١١‏/٠٩‏/٢٠٠٨

الكتاب الذى اضل الغرب على ضلاله “الكتاب المقدس بلا رقابة: الأجزاء الفاجرة والداعرة”

علماء اللاهوت الغربيين يعترفون بإباحية الكتاب المقدس…

وزكريا بطرس “يتأمل” نشيد الإنشاد في 5 سنوات

التفسير الرمزي للكتاب المقدس… الأسباب والدوافع

صدر مؤخراً كتاب بعنوان “الكتاب المقدس بلا رقابة: الأجزاء الفاجرة والداعرة في الكتاب الجيد The Uncensored Bible: The Bawdy and Naughty Bits of the Good Book”. الكتاب يدرس النصوص والقصص الإباحية في الكتاب المقدس بدون تورية مع البعد عن التفسيرات الرمزية لبعض اللاهوتيين الذين كلما خجلوا من نص في الكتاب المقدس إدّعوا أنه رمز. وهم بذلك يثبتون - بطريقة غير مباشرة - أن هناك عجز في نصوص الكتاب المقدس حيث الفهم المباشر لا يستقيم وكأن كاتبه لم يقصد ما يكتب أو لم يكتب ما يقصد!! ومن أكثر النصوص التي يتم تفسيرها تفسيراً رمزياًُ هي النصوص الإباحية التي يمتلئ بها الكتاب المقدس.

وإذا كان علماء اللاهوت في الغرب لا يخجلون من الإعتراف بالمعنى الصريح لتلك النصوص الإباحية كما في هذا الكتاب وغيره الكثير، فإن الكنائس الشرقية لا زالت تعيش في خرافة “التفسير الرمزي” بل ويتهمون من لا يقتنع بتلك التفاسير بأنه يفتقد للروحانية وأن تفكيره جنسي جسدي شهواني وكأنهم قدموا لنا نصوصأً روحية راقية ونحن من فسرها بطريقة جنسية وليس العكس!!!

في هذا المقال نستعرض بإيجاز شديد أهم ما جاء في هذا الكتاب. ثم نوضح كيف يستخدم التفسير الرمزي للكتاب المقدس في التحريف والتبرير لوجود نصوص إباحية لا يقبل عاقل أن تكون موجودة في كتاب مقدس. ونختم بتفنيد محاولات زكريا بطرس الفاشلة لتبرير نشيد الإنشاد.

الكتاب المقدس بلا رقابة: الأجزاء الفاجرة والداعرة

كتاب “الكتاب المقدس بلا رقابة: الأجزاء الفاجرة والداعرة” يشرح المعني الحقيقي لنصوص الكتاب المقدس ويبتعد بذلك عن التفسيرات الرمزية وكذلك يسرد ما ورد فيه من قصص ونصوص إباحية.

يتطرق الكتاب لقصص الكتاب المقدس مثل فرية زنا لوط - عليه السلام - بإبنتيه وإدعاء الكتاب المقدس أن داود عليه السلام زنى بزوجة جاره ورئيس جيشه ثم تخطيطه لقتله. وكذلك إدعاء الكتاب المقدس أن إبراهيم عليه السلام إستخدم جمال زوجته ليحمي نفسه من المصريين. ويتناول الكتاب كذلك قصة إغراء راعوث لبوعز جنسياً بإيعاز من حماتها وبما تحتويه تلك القصة من تفاصيل دقيقة. ويتناول الكتاب العديد من القصص والنصوص الفاضحة التي تملأ الكتاب المقدس.

أما سفر نشيد الإنشاد فيصفه الكتاب بأنه سفر جنسي بحت بالرغم من محاولات تفسيره تفسيرات رمزية. ويكشف الكتاب المعنى الحقيقي لبعض العبارات والألفاظ المستخدمة فيه لنجد أننا أمام تفاصيل جنسية لا يتخيلها عقل.

لكن أهم ما ورد في الكتاب هو تأكيد حدوث تحريف في ترجمة سفر نشيد الإنشاد ليظهر أقل إباحية! وهذا بالطبع تأكيد لما ذكره علماء لاهوت في الفيديو التالي:

وقد أدى خجل النصارى من تلك النصوص الإباحية إلى اللجوء إلى “التفسير الرمزي” لأي نص يرونه غير لائق بمعناه الحقيقي.

التفسير الرمزي للكتاب المقدس… الأسباب والدوافع

نبدأ أولاً بتعربف الرمزية كما جاء في المعجم المحيط:

الرَّمْزِيَّة : مذهبٌ في الأدبِ والفنّ يقول بالتعبير عن المعاني بالرُّموزِ والإيحاء، ليدعَ للمتلقّي نصيباً في فهم الصُّورةِ أو تكميلها أو تقوية العاطفة بما يضيف إليه من توليدِ خياله.

ومن هذا التعريف يتضح مكمن الخطورة في إستخدام وقبول التفسير الرمزي للنصوص حيث تجعل المفسر قادر على لي عنق النصوص للوصول إلى أي معنى يريده. ولنضرب على ذلك مثالاً عملياً:

إذا قرأنا النص التالي:

( ثدياك كخشفتين توأمي ظبية ) (نشيد الإنشاد 3:7)

ثم قرأنا تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي:

إن كان السيد المسيح يظهر للكنيسة متمنطقًا عند ثدييه بمنطقة من ذهب (رؤ 12:1) إذ يُقدم العهدين القديم والجديد كثديين ترضعهما الكنيسة وتتقوت بهما، فإن الكنيسة أيضًا وهي كنيسة المسيح صار لها هذان العهدان كثديين يتقوت بهما أولادها.

تظهر كلمة الله الواردة في العهدين كتوأم من الغزلان الصغيرة وُلدا من أم واحدة، إشارة إلى تكامل العهدين معًا دون تمييز بينهما، فإن العهد القديم تنبأ عن العهد الجديد، والآخر كشف الأول وأوضحه.

لما وجدنا فارق كبير بينه وبين تصريح المخرج خالد يوسف بأن المشاهد الساخنة في فيلمه (الريس عمر حرب) تجسيد لاحتلال بغداد!!! فكلاهما حاول الدفاع عن أشياء إباحية وحاول تبرير وجودها كلٍ حسب هدفه.

فبالله عليكم ما العلاقة بين ثديي إمراءة والتغزل بهما وبين العهدين القديم والجديد؟ وما هي القرينة التي إستند عليها القمص تادرس يعقوب ملطي ليتفتق ذهنه عن هذا التفسير؟ وهل يمكن لأي إنسان أن يصل لهذا التفسير إلا إذا كان لديه غرض مسبق لتبرير وجود هذا النص بلي عنقه بأي طريقة ممكنة؟

فإذا عدنا للعدد (رؤ 12:1) الذي ذُكر في التفسير لوجدنا أنه لا توجد علاقة بين النصين إلا وجود كلمة “ثديين” في كلاهما:

(وفي وسط السبع المناير شبه ابن انسان متسربلا بثوب الى الرجلين ومتمنطقا عند ثدييه بمنطقة من ذهب.) (رؤيا 12:1)

فبالله عليكم ما العلاقة بين ثديي يسوع اللذين رآهما يوحنا اللاهوتي في منامه وبين ثديي المرأة في سفر نشيد الإنشاد؟ (سفر الرؤيا عبارة عن حلم رآه يوحنا اللاهوتي - على حد زعمهم - وأصبح - في غفلة من الزمن - سفراً رئيسياً في الكتاب المقدس ويستقي منه النصارى الكثير من عقائدهم!!!)

وبنفس الطريقة، نجد أن مفسري الكتاب المقدس في تفسيراتهم يلبسون نظارة ثلاثية الأقانيم تجعلهم يرون كل نص نبوءة أو إثبات لألوهية يسوع. وهم في ذلك مستعدين أن يلووا أعناق النصوص بأي طريقة للوصول إلى هذا الهدف. وطبعاً نفس النظارة قادرة على تحويل أي نص إباحي إلى نص روحاني راقي لا يفهمه إلا الروحانين المملوئين بالروح القدس ومن يعترض فالعيب فيه لأنه إنسان جسدي شهواني وتفكيره جنسي!!! وبالطبع الوسيلة الوحيدة لإقناع النصارى بذلك هو أن يتم برمجتهم على التفسير الرمزي للنصوص لدرجة أن أسرع إجابة لدى أي نصراني لأي سؤال عن الكتاب المقدس تكون “هذا رمز” ثم يطلب منك أن تقرأ التفاسير التي لم يقرأ هو شيء منها. وإذا عدت للتفاسير وجدت النصوص في وادٍ وتفسيرها في وادٍ آخر.

والتفسير الرمزي نوع من التحريف بالتأويل حيث يستطيع أي شخص تأويل النصوص كما يريد لتأييد أفكاره. فما الذي يمنعني أن أقول أن الثديان رمز لقبتي مجلسي الشعب والشورى وأن النص يدعو إلى الديمقراطية؟… فما دام التفسير الرمزي مقبولاً ولا توجد قرينة لتحديد تفسير النص، فليفسر من شاء ما شاء كيفما يشاء.

وهنا يجب أن نسأل سؤالاً: لو إفترضنا جدلاً أن الكتاب المقدس مكتوب بطريقة رمزية، لماذا إختار كاتبيه الرموز الجنسية والإباحية كإسلوب للتعبير؟ ألم يكن الأولى أن تُستخدم رموز تناسب كل العقول والأعمار حتى لا يضطر - مثلاً - أحد أوائل آباء الكنيسة العلامة أوريجانوس أن يطلق على سفر نشيد الإنشاد “سفر البالغين”؟

فإذا كان للكاتب حرية إختيار الرمز، فإن هذا الإختيار يعكس ثقافته وخلفيته وكذلك طبيعة من يبغي مخاطبتهم. فإذا كان الرمز جنسياً فمن الممكن أن نتخيل أي شيء إلا أن يكون وحياً من الله سبحانه وتعالى وأنه يخاطب كل البشر كبيرهم وصغيرهم في كل زمان ومكان. فلا يُعقل أن يكون وحي الله مصدر خجل للأب أمام إبنه وللأخ أمام أخته وللإبن أمام أمه. ولا يعقل أن يحتاج وحي الله إلى كل هذه التبريرات والتأويلات الخرافية لتحسين صورته بحيث أصبح التفسير أكثر أدباً ورقياً من النص الأصلي، ولكن لا علاقة لأحدهم بالآخر.

زكريا بطرس “يتأمل” نشيد الإنشاد في 5 سنوات

حاول زكريا بطرس في برنامجه “أسئلة في الإيمان” أن يبرر (وليس يفسر) النصوص الجنسية في سفر نشيد الإنشاد في سلسلة من الحلقات بعنوان “تأملات في سفر نشيد الإنشاد”. وفي الثلاث حلقات الأولى حاول تشبيه نشيد الإنشاد بالشعر الصوفي وأخذ يعرض لأشعار وكتب صوفية مدّعياً أن الإسلام به ما يشبه نشيد ألإنشاد!!! ومن المضحك أن نجد زكريا بطرس يستخدم أشعار رابعة العدوية لتبرير نشيد الإنشاد. وبذلك أصبحت رابعة العدوية دليل علي صحة الكتاب المقدس!

وللرد على أكاذيبه نقول:

1- الإسلام كتاب وسنة صحيحة وليست أي فكر ضال أو كافر يدّعي نسبه للإسلام. فإذا أراد زكريا بطرس أن يحتج على الإسلام فليكن في إطار القرآن الكريم والسنة الصحيحة وليس من كتب أشعار ومذاهب ضالة وكافرة. فنحن مثلاً لا نحتج على النصارى الأرثوذكس بشهود يهوه مع أنهم يقولون أنهم نصارى بالرغم من عدم إيمانهم بالوهية يسوع وأن لهم كتاب مقدس خاص بهم.

2- الشعر الصوفي لا يتعدى كونه شعراً من نظم بشر وإستخدامه كدليل على صحة إباحيات نشيد الإنشاد يعتبر إعترافاً ضمنياً بأن نشيد الإنشاد لا يرقى كسفر في كتاب مقدس.

3- بغض النظر عن النقطتين السابقتين، إلا أن زكريا بطرس فشل في ذكر بيت شعر واحد فقط به ألفاظ تشبه أو حتي تقترب من ألفاظ نشيد الإنشاد. وإذا أراد زكريا بطرس أن يجد شعراً يشبه نشيد الإنشاد فعليه بالبحث قي أشعار الغزل الصريح والإباحي.

وقد قدّم زكريا بطرس 12 حلقة من حلقات “تأملات في سفر نشيد الإنشاد” وبرر فبها 6 أعداد فقط من بداية الإصحاح الأول في السفر. ولو إستمر على هذا المعدل لإحتاج حوالي خمس سنوات لإكمال السفر كله. ولكن الغريب أن الحلقات توقفت فجاءةً بدون سبب معلن (وإن كان يمكن تخمينه!).


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

{ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا

فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ }

صدق الله العظيم

هناك ١١ تعليقًا:

غير معرف يقول...

مغامرات يسوع في جهنم الحمراء:قصة طريفة من ضمن مجموعة مغامرات يسوع وابليس ويوحنا في بلاد العجائب نكمل القصة التي غلبت اجاثا كريستي وهتشكوك؟؟بولس صنع من يسوع الانسان اله وهو الذي لعن الاله الذي صنعه ؟؟قال بولس "ماهو مكتوب ملعون كل علق علي خشبة" وهذه احالة الي العهد القديم فكلمة مكتوب انه جاءت من العهد القديم( الشماعة التي يفبركون الروايات عليها) والاحالات كثيرة جدا وهي خاطئة او غير موجودة اصلا او موجودة ولكن ليست بنفس المعني الذي اراده الذي استدل عليها وهذا ينطبق تماما علي هذه لاحالة وبالبحث الطويل في الكتاب المكدس العهد القديم وجدنا الاية التي احالنا اليها بولس كالتالي"اذا كان رجل لمعصية ارتكبها قد حكم عليه بالموت وقتلته "وشنقته " الي شجرة فجثته لا تبيت الي الصباح يجب عليك ان تدفنها في نفس اليوم لان""" "المشنوق"""لعنه الله" ؟؟هذا اذا ما استند الي بولس في لعنةالمسيح ؟انه يحيلنا الي هذه الاية(العدد)لكن هيهات هيهات ؟فالحكم المستنبط منها لا ينطبق علي المسيح اطلاقا ..فهذه الاية توجيه شرعي من الله الي موسي في التوراة وهي تندرج تحت الاحكام الفقهية التي شرعت في التوراة لشعب اسرائيل ولا علاقة للمسيح بها اطلاقا ؟؟ولنتأمل السياق فقد جاءت الاية وهي لعنة"""المشنوق"""علي شجرة وليس المصلوب علي خشبة كما حرفه وزوره بولس بعد احكام خاصة باللاويين وتتحدث عن مشنوق بسبب معصية تستلزم شنقه مثل قطع الطريق او الزنا او القتل ..الخ؟اذن ما العلاقة بين هذا المشنوق العاصي بيسوع الاله ؟فالفرق واسع ضيقه بولس ؟؟هاهاها؟؟ومن لعن يسوع تستمر رحلة عذابه فيلقي به بولس في الجحيم ؟فالانجيل المحرف فعل بالمسيح ما لم يفعل به اليهود والرومان وبعد ادخال بولس يسوع الي جهنم يأتي بطل اخر في مسرحية دراماتيكية فلقد تولي "بطرس"وهو اكبر واعظم التلاميذ( الفشنك وطبعا هو جبان ومنافق و..)وهو البابا الاولل للفاتيكان ( طبعا ليس هو تلميذ يسوع) ادخال يسوع الي جهنم وما ادراك ما جهنم؟ يقول بطرس"الذي فيه ايضا ذهب ليكرز (يدعو) للارواح في السجن (بطرس الاولي3-29) بعدما صلب يسوع دخل يسوع السجن وهو الرب فمن ياتري امر بادخاله ومن هي الملائكة التي ساقته من قفاه ومن هم الزبانية( السجانون) التي سلسلته فدفعت به الي السعير(جهنم9يزعم بطرس أنه لثناء بقاء يسوع في السعير (جهنم) استغل فرصة وجوده وهي فرصة لا تعوض لتغيير وتبشير اولئك الذين ماتوا عبر القرون ولم يكونوا قد أمنوا بيسوع ؟فالمسيح محب(مش معقول طبعا) فاني له ان يتخلي عن محبيه في الجحيم فهو مخلص الاحياء والاموات((ياساتر يارب علي الكذب)) ودخول يسوع الي الجحيم ومكثه فيها ثلاثة ايام مع ليليها جاب ارجاء الجحيم في تلك المدة القليلة وسط لهيب مسعور ولا تحثنا الرواية ( الفشنك) ان كان التقي مع فرعون وهامان وقارون ؟؟لا ندري ان كان قد دعا "ابليس" والشيطان الي الالتزام بشرع الله ؟؟ هل هذه اسطورة هوميروس ؟هي هي فيلن رعب ليتشكوك او جريندايزر؟؟المهم فدخول يسوع الي الجحيم بعد صلبه ومكثه ثىثة ايام عقيدة كنسية ؟؟يقول القس "جواد بن ساباط " " كما ان المسيح مات لاجلنا ودفن فلابد ان يعتقد انه دخل جهنم""؟ ويقول القديس" كرستوم" " لاينكر نزول المسيح الي جهنم الا كافر خبر عاجل من قناة الجزيرة"""جاء في لنجيال لوقا ان لصا صلب مع المسيح في الساعة نفسها فطلب ذلك اللص قبل ان يموت من المسيح ان يذكره اذا جاء الي ملكوته وقال ليسوع اذكرني يارب متي جئت الي ملكوتك فاجابه يسوع الحق اقول لك ستكون اليوم معي في الفردوس( الجنة) في يوم صلبه المزعوم وطبعا المسيح لم يصلب ولم يقتل ؟؟؟" كيف دخل النار بقدميه وقد صرخ من رؤية الصليب وقال الهي الهي لما تركتني ؟؟ربما ارتدي ملابس رجال الاطفاء او ملابس رواد الفضاء التي تتحمل الاف الدرجات ها ها ها )؟؟هل مازلتم يانصاري تؤمنون بكتابكم ؟احلفوا بالله؟؟هالولوياااا

غير معرف يقول...

اخي المسيحي الحر واختي المسيحية الحرة :ارجوكم بعد قراءة هذه النصوص الجنسية الفاضحة التي لا يمكن ان تكون وحي من الله وما الحكمة من سردها الا اشاعة الفاحشة بينمك من كتبة مثل بولس ولوقا وبطرس وقد اعترفوا علي انفسهم بالكذب والخيانة والنفاق ؟ارجوكم اعيدوا حساباتكم واتبعوا الحق لقد حكم الله بالطرد من جماعة الرب على كل زان، ويلقى بعده العقوبة ذاتها عشرة أجيال من الأحفاد، بل إن خاتمة النص المقدس تشير إلى طردهم من جماعة الرب إلى الأبد، ويخص بالذكر العمونيين والمؤابيين، الذين انحدر منهم المسيح، فكيف دخل نسل المسيح في جماعة الرب؟، وكيف أضحى المسيح عضوا في جماعة الرب؟، وكيف أمسى ثالث ثلاثة في الثالوث المقدس، بل الرب نفسه!!؟
من النساء اللائى ذكرهن الإنجيل أيضا راحاب أم بوعز، أحد أجداد المسيح، وراحاب هذه ورد ذكرها عدة مرات في سفر يشوع، وقد كانت تدير بيت دعارة في أريحا، وعُرفت براحاب الزانية، وهذا أحد تلك النصوص المقدسة (فأرسل يشوع بن نون من شطيم رجلين جاسوسين سرا قائلا، اذهبا انظرا الأرض وأريحا، فذهبا ودخلا بيت امرأة زانية اسمها راحاب واضطجعا هناك) .
وورد كذلك (راحاب الزانية فقط تحيا هي وكل من معها في البيت..) .
فراحاب هي "الزانية البطلة" في العهد القديم، لأنها أخفت جاسوسين يهوديين من أعدائهما في أريحا، مما رفع أسهمها لدى اليهود، فكافؤُوها بأن أنقذوها من الإبادة الجماعية، التي تعرض لها رجال ونساء وأطفال ودواب أريحا.
يقول الكتاب المقدس في سفر المجازر الوحشية (وحرموا -أبادوا- كل من في المدينة من رجل وامرأة من طفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف...واستحيا يشوع راحاب الزانية وبيت أبيها وكل ما لها، وسكنت في وسط إسرائيل إلى هذا اليوم) .
وبعد الإبادة الإجرامية كان لراحاب الزانية الشرف أن تتزوج سلمون، أحد أجداد المسيح وتلد بوعز جدا آخر للمسيح المسكين!!
وفي السياق ذاته يستمر الكتاب المقدس في رحلة القذف وهتك الأعراض والإهانة فيسرد لنا مغامرة امرأة أخرى من جدات المسيح وهي ثامار، جاءت قصتها مفصلة في إصحاح كامل وهو الإصحاح الثامن والثلاثون من سفر التكوين، مفادها أن يهوذا ابن يعقوب، أحد الأسباط الاثني عشر كان له كنة (زوجة ابنه ويسمى عير) تُدعى ثامار، ولما مات عير هذا، أي زوج ثامار وماتت كذلك حماتها زوجة يهوذا..خرج هذا الأخير يمشي ليجز غنمه.
يقول الكتاب المقدس (...فأُخبرت ثامار وقيل لها هو ذا حموك صاعد إلى تمنه ليجز غنمه، فخلعت عنها ثياب ترملها وتغطت ببرقع وتلففت، وجلست في مداخل عينايم التي على طريق تمنه...فنظرها يهوذا وحسبها زانية، لأنها كانت قد غطت وجهها فمال إليها على الطريق، وقال هاتي ادخل عليك، لأنه لم يعلم أنها كنته...ولما كان نحو ثلاثة أشهر أُخبر يهوذا وقيل له قد زنت ثامار كنتك، وها هي حبلى أيضا من الزنا...وفي وقت ولادتها إذا في بطنها توأمان..دُعي الأول فارص والثاني زارح) .
وفارص هذا هو أحد أجداد المسيح، فمن القصة نعلم أن يهوذا زنا زنى المحارم، معتقدا أن الزانية عاهرة شوارع، فأنجب فارص، الذي رأينا اسمه في سلسلة نسب المسيح التي ذكرها كل من متى ولوقا!!
تقدم الكتب المقدسة اليهودية والنصرانية صورة مقززة لأحد الأسباط الاثني عشر، الذي لم تكد تمت زوجته، وهو الشيخ الكبير، إذ كان له ثلاثة من الأولاد البالغين سن الزواج، حتى استبدت به شهوته البهيمية واستولت على عقله غريزته الجنسية، فذهب يتسكع بحثا عن الداعرات في الشوارع، وتذكر لنا القصة التي اختصرتها، أنَّه دخل في مفاوضات مطولة مع الداعرة، إذ إنَّه لم يكن حينها يملك نقودا، فوافق على إعطاء ثامار خاتمه وعصاه وثوبه، رهنا إلى أجل مسمى، لقد كان حريصا على أن لا تفوته تلك الفرصة السانحة، لهذا فهو يتجرد من كل شيء ليقدمه رهنا ليشبع فقط نزوته الخسيسة...
إنها مأساة حقيقية أن ينتمي إنسان يحترم النبوة والرسالة والأخلاق إلى هذا الدين، الذي يجعل من الأنبياء والرسل أشد فسقا من عتاة الزناة في شوارع أمستردام وروما وباريس.
وهل تنتهي هذه الحلقات المخزية بهذا الحد؟ لا!، ويأبى الكتاب المقدس إلا أن يفرغ المزيد مما في جعبته القذرة.
يحكي لنا إنجيل متى كما لاحظنا في سلسلته المسلسلة بالزناة والزانيات وأبناء الزنا، عن بطلة أخرى لأقدم مهنة في هذا العالم، كما يشير الغربيون إلى مهنة إمتاع المرأة للرجل جنسيا.
يقول متى في السلسلة (وداود ولد سليمان من التي لاوريا) .
من هي التي لاوريا؟
ذِكر متى لها هو تعريض بداود، إذ هذه التي لاوريا، هي بتشبع زوجة اوريا الحثي، أحد قادة جيش داود الأشاوس، وتقول القصة أن اوريا الحثي كان يقود إحدى المعارك الطاحنة المقدسة في ميدان الحرب، أما داود فقد كان مشغولا بزوجة القائد على فراش الخيانة، مع أنه كان له زوجات عديدات.
يقول الكتاب المقدس (وأما داود فأقام في أورشليم، وكان في وقت المساء أن داود قام على سريره وتمشى على سطح بيت الملك، فرأى من على السطح امرأة عارية تستحم، وكانت المرأة جميلة المنظر جدا، فأرسل داود وسأل عن المرأة، فقال واحد من أهل البيت هذه بتشبع بنت اليعام امرأة اوريا الحثي، فأرسل داود رسلا وأخذها، فدخلت إليه واضطجع معها، وهي مطهرة من طمثها!، ثم رجعت إلى بيتها، وحبلت المرأة فأرسلت وأخبرت داود وقالت إني حبلى...)1.
وفي بقية القصة أن داود لما علم بأن بتشبع زوجة اوريا قد حبلت منه بالزنا، حاول أن يغطي على جريمته، فاستدعى قائده اوريا زوج المرأة الزانية من المعارك البعيدة، ومنحه عطلة ليذهب فيضاجع زوجته بتشبع، حتى يقال إنَّه سبب في الحمل الذي في بطنها، لكن اوريا كان أشرف من داود، حيث قال لداود كيف يمكن أن ادخل على زوجتي أضاجعها بينما جنودي في المعارك يقاتلون!؟
فالقائد المخلص لقضيته، يتعالى ويترفع عن ممارسة الجنس مع زوجته في زمن قتال الأعداء، مفكرا في جنوده في ساحات الوغى، أما داود النبي، القائد العام للقوات المسلحة، فهو يستغل فرصة انشغال الزوج في الحرب ليسطو على فراشه وينتهك عرضه ويستحل فرج أهله.
أفشل زوج اوريا بشهامته خطة داود، فما كان منه إلا أن كتب لأحد القادة، يطلب منه دفع اوريا الحثي إلى الخطوط الأمامية للمعركة، ليُلقى عليه حجر من أحد حصون العدو فيُقتل، فنُفذ المخطط وقُتل ارويا، فاستفرد داود القاتل والزاني بالأرملة بتشبع وضمها إلى نسائه، وأصبحت فيما بعد أم سليمان النبي المعروف .
هذا هو إذن داود، أعظم رسل وملوك العهد القديم، أشبه بأحد أبطال المافيا الإيطالية، وهذا هو ابنه سليمان الذي طارت الأخبار بمناقبه في دنيا الإنس والجن، تجعل منه الكتب المقدسة "اليهودية النصرانية" ابن زانية كانت تسبح عارية في منتصف الليالي أمام أعين " الجاي والرايح"!!
ويورد لنا النص الذي سبق معلومة في غاية الأهمية، وهي أن داود زنى ببتشبع وهي طاهرة من طمثها، نعم لم تكن حائضا، فالحائض كانت منبوذة في العهد القديم ويحرم وطْؤُها، وهذا يدل على أن داود يحترم تعاليم الديانة اليهودية فيما يخص وطأ الحائض، وهذا غاية الورع أن تزني بحليلة جارك، شرط أن تكون طاهرة من حيضها!، فهي فرصة أن تحبل المرأة ثم تغتال زوجها بدم بارد!
؟؟اخوتي النصاري هل رأيتم لأعينكم الكتاب الذي يقرأون لكم منه اسطر ويخفون البلاوي التي بعد ذلك ؟؟

غير معرف يقول...

إنّ أسطورة الأرض الموعودة وأسطورة شعب الله المختار، التي يكرّرها ربّ اليهود هي التي أصّلت للعنصريّة اليهوديّة، وهي التي ستكون نواة العنصريّة النّصرانيّة في العهد الجديد، الذي هو إحدى حلقات المسلسل العرقيّ الطّويل.
وبعد إسحاق جاء ابنه يعقوب.
نعلم من الكتاب المقدّس أنّ الابن البكر هو دائمًا الذي يرث أباه ويأخذ البركة ويصير نسله مباركًا إلى الأبد، إلاّ أنّ هذه القاعدة تصبح استثناء مع إسماعيل كما رأينا، فمع أنّه البكر، بحيلة مقدّسة تنزع منه البكوريّة ومن ثمّ البركة، وتتكرّر الحيلة في قصّة يعقوب، وقد دُعي إسرائيل وهو أب الإسرائيليّين إلى اليوم كما يزعمون، فإسحاق تزوّج رِفقة فحملت بتوأم (عيسو، ويعقوب ).
(فقال لها الربّ في بطنك أمّتان ومن أحشائك يفترق شعبان، شعب يقوى على شعب، وكبير يستعبد لصغير...فلمّا أكملت أيّامها لتلد ...خرج الأوّل...فدعوا اسمه عيسو وبعد ذلك خرج أخوه ويده قابضة بعقب عيسو فدعي اسمه يعقوب...)( ).
وإذا كان عمر بن الخطّاب  يقول «متى استعبدتم النّاس وقد ولدتهم أمّهاتهم أحرارًا»، فإنّ الكتاب المقدّس يستعبد النّاس ويذلّ الشّعوب وهي في أحشاء أمّهاتها.
فليت شعري ما ذنب هيتلر، وما ذنب الكوبوي، وما ذنب جان ماري لوبان اليمينيّّ الفرنسيّ، إذا كان كتابهم المقدّس يرسم الخطوط العريضة للتّمييز العنصريّ بين البشريّة وهي لا تزال نطفًا وبويضات!!!
يعقوب ليس البكر، و ليس له بركة والده إسحاق، فكيف سينال نسله الأرض الموعودة الموروثة أبًا عن جد، بكرًا عن بكر، إنّها معضلة بالنّسبة لنا نحن، أمّا لزعماء التّحريف ومافيا تزوير الكتب المقدّسة، فهي أسهل ممّا يتصوّره العقل!!
وهاك الطّبخة!! أخي القارئ من الكتاب المقدّس.
(وطبخ يعقوب ذات يوم طبيخًا فأتى عيسو من الحقل وهو قد أعيا، فقال ليعقوب أطعمني من هذا الإدام…فقال يعقوب بعني اليوم بكوريّتك، فقال عيسو: ها أنا ماضي إلى الموت -من الجوع- فماذا أفعل بالبكوريّة!! فقال يعقوب احلف لي اليوم، فحلف له فباع بكوريّته ليعقوب، فأعطى يعقوب عيسو خبزًا وطبيخ عدس فأكل وشرب ومضى واحتقر عيسو البكوريّة )( ).
ولعلّ هذا النّوع من البزنس هو الذي فتح أبواب البنوك العالميّة والمصاريف الدّوليّة لتصبّ في جيوب اليهود من عائلات روكفلر وروتشيلد ومردوخ وغيرهم، فإنّ بيع بكوريّة مقابل صحن من العدس، قد يطرح تساؤلاً هامًّا عما يقابل مثلاً صحنًا من الكافيار!!.
نال يعقوب البكوريّة، ولا تزال تنقصه فقط بركة إسحاق ليُفسح له المجال لاستعباد أهل الأرض، ومنهم شعب شقيقه عيسو المسكين، الذي جُرد من بكوريته مقابل طبق من العدس.
وهذه أخي القارئ تفاصيل حصول يعقوب على البركة قبل أن ينفذ صبرك، وسط هذا المسلسل الطّويل الذي يشبه في طوله المسلسلات البرازيليّة المدبلجة!
كان إسحاق يزمع على مباركة -طبعًا- عيسو البكر، يقول الكتاب المقدّس (إنّ إسحاق لمّا شاخ وكلّت عيناه عن النّظر، دعا ابنه عيسو وقال له: إنّني قد شخت، ولست أعرف يوم وفاتي، فالآن خذ جعبتك وقوسك واخرج إلى البرّيّة وتصيّد لي صيدًا، واصنع لي أطعمة كما أحبّ وائتني بها لآكل حتّى تباركك نفسي قبل أن أموت...وكانت رِفقةُ سامعة إذ تكلّم إسحاق مع عيسو ابنه، فذهب عيسو إلى البرّيّة كي يصطاد صيدًا ليأتي به، وأمّا رِفقة فكلّمت يعقوب ابنها قائلة إنّي قد سمعت أباك يكلّم عيسو قائلاً ائتني بصيد واصنع لي أطعمة لآكل وأباركك أمام الربّ قبل وفاتي، فالآن اسمع لقولي في ما أنا آمرك به، اذهب إلى الغنم وخذ لي من هناك جديين جيّدين من المعزى، فأصنعهما أطعمة لأبيك كما يحبّ، فتحضرها إلى أبيك ليأكل حتّى يباركك قبل وفاته، فقال يعقوب لرِفقة أمّه، هو ذا أخي عيسو رجلٌ أشعر وأنا رجل أملس، ربّما يحسّني أبي فأكون في عينيه كمتهاون وأجلب على نفسي لعنة لا بركة، فقالت له لعنتك عليّ يا بنيّ، اسمع لقولي فقط واذهب خذ لي.
فذهب وأخذ وأحضر لأمّه، فصنعت أمّه أطعمة كما كان أبوه يحبّ، وأخذت رفقةُ ثياب عيسو ابنها الأكبر الفاخرة التي كانت عندها في البيت وألبست يعقوب ابنها الأصغر، وألبست يديه وملاسة عنقه جلود جدي المعزى، وأعطت الأطعمة والخبز التي صنعت في يد يعقوب ابنها.
فدخل إلى أبيه وقال يا أبي، فقال هاأنذا، من أنت يا ابني؟، فقال يعقوب لأبيه أن عيسو بكرك، قد فعلت كما كلّمتني قم اجلس وكُلْ من صيدي لكي تباركني نفسك، فقال إسحاق لابنه ما هذا الذي أسرعت لتجد يا ابني، فقال إنّ الربّ إلهك قد يسّر لي فقال إسحاق ليعقوب تقدّم لأجسّك يا ابني، أءنت ابني عيسو أم لا؟. فتقدّم يعقوب إلى إسحاق أبيه، فجسّه، وقال الصّوت صوت يعقوب ولكن اليدين يدا عيسو، ولم يعرفه لأنّ يديه كانتا مشعّرتين كيدي عيسو أخيه، فباركه، وقال، هل أنت ابني عيسو، فقال أنا هو، فقال قدّم لي لآكل من صيد ابني حتّى تباركك نفسي، فقدّم له فأكل، وأحضر له خمرًا فشرب، فقال له إسحاق أبوه تقدّم وقبّلني يا ابني، فتقدّم وقبّله، فشمّ رائحة ثيابه وباركه، وقال انظر، رائحة ابني كرائحة حقل قد باركه الربّ، فليعطك الله من ندى السّماء، ومن دسم الأرض، وكثرة حنطة وخمر، ليستعبد لك شعوب، وتسجد لك قبائل، كن سيّدًا لأخوتك، ويسجد لك بنو أمّك، ليكن لاعنوك ملعونين، ومباركوك مباركين)( ).
لقد كان القرآن الكريم إعجازًا لغويًّا فريدًا من نوعه، حتّى إنّه تحدّى شعراء وأدباء الجاهليّة، وما بعدها إلى يوم الدّين أن يأتوا بمثله أو بآية واحدة من آياته، ولقد عجز فطاحلة اللّغة أن يحاولوا فضلاً عن أن يفعلوا.
لكنّ الكتاب المقدّس المحرف، كما نرى في هذه الآية وفي غيرها يتحدّى في إعجازه كتّاب القصص البوليسيّة ومخرجي أفلام هوليوود أن يأتوا بآية وحبكة واحدة من حبكات الإجرام والخداع والمؤامرة التي يزخر بها الكتاب المقدّس، لا شكّ أنّ روائيين مثل أجاتا كريستي وجامس هادلي تشيز يبدوان كعيال وصبيان أمام النّصوص المقدّسة التي بين أيدينا، كما أنّ مخرجين سينمائيّين عمالقة، كأرسن ولس، وألفريد هيشكوك يظهران كمبتدئين مغمورين أمام كاتب الأسفار المقدّسة.
وبما أنّي لا أريد أن أعلّق على كلّ آية مقدّسة، إلاّ أنّه لا يفوتني في هذه الجزئيّة الإشارة إلى بعض النّقاط الهامّة.
نلحظ أنّ الكتاب المقدّس في كلّ مرّة يورّط المرأة في أعمال الخداع والظّلم، والمؤامرة، فرفقة زوجة إسحاق تتآمر بطريقة شيطانيّة مع ابنها يعقوب (إسرائيل) لنزع البركة من عيسو، كما فعلت من قبل سارة عندما تآمرت مع إبراهيم لنزع بكوريّة وبركة وميراث النّبوّة من اسماعيل، ونفس الشّيء يقع مع بيتشبع زوجة داود، وراحيل…وغيرهنّ، ممّا يُفَطّننا إلى أساليب اليهود اليوم في استخدام المرأة أو النّساء للحصول على النّفوذ والتّخطيط لاستعباد العالم، ولو كان على حساب شرفهن وكرامتهنّ، ونلاحظ في النصّ كيف أنّ يعقوب النبيّ العظيم وجدّ بني إسرائيل، يكذب، ويخدع، ويزوّر ويتآمر ويسطو على حقوق غيره، ولا يألو جهدًا في استخدام الدّين للوصول إلى غايته الخسيسة، فنراه مثلاً يجيب أباه الذي استغرب من سرعته في إحضار صيده بقوله "إنّ الربّ إلهك قد يسّر لي".
فكأنّه يريد أن يقول إنّ الربّ نفسه قد شارك في تلك المؤامرة القذرة، وليست هذه أوّل مؤامرة يشارك فيها الربّ الإله!!
ويأكل إسحاق جديين من المعز (دون أن يفيق أنّ المعز ليس صيدًا) ثمّ يشرب خمرًا معتقة، ويشرب، حتّى لا يبقى من عقله شيء على طريقة نوح الذي شرب حتّى تعرّى، كما رأينا سابقًا، وكأنّ الأنبياء مدمنو خمر، ولعلّهم لو كانوا في عصرنا لصوّرهم الكتاب المقدّس مدمني مخدّرات يتعاطون الهيرويين والكوكايين!!
وإذا كانت الأعمال بالنيّات في جميع الشّرائع، فإنّ النيّة هنا مهمّشة لصالح شعب إسرائيل، فإسحاق نوى في قلبه، وعزم في عقله أن يبارك عيسو وكان يقصد بدعائه عيسو، فكيف ذهبت البركة ليعقوب؟ الجواب سهل، لأنّ الدّعاء بالبركة كان موجّهًا إلى الله، والله كما رأينا قد انحاز إلى يعقوب، لذلك البركة لا تخضع لنيّة إسحاق وإنّما تخضع للمؤامرة والمؤامرة فقط.
المهمّ، لو كانت نيّة إسحاق نافذة وهذا هو الحقّ والمنطق والحقيقة، فإنّ نسل يعقوب إلى يومنا هذا ليسوا مباركين ولا مختارين ولا مفضّلين، لأنّ البركة سرقوها، خداعًا ونهبوها بالحيلة.
وملاحظة أخرى وهي هامّة، فالدّعاء بالبركة، أو البركة التي نتحدّث عنها، ليست دعاءً بدخول الجنّة، أو برضى الله، إنّما هي حنطة وخمر واستعباد للشّعوب، وسجود القبائل ليعقوب ونسله، أي باختصار أن يكون اليهود أربابًا من دون الله وغيرهم من البشر عبيدًا خدمًا.
وتستمرّ القصّة الطّويلة، فلقد عاد عيسو من صيده، وطبخ لإسحاق ليأكل-كما أمره- لكن فوجئ بأنّ إسحاق كان قد أكل وبارك يعقوب، فقال عيسو أعندك فقط بركة واحدة، باركني، لكنّ إسحاق دعا عليه، وقال لتكن عبدًا ليعقوب!!
وقد يتساءل بعض الناس، ولماذا فضّلت رِفقة زوجة إسحاق ابنها يعقوب على بكرها عيسو، يجيبنا الكتاب المقدّس أنّه قبل حدوث قصّة البركة هذه كان عيسو تزوّج امرأتين فلسطينيّتين، يقول الكتاب المقدّس (ولمّا كان عيسو ابن أربعين سنة اتّخذ زوجة ابنة بيري الحثّيّ، وابنة إيلون الحثّيّ، فكانتا مرارة نفس لإسحاق ورفقة)( ).
فالقضيّة إذًا قضيّة عائليّة والمشكلة تشبه ما يحدث في كل بيت تعيش فيه حماة وكنة، فرفقة زوجة يعقوب كانت في حرب استنزاف مع كنتين فلسطينيتين، والعجيب أن تتحول الخلافات الأسرية إلى استعباد شعوب الأرض وتسييد نسل بني إسرائيل على العالمين إلى الأبد، والأعجب أن يقحم الرب نفسه في مشاكل عائلية ويقف طرفا ضد طرف ثان!!
هذه هي البركة التي ينالها إسرائيل (يعقوب) بحيلة لا يحسنها إلاّ اليهود، إنّها بركة كالبركات السّابقة واللاّحقة: أموال، وأبقار وخراف، وخمور وحنطة وسميد وعدس…واستعباد للشّعوب والقبائل، هذه خلاصة الكتاب المقدّس، إنّه لا يتحدّث عن جنّة أو نار، ولا عن إيمان وتوحيد ولا عن خلق وأدب، إنّه كتاب المؤامرات، وسفر المكر والخداع، واستراتيجيّات لغرس العبوديّة على الأرض، وليست عبوديّة العباد لله ربّ العباد، وإنّما عبوديّة الأمم لسيّد واحد اسمه نسل بني إسرائيل.
هالولويا ياكتاب يامقدس "" سلملي علي الترمواي؟؟

غير معرف يقول...

يقول العهد القديم من الكتاب المقدس، إنَّه بعد أن دمر الله قرية لوط وقضى عليها، فر لوط مع ابنتيه خارجها وأقاموا في مغارة جبلية، ولنترك الكتاب المقدس يكمل القصة بتفاصيلها... (وصعد لوط من صوغر وسكن الجبل وابنتاه معه، لأنه خاف أن يسكن في صوغر، فسكن المغارة هو وابنتاه، وقالت البكر للصغيرة: أبونا قد شاخ وليس في الأرض رجل ليدخل علينا كعادة كل الأرض، هلم نسق أبانا خمرا ونضطجع معه فنحيي من أبينا نسلا، فسقتا آباهما خمرا في تلك الليلة، فدخلت البكر واضطجعت مع أبيها، ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها، وحدث في الغد أن البكر قالت للصغيرة: إني قد اضطجعت البارحة مع أبي هلم نسقيه خمرا الليلة أيضا فادخلي فاضطجعي معه فنحيي من أبينا نسلا، فسقتا آباهما خمرا في تلك الليلة أيضا، وقامت الصغرى فاضطجعت معه، ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها، فحبلت ابنتا لوط من أبيهما فولدت البكر ابنا ودعت اسمه موآب، وهو أبو المؤابيين إلى اليوم، والصغيرة أيضا ولدت ابنا دعت اسمه بن عمي، وهو أبو العمونيين إلى اليوم)
لا يفوتني أن أُعلق على هذه القصة التي تشبه "النكتة البورنوغرافية"، فهذا النبي الصالح، الشيخ الكبير، الذي حارب اللواط في قومه، واستبسل في دعوته للعفة والأخلاق الفاضلة، تستدرجه ابنتاه بهذه السذاجة ليقع في زنا المحارم، يشرب الخمر لحد الثمالة في ليلتين متتابعتين، فيفقد كل ذرات عقله، حتى إنَّه لا يعرف ما يقترفه من موبقات "جماع ابنتيه" كما تذكر القصة، كيف هذا؟
كيف يستطيع شيخ هرم وطاعن في السن، شارب للخمر لحد فقدان العقل والشعور والحركة، أن يجامع شابتين ناضجتين في ليلتين متتاليتين، وكيف -وهو في تلك الحال- أن يقدر عضوه التناسلي على الانتصاب، ثم يمارس الجنس ممارسة الفحول وينجب طفلين؟
لا شك أن هذه العملية بنتائجها، في هذه الظروف لا يتمكن منها إلا أشخاص خارقون على غرار "السوبرمان"!!
لكن هذا هو الكتاب المقدس الذي لا تنقضي غرائبه، فهو يفاجئنا دائما بقصصه التي تنم عنْ أمراض خطيرة في نفسية كتبة هذه الأسفار، مما يُعجز الجميع حتى فرويد بتحليله النفسي/الجنسي عن تفسير هذا النوع من الشذوذ.
والمهم أن كل العمونيين والمؤابيين من عرق أصله عملية جنسية آثمة، انحدرت من هذا الأصل غير الشريف امرأتان هما راعوث المؤابية ونعمة العمونية، جدات "المسيح الرب"، وقد أنجبتا لنا جدين من أجداد المسيح، وهما عوبيد ورحبعام، اللذين نجد اسميهما في سلسلة نسب المسيح.
ولنتأمل هذه الآية في سفر التثنية من الكتاب المقدس (لا يدخل ابن زنى في جماعة الرب، حتى الجيل العاشر، لا يدخل منه أحد في جماعة الرب، لا يدخل عموني ولا مؤابي في جماعة الرب، حتى الجيل العاشر، لا يدخل منهم أحد في جماعة الرب إلى الأبد) .
لقد حكم الله بالطرد من جماعة الرب على كل زان، ويلقى من بعده العقوبة ذاتها عشرة أجيال من الأحفاد، بل إن خاتمة النص المقدس تشير إلى طردهم من جماعة الرب إلى الأبد، ويخص بالذكر العمونيين والمؤابيين، الذين انحدر منهم المسيح، فكيف دخل نسل المسيح في جماعة الرب؟، وكيف أضحى المسيح عضوا في جماعة الرب؟، وكيف أمسى ثالث ثلاثة في الثالوث المقدس، بل الرب نفسه!!؟
من النساء اللائى ذكرهن الإنجيل أيضا راحاب أم بوعز، أحد أجداد المسيح، وراحاب هذه ورد ذكرها عدة مرات في سفر يشوع، وقد كانت تدير بيت دعارة في أريحا، وعُرفت براحاب الزانية، وهذا أحد تلك النصوص المقدسة (فأرسل يشوع بن نون من شطيم رجلين جاسوسين سرا قائلا، اذهبا انظرا الأرض وأريحا، فذهبا ودخلا بيت امرأة زانية اسمها راحاب واضطجعا هناك) .
وورد كذلك (راحاب الزانية فقط تحيا هي وكل من معها في البيت..) .
فراحاب هي "الزانية البطلة" في العهد القديم، لأنها أخفت جاسوسين يهوديين من أعدائهما في أريحا، مما رفع أسهمها لدى اليهود، فكافؤُوها بأن أنقذوها من الإبادة الجماعية، التي تعرض لها رجال ونساء وأطفال ودواب أريحا.
يقول الكتاب المقدس في سفر المجازر الوحشية (وحرموا -أبادوا- كل من في المدينة من رجل وامرأة من طفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف...واستحيا يشوع راحاب الزانية وبيت أبيها وكل ما لها، وسكنت في وسط إسرائيل إلى هذا اليوم) .
وبعد الإبادة الإجرامية كان لراحاب الزانية الشرف أن تتزوج سلمون، أحد أجداد المسيح وتلد بوعز جدا آخر للمسيح المسكين!!
وفي السياق ذاته يستمر الكتاب المقدس في رحلة القذف وهتك الأعراض والإهانة فيسرد لنا مغامرة امرأة أخرى من جدات المسيح وهي ثامار، جاءت قصتها مفصلة في إصحاح كامل وهو الإصحاح الثامن والثلاثون من سفر التكوين، مفادها أن يهوذا ابن يعقوب، أحد الأسباط الاثني عشر كان له كنة (زوجة ابنه ويسمى عير) تُدعى ثامار، ولما مات عير هذا، أي زوج ثامار وماتت كذلك حماتها زوجة يهوذا..خرج هذا الأخير يمشي ليجز غنمه.
يقول الكتاب المقدس (...فأُخبرت ثامار وقيل لها هو ذا حموك صاعد إلى تمنه ليجز غنمه، فخلعت عنها ثياب ترملها وتغطت ببرقع وتلففت، وجلست في مداخل عينايم التي على طريق تمنه...فنظرها يهوذا وحسبها زانية، لأنها كانت قد غطت وجهها فمال إليها على الطريق، وقال هاتي ادخل عليك، لأنه لم يعلم أنها كنته...ولما كان نحو ثلاثة أشهر أُخبر يهوذا وقيل له قد زنت ثامار كنتك، وها هي حبلى أيضا من الزنا...وفي وقت ولادتها إذا في بطنها توأمان..دُعي الأول فارص والثاني زارح) .
وفارص هذا هو أحد أجداد المسيح، فمن القصة نعلم أن يهوذا زنا زنى المحارم، معتقدا أن الزانية عاهرة شوارع، فأنجب فارص، الذي رأينا اسمه في سلسلة نسب المسيح التي ذكرها كل من متى ولوقا!!
تقدم الكتب المقدسة اليهودية والنصرانية صورة مقززة لأحد الأسباط الاثني عشر، الذي لم تكد تمت زوجته، وهو الشيخ الكبير، إذ كان له ثلاثة من الأولاد البالغين سن الزواج، حتى استبدت به شهوته البهيمية واستولت على عقله غريزته الجنسية، فذهب يتسكع بحثا عن الداعرات في الشوارع، وتذكر لنا القصة التي اختصرتها، أنَّه دخل في مفاوضات مطولة مع الداعرة، إذ إنَّه لم يكن حينها يملك نقودا، فوافق على إعطاء ثامار خاتمه وعصاه وثوبه، رهنا إلى أجل مسمى، لقد كان حريصا على أن لا تفوته تلك الفرصة السانحة، لهذا فهو يتجرد من كل شيء ليقدمه رهنا ليشبع فقط نزوته الخسيسة...
إنها مأساة حقيقية أن ينتمي إنسان يحترم النبوة والرسالة والأخلاق إلى هذا الدين، الذي يجعل من الأنبياء والرسل أشد فسقا من عتاة الزناة في شوارع أمستردام وروما وباريس.
وهل تنتهي هذه الحلقات المخزية بهذا الحد؟ لا!، ويأبى الكتاب المقدس إلا أن يفرغ المزيد مما في جعبته القذرة.
يحكي لنا إنجيل متى كما لاحظنا في سلسلته المسلسلة بالزناة والزانيات وأبناء الزنا، عن بطلة أخرى لأقدم مهنة في هذا العالم، كما يشير الغربيون إلى مهنة إمتاع المرأة للرجل جنسيا.
يقول متى في السلسلة (وداود ولد سليمان من التي لاوريا) .
من هي التي لاوريا؟
ذِكر متى لها هو تعريض بداود، إذ هذه التي لاوريا، هي بتشبع زوجة اوريا الحثي، أحد قادة جيش داود الأشاوس، وتقول القصة أن اوريا الحثي كان يقود إحدى المعارك الطاحنة المقدسة في ميدان الحرب، أما داود فقد كان مشغولا بزوجة القائد على فراش الخيانة، مع أنه كان له زوجات عديدات.
يقول الكتاب المقدس (وأما داود فأقام في أورشليم، وكان في وقت المساء أن داود قام على سريره وتمشى على سطح بيت الملك، فرأى من على السطح امرأة عارية تستحم، وكانت المرأة جميلة المنظر جدا، فأرسل داود وسأل عن المرأة، فقال واحد من أهل البيت هذه بتشبع بنت اليعام امرأة اوريا الحثي، فأرسل داود رسلا وأخذها، فدخلت إليه واضطجع معها، وهي مطهرة من طمثها!، ثم رجعت إلى بيتها، وحبلت المرأة فأرسلت وأخبرت داود وقالت إني حبلى...)1.
وفي بقية القصة أن داود لما علم بأن بتشبع زوجة اوريا قد حبلت منه بالزنا، حاول أن يغطي على جريمته، فاستدعى قائده اوريا زوج المرأة الزانية من المعارك البعيدة، ومنحه عطلة ليذهب فيضاجع زوجته بتشبع، حتى يقال إنَّه سبب في الحمل الذي في بطنها، لكن اوريا كان أشرف من داود، حيث قال لداود كيف يمكن أن ادخل على زوجتي أضاجعها بينما جنودي في المعارك يقاتلون!؟
فالقائد المخلص لقضيته، يتعالى ويترفع عن ممارسة الجنس مع زوجته في زمن قتال الأعداء، مفكرا في جنوده في ساحات الوغى، أما داود النبي، القائد العام للقوات المسلحة، فهو يستغل فرصة انشغال الزوج في الحرب ليسطو على فراشه وينتهك عرضه ويستحل فرج أهله.
أفشل زوج اوريا بشهامته خطة داود، فما كان منه إلا أن كتب لأحد القادة، يطلب منه دفع اوريا الحثي إلى الخطوط الأمامية للمعركة، ليُلقى عليه حجر من أحد حصون العدو فيُقتل، فنُفذ المخطط وقُتل ارويا، فاستفرد داود القاتل والزاني بالأرملة بتشبع وضمها إلى نسائه، وأصبحت فيما بعد أم سليمان النبي المعروف .
هذا هو إذن داود، أعظم رسل وملوك العهد القديم، أشبه بأحد أبطال المافيا الإيطالية، وهذا هو ابنه سليمان الذي طارت الأخبار بمناقبه في دنيا الإنس والجن، تجعل منه الكتب المقدسة "اليهودية النصرانية" ابن زانية كانت تسبح عارية في منتصف الليالي أمام أعين " الجاي والرايح"!!
ويورد لنا النص الذي سبق معلومة في غاية الأهمية، وهي أن داود زنى ببتشبع وهي طاهرة من طمثها، نعم لم تكن حائضا، فالحائض كانت منبوذة في العهد القديم ويحرم وطْؤُها، وهذا يدل على أن داود يحترم تعاليم الديانة اليهودية فيما يخص وطأ الحائض، وهذا غاية الورع أن تزني بحليلة جارك، شرط أن تكون طاهرة من حيضها!، فهي فرصة أن تحبل المرأة ثم تغتال زوجها بدم بارد!
في كل صفحة من صفحات العهد الجديد نقرأ هذه اللازمة "المسيح ابن داود"، فالكتاب المقدس يفتخر بهذا النسب، متناسيا أن الأوْلىَ كان إقامة حد الزنا والقتل على داود وبقية الزناة من سلسلة نسب المسيح، حسب تعاليم الشريعة الموسوية، يقول الكتاب المقدس (إذا وُجد رجل مضطجعا مع امرأة بعل يُقتل الاثنان، الرجل المضطجع مع المرأة، فتنزع الشر من إسرائيل) .
وفي السفر نفسه جاء قوله (لا يدخل ابن زنى في جماعة الرب، حتى الجيل العاشر لا يدخل منه أحد في جماعة الرب) .
إن نسب المسيح المخزي الذي يذكره الكتاب المقدس، وعلى رأسه الإنجيل المحرف هو إهانة كبيرة وقلة أدب متعمدة للنيل منه، ووراء تلك الاتهامات أعداء الرسل والرسالات، وكان الأولى بالإنجيل أن يبتعد كل البعد عن مثل هذا النسب، ليس فقط لأنه مطرز بالزناة وأبناء الزنا، وإنما أيضا لأن أمه هي مريم التي أحصنت فرجها، أما من ناحية الأب، فليس ابنا لأحد وإنما هو كلمة الله، ولا علاقة له البتة بيوسف النجار ولا الحداد ولا الخياط، فما أقبح التزوير والتحريف، خصوصا إذا ركب هذا الجنون من اتهام أشرف الناس بأخس الأشياء في الناس.
إن اتهام الأنبياء بالفجور والفسق ديدن اليهود والنصارى حتى الآن، وانهم لا يتورعون أبدا عن إلصاق هذه القذارات بأشرف الناس، وفي رأي الأب الماروني اللبناني بطرس الفغالي مَثَلا، كما صرح في أحد تلفزيونات التزوير التبشيري، فإن تعدد الزوجات الإسلامي هو زنا، ولا يستثني الأنبياء من ذلك.
وإذا علمنا أن الجد الأكبر إبراهيم-عليه السلام- ومن بعده الأبناء والأحفاد، كإسحاق ويعقوب والأسباط وداود وسليمان...مارسوا تعدد الزوجات، حتى إن سليمان - كما ورد في الكتاب المقدس- كان يملك ألف (1000) زوجة، فهذا يعني أن العشرات من آباء المسيح وأجداده هم من الزناة بهذا المفهوم، ومن ثم يصبح المسيح المنحدر من تلك السلسلة حفيدا من الزنا على أقل تقدر في جانبه الناسوتي، حسب هذا القسيس الجاهل!!
وأعتقد أن القس بطرس الفغالي كان منفعلا ومحموما في نقد تعدد الزوجات عند المسلمين، مما دفعه إلى اعتباره زنا، الأمر الذي جعله يرمي نسل ربه المسيح بفرية أخرى دون أن يشعر.
لقد جاء القرآن ليعيد الاعتبار لمريم ويبرأها من كل كلام قبيح في شرفها، كما أنه أثبت الولادة الإعجازية للمسيح -عليه السلام- ليبقى بذلك المسيح وسائر الرسل، الذين اصطفاهم الله أرفع من أن تدنس أعراضهم من الحاقدين والمغرضين، فهل يتنبه النصارى لما فعلوه بالمسيح - عليه السلام-؟
أما نبينا محمد -- فلقد تواترت الأخبار عن صفاء وطهر آبائه وأجداده، وليس المقام مقام ذكر تلك النصوص، ونكتفي بما رُوي في بعض الآثار عن عبد الله ابن عباس -رضي الله عنهما- قال قال النبي –-: "لم يلتق أبواي قط على سفاح، لم يزل الله ينقلني من الأصلاب الطيبة إلى الأرحام الطاهرة، مُصفى مهذبا، لا تتشعب شعبتان إلا كنت في خيرهما".
وما رُوي عن علي ابن أبى طالب -رضي الله عنه- قال قال النبي --: "خرجتُ من نكاح لا من سفاح، من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي، ولم يصبني شيء من سفاح أهل الجاهلية".
وأنشد المحدث شمس بن ناصر الدين الدمشقي فقال:
حفظ الإله كــــرامة لمحمد آباءه الأمـجاد صونا لاسمه
تركوا السفاح فلم يصبهم عاره مـن آدم والى أبيـه وأمـه

غير معرف يقول...

المسيح عنصري !!

ما علاقة المسيح بالعهد القديم؟
إذا كانت الكنيسة تزعم أنّ المسيح هو الله، وهو أحد الأقانيم الثّلاثة التي يتكوّن منها الإله، فإنّه لا مناص من القول بأنّ المسيح هو الرب الأزلي الأبدي، لذا فهو رب العهدين القديم والجديد، والمسيح هو الإله الأوحد في زمن ما قبل النصرانية وبعدها.
ربّ العهد الجديد هو ذاته ربّ العهد القديم، إلاّ أنّ اسم المسيح لم يكن ظهر بعد، واسم الثّالوث لم يكن قد رأى النّور، وكان اسم ربّ العهد القديم هو أحيانًا أدوناي، وأحيانًا أخرى إلوهيم وأحيانًا كثيرة ياهوه.
وهذه الثّلاثة هي نفسها المسيح.
فأدوناي هو المسيح.
وإلوهيم هو المسيح.
وياهوه هو المسيح.
إنّه إذن ربٌّ واحدٌ بأسماء متعدّدة، لكن المفاجأة التي يجهلها عوام النّصارى وتخفيها الكنيسة، أنّ هذا المسيح الربّ في العهد القديم والجديد -كما سنرى- ليس ربّ العالمين، ولا ربّ العباد، ولا ربّ النّاس ولا إلها للبشريّة جمعاء أو للإنسانيّة كافّة، فإله الكنيسة "المسيح" ليس إلهًا عالميًّا، إنّما إله شرذمة قليلة من البشر اختارها واصطفاها وفضّلها على العالمين، إنه إله قوم واحد يحنو عليهم ويعطف عليهم ولا يحبّ غيرهم، حتّى إنّه رفع ذلك القوم إلى رتبة أعلى من رتب الإنسان.
إنّهم اليهود!!
تبدأ قصّة العنصريّة اليهوديّة النّصرانيّة برواية كوميديّة تراجيديّة في إحدى آيات العهد القديم، وبطل الرّواية النبيّ نوح .
جاء في الكتاب المقدّس (وابتدأ نوح العمل على الأرض وغرس كرمًا، وشرب من الخمر فسكر وتعرّى داخل خبائه، فأبصر حام أبو كنعان عورة أبيه وأخبر أخويه خارجًا، فأخذ سام ويافث الرّداء ووضعاه على أكتافهما ومشيا إلى الوراء وسترا عورة أبيهما ووجهاهما إلى الوراء، فلم يبصرا عورة أبيهما، فلمّا استيقظ نوح من خمره، علم ما فعل ابنه الصّغير فقال ملعون كنعان، عبد العبيد يكون لأخوته، وقال مبارك الربّ إله سام، وليكن كنعان عبدًا لهم...)( ).
مع أ لكتابة هنا تدور حول المسيح، إلاّ أنّه لا يفوتني أن أعلّق على هذا النصّ العجيب الذي يدور حول نوح --، يصبح نوح النبيّ الرسول، في رواية مجنونة عِربيدًا سِكّيرًا، إنّه لا يغرس برتقالاً ولا زيتونًا، إنّه يغرس كرمًا ليحتسي عصيره في لحظات النّشوة المهبولة، فيسكر ويسكر حتّى يفقد كلّ ذرّة من عقله، ثمّ يتعرّى ليسير بين النّاس بسوءته المغلظة...ويراه ابنه حام بلا رغبة أو تعمّد منه فيخبر أخوته، ليجدوا حلاًّ لهذه الفلتة الجنونيّة التي أصابت والدهم، يأخذ سام أبو اليهود -كما يزعمون- رداءً ويغطي أباه دون أن يرى عورته، وهكذا اليهود دائمًا ينسبون لأنفسهم الأعمال البطوليّة!!!
والأعمال البطوليّة لا بدّ لها من مكافئات.
يزعم الكتاب المقدس أن نوحا بعد يوم كامل من السكر والعربدة والاستعراء الاستعراضي، اكتشف أن حاما اطلع على سوءته المغلظة، طبعا بلا إرادة ولا رغبة ولا تعمد منه، لكن نوحا، وربما تحت تأثير الخمر، عاقب هذا الابن بلعن أحد أبنائه كنعان، الذي لم يكن قد وُلد بعد!!
وكنعان هذا، هو الابن الرّابع لحام، ولا ندري ما ذنبه حتّى يلعن ولم يقترف جرمًا يذكر، إلاّ ربّما جرم كونه أب الكنعانيّين الذين سكنوا فلسطين، وكانت لهم قصة طويلة ومريرة مع اليهود، لا داعي للخوض في تفاصيلها المُرّة.
ويحكم نوح على حام وأبنائه بالعبوديّة الأبديّة لأبناء سام اليهود كما يزعمون، هذا هو الكتاب المقدّس الذي يؤصّل التّمييز العنصريّ ويضع الخطوات الأولى في طريق الكراهيّة العرقيّة وما تجلبه على البشريّة من تبعات الظّلم والاستعمار والقتل والتّدمير والدّماء والدّموع.
تلك كانت البداية، لكن لم تكن نهاية المطاف، فبعد تلك الرواية التي لا يصدقها إلا أجدب، تبدأ مغامرات رواية لا تختلف عن سابقتها، وبطلها إبراهيم أبو الأنبياء.
كان إبراهيم -- محبوبًا جدًّا ومحظيًّا لدى ربّ الكتاب المقدّس، لا لأنّه مؤمن أو صالح أو رجل مبادئ، وإنّما لأنّه من نسل سام أوّلاً، ولأن منه ينحدر نسل بني إسرائيل، فمعيار القرب أو البعد عن الربّ هو معيار عرقيّ، بدليل أنّ الكتاب المقدّس لم يتحدّث إطلاقًا عن توحيد إبراهيم لربّه وجهاده في بلاد الكلدانيّين ضدّ الوثنيّين والمشركين، ولم يتحدّث عن عبادته وأخلاقه وقوّة تعلّقه بالله، بالعكس يخبرنا الكتاب المقدّس أنّ إبراهيم امتاز بخصلتين: الدياثة والتمييز العنصري بين أبناء صلبه، أما الدياثة فكان إبراهيم يقدّم زوجته سارة للفراعنة ولملوك فلسطين وقد كانت حسناء، ليعطوه مقابلاً من الغنم والبقر والحمير والعبيد!!!
جاء في الكتاب المقدّس (فحدث لمّا دخل إبراهيم إلى مصر أنّ المصريّين رأوا المرأة أنّها حسنة جدًّا ورآها رؤساء فرعون ومدحوها لدى فرعون، فأخذت المرأة إلى بيت فرعون، فصنع إلى إبراهيم خيرًا بسببها، وصار له غنم وبقر وحمير وعبيد وإماء وأتن وجمال)( ).
وفي رواية ثانية يقول الكتاب المقدّس (…وقال إبراهيم عن سارة امرأته: إنّها أخته وقدّمها لأبيمالك ملك الفلسطينيّين….وقال إبراهيم لسارة هذا معروفك الذي تصنعين إليّ، في كلّ مكان تأتي إليه قولي عنّي هو أخي، فأخذ أبيمالك غنمًا وبقرًا وعبيدًا وإماء وأعطاها لإبراهيم ) .
يا لها من تجارة رابحة!، وإذا لم تكن هذه هي الدعارة المنظمة بعينها، فما هي إذن؟
وإذا لم يكن هذا هو اقتصاد الرقيق الأبيض فما هو إذن؟
فسبحان الله كيف يمسي أبو الأنبياء إبراهيم -- بفعل التزوير الحقير "قوادا" يبيع خدمات زوجته للفحول مقابل جمال وبغال وحمير!
ولمّا كان الكتاب المقدّس لا يعترف بقانون المنطق، فإنّه يجازي إبراهيم على دياثته، بمنحه ونسله أرض فلسطين للأبد !!!
(قال الربّ لإبراهيم...ارفع عينيك وانظر من الموضع الذي أنت فيه شمالاً وجنوبًا وشرقًا وغربًا، لأنّ جميع الأرض التي ترى لك أعطيها ولنسلك إلى الأبد)( ).
وضعت هذه الآية المحرّفين للكتب المقدّسة في مأزق، لأنّ وعد الله بإعطاء أرض فلسطين لنسل إبراهيم يُدخل غير اليهود في هذا الوعد، إذ أنّ إسماعيل -- وهو غير يهودي من أولاد إبراهيم--، لذا لابدّ من الوصول إلى حلّ يخرج إسماعيل ونسله من التركة.
فهل هذا مستحيل؟
لا!، فبجرّة قلم تحريفية يتحوّل إسماعيل ونسله إلى بطّالين متسوّلين عبيدًا لليهود، لا حقّ لهم في تركة أبيهم.
يقول الكتاب المقدّس (ورأت سارة ابن هاجر -إسماعيل- الذي ولدته لإبراهيم يمزح فقالت لإبراهيم: أطرد هذه الجارية وابنها لأنّ ابن الجارية لا يرث مع ابني إسحاق، فقبُح الكلام جدًّا في عيني إبراهيم لسبب ابنه، فقال الله لإبراهيم: لا يقبح في عينيك من أجل الغلام ومن أجل جاريتك، كلّ ما تقوله لك سارة اسمع لقولها لأنّه بإسحاق يُدعى لك نسل )( ).
يبدو أنّ حرب الاستنزاف التي تمارسها الضرائر ضدّ بعضهنّ لا تترك إله الكتاب المقدس حياديا، إنه يختار جانب اليهود وينحاز ضد الطرف الضعيف، حتّى إنّه يأمر إبراهيم أن يطيع زوجته ولا يأسف على إسماعيل وهاجر، ولكي يصبح هذان عبدين فعلى إبراهيم أن يصير قبل ذلك عبدًا لزوجته سارة، تنفيذا لأوامر الله "كلّ ما تقوله لك سارة اسمع لقولها ولا تخالفها!!! لأنّه بإسحاق يُدعى لك نسل" وليس لإسماعيل ناقة ولا جمل في التركة.
عجيب أمر هذا الربّ الذي يحرم إسماعيل من تركة أبيه وهو نطفته من صلبه، ويعطيها لنسل اليهود الذين لا علاقة لهم اليوم بإبراهيم لا من قريب ولا من بعيد، فهم اليوم يحتلّون فلسطين بزعمهم أنّهم من نسل إبراهيم، وما هم إلاّ شذّاذ الآفاق والمغامرون، الذين وفدوا من بولندا وروسيا والمجر وعواصم العالم الغربيّ وسود الفلاشا…فهل هؤلاء هم من نسل إبراهيم؟
وكيف يرث هؤلاء تركة إبراهيم ويحرم منها ابنه البكر إسماعيل!؟ إنّه التّمييز العنصريّ والكراهيّة العمياء والتعصّب العرقيّ، الذي يحوّل الكتب المقدّسة إلى كتب مدنّسة.
ثمّ بعد ذلك يقدّم إبراهيم زوجته هاجر الجارية إلى زوجته سارة ويقول لها، كما يذكر الكتاب المقدس (افعلي بها ما تشائين، فأذلّتها سارة، فهربت هاجر فوجدها ملاك الربّ على عين الماء في البرّيّة...وقال يا هاجر يا جارية سارة من أين أتيت وإلى أين تذهبين؟ فقالت أنا هاربة من وجه مولاتي سارة فقال لها ملاك الربّ: ارجعي إلى مولاتك واخضعي لها)( ).
هذه هي هاجر المسكينة تستعبدها ضرتها؟، ويتواطأ على الاستعباد زوجها النبي، ولما لا تجد إلا الهروب سبيلا للخلاص من عذابها، يلاحقها رب العهد القديم ويأمرها بالرجوع والخضوع المذل لسيدتها.
وهذا لا شكّ تأصيل للظّلم وإخضاع الضّعيف للقويّ المستبدّ، وسنرى أنّ هذا هو الخطّ الاستراتيجيّ والتّكتيكيّ الذي سار عليه محرّفو الكتاب المقدّس لإخضاع جميع الأمم في الأرض للسيّد الإسرائيليّ.
 فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم ممّا كتبت أيديهم وويل لهم ممّا يكسبون البقرة 79.
ثمّ جاء إسحاق --، وإسحاقنا هذا لا يختلف في الكتاب المقدّس عن أبيه إبراهيم، فهو ديّوث يقدّم زوجته رِفقة إلى الملوك والأسياد لينال عطاءً وأموالاً، ولقد كانت رِفقة زوجته حسناء يتهافت عليها الفحول حتّى إنّ إسحاق صار غنيًّا لدرجة أن خشي الملوك على أنفسهم.
يقول الكتاب المقدس (وبقي إسحاق في جرار وتعاظم ملكه حتّى صار عظيمًا جدًّا، فكان له مواشي من الغنم والبقر وعبيد كثيرون، وقال له أبيمالك اذهب من عندنا لأنّك صرت أقوى منّا جدًّا)( ).
ومثل إبراهيم فإنّ الدياثة دائمًا تجازى بالإحسان عند ربّ الكتاب المقدّس، فماذا كان جزاء إسحاق!؟
يقول الربّ لإسحاق (تغرّب في هذه الأرض فأكون معك وأباركك لأنّي لك ولنسلك أعطي جـميع هذه البلاد، وأفي بالقسم الذي أقسمت لإبراهيم أبيك، وأُكثر نسلك كنجوم السّماء، وأعطي نسلك جميـع هذه البلاد )( ).
إنّ أسطورة الأرض الموعودة وأسطورة شعب الله المختار، التي يكرّرها ربّ اليهود هي التي أصّلت للعنصريّة اليهوديّة، وهي التي ستكون نواة العنصريّة النّصرانيّة في العهد الجديد، الذي هو إحدى حلقات المسلسل العرقيّ الطّويل.
وبعد إسحاق جاء ابنه يعقوب.
نعلم من الكتاب المقدّس أنّ الابن البكر هو دائمًا الذي يرث أباه ويأخذ البركة ويصير نسله مباركًا إلى الأبد، إلاّ أنّ هذه القاعدة تصبح استثناء مع إسماعيل كما رأينا، فمع أنّه البكر، بحيلة مقدّسة تنزع منه البكوريّة ومن ثمّ البركة، وتتكرّر الحيلة في قصّة يعقوب، وقد دُعي إسرائيل وهو أب الإسرائيليّين إلى اليوم كما يزعمون، فإسحاق تزوّج رِفقة فحملت بتوأم (عيسو، ويعقوب ).
(فقال لها الربّ في بطنك أمّتان ومن أحشائك يفترق شعبان، شعب يقوى على شعب، وكبير يستعبد لصغير...فلمّا أكملت أيّامها لتلد ...خرج الأوّل...فدعوا اسمه عيسو وبعد ذلك خرج أخوه ويده قابضة بعقب عيسو فدعي اسمه يعقوب...)( ).
وإذا كان عمر بن الخطّاب  يقول «متى استعبدتم النّاس وقد ولدتهم أمّهاتهم أحرارًا»، فإنّ الكتاب المقدّس يستعبد النّاس ويذلّ الشّعوب وهي في أحشاء أمّهاتها.
فليت شعري ما ذنب هيتلر، وما ذنب الكوبوي، وما ذنب جان ماري لوبان اليمينيّّ الفرنسيّ، إذا كان كتابهم المقدّس يرسم الخطوط العريضة للتّمييز العنصريّ بين البشريّة وهي لا تزال نطفًا وبويضات!!!
يعقوب ليس البكر، و ليس له بركة والده إسحاق، فكيف سينال نسله الأرض الموعودة الموروثة أبًا عن جد، بكرًا عن بكر، إنّها معضلة بالنّسبة لنا نحن، أمّا لزعماء التّحريف ومافيا تزوير الكتب المقدّسة، فهي أسهل ممّا يتصوّره العقل!!
وهاك الطّبخة!! أخي القارئ من الكتاب المقدّس.
(وطبخ يعقوب ذات يوم طبيخًا فأتى عيسو من الحقل وهو قد أعيا، فقال ليعقوب أطعمني من هذا الإدام…فقال يعقوب بعني اليوم بكوريّتك، فقال عيسو: ها أنا ماضي إلى الموت -من الجوع- فماذا أفعل بالبكوريّة!! فقال يعقوب احلف لي اليوم، فحلف له فباع بكوريّته ليعقوب، فأعطى يعقوب عيسو خبزًا وطبيخ عدس فأكل وشرب ومضى واحتقر عيسو البكوريّة )( ).
ولعلّ هذا النّوع من البزنس هو الذي فتح أبواب البنوك العالميّة والمصاريف الدّوليّة لتصبّ في جيوب اليهود من عائلات روكفلر وروتشيلد ومردوخ وغيرهم، فإنّ بيع بكوريّة مقابل صحن من العدس، قد يطرح تساؤلاً هامًّا عما يقابل مثلاً صحنًا من الكافيار!!.
نال يعقوب البكوريّة، ولا تزال تنقصه فقط بركة إسحاق ليُفسح له المجال لاستعباد أهل الأرض، ومنهم شعب شقيقه عيسو المسكين، الذي جُرد من بكوريته مقابل طبق من العدس.
وهذه أخي القارئ تفاصيل حصول يعقوب على البركة قبل أن ينفذ صبرك، وسط هذا المسلسل الطّويل الذي يشبه في طوله المسلسلات البرازيليّة المدبلجة!
كان إسحاق يزمع على مباركة -طبعًا- عيسو البكر، يقول الكتاب المقدّس (إنّ إسحاق لمّا شاخ وكلّت عيناه عن النّظر، دعا ابنه عيسو وقال له: إنّني قد شخت، ولست أعرف يوم وفاتي، فالآن خذ جعبتك وقوسك واخرج إلى البرّيّة وتصيّد لي صيدًا، واصنع لي أطعمة كما أحبّ وائتني بها لآكل حتّى تباركك نفسي قبل أن أموت...وكانت رِفقةُ سامعة إذ تكلّم إسحاق مع عيسو ابنه، فذهب عيسو إلى البرّيّة كي يصطاد صيدًا ليأتي به، وأمّا رِفقة فكلّمت يعقوب ابنها قائلة إنّي قد سمعت أباك يكلّم عيسو قائلاً ائتني بصيد واصنع لي أطعمة لآكل وأباركك أمام الربّ قبل وفاتي، فالآن اسمع لقولي في ما أنا آمرك به، اذهب إلى الغنم وخذ لي من هناك جديين جيّدين من المعزى، فأصنعهما أطعمة لأبيك كما يحبّ، فتحضرها إلى أبيك ليأكل حتّى يباركك قبل وفاته، فقال يعقوب لرِفقة أمّه، هو ذا أخي عيسو رجلٌ أشعر وأنا رجل أملس، ربّما يحسّني أبي فأكون في عينيه كمتهاون وأجلب على نفسي لعنة لا بركة، فقالت له لعنتك عليّ يا بنيّ، اسمع لقولي فقط واذهب خذ لي.
فذهب وأخذ وأحضر لأمّه، فصنعت أمّه أطعمة كما كان أبوه يحبّ، وأخذت رفقةُ ثياب عيسو ابنها الأكبر الفاخرة التي كانت عندها في البيت وألبست يعقوب ابنها الأصغر، وألبست يديه وملاسة عنقه جلود جدي المعزى، وأعطت الأطعمة والخبز التي صنعت في يد يعقوب ابنها.
فدخل إلى أبيه وقال يا أبي، فقال هاأنذا، من أنت يا ابني؟، فقال يعقوب لأبيه أن عيسو بكرك، قد فعلت كما كلّمتني قم اجلس وكُلْ من صيدي لكي تباركني نفسك، فقال إسحاق لابنه ما هذا الذي أسرعت لتجد يا ابني، فقال إنّ الربّ إلهك قد يسّر لي فقال إسحاق ليعقوب تقدّم لأجسّك يا ابني، أءنت ابني عيسو أم لا؟. فتقدّم يعقوب إلى إسحاق أبيه، فجسّه، وقال الصّوت صوت يعقوب ولكن اليدين يدا عيسو، ولم يعرفه لأنّ يديه كانتا مشعّرتين كيدي عيسو أخيه، فباركه، وقال، هل أنت ابني عيسو، فقال أنا هو، فقال قدّم لي لآكل من صيد ابني حتّى تباركك نفسي، فقدّم له فأكل، وأحضر له خمرًا فشرب، فقال له إسحاق أبوه تقدّم وقبّلني يا ابني، فتقدّم وقبّله، فشمّ رائحة ثيابه وباركه، وقال انظر، رائحة ابني كرائحة حقل قد باركه الربّ، فليعطك الله من ندى السّماء، ومن دسم الأرض، وكثرة حنطة وخمر، ليستعبد لك شعوب، وتسجد لك قبائل، كن سيّدًا لأخوتك، ويسجد لك بنو أمّك، ليكن لاعنوك ملعونين، ومباركوك مباركين)( ).
لقد كان القرآن الكريم إعجازًا لغويًّا فريدًا من نوعه، حتّى إنّه تحدّى شعراء وأدباء الجاهليّة، وما بعدها إلى يوم الدّين أن يأتوا بمثله أو بآية واحدة من آياته، ولقد عجز فطاحلة اللّغة أن يحاولوا فضلاً عن أن يفعلوا.
لكنّ الكتاب المقدّس المحرف، كما نرى في هذه الآية وفي غيرها يتحدّى في إعجازه كتّاب القصص البوليسيّة ومخرجي أفلام هوليوود أن يأتوا بآية وحبكة واحدة من حبكات الإجرام والخداع والمؤامرة التي يزخر بها الكتاب المقدّس، لا شكّ أنّ روائيين مثل أجاتا كريستي وجامس هادلي تشيز يبدوان كعيال وصبيان أمام النّصوص المقدّسة التي بين أيدينا، كما أنّ مخرجين سينمائيّين عمالقة، كأرسن ولس، وألفريد هيشكوك يظهران كمبتدئين مغمورين أمام كاتب الأسفار المقدّسة.
وبما أنّي لا أريد أن أعلّق على كلّ آية مقدّسة، إلاّ أنّه لا يفوتني في هذه الجزئيّة الإشارة إلى بعض النّقاط الهامّة.
نلحظ أنّ الكتاب المقدّس في كلّ مرّة يورّط المرأة في أعمال الخداع والظّلم، والمؤامرة، فرفقة زوجة إسحاق تتآمر بطريقة شيطانيّة مع ابنها يعقوب (إسرائيل) لنزع البركة من عيسو، كما فعلت من قبل سارة عندما تآمرت مع إبراهيم لنزع بكوريّة وبركة وميراث النّبوّة من اسماعيل، ونفس الشّيء يقع مع بيتشبع زوجة داود، وراحيل…وغيرهنّ، ممّا يُفَطّننا إلى أساليب اليهود اليوم في استخدام المرأة أو النّساء للحصول على النّفوذ والتّخطيط لاستعباد العالم، ولو كان على حساب شرفهن وكرامتهنّ، ونلاحظ في النصّ كيف أنّ يعقوب النبيّ العظيم وجدّ بني إسرائيل، يكذب، ويخدع، ويزوّر ويتآمر ويسطو على حقوق غيره، ولا يألو جهدًا في استخدام الدّين للوصول إلى غايته الخسيسة، فنراه مثلاً يجيب أباه الذي استغرب من سرعته في إحضار صيده بقوله "إنّ الربّ إلهك قد يسّر لي".
فكأنّه يريد أن يقول إنّ الربّ نفسه قد شارك في تلك المؤامرة القذرة، وليست هذه أوّل مؤامرة يشارك فيها الربّ الإله!!
ويأكل إسحاق جديين من المعز (دون أن يفيق أنّ المعز ليس صيدًا) ثمّ يشرب خمرًا معتقة، ويشرب، حتّى لا يبقى من عقله شيء على طريقة نوح الذي شرب حتّى تعرّى، كما رأينا سابقًا، وكأنّ الأنبياء مدمنو خمر، ولعلّهم لو كانوا في عصرنا لصوّرهم الكتاب المقدّس مدمني مخدّرات يتعاطون الهيرويين والكوكايين!!
وإذا كانت الأعمال بالنيّات في جميع الشّرائع، فإنّ النيّة هنا مهمّشة لصالح شعب إسرائيل، فإسحاق نوى في قلبه، وعزم في عقله أن يبارك عيسو وكان يقصد بدعائه عيسو، فكيف ذهبت البركة ليعقوب؟ الجواب سهل، لأنّ الدّعاء بالبركة كان موجّهًا إلى الله، والله كما رأينا قد انحاز إلى يعقوب، لذلك البركة لا تخضع لنيّة إسحاق وإنّما تخضع للمؤامرة والمؤامرة فقط.
المهمّ، لو كانت نيّة إسحاق نافذة وهذا هو الحقّ والمنطق والحقيقة، فإنّ نسل يعقوب إلى يومنا هذا ليسوا مباركين ولا مختارين ولا مفضّلين، لأنّ البركة سرقوها، خداعًا ونهبوها بالحيلة.
وملاحظة أخرى وهي هامّة، فالدّعاء بالبركة، أو البركة التي نتحدّث عنها، ليست دعاءً بدخول الجنّة، أو برضى الله، إنّما هي حنطة وخمر واستعباد للشّعوب، وسجود القبائل ليعقوب ونسله، أي باختصار أن يكون اليهود أربابًا من دون الله وغيرهم من البشر عبيدًا خدمًا.
وتستمرّ القصّة الطّويلة، فلقد عاد عيسو من صيده، وطبخ لإسحاق ليأكل-كما أمره- لكن فوجئ بأنّ إسحاق كان قد أكل وبارك يعقوب، فقال عيسو أعندك فقط بركة واحدة، باركني، لكنّ إسحاق دعا عليه، وقال لتكن عبدًا ليعقوب!!
وقد يتساءل بعض الناس، ولماذا فضّلت رِفقة زوجة إسحاق ابنها يعقوب على بكرها عيسو، يجيبنا الكتاب المقدّس أنّه قبل حدوث قصّة البركة هذه كان عيسو تزوّج امرأتين فلسطينيّتين، يقول الكتاب المقدّس (ولمّا كان عيسو ابن أربعين سنة اتّخذ زوجة ابنة بيري الحثّيّ، وابنة إيلون الحثّيّ، فكانتا مرارة نفس لإسحاق ورفقة)( ).
فالقضيّة إذًا قضيّة عائليّة والمشكلة تشبه ما يحدث في كل بيت تعيش فيه حماة وكنة، فرفقة زوجة يعقوب كانت في حرب استنزاف مع كنتين فلسطينيتين، والعجيب أن تتحول الخلافات الأسرية إلى استعباد شعوب الأرض وتسييد نسل بني إسرائيل على العالمين إلى الأبد، والأعجب أن يقحم الرب نفسه في مشاكل عائلية ويقف طرفا ضد طرف ثان!!
هذه هي البركة التي ينالها إسرائيل (يعقوب) بحيلة لا يحسنها إلاّ اليهود، إنّها بركة كالبركات السّابقة واللاّحقة: أموال، وأبقار وخراف، وخمور وحنطة وسميد وعدس…واستعباد للشّعوب والقبائل، هذه خلاصة الكتاب المقدّس، إنّه لا يتحدّث عن جنّة أو نار، ولا عن إيمان وتوحيد ولا عن خلق وأدب، إنّه كتاب المؤامرات، وسفر المكر والخداع، واستراتيجيّات لغرس العبوديّة على الأرض، وليست عبوديّة العباد لله ربّ العباد، وإنّما عبوديّة الأمم لسيّد واحد اسمه نسل بني إسرائيل.
ولما كان مسلسل فضائح الكتاب المقدّس طويلا، فلا بأس أن نقفز على مراحل كثيرة لنصل إلى النبي موسى -- الذي أُنزلت عليه التّوراة، وهي نصوص تعجّ بالحقد والضّغينة والكراهيّة ضدّ بني البشر جميعًا، وتستثني نسل يعقوب الذي ترفعه إلى مصاف الآلهة، والتّوراة كما هي اليوم بين أيدينا قواعد عامّة لاستعباد النّاس، وإذلالهم، والسّيطرة عليهم وإيذائهم لمجرّد كونهم ملعونين من ربّ اليهود، التّوراة تحرّم قتل اليهوديّ وتأمر بقتل غيره، وتدعو لمراباة غير اليهوديّ، وتجيز الزّنا بغير اليهوديّة، وتبيح سرقة غير اليهوديّ، فعند ربّ التّوراة هناك شعبان على وجه الأرض، شعب الله المختار وهم اليهود، وشعب الله المحتار وهم بقيّة الإنسانيّة.
جاء في سفر التّثنية من الكتاب المقدس (لا تقرض أخاك بربا، ربا فضّة أو ربا طعام أو ربا شيء ممّا يقرض بربا، الأجنبيّ تقرض بربا ولكن لأخيك لا تقرض بربا)( ).
وجاء في الكتاب المقدس المحرف الدّعوة إلى التّعنيف ضدّ غير اليهود واستعبادهم إلى الأبد، يقول ربهم (وإذا افتقر أخــــوك -اليهوديّ- عندك وبيع لك فلا تستعبده استعباد عبد، بل اخش إلهك، وأمّا عبيدك وإماؤك الذين يكونون لك فمن الشّعوب الذين حولكم، منهم تقتنون عبيدًا وإماء، وأيضًا من أبناء المستوطنين النّازلين عندكم منهم تقتنون، ومن عشائرهم الذين عندكم الذين يلدونهم في أرضكم فيكونون ملكًا لكم، وتستملكونهم لأبنائكم من بعدكم ميراث ملك، تستعبدونهم إلى الدّهر، وأمّا أخوتكم بنو إسرائيل فلا يتسلّط إنسان على أخيه بعنف)( ).
والغريب أنّ الربّ يبارك شعبه ويحبّه ويصطفيه ويجعله سيّدًا على العالمين مع أنّ هذا الشّعب "غليظ الرّقبة" لم يؤمن يومًا بالله ولم يفعل خيرًا قطّ، فمثلاً في عهد موسى.
-ندموا في البريّة على الخروج من مصر وقالوا أنّهم كانوا في مصر أفضل ممّا هم عليه، كما جاء في سفر التّكوين الإصحاح 17.
-رفضوا دخول المدينة المقدّسة، وامتنعوا عن القتال، كما جاء في سفر العدد الإصحاح 14.
-تآمروا على موسى، والإطاحة به وهموا بالعودة إلى مصر، كما في سفر العدد الإصحاح 14.
-كثر فيهم التمرّد والفساد والضّجر من موسى وهارون وختموا كلّ هذا بعبادة العجل من دون الله.
فهل هذا شعب الله المختار؟!، إنّه بهذه الأخلاق لا يرقى إلى أن يكون حتّى في ذيل الشّعوب، لكن المنطق المقدّس في الأسفار المزوّرة يحوّل الذّيل إلى رأس، والرّأس إلى ذيل، ولله في خلقه شؤون!!

غير معرف يقول...

وبعد موسى تزعّم اليهودَ تلميذُه يوشع ابن نون، وفي زمنه غيّر الربّ رأيه في غير اليهود، فلم يعد يرضى بهم عبيدًا لشعبه المختار، وإنّما يريد أن يراهم وهم تحت التّراب، ويذكر لنا سفر مقدّس وهو سفر يوشع، أنّ الربّ أمر شعبه بزعامة يوشع أن يبيد الشّعوب التي تزاحمه على أرضه الموعودة، فبدأت المجازر تتوالى حتّى دعي هذا السّفر بسفر المجازر، نذكر منها مثالاً أو اثنين من بين المئات.
ففي مجزرة مدينة أريحا أمر الربّ بمحاصرة المدينة سبعة أيّام ثمّ الهجوم عليها (وحرّموا -أي أبادوا- كلّ ما في المدينة من رجل وامرأة من طفل وشيخ حتّى البقر والغنم والحمير بحدّ السّيف...وأحرقوا المدينة بالنّار مع كلّ ما بها...وحلف يوشع في ذلك الوقت قائلاً ملعون قدّام الربّ الرّجل الذي يقوم ويبني هذه المدينة أريحا...وكان الربّ مع يوشع وكان خبره في كلّ الأرض)( ).
والأمر نفسه فعله يوشع مع سكّان عاي، إذ إنّه أباد الرضّع والأطفال والنّساء والشّيوخ، كما جاء في الإصحاح التّاسع والعاشر والحادي عشر، حيث بلغ ما أباده اليهود زمن يوشع مئات الآلاف.
في زمن داود --، أعظم شخصيّة في الكتاب المقدّس بعهديه القديم والجديد، إذ إنّ داود الملك القائد -وليس داود نبيًّا عندهم- هو الذي استتبّت له البلاد، وسيطر على الأرض الموعودة، وأذاق الشّعوب التي أحاطت بالمنطقة كافّة شرّ العذاب، إذ إنّه دفع بعشرات الشّعوب غير اليهوديّة إلى أفران النّار من أطفال، ونساء، وشيوخ ورضّع، حتّى البقر والحمير، لم تفلت من يده ولا ندري ما ذنبها !.
جاء في الكتاب المقدّس (فجمع داود كلّ الشّعب وذهب إلى رية وحاربها وأخذها...وأخرج الشّعب الذي كان فيها ووضعهم تحت مناشير ونوارج حديد وفؤوس حديد ورماهم في أتّون الآجر، وهكذا صنع بجميع مدن بني عمون)( ).
وفي آية أخرى (وصعد داود ورجاله وغزوا الجشوريّين والجرزيّين والعمالقة، لأنّ هؤلاء من قديم سكّان الأرض...وضرب داود الأرض ولم يستبق رجلاً ولا امرأة)( ).
هذا هو النبيّ داود -- تصفه الكتب المقدّسة بأنّه مجرم حرب، وسفّاك دماء، وعربيد، زعيم عصابة يهلك الحرث والنّسل، ويسطو على أصحاب الأرض الأقدمين -بنصّ الآية- ويدمّر مدنهم ويلقيهم بعد العذاب الشّديد في أتّون الآجر وأفران النّار، التي تلتهم جلودهم وعظامهم وتحوّلهم إلى رماد، وقد فعل داود ذلك بعشرات المدن والبلاد يلقيها بأطفالها وشيوخها ونسائها في أفران النّار، إنّه هولوكوست، تنساه إسرائيل التي تدّعي أنّ هتلر هو الذي ابتكره، فالكتاب المقدّس يقول إنّ أعظم زعيم يهوديّ، وصاحب السّلطة المطلقة في شعب الله المختار وعلى الأرض الموعودة، يلقي بالأبرياء من الرضّع والأطفال في لهيب النّيران، وذلك طبعًا بأمر إلهيّ مقدّس، على الأقلّ هتلر لمّا فعل فعلته المزعومة لم ينسب عمله إلى الله، ولم يقل أنّ هذا الإجرام مقدّس، أمّا داود وباراق، وشمشون، وصمويل النبيّ ويوشع وغيرهم من الأنبياء الذين قتلوا ملايين البشر، ويزعمون أنّ هذا القتل يرضي الله، لأنّه طاعة لأوامره.
ويقول بعض علماء التّاريخ أنّ إحصاءات غير معقدة، تدفعنا إلى الاستنتاج بأنّ عدد الذين قُتلوا بأمر إلهيّ في العهد القديم قد بلغ حدود 80 مليونًا!!!
أي ما يقارب عدد سكّان الأرض حينها عدا لحسن الحظّ الهنود الحمر الذين سكنوا أمريكا، حيث إنّ "كريستوف كولومب" لم يكن اكتشفها بعد، لكن لسوء الحظّ فإنّ حسن الحظّ لا يدوم، فإنّ الهنود الحمر الذين لم تصل يد الأنبياء اليهود إليهم، قد قضوا فيما بعد على يد البروتستانتيّة التي استعمرت أمريكا الشّماليّة، وعلى يد الكاثوليكيّة في جنوبها.
لقد كانت سنوات الزّهو اليهوديّ، والعزّة التي يفخر بها بنو إسرائيل، وكان عصر داود عصرًا ذهبيًّا داميا، لم يسبقه ولم يأت بعده عصر مثله، إنّه عصر الانتصار والتوسّع وبسط النّفوذ وقهر الأعداء، إنّه زمن تحقّق نبوءات إبراهيم وإسحاق ويعقوب، ففي تلك السّنوات أصبحت الأرض الموعودة بيد نسل إسرائيل، وأثبت داود أنّ كلّ الشّعوب على وجه الأرض عبيد بل كلاب وخنازير وأنّ اليهود شعب الله المختار.
كانت أيّام داود التي حكم على نسل إسرائيل، أيّام الكبرياء والاستكبار، حيث استتبّ الأمر لهم، وجلس داود على كرسيّه السّياسيّ، يسوس المملكة اليهوديّة.
هذه خلاصة الخلاصة للعهد القديم.
بعد كل هذا ...أين إهانة الإنجيل للمسيح فيما قلناه؟
وما علاقة المسيح بالعهد القديم الذي اتضحت إستراتيجيته الجنونية والإجرامية في استعباد الأمم واضطهادهم؟
لا اختلاف بين العهد القديم والجديد، ولا فرق بين رب الإنجيل، وهو المسيح، ورب التوراة، وهو أدوناي أو يهوه أو إلوهيم، فكلها أسماء لرب واحد، هو رب اليهود واله بني إسرائيل.كما قلت سابقا، الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد لا يتحدث عن رب العالمين ولا عن إله البشرية، ولا عن رسالة هادية لسكان الأرض، إنه يحصر الدين كله في اليهود، فإله بني إسرائيل فضلهم منذ الأزل، وهو يحابيهم في مواجهة العالم إلى الأبد.
وحتى لا يعتقد القارئ أن النصرانية بريئة من العهد القديم، وأن العهد الجديد، الذي جاء به المسيح خال من كل لوثة عنصرية، بحيث لم تتلوث يداه بالإجرام والاستعباد للأمم، أسارع لألقي عليه بعض هذه الخطوط العريضة، التي ترسم أبجديات العنصرية في الإنجيل سيرا على خطى العهد القديم المقدس.
أولا: نبدأ بنسب المسيح، فمع أن المسيح لا يملك أبا بيولوجيا، لأنه وُلد بمعجزة ربانية، إلا أن مزوري الإنجيل أفسدوا تلك المعجزة ولم يرضوا بها، لقد ابتكروا من العدم سلسلة نسب وهمية للمسيح من جهة الأب، ليثبتوا أنه من سلالة أنبياء بني إسرائيل، ليكون بذلك يهودي الأب والأم.
فأمه مريم يهودية باتفاق الجميع، ومن ناحية الأب فإنجيلا متى ولوقا يرفعان نسبه إلى داود ثم إلى يعقوب وإسحاق وإبراهيم ونوح، فالمسيح بذلك يهودي إسرائيلي.
ثانيا: المسيح نبي اليهود أرسل إلى بني إسرائيل، ولم يرسل إلى غيرهم، والأمر واضح جدا من العهد الجديد، فعلى سبيل المثال لا الحصر جاء في أعمال الرسل (الكلمة التي أرسلها إلى بني إسرائيل يبشر بالسلام يسوع المسيح)
وقد كان المسيح حريصا على الدعوة إلى دينه بين اليهود أو بني إسرائيل فقط، ولم يأمر بغير ذلك، جاء في الإنجيل توجيهه إلى تلاميذه (وهؤلاء الاثناعشر أرسلهم يسوع وأوصاهم قائلا إلى أمم لا تمضوا إلى مدينة السامريين لا تدخلوا، بل اذهبوا بالحري إلى خراف بني إسرائيل الضالة)
ولم يثبت عن المسيح أبدا في دعوته أنه حاول تبليغها لغير اليهود، فلم نسمع أنه أرسل رسلا أو رسالات في حياته إلى الملوك والأمراء والسلاطين، كما فعل محمد --، مع حكام الفرس والروم ومصر والحبشة واليمن...وغيرها، لأن الإسلام دين عالمي بلا منازع.
كان أتباع المسيح الاثناعشر يهودا، وأتباعه من النساء والشيوخ والآخرين كلهم يهود.
يقول المسيح (لم أرسل إلا إلى خراف بني إسرائيل الضالة)
ويقول (وأنت يا بيت لحم أرض يهوذا لست الصغرى بين رؤساء يهوذا، لأن منك يخرج مدبر يرعى شعبي إسرائيل)
ويقول (يا أورشليم، يا أورشليم، يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها، كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا)
يتضح أن المسيح رسول يهودي إلى اليهود، ولا معنى أن يدعو النصارى اليوم، سكان العالم إلى الدخول في النصرانية، لأنه مخالف لتوجيهات المسيح، ومن أغرب الأمور أن الكنيسة عبر تاريخها الطويل، لم تدع أو تمارس تبشيرها وتنصيرها بين اليهود، وفي الدولة المغتصبة إسرائيل، رغم أنهم هم المعنيون بدين المسيح، وفي الوقت ذاته نجد الكنيسة تصول وتجول في العالم، وخصوصا العالم الإسلامي، حيث تريد تبشيره بدعوة الإنجيل والصليب، مخالفة بذلك أوامر المسيح وخطته الأزلية، ومن ثم فإن اعتناق غير اليهود للنصرانية، سواء كانوا عربا أم بربرا أم روما أم أمريكانيين أم أفارقة...باطل بنص الإنجيل، وغير شرعي بنص العهد الجديد، الذي يزعمون أنهم يعملون بإرشاده ويهتدون بهديه، لذا فإن النصرانية، أو المسيحية كما يسمونها لن تخلصهم ما داموا ليسوا يهودا.
ويجب أن أتوقف على الدليل الوحيد الذي بحوزة الكنيسة وتفرح به، إنه آية مشبوهة جاءت في إنجيل متى إذ يقول المسيح (... فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الأب والابن وروح القدس، وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيكم به )
يرى العلماء أن هذه الآية ملحقة بالنصوص القديمة من الإنجيل إذ إن أقدم النسخ المتوفرة لدينا ليس فيها هذه الآية، فهذا دليل إلحاقيتها، ومن جهة ثانية نعلم أن التثليث المذكور هنا لم يكن معروفا في القرون الثلاثة الأولى لتاريخ النصرانية، وإن التثليث تقرر في نهاية الربع الأول من القرن الرابع الميلادي، في مجمع نيقيه 325م، أما ألوهية الروح القدس فلم تتقرر إلا في مجمع القسطنطينية سنة 381م، لذلك يتقرر أن التثليث الباطل في آية الدعوة العالمية للنصرانية مدسوس في الإنجيل، لذلك لا نستغرب أن الأناجيل المطبوعة حديثا، بجميع اللغات حذفت آيات التثليث ومنها آية في رسالة يوحنا 7:5.
أما الدعوة العالمية، التي تفرد بها بولس في رسائله الأربع عشرة، فهي مخالفة لدعوة تلاميذ المسيح وعلى رأسهم بطرس وغيره، فبولس كان منافقا مخربا من الداخل، والنصرانية اليوم أحرى أن تُسمى "البولسية" بدل المسيحية.
ونعود مرة أخرى لنستشهد بأقوال الإنجيل، التي تثبت أن المسيح جاء على خطى أنبياء يهود سبقوه، وعلى زعم الإنجيل، فهو من سلالة سلاطين من بني إسرائيل، جاء ليجلس على كرسي العرش اليهودي.
(قال لها الملاك، لا تخافي يا مريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله، وها أنت ستحبلين وتلدين ابنا تسميه يسوع، هذا يكون عظيما وابن العلي يدعى ويعطيه الأب الإله كرسي داود أبيه ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد)
وهذا ما يصرح به القرآن الكريم رسولا إلى بني إسرائيل  آل عمران 49.
حتى إن المسيح أخبر تلاميذه أنهم لن يُكملوا الدعوة في بنى إسرائيل بسبب موعد قيام الساعة القريب، (الحق أقول لكم ..لا تُكملون مدن بني إسرائيل حتى يأتي ابن الإنسان)
(فأجاب بطرس حينئذ وقال له ..ها نحن قد تركنا كل شيء فتبعناك فماذا يكون لنا؟ فقال لهم يسوع: الحق أقول لكم إنكم الذين تبعتموني في التجديد، متى جلس ابن الإنسان-المسيح- على كرسي مجده تجلسون أنتم أيضا على اثني عشر كرسيا، تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر) .
جاء المسيح وتلاميذه لدعوة وإدانة أسباط إسرائيل الاثني عشر، ولا مكان لكرسي ثالث عشر، لا مكان لبولس ولا مكان للبابا ولا لروما، ولا للنصرانية العالمية، فالإنجيل يقول على لسان يوحنا (إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله)
يقول وين انج: "إن المسيح كان نبيا لمعاصريه من اليهود، ولم يحاول قط أن ينشئ فرعا خاصا به من بين هؤلاء المعاصرين، أو أن يُنشئ له كنيسة مغايرة لكنائس اليهود أو تعالمهم".
وتقرر دائرة المعارف البريطانية:"أن أسبق حواريي المسيح ظلوا يوجهون اهتماماتهم إلى جعل النصرانية دينا لليهود وجعل المسيح أحد أنبياء بني إسرائيل إلى إسرائيل".
لكن بولس جاء بعد رفع المسيح، وأطلق دعوته في جميع الأمم غير اليهودية، زاعما انه رسول المسيح إلى العالم، وقد واجهه تلاميذ المسيح وحواريوه، ورفضوا دعوته، واختلفوا معه، بل إن هؤلاء الحواريين لم يكونوا يُصدقون بأنه اعتنق النصرانية.
ثالثا: كنا ننتظر من المسيح أن يدين ما جاء في العهد القديم، من إجرام ضد غير اليهود، وأن ينتقد سياسة التطهير العرقي، التي انتهجها رب الجنود برفقة جنوده ضد المستضعفين في الأرض، كنا ننتظر من المسيح أن يفضح التمييز العنصري، الذي كان ضحيته كل أجناس العالم عدا اليهود ...
لكن لم يحدث ذلك، لم نقرأ أن المسيح وقف مع حقوق الإنسان، كما لم نشاهد تلك المحبة العظيمة، التي يتشدق بها رجال الكنيسة، وإنما العكس هو الصحيح، فنرى الإنجيل المحرف يخطو الخطوات ذاتها القديمة استمرارية للعهد القديم.
إن موقف المسيح –حسب الإنجيل المحرّف- مليء بالخذلان، إذ إنه لم يأت ليلغي ويبطل ناموس العنصرية وشريعة الاستعباد، إنما جاء ليتمم ويُكمل سلسلة العنصرية والإجرام.
قال المسيح: (لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء، ما جئت لأنقض بل لأكمل)
هذا هو جواب المسيح على ظنوننا، "لا تظنوا أني جئت لأنقض بل أكمل"!؟
إن ما سقناه من العهد القديم من الجرائم التمييزية والآيات الاستعبادية، كلها ثابتة في كتبهم، وأقبح ما في تلك الجرائم أنها كلها مقدسة، وستبقى كذلك إلى يوم الساعة ألم يقل المسيح (زوال السماء والأرض أيسر من أن تسقط نقطة واحدة من الناموس)
نعم لن تحذف آيات العهد القديم، لأن زوال السماوات السبع والأراضي السبع أهون من زوال كلمة بل حرف بل نقطة.
ستبقى الآيات المقدسة، التي تحكم على البشرية باللعنة والاستعباد شاهدا على العجرفة اليهودية، التي زورت الإنجيل، وشاهدا على المكابرة والاستمرار في نهج خاطئ منذ اللحظة الأولى.
إن كلام المسيح دليل على موافقته على ما جاء في الناموس، وتتأكد الموافقة بضم العهد القديم إلى الجديد وتسمية الكل "بالكتاب المقدس".
قد يقول قائل: إن الإنجيل لم يتعرض للعهد القديم بالنقد، والكف عن ذم التمييز العنصري اليهودي لا يعني الموافقة عليه، وعدم مواجهته لا يدل على الرضا عنه.
ليس هذا المنطق مقبولا، لأن الساكت على الحق شيطان أخرس، خصوصا في حق الرسل فضلا عن أن يكون المسيح، وهو فوق رتبة الرسل، كما يزعم الإنجيل.
نعود الآن إلى تلك الآية العجيبة التي يقر فيها المسيح بأنه جاء ليكمل ما تركه الناموس، (لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء، ما جئت لأنقض بل لأكمل)
فكيف أكمل المسيح الطريق؟
وما هي الحلقات المثيرة التي أضافها للمسلسل الطويل، الذي ذكرت بعض حلقاته في الصفحات السابقة؟
جاء في إنجيل متى (وإذا امرأة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت إليه قائلة ارحمني يا سيد يا ابن داود، ابنتي مجنونة جدا، فلم يجبها بكلمة فتقدم تلاميذه وطلبوا إليه قائلين اصرفها لأنها تصيح وراءنا، فأجاب وقال:لم أُرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة، فأتت وسجدت له قائلة يا سيد أعني، فأجاب وقال: ليس حسنا أن يُؤخذ خبز البنين ويُطرح للكلاب، فقالت: نعم يا سيد والكلاب أيضا تأكل من الفتات الذي يسقط من مائدة أسيادها).
هذا هو المسيح المحب والعطوف، تأتيه امرأة تصيح وتصرخ وتندب وتدعوه لشفاء ابنتها المريضة، فلا ينظر إليها ولا يجيبها إلا بعد تدخل التلاميذ، فكيف واجهها؟
" ليس حسنا أن يُعطى خبز البنين للكلاب"!!
المرأة المسكينة تتضرع ..وهو يتلذذ في إذلالها بوصفها بالكلب، أهذا تمييز عنصري أم جنون أم سادية أم كل ذلك؟
النص يتحدث بنفسه عن نفسه، ولا يترك لنا مجالا البتة لفهمه على غير ما يدل منطوقه، وأي تعليق على النص يضعف قوته.
إلا أننا يجب أن نقف على جملة من الحقائق منها: أن هذه "المرأة الكلب" كانت كنعانية عند متى وسورية فينيقية غير يهودية عند مرقس، على عادة الاختلاف في كل شيء، المهم هو بيان أنها ليست يهودية، وهي استمرارية للعهد القديم الذي يتلذذ بإهانة اليهود للكنعانيين وغيرهم، وقد جعل الكتاب المقدس كنعان ونسله عبيدا لأنهم ملعونون (ملعون كنعان...عبدا يكون لإخوانه)
لم يأت المسيح من أجل الكنعانيين، ولم يرسل إلى السوريين الفنيقيين وإنما جاء رسولا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة...
لكن ماذا يفعل القساوسة في أدغال إفريقيا؟
ماذا تفعل الكنيسة في أمريكا اللاتينية؟
ماذا يفعل الآباء البيض وفراخهم هنا في الجزائر؟
ماذا يفعل المنصرون على الفضائيات التبشيرية؟
ألا يعلم أولئك أننا كلاب ليس من حقنا مشاركة اليهود البنين خبزهم وفتات موائدهم؟
ويمعن الإنجيل في الإذلال العنصري، فيقول على لسان تلك المرأة الكنعانية: "نعم يا سيد وحتى الكلاب تأكل من فتات موائد أسيادها".
هذا هو المخلص!
هذا هو الثالوث المحب!
هذه هي المحبة!
فيسوع محبة! ! ! ! ! ! !
إنها محبة تجعل منا، وبكل قلة أدب وبكل وقاحة كلابا في مقابل أبناء الله اليهود.
ليست إذن أمريكا مخترعة التمييز العنصري، ولا الرائدة في هذا الإجرام، وإنما كانت النصوص النصرانية المقدسة هي الرائدة في هذا المضمار، الذي يشبه بشرا من خلق الله بالحيوانات الخسيسة..
وجاء في نص آخر، مقدس طبعا كسابقه، نهي المسيح العنصري تلاميذه أن يدعوا غير اليهود إلى خير دينهم قال: (لا تعطوا الكلاب ما هو مقدس، ولا تلقوا درركم إلى الخنازير لئلا تدوسها بأرجلها وتلتفت إليكم فتمزقكم)
إن المتأمل للخطاب الديني للكتاب المقدس، ولهذه الآيات التي جاءت على لسان المسيح، يصاب بالصدمة للجرأة والحقد واحتقار الآخر وإلغائه وإذلاله، وإلا فكيف نفسر هذه القائمة من الكلمات، التي تشكل الخطاب الديني النصراني في حق غير اليهود.
كلمات اللعنة..العبودية..الكلاب..الخنازير...

غير معرف يقول...

إذا ما عدنا إلى الإنجيل وبالضبط إلى رسول النصرانية بولس، الذي لا يستحي من مدح وإطراء أولئك الذين تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء، وأزهقت عنصريتهم فلولا من الأطفال والشيوخ والنساء، ويجعل تلك الجرائم بطولات إيمانية مقدسة.
يقول بولس (وماذا أقول بعد؟ الوقت يضيق بي إذا أخبرت عن جدعون وباراق وشمشون ويفتاح وداود وصموئيل والأنبياء، فهم بالإيمان أخضعوا الممالك وأقاموا العدل، ونالوا ما وعد به الله وسدوا أفواه الأسود، وأخمدوا لهيب النيران، ونجوا من حد السيف وتغلبوا على الضعف، وصاروا أبطالا في الحرب وهزموا جيوش الغرباء)
وما أولئك الغرباء إلا أصحاب الأرض الأصليون، بما فيهم أبناؤهم ونساؤهم ودوابهم، التي لم تسلم من الإحراق في أفران النار، التي ابتكروها واستخدموها في سلسلة طويلة من الهلوكوستات، التي تشهد بها الصفحات السود لكتابهم المقدس، وبينما هم لا ينكرون ذلك، بل يعتبرونه أمرا إلهيا نفذوه بافتخار، فإنهم في المقابل يجبرون العالم اليوم على أن يؤمنوا بالمحرقة النازية، التي يشك فيها العقلاء، فقد أثبت علماء التاريخ والخبراء أن تلك المحارق أكذوبة كبرى وأسطورة من الأساطير، التي تبنى عليها الصهيونية شعاراتها.
وأبرز من كتب حول الموضوع رجاء جارودي، في كتابه العلمي الموضوعي"الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل" أورد فيه الأدلة على زيف المبالغات الهائلة، مما كلفه دفع الثمن غاليا، إذ حاصرته الصهيونية العالمية بمساعدة أذيالها الغربية في الإعلام والجامعات ودور النشر، حتى أوصلوه إلى المحكمة بتهمة معاداة السامية ثم إدانته، ومع أننا نحن المسلمين أيضا من أبناء سام، كما تقول كتبهم المقدسة، إلا أنهم يحتكرون الانتساب للسامية، حتى أصبحت السامية كلمة مرادفة لليهودية بل للصهيونية، ويقف معهم الغرب النصراني الذي يدافع عن الصهيونية باسم الدفاع عن السامية في غلط مريب ومتعمد!
والنصرانية إذ تقف مع اليهودية بل الصهيونية لم تتجاوز ما فرضه عليها كتابها المقدس، وتاريخها الديني الدامي، فلا غرابة بعد ذلك أن يُسموا هاتين الحضارتين المتحالفتين على العنصرية والكراهية للغير بالحضارة "اليهودية النصرانية" La civilisation judéo chrétienne
ونحن أبناء حضارة البؤساء، فليس لنا إلا أن نخضع ونكون أوفياء لأسيادنا من تلك الحضارة، لأن هذا هو ما يشرف تعاليم الله المخلص يسوع المسيح، حسب توجيهات الإنجيل، يقول بولس في رسالته إلى تيطس (وعلم العبيد أن يطيعوا أسيادهم وينالوا رضاهم في كل شيء، وأن لا يخالفوهم ولا يختلسوا شيئا من أسيادهم، ويكونوا أوفياء لهم، وهكذا يشرفون تعاليم الله مخلصنا)
هذه هي حكاية العنصرية والتمييز وما نتج عنه من إجرام وكراهية واستعباد، في دين يزعم أنه دين المحبة والسلام ودين الخلاص للبشرية جمعاء، أما الإسلام فهو يعلو على هذا الحضيض، وينأى بنفسه عن هذا المستنقع الآسن ماؤه.
فالإسلام دين البشرية كلها، والله رب الإنسانية جمعاء، لا فرق بين جنس وآخر، ولا فضل لعرق على آخر، ويقرأ المسلمون في كل صلاة قوله تعالى الحمد لله رب العالمين الفاتحة1
وخلق الله الناس سواسية أحرارا، لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير الحجرات 13.
فإذا كان الكتاب المقدس يفضل اليهود على العالمين، مهما كفروا وقتلوا وزنوا وأفسدوا في الأرض، فإن الله في القرآن يجعل التقوى والإيمان معيار التفاضل الوحيد، قال رسول الله --: "لا فضل لعربي على أعجمي ولا أبيض على أسود إلا بالتقوى".
وليس في القرآن أو السنة الصحيحة نص واحد يميز فيه الله بين العرب وغيرهم، بل إن الإسلام قرب وفضل بلالا الحبشي وسلمان الفارسي وعبد الله بن سلام اليهودي، بينما أبعد وأهان أبا لهب عم الرسول العربي ابن العربي، كما أن نصوصا حديثية كثيرة تقرر أن أبويّ الرسول أنفسهم من أهل النار لكفرهم بدعوة إسماعيل وإبراهيم، ولم تشفع لهم قرابتهم المباشرة من الرسول أمام العدل الإلهي المطلق.
التمييز العنصري الذي تلطخ به العهد القديم والعهد الجديد، إهانة للمسيح -- وإن هذا التمييز الخطير فتك بالبشرية منذ آلاف السنين، ولابد أن يُطرح السؤال اليوم عن مدى تورط الكتاب المقدس المحرف بمسيحه في نشر جرثومته في أبناء الجنس الواحد، ولن ينسى هذا الجنس ما اقترفه المسيح المفتَرَى عليه وكتابه في حقه.

غير معرف يقول...

بعد ما ثبت من تنازل الدولة عن بعض اختصاصاتها للكنيسة في قضية الشهيدة وفاء قسطنطين والسيدة ماري عبد الله زكي وغيرهما حيث أعطت جزءا من سلطاتها و استبدادها للإدارة الكنسية القبطية الأرثوذكسية بغير مُسوِّغٍ تشريعي؛ أو سندٍ دستوريٍ؛ أو اعترافٍ من فكر سياسي يُمَكِّنُ من ذلك، فقامت الدولة – وهي المستأمنة على حياة الناس وأرواحهم- بتسليم السيدة الشهيدة وفاء بعد إسلامها لرجال الكنيسة، ولم تأذن لأحدٍ من خارج رجال الكنيسة أن يلتقي بها ،بل ومكنتهم بعد ان جاهروا و كشفوا عن سوء طويتهم وقبيح نياتهم من الاعتداء عليها والحضور معها أمام النيابة ولم تكن متهمة، وأعطت المجرمين الحق في ممارسة سلطات الدولة عليها من حبس، وتوجيه اتهام؛ ومزاولة سلطة التحقيق معها ،بل والتعذيب لها بمباركة منها حتى جاءنا خبر استشهادها على أيدي الأوغاد المجرمين بغير مستند من شرعة سوى شرعة هوى البطريرك الأكبر هيلاسلاسى الكنيسة المصرية وهواه، تلك الشرعة التي بها مُكِّنَ بها من ممارسة سلطات التحقيق والتحفظ وإصدار قرارات الإفراج بشأن المعتدين من رعايا كنيسته على رجال الأمن المصريين، ثم ممارسة جريمة التعذيب على وفق ما كانت تصنع كنيسة الفاتيكان في روما ومجرمي الكنيسة المصرية من قبل مما عرف بمحاكم التفتيش ، حيث حكمت تلك المحاكم في وقت قصير على 340 ألفا بالقتل حرقا وصلبا، وبلغت بها البشاعة أن أمروا بإحراق فتاة حسناء بعد ما كشط لحمها وحرق عظمها لأنها كانت تشتغل بعلوم الرياضة والحكمة[ النظرات 1/194]، وفي مصر عام 415م لما أغضبت الحسناء " هيباتيا" مؤلفة بعض الأبحاث العلمية زعيم المسيحية المصرية الأسقف كير لوس المتجبر أمر بقتلها بعد تعذيبها، فقبض عليها رجال الكنيسة وقتلوها بالقرميد ومزقوا جثتها وأحرقوها [ تاريخ الحضارات العام 2/ 629]، و هيباتيا هذه هي ابنة الرياضي ثيون.

إن وفاء قسطنطين مسلمة بحكم الواقع، وشهادة الحقائق والوثائق،فقد اختارت الإسلام دينا عن رضا وقناعة ،وآوت إليه عن رغبة واختيار حتى كان من أمرها ما كان، وأسلمتها الدولة والحكومة المصرية التي هي في ظاهر أمرها حكومة مسلمة أسلمتها إلى الكنيسة غير المؤتمنة على الأخلاق؛ والدماء؛ والأعراض ؛وفق ما ثبت في حقها على مدار الأزمنة والدهور، يقول الأستاذ" رولان موسنيه" :" من يدقق في السجلات الرسمية والصكوك والوثائق والأضابير الكنسية تعتره الدهشة لكثرة ما تقع منه العين على الدعاوى والقضايا المقامة على رجال الدين لأخلاقهم الفاسدة وتصرفاتهم السيئة،فالسكر؛والعربدة؛ يأتي في مقدمة هذه الموبقات... وكم من الأحكام صدرت على كهنة أو رجال من الإكليروس لاستخدامهم فتيات أو شابات مشكوك بفضائلهن" [تاريخ الحضارات العام 4/71].


ومع معرفة الأزهر الرسمي بتلك الحقائق وغيرها فقد خرص على جريمة تسليم السلطات المصرية لامرأة مسلمة إلى مجزرة ومحرقة الكنيسة المصرية وصمت صمت القبور، فضيع بذلك الأمانة، وخان الرسالة، بعد أن خذل قضية التعليم الديني في مصر؛ وسكت على إباحة بعض موظفيه فوائد وربا البنوك، وأهدر حق العفيفات المسلمات بفرنسا في لزومهن شريعة الحجاب.

هذه واحدة.

والثانية : أن الحكومة المصرية وشأنها أنها حكومة مسلمة لأمة مسلمة دينا وثقافة ،وحضارة قد خذلت الدين الذي عليه يتأسس أمر قيامها وبقائها، وذلك باستجابتها لرغبة الإدارة الكنسية المصرية في منازعتها حقها؛ وموافقتها لها على مشاركتها سلطاتها التي من المفترض أنها عليها مؤتمنة من الأمة لصالح المسلمين و إخوانهم من أهل الكتاب ، فقبلت من الكنيسة عرضها المهين الذي صوره الفقيه والقاضي والمؤرخ المصري العلامة المستشار طارق البشري بقوله" لقد قالت الكنيسة للدولة أعطني قطعة من استبدادك فأعطتها الدولة قطعة من استبدادها" وصار من حقها المزعوم أن تسلم لها الدولة من تطلبه الكنيسة من النصارى المشكوك في ولائهم لإدارة الكنيسة المتمثلة في هيمنة البطريرك وحده الذي يتحلَّق حوله من يتعاملون بمشيئتهم من خلال إرادته التي لا ترد؛ وبغير تبعة على أي منهم مما يضاعف من فوات الرشد الدنيوي في التصرف . الأسبوع 10/1/2005م.

وبذلك يكون من المتحقق أن الدولة المصرية هزمت الدين بخذلانه ،

والأعراف والأخلاق المهنية و الوظيفية بالانقلاب عليها، والأمة بالتآمر عليها في أعز ما تملك، واستوجبت بذلك النهوض لها بكل سبيل ممكن دفعا للشر الأعظم الآتي على الأمة ، والذي من شأنه أن لا يبقي ولا يذر ، فليس بعد خيانة حق الدين والتلعب بحرمته من قيمة تطلب،أو قدر يحترم،أو منزلة تراعى.

ثالثا :إن الذين أسلموا الشهيدة وفاء وأخواتها لهذا المصير المنكي قد ثبت بحقهم حكم المرتدين على وفق ما ذهب إليه الجمهور .

رابعا:

وحيث إن حق الدين والجماعة لايسقط بحال، وقد رجع هذا الحق بهذه الخيانة في صيانة معالمه إلى عموم الجماعة التي خاطبها القرآن الكريم بقوله تعالى( وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون) ، فإننا نطلب منها باسم الله الذي افترض على العلماء القيام على حق دينه بالنصيحة فيه لله؛ ولرسوله؛ ولأئمة المسلمين وعامتهم نطلب ما يلي من الممكنات لدينه ولعباده مسلمين وغير مسلمين:

1- إحياء حق الشهيدة وفاء قسطنطين شكلا وموضوعا، وذلك برفع اسمها ووصفها على ما يرزقون من البنات .

2- كذلك رفع ذكرها وإعلان اسمها على كل وسيلة ممكنة من وسائل الدعوة إلى الله والبيان ،بدءا من المواقع الالكترونية، ودور العبادة والتعليم، ثم بالطرقات، والقاعات، والميادين؛ والمحاضرات ؛والخطب والدروس.

3- استنهاض همم أصحاب البيان ومؤسسات الإعلام للمطالبة بحق الشهيدة وفاء وأخواتها ومن أضير بسببها من صحفيين وإعلاميين ورجال أمن و شرطة.

على أنه مما لا يخفى أننا مع واجب الاستنهاض لتلك الجرائم لم يتغير ولن يتغير عندنا شيء من ثوابتنا مع المنصفين والمسالمين من إخواننا أهل الكتاب الذين أبيحت لنا مؤاكلاتهم والإصهار إليهم والانتفاع ومشاركتهم تجاربهم، بل ومواعظهم، فقد صلى سلمان الفارسي وأبو الدرداء يوما ببيت نصرانية- على ما ذكر ابن القيم-،فقال لها أبو الدرداء "هل في بيتك مكان طاهر فنصلي فيه؟"، فقالت " طهرا قلوبكما ثم صليا أين أحببتما" فقال سلمان لأبي الدرداء رضي الله عنهما" خذها من غير فقيه"، ولما قدم عمر بن الخطاب رضي الله عنه الجابية استعار ثوبا من نصراني حتى خاطوا له قميصه وغسلوه، إغاثة اللهفان 1/153.

( إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب).

صدر عن جبهة علماء الأزهر الشريف عصر الاثنين 8من رمضان 1429هـ الموافق 8من سبتمبر 2008م

غير معرف يقول...

نحن المسلمون لن ننسي "وفاء" ما حيينا وقد ارتكب مصاصو الدماء خطية كبري من سفك دماءها امام 70 مليون مسلم للاسف ولكننا لا نملك الا الدعاء علي الظلمة ؟ "وما نقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد"صدق الله العظيم؟ فتح المسلمون "مصر وعددها 4مليون قبطي ب5000 جندي من جند الله استشهد منهم 2000 وأخذ عمروا بن العاص الفا ليفتح افريقيا(ليبيا وتونس) وترك2000 مسلم وترك للقبط حرية العقيدة والكنائس والصلبان وأمن"الانبا بنيامين" الهارب بعد حرق وقتل اخيه علي يد المسيحيين الطيبين الرومان وفرض المسلمون جزية دينار في الستة علي الرجل القوي وأعفوا النساء والاطفال والشيوخ والرهبان و...الخ والحمد لله دخل اهل مصر في الاسلام طوعا؟فهل كان يسوع أرخص من الدينار في السنة ؟القبط كانوا يدفعون فوق طاقتهم من الضرائب للرومان الطيبين فلماذا لم يعتنقوا مذهب الدولة(الكاثوليكبة) السبب هو حلاوة الاسلام الذي ذاقتة وعرفتة الشهيدة "وفاء"؟؟كان عدد سكان مصر4مليون وعدد المسلمين2000من1400سنة والآن عدد سكان مصر يقترب من 80 مليون وعدد المسلمين اكثر من70 مليون والآقباط ينقرضون بسبب اسلام الكثير منهم وقد فقدت الكنيسة السيطرة العقلية عليهم فاتخذت اسلوب الارهاب والقتل علنا مثل "وفاء" لارهاب الاخوة المسيحيين ولكن فات الميعاد للرجوع للوراء الي عصر الجهل بالكتاب المقدس فكل من يقرأه لن يعود كما كان خاضعا للكهنة الكاذبين؟؟؟

غير معرف يقول...

هل الكتاب المقدس هو التوراة و الإنجيل ؟
البَقَرَة
آية رقم : 185
قرآن كريم
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ
وإذا سمعنا (( أنزل فيه القرآن)) فنفهم أن هناك كلمات :
• أنزل
• نَزٌلَ
• نزل
فإذا سمعنا كلمة (( أنزل )) نجدها منسوبة إلى الله دائماً :
القَدْر
آية رقم : 1
قرآن كريم
إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ في لَيْلَةِ القَدْرِ
أما في كلمة (( نَزَلَ )) فهو سبحانه يقول :
الشُّعَرَاء
آية رقم : 193
قرآن كريم
نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ
وقال تعالى
القَدْر
آية رقم : 4
قرآن كريم
تَنَزَّلُ الملائِكَةُ
إذن فكلمة (( أنزل )) مقصورة على الله ، إنما كلمة (( نَزَّلَ )) تأتي من الملائكة ، و (( نَزَلَ )) تأتي من الروح الأمين الذي هو (( جبريل )) ، فكأن كلمة (( أنزل )) بهمزة التعدية ، عدت القرآن من وجوده مسطوراً في اللوح المحفوظ إلى أن يبرز إلى الوجود الإنساني ليباشر مهمته .
وكلمة (( نَزَلَ )) و (( نَزَّلَ )) نفهمها أن الحق أنزل القرآن من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا مناسبأ للأحداث ومناسباً للظروف .... فكأن الإنزال في رمضان جاء مرة واحدة .
نأتي لأعداء الإسلام الذي يهاجموننا بجهالة يقولون : كيف تقولون " إن رمضان أنزل فيه القرآن مع أنكم تشيعون القرآن في كل زمان ، فينزل هنا وينزل هناك وقد نزل في مدة الرسالة المحمدية ؟ " .
نقول لهم : يا سادة يا كرام ... نحن لم نقل إنه (( نزل )) ولكننا قلنا (( أنزل )) ، فـ (( أنزل )) : تعدي من العِلم الأعلى إلى أن يباشر مهمته في الوجود .
وحين يباشر مهمته في الوجود ينزل منه (( النَّجْم )) – يعني القسط القرآني – موافقاً للحدث الأرضي ليجيء الحكم وقت حاجتك ،فيستقر في الأرض ، إنما لو جاءنا القرآن مكتملاً مرة واحدة فقد يجوز أن يكون عندنا الحكم ولا نعرفه ، ولكن حينما لا يجيء الحكم إلا ساعة نحتاجه ، فهو يستقر في النفوس .
فحين يـُريد الله حكماً من الأحكام ليعالج قضية من قضايا الوجود فهو لا ينتظر حتى ينزل فيه حكم من الملأ الأعلى من اللوح المحفوظ ، إنما الحكم موجود في السماء الدنيا ، فيقول للملائكة : تنزلوا به ، وجبريل ينزل في أي وقت شاء له الحق سبحانه أن ينزل من أوقات البعثة المحمدية ، أو الوقت الذي أراد الله سبحانه وتعالى أن يوجد فيه الحكم الذي يغطي قضية من القضايا .
إذن فحينما يوجد من يتفلسف ويشككنا .. نقول له .... لا
نحن نملك لغة عربية دقيقة جداً ، وعندنا فرق بين (( أنزل )) و (( نَزَّلَ )) و (( نزل )) ........ ولذلك فكلمة (( نزل )) تأتي للكتاب ، وتأتي للنازل بالكتاب ، يقول الحق :
الشُّعَرَاء
آية رقم : 193
قرآن كريم
نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ
ويقول سبحانه :
الإِسْرَاء
آية رقم : 105
قرآن كريم
وَبِالحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا
وبعد ذلك يأتوا لنا هؤلاء الضالون ويتساءلوا : لماذا لم ينزل القرآن جملة واحدة ؟
أنظر أخي المسلم إلى الدقة في الهيئة التي أراد الله بها نزول القرآن فقد قال الله تعالى :
الفُرْقَان
آية رقم : 32
قرآن كريم
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ القُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيْلا
فالله عز وجل ينزل القرآن لماذا ؟ (( ليثبت به فؤادك )) ومعنى (( لنثبت به فؤادك )) أي أنك ستتعرض لمنغصات شتى ، وهذه المنغصات الشتى كل منها يحتاج إلى تَرْبِيتٍ عليك وتهدئة لك ، فيأتي القسط القرآني ليفعل ذلك وينير أمامك الطريق .
((كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيْلا )) أي لم نأت به مرة واحدة بل جعلناه مرتباً على حسب ما يقتضيه من أحداث . حتى يتم العمل بكل قسط ، ويهضمه المؤمن ثم نأتي بقسط آخر
قال تعالى
الفُرْقَان
آية رقم : 33
قرآن كريم
وَلا يَأْتُونَكَ ِبمَثَلٍ إِلا جِئْنَاكَ بِالحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا
إن أعداء الدين لهم اعتراضات ، ويحتاجون إلى أمثلة ، فلو أنه نزل جملة واحدة لأهدرَتْ هذه القضية ، وكذلك حين يسأل المؤمنون يقول القرآن : يسألونك عن كذا وعن كذا ، ولو شاء الله أن يُنزل القرآن دفعة واحدة ،فكيف كان يغطي هذه المسألة؟ .
فما داموا سوف يسألون فلينتظر حتى يسألوا ثم نأتي الإجابة بعد ذلك .
إذن فهذا هو معنى (( أنزل )) أي أنه أُنزل من اللوح المحفوظ ، ليباشر مهمته الوجود ،وبعد ذلك نزل به جبريل ، أو تتنزل به الملائكة على حسب الأحداث التي جاء القرآن ليغطيها .
ونجد أن النصارى ينسبوا التوراة والإنجيل للكتاب المقدس بقول أن الآية
{نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل "3"}
(سورة آل عمران)........... تكشف ذلك
وعلى الرغم من جهلهم باللغة العربية وجب علينا التوضيح ..
وهنا يجب أن نلتفت إلى أن الحق قال عن القرآن: "نزل" وقال عن التوراة والإنجيل: "أنزل". لقد جاءت همزة التعدية وجمع ـ سبحانه ـ بين التوراة والإنجيل في الإنزال، وهذا يوضح لنا أن التوراة والإنجيل إنما أنزلهما الله مرة واحدة، أما القرآن الكريم فقد نزله الله في ثلاث وعشرين سنة منجما ومناسباً للحوادث التي طرأت على واقع المسلمين ، و"نزل" تفيد شيئا قد وجب عليك؛ لأن النزول معناه: شيء من أعلى ينزل، فالأعلى هو من خالق الكون والبشر .
آلِ عِمْرَان
آية رقم : 65
قرآن كريم
يَا أَهْلَ الكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالإِنْجِيلُ إِلاَّ مِنْ بَعْدِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ
وساعة يقول الحق عن القرآن: "مصدقا لما بين يديه" فمعنى ذلك أن القرآن يوضح المتجه؛ إنه مصدق لما قبله ولما سبقه، إنه مصدق للقضايا العقدية الإيمانية التي لا يختلف فيها دين عن دين؛ لأن الديانات إن اختلفت فإنما تختلف في بعض الأحكام، فهناك حكم يناسب زمنا وحكم آخر لا يناسب ذلك الزمن. أما العقائد فهي لا تتغير ولا تتبدل، وكذلك الأخبار وتاريخ الرسل، فليس في تلك الأمور تغيير. ومعنى "مصدق" أي أن يطابق الخبر الواقع، وهذا ما نسميه "الصدق". وإن لم يطابق الخبر الواقع فإننا نسميه "كذبا".
وإذا كان القرآن قد جاء مصداقا لما في التوراة والإنجيل ألا تكون هذه الكتب هداية لنا أيضا؟
نعم هي هداية لنا، ولكن الهداية إنما تكون بتصديق القرآن لها، حتى لا يكون كل ما جاء فيهما ومنسوبا إليهما حجة علينا. فالذي يصدقه القرآن هو الحجة علينا، فيكون "هدى للناس" معناها: الذين عاصروا هذه الديانات وهذه الكتب ، ونحن مؤمنون بما فيها بتصديق القرآن لها.
المائِدَة
آية رقم : 46
قرآن كريم
وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلمُتَّقِينَ
آتينا : أعطينا
البَقَرَة
آية رقم : 53
قرآن كريم
وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الكِتَابَ وَالفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ
آتينا : أعطينا ......... فمن الذي أعطى ؟ ... الله عز وجل ... فطالما هو الذي أنزل على سيدنا موسى عليه السلام التوراة وعلى سيدنا عيسى عليه السلام الإنجيل .... فهو الذي أعطاهم .
وهذا يوضح أن الكتاب المقدس ليس له شأن بالتوراة والإنجيل المذكورين بالقرآن ... ويمكن أن ننهي هذا الأمر بكل بساطة لنوفر على أنفسنا الوقت :
أي كتاب مقدس هو الذي نزل من عند الله ؟....
البروتستانت ... الكاثوليك ... الأرثودكس .... الإنجليون ... السامريون ... الأدفينتست السبتيين .... شهود يهوه ... ألخ
فليتفقوا على كتاب مقدس واحد وبعد ذلك يكون لنا لقاء آخر
=====================
هل القرآن يقرر ألوهية المسيح عليه السلام ؟؟
يعتمد النصارى - من جملة ما يعتمدون عليه - في إثبات ألوهية المسيح على قوله تعالى: { إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروحٌ منه } (النساء:171) فهم يرون في هذه الآية دليلاً على أن القرآن الكريم يشهد لقضية ألوهية المسيح وبنوته. كما أنهم يرون أن القرآن الكريم يقرر عقيدة التثليث التي يعتقدونها؛ ودليلهم على ما يقولون: أن قوله عن عيسى: { وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه } يشهد بأن عيسى إله مع الله، إذ هو جزء منه بنص الآية، فهو كلمة الله، وهو روح منه. قالوا: وحاشا أن تكون كلمة الله وروحه مخلوقة، إذ ليس هنالك إلا خالق أو مخلوق، فينتج عن هذا أن عيسى عليه السلام خالق وإله .
ثم يستطرد النصارى في توضيح عقيدة التثليث - بناءً على ما سبق من إثبات ألوهية المسيح - ويقولون: إن عيسى كلمة الله التي ألقاها إلى مريم، فعيسى هذه الكلمة، وقد ألقي إلى مريم، ولا شك أن الكلمة كانت موجودة قبل أن تلقى إلى مريم، لأنه لا يمكن الإلقاء من العدم، وهذا يعني أن وجود المسيح كان وجودًا قديمًا بقدم الله، وقبل أن تحمل به مريم، وبديهي - على حد قولهم - أن الوجود السابق للولادة ينفي أن يكون المسيح مخلوقًا، وإذا لم يكن المسيح مخلوقًا كان هذا دليلاً على أزليته؛ ثم أضافوا فقالوا: وقوله: { وروح منه } يدل على أنه جزء من الله الخالق .
إن أصل الإشكال عند النصارى في هذه الآية - وهو سبب ضلالهم - عدم فهمهم وإدراكهم لطبيعة النص القرآني. وإن شئت قل: إن سبب ضلالهم هو فههم النص القرآني وَفْقَ ما يروق لهم؛ واعتمادهم على منهج الانتقائية في الاستدلال بآيات القرآن الكريم كما سيظهر .
ولتفنيد هذه الشبهة، لا بد من تفصيل القول في جزئين رئيسين في الآية التي معنا
الجزء الأول قوله تعالى: { وكلمته ألقاها إلى مريم }
والجزء الثاني قوله تعالى: { وروحٌ منه } ولنبدأ بالجزء الأول، فنقول أولاً:
إن ( كلمة الله ) مركبة من جزئين ( كلمة ) ( الله ) فهي مركبة من مضاف ومضاف إليه؛ وإذا كان الأمر كذلك، فإما أن نقول: إن كل مضاف لله تعالى هو صفة من صفاته، أو نقول: إن كل مضاف لله ليس صفة من صفاته. وبعبارة أخرى، إما أن نقول: إن كل مضاف لله مخلوق، أو إن كل مضاف لله غير مخلوق. وإذا قلنا: إن كل مضاف لله صفة من صفاته، وهو غير مخلوق، فإننا سنصطدم بآيات في القرآن، وكذلك بنصوص في الإنجيل، يضاف فيها الشيء إلى الله، وهو ليس صفة من صفاته، بل هو مخلوق من مخلوقاته، كما في قوله تعالى: { ناقة الله } (الأعراف:73) وكما نقول: بيت الله، وأرض الله، وغير ذلك. وإذا عكسنا القضية وقلنا: إن كل مضاف لله مخلوق، فإننا كذلك سنصطدم بآيات ونصوص أخرى؛ كما نقول: علم الله، وحياة الله، وقدرة الله. إذن لا بد من التفريق بين ما يضاف إلى الله؛ فإذا كان ما يضاف إلى الله شيئًا منفصلاً قائمًا بنفسه، كالناقة والبيت والأرض فهو مخلوق، وتكون إضافته إلى الله تعالى من باب التشريف والتكريم؛ أما إذا كان ما يضاف إلى الله شيئًا غير منفصل، بل هو صفة من صفاته، فيكون من باب إضافة الصفة إلى الموصوف. ومن البديهي أن يكون هذا غير مخلوق، إذ الصفة تابعة للموصوف ولا تقوم إلا به، فلا تستقل بنفسها بحال .
وإذا عدنا إلى الجزء الذي معنا هنا فإننا نجد أن ( كلمة الله ) هي من باب إضافة الصفة إلى الموصوف، فـ ( الكلمة ) هي صفة الله تعالى، وليست شيئًا خارجًا عن ذاته حتى يقال إن: المسيح هو الكلمة، أو يقال: إنه جوهر خالق بنفسه كما يزعم النصارى .
فخلاصة هذا الوجه أن ( كلمة الله ) صفة من صفاته، وكلامه كذلك، وإذا كان الكلام صفة من صفاته فليس هو شيء منفصل عنه، لما تقرر آنفًا من أن الصفة لا تقوم بنفسها، بل لا بد لها من موصوف تقوم به. وأيضًا فإن ( كلمة الله ) ليست هي بداهة جوهر مستقل، فضلاً عن أن تتجسد في صورة المسيح، كما يزعم النصارى .
ثانيا : إن أبى المعرضون ما سبق، وقالوا: بل المسيح هو ( الكلمة ) وهو الرب، وهو خالق وليس بمخلوق، إذ كيف تكون الكلمة مخلوقة ؟ فالجواب: إذا سلمنا بأن المسيح هو ( الكلمة ) وهو الخالق، فكيف يليق بالخالق أن يُلقى ؟! إن الخالق حقيقة لا يلقيه شيء، بل هو يلقي غيره، فلو كان خالقًا لَمَا أُُلقي، ولَمَا قال الله: { وكلمته ألقاها } ؟ .
ثالثاً: إذا ثبت بطلان دعواكم من أن المقصود من ( كلمة الله ) المسيح عيسى، كان لزامًا علينا أن نبين المراد بكلمة الله الواردة في الآية موضع النقاش: { وكلمته ألقاها إلى مريم } والجواب على ذلك بأن نقول: إن المراد من ( كلمة الله ) يشتمل على معنيين، كلاهما صحيح، ولا يعارض أحدهما الآخر:
الأول: أن قوله: { وكلمته} الكلمة هنا من باب إضافة الصفة إلى الموصوف؛ ومعنى الآية على هذا: أن كلمة الله - التي هي صفته - ألقاها إلى مريم عليها السلام لتحمل بعيسى عليه السلام، وهذه الكلمة هي الأمر الكوني الذي يخلق الله به مخلوقاته، وهي كلمة: { كن} ولهذا قال تعالى في خلق آدم: { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون } (آل عمران:59) فكما أن آدم خُلِق بكلمة: { كن} فكذلك عيسى، فـ ( الكلمة ) التي ألقاها الله إلى مريم هي كلمة: { كن} وعيسى خُلق بهذه ( الكلمة ) وليس هو ( الكلمة ) نفسها .
المعنى الثاني: أن قوله ( كلمته ) هو من باب إضافة المخلوق إلى خالقه، فـ ( الكلمة ) هنا عيسى، وهو مخلوق، لأنه منفصل، وقد بينا سابقًا أن إضافة الشيء القائم بذاته إلى الله، هو من باب إضافة المخلوق إلى خالقه، فيكون المراد بـ ( الكلمة ) هنا عيسى، وأضافه الله إلى نفسه تشريفًا له وتكريمًا. فإن قلتم: كيف يسمي الله تعالى عيسى ( كلمة ) والكلمة صفة لله ؟
فالجواب: أنه ليس المراد هنا الصفة، بل هذا من باب إطلاق المصدر، وإرادة المفعول نفسه، كما نقول: هذا خلق الله، ونعني هذا مخلوق الله، لأن خلق الله نفسه فعل من أفعاله، لكن المراد هنا المفعول، أي المخلوق، ومثل ما تقول أيضًا: أتى أمر الله، يعني المأمور، أي ما أمر الله به، وليس نفس الأمر، فإن الأمر فعل من الله تعالى .
والمعنى الثاني للآية راجع عند التحقيق إلى المعنى الأول؛ فإننا إذا قلنا: إن عيسى ( كلمة الله ) بمعنى أنه نتيجة ( الكلمة ) ومخلوق بـ ( الكلمة ) فهذا يدل على ( الكلمة ) أساسًا، وهو فعل الله، ويدل على عيسى عليه السلام، وهو الذي خُلق بـ ( الكلمة ) .
فحاصل هذا الجزء من الآية أن ( كلمة الله ) تعالى ألقاها الله إلى مريم، وكانت الكلمة هي أمر التكوين، أي قوله: { كن} فكان عيسى عليه السلام، ومن هنا صح إطلاق الكلمة على عيسى من باب إطلاق المصدر على المفعول، وكما يسمى المعلوم علمًا، والمقدور قدرة، والمأمور أمرًا، فكذلك يسمى المخلوق بالكلمة كلمة .
هذا جواب ما يتعلق بالجزء الأول من الآية، أما الجزء الثاني، وهو قوله تعالى: { وروح منه } فليس فيه أيضّا دلالة على ألوهية المسيح أو بنوته، فضلاً عن أن يكون فيه أي دليل لما يدعيه النصارى عن طبيعة عيسى عليه السلام، وبيان ذلك فيما يلي:
أولاً: إن قول الله سبحانه: { وروح منه } ليس فيه ما يدل على أن عيسى جزء من الله تعالى، أو أن جزءًا من الله تعالى قد حلَّ في عيسى؛ وغاية ما في الأمر هنا أننا أمام احتمالين لا ثالث لهما: فإما أن نقول: إن هذه ( الروح ) مخلوقة، وإما أن نقول: إنها غير مخلوقة؛ فإذا كانت الروح مخلوقة، فإما أن يكون خلقها الله في ذاته ثم انفصلت عنه، ولهذا قال عنها: { منه} أو خلقها الله في الخارج؛ فإذا كانت هذه الروح غير مخلوقة، فكيف يصح عقلاً أن تنفصل عن الله تعالى لتتجسد في شخص بشري ؟ وهل هذا إلا طعن في الربوبية نفسها، لتجويز التجزء والتبعض على الخالق جل وعلا؛ وإذا كانت الروح مخلوقة، وخلقها الله في ذاته ثم انفصلت عنه، فهذا معناه تجويز إحداث الحوادث المخلوقة المربوبة في ذات الإله سبحانه، وهذا عين الإلحاد والزندقة، أما إذا كانت الروح مخلوقة وخلقها الله في الخارج، فهذا يدل على أن الله تعالى خلق الروح، ونفخها في مريم، ليكون بعد ذلك تمام خلق عيسى عليه السلام ومولده، وهذا هو عين الصواب، أما ما سوى ذلك فهو مجرد ترهات تأباها الفِطَر السليمة، فضلاً عن العقول المستقيمة .

ثانيًا: ما دمتم تقرِّون أنه ليس ثمة أحد يحمل صفات الألوهية أو البنوة لله تعالى إلا المسيح عليه السلام، وتستدلون على ذلك بقوله تعالى: { وروح منه } فحينئذ يلزمكم أن تقولوا: إن آدم عليه السلام أحق بالبنوة من عيسى، حيث قال الله في آدم: { فإذا سويته ونفخت فيه من روحي } (الحجر:29) ولا شك أن القول بهذا حجة عليكم لا لكم؛ فإذا كان قوله سبحانه: { من روحي} في حق آدم معناه الروح المخلوقة، وأن هذه الروح ليست صفة لله عز وجل، فهي كذلك في حق عيسى، إذ اللفظ واحد، بل إن الإعجاز في خلق آدم بلا أب ولا أم أعظم من الإعجاز في خلق عيسى بأم بلا أب، وحسب قولكم يكون آدم حينئذ أحق بالبنوة والألوهية من عيسى، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا .
ثالثاً: لو سلمنا بأن الروح في الآية هي جزء من الإله، فهذا يقتضي أن يكون في الإله أقنومان - حسب اعتقاد النصارى - أقنوم الكلمة، وأقنوم الروح، وفي هذا تناقض في موقف النصارى ، إذ إنهم لا يقولون إلا بأقنوم ( الكلمة ) ولا يقولون بأقنوم ( الروح ) .
رابعاً: لو كان معنى { منه} أي: جزء من الله، لكانت السماوات والأرض وكل مخلوق من مخلوقات الله جزء من الله؛ ألم يقل الله تعالى: { وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعًا منه } (الجاثية:13) وقال عن آدم: { ونفخت فيه من روحي } وقال تعالى: { وما بكم من نعمة فمن الله } (النحل:53) .
إن معنى { منه } وفق السياق القرآني، أي: منه إيجادًا وخلقًا، فـ { من} في الآية لابتداء الغاية، وليس المعنى أن تلك الروح جزء من الله تعالى .
وبعد ما تقدم نقول: إن القرآن الكريم في هذا الموضع وفي غيره، يقرر بشرية المسيح عليه السلام، وأنه عبد الله ورسوله، وأنه ليس له من صفة الألوهية شيء، وقد قال تعالى في نفس الآية التي معنا:
{ إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله } فهو ابن مريم، وليس ابن الله، وهو رسول الله، وليس هو الله
وقال تعالى: { لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم } (المائدة:72)
وقال تعالى: { لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة } (المائدة:73)
وقال تعالى: { وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانًا عظيمًا } (النساء:156)
وقال تعالى: { وقالت اليهود عزيرٌ ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون } (التوبة:30) .
فهل بعد هذا الاستدلال العقلي، والبيان القرآني يبقى متمسك بشبهات أوهى من بيت العنكبوت

غير معرف يقول...

شبهه حول نبي الله سليمان
بسم الله الرحمن الرحيم
[ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب*إذ عرض عليه بالعشى الصافنات الجياد*فقال إنى أحببت حب الخير عن ذكر ربى حتى توارت بالحجاب ردوها على فطفق مسحاً بالسوق والأعناق]
هل يعقل ان يكون تفسير هذه الآية أن نبى الله سليمان الذى وصفته الآية بأنه نعم العبد وأنه أواب تلهيه الجياد عن صلاة العصر حتى توارت الشمس واقترب المغرب فدعا الله ان يرد الشمس حتى يصلى العصر فردت..وللتعبير عن غضبه على الجياد التى ألهته عن صلاة العصر قام وقطع سوقها وأعناقها مسحاً بالسيف!!!
وهل يعقل ان يقتل نبى الله سليمان حيوانات لا تعقل وتستخدم كأداة لدفع عدوان الأعداء وللزود عن عباد الله المؤمنين الذين يدافعون عن دين الله
وهل نبى الله سليمان الذى وصفه الله بهذه الأوصاف الحميدة يعترف أن الجياد ألهته عن ذكر الله
هذا التفسير الخاطئ قد أخفى معنى الآية الحقيقى والذى يحمل فى طياته إعجاز يضاف إلى جملة الإعجاز القرآنى
لنرى ما يقول الطب البيطرى:- للحيوانات الأهلية أمزجة متباينة ,وطباع تتقلب بين الدعة والشراسة لذلك يجب على من يقترب منها الحذر والحيطة خصوصاً الغريب الذى لم يسبق له الاقتراب منها وخدمتها,, لذلك يجب ان يظهر فاحص الخيل نحوه العطف فيربت على رأسه ورقبته وظهره حتى يطمئن الحصان ويعلم ان القادم عليه صديق فلا يتهيج او يرفس
ولأن أهم أجزاء الحصان قوائمه لأنه يجرى عليها,والجرى من أهم صفات الحصان الرئيسية
فإن أول ما يتجه إليه الإنسان عند فحص الخيل هو اختبار قوائمه ويقول كتاب [أصول الطب البيطرى] ولرفع القائمة الأمامية للحصان يمسك الفاحص بزمام الحصان ويقف الفاحص بجوار كتفه متجهاً للمؤخرة ثم يربت له على جانب رقبته وكتفه إلى ان يصل باليد إلى المرفق فالساعد فيصل
المسافة بين الركبة والرمانة,, وهنا يشعر الحصان باليد التى تمسك اوتار قائمته فيرفع قائمته طائعاً مختاراً.
أما قياس نبض الخيل فهو من أهم الأمور لأن قياس النبض يعطى فكرة عن حالة الحصان المرضية
وقياس نبض الخيل يكون من الشريان تحت الفكى والشريان الصدغى والشريان الكعبرى...وإذا كان قياس نبض الخيل عند هدوئه يكشف عن حالة الحصان المرضية,,فإن قياس نبضه لمعرفه حالة قلبه ودرجه إحتماله لابد ان تكون بعد قيام الحصان بشوط من الجرى
لذلك اصبحت هذه الطريقة دستوراً يعمل بها لفحص الخيول فأولا الفحص الظاهرى للتأكد من صلاحيته شكلاً ومنظراً ثانياً يقوم الحصان بالعدو لشوط كبير قدر الإستطاعة ومراقبته اثناء العدو ثم قياس نبضه. [وهذا ما فعله نبى الله سليمان انه امر ان تعدو الخيل إلى اقصى وابعد ما يستطاع حتى توارت بالحجاب ولم تعد رؤيتها مستطاعة,,,ثم طلب ان تعود بعد هذا الشوط من العدو وبعدها قام بقياس نبضها من الشريان تحت الفكى والصدغى والكعبرى ثم قام بفحص الساق لمعرفة اثر العدو عليه وطاقة الساق عليه بعد هذا المجهود من العدو.]
المصدر: كتاب من الآيات العلمية للعلامة عبد الرزاق نوفل رحمه الله
================
شبهة شاول الملك أو جدعون القاضى
الأزهر
شاول الملك أو جدعون القاضى
جاء فى سورة البقرة: (وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكاً.. (إلخ (1).
وهذه القصة هى قصة طالوت وداود لما فتحا فلسطين.
ووجه الإشكال أنه قال فيها: إن الله امتحن جيش طالوت بالشرب من النهر. والامتحان لم يكن لجيش طالوت وإنما كان لجيش جدعون وهو يحارب أهل مدين [قضاة 7: 1ـ8].
الرد على الشبهة:
إن سفر القضاة سفر تاريخى ، وسفر صموئيل الأول الذى أورد قصة طالوت وداود سفر تاريخى. فأى مانع يمنع من خطأ المؤرخ فى نقل جزء من قصة إلى قصة أخرى مشابهة لها. خاصة وأنه ليس معصوماً كالنبيين والمرسلين الحقيقيين ؟
ولهذا أمثلة كثيرة منها أن هذا النص مذكور مرتين: مرة فى سفر الخروج ، ومرة فى سفر التثنية من التوراة السامرية. ومذكور مرة واحدة فى سفر التثنية من التوراة العبرانية واليونانية. وهو: " نبيًّا أقمت لهم من حملة إخوتهم مثلك وجعلت خطابى بغيه ؛ فيخاطبهم بكل ما أوصيه به.
ويكون الرجل الذى لا يسمع من خطابه الذى يخاطب باسمى ؛ أنا أطالبه. والمتنبئ الذى يتقح على الخطاب باسمى ما لم أوصه من الخطاب ، ومن يخاطب باسم آلهة أخرى ؛ فليقتل ذلك المتنبئ. وإذ تقول فى سرك: كيف يتبين الأمر الذى لم يخاطبه الله ؟ ما يقوله المتنبئ باسم اللهو لا يكون ذلك الأمر ولا يأتى ؛ هو الأمر الذى لم يقله الله. باتّقاح قاله المتنبئ. لا تخف منه ".
-------------
(1) البقرة: 247
=================
شبهة - فرعون بنى برج بابل بمصر
الأزهر
- فرعون بنى برج بابل بمصر
إن فى القرآن أن فرعون طلب من هامان أن يبنى له برجاً. وهذا خطأ لأن البرج من بناء الناس فى " بابل " من بعد نوح.
الرد على الشبهة:
إن فرعون طلب من وزيره الملقب بهامان أن يوقد له على الطين ليجعل له صرحًا. ولم يرد فى القرآن أنه أوقد له على الطين وجعل له صرحًا. ولو أنه أوقد وجعل فما هو الدليل على أن صرح مصر هو برج بابل ؟ ومن المحتمل أنه أراد ببناء الصرح ؛ التهكم على موسى
==================
رؤية رسول الله صلى الله عليه و سلم
ما يراه الإنسان في أثناء نومه إن كان شيئاً يسرَّه فتلك رؤيا صالحة وهي من الله تعالى.
قال صلى الله عليه وسلم : " لم يبق من النبوة إلا المبشرات " رواه البخاري . وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم : " إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها فإنما هي من الله تعالى فليحمد الله عليها وليحدِّث بها" رواه الشيخان وفي رواية : "فلا يحدث بها إلا من يحب" وإن كانت هذه الرؤيا لا تسره فذلك حلم من الشيطان فلينفث عن يسراه ثلاث مرات وليتعوَّذ من شرها فإنها لا تضره ولا يلقي لها بالاً ولا يخبر بها أحداً فهي وسوسة من الشيطان .
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية : { لَهُمْ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} [يونس: 64] قال: ما سألني عنها أحد قبلك هي الرؤيا الحسنة يراها المرء أو تُرى له " رواه الترمذي وأحمد وحسَّنه الترمذي ورواه الطبراني بإسناد قوي. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول صلى الله عليه وسلم قال: "من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي " رواه الشيخان. وروى الشيخان عن أبي هريرة أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من رآني فسيراني في اليقظة " .
هكذا يتبين لنا أن من يرى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في منامه فهذه رؤيا صالحة وبشارة من الله تعالى إما بحُسن الخاتمة والوفاة على الإيمان أو أن الرؤيا قد تكون موعظة لصاحبها وتذكِرة له . وقال العلامة المناوي رحمه الله تعالى : يراه رؤية خاصة في الآخرة بصفة القرب والشفاعة.
ينبغي أوَّلاً ملاحظة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأوصافه الشريفة و أخلاقه المنيفة ليسهل تطبيقه بعد الرؤية في المنام عليها.
و حقيقة الرؤيا اعتقادات يخلقها الله في قلب النائم كما يخلقها في قلب اليقظان يفعل ما يشاء لا يمنعه نوم و لا يقظة . و قوله من رآني في المنام فقد رآني، أي من رآني في حال النوم فقد رآني حقّاً أو فكأنما رآني في اليقظة فهو على التشبيه و التمثيل و ليس المراد رؤية جسمه الشريف و شخصه المنيف بل مثاله على التحقيق.
وقوله فإنّ الشيطان لا يتمثَّل بي أي لا يستطيع ذلك لأنه سبحانه و تعالى جعله محفوظاً من الشيطان في الخارج فكذلك في المنام سواء رآه على صفته المعروفة أو غيرها قال العلامة القرطبي رحمه الله تعالى رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في كل حال ليست باطلة ولا أضغاثاً، بل هي حق في نفسها، ولو رُؤي على غير صورته صلى الله عليه وسلم، فَتصَوُّر تلك الصورة ليس من الشيطان، بل هي من قِبَل الله تعالى .
ولقد اتفق العلماء أنه من رأى الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام على الهيئة التي وُصِفَت لنا في كتب الشمائل بسند صحيح فقد رآه قطعاً وأما من رآه على غير الصورة المذكورة في السُنَّة الصحيحة كأن رآه حليقاً أسود اللون هنا وقع الخلاف بين العلماء .
فريق منهم قال إنه يكون قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم في الجملة وإن كان المرئي ليس هو النبي صلى الله عليه وسلم بعينه (أي ذاته) ولكن تُؤوَّل هذه الرؤية بحسب اختلاف حال الرائي لأنه صلى الله عليه و سلم كالمرآة الصقيلة ينطبع فيها ما يقابلها وفي ذلك يقول النووي رحمه الله تعالى :
والصحيح أنه يراه - صلى الله عليه وسلم الرائي في المنام - حقيقة، سواء كانت على صورته المعروفة أو غيرها .
و يُذكر أنّ رؤية الرسول صلى الله عليه و سلم في صورة حسنة تدل على حُسن دين الرائي بخلاف رؤيته في صورة شين أو نقص في بعض البدن فإنها تدل على خلل في دين الرائي فبها يعرف حال الرائي فلذلك لا يختص برؤيته صلى الله عليه و سلم الصالحون بل تكون لهم ولغيرهم .
وقال فريق آخر من المحدثين والعلماء إنه من رآه عليه الصلاة والسلام على غير الصورة أو الأوصاف التي نُقِلَت إلينا فلا يُعتبر أنه رآه، واستدلوا على ذلك بأن بعض التابعين كان إذا رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام أخبر الصحابة فيقولون له صفه لنا فإذا كان رآه على وصفه بشَّروه بأنه رآه وإلا فلا .
سؤال : ما حكم من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فأمره بطاعة ما وماذا لو أمره بمعصية ؟
الجواب : إذا أمره النبي صلى الله عليه وسلم في المنام بما يوافق الشرع كأن أمره بصوم يوم كذا مثلاً ونحو ذلك مما يوافق الشرع، يندب للرائي العمل به هو نفسه بشكل خاص ولا يأمر به الناس ولا يندب لغيره أن يأخذ به.
فلقد سُئلَ شيخ الإسلام زكريا الأنصاري أن رجلاً رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام يأمره أن يأمر المسلمين أن يصوموا يوم كذا، فقال : لا يجب علينا صومه ولا نأمر به المسلمين بل يندب صومه للرائي فقط .
أما لو أُمِرَ بمعصية ففي ذلك شبهة أوضحها الإمام النووي فقال : أما الرؤية فجاء بها النص فلا يمكن للشيطان أن يتمثل به صلى الله عليه وسلم .
أما ما وراء الرؤية كالكلام وغيره فلم يأتِ فيه نص يمنع أن يكون الشيطان ألقى في سمع النائم وتلاعب به . وذلك يكون بأن يرى النائم رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فيأتي الشيطان فيأمر النائم بأمور ويسمعها النائم فيظن أنها من النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا ممكن، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح : " إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم في عروقه " ..
ومن المعلوم أن الشيطان يحاول أن يلقي في روع الأنبياء فيبطل الله سبحانه وتعالى ما يلقيه فكيف لا يمكن له أن يلقي في روع أحدنا وهو نائم ؟ !!! ومن المعلوم أن الشيطان قد يتلاعب بالإنسان في نومه وقد يستعين بعض الفجار بالجن حتى يتلاعب بإنسان و الاحتلام هو باب من تلاعب الشيطان بالإنسان .
ثم قال النووي : وإخبار النبي صلى الله عليه وسلم في المنام من قبيل الرواية والإخبار، والرواية والإخبار لا يُقبل فيه إلا الضابط، والنائم لا يعتبر ضابطاً، وذلك لأنه قد ينسى ويلقى الشيطان في روعه أشياء أخرى، ومن المعلوم أن أطول منام لا يتجاوز اللحظات القليلة وإنه أحسَّ به الإنسان أن طويل جداً "، بسط هذا الكلام الإمام النووي في تهذيب الأسماء والصفات.
( الموسوعة الإسلامية المعاصرة بتصرف
================
وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ? (الصافات-107
في مقالة بعنوان : ( من الذبيح إسماعيل أم اسحق ؟ ) نُشرت في احدى مواقع التنصير لكاتب اكتفى بأن يوقع عليها باسم : ( الشيخ المقدسي ) دون أن يعرفنا بنفسه اكثر . نفاجأ بموجة عارمة من الهجوم الضاري على الإسلام و المسلمين لا لشيء إلا لأنهم يقولون ربنا الله ! ؛ فيقول الكاتب في صدر مقالته : " كما احترف الإسلام العنف و الإرهاب هكذا أيضا احترف المسلمون التزوير . لم يشهد التاريخ أمة احترفت التزوير مثل أمة الإسلام ، تزوير الحقائق و طمس المعالم صفة أساسية تميز بها الإنسان المسلم . " ( !! )
حقا لقد جانبه الصواب بمقولته و تهجمه و سبابه ، فإن كان يخاطب بني دينه من النصارى فالبعض لن يرضوا بهذا السباب العلني منهم لأنه يتنافى مع رسالة المسيح عليه السلام الذي يقول : (أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ . ) متى 5 - 44 .
هذا حقا إن كان المسلمون أعداءكم و يسيئون إليكم و يطردوكم و لا يتعايشون معكم في سلام على أرض وطن واحد ! و إذا كان يخاطب الناس كافة من مسلمين و نصارى و يهود دفاعا عن قضية معينة ، أو حق يرى أن المسلمين قد سلبوهم إياه ، فقد أخطأ مرة ثانية بسبابه و هجومه الذي يسلبه كل الحقوق بل و ينفر منه قرّاءه و يبعد عنه من ينظر للموضوع بعين الحياد !!
• ما هو الموضوع ؟
و يورد الكاتب بعد ذلك مسألة ورد ذكرها في الكتب السماوية و تناولتها أقلام المفسرين المسلمين من قبل من بين مرجِّح أو غير مكترث ؛ ألا و هي : ( من هو الذبيح اسماعيل أم اسحق ؟ ) ، و يورد بعد ذلك دراسة مستفيضة في كتب المسلمين كذكره الأيات الكريمة التي وردت في هذا الموضوع في القرآن و بيان ذكر مرات اسماعيل من ذكر اسحاق عليهما و على نبينا الكريم افضل الصلاة و السلام محاولا اثبات تكريم القرآن لإسحق عن اسماعيل عليهما السلام ، و ذكر أيضا أراء المفسرين مع بيان ما وصلوا اليه من خلاف عندما تناولوا هذا الموضوع بالدراسة محاولا ايضا اثبات أن من ذكروا اسماعيل كذبيح بدلا من اسحق انما يبدل حقيقة ساطعة كالشمس ، و ذكر كذلك بعض من أراء المفسرين اليهود التي وردت في ( المدراج ) بل و ذكر رأي الشعراء العرب القدامى كالفرزدق و جرير و غيره ، لا لشيء إلا ليثبت للقاريء أن معظم الفقهاء بل و عامة الناس يؤيدون رأيه و الذي اعتبره من صميم عقيدة النصارى ؛ و هو أن الذبيح هو اسحق دون اسماعيل عليهما السلام !
و اورد رأيي الشخصي في هذا الموضوع كمسلم ، فأقول : إن الذبيح إذا كان إسماعيل أم إسحق عليهما السلام فالأمر لن يختلف كثيرا ؛ فكلاهما نبي كريم و ابن نبي كريم و نحن جميعا نؤمن بكل الأنبياء و برسالاتهم دون تفرقة بين احد منهم لقولع تبارك و تعالى : ? آمَنَ الرّسُولُ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِن رّبّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مّن رّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ? ( البقرة- 285) ، فالأمر اجتباء و تشريف من الحق سبحانه و تعالى و كلاهما أهل له . و لم يرد في هذا حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم فنستند اليه و ينتهي الأمر ؛ هذا لأنه لا يؤثر في العقيدة و لا دخل له بالإيمان . فالمسلم الحق لا يبحث كثيرا في هذا ! و كما قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه حين سئل عن هذا : إن هذا الشيء ما كنت لأنظر فيه ( قصص الأنبياء – ابن كثير )
• نظرة على القرآن الكريم :
و لكن اذا تناولنا أيضا الموضوع بالدراسة في ظل القرآن الكريم نرى الحق تبارك و تعالى يورد قصة الذبيح فيقول : ? وَقَالَ إِنّي ذَاهِبٌ إِلَىَ رَبّي سَيَهْدِينِ O رَبّ هَبْ لِي مِنَ الصّالِحِينِ O فَبَشّرْنَاهُ بِغُلاَمٍ حَلِيمٍ O فَلَمّا بَلَغَ مَعَهُ السّعْيَ قَالَ يَبُنَيّ إِنّيَ أَرَىَ فِي الْمَنَامِ أَنّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىَ قَالَ يَأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤمَرُ سَتَجِدُنِيَ إِن شَآءَ اللّهُ مِنَ الصّابِرِينَ O فَلَمّا أَسْلَمَا وَتَلّهُ لِلْجَبِينِ O وَنَادَيْنَاهُ أَن يَإِبْرَاهِيمُ O قَدْ صَدّقْتَ الرّؤْيَآ إِنّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ O إِنّ هََذَا لَهُوَ الْبَلاَءُ الْمُبِينُ O وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ O وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الاَخِرِينَ O سَلاَمٌ عَلَىَ إِبْرَاهِيمَ O كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ O إِنّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ O وَبَشّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مّنَ الصّالِحِينَ O وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَىَ إِسْحَاقَ وَمِن ذُرّيّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لّنَفْسِهِ مُبِينٌ ? ( الصافات- 99 : 113 ) . فنرى أن النص القرآني يورد قصة الذبيح ثم يورد : ? وَبَشّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مّنَ الصّالِحِينَ ? و كأنه يقول : و من بعد هذا جاءت البشرى بإسحق عليه السلام . فمن يكون الذبيح ؟ إنه جدٌّ يكون الأمر متكلّفا اذا كان حديث الذبيح عن اسحق عليه السلام دون أن يسميه ، ثم يسميه بإسمه ، و يبشر أبيه به كنبي و من الصالحين . فهذا يتعارض مع بلاغة النص القرآني . و الله تعالى أعلى و اعلم .
و نورد أيضا رأي ابن كعب القرظي إذ يقول : يقول الحق تبارك و تعالى : ? وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَآءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ? (هود-71) فكيف تقع البشارة بإسحق و أنه سيولد له يعقوب عليهما السلام ، ثم يؤمر أبيه بذبحه و هو صغير قبل أن يولد له ؟ ( نفس المرجع السابق ) .
و ما سبق نورده للكاتب لا نريد به اقصاء الأمر عن احدهما دون الأخر عليهما السلام جميعا ، و لكن لنثبت له أن استعمال العقل و التفكير في نصوص قرآنية ثابتة لن يبلغك ما تريد من زرع بذرة الشك في نفس القاريء المسلم بل على العكس انه شيء مردود عليه و من نص القرآن فكلمة الله تتكلم عن نفسها .
• و ماذا تقول التوراة ؟
و ليسمح لي الكاتب هنا بدراسة الموضوع كما تعرضه التوراة و لنقرأ النص معا : ( وَحَدَثَ بَعْدَ هَذِهِ الأُمُورِ أَنَّ اللهَ امْتَحَنَ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ لَهُ: «يَا إِبْرَاهِيمُ». فَقَالَ: «هَئَنَذَا». فَقَالَ: «خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ الَّذِي تُحِبُّهُ إِسْحَاقَ وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ». ) تكوين 22 : 1-2.
فنجد النص يسمي اسحق بأنه ابن ابراهيم الوحيد ! و واقع الأمر أن اسحق لم يكن أبدا ابنا وحيدا لأبراهيم عليهما السلام في أي لحظة من حياته ؛ لأنه عندما ولد كان لإسماعيل عليه السلام أربعة عشر عاما – بنص التوراة - فكيف يكون اسحق وحيده ؟ هل الرب مثلا لا يعترف بزيجة ابراهيم و هاجر لكونها جارية ؟ و الإجابة : لا ! لأن الترواة أيضا تقول : (وَابْنُ الْجَارِيَةِ أَيْضاً سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً لأَنَّهُ نَسْلُكَ ) تكوين 21 : 13 . حقا أنه يعترف في مواضع اخرى بأنه بإسحق يدعى لإبراهيم نسلا ( تكوين 17 : 19 و 21 : 12 ) و لكن ليس معنى أن يتبرأ منه . و إن كان قد نبذه و امه في البرية فما انقطعت صلته به أبدا و لا صلته بأخيه من بعده بدليل ما تقصه التوراة عن موت ابراهيم فتقول : ( وَدَفَنَهُ إِسْحَاقُ وَإِسْمَاعِيلُ ابْنَاهُ فِي مَغَارَةِ الْمَكْفِيلَةِ ) تكوين 25 : 9 ، و بذلك فلم يكن اسحق الوحيد أبدا !
فالنص بهذا لا يكون معقولا عند التفكير فيه . فإذا حُذِفت من النص كلمة ( وحيدك ) يكون المعنى معقول و مقبول ! أو تُستبدل ( اسحق ) بـ ( إسماعيل ) فيكون ايضا كذلك !
و لا نريد بهذا أيضا أن نفاضل بين أنبياء الله - كما أسلفنا – ولكن لأثبت للكاتب أنه إذا أردت اخراج دليلا عقليا من التوراة لما تريد فهو موجود !
و في النهاية أقول للكاتب : إن المسلمين لا يكترثون بمسألة الذبيح و لا يفاضلون بين أنبياء الله فما هكذا علمنا ديننا ، و لا يدخلون في نزاع و لا تفاخر بالأجداد مع اليهود أو حتى مع الفرس الذين جعلهم الكاتب من نسل اسحق و قد جانبه الصواب في ذلك أيضا فهم ليسوا من بنى اسرائيل و لا من بني سام من الأصل كما هو وارد في كتب التاريخ و كما يعرف العرب الذين جعلهم يحرفون التوراة الذين لم يعرفوها من اجل صراعهم القادم مع الفرس !!
أيضا قد أنزل الله عز و جل القرآن على نبيه صلى الله عليه و سلم هدى و نور لمن يقرأه و يتدبره و ليس لمن ينظر له بعين السخط و الحقد و الكراهية . فالكاتب و غيره ممن يوجهون الشبهات للقرآن يوما بعد يوم لا يدرسونه دراسة مستفيضة و تبحث أعينهم في كل حرف منه عن نقص أو عيب أو تأويل محرّف و ذلك لكي يرضوا غرورهم و ظنهم أنهم قد نالوا منه ، و حقيقة الأمر أنهم لو حكَّموا العقل المجرد و الفطرة السليمة لوجدوا عكس مايقولون .
اللهم اهدنا لما اختلفنا فيه من الحق بإذنك ، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم .
كتبه الأخ / طارق
==================
شبهة قصة ذى الكفل
الأزهر
قصة ذى الكفل
يقول المعترض: إنه جاء فى القرآن ذكر نبى اسمه (ذا الكفل) وليس فى التوراة مسمى بهذا الاسم. وذكر من كلام البيضاوى كلاماً فى شأنه ، وذكر أيضاً كلاماً لغيره.
الرد على الشبهة:
هو أنه جاء فى كتاب " نزهة المشتاق " ومؤلفه يهودى يحكى فيه تاريخ يهود العراق: أن (ذا الكفل) الذى ورد اسمه فى القرآن هو نبى الله حزقيال. وكان معاصراً لسبى اليهود فى بابل
==================
شبهة لم تنزل مائدة من السماء
الأزهر
لم تنزل مائدة من السماء
إن فى سورة المائدة: أن الحواريين قد طلبوا مائدة من السماء. وأن الله قال (إنى منزلها عليكم (ولا يقول الإنجيل: إن تلاميذ المسيح طلبوا منه آية من السماء ، ولا يقول: إن مائدة نزلت من السماء.
الرد على الشبهة:
إن المعترض غير دارس للإنجيل وغير دارس للتوراة. وذلك لأن فى إنجيل يوحنا أن الحواريين طلبوا آية من السماء " فقالوا له: فأية آية تصنع ؛ لنرى ونؤمن بك ؟ ماذا تعمل ؟ آباؤنا أكلوا المنّ فى البرية. كما هو مكتوب: أنه " أعطاهم خبزاً من السماء ليأكلوا " [يو 6: 30ـ31].
إنهم طلبوا مائدة من السماء ؛ لأنهم قالوا: " آباؤنا أكلوا المن فى البرية " بعد قولهم " فأية آية تصنع لنرى ونؤمن بك ؟ " واستدلوا على أكل آبائهم للمن بقولهم مكتوب فى التوراة أنه أعطاهم خبزاً من السماء ليأكلوا. وهذا يدل على أن آباءهم أكلوا المن والسلوى فى سيناء. والنص هو: " وأمطر عليهم منّا للأكل وبرّ السماء أعطاهم " [مزمور 78: 24].
فهل نزل المن من السماء ؟ وقد سماه داود ـ عليه السلام ـ مائدة فى قوله عنهم: " قالو: هل يقدر الله أن يرتب مائدة فى البرية ؟ " [مز 78: 19] فمعنى نزوله من السماء: أنه من جهة الله لا من جهة إله آخر. ونص إنجيل يوحنا يبين أنهم طلبوا مائدة من السماء. ذلك قوله: " أنه أعطاهم خبزاً من السماء ليأكلوا " فإذا بارك الله فى طعام من الأرض ليشبع خلقاً كثيراً ؛ فإنه يكون مائدة من السماء. كالمن النازل من السماء. وهو لم ينزل من السماء وإنما كان على ورق الشجر ، وكالسلوى.
ومن أعجب العجب: أن مؤلف الإنجيل قال كلاماً عن المسيح فى شأن محمد رسول الله لا يختلف اثنان فى دلالته عليه صلى الله عليه وسلم. وقد استدل المسيح فيه عليه صلى الله عليه وسلم بنص فى الإصحاح الرابع والخمسين من سفر إشعياء.
ويقول المعترض: ولعلّ قصة القرآن عن نزول مائدة من السماء نشأت عن عدم فهم بعض آيات الإنجيل الواردة فى متى 26 ومرقس 24 ولوقا 22 ويوحنا 13. وغرضه من قوله هذا أن لا يعرف المسلمون موضع المائدة من الأناجيل لأنها بصدد كلام من المسيح فى شأن محمد رسول الله ، وموضعها الإصحاح السادس من إنجيل يوحنا
================
نبى الله يونس - هل عصى ربه او غوى ؟
وردت الشبهة فى قوله تعالى (( وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)) و قوله تعالى (( إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ )) ، فقالوا : كيف يعصى يونس أمر ربه ؟ و كيف يظن أن الله القادر على كل شىء لن يقدر عليه ؟
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:
قال الإمام ابن حزم فى الملل (فأما يونس عليه السلام فلم يغاضب ربه ، و لم يقل تعالى أنه ذهب مغاضباً ربه ، فمن زاد هذه الزيادة كان قائلاً على الله الكذب و زائداً فى القرأن ما ليس منه ، و هذا ما لا يجوز فإنما هو غاضب قومه و لم يوافق ذلك مراد الله تعالى و إن كان يونس لم يقصد بذلك إلا رضاء الله عز و جل،و الأنبياء يقع منهم السهو بغير قصد و يقع منهم الشىء يراد به وجه الله فيوافق خلاف مراد الله تعالى))
و هذا هو المعنى الصحيح و الذى يتضح جلياً بفهم قوله تعالى ((فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ)) ، "جاء رجل فسأل ابن عباس: كيف يظن نبى الله يونس أن الله لن يقدر عليه؟ فقال ابن عباس: ليس هذا، ألم تقرأ قول الله تعالى ((وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ ))
قال الإمام القرطبى فة تفسير قوله تعالى ((فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ ))
[قِيلَ : مَعْنَاهُ اسْتَنْزَلَهُ إِبْلِيس وَوَقَعَ فِي ظَنّه إِمْكَان أَلَّا يَقْدِر اللَّه عَلَيْهِ بِمُعَاقَبَتِهِ . وَهَذَا قَوْل مَرْدُود مَرْغُوب عَنْهُ ; لِأَنَّهُ كُفْر . رُوِيَ عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر حَكَاهُ عَنْهُ الْمَهْدَوِيّ , وَالثَّعْلَبِيّ عَنْ الْحَسَن . وَذَكَرَهُ الثَّعْلَبِيّ وَقَالَ عَطَاء وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَكَثِير مِنْ الْعُلَمَاء مَعْنَاهُ : فَظَنَّ أَنْ لَنْ نُضَيِّق عَلَيْهِ . قَالَ الْحَسَن : هُوَ مِنْ قَوْله تَعَالَى : " اللَّه يَبْسُط الرِّزْق لِمَنْ يَشَاء وَيَقْدِر " [ الرَّعْد : 26 ] أَيْ يُضَيِّق . وَقَوْله " وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقه " [ الطَّلَاق : 7 ] . قُلْت : وَهَذَا الْأَشْبَه بِقَوْلِ سَعِيد وَالْحَسَن . وَقَدَرَ وَقُدِرَ وَقَتَرَ وَقُتِرَ بِمَعْنًى , أَيْ ضُيِّقَ وَهُوَ قَوْل اِبْن عَبَّاس فِيمَا ذَكَرَهُ الْمَاوَرْدِيّ وَالْمَهْدَوِيّ .
وَقِيلَ : هُوَ مِنْ الْقَدْر الَّذِي هُوَ الْقَضَاء وَالْحُكْم ; أَيْ فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْضِي عَلَيْهِ بِالْعُقُوبَةِ ; قَالَهُ قَتَادَة وَمُجَاهِد وَالْفَرَّاء . مَأْخُوذ مِنْ الْقَدْر وَهُوَ الْحُكْم دُون الْقُدْرَة وَالِاسْتِطَاعَة]
فكلمة نقدر عليه لا تشير ههنا إلى معنى الإستطاعة فهذا ما لا يظنه أحاد الناس فضلاً عن نبى ، و إنما تشير إلى معنى التضييق، فيونس عليه السلام لما دعى قومه للتوحيد و نفروا منه و أذوه تركهم غضباناً لله و لم يظن أن الله يحاسبه و يضيق عليه لذلك، و إنما حاسبه الله لأنه لم يصبر عليهم و خرج منهم قبل الإذن ، كما قال تعالى ((فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ )) و قد نبه رسول الله (ص) إلى هذا الأمر و حذر من أن يسىء إنسان الظن بنبى الله يونس فقال عليه الصلاة و السلام: (( لا يقولن أحدكم إني خير من يونس )) رواه البخارى
عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه "قال - يعني الله تبارك وتعالى - لا ينبغي لعبد لي (وقال ابن المثنى : لعبدي) أن يقول : أنا خير من يونس بن متى، عليه السلام"رواه مسلم.
و قال عليه الصلاة و السلام: ((ما ينبغي لنبي أن يقول : إني خير من يونس بن متى)) صحيح أبو داود للألبانى
و قال عليه الصلاة و السلام ((ومن قال أنا خير من يونس بن متى فقد كذب)) صحيح ابن ماجة
و هذا من تعظيم رسول الله (ص) لشأن اخوانه الأنبياء و دفاعه عنهم عليهم صلوات الله أجمعين
و هفوة نبى الله يونس هذه لو صدرت عن غيره لاعتبرها فى ميزان الفضيلة و لكن يونس عليه السلام أوخذ يها نظراً لرفيع مقامه كما نقول دائماً (حسنات الأبرار سيئات المقربين) ، و فعاقب الله تعالى نبيه يونس بموجب (التربية الخاصة) لتزكية نفسيه الطاهرة و السمو بها عن كل شائبة، و قد تضرع عليه السلام إلى ربه منيباً معترفاً بخطئه فقال عليه السلام " لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين .." فاستجاب له ربه تعالى و جعل دعاءه هذا مأثوراً لرفع الكرب إلى يوم القيامة