٠٨‏/٠٩‏/٢٠٠٨

طالبت بإطلاق اسمها على الميادين.. "جبهة علماء الأزهر": وفاء قسطنطين "شهيدة" والحكومة مسؤولة عن الجريمة لأنها سلمتها لـ "محرقة" لكنيسة

كتب مجدي رشيد (المصريون):
شنت جبهة علماء الأزهر، هجوما عنيفا على الحكومة والكنيسة، مؤكدة أن وفاء قسطنطين زوج كاهن أبو المطامير التي أعلنت إسلامها قبل أربعة أعوام، وأجبرت على الارتداد تحت ضغوط الكنيسة هي امرأة مسلمة بحكم الواقع وشهادة الحقائق والوثائق، لأنها اختارت الإسلام دينا عن رضا وقناعة حتى سلمتها إلى الكنيسة.
وانتقلت قسطنطين إلى دير وادي النطرون نهاية عام 2004 بناء على أوامر البابا شنودة الثالث، ولم يعرف منذ ذلك الوقت مكان إقامتها، وهو ما أثار شكوكا حول احتمال تعرضها لمكروه، ما دفع عشرات المحامين لتقديم بلاغات رسمية للنائب العام يطالبون فيها بالتحقيق في واقعة اختفائها.
وانتقدت الجبهة، موقف الأزهر من تسليم الحكومة لامرأة مسلمة إلى " الكنيسة"، واتهمته بتضييع الأمانة وخيانة الرسالة، بعدما التزم "صمت القبور" إزاء تسليم قسطنطين إلى الكنيسة بعد ضغوط قادها البابا شنودة الثالث بطريرك الأقباط الأرثوذكس.
وحملت في بيانها بشدة على الحكومة، واتهمتها بـ خذلان الدين"، و"ذلك باستجابتها لرغبة الإدارة الكنسية المصرية في منازعتها حقها وموافقتها لها على مشاركتها سلطاتها التي من المفترض أنها عليها مؤتمنة من الأمة لصالح المسلمين وإخوانهم من أهل الكتاب".
وقالت إن الذين سلموا "الشهيدة وفاء وأخواتها" للكنيسة قد ثبت بحقهم حكم المرتدين وفق ما ذهب إليه الجمهور، مطالبة بإحياء حق "الشهيدة وفاء قسطنطين" من خلال تسمية البنات باسمها، وإطلاق اسمها على كل وسيلة ممكنة من وسائل الدعوة إلى الله، بدءًا من المواقع الإلكترونية ودور العبادة والتعليم، ثم بالطرقات والقاعات والميادين والمحاضرات والخطب والدروس، واستنهاض همم أصحاب البيان ومؤسسات الإعلام، للمطالبة بحق "الشهيدة وفاء وأخواتها" ومن أضير بسببها من صحفيين وإعلاميين ورجال أمن وشرطة.
يذكر أن عشرات المحامين الذين تقدموا ببلاغات رسمية للنائب العام للمطالبة بالتحقيق في واقعة اختفاء قسطنطين، طالبوا أيضا بخضوع دير وادي النطرون للتفتيش الصحي والقضائي والأمني والأهلي لمعرفة مصير ما يصفونه بـ"المحتجزين" داخله، وما إذا كانوا موجودين هناك بإرادتهم أم تحت ضغط.

هناك ٣ تعليقات:

غير معرف يقول...

اسمها "وفاء" وهي فعلا وفاء عظيم للدين الاسلامي الذي أحبته وضحت بحياتها من اجله لتكون مثلا لغلاوة هذا الدين العظيم الذي يأمر أتباعه بالتفكر والتعقل دليل علي الايمان به؟ووالله " وفاءا لها فهي تحيا في قلوبنا ولا يهمنا رفض المسئولين اطلاق اسمها علي اي شيئ فلا يصح للقاتل ان يمشي في جنازة من قتله؟؟؟

غير معرف يقول...

المسيح عدو الطبيعة!!

جاء في إنجيل مرقس.
(ولمّا خرجوا -المسيح وتلاميذه- في الغد من بيت عِنيا أحسّ بالجوع ورأى عن بُعْد شجرة تين مُورقة، فقصدها راجيًا أن يجد عليها بعض الثّمر، فلمّا وصل إليها، ما وجد عليها غير الورق، لأنّ وقت التّين ما حان بعد، فقال لها: لا يأكل أحد ثمرًا منك إلى الأبد.
وسمع تلاميذه ما قال، وجاءوا إلى أورشليم...وبينما هم راجعون في الصّباح رأوا شجرة التّين يابسة من أصولها، وتذكر بطرس كلام يسوع فقال له: أنظر يا معلّم! التّينة التي لعنتها يبست.
فقال لهم يسوع: آمنوا بالله، الحقّ أقول لكم: من قال لهذا الجبل: قم وانطرح في البحر، وهو لا يشكّ في قلبه، بل يؤمن بأنّ ما تقولونه سيكون)( ).
يمشي المسيح كعادته متنقّلاً من مدينة إلى أخرى ومن قرية إلى أخرى، وذات مرّة، في بيت عِنيا وهي قرية قرب أورشليم أحسّ بالجوع، ومع أنّ المسيح هو الله إلاّ أنّه جاع، بعد أن فرغت معدته من الطّعام، فيا عجب من إله يجوع ويعطش ويأكل ويشرب ويأتي بلازم ذاك !
وقد يقول قائل من القساوسة لكن الذي جاع هو الجانب النّاسوتي من المسيح، إنّه الإله المتجسّد، وهذا مخرج ذكيّ، فالمسيح له طبيعتان لاهوتيّة وناسوتيّة، فتذكّروا هذا الكلام إلى حين.
ورأى عن بُعْد شجرة تين مورقة، فقصدها لعلّه يجد فيها من التّين ما يسدّ جوعته، لكن فوجئ المسيح أنّ الشّجرة ليس فيها تينة واحدة، فاشتط غضبه فتحوّل إلى إله، وتسربل باللاّهوتيّة فلعن الشّجرة، فيبست في الحال كما جاء في رواية متّى.
المسيح هنا يصبح ربًّا يلعن، ويدعو على شجرة فيستجاب أمره ويتحقّق مراده، فهو القادر على كلّ شيء، المسيح هكذا دائمًا عبر صفحات الإنجيل المحرف يحمل قبّعتين، يرتدي قبّعة اللاّهوت فيصبح إلهًا قديرًا عزيزًا، ثمّ يضع قبّعة النّاسوت فيصير في الحال عبدًا ضعيفًا ذليلاً.
والمهمّ في هذه الآية الغريبة، أنّ المسيح لعن شجرة التّين وحوّلها إلى خشبة يابسة هامدة في بضع ثوان.
وليت شعري، ما ذنب الشّجرة؟
وما اقترفته من إثم حتّى تبوء بهذا المصير القاسي؟
وما فعلته حتّى تنال لعنة الإله الأبديّة؟
هل هي التي حرمته ثمارها، أم هو اللّه الذي لم يخلق تلك الثّمار فيها، فهو بذلك يلعن نفسه بنفسه؟
الإنجيل المحرف يصوّر الشّجرة كأنّها مستقلّة بذاتها تعطي وتمنع ثمرها كيفما تشاء، والمسيح يلعن شجرة لا حول لها ولا قوّة، فما ذنبها؟
والغريب أنّ الإنجيل يستمرّ في غرائبه فيقول (لأنّ وقت التّين ما حان بعد)، أليس عجيبًا أن يجوع المسيح ويطلب ثمر التّين في غير وقته وزمانه.
ألا يعرف الإله أنّ للأشجار أوقاتا مخصّصة تثمر فيها، وتتكاثر؟ كلّنا تعلمنا في دروس العلوم وعلى مقاعد الدراسة أن للأشجار فصولا تثمر فيها، لكن الإنجيل المحرف لا يعترف بالعلوم!!
كان المسيح نجّارًا حسب الإنجيل، وهو يعرف الخشب والأشجار، والنّاس كلّهم يعرفون الفصل السّنويّ الذي يثمر فيه التّين، وأبسط فلاّح في قرية قد يعطينا محاضرات في ذلك.
ويذكر لنا الإنجيل أنّ المسيح يعرف التّين وشجرها، فقد ضرب مثلاً في إنجيله بشجرة التّينة في متّى ولوقا ومرقس.
يقول (خذوا من شجرة التّين عبرة: إذا لانت أغصانها وأورقت عرفتم أنّ الصّيف قريب)( ).
كيف خفي على المسيح -وهو الذي يعظ النّاس بعبرة التّينة- أمر هذه الشّجرة الملعونة؟ وكيف يدعو عليها بلعنة أبديّة وقد وصف الإنجيل المسيح بالرّحيم المحبّ، الواسع القلب.
جاء في بعض الأناجيل تصوير المسيح بأنّه (قصبة مرضوضة لا يكسر، وشعلة ذابلة لا يطفئ)1، ولم يمنعه ذلك من لعنه شجرة التين فتيبس في الحال وتصبح خشبة هامدة.
أراد الإنجيليّون أن يُضيفوا معجزة أخرى إلى قائمة معجزات المسيح، فهل هذه معجزة!؟ إنّها عجز بمعنى الكلمة، فالمعجزة كانت أعظم وأبلغ لو دعا أمام الشّجرة في غير وقت التّين فأثمرت الكثير الكثير وأكل هو وتلاميذه وبقيت تلك التّينة مباركة إلى يومنا هذا، بل إلى الأبد، كما فعل في معجزة إطعام آلاف النّاس ببضعة أسماك وقليل من الخبز، هذا هو الإعجاز، أمّا أن يحرق الشّجرة بدعائه ولعناته فهذا يأس وخور.
ويذكر بعض المفسّرين، عندما كانت مريم حبلى بالمسيح -- أنّها كانت تأكل ثمر الصّيف في موسم الشّتاء، وتأكل ثمر الشّتاء في موسم الصّيف، وذلك في قول الله تعالى في القرآن الكريم كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا، قالت هو من عند الله، إن الله يرزق من يشاء بغير حساب، هذا هو الإعجاز الإلهي في القرآن، أمّا الإنجيل فيصرّ في إهانة المسيح بتجهيله وتسفيهه.
والإنجيل المحرف يجعل كذلك المسيح متعدّيًا على حقّ غيره، فالتّينة لا شكّ أنّها ملك لأناس فأفسدها عليهم، أمّا إن كانت ملكًا مشاعًا على الطّريق ولم تكن ملكًا لأحدٍ بعينه، فقد حرم من يمرّ من هناك إلى الأبد من الاستفادة من ثمرها، وهذا غير لائق بالرّحماء والودعاء.
المسيح يفسد الشّجرة، والشّجرة هي الطّبيعة، فالمسيح يلعن ويدعو على الطّبيعة فيهلك جزءًا منها، كما فعل بالخنازير فيما مضى، إنّ المسيح كما يبدو لنا كائن خطير على الطّبيعة، ولا أدري إذا كانت جماعات الحفاظ على البيئة والطّبيعة قد سمعوا بهذه القصّة، خصوصًا جماعة السّلام الأخضر Green peace، فربما وضعوا المسيح في قائمة أعداء البيئة، ولرفعوا عليه قضيّة في المحاكم... هذا هو الإنجيل المحرف، وهذه هي حكايات الإنجيليّين العبثيّة الفوضويّة التي تتلذّذ في إيذاء المسيح ووصمه بشتّى النّقائص باسم الإعجاز.
أمّا في الإسلام فلعن الطّبيعة حرام، فلم يُبعث الرّسول لعّانًا، كما قال، وقد نهى  عن سبّ الرّيح ونهى عن سبّ الدّهر، ونهى عن سبّ الدّيك، كما حرّم لعن الحيوان، ونهى عن قطع الشجر والنخل في الحرب إلا لضرورة .
وأكّد رسولنا  على حماية الطّبيعة، فقال: "إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها"، ونهى جنده من الصّحابة في مواقع الحرب والجهاد عن قطع الأشجار وإفساد النّخيل، فالإسلام دين الحياة، وهو دين الطّبيعة لأنّ الطّبيعة من أعظم آيات الله.
ودفاعًا عن المسيح، لأنّه حبيب إلى قلوبنا، فهو رسول الله  وصفيّه، فحبّه دين وعقيدة، وإهانته كفر ونفاق، فإننا نقول: إنّ القصّة التي أوردها مرقس عن لعن شجرة التّين، لا بدّ أن يكون قد اختلقها محرّفو الأناجيل، إذ إنّ المسيح منزّه عن فعل ذلك القبح، والذي يثبت ذلك أنّ رواية متّى للقصّة، تقول إنّ الشّجرة يبست في الحال أمام أعين التّلاميذ (وبينما هو راجع إلى المدينة في الصّباح، أحسّ بالجوع فجاء إلى شجرة تين رآها على جانب الطّريق، فما وجد عليها غير الورق، فقال لها لن تثمر إلى الأبد!، فيبست التّينة في الحال، ورأى التّلاميذ ما جرى فتعجّبوا وقالوا كيف: يبست التّينة في الحال؟)( ).
أمّا رواية مرقس فتذكر أنّ الشّجرة يبست بعدما رجع التّلاميذ من هناك في الغد، فهذا الاختلاف دليل على الاختلاق، فالرّواية مكذوبة مفبركة بجميع فصولها.


المسيح لا يحترم حقوق الحيوان!!

قَبْل البدء في هذه الجزئية لابد من الإشارة إلى أنني في هذا الكتاب لا أتحدث بمنطق الشريعة الإسلامية، وبما يجب أن يتفق مع مبادئ الإسلام، وإنما في كل مرة أؤكد على إهانة المسيح في الإنجيل المحرف بمنطق الإنجيل نفسه، وبالعقل الذي يؤمن به القسس والغربيون عموما من العالم النصراني.
جاء في إنجيل مرقس الإصحاح الخامس (ووصلوا -المسيح وتلاميذه- إلى الشّاطئ الآخر من بحر الجليل في ناحية الجرّاسيّين، ولمّا نزل من القارب استقبله رجل خرج من المقابر، وفيه روح نجس -شيطان- وكان يقيم هناك، ولا يقدر أحدٌ أن يربطه حتّى بسلسلة، فكثيرًا ما ربطوه بالقيود والسّلاسل، فكان يقطع السّلاسل ويكسّر القيود، ولا يقوى أحدٌ على ضبطه، وكان طوال اللّيل والنّهار في المقابر والجبال يصرخ ويجرح جسده بالحجارة.
فلمّا شاهد يسوعَ عن بعد، أسرع إليه وسجد له وصاح بأعلى صوته: ما لي ولك، يا يسوع ابن الله العليّ؟ أستحلفك بالله، لا تعذّبني، لأنّ يسوع قال له: أيّها الرّوح النّجس أخرج من هذا الرّجل! فسأله يسوع: ما اسمك، فأجاب: اسمي جيش لأنّنا كثيرون، وتوسّل كثيرًا إلى يسوع أن لا يطرد الأرواح النّجسة من تلك المنطقة، وكان هناك قطيع كبير من الخنازير يرعى قرب الجبل، فتوسّلت الأرواح النّجسة إلى يسوع بقولها: أرسلنا إلى تلك الخنازير لندخل فيها، فأذن لها، فخرجت الأرواح النّجسة ودخلت في الخنازير فاندفع القطيع من المنحدر إلى البحر، وعدده نحو ألفين، فغرق فيه وهرب الرّعاة ونشروا الخبر في المدينة والقرى، فخرج النّاس … فطلبوا إلى يسوع أن يرحل عن ديارهم) ( ).
يا لها من معجزة إجراميّة!!
المسيح يخرج الشّياطين ويدخلها في الخنازير ويلقيها في البحر فتغرق آلاف الخنازير!
المسيح هنا يقتل ألفي خنزير حيّ، ويميتها غرقًا، إنّها المحبّة الإلهيّة والخلاص الربّانيّ!
المسيح يستمع وينصت للشّياطين ويطيعها ويأذن لها باحتلال أجساد الخنازير، ويتفرّج عليها وهي تنزل من المنحدر واحدًا تلو الآخر لتنتهي غرقًا في البحر، ولماذا هذا كلّه لإنقاذ رجل واحد!
وإذا لم يكن ألفا خنزير بقيمة رجل واحد، وكان لزامًا إنقاذ الإنسان قبل الخنازير، وإن بلغ عددها الملايين، ألم تكن هناك طريقة أخرى ووسيلة غير هاته!؟، ألم يكن المسيح، الربّ، ابن الله العليّ، كما وصفته الشّياطين قادرًا على إخراج الشّياطين وإطلاقها في الهواء أو القضاء عليها بقوله كن فيكون، أو بإغراقها دون أن تجرّ معها الخنازير البريئة!؟
إنّ القتل أو المشاركة في قتل حيوان بريء يرعى في الحقل ويأكل الحشيش، دون سبب هو إزهاق لروح الحيوان ومن ثمّ إزهاق لحقّه الطّبيعيّ.
أين المسيح من حقوق الحيوان؟
أين الإنجيل من حقوق الحيوان؟
ولا مجال لاعتراض مسلم على هذا المنطق، من حيث إن الخنزير حيوان مفسد، وأن الرويات تواترت عن قتل المسيح للخنزير في آخر الزمان، وذلك أن ما نؤمن به نحن المسلمين لا يمكن الاحتجاج به على النصارى من جهة، ومن جهة ثانية فإن الخنزير عند النصارى والكنيسة والغرب عموما يُعد ثروة حيوانية لا يستهان بها، ولا يختلف الخنزير عندهم عن الغنم والبقر، كما أن لحم الخنزير من اللحوم المفضلة لديهم حتى أنهم يتناولونها على موائد أفراحهم وأعيادهم الدينية، وبهذا المنطق، وهو منطقهم يهينون المسيح لأنه يخرب ثروتهم الحيوانية ويفسد أشهى مأكل لديهم.
وإذا عدنا إلى القصة مرة أخرى، نُصدم بألف شيطان وروح نجس يسكنون بدن رجل واحد!!!، ولا أدري كيف كانت تتحرّك تلك الشّياطين داخل هذا الجسد المزدحم بالسكّان غير العاديّين، لا علينا، فأزمة السّكن لا تزال تزعجنا إلى اليوم، لكن قتل آلاف الخنازير بسبب الشّياطين جعل من تلك الخنازير ضحيّة خاسرة في مؤامرة سمّيت معجزة، وليتها كانت كذلك لأنّها «عجز لا إعجاز».
فهذا كلّه إذا صدّقنا القصّة التي تبدو خرافيّة، وغير معقولة والدّليل على ذلك أنّ الرّواية ذَكرت في إنجيل متّى تفصيلاً آخر، وهو وجود رجلين وليس رجل واحد، يقول متّى (ولمّا وصل يسوع إلى الشّاطئ المقابل في ناحية الجرّاسيّين استقبله رجلان خرجا من المقابر وفيهما شياطين ...) ( )، إلى آخر القصّة بنفس التّفاصيل، ممّا يثبت التّناقض والغلط، وأنّ القصّة مزوّرة ومختلقة، ويثبت تزوير وتحريف الأناجيل التي بين أيدينا اليوم.
هذا من جانب ومن جانب آخر، فالمسيح الحقيقيّ، الرّحيم، العطوف، الرّؤوف، المسالم، المحبّ، رقيق القلب..لا يمكن أن يتسبّب في إهلاك آلاف الخنازير بهذه الفذلكة الإعجازيّة التي لا معنى لها، إلاّ معنى التّخريب والإفساد في الأرض -بمنطقهم- والاعتداء على الرّعاة وقتل حيواناتهم والإضرار بثروتهم الحيوانية، وهذا بدوره سبب في رفض أولئك الرّعاة لدعوته، وعدم قبول رسالته، لأنّه مفسدٌ في الأرض وليس مصلحًا ولا مخلصًا، لذلك لا نرى غرابة عندما يطرد الرّعاة وسكّان تلك المنطقة المسيح من أرضهم، كما جاء في الرّواية "فخرج النّاس...فطلبوا إلى يسوع أن يرحل عن ديارهم".
وفي زماننا هذا تأتي جمعيّات حقوق الحيوان لتعطي الإسلام دروسًا في الحفاظ على حقّ الحيوان واحترامه والرّأفة به، وإذا كانت هذه الجمعيّات تلمز كثيرا من المسلمين في تخلّفهم في هذا الجانب فهم صادقون محقّون، فكثير من المسلمين اليوم آفة الإسلام، وعلى هذا نحمل ما قاله محمّد عبده "الإسلام محجوب بالمسلمين"، وكذلك ما قاله الأفغانيّ حين يعلن "إنّ أهمّ ما يمكن أن نقنع به الغرب بتبنّي الإسلام هو أن نقنعهم أنّنا نحن المسلمين لسنا مسلمين".
العديد من المسلمين اليوم لا يحترمون حقوق الحيوان، ولا يملكون ثقافة حبّ الحيوان، لكن هل هم موافقون أم مخالفون للإسلام في ذلك؟
هل الإسلام هو الذي دعاهم إلى مثل هذا السّلوك البغيض المريض؟
إن الإسلام في هذا المجال في واد وأولئك المسلمون في واد آخر، كما هو دائمًا، إن احترام الحيوان في الإسلام شريعة ودين، والحفاظ على حقّ الحيوان وعدم الاعتداء عليه خلق إسلاميّ وعبادة يتُقرّب بها إلى الله.
يقول الرّسول الكريم  معبّرًا عن الوحي الإلهي "دخلت امرأة النّار في هرّة حبستها فما أطعمتها وما تركتها تأكل من خشاش الأرض".

غير معرف يقول...

"ويُشبِهُ مَلكوتُ السَّماواتِ عَشرَ عَذارى حمَلْنَ مَصابـيحَهُنَّ وخرَجْنَ لِلقاءِ العَريسِ. 2وكانَ خَمسٌ مِنهُنَّ جاهِلاتٍ وخَمسٌ عاقِلاتٍ. 3فحَمَلتِ الجاهِلاتُ مَصابـيحَهُنَّ، وما أخَذنَ معَهنَّ زَيتًا. 4وأمّا العاقِلاتُ، فأخَذْنَ معَ مَصابـيحِهِنَّ زَيتًا في وِعاءٍ. 5وأبطأَ العَريسُ، فنَعِسنَ جميعًا ونِمنَ.

6وعِندَ نِصفِ اللَّيلِ عَلا الصَّياحُ: جاءَ العَريسُ، فاَخْرُجْنَ لِلقائِهِ! 7فقامَتِ العَذارى العَشْرُ وهيَّأْنَ مَصابـيحَهُنَّ.



8فقالَتِ الجاهِلاتُ لِلعاقِلاتِ: أعطينَنا من زَيْتِكُنَّ، لأنَّ مَصابـيحَنا تَنطفِـئْ. 9فأجابَتِ العاقِلاتُ: رُبَّما لا يكفي لنا وَلكُنَّ، فاَذهَبْنَ إلى البَــيّاعينَ واَشترِينَ حاجَتَكُنَّ.

10وبَينَما هُنَّ ذاهباتٌ ليَشترينَ، وصَلَ العَريسُ. فدَخلَتْ معَهُ المُستعِدّاتُ إلى مكانِ العُرسِ وأُغلقَ البابُ.

11وبَعدَ حينٍ رجَعَتِ العَذارى الأُخَرُ فقُلنَ: يا سيَّدُ، يا سيَّدُ، اَفتَحْ لنا! 12فأجابَهُنَّ العريسُ: الحقَّ أقولُ لكُنَّ: أنا لا أعرِفُكُنَّ.

13فاَسهَروا، إذًا، لأنََّـكُم لا تَعرِفونَ اليومَ ولا السّاعَةَ.

مثل الوزنات.

14"ويُشبِهُ مَلكوتُ السَّماواتِ رجُلاً أرادَ السَّفَرَ، فدَعا خدَمَهُ وسَلَّمَ إلَيهِم أموالَهُ، 15كُلُّ واحدٍ مِنهُم على قَدْرِ طاقَتِهِ. فأعطى الأوّلَ خمسَ وزَناتٍ مِنَ الفِضَّةِ، والثّاني وزْنَــتَينِ، والثّالثَ وزنَةً واحدةً وسافرَ. 16فأسرَعَ الَّذي أخذَ الوَزَناتِ الخَمسَ إلى المتُاجَرةِ بِها، فربِـحَ خَمسَ وزَناتٍ. 17وكذلِكَ الَّذي أخذَ الوَزْنَتينِ، فرَبِـحَ وزْنَتينِ. 18وأمّا الَّذي أخذَ الوَزْنَة الواحدَةَ، فذهَبَ وحفَرَ حُفْرةً في الأرضِ ودفَنَ مالَ سيَّدِهِ.

19وبَعدَ مُدّةٍ طويلةٍ، رجَعَ سيَّدُ هؤُلاءِ الخَدَمِ وحاسَبَهُم. 20فجاءَ الَّذي أخَذَ الوَزَناتِ الخَمسَ، فدَفَعَ خَمسَ وزَناتٍ مَعَها وقالَ: يا سيَّدي، أعطيتَني خَمسَ وَزَناتٍ، فخُذْ خَمسَ وزَناتٍ رَبِحتُها. 21فقالَ لَه سيَّدُهُ: أحسَنتَ، أيٌّها الخادمُ الصالِـحُ الأمينُ! كُنتَ أمينًا على القليلِ، فسَأُقيمُكَ على الكَثيرِ: اَدخُلْ نَعيمَ سيَّدِكَ.

22وجاءَ الَّذي أخَذَ الوَزْنتَينِ، فقالَ: يا سيَّدي، أعطَيتَني وزْنَــتَينِ، فخُذْ معَهُما وزْنتَينِ رَبِحتُهُما. 23فَقالَ لَه سيَّدُهُ: أحسنتَ، أيٌّها الخادِمُ الصّالِـحُ الأمينُ! كُنتَ أمينًا على القَليلِ، فسأُقيمُكَ على الكَثيرِ: اَدخُلْ نَعيمَ سيَّدك

َ24وجاءَ الَّذي أخَذَ الوَزْنةَ الواحِدَةَ، فقالَ: يا سيَّدُ، عَرَفْتُكَ رجُلاً قاسِيًا، تحصِدُ حيثُ لا تَزرَعُ، وتَجمَعُ حيث لا تَبذُرُ، 25فخِفتُ. فذَهبتُ ودفَنْتُ مالَكَ في الأرضِ، وها هوَ مالُكَ. 26فأجابَهُ سيَّدُهُ: يا لَكَ من خادِمِ شِرّيرٍ كَسلانَ! عَرَفتَني أحصِدُ حَيثُ لا أزرَعُ وأجمَعُ حيثُ لا أبذُرُ، 27فكانَ علَيكَ أنْ تضَعَ مالي عِندَ الصَّيارِفَةِ، وكُنتُ في عَودتي أستَرِدٌّهُ معَ الفائِدَةِ. 28وقالَ لخَدَمِه: خُذوا مِنهُ الوَزْنَةَ واَدْفَعوها إلى صاحِبِ الوَزَناتِ العَشْرِ، 29لأنَّ مَنْ كانَ لَه شيءٌ، يُزادُ فيَفيضُ. ومَنْ لا شيءَ لَه، يُؤخذُ مِنهُ حتى الَّذي لَه. 30وهذا الخادِمُ الَّذي لا نَفْعَ مِنهُ، اَطرَحوهُ خارِجًا في الظّلامِ. فهُناكَ البُكاءُ وصَريفُ الأسنانِ.

يوم الدينونة.

31"ومَتى جاءَ اَبنُ الإنسانِ في مَجدِهِ، ومعَهُ جميعُ ملائِكَتِهِ يَجلِسُ على عرشِهِ المَجيدِ، 32وتَحتَشِدُ أمامَهُ جميعُ الشٌّعوبِ، فيُفرِزُ بَعضَهُم عَنْ بَعضٍ، مِثلَما يُفرِزُ الرّاعي الخِرافَ عَنِ الجداءِ، 33فيَجعَلُ الخِرافَ عَنْ يَمينِهِ والجِداءَ عن شِمالِه. 34ويقولُ المَلِكُ للَّذينَ عن يَمينِهِ: تَعالَوا، يا مَنْ باركهُم أبـي، رِثُوا المَلكوتَ الذي هَيَّـأهُ لكُم مُنذُ إنشاءِ العالَمِ، 35لأنَّي جُعتُ فأطعَمتُموني، وعَطِشتُ فسَقَيْتُموني، وكُنتُ غَريبًا فآوَيْتُموني، 36وعُريانًا فكَسَوْتُموني، ومَريضًا فَزُرتُموني، وسَجينًا فجِئتُم إليَّ. 37فيُجيبُهُ الصّالِحونَ: يا ربٌّ، متى رأيناكَ جوعانًا فأطْعَمناكَ؟ أو عَطشانًا فَسَقيْناكَ؟ 38ومتى رَأيناكَ غَريبًا فآويناكَ؟ أو عُريانًا فكَسوناكَ؟ 39ومتى رَأيناكَ مَريضًا أو سَجينًا فزُرناكَ؟ 40فيُجيبُهُمُ المَلِكُ: الحقَّ أقولُ لكُم: كُلَ مَرَّةٍ عَمِلْتُم هذا لواحدٍ من إخوتي هَؤلاءِ الصَّغارِ، فلي عَمِلتُموهُ!

41ثُمَّ يَقولُ لِلَّذينَ عَنْ شِمالِهِ: اَبتَعِدوا عنَّي، يا ملاعينُ، إلى النّارِ الأبدِيَّةِ المُهيّـأةِ لإبليسَ وأعوانِهِ: 42لأنَّي جُعتُ فما أطعَمْتُموني، وعَطِشتُ فما سَقَيْتُموني، 43وكُنتُ غَريبًا فما آوَيْتموني، وعُريانًا فما كَسَوْتُموني، ومريضًا وسَجينًا فما زُرْتُموني. 44فيُجيبُهُ هؤُلاءِ: يا ربٌّ، متى رأيناكَ جوعانًا أو عَطشانًا، غريبًا أو عُريانًا، مريضًا أو سَجينًا، وما أسْعَفْناكَ؟ 45فيُجيبُهُم المَلِكُ: الحقَّ أقولُ لكُم: كُلَ مرَّةٍ ما عَمِلتُم هذا لِواحدٍ مِنْ إخوتي هؤلاءِ الصَّغارِ، فلي ما عمِلتُموهُ. 46فيذهَبُ هؤُلاءِ إلى العَذابِ الأبديَّ، والصّالِحونَ إلى الحياةِ الأبدِيَّةِ".

قد يستغرب قارئ الأناجيل حين يجد هذا الإلحاح على ملكوت السماوات وكأنه لا يوجد تقريبا شىء آخر من بضاعة الروح عند السيد المسيح. وقد وقفت طويلا أمام تلك الظاهرة فبدا لى أنها ربما ترجع إلى أن طوائف من اليهود لم تكن تعتقد فى القيامة والبعث والحساب والثواب والعقاب، وأنه حتى لو كان هناك بعث وحساب فإن الله محابيهم ولن يعذّبهم (إن عذّبهم) إلا أياما معدودات كما ورد فى القرآن تصويرا لعقائد أولئك البشر: "وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إلاّ أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (80) بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81) وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" (البقرة/ 80-82)، "قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآَخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (94) وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (95) وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ " (البقرة/ 94- 96)، "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ* ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاّ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ* فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ" (آل عمران/ 23- 25)، "مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ* قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ* وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ* قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ" (الجمعة/ 5- 8). ولا ننس أن القرآن يمتلئ هو أيضا بالحديث المتكرر كثيرا عن البعث والجنة والنار، لكن فى القرآن، إلى جانب هذا، كلاما كثيرا كذلك عن أمور الدنيا المختلفة من صلاة وزكاة وصوم وحج وعمل واجتهاد وإتقان وتفكير وعلم وعلاقات اجتماعية وأوضاع اقتصادية وشؤون عسكرية وسياسية ومعاملات يومية وزواج وطلاق وميراث وتركات... إلخ مما لا نظير له فى الأقوال المنسوبة للمسيح إلا فى بعض الأمور الضيقة، وليس بهذا الاتساع والتفصيل كما بينت مرارا.

شىء آخر يلفت النظر فى الأمثال التى يضربها السيد المسيح حسبما هو موجود فى الأناجيل، ألا وهو حديثه أحيانا عن العُرْس والزواج والأطفال رغم ما هو معروف فى النصرانية الحاليّة من ميل طائفة من رجال دينها إلى الترهب مما دانه القرآن لما اعتراه من غلوّ لا تستحبّه السماء ورغم ما هو معروف عنه، صلى الله عليه وسلم، من أنه لم يتزوج، ومن ثم لم ينجب أطفالا. ومعروف كذلك ما نطالعه فى إعلانات وَفَيَات القوم فى الصحف من أن الآنسة الفلانية المتوفاة ستكون عروسا للمسيح فى السماوات، مع أن المسيح، حسبما قلنا، لم يخطب ولم يتزوج، وإن لم يمنع هذا بعض الملاحدة الغربيين من غمزه ولمزه واتهامه، كما سبقت الإشارة، بأنه كانت له علاقة بهذه المرأة أو ذلك الشاب من أتباعه، لعن الله كل من يسىء إلى أى نبى من المُصْطَفَيْن الأخيار، وعلى رأسهم سيد الرسل والأنبياء. وفى ضوء هذا نقرأ المثل التالى الذى ذكره كاتب الإنجيل فى الفصل الذى نحن فيه الآن: "يُشبِهُ مَلكوتُ السَّماواتِ عَشرَ عَذارى حمَلْنَ مَصابـيحَهُنَّ وخرَجْنَ لِلقاءِ العَريسِ. 2وكانَ خَمسٌ مِنهُنَّ جاهِلاتٍ وخَمسٌ عاقِلاتٍ. 3فحَمَلتِ الجاهِلاتُ مَصابـيحَهُنَّ، وما أخَذنَ معَهنَّ زَيتًا. 4وأمّا العاقِلاتُ، فأخَذْنَ معَ مَصابـيحِهِنَّ زَيتًا في وِعاءٍ. 5وأبطأَ العَريسُ، فنَعِسنَ جميعًا ونِمنَ. 6وعِندَ نِصفِ اللَّيلِ عَلا الصَّياحُ: جاءَ العَريسُ، فاَخْرُجْنَ لِلقائِهِ! 7فقامَتِ العَذارى العَشْرُ وهيَّأْنَ مَصابـيحَهُنَّ. 8فقالَتِ الجاهِلاتُ لِلعاقِلاتِ: أعطينَنا من زَيْتِكُنَّ، لأنَّ مَصابـيحَنا تَنطفِـئْ. 9فأجابَتِ العاقِلاتُ: رُبَّما لا يكفي لنا وَلكُنَّ، فاَذهَبْنَ إلى البَــيّاعينَ واَشترِينَ حاجَتَكُنَّ. 10وبَينَما هُنَّ ذاهباتٌ ليَشترينَ، وصَلَ العَريسُ. فدَخلَتْ معَهُ المُستعِدّاتُ إلى مكانِ العُرسِ وأُغلقَ البابُ. 11وبَعدَ حينٍ رجَعَتِ العَذارى الأُخَرُ فقُلنَ: يا سيَّدُ، يا سيَّدُ، اَفتَحْ لنا! 12فأجابَهُنَّ العريسُ: الحقَّ أقولُ لكُنَّ: أنا لا أعرِفُكُنَّ. 13فاَسهَروا، إذًا، لأنََّـكُم لا تَعرِفونَ اليومَ ولا السّاعَةَ". ومما هو جدير بالذكر ولم يلتفت إليه على خطورته أحد فى حدود علمى أن المسيح قد جعل للعريس الواحد عدة عرائس بلغ عددهن عشرا، وإن كان بعضهن لم يتم زواجهن لكسلهن وتهاونهن لا لشىء آخر. ترى أولو كان تعدد الزوجات أمرا محرما فى ديانة عيسى، أكان عليه السلام يضرب مِثْل هذا المَثَل؟ الواقع والحق والحقيقة أنه لا يوجد فى الأناجيل نص واحد فى تحريم تعدد الزوجات، فلماذا إذن التطاول والتسافه والتباذؤ والسفالة وشغل الصياعة والإجرام مع سيد الخلق ودينه العظيم؟

كذلك يلفت النظر فى أمثال الأناجيل تكرر الكلام فيها عن المال والتجارة والزراعة والصَّيْرَفة... إلخ مما يبدو متناقضا مع مناداة المسيح، حسبما رأينا من قبل، بنبذ الدنيا وما فيها من مال ومناصب، وهو ما من شأنه أن يؤدى إلى العدمية أو فى أقل القليل: إلى التخلف والرضا بالدونية فى كل شؤون الحياة. ومن هنا قلنا ونقول إن النصرانية بوضعها الحالى لا تصلح لتنظيم أمور الدنيا، بل هى ديانة هروبية لا تواجه الواقع وتكتفى بالمثاليات المتشنجة التى لا تؤكّل عَيْشًا ولا جُبْنًا لأنها لا تخاطب الطبيعة البشرية، بل تهوّم فى الفراغ ولا حديث لها تقريبا إلا عن الملكوت، وكأنه لا يوجد قبل ذلك الملكوت حاجة اسمها: "الدنيا"! وفى هذا المثل لا يتحرج ضاربه (أستغفر الله) من تشبيهه سبحانه وتعالى بالمرابى الشحيح المتحجر القلب الذى يعبد الدينار والدرهم ولا هَمّ له سوى زيادة رأس ماله، والسلام، ولا يطيق أحدا أن يضيّع عليه أية صفقة من صفقات الربا، فلذلك يكون تعذيبه لمثل هذا الشخص رهيبا لا رحمة فيه: "24وجاءَ الَّذي أخَذَ الوَزْنةَ الواحِدَةَ، فقالَ: يا سيَّدُ، عَرَفْتُكَ رجُلاً قاسِيًا، تحصِدُ حيثُ لا تَزرَعُ، وتَجمَعُ حيث لا تَبذُرُ، 25فخِفتُ. فذَهبتُ ودفَنْتُ مالَكَ في الأرضِ، وها هوَ مالُكَ. 26فأجابَهُ سيَّدُهُ: يا لَكَ من خادِمِ شِرّيرٍ كَسلانَ! عَرَفتَني أحصِدُ حَيثُ لا أزرَعُ وأجمَعُ حيثُ لا أبذُرُ، 27فكانَ علَيكَ أنْ تضَعَ مالي عِندَ الصَّيارِفَةِ، وكُنتُ في عَودتي أستَرِدٌّهُ معَ الفائِدَةِ. 28وقالَ لخَدَمِه: خُذوا مِنهُ الوَزْنَةَ واَدْفَعوها إلى صاحِبِ الوَزَناتِ العَشْرِ، 29لأنَّ مَنْ كانَ لَه شيءٌ، يُزادُ فيَفيضُ. ومَنْ لا شيءَ لَه، يُؤخذُ مِنهُ حتى الَّذي لَه. 30وهذا الخادِمُ الَّذي لا نَفْعَ مِنهُ، اَطرَحوهُ خارِجًا في الظّلامِ. فهُناكَ البُكاءُ وصَريفُ الأسنانِ".

أما فيا يلى فإنى لعلى يقين أن كتبة هذه السير العيسوية التى يسمونها: "الأناجيل" قد استبدلوا "ابن الإنسان" باسم الله كما حدث من قبل فى بعض الحالات التى نبهنا إليها فى حينها: "ومَتى جاءَ اَبنُ الإنسانِ في مَجدِهِ، ومعَهُ جميعُ ملائِكَتِهِ يَجلِسُ على عرشِهِ المَجيدِ، 32وتَحتَشِدُ أمامَهُ جميعُ الشٌّعوبِ، فيُفرِزُ بَعضَهُم عَنْ بَعضٍ، مِثلَما يُفرِزُ الرّاعي الخِرافَ عَنِ الجداءِ، 33فيَجعَلُ الخِرافَ عَنْ يَمينِهِ والجِداءَ عن شِمالِه. 34ويقولُ المَلِكُ للَّذينَ عن يَمينِهِ: تَعالَوا، يا مَنْ باركهُم أبـي، رِثُوا المَلكوتَ الذي هَيَّـأهُ لكُم مُنذُ إنشاءِ العالَمِ، 35لأنَّي جُعتُ فأطعَمتُموني، وعَطِشتُ فسَقَيْتُموني، وكُنتُ غَريبًا فآوَيْتُموني، 36وعُريانًا فكَسَوْتُموني، ومَريضًا فَزُرتُموني، وسَجينًا فجِئتُم إليَّ. 37فيُجيبُهُ الصّالِحونَ: يا ربٌّ، متى رأيناكَ جوعانًا فأطْعَمناكَ؟ أو عَطشانًا فَسَقيْناكَ؟ 38ومتى رَأيناكَ غَريبًا فآويناكَ؟ أو عُريانًا فكَسوناكَ؟ 39ومتى رَأيناكَ مَريضًا أو سَجينًا فزُرناكَ؟ 40فيُجيبُهُمُ المَلِكُ: الحقَّ أقولُ لكُم: كُلَ مَرَّةٍ عَمِلْتُم هذا لواحدٍ من إخوتي هَؤلاءِ الصَّغارِ، فلي عَمِلتُموهُ! 41ثُمَّ يَقولُ لِلَّذينَ عَنْ شِمالِهِ: اَبتَعِدوا عنَّي، يا ملاعينُ، إلى النّارِ الأبدِيَّةِ المُهيّـأةِ لإبليسَ وأعوانِهِ: 42لأنَّي جُعتُ فما أطعَمْتُموني، وعَطِشتُ فما سَقَيْتُموني، 43وكُنتُ غَريبًا فما آوَيْتموني، وعُريانًا فما كَسَوْتُموني، ومريضًا وسَجينًا فما زُرْتُموني. 44فيُجيبُهُ هؤُلاءِ: يا ربٌّ، متى رأيناكَ جوعانًا أو عَطشانًا، غريبًا أو عُريانًا، مريضًا أو سَجينًا، وما أسْعَفْناكَ؟ 45فيُجيبُهُم المَلِكُ: الحقَّ أقولُ لكُم: كُلَ مرَّةٍ ما عَمِلتُم هذا لِواحدٍ مِنْ إخوتي هؤلاءِ الصَّغارِ، فلي ما عمِلتُموهُ. 46فيذهَبُ هؤُلاءِ إلى العَذابِ الأبديَّ، والصّالِحونَ إلى الحياةِ الأبدِيَّةِ".

إن الذى ستحمله الملائكة على العرش يوم القيامة ويحاسب البشر إنما هو الله لا ابن الإنسان. ونستطيع فى ضوء هذا أن نقرأ النصوص التالية من سورة "مريم" و"يس" و"فُصِّلَتْ" و"الحاقّة" و"المطفِّفين" و"الانشقاق" على التوالى: "يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا (85) وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا (86)"، "وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ (51) قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52) إِنْ كَانَتْ إِلاّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (53) فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلا تُجْزَوْنَ إِلاّ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (54) إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ (55) هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ (56) لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ (57) سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (58) وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (59) أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (63) اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (64) الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (65) وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ (66) وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلا يَرْجِعُونَ (67)"، "فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (27) ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (28) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاّنَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الأَسْفَلِينَ (29)"، "فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (15) وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ (16) وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا ويحمل عرشَ ربك فوقهم يومئذٍ ثمانية* يومئذ تُعْرَضون لا تَخْفَى منكم خافية، "أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)"، "إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (2) وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ (3) وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (4) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (5) يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ (6) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8) وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا (9) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (10) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (11) وَيَصْلَى سَعِيرًا (12) إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا (13) إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (14) بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا (15)".

أما المسيح بن مريم عليه السلام فيقول عنه القرآن المجيد، ولنكتف بما جاء فى سورة "المائدة" وحدها: "لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (المائدة/ 17)، "لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (72) لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (74) مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآَيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75) قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (76) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (77)"، "وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلاّمُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118) قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119) لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (120)".

وامتدادا لهذه العقيد فى السيد المسيح هناك حديث عن رب العزة يقول فيه سبحانه ما نُسِب فى الفصل الحالىّ للسيد المسيح عليه السلام، وهو ما يرجع إلى أن كتبة الأناجيل قد استبدلوا فى بعض المواضع اسم المسيح باسم الله: ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏قال: ‏‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم: ‏إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: ‏ ‏يا ابن ‏‏ آدم، ‏‏ مرضتُ فلم تعدني. قال: يا رب، كيف ‏ ‏أعودك ‏ ‏وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده؟ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟ يا ابن ‏ ‏آدم، ‏ ‏استطعمتُك فلم تطعمني. قال: يا رب، وكيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي؟ يا ابن ‏ ‏آدم، ‏ ‏استسقيتك فلم تسقني. قال: يا رب، كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه. أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي". فهأنت ترى، أيها القارئ العزيز، أننا قريبون من الله لدرجة انهدام الحواجز تماما بيننا وبينه جل وعلا، فنحن إذن فى معيته على الدوام، وأن ما نفعله لإخواننا فى البشرية إنما يقع فى يد الله قبل أن يقع فى أيديهم ويرضيه سبحانه كما لو كان هو المنتفع به، تعالى الله عن الحاجة إلى أى شىء أو الانتفاع بأى شىء، لكنه أسلوب المجاز الأقوى على التأثير وتحريك النفوس، والأفعل فى إجاشة القلوب وبعثها على فعل الخير، وإلا فالله سبحانه أكبر من الكون ومن الزمن والتاريخ لأنه هو خالق الزمن والكون والتاريخ، ويستحيل من ثم أن يتجسد فيحتويه ما صنعته يداه من كون وزمن وتاريخ، فضلا عن أن يُعْطَى ثدى أمه ويُرْضَع ويعضه الجوع فيبكى (خُذِ البِزَّة ونَمْ!)، ويبول ويخرأ ويُضْرَب ويهان وتُكْسَر ركبته ويُطْعَن بالرمح فى جنبه ويتألم ويصرخ ويُصْلَب ويُقْتَل (أستغفر الله! أستغفر الله! أستغفر الله! أستغفر الله! أستغفر الله! أستغفر الله! أستغفر الله! أستغفر الله! أستغفر الله! أستغفر الله! وأعوذ بالله من غضب الله!)، وإلا كانت الألوهية مَلْعَبَةً ومَعْيَلَةً، تعالى الله عن ذلك! ولنلاحظ كيف استبدل كاتب الإنجيل أيضا عبارة "واحد من إخوتى هؤلاء الصغار" بكلمة "عبدى فلان" تمشيا مع اتجاهه فى تأليه المسيح وزعمه أنه عليه السلام هو الذى سوف يجلس على العرش يوم القيامة ويحاسب البشر. بيد أن هاهنا موضعا لملاحظة سريعة هى أن المسيح عليه السلام قد وَجَدَ فى الدنيا، من بين محبّيه على الأقل، من يطعمه ويسقيه ويقف معه فى أوقات التعب والقلق، فبأى حق ينكر هذا كله؟ الواقع أنْ ليس ذلك إلا ثمرة من ثمرات العبث والتبديل الذى تعرضت له النصرانية والأناجيل.

هذا ما نؤمن به بشأنه صلى الله عليه وسلم، وطبعا هذا لا يُرْضِى القوم فى المهجر مثلما لا يرضينا قولهم إنه هو الله أو ابن الله، وهم يَرَوْن أن عقيدتنا هذه فى المسيح تسىء إليهم، ويريدون منا أن نكف عن الإيمان بما نؤمن به فيما يخصه عليه السلام حسبما قرأت فى أحد مواقعهم السافلة المنحطة التى تسب القرآن والرسول عليه السلام والمسلمين وتشمت بهم لأنهم أخيرا، كما جاء فى ذات الموقع المأبون كالقائمين عليه، أخذوا يذوقون من نفس الكأس ويستمعون لأول مرة فى حياتهم نقدًا وسَبًّا لدينهم وكتابهم ونبيهم. وإنى لأسأل ولا أتوقع بل لا أريد منهم جوابا، فهم أهون عندى من هذا: أَوَتعدَّى المسلمون يوما على المسيح بن مريم بالسب والتحقير والكذب واختلاق الروايات كما يفعلون هم مع سيد النبيين والمرسلين؟ بطبيعة الحال نحن المسلمين قلنا ونقول وسنظل نقول إن عيسى ليس إلا عبدا رسولا، وليس فيه من الألوهية بعض شىء على الإطلاق. فإن أغضبهم هذا، ولسوف يغضبهم بكل يقين، فهو ما لا نملك لهم ولا لنا فيه شيئا، لأننا إذا لم نقل ذلك كنا كافرين بما نزل على نبينا ولم نكن مسلمين، وليس من المعقول ألا يؤمن أحد بما يقتنع به إلا بعد أن يلف "كعب داير" وفى يديه "الكَلَبْشَات" على سائر الملل والديانات والفلسفات والمذاهب يطلب منهم السماح بأن يتركوه يؤمن بما يؤمن به. نحن لم ولن نطلب من القوم أو من غيرهم أن يراعوا مشاعرنا فى ما يؤمنون به، لكننا نقول إن قلة الأدب مع سيد الأنبياء والرسل ليست داخلة فى الإيمان بالسيد المسيح، وإلا فهل هناك نص واحد فى الأناجيل أو فى العهد القديم يسب محمدا عليه الصلاة والسلام أو يقول فيه ما لا نقوله نحن المسلمين، وبالتالى فهم يتعبدون به ولا يملكون تجاهه شيئا؟ أبدا لا وجود لمثل هذا النص، ومن ثم فإننا لا نكلفهم من أمرهم عسرا إذا قلنا إن قلة أدبهم وسفالتهم لا معنى لها على الإطلاق. ومع هذا فليمضوا إذا شاء لهم شيطانهم فى هذه السفالة والسفاهة كما يحبون، ونحن نشعر أن ديننا أقوى من كل هذا السخف الذى يشنّعون به بالباطل على نبينا، والمهم ألا يصرخوا تحت وقع مطارق الحق التى لا تعرف إلا قول الحق، ولاشىء إلا الحق، ولا تتوسل إلى ما تريد بما يتوسلون هم به من البكش والكذب واللف والدوران واختراع القصص والبهلوانيات الفكرية والعقيدية مما لم ولن يوصلهم إلى شىء! خذوا راحتكم على الآخر واشتموا واصرخوا كما تَبْغُون (وكل أموركم بَغْىٌ وعدوانٌ وإجرامٌ)، فوَحَقِّ جلالِ الله لن يزيد بَغْيُكم وجَئِيرُكم وصراخُكم جلالَ رسولِ الله إلا عظمة وتألقا وسطوعا، ولا دينَه (رغم ضعف أتباعه لتكاسلهم ورضاهم بالدنيّة والتخلف والهوان) إلا عِزًّا وانتشارًا، ولا أمريكا فى بلاد المسلمين (رغم كل التفوق الحربى والعلمى والاقتصادى الذى تحظى به، ومعه الخيانة التى يتبرع بها بعض المسلمين لمساعدتهم ضد أمتهم) إلا انهزامًا فى نهاية المطاف واندحارًا! أتظنون أن نجاستكم المنتنة يا أنجاس يمكنها، من مجارى البلاعات والبكابورتات التى تسكنها الصراصير والديدان والخنافس والفيران، أن تطول أو تنال الطاهر ابن الطاهرين ؟ تفُوّ على وجوهكم الكريهة الكالحة أجمعين، وهذه "التفُوّ" بالمناسبة ليست من عندى حتى لا أُتَّهم بالسرقة وتكتبنى "عرب تايمز" عندها فى باب "اللصوص الظرفاء"، بل أخذته من عنوان رسالة إلى د. أسامة فوزى محرر تلك الجريدة كان المرسل يشتمه فيها! وفى النهاية نعلنها واضحة صريحة من أعماق قلوبنا رغم ذلك كله فنقول إننا لا يمكننا أن نفكر ولو فى مس شعرة فى قدم عيسى بن مريم، بل نحن مستمرون فى تبجيله واحترامه وحبه والإيمان به، صلى الله عليه وعلى آله وعلى كل من آمن بما دعا إليه من التوحيد النقى الصافى ولم يشركه مع الله فى شىء، وصدّق بما بشر به من رسالة أحمد المصطفى وسَلَّمَ تسليما كثيرا، والحمد لله رب العالمين.
عدد القراء : 137 124 - التعليقات: 0

المشاركة السابقة : المشاركة التالية
إضافة تعليق
كاتب المشاركة :
الموضوع :
النص : *

TO cool dry
عربي mad ohmy
huh sad smile
wub

طول النص يجب ان يكون
أقل من : 30000 حرف
إختبار الطول
تبقى لك :

تحريك انسيابي إلى الأعلى

تحريك انسيابي إلى الأسفل

قص

نسخ

لصق

إزالة

إظهار لوحة المفاتيح العربية

رابط الكتروني

صورة

تحويل الكتابة من اليسار إلى اليمين

تحويل الكتابة من اليمين إلى اليسار

داكن

مائل

خط سفلي
تحريك انسيابي إلى اليسار

تحريك انسيابي إلى اليمين

كود PHP

كود

اقتباس

نص قراني

معلومات

تشغيل ملف رييل بلاير (rm,ra,ram)

تشغيل ملفات الصوت والصورة

تشغيل ملف فلاش (swf)

إلى اليسار

توسيط

إلى اليمين

محاذاة إلى الأطراف

ا

ب

ت

ث

ج

ح

خ

د

ذ

ر

ز

س

ش

ص

ض
ط

ظ

ع

غ

ف

ق

ك

ل

م

ن

هـ

و

ي

ة

أ
إ

آ

ء

ؤ

ئ

ى

لا

لإ

لآ





ـ

،

؛

؟