ.) (أيّوب19: 6-11) , (12مِنَ الْوَجَعِ أُنَاسٌ يَئِنُّونَ وَنَفْسُ الْجَرْحَى تَسْتَغِيثُ وَاللهُ لاَ يَنْتَبِهُ إِلَى الظُّلْمِ.) (أيوب 24: 12)
لا يأتمن عبيده ويسب ملائكَتَه: (18هُوَذَا عَبِيدُهُ لاَ يَأْتَمِنُهُمْ وَإِلَى مَلاَئِكَتِهِ يَنْسِبُ حَمَاقَةً.) (أيّوب4: 18)
وصفوه بصفات الشيطان: (19يَذْهَبُ بِالْكَهَنَةِ أَسْرَى وَيَقْلِبُ الأَقْوِيَاءَ. 20يَقْطَعُ كَلاَمَ الأُمَنَاءِ وَيَنْزِعُ ذَوْقَ الشُّيُوخِ. 21يُلْقِي هَوَاناً عَلَى الشُّرَفَاءِ وَيُرْخِي مِنْطَقَةَ الأَشِدَّاءِ. 22يَكْشِفُ الْعَمَائِقَ مِنَ الظَّلاَمِ وَيُخْرِجُ ظِلَّ الْمَوْتِ إِلَى النُّورِ. 23يُكَثِّرُ الأُمَمَ ثُمَّ يُبِيدُهَا. يُوَسِّعُ لِلأُمَمِ ثُمَّ يُشَتِّتُها. 24يَنْزِعُ عُقُولَ رُؤَسَاءِ شَعْبِ الأَرْضِ وَيُضِلُّهُمْ فِي تِيهٍ بِلاَطَرِيقٍ. 25يَتَلَمَّسُونَ فِي الظَّلاَمِ وَلَيْسَ نُورٌ وَيُرَنِّحُهُمْ مِثْلَ السَّكْرَانِ) (أيّوب 12: 19-24)
نسبوا إليه اضطهاد أنبيائه: (20إِلَيْكَ أَصْرُخُ فَمَا تَسْتَجِيبُ لِي. أَقُومُ فَمَا تَنْتَبِهُ إِلَيَّ. 21تَحَوَّلْتَ إِلَى جَافٍ مِنْ نَحْوِي. بِقُدْرَةِ يَدِكَ تَضْطَهِدُنِي) (أيّوب 30: 20-21)
نسبوا إليه الجهل والضعف: (25لأَنَّ جَهَالَةَ اللهِ أَحْكَمُ مِنَ النَّاسِ! وَضَعْفَ اللهِ أَقْوَى مِنَ النَّاسِ!) (كورنثوس الأولى 1: 25)
نسبوا إليه الجهل، ونفوا عنه علمه بما يحدث فى ملكوته: فقد كان يبحث عن آدم فى الجنة، ولم يعرف أنه كان عرياناً أو أكل من الشجرة حتى أخبره آدم! وبذلك جعلوه الرب الذى لا يعلم خائنة الأعين ولا ما تخفى الصدور: (9فَنَادَى الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ: «أَيْنَ أَنْتَ؟».) تكوين 3: 9 و(11فَقَالَ:«مَنْ أَعْلَمَكَ أَنَّكَ عُرْيَانٌ؟ هَلْ أَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ أَنْ لاَ تَأْكُلَ مِنْهَا؟») تكوين 3: 11 ؛ وعلمه محدود وقدرته محدودة عند بعض الناس: (11وَقَالُوا: [كَيْفَ يَعْلَمُ اللهُ وَهَلْ عِنْدَ الْعَلِيِّ مَعْرِفَةٌ؟]) مزامير 93: 11 ؛ (7وَيَقُولُونَ: [الرَّبُّ لاَ يُبْصِرُ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ لاَ يُلاَحِظُ].) مزامير 94: 7 ؛ كما نزل على الأرض ليتفقد المدينة والربج (5فَنَزَلَ الرَّبُّ لِيَنْظُرَ الْمَدِينَةَ وَالْبُرْجَ اللَّذَيْنِ كَانَ بَنُو آدَمَ يَبْنُونَهُمَا.) تكوين 11: 5 ، كذلك نزل عندما كثُر صراخ سدوم وعمورة وخطيتهم عظمت ليتأكد (20وَقَالَ الرَّبُّ: «إِنَّ صُرَاخَ سَدُومَ وَعَمُورَةَ قَدْ كَثُرَ وَخَطِيَّتُهُمْ قَدْ عَظُمَتْ جِدّاً. 21أَنْزِلُ وَأَرَى هَلْ فَعَلُوا بِالتَّمَامِ حَسَبَ صُرَاخِهَا الْآتِي إِلَيَّ وَإِلَّا فَأَعْلَمُ».) التكوين 18 : 20-21
نسبوا إلى الرب التعب والنَّصَب: (3وَبَارَكَ اللهُ الْيَوْمَ السَّابِعَ وَقَدَّسَهُ لأَنَّهُ فِيهِ اسْتَرَاحَ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ اللهُ خَالِقاً.) (تكوين 2: 3)
جعلوه إلهاً سكيراً: (65فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ.) (مزامير 78: 65)
جعلوا الشيطان أصدق من الرب: فقد أوصى آدم وحواء ألا يأكلا من شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ لأنهم يوم يأكلان منها فسيموتون: (16وَأَوْصَى الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ قَائِلاً: «مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلاً 17وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتاً تَمُوتُ».) تكوين 2: 16-17
أما الشيطان المتمثل فى صورة الحية فقال: (4فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا! 5بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ».) تكوين 3: 4
وبالفعل لم يميتهما الله بل عاقبهما بأن أنزلهما إلى الأرض للعمل والشقاء: (16وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ». 17وَقَالَ لِآدَمَ: «لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلاً: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. 18وَشَوْكاً وَحَسَكاً تُنْبِتُ لَكَ وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ. 19بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزاً حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ».) تكوين 3: 16-19
جعلوه يأمر بالفحشاء فأمر بالزنا والمنكر فأمر بالسكر: (كُلُوا أَيُّهَا الأَصْحَابُ. اشْرَبُوا وَاسْكَرُوا أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ.) نشيد الإنشاد5: 1 ، وأمر بالكذب وبسرقة حلى المصريين: (21وَأُعْطِي نِعْمَةً لِهَذَا الشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ. فَيَكُونُ حِينَمَا تَمْضُونَ أَنَّكُمْ لاَ تَمْضُونَ فَارِغِينَ. 22بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتَسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ».) خروج 3: 21-22
جعلوه إلهاً فقيراً ، لدرجة أنه استأجرَ موساً ليحلق ذقنه: (20فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَحْلِقُ السَّيِّدُ بِمُوسَى مُسْتَأْجَرَةٍ فِي عَبْرِ النَّهْرِ بِمَلِكِ أَشُّورَ الرَّأْسَ وَشَعْرَ الرِّجْلَيْنِ وَتَنْزِعُ اللِّحْيَةَ أَيْضاً) إشعياء 7: 20
جعلوا عبده يتصارع معه ويقهره: (22ثُمَّ قَامَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَأَخَذَ امْرَأَتَيْهِ وَجَارِيَتَيْهِ وَأَوْلاَدَهُ الأَحَدَ عَشَرَ وَعَبَرَ مَخَاضَةَ يَبُّوقَ. 23أَخَذَهُمْ وَأَجَازَهُمُ الْوَادِيَ وَأَجَازَ مَا كَانَ لَهُ. 24فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ. وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ. 25وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ. 26وَقَالَ: «أَطْلِقْنِي لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي». 27فَسَأَلَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «يَعْقُوبُ». 28فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدِرْتَ». 29وَسَأَلَهُ يَعْقُوبُ: «أَخْبِرْنِي بِاسْمِكَ». فَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي؟» وَبَارَكَهُ هُنَاكَ. 30فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلاً: «لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهاً لِوَجْهٍ وَنُجِّيَتْ نَفْسِي».)تكوين32: 22-30
جعلوه إله ضعيف يحتاج لشريك لأنه من نفسه لا يقدر أن يفعل شيئاً: (أنا لا أقدر أن أفعل من نفسى شيئاً) (يوحنا5: 30)
جعلوه إله العذاب الأبدى: فهو ينتقم منك لذنوب جدك الرابع: (لأنى أنا الرب إلهك إله غيور أفتقد ذنوب الآباء فى الأبناء فى الجيل الثالث والرابع من مبغضى) خروج 20: 5 ؛ بل انتقم من العمونيين والموابيين حتى الجد العاشر: (لا يدخل عمونى ولا موابى فى جماعة الرب حتى الجيل العاشر لا يدخل منهم أحد فى جماعة الرب إلى الأبد) تثنية 23: 3
جعلوه مجرمَ حرب ، فنسبوا له الإبادة الجماعية: (3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً».) (صموئيل الأول 15: 3)
نسبوا له الظلم والبطش فجعلوه يقتل 50070 من أهل بيت شمس لأنهم نظروا تابوت الرب (صموئيل الأول 6: 19)
جعلوا الشيطان هو الإله مالك الملك ، وجعلوه يحقِّر إلهه ولا يهابه ويسحبه أربعين يوماً يجربه: (6وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «لَكَ أُعْطِي هَذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. 7فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ».)! لوقا 4: 6، لك أن تتخيل أن الشيطان هو الغنى وهو المعطى وهو الوهاب وهو الرزَّاق والله هو الفقير
نفوا عنه صفة الإله الخالق ، فجعلوه طفلاً رضيعاً ناقص العلم والقدرة والحكمة وإمكانية الخلق والإحياء والإماتة!
وصفوا الرب الإله بالعبودية لغيره ، فقد سجد لإلهه: (... قام وخرج ومضى إلى موضع خلاء وكان يصلى هناك) مرقس 1: 35 ، (وبعد ما صرف الجموع صَعِدَ إلى الجبل منفرداً ليصلى) متى 14: 23
وصفوه بأنه إله غير قدير بهذه الألوهية ، فهو ينسى ، ويندم على أفعاله: (6فَحَزِنَ الرَّبُّ أَنَّهُ عَمِلَ الإِنْسَانَ فِي الأَرْضِ وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ. 7فَقَالَ الرَّبُّ: «أَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ: الإِنْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ السَّمَاءِ. لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي عَمِلْتُهُمْ».) تكوين 6: 6-7 ، وأيضاً (14فَنَدِمَ الرَّبُّ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي قَالَ إِنَّهُ يَفْعَلُهُ بِشَعْبِهِ.) خروج 32: 14 ، وأيضاً (وَالرَّبُّ نَدِمَ لأَنَّهُ مَلَّكَ شَاوُلَ عَلَى إِسْرَائِيلَ.) صموئيل الأول 15: 35
وصفوه بأنه حمامة: (16فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ فَرَأَى رُوحَ اللَّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ 17وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ».) متى 3: 16-17
وصفوه بأنه شاة: («مِثْلَ شَاةٍ سِيقَ إِلَى الذَّبْحِ وَمِثْلَ خَرُوفٍ صَامِتٍ أَمَامَ الَّذِي يَجُزُّهُ هَكَذَا لَمْ يَفْتَحْ فَاهُ.) أعمال الرسل8: 32
وصفوه بأنه خروف: (هؤلاء سيحاربون الخروف والخروف يغلبهم لأنه ربُّ الأرباب وملك الملوك) رؤيا يوحنا 17: 14
وصفوه بأنه إله رمة: فقد وصفه الكتاب بأن الكلمة حلت فيه وصار إنساناً: (فى البدء كان الكلمة .. .. وكان الكلمة الله .. .. والكلمة صار جسداً وحلَّ بيننا) يوحنا 1: 1 ، 14، (فكم بالحرى الإنسان الرمة وابن آدم الدود) أيوب 25: 6
ثم لعنوه: (المسيح افتدانا من لعنة الناموس ، إذ صار لعنة لأجلنا ، لأنه مكتوب ملعون كل من عُلِّقَ على خشبة) (غلاطية 3: 13)
وصفوه بأنه إله خلقه أقوى منه فقبضوا عليه وضربوه وبصقوا فى وجهه وصلبوه: (28فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيَّاً 29وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!» 30وَبَصَقُوا عَلَيْهِ وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. 31وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ.) متى 27: 28-31 ، (65فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ.) مزامير 78: 65 ، وقد مُدِحَ يوحنا بأنه قدوس لأنه لايشرب الخمر، فلك أن تتخيل أن المخلوق مقدس والخالق مهان! ( لأنه يكون عظيما أمام الرب وخمرا ومسكراً لا يشرب) لوقا1: 15
وصفوه بأنه إله جبان يخشى أن يحتل الجنة عبده الذى خلقه: (22وَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ: «هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفاً الْخَيْرَ وَالشَّرَّ. وَالْآنَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَأْخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ أَيْضاً وَيَأْكُلُ وَيَحْيَا إِلَى الأَبَدِ». 23فَأَخْرَجَهُ الرَّبُّ الإِلَهُ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ الَّتِي أُخِذَ مِنْهَا. 24فَطَرَدَ الإِنْسَانَ وَأَقَامَ شَرْقِيَّ جَنَّةِ عَدْنٍ الْكَرُوبِيمَ وَلَهِيبَ سَيْفٍ مُتَقَلِّبٍ لِحِرَاسَةِ طَرِيقِ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ.) تكوين 3: 22-24 ففرض حراسات عليها.
وصفوه بأنه إله لا ينتقى إلا أنبياء لصوص: (جميع الذين أتَوْا قبلى سَرَّاقٌ ولُصًوص ، ولكن الخراف لم تسمع لهم) يوحنا 10: 8 ؛ أو حفاة: (2فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ قَالَ الرَّبُّ عَنْ يَدِ إِشَعْيَاءَ بْنِ آمُوصَ: «اذْهَبْ وَحُلَّ الْمِسْحَ عَنْ حَقَوَيْكَ وَاخْلَعْ حِذَاءَكَ عَنْ رِجْلَيْكَ». فَفَعَلَ هَكَذَا وَمَشَى مُعَرًّى وَحَافِياً. 3فَقَالَ الرَّبُّ: «كَمَا مَشَى عَبْدِي إِشَعْيَاءُ مُعَرًّى وَحَافِياً ثَلاَثَ سِنِينٍ آيَةً وَأُعْجُوبَةً عَلَى مِصْرَ وَعَلَى كُوشَ) إشعياء 20: 3-5) أو زناة (قصة زنا نبى الله داود مع امرأة جاره أوريا) صموئيل الثانى 11 ؛ أو كفرة يعبدون الأوثان (مثل نبى الله سليمان فى ملوك الأول 11: 9-10)
وصفوه بأنه إله مُخرِّب: (12وَفِي الْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ 13فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئاً. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئاً إلاَّ وَرَقاً لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ. 14فَقَالَ يَسُوعُ لَهَا: «لاَ يَأْكُلْ أَحَدٌ مِنْكِ ثَمَراً بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». وَكَانَ تَلاَمِيذُهُ يَسْمَعُونَ.) مرقس 11: 12-14
وصفوه بأنه إله غاشم وظالم: (19وَضَرَبَ أَهْلَ بَيْتَشَمْسَ لأَنَّهُمْ نَظَرُوا إِلَى تَابُوتِ الرَّبِّ. وَضَرَبَ مِنَ الشَّعْبِ خَمْسِينَ أَلْفَ رَجُلٍ وَسَبْعِينَ رَجُلاً.) صموئيل الأول 6: 19
وصفوه يأنه إله فاسد يُفسد شعبه عن عمد: (25وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضاً فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَـاماً لاَ يَحْيُونَ بِهَا) حزقيال 20 : 25
وصفوه بأنه مجرم زعيم عصابة: (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.) ملوك الأول 22: 19-22
ووصفه اليهود بأنه ابن زنى: (فقالوا له إننا لم نولد من زنا.) (يوحنا 8: 41) ، كذلك لم يأتى الكتاب النصارى المقدس بالدليل الذى يبرأ السيدة مريم العذراء (أشرف نساء العالمين) ، فلم تأت أهم وأكبر معجزات السيد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام ، وهى أنه تكلم فى المهد، وقال: (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا * وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا) مريم 30-33. وبما أنك ترى اليهود غيورون على الناموس، فلماذا تركوها ولم يحرقونها بالنار تبعاً للشريعة الموسوية؟ فهى قد أتت بالدليل. لكن أين هو فى كتابكم؟ ألا يدل هذا على نقصان فى كتابكم؟ (9وَإِذَا تَدَنَّسَتِ ابْنَةُ كَاهِنٍ بِالزِّنَى فَقَدْ دَنَّسَتْ أَبَاهَا. بِالنَّارِ تُحْرَقُ.) لاويين 21: 9)
وللإستفاضة فى ما نسبوه من صفات لله فليرجع إلى (صفات الله فى التوراة والإنجيل)
سابعاً: نصوص تدعوا إلى الإرهاب والإبادة الجماعية والتفرقة العنصرية
الكتاب المقدس يدعوا أتباعه إلى قتل الآخرين ونساءهم وأطفالهم وحرق أمتعتهم ، وإبادة مدينتهم ، وسبى نساءهم ، يدعوك ألا تعفوا عنهم أو ترحمهم ولا تشفق عليهم ، بل تعاملهم بالربا لتمتص أموالهم ، ولمن يفعل ذلك فله الجنة التى لن يدخلها غير 144000 من بنى صهيون: (هُوَذَا قَدْ عَرَفْتُ أَنَّهُ لَيْسَ إِلَهٌ فِي كُلِّ الأَرْضِ إِلاَّ فِي إِسْرَائِيلَ.) ملوك الثانى 5: 15
(15نَحْنُ بِالطَّبِيعَةِ يَهُودٌ وَلَسْنَا مِنَ الأُمَمِ خُطَاةً) غلاطية 2: 15
(22فَإِنَّهُ مَكْتُوبٌ أَنَّهُ كَانَ لِإِبْرَاهِيمَ ابْنَانِ، وَاحِدٌ مِنَ الْجَارِيَةِ وَالآخَرُ مِنَ الْحُرَّةِ. 23لَكِنَّ الَّذِي مِنَ الْجَارِيَةِ وُلِدَ حَسَبَ الْجَسَدِ، وَأَمَّا الَّذِي مِنَ الْحُرَّةِ فَبِالْمَوْعِدِ. .. .. 30لَكِنْ مَاذَا يَقُولُ الْكِتَابُ؟ «اطْرُدِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا، لأَنَّهُ لاَ يَرِثُ ابْنُ الْجَارِيَةِ مَعَ ابْنِ الْحُرَّةِ». 31إِذاً أَيُّهَا الإِخْوَةُ لَسْنَا أَوْلاَدَ جَارِيَةٍ بَلْ أَوْلاَدُ الْحُرَّةِ.) غلاطية 4: 22-23 ، 30-31
(18وَكَانَ بَنُو نُوحٍ الَّذِينَ خَرَجُوا مِنَ الْفُلْكِ سَاماً وَحَاماً وَيَافَثَ. وَحَامٌ هُوَ أَبُو كَنْعَانَ. 19هَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ بَنُو نُوحٍ. وَمِنْ هَؤُلاَءِ تَشَعَّبَتْ كُلُّ الأَرْضِ. 20وَابْتَدَأَ نُوحٌ يَكُونُ فَلَّاحاً وَغَرَسَ كَرْماً. 21وَشَرِبَ مِنَ الْخَمْرِ فَسَكِرَ وَتَعَرَّى دَاخِلَ خِبَائِهِ. 22فَأَبْصَرَ حَامٌ أَبُو كَنْعَانَ عَوْرَةَ أَبِيهِ وَأَخْبَرَ أَخَوَيْهِ خَارِجاً. 23فَأَخَذَ سَامٌ وَيَافَثُ الرِّدَاءَ وَوَضَعَاهُ عَلَى أَكْتَافِهِمَا وَمَشَيَا إِلَى الْوَرَاءِ وَسَتَرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا وَوَجْهَاهُمَا إِلَى الْوَرَاءِ. فَلَمْ يُبْصِرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا. 24فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ نُوحٌ مِنْ خَمْرِهِ عَلِمَ مَا فَعَلَ بِهِ ابْنُهُ الصَّغِيرُ 25فَقَالَ: «مَلْعُونٌ كَنْعَانُ. عَبْدَ الْعَبِيدِ يَكُونُ لإِخْوَتِهِ». 26وَقَالَ: «مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلَهُ سَامٍ. وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْداً لَهُ. 27لِيَفْتَحِ اللهُ لِيَافَثَ فَيَسْكُنَ فِي مَسَاكِنِ سَامٍ. وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْداً لَهُمْ») تكوين 9: 18-27
(4إِذْ صِرْتَ عَزِيزاً فِي عَيْنَيَّ مُكَرَّماً وَأَنَا قَدْ أَحْبَبْتُكَ. أُعْطِي أُنَاساً عِوَضَكَ وَشُعُوباً عِوَضَ نَفْسِكَ.) إشعياء 43: 4 وترجمة كتاب الحياة أوضح فهى تقول: (إذ أصبحتَ كريماً فى عينى ، وعزيزاً ومحبوباً ، فقد بادلتُ أُناساً بك ، وقايضتُ عِوَضاً عَنْ حَيَاتِك)
(5حِينَئِذٍ تَنْظُرِينَ وَتُنِيرِينَ وَيَخْفُقُ قَلْبُكِ وَيَتَّسِعُ لأَنَّهُ تَتَحَوَّلُ إِلَيْكِ ثَرْوَةُ الْبَحْرِ وَيَأْتِي إِلَيْكِ غِنَى الأُمَمِ. 6تُغَطِّيكِ كَثْرَةُ الْجِمَالِ بُكْرَانُ مِدْيَانَ وَعِيفَةَ كُلُّهَا تَأْتِي مِنْ شَبَا. تَحْمِلُ ذَهَباً وَلُبَاناً وَتُبَشِّرُ بِتَسَابِيحِ الرَّبِّ. 7كُلُّ غَنَمِ قِيدَارَ تَجْتَمِعُ إِلَيْكِ. كِبَاشُ نَبَايُوتَ تَخْدِمُكِ. تَصْعَدُ مَقْبُولَةً عَلَى مَذْبَحِي وَأُزَيِّنُ بَيْتَ جَمَالِي. .. .. 16وَتَرْضَعِينَ لَبَنَ الأُمَمِ وَتَرْضَعِينَ ثُدِيَّ مُلُوكٍ وَتَعْرِفِينَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ مُخَلِّصُكِ وَوَلِيُّكِ عَزِيزُ يَعْقُوبَ. 17عِوَضاً عَنِ النُّحَاسِ آتِي بِالذَّهَبِ وَعِوَضاً عَنِ الْحَدِيدِ آتِي بِالْفِضَّةِ وَعِوَضاً عَنِ الْخَشَبِ بِالنُّحَاسِ وَعِوَضاً عَنِ الْحِجَارَةِ بِالْحَدِيدِ وَأَجْعَلُ وُكَلاَءَكِ سَلاَماً وَوُلاَتَكِ بِرّاً) إشعياء 60: 5-7 و 16-17
(22هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: «هَا إِنِّي أَرْفَعُ إِلَى الأُمَمِ يَدِي وَإِلَى الشُّعُوبِ أُقِيمُ رَايَتِي فَيَأْتُونَ بِأَوْلاَدِكِ فِي الأَحْضَانِ وَبَنَاتُكِ عَلَى الأَكْتَافِ يُحْمَلْنَ. 23وَيَكُونُ الْمُلُوكُ حَاضِنِيكِ وَسَيِّدَاتُهُمْ مُرْضِعَاتِكِ.. بِالْوُجُوهِ إِلَى الأَرْضِ يَسْجُدُونَ لَكِ وَيَلْحَسُونَ غُبَارَ رِجْلَيْكِ فَتَعْلَمِينَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ الَّذِي لاَ يَخْزَى مُنْتَظِرُوهُ».) إشعياء 49: 22-23
(5وَيَقِفُ الأَجَانِبُ وَيَرْعُونَ غَنَمَكُمْ وَيَكُونُ بَنُو الْغَرِيبِ حَرَّاثِيكُمْ وَكَرَّامِيكُمْ. 6أَمَّا أَنْتُمْ فَتُدْعَوْنَ كَهَنَةَ الرَّبِّ تُسَمُّونَ خُدَّامَ إِلَهِنَا. تَأْكُلُونَ ثَرْوَةَ الأُمَمِ وَعَلَى مَجْدِهِمْ تَتَأَمَّرُونَ) إشعياء 61: 5-6
(19«لا تُقْرِضْ أَخَاكَ بِرِباً رِبَا فِضَّةٍ أَوْ رِبَا طَعَامٍ أَوْ رِبَا شَيْءٍ مَا مِمَّا يُقْرَضُ بِرِباً 20لِلأَجْنَبِيِّ تُقْرِضُ بِرِباً وَلكِنْ لأَخِيكَ لا تُقْرِضْ بِرِباً لِيُبَارِكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي كُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِليْهِ يَدُكَ فِي الأَرْضِ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا.) تثنية 23: 19-20
(2وَهَذَا هُوَ حُكْمُ الإِبْرَاءِ: يُبْرِئُ كُلُّ صَاحِبِ دَيْنٍ يَدَهُ مِمَّا أَقْرَضَ صَاحِبَهُ. لا يُطَالِبُ صَاحِبَهُ وَلا أَخَاهُ لأَنَّهُ قَدْ نُودِيَ بِإِبْرَاءٍ لِلرَّبِّ. 3الأَجْنَبِيَّ تُطَالِبُ وَأَمَّا مَا كَانَ لكَ عِنْدَ أَخِيكَ فَتُبْرِئُهُ يَدُكَ مِنْهُ.) تثنية 15: 2-3
6 فَحَرَّمْنَاهَا كَمَا فَعَلنَا بِسِيحُونَ مَلِكِ حَشْبُونَ مُحَرِّمِينَ كُل مَدِينَةٍ: الرِّجَال وَالنِّسَاءَ وَالأَطْفَال. 7لكِنَّ كُل البَهَائِمِ وَغَنِيمَةِ المُدُنِ نَهَبْنَاهَا لأَنْفُسِنَا. (تثنية 3: 6- 7)
(«مَتَى أَتَى بِكَ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى الأَرْضِ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا وَطَرَدَ شُعُوباً كَثِيرَةً مِنْ أَمَامِكَ: الحِثِّيِّينَ وَالجِرْجَاشِيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالكَنْعَانِيِّينَ وَالفِرِزِّيِّينَ وَالحِوِّيِّينَ وَاليَبُوسِيِّينَ سَبْعَ شُعُوبٍ أَكْثَرَ وَأَعْظَمَ مِنْكَ 2وَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ أَمَامَكَ وَضَرَبْتَهُمْ فَإِنَّكَ تُحَرِّمُهُمْ. لا تَقْطَعْ لهُمْ عَهْداً وَلا تُشْفِقْ عَليْهِمْ 3 وَلا تُصَاهِرْهُمْ. ابْنَتَكَ لا تُعْطِ لاِبْنِهِ وَابْنَتَهُ لا تَأْخُذْ لاِبْنِكَ. 4لأَنَّهُ يَرُدُّ ابْنَكَ مِنْ وَرَائِي فَيَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى فَيَحْمَى غَضَبُ الرَّبِّ عَليْكُمْ وَيُهْلِكُكُمْ سَرِيعاً. 5وَلكِنْ هَكَذَا تَفْعَلُونَ بِهِمْ: تَهْدِمُونَ مَذَابِحَهُمْ وَتُكَسِّرُونَ أَنْصَابَهُمْ وَتُقَطِّعُونَ سَوَارِيَهُمْ وَتُحْرِقُونَ تَمَاثِيلهُمْ بِالنَّارِ. 6لأَنَّكَ أَنْتَ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ. إِيَّاكَ قَدِ اخْتَارَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِتَكُونَ لهُ شَعْباً أَخَصَّ مِنْ جَمِيعِ الشُّعُوبِ الذِينَ عَلى وَجْهِ الأَرْضِ) تثنية 7: 1-7
15 فَضَرْباً تَضْرِبُ سُكَّانَ تِلكَ المَدِينَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ وَتُحَرِّمُهَا بِكُلِّ مَا فِيهَا مَعَ بَهَائِمِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 16تَجْمَعُ كُل أَمْتِعَتِهَا إِلى وَسَطِ سَاحَتِهَا وَتُحْرِقُ بِالنَّارِ المَدِينَةَ وَكُل أَمْتِعَتِهَا كَامِلةً لِلرَّبِّ إِلهِكَ فَتَكُونُ تَلاًّ إِلى الأَبَدِ لا تُبْنَى بَعْدُ. (تثنية 13: 15- 17)
(10«حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِتُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا لِلصُّلحِ 11فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلى الصُّلحِ وَفَتَحَتْ لكَ فَكُلُّ الشَّعْبِ المَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لكَ. 12وَإِنْ لمْ تُسَالِمْكَ بَل عَمِلتْ مَعَكَ حَرْباً فَحَاصِرْهَا. 13وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى يَدِكَ فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 14وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي المَدِينَةِ كُلُّ غَنِيمَتِهَا فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ التِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ....16وَأَمَّا مُدُنُ هَؤُلاءِ الشُّعُوبِ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيباً فَلا تَسْتَبْقِ مِنْهَا نَسَمَةً مَا 17بَل تُحَرِّمُهَا تَحْرِيماً)تثنية20: 10-18
20 فَهَتَفَ الشَّعْبُ وَضَرَبُوا بِالأَبْوَاقِ. وَكَانَ حِينَ سَمِعَ الشَّعْبُ صَوْتَ الْبُوقِ أَنَّ الشَّعْبَ هَتَفَ هُتَافاً عَظِيماً, فَسَقَطَ السُّورُ فِي مَكَانِهِ, وَصَعِدَ الشَّعْبُ إِلَى الْمَدِينَةِ كُلُّ رَجُلٍ مَعَ وَجْهِهِ, وَأَخَذُوا الْمَدِينَةَ. 21وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ, مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ - حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ. ... 24 وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا. إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ. (يشوع 6: 20-24)
19 فَقَامَ الْكَمِينُ بِسُرْعَةٍ مِنْ مَكَانِهِ وَرَكَضُوا عِنْدَمَا مَدَّ يَدَهُ، وَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ وَأَخَذُوهَا، وَأَسْرَعُوا وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ. ... ... ... 24وَكَانَ لَمَّا انْتَهَى إِسْرَائِيلُ مِنْ قَتْلِ جَمِيعِ سُكَّانِ عَايٍ فِي الْحَقْلِ فِي الْبَرِّيَّةِ حَيْثُ لَحِقُوهُمْ, وَسَقَطُوا جَمِيعاً بِحَدِّ السَّيْفِ حَتَّى فَنُوا أَنَّ جَمِيعَ إِسْرَائِيلَ رَجَعَ إِلَى عَايٍ وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 25فَكَانَ جَمِيعُ الَّذِينَ سَقَطُوا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفاً, جَمِيعُ أَهْلِ عَايٍ. 26وَيَشُوعُ لَمْ يَرُدَّ يَدَهُ الَّتِي مَدَّهَا بِالْحَرْبَةِ حَتَّى حَرَّمَ جَمِيعَ سُكَّانِ عَايٍ. 27لَكِنِ الْبَهَائِمُ وَغَنِيمَةُ تِلْكَ الْمَدِينَةِ نَهَبَهَا إِسْرَائِيلُ لأَنْفُسِهِمْ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ الَّذِي أَمَرَ بِهِ يَشُوعَ. 28وَأَحْرَقَ يَشُوعُ عَايَ وَجَعَلَهَا تَلاًّ أَبَدِيّاً خَرَاباً إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. 29وَمَلِكُ عَايٍ عَلَّقَهُ عَلَى الْخَشَبَةِ إِلَى وَقْتِ الْمَسَاءِ. وَعِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ أَمَرَ يَشُوعُ فَأَنْزَلُوا جُثَّتَهُ عَنِ الْخَشَبَةِ وَطَرَحُوهَا عِنْدَ مَدْخَلِ بَابِ الْمَدِينَةِ, وَأَقَامُوا عَلَيْهَا رُجْمَةَ حِجَارَةٍ عَظِيمَةً إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. 30حِينَئِذٍ بَنَى يَشُوعُ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ فِي جَبَلِ عِيبَالَ. (يشوع 8: 18 –30)
وكذلك فعل يشوع بالشعوب الآتية: مَقِّيدَةَ وأَرِيحَا ولِبْنَةَ ولَخِيشَ ولَخِيشَ وحَبْرُونَ ودَبِيرَ وضربهم بحد السيف وكل نفس بها ولم يبق بها شارداً ، بل حرَّم كل نسمة بها – كما أمر الرب!!!
40 فَضَرَبَ يَشُوعُ كُلَّ أَرْضِ الْجَبَلِ وَالْجَنُوبِ وَالسَّهْلِ وَالسُّفُوحِ وَكُلَّ مُلُوكِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِداً, بَلْ حَرَّمَ كُلَّ نَسَمَةٍ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ. (يشوع 10: 28-40)
10 ثُمَّ رَجَعَ يَشُوعُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ وَأَخَذَ حَاصُورَ وَضَرَبَ مَلِكَهَا بِالسَّيْفِ.... 11وَضَرَبُوا كُلَّ نَفْسٍ بِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمُوهُمْ. وَلَمْ تَبْقَ نَسَمَةٌ. وَأَحْرَقَ حَاصُورَ بِالنَّارِ. 12فَأَخَذَ يَشُوعُ كُلَّ مُدُنِ أُولَئِكَ الْمُلُوكِ وَجَمِيعَ مُلُوكِهَا وَضَرَبَهُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمَهُمْ كَمَا أَمَرَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ. (يشوع 11: 10-12)
(10فَلَمْ يَطْرُدُوا الْكَنْعَانِيِّينَ السَّاكِنِينَ فِي جَازَرَ. فَسَكَنَ الْكَنْعَانِيُّونَ فِي وَسَطِ أَفْرَايِمَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ, وَكَانُوا عَبِيداً تَحْتَ الْجِزْيَةِ.) يشوع 16: 10
3 فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً» ... 8وَأَمْسَكَ أَجَاجَ مَلِكَ عَمَالِيقَ حَيّاً, وَحَرَّمَ جَمِيعَ الشَّعْبِ بِحَدِّ السَّيْفِ. 9وَعَفَا شَاوُلُ وَالشَّعْبُ عَنْ أَجَاجَ وَعَنْ خِيَارِ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ وَالْحُمْلاَنِ وَالْخِرَافِ وَعَنْ كُلِّ الْجَيِّدِ, وَلَمْ يَرْضُوا أَنْ يُحَرِّمُوهَا. وَكُلُّ الأَمْلاَكِ الْمُحْتَقَرَةِ وَالْمَهْزُولَةِ حَرَّمُوهَا. 10وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى صَمُوئِيلَ: 11«نَدِمْتُ عَلَى أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ شَاوُلَ مَلِكاً, لأَنَّهُ رَجَعَ مِنْ وَرَائِي وَلَمْ يُقِمْ كَلاَمِي». (صموئيل الأول 15: 3 -11) هكذا ندم الرب ذو العلم الأزلى عندما فوجىء بما حدث من شاول ، أنه عفا عن أجاج وعن الجيد من الغنم والبقر والحملان والخراف!!!
(10 فارسلت الجماعة الى هناك اثني عشر الف رجل من بني البأس واوصوهم قائلين اذهبوا واضربوا سكان يابيش جلعاد بحد السيف مع النساء والاطفال.11وهذا ما تعملونه.تحرّمون كل ذكر وكل امرأة عرفت اضطجاع ذكر. 12فوجدوا من سكان يابيش جلعاد اربع مئة فتاة عذارى لم يعرفن رجلا بالاضطجاع مع ذكر وجاءوا بهنّ الى المحلّة الى شيلوه التي في ارض كنعان. ... 14 فرجع بنيامين في ذلك الوقت فاعطوهم النساء اللواتي استحيوهنّ من نساء يابيش جلعاد ولم يكفوهم هكذا.) قضاة 21: 10-14
(11الَّتِي بِهَا أَعْطَى الْمَلِكُ الْيَهُودَ فِي مَدِينَةٍ فَمَدِينَةٍ أَنْ يَجْتَمِعُوا وَيَقِفُوا لأَجْلِ أَنْفُسِهِم؛ْ وَيُهْلِكُوا وَيَقْتُلُوا وَيُبِيدُوا قُوَّةَ كُلِّ شَعْبٍ وَكُورَةٍ تُضَادُّهُمْ حَتَّى الأَطْفَالَ وَالنِّسَاءَ؛ وَأَنْ يَسْلُبُوا غَنِيمَتَهُمْ 12فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ فِي كُلِّ كُوَرِ الْمَلِكِ أَحْشَوِيرُوشَ؛ فِي الثَّالِثَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الثَّانِي عَشَرَ (أَيْ شَهْرِ أَذَارَ). 13صُورَةُ الْكِتَابَةِ الْمُعْطَاةِ سُنَّةً فِي كُلِّ الْبُلْدَانِ أُشْهِرَتْ عَلَى جَمِيعِ الشُّعُوبِ أَنْ يَكُونَ الْيَهُودُ مُسْتَعِدِّينَ لِهَذَا الْيَوْمِ لِيَنْتَقِمُوا مِنْ أَعْدَائِهِمْ. 14فَخَرَجَ السُّعَاةُ رُكَّابُ الْجِيَادِ وَالْبِغَالِ وَأَمْرُ الْمَلِكِ يَحُثُّهُمْ وَيُعَجِّلُهُمْ وَأُعْطِيَ الأَمْرُ فِي شُوشَنَ الْقَصْرِ. 15وَخَرَجَ مُرْدَخَايُ مِنْ أَمَامِ الْمَلِكِ بِلِبَاسٍ مَلِكِيٍّ أَسْمَانْجُونِيٍّ وَأَبْيَضَ وَتَاجٌ عَظِيمٌ مِنْ ذَهَبٍ وَحُلَّةٌ مِنْ بَزٍّ وَأُرْجُوَانٍ. وَكَانَتْ مَدِينَةُ شُوشَنَ مُتَهَلِّلَةً وَفَرِحَةً. 16وَكَانَ لِلْيَهُودِ نُورٌ وَفَرَحٌ وَبَهْجَةٌ وَكَرَامَةٌ. 17وَفِي كُلِّ بِلاَدٍ وَمَدِينَةٍ كُلِّ مَكَانٍ وَصَلَ إِلَيْهِ كَلاَمُ الْمَلِكِ وَأَمْرُهُ كَانَ فَرَحٌ وَبَهْجَةٌ عِنْدَ الْيَهُودِ وَوَلاَئِمُ وَيَوْمٌ طَيِّبٌ. وَكَثِيرُونَ مِنْ شُعُوبِ الأَرْضِ تَهَوَّدُوا لأَنَّ رُعْبَ الْيَهُودِ وَقَعَ عَلَيْهِمْ.)أستير8: 11-17
(12وَأَمَرَ دَاوُدُ الْغِلْمَانَ فَقَتَلُوهُمَا، وَقَطَعُوا أَيْدِيَهُمَا وَأَرْجُلَهُمَا وَعَلَّقُوهُمَا عَلَى الْبِرْكَةِ فِي حَبْرُونَ.) صموئيل الثانى 4: 12
([اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. 6اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. وَلاَ تَقْرُبُوا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ, وَابْتَدِئُوا مِنْ مَقْدِسِي». فَـابْتَدَأُوا بِـالرِّجَالِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ أَمَامَ الْبَيْتِ. 7وَقَالَ لَهُمْ: [نَجِّسُوا الْبَيْتَ, وَامْلأُوا الدُّورَ قَتْلَى. اخْرُجُوا». فَخَرَجُوا وَقَتَلُوا فِي الْمَدِينَةِ.) حزقيال 9: 5-7
(7فَتَجَنَّدُوا عَلى مِدْيَانَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ وَقَتَلُوا كُل ذَكَرٍ. 8وَمُلُوكُ مِدْيَانَ قَتَلُوهُمْ فَوْقَ قَتْلاهُمْ. ... 9وَسَبَى بَنُو إِسْرَائِيل نِسَاءَ مِدْيَانَ وَأَطْفَالهُمْ وَنَهَبُوا جَمِيعَ بَهَائِمِهِمْ وَجَمِيعَ مَوَاشِيهِمْ وَكُل أَمْلاكِهِمْ. 10وَأَحْرَقُوا جَمِيعَ مُدُنِهِمْ بِمَسَاكِنِهِمْ وَجَمِيعَ حُصُونِهِمْ بِالنَّارِ. 11وَأَخَذُوا كُل الغَنِيمَةِ وَكُل النَّهْبِ مِنَ النَّاسِ وَالبَهَائِمِ) عدد 31: 7-11
وكذلك أقوال بولس نفسه الذى أيد كل ما ورد فى العهد القديم من دموية …. فنجده يقول فى الرسالة إلى العبرانيين :
“30بِالإِيمَانِ سَقَطَتْ أَسْوَارُ أَرِيحَا بَعْدَمَا طِيفَ حَوْلَهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ.
31بِالإِيمَانِ رَاحَابُ الزَّانِيَةُ لَمْ تَهْلِكْ مَعَ الْعُصَاةِ، إِذْ قَبِلَتِ الْجَاسُوسَيْنِ بِسَلاَمٍ. 32وَمَاذَا أَقُولُ أَيْضاً؟ لأَنَّهُ يُعْوِزُنِي الْوَقْتُ إِنْ أَخْبَرْتُ عَنْ جِدْعُونَ، وَبَارَاقَ، وَشَمْشُونَ، وَيَفْتَاحَ، وَدَاوُدَ، وَصَمُوئِيلَ، وَالأَنْبِيَاءِ،
33الَّذِينَ بِالإِيمَانِ قَهَرُوا مَمَالِكَ، صَنَعُوا بِرّاً، نَالُوا مَوَاعِيدَ، سَدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ، 34أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، تَقَّوُوا مِنْ ضُعْفٍ، صَارُوا أَشِدَّاءَ فِي الْحَرْبِ، هَزَمُوا جُيُوشَ غُرَبَاءَ،
35أَخَذَتْ نِسَاءٌ أَمْوَاتَهُنَّ بِقِيَامَةٍ. وَآخَرُونَ عُذِّبُوا وَلَمْ يَقْبَلُوا النَّجَاةَ لِكَيْ يَنَالُوا قِيَامَةً أَفْضَلَ.
36وَآخَرُونَ تَجَرَّبُوا فِي هُزُءٍ وَجَلْدٍ، ثُمَّ فِي قُيُودٍ أَيْضاً وَحَبْسٍ. 37رُجِمُوا، نُشِرُوا، جُرِّبُوا، مَاتُوا قَتْلاً بِالسَّيْفِ، طَافُوا فِي جُلُودِ غَنَمٍ وَجُلُودِ مِعْزَى، مُعْتَازِينَ مَكْرُوبِينَ مُذَلِّينَ” (عبرانيين 11: 30 – 36)
14 لاَ تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟ 15وَأَيُّ اتِّفَاقٍ لِلْمَسِيحِ مَعَ بَلِيعَالَ؟ وَأَيُّ نَصِيبٍ لِلْمُؤْمِنِ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ؟ 16وَأَيَّةُ مُوَافَقَةٍ لِهَيْكَلِ اللهِ مَعَ الأَوْثَانِ؟ (كورنثوس الثانية 6: 14-16).
إذن فبولس نفسه يرى أن ما فعله هؤلاء من سفك دماء و جرائم حرب إنما هو تقوى وإيمان وخير ...!!!!
وفى العهد الجديد نقرأ أيضاً:
34«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً. 35فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا. (متى 10: 34-40)
49«جِئْتُ لأُلْقِيَ نَاراً عَلَى الأَرْضِ … 51أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ؟ كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ! بَلِ انْقِسَاماً. 52لأَنَّهُ يَكُونُ مِنَ الآنَ خَمْسَةٌ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ مُنْقَسِمِينَ: ثَلاَثَةٌ عَلَى اثْنَيْنِ وَاثْنَانِ عَلَى ثَلاَثَةٍ. 53يَنْقَسِمُ الأَبُ عَلَى الاِبْنِ وَالاِبْنُ عَلَى الأَبِ وَالأُمُّ عَلَى الْبِنْتِ وَالْبِنْتُ عَلَى الأُمِّ وَالْحَمَاةُ عَلَى كَنَّتِهَا وَالْكَنَّةُ عَلَى حَمَاتِهَا». (لوقا 12: 49-53)
27 أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي». (لوقا 19: 27)
36 فَقَالَ لَهُمْ: «لَكِنِ الآنَ مَنْ لَهُ كِيسٌ فَلْيَأْخُذْهُ وَمِزْوَدٌ كَذَلِكَ. وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفاً. 37لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ فِيَّ أَيْضاً هَذَا الْمَكْتُوبُ: وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ. لأَنَّ مَا هُوَ مِنْ جِهَتِي لَهُ انْقِضَاءٌ». 38فَقَالُوا: «يَا رَبُّ هُوَذَا هُنَا سَيْفَانِ». فَقَالَ لَهُمْ: «يَكْفِي!». (لوقا 22: 36-37)
(27وَأَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ لَهَا: «دَعِي الْبَنِينَ أَوَّلاً يَشْبَعُونَ لأَنَّهُ لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ».) مرقس 7: 27 ، (انظر أيضًا متى 15: 26).
والعجيب أن عيسى عليه السلام قد حذَّر من اعطاء القدس لهؤلاء الكلاب ، ومازالوا يدعون أن لهم الحق فيها! (6لاَ تُعْطُوا الْقُدسَ لِلْكِلاَبِ وَلاَ تَطْرَحُوا دُرَرَكُمْ قُدَّامَ الْخَنَازِيرِ لِئَلَّا تَدُوسَهَا بِأَرْجُلِهَا وَتَلْتَفِتَ فَتُمَزِّقَكُمْ.) متى 7: 6
وعلى ذلك لن يدخل الجنة إلا 144000 صهيونى ! (1ثُمَّ نَظَرْتُ وَإِذَا خَرُفٌ وَاقِفٌ عَلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَمَعَهُ مِئَةٌ وَأَرْبَعَةٌ وَأَرْبَعُونَ أَلْفاً، لَهُمُ اسْمُ أَبِيهِ مَكْتُوباً عَلَى جِبَاهِهِمْ. 2وَسَمِعْتُ صَوْتاً مِنَ السَّمَاءِ كَصَوْتِ مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ وَكَصَوْتِ رَعْدٍ عَظِيمٍ. وَسَمِعْتُ صَوْتاً كَصَوْتِ ضَارِبِينَ بِالْقِيثَارَةِ يَضْرِبُونَ بِقِيثَارَاتِهِمْ، 3وَهُمْ يَتَرَنَّمُونَ كَتَرْنِيمَةٍ جَدِيدَةٍ أَمَامَ الْعَرْشِ وَأَمَامَ الأَرْبَعَةِ الْحَيَوَانَاتِ وَالشُّيُوخِ. وَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَتَعَلَّمَ التَّرْنِيمَةَ إِلَّا الْمِئَةُ وَالأَرْبَعَةُ وَالأَرْبَعُونَ أَلْفاً الَّذِينَ اشْتُرُوا مِنَ الأَرْضِ - 4هَؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ لَمْ يَتَنَجَّسُوا مَعَ النِّسَاءِ لأَنَّهُمْ أَطْهَارٌ. هَؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ يَتْبَعُونَ الْحَمَلَ حَيْثُمَا ذَهَبَ.)رؤيا14: 1-4
ثامناً: الكتاب المقدّس والزنى
على الرغم من أن أحد الوصايا العشر تنص صراحة ودون لبث بتحريم الزنى ، وعلى الرغم من وجود عقوبات صارمة للزانى ، ما بين القتل والرجم والحرق (لاويين 20: 10-21)، إلا أنك ترى نصوصاً تثير الغرائز ، وتجعلك تقترب من الزنى ، بل وتعلمك كيفية رسم خطة ، للإيقاع بأختك فى الزنى والرجاسة. والأمرُّ من ذلك أن ترى نصوصاً فى الكتاب المقدس يأمر فيها الرب نبيه بالزنى ! ونصوصاً يعاقب الرب مخالفيه بأن يوقعهم فى الزنى ! ونصوصاً يفضح الرب فيها مخالفيه ويعرِّى عورتهن ! فهل هذا من قبيل (ولا تقربوا الزنى) !
(لاَحَظْتُ بَيْنَ الْبَنِينَ غُلاَماً عَدِيمَ الْفَهْمِ 8عَابِراً فِي الشَّارِعِ عِنْدَ زَاوِيَتِهَا وَصَاعِداً فِي طَرِيقِ بَيْتِهَا. ... 10وَإِذَا بِامْرَأَةٍ اسْتَقْبَلَتْهُ فِي زِيِّ زَانِيَةٍ ... 13فَأَمْسَكَتْهُ وَقَبَّلَتْهُ. أَوْقَحَتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ لَهُ: ... 16بِالدِّيبَاجِ فَرَشْتُ سَرِيرِي بِمُوَشَّى كَتَّانٍ مِنْ مِصْرَ. 17عَطَّرْتُ فِرَاشِي بِمُرٍّ وَعُودٍ وَقِرْفَةٍ. 18هَلُمَّ نَرْتَوِ وُدّاً إِلَى الصَّبَاحِ. نَتَلَذَّذُ بِالْحُبِّ. 19لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ فِي الْبَيْتِ. ذَهَبَ فِي طَرِيقٍ بَعِيدَةٍ. 20أَخَذَ صُرَّةَ الْفِضَّةِ بِيَدِهِ. يَوْمَ الْهِلاَلِ يَأْتِي إِلَى بَيْتِهِ». 21أَغْوَتْهُ بِكَثْرَةِ فُنُونِهَا بِمَلْثِ شَفَتَيْهَا طَوَّحَتْهُ. 22ذَهَبَ وَرَاءَهَا لِوَقْتِهِ كَثَوْرٍ يَذْهَبُ إِلَى الذَّبْحِ أَوْ كَالْغَبِيِّ إِلَى قَيْدِ الْقِصَاصِ.) (أمثال7: 7-22)
(وَافْرَحْ بِامْرَأَةِ شَبَابِكَ 19الظَّبْيَةِ الْمَحْبُوبَةِ وَالْوَعْلَةِ الزَّهِيَّةِ. لِيُرْوِكَ ثَدْيَاهَا فِي كُلِّ وَقْتٍ وَبِمَحَبَّتِهَا اسْكَرْ دَائِماً.) (أمثال 5: 18-19)
(10مَا أَجْمَلَ خَدَّيْكِ بِسُمُوطٍ وَعُنُقَكِ بِقَلاَئِدَ! ... 13صُرَّةُ الْمُرِّ حَبِيبِي لِي. بَيْنَ ثَدْيَيَّ يَبِيتُ. ... 15هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ يَا حَبِيبَتِي هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ. عَيْنَاكِ حَمَامَتَانِ. 16هَا أَنْتَ جَمِيلٌ يَا حَبِيبِي وَحُلْوٌ وَسَرِيرُنَا أَخْضَرُ.) (نشيد الإنشاد 1: 10-16)
(1فِي اللَّيْلِ عَلَى فِرَاشِي طَلَبْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي طَلَبْتُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ. 2إِنِّي أَقُومُ وَأَطُوفُ فِي الْمَدِينَةِ فِي الأَسْوَاقِ وَفِي الشَّوَارِعِ أَطْلُبُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي. طَلَبْتُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ. 3وَجَدَنِي الْحَرَسُ الطَّائِفُ فِي الْمَدِينَةِ فَقُلْتُ: «أَرَأَيْتُمْ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي؟» 4فَمَا جَاوَزْتُهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً حَتَّى وَجَدْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي فَأَمْسَكْتُهُ وَلَمْ أَرْخِهِ حَتَّى أَدْخَلْتُهُ بَيْتَ أُمِّي وَحُجْرَةَ مَنْ حَبِلَتْ بِي. 5أُحَلِّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ بِالظِّبَاءِ وَبِأَيَائِلِ الْحَقْلِ أَلاَّ تُيَقِّظْنَ وَلاَ تُنَبِّهْنَ الْحَبِيبَ حَتَّى يَشَاءَ.) نشيد الإنشاد 3: 1-5
(1هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ يَا حَبِيبَتِي هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ! عَيْنَاكِ حَمَامَتَانِ مِنْ تَحْتِ نَقَابِكِ. شَعْرُكِ كَقَطِيعِ مِعْزٍ رَابِضٍ عَلَى جَبَلِ جِلْعَادَ. 2أَسْنَانُكِ كَقَطِيعِ الْجَزَائِزِ الصَّادِرَةِ مِنَ الْغَسْلِ اللَّوَاتِي كُلُّ وَاحِدَةٍ مُتْئِمٌ وَلَيْسَ فِيهِنَّ عَقِيمٌ. 3شَفَتَاكِ كَسِلْكَةٍ مِنَ الْقِرْمِزِ. وَفَمُكِ حُلْوٌ. خَدُّكِ كَفِلْقَةِ رُمَّانَةٍ تَحْتَ نَقَابِكِ. 4عُنُقُكِ كَبُرْجِ دَاوُدَ الْمَبْنِيِّ لِلأَسْلِحَةِ. أَلْفُ مِجَنٍّ عُلِّقَ عَلَيْهِ كُلُّهَا أَتْرَاسُ الْجَبَابِرَةِ. 5ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْ ظَبْيَةٍ تَوْأَمَيْنِ يَرْعَيَانِ بَيْنَ السَّوْسَنِ. 6إِلَى أَنْ يَفِيحَ النَّهَارُ وَتَنْهَزِمَ الظِّلاَلُ أَذْهَبُ إِلَى جَبَلِ الْمُرِّ وَإِلَى تَلِّ اللُّبَانِ. 7كُلُّكِ جَمِيلٌ يَا حَبِيبَتِي لَيْسَ فِيكِ عَيْبَةٌ.) نشيد الإنشاد 4: 1-7
(1مَا أَجْمَلَ رِجْلَيْكِ بِالنَّعْلَيْنِ يَا بِنْتَ الْكَرِيمِ! دَوَائِرُ فَخْذَيْكِ مِثْلُ الْحَلِيِّ صَنْعَةِ يَدَيْ صَنَّاعٍ. 2سُرَّتُكِ كَأْسٌ مُدَوَّرَةٌ لاَ يُعْوِزُهَا شَرَابٌ مَمْزُوجٌ. بَطْنُكِ صُبْرَةُ حِنْطَةٍ مُسَيَّجَةٌ بِالسَّوْسَنِ. 3ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْنِ تَوْأَمَيْ ظَبْيَةٍ. 4عُنُقُكِ كَبُرْجٍ مِنْ عَاجٍ. عَيْنَاكِ كَالْبِرَكِ فِي حَشْبُونَ عِنْدَ بَابِ بَثِّ رَبِّيمَ. أَنْفُكِ كَبُرْجِ لُبْنَانَ النَّاظِرِ تُجَاهَ دِمَشْقَ. ... 6مَا أَجْمَلَكِ وَمَا أَحْلاَكِ أَيَّتُهَا الْحَبِيبَةُ بِاللَّذَّاتِ! 7قَامَتُكِ هَذِهِ شَبِيهَةٌ بِالنَّخْلَةِ وَثَدْيَاكِ بِالْعَنَاقِيدِ. 8قُلْتُ:«إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى النَّخْلَةِ وَأُمْسِكُ بِعُذُوقِهَا». وَتَكُونُ ثَدْيَاكِ كَعَنَاقِيدِ الْكَرْمِ وَرَائِحَةُ أَنْفِكِ كَالتُّفَّاحِ) نشيد الإنشاد 7: 1-8
(1لَيْتَكَ كَأَخٍ لِي الرَّاضِعِ ثَدْيَيْ أُمِّي فَأَجِدَكَ فِي الْخَارِجِ وَأُقَبِّلَكَ وَلاَ يُخْزُونَنِي. 2وَأَقُودُكَ وَأَدْخُلُ بِكَ بَيْتَ أُمِّي وَهِيَ تُعَلِّمُنِي فَأَسْقِيكَ مِنَ الْخَمْرِ الْمَمْزُوجَةِ مِنْ سُلاَفِ رُمَّانِي. 3شِمَالُهُ تَحْتَ رَأْسِي وَيَمِينُهُ تُعَانِقُنِي. 4أُحَلِّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ أَلاَّ تُيَقِّظْنَ وَلاَ تُنَبِّهْنَ الْحَبِيبَ حَتَّى يَشَاءَ.) نشيد الإنشاد 8: 1-4
(8لَنَا أُخْتٌ صَغِيرَةٌ لَيْسَ لَهَا ثَدْيَانِ. فَمَاذَا نَصْنَعُ لِأُخْتِنَا فِي يَوْمٍ تُخْطَبُ؟ 9إِنْ تَكُنْ سُوراً فَنَبْنِي عَلَيْهَا بُرْجَ فِضَّةٍ. وَإِنْ تَكُنْ بَاباً فَنَحْصُرُهَا بِأَلْوَاحِ أَرْزٍ. 10أَنَا سُورٌ وَثَدْيَايَ كَبُرْجَيْنِ. حِينَئِذٍ كُنْتُ فِي عَيْنَيْهِ كَوَاجِدَةٍ سَلاَمَةً.) نشيد الإنشاد 8: 8-10
(1وَكَـانَتْ إِلَيَّ كَلِمَةُ الرَّبِّ: 2[يَا ابْنَ آدَمَ, عَرِّفْ أُورُشَلِيمَ بِرَجَاسَاتِهَا .. .. 15[فَـاتَّكَلْتِ عَلَى جَمَالِكِ وَزَنَيْتِ عَلَى اسْمِكِ, وَسَكَبْتِ زِنَاكِ عَلَى كُلِّ عَابِرٍ فَكَانَ لَهُ. 16وَأَخَذْتِ مِنْ ثِيَابِكِ وَصَنَعْتِ لِنَفْسِكِ مُرْتَفَعَاتٍ مُوَشَّاةٍ وَزَنَيْتِ عَلَيْهَا. أَمْرٌ لَمْ يَأْتِ وَلَمْ يَكُنْ. .. .. وَصَنَعْتِ لِنَفْسِكِ صُوَرَ ذُكُورٍ وَزَنَيْتِ بِهَا. .. .. 25فِي رَأْسِ كُلِّ طَرِيقٍ بَنَيْتِ مُرْتَفَعَتَكِ وَرَجَّسْتِ جَمَالَكِ, وَفَرَّجْتِ رِجْلَيْكِ لِكُلِّ عَابِرٍ وَأَكْثَرْتِ زِنَاكِ. 26وَزَنَيْتِ مَعَ جِيرَانِكِ بَنِي مِصْرَ الْغِلاَظِ اللَّحْمِ, وَزِدْتِ فِي زِنَاكِ لإِغَاظَتِي. .. .. 33لِكُلِّ الزَّوَانِي يُعْطُونَ هَدِيَّةً, أَمَّا أَنْتِ فَقَدْ أَعْطَيْتِ كُلَّ مُحِبِّيكِ هَدَايَاكِ, وَرَشَيْتِهِمْ لِيَأْتُوكِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ لِلزِّنَا بِكِ. 34وَصَارَ فِيكِ عَكْسُ عَادَةِ النِّسَاءِ فِي زِنَاكِ, إِذْ لَمْ يُزْنَ وَرَاءَكِ, بَلْ أَنْتِ تُعْطِينَ أُجْرَةً وَلاَ أُجْرَةَ تُعْطَى لَكِ, فَصِرْتِ بِـالْعَكْس!) حزقيال 16: 1-34
قصة العاهرتين: أهولا وأهوليبا ( رمز للمدينتان السامرة وأورشليم )
1وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ: 2[يَا ابْنَ آدَمَ, كَـانَتِ امْرَأَتَانِ ابْنَتَا أُمٍّ وَاحِدَةٍ, 3زَنَتَا بِمِصْرَ فِي صِبَاهُمَا. هُنَاكَ دُغْدِغَتْ ثُدِيُّهُمَا, وَهُنَاكَ تَزَغْزَغَتْ تَرَائِبُ عُذْرَتِهِمَا. .. .. 8وَلَمْ تَتْرُكْ زِنَاهَا مِنْ مِصْرَ أَيْضاً, لأَنَّهُمْ ضَاجَعُوهَا فِي صِبَاهَا وَزَغْزَغُوا تَرَائِبَ عُذْرَتِهَا وَسَكَبُوا عَلَيْهَا زِنَاهُمْ. 9لِذَلِكَ سَلَّمْتُهَا لِيَدِ عُشَّاقِهَا, لِيَدِ بَنِي أَشُّورَ الَّذِينَ عَشِقَتْهُمْ. .. .. 19وَأَكْثَرَتْ زِنَاهَا بِذِكْرِهَا أَيَّامَ صِبَاهَا الَّتِي فِيهَا زَنَتْ بِأَرْضِ مِصْرَ. 20وَعَشِقَتْ مَعْشُوقِيهِمِ الَّذِينَ لَحْمُهُمْ كَلَحْمِ الْحَمِيرِ وَمَنِيُّهُمْ كَمَنِيِّ الْخَيْلِ. 21وَافْتَقَدْتِ رَذِيلَةَ صِبَاكِ بِزَغْزَغَةِ الْمِصْرِيِّينَ تَرَائِبَكِ لأَجْلِ ثَدْيِ صِبَاكِ.) حزقيال 23: 1-21
الله يعاقبهم فيوقعهم في الزّنى !
(11هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيَضْطَجِعُ مَعَ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هَذِهِ الشَّمْسِ. 12لأَنَّكَ أَنْتَ فَعَلْتَ بِالسِّرِّ وَأَنَا أَفْعَلُ هَذَا الأَمْرَ قُدَّامَ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَقُدَّامَ الشَّمْسِ».) صموئيل الثانى 12: 11-12!!!
(22[لأَجْلِ ذَلِكَ يَا أُهُولِيبَةُ, هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أُهَيِّجُ عَلَيْكِ عُشَّاقَكِ ... 26وَيَنْزِعُونَ عَنْكِ ثِيَابَكِ وَيَأْخُذُونَ أَدَوَاتِ زِينَتِكِ. 27وَأُبَطِّلُ رَذِيلَتَكِ عَنْكِ وَزِنَاكِ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ, فَلاَ تَرْفَعِينَ عَيْنَيْكِ إِلَيْهِمْ وَلاَ تَذْكُرِينَ مِصْرَ بَعْدُ. 28لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أُسَلِّمُكِ لِيَدِ الَّذِينَ أَبْغَضْتِهِمْ, لِيَدِ الَّذِينَ جَفَتْهُمْ نَفْسُكِ. 29فَيُعَامِلُونَكِ بِـالْبَغْضَاءِ وَيَأْخُذُونَ كُلَّ تَعَبِكِ, وَيَتْرُكُونَكِ عُرْيَانَةً وَعَارِيَةً فَتَنْكَشِفُ عَوْرَةُ زِنَاكِ وَرَذِيلَتُكِ وَزِنَاكِ.)(حزقيال23: 22-29) (الأختين هنا رمز للمدينتين السامرة وأورشليم، لكن اعتراضنا هنا على التصوير الأدبى)
(17لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ[لأمصيا]: امْرَأَتُكَ تَزْنِي فِي الْمَدِينَةِ وَبَنُوكَ وَبَنَاتُكَ يَسْقُطُونَ بِـالسَّيْفِ وَأَرْضُكَ تُقْسَمُ بِـالْحَبْلِ وَأَنْتَ تَمُوتُ فِي أَرْضٍ نَجِسَةٍ وَإِسْرَائِيلُ يُسْبَى سَبْياً عَنْ أَرْضِهِ».) (عاموس 7: 17)
(10لِذَلِكَ أُعْطِي نِسَاءَهُمْ لِآخَرِينَ وَحُقُولَهُمْ لِمَالِكِينَ لأَنَّهُمْ مِنَ الصَّغِيرِ إِلَى الْكَبِيرِ كُلُّ وَاحِدٍ مُولَعٌ بِالرِّبْحِ مِنَ النَّبِيِّ إِلَى الْكَاهِنِ كُلُّ وَاحِدٍ يَعْمَلُ بِالْكَذِبِ.) (إرميا 8: 10)
(؟ 22وَإِنْ قُلْتِ فِي قَلْبِكِ: لِمَاذَا أَصَابَتْنِي هَذِهِ؟ - لأَجْلِ عَظَمَةِ إِثْمِكِ هُتِكَ ذَيْلاَكِ وَانْكَشَفَ عُنْفاً عَقِبَاكِ. .. 26فَأَنَا أَيْضاً أَرْفَعُ ذَيْلَيْكِ عَلَى وَجْهِكِ فَيُرَى خِزْيُكِ. 27فِسْقُكِ وَصَهِيلُكِ وَرَذَالَةُ زِنَاكِ عَلَى الآكَامِ فِي الْحَقْلِ.) (إرميا 13: 22-26)
(16وَقَالَ الرَّبُّ:«مِنْ أَجْلِ أَنَّ بَنَاتِ صِهْيَوْنَ يَتَشَامَخْنَ وَيَمْشِينَ مَمْدُودَاتِ الأَعْنَاقِ وَغَامِزَاتٍ بِعُيُونِهِنَّ وَخَاطِرَاتٍ فِي مَشْيِهِنَّ وَيُخَشْخِشْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ 17يُصْلِعُ السَّيِّدُ هَامَةَ بَنَاتِ صِهْيَوْنَ وَيُعَرِّي الرَّبُّ عَوْرَتَهُنَّ.)(إشعياء3: 16-17) أنظر إلى التصوير الذى يهدد فيه الرب أرشليم.
(4مِنْ أَجْلِ زِنَى الزَّانِيَةِ الْحَسَنَةِ الْجَمَالِ صَاحِبَةِ السِّحْرِ الْبَائِعَةِ أُمَماً بِزِنَاهَا وَقَبَائِلَ بِسِحْرِهَا. 5«هَئَنَذَا عَلَيْكِ يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ فَأَكْشِفُ أَذْيَالَكِ إِلَى فَوْقِ وَجْهِكِ وَأُرِي الأُمَمَ عَوْرَتَكِ وَالْمَمَالِكَ خِزْيَكِ.) (ناحوم 3: 4-5) أنظر إلى التصوير الذى يهدد فيه الرب مدينة نينوى.
خاطب الرّبّ بني إسرائيل مهدّدًا إيّاهم إن لم يسمعوا لصوت الرّب: (30تَخْطُبُ امْرَأَةً وَرَجُلٌ آخَرُ يَضْطَجِعُ مَعَهَا.) تثنية 28: 30 (هذا تهديد لأيضاً لبنى إسرائيل إن لم يطيعوا الله فستكون مدينتهم وممتلكاتهم نهب لغيرهم.
(1«قُولُوا لإِخْوَتِكُمْ «عَمِّي» وَلأَخَوَاتِكُمْ «رُحَامَةَ». 2حَاكِمُوا أُمَّكُمْ حَاكِمُوا لأَنَّهَا لَيْسَتِ امْرَأَتِي وَأَنَا لَسْتُ رَجُلَهَا لِتَعْزِلَ زِنَاهَا عَنْ وَجْهِهَا وَفِسْقَهَا مِنْ بَيْنِ ثَدْيَيْهَا 3لِئَلاَّ أُجَرِّدَهَا عُرْيَانَةً وَأَوْقِفَهَا كَيَوْمِ وِلاَدَتِهَا) (هوشع 2: 1-3)
الرب يأمر هوشع بالزنى:
(2أَوَّّلَ مَا كَلَّمَ الرَّبُّ هُوشَعَ قَالَ الرَّبُّ لِهُوشَعَ: «اذْهَبْ خُذْ لِنَفْسِكَ امْرَأَةَ زِنًى وَأَوْلاَدَ زِنًى لأَنَّ الأَرْضَ قَدْ زَنَتْ زِنًى تَارِكَةً الرَّبَّ!».) هوشع 1: 2
(1وَقَالَ الرَّبُّ لِي: «اذْهَبْ أَيْضاً أَحْبِبِ امْرَأَةً حَبِيبَةَ صَاحِبٍ وَزَانِيَةً كَمَحَبَّةِ الرَّبِّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ) هوشع 3: 1
تاسعاً: من بلاغة الكتاب المقدّس: نصوص غير مفهومة :
(يا بن آدم تنبَّأ وقل هكذا قال السيد الرب: وَلْوِلُوا يا لليوم!) حزقيال 30: 2
(لأن اليوم قريب. ويوم للرب قريب يومُ غَيْمٌ يكون وقتاً للأمم) حزقيال 30: 2
(12«اِسْتَيْقِظِي اسْتَيْقِظِي يَا دَبُورَةُ! اسْتَيْقِظِي اسْتَيْقِظِي وَتَكَلَّمِي بِنَشِيدٍ! قُمْ يَا بَارَاقُ وَاسْبِ سَبْيَكَ, يَا ابْنَ أَبِينُوعَمَ!) قضاة 5: 12
(1لِكُلِّ شَيْءٍ زَمَانٌ وَلِكُلِّ أَمْرٍ تَحْتَ السَّمَاوَاتِ وَقْتٌ. 2لِلْوِلاَدَةِ وَقْتٌ وَلِلْمَوْتِ وَقْتٌ. لِلْغَرْسِ وَقْتٌ وَلِقَلْعِ الْمَغْرُوسِ وَقْتٌ. 3لِلْقَتْلِ وَقْتٌ وَلِلشِّفَاءِ وَقْتٌ. لِلْهَدْمِ وَقْتٌ وَلِلْبِنَاءِ وَقْتٌ. 4لِلْبُكَاءِ وَقْتٌ وَلِلضِّحْكِ وَقْتٌ. لِلنَّوْحِ وَقْتٌ وَلِلرَّقْصِ وَقْتٌ. 5لِتَفْرِيقِ الْحِجَارَةِ وَقْتٌ وَلِجَمْعِ الْحِجَارَةِ وَقْتٌ. لِلْمُعَانَقَةِ وَقْتٌ وَلِلاِنْفِصَالِ عَنِ الْمُعَانَقَةِ وَقْتٌ. 6لِلْكَسْبِ وَقْتٌ وَلِلْخَسَارَةِ وَقْتٌ. لِلصِّيَانَةِ وَقْتٌ وَلِلطَّرْحِ وَقْتٌ. 7لِلتَّمْزِيقِ وَقْتٌ وَلِلتَّخْيِيطِ وَقْتٌ. لِلسُّكُوتِ وَقْتٌ وَلِلتَّكَلُّمِ وَقْتٌ. 8لِلْحُبِّ وَقْتٌ وَلِلْبُغْضَةِ وَقْتٌ. لِلْحَرْبِ وَقْتٌ وَلِلصُّلْحِ وَقْتٌ. 9فَأَيُّ مَنْفَعَةٍ لِمَنْ يَتْعَبُ مِمَّا يَتْعَبُ بِهِ!) (جامعة 3: 1-9)
(1اَلصِّيتُ خَيْرٌ مِنَ الدُّهْنِ الطَّيِّبِ وَيَوْمُ الْمَمَاتِ خَيْرٌ مِنْ يَوْمِ الْوِلاَدَةِ. 2اَلذِّهَابُ إِلَى بَيْتِ النَّوْحِ خَيْرٌ مِنَ الذِّهَابِ إِلَى بَيْتِ الْوَلِيمَةِ لأَنَّ ذَاكَ نِهَايَةُ كُلِّ إِنْسَانٍ وَالْحَيُّ يَضَعُهُ فِي قَلْبِهِ. 3اَلْحُزْنُ خَيْرٌ مِنَ الضَّحِكِ لأَنَّهُ بِكَآبَةِ الْوَجْهِ يُصْلَحُ الْقَلْبُ. 4قَلْبُ الْحُكَمَاءِ فِي بَيْتِ النَّوْحِ وَقَلْبُ الْجُهَّالِ فِي بَيْتِ الْفَرَحِ.) جامعة 7: 1-4
(3قَدْ خَلَعْتُ ثَوْبِي فَكَيْفَ أَلْبِسُهُ؟ قَدْ غَسَلْتُ رِجْلَيَّ فَكَيْفَ أُوَسِّخُهُمَا؟) نشيد الإنشاد 5: 3
(أفأريك العروس امرأة الخروف) رؤيا يوحنا اللاهوتى 21: 9
(11لَمَّا كُنْتُ طِفْلاً كَطِفْلٍ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ وَكَطِفْلٍ كُنْتُ أَفْطَنُ وَكَطِفْلٍ كُنْتُ أَفْتَكِرُ. وَلَكِنْ لَمَّا صِرْتُ رَجُلاً أَبْطَلْتُ مَا لِلطِّفْلِ. 12فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ فِي لُغْزٍ لَكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهاً لِوَجْهٍ. الآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ لَكِنْ حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ. 13أَمَّا الآنَ فَيَثْبُتُ الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ هَذِهِ الثَّلاَثَةُ وَلَكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ.) كورنثوس الأولى 13: 11-13
(40«وَإِذَا كَانَ إِنْسَانٌ قَدْ ذَهَبَ شَعْرُ رَأْسِهِ فَهُوَ أَقْرَعُ. إِنَّهُ طَاهِرٌ. 41وَإِنْ ذَهَبَ شَعْرُ رَأْسِهِ مِنْ جِهَةِ وَجْهِهِ فَهُوَ أَصْلَعُ. إِنَّهُ طَاهِرٌ.) (لاويين 13: 40)
عاشراً: المرأة في الكتاب المُقدّس
من البداية أُلصِقت تهمة الإستجابة لوساوس الشيطان لأمنا حوَّاء، فلم يحاول الشيطاء إغواء آدم بل ذهب مباشرة إلى حواء: (12فَقَالَ آدَمُ: «الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ أَعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ».) تكوين 3: 12 . لذلك كان حمل المرأة وأوجاع الولادة من عقوبات الرب لها ، بل كان عقاب آدم ليس بسبب أكله من الشجرة ، بل بسبب أنه أطاع المرأة وطبعاً أكل من الشجرة، وبذلك كانت حواء فى نظرهم مصدر كل الشرور التى تحيق بنا: (16وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ». 17وَقَالَ لِآدَمَ: «لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلاً: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. 18وَشَوْكاً وَحَسَكاً تُنْبِتُ لَكَ وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ. 19بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزاً حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ».) تكوين 3: 16-19
فلم تُخدع إلا حواء ، أما الرجل فهو معصوم أو هو ضحية للمرأة: (كما خدعت الحيَّةُ حواءَ بمكرها) كورنثوس الثانية 11: 3 ، وإلا فلماذا لم ينسب الخديعة للإثنين؟
(وآدم لم يُغْوَ لكنَّ المرأة أُغوِيَت فحصلت فى التعدى) تيموثاوس الأولى 2: 14
الكتاب المقدس عنصرى حتى بين النساء والرجال: (لأن الرجل ليس من المرأة بل المرأة من الرجل. ولأن الرجل لم يُخلَق من أجل المرأة بل المرأة من أجل الرجل) كورنثوس الأولى 11: 8-9
(22أَيُّهَا النِّسَاءُ اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا لِلرَّبِّ، 23لأَنَّ الرَّجُلَ هُوَ رَأْسُ الْمَرْأَةِ كَمَا أَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضاً رَأْسُ الْكَنِيسَةِ، وَهُوَ مُخَلِّصُ الْجَسَدِ. 24وَلَكِنْ كَمَا تَخْضَعُ الْكَنِيسَةُ لِلْمَسِيحِ، كَذَلِكَ النِّسَاءُ لِرِجَالِهِنَّ فِي كُلِّ شَيْءٍ.) أفسس 5: 22-24
(9 وَكَذَلِكَ أَنَّ النِّسَاءَ يُزَيِّنَّ ذَوَاتِهِنَّ بِلِبَاسِ الْحِشْمَةِ مَعَ وَرَعٍ وَتَعَقُّلٍ، لاَ بِضَفَائِرَ أَوْ ذَهَبٍ أَوْ لَآلِئَ أَوْ مَلاَبِسَ كَثِيرَةِ الثَّمَنِ، 10بَلْ كَمَا يَلِيقُ بِنِسَاءٍ مُتَعَاهِدَاتٍ بِتَقْوَى اللهِ بِأَعْمَالٍ صَالِحَةٍ. 11لِتَتَعَلَّمِ الْمَرْأَةُ بِسُكُوتٍ فِي كُلِّ خُضُوعٍ. 12وَلَكِنْ لَسْتُ آذَنُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَلِّمَ وَلاَ تَتَسَلَّطَ عَلَى الرَّجُلِ، بَلْ تَكُونُ فِي سُكُوتٍ، 13لأَنَّ آدَمَ جُبِلَ أَوَّلاً ثُمَّ حَوَّاءُ، 14وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي،) تيموثاوس الأولى 2: 9-14
(5 وَأَمَّا كُلُّ امْرَأَةٍ تُصَلِّي أَوْ تَتَنَبَّأُ وَرَأْسُهَا غَيْرُ مُغَطّىً فَتَشِينُ رَأْسَهَا لأَنَّهَا وَالْمَحْلُوقَةَ شَيْءٌ وَاحِدٌ بِعَيْنِهِ. 6إِذِ الْمَرْأَةُ إِنْ كَانَتْ لاَ تَتَغَطَّى فَلْيُقَصَّ شَعَرُهَا. وَإِنْ كَانَ قَبِيحاً بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُقَصَّ أَوْ تُحْلَقَ فَلْتَتَغَطَّ.) كورنثوس الأولى 11: 5-6
ليس للمرأة أن تناقش داخل الكنيسة لتفهم، فهو يفترض أن الرجل هو صاحب العقل، ولا يفهم إلا هو ، لذلك من لا تفهم عليها بسؤال زوجها فى البيت ! (34لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُوناً لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضاً. 35وَلَكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئاً فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ لأَنَّهُ قَبِيحٌ بِالنِّسَاءِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي كَنِيسَةٍ.) كورنثوس الأولى 14: 34-35
(1وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الأُمُورِ الَّتِي كَتَبْتُمْ لِي عَنْهَا فَحَسَنٌ لِلرَّجُلِ أَنْ لاَ يَمَسَّ امْرَأَةً. 2وَلَكِنْ لِسَبَبِ الزِّنَا لِيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدٍ امْرَأَتُهُ وَلْيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ رَجُلُهَا.) كورنثوس الأولى 7: 1-2
(25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً. 26فَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا حَسَنٌ لِسَبَبِ الضِّيقِ الْحَاضِرِ. أَنَّهُ حَسَنٌ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَكُونَ هَكَذَا: 27أَنْتَ مُرْتَبِطٌ بِامْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبْ الِانْفِصَالَ. أَنْتَ مُنْفَصِلٌ عَنِ امْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبِ امْرَأَةً. 28لَكِنَّكَ وَإِنْ تَزَوَّجْتَ لَمْ تُخْطِئْ. وَإِنْ تَزَوَّجَتِ الْعَذْرَاءُ لَمْ تُخْطِئْ. وَلَكِنَّ مِثْلَ هَؤُلاَءِ يَكُونُ لَهُمْ ضِيقٌ فِي الْجَسَدِ. وَأَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُشْفِقُ عَلَيْكُمْ.) كورنثوس الأولى 7: 25-28
(38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 7: 38-40
(12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».) متى 19: 12 فأين حق النساء فى الزواج وهدوء النفس والمتعة الحلال ، إذا تتبع كل إنسان هذه التعليمات؟
( ومن يتزوج مطلَّقة فإنه يزنى ) متى 5: 32 فأين إنسانية المطلقة؟ أين حقها الطبيعى فى الحياة؟ لماذا تعيش منبوذة جائعة متشوقة للزواج ولا تستطيعه؟
(10«إِذَا خَرَجْتَ لِمُحَارَبَةِ أَعْدَائِكَ وَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى يَدِكَ وَسَبَيْتَ مِنْهُمْ سَبْياً 11وَرَأَيْتَ فِي السَّبْيِ امْرَأَةً جَمِيلةَ الصُّورَةِ وَالتَصَقْتَ بِهَا وَاتَّخَذْتَهَا لكَ زَوْجَةً 12فَحِينَ تُدْخِلُهَا إِلى بَيْتِكَ تَحْلِقُ رَأْسَهَا وَتُقَلِّمُ أَظْفَارَهَا 13وَتَنْزِعُ ثِيَابَ سَبْيِهَا عَنْهَا وَتَقْعُدُ فِي بَيْتِكَ وَتَبْكِي أَبَاهَا وَأُمَّهَا شَهْراً مِنَ الزَّمَانِ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ تَدْخُلُ عَليْهَا وَتَتَزَوَّجُ بِهَا فَتَكُونُ لكَ زَوْجَةً. 14وَإِنْ لمْ تُسَرَّ بِهَا فَأَطْلِقْهَا لِنَفْسِهَا. لا تَبِعْهَا بَيْعاً بِفِضَّةٍ وَلا تَسْتَرِقَّهَا مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ أَذْللتَهَا.) تثنية 21: 10-14
أما المرأة التى تلد ذكرا فتكون نجسة لسبعة أيام ، أما إذا ولدت أنثى فتكون نجسة لمدة أسبوعين (لاويين 12: 1-5)
كذلك المرأة الحائض نجسة، ومن يلمسها فهو نجس، وثيابها نجسة، ومن يلمس ثيابها فهو نجس، والفراش الذى تجلس عليه يكون نجس، ومن يجلس على هذا الفراش يتنجس، وبعد أن ينتهى وقت طمثها وتطهر تكون نجسة لمدة سبعة أيام أخرى! فلك أن تتخيل المرأة يأتيها الطمث لمدة سبعة أيام تكون فيها نجسة ومنبوذة من الآخرين ثم تستمر فترة نجاستها أسبوع آخر: أى نصف الشهر وهذا يعنى نصف السنة ونصف عمرها تكون نجسة منبوذة !! اقرأ هذا فى (اللاويين 15: 19-28)
من حق الأب أن يبيع ابنته: (وإذا باع رجل ابنته أمةً لا تخرج كما يخرج العبيد) خروج21: 7
الرب يأخذ نساء داود ويدفعهم للزنى: (11هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيَضْطَجِعُ مَعَ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هَذِهِ الشَّمْسِ. (صموئيل الثانى 12: 11)
الرب يُشوِّه النساء: يُصلِعُ السيد هامة بنات صهيون ويُعرّى الرب عورَتَهُنَّ (أشعياء 3: 17)
هانت المرأة عليهم فكان مهرها (غلفة ذكر رجل ميت): (25فَقَالَ شَاوُلُ: «هَكَذَا تَقُولُونَ لِدَاوُدَ: لَيْسَتْ مَسَرَّةُ الْمَلِكِ بِالْمَهْرِ, بَلْ بِمِئَةِ غُلْفَةٍ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ لِلاِنْتِقَامِ مِنْ أَعْدَاءِ الْمَلِكِ». وَكَانَ شَاوُلُ يَتَفَكَّرُ أَنْ يُوقِعَ دَاوُدَ بِيَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ.) صموئيل الأول 18: 25 ، فهذه هى أخلاق الأنبياء مع بعضهم البعض: يوقع أحدهم الآخر فى أيدى الكافرين !
ولكن ألم يفعل ذلك ربهم ، عندما أرسل موسى مصر ، إلى فرعون لإخراج شعبه من مصر، وحدث فى الطريق أن الرب نزل من على عرشه والتقى بموسى وأراد قتله ، لأنه لم يختن ابنه بعد. إله خائن ، مخادع!! وهو ينوى الغدر به وقتله ، ولم تنقذه إلا امرأته: (وَلَكِنِّي أُشَدِّدُ قَلْبَهُ حَتَّى لاَ يُطْلِقَ الشَّعْبَ. 22فَتَقُولُ لِفِرْعَوْنَ: هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: إِسْرَائِيلُ ابْنِي الْبِكْرُ. 23فَقُلْتُ لَكَ: أَطْلِقِ ابْنِي لِيَعْبُدَنِي فَأَبَيْتَ أَنْ تُطْلِقَهُ. هَا أَنَا أَقْتُلُ ابْنَكَ الْبِكْرَ». 24وَحَدَثَ فِي الطَّرِيقِ فِي الْمَنْزِلِ أَنَّ الرَّبَّ الْتَقَاهُ وَطَلَبَ أَنْ يَقْتُلَهُ. 25فَأَخَذَتْ صَفُّورَةُ صَوَّانَةً وَقَطَعَتْ غُرْلَةَ ابْنِهَا وَمَسَّتْ رِجْلَيْهِ. فَقَالَتْ: «إِنَّكَ عَرِيسُ دَمٍ لِي». 26فَانْفَكَّ عَنْهُ. حِينَئِذٍ قَالَتْ: «عَرِيسُ دَمٍ مِنْ أَجْلِ الْخِتَانِ».) خروج 4: 21-26
ألم يتآمر الرب مع الشيطان لإهلاك نبيه؟ (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.) ملوك الأول 22: 19-22
المرأة الحائض فى التّوراة مخطئة وكالمصابة بالجذام :
المرأة الحائض مثل المصاب بالجرَب ، إن لمستها أو جلست على مكان كانت هى قد جلست عليه تكون أنت أيضاً نجساً. وبهذا الحيض الذى يأتيها من عند الله ، (هذا تكوين وخَلق الأنثى) تكون خاطئة وعليها أن تتطهر من ذنبها هذا بعد أيام طمثها. أليس هذا ظلم للمرأة؟ لماذا تُحاسب على شىء لم تفعله ولم تكن شريكة فيه؟
(19«وَإِذَا كَانَتِ امْرَأَةٌ لَهَا سَيْلٌ وَكَانَ سَيْلُهَا دَماً فِي لَحْمِهَا فَسَبْعَةَ أَيَّامٍ تَكُونُ فِي طَمْثِهَا. وَكُلُّ مَنْ مَسَّهَا يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 20وَكُلُّ مَا تَضْطَجِعُ عَلَيْهِ فِي طَمْثِهَا يَكُونُ نَجِساً وَكُلُّ مَا تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً. 21وَكُلُّ مَنْ مَسَّ فِرَاشَهَا يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 22وَكُلُّ مَنْ مَسَّ مَتَاعاً تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 23وَإِنْ كَانَ عَلَى الْفِرَاشِ أَوْ عَلَى الْمَتَاعِ الَّذِي هِيَ جَالِسَةٌ عَلَيْهِ عِنْدَمَا يَمَسُّهُ يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 24وَإِنِ اضْطَجَعَ مَعَهَا رَجُلٌ فَكَانَ طَمْثُهَا عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. وَكُلُّ فِرَاشٍ يَضْطَجِعُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً. 25«وَإِذَا كَانَتِ امْرَأَةٌ يَسِيلُ سَيْلُ دَمِهَا أَيَّاماً كَثِيرَةً فِي غَيْرِ وَقْتِ طَمْثِهَا أَوْ إِذَا سَالَ بَعْدَ طَمْثِهَا فَتَكُونُ كُلَّ أَيَّامِ سَيَلاَنِ نَجَاسَتِهَا كَمَا فِي أَيَّامِ طَمْثِهَا. إِنَّهَا نَجِسَةٌ. 26كُلُّ فِرَاشٍ تَضْطَجِعُ عَلَيْهِ كُلَّ أَيَّامِ سَيْلِهَا يَكُونُ لَهَا كَفِرَاشِ طَمْثِهَا. وَكُلُّ الأَمْتِعَةِ الَّتِي تَجْلِسُ عَلَيْهَا تَكُونُ نَجِسَةً كَنَجَاسَةِ طَمْثِهَا. 27وَكُلُّ مَنْ مَسَّهُنَّ يَكُونُ نَجِساً فَيَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 28وَإِذَا طَهُرَتْ مِنْ سَيْلِهَا تَحْسِبُ لِنَفْسِهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ ثُمَّ تَطْهُرُ. 29وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ تَأْخُذُ لِنَفْسِهَا يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ وَتَأْتِي بِهِمَا إِلَى الْكَاهِنِ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 30فَيَعْمَلُ الْكَاهِنُ الْوَاحِدَ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ وَالْآخَرَ مُحْرَقَةً وَيُكَفِّرُ عَنْهَا الْكَاهِنُ أَمَامَ الرَّبِّ مِنْ سَيْلِ نَجَاسَتِهَا. (لاويين 15: 19-30)
المرأة النَّفساء فى التّوراة مخطئة ولابد لها من كَفّارة لتتوب عما لم تقترفه :
المرأة النّفساء في التّوراة هى مخطئة وعليها أن تقدم ذبيحة بعد أيام تطهيرها ليُكفِّر عنها الكاهن. وهل يملك الكاهن تكفير الذنوب؟ أم إن هذا حق الله فقط؟
المرأة التى تلد ابنا تكون نجسة أسبوع و 33 يوم حتى تطهر.
المرأة التى تلد ابنة تكون نجسة أسبوعين و 66 يوم حتى تطهر. أليس هذا تفرقة بين الذكر والأنثى وهم فى سن الرضاعة ؟
(1وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: 2«قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: إِذَا حَبِلَتِ امْرَأَةٌ وَوَلَدَتْ ذَكَراً تَكُونُ نَجِسَةً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. كَمَا فِي أَيَّامِ طَمْثِ عِلَّتِهَا تَكُونُ نَجِسَةً. 3وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ يُخْتَنُ لَحْمُ غُرْلَتِهِ. 4ثُمَّ تُقِيمُ ثَلاَثَةً وَثَلاَثِينَ يَوْماً فِي دَمِ تَطْهِيرِهَا. كُلَّ شَيْءٍ مُقَدَّسٍ لاَ تَمَسَّ وَإِلَى الْمَقْدِسِ لاَ تَجِئْ حَتَّى تَكْمُلَ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا. 5وَإِنْ وَلَدَتْ أُنْثَى تَكُونُ نَجِسَةً أُسْبُوعَيْنِ كَمَا فِي طَمْثِهَا. ثُمَّ تُقِيمُ سِتَّةً وَسِتِّينَ يَوْماً فِي دَمِ تَطْهِيرِهَا. 6وَمَتَى كَمِلَتْ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا لأَجْلِ ابْنٍ أَوِ ابْنَةٍ تَأْتِي بِخَرُوفٍ حَوْلِيٍّ مُحْرَقَةً وَفَرْخِ حَمَامَةٍ أَوْ يَمَامَةٍ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ إِلَى الْكَاهِنِ 7فَيُقَدِّمُهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ وَيُكَفِّرُ عَنْهَا فَتَطْهَرُ مِنْ يَنْبُوعِ دَمِهَا. هَذِهِ شَرِيعَةُ الَّتِي تَلِدُ ذَكَراً أَوْ أُنْثَى. 8وَإِنْ لَمْ تَنَلْ يَدُهَا كِفَايَةً لِشَاةٍ تَأْخُذُ يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ الْوَاحِدَ مُحْرَقَةً وَالْآخَرَ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ فَيُكَفِّرُ عَنْهَا الْكَاهِنُ فَتَطْهُرُ».) (لاويين 12: 1-8)
وإذا ضاجع رجل امرأته يكونان نجسان إلى المساء ، وكذلك الفراش الذى ناما عليه! فمتى يصليان؟ ما هذا التعقيد؟
(16«وَإِذَا حَدَثَ مِنْ رَجُلٍ اضْطِجَاعُ زَرْعٍ يَرْحَضُ كُلَّ جَسَدِهِ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 17وَكُلُّ ثَوْبٍ وَكُلُّ جِلْدٍ يَكُونُ عَلَيْهِ اضْطِجَاعُ زَرْعٍ يُغْسَلُ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 18وَالْمَرْأَةُ الَّتِي يَضْطَجِعُ مَعَهَا رَجُلٌ اضْطِجَاعَ زَرْعٍ يَسْتَحِمَّانِ بِمَاءٍ وَيَكُونَانِ نَجِسَيْنِ إِلَى الْمَسَاءِ.) (لاويين 15: 16-18)
ملاك الرب يسب امرأة ويسميها (الشرّ): (وَكَانَتِ امْرَأَةٌ جَالِسَةٌ فِي وَسَطِ الإِيفَةِ. 8فَقَالَ: [هَذِهِ هِيَ الشَّرُّ]. فَطَرَحَهَا إِلَى وَسَطِ الإِيفَةِ وَطَرَحَ ثِقْلَ الرَّصَاصِ عَلَى فَمِهَا.) (زكريا 5: 8)
ويفرض عليها أن تتزوج أخو زوجها إذا مات زوجها: (5«إِذَا سَكَنَ إِخْوَةٌ مَعاً وَمَاتَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَليْسَ لهُ ابْنٌ فَلا تَصِرِ امْرَأَةُ المَيِّتِ إِلى خَارِجٍ لِرَجُلٍ أَجْنَبِيٍّ. أَخُو زَوْجِهَا يَدْخُلُ عَليْهَا وَيَتَّخِذُهَا لِنَفْسِهِ زَوْجَةً وَيَقُومُ لهَا بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ. 6وَالبِكْرُ الذِي تَلِدُهُ يَقُومُ بِاسْمِ أَخِيهِ المَيِّتِ لِئَلا يُمْحَى اسْمُهُ مِنْ إِسْرَائِيل. 7«وَإِنْ لمْ يَرْضَ الرَّجُلُ أَنْ يَأْخُذَ امْرَأَةَ أَخِيهِ تَصْعَدُ امْرَأَةُ أَخِيهِ إِلى البَابِ إِلى الشُّيُوخِ وَتَقُولُ: قَدْ أَبَى أَخُو زَوْجِي أَنْ يُقِيمَ لأَخِيهِ اسْماً فِي إِسْرَائِيل. لمْ يَشَأْ أَنْ يَقُومَ لِي بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ. 8فَيَدْعُوهُ شُيُوخُ مَدِينَتِهِ وَيَتَكَلمُونَ مَعَهُ. فَإِنْ أَصَرَّ وَقَال: لا أَرْضَى أَنْ أَتَّخِذَهَا 9تَتَقَدَّمُ امْرَأَةُ أَخِيهِ إِليْهِ أَمَامَ أَعْيُنِ الشُّيُوخِ وَتَخْلعُ نَعْلهُ مِنْ رِجْلِهِ وَتَبْصُقُ فِي وَجْهِهِ وَتَقُولُ: هَكَذَا يُفْعَلُ بِالرَّجُلِ الذِي لا يَبْنِي بَيْتَ أَخِيهِ. 10فَيُدْعَى اسْمُهُ فِي إِسْرَائِيل «بَيْتَ مَخْلُوعِ النَّعْلِ».) (تثنية 25: 5-10)
الخلاصة :
متى يكون الكتاب المقدس مقدساً وحياً من عند الله ؟
ليكون الكتاب منزل من عند الله لابد أن يصف الله بما هو أهلٌ له ، وينسب إليه كل صفات الكمال والرحمة والعدل ، ولابد أن يتصف أنبياء الله بالكمال البشرى والصفات الحميدة، ليكونوا قدوة لشعوبهم، وإلا فلمَ يرسلهم الله ، فلو ضل أحدهم ، لكان هذا سُبَّة فى علم الله الأزلى ، فما بالك لو كان كل أنبياء العهد القديم زناة أو لصوص أو عبدة أوثان ، أو كفرة ماتوا منتحرين ، ويصفهم العهد الجديد بأنهم لصوص وسراق (كما يقول الكتاب).
وكذلك لابد أن يكون الكتاب كتاب يتعلم منه دارسوه الصفات الحميدة والأخلاق ، ألا تكون نصوصه مثيرة جنسياً أو مقززة ، وأن يكون أسلوب كل جملة فيه هو نفس مميزات أسلوب الكتاب كله ، وإلا لاختلف الكاتب والمؤلف ، وأن تتصف تعبيراته بأرفع التعبيرات ، ويستفيد منه قارئه من سير الصالحين ، وكيف كان عقاب الله للكافرين ، وكذلك لابد أن يكون دستور منطقى صالح يغطى كل احتياجات البشر ، وألا يحتوى الكتاب على خطأ.
نقلاً عن موقع ابن مريم f
إرسال تعليق