اللواء مجدي أيوب اسكندر محافظ قنا طلب مقابلة البابا شنودة الثالث بطريرك الأقباط الأرثوذكس في الأسبوع الماضي، ليعرض عليه تفاصيل الخلاف مع الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي، بشأن إعادة بناء وترميم كنيسة الأنبا أنطونيوس ببلدة أبوشوشة بقنا، التي شب بها حريق في أكتوبر ٢٠٠٥ وتحتاج إلى ترميم.يأتي ذلك في أعقاب تصريحات الأنبا كيرلس، التي قال فيها إنه مستاء من سياسات المحافظ وإن أسلافه الذين تعاقبوا على المحافظة قبله هم أفضل منه، خاصة اللواء عادل لبيب- محافظ الإسكندرية حاليا- وإنه لو كان ينتمي إلى "الإخوان المسلمين" لكان أرحم على الأقباط منه ورق لهم.واتهم كيرلس في تصريحاته، المحافظ- المسيحي الديانة- بأنه يماطل في قرارات بناء وترميم الكنائس، وإنه لا يوقع أي ورقة إلا بعد استشارة الأمن فيها، وأنه تفرغ لمجابهة معارضيه الذين يتهمهم بتشويه صورته وإفشال تجربته كأول محافظ قبطي في مصر. وأفادت مصادر كنسية لـ "المصريون"، أن الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس ورئيس لجنة المحاكمات الكنسية قام بتعنيف الأنبا كيرلس على تصريحاته، خاصة على تصريحاته التي أشاد فيها باللواء عادل لبيب في ظل تفجر الخلافات بينه وبين الأقباط والبابا شنودة الذي قاطع بسببها الإسكندرية لمدة ثلاثة شهور. فضلا عن قوله إن اللواء مجدي أيوب لو كان من "الإخوان" لكان أرحم على الأقباط، وهو ما أثار غضب القيادات الكنسية وعلى رأسها البابا شنودة نفسه، حيث اعتبر كلامه غير مقبول ومن شأنه أن يثير غضب الدولة التي تشن في هذه الأيام حملة أمنية واسعة ضد قيادات الجماعة.وانتهى الأمر بتراجع الأنبا كيرلس عن تصريحاته، وإعلانه أنه لا توجد خصومة شخصية مع محافظ قنا وأنه يكن له كل احترام، لكن هذا لا يعني انتهاء حالة الاحتقان بشكل تام بين الطرفين.ويرجع سبب هذا إلى ما يراه الأنبا كيرلس تهميشا لدوره بشكل كبير، فيما يتعلق بقضايا الأقباط والكنائس، على خلاف ما كان سائدا في عهد المحافظ الأسبق عادل لبيب، في ظل العلاقات الوثيقة التي تربط المحافظ الحالي بالأنبا بيمن أسقف قوص ونقادة.
مدونة حرة مهتمة بالشئون الكنسية وأخبار التنصير في كل الدنيا ، تعني بفضائح المنصرين والكنائس في كل العالم ، تعري وتكشف مخططات التنصير المتوحشة ، تكشف وتفضح المنصرين وأساليبهم الحقيرة نثبت أنه لو كان معتقد من عند الله ما فضحهم الله ، إنها مدونة تناقش بكل أدب واحترام كل ما يتعلق بالكنيسة والتنصير اياً كان وفي أي مكان ندخل دهاليز الكنائس ونكشف الفضائح خلف جدران الأديرة ، تعرض العلاقات السرية داخل حصون الأديرة والكنائس المقدسة ، ننقل لكم بقلم حر ورأي مستنير فضائح المنصرين
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك ٢٣ تعليقًا:
برغم الصحائف المشرقة التي تؤكد مبادئ العدالة والسماحة التي جاء بها الإسلام، وبرغم التاريخ الحافل بالتسامح الفذ في شتى صوره ومظاهره رأينا بعض المستشرقين أثاروا بعض شبهات جمعوها من هنا وهناك، وحسبوها تشوِّه هذا الموقف الناصع، والتاريخ الرائع. والحقيقة أن هذه المسائل التي أثيرت حولها تلك الشبهات لو فهمت على وجهها، ووُضعت في زمنها وإطارها، لكانت مأثرة للإسلام وأمته في علاقاته مع أهل الذمة.
فمن هذه الشبهات التي يثيرها المبشرون والمستشرقون قضية الجزية التي غُلِّفت بظلال كئيبة، وتفسيرات سوداء، جعلت أهل الذمة يفزعون من مجرد ذكر اسمها، فهي في نظرهم ضريبة ذل وهوان، وعقوبة فُرِضت عليهم مقابل الامتناع عن الإسلام.
وقد بيَّنتُ فيما سبق وجه إيجاب الجزية على الذميين، وأنها بدل عن فريضتين فُرِضتا على المسلمين وهما: فريضة الجهاد وفريضة الزكاة، ونظرًا للطبيعة الدينية لهاتين الفريضتين لم يُلزم بهما غير المسلمين.
على أنه في حالة اشتراك الذميين في الخدمة العسكرية والدفاع عن الحَوْزَة مع المسلمين فإن الجزية تسقط عنهم.
كما أني بحثت في كتابي "فقه الزكاة" مدى جواز أخذ ضريبة من أهل الذمة بمقدار الزكاة، ليتساووا بالمسلمين في الالتزامات المالية، وإن لم تُسمَّ "زكاة" نظرًا لحساسية هذا العنوان بالنظر إلى الفريقين. ولا يلزم أيضًا أن تسمى "جزية" ماداموا يأنفون من ذلك. وقد أخذ عمر من نصارى بنى تغلب الجزية باسم الصدقة تألفًا لهم، واعتبارًا بالمسميات لا بالأسماء (انظر كتابنا فقه الزكاة ج 1 ص 98-104).
وزيادة في الإيضاح والبيان، ودفعًا لكل شبهة، وردًا لأية فرية، يسرني أن أسجل هنا ما كتبه المؤرخ المعروف سير توماس و. أرنولد في كتابه "الدعوة إلى الإسلام" عن الغرض من فرض الجزية وعلى مَن فُرضت. قال: (الدعوة إلى الإسلام ص 79-81 ط. ثالثة ـ مكتبة النهضة ـ ترجمة الدكاترة : حسن إبراهيم حسن، وإسماعيل النحراوي، وعبد المجيد عابدين). "ولم يكن الغرض من فرض هذه الضريبة على المسيحيين ـ كما يريدنا بعض الباحثين على الظن ـ لونًا من ألوان العقاب لامتناعهم عن قبول الإسلام، وإنما كانوا يؤدونها مع سائر أهل الذمة. وهم غير المسلمين من رعايا الدولة الذين كانت تحول ديانتهم بينهم وبين الخدمة في الجيش، في مقابل الحماية التي كفلتها لهم سيوف المسلمين. ولما قَدَّمَ أهل الحيرة المال المتفق عليه، ذكروا صراحة أنهم دفعوا هذه الجزية على شريطة: "أن يمنعونا وأميرهم البغي من المسلمين وغيرهم" (الطبري ج1 ص2055).
كذلك حدث أن سجل خالد في المعاهدة التي أبرمها مع بعض أهالي المدن المجاورة للحيرة قوله: "فإن منعناكم فلنا الجزية وإلا فلا" (الطبري ج1 ص2050).
ويمكن الحكم على مدى اعتراف المسلمين الصريح بهذا الشرط، من تلك الحادثة التي وقعت في عهد الخليفة عمر. لما حشد الإمبراطور هرقل جيشًا ضخمًا لصد قوات المسلمين المحتلة، كان لزامًا على المسلمين ـ نتيجة لما حدث ـ أن يركزوا كل نشاطهم في المعركة التي أحدقت بهم. فلما علم بذلك أبو عبيدة قائد العرب كتب إلى عمال المدن المفتوحة في الشام يأمرهم برد ما جُبىِ من الجزية من هذه المدن، وكتب إلى الناس يقول: "إنما رددنا عليكم أموالكم لأنه بلغنا ما جُمع لنا من الجموع، وأنكم قد اشترطتم علينا أن نمنعكم وإنّا لا نقدر على ذلك، وقد رددنا عليكم ما أخذنا منكم، ونحن لكم على الشرط، وما كتبنا بيننا وبينكم إن نصرنا الله عليهم". وبذلك ردت مبالغ طائلة من مال الدولة، فدعا المسيحيون بالبركة لرؤساء المسلمين، وقالوا: "ردكم الله علينا، ونصركم عليهم (أي على الروم).. فلو كانوا هم، لم يردوا علينا شيئًا، وأخذوا كل شيء بقي لنا". (أبو يوسف ص81).
وقد فُرِضت الجزية ـ كما ذكرنا ـ على القادرين من الذكور مقابل الخدمة العسكرية التي كانوا يطالبون بها لو كانوا مسلمين، ومن الواضح أن أي جماعة مسيحية كانت تعفى من أداء هذه الضريبة إذا ما دخلت في خدمة الجيش الإسلامي وكانت الحال على هذا النحو مع قبيلة (الجراجمة) وهي مسيحية كانت تقيم بجوار أنطاكية، سالمت المسلمين وتعهدت أن تكون عونًا لهم، وأن تقاتل معهم في مغازيهم، على شريطة ألا تؤخذ بالجزية، وأن تعطى نصيبها من الغنائم. (البلاذري ص159 -ص217و . 22ط، بيروت).
على حدود تلك البلاد، وأُعفيت من أداء الجزية مقابل الخدمة العسكرية. (الطبري جـ1 ص2665).
ونجد أمثلة شبيهة بهذه للإعفاء من الجزية في حالة المسيحيين الذين عملوا في الجيش أو الأسطول في ظل الحكم التركي. مثال ذلك ما عومل به أهل ميغاريا (Migaria ) وهم جماعة من مسيحي ألبانيا الذين أعفوا من أداء هذه الضريبة على شريطة أن يقدموا جماعة من الرجال المسلحين لحراسة الدروب على جبال (Cithaeron) و (Geraned) التي كانت تؤدى إلى خليج كورنته، وكان المسيحيون الذين استخدموا طلائع لمقدمة الجيش التركي، لإصلاح الطرق وإقامة الجسور، قد أعفوا من أداء الخراج، ومُنِحوا هبات من الأرض معفاة من جميع الضرائب. (وهو يسميهم: Mncellim،Marsigli vol.i.,p 86).
وكذلك لم يدفع أهالي (Hydra) المسيحيون ضرائب مباشرة للسلطان، وإنما قدموا مقابلها فرقة من مائتين وخمسين من أشداء رجال الأسطول، كان ينفق عليهم من بيت المال في تلك الناحية. (Finlay Vol vi, pp 30 - 33).
وقد أعفي أيضًا من الضريبة أهالي رومانيا الجنوبية الذين يطلق عليهم (Armatoli)ه(Lazar, p56) وكانوا يؤلفون عنصرًا هامًا من عناصر القوة في الجيش التركي خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين، ثم المرديون (Mirdites) وهم قبيلة كاثولوليكية ألبانية كانت تحتل الجبال الواقعة شمال إسكدرا (Scutari) وكان ذلك على شريطة أن يقدموا فرقة مسلحة في زمن الحرب.(De Lajanquiere p14) وبتلك الروح ذاتها لم تقرر جزية الرؤوس على نصارى الإغريق الذين أشرفوا على القناطر (هي نوع من القناطر تقام على أعمدة لتوصيل مياه الشرب إلى المدن، وقد كانت شائعة في الدولة الرومانية منذ القرن الأول الميلادي) التي أمدت القسطنطينية بماء الشرب (Thomas Smith, p 324) ولا على الذين كانوا في حراسة مستودعات البارود في تلك المدينة (Dorostamus, p 326) نظرًا إلى ما قدموه للدولة من خدمات. ومن جهة أخرى أعفى الفلاحون المصريون من الخدمة العسكرية على الرغم من أنهم كانوا على الإسلام، وفرضت عليهم الجزية في نظير ذلك، كما فرضت على المسيحيين. (De Lajanquuiere, P 265 ).
هذا ما سجله المؤرخ المنصف توماس أرنولد مُؤيدًا بالأدلة والمراجع الموثقة
/ د منقذ السقار
د منقذ السقار
وقد توالى الأنبياء وهم يبشرون بمقدم نبي آخر الزمان، ويذكرون صفاته وأحواله والتي من أهمها أنه ليس من بني إسرائيل كما أنه صاحب شريعة تدوم إلى الأبد، يسحق أعداءه، ودعوتُه تكون لخير جميع الأمم.
وهذه الصفات لم تتوافر في أحد ادعى النبوة سواه، ولا يمكن للنصارى حمل تلك النبوءات التي يقرون في أنها نبوءات، لا يمكن لهم أن يحملوها على غيره صلي الله عليه وسلم إذ موسى وعيسى كانا نبيين إلى بني إسرائيل فقط، وكان موسى صاحب شريعة انتصر أتباعه على أعدائهم، وأما عيسى فلم ينزل بشريعة مستقلة، إذ هو نزل بشريعة موسى وبتكميلها، فهو القائل: "لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء، ما جئت لأنقض بل لأكمل" (متى 5/17)، ولم يقيض له أن ينتصر على أعدائه، بل تزعم النصارى أنهم تمكنوا منه وصلبوه. فكيف يقال بأنه المختار الذي يسحق أعداءه وتترقبه الأمم؟
وأقدم النبوءات الكتابية الصريحة التي تحدثت عن النبي الخاتم جاءت في وصية يعقوب لبنيه قبل وفاته حين قال لهم: "ودعا يعقوب بنيه، وقال: اجتمعوا لأنبئكم بما يصيبكم في آخر الأيام، اجتمعوا واسمعوا يا بني يعقوب، وأصغوا إلى إسرائيل أبيكم ... لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى يأتي شيلون، وله يكون خضوع شعوب " (التكوين 49/10)، فهو يخبرهم عن وقت زوال الملك والشريعة عنهم في آخر الأيام.
والنص حسب ترجوم يوناثان أوضح، وفيه: "لا يتوقف الملوك والحكام من عائلة يهوذا، ولا يتوقف معلمو الشريعة من نسله حتى يجيء الملك المسيا أصغر أبنائه".( 1 )
وتختلف التراجم في ثلاث من كلمات النص، فقد أبدل البعض كلمة "قضيب" بالملك أو الصولجان، وكلها بمعنى واحد، وكذا أبدلت كلمة "مشترع" بالراسم والمدبر، وهي متقاربة بمعنى صاحب الشريعة مدبر قومه.
وأما الاختلاف الأهم فكان في كلمة "شيلون" التي أبقتها معجم الترجمات على حالها، وفي تراجم عبرانية أخرى قيل: " إلى أن يأتي المسيح "، وقد فسر القس إبراهيم لوقا "شيلون" بالمسيح، واعتبرها ترجمة صحيحة لكلمة " شيلوه " العبرية، ففيه [שִׁילֹה]، وذكرت الطبعة الأمريكية للكتاب المقدس في هامشها أن كلمة " شيلون " تعني: الأمان، أو: الذي له.
فما هو المعنى الدقيق للكلمة (شيلون) التي تدور حولها النبوءة؟
في الإجابة عن هذا السؤال يرى القس السابق والخبير في اللغات القديمة عبد الأحد داود أن كلمة " شيلون " لا تخرج في أصلها العبري عن معان، أهمها:-
1) أن تكون من الكلمة سريانية مكونة من كلمتي "بشيتا" و "لوه"، ومعنى الأولى منهما: "هو" أو "الذي"، والثانية (لوه) معناها " له "، ويصبح معنى النبوءة حسب ترجمته المفسرة: " إن الطابع الملكي المتنبئ لن ينقطع من يهوذا إلى أن يجيء الشخص الذي يخصه هذا الطابع، ويكون له خضوع الشعوب ".
2) أن تكون الكلمة محرفة من كلمة " شيلواح " ومعناها: " رسول الله " كما يعبر بالكلمة مجازاً عن الزوجة المطلقة لأنها ترسل بعيداً، وتفسير الكلمة بالرسالة مال إليه القديس جيروم، فترجم العبارة " ذلك الذي أرسل ".( 2)
وأياً كان المعنى فإن النبوءة تتحدث عن شخص تدعوه: شيلون. وليس عن المكان المسمى "شيلون" كما ادعى بعض المفسرين، فمن هو شيلون؟
وليس المقصود بزوال الملك زواله حقيقة، بل زوال أحقيته وموجبه من قبل الله، لأن زوال الملك من اليهود لم يوافق ظهور نبي، أياً كان هذا النبي، فالمقصود زوال الاصطفاء والبركة.
ولا يمكن القول بأن شيلون هو موسى، لأن ملوك يهوذا كانوا بعده بقرون، ولا يمكن القول بأنه سليمان، لأن الملك دام بعده في ذريته ولم ترفع به الشريعة، كما لم ترفع بالمسيح الذي ما جاء لنقض الناموس ولم تخضع له شعوب، بل ولا شعب اليهودية الذين بعث إليهم فقال: " لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة " (متى 15 / 24).
والمسيح عليه الصلاة والسلام لم يملك على بني إسرائيل يوماً واحداً، بل هرب منهم لما أرادوا تمليكه عليهم " لما علم أنهم مزمعون أن يأتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكاً، انصرف أيضاً إلى الجبل وحده " (يوحنا 6/15).
ولما ادعى عليه اليهود عند بيلاطس أنه يقول عن نفسه بأنه ملك نفى ذلك، وتحدث عن مملكة روحية مجازية غير حقيقية فقال: " مملكتي ليست من هذا العالم، لو كانت مملكتي من هذا العالم لكان خدامي يجاهدون لكي لا أسلم إلى اليهود " (يوحنا 18/36).
ولا يمكن أن يكون هذا النبي من بني إسرائيل، لأن مبعثه يقطع صولجان وشريعة إسرائيل كما يفهم من النص، فمن ذا يكون شيلون؟
إنه النبي الذي بشرت به هاجر وإبراهيم " يده على كل واحد " (التكوين 16/12)، والذي قال عنه النبي حزقيال: " يأتي الذي له الحكم فأعطيه إياه " (حزقيال 21/27).
وقد قال المسيح مبشراً بالذي ينسخ الشرائع بشريعته: "لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء، ما جئت لأنقض بل لأكمل، فإني الحق أقول لكم: إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل" (متى 5/17-18). هذا "الذي له الكل"، هو " الذي له الحكم ".
وهو النبي الذي يسميه بولس بالكامل، ومجيئه فقط يبطل الشريعة وينسخها "وأما النبوات فستبطل، والألسنة فستنتهي، والعلم فسيبطل، لأننا نعلم بعض العلم، ونتنبأ بعض التنبؤ، ولكن متى جاء الكامل، فحينئذ يبطل ما هو بعض" (كورنثوس (1) 12/8-10).
(1) برهان يتطلب قراراً، جوش مكدويل ، ص (175).
( 2) انظر : محمد في الكتاب المقدس، عبد الأحد داود، ص (77 - 85 ، 182 ).
آباء الكنيسة
قديسون ورهبان يردون علي شبهة الجزية
هذا ليس عنوانا لجذب الإنتباه ولكن حقيقية, وسوف أنقل أقوال النصارى بدون تعليق عدا الإشارة إلي المراجع
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطى لإنجيل متي, إصحاح 22
2. سؤاله بخصوص الجزْيَة
إن كان السيِّد قد فضح القادة الدينيّين لليهود بأمثاله لأجل توبتهم، فإنهم عِوض إصلاح موقفهم ورجوعهم عن العناد ازدادوا قسوة، فتكاتفوا معًا على مقاومته بكل طريقة.
"حينئذ ذهب الفرّيسيّون وتشاوروا لكي يصطادوه بكلمة.
فأرسلوا إليه تلاميذهم مع الهيرودسيّين، قائلين:
يا معلّم نعلم أنك صادق وتُعلم طريق الله بالحق ولا تبالي بأحد،
لأنك لا تنظر إلى وجوه الناس.
فقل لنا ماذا تظن،
أيجوز أن تُعطي جزية لقيصر أم لا؟" [15-17]
يمكننا أن نتوقَّع من الهيرودسيّين مثل هذا السؤال، إذ يهتمّون بجمع الجزية فيقدّمون منها نصيبًا لقيصر ويغتصبون الباقي لحسابهم الخاص، أمّا ما هو عجيب فإن الذين يثيرونه هم الفرّيسيّون الذين كانوا يطلبون التحرّر من الاستعمار الروماني، ويحسبون هذه الجزية علامة عبوديّة ومذلّة، ويتطلّعون إلى الهيروديسيّين كخونة ضدّ أمّتهم وناموسهم. لكن من أجل الخلاص من المسيح ومقاومة عمله كانوا يعملون مع الهيروديسيّين متجاهلين أفكارهم نحوهم التي نشأوا عليها زمانًا.
"فعلم يسوع خبثهم، وقال: لماذا تجرِّبونني يا مراءون؟" [18]. يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم: [ لقد دعاهم مُرائين حتى متى عرفوا أنه قارئ قلوب البشر لا يتجاسروا بعد أن يتمّموا خططهم.]
يكمّل السيِّد حديثه، قائلاً: "أرُوني معاملة الجزية، فقدّموا له دينارًا. فقال لهم: لمن هذه الصورة والكتابة؟. قالوا له: لقيصر. فقال لهم: أعطوا إذًا ما لقيصر لقيصر، وما لله لله. فلما سمعوا تعجّبوا وتركوه ومضوا" [19-22].
كان ذلك الموقف فرصة يُعلن فيها السيِّد مبدأً روحيًا يلتزم به تلاميذه، ألا وهو "أعطوا إذًا ما لقيصر لقيصر، وما لله لله"، والعجيب أنه قدّم إعطاء قيصر حقّه قبل إعطاء الله حقّه. التزام المسيحي بالطاعة لقيصر أو للرؤساء وتقديم حقوق الوطن عليه من ضرائب والتزامات أخرى أدبيّة وماديّة فيه شهادة حق لحساب الله نفسه. يقول القدّيس بولس: "لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة، لأنه ليس سلطان إلا من الله والسلاطين الكائنة هي مرتَّبة من الله، حتى أن من يقاوم السلطان يقاوم ترتيب الله، والمقاومون سيأخذون لأنفسهم دينونة... لذلك يلزم أن يُخضع له ليس بسبب الغضب فقط بل أيضًا بسبب الضمير، فإنكم لأجل هذا توفون الجزية أيضًا... فاعطوا الجميع حقوقهم، الجزية لمن له الجزية، الجباية لمن له الجباية، والخوف لمن له الخوف، والإكرام لمن له الإكرام" (رو 13: 1-7).
يقول القدّيس أمبروسيوس: [يلزم الخضوع له كما للرب، وعلامة الخضوع هو دفع الجزية ]، وأيضًا يقول: [ يركّز الرسول على أن نرُد له ليس فقط المال، بل الكرامة والمهابة.]
إذن ليست هنا ثنائيّة بين عطاء قيصر حقّه وعطاء الله حقّه، فإن كليهما ينبعان عن قلبٍ واحدٍ يؤمن بالشهادة لله خلال الأمانة في التزامه نحو الآخرين ونحو الله.
في هذا المبدأ أيضًا احترام الكنيسة لقيصر، تعطيه حقّه في تدبير أموره، فلا تتدخل في السياسة، وإنما تلتزم بعملها الروحي. فالكنيسة ليست دولة داخل دولة، ولا هي منعزلة عن قيصر، إنّما تحبّه وتكرمه وتعطيه حقّه. هكذا تقدّم له حقّه، لكن ليس على حساب حق الله وشهادتها له.
ويرى بعض الآباء في هذه العبارة الإلهيّة معنى رمزيًا، فإن كان قيصر يمثّل الجسد فإن الله يمثّل النفس، وكما يقول العلاّمة أوريجينوس( أوريجانوس ) : [ لنعطِ الجسد بعض الأشياء أي الضروريّات كجزية لقيصر، أمّا الأمور الخاصة بطبيعة نفوسنا والتي تقودنا للفضيلة فيجب أن نقدّمها لله.] أمّا القدّيس هيلاري أسقف بواتييه فيقول: [ لنرد لله ما هو لله أي نقدّم له الجسد والنفس والإرادة، عملة قيصر هي من الذهب وعليها ختم صورته، وعملة الله عليها صورته. لنعطِ المال لقيصر ولنحتفظ بالضمير الذي بلا عيب لله. ]
ما أحوجنا أن نفتح القلب بالروح القدس للسيِّد المسيح، فيصير بكامله له، عندئذ لا نحتاج إلى مجهود في تقديم كل حياتنا له، مقدّمين ما للمسيح للمسيح. فإن تقدَّست كل الحواس وانفتحت أبوابها لتتقبّل ما هو للمسيح تقدّم كل الحياة للمسيح. أمّا إن انفتحت أبواب الحواس لمشتهيات العالم وشهواته فلا يكون فينا ما هو للمسيح لنقدّمه له، بل نقدّم ما للعالم للعالم. في هذا يقول القدّيس هيلاري: [ إن كان ليس لقيصر شيء لدينا فلا نلتزم أن نرد له شيئًا، ولكن إن كنّا نعتمد عليه وننعم بمميزات حكمه نلتزم أن نرد ماله.] ليتنا إذن لا نكون مدينين لأحد بشيء، ولا للشيطان أو الخطيّة حتى لا نلتزم له برد الضعف، إنّما نكون مدينين لله بكل عطاياه المجّانيّة ومحبّته فنقدّم له حياتنا وحبّنا.
في أسلوب آخر يقول القدّيس أغسطينوس: [ كما يطلب قيصر صورته على العملة هكذا يطلب الله صورته فينا.] بمعنى أن من يجد صورته فينا يمتلكنا ويستعبدنا، فإن رأى الله صورته فينا لا نقدر أن نهرب منه، وإنما من حقّه أن يمتلكنا ويستعبدنا، وإن رأى العالم فينا صورته يستعبدنا ويذلِّنا تحت قدميه.
حملت صورة الله ومثاله، حتى بعد سقوطها عاد الروح القدس فختمها من جديد، لتحمل صورة الملك وسجل فيها كلمته، لنلتزم أن نقدّم للملك السماوي عُملته الروحيّة تحمل صورته وكتابته. وكما أن العُملة إن أُهملت زمانًا تحتاج إلى تنظيفها لتظهر الصورة والكتابة من جديد، هكذا بالتوبة المستمرّة تظهر صورة خالقنا متجليّة في حياتنا.
ويقدّم لنا العلاّمة أوريجينوس ( اوريجانوس ) تفسيرًا رمزيًا آخر لكلمات السيِّد هنا، إذ يقول: [ يحمل الإنسان صورتين؛ الأولى استلمها من الله عند الخلقة كما يقول سفر التكوين: "على صورة الله خلقه" (تك 1: 27)، والأخرى صورة الإنسان الترابي (1 كو 15: 49) التي أخذها بسبب عصيانه وخطيَّته عند طرده من الفردوس وقد أغراه "رئيس هذا العالم" (يو 12: 31). كما أن العُملة أو الفلس بها صورة لسلطان هذا العالم، هكذا من يتمّم أعمال رئيس الظلمة (أف 6: 12) يحمل صورته. لذلك يأمر يسوع بإرجاع هذه الصورة ونزعها عنّا حتى نتقبّل الأصل الذي عليه خلقنا مشابهيّن لله. بهذا نرد ما لقيصر لقيصر وما لله لله... بنفس المعنى يقول بولس: "كما لبسنا صورة الترابي سنلبس أيضًا صورة السماوي" (1 كو 15: 49). فالقول "اِعطوا ما لقيصر لقيصر" إنّما يعني: [اتركوا صورة الترابي، اِلقوا عنكم الصورة الأرضيّة لتنعموا بصورة الإنسان السماوي، عندئذ تعطوا ما لله لله.]
( ص 8, 9, 10 )
ويقول القمص تادرس يعقوب ملطى في تفسيره للوقا 20
في تقديم فكر الآباء لمثل هذا النص في إنجيليّ متى ومرقس قلنا أن السيد المسيح هنا يقدم للإنسان مبدأ وطنيًا هامًا. فلكي يتمجد الله فيه يلزمه أن يقدم ما لقيصر لقيصر، يعطي للدولة حقها عليه، بل ويلتزم بإعطاء كل من يتعامل معهم حقوقهم المادية والمعنوية والاجتماعية. عبادتنا لله لا تكون علي حساب الآخرين، بل حبنا وخضوعنا وعطاؤنا للغير هو جزء لا يتجزأ من حياتنا الروحية، يتكامل مع عبادتنا لله. نعطي الآخرين، ليس خوفًا منهم، ولا مداهنة لهم، ولكن شهادة حق داخلي لأمانتنا وحبنا للرب نفسه.
لنعطِ أيضًا ما لقيصر لقيصر، وما لله لله، بمعنى أننا نقدم للجسد ما له من التزام نحونا وما للروح للروح. فحياتنا الروحية ليست تحطيمًا لجسدنا (قيصر) وإنما هي تقديس له.
يقول القديس يوستين الشهيد
في كل موضع نحن أكثر استعدادًا من الناس في دفع الضريبة المفروضة علينا، سواء العادية (السنوية) أو الطارئة... نحن نرد العبادة لله، أما الأمور الأخرى فنقدمها بسرور، نخدمكم ونتعرف عليكم كملوك وولاة على الناس، ونصلي لأجل سلطانكم الملوكي لكي يكون حكمكم عادلاً.
ويقول العلامة ترتليانوس
لترجع صورة قيصر التي على العملة لقيصر، وصورة الله التي على الإنسان (تك 1: 26، 27؛ 9: 6؛ 1كو 11: 7) ترجع لله. هكذا بالحق يُرد المال لقيصر وأما نفوسكم فلله.
ويقول العلامة أوريجينوس ( أوريجانوس )
لنتبع كلام المخلص لا كمعنى أدبي صرف وبسيط "أعطوا ما لقيصر لقيصر، وما لله لله"، أي ادفعوا الضريبة التي عليكم، لكن من منا يعترض على دفع الضريبة الخاصة بقيصر؟! إذن هذه العبارة تحوي أسرارًا ومعنى خفيًا.
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطى
كنيسة الشهيد ماري جرجس بإسبورتينج
الصور والأيقونات
اعداد : القمص بيشوى ناثان
ينكر البروتستانت ما فى الكنيسة من صور وأيقونات ، ( وما عند الكاثوليك من تماثيل ) ويعتبرون كل ذلك ضد الوصية الثانية ، وحاول أن ترد على ذلك مبيناً حكمة الكنيسة في وجود الأيقونات فيها والفوائد الروحية من ذلك ؟
ج – أ + يعتبر البروتستانت أن الصور والأيقونات واستخدامها ضد الوصية الثانية القائلة : " لا تصنع لك تمثالاً منحوتاً ولا صورة ما مما في السماء من فوق ، وما في الأرض من تحت ، وما في الماء من تحت الأرض . ولا تسجد لهن ولا تعبدهن ( حز20 : 4 ، 5 ، تث5 : 8 ، 9 ) .
ب + وقد قامت حرب ضد الايقونات في القرن الثامن الميلادى سنة 726م أيام الأمبراطور ليو الثالث ، واستمرت بضعة قرون وهدأت .
ثم عادت مرة أخرى في البروتستانتية منذ القرنين الخامس عشر والسادس عشر واستمرت في معتقداهم حتى الأن .
ج + ولكننا نرد عليهم ، وبنين حكمة الكنيسة في استخدام الصور والأيقونات ، والفوائد الروحية من ذلك كما يأتى :
1 – إن الحكمة الألهية ، والهدف من الوصية الثانية من الوصايا العشرة ، وهو يقول كان الغرض بعيداً تماماً عن العبادة ، ولا تكون الوصية قد كسرت ، والوصية المقصود بها الروح لا الحرف لآن " الحرف يقتل " ( 2كو3 : 6 ) .
2 – ولاشك ان هذا المنع كان في عصر أنتشرت فيه الوثنية .. وكانت هناك خوف على المؤمنين من التماثيل أو نحن أى حجرة لصورة ما .. حتى لا يرتد الناس إلى الوثنية ..
3 – وكما أمر الرب في الوصية بعدم نحن أى صورة أو تمثال قائلاً : " لاتسجد لهن ولا تعبد هن " هو ذاته له المجد أمر موسى ، عند ضربة الحيات المحرقة ، بأن يضع حية نحاسية ويضعها على ثراية " فكل من لدغ ونظر إليها يحيات " ( عد21 : 8 ) فصنع منوسى كما امره الرب ، ولم يعتبر ذلك مخالفة للوصية ، بل أن هذا أيضاً كان رمزاً لصلب المسيح له المجد ( يو3 : 14 ) .
4 – وعندما أمر الرب موسى يصنع تابوت العهد ، امره بصنع كاروبين من ذهب فوقه ( حز25 : 17 – 22 ) وكان نحت التماثيل للكاروبين بأمر إلهى .
5 – ونفس الإسلوب صنع سليمان في بناء الهيكل وتزينه غذ عمل كاروبين من خشب الزيتون ( 1مل6 : 23 – 28 ) .
6 – ولم يقتصر المر على الكاروبين بل زين البيت وحيكانه ورسمها نقشاً بنقر كاروبين ونخيل وبراعم زهور من داخل وخارج ( 1مل6 : 32 – 35 ) . وكانت البيت كله مزيناً بالصورةوالرسوم والتماثيل وحفظ الناس الوصية ، وعبدوا الرب ، ولم يعبدأو أو يسجدوا للصور والتماثيل والرسوم ...
7 – ويذكر لنا الكتاب المقدس أن يشوع بن نون سجد امام تابوت العهد حينما انهزم الشعب في عاى ( يش7 : 6 ) ، ولم يخطئ يشوع في ذلك لأنه لم يكن يعبد التابوت بل الرب الذى يحل عليه ويكلنه من بين الكاروبين على التابوت . وهكذا لم يخطئ داود عندما احتفل برجوع التابوا بكل إكرام ورقص قدامه ( 2صم6 : 12 – 15 ) .
8 – ونحن لا نعبد الصور والايقونات وأنما نكرمها ونكرم اصحابها حسب قول الرب : " أن كان احد يخدمنى ، يكرمه الأب " ( يو12 : 26 ) .
9 – ونفس الكلام نقوله عن الصليب ورسمه وصورته وخشبته ، كما قال ماربولس الرسول : " أنتم الذين أمام عيونكم قد رسم يسوع المسيح بينكم مصلوباً ( غل3 :1 )
10 – ونحن نشكر الله أن اخوتنا البروتستانت يرفعون الصليب حالياً فوق كنائسهم ويرسموه ويوصره ويبرزوه على منابرهمك دون أن يعتبروه تمثالاً منحوتاً .
11 – وكذلك يوزعون صوراً في مدارس الأحد ويكونو بذلك قد كثرو الوصية الثانية .
12 – فللصور تأثير كثير في الشرح والأيضاح وتترك أثراً عميقاً في النفس اكثر من العظة أو القراءة أو مجرد الاستماع لا سيما عند الأطفال والعامة من المؤمنين .
13 – ونحن في أكرام الصور ، إنكرم اصحابها وحينما نقبل الأنجيل أنما نظهر حبنا لكلمة الله ولله الذى اعطانا وصايا لارشادنا وحينما نسجد للصليب فأنما نسجد للمصلوب عليه .
14 – والصور والآيقونات يرجع استعمالها أيضاً للعصر الرسولى نفسه فالقديس لوقا الأنجيلى كان رسماً وقد رسم صوره أو اكثر للسيدة العذراء القديسه مريم ويروى التقليد كيف ألأن صورة السيد المسيح قد انطبعت فوق منديل وأقوى عصور الإيمان كانت حافلا بايقونات يوقرها الناس دون ان تضعف إيمانهم بل كانت على العكس تقويه .
15 – وفي عمل الصور والآيقونات فورسه لرجال الف في المساهما لتنشيط الحياة الروحية للناس بما تتركه الصور والأيقونات من اثر في النفوس والمشاعر وما تقدمه لهم من حياة القديسين وتأثيرها .
نقلا عن : مذكرات فى علم اللاهوت المقارن وأسرار الكنيسة السبعة
الرجوع الي
العقيدة المسيحية
.. شعر محمد الأمين محمد الهادي
أودعـوني في السجـون
أشنـقـونـي واخـنـقــوني
حـرمـوا همــس الـجفون
حطموا رأسي وعـظــمي
قـطـعـــوا حـبل الـوتــين
كـمـمـوا صـوتـي ونــطقي
حـاولـوا أن تـــسكــتوني
لــن تــروا مـــني هــوانا
غـــير عـــزمــي ويـــقيني
لــن تـروا إلا صمــودا
لـم يــلن عـبر الـــقـرون
كـــيــف لا واللــه ربـــي
جـــعل الإســـلام ديـــني
… … …
هـــــــددوني بالرصاصـــات
الــــــــتي في البنــــدقـــــــــيــــة
مـــــــزقــوا جـســـمي بألـف
بــــــــعد آلاف شــــظـــــــــية
وجــــــــهوا نحــــــوي ا لمدي
أو فــــــوهــات الـــمدفـــعية
لــــــــن أذل ولـــــــن ألـــــــــين
للـــــــــطــــغــاة الهــــــمـجــية
إنــــــني أحمــــــل روحـــــــي
فـــــــوق كـــــــفي كالــــــهدية
إنــــــــني أهــــــــدي حيــاتي
ومــــماتــــــــــي للـــــقـــــضية
إنـــــــــني جـــــــند لـــــــــربي
لــــــست جــــــند الإمـــعية
… … …
إنــــــــــني الإســــــــــــلام لا لا
لــــــــست أفـــــــنى في الــقيود
لا ولا الــــــتـــعـذيـــب يــــــثني
عــــــــــزمـــــي المـاضي العنيد
حــــــــاولـــــــوا أن تــــــقـتـلوني
تـــــعـــــدمـــونــي مــن وجودي
لن تــــــــــطولوا خنق صــــوتي
مــــــــــا بـــذلــــتم مــــن جـهود
إنـــــــني كالغــــــــصــــــــن إمــــا
جـــــــــــز أفـــــرع مــن جديد
شـــــــامخــــــا دومــــا سأبقى
كالـــــــــرواسي والحــــــــــديد
وشــــــــرايـــــــــــــيني ســتبقى
رافــــــــــــــــــدات للـــــــوريــد
إنـــــــــني الإســــلام أمــــشــي
رافـــــــــــع الـــــــرأس مــــهيــبا
مـــــشـــــرئـــــب الهــــام أدوي
عــــــازفـــــــا لحــــني العجـيــبا
هــــــاتـــفــا ,,الله أكــــــــــــبر
وبــــــــه أغـــــــشى الخـــــطوبا
أنــــــــشر الضـــــــــــــوء لأجلو
ظـــــــــلمة تــــــــغــشى القـلوبا
فالجـــــــــــديب القـفـــريضحى
بالـــــــهدى مــــرعى خصــيبا
أمـــــــــلأ الأكـــــوان عــــــــدلا
إن لـــــي صـــــــدرا رحـيـبـا
في الفـــــــضــــــا والأفـق تـعـلو
رايـــــــتي تــــــرعى الشــعــوبـا
محمد الأمين محمد الهادي
- الدليل والبرهان
الدكتور / موريس بوكاي
تعالَوْا أخيرًا نعقد مقارنة بين النصوص القرآنية ونصوص الكتاب المقدس ، وقد تناولنا لمحة من ذلك في معرض الحديث عن نشأة الكون ؛ حيث ظهر بجلاء مدى تطابق النص القرآني مع المعارف الحديثة على عكس مقولات الكتاب المقدس، والتي نعرف جميعًا أنها من وضع مجامع القسس حتى القرن السادس بعد الميلاد ، ومن ثم نسبتها إلى ما يسمى المجامع المسكونية [1]] .
ولم يهتم واضعوها إلا بتقديم الموعظة، وبهدف محدد هو : الدعوة إلى مراعاة الواجبات الدينية .
وكان هذا الوضع أو "التأليف" – من وجهة نظر الواضعين – هدفًا مشروعًا تمامًا ؛ على حَدّ قول الأب "دي فو" المدير السابق لمعهد الكتاب المقدس بالقدس ، ويضم الكتاب المقدس أيضًا فقرات قصيرة أخرى عن "نشأة الكون" فيما يسمى بالنص اليهودي ، الذي يتناول الموضوع من زاوية أخرى تمامًا ، وكلا النّصين مأخوذ من سِفْر التكوين ، أى ما يسمى بالأسفار الخمسة ، العهد القديم (التوراة) ، والتي يفترض أنها جاءت على لسان موسى – عليه السلام – إلا أنه من المعروف أن هذه النصوص قد حرفت كثيرًا قبل أن تصل إلينا بصورتها الراهنة ! .
أبرز ما جاء في نصوص المجامع هذه في سفر التكوين :
ومن أبرز ما جاء في نصوص المجامع هذه في سفر التكوين : "السرد التاريخى لنسل آدم"، وهو سرد أصبح لا يُعْتَدّ به من وجهتي النظر : العلمية والتاريخية .
وقد نقل كل من "مَتَّى" و"لوقا" في إنجيليهما هذا السرد عند الحديث عن نسب عيسى – عليه السلام [2]] :
أحدهما – ابتداء من آدم (إنجيل لوقا) .
والآخر – ابتداء من إبراهيم (إنجيل متى) .
وقد أثبت العلم الخطأ الفادح في هذه النصوص فيما ذكرته عن تاريخ بدء الحياة على الأرض ، ثم تاريخ ظهور الإنسان، بما يتناقض تمامًا مع ما أكده العلم الحديث من تقديرات ، بينما سلم النص القرآني تمامًا من هذه الأخطاء والتناقضات .
عمر الحياة على الأرض :
أما بالنسبة لعمر الحياة على الأرض ، فإن التقويم اليهودي المستنتج من سلسلة نسب آدم بالكتاب المقدس – يفترض أن عمر الأرض في يومنا هذا حوالي 5738 عامًا ؛ وهو تقدير يتناقض مع الحقائق العلمية المؤكدة ، والتي تقدر عمر المجموعة الشمسية بأكثر من أربعة بلايين عام ، واكتشاف آثار لوجود الإنسان على الأرض منذ عشرات الآلاف من السنين ، وهنا يتبين لنا من جديد سلامة النص القرآني من أي إدعاءات تتناقض مع العلم والتاريخ !
اتفاق القرآن مع المفاهيم الحديثة وتناقض غيره من النصوص معها :
وقد رأينا إلى أي مَدًى يتفق القرآن مع المفاهيم الحديثة في نشأة الكون، بينما تتناقض نصوص الكتاب المقدس مع العلم ، وخاصة عندما تتحدث عن بدء خلق السموات والأرض بظهور الماء، ثم عن خلق "النور" في اليوم الأول ، قبل خلق النجوم (مصدر هذا النور) في اليوم الرابع ، ثم عن خلق الليل والنهار (قبل خلق الشمس والقمر في اليوم الثالث) ، وكذلك عن خلق الأرض في اليوم الرابع ، وعن ظهور الوحوش على الأرض في اليوم السادس، بعد ظهور الطيور في السماء في اليوم الخامس (وهو عكس الترتيب المفهوم) [3][3].
إلام ترجع هذه التناقضات ؟
وترجع هذه التناقضات إلى أن هذه المقولات إنما تمثل حصيلة الأفكار البشرية السائدة في القرن السادس الميلادي .
قصـة الطـوفـان :
ويظهر التباين بشدة بين النصوص القرآنية والكتاب المقدس في موضوع : الطوفان ؛ حيث جاءت رواية الكتاب المقدس عن روايتين مختلفتين؛ وتشير إلى أن الطوفان قد عم العالم بأسره [4][4] قبل عهد إبراهيم – عليه السلام – بحوالي ثلاثمائة عام؛ أي حوالب القرن الحادي أو الثاني والعشرين قبل الميلاد !
وفي ذلك تناقض صارخ مع الحقائق التاريخية ؛ إذ كيف نتخيل غرق حضارات العالم بأسره في ذلك العصر الذي يناظر عصر ما قبل المملكة الوسطى بمصر، أي بين الأسرتين : العاشرة والحادية عشرة .
من هنا فإن المعارف الحديثة ترفض قبول ما جاء بالكتاب المقدس ؛ بينما نلمس صدق القرآن الكريم الذي يقرر أن الطوفان كان مقصورًا على قوم نوح – عليه السلام – عقابًا لهم على ما ارتكبوه من إصرار على الكفر والمعاصي ؛ شأنهم في ذلك شأن غيرهم من الأمم في مناسبات أخرى !
ولم يذكر القرآن تاريخًا محدَّدًا لحدوث الطوفان سوى أنه كان في عهد نوح – عليه السلام – وليس فيه ثَمةَ ما يتعارض مع الدراسات التاريخية والأثرية .
------------------------
[1] الكتاب المقدس لدى اليهود والنصارى - بعهديه القديم والجديد - إنما هو مجموعة من الكتب والرسائل والرؤى، ألفها عدد كبير من المؤلفين، عبر قرون عديدة بعد وفاة كل من موسى وعيسى عليهما السلام ، أما التوراة والإنجيل اللذان نزلا عليهما فلا أثر لهما الآن إلا في طيات عبارات محدودة في مواضع من الأسفار الخمسة من العهد القديم منسوبة إلى موسى عليه السلام ، وفي سيرة المسيح المعروفة باسم الأناجيل الأربعة ، ولم تسلم هذه النصوص من التحريف والتبديل عمدًا أو عفوا بفعل الخطأ والنسيان والترجمة عن لغتها الأصلية .
[2] من المدهش أن كلا من إنجيل متى وإنجيل لوقا قد تناولا نسب عيسى من جهة يوسف النجار خطيب أمه العذراء البتول مريم ؛ وما هو بأبيه!!، ويختلف الإنجيلان اختلافا بينا في سردهما لسلسلة النسب حتى داود عليه السلام، سواء في طول السلسلة أو في تحديد أفرادها .
[3] من العهد القديم (تكوين 1 ، 2) :في البَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ ، وَإذْ كَانَتِ الأرْضُ مُشَوَّشَةٌ وَمُقْفَرَةٌ وَتَكْتَنِفُ الظُلْمَة وَجْهَ المِيَاهِ ، وَإذْ كَانَ رُوحُ اللهِ يُرَفْرِفُ عَلى سَطْحِ المِيَاهِ ، أمَرَ اللهُ : "لِيَكُنْ نُورٌ"، فصَارَ نُورٌ وَرَأى اللهُ النُورَ فَاسْتَحْسَنهُ وَفصَلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الظَّلامِ. وَسَمَّى اللهُ النُّورَ نَهَارًا ، أمَّا الظَّلامُ فَسَمَّاهُ ليْلاً . وَهَكَذَا جَاءَ مَسَاءٌ أَعْقَبَهُ صَبَاحٌ، فَكَانَ الْيَوْمَ الأَوَّلَ. ثُمَّ أَمَرَ اللهُ : "لِيَكُنْ جَلَدٌ يَحْجُزُ بَيْنَ مِيَاهٍ وَمِيَاه. فَخَلَقَ اللهُ الْجَلَدَ، وَفَرَّقَ بَيْنَ الْمِيَاهِ الْتِي تحْمِلُهَا السُّحُبُ وَالْمِيَاهِ الْتِي تغْمُرُ الأرْضَ. وَهَكَذَا كَانَ وَسَمَّى اللهُ الْجَلَدَ سَمَاءً. ثُمَّ جَاءَ مَسَاءٌ أَعْقَبَهُ صَبَاحٌ فَكَانَ الْيَوْمَ الثَّانِي. ثُمَّ أَمَرَ اللهُ : "لِتتجَمَّع الْمِيَاهُ الْتي تحْتَ السَّمَاء إلى مَوْضِعٍ وَاحِدٍ، وَلْتَظْهَرِ الْيَابِسَةُ". وَهَكَذَا كَانَ. وَسَمَّى اللهُ الْيَابِسَةَ أَرْضًا وَالْمِيَاهَ الْمُجْتمِعَة بحَارًا . وَرَأى اللهُ ذَلِكَ فَاسْتحْسَنَهُ . وأمَرَ اللهُ : "لتنبت الأرض عشبا وبقلا مبزرا، وشجراً مثمرًا فيه بزره الذي ينتجُ ثمرا كجنسه في الأرض". وهكذا كان فأنبتت الأرض كل أنواع الأعشاب والبقول التي تحمل بزورًا من جنسها، والأشجار التي تحمل أثمارًا ذات بذور من جنسها. ورأى الله ذلك فاستحسنه . وجاء مساء أعقبه صباح فكان اليوم الثالث. ثم أمر الله : "لتكن أنوار في جلد السماء لتفرق بين النهار والليل ، فتكون علامات لتحديد أزمنة وأيام وسنين. وتكون أيضا أنوارا في جلد السماء لتضيء الأرض". وهكذا كان وخلق الله نورين عظيمين، النور الأكبر ليشرق في النهار، والنور الأصغر ليضيء في الليل، كما خلق النجوم أيضا ، وجعلها الله في جلد السماء لتضيء الأرض. لتتحكم بالنهار وبالليل ولتفرق بين النور والظلام. ورأى الله ذلك فاستحسنه . وجاء مساء أعقبه صباح فكان اليوم الرابع. ثم أمر الله: "لتزخر المياه بشتى الحيوانات الحية ولتحلق الطيور فوق الأرض عبر فضاء السماء. وهكذا خلق الله الحيوانات المائية الضخمة، والكائنات الحية التي اكتظت بها المياه، كلا حسب أجناسها، وأيضا الطيور وفقا لأنواعها. ورأى الله ذلك فاستحسنه. وباركها الله قائلا : "انتجي، وتكاثري واملأي مياه البحار. ولتتكاثر الطيور فوق الأرض . ثم جاء مساء أعقبه صباح فكان اليوم الخامس ثم أمر الله: "لتخرج الأرض كائنات حية، كلا حسب جنسها، من بهائم وزواحف ووحوش وفقا لأنواعها". وهكذا كان. فخلق الله وحوش الأرض، والبهائم والزواحف، كلا حسب نوعها. ورأى الله ذلك فاستحسنه ثم قال الله: "لنصنع الإنسان على صورتنا، كمثالنا، فيتسلط على سمك البحر، وعلى طير السماء، وعلى الأرض، وعلى كل زاحف يزحف عليها". فخلق الله الإنسان على صورته. على صورة الله خلقه. ذكرا وأنثى خلقهم وباركهم الله قائلا لهم: "أثمروا وتكاثروا واملئوا الأرض وأخضعوها. وتسلطوا على سمك البحر، وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يتحرك على الأرض. ثم قال لهم: "إني قد أعطيتكم كل أصناف البقول المبزرة المنتشرة على كل سطح الأرض، وكل شجر مثمر مبزر، لتكون لكم طعاما أما العشب الأخضر فقد جعلته طعاما لكل من وحوش الأرض وطيور السماء والحيوانات الزاحفة، ولكل ما فيه نسمة حياة" . وهكذا كان. ورأى الله ما خلقه فاستحسنه جدا. ثم جاء مساء أعقبه صباح فكان اليوم السادس وهكذا اكتملت السماوات والأرض بكل ما فيها. وفي اليوم السابع أتم الله عمله الذي قام به، فاستراح فيه من جميع ما عمله وبارك الله اليوم السابع وقدسه، لأنه استراح فيه من جميع أعمال الخلق" .
[4] جاء في سفر التكوين : "فها أنا آتٍ بطوفان الماء على الأرض لأهلك كل جسد فيه روح حياة من تحت السماء" (6 / 18)، ثم: "فمحى الله كل قائم كان على وجه الأرض: الناس والبهائم والدبابات وطيور السماء" (7 / 34) .
من كتاب القرآن والعلم الحديث
ترجمة الدكتور نبيل عبد السلام هارون
- الدليل والبرهان
د . عبدالمجيد الزندانى
كلام الله شاهد برسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم
س : هل يشهد كلام الله لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم بالرسالة؟
ج : نعم ، فالقرآن يذكر أن محمداً رسول الله .
قال تعالى :?مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ?[الفتح:29] .
س : هذا كلام يقنع المؤمن بأن القرآن كلام الله . فكيف بالذين لا يؤمنون بأن القرآن كلام الله؟
ج : القرآن نفسه يقنعه بأنه كلام الله؟
س : وكيف ذلك؟
ج : إن كلام الخالق لا بد أن يختلف عن كلام البشر ، فإذا تأمل عاقل بإنصاف في كلام الناس ، وفي كلام الله المكتوب في القرآن ، فسيجد خصائص الكلام الإلهي واضحة بينة ، كما سيرى الفرق الكبير بين كلام البشر وكلام الله، وسيعرف عندئذ أن القرآن الذي يشهد لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم بالرسالة ?إن هو إلا وحي يوحى? وليس حديثاً مفترى.
بلاغة القرآن وفصاحته:
س : ما هي الخصائص والصفات التي امتاز بها القرآن على كل كلام بشري؟
ج : ما امتاز به القرآن (الكلام الإلهي) عن الكلام البشري كثير نذكر منه :
بلاغة القرآن ، وفصاحته التي أعجزت الأولين والآخرين والتي ما كان يسمعها أحد من فصحاء العرب ـ زمن الرسالة ـ إلا ودخل الإسلام في قلبه ، وعرف أن القرآن كلام الله، لا يقدر أحد أن يأتي بمثله ، مهما بلغ من العلم ، والفصاحة ، فيعلم أنه لم يجره على لسان الأمي الذي لم يقرأ ولم يكتب أحد إلا الله سبحانه وتعالى .
ولذلك فقد اجتمع الكفار ، وتدارسوا فيما بينهم ، كيف يقاومون تأثير القرآن في أنفسهم؟ فقرروا أن يسمعوا فصاحة القرآن وبلاغته: سحراً من سمعه سحرته. قال تعالى حاكياً ما قاله الوليد بن المغيرة (مستشار) الكفار في هذا الأمر:
?ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ?[المدثر : 23-25] . فكان وصفهم لكلام الله بالسحر أول وسيلة لمقاومة تأثيره في نفوسهم . والوسيلة الثانية منع كل واحد منهم أن يستمع للقرآن . قال تعالى :?وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ?[فصلت: 26].
وذلك خشية أن يعرف العرب معجزة القرآن الظاهرة في بلاغته المؤثرة في النفوس والعقول فيشهدوا أن محمداً صلى الله عليه وآله وسلم رسول الله.
وقد أسلم أكثر المشركين عندما سمعوا شيئاً من كتاب الله أما من بقي على كفره، فلم ينكر بلاغة القرآن وفصاحته التي لا تدانيها أي بلاغة إنسانية، وإنما سمعوا ذلك سحراً يسحر من سمعه. وهي شهادة في نفس الوقت بعظمة القرآن وسموه على كل كلام .
س : ولماذا لا ندرك نحن في هذا الزمان بلاغة القرآن وفصاحته كما كان السابقين من العرب.
ج : السبب أن القرآن كان مفهوماً لديهم فهو قد نزل بلغتهم أما نحن فقد بعدنا عن اللغة العربية الفصحى التي بها نزل القرآن ، فأصبحنا لا نفهم كثيراً من كلمات القرآن إلا بصعوبة بالغة لكن من تعلم اللغة العربية وأجاد فنونها ، وقرأ كتاب الله عرف أن بلاغة القرآن فوق بلاغة كلام البشر وأنه لا يقدر على تلك البلاغة إلا الخالق القوى الخالص والقادر ، ومع ذلك فهناك علامة إلهية في كل سورة من كتاب الله يدركها العالم والجاهل ، ويعرف بها أن القرآن كلام الخالق الذي يخالف كلام جميع المخلوقين.
القرآن لا يخلق على كثرة الرد:
س : وما هي هذه المعجزة الإلهية التي يراها ويدركها العالم والجاهل في كتاب الله؟
ج : تلك المعجزة هي : أن هذا القرآن جديد دائماً لا يبلى مهما كرره الإنسان وردده. إن أي قطعة نثرية أو شعرية من كلام البشر لا تلبث أن تبلى إذا كررت على مسمع الإنسان مرتين أو ثلاثاً في اليوم وتصبح ممجوجة مملة إذا كررت عليه في كل يوم ثلاث مرات لمدة شهر. وهذا ينطبق على كل قول من أقوال البشر، ويعرف المغنون ذلك فيشترطون على الإذاعات عدم إذاعة أغانيهم كل يوم حتى لا تبلى تلك الأغاني وتمل
أما كلام الله فالبرغم من أنه يتكون من نفس الأحرف التي يتكون منها كلام الناس ، ويتركب من نفس الكلمات ، فإن كل مسلم يعرف أنه يردد فاتحة الكتاب كل يوم ـ إذا صلى الفروض فقط ـ سبع عشرة مرة . أما إذا صلى السنن يرددها أكثر من واحد وثلاثين مرة كل يوم . وليس لمدة شهر فقط ، بل طوال العمر كله . فما شعر مسلم يوماً ما أن الفاتحة قد أبلاها الترديد وأصبحت قديمة كما هو الحال في كلام البشر.
وبالمثل كل ما يكرره المسلمون من قصار السور وكذلك كل سورة من سور القرآن نقرؤها ونكرر قراءتها مرات ومرات ، فلا نشعر أبداً أنها قد بليت. بل لا يزال كلام الله طرياً جديداً.
شهادة بعض المنصفين الأوربيين:
س : وما هو موقف غير المسلمين من هذا؟
ج : إن من يدرس القرآن يعرف ما عرفنا ، ويرى آيات ربه ظاهرة في كتابه.
وقد درس القرآن جماعة من المستشرقين وغيرهم، بقصد الطعن فيه لحساب دولهم المستعمرة . لكن المنصفين منهم لم يلبثوا أن فارقوا دينهم ودخلوا في دين الله. بعد أن عرفوا أنه الدين الحق وهذا بعض ما قاله المنصفون من الأوربيين في القرآن:
• قال المستشرق (سيل) : " إن أسلوب القرآن جميل وفياض ومن العجيب أنه ياسر بأسلوبه أذهان المسيحيين فيجذبهم إلى تلاوته سواء في ذلك الذين آمنوا به أم الذين لم يؤمنوا به وعارضوه".
• وقال (هرشفلد): " ليس للقرآن مثيل في قوة إقناعه، وبلاغته وتركيبه، وإليه يرجع الفضل في ازدهار العلوم بكافة نواحيها في العالم الإسلامي".
• وقال الدكتور (موريس) الفرنسي : "إن القرآن أفضل كتاب أخرجته العناية الأزلية لبني البشر، وإنه كتاب لا ريب فيه".
• وقال المستشرق (ليون) : "حسب القرآن جلالة ومجداً أن الأربعة عشر قرناً التي مرت عليه، لم تستطع أن تخفف ولو بعض الشيء من أسلوبه الذي لا يزال غضاً كأن عهده بالوجود أمس" .
القرآن يتحدى والبشر يعجزون
ج : نعم ، لقد تحدى القرآن المرتابين المتشكيين وطالبهم أن يتركوا القتال والحرب ضد الإسلام والصراع الذي تزهق فيه الأنفس، وتضيع فيه الأموال وأن يأتوا بمثل سورة من القرآن ، ويدعوا من شاءوا من أنصارهم للتحكيم، فإن قدروا كان القرآن من عند محمد البشر، وإن لم يقدروا ـ ولم يقدروا ـ عرفوا أن القرآن من عند الله أوحى به إلى رسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم فليحذروا عقابه . قال تعالى :ج : نعم ، لقد تحدى القرآن المرتابين المتشكيين وطالبهم أن يتركوا القتال والحرب ضد الإسلام والصراع الذي تزهق فيه الأنفس، وتضيع فيه الأموال وأن يأتوا بمثل سورة من القرآن ، ويدعوا من شاءوا من أنصارهم للتحكيم، فإن قدروا كان القرآن من عند محمد البشر، وإن لم يقدروا ـ ولم يقدروا ـ عرفوا أن القرآن من عند الله أوحى به إلى رسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم فليحذروا عقابه . قال تعالى :?وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ?[البقرة : 23 ، 24] .
س : ما هو موقف الناس من تحدي القرآن لهم ؟
ج : موقفهم العجز الكامل ـ كما أخبر القرآن ـ حتى إن أشد أعداء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من الكفار لم يجدوا أمامهم إلا أن يقاتلوا في ميادين الحرب لعجزهم أن يأتوا بمثل سورة من القرآن .
الخلاصة
• القرآن كلام الله يشهد لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم أنه رسول الله .
• في القرآن معجزات إلهية تدل على أنه كلام الله منها فصاحته وبلاغته التي أعجزت الأولين والآخرين.
• ومنها أنه جديد دائماً لا يبلى على كثرة ترديده وتكريره.
ولقد شهد بذلك المنصفون من علماء أوربا وعرفوا عظمة القرآن وسموه على كل كلام.
• ولقد تحدى القرآن البشر أجمعين أن يأتوا بسورة منه إن كانوا مرتابين في أنه كلام الله فعجزوا وما زالوا عاجزين حتى تقوم الساعة.
من كتاب التوحيد للشيخ د . عبدالمجيد الزندانى
- الدليل والبرهان
المعجزات المحمدية
الكاتب: إسلام محمود دربالة
إن المراد من المعجزات: ما يعجز البشر عن الإتيان بمثله فيكون ما يأتي به النبي معجزًا لغيره من سائر الناس، بحيث لم يقدروا عليه أفرادًا أو جماعات؛ لأنه خارج عن طوق البشر واستطاعتهم، فإن قُرِنَ بالتحدي كان المعجزة الخاصة بالأنبياء، وإن لم يقرن بتحدًّ فهو كرامة يكرم الله تعالى بها من يشاء من أوليائه وصالحي عباده؛ إذ الفرق بين المعجزة والكرامة أن المعجزة تكون مقرونة بالتحدي غالبًا والكرامة خالية من ذلك، فالمعجزة مثبتة للنبّوة مقررة لها، إذ بها يعرف النبي الحق من المدَّعي الكاذب.
ولفظ المعجزة غير وارد في القرآن الكريم، وإنما الوارد لفظ الآية؛ لأنّ الأصل في الآية العلامة الدالة على الشيء، إذ يقول الإنسان لأخيه: فلان يقول لك: أعطني كذا أو كذا، فيقول له: ما آية ذلك؟ أي: ما علامته أنه قال: أعطه كذا أو كذا؟ فيريه خاتمه أو كتابه أو سيفه أو أي شيء خاص به فيكون ذلك آية وعلامة على صدق ما ادعاه وطالب به.
هذا وللحبيب محمد صلى الله عليه وسلم معجزات أكرمه الله تعالى بها وصدق رسالته بمثلها بلغت الألف معجزة، هكذا قرر أهل العلم إن لم تكن أكثر من ذلك وها نحن نورد ما يحضرنا منها:
وأولى تلك المعجزات أو الآيات:
القرآن الكريم
لأنه كلام الله تعالى أوحاه الله فدل ذلك على نبوته، وصدقه في رسالته؛ لأن القرآن الكريم عجز بحروفه وكلماته وتراكيبه، ومعانيه، وأخبار الغيوب التي وردت فيه، فكانت كما أخبر، كما هو معجز بالأحكام الشرعية والقضايا العقلية التي لا قبل للبشر بمثلها، مع التحدي القائم إلى اليوم بأن يأتي الإنس أو الجن متعاونين بمثله قال تعالى موحيه ومنزله: من سورة الإسراء، {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} , وتحدى العرب أرباب الفصاحة والبلاغة والبيان على أن يأتوا بعشر سورٍ مثله فما استطاعوا قال تعالى: {قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ} , وتحداهم بسورةٍ واحدةٍ من مثله فقال: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا...} نفي لقدرتهم على الإتيان بسورة مثل القرآن في مستقبل الأيام، وقد مضى حتى الآن ألف وأربعمائة سنة وسبع سنين، ولم يستطع الكافرون أن يأتوا بسورة من مثله.
وهذا كان القرآن معجزة خالدة باقية ببقاء هذه الحياة، ولذا سيخلد الإسلام ويبقى إلى نهاية الحياة؛ لأن معجزته باقية كذلك.
انشقاق القمر
فقد روى أحمد والبخاري ومسلم في صحيحيهما أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية فأراهم القمر شقَّين، قال مطعم: انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصار فرقتين: فرقة على هذا الجبل، وفرقة على هذا الجبل، فقالوا: سَحَرَنَا محمد, وأنزل الله تعالى مصداق ذلك وهو قوله تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ * وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ} .
نزول المطر بدعائه صلى الله عليه وسلم
لقد أمحلت البلاد، وأصابها قحط شديد فدخل رجل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر يخطب فاستقبل الرجل النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله، هلكت الأموال، وانقطعت السبل، فادع الله لنا يغيثنا، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه فقال: ((اللهمَّ اسقنا، اللهم اسقنا، اللهم اسقنا))، قال أنس: والله ما في السماء من سحاب ولا قزعة ولا شيء، وما بيننا وبين سلع [جبل داخل المدينة النبوية اليوم] من بيتٍ ولا دارٍ فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس، فلما توسطت السماء انتشرت، ثم أمطرت، والله ما رأينا الشمس سِتًّا، ثم دخل رجلٌ من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب فاستقبله الرجل، وقال: يا رسول الله، هلكت الأموال، وانقطعت السبل، ادع الله يمسكها، فرفع رسول الله صلى إليه عليه وسلم يديه، ثم قال: ((اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والجبال ومنابت الشجر)). قال أنس: فانقطعت، وخرجنا نمشي في الشمس.رواه البخاري ومسلم.
فهذه المعجزة وهي نزول المطر بدعائه صلى الله عليه وسلم قد كررت مرات عديدة وهي معجزة سماوية كانشقاق القمر ولا دخل لغير القدرة الإلهيّة فيها، وهي آية نبوّته صلى الله عليه وسلم ولكثرة تكرار هذه الآية كانوا يردّدون قول أبي طالب فيه:
وأبيض يُسْتَسْقَى الغمامُ بوجهه | ثمال اليتامى عصمة للأرامل
ومن معجزات الحبيب صلى الله عليه وسلم الدالة على نبوّته وصدق رسالته نبوع الماء من بين أصابعه الشريفة، فقد قال أنس بن مالك -خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم-: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحانت صلاة العصر، والتمس الناس الوَضوء [الوضوء بفتح الواو الماء يتوضَؤ به]، فلم يجدوه فأُتِيَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يَدَهُ في ذلك الإناء، وأمر الناس أن يتوضأوا منه فرأيت الماء ينبع من بين أصابعه، فتوضأ الناس حتى توضأوا من عند آخرهم، قال قتادة: قلت لأنس: كم كنتم؟ قال: زهاء ثلثمائة رجل. أخرجه البخاري ومسلم
فهذه معجزة ظاهرة؛ إذ ليس في طوق البشر أن يأتوا بمثلها، إذ لم تجر سنة الله في الكون أن الماء ينبع من بين أصابع الإنسان مهما كان إلا أن تكون آية تدل على صدق نبّوة من ادعاها، فقد كانت هذه آية نبّوته صلى الله عليه وسلم إذ وقعت في سوق المدينة العاصمة وحضرها وشهدها قرابة الثلثمائة رجل من أصدق الرجال وأذكاهم، وأتقاهم.
فيضان ماء بئر الحديبية
وروى الإمام البخاري رحمه الله من معجزاته صلى الله عليه وسلم أنه لما كان بالحديبية [مكان يبعد عن مكة بنحو عشرين ميلاً] هو وأصحابه سنة ست من الهجرة, وكان من الحديبية بئر ماء فنزحها أصحابه بالسقى منها حتى لم يبق فيها ما يملأ كأس ماء وكانا ألفًا وأربعمائة رجل، وخافوا العطش فشكوا ذلك إليه صلى الله عليه وسلم.
فجاء فجلس على حافة البئر فدعا بماء فجيء به إليه فتمضمض منه، ومجّ ما تمضمض به في البئر فما هي إلا لحظات، واذا البئرُ فيها الماء فأخذوا يسقون فسقوا وملأوا أوانيهم وأدوات حمل الماء عندهم, وهم كما تقدم ألف وأربعمائة رجل وهم أهل بيعة الرضوان الذين رضي الله عنهم، وأنزل فيهم قوله تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} , ففيضان الماء من بئر جافة لا ماء بها حتى سقى منها أهل معسكر بكامله لم يكن إلا آية نبويّة صادقة تنطق قائلة أن صدقوا محمدًا فيما جاءكم به ودعاكم إليه فإنه رسول الله إليكم حقًا وصدقًا.
قدح لبن روى فئامًا من الناس
روى البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه القصة التالية:
قال: والله إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع، وإن كنت لأشُدُّ الحجر على بطني من الجوع، ولقد قعدت يومًا على طريقهم الذي يخرجون منه فمرَّ أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله عز وجل ما سألته إلا ليستتبعني فلم يفعل، فمرّ عمر رضي الله عنه فسألته عن آية من كتاب الله تعالى ما سألته إلا ليستتبعني فلم يفعل، فمر أبو القاسم صلى الله عليه وسلم فعرف ما في وجهي، وما في نفسي فقال: ((أبا هريرة)) قلت له: لبيك يا رسول الله فقال: ((الحق)) واستأذنت فأذِن لي فوجدت لبنًا في قدح، قال: ((من أين لكم هذا اللبن؟)) فقالوا: أهداه لنا فلان -أو آل فلان-, قال: ((أبا هرٍّ))، قلت: لبيك يا رسول الله، قال: ((انطلق إلى أهل الصفة فادعهم لي)) قال -أي أبو هريرة-: وأهل الصفة أضياف الإسلام لم يأووا إلى أهلٍ ولا مالٍ، إذا جاءت رسول الله هدية أصاب منها وبعث إليهم منها، وإذا جاءته الصدقة أرسل بها إليهم ولم يصب منها، قال أبو هريرة: وأحزنني ذلك كنت أرجوا أن أصيب من اللبن شربة أتقوّى بها بقية يومي وَلَيْلَتي، وقلت: أنا الرسول فإذا جاء القوم كنت أنا الذي أعطيتهم، وقلت: ما يبقى لي من هذا اللبن؟ ولم يكن من طاعة الله وورسوله بدٌّ, فانطلقت فدعوتهم فأقبلوا واستأذنوا فأذن لهم فأخذوا مجالسهم من البيت ثم قال: ((يا أبا هريرة خذ فأعطهم)) فأخذت القدح فجعلت أعطيهم فيأخذ الرجل القدح فيشرب حتى يُروى، ثم يرد القدح حتى أتيت على آخرهم ودفعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ القدح فوضعه في يديه وبقي فيه فضلة، ثم رفع رأسه ونظر إليَّ وابتسم، وقال: ((أبا هريرة))، فقلت: لبيك رسول الله، قال: ((بقيت أنا وأنت)) فقلت: صدقت يا رسول الله، قال: ((فاقعد فاشرب)), قال: فقعدت فشربتُ، ثم قال لي: ((اشرب)) فشربتُ فما زال يقول لي: اشرب فأشرب حتى قلت: لا، والذي بعثك بالحق ما أجد له فيّ مسلكًا، قال: ((ناولني القدح)) فرددته إليه فشرب من الفضلة.
وهكذا تتجلى هذه المعجزة وهي آية النبوّة المحمدية، إذ قَدَحُ لبن لا يروي ولا يشبع جماعة من الناس كلهم جياع بحالٍ من الأحوال، فكيف أرواهم وأشبعهم؟ إنها المعجزة النبوية, وآية أخرى للكمال المحمدي أن يكون صلى الله عليه وسلم هو آخر من يشرب من ذلك القدح الذي شرب جماعة من الناس.
وهنا يقال: ما بال الذين يتقززون من شرب السؤر ويرفضونه في كبرياء وخوف أيضًا أن يصابوا بمرض من ذلك؟ أين هم من هذ الكمال المحمدي؟ إنهم بعيدون كل البعد ذاهبون في أودية الأوهام حيث لا يسمعون ولا يبصرون.
الطعام القليل يشبع العدد الكثير
روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قوله: قال أبو طلحة لأم سليم: لقد سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفًا أعرف فيه الجوع، فهل عندك من شيء؟ قالت: نعم، فأخرجت أقراصًا من شعير، ثم أخرجت خمارًا لها فلّفت الخبز ببعضه ثم دسته تحت يدي ولاثتني ببعضه، ثم أرسلتني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فذهبت به فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ومعه الناس، فقمت عليهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أرسلك أبو طلحة؟)) فقلت: نعم، قال: ((بطعام؟)) قلت: نعم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن معه: ((قوموا)) فانطلق، وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته فقال أبو طلحة: يا أم سليم قد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس وليس عندنا ما نطعمهم؟ فقالت: الله ورسوله أعلم، فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة معه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هلمَّ يا أم سليم ما عندك؟)) فأتت بذلك الخبز فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فَفُتَّ، وعصرت أم سليم عكة فآدمته، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء أن يقول، ثم قال: ((ائذن لعشرة)), فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا، ثم خرجوا، ثم قال: ((ائذن لعشرة)), فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا، ثم قال: ((ائذن لعشرة)), فأكل القومك كلهم، والقوم سبعون أو ثمانون رجلاً. أليست هذه من أعظم المعجزات؟ بل وربِّي إنها لمن أعظم المعجزات إن أقراصًا عدة حملها غلام تحت إبطه يطعم منها ثمانون رجلاً ويشبع كل واحدٍ منهم شبعًا لا مزيد عليه، إن لم تكن هذه معجزة فما هي المعجزات إذًا يا تُرى؟
إن معجزة تكثير الطعام والشراب قد تكررت فبلغت عشرات المرات، وفي ظروفٍ مختلفة، ومناسباتٍ عديدة، منها ما تقدم، ومنها هذه، فقد قال أبو هريرة رضي الله عنه: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها (وهي غزوة تبوك) فأرمل[نفد زادهم واحتاجوا إلى الطعام] فيها المسلمون واحتاجوا إلى الطعام فاستأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في نحر الإبل فأذن لهم، فبلغ ذلك عمر رضي الله عنه فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إبلهم تحملهم وتبلغهم علوهم ينحرونها؟ ادع يا رسول الله بغبَّرات[غبرات الزاد : بقاياه] الزاد فادع الله عز وجل فيها بالبركة، قال: ((أجل)) فدعا بغبرات الزاد فجاء الناس بما بقي معهم فجمعت, ثم دعا الله عز وجل فيها بالبركة, ودعاهم بأوعيتهم فملأوها وفضل كثير، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: ((أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أني عبد الله ورسوله, ومن لقي الله عز وجل بها غير شاكٍ دخل الجنة)) رواه أحمد ومسلم.
فهذه معجزة ظاهرة في تكثير الطعام القليل حتى أصبح كثيرًا وهي كما تقدم واحدة من عشرات المعجزات في تكثير الطعام والشراب.
توفية دين جابر الذي استغرق كلَّ مالِه
فقد روى البخاري -رحمه الله تعالى- في دلائل النبوة المحمدية قصة جابر الآتية: فقال: حدثنا أبو نعيم وساق السند إلى جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام رضي الله عنهما فقال: إنّ أبي تُوفيّ وعليه دين فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: إن أبي ترك دينًا، وليس عندي إلا ما يخر نخله، ولا يبلغ ما يخرج سنين ما عليه، فانطلق معي لكيلا يفحش عليّ الغرماء فمشى حول بيدر [الموضع الذي يجمع فيه التمر] من بيادر التمر فدعا، ثم آخر، ثم جلس عليه فقال: ((انزعوه)) فأوفاهم الذي لهم، وبقي مثل ما أعطاهم، وهكذا بعد أن كان الدين قد استغرق كل التمر ولسنين عدة أيضًٍا، وفَّى التمر الموجود كل الديون وبقي التمر في البيادر مثل ما سددت به الديون الكثيرة، وذلك ببركة وجود الرسول صلى الله عليه وسلم بين البيادر ودعائه بالبركة فيها، فباركها الله عز وجل فوفت الديون وزادت، فكانت آية النبوة والمعجزة الظاهرة التي يبعث بها الأنبياء، ويكرم الله تعالى بها الأولياء متى شاء وهو على كل شيءٍ قدير.
انقياد الشجر له صلى الله عليه وسلم
روى مسلم بسنده عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: سرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى نزلنا واديًا أفيح [أي: واسعاً رحباً] فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته فأتبعته بإداوة فيها ماء، فنظر فلم يَرَ شيئًا يستتر به وإذ شجرتان بشاطئ الوادي فانطلق إلى إحداهما فأخذ ببعضٍ من أغصانها وقال: ((انقادي عليّ بإذن الله)), فانقادت معه كالبعير المخشوش [الذي جُعل في أنفه الخشاش وهو العود يجلع في عظم أنف الجمل لينقاد] الذي يصانع قائده حتى أتى الشجرة الأخرى فأخذ بعضًا من أغصانها وقال: ((انقادي عليّ بإذن الله)), فانقادت معه كالبعير المخشوش الذي يُصانع قائده حتى إذا كانت بالمنتصف فيما بينهما لاءم بينهما أي جَمَعَهما، وقال: ((التئما عليّ بإذن الله)) فالتأمتا.
قال جابر: فخرجت أحضر [أي: أعْدُو بشدّة] مخافة أن يحس بقربي منه فيبعُد، فجلست أحدّث نفسي فحانت منِّي التفاتة، فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم مُقبلٌ وإذا الشجرتان قد افترقتا، وقامت كل واحدةٍ منهما على ساقٍ إلى آخر الحديث..
فهذه إحدى المعجزات الخارقة للعادة التي لا تكون إلا لنبي من الأنبياء عليهم السلام، إذ كون الشجرة تستجيب وتنقاد مطيعة لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أمرٌ خارق للعادة لم تجر به سنن الله تعالى في الكون، وبذا كانت معجزة للحبيب صلى الله عليه وسلم.
حنين الجذع شوقًا إليه صلى الله عليه وسلم
فقد روى أحمد -رحمه الله- بإسناده وأصل الحديث في صحيح البخاري وقد صحح الحديث بتمامه الألباني عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب إلى جذع نخلةٍ فقالت امرأة من الأنصار وكان لها غلام نجار: يا رسول الله إن لي غلامًا نجارًا أفآمره أن يتخذ لك منبرًا تخطب عليه؟ قال: ((بلى))، فاتخذ له منبرًا فلما كان يوم الجمعة خطب صلى الله عليه وسلم على المنبر فأنَّ الجذع الذي كان يقوم عليه كما يَئِنّ الصبي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا بكى لما فقد من الذكر)). وفي رواية البخاري فصاحت النخلة (جذع النخلة) صياح الصبي، ثم نزل صلى الله عليه وسلم فضمه إليه يئن أنين الصبي الذي يسكن، قال: ((كانت تبكي (النخلة) على ما كانت تسمع من الذكر عندها)), فحنين الجذع شوقًا إلى سماع الذكر وتألمًا لفراق الحبيب الذي كان يخطب إليه واقفًا عليه وهو جماد لا روح له ولا عقل في ظاهر الأمر، وحسب علم الناس بالجمادات آية من أعظم الآيات الدالة على نبوة الحبيب صلى الله عليه وسلم وصدق رسالته وهي معجزة كبرى على مثلها آمن البشر لعجزهم على الإتيان بمثلها.
فقد روى مسلم وأحمد بسنده عن جابر بن سَمُرَةَ رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إني لأعرف حجرًا بمكة كان يسلّم عليّ قبل أن أبعث، إني لأعرفه الآن))، فسلام الحجر وهو جماد أمر خارق للعادة، معجز للبشر أن يأتوا بمثله، فلذا هو آية النبوة المحمدية ومعجزة من معجزات الحبيب صلى الله عليه وسلم.
سجود البعير له صلى الله عليه وسلم وشكواه إليه
كما روى مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل يومًا مع بعض أصحابه حائطًا من حيطان الأنصار، فإذا جمل قد أتاه فجرجر وذرفت عيناه، فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم سراته وذفراه فٍَسكَن، فقال صلى الله عليه وسلم: ((من صاحب الجمل؟)) فجاء فتى من الأنصار قال: هو لي يا رسول الله, فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أما تتقى الله في هذه البهيمة التي ملكها الله لك؛ إنه شكا إليَّ أنك تجيعُه وتدئبه)) أي: تواصل العمل عليه بدون انقطاع.
أليست هذه آية من آيات النبوة ومعجزة من عظيم معجزاتها؟ بلى, ولذا كان الكفر بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم من أقبح الكفر وأسوأه، ولا يكون إلا من جهل كامل، أو حسد قاتل، أو خوف فوات منافع مادية طائلة، كما كان شأن الجهال من الأمم والشعوب وحسد اليهود، وخوف رجال الكنيسة من زوال سلطانهم الروحي، وما يترتب عليه من فقدانهم المال والرئاسة الروحية على الشعوب المسيحية.
شهادة الذئب برسالته صلى الله عليه وسلم
فقد روى أحمد -رحمه الله تعالى- في مسنده والترمذي في سننه وصحح إسناده الألباني عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: عَدَا الذئب على شاة فأخذها، فطلبها الراعي فانتزعها منه، فأقعى الذئب على ذَنَبه فقال: ألا تتقي الله، تنزع مني رزقًا ساقه الله إليَّ. فقال: يا عجبى ذئب يكلمني كلام الإنس!! فقال الذئب: ألا أخبرك بأعجب من ذلك؟ محمد بشر يخبر الناس بأنباء ما قد سبق، قال: فأقبل الراعي يسوق غنمه حتى دخل المدينة فزواها إلى زاوية من زواياها، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فأمر النبي صلى الله عليه وسلم فنودي الصلاة جامعة، ثم خرج فقال للراعي: أخبرهم فأخبرهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صدق والذي نفس محمدٍ بيده لا تقوم الساعة حتى يكلم السباع الإنس، ويكلم الرجلَ عذبة سوطه، وشراك نعله، ويخبره فخذه بما أحدث أهله بعده)).
هذه آية من آيات النبوّة المحمدية، ومعجزة من معجزاته بكل شطريها: الأول الذي فيه كلام الذئب للراعي، والثاني الذي فيه إخبار بغيب لم يكن فكان اليوم، فعذبة السوط ظاهرة في تلفون الشرَط، وتكليم الفخذ وشراك النعل ظاهرة كذلك في آلات التسجيل الصغيرة التي يستعملها رجال المخابرات بمهارة خاصة.
فنطق الغزالة ووفاؤها له صلى الله عليه وسلم آية من آيات النبوة المحمدية ومعجزة من معجزاته الموجبة للإيمان به وطاعته ومحبته صلى الله عليه وسلم.
شفاء علي رضي الله عنه بتفاله صلى الله عليه وسلم
ففي الصحيح قال صلى الله عليه وسلم في غزو خيبر: ((لأعطين الراية غدًا رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يده))، فلما أصبحوا نادى عليًّا, فقالوا: مريض يا رسول الله يشكو عينيه فقال: ((ائتوني به)), فأتي به فنفث في عينه بقليل من ريقه صلى الله عليه وسلم فبرأ لتوّه ولم يمرض بعينه بعد قط.
فكانت أية من آيات النبوة المحمدية، ومعجزة من معجزاته الدالة على نبوته وصدق رسالته صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليمًا.
كتبه / الدكتور جمال حمدان
ردا علي نصرانى أحمق يستنتج ان الآية الأولي من سورة مريم كهيعص حسابيا تعنى المسيح هو الله
كتب احد النصارى ما يلي ( عزت اندراوس )
أبجد هوز 1
لقد كان عثمان ذكيا حينما جمع القرآن ولاحظ أن محمدا لم يتخذ خطا واحدا ليجاوب فيها على التساؤلات الملحه حول السيد المسيح , وكان العرب أيضاً أصبحت لهم كيان سياسى وشعور بالسيادة , وكان الدين هو أهم مقومات الإندفاع نحو التسلط وإحتلال الأراضى فالهدف المعلن هو نشر الدين الإسلامى وتكون الأرض لله ) الدين لله ) ولكن المعنى الباطنى هو لا يعدو عن إحتلال , وكان الإستعمار الإسلامى من أسوأ أنواع الإستعمار الذى عرفته البشرية , ولما كان القرآن هو الركيزة الأساسيه فكان لابد بوضع سياستهم من خلاله وعنوان القرآن الرئيسى هو إطاعه الله ورسوله أما فيما عدا ذلك فكل ما تريده هو موجود وكل ما تشتهيه ستناله فى الأرض والجنه القرآنيه إفعل ما بدا لك من منهيات نهى عنها إله اليهودية والمسيحية والله غافر الذنوب .
ولكن خوفا على النهايه المحتومه والعذاب الأبدى من عدم الإعلان عن قضيه المسيحين وإعتقادهم فى المسيح وهى الصلب والفداء والخلاص فذكرها عثمان فى رموز غاية فى التعقيد لكى لا يفهمها عامه الناس وتظل الحروب قائمة والكنوز مفتوحه تهل عليهم من أقطار الأرض وبلادها المفتوحة ولكن الحكم فى النهايه للمسيح وهم يعرفون ذلك والألغاز القرآنيه كتبت فى صورة حروف وقد إستطاع بعض الباحثين حل رموزها عن طريق حروف أبجد هوز الشهيرة
*******************************************************
كـــهـــيــعـــص – ك هـ ى ع ص (بداية سورة مريم)
كهيعص إسم إلهى راجع تفسير القرآن للقرطبى وابن كثير أسفل الصفحة
وبالرجوع إلى ما يعادل هذه الحروف بالأرقام نجد أن :-
ك = 20 , هـ = 5 , ى= 10 , ع = 70 , ص = 90 مجموعهم
20+ 5+ 10+ 70+ 90 =195 وإذا ثبتنا هذا المجموع وغيرنا الحروف بحروف أخرى تكون كلمات مفهومه مع المحافظة على المجموع السابق نصل إلى نتيجه نفهم بها الألغاز القرآنية من خلال القواعد العربية عن طريق ابجد هوز
ا=1, ل=30 , م=40 , س= 60, ى= 10, ح= 8 , ا=1 , ل=30 , هـ=5,ى=10 مجموعهم :- 1+30+40+60+10+8+ 1+30+5+10= 195
وبما أن مجموع الحروف القرآنيه هى نفسها مجموع الحروف الأخرى فهى تساويها فى الأرقام أى أن كل منهما تساوى 195 وتتساوى فى والمعنى أى أن
ك هـ ى ع ص = ا ل م س ى ح ا ل هـ ى التى هى
المسيح إلهى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما رايكم أيها النصارى العمي البصر والبصيرة؟
على عادة بولس الكذاب ومن زعموا انهم عايشوا السيد المسيح عليه سلام الله وافتروا عليه بأناجيلهم التي تنضح بالأكاذيب ها نحن نرى أحد هؤلاء المعوقين التابعي لبولس الكذاب يفسر من عنده بعض الحروف التي بدأت بها سورٌ من قرآننا الكريم حيث قام بالتعويض عن قيمة الاعداد لحروفنا العربية الابجدية وخاصة في الحروف التي ابتدأت بها سورة مريم وهي
كهيعص حيث مجموع حروفها هو 195 وبعد لأي وجهد زعم أنها تعني المسيح إلهي
فماذا يقول النصارى إن استعملنا نفس القيمة العددية وكانت المعاني تغاير استنتاجاتهم التي لا تنم إلا عن غباء مستشرٍ بهم؟
دعـــــونا نـــــرى ما النتيجة إذا
والان هذا هو ردنا
فما رأيكم أيها النصارى العمي البصيرة والبصر؟
ماذا تعني مجموع حروف
كهيعص؟ 195
محمــــد نبـــيُّ الهـُــــــدى
محمد نبي الهدى
وما رأيـكم بهـذه المفاجأة يا نصـارى؟
بولــــس بلا ديـــــــن195
بولس بلا دين
وهل يعلم النصارى ان مجموع أحرف كلمة بولس تطابق تماما مجموع أحــرف جهنَّــــم؟
هــــا هو الدليل98
بولس جهنم
وإليــكم هــذه كمثــال فقط
المـــــــــــــــــص =161
ماذا تعني مجموع
حروف المص 161?
الله الواحـــــد الوهـــاب
الله الواحد الوهاب
وهل تعلمون يا نصارى ماذا تعني 161؟
بولـــس هــو كلــب
بولس هو كلب
وزعـــم هذا النصراني الجاهل التالي
حـــــم , عسق ( بداية سورة الشورى)
وبالمثل سنحاول أن نطبق القاعدة مرة أخرى
ح = 8 , م =40 , ع= 70 , س= 60 , ق= 100
مجموعهم 8+ 40 + 70 + 60+ 100= 278
ومع تغير الحروف بحروف أخرى تتساوى مع المجموع السابق
ا=1 , ل=30 , م=40 , س=60, ى= 10 ,ح=8, هـ=5 , و= 6 , ب=2
ن = 50 , ا= 1 , ل= 30 , ل = 30 هـ = 5 وعند جمعهم
1+ 30+40+60+10+ 8 + 5+ 6+ 2+ 50 + 1+ 30+30+1 = 278
وتصبح الحروف المبهمه الغير مفهومه حم , عسق فى سوره الشورى هى
المسيح هو بن الله
سورة الشورى
حم {1} عسق {2} كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {3} لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ {4} تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {5}
صدق الله العلي العظيم
والان دعونا نرى ماذا تعني 278 على طريقة هذا النصراني الغبي
278 ماذا يعني الرقم
الله ليس له والــدٌ أو إبن
وهــــــا هــــو البرهــــان بحسب الجدول
الله ليس له والــدٌ أو إبن
وماذا تقولُ ايُّها الكذاب الأشــر لو قلنا لكم أن الـ 278 تعنـــي
هــو الله القـــــدوس
وانظر الجدول التالي
هو الله القدوس
278
بولــــــس عبــَــــــد إبليـــــسا
وإليكَ الجــدول ادناه
بولس عبد إبليسا
وزعــم هــذا الكلب النصراني ما يلي
فى العهد الجديد الذى كتب باللغة اليونانية ستجد أسم عدد الوحش المذكور فى سفر الرؤيا الأصحاح 13
عدد أسم الوحش = 666= مامتيوس ( مامتيوس أسم محمد باللغة القبطية واليونانية فإذا حولت مامتيوس إلى الحروف الحروف اليونانية أو القبطية وجمعت أعدادها ستجدها = 666)
وجد عدد اسم الوحش فى اللغة العربية أسم عدد الوحش = 666 = رسول العرب فى مكة
ونستنتج من البحثين فى اللغة العربية واللغة اليونانية والقبطية أن
أسم عدد الوحش = 666 = رسول العرب فى مكة = مامتيوس أى محمد
666
وردنا عليـــك هو التالي
أتدري ما اسم الوحش المذكور في كتابكم المزيف؟
هــــــــــــــــــــا هـــــــــــــــــــو
شنودة كافر
البابا سنودة
وسأضع بحول الله ردودا اخرى مع اننا كمسلمين لا نؤمن بأن كهيعص أو الـمص وبقية بداية السُّور المماثلة
أنها تخضع في تفسيرها للغة قيمة الأعداد ولم يكن قصدي من هذه الأمثلة إلا تبيان جهل وحمــاقة هذا النصراني الغبي ومن هم على شاكلته وبالله التوفيق
إرسال تعليق