صرح الأمين العام للطائفة اللوثرية النصرانية في النرويج أولا تولان بأن طائفته وضعت برنامجاً طويل الأمد لعام 2020 لتنصير المسلمين في النرويج وضمهم لطائفته بالذات بعد أن صوت غالبية أعضائها الـ980 على هذا المشروع، إلى جانب تشجيع التنصير في بعض الدول الإسلامية الفقيرة التي تعمل الطائفة فيها عن طريق تقديم المساعدات الإنسانية،ونقلت صحيفة الوطن السعودية عن الأمين العالم قوله : إن هناك أعداداً كبيرة من الناس لم يسمعوا بالمسيح، وعليهم أن يبلغوهم أخباره، أو أنهم سمعوا عنه خطأ، وأنه سوف يرسل مبشرين للدول الإسلامية "شرق إفريقيا وإندونيسيا وتركستان وأوزباكستان وسنترال آسيا وبعض المناطق في الصين". وقال إن طائفته مستعدة للتضحية لصعوبة المهمة بين المسلمين وربما الصدام، ولكن الهدف السامي يجعل التضحية سهلة، وأن الصدام قد يحصل من الأطراف السياسية في هذه الدول أو أطراف دينية واجتماعية ولكن هدفهم أسمى. وأضاف: على المسلمين أن يعلموا أن المسيح هو المخلص الوحيد للبشرية، وعليهم قبول ذلك - على حد ادعائه.
هناك ١٢ تعليقًا:
- أبن الفاروق
لماذا يعظم النصاري الصليب ؟؟
يروى كتاب النصارى عن المسيح عليه السلام أنه قال :
( وَقَالَ لِلْجَمِيعِ: إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي ، فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ ، وَيَتْبَعْنِي.)
وأنه قال :
( وَمَنْ لاَ يَأْخُذُ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعُنِي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي.)
وأنه قال :
( حِينَئِذٍ قَالَ يَسُوعُ لِتَلاَمِيذِهِ: إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي )
وأنه قال :
(وَدَعَا الْجَمْعَ مَعَ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ لَهُمْ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي )
وأنه قال :
( وَقَالَ لِلْجَمِيعِ: إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي ، فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ ، وَيَتْبَعْنِي ) .
وقضيتنا فى الوريقات التالية ليست محاولة أثبات أو نفى هذه القطع السابقة من حيث صحة نسبتها للمسيح عليه السلام من عدمة وإنما لتوضيح اللبس فى الفهم و/أو سوء النيه الموجود لدى النصارى فى تعاملهم مع النصوص الموجودة بكتبهم سواء فى العهد الجديد أو القديم لأثبات ما يدعونه ولو كان خاطئا .
§ حملة الصلبان :
تعتبر الآية السابقة هى أحد أهم الركائز التى تجعل النصارى يتقلدون الصلبان , حيث أنها تبدو لمن لا يفقه ما يقرأ أو من يقرأ بلا وعى أو من يردد الكلام بدون فهم أن المسيح عليه السلام يقول لأتباعه أن يحملوا الصليب معهم كما هو حالهم الآن .
وسوف نقوم الآن بتوضيح الغرض من قول المسيح فى القطع السابقة (هذا إن قاله فعلا) .
§ التعبير الرمزى :
من الشائع بين الناس بصفة عامة إستخدام الرموز أو التعبيرات لتوصيل المعلومة أو الخبر للطرف الآخر , وأنا هنا لا أقصد رموزا مثل الرموز الهيروغليفية أو شفرة مورس مثلا , ولكن أقصد الرمز الموارى أى المخاطبة بالرموز لتوضيح الفكرة بأقل مجهود ممكن فعلى سبيل المثال عندنا نحن المسلمين عندما تثور ثائرة شخص ما تجد أحدهم يقول له (صلى على النبى) أو (وحد الله) مثلا بينما هو فى واقع الأمر يحثه ويطلب منه أن يهدأ , هكذا جرت العادة فمثلا عندما يقال للمسلم (صلى على النبى) وهو ثائر فقد يتذكر من أحاديث الرسول ما ينهاه عن فعله هذا وعندما يقال له (وحد لله) قد يتذكر قدرة الله عليه فتهدأ ثائرته .
وأن كان الغالبية العظمى الآن فى حياتهم اليومية يرددون مثل هذه التعبيرات فى مكانها المناسب بدون وعى إلا أنه من الواضح أن أول من أبتكرها كان يعنى ما يقوله .
وقد تكون تلك التعبيرات ومثيلاتها فى أى لغة من اللغات من المميزات أو المحسنات البلاغية للغة هذا إن لم تكن من عبقريات اللغة التى تميز لغة عن أخرى .
والرموز أو التعبيرات متداوله فى شتى أنحاء العالم وبكافة اللغات فمثلا إذا أراد أحدنا ترجمة كتاب ما من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية ووجد جملة (One Way Ticket) فهل سيترجمها على أساس انها تعنى (تذكرة إتجاه واحد) أم سيترجمها على أنها تعنى (طريق مسدود) هذا بالطبع يتوقف على موقعها وموقع قائلها من الجملة.
فمثلا إذا كان قائلها أمام شباك تذاكر القطار فهو يعنى فى الغالب (تذكرة إتجاه واحد) أما إذا كان يتحدث حول موضوع لا حل له أو مكيدة تعرض لها فهو يعنى فى الغالب أيضا (طريق مسدود) أو ما يرادفها من تعبيرات أخرى.
وقد تعجز فى بعض اللغات عن الترجمة منها أو إليها فى مواضيع عدة مثل لغة (البهاسا ماليشيا) على سبيل المثال والتى يتحدثها الماليزيون والإندونيسيون فهذه اللغة لا يوجد بها ماضى ولا مستقبل والكلام فيها ينحصر على الفعل المضارع فقط .
فعلى سبيل المثال إن أردت أن تسأل أحدهم وهو قادما لتوه من الخارج فلن تستطيع أن تقول له أين كنت لعدم وجود صيغة الماضى فى تلك اللغة وإنما سيدور الحوار بينهم كالتالى:
أين تذهب ؟ ( وهو يعنى أين كنت؟)
فيجيب أذهب إلى العمل ( بينما هو يقصد كنت فى العمل) .
ولزيادة التوضيح فمثلا أغنية ( حبيتك وبحبك وهاحبك على طول ) سيترجمونها هكذا ( بحبك وبحبك وبحبك على طول ) .
أعتقد أن الرؤية أوضح الآن بعد استماعنا لهذه الأغنية .
وهكذا فكل لغة ليس من السهل ترجمتها إلى لغة أخرى بسهولة إلا إذا كان القائم على الترجمة لديه الثقافة الكافية لترجمة تلك اللغة , وليس مجرد حفظه للكلمات وما يقابلها فى اللغة الأخرى وهو ما يتفق معى عليه كل المترجمين حسبما اعتقد .
وما قصدته من تلك المقدمة هو توضيح مدى أهمية الترميز أو التعبير أو المصطلح فى اللغات بصفة عامة وأن الكلام أحيانا لا يجب أن يؤخذ أو يفهم كما يقال أى بشكل سطحى .
§ المفهوم الشائع :
يفهم النصارى ( أو هكذا يريدون أن يفهموا ) أنه من أراد أن يتبع المسيح فليحمل الصليب ويتبع تعاليمه ويعتبرونها أيضا أنها نبؤه من المسيح بأنه سيصلب ويهدر دمه بالنيابة عن البشر .
فهل هذا هو المفهوم الصحيح لما قاله المسيح ؟
وهل يستوى هذا المفهوم مع ما ورد بالنص من قريب أو من بعيد ؟
قبل الرد على الأسئلة السابقة يتعين علينا توضيح أن لغة المسيح عليه السلام كانت اللغة السريانية وهنا نحن لا نتحدث عن اللغات التى كتبت بها الأناجيل فمثلا لوقا كتب باليونانية ومتى بالعبرية ولكن ما قاله المسيح أو ما ينسب إليه من أقوال لابد وانه قاله باللغة الآرامية (السريانية) حيث أنها كانت اللغة الشائعة بين اليهود فى تلك الفترة وما قبلها بسبب السبى فى بابل .
و حتى لو افترضنا أن المسيح كان يمكنه أن يتكلم بأكثر من لغة وهو ما لم يدعيه أحد حتى الآن فلابد له أن أراد أن يخاطب الشعب أو تلاميذه أن يخاطبهم باللغة التى يفهموها فلا يوجد عاقل يخطب باليونانية مثلا فى أناس لا تعرف سوى اللغة الفرنسية لأنه لا جدوى من وراء ذلك .
§ رأى النصارى :
يقول المدعو قاسم إبراهيم نقلا عن موقع لكل سؤال جواب وهو موقع نصرانى فى إجابته على سؤال : (ما هي اللغة التي تكلم بها السيد المسيح أثناء وجوده على الأرض؟) :
((يقول علماء الكتاب المقدس أنها اللغة السريانية، وهي إحدى اللغات السامية الشمالية، وتسمى أحياناً الكلدانية ....... ولقد تكلم المسيح الآرامية بالرغم من إنه سكن فلسطين لأنها اللغة التي كانت سائدة آنذاك بسبب حُمل اليهود إلى السبي البابلي، أخذوا في استعمال اللغة الآرامية التي حلت محل اللغة العبرية كلغة للتخاطب في شئون الحياة اليومية، كما نجد في سفر نحميا 8: 8 إشارة إلى هذا. ......... وهناك أدلة لاهوتية قاطعة يعتمد عليها المؤرخون اللاهوتيين أن المسيح تكلم الآرامية.
وقد أكد المطران ثاوفيلوس جورج صليبا مطران السريان الأرثوذكس في جبل لبنان، بأن بعض المؤرخين وفي مقدمتهم المؤرخ الكبير أسابيوس القيصري (340م) أن رسل المسيح كانوا يتكلمون اللغة السريانية الآرامية، كما أكدوا أن يوسف ومريم العذراء كانا يتكلمان السريانية أيضاً. )) . أنتهـــي
و الخلاصة هى أن المسيح عليه السلام كان يتحدث اللغة الآرامية (السريانية) بإتفاق المسلمين والنصارى.
§ لغة الأناجيل :
وحتى يصل بحثنا لمنتهاه لابد وأن نعرف القارئ أن أصول الأناجيل ( بالرغم من عدم وجودها) التى كتبت بها هى اللغة اليونانية فيما عدا " متى " الذي كتب بالعبرانية و كلاهما ( اليونانية والعبرانية) لم تكن لغة المسيح عليه السلام كما أوضحنا فى النقطة السابقة وفى تلك الأناجيل مقتطفات قليلة لم تترجم وتركت على هيئتها ولغتها السريانية التى تكلم بها المسيح كما نرى فى ( مرقس 15: 24) عندما كان المسيح معلقاً على الصليب حسب زعمهم صرخ : "ألوي، ألوي، لما شبقتني. أي إلهي إلهي لماذا تركتني؟ .
وكما هو مكتوب فى (مرقس 5: 41). "طليثا قومي" أي يا صبية قومي.
وهو ما يؤكد أن المسيح كان يتكلم السريانية أيضا .
§ أصل المشكلة :
و المشكلة تتلخص فى أن المسيح كان يتحدث لغة شرقية ومن نقل عنه نقلها إلى اليونانية وهى لغة غربية (ماعدا عبرانية متى) .
ثم أعاد الكهنة ترجمتها من اليونانية إلى اللغات الأخرى كالعربية والإنجليزية ..الخ .
ومن المعروف أن كل ثقافة ما أو لغة ما تختلف من حيث الذوق عن الأخريين فمثلا النكتة المصرية لن تضحك اليابانى وهذا لا يرجع إلى غباؤه مثلا ولكن إلى ثقافته التى تحتم عليه أن يفهم ويفكر بطريقة أخرى تختلف عن طريقة فهم وتفكير المصرى علاوة على الرموز والتعبيرات اللغوية التى قد يفتقدها فى لغته.
و
لتوضيح هذه النقطة فلنفترض مثلا أن أحدهم أراد أن يترجم جملة (أصحاب الجنة) فسيترجمها بحرفيتها إذا كان لا يفهم التعبير الذى نفهمه نحن حيث أننا نفسر معناها على أساس أنهم من سيفوزون بالجنة فى الآخرة ولكن المترجم غير العربى أو الذى لا يفهم التعبيرات والمصطلحات العربية المتداولة بدلا من أن يترجمها هكذا فسيترجمها إلى (Heaven Friends) والكارثة هنا هى عندما يعاد ترجمتها إلى العربية مرة أخرى فستتم ترجمتها هكذا ( أصدقاء الجنة) . مما يدمر المعنى تماما ويحرفه عن المعنى المراد به أو يجعله بلا معنى .
ولما كان المسيح عليه السلام رجل شرقى ويتحدث إلى قوم شرقيين وبلغة شرقية فأنه كان غالبا كما توضح لنا كتب النصارى المقدسة إما أن يحدثهم بالرموز أو بالأمثال أو التعبيرات البلاغية .
ولتوضيح ما أصبو إليه من هذا البحث علينا إعادة فهم ما يقوله المسيح بعبارة :
( فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ ) .
§ صليب لكل مواطن :
لماذا نقول أن المسيح لم يكن يعنى هذه الجملة بحرفيتها ؟
لأن الجملة بحرفيتها لا نصيب لها من العقل ولا التاريخ ولا العادات اليهودية , وبتوضيح أكثر لو أن المسيح فعلا أمر من يريد أتباعه أن يحمل صليبه لكان معنى هذا أن كل مواطن من بنى إسرائيل كان يملك صليبه الخاص به وهو ما لم نسمع به وما لم يقل به اليهود من أنهم كانوا يقتنون الصلبان فى بيوتهم وهو ما لم يقله أيضا أى مؤرخ من أيام المسيح وإلى يومنا هذا وهو أيضا ما لم يدعيه النصارى على اليهود حتى الآن .
وهنا لنا أن نسأل ما دام اليهود لا يملكون صلبان لديهم وهو ما يعلمه المسيح اليهودى تمام العلم فلما يأمرهم بلهجة تدل على أنهم يملكون صلبان فعلا ؟ إلا إذا كان يملكونها .
فهو لم يقول " فليصنع لنفسه صليبا ويحمله " ولكنه يقول : وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ ".
علاوة على أن المسيح نفسه لم يكن يحمل صليبا فلم يأمر من يريد إتباعه أن يحمل صليبا وما هو الغرض أو الجدوى أو المغزى من وراء ذلك
:
كان الرومان فى عهد المسيح وما قبله يعاقبون على بعض الجرائم بالصلب حتى الموت والصليب الذائع الصيت فى ذلك الوقت كان الصليب الرومانى الذى يصلبون عليه مخالفيهم , ولعل القارئ يتذكر فيلم ( سبارتاكوس محرر العبيد ) الذى قام فيه الرومان حسب إدعاء الفيلم بصلب جميع العبيد الفارين بعد القبض عليهم وكما أنه لا يوجد فى أيامنا هذه من لا يعرف أو من لم يسمع عن المشنقة ففى أيام المسيح وما قبله لم يكن يوجد من لم يسمع أو من لم يعلم ما هو الصليب الرومانى وبناء على شهرة الصليب الرومانى فكان المسيح يخاطب قومه اليهود عن الصليب الذى يعرفه ويعرفونه وليس عن الصليب الذى يدعيه النصارى وكلمة يحمل صليبه هنا تعادل أو تكافئ فى لغتنا الآن كلمة (يحمل كفنه) أو (يحضر كفنه) أو (يستعد للموت) لأن الطريق الذى يسير فيه المسيح نهايته قد تكون الموت مثله مثل العديد من الأنبياء العظام فإبراهيم عليه السلام كاد أن يقتل حرقا لولا فضل الله عليه وعلينا , والنبى زكريا عليه السلام نشره اليهود بالمنشار , والنبى يحي عليه السلام قطعت رأسه إلى آخر القائمة التى نعرفها جميعا .
ولنتفهم قصد المسيح بوضوح علينا أن نقرأ القطعة كاملة وهى تقول :
( وَقَالَ لِلْجَمِيعِ: إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي ، فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ ، وَيَتْبَعْنِي. فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا ، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي فَهَذَا يُخَلِّصُهَا. لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ ، وَأَهْلَكَ نَفْسَهُ أَوْ خَسِرَهَا؟ ).
أى أنه يقول لهم :
من يريد أن يتبعنى عليه أن يعلم أنه قد يتعرض للموت فى كل يوم وعليه الإستعداد لذلك , وعليه ألا يخشى الموت فمن يظن أنه بإبتعاده عنى قد نجا فإن النجاة تكون فى الآخرة وليس فى الدنيا , فمن مات وهو فى صفى ربح الآخرة , ومن مات وهو مبتعدا عنى فلم ولن يربح شيئا , فماذا يفيده إن ربح نفسه فى الدنيا إن كان مأواه النار فى الآخرة لتخليه عنى ؟.
وتلك هى سنة الله فمن أتبعوا موسى عليه السلام وهربوا معه من مصر كانوا يعلمون أن فرعون قد يلحق ببعضهم ويقتلهم ومن أتبعوا محمد عليه الصلاة والسلام كانوا يعلمون أن الكفار سيكيدون لهم ليفتنونهم عن دينهم ويقاتلونهم ولكنهم حملوا صلبانهم أو أعدوا أكفانهم أو استعدوا للموت فى سبيل الله .
وكما قال الحق سبحانه وتعالى :
(وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)========
الشيخ محمد الغزالي
إننا معشر المسلمين نحب عيسى ونوقره ونعد أنفسنا أتباعه، ونرفض بغضب كل ريبة توجه إليه أو إلى السيدة البتول أمه، بل نحن أولى بعيسى من أولئك الذين ينتمون إليه ويغالون فيه .
وليس خلافنا مع النصارى أنه قتل أو لم يقتل، الخلاف أعمق من ذلك .. الخلاف : أهو " إنسان " كما نقول أو " إله " كما يزعمون ؟
أكل امرىء بما كسب رهين ؟ أم أن هناك قرباناً قدمه الله من نفسه لمحو خطايا البشر ؟
هم يرون أن الله فى السماء ترك ابنه الوحيد على خشبة الصليب ليكون ذلك القربان ..
ونتساءل : أكان عيسى يجهل ذلك عندما قال : إلهى لماذا تركتنى ؟
وثم سؤال أخطر : هل المنادى المستغيث فى الأرض هو هو المنادى المستغاث به فى السماء،
لأن الأب والابن شىء واحد كما يزعمون ؟؟
هذا كلام له خبئ معناه : ليست لنا عقول !!
الحق أن هذه العقيدة النصرانية يستحيل أن تفهم .
قرأت مقالاً للدكتور " ميشيل فرح " فى جريدة " لميساجى " الصادرة فى القاهرة فى 16 / 9 /
1973 م يشرح هذه العقيدة بطريقة عقلانية قال : " الكتاب المقدس ينبئ أن الله سوف يظهر
نفسه، أى أن الكلمة المجردة ستأخذ جسداً ولحماً (!) وهذا هو الحدث الجديد . عمانوئيل . الله
معنا . الله يصبح بشرى سارة، الله يعلن ويخبر . وهذا الظهور أساس كل شىء . هو الرد على
سؤال توفيق الحكيم فى قصته المشهورة " أرنى الله " . ها هو الله . شىء ما حدث وحصل
ووقع وتأنس " .
هذا الكلام المبهم المضطرب الذى لا يعطى معنى هو التفسير العقلانى للعقيدة المسيحية !
رب المشارق والمغارب ظهر فى إهاب " بشر " ليراه الناس، ثم من فرط رحمته بهم " ينتحر "
من أجلهم !
من يكلفنى بهضم هذا القول ؟
هل أعتنق هذا وأترك القرآن الذى يقرر العقيدة على هذا النحو : " قل لمن ما فى السموات
والأرض، قل لله، كتب على نفسه الرحمة ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ..
.. الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون " ( الأنعام : 12 )
" ألا إن لله من فى السموات ومن فى الأرض وما يتبع الذين من دون الله شركاء .. إن يتبعون
إلا الظن وإن هم إلا يخرصون " ..
" هو الذى جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصراً . إن فى ذلك لآيات لقوم يسمعون . قالوا
: اتخذ الله ولداً سبحانه هو الغنى له ما فى السموات وما فى الأرض . إن عندكم من سلطان
بهذا . أتقولون على الله ما لا تعلمون قل إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون " ( يونس
: 66 ـ 69 )
هكذا خاصم الإسلام الخرافة وأعلن إباءه التام للون مقنع من الشرك، وسد الطريق فى وجه
القرابين الوثنية وهى تتسلل فى خبث لتطمس معالم التوحيد .
لم كرمنا الله بالعقل إذا كان مفروضاً أن نطرحه ظهرياً عندما نختار أهم شىء فى الحياة وهو
الإيمان والسلوك ؟
إن العقل يجزم بأن عيسى بشر وحسب، ويرفض أن يكون " إلهاً " ابناً مع " إله " مع " إله "
آخر روح قدس، وثلاثتهم واحد مع تعددهم، وتعددهم حتم، لأن أحدهم ترك الآخر يصلب ..
هذا كلام يدخل فى باب الألغاز، ولا مجال له فى عالم الحق والتربية ..
ومع ذلك فنحن المسلمين نقول لمن يصدقه : عش به ما شئت " لا إكراه فى الدين " ( البقرة :
256 ) فهل الرد على هذا المنطق إثارة كل هذا الدخان فى آفاقنا، ومحاولة ختل الشباب ونشر
الفتنة ؟
قصة " الله محبة " وموقف شتى الأناجيل منها
وقال لى أحدهم وهو يحاورنى : إننا نرى أن الله محبة !! على عكس ما ترون .. فأجبت
ساخراً، كأننا نرى الله كراهية ؟ إن الله مصدر كل رحمة وبر، وكل نعمة وخير .. وصحيح
أننا نصفه بالسخط على الفجار والظلمة، والأمر فى ذلك كما قال جل شأنه " ربكم ذو رحمة
واسعة ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين " أفليس الأمر كذلك لديكم ؟ إنكم تخدعون العالمين
بذكر هذه الكلمة وحدها ووضع ستائر كثيفة على ما عداها من كلمات تصف الجبروت الإلهى
بأشد مما ورد فى الإسلام، بل إن تعامل بعضكم مع البعض، وتعاملكم جميعاً مع الخصوم لا
يقول إلا على هذه الكلمات الأخرى التى تخفونها، وما أكثرها لديكم .
قال " ايتين دينيه " المستشرق المسلم : " بيد أن المسيح نفسه ـ وهو سيدنا وسيد المسيحيين ـ
يعلن : " ولا تظنوا أنى جئت أنشر السلام على الأرض، إننى لم آت أحمل السلام وإنما السيف
" (متى:الاصحاح العاشر:34) ..
" ويقول السيد المسيح : " إننى جئت لألقى النار على الأرض، وماذا أريد من ذلك إلا اشتعالها "
( لوقا : الاصحاح الثانى عشر، 49 ) ..
" ويقول السيد المسيح : " إذ إنى جئت لأفرق بين الولد وأبيه، والبنت وأمها، وبين زوجة الابن
وأمه " ( متى : الاصحاح العاشر : 35 ) ..
" ويقول السيد المسيح : " إن كان أحد يأتى ولا يبغض أباه وأمه، وامرأته وأولاده، وإخوته
وأخواته، حتى نفسه أيضاً فلا يقدر أن يكون لى تلميذاً " ( لوقا : الاصحاح الرابع عشر : 26
) ..
" أين من هذا ما جاء به النبى العربى الكريم من سلام حقيقى وحب كامل بين الأخ وأخيه،
وبين الزوجة وزوجها، وبين الأب وولده، وبين الأم وفلذة كبدها، وبين الجار وجاره مسلماً كان
أو غير مسلم، وبين الأرحام والأقرباء، وبين المشتركين فى الإنسانية الذين يتوفر لديهم مدلول
الإنسانية فى بنى الإنسان " .
إننا ـ نحن المسلمين ـ نتقرب إلى الله عز وجل برحمة الناس وغير الناس والبذل من مالنا
وجهدنا ووقتنا فى سبيل نفعهم، ولنا على كل شىء من ذلك أجر فى ميزان الله الذى لا يختل
عنده ميزان .
وما أصدقها شهادة تلك التى بعث بها البطريرك ( النسطورى الثالث ) إلى البطريرك " سمعان "
زميله فى المجمع بعد ظهور الإسلام حيث قال فى كتابه : " إن العرب الذين منحهم الرب سلطة
العالم وقيادة الأرض أصبحوا معنا، ومع ذلك نراهم لا يعرضون النصرانية بسوء، فهم
يساعدوننا ويشجعوننا على الاحتفاظ بمعتقداتنا، وإنهم ليجلون الرهبان والقسيسين، ويعاونون
بالمال الكنائس والأديرة " .
وما أصدق ما يقوله المؤرخ العالمى ( هـ . ج . ويلز ) فى كتابه : " معالم تاريخ الإنسانية "
لقد تم فى " 125 عاماً أن نشر الإسلام لواءه من نهر السند إلى المحيط الأطلسى وأسبانيا، ومن
حدود الصين إلى مصر العليا ولقد ساد الإسلام لأنه كان خير نظام اجتماعى وسياسى استطاعت
الأيام تقديمه، وهو قد انتشر لأنه كان يجد فى كل مكان شعوباً بليدة سياسياً : تسلب وتظلم
وتخوف، ولا تعلم ولا تنظم، كذلك وجدت حكومات أنانية سقيمة لا اتصال بينها وبين أى شعب
. فكان الإسلام أوسع وأحدث وأنظف فكرة سياسية اتخذت سعة النشاط الفعلى فى العالم حتى
ذلك اليوم، وكان يهب بنى الإنسان نظاماً أفضل من أى نظام آخر "
محمود أباشيخ
. في البدء خلق الله السموات والارض.(سفر التكوين 1/1 )
أحقا أنت يا أيها الخروف الوديع أوحيت بهذا الحديث .. احقا قد قلت لموسي "
1/2 وكانت الارض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة وروح الله يرف على وجه المياه. ( التكوين )
ان كنت قد فلت ذلك فلا شك انك لم تقل ليوحنا
. وهذا هو الخبر الذي سمعناه منه ونخبركم به ان الله نور وليس فيه ظلمة البتة
( رسالة يوحنا الأولي 1/5 )
لأن النص المنسوب اليك يزعم ان روحك كانت ترف علي المياه
وما المشكلة ؟؟؟
يا أيها النار الآكلة أيها الغيور المنتقم من مبغضيه وحافظ غضبه علي اعدائه .. أولم تعلم ان يوحنا يخبر عنك انك نور .. فكيف ترف روحك علي المياه وفي نفس الوقت الظلمة تلفها ,, أين كان نورك .. ثم أولم يخبر عنك بولس القاتل المحتال السارق أولم يخبر عنك انك نار آكلة .. قل إذن .. أين كان ضوء لهيب نارك الآكلة؟؟ ثم ما حاجتك الي الروح ان كنت انت الله حقا وقد وصفت نفسك بالمهوب جدا في مؤامرة القديسين ومخوف عند جميع الذين حوله .. أحقا انت بحاجة الي روح كي تحي .. أميت انت بدونها وليست لك حياة في ذاتك وهل تحتاج الروح الي الروح أم كذب كاتب انجيل يوحنا حين قال "" الله روح.والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي ان يسجدوا."
إنجيل يوحنا 4/24
أيها الخروف الوديع .. يا من وصفت نفسك بالمهيب الجبار والذي لا يأخذ بالوجوه ولا يقبل رشوة , لا أدري اوديع انت أم مهيب ونار آكلة غير انه قيل انك قلت بعد ذلك
ودعا الله النور نهارا والظلمة دعاها ليلا.وكان مساء وكان صباحا يوما واحدا ( التكوين 1/5 )
أيها االخروف الوديع .. اليس لنا ان نتساءل كيف كان مساء وكان صباح .. كيف كانت الشمس تسرق ثم تغرب ثم تشرق دون أن يكون لها وجود إذ انك ذكرت ان الشمس خلقت في اليوم الرابع في القول المنسوب اليك في سفر التكوين 1/14
. وقال الله لتكن انوار في جلد السماء لتفصل بين النهار والليل.وتكون لآيات واوقات وايام وسنين. ........ فعمل الله النورين العظيمين.النور الاكبر لحكم النهار والنور الاصغر لحكم الليل.والنجوم.
ثم قلت أو قيل انك قلت
. وقال الله ليكن جلد في وسط المياه.وليكن فاصلا بين مياه ومياه. ( التكوين 1/6 )
أبها الخروف ... ما هذه الركاكة ...وما أردت بقولك " جلد في وسط المياه " - وهل صحيح قصدت بكلمة " جلد " مساحة ممتدة.. فلقد أخبرني احد هؤلاء الذين يربطون علي الأرض فتربط في السماء كما يزعمون وقال
الكلمة العبرية هى " رقيع " وتعنى أى شئ مبسوط وممتد وتشير الكلمة لغطاء ممتد أو خيمة مبسوطة ( تفسير القمص أنطنيوس فكري ص 34 )
ان كان كلام هذا الذي يربط علي الأرض صحيحا فذلك يعني انك جعلت في وسط الماء مساحة ممتدة .. أي مساحة هذه التي لم أرها !!! لعل المشكلة في فهمي ولسوف أتجاوز هذه النقطة
ايها الخروف .... لقد بدأت أفهم قليلا ممن يربطون علي الأرض وأدركت انك جعلت فراغا بين مياه البحر ومياه المطر فجمعت مياه البحر في المحيطات وجعلت مياه المطر في السماء , وان كان هذا التفسير صحيحا كما يؤكد من يربطون علي الأرض فتربط في السماء فانه يبدوا لي انك توهمت ان مياه المطر مخزنة في خزانات في السماء الثالثة كما توهم كثيرون في الأزمنة الغابرة
أيها الخروف .. ما أن بدأت افهم قليلا حتي صعقتني بصعقة جعلت رأسي تلف سبع لفات وكأن نجوم السموات تتساقط علي رأسي ... ايها الخروف الوديع .. ألم تقل انك خلقت جلدا في وسط الماء , فكيف تفل بعدها
ودعا الله الجلد سماء.وكان مساء وكان صباح يوما ثانيا
ألا يعني هذا انك جعلت في وسط الماء سماء .. كيف ذلك .. ألعلك رئيت انعكاس السماء علي الماء فظننتها سماءا حقيقية فزعمت انك خلقتها فيها ..كما. يبدوا لي انك نسيت انك قد قلت أول ما قلت "". في البدء خلق الله السموات والارض."" ويدوا لي ايضا ان المفسر ضحك علي ذقني في قوله ان الجلد تعني مساحة ممتدة إذ لنه يخالف قولك ان الجلد تعني السماء
ثم قلت
وقال الله لتنبت الارض عشبا وبقلا يبزر بزرا وشجرا ذا ثمر يعمل ثمرا كجنسه بزره فيه على الارض.وكان كذلك . ( التكوين 1:11 )
يا لها من نباتات طيبة وذي خلق .. ان نباتات زماننا مشاكسة ولا تقبل ان تنموا بدون ان تتوفر لها الشمس بينما تلك النباتات الطيبة لم تر بأسا من ان تنموا وتثمر ولم تر الشمس .. ألا تري انك قلت يعد اكتشفت حسن عملك
. . وقال الله لتكن انوار في جلد السماء لتفصل بين النهار والليل.وتكون لآيات واوقات وايام وسنين. ........ فعمل الله النورين العظيمين.النور الاكبر لحكم النهار والنور الاصغر لحكم الليل.والنجوم.. ( التكوين 1،14- 16 )
ايها الخروف الوديع .. دعنا نتجاوز النورين العظيمين للنتقل الي النص التالي
. وقال الله نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا.فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم وعلى كل الارض وعلى جميع الدبابات التي تدب على الارض. (1/26)
أيها الخروف الوديع .. أليس مكتوبا في سفر الخرج "" ان ليس مثلي في كل الارض "" :9/14 وهل انت ذكر وفي نفس الوقت أنثي كما قلت "" فخلق الله الانسان على صورته.على صورة الله خلقه.ذكرا وانثى خلقهم "" (1/27) وما قصة الدبابات التي تدب علي الأرض .. ألم تخترع الدبابات في القرون المتأخرة ؟؟
أيها الخروف .. أرهقتك بأسئلتي أكثر من ارهاقك في الأيام الستة الأولي حين قلت "" وفرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل.فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل. "" (2/2) بينما بدورك أضحكتني أكثر من يوم أن قرأت في سفر صمويل نص البواسير القائل
واصنعوا تماثيل بواسيركم وتماثيل فيرانكم التي تفسد الارض واعطوا اله اسرائيل مجدا لعله يخفف يده عنكم وعن آلهتكم وعن ارضكم. ( صمؤيل الأوال 6/5 )
أيها الخروف
ليتك تعرفني بنفسك فما هذا الكلام المضحك كلام الله القائل في محكم كتابه
لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ
الرد على النصارى شبهات حول الإسلام
من هو الأعظم؟ المسيح أم محمد ؟ كتاب لعبد المسيح وزملائه وفي هذا الكتاب يحكي الكاتب قصة خادم الرب الذي حصل علي رخصة من الدوائر الحكومية للتنصير في السجون المصرية ويقص علينا الكاتب المقارنة المثيرة التي أجراها في احدي زيارته بعد ان استفتاه المسلمون في من الأعظم , محمد أم المسيح صلوات الله عليهما وسلامه
أما المقال الذي بين يديكم فهو مأخوذ من كتاب أيهما الأعظم : محمد أم المسيح للدكتور إبراهيم عوض وفي هذا الجزء من الكتاب يبين الدكتور إبراهيم عوض كيف ان مسرحية عبد المسيح ما هي إلا كذبة أخري من الأكاذيب التي يمجد بها الإله
((((((((((((((((((((((((((((ارجوك افهمني؟؟؟))))))))))))
* اعتاد أحد خدام الرب زيارة السجون في إحدى البلدان العربية ليُعْلِن طريق الحياة للمساجين. وكان يحصل على رخصة رسمية من دوائر الحكومة لزيارة كل من يريد أن يسمع بشارة الحق والسلام التي تطهّر القلوب وتغيّر الأذهان. وكان خادم الرب هذا يدخل الزنزانة بدون مرافقة حارسٍ، رافضًا الحراسة ومتأكدًا أن البحث الصريح لا يجري مع المسجونين تحت المراقبة، فكان يتقدم منفردًا إلى غرف المجرمين ويجلس معهم. دخل مرة إلى جماعة من السجناء محكوم عليهم بالسجن أكثر من عشر سنوات، وكانوا قد عرفوه من زياراته السابقة وتعوّدوا أن يستمعوا إلى إرشاداته للحق وبشرى الخلاص. وكانوا يتباحثون بعد خروجه حول خطاباته بشدة وحماس لا نظير لهما. لما دخل هذه المرة إلى زنزانتهم أقفلوا فورًا الباب وراءه قائلين له: إنك لن تخرج من هذه الغرفة إلا إذا جاوبتنا جوابًا قاطعًا وصريحًا على سؤالنا، فردّ خادم الرب عليهم قائلا: إنّي آتي إليكم طوعًا وبدون حارس مسلح وأقدم لكم أجوبة من كلمة الله بقدر إمكانياتي، وما لا أعرفه لا أقوله. فأجابوه: لا ننتظر منك أسرارًا عن النجوم ولا أساليب السحر بل نطلب منك كرجل دين جوابًا قاطعًا ونهائيًّا على السؤال المتداول بيننا: من هو الأعظم؟ محمد أم المسيح؟ لما سمع خادم الرب هذا السؤال قال في نفسه وهو في حيرة: إن قلت إنّ محمدًا هو الأعظم يهاجمني السجناء المسيحيون، لأنّ الجالسين في هذه الزنزانة كانوا مجرمين وبلا ضمير. وإن قلت إن المسيح هو الأعظم لربما يقوم أحد المسلمين عليّ ويكسر رقبتي من شدة غيظه، علمًا أن كل من يهين محمدًا أو يشتمه يُعتبر عند بعض المسلمين مجدّفًا يستحق الموت. فصلى خادم الرب في قلبه سائلاً ربه ليُلهمه الإجابة الحكيمة المقنعة لهؤلاء السجناء. وكل من يسأل إرشاد الرب في الأوقات الحرجة ينل منه الجواب فورًا. فألهم الروح القدس هذا الخادم المتضايق، وهو خلف الباب المغلق، جوابًا واضحًا قدمه بتواضع. ولما تباطأ خادم الرب أثناء صلاته الصامتة للإجابة على هذا السؤال قال له المساجين: لا تتهرب من مسؤوليتك، ولا تكن جبانًا، بل اعترف بالحق كله. فنتعهد لك بأن نتركك بلا إهانة ولا مضايقة مهما قلت لنا. فلا تكذب ولا تُخْفِ أفكارك، بل أخبرنا بالحق الكامل. فابتدأ رجل الله يقول: أنا مستعد أن أقول لكم الحق الصريح، إنما السؤال المطروح أمامي ليس هو الموضوع الذي أعددته لكم اليوم من الكتاب المقدس، ولكن إن صمّمتم على أن تسمعوا المقارنة بين محمد والمسيح فلا أُخْفِي عنكم الحقيقة. إنما لست مسؤولاً على ما ينتج عن شروحاتي، بل أنتم المسؤولون لأنكم تجبرونني على إجابة سؤال لم أطرحه وما نويته إطلاقًا. فهذا هو ردّي: لا أقرر أنا من هو الأعظم، بل أترك القرآن والحديث أن يُعطيَكم جوابًا مقنعًا. تأملوا في القرآن بأعين الحق فتعرفوا الحق المخفيّ، والحق يحرركم.
** بالنسبة لهذه القصة يؤسفنى أن أقول إنها لا تدخل العقل، بل هى من اختراع المؤلف أو المؤلفين، اخترعوها لتكون إطارا فنيا مشوقا متوسمين أن يكون الإقناع بها على هذا النحو أشد وأفعل فى نفس القارئ، وإلا فأية دولة عربية تسمح لواحد من غير ضباط السجن وجنوده أن يدخل زنازين المسجونين، فضلا عن أن يترك المسؤولون فى السجن باب الزنزانة وراء الوعاظ ليقوم المساجين بإغلاقه بأنفسهم من الداخل (الله أكبر!) أو تركه مفتوحا حسبما يحلو أو يعنّ لهم لا حسبما يريد المسؤولون فى السجن؟ إن المتَّبَع فى مثل تلك الحالة هو إخراج المساجين من زنازينهم إلى قاعة كبيرة حيث تتم أمثال تلك المقابلات، أما فى الزنزانة فلم نسمع بمثل هذا فى آبائنا الأولين! ثم كيف يا ترى يمكن أن نصدق لجوء المسلمين لواحد من القسس لحسم السؤال موضوع القصة؟ وهل يشك المسلم فى هذه القضية، بَلْهَ أن يلجأ إلى قسيس يعلم هو قبل غيره أنه سيختار المسيح بطبيعة الحال؟ وكيف لم يلجأوا إلى عالم مسلم يستفتونه فى هذه المسألة إن ثار فى أذهانهم مثل هذا السؤال أصلا؟ ذلك أن المسلمين يؤمنون بكل الأنبياء والمرسلين ويحترمونهم كلهم. وهم، وإن آمنوا بأن محمدا هو أفضل الأنبياء، لا يجعلون منها قضية يدخلون بسببها فى مجادلات ومماريات مع كل من هب ودب.
ولنلاحظ التفرقة التى صور بها الكاتب أو الكتاب رد الفعل عند كلا الفريقين: فأقصى ما سيفعله النصارى بالقسيس إن اختار النبى محمدا أنهم سيهاجمونه. وليأخذ القارئ باله من أنهم "سيهاجمونه" وكَفَى دون أن يكون هناك تحديد لنوعية هذا الهجوم، وهو ما قد يعنى العمل على ضربه دون أن يشفعوه بالتنفيذ بالضرورة. فهذا ما يفد على الذهن حين نسمع كلمة "يهاجمونه". أما عندما وصف استجابة المسلمين لتفضيله المفترض للسيد المسيح فقد قال تحديدا: "وإن قلت إن المسيح هو الأعظم لربما يقوم أحد المسلمين عليّ ويكسر رقبتي من شدة غيظه، علمًا أن كل من يهين محمدًا أو يشتمه يُعتبر عند بعض المسلمين مجدّفًا يستحق الموت". والفرق واضح للأعمى، وهو يعنى أن الكاتب أو الكتاب يصف المسلمين بالقسوة والفظاظة، بخلاف النصارى، فإن أقصى ما يُتَوَقَّع من مجرميهم عديمى الضمائر أن يهاجموه، لكن دون أن يكسر أحد منهم رقبته على الإطلاق. كما أنه فى الوقت الذى ينص على أن الموت ينتظر من يشتم النبى محمدا فإن النصارى لا يفكرون فى شىء من هذا البتة. ولم لا، وهم ناس متحضرون حتى لو كانوا مساجين مجرمين بلا ضمير؟
يسمونهم) يمكن أن تشغل عقولهم فى السجن (مرتع الجرائم والفساد كله) مثل تلك القضايا الترفية التى لا تفد إلا على أذهان من ارتَقَوْا فى تدينهم وقطعوا فى ذلك أشواطا بعيدة؟ ثم قبل قبل ذلك كيف تسمح السلطات فى بلد من البلاد أن يدخل واعظ من دينٍ ما الزنزانة على جميع المساجين من كل الأديان دون أن تفرز أبناء دينه على حدة فيكلمهم براحته فى شؤون دينهم دون أن يزعجوا الآخرين بما يقولون، بل بما يمكن أن تقوم بسببه فتنة فى الزنازين لا يعلم مدى فداحتها إلا الله وحده؟ بل هل يمكن أن يقبل العقل ترك السلطات المسلمة فى السجن واعظا نصرانيا يدخل على مساجين مسلمين يبشرهم بدينه مع أبناء طائفته؟ الحق أن هذا كلام لا يهضمه العقل مثلما لا يهضم العقلُ معكوسَ هذا الوضع من سماح السلطات فى بلد نصرانى لواعظ مسلم بالدخول على المساجين النصارى يعرض عليهم دينه ويعمل على إدخالهم فيه! وأخيرا فمنذ متى يحسن المجرمون عديمو الضمير أن يقولوا مثل هذه العبارة المتنوّقة: "لا ننتظر منك أسرارًا عن النجوم ولا أساليب السحر بل نطلب منك كرجل دين جوابًا قاطعًا ونهائيًا على السؤال المتداول بيننا: من هو الأعظم؟ محمد أم المسيح؟"؟ وهل يا ترى سوف يقتنع المسلمون بما سيقوله واعظ نصرانى عن تفضيل المسيح؟ وكيف يعرفون أنه صادق فى حكمة أو كاذب؟ ما معيار الصدق والكذب هنا؟ إنه، لدى السائلين فى قصتنا، هو أن محمدا الأفضل، وما عدا هذا لن يكون فى نظرهم صدقا على الإطلاق!
ونصل إلى العبارة الأخيرة، وهى تكشف أن القصة كلها، كما قلت آنفا، قصة مخترعة، فها هو ذا القسيس يقول إنه سوف يترك القرآن والحديث يعطيانهم جوابا مقنعا. أى أن الكلام موجه إلى المسلمين وحدهم، وهو من ثم لا يريد أن يقدم لهم دليلا من خارج الكتاب والسنة اللذين لا يؤمنون إلا بهما. فأين ذهب النصارى إذن؟ أولم يكونوا ضمن من كانوا يتباحثون فى تلك القضية وسألوه الجواب فيها، وخاف هو نفسه منهم أن يهاجموه إذا أجابهم بما لا يتوقعونه ولا يريدونه؟ ثم إن قوله: "إن قلت إنّ محمدا هو الأعظم يهاجمني السجناء المسيحيون" لهو دليل آخر على أن القصة مخترعة مفتراة، إذ كيف يتصور أن من المستطاع إقناعنا بأنه يمكن أن يصدر الحكم منه لصالح محمد، وهو الذى يؤمن بأن المسيح إله أو ابن الإله، ومحمد على أحسن تقدير هو مجرد نبى؟ فمن يا ترى يضع النبى البشر قبل الإله؟ اللهم إلا إذا أراد أن يقول لنا إنه كان واعظا تجريديا لا ينتمى إلى أى دين، بل يدعو إلى الفضيلة المطلقة دون ربطها بعقيدة أو عبادة معينة. لكن هذا الافتراض يكذبه تسميته بـــ"عبد المسيح" تكذيبا شديدا! كذلك فإن الواعظ النصرانى يعلن أنه سوف يتخذ معياره من القرآن والحديث النبوى، فهل سيفى بوعده فعلا ويلتصق بكتاب الله وسنة نبيه لا يخرج عنهما، أو سوف ينسى هذا الوعد ويخرج عنهما إلى العهد الجديد ولو بين الحين والحين، علاوة على تفسيره نصوص القرآن والسنة بما لا يقبلانه من تفسير؟ لن نسارع بالجواب الآن، وعما قليل سوف نرى ما يفعله "خادم الله" بنفسه.
الدكتور إبراهيم عوض
إرسال تعليق