٢٦‏/١٢‏/٢٠٠٨

شنودة يحظر على أقباط مصر "الاعتراف الهاتفي" لتفادي التنصت

القاهرة - ا ف ب
منع بطريرك الأقباط الأرثوذكس البابا شنودة الثالث ظاهرة ممارسة "سر الاعتراف" الكنسي عبر الهاتف, مبررا المنع باحتمال أن يكون الهاتف مراقبا، وتصل بالتالي الاعترافات إلى جهاز أمن الدولة, كما ذكرت صحيفة مصرية الجمعة 26-12-2008.ونقلت صحيفة "المصري اليوم" المستقلة -عن البابا شنودة- قوله إن "الاعتراف عبر الهاتف مرفوض, لأن هناك احتمالا أن يكون الهاتف مراقبا، وتصل الاعترافات إلى أمن الدولة".
كذلك منع رئيس أكبر كنيسة في المشرق الاعتراف عبر الإنترنت، "لأن فعل الاعتراف هو ممارسة لأحد الأسرار الكنسية، والإنترنت لا توفر السرية". وقال إن "الاعتراف عن طريق الإنترنت لن يكون اعترافا, لأن الكل سيطلع عليه ولن يصبح سرا".وبخلاف الكاثوليك الذين يعترفون بخطاياهم للكاهن على كرسي الاعتراف, فإن الأقباط يعترفون للكاهن بخطاياهم وجها لوجه. ويحظر الدين المسيحي على الكاهن فضح هذه الاعترافات التي يجب أن تبقى سرية, حتى وإن تعرض الكاهن للتهديد. لكن مؤخرا انتشرت في الأوساط القبطية ظاهرة الاعتراف عبر الهاتف بحسب الأنبا مرقص المتحدث باسم الكنيسة القبطية. وقال الأنبا مرقص "إنها ظاهرة جديدة تتم ممارستها منذ 4 أو 5 سنوات", مشيرا إلى أنه تم منع الرهبان الأقباط من حمل الهواتف الخلوية؛ "لأنه يجب عليهم أن ينعزلوا عن العالم". ويمثل الأقباط حوالي 10% من عدد سكان مصر الذين يقدر عددهم بنحو 80 مليونا.ولا يعترف الفاتيكان بالاعترافات الكنسية عبر الهاتف أو الإنترنت. وأعلن الأسقف جون فولي رئيس المجلس البابوي للاتصالات الاجتماعية أن "سر الاعتراف يشترط الحضور الجسدي للكاهن والمعترف".

هناك ٥٧ تعليقًا:

غير معرف يقول...

(((البابا ابن الاله"شي نوتي" بالفرعوني "ذكي وعايز الاغتصاب يكون قاصر فقط علي القسس مثل برسوم5000 حتي لا يعرف أخرين العملة السوداء ويدخلوا في الخط؟؟؟صديقي النصراني هل أنتا مطمئن تمام الطمأنينة حينما تذهب نسائك للكنيسة وتجلس مع أب اعترافها؟

هل أنت تثق بأب الاعتراف الذكر ثقة عمياء وتسمح لزوجتك وابنتك وأختك بان تجلس معه بمفردها ؟

لا تتسرع وتتهمني باني انظر إلى الأمور من ناحية جنسية دونية وان الاعتراف شئ سامى وان رجال الاعتراف قديسين وملائكة.

فأقول لك صديقى النصرانى كم من الجرائم ترتكب باسم غرف وآباء الاعتراف والرسالة المقدسة وباسم يسوع المسيح .

إن المتابع للأحداث والوقائع المتكررة سيعلم أن الكنيسة توفر الفرصة الملائمة لأب الاعتراف حتى يغرر بضحيته ويهتك سترها وعرضها .

فالكنيسة تحيط الأب الكاهن بظلال من القداسة والعفة والطهارة بل أنها جعلته مثل الإله المعبود فما يحرمه فى الأرض يحرم فى السماء وما حله فى الأرض يحل فى السماء.

وهكذا أصبح أب الاعتراف وآباء الكنيسة لهم مكانتهم الكبيرة بين الشعب الكنسي ومن هنا يحدث ما لا يحمد عقباه.

لكن مع كل هذه القداسة المتوج بها آب الاعتراف وكل رجال الدين النصراني سيظل شئ لا ولن ولم يتغير وهو أن هؤلاء ذكور لهم أعضاء تناسلية ولهم خصيتين وحيوانات منوية وشهوة تنتاب أجسادهم وطاقة جنسية طبيعية خلقها الله سبحانه وتعالى لهم وجعل منافذ لإخراج هذه الشهوة. فالجنس شهوة ملحة ومطلوبة للجنس البشرى ولولا وجودها لحدث فناء للبشر .

إذن نحن صديقى النصرانى نتحدث عن حقيقة واقعة وعن طبيعية الجنس البشرى الذى تعرفه جيدا وعن طبيعة الجسد الذى يملكه أب الاعتراف الذى لاشك هو جسدا مثل بقية أجساد البشر.

لاشك أن بعض آباء الاعتراف فى أوقات حياتية وزمنية لا يستهويهم الجنس ,ولن تكون شهوتهم ملحة نتيجة كبر السن أو ضعف فى القدرة الجنسية لذا لا نقول ان كل القساوسة محترفين جنس ودعارة, لكن هؤلاء ليسوا هم القاعدة ,فالقاعدة عكس ذلك وبرسوم منا ليس ببعيد.

إن كمية الحوادث التى تحدث بين أباء الاعتراف والنساء فى مختلف الأعمار بل والأطفال الذكور لهى خير دليل على ان هؤلاء بشر عاديين لم تنفعهم القداسة ولم ينفعهم اسم الرب يسوع.لذلك أتعجب حينما يسمح النصراني لنسائه وأطفاله بالذهاب الى الكنيسة,فقد تذهب ابنته عذراء وتعود بدون عذريتها او يذهب صغيره ليلعب فى الكنيسة متفتحا نشيطا ويعود مهتوك العرض شاذا قد ضيعته الكنيسة.

لقد أطلت عليكم ولكن حتى يكون الموضوع موثقا,سوف ادعم هذا الموضوع بروابط لمواضيع انحرافات رجال الدين الجنسية حتى يعرف أصحاب النخوة والشرف , انه ليس من النخوة والشرف ان تذهب نسائك وأطفالك للاعتراف .

والان مع الروابط

http://www.ebnmaryam.com/vb/showthread.php?t=920

جريدة النبأ :الراهب برسوم المحروقى حول الكنيسة الى وكر دعارة “شاهد بالصورة مباشرة من الجريدة

http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1216207883341&pagename=Zone-Arabic-News%2FNWALayout

بابا الفاتيكان يشعر بالخزى تجاه تحرش القساوسة بالاطفال الصغار فى الكنائس

http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1203759171039&pagename=Zone-Arabic-News%2FNWALayout

انتهاكات جنسية لاثنى عشر الف طفل من الكنيسة فى امريكا والمطالبة بمليارى دولار تعويض

http://www.alwatanvoice.com/arabic/content-132851.html

الكنيسة تدرس كيفية مواجهه الانتهاكات الجنسية من القساوسة بعد ان هزت فضائح القساوسة اركان الكنيسة

http://www.aljazeera.net/news/archive/archive?ArchiveId=30721

البابا يناقش فضائح جنسية مع كرادلة أميركيين

http://www.islammemo.cc/2006/03/13/607.html

أكثر من 100 قسيس أيرلندي متورطون في فضائح جنسية

http://www.moheet.com/show_news.aspx?nid=116802&pg=43

إندونيسيا تسلم قسا استراليا لبلاده هتك عرض 6 أطفال

http://www.islammemo.cc/2005/09/28/7779.html

الفلبين: عشرة قساوسة ينتظرون الإقالة لبعضهم لفضائحهم الجنسية

http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/news/newsid_1233000/1233618.stm

الراهبات تتعرض للاغتصاب والتحرش من القساوسة

http://www.aljazeera.net/news/archive/archive?ArchiveId=5380

قساوسة تجبر راهبات على الجنس والاجهاض

http://www.youtube.com/watch?v=y7vBtpqjWwc

الفاتيكان والجرائم الجنسية

http://archives.cnn.com/2002/WORLD/asiapcf/east/05/02/hk.priests/index.html

هونج كونج تتكتم على الجرائم الجنسية الكنسية

http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/news/newsid_2043000/2043694.stm

انتحار طفل بعد ان قام قس بهتك عرضه

http://www.youtube.com/watch?v=fbxsnHsj320

قس يمارس الجنس مع ابنتيه المراهقتين عشر سنوات

http://www.youtube.com/watch?v=y7vBtpqjWwc

فضائح القساوسة الجنسية الجزء الاول

http://www.youtube.com/watch?v=lL06Pwt-JEs

فضائح القساوسة الجنسية الجزء الثانى

http://www.youtube.com/watch?v=IePgCP5DMvc

فضائح القساوسة الجنسية الجزء الثالث

http://www.youtube.com/watch?v=2RdJXllr8DQ

فضائح القساوسة الجنسية الجزء الرابع

http://www.arabianbusiness.com/arabic/529934

قس يواجه 93 تهمة تحرش جنسى بالاطفال

http://www.ipc-kw.com/vb/showthread.php?t=1140

4450 قس امريكى يتحرشون جنسيا بالاطفال

http://www.almesryoon.com/ShowDetail…=42472&Page=13

فتاة تتهم قس بالاعتداء عليها جنسيا بالاسكندرية

http://www.alarabiya.net/articles/2005/05/25/13357.html

الشرطة الايطالية تحقق مع ثلاث قساوسة بشأن موقع أباحى للاطفال

http://www.islammemo.cc/2006/04/06/614.html

783 اتهاما بالتحرش الجنسى ضد قساوسة كاثوليك فى عام واحد

http://de.youtube.com/watch?v=VrdzRlyPEGA

إغتصاب القساوسة لغلمان المذبح وللأطفال والكنيسة تتستر على جرائمهم

http://www.rafatosman.com/vb/t62115.html

الجرائم الجنسية للقساوسة

http://www.youtube.com/watch?v=zlw6k2ipKnY&feature=related

على لسان قبطى مصرى: الكنيسة المصري

غير معرف يقول...

((((((((((قصة الخطيئة)))السلام عليكم ورحمه الله وبركـاتـه
الاخـوة القُـراء ، لما لا نأتى من البـدايـة عن الخطيـة عند النصـارى...؟!!
فهذه القصه تبدآ من اول الخلق ادم وحواء ،عندما خلق الله ادم فى جنتـه ، ونهاه عن الاكل من احدى الاشجار ، ولكن أغـواه إبليس ، فوقع فى شركـه وأكلا من الشجرة المُحـرمـة فعاقبهما الله بما يستحقه ونزلا إلي الارض .
فماذا لو توجهنـا إلى الكتـاب المُقدس (عند المسيحين) لنري ماذا يقول عند هذه القصـة .
فنبدآ من سفر التكوين الذى يقول:
" وأخذ الرب الإله آدم، ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها، وأوصى الرب الإله آدم قائلاً: من جميع شجر الجنة تأكل أكلاً. وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل أكلاً. وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها، لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت...فقالت الحية للمرأة لن تموتا، بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر، فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل، وأنها بهجة للعيون، وأن الشجرة شهية للنظر، فأخذت من ثمرها، وأكلت، وأعطت رجلها أيضاً معها، فأكل فانفتحت أعينهما، وعلما أنهما عريانان. فخاطا أوراق تين، وصنعا لأنفسهما مآزر.

وسمعا صوت الرب الإله ماشياً في الجنة عند هبوب ريح النهار، فاختبأ آدم وامرأته من وجه الرب الإله في وسط شجر الجنة، فنادى الرب الإله آدم، وقال له: أين أنت؟

فقال: سمعت صوتك في الجنة، فخشيت لأني عريان، فاختبأت، فقال: من أعلمك أنك عريان ؟ هل أكلت من الشجرة التي أوصيتك أن لا تأكل منها؟ فقال آدم: المرأة التي جعلتها معي هي أعطتني من الشجرة فأكلت.

فقال الرب الإله للمرأة: ما هذا الذي فعلت؟ فقالت المرأة: الحية غرّتني فأكلتُ.

فقال الرب الإله للحية: لأنك فعلت هذا ملعونة أنت من جميع البهائم. ومن جميع وحوش البرية على بطنك تسعين، وتراباً تأكلين كل أيام حياتك، وأضع عداوة بينكِ وبين المرأة وبين نسلك ونسلها، هو يسحق رأسك، وأنت تسحقين عقبه.

وقال للمرأة: تكثيراً أكثر أتعاب حبلك، بالوجع تلدين أولاداً، وإلى رجلك يكون اشتياقك، وهو يسود عليك.

وقال لآدم: لأنك سمعت لقول امرأتك، وأكلت من الشجرة التي أوصيتك قائلاً: لا تأكل منها. ملعونة الأرض بسببك، بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك، وشوكاً وحسكاً تنبت لك، وتأكل عشب الحقل، بعرق وجهك تأكل خبزاً حتى تعود إلى الأرض التي أخذت منها، لأنك تراب، وإلى تراب تعود ...

وقال الرب الإله: هو ذا الإنسان قد صار كواحد منا عارفاً الخير والشر، والآن لعله يمد يده، ويأخذ من شجرة الحياة أيضاً، ويأكل ويحيا إلى الأبد، فأخرجه الرب الإله من جنة عدن ليعمل الأرض التي أخذ منها، فطرد الإنسان، وأقام شرقي جنة عدن الكروبيم، ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة " (التكوين 2/15-3/24).

فتنهـال علي كل من ذى عقل الاسئلـة ، من يُريد الحق وليس اولاهـام.
فهذه القصة التى ذكرت فى العهـد القديم ( التوراة) تُثير عددآ لا بأس به من الاسئلة ، وتُشكك أيضآ فى مصداقيـة الـروايـة.
سنجـد من هذه القصـة أنهـا تتحدث عن "الله" بطريقـة غير لائقـة بكمـال " الالـه الحقيقي"وشموليتـه وذاتـه وسنجد ذلك عند قول "الله المُتمثل عند اليهود والنصاري"
" وسمعا صوت الرب الإله ماشياً في الجنة عند هبوب النهار، فاختبأ آدم وامرأته في وجه الرب الإله في وسط شجر الجنة، فنادى الرب الإله آدم، وقال له: أين أنت ؟ "
كيف ان يقول الله هذا الكلام .؟؟!
أليس الله يعلم الغيب ، ويعلم ما فى ذات الصـدور.؟!!
هنا السؤال كان "تشبيه لما تقول الرواية المسيحية" تعجيزية فالله يعجز عن الوصول إلى من توارى عنه حين سمع وقع أقدامه. !!
ثم نسبت الـروايـة الإغـواء إلـى الحيـة ، ولنفترض جدلأ أن هذا الكلام صحيح حسب ما يقولوه مفسروا الكتاب المقدس ولكن يكمن لنا سؤال إلي اهل هذا الدين .
هل الحيـوان يُكلف ويُعاقب .؟؟! وهل تكليفه قبل آدم أم بعده، وهل أرسل له رسل من جنسه، وأين أشار العهد القديم لمثل هذا التكليف الغريب؟
ورغم تفسير الكتاب المقدس للحيـة انها رمز للشيطان وهذا فى الرؤيا
20: 2 فقبض على التنين الحية القديمة الذي هو ابليس و الشيطان و قيده الف سنة
ولكن الكتاب المقدس كان يتحدث عن حيـة حقيقيـة وليست رمـزيـة ، وتوكيدآ لهذا الكلام ان الكتاب المقدس وصف الحيـة انها من البهـائـم الحية أحيل جميع حيوانات البرية"، وقال عنها: " ملعونة أنت من جميع البهائم ومن جميع وحوش البرية، على بطنك تسعين"
فالحديث كان عن حيـة حقيقية ، وهى تسعى علي بطنهـا إلى الان كعقـوبـة للعصيان كما جاء فى الكتاب .........!!!

وجعل أيضآ الكتـاب المقدس إخراج ادم من الجنـة كخـوف من التسلط على شجرة الحياة.
" والآن لعله يمد يده، ويأخذ من شجرة الحياة، ويأكل ويحيا إلى الأبد، فأخرجه الرب الإله من جنة عدن ".
ولنا سؤال هُنـا ..مــــــــا هـــــــى معصيـــــة أدم .؟؟!
يتلاحق الجميـع انه اكـل من الشجـرة المُحـرمـة ،شجرة معرفة الخير والشر، لقد عرفا الخير والشر. فماذا ترتب على هذه المعرفة من ثمرة؟ لا تذكر القصة لهذه الفعلة أثراً سوى أن آدم وحواء عرفا بأنهما عريانان، إذ انكشفت لهما الأمور بمعرفتهما للخير والشر.
ومن ثـم فمن الظلم ان يُعاقب ادم - حسب القصة اعـلاهـا - على ذنب ما كان له أن يدرك قبحه، إذ لم يعرف بعدُ الخير من الشر، بل ونتساءل: كيف وقع آدم في الإثم وهو غير ميال للشر والخطيئة التي دخلت للإنسان بعده كما يقول الكتاب المقدس.؟!!
ولكن يرجع ويثبت لنا النص براءة ادم وتجريم حواء لأن حواء التي أغوتها الحية فأكلت " وأعطت رجلها أيضاً معها، فأكل ".
ولما سئل عن فعلته قال آدم: " المرأة التي جعلتها معي هي أعطتني من الشجرة، فأكلت"، وبراءة آدم هي ما صرح به بولس " وآدم لم يغو، لكن المرأة أغويت، فحصلت في التعدي " (تيموثاوس (1) 2/14 )، لأنه "كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم " (رومية 5/12).
وتحدث النص أعـلاه عن عقـوبـات طالت ادم ، وحـواء ، والحيـة ..
الحية فكانت عقوبتها أنها " ملعونة أنت من جميع البهائم، ومن جميع وحوش البرية على بطنك تسعين، وتراباً تأكلين كل أيام حياتك، وأضع عداوة بينك وبين المرأة، وبين نسلك ونسلها، هو يسحق رأسك، وأنت تسحقين عقبه ".

وأما عقوبة حواء " تكثيراً أكثر أتعاب حبلك، بالوجع تلدين أولاداً، وإلى رجلك يكون اشتياقك، وهو يسود عليك ".

وأما عقوبة آدم " ملعونة الأرض بسببك، وبالتعب تأكل منها كل أيام حياتك، وشوكاً وحسكاً تنبت لك، وتأكل عشب الحقل، بعرق وجهك تأكل خبزاً ".

ونصل الى هذه العقـوبات ، هل كانت الحيـة مستـويـة القـامـة رشيقة :Dلا تأكل التراب بل تأكل الحيـوان.؟؟!
ولماذا لم تُـرفع عنهـا هـذه العقـوبـة بعد صُلب المسيـح ....؟!!!!!!!!

ثم نـأتى إلى المراة التى عوقبت ، عقوبتين الاول هو اتعاب الحمل والولادة "جسمانيآ" والثانى هو اشتياقها للرجل ويسود عليها ..
ولكن لو لاحظنا فى القصة ان هذه العقوبة كانت غير متواجده حسب كلام "الله" فى القصة.. كيف ذلك..لأن الله هدد من يأكل من الشجرة " وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها، لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت ".
موتـــــــآ تمـــــــــوت :eek:
ولا يمكن ان نقول ان الموت موت معنوي لأنه لا يُفهم من السياق ولقول بولس " كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس، إذ أخطأ الجميع " ( رومية 5/23 ).
ولكى نقطع دابر الشك باليقين وأنهـا ليست مجازآ بل حقيقة نري الكتاب المقدس يقول
" لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت " فكما الأكل حقيقي، الموت حقيقي. ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ثم نسبت الـروايـة الإغـواء إلـى الحيـة ، ولنفترض جدلأ أن هذا الكلام صحيح حسب ما يقولوه مفسروا الكتاب المقدس ولكن يكمن لنا سؤال إلي اهل هذا الدين .
هل الحيـوان يُكلف ويُعاقب .؟؟! وهل تكليفه قبل آدم أم بعده، وهل أرسل له رسل من جنسه، وأين أشار العهد القديم لمثل هذا التكليف الغريب؟
ورغم تفسير الكتاب المقدس للحيـة انها رمز للشيطان وهذا فى الرؤيا
20: 2 فقبض على التنين الحية القديمة الذي هو ابليس و الشيطان و قيده الف سنة
ولكن الكتاب المقدس كان يتحدث عن حيـة حقيقيـة وليست رمـزيـة ، وتوكيدآ لهذا الكلام ان الكتاب المقدس وصف الحيـة انها من البهـائـم الحية أحيل جميع حيوانات البرية"، وقال عنها: " ملعونة أنت من جميع البهائم ومن جميع وحوش البرية، على بطنك تسعين"
فالحديث كان عن حيـة حقيقية ، وهى تسعى علي بطنهـا إلى الان كعقـوبـة للعصيان كما جاء فى الكتاب .........!!!


بارك الله فيك اخي الحبيب
لقد اصبت ...
ما هي مصلحة الحية في الوقيعة بين رب الكتاب المقدس وبين ادم وزوجته ؟
القصة لم تذكر دور إبليس اللعين ولم يتم الإشارة إليه لا من قريب ولا من بعيد مع انهم يقولون ان هذه الحية هي إبليس كما وضحت انت بعاليه وهذا لا يوجد له دليل بهذه القصة .... بالعكس القصة تنسب الوقيعة ـــ الوسوسة ــ للحية مفسراً سبب قيامها بذلك الفعل إلي إنها أحيل جميع حيوانات البرية التي خلقها الله
فهذا دليل قاطع علي استبعاد دور إبليس في هذه الوسوسة لأنه لو كان إبليس اللعين تشبه لزوجة ادم في صورة الحية ما ذكر في الكتاب المقدس صفة الحية بأنها أحيل حيوانات البرية لأنها في هذه الحالة لم تكن هي الفاعل الحقيقي وإنما هو إبليس اللعين
من اجل ذلك ذكر في القران الحقيقة التي تتفق مع المنطق والعقل
الله تعالي يأمر الملائكة بالسجود لأدم ــ سجود تكريم لا عبادة ــ ويرفض إبليس اللعين ذلك ـــ رغم انه من الجن ولكنه كان موجود وقت صدور الأمر ــ بحجة انه أفضل من ادم فغضب عليه الله ولعنه وتوعده بالعذاب الشديد فتوعد هو بدوره ادم ونسله الذي كان ـــ من وجهة نظره.. سبب غضب الله عليه ـ لهذا اقسم بعزة الله ليغوينه هو وذريته.. فيعصى ادم وذريته الله فتحل عليه لعنة الله وبهذا يكون ابليس انتقم منه .. وفعلاً يتمكن إبليس من الوسوسة لأدم وزوجته فيأكلا من الشجرة التي أمر الله كلاهما بعدم الأكل منها ـــ كنوع من الاختبار ـــ فغضب الله من ادم وزوجته
{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ {34} وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ {35} فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ{36}سورة البقرة

نلاحظ هنا المنطقية في ان يكون الموسوس هو إبليس وليس الحية لتوافر علاقة السببية بين وسوسة إبليس لأدم ـــ وهو الانتقام من ادم ــ وعدم توافرها في شان الحية والتي لم تكن بينها وبين ادم أي خصومة وليس لها إي مصلحة في ذلك ولم يكن لها فائدة تعود عليها من وراء هذه الوسوسة
بفرض ان الحية هي إبليس.........ما هو السبب الذي جعل إبليس يوسوس لادم في الجنة ؟ويضل ذريته في الدنيا ؟؟؟؟؟حيـاك الله اخى الحبيب "أبو تنسيـم" وجزاك الله خيرآ علي إضافـاتـك ، وأتمنـى ان يُزيدنـا الاخـوة القـُـراء بالمـزيـد من هذه الاضـافـات.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نُكمـِل بإذن المـولى - عز وجل - الاخـوة الاعـزاء بعد ماقرأنا فى المُشـاركـة الاولـى عن هذه القصة يجب علينا ان نعرف ماذا يقـولـه النصـارى فى هذه القصة ..
وسنأتى إلي سانت أوغسطينوس (430م)الذى كان في مقدمة النصارى الذين قدموا تفسيراً متكاملاً لهذه المسألة، ويعتبره العثماني في كتابه: "ما هي النصرانية" الوحيد الذي استوعب قضية الكفارة.

ونقل لنا العثمانى خلاصة رايه - اى سانت اوغسطينوس
- أن الله خلق الإنسان وترك فيه قوة الإرادة في حرية كاملة، وأنعم عليه، وحرم عليه تناول القمح.

لكن آدم وضع قوته الإرادية في غير موضعها عندما تناول ما حرم عليه، ولم يكن صعباً عليه تحاشي المعصية، إذ لم يكن يعرف يومذاك عواطف الهوس والشهوة.

- ذنب آدم ذنب عظيم لأنه يتضمن ذنوباً عديدة :

أولها: الكفر، إذ اختار آدم أن يعيش محكوماً بسلطته، بدل أن يعيش في ظل الحكم الإلهي.
وثانيها: كفر وإساءة أدب مع الله، لأن الإنسان لم يتيقن في الله.
وثالثها: قتل نفسه، إذ جعل حكمها الموت.
ورابعها: الزنا المعنوي، لأن إخلاص الروح الإنسانية قد ضاع من أجل التصديق بقول الحية المعسول.
وخامسها: السرقة إذ نال ما لا يحل له.
وسادسها: الطمع.

وهكذا كانت هذه الخطيئة أمَّاً لكل الأخطاء البشرية " والحق أنك مهما أمعنت في حقيقة أي إثم، فستجد له انعكاساً في هذه الخطيئة الواحدة ".

- جزاء هذه الخطيئة الشنيعة الموت الدائم، أو العذاب الدائم " لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت"، كما سلب آدم بعدها الحرية الإرادية بعد أن هزمه الذنب، فأصبح حراً في إتيان الإثم، وغير حرٍ في صنع المعروف، فالعقاب المعقول للذنب هو الذنب بعده، بعد تخلي رحمة الله عنه، وهكذا أصبحت الخطيئة مركبة من طبيعة الأبوين، وانتقلت منهما وراثة إلى سائر أبنائهما.

ونلحظ في طرح أوغسطينوس التضخيم الكبير لمعصية آدم، والغاية منه كما هو واضح قفل طريق الرجعة بالتوبة، تمهيداً لإشاعة عقيدة المخلص يسوع عليه السلام، وما ذكره أوغسطينوس في ذنب آدم من تهويل من الممكن أن نقوله عن سائر الذنوب، والحقيقة أن ذنب آدم كسائر الذنوب دون عفو الله ومغفرته.

ولو توقف النصارى عند هذا الحد لكانت القضية شخصية، لكن أوغسطينوس وغيره من النصارى يصرون على أن هذا الذنب لابد له من عقوبة قاسية، كما يرتبون على هذا الذنب مسألة خطيرة، وهي وراثة البشرية جمعاء لذنب أبويهم واستحقاقهم لتلك العقوبة القاسية.

ويؤكد أوغسطينوس على وراثة البشرية لذنب الأبوين، إذ أصبحت الخطيئة كامنة في طبيعتهما، فانتقلت وراثة إلى سائر الأبناء، فيولد الطفل وهو مذنب، لأن وباء الخطيئة كما يقول جان كالوين قد سرى إلى هذا الطفل وراثة، ويصوره القديس توماس أكويناس (1274م) بالذنب تذنبه الروح، لكنه ينتقل إلى أعضاء وجوارح الإنسان.

وهكذا أصبح البشر جميعاً خطاة، وكما يقول عوض سمعان في كتابه " فلسفة الغفران في المسيحية ": وبما أن آدم الذي ولد منه البشر جميعاً كان قد فقد بعصيانه حياة الاستقامة التي خلقه الله عليها، وأصبح خاطئاً قبل أن ينجب نسلاً، إذن كان أمراً بدهياً أن يولد أبناؤه جميعاً خطاة بطبيعتهم نظيره، لأننا مهما جُلنا بأبصارنا في الكون لا نجد لسنة الله تبديلاً أو تحويلاً، ولذلك قال الوحي: " بإنسان واحد دخلت الخطيئة إلى العالم " ( رومية 5/12 - 21 ).

ويشبه كالوني أحد علماء البروتستانت انتقال الخطيئة لبني آدم بانتقال الوباء، فيقول: " حينما يقال: إننا استحققنا العذاب الإلهي من أجل خطيئة آدم، فليس يعني ذلك أننا بدورنا كنا معصومين أبرياء، وقد حملنا ظلماً ذنب آدم .... الحقيقة أننا لم نتوارث من آدم العقاب فقط، بل الحق أن وباء الخطيئة مستقر في أعماقنا، على سبيل الإنصاف الكامل، وكذلك الطفل الرضيع تضعه أمه مستحقاً للعقاب، وهذا العقاب يرجع إلى ذنبه هو، وليس من ذنب أحد غيره ".
وشعر علماء النصرانية بما تحويه عقيدة وراثة الخطيئة من ظلم للإنسانية، فعلموا على تبريرها لتقبلها العقول وعقوبتها من دون اعتراض ولا إحساس بالظلم، فيقول ندرة اليازجي: " آدم هو مثال الإنسان، الإنسان الذي وجد في حالة النعمة وسقط، إذن سقوط آدم من النعمة هو سقوط كل إنسان، إذن خطيئة آدم هي خطيئة كل إنسان، فليس المقصود أن الخطيئة تنتقل بالتوارث والتسلسل لأنها ليست تركة أو ميراثاً.

إنما المقصود أن آدم الإنسان قد أخطأ، فأخطأ آدم الجميع إذن، كل واحد قد أخطأ، وذلك لأنه إنسان ".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
ومن هنـا نـأتـى للنقـد والتفنيـد :
إن هذه التبريرات المتهافتـة والواهيـة لا يُمكـن ان تقنـع أحـدآ ممن ينظر فى وراثة الذنب ظُلمآ يتنزه الله عنـه وهو الحق والعـادل والحكيـم والكــــامل..
ومن ثم تشبيههم لوراثة الذنب بعدوى المرض باطل ، لأن المرض شىء غير إختياري " أم هل لهم رأى أخر؟!" فلا يُقاس الذنب عليه ، كما أن المرض لا يُعاقب عليـه الإنسـان..!
وفصل أكونياس بين الروح والجسد وقوله بأن الخطيئة تسري من الروح للجوارح خطأ، لأن الخطأ عندما يقع فيه الإنسان، فإنما يقع فيه بروحه وجسده، فالإنسان مركب منهما، ويمارس حياته من خلالهما معاً. أما آدم فهو غير مركب من آدم وأبنائه.

لذا نصر على اعتبار وراثة الذنب نوعاً من الظلم لا يليق نسبته لله عز وجل.

وهذا المعتقد لا دليل عليه في التوراة، بل الدليل قام على خلافه، إذ جاءت النصوص تنفي وراثة الذنب، وتؤكد على مسئولية كل إنسان عن عمله، ومنها:
" النفس التي تخطيء هي تموت، الابن لا يحمل من إثم الأب، والأب لا يحمل من إثم الابن، بر البار عليه يكون، وشر الشرير عليه يكون " (حزقيال 18/20 - 21 ).
" لا يقتل الآباء عن الأولاد، ولا يقتل الأولاد عن الآباء، كل إنسان بخطيئته يقتل " ( التثنية 24/16 ).
" بل كل واحد يموت بذنبه، كل إنسان يأكل الحصرم تضرس أسنانه " (إرمياء 31/30 ).
" الذي عيناك مفتوحتان على كل طرق بني آدم لتعطي كل واحد حسب طرقه، وحسب ثمرة أعماله " ( إرميا 32/19 ).
" لا تموت الآباء لأجل البنين، ولا البنون يموتون لأجل الآباء، بل كل واحد يموت لأجل خطيته " ( الأيام (2) 25/4 ).
" فإنه لا يموت بإثم أبيه " ( حزقيال 18/17 ).
" أفتهلك البار مع الأثيم، عسى أن يكون خمسون باراً في المدينة، أفتهلك المكان ولا تصفح عنه من أجل الخمسين باراً الذين فيه، حاشا لك أن تفعل مثل هذا الأمر: أن تميت البار مع الأثيم، فيكون البار كالأثيم. حاشا لك، أديان كل الأرض لا يصنع عدلاً " ( التكوين 18/23 - 25).
ولكى يُزاد الطيـن بلـة كما نقول فقد أنكـر المسيح الخطيئة الاصليـة بقوله: " لو لم آت وأكلمهم، لم تكن لهم خطيئة، وأما الآن فليس لهم حجة في خطيئتهم... لو لم أعمل بينهم أعمالاً لم يعملها آخر، لما كانت لهم خطيئة، أما الآن فقد رأوا وأبغضوني " ( يوحنا 15/22 - 24 )
على ماذا يتحدث هذا النص؟!
هل يتحدث عن خطآ سابق عن وجوده؟!
ام عن خطأ وقع فيه بنى إسرائيل تجاهه، هو عدم الإيمان بالمسيح، وليس فيه أي ذكر للخطيئة الموروثة، بل هو لا يعرف شيئاً عنها.؟!!
فالنص واضـح ، فماذا يقولوا أعبـاد المسيـح .؟! تُرى دائمـآ يتبجحـون ، فبالفعل هم قوم جاهلـون.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
نــــأتى أيضـآ إلي مـرحلـة بُطـــــلان وراثــة الخطيـة الاصليـة .
إن الكُتب المقدسة عند النصاري تشهد للكثيرين بالخيرية وتُثنى عليهم ، ولو كانوا ضمن الخطية لما كانوا نـالوا هذا الثنـاء..!!
ومنهم الاطفال الذى قال عنهم المسيح فى إحـدى وصـايـاه
"الحق أقول لكم، إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السماوات، فمن وضع نفسه مثل هذا الولد، فهو الأعظم في ملكوت السماوات " ( متى 18/3 - 4 )
وأيضآ
"و قدموا اليه اولادا لكي يلمسهم و اما التلاميذ فانتهروا الذين قدموهم ،فلما راى يسوع ذلك اغتاظ و قال لهم دعوا الاولاد ياتون الي و لا تمنعوهم لان لمثل هؤلاء ملكوت الله ،الحق اقول لكم من لا يقبل ملكوت الله مثل ولد فلن يدخله ، فاحتضنهم و وضع يديه عليهم و باركهم "(مرقس 10/13/16 ).
وعندها نهر تلاميذه أطفالاً قال: "دعوا الأولاد يأتون إليّ ولا تمنعوهم، لأن لمثل هؤلاء ملكوت السماوات " ( متى 19/13 - 14 )

إذآ ماذا نفهم من تلك الاعداد؟؟؟؟؟؟!
بــــراءة الاطفـــــال وطهــارتهـم من الخطيئـة الاصليـة ، وكيف جعلهم مثلاً للأبرار الذين يدخلون الجنة..!!
ولكن القديس أوغسطينوس كان يحكم بالهلاك على جميع الأطفال غير المعمدين، وكان يفتي بأنهم يحرقون في نار جهنم.
كان هذا عن الاطفال ، ماذا إذآ عن الابرار.....؟!!
ماذا قال المسيح عنهـم..؟!!
" لم آت لأدعو أبراراً، بل خطاة إلى التوبة " ( لوقا 5/32 )
فهم أيضآ بريئين من الخطيئة الاصليـة ؟! فكيف يوجد ابرار ، ومن هذا المُنطلق لماذا يُصلب المسيح.؟!!
كما أيضآ ذكر "العهد القديم" الثناء على الابرار..؟! واثنا عليهم ..!
ولم يتحدث العهد القديم عن قيدهم ضمن الخطيـة الموروثـة..!!
كان كلام الرب إلى قائلاً:" ما لكم أنتم تضربون هذا المثل على أرض إسرائيل قائلين: الآباء أكلوا الحصرم، وأسنان الأبناء ضرست، حي يقول السيد الرب... الإنسان الذي كان باراً وفعل حقاً وعدلاً، لم يأكل على الجبال، ولم يرفع عينيه إلى أصنام بيت إسرائيل، ولم ينجس امرأة قريبه، ولم يقرب طامثاً، ولم يظلم إنساناً... فهو بار، حياة يحيا يقول السيد الرب" ( حزقيال 18/19 - 23)
فكل من يعمل صالحآ يكـون بارآ ، ولا تؤخذ عليـه خطيـة أدم الموروثـة ..؟!!
ومن هؤلاء الابرار الذين لم ينضموا على الخطيئة ولو كانوا حاملين للخطيئة لما كانوا أهلاً لهداية الناس، فإن قيل عفي عنهم، فلم تره لم يعف عن الباقين كما عفي - من غير دم او صلب - عن الأنبياء الذين اختار الله منهم كليماً وخليلاً.
ومن ثم ماذا عن الانبياء ..؟! وماذا قيل فى العهد القديم عن الانبياء والثناء عليهم......!!
فيقول العهد القديم " وسار أخنوخ مع الله، ولم يوجد لأن الله أخذه" ( التكوين 5/24 )، وقد قال عنه بولس: " بالإيمان نقل أخنوخ لكي لا يرى الموت، ولم يوجد لأن الله نقله، إذ قبل نقله شهد له بأنه قد أرضى الله" (عبرانيين 11/5).

وأيضاً نوح " وكان نوح رجلاً باراً كاملاً في أجياله، وسار نوح مع الله " ( التكوين 6/9).

وأيضاً إبراهيم فقد قيل له: " لا تخف يا إبرام أنا ترس لك، أجرك كثير جداً " ( التكوين 11/1)، وقيل عنه: " بارك الرب إبراهيم في كل شيء " ( التكوين 24/1).

ومن هؤلاء الأبرار أيوب، كما امتدحه العهد القديم: "قد قلت في مسامعي، وصوت أقوالك سمعت. قلت: أنا بريء بلا ذنب، زكي أنا ولا إثم لي" (أيوب 33/8-9).
وأيضاً يوحنا المعمدان " الحق أقول لكم: لم يقم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان " ( متى 11/11)، ويقول عنه لوقا: "لأنه يكون عظيماً أمام الرب، وخمراً ومسكراً لا يشرب" (لوقا 1/15)

فهؤلاء لم يرثوا الخطية ولم تؤثر بهم معصية ادم ..لماذايا تُري..؟؟!!
فالكتاب المُقدس يعلنهـا صـراحـة يااخوتى ان هؤلاء الانبيـاء لا يؤثر بهم دم المسيح او غيره ...........!!!

وأيضآ أثنى العهد القديم علي إناس اُخر غير الانبياء ووصفتهم بالصلاح والبر ، فنفهم من ذلك انهم لم يرثوا الخطية أيضآ.....؟!!
ومن هؤلاء الاشخاص هابيل ابن ادم الذى تقبل الله منه ذبيحتـه لخلاصه . وهذا فى سفر التكوين 4: 4" و قدم هابيل ايضا من ابكار غنمه و من سمانها فنظر الرب الى هابيل و قربانه"
فلم تمنعه الخطيئة الاصلية ان يكون هابيل عند الله مقبولا..!
وأيضآ قال عنه بولس: "بالإيمان قدم هابيل للّه ذبيحة أفضل من قايين، فبه شهد له أنه بار، إذ شهد الله لقرابينه" (عبرانيين 11/4).
وكذلك الناجون مع نوح كلهم من الأبرار " ورأى الله الأرض، فإذا هي فسدت، إذ كان كل بشر قد أفسد طريقه على الأرض فقال الله لنوح: نهاية كل بشر أتت أمامي... وتبقى نوح والذين معه في الفلك فقط" ( التكوين 6/12-7/23 ).
ما هو المُبرر لهذا التفريق إن كـانت الخطيئة موروثـة........!!
ومن الابرار ايضآ لاوي بن يعقوب، حيث قال الله عنه "عهدي معه للحياة والسلام، وأعطيته إياهما للتقوى، فاتقاني، ومن اسمي ارتاع هو، شريعة الحق كانت في فِيه، وإثم لم يوجد في شفتيه، سلك معي في السلام والاستقامة، وأرجع كثيرين عن الإثم، لأن شفتي الكاهن تحفظان معرفة، ومن فمه يطلبون الشريعة، لأنه رسول رب الجنود" (ملاخي 2/5-7).
كما خاطب الرب اورشليم عن البقية المؤمنة البارة من بنى اسرائيل وقال لها
"وأبقي في وسطكِ شعباً بائساً ومسكيناً، فيتوكلون على اسم الرب، بقيةُ إسرائيل لا يفعلون إثماً، ولا يتكلمون بالكذب، ولا يوجد في أفواههم لسان غش، لأنهم يرعون ويربضون " (صفنيا 3/12-13)
كما شهد المسيح نجاة لعاذر قبل الصلب الموهوم عند النصاري حين قال " فمات المسكين وحملته الملائكة إلى حضن إبراهيم، ومات الفتى أيضاً، ودفن، فرفع عينيه في الهاوية وهو في العذاب ورأى إبراهيم من بعيد ولعاذر في حضنه، فنادى وقال: يا أبي إبراهيم، ارحمني.... " ( لوقا 16/21 -24)
فهو نجا قبل صلب المسيح........!! إن صُلب من الاساس ، ولكنى أري ان "إن" تُثير الشك ولكن جاء قول الله الواحد الاحد توكيديآ " وما قتلوه وماصلبوه يقينآ" .؟؟؟؟السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوع رائع اخى الكريم جعله الله فى ميزان حسناتك

ولى تعقيب على ان القصه لم تذكر ابليس بل ذكرت الحيه فقط

وأقول لك يا اخى الكريم اين هى الروح القدس التى يجب ان تحل عليك لتعرف ان الاقانيم واللاهوت والناسوت فى كل مكان فى الكتاب المقدس

وسيصرخ فيك كل نصرانى ويقول لك هذا اكبر دليل على اجتماع اللاهوت والناسوت والاقنومين 000وسيقول لك المقصود بابليس الحيه والمقصود بالحيه ابليس ولكن عند اجتماع اللاهوت بتاع ابليس مع الناسوت بتاع الحيه 00يدل على وجود ابليس

المسلمين مش قادرين يفهموا للاسف 000عايزين الروح القدس تحل عليهم 0000ربنا يستر

اللهم يا معلم ادم وابراهيم علمنا 000ويا مفهم سليمان فهمنا

بجد موضوع الاقانيم والشامبوا ثلاثه فى واحد ده وبلات بلاس والكلام ده كله 000مفعوله اكبر من مفعول المخدرات والهلوسه على عقول النصارى ومن يؤمن بايمانهم

ربنا يهدى 00ويثبت عقولهم 00وينور طريقهم للحقيقه 000اللهم امين

موضوع رائع اخى الكريم

ويبقى السؤال الذى يدل على الوهية يسوع عند النصارى 000وهو متعلق بالخطيئة الاصليه

اين قال يسوع 000انا الله نزلت من اجل ان اصلب بسبب الخطيئة الاصليه ؟؟؟

اين ذكر يسوع لفظ ( ادم ) فى الكتاب المقدس كله

ان لم تكن الاولى 000ولا الثانيه 00لهم اجابه

يبقى اكيد المسيح لم يصلب 00واكيد المسيح لم يمت

ويقول بولس ( ان لم يكن المسيح قد قام فباطلا هى كرازتنا وباطل هو ايماننا )

يبقى كده المسيح ليس الله الذى نزل من اجل الخطيئة الاصليه 00لان المسيح يقول لقد كلمت العالم علانيه وفى الخفاء لم اتكلم بشى

طيب اين قال انا الله جئت من اجل الخطيئة الاصليه 000الله اعلى واعلم

صديقى المسيحى 00الحق واضح فلا تظلم نفسك؟؟؟؟؟جزاك الله خيرآ اخى الكريم الازهري المصري

وأقول لك يا اخى الكريم اين هى الروح القدس التى يجب ان تحل عليك لتعرف ان الاقانيم واللاهوت والناسوت فى كل مكان فى الكتاب المقدس

مش عارف الروح القدس بتاعتى راحت فين ، تؤ مجتش عندى الروح القدس والحمد لله يكفيني عقـل ناضـج وقلـب نـابض أخي الكريم:D
اين قال يسوع 000انا الله نزلت من اجل ان اصلب بسبب الخطيئة الاصليه ؟؟؟
يااخى ده مقالش "انا الله " هيقول جئت لأصلب بسبب الخطيئة
اهو كلـه ماشـى ههههههههه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
نُكمـل المـوضوع يااخوانى:
ولكى نُزيـد علي إبطال هذا الذنب الموروث اكثر ما بُطل فى أعـلاه ولكن ماذا نقول" كله ماشي" :D
نـأتى للردود من شخصيـات نصـرانيـة ومردودهـا تجـاه هذا الحدث .
فنظرية وراثة الذنب الموروث انكـره الكثيرين قديـمآ وحديثآ ، فعبروا عن رفضهم لهذا الظلم وعن تحمل تبعات خطيئة لم يرتكبوها ولم يستشاروا فيها، بل ولم يشهدوها، ومن ذلك :
1-أن مخطوطات نجع حمادي المكتشفة بعد الحرب العالمية الثانية خلت من الحديث عن الخطيئة والغفران الذي يتحدث عنه آباء الكنيسة.
2- يوجد المنكرون لهذه الخطيئة ومنهم الراهبان في روما في مطلع القرن الخامس بيلاجوس وسليتوس وأصحابهما، فقد أنكروا سريان الخطيئة الأصلية إلى ذرية آدم، واعتبروه مما يمنع السعادة الأبدية، وقالوا بأن الإنسان موكول بأعماله.
ومنهم كوائيليس شيس الذي نقلت عنه دائرة المعارف البريطانية أنه قال: " ذنب آدم لم يضر إلا آدم، ولم يكن له أي تأثير على بني النوع البشري، والأطفال الرضعاء حين تضعهم أمهاتهم يكونون كما كان آدم قبل الذنب ".
ومنهم الدكتور نظمي لوقا في كتابه " محمد الرسالة والرسول " حيث تحدث عن الآثار السلبية التي تتركها هذه العقيدة فيقول: " الحق أنه لا يمكن أن يقدر قيمة عقيدة خالية من أعباء الخطيئة الأولى الموروثة إلا من نشأ في ظل تلك الفكرة القاتمة التي تصبغ بصبغة الخجل والتأثم كل أفعال الفرد، فيمضي حياته مضي المريب المتردد، ولا يقبل عليها إقبال الواثق بسبب ما أنقض ظهره من الوزر الموروث.
إن تلك الفكرة القاسية تسمم ينابيع الحياة كلها، ورفعها عن كاهل الإنسان منّة عظمى، بمثابة نفخ نسمة حياة جديدة فيه، بل هو ولادة جديدة حقاً...

وإن أنسى لا أنسى ما ركبني صغيراً من الفزع والهول من جراء تلك الخطيئة الأولى، وما سيقت فيه من سياق مروع يقترن بوصف جهنم... جزاء وفاقاً على خطيئة آدم بإيعاز من حواء... وإن أنسى لا أنسى القلق الذي ساورني وشغل خاطري على ملايين البشر قبل المسيح أين هم، وما ذنبهم حتى يهلكوا بغير فرصة للنجاة".

ويقول الميجور جيمس براون عن فكرة وراثة الذنب الأول: "فكرة فاحشة مستقذرة، لا توجد قبيلة اعتقدت سخافة كهذه ".

وأخيراً: فهل ذنب آدم هو الذنب الوحيد الذي يسرى في ذريته أم أن جميع الخطايا تتوارث. فإن خصوا ذنب آدم بالتوارث فقد خصصوا، ولا مخصص.

وهكذا بطل القول بسريان الخطيئة إلى ذرية آدم، من خلال النصوص الصريحة في الكتب المقدسة وبشهادة العقلاء من أبناء هذا الدين

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تم واشكر الاخ وليد المسلم فقد استعنت ببعض ماعنـده "ليأخذ كل ذى حق حقه"؟؟؟؟بسم الله الرحمن الرحيم

بارك الله فيك اخي الفاضل " غضب مسلم " على هذا الموضوع .. جعله الله في ميزان حسناتك .. آمين ...

أليس الله يعلم الغيب ، ويعلم ما فى ذات الصـدور.؟!!

نعم .. ان الله يعلم الغيب ويعلم ما في ذات الصدور .. عندنا فقط .. اما عندهم فهم لا يؤمنون في ذلك ... والدليل ما زال كل نصراني مثقف ومتعلم ... يدافع عن الكتاب المقدس وهو يعلم ما فيه ..

ولكن يرجع ويثبت لنا النص براءة ادم وتجريم حواء لأن حواء التي أغوتها الحية فأكلت " وأعطت رجلها أيضاً معها، فأكل ".

وأما عقوبة حواء " تكثيراً أكثر أتعاب حبلك، بالوجع تلدين أولاداً، وإلى رجلك يكون اشتياقك، وهو يسود عليك ".


فالمرأة .. وفق ما سبق بيانه كما تفضلت .. هي المسئولة عن الخطيئة الأولى .. وما ترتب عليها من شقاء للبشرية ... فالمرأة شيطان الرجل .. ولهذا جاء عقابها مضاعفاً : فمتاعب حبلها كثيرة .. وولادتها بالوجع ..

هنا يلح سؤال :

إن اناث الحيوانات تحمل وتلد بمتاعب وأوجاع كثيرة .. فهل يحدث لها ذلك بسبب خطيئة ارتكبتها جداتها في الأزل ؟!

إن عقاب المرأة لم يقتصر على آلام الحمل والولاة .. ولا على متاعب الحياة الأخرى التي تشترك فيها مع الرجل .. بل تعداه إلى تسلط الرجل عليها .. فهو سيدها .. وفق نص الكتاب المقدس .. وهي ( لا تكون شريكة الرجل .. ولا تساويه .. بل تمسي فتنة الرجل .. وهو يستعبدها لتلد له الأولاد .)

اخي العزيز .. " الازهرى المصرى "

000وسيقول لك المقصود بابليس الحيه والمقصود بالحيه ابليس ولكن عند اجتماع اللاهوت بتاع ابليس مع الناسوت بتاع الحيه 00يدل على وجود ابليس
بصراحة أضحكتني .. اسعد الله قلبك .. فعلا الامور متعقدة .. الحمد لله على نعمة الاسلام .. الله هو الله .. والشيطان هو الشيطان .. لا تعقيد .. ولا لبس .. سهل فهمه .. وسهل شرحه ... وسهل استيعابه ...

اخوكم / الاثرم؟؟؟؟بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر الأخ غضب مسلم على موضوعه الرائع حول الخطيئة الأولى وتفنيده لما يدعيه أهل الصليب من حمل آدم للخطيئة وذريته من بعده قهى فى معتقدهم الفاسد خطيئة موروثة تستوجب عقاب الله وناره الموقدة لذرية آدم وأحاطوا للجنس البشرى بسياج تلك الخطيئة ولم يجعلوا لهذا السياج إلا باب واحد يتم عن طريقه الخلاص من تلك الخطيئة كما يزعمون ألآ وهو إبن مريم رسول الله الذى ألهوه وعبدوه وقالوا إن صلبه كان من أجل الذين آمنوا به مخلصآ لتلك الخطيئة . وكأنه كبر عليهم إستطاعة من خلق آدم أن يغفر له ذلته بعد أن تاب آدم من هذا الذتب
وفى سبيل تفنيد إدعائهم وبيان معتقدهم الفاسد والذى يأباه كل عاقل وكل لبيب وكل صاحب فطرة سوية نقول وبالله التوفيق سبحانه عما يصفون إن الله لم يلعن آدم كما تدعى النصارى وحتى نثبت ذلك نرجع إلى قصة الخطيئة فى الكتاب المقدس فقال الرب الإله للحية: لأنك فعلت هذا ملعونة أنت من جميع البهائم. ومن جميع وحوش البرية على بطنك تسعين، وتراباً تأكلين كل أيام حياتك، وأضع عداوة بينكِ وبين المرأة وبين نسلك ونسلها، هو يسحق رأسك، وأنت تسحقين عقبه.

وقال للمرأة: تكثيراً أكثر أتعاب حبلك، بالوجع تلدين أولاداً، وإلى رجلك يكون اشتياقك، وهو يسود عليك.

وقال لآدم: لأنك سمعت لقول امرأتك، وأكلت من الشجرة التي أوصيتك قائلاً: لا تأكل منها. ملعونة الأرض بسببك، بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك، وشوكاً وحسكاً تنبت لك، وتأكل عشب الحقل، بعرق وجهك تأكل خبزاً حتى تعود إلى الأرض التي أخذت منها، لأنك تراب، وإلى تراب تعود ...
من هنا يتضح إن الله سبحانه لعن الحية فقط ولعن الأرض فلآتعطى آدم إلا بعرق وجهه وتعبه فيها . ولقد أبدل المحرفون الحية بدلآ من إبليس وبرئوه من غواية آدم كما برأوا اليهود بعد ذلك من دم المسيح مع إعتقادهم بصلبه . فلا نجد لعنة يحملها آدم كما يحكى الكتاب المقدس حتى يكفرها مسيحهم كما نجد فى السياق القرءانى إن الله سبحانه لم يلعن آدم ولا زوجه وإنما لعن إبليس الذى وسوس لهم فقال سبحانه ( وإن عليك لعنتى إلى يوم الدين) ورغم إن الأناجيل لم تتكلم عن مجيىء المسيح فداءآ عن خطيئة آدم وكذلك لم تذكر الأناجيل إسم آدم أبو البشرية ولكن مع نسيانها ذكر آدم ولو مرة واحدة لم تذكر أيضآ خطيئته ولم تشير إليها .
إن الله سبحانه قبل أن يكون الأزل له أسماء وله صفات خلق سبحانه الأرض قبل أن يخلق آدم ومهدها ودحاها ليعيش عليها آدم وأخرج منها ماءها ومرعاها والجبال أرساها وجعل فيها أرزاقها وجعل فيها من الدبيب ( ما يدب عليها من دابة ) وما يغوص في ماءها كل هذا من أجل من سيستخلفه الله فى الأرض وهو آدم وذريته آدم الذى خلقه الله مختارآ غير معصوم يستطيع أن بفعل أو لا يفعل هكذا أراده الله بخلاف الملآئكة المخلوقين من نور ومجبولين على الطاعة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون . وليكن آدم هذا المخلوق البشرى مقدم فى طاعته على الملآئكة المقربين لأنه يعبد الله بكامل إرادته أما الملآئكة فهم مجبولين عليها طائعون وهكذا يباهى الله ملآئكته بآدم وذريته ويقول سبحانه انظروا يا ملائكتى إن عبادى أتونى شعثآ غبرآ يطلبون رحمتى ويخافون عزابى . ولكن عدل الله وعدله مطلق هل يهبط آدم إلى الأرض قبل أن يعلمه كيف يتعامل مع من حوله وقبل أن يعرف الخير من الشر . فكيف يعمر الأرض ويكون خليفة الله فيها قبل أن تكون له تجربة فى الحياة . إن عدل الله وعدله مطلق يقتضى أن يتعلم آدم قبل إهباطه إلى الأرض ولذلك وضعه الله فى الجنة وهى المكان المعد للتعليم فعلمه الله الأسماء كلها وعلمه إن هذا مسموح وهذا ممنوع هذا خير لك وهذا شر لك . لقد تعرف آدم على ربه حين خلقه وأسجد له ملآئكته وعلم إن الله هو من خلقه فهو الخالق ولم يرى مع الله إله آخر فعلم إنه لا إله إلآ هو ولما وجد تسبيح الملائكة علم أن الله هو القدوس الذى تسبح الملائكة بحمده وعندما رفض إبليس السجود وطرده الله من رحمته لتكبره أعلم الله آدم إن إبليس عدو لك . وعندما وضع آدم بالجنة وأكل من ثمارها علم إن الله هو الرازق الذى رزقه هذه الثمار وعندما خلق الله له زوجه أخذها من ضلعه علم ان الله هو الواجد الذى أوجد له زوحه من جنسه . فلما أخطىء آدم بأكله من الشجرة التى نهاه الله عنها يدت له سوءته كما بدت سوءة زوجه فأخذا يستران نفسيهما بورق الجنة وعصى آدم ربه . ولم تنكشف عورة آدم وزوجه إلا بعد المعصية وكأن هذا درس لكل من أدم وذريته طالما هناك طاعة فأنتم فى معية الله وإن المعصية تخرجه من هذه المعية وليست الرحمة . فرحمة الله وعدله إقتضت كذلك إن يعلم آدم دعاء يدعو به خالقه ليتوب عليه ويغفر له ذنبه فتقبل الله توبته فغفر له فعلم آدم كذلك إن الله غفور رحيم سميع لمن يدعوه ومجيب لمن دعاه . ولأن آدم إستوفى فترة التعليم فأهبطه الله إلى الأرض بلا خطيئة وتخرج آدم من الجنة وهو يحمل حقيبة المعرفة بالله عارفآ لصفات الله وأسماءه عارفآ للخير وللشر يعرف عن إبليس إنه عدوه اللدود الذى يزين له كل معصية ولكن آدم يعرف إنه إذا ما وقع فى أى معصية كيف يتوجه إلى الله بفلبه ويطلب العفو والمغفرة .
أما عباد الصليب فقد أوجدوا وظيفة لأبن مريم عليه السلام لكى يجعلوه إله وهو بريىء منهم فأدعوا إنه مخلصهم وطريقهم إلى الملكوت . فأدعوا إنه صلب وعبدوا الصليب وكان أجدر بهم أن يكرهوا الصليب لآنه الآداة التى صلب عليها ربهم . إن التلميذ يكره عصى الأستاذ وربما تسبب له عقدة نفسية ولم نسمع فى يوم من الآيام إن التلميذ يحب العصى التى يضربه بها استاذه بل ويقدس تلك العصى فما بال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون جديثاومن شدة غبائهم يقولون إن المسيح هو الله فكيف يرسل الله نفسه فتمسكه اليهود والرومان ويصفعوه على وجهه وعلى قفاه ويعروه من ثيابه ويبصقوا عليه ثم يصلبوه أهكذا وصل الضعف بالإله القادر فلا يستطيع أن ينجو بنفسه من أيديهم . ألا يستطيع الإله القادر إن يغفر لآدم مباشرة دون أن يرسل نفسه أو إبنه . هل يخاف الإله القادر من ملامة الملائكة إذا غفر لآدم وقت وقوع المعصية فكيف تقول الملائكة وهى تراه عندما أمسكوه وفعلوا به ما فعلوا ( أستغفرك ربى وأتوب إليك مما يدعيه هؤلاء الضالين) هل يرسل الله نفسه ليكون رضيعآ يتبول ويتغوط على نفسه ومريم البتول تتطلع على عورته وتنظفها له ثم تعطيه ثديها عندما يبكى ( سبحان الله عما يصفون )أللهم إنى اشهدك واشهد ملآئكتك وحملة عرشك إنك أنت الله الذى لا إله إلآ هو الملك الحق المبين وان محمد رسول الله الصادق الوعد الامين شهادة أشهدها ويشهدها كل مسلم وتقر بها قلوبنا ونبرأ من كل دين يخالف دين الأسلام أللهم هذه شهادة نستودعها عندك لحين أن نلقاك .

غير معرف يقول...

يعقوب لم يعرف انها ليست راحيل إلا في الصباح !

بقلم الأخ / يوسف عبد الرحمن

يقول كاتب سفر التكوين 29 :
1ثُمَّ رَفَعَ يَعْقُوبُ رِجْلَيْهِ وَذَهَبَ إِلَى أَرْضِ بَنِي الْمَشْرِقِ. 2وَنَظَرَ وَإِذَا فِي الْحَقْلِ بِئْرٌ وَهُنَاكَ ثَلاَثَةُ قُطْعَانِ غَنَمٍ رَابِضَةٌ عِنْدَهَا، لأَنَّهُمْ كَانُوا مِنْ تِلْكَ الْبِئْرِ يَسْقُونَ الْقُطْعَانَ، وَالْحَجَرُ عَلَى فَمِ الْبِئْرِ كَانَ كَبِيرًا. 3فَكَانَ يَجْتَمِعُ إِلَى هُنَاكَ جَمِيعُ الْقُطْعَانِ فَيُدَحْرِجُونَ الْحَجَرَ عَنْ فَمِ الْبِئْرِ وَيَسْقُونَ الْغَنَمَ، ثُمَّ يَرُدُّونَ الْحَجَرَ عَلَى فَمِ الْبِئْرِ إِلَى مَكَانِهِ. 4فَقَالَ لَهُمْ يَعْقُوبُ: «يَا إِخْوَتِي، مِنْ أَيْنَ أَنْتُمْ؟» فَقَالُوا: «نَحْنُ مِنْ حَارَانَ». 5فَقَالَ لَهُمْ: «هَلْ تَعْرِفُونَ لاَبَانَ ابْنَ نَاحُورَ؟» فَقَالُوا: «نَعْرِفُهُ». 6فَقَالَ لَهُمْ: «هَلْ لَهُ سَلاَمَةٌ؟» فَقَالُوا: «لَهُ سَلاَمَةٌ. وَهُوَذَا رَاحِيلُ ابْنَتُهُ آتِيَةٌ مَعَ الْغَنَمِ». 7فَقَالَ: «هُوَذَا النَّهَارُ بَعْدُ طَوِيلٌ. لَيْسَ وَقْتَ اجْتِمَاعِ الْمَوَاشِي. اِسْقُوا الْغَنَمَ وَاذْهَبُوا ارْعَوْا». 8فَقَالُوا: «لاَ نَقْدِرُ حَتَّى تَجْتَمِعَ جَمِيعُ الْقُطْعَانِ وَيُدَحْرِجُوا الْحَجَرَ عَنْ فَمِ الْبِئْرِ، ثُمَّ نَسْقِي الْغَنَمَ».
9وَإِذْ هُوَ بَعْدُ يَتَكَلَّمُ مَعَهُمْ أَتَتْ رَاحِيلُ مَعَ غَنَمِ أَبِيهَا، لأَنَّهَا كَانَتْ تَرْعَى. 10فَكَانَ لَمَّا أَبْصَرَ يَعْقُوبُ رَاحِيلَ بِنْتَ لاَبَانَ خَالِهِ، وَغَنَمَ لاَبَانَ خَالِهِ، أَنَّ يَعْقُوبَ تَقَدَّمَ وَدَحْرَجَ الْحَجَرَ عَنْ فَمِ الْبِئْرِ وَسَقَى غَنَمَ لاَبَانَ خَالِهِ. 11وَقَبَّلَ يَعْقُوبُ رَاحِيلَ وَرَفَعَ صَوْتَهُ وَبَكَى. 12وَأَخْبَرَ يَعْقُوبُ رَاحِيلَ أَنَّهُ أَخُو أَبِيهَا، وَأَنَّهُ ابْنُ رِفْقَةَ، فَرَكَضَتْ وَأَخْبَرَتْ أَبَاهَا. 13فَكَانَ حِينَ سَمِعَ لاَبَانُ خَبَرَ يَعْقُوبَ ابْنِ أُخْتِهِ أَنَّهُ رَكَضَ لِلِقَائِهِ وَعَانَقَهُ وَقَبَّلَهُ وَأَتَى بِهِ إِلَى بَيْتِهِ. فَحَدَّثَ لاَبَانَ بِجَمِيعِ هذِهِ الأُمُورِ. 14فَقَالَ لَهُ لاَبَانُ: «إِنَّمَا أَنْتَ عَظْمِي وَلَحْمِي». فَأَقَامَ عِنْدَهُ شَهْرًا مِنَ الزَّمَانِ.
15ثُمَّ قَالَ لاَبَانُ لِيَعْقُوبَ: «أَلأَنَّكَ أَخِي تَخْدِمُنِي مَجَّانًا؟ أَخْبِرْنِي مَا أُجْرَتُكَ». 16وَكَانَ لِلاَبَانَ ابْنَتَانِ، اسْمُ الْكُبْرَى لَيْئَةُ وَاسْمُ الصُّغْرَى رَاحِيلُ. 17وَكَانَتْ عَيْنَا لَيْئَةَ ضَعِيفَتَيْنِ، وَأَمَّا رَاحِيلُ فَكَانَتْ حَسَنَةَ الصُّورَةِ وَحَسَنَةَ الْمَنْظَرِ. 18وَأَحَبَّ يَعْقُوبُ رَاحِيلَ، فَقَالَ: «أَخْدِمُكَ سَبْعَ سِنِينٍ بِرَاحِيلَ ابْنَتِكَ الصُّغْرَى». 19فَقَالَ لاَبَانُ: «أَنْ أُعْطِيَكَ إِيَّاهَا أَحْسَنُ مِنْ أَنْ أُعْطِيَهَا لِرَجُل آخَرَ. أَقِمْ عِنْدِي». 20فَخَدَمَ يَعْقُوبُ بِرَاحِيلَ سَبْعَ سِنِينٍ، وَكَانَتْ فِي عَيْنَيْهِ كَأَيَّامٍ قَلِيلَةٍ بِسَبَبِ مَحَبَّتِهِ لَهَا.21ثُمَّ قَالَ يَعْقُوبُ لِلاَبَانَ: «أَعْطِنِي امْرَأَتِي لأَنَّ أَيَّامِي قَدْ كَمُلَتْ، فَأَدْخُلَ عَلَيْهَا». 22فَجَمَعَ لاَبَانُ جَمِيعَ أَهْلِ الْمَكَانِ وَصَنَعَ وَلِيمَةً. 23وَكَانَ فِي الْمَسَاءِ أَنَّهُ أَخَذَ لَيْئَةَ ابْنَتَهُ وَأَتَى بِهَا إِلَيْهِ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا. 24وَأَعْطَى لاَبَانُ زِلْفَةَ جَارِيَتَهُ لِلَيْئَةَ ابْنَتِهِ جَارِيَةً. 25وَفِي الصَّبَاحِ إِذَا هِيَ لَيْئَةُ، فَقَالَ لِلاَبَانَ: «مَا هذَا الَّذِي صَنَعْتَ بِي؟ أَلَيْسَ بِرَاحِيلَ خَدَمْتُ عِنْدَكَ؟ فَلِمَاذَا خَدَعْتَنِي؟». 26فَقَالَ لاَبَانُ: «لاَ يُفْعَلُ هكَذَا فِي مَكَانِنَا أَنْ تُعْطَى الصَّغِيرَةُ قَبْلَ الْبِكْرِ. ( ترجمة فاندايك )
_____________________

في هذه القصة نقطة تدل بما لا يدع مجالاً للشك بأن الكاتب يكتب دون معرفة وتدقيق ، إذ يذكر أن يعقوب لم يتبين الخدعة إلا في الصباح . أي أنه قضـى الليل كله في أحضان ليئة وهو يظنها راحيل !
ترى ألم يكن هناك نور في تلك الليلة البتة ؟
وحتى لو لم يكن هناك نور ، أكانا يمارسان الجنس في فلم من أفلام السينما الصامتـة فلم يتعرف يعقوب على عروسة من صوتها ؟

نحن لا نتكلم عن جريمة زنا بل عن زوجة زفت لزوجها في أول يوم زواج ... فبديهي ما الذي سيحدث بينهما في تلك الليلة ؟؟؟

وإذا افترضنا جدلاً انهما لم يمارسا الجنس أو على الأقل مقدماته فهل امتنعا عن الكلام ايضاً ؟؟؟؟
لنتذكر ما يقوله الكاتب في العدد 20 : " فَخَدَمَ يَعْقُوبُ بِرَاحِيلَ سَبْعَ سِنِينٍ، وَكَانَتْ فِي عَيْنَيْهِ كَأَيَّامٍ قَلِيلَةٍ بِسَبَبِ مَحَبَّتِهِ لَهَا... " وكيف كانت راحيل كما يصفها الكاتب في العدد 17 : " وَأَمَّا رَاحِيلُ فَكَانَتْ حَسَنَةَ الصُّورَةِ وَحَسَنَةَ الْمَنْظَرِ. 18وَأَحَبَّ يَعْقُوبُ رَاحِيل ....
فكيف بعد هذا يمكن أن نصدق أن يعقوب لم يعرف انها ليست حبيبته الا في الصباح ....

غير معرف يقول...

عقاب غريب ... لموضوع عجيب

يوسف عبد الرحمن

يتحدث كاتب سفر الملوك الثاني عن النبي أليشع فيقول:

" ثُمَّ صَعِدَ مِنْ هُنَاكَ إِلَى بَيْتِ إِيلَ. وَفِيمَا هُوَ صَاعِدٌ فِي الطَّرِيقِ إِذَا بِصِبْيَانٍ صِغَارٍ خَرَجُوا مِنَ الْمَدِينَةِ وَسَخِرُوا مِنْهُ وَقَالُوا لَهُ: اصْعَدْ يَا أَقْرَعُ! اصْعَدْ يَا أَقْرَعُ! فَالْتَفَتَ إِلَى وَرَائِهِ وَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ. فَخَرَجَتْ دبتان مِنَ الْوَعْرِ وَافْتَرَسَتَا مِنْهُمُ اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَلَداً. وَذَهَبَ مِنْ هُنَاكَ إِلَى جَبَلِ الْكَرْمَلِ، وَمِنْ هُنَاكَ رَجَعَ إِلَى السَّامِرَةِ." ( 2 ملوك 2 : 23 - 25 فاندايك )

من خلال هذا النص يتضح لنا أن أليشع كان " أقرع " مما جعل الصبيان الصغار يُعيّرونه ويسخرون منه ويقولون له : " اصعد يا أقرع .. اصعد يا أقرع " !

فماذا فعل أليشع ؟؟

قام بلعن الصبيان الصغار باسم الرب ، وذلك انتقاماً لسخريتهم منه ، فما كان من الرب إلا أن أخرج لهم دبتان من الْوَعْرِ وَافْتَرَسَتَا مِنْهُمُ اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَلَداً.

في هذه القصة نقطة تدل بما لا يدع مجالاً للشك بأن الكاتب يكتب دون معرفة وتدقيق. كيف؟

نلاحظ بأن الكاتب يقول بأن عدد الصبيان الذين تم افتراسهم هو 42 ، وهو عدد لا يمكن أن يصدق ، لأنه ريثما يتم افتراس الصبي الأول و الثاني أو حتى العاشر ، فإن بقية الصبيان يكونوا قد هربوا بلا شك ... اللهم إلا إذا أراد كاتب سفر الملوك أن يقنعنا بأن الصبيان قد اصطفوا بالدور منتظرين نهايتهم السعيدة واحداً تلو الآخر؟!!

فانظر أيها القارئ وتعجب ......

والآن لنفترض جدلاً أن القصة صحيحة ، فإن الكنيسة دائما ما تتغنى بأن الله محبة ، فأين هي محبته مع هؤلاء الصبية الصغار؟ ان قتل هؤلاء الصبية الصغار لمجرد استهزاءهم بشخص حتى لو كان خادما لله عز وجل ,,, هو أمر غريب على من يدعون أن الله نفسه هو من ضحى بنفسه أو ابنه لأجل البشرية!!!

اسأل نفسك أخي القارئ ماذا فعل هؤلاء الصبية الصغار حتى يكون جزائهم القتل بهذه الوحشية؟ أين هو العدل وأين هي المحبة؟

والآن لنفترض أن صبياً مسيحياً صغيراً ضحك على رجل أصلع فقام هذا الرجل فقتله، هل يا ترى سيتفهم أبو الطفل المسيحي الموضوع؟ أم انه سيتهم هذا الرجل بالوحشية والاجرام؟

ما أكثر كلام المبشرين المسيحيين عن المحبة وما أكثر الضجيج الذي يحدثونه بهذه الكلمة في كل مكان وزمان!! الحقيقة ان المحبة كقيمة جديرة بكل اهتمام ولكنها لا يمكن أبدا أن تتناغم مع ما يعرضه الكتاب المقدس ، ويكفى أن نعرف بأن الإله بحسب تصور الكنيسة لا يغفر بدون سفك دم ، ( عبرانيين 9 : 22 ) وهذا ينقض ادعاءات نظريتهم في الخلاص المجاني المزعوم!
وأمور أخرى عديدة تجعل من كلام المسيحيين عن المحبة مجرد مزايدات وتنكر لأوضح المعطيات الكتابية والعقلية ....?????????? القديس بولس وجهلة بأهمية الختان

لقد كان بولس اليهودي ينظر الي الختان على أنه شعيرة دينية جاءت في شريعة موسى أو الناموس ليس إلا ، وانه أي الختان لم يعد لازماً بعد موت المسيح المزعوم ، وبحسب اقواله فإنه قد أظهر جهله في فوائد الختان وأهميته والحكمة منه ، ( انظر رسالته إلى روما 2 : 28 - 29 ، 4 : 9 - 11 ورسالته إلى غلاطية 5 : 2 - 6 ، 6 : 15 ، ورسالته إلى كورنثوس الأولى 7 : 19 ورسالته إلى كولوسي 2 : 11 و اعمال الرسل 15)

وجاء العلم الحديث واثبت ان للختان فوائد كثيرة تنعكس بالايجاب على الطفل في طفولته وكبر سنه وهي :
- طهارة ونظافة الطفل .
- التقليل من الاصابة بعدوى المسالك البولية.
- يمنع الاصابة بالتهاب قناة مجرى البول.

فعملية الختان، التي لم يدرك أهميتها بولس الطرطوسي ، قد اثبتت نتائج الدراسات والأبحاث الغربية أن هناك نتائج عضوية ونفسية كبيرة ومهمّة تتركها عملية الختان على الطفل. وبذلك اثبت العلم ان ما كان يقوله بولس اليهودي ليس وحيا من عند الله . .

لماذا تراجع الغرب عن عدائه للختان ؟

الدكتور حسان شمسي باشا



حتى سنوات قليلة فقط،كان الناس في أمريكا ينظرون إلى الختان على أنه شعيرة دينية يمارسها اليهود هناك والمسلمون.

وكان الأطباء هناك يناهضون فكرة إجراء الختان على الوليدين بشكل روتيني . ولكن إرادة الله تعالى قضت أن تتبدى لهم الفوائد العلمية لخصلة من خصال الفطرة التي قال عنها الرسول عليه الصلاة والسلام : " الفطرة خمس : الختان والاستحداد وقص الشارب وتقليم الأظافر ونتف الإبط " .

وقد أكدت مقالة نشرت في مجلة : Postgraduate Medicine أن مليون طفل أمريكي يختن الآن كل عام في أمريكا . وأكدت دراسات أخرى أن 60 – 80 % من الوليدين في أمريكا يختنون بشكل روتيني . لماذا تراجع أعداء الختان عن موقفهم ؟ وكيف تجلت لهم الحكمة من وراء الختان ؟ نشرت في السنوات القليلة الماضية عشرات الأبحاث والمقالات العلمية التي أكدت فوائد الختان في الوقاية من التهاب المجاري البولية عند الأطفال ، ومن المشاكل الطبية في القضيب .

وكان هناك عدد من الأطباء الذين يعارضون فكرة إجراء الختان بشكل روتيني عند الوليدين . وكان من أشهر هؤلاء البروفسور ويزويل – رئيس قسم أمراض الوليدين في المستشفى العسكري في واشنطن - . وقد كتب هذا البروفيسور مقالا قال فيه : " لقد كنت من أشد الناس عداء للختان . وقد شاركت حينئذ في الجهود التي بذلها الأطباء آنذاك للإقلال من نسبة الختان . ولكن الدراسات العلمية التي ظهرت في الثمانينات أظهرت بيقين ازديادا في نسبة الالتهابات البولية عند الأطفال غير المختونين . وما ينطوي عليه من خطر حدوث التهاب مزمن في الكلى وفشل كلوي في المستقبل .

وبعد إجراء المزيد من الأبحاث ، وإجراء تمحيص دقيق لكل الدراسات العلمية التي أجريت في هذا المجال ، وصلت إلى نتيجة مخالفة تماما ، وأصبحت من أشد أنصار الختان . وأيقنت أن الختان ينبغي أن يصبح أمرا روتينيا عند كل مولود . ولم يكن البروفيسور ويزويل الوحيد الذي نادى بضرورة إجراء الختان ، بل إن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال قد تراجعت تماما عن توصياتها القديمة ، وأصدت توصيات حديثة أعلنت فيها بوضوح ضرورة إجراء الختان بشكل روتيني عند كل مولود .

الختان يوفر على الدولة ملايين الدولارات :

وحتى من الناحية الاقتصادية التي تهم أصحاب المال والتخطيط ، فإن الختان عملية توفر على الدولة مبالغ طائلة . ويشرح ذلك البروفيسور ويزويل فيقول : " إذا افترضنا أن عملية الختان تكلف 1000 دولا تقريبا ، فإن الكلفة السنوية لختان جميع الأطفال الذين يولدون في أمريكا ستبلغ ما يقرب من 180 مليون دولا . فما هي الكلفة السنوية لهؤلاء لو تركناهم دون ختان ؟

إن الحقائق تقول أن 10 – 15 % من الأطفال الذكور غير المختونين سوف يحتاجون إجراء الختان في سن متقدم من العمر بسبب حدوث تضيق في القلفة أو التهاب متكرر في الحشفة ، وأن إجراء الختان عند الأطفال الكبار عملية مكلفة تصل إلى 2000 – 5000 دولا للعملية الواحدة .

فلو تركنا 1.8 مليون طفل يولدون سنويا في أمريكا دون ختان ، ولنفرض أن 10 % منهم فقط سوف يحتاجون للختان في المستقبل ، فإن كلفة ذلك سوف تصل إلى 360 – 900 مليون دولار سنويا ( وهي أضعاف ما هي عليه لو ختن كل هؤلاء بعد الولادة ) .

هكذا يحسبون .. ويقدرون .. وتأتي حساباتهم موافقة للفطرة السليمة .

ولكن العناية الإلهية قضت بألا تنتظر أجيال وأجيال من المسلمين ألفا وأربع مئة عام حتى تكتشف تلك الحقائق العلمية في الغرب ، ثم نتبعهم فيما يفعلون !!

هل تغني العناية الصحية بنظافة الأعضاء الجنسية عن الختان ؟ يقول البروفيسور ويزويل : " لقد ادعى البعض أن العناية الصحية بنظافة الأعضاء الجنسية يعطي وقاية مماثلة لتلك التي يمنحها الختان ، ولكن هذا مجرد افتراض ، وحتى اليوم لا توجد أية دراسة علمية تؤيد هذا الافتراض . ولا يوجد أي دليل علمي يشير إلى أن النظافة الجيدة في الأعضاء التناسلية يمكن لها بحال من الأحوال أن تمنع الاختلاطات التي تحدث عند غير المختونين " .

وقد أكد هذا القول الدكتور شوين الذي كتب مقالا رئيسا في إحدى أشهر المجلات الطبية في العالم N.E.T.M. عام 1990 جاء فيه : " أن الحفاظ على نظافة جيدة في المناطق التناسلية أمر عسير ، ليس فقط في المناطق المختلفة من العالم ، بل حتى في دولة كبرى ومتحضرة كالولايات المتحدة ، وكذلك الحال في إنجلترا ، فقد أكدت دراسة أجريت على أطفال المدارس الإنجليز غير المختونين أن العناية بنظافة الأعضاء التناسلية سيئة عند 70 % من هؤلاء الأطفال .

هكذا يقول خبراؤهم في الغرب .. ولكن الله تعالى جعل لتلك المشكلة علاجا منذ القدم ،فكان إبراهيم عليه السلام أول من اختتن تطبيقا للفطرة الحنيفية الخالصة . قال تعالى :

" ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما "

وقد جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

" اختتن إبراهيم وهو ابن ثمانين سنة بالقدوم "

الختان وقاية من سرطان القضيب :

يقول الدكتور روبسون في مقال أن هناك أكثر من 60 ألف شخص أصيب بسرطان القضيب في أمريكا منذ عام 1930 . ومن المدهش حقا أن عشرة أشخاص فقط من هؤلاء كانوا مختونين .

واليهود لا يصابون عادة بسرطان القضيب وهو يختنون أطفالهم في اليوم الثامن من العمر .

ويؤكد الدكتور شوين فائدة الختان في الوقاية من سرطان القضيب ، فيقول : " إن الختان الروتيني للوليدين يقضي تقريبا بشكل تام على احتمال حدوث سرطان في القضيب " .

ويقول الدكتور كوتشين أن نسبة حدوث سرطان القضيب عند المختونين في أمريكا هي صفر تقريبا . وأنه لو كان رجال أمريكا غير مختونين ، لأصيب أكثر من ثلاثة آلاف شخص سنويا بهذا السرطان المخيف .

هل يقي الختان من الأمراض الجنسية :

ليس هناك أدنى شك في أن الأمراض الجنسية أكثر شيوعا عند غير المختونين . فقد ذكر الدكتور فنك – الذي ألف كتابا عن الختان وطبع عام 1988 في أمريكا – أن هناك أكثر من 60 دراسة علمية أجمعت على أن الأمراض الجنسية تزداد حدوثا عند غير المختونين .

وقد قام الدكتور باركر بإجراء دراسة على 1350 مريضا مصابا بأمراض جنسية مختلفة ، فوجد ازديادا واضحا في معدل حدوث ثلاثة أمراض جنسية شائعة عند غير المختونين . وهذه الأمراض هي :

1. الهربس التناسلي Genital Herpes

2. السيلان Gonorrhea

3. الزهري Syphilis

وقد أكدت الدراسات العلمية الحديثة انخفاض حدوث مرض الإيدز عند المختونين .

ولكن ينبغي ألا يخطر ببال أحد أنه إن كان مختونا فهو في مأمن من تلك الأمراض ، فهذه الأمراض تحدث عند المختونين وغير المختونين ممن يرتكبون فاحشة الزنا أو اللواط ، ولكن نسبة حدوثها عند المختونين أقل .

الختان وقاية من التهاب المجاري البولية عند الأطفال :

أثبتت دراسة أجريت على حوالي نصف مليون طفل في أمريكا أن نسبة حدوث التهاب المجاري البولية عند الأطفال غير المختونين بلغت عشرة أضعاف ما هي عليه عند المختونين .

والتهاب المجاري البولية عند الوليدين قد لا يكون أمرا بسيطا ، فقد وجد الباحثون أن 36 % من الوليدين المصابين بالتهاب المجاري البولية قد أصيبوا في الوقت ذاته بتسمم من الدم ، كما حدثت حالات الفشل الكلوي والتهاب السحايا عند البعض . وقد يحدث تندب في الكلية عند 10 – 15 % من هؤلاء الوليدين .

وأكدت دراسة أخرى أن حدوث التهاب المجاري البولية عند الأطفال غير المختونين يبلغ 39 ضعف ما هو عليه عند المختونين .

وقد أكد الدكتور جينـزبرغ أن جعل الختان أمرا روتينيا في أمريكا قد جعل منع حدوث 20.000 حالة من حالات التهاب الحويضة والكلية عند الأطفال سنويا .

وكانت نتائج هذه الدراسات هي العامل القوي الذي دفع أعداء الختان في أمريكا إلى العدول عن عدائهم ، والمطالبة بجعل الختان أمرا روتينيا عند كل طفل . وفي ذلك يقول البروفيسور ويزويل : " صوت أعضاء الجمعية الطبية في كاليفورنيا بالإجماع على أن ختان الوليد وسيلة صحية فعالة . لقد تراجعت عن عدائي الطويل للختان ، وصفقت مرحبا بقرار جمعية الأطباء في كاليفورنيا " .

وهكذا يصفقون مرحبين بإحدى خصال الفطرة ، بعد أن تأكدت لهم فوائدها العظيمة .

ورحم الله ابن القيم حين قال : " والفطرة فطرتان : فطرة تتعلق بالقلب ، وهي معرفة الله ومحبته وإيثاره على ما سواه. وفطرة عملية : هي هذه الخصال ، فالأولى تزكي الروح وتطهر القلب ، والثانية : تطهر البدن ، وكل منهما تمد الأخرى وتقويها ، وكان رأس فطرة البدن : الختان " .

________________________________
من شاء التوسع فليراجع كتابنا " أسرار الختان تتجلى في الطب الحديث " ، وقد نشرته مكتبة السوادي بجدة .

غير معرف يقول...

(((((((((((((((((الصليب في منطق العقل

إن عقيدة الفداء، أي موت المسيح على الصليب من أجل الجنس البشري، هي عقيدة جوهرية في صلب الديانة المسيحية. فمبدأ الخلاص قائم في أصله على هذا العمل الفدائي، وهو عمل لم يخطط له البشر، او يرسم معالمه الناس، إنما هو من صنع الله، وليس للإنسان أيّ فضل فيه.
ولكن قضية الصلب والقيامة قضية اختلف عليها المسيحيون وبعض الفئات الدينية الأخرى إذ أنكر هؤلاء إنكاراً قاطعاً أن المسيح قد مات مصلوباً من أجل فداء الإنسان الخاطىء.
يستهدف إنكار حدوث صلب المسيح إنكار مبدأ الفداء بل حاجة الإنسان إلى مُخلّص. فبينما يرى المسيحيون أنه: “بدون سفك دم لا تحصل مغفرة” (الرسالة إلى العبرانيين 9: 22). يستنكر المعارضون هذه العقيدة أشد استنكار، اعتقاداً منهم أن التوبة والأعمال الصالحة كافية لخلاص الإنسان من خطاياه، وأن الغفران يرتبط ارتباطاً وثيقاً برحمة الله وإرادته ولا علاقة له بعمل المسيح الفدائي على الصليب. كذلك لا يؤمن هؤلاء بضرورة وجود وسيط بين الله والناس لأن الإنسان، كما يدّعون يولد بريئاً وأن ما يرتكبه من آثام هي أخطاء متولدة عن ضعف الطبيعة البشرية ونقصانها وليس بفعل الطبيعة الساقطة التي ورثها عن آدم.
أولاً للأسباب المنطقية الداعمة للقناعة المسيحية بموت المسيح على الصليب وقيامته في اليوم الثالث.
أولاً: لو كنت قاضياً منصفاً وعُرضَت عليك قضية مماثلة لقضية موت المسيح على الصليب مدعومة بالوثائق التاريخية التي تكتظ بنصوص المحاكمة والحوار الذي جرى ما بين المسيح وبيلاطس البنطي الحاكم الروماني، وكذلك نصوص الحوار الذي دار بين المسيح ورؤساء اليهود في مجلس السنهدريم، ثم عُرضت عليك أقوال شهود العيان وأسماؤهم، مع أسماء الذين حضروا المحاكمة، وتفاصيل الأحداث التي وقعت قبل عملية الصلب، وفي أثنائها والوقائع التي أعقبتها، وكلها مؤيدة بالشواهد التي لا تدع مجالاً للشك. ثم جاء شخص ما، بعد ما يزيد عن ستة قرون، ممن لم يشهدوا حادثة الصلب، وبنصٍّ واحد لا تسنده أية وثيقة تاريخية أو أثرية وادّعى أن موت المسيح على الصليب لم يحدث، وأن ما نقرأه في الأناجيل عن هذه القصة هو من أوهام مسيحيّي القرن الأول، فهل تقبل كقاضٍ عادل هذا الادّعاء.
يشير وارنر كيلر في كتابه “الكتاب المقدس كتاريخ” إلى أن “تفاصيل المحاكمة وصدور الحكم والصلب (الواردة) في الأناجيل الأربعة قد تفحّصها عدد من الباحثين بدقّة علمية فتمّ التأكد من مصداقية وقائعها تاريخياً بكل حذافيرها، كما أن شهود الاتهام الرئيسيين ضد يسوع قد تعرضوا للتحقيق بصورة غير مباشرة. كذلك فإن الأحداث المختلفة في سياق المحاكمة يمكن التحقق منها من المصادر والبحوث”.
ثانياً: لو كان موت المسيح أسطورة من أساطير الأولين، فلماذا ضحّى جميع حواري المسيح تقريباً بحياتهم من أجل أسطورة؟ قد يضحّي الإنسان بحياته من أجل أسطورة؟ قد يصحّي الإنسان بحياته من أجل غرض نبيل، أو اقتناعاً منه بصدق ما يؤمن به، أما أن يضحّي بحياته من أجل أكذوبة أو أسطورة، فهذا يتعذّر حدوثه، ولا سيما إن صدر ذلك عن قومٍ صالحين كمثل حواريّي المسيح.
ثالثاً: كرز الحواريون أو تلاميذ المسيح، منذ موت المسيح وقيامته وحتى آخر لحظة من حياتهم بإنجيل الخلاص، وكانت كرازتهم ولا سيما في السنوات الأولى من خدمتهم بين الأوساط اليهودية التي شهدت مأساة الصلب، وعرفت قيامته، ولم يجرؤ واحد من اليهود أن ينكر على الحواريين بشارتهم أو يتّهمهم بالكذب. فالحواري بطرس يقف في أورشليم ولم يكن قد مضى على صعود المسيح إلى السماء إلاّ عشرة أيام، وعلى بُعد أمتار قليلة من مكان صلب المسيح، ويجابه اليهود بقوة وإصرار قائلاً لهم: “ولكن أنتم أنكرتم القدوس البار… ورئيس الحياة قتلتموه الذي أقامه الله من الأموات، ونحن شهود لذلك” (أعمال الرسل 3: 14و15).
وفي مكان آخر يقول الحواري بطرس في يوم الخمسين مخاطباً اليهود: “هذا (أي المسيح) أخذتموه مسلماً بمشورة الله المحتومة وعلمه السابق وبأيدي أثمة صلبتموه وقتلتموه” (أعمال الرسل 2: 23).
والحقيقة أن العهد الجديد مفعمٌ بكثير من مثل هذه الشواهد التي تؤكد على موت المسيح وأن اليهود المعاصرين للحواريين قد قتلوه حقاً بالاتفاق مع النظام الروماني.
ولقد تناول الباحث البريطاني فرانك موريسون في كتابه من “دحرج الحجر؟” قصة صلب المسيح وقيامته بعقلية القانوني المتضلّع الذي استهدف أن يدحض مزامع المسيحية، ولكن دراسته أسفرت عن نتائج لم يكن موريسون نفسه يتوقّعها. فبدلاً من أن يكون الكتاب تفنيداً لأسطورة الصلب كما كان يرغب أن يكون، جاء بحثه ليكون وثيقة إثبات صارخة في وجه الرافضين الساخرين.
رابعاً: تشير الوثائق الدينية وغير الدينية المتوافرة لدينا أن محاكمة المسيح استغرقت ليلة بكاملها وشطراً من النهار التالي، وكانت تلك المحاكمة في محضر رؤساء اليهود ومجلس السنهدريم وهو أعلى سلطة دينية في زمن المسيح، فكان في وسع المقبوض عليه أن ينكر أنه المسيح إن كان حقاً شخصاً بديلاً أو شبيهاً كما يدّعي البعض، أو كما ظنّ آخرون أنه يهوذا الإسخريوطي. ألم يكن في إمكان المصلوب الشبيه أو البديل في أثناء محاكمته أن يحتجّ ولو احتجاج الضعيف نافياً أنه المسيح؟ إن الوثائق التي بين أيدينا لم تسجلّ لنا احتجاجاً واحداً أو شبه احتجاج صدر عن هذا الشبيه. ولست أعتقد أن يهوذا الإسخريوطي – إن كان حقاً هو الشبيه المصلوب _ يهمل مثل هذه الفرصة الذهبية المتاحة لانقاذ نفسه من هذه الميتة الشنيعة.
خامساً: يسجل لنا الإنجيل موقفاً إنسانياً لا يمكن أن يصدر عن شخص غير المسيح بالذات. ففي الساعات الأخيرة من حياته وهو ما برح معلقاً على الصليب، نراه بكل محبة يصفح عن قاتليه وأعدائه، فهل من المعقول لو كان المصلوب هو يهوذا الاسخريوطي الخائن الذي سلّم سيده إلى أيدي أعدائه أن يصفح عن صالبيه؟
سادساً: علينا أيضاً أن لا ننسىدور مريم أم المسيح التي ظلّت إلى جوار الصليب مع نساء أخريات ورد ذكرهنّ في الإنجيل، وكذلك شاهد العيان الحواري يوحنا الحبيب. هؤلاء شهدوا أحداث الصلب وخاطبهم المسيح في غمرة آلامه قائلاً لأمه مشيراً ليوحنا: “يا امرأة هوذا ابنك. ثم قال ليوحنا: هوذا أمك. ألم يكن في وسع مريم أن تميّز صوت ابنها من صوت الشبيه؟
يزعم بعض منكري صلب المسيح أن الشبه قد وقع على وجه المسيح ولم يقع على جسده فإن صحَّ هذا الكلام فكيف أخفقت مريم أم المسيح في اكتشاف الفارق بين جسد ابنها وجسد الشبيه؟
سابعاً: وأخيراً، ورد في قصة صلب المسيح أن يوسف الرامي ونيقوديموس عضوي السنهدريم اللذين كان قد آمنا سراً بالمسيح قد استحصلا على إذن رسمي من الحاكم الروماني بدفن المسيح في قبر قد أعدّه يوسف الرامي لنفسه.
واستطاعا معاً – ربما بمساعدة خدمهما – أن يقوما بجميع مراسيم الدفن كما نصّت ليها الشريعة اليهودية. فلو كان المصلوب هو الشبيه وليس المسيح، كيف لم يستطيعا أن يميّزا بين جسد المسيح وبين جسد الشبيه وهما اللذان قاما بغسله وتطييبه وتكفينه؟ كان هذا الشبيه مماثلاً للمسيح في طوله وحجمه ولون بشرته وما قد يتميّز به من علامات جسدية شخصية فارقة؟ والحقيقة أن ما أقدم عليه يوسف الرامي كان إتماماً للنبوءة الواردة في سفر إشعياء عن المسيح “وجُعِل مع الأشرار قبره ومع غنيّ عند موته” (إشعياء 53: 9).
هذه هي بعض الأدلة المنطقية التي تُثبت أن المصلوب لا يُمكن بحالٍ من الأحوال إلاّ أن يكون المسيح ذاته لأنه باختياره الشخصي قد جاء إلى العالم لهدف واحد هو خلاص الجبلة البشرية بفضل محبته وتنفيذاً للعدالة الإلهية، وهكذا التقى العدل والمحبة على الصليب وتعانقا، وتمّ بذلك أكبر عملية انقاذ في تاريخ الانسانية.؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟صدق الله القائل: "وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا. بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا "

الأستاذة لحظة ضعف .. أهلا بك معنا في منتداك

- بولس يقول في رسالته الأولى لكورنثوس 1: 22 "لقد سر الله جدا بغباء رسالة الكرازة" إن غباء الكرازة هي صلب الرب! .. اتركك مع مايقوله المزمور 31 "في يدك استودع روحي"معناها في يدك آجالي" فديتني يا رب اله الحق ..... ابتهج وافرح برحمتك لانك نظرت الى مذلتي وعرفت في الشدائد نفسي. ولم تحبسني في يد العدو بل اقمت في الرحب رجلي .. سمعت صوت تضرعي اذ صرخت اليك"

- في يدك استودع روحي معناها في نفس السفر لمن سيقرأه "في يدك آجالي".

هل رأيت عما يتكلم السفر؟ .. فداه الله .. نعم أكررها فداه الله .. نظر إليه وعرفه في الشدائد .. لم يتركه في يد العدو بل أطلقه .. لما صلى بتضرعات "كان في جهاد كان يصلّي باشد لجاجة وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الارض" .. سمع تضرعه؟؟؟؟؟؟؟؟؟أكبر تناقضات حول قضية الصلب

1- إحتياج اليهود لخائن لكي يعرفوا المسيح

إنجيل متى
26: 47 و فيما هو يتكلم اذا يهوذا احد الاثني عشر قد جاء و معه جمع كثير بسيوف و عصي من عند رؤساء الكهنة و شيوخ الشعب
26: 48 و الذي اسلمه اعطاهم علامة قائلا الذي اقبله هو هو امسكوه
26: 49 فللوقت تقدم الى يسوع و قال السلام يا سيدي و قبله

الواضح أن الخائن لم يحتاج مثلا لمعرفة مكان إختباء المسيح بل كانت وظيفته أن يبين لهم من هو المسيح ذاته ؟
وأنا أسأل لم ذلك؟ أفلم يكن المسيح مشهورا بينهم بالفعل كما يبدو من حواراته العديدة مع الكتبة والفريسيين
فالغريب أن جارية عرفت تلميذ المسيح الذي لم يكن له شأن يذكر قبل رفع المسيح ..فكيف بالله عليكم لا يعرفون المسيح ويحتاجون خائنا ليعرفهم عليه!!!!!
إنجيل متى
26: 69 اما بطرس فكان جالسا خارجا في الدار فجاءت اليه جارية قائلة و انت كنت مع يسوع الجليلي
26: 70 فانكر قدام الجميع قائلا لست ادري ما تقولين

وهنا علامة إستفهام كبيرة جدا
؟


2- ثلاثة أيام وثلاثة ليالي في بطن الأرض
ينسبون للمسيح قوله:
لانه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة ايام وثلاث ليال هكذا يكون ابن الانسان في قلب الارض ثلاثة ايام وثلاث ليال (متى 12 : 40)
منذ متى وأنت تحتفل بعيد القيامة وتسئل نفسك هل منذ موت المسيح(حسب الأناجيل) عشية الجمعة حتى يوم الأحد صباحا (يو 20: 1 ) أو عشية الأحد (يو 20 : 19) أبدا لن تكون ثلاث أيام وثلاث ليالي فالوقت من عشية الجمعة إلى الأحد صباحا هو ليلتان ويوم وحتى لو حسبناها إلى عشية الأحد تكون ليلتان ويومان ولذلك فهذا النص يدمر مبدأ الصلب فالمسيح ظهر في اليوم الثاني وبالتالى ليس هو المقصود بالنص بل وبإصرار النصارى عليه فإنه يدمر كون المسيح نبيا أصلا.

Dt 18:22 فما تكلم به النبي باسم الرب و لم يحدث و لم يصر فهو الكلام الذي لم يتكلم به الرب بل بطغيان تكلم به النبي




3- نبوؤات كثيرة أن الرب سينقذ المسيح أذكر أشهرها على الإطلاق
من المقصود بما هو مكتوب وإستشهد به الشيطان نفسه
Mt:4:6وقال له ان كنت ابن الله فاطرح نفسك الى اسفل.لانه مكتوب انه يوصي ملائكته بك.فعلى اياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك.

الكل يعرف أن هذا هو يسوع المسيح فماذا تقول النبوؤة
Ps:91:1115-
لانه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك في كل طرقك.
على الايدي يحملونك لئلا تصدم بحجر رجلك.
على الاسد والصل تطأ.الشبل والثعبان تدوس.
لانه تعلق بي انجيه.ارفعه لانه عرف اسمي.
يدعوني فاستجيب له.معه انا في الضيق.انقذه وامجده.
وها هو دعاء المسيح

Mt:26:39 ثم تقدم قليلا وخرّ على وجهه وكان يصلّي قائلا يا ابتاه ان امكن فلتعبر عني هذه الكاس.ولكن ليس كما اريد انا بل كما تريد انت.

فهل لدى مدعيي الصلب اي جواب حول تلك النقاط الرئيسية المحيره ؟
أشك !؟؟؟؟؟بخصوص كلامك أن المسيح هو المصلوب أرجو الرد على ما كتبته بالأعلى أو إستعن بأي قسيس تثق به ولا تدعه يهرب من إجابتك !

بخصوص كلامك عن الفداء هذا مقال قصير لي حول هذا الشأن

"لأنه هكذا أحب الله العالم ...نظرة تحليلية على ثقافة الفداء"

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
المسيحية ..للأسف دين يسب رب العالمين الخالق عز وجل وأول سب فيه هو أن تؤمن بثقافة الخلاص التي تعتمد عليها المسيحية.
بالطبع بولس مؤلف ثقافة الخلاص ولا تجد في مكان آخر غير رسائل بولس ذكر الخطيئة الأصلية أو مبدأ المخلص عامة...!
ثقافة الخلاص...ربما كلمة غريبة ولكنها واقع عند الغرب عامة في تفكيرهم عامة
لعلكم شاهدتم فيلما أميريكيا -من قبل- ..نعم بالتأكيد المعظم شاهد ..وصدقوني معظم الأفلام الناجحة –جماهيريا- تتناول تلك الثقافة...ثقافة الخلاص
سنأخذ أمثلة مما أتذكره حيث أني مقلع عن مشاهدة الأفلام عامة منذ سنوات
فيلم "هارمجدون" مثلا يتناول قصة تفجير قنبلة ذرية في المذنب الضخم الذي كان سيصطدم بالأرض لإنقاذ الأرض...وهنا يضطر بروس ويلز أن يفجر القنبلة وهو على ظهر المذنب فيضغط على زر التفجير ليموت ويهلك هو مع المذنب الشرير فداء للجنس البشري
وهكذا أحب "بروس" العالم حتى بذل حياته لكي لا يهلك الناس !!
فيلم تيتانيك يتناول حبيبا يفدي حبيبته بأن يبقى في الماء وحبيبته على ظهر دولاب صغير ويتجمد جسده فداء لحبيبته
وهكذا أحب "ليو"... "كيت" حتى تجمد لكي لا تهلك دونه !!

أفلام أخرى كثيرة جدا تجدها مرتكزة على فكرة الفداء هذه على نطاق واسع ودائما الناس تحب فكرة الفداء وتتفاعل معها ولولا المخلص "بروس ويلز" في فيلم هرمجدون لهلك الناس جميعا !!!

الأمر ليس مجرد هزل –مني أنا صاحب المقال- ... بل يبقى مقال علمي ولذلك أقول أنه رغم كون فكرة الفداء فكرة عاطفية جميلة تتفاعل معها في الأفلام وتحبها بشده إذا رأيتها في الواقع ...لكن ...وما أدراك ما "لكن"

لكنها لا تليق بالله الخالق عز وجل...فأنا اسأل المسيحي ..ألا تؤمن بأن لك خالقا عالما خبيرا ؟
الكون كله يخبرنا عن الإله سبحانه وتعالى ...لقد خلق أكونا منظمة من مجرات وأفلاك وسدم وثقوب سوداء ونجوم وكواكب وأقمار ...لقد خلق لنا الأرض في نظام شمسي رغم كونه بسيط شكلا إلا إنه تحكمه جاذبية الشمس التي تجعل الأرض تدور حول الشمس لكي يكون عندنا فصول السنة والأرض مائلة قليلا ولذلك فعندنا 4 فصول ولولا باطن الأرض الملتهب لما صلحت الحياة على سطحه ولولا سطحها البارد لما صلحت الحياة ولولا الماء لما صلحت الحياة ...والأنظمة الغذائية المعقدة على ظهر الكوكب والغلاف الجوي والحيوانات المسخرة لنا والإنسان وما في جسده من توازن السوائل والأيونات والأعصاب والمخ النسيج الرخو المعقد والأعضاء المختلفة التي يؤدي كل منها وظيفته بكل جدارة فالقلب ينبض بإنتظام والكبد والمعدة والأمعاء والطحال والكليتين والمثانه والاعضاء التناسلية والنخاع الشوكي المحاط بالفقرات حماية له والأعصاب الحسية والحركية الموصلة لجميع أعضاء الجسم والغدد والهرمونات...و........إلخ
{وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ * وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ (الذاريات : 23 )

المسلم يؤمن بأنه على الحق والمسيحي كذلك والبوذي واليهودي والهندوسي ..إلخ
كل منهم يقول أنا على الحق وما سواي باطل

والآن الكون يقول لنا أن الإله عظيم ..قدوس ..كل شئ في كونه يقول ذلك...أبدا أبدا أن يفعل ما هو ضد إراداته أو أن يحدث شئ في الكون رغما عنه أو بدون علمه
إله حكيم خبير ..نظم كل شئ خلقه...

الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ (السجدة : 7 )

هل من المعقول أن تصدق في ذات الله عز وجل أن يخطئ آدم ..فيضطر الإله -رغما عن مشيئته- أن يضحي بنفسه أو بإبنه لكي يفدي خطيئة أحد خلقه ؟!

فأقصى ما تبشر بها المسيحية من محبة هو قولهم
Jn:3:16 لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. (SVD)

Rom:8:32 الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لاجلنا اجمعين كيف لا يهبنا ايضا معه كل شيء. (SVD)

أما في الإسلام فالأمر واضح جلي فخطيئة آدم لما تاب آدم غفر الله له وهذا أقرب للعقل الصحيح
وكذلك معالجة الإسلام للخطايا عامة (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (الزمر : 53 )
والله أبدا أبدا لا تعجزه خطية فيضطر للإنتحار من أجلها ..هذا فكر مهما بدا عاطفيا فهو أقرب من الوثنية منه إلى التوحيد !
يقول الله (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً (فاطر : 44 )


فكون هذا الكون عظيما يثبت أن له خالقا عظيما لم يخلقه سدى ولعبا ولهوا –ربنا ماخلقت هذا باطلا سبحانك- فالخلق ليس تمثيلية لكي تعجزه خطية –يسمونها غير محدودة- فلا يستطيع إلا أن يضحي بإبنه في سبيلها (يو 3 :16 – رومية 8 :32 ) ..لا أبدا فهذا ليس تفكير منطقي حول الخالق عز وجل فهو لم يخلق هذا الكون البديع المتقن الذي نظم فيه لكل مخلوق نظاما يعيش فيه وأجهزة تحفظ عليه حياته وتكاثره وحرارته وحياته ومماته والأنظمة الغذائية المعقدة وكل هذا في كل شئ نراه من خلق الله ..ثم تأتي خطية فتعجزه –سبحانه- فيضطر للتضحية بإبنه ؟!


وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (آل عمران : 129 )

فأيهما الحق وأيهما الباطل في حق الله عز وجل ..أيهما يستحق أن يكون فعلا بلا شك خالق هذا الكون البديع المنظم ؟!

وأكرر سؤالي: هل من المعقول أن تصدق في ذات الله عز وجل أن يخطئ آدم ..فيضطر الإله -رغما عن مشيئته- أن يضحي بنفسه أو بإبنه لكي يفدي خطيئة أحد خلقه ؟!


هذا مجرد سؤال بين ثقافة الفداء السينمائية الإسطورية المسيحية ضد الفطرة الإنسانية السوية في التفكير في الله عز وجل والوصول للدين الحق كما فعل إبراهيم عليه السلام ونحن على ملته

َكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79) وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَن يَشَاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ (80) وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ (82) وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83) سورة الأنعام؟؟؟إذا قتل والدك فهل من العقل أن تدخلي معه السجن أنت وعائلتك؟!

وما ذنبك ... وما ذنبهم ؟!

وأين العدل في ذلك ؟!

ثم بعد ذلك يأتي واحد من خارج العائلة ليفديكم ....

وما ذنبه ... وما العدل في ذلك ؟!

وكيف يفلت الجاني الأصلي من العقاب ؟!

العدل في القانون في أن كل من يقتل يعاقب...وهذا القانون لا يقارن حتى بــــــقانون الله ..

لأن كل من يخطئ هو من يعاقب ...

وهذا هو العدل ..

غير معرف يقول...

ألفاظ جنسية فاضحة لا تحمل صفة القداسة والطهارة في الكتاب المقدس

عذراً فليتسع صدر القارىء المسيحي لهذا العنوان المنفر فلدينا الدليل والبرهان على صحته طبقاً للآتي :

سفر نشيد الانشاد [ 7 : 1 _ 9 ] :

" مَا أَجْمَلَ رِجْلَيْكِ بِالنَّعْلَيْنِ يَا بِنْتَ الْكَرِيمِ! دَوَائِرُ فَخْذَيْكِ مِثْلُ الْحَلِيِّ صَنْعَةِ يَدَيْ صَنَّاعٍ. 2سُرَّتُكِ كَأْسٌ مُدَوَّرَةٌ لاَ يُعْوِزُهَا شَرَابٌ مَمْزُوجٌ. بَطْنُكِ صُبْرَةُ حِنْطَةٍ مُسَيَّجَةٌ بِالسَّوْسَنِ. 3ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْنِ تَوْأَمَيْ ظَبْيَةٍ. 4عُنُقُكِ كَبُرْجٍ مِنْ عَاجٍ. عَيْنَاكِ كَالْبِرَكِ فِي حَشْبُونَ عِنْدَ بَابِ بَثِّ رَبِّيمَ. أَنْفُكِ كَبُرْجِ لُبْنَانَ النَّاظِرِ تُجَاهَ دِمَشْقَ. 5رَأْسُكِ عَلَيْكِ مِثْلُ الْكَرْمَلِ وَشَعْرُ رَأْسِكِ كَأُرْجُوَانٍ. مَلِكٌ قَدْ أُسِرَ بِالْخُصَلِ. 6مَا أَجْمَلَكِ وَمَا أَحْلاَكِ أَيَّتُهَا الْحَبِيبَةُ بِاللَّذَّاتِ! 7قَامَتُكِ هَذِهِ شَبِيهَةٌ بِالنَّخْلَةِ وَثَدْيَاكِ بِالْعَنَاقِيدِ. 8قُلْتُ: «إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى النَّخْلَةِ وَأُمْسِكُ بِعُذُوقِهَا». وَتَكُونُ ثَدْيَاكِ كَعَنَاقِيدِ الْكَرْمِ وَرَائِحَةُ أَنْفِكِ كَالتُّفَّاحِ وَحَنَكُكِ كَأَجْوَدِ الْخَمْرِ. لِحَبِيبِي السَّائِغَةُ الْمُرَقْرِقَةُ السَّائِحَةُ عَلَى شِفَاهِ النَّائِمِينَ ". ( الكتاب المقدس - ترجمة فاندايك )

قد يأتي مغالط مكابر من عشاق التفسير بالرمز ليقول لنا ما لا يفهم ولا يتصور في هذا الكلام الجنسي الفاضح ... بيد أنه وإن كان الكلام هنا على شكل رمزي فالسؤال هو : ألم يجد كاتب سفر نشيد الانشاد ألفاظاً أخرى يستعيض بها عن هذه الألفاظ الذي لا يختلف اثنان على مبلغ وقاحتها ؟!

وإليك أخي القارىء مزيداً من هذه الألفاظ الفاضحة الخادشة التي استعملها كتبة الأسفار المقدسة!

سفر حزقيال [ 23 : 19 ] : " وَأَكْثَرَتْ زِنَاهَا بِذِكْرِهَا أَيَّامَ صِبَاهَا الَّتِي فِيهَا زَنَتْ بِأَرْضِ مِصْرَ. وَعَشِقَتْ مَعْشُوقِيهِمِ الَّذِينَ لَحْمُهُمْ كَلَحْمِ الْحَمِيرِ وَمَنِيُّهُمْ كَمَنِيِّ الْخَيْلِ ". ( الكتاب المقدس - ترجمة فاندايك )

كما ترى - أخي القارىء - فالفقرة تتحدث عن حجم عورات الشباب وكمية المني الخارج منها ... نعم! الكلام هنا تصوير رمزي كما يقول الشراح ولكن أليس هذا تصويراً مخجلاً خادشاً للحياء ؟!

إن السؤال الأول الذي يخطر على فكر إي إنسان عند قراءة هذه الألفاظ هو التالي : أي أبٍ أو أم أو معلّم مهذِّبٍ يمكن له أن يقول بأنه لا يخجل من التفوّه بعبارات كهذه أمام أطفاله أو أنه يسمح لأطفاله بالتفوّه بها سراً أو علانية؟.. لا بل أي معلّم يسمح حتى لتلاميذه البالغين بالتفوّه بها!

سفر الأمثال [ 7 : 16 ] : " بِالدِّيبَاجِ فَرَشْتُ سَرِيرِي بِمُوَشَّى كَتَّانٍ مِنْ مِصْرَ. عَطَّرْتُ فِرَاشِي بِمُرٍّ وَعُودٍ وَقِرْفَةٍ. هَلُمَّ نَرْتَوِ وُدّاً إِلَى الصَّبَاحِ. نَتَلَذَّذُ بِالْحُبِّ لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ فِي الْبَيْتِ ". ( الكتاب المقدس - ترجمة فاندايك )

سفر الأمثال [ 5 : 18 ] : " وَافْرَحْ بِامْرَأَةِ شَبَابِكَ الظَّبْيَةِ الْمَحْبُوبَةِ وَالْوَعْلَةِ الزَّهِيَّةِ. لِيُرْوِكَ ثَدْيَاهَا فِي كُلِّ وَقْتٍ وَبِمَحَبَّتِهَا اسْكَرْ دَائِماً ". ( الكتاب المقدس - ترجمة فاندايك )

نشيد الأنشاد [ 8 : 8 ] : " لَنَا أُخْتٌ صَغِيرَةٌ ليس لها ثديان ُ، فَمَاذَا نَصْنَعُ لأُخْتِنَا فِي يَوْمِ خِطْبَتِهَا ؟ ". ( الكتاب المقدس - ترجمة فاندايك )

سفر راعوث [ 3 : 4 ] : " وَمَتَى اضْطَجَعَ فَاعْلَمِي الْمَكَانَ الَّذِي يَضْطَجِعُ فِيهِ وَادْخُلِي وَاكْشِفِي نَاحِيَةَ رِجْلَيْهِ وَاضْطَجِعِي, وَهُوَ يُخْبِرُكِ بِمَا تَعْمَلِينَ ". ( الكتاب المقدس - ترجمة فاندايك )

سفر الملوك الأول [ 1 : 1 ، 3 ] : " وَشَاخَ الْمَلِكُ دَاوُدُ. تَقَدَّمَ فِي الأَيَّامِ. وَكَانُوا يُغَطُّونَهُ بِالثِّيَابِ فَلَمْ يَدْفَأْ. فَقَالَ لَهُ عَبِيدُهُ: [لِيُفَتِّشُوا لِسَيِّدِنَا الْمَلِكِ عَلَى فَتَاةٍ عَذْرَاءَ، فَلْتَقِفْ أَمَامَ الْمَلِكِ وَلْتَكُنْ لَهُ حَاضِنَةً وَلْتَضْطَجِعْ فِي حِضْنِكَ فَيَدْفَأَ سَيِّدُنَا الْمَلِكُ]. فَفَتَّشُوا عَلَى فَتَاةٍ جَمِيلَةٍ فِي جَمِيعِ تُخُومِ إِسْرَائِيلَ، فَوَجَدُوا أَبِيشَجَ الشُّونَمِيَّةَ فَجَاءُوا بِهَا إِلَى الْمَلِكِ. وَكَانَتِ الْفَتَاةُ جَمِيلَةً جِدّاً، فَكَانَتْ حَاضِنَةَ الْمَلِكِ. وَكَانَتْ تَخْدِمُهُ وَلَكِنَّ الْمَلِكَ لَمْ يَعْرِفْهَا ". ( الكتاب المقدس - ترجمة فاندايك )

سفر صموئيل الأول [ 18 : 25 ] : " قَامَ دَاوُدُ وَذَهَبَ هُوَ وَرِجَالُهُ وَقَتَلَ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ مِئَتَيْ رَجُلٍ, وَأَتَى دَاوُدُ بِغُلَفِهِمْ فَأَكْمَلُوهَا لِلْمَلِكِ لِمُصَاهَرَةِ الْمَلِكِ. فَأَعْطَاهُ شَاوُلُ مِيكَالَ ابْنَتَهُ امْرَأَةً ". ( الكتاب المقدس - ترجمة فاندايك )

أيعقل أن نبي الله داود ينطلق ليبحث عن رجال كي يكشف عوراتهم ويمسك بذكورهم ويقطع غلفهم ؟

وماذا فعلت ميكال بكل هذه الأعضاء التناسلية ؟؟ وأين احتفظت بهم ؟؟

سفر التكوين [ 19 : 30 ] : " وَصَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي الْجَبَلِ وَابْنَتَاهُ مَعَهُ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَسَكَنَ فِي الْمَغَارَةِ هُوَ وَابْنَتَاهُ. 31وَقَالَتِ الْبِكْرُ لِلصَّغِيرَةِ: «أَبُونَا قَدْ شَاخَ وَلَيْسَ فِي الأَرْضِ رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ كُلِّ الأَرْضِ. 32هَلُمَّ نَسْقِي أَبَانَا خَمْراً وَنَضْطَجِعُ مَعَهُ فَنُحْيِي مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 33فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَ أَبِيهَا وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا. 34وَحَدَثَ فِي الْغَدِ أَنَّ الْبِكْرَ قَالَتْ لِلصَّغِيرَةِ: «إِنِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ الْبَارِحَةَ مَعَ أَبِي. نَسْقِيهِ خَمْراً اللَّيْلَةَ أَيْضاً فَادْخُلِي اضْطَجِعِي مَعَهُ فَنُحْيِيَ مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 35فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَيْضاً وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا 36فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أَبِيهِمَا ". ( الكتاب المقدس ترجمة الفانديك )

لماذا هذه اللهجة الاباحية والاثارة الجنسية في كتاب ينسب إلي الله ؟!

يقول الاستاذ احمد ديدات :

ان السلطات في كثير من دول العالم تحظر طبع ونشر بعض الكتب لورود الكلام الفاحش والخارج عن الذوق العام فيها وهو أقل فحشاً من مثل هذا الكلام المطبوع المنشور على صفحات الكتاب المقدس والعجب أنهم يدعون ان هذا الكلام الاباحي الطافح بالنزوة والشهوة قد ورد في الكتاب المقدس للعضة !

ونحن نقول :

إن الناس أغنى عن مثل هذا الفحش والاثارة الجنسية في هذه العظات ، وهل من المعقول أن يقرأ مثل هذا الكلام الاباحي المثبت في الكتاب المقدس فتيان وفتيات مراهقون ومراهقات ؟! أليس من الأوفق إبعاد مثل هذا الكتاب المقدس عن أيدي البنين والبنات ؟

أيـة عظة تلك التي تحصل عليها المرأة المسيحية عندما تقرأ قصة الزانية التي دافع عنها المسيح ، بعد أن قال له اليهود : " وَمُوسَى فِي النَّامُوسِ أَوْصَانَا أَنَّ مِثْلَ هَذِهِ تُرْجَمُ " . [ يوحنا 8 : 5 ] . " وَلَمَّا اسْتَمَرُّوا يَسْأَلُونَهُ انْتَصَبَ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ! ". [ يوحنا 8 : 7 ]

أليست هذه تأشيرة دخول أو مرور أعطاهما المسيح لك أيتها المسيحية كي تدخلي عالم أو دنيا الزانيات ؟!! فكل الناس خطاة آثمون وليس الزانيات وحدهن هن اللائي يقترفن الآثام والمعاصي والموبقات .

ياله من دفاع عن الزانيات لا أساس له من الصحة في مثل هذه الروايات التي يصل التلفيق فيها إلي حد إسناد الدفاع عن الزانيات إلي المسيح عليه السلام ، وما أغنى البشرية عن مثل هذه العظات !

يقول الأب / متي المسكين، من الكنيسة القبطية، في شرحه لإنجيل يوحنا صفحة 509: " ويكشف هؤلاء الآباء عن سبب غياب هذه القصة في المخطوطات الأخرى هو خوف الآباء الأوائل من استخدام هذه القصة كمشجع للانحلال الخلقي مما حدا بهم إلي حذفها من بعض المخطوطات ".

غير معرف يقول...

(((((((((((((((( يسوع والكنيسة))))))))))))))
وإن كان من الأولى بنا أنا نضع هذه الفقرات في باب التحريف ولكن أعتقد أن باب التحريف أصبح أوضح من أن يوضع فيه أكثر من ذلك ولكني أقول هنا إن الكنيسة هي كلمة ناشئة بعد المسيح ولم يكن في زمان المسيح ما يعرف بكنيسة أبداً , كما هو ثابت ومعروف ومتفق عليه من الجميع ولا تنسى أن يسوع يهودياً ولم يكن يعرف غير الهيكل وبيت الرب ولم يكن أبداً هناك ما يسمى كنيسة , بل الصحيح في ذلك انها كلمة ناشئة بعد عهد يسوع بمراحل , ولم يكن النصارى في زمن الصلب والفداء يستطيعون إنشاء ما يسمى كنيسة لأن ربهم قُتل على الصليب وبالطبع كانوا مضطهدين (سنذكر عشرة إضطهادات عظيمة وقعت على النصارى حتى القرن الثالث تستطيع مراجعتها في هذا الكتاب ) حتى أن بطرس أنكر معرفته بيسوع ثلاث مرات واليهود مسيطرون على الوضع تماما , فلم يكن هناك ما يسمى كنيسة أبداً لا في عهد يسوع ولا في العهد الذي يلي عهد يسوع وهذا ما يقبله المنطق والعقل وهذا ما يحكيه التاريخ, لكنك تجد العجب العُجَاب في الإنجيل حيث يحكي لك أن يسوع كان يقول احمل صليبك واتبعني مع إن الصليب لم يكن يمثل إلا العار والذل قبل المسيح حتى حينما صلب عليه يسوع لم يكن يمثل إلا الذل والعار ومثل هذا الأمر يحكي لنا يسوع عن الكنيسة وهذه اللفظة وردت على لسانه كثيراً خاصة في إنجيل متى , يقول المحترم كاتب إنجيل متى 18 عدد15-17
متى18 عدد15: وان اخطأ اليك اخوك فاذهب وعاتبه بينك وبينه وحدكما.ان سمع منك فقد ربحت اخاك. (16) وان لم يسمع فخذ معك ايضا واحدا او اثنين لكي تقوم كل كلمة على فم شاهدين او ثلاثة. (17) وان لم يسمع منهم فقل للكنيسة.وان لم يسمع من الكنيسة فليكن عندك كالوثني والعشار. (SVD)
وكأن الكنيسة كانت هيئة ثابتة ومستقرة وتستقبل شكاوى الناس وتحل مشاكلهم وتتولى أمرهم ورعايتهم !!!لقد قلنا مئات المرات إن هذا الدين هو دين من تأليف القساوسة والرهبان و من وضعوه في المجامع والكنائس وأنهم أسقطوا مرجعية الأنبياء وأسقطوهم كقدوة للناس ليبقوا هم المرجعية الوحيدة للناس فيسلبوا أموالهم ويتمتعوا بأعراضهم من الفتيات والنساء بدعوى أنهم متصلين بالروح القدس وأنه لا مرجعية ولا اتصال مع الرب إلا بهم وبرضاهم , المصيبة أنهم اسقطوا حتى مرجعية النصوص ومعاني النصوص الواردة فتركوها ولم يأخذوا بها , ليصبح الناس أتباعهم هم وليسوا أتباع الرسل , ويقتدوا بهم هم ولا يقتدون بالرسل , وأما قصة الحديث عن الكنيسة هذه فقد وردت كثيرا في الكتاب المقدس ولكن من يعقل ومن يتدبر ؟؟ النصارى بالفعل باعوا وسلموا عقولهم لهؤلاء القساوسة والرهبان حتى أصبحوا كالأنعام بل أضل سبيلا وعن هؤلاء يقول الله I في كتابه الكريم
(( يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً (63) إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً (64) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً (65) يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا (66) وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا (67) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً (68) الأحزاب
اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31) التوبة
واتخاذ الأحبار والرهبان هاهنا أرباب ليس بمعنى العبادة ولكن للتحليل والتحريم فيحلوا لهم ويحرموا على أهوائهم , والكثير من الآيات التي تحكي عن حال هؤلاء الناس وكيف أنهم اتبعوا القساوسة والرهبان فيما احلوا وحرموا بلا بيان ولا دليل لا من كتب ولا من مرجع يعتمد عليه

غير معرف يقول...

__((((((((((((يسوع مجرد نبي وبشهادة كتبة الإنجيل
لأن أكون مجنوناً خير عندي من أن أكون نصرانياً ولو أن النصرانية جنون فلأن أموت عاقلاً خيراً من أن أعيش مجنون وأنا نصراني
إذا إحتجنا إلى إثبات حدث معين قد وقع ولم نشاهده نحن أو حتى شاهدناه ونريد إثباته لآخرين لم يشاهدوه أولا يصدقوه فليس أمامنا من دليل أفضل ممن شاهدوا الحدث معنا أو ممن عاصروا الحدث وشاهدوه بأعينهم , فالشهود هم خير دليل على أي حدث خاصة إذا كان هناك أكثر من شاهد أو مجموعة من الشهود يتواتروا على قول واحد ورواية واحدة مما يتبين به صدق هذه الرواية وثبات صحتها و خير ما أريد أن أستشهد به هنا هو شهادة من رأوا المسيح وعاصروه وتعاملوا معه فهم خير من يُسأل عن طبيعة يسوع وأفعاله وأقواله , هذا إن كان النصارى يصدقون كتابهم ويثقون بالأقوال الواردة فيه , إن شهادة الشهود في الكتاب المقدس كلها متصلة ومتكررة بأن يسوع كان نبياً وكان إنساناً مُرّسَلاً من الله Iوليس أكثر , ولم يقل ولا واحد لمرة واحدة أن يسوع هو الله Iأو من الممكن أن يكون هو الله I, ولم نرى شهادة واحدة في الكتاب المقدس تقول أن يسوع هو الله Iفها هو رأي الجمع الغفير من الناس يقولون أن يسوع نبي كما في إنجيل لوقا يعلنوها صراحة ويقولون قد قام فينا نبي عظيم لوقا 7 عدد16: فاخذ الجميع خوف ومجدوا الله قائلين قد قام فينا نبي عظيم وافتقد الله شعبه. (SVD)
ولم يقولوا قام فينا الله I أو أن الله Iأرسل نفسه أو إبنه وهذه شهادة لا يستطيع أفضل قضاة العالم أن يتجاهلها لو أردنا تحكيمه في قضية ألوهية يسوع , خاصة أن هذه الشهادة جاءت بعد أن فعل يسوع معجزة من أكبر المعجزات وهي إحياء ميت بن المرأة الأرملة وهو وحيدها في مدينة نايين كما يحكي الإنجيل , وتلك المرأة التي أخبرها يسوع بأنها كانت متزوجة من خمسة أزواج وهو ما يعتبر إخباراً بالغيب ردت عليه المرأة قائلة
يوحنا 4 عدد19: قالت له المرأة يا سيد ارى انك نبي. (SVD)
قالت له يا سيد ارى أنك نبي ولم تقل إله ولا قالت أرى انك الله Iفهو قول صريح ليس فيه تجريح ولم تشك المرأة ولو للحظة واحدة أنه الله Iوإلا لصرحت بذلك الأمر وإنما شهدت المرأة بما عندها وقالت أنه نبي ثم شهادة أخرى للجموع أي شهادة مجموعة من البشر مرة واحدة , مدينة بالكامل تشهد بأنه نبي وليس إله وهذا عند دخوله أورشليم تشهد المدينة كلها بأنه نبي ولو شاهدوا فيه أكثر من هذا لقالوا فهذا مما لا يستطيع إنكاره عاقل كما يقولون في متى فعند إيمانهم به وجب أن يصفونه بما يستحق وليس أقل من ذلك ومع ذلك قالوا في متى 21 عدد11: فقالت الجموع هذا يسوع النبي الذي من ناصرة الجليل (SVD)
وقول الفريسي في إنجيل لوقا كان يشك أساساً في كون يسوع نبي ولم يكن يصدق هذا فما بالك لو قلنا له إن الناس يقولون أنه الله Iوليس مجرد نبي فيا ترى ماذا سيكون رده؟ إن الرجل الفريسي قال عندما جاءت الزانية بالعطر والطيب ليسوع فقال الفريسي في لوقا 7 عدد39 هكذا :
لوقا 7 عدد39: فلما رأى الفريسي الذي دعاه ذلك تكلم في نفسه قائلا لو كان هذا نبيا لعلم من هذه المرأة التي تلمسه وما هي.انها خاطئة. (SVD)
ولم يقل أبداً لو كان إله حقاً ولم يقل لو كان الله I, بل أقصى ماكان يصل إليه عقل الشاهد هنا هو أنه نبي وكان يشك في نبوته , ثم شهادة من تلاميذه الأفاضل بطرس تلميذ يسوع يشهد على الملأ وعلى جمع من الناس أن يسوع هو رجل وقد قالها بالنص رجل ولم يقل حتى نبي فيقول أنه رجل مؤيد من الله ولم يدعي فيه صفة الألوهية ولا لحظة بشهادة النص الواضح في سفر أعمال الرسل 2 عدد22 هكذا :
أعمال 2 عدد22: ايها الرجال الاسرائيليون اسمعوا هذه الاقوال.يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم كما انتم ايضا تعلمون. (SVD)
فهل بعد قول بطرس قول آخر يحتكم إليه الناس ؟ وهل هناك مجموعة من البشر بهذا القدر شهدوا على شئ معين ومن الممكن أن يرفض الناس شهادتهم ؟ أو أن يكون كل هؤلاء كاذبين ؟ إنهم من كل طائفة ولون ومن اقرب الناس ليسوع ومن أبعدهم عنه بل ومن أعدائه وأتباعه وأصدقائه ومريديه , ولم يحكي لنا أحد أبداً أنه قالها ولو في الخفاء او إدعى ولو سراً أنه إله وإلا لو كان قالها حتى لأقرب الناس من تلاميذه لخرجوا للناس وقالوها لهم حتى بعد وفاته إنما من أقرب الناس له وأتباعه المخلصين يعترفون أنه نبي ورجل من عباد الله وليس إله فإقرأ هذه الشهادة والإعتراف الواضح من تلاميذ يسوع في لوقا 24 عدد18 – 19 هكذا :
وهنا التلاميذ يشهدون انه كان نبياً من عند الله حتى بعد وفاته وصلبه كما يدعون وانه إنسان
لوقا 24 عدد18: فاجاب احدهما الذي اسمه كليوباس وقال له هل انت متغرب وحدك في اورشليم ولم تعلم الامور التي حدثت فيها في هذه الايام. 19: فقال لهما وما هي.فقالا المختصة بيسوع الناصري الذي كان انسانا نبيا مقتدرا في الفعل والقول امام الله وجميع الشعب.
وبما أن الإعتراف هو سيد الأدلة وإن كان عندنا الكثير من الشهود والإثباتات ممن عاصروا يسوع ولكن لماذا نستمر في سرد شهادات الشهود لماذا لا نسمع صاحب الأمر فالاعتراف هو سيد الأدلة كما يقولون ونجد أن يسوع يعترف صراحة أنه ليس إله إنما هو نبي فاقرأ إعترافه بنفسك في متى 13 عدد 57 وفي لوقا 4 عدد24وفي لوقا 7 عدد26 وفي يوحنا 17 عدد3 وفي يوحنا 17 عدد25 وفي يوحنا 20 عدد17 وفي أماكن أخر كثيرة في الأناجيل ولكني أكتفي بنقل هذه الفقرات هكذا :
متى:13 عدد75: فكانوا يعثرون به.وأما يسوع فقال لهم ليس نبي بلا كرامة الا في وطنه وفي بيته.
لوقا 4 عدد24: وقال الحق اقول لكم انه ليس نبي مقبولا في وطنه. (SVD)
لوقا 7 عدد26: بل ماذا خرجتم لتنظروا.أنبيا.نعم اقول لكم وافضل من نبي. (SVD)
يوحنا 17 عدد3 : وهذه هي الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي ارسلته. (SVD)
يوحنا 17 عدد25: ايها الآب البار ان العالم لم يعرفك.اما انا فعرفتك وهؤلاء عرفوا انك انت ارسلتني. (SVD)
يوحنا:20 عدد17: قال لها يسوع لا تلمسيني لاني لم اصعد بعد الى ابي.ولكن اذهبي الى اخوتي وقولي لهم اني اصعد الى ابي وابيكم والهي والهكم. (SVD)
هل بعد هذه الشهادات ممن عاصروا يسوع وأعلنوا أنه ليس إله ولكنه نبي وشهادة يسوع نفسه على كونه نبي وليس إله وإنه مرسل من الله Iمن يقول أن يسوع إله ؟؟ متى وكيف وأين ولماذا نعبد إله لم يقل أنه إله ولم يقل من شاهدوه وعاصروه أنه إله ولم يعبده تلاميذه أي أقرب الناس إليه ولم يعبده ولا واحد في زمانه , لماذا نعبد إله ضعيف علق على الصليب فمات ؟ لأن أكون مجنوناً خير عندي من أن أكون نصرانياً ولو أن النصرانية جنون فلأن أموت عاقلاً خيراً من أن أعيش مجنون وأنا نصراني , إنه حقاً لأمر يدعوا إلى الجنون , ويكفي أن نأتي بأي عاقل فقط ونحكمه على النصوص الواردة في الكتاب المقدس ليحكم حكم فوري ساري النفاذ لا إستئناف فيه ببطلان ألوهية يسوع .
المسيح u نبي وبشهادة الكتاب
أسوق بعض النصوص المتفرقة من الكتاب كلها تشهد على نبوة المسيح وتدعم كلامنا السابق وقد نقلتها من الأناجيل كما سيرى القارئ الكريم ولكل صاحب عقل أن يميز ويقارن ما يقرأه ويخرج لنا سبب واحد يدعي فيه النصارى الألوهية في المسيح u بما يخالف كتابهم , وماذا نفعل بكل الشهادات التي نقلتها في هذا الكتاب ممن عاصروا المسيح والنصوص التي سيقرأها القارئ الكريم هل نحذفها من الكتاب لنتخلص منها ؟
ما أريد أن أقوله أيها السادة وما علمناه أن أي أمة على وجه الأرض تعتمد في عقيدتها على شيئان لا ثالث لهما أدلة عقلية وأدلة نقلية كما هو معلوم للجميع , إنما النصارى هم الأمة الوحيدة التي تنكر الأدلة العقلية والأدلة النقلية ولا أدري على ماذا يعتمدون ..؟؟
ولنضرب مثال على ذلك الأمر في الأدلة العقلية مثلاً سأضرب مثالين أولاً على موضوع التثليث فالعقيدة عند النصارى تقول : أن الأب إله والروح القدس إله والإبن إله متساويين في الجوهر وأن الروح القدس إله حق من إله حق وأن الإبن إله حق من إله حق , وأن الإبن مساوي لكل من الأب والروح القدس في الجوهر ولايستطيع أحد القول أن الأب هو الإبن هو الروح القدس فهذه هرطقة ولا تستطيع أن تقول انهم ثلاثة آلهة فهم إله واحد ويعترف علمائهم بالإجماع أن هذا الأمر فوق قدرة العقل على إدراكه وهو ما يعرف بسر التثليث !!! فكما ترى أصل العقيدة عندهم فوق الإدراك ولا يستطيع العقل إداركه , وفي موضوع ألوهية المسيح u نفسه لا يتخيل العقل أن الإله العظيم الكريم خالق السماوات السبع والأراضين قد تضائل وتصاغر ودخل في رحم فتاة صغيرة ثم ولد من فرجها إذ أن هذا مستحدث على الرب ولم يحدث له من قبل فكيف يستطيع أحد إدراك ذلك فهو ممتنع عقلياً بدليل أن التجسد إما أنه نقصان أو كمال فإن كان نقصان فلا يجوز وصف الله بالنقصان وإن كان كمال فربهم كان ناقصاً حتى إكتمل بالتجسد وهذا ممتنع عقلاً أيضاً , فهكذا هم النصارى لا أدلة عقلية عندهم ابداً على ما يقولون وتركوا كل دليل عقلي وكذلك الأدلة النقلية لا سند لهم متصل ولا دليل نقلي واحد وسأضرب لك على ذلك مثالان أولهما : حينما يقول النصارى أن المسيح إله ثم تطلب منهم أن يأتوا لك بنص واحد من الكتاب المقدس قال لهم في المسيح أنا الله أو أنا خالق السماوات والأرض أو أنا الله المتجسد !! لا تجد عندهم دليل نقلي واحد على هذا ولا يأتوك بمثل هذا النص أبداً .
والثاني أنك إذا دخلت من بوابتهم وفتحت كتابهم وتجد نص مثل هذا في يوحنا 20 عدد17 (( قال لها يسوع لا تلمسيني لأني لم اصعد بعد الى ابي.ولكن اذهبي الى اخوتي وقولي لهم اني اصعد الى ابي وأبيكم والهي والهكم. )) وهذا النص وارد على لسان يسوع نفسه يقول إلهي وإلهكم يقول يسوع أن له إله !!! فكيف تعبدون إله يعبد إله آخر ؟؟ وهل للإله إله يُعبد ؟؟ تجدهم يخرجون إليك بكل هراء من القول ولا يجدوا رد نقلي أو عقلي على هذا الكلام .
فهذه أمة النصارى دون أمم العالم كلهم تركوا الأدلة العقلية والأدلة النقلية وتمسكوا باللا معقول عقلاً ونقلاً , والآن طالع هذه النصوص التي جمعتها من الأناجيل لترى أن يسوع نبي بشهادة نفسه وشهادة من عاصروه وشهادة تلاميذه وشهادة الجميع , فماذا نفعل بعد ذلك ؟ إن كثرة النصوص لا تتحمل معها شرحها أو التعليق عليها فأضع النصوص وأترك للعاقل اللبيب أن يتدبرها في لوقا 7 عدد16 و 9 عدد19 و 13 عدد32 -33 كما يلي :
لوقا7 عدد16: فاخذ الجميع خوف ومجدوا الله قائلين قد قام فينا نبي عظيم وافتقد الله شعبه. (SVD)
لوقا9 عدد19: فاجابوا وقالوا يوحنا المعمدان.وآخرون ايليا.وآخرون ان نبيا من القدماء قام. (SVD)
لوقا13 عدد32 : فقال لهم امضوا وقولوا لهذا الثعلب ها انا اخرج شياطين واشفي اليوم وغدا وفي اليوم الثالث اكمل. (33) بل ينبغي ان اسير اليوم وغـدا وما يليه لأنه لا يمكن ان يهلك نبي خارج عن اورشليم.
وفي مرقس 6 عدد4 يقول :
مرق 64: فقال لهم يسوع ليس نبي بلا كرامة الا في وطنه وبين اقربائه وفي بيته. (5) ولم يقدر ان يصنع هناك ولا قوة واحدة غير انه وضع يديه على مرضى قليلين فشفاهم. (SVD)
وفي يوحنا 4 عدد44 و 6 عدد14 و 8 عدد40 و 9 عدد17و 4 عدد19 هكذا :
يوحنا4 عدد44: لان يسوع نفسه شهد ان ليس لنبي كرامة في وطنه. (SVD)
يوحنا6 عدد14: فلما رأى الناس الآية التي صنعها يسوع قالوا ان هذا هو بالحقيقة النبي الآتي الى العالم. (SVD)
يوحنا8 عدد40: ولكنكم الآن تطلبون ان تقتلوني وانا انسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله.هذا لم يعمله ابراهيم. (SVD)
يوحنا9 عدد17: قالوا ايضا للاعمى ماذا تقول انت عنه من حيث انه فتح عينيك.فقال انه نبي. (SVD)
يوحنا:4 عدد19: قالت له المرأة يا سيد ارى انك نبي. (SVD)
وفي متى 13 عدد57 و 10 عدد40 هكذا :
متى:13 عدد57: فكانوا يعثرون به.وأما يسوع فقال لهم ليس نبي بلا كرامة الا في وطنه وفي بيته. (SVD)
متى10 عدد40: من يقبلكم يقبلني ومن يقبلني يقبل الذي ارسلني. (41) من يقبل نبيا باسم نبي فأجر نبي ياخذ.ومن يقبل بارا باسم بار فأجر بار ياخذ. (SVD)

وفي مقابل كل هذه النصوص لا نجد ولا نص واحد أو جملة يتيمة واحدة قال فيها يسوع أنا الله أو إعبدوني أو أنا خالق السماوات والارض أو أي جملة إدعى فيها الألوهية ,إن من يدعي في يسوع أنه إله وجب عليه أن يأتي بنص واحد محكم كما أشرنا من قبل يقول فيه أنه الله أو أنه الإله المعبود أو أي نص آخر مثله نرد إليه باقي الأقوال المتشابهة فلو وجدنا نص واحد يقول فيه يسوع في الكتاب المقدس أنه الله سنرد إليه باقي النصوص فحينما يقول لرجل إذهب مغفورة لك خطاياك نرد ذلك القول إلى أنه قال قبلها أنه الله في موضع آخر من الكتاب وسنفهم أنه قال له ذلك لأنه الله كما قال وأنه قادر على غفران الخطايا, ولكنه حتى لم يقل له إذهب فقد غفرت لك خطاياك وإنما قال له مغفور لك ولم يقل غفرت لك وهنا عين الإختلاف لم يعد الإختلاف على قدرة إله من عدمه وإنما الإختلاف على أن هذا هو الإله أم النبي فعلى إعتبار هذا لم نجد يسوع قال نص واحد صحيح سليم صريح أنه الله بل نفى عن نفسه الالوهية والقدرة كما سترى في النصوص الآتية :
يسوع يعلن أنه والأب إثنين وليسوا واحد !!!!!!!
جاء في إنجيل يوحنا 8 عدد16-19 كما يلي :
يوحنا 8 عدد16: وان كنت انا ادين فدينونتي حق لأني لست وحدي بل انا والأب الذي ارسلني. (17) وأيضا في ناموسكم مكتوب ان شهادة رجلين حق. (18) انا هو الشاهد لنفسي ويشهد لي الأب الذي ارسلني. (19) فقالوا له اين هو ابوك.اجاب يسوع لستم تعرفونني انا ولا ابي.لو عرفتموني لعرفتم ابي ايضا (SVD)
المسيح في هذا النص يعترف اعترافا قاطعا أنه والأب اثنان وليسوا واحد, والنصارى دائما ما يقولون باسم الأب والابن والروح القدس إله واحد آمين, ولم يسأل نفسه لماذا يقول إله واحد آمين من أين أتي بها ولماذا يحاول تأكيد أنهم إله واحد؟ أليس لأنه يعلم في قرارة نفسه وبشعوره الفطري أنهم ليسوا واحد؟ لذلك يريد أن يقول أن هؤلاء الثلاثة الذين قلتهم لكم هم ليسوا ثلاثة ولكنهم واحد فيضيف إله واحد أمين هل هذا يوجد في الكتاب ؟؟؟ من أين جاء بتلك الكلمة ولماذا يقولها كل مرة بعد أن يقول الأب والابن والروح القدس ؟؟؟ هو داخليا يعلم أنهم ليسوا إله واحد ومن اخترع هذه العبارة أيضا يعلم أنهم ليسوا واحدا لذلك ابتدعوا هذه العبارة حتى يخدعوا الناس بباطلهم وماذا عساهم أن يقولون عن هذا النص السابق؟؟؟؟
المسيح مخلوق
كولوسي1 عدد15: الذي هو صورة الله غير المنظور بكر كل خليقة. (SVD)
كولوسي:1:15: Who is the image of the invisible God, the firstborn of every creature: (KJV)
إن كان المسيح مخلوق كما في كولوسي 1 عدد15 فكيف يكون إله ؟ هل هناك إله مخلوق ؟ وفي إرميا 1 عدد5
إرميا1 عدد5: قبلما صورتك في البطن عرفتك وقبلما خرجت من الرحم قدستك.جعلتك نبيا للشعوب. (SVD)
هل المسيح كلمة الله؟
لوقا8 عدد11: وهذا هو المثل.الزرع هو كلام الله. (SVD)

كلمة إله لم يختص بها الله في كتاب النصارى
وهذا حتى يدرك النصارى إطلاق الإنجيليين لفظ رب على يسوع ويختلط عليهم لفظة رب , فليعلموا أن حتى كلمة إله لا تطلق على الله فقط في كتابهم ولكنها تطلق على البشر أيضاً ومع ذلك لم نجد يسوع يقول أنا إلهكم !! ورد في سفر الخروج 7 عدد1 و 22 عدد8 وفي المزمور 82 عدد6 وفي يوحنا 10 عدد34 وفي الخروج 4 عدد16 هكذا :
خروج:7 عدد1:. فقال الرب لموسى انظر.انا جعلتك الها لفرعون.وهرون اخوك يكون نبيّك. (SVD)
خروج:22 عدد8: وان لم يوجد السارق يقدم صاحب البيت الى الله ليحكم هل لم يمدّ يده الى ملك صاحبه. (SVD)
مزمور:82 عدد6 انا قلت انكم آلهة وبنو العلي كلكم. (SVD)
يوحنا:10 عدد34: اجابهم يسوع أليس مكتوبا في ناموسكم انا قلت انكم آلهة
خروج:4 عدد16: وهو يكلم الشعب عنك.وهو يكون لك فما وأنت تكون له الها. (SVD)
موسي إله لهارون؟؟
يوحنا10 عدد35:أن قال آلهة لأولئك الذين صارت اليهم كلمة الله.ولا يمكن أن ينقض المكتوب. (SVD)

مزمور89 عدد6: لانه من في السماء يعادل الرب.من يشبه الرب بين ابناء الله. (7) اله مهوب جدا في مؤامرة القديسين ومخوف عند جميع الذين حوله (8) يا رب اله الجنود من مثلك قوي رب وحقك من حولك. (SVD)
المسيح لم ينسب الالوهية لنفسه
يوحنا:7 عدد17: ان شاء احد ان يعمل مشيئته يعرف التعليم هل هو من الله ام اتكلم انا من نفسي. (SVD)
1كورنثوس:11 عدد3: ولكن اريد ان تعلموا ان راس كل رجل هو المسيح.وأما راس المرأة فهو الرجل.وراس المسيح هو الله. (SVD)
متى20 عدد23: فقال لهما اما كاسي فتشربانها وبالصبغة التي اصطبغ بها انا تصطبغان واما الجلوس عن يميني وعن يساري فليس لي ان اعطيه الا للذين اعدّ لهم من ابي. (SVD)
يوحنا:5 عدد30: انا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا.كما اسمع ادين ودينونتي عادلة لأني لا اطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي ارسلني
يوحنا:5 عدد37: والآب نفسه الذي ارسلني يشهد لي.لم تسمعوا صوته قط ولا ابصرتم هيئته. (SVD)
مرقس:13 عدد32:.و أما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلا الآب.
متى:24 عدد36: وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما احد ولا ملائكة السموات الا ابي وحده. (SVD)
يوحنا:17 عدد3: وهذه هي الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي ارسلته. (SVD)
لما شاء الناس أن يبحثوا في عقيدة النصارى لماذا يعبدون إله لم يقل لهم أنه إله ولم يقل لهم ولا مرة واحدة أنا الله أو إعبدوني أو أنا خالق السماوات والأرض ظهر ما هو أدهى من ذلك فقد ظهرت مئات النصوص التي دعى فيها المسيح لعبادة الله Iوليس لعبادته هو , ظهرت مئات النصوص التي إعترف فيها يسوع بأنه عبد لله وأن الله Iإله واحد وأنه مرسل من عند الله Uكما بينا من قبل فما كان من هؤلاء القوم إلا إنكار هذه النصوص وأخذوا في إختراع التفسيرات التي لا تمت إلى العقل بصلة ولا رابط ولا دليل واحد يدعمها وأصروا إصراراً عجيباً على أنه إله , تخيل إله بالإكراه إله بدون رضاه إله بلا أي إختيار منه إله بعد إعترافه أنه ليس إله !!!!
يسوع لا يعرف ان يوزع الميراث وهو ليس قاضيا فكيف يكون إله ؟ جاء في يوحنا 12 عدد13-14 هكذا :
لوقا 12 عدد13: وقال له واحد من الجمع يا معلّم قل لاخي ان يقاسمني الميراث. (14) فقال له يا انسان من اقامني عليكما قاضيا او مقسّما. (SVD)
يسوع يرفض أن يقسم الميراث ولا يريد أن يفصل بالحق بين الأخ وأخوه وهذا ما يشبه جهله بموعد الساعة وموسم التين فالرب لا يستطيع أن يوزع الميراث بين أخوين ويترك أحدهما يستأثر بالميراث لنفسه دون الآخر كما في لوقا 12 عدد13-14 !!! تخيل الرب يفعل ذلك ؟
بولس يكفر النصارى ( أول كلمة حق يقولها بولس )
حينما نقول أن عبادة المسيح هي امر مبتدع بعد البحث في المجامع وإجماع النصارى في عهد قسطنطين في مجمع نيقية سنة 325م فهذا معروف فلقد إنتخبوا يسوع إلاهاً وحتى بولس الذي كان يدعي قصة الصلب والفداء واظهر مغالاته في يسوع حتى قال أنه بن الله لم يكن يتخيل أن المقصود هو عبادة المسيح مع الله أو أن أقواله الصادرة في تكفير من إتخذ المسيح إله مع الله هو من تلبيسه وطعنه في الدين المسيحي من أبواب مختلفة يطول شرحها وإن كان أكثر أقواله كفرية شركية ولكن نجد في هذا النص تكفير لكل من قال أن المسيح هو الله أو هو الله المتجسد فإقرأ ما جاء في رسالته إلى أهل رومية الإصحاح 1 عدد22-25 كما يلي :رومية:1 عدد22: وبينما هم يزعمون انهم حكماء صاروا جهلاء (23) وأبدلوا مجد الله الذي لا يفنى بشبه صورة الانسان الذي يفنى والطيور والدواب والزحافات. (24) لذلك اسلمهم الله ايضا في شهوات قلوبهم الى النجاسة لإهانة اجسادهم بين ذواتهم. (25)الذين استبدلوا حق الله بالكذب واتقوا وعبدوا المخلوق دون الخالق الذي هو مبارك الى الابد آمين. (SVD)
المسيح يخضع لله
1كورنثوس:15 عدد28: ومتى اخضع له الكل فحينئذ الابن نفسه ايضا سيخضع للذي اخضع له الكل كي يكون الله الكل في الكل (SVD)
1Cor:15:28: And when all things shall be subdued unto him, then shall the Son also himself be subject unto him that put all things under him, that God may be all in all. (KJV)'
كيف تقولون بأنهما متساويان ؟ خضوع الإبن للآب كما في الكرونثوس الأولى 15 عدد28 يستلزم قطعاً أن يكون الإبن أقل من الأب , فمن المستحيل عقلاً أن يخضع الأب لنفسه إن كان الإبن هو الأب وإن قلتم انه يخضع له بناسوته فذلك من الجنون إذ أنكم تقولون أنه لا أجساد في الآخرة وأن الناس سيكونون أرواح لا يتزوجون ولا يزوجون , وإن خضوع كائن لآخر يعني إنفصال أحدهما عن الآخر ولكل منهم هوية مختلفة منفصلة عن هوية المخضوع له , فالخاضع قطعاً بإتفاق العقلاء منفصل مختلف عن المخضوع له , فهذا من التناقض الواضح الصريح الذي لا يقبله العقل , وإن من عجائب الأمور أنكم دائماً ما تعتقدون عكس ما يقوله كتابكم فالكتاب لا يقول أنهما متساويان بل يقول إن الإبن أقل من الأب وهو ما يستلزم قطعاً كونهما منفصلان غير متصلان بل ويستلزم كون أحدهما كائن غير الآخر حتى يدرك العقل كون أحدهما سيخضع للآخر كما يقول النص السابق !! فإن إنفصلا وإن تمايزا وتفاضلا فهما كائنان مختلفان متغايران , وهذا مايثبت قطعاً أنكم تثبتون أكثر من إله وهذا ما يعرف بالشرك والكفر بالله I, فرجاءاً لا تقول إله واحد آمين مرة أخرى فقد صارت عقيدتكم مضحكة للعقلاء .
الله اعطى المسيح فهل يوجد إله يعطي إله ؟؟ ومن منهما أعظم ؟؟
جاء في يوحنا الإصحاح 10 عدد29 ما نصه :
يوحنا 10 عدد29: ابي الذي اعطاني اياها هو اعظم من الكل ولا يقدر احد ان يخطف من يد ابي. (SVD)
وفي إنجيل متى الإصحاح 9 عدد7-8 ما نصه :
متى 9 عدد7: فقام ومضى الى بيته. (8) فلما رأى الجموع تعجبوا ومجدوا الله الذي اعطى الناس سلطانا مثل هذا (SVD)
في النص السابق في يوحنا الاصحاح العاشر إعتراف صريح من المسيح أن الله هو من أعطاه كل شئ وإعتراف بوحدانية الله وعظمته وأن الله أعظم منه فكيف يكون إله أعظم من نفسه أو كيف نقول أن المسيح هو الله ثم يقول لنا المسيح أن الله أعظم منه , إن هذا ممتنع عقلاً فكيف يكون المسيح إله وهناك إله أعظم منه ؟ هذا لا يصح إلا في حالة واحدة وهو تعدد الآلهة وهذا ما يثبته النصارى قطعاً حينما يقولون أن المسيح هو الله , فلو كان قولهم صحيحاً ما جاء في كتابهم أن هناك من هو اعظم من الله ولقد بينا ذلك من قبل في المسألة السابقة وهي مسألة التساوي بين المسيح وبين الله فاتضح أنهما مختلفان عن بعضها مما يؤكد أحد أمرين لا ثالث لهما , إما أن النصارى يثبتون أكثر من إله في كتابهم , وإما أن المسيح هو عبد الله ورسوله وهؤلاء الناس كذابين أفاكين وهذا الرأي هو الظاهر لعقلاء الناس .
يسوع يصلي لله ويحمد الله فهل هناك إله يصلي لنفسه ؟؟
جاء في إنجيل متى الإصحاح 11 عدد25 : متى 11 عدد25: في ذلك الوقت اجاب يسوع وقال احمدك ايها الآب رب السماء والارض لانك اخفيت هذه عن الحكماء والفهماء واعلنتها للاطفال. (SVD)
وهذا مما لارد عليه عند النصارى غير رد واهي ضعيف هزيل لا يقبله عاقل فقولهم أنه كان يصلي من أجل تعليم الآخرين فهذا غير صحيح على الإطلاق بل هو من باب الكذب , إذ ثبت أنه كان يصلي لقضاء حوائجه في أكثر من مكان من الإنجيل , وثبت أنه كان يصلي قبل الصلب وكان التلاميذ نياماً ولا يراه أحد فكانت صلاته مناجاة بينه وبين ربه وهذا غير صلاته وبكاءه عند معجزة إحياء أليعازر فهذا قول هزيل لا يقبله عاقل فاضطر النصارى إلى اللجوء إلى قول آخر مرفوض أيضاً وهو اسخف من سابقه فقالوا أنه كان يصلي بناسوته للاهوته وأنا حقيقة أستحي ان ارد على هؤلاء الناس لما في هذا القول من المدعاة للضحك , ولكننا من أجل البحث الجاد نريد حينئذٍ أن يخبرنا النصارى فعلى هذا سيكون المسيح له روحان روح إنسانية وروح لاهوتية وإن كان هذا مقبولاً عندهم فهو عند العقلاء ممتنع والكثير من طوائفهم ترفض هذا , فهم يقولون أن المسيح له جسد بشري وروح إلهية ولم يقل منهم إلا القليل إن له روحان , وعلى الفرض الثاني انه له روح إلهية وجسد بشري فمن المعلوم عند الناس بالإجماع أن الجسد لا حركة له ولا حياة إلا بالروح وبما أن جسد المسيح له روح إلهية وهذه الروح الإلهية هي الأقنوم الثاني فالجسد لا يتحرك إلا بالروح وبدون الروح فهو ساكن جامد لا حركة فيه فحركته ناشئة عن الروح وهذا باتفاق اهل الأديان كلهم , إذا فالجسد لا يصلي بدون الروح لأنه بلا روح ما تحرك الجسد بل صار ميتاً , وعليه فالمسيح من الممتنع أنه كان يصلي بناسوته فقط بل كان يصلي بجسده وروحه فكيف يقول النصارى أنه كان يصلي بالجسد للروح أو بالناسوت للاهوت ؟
المسيح يصلي لمن ؟؟
من العجب أن تجد إله يصلي لإله آخر وإن يسوع كان يصلي والنصارى يعتبرون يسوع إله فمن العجب أن يسوع يصلي فهل كان يصلي لنفسه ؟؟ إن قلتم أنه كان يصلي بناسوته وهو قول فاسد كما وضحنا من قبل لا يقبله عقل سليم فذلك يستدعي أنه صلى لنفسه أيضاَ ناسوت الإله يصلي للاهوت الإله ! فذلك من أعجب الأقوال فمن المعروف أن الصلاة نوعان صلاة من العبد لربه وهي صلاة عبادة , وصلاة الرب على العبد وهي منحه البركة والمغفرة والرحمة والرضى عنه , والنوع الأول صلاة العبد لربه هي صلاة عبادة كما قلنا , وصلاة المسيح هاهنا ليس لها معنى إلا أنه كان يصلي صلاة عبادة , فهو يصلي متضرعاً طالباً قضاء أمر ما وهو ما يُعرَف بصلاة العبادة ومن المرفوض عقلاً ونقلاً أن يكون الإله يعبد نفسه لا بما يسمى بالناسوت ولا ما يعرف باللاهوت فذلك قول شديد الفساد يلزمه عقولاً أكثر فساداً منه لتقتنع أن الإله كان يصلي صلاة عبادة لنفسه , والأن إليك بعض النصوص التي كان يسوع يصلي فيها متضرعاً مبتهلاً راجياً ربه في صلوات العبد لربه :
متى:26 عدد39: ثم تقدم قليلا وخرّ على وجهه وكان يصلّي قائلا يا ابتاه ان امكن فلتعبر عني هذه الكاس.ولكن ليس كما اريد انا بل كما تريد انت
عبرانين:5 عدد7: الذي في ايام جسده اذ قدم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر ان يخلصه من الموت وسمع له من اجل تقواه
متى 14 عدد23: وبعدما صرف الجموع صعد الى الجبل منفردا ليصلّي.ولما صار المساء كان هناك وحده. (SVD)

لوقا 22 عدد45: ثم قام من الصلاة وجاء الى تلاميذه فوجدهم نياما من الحزن. (46) فقال لهم لماذا انتم نيام.قوموا وصلّوا لئلا تدخلوا في تجربة (SVD)

لوقا 6 عدد12:وفي تلك الايام خرج الى الجبل ليصلّي.وقضى الليل كله في الصلاة لله. (SVD)
هل اللهI يحل في الجسد ؟ وهل يتخذ جسد بشر ؟
حزقيال :28 عدد2: يا ابن آدم قل لرئيس صور.هكذا قال السيد الرب من اجل انه قد ارتفع قلبك وقلت انا اله.في مجلس الآلهة اجلس في قلب البحار.وأنت انسان لا اله وان جعلت قلبك كقلب الآلهة. (SVD)
اذكروا الأوليات منذ القديم لاني أنا الله وليس آخر.الإله وليس مثلي. (SVD)
إشعياء 46 عدد5: بمن تشبهونني وتسوونني وتمثلونني لنتشابه (SVD)
العدد23 عدد19:ليس الله انسانا فيكذب.ولا ابن انسان فيندم.هل يقول ولا يفعل او يتكلم ولا يفي. (SVD)
تثنية:4 عدد35: انك قد أريت لتعلم ان الرب هو الاله.ليس آخر سواه. (SVD)
أيوب:25 عدد4: فكيف يتبرر الانسان عند الله وكيف يزكو مولود المرأة. How then can man be justified with God? or how can he be clean that is born of a woman?
ملاخي:3 عدد6: لأني انا الرب لا اتغيّر فانتم يا بني يعقوب لم تفنوا (SVD)
وغير هذا الكثير من النصوص الدالة قطعاً على أن الله ليس كمثله شئ وأن الله منزه عن إتخاذ الجسد وأن الله ليس إنسان ولا بن إنسان والنصارى لا مهرب لهم من هذه النصوص , فهي أي هذه النصوص واردة في كتابهم ولم ترد في القرآن في نسخة قديمة من كتاب النصارى بل في كتابهم الموجود بين أيدينا وأيديهم الآن بالطبع بعد التعديل المستمر والتحريف الدائم فبقت هذه لكل من يقول أن يسوع بن الإنسان كما يسمونه في كثير من مواضع الانجيل أي العهد الجديد هو الله أو بن الله ويشبهونه بالله والنصوص الكثيرة الدالة على تنزيه الله عن الحلول في الجسد وسنناقش هذه المسئلة بالتفصيل بالأدلة العقلية فضلاً عن مناقشتها بالأدلة النقلية كما سبق .

غير معرف يقول...

(((((((((وماذا فعل حقا بولس ؟؟؟
أعتبر نفسه حوارياً بل أرفع من الملائكة أنفسهم : ألستم تعرفون أننا سندين الملائكة ، فبالأولى أمور هذه الحياة " كورنثوس الأولى 6 عدد 3 . .. هذا هو بولس مخترع النصرانية أو قل البولوسية كما يسميه الكثير من علماء الكتاب المقدس،
وهذا هو بولس الذي سيدين الملائكة ، ويفحص أعماق الله بروحه يئن ويتألم من أخطائه قائلاً : " فإني أسر بناموس الله بحسب الإنسان الباطن [أي في أعماقه] ولكني أرى ناموس ذهني ويسبيني إلى ناموس الخطية الكائن في أعضائي ، ويْحِي أنا الإنسان الشقي ، من ينقذني من جسد هذا الموت ، أشكر لله بيســوع المسيح ربنا ، إذا أنا نفسي بذهني أخدم ناموس الله ولكن بالجسد ناموس الخطية "رومية 7 عدد 22 - 25.
هذا هو بولس القائل : أظن أني أيضاً عندي روح الله " كورنثوس الأولى 7 عدد 40 وهذه الروح عنده فوق الكل حتى فوق الله نفسه ، لذلك قال فى كورنثوس الأولى 2 عدد 10 :الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله " ... فأساء الأدب مع الله عز وجل
نعم ... أساء الادب مع اللهI
من أوحى لبولس بهذا !! هل هو الله عز وجل .. هل ممكن ان تصدق ياعاقل ان الله يمكن ان يجهل اى شىء ؟؟؟؟؟؟ فمن اين اتى بها بولس .. هذا هو رأيه عن الله عز وجل الذى وسع علمه كل شىء .. وتقولون كان يوحى له !!!!!!!! أقرأ يا عاقل ..
" لأن جهالة الله أحكم من الناس، وضعف الله أقوى من الناس" (كورنثوس(1)1عدد 25)
1كورنثوس6عدد 13:الاطعمة للجوف والجوف للاطعمة والله سيبيد هذا وتلك.ولكن الجسد ليس للزنا بل للرب والرب للجسد.


أنه نفسه بولس الذى اضطهد المسيح عليه السلام..
أعمال9عدد 4: فسقط على الارض وسمع صوتا قائلا له شاول شاول لماذا تضطهدني. (5) فقال من انت يا سيد.فقال الرب انا يسوع الذي انت تضطهده.صعب عليك ان ترفس مناخس. (SVD)
بل لعن المسيح عليه السلام..

غلاطية3عدد 13:المسيح افتدانا من لعنة الناموس اذ صار لعنة لاجلنا لأنه مكتوب ملعون كل من علّق على خشبة.
رومية15عدد 8: واقول ان يسوع المسيح قد صار خادم الختان من اجل صدق الله حتى يثبت مواعيد الآباء. (SVD)
1كورنثوس1عدد 23: ولكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوبا لليهود عثرة ولليونانيين جهالة. (SVD)

وأدعى أنه شريك في الإنجيل كما قال في الكرونثوس الأولى 09عدد 23
1كورنثوس9عدد 23: وهذا انا افعله لأجل الانجيل لأكون شريكا فيه. (SVD)
وادعي ان موسى كان يرتدي برقعاً
2كورنثوس3عدد 13: وليس كما كان موسى يضع برقعا على وجهه لكي لا ينظر بنو اسرائيل الى نهاية الزائل. (SVD)
ويؤكد بولس على تميزه عن سائر التلاميذ وانفراده عنهم ،و يصفهم بالإخوة
" الكذبة المدخلين خفية، الذين دخلوا اختلاساً…الذين لم نذعن لهم بالخضوع ولا ساعة، فإن هؤلاء المعتبرين لم يشيروا علي بشيء، بل على العكس إذ رأوا أني أؤتمنت على إنجيل الغرلة كما بطرس على إنجيل الختان" (غلاطية 2عدد 4-7).
وفي رسالته كورنثوس الاولى 15عدد 9-10
1كورنثوس15عدد 9: لاني اصغر الرسل انا الذي لست اهلا لان أدعى رسولا لاني اضطهدت كنيسة الله. (10) ولكن بنعمة الله انا ما انا ونعمته المعطاة لي لم تكن باطلة بل انا تعبت اكثر منهم جميعهم.ولكن لا انا بل نعمة الله التي معي.
من يقصد بالكثيرين الغاشين في كلمة الله في النص التالي ؟؟
2كورنثوس2عدد 17: لاننا لسنا كالكثيرين غاشين كلمة الله لكن كما من اخلاص بل كما من الله نتكلم امام الله في المسيح (SVD)

ووصف تعاليم الله لموسى ولكل الأنبياء من قبله بأنها تعاليم شيطانية
إشتد بالرجل الأمر حتى بدأ في الطعن في جميع الأنبياء وحتى موسى وكل الذين جاءوا بعده عليهم جميعاً السلام وأساء الأدب مع الله لذلك قال أن من يتبع تعاليم موسى فقد إرتد عن الإيمان أي أنه كفر وقال أنه يتبع تعاليم شيطانية مضلة وأنها عجائزية بالية وأنها خرافات دنسة نجسة كما يصفها بولس في نص رسالته الأولى إلى أهل تيماثوس فهو يتحدث عما أحله موسى من الطعام وما حرمه ويستحل كل شئ في فتوى عجيبة أباح بها لكل من تبعوه أن يأكلوا كل ما يريدون ولا يوجد شئ نجس إلا في إعتقادك أنت أما كل شئ فهو طاهر , وبربي لا أعلم أين عقول النصارى الذين لم يلتفوا إلى أقوال يسوع نفسه فيسوع كان يهودياً مختتناً يسير على شريعة اليهود ولم يأكل لحم خنزير ولم يستحل كل الطعام كما فعل بولس ولو أن كل الطعام حلال لأحله يسوع لأتباعه ولكن النصارى يتركون كلام يسوع ويتبعون أقوال بولس الذي لعن المسيح كما سترى وبلغ به الأمر أن وصف تعاليم الله التي أنزلها على موسى وعلى غيره من الأنبياء بهذه الأوصاف التي ستقرأها في النص تيماثوس الأولى 4عدد 1-7 :
1تيماثوس4عدد 1: ولكن الروح يقول صريحا انه في الازمنة الاخيرة يرتد قوم عن الايمان تابعين ارواحا مضلة وتعاليم شياطين (2) في رياء اقوال كاذبة موسومة ضمائرهم (3) مانعين عن الزواج وآمرين ان يمتنع عن اطعمة قد خلقها الله لتتناول بالشكر من المؤمنين وعارفي الحق. (4) لان كل خليقة الله جيده ولا يرفض شيء اذا اخذ مع الشكر (5) لانه يقدس بكلمة الله والصلاة. (6) ان فكّرت الاخوة بهذا تكون خادما صالحا ليسوع المسيح متربيا بكلام الايمان والتعليم الحسن الذي تتبّعته. (7) واما الخرافات الدنسة العجائزية فارفضها وروّض نفسك للتقوى. (SVD)

ويقول مستحلاً المحرمات: " كل الأشياء تحل لي" (كورنثوس(1)6عدد 12).
1كورنثوس10عدد 25: كل ما يباع في الملحمة كلوه غير فاحصين عن شيء من اجل الضمير. (SVD)
1كورنثوس10عدد 27: وان كان احد من غير المؤمنين يدعوكم وتريدون ان تذهبوا فكل ما يقدم لكم كلوا منه غير فاحصين من اجل الضمير.


ويظن أن الناس هم الأغبياء !!!!!!
غلاطية3عدد 1: ايها الغلاطيون الاغبياء من رقاكم حتى لا تذعنوا للحق انتم الذين امام عيونكم قد رسم يسوع المسيح بينكم مصلوبا. (SVD)
غلاطية33 أهكذا انتم اغبياء.أبعد ما أبتدأتم بالروح تكملون الآن بالجسد (SVD)

بولس يريد أن يتنبأ كل الناس
1كورنثوس14عدد 5: اني اريد ان جميعكم تتكلمون بألسنة ولكن بالأولى ان تتنبأوا .لان من يتنبأ اعظم ممن يتكلم بألسنة الا اذا ترجم حتى تنال الكنيسة بنيانا. (SVD)
1كورنثوس14عدد 31: لانكم تقدرون جميعكم ان تتنبأوا واحدا واحدا ليتعلّم الجميع ويتعزى الجميع. (SVD)
1كورنثوس14عدد 39: اذا ايهــا الاخوة جدوا للتنبوء ولا تمنعوا التكلم بألسنة. (SVD)
يا لعبك يا بولس
غلاطية3عدد 27 لان كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح. (SVD)
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
غلاطية2عدد 21:- لست ابطل نعمة الله.لأنه أن كان بالناموس بر فالمسيح اذا مات بلا سبب (SVD)
يغتاب الناس
2كورنثوس10عدد 1:ثم اطلب اليكم بوداعة المسيح وحلمه أنا نفسي بولس الذي في الحضرة ذليل بينكم وأما في الغيبة فمتجاسر عليكم.


جهل بولس بعدد التلاميذ الذين ظهر لهم يسوع
ويدعي هذا المدعو بولس في رسالته الأولى إلى أهل كرونثوس أن يسوع ظهر لصفا الذي هو بطرس ثم ظهر للإثني عشر وتعالو نبحث هذه الكلمات حتى يتضح لكم مدى الكذب في هذا الكلام ومدى التحريف الواقع هنا كما في الكرونثوس الأولى 15عدد 3-5 كما يلي :
كورنثوس15عدد 3: فانني سلمت اليكم في الاول ما قبلته انا ايضا ان المسيح مات من اجل خطايانا حسب الكتب. (4) وانه دفن وانه قام في اليوم الثالث حسب الكتب (5) وانه ظهر لصفا ثم للاثني عشر. (SVD)
والمقصود بصفا هنا هو بطرس تلميذ يسوع كما هو موضح في إنجيل يوحنا 1عدد 42 كما يلي :
يوحنا1عدد 42: فجاء به الى يسوع.فنظر اليه يسوع وقال انت سمعان بن يونا.انت تدعى صفا الذي تفسيره بطرس (SVD)
هنا خطآن لا نستطيع تجاهلهما أولا يقول أنه ظهر للإثني عشر وهذا كذب لا محالة فيهوذا الخائن احد التلاميذ الذي سلم يسوع قد قتل نفسه قبل قيامة يسوع المزعومة وكل رواة الاناجيل قالوا أنه ظهر للأحدى عشر ولم يقل أحد منهم ابدا أنه ظهر للإثنى عشر وأنظرنجيل مرقس 16عدد 9 -14 أنقل بعضها كما يلي :
مرقس16عدد 9: وبعد ما قام باكرا في اول الاسبوع ظهر اولا لمريم المجدلية التي كان قد اخرج منها سبعة شياطين. (SVD)
مرقس16عدد 12: وبعد ذلك ظهر بهيئة اخرى لاثنين منهم وهما يمشيان منطلقين الى البرية. (13) وذهب هذان واخبرا الباقين فلم يصدقوا ولا هذين (14) اخيرا ظهر للاحد عشر وهم متكئون ووبخ عدم ايمانهم وقساوة قلوبهم لانهم لم يصدقوا الذين نظروه قد قام. (SVD)
فالخطأ الاول الذي وقع فيه بولس هو إدعاءه أن يسوع ظهر اولا لصفا أو بطرس ثم ظهر للإثني عشر وهذا كذب كما رأيتم فيسوع أول ما ظهر ظهر لمريم المجدلية ورفيقتها ثم ظهر بعد ذلك لإثنين من التلاميذ يمشيان منطلقين في البرية ثم ظهر اخيراً للإحدى عشر تلميذاً وأكرر الاحدى عشر وليس الاثنى عشر كما يقول من يدعى أنه رأى يسوع وقال له شاول شاول صعب عليك أن ترفس مناخس .
وهنا متى أيضاً يؤكد انه ظهر للإحدى عشر وليس إثني عشر كما إدعى بولس إقرأ متى28عدد 16-17 متى28عدد 16: واما الاحد عشر تلميذا فانطلقوا الى الجليل الى الجبل حيث امرهم يسوع. (17) ولما رأوه سجدوا له ولكن بعضهم شكّوا. (SVD)
ولوقا أيضاً يكذب كلام بولس في إنجيل لوقا 24عدد 8-9 و 24عدد 33 كما يلي :
لوقا24عدد 8: فتذكرن كلامه(9) ورجعن من القبر واخبرن الاحد عشر وجميع الباقين بهذا كله. (SVD)
لوقا24عدد 33: فقاما في تلك الساعة ورجعا الى اورشليم ووجدا الاحد عشر مجتمعين هم والذين معهم (SVD)
ويوحنا ايضاً يكذب كلام بولس كما في يوحنا 20عدد 24 كما يلي :
يوحنا20عدد 24:اما توما واحد من الاثني عشر الذي يقال له التوأم فلم يكن معهم حين جاء يسوع. (SVD)
فهذه اربعة روايات من الاناجيل الأربعة تؤكد كذب المدعو بولس في قوله ان ايسوع ظهر للاثنى عشر وظهر أولا لصفا الذي هو بطرس فمن نصدق ؟؟ أو ليس هذا تحريفاً في الكتاب ؟؟؟؟



تناقض رواية رؤيته للمسيح
في أعمال الرسل 26عدد 12-16 كما يلي :
أعمال26عدد 12: ولما كنت ذاهبا في ذلك الى دمشق بسلطان ووصية من رؤساء الكهنة (13) رأيت في نصف النهار في الطريق ايها الملك نورا من السماء افضل من لمعان الشمس قد ابرق حولي وحول الذاهبين معي. (14) فلما سقطنا جميعنا على الارض سمعت صوتا يكلمني ويقول باللغة العبرانية شاول شاول لماذا تضطهدني.صعب عليك ان ترفس مناخس(15) فقلت انا من انت يا سيد فقال انا يسوع الذي انت تضطهده. (16) ولكن قم وقف على رجليك لاني لهذا ظهرت لك لانتخبك خادما وشاهدا بما رأيت وبما ساظهر لك به (SVD)
وفي اعمال الرسل الإصحاح التاسع 9عدد 3-8 كما يلي :
أعمال9عدد 3: وفي ذهابه حدث انه اقترب الى دمشق فبغتة ابرق حوله نور من السماء. (4) فسقط على الارض وسمع صوتا قائلا له شاول شاول لماذا تضطهدني. (5) فقال من انت يا سيد.فقال الرب انا يسوع الذي انت تضطهده.صعب عليك ان ترفس مناخس. (6) فقال وهو مرتعد ومتحيّر يا رب ماذا تريد ان افعل.فقال له الرب قم وادخل المدينة فيقال لك ماذا ينبغي ان تفعل. (7) وأما الرجال المسافرون معه فوقفوا صامتين يسمعون الصوت ولا ينظرون احدا. (8) فنهض شاول عن الارض وكان وهو مفتوح العينين لا يبصر احدا.فاقتادوه بيده وادخلوه الى دمشق. (SVD)
وفي أعمال الرسل 22عدد 6-9 كما يلي :
أعمال22عدد 6: فحدث لي وانا ذاهب ومتقرّب الى دمشق انه نحو نصف النهار بغتة ابرق حولي من السماء نور عظيم. (7) فسقطت على الارض وسمعت صوتا قائلا لي شاول شاول لماذا تضطهدني. (8) فاجبت من انت يا سيد.فقال لي انا يسوع الناصري الذي انت تضطهده. (9) والذين كانوا معي نظروا النور وارتعبوا ولكنهم لم يسمعوا صوت الذي كلمني. (SVD)
فأنظر أيها اللبيب إلى هذا التناقض الواضح في كلامه والإختلافات في كل مرة يروي فيها الرواية مما يدل قطعاً على كذب هذه القصة من بدايتها وأنها ملفقة جملة وتفصيلاً , وما يؤكد هذا هو هذه الإختلافات والتناقضات بين الروايات , وهذا يؤكده أيضاً أنه لا يوجد شاهد واحد على ما يقوله بولس إنما هي رواية من نسج خياله فلم نسمع شاهداً واحداً قال أن هذا حدث أو أن بولس قد رأى المسيح u بالفعل, بل هو كذبٌ بين واضح .
وهنا يرفض موضوع التوبة أو الإنابة إلى الله فأنظر رسالة العبرانيين 6عدد 1 كما يلي :
عبرانين6عدد 1: لذلك ونحن تاركون كلام بداءة المسيح لنتقدم الى الكمال غير واضعين ايضا اساس التوبة من الاعمال الميتة والإيمان بالله
وهو يعلم الناس الردة كما تقرأ في أعمال الرسل 21عدد 21 كما يلي :
أعمال21عدد 21: وقد أخبروا عنك انك تعلّم جميع اليهود الذين بين الامم الارتداد عن موسى قائلا ان لا يختنوا اولادهم ولا يسلكوا حسب العوائد. (SVD)
من ضمن صفاته الجهل وبلا كرامة و .... وغير هذا في كرونثوس الأولى 4عدد 10-13!
1كورنثوس4عدد 10: نحن جهال من اجل المسيح واما انتم فحكماء في المسيح.نحن ضعفاء واما انتم فاقوياء.انتم مكرمون واما نحن فبلا كرامة. (11) الى هذه الساعة نجوع ونعطش ونعرى ونلكم وليس لنا اقامة. (SVD)4عدد 13 يفترى علينا فنعظ.صرنا كاقذار العالم ووسخ كل شيء الى الآن. (SVD)
وفي تيماثوس الأولى 1عدد 13 كما يلي : 1تيماثوس1عدد 13: انا الذي كنت قبلا مجدفا ومضطهدا ومفتريا.ولكنني رحمت لاني فعلت بجهل في عدم ايمان (SVD)

التلاميذ يرفضون بولس ولا يصدقون أنه رأى المسيح
في أعمال الرسل 19عدد 30 رفض التلاميذ أن يكون بينهم أو أن يختلط بالشعب علماً منهم أن هذا الرجل كاذب يحاول تدمير الدين أو أنه مبتدع فخافوا على الشعب منه وقاوموه حتى لا يدخل بين الناس فيفسد عليهم دينهم ولكن بولس كان ماكراً وإستطاع الدخول وأفسد على الناس دينهم كما ترى في أعمال الرسل 19عدد 30 هكذا :19عدد 30 : ولما كان بولس يريد ان يدخل بين الشعب لم يدعه التلاميذ. (SVD)
وفي أعمال الرسل 9عدد 26 تجد أن التلاميذ لا يصدقوه ورفضوا أن يكون بينهم أو أن يدخل بينهم ليخدع الناس فرفضوا وجود هذا الرجل بينهم علماً منهم أنه جاسوس أو أنه رأى المسيح من الأساس فهذا حاله مع التلاميذ وهم لم يصدقوا قصته المكذوبة عن رؤيته للمسيح فلا أعلم كيف آمن النصارى بتلك القصة إقرأ ما جاء في أعمال الرسل 9عدد 26 كما يلي :أعمال9عدد 26: ولما جاء شاول الى اورشليم حاول ان يلتصق بالتلاميذ.وكان الجميع يخافونه غير مصدقين انه تلميذ. (SVD)


بولس يقول أن أرواحنا هي الله!!!!
1كورنثوس6عدد 20: لانكم قد اشتريتم بثمن.فمجّدوا الله في اجسادكم وفي ارواحكم التي هي لله (SVD)
هنا بولس يواصل خرافاته المعهوده فيقول أن أرواح النصارى هي اللهI إذا فالله مكون من مجموعة أرواح من النصارى أو غيرهم على حد قول بولس . وإذا كنت تعبد اللهI فإنك في الاساس تعبد روحك لأن الله هو روحك فاعبد روحك كأنك تعبد اللهI , وبالفعل هذا ما ينادي به بولس عبادة النفس , ينادي بألا يرتبط الانسان لا بشريعة ولا بعقيدة وأن كل الاشياء تحل له دون حرام ويأكل لحم الخنزير ويشرب الخمر لا ثواب ولا عقاب فهو من قال : " كل الأشياء تحل لي" (كورنثوس(1)6عدد 12). وهو أول من أخرج بدعة إنكار الناموس وأن يسوع جاء ليصلب ليخلصهم من لعنة الناموس وهو أول من لعن يسوع فهو القائل في غلاطية 3عدد 13 كما يلي : المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا لأنه مكتوب ملعون كل من علّق على خشبة. (SVD) هذا هو بولس وهذا هو فكره الذي رفض الختان ورفض التقيد بأي شريعة موحى بها من عند اللهI وأصر وحده دون البشر كلهم على تدمير المسيحية والفكر المسيحي ليظل مخلصاً لدينه اليهودي ولقومه بني إسرائيل محافظاً على عاداتهم وتقاليدهم ولكن هذا الفكر ليس بغريب على بولس فهذا فكر رجل لص حرامي محتال وهذه ليست مسبة له أو شتمية فمن المعروف والمسلم به كما ورد في أعمال الرسل 8عدد 3 كما يلي وأما شاول فكان يسطو على الكنيسة وهو يدخل البيوت ويجر رجالا ونساء ويسلمهم الى السجن فتفكير اللصوص يجب أن يكون بهذه الطريقية التدميرية التي خربت فكر وعقيدة النصارى ومادت بهم عن الطريق الصحيح لم يسبق لأي إنسان أن قال كلمة بولس هذه أن أرواح البشر هي اللهI وهو كلام يرفضه أي إنسان عاقل على وجه الأرض .

من أقوال بولس
في الكرونثوس الثانة 11عدد 4-23 أنقل بعض فقراتها كما يلي :
2كورنثوس11عدد 4: فانه ان كان الآتي يكرز بيسوع آخر لم نكرز به او كنتم تأخذون روحا آخر لم تأخذوه او انجيلا آخر لم تقبلوه فحسنا كنتم تحتملون. (SVD)
2كورنثوس11عدد 6: وان كنت عاميا في الكلام فلست في العلم بل نحن في كل شيء ظاهرون لكم بين الجميع. (7) ام اخطأت خطية اذ اذللت نفسي كي ترتفعوا انتم لأني بشرتكم مجانا بانجيل الله. (8) سلبت كنائس اخرى آخذا اجرة لأجل خدمتكم.وإذ كنت حاضرا عندكم واحتجت لم اثقل على احد. (9) لان احتياجي سده الاخوة الذين أتوا من مكدونية.وفي كل شيء حفظت نفسي غير ثقيل عليكم وسأحفظها. (10) حق المسيح فيّ.ان هذا الافتخار لا يسد عني في اقاليم اخائية. (11) لماذا.ألاني لا احبكم.الله يعلم. (12) ولكن ما افعله سأفعله لأقطع فرصة الذين يريدون فرصة كي يوجدوا كما نحن ايضا في ما يفتخرون به. (13) لان مثل هؤلاء هم رسل كذبة فعلة ماكرون مغيّرون شكلهم الى شبه رسل المسيح. (14) ولا عجب.لان الشيطان نفسه يغيّر شكله الى شبه ملاك نور. (15) فليس عظيما ان كان خدامه ايضا يغيّرون شكلهم كخدام للبر.الذين نهايتهم تكون حسب اعمالهم (16) اقول ايضا لا يظن احد اني غبي.وإلا فاقبلوني ولو كغبي لافتخر انا ايضا قليلا. (17) الذي اتكلم به لست اتكلم به بحسب الرب بل كأنه في غباوة في جسارة الافتخار هذه. (18) بما ان كثيرين يفتخرون حسب الجسد افتخر انا ايضا. (SVD)
2كورنثوس11عدد 23: أهم خدام المسيح.اقول كمختل العقل.فانا افضل.في الاتعاب اكثر.في الضربات اوفر.في السجون اكثر.في الميتات مرارا كثيرة. (SVD)
وفي رومية 5عدد 20 كما يلي :5عدد 20: واما الناموس فدخل لكي تكثر الخطية.ولكن حيث كثرت الخطية ازدادت النعمة جدا (SVD)

معلومة خطيرة جداً 
1كورنثوس8عدد 8: ولكن الطعام لا يقدمنا الى الله.لاننا ان اكلنا لا نزيد وان لم ناكل لا ننقص. (SVD)
نعم؟؟؟؟؟؟
غلاطية4عدد 6:6 ثم بما انكم ابناء ارسل الله روح ابنه الى قلوبكم صارخا يا ابا الآب. (SVD)
سعادته يتمخض في غلاطية 4عدد 19-20 !!!!
غلاطية4عدد 19. يا اولادي الذين اتمخض بكم ايضا الى ان يتصور المسيح فيكم. (20) ولكني كنت اريد ان اكون حاضرا عندكم الآن واغيّر صوتي لاني متحيّر فيكم (SVD)


يفكر في عملية ولادة كما في الكرونثوس الأولى 4عدد 15
1كورنثوس4عدد 15: لانه وان كان لكم ربوات من المرشدين في المسيح لكن ليس آباء كثيرون.لاني انا ولدتكم في المسيح يسوع بالانجيل.
إشعياء21عدد 3: لذلك امتلأت حقواي وجعا واخذني مخاض كمخاض الوالدة.تلويت حتى لا اسمع.اندهشت حتى لا انظر. (SVD)
إشعياء26عدد 17: كما ان الحبلى التي تقارب الولادة تتلوى وتصرخ في مخاضها هكذا كنا قدامك يا رب. (18) حبلنا تلوينا كاننا ولدنا ريحا.لم نصنع خلاصا في الارض ولم يسقط سكان المسكونة. (SVD)
وفي كرونثوس الأولى 4عدد 15 قد ولد بالفعل
1كورنثوس4عدد 15:لانه وان كان لكم ربوات من المرشدين في المسيح لكن ليس آباء كثيرون.لاني انا ولدتكم في المسيح يسوع بالانجيل. (SVD)

إعلان للمشتركين الكرام تم توفير خدمة المصالحة
2كورنثوس5عدد 18: ولكن الكل من الله الذي صالحنا لنفسه بيسوع المسيح واعطانا خدمة المصالحة (SVD)
يقول لا تختتنوا
غلاطية5عدد 3: لكن اشهد ايضا لكل انسان مختتن انه ملتزم ان يعمل بكل الناموس. (SVD)
الرجل يرفض الناموس
غلاطية5عدد 4:4 قد تبطلتم عن المسيح ايها الذين تتبررون بالناموس.سقطتم من النعمة (SVD)
هو يرفض الناموس , ولكن ماذا يقول الكتاب عمن رفض الناموس ؟
في الأمثال 28عدد 4 يصف تاركي الشريعة والناموس بقوله :
أمثال28عدد 4: تاركو الشريعة يمدحون الاشرار وحافظو الشريعة يخاصمونهم. (SVD)
وفي المزمور 78عدد 5-8 يقول داود على حد قولهم كما يلي :
مزمور78عدد 5: اقام شهادة في يعقوب ووضع شريعة في اسرائيل التي اوصى آباءنا ان يعرّفوا بها ابناءهم (6) لكي يعلم الجيل الآخر.بنون يولدون فيقومون ويخبرون ابناءهم (7) فيجعلون على الله اعتمادهم ولا ينسون اعمال الله بل يحفظون وصاياه (8) ولا يكونون مثل آبائهم جيلا زائغا وماردا جيلا لم يثبت قلبه ولم تكن روحه امينة لله (SVD)
من ضمن التدليس على عقول النصارى
في العبرانيين 6عدد 2-7 كما يلي :
عبرانين6عدد 2: تعليم المعموديات ووضع الايادي قيامة الاموات والدينونة الابدية. (3) وهذا سنفعله ان اذن الله. (4) لان الذين استنيروا مرة وذاقوا الموهبة السماوية وصاروا شركاء الروح القدس (5) وذاقوا كلمة الله الصالحة وقوات الدهر الآتي (6) وسقطوا لا يمكن تجديدهم ايضا للتوبة اذ هم يصلبون لأنفسهم ابن الله ثانية ويشهرونه. (7) لان ارضا قد شربت المطر الآتي عليها مرارا كثيرة وأنتجت عشبا صالحا للذين فلحت من اجلهم تنال بركة من الله. (SVD)
بولس يدعوا علي الرجل !!! لماذا لم يطبق حبوا أعدائكم؟؟؟
2تيموثاوس4عدد 14:اسكندر النحّاس اظهر لي شرورا كثيرة.ليجازه الرب حسب اعماله. (SVD
يقولون أن بولس فعل المعجزات ... هم يقولون ذلك
ومع أنه من المستحيل إثبات معجزات بولس كما يستحيل إثبات معجزات يسوع ولكن لو فرضنا هذا فأنظر إلى قول التثنية 13عدد 1-3 تقول أن النبي أو صانع المعجزة إذا فعل المعجزة ثم طلب منك أن تذهب وراء آلهة أخرى لتعبدها فهو كاذب والرب يتختبركم وكل ما فعله بولس هو أن طلب عبادة المسيح والناس لم يعبدوا المسيح من قبل فماذا نقول عن بولس ؟
تثنية13عدد 1: اذا قام في وسطك نبي او حالم حلما واعطاك آية او اعجوبة (2) ولو حدثت الآية او الاعجوبة التي كلمك عنها قائلا لنذهب وراء آلهة اخرى لم تعرفها ونعبدها (3) فلا تسمع لكلام ذلك النبي او الحالم ذلك الحلم لان الرب الهكم يمتحنكم لكي يعلم هل تحبون الرب الهكم من كل قلوبكم ومن كل انفسكم. (SVD)
كل من لا يؤمن بيسوع هو عدو الله لأن يسوع لا يسكن داخله
رومية8عدد 7: لان اهتمام الجسد هو عداوة للّه اذ ليس هو خاضعا لناموس الله لانه ايضا لا يستطيع. (8) فالذين هم في الجسد لا يستطيعون ان يرضوا الله. (9) واما انتم فلستم في الجسد بل في الروح ان كان روح الله ساكنا فيكم.ولكن ان كان احد ليس له روح المسيح فذلك ليس له.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
رومية8عدد 3: لانه ما كان الناموس عاجزا عنه في ما كان ضعيفا بالجسد فالله اذ ارسل ابنه في شبه جسد الخطية ولاجل الخطية دان الخطية في الجسد (SVD)
1كورنثوس1عدد 9: امين هو الله الذي به دعيتم الى شركة ابنه يسوع المسيح ربنا (SVD)
رومية16عدد 16: سلموا بعضكم على بعض بقبلة مقدسة.كنائس المسيح تسلم عليكم (SVD)
1كورنثوس7عدد 27: انت مرتبط بامرأة فلا تطلب الانفصال.انت منفصل عن امرأة فلا تطلب امرأة. (SVD)
مباحث ومحاكم
1كورنثوس1عدد 20:اين الحكيم.اين الكاتب.اين مباحث هذا الدهر.ألم يجهّل الله حكمة هذا العالم. (SVD)
1كورنثوس6عدد 2: ألستم تعلمون ان القديسين سيدينون العالم.فان كان العالم يدان بكم افانتم غير مستاهلين للمحاكم الصغرى. (SVD)

بولس يحكم على الزنا
1كورنثوس5عدد 1: يسمع مطلقا ان بينكم زنى وزنى هكذا لا يسمى بين الامم حتى ان تكون للانسان امرأة ابيه. (2)أفانتم منتفخون وبالحري لم تنوحوا حتى يرفع من وسطكم الذي فعل هذا الفعل. (3) فاني انا كاني غائب بالجسد ولكن حاضر بالروح قد حكمت كاني حاضر في الذي فعل هذا هكذا. (4) باسم ربنا يسوع المسيح اذ انتم وروحي مجتمعون مع قوة ربنا يسوع المسيح (5) ان يسلم مثل هذا للشيطان لهلاك الجسد لكي تخلص الروح في يوم الرب يسوع. (6) ليس افتخاركم حسنا.ألستم تعلمون ان خميرة صغيرة تخمّر العجين كله. (7)اذا نقوا منكم الخميرة العتيقة لكي تكونوا عجينا جديدا كما انتم فطير.لان فصحنا ايضا المسيح قد ذبح لاجلنا. (8) اذا لنعيد ليس بخميرة عتيقة ولا بخميرة الشر والخبث بـل بفطير الإخلاص والحق (9) كتبت اليكم في الرسالة ان لا تخالطوا الزناة. (10) وليس مطلقا زناة هذا العالم او الطماعين او الخاطفين او عبدة الاوثان والا فيلزمكم ان تخرجوا من العالم. (SVD)
وهذا صريح وواضح في أن الزاني يقتل أو الزانية فقد صرح بولس بهذا قائلاً أنه يحكم على الزاني كما يلي1: ان يسلم مثل هذا للشيطان لهلاك الجسد لكي تخلص الروح في يوم الرب يسوع. (SVD) فهو حكم عليه بهلاك الجسد وهذا أمر صريح جداً ولا أدري لماذا تمسك النصارى بكل أقوال بولس وأفعاله ولم يأخذوا عنه هذه ؟ ولكن لا عجب فقد أخبرنا رب العزة في كتابه الكريم في سورة التوبة هكذا :
{اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ }التوبة31
فهؤلاء الناس أحلوا ما أحله القس وحرموا ما حرمه القس ومن ذلك ترك حد الزنا كما ترى حتى أن كبيرهم الذي علمهم بولس قد أفتى بإهلاك الزاني ولكنهم ما تبعوه في هذه ليتركوا الباب مفتوح على مصراعية للعهر والزنا وهو ما نتج عنه أجيال كاملة في بلاد النصارى لا تعرف لنفسها أباً ولا أماً وإنتشر الزنا في البر والبحر وإنتشرت الأمراض الجنسية ليصدق قول رسول الله r ما ظهرت الفاحشة في قوم قط حتى جاهروا بها وأعلنوها إلا وأصابهم من الأسقام والأوجاع ما لم يكن في أسلافهم وهذا يتحقق الآن كما يرى العيان فسبحان الله على هذه العقول التي لا تحاول حتى مجرد التفكير . وندعوا الله بالهداية للجميع .
نعم نعم ولا لا ونعم لا وكله نعم
2كورنثوس1عدد 17: فاذ انا عازم على هذا ألعلي استعملت الخفة ام اعزم على ما اعزم بحسب الجسد كي يكون عندي نعم نعم ولا لا. (18) لكن امين هو الله ان كلامنا لكم لم يكن نعم ولا. (19) لان ابن الله يسوع المسيح الذي كرز به بينكم بواسطتنا انا وسلوانس وتيموثاوس لم يكن نعم ولا بل قد كان فيه نعم. (20) لان مهما كانت مواعيد الله فهو فيه النعم وفيه الآمين لمجد الله بواسطتنا. (SVD)

وهنا لى بعض الأسئلة .............
كيف إعتنق بولس النصرانية ؟
ذكرت هذه القصة ثلاث مرات في أعمال الرسل الذي يُظن أنه هو كاتبه : المرة الأولى 9 عدد 3 - 9 ، والمرة الثانية 22 عدد 6 - 11 ، والمرة الثالثة 26 عدد 12 - 18 .
وإذا قرأت هذه الفقرات بإهتمام تجد أنه لم يعتنق النصرانية ولكنه فقط ادعى ذلك :
رقم الإصحاح موقف المسافرين معه موقف بولس نفسه
9 عدد 3 - 9 سمعوا الصوت - لم ينظروا النور - وقفوا صامتين . أمره المسيح بالذهاب إلى دمشق ليتلقى الرسالة هناك .
22 عدد 6 - 11 لم يسمعوا الصوت ونظروا إلى النور . أمره المسيح بالذهاب إلى دمشق ليتلقى الرسالة هناك .
26 عدد 12 نظــروا النــور وسقطوا على الأرض . أعطاه المسيح الرسالة فوراً مع وعد بإنقاذه من اليهود والأمم الأخرى
ومتى تقابل بولس مع الحواريين
من التناقضات المختلفة لسفر " أعمال الرسل " مقارنة بالأسفار الأخرى التي يحتويها العهد الجديد - ونذكر فقط المعترف به وقبله العلم منذ زمن - أنه تبعاً لسفر أعمال الرسل ( 9 ) تقابل بولس مع الحواريين الآخرين بعد قليل من إعتناقه لديانة يســوع أثناء رحلته إلى دمشق ، وكان ذلك في أورشليم ، بينما لم يسافر إلى أورشليم تبعاً لسفر غلاطية ( 1 عدد 18 ) إلا بعد ذلك بثلاث سنوات .

وهذان التقريران السابقان ( أعمال الرسل ( 9 ) وغلاطية 1 عدد 18 وما بعدها ) كما يرى البروفسور كونتسلمان في كتابه " أعمال الرسل " طبعة توبنجيه لعام 1963 " لا يمكن عمل مقارنة بينهما " .
ويضيف أيضاً قائلاً : إن الأشنع من ذلك هو التناقض بين أعمال الرسل 8عدد9 وما بعدها فكان يدخل معهم ويخرج معهم في أورشليم ويجاهر بإسم الرب يســوع ، وكان يخاطب ويباحث اليونانيين فحاولوا أن يقتلوه " وبين غلاطية ( 1 عدد 22 ) ولكنني كنت غير معروف بالوجه عند كنائس اليهودية التي في المسيح . غير أنهم كانوا يسمعون أن الذي كان يضطهدنا قبلاً يبشر الآن بالإيمان الذي كان قبلاً يتلفه .فكانوا يسجدون لله فيّ ص60

كذلك توجد أيضاً تناقضات بين قصتي تحول بولس إلى ديانة يســوع * أعمال الرسل 1عدد22-16 ،9عدد26-18
وماذا فعل بولس وأتباعه بأحكام التوراة ؟؟؟
نسخ بولس وأتباعه جميع الأحكام العملية للتوراة إلا أربعة : ذبيحة الصنم ، والدم ، والمخنوق ، والزنا ، فأبقوا على حرمتها كما في أعمال الرسل 15 عدد 24 - 29: عَلِمْنَا أَنَّ بَعْضَ الأَشْخَاصِ ذَهَبُوا مِنْ عِنْدِنَا إِلَيْكُمْ، دُونَ تَفْوِيضٍ مِنَّا فَأَثَارُوا بِكَلاَمِهِمْ الاضْطِرَابَ بَيْنَكُمْ وَأَقْلَقُوا أَفْكَارَكُمْ. 25،26فَأَجْمَعْنَا بِرَأْيٍ وَاحِدٍ عَلَى أَنْ نَخْتَارَ رَجُلَيْنِ قَدْ كَرَّسَا حَيَاتَهُمَا لاِسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ نُرْسِلُهُمَا إِلَيْكُمْ مَعَ أَخَوَيْنَا الْحَبِيبَيْنِ بَرْنَابَا وَبُولُسَ. 27فَأَرْسَلْنَا يَهُوذَا وَسِيلاَ، لِيُبَلِّغَاكُمُ الرِّسَالَةَ نَفْسَهَا شِفَاهاً. 28فَقَدْ رَأَى الرُّوحُ الْقُدُسُ وَنَحْنُ، أَنْ لاَ نُحَمِّلَكُمْ أَيَّ عِبْءٍ فَوْقَ مَا يَتَوَجَّبُ عَلَيْكُمْ. 29إِنَّمَا عَلَيْكُمْ أَنْ تَمْتَنِعُوا عَنِ الأَكْلِ مِنَ الذَّبَائِحِ الْمُقَرَّبَةِ لِلأَصْنَامِ، وَعَنْ تَنَاوُلِ الدَّمِ وَلُحُومِ الْحَيَوَانَاتِ الْمَخْنُوقَةِ، وَعَنِ ارْتِكَابِ الزِّنَى. وَتُحْسِنُونَ عَمَلاً إِنْ حَفِظْتُمْ أَنْفُسَكُمْ مِنْ هَذِهِ الأُمُورِ. عَافَاكُمُ اللهُ !»
وقد أبقوا على حرمة تلك الأربعة لئلا ينفر اليهود الذين اعتنقوا النصرانية حديثاً وكانوا يحبون أحكام التوراة ، ثم لما رأى بولس أن هذه الرعاية لم تعد ضرورية نسخها إلا حرمة الزنا كما في بولس رومية 14 عدد 14 : فَأَنَا عَالِمٌ، بَلْ مُقْتَنِعٌ مِنَ الرَّبِّ يَسُوعَ، أَنَّهُ لاَ شَيْءَ نَجِسٌ فِي ذَاتِهِ. أَمَّا إِنِ اعْتَبَرَ أَحَدٌ شَيْئاً مَّا نَجِساً، فَهُوَ نَجِسٌ فِي نَظَرِهِ."
ولما لم يكن في الشريعة العيسوية حد فالزنا منسوخ أيضا كما سنبين لاحقا .

رسالة بولس إلى أهل غلاطية 2 عدد 20 - 21 : مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، وَفِيمَا بَعْدُ لاَ أَحْيَا أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. أَمَّا الْحَيَاةُ الَّتِي أَحْيَاهَا الآنَ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهَا بِالإِيمَانِ فِي ابنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَبَذَلَ نَفْسَهُ عَنِّي. 21إِنِّي لاَ أُبْطِلُ فَاعِلِيَّةَ نِعْمَةِ اللهِ، إِذْ لَوْ كَانَ الْبِرُّ بِالشَّرِيعَةِ، لَكَانَ مَوْتُ الْمَسِيحِ عَمَلاً لاَ دَاعِيَ لَهُ."
أي أن أحكام موسى غير ضرورية لأنها تجعل إنجيل المسيح كأنه بلا فائدة .

ورسالة بولس إلى غلاطية 3 عدد 10 - 13 " أَمَّا جَمِيعُ الَّذِينَ عَلَى مَبْدَأِ أَعْمَالِ الشَّرِيعَةِ، فَإِنَّهُمْ تَحْتَ اللَّعْنَةِ، لأَنَّهُ قَدْ كُتِبَ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ لاَ يَثْبُتُ عَلَى الْعَمَلِ بِكُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي كِتَابِ الشَّرِيعَةِ!» 11أَمَّا أَنَّ أَحَداً لاَ يَتَبَرَّ رُ عِنْدَ اللهِ بِفَضْلِ الشَّرِيعَةِ، فَذَلِكَ وَاضِحٌ، لأَنَّ «مَنْ تَبَرَّرَ بِالإِيمَانِ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا». 12وَلَكِنَّ الشَّرِيعَةَ لاَ تُرَاعِي مَبْدَأَ الإِيمَانِ، بَلْ «مَنْ عَمِلَ بِهذِهِ الوَصَايَا، يَحْيَا بِهَا . 13إِنَّ الْمَسِيحَ حَرَّرَنَا بِالْفِدَاءِ مِنْ لَعْنَةِ الشَّرِيعَةِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً عِوَضاً عَنَّا، لأَنَّهُ قَدْ كُتِبَ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ»
أي أن شريعة موسى أصبحت بلا فائدة بصلب المسيح عليه السلام

ورسالة بولس إلى غلاطية 3 عدد 23 - 25 " فَقَبْلَ مَجِيءِ الإِيمَانِ، كُنَّا تَحْتَ حِرَاسَةِ الشَّرِيعَةِ، مُحْتَجَزِينَ إِلَى أَنْ يُعْلَنَ الإِيمَانُ الَّذِي كَانَ إِعْلاَنُهُ مُنْتَظَراً. 24إِذَنْ، كَانَتِ الشَّرِيعَةُ هِيَ مُؤَدِّبُنَا حَتَّى مَجِيءِ الْمَسِيحِ، لِكَيْ نُبَرَّرَ عَلَى أَسَاسِ الإِيمَانِ. 25وَلَكِنْ بَعْدَمَا جَاءَ الإِيمَانُ، تَحَرَّرْنَا مِنْ سُلْطَةِ الْمُؤَدِّبِ."
أي نُسخت الشريعة بموت عيسى وشيوع إنجيله . فأين إنجيله .
ورسالة بولس إلى أهل إفسس 2 عدد 15 : أَيِ الْعِدَاءَ: إِذْ أَبْطَلَ بِجَسَدِهِ شَرِيعَةَ الْوَصَايَا ذَاتَ الْفَرَائِضِ، لِكَيْ يُكَوِّنَ مِنَ الْفَرِيقَيْنِ إِنْسَاناً وَاحِداً جَدِيداً، إِذْ أَحَلَّ السَّلاَمَ بَيْنَهُمَا "

العبرانيين 7 عدد 12 : وَحِينَ يَحْدُثُ أَيُّ تَغَيُّرٍ فِي الْكَهَنُوتِ، فَمِنَ الضَّرُورِيِّ أَنْ يُقَابِلَهُ تَغَيُّرٌ مُمَاثِلٌ فِي شَرِيعَةِ الْكَهَنُوتِ. "
أي إثبات التلازم بين تبدل الإمامة وتبدل الشريعة ، فإن قال المسلمون أيضاً نظراً إلى هذا التلازم بنسخ الشريعة العيسوية فهم مصيبون في قولهم لا مخطئون.

العبرانيين 7 عدد 18 : هَكَذَا، يَتَبَيَّنُ أَنَّ نِظَامَ الْكَهَنُوتِ الْقَدِيمَ قَدْ أُلْغِيَ لأَنَّهُ عَاجِزٌ وَغَيْرُ نَافِعٍ. أي أن التوراة نُسخت لضعفها ".
العبرانيين 8 عدد 7 – 13 : فَلَوْ كَانَ الْعَهْدُ السَّابِقُ بِلاَ عَيْبٍ، لَمَا ظَهَرَتْ الْحَاجَةُ إِلَى عَهْدٍ آخَرَ يَحُلُّ مَحَلَّهُ. 8وَالْوَاقِعُ أَنَّ اللهَ نَفْسَهُ يُعَبِّرُ عَنْ عَجْزِ الْعَهْدِ السَّابِقِ. وَهَذَا وَاضِحٌ فِي قَوْلِ أَحَدِ الأَنْبِيَاءِ قَدِيماً:
«لاَبُدَّ أَنْ تَأْتِيَ أَيَّامٌ، يَقُولُ الرَّبُّ، أُبْرِمُ فِيهَا عَهْداً جَدِيداً مَعَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَنِي يَهُوذَا. 9هَذَا الْعَهْدُ الْجَدِيدُ لَيْسَ كَالْعَهْدِ الَّذِي أَبْرَمْتُهُ مَعَ آبَائِهِمْ، حِينَ أَمْسَكْتُ بِأَيْدِيهِمْ وَأَخْرَجْتُهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. فَبِمَا أَنَّهُمْ خَرَقُوا ذَلِكَ الْعَهْدَ، يَقُولُ الرَّبُّ، أَصْبَحَ مِنْ حَقِّي أَنْ أُلْغِيَهُ! 10فَهَذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أُبْرِمُهُ مَعَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ، يَقُولُ الرَّبُّ: أَضَعُ شَرَائِعِي دَاخِلَ ضَمَائِرِهِمْ، وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً، وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْباً. 11بَعْدَ ذَلِكَ، لاَ يُعَلِّمُ أَحَدٌ مِنْهُمُ ابْنَ وَطَنِهِ وَلاَ أَخَاهُ قَائِلاً: تَعَرَّفْ بِالرَّبِّ! ذَلِكَ لأَنَّ الْجَمِيعَ سَوْفَ يَعْرِفُونَنِي حَقَّ الْمَعْرِفَةِ، مِنَ الصَّغِيرِ فِيهِمْ إِلَى الْعَظِيمِ. 12لأَنِّي سَأَصْفَحُ عَنْ آثَامِهِمْ، وَلاَ أَعُودُ أَبَداً إِلَى تَذَكُّرِ خَطَايَاهُمْ وَمُخَالَفَاتِهِمْ!» 13وَهَكَذَا، نُلاَحِظُ أَنَّ اللهَ بِكَلاَمِهِ عَنْ عَهْدٍ جَدِيدٍ، جَعَلَ الْعَهْدَ السَّابِقَ عَتِيقاً. وَطَبِيعِيٌّ أَنَّ كُلَّ مَا عَتَقَ وَشَاخَ، يَكُونُ فِي طَرِيقِهِ إِلَى الزَّوَالِ! "
وبهذا يظهر من كتبهم أن الله تعالى ينسخ القديم بالجديد .

العبرانيين 10 عدد 9 – 10 : أَضَافَ قَائِلاً: «هَا أَنَا آتِي لأَعْمَلَ إِرَادَتَكَ!» فَهُوَ، إِذَنْ، يُلْغِي النِّظَامَ السَّابِقَ، لِيَضَعَ مَحَلَّهُ نِظَاماً جَدِيداً يَنْسَجِمُ مَعَ إِرَادَةِ اللهِ. 10بِمُوجِبِ هَذِهِ الإِرَادَةِ الإِلَهِيَّةِ، صِرْنَا مُقَدَّسِينَ إِذْ قَرَّبَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ، مَرَّةً وَاحِدَةً، جَسَدَهُ عِوَضاً عَنَّا!"
أي أن ذبائح اليهود غير كافية ولذا تحمل المسيح على نفسه الموت ليجبر نقصانها ، ونسخ بفعل أحدهما استعمال الآخر!!!!!
والسؤال هنا هو .. ألا يمكن جبرها بمزيد من الذبائح ؟ هل يعني هذا أن المسيح عليه السلام أنقذ حياة الحيوانات وفداها بنفسه ؟
المسيح أختتن بناء على ( العهد الأبدى بين الله وايراهيم ) فماذا قال بولس عن الختان؟؟؟
كذلك تتضارب الأناجيل مع أقوال بولس الذي يناقض العهد الجديد أيضاً في مسألة الختان. فمن المسلم به أن عيسى خُتنَ عندمــا بلــغ ثمــانية أيام لوقا 2عدد 21
وكان ملتزماً بشريعة موسى هو وأمه وحوارييه أيضاً من بعد هو قد قال الله في ذلك لإبراهيم: "وأما أنت فتحفظ عهدي أنت وسلك من بعدك أجيالهم هذا هو عهدي الذي تحفظون بيني وبين نسلك من بعدك، يختن منكم كل ذكر، فتختنون في لحم غرلتكم، فيكون علامة عهد بيني وبينكم: إبن ثمانية أيام يختن منكم كل ذكر في أجيالكم: وليد البيت والمبتاع بفضة من كل إبن غريب وليس من نسلك، يختن ختاناً وليد بيتك والمبتاع بفضتك، فيكون عهدي في لحمكم عهداً أبدياً، وأما الذكر الأغلف الذي لا يختن في لحم غرلته فتقطع تلك النفس من شعبها، إذ قد نكث عهدي "تكوين 17 عدد 9 - 14. فهل يختن الآن الشعب النصراني أو قساوسته أو أساقفته ؟
الإجابة هي "لا"، لأنهم إتبعوا قول بولس الذي ألفى الختان والناموس وجعل بر الله وتقواه تُنال بالإيمان فقط دون الأعمال ( إنظر رقم 67 ) ثم لعن من تؤلهونه ، وكذب وافترى على الله بالقسوة وعدم الرحمة، إذ يقول فى غلاطية 3 عدد 13 : المسيح إفتقدانا من لعنة الناموس إذا صار لعنة لأجلنا ، لأنه مكتوب :ملعون كل من علق على خشب " ، وقال أيضاً : " فإنه إن كان صدق الله قد إزداد بكذبي لمجده فلماذا أدان أنا بعد كخاطيء " رومية 3 عدد 7 ، كما قال : " ونحن أعداء قد صولحنا مع الله بموت إبنه" رومية 5 عدد 10
يســوع المسبح الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السالفة " رومية 3 عدد 25 .
" إن كان الله معنا فمن علينا ، الذي لم يشفق على إبنه بل بذله لأجلنا أجمعين " رومية 8 عدد 31 - 322 .
ويحكي سفر أعمال الرسل إرتداد بولس عن تعاليم عيسى عليه السلام والناموس ، فيقول : " وفي الغد دخل بولس معنا إلى يعقوب وحضر جميع المشايخ . . . . فلما سمعوا كانوا يمجدون الرب ، وقالوا له أنت ترى أيها الأخ كم يوجد ربوة من اليهود الذين آمنوا وهم جميعاً غيورون للناموس (لاحظ أن هذا حدث بعد إدعاء بولس إعتناقه النصرانية!( وقد أخبروا عنك أنك تعلم جميع اليهود الذين بين الأمم الإرتداد عن موسى [لاحظ أنه لم يقل عن عيسى، حيث ردّ الناموس إلى صاحبه، ولم يأت عيسى عليه السلام بجديد!] قائلاً أن لا يختنوا أولادهم ولا يسلكوا حسب العوائد " أعمال الرسل 21عدد 18 - 21 .
لاحظ أيضاً غيرة الحواريين على الناموس والشريعة ! لاحظ أيضاً إتهامهم له بتعليم ما يخلف الناموس وهو عدم الختان!
" فإذاً ماذا يكون ، لابد على كل حال أن يجتمع الجمهور لأنهم سيسمعون أنك جئت ، فافعل هذا الذي نقول لك : عندنا أربعة رجال عليهم نذر ، خذ هؤلاء وتطهر معهم وأنفق عليهم ليحلقوا رؤوسهم فيعلم البجميع أن ليس شيء مما أخبروا عنك ، بل تسلك أنت أيضاً حافظاً للناموس، وأما من جهة الذين آمنوا من الأمم، فأرسلنا نحن إليهم وحكمنا أن لايحفظوا شيئاً مثل ذلك سوى أن يحافظوا على أنفسهم مما ذبح للأصنام والمخنوق والزنا " أعمال الرسل 21 عدد 22 - 25 .
" ولما قاربت الأيام السبعة أن تتم رآه اليهود الذين من آسيا في الهيكل فأهاجوا عليه كل الجمع وألقوا عليه الأيادي صارخين : يا أيها الرجال الإسرائيليون أعينوا ، هذا هو الرجل الذي يعلم الجميع في كل مكان ضداً للشعب والناموس، وهذا الموضع حتى أدخل يونانيين أيضاً إلى الهيكل ودنس هذا الموضع المقدس لأنهم كانوا قد رأوا معه في المدينة تروفيمس الأفسسى، فكانوا يظنون أن بولس أدخله إلى الهيكل ، فهاجت المدينة كلها وتراكض الشعب وأمسكوا بولس وجروه خارج الهيكل ، وللوقت أغلقت الأبواب، وبينما هم يطلبون أن يقتلوه، فنما خبر إلى أمير الكتيبة أن أورشليم كلها قد إضطربت، فللوقت أخذ عسكراً وقواد مئات وركض إليهم، فلما رأوا الأمير والعسكر كفوا عن ضرب بولس " أعمال الرسل 21 عدد 27 - 32 .
لاحظ ايضاً رد فعل أمير الكتيبة هنا من أجل بولس ، مع أن بيلاطس وجنوده بما فيهم أمير الكتيبة هذا لم يحركوا ساكناً من أجل هياج الكهنة ورؤسائهم والشعب وخروجهم مسلحين للقبض على يســوع !
وبهذا ينتهي هذا الجزء من الباب الذي خصصناه لبولس الذي أَلَّف هذا الدين الجديد وخلط فيه كل العقائد الوثنية القديمة مع الأوهام والكَذِبَات الكثيرة كما ترى لتظهر هذه العقيدة الجديدة التي يتبعها النصارى وإن شاء الله عما قريب نضع كتاباً كاملاً نناقش فيه هذا الأمر , إذ لم يفعل رجل من قبل بدين من الأديان السماوية كما فعل بولس بدين النصارى, ففي كل دين كان له أعداء وكان هناك من يحاول أن يحارب هذا الدين بالسيف والسنان حتى ينبعث أشقى القوم فيحاول أن يخرب الدين من الداخل بعد إذ لم يجدي معه القتل والقتال وهذا ما فعله بولس بدين النصارى , فإخترق دين النصارى ولكن ليس بالتلفيق فقط كما حاول غيره ولكن بالوضع والتغيير والتبديل وتحريم وتحليل وإتبعه عامة الناس بعد أن فقدوا كل ما يصل بهم إلى أصل دينهم , فوجب علينا وضع كتاب نحذر فيه هؤلاء الناس من هذه الضلالات الكثيرة الموجودة في كلام هذا الرجل ومدى ما نسبه إلى الله من بهتان وإفتراء على الله والأمر يطول وقد خصصنا هذا الكتاب كبحث عام وبيان بما في عقيدة النصارى من التحريف والبهتان ونكتفي فيه كما كررت مراراً وتكراراً على أن ما يكفي من المثال فهو يغني عن الإطالة والإسترسال وصدق من قال خير الكلام ما قل ودل , وقد إكتفيت بالقليل في هذا المقال عن بولس بما يوضح ما نريد , ومن أراد المزيد فعليه بكتابنا الجديد عما قريب إن شاء الله .

غير معرف يقول...

((((((((((((وماذا عن التوبة؟؟؟؟

متى3عدد 2: قائلا توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات. (SVD)
متى3عدد 8: فاصنعوا اثمارا تليق بالتوبة. (SVD)
متى3عدد 10: والآن قد وضعت الفأس على اصل الشجر.فكل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار. (SVD)
متى4عدد 17: من ذلك الزمان ابتدأ يسوع يكرز ويقول توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات (SVD)
متى9عدد 13: فاذهبوا وتعلّموا ما هو.اني اريد رحمة لا ذبيحة.لأني لم آت لأدعو ابرارا بل خطاة الى التوبة (SVD)
مرقس1عدد 15: ويقول قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله.فتوبوا وآمنوا بالإنجيل (SVD)
مرقس2عدد 17: فلما سمع يسوع قال لهم.لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى.لم آت لأدعو ابرارا بل خطاة الى التوبة. (SVD)
مرقس6عدد 12: فخرجوا وصاروا يكرزون ان يتوبوا. (SVD)
لوقا13عدد 3: كلا اقول لكم.بل ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون. (SVD)
لوقا15عدد 7: اقول لكم انه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب اكثر من تسعة وتسعين بارا لا يحتاجون الى توبة. (SVD)
فما يفهم من هذه النصوص وغيرها المئات في الكتاب علي لسان المسيح وغيره تقول أن التوبة والعمل الصالح هما أساس المغفرة من الله Iوهما أساس دخول الجنة أو الملكوت كما يسمونها وبعد كل هذا يأتي النصارى ويقولون الفداء والصلب !حقا أشياء عجيبة يراها الإنسان هاهنا وينكرها النصارى فقط ليؤمنوا بما يقوله قساوستهم الأفاكين .

غير معرف يقول...

(((((((((وصف المسيح بأنه صورة الله
أولاً : إن القول بكون المسيح ( هو صورة الله ) ... معناه المغايره ... ومعناه أنه هو غير الله سبحانه وتعالى ، لأن كون شيء على صورة شيء لا يقتضي أنه هو ، بل بالعكس يفيد أنه غيره ، فمثلاً صور الآلهة المعبودة من دون الله والمصنوعة من الذهب والنحاس والخشب هي بالقطع ليست عين الإله المعبود ، وبناء على المثال ده فإن القول بأن المسيح ( هو صورة الله ) يفيد بلا شك أنه غيره .. لا عينه .
ثانياً : إن كون المسيح ( هو صورة الله ) معناه أن الله جعله نائباً عنه في إبلاغ شريعته الأدبية والروحية إلي من أرسل إليهم ، والدليل على ذلك قول بولس نفسه في رسالته الأولى إلي أهل كورنثوس 11 عدد 7 :
)) فإن الرجل لا بنبغي أن يغطي رأسه لكونه صورة الله ومجده ، وأما المرأة فهي مجد الرجل ((
فهذا معناه أن الله أناب الرجل عنه في سلطانه على المرأة ، ومقتضى هذا السلطان أن لا يغطي رأسه بخلاف المرأة .
ثالثاً: إن الله خلق آدم كما خلق المسيح ، فلا ميزة للمسيح في هذا المعنى فقد ورد في سفر التكوين 1 عدد 26 قوله : )) قال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا فخلق الله الانسان على صورته ، على صورة الله خلقه ((
كما ورد نفس المعنى في سفر اتكوين 9 عدد 9 قوله : لأن الله على صورته عمل الانسان
أن وصف بولس للمسيح بأنه ( صورة الله ) ، ليس فيه أي تأليه للمسيح، لأن هذه الصفة تكررت بعينها مرات عديدة في الكتاب المقدس بعهديه القديم و الجديد، و وصف بها الإنسان، بشكل عام و الرجل بشكل عام أيضا، و يفهم من تتبع موارد استعمالها في الكتاب المقدس أنها تعني نوع من التشابه العام أو العلاقة و الترابط بين الإنسان ككل و الله .
فقد جاء في سفر التكوين من التوراة الحالية : (( و قال الله : لنصنع الإنسان على صورتنا كمثالنا و ليتسلط على أسماك البحر و طيور السماء و البهائم و جميع وحوش الأرض و جميع الحيوانات التي تدب على الأرض، فخلق الله الإنسان على صورته، على صورة الله خلقه ذكرا و أنثى... )) تكوين 1 عدد 26 ـ 27
يقول مفسرو التوراة أن المقصود بكون الإنسان خلق على صورة الله هو ما يتميز به الإنسان عن الجمادات و النباتات و الحيوانات بالعقل الكامل و القدرة على النطق و التعبير عما يريد و بالإرادة و الاختيار الحر و بالاستطاعة و القدرة، فضلا عن السمع و البصر و الحياة و الإدراك و العلم… الخ ، أي أن هناك تشابه عام بين صورة الله في صفاته و الإنسان، لذا قال سبحانه أنه خلق الإنسان على صورته، و بتعبير آخر أن الله شاء أن يخلق مخلوقا تنعكس و تتجلى فيه ومضة من صفاته تعالى من العقل و الإرادة و الاختيار و الحياة و العلم و المعرفة و الكلام و القدرة و السمع و البصر... الخ.
و لما كانت صفات الكمال، من قوة و قدرة و عقل و حكمة، موجودة في الرجل أكثر من المرأة ، لذا نجد بولس يعبر عن الرجل ـ كل رجل ـ بأنه " صورة الله " فيقول مثلا في رسالته الأولى إلى أهل كورنتس 11 عدد 7 : (( و أما الرجل فما عليه أن يغطي رأسه لأنه صورة الله و مجده ))
و طبعا كلما ترقى الإنسان في الكمالات و تخلق أكثر بأخلاق الله، كلما صار أكثر عكسا لصفات الله، و كلما تجلت فيه أسماء الله و صفاته الحسنى كالعلم و القدرة و العزة و العدل و الحلم و الكرم و الرحمة و الرأفة و الصبر و القداسة.... أكثر، لذا نجد بولس يتكلم عن نفسه و عن سائر الأولياء و القديسين فيقول:
(( و نحن جميعا نعكس صورة مجد الرب بوجوه مكشوفة كما في مرآة ، فتتحول إلى تلك الصورة و نزداد مجدا على مجد و هذا من فضل الرب الذي هو روح )) كورنتس 3 عدد 18
كما يقول في موضع آخر موصيا المؤمنين بالتخلُّق بأخلاق الله و العيش حياة مسيحية كاملة :
(( أما الآن فألقوا عنكم أنتم أيضا كل ما فيه غضب و سخط و خبث و شتيمة. لا تنطقوا بقبيح الكلام و لا يكذب بعضكم بعضا، فقد خلعتم الإنسان القديم و خلعتم معه أعماله، و لبستم الإنسان الجديد ذاك الذي يجدد على صورة خالقه ليصل إلى المعرفة )) رسالة بولس إلى أهل قولسي 3 عدد 8 ـ 10 ... فإذا كانت صفة ( صورة الله ) تقتضي الألوهية، فبمقتضى كلام بولس نفسه ينبغي أن يكون جميع القديسين بل جميع الرجال آلهة! و هذا ما لا يتفوه به عاقل و لا يشك في بطلانه أحد.
و لا شك أن الأنبياء هم المظهر الأتم و الأكمل لأسماء الله الحسنى و صفات جلاله و جماله، فمن هذا المنطلق يعبر بولس عن المسيح بعبارة ( صورة الله (
ومن جانب آخر :
نقول للمسيحيين انتم تدعون ان الله سبحانه وتعالى ، أراد أن يؤنس البشرية ويقترب منها بصورة يتجلى فيها ، فجاء بالمسيح عليه السلام لذلك .
وللرد على هذا الادعاء نقول لكم :
ان المسيح عليه السلام أنتم تقرون وتقولون : أنه كان طفلاً ، ثم تدرج في المراحل ، وصار ينمو حتى صار كبيراً .
فأي صورة من صور حياته المرحلية تمثل الله سبحانه وتعالى لتؤنس البشرية ؟
إن كانت صورته وهو طفل ، فقد نسيتم صورته وهو في الشباب وان كانت صورته وهو في الشباب فقد نسيتم صورته وهو في دور الكهولة .
فالله سبحانه وتعالى على أي صورة من هذه الصور إذن ؟!
أم هو على كل هذه الصور ؟!
إن كان هو الله على كل هذه الصور ، فالله على هذا أغيار ، أي يتغير ، من طفل إلي شاب إلي كهل . ورب العالمين منزه عن ذلك .
ثم نقول للمسيحيين :
إن كان الله أراد أن يجعل صورته في بشر ليؤنس الناس بالإله ، فما هي المدة التي عاشها المسيح في الدنيا بين البشر ؟ ثلاثون سنة .
إذن الله قد آنس الناس بنفسه ثلاثين سنة فقط .
وكم عمر الكون قبل المسيح ؟ إنه ملايين السنين .
في هذه الملايين من السنين الماضية ، ترك الله خلقه بلا إيناس ، وبدون أن يبدو لهم في صورة ، ثم ترك خلقه بعد المسيح بلا صور ، ورب مثل هذا رب ظالم لا يستحق العبادة ، لأنه آنس خلقه ثلاثين سنة وترك الناس قبل ذلك وبعد ذلك بدون صورة .

غير معرف يقول...

(((((((((((وصف المسيح بأنه ديان العالم
يسوح ليس الديان
متى 20 عدد 20-23 :20 حينئذ تقدمت اليه ام ابني زبدي مع ابنيها وسجدت وطلبت منه شيئا. 21 فقال لها ماذا تريدين.قالت له قل ان يجلس ابناي هذان واحد عن يمينك والآخر عن اليسار في ملكوتك. 22 فاجاب يسوع وقال لستما تعلمان ما تطلبان.أتستطيعان ان تشربا الكاس التي سوف اشربها انا وان تصطبغا بالصبغة التي اصطبغ بها انا.قالا له نستطيع. 23 فقال لهما اما كاسي فتشربانها وبالصبغة التي اصطبغ بها انا تصطبغان واما الجلوس عن يميني وعن يساري فليس لي ان اعطيه الا للذين اعدّ لهم من ابي.

وحنلاقى يوحنا بيقول لنا نص عجيب يوحنا 3 عدد 17 .. 17 لأنه لم يرسل الله ابنه الى العالم ليدين العالم بل ليخلّص به العالم.

يوحنا 12 عدد 47 : 47 وان سمع احد كلامي ولم يؤمن فانا لا ادينه.لاني لم آت لادين العالم بل لاخلّص العالم.

مرقص 13 عدد 32 : 32 واما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما احد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن الا الآب.
النص يبطل التثليث يفيد عدم التساوى فى العلم .. يبطل ان المسيح هو الله لو انه هو الله لعلم الساعة ، وينفى انه ابن الله ( لعلم ما يعلمه ابوه ) أو الديان أ


فالاستدلال بأن دينونة المسيح للعالم دليلا على ألوهيته , استدلال ضعيف وساقط للغاية والأناجيل نفسها تنقضه .




طيب نسأل : هل الدينونة دي ملكٌ له ؟؟ ولا دفعت له .. نصوص الأناجيل بتقول أنّ الدينونة هي سلطان دُفع للمسيح من الله .. زى ما بيقول لنا يوحنا:5:27 واعطاه سلطانا ان يدين أيضا لأنه ابن الإنسان
يعنى المسيح لا حول له ولا قوة في إدانة العالم من غير دفع الله هذا السلطان له !
السؤال التانى : هل هذا السلطان دُفع للمسيح فقط ... لأ ... ده دفع الى كثيرين ممن سيدينون مع المسيح ... يعنى لو عايز تاخد ده دليل لتأليه المسيح ... يبقى لازم نخلى كل التلاميذ كمان آلهة يشاركوه في المُلك ... والدليل هو قول متى 19 عدد 28 :
" فقال لهم يسوع: الحق أقول لكم: إنكم أنتم الذين تبعتموني في التجديد، متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده تجلسون أنتم أيضاً على اثني عشر كرسياً تدينون أسباط إسرائيل الإثني عشر "
( تعليق ... من سيجلس على كرسى مجده .. ابن الإنسان ... وليس الله ... معنى إدانة أسباط إسرائيل هو فى الدنيا ... وليس فى الآخرة ... فمن اين أتى من يقول اذهبوا وأكرزوا بالإنجيل للخليقة ؟؟؟ الكلام هنا واضح لقصر الموضوع على بنى إسرائيل ... .. وواضح أن لوقا تلميذ بولس نقل من متى هذا النص وأعاد صياغته

لوقا 22عدد30 : " لتأكلوا وتشربوا على مائدتي في ملكوتي وتجلسوا على كراسيّ، تدينون أسباط إسرائيل الإثني عشر "

ولكن بولس زودها شويتين وقال شىء عجيب ... الأعجب من كده بقه إن بولس و القديسيون حيشاركو في إدانة الملائكة والعالم بأسره مع المسيح
1كورنثوس 6 عدد 2 : ألستم تعلمون ان القديسين سيدينون العالم.فان كان العالم يدان بكم افانتم غير مستاهلين للمحاكم الصغرى. 3 ألستم تعلمون اننا سندين ملائكة فبالأولى امور هذه الحياة.

غير معرف يقول...

((((((((((و هو فوق كل شيء إلـهٌ مباركٌ أبد الدهور
وده قول بولس عن المسيح فى الرسالة إلى أهل رومة: 9 عدد 3 ـ 5
ولكن النص ده نموذج من نماذج تحريف المعنى بين الأصل والترجمة العربية .....
في البداية ننقل تمام الفقرة التي جاءت ضمنها تلك الجملة. يقول بولس: " لقد وددت لو كنت أنا نفسي محروما و منفـصلا عن المسيح في سبيل أخوتي بين قومي باللحم و الدم، أولـئك الذين هم بنو إسرائيل و لهم التبني و المجد و العهود و التشريع و العبادة و المواعيد و الآباء، و منهم المسيح من حيث إنه بشر، و هو فوق كل شيء إلـه مبارك أبد الدهور. آميــن ".
و الآن : العبارة التي وضعتُ تحتها خط، عبارةٌ مختلف في ترجمتها. أي أن الأصل اليوناني للعبارة يمكن قراءته على نحو آخر، كما أشارت لذلك الترجمة الفرنسية الحديثة المراجعة للعهد الجديد في حاشيتها فقالت ما نصه:
" On peu traduire aussi: De qui est issue le Christ selon la chair. Que le Dieu qui est au-dessus de toute choses soit beni eternellment. Amen " [9] a

[9] La Sainte Bible. Traduite d`apres les Textes Originaux Hebreux et Grec. Nouvelle Version Segond Revisee. Alliance Biblique Francaise. P. 1179.
و ترجمته : " نستطيع أن نترجم أيضا (على النحو التالي ): و منهم المسيح حسب الجسد. تبارك الله الذي هو فوق كل شيء أبد الدهور. آميـن."
في هذه القراءة نلاحظ أن الكلام من عند: و منهم المسيح... ينتهي بعبارة: بحسب الجسد." ثم نقطة. ثم تبدأ جملة مستأنفة جديدة هي: " تبارك الله الذي هو فوق كل شيء.. الخ."، و عليه فالكلام، في هذه القراءة، ليس فيه أي تأليه للمسيح.
هذا و لقد أحسَـنَت الترجمة الإنجليزية العصرية المراجَعة للعهد الجديد، حيث لم تذكر هذه القراءة الثانية في الحاشية، بل جعلتها هي الأصل و هي الترجمة الصحيحة المختارة فترجمت العبارة في المتن كالتالي:
“And Christ , as a human being , belongs to their race. May God , who rules over all , be praised for ever. Amen
و ترجمته: " و المسيح، ككائن بشري ينتمي لعرقهم. ليتبارك الله الذي يحكم فوق الجميع للأبد. آمين. ".

غير معرف يقول...

((((((((((((و ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء
أولا : العدد ده فيه جملة محرفة مضافة ، و هي جملة " الذي هو في السماء " الأخيرة.
وده اللى أقر بيه شراح الأناجيل ، كتاب تفسير الكتاب المقدس قال : " الذي هو في السماء: هذه العبارة لم ترد في أقدم المخطوطات ". و لذلك فالترجمة العربية الجديدة المنقحة للكتاب المقدس التي قامت بها الرهبانية اليسوعية ، حذفت هذه الجملة من ترجمتها و أوردت النص كما يلي ** فما من أحد يصعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء و هو ابن الإنسان ** و راجع العهد الجديد للمطبعة الكاثوليكية.
ثانيا : ولو أخدنا النزول من السماء على معناه الحرفي .. فده كمان ما فيهوش أي إثبات لإلـوهية المسيح ، لأن نزول الشخص أو الكائن من السماء إلى الأرض لا يفيد ألوهيته لا من قريب ولا من بعيد، فكثير من الكائنات الملكوتية نزلت من السماء، زى سيدنا جبريل مثلا الذي كان ينزل من السماء إلى الأرض حاملا رسالات الله أو منفذا أمرا من أوامر الله عز و جل، كما أنه في كثير من الأحيان، هبطت بعض الملائكة إلى الأرض آخذة لباسا بشريا، كالملائكة الثلاثة، الذين جاؤوا لزيارة إبراهيم و بشارته ثم ذهبوا إلى لوط ( عليهما السلام ) ليطمئنوه حول نزول العذاب على قومه الفاسقين.
فأقصى ما يفيده النص ده ، ولو أخذ على معناه الحرفي، هو أن المسيح كان مخلوقا بالروح قبل أن يلد كإنسان على الأرض، ثم لما جاء وقته نزل بأمر الله إلى الأرض و ولد كسائر البشر بالجسد و الروح. فأين في هذا أي دليل على ألوهيته؟ !
ثالثا : و الحقيقة أن هذا التعبير بنزول المسيح من السماء لا يقصد به معناه الحرفي بل هو ذو معنى مجازي، و لفهمه على وجهه الصحيح لا بدَّ أن نقرأ ذلك النص و هذا العدد ضمن سياقه ، فقصة هذا الكلام تبدأ من أول الإصحاح الثالث في إنجيل لوقا هكذا :
" كان إنسان من الفريسيين اسمه نيقوديموس رئيسا لليهود. هذا جاء إلى يسوع ليلا و قال له يا معلم نعلم أنك قد أتيت من الله معلما لأن ليس أحد يقدر أن يعمل هذه الآيات التي أنت تعمل إن لم يكن الله معه. أجاب يسوع و قال له: الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله. قال له نيقوديموس: كيف يمكن الإنسان أن يولد و هو شيخ؟ ألعله يقدر أن يدخل بطن أمه ثانية و يولد؟ أجاب يسوع: الحق الحق أقول لك، إن كان أحد لا يولد من الماء و الروح لا يقدر أن يرى ملكوت الله. المولود من الجسد جسد هو، و المولود من الروح هو روح. لا تتعجب أني قلت لك ينبغي أن تولدوا من فوق. الريح تهب حيث تشاء و تسمع صوتها لكنك لا تعلم من أين تأتي و لا إلى أين تذهب. هكذا كل من ولد من الروح . أجاب نيقوديموس و قال له: كيف يمكن أن يكون هذا ؟ أجاب يسوع و قال له: أنت معلم إسرائيل و لست تعلم هذا ؟ الحق الحق أقول لك، إننا إنما نتكلم بما نعلم و نشهد بما رأينا و لستم تقبلون شهادتنا. إن كنت قلت لكم الأرضيات ولستم تؤمنون فكيف تؤمنون إن قلت لكم السمويات. و ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء " يوحنا : 3 أعداد 1 ـ 13
النص ده بيبين أن المسيح يمثل للولادة الروحية الجديدة بالولادة من فوق أو الولادة من الروح ، و أن من لم يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله، فالولادة من فوق أو من الروح، تعبير مجازي عن الانقلاب الروحي الشامل للإنسان الذي يشرح الله تعالى فيه صدره و يفتح قلبه و بصيرته لنوره، فتتغير كل رغباته و هدفه في الحياة حيث يخرج عن عبادة ذاته و حرصه على الدنيا لتصبح إرادته مستسلمة و موافقة لإرادة الله و يصبح هدفه هو الله تعالى و رضوانه و محبته و صحبته و جواره في دار السلام لا غير، فكأنه بهذا ولد من جديد، و من هذا المنطلق يقول المسيح عن نفسه أنه نزل من السماء: أي أنه رسول الله و مبعوث السماء، اجتباه الله و قدسه و جعله سفيره إلى الخلق، فهذا معنى نزوله من السماء، بدليل مقارنته و مشابهته بين هذا النزول من السماء و بين الولادة من فوق التي يجب أن يحصل عليها كل إنسان لكي يرى ملكوت الله. و لو رجعنا لتفسير الكتاب المقدس لوجدناه يفسر العبارة بتفسير غير بعيد عما ذكرناه فيقول: " لم يصعد أحد إلى السماء، و مع ذلك فقد أراد الله أن يكون هناك نزول من السماء إلى الأرض قد أتى يسوع من السماء بمعرفة كاملة لله، ليعلن اللهَ للناس

غير معرف يقول...

(((((((((و لكن لتعلموا أن لابن الإنسان سلطانا على الأرض أن يغفر الخطايا
النص ده جاء فى متى 9 عدد 6 : والمسيحيين بيستدلوا بالنص ده ويقلواأن غفران الخطايا أمر منحصر بالله ، فإذا كان للمسيح ذلك السلطان ، فهذا يعني أنه الله تعالى.
فنلاحظ أن المسيح قال : ** أن لإبن الإنسان سلطاناً على الارض أن يغفر الخطايا ** متى 9 عدد 6 ... ولو سألنا المسيح نفسه من أين لك هذا السلطان ؟
نلاقى الإجابة واضحة في متى 28 عدد 18 : ** دفع إلي كل سلطان ** ....اذن ليس سلطانه هو ! ولكن الله هو الذي أعطاه إياه !.. انه سلطان الله وليس سلطان المسيح . . .

ثم ان النص لا يدل على ان قيام المسيح بغفران الخطايا دليل على لاهوته لأن النص صرح بأن من قام بذلك هو ابن الانسان فالمسيح قال ** أن لإبن الانسان سلطاناً على الارض أن يغفر الخطايا ** متى 9 عدد 6 فالقول بأن المسيح غفر لأنه إله هو قول يرده النص نفسه .
فهذا السلطان بغفران الخطايا الذي أعطاه الله تعالى للمسيح، شبيه بذلك السلطان الذي منحه المسيح أيضا لحوارييه حين قال فى يوحنا20 عدد 21 ـ 23
فقال لهم يسوع أيضا: سلام لكم. كما أرسلني الآب أرسلكم أنا. و لمّا قال هذا نفخ و قال لهم: اقبلوا الروح القدس. من غفرتم خطاياه تغفر له. من أمسكتم خطاياه أمسكت .
أولا: لمناقشة هذه الشبهة علينا أن نرجع إلى النص الكامل للواقعة التي جاء هذا الكلام للمسيح فيها.
يبتدأ الإصحاح التاسع من إنجيل متى بذكر هذه الواقعة فيقول:

فدخل السفينة و اجتاز و جاء إلى مدينته. و إذا مفلوج يقدمونه إليه مطروحا على فراش. فلما رأى يسوع إيمانهم قال للمفلوج ثق يا بني. مغفورة لك خطاياك. و إذا قوم من الكتبة قد قالوا في أنفسهم هذا يجدف. فعلم يسوع أفكارهم فقال: لماذا تفكرون بالشر في قلوبكم. أيما أيسر أن يقال مغفورة لك خطاياك، أم أن يقال قم و امش؟ و لكن لتعلموا أن لابن الإنسان سلطانا على الأرض أن يغفر الخطايا. حينئذ قال للمفلوج. قم احمل فراشك و اذهب إلى بيتك. فقام و مضى إلى بيته. فلما رأى الجموع تعجبوا و مجدوا الله الذي أعطى الناس سلطانا مثل هذا ** متى 9 عدد 1.

هناك أمران في هذا النص تنبغي ملاحظتهما لأنهما يلقيان ضوءا على حقيقة سلطان السيد المسيح لغفران الخطايا :
الأول: أن المسيح لم يقل للمفلوج : ثق يا بني لقد غفرتُ لك خطاياك! بل أنبأه قائلا: مغفورة لك خطاياك. و الفرق واضح بين الجملتين، فالجملة الثانية لا تفيد أكثر من إعلام المفلوج بأن الله تعالى قد غفر ذنوبه ، و ليس في هذا الإعلام أي دليل على ألوهية المسيح، لأن الأنبياء و الرسل المؤيدين بالوحي و المتصلين بجبريل الأمين، يطلعون، بإطلاع الله تعالى لهم ، على كثير من المغيبات و الشؤون الأخروية و منها العاقبة الأخروية لبعض الناس ، كما أخبر نبينا محمد (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) عن بعض صحابته فبشرهم أنهم من أهل الجنة و عن آخرين فبشرهم أنهم من أهل النار.

ثانيا: قد يشكل على ما قلناه قول المسيح فيما بعد : و لكن لتعلموا أن لابن الإنسان سلطانا على الأرض أن يغفر الخطايا، فنسب غفران الخطايا لنفسه. ولكن : آخر النص يجعلنا نحمل هذه النسبة على النسبة المجازية، أي على معنى أن ابن الإنسان (المسيح) خوله الله أن يعلن غفران خطايا، و ذلك لأن الجملة الأخيرة في النص السابق تقول: " فلما رأى الجموع ذلك تعجبوا و مجدوا الله الذي أعطى الناس سلطانا مثل هذا ، فالغافر بالأصل و الأساس هو الله تعالى، ثم هو الذي منح هذا الحق للمسيح و أقدره عليه، لأن المسيح كان على أعلى مقام من الصلة بالله و الكشف الروحي و لا يتحرك إلا ضمن حكمه و إرادته فلا يبشر بالغفران إلا من استحق ذلك.

و مما يؤكد أن غفران المسيح للذنوب هو تخويل إجمالي من الله تعالى له بذلك، و ليس بقدرة ذاتية له ، هو أن المسيح، في بعض الحالات، كان يطلب المغفرة للبعض من الله تعالى فقد جاء في إنجيل لوقا 23 عدد 34 : فقال يسوع: ** يا أبتاه ! اغفر لهم، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون **
فانظر كيف طلب من الله غفران ذنبهم و لو كان إلـها يغفر الذنوب بذاته و مستقلا، كما ادعوا، لغفر ذنوبهم بنفسه.

و شبيه بذلك السلطان الذي منحه لبطرس رئيس الحواريين حين قال له : ** طوبى لك يا سمعان بن يونى، إن لحما و دما لم يعلنا لك. لكن أبي الذي في السموات. و أنا أقول أيضا: أنت بطرس و على هذه الصخرة أبني كنيستي و أبواب الجحيم لن تقوى عليها. و أعطيك مفاتيح ملكوت السموات. فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطا في السموات ، و كل ما تحله على الأرض يكون محلولا في السموات ** متى: 11 عدد 17 ـ 18

فكما أن هذا السلطان بغفران الخطايا الذي ناله بطرس خاصة و الحواريون عامة، بإذن الله، عبر المسيح، لا يفيد ألوهيتهم؛ فكذلك امتلاك المسيح لذلك السلطان، بإذن الله، لا يفيد ألوهيته.

كيف تسرب مبدأ غفران الخطايا الى الكنيسه
ومن هذا القول ... فالكنيسة الكاثوليكية قد توسعت لحد بعيد في إعطاء هذا الحق بغفران الخطايا من بطرس لخلفائه الباباوات و حتى لمن يرسمونهم من الأساقفة، و منه نشأ تقليد الاعتراف للقسيس و غفران الأخير لذنوب المعترف! بل وصل الأمر في عصر من العصور لبيع صكوك الغفران و بيع قطع الأرض في الجنة جاهزةً لمن يتبرع للكنيسة، و من المفيد أن ننقل هنا نصا لأحد صكوك الفغران، كما جاء في كتاب " سوسنة سليمان في أصول العقائد و الأديان " لمؤلفه (النصراني) نوفل أفندي نوفل، حيث ذكر ترجمة لأحد صكوك الغفران التي كانت تباع في مدينة ويتمبرغ الألمانية (التي كان مارتن لوثر يدرس فيها) عام 1513 م. و نص الصك كما يلي:

" ربنا يسوع المسيح يرحمك يا فلان و يُحِلُّكَ باستحقاقات آلامه الكلية القداسة و أنا بالسلطان الرسولي المعطى لي أحـلك من جميع القصاصات و الأحكام و الطائلات الكنسية التي استوجبتها و أيضا من جميع الافراط و الخطايا و الذنوب التي ارتكبتها مهما كانت عظيمة و فظيعة و من كل علة و لئن كانت محفوظة لأبينا الأقدس البابا و الكرسي الرسولي، و أمحو جميع العجز و كل علامات الملامة التي ربما جلبتها على نفسك في هذه الفرصة، وأرفع القصاصات التي كنت تلتزم بمكابدتها في المطهر، و أردك حديثا إلى الشركة في أسرار الكنيسة و أقرنك في شركة القديسين، و أردك ثانية إلى الطهارة و البر اللذين كانا لك عند معموديتك حتى أنه في ساعة الموت يغلق أمامك الباب الذي يدخل منه الخطاة إلى محل العذابات و العقاب و يفتح الباب الذي يؤدي إلى فردوس الفرح، إن لم تمت سنين مستطيلة فهذه النعمة تبقى غير متغيرة حتى تأتي ساعتك الأخيرة... باسم الآب و الابن و الروح القدس الواحد، آميــن. " 23

و بناء على ما ذكر نقول: أنه لو كان امتلاك حق غفران الخطايا يدل على ألوهية مالك هذا الحق للزم منه أن يعتبر الحواريون و القديس بطرس الرسول و بولس و كل آباء الكنيسة و اساقفتها المخولون ذلك الحق آلهة أيضا!! و هذا ما لا يقول به أحد.

و إذا بطل اللازم، بطل الملزوم، فبطل الاستدلال بسلطان المسيح على غفران الخطايا، على ألوهيته.

غير معرف يقول...

((((((((همسة حول المعجزات

نريد أن نعرف هل يعبد الناس المسيح عليه السلام لإتيانه بالمعجزات ؟ كإحياء الموتي وشفاء المرضى ؟
لقد نبهت في موضع آخر من كتابي هذا على أنه حتى نؤمن أولاً بهذه المعجزات لزم ثبوتها بطريقة معتبرة وهي لا تخرج عن أمور معلومة لا يرقى إليها الشك وكل ما دونها فهو ظن وتخبط ولا يغني من الحق شيئاً فلو قلنا مثلاً أن إثبات هذه المعجزات ونسبتها للمسيح عليه السلام يستلزم عدة أمور يثبت عن طريقها وإلا فهي منتفية لا أساس لها , فمنها :
أولاً :مثلاً هو بقاء المعجزة حاضرة لكل من يطالعها فلا يستطيع إنكارها كأن يكون صرحاً أو بناءً باق لا يستطيع الناس الإتيان بمثله ومشهود أن المسيح عليه السلام هو من بناه , وهذا ممتنع باتفاق كل الناس إذ أن المسيح لم تكن معجزته في المعمار ولكن معجزته في إحياء الموتى وشفاء المرضى فلزم بقاء أحد هؤلاء المرضى الذي شفاهم المسيح عليه السلام أو أحد الموتى الذين أحياهم يسوع حتى يخبرنا عن هذا وهذا أيضاً ممتنع بإتفاق جميع الناس , فلا طريق لإثبات معجزاته بالبقاء والخلود كما هو القرآن الكريم مثلاً وهو معجزة الرسول محمد r فهي معجزة باقية أمام الناس إلى أن يشاء الله I .
ثانياً : فما بقى لزوم إثبات المعجزة بالتواتر على لسان الجمع من الناس الثقات بسند متصل معتبر غير مجروح ( أي أن يكون الرواة ثقاة عدول مشهود لهم بحسن الدين والحفظ وعدم التوهم أو الكذب في كل الطبقات ) , وهذا كما تعلم وكما اثبتنا في الباب الأول باب التحريف , أشد إمتناعاً من سابقه (أي أولاً) فهو ممتنع بإعتراف علماء الكتاب المقدس فلا سند متصل عندهم لكتابهم كله ولا حتى لجزء أو سفر أو إصحاح من إصحاحاته , وهذا من أشد الطعونات في دين النصارى واليهود وقد إعترفوا قاطبة ( أي اليهود والنصارى ) أنه لا سند متصل لهذه الكتب الموجودة بين أيديهم كما للقرآن مثلاً أو حتى للأحاديث النبوية الشريفة , وهذا لأسباب كثيرة منها السبي الذي وقع على اليهود ومنها إستمرار تمردهم وإرتدادهم وكفرهم مرة بعد مرة مما تسبب في ضياع الكتب وتحريفها . ومنا العشرة بلايا والمصائب التي مرت بهم في القرون الميلادية الثلاثة الأولى مما تسبب في ضياع أي سند لكتبهم جمعاء ومنها فقدان كتب بكاملها ومنها الإعتقاد السائد حينذاك والذي أعتقد أنه مستمر إلى الآن (فهم لا يغيرون عادتهم ) أن الكذب من أجل تمجيد الله ليس شيئاً جيداً فحسب ولكنه مستحب عند الله , وغير هذا من الأسباب الكثير , وإن ركنا إلى الأناجيل لإثبات هذا فإنه لا يثبت أبداً للتناقض الوارد في كل معجزة فعلها من رواة الأناجيل وغيره كما مر سابقاً , فبهذه أيضاً لا يمكن إثبات معجزات المسيح.
إذاً فهذه المعجزات لايمكن ثبات نسبتها إلى المسيح أبداً لا ببقائها حتى تُعجز الخلق ويؤمنوا أنه فعلها , ولا بالتواتر كما بينا فيؤمن الناس أن المسيح فعلها , فهي في حكم المنتفية عن الحدوث أساساً كما هو واضح , ولو وافقنا النصارى بغض النظر عن ثبوت وقوع هذه المعجزات ( جدلاً ) , وطلبنا منهم كما طلبت منهم مراراً وتكراراً في المناظارات معهم أن يأتوا بمعجزة واحدة فعلها يسوع في كتابهم يتوفر فيها شرطان كما يلي :
الشرط الأول: معجزة فعلها يسوع ونسبها لنفسه وأَقَرَّ أنه فعل تلك المعجزة بقدرته الذاتيه وأنه لم يعينه غيره على فعلها ولم يطلب عون غيره فيها .
الشرط الثاني : معجزة واحدة فعلها يسوع لم يفعلها غيره من البشر على الإطلاق .
وقد عجزوا تماماً عن الإتيان بذلك وقد أفضنا الحديث في هذا الأمر من قبل , ولو سلمنا لهم أيضاً أن هذا حدث (جدلاً ومن باب الإلزام للنصارى , لكننا لا نؤمن بأنه عليه السلام قد فعل أي معجزة ونسبها لقدرته حاشاه ) , لو سلمنا ذلك لوجب على النصارى أن يؤمنوا أن إليشع إله أو موسى إله أو هارون أو إيليا أو غيره من البشر الذين فعلوا معجزات أعظم من معجزات المسيح كما بينا من قبل , ومع أنهم لا يستطيعون أن يُثبتوا لا معجزات المسيح ولا معجزات من سبقه من الرسل قطعاً ولكنه مُلزم لهم لأنه وارد في كتابهم .
ثم أنك لو تدبرت في كتب القوم لوجدت ما ينفي قطعاً أن يكون المسيح قد أقام موتى أو أحياهم بعد الموت وأن أبلغ معجزاته كانت شفاء بعض المرضى وحتى التناقض في هذه الروايات ينفي ذلك , وهذا لأن المسيح بإعتراف كتبهم هو باكورة القائمين من الموت , نعم , إن كتبهم تسجل معجزة إحياء الموتى لسابقين عن المسيح من الأنبياء ولكن هذا الكلام ينفيه كلام آخر في كتابهم , فمعجزة إحياء الموتى على زعمهم حصلت في ثلاث مرات كما يلي :
الأول : طليثا إبنة رئيس المجمع والأغلب أنها كانت نائمة وليست ميتة باعتراف الإنجيل والمسيح نفسه وهذا وارد في إنجيل مرقس 5عدد 42 , وفي لوقا 8عدد 55 .
الثاني : إبن المرأة التي من بلدة نايين والذي إنفرد بنقل تلك القصة وحده هو لوقا ولم ينقلها غيره من أصحاب الأناجيل وهو وارد في لوقا 7عدد 11-17 . وفي هذه القصة مطاعن كثيرة .
الثالث : هو أليعازر أو لعازار , وهذه القصة إنفرد يوحنا فقط بنقلها ولم ينقلها غيره من أصحاب الأناجيل , وهي واردة في إنجيل يوحنا11عدد 1-44 , وفيها إعتراف صريح من المسيح بعبوديته لله وأن هذه المعجزة تمت بدعاء عيسى لله I وليس فيها أي قدرة من عيسى عليه السلام .
إذاً في الأولى باعتراف المسيح كانت نائمة وليست ميتة كما قال المسيح نفسه وأكتفي بنقل قوله فقط في هذا الأمر من إنجيل مرقس 5عدد 39و41 هكذا :39 فدخل وقال لهم لماذا تضجون وتبكون.لم تمت الصبية لكنها نائمة.... (41) وامسك بيد الصبية وقال لها طليثا قومي.الذي تفسيره يا صبية لك اقول قومي. والثانية إنفرد بها لوقا وحده وقلت سابقاً إن فيها الكثير من المطاعن منها أنه لم ينقلها غيره من الإنجيليين مع قول لوقا في الفقرة 17 هكذا :17 وخرج هذا الخبر عنه في كل اليهودية وفي جميع الكورة المحيطة (SVD) فكيف أمكن أن الخبر خرج عنه في كل البلاد حتى أنه وصل يوحنا في سجنه ولم يصل إلى باقي التلاميذ حتى ينقلوه في أناجيلهم وهو ليس بالأمر البسيط ؟ وقد ذكروا ركوب ربهم الحمار وأمور أقل من أن تذكر ونسوا قصة عظيمة وهي إحياء ميت وهو في النعش فعجباً لذلك الأمر .
والثالثة هي قصة إحياء ألعازار وقد إنفرد بها يوحنا وحده في إنجيله كما أشرت سابقاً وكسابق الأمر في إنجيل لوقا كيف إنفرد بها يوحنا وحده ولم ينقلها غيره من التلاميذ مع أنها من أعظم المعجزات , هذا غير إعتراف المسيح أنها بقدرة الله وحده وتضرع المسيح لله سبحانه وتعالى حتى يستجيب دعائه لإحياء لعازر فينفي عن نفسه تلك القدرة بل ينسبها لله وحده .
وبغض النظر عن كل هذا أقول إن هذا من المستحيل أن يكون لو إعتبرنا كلام بولس وغيره في الكتاب صحيحاً فقد جاء في سفر أعمال الرسل الإصحاح 26عدد 23 هكذا : 23 ان يؤلم المسيح يكن هو اول قيامة الاموات مزمعا ان ينادي بنور للشعب وللامم .
وفي الرسالة الأولى إلى أهل كورونثوس 15عدد 20-23 هكذا :ولكن الآن قد قام المسيح من الاموات وصار باكورة الراقدين(21) فانه اذ الموت بانسان بانسان ايضا قيامة الاموات..... (23) ولكن كل واحد في رتبته.المسيح باكورة ثم الذين للمسيح في مجيئه.
وفي الرسالة إلى كولوسي 1عدد 18 هكذا :18 وهو راس الجسد الكنيسة.الذي هو البداءة بكر من الاموات لكي يكون هو متقدما في كل شيء.
وفي رؤيا يوحنا 1عدد 5 هكذا : 5 ومن يسوع المسيح الشاهد الامين البكر من الاموات ورئيس ملوك الارض.الذي احبنا وقد غسلنا من خطايانا بدمه .
فيفهم من كل هذه الفقرات السابقة أن المسيح هو أول قيامة الأموات وأنه صار باكورة الراقدين ( أي أول من يقوم من الموت ) , وهو بكر من الأموات وهو الباكورة وأنه ..... إلخ باختصار أن المسيح هو اول قائم من الموت كما يقولون , فكيف يكون هناك من قام قبله من الموت ؟ لو كان هناك من عاد من الموت غيره لما سمي المسيح بأنه بكر من الأموات وباكورة الراقدين وخلافه من الأقوال التي يفهم منها أن المسيح هو أول عائد من الموت أو أول من يقوم من الموت ؟
ثم أننا لو راجعنا كلام العهد القديم لوجدنا أنه من المستحيل أن يكون هناك من قام من الموت ( أعني غير المسيح على حسب زعمهم ) ففي سفر أيوب 7عدد 9-10 هكذا : 9 السحاب يضمحل ويزول.هكذا الذي ينزل الى الهاوية لا يصعد.(10) لا يرجع بعد الى بيته ولا يعرفه مكانه بعد.
وفي سفر أيوب أيضاً 14عدد 12 و 14 هكذا : 12 والانسان يضطجع ولا يقوم.لا يستيقظون حتى لا تبقى السموات ولا ينتبهون من نومهم ..... ( 14 ) 14 ان مات رجل أفيحيا.كل ايام جهادي اصبر الى ان يأتي بدلي.
فيفهم من هذا قطعاً أنه من المستحيل أن يعود من مات بعد موته بحسب كلام كتابهم , ويفهم أيضاً من هذه الأقوال أن المسيح لم يحيي أي ميت وإلا كان مخالفاً لهذا الكلام كله , وبحسب كلام أيوب قصة إحياء الموتى هو كلام باطل لا أساس له مجرد تأليفات من كتبة الأناجيل وقصة موت المسيح وصلبه ثم قيامه من الأموات هي قصة باطلة لا محالة وقد فندناها في كتابنا هذا . فنسأل الله الهداية للجميع وما قلته هنا حول إحياء الموتى ليس إنكاراً لمعجزة المسيح عليه السلام وإلا فهو معروف وثابت عندنا يقيناً بنص القرآن والسنة النبوية الشريفة أنه أحيى الميت بإذن الله ولكن هو من باب الإلزام للنصارى كما وضحنا في هذا الكتاب أكثر من مرة وليس من باب إيماني فعلى هذا كل كلامي في هذا الكتاب فلا يسئ أحد الظن بي .
ثم نأتي للعجيب من الأمور والغريب من العقول وضعاف النقول وهو أمر مُضحك كما سترى , أنه لما عجز النصارى عن إثبات أي من معجزات المسيح u من كتابهم بسند أو بقاء ( كما هو موضح أعلاه ) لجأوا إلى القرآن الكريم ولجأوا إلى الإسلام حتى يثبتوا معجزات معبودهم وربهم فالقرآن منقول بالتواتر ولا شك في حرف واحد فيه , وعليه فهو يثبت وقوع معجزات المسيح أو غيره من الأنبياء , وبربي لا أعلم إلى أي مدى وصل ضعف هؤلاء الناس حتى يلجأوا لكتاب يجحدون به لإثبات ما لا يمكن إثباته من عقيدتهم ومع أننا الأمة الوحيدة التي تكرم المسيح u ولم نلعنه كما فعل النصارى وفعل كبيرهم الذي علمهم بولس , فهم قد عجزوا عن إثبات ما يريدون إثباته من كتابهم فإحتاجوا إلى القرآن حينذاك , والمضحك في هذا الأمر أن المُنصر لو أراد أن ينصر أحد المجوس أو البوذيين أو الملاحدة فيكون لسان حاله كالتالي :
أنا لا أستطيع أن أثبت لك معجزات المسيح من الكتاب المقدس ولا بالعقل والمنطق ولا بأي سبيل , ولكن عند المسلمين في القرآن والسنة والنبوية يثبتون تلك المعجزات فإن أردت أن تتأكد من المعجزات عليك أن تؤمن بالإسلام والقرآن !!!! .فأي عقل هذا وأي دين يعتنقه النصارى لا سند له ولا تواتر فيه بل هو الظن وما يغني الظن شيئاً . AYOOP2
يقول رب العزة Y في كتابه الكريم {وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنّاً إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ }يونس36
ويقول I في القرآن الكريم {إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى }النجم23
وقال عز من قائل {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ }الأنعام116

غير معرف يقول...

)(((((((((((هل يسوع بلا خطية؟
لقد كرم الله Iفي القرآن الكريم كما لم يكرمه أي كتاب آخر والمسلمون يحبون سيدنا عيسي وأمه أكثر من النصارى ولا يقولون فيهما إلا ما قال الله Iأن سيدنا عيسيu هو من الرسل الخمس أولي العزم وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام وهذا من أساس عقيدتنا كمسلمين كل مسلم يؤمن أن المسيح نبي مكرم ومن المقربين وأنه من أولي العزم وأن المسيح نبي كريم أرسله الله Iولم نقل عليه أنه أصبح لعنة لأنه صلب ولم نقل عليه أنه كان شتاما كما يقول الكتاب المقدس ولم نقل عليه أنه أمر بقتل الأطفال لمجرد أن أمهم أذنبت ولم نقل عليه الافتراء الذي يقوله عنه النصارى والله Iذكره في القرآن كما سيلي :
إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46) قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47) وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ (48) وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (49) وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (50) إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (51) فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52)

أما النصارى فيقولون عن المسيح
غلاطية 3 عدد13: المسيح افتدانا من لعنة الناموس اذ صار لعنة لأجلنا لأنه مكتوب ملعون كل من علّق على خشبة. (SVD)
وأريد حقيقة أن أفهم كيف يكون ملعون وهو بلا خطية ؟؟ كيف تجرأ النصارى أن يجعلوا ربهم معلوناً والعياذ بالله ومع ذلك يعبدونه وهو ملعون ؟
يوحنا 13 عدد23 :وكان متكئا في حضن يسوع واحد من تلاميذه كان يسوع يحبه. (SVD)
يوحنا 13 عدد25: فاتكأ ذاك على صدر يسوع وقال له يا سيد من هو. (SVD)
يوحنا 13 عدد4: قام عن العشاء وخلع ثيابه واخذ منشفة واتّزر بها. (SVD)
لوقا12 عدد49: جئت لألقي نارا على الارض.فماذا اريد لو اضطرمت. (SVD)
يوحنا 13 عدد14: فان كنت وأنا السيد والمعلّم قد غسلت ارجلكم فانتم يجب عليكم ان يغسل بعضكم ارجل بعض. (SVD)
يسوع عريــــــــــــــــــــــان
مرة أمام اليهود كما في متى الإصحاح 26 عدد27-28 هكذا :
متى26 عدد27: حينئذ اطلق لهم باراباس.واما يسوع فجلده واسلمه ليصلب (27) فاخذ عسكر الوالي يسوع الى دار الولاية وجمعوا عليه كل الكتيبة. (28) فعروه والبسوه رداء قرمزيا. (SVD)
ومرة أخرى أمام التلاميذ وإن كنا لا نعلم كم مرة يجب أن يتعرى : جاء في يوحنا 13 عدد4-5 هكذا :
يوحنا 13 عدد4: قام عن العشاء وخلع ثيابه واخذ منشفة واتّزر بها. (5) ثم صبّ ماء في مغسل وابتدأ يغسل ارجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي كان متزرا بها. (SVD)
وقد علق أحد النصارى الذين تركوا النصرانية على هذا الأمر بتعليق منطقي فقال : ويبدوا أن الخمر قد لعبت بعقله في ذاك الوقت , إذ أنه من المعلوم أن غسيل أرجل الناس لا يحتاج إلى التعري أو خلع الملابس !!!! .
ويبدوا ان تلاميذه قد تعلموا منه فبطرس أيضا يعيش عريان في وسط التلاميذ
يوحنا 21 عدد7: فقال ذلك التلميذ الذي كان يسوع يحبه لبطرس هو الرب.فلما سمع سمعان بطرس انه الرب أتزر بثوبه لانه كان عريانا والقى نفسه في البحر. (SVD)

طعن في عذرية مريم العذراء ومن قِبَل كاتب الانجيل
متى 1 عدد18: اما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا.لما كانت مريم امه مخطوبة ليوسف قبل ان يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس. (19) فيوسف رجلها اذ كان بارا ولم يشأ ان يشهرها اراد تخليتها سرّا. (SVD)
متى 1 عدد24: فلما استيقظ يوسف من النوم فعل كما امره ملاك الرب واخذ امرأته. (25) ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر.ودعا اسمه يسوع (SVD)
سيقول الكثيرون هذا النص قرأناه مئات المرات ولم ولا نجد فيه أي طعن في عذرية مريم عليها السلام , ولكن إسئل من تشاء من مفسري الكتاب المقدس ما معنى ولم يعرفها حتى ولدت إبنها البكر ؟؟ ماذا يقصد بهذه العبارة ؟؟ جاء في متى 13 عدد55 , 3 عدد31 , 6 عدد3 وفي يوحنا 6 عدد42 هكذا :
متى13 عدد55: أليس هذا ابن النجار.أليست امه تدعى مريم واخوته يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا. (56) أوليست اخواته جميعهنّ عندنا فمن اين لهذا هذه كلها. (SVD)
مرقس3 عدد31: فجاءت حينئذ اخوته وامه ووقفوا خارجا وارسلوا اليه يدعونه. (32) وكان الجمع جالسا حوله فقالوا له هوذا امك واخوتك خارجا يطلبونك. (SVD)
مرقس6 عدد3: أليس هذا هو النجار ابن مريم واخو يعقوب ويوسي ويهوذا وسمعان.أوليست اخواته ههنا عندنا.فكانوا يعثرون به. (SVD)
يوحنا6 عدد42: وقالوا أليس هذا هو يسوع ابن يوسف الذي نحن عارفون بابيه وامه.فكيف يقول هذا اني نزلت من السماء. (SVD)
هل كان الناس يعلمون أن يسوع هو بن الله أم بن يوسف النجار ؟ هل كان الناس يعتقدون في يسوع انه مولود ولادة معجزة أم أنه بن يوسف النجار ؟ فهم يقولون كما ترى أنه بن النجار وأمه مريم وإخوانه يعقوب ويوسي ويهوذا وسمعان الأمر مازال مختلف فيه ولا سبيل لحله .
إنهما أحد أمران لا ثالث لهما , فإما أن اليهود كانوا صادقين ويعلمون أن يسوع هو بن يوسف النجار لذلك سكتوا على مريم ولم يرجموها غير ان بعضهم رماها بالزنا والعياذ بالله , أو أن اليهود كانوا يعلمون أن يسوع من غير أب ومع ذلك لم يؤمنوا به . ومن المستحيل أن يعلموا أن رجل بلا أب ويفعل هذه المعجزات ثم لا يعترف به أحد ويتركوه هكذا , فالأول أولى وأصح وهو ما سرده اليهود في تلمودهم منهم من كان يعتقد أنه بن يوسف النجار صراحة ومنهم من رماها بالزنا والعياذ بالله .
ثم أنه من العجيب أن المسيح u لم يقل للناس ولو في مرة واحدة أن أمه لم تنجبه من يوسف النجار ولم يحكي عن قصة ولادته ولا إعتبر ولادته من غير نكاح بشري هو معجزة فلا بيان لهذه القصة أبداً على لسانه في أي إنجيل ولم يفسر للناس هذا الأمر بل لم يخض فيه أساساً ومن حكاه حكاه من بعده دون أن يقترب من عذرية مريم عليها السلام لا من قريب ولا من بعيد والنصارى متشبثين بعذرية مريم مع أنهم لم يأتوا بدليل واحد على هذا القول , ونحن والعياذ بالله لا نطعن في عذريتها ولا نمس عرضها الشريف , حاش لله , والله ما هذا معتقدي ولا هذه نيتي وإني برئ إلى الله من ذلك ولكن ما نقلته هاهنا هو من باب الإلزام للنصارى ولكن عندنا نحن المسلمين أن السيدة مريم العذراء هي طاهرة شريفة عرضها أنقى من الذهب ولم يمسسها بشر وهي من سيدات نساء الجنة , ولكني أنقل جملة من تلمود اليهود كما يلي : ( يسوع النصارى في لجات الجحيم بين الزفت والقطران وأمه مريم أتت به من الزنا من العسكري ) , وربي ما أوردت تلك العبارة إلا أن النصارى يقولون أن اليهود لم يتهموا مريم العذراء بالزنا , فهي من باب البيان وإقامة الحجة لا غير ثم على النصارى أن يبينوا لنا تلك المسائل التي طرحناها من قبل وأن يظهروها للناس حتى يجدوا لها تفسير .

يسوع يأمر بالنفاق؟؟؟؟؟؟
وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72)
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91) النحل

وهذا نص إنجيل متى 10 عدد16 من طبعة سنة 1865م وغيرها في طبعات أخرى أنقله كما يلي :
( إني سوف ارسلكم كغنم في وسط الذئاب.فكونوا ماكرين كالحيّات وودعاء كالحمائم. )
كتابهم ملئ بالافتراء علي المسيح وينسبون إليه ظلما وزورا كل هذه الأخطاء كما افتروا علي الله الكذب , ومن تعاليم إلههم في العهد القديمة كما في صموائيل الثاني 22 عدد27 ,وفي المزمور 18 عدد26 هكذا :
2صموائيل22 عدد27: مع الطاهر تكون طاهرا ومع الاعوج تكون ملتويا. (SVD)
مزمور18 عدد26: مع الطاهر تكون طاهرا ومع الاعوج تكون ملتويا

والآن مع خطيئة أخرى ينسبها الإنجيليين ليسوع وهي خطيئة الشتيمة والسب والتي تستحق الطرد من الملكوت ويستحق فاعلها نار جهنم , وهذا كما هو وراد في إنجيل متى 5 عدد22 , وفي الكرونثوس الأولى 6 عدد10 أنقلها هكذا :
متى5 عدد22: وأما انا فأقول لكم ان كل من يغضب على اخيه باطلا يكون مستوجب الحكم.ومن قال لاخيه رقا يكون مستوجب المجمع.ومن قال يا احمق يكون مستوجب نار جهنم. (SVD)
1كورنثوس6 عدد10: ولا سارقون ولا طماعون ولا سكيرون ولا شتامون ولا خاطفون يرثون ملكوت الله. (SVD)
يسوع يشتم

المسيح يشتم المرأة الكنعانية ويجعلها من زمرة الكلاب!!!
وهذا طبقاً لما ورد في متى 15 عدد 21-26هكذا :
فعندما جائت إمرأة كنعانية تسترحم المسيح بأن يشفى ابنتها رد عليها قائلاً في متى 15 عدد21: ثم خرج يسوع من هناك وانصرف الى نواحي صور وصيدا)22 ( واذا امرأة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت اليه قائلة ارحمني يا سيد يا ابن داود.ابنتي مجنونة جدا. 23) ) فلم يجبها بكلمة.فتقدم تلاميذه وطلبوا اليه قائلين اصرفها لانها تصيح وراءنا. (24) فاجاب وقال لم أرسل الا الى خراف بيت اسرائيل الضالة. (25) فأتت وسجدت له قائلة يا سيد أعنّي. (26) فاجاب وقال ليس حسنا ان يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب. (SVD)
وبالتالي كل من ليس يهودي فهو من الكلاب !فكيف يصدر هذا التعبير القاسى جداً من إله المحبة ؟
ومع وجود تناقض فى من تكون هذه المرأة هل هى كنعانية كما يقول متى أم سورية فينيقية كما يقول مرقص فى 7 عدد 26 .. ولكن نريد ان نفهم القصة .
لقد جاءت هذه المرأة المسكينة هي وإبنتها وتوسلت ليسوع ببكاء وتضرعات شديدة حتى أنها سجدت له كما يقول الإنجيل (25) فأتت وسجدت له قائلة يا سيد أعنّي , ولكن إلههم لم يرحمها , وهل يعقل هذا في جانب أنبياء الله ؟ أن يأتي الناس إليهم يتضرعون إليهم ويجيبهم الأنبياء بوصفهم أنهم كلاب ؟ وبكل تأكيد لم تأت هذه المرأة باكية متوسلة ليسوع إلا وهي مؤمنة به !! ولولا أنها مؤمنة به ما جائته بهذه الطريقة , ولكنه للأسف بدل حتى أن يصرفها برد جميل وصفها وأهلها وإبنتها بأنهم من الكلاب وأن اليهود أفضل منهم بقوله فاجاب وقال ليس حسنا ان يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب. (SVD)
يا عباد الله ليس هكذا المسيح u ولا هكذا يكون رسول الإله الرحيم , هل يعقل أن يكون هذا وأنتم نقلتم في إنجيلكم عنه قوله في إنجيل متى 9 عدد 13 { أريد رحمة لا ذبيحة } ؟؟ والذى خالفه بولس تماما فى قوله فى العبرانيين 9 عدد 22 حيث قال : وكل شيء تقريباً تتطهر حسب الناموس بالدم ، وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة !!!
هل الرحمة تكون مرهونة بقوم دون آخرين ؟ وإذا كنا لا نرحم الآخرين فهل نصفهم بالكلاب ؟!
وبعدما أراقت هذه المرأة المسكينة آخر نقطة من ماء الكرامة الانسانية وسجدت ليسوع متوسلة إليه أن يكون في قلبه مثقال ذرة من رحمة فقدأقامت الحجة بقولها للمسيح كما في إنجيل مرقس 7 عدد28 -29 هكذا : مرقس 7 عدد28: فاجابت وقالت له نعم يا سيد.والكلاب ايضا تحت المائدة تأكل من فتات البنين. (29) فقال لها.لاجل هذه الكلمة اذهبي.قد خرج الشيطان من ابنتك. (SVD)
أرأيتم أيها السادة ماذا فعل يسوع ؟ لم يجب المرأة بشفاء إبنتها حتى أذلها وجعلها تصف نفسها بأنها من الكلاب وأن اليهود هم أسيادها وأنها وإبنتها والكنعانيين كالكلاب أسفل مائدة اليهود وبعد أن أرضى يسوع المزعوم غروره وشفى غليله من المرأة وتلذذ بالسادية عليها وجعلها تسجد وتمسح وجهها في التراب تحت قدميه ووصفها وقومها بالكلاب كان يجب عليها أن تعترف أنها من كلاب اليهود الذين يأكلون تحت مائدتهم من الفتات الذي يلقى على الأرض حيئذٍ , فقط حينئذ رضى يسوع بقولها وشفى لها إبنتها فهكذا يصفون المسيح u في كتابهم , فتدبر وتأمل يا عاقل .

ومن قول يسوع المشهورة أيضاً في الشتائم والسب ما هو وارد في حق هيرودوس في إنجيل لوقا 13 عدد32 حين وصفه بالثعلب قاصداً المسبة بالطبع هكذا :
لوقا13 عدد32: فقال لهم امضوا وقولوا لهذا الثعلب ها انا اخرج شياطين واشفي اليوم وغدا وفي اليوم الثالث اكمل.
وأيضاً من أشهر مسباته المعتادة والجارية على لسانه هي كلمة ( يا أولاد الأفاعي ) , وهي كلمة من أسوأ الصفات عند اليهود والنصارى لأني كلمة أفعى أو حية تعني الشيطان , وقد أوردها في حق الفريسيين في إنجيل متى على سبيل المثال متى 12 عدد34 هكذا :
متى12 عدد34: يا اولاد الافاعي كيف تقدرون ان تتكلموا بالصالحات وانتم اشرار.فانه من فضلة القلب يتكلم الفم. (SVD)
وقد قالها كثيراً جداً هذه الكلمة ولقد أوردت مدى سوء معناها عند اليهود والنصارى على السواء لأن الحية تمثل الشيطان في عقيدتهم , لذلك فقد وصف بها يسوع الكتبة والفريسيين كما في إنجيل متى 23 عدد33 هكذا :متى 23 عدد33: ايها الحيّات اولاد الافاعي كيف تهربون من دينونة جهنم. (SVD)
وقد شتم يسوع أيضاً معلموا الشريعة في الإنجيل هكذا : قام بشتم معلموا الشريعة قائلاً لهم (( يا أولاد الافاعي )) متى [ 3 عدد 7 ]
_ وشتمهم في موضع آخر قائلاً لهم : (( أيها الجهال العميان )) متى [ 23 عدد 17 ] ومنها ما جاء في إنجيل لوقا 11 عدد14: ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لانكم مثل القبور المختفية والذين يمشون عليها لا يعلمون (45) فاجاب واحد من الناموسيين وقال له يا معلّم حين تقول هذا تشتمنا نحن ايضا. (46) فقال وويل لكم انتم ايها الناموسيون لانكم تحمّلون الناس احمالا عسرة الحمل وانتم لا تمسون الاحمال باحدى اصابعكم.
وفي مواضع أخر كثيرة يطول المقام بسردها هاهنا شتم الفريسيين والكتبة والمعلمين وصال وجال في هذا حتى شتم التلاميذ أيضاً ومنهم بطرس كبيرهم وصاحب الصخرة كما يقول النصارى فقال في حق التلاميذ عامة هكذا (( أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان )) لوقا [ 24 عدد 25]
إن ما فعله يسوع هاهنا في الفرات التالية هو أنه سب نبي من الأنبياء عند النصارى وهو بطرس وهو قائد التلاميذ وهو خليفة يسوع من بعده بل هو اعظم الحواريين على الإطلاق سيما عند من يؤمنون أنه مؤسس الكنيسة الأولى وصاحب الكرسي , فيسوع شتمه ووصفه بأنه شيطان ولا ننسى أن بطرس هو من أنكر يسوع ثلاث مرات وأخذ يسبه ويلعنه , فها هو يسوع يشتمه ويصفه أنه شيطان وأنه معثرة له فما الحكم في ذلك ؟؟ إقرأ النص الصريح في متى 16 عدد23 كما يلي :
متى16 عدد23: فالتفت وقال لبطرس اذهب عني يا شيطان.انت معثرة لي لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس (SVD)
وقد وصفه المسيح مرة أخرى بأنه قليل الإيمان كما في متى 14 عدد31 هكذا :
متى 14 عدد31: ففي الحال مدّ يسوع يده وامسك به وقال له يا قليل الايمان لماذا شككت. (SVD)
ولم يكتفي بهذا فقط بل سب جميع أنبياء الله I ونحن نقول أن هذا ليس بقول المسيح u بل بقول المحرفين الملعونين الذين بدلوا في كتاب الله وسبوا أنبياء الله ورسله وقد نقلت هذه الفقرة في موضع آخر من كتابي ووالله إني لأكره نقلها لما فيها من الإفتراء والتدليس والكذب على الله ورسله ولكني أنقلها هاهنا مرة أخرى من باب الإلزام للنصارى ولولا أن الموضع يحتاج سردها ما نقلتها مرة أخرى , نعم لقد سب يسوع حسبما يزعم النصارى الحيارى جميع أنبياء الله I ووصف أجداده كلهم من الأنبياء والرسل بأنهم سراق ولصوص ! تخيل يا عبد الله !! جميع أنبياء الله ورسله سراق ولصوص فهل هذا يعقله عاقل على وجه الأرض ؟ أنظر ما قاله يسوع في إنجيل يوحنا 10 عدد8 أنقله نصاً هكذا :
يوحنا 10 عدد8: جميع الذين أتوا قبلي هم سراق ولصوص.ولكن الخراف لم تسمع لهم. (SVD)
فهل هذا معقول أن يقول من قول عاقل ؟ ولا أقول إله أو نبي كما يزعم النصارى ! هل هذا معقول ؟ وبقطع النظر عن ذلك , أليس يسوع هو الله كما تعتقدون ؟ وأنه هو من أرسل كل هؤلاء اللصوص والسراق كما تعتقدون ؟ فكيف لا يجد نبي واحد ولا رسول واحد شريف ليرسله للناس ؟ يسئ الإختيار ثم يأتي ويصفهم بهذا ؟ أليس هؤلاء الأنبياء هم أجداد يسوع ؟ سبحانك اللهم وبحمدك نستغفرك اللهم ونتوب إليك ونبرأ إليك من هكذا قول سوء وجهالة وضلال .
وفي الحقيقة إن الشتم وإساءة الأدب كان أمر ملازم لشخصية يسوع في الأناجيل , ولا يتعبرن أحد أن كلامي هذا إساءة أو مسبة , فكما ترى أيها القارئ اللبيب أنا لا أسرد قولاً إلا وقد أرفقته بالقرائن والشواهد الدالة عليه من الأناجيل والتفاسير , فما أقوله هنا ليس مسبة من باب التجني ولكنه نقلاً للحقائق , فأنظر كيف أساء يسوع إلى أمه أمام الناس كما جاء في إنجيل يوحنا 2 عدد4 هكذا :
يوحنا 2 عدد4: قال لها يسوع ما لي ولك يا امرأة.لم تأت ساعتي بعد. (SVD)
بل ان المسيح شتم أحد الذين استضافوه ليتغدى عنده ، شتمه في بيته : (( سأله فريسي أن يتغذى عنده . فدخل يسوع واتكأ . وأما الفريسي فلما رأى ذلك تعجب أنه لم يغتسل أولاً قبل الغداء فقال له الرب : أنتم الآن أيها الفريسيون تنقون خارج الكأس وأما باطنكم فمملوء اختطافاً وخبثاً يا أغبياء ! ويل لكم أيها الفريسيون ! . . . فأجاب واحد من النامسيين وقال له : يا معلم ، حين تقول هذا تشتمنا نحن أيضاً . فقال : وويل لكم أنتم أيها الناموسيون ! )) انجيل لوقا 11 عدد 39
ان أي انسان يحترم عقله يستطيع أن يدرك أن كلمة (( يا اغبياء )) التي قالها المسيح لمعلموا الشريعة وما جاء بعدها من كلمات ، انما هي شتيمة واضحة ، بدليل ان واحد من الناموسيين قال للمسيح : يا معلم ،حين تقول هذا تشتمنا نحن أيضاً ! لوقا 11 عدد 45
فهل هذا فقط ما نقله النصارى في كتبهم عن يسوع ؟ لا , بل هناك ما هو أشد من ذلك فتابع السطور يا هداك الله لترى إفك هؤلاء الناس وما وصلوا إليه من شطط وضلال . ولكن إقرأ القول الذي جاء في إنجيل متى لتعلم عقاب من يسب أو يشتم وقد أوردته من قبل ولكن ( ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ):
متى 5 عدد22: واما انا فاقول لكم ان كل من يغضب على اخيه باطلا يكون مستوجب الحكم.ومن قال لاخيه رقا يكون مستوجب المجمع.ومن قال يا احمق يكون مستوجب نار جهنم. (SVD)
لماذا عمد يسوع في معمودية يوحنا للتطهير من الخطايا؟
متى3 عدد16: فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء.وإذا السموات قد انفتحت له فرأى روح الله نازلا مثل حمامة وآتيا عليه. (SVD)
والسؤال البديهي الذي يطرح نفسه هنا , هو إن كان يسوع بلا خطيئة فلماذا ذهب ليعتمد من يوحنا المعمدان في نهر الأردن ؟ رجل بلا خطيئة يذهب ليتعمد في معمودية غفران الخطيئة ؟ شئ غير منطقي , ولا شك أن معمودية يوحنا لم تكن للبركة أو خلافه إنما كانت لغفــــران الخطــــايـــا كما جاء أعمال الرسل 19 عدد4 هكذا :4 فقال بولس ان يوحنا عمد بمعمودية التوبة قائلا للشعب ان يؤمنوا بالذي يأتي بعده اي بالمسيح يسوع. (SVD) وفي إنجيل لوقا 7 عدد29 ترى أن العشارين والزناة هم الذين كانوا يذهبوا إلى يوحنا ليعتمدوا منه لمغفرة خطاياهم فما الذي دفع يسوع أن يكون مع العشارين والزناة ؟ هل لأنه بلا خطيئة ذهب ليعتمد مع العشارين والزناة ؟ بأي عقل هذا ؟ إقرأ ما جاء في لوقا 7 عدد29 هكذا :29 وجميع الشعب اذ سمعوا والعشارين برروا الله معتمدين بمعمودية يوحنا. (SVD)
يسوع يكذب علي إخوته
يوحنا 7 عدد8: اصعدوا انتم الى هذا العيد.انا لست اصعد بعد الى هذا العيد لان وقتي لم يكمل بعد. (SVD)
يوحنا 7 عدد10: ولما كان اخوته قد صعدوا حينئذ صعد هو ايضا الى العيد لا ظاهرا بل كأنه في الخفاء. (SVD)
وفي هذه أقوال منها أنه ما كذب متعمداً إنما كان من أجل المصلحة العامة , ومنها أنه كذب كذبة بيضاء فقال لهم أنه لن يصعد بينما خدعهم وصعد وهذا لا يضر أحداً فالكذب عند النصارى ألوان فلا تتعجب , وبإختصار ودون مزاح فإن النصارى لا يعتبرون هذا كذبة إنما لهم تبريرات عجيبة لا يتفق منهم إثنان على رأي كما هو حالهم في جميع المسائل وعلى العموم فقد أوردتها كما هي , وتستطيع بكل وضوح أن الأمر كذبة واضحة فبعدما أخبر يسوع إخوته أنه لن يصعد جاء بعدها وصعد في الخفاء متخفياً , فلو كان يسوع لا يكذب ما إستحى ولصعد علانية دون أن يتخفى ولكن ماذا نقول ؟ عقول ولا تفكر وأعين لا تبصر .
وحينما كان يحدث التلاميذ عن موعد القيامة فقد كذب كذبة أخرى شهيرة جداً , وقد أولها البعض أن هذه الكذبة من تثبت أن يسوع ليس بنبي ولا هو كما يعتقد النصارى وتستطيع أن تراجع فقرات التثنية 18 عدد18-20 لتعلم أن جزاء النبي الكاذب الذي يتنبأ بنبوءة كاذبة يقتل وهذا ما حدث ليسوع وقد أفردنا لها في موضع غير هذا مما يغني عن إعادته مرة أخرى ولكن أنظر إلى قول يسوع في إنجيل متى 24 عدد33 قال :ـ
متى 24 عدد33: هكذا انتم ايضا متى رأيتم هذا كله فاعلموا انه قريب على الابواب. (34) الحق اقول لكم لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله. (SVD)
من الممكن أن تكون القيامة قامت ونحن لا ندري عنها شئ!! ذلك ان يسوع يقول لا يمضي هذا الجيل ويقصد جيل من يتحدث معهم وهم التلاميذ حتى يكون هذا كله !!! فأين القيامة ؟؟ التلاميذ ماتوا منذ ما يقارب الالفي عام والقيامة لم تقوم ولم يأت بن الانسان فهل تحسب هذه كذبة ؟
ومرة أخرى على أهل الفتاة الميتة
متى 9 عدد18: وفيما هو يكلمهم بهذا اذا رئيس قد جاء فسجد له قائلا ان ابنتي الآن ماتت.لكن تعال وضع يدك عليها فتحيا. (SVD)
متى 9 عدد24: قال لهم تنحوا.فان الصبية لم تمت لكنها نائمة.فضحكوا عليه. (25) فلما اخرج الجمع دخل وامسك بيدها.فقامت الصبية. (SVD)
ربهم يسوع يعيش على حساب النساء
لوقا8 عدد1: وعلى اثر ذلك كان يسير في مدينة وقرية يكرز ويبشر بملكوت الله ومعه الاثنا عشر (2) وبعض النساء كنّ قد شفين من ارواح شريرة وامراض.مريم التي تدعى المجدلية التي خرج منها سبع شياطين (3) ويونّا امرأة خوزي وكيل هيرودس وسوسنة وأخر كثيرات كنّ يخدمنه من اموالهنّ (SVD)
من العجيب جداً ان يكون الرب عالة على مجموعة من النساء تنفق النساء عليه من أموالهن ولا نجده يعمل ليعيل نفسه أو ينفق عليه تلاميذه ولكنه فضل أن يكون عالة على النساء والنساء تنفق عليه وإلا فليقل لي أي إنسان ماهي وظيفة يسوع ؟؟ ماذا كان يعمل ؟ هل كانت له مهنة يعرفها أو عمل يكسب منه قوت يومه ؟ الرب يعيش عالة على النساء وعاطل عن العمل فهل هذا رب يعبد ؟ وقصة أنه بن النجار وأن أبيه يوسف كان يعمل في النجارة فلا نجد كلمة واحدة في الإنجيل تقول أن يسوع عمل يوماً عمل يكتسب منه قوت يومه سواء كان النجارة أو العطارة , هل كان غرضه تعليم النصارى البطالة والعيش على حساب النساء ؟
رجل بلا خطيئة يريد ذبح النــاس
لوقا19 عدد27: اما اعدائي اولئك الذين لم يريدوا ان املك عليهم فأتوا بهم الى هنا واذبحوهم قدامي (SVD)
أمير المحبة , أمير السلام , جاء ليخلص العالم , ولكن يبدوا أنه جاء ليخلصهم من الحياة نهائياً , فكما ترى كل من لا يقبل يسوع ملكاً فإن يسوع أمر أن يحضروه ليذبحوه أمامه أو قدامه بنص الإنجيل , ولقد إحتار النصارى الحيارى في تأويل هذا النص فقالوا مرة إنه يتحدث عن الآخرة , قلت : إن يسوع يقول فأتوا بهم إلى هنا وإذبحوهم قدامي , يقول إلى هنا وسياق النص لا يعبر أبداً عن كونه يقصد الآخرة أبداً بل هو من تكلف النصارى ولوي النصوص , ثم هل هناك ذبح في الآخرة ؟ أين ذلك ؟ ومرة أخرى قالوا إنه يقصد الأمر كضرب مثال : قلت لا مثال أبداً في هذا الأمر والعاقل يدرك هذا من النص ذاته فإنه أمر كما ترى ولا يسبقه ما يرتبط به ولا بعده فبأي دليل قالوا هذا ؟ ثم إن ضرب المثال من أمير المحبة والسلام هكذا , فكيف يكون ضرب المثال من القتلة والسفاحين ؟
رجل بلا خطيئة يلعن شجرة تين ليس لها ذنب
متى21 عدد19: فنظر شجرة تين على الطريق وجاء اليها فلم يجد فيها شيئا الا ورقا فقط.فقال لها لا يكون منك ثمر بعد الى الابد.فيبست التينة في الحال.
كل ذنب الشجرة المسكينة أن ربهم الذي من المفروض أنه يعلم الغيب لا يعلم موسم التين فلعن شجرة التين المسكينة وحرم الناس من الإنتفاع بظلها أو ثمرها في وقته , فياله من رب لا يعلم موسم الأشجار التي من المفروض أنه خالقها ويالها من رحمة أن يفسد الزرع ويخرب الشجرة بسبب جهله بموسمها .
بلا خطيئة ويتسبب في قتل قطيع من الحيوان بلا ذنب
مرقس 5 عدد13: فأذن لهم يسوع للوقت.فخرجت الارواح النجسة ودخلت في الخنازير.فاندفع القطيع من على الجرف الى البحر.وكان نحو الفين.فاختنق في البحر. (SVD)
ولقد أهلك يسوع في هذه القصة ألفين من الدواب الخنازير لا ذنب لها ولا لصاحبها في الأمر لا من قريب ولا من بعيد , وقلنا سابقاً أن من الحب ما قتل , لذلك فمحبة يسوع التي أفسدت الزرع سابقاً كما حدث مع شجرة التين فقد أهلكت قطيع من الحيوان بلا ذنب ولا سبب فأغرقه في الماء , فأفسد الزرع والدواب وخرب الأرض , ولا أدري ألم يكن يسوع يقدر أن يخرج الشياطين من الرجل دون أن يهلك قطيع الحيوان ؟, وإن كنت أقطع بكذب هذه القصة وكذبها واضح بسبب أن الخنزير نجس ومحرم عند اليهود وكل سكان كورة الجدريين هم من اليهود , والشريعة تحرم الخنزير تحريماً قطعياً حتى حرمت أكله , فمن هذا الراعي الذي كان يربي قطعي بهذا الحجم ؟ قد يقول البعض إنه كان يربيها للتجارة قلت لم تبح الشريعة الموسوية أن يتربح من نجس أو يتاجر فيه ولم نعلم بهذا قط , بل إنه كما قلت كان في غاية التحريم عند اليهود ومعلوم أن مخالف الشريعة يقتل , وإن حدث فمن الذي عوض هذا الرجل قطيع مقداره ألفين من الحيوانات ؟ وهل ترك الرجل يسوع ينصرف سالماً بعد أن أهلك رأس ماله أو أهلك قطيعه ؟ وكيف إستحل يسوع ذلك ؟
يشجع علي البغض والكراهية
فيقول المسيح : (( إِنْ جَاءَ إِلَيَّ أَحَدٌ، وَلَمْ يُبْغِضْ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَزَوْجَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وأَخَوَاتِهِ، بَلْ نَفْسَهُ أَيْضاً، فَلاَ يُمْكِنُهُ أَنْ يَكُونَ تِلْمِيذاً لِي )) [ ترجمة الفانديك[
جِئْتُ لأُلْقِيَ عَلَى الأَرْضِ نَاراً، فَلَكَمْ أَوَدُّ أَنْ تَكُونَ قَدِ اشْتَعَلَتْ؟]لوقا 12 عدد 49 [
الرب جاء ليفرق بدل أن يجمع وبدل أن يوصي بصلة الرحم فهو يشتت شمل العائلة ويفرق بين الإخوة والأزواج والأبناء والآباء والأمهات حتى أنه يجب على الإنسان أن يكره نفسه حتى يكون تابعاً ليسوع , وإن كانت هذه الكراهية والبغض التي يبثها يسوع بين أتباعه تستوجب كل ما سيحدث نتيجتها فأرجوك تذكر ذلك النص جيدا(( متى5 عدد22:وأما انا فأقول لكم ان كل من يغضب على اخيه باطلا يكون مستوجب الحكم.ومن قال لاخيه رقا يكون مستوجب المجمع.ومن قال يا احمق يكون مستوجب نار جهنم. (SVD)

إله المحبة .... لماذا يأمر تلاميذه أن يشتروا سيوفا ؟؟؟؟؟؟؟
لوقا 22 عدد36-3836 : فقال لهم لكن الآن من له كيس فليأخذه ومزود كذلك.ومن ليس له فليبع ثوبه ويشتر سيفا(37) لاني اقول لكم انه ينبغي ان يتم فيّ ايضا هذا المكتوب وأحصي مع اثمة.لان ما هو من جهتي له انقضاء. (38) فقالوا يا رب هوذا هنا سيفان.فقال لهم يكفي (SVD)
وهذا طبقاً لما جاء في رسالة العبرانيين 12 عدد 29 ((لأن إلهنا نار آكلة((
متى 10 عدد34: لا تظنوا اني جئت لألقي سلاما على الارض.ما جئت لألقي سلاما بل سيفا. (SVD)
ويأمر بعدم دفن الموتى
متى 8 عدد21-23: (21) وقال له آخر من تلاميذه يا سيد ائذن لي ان امضي اولا وادفن ابي. (22) فقال له يسوع اتبعني ودع الموتى يدفنون موتاهم (23) ولما دخل السفينة تبعه تلاميذه. (SVD)
إله المحبة يقتل الأطفال بذنب الأم
سفر الرؤيا 2 عدد20-27 انقل منه كما يلي :
رؤيا 2 عدد20: لكن عندي عليك قليل انك تسيّب المرأة ايزابل التي تقول انها نبية حتى تعلّم وتغوي عبيدي ان يزنوا ويأكلوا ما ذبح للاوثان. (SVD)
رؤيا 2 عدد22 :ها انا ألقيها في فراش والذين يزنون معها في ضيقة عظيمة ان كانوا لا يتوبون عن اعمالهم. (23) وأولادها اقتلهم بالموت فستعرف جميع الكنائس اني انا هو الفاحص الكلى والقلوب وسأعطي كل واحد منكم بحسب اعماله(SVD)
رؤيا 2 عدد26:ومن يغلب ويحفظ اعمالي الى النهاية فسأعطيه سلطانا على الامم (27)فيرعاهم بقضيب من حديد كما تكسر آنية من خزف كما اخذت أنا أيضا من عند ابي (SVD)
كل هذه الخطايا والأفعال المشينة نسبها الكتاب المقدس ليسوع ويقولون أنه بلا خطيئة وبلا ذنب ثم يأتي النصارى ويبحثون عن خطيئة الآخرين وتناسوا تماما ما هو موجود في كتابهم عن المسيح . ونحن لا نقول أبدا بهذا الكلام عن المسيح ولم يرد أبدا في القرآن مثل هذا القول عن المسيح ولم نقل عنه أبدا ما قاله الكتاب المقدس وبالله ثم بالله إني برئ من هذا القول في سيدنا عيسى عليه السلام ولكني ما نقلته هاهنا إلا من باب الإلزام لهؤلاء الناس ولا عجب كما قلنا من قبل , فمن من الأنبياء لم يزني في كتاب النصارى أو يكذب أو يقتل رجل ويزني بزوجته بالحيلة أو ينجب من الزنا فلقد قالوا أن سيدنا المسيح عليه الصلاة والسلام نفسه من نسب زناة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . ثم أنه هناك أناس آخرين بلا خطية ولم يتخذهم النصارى آلهة لماذا؟؟؟
رجل بلا خطيئة ويوصف بأنه شريب خمر
قال متى في [ 11 : 19 ] : " جاء ابن الانسان يأكل ويشرب فيقولون هوذا إنسان أكول وشريب خمر " .
أن هذا الوصف القبيح الذي وصف به متى المسيح من أنه شريب خمر أي كثير شرب الخمر هذا الوصف لم نسمعه من غير الانجيليين ، كما نسبوا له في يوحنا في الاصحاح الثاني أن أول معجزة صدرت منه في قانا أنه قلب الماء خمراً ليزيد سكر السكارى في العرس !
إن هذا الفعل البهيمي لايمكن أن يكون قد صدر من المسيح عليه السلام وقد جاء في لوقا 1 عدد 15 ما يشير الى تحريم الخمر وهو يتكلم عن زكريا : " فظهر له ملاك الرب واقفاً عن يمين مذبح البخور فلما رآه زكريا اضطرب وخاف ، فقال له الملاك : لاتخف يا زكريا ، لأن طلبتك قد سمعت ، وامرأتك أليصابات ستلد لك ابناً وتسميه يوحنا ، ويكون لك فرح وابتهاج . . . لأنه يكون عظيماً أمام الرب ، وخمراً ومسكراً لا يشرب ." فتأمل أيها القارىء في كلام الوحي إلى زكريا ، كيف يمدح يوحنا بكونه لا يشرب الخمور ولا المسكرات. إضافة الى نصوص العهد القديم الكثيرة التي تحرم الخمر . كما جاء في سفر اللاويين 10 عدد 11 - 8 والمسيحيون جعلوا افتتاح معجزات المسيح بالسكر في عرس قانا الجليل ، واختتموه بتقديس الخمر الذي زعموا أنه ينقلب إلى دم المسيح !
اناس آخرين بلا خطية
زكريا وزوجته بلا خطية كما في لوقا 1 عدد5-6
لوقا1 عدد5: كان في ايام هيرودس ملك اليهودية كاهن اسمه زكريا من فرقة ابيا وامرأته من بنات هرون واسمها اليصابا (6)وكانا كلاهما بارين امام الله سالكين في جميع وصايا الرب وأحكامه بلا لوم. (SVD)
وأفسس 1 عدد4
افسس:1 عدد4: كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة
نوح بلا خطية كما في التكوين 6 عدد9 و التكوين 7 عدد1
تكوين:6 عدد9: هذه مواليد نوح.كان نوح رجلا بارا كاملا في اجياله.وسار نوح مع الله. (SVD)
تكوين:7 عدد1: وقال الرب لنوح ادخل انت وجميع بيتك الى الفلك.لأني اياك رأيت بارا لديّ في هذا الجيل
أيوب بلا خطية كما في سفر أيوب 1 عدد1 و 1 عدد8
أيوب:1 عدد1: كان رجل في ارض عوص اسمه ايوب.وكان هذا الرجل كاملا ومستقيما يتقي الله ويحيد عن الشر. (SVD)
أيوب:1 عدد8: فقال الرب للشيطان هل جعلت قلبك على عبدي ايوب.لأنه ليس مثله في الارض.رجل كامل ومستقيم يتقي الله ويحيد عن الشر. (SVD)

لماذا ارسل المسيح ؟؟؟
لوقا 5 عدد32:لم آت لأدعو ابرارا بل خطاة الى التوبة (SVD)
فهذه هي مهمة يسوع كما يعتقدها النصارى .

غير معرف يقول...

((((((((((هل هذا هو الوحي عندكم يا قوم ؟!!
شواهد البطلان
وماذا قال المسيح كما روى لنا كاتب أنجيل متى 5 عدد 17: " ما جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء" والسؤال الهام هنا ... هل يمكن ان نصدق أنه نفسه المسيح الذى قال أيضا كما يحكى لنا يوحنا10 عدد 8 : "جميع الذين أتوا قبلي هم سراق ولصوص ، ولكن الخراف لم تسمع لهم" فلماذا لم ينقض إذن كلام هؤلاء اللصوص والسراق من الأنبياء قبله ؟؟؟؟
والله لم يتفوه رسول الله عيسى بن مريم العذراء عليهما السلام ذو الفم العطر بهذا على إخوانه من الأنبياء والرسل من قبله وإلا فكيف يستقيم هذا مع مدحه للمعمدان القائل فى متى 11 عدد 11: " الحق أقول لكم لم يقم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان "؟
هل يوجد أي سبب مقنع لماذا قال كاتب أنجيل متى هذا الافتراء على رسول الله عيسى ... يدعوني هذا لكي أتسائل .. هل الكتاب المقدس حقاً من وحي الله إلى أنبيائه ؟

وإن كنتم مازلتم عند رأيكم فاقرأوا يوحنا 5 عدد 31 : " إن كنت أشهد لنفسي فشهادتي ليست حقاً " . بما يناقضه تماما فى يوحنا 8 عدد 31 " وإن كنت أشهد لنفسي فشهادتي حق "

لم يدعى أى من كتبة العهد الجديد لنفسه الإلهام - سوى بولس – وأكبر دليل على ذلك ما جاء في ( لوقا 1عدد 1-4 ) وهذا ما سنتعرض له بالتفصيل في باب من هم كتبة الأناجيل ؟
تقولون أن مفهوم الوحي هو أن المعنى من عند الله والتعبير شخصي ... لن نعارض .. ولكن دعنا ندرس هذا ونرى إن كان ما تقولون صحيحا !... هناك أحداث مهمة جدا جدا نساها بعض كتاب الأناجيل زى متى ويوحنا ... زى حدث هام جدا وهو صعود المسيح للسماء ... ولكنهم تذكروا أن يكتبوا عن أشياء ليس لها قيمة زى حادثة ركوب المسيح على الجحش وهو يدخل أورشليم ، فهل متى ويوحنا هما التلميذين اللى حضرا المسيح وهو يصعد للسماء ، بينما لوقا ومرقص اللى كانوا غايبين فى الوقت ده ذكروا الحادثة دى ... لأنه من المعروف إنهم ما كانوش من تلاميذ المسيح .. يعنى لم يحضروا يوم الصعود !!!!!!!!
وهذا إثبات ان ولا واحدً من الإنجيلين كتب إنجيله بإلهام ... لأن حتى لو كانوا ملهمين زى ما فى أدعاء من بعض الناس ... كانوا حيذكروا الحادثة المهمة دى .. وكل واحد حيعبر عنها بطريقته الخاصة زى ما بتقولوا ... ، لأن خبر الصعود قد أضيف فيما بعد، كما اعترفت بذلك لجنة تنقيح الكتاب المقدس التي أصدرت النسخة (R.S.V) .
2- ومما ذهل عنه الإنجيليون فلم يسجله على أهميته إلا واحد منهم معجزة تحويل الماء إلى خمر كما فى يوحنا 2عدد1 - 11 )
3- وكذا معجزة إحياء لعاذر أمام الجموع الكثيرة التي آمنت به بعد ذلك ( يوحنا 11عدد 1 - 46 ).
4- وكذا انفرد يوحنا بذكر قدرة التلاميذ على مغفرة الذنوب ( يوحنا 20 عدد 23 ) لكنه لم يذكر شيئاً عن العشاء الأخير على أهميته وشهوده له .
5- وينفرد متى بذكر نص التثليث الوحيد في الأناجيل ( متى 28عدد 19 ).
كما انفرد بذكر زيارة المجوس للمسيح ( متى 2عدد 1 - 12 ).
وهو الوحيد الذي كتب سفر المسيح وأمه لمصر ( متى 2عدد 14 ) ، وكل هذا مما ينقض دعوى الإلهام إذ لا يليق بالملهِم أن يغفل عن إلهام التلاميذ هذه الأمور الهامة.
وهناك كما عد دارسى الكتاب المقدس من علماء الاهوت قرابة 250 قصة وخبر جاءت فى انجيل ولم تأتى فى الأناجيل الأخرى .
ولا دليل في الأناجيل على إلهامية حد منهم ..... غير ما جاء فى تيموثاوس 3عدد16: كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر .. وهذه العبارة سنتعرض لها بالتفصيل فى الباب القادم ( كيف سمح الله بتحريف كتابه ولماذا سمح بذلك ) لنرى مدى التحريف فيها .

رسائل شخصية .. وتقولوا إنها الهام !!
ومن ضمن الأمور المضحكة في هذا الكتاب أن الكتاب يحكى لنا رسائل شخصية بين من كتبوه ثم ينسبها البشر أصحاب مجمع نيقية 325 وعلى يد قسطنطين إلى أنها كلام الله أو وحي من الله . قد يقول القائل ربما هي رسائل إلهية أو فيها من الحكمة النافذة ما هو عِظَة للبشر وترغيبا وترهيبا لهم. ولكن صدقوني الكتاب اعتبر في فترة من الزمان أن رسالة شخص لشخص يقول له عندما يأتيك فلان أرسله لي وأرسل لي معه ردائي والكتب والرقوق اعتبر الكتاب أن هذه الكلمات والرسائل هي وحياً إلاهياً !! أي حكمة إلهية في ذلك ؟؟ اقرأ هذه الفقرات وأحكم بنفسك ، ففي رسائل بولس خصوصاً والأناجيل عموماً عشرات المواضع التي تشهد لهذه الرسائل بأنها شخصية لا علاقة للوحي بها ، ومن ذلك ما قاله يوحنا 2 عدد 13 : “ يسلم عليك أولاد أختك “
ويرسل يوحنا المزيد من السلامات لأحبابه فى يوحنا 3 أعداد 1-14 .“ غايس الحبيب الذي أحبه بالحق. أيها الحبيب في كل شيء أروم أن تكون ناجحاً وصحيحاً ... سلام لك ، يسلم عليك الأحباء ، سلم على الأحباء بأسمائهم
أما فيما يخص رسائل بولس والذى لم يدر بخلده عند كتابة تلك الرسائل - أو على الأصح عند إملائها - أنه يسطر ألفاظاً ستبقى ذخراً ثميناً تعتز به الأجيال القادمة ، ويا للعجب ، بولس لا يعلم بقدسية كلماته بينما النصارى عنه يناضلون.

ونقرأ في رسالة تيموثاوس الثانية 4 عدد 9-22 أكتفي بنقل من الفقرات كما يلي :

2تيموثاوس 4عدد10 بادر أن تجيء إلي سريعا (10)لان ديماس قد تركني إذ أحب العالم الحاضر وذهب إلى تسالونيكي وكريسكيس إلى غلاطية وتيطس إلى دلماطية(11) لوقا وحده معي.خذ مرقس واحضره معك لأنه نافع لي للخدمة. (12)أما تيخيكس فقد أرسلته إلى افسس. (SVD)
2تيموثاوس 4 عدد13: الرداء الذي تركته في ترواس عند كاربس احضره متى جئت والكتب أيضا ولا سيما الرقوق. (SVD)
2تيموثاوس 4 عدد14: اسكندر النحّاس اظهر لي شرورا كثيرة.ليجازه الرب حسب أعماله. (SVD).....
2تيموثاوس 4 عدد19: سلم على فرسكا واكيلا وبيت انيسيفورس. (20) اراستس بقي في كورنثوس.وأما ترو فيمس فتركته في ميليتس مريضا. (SVD).....
2تيموثاوس 4 عدد21: بادر أن تجيء قبل الشتاء.يسلم عليك افبولس وبوديس ولينس وكلافدية والأخوة جميعا. (22) الرب يسوع المسيح مع روحك.النعمة معكم.آمين (SVD)

هل أكيلا وبريسكلا وحى ؟؟ نقرأ فى 1كورنثوس 16عدد 19 - 20: “ تسلم عليكم كنائس آسيا ، يسلم عليكم … أكيلا وبريسكلا .. يسلم عليكم الإخوة أجمعون ، سلموا بعضكم على بعض بقبلة مقدسة “

وهكذا تستمر رسائل بولس وسلاماته إلى أصدقائه وأقربائه، وتطول كما في رسالة رومية، وفيها ما تقرأه فى رومية 16عدد 1 – 21: " أوصي إليكم بأختنا فيبي التي هي خادمة الكنيسة التي في كنخريا، كي تقبلوها في الرب كما يحق للقديسين وتقوموا لها في أي شيء احتاجته منكم. لأنها صارت مساعدة لكثيرين ولي أنا أيضاً، سلموا على بريسكلا وأكيلا العاملين معي في المسيح يسوع، اللذين وضعا عنقيهما من أجل حياتي، اللذين لست أنا وحدي أشكرهما، بل أيضاً جميع كنائس الأمم، وعلى الكنيسة التي في بيتهما. سلموا على أبينتوس حبيبي الذي هو باكورة إخائية للمسيح. سلموا على مريم التي تعبت لأجلنا كثيراً. سلموا على أندرونكوس ويونياس نسيبيّ المأسورين معي اللذين هما مشهوران بين الرسل، وقد كانا في المسيح قبلي. سلموا على أمبلياس حبيبي في الرب. سلموا على أوربانوس العامل معنا في المسيح وعلى أستاخيس حبيبي. سلموا على أبلّس المزكى في المسيح. سلموا على الذين هم من أهل أرستوبولوس. سلموا على هيروديون نسيبي. سلموا على الذين هم من أهل نركيسوس الكائنين في الرب. سلموا على تريفينا وتريفوسا التاعبتين في الرب. سلموا على برسيس المحبوبة التي تعبت كثيراً في الرب. سلموا على روفس المختار في الرب وعلى أمه أمي. سلموا على اسينكريتس فليغون هرماس بتروباس وهرميس وعلى الإخوة الذين معهم. سلموا على فيلولوغس وجوليا ونيريوس وأخته وأولمباس وعلى جميع القديسين الذين معهم. سلموا بعضكم على بعض بقبلة مقدسة.كنائس المسيح تسلم عليكم،... يسلم عليكم تيموثاوس العامل معي ولوكيوس وياسون وسوسيباترس أنسبائي. أنا ترتيوس كاتب هذه الرسالة اسلم عليكم في الرب. يسلم عليكم غايس مضيفي ومضيف الكنيسة كلها. يسلم عليكم اراستس خازن المدينة وكوارتس الأخ. "
وتتكرر المشاهد الشخصية في رسالة فيلبي 2عدد 26 -28حيث يقول: " أنا أيضاً سآتي إليكم سريعاً، ولكني حسبت من اللازم أن أرسل إليكم ابفرودتس أخي والعامل معي والمتجند معي ورسولكم والخادم لحاجتي، إذ كان مشتاقاً إلى جميعكم ومغموماً، لأنكم سمعتم أنه كان مريضاً..، فأرسلته إليكم بأوفر سرعة، حتى إذا رأيتموه تفرحون أيضاً وأكون أنا أقل حزناً "
ولا ينسى بولس أن يسجل هنا أيضاً بعض تحياته، فيقول فى فيلبي 4عدد 21 – 22: " سلموا على كل قديس في المسيح يسوع. يسلم عليكم الإخوة الذين معي، يسلم عليكم جميع القديسين، ولا سيما الذين من بيت قيصر.. كتبت إلى أهل فيلبي من رومية على يد ابفرودتس "
ومثل هذا كثير، فى 1كورنثوس 16عدد 20 و فيلمون 1عدد 21 - 24 ......فهل هذه العبارات من إلهام الله ووحيه؟!
كاتب الرسالة هو :
تيطس 1عدد1 : بولس عبد الله ورسول يسوع المسيح لأجل إيمان مختاري الله ومعرفة الحق الذي هو حسب التقوى (SVD)
ليس الغرض من هذه الفقرات إثبات أن الكتاب محرف ولكن الغرض منها هو بيان الكلمات والمواضيع التي تناولها البشر عبر مئات السنين علي أنها كلمات الله I موحى بها وأنها الطريق الذي يوصِلك إلي الله I ومنها تعرف شريعته وإرادته , بينما الواقع أنها ليست لها أدنى صلة لا بالوحي ولا بالله I ولا بالأنبياء إنها مجرد رسائل وجدها النصارى وإعتبروها وحياً من الله I ! أين الوحي في ذلك ؟.
لذلك تجد التناقضات والاختلافات والأخطاء العلمية القادحة بل والألفاظ الجنسية الفاضحة التي لا يمكن أن تكون موحاه من الله I, ومما يؤكد يقينا أن النصوص الواردة في هذا الكتاب هي ليست أساساً وحياً إلاهياً وليست بأمر من الرب أبداً , وصدق الله I إذ يقول
(أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً (82). النساء


عبارات لا يمكن أن تكون وحياً
لو تتبعنا الأناجيل لما وجدنا ما يشعر بأن أياً منها صادر من ملهم يكتب وحياً ، فمثلاً يقول لوقا فى لوقا 3عدد 23 : “ ولما ابتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنة ، وهو - على ما كان يظن - ابن يوسف .. “ فلفظه “ نحو “ “يظن” لا تصدر عن ملهم جازم بما يقول، وقد أزعجت هاتان العبارتان علماء الكنيسة ، فحذفوهما من طبعة الكتاب المقدس المنقحة.

ومثله في خاتمة يوحنا20عدد 30 - 31 يقول : “ وأما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله ، وقد كتبه بطلب من أساقفة آسيا لا الروح القدس، وهو لا يقول بأن الله ألهمه ذلك.بالظبط كما كتب لوقا أنجيله إلى العزيز ثاوفيلوس .
ويقول : “ هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا ، وكتب هذا ، ونعلم أن شهادته حق “ فلم يذكر شيئاً عن إلهام هذا الإنجيل ، ثم قال بعدها ما أثبت صفة البشرية لكلامه كما كتب فى يوحنا 21عدد 24 - 25 “ وأشياء أخرى كثيرة صنعها يسوع، إن كتبت واحدة واحدة فلست أظن أن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة “ ، فمثل هذه المبالغة لا يغيب أنها صنع بشري لعادة البشر في ذلك.
وعلاوة على هذا كله فإن في الرسائل فقرات تنفي هي عن نفسها دعوى الإلهام وتكذبه، وتشهد لصاحبها بأنه يتحدث ببشرية تامة ، وأن الوحي لا علاقة له بما يكتب
ومن ذلك قول بولس في 1كورنثوس 7 عدد 12 : “ أقول لهم أنا لا الرب “
ثم يقول في 1كورنثوس 7 عدد 40 : “ حسب رأيي “
ويقول في 1كورنثوس 7 عدد 25 : “ ليس عندي أمر من الرب فيهن “ ، فهل نصدق بولس، وهو يصف كلامه هنا بأنه رأي شخصي أم نصدق النصارى الذين يقولون عن هذه العبارات أنها أيضاً ملهمة .
ويقول بولس أيضاً مناقضا نفسه وهو ينفي عن كلامه صفة القداسة فى 2كورنثوس 11 عدد 16 - 17 : “ الذي أتكلم به لست أتكلم به بحسب الرب، بل كأنه في غباوة في جسارة الافتخار هذه “
ويؤكد أن بعض ما يصدر عته هو محض رأي بشري واجتهاد شخصي منه، فيقول فى 2كورنثوس 8 عدد 8 - 10 : “لست أقول على سبيل الأمر، بل باجتهاد ... أعطي رأياً في هذا أيضاً “
ويقول بولس فى 2كورنثوس 11عدد 1 : “ ليتكم تحتملون غباوتي قليلاً “ ، فهل أوحى الله له أن يصف نفسه بالغباء، وهل يعتذر الله ويخشى أن يكون ملهمه قد أثقل على أولئك الذين يقرؤون رسالته.
ويقول معتذراً، والمفروض أن القائل وحي الله الذي يسجله بولس فى رومية 15عدد 15 : “ لقد اجترأت كثيراً فيما قلت أيها الإخوة“

ماذا قال المحققين فى موضوع الوحى هذا
وقد أنكرت بعض فرق النصارى وبعض مقدميهم وغيرهم من المحققين إلهامية الأناجيل والرسائل .
ويقول مؤلفو الترجمة المسكونية: “ جمع المبشرون ، وحرروا، كل حسب وجهة نظره الخاصة ما أعطاهم إياه التراث الشفهي “ فليس ثمة إلهام إذن.
ويقول لوثر عن رسالة يعقوب: “ إنها كلّاء .. هذه الرسالة وإن كانت ليعقوب .. إن الحواري ليس له أن يعين حكماً شرعياً من جانب نفسه ، لأن هذا المنصب كان لعيسى عليه السلام فقط “، فقول لوثر هذا، يفهم منه عدم اعتباره ليعقوب الحواري ملهماً.
ثم يقول ريس في دائرة معارفه: “ والكتب التي كتبها تلاميذ الحواريين - مثل إنجيل مرقس ولوقا وكتاب الأعمال - توقف ميكايلس في كونها إلهامية “.
وفي الفاتيكان شكل البابا ( جون ) لجنة لدراسة الإنجيل برئاسة العلامة (هانز كومب)، وبعد دراسة متأنية ، قررت اللجنة:" أن الإنجيل كلام بشر ، وأنه لا يوجد دليل على أن الإنجيل ينحدر مباشرة عن الله “ .
ولمزيد من الأقوال من غلماؤهم ... راجع باب أقوال عن الكتاب المقدس من علماؤهم Truth_Gate

أمثله على إختلافات الوحى
معنى التحريف
التحريف هو التغيير الواقع في كلام الله سواء وقع بسبب الزيادة أو النقصان أو تبديل بعض الألفاظ ببعض آخر أياً كان سبب ذلك التغيير إن كان عن سوء قصد، أم عن حسن قصد، أم عن سهو وغفلة ، ونحن ندعي أن التحريف بهذا المعنى واقع في الأناجيل التي بين أيدي النصارى اليوم ، ويقول الله تعالى فى كتابه الكريم :

{ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً } (النساء:82)

وجود الاختلاف في كتاب - يقال إنه كتاب وحي - دليل قاطع على أنه من عند غير الله ، وأن يد التحريف قد عبثت به، وإثباتنا لتناقض هذه النصوص هو أعظم رد على النصارى الذين يزعمون أن هذه الأناجيل هي كلمة الله. وسنستعرض بعض الأمثلة التي تبين للقارئ المنصف بما لا يدع مجالا للشك هذه الحقيقة " حقيقة تحريف الأناجيل
اختلافهم في تعيين حواريي عيسى عليه السلام
ومن ذلك أيضا : اختلاف إنجيل متى وإنجيل لوقا في تعيين الحواريين أصحاب عيسى ، فإنجيل متى ذكر منهم لباوس الملقب تداوس ، بينما لا نجد لهذا ذكراً في إنجيل لوقا، ونجد بدلاً عنه يهوذا أخا يعقوب. فهل يمكن أن يكون كتاب موحى به من الله تختلف فيه أسماء الحواريين .. على قلة عددهم !!


اختلافهم في أمر عيسى عليه السلام بما يسمى العشاء الرباني
من ذلك ما جاء في إنجيل متى 26 عدد 26 أن المسيح عليه السلام حين تعشى مع تلاميذه كسر لهم الخبز وقال لهم : " خُذُوا، كُلُوا: هَذَا هُوَ جَسَدِي!" وكذلك في إنجيل مرقص 14عدد22 قال لهم: " خُذُوا: هَذَا هُوَ جَسَدِي " أما في إنجيل لوقا 22عدد19 فقال : " هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم.اصنعوا هذا لذكري!" ولا شك أن المتأمل في هذه الجمل يستوقفه اختلاف المعاني بينها، ولاسيما ما جاء في إنجيل لوقا ، ففيه إشارة صريحة إلى ما يسمى بالعشاء الرباني في حين أن ما جاء في إنجيلي متى ومرقص لم يشتمل على شيء من هذا القبيل ، علما أن العشاء الرباني من الشعائر الهامة عند النصارى ، فهل لنا أن نسأل أمام هذا الاختلاف بين هذه الأناجيل، فنقول : هل أمر المسيح عليه السلام بما يسمى العشاء الرباني أم لم يأمر ؟ فإن قيل : أمر فمعنى هذا أن متى ومرقص قد أخفيا أو أسقطا أمره ، وإن قيل لم يأمر فمعنى هذا أن لوقا قد زاد في إنجيله، وكلا الخيارين يؤيد دعوانا تحريف الأناجيل .

اتهام من شهد على عيسى بالزور في قول قاله
ومن ذلك أيضا ما جاء في إنجيل مرقص 14عدد57 في قصة محاكمة عيسى أمام شيوخ اليهود الذين اتهموه بالزندقة ، حيث طلبوا من يشهد عليه فقد جاء فيه : " ثم قام قوم وشهدوا عليه زورا " ففي هذه الرواية وصف لشهادتهم بأنها شهادة زور في حين أن مضمون هذه الشهادة ثابت عن عيسى عليه السلام، ففي سفر يوحنا 2عدد19 " أجاب يسوع وقال لهم : انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أقيمه، فقال اليهود : في ست وأربعين سنة بني هذا الهيكل أفأنت في ثلاثة أيام تقيمه " فإذا صح أن عيسى عليه السلام قال هذا الكلام فبأي حق يصف مرقص شهادة الرجلين بأنها شهادة زور ، فنحن بين خيارين إما أن نكذب يوحنا أو نكذب مرقصا، والتأويل الذي ذكره يوحنا في ذلك لا يدل عليه اللفظ ولا يساعده السياق .



اختلافهم فيما وقع عند موت عيسى حسب زعمهم
ومن ذلك ما جاء في إنجيل متى 27 أعداد 51-53 أن عيسى عليه السلام عندما أسلم الروح -زعموا- " الأرض تزلزلت والصخور تشققت ، والقبور تفتحت وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين ، وخرجوا من القبور بعد قيامته ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين." ومثل هذا الحدث مما تتوافر الهمم على نقله والحديث عنه ومع ذلك لم يرد له ذكر في بقية الأناجيل ، فهل تقوّل متى وزاد في تلك الأحداث ما لم يحدث، أم أن مرقصا ولوقا ويوحنا حذفوا بعض ما حدث وبالتالي تثبت دعوانا بوجود التحريف في الأناجيل زيادة ونقصاً .

كل هذه الأمثلة تدل دلالة قطعية على أن هذه الأناجيل ليست وحيا من الله سبحانه، إذ لو كانت وحيا لخلت من التناقض والتضارب ومن الزيادة والنقصان، وهي حقيقة لا يمكن للنصارى دفعها إلا بتحمل الأعذار الساقطة والباطلة ، وسيبقى الحق واضحا جليا لمن طلبه ، نسأل المولى عز وجل أن يهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنه إنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم .

أناجيل النصارى لا يمكن أن تكون كلمة الله، لما اشتملت عليه من التناقض والاضطراب الذي ينزه عنهما كلام الله سبحانه الذي { لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ} (فصلت:42) فمن تلك الأمثلة :

تخلف نبوءات الأناجيل عن الوقوع
وهذا من أقبح التحريف، إذ إن أخبار الأنبياء حق لا يمكن أن تتخلف، فإذا وجد في الكتاب خبر قد عين وقته أو علامته ولم يتحقق بعد مضي ذلك الوقت أو مجيء تلك العلامة، فهذا يدل على أن ذلك النبي لم يكن نبيا، أو أن الخبر إليه لم يكن صحيحا، لما تقرر من ثبوت العصمة لأنبياء الله في تبليغ وحيه .
ومع ذلك نجد في أناجيل النصارى بشارات أو نبوءات منسوبة إلى المسيح عليه السلام، لكنها لم تقع رغم وقوع علامتها ومرور الوقت المحدد لها ، فمن ذلك ما جاء في إنجيل
متى 16 أعداد 27-28من قول المسيح عليه السلام : " فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَعُودُ فِي مَجْدِ أَبِيهِ مَعَ مَلاَئِكَتِهِ، فَيُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ أَعْمَالِهِ. الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ بَعْضاً مِنَ الْوَاقِفِينَ هُنَا لَنْ يَذُوقُوا الْمَوْتَ، قَبْلَ أَنْ يَرَوْا ابْنَ الإِنْسَانِ آتِياً فِي مَلَكُوتِهِ " فقد دلت هذه النبوءة على أن نزول عيسى عليه السلام من السماء سيكون قبل أن يفنى الجيل الذي يخاطبه، بل قبل أن يموت بعض الواقفين بجانبه، وقد مات ذلكم الجيل كله ومئات من الأجيال بعده، ولم ينزل المسيح عليه السلام ولم تتحقق نبوءته ، ويقيننا بأن عيسى نبي من عند الله يدفعنا إلى اتهام النقلة عنه في عدم الدقة، بل والزيادة في كلامه والنقصان منه حسب الأهواء والرغبات .

ومن هذا القبيل أيضا ما جاء في إنجيل لوقا من قول الملائكة لمريم عليها السلام فى 1 أعداد 30-33 : ( لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ، فَإِنَّكِ قَدْ نِلْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ! وَها أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً، وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. إِنَّهُ يَكُونُ عَظِيماً، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيَمْنَحُهُ الرَّبُ الإِلهُ عَرْشَ دَاوُدَ أَبِيهِ، فَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلَنْ يَكُونَ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ ). ومعلوم أن داود عليه السلام تولى حكم بني إسرائيل وكانت مملكته ممتدة على رقعة جغرافية واسعة في حين أن عيسى عليه السلام لم يستطع أن يتملص من دفع الجزية لقيصر ، بل إنه عليه السلام يصرح كما في إنجيل يوحنا 18 عدد 36 : " بأن مملكته ليست من هذا العالم " فكيف يصح بعد هذا ما جاء في إنجيل لوقا من أنه يعطى ملك داود وأن ملكه يبقى إلى الأبد !!!


تناقض واضطراب في كلام الأناجيل
من ذلك ما جاء في إنجيل متى 12 أعداد 38-40 :
" عِنْدَئِذٍ أَجَابَهُ بَعْضُ الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ، قَائِلِينَ: " يَا مُعَلِّمُ، نَرْغَبُ فِي أَنْ نُشَاهِدَ آية تُجْرِيهَا! فَأَجَابَهُمْ: جِيلٌ شِرِّيرٌ خَائِنٌ يَطْلُبُ آيَةً؛ وَلَنْ يُعْطَى آيَةً إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِي ِّ ( يونس عليه السلام ) فَكَمَا بَقِيَ يُونَانُ فِي جَوْفِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ، هَكَذَا سَيَبْقَى ابْنُ الإِنْسَانِ فِي جَوْفِ الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ " ففي هذا النص يمتنع المسيح عليه السلام عن إعطاء علماء اليهود آية في حياته، ولكنه في نص آخر يعرض عليهم آية ومعجزة بناء هيكلهم في ثلاثة أيام بعد أن يهدموه هم، فقد جاء في إنجيل يوحنا 2 أعداد 18-20:
" فَتَصَدَّى الْيَهُودُ لِيَسُوعَ وَقَالُوا لَهُ: "هَاتِ آيَةً تُثْبِتُ سُلْطَتَكَ لِفِعْلِ مَا فَعَلْتَ!" أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: "اهْدِمُوا هَذَا الْهَيْكَلَ، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ". فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ: "اقْتَضَى بِنَاءُ هَذَا الْهَيْكَلِ سِتَّةً وَأَرْبَعِينَ عَاماً، فَهَلْ تُقِيمُهُ أَنْتَ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ؟ " ، فبأي الفقرتين نأخذ وإلى أي القولين نصير !! هل نأخذ بالفقرة التي تنفي إعطاء عيسى لبني إسرائيل آية ؟ أم بالفقرة التي تثبت إعطاءهم إياها ؟!! .

الاختلاف في حامل الصليب
ومن أوجه التناقض والاختلاف ما جاء في إنجيلي متى 27 عدد 32 ولوقا 23 عدد 26 من أن حامل الصليب هو سمعان القيرواني، في حين جاء في إنجيل يوحنا 19 عدد 17 أن المسيح عليه السلام هو من كان يحمل الصليب!! وهنا نسأل نفس السؤال من كان الحامل الحقيقي للصليب المسيح أم سمعان القيرواني ؟ !!Truth_Gate

غير معرف يقول...

((((((((هل كلمة إلوهيم تعنى الثالوث .. لا وألف لا


لفظة إلوهيم .. هي صيغة جمع .. غير أن نعته يجئ ، أحيانا، بلفظ المفرد ، وأحيانا بلفظ الجمع ، وكمان الفعل المسند إليه والضمير اللي يعود إليه .
فلفظة إلوهيم فى صيغة الجمع تعنى آلهة ... ولا تعنى أقانيم ... ونحن نتحدث عن أقانيم و ليس آلهة ..... واعتبارها جمع يصل بنا فى النهاية إلى تعدد الآلهة و ليس تعدد الأقانيم .....
(ومافيش ولا دليل إنها 3 ربما 2 و ربما 5 أو 9 ) ..... و لكن حتى لو كانت ثلاثة فهي ثلاثة آلهة و ليست ثلاثة أقانيم و من المستحيل إثبات ان إلوهيم هنا جمع لثلاثة فقط .
وإذا كانت إلوهيم تعنى ثلاثة أقانيم فى اله واحد او اى عدد من الأقانيم فى اله واحد ... إذن كيف نفسر نص فى المزامير 45 عدد 6 و 7 .
6كُرْسِيُّكَ يَا اللهُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. قَضِيبُ اسْتِقَامَةٍ قَضِيبُ مُلْكِكَ. 7أَحْبَبْتَ الْبِرَّ وَأَبْغَضْتَ الإِثْمَ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مَسَحَكَ اللهُ إِلَهُكَ بِدُهْنِ الاِبْتِهَاجِ أَكْثَرَ مِنْ رُفَقَائِكَ.
كرسيك يا إلوهيم !! اى المخاطب هو إلوهيم ثم يقول الكاتب .. أحببت البر و من اجل ذلك مسحك إلوهيم !!!!! يعنى إلوهيم متعدد الأقانيم مسح إلوهيم آخر متعدد الأقانيم و هذا كلام غير منطقي أبدا ....
وكذلك عبرانيين 1 عدد 8 و 9 : 8. وأَمَّا عَنْ الاِبْنِ: «كُرْسِيُّكَ يَا أَللهُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. قَضِيبُ اسْتِقَامَةٍ قَضِيبُ مُلْكِكَ. 9أَحْبَبْتَ الْبِرَّ وَأَبْغَضْتَ الإِثْمَ. مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مَسَحَكَ اللهُ إِلَهُكَ بِزَيْتِ الاِبْتِهَاجِ أَكْثَرَ مِنْ شُرَكَائِكَ
و التفسير المنطقي الوحيد أن إطلاق اسم إلوهيم على يسوع كان لإثبات انه أعظم و أعلى رتبة من بقية البشر او الشركاء كما يسميهم النص مثل موسى تماما كما سوف نرى بعد قليل.(انظر سادسا)
و هذا النص فى التكوين 42 عدد 30 : 30 تكَلَّمَ مَعَنَا الرَّجُلُ سَيِّدُ الأَرْضِ بِجَفَاءٍ وَحَسِبَنَا جَوَاسِيسَ الأَرْضِ
المقصود يوسف و الكلمة التى ترجمت سيد الأرض هى كلمة بصيغة الجمع فى العبرية و هذا كما هو واضح للتعظيم .

ثانيا :

هل انتهت الأسماء حتى يسمى الإله الخالق العظيم بنفس الاسم الذي سميت به الآلهة المزيفة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فى القضاة : 16 عدد 23 : 23 واما اقطاب الفلسطينيين فاجتمعوا ليذبحوا ذبيحة عظيمة لداجون الههم ويفرحوا وقالوا قد دفع الهنا ليدنا شمشون عدونا. (SVD)
داجون اله الفلسطينيين اسمه فى النص الأصلي إلوهيم و مذكور مرتين و الفعل المصاحب له مفرد هل داجون هذا مكون أيضا من ثلاثة أقانيم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟. النص لا يحوى إلا اله مزيف وحيد كما هو واضح .....و النصوص الآتية كلها آلهة مزيفة أطلق عليها إلوهيم
القضاة 8 عدد 33: 33وَكَانَ بَعْدَ مَوْتِ جِدْعُونَ أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجَعُوا وَزَنُوا وَرَاءَ الْبَعْلِيمِ, وَجَعَلُوا لَهُمْ بَعَلَ بَرِيثَ إِلَهاً.
القضاة 11 عدد24: 24أَلَيْسَ مَا يُمَلِّكُكَ إِيَّاهُ كَمُوشُ إِلَهُكَ تَمْتَلِكُ؟ وَجَمِيعُ الَّذِينَ طَرَدَهُمُ الرَّبُّ إِلَهُنَا مِنْ أَمَامِنَا فَإِيَّاهُمْ نَمْتَلِكُ.
و كذلك القضاة 16 عدد 23 الإله داجون .. و الملوك 11عدد5 عتشروت ... و الملوك الثاني 1عدد 3 .. و الملوك الثاني 19 عدد 37
و لاننسى العجل الذهبى فى الخروج 32 اطلق عليه الوهيم مرتين فى العدد الاول و العدد 32 .

و كل الأمثلة السابقة كانت لإله مفرد فقط بدون أقانيم داخلية ... و هنا ملاحظة جديرة بالاهتمام فى الملوك الأول 5 عدد 11
5فَذَهَبَ سُلَيْمَانُ وَرَاءَ عَشْتُورَثَ إِلَهَةِ الصَّيْدُونِيِّينَ وَمَلْكُومَ رِجْسِ الْعَمُّونِيِّينَ.
عشتروت اله مؤنث وعلى الرغم من كده أخذت لقب إلوهيم الجمع المذكر و هذا يبطل تماما الاستشهاد بهذا اللفظ لإثبات اى تعدد للأقانيم سواء ثلاثة أو أكثر أو اقل . و الله المستعان وحده .

ثالثا :

وليه اختفت كلمة إلوهيم من العهد الجديد؟ قد تقول أنها عبرية و العهد الجديد يونانى و لكن هل عندنا كلمة فى العهد الجديد ممكن ان تكون جمع فى الوحدانية ... ووحدانية فى الجمع ..... كما يحاول ان يفعل البعض مع كلمة إلوهيم ....بمعنى آخر هل كلمة ثيوس وهي تعنى اله هل تحمل اى معنى لتعدد الأقانيم ......!!!
يسوع نفسه يقول فى مرقص 12 عدد 29 : 29 فأَجَابَهُ يَسُوعُ: إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ إِلَهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. طبعا الكلام هنا باللغة اليونانية والكاتب هنا أقتبس من التثنية 6 عدد 4 : 4«إِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ.
المشكلة ان فى النص العبري استعملت كلمة إلوهيم و كاتب انجيل مرقص استعمل ثيوس المفرد و لم يستعمل الجمع ، و اذا كان تعدد الأقانيم هو المعنى المراد لكان يجب ان تذكر باليونانية أيضا و كل ما نستطيع ان نقوله ان الكاتب فهم من كلمة إلوهيم معنى اله واحد مفرد فذكره كذلك باليونانية ....

رابعا :

مفرد إلوهيم ( ايل ) ترجمت اله فى نحميا 9عدد 17 : 17 وأَبُوا الاِسْتِمَاعَ وَلَمْ يَذْكُرُوا عَجَائِبَكَ الَّتِي صَنَعْتَ مَعَهُمْ وَصَلَّبُوا رِقَابَهُمْ. وَعِنْدَ تَمَرُّدِهِمْ أَقَامُوا رَئِيساً لِيَرْجِعُوا إِلَى عُبُودِيَّتِهِمْ. وَأَنْتَ إِلَهٌ غَفُورٌ وَحَنَّانٌ وَرَحِيمٌ طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ فَلَمْ تَتْرُكْهُمْ.
و إذا كانت إلوهيم تعنى ثلاثة أقانيم يكون مفردها يعنى أقنوم واحد فقط فهل هذا ينطبق على هذا النص و اى أقنوم هو المقصود و لماذا ؟ و كذلك كلمة ايل العبرية تترجم مرات كثيرة الله انظر تكوين 18 عدد 14 : 18 ومَلْكِي صَادِقُ مَلِكُ شَالِيمَ أَخْرَجَ خُبْزاً وَخَمْراً. وَكَانَ كَاهِناً لِلَّهِ الْعَلِيِّ.
الله العلى .. هذا ترجمة لكلمة ايل العبرية ، فهل ممكن أن يكون هذا اقنوم واحد فقط على حسب المنطق المتداول لإثبات التثليث.؟ على من يؤمن بذلك ان يوضح لنا بكلام منطقى له معنى كيف يبرر ذلك ؟؟.

خامسا :
موسى نفسه يطلق عليه الوهيم .. فى خروج 4عدد 16 و 7عدد 1 : 16 وهُوَ يُكَلِّمُ الشَّعْبَ عَنْكَ. وَهُوَ يَكُونُ لَكَ فَماً وَأَنْتَ تَكُونُ لَهُ إِلَهاً.
فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «انْظُرْ! أَنَا جَعَلْتُكَ إِلَهاً لِفِرْعَوْنَ .. نجد هنا ان موسى يدعى إلوهيم مرتين هل موسى أيضا متعدد الأقانيم الامر باختصار إلوهيم صحيح جمع لكنها هنا تستعمل لمفرد بدون أقانيم او خلافه
وفى نسخة الملك جيمس يضيف كلمة بدلا من غير موجودة فى الأصل .
And he shall be thy spokesman unto the people: and he shall be, even he shall be to thee instead of a mouth, and thou shalt be to him instead of God.

و انظر هذا النص :
18أُقِيمُ لهُمْ نَبِيّاً مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلكَ وَأَجْعَلُ كَلامِي فِي فَمِهِ فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ. 19وَيَكُونُ أَنَّ الإِنْسَانَ الذِي لا يَسْمَعُ لِكَلامِي الذِي يَتَكَلمُ بِهِ بِاسْمِي أَنَا أُطَالِبُهُ.
طبعا لن نتحدث هنا عن النبى الذى مثل النبى و لكن من مفهوم النصارى هنا موسى مثل المسيح و موسى يدعى الوهيم فهل يدعى المسيح ايضا الوهيم ؟؟؟ و هل يكون فى هذه الحالة مكون من عدة اقانيم ايضا ؟؟؟؟.
و يؤيد ما أقول النص التالي فى أعمال الرسل : 3 عدد 22 : 22فَإِنَّ مُوسَى قَالَ لِلآبَاءِ: إِنَّ نَبِيّاً مِثْلِي سَيُقِيمُ لَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ مِنْ إِخْوَتِكُمْ. لَهُ تَسْمَعُونَ فِي كُلِّ مَا يُكَلِّمُكُمْ بِهِ.
على حسب هذا النص موسى المدعو إلوهيم مثل المسيح هل المسيح إلوهيم أيضا ؟؟؟ موسى ليس أكثر من شخص و الجمع هنا للتعظيم و هو ما يسمى بالإنجليزية (plural intensive)
و استعملت كلمة إلوهيم مع موسى لبيان ان القوة التى ستعطى له أقوى من قوة فرعون على جبروته و طغيانه و ادعائه الألوهية .

سادسا:
بعض المراجع تؤيد ما نقول عن أن كلمة إلوهيم هى للتعظيم و ليست جمع عادى :(Hertz, The Pentateuch and Haftorahs).
إلوهيم كلمة جمع تستعمل عادة فى العبرية لبيان غزارة القوة و العزة لمفرد .Flanders, Cresson; Introduction to the Bible).
تكوين كلمة إلوهيم البنائى جمع و فى العبرية تستعمل للتعظيم و التقديس.Smith's Bible Dictionary
شكل الجمع فى كلمة إلوهيم أثار مناقشات كثيرة و الفكرة الوهمية الخيالية ان كلمة إلوهيم تشير الى الثالوث لا تجد اى مؤيد لها الآن بين الباحثين ان الكلمة اما ان تكون جمع تعظيم او لبيان قوة عظمى فوق اى قوة
Lexical Ai

غير معرف يقول...

هل الكتاب المقدس هو كلام الله I ؟؟
g _^&#@_^&#&#&# s

إن من ينسب هذه الكتب وغيرها كالأناجيل الأربعة ورسائل بولس وكتب العهد القديم لله هو إنسان لا يؤمن بالكتاب المقدس , إن كتبة الأناجيل أنفسهم إعترفوا أن هذا الكلام هو كلامهم هم ولم يوحى إليهم بشئ وإنما هو مجرد قصص تاريخية * ومجموعة من الأحلام , وهذا أقرب ما يكون إلى مجموعة من البشر يحاولون سرد قصة واحدة بنفس الطريقة فيقعوا في تناقضات واضحة لا مهرب منها وأخطاء لا يصدقها عاقل ويكتشفها أي إنسان , لم نجد مثلاً الرسول rيدعي أن القرآن قرآنه هو ولم يدعي مثلاً أنه كتبه من عنده , ولكن المعلوم عندنا أن الكتاب الموحى به من اللهI على الرسل لا يجوز أن ينسبه الناس إلى أنفسهم وأن يقولوا إنجيلي أو توراتي وهذا يثبت وجود أناجيل أخرى * أو توراة أخرى وهذا الواقع بالفعل وقد أحرق قسطنطين في عهده مئات الأناجيل * التي لم توافق الظالمين في زمانه من المدعين أنهم من أتباع الرب ( مع العلم أن قسطنطين كان وثنى وتنصر ) وهذا ماحكاه سعيد بن البطريق بطرك الاسكندرية في كتابه ( نُظُم الجوهر ) الذي ألفه وحكى فيه تاريخ ما حدث فأين العقول التي تحاول أن تصل إلى الحق وأين الوحي في كلام هؤلاء الناس الذين وضحوا بكل صراحة أن هذا الكلام هو كلامهم هم ومِن عندهم وليس من عند الله , وعلى العموم إقرأ النصوص لتجد العجب في هذه الكتب وقد إقتطفت لك القليل من النصوص التي تثبت ما أقول فطالع بارك الله فيك وحكم عقلك وضميرك :
بولس يقول..
2تيموثاوس 2عدد 8: اذكر يسوع المسيح المقام من الأموات من نسل داود بحسب إنجيلي (SVD)
1كورنثوس 9عدد 23: وهذا أنا افعله لأجل الإنجيل لأكون شريكا فيه. (SVD)
ويقول أيضا
فيلبي 2عدد14: افعلوا كل شيء بلا دمدمة ولا مجادلة (SVD)
1كورنثوس4 عدد6: فهذا ايها الاخوة حولته تشبيها الى نفسي والى أبلوس من اجلكم لكي تتعلّموا فينا ان لا تفتكروا فوق ما هو مكتوب كي لا ينتفخ احد لاجل الواحد على الآخر. (SVD)

رومية 9 عدد 18: فاذا هو يرحم من يشاء ويقسي من يشاء.(19) فستقول لي لماذا يلوم بعد.لان من يقاوم مشيئته. (20) بل من انت ايها الانسان الذي تجاوب الله.ألعل الجبلة تقول لجابلها لماذا صنعتني هكذا. (SVD)

لوقا يقول .........
لوقا 1 عدد 1: إذ كان كثيرون قد اخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا (2) كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداما للكلمة (3) رأيت أنا أيضا إذ قد تتبعت كل شيء من الأول بتدقيق ان اكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاوفيلس (4) لتعرف صحة الكلام الذي علّمت به (SVD)

أصبح الحديث الأن عن تأليف القصص والروايات إنجيل لوقا يقول قد أخذوا بتأليف قصة فلماذا لا يؤلف قصة هو أيضا ؟ فليؤلف هو أيضاَ قصة ولكن سيكتبها بتدقيق كما يقول , يريد لوقا أن يحول حياة يسوع إلى قصة درامية تبدأ بالولادة من فرج إمرأة وتنتهي نهاية درامية مأساوية بموت الرب على الصليب , فاقرأ قصة لوقا وإستمتع بقصة حياة الرب الدرامية , وقد إنتشر القول أن ما دفع لوقا لكتابة هذا الإنجيل هو رواج الأناجيل الكثيرة الكاذبة ويقال أن ثاوفليس هذا هو محامي بولس أو حاكم في ذلك الوقت على حسب أغلب الروايات وإن لم يتيقن أحد من هذا لذلك كتب لوقا إنجيله هذا وأرسله إليه .ولكننا ليس لنا علاقة بهذا كله نحن نريد الكتاب الموحى به من اللهI إلى سيدنا عيسى u * , هذا هو ما نسميه الإنجيل , وهذا ما يعرفه المسلمين بالانجيل وليس القصص التي ألفها الناس يحكون فيها قصة يسوع المصلوب كما تحكي لنا كتب التراث القصص الشعبية.
من أقوال النصارى ان الأناجيل كتبت بعد رفع السيد المسيح !!فأين الإنجيل الذي تكلم عنة السيد المسيح هل ضاع؟؟؟!

مرقس 16 عدد 15: وقال لهم اذهبوا إلى العالم اجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها. (SVD)
مرقس 13 عدد 10: وينبغي ان يكرز أولا بالإنجيل في جميع الامم. (SVD)
متى 26عدد 13: الحق أقول لكم حيثما يكرز بهذا الإنجيل في كل العالم يخبر أيضا بما فعلته هذه تذكارا لها
وبولس اعترف بذلك إذ أن المسيح يقول هذا الإنجيل أي أن الإنجيل كان موجودا وكاملا في وقت قوله تلك المقولة وإلا لما قال لهم كرزوا به , إذ كيف يكرزون بانجيل غير موجود أو ناقص ؟
رومية 1 عدد 9: فان الله الذي اعبده بروحي في انجيل ابنه شاهد لي كيف بلا انقطاع أذكركم (SVD)
2كورنثوس 12عدد 12 . ولكن لما جئت إلى ترواس لأجل انجيل المسيح وانفتح لي باب في الرب (SVD)

هذه من بعض أقوال كتبة الأناجيل التي توضح لك أن كلام هؤلاء هو كلامهم هم وقد فرقوا بين كلامهم وبين كلام المسيح فتجد في كلام بولس مثلاً في رسالته الثانية إلى أهل كرونثوس يقول ولكن لما جئت إلى ترواس لأجل إنجيل المسيح , ولكنه حينما أشار إلى إنجيله هو فقد قال 2تيموثاوس2 عدد 8: اذكر يسوع المسيح المقام من الأموات من نسل داود بحسب إنجيلي (SVD) وغيره الكثير من النصوص الشبيهة بهذه التي توضح أنه كان للمسيح عليه السلام إنجيل خاص به وكتاب موحى به إليه وستجد ذلك واضحاً في النصوص التالية إن شاء اللهI , فما نطرحه من أسئلة هنا تستدعي من النصارى أن يفكروا ولو قليلاً في هذه النصوص الموضوعة أمامهم هل هذا الكلام هو كلام الله I أم أنه كلام بولس وغيره من الناس منسوب إليهم هذا الكلام على أنه كلام الله I ؟ وكما أشرت فمعظم أسفار الكتاب المقدس مجهولة المؤلف كما يعترف بذلك علماء النصارى , إننا نتسائل عن كلام نستطيع أن نثق أن هذا الكلام هو كلام الله I , ونتسائل عن ما يسمى بإنجيل المسيح الذي ورد في كتابهم و نبحث عن توراة موسى , ولا نتسائل عن كتب مجهولة الهوية أو منسوبة كذباً لبعض الناس , إن أسفار الكتاب العهد القديم والتي يطلق عليها مجازاً التوراة لا يجرؤ أي إنسان أن ينسبها إلى موسى u ولكن من الواضح أنها مجموعة من القصص كُتِبَت بعد عهد موسى u ولا أريد أن أسبق الأمور قبل أن أسوق الأدلة وقد بوبنا لكل مسألة باب في هذا الأمر وستقودك الأسطر إلى ما قلنا عليه في هذا الكتاب إن شاء الله I .

بسم الله الرحمن الرحيم
وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (78) مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (79) وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (80) آل عمران

هل يمكن المقارنة بين القرآن والسنه وكيف نقلوا الينا والأناجيل؟
كما أشرت من قبل فإن هذه الأناجيل التي بين أيدي النصارى هي أناجيل من سُمّيت بأسمائهم ليس فيها أي وحي إلهي ولكن فيها بعض الكلام الذي قاله يسوع وهؤلاء يروون عنه , ولا تستطيع أبداً أن تجزم أو تؤكد أن هذه الكلمات هي فعلاً كلمات يسوع ومن المستحيل إثبات صحة هذه الكلمات لأنك بكل بساطة لا تجد سند متصل لأي إنجيل فلا نقول مثلاً إنجيل متى الذي رواه فلان عن فلان عن فلان عن متى بن فلان بن فلان عن يسوع , وكل هذه السلسة من الرجال الذين نقلوا لنا إنجيل متى هم ثقات نثق فيما نقلوه دون تغيير أو تبديل أو تحريف ومشهود لهم عندنا بحسن الدين والحفظ , وقد شهد لهم فلان وفلان في زمانهم , وهذا ما يسمى بالسند المتصل الصحيح وهذا الأمر مستحيل تطبيقة على أي إنجيل من الأناجيل الأربعة أو باقي الرسائل الواردة في الكتاب المقدس , بل حتى لا تستطيع تطبيقه على عبارة واحدة واردة في الكتاب المقدس كله , وبناءً عليه فهذا الكتاب مجهول الهوية مشكوك في نسبه باطل من يأخذ به ضعيف كل إستشهاد يأتي منه أو فقرة تعتمد عليها من ذلك الكتاب , فإنجيل متى على سبيل المثال يقول أحد مُحققي الكتاب المقدس إن إنجيل متى المنسوب إلى الحواري متى يفترض البعض أن من كتبه هو متى الحواري ولكن هذه النظرية يرفضها معظم علمائنا الآن ويقولون أن الجزء الذي كتبه الحواري مَتّى قد فُقد في زمانه وأن كاتب الإنجيل المنسوب إلى متى الآن لم يصرح أبداً بأنه الكاتب ( يقصد متى ) , وهذا من وجهة نظري صحيح تماماً وهي شهادة مقبولة فمن الواضح لكل مبصر وسامع أن الحواري مَتّى ليس هو صاحب هذا الإنجيل أو مؤلفه فعبارة واردة مثلاً في إنجيل مَتّى 9 عدد9 تقول :وفيما يسوع مجتاز من هناك رأى انسانا جالسا عند مكان الجباية اسمه متى.فقال له اتبعني.فقام وتبعه. (SVD) , فكما هو واضح في النص أن المتحدث هاهنا من المستحيل أن يكون َمتّى الحواري نفسه فهو يتحدث عن مَتّى بصفة الغائب مما يثبت أن مَتّى الحواري ليس صاحب هذا الإنجيل وليس هو من ألَّفَهُ أو كَتَبَه , وعلى العكس تماماً فقد حقق المسلمين هذه الشروط بل وأقسى منها ليس على القرآن فقط فالقرآن كان شروط نقله ينطبق فيها ما يستحيل معه التحريف بالزيادة او النقصان أو التغيير والتبديل بل إن المسلمين طبقوا هذه الشروط السالفة الذكر على الأحاديث الواردة عن الرسول r فصنفوها ورتبوها وعلموا الصحيح منها من الضعيف من الموضوع وهذا في السنة النبوية الشريفة إنما القرآن فقد إنطبقت عليه شروط يستحيل لأي إنسان أن يتخيل أنه أصابه ما أصاب ما قبله من الكتب , فمن أوحي له هذا الكتاب معروف وهو الرسول r, ثم تُضاف هنا درجة لم توجد في أي أمة غير المسلمين وهو بعد الوحي يأتي طبقة الحفاظ, من فم الرسول إلى آذان أصحابه فيرسخ فيها ويبقى محفوظاً في الصدور , ثم الكتبة معروفين ثقات ضوابط عدول مشهود لهم من صاحب الوحي , ثم النقل ليس من فلان إلى فلان يعني ليس من رجل إلى رجل أو من شخص واحد إلى شخص واحد ولكن من الجمع الغفير الثقات العدول المشهود لهم إلى الجمع الغفير الثقات العدول المشهود لهم وأثناء هذا النقل تشهد الأمة كلها على أن ما تم نقله من هذا الجمع إلى هذا الجمع هو نفسه ما كان موجود قديماً عند الوحي , وهو ليس نقلاً كتابياً فقط ولكنه محفوظ في الصدور, وبناءً عليه يستحيل إدخال ولو كلمة واحدة بل حرف واحد , ولكن هل تستطيع أمة النصارى كلها أن تنسب قطعاً إنجيل يوحنا إلى يوحنا ؟؟ هل يستطيعون أن يأتوا لنا بسند واحد متصل ولو لفقرة واحدة من فقرات الكتاب المقدس ولا أقول إنجيل كامل أو سفر أو إصحاح أو حتى صفحة ؟؟ هل يستطيعون ؟ ما أريد الإشارة إليه هنا هو أن هذه الكتب الموجودة بين أيدينا الآن هي كتب مجموعة من الناس نسبت إليهم خطأ أو سميت على أسمائهم ولا نستطيع قبل أن نقطع بصحتها من عدمه أن نثبت صحة نسبتها إلى هذه الأسماء أساساً فنحن لا نطالب بهذه الأناجيل المشكوك في نسبها ولكن نطالب بإنجيل المسيح !!

الأناجيل التي بين أيدي النصارى هي أناجيل بولس وأعوانه

وكثيراً ما يعارض النصارى هذا القول جداً مؤكدين أن المسيح u لم يكن له إنجيل خاص به , أو لم يوحى له بكتاب من السماء , ولكن هذا عبثاً يحاول من خدعوهم أن يصوروا هذا لعوام النصارى تاركين خلفهم العشرات من النصوص تدل على أنه كان هناك إنجيل كامل وتام قد أوحي به للمسيح u من ربه سبحانه وتعالى , وقد أكلمه المسيح قبل الصعود , وليس أوضح من ذلك الإشارة الواردة في كتاب بولس إلى أهل غلاطية الإصحاح الأول الفقرة 6-8 يقول
غلاطية1 عدد 6: اني اتعجب انكم تنتقلون هكذا سريعا عن الذي دعاكم بنعمة المسيح الى انجيل آخر (7) ليس هو آخر غير انه يوجد قوم يزعجونكم ويريدون ان يحوّلوا انجيل المسيح. (8) ولكن ان بشرناكم نحن او ملاك من السماء بغير ما بشرناكم فليكن اناثيما. (9) كما سبقنا فقلنا اقول الآن ايضا ان كان احد يبشركم في غير ما قبلتم فليكن اناثيما. (SVD)
هذا نص نسخة الملك جيمس المنقحة التنقيح الرابع والتي أستعملها في كتابي هذا كله من البداية إن لم أشر لغيرها ( وهذه الطبعة كان صدورها الأول (RV) عام 1611م , ثم نقحت التنقيح الأول عام 1881م ثم أعيد تنقيحها عام 1952م , لتظهر بشكلها العصري الجديد وأصبحت تعرف باسم الرواية النمطية المنقحة (RSV) , ثم أعيد تنقيحها عام1971 م وتغير إسمها بعد التنقيح الأخير إلى (SVD) وحيث أنها آخر النُسخ وأكثرها إنتشاراً وتواجداً وهي المشهورة بالإجماع لذلك أستخدم المتفق عليه الآن بين الناس ولكن هذا لا يمنع أن عندي طبعات سابقة أنقل منها للمقارنة كما نقلت في أول هذا الباب مقارنة بين طبعة وأخرى ولقد أقسمت قسم في أول هذا الكتاب أحاسب عليه أمام الله أنني لم أطالع طبعة من طبعات الكتاب المقدس إلا ووجدت فيها ما يصعب حصره من المغالطات والتحريفات واللعب بالألفاظ وبناءً عليه سأنقل لكم هاهنا نص هذه الفقرات أعني من رسالة بولس إلى أهل غلاطية الإصحاح الأول الفقرات 6-9 من طبعات أخرى سابقة لهذه الطبعة ولكم أن تراجعوها في الطبعات كما تحبون فسأذكر لكم سنة تاريخ طباعة كل كتاب من هذه الكتب والنسخ , ولكم الحكم فأنا اعتبر هذه الفقرة من أهم الفقرات التي أنقلها في كتابي فيما سبق هو من نسخة الملك جيمس المنقحة التنقيح الثالث فإليكم النص نفسه من طبعة سنة 1825م , 1826 م من الكتاب المقدس جاء فيها:
رسالة بولس إلى أهل غلاطية الإصحاح الأول 6-9 (( 6 ثُمَّ إِنْي أَعْجَبُ مِنْ أَنَكُم أَسْرَعتُم بَالانْتِقَال عَن مَن إستَدعَاكُم بِنِعْمَةْ المَسيح إِلى إِنجيل آخَر (7) وَهُوَ لَيْسَ بِإِنجيل بَلْ إِنَّ مَعَكُم نَفَر مِن الذيِنَ يُزعِجُونَكُم ويُرِيدُونَ أن يُحَرِّفوا إِنجيلَ المسيح ( 8) وَلَكِني أَقُولُ إِِن بَشَّرَكُم أَحَد أَو مَلَاك مِنَ السماء بِإِنجيل غَيْرَ إِنجيل المسيح فَلْيَكُن مَلْعون (9) كَمَا قٌلْتُ مِن قَبْل أَقُولُ الآن إِنْ كَانَ أحَد يُبَشِّرَكُم بِغَيرِ الإنجيل فَلْيَكُن مَلْعُون ))
هذا نص عامي 1825م , 1826 م وهذه أمانة في النقل ولكم أن تراجعوا النسخ المشار إليها .
أما في طبعة سنة 1823م , 1844م فجائت كما يلي (( أن يبدلوا بشرى المسيح )) .
وفي طبعة سنة 1865م , فجائت كما يلي (( أن يحولوا إنجيل المسيح )) .
وفي طبعة سنة 1882م , فجائت كما يلي (( أن يقبلوا إنجيل المسيح )) .
فانظر إلى ما نقلته لك من سبعة طبعات مختلفة وانظر إلى أمانتنا في النقل فوالله ما كان لنا أن نتبع ديدن ( عادة ) أهل الكتاب في التغيير والتحريف ولك أن تراجع ما قلته في الطبعات المذكورة أعلاه ولك الحكم .
فانظر أيها اللبيب ما قاله بولس في رسالته وما يثبت من كلامه ثلاثة أمور :
أولاً : أنه كان في عهد الحواريين إنجيل يسمى بإنجيل المسيح .
ثانياً : أنه كان هناك إنجيل آخر مخالف لإنجيل المسيح في عهد بولس .وإن شئت فقل أناجيل وليس إنجيل واحد وهذا ثابت معروف .
ثالثاً : أن المحرّفين كانوا بصدد تحريف إنجيل المسيح في زمان بولس فضلاً عن الزمان السابق قبل بولس , لأنه ما بقى بعد ذلك ما يسمى بإنجيل المسيح إلا الإسم فقط وأصبح من الخيالات .
وهذا ما يحارب النصارى من أجله اليوم , فاعلم أن النصارى يحاولون جاهدين الهروب من كلمة إنجيل المسيح ويريدون أن يقنعوا الناس أن المسيح عليه السلام ما كان عنده إنجيل مُوحى به من السماء فيحولون إنجيل المسيح إلى معنى البشارة بالمسيح أو غيرها وبهذه وحدها أصبحوا مضحكة العقلاء على مر التاريخ .هذا دون غيرها الكثير .
قال آدم كلارك في المجلد السادس من تفسيره في شرح هذه الفقرات : (( هذا الأمر محقق أن الأناجيل الكثيرة الكاذبة كانت رائجة في أوّل القرون المسيحية , وكثرة هذه الأحوال الكاذبة غير الصحيحة هيّجت لوقا على كتابة الإنجيل , ويوجد ذِكر أكثر من سبعين من هذه الأناجيل الكاذبة , والأجزاء الكثيرة من هذه الأناجيل باقية , وكان ( فابري سيوس ) جمع هذه الأناجيل الكاذبة وطبعها في ثلاثة مجلدات , ويبين في بعضها وجوب إطاعة الشريعة الموسوية , ووجوب الختان مع إطاعة الإنجيل ( وهو ما لغاه بولس تماما ) , ويُعلم أن إشارة بولس إلى واحد من هذه الأناجيل )) إنتهى كلامه نقلاً .
فانظر إلى كلام آدم كلارك في تفسيره , وما يهمني في هذا النقل الذي نقلته هو إثبات نقطة واحدة وهي أن كلام بولس لم يكن عن بشارة المسيح وإنما كان يقصد إنجيل حقيقي موجود بين أيدي الناس وسماه إنجيل المسيح وهذا ما أقر به صاحبكم كلارك في تفسيره ضمناً ولم ينكره بل أكده , فيا هداك الله والأمر كما ترى أن بولس كان في زمانه إنجيل يسمى إنجيل المسيح وأن هناك آخرون حاولوا تحريف إنجيل المسيح وقد نقلت لك من الطبعات نص العبارة , ولما أشار الناس إلى هذه العبارة بدلوها كما رأيت ولا أطلب منك إلا أن تراجع الفقرة في الطبعات المذكورة أعلاه ليتأكد صدق كلامي عندك , ووالله ما إعتدنا الكذب ولا التدليس على الناس وما كان من شيمنا ولا طباعنا وراجع كل ما ذكرته لك في كتابي هذا .
وأشار بولس في رسالته الثانية إلى أهل تيموثاوس يقول فيها مشيراً إلى إنجيله هو وليس إلى إنجيل المسيح ما نصه كما في تيموثاوس الثانية 2 عدد8 وفي رومية 16 عدد25
2تيموثاوس 2عدد8: اذكر يسوع المسيح المقام من الأموات من نسل داود بحسب إنجيلي (SVD)
رومية 16عدد 25: وللقادر ان يثبتكم حسب إنجيلي والكرازة بيسوع المسيح حسب إعلان السر الذي كان مكتوما في الأزمنة الأزلية (SVD)
بالله عليكم لاحظوا كلام بولس هنا في رسالته إلى رومية يقول وللقادر أن يثبتكم حسب إنجيلي ثم الكرازة بيسوع !!! هل كلمة إنجيل هنا معناها بشارة ؟؟؟ حاول أن تعقل تلك الفقرة
1كورنثوس 9عدد 23: وهذا انا افعله لأجل الإنجيل لأكون شريكا فيه. (SVD)
1كورنثوس9 عدد 18: فما هو اجري اذ وانا ابشر اجعل انجيل المسيح بلا نفقة حتى لم استعمل سلطاني في الانجيل. (SVD)
يشير بولس في الفقرة السابقة إلى رغبته في أن يكون شريكاً في الإنجيل وقد أشار إلى كلمة الإنجيل بإشارة مذكر ولم يتحدث عنه بكونه مؤنثاً لتصبح معناها بشارة ولكنه قال (( لأكون شريكاً فيه )) ولم يقل لأكون شريكاً فيها أي البشارة , ويستميت محققي الكتاب المقدس ليقولوا لنا أن كلمة الإنجيل معناها البشارة بيسوع وأنا لا مشكلة عندي , مستعد أن أصدقكم لكن نريد دليلاً على ذلك يؤكد كلامكم أنه لم يكن للمسيح كتاب موحى له به من السماء وأن هذه الأناجيل الموجودة بين ايدينا هي مجرد سرد لقصة المسيح وما شاهده التلاميذ في زمانه وبعد زمانه أي مجرد تأريخ لحياة المسيح !! وتارة يقولون لك أن معناه الخبر السار فيجوز إطلاق المذكر عليه لأن الكلمة معناها خبر والخبر مذكر ونحن لا نمانع أيها السادة نعم كان هناك كتاب موحى به من الله إلى المسيح إسمه الإنجيل ومعنى إسمه الخبر السار كما تريدون فهل هناك مشكلة ؟ أين ذلك الكتاب على أي حال ؟ إن المسيح قد بشر نفسه بهذا الكتاب وأنظر إلى كلامه بعد مقتل يوحنا فيقول توبوا وآمنوا بالإنجيل , فيا ايها العقلاء هل يعقل أن يقول المسيح توبوا وآمنوا بالإنجيل ؟ ولا يوجد ما يسمى إنجيل حينذاك ؟ لماذا لم يترجم لنا المترجم هاهنا أنه يقول توبوا وآمنوا بالبشارة بيسوع أو آمنوا بالخبر السار ؟ إنه أمر مضحك حقيقة ما يحاولون خداع الناس به ولكن إقرأ ما يقوله المسيح في
مرقس1 عدد 14: وبعدما اسلم يوحنا جاء يسوع الى الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله. (15) ويقول قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله.فتوبوا وآمنوا بالإنجيل

عبرانين 6عدد 1: لذلك ونحن تاركون كلام بداءة المسيح لنتقدم إلى الكمال غير واضعين أيضا اساس التوبة من الاعمال الميتة والإيمان بالله
ويؤكد بولس في أكثر من مكان على أنه كان هناك كتاب الإنجيل وهو يقول أنه يحمل نسخة منه كما جاء بنص كلامه المنقول في رسالته إلى اهل غلاطية 2 عدد 2
غلاطية2 عدد2:وانما صعدت بموجب اعلان وعرضت عليهم الانجيل الذي اكرز به بين الامم ولكن بالانفراد على المعتبرين لئلا اكون اسعى او قد سعيت باطلا. (SVD)
فليس أوضح من هذا ولا ينكر إلا متكبر معاند , فأعلاه كلام بولس يؤكد أنه عرض عليهم الإنجيل الذي يكرز به وتأكيده لوجود نسخة معه منه تؤكد أن بولس بالفعل في زمانه قد كان يحمل نسخة من هذا الإنجيل وقد عرضها على الناس وعرضها على المعتبرين ليقارنوا بينها وبين الأناجيل الباطلة في ذلك الزمان , فهل للعقلاء سبيل إلى الإنكار بعد ذلك ؟
وفي رسالته الأخرى يشير إشارة أخرى إلى ذلك الإنجيل ويقول فيها كما في رسالته كولوسي 1 عدد23
كولوسي1 عدد23: ان ثبتم على الايمان متأسسين وراسخين وغير منتقلين عن رجاء الانجيل الذي سمعتموه المكروز به في كل الخليقة التي تحت السماء الذي صرت انا بولس خادما له (SVD)
إنه من العجيب حقا أن النصارى لا يلاحظون تلك الفروق والتناقضات بين رواة الأناجيل الأربعة وغيرها ومن الأعجب أيضا أنهم يعتبرون ذلك الكلام هو كلام الله I مع أن بولس وغيره اعترفوا أن هذا ليس إنجيل المسيح الذي من المفروض أن يبشروا به كما وضحنا ولكنه كلامهم هم , وقولهم هم ، ونحن لا نطالب ولا نتساءل عن أقوال أناس عاديين مثل بولس الذي كتب وحده أكثر من ثُلثي العهد الجديد والذي اعترف صراحة أنه يكذب علي الله I حينما قال رومية :3:7 فانه ان كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده فلماذا أدان انا بعد كخاطئ. (SVD) وسيرد الكلام عن شخصية بولس وأقواله مفصلا فيما بعد وليس غرضي مهاجمة شخصية بولس ولا أريد ذلك ولكن أنا أشير إلى هذه النصوص الواضحة التي تقول أنه عرض عليهم الإنجيل ,ورجاء الإنجيل الذي سمعوه , وقال بحسب إنجيل ,, والكثير الكثير من اشباه هذه الكلام الذي يثبت أن ما كان يتحدث عنه بولس وغيره هو كتاب مقروء كان إسمه الإنجيل موجود في زمانه وبين يديه حينذاك , وأنا أيضا لا أسأل عن أقوال متي الذي يذكر لنا أن هناك قديسين قاموا من الأموات حين صلب المسيح وتلك الرواية التي تفرد بها وحده ليس فقط في الإنجيل ولكن في التاريخ كله وقد كَذَّبَه فيها رواة الأناجيل وعلماء الكتاب المقدس من بعده في عصرنا الحالي وفيمن سبق ,ولا أتسائل عن كلام لوقا الذي يقول في مقدمة إنجيله 1 عدد1-3 وقد علقنا على هذا القول من قبل مما يُغني عن إعادته هنا أو التعليق عليه بزيادة
لوقا1 عدد1 . إذ كان كثيرون قد اخذوا بتاليف قصة في الامور المتيقنة عندنا (2) كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداما للكلمة (3) رأيت أنا أيضا إذ قد تتبعت كل شيء من الأول بتدقيق أن اكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاوفيلس لتعرف صحة الكلام الذي علّمت به (SVD)

وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ (101) البقرة

أبداً لم يسأل المسلمون عن كتب هؤلاء وعن صحتها من عدمه فنحن نعلم تمام العلم أن هؤلاء الناس ليس لهم صلة بالوحي بل هو مجرد تأريخ , أشبه ما يكون قصص السيرة , هم يؤرخون أو يحكون قصص شعبية وكلمات سمعوها وعلى مر الزمان وتغير الأيام حرفت هذه القصص الواردة في الأناجيل , هذا فضلاً عن أنها عمل بشري عادي يجوز فيه الخطأ والسهو والنسيان , بالإضافة إلى أنها ليس لها سند متصل ورواة ثقات يعتمد عليهم في نقلها بل هي مدعاة للشك لما تجده من تناقضات واقعة فيها وأمور تخالف العقل والمنطق مما يثبت تحريفها.

إننا أيها السادة لا نريد من الناس أن يتبعوا كلاماً بشرياً تنطبق على من كتبوه صفات يخجل المرء من ذكرها ولكنني سأدع واحداً ممن كتب في الكتاب المقدس يتحدث عن نفسه لتعلموا من أين يأخذ النصارى دينهم وما صفات من كتبوا لهم هذا الكلام إقرأ ما يقوله أجور ابن متقية في الأمثال 30 عدد1-4
وحي الرب لأجور بن متقية البليد الغبي عديم الفهم الحكمة الذي لا يعرف ربه ( بحسب الكتاب )
أمثال30 عدد1: كلام اجور ابن متقية مسّا.وحي هذا الرجل الى ايثيئيل.الى ايثيئيل وأكّال (2) اني ابلد من كل انسان وليس لي فهم انسان. (3) ولم اتعلّم الحكمة ولم اعرف معرفة القدوس. (4) من صعد الى السموات ونزل.من جمع الريح في حفنتيه.من صرّ المياه في ثوب.من ثبت جميع اطراف الارض.ما اسمه وما اسم ابنه ان عرفت. (SVD).
إذا كان هذا كلام هؤلاء البشر وهذه صفاتهم فنحن لا نتسائل عن كلام هؤلاء ولا يهمنا كلام أمثال هؤلاء ولا غيرهم , فإنه من العبث بل من الجنون أن نبحث في كلام بشر بهذه الصفات فإن بحثنا فيه تحت دعوى أنه كلام الرب فَمَن مِنَ الناس يستطيع أن يصدق هذا العبث الوارد في كتاب النصارى ويقول أنه كلام الله ؟ إن الكتاب المقدس نفسه لم يقل ذلك , نعم الكتاب المقدس لم يقل أن هذا الكلام هو وحي الرب بل قال بعكس ذلك فانظر إلى الأمثال 31 بداية من الفقرة الأولى تجد كلام لموئيل ملك مسا علمته اياه أمه , وتنهمر عليك بعد هذا كلمات نسائية من أمثال ( يابن رحمي ويابن نذوري ) , فهذا الكلام يا سادة قد علمته أمه إياه فأين وحي الرب هنا ؟؟
وحي الرب أَم وحي أُم لموئيل ؟؟
أمثال31 عدد1: كلام لموئيل ملك مسّا.علّمته اياه امه. (2) ماذا يا ابني ثم ماذا يا ابن رحمي ثم ماذا يا ابن نذوري ـــــــــ (SVD)
لاحظ النقصان بعد كلمة يابن نذوري وضعوا مكانها خط مستقيم اشارة الى أنهم فقدوا باقي النص .
أمثال31 عدد3: لا تعطي حيلك للنساء ولا طرقك لمهلكات الملوك. (SVD)
ثم الكارثة في هذا النص أنه مفقود منه أجزاء لذلك في الفقرة الثانية وضعوا خط مستقيم بعد يا بن نذوري ـــ إشارة إلى أنهم فقدوا النص الأصلي , يا عباد الله إن من يدعي أن هذا كلام الله I فهو في نظري لا يعلم ماذا يعني كلام الله I ولكنه من طائفة هذا ما وجدنا عليه آبائنا , وهذا كما أشرنا سابقاً لا علاقة له بما نسأل نحن عنه , ولا علاقة له بكتاب الله الموحى به إلى سيدنا عيسىr المسمى بالإنجيل ولا بكتاب سيدنا موسى r التوراة فما يهمنا هنا هو البحث عن إنجيل المسيح وعن توراة موسى وليس عن كلام هؤلاء ولنستكمل البحث معاً عن إنجيل المسيح .

غير معرف يقول...

(((((((((((((هل الأعتقاد بألوهية المسيح كان أيمانا راسخا ومستقرا
فى القرون الأولى بعد رفع المسيح عليه السلا م... لا
يعتقد النصارى أن الأقنوم الثاني لله، أي أقنوم الابن، هو الذي تجسد و صار إنسانا حقيقيا، بكل ما في الإنسانية من معنى، و هو المسيح المولود من مريم العذراء، فالمسيح في اعتقادهم إله إنسان، أي هو بشر حقيقي مثلنا تماما تعرض له جميع أعراض الضعف و الاحتياج البشرية، و هو في عين الحال إله قادر كامل الألوهية، و يسمون هذا بـ " سر التجسد ".

و هكذا، فالمسيح، حسب تفسير قانون الإيمان المسيحي الذي تقرر في مجمع خلقيدونية سنة 451 م.، هو شخص واحد ذو طبيعتيـن، طبـيعة إنسـانية (ناسوت) و طبيعة إلهية (لاهوت) فهو إله بشر.

و نتيجة هذه العقيدة أن يكون عيسى المسيح عليه السلام ـ في نظرهم ـ شخص واحد هو خالق و هو نفسه مخلوق، رازق و مرزوق، قديم وحادث! معبود وعابد، كامل العلم و ناقصه، غني و محتاج!...الخ

فلو كانت هذه الصفات المتناقضة لشخصين اثنين اتحدا بمظهر واحد لكان هناك مجال لفهم ما يقولون، لكن الذي يعسر على العقل فهمه بل يستحيل فهمه و قبوله عقلا هو أن تكون هذه الصفات لشخص واحد و ذات واحدة.... لأن هذا بمثابة أن نقول أن هذا الشكل مربع و دائرة بنفس الوقت، أو موجود و معدوم بنفس الوقت؟! لكن على أي حال الكنيسة الغربية تؤمن بذلك و تقر بأن هذا لا سبيل للعقل البشري القاصر أن يفهمه و يدركه و لذلك تعتبره سرا من أسرار الله و تسميه، كما قلنا، بـ " سر التجسد ".

وهذه هى عقيدة جمهور المسيحيين أي: الروم الكاثوليك (اللاتين) أو الكنيسة الغربية التي رئاستها في روما، و الروم الأرثوذكس، أي الكنيسة الشرقية اليونانية الأورثوذكسية التي رئاستها في القسطنطينية ( و التي انفصلت عن الكنيسة الغربية عام 879 م.)، و البروتستانت بفرقهم المختلفة من أنجليكان ولوثريين و إنجيليين و غيرهم... الذين خرجوا من بطن الكنيستين السابقتين في القرن السادس عشر الميلادي و ما تلاه،
لكن هناك طائفتين قديمتين من النصارى لم تعترفا أبدا بقرار مجمع خلقيدونية المذكور، الذي نص على أن المسيح شخص واحد في طبيعتين، و هما: النساطرة أتباع نسطوريوس و اليعاقبة أتباع يعقوب البرادعي.

أما النساطرة ـ و هم أقلية قليلة العدد تتوطن حاليا شمال غرب إيران وجنوب شرق تركيا و شمال العراق و عدد من المناطق الأخرى و يسمون كذلك بالآشوريين ـ فهم يميزون في المسيح بين شخصين: شخص عيسى البشر المولود من مريم العذراء الذي هو إنسان بشر محض، و شخص الله الابن، أو ابن الله الذي هو إله كامل، المتحد بعيسى الإنسان، حسب زعمهم، فالذي ولد من مريم العذراء هو عيسى الإنسان و ليس الله، و لذلك رفضوا قبول عبارة " مريم والدة الله "، كما أن الذي صُلِبَ ـ في اعتقادهم ـ و تألم و مات، لم يكن الله الابن، بل عيسى الإنسان البشر، و الحاصل أن المسيح في اعتقادهم شخصيتان متمايزتان لكل شخصية طبيعتها الخاصة: البشرية المحضة لعيسى الناصري المولود من مريم العذراء، و الإلهية المحضة لابن الله المتحد بعيسى في اعتقادهم.

و على النقيض من ذلك تماما الطائفة الأخرى و هم اليعاقبة، الذين يرون أن عيسى المسيح شخص واحد فقط، لا شخصان، و ليس هذا فحسب، بل هذا الشخص الواحد ذو طبيعة واحدة أيضا، و لذلك يُسمَّوْن أيضا بالمونوفيزيين، أي القائلون بالطبيعة الواحدة للمسيح، فاعتقادهم هو أن: أقنوم الابن من الله تجسد من روح القدس و مريم العذراء فصيَّر هذا الجسد معه واحدا وحدة ذاتية جوهرية، أي صار الله (الابن) المتجسد، طبيعة واحدة من أصل طبيعتين، ومشيئة واحدة و شخصا واحدا. و بعبارة أخرى: المركز المسيّر و الطبيعة الحقيقية لعيسى المسيح الذي ولد من مريم هي الألوهية المحضة، فهو الله عينه، أما بشريته فهي مجرد لباس فانٍ في إلـهيته. فلذلك الله تعالى عندهم هو بذاته الذي وُلِدَ من مريم العذراء، لذا فهي والدة الله، و الله نفسه هو الذي عُذِّب و تألم و صلب و مات! ثم قام بعد ثلاثة أيام من قبره حيا. تعالى الله عن ذلك علوَّاً كبيراً.

و في هؤلاء جاء قوله تعالى: { لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم، قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم و أمه و من في الأرض جميعا و لله ملك السموات و الأرض و ما بينهما يخلق ما يشاء و الله على كل شيء قدير } المائدة /17. و قوله سبحانه كذلك: { لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم، و قال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي و ربكم، إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة و مأواه النار وما للظالمين من أنصار } المائدة / 72. و بهذا المذهب اليعقوبي تدين الكنيسة القبطية في مصــر وكنيسة الحبشة التابعة لها، كما هو مذهب السريان الأرثوذكس في بلاد الشام، و مذهب الكنيسة الأرمنية الغريغورية.

أما مذهب الجمهور الأعظم فهو الذي قال الله تعالى في شأنه: { لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة و ما من إله إلا إلـه واحد، و إن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم } المائدة / 73.

و جميع الفرق المسيحية تتفق على أن المسيح بشرٌ وإلهٌ بنفس الوقت! و إنما تختلف عن بعضها في مدى تأكيدها و إبرازها لأحد الجانبين الإلهية أو البشرية في المسيح، فاليعاقبة يؤكدون الجانب الإلـهي أكثر و على عكسهم النساطرة الذين يبرزون أكثر الجانب البشري في حين يطرح الجمهور الأعظم رؤية متوازية و متعادلة للجانبين الإلـهي و البشري دون ترجيح أي منهما على الآخر.

ويعترف بهذا معظم المؤرخين المسيحيين، أن هذا الاعتقاد بإلهية المسيح لم يصبح عقيدة مستقرة و سائدة بين المسيحيين إلا بعد انقضاء عهد الحواريين و عهد التلاميذ الأوائل للمسيح عليه السلام، أي بعد انقضاء قرن على الأقل على انتقال المسيح و رفعه، أما قبل ذلك، أي في القرن الأول لبعثة المسيح، فكانت مذاهب الناس في المسيح لا تزال متشعبة، فغالبية اليهود المعاصرين له أبغضوه و أنكروا رسالته من الأساس و اعتبروه ساحرا و دجالا ـ حاشاه من ذلك ـ و صرفوا جهودهم لمحاربة أتباعه و القضاء على دعوته، و في المقابل آمن به عدد من يهود فلسطين ممن تجرد لله تعالى و كان تقيا مخلصا، و رأوا فيه المسيح المبشر به في الكتب المقدسة السابقة، و من هؤلاء الحواريون، الذين تدل كتاباتهم و رسائلهم أنهم كانوا يرون في المسيح نبيا بشرا، و رجلا أيده الله تعالى بالمعجزات الباهرة ليرد الناس إلى صراط الله الذي ضلوا عنه و ابتعدوا عنه، و ليعلن بشارة الله تعالى بالرحمة و الغفران و الرضوان للمؤمنين التائبين... كما وجد في ذلك القرن الأول و ما بعده يهود تشبعوا بأفكار الفلسفة اليونانية لاسيما الأفلاطونية الحديثة منها وتشربت بها قلوبهم فنظروا للمسيح و لارتباطه بالله عز و جل بمنظار ما كانوا مشبعين به من تلك الفلسفة حول الإلـهيات، و ما تعلمه حول "اللوجوس" أي العقل الكلي الذي ترى فيه أول ما فاض عن المبدأ الأول ـ أي الله ـ فاللوجوس هو الوسيط بين الله في وحدته و بساطته المتناهية و بين العالم المتكثر، و به و فيه خلق الله العالم و الكائنات.... وتكلمنا عن أصل كلمة اللوجوس فى تفنيد نص يوحنا 1 عدد 1 ، فطابقوا بين المسيح و اللوجوس، و كل هؤلاء كانوا يرون المسيح مخلوقاً لِلَّه، فلم يقولوا بإلهية المسيح و لا ساووه مع الآب في الجوهر.

و أخيرا كان هناك المؤمنون الجدد من الأمميين (الوثنيين) و غالبهم آمن بدعوة التلاميذ بعد رحلة المسيح، و هؤلاء كانوا متشبعين بثقافة عصرهم الوثنية الهيلينية التي تنظر للعظماء من أباطرة أو قادة فاتحين أو فلاسفة عظام، على أنهم أنصاف آلهة أو أبناء آلهة هبطت لعالم الدنيا و تجسدت، لخلاص بني الإنسان و هدايتهم.... فصار كثير منهم ينظرون لشخصية المسيح بنفس المنظار، خاصة أنه كان يعبر عن المسيح في لغة الأناجيل بابن الله، فأخذوا البنوة على معناها الحرفي لوجود نظير لذلك في ثقافتهم الوثنية، و رأوا فيه ابن الله الحقيقي الذي كان إلها فتجسد و نزل لعالم البشر لخلاصهم... و لاقت هذه العقيدة رواجا لدى العوام الذين يعجبون بالغلو في رفع مقام من يقدسونه و يؤمنون به و يرون ذلك من كمال الإيمان به و المحبة له، و قد لعبت عدة عوامل سياسية و ثقافية و اجتماعية و حتى لغوية ـ ليس هنا موضع بسطها ـ لصالح الاتجاه الوثني الأخير في النظر لشخصية المسيح، فساد و انتشر، و شيئا فشيئا صار هو الأصل و صارت مخالفته هرطقة و خيانة لحقيقة المسيح، و صار الموحدون، أي الأتباع الحقيقيين للمسيح، فئات ضئيلة عرضة للاضطهاد، يُنْظَر إليها على أنها مبتدعة ضالة!

لكن هذا لا يعني أن الموحدين انتهوا تماما، بل إن التاريخ و الوثائق تثبت أنه و جدت و لا تزال، في كل عصر من عصور تاريخ المسيحية و حتى يومنا هـذا، أعداد غير قليلة من علماء النصارى و عامتهم ممن أنكر تأليه المسيح ورفض عقيدة التجسد و التثليث مؤكدا تفرد الله الآب لوحده بالألوهية و الربوبية والأزلية، و أن المسيح مهما علا شأنه يبقى حادثا مخلوقا، هذا و قد حظي أولئك الأساقفة أو البطارقة الموحدون بآلاف بل عشرات آلاف الأتباع والمقلدين، و ليس ههنا مجال لذكر و استقصاء أسماء كل من نقله التاريخ لنا من أولئك الموحدين الأعلام، و من رام الاطلاع المفصَّل على ذلك فعليه بالكتاب القيِّم المسمى: " عيسى يبشِّر بالإسلام " للبروفيسور الهندي الدكتور محمد عطاء الرحيم، و الذي ترجمه إلى العربية الدكتور (الأردني) فهمي الشما، فقد ذكر فيه مؤلفه الفرق النصرانية الموحدة القديمة و تحدث في فصل كامل عن أعلام الموحدين في النصرانية، استوعب فيها أسماءهم و تراجمهم و كتاباتهم و دلائلهم على التوحيد و أحوالهم و ما لاقوه من اضطهاد و محاربة في سبيل عقيدتهم، ونشير إشارة سريعة لأسماء أشهر الفرق و الشخصيات النصرانية الموحدة البارزة عبر التاريخ: فقد ذكرت المراجع التاريخية النصرانية، التي تتحدث عن تاريخ الكنيسة، أسماء عدة فرق في القرون المسيحية الثلاثة الأولى كانت تنكر التثليث و التجسد و تأليه المسيح و هي: فرقة الأبيونيين، و فرقة الكارينثيانيين، و فرقة الباسيليديين و فرقة الكاربوقراطيين، فرقة الهيبسيستاريين، و فرقة الغنوصيين.

غير معرف يقول...

(((((((هل اقتبس القرآن من الإنجيل
(الإنجيل) لأنه في ستة أيام صنع الرب السماء والأرض وفي اليوم السابع استراح وتنفس (خروج31: 17).
(القرآن الكريم) وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ [قـ : 38]
______________________
(الإنجيل) في البدء خلق الله السموات والأرض ... ثم خلق نور النهار وظلمة الليل ثم خلق النبات ... ثم خلق الشمس والقمر.
(القرآن الكريم) أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ [الأنبياء : 30]
______________________
(الإنجيل) وقال الله نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا (تكوين1:26).
(القرآن الكريم) لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى : 11]
لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ [الإخلاص : 4]
______________________
(الإنجيل) الى متى تنساني يا رب كل النسيان (مزمور 13: 1).
(القرآن الكريم) قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى [طه : 52]
______________________
(الإنجيل) استيقظ لماذا تتغافى يا رب ؟ (مزامير 44: 23).
(الإنجيل) فاستيقظ الرب كنائم كجبار معيط من الخمر (مزمور78:65).
(القرآن الكريم) اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ [البقرة : 255]
______________________
(الإنجيل) يا رب حتى متى أدعو وأنت لا تسمع؟ (حبقوق 1: 2).
(القرآن الكريم) الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء [إبراهيم : 39]
(القرآن الكريم) وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى [طه : 7]
______________________
(الإنجيل) يا رب الجنود الى متى أنت لا ترحم أورشليم (زكريا1:12).
(الإنجيل) هل الى الدهور يرفض الرب ولا يعود للرضا بعد؟ هل انتهت الى الأبد رحمته؟ هل نسي الله رأفة أو نقص برجزه مراحمه (مزمور 77: 7).
(الإنجيل) بادت ثقتي ورجائي من الرب (مراثي 3: 18).
(القرآن الكريم)قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر : 53]
______________________
(الإنجيل) افتح عينيك يا رب وانظر (2ملوك19: 16).
(القرآن الكريم) إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [الحجرات : 18]
______________________
(الإنجيل) قال الرب : وأنكث ميثاقي معهم (لاويين26: 44).
(الإنجيل) قلتَ يا رب: " لا أنقض عهدي " لكنك رفضت ورذلتَ، غضبتَ على مسيحك، نقضتَ عهد عبدك، نجستَ تاجه في التراب ... فرّحتَ جميع أعدائه. رددتَ حدّ سيفه ولم تنصره في القتال... حتى متى يا رب تختبىء كل الاختباء (مزمور89: 19).
(الإنجيل) لا تنقض عهدك معنا (ارميا 14: 8).
(القرآن الكريم) وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ [الروم : 6]
______________________
(الإنجيل) مع الطاهر تكون طاهرا، ومع الملتوي تكون ملتوياً (2صمو22: 27).
(القرآن الكريم)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ [النساء : 135]
______________________
(الإنجيل) لأنه هكذا أحب الله العالم حتى أعطى ابنه مولوده الوحيد (يوحنا3: 16).
(الإنجيل) قال داود: إني أعلن قرار الرب الذي قال لي: أنت إبني. أنا اليوم ولدتُكَ (مزمور7:2).
(القرآن الكريم) قل هو الله أحد. الله الصمد. لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفواً أحد.
(القرآن الكريم) ألا إنهم مِن إفكهم ليقولون: وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ [الصافات : 152]
(القرآن الكريم)مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ [المؤمنون : 91]
(القرآن الكريم) وقالوا اتخذ الرحمن ولداً. لقد جئتم شيئاً إدّاً. تكاد السموات يتفطّرن منه وتنشق الأرض وتخِرُّ الجبال هدّاً: أن دعوا للرحمن ولـداً. وما ينـبغي للرحمن أن يتخذ ولـدا : إن كل مـن فـي السمـوات والأرض الا آتي الرحمن عبداً. لقد أحصاهم وعدّهم عدّاً. وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً (19: 88).
______________________
(الإنجيل) قالت مريم للملاك: كيف يكون هذا (أحمل بولد) وأنا لست أعرف رجلا؟ فقال لها الملاك: الروح القدس يحلّ عليك. وقوة العلي تظلّك.
(القرآن الكريم) قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ [آل عمران : 47]
______________________
(الإنجيل) قال الله لبني اسرائيل: حين تمضون من أرض فرعون : لا تمضوا فارغين. بل تطلب كل امرأة من جارتها أمتعة : فضة وذهب وثياباً. وتضعونها على بنيكم وبناتكم فتسلبون المصريين (خروج3: 21).
وفعل بنو اسرائيل بحسب قول موسى: طلبوا من المصريين أمتعة فضة وأمتعة ذهب وثيابا وأعطى الرب نعمة في عيون المصريين فسلبوا المصريين (خروج12: 35).؟
(القرآن الكريم) وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ [الأعراف : 28]
(القرآن الكريم) إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [النحل : 90]
______________________
(الإنجيل) أنا هو الرب ... أفتقد ذنوب الآباء في الأبناء وفي الجيل الثالث والرابع (تثنية5: 7).
(الإنجيل) هيّئوا لبنيه قتلاً بإثم آبائهم (أشعيا14: 21).
(القرآن الكريم) قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ [الأنعام : 164]
(الإنجيل) أعبروا في المدينة وراءه (أي يهوذا) واضربوه: لا تشفق أعينكم ولا تعفوا : الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء : أقتلوا للهلاك ... نجّسوا البيت واملأوا الدّور قتلى ... وأنا أيضاً لا تشفق عيني (حزقيال9: 5).
(الإنجيل) وكلّم الربُ موسى قائلا: إنتَقم نقمة لبني اسرائيل من المديانيين:
فتجنّد بنو اسرائيل على مديان كما قال الرب. وقتلوا كل ذكر وسبوا نساء مدين وأطفالهم ونهبوا جميع مواشيهم وكل أملاكهم وأحرقوا جميع مدنهم بمساكنهم. وجميع حصونهم.
فخرج موسى وألعازار الكاهن رؤساءَ الجماعة الى خارج المحلة فسخط موسى على وكلاء الجيش. فقال لهم موسى: هل أبقيتم كل أنثى حية. إن هؤلاء كُنّ في بني اسرائيل سبب خيانة للرب. فكان الوباء في جماعة الرب :
فالآن اقتلوا كل ذكر من الأطفال من النساء اللواتي لم يَعرفنَ مضاجعة ذكر: أبقوهن لكم حيات (عدد31: 1).
(حديث شريف) قال الرسول (ص) للجيش الذي كان على أهبة الاستعداد لقتال المشركين:
نطلقوا باسم الله وبالله. وعلى ملة رسول الله ولا تقتلوا شيخا فانياً ولا طفلاً صغيراً ولا امرأة ولا تغلّوا وضموا غنائمكم. وأصلحوا وأحسنو ان الله يحب المحسنين (المشكاة 3956)
انطلقوا باسم الله .. وعلى بركة رسوله .. لا تقتلوا شيخاً فانياً، ولا طفلاً صغيرا،ً ولا امرأة، وألا تغلوا، وأحسنوا إن الله يحب المحسنين .. إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور
______________________
(الإنجيل) إذن: نحسب أن الانسان يتبرر بالايمان بدون أعمال الناموس (رومية3: 28).
(القرآن الكريم) أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ . وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ [العنكبوت :3]
(القرآن الكريم) أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لَّا يَسْتَوُونَ أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلاً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [السجدة : 19]
______________________
الإنجيل) لا تقاوموا الشر، بل من لطمك على خدك الأيمن فحوّل له الآخر أيضاً. ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضاً (متى5: 38).
(القرآن الكريم) وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ [الشورى : 40]
(القرآن الكريم) وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [النور : 22]

غير معرف يقول...

((((((((هل أرسل يسوع إلى اليهود .. أم إلى ( كل الأمم ) ؟؟
جميع النصوص الواردة فى الإنجيل تفيد بشىء واحد فقط .... أن المسيح كباقى الرسل من قبله أرسل إلى قومه فقط ... ونقرأ فى الإنجيل الأعداد التالية:
متى 1عدد 20-21 : (20وَلَكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هَذِهِ الأُمُورِ إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 21فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ».)
متى 2عدد 1 : (1وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ 2قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟)
متى 2عدد 6 : (6وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ».)

متى10عدد 5- 6 : (5هَؤُلاَءِ الاِثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ.)
متى 10عدد 23 : (23وَمَتَى طَرَدُوكُمْ فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ فَاهْرُبُوا إِلَى الأُخْرَى. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لاَ تُكَمِّلُونَ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ابْنُ الإِنْسَانِ.)
متى 5عدد 17-19 : (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.)
وقال للمرأة الكنعانية فى متى 15عدد 24-26: («لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ». 25فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: «يَا سَيِّدُ أَعِنِّي!» 26فَأَجَابَ: «لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ».)
والسؤال هنا ........ من هم الكلاب ... الكنعانيين
متى 19عدد 1-2 : (1وَلَمَّا أَكْمَلَ يَسُوعُ هَذَا الْكَلاَمَ انْتَقَلَ مِنَ الْجَلِيلِ وَجَاءَ إِلَى تُخُومِ الْيَهُودِيَّةِ مِنْ عَبْرِ الأُرْدُنِّ. 2وَتَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ فَشَفَاهُمْ هُنَاكَ.)
متى 19عدد 27-28 : (27فَأَجَابَ بُطْرُسُ حِينَئِذٍ: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ. فَمَاذَا يَكُونُ لَنَا؟» 28فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ تَبِعْتُمُونِي فِي التَّجْدِيدِ مَتَى جَلَسَ ابْنُ الإِنْسَانِ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيّاً تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاِثْنَيْ عَشَرَ.)
بل كانت التهمة الموجهة إليه أنه ملك اليهود: (11فَوَقَفَ يَسُوعُ أَمَامَ الْوَالِي. فَسَأَلَهُ الْوَالِي: «أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ تَقُولُ».) متى 27عدد 11
وكان معروفاً عند الناس أنه نبى اليهود وبنى إسرائيل، متى 27عدد 29 : (29وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!») حتى إنهم كتبوا علة المصلوب الذى ظنوه يسوع ، متى 27عدد 37: (37وَجَعَلُوا فَوْقَ رَأْسِهِ عِلَّتَهُ مَكْتُوبَةً: «هَذَا هُوَ يَسُوعُ مَلِكُ الْيَهُودِ».)
متى 27 أعداد 41-42 : (41وَكَذَلِكَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ أَيْضاً وَهُمْ يَسْتَهْزِئُونَ مَعَ الْكَتَبَةِ وَالشُّيُوخِ قَالُوا: 42«خَلَّصَ آخَرِينَ وَأَمَّا نَفْسُهُ فَمَا يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَهَا». إِنْ كَانَ هُوَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ فَلْيَنْزِلِ الآنَ عَنِ الصَّلِيبِ فَنُؤْمِنَ بِهِ!)

أما قوله فى متى 28عدد 18-19 : (18فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلاً: «دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ 19فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ.) فهو يناقض كل النصوص المذكورة ، ويُثبت أنه كان فى حياته إلهاً متعصباً لليهود ، وأنه لم ينزل لخلاص البشرية من خطيئة أدم وحواء، كما تدعون ، بل لخلاص اليهود وإهلاك غيرهم ، وهذا ينافى عدل الإله.
ولو كان نبياً أمره إلهه بخلاص البشرية ولم يفعل فى حياته ولم يبشر إلا اليهود لوجب قتله لأنه عصى الله ولم يفعل ما أُمِرَ به.
وهل خالفت تعاليمه بعد الصلب تعاليمه قبل الصلب؟
وهذا النص ينفى كذلك كون عيسى عليه السلام إلهاً من ناحية ، لأن الدافع هو الإله الخالق الأقوى ، ولا اتحاد بين الأقوى المالك والأضعف المملوك.
وينفى وجود الثالوث المقدس من ناحية أخرى، لأن لو هناك اتحاد بين الثلاثة لما كان هناك داع للكلام عن هذا الإتحاد ، لأنه بكونه متحد فهو واحد ، فلا داع للكلام عن المكونات الأساسية لهذا الإله.
ومن ناحية أخرى فلو كان هناك اتحاد لما قال (دُفِعَ إلى) ، لأن الدافع غير المدفوع له ، ولجاز القول بأن نقول: (باسم الابن والأب والروح القدس) أو نقول (باسم الروح القدس والابن والأب).
فلو اتحد الناسوت باللاهوت لأمكنهم عبادة يسوع فى حياته (كناسوت) ، لأنهم على زعمهم لا ينفصلون.
وكيف يرسلهم إلى العالم أجمع ، لو كان قد قال لهم كما فى متى 10عدد 23: (23وَمَتَى طَرَدُوكُمْ فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ فَاهْرُبُوا إِلَى الأُخْرَى. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لاَ تُكَمِّلُونَ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ابْنُ الإِنْسَانِ.)
أضف إلى ذلك وجود تلاميذه فى كل حين فى الهيكل، يسبحون الله ويمجدونه ويعلمون الناس، حتى بعد قيامته (على زعمهم):
لوقا 24عدد 53 : (53وَكَانُوا كُلَّ حِينٍ فِي الْهَيْكَلِ يُسَبِّحُونَ وَيُبَارِكُونَ اللهَ. آمِينَ.)

حتى بعد أن امتلأوا من الروح القدس: (1وَلَمَّا حَضَرَ يَوْمُ الْخَمْسِينَ كَانَ الْجَمِيعُ مَعاً بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ 2وَصَارَ بَغْتَةً مِنَ السَّمَاءِ صَوْتٌ كَمَا مِنْ هُبُوبِ رِيحٍ عَاصِفَةٍ وَمَلأَ كُلَّ الْبَيْتِ حَيْثُ كَانُوا جَالِسِينَ 3وَظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ وَاسْتَقَرَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ. 4وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَابْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا.) أعمال 2عدد 1-4
أعمال 2عدد 14 و 22 : (14فَوَقَفَ بُطْرُسُ مَعَ الأَحَدَ عَشَرَ وَرَفَعَ صَوْتَهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الْيَهُودُ وَالسَّاكِنُونَ فِي أُورُشَلِيمَ أَجْمَعُونَ لِيَكُنْ هَذَا مَعْلُوماً عِنْدَكُمْ وَأَصْغُوا إِلَى كَلاَمِي. .. .. .. .. .. 22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.), فقد كانوا إذا فى أورشليم وكانوا يُخاطبون اليهود فقط.

أعمال 2عدد 46 : (46وَكَانُوا كُلَّ يَوْمٍ يُواظِبُونَ فِي الْهَيْكَلِ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ.)
أعمال 3عدد 1 : (1وَصَعِدَ بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا مَعاً إِلَى الْهَيْكَلِ فِي سَاعَةِ الصَّلاَةِ التَّاسِعَةِ.)
أعمال 4عدد 1-3 : (1وَبَيْنَمَا هُمَا يُخَاطِبَانِ الشَّعْبَ أَقْبَلَ عَلَيْهِمَا الْكَهَنَةُ وَقَائِدُ جُنْدِ الْهَيْكَلِ وَالصَّدُّوقِيُّونَ 2مُتَضَجِّرِينَ مِنْ تَعْلِيمِهِمَا الشَّعْبَ وَنِدَائِهِمَا فِي يَسُوعَ بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ. 3فَأَلْقَوْا عَلَيْهِمَا الأَيَادِيَ وَوَضَعُوهُمَا فِي حَبْسٍ إِلَى الْغَدِ لأَنَّهُ كَانَ قَدْ صَارَ الْمَسَاءُ.)
(12وَجَرَتْ عَلَى أَيْدِي الرُّسُلِ آيَاتٌ وَعَجَائِبُ كَثِيرَةٌ فِي الشَّعْبِ. وَكَانَ الْجَمِيعُ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ فِي رِوَاقِ سُلَيْمَانَ. 13وَأَمَّا الآخَرُونَ فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْهُمْ يَجْسُرُ أَنْ يَلْتَصِقَ بِهِمْ لَكِنْ كَانَ الشَّعْبُ يُعَظِّمُهُمْ.) أعمال 5عدد 12-13
(17فَقَامَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَجَمِيعُ الَّذِينَ مَعَهُ الَّذِينَ هُمْ شِيعَةُ الصَّدُّوقِيِّينَ وَامْتَلأُوا غَيْرَةً 18فَأَلْقَوْا أَيْدِيَهُمْ عَلَى الرُّسُلِ وَوَضَعُوهُمْ فِي حَبْسِ الْعَامَّةِ. 19وَلَكِنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ فِي اللَّيْلِ فَتَحَ أَبْوَابَ السِّجْنِ وَأَخْرَجَهُمْ وَقَالَ: 20«اذْهَبُوا قِفُوا وَكَلِّمُوا الشَّعْبَ فِي الْهَيْكَلِ بِجَمِيعِ كَلاَمِ هَذِهِ الْحَيَاةِ». 21فَلَمَّا سَمِعُوا دَخَلُوا الْهَيْكَلَ نَحْوَ الصُّبْحِ وَجَعَلُوا يُعَلِّمُونَ. ثُمَّ جَاءَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَالَّذِينَ مَعَهُ وَدَعَوُا الْمَجْمَعَ وَكُلَّ مَشْيَخَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَأَرْسَلُوا إِلَى الْحَبْسِ لِيُؤْتَى بِهِمْ.) أعمال 5عدد 17-21

(2فَلَمَّا حَصَلَ لِبُولُسَ وَبَرْنَابَا مُنَازَعَةٌ وَمُبَاحَثَةٌ لَيْسَتْ بِقَلِيلَةٍ مَعَهُمْ رَتَّبُوا أَنْ يَصْعَدَ بُولُسُ وَبَرْنَابَا وَأُنَاسٌ آخَرُونَ مِنْهُمْ إِلَى الرُّسُلِ وَالْمَشَايِخِ إِلَى أُورُشَلِيمَ مِنْ أَجْلِ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ. .. .. .. 4وَلَمَّا حَضَرُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبِلَتْهُمُ الْكَنِيسَةُ وَالرُّسُلُ وَالْمَشَايِخُ فَأَخْبَرُوهُمْ بِكُلِّ مَا صَنَعَ اللهُ مَعَهُمْ.) أعمال 15عدد 2-4

وهناك أمثلة وأدلة عديدة على أن أمر عيسى عليه السلام لتلاميذه كان التدريس لبنى إسرائيل وإعلامهم باقتراب ملكوت الله ، وألا يبرحوا أورشليم ، وكذلك التزم التلاميذ بتعاليم سيدهم ونبيهم عليه السلام.

ويؤيد الكتاب المسيحيون الاتجاه بأن المسيح ما أرسل إلا لبني إسرائيل طبقاً لللآتي :
( أ ) فقد جاء في دائرة المعارف البريطانية أن أسبق حواري المسيح ظلوا يوجهون اهتمامهم إلى جعل المسيحية ديناً لليهود ، وجعل المسيح أحد أنبياء بني إسرائيل إلى بني إسرائيل.
(ب) ويقول دين إينج أن عيسى كان نبياً لمعاصريه من اليهود ، ولم يحاول قط أن ينشىء فرعاً خاصاً به من بين هؤلاء المعاصرين ، أو ينشىء له كنيسة خاصة مغايرة لكنائس اليهود أو تعاليمهم .
وقد ورد في إنجيل متى [ 2 : 1 ] : (( وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ 2قَائِلِينَ: أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ ؟ ))
بل كانت التهمة الموجهة إليه أنه ملك اليهود : (( فَوَقَفَ يَسُوعُ أَمَامَ الْوَالِي. فَسَأَلَهُ الْوَالِي: «أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ تَقُولُ».)) [ متى 27: 11 ]
لقد كان المسيح عليه الصلاة والسلام معروفاً عند الناس أنه نبى اليهود وبنى إسرائيل ليس إلا . . .
ان النصوص السابقة فيها رد واضح على كل دعوى تقول : إن المسيحية دين عالمي ، وإن التبشير به من أركان الدين .

غير معرف يقول...

((((((((((هذه الأقوال يستدل بها المسيحيين لألوهية المسيح... والرد الصحيح
إذا جاء الاحتمال بطل الاستدلال
سنبين في هذا الباب كيفية تفنيد أهم الأعداد التى يستخدمها المسيحيين لاستنباط ما يسمى بألوهية المسيح ...
وسنوضح استحالة إمكانية أخذ هذه النصوص المقطوعة بظاهرها من واقع الإنجيل . ألم يقل الإنجيل .. وَأَبْدَلُوا مَجْدَ اللهِ الَّذِي لاَ يَفْنَى بِشِبْهِ صُورَةِ الإِنْسَانِ الَّذِي يَفْنَى، وَالطُّيُورِ، وَالدَّوَابِّ، وَالزَّحَّافَاتِ.
ألم يقل يوحنا ... الله روح .. ويقول لنا لوقا .. لو 24:39 انظروا يديّ ورجليّ اني انا هو.جسوني وانظروا فان الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي.
فهل المسيح كان روحا ........ لا
المقدمة
من أقوال المسيح
قول المسيح : أنا والأب واحد .
قول يوحنا : في البدء كان الكلمة وكان الكلمة عند الله .
قول المسيح : من رآني فقد رأى الآب .
قول المسيح : أنا فى الآب والآب في .
قول المسيح : أنتم من تحت أما أنا فمن فوق أنتم من هذا العالم وأنا لست منه .
قول المسيح : و ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ...
قول المسيح : و لكن لتعلموا أن لابن الإنسان سلطانا على الأرض أن يغفر الخطايا.
قول المسيح : قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن.
تعريف لفظ ... أنا كائن

من أقوال يوحنا

قول يوحنا في الرؤيا : أنا الألف و الياء، و الأول و الآخر، و البداية و النهاية .
قول يوحنا : كل شيء به كان ، وبغيره لم يكن شيء ...
قول يوحنا : هذا هو الإلـه الحق و الحياة الأبدية
تطرف النصارى بالفهم بعد تشبعهم بفكرة الحلول والتجسد ( لكن الآب الحال في هو يعمل الأعمال (

من أقوال بولس

قول بولـس : الله ظهر في الجسد.
و هو فوق كل شيء إلـهٌ مباركٌ أبد الدهور .
منتظرين الرجاء المبارك و ظهور مجد الله العظيم و مخلصنا يسوع المسيح.
فقد حسن لدى الله أن يحل به الكمال كله ، ثم قوله: فـفـيه (أي في المسيح) يحل جميع كمال الألوهية حلولا جسديا

من أحوال المسيح وتسمياته

تسمية المسيح بابن الله .
صعود المسيح إلي السماء حياً.
سجود بعض التلاميذ للمسيح .
استعمال كلمة رب في حق المسيح .
عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا.
وصف المسيح بأنه ديان العالم .
وصف بولس المسيح بأنه صورة الله.
قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أجعل أعداءك موطئا لقدميك.
الشبهات من أحوال ومعجزات المسيح
المسيح في القرآن الكريم
نفي ألوهية المسـيح في رسائل القديس بولـس
نفي إلـهية المسيح في رسائل يوحنا
شرح النصوص الإنجيلية النافية لإلهية عيسى والمثبتة لعبوديته
أما أشهر الموحدين من رجال الدين و المفكرين المسيحيين المتأخرين فهم

تفنيد قانون الأيمان

معنى توحيد الأفعال
نصوص وحدانية الله فى العهد القديم
المسيح عبد الله ورسوله ( أعداد فقط )

Ephesians 1:17 That the God of our Lord Jesus Christ, the Father of glory, may give unto you the spirit of wisdom and revelation in the knowledge of him:
افسس 1 عدد 17 : كي يعطيكم اله ربنا يسوع المسيح ابو المجد روح الحكمة والاعلان في معرفته
إذا جاء الاحتمال بطل الاستدلال. Truth_Gate

غير معرف يقول...

((((((((نقـصــــــان

إن من أكبر الأدلة علي التحريف هو تلك النصوص المنقوصة في الكتاب والتي وضع مكانها نجوم أو نقاط أو تُركت فارغة!!!! هكذا فعلوا في كتابهم وضعوا مكان النصوص الناقصة إما نجوم أو نقاط أو خطوط مستقيمة أو تركوها فارغة !!!!!!!!! أكثر من أربعون موضعا في أغلب النسخ في الكتاب وضع مكانها خطوط!!! إني لأتساءل حقيقة أين ذهب كلام الله I وأين ذهبت تلك النصوص وماذا كان يوجد مكان الفراغات ؟؟؟ يقولون أنها لم تكن واضحة في المخطوطة الأصلية لذلك ومن باب الأمانة وضع النساخ مكانها نجوم أو خطوط ( لاحظ انه يقول لك ومن باب الأمانة ). أوليس هذا هو التحريف والنقصان بعينه ؟؟ كلمات مفقودة في كتاب ماذا تقول عنه ؟؟ وما أدراك ماذا كان يوجد مكان هذه الخطوط ؟؟ ومن العجيب أنهم مازلوا يقولون أن الكتاب غير محرف !!!! الطريف في الأمر أنه بعد أن أشار الناس إلى هذه الفراغات وإحتاروا فيما كان موجود مكانها وبدأت تثير الشكوك في نفوس العقلاء جاء ممن يعتبرونهم علماء النصارى والحقيقة هم ليسوا علماء بل جهلاء فأباحوا لأنفسهم أن يكملوا الفراغات الناقصة في هذا الكتاب على طريقة أكمل الفراغات كما كنا نتعلم في المدارس الابتدائية فاختاروا كلمات على مزاجهم وأكملوا بها النصوص الناقصة , والآن إليك بعض هذه النصوص علي سبيل المثال لا الحصر :
حزقيال 23عدد43 : فقلت عن البالية في الزنى الآن يزنون زنى معها وهي******. (SVD)
حزقيالe:23:43: Then said I unto her that was old in adulteries, Will they now commit whoredoms with her, and she with them?
مزمور137 عدد 5 : أن نسيتك يا أورشليم تنسى يميني******
" فأتى بالكتاب إلى ملك إسرائيل يقول فيه****** !!! ، فالآن عند وصول هذا الكتاب إليك هو ذا قد أرسلت إليك نعمان عبدي، فاشفه من برصه" (الملوك(2) 5 عدد6
زكريا6 عدد15: والبعيدون يأتون ويبنون في هيكل الرب فتعلمون ان رب الجنود ارسلني اليكم.ويكون اذا سمعتم سمعا صوت الرب الهكم**** (SVD)
نشيد 7عدد9: حنكك كأجود الخمر-------- لحبيبي السائغة المرقرقة السائحة على شفاه النائمين (SVD)
إرميا 23عدد9: في الانبياء------------- انسحق قلبي في وسطي.ارتخت كل عظامي.صرت كانسان سكران ومثل رجل غلبته الخمر من اجل الرب ومن اجل كلام قدسه. (SVD)

أمثال 24عدد 23: هذه أيضا للحكماء------ محاباة الوجوه في الحكم ليست صالحة. (SVD)
وهذه الفقرة وجدت
أمثال28 عدد21: محاباة الوجوه ليست صالحة فيذنب الانسان لاجل كسرة خبز. (SVD)

Jn:5:4 (NOTEXT)
نو تكست يعني لا يوجد كلام، أين كلام الله؟
يوحنا 5عدد 4: لان ملاكا كان ينزل أحيانا في البركة ويحرك الماء.فمن نزل أولا بعد تحريك الماء كان يبرأ من أي مرض اعتراه. (SVD)
في النص السابق في النسخة الإنجليزية مكتوب وبالخط العريض ( لا يوجد نص ) أما في النسخة العربية والتي مصدرها أساسا النسخة الانجليزية ومن المفروض أن تكون مطابقة تماما للنسخة الإنجليزية بعد ترجمتها وجد هذا النص في النسخة العربية مع أنه غير موجود في النسخة الانجليزية التي هي المصدر!!!! فمن أين أتي ؟؟؟؟ ومن وضعه ؟؟؟ الاجابة ..... ( نو تكست )))

حبقوق 1 عدد 1 :الوحي الذي رآه حبقوق النبي ـــــــــــــ (SVD)
يبدوا أن الوحي الذي رآه حبقوق النبي كان وحيا عظيماً جداً وسري للغاية لذلك وضعوا مكانه خطوط .!!!!!!!

أيوب31 عدد37: كنت اخبره بعدد خطواتي وادنو منه كشريف ــــــــــ (SVD)

أخبار4 عدد17: وبنو عزرة يثر ومرد وعافر ويالون******وحبلت بمريم وشماي ويشبح ابي اشتموع. (SVD)

ميخا6 عدد 5: يا شعبي اذكر بماذا تآمر بالاق ملك موآب وبماذا اجابه بلعام بن بعور ــــــــ من شطّيم الى الجلجال ـــــــ لكي تعرف اجادة الرب (SVD)
1صموائيل12 عدد14: ان اتقيتم الرب وعبدتموه وسمعتم صوته ولم تعصوا قول الرب وكنتم انتم والملك ايضا الذي يملك عليكم وراء الرب الهكم***** (SVD)
2صموائيل5 عدد8: وقال داود في ذلك اليوم ان الذي يضرب اليبوسيين ويبلغ الى القناة والعرج والعمي المبغضين من نفس داود*****لذلك يقولون لا يدخل البيت اعمى او اعرج. (SVD)
2ملوك10 عدد 1: وكان لاخآب سبعون ابنا في السامرة.فكتب ياهو رسائل وارسلها الى السامرة الى رؤساء يزرعيل الشيوخ والى مربّي اخآب قائلا (2) : ******فالآن عند وصول هذه الرسالة اليكم اذ عندكم بنو سيدكم وعندكم مركبات وخيل ومدينة محصنة وسلاح (SVD)

هذا في الرسالة الأولى تم إقتطاع الكلام الوارد فيها ووضعوا مكانه نجوم كما ترى أما الرسالة الثانية فلا يوجد نجوم
2ملوك10 عدد 6: فكتب اليهم رسالة ثانية قائلا ان كنتم لي وسمعتم لقولي فخذوا رؤوس الرجال بني سيدكم وتعالوا اليّ في نحو هذا الوقت غدا الى يزرعيل.وبنو الملك سبعون رجلا كانوا مع عظماء المدينة الذين ربّوهم. (SVD)

1أخبار4 عدد 17: وبنو عزرة يثر ومرد وعافر ويالون******وحبلت بمريم وشماي ويشبح ابي اشتموع. (SVD)

عزرا1 عدد3: من منكم من كل شعبه****ليكن الهه معه ويصعد الى اورشليم التي في يهوذا فيبني بيت الرب اله اسرائيل.هو الاله.الذي في اورشليم. (SVD)

حزقيال39 عدد15: فيعبر العابرون في الارض واذا راى احد عظم انسان يبني بجانبه صوّة حتى يقبره القابرون في وادي جمهور جوج ــــــــــــــ
حزقيال39 عدد16: وايضا اسم المدينة همونة ــــــــــــ فيطهّرون الارض (SVD)
حزقيال41 عدد16: العتبات والكوى المشبكة والاساطين حوالي الطبقات الثلاث مقابل العتبة من الواح خشب من كل جانب ومن الارض الى الكوى ــــــــ والكوى مغطاة ـــــــ (SVD) ( والكوة مغطاة غير موجودة في النسخة العبرية )
أعتقد أن الأمر أوضح من أن نستفيض في الشرح هنا فتوضيح الواضحات من المعضلات, وليس ذو عقل ينكر أن هذا يدل على أن الكتاب قد فُقِد منه نصوص ولا يعرف أحد ما هي النصوص التي كانت مكتوبة في مكان الخطوط والنجوم كما هو موضح , لكن البعض أوردها كما هي في بعض النسخ والبعض الآخر أباح لنفسه أن يكمل هذه النصوص الناقصة ويضع ما على هواه وبدأ الاختلاف بينهم هل من الممكن أن نضع هذه الكلمة أم نضع كلمة أخرى غيرها ؟ واختاروا في معظم الأحيان أن يضعوا كلمات ليس لها مدلول ولكن مجرد إكمال النص بما لا يفيد ولا يختلف عليه , إن أي عاقل يرى ما في هذا الكتاب من نقصان ونجوم مكان الكلمات وخطوط يدرك تماماً أن هذا الكتاب ما هو إلا كتاب مُحرف مُبَدل مُغَير ما فيه باطل ما يرويه لا نـثق به ولا نأمنه على رواية أو نـقل شريعة وحدود , وهذا تصديقاً لقول الله ))U فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )) (13) المائدة
وقوله سبحانه ((فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ )) (79) البقــــــرة فما يكتبوه هنا بأيديهم ليس من عند الله I ولا صلة بينه وبين وحي الله Iبل هو إكمال منهم للنقصان وترقيع للثوب بما لا يناسبه ولكنهم بدل من أن يستروا العورة فضحوها وبدل أن يعدلوا أفسدوا وبدل أن يستمروا في الترقيع والتغيير والشك الذي لا يؤدي إلى يقين كان من الممكن أن ينظروا إلى كتاب الله I الكامل الذي لا نقصان ولا تغيير ولا تبديل ولا تحريف فيه ولكنهم كما قال عنهم رب العزة في كتابه الكامل المعصوم (( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ))(46) الحج ، فهم لا يبحثون ولا يفكرون ولا يريدون الهدى فإنهم لو أرادوا لوصلوا إلى طريق الحق ولا حُجة لهم بما يدعون أنهم لا يعلمون فما أوضح الحق كالشمس وما أظلم الباطل كالليل وما ينكر ديننا وكتابنا إلا كمنكر الشمس في كبد السماء وما من مستمسك بكتاب النصارى إللا كمدعي أن الليل نهار وأن الظلمات نور وإن أراد الحق فما عليه من جهد ولا عناء فالله I يقول في كتابه الكريم في سورة العنكبوت ((وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ))(35) العنكبوت ، فهذه علامة واضحة باقية على أن ذلك الكتاب ليس بمعصوم ولا محفوظ كما تدعون بل هو ناقص مغير محرف مبدل , إنك لا تجد مثل هذا في القرآن وتخيل لو أن النصارى وجدوا أمثال هذا العبث والهراء في القرآن والله لصرخوا وناحوا وأقاموا الدنيا وما أقعدوها ولعلا صوتهم بالطعن والتشكيك في القرآن, ولكنك لا تجد ذلك في القرآن ولله الحمد ولا في أي كتاب آخر منقول منه عقيدة يعتقد فيه من يتخذوه كتباهم أنه محسوب على الوحي موحى به من السماء , فما بالكم لا تتفكرون ولا تتذكرون وعن كل آية ودليل تعرضون ؟
حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْراً مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (7) لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (8) بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (16) الدخان

غير معرف يقول...

(((((((( نفي إلـهية المسيح في رسائل يوحنا
أقوال يوحنا الصريحة التي تنفي إلـهية المسيح و تؤكد أنه عبدٌ مخلوقٌ ِللهِ عز و جل:
(1) أما نصه على أن الله تعالى إلـه المسيح و بالتالي فالمسيح عبد مربوب لله، فقد جاء في رؤيا يوحنا الكشفية (1 / 6) حين قال:
"... و من لدن يسوع المسيح الشاهد الأمين و البكر من بين الأموات و سيد ملوك الأرض، ذاك الذي أحبنا فحلنا من خطايانا بدمه، و جعل منا مملكة من الكهنة لإلــهـه و أبــيـه... "

(2) و أما نصه على أن المسيح مخلوق لله سبحانه وتعالى ، فجاء وضحا في رسالته الأولى (2/ 1) في قوله:
" أكتب إليك ما يقول الأمين (المسيح)، الشاهد الأمين الصادق، بدء خليقة الله... "

(3) و أما أن المسيح يستمد من الله و بالتالي لا يمكن أن يكون إلـهاً لأن الله غني بذاته، فقد جاء ذلك مثلاً في رؤياه الكشفية أيضا (1 /1) حين يقول: " هذا ما كشفه يسوع المسيح بعطاء من الله "

(4) و أما عن الغيرية الكاملة و التمايز و الاثنينية بين الله: الآب و المسيح عليه السلام فالأمثلة عليه كثيرة من كلام يوحنا نكتفي بهذا الشاهد من رسالته الأولى(2/1):
" و إن خطئ أحد فهناك شفيع لنا عند الآب و هو يسوع المسيح البار "

(5) ثم إن نفس النصوص الإنجيلية، التي استقيناها في الفصل الأول من إنجيل يوحنا، النافية لإلـهية عيسى و المثبتة لعبوديته، تصلح كذلك للكشف عن عقيدة يوحنا مؤلف ذلك الإنجيل حول عدم إلـهية المسيح إذ من البديهي أن الرجل دوَّن في إنجيله ما يعتقده أو أنه كان يعتقد بما دونه، و نكتفي هنا بإشارة سريعة لثلاث نصوص قاطعة من إنجيل يوحنا:

" قال لها يسوع: لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلى أبي. و لكن اذهبي إلى أخوتي و قولي لهم: إني أصعد إلى أبي و أبيكم و إلـهي و إلـهكم " إنجيل يوحنا:20 / 17.

" تكلم يسوع بهذا و رفع عينيه نحو السماء و قال: أيها الآب، قد أتت الساعة... و هذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإلـه الحقيقي وحدك، و يسوع المسيح الذي أرسلته... " إنجيل يوحنا: 17 / 1 ـ 3.

" فقال لهم يسوع: لو كنتم أبناء إبراهيم لعملتم أعمال إبراهيم، و لكنكم الآن تطلبون أن تقـتلوني و أنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله " إنجيل يوحنا:8/39-40.

و أعتقد أن ما ذكر أعلاه يكفي ـ لمن تجرد للحق و أنصف و جانب التقليد و التعصب ـ للتأكد من عقيدة يوحنا التوحيدية و أنه لم يعلِّم التثليث و لا أن الله هو المسيح، بل أفرد الله تعالى وحده بالإلـهية، فينبغي أن يبقى هذا بالبال عند مناقشتنا التالية للشبهات التي استندوا إليها من كلام يوحنا.

غير معرف يقول...

((((((((نفي ألوهية المسـيح في رسائل القديس بولـس
يرى كثير من المحققين الغربيين، الذين كتبوا عن المسيحية و عقائدها، في القرنين الأخيرين، و مثلهم كذلك عدد من الكتاب المسلمين، أن بولس ـ القديس الأكبر للنصرانية و صاحب ال 14 رسالة الملحقة بالأناجيل في كتاب العهد الجديد ـ هو واضع فكرة إلـهية المسيح و مبتدع عقيدة التجسد، و كنت أيضا من جملة من يعتقد أن بولس هو الذي أدخل هذه البدعة إلى النصرانية.

إلى أن قيَّض الله تعالى لي اقتناء و مطالعة الترجمة العربية الحديثة للكتاب المقدس، حسب الرواية الكاثوليكية، التي نشرتها الرهبانية اليسوعية في بيروت عام 1989، و المحلاة بالمقدمات لكل ســفر و الحواشي الممتازة المتـضــمنة لشــروح و تعليقات و إحالات مفيدة للغاية إذ تساعد على إدراك معنى كثير من العبارات المتشابهة الغامضة بالرجوع إلى ما يماثلها في المواضع الأخرى من الكتاب المقدس، فتبين لي لدى دراسة رسائل بولس و الاستضاءة بتلك الحواشي، و مراجعة الترجمة الفرنسية العصرية المراجَعة المحققة للكتاب المقدس، وترجمته الإنجليزية العصرية المراجَعة المحققة أيضا، سيما للمواضع المتشابهة و الحساسة في النص العربي، تبين أن عبارات بولس التي يظن عادة أنها نص منه على تأليه المسيح، لا تخرج عن أحد ثلاثة أمور:

1 ـ إما هي ترجمة احتمالية مرجوحة للنص اليوناني الأصلي، الذي يمكن ـ كما تشير الحواشي و الترجمات المختلفة ـ أن يترجم بصورة أخرى، تبعا للتغُّير المحتمل للموضع، المشكوك به، للفاصلة أو النقطة في النص الأصلي، مما يجعل العبارة تتغير تغيرا تاما من نص على إلهية المسيح إلى كلام عن إلهية الله تعالى الآب!.

2 ـ أو هي عبارات مجازية، من الخطأ فهمها على معناها الحرفي الظاهر، و ذلك بدلالة سياق الكلام، و بدلالة القرائن الأخرى، كملاحظة موارد استعمال بولس لنفس هذه الألفاظ في المواضع الأخرى من رسائله، مما يبين أن المراد الحقيقي لبولس من هذه الألفاظ هو معنى مجازي استعاري و ليس المعنى الحرفي.

3 ـ أو هي عبارة تتضمن وصف المسيح بلفظة مشتركة، مثل لفظة: " الربّ "، التي أحد معانيها هو الله، لكن لها معنى آخر هو: السيد، مع وجود قرائن تؤكد أن بولس يريد منها هذا المعنى الثاني غير التأليهي.

و بالتالي اتضح لي لدى التحقيق أنه لا توجد في رسائل بولس أي عبارة أو نص صريح قاطع في تأليه للمسيح، بمعنى اعتباره الله تعالى نفسه الذي تجسد و نزل لعالم الدنيا، بل على العكس، نجد في رسائل بولس، نصوص واضحة و محكمة لا تحتمل أي تأويل، تؤكد أن عقيدة الرجل كانت توحيدية محضة، حيث يؤكد على تفرّد الله تعالى (الآب) بالإلـهية و الربوبية و الخالقية و استحقاق العبادة، و أنه وحده الإلـه الخالق الحكيم القدير بذاته، الذي لم يُرَ و لا يُرَى، الذي أبدع المخلوقات لوحده و أوجد جميع الكائنات بمن فيهم المسيح نفسه، الذي يعتبره بولس بكر كل خليقة، أي أول مخلوقات الله عز و جل، و يصرح بولس بأن الله تعالى إله المسيح و سيده.

نعم يعتقد بولس أن الله تعالى، خلق بالمسيح و فيه سائر الكائنات، أي ينظر للمسيح بمنظار اللوجوس في الفلسفة الأفلوطينية الحديثة التي ترى ـ حسب نظرية الفيض ـ أن اللوجوس (العقل الكلي) هو أول ما فاض عن المبدأ الأول (الله ) و به و فيه وجدت سائر الكائنات، فبولس يرى أن المسيح هو ذلك الكائن الروحي الوسيط الذي فاض عن الله و به و فيه خلق الله سائر الكائنات، و اتخذه الله ابنا حبيبا و جعله الواسطة بينه و بين خلقه، ثم صيره في آخر الزمن، في الميعاد المقرر أزلا، إنسانا بشرا، و أرسله لخلاص بني الإنسان، بعمله التكفيري العظيم، الذي تجلى ـ حسب قول بولس ـ بآلامه و سفك دمه و موته على الصليب، تكفيرا لخطايا البشر و فداء لهم بنفسه، فكرمه الله تعالى لأجل ذلك، و مجَّده و رفع قدره فوق كل الكائنات و أجلسه عن يمينه فوق عرشه (يتفق النصارى هنا على تنزيه الله تعالى عن حدود المكان و الزمان و يفهمون هذه العبارات على نحو غير تجسيمي ) و جعله شفيعا للمؤمنين و قاضيا و حاكما بينهم يوم الدين، ثم ليخضع في النهاية لأبيه الروحي و خالقه و إلهه: الله تعالى الذي هو ـ حسب تعبير بولس ـ الكل في الكل.

تلك هي خلاصة عقيدة بولس في المسيح، كما تترشح من رسائله و تعاليمه، و هي عقيدة، و إن كانت لا تخلو من غلو و خلط بين الدين و الفلسفة اليونانية [1] ، و مبالغة بحق المسيح لا دليل عليها في الإنجيل، إلا أنها مع ذلك حفظت الحد الفاصل بين الله تعالى (الآب) في وحدانيته و تفرده بالقدم و الإلـهية، و بين المسيح المخلوق و الخاضع لأبيه و إلهه الله تعالى ـ على حد تعبير بولس ـ، فلم تشرك المسيح مع الله في الذات و استحقاق العبادة و لا ساوت بينه و بين الله تعالى في الإلهية ـ كما فعل ذلك للأسف دستور الإيمان النصراني الذي قرره مجمع نيقية ـ بل أبقته في دائرة الكائن المخلوق و العبد الخاضع لسلطان الله تعالى العابد له و المتبع لأمره، و بالتالي حافظت على وحدانية ذات الله تعالى.

و فيما يلي سنبين الشواهد على ما نقول، ثم نعقب ذلك بالرد على شبهاتهم من بعض أقوال بولس المشتبهة التي تحتاج لتوضيح.

هذا و سنعتمد في الغالب على الترجمة العربية الحديثة الكاثوليكية للرهبانية اليسوعية في بيروت للعهد الجديد.
______________________

القسم الأول: أقاويل بولـــس الصريحة في نفي إلـــهية المســيح و إفراد الله تعالى وحده بالألوهية
أولاً : أقوال بولـس في توحيد الذات الإلــهية و إفراد الله تعالى بالإلـهية و الربوبية و الخالقية و القدرة المستقلة:

1 ـ يقول بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنثيوس (و في الطبعات البروتستانتية تسمى كورنثوس ) (8 / 4 ـ 6 ):
" و أما الأكل من لحم ما ذبح للأوثان فنحن نعلم أن لا وثن في العالم، و أن لا إلـه إلا الله الأحد [2]. و قد يكون في السماء أو في الأرض ما يزعم أنه آلهة، بل هناك كثير من الآلهة و كثير من الأرباب، و أما عندنا نحن فـليس إلا إلـه واحد و هو الآب، منه كل شيء و إليه نحن أيضا نصير. و رب واحد و هو يسوع، به كل شيء و به نحن أيضا "

والرد: فهذا النص صريح في انحصار الإلـهية بالله الآب وحده (لا إله إلا الله الأحد ) (و أما عندنا فليس إلا إله واحد: وهو الآب، منه كل شيء)، و أما وصف المسيح بالرب فلا يراد به الإلـهية و إلا لانتفى الحصر لها بالآب الذي كرره في كلامه هنا مرتين، بل المراد ـ كما سنوضحه فيما بعد ـ السيد المعلم.

2 ـ و يقول بولس في رسالته إلى أهل أفسس (4 / 5 ـ 6 ):
" و هناك رب واحد و إيمان واحد و معمودية واحدة، و إلــهٌ واحدٌ أبٌ لجميع الخلق و فوقهم جميعا يعمل بهم جميعا و هو فيهم جميعا "

والرد: فهنا أيضا أكد أن الآب هو وحده الإلــه لجميع الكائنات.

3ـ و يقول بولس في رسالته الأولى إلى طيموتاوس (2 / 5 ):
" لأن الله واحد، و الوسيط بين الله و الناس واحد و هو إنسان أي المسيح يسوع "

والرد: و هذه الجملة غاية في الصراحة و الوضوح في إفراد الله تعالى بالألوهية و نفيها عن المسيح إذ هي تؤكد أولا أن الله واحد، و أن المسيح شيء آخر، حيث هو الواسطة بين الله و الناس، و بديهي أن الواسطة غير الموسوط، علاوة على تأكيده أن المسيح، ككلٍّ، إنسانٌ، و بهذا يتم الفصل بين الله و المسيح بكل وضوح، و تخصص الألوهية لله تعالى وحده فقط، فأنى يؤفكون !!

4 ـ ثم يقول بولس في نفس الرسالة، بعد جملته تلك (6 / 13 ـ 16 ):
" و أوصيك في حضرة الله الذي يحيي كل شيء و في حضرة يسوع المسيح الذي شهد شهادة حسنة في عهد بنطيوس بيلاطس، أن تحفظ هذه الوصية و أنت بريء من العيب و اللوم إلى أن يظهر ربنا يسوع المسيح فسَــيُظْـهِرُه في الأوقات المحددة له:

المبارك العزيز الوحيد ملك الملوك و رب الأرباب، الذي وحده له عدم الموت، ساكنا في نور لا يدنى منه، الذي لم يره أحد من الناس و لا يقدر أن يراه، الذي له الكرامة و القدرة الأبدية، آمين." (حسب الترجمة البروتستانتية )

ذلك السعيد القدير وحده ملك الملوك و رب الأرباب الذي له وحده الخلود و مسكنه نور لا يقترب منه وهو الذي لم يره إنسان و لا يستطيع أن يراه، له الإكرام و العزة الأبدية. آمين."(حسب الترجمة الكاثوليكية للرهبانية اليسوعية )

والرد: و هذا النص أيضا صريحٌ واضحٌ في توحيد الله و اعتباره وحده ملك الملوك و رب الأرباب، كما هو صريح في المغايرة و التمايز بين الله تعالى في مجده و علاه، الذي وحده لا يموت و لا يُرى، و بين المسيح، الذي سيظهره الله.

5 ـ و فيما يلي نص خطبة خطبها بولس في أعيان مدينة أثينا، كما جاءت في أعمال الرسل (17 / 22 ـ 32 ):
" يا أهل أثينة، أراكم شديدي التديّن من كل وجه، فإني و أنا سائر أنظر إلى أنصابكم وجدت هيكلا كتب عليه: إلى الإلـه المجهول!. فَما تعبدونه أنتم و تجهلونه، فذاك ما أبشركم به. إن الله الذي صنع العالم و ما فيه، و هو رب السماء و الأرض، لا يسكن في هياكل صنعتها الأيدي، و لا تخدمه أيدي بشرية، كما لو كان يحتاج إلى شيء. فهو الذي يهب لجميع الخلق الحياة و النفس و كل شيء. فقد صنع جميع الأمم البشرية من أصل واحد، ليسكنوا على وجه الأرض كلها، و جعل لسكناهم أزمنة موقوتة و أمكنة محدودة، ليبحثوا عن الله لعلهم يتحسسونه و يهتدون إليه، مع أنه غير بعيد عن كلٍّ منا. ففيه حياتنا و حركتنا و كياننا، كما قال شعراء منكم: فنحن أيضا من سلالته. فيجب علينا، و نحن من سلالة الله، ألا نحسَبَ اللاهوت يشبه الذهب أو الفضة أو الحجر، إذ مَـثَّـلَه الإنسان بصناعته و خياله. فقد أغضى الله طرفه عن أيام الجهل و هو يعلن الآن للناس أن يتوبوا جميعا و في كل مكان، لأنه حدد يوما يدين فيه العالم دينونة عدل عن يد رجل أقامه لذلك، و قد جعل للناس أجمعين برهانا على الأمر، إذ أقامه من بين الأموات "

والرد: فقد تكلم كلاما جميلا عن الله تعالى و لم يأت بذكر على أن المسيح كان هو ذاك الله الذي تكلم عنه، بل علىالعكس قال أن الله أقام رجلا (أي إنسانا) ليدين العالم عن طريقه و أماته ثم بعثه ليجعله عَلَمَاً و دليلا على يوم القيامة، و هكذا نلاحظ التمايز و الفصل التام بين الله في وحدانيته و المسيح.

ثانياً: أقوال بولس الواضحة في توحيد الأفعال [3] و في توحيد العبودية أي صرف كل مظاهر العبادة مثل الصلاة و الدعاء و الشكر و الحمد والثناء و الاستغاثة و الالتجاء لله الآب وحده دون غيره :

1ـ يقول بولس في رسالته إلى أهل فيليبي (4 / 6 ـ 7 ):
" لا تكونوا في هم من أي شيء كان. بل في كل شيء لترفع طلباتكم إلى الله بالصلاة و الدعاء مع الشكر. فإن سلام الله الذي يفوق كل إدراك يحف قلوبكم و أذهانكم في المسيح يسوع "
والرد: فطلب الحوائج و الصلاة و الدعاء و الشكر يجب رفعها لله تعالى، لكي ينزل الله سكينته على المؤمنين بواسطة المسيح و لكي يثبت قلوبهم ـ في المصاعب ـ على الإيمان و الثقة بالمسيح و محبته.

2 ـ و يقول في رسالته إلى أهل أفسس (3 / 14 ـ 20 ) :
" لهذا أجثو على ركبتي للآب، فمنه تستمد كل أسرة اسمها في السماء و الأرض، و أسأله أن يهب لكم، على مقدار سِـعَة مجده، أن تشتدوا بروحه ليقوى فيكم الإنسان الباطن [4] و أن يقيم المسيح في قلوبكم الإيمان، حتى إذا تأصلتم في المحبة و أسسـتم عليه، أمكنكم أن تدركوا مع جميع القديسين ما هو العرض و الطول و العلو و العمق و تعرفوا محبة المسيح التي تفوق كل معرفة فتمتلئوا بكل ما لله من كمال. ذاك الذي يستطيع بقوته العاملة فينا أن يبلغ ما يفوق كثيرا كل ما نسأله و نتصوره، له المجد في الكنيسة و في المسيح يسوع على مدى الأجيال و الدهور آمين ".

والرد : فبولس يؤكد أن الصلاة (الجثو على الركبتين )، إنما هي للآب فقط، لأنه منه وحده يستمد كل شيء اسمه و وجوده كما أنه بيده تعالى قلوب العباد و منه تعالى الثبات و التوفيق و الهداية التي ينزلها على من يشاء بواسطة الملائكة و المسيح، فالمسيح هو مَجرَى الفيض و واسطة المدد فحسب، لذا فالتسبيح و المجد لله تعالى المعطي و المفيض، و يا ليت النصارى يأخذون بهذا و يكفون عن عبادة المسيح، و الجثو للصلبان و التماثيل !

3 ـ و يقول في رسالته الثانية إلى أهل كورنثيوس (1/ 3 ـ 4 و 9 ـ 10 ):

" تبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح، أبو الرأفة و إلـه كل عزاء، فهو الذي يعزينا في جميع شدائدنا لنستطيع، بما نتلقى نحن من عزاء من الله أن نعزي الذين هم في أية شدة كانت... لئلا نتكل على أنفسنا بل على الله الذي يقيم الأموات، فهو الذي أنقذنا من أمثال هذا الموت و سـيُـنـقِـذُنا منه: و عليه جَعَـلْـنَا رجاءَنا بأنه سينقذنا منه أيضا. "
ثم يقول في نفس الرسالة أيضا :
".... و إن الذي يثبتنا و إياكم للمسيح، و الذي مسحنا، هو اللــه، و هو الذي ختمنا بختمه و جعل في قلوبنا عربون الروح...
الشكر لله الذي يستصـحبنا دائما أبدا في نصرِهِ بالمسيح و ينشر بأيدينا في كل مكان شذى معرفته... "

4 ـ و يقول في رسالته الأولى لأهل كورنثيوس (1/ 4 ـ 8 ـ 9. و 15 / 57 ): " إني أشكر الله دائما في أمركم على ما أوتيتم من نعمة الله في المسيح يسوع... و هو الذي يثبتكم إلى النهاية حتى تكونوا بلا عيب يوم ربنا يسوع المسيح. هو الله أمين دعاكم إلى مشاركة ابنه يسوع المسيح ربنا (ثم يقول ):... فالشكر لله الذي آتانا النصر عن يد ربنا يسوع المسيح ".

والرد: في كل هذه العبارات ـ و مثلها الكثير في رسائل بولس ـ نلاحظ التأكيد على أن الله تعالى مولى النعم و مصدر الرحمة و الفيض و موضع الرجاء و الثقة، و هو هادي النفوس و مزكيها و مولى المؤمنين و ناصرهم، أما دور المسيح في ذلك، فهو الوسـيلة و الواسطة التي اختارها الله لينزل رحمته بواسطتها و يفيض تخليصه و هدايته و عزاءه و نصره عبرها، فالرحمة و النعمة الآتية من المسيح مصدرها في الحقيقة هو الله الآب الفياض والمنعم ابتداء و ذاتا، لذا نجد بولس يرفع الشكر و الثناء و الصلاة و التمجيد لله تعالى.

ثالثـاً : أقوال بولـس الصريحة الواضحة في أن اللهَ تعالى إلـهُ المسـيحِ و خالقُهُ و سيدُهُ و أن المسيحَ عبدٌ مخلوقٌ خاضعٌ لسلطان الله :

1 ـ أما أن المسيح عليه السلام مخلوق لله فقد جاء واضحا في رسالة بولس إلى أهل قولسي (أو كولوسي ) (1 /15 ) حيث قال يصف المسيح:
" هو صورة الله الذي لا يرى و بكر كل خليقة "

والرد : أما عبارة صورة الله الذي لا يرى، فسأتكلم عنها مفصلا عندما سنتعرض بعد قليل لتفنيد الشبهات التي يتمسك بها المؤلهون للمسيح من كلمات بولس، أما مرادنا من العبارة فهو وصف المسيح بأنه " بكر كل خليقة " التي تصرح بأن المسيح هو باكورة خليقة الله أي أول مخلوقات الله المتصدر لعالم الخلق، و بديهي أن المخلوق عبد لخالقه و لا يكون إلـها أبدا.

2 ـ و أما أن اللهَُ تعالى إلـهُ المسيح فقد جاء صريحا في قول بولس في رسالته إلى أهل أفسس (1 / 16 ـ 17 ):
" لا أكف عن شكر الله في أمركم، ذاكرا إياكم في صلواتي لكي يهب لكم إلــهُ ربِّنا يسوع المسيحِ، أبو المجد، روحَ حكمة يكشف لكم عنه تعالى لتعرفوه حق المعرفة "

والرد: فهذا بيان صريح في أن الله تعالى، أبا المجد، هو إلــهُ يسوع، و بالتالي يسوع عبده، و هذا نفي قاطع لإلـهية المسيح لأن الإله لا يكون له إلـه !
3 ـ و أما أن المسيح يستمد قوته من الله و يخضع في النهاية، ككل المخلوقات، لله تعالى، فقد جاء صريحا في كلام بولس التالي، في رسالته الأولى إلى أهل (كورنثوس): (15 / 24ـ 28 ):

" ثم يكون المنتهى حين يسلِّم (المسيحُ ) المُلْـكَ إلى اللهِ الآبِ بعد أن يكون قد أباد كل رئاسة و سلطان و قوة. فلا بد له (أي للمسيح ) أن يملك حتى ((يجعل جميع أعدائه تحت قدميه ))، و آخر عدو يبيده هو الموت، لأنه ((أخضع كل شيء تحت قدميه )). و عندما يقول: ((قد أخضع له كل شيء )) فمن الواضح أنه يستثني الذي أخضَعَ له كلَّ شيء. و متى أَخضَع له كل شيء، فحينئذ، يخضع الابن نفسه لذاك الذي أَخضَعَ له كلَّ شيء، ليكون اللهُ كل شيء في كل شيء. "
والرد: تظهر من هذا النص الحقائق التالية:
أن المُلْكَ الحقيقيَ الأصيلَ لِلَّهِ الآبِ وحدَه، و أما السلطان و المُلْكُ الذي أوتيه المسيح، فهو من عطاء الله و موهبته، و هو أمانة لأداء رسالة محددة وفق مشيئة الله، ثم يسلم المسيح فيما بعد الأمانة لصاحبها الحقيقي.

أن المسيح لم يخـضِع شيئا من قوات الشر في العالم بقوته الذاتية، بل الله تعالى هو الذي أخضعها له.

أن المسيح نفسَه، بعد أن ينصره الله على قوى الشر و يجعلها تحت قدميه، سيخضع بنفسه لله ليكون الله تعالى وحده الكل في الكل. و يذكرنا هذا بقوله تعالى في قرآنه المجيد: ((و أن إلى ربك المنتهى )).

و كل نقطة من هذه النقاط الثلاث تأكيد واضح على عدم إلـهية المسيح و كونه محتاجا لله و خاضعا له سبحانه و تعالى، و على انحصار الإلهية بالله الآب وحده.

4 ـ و هاك قول آخر لبولس يؤيد أيضا ما قلناه، قال في رسالته الثانية إلى كورنثوس (13 /4 ):
" أجل، قد صُـلِبَ (أي المسيح ) بضعفه، لكنه حيٌ بقوة الله. و نحن أيضا ضعفاء فيه، و لكننا سنكون أحياء معه بقدرة الله فيكم. "
والرد: فما أصرح هذه العبارة في تأكيد عبودية المسيح لله و عدم إلـهيته، حيث يقول أنه أي المسيح ضعيف بنفسه لكنه حي بقوة الله تعالى، مثلنا نحن الضعفاء بأنفسنا و لكن الأحياء بقوة الله تعالى.

5 ـ و أما أن اللهَ تعالى سيدُ المسيح و مولاه الآمرُ له، فجاء واضحا في قول بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنثيوس أيضا (11 / 3 ):
" و لكني أريد أن تعلموا أن رأس كل رجل هو المسيح و رأس المرأة هو الرجل و رأس المسيح هو الله ".
والرد: من الواضح أنه ليس المراد هنا بالرأس، معناه الحقيقي، بل المراد معنىً مجازيٌّ للرأس هو "الرئيس المُطاع و السيد الآمر" [5]. فهذا النص يقول أنه كما أن الرجل هو سيد المرأة و رئيسها القوام عليها و الذي ينبغي عليها إطاعته [6]، فكذلك المسيح عليه السلام سيد الخلق (في عصره) الذي ينبغي على الناس إطاعته و الامتثال لأمره، و الله تعالى سيد المسيح و رئيسه و القوام عليه، الذي يجب على المسيح إطاعته و الامتثال لأمره. أفليس هذا رد صريح للادعاء بأن المسيح هو الله ذاته أو أنه إله مماثل لأبيه؟‍‍‍‍‍!

رابعاً: تأكيد بولس الدائم، على الغـيـريـّة الكاملة بين الله تعالى و المسـيح عليه السلام و التعبير عنهما دائما ككائنين اثنين و شخصين منفصلين :

من أوضح الأدلة على عدم اعتقاد بولس إلـهية المسيح ما يظهر في كل عبارة من عبارات رسائله من فصل و تمييز واضحين بين الله، و الذي يعبر عنه غالبا بالآب أو أبينا، و المسيح الذي يعبر عنه غالبا بالرب أو ربنا، و اعتبارهما شخصين اثنين و كائنين منفصلين. و توضيح ذلك أن بولس يؤكد أن الله واحد أحد لا إله غيره، كما مر، كما يؤكد ألوهية الآب، و يؤكد أن المسيح غير الآب، فبالنتيجة لا يمكن أن يكون المسيح إلـها ـ في نظر بولس ـ لأنه لو كان إلـها لصار هناك إلـهين اثنين، طالما أن المسيح غير الآب، و هذا ما يؤكده بولس عندما يؤكد أن الله واحد لا إله غيره. و أعتقد أن المسألة واضحة لا تحتاج لتأمل كبير! و الشواهد على هذا الموضوع ـ أعني أن الله غير المسيح و أنهما اثنين ـ من كلام بولس، كثيرة جدا، مر بعضها فيما سبق، و نضيف هنا بعض الشواهد الأخرى لمزيد من التوضيح:

1 ـ الديباجة الدائمة التي يفتتح بها بولس رسائله فيقول:
" عليكم النعمة و السلام من لدن الله أبينا و الرب يسوع المسيح " [7]

2 ـ في رسالته الأولى إلى أهل كورنثيوس (3 / 22 ):
" كل شيء لكم و أنتم للمسيح و المسيح لله "

3 ـ و في رسالته الثانية إلى أهل تسالونيقي (2 / 16 ـ 17 ):
" عسى ربنا يسوع المسيح نفسه، و الله أبونا الذي أحبنا و أنعم علينا بعزاء أبديٍّ و رجاء حسنٍ، أن يعزيا قلوبكم و يثبتاها في كل صالح من عمل و قول "

4 ـ و في رسالته إلى أهل أفسس (1 / 19 ـ 22 ) يتحدث بولس عن عمل الله الذي عمله في المسيح فيقول:
"... إذ أقامه من بين الأموات و أجلسه إلى يمينه في السموات فوق كل صاحب رئاسة و سلطان و قوة و سيادة و فوق كل اسم يسمى به مخلوق، لا في هذا الدهر وحده بل في الدهر الآتي أيضا، و جعل كل شيء تحت قدميه و وهبه لنا فوق كل شيء رأسا للكنيسة "

و هذا الموضوع نفسه تكرر مرارا في رسائل بولس. انظر على سبيل المثال: أعمال الرسل: 13 / 30، و رسالته إلى أهل رومية: 8 / 11 و 10 / 9، و رسالته الأولى إلى أهل تسالونيقي: 1 / 10، و رسالته إلى أهل أفسس: 1 / 20 و رسالته إلى أهل كورنثيوس: 6 / 14.

ففي كل هذا تأكيد واضح وضوح الشمس في رابعة النهار على التمييز و الفصل الكامل بين الله و المسيح و أنهما اثنان لا واحد.

خامساً: بولس يصف المسيح بصفات ينفيها عن الله و يـنـزِّه الله عنها:

1 ـ بين بولس مراراً موت المسيح و أنه دفن و بقي في قبره ثلاثة أيام إلى أن بعثه الله تعالى حيا: انظر رسالته إلى رومية: 8 / 34 و 14 / 9، و رسالته إلى أهل غلاطية: 2 / 21، و رسالته إلى أهل فيليبي: 2 / 8.. الخ.
هذا في حين يقول بولس واصفا الله تبارك و تعالى: "..... المبارك العزيز الوحيد، ملك الملوك و رب الأرباب الذي وحده له عدم الموت ساكنا في نور لا يدنى منه، الذي لم يره أحد من الناس و لا يقدر أن يراه، الذي له الكرامة و القدرة الأبدية. آمين. " [8]

2 ـ كما ذكر بولس في رسائله مرارا أن المسيح تألم و عانى الشدائد، فعلى سبيل المثال نجده يقول في رسالته إلى أهل كولوسي ( / 24): "... أفرح في آلامي لأجلكم و أكمل نقائص شدائد المسيح في جسمي لأجل جسده الذي هو الكنيسة "، أو يقول في رسالته الثانية إلى أهل كورنثيوس (1 / 5 ): " فكما تفيض علينا آلام المسيح، فكذلك بالمسيح يفيض عزاؤنا أيضا ".

هذا في حين أن بولس، لما كان يقوم بالتبشير مع برنابا، في منطقة إيقونية، و ظهرت على أيديهما معجزات في مدينة لسترة حيث أقاما رجلا مقعدا خلقة فجعلاه يمشي ـ كما جاء في سفر أعمال الرسل ـ، و هجم وثنيو المدينة عليهما معتقدين أنهما إلهين نزلا من السماء! و أرادوا أن يقدموا لهما ذبائح!! فصاحا (أي بولس و برنابا ) في أولـئك الوثنيين الجهلة قائلين:

" أيها الرجال! لماذا تفعلون هذا؟ نحن أيضا بشر تحت آلام مثلكم نبشركم أن ترجعوا من هذه الأباطيل إلى الإلـه الحي الذي خلق السموات و الأرض و البحر و كل ما فيها... " أعمال الرسل: 14 / 8 ـ 15.

فاعتبر بولس أن كونه و زميله بشرا تحت آلام أكبر دليل على أنهما ليسا بآلهة. و بالتالي فانطلاقا من هذا المنطق الصحيح لا يمكن أن يكون المسيح إلـها برأي بولس، لأن المسيح أيضا كان بشرا تحت شدائد و آلام كما مر معنا من أقوال بولس التي سقناها آنفا.

غير معرف يقول...

((((((((((((((((((((((((((نظرات إحصائية على المعجزات الإنجيلية *************

تذكر دائرة المعارف الكتابية (مادة عجيبة) أن يسوع قام بعمل 35 معجزة ، ولم يذكر إنجيل من الأناجيل هذه ال 35 معجزة:

فقد ذكر متى: 20 معجزة (لم يذكر 15 معجزة)
وذكر مرقس: 18 معجزة (لم يذكر 17 معجزة)
وذكر لوقا : 20 معجزة (لم يذكر 15 معجزة)
وذكر يوحنا : 9 معجزات (لم يذكر 26 معجزة)

فأين إذاً باقى المعجزات؟ مستحيل أن يكون هذا وحى إلهى! فما هى الحكمة الإلهية من ذكر أحد الأناجيل لعدة معجزات تختلف عن تلك التى ذكرها الآخر أو الآخرين؟
وهذه المعجزات هى:
1) تحويل الماء إلى خمر ( يو 2: 1-11 ) .
2) شفاء ابن خادم الملك في قانا الجليل ( يو 4: 46-54 ) .
3) شفاء الرجل المقعد عند بركة بيت حسدا ( يو 5: 1-9 ) .
4) صيد السمك الكثير في المرة الأولى ( لو 5: 1-11 ) .
5) شفاء الرجل الذي كان به روح نجس في مجمع كفر ناحوم (مرقس 1: 23-28 ،
لوقا 4: 31–36 ) .
6) شفاء حماة بطرس (مت 8: 14و15 ، مرقس 1: 29-31 ، لو 4: 38 و39).
7) شفاء أبرص (مت 8: 2-4 ،مر 1: 40 –45 ، لو 5: 12-16 ) .
8) شفاء رجل مفلوج ( مت 9: 2-8 ، مرقس 2: 3-12 ، لو 5: 18-26 ) .
9) شفاء الرجل ذي اليد اليابسة (مت 12: 9-13، مرقس 3: 1-5، لو 6: 6-10).
10) شفاء غلام قائد المئة ( مت 8: 5-13 ، لو 17: 1-10 ) .
11) إقامة ابن أرملة نايين (لو 7: 11-15) .
12) شفاء المجنون الأعمى والأخرس ( مت 12: 22، لو11: 14 ) .
13) إسكات العاصفة ( مت 8: 23 –27 ، مرقس 4: 35-41 ، لو 8: 22-25 ) .
14) شفاء مجنوني كورة الجدريين(مت 8: 28–34،مرقس 5: 1–20، لو8: 26–29)
15) شفاء المرأة نازفة الدم(مت 9: 20-22، مرقس 5: 25 –34، لو 8: 43 –48).
16) إقامة ابنة يايرس (مت 9: 18و19 و23-26 ، مرقس 5: 22-24 و35-43،
لو 8: 41و42و49 –56 ) .
17) شفاء الرجلين الأعميين ( مت 9 :27-31 ) .
18) شفاء الرجل الأخرس المجنون ( مت 9 :32 و33 ) .
19) إشباع الخمسة الآلاف (مت 14 :14–21، مرقس 6: 34–44، لو 9: 12-17،
يو 6: 5-13).
20) السير على الماء (مت 14: 24 –33 ، مرقس 6: 45 –52 ، يو 6: 16-21).
21) شفاء ابنة الأرملة الكنعانية ( مت 15: 21-28 ، مرقس 7: 24–30 ) .
22) شفاء الرجل الأصم الأعقد في المدن العشر ( مرقس 7: 31-37 ) .
23) اشباع الأربعة الآلاف ( مت 15: 32-39 ، مرقس 8: 1-9) .
24) شفاء الرجل الأعمى في بيت صيدا ( مرقس 8: 22-26) .
25) شفاء الغلام المصاب بالصرع (مت 17: 14-18 ، مرقس 9: 14-29 ، لو 9:
38-42)
26) وجود الأستار لدفع الجزية ، في فم السمكة ( مت 17: 24-27 ) .
27) شفاء الرجل المولود أعمى (يو 9: 1-7 ) .
28) شفاء المرأة المنحنية في يوم سبت ( لو 13: 20- 17 ) .
29) شفاء الرجل المصاب بالاستسقاء ( لو 14: 1-6) .
30) إقامة لعازر من الموت ( يو 11: 17-44 ) .
31) شفاء عشرة رجال برص ( لو 17: 11-19 ) .
32) شفاء بارتيماوس الأعمى(مت 20: 29-34 ، مرقس 10: 46- 52 ، لو 18:
35–43)
33) لعنة شجرة التين فيبست في الحال ( مت 21 :18و19 ، مرقس 11: 12 ) .
34) رد أُذن ملخس المقطوعة إلى موضعها ( لو 22: 49-51 ، يو 18: 10 ) .
35) معجزة صيد السمك الكثير بعد القيامة ( يو 21: 1-11 ) .

وكما اختلفوا فى المعجزات وعددها ، اختلفوا أيضاً فى أول معجزة قام بها إلههم ، على الرغم من أن هذا الإله هو الذى أوحى هذا الكتاب على حد قولهم:
يوحنا : تحويل الماء إلى خمر (يوحنا 2: 1-11) وهى لم تُذكر عند باقى الإنجيليين الآخرين
متى : شفاء حماة بطرس (8: 14-17) ولا يعرف وحى يوحنا عنها شيئاً
لوقا : شفاء المسكون بروح نجس (4: 31-37) ولم يعرف عنها شيئاً وحى متى ولا يوحنا
مرقس: شفاء المسكون بروح نجس (1: 21-28) ولم يعرف عنها شيئاً وحى متى ولا يوحنا

الجدير بالذكر أن كل معجزات يوحنا لا يعرف عنها باقى الإنجيليين شيئاً إلا إشباع الخمسة آلاف (يوحنا 6: 1-14) و مشى يسوع على الماء (يوحنا 6: 15-21).

أما معجزات يوحنا التى لم يعلم بها وحى باقى الإنجيليين فهى سبع معجزات كالآتى:
1- تحويل الماء إلى خمر (يوحنا 2: 1-11)
2- شفاء ابن رجل من حاشية الملك (يوحنا 4: 43-54)
3- شفاء المريض عند بركة بيت زاثا (يوحنا 5: 1-47)
4- شفاء الأعمى منذ ولادته (يوحنا 9: 1-41)
5- شفاء المرأة الحدباء (يوحنا 10: 22-39)
6- إقامة لعازر من الموت (يوحنا 11: 1-54)
7- قصة صيد السمك بعد القيامة (يوحنا 21: 1-11 )

وكذلك تفرَّد متى بذكر ثلاث معجزات من مجموع 20 معجزة ذكرها:
1- شفاء الرجلين الأعميين ( مت 9 :27-31 ) .
2- شفاء الرجل الأخرس المجنون ( مت 9 :32 و33 ) .
3- وجود الأستار لدفع الجزية ، في فم السمكة ( مت 17: 24-27 ) .

وتفرد لوقا بذكر خمس معجزات من مجموع 20 معجزة ذكرها:
1- صيد السمك الكثير في المرة الأولى ( لو 5 :1-11 ) .
2- إقامة ابن أرملة نايين (لو 7: 11-15) .
3- شفاء المرأة المنحنية في يوم سبت ( لو 13: 20- 17 ) .
4- شفاء الرجل المصاب بالاستسقاء ( لو 14: 1-6) .
5- شفاء عشرة رجال برص ( لو 17: 11-19 ) .

وتفرد مرقس بذكر معجزتين من مجموع 18 معجزة ذكرها:
1- شفاء الرجل الأعمى في بيت صيدا ( مرقس 8: 22-26) .
2- شفاء الرجل الأصم الأعقد في المدن العشر ( مرقس 7: 31-37 ) .

واشترك متى ومرقس ولوقا فى ذكر احدى عشر معجزة:
1- شفاء حماة بطرس (مت 8: 14و15 ، مرقس 1: 29-31 ، لو 4: 38 و39).
2- شفاء أبرص (مت 8: 2-4 ،مر 1: 40 –45 ، لو 5: 12-16 ) .
3- شفاء رجل مفلوج ( مت 9: 2-8 ، مرقس 2: 3-12 ، لو 5: 18-26 ) .
4- شفاء الرجل ذي اليد اليابسة (مت 12: 9-13، مرقس 3: 1-5، لو 6: 6-10)
5- إسكات العاصفة ( مت 8: 23 –27 ، مرقس 4: 35-41 ، لو 8: 22-25 ) .
6- شفاء مجنوني كورة الجدريين(مت 8: 28–34،مرقس 5: 1–20،لو8: 26–29)
7- شفاء المرأة نازفة الدم (مت 9 :20-22،مرقس 5 : 25–34،لو 8: 43–48 ).
8- إقامة ابنة يايرس (مت 9: 18و19 و23-26، مرقس 5: 22-24 و35-43،
لو 8: 41 و42 و49–56 ) .
9- السير على الماء (مت 14: 24 –33 ، مرقس 6: 45 –52 ، يو 6: 16-21).
10- شفاء الغلام المصاب بالصرع (مت 17: 14-18 ، مرقس 9: 14-29، لو 9:
38-42).
11- شفاء بارتيماوس الأعمى (مت 20: 29-34 ، مرقس 10: 46- 52 ، لو 18:
35–43).

واشترك لوقا ويوحنا فى ذكر معجزة واحدة فقط:
1- رد أُذن ملخس المقطوعة إلى موضعها ( لو 22: 49-51 ، يو 18: 10 ).

واشترك متى ولوقا فى ذكر معجزتين فقط:
1- شفاء غلام قائد المئة ( مت 8: 5-13 ، لو 17: 1-10 ) .
2- شفاء المجنون الأعمى والأخرس ( مت 12: 22، لو11: 14 ) .

واشترك متى ومرقس فى ذكر ثلاث معجزات فقط:
1- شفاء ابنة الأرملة الكنعانية ( مت 15: 21-28 ، مرقس 7: 24–30 ).
2- اشباع الأربعة الآلاف ( مت 15: 32-39 ، مرقس 8: 1-9).
3- لعنة شجرة التين فيبست في الحال ( مت 21 :18و19 ، مرقس 11: 12 ).

ولم يتفرد مرقس ولوقا فى الاشتراك فى ذكر معجزات سويا دون باقى الإنجيليين

وكما ترى لم يذكر أحدهم ال 35 معجزة كلها ، لكن اشترك أحدهم مع آخر أو آخرين فى بعض المعجزات ، وانفرد كل منهم بمعجزات لم يعرفها وحى باقى الإنجيليين. ولم يتفق وحى الإنجيليين الأربعة إلا فى سرد معجزة واحدة هى:
إشباع الخمسة الآلاف (متى 14 :14–21، مرقس 6: 34–44، لوقا 9: 12-17، يوحنا 6: 5-13).

وإن دلَّ ذلك على شىء ليدل على عدم كون هذه الأناجيل موحاة أو بإلهام إلهى، وإلا لاتفقت الأناجيل فى كل التفاصيل الدقيقة والكبيرة ، وليدل أيضاً على أنها بكل تأكيد كتابات نابعة من ذاكرة من كتبها ، تبعاً لما عرفه أو سمعه أو احتفظت بها ذاكرته.
فهل يمكن لإنسان مُنصِف أن يقول بأن هذا الكتاب مُوحى به من عند الله؟
abubakr_3

أما مقال أخى فيصل المهتدى فهو:

مصادر معجزات المسيح عليه السلام
الاخ / فيصل المهتدي
لا يتردد المبشرون و من لف لفهم في مقالاتهم و كتباتهم بتوجيه الاٍتهام الى الرسول عليه الصلاة و السلام بانه يقوم بتلفيق و اعادة كتابة بعض الروايات الوارده في الكتاب "المقدس" او التلمود او غيرها من الكتب الدينيه السابقه، و جعلها في القرآن الكريم، او تأثر بعض تعاليمه و معجزاته من هذه الكتب المقدسه السابقه. و من اشهر هذه الكتب كتاب "مصادر الاٍسلام" للقس سنكلير تسدل و قد قام السيد سحر بنشر بعض الموضيع المماثله لما ورد في هذا الكتاب والذي لا تعتمد عليه الاوساط العلميه في الغرب بسبب عدم صحته في العديد من الادعاءت و التي سناتي لذكرها في مقال قادم ان شاء الله. لكن سنقوم في هذا المقال بمقارنة بعض الروايات من الاسفار اليهوديه بروايات و احداث وردت في الآناجيل حول معجزات المسيح عليه السلام، و رؤيت كيف قام كتبة الاناجيل بسرقة هذه الروايات و نسبها الى المسيح عليه السلام بعد اعادة صياغتها و المبالغه فيها. و كل ما عملناه هنا هو استخدام نفس اسلوب المبشرين عند نقدهم للقرآن الكريم.
1) المسيح عليه السلام و اطعام الخمسة الاف
نجد ان هذه الروايه قد وردت في الآناجيل الاربعه ، و اليك الروايه من الانجيل المنسوب الى متى اصحاح 14: 15-21 :
"15وَعِنْدَمَا حَلَّ الْمَسَاءُ، اقْتَرَبَ التَّلاَمِيذُ إِلَيْهِ وَقَالُوا: «هَذَا الْمَكَانُ مُقْفِرٌ، وَقَدْ فَاتَ الْوَقْتُ. فَاصْرِفِ الْجُمُوعَ لِيَذْهَبُوا إِلَى الْقُرَى وَيَشْتَرُوا طَعَاماً لأَنْفُسِهِمْ». 16وَلَكِنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهُمْ: «لاَ حَاجَةَ لَهُمْ أَنْ يَذْهَبُوا. أَعْطُوهُمْ أَنْتُمْ لِيَأْكُلُوا!» 17فَقَالُوا: «لَيْسَ عِنْدَنَا هُنَا سِوَى خَمْسَةِ أَرْغِفَةٍ وَسَمَكَتَيْنِ». 18فَقَالَ: «أَحْضِرُوهَا إِلَيَّ هُنَا!» 19وَأَمَرَ الْجُمُوعَ أَنْ يَجْلِسُوا عَلَى الْعُشْبِ. ثُمَّ أَخَذَ الأَرْغِفَةَ الْخَمْسَةَ وَالسَّمَكَتَيْنِ، وَرَفَعَ نَظَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ، وَبَارَكَ وَكَسَّرَ الأَرْغِفَةَ، وَأَعْطَاهَا لِلتَّلاَمِيذِ، فَوَزَّعُوهَا عَلَى الْجُمُوعِ. 20فَأَكَلَ الْجَمِيعُ وَشَبِعُوا. ثُمَّ رَفَعَ التَّلاَمِيذُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ قُفَّةً مَلأُوهَا بِمَا فَضَلَ مِنَ الْكِسَرِ. 21وَكَانَ عَدَدُ الآكِلِينَ نَحْوَ خَمْسَةِ آلاَفِ رَجُلٍ، مَا عَدَا النِّسَاءَ وَالأَوْلاَدَ".
ويبدوا ان مصدرالهام هذه المعجزه المنسوبه الى المسيح عليه السلام هي روايه معجزة النبي أَلِيشَع الوارده في سفر ملوك الثاني 4: 42-44 :
"42وَحَضَرَ رَجُلٌ مِنْ بَعْلِ شَلِيشَةَ حَامِلاً مَعَهُ لِرَجُلِ اللهِ عِشْرِينَ رَغِيفاً مِنَ الشَّعِيرِ، مِنْ أَوَائِلِ الْحَصَادِ وَسَوِيقاً فِي جِرَابِهِ. فَقَالَ: «أَعْطِ الرِّجَالَ لِيَأْكُلُوا». 43فَقَالَ خَادِمُهُ: «مَاذَا؟ هَلْ أَضَعُ هَذَا أَمَامَ مِئَةِ رَجُلٍ؟» فَقَالَ أَلِيشَعُ: «أَعْطِ الرِّجَالَ لِيَأْكُلُوا، لأَنَّهُ هَذَا مَا يَقُولُ الرَّبُّ: إِنَّهُمْ يَأْكُلُونَ مِنْهَا وَيَفْضُلُ عَنْهُمْ». فَوَضَعَهَا أَمَامَهُمْ فَأَكَلُوا، وَفَضَلَ عَنْهُمْ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ."
و كما نرى فان خيال كتبة الاناجيل واسع، فقد اضافوا و ازادوا بل و بالغوا لجعل معجزة المسيح عليه السلام اعظم. و تقول New Jerome Biblical Commentary في صفحه 176 تعليقا على سفر ملوك الثاني 4: 42-44 ان هذه الفقره " 'obviously the inspiration for the NT multiplication miracles" .

2) المسيح عليه السلام وإحياء ابنة يايرس
وردت هذه المعجزه في الانجيل المنسوب الى مرقس 5: 21-43 :
"21وَلَمَّا عَادَ يَسُوعُ وَعَبَرَ فِي الْقَارِبِ إِلَى الضَّفَّةِ الْمُقَابِلَةِ مِنَ الْبُحَيْرَةِ، اجْتَمَعَ إِلَيْهِ وَهُوَ عِنْدَ الشَّاطِيءِ جَمْعٌ كَبِيرٌ. 22وَإِذَا وَاحِدٌ مِنْ رُؤَسَاءِ الْمَجْمَعِ، وَاسْمُهُ يَايِرُسُ، قَدْ جَاءَ إِلَيْهِ. وَمَا إِنْ رَآهُ، حَتَّى ارْتَمَى عِنْدَ قَدَمَيْهِ، 23وَتَوَسَّلَ إِلَيْهِ بِإِلْحَاحٍ، قَائِلاً: «ابْنَتِي الصَّغِيرَةُ مُشْرِفَةٌ عَلَى الْمَوْتِ. فَتَعَالَ وَالْمِسْهَا بِيَدِكَ لِتُشْفَى فَتَحْيَا!» 24فَذَهَبَ مَعَهُ، يَتْبَعُهُ جَمْعٌ كَبِيرٌ وَهُمْ يَزْحَمُونَهُ.
.................................................. .............
35وَبَيْنَمَا يَسُوعُ يَتَكَلَّمُ، جَاءَ بَعْضُهُمْ مِنْ بَيْتِ رَئِيسِ الْمَجْمَعِ قَائِلِينَ: «ابْنَتُكَ قَدْ مَاتَتْ. فَلِمَاذَا تُكَلِّفُ الْمُعَلِّمَ بَعْدُ؟» 36وَلَكِنَّ يَسُوعَ، مَا إِنْ سَمِعَ بِذَلِكَ الْخَبَرِ، حَتَّى قَالَ لِرَئِيسِ الْمَجْمَعِ: «لاَ تَخَفْ؛ آمِنْ فَقَطْ!» 37وَلَمْ يَدَعْ أَحَداً يُرَافِقُهُ إِلاَّ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَا يَعْقُوبَ. 38وَوَصَلَ إِلَى بَيْتِ رَئِيسِ الْمَجْمَعِ، فَرَأَى الْجَلَبَةَ وَالنَّاسَ يَبْكُونَ وَيُوَلْوِلُونَ كَثِيراً. 39فَلَمَّا دَخَلَ، قَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا تَضِجُّونَ وَتَبْكُونَ؟ لَمْ تَمُتِ الصَّبِيَّةُ، بَلْ هِيَ نَائِمَةٌ». 40فَضَحِكُوا مِنْهُ. أَمَّا هُوَ، فَأَخْرَجَهُمْ جَمِيعاً، ثُمَّ أَخَذَ مَعَهُ أَبَا الصَّبِيَّةِ وَأُمَّهَا وَالَّذِينَ كَانُوا يُرَافِقُونَهُ، وَدَخَلَ حَيْثُ كَانَتِ الصَّبِيَّةُ. 41وَإِذْ أَمْسَكَ بِيَدِهَا قَالَ: «طَلِيثَا قُومِي!» أَيْ: «يَاصَبِيَّةُ، لَكِ أَقُولُ: قُومِي». 42فَنَهَضَتِ الصَّبِيَّةُ حَالاً وَأَخَذَتْ تَمْشِي، إِذْ كَانَ عُمْرُهَا اثْنَتَيْ عَشْرَ ةَ سَنَةً. فَدُهِشَ الْجَمِيعُ دَهْشَةً عَظِيمَةً. 43فَأَمَرَهُمْ بِشِدَّةٍ أَنْ لاَ يَعْلَمَ أَحَدٌ بِذَلِكَ، وَطَلَبَ أَنْ تُعْطَى مَا تَأْكُلُهُ."
و من الواضح ان كاتب الانجيل قد استعار برواية معجزة أَلِيشَع الوارده في سفر الملوك الثاني 4 : 18-37 :
"18وَكَبُرَ الصَّبِيُّ. وَذَاتَ يَوْمٍ انْطَلَقَ إِلَى حَيْثُ كَانَ أَبُوهُ يُشْرِفُ عَلَى الْحَصَّادِينَ، 19وَمَا لَبِثَ أَنْ قَالَ لأَبِيهِ: «رَأْسِي يُؤْلِمُنِي، رَأْسِي». فَقَالَ لأَحَدِ رِجَالِهِ: «احْمِلْهُ إِلَى أُمِّهِ». 20فَحَمَلَهُ إِلَى أُمِّهِ فَأَجْلَسَتْهُ فِي حِجْرِهَا، وَلَكِنَّهُ مَاتَ عِنْدَ الظُّهْرِ. 21فَصَعِدَتْ إِلَى الْعُلِّيَّةِ وَأَرْقَدَتْهُ عَلَى سَرِيرِ رَجُلِ اللهِ، وَأَغْلَقَتْ عَلَيْهِ الْبَابَ ثُمَّ خَرَجَتْ. 22وَقَالَتْ لِزَوْجِهَا: «ابْعَثْ لِي بِأَحَدِ رِجَالِكَ مَعَ أَتَانٍ لأُهْرَعَ إِلَى رَجُلِ اللهِ ثُمَّ أَرْجِعَ». 23فَسَأَلَهَا: «لِمَاذَا تَذْهَبِينَ إِلَيْهِ الْيَوْمَ، مَعَ أَنَّهُ لَيْسَ رَأْسَ الشَّهْرِ وَلاَ سَبْتاً؟» فَأَجَابَتْ: «لِلْخَيْرِ!» 24وَأَسْرَجَتِ الأَتَانَ وَقَالَتْ لِغُلاَمِهَا: «قُدِ الأَتَانَ وَلاَ تُبْطِيءْ فِي السَّيْرِ حِفَاظاً علَىَ رَاحَتِي حَتَّى أَطْلُبَ مِنْكَ ذَلِكَ». 25وَانْطَلَقَتْ حَتَّى أَقْبَلَتْ عَلَى رَجُلِ اللهِ فِي جَبَلِ الْكَرْمَلِ. فَلَمَّا شَاهَدَهَا مِنْ بَعِيدٍ، قَالَ لِغُلاَمِهِ جِيحَزِي: «هَا هِيَ الْمَرْأَةُ الشُّونَمِيَّةُ. 26فَا رْكُضْ لِلِقَائِهَا الآنَ وَاسْأَلْهَا: أَهِيَ بِخَيْرٍ؟ هَلْ زَوْجُهَا سَالِمٌ؟ هَلِ ابْنُهَا سَالِمٌ؟» فَأَجَابَتْ: «كُلُّ شَيْءٍ بِخَيْرٍ». 27فَلَمَّا جَاءَتْ إِلَى رَجُلِ اللهِ فِي الْجَبَلِ تَشَبَّثَتْ بِقَدَمَيْهِ. فَاقْتَرَبَ مِنْهَا جِيحَزِي لِيُبْعِدَهَا عَنْهُ، فَقَالَ رَجُلُ اللهِ: «اتْرُكْهَا، فَإِنَّ نَفْسَهَا مَرِيرَةٌ فِي دَاخِلِهَا وَالرَّبُّ لَمْ يَكْشِفْ لِي مَا بِهَا». 28فَقَالَتْ: «هَلْ طَلَبْتُ مِنْ سَيِّدِي أَنْ أُنْجِبَ ابْناً؟ أَلَمْ أَقُلْ لاَ تَخْدَعْنِي؟» 29فَأَمَرَ أَلِيشَعُ جِيحَزِي: «تَمَنْطَقْ بِحِزَامِكَ، وَخُذْ عُكَّازِي وَانْطَلِقْ. وَإِذَا صَادَفْتَ أَحَداً فَلاَ تُحَيِّهِ، وَإِنْ حَيَّاكَ أَحَدٌ فَلاَ تُجِبْهُ. وَضَعْ عُكَّازِي عَلَى وَجْهِ الصَّبِيِّ». 30فَقَالَتْ أُمُّ الصَّبِيِّ: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، وَحَيَّةٌ هِيَ نَفْسُكَ إِنَّنِي لاَ أَتْرُكُكَ». فَقَامَ وَتَبِعَهَا. 31وَسَبَقَهُمَا جِيحْزِي وَوَضَعَ الْعُكَّازَ عَلَى وَجْهِ الصَّبِيِّ، وَلَكِنْ مِنْ غَيْرِ جَدْوَى فَرَجَعَ لِلِقَاءِ أَلِيشَعَ وَقَالَ: «لَمْ تَرْتَدَّ الْحَيَاةُ إِلَى الصَّبِيِّ». 32وَدَخَلَ أَلِيشَعُ الْبَيْتَ وَإِذَا بِالصَّبِيِّ مَيْتٌ فِي سَرِيرِهِ. 33فَدَخَلَ الْعُلِّيَّةَ وَأَغْلَقَ الْبَابَ وَتَضَرَّعَ إِلَى الرَّبِّ، 34ثُمَّ اضْطَجَعَ فَوْقَ جُثَّةِ الصَّبِيَّ، وَوَضَعَ فَمَهُ عَلَى فَمِهِ، وَعَيْنَيْهِ عَلَى عَيْنَيْهِ، وَيَدَيْهِ عَلَى يَدَيْهِ، وَتَمَدَّدَ عَلَيْهِ، فَبَدَأَ الدِّفْءُ يَسْرِي فِي جَسَدِ الصَّبِيِّ. 35فَأَخَذَ النَّبِيُّ يَذْرَعُ أَرْضَ الْعُلِّيَّةِ ثُمَّ عَادَ وَتَمَدَّدَ عَلَى الْوَلَدِ، فَعَطَس هَذَا سَبْعَ مَرَّاتٍ وَفَتَحَ عَيْنَيْهِ. 36فَاسْتَدْعَى جِيحَزِي وَقَالَ: «ادْعُ هَذِهِ الشُّونَمِيَّةَ». وَعِنْدَمَا مَثَلَتْ أَمَامَهُ قَالَ: «احْمِلِي ابْنَكِ!» 37فَسَجَدَتْ عَلَى وَجْهِهَا إِلَى الأَرْضِ عِنْدَ قَدَمَيْهِ ثُمَّ حَمَلَتِ ابْنَهَا وَانْصَرَفَتْ."
و كما نرى فهنالك العديد من التفاصيل المتشابه:
• محاولة إحباط إحدى الأبوين في كل من الروايتين.
• الصبي /الصبية موجود في بيت يبعد مسافة ما.
• في كل من الروايتين يؤكد شخص آخر على أن الصبي/الصبيه صار من عداد الموتى.
• في كل من الروايتين احدى الأبوين يَسْبقُ المسيح و أَلِيشَع.
• في كل من الروايتين المسيح و أَلِيشَع يَطْلبانِ درجةَ من الخلوةِ مِن قِبل الناسِ.
3) المسيح عليه السلام وإحياء ابن أرملة نايين
وردت هذه المعجزه في الانجيل المنسوب الى لوقا 7 : 11-17 :
"11وَفِي الْيَوْمِ التَّالِي، ذَهَبَ إِلَى مَدِينَةٍ اسْمُهَا نَايِينُ، يُرَافِقُهُ كَثِيرُونَ مِنْ تَلاَمِيذِهِ وَجمْعٌ عَظِيمٌ. 12وَلَمَّا اقْتَرَبَ مِنْ بَابِ الْمَدِينَةِ، إِذَا مَيْتٌ مَحْمُولٌ، وَهُوَ ابْنٌ وَحِيدٌ لأُمِّهِ الَّتِي كَانَتْ أَرْمَلَةً، وَكَانَ مَعَهَا جَمْعٌ كَبِيرٌ مِنَ الْمَدِينَةِ. 13فَلَمَّا رَآهَا الرَّبُّ، تَحَنَّنَ عَلَيْهَا، وَقَالَ لَهَا: «لاَ تَبْكِي!» 14ثُمَّ تَقَدَّمَ وَلَمَسَ النَّعْشَ، فَتَوَقَّفَ حَامِلُوهُ. وَقَالَ: «أَيُّهَا الشَّابُّ، لَكَ أَقُولُ: قُمْ!» 15فَجَلَسَ الْمَيْتُ وَبَدَأَ يَتَكَلَّمُ، فَسَلَّمَهُ إِلَى أُمِّهِ. 16فَاسْتَوْلَى الْخَوْفُ عَلَى الْجَمِيعِ، وَمَجَّدُوا اللهَ، قَائِلِينَ: «قَدْ قَامَ فِينَا نَبِيٌّ عَظِيمٌ وَتَفَقَّدَ اللهُ شَعْبَهُ !» 17وَذَاعَ هَذَا الْخَبَرُ عَنْهُ فِي مِنْطَقَةِ الْيَهُودِيَّةِ كُلِّهَا وَفِي جَمِيعِ النَّوَاحِي الْمُجَاوِرَةِ."
و يبدوا ان كاتب الانجيل قد استعار برواية معجزة إِيلِيَّا وإحياؤه لاٍبن الأرملة وقد وردت الروايه في سفر الملوك الآول 17 : 7-24 :
"8فَخَاطَبَ الرَّبُّ إِيلِيَّا: 9«قُمْ وَتَوَجَّهْ إِلَى صِرْفَةَ التَّابِعَةِ لِصِيدُونَ، وَامْكُثْ هُنَاكَ، فَقَدْ أَمَرْتُ هُنَاكَ أَرْمَلَةً أَنْ تَتَكَفَّلَ بِإِعَالَتِكَ». 10فَذَهَبَ إِلَى صِرْفَةَ. وَعِنْدَمَا وَصَلَ إِلَى بَوَّابَةِ الْمَدِينَةِ شَاهَدَ امْرَأَةً تَجْمَعُ حَطَباً، فَقَالَ لَهَا: «هَاتِي لِي بَعْضَ الْمَاءِ فِي إِنَاءٍ لأَشْرَبَ». 11وَفِيمَا هِيَ ذَاهِبَةٌ لِتُحْضِرَهُ نَادَاهَا ثَانِيَةً وَقَالَ: «هَاتِي لِي كِسْرَةَ خُبْزٍ مَعَكِ». 12فَأَجَابَتْهُ: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِلَهُكَ إِنَّهُ لَيْسَ لَدَيَّ كَعْكَةٌ، إِنَّمَا حَفْنَةُ دَقِيقٍ فِي الْجَرَّةِ، وَقَلِيلٌ مِنَ الزَّيْتِ فِي قَارُورَةٍ. وَهَا أَنَا أَجْمَعُ بَعْضَ عِيدَانِ الْحَطَبِ لِآخُذَهَا وَأُعِدَّ لِي ولاِبْنِي طَعَاماً نَأْكُلُهُ ثُمَّ نَمُوتُ». 13فَقَالَ لَهَا إِيلِيَّا: «لاَ تَخَافِي. امْضِي وَاصْنَعِي كَمَا قُلْتِ، وَلَكِنْ أَعِدِّي لِي مِنْهُ كَعْكَةً صَغِيرَةً أَوَّلاً وَأَحْضِرِيهَا لِي، ثُمَّ اعْمَلِي لَكِ ولاِبْنِكِ أَخِيراً، 14لأَنَّ هَذَا مَا يَقُولُهُ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: إِنَّ جَرَّةَ الدَّقِيقِ لَنْ تَفْرُغَ، وَقَارُورَةَ الزَّيْتِ لَنْ تَنْقُصَ، إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي يُرْسِلُ فِيهِ الرَّبُّ مَطَراً عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ». 15فَرَاحَتْ إِلَى مَنْزِلِهَا وَنَفَّذَتْ كَلاَمَ إِيلِيَّا، فَتَوَافَرَ لَهَا طَعَامٌ لِتَأْكُلَ هِيَ وَابْنُهَا وَإِيلِيَّا لِمُدَّةٍ طَوِيلَةٍ. 16جَرَّةُ الدَّقِيقِ لَمْ تَفْرُغْ، وَقَارُورَةُ الزَّيْتِ لَمْ تَنْقُصْ، تَمَاماً كَمَا قَالَ الرَّبُّ عَلَى لِسَانِ إِيلِيَّا.17وَحَدَثَ بَعْدَ زَمَنٍ أَنَّ ابْنَ الْمَرْأَةِ صَاحِبَةِ الْبَيْتِ اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْمَرَضُ، وَمَاتَ، 18فَقَالَتْ لإِيِليَّا: «أَيُّ ذَنْبٍ جَنَيْتُهُ بِحَقِّكَ يَارَجُلَ اللهِ؟ هَلْ جِئْتَ إِليَّ لِتُذَكِّرَنِي بِإِثْمِي وَتُمِيتَ ابْنِي؟» 19فَقَالَ لَهَا: «أَعْطِينِي ابْنَكِ». وَأَخَذَهُ مِنْهَا وَصَعِدَ بِهِ إِلَى الْعِلِّيَّةِ الَّتِي كَانَ مُقِيماً فِيهَا وَأَضْجَعَهُ عَلَى سَرِيرِهِ، 20وَاسْتَغَاثَ بِالرَّبِّ مُتَضَرِّعاً: «أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهِي، أَإِلَى الأَرْمَلَةِ الَّتِي أَنَا نَازِلٌ عِنْدَهَا تُسِيءُ أَيْضاً وَتُمِيتُ ابْنَهَا؟» 21ثُمَّ تَمَدَّدَ إِيلِيَّا عَلَى جُثَّةِ الْوَلَدِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ وَابْتَهَلَ إِلَى الرَّبِّ: «يَارَبُّ إِلَهِي، أَرْجِعْ نَفْسَ هَذَا الْوَلَدِ إِلَيْهِ». 22فَاسْتَجَابَ الرَّبُّ دُعَاءَ إِيلِيَّا، وَرَجَعَتْ نَفْسُ الْوَلَدِ إِلَيْهِ فَعَاشَ. 23فَأَخَذَ إِيلِيَّا الْوَلَدَ وَنَزَلَ بِهِ مِنَ الْعِلِّيَّةِ إِلَى الْبَيْتِ، وَسَلَّمَهُ إِلَى أُمِّهِ، وَقَالَ لَهَا: «انْظُرِي، إِنَّ ابْنَكِ حَيٌّ» 24فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لإِيلِيَّا: «الآنَ عَلِمْتُ أَنَّكَ رَجُلُ اللهِ، وَأَنَّ اللهَ يَنْطِقُ عَلَى لِسَانِكَ بِالْحَقِّ»."
بالاٍضافه الى سرقة بعض التفاصيل نجد انه عند مقارنة النص الوارد في انجيل لوقا باللغه اليونانيه بالنص الوارد في سفر الملوك في الترجمه السبعينيه اليونانيه للآسفار اليهوديه ان كاتب انجيل لوقا قد استعار بعض الجمل المطابقه تماما ، فمثلا: ”وَعِنْدَمَا وَصَلَ إِلَى بَوَّابَةِ الْمَدِينَةِ" مطابقه ل " وَلَمَّا اقْتَرَبَ مِنْ بَابِ الْمَدِينَةِ" في النص اليوناني. و مما يدل على اعتماد كتبة الاناجيل على النص اليوناني للعهد القديم و ليس النص العبري الماسوري. (1)
و هكذا نرى كيف ان كتبة الاناجيل لم يقوموا الا بتلفيق المعجزات و نسبها الى المسيح عليه السلام بالهام ليس من الله بل من الروايات الوارده في الاسفار اليهوديه حول معجزات انبياء بني اسرائيل. و هكذا نرى كيف فتحت " بصيرة" هؤلاء الكتبه في الاستعانه بالاسفار اليهوديه لتلفيق الاحداث. بل سوف نرى كيفية تحريف هؤلاء الكتبه لبعض الآيات الوارده في الاسفار اليهوديه و خطأ الاٍستشهاد ببعضها لجعلها نبوات تحققت في المسيح عليه السلام في مقال قادم ان شاء الله.
(1)لقد ذكرت في الروايه الآخيره لمعجزة المسيح عليه السلام وإحياءه ابن أرملة نايين كيف ان كاتب الا نجيل استعار برواية معجزة إِيلِيَّا وإحياؤه لاٍبن الأرملة الوارده في سفر الملوك الآول 17 : 7-24 في بعض التفاصيل بل و كيف انه استعار ببعض الكلمات و الجمل المطابقه تماما للنص اليوناني؟؟؟؟؟(((((( الميراث بين الرجل والمرأة في الإسلام
الكاتب/ Administrator

من الشائع جداً عند غير المسلمين ، بل وعند كثير من المسلمين أن الرجل يأخذ ضعف المرأة فى الميراث ، وهذا غير صحيح فلا يجب أن نقول كلمة الرجل بصورة عامة ضعف المرأة على الإطلاق , لكن المتأمل للآيات القرآنية يجد أن الأخ يأخذ ضعف أخته , فهب أنك تركت بعد وفاتك 000 30 ( ثلاثين ألف جنيهاً ) والوارثون هم ابنك وابنتك فقط. فعلى حساب الإسلام يأخذ ابنك 000 20 (عشرين ألف) ، وتأخذ ابنتك 000 10 (عشرة آلاف).

ولكن لم ينتهى الموضوع إلى هذا التقسيم , فالإبن مُكلَّف شرعاً وقانوناً بالإنفاق على أخته من أكل وشرب ومسكن ومياه وكهرباء وملابس وتعليم ومواصلات ورعاية صحية ونفسية ويُزوِّجها أيضاً , أى فأخته تشاركه أيضاً فى النقود التى قسمها الله له ( فى الحقيقة لهما ) , هذا بالإضافة إلى أنه مُكلَّف بالإنفاق على نفسه وأسرته من زوجة وأولاد ، وإذا كان فى الأسرة الكبيرة أحد من المعسرين فهو مكلف أيضاً بالإنفاق عليه سواء كانت أم أو عم أو جد أو خال .. (مع تعديل التقسيم فى الحالات المختلفة) .

وبذلك تأخذ الابنة نصيبها (عشرة آلاف جنيهاً) وتشارك أخوها فى ميراثه ، فلو أكلت كما يأكل وأنفقت مثل نفقاته ، تكون بذلك قد اقتسمت معه ميراثه ، أى تكون هى قد أخذت (عشرين ألفاً) ويكون الأخ قد انتفع فقط بعشرة آلاف , فأيهما نال أكثر فى الميراث؟ هذا لو أن أخته غير متزوجة وتعيش معه ، أما إن كانت متزوجة ، فهى تتدخر نقودها أو تتاجر بها ، وينفق زوجها عليها وعلى أولادها ، وأخوها مكلَّف بالإنفاق على نفسه وزوجته وأولاده ، فتكون الأخت قد فازت بعشرة آلاف بمفردها ، أما الأخ فيكون مشارك له فى العشرين ألف ثلاثة أو أربعة آخرين (هم زوجته وأولاده ) , فيكون نصيبه الفعلى خمسة آلاف. أى أيضاً نصف ما أخذته أخته من الميراث. أرأيتم إلى أى مدى يؤمِّن الإسلام المرأة ويكرمها؟

فالتشريع الإسلامي وضعه رب العالمين الذي خلق الرجل والمرأة ، وهو العليم الخبير بما يصلح شأنهم من تشريعات .

فقد حفظ الإسلام حق المرأة على أساس من العدل والإنصاف والموازنة ، فنظر إلى واجبات المرأة والتزامات الرجل ، وقارن بينهما ، ثم بين نصيب كل واحدٍ من العدل أن يأخذ الابن " الرجل " ضعف الإبنة " المرأة " للأسباب التالية :

1- فالرجل عليه أعباء مالية ليست على المرأة مطلقـًا , فالرجل يدفع المهر ، يقول تعالى : (وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً)[النساء/4] ، [ نحلة : أي فريضة مسماة يمنحها الرجل المرأة عن طيب نفس كما يمنح المنحة ويعطي النحلة طيبة بها نفسه ] ، والمهر حق خالص للزوجة وحدها لا يشاركها فيه أحد فتتصرف فيه كما تتصرف في أموالها الأخرى كما تشاء متى كانت بالغة عاقلة رشيدة .

2- والرجل مكلف بالنفقة على زوجته وأولاده , لأن الإسلام لم يوجب على المرأة أن تنفق على الرجل ولا على البيت حتى ولو كانت غنية إلا أن تتطوع بمالها عن طيب نفس , يقول الله تعالى : ( لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ مَا آتَاهَا…)[الطلاق/7] ، وقوله تعالى : (…وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ …)[البقرة/233] .

وقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حجة الوداع عن جابر رضي الله عنه : " اتقوا الله في النساء فإنهنَّ عوان عندكم أخذتموهنَّ بكلمة الله ، واستحللتم فروجهن بكلمة الله ، ولهنَّ عليكم رزقهنَّ وكسوتهنَّ بالمعروف " .

والرجل مكلف أيضـًا بجانب النفقة على الأهل بالأقرباء وغيرهم ممن تجب عليه نفقته ، حيث يقوم بالأعباء العائلية والالتزامات الاجتماعية التي يقوم بها المورث باعتباره جزءًا منه أو امتدادًا له أو عاصبـًا من عصبته

فهل رأيتم كيف رفع الإسلام المرأة كتاج على رؤوس الرجال ، بل على رأس المجتمع بأكمله.

وهذا لم تأتى بها شريعة أخرى فى أى كتاب سماوى أو قانون وضعى , فالأخت التى يُعطونها مثل أخيها فى الميراث فى الغرب ، هى تتكلف بمعيشتها بعيداً عنه ، وهو غير ملزم بها إن افتقرت أو مرضت أو حتى ماتت. فأى إهانة هذه للمرأة؟!

وعلى ذلك فإن توريث المـرأة على النصـف من الرجل ليس موقفًا عامًا ولا قاعدة مطّردة فى توريث الإسلام ، فالقرآن الكريم لم يقل : يوصيكم الله للذكر مثل حظ الأنثيين.. إنما قال: (يوصيكم الله فى أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين) , أى إن هذا التمييز ليس قاعدة مطردة فى كل حـالات الميراث ، وإنما هو فى حالات خاصة ، بل ومحدودة من بين حالات الميراث , وبذلك فإن كثيرين من الذين يثيرون الشبهات حول أهـلية المرأة فى الإسـلام ، متخـذين من تمايز الأخ عن أخته أو الأب عن زوجته فى الميراث سبيلاً إلى ذلك لا يفقـهون قانون التوريث فى الإسلام .

بل إن الفقه الحقيقى لفلسفة الإسلام فى الميراث تكشف عن أن التمايـز فى أنصبة الوارثين والوارثات لا يرجع إلى معيار الذكورة والأنوثة .. وإنما ترجع إلى حِكَم إلهية ومقاصد ربانية قد خفيت عن الذين جعلوا التفاوت بين الذكور والإناث فى بعض مسائل الميراث وحالاته شبهة تُأخذ ضد كمال أهلية المرأة فى الإسلام .

ففى الحقيقة إن التفاوت بين أنصبة الوارثين والوارثات فى فلسـفة الميراث الإسلامى تحكمه ثلاثة معايير:

أولها : درجة القرابة بين الوارث ذكرًا كان أو أنثى وبين المُوَرَّث المتوفَّى فكلما اقتربت الصلة .. زاد النصيب فى الميراث .. وكلما ابتعدت الصلة قل النصيب فى الميراث دونما اعتبار لجنس الوارثين..

فإبنة المتوفى تأخذ مثلاً أكثر من أبى المتوفى أو أمه ، فهى تأخذ بمفردها نصف التركة ( هذا إذا كان الوارث الابنة والأب والأم فقط ) وسأُبين الحالات فيما بعد بالتفصيل.

وثانيها : موقع الجيل الوارث من التتابع الزمنى للأجيال .. فالأجيال التى تستقبل الحياة ، وتستعد لتحمل أعبائها ، عادة يكون نصيبها فى الميراث أكبر من نصيب الأجيال التى تستدبر الحياة. وتتخفف من أعبائها ، بل وتصبح أعباؤها ـ عادة ـ مفروضة على غيرها ، وذلك بصرف النظر عن الذكورة والأنوثة للوارثين والوارثات ..

- فبنت المتوفى ترث أكثر من أمه ـ وكلتاهما أنثى ـ ..

- وترث البنت أكثر من الأب! – حتى لو كانت رضيعة لم تدرك شكل أبيها .. وحتى لو كان الأب هو مصدر الثروة التى للابن ، والتى تنفرد البنت بنصفها!

- وكذلك يرث الابن أكثر من الأب ـ وكلاهما من الذكور.. وفى هذا المعيار من معايير فلسفة الميراث فى الإسلام حِكَم إلهية بالغة ومقاصد ربانية سامية تخفى على الكثيرين! وهى معايير لا علاقة لها بالذكورة والأنوثة على الإطلاق ..

وثالثها : العبء المالى الذى يوجب الشرع الإسلامى على الوارث تحمله والقيام به حيال الآخرين .. وهذا هو المعيار الوحيد الذى يثمر تفاوتاً بين الذكر والأنثى .. لكنه تفـاوت لا يفـضى إلى أى ظـلم للأنثى أو انتقاص من إنصافها .. بل ربما كان العكس هو الصحيح!

ففى حالة ما إذا اتفق وتساوى الوارثون فى درجة القرابة .. واتفقوا وتساووا فى موقع الجيل الوارث من تتابع الأجيال - مثل أولاد المتوفَّى ، ذكوراً وإناثاً - يكون تفاوت العبء المالى هو السبب فى التفاوت فى أنصبة الميراث .. ولذلك، لم يعمم القرآن الكريم هذا التفاوت بين الذكر والأنثى فى عموم الوارثين، وإنما حصره فى هذه الحالة بالذات، فقالت الآية القرآنية: (يوصيكم الله فى أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين) .. ولم تقل: يوصيكم الله فى عموم الوارثين.. والحكمة فى هذا التفاوت ، فى هذه الحالة بالذات ، هى أن الذكر هنا مكلف بإعالة أنثى ـ هى زوجه ـ مع أولادهما .. بينما الأنثـى الوارثة أخت الذكرـ فإعالتها ، مع أولادها ، فريضة على الذكر المقترن بها .. فهى ـ مع هذا النقص فى ميراثها بالنسبة لأخيها، الذى ورث ضعف ميراثها، أكثر حظًّا وامتيازاً منه فى الميراث فميراثها ـ مع إعفائها من الإنفاق الواجب ـ هو ذمة مالية خالصة ومدخرة ، لجبر الاستضعاف الأنثوى، ولتأمين حياتها ضد المخاطر والتقلبات .. وتلك حكمة إلهية قد تخفى على الكثيرين ..

وإذا كانت هذه الفلسفة الإسلامية فى تفاوت أنصبة الوارثين والوارثات وهى التى يغفل عنها طرفا الغلو ، الدينى واللادينى ، الذين يحسبون هذا التفاوت الجزئى شبهة تلحق بأهلية المرأة فى الإسلام فإن استقراء حالات ومسائل الميراث ـ كما جاءت فى علم الفرائض (المواريث) ـ يكشف عن حقيقة قد تذهل الكثيرين عن أفكارهم المسبقة والمغلوطة فى هذا الموضوع .. فهذا الاستقراء لحالات ومسائل الميراث ، يقول لنا:


أ ـ إن هناك أربع حالات فقط ترث فيها المرأة نصف الرجل :

1) فى حالة وجود أولاد للمتوفى ، ذكوراً وإناثا (أى الأخوة أولاد المتوفى)
لقوله تعالى (يوصيكم الله فى أولادكم ، للذكر مثل حظ الأنثيين) النساء 11

2) فى حالة التوارث بين الزوجين ، حيث يرث الزوج من زوجته ضعف ما ترثه هى منه.
لقوله تعالى (ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهنَّ ولد ، فإن كان لهنَّ ولد فلكم الربع مما تركن ، من بعد وصية يوصينَ بها أو دين ، ولهنَّ الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد ، فإن كان لكم ولد فلهنَّ الثمن مما تركتم من بعد وصية توصونَ بها أو دين) النساء 12

3) يأخذ أبو المتوفى ضعف زوجته هو إذا لم يكن لإبنهما وارث ، فيأخذ الأب الثلثان والأم الثلث.

4) يأخذ أبو المتوفى ضعف زوجته هو إذا كان عند ابنهما المتوفى ابنة واحدة ، فهى لها النصف ، وتأخذ الأم السدس ويأخذ الأب الثلث.


ب ـ وهناك حالات أضعاف هذه الحالات الأربع ترث فيها المرأة مثل الرجل تماماً :

1) فى حالة وجود أخ وأخت لأم فى إرثهما من أخيهما، إذا لم يكن له أصل من الذكور ولا فرع وارث (أى ما لم يحجبهم عن الميراث حاجب). فلكل منهما السدس ، وذلك لقوله تعالى (وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة) أى لا ولد له ولا أب (وله أخ أو أخت) أى لأم(فلكل واحد منهما السدس ، فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء فى الثلث ، من بعد وصية يوصى بها أو دين غير مضار ، وصية من الله، والله عليم حليم)النساء: 12

2) إذا توفى الرجل وكان له أكثر من اثنين من الأخوة أو الأخوات فيأخذوا الثلث بالتساوى.

3) فيما بين الأب والأم فى إرثهما من ولدهما إن كان له ولد أو بنتين فصاعداً:
لقوله تعالىولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إ ن كان له ولد) النساء:11

4) إذا ماتت امرأة وتركت زوج وأخت شقيقة: فلكل منهما النصف

5) إذا ماتت امرأة وتركت زوج وأخت لأب: فلكل منهما النصف

6) إذا ماتت امرأة وتركت زوج وأم وأخت شقيقة: فللزوج النصف ، وللأم النصف ، ولا شىء للأخت (عند بن عباس)

7) إذا ماتت امرأة وتركت زوج وأخت شقيقة وأخت لأب وأخت لأم: فللزوج النصف ، والأخت الشقيقة النصف ، ولا شىء للأخت لأب وللأخ لأب.

8) إذا مات الرجل وترك ابنتين وأب وأم: فالأب السدس والأم السدس ولكل ابنة الثلث.

9) إذا مات الرجل وترك زوجة وابنتين وأب وأم: فللزوجة الثمن وسهمها 3، والأب الربع وسهمه 4 ، والأم الربع وسهمها 4 ، ولكل ابنة الثلث وسهم كل منهما 8.

10) إذا مات الرجل وترك أماً وأختاً وجداً: فلكل منهم الثلث. فقد تساوت المرأة مع الرجل.

11) إذا مات الرجل وترك (أربعين ألف جنيهاً) وابن وابنة وزوجة لها مؤخر صداق (ثلاثة عشر ألف جنيهاً) فستجد أن نصيب الأم تساوى مع نصيب الابن. ويكون التقسيم كالتالى:
الزوجة 000 13 + ثمن الباقى (ثلاثة آلاف) = 000 16 ألف جنيهاً
الابن : ثلثى الباقى 000 16 (ستة عشر ألف) جنيهاً
الابنة : الثلث ويكون 000 8 (ثمانية آلاف) جنيهاً


ج ـ وهناك حالات تزيد عن خمسة عشر حالة ترث فيها المرأة أكثر من الرجل:

1) إذا مات الرجل وترك أم وابنتين وأخ
فلو ترك المتوفى 24000 ألف جنيهاً لكانت أنصبتهم كالتالى:
الأم : 3000 جنيهاً (الثُمُن)
البنتين: 16000 جنيهاً للواحدة 8000 جنيهاً (الثلثين)
الأخ: 5000 جنيهاً (الباقى)
وبذلك تكون الإبنة قد أخذت أكثر من 150% لميراث الأخ

2) إذا مات الأب وترك ابنة وأم وأب وترك 24000 جنيهاً
فالإبنة تأخذ النصف أى 12000 جنيهاً
الأم تأخذ السدس 4000 جنيهاً
الأب يأخذ السدس فرضاً والباقى تعصباً أى 4000 + 4000جنيهاً
وبذلك تكون الإبنة قد أخذت 150% لميراث الأب

3) إذا مات الرجل وترك ابنتين وأب وأم: فلكل ابنة الثلث ، والأب السدس والأم السدس.

فلو ترك الرجل 000 24 (أربعة وعشرين ألف جنيهاً) لكان نصيب كل من الابنتين 000 8 (ثمانية آلاف جنيهاً) ويتساوى الأب مع الأم ونصيب كل منهما 000 4 (أربعة آلاف) جنيهاً ، وبذلك تكون الإبنة قد أخذت 200% لميراث الأب

4) إذا ماتت امرأة وترك زوج وأم وجد وأَخَوَان للأم وأخين لأب: فللزوج النصف ، وللجد السدس ، وللأم السدس ، ولأخوة الأب السدس ، ولا شىء لأخوة الأم.
فلو ترك المتوفى 000 24 (أربعة وعشرين ألف جنيهاً) لكان نصيب الزوج 000 12 (اثنى عشر ألف جنيهاً) ويتساوى الجد مع الأم ونصيب كل منهما 000 4(أربعة آلاف) جنيهاً ، ويأخذ الأخان لأب كل منهما 2000 (ألفين من الجنيهات). وبذلك فقد ورثت الأم هنا 200% لميراث أخو زوجها.

5) إذا ماتت امرأة وترك زوج وأم وجد وأَخَوَان للأم وأربع أخوة لأب: فللزوج النصف ، وللجد السدس ، وللأم السدس ، ولأخوة الأب السدس ، ولا شىء لأخوة الأم.

فلو ترك المتوفى 000 24 (أربعة وعشرين ألف جنيهاً) لكان نصيب الزوج 000 12 (اثنى عشر ألف جنيهاً) ويتساوى الجد مع الأم ونصيب كل منهما 000 4(أربعة آلاف) جنيهاً ، ويأخذ كل من الأخوة لأب كل منهم 1000 (ألف جنيه) وتكون بذلك الأم قد ورثت أربعة أضعاف الأخ لزوجها أى 400%.

6) إذا ماتت امرأة وترك زوج وأم وجد وأَخَوَان للأم وثمانية أخوة لأب: فللزوج النصف ، وللجد السدس ، وللأم السدس ، ولأخوة الأب السدس ، ولا شىء لأخوة الأم.

فلو ترك المتوفى 000 24 (أربعة وعشرين ألف جنيهاً) لكان نصيب الزوج 000 12 (اثنى عشر ألف جنيهاً) ويتساوى الجد مع الأم ونصيب كل منهما 000 4(أربعة آلاف) جنيهاً ، ويأخذ كل من الأخوة لأب كل منهم (500 جنيهاً) وتكون بذلك الأم قد ورثت ثمانية أضعاف أضعاف أخو الزوج أى 800%.

7) إذا مات انسان وترك بنتين، وبنت الإبن، وابن ابن الإبن: فالإبنتين لهما الثلثان وسهم كل منهما 3 ، وبنت الابن سهم واحد وابن ابن الإبن سهمين.
فلو ترك المتوفى 000 18 (ثمانية عشر ألفاً) لكان نصيب كل ابنة (ستة آلاف) ، وكان نصيب بنت الابن (ألفين) وابن ابن الإبن (أربعة آلاف). وبذلك تكون الإبنة قد أخذت 150% لنصيب ابن ابن الإبن.

8) إذا ماتت امرأة وتركت زوج وأخت شقيقة وأخت لأب وأخت لأم: فللزوج النصف ، والأخت الشقيقة النصف، ولا شىء للأخت لأب وللأخ لأب. وبذلك يكون الزوج والأخت الشقيقة قد أخذا الميراث ولم يأخذ منه الأخ لأب وأخته.

9) إذا مات رجل وترك ابنتين وأخ لأب وأخت لأب: فلكل من الشقيقتين الثلث وسهم كل منهما 3 ، والباقى يأخذ منه الأخ الثلثين وأخته الثلث.

فإذا ترك المتوفى 000 90 (تسعين ألف جنيهاً) ، فيكون نصيب كل من الإبنتين (ثلاثين ألف جنيهاً) ، ويكون نصيب الأخ لأب (عشرين ألفاً) ونصيب الأخت لأب (أخته) عشرة آلاف. وبذلك تكون الإبنة قد أخذت 150% لنصيب الأخ لأب.

10) إذا مات رجل وترك زوجة وجدة وابنتين و12 أخ وأخت واحدة: فالزوجة الثمن وسهمها 75 ، والبنتان الثلثين وسهم كل منهما 200 ، والجدة السدس وسهمها 100 ، والأخوة 24 سهم لكل منهم 2 سهم ، والأخت سهم واحد.
فلو ترك المتوفى 000 300 (ثلاثمائة ألف جنيهاً) ، فستأخذ الزوجة 000 75 ألف جنيها ، وكل بنت من الإبنتين 000 100 (مائة ألف) ويأخذ الجد (مائة ألف) ، ويأخذ كل أخ (ألفين) وتأخذ الأخت ألفاً واحداً. وعلى ذلك فالإبنة أخذت 37.5 ضعف الأخ وتساوت مع الجد.

11) إذا ماتت وتركت زوج ، وأب ، وأم ، وابنة ، وابنة ابن ، وابن الإبن: فللزوج الربع وسهمه 3، ولكل من الأب والأم السدس وسهم كل منهما 2، والإبنة النصف وسهمها 6، ولا شىء لكل من ابنة الابن وابن الابن.

فلو تركت المتوفاة 000 12 (اثنى عشر ألفاً) ، لوجب أن تقسم التركة على 13 (ثلاثة عشر) سهماً ، لأخذ الزوج 5538 جنيهاً ، ولأخذ كل من الأب والأم 3692 جنيهاً ، ولأخذت الإبنة 076 11 جنيهاً ، ولا شىء لإبنة الابن ولابن الإبن. وهنا تجد أن الإبنة قد أخذت أكثر من ضعف ما أخذه الزوج وأكثر من 250% مما أخذه الأب.

12) إذا مات أو ماتت وترك جد ، وأم وأخت شقيقة وأخ لأب وأخت لأب: فتأخذ الأم السدس وسهمها 3، ويأخذ الجد ثلث الباقى وسهمه 5، والأخت الشقيقة النصف وسهمها 9، ثم يقسم سهم واحد على ثلاثة للأخ والأخت لأب (للذكر مثل حظ الانثيين).

فإذا ترك المتوفى 000 18 ألف جنيهاً لأخذت الأم (ثلاثة آلاف) جنيهاً، ولأخذ الجد (خمسة آلاف) ، ولأخذت الأخت الشقيقة (تسعة آلاف) ولأخذ الأخ (666) جنيهاً تقريباً، ولأخذت أخته (333) جنيهاً تقريباً. وهنا تجد أن الأخت الشقيقة أخذت أكثر من (13) ضعف ما أخذه الأخ لأب.

13) إذا مات الرجل وترك زوجة وابنتين وأب وأم: فللزوجة الثمن وسهمها 3، والأب السدس وسهمه 4، والأم السدس وسهمها 4 ، ولكل ابنة الثلث وسهم كل منهما 8. فيكون عدد الأسهم 27 ، فلو ترك المتوفى 000 24 (أربع وعشرين ألفا) لوجب أن تعول إلى 27 سهم بدلاً من 24 ، ويأخذ كل منهم عدد الأسهم التى فرضها الله له. وفى هذه الحالة ستأخذ الزوجة 2666 جنيهاً ، وستأخذ الإبنتين 15222 ألف مناصفة فيما بينهما ، أى 7111 لكل منهن ، والأم 3555 والأب 3555. وهنا تجد أن الإبنة أخذت ما يقرب من ضعف ما أخذه لأب.

14) إذا مات أو ماتت وترك أماً وجداً وأختاً: فيأخذ الجد السدس ، وتأخذ الأم ضعفه وهو الثلث ، وتأخذ الأخت النصف.
فلو ترك المتوفى 000 120 ألف جنيهاً ، لكان نصيب الجد 000 20 ألف ، وكان نصيب الأم 000 40 ألف ، وكان نصيب الأخت 000 60 ألف. أى أخذت امرأة ضعفه وأخذت الأخرى ثلاثة أضعافه.

15) إذا مات الرجل وترك (أربعين ألف جنيهاً) وابن وابنة وزوجة لها مؤخر صداق (ستة عشر ألف جنيهاً) فيكون التقسيم كالتالى:
الزوجة 000 16 + ثمن الباقى (000 3 آلاف) = 000 19 (تسعة عشر ألف) جنيهاً
الابن : الثلثى بعد خصم مؤخر الصداق 000 16 (ستة عشر ألف) جنيهاً
الابنة : الثلث بعد خصم مؤخر الصداق 000 8 (ثمانية آلاف) جنيهاً

16) ولو مؤخر صداقها أكبر لورثت أكثر من ابنها كثيرا مثال ذلك:
إذا مات الرجل وترك (ستين ألف جنيهاً) وابن وابنة وزوجة لها مؤخر صداق (ستة وثلاثون ألف جنيهاً) فيكون التقسيم كالتالى:
الزوجة 000 36 + ثمن الباقى (000 3 آلاف) = 000 39 (تسعة وثلاثين ألف) جنيهاً
الابن : ثلثى التركة بعد خصم مؤخر الصداق000 16 (ستة عشر ألف) جنيهاً
الابنة : ثلث التركة بعد خصم مؤخر الصداق 000 8 (ثمانية آلاف) جنيهاً


د ـ وهناك حالات ترث فيها المرأة ولا يرث نظيرها من الرجال :

1) إذا ماتت امرأة وتركت زوج وأخت شقيقة وأخت لأب وأخت لأم: فللزوج النصف ، والأخت الشقيقة النصف ، ولا شىء للأخت لأب وللأخ لأب.

2) إذا ماتت وتركت زوج ، وأب ، وأم ، وابنة ، وابنة ابن ، وابن الإبن: فللزوج الربع وسهمه 3 ، ولكل من الأب والأم السدس وسهم كل منهما 2 ، والابنة النصف وسهمها 6، ولا شىء لكل من ابنة الابن وابن الابن ، أى الابنة ورثت ستة أضعاف ابن الابن.

3) إذا ماتت وتركت زوجاً وأماً وأَخَوَان لأم وأخ شقيق أو أكثر.
للزوج النصف وسهمه ( 3 ) وللأم السدس وسهمها ( 1 ) وللإخوة لأم الثلث وسهم كل واحد منهما ( 1 ) وتصح من ( 6 ) ولا يبقى للأشقاء ما يرثونه. (عمر بن الخطاب)

4) إذا ماتت امرأة وتركت زوج وجد وأم واخوة أشقاء واخوة لأم: فللزوج النصف ، وللجد السدس ، وللأم السدس ، وللاخوة الأشقاء الباقى ، ولا شىء لأخوة الأم.


ذ ـ وهناك حالات يرث فيها الرجل أكثر من المرأة سواء أقل أو أكثر من الضعف :

1) فلو مات الابن وترك أب وأم وأخوة وأخوات ، فترث الأم السدس ، ويرث الأب خمسة أسداس تعصيباً ويحجب الإخوة. فقد ورث الرجل هنا خمسة أضعاف المرأة.

2) إذا مات رجل وترك زوجة وأم وأب: فللزوجة الربع وسهمها 3 وللأم الثلث وسهمها 4 والأب يأخذ الباقى وسهمه 5. فلم يأخذ ضعف أياً منهما.

3) إذا ماتت امرأة وتركت زوج وأم وأب: فللزوج النصف وسهمه 3 ، وللأم ثلث الباقى وسهمها 1 والأب ثلثا الباقى وسهمه 2. فقد أخذ الزوج ثلاثة أضعاف الأم.

4) إذا مات رجل وترك ابناً وست بنات: فالإبن يأخذ الثلث والبنات الثلثين: وفى هذه الحالة سيكون الابن ثلاث أضعاف أى من البنات الستة. فإذا ترك 18000 ألف جنيهاً ، فسيأخذ الابن 6000 ، وكل بنت تأخذ 2000 جنيهاً. فيكون الأخ أخذ ثلاثة أضعاف أخته.

5) ماتت وتركت زوج وأم وأَخَوَان لأم وأخ شقيق أو أكثر: فالزوج يأخذ النصف وسهمه 9، والأم السدس وسهمها 3 ، والأُخوة الثلاثة الباقية الثلث ، وسهم لكل منهم. (على بن أبى طالب والمذهب المالكى والشافعى أخذوا به) فيكون الزوج أخذ ثلاثة أضعاف الأم.

فلو تركت 000 18 (ثمانية عشر ألف) جنيهاً ، لكان نصيب الزوج (تسعة آلاف) ، ونصيب الأم (ثلاثة آلاف) ، والثلث الباقى يقسَّم على الثلاث أخوة بالتساوى، لكل منهم (ألفين). وهنا تجد أن الزوج أخذ ثلاثة أضعاف الأم.

أى أن هناك أكثر من ثلاثين حالة تأخذ فيها المرأة مثل الرجل ، أو أكثر منه ، أو ترث هى ولا يرث نظيرها من الرجال ، فى مقابلة أربع حالات محددة ترث فيها المرأة نصف الرجل .

تلك هى ثمرات استقراء حالات ومسـائل الميراث فى عـلم الفرائض (المواريث) ، التى حكمتها المعايير الإسلامية التى حددتها فلسفة الإسلام فى التوريث .. والتى لم تقف عند معيار الذكورة والأنوثة ، كما يحسب الكثيرون من الذين لا يعلمون ! ... وبذلك نرى سقوط هذه الشبهة الواهية المثارة حول أهلية المرأة .

هذا من عدل الرحمن ...

1- كثير ما نسمع أن في دول أوروبية أنه توفي أحدهم وله من الثروات والمقدرات لا حصر لها تركها لقطة أو لكلب كان يربيه صاحب المال ، أو تذهب النقود كلها لخادمة أو لجمعية ما سواء ويحرم كل الابناء منها , فأين العدالة في توزيع الإرث؟ ... أما في الإسلام فقد أعطى الحرية للتصرف في الإرث فقط في حد الثلث ولا وصية لوارث ولا تجوز الوصية لجهة ممنوعة أو لكلب مثلا ..

2- الارث إجباري في الإسلام بالنسبة إلى الوارث والموروث ولا يملك المورث حق منع أحد ورثته من الإرث ، والوارث يملك نصيبه جبرا دون اختيار.

3- الاسلام جعل الإرث في دائرة الأسرة لا يتعداها فلابد من نسب صحيح أو زوجة، وتكون على الدرجات في نسبة السهام الأقرب فالأقرب إلى المتوفى.

4- أنه قدر الوارثين بالفروض السهام المقدرة كالربع والثمن والسدس والنصف ما عدا العصبات ولا مثيل لهذا في بقية الشرائع.

5- جعل للولد الصغير نصيبا من ميراث أبيه يساوي نصيب الكبير وكذلك الحمل في بطن الأم فلا تميز بين البكر وغيرهم من الأبناء.

6- جعل للمرأة نصيباً من الإرث فالأم والزوجة والبنت وبنت الابن والأخت وأمثالهن يشاركن فيه، وجعل للزوجة الحق في استيفاء المهر والصداق إن لم تكن قد قبضتهم من دون نصيبها في الإرث فهو يعتبر دين ممتاز أى الأولى في سداده قبل تقسيم الإرث ولا يعتبر من نصيبها في الميراث.

كتبه الأخ / أبو بكر بتصرف
ابن مريم ؟؟؟؟؟؟؟===========================؟(((( إنسانية المرأة بين الإسلام والأديان الأخرى ))))))))))))))))


الاستاذ علاء ابو بكر
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشارك بهذه المشاركة الصغيرة نقلا من كتاب (إنسانية المرأة بين الإسلام والأديان الأخرى)

الكتاب المقدس والمسيحية وضرب الزوجة وتعذيبها:
يعترض اليهود والنصارى ومن تابعهم من العلمانيين على إباحة الإسلام للرجل أن يضرب زوجته فى تأديب ، ضرباً غير مبرح ، حدده ابن عباس بالسواك أو ماشابهه، ولا يحل له صفعها على وجهها أو تعذيبها بأى صورة من الصور. ويكون الضرب مفرقاً على أنحاء مختلفة من الجسم.

هل يُعقل أن يعترض صاحب كتاب كمم فيه الرب امرأة جالسة ، وأسماها الشر ، وطرح ثقل الرصاص على فمها؟ فترى ماذا سيفعل المؤمن مجاملة لربه إذا أراد أن يؤدبها؟ (وَكَانَتِ امْرَأَةٌ جَالِسَةٌ فِي وَسَطِ الإِيفَةِ. 8فَقَالَ: [هَذِهِ هِيَ الشَّرُّ]. فَطَرَحَهَا إِلَى وَسَطِ الإِيفَةِ وَطَرَحَ ثِقْلَ الرَّصَاصِ عَلَى فَمِهَا.) زكريا 5: 8

"تشكل مجلس اجتماعى فى بريطانيا فى عام 1500 لتعذيب النساء ، وابتدع وسائل جديدة لتعذيبهن ، وقد أحرق الألاف منهن أحياء ، وكانوا يصبون الزيت المغلى على أجسامهن لمجرد التسلية "

وقال القديس ترتوليان: (إن المرأة مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان ، ناقضة لنواميس الله ، مشوهة للرجل).

ويقول توماس الإكوينى: (المرأة أرذل من العبد بدليل أن عبودية العبد ليست فطرية بينما المرأة مأمورة فطرياً من قبل الأب والابن والزوج)

أعلن البابا (اينوسنسيوس الثامن) فى براءة (1484) أن الكائن البشرى والمرأة يبدوان نقيضين عنيدين "

وقال الفيلسوف نتشه: (إن المرأة إذا ارتقت أصبحت بقرة ـ وقلب المرأة عنده مكمن الشر، وهى لغز يصعب حله، ويُنصَحُ الرجل بألا ينسى السوط إذا ذهب إلى النساء).

لقد كتب أودو الكانى فى القرن الثانى عشر: (إن معانقة امرأة تعنى معانقة كيس من الزبالة).

ولذلك: (ظلت النساء طبقاً للقانون الإنجليزى العام ـ حتى منتصف القرن التاسع عشر تقريباً ـ غير معدودات من "الأشخاص" أو "المواطنين" ، الذين اصطلح القانون على تسميتهم بهذا الاسم ، لذلك لم يكن لهن حقوق شخصية ، ولا حق فى الأموال التى يكتسبنها ، ولا حق فى ملكية شىء حتى الملابس التى كنَّ يلبسنها.)

ولذلك: (نص القانون المدنى الفرنسى (بعد الثورة الفرنسية) على أن القاصرين هم الصبى والمجنون والمرأة ، حتى عُدِّلَ عام 1938 ، ولا تزال فيه بعض القيود على تصرفات المرأة المتزوجة.) (عودة الحجاب الجزء الثانى ص 46)

ولذلك: كان شائعاً فى بريطانيا حتى نهاية القرن العاشر قانون يعطى الزوج حق بيع زوجته وإعارتها بل وفى قتلها إذا أصيبت بمرض عضال"

ولذلك: (إن القانون الإنجليزى عام 1801 م وحتى عام 1805 حدد ثمن الزوجة بستة بنسات بشرط أن يتم البيع بموافقة الزوجة)

ففى سنة 1790 بيعت امرأة فى أسواق انجلترا بشلنين ، لأنها ثقلت بتكاليف معيشتها على الكنيسة التى كانت تؤويها. وبقيت المرأة إلى سنة 1882 محرومة من حقها الكامل فى ملك العقار وحرية المقاضاة. (المرأة فى القرآن ، عباس العقاد ص 111-112)

وفى القرن الخامس الميلادى اجتمع مجمع باكون وكانوا يتباحثون: (هل المرأة جثمان بحت أم هى جسد ذو روح يُناط به الخلاص والهلاك؟) وقرر أن المرأة خالية من الروح الناجية ، التى تنجيها من جهنم ، وليس هناك استثناء بين جميع بنات حواء من هذه الوصمة إلا مريم عليها السلام.

فهل يُعقَل أن الذى أمر بكره الأم والإبنة والأخت لتكون تلميذاً له قد أكرم المرأة؟ فماذا كان سيقول الشيطان إذن فى هذا الموقف؟ (25وَكَانَ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ سَائِرِينَ مَعَهُ فَالْتَفَتَ وَقَالَ لَهُمْ: 26«إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً.) لوقا 14: 25-26

وهل تريد أن تقول أن الذى يأمر بقتل النساء والأطفال الرضع كان رحيما على المرأة التى كانت السبب الأوحد فيما تسمونه الخطيئة الأزلية؟ (3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً») صموئيل الأول 15: 3

وهل تعتقد أن الرب الذى أمر بإخراج الشعب من رجال ونساء وأطفال وقتلهم بالمناشير والنوارج الحديد والفؤوس كان رحيماً بهذا العمل على المرأة؟ (3وَأَخْرَجَ الشَّعْبَ الَّذِينَ بِهَا وَنَشَرَهُمْ بِمَنَاشِيرَِ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسٍ. وَهَكَذَا صَنَعَ دَاوُدُ لِكُلِّ مُدُنِ بَنِي عَمُّونَ. ثُمَّ رَجَعَ دَاوُدُ وَكُلُّ الشَّعْبِ إِلَى أُورُشَلِيمَ.) أخبار الأيام الأول 20: 3

وهل تؤمن أن الرب الذى أمر بالإمساك بالأطفال وضرب الصخر بهم كان أو سيكون رحيماً على المرأة؟ (8يَا بِنْتَ بَابِلَ الْمُخْرَبَةَ طُوبَى لِمَنْ يُجَازِيكِ جَزَاءَكِ الَّذِي جَازَيْتِنَا! 9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!) مزامير 137: 8-9

وهل يصدق عقل أن الرب الذى أمر بتحطيم الأطفال وشق بطون الحوامل سيكون رحيماً على المرأة؟ (16تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِـالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ) هوشع 13: 16

وهل أمر الرب الصريح بعدم الشفقة والقتل للهلاك والإبادة للشيوخ والشباب والأطفال والنساء كافة سيكون رحيماً عليهن؟ ([اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. 6اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. ...) حزقيال 9: 5-1؟؟؟؟=====================((((( الطهارة بين الاسلام و المسيحية )))))))))))))))))))))))))))))))




مني محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اخوانى و اخواتى

عفوا ان كنت سأتناول هذا الموضوع الحساس فأسمحوا لى

سألت زميلة مسيحية لى فى يوم من الايام هل تقومون بالتطهر؟ ( كان سؤالى نابع من عدم مقدرتى من تبادل اى شىء منها احساس فطرى بعدم الارتياح)
فردت علية ماذا تقصدين؟ هل تقصدى الاستحمام؟ قلت لها لا فالاستحمام يمارسه كل البشر
انا اقصد التطهر بعد الجنابة و الحيض و ما الى ذلك!
فنظرت الى بأستغراب و قالت حسب الظروف نستحم ليس عندنا ما ينص على ذلك و ليس عندنا شعائر مخصصة
فكانت لى الصدمة الكبرى فقررت ان آتى بهذه المقارنة البسيطة بين المسيحية و الاسلام دين الطهرة (طهارة النفس و الجسد)


و سوف اتناول الطهارة فى المسيحية من وجهة نظر الكتاب المحرف بالطبع لأنها بعسيدة كل العد عما نادى به عيسى
فإن المسيح صلوات الله وسلامه عليه كان يتدين بالطهارة، ويغتسل من الجنابة، ويوجب غسل الحائض.

وطوائف النصارى عندهم أن ذلك كله غير واجب، وإن الإنسان يقوم من على بطن المرأة، ويبول، ويتغوط، ولا يمس ماء، ولا يستجمر، والبول والنجو ينحدر على ساقه وفخذه، ويصلي كذلك، وصلاته صحيحة تامة، ولو تغوط وبال وهو يصلي لم يضره فضلا عن أن يفسو أو يضرط، ويقولون: إن الصلاة بالجنابة، والبول، والغائط أفضل من الصلاة بالطهارة، لأنها حينئذ أبعد من صلاة المسلمين، واليهود، وأقرب إلى مخالفة الأمتين.

الراهب والقسيس يغفر ذنوبهم!! ويطيب لهم نسائهم!!!
وليس عند النصارى على من زنا أو لاط، أو سكر، حد في الدنيا أبدا، ولا عذاب في الآخرة؛ لأن القس والراهب يغفره لهم، فكلما أذنب أحدهم ذنبا أهدى للقس هدية، أو أعطاه مالا، أو غيره، ليغفر له به!!

وإذا زنت امرأة أحدهم بيّتها عند القس ليطيبها له فإذا انصرفت من عنده، وأخبرت زوجها أن القس طيبها قبل ذلك منها وتبرك به!!!

وقد استند آباء الكنيسة إلي أنَّ المسيح لم يهتم بالجنس. وتعليقاته في هذا الموضوع نادرة، " خاصّة بالنسبة لملاحظاته العديدة عن الثرة وشهوة التملّك وإشارات الجنس في كلام المسيح قصد بها هدف آخر مثل الحديث عن " زنا القلب " أي التأكيد علي أنَّ الأعمال بالنيّات.

ويتفق رأى السيدة " راى تناهيل " مع رأينا إذ تقول: " يبدو أنَّ الكنيسة اعتبرت المرأة الررمانية النموذج المضاد. لكل ما يجب أن تكون عليه المرأة المسيحية "، ولذا اعتبرت تجمل المرأة من المحرمات، أما الجمال الطبيعي، فهو مكروه ويُستحسن إهماله وطمسه حتّي لا يظهر حيث أنَّه خطر علي كل من ينظر إليه

حتي النظافة كانت مكروهة، فالذي اغتسل في المسيح لا يحتاج إلي استحمام (ص 136 الجنس في التاريخ والنص عن ترتوليان).

" كان الطاعون أكثر فتكًا في المسيحيين منه في المسلمين واليهود، لأنَّ النظافة (Darlington pp. 300)

لم تكن من عقيدة المسيحيين فكما قال سان جيروم " الذي اغتسل في دم المسيح لا يحتاج إلي تنظيف " وتعلّق المؤلفة " ولكن يبدو أنَّ نظافة الروح لم تفدْ كثيرًا في مقاومة البراغيث التي تنقل الطاعون ".


*************************************


أما الطهارة فى الاسلام فمعناها واسع فالإسلام دين بُني على النظافة والطهارة بمعناها الواسع ماديّة ومعنويّة; قال تبارك

وتعالى في سورة البقرة 222:{ إِنَّ الله يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ } وقال

تعالى في سورة المائدة 6: {وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون}َ

ولذا فإنّ معنى الطهارة عند المسلمين من المعاني المعلومة التي لاتحتاج إلى مزيد بيان حيث أنّ هناك شطراً عظيماً من المسائل الدينيّة تدور حول الطهارة وما يقابلها من النجاسة والحدث ومن كثرة الإستعمال ومزاولة المتشرعة اليومية للطهارة والتطهير أصبحت الطهارة من الحقائق الشرعيّة أو المتشرعية على حدّ تعبير الا ُصوليين.



الطهارة الشرعيّة إمّا خبثيّة وإمّا حدثيّة:

من الواضح أنّ الطهارة والنجاسة والحدث من الا ُمور الإعتبارية التي اعتبرها الشارع المقدّس، فإنّ الشارع قد اعتبر عدّة أشياءٍ نجسة وعدّها خبائث، كالدم، والبول، والغائط والميتة وغيرها من النجاسات التي سيأتي بيانها في فصل مخصوص; وهذه الا ُمور قد حكم الشارع بوجوب اجتنابها والتحرّز عنها; فما اصطلح عليه الفقهاء بـ(الطهارة الخبثيّة) هو التنزّه عن هذه الخبائث وإزالتها عن الثياب والبدن ونحوها من الأدوات التي يستعملها الإنسان.

وللطهارة من هذه الأشياء وإزالة خبثها أنحاء خاصّة وأدوات خاصة اعتبرها الشارع المقدّس وسيأتي بيانها في فصل المطهرات إن شاء اللّه تعالى.

وقد تكون الطهارة طهارة حدثيّة وهذه إنّما تكون بالوضوء أو الغسل فكل حدث موجب للوضوء كالنوم وخروج البول أو الغائط ونحوها يعدّ حدثاً أصغر، وكلّ حدث يوجب الغسل كالجنابة والحيض والنفاس وغيرها يعدّ حدثاً أكبر.

و الطهرة فى الاسلام تتضمن:
طهارة الأواني
طهارة الثوب
طهارة البدن
فإليكم ثمرات الطهارة وفوائدها:



لما كانت الطهارة فيها فوائد عظيمة وثمرات جلية وحِكَم ومنافع للقلوب والأبدان، أحببنا أن نقف على بعض ثمرات الطهارة، فليس الأمر فقط غسل هذه الأطراف للنظافة والطهارة، بل إن هناك حِكماً وفوائد عظيمة في الوضوء ومصالح لا تخطر على بال كثير من الناس، من أجل هذا وغيره من الأسباب جمعنا هذه الثمرات والفوائد، وهي كثيرة نقتصر على بعض منها.

1- لما كانت هذه الأطراف هي محل الكسب والعمل، وكانت هذه الأطراف أبواب المعاصي والذنوب كلها، منها ما يكون في الوجه كالسمع والبصر، واللسان والشم والذوق، وكذا الأمر في سائر الأعضاء، كان الطهور مكفراً للذنوب كلها، أخرج الإمام أحمد والنسائي عن عبدالله الصنابحي أنه قال: { إذا توضّأ العبد المؤمن خرجت خطاياه من فيهِ، وإذا استنثر خرجت الخطايا من أنفه، وإذا غسل وجهه خرجت الخطايا من وجهه حتى تخرج من تحت أشفار عينيه، وإذا غسل يديه خرجت الخطايا حتى تخرج من تحت أظفار يديه، فإذا مسح برأسه خرجت الخطايا من رأسه حتى تخرج من أذنيه، فإذا غسل رجليه خرجت الخطايا من رجليه حتى تخرج من أظافر رجليه } وعند الترمذي: { خرجت ذنوبه مع الماء أو مع آخر قطر الماء }.

فكره بعض العلماء مسح فضل الوضوء من أجل أن تطول مدة خروج الذنوب، ولأنه فضلة عبادة، وقد جاءت إحدى زوجات النبي بمنديل للنبي لمّا انتهى من وضوئه فرده وأخذ ينفض بيديه.

فالطهور إذاً مكفّر للذنوب بشرط الإسباغ. وقد استنبط محمد بن كعب القرظي في آخر آية الوضوء في سورة المائدة عند قوله تعالى: وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ [المائدة:6] قال: النعمة منها تكفير السيئات.

2- أن من ثمار هذا الوضوء، أنه سيما هذه الأمة وعلامتهم في وجوههم وأطرافهم يوم القيامة بين الأمم، وليست لأحد غيرهم. والمراد بالحلية الإكثار من الوضوء وليست الزيادة على أعضاء الوضوء.

أخرج الإمام البخاري عن أبي هريرة أنه قال: سمعت النبي يقول: { أن أمتي يأتون يوم القيامة غرلاً محجلين من أثر الوضوء } وفي رواية لأحمد: كيف تعرف أمتك يا رسول الله من بين الأمم فيما بين نوح إلى امتك... فذكر الحديث.

3- ومن ثمرات الطهور تنشيطه للجوارح وزيادة في ذهاب الأخلاف التي على البدن، فيقف العبد في طهارة ونشاط، وهذا مجرّب لأن الماء يعيد إليه نشاطه وقوته وحيويته، والأبلغ منه الغسل، وقد قال رسول الله لمن أتى أهله ثم أراد أن يعود أنه يتوضأ. وبيّن في رواية للحاكم، أنه أنشط للعود، ومن هنا من أسباب انتشار الأمراض عدم الطهارة والاغتسال. وإذا بات العبد جُنباً لم يؤذن لروحه بالسجود تحت العرش كما في الحديث المشهور الذي ذكره ابن القيم في الروح.

4- ومن ثمرات الطهارة أن الوضوء سلاح المؤمن، قال عمر رضي الله عنه: إن الوضوء الصالح يطرد عنك الشيطان، ولذا استحب النوم على طهارة، فإن العبد إذا نام على طهارة بات الملك في شعاره، ومن المعلوم أنه إذا حضرت الملائكة خرجت الشياطين. وكذا يستحب لمن شرع في علاج من مسّه الجن أن يتوضأ قبل العلاج؛ لأنه حصن من الشيطان.

5- ومن ثمرات الوضوء أنه من خصال الإيمان الخفية التي لا يحافظ عليها إلا المؤمن كما أخرج الإمام أحمد من حديث ثوبان عن النبي أنه قال: { لا يحافظ على الوضوء إلا المؤمن } فمن ثمرات المحافظة على الطهارة الشهادة له بالإيمان.

6- أن من ثمرات الطهارة أنه إذا انتهى العبد من الوضوء وختمه بالشهادتين كان موجباً لفتح أبواب الجنة، أخرج الإمام مسلم عن عمر وعقبة رضي الله عنهما عن النبي أنه قال: { ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ أو يسبغ ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله إلا فتحت له ابواب الجنه الثمانية يدخل من أيها شاء } وفي رواية للإمام الترمذي: { اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين }.
7- ومن ثمرات الطهارة وخصوصاً إذا نام العبد وهو طاهر دعا الملك له بالمغفرة كلماً انقلب في أي ساعة، فقد ثبت عند الإمام البزار - وقال الهيثمي: إسناده حسن - عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي أنه قال: { من بات طاهراً بات في شعاره ملك - وهو الملاصق للجسم من الملابس - فلا يستيقض من الليل إلا قال الملك: اللهم اغفر لعبدك كما بات طاهراً }، فيحصل العبد إذا نام على طهارة على ثلاث خصال، أنه يبات الملك في شعاره، ودعاء الملك له بالمغفره، وأنه إذا مات مات على طهارة مع أن النوم موتة صغرى.

8- ومن ثمرات الطهارة أن الله يرفع صاحبها بها الدرجات، أخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : { ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات، قالوا: بلى، قال: إسباغ الوضوء على المكاره }، فإسباغ الوضوء في البرد ولاسيما في الليل رفعة في الدرجات، ويباهي الله به الملائكة، وينظر الله إلى صاحبه.

9- ومن ثمرات الطهارة أن الوضوء في البيت ثم الخروج إلى المسجد على الطهارة يكون ممشاه نافلة حيث إن الله كفر ذنوبه بالوضوء، ويكون صاحبه زائراً لله، أخرج الإمام الطبراني - وسنده جيد - عن سلمان مرفوعاً: { من توضأ في بيته فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد فهو زائر لله وحقاً على المزور أن يكرم الزائر }. أما قوله: وكان ممشاه نافلة، فذكره الإمام مسلم.
10- ومن ثمرات الطهارة العظيمة حب الله للمتطهرين، قال تعالى: إنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ [البقرة:222]، فالطهر طهر بالماء من الحدث، وطهر بالتوبة من الشرك والمعاصي.

فانظروا رحمكم الله كم في الطهارة من ثمار، وكم تيسر للعبد من أسباب تكفير الخطايا؛ لعلّه يتطهر قبل الموت فيلقى ربه طاهراً؛ فيصلح لمجاورة ربّه في دار السلام، ولكن مع الأسف رغم هذه الفضائل إلا أننا نشاهد بعض المصلين من لا يحسن الوضوء كما ينبغي، فمنهم من ترى في وجهه بعض الأماكن لا يصلها الماء وخصوصاً طلبة المدارس كالجبهة وبجوار الأذنين، وبعضهم يغسل نصف يديه، أو ترى بعص البقع لا يصلها الماء في الكعبين إلى غير ذلك من الأخطاء والمخالفات، والحاصل أنه ينبغي للمسلم أن يتعلم صفة الوضوء الكامل ويحرص عليه.

الوضوء الكامل

1- النية قبله فيتوضأ وينوي بذلك الوضوء استحلال الصلاة لحديث { إنما الأعمال بالنيات } بخلاف لو غسل أعضاء الوضوء من أجل إزالة غبار أو وسخ، أو يتبرد به من شدة الحر فلا يعتبر وضوءًا.

2- التسمية كما ورد عنه أنه قال: { لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه }. وقد رواه تسعة من الصحابة، وقد حسّنها ابن كثير والمنذري وابن القيم وابن حجر والشوكاني؛ لأن الضعف كان من جهة الحفظ فتظافرت بمجموعها فكان درجة الحديث الحسن لغيره، لأنه لو كان الضعف من جهة كون الراوي متهمًا بالكذب فلا يعتضد بعضها ببعض.

وحكم التسمية: الصحيح من أقوال أهل العلم أنها مستحبة. وهذا قول الجمهور، وذلك لظاهر الكتاب كما في آية المائدة في صفة الوضوء فلم يأمر الله يالتسمية، وحديث الأعرابي لمّا سأل النبي عن الوضوء فقال له: { توضأ كما أمرك الله } وحُمل النفي على أنه لا وضوء كامل، والأفضل والأكمل ذكر التسمية؛ لأن من ذكر الله على وضوئه ليس كمن لم يذكر. وأما إذا كان في الحمام فيسمي بقلبه لحديث { إذا ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي }.

3- غسل يديه ثلاثاً وهذا مستحب إلا أثناء القيام من النوم فغسل اليدين قبل الوضوء واجب؛ لحديث عنه : { إذا استيقظ أحدكم من النوم فليغسل يديه ثلاثاً، فإنه لا يدري أين باتت يده }، سواء كان يصب الماء على يديه، أو كان يغرف بيده، فيلزمه غسل اليدين بعد القيام من النوم. أما إذا لم يكن نائماً فيكون الغسل مستحباً؛ لأن اليدين هي الناقل لأعضاء الوضوء فيستحب غسلها قبل إدخالها في الإناء.

4- المضمضة والاستنشاق من كفّه اليمنى بغرفة واحدة للفم والأنف ثلاث مرات، لحديث عنه : { فمضمض واستنشق ثلاثاً بثلاث } والسنة الكاملة في المضمضة إدخال الماء في الفم ثم تحريكه ثم مجه.

وحكم المضمضة والاستنشاق في أصح أقوال أهل العلم أنها سنة وليست بواجبة؛ وذلك لظاهر الكتاب كما في آية المائدة. فلم يأمر الله بالمضمضة والاستنشاق، وحديث الأعرابي لمّا سأل عن الوضوء قال: { توضأ كما أمر الله... } لكن الأفضل والأكمل فعلهما لمحافظته كما في صفة وضوئه ، وقيل في حكمة المضمضة والاستنشاق أن العبد إذا تمضمض أدرك الضرر إذا كان في الماء ضرر، كمن يتوضأ في ظلام فيدرك الضرر قبل غسل وجهه إلى غير ذلك من الحكم.

5- غسل الوجه ثلاث مرات.

6- غسل اليدين ثلاث مرات، ويجب غسل اليدين من رؤوس أطراف الأصابع إلى المرفقين، ويدخل في ذلك المرفقين لفعله ، أما الزيادة بعد ذلك، فلا تشرع لأنه لم يفعله ، أما حلية المؤمن فتحصل بالإكثار من الوضوء والمداومة عليه لا بالزيادة، فلا يشرع لأحد أن يزيد على وضوئه ، لأنه أخشى الناس وأتقاهم لله جل وعلا.

7- مسح الرأس ومنه الأذنان، ويمسح مرة واحدة من مقدمة الرأس إلى القفا، ثم العودة مرة أخرى إلى الناصية كما ورد عنه : { ثم مسح رأسه فاقبل بهما وأدبر مرة واحدة }، أما بالنسبة للمرأة فالسنة تمسح مرة واحدة إقبالاً بلا إدبار.

8- غسل الرجلين إلى الكعبين ثلاث مرات ويدخل في ذلك أيضاً الكعبين.

تنبيه: اعلم أنه يجوز للمتوضئ أن يغسل بعض الأعضاء ثلاث مرات وبعضها مرتين وبعضها مرة. فالمتوضئ مُخيّر فأعلى الكمال ثلاث مرات، وأوسطه مرتين، وأدناه مرة واحدة، ويجوز غسل بعض الأعضاء ثلاث وبعضها مرتين وبعضها مرة.

9- المحافظة على السنة القولية التي تقال بعد الانتهاء من الوضوء.

هذه هي صفة الوضوء الكامل، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
تعليق لمسيحي
اود ان اقول انى اريد معرفة ؟؟
كيف ان الانسان عندما "يتوضأ" تخرج الخطايا من جسدة
"هل اى خطية اعملها ثم اتوضا تخرج "وما معنى تخرج ؟ هل محيت عنى ؟
هل سوف لا احاسب عنها ؟
اريد توضيح الحديث
هل للماء هذا التاثير ؟ارجو الرد على الايميل
الرد عليه
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين
وبعـــــــــــــــــــد

السلام علي من اتبع الهدي
أولا نشكر العضو / محمد _مني
علي هذه المقالة وهذا النقل الطيب .

ونرحب بزميلنا العزيز / BSAAM
وتذكر يا عزيزي أن هذا منتدى للحوار وبالتالي أرجو أن تكون إقامتك معنا هي للحوار وليس وضع كلمات . ودمتم . لأن هذا ليس أسلوب المنتديات .
فإن كنت تملك الحوار فأهلا ومرحبا بك زميل عزيز معنا .
وإن كنت لا تملك الحوار فأرسل إلينا من تراه أهلا للحوار .
(معذرة علي الصراحة )
ثانيا : تعودت قبل أن أرد علي أي عضو أن أعرف ما هو طريقة تفكيره وتقبله للكلمات حتى يكون ردي عليه مقنع بالنسبة له .

لذلك سوف أسألك أسئلة بسيطة وبعد إجابتك عليها سأضع لك الرد إن شاء الله تعالي

1- رساله العبرانيين ((9: 14 فكم بالحري يكون دم المسيح الذي بروح ازلي قدم نفسه لله بلا عيب يطهر ضمائركم من اعمال ميتة لتخدموا الله الحي
كيف يطهر دم المسيح الضمائر ؟؟
هل الضمائر شيئ مادي مثلا يتم غسله بدم المسيح !!!
2- رساله يوحنا (( 1: 7 و لكن ان سلكنا في النور كما هو في النور فلنا شركة بعضنا مع بعض و دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية ))
كيف يطهر دم المسيح كل الخطايا ؟؟؟؟ وهل كل من يؤمن بصلب المسيح محيت عنه خطاياه فلا يحاسب عليها .
3- رسالة يوحنا الأولي ((3: 3 و كل من عنده هذا الرجاء به يطهر نفسه كما هو طاهر))
كيف يمكن للرجاء أن يطهر صاحبه ؟؟؟؟؟؟

وأخيرا مرحبا بك في منتدانا عضوا ومحاورا .

م الدخاخني؟؟؟؟=================================(((( مقارنة بين حد المرتد في الاسلام وحد المرتد في الناموس اللذي اقره يسوع )))))))))))))))) ارسال لصديق




مقارنة بين حد المرتد في الاسلام وحد المرتد في الناموس اللذي اقره يسوع

--------------------------------------------------------------------------------

بسم الله الواحد الاحد الفرد الصمد اللذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد
واصلي واسلم على خاتم انبيائه ورسله واترضى الله تعالى على اله وصحبه واسلم تسليما كثيرا
في احد منتديات النصارىكتب احدهم موضوع عن حد الردة في الاسلام ووصف فيه الاسلام بانه دين ارهاب
وعندما وضحت له ان الاسلام يامر باستتابة المرتد قبل قتله ونقلت له من نصوص الناموس ما يثبت كلامي وعقدت له مقارنة بين عدالة الاسلام وسماحته وبين ارهاب ناموسه اللذي اقره يسوع
طلب ان تكون المقارنة في موضوع مستقل فكتبت هذا الموضوع لاعقد هذه المقارنة
لنرى مقارنة من اجمل وامتع ما يكون

=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=

نعرض اولا لوجهة النظر الاسلامية

امر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل المرتد ( من بدل دينه فاقتلوه ) ولكن هل يقتل دون ضوابط
بمعنى ادق هل ترك تطبيق حد الردة في الشريعة الاسلامية دون ضابط او رادع
طبعا لا بل نصت الشريعة الاسلامية على استتابة المرتد وتفنيد شبهاته واعطائه حقه في الدفاع عن نفسه
وعليه فبما اني ازعم وضع الشريعة الاسلامية لضوابط لحد الردة فانا مطالب بالاتيان بدليل على كلامي
دليل استتابة المرتد
في سورة النساء ( اللذين امنوا ثم كفروا ثم امنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليقبل توبتهم ولا ليهديهم سبيلا )
لو طبق حد الردة على المرتد من اول مرة ارتد فيها وقتل فكيف يؤمن مرة اخرى ويكفر مرة اخرى حسب نص الاية
وحتى لا يقول احد الاصدقاء هل تفسر القران بهواك على مزاجك يعني اليكم اقوال المفسرين لهذه الاية
اولا قول الامام الطبري في تفسير هذه الاية
نص تفسير الطبري
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ اِزْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنْ اللَّه لِيَغْفِر لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا } اِخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي تَأْوِيل ذَلِكَ , فَقَالَ بَعْضهمْ : تَأْوِيله : { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا } بِمُوسَى { ثُمَّ كَفَرُوا } بِهِ { ثُمَّ آمَنُوا } يَعْنِي النَّصَارَى بِعِيسَى , { ثُمَّ كَفَرُوا } بِهِ { ثُمَّ اِزْدَادُوا كُفْرًا } بِمُحَمَّدٍ , { لَمْ يَكُنْ اللَّه لِيَغْفِر لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا } . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 8417 - حَدَّثَنَا بِشْر بْن مُعَاذ , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ اِزْدَادُوا كُفْرًا } وَهُمْ الْيَهُود وَالنَّصَارَى , آمَنَتْ الْيَهُود بِالتَّوْرَاةِ , ثُمَّ كَفَرَتْ ; وَآمَنَتْ النَّصَارَى بِالْإِنْجِيلِ , ثُمَّ كَفَرَتْ ; وَكُفْرهمْ بِهِ : تَرْكهمْ إِيَّاهُ , ثُمَّ اِزْدَادُوا كُفْرًا بِالْفُرْقَانِ وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ اللَّه : { لَمْ يَكُنْ اللَّه لِيَغْفِر لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا } يَقُول : لَمْ يَكُنْ اللَّه لِيَغْفِر لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيق هُدًى , وَقَدْ كَفَرُوا بِكِتَابِ اللَّه وَبِرَسُولِهِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . 8418 - حَدَّثَنَا : الْحَسَن بْن يَحْيَى , قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّزَّاق , قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة فِي قَوْله : { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا } قَالَ : هَؤُلَاءِ الْيَهُود آمَنُوا بِالتَّوْرَاةِ , ثُمَّ كَفَرُوا . ثُمَّ ذَكَرَ النَّصَارَى , ثُمَّ قَالَ : { ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ اِزْدَادُوا كُفْرًا } يَقُول : آمَنُوا بِالْإِنْجِيلِ ثُمَّ كَفَرُوا بِهِ , ثُمَّ اِزْدَادُوا كُفْرًا بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ عَنَى بِذَلِكَ : أَهْل النِّفَاق أَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ اِرْتَدُّوا , ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ اِرْتَدُّوا , ثُمَّ اِزْدَادُوا كُفْرًا بِمَوْتِهِمْ عَلَى كُفْرهمْ. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 8419 - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثنا الْحُسَيْن , قَالَ : ثني حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ اِزْدَادُوا كُفْرًا } قَالَ : كُنَّا نَحْسَبهُمْ الْمُنَافِقِينَ , وَيَدْخُل فِي ذَلِكَ مَنْ كَانَ مِثْلهمْ . { ثُمَّ اِزْدَادُوا كُفْرًا } قَالَ : تَمُّوا عَلَى كُفْرهمْ حَتَّى مَاتُوا. 8420 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بَشَّار , قَالَ : ثنا عَبْد الرَّحْمَن , قَالَ : ثنا سُفْيَان , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد : { ثُمَّ اِزْدَادُوا كُفْرًا } قَالَ : مَاتُوا. * - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثنا سُفْيَان , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد فِي قَوْله : { ثُمَّ اِزْدَادُوا كُفْرًا } قَالَ : حَتَّى مَاتُوا . 8421 - حَدَّثَنَا يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد فِي قَوْله : { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا } . .. الْآيَة , قَالَ : هَؤُلَاءِ الْمُنَافِقُونَ آمَنُوا مَرَّتَيْنِ , وَكَفَرُوا مَرَّتَيْنِ , ثُمَّ اِزْدَادُوا كُفْرًا بَعْد ذَلِكَ . وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ هُمْ أَهْل الْكِتَابَيْنِ : التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل , أَتَوْا ذُنُوبًا فِي كُفْرهمْ فَتَابُوا , فَلَمْ تُقْبَل مِنْهُمْ التَّوْبَة فِيهَا مَعَ إِقَامَتهمْ عَلَى كُفْرهمْ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 8422 - حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثنا أَبُو خَالِد , عَنْ دَاوُد بْن أَبِي هِنْد , عَنْ أَبِي الْعَالِيَة : { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ اِزْدَادُوا كُفْرًا } قَالَ : هُمْ الْيَهُود وَالنَّصَارَى أَذْنَبُوا فِي شِرْكهمْ , ثُمَّ تَابُوا فَلَمْ تُقْبَل تَوْبَتهمْ , وَلَوْ تَابُوا مِنْ الشِّرْك لَقُبِلَ مِنْهُمْ. قَالَ أَبُو جَعْفَر : وَأَوْلَى هَذِهِ الْأَقْوَال بِتَأْوِيلِ الْآيَة قَوْل مَنْ قَالَ : عُنِيَ بِذَلِكَ أَهْل الْكِتَاب الَّذِينَ أَقَرُّوا بِحُكْمِ التَّوْرَاة , ثُمَّ كَذَّبُوا بِخِلَافِهِمْ إِيَّاهُ , ثُمَّ أَقَرَّ مَنْ أَقَرَّ مِنْهُمْ بِعِيسَى وَالْإِنْجِيل , ثُمَّ كَذَّبَ بِهِ بِخِلَافِهِ إِيَّاهُ , ثُمَّ كَذَّبَ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْفُرْقَان , فَازْدَادَ بِتَكْذِيبِهِ بِهِ كُفْرًا عَلَى كُفْره. وَإِنَّمَا قُلْنَا : ذَلِكَ أَوْلَى بِالصَّوَابِ فِي تَأْوِيل هَذِهِ الْآيَة , لِأَنَّ الْآيَة قَبْلهَا فِي قَصَص أَهْل الْكِتَابَيْنِ , أَعْنِي قَوْله : { يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاَللَّهِ وَرَسُوله } وَلَا دَلَالَة تَدُلّ عَلَى أَنَّ قَوْله : { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا } مُنْقَطِع مَعْنَاهُ مِنْ مَعْنَى مَا قَبْله , فَإِلْحَاقه بِمَا قَبْله أَوْلَى حَتَّى تَأْتِيَ دَلَالَة دَالَّة عَلَى اِنْقِطَاعه مِنْهُ . وَأَمَّا قَوْله : { لَمْ يَكُنْ اللَّه لِيَغْفِر لَهُمْ } فَإِنَّهُ يَعْنِي : لَمْ يَكُنْ اللَّه لِيَسْتُر عَلَيْهِمْ كُفْرهمْ وَذُنُوبهمْ بِعَفْوِهِ عَنْ الْعُقُوبَة لَهُمْ عَلَيْهِ , وَلَكِنَّهُ يَفْضَحهُمْ عَلَى رُءُوس الْأَشْهَاد . { وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا } يَقُول : وَلَمْ يَكُنْ لِيُسَدِّدهُمْ لِإِصَابَةِ طَرِيق الْحَقّ فَيُوَفِّقهُمْ لَهَا , وَلَكِنَّهُ يَخْذُلهُمْ عَنْهَا عُقُوبَة لَهُمْ عَلَى عَظِيم جُرْمهمْ وَجَرَاءَتهمْ عَلَى رَبّهمْ . وَقَدْ ذَهَبَ قَوْم إِلَى أَنَّ الْمُرْتَدّ يُسْتَتَاب ثَلَاثًا اِنْتِزَاعًا مِنْهُمْ بِهَذِهِ الْآيَة , وَخَالَفَهُمْ عَلَى ذَلِكَ آخَرُونَ . ذِكْر مَنْ قَالَ يُسْتَتَاب ثَلَاثًا : 8423 - حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثنا حَفْص , عَنْ أَشْعَث , عَنْ الشَّعْبِيّ , عَنْ عَلِيّ عَلَيْهِ السَّلَام , قَالَ : إِنْ كُنْت لَمُسْتَتِيب الْمُرْتَدّ ثَلَاثًا . ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَة { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا } . * - حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثنا أَبِي , عَنْ سُفْيَان , عَنْ جَابِر , عَنْ عَامِر , عَنْ عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ : يُسْتَتَاب الْمُرْتَدّ ثَلَاثًا , ثُمَّ قَرَأَ : { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ اِزْدَادُوا كُفْرًا } . 8424 - حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثنا أَبِي , عَنْ سُفْيَان , عَنْ عَبْد الْكَرِيم , عَنْ رَجُل , عَنْ اِبْن عُمَر , قَالَ : يُسْتَتَاب الْمُرْتَدّ ثَلَاثًا . وَقَالَ آخَرُونَ : يُسْتَتَاب كُلَّمَا اِرْتَدَّ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 8425 - حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثنا أَبِي , عَنْ سُفْيَان , عَنْ عَمْرو بْن قَيْس , عَمَّنْ سَمِعَ إِبْرَاهِيم , قَالَ : يُسْتَتَاب الْمُرْتَدّ كُلَّمَا اِرْتَدَّ . قَالَ أَبُو جَعْفَر : وَفِي قِيَام الْحُجَّة بِأَنَّ الْمُرْتَدّ يُسْتَتَاب الْمَرَّة الْأُولَى , الدَّلِيل الْوَاضِح عَلَى أَنَّ حُكْم كُلّ مَرَّة اِرْتَدَّ فِيهَا عَنْ الْإِسْلَام حُكْم الْمَرَّة الْأُولَى فِي أَنَّ تَوْبَته مَقْبُولَة , وَأَنَّ إِسْلَامه حَقَنَ لَهُ دَمه ; لِأَنَّ الْعِلَّة الَّتِي حَقَنَتْ دَمه فِي الْمَرَّة الْأُولَى إِسْلَامه , فَغَيْر جَائِز أَنْ تُوجَد الْعِلَّة الَّتِي مِنْ أَجْلهَا كَانَ دَمه مَحْقُونًا فِي الْحَالَة الْأُولَى ثُمَّ يَكُون دَمه مُبَاحًا مَعَ وُجُودهَا , إِلَّا أَنْ يُفَرَّق بَيْن حُكْم الْمَرَّة الْأُولَى وَسَائِر الْمَرَّات غَيْرهَا مَا يَجِب التَّسْلِيم لَهُ مِنْ أَصْل مُحْكَم , فَيَخْرُج حُكْم الْقِيَاس حِينَئِذٍ .

ده كان نص تفسير الطبري لهذه الاية وطبعا لن اعقب على كلام الطبري لانه اورد احاديث واستدلالات من اقوى ما يكون
ولكن هل كان هذا راي الطبري فقط
فلنرى اذن ماذا يقول القرطبي في تفسير نفس الاية
نص تفسير القرطبي
قيل: المعنى آمنوا بموسى وكفروا بعزير، ثم آمنوا بعزير ثم كفرا بعيسى ، ثم ازدادوا كفرا بمحمد صلى الله عليه وسلم وقيل: إن الذين آمنوا بموسى ثم آمنوا بعزير، ثم كفروا بعد عزير بالمسيح، وكفرت النصارى بما جاء به موسى وآمنوا بعيسى ثم ازدادوا كفراً بمحمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به من القرآن، قال قيل: إن الله تعالى لا يغفر شيئاً من الكفر فكيف قال: " إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم " فالجواب أن الكافر إذا آمن غفر له كفره، فإذا رجع فكفر لم يغفر لم يغفر له الكفر الأول ، وهذا كما جاء في صحيح مسلم "عن عبد الله قال :
قال أناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله أنؤاخذ بما عملنا في الجاهلية ؟ قال : أما من أحسن منكم في الإسلام فلا يؤاخذ بها ومن أساء أخذ بعمله في الجاهلية والإسلام "وفي رواية "ومن أساء في الإسلام أخذ بالأول والآخر " الإساءة هنا بمعنى الكفر، إذ لا يصح أن يراد بها هنا ارتكاب سيئة فإنه يلزم عليه ألا يهدم الإسلام ما سبق قبله إلا لمن يعصم من جميع السيئات إلا حين موته وذلك باطل بالإجماع ومعنى " ثم ازدادوا كفرا " اصروا على الكفر " لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم " يرشدهم " سبيلا" طريقا إلى الجنة ، وقيل: لا يخصهم بالتوفيق كما يخص أولياءه ، وفي هذه الآية رد على أهل القدرة فإن الله تعالى بين أنه لا يهدي الكافرين طريق خير ليعلم العبد أنه إنما ينال الهدى بالله تعالى، ويحرم الهدى بإرادة الله تعالى أيضاً : وتضمنت الآية أيضاً حكم المرتدين وقد مضى القول فيهم في البقرة عند قوله تعالى : " ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر " [ البقرة :217]
ولو راجعنا تفسير القرطبي لاية سورة البقرة لوجدناه ينقل اقوال العلماء واحاديث وادلة استتابة المرتد
ولكن هل كان هذا راي القرطبي والطبري فقط
لا واليكم تفسير ابن كثير لنفس الاية
نص تفسير ابن كثير
يخبر تعالى عمن دخل في الإيمان ثم رجع عنه ثم عاد فيه ثم رجع واستمر على ضلاله وازداد حتى مات فإنه لا توبة بعد موته ولا يغفر الله له ولا يجعل له مما هو فيه فرجا ولا مخرجا ولا طريقا إلى الهدى ولهذا قال" لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا" قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي حدثنا أحمد بن عبدة حدثنا حفص بن جميع عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى "ثم ازدادوا كفرا" قال: تمادوا على كفرهم حتى ماتوا وكذا قال مجاهد. وروى ابن أبي حاتم من طريق جابر المعلى عن عامر الشعبي عن علي رضي الله عنه أنه قال: يستتاب المرتد ثلاثا ثم تلا هذه الآية "إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا".

ده كان حد المرتد في الاسلام ونقلت لكم ادلة استتابة المرتد باكبر قدر ممكن من التلخيص الغير مخل

=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=

ولكن حتى تكتمل المقارنة فيجب علينا نقل حكم المرتد من الناموس اللذي اتى يسوع ليتمه ولم ينقضه

حكم المرتد طبقا للناموس

تثنية 13

1 اذا قام في وسطك نبي او حالم حلما واعطاك آية او اعجوبة

2 ولو حدثت الآية او الاعجوبة التي كلمك عنها قائلا لنذهب وراء آلهة اخرى لم تعرفها ونعبدها

3 فلا تسمع لكلام ذلك النبي او الحالم ذلك الحلم لان الرب الهكم يمتحنكم لكي يعلم هل تحبون الرب الهكم من كل قلوبكم ومن كل انفسكم.

4 وراء الرب الهكم تسيرون واياه تتقون ووصاياه تحفظون وصوته تسمعون واياه تعبدون وبه تلتصقون.

5 وذلك النبي او الحالم ذلك الحلم يقتل لانه تكلم بالزيغ من وراء الرب الهكم الذي اخرجكم من ارض مصر وفداكم من بيت العبودية لكي يطوّحكم عن الطريق التي امركم الرب الهكم ان تسلكوا فيها. فتنزعون الشر من بينكم

6 واذا اغواك سرا اخوك ابن امك او ابنك او ابنتك او امرأة حضنك او صاحبك الذي مثل نفسك قائلا نذهب ونعبد آلهة اخرى لم تعرفها انت ولا آباؤك

7 من آلهة الشعوب الذين حولك القريبين منك او البعيدين عنك من اقصاء الارض الى اقصائها

8 فلا ترض منه ولا تسمع له ولا تشفق عينك عليه ولا ترقّ له ولا تستره

9 بل قتلا تقتله. يدك تكون عليه اولا لقتله ثم ايدي جميع الشعب اخيرا.

10 ترجمه بالحجارة حتى يموت. لانه التمس ان يطوّحك عن الرب الهك الذي اخرجك من ارض مصر من بيت العبودية.

11 فيسمع جميع اسرائيل ويخافون ولا يعودون يعملون مثل هذا الامر الشرير في وسطك

12 ان سمعت عن احدى مدنك التي يعطيك الرب الهك لتسكن فيها قولا

13 قد خرج اناس بنو لئيم من وسطك وطوّحوا سكان مدينتهم قائلين نذهب ونعبد آلهة اخرى لم تعرفوها

14 وفحصت وفتشت وسألت جيدا واذا الامر صحيح واكيد قد عمل ذلك الرجس في وسطك

15 فضربا تضرب سكان تلك المدينة بحد السيف وتحرّمها بكل ما فيها مع بهائمها بحد السيف.

16 تجمع كل امتعتها الى وسط ساحتها وتحرق بالنار المدينة وكل امتعتها كاملة للرب الهك فتكون تلا الى الابد لا تبنى بعد.

17 ولا يلتصق بيدك شيء من المحرّم. لكي يرجع الرب من حمو غضبه ويعطيك رحمة. يرحمك ويكثرك كما حلف لآبائك

18 اذا سمعت لصوت الرب الهك لتحفظ جميع وصاياه التي انا اوصيك بها اليوم لتعمل الحق في عيني الرب الهك

=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=

هل رايتم كيف يامر الناموس اللذي اتي يسوع ليتمه ولم ينقضه كل من يؤمن به بقتل المرتد وباشنع طريقة
رجمه حتى الموت دون شفقة او رحمة
وليس هذا فحسب بل قتل مل من يرتد من المدينة وبهائمهم بحد السيف
وهل اكتفى الناموس بهذا
بالطبع لا بل يحرق المدينة كلها بامتعتها واموالها
ده الفرق بين الاسلام و عدالته وبين الناموس اللذي امر بقتل كل من في المدينة حتى البهائم ولم يستثني الاطفال
اعتقد بكدة يكون الفرق واضح جدا بين عدالة الاسلام وبين عدالة الناموس
فهل الرب اللذي انزل الناموس ارهابي ويعامل الناس بقسوة وليس الناس فقط بل والبهائم ايضا
وهل يسوع اللذي اتى واتمم هذا الناموس ولم ينقضه ارهابي ايضا ويعامل الناس والاطفال والبهائم بقسوة
وايهما اكثر رحمة وعدلا شريعة الاسلام اللتي تقضي باستتابة المرتد قبل اقامة الحد عليه وحده
ام الناموس اللذي يعامل من يؤمن به بهذه القسوة والعنف

اعتقد بكدة تكون المقارنة واضحة ولا تحتاج مني لتدخل؟؟؟؟============================؟(((( تحريم لحم الخنزير فى الأسلام و اليهودية . فماذا عن المسيحية؟!! ))))))))))))))))))


: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و الصلاة والسلام على أشرف مخلوقات الأرض
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

فى البداية اود أن احييكم على هذا المنتدى الرائع الواعى والذى يخاطب العقل، جعله الله فى ميزان حسناتكم.


أما عن كتابتى لهذا الموضوع فالسبب هو معرفتى بأخت فرنسية مسلمة و تعانى من والديها المسيحين

و الموضوع الرئيسى لمعاناة هذه الاخت هو اصرار الوالدين على اطعام طفلهم لحم الخنزير و هى لا تملك الحجج الكافية للرد عليهم و اقناعهم بصوت الدين لذلك نصحتها بأقناعهم بصوت العقل و هو مرادف للدين الاسلامى الذى يخاطب العقل.

فالاسلام و من قبله اليهودية لم تحرم لحم الخنزير فقط لمجرد منع الناس عن فعل ذلك ولكن لوجود أسباب سبحان الله اكتشفها عالم طبيب ألمانى و أرسلت لها صورة من بحث أو مقالة هذا العالم لعلهم يقتنعوا (و أسمحوا لى أن اعرضهها فى نهاية موضوعى)

ولكن ما قفز فى ذهنى لحظتها اننى لم اجد نص واحد فى أثناء بحثى عن أن المسيحية تحرم لحم الخنزير فهل يعقل ان يكون الدين الوسط بين التوراه و الاسلام لا يحرم أكله؟؟ أم انه تم محيها فى الأناجيل المحرفة كما تم تحريف تعاليم كثيرة؟؟ وهل هم مقتنعون أنه أكل لحم الخنزير شىء صحى حتى يعد نشر هذه الابحاث؟

هذا ما اردت معرفته من اى شخص مسيحى ما هو تفسير ذلك؟

و هنا اجزاء من مقالة العالم الطبيب الالمانى
( الطبيب الألماني هانس ريكفينغ يقول (9) : لابد أن أشير إلى التراث القديم عند بعض الأمم حيث كان للتعاليم التي أرساها النبيان محمد وموسى أكبر الأثر في التزام المسلمين واليهود بقوانين الله الطبيعية.

ويتابع فيقول : في دراسة جرت في الهيمالايا حيث تعيش قبائل الهونزا التي اعتنق معظم أفرادها الإسلام ويمتنعون عن أكل لحم الخنزير ، وجد أنهم يتمتعون بصحة جيدة ومتوسط أعمارهم مرتفع ويعملون حتى سن متقدمة لتحصيل أرزاقهم في حين أن القبائل التي تجاورهم من غير المسلمين تصاب بعدد من الأمراض الشائعة بينهم لتناولهم لحم الخنزير، ومتوسط أعمارهم وفعاليتهم أقل بكثير من القبائل المسلمة .

وهكذا فإني ارى أن الكتب السماوية التي جاء بها محمد وموسى كان معها الحق، كل الحق، في تحريم تناول لحم الخنزير.
ويروي د. هانس هايترش قصة طريفة جرت في أحد المشافي العسكرية حيث كانت هناك حظيرة للخنازير ملحقة بالمشفى وتعيش على النفايات والفضلات ويذبح أحدها كل شهر طعاماً للمرضى، والعاملين في المشفى. وفي أحد الأيام تدافعت الخنازير على الفرن المملوء بالضمادات المضمخة بالقيح والمهيأة للحرق فاللتهمتها.

وتوفيراً للعلف قررت إدارة المشفى من ثم أن يصبح نصف الضمادات المبللة بالقيح طعاماً للخنازير، وهكذا أصبحت دماء تلك الخنازير مفعمة بالسموم والذيفانات. ولنتصور الآن مرضى هذا المشفى وأكثرهم مصابون بنواسير كعقابيل للكسور الناجمة عن الطلقات النارية، إنهم يغذون بلحم خنزير مشبع بالسموم، فبدلاً من الشفاء يولد عندهم هذا اللحم هجمة جديدة من الالتهاب والتقيح

و لحم الخنزير غني بالمركبات الحاوية على نسب عالية من الكبريت(10) و كلها تؤثر على قابلية امتصاص الأنسجة الضامة للماء كالإسفنج مكتسبة شكلاً كيسياً واسعاً و هذا يؤدي إلى تراكم المواد المخاطية في الأوتار و الأربطة والغضاريف ويجعلها رخوة مما يؤهب للإصابة بالتهاب المفاصل التنكسي وخاصة المفاصل بين الفقرات، و إلى تنكس في العظام .

والأنسجة الحاوية على الكبريت تتخرب بالتعفن والتخمر منتجة روائح كريهة فواحة لانطلاق غاز كبريت الهدروجين
لأمراض التي ينقلها الخنزير

لقد حرمت الشريعة الإسلامية لحم الخنزير، و نفذها المتدينون امتثالاً لأمر الله الخالق سبحانه و طاعة له دون أن يناقشوا العلة من التحريم ، لكن العلماء المحدثين توصلوا إلى نتائج مدهشة في هذا المجال(12) : أليس من المدهش أن نعلم أن الخنزير مرتع خصب لأكثر من 450 مرضاً و بائياً ، و هو يقوم بدور الوسيط لنقل 57 منها إلى الإنسان، عدا عن الأمراض التي يسببها أكل لحمه من عسرة هضم و تصلب للشرايين و سواها.

و الخنزير يختص بمفرده بنقل 27 مرضاً وبائياً إلى الإنسان و تشاركه بعض الحيوانات الأخرى في بقية الأمراض لكنه يبقى المخزن والمصدر الرئيسي لهذه الأمراض : منها الكلب الكاذب و داء وايل و الحمى اليابانية والحمى المتوهجة و الحميرة الخنزيرية غيرها.

هذه الأوبئة يمكن أن تنتقل من الخنزير إلى الإنسان بطرق مختلفة (10) :

الأول : عن طريق مخالطته أثناء تربيته أو التعامل مع منتجاته (وتعتبر أمراضاً مهنية) وهي لا تقل عن 32 وباء تصيب في الأغلب، عمال الزرائب والمجازر والبيطريون منها أنواع من الفطور العميقة والزحار والديدان والزحار الزقي والحمى اليابانية الدماغية والتهاب الفم البثري الساري.

الثاني : عن طريق تلوث الطعام والشراب بفضلاته وهي لا تقل عن 28 مرضاً منها الزحار والأسكاريس والانسمام الوشيقي والديدان القنفذية والكبدية والمفلطحة وشوكية الرأس والدودة المسلحة الخنزيرية والشعيرات الحلزونية وغيرها.
طفيليات الخنزير

رأينا كيف أن الخنزير يأوي في بدنه عدداً كبيراً من الطفيليات وأكثر من 50 نوعاً منها يصيب الإنسان (6) فهي داخلة فيما يسمى بالأمراض الحيوانية البشرية Zoonosis ويمكن أن نقسمها ضمن المجموعات التالية :

الأمراض الفيروسية والجرثومية :

منها داء الكلب والحمى الصفراء والمالطية والسل، لكن أهمها ما يخص الخنزير بنقله وهي :

1. الالتهاب السحائي المخي وتسمم الدم الناجم عن الإصابة بالمكورات السبحية الخنزيرية المكتشفة عام 1968 والتي فسرت الحالات الغامضة من الوفيات التي حصلت حينئذ في الداينمارك وهولندا(8).

وقد تبين أن هذه الجراثيم شديدة الفتك بالإنسان مسببة التهاب السحايا المغلفة للمخ وبإفراز سموم معينة في دم المصاب، والذين أصيبوا بهذا المرض ونجو من الموت بعد علاج شاق أصيبوا بالصمم الدائم وفقدان التوازن.

2. جائحات الكريب(12) حيث يؤكد د.هانس هايترش إن فيروس الكريب الذي ينقله الخنزير هوالعامل الأكثر سمية وينقل عن معهد الأبحاث الفيروسية (9) في لندن أن فيروس الكريب يتوضع بكثرة في رئة الخنازير التي تدخل في صنع السجق، وتمكن الفيروسات في الأماكن الحيوية للبدن إلى أن تتاح لها الفرصة في ظروف مواتية من البرد وقلة الشمس لتأتي بشكل جائحة انتانية كالتي حدثت في المانيا بعد الحرب العالمية الثانية حينما تناول الشعب الألماني هدايا الولايات المتحدة من اللحوم ومشتقاتها مصنوعة من لحم الخنزير.

3. انفلونزا الخنزير (8) ينتشر هذا المرض على هيئة وباء يصيب الملايين من الناس ومن مضاعفاته الخطيرة التهاب المخ، وتضخم القلب والوهط الدوائي، وآخر جائحة أصابت العالم عام 1918 حيث أصيب بها أكثر من 20 مليوناً من البشر .

4. الحمرة الخنزيرية (11) وينتقل من الخنزير إلى اللحامين والدباغين وسواهم وتكون بشكل لوحة محمرة مؤلمة جداً، وحارقة على الأيدي مع أعراض عامة من ترفع حروري وقشعريرة والتهاب العقد والأوعية اللمفاوية.

الأمراض الناجمة عن الحيوانات الأوالي (6ـ11):

يعتبر الخنزير العائل الخازن لنوعين من المثقبات Trypanosoma أولاهما هو طفيلي داء النوم الإفريقي وثانيهما يحدث داء شاغاس المستوطن في أمريكا الجنوبية، كما يعتبر الخنزير العائل الأكبر لنوع من الزحار الأميبي، لكن أخطر هذه الطفيليات هي المتحول الأميبي الهدبي المسمى بالزقيات الكولونية Balantidium Coli يتطفل في الأمعاء الغليظة للخنزير والقردة، لكن فرص الاتصال النادرة بين القردة والإنسان تجعل الخنزير المصدر الوحيد لعدوى الإنسان وإصابته بما يسمى بالزحار الزقى

صنف المثقوبات : التي تصيب الدم حيث يصاب الخنزير بديدان البلهارسيا اليابانية والتي تنزل بويضاتها مع برازه، كما يصاب بنوع من المثقوبات يصيب الرئتين وتنتقل للإنسان في كثير من بلدان العالم، أما عن المثقوبات المعوية والكبدية فللخنزير منها نصيب غير قليل وأهمها:
المتوارقة البسكية Fasciolopsis Buski من الديدان المعوية ـ الكبدية وهي تنتشر في آسيا من الصين إلى البنغال وتعيش الديدان البالغة في الأمعاء محدثة التهابات موضعية ونزوف وتقرحات في جلد المعي الدقيق مع إسهال مزمن وفقر دم وقد تحدث استسقاء البطن مؤدية إلى الوفاة.

ومنها الدودة الكبدية الصينية Chlonorihis Sineasis وتنتشر في بلدان الشرق الأقصى كاليابان والصين، والخنزير العائل الرئيسي بها. تعيش هذه الديدان في القنوات الصفراوية وإذا كثرت أعدادها عند المصاب أحدثت تضخماً في الكبد وإسهالاً مزمناً ويرقاناً شديداً ينتهي بالوفاة.

2. صنف الديدان الشريطية(6) : ويصيب الخنزير منها نوعان : الشريطية العوساء العريضة D.Latum ويصاب كالإنسان بالطور البالغ منها. والنوع الأهم هو الشريطية المسلحة Taenia Solium والمسماة الدودة الوحيدة المسلحة وهي تعيش في طورها البالغ في أمعاء الإنسان، طولها من 2ـ3 أمتار، لها رأس أصغر من الدبوس مزود بأربع ممصات ويطوق قمته طوق من الأشواك، يلي الرأس عنق قصير ينمو منه باستمرار قطع أو أسلات صغيرة تنمو كلما بعدت عن الرأس مكونة جسم الدودة الذي يشبه الشريط والذي يحتوي أكثر من 1000 قطعة وتمتلئ القطع الناضحة بآلاف البيوض، حتى تصبح في النهاية مجرد كيس مثقل بذلك البيض الوبيل والذي ينمو في كل واحدة منها جنين كروي مسدس الأشواك.
وتنفصل الأسلات النهائية لتخرج مع براز المصاب،وتعيش في التربة الرطبة زمناً طويلاً حتى يأتي خنزير فيلتهمها مع ما فيها من بيض وفي أمعاء الخنزير تعمل عصاراته الهاضمة على حل غلاف هذه البيوض لتنطلق

الديدان الشوكية الرأس : وهي شائعة في الخنزير واكتشفت بين مربيه بين فلاحي وادي الفولغا في جنوب روسيا .

الديدان الخيطية أو الأسطوانية : منها ثعبان البطن أو الأسكاريس وقد أثبت Smyth أن الخنزير يساعد على انتشارها ومنها الديدان شعرية الرأس، لكن أشدها خطراً على بني البشر هي الدودة الشعرية الحلزونية Trichinella Spiralis (6_12).هي تكثر في عضلات الحجاب الحاجز للمصاب وفي حنجرته ولسانه وعينيه.

يؤكد د. هانس هـ .ريكفيغ (9) أن الدورة الدموية المحيطية قد تضطرب في ظروف مناخية خاصة نتيجة تناول لحم الخنزير محدثة تقرحات مؤلمة على الساقين، وأن هذه الآفة انتشرت بين الجنود الألمان أثناء الحملة التي قادها رومل في شمال أفريقيا .

ويروي د. ريكفغ كيف اكتشف زملاؤه علاقة الإصابة بهذه الداء وبين تناول لحم الخنزير عندما وجدوا أن السكان الحليين من المسلمين لا يصابون بها مطلقاً .

ورغم كل العلاجات التي قدمت للمرضى فإن حالتهم لم تتحسن إلا بعد أن قدمت لهم حمية تشبه طعام السكان المحليين وحذف لحم الخنزير بشكل نهائي، إذا كانت النتائج حينئذ باهرة.

ويرى الباحث المذكور أن لحم الخنزير يعتبر العنصر الهام الأكثر سمية للإنسان فهو يضعف مقاومة الجسم ويعرضه للأمراض، والمطعم الصحي الحقيقي هو الذي لا يستعمل أي جزء من لحم الخنزير ولأن الذي يعتاد تناوله هو الذي سيدفع الحساب يوماً ما .

و هذا الرابط يوجد به المقالة كاملة http://www.55a.net/firas/arabic/inde...&select_page=6

ارجوا ان لا اكون اطلت عليكم.

منى؟؟؟===========================؟((( أحدث إحصائية لعدد النصارى في مصر من موقع السي أي إيه .)))))))))))))))))). تم نشرها في يوم 14/11/2006
عمرو المصري
السلام عليكم

أحدث إحصائية لعدد النصارى في مصر من موقع السي أي إيه .. تم نشرها في يوم 14/11/2006

https://www.cia.gov/cia/publications...k/geos/eg.html

Population:
78,887,007 (July 2006 est.)

Religions:
Muslim (mostly Sunni) 90%, Coptic 9%, other Christian 1%


يعني عدد نصارى مصر 10% من 78,887,007 .. أي 7 مليون و 887 ألف و 700 نصراني يعيشون على أرض مصر من بين 70 مليون 998 ألف و306 مسلم .؟؟؟؟؟==================((((((((((((العنعنعة والشك "الارجحة")))))))




ما هي العنعنة : هي نقل رواية أو حدث عن فلان عن فلان عن فلان عن فلان إلي أن تصل إلي شاهد العيان الذي شاهد الحدث والعنعنة منهج وعلم ولا يعتد بكل من يتم النقل عنهم . فلهم شروط علي سبيل المثال لا الحصر
ـ اتصال السند في جميع طبقاته .
2 ـ ثقة الرواة وعدالتهم .
3 ـ عدم الشذوذ .
وشروط أخري كثيرة .............
ومن نعم الله علي الإسلام والمسلمين أنهم أول من تعلموا هذا العلم و ساروا به في أحاديث الرسول الكريم .

أما



الأرجحة : فهي نقل رواية أوحدث ولا تعرف لها مصدر فيقولون قد قالها فلان أو فلان أو يرجح أن قائلها فلان
وأو هنا تفيد الشك وليس اليقين .
وكذلك الترجيح يفيد الميل إلي شخص دون اليقين منه .

والسؤال الذي يطرح نفسه : هل يمكن أن تؤخذ العقيدة عن طريق الشك والترجيح ؟؟؟؟؟

بالطبع الجواب بالنفي . فما بالنا لو كانت هذه العقيدة في الأصل مخالفة للعقل والمنطق والدليل والبرهان !!!!!!

سنعرض فيما يلي مثال للعنعنة متصلة السند في جميع الطبقات ومن رواة ثقات .

وآخر للــ أرجحة وعلي القارئ أن يختار بينهما .

المثال الأول : إجازة القارئ/ مشاري بن راشد العفاسي للقرآن الكريم .


المثال الثاني : الــ أرجحة

من هو كاتب إنجيل متي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

الجواب من مقدمة الكتاب المقدس :




(( يرجح أن مؤلف هذا الإنجيل هو متي .....................

ومن هو كاتب إنجيل يوحنا :
الجواب من مقدمة الكتاب المقدس .



(( الإعتقاد السائد .....................
والأدلة التي تؤيد هذا الرأى .........

وبالطبع توجد أراء أخري تخالف هذا الرأى .........ولكن أين الحقيقة ؟؟؟؟

وما قيل عن متي ويوحنا يقال علي لوقا ومرقس ..............

فإذا كانت هذه الكتابات غير معروفة كاتبيها فما بالنا بسند هذه الكتب !!!!!!!

بالطبع لا يوجد سند .............

ودعوني أختصر الكلام .
من الكتاب المقدس للكاثوليك طبعة دار المشرق.
ص 12 .



أقدم المخطوطات مجهولة المصدر ..........

وبالطبع لايوجد سند ...........

الأمر واضح ولا يحتاج إلي توضيح!!! .

لا يوجد دليل علي أن كتبة الأناجيل هم متي ويوحنا ...........

ولو وجد الدليل ..........فرضا .....

لا توجد النسخ الأصلية لهذه الأناجيل .............

وأخيرا وليس آخرا .
لا يوجد سند متصل من كتبه الأناجيل ( لو ثبت أنهم كتبوها بالروح القدس ) إلي يومنا هذا .

هل يمكن أن يأتينا النصارى بسند واحد متصل لهذا الكتاب الذي يقدسوه .؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


أو يخبرونا لماذا يقدسوه ؟؟؟==============(((( الاندلس بين المسلمين والمسيحين ))))))))))))))))1 = =



شك أن الفتوحات الإسلامية لم تأتي لنشر الإسلام بحد السيف كما يدعي اعداء الإسلام بجهالة وحقد وكراهية ، ناكرين تعذيب اجدادهم من بطش الدولة البيزنطية والوحشية الرومانية، وصنوف التعذيب عندما كان المسيحيون يلقون إلى الوحوش المفترسة فى الأرينا من أيام نيرون حتى بقية أباطرة الرومان وكانوا يجلدون. حتى تنفصل لحومهم عن عظامهم، أو أن لحمهم كان يقشر عن عظامهم بالأصداف وكان الملح أو الخل يصب فى جروحهم، ويقطع لحمهم قطعة قطعة ويرمى للحيوانات الواقفة فى انتظارها، أو يشدون إلى الصلبان فتنهش لحومهم الوحوش الجياع جزءاً جزءاً. ودقت عصى حادة الأطراف فى أصابع بعض الضحايا تحت أظافرهم، وسملت أعين بعضهم، وعلق بعضهم من يده أو قدمه، وصب الرصاص المصهور فى حلوق البعض الآخر، وقطعت رؤوس بعضهم أو صلبوا، أو ضربوا بالعصى الغليظة حتى فارقوا الحياة؛ ومزقت أشلاء البعض بأن شدت أجسامهم إلى غصون أشجار ثنيت ثنياً مؤقتاً .

ولكن بعد ظهور الإسلام أختفت هذه الظاهرة بسبب الفتواحات الإسلامية التي حررت المسيحييين وانقذتهم من بطش الرومان .

الحقبة القبطية
http://www.ebnmaryam.com/vb/showthread.php?p=20203#post20203

فالإسلام جاء لنشر الحرية ورفع الظلم ... فتوالت الفتوحات الإسلامية .

ففي عام 86 هـ وفي زمن الوليد بن عبد الملك الأموي تولى موسى بن نصير المغرب ، فأخضع البربر ، ونشر الأمن في هذه الربوع ، واستطاع أن يفتح طنجة فترك بها حامية يقودها مولاه طارق بن زياد ، وعهد إليه بالعمل على نشر الإسلام في المنطقة ، وعسكر طارق بمن معه من المسلمين على سواحل بحر الزقاق ، وبدأت أنظارهم تتجه نحو أسبانيا .

الأندلس ( أسبانيا ) فقد حكمها القوط منذ عام 507 م ، غير أن أمرهم بدأ يضعف ، وقسمت أسبانيا إلى دوقيات ، يحكم كل منها دوق ، يرجـع في سلطنته إلى الملك في طليطلة ، وقسم المجتمع إلى طبقات :

ــ أعلاها طبقة الأشراف أصحاب الأموال والمناصب وحكام الولايات والمدن والإقطاعيون

ــ ثم طبقة رجال الدين الذين ملكوا الضياع وعاملوا عبيدهم بالعسف

ــ ثم طبقة المستخدمين وهم حاشية الملك وموظفو الدولة

ــ ثم الطبقة الوسـطى وهم الزراع والتجار والحرفيين وقد أثقلوا بالضرائب

ــ وأخيراً الطبقة الدنيا وهم الفلاحين والمحاربين والعاملين في المنازل

وبلغ البؤس بأهل أسبانيا أن حل بهم الوباء في السنوات : 88 ، 89 ، 90 هـ حتى مات أكثر من نصـف سكانها .

وفي عام 709 م تولى العرش وتيكا الذي يسميه العرب غيطشة ، ولكنه عزل في نهاية السنة نفسها ثم قتل ، واستلم الحكم بعده أخيلا ، وفي العام التالي710 م وصل ردريك - ويسميه العرب لذريق – إلى الحكم بعد عزل أخيلا ، وغرق لذريق في الشهوات حتى نفرت منه القلوب ، وانقسمت البلاد في عهده ، فظهـر حزب قوي بزعامة أخيلا الذي حاول استرداد عرشه وحزب آخر ناصر الملك .

ولما كان يليان حليفاً لغيطشة فقد حـاول مد يد العون إلى حليفه ، ولكن أنصار لذريق ردوه عن الأندلس إلى العدوة الإفريقية ، فتحصن في سبتة ، وأخذ يرقب الأحداث .

وتذكر الروايات أن يليان هو الذي دعا موسى بن نصير لغزو الأندلس ، وذلك أن يليان كان قد أرسل ابنته إلى قصر لذريق لتتأدب ، وتنشأ فيه أسوة بغيرها من بنات القوط في ذلك الزمان ، وأن لذريق بصر بالفتاة وطمع فيها ونال منها ، فكتبت إلى أبيها بخبرها ، فدفعه ذلك إلى التفكير في الانتقام من لذريق ، فاتصل بطارق وزين له فتح الأندلس ، وجعل نفسه وأتباعه أدلاء للمسلمين بعد أن اطمـأن إليهم ، وزار يليان موسى بن نصـير في القيروان لإقناعـه بسهولة الفتح ، وطبيعي أن يشك موسى بن نصير في صحة المعلومات فطلب من يليان أن يقوم بغارة سريعة ، ففعل وعاد محملاً بالغنائم .

وليس هذا هو السبب الحقيقي للفتح ، ولكنه عجل به وساعد عليه ، وإلا فأعين طارق بن زياد على الأندلس منذ أن وصل طنجة ، ثم إن المسلمين فتحوا فرنسا وسويسرا وصقلية وجزر المتوسط كلها دون مساعدة يليان ، كما أن المسلمين منذ أيام عثمان بن عـفان رضي الله عنه يفكرون بفتح القسطنطينية من جهة أوروبا بعد فتح الأندلس ، وقال عثمان حينها : ( إن القسطنطينية إنما تفتح من قبل البحر ، وأنتم إذا فتحتـم الأندلس فأنتم شركاء لمن يفتح القسطنطينية في الأجر

غير معرف يقول...

(((((((((((((نحن نتســـاءل أين إنجيـــل المسيــح ؟

قد ينخدع الكثيرين في تلك القصة التي يدعيها النصارى بأنه لا يوجد كتاب لسيدنا عيسى المسيح إسمه الانجيل ولكن من خلال النصوص السابقة والنصوص التالية يتأكد قطعياً لكل باحث أنه كان هناك كتاب إسمه الانجيل كتاب مُوحى به من الله I على سيدنا عيسى rوقد أشار المسيح نفسه إلى هذا الكتاب وليس الأمر أن كلمة إنجيل معناها البشارة بيسوع أو الخبر السار كما يقولون نحن نعم هذا معنى الكلمة , ولا مشكلة في ذلك ولكننا نشير هنا إلى كتاب إسمه الأنجيل كتاب موحى به من الله I , وهذا هو إسمه الإنجيل , ومعنى الكلمة لا يمحوا كون أن هناك كتاب كان مسمى بهذا الإسم, ونحن لانسأل عن إنجيل متى ولا إنجيل يوحنا أو رسائل بولس فهؤلاء لا يهمنا ماكتبوا وليس أبداً موضوعنا هنا هو الحديث عن كلام هؤلاء , فلن ننقاد خلف تلك الخدعة الساذجة التي يخدعون بها عوام النصارى ولقد بينا من قبل أن كتبة الإنجيل قد أشاروا إشارات قطعية إلى أنه هناك كتاب إسمه الإنجيل موحى به من الله I إلى سيدنا عيسى r وقد فرقوا بين كلامهم هم وبين الكلام الوارد في ذلك الانجيل كما أثبتنا بالنصوص وكما ستقرأ في السطور التالية , نحن نسأل عن إنجيل المسيح كتابه الموحى له به أين ذلك الكتاب ؟؟ ومن المعلوم أيضاَ حتى يُصبح الأمر واضحاً لكل الناس أن خِطاب الله I كله في القرآن عن الإنجيل, فالله I لم يقصد أبداً كتاب متى ولا مرقس ولا لوقا ولا غيره من الكتب وجاءت دائما كلمة النجيل كلمة مفرده فى القرآن .. ولم تأتى أبدا بصيغة جمع (أناجيل ) , فحينما تتحدث الآيات القرآنية عن الإنجيل فهي تشير إلى كتاب سيدنا عيسى الموحى به له وليس غيره , يقول رب العزة Y في سورة المائدة :
وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْأِنْجِيلَ فِيهِ هُدىً وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (46) المائدة
( ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْأِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) (الحديد:27)

وإنه لمن الواضح الجَلي لكل مطلع صاحب بصيرة أنه كان هناك إنجيل حقيقي مُنَزَّل علي المسيح وقد تحدث رواة الأناجيل الاربعة عن ذلك الإنجيل وأوردوا نصوصا واضحة قاطعة الدلالة علي وجود ذلك الإنجيل تشير إليه وتتحدث عن وجوده كما سترى في النصوص التالية :-
مرقس1 عدد 15: ويقول قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله.فتوبوا وآمنوا بالانجيل (SVD)
مرقس14 عدد 9: الحق أقول لكم حيثما يكرز بهذا الإنجيل في كل العالم يخبر أيضا بما فعلته هذه تذكارا لها (SVD)
مرقس 16 عدد 15: وقال لهم اذهبوا إلى العالم اجمع واكرزوا بالانجيل للخليقة كلها. (SVD)
كيف يقول توبوا وآمنوا بالانجيل والانجيل لم يكتمل بعد ؟ إلا إذا كان يقصد الاشارة إلي إنجيل حقيقي موجود بالفعل .
رومية1عدد 9: فان الله الذي اعبده بروحي في انجيل ابنه شاهد لي كيف بلا انقطاع اذكركم (SVD)
رومية10عدد 16: لكن ليس الجميع قد اطاعوا الانجيل لان اشعياء يقول يا رب من صدق خبرنا. (SVD)
والفقرة السابقة من رسالته لأهل رومية 10 عدد16 واضحة جداً في حث الناس على إطاعة الإنجيل , فالبشارة لا أوامر لها حتى يطيعها الناس إنما هو خبر قد جاءك إما أن تصدقه أو تكذبه فتقبله أو ترفضه ولكن أن يكون هناك أوامر في البشارة فهذا مستبعد , والأوامر والنواهي لا تكون إلا في شريعة او كتاب كما هو واضح , وفي رومية 1 عدد16-17 كما يلي :
رومية1عدد16:لاني لست استحي بانجيل المسيح لانه قوة الله للخلاص لكل من يؤمن لليهودي اولا ثم لليوناني. (17) لان فيه معلن بر الله بايمان لايمان كما هو مكتوب اما البار فبالايمان يحيا (SVD)
وهنا أسأل ... كما هو مكتوب !! ... مرة أخرى .. مكتوب ... مكتوب أين ؟ فى أنجيل المسيح ..لأنه ليس هناك وجود لهذه الكلمة فى العهد القديم ... ولكنها موجوده مرتين فى رومية 1 عدد 16 وفى العبرانيين 10 عدد 38 . أذا فكانت كتوبة فى أنجيل المسيح ... مش بشارة المسيح .. ونكمل باقى النصوص التى تقطع وتصرخ على وجود أنجيل الله لسيدنا عيسى ، مرقس 8 عدد 35: فان من اراد ان يخلّص نفسه يهلكها.ومن يهلك نفسه من اجلي ومن اجل الإنجيل فهو يخلّصها. (SVD)
رومية15 عدد 16: حتى اكون خادما ليسوع المسيح لاجل الامم مباشرا لانجيل الله ككاهن ليكون قربان الامم مقبولا مقدسا بالروح القدس. (SVD)
1كورنثوس 18 عدد 9 ::فما هو اجري اذ وانا ابشر اجعل انجيل المسيح بلا نفقة حتى لم استعمل سلطاني في الانجيل.

مرقس 10 عدد 29: فأجاب يسوع وقال الحق أقول لكم ليس احد ترك بيتا او اخوة او اخوات او ابا او اما او امرأة او اولادا او حقولا لاجلي ولاجل الإنجيل


هل كلمة أنجيل تعنى البشارة ؟
النص السابق من أقوال يسوع نفسه واقرأ النص جيدا لترى أن المسيح يقول ( ومن يهلك نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل ) فهو يخلصها إذا فقد كان هناك إنجيل موجود بالفعل في زمن المسيح .. وهـــذه الفقرة ترد علي من يقولون أن كلمة إنجيل أساسا هي كلمة ليست عربية وأنها تعني البشارة أي البشارة بيسوع المسيح , المسيح يقول هنا من أجلي ومن أجل الإنجيل ولو كان ما يقوله القوم صحيح لكانت العبارة تفهم وتنطق هكذا (( بدل أن نقول ومن يهلك نفسه من أجلى ومن أجل الإنجيل )) نقول (( ومن يهلك نفسه من أجلي ومن أجلي!!! )) لاحظ بارك الله فيك هذا التناقض ,إن كانت كلمة إنجيل كلمة ليست عربية فقد وضعها المترجمون كما هي ولم يترجموها !! ترجموا الإنجيل كله ما عدا تلك الكلمة !! لماذا ؟؟ إن كلمة إنجيل هي اسم عَلَم وضعت كما هي, وهي تشير إلي كتاب اسمه الإنجيل ولا يصح ترجمتها إذا كانت تترجم , فهي تشير إلي اسم كتاب كما قلنا, ولو قلنا مثلا أن هناك مدينة اسمها طوكيو .. كيف يا تري تترجم تلك الكلمة ؟؟؟؟
غلاطية2 عدد7: بل بالعكس إذ رأوا أني اؤتمنت على انجيل الغرلة كما بطرس على انجيل الختان. (SVD)
وكما ترى في النص السابق كاتب الإنجيل يقول إنجيل الغرلة وإنجيل الختان !!! فهل يعني ذلك البشارة بالمسيح ؟؟ فلو فرضنا مثلاً على حد قولهم أن كلمة إنجيل معناها البشارة بيسوع المسيح فسيكون النص كالآتي ( اؤتمنت على البشارة بيسوع الغرلة كما بطرس على البشارة بيسوع الختان ) , هل هذا معقول ؟؟؟

?وهنا قد يرد سؤال أو أقول أن هذا السؤال يطرحه النصارى دائماً , كيف يسمح الله بأن يُحَرّف كتابه ولماذا سمح الله بهذا ؟ وهذه أعتبرها صيغة معقولة للسؤال, والسؤال الذي لا أقبله هو عندما تقول لأحدهم إن كتابك محرف فيطرح عليك فورا تلك الأسئلة وكأنها مبرمجة مسبقا في عقله!!!! يقول متى حُرِّف ؟ وأين حُرِّف ؟ ومَن حَرَّفَه ؟ وأين هي النسخة الأصلية ؟؟ وأنا أعتقد أنهم يُعَلِّموهم تلك الأسئلة في الكنيسة ليطرحوها عندما يواجهون هذه المشكلة . هم يتجاهلون أن كتابهم ليس له نسخة أصلية ثم حرفت ولكن الحقيقة أن السؤال هكذا غير صحيح... فالكتاب لم يكن له نسخة أصلية أبدا فهو كتب في أكثر من أثنى عشر قرنا . أكثر من 1200عام من الزمان وهذا الكتاب يُؤَلَّف من قِبَل من كتبوه وفيه بعض الكتب التي يجهل الناس متى كُتِبَت وأين كُتِبَت ومن كتبها فانجيل يوحنا علي سبيل المثال هو مجهول الكاتب
يوحنا21 عدد24: هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا وكتب هذا.ونعلم أن شهادته حق. (SVD)
وأنا قلت على سبيل المثال لا الحصر.
وأسفار موسى الخمسة مشكوك في نسبتها إلى موسى عليه السلام والثابت أنها كتبت بعد عهد موسى عليه السلام .

من كتب التوراة؟؟؟ التوراة تتحدث عن موسي بعد موته؟؟؟

تثنيه 34عدد5: فمات هناك موسى عبد الرب في ارض موآب حسب قول الرب. (6)ودفنه في الجواء في ارض موآب مقابل بيت فغور ولم يعرف انسان قبره إلى هذا اليوم (SVD)
تثنية31 عدد 9: وكتب موسى هذه التوراة وسلمها للكهنة بني لاوي حاملي تابوت عهد الرب ولجميع شيوخ اسرائيل. (SVD)

يقول ((وول ديورانت ))الأمريكي الجنسية والمسيحي العقيدة صاحب كتاب تاريخ الحضارةً ما هو آت :
(( كيف كُتبت هذه الأسفار ومتى كتبت ؟ ذلك سؤال برئ لا ضير فيه ولكنه سؤال كتب فيه خمسون ألف مجلد , ويجب أن نفرغ منه هنا في فقرة واحدة , نتركه بعدها بدون الإجابة عليه ؟! ))
لقد ذهب كثير من الباحثين أن خروج موسى من مصر كان سنة 1220 قبل ميلاد السيد المسيح , وأن تلميذه يوشع بن نون الذي خلفه في بني إسرائيل ( اليهود ) مات عام 1130 قبل ميلاد السيد المسيح , ومن هذا التاريخ ظلت التوراة التي أنزلها الله I على موسى u مجهولة حتى عام 444 قبل الميلاد , أي قرابة سبعة قرون ( 700 عام ) وفي هذا العام 444 قبل الميلاد فقط عرف اليهود أن لهم كتابا اسمه التوراة ))
ولكن كيف عرفوه ؟ هذا السؤال يجيب عليه وول ديور انت, و يضع طريقتين للإجابة علي السؤال احداهما تنافي الأخرى يقول بنص كلامه كما يلي :

الطريقة الاولي : أن اليهود هالهم ما حل بشعبهم من الكفر وعبادة آلهة غير الله I وانصرافهم عن عبادة إله بني إسرائيل ‘‘ يهوه ‘‘ وأن الكاهن ‘‘ خلقيا ‘‘ أبلغ ملك بني إسرائيل ,, يوشيا ,, أنه وجد في ملفات الهيكل ملفا ضخما قضى فيه موسى في جميع المشكلات , فدعا الملك يوشيا جميع الكهنة وتلا عليهم سفر الشريعة المعثور عليه في الملفات , وأمر الشعب بإطاعة ما جاء في هذا السفر !!!
ويعلق وول ديور أنت علي هذا السفر فيقول (( لا يدري أحد ما هو هذا السِفر وماذا كان مسطوراً فيه ؟ وهل كان هذا هو أول مولد للتوراة في حياة اليهود ؟؟؟

الطريقة الثانية : أن بني إسرائيل لما عادوا من السبي البابلي شعروا أنهم في حاجة ماسة إلى إدارة دينية تهيئ لهم الوحدة القومية والنظام العام فشرع الكهنة في وضع قواعد حكم ديني يعتمد على المأثور من أقوال الكهنة القدماء وعلى أحكام الله !!!! فدعا عذرا وهو من كبار الكهان علماء اليهود وشرع يقرأ عليهم سفر شريعة موسى, ولما فرغوا من القراءة أقسم العلماء والكهان والشعب على أن يطيعوا كل ما جاء بهذا السفر وأن يطيعوا كل ما جاء به من أحكام إلى أبد الآبدين !!!
هذا هو قول وول ديور انت احد أكبر الباحثين في تاريخ الكتاب المقدس وهذا تفسيره لمولد العهد القديم !!!!!! إنتهى نص كلام وول ديور انت إلى هنا

قلت وهذا الكلام يؤكده ذلك النص الوارد في سفر الملوك الثاني فيقول الملوك الثاني الإصحاح 22 عدد8-13 : ويليه الملوك الثاني 23 عدد1-3
2ملوك 22 عدد8: فقال حلقيا الكاهن العظيم لشافان الكاتب قد وجدت سفر الشريعة في بيت الرب.وسلّم حلقيا السفر لشافان فقرأه. (9) وجاء شافان الكاتب الى الملك ورد على الملك جوابا وقال.قد افرغ عبيدك الفضة الموجودة في البيت ودفعوها الى يد عاملي الشغل وكلاء بيت الرب. (10) واخبر شافان الكاتب الملك قائلا قد اعطاني حلقيا الكاهن سفرا.وقرأه شافان امام الملك. (11) فلما سمع الملك كلام سفر الشريعة مزّق ثيابه. (12) وأمر الملك حلقيا الكاهن واخيقام بن شافان وعكبور بن ميخا وشافان الكاتب وعسايا عبد الملك قائلا (13) اذهبوا اسألوا الرب لاجلي ولاجل الشعب ولاجل كل يهوذا من جهة كلام هذا السفر الذي وجد.لانه عظيم هو غضب الرب اشتعل علينا من اجل ان آباءنا لم يسمعوا لكلام هذا السفر ليعملوا حسب كل ما هو مكتوب علينا. (SVD)

2ملوك 23 عدد1: وارسل الملك فجمعوا اليه كل شيوخ يهوذا اورشليم. (2) وصعد الملك الى بيت الرب وجميع رجال يهوذا وكل سكان اورشليم معه والكهنة والانبياء وكل الشعب من الصغير الى الكبير وقرأ في آذانهم كل كلام سفر الشريعة الذي وجد في بيت الرب. (3) ووقف الملك على المنبر وقطع عهدا امام الرب للذهاب وراء الرب ولحفظ وصاياه وشهاداته وفرائضه بكل القلب وكل النفس لاقامة كلام هذا العهد المكتوب في هذا السفر.ووقف جميع الشعب عند العهد. (SVD)
ونفس القصة ورادة في أخبارالأيام الثاني
2أخبار 34 عدد14: وعند اخراجهم الفضة المدخلة الى بيت الرب وجد حلقيا الكاهن سفر شريعة الرب بيد موسى. (SVD)
ويبدوا أن سفر الشريعة هذا كان كبير الحجم جدا كما جاء في نحميا 8 عدد1-3
نحميا8 عدد1: اجتمع كل الشعب كرجل واحد الى الساحة التي امام باب الماء وقالوا لعزرا الكاتب ان يأتي بسفر شريعة موسى التي أمر بها الرب اسرائيل. (2) فأتى عزرا الكاتب بالشريعة امام الجماعة من الرجال والنساء وكل فاهم ما يسمع في اليوم الاول من الشهر السابع. (3) وقرأ فيها امام الساحة التي امام باب الماء من الصباح الى نصف النهار امام الرجال والنساء والفاهمين وكانت آذان كل الشعب نحو سفر الشريعة. (SVD)
وحتى لا يقول أحد أن هذا السفر هو بالفعل نفس التوراة الموجودة بين أيدي الناس الآن فيجب أن يدرك من يقول هذا أن الكتاب الموجود بين أيدينا الان لا علاقة له بموسى أساسا وقد وضحنا هذا وأن من كتبوا هذه الكتب هم مجموعة مجهولة من الأشخاص وليس فيها سفر واحد يستطيع أحد أن ينسبه قطعاً إلى موسى شخصياً وعلى العموم فما وجد من آثار عن السفر المذكور المسمى سفر الشريعة هو غير مذكور في الكتاب الذي بين أيدينا الآن والذي يطلق عليه جدلا ( العهد القديم ) أو التوراة
وهذه بعض الكلمات التي كانت في سفر الشريعة كما جاء في نحميا 8 عدد14-15
نحميا8 عدد14: فوجدوا مكتوبا في الشريعة التي امر بها الرب عن يد موسى ان بني اسرائيل يسكنون في مظال في العيد في الشهر السابع (15) وان يسمعوا وينادوا في كل مدنهم وفي اورشليم قائلين اخرجوا الى الجبل وأتوا باغصان زيتون واغصان زيتون برّي واغصان آس واغصان نخل واغصان اشجار غبياء لعمل مظال كما هو مكتوب. (SVD)
فهذه بعض الكلمات التي وردت في سفر الشريعة وهي غير موجودة أبداً في ذلك الكتاب الموجود بين أيدينا والمسمى بالعهد القديم , فلا يخدعنك أحدهم بقوله أن سفر الشريعة هو نفس العهد القديم فهذا باطل كما وضحنا .
ومن الواضح ان مجرد قراءة هذا السفر كانت عباده وما فيه يبعث على الخشوع لله ولو راجعت سفر نحميا لأدركت ذلك تماماً ولو قلنا أن هذا السفر كان يُعَاَمَل كما يُعَامَل القرآن بما يثير في النفس من خشوع وخضوع لله لما إبتعدنا كثيراً عن الكلام الوارد في سفر نحميا 8 عدد18 , 9 عدد3 ,8 عدد9
نحميا8 عدد18: وكان يقرأ في سفر شريعة الله يوما فيوما من اليوم الاول الى اليوم الاخير وعملوا عيدا سبعة ايام وفي اليوم الثامن اعتكاف حسب المرسوم (SVD)
نحميا9 عدد3: واقاموا في مكانهم وقرأوا في سفر شريعة الرب الههم ربع النهار وفي الربع الآخر كانوا يحمدون ويسجدون للرب الههم
نحميا8 عدد9: ونحميا اي الترشاثا وعزرا الكاهن الكاتب واللاويون المفهمون الشعب قالوا لجميع الشعب هذا اليوم مقدس للرب الهكم لا تنوحوا ولا تبكوا.لان جميع الشعب بكوا حين سمعوا كلام الشريعة. (SVD)

قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّداً (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً (108) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً (109) سورة السجدة
أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرائيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً (58) سورة مريم
إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (15) تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16) سورة السجدة

وإني لأتسائل من عهد سليمان إلى عهد أوشيا الملك أين كانت التوراة وأين كان كتاب الله I الذي لم يُذكر في خلال هذه الفترة ولا مرة واحدة , وحتى من قبل عهد سليمان بمراحل وعهد أبيه داوود عليهما السلام أين كانت التوراة ؟؟ لقد عاش اليهود في هذا الزمن مراحل طويلة من الكفر والارتداد وعبادة آلهة أخرى غير إله إسرائيل وسجدوا للأوثان وعبدوا البعليم وعشتاروث وآلهة المرتفعات وعبدوا الشمس والقمر والنجوم وآلهة الامم الاخرى وكل جنود السماء ونسوا كلام الرب ولم يكن هناك أي ذِكْر للتوراة في ذلك التاريخ لا من قريب ولا من بعيد .. ولا تقل لي كانت محفوظة في تابوت الرب فالنصوص واضحة أن التابوت لم يكن فيه سوى لوحي الشريعة الذين كتبهم الله I لموسى. والمكتوب فيهما الوصايا العشر كما هو معروف ومُسَّلَم به باتفاق الناس. وحتى هذه فقد دمر الغزاة الهيكل بما فيه كما حدث أيام السبي وبدون السبي فقد إرتد بني إسرائيل كما قلنا مئات المرات وبنوا المعابد للأصنام حتى في قلب الهيكل وضاعت التوارة .

ثم نُفَاجَئ مرة واحدة وبلا مقدمات أن الكاهن حلقيا وجد سفر إسمه سفر الشريعة في بيت الرب !!! وسلم الكاهن حلقيا سفر الشريعة إلى شافان الكاتب وقرأ شافان السفر أمام الملك وفوجئ الملك بهذا الكلام مما يثبت أنه أول مرة يسمع هذا الكلام ولم يكن يعلم عنه أي شئ لدرجة أنه بكى وشق ملابسه وكذلك الكهنة والكتبة والشعب أول مرة يسمعوا هذا الكلام الوارد في سفر الشريعة الذي لا أب له ولا أم , صدمة للملك وللكهنة وللشعب , وإستدعى الملك كل شيوخ إسرائيل والكهنة والشعب وصعد الملك وقرأ هذا السفر الذي وُجِد وظهر فجأة وبلا مقدمات في بيت الرب دون أن نعرف من كاتبه ومن صاحبه وأين هو ذلك السفر الآن , وقطع الملك عهدا على كل الشعب والكهنة أن يطيعوا كلام هذا السفر وإتفقوا على ذلك .!!!! لكن السؤال من هو كاتب هذا السفر ؟؟ ومن قال أنه من عند الله I ؟؟ وأين هو هذا السفر الآن ؟؟

مرة أخرى نعيد السؤال من كتب التوراةالتي تتحدث عن موسي بعد موته؟؟؟ إقرأ التثنية 34 عدد5-6
تثنيه 34عدد 5: فمات هناك موسى عبد الرب في ارض موآب حسب قول الرب. (6)ودفنه في الجواء في ارض موآب مقابل بيت فغور ولم يعرف انسان قبره إلى هذا اليوم (SVD)
وفي التثنية 31 عدد 9 , 24-24 في الفقرة التاسعة من سفر التثنية الواحد والثلاثين تتحدث عن أن موسى قد سلم كتاب كامل إلى الكهنة بني هارون من سبط لاوي ليضعوه في التابوت ومعنى أن يقول خذوا كتاب التوراة هذا فهو كتاب كامل في حينها وبعد وضعه في التابوت من الممتنع عقلاً أن يخرجه موسى من التابوت ليكتب فيه هذه الكلمات ثم يعيده مرة أخرى في التابوت , لذا فإن كاتب هذه الكلمات في التثنية هو غير موسى فإقرأ نص التثنية 31 عدد 9 الوارد هكذا :
تثنية31 عدد9:. وكتب موسى هذه التوراة وسلمها للكهنة بني لاوي حاملي تابوت عهد الرب ولجميع شيوخ اسرائيل. (SVD)
وإليك النص الآخر في الفقرات 24-27 من الإصحاح 31 من سفر التثنية تقول كما يلي :
تثنية31 عدد24: فعندما كمل موسى كتابة كلمات هذه التوراة في كتاب الى تمامها (25) أمر موسى اللاويين حاملي تابوت عهد الرب قائلا (26) خذوا كتاب التوراة هذا وضعوه بجانب تابوت عهد الرب الهكم ليكون هناك شاهدا عليكم. (27) لاني انا عارف تمردكم ورقابكم الصلبة.هوذا وانا بعد حيّ معكم اليوم قد صرتم تقاومون الرب فكم بالحري بعد موتي.
أين هذا الكتاب الذي يتحدث عنه موسى والمسمى التوراة إن كان كاتب العهد القديم يحكي لنا عن هذا الكتاب بضمير الغائب يقول وكتب موسى كتاب التوراة وكمل موسى كتابة كلمات هذه التوراة في كتاب إلى تمامها !!! فأين ذلك الكتاب الذي يحكي عنه ؟ ليس من المعقول أن يعطيهم موسى الكتاب ويقول بلفظه خذوا كتاب التوراة هذا ) قبل أن يكون التوراة مكتملة أليس هكذا ؟ ولو أن التوراة مكتملة حينما أعطاهم الكتاب اي كتاب التوراة ما كان يجب أبداً أن توجد هذه العبارة فهذا ممتنع لفظاً وعقلاً إن الصحيح أن كاتب هذه الكلمات كتبها بعد أن أعطى موسى لهم التوراة لأنه يتحدث بصيغة الماضي عن كتاب التوراة !!
ومن الأمور المضحكة حقاً بعض الفقرات التي سأوردها هنا وأعقب عليها بعد ورودها فقد ورد في كثير من المواضع من التوراة ( أعني أسفار موسى الخمسة ) ما يؤكد لكل عاقل لبيب أن هذه التوراة ليس كاتبها موسى إنما ناقلها شخص آخر كما سترى في التكوين 26 عدد33 , 32 عدد32 , التثنية 2 عدد22 , 3 عدد14 هكذا :
في التكوين 26 عدد 33: فدعاها شبعة.لذلك اسم المدينة بئر سبع الى هذا اليوم (SVD)
وجاء في التكوين 32 عدد 32:لذلك لا يأكل بنو اسرائيل عرق النّسا الذي على حقّ الفخذ الى هذا اليوم.لانه ضرب حقّ فخذ يعقوب على عرق النّسا (SVD)
وجاء في التثنية 2 عدد 22:كما فعل لبني عيسو الساكنين في سعير الذين اتلف الحوريين من قدامهم فطردوهم وسكنوا مكانهم الى هذا اليوم . (SVD)
وفي التثنية3 عدد14: يائير ابن منسّى اخذ كل كورة ارجوب الى تخم الجشوريين والمعكيين ودعاها على اسمه باشان حوّوث يائير الى هذا اليوم. (SVD)

وأمثال هذا الكثير هناك كلمة مشتركة بين هذه النصوص جميعاً وهو كلمة ( إلى هذا اليوم ) وهذه الكلمة تدل قطعاً على أن كاتب هذه الفقرات ليس موسى إنما كتبها شخص آخر بعده وهي تعني كمثال مما سبق في التثنية 3 عدد14 مثلاً أنه دعى مدينة باشان حووث يائير وإن كان ذلك في زمان موسى لما قال إلى هذا اليوم إنما قال وسميت مدينة باشان حووث يائير وإنتهى الأمر إنما كلمة ( إلى هذا اليوم ) فهي قاطعة أن كاتب هذا الكلام قد عاش زماناً بعد عهد موسى وهو يحكي لنا أنه من عهد يائير ابن منسى الذي سمى مدينة باشان على إسمه فهي من ذلك التاريخ أي عهد يائير إلى هذا اليوم إسمها حووث يائير وهذا مفهوم لكل الناس , فما يفهمه أي إنسان عاقل من هذا النص كما قلنا أن قائل إلى هذا اليوم هو شخص متأخر عن زمان موسى ويحكي أنها كذلك ( أي الحادثة ) من عهد حدوثها إلى ذلك اليوم الذي يكتب فيه هذه الكلمات وهي بهذا الإسم أو بهذيك الكيفية التي يحكيها وهذا النص يوضح نفس المعنى السابق فيقول في التثنية 10 عدد15 كما يلي :
التثنية 10 عدد15:ولكن الرب انما التصق بآبائك ليحبهم فاختار من بعدهم نسلهم الذي هو انتم فوق جميع الشعوب كما في هذا اليوم. (SVD)
وهذا من المستحيل ان يكون في عهد موسى ففي عهد موسى كان شعب إسرائيل ضعيف مطارد وليس فوق جميع الشعوب وإنما النص يقول أنتم فوق جميع الشعوب كما في هذا اليوم فهل كان ذلك واقع في عهد موسى عليه السلام ؟ أم أن الشعب كان خارجاً مطارداً ويخاف من الشعوب الأخرى ؟
خروج 13 عدد3:وقال موسى للشعب اذكروا هذا اليوم الذي فيه خرجتم من مصر من بيت العبودية.فانه بيد قوية اخرجكم الرب من هنا.ولا يؤكل خمير. (SVD)
والوارد في سفر الخروح يقول الكاتب وقال موسى للشعب , هل هكذا يتحدث موسى عن نفسه لو كان كاتب هذه الكلمات ؟ وقال موسى للشعب ؟ أليس من الطبيعي أن يقول وقلت للشعب ؟

نعيد السؤال بصيغة أخرى هل توراة اليوم هي توراة موسى ؟
جاء في سفر التثنية 27 عدد5-8 هكذا : 5 وتبني هناك مذبحا للرب الهك مذبحا من حجارة لا ترفع عليها حديدا.... (8 ) وتكتب على الحجارة جميع كلمات هذا الناموس نقشا جيدا
وفي سفر يشوع الإصحاح 8 عدد 30و32 هكذا : 30 حينئذ بنى يشوع مذبحا للرب اله اسرائيل في جبل عيبال.... ( 32 ) وكتب هناك على الحجارة نسخة توراة موسى التي كتبها امام بني اسرائيل.
فيفهم من الفقرات السابقة أن حجم التوراة كان من الممكن جداً كتابته على المذبح بحيث يتسع المذبح لذلك ولو كانت التوراة كما هي الآن أي الكتب الخمسة لكان من المستحيل أن يتسع لها أكبر مذبح في العالم فمن رأى حجم هذه الكتب الخمسة لأدرك أن ذلك مستحيل يقيناً.

قال القسيس نورتن الملقب بحامي الإنجيل ( إن رسم الكتابة لم يكن موجود في عهد موسى عليه السلام .) ومن المعروف أن الناس كانوا في قديم الزمان يكتبون بالنقش على الحجارة بالحديد أو النحاس فيكتب على الحجارة أو الخشب أو الفخار أو الشمع , ثم إستبدل المصريون ذلك بأوراق البردي , فلو كان كذلك فمن المستحيل أن يكون هناك ما يسمى بالتوراة المعروفة الآن , وللزم الأمر أن يتداولها اليهود أن يتنقلوا ومعهم جبل من الحجارة أو الفخار التي دونت عليه توراة موسى أو الأسفار الخمسة كما يقولون ولكن الصحيح ما ذكرناه أنها من تأليف حلقيا الكاهن لا أكثر .

نعود إلى موضوع السؤال الذي يسأله النصارى في موضوع التحريف والذي يحاول به القساوسة والمُنَصِّرون أن يدافعوا به عن الكتاب المقدس أمام عوام النصارى ويحاولون ستر عورة الكتاب فيرقعون فضائح التحريف بهذه الأسئلة وهم يعلمون أساساً أن سؤالهم هذا هو سؤال فاشل لا معنى له ولا يصح أن يسألوه ولكنهم مساكين يحاولون جاهدين أن يدافعوا عن مصدر رزقهم وعن الدجاجة التي تبيض لهم فلو إفتضح أمر الكتاب المقدس لنفر الناس منهم ولتركوهم وتركوا ذلك الدين المُحَرَّف الباطل وبالتالي فَقَدَ القساوسة والدَّاعين إلى النصرانية مصدر رزقهم ولتسولوا في الشوارع, إن ما يطرحه النصارى من أسئلة في هذه الناحية هي أسئلة غير منطقية, فلا الكتاب كان له نسخة أصلية ولا يوجد شخص واحد بعينه قد حرف الكتاب ولم يحرف في زمان واحد أو مكان واحد ولكنه حرف علي مر العصور الطويلة التي كُتِب خلالها أو من أقلام الكتاب والنساخ أو أن النصوص الموضوعة فيه أساسا ليست وحياً إلهياً كما أن الكتاب لم تكن له أبداً نسخة أصلية وقد وضحنا هذا وأثبتناه بالدليل عدة مرات فكيف يطالبنا هو بالنسخة الأصلية التي لم يراها هو في حياته لا هو ولا أجداده ولا أجداد أجداده ولا علماء اللاهوت أنفسهم !!ا , ونحن لا نقول أن الكتاب تم جمعه كله في نسخة أصلية ثم حُرِّفت فهذا من الهراء فالكتاب مكتوب في خلال أكثر من ألف ومائتي عام ويزيد ونحن لا نقول أن الكتاب بدأ التحريف فيه بعد الألف ومائتي عام بعد جمعه كله في نسخة واحد ولكن حدث قبل هذا وبعد هذا وإلى الآن ومازال التحريف مستمراً (( وقد أوردنا النصوص الشاهدة على ذلك من الكتاب المقدس ومن شهادات علماء الكتاب المقدس )) وبهذا تبطل تلك الأسئلة الواهية التي ما وضعت إلا لتضليل العوام من النصارى الذين لا يعرفون ما يجري خلف الستار.فلا هكذا يكون السؤال ولا هكذا يجب أن يطرحه النصارى فهذا إنما يمثل إستخفاف بعقول النصارى قبل غيرهم من الناس , فالكل يعلم أن الكتاب مكتوب في خلال ما يقارب ألف وربعمائة عام فأين النسخة الأصلية التي يسألون عنها ؟؟ إنهم يسألون عن العدم , ولما تعجز في إحضار العدم يقولون لك إذا فما موجود هو ما كان لأنك لا تستطيع إحضار العدم !!! وهل يستطيع أحد النصارى أن يحضر لنا هو النسخة الأصلية التي يحكي عنها ؟ أين هي حتى نطالعها ونقول نعم هناك نسخة أصلية ؟ أخرجوها إن كانت عندكم , وإلا فأنت تطلب العدم كما وضحنا من قبل وكتابك لا يوجد له نسخة أصلية أبداً .
نعود للسؤال المنطقي الذي يجب أن يطرح ,
كيف سمح الله بتحريف كتابه ولماذا سمح بذلك ؟ والرد هنا يكون من اتجاهين:
? أولا :أن الله Iلم يتعهد بحفظ التوراة أو الإنجيل في أيدي الناس ولم يتعهد أبدا لا في التوراة ولا في الإنجيل بحفظ الكتاب ولا حتى في القرآن الذي يحاولون جاهدين أن يجدوا لهم مخرج فيه يثبت صحة كتابهم مع أنهم لا يؤمنون به . لكن القرآن كان صريحا في ذلك وأوضح أن القوم قد عبثوا بكتبهم وحرفوا كلام ربهـم , والله Iقد ائتمن البشر على هذه الكتب وأمرهم أن يتبعوها , ولكنهم خانوا الأمانة وبدلوا وحرفوا, فضلا عن ذلك فقد وضعنا النصوص التي تقول بأن الكتاب قابل للتحريف وأنه حرف بالفعل ومن الكتاب المقدس نفسه ومن القرآن أيضا .
ولكن دائماً ما يحاول المبشرين خداع عوام النصارى بهذا النص ويقول لك كيف يقول ان الله لم يتعهد بحفظ الكتاب ؟؟وماذا عن قول متى : متى 5 عدد 18:فاني الحق أقول لكم إلى ان تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد او نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل. (SVD)

ما معنى معنى كلمة الناموس ؟
وأنا أقول له يا عزيزي الناموس لا يعني الكتاب ولكن الناموس يعني الشريعة أو بالأحرى الوصايا التي نزلت علي موسى ولنا من الأدلة علي ذلك الكثير وإن شئت راجع قول المسيح نفسه عندما سأله رجل في متى 22 عدد36 :
متى 22عدد 36 : يا معلّم اية وصية هي العظمى في الناموس. 37 فقال له يسوع تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك. 39 والثانية مثلها.تحب قريبك كنفسك. 40 بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والأنبياء (SVD)
والأمر واضح في التثنية 27 عدد8 هكذا :. تثنيه 27 عدد 8: وتكتب على الحجارة جميع كلمات هذا الناموس نقشا جيدا (SVD) أو
يوحنا1 عدد 17: لان الناموس بموسى اعطي.اما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا. (SVD) , أو
يوحنا 1 عدد 45: فيلبس وجد نثنائيل وقال له وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة. (SVD), أو
, يوحنا7 عدد 19: أليس موسى قد اعطاكم الناموس وليس احد منكم يعمل الناموس.لماذا تطلبون ان تقتلوني (SVD) , أو ,
يوحنا :8 عدد 5: وموسى في الناموس اوصانا ان مثل هذه ترجم.فماذا تقول انت. (SVD)
تثنيه 28 عدد 61 : أيضا كل مرض وكل ضربة لم تكتب في سفر الناموس هذا يسلطه الرب عليك حتى تهلك. (SVD)
كما تري.. فهذا هو الناموس كما قلنا وصايا موسى العشر وهذه لم ولن تحرف لأن الكل يعرفها ويعيها لذلك فإن الرسول e لما جئ له برجل وامرأة من اليهود قد زنيا ويريد القوم تحكيم الرسولe فيهم حكم الرسولe فيهم من كتابهم بحد الزنا ( قارن بين موقف سيدنا محمد فى هذا المقام بما قالتالناجيل عن سيدنا عيسى فى نفس التجربه فى يوحنا 8 عدد 3-15 حيث لم يرجم الزانيه وكسر الناموس ) بعد أن حاولوا إخفاء حد الشريعة الوارد في التوراة وهي مازالت موجودة إلي الان , وهناك من الأدلة الكثيرة التي تثبت أن الناموس لا يعني الإنجيل والتوراة ولكن الناموس يعني الوصايا أو الشريعة إن صح التعبير فلا حجة لهم بهذه الفقرة .

هل تعنى عبارة ( ولكن كلامى لا يزول ) الكتاب المقدس ؟.. فلنرى ..
ثم أن هذه الفقرة وشبيهتها لا تتحدث أبداً عن الكتاب المقدس من قريب ولا من بعيد فأنظر ما يقول
لوقا21 عدد33: السماء والارض تزولان ولكن كلامي لا يزول. (SVD)
مرقس13 عدد31:السماء والارض تزولان ولكن كلامي لا يزول. (SVD)
متى24 عدد35:السماء والارض تزولان ولكن كلامي لا يزول. (SVD)
فهذه العبارات الثلاث يجب وضعها في سياقها الصحيح لنعلم عن ماذا تتحدث وهل المقصود بها الكتاب المقدس ؟ إن هذه العبارات تأتي بعد نبوءة عن نهاية العالم وإقتراب القيامة وفي الحقيقة فهذه النبوءة لم تحدث أبداً *وسأورد هنا بعض العبارات السابقة لهذه العبارة وأترك الحكم للقارئ أن يحكم هل هذه العبارة المقصود بها الكتاب المقدس وهل وقعت النبوءة كما يقول ؟ إقرأ متى 24 عدد28-35 كما يلي :
متى24 عدد 28: لانه حيثما تكن الجثّة فهناك تجتمع النسور (29) وللوقت بعد ضيق تلك الايام تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضؤه والنجوم تسقط من السماء وقوات السموات تتزعزع. (30) وحينئذ تظهر علامة ابن الانسان في السماء.وحينئذ تنوح جميع قبائل الارض ويبصرون ابن الانسان آتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير. (31) فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه من الاربع الرياح من اقصاء السموات الى اقصائها. (32) فمن شجرة التين تعلّموا المثل متى صار غصنها رخصا واخرجت اوراقها تعلمون ان الصيف قريب. (33) هكذا انتم ايضا متى رأيتم هذا كله فاعلموا انه قريب على الابواب. (34) الحق اقول لكم لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله. (35) السماء والارض تزولان ولكن كلامي لا يزول. (SVD)

فهل حدث ما تحدث عنه كاتب تلك الفقرات ؟؟ هل أظلمت الشمس وهل القمر لم يعطي ضوءه وهل تساقطت نجوم السماء على الأرض قبل أن يمضي هذا الجيل والمقصود به جيل تلاميذ المسيح ؟؟ هل حدث هذا ؟ وهل المقصود بالفقرة الكتاب المقدس أم تحقق تلك النبوءة ؟؟
ومثلها في إنجيل لوقا 21 عدد 33 التي تقول لوقا21 عدد 33: السماء والارض تزولان ولكن كلامي لا يزول.

والمسكين لا يعلم أن هذا الكلام ليس عن الكتاب المقدس أساساً وإقرأ النص في لوقا 21 عدد29-34 لتعرف عن ماذا يتحدث يقول فأنقله كما يلي :
لوقا21 عدد 29:وقال لهم مثلا.انظروا الى شجرة التين وكل الاشجار. (30) متى افرخت تنظرون وتعلمون من انفسكم ان الصيف قد قرب. (31) هكذا انتم ايضا متى رأيتم هذه الاشياء صائرة فاعلموا ان ملكوت الله قريب. (32) الحق اقول لكم انه لا يمضي هذا الجيل حتى يكون الكل. (33) السماء والارض تزولان ولكن كلامي لا يزول. (34) فاحترزوا لانفسكم لئلا تثقل قلوبكم في خمار وسكر وهموم الحياة فيصادفكم ذلك اليوم بغتة.
إن الموضوع طريف جداً فمن يستدل بهذه العبارة هو حقيقة لم يقرأ الكتاب المقدس , بل إنه في الواقع يثبت بهذا النص أمران إما أن النص محرف أو أن قائل هذا النص كذاب , فكما رأيت النص ليس له علاقة بالحديث عن الكتاب المقدس ولكن مجموعة من النبوءات وعلامات النهاية يتحدث بها يسوع لتلاميذه ويقول أنه سيأتي راكباً على السحاب وسيحدث كذا وكذا وكذا ثم السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول , ومن العجيب أن كلامه قد زال , فلم يحدث ما تنبأ به يسوع فهو يقول وفي الفقرة التي تسبقها مباشرة لوقا21 عدد 32: الحق اقول لكم انه لا يمضي هذا الجيل حتى يكون الكل. (SVD) ولقد مرت أجيال وأجيال ولم يحدث ما تنبأ به يسوع , فلقد مضى جيل التلاميذ وعشرات الأجيال بعده ولم يحدث ما تنبأ به فهل زال كلامه أم لم يزول ؟؟!!! وقال أيضاً متى 16عدد28: الحق أقول لكم أن من القيام هاهنا قوماً لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتياً في ملكوته (SVD)ولقد مات كل من كان حياً في أيام يسوع , وأيضاً لم يحدث ما قال عليه !!!
إن ما يقوله يسوع في الفقرات السابقة يجزم قطعاً أن من كتب ذلك الكتاب لا يعرف ما يقوله ولا يعي معناه أنظر لما يقوله كاتب إنجيل لوقا في الإصحاح الواحد والعشرين فقرة 25-27
لوقا21 عدد25:وتكون علامات في الشمس والقمر والنجوم.وعلى الارض كرب امم بحيرة.البحر والامواج تضج. 26 والناس يغشى عليهم من خوف وانتظار ما يأتي على المسكونة لان قوات السموات تتزعزع. 27وحينئذ يبصرون ابن الانسان آتيا في سحابة بقوة ومجد كثير. (SVD)
ثم يقول بعدها وبكل تحدي لوقا21 عدد32:الحق اقول لكم انه لا يمضي هذا الجيل حتى يكون الكل. (SVD) وكما وضحنا من قبل فلقد زالت اجيال وخلفها أجيال ولم يتحقق ما وعد به يسوع !! والآن .. هل تريد ان تعرف ما هو المقصود بكلمة هذا الجيل كما جاء بالكتاب المقدس ، فلنذهب الى سفر التكوين 7 عدد 1.. وقال الرب لنوح ادخل أنت وجميع بيتك إلى الفلك.لأني إياك رأيت بارا لديّ في هذا الجيل
And the LORD said unto Noah, Come thou and all thy house into the ark; for thee have I seen righteous before me in this generation
وأيضا التثنية 2 العدد 14 تشرح معنى الجيل : والأيام التي سرنا فيها من قادش برنيع حتى عبرنا وادي زارد كانت ثماني وثلاثين سنة.حتى فني كل الجيل رجال الحرب من وسط المحلّة كما اقسم الرب لهم
فهل نعرف ما هو الجيل الآن ؟ واضحة كالشمس ، ومن هنا نصل إلى نقطتين أولاهما أن هذا الكلام السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول ليس له علاقة أبداً بحفظ الكتاب المقدس أو لا يتحدث أساساً عن الكتاب المقدس إنما هو إخبار بأشياء معينة ستحدث ثم يدفع من يسمعه أن يتأكد من كلامه بهذا القول السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول.
والثاني أنه حتى كلام هذه النبوءة لم يتحقق كما ترى فهو يقول أنه لا ينتهي هذا الجيل حتى يتحقق كلامه , ولكن للأسف لم يتحقق كلامه فهذا ليس وعداً بحفظ الكتاب ولكنه من ضمن إثبات التحريف . !!! Truth_ Gate ..ayoop2

إذاً فهو ليس وعد أبداً بحفظ الكتاب ولكنه إخبار من يسوع أن السماء والأرض تزولان ولكن هذه النبؤات ستقع وكلامه لن يزول وسيتحقق , فأين الوعد هنا بحفظ الكتاب المقدس ؟؟ إن كل كلامه عن نبوءات وليس لها علاقة أبداً بكلامه عن الكتاب المقدس .
ربما يأتي أحدهم ويقول
تيموثاوس 3 عدد16: كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر
ولنا تعقيب على هذا النص , خاصة حينما يقول أن كل الكتاب موحى به من الله I وأنه نافع للتعليم , ولكن جَدَلاً سنقول نعم كل الكتاب موحي به ونافع وجيد ولا مثيل له ولكنه لم يتعهد هنا أيضا بحفظه .....
هل تريد أن نتعمق في هذا النص أكثر ؟ حسناً إستلم هذه الترجمات , إن من المعروف أن الكتاب المقدس الترجمة العربية أساسها هي الترجمة الإنجليزية نسخة الملك جيمس وهذا معروف باتفاق الناس , وسأنقل هنا من النسخة المصرحة أولاً وهذا خاص أي ما نقلته سابقاً بالترجمة العربية ولأي إنسان عنده قليل من الخبرة في اللغة الإنجليزية فأهديه هذا النص باللغة الإنجليزية من النسخة المصرحة فتكون هكذا
All scripture IS given by inspiration of God, and IS profitable for doctrine, for instruction in righteousness.
( Timothy 3:16 A.V by Scofiled)
ولاحظ أنه وضع في النص الإنجليزي الكلمة ( IS) بالحرف الكابيتل أو الكبير ويقابلها في اللغة العربية ( هو ) ليخبرنا بلطافة أن الضمير هو لا وجود له في النص الأصلي أو النصوص الإغريقية .
أما الكتاب الإنجليزي الحديث , المترجم من الهيئة الممثلة ل ( كنيسة إنكلترا , وكنيسة اسكتلندا , والكنيسة الماثوديستية , والكنيسة الكونجراشنالية , والإتحاد المعمداني والكنيسة البريسبتانية لإنكلترا .... إلخ إلخ , والجمعية البريطانية والأجنبية ) للكتاب الذي أصدروه بالترجمة الأقرب للأصول الإغريقية , فيستحق أن نورد منه هذا النص هنا نظراً لأن كل هذه الهيئات والكنائس قد أجمعت عليه وأصدرته فلنقرأ ما فيه أو باللغة الإنجليزية هكذا :
Every Inspired Scripture has its use for Teaching the and Refuting error, or for Reformation of Manners and Discipline in Right Living . < 2 Timothy 3:16 >
وترجمته باللغة العربية هكذا :
(( كل كتاب موحى , له فائدته في تعليم الحق ودحض الباطل , أو في إعادة تقويم الأخلاق والانضباط في الحياة الأمثل )) إنتهى .
والرومان الكاثوليك أكثر إنصافاً للنص في روايتهم - رواية دوية - من البروتستانت في روايتهم المصرحة فلنستشهد به هنا أيضاً وترجمته هكذا
(( كل الكتاب , الموحى من الله , هو نافع للتعلم , وللتقويم , وللتأديب والتوبيخ الذي في البِر )) إنتهى .
أرأيت كيف ترجموها ؟ أرأيت كيف حولوها ؟ ألم أقل لكم أنه من الصعب ملاحقة دجل وسحر هؤلاء الناس في اللعب بالنصوص وتحريف الكتاب ؟ عندكم الترجمات والنسخ المذكورة تستطيعون مراجعتها متى شئم .

إذاً فالله I لم يتعهد بحفظ الكتاب لا في الكتاب نفسه ولا في أي كتاب آخر ولكنه تركه للبشر فعبثوا به وغيروا فيه وبدلوا وحرفوا فيه ليناسب أهوائهم وهذا ليس ضعفاً في قدرة الله Uعلى أن يحفظ الكتاب ولكن هو أساساً لم يتعهد بحفظه , كما أنه أمر الناس ألا يكذبون ولكنهم يكذبون .. هل هذا ضعف لله سبحانه ؟؟؟ وأمر الناس ألا يزنون ولكنهم يزنون .. هل هذا ضعف في قدرة الله I ؟؟ وأمر الناس ألا يقتلوا الأنبياء .. ولكنهم قتلوا الأنبياء فهل هذا ضعف في قدرة الله U؟ هل الله I كان عاجزاً عن حماية أنبياءه ؟؟ وكما أمر الناس أن يحفظوا الكتاب وألا يحرفوه ولكنهم لم يحفظوه وحرفوا فيه وجاء الكذبة وكتبوا فيه فهل هذا ضعف في قدرة الله I عن حفظ كتابه ؟ وإن كان هذا ما يشهد به كبيرهم الذي علمهم بولس فهاهو بولس يحكي لنا كيف أن كلام الله من الممكن أن يحرف وهذا لا يطعن أبداً في قدرة الله I ولا في علمه أو امانته أنظر ماذا يقول في رسالته إلى اهل رومية الإصحاح الثالث الفقرة 2-5 :
رومية 3 عدد2: كثير على كل وجه.اما اولا فلانهم استؤمنوا على أقوال الله. (3) فماذا ان كان قوم لم يكونوا امناء.أفلعل عدم امانتهم يبطل امانة الله. (4) حاشا.بل ليكن الله صادقا وكل انسان كاذبا.كما هو مكتوب لكي تتبرر في كلامك وتغلب متى حوكمت (5) ولكن ان كان اثمنا يبيّن بر الله فماذا نقول ألعل الله الذي يجلب الغضب ظالم.اتكلم بحسب الانسان. (SVD)
وقد أوردنا النصوص الدالة علي ذلك من قلب الكتاب المقدس نفســه . بينما علي العكس تماما في القرآن فقد تعهد الله I بحفظه . وقد جاء في الكتاب المقدس وعيد وتهديد لمن سيحاول أن يحرف الكتاب المقدس وأوامر للناس بألا يحرفوا الكتاب المقدس , وهذا دليل على انه يعلم ان هناك من سيحرف الكتاب لذلك وضع له عقاب وقبح من يحاول التحريف , وإلا فكيف انه يضع عقاب لجريمة مستحيلة الحدوث ؟؟؟ بينما لا تجد مثل هذا الكلام في القرآن لأنها فكرة منتفية أساساً , ثم أن كتابك هو من يقول ذلك ويقول أن كلام الرب قابل للتحريف بل قد وقع فيه التحريف فعلاً !!! .
?ثانيا: أن الله I يعلم أن هؤلاء البشر سيضلون وستقسو قلوبهم وهو بعلمه سبحانه وتعالي يعلم قلوب البشر وأحوالهم ونستطيع أن نقول بكل وضوح أن هذه الكتب قد نزلت في زمان معين ولأمة معينة وبرسالة معينة و أن الله I يعلم بعلمه المسبق أن هناك نبي سيكون في آخر الزمان وهذا النبي هو آخر الأنبياء وكتابه هو آخر الكتب ( راجع باب البشارة بالرسول محمد e) لذلك تعهد الله I وتعالي بحفظ القرآن لأنه آخر الكتب ولم يكلف البشر بحفظه بل تعهد هو بحفظه بعكس الكتب السابقة . وكما رأينا ونرى ان التحريف والتنقيح والتعديل ما زال مستمراً حتى عصرنا هذا ومازال التغيير والقلب واللعب في الترجمات مستمراً وإن كان الأمر خافياً عمن لا يفتح الكتاب ويبحث فيه فهذه مشكلته هو , وإن كان الأجدر بالنصارى أن يبحثوا في أمر كتابهم قبل أن يحتجوا على القول بالتحريف , فينظروا هل هذا القول صحيح أم أنه مجرد إفتراء ؟ وكان من الأجدر بهم بدل أن ينساقوا خلف قساوستهم بلا تفكير ويرددوا كلامهم بلا وعي أن يبحثوا في صحة هذا الكلام . هذا رأيي والله I أعلى وأعلم .

يدعي المساكين أن الكتاب لم يحرف وأنه مستحيل أن يحرف كلام الرب ولم يطالعوا ولو لمرة واحدة أن كلام الرب قد حُرِق وأُبيد كما يحكي في إرميا .. تقول القصة أن باروخ قد كتب عن لسان إرميا سفر كامل وقد كان إرميا يمليه وهو يكتب بالحبر كما في إرميا 36 أعداد 17-32 أكتفي بنقل منه ما يلي :
إرميا36 عدد17: ثم سألوا باروخ قائلين اخبرنا كيف كتبت كل هذا الكلام عن فمه. (18) فقال لهم باروخ بفمه كان يقرأ لي كل هذا الكلام وانا كنت اكتب في السفر بالحبر.
وقد وصل الأمر للملك يهوياقيم وأمر أن يُحضِروا له هذا السِفر ليسمع ما جاء فيه فلما سمعه أمر بإحراق كلام الرب الوارد في سفر إرميا36 عدد21-32 أنقل منها هكذا :
إرميا 36 عدد21: فارسل الملك يهودي لياخذ الدرج فاخذه من مخدع اليشاماع الكاتب وقرأه يهودي في اذني الملك وفي آذان كل الرؤساء الواقفين لدى الملك. (SVD)
إرميا36 عدد23: وكان لما قرأ يهودي ثلاثة شطور او اربعة انه شقه بمبراة الكاتب والقاه الى النار التي في الكانون حتى فني كل الدرج في النار التي في الكانون. (SVD)
وإني لأتسائل حقيقة هل كلام الرب قابل للإزالة والإبادة والإحراق ؟؟ أم أنه باقي وخالد ؟؟ كما ان المشكلة عندي ليست في إحراق كلام الرب ولكن أتسائل أين هذا السفر الذي كتبه أرميا والذي جاء عنه الوصف التفصيلي فـي سفر إرميا إذا كان إرميا قد أعاد كتابته وأزاد عليه ؟؟ هل مازال هذا السفر موجوداً ومتداولاً أم أنه إختفى بلا رجعة وأصبح كلام الرب قابل للتحريف والزيادة والنقصان بل والحرق بالنار والفناء ؟؟؟؟
إرميا36 عدد32:فاخذ ارميا درجا آخر ودفعه لباروخ بن نيريا الكاتب فكتب فيه عن فم ارميا كل كلام السفر الذي احرقه يهوياقيم ملك يهوذا بالنار وزيد عليه ايضا كلام كثير مثله (SVD)
هذا ما يقوله الكتاب أن إرميا كتب السفر مرة أخرى وقد أزاد عليه كلام كثير مثله ولكن نحن نتسائل أين هذا السفر ؟؟

غير معرف يقول...

((((((((((((( نحن في الحق إذ نحن في ابنه يسوع المسيح. هذا هو الإلـه الحق و الحياة الأبدية. يا بني احذروا الأصنام
إذا جاء الاحتمال بطل الاستدلال.
المقولة دى نلاقيها فى رسالة يوحنا الأولى 5 عدد20 ... وخلينا نقرا العدد بالكامل ، ** نحن نعلم أننا من الله و أما العالم فهو كله تحت وطأة الشرير. و نعلم أن ابن الله أتى و أنه أعطانا بصيرة لنعرف بها الحق. نحن في الحق إذ نحن في ابنه يسوع المسيح. هذا هو الإلـه الحق و الحياة الأبدية. يا بني احذروا الأصنام **

وإيه هي الحياة الأبدية ( وهذه هى الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته ) ... يبقى مين هو الإله الحق ... الله . مش المسيح
الإشارة بِـ: هذا هو الإله الحق....، تعود لآخر مذكور و هو المسيح، لكن الحقيقة أن هذا مجرد تخمين و احتمال ضعيف، أما الاحتمال الأقوى بل المتعيِّن فهو رجوع الإشارة إلى هاء الضمير في كلمة ابنـه، أي إلى الله تعالى، لأن الكلام من البداية كان عن الله تعالى، و يدل عليه أيضا جملته الأخيرة: يا بَنِـيَّ احذروا الأصنام، أي أنه يقول في آخر رسالته: ليس لنا إلا إله واحد هو الله و أما بقية الآلهة فهي باطلة فاحذروها. و أقصى ما يقال هو أن ما ذكرناه إن لم يكن هو المتعين فهو بالتأكيد محتمل و مجرد احتماله يسقط استدلالهم بالعدد

و ليس ما ذكرناه من عدم تعين رجوع الإشارة للمسيح، شيء انفردنا به لوحدنا، بل هذا ما أشارت إليه شروح الإنجيل، فقد جاء في كتاب " تفسير الكتاب المقدس " عند شرح هذه العبارة ما نصه:

.... ثم يكمل يوحنا ويقول: هذا هو الإلـه الحق و الحياة الأبدية. و مرّة أخرى لا يكون من السهولة تبين ما إذا كان المعنِيّ هو الآب أم الابن؟ غير أنهما من التقارب بحيث يغدو الفارق ضئيلا جداً. بالنسبة إلى أقوام العالم القديم كان هناك آلهة كثيرون. بيد أن يوحنا يرى أنهم كانوا كلهم آلهة باطلة، فلا إلـه إلا إلـه واحد حق و للناس حياة أبدية فيه.

غير معرف يقول...

(((((((((نبؤات متى ... الملفقة
نأتى لشيء هام جدا هنا .. وهى النبؤات .. فلنتحدث عن نبؤات كاتب انجيل متى الذى يقول النصارى أنه كتب إنجيله لليهود ... فقد قالوا أن متى يكتب لليهود و لوقا يكتب لليونانيين ومرقص يكتب للرومان و يوحنا يكتب للكنيسة و هذا اعتراف ضمنى أن كل واحد يكتب على هوى الفئة التى يكتب لها لمحاولة إقناعها حسب معتقداتها و فى حالة متى او من كتب انجيل متى هو يحاول باى طريقة ان يربط بين القصص التى يكتبها و بين العهد القديم لإقناع اليهود بطريقة واضح تعسفها لاى شخص يستخدم عقله و يفكروا بمعنى آخر يؤلف قصص لإقناع اليهود.

وهذا الكاتب يكتب الصيغة دائما "و هذا كله لكى يتم ما قيل ..." ثم يذكر نص العهد القديم ومن الواضح ان هذه التعليقات أضيفت و يعترف النصارى ان هذه الصيغ هى إسهام خاص من كاتب انجيل متى محشورة بطريقة مصطنعة غير مقنعة انظر على سبيل المثال التفسير الحديث انجيل متى صفحة 31( طبع بموافقة الكنيسة المصرية ) و كل نبؤات متى من الممكن حذفها بدون الإخلال بالسياق مما يؤكد أنها مضافة من كاتب له غرض شخصي .
و الامر اللافت للنظر ان متى هو الوحيد الذى اكتشف هذه النبؤات و يعترف النصارى بالإجماع تقريبا ان انجيل متى كتب بعد سنة 80 ميلادية و ليس قبل ذلك و السؤال هنا ... الم يقرا اى يهودي اى نبؤة من التي يدعى كاتب انجيل متى تحقيقها فى المسيح ؟؟ الم يقرأ هذه قبل متى فى حياة المسيح عليه السلام ولم يلاحظ أنها تنطبق على حالة المسيح بل لماذا لم يستغلها المسيح عليه السلام نفسه لإثبات صدق دعوته بين اليهود الذين يعرفون هذه النبؤة و يحفظونها . وما الفائدة ان يذكر كاتب انجيل متى هذا التشابة بعد رفع المسيح عليه السلام اليس من الافضل اذا كانت هذه نبؤة صحيحة ان تذكر فى وقتها و يؤمن بها الجميع او البعض بسهولة . وهذا القول ينطبق على كل ما يذكره كاتب انجيل متى من نبؤات ملفقة بطريقة واضحة كل ما يفعله انه ياخذ مقطع خارج سياقه و بتعسف شديد يربطه بحكاية عن المسيح غالبا ايضا الحكاية ملفقة و احيانا لا تكون نبؤة اصلا كما سوف نرى و اى فرد منصف يقرأ العهد القديم يكتشف فورا ان الكلام لا علاقة له بالمسيح من قريب او بعيد .

العدد الأول :
طبعا هو نبؤة أشعيا المشهورة عن العذراء تحبل و تلد ابنا يدعى عمانويل و هذه ذكرناها بالتفصيل اكثر من مرة فنقول هنا باختصار انها لا تصلح نبؤة لان احد لم يدعو المسيح بهذا الاسم طول حياته و ان الكلمة عذراء مترجمة بصورة خاطئة و كاتب انجيل متى وجد كلمة عذراء المترجمة خطأ فربطها بطريقة مكشوفة بميلاد المسيح عليه السلام .
و قصة بشارة الملاك فى لوقا 1 عدد 31 : 31 وها انت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع .
تتعارض ببساطة مع قصة متى و لا ندرى هل نسميه يسوع أم عمانويل و لكن يسوع اسم منتشر فى الإنجيل عكس عمانويل الذى لم يذكر مطلقا مما يرجح صيغة لوقا . و الأمر باختصار هاتوا لنا شخص واحد عاصر المسيح أطلق على المسيح لفظ عمانويل و لو كان فى الحلم حتى يمكن ان نصدق النبؤة و إلا تعتبر تلفيق من كاتب هذا الإنجيل . و لا اعرف كيف يجرؤ احد على ذكر هذا العدد من الأعداد التى تثبت ألوهية المسيح كما فعل القس الداعر جيمس سيجوارت فى المناظرة المشهورة .
العدد الثاني :
هو قصة قتل هيرودس للأطفال و هروب السيدة مريم بالمسيح الى مصر أيضا اخترعها كاتب الإنجيل نعم اخترعها حتى يقول فى النهاية :
14 فقام واخذ الصبي وامه ليلا وانصرف الى مصر . 15 وكان هناك الى وفاة هيرودس .لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل من مصر دعوت ابني
لأنه قرأ المكتوب فى سفر هوشع الإصحاح 11 فى أوله
«لَمَّا كَانَ إِسْرَائِيلُ غُلاَماً أَحْبَبْتُهُ وَمِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي.
و النص فى هوشع لا علاقة له بالمسيح على الإطلاق و ليس نبؤة أصلا حتى نبحث تحقيقها بل هى تتحدث عن خروج بنى اسرائيل من مصر و ما فعلوه بعد ذلك .
الموضوع ان الكاتب ألف قصة قتل الأطفال و الهروب الى مصر حتى يذكر هذه الجملة "من مصر دعوت ابني " التى لا تثبت شيئا لان احد لم يشاهدها فى وقتها فلا فائدة منها الا فى محاولة ربط قصة المسيح بقصة موسى لاحظ التشابة قتل الاطفال الهرب من فرعون و الخروج من مصر . والكاتب يحاول ان يجعل المسيح هو موسى الثانى حتى يؤمن به اليهود الذين يكتب لهم على حسب قول النصارى !!!!!!!!!
و قصة المجوس أيضا كلها ملفقة لا يوجد اى سند تاريخي لها باعترافهم هم و لم تسجل فى اى كتاب تاريخ و انفرد بها متى طبعا و لم تذكر فى اى انجيل اخر و هنا لفق كاتب متى نص آخر من ارميا 31 عدد 15
. 15هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: [صَوْتٌ سُمِعَ فِي الرَّامَةِ نَوْحٌ بُكَاءٌ مُرٌّ. رَاحِيلُ تَبْكِي عَلَى أَوْلاَدِهَا وَتَأْبَى أَنْ تَتَعَزَّى عَنْ أَوْلاَدِهَا لأَنَّهُمْ لَيْسُوا بِمَوْجُودِينَ].
و هذا النص فى متى :
17 حينئذ تم ما قيل بارميا النبي القائل .
18 صوت سمع في الرامة نوح وبكاء وعويل كثير .راحيل تبكي على اولادها ولا تريد ان تتعزى لانهم ليسوا بموجودين .
النص فى ارميا الذى انتزعه كاتب متى من سياقه ليس نبؤة أصلا بل هو وصف لما حدث فى احد غارات نبوخذنصر و لا علاقة لها بالمسيح و لم تخطر على بال احد حتى لفق الكاتب هذه القصص .
(و بالمناسبة و بدون خروج عن الموضوع اسم راحيل هنا أيضا خطأ لأنه كان قد مر مائة عام على الأقل على موتها و لكن هذه قصة أخرى !!!!!!!!!!!)
واضح من كلام كاتب انجيل متى ان المسيح و السيدة مريم الصديقة و يوسف النجار كانوا يقيموا فى بيت لحم قرابة سنتين من عمر المسيح و جاءت المجوس و هو فى بيت لحم و هربوا الى مصر و عادوا بعد موت هيرودس و لا يعرف احد شيئا عن المسيح وكل هذا يتناقض مع ما جاء فى لوقا (الذى يكتب بتدقيق ما وصله من معلومات) من بشارة الملاك للرعاة و ذهابهم لنشر الخبر و هذا يدل على ذيوع الخبر ووصوله الى هيردوس طبعا و لم يفعل هو او الاهالى اى شىء ضد المسيح و لا ذكر لقتل أطفال أو الذهاب الى مصر .
و من مضمون الإصحاحين المتناقضين يكون مجىء المجوس و الهروب الى مصر من الكذب الواضح الذى انفرد به كاتب متى دون سائر الأناجيل و الرسائل و لا احد من المؤرخين أطلاقا و لاحظ انه بعد تمام النفاس ذهبت السيدة مريم الصديقة الى أورشليم و لم يقيما فى بيت لحم التي اتى إليها المجوس و قدموا هدايا و لبان للمسيح !!!!
و من قال ان المجوس الكفرة فى انتظار نبى و لماذا لم يؤمنوا به و ينشروا دعوته فى بلادهم و هل أرسل المسيح الى المجوس ؟؟؟؟؟
طبعا كلام غير منطقى و لاحظ ان هيرودس كان يستطيع التحقق من كلام المجوس بسهولة بدون إراقة دم أطفال و خاصة انه هناك سجلات و تعداد كما ينص لوقا :
وفي تلك الايام صدر امر من اوغسطس قيصر بان يكتتب كل المسكونة .
2 وهذا الاكتتاب الاول جرى اذ كان كيرينيوس والي سورية .
بعنى الأمر سهل على هيرودس و بيت لحم بلدة صغيرة كل شىء معروف فيها وتحت سيطرته تماما سهل التحقق ان المجوس جاؤا الى المسيح و لا يحتاج الامر الى قتل اطفال و من كذب الكاتب أيضا انه يقول أن هيرودس دعا المجوس سرا (و لماذا سرا لا احد يعرف طبعا ) و قال لهم متى وجدتموه اخبرونى لاسجد له !!!! هل كان يكذب عليهم حتى يعرف مكان الصبى و لماذا اذن لم يرسل وراءهم جواسيسه ليعرف مكان الصبى و يقتله و هم يقدمون له اللبان و المر ؟؟؟؟؟ .
من الواضح ان الكاتب تعمد هذا الكذب الصريح الواضح حتى يقرب قصة المسيح من قصة موسى و حتى يدس العبارة من العهد القديم " من مصر دعوت ابنى " و كذبه هذا لا يصدقه إلا ناقصى العقل و الإدراك و الله المستعان .
و ما ذنب الأطفال الذين قتلوا على زعم الكاتب و هل مجىء المخلص يبدأ بقتل مجموعة من الأطفال الأبرياء هل هذا عمل رب محبة !!!!!!!.
وعندى اصل قصة المجوس و زيارتهم الى نيرون سنة 66 ميلادية فى كتاب ديو كاسيس عن حياة نيرون قبل كتابة انجيل متى بعشرين عاما على الاقل و المرجح انه اقتبسها من هذه القصة نحتفظ به حتى يرد احدهم .
العدد الثالث :
متى 2 عدد23: 23 وأتى وسكن في مدينة يقال لها ناصرة.لكي يتم ما قيل بالانبياء انه سيدعى ناصريا .
و المشكلة هنا معقدة أكثر لأنه ببساطة لا يوجد نص فى العهد القديم يشير الى ذلك إطلاقا و اكرر لا يوجد اى نص ممكن حتى بتلفيق الكاتب ان نربطها بالمسيح الناصرى لا صراحة و لا بالإشارة .و ربما الحل ببساطة انه كان هناك نص حذفه اليهود حتى يفضحوا كاتب انجيل متى ربما من غيظهم من افعاله التى تغيظ فعلا . و نحن فى هذا الموقف أمام حلين إما ان كاتب انجيل متى كذاب يلفق أكاذيب او انه كان هناك نص و حذف بمعرفة اليهود مما يعنى ان الكتاب سهل التلاعب فيه بالزيادة و النقصان و على السادة الذين يبحثون عن الحق ان يختاروا اى حل و اى حل منهما يبطل العمل بالكتاب المقدس بلا جدال .

العدد الرابع :
متى 27 عدد 35 : 35 ولما صلبوه اقتسموا ثيابه مقترعين عليها .لكي يتم ما قيل بالنبي اقتسموا ثيابي بينهم وعلى لباسي القوا قرعة .
و الإشارة الى المزمور 22 عدد 18 : 18يَقْسِمُونَ ثِيَابِي بَيْنَهُمْ وَعَلَى لِبَاسِي يَقْتَرِعُونَ
و النص فى العهد القديم ليس نبؤة بل ممكن ان نسميه مرثية و فبل هذا العدد نفس الشخص يقول عن نفسه انه دودة انظر العدد 6 من نفس المزمور
6أَمَّا أَنَا فَدُودَةٌ لاَ إِنْسَانٌ. عَارٌ عِنْدَ الْبَشَرِ هو نفس الشخص فهل هذه تنطبق على يسوع ايضا !!
والعدد التالى يدعو الله ان يخلصه فهل هذا ينطبق على يسوع !!!!!!!!!!!!!
21خَلِّصْنِي مِنْ فَمِ الأَسَدِ وَمِنْ قُرُونِ بَقَرِ الْوَحْشِ اسْتَجِبْ لِي.
الأمر واضح فى التلفيق والقطع واللزق
نكتفى بهذه النصوص و نختم بنص من التفسير الحديث للكتاب المقدس وبه مناقشة للموضوع ادعو النصارى المنصفين الذين يبحثوا عن الحق لقراءتها . و النص يقول بوضوح ان تعليقات متى الكتابية ابعد ما تكون عن الواقع و ان كل مادته الإضافية (غير الموجودة فى انجيل مرقص ) كانت من نسج خاليه الخصب .

غير معرف يقول...

(((((((((((نبؤات كاذبة قالها المسيح

لوقا 24 عدد 44... وَقَالَ لَهُمْ: «هَذَا هُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ وَأَنَا بَعْدُ مَعَكُمْ أَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ يَتِمَّ جَمِيعُ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنِّي فِي نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ». 45 حِينَئِذٍ فَتَحَ ذِهْنَهُمْ لِيَفْهَمُوا الْكُتُبَ.
ليس هناك نبؤة واحدة تنطبق على المسيح .. كل ما تريد ان تفعله هو ان تقرأ النص الى آخره

لوقا 24 عدد 46... وَقَالَ لَهُمْ: «هَكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ وَهَكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ
ليست موجودة فى العهد القديم

مرقص 10 عدد 29... فَأَجَابَ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لَيْسَ أَحَدٌ تَرَكَ بَيْتاً أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَباً أَوْ أُمّاً أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَداً أَوْ حُقُولاً لأَجْلِي وَلأَجْلِ الإِنْجِيلِ 30 إِلاَّ وَيَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ الآنَ فِي هَذَا الزَّمَانِ بُيُوتاً وَإِخْوَةً وَأَخَوَاتٍ وَأُمَّهَاتٍ وَأَوْلاَداً وَحُقُولاً مَعَ اضْطِهَادَاتٍ وَفِي الدَّهْرِ الآتِي الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ.
هل هناك من أخذ مئة ضعف فى هذا الزمان ؟؟

مرقص 16 عدد 17... 17وهذه الآيات تتبع المؤمنين.يخرجون الشياطين باسمي ويتكلمون بألسنة جديدة . 18يحملون حيّات وان شربوا شيئا مميتا لا يضرهم ويضعون ايديهم على المرضى فيبرأون
خمسة أشياء لا تحدث

متى 10عدد 23.. وَمَتَى طَرَدُوكُمْ فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ فَاهْرُبُوا إِلَى الأُخْرَى. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لاَ تُكَمِّلُونَ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ابْنُ الإِنْسَانِ.
حتى ياتي ابن الانسان ... هل أتى ؟؟

متى 16 عدد 28... " فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَعُودُ فِي مَجْدِ أَبِيهِ مَعَ مَلاَئِكَتِهِ، فَيُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ أَعْمَالِهِ.َالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ مِنَ الْقِيَامِ هَهُنَا قَوْماً لاَ يَذُوقُونَ الْمَوْتَ حَتَّى يَرَوُا ابْنَ الإِنْسَانِ آتِياً فِي مَلَكُوتِهِ».
لا يذوقون الموت .. كلهم ماتوا وشبعوا موت

متى 19 عدد 28 .. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ تَبِعْتُمُونِي فِي التَّجْدِيدِ مَتَى جَلَسَ ابْنُ الإِنْسَانِ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيّاً تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاِثْنَيْ عَشَرَ.
اثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيّاً ونسى يهوذا اللى خانه

متى24 عدد 28... لانه حيثما تكن الجثّة فهناك تجتمع النسور (29) وللوقت بعد ضيق تلك الايام تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضؤه والنجوم تسقط من السماء وقوات السموات تتزعزع. (30) وحينئذ تظهر علامة ابن الانسان في السماء.وحينئذ تنوح جميع قبائل الارض ويبصرون ابن الانسان آتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير. (31) فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه من الاربع الرياح من اقصاء السموات الى اقصائها. (32) فمن شجرة التين تعلّموا المثل متى صار غصنها رخصا واخرجت اوراقها تعلمون ان الصيف قريب. (33) هكذا انتم ايضا متى رأيتم هذا كله فاعلموا انه قريب على الابواب. (34) الحق اقول لكم لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله. (35) السماء والارض تزولان ولكن كلامي لا يزول. (SVD)

فهل حدث ما تحدث عنه كاتب تلك الفقرات ؟؟ هل أظلمت الشمس وهل القمر لم يعطي ضوءه وهل تساقطت نجوم السماء على الأرض قبل أن يمضي هذا الجيل والمقصود به جيل تلاميذ المسيح ؟؟ هل حدث هذا ؟ وهل المقصود بالفقرة الكتاب المقدس أم تحقق تلك النبوءة ؟؟

متى 26 عدد 64 ... قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ قُلْتَ! وَأَيْضاً أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ وَآتِياً عَلَى سَحَابِ السَّمَاءِ».
مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ !ّ!!!

متى: 21 عدد 21 ـ 22...الحق أقول لكم: إن كان لكم إيمان و لا تشكون، فلا تفعلون أمر التينة فقط، بل إن قلتم لهذا الجبل انتقل و انطرح من البحر فيكون. و كل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه
هل نقل أحدهم جبلا ... أو طوبة ... أو زلطة دون ان يمسكها !!

يوحنا 1 عدد 51 ... وَقَالَ لَهُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ الآنَ تَرَوْنَ السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً وَملاَئِكَةَ اللَّهِ يَصْعَدُونَ وَيَنْزِلُونَ عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ».
مِنَ الآنَ تَرَوْنَ ...
لم ير أحد ذلك

يوحنا 8 عدد 51 ... اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْفَظُ كلاَمِي فَلَنْ يَرَى الْمَوْتَ إِلَى الأَبَدِ».
فلن يرى الموت الى الأبد !!!

يوحنا 14 عدد 12...12 الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فالأعمال التي أنا اعملها يعملها هو أيضا ويعمل أعظم منها لأني ماض إلى أبي.
فليحيى أحدكم ميتا ... أو يعمل أى من أعمال المسيح التى ذكرت فى اناجيلكم

والسؤال الآن ....... هل يطبق على المسيح نص التثنية 18/20/21 بخصوص النبى الكاذب ........... الأجابه للأسف .نعم .
تثنية 18 عدد 18: اقيم لهم نبيا من وسط اخوتهم مثلك واجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما اوصيه به (19) ويكون ان الانسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي انا اطالبه. (20) واما النبي الذي يطغي فيتكلم باسمي كلاما لم اوصه ان يتكلم به او الذي يتكلم باسم آلهة اخرى فيموت ذلك النبي. (21) وان قلت في قلبك كيف نعرف الكلام الذي لم يتكلم به الرب. (22) فما تكلم به النبي باسم الرب ولم يحدث ولم يصر فهو الكلام الذي لم يتكلم به الرب بل بطغيان تكلم به النبي فلا تخف منه (SVD)

وأصل عبارة (فيموت ذلك النبي) هو ... (فيقتل ذلك النبي) .. ولكن القوم حرفوها

غير معرف يقول...

(((((((مواقع تهمك!..)))))))))))))
هذه روابط لمواقع كثيرة متخصصة في حوار الأديان..
موقع الدعوة .. موقع الحقيقة .. موقع الجامع .. موقع ابن مريم .. موقع Islam Inside .. الحوار الإسلامي المسيحي .. الشمّـــاس .. هداية الحيارى

Be Convinced .. The True Religion .. ِAnswering Christianity .. The Modern Religion ..

مناظرات باللغة الإنجليزية
IP: Hidden - View
مدخل الى العقيدة المسيحية ( هذا الكتاب لا يخلوا منه بيت أرثوذوكسي )
تنبؤات المزامير بنجاة المسيح من الصلب================================
ماذا يقصد بتوحيد الأفعال كمصطلح إسلامي

إفراد الله تعالى وحده بالقدرة الذاتية المستقلة على الخلق و الإحياء و الإحداث و الإيجاد و الإمداد و الهداية و الضلال. فما يحصل في الوجود من خلق و إحداث و رزق و إمداد فهو من فعل الله و خلقه و إيجاده، لا موجد غيره و لا فاعل بالاستقلال سواه، فبيده وحده الخلق و الرزق و النفع و الضر و العطاء و المنع و الهداية و الضلال و حتى أفعال العباد تمت بقوته و إرادته و مدده و مشيئته و إذنه، فلا فاعل و لا مؤثر في الوجود إلا هو أو به أي بالاستناد للاستطاعة التي منحها و المشيئة التي قدرها، و كل هذا متضمن في معنى: لا حول و لا قوة إلا بالله.

غير معرف يقول...

((((((((منتظرين الرجاء المبارك و ظهور مجد الله العظيم و مخلصنا يسوع المسيح
العدد ده جاء فى رسالة بولس إلى تيطس 2 عدد 13
أولاً: العبارة، حتى في صورتها الحالية، لا تدل على ألوهية المسيح، لأن جملة: " و مخلصنا يسوع المسيح " معطوفة على الله العظيم بواو العطف التي تقتضي المغايرة، و العامل في الجملتين هو المصدر: ظهور، أي أن العبارة معناها كالتالي: منتظرين ظهور مجد الله و ظهور مخلصنا المسيح.

ثم ينبغي أن نلاحظ أن الظهور سيكون لمجد الله لا لذات الله، و لا شك أن ظهور نبي الله و سيادته على العالم هو ظهور لمجد الله في الواقع، كما أننا لو قلنا مثلا: لقد ظهرت رحمة الله وقوته بظهور النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، لا يعني ذلك أن محمداً هو الله ذاته و العياذ بالله!

و ثانياً: ذكرت حاشية الترجمة العربية الحديثة الكاثوليكية للعهد الجديد، بإشراف الرهبانية اليسوعية تعليقا على هذه الفقرة، ما يلي:

" منهم من يترجم: مجد إلـهنا العظيم. و مجد مخلصنا يسوع المسيح ". ثم حاول المحشي أن يثبت رجحان الترجمة الأولى التي في المتن و التي تؤكد حسب زعمه لاهوت المسيح. و كلا الادعائين خطأ. أما كون الترجمة الأولى تؤكد لاهوت المسيح فقد تبين بطلانه، و أما الدليل على عدم رجحان الترجمة الأولى فهو أن كل ما ذكرناه في الفصل السابق من نصوص عن بولـس يؤكد فيها تفرد الآب بالألوهية و أنه إلـه المسيح و خالقه، و أن المسيح عبده الطائع الخاضع لسلطانه، يوجب حمل كل عبارة لبولـس تحتمل معنيين ( أحدهما يجعل المسيح هو الله و الآخر لا يجعله الله ) على المعنى الذي لا يؤله المسيح لكي يبقى كلام بولـس متسقا مع بعضه منسجما غير متناقض. و بتعبير آخر، إن نصوص بولـس الصريحة المحكمة في نفي إلهية المسيح و إفراد الله الآب بالإلـهية، تحكم على النصوص المتشابهة، فتفسر المعنى المراد منها، و هذا ما يعبر عنه في علم التفسير الإسلامي بـرد المتشابه إلى المحكم.

هذا و من المفيد أن نذكر أن الترجمة الإنجليزية العصرية المراجعة للعهد الجديد أوردت في حاشية هذا النص تعليقا يبين هذا الاحتمال الثاني لترجمة العبارة من الأصل اليوناني فقالت:

“ Or: (The Glory of ) the Great God and our Savior Jesus Christ “

أي: " أو (مجد ) الله العظيم و (مجد) مخلصنا يسوع المسيح ".

غير معرف يقول...

(((((((((((((من روائع الكتاب المقدس
سفر هوشع الإصحاح الثاني 2عدد 1- 23 :
1. قولوا لاخواتكم عمّي ولاخوتكم رحامة. (2) حاكموا امكم حاكموا لانها ليست امرأتي وانا لست رجلها لكي تعزل زناها عن وجهها وفسقها من بين ثدييها(3) لئلا اجرّدها عريانة واوقفها كيوم ولادتها واجعلها كقفر واصيرها كارض يابسة واميتها بالعطش. (4) ولا ارحم اولادها لانهم اولاد زنى(5) لان امهم قد زنت.التي حبلت بهم صنعت خزيا.لانها قالت اذهب وراء محبيّ الذين يعطون خبزي ومائي صوفي وكتاني زيتي واشربتي. (6) لذلك هانذا اسيج طريقك بالشوك وابني حائطها حتى لا تجد مسالكها. (7) فتتبع محبيها ولا تدركهم وتفتش عليهم ولا تجدهم.فتقول اذهب وارجع الى رجلي الاول لانه حينئذ كان خير لي من الآن(8) وهي لم تعرف اني انا اعطيتها القمح والمسطار والزيت وكثّرت لها فضة وذهبا جعلوه لبعل. (9) لذلك ارجع وآخذ قمحي في حينه ومسطاري في وقته وانزع صوفي وكتاني اللذين لستر عورتها. (10) والآن اكشف عورتها امام عيون محبيها ولا ينقذها احد من يدي(11) وابطّل كل افراحها اعيادها ورؤوس شهورها وسبوتها وجميع مواسمها. (12) واخرّب كرمها وتينها اللذين قالت هما اجرتي التي اعطانيها محبيّ واجعلهما وعرا فيأكلهما حيوان البرية. (13) واعاقبها على ايام بعليم التي فيها كانت تبخر لهم وتتزين بخزائمها وحليها وتذهب وراء محبيها وتنساني انا يقول الرب(14) لكن هانذا اتملقها واذهب بها الى البرية والاطفها(15) واعطيها كرومها من هناك ووادي عخور بابا للرجاء وهي تغني هناك كايام صباها وكيوم صعودها من ارض مصر. (16) ويكون في ذلك اليوم يقول الرب انك تدعينني رجلي ولا تدعينني بعد بعلي. (17) وانزع اسماء البعليم من فمها فلا تذكر ايضا باسمائها. (18) واقطع لهم عهدا في ذلك اليوم مع حيوان البرية وطيور السماء ودبابات الارض واكسر القوس والسيف والحرب من الارض واجعلهم يضطجعون آمنين. (19) واخطبك لنفسي الى الابد واخطبك لنفسي بالعدل والحق والاحسان والمراحم. (20) اخطبك لنفسي بالامانة فتعرفين الرب. (21) ويكون في ذلك اليوم اني استجيب يقول الرب استجيب السموات وهي تستجيب الارض(22) والارض تستجيب القمح والمسطار والزيت وهي تستجيب يزرعيل. (23) وازرعها لنفسي في الارض وارحم لورحامة واقول للوعمّي انت شعبي وهو يقول انت الهي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هوشع 3 عدد 1:وقال الرب لي اذهب ايضا احبب امرأة حبيبة صاحب وزانية كمحبة الرب لبني اسرائيل وهم ملتفتون الى آلهة اخرى ومحبّون لاقراص الزبيب. (2) فاشتريتها لنفسي بخمسة عشر شاقل فضة وبحومر ولثك شعير. (3) وقلت لها تقعدين اياما كثيرة لا تزني ولا تكوني لرجل وانا كذلك لك. (SVD)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1صموائيل20عدد 30: فحمي غضب شاول على يوناثان وقال له يا ابن المتعوّجة المتمردة أما علمت انك قد اخترت ابن يسّى لخزيك وخزي عورة امك. (SVD)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إشعياء20عدد 2: في ذلك الوقت تكلم الرب عن يد اشعياء بن آموص قائلا.اذهب وحلّ المسح عن حقويك واخلع حذاءك عن رجليك.ففعل هكذا ومشى معرّى وحافيا. (3) فقال الرب كما مشى عبدي اشعياء معرّى وحافيا ثلاث سنين آية واعجوبة على مصر وعلى كوش (4) هكذا يسوق ملك اشور سبي مصر وجلاء كوش الفتيان والشيوخ عراة وحفاة ومكشوفي الاستاه خزيا لمصر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا أدري ما حكاية الاستاه في الكتاب المدعو مقدس
2صموائيل10عدد 4: فاخذ حانون عبيد داود وحلق انصاف لحاهم وقصّ ثيابهم من الوسط الى استاههم ثم اطلقهم. (SVD)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ماذا يعني بأن يكبس الملكة؟؟؟ جاء في سفر إستير 7عدد 8 هكذا :
استير7عدد 8: ولما رجع الملك من جنة القصر الى بيت شرب الخمر وهامان متواقع على السرير الذي كانت استير عليه قال الملك هل ايضا يكبس الملكة معي في البيت.ولما خرجت الكلمة من فم الملك غطوا وجه هامان. (SVD)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ألفاظ مُنْتَقَاة بإتقان . وأسلوب في منتهى الروعة يدل على المتحدث . لن أطيل عليك الكلام ولكن أترك لك النصوص أنت لتراجع المكتوب والذي يدعي هؤلاء القوم أن هذا هو كلام الرب .. أعلم أعلم أنهم سيقولون لك رموز وأنه يتحدث عن مدينة أورشليم كل هذا معروف لدينا مسبقاً, وأنا حقيقة لا أشير عن ماذا يتحدث ولكن أقول عن أسلوب الكلام الرائع والألفاظ المنتقاة بإتقان تناسب الوحي الإلهي .. وإنه لمن الرائع أن تجد كلام الرب بهذه الطريقة التي تستحي أنت وأنت تقرأ هذه الألفاظ التي يقول الناس أن الرب أوحى بها لأنبياءه ورسله ليبلغوها للناس على مر التاريخ وتدون وتسطر في صفحات كتاب أطلق عليه خطأً لفظ ( المقدس ) ولا أدري من سماه بهذا الإسم ولماذا يطلقون عليه مقدساً من الأساس مع إن كتاب القراءة في الصف الأول الابتدائي أنا أعتبره اكثر قداسة من هذا الكتاب وهذا ليس لأني لا أؤمن به ولكن لأن هذا حقيقة هو واقع الحال, وتستطيع أنت أن تفتح صفحات هذا الكتاب وتقرأه وتنظر ما فيه لترى ولتعرف أنت هل هذا الكتاب من الصحيح أن يطلق عليه مقدساً ؟؟ أنقل من سفر حزقيال الإصحاح 16عدد 3-32 أنقل بعضه هكذا :
حزقيال16عدد 3: وقل.هكذا قال السيد الرب لاورشليم.مخرجك ومولدك من ارض كنعان.ابوك اموري وامك حثية. (4) اما ميلادك يوم ولدت فلم تقطع سرتك ولم تغسلي بالماء للتنظّف ولم تملّحي تمليحا ولم تقمّطي تقميطا. (5) لم تشفق عليك عين لتصنع لك واحدة من هذه لترق لك.بل طرحت على وجه الحقل بكراهة نفسك يوم ولدت. (6) فمررت بك ورأيتك مدوسة بدمك فقلت لك بدمك عيشي.قلت لك بدمك عيشي. (7) جعلتك ربوة كنبات الحقل فربوت وكبرت وبلغت زينة الازيان.نهد ثدياك و شعرعانتك وقد كنت عريانة وعارية. (8) فمررت بك ورأيتك واذ زمنك زمن الحب.فبسطت ذيلي عليك( هل للرب ذيل؟) وسترت عورتك وحلفت لك ودخلت معك في عهد يقول السيد الرب فصرت لي. (9) فحمّمتك بالماء وغسلت عنك دماءك ومسحتك بالزيت. (10) وألبستك مطرزة ونعلتك بالتّخس وازرتك بالكتان وكسوتك بزا. (SVD)
حزقيال16عدد 15: فاتكلت على جمالك وزنيت على اسمك وسكبت زناك على كل عابر فكان له. (SVD)
حزقيال16عدد 17: واخذت امتعة زينتك من ذهبي ومن فضتي التي اعطيتك وصنعت لنفسك صور ذكور وزنيت بها. (SVD)
حزقيال16عدد 22: وفي كل رجاساتك وزناك لم تذكري ايام صباك اذ كنت عريانة وعارية وكنت مدوسة بدمك. (SVD)
حزقيال16عدد 25: في راس كل طريق بنيت مرتفعتك ورجّست جمالك وفرّجت رجليك لكل عابر واكثرت زناك.
حزقيال16عدد 26: وزنيت مع جيرانك بني مصر الغلاظ اللحم وزدت في زناك لاغاظتي (SVD)
حزقيال16عدد 28: وزنيت مع بني اشور اذ كنت لم تشبعي فزنيت بهم ولم تشبعي ايضا. (29) وكثرت زناك في ارض كنعان الى ارض الكلدانيين وبهذا ايضا لم تشبعي. (30) ما امرض قلبك يقول السيد الرب اذ فعلت كل هذا فعل امرأة زانية سليطة (31) ببنائك قبّتك في راس كل طريق وصنعتك مرتفعتك في كل شارع.ولم تكوني كزانية بل محتقرة الأجرة. (32)ايتها الزوجة الفاسقة تاخذ اجنبيين مكان زوجها. (SVD)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفقرتين من الإصحاح الثالث من سفر ناحوم 3عدد 4-5 هكذا :
ناحوم 3 عدد 4: من اجل زنى الزانية الحسنة الجمال صاحبة السحر البائعة امما بزناها وقبائل بسحرها. (5) هانذا عليك يقول رب الجنود فاكشف اذيالك الى فوق وجهك وأري الامم عورتك والممالك خزيك. (SVD)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من المفروض ان نقول بعد قراءة هذه الكلمات ( ما أجمل كلام الله , ما أحسن كلام الله , الله الله ) هل يستطيع عاقل أن يقارن هذا الكلام بالقرآن الكريم ؟, هل هناك أي وجه للشبه ؟؟ هل هناك أدنى نسبة نقارن فيها القرآن الكريم بهذا الكتاب ؟أنا حقيقة آسف ان أورد هذه العبارات الجنسية الفاضحة في كتابي هذا فأنا آسف لكل من يقرأ هذا الكتاب ولكنه كان لزاماً علينا أن ننقل كل ما ورد في هذا الكتاب وقد حاولت جاهداً أن أختصر هذه العبارات وألا أوردها كلها لذلك فقد إنتقيت عبارات بسيطة , وإكراماً لمن يقرأ هذا الكتاب إكتفيت بهذه العبارات ولم أورد باقي العبارات الفاضحة والتي حقيقة أستحي أن أضعها في ذلك الكتاب , فسامحونا إن كانت هذه العبارات قد خدشت حيائكم ومشاعركم ولكن هؤلاء الناس يدعون أن هذا الكتاب هو كلام الله Iفأردت أن أورد لكم القليل من الأمثلة في الكتاب الذي يدعي النصارى أنه كتاب اللهI وأن ما فيه هو كلام اللهI لتحكموا أنتم على ذلك ولتنظروا مدى الباطل والضلال الذي يعيش فيه هؤلاء الناس , إن أي إنسان عاقل لا يتخيل من إنسان محترم عنده القليل من الأدب أن يحكي أمثال هذه الألفاظ الفاضحة ولإن حدث لاستنكره الناس منه وما قبلوه ولعابوا عليه ذلك , ولكن النصارى يقبلون أن يقول ربهم هذا الكلام ويتغنى به أنبياءه من بعده ويبقى يسطر في الكتاب مئات السنين على أنه كلام اللهI ولا حياء ولا خجل ولا خوف من اللهU , هل يستطيع أي نصراني محترم أن يأتي باولاده ويعلمهم هذا الكلام الجنسي الفاضح ؟ هل يقبل النصراني أن يجد إبنته في غرفة مع أحد الشباب ويقرأ لها حزقيال 16 ؟؟

أو نشيد الإنشاد ؟ أو حزقيال 23 ؟ هل يرضى بذلك ؟ إني حقيقة أتسائل ماذا سيفعل النصراني لو وجد زوجته مع القسيس في الكنيسة والقسيس يقرأ لزوجته حزقيال , ماذا سيفعل ؟V ☺ بالتأكيد سيكون سعيد جداً ayoop2

غير معرف يقول...

((((((((((من الذي رفع الحجر عن قبر يسوع ؟؟

في هذه الفقرات لن أعلق ولكني سأترك للقارئ المقارنة بين النصوص الواردة في الأناجيل الأربعة ولكل عاقل الحكم على ما يقرأ وما يشاهد من تناقضات وإختلافات
متى28 عدد1: وبعد السبت عند فجر اول الاسبوع جاءت مريم المجدلية ومريم الاخرى لتنظرا القبر. (2) واذا زلزلة عظيمة حدثت.لان ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب وجلس عليه. (3) وكان منظره كالبرق ولباسه ابيض كالثلج. (4) فمن خوفه ارتعد الحراس وصاروا كاموات. (5) فاجاب الملاك وقال للمرأتين لا تخافا انتما.فاني اعلم انكما تطلبان يسوع المصلوب. (6) ليس هو ههنا لانه قام كما قال.هلم انظرا الموضع الذي كان الرب مضطجعا فيه. (7) واذهبا سريعا قولا لتلاميذه انه قد قام من الاموات.ها هو يسبقكم الى الجليل.هناك ترونه.ها انا قد قلت لكما. (8) فخرجتا سريعا من القبر بخوف وفرح عظيم راكضتين لتخبرا تلاميذه. (9) وفيما هما منطلقتان لتخبرا تلاميذه اذا يسوع لاقاهما وقال سلام لكما.فتقدمتا وامسكتا بقدميه وسجدتا له. (SVD)
هذا ما رواه متى عن موضوع قبر يسوع وما حدث مع مريم المجدلية ورفيقتها , والان إقرا ما كتبه مرقس في الإصحاح 16 عدد2-9 هكذا :
مرقس16 عدد 2: وباكرا جدا في اول الاسبوع أتين الى القبر اذ طلعت الشمس. (3) وكنّ يقلن فيما بينهنّ من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر. (4) فتطلعن ورأين ان الحجر قد دحرج.لانه كان عظيما جدا. (5) ولما دخلن القبر رأين شابا جالسا عن اليمين لابسا حلة بيضاء فاندهشن. (6) فقال لهنّ لا تندهشن.انتنّ تطلبن يسوع الناصري المصلوب.قد قام.ليس هو ههنا.هوذا الموضع الذي وضعوه فيه. (7) لكن اذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس انه يسبقكم الى الجليل.هناك ترونه كما قال لكم. (8) فخرجن سريعا وهربن من القبر لان الرعدة والحيرة اخذتاهنّ ولم يقلن لاحد شيئا لانهنّ كنّ خائفات (9) وبعد ما قام باكرا في اول الاسبوع ظهر اولا لمريم المجدلية التي كان قد اخرج منها سبعة شياطين. (SVD)
وهذا ما رواه لوقا عن موضوع قبر يسوع وقيامته من الأموات ولننظر ما قاله لوقا24 عدد1-9
لوقا24 عدد1: ثم في اول الاسبوع اول الفجر أتين الى القبر حاملات الحنوط الذي أعددنه ومعهنّ اناس. (2) فوجدن الحجر مدحرجا عن القبر. (3) فدخلن ولم يجدن جسد الرب يسوع. (4) وفيما هنّ محتارات في ذلك اذا رجلان وقفا بهنّ بثياب براقة. (5) واذ كنّ خائفات ومنكسات وجوههنّ الى الارض قالا لهنّ.لماذا تطلبن الحي بين الاموات. (6) ليس هو ههنا لكنه قام.اذكرن كيف كلمكنّ وهو بعد في الجليل (7) قائلا انه ينبغي ان يسلّم ابن الانسان في ايدي اناس خطاة ويصلب وفي اليوم الثالث يقوم. (SVD)
لوقا:24:9: ورجعن من القبر واخبرن الاحد عشر وجميع الباقين بهذا كله. (SVD)
وماذا عن يوحنا ماذا قال في هذا الأمر ؟؟ يوحنا حكى قصة غريبة جداً تختلف كلياً عما ورد في باقي الأناجيل وقد أهدى يوحنا للنصارى في قصته هذه نصاً رائعاً قال يسوع فيه أبي وابيكم وإلهي وإلهكم وهذا النص يسبب قلق كبير لأصدقائنا النصارى فكيف يكون للإله إله أو للرب رب آخر ؟؟ ولكن هذا ليس موضوعنا فنحن نقارن بين الأناجيل الأربعة لترى التناقضات في قصة قيام يسوع من الموت جاء في يوحنا 20 عدد1- 17 هكذا :
يوحنا20 عدد1: وفي اول الاسبوع جاءت مريم المجدلية الى القبر باكرا والظلام باق فنظرت الحجر مرفوعا عن القبر. (2) فركضت وجاءت الى سمعان بطرس والى التلميذ الآخر الذي كان يسوع يحبه وقالت لهما اخذوا السيد من القبر ولسنا نعلم اين وضعوه. (3): فخرج بطرس والتلميذ الآخر وأتيا الى القبر. (4) وكان الاثنان يركضان معا.فسبق التلميذ الآخر بطرس وجاء اولا الى القبر (5) وانحنى فنظر الاكفان موضوعة ولكنه لم يدخل. (6) ثم جاء سمعان بطرس يتبعه ودخل القبر ونظر الاكفان موضوعة (7) والمنديل الذي كان على راسه ليس موضوعا مع الاكفان بل ملفوفا في موضع وحده. (SVD)
يوحنا 20 عدد 11 : اما مريم فكانت واقفة عند القبر خارجا تبكي.وفيما هي تبكي انحنت الى القبر (12) فنظرت ملاكين بثياب بيض جالسين واحدا عند الراس والآخر عند الرجلين حيث كان جسد يسوع موضوعا. (13) فقالا لها يا امرأة لماذا تبكين.قالت لهما انهم اخذوا سيدي ولست اعلم اين وضعوه. (14) ولما قالت هذا التفتت الى الوراء فنظرت يسوع واقفا ولم تعلم انه يسوع. SVD)
يوحنا20 عدد15: قال لها يسوع يا امرأة لماذا تبكين.من تطلبين.فظنت تلك انه البستاني فقالت له يا سيد ان كنت انت قد حملته فقل لي اين وضعته وانا آخذه. (16) قال لها يسوع يا مريم.فالتفتت تلك وقالت له ربوني الذي تفسيره يا معلّم. SVD) V
يوحنا20 عدد 17: قال لها يسوع لا تلمسيني لاني لم اصعد بعد الى ابي.ولكن اذهبي الى اخوتي وقولي لهم اني اصعد الى ابي وابيكم والهي والهكم. (SVD)
هذه قصة قيام يسوع في الأناجيل الأربعة وكيف فتح القبر و من دحرج الحجر وما حدث مع مريم المجدلية ورفيقتها وأنا أستحي أن أسخر عقلي للبحث في التناقضات الموجودة بين النصوص ولكن أترك لكل صاحب عقل أن يبحث هو عما يجده من تناقضات في هذه الروايات الأربع عفوا أقصد فليخرج لنا أحد الناس شئ إتفق عليه رواة الأناجيل الأربع في هذه القصة فهم لم يتفقوا على شئ, ثم من اراد أن يبحث عن المبررات فليبحث ومن أراد أن يقتنع فليقتنع . ولكن هذا يضع أمامنا عدة إحتمالات إما أن كتبة الأناجيل كذبة وهذا أمر مؤكد , أو أن أحدهما صادق والباقي كاذبين , وإما أن هذه الرواية لم تحدث من الاساس وهذا هو الأمر الوحيد الذي يستطيع الإنسان أن يقبله بعد أن يطلع على هذه الروايات الأربع المتضاربة والتي لا تتفق على شئ أبداً , فكيف يقول مرة إن زلزلة عظيمة حدثت وملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب وجلس عليه , ثم نجد في إنجيل متى يقول أنهن كانا يبحثن عمن يدحرج لهن الججر فتطلعن ورأين الحجر قد دُحرج من تلقاء نفسه لأنه كان عظيماً جداً ؟؟ ومرة اخرى يقول ان ملاك الرب كلمهما خارج القبر ثم دعاهما إلى داخله ويعود ويقول أنهما دخلتا إلى القبر فوجدتا شاباً جالساً عن اليمين لابساً حلة بيضاء وهذا مما لا يستقيم أبدا ويؤكد لك إضطرابهم وكذب تلك الرواية التي تقول أنه أقيم من الموت وأنه عاد مرة أخرى , فكل الأنباء الواردة عن هذا الأمر كلها متناقضة مختلفة متنافرة لا تستقيم ولا تستوي كما رأيت , وقد كنت أود أن أضع الرواية من إنجيل متى وإنجيل مرقس فقط , ولكنني رايت أن أضع الرواية من الأناجيل الأربعة حتى تتضح الكذبة اكثر وأكثر وقد تعهدنا بذكر أمثلة فقط في كل موضوع ولم أريد أن أستفيض في الشرح والإستدلال بنصوص أخرى حتى لا أطيل على من يقرأ هذا الكتاب ويكفينا ما يُظهر الحق ويوضح وجهة نظرنا في هذا الأمر, ويستطيع أي شخص أن يراجع ذلك الأمر في الاناجيل الاربعة .
لكن يرد هنا سؤال منطقي جداً لماذا ذهبت مريم ومريم الأخرى عند القبر في صباح السبت ؟
إن إجابة النصارى على هذا السؤال هي أنهما ذهبتا لتدهن جسد يسوع بالحنوط أي بالزيت والعطر كما يقول لوقا هكذا : لوقا24 عدد1: ثم في اول الاسبوع اول الفجر أتين الى القبر حاملات الحنوط الذي أعددنه ومعهنّ اناس. ) وهذا أمر في منتهى العجب , إذ أنه معلوم لدى الناس كافة أن الجسد يتفكك ويتحلل بعد هذه المدة الطويلة ولا معنى لذهاب أمه وصديقتها لدهنه بالزيت بعد هذه المدة إلا أنهما ذهبتها إعتقاداً منهما أنه حي ولم يمت وأن أمه شعرت في ذلك الجسد ببعض الحياة عند نزوله من على الصليب ولا شك في ذلك أبداً فكتبة الأناجيل الثلاثة متى ومرقس ولوقا قد أغفلوا إسم رجل قد حمل الجسد مع يوسف الذي من الرامة هذا الرجل هو نيقوديموس , نعم جاء ذكره في إنجيل يوحنا عندما لف جسد يسوع وإشترى له عطر ومواد التكفين كما في يوحنا 19 عدد 39-40 هكذا :39 وجاء ايضا نيقوديموس الذي أتى اولا الى يسوع ليلا وهو حامل مزيج مرّ وعود نحو مئة منا. (40) فأخذا جسد يسوع ولفاه باكفان مع الاطياب كما لليهود عادة ان يكفنوا. (SVD)
نعم أيها السادة هذا الرجل قد أَسقط الثلاثة الإنجيليين إسمه عمداً من روايتهم ولقد صدق الدكتور - هف . جيه . شنفيلد - وهو أحد أكبر علماء العالم في الكتاب المقدس بقوله : إنه لمن العسير علينا تحاشي الإستنتاج بأن إغفال ذكر هذا التلميذ - الحواري - المجهول في الأناجيل الثلاثة المتشابهة في نهجها كان متعمَّداً** إنتهى كلامه نقلاً .
وما رأته مريم المجدلية عند القبر أمر عجيب آخر فلقد وجدت حسب الروايات المتناقضة أن الحجر قد دحرج بعيداً عن القبر , ولفائف الكفن مفكوكة وملقاة في أحد جوانب القبر والسؤال الذي يلح بشدة الآن هو : لماذا تم دحرجة الحجر ؟ ولماذا تم فك اللفائف التي كفن بها الجسد ؟
لو كان يسوع هو الله لما إحتاج إلى دحرجة الحجر ولو أن المسئلة مسئلة روح لما إحتاجت الروح إلى فك اللفائف حتى تعود مرة أخرى , أليس كذلك ؟
أمر عجيب آخر في تلك القصة العجيبة , هو أن المجدلية عندما ذهبت تبحث عند القبر وهي تبكي خرج لها رجل وسألها هكذا : يوحنا20 عدد15: قال لها يسوع يا امرأة لماذا تبكين.من تطلبين.فظنت تلك انه البستاني فقالت له يا سيد ان كنت انت قد حملته فقل لي اين وضعته وانا آخذه
كيف أن مريم تلميذة يسوع والتي أخرج منها الشياطين لم تعرف يسوع ؟ ولماذا ظنت المرأة أنه بستاني ؟ وكيف عرفت أنه يسوع فيما بعد؟
الإجابة بكل بساطة : أن هذا هو يسوع ولكنه كان متنكراً في زي بستاني وأن تلميذه يوسف الذي من الرامة ذلك اليهودي الثري قد حرك الصخرة وأخرجه وفك من عليه الكفن تلك اللفافات التي وجدتها مريم في القبر , لأنه بكل بساطة لم يمت من الأساس وقد ألبسه هكذا حتى يتخفى بين عماله في تلك المزرعة , ولأن يسوع يخاف من اليهود فقد فعل ذلك وتخفى , لأنه أيضاً وبكل بساطة لو أنه قام من الأموات لما خاف من اليهود أن يقتلوه مرة أخرى لأن من يقوم من الأموات من المستحيل أن يموت مرة أخرى كما يقول الكتاب المقدس في الرسالة إلى العبرانيين 9 عدد27هكذا : وكما وضع للناس ان يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة (SVD) وفي الكتاب أكثر من دليل على ذلك أن الميت إذا مات لا يموت مرة أخرى من ذلك ما في يوحنا 20 عدد36 .
لو دققنا النظر قليلاً فيما دار بين المجدلية ويسوع نجد أنه في يوحنا 20 عدد15 تقول مريم هكذا : ( فقالت له ياسيد إن كنت أنت قد حملته فقل لي أين وضعته ) والمرأة كانت تسأل عن شخص وليس عن جثة , فتقول ( إن كنت أنت قد حملته ) وتسأل الرجل بقولها ( فقل لي أين وضعته ) ولم تقل ( أين دفنته ) وهذا لكي تأخذه بقولها - وأنا آخذه - , فكل الحديث هنا عن إنسان عن شخص وليس عن جثة متعفنة من ثلاثة أيام .
فنجد سؤال آخر يطرح نفسه : ما الذي كانت تريد مريم أن تفعل بجثة متحللة من ثلاثة أيام ؟
لن نجد إجابة على ذلك أبداً , ومن المستحيل أساساً أن تحمله مريم لوزنه الثقيل بالإضافة إلى أن نيقوديموس قد أحضر عطراً وأكفانا وزنها مائة مناً كما أوردنا من قبل في يوحنا 19عدد 39 فكيف يتثنى لتلك المرأة ان تحمل تلك الجثة المتعفنة من ثلاثة أيام ووزنها مالا يقل عن 260 رطلاً ؟ إن الأمر بكل بساطة أنها ذهبت تبحث عن يسوع الحي الذي علمت أنه نجا من الموت لذلك أتت إليه لتأخذه كما قالت - وأنا آخذه - معها لبيتها ماشياً على قدميه .
و نجد مفاجأة في هذا الأمر هو أن يسوع بعدما كان يراقبها عندما جاءت إلى القبر ثم خرج وكلمها متنكراً في زي البستاني ولم تعرفه مريم في بادئ الأمر ثم لما عرفته بعدما ناداها بإسمها وعرفته حاولت أن تقترب منه لتعانقه أو ترحب به صرح لها يسوع بأنه لم يمت أساساً فقال بكل وضوح كما جاء في إنجيل يوحنا 20عدد 17هكذا : قال لها يسوع لا تلمسيني لاني لم اصعد بعد الى ابي.ولكن اذهبي الى اخوتي وقولي لهم اني اصعد الى ابي وابيكم والهي والهكم. (SVD)
نعم أيها السادة )) لأني لم أصعد بعد (( وهي في المفهوم اليهودي )) أني لم أمت بعد ((وهذه الإستعارات والتشبيهات مشتهرة جداً في اللغات الشرقية فضلاً عن أنها مستخدمة بكثرة في كلام يسوع كما قال على سبيل المثال وليس الحصر في متى 8 عدد22 هكذا : فقال له يسوع إتبعني ودع الموتى يدفنون موتاهم (( ويسوع أكثر كلامه بهذه الطريقة وأكثرهم لم يكونوا ليفهموا هذا الأسلوب فأنظر ما قاله في إنجيل متى 13 عدد13هكذا : من اجل هذا أكلمهم بأمثال لأنهم مبصرين لا يبصرون وسامعين لا يسمعون ولا يفهمون((
أيها الناس لن أقول إلا كما قال رب العزة في كتابه الكريم في سورة النساء هكذا : وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً النساء157

كيف أشار يسوع أن يهوذا هو من سيسلمه ؟
يقول في إنجيل يوحنا حينما أشار أن يهوذا هو من سيسلمه أن من يعطيه يسوع اللقمة هو من سيسلمه
يوحنا13 عدد 25: فاتكأ ذاك على صدر يسوع وقال له يا سيد من هو. (26) ا جاب يسوع هو ذاك الذي اغمس انا اللقمة واعطيه.فغمس اللقمة واعطاها ليهوذا سمعان الاسخريوطي. (27) فبعد اللقمة دخله الشيطان.فقال له يسوع ما انت تعمله فاعمله باكثر سرعة. (SVD)
بينما نجد في الأناجيل الأخرى غير هذا فانظر ماذا يقول رواة الأناجيل عن هذا
لوقا22 عدد 21: ولكن هوذا يد الذي يسلمني هي معي على المائدة. (SVD)
هنا قال من سيمد يده معي على المائدة هو من سيسلمني ولم يقل من أطعمه أنا اللقمة كما في يوحنا وإلا لو كان الامر كذلك لعلم التلاميذ أن يهوذا هو الخائن قبل أن يخون ولتعاملوا معه لمنع الضرر الواقع .
مرقس14 عدد 18: وفيما هم متكئون يأكلون قال يسوع الحق اقول لكم ان واحدا منكم يسلمني.الآكل معي. (SVD)
مرقس14 عدد20: فاجاب وقال لهم.هو واحد من الاثني عشر الذي يغمس معي في الصحفة. (SVD)
أما متى فيقول
متى26 عدد23: فاجاب وقال.الذي يغمس يده معي في الصحفة هو يسلمني. (SVD)
فبالله عليكم من نصدق وما هو الذي حدث بالفعل هل قال لهم إن من سأطعمه اللقمة هو من سيسلمني أم قال إن من يأكل معي سيسلمني مع أن كل التلاميذ كانوا يأكلون معه حينذاك , أم قال إن من يضع يده معي في الصحفة هو من سيسلمني ؟؟ مع أنهم جميعاً كانوا يأكلون معاً وجميعهم كانوا يضعوا أيديهم في الإناء معاً , وبغض النظر عن هذا التناقض الواضح , إني حقيقة أتسائل لماذا عندما علم التلاميذ أن يهوذا هو من سيفعلها لم يعترضوا طريقه أو يبدوا له أي رد فعل أو يحاولوا منعه ؟؟ إن من قمة السخرية من عقول الآخرين أن تحاول أن تصور للناس أن التلاميذ الإحدى عشر علموا أن يهوذا هو من سيسلم يسوع وذلك لأن يسوع أعطاهم علامة واضحة عنه ثم تركوه يذهب ليبلغ عنهم ويسلم يسوع ويعرضهم للخطر وهم متأكدين انه سيفعل ذلك .
ومن ضمن الأخطاء التي وقع فيها بولس في روايته أن يسوع ظهر لصفا ثم ظهر للاثنى عشر
وذلك يورث الشك في قصة يهوذا وأن يهوذا قد سلم يسوع فقد ورد كثيراً الثناء على يهوذا الخائن بحسب الأناجيل وقد ورد أنه سيدين الناس مع الإحدى عشر تلميذاً ويدعي هنا المدعو بولس في رسالته الأولى إلى أهل كرونثوس أن يسوع ظهر لصفا الذي هو بطرس ثم ظهر للإثني عشر وتعالوا نبحث هذه الكلمات حتى يتضح لكم مدى الكذب في هذا الكلام ومدى التحريف الواقع هنا
1كورنثوس15 عدد3: فانني سلمت اليكم في الاول ما قبلته انا ايضا ان المسيح مات من اجل خطايانا حسب الكتب. (4) وانه دفن وانه قام في اليوم الثالث حسب الكتب. (5)وانه ظهر لصفا ثم للاثني عشر. (SVD)
والمقصود بصفا هنا هو بطرس تلميذ يسوع كما هو موضح في يوحنا
يوحنا1 عدد42: فجاء به الى يسوع.فنظر اليه يسوع وقال انت سمعان بن يونا.انت تدعى صفا الذي تفسيره بطرس (SVD)
هنا خطآن لا نستطيع تجاهلهما أولا يقول أنه ظهر للإثني عشر وهذا كذب لا محالة فيهوذا الخائن احد التلاميذ الذي سلم يسوع قد قتل نفسه قبل قيامة يسوع المزعومة بل باعتراف متى قد قتل يهوذا نفسه قبل صلب المسيح نفسه ( وحتى كيفية قتله لنفسه متناقضة مختلف فيها ) وكل رواة الأناجيل قالوا أنه ظهر للإحدى عشر ولم يقل أحد منهم أبدا أنه ظهر للإثنى عشر وأنظر ما قاله كاتب مرقس
مرقس16 عدد9: وبعد ما قام باكرا في اول الاسبوع ظهر اولا لمريم المجدلية التي كان قد اخرج منها سبعة شياطين. (SVD)
مرقس16 عدد 12: وبعد ذلك ظهر بهيئة اخرى لاثنين منهم وهما يمشيان منطلقين الى البرية. (13) وذهب هذان واخبرا الباقين فلم يصدقوا ولا هذين (14) اخيرا ظهر للاحد عشر وهم متكئون ووبخ عدم ايمانهم وقساوة قلوبهم لانهم لم يصدقوا الذين نظروه قد قام. (SVD)
فالخطأ الأول الذي وقع فيه بولس هو ادعاءه أن يسوع ظهر أولا لصفا أو بطرس ثم ظهر للإثني عشر وهذا كذب كما رأيتم فيسوع أول ما ظهر ظهر لمريم المجدلية ورفيقتها ثم ظهر بعد ذلك لإثنين من التلاميذ يمشيان منطلقين في البرية ثم ظهر أخيرا للإحدى عشر تلميذاً وأكرر الإحدى عشر وليس الاثنى عشر كما يقول من يدعى أنه رأى يسوع وقال له شاول شاول صعب عليك أن ترفس مناخس .
وهنا متى أيضاً يؤكد انه ظهر للإحدى عشر وليس إثني عشر كما إدعى بولس كما في متى 28 عدد16-17:
متى28 عدد16: واما الاحد عشر تلميذا فانطلقوا الى الجليل الى الجبل حيث امرهم يسوع. (17) ولما رأوه سجدوا له ولكن بعضهم شكّوا. (SVD)
ولوقا أيضاً يُكَذِّب كلام بولس كما في لوقا 24 عدد8-9 وفي لوقا 24 عدد33 هكذا :
لو24 عدد 8: فتذكرن كلامه. (9) ورجعن من القبر واخبرن الاحد عشر وجميع الباقين بهذا كله. (SVD)
لو 24 عدد33: فقاما في تلك الساعة ورجعا الى اورشليم ووجدا الاحد عشر مجتمعين هم والذين معهم (SVD)
ويوحنا ايضاً يُكَذِّب كلام بولس كما في يوحنا 20 عدد24 هكذا :
يوحنا 20 عدد24: اما توما واحد من الاثني عشر الذي يقال له التوأم فلم يكن معهم حين جاء يسوع. (SVD)
فهذه أربعة روايات من الأناجيل الأربع تؤكد كذب المدعو بولس في قوله أن يسوع ظهر للاثنى عشر وظهر أولا لصفا الذي هو بطرس فمن نصدق ؟؟ أو ليس هذا تحريفاً في الكتاب ؟؟؟؟
ومن أمثال ذلك الكثير جداً تراه في أقوال بولس , فمن ضمن كذباته أو تحريفه للعهد القديم هو قوله حينما كان يبشر الناس بيسوع وأراد أن يستشهد على كلامه من العهد القديم لجأ إلى مزامير داوود في قوله
أعمال 2 عدد 27: لانك لن تترك نفسي في الهاوية ولا تدع قدوسك يرى فسادا. (SVD)
ومرة أخرى لجأ إلى نفس العبارة ونفس الإفتراء في الإصحاح الثالث عشر من رسالته فقال
أعمال13 عدد 35:ولذلك قال ايضا في مزمور آخر لن تدع قدوسك يرى فسادا. (SVD)
وهذا من الكذب الصريح والتدليس الخطير ويبدوا أنه قد أَلِف طريقة من سبقوه في هذه الطريقة أن يلجأ على العهد القديم ليستشهد به ثم يغير فيه كلمات أو يذكر نصوص غير موجودة من الأساس أنظر إلى ما قاله داوود في مزاميره , داوود لم يقل (( قدوسك )) أبداً فهذا من التحريف الواضح ولكن داوود قال (( تقيك )) مزمور 16 عدد10: لانك لن تترك نفسي في الهاوية.لن تدع تقيّك يرى فسادا. (SVD)
ولم يقل قدوسك فمن أين أتى بولس بكلمة قدوسك ولماذا نسبها إلى داوود مع أن داوود لم يقلها ؟؟ هل فعلاً بولس يريد خداع الناس وتضليلهم والتدليس عليهم ؟ إذا كانت الإجابة لا , فقل لي لماذا فعل ذلك عمداً ؟ ولماذا كرر الكذبة مرتين ؟؟ أم أنه مُصر على أن يلصق نبوءات بيسوع غير موجودة في العهد القديم ؟؟ ولكن لا عجب في ذلك ولا لوم على بولس فهو صاحب العبارة الشهيرة القائلة
رومية 3عدد7: فانه ان كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده فلماذا أدان انا بعد كخاطئ (SVD)
لذلك تجد أمثال هذه الكذبات الكثير من فم بولس , وتجد كلامه كله مخالف للعهد القديم رافضاً له هارباً منه مشجعاً للناس على ترك الناموس والإختتان , فمن أمثال ذلك قوله
أعمال 15 عدد 15: وهذا توافقه اقوال الانبياء كما هو مكتوب. (16) سارجع بعد هذا وابني ايضا خيمة داود الساقطة وابني ايضا ردمها واقيمها ثانية (SVD)
وهو يروج لعودة الرب فراقب كيف حشر كلمة (( سأرجع ))في النص وقارن بين النص الذي قاله بولس وبين النص الأصلي في العقد القديم وقل لي ما الفرق بينهما وماذا يعني ما يفعله بولس حينما يستشهد من نصوص العهد القديم ؟؟
عاموس9 عدد 11:في ذلك اليوم أقيم مظلّة داود الساقطة واحصّن شقوقها واقيم ردمها وابنيها كايام الدهر. (SVD)
إن بولس كان يحاول جاهداً أن يعبث بعقول الناس فما أكثر ما وقع فيه من الأخطاء حينما أراد أن يستشهد من العهد القديم على صحة أفكاره المرفوضة قطعاً لكل عاقل .

غير معرف يقول...

((((((من أقوال الــــــرب الخالدة ...

تثنية32 عدد41: اذا سننت سيفي البارق وامسكت بالقضاء يدي ارد نقمة على اضدادي واجازي مبغضيّ. (42) اسكر سهامي بدم ويأكل سيفي لحما.بدم القتلى والسبايا ومن رؤوس قواد العدو (43) تهللوا ايها الامم شعبه لانه ينتقم بدم عبيده ويرد نقمة على اضداده ويصفح عن ارضه عن شعبه (SVD)
حزقيال 21 عدد3: وقل لارض اسرائيل.هكذا قال الرب.هانذا عليك واستل سيفي من غمده فاقطع منك الصدّيق والشرير. (4) من حيث اني اقطع منك الصدّيق والشرير فلذلك يخرج سيفي من غمده على كل بشر من الجنوب الى الشمال.
إرميا 46 عدد10: فهذا اليوم للسيد رب الجنود يوم نقمة للانتقام من مبغضيه فياكل السيف ويشبع ويرتوي من دمهم.لان للسيد رب الجنود ذبيحة في ارض الشمال عند نهر الفرات. (SVD)
إرميا 5021: إصعد على ارض مراثايم.عليها وعلى سكان فقود.اخرب وحرم وراءهم يقول الرب وافعل حسب كل ما امرتك به. (SVD)
حزقيال21 عدد28:وانت يا ابن آدم فتنبأ وقل.هكذا قال السيد الرب في بني عمون وفي تعييرهم.فقل سيف سيف مسلول للذبح مصقول للغاية للبريق. (SVD)
ولا تنسى أن اللـــــــــــــــــــه محبــــــــــــــــــــــــه
هوشع:9 عدد15: كل شرهم في الجلجال.اني هناك ابغضتهم.من اجل سوء افعالهم اطردهم من بيتي.لا اعود احبهم.جميع رؤسائهم متمردون. ()
عاموس5 عدد21:. بغضت كرهت اعيادكم ولست التذّ باعتكافاتكم. (SVD)
مزمور 11 عدد5: الرب يمتحن الصدّيق.اما الشرير ومحب الظلم فتبغضه نفسه. (SVD)
مزمور 68 عدد21: ولكن الله يسحق رؤوس اعدائه الهامة الشعراء للسالك في ذنوبه. (SVD)
نحن نقول أن اللهI لا يحب الكافرين ولا الظالمين ولا المتجبرين ولا يحب المجاهر بالمعاصي ولكن اللهI يحب التوابين المتطهرين يحب المصدقين يحب المحسنين يحب الطائعين وأنت تقولون أن الله I محبة وأنه يحب جميع البشر فلماذا إذا كما في الفقرة السابقة بغض العصاة وكرههم ولم يعد يحبهم ؟؟
يســـــــــــــــــــوع قال:
لوقا:19 عدد27:اما اعدائي اولئك الذين لم يريدوا ان املك عليهم فأتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامي
متى :10 عدد34: لا تظنوا اني جئت لألقي سلاما على الارض.ما جئت لألقي سلاما بل سيفا.
متى :10 عدد35: فاني جئت لأفرّق الانسان ضد ابيه والابنة ضد امها والكنة ضد حماتها. (SVD
متى :10 عدد37: من احب ابا او اما اكثر مني فلا يستحقني.ومن احب ابنا او ابنة اكثر مني فلا يستحقني. (SVD)
لوقا :12 عدد51: أتظنون اني جئت لأعطي سلاما على الارض.كلا أقول لكم.بل انقساما. (52)لأنه يكون من الآن خمسة في بيت واحد منقسمين ثلثة على اثنين واثنان على ثلثة. (53)
لوقا :12 عدد53: ينقسم الاب على الابن والابن على الاب.والأم على البنت والبنت على الام.والحماة على كنتها والكنة على حماتها (SVD)
لوقا :14 عدد26: ان كان احد يأتي اليّ ولا يبغض اباه وأمه وامرأته وأولاده وأخوته وأخواته حتى نفسه أيضا فلا يقدر ان يكون لي تلميذا.
صموائيل 2 :12 عدد31: واخرج الشعب الذي فيها ووضعهم تحت مناشير ونوارج حديد وفؤوس حديد وامرّهم في اتون الآجرّ وهكذا صنع بجميع مدن بني عمون.ثم رجع داود وجميع الشعب إلى اورشليم (SVD)
القاتل يقتل
تكوين :9 عدد6: سافك دم الانسان بالإنسان يسفك دمه.لان الله على صورته عمل الانسان. (SVD)
حزقيال :11 عدد8: قد فزعتم من السيف فالسيف اجلبه عليكم يقول السيد الرب. (SVD)
عبرانين :12 عدد29: لان الهنا نار آكلة
Heb:12:29: For our God is a consuming fire
. خروج :15 عدد3:الرب رجل الحرب.الرب اسمه. (SVD)
خروج:22 عدد24 : فيحمى غضبي وأقتلكم بالسيف.فتصير نساؤكم ارامل وأولادكم يتامى. (SVD)
تثنيه 4 عدد24:لان الرب الهك هو نار آكلة اله غيور (SVD)
لوقا :12:49 جئت لألقي نارا على الارض.فماذا اريد لو اضطرمت. (SVD)
حزقيال :23 عدد25: واجعل غيرتي عليك فيعاملونك بالسخط.يقطعون انفك وأذنيك وبقيتك تسقط بالسيف.يأخذون بنيك وبناتك وتؤكل بقيتك بالنار.
إرميا 11 عدد22: لذلك هكذا قال رب الجنود.هاأنذا اعاقبهم.بموت الشبان بالسيف ويموت بنوهم وبناتهم بالجوع. (SVD)
متى 10 عدد21: وسيسلم الاخ اخاه إلى الموت والأب ولده.ويقوم الاولاد على والديهم ويقتلونهم. (SVD)
عدد :31 عدد2: انتقم نقمة لبني اسرائيل من المديانيين ثم تضمّ إلى قومك.
عدد :31:17: فالآن اقتلوا كل ذكر من الاطفال.وكل امرأة عرفت رجلا بمضاجعة ذكر اقتلوها.
حزقيال :9 عدد4: وقال له الرب.اعبر في وسط المدينة في وسط اورشليم وسم سمة على جباه الرجال الذين يئنون ويتنهدون على كل الرجاسات المصنوعة في وسطها) 5( وقال لأولئك في سمعي اعبروا في المدينة وراءه واضربوا.لا تشفق اعينكم ولا تعفوا. (SVD)
حزقيال :9 عدد6:الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء اقتلوا للهلاك.ولا تقربوا من انسان عليه السمة وابتدئوا من مقدسي.فابتدأوا بالرجال الشيوخ الذين امام البيت. (SVD)
حزقيال :9 عدد7: وقال لهم نجسوا البيت واملأوا الدور قتلى.اخرجوا.فخرجوا وقتلوا في المدينة (SVD)
يوئيل 3 عدد9: نادوا بهذا بين الامم.قدسوا حربا انهضوا الابطال ليتقدم ويصعد كل رجال الحرب. (SVD)
صموائيل 1 :15 عدد3: فالآن اذهب واضرب عماليق وحرموا كل ما له ولا تعف عنهم بل اقتل رجلا وامرأة.طفلا ورضيعا.بقرا وغنما.جملا وحمارا.
عدد :31:10 واحرقوا جميع مدنهم بمساكنهم وجميع حصونهم بالنار. (SVD)

أخبار 1 :21 عدد14: فجعل الرب وبأ في اسرائيل فسقط من اسرائيل سبعون الف رجل. (SVD)
أخبار 2 :21 عدد14: هو ذا يضرب الرب شعبك وبنيك ونسائك وكل مالك ضربة عظيمة. (15) وإياك بأمراض كثيرة بداء امعائك حتى تخرج امعاؤك بسبب المرض يوما فيوم. (SVD)
من لا يدفع يقتل
لاويين27 عدد28: اما كل محرّم يحرمه انسان للرب من كل ما له من الناس والبهائم ومن حقول ملكه فلا يباع ولا يفك.ان كل محرم هو قدس اقداس للرب. (29) كل محرّم يحرّم للرب من الناس لا يفدى.يقتل قتلا (SVD)
الغريب يقتل ؟؟
: عدد1 عدد50: بل وكّل اللاويين على مسكن الشهادة وعلى جميع امتعته وعلى كل ما له.هم يحملون المسكن وكل امتعته وهم يخدمونه وحول المسكن ينزلون. (51) فعند ارتحال المسكن ينزله اللاويون وعند نزول المسكن يقيمه اللاويون والاجنبيّ الذي يقترب يقتل. (SVD)
عدد3 عدد9: فتعطي اللاويين لهرون ولبنيه.انهم موهوبون له هبة من عند بني اسرائيل. (10) وتوكل هرون وبنيه فيحرسون كهنوتهم والاجنبي الذي يقترب يقتل (SVD)
أنظر ماذا فعل موسى ؟؟؟
عدد31 عدد1:. وكلم الرب موسى قائلا (2) انتقم نقمة لبني اسرائيل من المديانيين ثم تضمّ الى قومك. (3) فكلم موسى الشعب قائلا.جرّدوا منكم رجالا للجند فيكونوا على مديان ليجعلوا نقمة الرب على مديان. (4) الفا واحدا من كل سبط من جميع اسباط اسرائيل ترسلون للحرب. (SVD)
عدد31 عدد7: فتجندوا على مديان كما امر الرب وقتلوا كل ذكر. (8) وملوك مديان قتلوهم فوق قتلاهم.أوي وراقم وصور وحور ورابع.خمسة ملوك مديان.وبلعام بن بعور قتلوه بالسيف. (9) وسبى بنو اسرائيل نساء مديان واطفالهم ونهبوا جميع بهائمهم وجميع مواشيهم وكل املاكهم. (10) واحرقوا جميع مدنهم بمساكنهم وجميع حصونهم بالنار. (11) واخذوا كل الغنيمة وكل النهب من الناس والبهائم (12) وأتوا الى موسى والعازار الكاهن والى جماعة بني اسرائيل بالسبي والنهب والغنيمة الى المحلّة الى عربات موآب التي على اردن اريحا (13) فخرج موسى والعازار الكاهن وكل رؤساء الجماعة لاستقبالهم الى خارج المحلّة. (14) فسخط موسى على وكلاء الجيش رؤساء الالوف ورؤساء المئات القادمين من جند الحرب. (15) وقال لهم موسى هل ابقيتم كل انثى حيّة. (SVD)
عدد31 عدد17: فالآن اقتلوا كل ذكر من الاطفال.وكل امرأة عرفت رجلا بمضاجعة ذكر اقتلوها. (18) لكن جميع الاطفال من النساء اللواتي لم يعرفن مضاجعة ذكر ابقوهنّ لكم حيّات. (SVD)

تثنية2 عدد33: فدفعه الرب الهنا امامنا فضربناه وبنيه وجميع قومه. (34) واخذنا كل مدنه في ذلك الوقت وحرمنا من كل مدينة الرجال والنساء والاطفال.لم نبق شاردا. (35) لكن البهائم نهبناها لانفسنا وغنيمة المدن التي اخذنا (36) من عروعير التي على حافة وادي ارنون والمدينة التي في الوادي الى جلعاد لم تكن قرية قد امتنعت علينا.الجميع دفعه الرب الهنا امامنا. (SVD)

تثنية3 عدد3: فدفع الرب الهنا الى ايدينا عوج ايضا ملك باشان وجميع قومه فضربناه حتى لم يبق له شارد. (SVD)
تثنية3 عدد6: فحرمنها كما فعلنا بسيحون ملك حشبون محرمين كل مدينة الرجال والنساء والاطفال. (7) لكن كل البهائم وغنيمة المدن نهبناها لانفسنا. (SVD)
أنظر ماذا فعل يوشع بن نون خادم موسى وبأمر الرب ؟؟
يشوع8 عدد24: وكان لما انتهى اسرائيل من قتل جميع سكان عاي في الحقل في البرية حيث لحقوهم وسقطوا جميعا بحد السيف حتى فنوا ان جميع اسرائيل رجع الى عاي وضربوها بحد السيف. (25) فكان جميع الذين سقطوا في ذلك اليوم من رجال ونساء اثني عشر الفا جميع اهل عاي (26) ويشوع لم يرد يده التي مدها بالمزراق حتى حرّم جميع سكان عاي. (27) لكن البهائم وغنيمة تلك المدينة نهبها اسرائيل لانفسهم حسب قول الرب الذي امر به يشوع. (28) واحرق يشوع عاي وجعلها تلا ابديا خرابا الى هذا اليوم. (29) وملك عاي علقه على الخشبة الى وقت المساء.وعند غروب الشمس امر يشوع فانزلوا جثته عن الخشبة وطرحوها عند مدخل باب المدينة واقاموا عليها رجمة حجارة عظيمة الى هذا اليوم (SVD)
ــــــــــــ
يشوع10 عدد29: ثم اجتاز يشوع من مقيدة وكل اسرائيل معه الى لبنة وحارب لبنة. (30) فدفعها الرب هي ايضا بيد اسرائيل مع ملكها فضربها بحد السيف وكل نفس بها.لم يبق بها شاردا وفعل بملكها كما فعل بملك اريحا. (31) ثم اجتاز يشوع وكل اسرائيل معه من لبنة الى لخيش ونزل عليها وحاربها. (32) فدفع الرب لخيش بيد اسرائيل فاخذها في اليوم الثاني وضربها بحد السيف وكل نفس بها حسب كل ما فعل بلبنة. (33) حينئذ صعد هورام ملك جازر لاعانة لخيش وضربه يشوع مع شعبه حتى لم يبق له شاردا (34) ثم اجتاز يشوع وكل اسرائيل معه من لخيش الى عجلون فنزلوا عليها وحاربوها (35) وأخذوها في ذلك اليوم وضربوها بحد السيف وحرّم كل نفس بها في ذلك اليوم حسب كل ما فعل بلخيش. (36) ثم صعد يشوع وجميع اسرائيل معه من عجلون الى حبرون وحاربوها (37) وأخذوها وضربوها بحد السيف مع ملكها وكل مدنها وكل نفس بها.لم يبق شاردا حسب كل ما فعل بعجلون فحرّمها وكل نفس بها (38) ثم رجع يشوع وكل اسرائيل معه الى دبير وحاربها. (39) وأخذها مع ملكها وكل مدنها وضربوها بحد السيف وحرّموا كل نفس بها.لم يبق شاردا.كما فعل بحبرون كذلك فعل بدبير وملكها وكما فعل بلبنة وملكها (40) فضرب يشوع كل ارض الجبل والجنوب والسهل والسفوح وكل ملوكها.لم يبق شاردا بل حرّم كل نسمة كما امر الرب اله اسرائيل. (SVD)
ـــــــــــــ
يشوع11 عدد11: وضربوا كل نفس بها بحد السيف.حرّموهم.ولم تبق نسمة.واحرق حاصور بالنار. (12) فاخذ يشوع كل مدن اولئك الملوك وجميع ملوكها وضربهم بحد السيف.حرمهم كما أمر موسى عبد الرب. (SVD)
يشوع11 عدد14: وكل غنيمة تلك المدن والبهائم نهبها بنو اسرائيل لانفسهم.واما الرجال فضربوهم جميعا بحد السيف حتى ابادوهم.لم يبقوا نسمة. (SVD)
يشوع11 عدد20: لانه كان من قبل الرب ان يشدد قلوبهم حتى يلاقوا اسرائيل للمحاربة فيحرّموا فلا تكون عليهم رأفة بل يبادوا كما أمر الرب موسى (SVD)
لاتنسى الرب محبة!!!
قضاة1 عدد5: ووجدوا ادوني بازق في بازق فحاربوه وضربوا الكنعانيين والفرزّيين. (6) فهرب ادوني بازق.فتبعوه وامسكوه وقطعوا أباهم يديه ورجليه. (SVD)
2أخبار36 عدد17: فاصعد عليهم ملك الكلدانيين فقتل مختاريهم بالسيف في بيت مقدسهم.ولم يشفق على فتى او عذراء ولا على شيخ او اشيب بل دفع الجميع ليده. (SVD)
إلهكم محبة ؟؟
قضاة9 عدد49: فقطع الشعب ايضا كل واحد غصنا وساروا وراء ابيمالك ووضعوها على الصرح واحرقوا عليهم الصرح بالنار.فمات ايضا جميع اهل برج شكيم نحو الف رجل وامرأة. (SVD)
إشعياء54 عدد16: هانذا قد خلقت الحداد الذي ينفخ الفحم في النار ويخرج آلة لعمله وانا خلقت المهلك ليخرب (SVD)
داوود والتمثيل بالجثث
2صموائيل4 عدد12: وأمر داود الغلمان فقتلوهما وقطعوا ايديهما وارجلهما وعلقوهما على البركة في حبرون.واما راس ايشبوشث فأخذوه ودفنوه في قبر ابنير في حبرون (SVD)
2صموائيل12 عدد30: واخذ تاج ملكهم عن راسه ووزنه وزنة من الذهب مع حجر كريم وكان على راس داود.واخرج غنيمة المدينة كثيرة جدا. (31) واخرج الشعب الذي فيها ووضعهم تحت مناشير ونوارج حديد وفؤوس حديد وامرّهم في اتون الآجرّ وهكذا صنع بجميع مدن بني عمون.ثم رجع داود وجميع الشعب الى اورشليم (SVD)
إشعياء13 عدد15: كل من وجد يطعن وكل من انحاش يسقط بالسيف. (16) وتحطم اطفالهم امام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نسائهم (17) هانذا اهيج عليهم الماديين الذين لا يعتدون بالفضة ولا يسرون بالذهب. (18) فتحطم القسي الفتيان ولا يرحمون ثمرة البطن.لا تشفق عيونهم على الاولاد. (SVD)


قتل الاطفال والرضع
g _^&#@_&#&#&# s
يشوع :6 عدد21: وحرّموا كل ما في المدينة من رجل وامرأة من طفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف. (SVD)
صموائيل 1 :15 عدد3: فالآن اذهب واضرب عماليق وحرموا كل ما له ولا تعف عنهم بل اقتل رجلا وامرأة.طفلا ورضيعا.بقرا وغنما.جملا وحمارا.
صموائيل 1 :15 عدد8: وامسك اجاج ملك عماليق حيّا وحرّم جميع الشعب بحد السيف. (SVD)
هوشع :13 عدد16: تجازى السامرة لأنها قد تمردت على الهها.بالسيف يسقطون.تحطم اطفالهم والحوامل تشقّ (SVD)
مزمور :137 عدد8: يا بنت بابل المخربة طوبى لمن يجازيك جزاءك الذي جازيتنا. (9) طوبى لمن يمسك اطفالك ويضرب بهم الصخرة (SVD)
إرميا :45 عدد4: هكذا تقول له.هكذا قال الرب.هانذا اهدم ما بنيته واقتلع ما غرسته وكل هذه الارض. (SVD)
اشعياء 13 عدد15: كل من وجد يطعن وكل من انحاش يسقط بالسيف. (16) وتحطم اطفالهم امام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نسائهم (17) هانذا اهيج عليهم الماديين الذين لا يعتدون بالفضة ولا يسرون بالذهب. (18) فتحطم القسي الفتيان ولا يرحمون ثمرة البطن.لا تشفق عيونهم على الاولاد. (SVD)
قتل وسرقة ونهب وبأمر الرب
تثنيه 2 عدد31: وقال الرب لي.انظر.قد ابتدأت ادفع امامك سيحون وأرضه.ابتدئ تملّك حتى تمتلك ارضه. (32) فخرج سيحون للقائنا هو وجميع قومه للحرب إلى ياهص. (33) فدفعه الرب الهنا امامنا فضربناه وبنيه وجميع قومه. (SVD)
تثنيه :2 عدد34: وأخذنا كل مدنه في ذلك الوقت وحرمنا من كل مدينة الرجال والنساء والأطفال.لم نبق شاردا. (35) لكن البهائم نهبناها لأنفسنا وغنيمة المدن التي اخذنا (36) من عر وعير التي على حافة وادي ارنون والمدينة التي في الوادي إلى جلعاد لم تكن قرية قد امتنعت علينا.الجميع دفعه الرب الهنا امامنا. (SVD)
تثنيه :3 عدد6: فحرمنها كما فعلنا بسيحون ملك حشبون محرمين كل مدينة الرجال والنساء والأطفال. (SVD)
تثنيه :3 عدد7: لكن كل البهائم وغنيمة المدن نهبناها لأنفسنا. (SVD)
أخبار 2 :21 عدد14: هو ذا يضرب الرب شعبك وبنيك ونسائك وكل مالك ضربة عظيمة. (SVD)
ملوك 9 عدد21: ابناؤهم الذين بقوا بعدهم في الارض الذين لم يقدر بنو اسرائيل ان يحرموهم جعل عليهم سليمان تسخير عبيد إلى هذا اليوم. (SVD)
2أخبار20 عدد25: فأتى يهوشافاط وشعبه لنهب اموالهم فوجدوا بينهم اموالا وجثثا وامتعة ثمينة بكثرة فاخذوها لانفسهم حتى لم يقدروا ان يحملوها وكانوا ثلاثة ايام ينهبون الغنيمة لانها كانت كثيرة. (SVD)
2أخبار28 عدد8: وسبى بني اسرائيل من اخوتهم مئتي الف من النساء والبنين والبنات ونهبوا ايضا منهم غنيمة وافرة واتوا بالغنيمة الى السامرة. (9) وكان هناك نبي للرب اسمه عوديد.فخرج للقاء الجيش الآتي الى السامرة وقال لهم.هوذا من اجل غضب الرب اله آبائكم على يهوذا قد دفعهم ليدكم وقد قتلتموهم بغضب بلغ السماء. (SVD)
نسب كاتب سفر حزقيال [ 9 : 5 ] للرب قوله :
(( اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ خَلْفَهُ وَاقْتُلُوا. لاَ تَتَرََّأفْ عُيُونُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. أَهْلِكُوا الشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. وَلَكِنْ لاَ تَقْرَبُوا مِنْ أَيِّ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ، وَابْتَدِئُوا مِنْ َقْدِسِي». فَابْتَدَأُوا يُهْلِكُونَ الرِّجَالَ وَالشُّيُوخَ الْمَوْجُودِينَ أَمَامَ الْهَيْكَلِ. 7وَقَالَ لَهُمْ: «نَجِّسُوا الْهَيْكَلَ وَامْلَأُوا سَاحَاتِهِ بِالْقَتْلَى، ثُمَّ اخْرُجُوا». فَانْدَفَعُوا إِلَى الْمَدِينَةِ وَشَرَعُوا يَقْتُلُون
يشوع8 عدد26: ويشوع لم يرد يده التي مدها بالمزراق حتى حرّم جميع سكان عاي. (27) لكن البهائم وغنيمة تلك المدينة نهبها اسرائيل لانفسهم حسب قول الرب الذي امر به يشوع. (28) واحرق يشوع عاي وجعلها تلا ابديا خرابا الى هذا اليوم. (SVD)

غير معرف يقول...

((((((((من أشهر النبوءات عن يسوع

إشعياء 7 عدد14: ولكن يعطيكم السيد نفسه آية.ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل. (SVD)
إشعياء 7 عدد15: زبدا وعسلا ياكل متى عرف ان يرفض الشر ويختار الخير. (SVD)
إشعياء 7 عدد16: لانه قبل ان يعرف الصبي ان يرفض الشر ويختار الخير تخلى الارض التي انت خاش من ملكيها (SVD)

يدعي أصدقائنا ان هذه العبارات السابقة في إشعياء هي نبؤة عن يسوع, ولكن ما علينا فقط إلا أن نكمل القليل من الفقرات من نفس السفر و نراجع الاصحاح رقم 8 وهو الاصحاح الذي يلي ذلك مباشرة لنرى أن النبؤة قد تحققت بالفعل قبل زمن يسوع بمئات السنين, كما أن يسوع لم يدعى أبداً إسمه عمانوئيل ولم يكن إسمه الله معنا أبداً وعلى العموم إقرأ باقي الفقرات في نفس الاصحاح السابع 17-25 أنقلها كما يلي
إشعياء 7 عدد17: يجلب الرب عليك وعلى شعبك وعلى بيت ابيك اياما لم تأتي منذ يوم اعتزال افرايم عن يهوذا اي ملك اشور. (18) ويكون في ذلك اليوم ان الرب يصفر للذباب الذي في اقصى ترع مصر وللنحل الذي في ارض اشور (19) فتأتي وتحل جميعها في الاودية الخربة وفي شقوق الصخور وفي كل غاب الشوك وفي كل المراعي. (20) في ذلك اليوم يحلق السيد بموسى مستأجرة في عبر النهر بملك اشور الراس وشعر الرجلين وتنزع اللحية ايضا. (21) ويكون في ذلك اليوم ان الانسان يربي عجلة بقر وشاتين. (22) ويكون انه من كثرة صنعها اللبن يأكل زبدا فان كل من أبقي في الارض يأكل زبدا وعسلا. (23) ويكون في ذلك اليوم ان كل موضع كان فيه الف جفنة بالف من الفضة يكون للشوك والحسك. (24) بالسهام والقوس يؤتى الى هناك لان كل الارض تكون شوكا وحسكا. (25) وجميع الجبال التي تنقب بالمعول لا يؤتى اليها خوفا من الشوك والحسك فتكون لسرح البقر ولدوس الغنم (SVD)
الفقرات الماضية هي باقي الإصحاح السابع بداية من الفقرة 17 إلى الفقرة 25 كما ترون فبالله عليكم هل لهذا الكلام أي علاقة بيسوع ؟؟ هل فعل يسوع أي من هذه الافعال التي تكمل باقي النبؤة ؟؟؟ هل الرب صفر للذباب الذي في أقصى ترع مصر ؟؟ وهل حل الذباب في عهد يسوع في الاودية الخربة وشقوق الصخور وفي كل غاب الشوك وفي المراعي ؟؟ وهل حلق السيد بموسى مستأجرة في عبر النهر بأشور الرؤوس والرجلين واللحية ؟؟ هل حدث أي من هذا في عصر يسوع ؟؟؟
وعلى العموم انا أدعوك أن تقرأ الآن الفقرات في إشعياء الإصحاح الثامن أنقل منه ما يلي :
إشعياء 8 عدد3: فاقتربت الى النبية فحبلت وولدت ابنا.فقال لي الرب ادعو اسمه مهير شلال حاش بز. (SVD)
إشعياء 8 عدد4: لانه قبل ان يعرف الصبي ان يدعو يا ابي ويا امي تحمل ثروة دمشق وغنيمة السامرة قدام ملك اشور (SVD)
إشعياء 8 عدد10: تشاوروا مشورة فتبطل.تكلموا كلمة فلا تقوم.لان الله معنا. (SVD)
إشعياء 8 عدد7: لذلك هوذا السيد يصعد عليهم مياه النهر القوية والكثيرة ملك اشور وكل مجده فيصعد فوق جميع مجاريه ويجري فوق جميع شطوطه (SVD)
إشعياء 8 عدد8: ويندفق الى يهوذا.يفيض ويعبر.يبلغ العنق ويكون بسط جناحيه ملء عرض بلادك يا عمانوئيل (SVD)
ألا ترى هنا أن النبؤة قد تحققت وهي واضحة جداً للعيان ولا يحتاج الأمر أن نلصق نبؤات لنركبها على مزاجنا لتناسب أهوائنا ؟؟ قارن النصوص والأفعال في كلا النصين خاصة أن ذلك السفر يتبع السفر السابق مباشرة وهو يحكي في موضوع واحد وليس فيه أي إشارة للمستقبل البعيد ولكن هو قول تبعه فعل مباشرة كما يتضح لك , فهل النبؤة كانت عن يسوع أم أنها تحققت في نفس الزمان وفي إطار نفس الاحداث ؟؟ وبالتأكيد أنت تعلم أن القوم يتعلقون كعادتهم دائماً بأذيال الكلام وليس لهم سند يستندون عليه وقد تعلقوا بلفظة هاهي العذراء تحبل وتلد ابنا وفسروا العذراء أنها أم يسوع ولكن المشكلة أن اللفظ في النسخة الأصلية والتي ترجم منها إلى العربية لا يعني أبداً عذراء وإنما اللفظ وارد بمعنى المرأة الصغيرة وليس فيه أي إشارة لعذريتها !!!! وفي التراجم اليونانية الثلاث ترجمة أيكوئلا سنة 129م , وترجمة تهيودشن سنة 175م , وترجمة سميكس سنة 200 م , ترجمتها بالإمرأة الشابة ولا إشارة أبداً كونها عذراء أو غير عذراء , فلماذا وضعها أصدقائنا أنها عذراء بخلاف الحقيقة في النصوص الأصلية ؟
والقصة باختصار أن أرام وفاقاح ملك إسرائيل جاءا إلى أورشليم لمحاربة آحاز بن يوثان ملك يهوذا , فخاف خوفاً شديداً من إتفاقهما , فأوحى الله إلى إشعياء أن تقول للتخفيف عن آحاز وتسليته : لا تخف فإنهما لا يقدران عليك وستزول مملكتهما , وبين علامة خراب ملكهما أن إمرأة شابة تحبل وتلد إبناً وتصير أرض هذين الملكين خراباً قبل أن يعرف ويميز هذا الصبي المولود الخير من الشر , وقد ثبت أن أرض فاقاح قد خربت في مدة إحدى وعشرين عاماً من هذه النبوءة , فلا بد أن يولد إبن قبل هذه المدة وتخرب الأرض قبل أن يميز , وعيسى عليه السلام ولد بعد هذه النبوءة بمدة 721سنة من خرابها ,
بالطبع أنت الآن تتعجب وتقول لماذا إذاً نسبوا الأمر أنه نبوؤة بيسوع !!!
أريد أن أسأل أي نصراني ما معنى(مهير شلال حاش بز ) إسألوهم حتى تكتمل النبؤة .. هل تدرون ما معنى مهير شلال حاش بز الواردة في النبؤة والتي سمي بها المولود الذي سيولد من المرأة الصغيرة ؟؟ هل تعلمون ؟؟ الترجمة هي ( أسرع إلى السلب .. أسرع إلى النهب ) هل علمتم لماذا لم يترجموا هذه العبارة في النسخة العربية ؟؟ هل تأكدتم أن النبؤة لم تكن عن يسوع ؟
هل ليسوع تمثال في الكنائس ؟؟
تثنية4 عدد15: فاحتفظوا جدا لانفسكم.فانكم لم تروا صورة ما يوم كلمكم الرب في حوريب من وسط النار. (16) لئلا تفسدوا وتعملوا لانفسكم تمثالا منحوتا صورة مثال ما شبه ذكر او انثى (17) شبه بهيمة ما مما على الارض شبه طير ما ذي جناح مما يطير في السماء (SVD)
تثنية5 عدد8: لا تصنع لك تمثالا منحوتا صورة ما مما في السماء من فوق وما في الارض من اسفل وما في الماء من تحت الارض. (SVD)
تثنية27 عدد15: ملعون الانسان الذي يصنع تمثالا منحوتا او مسبوكا رجسا لدى الرب عمل يدي نحات ويضعه في الخفاء.ويجيب جميع الشعب ويقولون آمين. (SVD)
مسحت ملكي على صهيون ـ أنت ابني أنا اليوم ولدتك
من المزامير المزمور الثاني 2 عدد6- 12 أنقلها كما يلي :
مزمور 2 عدد6: اما انا فقد مسحت ملكي على صهيون جبل قدسي (7) اني اخبر من جهة قضاء الرب.قال لي انت ابني.انا اليوم ولدتك (8) اسألني فاعطيك الامم ميراثا لك واقاصي الارض ملكا لك. (9) تحطمهم بقضيب من حديد.مثل اناء خزّاف تكسّرهم (10) فالآن يا ايها الملوك تعقلوا.تأدبوا يا قضاة الارض. (11) اعبدوا الرب بخوف واهتفوا برعدة. (12) قبّلوا الابن لئلا يغضب فتبيدوا من الطريق لانه عن قليل يتقد غضبه.طوبى لجميع المتكلين عليه (SVD)
يدعي النصارى أن هذه الفقرات هي نبوءة عن يسوع ولكن لنا عدة أسئلة في هذا الأمر حتى نرى هل النبؤة منطبقة على يسوع أم لا .
لو فرضنا جدلاً أن هذه النبؤة عن يسوع كما تدعون فهل الله Iولد يسوع ؟؟ أعني هل الله Iيلد ؟؟
وهل كل إبن الله معناها المولود من الله أي أن الله انتجه بطريقة الولادة ؟
هل أعطيت الامم ميراثاً له وأقاصي الارض ملكاً ليسوع ؟
هل يسوع حطم الأمم بقضيب من حديد ؟ هل كسرهم مثل إناء خزف ؟
هل المسيح كان ملكاً على صهيون ؟؟
هل كلمة مسيح الرب تطلق على المسيح فقط أم على كل من مسحه الله Iملكاً على اليهود ؟
من كاتب هذه الفقرات ؟؟ إذا كان داوود هو كاتبها إذاً فالكلام لداوود وليس ليسوع , لأن الفقرات تقول (( قال لي أنت إبني أنا اليوم ولدتك ,,,إسألني فاعطيك الامم .. وهكذا )) لو أن الكلام نبؤة عن يسوع لقال (( قال له أنت إبني ,,, ولم يقل قال لي )) ولم يقل إسألني أعطيك ,, أليس هذا هو المنطق والعقل ؟؟ لو كانت هذه نبؤة عن يسوع فيجب أن يكون يسوع هو قائل هذه الكلمات حتى يستقيم الامر وحتى نقبل لفظ ( أنت إبني اليوم ولدتك) ( قال لي) ( وإسألني أعطيك) وهكذا , ولكن الكلام كله من بين كاتب الكلمات وبين من يقول له أنت إبني ,, فيا من تقولون أنها نبؤة أعطوني شئ واحد في هذه الكلمات ينطبق على يسوع ولا ينطبق على غيره الكثير ,, هذا إن كان فيه أي إشارة ليسوع أساساً . AYOOP2
إن هذه الفقرات ولا شك عن داوود وراجع المزمور رقم 18 ثمانية عشر كل الأوصاف تنطبق على داوود وقارن في المزمور الثاني الذي يدعون أن الكلام فيه عن يسوع هكذا في الفقرة السادسة :
مزمور2 عدد6: اما انا فقد مسحت ملكي على صهيون جبل قدسي (SVD)
أما في المزمور الثامن عشر الفقرة خمسين 18 عدد50 فهو يؤكد أن الكلام على داود فيقول :
مزمور18 عدد50: برج خلاص لملكه والصانع رحمة لمسيحه لداود ونسله الى الابد (SVD)
وفي المزمور الثاني الفقرة الثامنة والتاسعة على التوالي يقول 2 عدد8-9 كما يلي :مزمور2 عدد8: اسألني فاعطيك الامم ميراثا لك واقاصي الارض ملكا لك. (9) تحطمهم بقضيب من حديد.مثل اناء خزّاف تكسّرهم (SVD)
ولو راجعنا المزمور الثامن عشر الفقرات من 18 عدد37,38,43 , 47 لتأكد لكل عاقل أن الكلام بعينه عن داود ولا شك أبداً في ذلك فأنظر الفقرات كما نقلتها لك :
مزمور18 عدد43: تنقذني من مخاصمات الشعب.تجعلني راسا للامم.شعب لم اعرفه يتعبد لي. (SVD)
مزمور18 عدد47: الاله المنتقم لي والذي يخضع الشعوب تحتي (SVD)
مزمور18 عدد37: اتبع اعدائي فادركهم ولا ارجع حتى افنيهم. (38) اسحقهم فلا يستطيعون القيام.يسقطون تحت رجليّ (SVD)
هل الكلام هنا عن داوود أم يسوع المصلوب المضروب المبصوق في وجهه الذي عراه اليهود و الذي لم يستطيع حتى أن يدافع عن نفسه ؟؟
مزمور45 عدد17: اذكر اسمك في كل دور فدور.من اجل ذلك تحمدك الشعوب الى الدهر والابد (SVD)
إشعياء43 عدد1: والآن هكذا يقول الرب خالقك يا يعقوب وجابلك يا اسرائيل .لا تخف لاني فديتك.دعوتك باسمك.انت لي. (SVD)
وحتى تتأكد أنه يتحدث عن داوود أو عن شعب إسرائيل بصفة عامة فهاك الدليل
هوشع11 عدد1: لما كان اسرائيل غلاما احببته ومن مصر دعوت ابني. (SVD)
وحتى لا يلصق أحد هذه النبوءة أيضاً بيسوع فقد جاءت في طبعة سنة 1811م هكذا : (( إن إسرائيل منذ كان طفلاً أنا أحببته ومن مصر دعوت أولاده )) فهنا يقصد الفضل الذي مَنَّ الله به على شعب إسرائيل عند إخراجه من مصر , وقد حرف مترجم العربية مرة أخرى في طبعة سنة 1844م هكذا : (( إسرائيل صبيي وأحببته , ومن مصر دعوت إبني )) وفي طبعة سنة 1865 م وما بعدها هكذا : (( لما كان إسرائيل غلاماً أحببته ومن مصر دعوت إبني )) .
فحتى إن حرف أصدقائنا كما هو معتاد منهم وكما تدفعهم جيناتهم الوراثية فإن الفقرة 11 عدد2 التي تليها مباشرة تكذب هذا التحريف والكذب لا بد أن يظهر ويتضح .

هوذا فتاي الحبيب
g _^&#@_&#&#&# s
أنقل من متى 12 عدد17-18 إحدى نبوءات متى التي يدعي فيها أنها موجودة عن يسوع في العهد القديم فأنقلها كما يلي : متى12 عدد17: لكي يتم ما قيل باشعياء النبي القائل. (18) هوذا فتاي الذي اخترته حبيبي الذي سرّت به نفسي.اضع روحي عليه فيخبر الامم بالحق. (SVD)
والفقرة التي يقصدها متى هي في كتاب إشعياء الإصحاح 42 عدد1 وأنقلها كما يلي :
إشعياء42 عدد1: هوذا عبدي الذي اعضده مختاري الذي سرّت به نفسي.وضعت روحي عليه فيخرج الحق للامم. (SVD)
الآن بعد مطالعة النص في إشعياء كما رأيتم فليس أمامنا سوى إختياران ,,,
أولهما : إما أن يكون متى كاذب ومُدَلِس وأراد أن يخدع الناس بتبديل كلمة( عبدي ) ووضع مكانها ( فتاي ) وبدل كلمة ( يخرج الحق للأمم فوضع ) مكانها ( فيخبر الأمم بالحق ) وهذا مُشّتَهِر عند متى كما قال من قبل أن داوود أكل خُبْز التقدمة هو ومن معه في عهد أخيمالك بينما داوود كان وحيداً ولم يكن معه احد, وكما حكى لنا قصة قيام القديسين من الأموات عند صلب يسوع وهي القصة التي كَذَّبَها كل المحققين في الكتاب المقدس بل وكذبتها كل الروايات الواردة في الكتاب المقدس وتؤكد الروايات أن يسوع هو باكورة القائمين من الأموات وكذبها أيضاً باقي كتبة الأناجيل الأخرى .
والثاني أن يكون النص في إشعياء محرف وكان النص الحقيقي هو فتاي ثم حوله اليهود إلى عبدي .
فأي الاختياران صحيح ؟؟ وهل هي نبؤة عن يسوع فعلا ؟؟ سأصدقك أنها نبؤة عن يسوع سأوافقك في هذا الامر ...... لكن يجب أن نأخذ النبؤة من مصدرها أليس كذلك ؟؟ مصدر النبؤة هو إشعياء وإشعياء يقول عبدي ... فهل يسوع هو عبد أم رب ؟؟ المصيبة يا قوم أن يسوع نفسه لم يقل أبداً ولا مرة أنه رب معبود أو إله فمن أين تأتون بهذا الكلام ؟؟؟ والسؤال هو لماذا غير متى عمداً كلمة عبدي إلى فتاي ؟؟ ثم إن متى لم ينقل النص بأمانة فقد غير أيضاً في آخر النص من( كلمة يخرج الحق للأمم )إلى (فيخبر الأمم بالحق ) فلماذا يفعل متى هذا ؟؟
النقطة الثانية هو سؤال بسيط جداً لماذا لا يكون هذا النص نبوءة عن الرسول محمد rفمن المعروف أنه كان عبداً لله ووصْف أضع عليه روحي هو روح الله I جبريل uوأنه أخرج الحق للأمم فأبطل كل شِرْك بالله Iوأخرج للناس العقيدة الصحيحة وإذا أردت أن تتأكد من كلامي فإليك نص النبوءة كاملاً ولك أنت الحكم على ما ستقرأ في إشعياء الإصحاح 42 عدد1-21
إشعياء42 عدد1:هوذا عبدي الذي اعضده مختاري الذي سرّت به نفسي.وضعت روحي عليه فيخرج الحق للامم. (2) لا يصيح ولا يرفع ولا يسمع في الشارع صوته. (3) قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة خامدة لا يطفئ.الى الامان يخرج الحق. (4) لا يكل ولا ينكسر حتى يضع الحق في الارض وتنتظر الجزائر شريعته (5) هكذا يقول الله الرب خالق السموات وناشرها باسط الارض ونتائجها معطي الشعب عليها نسمة والساكنين فيها روحا. (6) انا الرب قد دعوتك بالبر فامسك بيدك واحفظك واجعلك عهدا للشعب ونورا للامم (7) لتفتح عيون العمي لتخرج من الحبس المأسورين من بيت السجن الجالسين في الظلمة (8) انا الرب هذا اسمي ومجدي لا اعطيه لآخر ولا تسبيحي للمنحوتات. (9) هوذا الاوليات قد اتت والحديثات انا مخبر بها.قبل ان تنبت اعلمكم بها. (10) غنوا للرب اغنية جديدة تسبيحه من اقصى الارض.ايها المنحدرون في البحر وملؤه والجزائر وسكانها. (11) لترفع البرية ومدنها صوتها الديار التي سكنها قيدار.لتترنم سكان سالع.من رؤوس الجبال ليهتفوا. (12) ليعطوا الرب مجدا ويخبروا بتسبيحه في الجزائر. (13) الرب كالجبار يخرج.كرجل حروب ينهض غيرته.يهتف ويصرخ ويقوى على اعدائه (SVD)
إشعياء42 عدد21: الرب قد سرّ من اجل بره.يعظّم الشريعة ويكرمها. (SVD)
من غير الرسول rمن الأنبياء لا يكل ولا ينكسر حتى يضع الحق في الأرض وله شريعة جديدة أكرمها فوضع الحق في الأرض ونشر الشريعة في كل البلاد,, من غيره ؟؟ إن الله Iأمرنا أن نجاهد لنشر دين الحق ونشر الشريعة وإن يسوع قال ما أرسلت إللا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة كما في متى 15 عدد24:فاجاب وقال لم أرسل الا الى خراف بيت اسرائيل الضالة. (SVD) والنص هنا يقول أجعلك عهداً للشعب ونوراً للأمم والرسول محمد rأُرسل إلى الناس كافة كما يقول القرآن ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (28) سبأ,, ويقول الله I((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) الأنبياء ويقول في إشعياء أنه يفتح عيون العمي ويخرج من الحبس المأسورين ويصفهم بأنهم جالسين في الظلمة والله Iيقول في القرآن مخطاباً الرسول rأنه يخرج الناس من الظلمات إلى النور فيقول : (( الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1) سورة إبراهيم
ويقول عز وجل (رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً (11) الطلاق
وقال عز وجل واصفاً الذين ضلوا من الناس وتاهوا عن شريعة رب العالمين بأنهم في الظلمات (((وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (39)الانعام ,, فهذا بلا جدال وصف الرسول rولا يوجد عاقل ينكر أن هذه كانت من صفاته ويسوع لم يأت لعبدة الأصنام ولكنه جاء لليهود والرسول rأول ما خاطب خاطب الكفار عبدة الأصنام وإشعيا يقول إسمي ومجدي لا أعطيه لآخر ولا للمنحوتات أي الأصنام المنحوتة من الحجر كما يقول التفسير , ويقول واصفاً إياه هذه الأوليات قد أتت والحديثات أنا مخبر بها والرسول rهو من أخبر عن أنباء الأمم الأولى وأخبر عن نفاذ سنة الله Iفي الكون فحكى عن عاد وثمود وعن قوم نوح ولوط وصالح ويونس وعن قوم إبراهيم وعن قوم فرعون وهو من نبأ عن ما سيأتي من الأمور فتحققت نبوءاته r وما زالت تتحقق , وإشعيا يطالب بتسبيح الرب تسبيحاً جديدا وهذا مالا ينطبق إلا على على أمة الإسلام فنحن أكثر أهل الأرض تسبيحاً لله ولم تسبقنا أمة في أن يكون التسبيح لله فرضاً عليها كل يوم أكثر من مائة مرة في الصلوات الخمس وهذا في الفرائض فقط من الصلوات ويليها تسبيح الله Iأكثر من ثلاثة وثلاثين مرة بعد كل صلاة هذا فقط في الفرائض ولم أقل في السنة عن الرسول rوهذا تسبيح جديد لم تسبقنا به أمة من الأمم ويأمرنا الله Iويأمر نبيه في القرآن بالتسبيح فيقول سبحانه ((وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ (49) الطور , ويقول ((فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130) طه ,, ويقول عز وجل ((فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) الحجر ,, ويقول سبحانه وتعالى ((وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً (58) الفرقان , وهناك العشرات من الآيات في القرآن تأمرنا بالتسبيح فظهر يقيناً أنه لا أمة أمرت بالتسبيح كما أمرنا نحن ولم يفرض على أمة تسبيحاً جديداً غير أمة محمد r, أما قول إشعياء إشعياء42 عدد11:لترفع البرية ومدنها صوتها الديار التي سكنها قيدار.لتترنم سكان سالع.من رؤوس الجبال ليهتفوا. (SVD) فهذا مما لا يدع أي مجالاً للشك بعد الآن أن المقصود بتلك النبوءة إلا الرسول محمد وأمته وذلك أن رجال بني قيدار هم ربيعة ومضر أبناء عدنان وهما جميعا من ولد قيدار بن إسماعيل والعرب كلهم من بني عدنان وبني قحطان فعدنان أبو ربيعة ومضر وأنمار من ولد إسماعيل باتفاق الناس وأما قحطان فقيل هم من ولد إسماعيل وقيل هم من ولد هود ومضر ولد إلياس بن مضر وقريش هم من ولد إلياس بن مضر وهوازن مثل عقيل وكلاب وسعد بن بكر وبنو نمير وثقيف وغيرهم هم من ولد إلياس بن مضر * وهؤلاء انتشروا في الأرض فصار لهم أرض الشام والجزيرة ومصر والعراق وغيرها حتى إنهم لما سكنوا الجزيرة بين الفرات ودجلة سكنت مضر في حران وما قرب منها فسميت ديار مضر وسكنت ربيعة في الموصل وما قرب منها فسميت ديار ربيعة , فهذا تصريح بأن هذه النبوءة لا تنطبق على أي أمة غير الرسول وأمته بلا منازع فكيف يقولون أنها عن يسوع ؟؟ أما عن قول إشعياء إشعياء42 عدد13: الرب كالجبار يخرج.كرجل حروب ينهض غيرته.يهتف ويصرخ ويقوى على اعدائه (SVD) وهذا تصريح آخر بأنه عن أمة محمد الأمة التي جاهدت وحاربت لتعلي كلمة لا إله إلا الله وتعلوا الشريعة فوق كل شريعة للباطل ولا أعتقد أن أصدقائنا النصارى يخالفوني في هذا الأمر وأعتقد أن يسوع لم يحارب ولم يخرج بالرب كرجل حروب ينهض غيرته ولم يقوى على أعدائه فالنصارى يسموننا أمة الحرب والجهاد فهي بعيدة كل البعد عن يسوع الذي مات مصلوباً مقهوراً مغلوباً على أمره وسيق كشاة إلى الذبح لم يفتح فاه كما يقول كتابهم إنما الأهم في تلك النبؤة هو قول إشعياء إشعياء42 عدد21: الرب قد سرّ من اجل بره.يعظّم الشريعة ويكرمها. (SVD) من المعروف عن النصارى أنه ليس عندهم شريعة وقد تركوا شريعة موسى وإعتبروها موتاً للجسد ولم تعظم الشريعة أمة بعد أمة موسى غير أمة الإسلام والنبي محمد rوباتفاق النصارى فهم لا يتبعون شريعة موسى شريعة اليهود إنما إعتبروا موت يسوع هو خلاصاً لهم من لعنة الناموس والشريعة فمَن مِن الناس يقول أن هذه النبوءة عن يسوع وليست عن الرسول محمد ؟ فليأت بدليل إن كان من الصادقين .

نبوؤة إشعياء كشاة سيق إلى الذبح
g _^&#@_^&#@#&#&#&# s
يدعي المنصرين أن هذا النص الذي سأضعه هو نبؤة عن يسوع وهو وارد في إشعياء 53 عدد7 كما يلي :
إشعياء:53:7: ظلم اما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق الى الذبح وكنعجة صامتة امام جازيها فلم يفتح فاه. (SVD)
طبعاً تتسائل عن ردي على هذا الكلام وما وجه إعتراضي عليه ؟ هههه  هههه فقط كل ما أطلبه منك هو أن تقرأ بعض الفقرات قبله وبعض الفقرات بعده لتعلم هل الصفات والكلام الوارد في هذا النص تنطبق على يسوع ام ان المنصرين تاهو وبدأوا يُخرفون ولا يجدوا اي شئ يثبتوا به قصة الخرافة المسماة الصلب والفداء فقط إقرأ العبارات وبعدها إرفع حاجبيك لأعلى وأقطب جبينك وإفتح فاك وعيناك من شدة العجب وقل كيف ينطبق هذا النص على يسوع؟؟ في إشعياء الإصحاح 53 عدد1-14أنقل ما يلي :
1. من صدق خبرنا ولمن استعلنت ذراع الرب. 2 نبت قدامه كفرخ وكعرق من ارض يابسة لا صورة له ولا جمال فننظر اليه ولا منظر فنشتهيه. 3 محتقر ومخذول من الناس رجل اوجاع ومختبر الحزن وكمستر عنه وجوهنا محتقر فلم نعتد به. 4. لكن احزاننا حملها واوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مصابا مضروبا من الله ومذلولا. 5 وهو مجروح لاجل معاصينا مسحوق لاجل آثامنا تاديب سلامنا عليه وبحبره شفينا.
6 كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد الى طريقه والرب وضع عليه اثم جميعنا ظلم. 7 . اما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق الى الذبح وكنعجة صامتة امام جازيها فلم يفتح فاه. 8 من الضغطة ومن الدينونة أخذ.وفي جيله من كان يظن انه قطع من ارض الاحياء انه ضرب من اجل ذنب شعبي. 9 وجعل مع الاشرار قبره ومع غني عند موته.على انه لم يعمل ظلما ولم يكن في فمه غش. 10. اما الرب فسرّ بان يسحقه بالحزن.ان جعل نفسه ذبيحة اثم يرى نسلا تطول ايامه ومسرة الرب بيده تنجح.
11 من تعب نفسه يرى ويشبع.وعبدي البار بمعرفته يبرر كثيرين وآثامهم هو يحملها.
12 لذلك اقسم له بين الاعزاء ومع العظماء يقسم غنيمة من اجل انه سكب للموت نفسه وأحصي مع أثمة وهو حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين.
13. هوذا عبدي يعقل يتعالى ويرتقي ويتسامى جدا.
14 كما اندهش منك كثيرون.كان منظره كذا مفسدا اكثر من الرجل وصورته اكثر من بني آدم. 15 هكذا ينضح امما كثيرين.من اجله يسد ملوك افواههم لانهم قد ابصروا ما لم يخبروا به وما لم يسمعوه فهموه

يقول في الفقرة الثانية نبت قدامه كفرخ فهل يسوع كفرخ ؟ ويقول في نفس الفقرة لا صورة له ولا جمال ولا منظر فننظر إليه هل يسوع كان بلا صورة ولا جمال ولا منظر ؟ في الفقرة الثالثة يقول أنه محتقر ومخذول من الناس ! ويسوع لم يكن محتقر ولا مخذول ولكن أتباعه كانوا بالآلاف كما هو وارد في الكتاب المقدس وقد كان يجوب المدن فيؤمن به كثيرون ويقولون له يا سيد ويامعلم وكانوا يقبلون قدمه فكيف كان محتقراً ومخذولاً ؟ لقد كان يسوع محبوباً مُبَجَّلاً من تلاميذه وأتباعه إلا من مجموعة قليلة من الكهنة واليهود فلماذا نقبل أنه كان موصوفاً بأنه مخذول ؟ الفقرة السادسة يقول أن الرب وضع عليه إثم جميعنا , ولربي إنه من الحماقة أن نصدق ذلك في الله Iفكيف نصف الله Iبأنه ظالم لدرجة أن يُحَّمِل عبده البار ذنب جميع البشر وليس ذنب آدم وحده ؟ إنهم هكذا يصفون الله Iبأنه ظالم قاسي القلب لا يعدل بين الناس فبدل أن يحمل كل إنسان ذنبه وخطيأته كما يقول الكتاب الأب لا يحمل من إثم الإبن والإبن لا يحمل من إثم الأب بر البار عليه يكون وشر الشرير عليه يكون , صار يسوع هو من يحمل كل الذنوب بدل الناس فهل هذا يُعقَل يا عباد الله ؟ في الفقرة السابعة يقول أنه سيق للذبح كشاة ولم يفتح فاه بينما لو راجعنا الأناجيل لوجدنا أنه كان يصلي ويدعوا وقد زاد تألمه ورفضه للصلب وقال على الصليب إيلي إيلي لما شبقتني ؟ ويقول هنا أنه مع الأشرار قبره فهل كان قبر يسوع مع الأشرار ؟؟ نعم يسوع صلب مع لصين كانا يعيرانه كما يقول رواة الأناجيل ولكن أحدهما تاب وهو على الصليب حسب قول الأناجيل والآخر لم يتب ثم أنه لم يدفن معهما أساساً فإقرا ما جاء في إنجيل لوقا23 عدد53 :وانزله ولفه بكتان ووضعه في قبر منحوت حيث لم يكن احد وضع قط. (SVD) ويقول كاتب إنجيل يوحنا 19 عدد41:وكان في الموضع الذي صلب فيه بستان وفي البستان قبر جديد لم يوضع فيه احد قط. (SVD) فأين أنه كان مع الأشرار قبره ؟إنه دفن وحيدا في قبر جديد فكيف تقولون أنه نبؤة عنه؟
يقول في الفقرة العاشرة يرى نسلاً تطول أيامة فهل رأى يسوع أي نسل وهل أنجب يسوع ؟؟ فهل ينطبق هذا النص عليه أيضا ؟
يقول في الفقرة الحادية عشر وهي الكارثة الكبرى للنصارى والتي يجب أن لا يذكروا هذا النص مرة أخرى بسببها, يقول من تعب نفسه يرى ويشبع ثم يقول (وعبــــــدي البار )فهل يسوع كان عبد أم رب أم إله أم أب أم إبن أم ماذا كان بالضبط ؟؟ أنتم تقولون أنه الله Iوالعياذ بالله فهل يقول عنه أنه عبد ؟؟ من المفروض الان أن تظهر عليكم الدهشة والتعجب !!!! النص ينطبق على يسوع تماماً فهو يقول عنه انه عبد ويقول عنه انه مع الاشرار قبره ويقول عنه انه يرى نسلاً تطول أيامه وييقول أنه لا منظر له ولا جمال كل هذه الاوصاف تنطبق على يسوع اليس هذا صحيحا؟؟ والكارثة أنه يقول انه كان منظره مفسدا اكثر من الرجل وصورته أكثر من بني آدم هل كان يسوع سئ المنظر إلى هذه الدرجة وشكله منفر أكثر من الرجل وأكثر من بني آدم ؟؟ . هوذا عبدي يعقل يتعالى ويرتقي ويتسامى جدا. 14 كما اندهش منك كثيرون.كان منظره كذا مفسدا اكثر من الرجل وصورته اكثر من بني آدم بالله عليكم هل هذا معقول انه عن يسوع المصلوب ؟؟

}نبوءة إرميا كما حكاها لوقا{
لوقا4 عدد17: فدفع اليه سفر اشعياء النبي.ولما فتح السفر وجد الموضع الذي كان مكتوبا فيه (18)روح الرب عليّ لانه مسحني لابشر المساكين ارسلني لاشفي المنكسري القلوب لانادي للمأسورين بالاطلاق وللعمي بالبصر وارسل المنسحقين في الحرية (19) واكرز بسنة الرب المقبولة. (20) ثم طوى السفر وسلمه الى الخادم وجلس.وجميع الذين في المجمع كانت عيونهم شاخصة اليه. (SVD)
لو قارن أي إنسان عاقل بين النص في إشعياء والنص الذي يحكيه لوقا لأدرك التدليس الذي يقع فيه الناس نتيجة هذا التحريف بالزيادة والنقصان وما عليك إلا أن تلاحظ ما هي الكلمات الناقصة والزائدة وحاول ان تفهم لماذا أنقصها كتبة الإنجيل أو بدلوها كل ما أطلبه من العقلاء أن يقارنوا النص في لوقا وفي إشعياء61 عدد1-2:
إشعياء61 عدد1:روح السيد الرب عليّ لان الرب مسحني لابشر المساكين ارسلني لاعصب منكسري القلب لانادي للمسبيين بالعتق وللماسورين بالاطلاق. (2) لانادي بسنة مقبولة للرب وبيوم انتقام لالهنا لأعزي كل النائحين (SVD)
هاهنا ليس أمامنا إلا إختياران أحلاهما مر :
أولاً :- إما أن لوقا مدلس كاذب يريد خداع الناس فحرف النص الوارد في إشعياء بهذه الطريقة وتذكر أنه رفع عمداً كلمة (وبيوم انتقام لالهنا ) وبالطبع السبب معروف لأنه لو ذكر هذا لما تمت هذه النبوءة على يسوع لأن يسوع جاء ليخلص وليس للإنتقام , فرفعت هذه الجملة عمداً من كتاب لوقا مع أنها موجودة في إشعياء هذا فضلاً عن باقي الإختلافات بين النصين فهذا إحتمال أن يكون لوقا هو الكذاب .
ثانياً :- أن النص الذي يشير إليه لوقا في إشعياء كان كما ذكره لوقا بالضبط ولكن اليهود حرفوه , ليظهروا لوقا كذاباً كما هو معروف , وأنا أعتقد أن هذا ليس صحيح لأن من يقرأ باقي الإصحاح 61 في إشعياء يدرك تماماً أن الكلام ليس له علاقة بيسوع لا من قريب ولا من بعيد , فأن يكون اليهود هم المحرفين في هذا النص فهذا ممتنع بشدة .
إفراته الصغيرة
متى 2 عدد6: { وانت يا بيت لحم ارض يهوذا لست الصغرى بين رؤساء يهوذا .لان منك يخرج مدبر يرعى شعبي اسرائيل.}
يستميت المنصرون ليقنعوا الناس أن هذا النص في إنجيل متى 2 عدد6 هو نبوءة عن يسوع من العهد القديم , لأن بيت لحم هي موطن المسيح ومخرجه والعهد القديم يقول أنه يخرج منها مدبر يرعى شعب إسرائيل , المشكلة أن المنصر حينما يتدحدث بهذه العبارات يتحدث وهو في قمة الثقة وفي قمة السعادة , معتقداً أنه قد وجد ضالته وحجته التي لا يرد عليه فيها أحد , وما أتعس المنصر إن وجد من يخرج له النص الأصلي من العهد القديم فيظهر للناس بطلان ما يحاول المنصر أن يدعيه , فلماذا لا أخرج في هذا الكتاب المتواضع نص العبارة الأصلية من العهد القديم ونلقي عليها مجرد نظرة بسيطة نرى ما فيها في سفر ميخا 5 عدد2-6 ا هكذا :
ميخا 5 عدد 2: { اما انت يا بيت لحم افراتة وانت صغيرة ان تكوني بين الوف يهوذا فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطا على اسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ ايام الازل.3 لذلك يسلّمهم الى حينما تكون قد ولدت والدة ثم ترجع بقية اخوته الى بني اسرائيل.4 ويقف ويرعى بقدرة الرب بعظمة اسم الرب الهه ويثبتون.لانه الآن يتعظم الى اقاصي الارض.5 ويكون هذا سلاما.اذا دخل اشور في ارضنا واذا داس في قصورنا نقيم عليه سبعة رعاة وثمانية من امراء الناس.6 فيرعون ارض اشور بالسيف وارض نمرود في ابوابها فينقذ من اشور اذا دخل ارضنا واذا داس تخومنا.}
وهكذا كما إعتدنا من كاتب إنجيل متى المجهول خاصة ومن الإنجيليين عامة أنهم يحرفون كلام العهد القديم أو يأخذون كلام مقتطع منه ويلفقون النبوءات عن يسوع حسب فهمهم أو توهمهم , إن مقارنة النصين يتضح منها عدة أمور منها :
أولاً : التحريف الواضح بين النصين فنص عبارة متى هكذا : (وانت يا بيت لحم ارض يهوذا لست الصغرى بين رؤساء يهوذا .لان منك يخرج مدبر يرعى شعبي اسرائيل ) بينما نص عبارة ميخا والتي إقتبس منها كاتب إنجيل متى هكذا : (اما انت يا بيت لحم افراتة وانت صغيرة ان تكوني بين الوف يهوذا فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطا على اسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ ايام الازل ) فالفرق شاسع بين العبارتين وبينهما من التناقض ما يجزم بتحريف أحدهما والأغلب أن عبارة متى هي المحرفة ,
متى يصف بيت لحم أرض يهوذا بأنها ليست الصغرى بينما في ميخا يصف بيت لحم إفراته بأنها صغيرة. ومتى يقول في عبارته بين رؤساء يهوذا , بينما العبارة الأصلية في ميخا هي بين ألوف يهوذا .
متى يقول ( منك يخرج مدبر يرعى شعبي إسرائيل ) , بينما العبارة الأصلية في ميخا تقول (فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطا على اسرائيل ).
ولا يغيب على لبيب عادة كاتب إنجيل متى في هذا الأمر وباقي الإنجيليين , هذا فضلاً عن أن أي إنسان يقرأ باقي عبارات ميخا ولو حتى إلى الفقرة السادسة يدرك أنها قطعاً لم يخطر على بال كاتب هذه العبارات في ميخا ولو في الرؤيا أو على سبيل الحظ والصدفة أن تنطبق منها كلمة واحدة على يسوع , فالذي نفهمه من عبارات سفر ميخا عدة أمور منها :
أنه من المستحيل أن يكون المقصود هو عيسى عليه السلام لأنه لم يكن يوماً متسلطاً على بني إسرائيل , بل تسلط عليه اليهود وأهانوه وضربوه بل بصقوا في وجهه وقتلوه كما يعتقد النصارى .
أن هذا الذي يتحدث عنه ميخا في نبوءته هو رجل محارب متسلط كما قلنا والمسيح لم يحارب ولم يحمل سيف ولم يكن له جيش ولم يغزو يوماً بل كان دافعاً للجزية .
أن نص النبوءة في الفقرة الخامسة هكذا : { ويكون هذا سلاما.اذا دخل اشور في ارضنا واذا داس في قصورنا نقيم عليه سبعة رعاة وثمانية من امراء الناس } فالمنتظر هذا هو يهدد الأشوريين إن دخلوا أرض بني إسرائيل وهذا لم يحدث بل كان اليهود تحت سلطة الرومان وما فعل المسيح شئ بل بأمر الوالي قتل وصلب .
ونص الفقرة السادسة هكذا { 6 فيرعون ارض اشور بالسيف وارض نمرود في ابوابها فينقذ من اشور اذا دخل ارضنا واذا داس تخومنا.} وأكتفي بهذه بلا تعليق عليها وللعقلاء أن يحكموا عقولهم .
وأقول هؤلاء حالهم كحال القائل هكذا :
دع المساجد للعباد تسـكنها ,,,,,,, ومِل بنا إلى خَمَّار ليسقينا
ما قال ربك ويلٌ لإلي سكرى ,,,,,,, بل قال ويــلُ للمصلينَ
بينما الآيات في كتاب الله هكذا : { فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5)} الماعون
وهذه عادة الإنجيليين كما هو معلوم يقتطعون النصوص إقتطاعاً ثم يحرفونها لتناسب أهوائهم فما تركوا عادتهم وما تخلوا عنها وإقتدى بهم من بعدهم فيها, فالله المستعان .

غير معرف يقول...

((((((((((مقالات تستحق القراءة))))))))))))))))))


المقالة الأولى

الرب وأنبياءه مستحقين للموت بحسب الكتاب المقدس !!!
متى يكون المرء مُستوجب للقتل بحسب الشريعة ؟
الجواب :
أولاً : إذا زنى رجل مع امرأة عقوبتهما الرجم حتى الموت طبقاً لما ورد في لاويين 20: 10 ، تثنية 22 عدد 24 وَإِذَا زَنَى رَجُلٌ مَعَ امْرَأَةٍ فَإِذَا زَنَى مَعَ امْرَأَةِ قَرِيبِهِ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ الزَّانِي وَالزَّانِيَةُ.
فإذا كان الزنى بين رجل وامرأة حكمهما الرجم حتى الموت ، فلنرى إذن ماذا يقول الكتاب المقدس عن الرب وأنبياءه :
اقرأ : نبى الله داود عليه السلام يزنى بجارته “امرأة أوريا” فى صموئيل الثانى : 11
اقرأ : رب الأرباب نفسه يسلم أهل بيت نبيه داود عليه السلام للزنى : هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيَضْطَجِعُ مَعَ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هَذِهِ الشَّمْسِ. لأَنَّكَ أَنْتَ فَعَلْتَ بِالسِّرِّ وَأَنَا أَفْعَلُ هَذَا الأَمْرَ قُدَّامَ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَقُدَّامَ الشَّمْسِ. صموئيل الثانى 12: 11-12
اقرأ : أمنون بن داود يزنى بأخته ثامار أخت أبشالوم بن داود فى صموئيل الثانى الإصحاح 13
اقرأ : نبى الله شمشون يذهب إلى غزة ورأى هناك امرأة زانية فدخل إليها .. قضاة 16عدد 1.
اقرأ : نبى الله حزقيال يشجع النساء على الزنى والفجور .. حزقيال 16عدد 33-34
اقرأ الرب يُصْلِعُ السَّيِّدُ هَامَةَ بَنَاتِ صِهْيَوْنَ وَيُعَرِّي الرَّبُّ عَوْرَتَهُنَّ. حزقيال 20عدد 25 وأيضاً إشعياء 3عدد 17
اقرأ الرب أوحى أن يفتشوا لداود عن فتاة عذراء لتنام فى حضنه لتدفئه : ولا أعلم هل هذه عقوبة؟ ولمن؟ أم مكافأة؟ ولمن؟ وَشَاخَ الْمَلِكُ دَاوُدُ. تَقَدَّمَ فِي الأَيَّامِ. وَكَانُوا يُغَطُّونَهُ بِالثِّيَابِ فَلَمْ يَدْفَأْ. فَقَالَ لَهُ عَبِيدُهُ: [لِيُفَتِّشُوا لِسَيِّدِنَا الْمَلِكِ عَلَى فَتَاةٍ عَذْرَاءَ، فَلْتَقِفْ أَمَامَ الْمَلِكِ وَلْتَكُنْ لَهُ حَاضِنَةً وَلْتَضْطَجِعْ فِي حِضْنِكَ فَيَدْفَأَ سَيِّدُنَا الْمَلِكُ ...ملوك الأول1عدد 1-2
اقرأ الرب يأمر هوشع أن يأخذ لنفسه امرأة زنى : ولا تتساءل إذا كان هذا تشجيعاً للزانيات أن يتمادين فى بغائهم ، فإن الرب سينصفهن وسيزوجهن من أنبياء وقضاة ؟ : أَوَّّلَ مَا كَلَّمَ الرَّبُّ هُوشَعَ قَالَ الرَّبُّ لِهُوشَعَ: «اذْهَبْ خُذْ لِنَفْسِكَ امْرَأَةَ زِنًى وَأَوْلاَدَ زِنًى لأَنَّ الأَرْضَ قَدْ زَنَتْ زِنًى تَارِكَةً الرَّبَّ!. فَذَهَبَ وَأَخَذَ جُومَرَ بِنْتَ دِبْلاَيِمَ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ لَهُ ابْناً...هوشع 1عدد 2-3
ثانياً : عند اللواط أو السحاق : عقوبتهما الموت ... طبقاً لما جاء في سفر اللاويين 18 عدد 22 ، عدد 29 (( وَلاَ تُضَاجِعْ ذَكَراً مُضَاجَعَةَ امْرَأَةٍ. إِنَّهُ رِجْسٌ. .. ... 29بَلْ كُلُّ مَنْ عَمِلَ شَيْئاً مِنْ جَمِيعِ هَذِهِ الرَّجَاسَاتِ تُقْطَعُ الأَنْفُسُ الَّتِي تَعْمَلُهَا مِنْ شَعْبِهَا ))
فإذا كان اللواط عقوبته الموت حسب الشريعة ، لنرى ماذا يقول الكتاب المقدس :
نبى الله نوح يسكر ويتعرى: وَشَرِبَ مِنَ الْخَمْرِ فَسَكِرَ وَتَعَرَّى دَاخِلَ خِبَائِهِ. 22فَأَبْصَرَ حَامٌ أَبُو كَنْعَانَ عَوْرَةَ أَبِيهِ وَأَخْبَرَ أَخَوَيْهِ خَارِجاً. 23فَأَخَذَ سَامٌ وَيَافَثُ الرِّدَاءَ وَوَضَعَاهُ عَلَى أَكْتَافِهِمَا وَمَشَيَا إِلَى الْوَرَاءِ وَسَتَرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا وَوَجْهَاهُمَا إِلَى الْوَرَاءِ. فَلَمْ يُبْصِرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا. 24فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ نُوحٌ مِنْ خَمْرِهِ عَلِمَ مَا فَعَلَ بِهِ ابْنُهُ الصَّغِيرُ 25فَقَالَ: «مَلْعُونٌ كَنْعَانُ. عَبْدَ الْعَبِيدِ يَكُونُ لإِخْوَتِهِ .. تكوين 9 عدد21-25
تُرى ما الذى فعله حام بأبيه؟ هل زنى بأبيه كما صرح بذلك بعض علماء اليهود وبعض قساوسة أمريكا ؟
ثالثاً : إذا زنى خطيب مع خطيبته : عقوبتهما الرجم حتى الموت .
إِذَا كَانَتْ فَتَاةٌ عَذْرَاءُ مَخْطُوبَةً لِرَجُلٍ فَوَجَدَهَا رَجُلٌ فِي المَدِينَةِ وَاضْطَجَعَ مَعَهَا 24فَأَخْرِجُوهُمَا كِليْهِمَا إِلى بَابِ تِلكَ المَدِينَةِ وَارْجُمُوهُمَا بِالحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَا. الفَتَاةُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهَا لمْ تَصْرُخْ فِي المَدِينَةِ وَالرَّجُلُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ أَذَل امْرَأَةَ صَاحِبِهِ. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ .. تثنية 22عدد 23 و 24
رابعاً : إذا زنت ابنة الكاهن ..عقوبتها تُحرق حية حتى الموت :
وَإِذَا تَدَنَّسَتِ ابْنَةُ كَاهِنٍ بِالزِّنَى فَقَدْ دَنَّسَتْ أَبَاهَا. بِالنَّارِ تُحْرَقُ ..لاويين 21عدد 9
خامساً : عند اغتصاب فتاة أو إغوائها سواء كانت مخطوبة أم متزوجة :
(( وَلكِنْ إِنْ وَجَدَ الرَّجُلُ الفَتَاةَ المَخْطُوبَةَ فِي الحَقْلِ وَأَمْسَكَهَا الرَّجُلُ وَاضْطَجَعَ مَعَهَا يَمُوتُ الرَّجُلُ الذِي اضْطَجَعَ مَعَهَا وَحْدَهُ. 26وَأَمَّا الفَتَاةُ فَلا تَفْعَل بِهَا شَيْئاً. ليْسَ عَلى الفَتَاةِ خَطِيَّةٌ لِلمَوْتِ بَل كَمَا يَقُومُ رَجُلٌ عَلى صَاحِبِهِ وَيَقْتُلُهُ قَتْلاً. هَكَذَا هَذَا الأَمْرُ. 27إِنَّهُ فِي الحَقْلِ وَجَدَهَا فَصَرَخَتِ الفَتَاةُ المَخْطُوبَةُ فَلمْ يَكُنْ مَنْ يُخَلِّصُهَا.)) [تثنية 22عدد 25-27]
سادساً : عند زواج (أو زنا) المحارم : عقوبتهما الحرق أحياء حتى الموت :
وَإِذَا اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ امْرَأَةِ أَبِيهِ فَقَدْ كَشَفَ عَوْرَةَ أَبِيهِ. إِنَّهُمَا يُقْتَلاَنِ كِلاَهُمَا. دَمُهُمَا عَلَيْهِمَا. 12وَإِذَا اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ كَنَّتِهِ فَإِنَّهُمَا يُقْتَلاَنِ كِلاَهُمَا. قَدْ فَعَلاَ فَاحِشَةً. دَمُهُمَا عَلَيْهِمَا. 13وَإِذَا اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ ذَكَرٍ اضْطِجَاعَ امْرَأَةٍ فَقَدْ فَعَلاَ كِلاَهُمَا رِجْساً. إِنَّهُمَا يُقْتَلاَنِ. دَمُهُمَا عَلَيْهِمَا. 14وَإِذَا اتَّخَذَ رَجُلٌ امْرَأَةً وَأُمَّهَا فَذَلِكَ رَذِيلَةٌ. بِالنَّارِ يُحْرِقُونَهُ وَإِيَّاهُمَا لِكَيْ لاَ يَكُونَ رَذِيلَةٌ بَيْنَكُمْ .. لاويين 20 عدد 11-14
وَإِذَا أَخَذَ رَجُلٌ أُخْتَهُ بِنْتَ أَبِيهِ أَوْ بِنْتَ أُمِّهِ وَرَأَى عَوْرَتَهَا وَرَأَتْ هِيَ عَوْرَتَهُ فَذَلِكَ عَارٌ. يُقْطَعَانِ أَمَامَ أَعْيُنِ بَنِي شَعْبِهِمَا. قَدْ كَشَفَ عَوْرَةَ أُخْتِهِ. يَحْمِلُ ذَنْبَهُ. .. .. .. 19عَوْرَةَ أُخْتِ أُمِّكَ أَوْ أُخْتِ أَبِيكَ لاَ تَكْشِفْ. إِنَّهُ قَدْ عَرَّى قَرِيبَتَهُ. يَحْمِلاَنِ ذَنْبَهُمَا. 20وَإِذَا اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ امْرَأَةِ عَمِّهِ فَقَدْ كَشَفَ عَوْرَةَ عَمِّهِ. يَحْمِلاَنِ ذَنْبَهُمَا. يَمُوتَانِ عَقِيمَيْنِ. 21وَإِذَا أَخَذَ رَجُلٌ امْرَأَةَ أَخِيهِ فَذَلِكَ نَجَاسَةٌ. قَدْ كَشَفَ عَوْرَةَ أَخِيهِ. يَكُونَانِ عَقِيمَيْنِ..... لاويين 20عدد 11 و12 و17و 19-21
فإذا كان كذلك ، فلنرى ماذا يقول الكتاب المقدس :
اقرأ : شكيم يزنى بابنة نبى الله يعقوب (دينة) (تكوين 24عدد 20
اقرأ : نبى الله لوط يسكر ويزنى بابنتيه: (( وَصَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي الْجَبَلِ وَابْنَتَاهُ مَعَهُ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَسَكَنَ فِي الْمَغَارَةِ هُوَ وَابْنَتَاهُ. 31وَقَالَتِ الْبِكْرُ لِلصَّغِيرَةِ: «أَبُونَا قَدْ شَاخَ وَلَيْسَ فِي الأَرْضِ رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ كُلِّ الأَرْضِ. 32هَلُمَّ نَسْقِي أَبَانَا خَمْراً وَنَضْطَجِعُ مَعَهُ فَنُحْيِي مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 33فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَ أَبِيهَا وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا. 34وَحَدَثَ فِي الْغَدِ أَنَّ الْبِكْرَ قَالَتْ لِلصَّغِيرَةِ: «إِنِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ الْبَارِحَةَ مَعَ أَبِي. نَسْقِيهِ خَمْراً اللَّيْلَةَ أَيْضاً فَادْخُلِي اضْطَجِعِي مَعَهُ فَنُحْيِيَ مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 35فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَيْضاً وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا 36فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أَبِيهِمَا. 37فَوَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوآبَ» -وَهُوَ أَبُو الْمُوآبِيِّينَ إِلَى الْيَوْمِ. 38وَالصَّغِيرَةُ أَيْضاً وَلَدَتِ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «بِنْ عَمِّي» - وَهُوَ أَبُو بَنِي عَمُّونَ إِلَى الْيَوْمِ.. تكوين19 عدد 30-38
اقرأ: نبى الله إبراهيم يتزوج من أخته لأبيه: تزوج نبى الله إبراهيم عليه السلام من سارة وهى أخته من أبيه (تكوين 20عدد 12) ؛ على الرغم من أن سفر اللاويين 18عدد 9 يحرم الزواج من الأخت للأب أو للأم!
اقرأ: نبى الله يهوذا عليه السلام يزنى بثامار زوجة ابنه: تكوين الإصحاح 38
اقرأ: نبى الله يعقوب يجمع بين الأختين: فقد تزوج ليئة وراحيل الأختين وأنجب منهما (تكوين 29عدد 23-30) ؛ ويحرم سفر اللاويين الجمع بين الأختين ...لاويين 18عدد 18
اقرأ: عمرام أبو نبى الله موسى يتزوج عمته : يقول سفراللاويبن 18 عدد 12 عورة أخت أبيك لا تكشف إنها قريبة أبيك )) ؛ إلا أن عمرام أبو نبى الله موسى قد تزوج عمته : (( وأخذ عمرام يوكابد عمته زوجة له فولدت له هارون وموسى ... الخروج 6 عدد 20
اقرأ: نبى الله رأوبين يزنى بزوجة أبيه بلهة: تكوين 35عدد 22 , 49 عدد 3-4
سابعاً : عند عبادة الأوثان : ( عقوبته الرجم حتى الموت :
(( تَرْجُمُهُ بِالحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ لأَنَّهُ التَمَسَ أَنْ يُطَوِّحَكَ عَنِ الرَّبِّ إِلهِكَ الذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ العُبُودِيَّةِ. 11فَيَسْمَعُ جَمِيعُ إِسْرَائِيل وَيَخَافُونَ وَلا يَعُودُونَ يَعْمَلُونَ مِثْل هَذَا الأَمْرِ الشِّرِّيرِ فِي وَسَطِكَ.)) [تثنية 13عدد 1-11]
فإذا كان عبادة الاوثان عقوبتها الرجم حتى الموت ، فلنقرأ ماذا يقول الكتاب المقدس عن رجال الله المختارين :
اقرأ : نبى الله هارون يعبد العجل ويدعوا لعبادته: خروج 32عدد 1-6
اقرأ : نبى الله سليمان يعبد الأوثان: فَغَضِبَ الرَّبُّ عَلَى سُلَيْمَانَ لأَنَّ قَلْبَهُ مَالَ عَنِ الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي تَرَاءَى لَهُ مَرَّتَيْنِ، وَأَوْصَاهُ فِي هَذَا الأَمْرِ أَنْ لاَ يَتَّبِعَ آلِهَةً أُخْرَى. فَلَمْ يَحْفَظْ مَا أَوْصَى بِهِ الرَّبُّ....... لملوك الأول 11عدد 9-10
اقرأ: زوجة نبى الله سليمان مقلة ابنة أبشالوم عملت تمثالاً لسارية: (ملوك الأول 15عدد 13 و أخبار الأيام الثانى 15عدد 16
اقرأ: نبى الله جدعون يبنى مذبحاً لغير الله ويُضلِّل بنى إسرائيل: (قضاة 8عدد 24-27
اقرأ: نبى الله آحاز يعبد الأوثان ملوك الثانى16عدد 2-4،وأيضاً أخبارالأيام الثانى28عدد 2-4
اقرأ: نبى الله يربعام يعبد الأوثان: ملوك الأول 14عدد 9
اقرأ: نبى الله بعشا بن يربعام يعبد الأوثان ...ملوك الأول 15عدد 33-34
اقرأ: نبى الله يفتاح الجلعادى يقدم أضحية للأوثان ...قضاة 11عدد 30-31
اقرأ: نبى الله أخاب بن عُمرى يعبد البعل ويسجد له ... ملوك الأول 16 عدد 31-33
اقرأ: نبي الله يهورام يعبد العجل ...ملوك الثاني 3عدد 1-25
اقرأ: نبي الله أمصيا يعبد الأوثان (أخبار الأيام الثاني 25عدد 14
رب الأرباب نفسه يدعو لعبادة الأوثان : فبعد أن وصف سليمان بأنه عابد للأوثان ، وأنه كفر في آخر أيامه ، مجَّده مرات : بأن حفظ الكتب التي تُنسب إليه داخل الكتاب المقدس ، ومنها نشيد الإنشاد، ومجده في عهده الجديد ووصفه بالعظيم، فهل هذه قدوة يدعونا لإتباعها ؟ وألبس من الظلم أن يُقتل عابد الأوثان في هذه الحالة ؟
وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلاً مَعَ الرَّبِّ إِلَهِهِ كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ. 5فَذَهَبَ سُلَيْمَانُ وَرَاءَ عَشْتُورَثَ إِلَهَةِ الصَّيْدُونِيِّينَ وَمَلْكُومَ رِجْسِ الْعَمُّونِيِّينَ. 6وَعَمِلَ سُلَيْمَانُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَلَمْ يَتْبَعِ الرَّبَّ تَمَاماً كَدَاوُدَ أَبِيهِ. 7حِينَئِذٍ بَنَى سُلَيْمَانُ مُرْتَفَعَةً لِكَمُوشَ رِجْسِ الْمُوآبِيِّينَ عَلَى الْجَبَلِ الَّذِي تُجَاهَ أُورُشَلِيمَ، وَلِمُولَكَ رِجْسِ بَنِي عَمُّونَ... الملوك الأول 11 عدد 4-7 ...
مَلِكَةُ التَّيْمَنِ سَتَقُومُ فِي الدِّينِ مَعَ هَذَا الْجِيلِ وَتَدِينُهُ لأَنَّهَا أَتَتْ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَانَ وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَانَ هنا! متى 12عدد 42
ثامناً : التجديف : (عقوبته الرجم حتى الموت) :
وَقُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: كُلُّ مَنْ سَبَّ إِلَهَهُ يَحْمِلُ خَطِيَّتَهُ 16وَمَنْ جَدَّفَ عَلَى اسْمِ الرَّبِّ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ. يَرْجُمُهُ كُلُّ الْجَمَاعَةِ رَجْماً. الْغَرِيبُ كَالْوَطَنِيِّ عِنْدَمَا يُجَدِّفُ عَلَى الاسْمِ يُقْتَلُ. .. .. .. 23فَكَلَّمَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُخْرِجُوا الَّذِي سَبَّ إِلَى خَارِجِ الْمَحَلَّةِ وَيَرْجُمُوهُ بِالْحِجَارَةِ. فَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى [...لاويين 24عدد 15-23
فإذا كان كذلك ، لنقرأ ماذا يقول الكتاب المقدس :
اقرأ: نبي الله يعقوب يكذب على أبيه ويسرق البركة والنبوة من أخيه وبذلك فرض على الله أن يوحى إليه أو اتهم الله بالجهل وعدم علم هذه الحادثة: (تكوين صح 27) أليس هذا سب للرب واتهامه بالجهل وعدم علم ما يحدث في ملكوته؟
اقرأ: أنبياء الكتاب المقدس نفسه تحكم على ربهم بالإعدام :
1- الرسول الآخر الذي كان عنده الكيس للسرقة - يهوذا الإسخريوطى - الذي هو صاحب الكرامات والمعجزات وأحد التلاميذ (الأنبياء) الذين هم أعلى منزلة من موسى بن عمران وسائر الأنبياء الإسرائيليين - على زعمهم - باع دينه، وإلهه، ونبيه ب 30 درهم! رضي بتسليم إلهه بأيدي اليهود مقابل هذا المبلغ الزهيد، مقابل عُشر ثمن زجاجة ناردين (عطر)، لعل هذه المنفعة عنده كانت عظيمة لأنه أيضاً على زعمهم كان صياداً مفلوكاً لصاً، وإن كان رسولاً صاحب معجزات أيضاً على زعمهم ، فثلاثون درهماً كانت أحب عنده وأعظم رتبة من هذا الإله المصلوب: متى26عدد 14-16 ، 27عدد 3-9 ؛ ومرقص 14 عدد 10-11 و لوقا 22عدد 3-6 ؛ ويوحنا 18عدد 1-5
2- إن قيافا النبى (بشهادة يوحنا الأنجيلى) أفتى بكفر عيسى عليه السلام وأمر بقتله وبتسليمه للصلب ، بعد أن كذبه وكفَّره وأهانه. فهل رأيتم أو سمعتم عن نبي يكفر إلهه ويأمر بقتله؟ فإما قيافا ليس بنبى وعلى ذلك يكون الإنجيل كاذب ، أو يكون عيسى ليس بإله ويكون إيمانكم وعقيدة النصارى فاسدة!!
اقرأ: نبي الله يعقوب يصارع الله ويهزمه: (تكوين 32عدد 22-30
تاسعاً : كسر السبت : عقوبته الرجم حتى الموت
فَتَحْفَظُونَ السَّبْتَ لأَنَّهُ مُقَدَّسٌ لَكُمْ. مَنْ دَنَّسَهُ يُقْتَلُ قَتْلاً. إِنَّ كُلَّ مَنْ صَنَعَ فِيهِ عَمَلاً تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهَا. 15سِتَّةَ أَيَّامٍ يُصْنَعُ عَمَلٌ. وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابِعُ فَفِيهِ سَبْتُ عُطْلَةٍ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ. كُلُّ مَنْ صَنَعَ عَمَلاً فِي يَوْمِ السَّبْتِ يُقْتَلُ قَتْلاً. خروج 31عدد 14-17
تاسعاً : الاستخفاف بناموس الله : عقوبته الرجم حتى الموت :
وَاذْهَبْ إِلى الكَهَنَةِ اللاوِيِّينَ وَإِلى القَاضِي الذِي يَكُونُ فِي تِلكَ الأَيَّامِ وَاسْأَل فَيُخْبِرُوكَ بِأَمْرِ القَضَاءِ. 10فَتَعْمَلُ حَسَبَ الأَمْرِ الذِي يُخْبِرُونَكَ بِهِ مِنْ ذَلِكَ المَكَانِ الذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ وَتَحْرِصُ أَنْ تَعْمَل حَسَبَ كُلِّ مَا يُعَلِّمُونَكَ. 11حَسَبَ الشَّرِيعَةِ التِي يُعَلِّمُونَكَ وَالقَضَاءِ الذِي يَقُولُونَهُ لكَ تَعْمَلُ. لا تَحِدْ عَنِ الأَمْرِ الذِي يُخْبِرُونَكَ بِهِ يَمِيناً أَوْ شِمَالاً. 12وَالرَّجُلُ الذِي يَعْمَلُ بِطُغْيَانٍ فَلا يَسْمَعُ لِلكَاهِنِ الوَاقِفِ هُنَاكَ لِيَخْدِمَ الرَّبَّ إِلهَكَ أَوْ لِلقَاضِي يُقْتَلُ ذَلِكَ الرَّجُلُ فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ إِسْرَائِيل. تثنية 17عدد 9-12
اقرأ: الكتاب المقدس يدعوك للخروج من جماعة الرب:
( لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».) متى 19عدد 12 ،
على الرغم من الأمر الإلهى: («لا يَدْخُل مَخْصِيٌّ بِالرَّضِّ أَوْ مَجْبُوبٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.)) تثنية 23عدد 1
اقرأ: الرب يأمر موسى أن يأمر بنى إسرائيل بسرقة ذهب المصريين عند خروجهم من مصر: (( وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً. 36وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ. .. (خروج 3عدد 22 ؛ خروج 12عدد 35-36) على الرغم من أن أحد وصايا الرب عدم السرقة: 15لاَ تَسْرِقْ... خروج 20عدد 15
اقرأ: الرب يصطفى نبياً لا يتبع شرعه ولا يختن ابنه: (خروج 4 عدد 24-26
اقرأ: أبناء نبي الله صموئيل قضاة مُرتشيون: (صموئيل الأول 8عدد 2-5 و أخبار الأيام الأول 6عدد 28
اقرأ: نبي الله يعقوب يبتز أخيه عيسو لسلب النبوة في مقابل طبق عدس وقطعة بطيخ: أليس هذا استخفافاً بالرب وناموسه؟ (( فَقَالَ عِيسُو لِيَعْقُوبَ: «أَطْعِمْنِي مِنْ هَذَا الأَحْمَرِ لأَنِّي قَدْ أَعْيَيْتُ. (لِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُهُ أَدُومَ). 31فَقَالَ يَعْقُوبُ: «بِعْنِي الْيَوْمَ بَكُورِيَّتَكَ». 32فَقَالَ عِيسُو: «هَا أَنَا مَاضٍ إِلَى الْمَوْتِ فَلِمَاذَا لِي بَكُورِيَّةٌ؟» 33فَقَالَ يَعْقُوبُ: «احْلِفْ لِيَ الْيَوْمَ». فَحَلَفَ لَهُ. فَبَاعَ بَكُورِيَّتَهُ لِيَعْقُوبَ. 34فَأَعْطَى يَعْقُوبُ عِيسُوَ خُبْزاً وَطَبِيخَ عَدَسٍ فَأَكَلَ وَشَرِبَ وَقَامَ وَمَضَى. فَاحْتَقَرَ عِيسُو الْبَكُورِيَّةَ.)) تكوين 25عدد 30-34
عاشراً : القتل العمد : وعقوبته الموت
مَنْ ضَرَبَ إِنْسَاناً فَمَاتَ يُقْتَلُ قَتْلاً. )) خروج 21عدد 12
كُلُّ مَنْ قَتَل نَفْساً فَعَلى فَمِ شُهُودٍ يُقْتَلُ القَاتِلُ. وَشَاهِدٌ وَاحِدٌ لا يَشْهَدْ عَلى نَفْسٍ لِلمَوْتِ. 31وَلا تَأْخُذُوا فِدْيَةً عَنْ نَفْسِ القَاتِلِ المُذْنِبِ لِلمَوْتِ بَل إِنَّهُ يُقْتَلُ.)) عدد 35 عدد 31
اقرأ: نبي الله شاول ينتحر: صموئيل الثاني 1عدد 4-11
اقرأ: لقد قتلَ النبى أبشالوم أخيه أمنون: صموئيل الثاني 13عدد 1-29
اقرأ نبي الله داود يقتل أبناءه من زوجته ميكال: صموئيل الثانى 21 عدد 8-9
الرب قتل 50070 رجلاً لأنهم نظروا تابوت الرب: هل تتخيل عقوبة القتل لمن ينظر تابوت الرب! أليس خير له أن تُقطع يده أو تُفقأ أحد عينيه ويعيش؟ (( وَضَرَبَ أَهْلَ بَيْتَشَمْسَ لأَنَّهُمْ نَظَرُوا إِلَى تَابُوتِ الرَّبِّ. وَضَرَبَ مِنَ الشَّعْبِ خَمْسِينَ أَلْفَ رَجُلٍ وَسَبْعِينَ رَجُلاً. فَنَاحَ الشَّعْبُ لأَنَّ الرَّبَّ ضَرَبَ الشَّعْبَ ضَرْبَةً عَظِيمَةً..... صموئيل الأول 6 عدد 19
الرب يأمر بقتل الأطفال والنساء والشيوخ بلا رحمة: أمر بالقتل للإبادة الجماعية والتمثيل بالقتلى:
فَحَرَّمْنَاهَا كَمَا فَعَلنَا بِسِيحُونَ مَلِكِ حَشْبُونَ مُحَرِّمِينَ كُل مَدِينَةٍ: الرِّجَال وَالنِّسَاءَ وَالأَطْفَال. 7لكِنَّ كُل البَهَائِمِ وَغَنِيمَةِ المُدُنِ نَهَبْنَاهَا لأَنْفُسِنَا.)) تثنية 3عدد 6- 7
وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ, مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ - حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ. ... 24وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا.)) يشوع 6عدد 21 و24
وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ. ... ... ... 24وَكَانَ لَمَّا انْتَهَى إِسْرَائِيلُ مِنْ قَتْلِ جَمِيعِ سُكَّانِ عَايٍ فِي الْحَقْلِ فِي الْبَرِّيَّةِ حَيْثُ لَحِقُوهُمْ, وَسَقَطُوا جَمِيعاً بِحَدِّ السَّيْفِ حَتَّى فَنُوا أَنَّ جَمِيعَ إِسْرَائِيلَ رَجَعَ إِلَى عَايٍ وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 25فَكَانَ جَمِيعُ الَّذِينَ سَقَطُوا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفاً, جَمِيعُ أَهْلِ عَايٍ. 26وَيَشُوعُ لَمْ يَرُدَّ يَدَهُ الَّتِي مَدَّهَا بِالْحَرْبَةِ حَتَّى حَرَّمَ جَمِيعَ سُكَّانِ عَايٍ. 27لَكِنِ الْبَهَائِمُ وَغَنِيمَةُ تِلْكَ الْمَدِينَةِ نَهَبَهَا إِسْرَائِيلُ لأَنْفُسِهِمْ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ الَّذِي أَمَرَ بِهِ يَشُوعَ. 28وَأَحْرَقَ يَشُوعُ عَايَ وَجَعَلَهَا تَلاًّ أَبَدِيّاً خَرَاباً إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. 29وَمَلِكُ عَايٍ عَلَّقَهُ عَلَى الْخَشَبَةِ إِلَى وَقْتِ الْمَسَاءِ. وَعِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ أَمَرَ يَشُوعُ فَأَنْزَلُوا جُثَّتَهُ عَنِ الْخَشَبَةِ وَطَرَحُوهَا عِنْدَ مَدْخَلِ بَابِ الْمَدِينَةِ, وَأَقَامُوا عَلَيْهَا رُجْمَةَ حِجَارَةٍ عَظِيمَةً إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. 30حِينَئِذٍ بَنَى يَشُوعُ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ فِي جَبَلِ عِيبَالَ...... يشوع 8عدد 18 –30
َضَرَبَ يَشُوعُ كُلَّ أَرْضِ الْجَبَلِ وَالْجَنُوبِ وَالسَّهْلِ وَالسُّفُوحِ وَكُلَّ مُلُوكِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِداً, بَلْ حَرَّمَ كُلَّ نَسَمَةٍ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ... يشوع 10عدد 28-40
ثُمَّ رَجَعَ يَشُوعُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ وَأَخَذَ حَاصُورَ وَضَرَبَ مَلِكَهَا بِالسَّيْفِ.... 11وَضَرَبُوا كُلَّ نَفْسٍ بِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمُوهُمْ. وَلَمْ تَبْقَ نَسَمَةٌ. وَأَحْرَقَ حَاصُورَ بِالنَّارِ.. يشوع 11عدد 10-11
وَأَمَرَ دَاوُدُ الْغِلْمَانَ فَقَتَلُوهُمَا، وَقَطَعُوا أَيْدِيَهُمَا وَأَرْجُلَهُمَا وَعَلَّقُوهُمَا عَلَى الْبِرْكَةِ فِي حَبْرُونَ ...صموئيل الثاني 4عدد 12
اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. 6اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ.. حزقيال 9عدد 5-6
طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ! مزامير 137عدد 9
الحادي عشر : من اعتدى على أحد أبويه بالسب أو الضرب :
وَمَنْ ضَرَبَ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ يُقْتَلُ قَتْلاً. .. .. 17وَمَنْ شَتَمَ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ يُقْتَلُ قَتْلاً. خروج 21عدد 15
اقرأ: أبشالوم بن داود يقود حرباً ضد أبيه النبى داود:صموئيل الثانى18عدد 1-17
اقرأ: نبي الله ناثان يتآمر مع أمه ويكذبان وينصبان على أبيهما داود لإختيار سليمان نبياً: (ملوك الأول 1عدد 11-31
اقرأ: نبي الله يعقوب يتآمر مع أمه للكذب على أبيه وسرقة النبوة والبركة من أخيه عيسو: (تكوين الإصحاح 27
فما رأيك في هؤلاء الأنبياء؟
هل تعتقد أن الرب أحسن اختيار أنبيائه؟
وما الحكمة من إرسال الله أنبياء للبشر؟
فأبوك وأمك اللذان أنجباك يخافا الله ويعملا الصالحات ويتبعا الناموس: فهل أبوك وأمك أبرُّ وأكثر تقوى من الأنبياء ومن الرب نفسه؟
ألا يقدح هذا في علم الله الأزلى؟
فلماذا لم يختار أفضل خلقه؟
ما وظيفة الأنبياء إذن لو كانوا هم أتباع الشيطان؟
وكيف يحاسب الرب عباده في الآخرة إذا كان صفوة خلقه واختياره كفَّار أو زناة أو خارجين على الناموس؟
كيف سيقتدى الناس بهم؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المقالة الثانية
علامات النبي الموعود في الكتاب المقدس
على الرغم من التحريف الذي أصاب الكتاب المقدس والذي أدى إلى ذهاب كثير من البشارات بالنبي محمد -عليه الصلاة والسلام - وإلى طمس معالمها إلا انه مع ذلك فقد بقي من هذه البشارات شيء كثير لا تخفى على من يتأملها ، ويعرضها على سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم متجرداً من الهوى والتعصب .
وحديثنا في هذا المقال هو عن نبوءة وردت في الإصحاح الثاني والأربعين من سفر إشعيا النبي من العهد القديم وقبل أن نبدأ حديثنا عن هذه النبوءة نود أن نطرح هذا السؤال :
هل الكتاب المقدس يؤكد على عدم مجيء أي نبي بعد المسيح عليه السلام ؟
الجواب :
لنقرأ ما يقوله المسيح في إنجيل متى 7 عدد 15
احترزوا الأَنْبِيَاءَ الدَّجَّالِينَ الَّذِينَ يَأْتُونَ إِلَيْكُمْ لاَبِسِينَ ثِيَابَ الْحُمْلانِ، وَلَكِنَّهُمْ مِنَ الدَّاخِلِ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ! 16مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يُجْنَى مِنَ الشَّوْكِ عِنَبٌ، أَوْ مِنَ الْعُلَّيْقِ تِينٌ؟ 17هَكَذَا، كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تُثْمِرُ ثَمَراً جَيِّداً. أَمَّا الشَّجَرَةُ الرَّدِيئَةُ، فَإِنَّهَا تُثْمِرُ ثَمَراً رَدِيئاً. 18لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُثْمِرَ الشَّجَرَةُ الْجَيِّدَةُ ثَمَراً رَدِيئاً، وَلاَ الشَّجَرَةُ الرَّدِيئَةُ ثَمَراً جَيِّداً. 19وَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تُثْمِرُ ثَمَراً جَيِّداً، تُقْطَعُ وَتُطْرَحُ فِي النَّارِ. 20إِذَنْ مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ.
بالتأمل في هذا النص سنجد أن المسيح عليه السلام يحذر فقط من الأنبياء الكذبة ثم يعطي مواصفات معينة كمقياس للتفريق بينهم وبين الأنبياء الصادقين ، ومجرد وضع هذا المقياس يعتبر دليلاً على إمكانية بعث نبي آخر بعد المسيح عليه السلام .. هذا وقد تكرر تحذير المسيح في متى [ 24عدد 24 ] من هؤلاء الأنبياء الكذبة .
والآن لننتقل إلى نبوءة النبي إشعيا الواردة في الإصحاح الثاني والأربعين فنقول وبالله التوفيق :
في الواقع نجد أن ( سفر إشعياء _ إصحاح 42 ) إنما هو وثيقة تتحدى كل من لا يؤمن بمحمد ، ذلك أن وصف هذا النبي ومكان هجرته وخصائص قومه وحالهم قبل مجيئه ، ثم حالهم بعد ظهوره بينهم ، كل ذلك يقود كل من يقرأ هذا الإصحاح مخلصاً مع نفسه إلى التسليم بأن هذه الأوصاف لا تنطبق إلا على محمد بن عبد الله . فكيف نفهم هذا الإصحاح :
حين نقسم هذا الإصحاح إلى فقرات تتكون كل منها من مجموعة أسطر أو كلمات متناسقة تجمع معاً لتعطي معنى متكاملاً نجد الآتي :
1 - تتحدث الفقرة الأولى عن نبي اشتهر بأنه عبد الله ورسوله فهي تقول : (( هو ذا عبدي الذي أعضده . مختاري الذي سرت به نفسي . وضعت روحي عليه فيخرج الحق للأمم )) . ونلاحظ في هذه الفقرة لفظ ( مختاري ) وهي من الأسماء التي سمي بها محمد وخص بها إذ انه يسمى ( المصطفى ) أي المختار ، فمختاري أي مصطفاي . وعبارة : (( وضعت روحي عليه )) تقال لكل نبي ، مثال ذلك : (( وكان روح الله على عزريا بن عوديد )) [ 2أخ 15 عدد 1 ] وفي سفر العدد [ 11 عدد 29 ] : (( يا ليت كل شعب الرب كانوا أنبياء . إذا جعل الرب روحه عليهم )) ويقول الله سبحانه وتعالى لرسوله في سورة الشورى : (( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا )) .
وتقول النبوءة عن هذا النبي الذي سيأتي : (( فيخرج الحق للأمم )) وهذا دليل على أن النبي الموعود ستكون دعوته عالمية وهذا يناسب قول الله سبحانه وتعالى لرسوله محمد في سورة الأعراف : (( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا )) فقوله : (( يا أيها الناس )) شملت الجميع الرجال والنساء النصارى واليهود والأبيض والأسود والعربي والأعجمي وكل البشر . بينما أنبياء بني إسرائيل كلهم بعثوا لبني إسرائيل بما فيهم المسيح عليه السلام الذي قال في انجيل متى : (( لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة )) و ( إلا ) هي أداة حصر ، حصر بها المسيح رسالته لليهود . ( راجع مقال : إثبات أن دعوة المسيح كانت خاصة لشعب اليهود فقط )
2 - وتبين الفقرة الثانية أن الشريعة التي جاء بها تكتمل في عهده هو وليس من بعده . ومن الواضح أن المسيحية المعاصرة لم تكتمل في حياة المسيح ، فقد دخل عليها الكثير من عمل التلاميذ وعمل رجال الكنيسة والمجامع . لكن النبي الذي تتحدث عنه نبوءة إشعياء تؤكد اكتمال الشريعة في عهده ، ويكتمل الدين في وجوده . إن هذا ما يقوله السفر : (( لا يكل ولا ينكسر حتى يضع الحق في الأرض وتنتظر الجزائر _ أي المدن _ شريعته )) ومصداق ذلك قوله تعالى في سورة المائدة : (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ))
إنه يبين لنا أن لهذا النبي شريعة جديدة ، بينما المعلوم أن المسيح ليس له شريعة ، لكنه جاء بمجموعة من الأخلاق يحافظ من خلالها على شريعة موسى ويدعو المؤمنين به لتطبيقها . فقد كان آخر وصايا قوله في إنجيل متى [ 23 عدد 1 ] : (( على كرسي موسى جلس الكتبة والفريسيون . فكل ما قالوا لكم أن تحفظوه فاحفظوه وافعلوه . ولكن حسب أعمالهم لا تعملوا لأنهم يقولون ولا يفعلون ))
3 - وتبين الفقرة الثالثة أن الله يعصمه من الناس حتى يكمل رسالته ، أي انه لن يموت أو يقتل حتى يكتمل الدين . إنها تقول : (( أنا الرب قد دعوتك بالبر فأمسك بيدك وأحفظك وأجعلك نوراً للأمم )) . ومن الواضح أن هذا لا يمكن تطبيقه على المسيح . فقد كل وأنكسر سريعاً كما تزعم الأناجيل . وتقول النبوءة عن هذا النبي الموعود : (( لتفتح عيون العمي ، لتخرج من الحبس المأسورين ، من بيت السجن الجالسين في الظلمة )) وهذه إشارة واضحة إلى شعب العرب وغيرهم ممن كانوا يعبدون الأصنام في ظلمات الجهالة والجاهلين ، فأصبحوا بنعمة الإسلام يعبدون الله وحده ، فخرجوا من سجن الظلمات إلى النور والفلاح .
- وتقول النبوءة في العدد 8 : (( أنا الرب هذا أسمي ، ومجدي لا أعطيه لآخر ، ولا تسبيحي للمنحوتات )) أن عبارة : (( ولا تسبيحي للمنحوتات )) تفيد ظهور هذا النبي في مكان فيه المنحوتات ومن المعلوم أن النبي محمد قد ولد في مكة حيث كان فيها 360 صنما والعرب في ذلك الزمان كانوا عبدة أصنام أي منحوتات .
- وتقول النبوءة في العدد 10 : (( غنوا للرب أغنية جديدة ، تسبيحه من أقصى الأرض )) وهذا يفيد أن التسبيح مختلف وجديد أي من لغة أخرى جديدة فيستحيل أن تكون التسبيحة عبرية أو يونانية ، والقرآن والصلاة والتسبيح لغة جديدة إذ هي بالعربية ، ويحتمل أن يكون ذلك الأذان الذي كان ولا يزال يشق أجواء الفضاء كل يوم خمس مرا ت . ولفظ ( تسبيحه من أقصى الأرض ) يفيد المشرق الأقصى ، إذ أن أقصى القدس جزيرة العرب ، وأقصى الجزيرة القدس ، لذا فقد قال الله تعالى : (( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى )) أي من الجزيرة إلى أقصى الجزيرة وهي القدس .
5 - وتبين الفقرة الرابعة أن هذا النبي سيخرج من ديار قيدار وتبين في نفس الوقت مكان هجرته ، فهي تقول : (( لترفع البرية ومدنها صوتها ، الديار التي سكنها قيدار . لتترنم سكان سالع . من الجبال ليهتفوا ليعطوا الرب مجدا ويخبروا بتسبيحه في الجزائر.)) [ إشعيا : 42 عدد 11]
. قيدار هذا هو الابن الثاني لإسماعيل ابن إبراهيم كما في سفر التكوين 25 عدد 13 وهو جد قبيلة قريش التي منها محمد رسول الله . وسالع هو جبل سلع في المدينة المنورة .وفي الأصل العبري ( سلع ( ، والترنم والهتاف هو ذلك الأذان الذي كان ولا يزال يشق أجواء الفضاء كل يوم خمس مرات , وذلك التحميد والتكبير في الأعياد وفي أطراف النهار وآناء الليل كانت تهتف به الأفواه الطاهرة من أهل المدينة الطيبة الرابضة بجانب سلع . وصفة البراري لم تكن لغير العرب . فيكون محمد عليه الصلاة والسلام هو المقصود .
ثم أن هذه الفقرة تبين أن في دين هذا النبي الموعود سيكون هتاف من رؤوس الجبال وتسبيح والإسلام هو الدين الوحيد الذي يحدث فيه هذا . إذ يجتمع سنويا كل الحجيج من ملوك وشعوب ومن مختلف البيئات والأعمار ليدعون الله ويسبحونه من على رؤوس الجبال _ في جبل عرفات وفي مزدلفة وجبل منى بمكة _ محل سكنى قيدار ، ولم يكن عند المسيحيين حج حتى يقال : ليرفعوا أصواتهم في الجبال .
6 - ثم هناك علامة بارزة تفرق بين هذا النبي وأي نبي آخر قد يقال أنها تتنبأ عنه كالمسيح أو غيره ، فهي تبين بوضوح أن أعداءه المنهزمين كانوا عبدة أصنام وأصحاب أوثان . واليهود الذين ظهر فيهم المسيح ما كانوا عبدة أصنام . لقد كانوا يؤمنون بالإله الواحد . إنها تقول : (( يخزى خزيا المتكلمون على المنحوتات القائلون للمسبوكات أنتن آلهتنا )) [ إشعيا 42 عدد 17 ] . وهؤلاء هم قريش عبدة الأصنام وغيرهم من الشعوب التي طهرها محمد عليه الصلاة والسلام من هذا الخزي .
7 - وتبين الفقرة السابعة أن هذا النبي الموعود به هو رجل حرب . ونجد في أسفار موسى أن رجل الحرب صفة من صفات الله سبحانه وتعالى ، فهذا ما قاله موسى في سفر الخروج [ 15 عدد 3 ] : (( الرب رجل الحرب الرب اسمه )) . ولقد كان موسى عليه السلام رجل حرب . فلقد أعد قواته للحرب وقاد بني إسرائيل في المعارك حيث انتصر في بعضها وانهزم في البعض الآخر . إن هذا ليس عيباًَ على الإطلاق إذ إنه من صفات أولي العزم من الأنبياء . فيصف إشعيا هذا النبي الموعود به بأنه رجل حرب ومقدام شجاع ينتصر على أعدائه . إن هذه الفقرة تقول : (( الرب كالجبار يخرج . كرجل حروب ينهض غيرته . يهتف ويصرخ ويقوى على أعدائه )) [ إشعيا 42 عدد 13 ] . وما كان المسيح عليه الصلاة السلام رجل حرب بل إن هذه كلها صفات محمد بن عبد الله . عليه الصلاة والسلام .
وإذا انتقلنا إلى الإصحاح الحادي والعشرين العدد 13 - 16 من سفر إشعيا النبي سنجد هذا النص :
(( وحي من جهة بلاد العرب . في الوعر في بلاد العرب تبيتين يا قوافل الددانيين ، هاتوا ماء لملاقاة العطشان يا سكان أرض تيماء ، وافوا الهارب بخبزه ، فإنهم من أمام السيوف قد هربوا ، من أمام السيف المسلول ومن أمام القوس المشدودة ومن أمام شدة الحرب ، فإنه هكذا قال لي السيد في مدة سنة كسنة الأجير يفنى كل مجد قيدار ))
هذه النبوءة هي عن بلاد العرب وليست ضد بلاد العرب كما يتوهم البعض ، وهي تذكر مكان بدء الوحي على الرسول محمد . وقد كان بدء الوحي في بلاد العرب في الوعر في غار حراء . والوعر هو الجبل ( انظر القاموس المحيط ) وقيل أن ارض الحجاز هي الموصوفة بالوعر .
ولفظ : (( وحي من جهة بلاد العرب )) دليل لا يحتاج إلى تأويل . فقد جاء الوحي إلى محمد عليه الصلاة والسلام وهو من بلاد العرب .
وفي إشارة واضحة إلى هجرة الرسول والمسلمين إلى المدينة المنورة بعد أن لاقى المسلمون من التعذيب والأذى والشدة مالم يلاقيه غيرهم نجد النبوءة تقول : (( هاتوا ماء لملاقاة العطشان يا سكان أرض تيماء , وافوا الهارب بخبزه , فإنهم من أمام السيوف قد هربوا , من أمام السيف المسلول , ومن أمام القوس المشدودة , ومن أمام شدة الحرب )) وتيماء أرض معروفة في الجزيرة العربية وهي من أعمال المدينة المنورة .
وفي إشارة أخرى واضحة إلى ما كان بعد الهجرة من نصرة الله تعالى لرسوله محمد على أبطال بني قيدار وجبابرتهم من المشركين ، نجد النبوءة تقول : (( فإنه هكذا قال لي السيد في مدة سنة كسنة الأجير يفنى كل مجد قيدار , وبقية قسي أبطال بني قيدار تقل , لأن الرب إله إسرائيل قد تكلم )) وقيدار كما ذكرنا هو الابن الثاني لإسماعيل ابن إبراهيم كما في سفر التكوين [ 25 عدد 13 ] وهو جد قبيلة قريش التي منها محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام .
فلينظر العالمون فيمن تنطبق عليه هذه الصفات .............
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المقالة الثالثة
هل كتب موسى عليه السلام التوراة الحالية ؟
يدعي الأصدقاء المسيحيون أن التوراة الحالية هي من كتابة موسى نفسه عليه السلام ، إلا أن هناك عدة شواهد وأدلة في التوارة الحالية تأكد على انها ليست من كتابة موسى وأن مؤلفها وكاتبها شخص آخر عاش بعد موسى بزمن طويل وهذا دليل تحريفها وضياعها :
(1) هناك جمل وردت في الاسفار الخمسة تدل دلالة واضحة وصريحة على أنها ليست من كتابة موسى وإنما كتبها شخص آخر ونسبها إلى موسى عليه السلام كالآتي :
سفر الخروج [ 24 عدد 3 ] : ( فجاء موسى وحدّث الشعب بجميع اقوال الرب وجميع الاحكام . فاجاب جميع الشعب بصوت واحد وقالوا كل الاقوال التي تكلم بها الرب نفعل )
سفر الخروج [ 24 عدد 4 ] :( فكتب موسى جميع اقوال الرب . وبكر في الصباح وبنى مذبحا في اسفل الجبل واثني عشر عمودا لاسباط اسرائيل الاثني عشر )
سفر التثنية [ 31 عدد 22 ] :( فكتب موسى هذا النشيد في ذلك اليوم وعلم بني اسرائيل اياه )
فلو كان موسى هو كاتب هذا الكلام لقال [ جئت ] [ قصصت ] [ كتبت ] . . . الخ
وجاء في نهاية سفر العدد [ 36 عدد 13 ] هذا النص : ( هذه هي الوصايا والاحكام التي اوصى بها الرب الى بني اسرائيل عن يد موسى في عربات موآب على اردن اريحا
فيستحيل أن يكون موسى قد قال ذلك ، بل لا بد من أن يكون قائلها كاتب آخر يروي أقوال موسى وأعماله .
سفر الخروج [ 11 : 3 ] : ( واعطى الرب نعمة للشعب في عيون المصريين . وايضا الرجل موسى كان عظيما جدا في ارض مصر في عيون عبيد فرعون وعيون الشعب )
سفر العدد [ 12 : 3 ] : ( واما الرجل موسى فكان حليما جدا اكثر من جميع الناس الذين على وجه الارض )
فلا يعقل أن يقول موسى عن نفسه : ( الرجل موسى كان حليماً ) ( الرجل موسى كان عظيماً )
فما هي هذه الشهادات الطيبة لموسى إلا من كاتب آخر عاش بعده .
( 3 ) الذي يقرأ مقدمة سفر التثنية لا يلحظ أنها من كتابة موسى ، بل يلحظ أنها من مؤرخ يؤرخ لحياة موسى ، وإليك المقدمة بحسب ترجمة الفاندايك :
سفر التثنية [ 1 : 1 _ 5 ] : ( هذا هو الكلام الذي كلم به موسى جميع اسرائيل في عبر الاردن في البرية في العربة قبالة سوف بين فاران وتوفل .. )

و في سفر اللاويين جمل وعبارات كثيرة تفيد أن مؤرخاً يسجل التشريع الذي أنزله الله على موسىومن هذه العبارات ما جاء في بداية السفر [ 1 : 1 ] : ودعا الرب موسى وكلمه من خيمة الإجتماع قائلاً : . . . .
( 4 ) أن موسى عليه السلام ، لم يكتب مقدمة سفر التثنية الحالي ، الذي جاء فيه : ( في عبر الاردن في ارض موآب ابتدأ موسى يشرح هذه الشريعة قائلا ) تثنية [ 1 : 5 ] بسبب واضح جداً هو أن موسى لم يعبر نهر الأردن . وأنه مات في البرية كما جاء في سفر التثنية [ 34 : 5 ، 6 ]
( 5 ) جاء في سفر التثنية [ 27 : 8 ] أن سفر موسى الأصلي قد نقش كله بوضوح تام على حافة مذبح واحد ، وقد جاء في سفر يشوع [ 8 : 32 ] انه اتبع طريقة موسى فكتب على الحجارة نسخة توراة موسى ، وقد نقش سفر موسى الاصلي كله على اثنتي عشرة حجر على حسب عدد أسباط بني اسرائيل الاثنى عشر ، ومعنى ذلك أن سفر موسى الاصلي كان في حجمه أقل بكثير من الاسفار الخمسة المتداولة اليوم . . .
( 6 ) جاء في سفر التثنية [ 34 : 5 _ 10 ] خبر موت موسى ودفنه في أرض إسمها ( موآب ) ، وان يشوع بن نون قد خلفه في قيادة بني اسرائيل ، ولايمكن لعاقل أن يصدق بأن موسى كتب خبر موته قبل أن يموت ! وإليك النص :

( فمات هناك موسى عبد الرب في ارض موآب حسب قول الرب. 6 ودفنه في الجواء في ارض موآب مقابل بيت فغور ولم يعرف انسان قبره الى هذا اليوم وكان موسى ابن مئة وعشرين سنة حين مات ولم تكلّ عينه ولا ذهبت نضارته8 فبكى بنو اسرائيل موسى في عربات موآب ثلاثين يوما. فكملت ايام بكاء مناحة موسى9 ويشوع بن نون كان قد امتلأ روح حكمة اذ وضع موسى عليه يديه فسمع له بنو اسرائيل وعملوا كما اوصى الرب موسى10 ولم يقم بعد نبي في اسرائيل مثل موسى الذي عرفه الرب وجها لوجه )
أي عاقل يقول : أن الكاتب هو موسى وقد ذكر ما حدث لبني اسرائيل بعد موته من نياحتهم عليه طوال 30 يوماً ومن أنه لا أحد يعرف قبره وأن يشوع بن نون قد خلفه في قيادة بني اسرائل ؟ !
هذا دليل عظيم على أن الكاتب عاش بعد موسى بمدة طويلة وبعد أن حرفت التوراة وضاعت .
يقول كاتب السفر في الفقرة 6 : ( ولم بعرف أحد قبره إلى هذا اليوم ) ونحن نسأل : كيف ينزل الوحي من الله على موسى بموته ودفنه وتحديد مكان هذا الدفن وهو ما زال حياً ؟!
ولكي يخرج المسيحيون من هذه الفضيحة قالوا أن هذا الاصحاح كتبه يشوع ، وكيف يصح هذا وفي نفس الاصحاح نص عن يشوع جاء فيه : ( أنه امتلأ روحاً وحكمة فسمع له كل بني إسرائيل ) سفر التثنية [ 34 : 9 ] . فهذه حكاية عنه من غيره .
ثم كيف يدلس يشوع ويلحق بكتاب موسى ماليس منه من غير أن ينسبه إلى نفسه ؟
وهناك دليل آخر على أن الاصحاح الأخير ليس ليشوع ، وهو أنه جاء في الاصحاح بعد حكاية دفن موسى هذه الجملة : ( ولم يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم ) فهي تدل على أن الجملة كتبت بعد موسى بزمن طويل ، ولو كانت ليشوع لم تكن كذلك .
ويجب أن نذكر أن سفر التثنية لا يقص فقط موت موسى ودفنه ، وحزن الأيام الثلاثين للعبرانيين عليه بل يحكي أيضاً أن موسى فاق جميع الانبياء ، إذا ما قورن بالانبياء الذين جاؤا بعده :
يقول كاتب سفر التثنية [ 34 : 1 ] :( ولم يقم من بعده نبي في اسرائيل كموسى الذي عرفه الرب وجهاً لوجه
هذه شهادة لم يكن من الممكن أن يدلي بها موسى لنفسه ، أو أن تكون لشخص آخر أتى بعده مباشرة ، بل هذه شهادة لشخص عاش بعد موسى بقرون عديدة ، وقرأ عن أنبياء عديدين بعد موسى . . . ولا سيما أن المؤرخ قد استعمل الصيغة المعبرة : ( ولم يقم من بعد نبي في اسرائيل ) ويقول عن القبر : ( ولم يعرف أحد قبره إلي يومنا هذا.
( 7 ) جاء في سفر التكوين [ 36 : 31 ] النص الآتي : ( وَهَؤُلاَءِ هُمُ الْمُلُوكُ الَّذِينَ حَكَمُوا أَرْضَ أَدُومَ قَبْلَ أَنْ يُتَوَّجَ مَلِكٌ فِي إِسْرَائِيلَ: بَالَعُ بْنُ بَعُورَ مَلَكَ فِي أَدُومَ . . . .)
ان هذا كلام قد صدر من كاتب قد عاش بعد زمان قامت فيه مملكة بني اسرائيل في عهد داود وطالوت عليهما السلام ، فكيف يمكن ان يكون هذا الكلام قد صدر من موسى ؟! وأول ملوك مملكة بني اسرائيل هو شاول كان بعد موسى بنحو 400 عام .
( 8 ) قال كاتب سفر التكوين في [ 12 : 5 _ 6 ] : ( وَأَخَذَ أَبْرَامُ سَارَايَ زَوْجَتَهُ وَلُوطاً ابْنَ أَخِيهِ وَكُلَّ مَا جَمَعَاهُ مِنْ مُقْتَنَيَاتٍ وَكُلَّ مَا امْتَلَكَاهُ مِنْ نُفُوسٍ فِي حَارَانَ، وَانْطَلَقُوا جَمِيعاً إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ إِلَى أَنْ وَصَلُوهَا.فَشَرَعَ أَبْرَامُ يَتَنَقَّلُ فِي الأَرْضِ إِلَى أَنْ بَلَغَ مَوْضِعَ شَكِيمَ إِلَى سَهْلِ مُورَةَ. وَكَانَ الْكَنْعَانِيُّونَ حينئذٍ يَقْطُنُونَ تِلْكَ الأَرْضَ.)
إن آخر عبارة هنا تدل على أن الكاتب هنا قد كتب بعد استيلاء بني إسرائيل على أرض كنعان وطرد الكنعانيين منها ، لأنه يحكي عن زمن مضى ، حيث يقول : ( وكان الكنعانيون حينئذ في الأرض ) ، وبنو إسرائيل لم يستولوا عليها في زمن موسى وإنما في زمن داود ، أي بعد موسى بمئات السنين .
أما الديل على أن الاستيلاء على أرض كنعان كان في عصر داود وطالوت فهو ما جاء في سفر صموئيل الأول [ 17 : 23 _ 24 ] _ [17 : 50 _ 51 ] - [ 18 : 6 ] .
( 9 ) قال كاتب سفر التكوين في [ 14 : 14 ] : ( فَلَمَّا سَمِعَ أَبْرَامُ أَنَّ ابْنَ أَخِيهِ قَدْ أُسِرَ، جَرَّدَ ثَلاَثَ مِئَةٍ وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ مِنْ غِلْمَانِهِ الْمُدَرَّبِينَ الْمَوْلُودِينَ فِي بَيْتِهِ وَتَعَقَّبَهُمْ حَتَّى بَلَغَ دَانَ )
والمعنى : ان ابراهيم عليه السلام لما سمع أن لوطاً عليه السلام وقع في الأسر انطلق مع عبيده ليحرره ، وتبع الأعداء إلى قرية تسمى ( دان ) ولفظ دان : هو اسم قرية سميت باسم دان بن يعقوب عليه السلام ، وهذه القرية لم يفتحها بنو اسرائيل زمن موسى ، بل فتحت في عصر قضاة بني اسرلئيل ايام كان القضاة يحكمون قبل مصـر الملوك واسم هذه القرية سابقـاً (لايش ) ففي سفر القضاة : ( ودعوا اسم المدينة باسم دان أبيهم الذي ولد لأسرائيل ، ولكن اسم المدينة أولاً لايش ) سفر القضاة [ 18 : 29 ]
( 10 ) يقول كاتب سفر العدد [ 21 : 14 ] عن رحلات بني اسرائيل في سيناء : ( لِذَلِكَ وَرَدَ فِي كِتَابِ حُرُوبِ الرَّبِّ : مَدِينَةُ وَاهِبٍ فِي مِنْطَقَةِ سُوفَةَ، وَأَوْدِيَةِ نَهْرِ أَرْنُونَ، وَمَصَبِّ الأَوْدِيَةِ الْمُمْتَدِّ نَحْوَ مَدِينَةِ عَارَ، وَالْمُسْتَنِدِ إِلَى حُدُودِ مُوآبَ
فقوله ( كتاب حروب الرب ) يدل على أن الكاتب ينقل عن كتاب اسمه : (( حروب الرب )) وهذا يفيد أن موسى ليس هو الكاتب والمتحدث عن الله .
( 11 ) جاء في سفر الخروج [ 16 : 35 ] : ( وأكل بنو إسرائيل المن أربعين سنة إلى أن ذهبوا إلى أرض عامرة أكلوا المن إلي حين وافوا حدود أرض كنعان )
والقارىء المتأمل سيلحظ أن موسى عليه السلام لم يصدر عنه مثل هذا الكلام وإنما كتبه أحد الأشخاص بعد انتهاء فترة التيه ، فجملة : ( أكلوا المن أربعين سنة ) تدل على أن النص كتب بعد انتهاء الأربعين سنة ودخول بني اسرائيل إلى أرض كنعان ، وموسى مات بالتيبه ولم يدخل أرض كنعان .
( 12 ) قال كاتب سفر التكوين في [ 3 : 14 ] :( فأخذ تخوم الجشوريين والمعكيين ، وسمى باشان باسمه ضياع يائير ياير إلى هذا اليوم ) وقول الكاتب : ( إلى هذا اليوم ) وكون الحديث عن يائير ، كل هذه القرائن تدعو إلى القول بأن النص ليس من كلام موسى عليه السلام إذ أن الذي كتب هذا لابد أن يكون بعد يائير بزمن طويل ، وقد علق على هذا النص المحقق هورن وهو نصراني بقوله : (( هاتان الفقرتان لايمكن أن تكونا من كلام موسى لأن الفقرة الأولى دالة على أن مصنف هذه الكتاب كان بعد زمان قامت فيه سلطنة بني اسرائيل ، والفقرة الثانية دالة على أن مصنفه كان بعد زمان إقامة اليهود في فلسطين
( 13 ) ومما يؤكد ضياع الاسفار الخمسة وأن مؤلفها لم يكن موسى إننا نجد فيها شواهد جغرافية لم تكن معروفة في حياة موسى ، إذ أنها لم توجد إلا بعده ، وما فيها من مصطلحات جغرافية يدل على أن كاتب هذه الاسفار كان مقيماً في شرق الأردن وموسى لم يدخل إلى هذه الأماكن لأنه مات في فترة التيه التي كانت بسيناء .
سفر التكوين [ 50 : 10 _ 11 ] ، سفر العدد [ 22 : 1 ] _ [ 32 : 32 ] _ [ 35 : 9 _ 14 ] وسفر التثنية [ 1 : 1 _ 5 ] ، [ 3 : 8 ] ، [ 4 : 46 _ 49 ] .
(15) يقول كاتب سفر التكوين في [ 22 : 14 ] : ان ابراهيم عليه السلام لما ذبح الكبش عوضاً عن ابنه في الموضع الذي كان سيذبح فيه ابنه ( دعا ابراهيم اسم ذلك الموضع يهوه يرأه حتى أنه يقال اليوم : في جبل الرب يرى )
ان قول الكاتب : ( حتى انه يقال اليوم في جبل الرب يرى ) يدل على ان الكاتب كتب بعد زمان حادثة الذبح ، وبعد ما سمي ذلك الموضع بجبل الرب ، ومعلوم أن هذا الجبل لم يحمل هذا الاسم إلا بعد الشروع في بناء الهيكل في عهد داود عليه السلام وأكمل بناءه سليمان عليه السلام كما في سفر الاخبار الثاني [ 3 : 1 ، 2 ] فهذه التسمية متأخرة جداً عن زمان موسى ، فيتضح أن كاتب هذا السفر جاء بعد موسى بزمن طويل بعد أن حرفت التوراة وضاعت . . .
أخي القارىء :
بعد هذه الأدلة الواضحة أصبحنا أمام نتيجة حتمية ألا وهي ضياع التوراة وأن الاسفار الحالية ليست من كتابة موسى عليه السلام وإنما كتبت بعد رحيله بزمن طويل . والله الموفق



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المقالة الرابعة

اشعيا 53 .. والوهم الكبير


يعتبر الإصحاح 53 من سفر اشعيا أحد الاصحاحات المحببة لدى النصارى ، حتى ان البعض منهم يسميه بالانجيل الخامس لما يرون فيه على حد زعمهم من نبوءة تتعلق بالمسيح المصلوب ، واليك - أخي القارىء - نص الاصحاح بحسب ترجمة الفانديك ثم يليه الرد :
" 13هُوَذَا عَبْدِي يَعْقِلُ يَتَعَالَى وَيَرْتَقِي وَيَتَسَامَى جِدّاً. 14كَمَا انْدَهَشَ مِنْكَ كَثِيرُونَ. كَانَ مَنْظَرُهُ كَذَا مُفْسَداً أَكْثَرَ مِنَ الرَّجُلِ وَصُورَتُهُ أَكْثَرَ مِنْ بَنِي آدَمَ. 15هَكَذَا يَنْضِحُ أُمَماً كَثِيرِينَ. مِنْ أَجْلِهِ يَسُدُّ مُلُوكٌ أَفْوَاهَهُمْ لأَنَّهُمْ قَدْ أَبْصَرُوا مَا لَمْ يُخْبَرُوا بِهِ وَمَا لَمْ يَسْمَعُوهُ فَهِمُوهُ. " ( هذه الاعداد الثلاثة الأخيرة من اشعياء 52 وهي ضمن الاصحاح 53 بحسب التراجم الأخرى كالمشتركة والكاثوليكية )

" 1مَنْ صَدَّقَ خَبَرَنَا وَلِمَنِ اسْتُعْلِنَتْ ذِرَاعُ الرَّبِّ؟ 2نَبَتَ قُدَّامَهُ كَفَرْخٍ وَكَعِرْقٍ مِنْ أَرْضٍ يَابِسَةٍ لاَ صُورَةَ لَهُ وَلاَ جَمَالَ فَنَنْظُرَ إِلَيْهِ وَلاَ مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيهِ. 3مُحْتَقَرٌ وَمَخْذُولٌ مِنَ النَّاسِ رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ الْحُزْنِ وَكَمُسَتَّرٍ عَنْهُ وُجُوهُنَا مُحْتَقَرٌ فَلَمْ نَعْتَدَّ بِهِ. 4لَكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا. وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَاباً مَضْرُوباً مِنَ اللَّهِ وَمَذْلُولاً. 5وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا. 6كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا. 7ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. 8مِنَ الضُّغْطَةِ وَمِنَ الدَّيْنُونَةِ أُخِذَ. وَفِي جِيلِهِ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنَّهُ قُطِعَ مِنْ أَرْضِ الأَحْيَاءِ أَنَّهُ ضُرِبَ مِنْ أَجْلِ ذَنْبِ شَعْبِي؟ 9وَجُعِلَ مَعَ الأَشْرَارِ قَبْرُهُ وَمَعَ غَنِيٍّ عِنْدَ مَوْتِهِ. عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ ظُلْماً وَلَمْ يَكُنْ فِي فَمِهِ غِشٌّ. 10أَمَّا الرَّبُّ فَسُرَّ بِأَنْ يَسْحَقَهُ بِالْحُزْنِ. إِنْ جَعَلَ نَفْسَهُ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ يَرَى نَسْلاً تَطُولُ أَيَّامُهُ وَمَسَرَّةُ الرَّبِّ بِيَدِهِ تَنْجَحُ. 11مِنْ تَعَبِ نَفْسِهِ يَرَى وَيَشْبَعُ وَعَبْدِي الْبَارُّ بِمَعْرِفَتِهِ يُبَرِّرُ كَثِيرِينَ وَآثَامُهُمْ هُوَ يَحْمِلُهَا. 12لِذَلِكَ أَقْسِمُ لَهُ بَيْنَ الأَعِزَّاءِ وَمَعَ الْعُظَمَاءِ يَقْسِمُ غَنِيمَةً مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ سَكَبَ لِلْمَوْتِ نَفْسَهُ وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ وَهُوَ حَمَلَ خَطِيَّةَ كَثِيرِينَ وَشَفَعَ فِي الْمُذْنِبِينَ. " ( إشعيا 52/13 - 53/12 ).

ويربط النصارى بينه وبين ما جاء في مرقس " فتم الكتاب القائل : " وأحصي مع أثمة " ( مرقس 15/28)، ومقصوده كما لا يخفى ما جاء في إشعيا " سكب للموت نفسه، وأحصي مع أثمة " ومثله في أعمال الرسل ( أعمال 8/22 - 23 ).
الرد :
يؤكد اليهود وهم اصحاب الكتاب ولغته الأصليين أن لا علاقة بين هذا الإصحاح في إشعيا، وبين حادثة الصلب المزعومة للمسيح عليه السلام ، فالإصحاح يتحدث عن شعب إسرائيل، وسبيه وذلته في بابل ثم نجاته . الأمر الذي كان بسبب معاصيهم ومعاصي سلفهم، فحاق بهم عقاب من الله عم صالحيهم وفجارهم ..
وقبل ان ندخل – عزيزي القارىء – في اثبات هذا الأمر ، علينا ان نعرف أن هذا الإصحاح لا يمكن ان ينطبق على شخصية المسيح التي رسمتها الاناجيل والكنيسة وذلك طبقاً للآتي :

اولاً : بحسب الإصحاح فإن من حمل خطية وآثام الكثيرين هو عبد من عباد الله : (( 11 عبدي البار بمعرفته يبرر كثيرين وآثامهم هو يحملها )) وهذا يخالف تماماً عقيدة المسيحيون في الصلب والفداء ، فهم يقولون الفادي هو الله لأنه الوحيد القادر على حمل خطايا البشر ، وبالتالي فإن تمسكهم بهذا الإصحاح سيلزمهم بأن يكون الفادي الذي حمل خطايا البشر المزعومة هو عبد لله وليس ابناً لله وهو ما ينسف فكرة التجسد والكفارة .

ثانياً : هذا الإصحاح يتحدث عن عبد قد ظلم : (( 7 ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه . )) وأن الرب سر بأن يسحقه بالحزن : (( 10 أما الرب فسر بأن يسحقه بالحزن )) وهذا يناقض اساس مبدأ الصلب القائم على عدل الله بحسب الفكر المسيحي .

ثالثاً : نلاحظ بأن العدد العاشر بحسب النص العبري من الاصحاح يتحدث عن عبد قد وعد بأن ستكون له ذرية فعلية أو حقيقية ، ذلك لأن عبارة النص العبري هي هكذا :
וַיהוָה חָפֵץ דַּכְּאוֹ, הֶחֱלִי--אִם-תָּשִׂים אָשָׁם נַפְשׁוֹ, יִרְאֶה זֶרַע יַאֲרִיךְ יָמִים; וְחֵפֶץ יְהוָה, בְּיָדוֹ יִצְלָח.

وهي تترجم انجليزيا هكذا :

And the Lord wished to crush him, He made him ill; if his soul makes itself restitution, he shall see children, he shall prolong his days, and God's purpose shall prosper in his hand.

وهذا النص يثير مشكلة كبيرة للكنيسة بسبب ان المسيح عليه السلام لم تكن له أي ذرية من صلبه ، ذلك لأن الكلمة العبرية zerah أو zer'a أي الذرية الواردة في هذا العدد لا تشير إلا للذرية التي هي من صلب الرجل أو من نسله الحقيقي ، أما الكلمة العبرية التي تستخدم للإشارة إلى الأولاد مجازاً فهي ben . وكمثال توضيحي للتفريق بين كلمة Zerah وبين كلمة ben في العبرية فلنقرأ تكوين 15 : 3 – 4 : (( وقال ابرام ايضاً : (( إنك لم تعطني نسلاً Zerah ، وهوذا ابن - ben - بيتي وارث لي )) فإذا كلام الرب إليه قائلاً : (( لا يرثك هذا ، بل الذي يخرج من احشائك هو يرثك )).
وكأمثلة كتابية أخرى على استعمال الكلمة العبرية Zerah بمعنى النسل الحقيقي والفعلي انظر تكوين 12 : 7 و تكوين 15 : 13 وتكوين 46 : 6 و خروج 28 : 43 . وبمعنى النسل المجازي ben انظر تثنية 14 : 1 .
وبالتالي فإن هذا العبد الموعود بنسل حقيقي فعلي بحسب النص لا يمكن أن ينطبق أبداً على المسيح عليه السلام حسب الاعتقاد المسيحي في المسيح .

رابعا: ومن الملاحظ أيضاً ان العدد العاشر بحسب الاصل العبري يعطي وعداً للعبد بطول العمر أي ان الرب سيطيل عمره ، فعبارة النص العبري هكذا :

וַיהוָה חָפֵץ דַּכְּאוֹ, הֶחֱלִי--אִם-תָּשִׂים אָשָׁם נַפְשׁוֹ, יִרְאֶה זֶרַע יַאֲרִיךְ יָמִים; וְחֵפֶץ יְהוָה, בְּיָדוֹ יִצְלָח.

وهي تترجم انجليزيا هكذا :

And the Lord wished to crush him, He made him ill; if his soul makes itself restitution, he shall see children, he shall prolong his days, and God's purpose shall prosper in his hand.

وهذا ما يثير أيضا مشكلة كبيرة للكنيسة ذلك لأن التعبير الاصطلاحي العبري للحياة الطويلة الواردة في هذه الآية هي : ( ya'arich yamim ) وهذا التعبير لا يعني حياة خالدة أبدية لا نهاية لها ولكنه يعني حياة فانية ستصل إلى نهايتها على الارض وبالتالي فإن هذه الآية لا يمكن ان تنطبق ابداً على أي كائن يمكن أن يعيش للأبد . وكأمثلة من الكتاب المقدس وردت فيها هذا التعبير الذي لا يدل على الخلود انظر على سبيل المثال تثنية 17 : 20 و 25 : 15 والامثال 28 : 16 وسفر الجامعة 8 : 13 . أما التعبير العبري للحياة الابدية الخالدة فهو ( haye'i olam ) انظر دانيال 12 : 2 . ومن جهة أخرى كيف سيتم اطالة عمر شخص من المفترض انه ابن الله الأزلي ؟ وكنتيجة على ذلك كله فإن انطباق هذه الآية على المسيح هو أمر مستحيل بحسب الفكر اللاهوتي المسيحي للمسيح .

خامسا : بحسب الأصل العبري للجزء الأخير من العدد الثامن فإن الكاتب قد اعلنها بكل وضوح لأي شخص ملم بالنص العبري للكتاب المقدس بأن الحديث عن العبد المتألم في الاصحاح انما هو حديث عن جماعة من الناس وليس فردا واحداً ، ويتضح ذلك من خلال استخدام الكاتب لصيغة الجمع في كلامه عنهم . فالنص العبري للعدد الثامن هو هكذا :
מֵעֹצֶר וּמִמִּשְׁפָּט לֻקָּח, וְאֶת-דּוֹרוֹ מִי יְשׂוֹחֵחַ: כִּי נִגְזַר מֵאֶרֶץ חַיִּים, מִפֶּשַׁע עַמִּי נֶגַע לָמוֹ.
وما يهمنا في هذا العدد هو الجزء الأخير منه : (( M’pesha ami nega lamo ))
وهو ما يجعل ترجمة الجزء انجليزياً هكذا :

" because of the transgression of my people they were wounded "

أي : " هم ضربوا من أجل اثم شعبي " أو " من أجل اثم شعبي لحق بهم الأذى "

وكتوضيح بسيط لصيغة الجمع هذه الواردة في العدد المذكور نقول :

ان الكلمة العبرية الواردة في العدد هي "lamoh " وهي عندما تسخدم في النص العبري للكتاب المقدس تعنى صيغة الجمع ( هم وليس هو ) ، ويمكن ان نجدها على سبيل المثال في المواضع التالية من أسفار الكتاب :

تكوين 9 : 26 ، تثنية 32 : 35 و 33 : 2 ، ايوب 6 : 19 و 14 : 21 و 24 : 17 ، المزامير 2 : 4 و 99 : 7 و 78 : 24 و 119 : 165 ، اشعيا 16 : 4 و23 : 1 و 44 : 7 و 48 : 21 ، مراثي أرميا 1 : 19 ، حبقوق 2 : 7

وبإمكانك – أخي القارىء – ان ترجع للنص العبري ان كنت ملماً به لتتأكد من هذا . وبالتأكيد فإنك لو رجعت للتراجم المسيحية المختلفة فإنك لن تجد هذا المعنى ....ذلك لأنهم لم يعتمدوا النص العبري المسوري في هذا الإصحاح . وبالتالي فإنه من الواضح جداً ان هذا العدد أيضاً لا يمكن ان ينطبق على المسيح عليه السلام

سادسا : ان العدد السابع يتكلم عن عبد أخذ كنعجة وكخروف : (( ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاه تُساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه ))
وبحسب الايمان المسيحي وعلى الاخص الأرثوذكسي فإن المسيح هو الله .. فأي عاقل يستسيغ ان يقال عن الله سبحانه أنه كنعجة وكخروف ؟!!!
ثم هل كان المسيح صامتاً كالنعجة ولم يفتح فاه اثناء محاكمته المزعومه واثناء ما كان معلقاً على الصليب ؟
الجواب : بحسب الانجيل فإن المسيح كان يصيح بأعلى صوته وهو على الصليب إلهي إلهي لماذا تركتني !! متى 27 : 46 وكان قبل ذلك يصلي لله قائلاً : (( إن امكن يا ابي فلتعبر عني هذه الكأس . )) متى 26 : 39 .
ان الادعاء بأن المسيح كان صامتاً لم يفتح فاه عندما واجه المحاكمة والتعذيب ادعاء مردود بقراءة الآتي من نصوص الاناجيل :
لقد سأل بيلاطس يسوع : (( أنت ملك اليهود. أجابه يسوع.. مملكتى ليست من هذا العالم. ولو كانت مملكتى من هذا العالم لكان خُدّامى يجاهدون لكيلا أسلم إلى اليهود. ولكن الآن ليست مملكتى من هنا )) (يوحنا 18: 33-37). دفاع مقنع . لم ينكر موقفه الدينى. لكن مملكته كانت مملكة روحية وكانت رياسته لها كى ينقذ أمته من الرذيلة والإنحلال. ولم يكن هذا الإعتبار يهم الحاكم الرومانى. فيمضى بيلاطس إلى اليهود المنتظرين بالخارج ليرد لهم المتهم الذي لم يثبت عليه الإتهام وهو يقول : (( أنا لم أجد له عِلّة واحدة )) يوحنا 18 : 38
فهل تكلم المسيح وهو مغلق الفم وهو يقدم هذا الدفاع المقنع أمام بيلاطس وكبراء اليهود ؟
وعند مثوله أمام رئيس الكهنة نجده يقول للحارس الذي بادره بالضرب : (( إن كنت قد تكلمت ردياً فاشهد على الردى وإن حسنا فلماذا تضربنى ؟! )) يوحنا 18 : 23
وعليه وببساطة فإن ما جاء في العدد السابع لا ينطبق على المسيح عليه السلام وأنه ليس من الصحيح أن يقال عن المسيح عليه السلام بأنه لم يفتح فاه كنعجة صامته .
ومن جهة أخرى علينا ان نلاحظ ان صيغة الحديث قد جاءت بالماضي في قوله : (( ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاه تُساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه )) أي ان الحديث عن أمر قد تم وحدث في زمن اشعيا أو قبله ، فإن قيل : ان الفعل الماضي قد يعني المستقبل ، قلنا ان معظم فقرات واصحاحات الكتاب المقدس قد صيغت بالماضي ان لم يكن كله ، فما هو المعيار في ضبط ومعرفة النبوءة المستقبلية ؟

سابعاً : يقول الكاتب في العدد التاسع : (( وجعل مع الأشرار قبره، ومع غني عند موته )) ولا يمكن حمل هذه العبارة على المسيح المدفون بحسب الاناجيل وحده في بستان، في قبر جديد، لم يدفن فيه معه لا شرير ولا غني.

ثامناً : بحسب العدد الثاني عشر نجد ان الرب يقدم للعبد وعداً هذا نصه : (( لذلك أقسم له بين الأعزاء ومع العظماء يقسم غنيمة )) وبحسب ترجمة الحياة هكذا النص : (( لذلك أهبه نصيباً بين العظماء .. ))
والسؤال الذي يطرح نفسه هو إذا كان المسيح هو الاله المتجسد بحسب الفكر المسيحي فهل فكرة الثواب أو المكافأة للمسيح تحمل أي معنى ؟! هل الإله يكافىء نفسه ؟!

تاسعاً : يصف الكاتب في العدد الثالث هذا العبد قائلاً : (( محتقر ومخذول من الناس ... محتقر فلم نعتد به )) بينما المسيح عليه السلام بحسب الاناجيل موصوف بعبارات تفضيلية هي مغايرة تماماً لشخص يوصف بالاحتقار .. فعلى سبيل المثال :
لقد كانت الجموع العظيمة تسميه بالنبي العظيم : (( قد قام فينا نبي عظيم )) لوقا 7 : 16 وعندما دخل المسيح عليه السلام القدس انطلقت صيحة التهليل من الجموع الكبيرة قائلةً : (( هذا يسوع النبـي من ناصرة الجليل !! )) متى 21 : 11 ، 12 . وهو الذي كان يعلم في المجامع ممجداً من الجميع !! (( وكان يعلم في مجامعهم ممجداً من الجميع )) لوقا 4 : 15 لاحظ لفظ ( الجميع ) وهو الرجل الذي ذاع صيته وتبعته جموع كثيرة من الجليل والعشر المدن وأورشليم واليهودية ومن عبر الأردن . متى 4 : 25 وهو الذي كان يلقى بترحيب من الجموع الكبيرة لوقا 8 : 40 وطبقاً للأناجيل فإن الشعبية التي كان يتمتع بها المسيح عليه السلام جعلت من الضروري ان يؤخذ المسيح خلسة للقتل حيث كان رؤساء الكهنة يخشون تظاهرات الناس . مرقس 14 : 2
وحتى عندما سيق للصلب المزعوم بحسب الاناجيل فقد تبعه جمهور كبير من الشعب وكان النساء يلطمن صدورهن وينحن عليه . لوقا 23 : 27
الخلاصة ان محتويات الاناجيل تدل على أن المسيح كان يتمتع بشعبية كبيرة واتباع كثيرين وكنتيجة لذلك فإنه لا يمكن ان ينطبق وصف النبي اشعيا للعبد بأنه : (( محتقر فلم نعتد به )) على المسيح عليه السلام.

وكما قد ذكرنا - أخي القاريء - في البداية فإن اصحاح 53 من اشعيا يتحدث عن شعب اسرائيل كأمة آثمة وعن البقية التقية الصالحة من هذا الشعب الذي قد تم سبيه وذلته في بابل ثم نجاته ، فهو أي الاصحاح 53 يعتبر نظرة شاملة مجازية مجسمة لما جرى لهذا الشعب ، ولكي نستطيع فهم ذلك فهناك نقطتين يجب ان نضعهما في عين الاعتبار وهما مما يغفل عنهما الكثيرون :

النقطة الأولى : ان هذا الاصحاح هو في الواقع استمرارية للفقرة 13 من الاصحاح 52 بحسب ترجمة الفانديك أي انه اصحاح متصل ومرتبط بالاصحاح الذي قبله كرسالة مستمرة ، وان الاصحاح 52 يعتبر ضمن قصيدة كبيرة ممتدة من الاصحاح 51 حتى 52 : 15 في إحياء أورشليم المسبية وبالتالي فإن اصحاح اشعيا 53 سيصبح مفهوماً بصورة صحيحة فقط إذا ما قرىء ضمن السياق العام لهذه القصيدة الكبيرة .
النقطة الثانية : ان كل قارىء جيد للتوراة يعرف انه شاع وكثر فيها الحديث عن شعب اسرائيل بصورة فردية تجسيمية مجازية وكيف ان هذا الشعب خوطب وسمي بالعبد بصيغة مفردة في مواضع كثيرة من التوراة ، فعلى سبيل المثال ورد في ارميا 30 : 10 قول الرب : (( اما انت يا عبدي يعقوب فلا تخف يقول الرب ولا ترتعب يا اسرائيل لاني هانذا اخلصك من بعيد ونسلك من ارض سبيه فيرجع يعقوب ويطمئن ويستريح ولا مزعج .. )) وفي اشعيا 45 : 4 يقول الرب : (( لأجل عبدي يعقوب ، واسرائيل مختاري دعوتك باسمي ... )) وفي إشعيا 43 : 1 – 3 : (( يقول الرب، خالقك يا يعقوب، وجابلك يا إسرائيل..... )) ، ومثله في إشعيا 41 : 8 ، والمقصود من ذلك كله شعب إسرائيل. وانظر ايضاً اشعيا 48 : 20 و اشعيا 49 : 3 و ارميا 46 : 27 و مزمور 136 : 22 و لوقا 1 : 54 .
وان نحن قرأنا العدد الثالث من اشعيا 49 سنجد انه قد تم تحديد هوية العبد الذي يجري عنه الحديث صراحةً على انه اسرائيل ، فالرب يقول : (( اسمعي لي أيتها الجزائر واصغوا أيها الأمم من بعيد : الرب من البطن دعاني . من أحشاء أمي ذكر أسمي . وجعل فمي كسيف حاد . في ظل يده خبأني وجعلني سهماً مبرياً . في كنانته أخفاني . وقال لي : (( أنت عبدي إسرائيل الذي به اتمجد )) .... والآن قال الرب جابلي من البطن عبداً له .. ))
ان قوله : (( أنت عبدي اسرائيل )) وبحسب الترجمة الكاثوليكية : (( انت عبدي يا اسرائيل )) يوضح لنا ان ما ورد من كلام وما سيرد هو تشخيص لمعنى وتجسيم مجازي لإسرائيل . حتى ان العدد الخامس قد وصف هذا العبد بأنه مخلوق : (( جابلي من البطن عبدا له )) ... ومعنى كلمة جابلي أي خالقي ففي رسالة رومية 9 : 20 : (( . ألعل الجبلة تقول لجابلها لماذا صنعتني هكذا. )) وانظر اش 27 : 11 .

وبناء على هذه الشواهد وعلى ما قد ذكر فإنه صار من السهل معرفة من هو المقصود بالعبد المتألم في اشعيا 52 : 13 والذي سيعقل ويتعالى ويرتقى ويتسامى جداً بعد سبي وحبس وعبودية في بابل !! ولكي تتجلى لنا الصورة سنذكر ما جاء في الاصحاح 51 و 52 حتى نصل للأصحاح 53 مع بعض التعليقات والتوضيحات :

51 : 9 – 11
(( اِسْتَيْقِظِي اسْتَيْقِظِي! الْبِسِي قُوَّةً يَا ذِرَاعَ الرَّبِّ! اسْتَيْقِظِي كَمَا فِي أَيَّامِ الْقِدَمِ كَمَا فِي الأَدْوَارِ الْقَدِيمَةِ. أَلَسْتِ أَنْتِ الْقَاطِعَةَ رَهَبَ الطَّاعِنَةَ التِّنِّينَ؟ 10أَلَسْتِ أَنْتِ هِيَ الْمُنَشِّفَةَ الْبَحْرَ مِيَاهَ الْغَمْرِ الْعَظِيمِ الْجَاعِلَةَ أَعْمَاقَ الْبَحْرِ طَرِيقاً لِعُبُورِ الْمَفْدِيِّينَ؟ 11وَمَفْدِيُّو الرَّبِّ يَرْجِعُونَ وَيَأْتُونَ إِلَى صِهْيَوْنَ بِالتَّرَنُّمِ وَعَلَى رُؤُوسِهِمْ فَرَحٌ أَبَدِيٌّ. ابْتِهَاجٌ وَفَرَحٌ يُدْرِكَانِهِمْ. يَهْرُبُ الْحُزْنُ وَالتَّنَهُّدُ. ))

نجد هنا ان الرب سيجدد عجائب الماضي وانتصاره على قوات الخواء الأول وعبور البحر ، ليعيد المسبيين في بابل الي صهيون . ذلك لأن الأمة تصرخ طالبة تدخل الله فتجاب بكلام التعزية والتشجيع كما سيأتي .

51 : 12 ، 13 :
(( أَنَا أَنَا هُوَ مُعَزِّيكُمْ. مَنْ أَنْتِ حَتَّى تَخَافِي مِنْ إِنْسَانٍ يَمُوتُ وَمِنِ ابْنِ الإِنْسَانِ الَّذِي يُجْعَلُ كَالْعُشْبِ؟ 13وَتَنْسَى الرَّبَّ صَانِعَكَ بَاسِطَ السَّمَاوَاتِ وَمُؤَسِّسَ الأَرْضِ وَتَفْزَعُ دَائِماً كُلَّ يَوْمٍ مِنْ غَضَبِ الْمُضَايِقِ عِنْدَمَا هَيَّأَ لِلإِهْلاَكِ. وَأَيْنَ غَضَبُ الْمُضَايِقِ؟ ))

هنا نجد ان الرب يتكلم ليشدد عزيمة اسرائيل المسبية . وكيف انه كان عليهم أن يدركوا أن قوة الله اعظم جداً من قوة بابل .

51 : 14 – 16 :
(( سَرِيعاً يُطْلَقُ الْمُنْحَنِي وَلاَ يَمُوتُ فِي الْجُبِّ وَلاَ يُعْدَمُ خُبْزُهُ. 15وَأَنَا الرَّبُّ إِلَهُكَ مُزْعِجُ الْبَحْرِ فَتَعِجُّ لُجَجُهُ. رَبُّ الْجُنُودِ اسْمُهُ. 16وَقَدْ جَعَلْتُ أَقْوَالِي فِي فَمِكَ وَبِظِلِّ يَدِي سَتَرْتُكَ لِغَرْسِ السَّمَاوَاتِ وَتَأْسِيسِ الأَرْضِ وَلِتَقُولَ لِصِهْيَوْنَ : أَنْتِ شَعْبِي. ))

هنا اشارة إلى فك الأسر ورد السبي ، ونجد بوضوح كيف ان شعب اسرائيل يستعار بصورة فردية كأسير محبوس في جب . والذي سيقول عنه الرب كما سنرى بعد قليل عندما ينتهي حبسه وسبيه في 52 : 13 : (( هوذا عبدي يعقل ، يتعالى ويرتقي ويتسامى جداً ... الى آخر الاصحاح الثالث والخمسين . ))

51 : 17 – 23 :
(( اِنْهَضِي انْهَضِي! قُومِي يَا أُورُشَلِيمُ الَّتِي شَرِبْتِ مِنْ يَدِ الرَّبِّ كَأْسَ غَضَبِهِ. ثُفْلَ كَأْسِ التَّرَنُّحِ شَرِبْتِ. مَصَصْتِ. لَيْسَ لَهَا مَنْ يَقُودُهَا مِنْ جَمِيعِ الْبَنِينَ الَّذِينَ وَلَدَتْهُمْ وَلَيْسَ مَنْ يُمْسِكُ بِيَدِهَا مِنْ جَمِيعِ الْبَنِينَ الَّذِينَ رَبَّتْهُمْ. 19اِثْنَانِ هُمَا مُلاَقِيَاكِ. مَنْ يَرْثِي لَكِ؟ الْخَرَابُ وَالاِنْسِحَاقُ وَالْجُوعُ وَالسَّيْفُ. بِمَنْ أُعَزِّيكِ؟ 20بَنُوكِ قَدْ أَعْيُوا. اضْطَجَعُوا فِي رَأْسِ كُلِّ زُقَاقٍ كَالْوَعْلِ فِي شَبَكَةٍ. الْمَلآنُونَ مِنْ غَضَبِ الرَّبِّ مِنْ زَجْرَةِ إِلَهِكِ. 21لِذَلِكَ اسْمَعِي هَذَا أَيَّتُهَا الْبَائِسَةُ وَالسَّكْرَى وَلَيْسَ بِالْخَمْرِ. 22هَكَذَا قَالَ سَيِّدُكِ الرَّبُّ وَإِلَهُكِ الَّذِي يُحَاكِمُ لِشَعْبِهِ: «هَئَنَذَا قَدْ أَخَذْتُ مِنْ يَدِكِ كَأْسَ التَّرَنُّحِ ثُفْلَ كَأْسِ غَضَبِي. لاَ تَعُودِينَ تَشْرَبِينَهَا فِي مَا بَعْدُ. 23وَأَضَعُهَا فِي يَدِ مُعَذِّبِيكِ الَّذِينَ قَالُوا لِنَفْسِكِ: انْحَنِي لِنَعْبُرَ فَوَضَعْتِ كَالأَرْضِ ظَهْرَكِ وَكَالزُّقَاقِ لِلْعَابِرِينَ». ))

هنا نجد ان الرب يظهر لشعبه الآلآم الناجمة عن الخطية ويعدهم بالنجاة ، حيث تؤخذ الكأس من يد اسرائيل المرتجفة ، وتدفع إلى يد معذبيها والمستعلين عليها .

اَلأَصْحَاحُ الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ :

(( اِسْتَيْقِظِي اسْتَيْقِظِي! الْبِسِي عِزَّكِ يَا صِهْيَوْنُ! الْبِسِي ثِيَابَ جَمَالِكِ يَا أُورُشَلِيمُ الْمَدِينَةُ الْمُقَدَّسَةُ لأَنَّهُ لاَ يَعُودُ يَدْخُلُكِ فِي مَا بَعْدُ أَغْلَفُ وَلاَ نَجِسٌ. 2اِنْتَفِضِي مِنَ التُّرَابِ. قُومِي اجْلِسِي يَا أُورُشَلِيمُ. انْحَلِّي مِنْ رُبُطِ عُنُقِكِ أَيَّتُهَا الْمَسْبِيَّةُ ابْنَةُ صِهْيَوْنَ. 3فَإِنَّهُ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مَجَّاناً بُعْتُمْ وَبِلاَ فِضَّةٍ تُفَكُّونَ». 4لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: «إِلَى مِصْرَ نَزَلَ شَعْبِي أَوَّلاً لِيَتَغَرَّبَ هُنَاكَ. ثُمَّ ظَلَمَهُ أَشُّورُ بِلاَ سَبَبٍ. 5 فَالآنَ مَاذَا لِي هُنَا يَقُولُ الرَّبُّ حَتَّى أُخِذَ شَعْبِي مَجَّاناً؟ الْمُتَسَلِّطُونَ عَلَيْهِ يَصِيحُونَ يَقُولُ الرَّبُّ وَدَائِماً كُلَّ يَوْمٍ اسْمِي يُهَانُ.
وفي الترجمة العربية المشتركة للكتاب المقدس نجد العدد الخامس هكذا :
(( والآنَ ماذا لي هُنا في بابِلَ؟ شعبي أُخذَ بغَيرِ ثمَنٍ، وحُكَّامُهُ يُهَلِّلونَ، واَسمي يُهانُ كُلَ يومِ بلا اَنقِطاعِ. ))
6لِذَلِكَ يَعْرِفُ شَعْبِيَ اسْمِي. لِذَلِكَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَعْرِفُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ الْمُتَكَلِّمُ. هَئَنَذَا». 7مَا أَجْمَلَ عَلَى الْجِبَالِ قَدَمَيِ الْمُبَشِّرِ الْمُخْبِرِ بِالسَّلاَمِ الْمُبَشِّرِ بِالْخَيْرِ الْمُخْبِرِ بِالْخَلاَصِ الْقَائِلِ لِصِهْيَوْنَ: «قَدْ مَلَكَ إِلَهُكِ!» 8صَوْتُ مُرَاقِبِيكِ. يَرْفَعُونَ صَوْتَهُمْ. يَتَرَنَّمُونَ مَعاً لأَنَّهُمْ يُبْصِرُونَ عَيْناً لِعَيْنٍ عَُِنْدَ رُجُوعِ الرَّبِّ إِلَى صِهْيَوْنَ. 9أَشِيدِي تَرَنَّمِي مَعاً يَا خِرَبَ أُورُشَلِيمَ لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ عَزَّى شَعْبَهُ. فَدَى أُورُشَلِيمَ. 10قَدْ شَمَّرَ الرَّبُّ عَنْ ذِرَاعِ قُدْسِهِ أَمَامَ عُيُونِ كُلِّ الأُمَمِ فَتَرَى كُلُّ أَطْرَافِ الأَرْضِ خَلاَصَ إِلَهِنَا. 11اِعْتَزِلُوا. اعْتَزِلُوا. اخْرُجُوا مِنْ هُنَاكَ. لاَ تَمَسُّوا نَجِساً. اخْرُجُوا مِنْ وَسَطِهَا. تَطَهَّرُوا يَا حَامِلِي آنِيَةِ الرَّبِّ.
وفي الترجمة العربية المشتركة للكتاب المقدس نجد العدد الحادي عشر هكذا :
((11سيروا، سيروا. اَخرُجوا ولا تمَسُّوا نجسًا. اَخرُجوا مِنْ بابِلَ وتطَهَّروا يا حامِلي آنيةِ الرّبِّ. ))
12لأَنَّكُمْ لاَ تَخْرُجُونَ بِالْعَجَلَةِ وَلاَ تَذْهَبُونَ هَارِبِينَ. لأَنَّ الرَّبَّ سَائِرٌ أَمَامَكُمْ وَإِلَهَ إِسْرَائِيلَ يَجْمَعُ سَاقَتَكُمْ. 13هُوَذَا عَبْدِي يَعْقِلُ يَتَعَالَى وَيَرْتَقِي وَيَتَسَامَى جِدّاً. 14كَمَا انْدَهَشَ مِنْكَ كَثِيرُونَ. كَانَ مَنْظَرُهُ كَذَا مُفْسَداً أَكْثَرَ مِنَ الرَّجُلِ وَصُورَتُهُ أَكْثَرَ مِنْ بَنِي آدَمَ. 15هَكَذَا يَنْضِحُ أُمَماً كَثِيرِينَ. مِنْ أَجْلِهِ يَسُدُّ مُلُوكٌ أَفْوَاهَهُمْ لأَنَّهُمْ قَدْ أَبْصَرُوا مَا لَمْ يُخْبَرُوا بِهِ وَمَا لَمْ يَسْمَعُوهُ فَهِمُوهُ. ))

والآن عزيزي القارىء من هو هذا العبد الذي يتعالى ويرتقى ويتسامى ؟ أليسوا هم شعب اسرائيل لا سيما البقية التقية الصالحة منهم العائدة من السبي والحبس في بابل ؟؟؟
وان نحن دخلنا في الاصحاح 53 نجد ان العدد الأول يقول : (( من صدق خبرنا ولمن استعلنت ذراع الرب ؟ )) ومن خلال اسفار الكتاب المقدس سنجد ان عبارة : (( ذراع الرب )) دائما ما تشير إلى الأنقاذ أو التحرير الفعلي للشعب اليهودي من اضطهاد الغير لهم . انظر على سبيل المثال : اشعيا 63 : 12 و تثنية 4 : 34 و تثنية 7 : 19 والمزامير 44 : 3 .
وهذه الذراع التي قد استعلنت هي التي كان قد تحدث عنها اشعيا قبل قليل في 52 : 9 - 10 : من انها ستعمل على استراداد المسبيين في بابل : (( أَشِيدِي تَرَنَّمِي مَعاً يَا خِرَبَ أُورُشَلِيمَ لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ عَزَّى شَعْبَهُ. فَدَى أُورُشَلِيمَ. 10قَدْ شَمَّرَ الرَّبُّ عَنْ ذِرَاعِ قُدْسِهِ أَمَامَ عُيُونِ كُلِّ الأُمَمِ فَتَرَى كُلُّ أَطْرَافِ الأَرْضِ خَلاَصَ إِلَهِنَا. ))
ثم يتحدث اشعيا عن عودة العبد ( اسرائيل ) من أرض السبي فيقول : (( نبت قدامَه كفرخ، وكعرق في أرض يابسة ))
فقد عادوا للأرض المقدسة، ونبتوا فيها، من جديد، كما في سفر النبي إرمياء : (( وأجعل عيني عليهم للخير، وأرجعهم إلى هذه الأرض، وأبنيهم ولا أهدمهم، وأغرسهم، ولا أقلعهم )) (إرمياء 24/6)، وقوله : (( وأفرح بهم لأحسن إليهم، وأغرسهم في هذه الأرض بالأمانة بكل قلبي وبكل نفسي )) (إرمياء 32/41). (وانظر إرمياء 31/27-28).
وقد تغيرت صورتهم بسبب الذل فكان الشعب : (( محتقر مخذول .. رجل أوجاع ومختبر الحزن ))
وقوله : (( لكن أحزاننا حملها ، وأوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مصاباً مضروباً من الله ومذلولاً ...)) أي ان العبد ( اسرائيل ) كان في حالة خضوع لعقاب إلهي قد عم الصالح المتبقي من الشعب ، وهو ما تم توضيحه في العدد الثامن بحسب الاصل العبري في صيغة الجمع : (( هم ضربوا من أجل ذنب شعبي )) حيث كانت معاناة العبد ( إسرائيل ) نابعة من إثم هذا الشعب ، فقد شمل البؤس بررة بني إسرائيل وعصاتهم، ولا غرابة في ذلك فربنا سبحانه وتعالى يقول : (( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (( (الأنفال : 125) ولذلك نجد النص يقول : (( والرب وضع عليه إثم جميعنا )) وهو ما يفسره قول إرميا وقد شاهد الأسر البابلي : (( آباؤنا أخطؤوا، وليسوا بموجودين، ونحن نحمل آثامهم، عبيد حكموا علينا، ليس من يخلص من أيديهم، جلودنا اسودت من جري نيران الجوع )) (المراثي 5/7-10).
وقوله : (( ظلم أما هو فتذلل )) كقوله (( ثم ظلمه آشور بلا سبب )) ( إشعيا 52/4 )، وكقوله : (( إن بني إسرائيل وبني يهوذا معاً مظلومون )) ( إرميا 50/33 ).
وأما قوله : (( كشاة تساق إلى الذبح.... )) فهو حديث عن ملك بابل، وقد ساق بني إسرائيل، كما تساق الشياه إلى الذبح، كما في قول ارميا : (( أنزلهم كخراف للذبح، وككباش مع أعتدة )) ( إرميا 51/40 ) فمات أكثرهم جوعاً.
وقوله : (( وجعل مع الأشرار قبره، ومع غني عند موته )) أي أن دفنهم في بابل كان مع الوثنيين، ولا يمكن حمله على المسيح المدفون وحده في بستان، في قبر جديد، لم يدفن فيه معه لا شرير ولا غني.
وقوله : (( فسَّر أن يسحقه بالحزن، أن جعل نفسه ذبيحة إثم، يرى نسلاً تطول أيامه )) وفي النسخة الكاثوليكية يتضح المعنى أكثر : (( والرب رضي أن يسحقه بالعاهات، فإنه إذا جعل نفسه ذبيحة إثم يرى ذرية، وتطول أيامه )) ، فهو إشارة لرجوعهم إلى وطنهم، وتعايشهم وتوالدهم في فلسطين بعد السبي وآلامه وعاهاته وبلاياه.
وقوله : (( على أنه لم يعمل ظلماً، ولم يكن في فمه غش )) هو كقوله عن البقية التقية من بني اسرائيل في سفر صفنيا 3 : 13 : (( بقية إسرائيل لا يفعلون إثماً ، ولا يتكلمون بالكذب ، ولا يوجد في أفواههم لسان غش )) وقيل هو حديث عن طهر أولئك الذين يعودون من السبي كما في ارميا : (( يقول الرب : لأني أصفح عن إثمهم، ولا أذكر خطيتهم بعد )) (إرمياء 31/34)، كما قال عنهم : (( وأرد سبي يهوذا وسبي إسرائيل وأبنيهم كالأول، وأطهرهم من كل إثمهم الذي أخطؤوا به إليّ، وأغفر كل ذنوبهم التي أخطؤوا بها إليّ والتي عصوا بها عليّ )) (إرمياء 33/7-8).
وأما قوله : (( عبدي البار بمعرفته يبرر كثيرون، وآثامهم هو يحملها )) يتحدث كيف شمل البؤس بررة بني إسرائيل وعصاتهم، كما قال الله : (( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )) (الأنفال : 125) وإكراماً لهؤلاء البررة من بني إسرائيل، طهرهم الله من ذنبهم، ورفع عنهم هذه العقوبة، كما في إرميا : (( في تلك الأيام يطلب إثم إسرائيل فلا يكون، وخطية يهوذا فلا توجد، لأني أغفر لمن أبقيه )) (إرميا 50/20)، فقد حملوا خطيئة آبائهم، ثم غفرت ذنوبهم.
وقوله : (( أحصي مع أثمة )) يحكى عن وجود بني إسرائيل مع الوثنيين في بابل، ولا يصح أن يقال: الأثمة هما اللصان، إذ قد وعد أحدهما الفردوس، فكيف يوصف بعد ذلك بالآثم ؟!
وهكذا فالإصحاح يتحدث بنظرة شاملة مجازية مجسمة عن شعب إسرائيل ، وسبيه، وذلته، ثم نجاته. وهذا هو مفهوم النص عند اليهود وهم أصحاب الكتاب الأصليين.
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المقالة الخامسة
شهادة البابا شنودة الثالث على سماحة الإسلام
عقد في القاهرة المؤتمر العام السادس عشر للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية في الفترة من 8 – 11 ربيع الأول سنة 1425 هـ الموافق 28 إبريل - 1 مايو 2004 م وكان موضوع المؤتمر " التسامح في الحضارة الإسلامية "
وتحدث في هذا المؤتمر عدد كبير من العلماء والمفكرين ، وكان ممن تحدث في المؤتمر " البابا شنودة الثالث " الذي أدلى بشهادته على سماحة الإسلام طوال تاريخه الطويل ، وهذه هي كلمة " البابا شنودة " التي ألقاها في المؤتمر كاملة وبدون زيادة أو نقص .

كلمة البابا شنودة الثالث
بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية

الأستاذ الدكتور / عاطف عبيد رئيس مجلس الوزراء
الإمام الأكبر الدكتور / محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر .
باسم الإله الواحد الذي نعبده جميعاً ..
نظرة الإسلام إلى السلام :
يكفي أن السلام هو اسم من أسماء الله ، وقد ورد في سورة الحشر : (( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ )) (سورة الحشر : الآية23)
وورد في سورة البقرة : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً )) (سورة البقرة: الآية208) ، وفي سورة النساء (( وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً )) (سورة النساء: الآية94)
أول مرحلة من السلام كانت في تاريخ الإسلام هي العهود والمواثيق الشهيرة ، لعل في مقدمتها الميثاق الذي أُعطى لنصاري نجران ، والميثاق الذي أعطى لقبيلة تغلب ، ووصية الخليفة أبي بكر الصديق لأسامة بن زيد ، والوصية التي قدمها الخليفة عمر بن الخطاب قبل موته ، والميثاق الذي أعطاه خالد بن الوليد لأهل دمشق ، والميثاق الذي أعطاه عمرو بن العاص لأقباط مصر . وفي هذه المواثيق أمَّن المسيحيين على كنائسهم وصوامعهم ورهبانيتهم وأملاكهم وأرواحهم .
ونذكر هنا في مصر أنه عندما أتي عمرو بن العاص إلى مصر كان البابا القبطي بنيامين منفياً ثلاثة عشر عاماً بعيداً عن كرسيه ، فأمَّنه عمرو بن العاص وأعاده إلى كرسيه وأسلمهُ كنائسه التي أخذها منه الروم ، وعاش معه في سلام .
ونذكر أيضاً بعض نواحي محبة وتعاون ؛ فمثلاً في الدول الإخشيدية كان محمد بن طغج الإخشيدي يحتفل مع الأقباط بعيد الغطاس في جزيرة في النيل ، وقد أوقدوا حوله ألف قنديل .
وفي الدولة الطولونية نعرف أن جامع أحمد بن طولون بناه سعيد بن كاتب الفرغاني ، وهو مهندس مسيحي ، طلب منه أحمد بن طولون أن يبني مسجده بغير عمدٍ تمنع النظر .
وفي الدولة الفاطمية كانت العلاقة طيبة جداً بين المسيحيين والمسلمين حتى إن يعقوب بن كلس اليهودي كان الوزير الوحيد في عهد المعز ، وعيسى بن نسطورس النصراني كان كذلك في عهد العزيز بن المعز ، مما يدل على أن غير المسلمين وصلوا إلى درجات كبيرة في الدولة .
نرى أيضاً من سماحة الإسلام :
ما قيل من كلمات طيبة عن أهل الكتاب في آيات القرآن ، ففي سورة آل عمران : (( .. مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُون * يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِين َ)) (سورة آل عمران : الآيتان113 : 114)
ولاشك أن هذه الكلمات كان لها تأثير في المجتمع الإسلامي ، وفي العلاقة الطيبة بين المسيحيين والمسلمين
وفي سورة الأنبياء (( فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ )) ( سورة الأنبياء : الآية 7)
وفي سورة المائدة (( وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ )) ( سورة المائدة: الآية82)
وفي الحديث عن السيد المسيح في سورة الحديد (( وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً )) ( سورة الحديد: الآية27)
ومن التسامح الإسلامي أيضاً الأحاديث التي وردت عن أهل الذمة ، فقد قيل ( في المأثورات الإسلامية ) : [ من آذى ذمياً فليس منا ، العهد لهم ولأبنائهم عهد أبدي لايُنقض يتولاه ولي الأمر ويرعاه ]
لاننس العلاقة الطيبة الذي قدم لها مثالاً الخليفة عمر بن الخطاب عندما دُعي للصلاة في كنيسة القدس فاعتذر عن ذلك ، وقال : [ لئلا يأتي المسلمون من بعدي ويأخذوها منكم ويقولون هنا سجد عمر ] وصلى بعد رمية حجر من الكنيسة ، وأنشئ في ذلك المكان جامع عمر ، إنها روح طيبة عاش بها الإسلام مع غير المسلمين
ولعل من النقاط البارزة في القرآن مبدأ هام هو أنه لا إكراه في الدين ، فقد ورد في سورة البقرة (( لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ )) ( سورة البقرة: الآية256) وفي سورة يونس : (( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ * وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ )) ( سورة يونس: الآية 99 - 100)
ولذلك عندما جمع هذا المبدأ – مبدأ لاإكراه في الدين – المبدأ الذي يقول : (( مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ )) كما في (سورة المائدة:الآية99)
وأيضاً (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ )) ( سورة المائدة : الآية105)
وفي سورة الشورى : (( فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلاغُ )) (سورة الشورى: الآية48)
وفي سورة النحل (( فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ الْمُبِينُ )) (سورة النحل : الآية 82)
لذلك كان من المبادئ الإسلامية القرآنية المعروفة بعدم الإكراه في الدين ، وما على الرسول إلا البلاغ ، وأيضاً ماورد في سورة الغاشية (( فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّر *ٌ لَسْت عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ )) ( سورة الغاشية: الآية 21 - 22)
حتى بالنسبة للكافرين ورد في سورة الكافرون (( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ *وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ* لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ )) (سورة الكافرون : الآيات 1- 6)
ولهذا كان من مبادئ التسامح تلك الآية التي تقول (( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ )) ( سورة آل عمران: الآية159)
من أجل هذا كانت المجادلة في أمور الدين تكون بالتي هي أحسن ، وهذا مبدأ من مبادئ التسامح كما في سورة العنكبوت : (( وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ .. )) (سورة العنكبوت : الآية46)
وجاء في سورة النحل (( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ .. )) ( سورة النحل: الآية 125)
لذلك إن حدث في يوم من الأيام إكراه في الدين يكون هذا خروجاً على تعاليم الإسلام التي سجلها القرآن .
غير أن هناك بعض آيات خاصة بالقتال والحرب لا تعمم على الجميع ، منها (( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ )) (سورة الأنفال: من الآية60)
إذ هي موجهة في حالة الحرب وموجهة إلى أعداء الله وأعداء البلد ، ومع ذلك جاء في نفس الآية : (( وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ )) ( سورة لأنفال: الآية61) وأيضاً يقول القرآن (( لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ )) (سورة الممتحنة:8)
إذ المسائل الخاصة بالحرب والقتال والخاصة بالأعداء الذين يخرجونكم من دياركم أو يضلونكم في دينكم شيء آخر ، ولكن في غير ذلك يعيش الناس في محبة تبرونهم وتقسطون إليهم ، إن الله يحب المقسطين .

المرجع : كتاب " التسامح في الحضارة الإسلامية " ص : 25-31 ، سلسلة القضايا الإسلامية التي يصدرها المجلس الأعلى للشئون الإسلامية – وزارة الأوقاف - مصر - العدد 110 لسنة 1425هـ - 2004 م .


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المقالة السادسة
هل الظهورات المريمية حقيقة أم لا؟
كما نفعل دائما في مواجهة مثل هذه الدعاوي المسيحية ، فإن اجابتنا عليهم ستكون من كتابهم المقدس نفسه وليس سواه ، فنقول وبالله التوفيق :
كلنا يعرف ان مريم عليها السلام هي - انسانة - مخلوقة كباقي البشر ، والكتاب المقدس يخبرنا بأن (( الأَحْيَاءَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُمْ سَيَمُوتُونَ، أَمَّا الْمَوْتَى فَلاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا، وَلَيْسَ لَهُمْ أَجْرٌ بَعْدُ لأَنَّ ذِكْرَهُمْ نُسِيَ. وَمَحَبَّتُهُمْ وَبُغْضَتُهُمْ وَحَسَدُهُمْ هَلَكَتْ مُنْذُ زَمَانٍ، وَلاَ نَصِيبَ لَهُمْ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ، فِي كُلِّ مَا عُمِلَ تَحْتَ الشَّمْسِ )) (جامعة 9 : 5، 6). وبما أن الأموات لا يعلمون شيئاً، كما ذكر سليمان الحكيم، فهم لا يقدرون على تسبيح الله. (( لَيْسَ الأَمْوَاتُ يُسَبِّحُونَ الرَّبَّ، وَلاَ مَنْ يَنْحَدِرُ إِلَى أَرْضِ السُّكُوتِ )) (مزمور 115 : 17). فالموتى لا يسبحون الله ولا يعلمون شيئاً لأنه عندما يموت الإنسان (( تَخْرُجُ رُوحُهُ (أي نسمة حياته) فَيَعُودُ إِلَى تُرَابِهِ. فِي ذلِكَ الْيَوْمِ نَفْسِهِ تَهْلِكُ أَفْكَارُهُ )) (مزمور 146: 4). فالإنسان عندما يموت يعود إلى وضعه كما كان قبل دخول نسمة الحياة (الروح) إلى أنفه. يقول الكتاب المقدس (( فَيَرْجعُ التُّرَابُ إِلَى الأَرْضِ كَمَا كَانَ، وَتَرْجعُ الرُّوحُ (نسمة الحياة) إِلَى اللهِ الَّذِي أَعْطَاهَا )) (جامعة 12: 7).
ولأنه وُضِع للناس أن يموتوا مرة، ثم بعد ذلك الدينونة (عبرانيين 9: 27) والموتى لا يعودون كما قال داود عن ولده الذي مات (( أنا ذاهبٌ إليه، أما هو فلا يرجع إليَّ )) (2صموئيل 12: 23) وهناك هوَّة لا تُعبَر بين الأحياء والأموات (لوقا 16 :24-27) .
نلخص ما أثبتناه حتى الآن من آيات الكتاب المقدس :
1) الموتى لا يعلمون شيئاً. فمعنى ذلك أنهم لا يستطيعون أن يكلمونا أو يعلموا ما يدور في الأرض.
2) الموتى لا يسبحون الله. ولو كان الموتى مستمرون في الحياة لكان أول ما يفعلونه هو تسبيح الله. (( لأَنَّ الْهَاوِيَةَ لاَ تَحْمَدُكَ. الْمَوْتُ لاَ يُسَبِّحُكَ. لاَ يَرْجُو الْهَابِطُونَ إِلَى الْجُبِّ أَمَانَتَكَ )) (إشعياء 38: 18).
3) الله وحده له صفة عدم الموت.
والآن نعود إلى السيدة مريم العذراء. فالذين يعتقدون بأنها حية يقعون بين فئتين:
الفئة الأولى : هي التي تعتقد وتؤمن بأن الإنسان عندما يموت، تستمر روحه في الحياة، وتكون روحه واعية وملمة بكل ما يحدث في الأرض بالنسبة إلى الناس القريبة من هذا الإنسان قبل موته. وما قد ذكرناه أعلاه من آيات وإيضاحات يؤكد استحالة هذا الاعتقاد.
أما الفئة الثانية : فهي عندما تدرك استحالة وجود أي نوع من الوعي أو الإدراك عند الموتى، كما أوضحنا أعلاه، تلجأ إلى الاعتقاد بأن السيدة مريم العذراء بعـد موتهـا قد تم إقامتها ونقلها إلى ملكوت الابن المزعوم في السماء وذلك نظراً لمكانتها ومنزلتها السامية والمقدسة. وهنا علينا أن نسأل من يؤمنون بانتقال السيدة مريم العذراء إلى السماء بعد موتها، على أي أساس بنوا هذا الاعتقاد؟ فلا يوجد دليل واحد في الكتاب المقدس يعزّز هذه الفكرة - أي انتقال السيدة مريم العذراء إلى السماء عند موتها؟ فالكتاب المقدس يؤكد أنه سوف (( تَكُونُ قِيَامَةٌ لِلأَمْوَاتِ، الأَبْرَارِ وَالأَثَمَةِ )) (أعمال 24: 15).
فلم يفصح الكتاب المقدس عن انتقال القديسة مريم إلى السماء سواء قبل موتها أو بعد موتها. وبما أنه لم يتم ذكر أي شيء عن هذا الأمر، فهذا يعني أن السيدة مريم العذراء خضعت للقاعدة العامة بخصوص الموتى الأبرار. إذ لو كان هناك أي استثناء لذلك في حالة السيدة مريم العذراء لكان قد ذُكِرْ في الكتاب المقدس،
إذاً، كيف نفسّر الظهورات المريمية المزعومة ؟ و هل من المعقول أنّ الظهورات المريمية تقوم بها شياطين وليست مريم العذراء؟
مرة أخرى نعود إلى الكتاب المقدس لنجد التفسير الكتابي لهذه الدعاوي . لقد سبق وأنذر المسيح بقوله : (( انْظُرُوا! لاَ يُضِلَّكُمْ أَحَدٌ )) (متى 24: 4). هذا التنبيه المتكرر في العهد الجديد يوضح لنا أن الشيطان يسعى باجتهاد لا يعرف الملل أو الكلل، لكي يضل الناس بشتى الوسائل والطرق. (( وَلاَ عَجَبَ. لأَنَّ الشَّيْطَانَ نَفْسَهُ يُغَيِّرُ شَكْلَهُ إِلَى شِبْهِ مَلاَكِ نُورٍ! )) (كورنثوس الثانية 11: 14). فمن مصلحة الشيطان، في سعيه لتضليل العالم أجمع، أن يجذب الأنظار إلى شخص العذراء مريم. فهي شخصية محبوبة ومُكرّمة لدى كافة الناس. وللأسف فقد نجح الشيطان بجعل مريم عليه السلام وسيطة أخرى بالإضافة إلى الوسيط المزعوم يسوع المسيح بين الله والناس . فأصبح يطلق عليها لقب Co-Mediatrix (شريكة في الشفاعة).
وهذه بدعة مخالفة لتعليم الكتاب. وعن طريق إعلاء شأن مريم وجعلها وسيطة بين الله والناس استطاع الشيطان، ان يتقمص هيئة العذراء مريم، وأن يبث لضحاياه تعاليم وتوجيهات مخالفة لتعاليم الكتاب المقدس، الأمر الذي من شأنه ترسيخ الضلالات السائدة في عقول الناس. (( وَلاَ عَجَبَ. لأَنَّ الشَّيْطَانَ نَفْسَهُ يُغَيِّرُ شَكْلَهُ إِلَى شِبْهِ مَلاَكِ نُورٍ! )) (كورنثوس الثانية 11: 14).
وأخيراً فإن البعض يتسائل : لماذا بدأ ظهور العذراء و معجزاتها بعد مماتها فقط و هى التي لم يكن لها أى معجزه أو أى شيئ خارق للعاده طوال حياتها غير إنها حبلت دون رجل فهى لم تشف مريض و لم تحيى ميت و لم تبرء أكمه ، وهل من اللائق أن يرسل الإله أمه و لا يأتى هو ؟؟!!
ولا يفوتنا ان نذكر بأن اتباع بوذا المخلص يدعون أيضاً بأن هناك ظهورات له والذين يقدسون زرادشت يقولون كذلك وعباد البقر يقولون بأن هناك تجليات لبقرتهم .. ان الأديان الوثنية يروون الأضعاف المضاعفة من هذه القصص ، كالبوذيين والهندوس وغيرهم ، فهل من المنطقي أن يقبل الناس مثل هذا الكلام ؟؟؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المقالة السابعة

خـرافـات سفر الرؤيا
سفر الرؤيا هو السفر الأخير من اسفار العهد الجديد ، وهو عبارة عن رؤيا منامية غريبة رآها يوحنا ، حيث شاهد فيها حيوانات لها أجنحة وعيون من أمام، وعيون من وراء ، وحيوانات لها قرون بداخل قرون…( انظر الرؤيا 4 : 8 ) وشاهد فيها وحوش تخرج من البحر لها سبعة رؤوس وعشرة قرون ( انظر الرؤيا 13 : 1 ) وغيرها من المشاهدات المنامية الغريبة كما سيأتي ، وقد أخذ هذا السفر سبع وعشرين صفحة في العهد الجديد مقسمة الي اصحاحات ضمن الكتاب المقدس !!! ومن الناحية الواقعية فإنه لا يمكن أن يمتد الحلم الذي يتذكره صاحبه إلى حد يعبر عنه في سبع وعشرين صفحة !!
من هو كاتب السفر :
جاء في مقدّمة سفر الرؤيا من نسخة العهد الجديد من الكتاب المُقدّس ،( المطبعة الكاثوليكية دار المشرق ط13 ) ، ما نصه : لا يأتينا سفر رؤيا يوحنّا ، بشيء من الإيضاح عن كاتبه . لقد أطلق على نفسه اسم يوحنّا واسم نبي ، ولم يذكر قط أنه أحد الاثنيّ عشر ( التلاميذ ) . هناك تقليد على شيء من الثبوت ، وقد عُثر على بعض آثاره منذ القرن الثاني ( الميلادي ) ، وورد فيه أن كاتب الرؤيا هو الرسول يوحنّا ، وقد نُسب إليه أيضا الإنجيل الرابع . بيد أنه ليس في التقليد القديم إجماع على هذا الموضوع . وقد بقي المصدر الرسولي لسفر الرؤيا عرضة للشك مدّة طويلة في بعض الجماعات المسيحية . إن آراء المُفسّرين في عصرنا مُتشعبة كثيرا ، ففيهم من يؤكد أن الاختلاف في الإنشاء والبيئة والتفكير اللاهوتي ، يجعل نسبة سفر الرؤيا والإنجيل الرابع ، إلى كاتب واحد أمرا عسيرا . وهناك مُفسّرون يرون أن ظروف إنشاء سفر الرؤيا ، أشدّ تشعبا من ذلك بكثير ، فهو ليس مُؤلَّفا مُتجانسا بل محاولة غير مُحكمة لجمع أجزاء مُختلفة ، أُنشئت ثم نُقّحت في العقود الأخيرة من القرن الأول انتهى .
وكان ديونسيوس الإسكندري يؤكد على ان كاتب هذا السفر شخص اسمه يوحنا، أحد مشايخ كنيسة أفسس. وليس بيوحنا تلميذ المسيح .
جاء في كتاب المسيحية والاسلام والاستشراق صفحة 233 :
"الرؤيا" هو بحث كتبه يوحنا العراف - الملقب باللاهوتي - في أواخر الستينيات من القرن الأول، لم يكن يعتبر سفراً مقدساً وقت كتابته وحتى حلول القرن الرابع الميلادي، إذ بعد مؤتمر نيقية 325 م طلب الامبراطور الوثني قسطنطين من يوزيبيوس Eusebius أسقف قيسارية إعداد " كتاب مسيحي مقدس " للكنيسة الجديدة، وليس مؤكداً إن يوزيبيوس في ذلك الوقت قرر إدخال كتاب " الرؤيا " ضمن أسفار العهد الجديد ، ذلك أن بعض المراجع المسيحية لم تكن تؤمن بصحة معلوماته، وعليه أن " الرؤيا " أضيف إلى " الكتاب المسيحي المقدس " بعد زمن يوزيبيوس بكثير .
وقد كتب ديونيسيوس Dionysius أسقف الإسكندرية ، الذي كان معاصراً ليوزيبيوس، أن يوحنا مؤلف " الرؤيا " ليس هو الحواري يوحنا بن زبيدي قطعاً، وأضاف أنه لا يستطيع فهم " الرؤيا " ، وأن الكثيرين من معاصريه انتقدوا " الرؤيا " بشدة . ، وذكروا أن المؤلف لم يكن حوارياً ولا قديساً ولا حتى عضواً في الكنيسة بل هو سيرنثوس Cerinthus الذي تزعم الطائفة المنحرفة المعروفة باسمه .
المرجع : Eusebius HTC p. 88,89,240-243 ، Mack WWNT p.288
نجد من خلال ما تقدّم أن المسيحيين أنفسهم ، لديهم الكثير من الشكوك حول سفر الرؤيا ..
هل الرب محتاج للخلاص ؟
يذكر كاتب سفر الرؤيا أن الجموع التي كانت أمام العرش كانت تصرخ بخلاص الله والخروف : " الأمم والقبائل والشعوب والألسنة واقفون أمام العرش وأمام الخروف ومتسربلين بثياب بيض، وفي أيديهم سعف النخل، وهم يصرخون بصوت عظيم قائلين : الخلاص لإلهنا الجالس على العرش وللخروف. وجميع الملائكة كانوا واقفين حول العرش والشيوخ والحيوانات الأربعة وخرّوا أمام العرش على وجوههم وسجدوا للّه قائلين : آمين " ( الرؤيا 7/9-12 ترجمة الفاندايك ) فهل الرب محتاج للخلاص؟ وممن ؟ ومن الذي سيخلصه؟
هل الخروف يصلي لنفسه ؟
يقول كاتب سفر الرؤيا 15 : 1 بحسب ترجمة الفاندايك : (( 1 ثم رأيت آية اخرى في السماء عظيمة وعجيبة. سبعة ملائكة معهم السبع الضربات الاخيرة لان بها اكمل غضب الله.2 ورأيت كبحر من زجاج مختلط بنار والغالبين على الوحش وصورته وعلى سمته وعدد اسمه واقفين على البحر الزجاجي معهم قيثارات الله.3 وهم يرتلون ترنيمة موسى عبد الله وترنيمة الخروف قائلين عظيمة وعجيبة هي اعمالك ايها الرب الاله القادر على كل شيء عادلة وحق هي طرقك يا ملك القديسين.4 من لا يخافك يا رب ويمجد اسمك لانك وحدك قدوس لان جميع الامم سيأتون ويسجدون امامك لان احكامك قد أظهرت ))
وفي رؤيا 17 : 14 يقول عن الخروف : (( لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ ))
إذا كان الخروف هو رب الأرباب وملك الملوك ، فلمن كان يرنم الخروف قائلاً : " عظيمة وعجيبة هي اعمالك ايها الرب الاله القادر على كل شيء عادلة وحق هي طرقك يا ملك القديسين من لا يخافك يا رب.. "
الجالس على العرش والخروف :
يقول كاتب سفر الرؤيا 5 : 6 كما في ترجمة الفاندايك : (( 6 ورأيت فاذا في وسط العرش والحيوانات الاربعة وفي وسط الشيوخ خروف قائم كانه مذبوح له سبعة قرون وسبع اعين هي سبعة ارواح الله المرسلة الى كل الارض.7 فأتى واخذ السفر من يمين الجالس على العرش. 8 ولما اخذ السفر خرّت الاربعة الحيوانات والاربعة والعشرون شيخا امام الخروف ولهم كل واحد قيثارات وجامات من ذهب مملوءة بخورا هي صلوات القديسين.9 وهم يترنمون ترنيمة جديدة قائلين مستحق انت ان تأخذ السفر وتفتح ختومه لانك ذبحت واشتريتنا للّه بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وامّة 10 وجعلتنا لالهنا ملوكا وكهنة فسنملك على الارض11 ونظرت وسمعت صوت ملائكة كثيرين حول العرش والحيوانات والشيوخ وكان عددهم ربوات ربوات والوف الوف12 قائلين بصوت عظيم مستحق هو الخروف المذبوح ان يأخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة.13 وكل خليقة مما في السماء وعلى الارض وتحت الارض وما على البحر كل ما فيها سمعتها قائلة.للجالس على العرش وللخروف البركة والكرامة والمجد والسلطان الى ابد الآبدين.14 وكانت الحيوانات الاربعة تقول آمين.والشيوخ الاربعة والعشرون خرّوا وسجدوا للحي الى ابد الآبدين ))
نلاحظ من خلال هذه الفقرة الآتي :-
1- رغم أن النصارى يصرون على أنهم يعتقدون أن الله واحد إلا أننا نرى أن الخروف هنا منفصل عن الله فكيف يُعللون ادعاءهم بأن الخروف هو الله أيضاً ؟؟؟
2- كيف يكون الله حي وهو نفسه مذبوح ؟؟؟ وهل ذبح الإله أهون عند الله من أكل آدم وحواء من شجرة ؟؟؟
3- ثم إذا كان قد وجد في الأزل خروف مذبوح على يمين الله فمن يمكن أن يكون الذابح غير الله ؟ إنه لا يتصور وجود آخر في الأزل غير هذين الموجودين . المقصود بالخروف هو القربان والفداء لأجل أن يكون كفارة ، وهذا يوصل إلى فهم أن هناك ذابح ، ومذبوح برىء معصوم ، وجانٍ مجرم قد حصل على البراءة من الخطيئة وبناء على هذا القصد فالكهنة الذين ألفوا وأوجدوا كتابَي وحي يوحنا وإنجيله ، أسندوا الخالق الذي تمكنوا من إدراكه إلى ذابح ، وأسندوا الحمل إلى ابنه ، فالله الذي رحم الجنس البشري الذي لم يكن خلقه بعد ، أراد أن يخلصه من الخطيئة التي علم أنه سيغرق فيها ، فذبح ولده المسمى (حملاً) منذ الأزل . ليس بين كل الأديان المعلومة من يصور معبوده بصفة الكهنوت غير الكنيسة ، أي النصارى ، فالآب معبود وهو كاهن ذابح أيضاً ، والابن معبود وكاهن أيضاً .
هل خروف الرؤيا هو حمل وديع رقيق ؟
يقول كاتب سفر الرؤيا 5 : 6 : (( وَنَظَرْتُ فَرَأَيْتُ فِي الْوَسَطِ بَيْنَ الْعَرْشِ وَالْكَائِنَاتِ الْحَيَّةِ الأَرْبَعَةِ وَالشُّيُوخِ خروف قائم كَأَنَّهُ مذبوح. وَكَانَتْ لَهُ سَبْعَةُ قُرُونٍ، وَسَبْعُ أَعْيُنٍ تُمَثِّلُ أَرْوَاحَ اللهِ السَّبْعَةَ الَّتِي أُرْسِلَتْ إِلَى الأَرْضِ كُلِّهَا. )) ترجمة الفانديك
من العجب ان خروف الرؤيا موصوف بأن له سبعة قرون والحمل الوديع لا يكون هذا وصفه فتأمل وتعجب !
ثم إذا كان للخروف 7 قرون و7 عيون والنصارى يؤمنون بأن الله واحد ، فهل للآب وللروح القدس أيضاً 7 قرون و7 عيون ؟؟
أيشبه الله بالخروف ؟
كما ذكرنا فإن كاتب الرؤيا 17 : 14 يقول عن الخروف : (( لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ ))
كيف ساغ لكاتب الرؤيا أن يسمي إلهه خروفاً مع كون الإنسان لا يصح أن يسمى بذلك لأنه أفضل من الخروف وذلك بشهادة المسيح نفسه في إنجيل متى 12 : 12 فهو يقول : (( فالإنسان كم هو أفضل من الخروف ! ))
ثم إذا كانت صفة الوداعة والرقة التي في إله ورب المسيحيين هي التي جعلت كاتب سفر الرؤيا يشبهه بالخروف ، فهل ذلك يكون مبرراً للقول مثلاً بأن الامانة التي يتحلى بها هذا الاله تجعلنا نشبهه بالكلب لأن الكلب أمين ؟! فبما ان المسيحيين رضوا بأن يشبهوا إلههم وربهم بالخروف لوداعته ورقته إذن فما المانع أن يشبهوا ربهم بالكلب لأمانته وبالثور لقوته وبالحمار لتحمله وصبره ؟!!! أليس الرب قوي وقد تحمل أذى اليهود ؟! وإلا فما الفرق ؟!
مذبوح أم مصلوب ؟
يقول كاتب سفر الرؤيا 5 : 6 : (( وَنَظَرْتُ فَرَأَيْتُ فِي الْوَسَطِ بَيْنَ الْعَرْشِ وَالْكَائِنَاتِ الْحَيَّةِ الأَرْبَعَةِ وَالشُّيُوخِ خروف قائم كَأَنَّهُ مذبوح. )) هناك فرق كبير بين مفهوم الصلب ومفهوم الذبح ... ان كل عملية قتل تقريبا لا تخلوا من دم او نزف إلا ان القتل لا يعتبر ذبحا ولو ان قوما القوا رجلا من فوق جبل فهوى و سقط على الارض و تحطم و نزف كل عضو من جسده فهل يعتبر ذلك ذبحا ؟؟؟؟؟ بالطبع لا .. لو قتل احدهم رجلا بالسيف او السكين فهذا لا يعنى بالضرورة الذبح بالرغم من ان السيف و السكين هما اداتان للذبح فقد يكون القتل بهما ضربا او طعنا.اما الذبح فهو قطع الحلقوم. فهل مات المسيح على حد زعمهم صلباً أم ذبحاً ؟
حيوانات حول عرش الله !!
هل من المعقول أن نتصوّر أربع دواب ( حيوانات ) مملوئة عيوناً من الوراء ومن الخلف واقفين حول عرش الرحمن تبارك وتعالى والحيوان الأول شبه أسد .والحيوان الثاني شبه عجل .والحيوان الثالث له وجه مثل وجه الإنسان .والحيوان الرابع شبـه طائر ؟!
يقول كاتب سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي [ 4 : 5 ] :
(( ورأيت أمام العرش سبعة مصابيح نار متقدة هي سبعة أرواح الله . . . وفي وسط العرش وحول العرش أربعة حيوانات مملـوئة عيـوناً مـن الـوارء ومـن الخـلف .
والحيوان الأول شبـه أسـد .
والحيـوان الثاني شبه عجـل .
والحيـوان الثالث له وجـه مثـل وجـه الإنسـان .
والحيـوان الرابع شبـه طائـر . ))
ولا يفوتنا ان نذكر بأن النص يزعم ان الله له سبعة أرواح وهذا يناقض ايمان المسيحيين من أن الله ثالوث !!! فتأمل ايها اللبيب

تنين لونه أحمر وله سبعة رؤوس وعشرة قرون !!!
رؤيا يوحنا [ 12 : 3 ] :
(( وَظَهَرَتْ فِي السَّمَاءِ آيَةٌ أُخْرَى : تِنِّينٌ عَظِيمٌ أَحْمَرُ لَهُ سَبْعَةُ رُؤُوسٍ، عَلَى كُلٍّ مِنْهَا تَاجٌ، وَلَهُ عَشَرَةُ قُرُونٍ، فَسَحَبَ بِذَيْلِهِ ثُلْثَ نُجُومِ السَّمَاءِ وَأَلْقَاهَا إِلَى الأَرْضِ. ثُمَّ وَقَفَ التِّنِّينُ أَمَامَ الْمَرْأَةِ وَهِيَ تَلِدُ، لِيَبْتَلِعَ طِفْلَهَا بَعْدَ أَنْ تَلِدَهُ! وَوَلَدَتِ الْمَرْأَةُ ابْناً ذَكَراً، وَهُوَ الَّذِي سَيَحْكُمُ الأُمَمَ كُلَّهَا بِعَصاً مِنْ حَدِيدٍ.. . وَنَشِبَتْ حَرْبٌ فِي السَّمَاءِ، إِذْ هَاجَمَ مِيخَائِيلُ وَمَلاَئِكَتُهُ التِّنِّينَ وَمَلاَئِكَتَهُ، وَحَارَبَ التِّنِّينُ وَمَلاَئِكَتُهُ، لَكِنَّهُمُ انْهَزَمُوا وَلَمْ يَبْقَ لَهُمْ مَكَانٌ فِي السَّمَاءِ، إِذْ طُرِحُوا إِلَى الأَرْضِ. هَذَا التِّنِّينُ الْعَظِيمُ هُوَ الْحَيَّةُ الْقَدِيمَةُ، وَيُسَمَّى إِبْلِيسَ وَالشَّيْطَانَ الَّذِي يُضَلِّلُ الْعَالَمَ كُلَّهُ.))
التنين هو حيوان أسطوري ( خرافي ) يجمع بين الزواحف والطير؛ كثر ذكره في الحكايات الشعبية القديمة.(المعجم المحيط)
وحش يخرج من البحر له سبعة رؤوس وعشرة قرون !!!
رؤيا يوحنا اللاهوتي [ 13 : 1 ] :
(( ثُمَّ رَأَيْتُ نَفْسِي وَاقِفاً عَلَى رَمْلِ الْبَحْرِ، وَإِذَا وَحْشٌ خَارِجٌ مِنَ الْبَحْرِ، لَهُ سَبْعَةُ رُؤُوسٍ وَعَشَرَةُ قُرُونٍ، عَلَى كُلِّ قَرْنٍ مِنْهَا تَاجٌ، وَقَدْ كُتِبَ عَلَى كُلِّ رَأْسٍ اسْمُ تَجْدِيفٍ. وَهذا الوحش الذي رأيته يشبه النَّمِرِ وَلَهُ قَوَائِمُ كَقَوَائِمِ دُبٍّ وَفَمٌ كَفَمِ أَسَدٍ! وَأَعْطَاهُ التِّنِّينُ قُدْرَتَهُ وَعَرْشَهُ وَسُلْطَةً عَظِيمَةً. وَبَدَا وَاحِدٌ مِنْ رُؤُوسِهِ كَأَنَّهُ ذُبِحَ ذَبْحاً مُمِيتاً، وَلكِنَّ الْجُرْحَ الْمُمِيتَ شُفِيَ، فَتَعَجَّبَ سُكَّانُ الأَرْضِ لِذَلِكَ، وَتَبِعُوا الْوَحْشَ. وَسَجَدَ النَّاسُ لِلتِّنِّينِ لأَنَّهُ وَهَبَ الْوَحْشَ سُلْطَتَهُ، وَعَبَدُوا الْوَحْشَ وَهُمْ يَقُولُونَ: «مَنْ مِثْلُ هَذَا الْوَحْشِ؟ وَمَنْ يَجْرُؤُ عَلَى مُحَارَبَتِهِ؟» . . . . ثُمَّ رَأَيْتُ وَحْشاً آخَرَ خَارِجاً مِنَ الأَرْضِ، لَهُ قَرْنَانِ صَغِيرَانِ كَقَرْنَيْ خَرُوفٍ، وَلَكِنَّ صَوْتَهُ كَصَوْتِ تِنِّينٍ، وَقَدِ اسْتَمَدَّ سُلْطَتَهُ مِنَ الْوَحْشِ الأَوَّلِ الَّذِي خَرَجَ مِنَ الْبَحْرِ لِيَعْمَلَ بِهَا فِي حُضُورِهِ، فَجَعَلَ سُكَّانَ الأَرْضِ يَسْجُدُونَ لِلْوَحْشِ الأَوَّلِ الَّذِي شُفِيَ مِنْ جُرْحِهِ الْمُمِيتِ.))
كيف يكون الوحش الخارج من البحر يشبه النمر بينما هو له قرون وقوائمه كقوائم الدب وفمه كفم الأسد ؟!

سقوط النجوم على سطح الأرض !!
جاء في سفر الرؤيا [ 6 : 13 ] عن علامات نهاية الزمان ما يلي :
(( ونظرت لما فتح الختم السادس واذا زلزلة عظيمة حدثت والشمس صارت سوداء كمسح من شعر والقمر صار كالدم . ونجوم السماء سقطت الى الارض كما تطرح شجرة التين سقاطها اذا هزتها ريح عظيمة ))
وفي إنجيل متى [ 24 : 29 ] ينسب الكاتب للمسيح قوله عن علامات نهاية الزمان ما يلي :
(( وللوقت بعد ضيق تلك الايام تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضوءه والنجوم تسقط من السماء وقوات السموات تتزعزع . ))
مما لا شك فيه ان هذا الكلام هو ضرب من الهذيان الذي لا يمكن أن يصدق ، ذلك لأن علم الفلك يقدر لنا عدد النجوم ببلايين البلايين ، منها نجوم اكبر حجماً من الشمس بالاف الاضعاف.. ومجموع حجم هذة النجوم لايمكن لعقل بشرى ان يتخيلة ... فكيف يكون هناك مجرد احتمال ان تقع هذة النجوم المتناهية الضخامة على سطح الارض الذي نسبته لأصغر نجم لا تساوي شىء ؟؟ فعلى سبيل المثال فهناك نجم اسمه ( إبط الجوزاء ) يقدر حجمه بحجم شمسنا 25 مليون مرة فما بالك إذا قسناه بحجم الأرض !! فطبقا لعلم الفلك هناك استحالة مطلقة في امكانية ان هذة الاجسام تسقط على الارض .. وتصديق وقوعها على الارض هو ضربا من الهذيان والقاء علم الفلك وقوانينة واكتشافات علمائة في سلة المهملات مما يدل على ان كاتب الإنجيل لايعلم اى شى عن علم الفلك واثباتة العلمى الذي لايدع اى مجال لاى شك...
رؤية الشمس والقمر !
يقول كاتب سفر الرؤيا [ 6 : 12 ] :
(( ونظرت لما فتح الختم السادس واذا زلزلة عظيمة حدثت والشمس صارت سوداء كمسح من شعر والقمر صار كالدم. ))
بما ان الشمس ستصبح سوداء أي ظلاماً دامساً إذن فالجزء المحيط كفراغ جوي حول الكرة الأرضية سيصبح أسود دامساً حالكاً في السواد .. فكيف إذا سنرى الشمس أولاً ثم كيف يمكننا رؤية القمر ثانياً ولونه كالدم بحسب زعم النص حال كون الشمس ظلمة أو سوداء ؟ خصوصاً ونحن نعلم أن القمر إنما يستمد نوره من الشمس فهو كالمرآة يعكس ضوء الشمس ، فإذا كانت الشمس سوداء فكيف للقمر أن يصبح دما أو كالدم ؟
جبل متقد بالنار سيحول ماء البحر إلى دم !!!
ورد في سفر الرؤيا [ 8 : 8 ] قول الكاتب : (( ثم بوق الملاك الثاني فكأن جبلا عظيما متقدا بالنار ألقي الى البحر فصار ثلث البحر دما. ))
إذا لجأنا إلى العقل والعلم ، وحاولنا توضيح دلالة هذه الفقرة ، فسنرى أن الملاك الثاني من الملائكة السبعة المذكورين في السفر سيؤدى مهمة وهي أنه سيبوق وعندما يبوق سنرى جبلاً عظيماً متقداً بالنار ألقى إلى البحر ، فصار ثلث ذلك البحر دماً
مما لا شك فيه أن هذا يعتبر تصوراً بدائياً في أن إلقاء جبل عظيم متقد بالنار سيحول ماء البحر إلى دم ، لأن العلم يخبرنا أن مياه البحر ستطفىء هذا الجبل فوراً . . كما ان الفقرة لم تخبرنا عن أي بحر سيحدث له هذا ، هل البحر الابيض المتوسط أو البحر الاحمر أو المحيطات ؟ وما هو مصير بقية البحار ؟
الارض لها زوايا أربعة !!!
لا يمكن لأحد أن يفكر أن للكرة الأرضية زوايا ذلك لأن الأشياء المسطحة فقط هي التي لها زوايا إلا ان الكاتب في سفر الرؤيا [ 7 : 1 ] ادعى بأن للأرض أربعة زوايا !
(( وَرَأَيْتُ بَعْدَ ذَلِكَ أَرْبَعَةَ مَلاَئِكَةٍ وَاقِفِينَ عَلَى زَوَايَا الأَرْضِ الأَرْبَعِ ، يَحْبِسُونَ رِيَاحَ الأَرْضِ الأَرْبَعَ، فَلاَ تَهُبُّ رِيحٌ عَلَى بَرٍّ أَوْ بَحْرٍ أَوْ شَجَرٍ )) وانظر [ سفر حزقيال 7: 2 ] : (( النهاية قد أزفت على زوايا الأرض الأربع ))

وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين ،،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المقالة الثامنة

بحث في إثبات أنّ كاتب إنجيل متّى مجهول

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .
ليس هناك دليل يُنهض به ليبرهن أن كاتب إنجيل متى هو القديس متى تلميذ المسيح عليه السلام ، ولم يذكر الإنجيل نفسه اسم الكاتب ، وجاء في الاصحاح 9 : 9 ( وفيما يسوع مجتاز من هناك رأى إنساناً جالساً عند مكان الجباية اسمه متى ، فقال له قم واتبعني ، فقام وتبعه ) .
وكما نرى أن الكلام عن متى جاء بصيغة الغائب مما يبرهن أن الكاتب هو شخص غير متى !
وإن قيل : إن هذا أسلوب يسمى الإلتفات ، وهو أن يتكلم الكاتب بصيغة الغائب ، قلنا : الالتفات هو الانتقال من صيغة الغائب إلى صيغة المتكلم ، أو من صيغة الغائب إلى صيغة المخاطب ، والكاتب هنا لم يتكلم عن نفسه أبداً بصيغة المتكلم ولا مرة واحدة ، فعجباً لهذا الأسلوب الذي لا يتكلم الكاتب فيه ولا مرة واحدة عن نفسه بصيغة المتكلم .
وجديراً بالذكر ان مرقس ولوقا ذكرا أنّ العشار الذي رآه المسيح جالساً اسمه لاوي بن حلفي ولم يذكرا أن اسمه متى ، ويذهب النصارى إلى أنهما شخص واحد ، ولكن هذا القول دون أدنى دليل .

يقول قاموس الكتاب المقدس : ( ويرّجح أن مؤلف هذا الانجيل هو متى نفسه ) .
وكما نرى أن القاموس يقول ( يُرجَّح ) بضم الياء وتشديد المعجمة ، أي أن نسبة الانجيل لمتى ليست قطعية بل هي ظنيّة ، فربما يكون متى كتبه وربما يكون شخص آخر ، فالعقيدة لا يمكن أن تبنى على التأرجح بين الآراء بل على اليقين الثابت القطعي .

ثم بعد ذلك يسوق القاموس الأسباب التي دعت للترجيح ، وهي واهية جداً ولا يستسيغها العقل أبداً فيقول :

(1) يذكر لوقا ان لاوي (متى) صنع للسيد المسيح وليمة (( كبيرة )) في اول عهده بالتلمذة (لو 5: 29 - 32) أما هو (متى ) فيذكرها بكل اختصاراً تواضعاً (مت 9: 10 - 13).

(2) الشواهد والبينات الواضحة من نهج الكتابة بأن المؤلف يهودي متنصر.

(3) لا يعقل أن انجيلاً خطيراً كهذا هو في مقدمة الاناجيل ينسب إلى شخص مجهول وبالاحرى لأن ينسب إلى احد تلاميذ المسيح.

(4) ويذكر بابياس في القرن الثاني الميلادي ان متى قد جمع اقوال المسيح.

(5) من المسلم به أن الجابي عادة يحتفظ بالسجلات لأن هذا من اتم واجباته لتقديم الحسابات وكذلك فإن هذا الإنجيلي قد احتفظ بأقوال المسيح بكل دقة... أهـــ.

ونحن إن شاء الله نجيب عنها فنقول وبالله تعالى نتأيد :

الجواب عن الأول :
من الغريب جداً أن يعتبر ذكر الوليمة باختصار دليلاً على أن الكاتب متى ، فياليت شعري لو قال لهم قائل بل ذكر الوليمة باختصار دليل على أن الكاتب ليس متى فهل بينهم وبينه فرق ؟؟؟
فلو كانت الوليمة مذكورة في إنجيل متى بتفصيل أكثر لجعلوها دليلاً وحجة على أنّ متى هو الكاتب ، ولتحجّجوا أنّ متى أدرى وأعرف بوليمته التي قدّمها ، لذلك استطاع أن يصفها بتفصيل أكثر .

ولا أدري كيف يستدلون على عقائد خطيرة بهذه السذاجة .

الجواب عن الثاني :
ما علاقة الشواهد والبينات التي تدل على أن الكاتب يهودي متنصر ؟؟؟
هل لا يوجد يهودي متنصر في هذه الدنيا إلا متى ؟؟؟
اليهود الذين تنصروا كثر جداً ، ولا معنى لحصره في متى .

الجواب عن الثالث :
وهل إذا وضع سفر في نهاية الأناجيل يعني أنه من المعقول أن ينسب إلى كاتب مجهول ؟؟؟
إذن صار إنجيل يوحنا مجهول !!!
وهل هكذا يستدل على كاتب السفر بطرح سؤال (( لا يعقل )) ؟؟
وماذا لو قلنا لهم بل يُعقل - وهو الصحيح الراجح - فماذا يكون جوابهم ؟ ، لأنه ذكر الوليمة باختصار ؟؟

الجواب عن الرابع :
شهادة بابياس مرفوضة من عدة وجوه :

أ - يقول بابياس أن متى جمع الأقوال ( والتي تنسب للمسيح ) ، ولم يقل أنه كتب إنجيلاً يحكي قصة المسيح ، فبين العبارتين فرق .

ب - لا دليل أن هذه الأقوال التي جمعها متى هي نفسها إنجيل متى ، فما المقصود بهذه الأقوال لا يمكن تحديده ، وعلى المدّعي خلاف ذلك تقديم الأدلة .

ج - بابياس يقول أن إنجيل متى وُضع بالعبرية ، فلو سلمنا بقول بابياس للزم منه أن الذي بأيدينا اليوم من النسخ اليونانية هي ترجمة إنجيل متى من العبرية ، ولا ندري من هو المترجم ، فنكون عدنا بذلك إلى نقطة الصفر ، ويبقى إنجيل متى على ذمة المترجم ، ولا نعلم من هو هذا المترجم ، وبذلك نفقد الثقة به نهائياً.

د - لم يقل بابياس أنه سمع متّى يدّعي أنه هو كاتب الإنجيل ، وليس عندنا إلا دعوى بابياس التي تفتقر إلى دليل ..
ومتى مات في القرن الأول ، و بابياس من علماء القرن الثاني ومولود في القرن الأول ولا يوجد تحديد لزمن ولادته ، ولا يوجد دليل أو أدنى ما يُشير إلى أنّ بابياس رأى متى أو سمع منه ، فلا ندري كيف عرف بابياس هذا عن متى .

هـ - كذلك شهادة بابياس نقلها عنه المؤرخ يوسيبيوس ، وطبعاً الزمن منقطع بين يوسيبيوس وبابياس ، فالأول توفي في القرن الثاني والأخير توفي في منتصف القرن الرابع .

و - كذلك بابياس شهادته مجروحة ، فلقد وصفه المؤرخ يوسيبيوس بأنّ فهمه محدود ( تاريخ الكنيسة ، جزء 3 ، فصل 39 ) .
فمن كانت عدالته مجروحة فكيف يُقبل منه شهادة كهذه ؟؟

ز - هناك دليل أن بابياس لا يعرف إنجيل متّى الذي بين أيدينا ، والدليل على ذلك روايته لموت يهوذا الاسخريوطي التي تغاير وتناقض إنجيل متّى بشكل صريح ، فمتّى يصف موت يهوذا
( فطرح الفضة في الهيكل وانصرف.ثم مضى وخنق نفسه ) متى 27 : 5 .

بينما بابياس يقول :
Judas walked about in this world a sad example of impiety; for his body having swollen to such an extent that he could not pass where a chariot could pass easily, he was crushed by the chariot, so that his bowels gushed out.

ولقد أصبح يهوذا مثال سيء على عدم التقوى في هذا العالم , فلقد تضخّم جسده حتى أنّه لم يكن بمقدوره المرور حيث يمكن أن تمرّ عربة حنطور بسهولة , ولقد دُهس بعربة حنطور حتّى انسكبت أحشاؤه خارجاً .
( Fragments of Papias - chapter 3 )

الجواب عن الخامس :
الجابي عادة يحتفظ بالسجلات ، فإذن إنجيل متى كتبه متى ، هل هذا هو ما يريدوا قوله
في الحقيقة أن دليلهم الخامس لا يدل لا من قريب ولا من بعيد على كاتب السفر ، ولعمري لو أن هذا يعتبر دليلاً لما بقيت دعوى في الدنيا دون دليل .
فكما ترى أخي القارىء أن هذه الأدلة واهية جداً ، ولا يمكن أن يستدل على كتاب إلهي بهذه السذاجة .
فهل من المعقول أن ينسب كتاب إلى الله وكاتبه في الأصل مجهول لا يُعرف ؟؟؟

هذا وقد حاول القس منيس عبد النور أن يثبت السند المتصل لكاتب إنجيل متّى ، فجاءت محاولته هزيلة بائسة ، وسوف أقوم بالرد عليها حتى لا يغتر بها من لا علم له في هذا الشأن .

الرد على القس منيس عبد النور حول السند المتصل لإنجيل متّى .

أنقل أولاً كلام القس منيس عبد النور في شبهات وهمية :

قال المعترض الغير مؤمن: لا يوجد سندٌ متَّصل لإنجيل متى .
وللرد نقول بنعمة الله : أشار برنابا ( الذي كان رفيقاً لبولس ) إلى إنجيل متى في رسالته سبع مرات، واستشهد به أغناطيوس سنة 107م في رسائله سبع مرات، فذكر حبل مريم العجيب، وظهور النجم الذي أعلن تجسُّد المسيح. وكان إغناطيوس معاصراً للرسل، وعاش بعد يوحنا الرسول نحو سبع سنين، فشهادته من أقوى البيانات على صحّة إنجيل متى. واستشهد بوليكاربوس (تلميذ يوحنا الرسول) بهذا الإنجيل في رسالته خمس مرات، وكان هذا الإنجيل منتشراً في زمن بابياس (أسقف هيرابوليس) الذي شاهد يوحنا الرسول. كما شهد كثير من العلماء المسيحيين الذين نبغوا في القرن الأول بأن هذا الإنجيل هو إنجيل متى، واستشهدوا بأقواله الإلهية، وسلَّمه السلف إلى الخلف.

وفي القرن الثاني ألّف تتيانوس كتاب اتفاق الأناجيل الأربعة وتكلم عليه هيجسيبوس، وهو من العلماء الذين نبغوا في سنة 173م، وكتب تاريخاً عن الكنيسة ذكر فيه ما فعله هيرودس حسب ما ورد في إنجيل متى، وكثيراً ما استشهد به جستن الشهيد الذي نبغ في سنة 140م، وذكر في مؤلفاته الآيات التي استشهد بها متى من نبوات إشعياء وميخا وإرميا. وقِسْ على ذلك مؤلفات إيريناوس وأثيناغورس وثاوفيلس الأنطاكي وأكليمندس الإسكندري الذي نبغ في سنة 164م وغيرهم.

وفي القرن الثالث تكلم عليه ترتليان وأمونيوس مؤلف اتفاق البشيرين ويوليوس وأوريجانوس واستشهدوا بأقواله وغيرهم.

وفي القرن الرابع اشتبه فستوس في نسبة هذا الإنجيل بسبب القول: وفيما يسوع مجتاز من هناك رأى إنساناً عند مكان الجباية اسمه متى، فقال له: اتبعني. فقام وتبعه (متى 9: 9). فقال فستوس: كان يجب أن يكون الكلام بصيغة المتكلم، ونسي أن هذه الطريقة كانت جارية عند القدماء. فموسى كان يتكلم عن نفسه بصيغة الغائب، وكذا المسيح ورسله، وزينوفون وقيصر ويوسيفوس في مؤلفاتهم، ولم يشكّ أحدٌ في أن هذه الكتب هي كتبهم. وفي القرن الرابع زاد هذا الانجيل انتشاراً في أنحاء الدنيا . أنتهى .

في البداية أود أن أنبّه إلى أن القس منيس عبد النور يستغل الجهل وعدم المعرفة لدى الكثيرين ، ويزج ويحشر كل ما تصل إليه يده حتى يُوهم الناس بأن ردّه متين .
وأصبح كتاب شبهات وهمية مصدراً وعوناً للنصارى البسطاء الذين لا يعلمون مدى سذاجة حجج القس منيس الواهية ، فتراهم أول ما يروا اعتراضا على الكتاب المقدس يهرعوا إلى كتابه لطلب النجدة ، وينقلوا منه ( قال اغناطيوس وقال اريناوس وقال فلان .... ) ، وأغلبهم لا يعرف من هو هذا ولا من هو ذاك ولا سمعوا عنهم في حياتهم .

الرد

يبدأ القس منيس بقول المعترض ( لا يوجد سندٌ متَّصل لإنجيل متى ) ، ثم يحاول القس أن يوهم أن لإنجيل متى سند متصل ، والمصيبة كما قلنا أن القس منيس يستغل الجهل وعدم المعرفة لدى الكثيرين ، فهو يعرف أنّ الأغلبية الساحقة من القرّاء وخصوصاً النصارى لا يعرفون ما هو "السند المتصل" ، فيستغل القس هذا الجهل ويبدأ بزجّ الأقوال وتجميعها من هنا وهناك فيظن القارئ أن منيس قد أجاب وأثبت السند المتصل ..

لذلك نرى أنه لزاماً علينا تعريف السند المتصل ، ولن أعرفه بصيغة إسلامية ، بل سنعرفه بشكل مبسّط يفهمه الجميع ، فأقول :
السند المتصل لإنجيل متى هو مثلاً أن يخبر تلاميذ متى - أو من لقي متى ورآه أو سمع منه - أنهم شاهدوا متى يكتب إنجيله أو أنه هو أخبرهم بذلك ، ثم يقوم تلاميذه بنقل هذه المعلومة إلى تلاميذهم أو من هم دونهم ، ويجب على الأخيرين أن يصرحوا بكل وضوح وبكلام لا لبس فيه ، أنهم سمعوا من معلميهم ( الذين هم تلاميذ متّى ) أن القديس متّى هو كاتب هذا الإنجيل ، ثم يخبر هؤلاء من هم بعدهم وهكذا .

فهل ما قدّمه القس منيس يتوافق مع ما قلناه ؟؟؟
فهل أتى لنا القس بشخص واحد على الأقل يقول أنه رأى متّى يكتب إنجيله ؟؟؟؟
هل أتى بشخص واحد يقول أنّ متّى الرسول أخبره أنه كتب إنجيلاً ؟؟؟

لا لم يأت بشيء من هذا القبيل ، فكل ما فعله القس هو أن قال أن برنابا وإغناطيوس استشهدوا بإنجيل متى ....

وعلينا أن نوضح نقطة مهمة هنا ، وهي أنّ القارئ قد يغترّ بقول القس فيظنّ أنّ إغناطيوس يأتي إلى إنجيل متى ويقتبس منه ثمّ يقول ( هذا ما قاله إنجيل متى ) ، أو ( هذا ما قاله معلمنا متى في إنجيله ) ، وهذا لا وجود له أبداً لا في رسالة برنابا ولا في رسائل إغناطيوس ، فهما لم يذكرا إنجيل متى بالاسم قط ، بل لا وجود لاسم متى من الأصل في كل من رسالة برنابا ورسائل إغناطيوس ، وجلّ ما في الأمر هنا هو ورود عبارات في رسائلهم شبيهة لنصوص في إنجيل متى دون أن يقول أحدهما أنّ هذا مما اقتبسه من إنجيل متى .

فكلام القس منيس أن إغناطيوس و برنابا استشهدا بإنجيل متى يُوهم أنهما ذكرا إنجيل متى بالاسم ، وهذا تضليل واضح من القس ، ولا يُستبعد أبداً أنّه تعمّد ذلك ليوهم القرّاء .

فالآن ، أين السند المتصل كما شرحناه آنفاً ؟؟؟؟
هل نقل لنا القس قولاً عن أحد الذي لقوا متى بأن رأوا متى يكتب إنجيله أو أن متى أخبرهم أنه كتب هذاالإنجيل؟؟؟

فإغناطيوس لم يذكر لا متى ولا حتى إنجيله ، فكيف يحشر رسائله كدليل على السند المتصل ؟؟
ثم إنّ إغناطيوس لا يُعرف عنه أنه لقي متى أو عرفه ، فلذلك الاستشهاد به باطل من كل الجوانب .

أما بالنسبة لوجود عبارات في هذه الرسائل مشابهة لنصوص في إنجيل متى مثل ما جاء في رسالة برنابا ، الفصل الرابع : (( كثيرون يدعون وقليلون ينتخبون )) .
وكما جاء في الفصل السادس ( سأجعل الآخرين أولين ) .
فهذا يُشبه ما ورد في متى [ 20 : 16 ] : ( هكذا يكون الآخرون اولين والاولون آخرين .لان كثيرين يدعون وقليلين ينتخبون ) .

وكما جاء في الفصل الخامس من رسالة إغناطيوس إلى أهل افسس ( فإذا كان لأجل صلاة الواحد أو الاثنين ممن يملكون القوة ، يقوم المسيح بينهم ، فكم أكثر بكثير تكون صلاة أسقف الكنيسة المباركة ) ، وهذا يُشبه ما ورد في متى [ 18 : 19 ] ، ( 19 وأقول لكم أيضا إن اتفق اثنان منكم على الأرض في أي شيء يطلبانه فانه يكون لهما من قبل أبي الذي في السموات ، لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم ) .

وللرد على هذا التشابه أقول وبالله تعالى التوفيق :
إن وجود عبارات في مؤلفات الآباء الرسوليين بشكل تشبه في مضمونها ما جاء في إنجيل متّى لا تعني أن متّى هو كاتب الإنجيل ، فهذا يتطلب قول صريح منهم أنهم رأوا متّى يكتبه أو أن يقولوا أن متّى أخبرهم بذلك ، أو على الأقل يخبروا من أخبرهم بذلك ، كما أنّ تشابه هذه العبارات لا تعني بالضرورة أنها مقتبسة من إنجيل متّى ، فيُحتمل أنّهم جميعاً ( الآباء وكاتب إنجيل متّى ) اقتبسوا من نفس المصدر ، أو يُحتمل أنها مقتبسة من أقوال منتشرة كانت تحكى وتتردد على ألسنة البعض في ذلك الزمان ..
فالجزم بأن هذا التشابه دليل على أنهم اقتبسوا من إنجيل متى ليس في محله ، إذ لا يمنع أن يكون المصدر غير متى ، وخصوصاً أنّ هناك العديد من كتبوا عن المسيح كما يعترف بذلك كاتب لوقا في بداية إنجيله .

بهذا نكون نحن قد جارينا القس منيس كثيراً ، ولنا بعد ذلك أن نسأل من هو كاتب رسالة برنابا ؟؟؟؟

رسالة برنابا لا يُعرف لها كاتب ، تقول دائرة المعارف الكاثوليكية أنّ الرسالة لا تحتوي على أيّ دليل حول كاتبها ...
فرسالة برنابا لا يُعرف كاتبها ، وهو مجهول ، ولكن القس يُوهم القرّاء أنه معروف وأنه برنابا الذي رافق بولس ..

فالكاتب مجهول ، فكيف يُستدل على كاتب مجهول بكاتب هو الآخر مجهول ؟؟؟؟

أما الكلام عن بوليكاربوس فهو نفسه عن إغناطيوس ، فبوليكاربوس لم يذكر إنجيل متى بالاسم قط ، ولم يذكر متى على الإطلاق ، بل وإن القس يحاول التدليس على القرّاء قدر المستطاع ، فكل ما ورد في رسالة بوليكاربوس من عبارات شبيهة بنصوص من إنجيل متى لها شبيه أيضاً من إنجيل لوقا ومرقس ، وسأضرب بعض الأمثلة على ذلك :
ورد في رسالة بوليكاربوس الفصل السابع ( كما قال السيد : الروح نشيط والجسد ضعيف ) .

فهذه يراها علماء النصارى تشبه ما ورد في إنجيل متى ( 26 : 41 ):
(( اسهروا وصلّوا لئلا تدخلوا في تجربة .اما الروح فنشيط واما الجسد فضعيف )) .

ولكن هذه تشبه أيضاً ما ورد في إنجيل مرقس ( 14 : 38 ) :
(( اسهروا وصلّوا لئلا تدخلوا في تجربة اما الروح فنشيط واما الجسد فضعيف )) .

وهكذا حال الباقي ، كلّ له شبيه إما في إنجيل لوقا أو في أو إنجيل مرقس ، فإذا عرفنا هذا ، فلا يمكن الجزم أنّ بولكاربوس استشهد من إنجيل متى ، بل هناك احتمال أنه اقتبسها من إنجيلي لوقا ومرقس وليس من متى ، أو يُحتمل أنه لم يقتبسها لا من هذا ولا من ذاك بل من أقوال منتشرة معروفة يتناقلها الناس ، ومع كل هذه الإحتمالات يسقط الاستدلال .

أما قوله : ( وكان هذا الإنجيل منتشراً في زمن بابياس (أسقف هيرابوليس) الذي شاهد يوحنا الرسول ) .

أقول هذا الكلام مردود ، لأن بابياس نفسه لم يعرف هذا الإنجيل ، والدليل على ذلك روايته لموت يهوذا الاسخريوطي التي تغاير وتناقض إنجيل متّى بشكل صريح ، فمتّى يصف موت يهوذا هكذا :
( فطرح الفضة في الهيكل وانصرف.ثم مضى وخنق نفسه ) متى 27 : 5 .

بينما بابياس يقول :
Judas walked about in this world a sad example of impiety; for his body having swollen to such an extent that he could not pass where a chariot could pass easily, he was crushed by the chariot, so that his bowels gushed out.

ولقد أصبح يهوذا مثال سيء على عدم التقوى في هذا العالم , فلقد تضخّم جسده حتى أنّه لم يكن بمقدوره المرور حيث يمكن أن تمرّ عربة حنطور بسهولة , ولقد دُهس بعربة حنطور حتّى انسكبت أحشاؤه خارجاً .
( Fragments of Papias - chapter 3 ) .

فكيف يقول القس أن هذا الإنجيل كان منشراً في زمن بابياس ، وبابياس نفسه لا يعرفه ؟؟؟؟
فلو عرفه ما خالفه في خبر موت يهوذا .
أما قول القس : ( كما شهد كثير من العلماء المسيحيين الذين نبغوا في القرن الأول بأن هذا الإنجيل هو إنجيل متى، واستشهدوا بأقواله الإلهية، وسلَّمه السلف إلى الخلف ) .
فهذا تدليس كبير ، لا يليق برجل دين أن يصدر منه ذلك ، فلا يوجد أحد من القرن الأول من شهد لإنجيل متى ، لا بل لا يوجد أيّ دليل أنهم عرفوا هذا الإنجيل أو سمعوا به ، ولم يرد قط أي قول عن أحد من القرن الأول يذكر فيه إنجيل متى ، وأقصى ما يمكن أن يستدل به القس منيس هو هذه العبارات في رسائل آباء القرن الأول التي تتشابه مع بعض نصوص إنجيل متّى ، ولقد رددنا عليها بما فيه الكفاية ، فكيف يدّعي أن علماء الدين المسيحي في القرن الأول شهدوا أنّ هذا الإنجيل هو إنجيل متى ؟؟؟؟؟

بصراحة القس يستغل جهل الكثيرين في هذا الجانب ، وعلى رجل الدين أن يكون أميناً فيما يقدّمه من معلومات ...

أما باقي كلام القس عن علماء القرن الثاني وما بعده ، فكلّه لا ينفع إن لم يكن له سند من القرن الأول ، فإذا لم يخبرنا أهل القرن الأول عن هذا الإنجيل أيأتي بعدها أناس ولدوا بعد موت متّى بعشرات السنين ليخبرونا بكلام مرسل أنّ متى كتب إنجيلاً ، فهذا مردود وباطل .

وهنا طرفة لطيفة ، وهو أنّ القس منيس عبد النور يقول في معرض كلامه عن لغة إنجيل متى الأصلية :
(( والأغلب أن فكرة كتابة متى لإنجيله باللغة العبرية جاءت نتيجة ما اقتبسه المؤرخ يوسابيوس عن بابياس أسقف هيرابوليس سنة 116م قال: كتب متى إنجيله باللغة العبرية . غير أن بابياس لم يقل إنه رأى بعينيه هذا الإنجيل باللغة العبرية )) .

يشترط القس هنا شرطاً حتى يكون كلام القديس بابياس صحيحاً ، وهو أن يكون رآى الإنجيل بعينه !!!!!!!

بينما عند الكلام على هوية الكاتب يستدل باغناطيوس وبوليكاربوس ورسالة برنابا ، ولكن الغريب أنه لم يشترط أن يكون أغناطيوس وبوليكاربوس رأوه بأعينهم يكتبه ؟؟؟

هل لاحظتم الإزدواجية في المعايير ؟؟؟؟

لمعرفة كاتب إنجيل متّى يتعلق بما هو أبعد من البعيد ، ويكفي أن يكون فلان لمّح تلميحاً بعبارة شبيهة بنص في إنجيل متى ليجعلها دليلا على هوية الكاتب ، ولا يحتاج أن يكون فلان رأى بعينه أم لم يرَ .

بينما القول أن لغة الكتاب هي العبرية شيء لا يعجب القس فيحاول دفعه بالرغم من القول الصريح لبابياس ، وحجته أنه لم يره بعينه ..... هل تتعجب أيضاً عزيزي القارئ مثلي من صنيع القس ، وهل تظن أنه يفعل ذلك بغير قصد وبحسن نيّة ؟؟؟؟

أترك هذا الجواب لك .

أخي القارئ ، كما ترى أن كاتب إنجيل متّى مجهول ، فكيف يمكن للإنسان أن يؤمن بهذا الإنجيل كلام الله وهو في الأصل لا يعلم كاتبه ؟؟؟؟



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المقالة التاسعة

التثليث وثلاثيات الطبيعة

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ومن والاه وبعد :
فإن بعض المفكرين المسيحيين يحاولون الاستدلال على صحة التثليث من خلال الاستشهاد بما في الطبيعة من ثلاثيات ، فمثلا نجدهم يقولون :
- المادة غازية وسائلة وصلبة ، المادة واحدة والموجودة ثلاث أحوال .
- الشمس واحدة ، تعطي ضوءاً ودفئاً وحرارة .
- للإنسان عقل وروح وجسد .
- الزمن واحد ولكن بثلاثة أحوال ، ماضي وحاضر ومستقبل .
- مراحل العمر ثلاثة : طفولة وشباب وشيخوخة .
- عظام الإصبع ثلاثة والإصبع واحد .
أليست هذه الثلاثيات المتكررة دليلاً على ثالوث الله الواحد متمثلاً في الطبيعة ؟
وللأسف فإن هذا خداع وتضليل منهم للعوام البسطاء ، ويكفي للرد عليهم ان نقول :
- الأسبوع سبعة أيام .
- مدارات الذرة سبعة .
- البحور سبعة .
- السموات سبع .
- ألوان الطيف سبعة.
- عظام الرقبة سبعة
- السلم الموسيقي سبع نغمات .
- واسرار الكنيسة سبعة ... الخ
فهل يدل هذا على أن الله الواحد ذو سبعة أقانيم ؟
لقد كان العدد (سبعة) عددا مقدساً عند جميع الشعوب السامية ، وخاصة عند العبرانيين . وكان يرمز إلى التمام والكمال ، فعدد أيام الأسبوع سبع . وحذر الله نوحا قبل الطوفان ، ثم قبل نزول المطر بسبعة أيام . (تكوين 7 : 4 : و8 : 10 و12) وكان عدد الحيوانات الطاهرة التي دخلت الفلك سبعة (تكوين 7 : 2) وأول يوم أشرق بالصحو هو اليوم السابع ، وفي حلم فرعون الذي فسّره يوسف كان عدد البقرات والسنابل سبعة . (تكوين41 : 2 – 7) . وكان اليهود يحتفلون باليوم السابع للعبادة ، وبالسنة السابعة . وكانت سنة اليوبيل عندهم سبع سنين سبع مرات . وكانت أعياد الفطير والمظال تدوم سبعة أيام ، وكانت الذبائح فيها سبعة . وكذلك كانت تدوم حفلات الزواج والمآتم سبعة أيام . وكتب يوحنا اللاهوتي في سفر الرؤيا إلى سبع كنائس ، ورأى سبع منائر ، وسبعة أرواح ، وسبعة ختوم ، وسبعة أبواق ، وسبعة رعود ، وسبع جامات ..
هل يعقل أن نفكر بمثل هذا المستوى ؟!
على كل حال :
ليست مواد الطبيعة كلها ثلاثية الأحوال ، فالشمس تعطي ضوءاً ودفئاً فقط ، والحرارة ماهي إلا مقياس لدرجة الدفء ، ثم ألم يخطر ببال هؤلاء لماذا لا تضيء الشمس الكون ما بين الشمس والأرض ، ولماذا الحرارة في مناطق أقرب للشمس من الأرض تكون تحت تجمد الماء بخمسين درجة ، أين فاعلية الشمس هناك ؟ أن الموضوع ليس بالبساطة المطروحة .

ـ وعن تقسيمهم للزمن ، أما سمعوا عن أشخاص يعيشون حاضرهم فقط ، وليس في حسبانهم ماض ولا مستقبل ، أو يعيشون الماضي فقط ، فهل لدي هؤلاء ثلاثة مراحل للزمن .
حتى أن بعض الفلاسفة ينكرون الزمن الحاضر ، ويفسرون ذلك بقولهم إننا عندما نقول : إننا نفعل الآن شيئاَ ما ، نكون في الحقيقة متكلمين عن فعل إما انتهى زمنه منذ قصير جداً ، أو إننا سنتابع فعله بعد الانتهاء من الكلام ، لذلك نعدُّ الزمن المستقبل ، ملتقيا بالزمن الماضي في لحظة طولها يتناهي إلي الصفر ، نسميها جدلاً الزمن الحاضر .
ـ هل تجمع الطفولة والشباب والشيخوخة في شخص واحد في آن معا ؟ فكيف يُضرب هذا مثلاً ليكون برهاناً على قولهم إن الأقانيم الثلاثة موجودة في آن واحد ، في وحدة توحيدية واحدة ؟
ـ هل الماء نفسه صلب وسائل وبخار ، في آنٍ واحدٍ كما يقولون عن الأب والابن والروح القدس ؟ .
ـ مثال الإصبع والعظام الثلاثة ، العظام أجزاء الإصبع الواحد ، فهل الأب والابن والروح القدس أجزاء للجوهر الواحد كما يقولون ؟.
ألا ترى أخي القارىء ان ما يقوله هؤلاء هي محاولة للتلاعب بالكلام فقط لاجتذاب العاطفيين من المؤمنين ؟
ـ الم تبدأ (سيمفونية بيتهوفن) الخامسة (القدر) بثلاثة ضربات صدى ؟
هل هذا دليل تثليث موحّدٌ بالصدى ؟
ـ الا يقول المثل : "الثالثة ثابتة" .
هل هذا دليل تثليث أقانيم الله ؟

أليست مثل هذه الأدلة والأدلة المعاكسة أبعد ما تكون عن العلم والمنطق؟
يقول الدكتور القس فايز فارس مأكداً رفضه لكل هذه التشبيهات التي أوردها بعض المسيحيين ويقرر بطلانها : (( حاول البعض أن يقربوا إلي الاذهان فكرة الثالوث مع الوحدانية باستخدام تشبيهات بشرية فقالوا على سبيل المثال : إننا نتحدث عن الشمس فنصف قرص الشمس البعيد عنا بأنه ( شمس ) ونصف نور الشمس الذي يدخل إلي بيوتنا بأنه ( شمس ) ونصف حرارة الشمس التي تدفئنا بأنها ( شمس ) ومع ذلك فالشمس واحدة لا تتجزأ وهذا عند الشارحين يماثل الأب الذي لم يره أحد قط والابن الذي هو النور الذي أرسله الأب إلي العالم ، والروح القدس الذي يلهب حياتنا ويدفئنا بحياة جديدة . وقال آخرون : إن الثالوث يشبه الإنسان المركب من جسد ونفس وروح ومع ذلك فهو واحد ، والشجرة وهي ذات أصل وساق وزهر . على أن كل هذه الأمثلة لا يمكن أن تفي بالغرض بل إنها أحياناً تعطي صورة خاطئة عن حقيقة اللاهوت . فالتشبيه الأول الخاص بالشمس لايعبر عن الثالوث لأن النور والحرارة ليست شخصيات متميزة عن الشمس ، والإنسان وإن صح أنه مركب من نفس وجسد وروح لأن الرأي الأغلب هو أنه من نفس وجسد فقط وتشمل النفس الإنسانية ما يطلق عليه الروح وعلى افتراض أنه ثلاثي التركيب فإن هذه الثلاثة ليست جوهراً واحداً بل ثلاثة جواهر . وفي المثال الثالث فإن الأصل والساق والزهر هي ثلاثة أجزاء لشيء واحـد )) أ. هـ
التثليث من الناحية المنطقية :

1- مفهوم التثليث الأساسي :
يقول المثلثون : إن المسيطر على الكون هو واحد يتكون من ثلاثة أقانيم ، هي أقنوم الأب وأقنوم الابن وأقنوم الروح القدس ، إله واحد من جوهر واحد ، وطبيعة واحدة أزلية أبدية .
وبما أن الأب أقنوم أزلي واجب الوجود ، ما وجد زمان لم يكن فيه الأب ، ولن يكون زمان لن يكون فيه الأب ، ولهذا يلزم قبول الصفات نفسها للابن ، ومثلها للروح القدس ، ويلزم قبول القول بأن الأقانيم الثلاثة واجبة الوجود ، أزلية ، ما وجد زمان لم تكن فيه ، ولن يكون زمان لن تكون فيه.
ونحن نسألهم : كيف أستطعتم تمييز الأب عن الابن وعن الروح القدس .
فيقول أحدهم : بالصفات ، فالأب هو المفكر ، والابن هو المنفذ الخالق ، والروح القدس هو الجامع الهادم .
فنقول : ولكن أية صفة موجوة في الابن والروح القدس ، وغير موجودة في الأب ، هي انتقاص لإطلاق صفات الأب ، وهذا مرفوض فتسقط التجزئة .
فيقول القائل : ولكنهم في الوقت نفسه مجتمعون ببعض ، يشكلون وحدة واحدة هو الله الواحد .
فنقول : أي إن الأب هو جزء من الواحد .
فإن قال : لا ، هو الكل . يكون قد ناقض نفسه .
وإن قال : نعم . يكون قد ناقض إطلاق الصفات الإلهية ، فيسقط التثليث .
ويصل بنا إلي طريق مسدود ، فتسقط التجزئة أيضاً ويبقي الله الواحد ، ويكون ما سُميّ الابن (الخالق) وما سُميّ الروح القدس (الجامع الهادم) ما هي إلا صفة من الصفات الإلهية ، فالله الأول المنفذ الخالق والله الحافظ والله الجامع الهادم والله الهادم والله القادر المبدع والعليم والله الغفورإلخ
2- الانبثاق والمساواة :
نطرح المناقشة بطريقةٍ أخرى فنقول: إن إطلاق الأب لا نقاش فيه فيبقى الابن والروح القدس ، ولنناقش الابن :
أ‌- إما أن يكون الابن مساوياً للأب .
فنقول : لكن هذا يلزم وجوب وجوده ، فينتج عنه أكثر من واجب وجود واحد وهذا مرفوض ، فتسقط المساواة .
ب‌- أو يكون منبثقا عن الأب كما تنبثق الشعلة عن الشعلة فلا ينقصه .
فنقول وهذا يلزم تخلف الابن عن الأب بالرتية . فيسقط التساوي .
ثم ما أدراهم أيهما الأصل بعد الانبثاق ، إذا كانت الشعلة كالشعلة ؟ فيسقط التمييز .
وكيف يعرفون أيهما الأب وأيهما الابن ، إذا كانت الشعلة كالشعلة . فيسقط التعدد .
إذن سقط التساوي الزمني ، وسقطت المساواة وسقط الانبثاق ، وسقط التمييز ، وسقط التعدد ، فسوف يسقط (مسمى الابن) ، ويبقى (معنى الابن) بصفته ، حيث قيل إن به خُلقت الأشياء ، فتكون صفة الخلق هي إحدى صفات الله ، وتعدد الصفات لا يلزمه تعدد الأقانيم ، وإلا كانت الأقانيم بعدد الصفات وليست ثلاثة فقط .
فتبقي الذات الإلهية الواحدة ، بصفات إلهية متعددة متحدة اتحاداً لا امتزاج فيه ، ولا خلط ، فالخلق يصدر عن حكمة ورأفة وشدة … إلخ ، والشدة إن صدرت فعن رحمة وحكمة .. إلخ ، وهكذا ، فمجموع الصفات الإلهية مع الذات الإلهية : هو الله الواحد الأحد ، الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد .
3 - المشيئة والتثليث:
كما يمكننا مناقشة إمكانية التثليث من ناحية المشيئة أيضاً . فنقول :
أ- إما أن يكون الانبثاق علّةً بالطبع (أي دون إرادة) ، فيكون الابن مساوياً زمنياً للأب ومن جوهره أيضاً ، وهذا ينفي صفة الإرادة والمشيئة عن الله ، وهو أمر مرفوض .فيسقط الانبثاق بعلّة الطبع،ويسقط التثليث .
ب- أو أن يكون الانبثاق عن مشيئة وإرادةٍ ، عندما يكون الابن ممكن الوجود وليس واجب الوجود ، أي وُجد زمانٌ لم يكون فيه الابن ثم كان . أي أن الابن مخلوق ، ومنه لا يمكن أن يتساوى المخلوق والخالق ، فيسقط الانبثاق عن مشيئة وإرادة ، ويسقط التثليث .
4- الروح القدس والتثليث:
أ‌- يقولون : الروح القدس مساوي للأب ومنبثق عنه .
فنقول : نحيلكم إلي مناقشة مساوية لمناقشة الابن ، ونضيف : إن هذا الانبثاق يجعله في رتبة الابن ، الذي (انبثق) أيضاً عن الأب – كما يقولون – وهناك احتمالان :
أ / 1- إما أن الانبثاق عن الأب حصل بعد تراخ زمني ، فيكون الأب متقدماً بالرتبة ، وهذا مرفوض على واجبي الوجود ، فيسقط التساوي ، وهذا مرفوض . ويسقط الانبثاق مع التراخ الزمني . فيسقط التثليث .
أ / 2 _ أو أن انبثاق الروح عن الأب حصل دون تراخٍ زمني ، عندها تكون المشكلة أكبر ، إذ يلزم من ذلك وجود واجبي وجود ، وهذا مرفوض فيسقط الانبثاق دون تراخٍ زمني ، ويسقط التثليث
ب‌- ويقولون : أن الروح القدس أنبثق عن الأب والابن معاً .
فنقول : وهل الروح القدس أجزاء ، انبثق بعضها عن الأب وبعضها عن الابن ؟ فإن قالوا : نعم . تسقط عنه الألوهية ، لأن الإله لا يتجزأ .
وإن قالوا : لا
نتساءل كيف ينبثق الواحد الكل عن مصدرين ؟ فيسقط الانبثاق .
فإذا اضفنا إلي ما سبق سقوط التساوي الزمني للروح القدس ، حسب مناقشةٍ مماثلة للابن ، فتسقط أًُلوهية الروح القدس ، وتبقى المخلوقية ، فيسقط التثليث .
وأن قالوا : لا . لم ينبثق عن الاثنين .
نقول : ناقضتم أنفسكم إذ تقولون أن الابن انبثق عن الأقنوم الثالث (الروح القدس) فيسقط التثليث ، وينتصر التوحيد .
5- الجوهر والأقنوم في التثليث:
يقولون في التثليث: الأب والابن والروح القدس جوهر واحد وثلاثة أقانيم.
فنقول : هذا يعني أن الجوهر غير الأقنوم ، وفيه ما ليس في الأقنوم ، وهذا يعني تجزئة الواحد إلي اجزاء متغايرة ، وهو يعارض إطلاق الألوهية ، وتوحيدها ، فيسقط التثليث .
إن قال أحدهم : أن الجوهر هو الأقنوم .
فنقول إذن سيكون التثليث :
ـ إما ثلاثة جواهر وثلاثة أقانيم ، وهذا مخالف للتعريف ، وبالتالي فهو مرفوض ، لأنكم تقولون : الله جوهر واحد .
ـ أو جوهر واحد وأقنوم واحد ، فيسقط التثليث .
6- العلة والمعلول في التثليث:
مقولة أن الأب والابن والروح القدس ، هي مقولة مرفوضة . لأنه معلوم أن العلة تظهر بمعلولها (فلا مرض دون مريض ، ولاحرارة دون مادة) ، أي إن المعلولين هما المظهران للعلة . كما أن تلازم العلة والمعلول يلزم قدم الأب والابن والروح القدس ، أي ثلاثة واجبوا الوجود . وهذا مرفوض للأسباب ناقشناها سابقا .
وإن قالوا : كان واجب وجود واحد هو الله ، ولم يكن الابن ولا الروح القدس ، ثم انبثقنا عن الأب القديم مباشرة .
نقول : إذن يسقط التساوي ، ويسقط التثليث .
ونقول أيضاً : إن ما تقولونه يعني أن القديم قابل للحدوث عليه ، وهذا مرفوض ، فيسقط التثليث .
7- الانبثاق على سبيل الفعلية أو على غير سبب الفعلية:
لا بُدَّ من أن يكون الانبثاق :
أ- إما على سبيل الفعلية (أي أنهما فعلان) ، وهذا يثبت كونهما حادثين من جملة حوادث العالم ، أي هما مخلوقان . فيسقط التثليث.
ب- أو على غير سبب الفعلية ، وهذا يعني القول بالأزلية ، فنعود لثلاثة كلٌ منهم واجب الوجود ، وهذا سبق مناقشته وهو مرفوض ، فيسقط التثليث .


ويبقى الله الواحد الأحد الفرد الصمد ..

من كتاب البحث عن الحقيقة للمهندس / محمد عصام بتصرف
__________________

المقالة العاشرة
براءة أنبياء الكتاب المقدس من الأسفار منسوبة إليهم
لا يملك اليهود ولا النصارى أي دليل – ولو كان ضعيفاً - يثبت صحة نسبة الأسفار المقدسة إلى أصحابها، بل إن الأدلة تثبت عكس ذلك، وهذا يتضح من خلال عرض النصوص والشهادات التي تبطل نسبة أسفار العهد القديم إلى الأنبياء عليهم السلام، ومن ذلك:
أولاً : سفر يشوع
القراءة المتأنية لهذا السفر تكشف عن تأخر تاريخ كتابته عن يشوع بسنين طويلة فقد جاء فيه خبر موت يشوع : " مات يشوع بن نون عبد الرب ابن مائة وعشر سنين فدفنوه في تخم ملكه " يشوع 29:24 - 30 .
ويذكر السفر أحداثاً بعد موته كتعظيم بني إسرائيل له بعد موته انظر يشوع 31:24 والسفر برمته يتحدث عن يشوع بضمير الغائب انظر 35:8 ، 27:6 .
ثانياً : سفر القضاة
ويتحدث السفر عن الفترة التي تلت يشوع والتي سبقت الملكية ، وهي فترة مبكرة من تاريخ بني إسرائيل .
ولكن السفر يحوى ما يدل على أنه كتب في عهد الملوك فقد جاء فيه : " في تلك الأيام لم يكن ملك في إسرائيل " ( قضاة 25:21 ) " وفي تلك الأيام لم يكن ملك في إسرائيل " ( قضاة 6:17 )
ويقول الأب لوفيفر : إن سفر القضاة أعيدت كتابته وعدلت مرات كثيرة قبل أن يصل إلى صيغته النهائية ، وأن أحداثه التاريخية تعوزها الدقة. ويعترف النصارى بأنه لا يعلم كاتب السفر وعلى الارجح أنه صموئيل .
ثالثاً : سفرا صموئيل ( الأول والثاني (
وينسب السفران للنبي صموئيل لكن الجزء الأول أو السفر الأول يذكر وفاة صموئيل ودفنه : " فمات صموئيل فاجتمع إسرائيل ، وندبوه ، ودفنوه " ( صموئيل (1) 1:25 )
فمن الذي أكمل السفر وكتب الثاني ؟
ويقول منقحو الكتاب المقدس الذي راجعه القسيس فانت السكرتير العام لجمعية الكتاب المقدس بنيويورك : بأن مؤلف السفرين " مجهول ، ويحتمل أن يكون عزرا هو الذي كتبه وراجعه ".

رابعاً : سفر أيوب
وقد جاء في وسط السفر ما يدل على أن ثمة كاتباً آخر غير أيوب قد تدخل في السفر ففي نهاية الأصحاح 31 : " تمت أقوال أيوب " ( أيوب 40 : 31 ) لكن لم ينته السفر حينذاك بل استمر بعده أحد عشر إصحاحاً تحدثت عن أيوب.
وفي نهاية السفر : " وعاش أيوب بعد هذا مائة وأربعين سنة ورأى بنيه ، وبني بنيه إلى أربعة أجيال ، ثم مات أيوب شيخاً وشبعان الأيام " ( أيوب 16 : 42 - 17 ) .
خامساً : سفر المزامير
عدد المزامير مائة وخمسون مزموراً تنسب إلى مؤلفين مختلفين ، إذ ينسب لداود ثلاثة وسبعون مزموراً، ولموسى مزمور واحد ، ولأساف أحد عشر مزموراً ، ولبني قورح أحد عشر مزموراً ، ومزموران لسليمان ، وآخر لايثان، وتسمى الباقي بالمزامير اليتيمة التي لايعرف من قائلها !!! ( التفسير التطبيقي للكتاب المقدس )
فكيف وصفت بالوحي ؟ وهل كان بنو قورح أيضاً أنبياء ؟
ولكن المتأمل في المزامير يدرك بوضوح كبير أن المزامير تعود للقرن السادس قبل الميلاد وتحديداً إلى أيام السبي البابلي ، وذلك يظهر من أمثلة متعددة منها : " اللهم إن الأمم قد دخلوا ميراثك ، ونجسوا هيكل قدسك، وجعلوا أورشليم أكواماً ، دفعوا جثث عبيدك طعاماً لطيور السماء " ( 79 : 1 - 2 ) ومثله : " الرب يبني أورشليم ، يجمع منفى إسرائيل يشفي المنكسري القلوب ، ويجبر كسرهم " ( 147 : 2 )
ومثله : " على أنهار بابل جلسنا ... بكينا أيضا عندما تذكرنا صهيون، ... لأنه هناك سألنا الذين سبونا( بعد السبي) كلام ترنيمة، ومعذبونا سألونا فرحاً قائلين: رنموا لنا من ترنيمات صهيون " ( 137 : 1 ) .... وغيرها .
وهذه الأمثلة تثبت أن كتابة المزامير تأخرت عن داود مالا يقل عن أربعة قرون وعليه فلا تصح نسبتها إليه .
سادساً : سفر إشعيا
وينسب السفر للنبي إشعيا في القرن الثامن قبل الميلاد ، فقد عاصر الملك عزيا ثم يوثام ثم أحاز ثم حزقيا ، ولكن السفر يتحدث عن الفترة الممتدة بين القرنين الثامن والسادس قبل الميلاد مما يؤكد أن ثمة كاتب أو كاتبين قد كتبوا ذلك بعد إشعيا ، ومن أمثلة ذلك حديثه عن بابل الدولة العظيمة وتنبؤه بإنهيارها.
وأيضاً حديثه عن كورش الفارسي الذي ردّ اليهود من السبي (انظر 28:44 - 1:45 ) كما يتحدث عن رجوع المسبيين والشروع في بناء الهيكل في الاصحاحات 56 - 66 وقال العالم الألماني أستاهلن: " لايمكن أن يكون الباب الأربعون وما بعده حتى الباب السادس والستين من تصنيف إشعيا .
سابعاً : سفر إرمياء
أما سفر إرمياء فلا تصح نسبته للنبي إرمياء إذ هو من عمل عدة مؤلفين بدليل تناقضه في ذكر الحادثة الواحدة ، ومن ذلك تناقضه في طريقة القبض على إرمياء وسجنه ( انظر : إرمياء 37 : 11 - 15 و 38 : 13 )
كما يحمل السفر اعترافاً بزيادة لغير إرمياء ففيه : فأخذ إرمياء درجاً آخر ، ودفعه لباروخ بن نيريا الكاتب ، فكتب فيه عن فم إرميا ، كل كلام السفر الذي أحرقه يهوياقيم ملك يهوذا بالنار ، وزيد عليه أيضاً كلام كثير مثله " ( 33 : 36 ) ، وفي موضع آخر " إلى هنا كلام إرمياء " ( 64 : 51 ) ومع ذلك يستمر السفر، فمن أكمله؟.
ثامناً : سفر دانيال
لا يمكن أن يكون قد كتب في ذلك الزمن البعيد الذي روي أنه عاش دانيال فيه أي عندما سقطت بابل في يد الملك الفارسي كورش عام 538 ق . م بل لا بد أن يكون هذا السفر قد كتب بعد ذلك بثلاثة قرون أو أربعة للأسباب التالية :
أولاً : يتضمن هذا السفر كلمات مقدونية مع أن اليهود في الأسر البابلي لم يكونوا قد خالطوا اليونان ولا حكت أسماعهم للغة اليونانية .
ثانياً : ان هذا السفر فيه وصف للكلدانيين لا يتسنى الإتيان به لكاتب سابق على عصر الاسكندر .
ثالثاً : اقتبس طرفاً من أقوال أرميا وحزقيال وزكريا مع أن هؤلاء الأنبياء متفرقون في الزمن ، فأرميا بداية الأسر وحزقيال في وسطه وزكريا في أواخر الدولة الفارسية .

غير معرف يقول...

((((((((((مقارنه بين أخلاق يسوع المذكورة في كتاب النصاري وعيسي بن مريم المذكور في القرآن الكريم ))

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين
وبعــــــــــــــــــــــــد

مقارنة بسيطة بين يسوع النصاري (المذكور في كتابهم ويؤمنون به ) وبين عيسي ابن مريم عليه وعلي نبينا أفضل الصلاة والتسليم .
ولينظر لكلاهما كل ذي عقل ويقارن هل ما ذكر في كتابهم يستحق أن يوصف بالمحبه كما يؤمنون "الله محبة "
وما ذكر في قرآننا حقا نبيا كريما .

السادة أعضاء المنتدي الكرام

سنتحدث أولا عن يسوع النصاري الموجود في كتابهم الذي يؤمنون به .
وطبعا يسوعهم هذا يختلف تماما عن المسيح عيسى ابن مريم الذي نؤمن به نحن المسلمون .
فلا يتهمني أحد أني أتكلم بالسوء عن نبي من انبياء الله … فأنا لا أتكلم عن عيسي عليه وعلي نبينا الصلاة والسلام وإنما أتكلم عن يسوع النصاري !!!!!!!!

أخلاق يسوع النصاري مع أمه وفي حفل عرس قانا :

ورد في إنجيل يوحنا
((2: 3 و لما فرغت الخمر قالت ام يسوع له ليس لهم خمر
2: 4 قال لها يسوع ما لي و لك يا امراة لم تات ساعتي بعد
2: 5 قالت امه للخدام مهما قال لكم فافعلوه
2: 6 و كانت ستة اجران من حجارة موضوعة هناك حسب تطهير اليهود يسع كل واحد مطرين او ثلاثة
2: 7 قال لهم يسوع املاوا الاجران ماء فملاوها الى فوق
2: 8 ثم قال لهم استقوا الان و قدموا الى رئيس المتكا فقدموا 2: 9 فلما ذاق رئيس المتكا الماء المتحول خمرا و لم يكن يعلم من اين هي لكن الخدام الذين كانوا قد استقوا الماء علموا دعا رئيس المتكا العريس
2: 10 و قال له كل انسان انما يضع الخمر الجيدة اولا و متى سكروا فحينئذ الدون اما انت فقد ابقيت الخمر الجيدة الى الان
2: 11 هذه بداية الايات فعلها يسوع في قانا الجليل و اظهر مجده فامن به تلاميذه ))
هل هذه أخلاق المحبه " أن يتنكر يسوعكم من والدته ؟؟ وهكذا ينادي علي أمه (يا امراة ) ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ولننظر سويا لأول آيه صنعها يسوعكم فقد كانت آية عظيمة مشرفة لأصحاب الأخلاق الحميدة و أظهر بها مجده فآمن به التلاميذ!!

لاشك أن النصاري يعلموها جيدا فقد حول يسوع الماء إلى خمر!!........تصوروا يا جماعة خمرا مش لبن أو عسل أو .......... للأسف ... خمـــــرا !!!!!!! ً

معجزة عظيمة أذهلت رئيس المتكأ الذي قال للعريس (كلُّ إنسانٍ إنما يصنعُ الخمرَ الجيدةَ أولاً ومتى سكروا فحينئذ الدون) ولم يكن يعلم أن يسوع هو الذي صنع الخمر فكان الخمر الذي صنعه يسوع خمراً معتقا لا غش فيه، حرصاً منه على صحة السكارى، فليس عند يسوع أنواع رديئة، بل الصَنْف كله ممتاز فاخر. لا شك أن الناس سعدوا وشربوا وعربدوا كما يعربد السكارى واختلط الحابل بالنابل ولا ضابط لهم، فهم في عرس.
والسؤال هنا لأصحاب العقول : هل صناعة الخمر وعربدة السكارى أخلاق حميدة يتحلي بها الإله ؟ وهل ترويج الخمور ونشرها بين الناس من الأخلاق والأدب ******ي؟
وهل هذه آية من السماء، أم آية من الشيطان ؟
أهذه آية يتمجد بها؟! هل يتمجد الأنبياء بالفواحش ، فضلاً عن كونه ابن الله كما تدعون ؟!
ألا تستحوا يا نصاري من إلهكم هذا
هل صناعة الخمور آية! هل أتي يسوع ليهدي الناس إلى الخير والرشاد أم جاء ليفسدهم بالخمر والسكر؟ أليس أجدى لو حول الخمر إلى ماء، فنفع الناس والنبات والدواب، فبالماء حياة الناس، وبالخمر هلاكهم
كان يسوع النصاري شريب خمر كما في لوقا :

((7: 33 لانه جاء يوحنا المعمدان لا ياكل خبزا و لا يشرب خمرا فتـقولون به شيطان
7: 34 جاء ابن الانسان ياكل و يشرب فتقولون هوذا انسان اكول و شريب خمر محب للعشارين و الخطاة ))

وطبعا أنتم تعلمون ان إبن الانسان من ألقاب المسيح كما تقول كتبكم ........

والكتاب يقول في الأمثال:
((20: 1 الخمر مستهزئة المسكر عجاج و من يترنح بهما فليس بحكيم

فبشهادة كتابكم يسوع لم يكن حكيما إذ سقاهم الخمر.

والملاك قال لزكريا عن يوحنا المعمدان في لوقا:
((1: 13 فقال له الملاك لا تخف يا زكريا لان طلبتك قد سمعت و امراتك اليصابات ستلد لك ابنا و تسميه يوحنا
1: 14 و يكون لك فرح و ابتهاج و كثيرون سيفرحون بولادته
1: 15 لانه يكون عظيما امام الرب و خمرا و مسكرا لا يشرب و من بطن امه يمتلئ من الروح القدس
فإذا كان يوحنا عظيماً لأنه لا يشرب الخمر ولا المسكر، فماذا عن الذي كان شريبَ خمر؟ فإذا كان هذا عظيماً فيكون هذا وضيعاً. ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


أرأيتم أن يسوعكم بشهادة كتابكم ((وضيع ))

((( ملحوظة :نحن المسلمون لا نقر بأن هذه الأفعال تصدر من نبي كريم ولكنكم بجهلكم ألصقتموها للإله الرحيم ..... فبئس القوم أنتم ))
نعود مرة آخري إلي يسوع النصاري ونحن نبراء من أن تكون هذه تصرفات نبي كريم عليه وعلي نبينا أفضل الصلاة والتسليم

في إنجيل متي ((12: 46 و فيما هو يكلم الجموع اذا امه و اخوته قد وقفوا خارجا طالبين ان يكلموه
12: 47 فقال له واحد هوذا امك و اخوتك واقفون خارجا طالبين ان يكلموك
12: 48 فاجاب و قال للقائل له من هي امي و من هم اخوتي
12: 49 ثم مد يده نحو تلاميذه و قال ها امي و اخوتي ))

لماذا لا يجيب أمه، ويحسن إليها أمام الناس، ليعطي القدوة في بر الوالدين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

وفي يوحنا :
((19: 25 و كانت واقفات عند صليب يسوع امه و اخت امه مريم زوجة كلوبا و مريم المجدلية
19: 26 فلما راى يسوع امه و التلميذ الذي كان يحبه واقفا قال لامه يا امراة هوذا ابنك

نلاحظ هنا أنه لا ينادي علي أمه بلفظ لائق " أمي " ولكن يا امراة " هل هذا هو بر الوادين وإحترامهما .

ألم يقل إلهكم لموسي في سفر اللاويين ((19: 1 و كلم الرب موسى قائلا
19: 2 كلم كل جماعة بني اسرائيل و قل لهم تكونون قديسين لاني قدوس الرب الهكم
19: 3 تهابون كل انسان امه و اباه و تحفظون سبوتي انا الرب الهكم

وبهذا نجد أن يسوعكم خالف وصاياه ......... فلم يهاب أمه ولم يحترمها !!!!!!!


يسوع يعترف بأنه ما جاء للصلب أو هدايه البشر أو ...............وإنما جاء ليفسد في الأرض ويفرق الأهل!!!

فقال في متى : ((10: 34 لا تظنوا اني جئت لالقي سلاما على الارض ما جئت لالقي سلاما بل سيفا
10: 35 فاني جئت لافرق الانسان ضد ابيه و الابنة ضد امها و الكنة ضد حماتها
ويقول في لوقا :
((12: 49 جئت لالقي نارا على الارض فماذا اريد لو اضطرمت
12: 50 و لي صبغة اصطبغها و كيف انحصر حتى تكمل
12: 51 اتظنون اني جئت لاعطي سلاما على الارض كلا اقول لكم بل انقساما

ياسلام علي الأخلاق ******ية المقدسة
((( ملحوظة :نحن المسلمون لا نقر بأن هذه الأفعال تصدر من نبي كريم ولكنكم بجهلكم ألصقتموها للإله الرحيم ..... فبئس القوم أنتم ))
نعود مرة آخري إلي يسوع النصاري ونحن نبراء من أن تكون هذه تصرفات نبي كريم عليه وعلي نبينا أفضل الصلاة والتسليم

يسوع لا يعرف الرحمة أو الشفقة :
لوقا ((19: 27 اما اعدائي اولئك الذين لم يريدوا ان املك عليهم فاتوا بهم الى هنا و اذبحوهم قدامي

يسوعكم منافق وهذا واضح من مخالفته لتعاليمه :

فقد قال في متي ((5: 21 قد سمعتم انه قيل للقدماء لا تقتل و من قتل يكون مستوجب الحكم
5: 22 و اما انا فاقول لكم ان كل من يغضب على اخيه باطلا يكون مستوجب الحكم و من قال لاخيه رقا يكون مستوجب المجمع و من قال يا احمق يكون مستوجب نار جهنم

ولكنه يفعل عكس ذلك تماما ..................

فيسوعكم يصف بكل ماهو غير يهودي بالكلاب .
مني ((15: 22 و اذا امراة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت اليه قائلة ارحمني يا سيد يا ابن داود ابنتي مجنونة جدا
15: 23 فلم يجبها بكلمة فتقدم تلاميذه و طلبوا اليه قائلين اصرفها لانها تصيح وراءنا
15: 24 فاجاب و قال لم ارسل الا الى خراف بيت اسرائيل الضالة
15: 25 فاتت و سجدت له قائلة يا سيد اعني
15: 26 فاجاب و قال ليس حسنا ان يؤخذ خبز البنين و يطرح للكلاب
15: 27 فقالت نعم يا سيد و الكلاب ايضا تاكل من الفتات الذي يسقط من مائدة اربابها
15: 28 حينئذ اجاب يسوع و قال لها يا امراة عظيم ايمانك ليكن لك كما تريدين فشفيت ابنتها من تلك الساعة ))


لقد جاءت هذه المرأة المسكينة هي وإبنتها وتوسلت ليسوعكم بالبكاء الشديد ولكن يسوعكم لم يرحمها , وهل يعقل هذا الفعل من أنبياء الله ؟ أن يأتي الناس إليهم يتضرعون إليهم ويجيبهم الأنبياء بوصفهم أنهم كلاب ؟ وبكل تأكيد لم تأت هذه المرأة باكية متوسلة ليسوع إلا وهي مؤمنة به !! ولولا أنها مؤمنة به ما جائته بهذه الطريقة ...... ولكنه للأسف بدل حتى أن يصرفها برد جميل وصفها وأهلها وإبنتها بأنهم من الكلاب وأن اليهود أفضل منهم بقوله (( ليس حسنا ان يؤخذ خبز البنين و يطرح للكلاب))

هل يعقل أن يصدر ذلك من إله الرحمة والعدل

هل يعقل أن يكون هذا وأنتم نقلتم في إنجيلكم عنه قوله

في إنجيل متى((9: 13 فاذهبوا و تعلموا ما هو اني اريد رحمة لا ذبيحة لاني لم ات لادعوا ابرارا بل خطاة الى التوبة

هل الرحمة تكون مرهونة باليهود فقط ؟ وإذا كان لا يرحم غير اليهودي فهل يصفهم بالكلاب ؟!

وبعدما أراقت هذه المرأة المسكينة آخر نقطة من ماء الكرامة الانسانية . وأقرت بأنها من الكلاب ((27 فقالت نعم يا سيد و الكلاب ايضا تاكل من الفتات الذي يسقط من مائدة اربابها )) فحينئذ فقط إستجاب لتوسلاتها !!!!!!!!

أرأيتم أيها السادة ماذا فعل يسوع النصاري؟ لم يجب المرأة بشفاء إبنتها حتى أذلها وجعلها تصف نفسها بأنها من الكلاب وأن اليهود هم أسيادها وأنها وإبنتها وكل ماهو غير يهودي كالكلاب أسفل مائدة اليهود وبعد أن أرضى يسوع المزعوم غروره وشفى غليله من المرأة وتلذذ بالسادية عليها وجعلها تصف نفسها وقومها بالكلاب نعم :كلاب اليهود الذين يأكلون تحت مائدتهم من الفتات الذي يلقى على الأرض حينئذ رضى يسوع بقولها وشفى لها إبنتها فتدبر وتأمل يا أصاحب العقول .

هل هذه أخلاق يسوع المحبه الذي تحبونه كما تخدعون في الكنائس ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أم هناك من تلاعب في القصه لجعلك وكل من هو غير يهودي كلب .........

((( ملحوظة :نحن المسلمون لا نقر بأن هذه الأفعال تصدر من نبي كريم ولكنكم بجهلكم ألصقتموها للإله الرحيم ..... فبئس القوم أنتم ))
نعود مرة آخري إلي يسوع النصاري ونحن نبراء من أن تكون هذه تصرفات نبي كريم عليه وعلي نبينا أفضل الصلاة والتسليم


يسوع النصاري يسب الانبياء والرسل السابقين لمجيئه :
يوحنا ((
10: 8 جميع الذين اتوا قبلي هم سراق و لصوص و لكن الخراف لم تسمع لهم ))
مع أن يسوع نفسه أقر بأنه جاء ليكمل ما جاء به موسي فقال في متي:
((5: 17 لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء ما جئت لانقض بل لاكمل
أكتفي بهذا القدر القليل عن يسوعكم المذكور في كتابكم ......

وقارن أيها النصراني بين يسوعكم هذا وبين المسيح عيسي ابن المريم المذكور في قرآننا لتعرف كيف الإسلام يكرم نبي الله عيسي وكيف كتابك جعله رجل بلا مبداء ولا أخلاق و...............



قال تعالي في سورة مريم :
((اذْكُرْ فِي الكِتَابِ مَرْيَمَ إِذْ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانا شَرْقِيَّاً(16) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيَّاً (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيَّاً (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ غُلاما زَكِيَّاً(19) قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيَّاً(20) قَالَ كذَلِكَ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيَّاً(21) فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانا قَصِيَّاً (22) فَأَجَاءَهَا المَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيَّاً (23) فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيَّاً (24) وَ هُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيَّاً (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ البَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ اليَوْمَ إِنْسِيَّاً (26) فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيِمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيَّاً (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيَّاً (28) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي المَهْدِ صَبِيَّاً (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيَّاً (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيَّاً (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي ولَمْ يجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيَّاً (32) وَ السَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدّتُ ويَوْمَ أَمُوتُ ويَوْمَ أُبْعَثُ حَيَّاً (33) ذَلِكَ عِيسَى ابنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِن وَّلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (35) و َإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ (36) فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ (37) أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ اليَوْمَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ (38) )) مريم

صدق الله العظيم ؟؟؟؟؟؟(((((((

غير معرف يقول...

(((((((مقارنة بين اللهI والمسيح من كتابهم

وحاش لله أن نقارن الله Iبأحد من خلقه ... ولكن هي فقط ما جمعناها من كتابهم لنريهم أن الله Iلا يساويه ولا يدانيه ولا يعادله أحد وحتى ولو في كتابهم كما سترى.
المسيح عبد لله وباعتراف يوحنا نفسه
قال يوحنا صاحب الرؤية في الإصحاح 22 عدد 9 هكذا : فقال لي انظر لا تفعل.لاني عبد معك ومع اخوتك الانبياء والذين يحفظون اقوال هذا الكتاب.اسجد للّه. (SVD)
والحوار في الفقرة السابقة 22 عدد9 هو بين يوحنا صاحب الرؤية وبين ملاك الرب الذي يعتقد يوحنا أن مخاطبه في هذه الفقرات هو يسوع كما يقول حتى أنه بشر ان القيامة ستقوم قبل أن يختم أقوال هذه النبوة أو يكمل هذا الكتاب كما قال في الفقرات 22 عدد10-12 وهي التي تلي الفقرة السابقة مباشرة هكذا : (( (10) وقال لي لا تختم على اقول نبوة هذا الكتاب لان الوقت قريب. (11) من يظلم فليظلم بعد.ومن هو نجس فليتنجس بعد.ومن هو بار فليتبرر بعد.ومن هو مقدس فليتقدس بعد (12) وها انا آتي سريعا واجرتي معي لاجازي كل واحد كما يكون عمله. (SVD)
فما نفهمه من النص السابق أن يسوع يأمر يوحنا صاحب الرؤية ألا يسجد له لأنه عبد مع يوحنا ومع إخوانه الأنبياء , ويأمر يوحنا أيضاً ألا يختم على أقوال هذا الكتاب لأن الوقت أقرب من أن ينهي هذا الكتاب وسوف يأتي سريعاً ويجازي كل إنسان حسب عمله وقد اكد هذا في الفقرة السابعة بقوله ((7 ها انا آتي سريعا.طوبى لمن يحفظ اقوال نبوة هذا الكتاب (SVD)’ فهو إعتراف من يسوع أنه عبد لله وأنه نبي كباقي الأنبياء , وفي يوحنا 20 عدد17 هكذا : قال لها يسوع لا تلمسيني لاني لم اصعد بعد الى ابي.ولكن اذهبي الى اخوتي وقولي لهم اني اصعد الى ابي وابيكم والهي والهكم. (SVD)
فما أقسى هذه العبارة على النصارى وكم من الحسرة تراها في أعينهم كلما طرحنا هذا النص في مناظاراتنا معهم , وكم الإحراج والبحث عن مهرب بكل ضعيف وشاذ من الأقوال والتي لا يصدقها عاقل , وإنه لمن المضحك أن يكون للإله إله آخر يعبد وللرب رب .
وهل بعد هذا الكلام كلام آخر ؟؟؟
اللهU قادر على كل شيء
إشعياء40 عدد28: أما عرفت ام لم تسمع.اله الدهر الرب خالق اطراف الارض لا يكل ولا يعيا ليس عن فهمه فحص. (SVD)
المسيح غير قادر
يوحنا5 عدد30: انا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا.كما اسمع ادين ودينونتي عادلة لأني لا اطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي ارسلني
متى26 عدد39: ثم تقدم قليلا وخرّ على وجهه وكان يصلّي قائلا يا ابتاه ان امكن فلتعبر عني هذه الكاس.ولكن ليس كما اريد انا بل كما تريد انت. (SVD)
مرقس10 عدد27: فنظر اليهم يسوع وقال.عند الناس غير مستطاع.ولكن ليس عند الله.لان كل شيء مستطاع عند الله. (SVD)
يوحنا5 عدد30: انا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا.كما اسمع ادين ودينونتي عادلة لأني لا اطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي ارسلني
مرقس6 عدد5: ولم يقدر ان يصنع هناك ولا قوة واحدة غير انه وضع يديه على مرضى قليلين فشفاهم. (SVD
الله لا يموت ولا يراه أحد
1تيموثاوس6 عدد16:الذي وحده له عدم الموت ساكنا في نور لا يدنى منه الذي لم يره احد من الناس ولا يقدر ان يراه الذي له الكرامة والقدرة الابدية.آمين (SVD)
إرميا10 عدد10:اما الرب الاله فحق.هو اله حيّ وملك ابدي.من سخطه ترتعد الارض ولا تطيق الامم غضبه. (SVD)
تثنيه4 عدد15 فاحتفظوا جدا لأنفسكم.فإنكم لم تروا صورة ما يوم كلمكم الرب في حوريب من وسط النار. (16) لئلا تفسدوا وتعملوا لانفسكم تمثالا منحوتا صورة مثال ما شبه ذكر او انثى (17) شبه بهيمة ما مما على الارض شبه طير ما ذي جناح مما يطير في السماء (18) شبه دبيب ما على الارض شبه سمك ما مما في الماء من تحت الارض. (SVD)
المسيح مات
يوحنا19 عدد30 : فلما اخذ يسوع الخل قال قد اكمل.ونكس رأسه واسلم الروح (SVD)
المسيح إنسان
أعمال 2 عدد22: ايها الرجال الاسرائيليون اسمعوا هذه الاقوال.يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم كما انتم ايضا تعلمون. (SVD)
متى 10 عدد40: من يقبلكم يقبلني ومن يقبلني يقبل الذي ارسلني. (41) من يقبل نبيا باسم نبي فأجر نبي ياخذ.ومن يقبل بارا باسم بار فأجر بار ياخذ. (SVD)
هل يطلق كلمة القدوس على المسيح فقط في الكتاب المقدس؟؟؟؟؟
لوقا 2 عدد23: كما هو مكتوب في ناموس الرب ان كل ذكر فاتح رحم يدعى قدوسا للرب. (SVD)
لاويين 11 عدد 44: اني انا الرب الهكم فتتقدسون وتكونون قديسين لأني انا قدوس.ولا تنجسوا انفسكم بدبيب يدبّ على الارض. (SVD)
لاويين 22 عدد32: ولا تدنسون اسمي القدوس فأتقدس في وسط بني اسرائيل.انا الرب مقدسكم (SVD)
الله عالم بكل شيء
مرقس 13 عدد32: وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما احد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن الا الآب. (SVD)
المسيح يجهل موسم التين
مرقس 11 عدد13: فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق وجاء لعله يجد فيها شيئا فلما جاء اليها لم يجد شيئا الا ورقا.لأنه لم يكن وقت التين. (14)فأجاب يسوع وقال لها لا يأكل احد منك ثمرا بعد الى الابد.وكان تلاميذه يسمعون (SVD)
المسيح ليس الديان
يوحنا 3 عدد17: لأنه لم يرسل الله ابنه الى العالم ليدين العالم بل ليخلّص به العالم. (SVD)
قد تقول لا يوجد ديان إلا الله .. ولكن الدينونة ومن سيدين العالم ليس الله وحده .. يهوشع أيضاً سيدين العالم وبولس يدين الملائكة ألم يكن يسوع أولى من هؤلاء أن يدين الناس والملائكة ؟ أم أن المسكين جاء ليقتل فقط ؟؟ جاء عن أمر يهوشع في سفر زكريا 6 عدد3 وعن أمر بولس في الكرونثوس الأولى 6 عدد3 وغيره الكثير عن التلاميذ الذين سيدينون أسباط إسرائيل الإثنى عشر فجاء هكذا :
زكريا3 عدد6 فاشهد ملاك الرب على يهوشع قائلا (7) هكذا قال رب الجنود ان سلكت في طرقي وان حفظت شعائري فانت ايضا تدين بيتي وتحافظ ايضا على دياري واعطيك مسالك بين هؤلاء الواقفين. (SVD)
1كورنثوس6 عدد3: ألستم تعلمون اننا سندين ملائكة فبالأولى امور هذه الحياة. (SVD)
المسيح ليس مساويا لله
فيلبي 2 عدد6: الذي اذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة ان يكون معادلا للّه (SVD)
متى 12 عدد32: ومن قال كلمة على ابن الانسان يغفر له.واما من قال على الروح القدس فلن يغفر له لا في هذا العالم ولا في الآتي. (SVD)
يوحنا 14 عدد28: سمعتم اني قلت لكم انا اذهب ثم آتي اليكم.لو كنتم تحبونني لكنتم تفرحون لاني قلت امضي الى الآب.لان ابي اعظم مني.
يوحنا 15 عدد20: اذكروا الكلام الذي قلته لكم ليس عبد اعظم من سيده.ان كانوا قد اضطهدوني فسيضطهدونكم.وان كانوا قد حفظوا كلامي فسيحفظون كلامكم. (SVD)

قانون الإيمان يقول أن الإبن مساو للأب فهو إله حق من إله حق وإنه لمن أصعب الأمور بل من المستحيلات أن تُقنع أي إنسان عاقل بهذه المعادلة المجنونة التي لا يقبلها العقلاء , فكيف إله حق من إله حق وهما في نفس الوقت إله واحد ,,إله من إله وهما إله واحد هذا فضلاً عن الإله الثالث الحمامة !! إن كل مثيلين متشابهين متساويين متعادلين لا يمكن أن يكونا واحد أبداً وليحكم العقلاء وليأتوا بدليل على ما يقولون فكيف إذا كانا غير متساويين غير متعادلين لا في الشكل ولا في القدرة ولا في العلم ولا في السلطة ولا في الصفات ولا في الأسماء ولا في الكينونة وإن كانا لهما ثالث غير مساوي لهما أيضاً ولا معادل لهما فكيف ندعي حينذاك أن الأب مساو للإبن معادل له في الذات والصفات ؟؟ لا نستطيع أن نحكم على أنهما متساويين فقط وأنا أقول مجرد المساواة بينهما في الكتاب المقدس وبالعقل والمنطق غير موجودة أبداً لا قدراً ولا قيمةً ولا علماً بالغيب ولا إلماماً بالصفات ولا القدرة ولا أي شئ بل إن الأب متحكم في الإبن مُقدر له ماكان وما سيكون وأن الأب يعلم الغيب بينما الإبن لا يعلمه وأن الإبن لا يستطيع أن يفعل أي شئ إلا ما يشاءه الأب والصاعقة أن لكل منهما إرادة منفصلة متغيرة عن الآخر لا ترتقي إرادة الإبن ومشيأته لإرادة الأب ومشيأته , تضرعات وصلوات بكاء وأحزان نداءات وآهات أدعية وإبتهالات وبكاء من الإبن للآب !! فكيف بهما يتساوايان أو يتعادلان حتى نحكم بكونهما واحداً ؟ لو قبل العقل أن الإبن هو جزء من الأب وهذا ما يرفضه النصارى لأن ذلك لا يحقق أدنى طموحات النصارى في عقيدتهم بين الإبن والأب ولكنه الفرض الوحيد الذي نستطيع أن نضعه كعقيدة يقبل بها العقل في نظرية مجنونة حول الإله الذي يتجزأ ويتبعض , فحتى لو فرضنا تلك الفرضية المجنونة سنجد أنه من المستحيل أن يحدث هذا فالإله أولاً لا يتبعض ولا يتجزأ وحتى لو تبعض وتجزأ فجزأه المُتَجزِأ منه لا يجب أن يدعوه ويتضرع إليه ويتوسل إليه , وحتى لو جاز هذا فوجب على العقل أن يحكم على الجزء المُتَجَزء من الإله والمسمى الإبن أنه ليس بإله كامل بل جزء الاله الذي لا يكون إله كامل ولا يجب أن يُحْكَم عليه بأنه مساو ومعادل لللآب في الذات والجوهر فكلمة جوهر هي المطعن الأساسي في هذه المعادلة لأن كون الله Iجوهر وجب عليه ما يجب على الجوهر من التغير والجوهر في صفاته وجب عليه التغير ووجب علينا أن نسأل العقلاء هل جوهر الأب هو ذات جوهر الإبن ؟ فإن كان نعم فقد أثبتم التغير فيه لأن الجوهر الواحد لا يوجد في كائنين أياً كانا في وقت واحد ولو أنه لهما جوهر واحد فقد وقع جوهر الإله تحت إرادة البشر فصلبوه وقتلوه مما إستوجب أن جوهر الإله قد يخضع للبشر وتحت سيطرة البشر وهذا من المستحيل , ولو إتحدا في الجوهر وجب أن يتعادلا ويتساوا وهذا ما أشرنا إليه سابقاً إستناداً إلى النصوص مما ينفي أبدا كونهما متعادلين متساويين لا في الذات ولا في الصفات ولا في الشكل والقدرة , وإن كان لا فقد وجب إذاً أن يكون لهما جوهرين ونعود فنعيد نفس القصة أن جوهريهما مختلفان متناقضان غير متساويين فلا يمكن الجزم إلابأنهما إلهين !! قصة إلى الجنون أقرب منها إلى الأسطورة والخرافات , وما حكم بهم وضيعهم هكذا إللا الشيطان فما كان منهم إلا خروج كل المذاهب الإلحادية والمادية والوجودية من تحت عباءة الصليبية بل والأدهى ظهرت عبادة الشيطان من قلب المجتمعات النصرانية , وكان شعارهم ورمزهم هو الصليب المعقوف !! فما لا يقبله العقل ويرفضه المنطق السليم مصيره عند كل عاقل الرفض والإنكار , وإن وجد أن هذا ما يعتقد الناس انه المعقول بينما يراه العقل هو أول اللا معقول فإنه يغالي في تطرفه وإبتعاده عن المعقول فينقلب إلى اللامعقول كما حدث مع المذاهب الإلحادية والمادية وعبادة الشيطان , بعد كل هذا الكلام ما أريد أن أسأله فليفسر لي أحد العقلاء كيف يكون الإبن مساوياً للأب وإن كان مساوياً للأب فكيف إختلفت مشيئته وقدرته وعلمه وسلطته عن الأب ؟؟ كما تحكم النصوص في كتابك وليس كما أحكم أنا , لا نريد أن نُحكم الأهواء والعادات والكلمات الرنانة التي لم يعد يقتنع بها أي عاقل ونريد ان نترك ما قالوه لك في الكنيسة وحاولوا إقناعك به أريد أن أسمع ولو لمرة واحدة رأياً يُقنع أي عاقل على وجه الأرض بالكلام الذي تدعون به وتقولوه .
اللهI صالح
مزمور118 عدد1: احمدوا الرب لأنه صالح لان الى الابد رحمته. (SVD)
المسيح ينفي الصلاح
متى19 عدد17: فقال له لماذا تدعوني صالحا.ليس احد صالحا الا واحد وهو الله.ولكن ان اردت ان تدخل الحياة فاحفظ الوصايا. (SVD)
مع أن هناك أناس غير يسوع صالحين
لوقا23 عدد0:50 واذا رجل اسمه يوسف وكان مشيرا ورجلا صالحا بارا. (SVD)
يقول في أعمال الرسل 11 عدد22 - 24 هكذا :
أعمال 11 عدد22: فسمع الخبر عنهم في آذان الكنيسة التي في اورشليم فارسلوا برنابا لكي يجتاز الى انطاكية. (23) الذي لما أتى ورأى نعمة الله فرح ووعظ الجميع ان يثبتوا في الرب بعزم القلب. (24) لانه كان رجلا صالحا وممتلئا من الروح القدس والايمان.فانضم الى الرب جمع غفير (SVD)

صموائيل18 عدد27: قال الرقيب اني ارى جري الاول كجري اخيمعص بن صادوق.فقال الملك هذا رجل صالح ويأتي ببشارة صالحة. (SVD)

2أخبار14 عدد2:وعمل آسا ما هو صالح ومستقيم في عيني الرب الهه. (SVD)

2أخبار31 عدد20:هكذا عمل حزقيا في كل يهوذا وعمل ما هو صالح ومستقيم وحق امام الرب الهه. (SVD)

قضاة:8 عدد32:ومات جدعون بن يوآش بشيبة صالحة ودفن في قبر يوآش ابيه في عفرة ابيعزر (SVD)

صموائيل:18 عدد27: وقال الرقيب اني ارى جري الاول كجري اخيمعص بن صادوق.فقال الملك هذا رجل صالح ويأتي ببشارة صالحة. (SVD)

مزمور 125 عدد4: احسن يا رب الى الصالحين والى المستقيمي القلوب. (SVD)
يقول له أحسن للصالحين دون أن يكون هناك صالحين ؟؟؟

جامعة2 عدد26: لانه يؤتي الانسان الصالح قدامه حكمة ومعرفة وفرحا.اما الخاطئ فيعطيه شغل الجمع والتكويم ليعطي للصالح قدام الله.هذا ايضا باطل وقبض الريح

أمثال:12 عدد2: الصالح ينال رضى من قبل الرب اما رجل المكايد فيحكم عليه. (SVD
كيف يطلب رضاه على الصالحين وليس هناك أحد صالح غير الله I
حزقيال 28 عدد12: يا ابن آدم ارفع مرثاة على ملك صور وقل له.هكذا قال السيد الرب.انت خاتم الكمال ملآن حكمة وكامل الجمال. (SVD)
اللهI لا يراه احد ولم يره احد
فموسى والمسيح وغيرهما من الأنبياء أخبروا أن أحدا لا يرى الله Iفي الدنيا * وأما العقل فإن رؤية بعض ملائكة الله Iأو بعض الجن يظهر لرائيها من الدلائل والأحوال ما يطول وصفه فكيف بمن رأى الله I؟؟؟* والذين رأوا المسيح لم يكن حالهم إلا كحال سائر من رأى الرسل منهم الكافر به المكذب له ومنهم المؤمن به المصدق له,, بل هم يذكرون من إهانة ناسوته ما لا يعرف عن نظرائه من الرسل مثل ضربه والبصاق في وجهه ووضع الشوك على رأسه وصلبه وغير ذلك * وأيضا فمعلوم أن من رأى اللهI إما أن يعرف أنه اللهI أو لا يعرف * فإن عرف أنه رأى الله Iكان الذين رأوا المسيح قد علموا أنه الله Iولو علموا ذلك لحصل لهم من الاضطراب ما يقصر عنه الخطاب * وإن كانوا لم يعرفوه فهذا في غاية الامتناع حيث صار رب العالمين لا يميز بينه وبين غيره من مخلوقاته بل يكون كواحد منهم ولايميز بينه وبينهم ولا يعرف الرائي أن هذا هو الله I* ولوازم هذا القول الفاسدة كثيرة جدا * وإن قالوا إن الله Iلم ير لما اتحد بالمسيح وإنما رئي جسد المسيح الذي احتجب به الله Iفقولهم بعد ذلك واعلم أنه لا يرى شيء من لطيف الخلق إلا في غليظ الخلق ولا يرى ما هو لطيف من اللطيف إلا مع ما هو أغلظ منه كلام لا فائدة فيه إذ كان هذا مثلا ضربوه لله ليبينوا أنه من الممكن رؤيته * فإذا سلموا أنه لم ير لم يكن في هذا المثل فائدة بل كان هذا استدلالا على شيء يعلمون أنه باطل * وأيضا فما ذكروه من أن اللطيف لا يرى إلا في الغليظ باطل فإن اللطيف كروح الإنسان لا ترى في الدنيا وإن علم وجودها وأحس الإنسان بروحه وصفاتها فرؤيتها بالبصر غير هذا يبين ذلك * وقد جاء في يوحنا 5 عدد37 و يوحنا 1 عدد18 وتيموثاوس 6 عدد16 وفي القضاة 6 عدد22وفي الخروج 33 عدد20 نصوص كلها تنفي ان الله رآه الناس أو أن الله من الممكن رؤيته أساساً , فاقرأ هذه النصوص على التوالي كما يلي :
يوحنا 5 عدد37: والآب نفسه الذي ارسلني يشهد لي.لم تسمعوا صوته قط ولا ابصرتم هيئته. (SVD)
يوحنا 1 عدد18: الله لم يره احد قط.الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبّر
1تيموثاوس6 عدد16: الذي وحده له عدم الموت ساكنا في نور لا يدنى منه الذي لم يره احد من الناس ولا يقدر ان يراه الذي له الكرامة والقدرة الابدية.آمين (SVD)
قضاة:6 عدد22: فرأى جدعون انه ملاك الرب فقال جدعون آه يا سيدي الرب لاني قد رأيت ملاك الرب وجها لوجه. (SVD)
خروج:33 عدد20: وقال لا تقدر ان ترى وجهي.لان الانسان لا يراني ويعيش
الناس رؤا المسيح
معجزات المسيح من اللهI
يوحنا 10 عدد29: ابي الذي اعطاني اياها هو اعظم من الكل ولا يقدر احد ان يخطف من يد ابي. (SVD)
وما نفهمه من النص السابق أن كل معجزات المسيح من الله فهي ليست من ذاته أو بقدرته , إنما الله I لا يحتاج أن يكون هناك معين له حتى يفعل المعجزة فهو إعتراف من المسيح u أنه عبد الله ورسوله فهل من يعقل هذه النصوص الواضحة التي لا لبس فيها ؟
المسيح ليس الوحيد الأزلي
ملكي صادق أزلي جاء في العبرانيين 6 عدد20 وفي الإصحاح 7 عدد1-3 هكذا :
عبرانين:6 عدد20: حيث دخل يسوع كسابق لأجلنا صائرا على رتبة ملكي صادق رئيس كهنة الى الابد (SVD)
وفي العبرانيين 7 عدد1 – 3 عن ملكي صادق هذا هكذا :
عبرانين:7 عدد1: لان ملكي صادق هذا ملك ساليم كاهن الله العلي الذي استقبل ابراهيم راجعا من كسرة الملوك وباركه (2)الذي قسم له ابراهيم عشرا من كل شيء.المترجم اولا ملك البر ثم ايضا ملك ساليم اي ملك السلام (3) بلا اب بلا ام بلا نسب.لا بداءة ايام له ولا نهاية حياة بل هو مشبه بابن الله هذا يبقى كاهنا الى الابد.

مزمور 76 عدد1: لامام المغنين على ذوات الاوتار.مزمور لآساف.تسبيحة.الله معروف في يهوذا اسمه عظيم في اسرائيل. (2) كانت في ساليم مظلته ومسكنه في صهيون. (SVD)
حكمة سليمان أزليية
أمثال:8 عدد22: الرب قناني اول طريقه من قبل اعماله منذ القدم. 23 منذ الازل مسحت منذ البدء منذ اوائل الارض. 24 اذ لم يكن غمر أبدئت اذ لم تكن ينابيع كثيرة المياه 25 من قبل ان تقررت الجبال قبل التلال أبدئت.
26 اذ لم يكن قد صنع الارض بعد ولا البراري ولا اول اعفار المسكونة. 27 لما ثبت السموات كنت هناك انا.لما رسم دائرة على وجه الغمر. 28 لما اثبت السحب من فوق لما تشددت ينابيع الغمر
أنظر ما يقوله كاتب سفر الجامعة في هذا الأمر ولك الحكم
جامعة1 عدد9: ما كان فهو ما يكون والذي صنع فهو الذي يصنع فليس تحت الشمس جديد (10) ان وجد شيء يقال عنه انظر.هذا جديد.فهو منذ زمان كان في الدهور التي كانت قبلنا. (SVD)
جامعة3 عدد15: ما كان فمن القدم هو.وما يكون فمن القدم قد كان.والله يطلب ما قد مضى (SVD)
ليس المسيح وحده الذي صعد للسماء
لوقا:2 عدد7: فولدت ابنها البكر وقمطته وأضجعته في المذود اذ لم يكن لهما موضع في المنزل (SVD)
تكوين:5 عدد24: وسار اخنوخ مع الله ولم يوجد لان الله اخذه (SVD)
: 2ملوك:2 عدد11: وفيما هما يسيران ويتكلمان اذا مركبة من نار وخيل من نار ففصلت بينهما فصعد ايليا في العاصفة الى السماء. (SVD)
2كورنثوس12 عدد1: انه لا يوافقني ان افتخر.فاني آتي الى مناظر الرب واعلاناته. (2) اعرف انسانا في المسيح قبل اربع عشرة سنة أفي الجسد لست اعلم ام خارج الجسد لست اعلم.الله يعلم.اختطف هذا الى السماء الثالثة. (3) واعرف هذا الانسان أفي الجسد ام خارج الجسد لست اعلم.الله يعلم. (4) انه اختطف الى الفردوس وسمع كلمات لا ينطق بها ولا يسوغ لانسان ان يتكلم بها. (SVD)
من هو مسيح الرب ؟؟
1صموائيل24 عدد5: وكان بعد ذلك ان قلب داود ضربه على قطعه طرف جبة شاول. (6) فقال لرجاله حاشا لي من قبل الرب ان اعمل هذا الامر بسيدي بمسيح الرب فامدّ يدي اليه لانه مسيح الرب هو. (7) فوبّخ داود رجاله بالكلام ولم يدعهم يقومون على شاول.واما شاول فقام من الكهف وذهب في طريقه. (SVD)
في إعتقادي أن كل إنسان على الباطل لا يتحدث دائماً وعنده دليل على كلامه يثق فيه وحجة يقيمها على كلامه بل إن كل أصحاب الأهواء والبدع دائماً ما يتعلقون بأذيال الكلام وإعتقد عوام النصارى أن كلمة مسيح هي خاصة فقط بالمسيح u كما يدعون وأنا أقطع النظر عن هذا أو رأينا كمسلمين في هذا الأمر ولكن لو نظرت في كتب النصارى لوجدت أن كلمة مسيح لم يختص بها المسيح u دون البشر فقد أطلقها كتبة الكتاب على شاول الكافر الذي كان يضطهد دواد u وأطلقوها على داود وعلى سليمان بل أطلقوها أيضاً على كورش الكافر , فهي ليست خاصة كما قلنا بشخص , وكملة مسيح الرب أو المسيح معناها عند اليهود هو الملك الذي مسحه الرب على الشعب وإختاره ليكون ملكاً عليهم , ولو سألت النصارى لماذا أطلق على المسيح هذا اللقب مع أن إسمه كان عيسى أو يسوع ؟ سيجيبك بكل ثقة لأنه إبن الله !!! وعلى إجابته هذه يكون داود بن الله وشاول بن الله وسليمان بن الله . جاء في صموائيل الأول 26 عدد16: ليس حسنا هذا الأمر الذي عملت.حيّ هو الرب انكم ابناء الموت انتم لانكم لم تحافظوا على سيدكم على مسيح الرب.فانظر الآن اين هو رمح الملك وكوز الماء الذي كان عند راسه (SVD)
وفي صموائيل الثاني 23 عدد1 هكذا : فهذه هي كلمات داود الاخيرة.وحي داود بن يسّى ووحي الرجل القائم في العلا مسيح اله يعقوب ومرنم اسرائيل الحلو. (SVD)
وماذا عن كورش الكافر ؟ هل هو مسيح الرب أيضاً ؟

غير معرف يقول...

((((((((((من معجزات الرسول محمد بن عبد الله r

أقول أن المعجزات في كتب النصارى لا يوجد سند واحد متصل لها , وكلها من أخبار الآحاد التي لا تثبت بها ولم نجد دليل واحد يثبت قطعاً أن تلك المعجزات قد حدثت أو صارت من الأساس , ربما هم يؤمنون بحدوث تلك المعجزات فقط لأنها وردت في الأناجيل أو الكتب السابقة , فنعود للسؤال الذي لا يجيب النصارى أو اليهود عليه , أين سند هذه الكتب , وكيف نثق أن ما في هذه الكتب صحيح ؟ من الذي نقل لنا هذه الكتب ؟ وكيف نثبت مثلاً أن مَتَّى الحواري هو كاتب إنجيل مَتَّى بالفعل بينما نجد أن ما في إنجيل مَتَّى ينفي كون الحواري مَتَّى هو كاتبه ؟ السؤال بإختصار شديد وبإلحاح أشد هو أين أجد سند متصل للكتاب المقدس ؟ هل أكرر السؤال مرة أخرى أم أن كلامي غير مفهوم للنصارى ؟ أقول السند المتصل أولاً هو ما رواه العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه في جميع الطبقات , وحتى أقرب الأمر أكثر سنفترض أن أمر معين وقع قبل ثلاثمائة عام من الآن , وهذا الأمر هو أن زيد قد ضرب عمرو , وقد شاهد هذا الأمر جمع غفير من الناس وشاهدوا جميع الوقائع في هذه الحادثة ولنفرض أن عددهم ألف شخص مثلاً , وجاء عشرة من الناس وحكوا للناس عن ضرب زيد لعمرو ودونوه في الكتب , والألف شخص سمعوا العشرة وهم يروون هذه الحادثة وقرأوا ما كتبه العشرة , والذي أجمع الناس على صدقهم وحسن أخلاقهم وعدم نسيانهم في زمانهم فنقلوا هذه الحادثة للجيل القادم , فلو كذب واحد من العشرة لصدق التسعة ومعهم باقي الألف من الناس عن الواحد الذي غير في الرواية أو القصة , فهذا يستحيل معه الكذب أو النسيان ونستطيع التأكد من شهادة الناس كلهم بما حدث , وحكى الناس سواء من الألف الذين شاهدوها أو العشرة الذين شاهدوها ودونوها في الكتب هذه الواقعة لأبنائهم وأقاربهم وأصدقائهم فنقلوه للجيل القادم, ويستمر هكذا النقل من جيل إلى جيل وكل الرواة مشهود لهم بالعدل والصدق وحسن الحفظ والدين والأخلاق وهكذا , هنا نقول أن هذا يسمى سند صحيح متصل لا إرسال فيه ولا إنقطاع لا كذب فيه ولا تدليس , وهكذا نقل القرآن حفظاً في الصدور بين الأمة من جيل رسول الله إلى جيلنا نحن والقرآن يُدَّرس ويُحفَظ منقول من جيل إلى جيل بشهادة الجميع أنه هو هو ما سمعه من قبل ومن السابقين لم يتغير حرف لا بزيادة ولا نقصان ولا بضم أو فتح أو مد , فهذا بالنسبة للقرآن أما الحديث الشريف فقد حدث له كما شرحنا سابقاً في قصة زيد وعمرو , هل الأمر واضح الآن ؟ هل هذا المثال الطويل العريض واضح للنصارى ؟ النصارى مُصرين عندما يتحدثون عن الإسلام أن يأتوا بالأحاديث الضعيفة والموضوعة التي لا تنطبق عليها الشروط السابق ذكرها , والمهم هنا وما أريد قوله أن هكذا صفات وشروط لا تنطبق أبداً ومن المستحيل تواجدها في أي كتاب من كتب النصارى وبالتالي مستحيل ثبوت أي معجزة من المعجزات لأي شخص كان إلا من مصدر آخر , ومصدر النصارى الوحيد هو الكتاب المقدس أي الأناجيل والعهد القديم , لكن عندنا نحن المسلمين كل كلمة وكل حدث له سند متصل وثابت عندنا وما لم يطابق شروطنا لا نعتمده , فلو قلنا أن زيد قد ضرب عمرو وقلنا هذا قد وقع فعلاً وله سند عندنا , فالعالم كله يصدق أن زيد قد ضرب عمر فعلاً , لماذا ؟ لأن المسلمين عندهم شهود وسند متصل من وقت ضرب زيد لعمرو حتى اللحظة التي يروى فيها أن زيد قد ضرب عمرو , وكل السند مدون عندنا وعندنا تاريخ الشهود ونسبهم وشهادة الناس لهم مما يستحيل معه الكذب والتغيير , وبناءً عليه فأنا أروي هاهنا القليل جداً من معجزات الرسول محمد بن عبد الله r وأضع هاهنا أربعين معجزة قد شهد الناس على حدوثها وعندنا السند لها ونعرف كل الرواة بلا إنقطاع ولا إرسال في السند فما نقول أنه حدث فقد حدث بالفعل ولا شك فقد شاهد ما نقوله الجمع الغفير وروى عنهم الجمع الغفير من الناس بعدهم ودونوا ذلك في الكتب وهكذا حتى وصلنا الحدث أو المعجزة التي نرويها فلا يستطيع رجل أن يبدل هاهنا أو يغير , أوحتى يجامل ويفخم ويبالغ في المعجزة كما فعل يوحنا في إنجيله وقال في يوحنا 21/25 هكذا :25 واشياء أخر كثيرة صنعها يسوع ان كتبت واحدة واحدة فلست اظن ان العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة آمين (SVD) ولا أدري ما الذي يُؤَمِّن عليه يوحنا ؟ آمين على ماذا ؟ فهذه كما قلنا مبالغة شعرية قبيحة لا يقبلها عاقل ولا يوجد عندنا نحن المسلمين هذا الأمر ولكن نحن نروي ما حدث فعلاً لا كما نريد أن نروي ولكن كما حدث بلا مجاملة أو مبالغة .
قال علماؤنا أن ما أمكن حصره من معجزات المصطفى r قد فاق الثلاثة آلاف معجزة , وأكثرها متواترة معنوياً ومتصلة السند وأعظمها كتاب الله القرآن الكريم , فهو ينفرد عن أي معجزة فعلها نبي أو رسول أنه المعجزة الخالدة الباقية حتى بعد وفاة النبي ولكل إنسان أن يطالعها في كل زمان , وفضلا عن ذلك فهو تحدي للعالمين أن يفعل مثل هذه المعجزة وهو مالم ولن يحدث كما أخبر رب العالمين .
فاقرأ بعض من معجزات الرسول r كما وردت في كتب الحديث والسيرة وسأذكر بعض المراجع , وأقول بعض وليس كل لمن أراد أن يراجعها ليعلم سند كل حديث ورواية وقد استعنت في نقل بعض من هذه المعجزات بكتاب إِظهار الحق للعلامة الجليل فضيلة الشيخ الكريم : رَحْمَتُ الله بِن خَليل الرَّحمََن الِكِيَرَانوي العُثْمَاني الهنِدي فجزى الله الشيخ خير الجزاء وغفر له ورحمه وتاب عليه وحشرنا وإياه مع الشهداء والصديقين اللهم آمين وكتاب إظهار الحق هو كتاب عظيم فيه فنٌ بليغ وعلم وفير وصاحبه متبحر فنان في هذا المجال وكتابه خال من اللغو والخلط أو الاستدلال الخاطئ , وفي نظري أنه لا كتاب في هذا المجال يعادل كتاب إظهار الحق وأن من خاض هذا المجال سواء في الرد على النصارى أو تفنيد الشبهات أو إثبات التحريف وغيره أو أي قضية من القضايا المثارة في هذا المجال ولم يقرأ كتاب إظهار الحق فقد فاته الكثير الكثير من روعة هذا الكتاب العظيم فنكرر دعاءنا لمن جنده الله للرد على النصارى وإثبات عظمة الإسلام فأبدع في هذا عظيم الإبداع ففاق من دخل في هذا الفن والمجال , رحم الله الشيخ رحمت الله الهندي وجمعنا الله وإياه في جنة الخلد, هذا غير المراجع الأخرى التي سأذكرها تباعاً فأبدأ مستعيناً بالله هكذا :
1- معجزة الإسراء والمعراج . جاء في سورة الإسراء هكذا {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }الإسراء1
فهذه الآية والأحاديث الصحيحة كما في ( أحاديث الإسراء والمعراج في فتح الباري 7/196 باب 41 حديث 3886 و 8/391 باب 3 حديث 4710 , وصيح مسلم باب الإسراء برسول الله من كتاب الإيمان 2/209 , 237 , وفي الترمذي وسيرة بن هشام ودلائل النبوة للبيهقي والشفا , والوفا , والبداية والنهاية , والسيرة النبوية للذهبي , وحدائق الأنوار لإبن الديبع ,غيره الكثير ) فهذه كلها تدل على ان المعراج كان بالجسد والروح معاً , والمعراج بالروح والجسد معاً بإتفاق جميع المسلمين ولو كان بالروح فقط ما أنكره المشركين وما إفتتن به بعض ضعاف النفوس من المسلمين , ولا إستحالة فيه عقلاً ولا نقلاً .
أما عقلاً لأن خالق الكون قادر على الممكنات وما هو ممتنع لنا نحن البشر, وهو قادر على تكييف كل خلق من خلقه كما يريد وهو سبحانه قادر على ذلك فلا جدال في ذلك عقلاً . ولما اعترض القسيسين عليها قال لهم أحد الظرفاء من العجز أن تنكر دينك وتجحده لأنك تحقد على الآخرين فتحاول أن تُكذبه , فإن كان أمر الإسراء والمعراج ممتنع عندكم لأن العقل لا يقبله فكيف بعقلكم يقبل أن الرب يولد من فرج امرأة أو أن تحبل عذراء بلا نكاح ؟ فبهت الذي كفر .
ونقلاً لأن هذا حدث مراراً في الكتاب المقدس مع أنبياء كثيرين كما سأذكر أمثلة هاهنا منها :
أ‌- أخنوخ u ( إدريس ) وقد قال القسيس وليم إسمت في كتابه ( طريق الأولياء ) أنه رفع إلى السماء بجسده حياً وقصة أخنوخ واردة في سفر التكوين 5/24 هكذا ( وسار أخنوخ مع الله ولم يوجد لأن الله أخذه )
ب‌- إيليا u صعد إلى السماء وقصته وارده في سفر الملوك الثاني 2/10- 12 أكتفي بنقل هذه الفقرة منها هكذا : 11 وفيما هما يسيران ويتكلمان اذا مركبة من نار وخيل من نار ففصلت بينهما فصعد ايليا في العاصفة الى السماء. (SVD) .وقال آدم كلارك في تفسيره لا شك أن إيليا رفع إلى السماء حياً .
ت‌- عيسى u صعد إلى السماء كما يقول مرقس 16/19 هكذا :. ثم ان الرب بعدما كلمهم ارتفع الى السماء وجلس عن يمين الله. (SVD) ولا شك بين كل طوائف النصارى انه إرتفع بجسده كما هو .
ث‌- بولس كما يدعي صعد إلى السماء وقصته واردة في الرسالة الثانية إلى أهل كرونثوس 12/2-4 هكذا : 2 اعرف انسانا في المسيح قبل اربع عشرة سنة أفي الجسد لست اعلم ام خارج الجسد لست اعلم.الله يعلم.اختطف هذا الى السماء الثالثة. (3) واعرف هذا الانسان أفي الجسد ام خارج الجسد لست اعلم.الله يعلم. (4) انه اختطف الى الفردوس وسمع كلمات لا ينطق بها ولا يسوغ لانسان ان يتكلم بها. (SVD) .
ج‌- يوحنا صعد إلى السماء كما يُفهم من كلامه في سفر الرؤيا 4/1-2 فأنقل هكذا : (1)بعد هذا نظرت واذا باب مفتوح في السماء والصوت الاول الذي سمعته كبوق يتكلم معي قائلا اصعد الى هنا فأريك ما لا بدّ ان يصير بعد هذا. (2) وللوقت صرت في الروح واذا عرش موضوع في السماء وعلى العرش جالس. (SVD)
فكل هؤلاء صعدوا إلى السماء كما ترى وبأجسادهم حتى بولس ويوحنا كما يدعون في كتبهم فليس الأمر ممتنع نقلاً ولا عقلاً وقد ثبت ذلك بالأحاديث المتواترة وأثبته الرسول محمد r للمشركين في أمر القافلة العائدة من الشام ووصف بيت المقدس وغيره الكثير فلله الحمد والمنة .
2 – معجزة انشقاق القمر .قال الله تعالى في كتابه الكريم في سورة القمر هكذا : {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ(1) وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ }القمر2
وهذه ثابتة واضحة حتى في عصرنا الحالي وقد ثبتت بالأحاديث الصحيحة المتواترة بما يستحيل معه الكذب أو التدليس أو التغيير وشهد بها الكفار وراجع هذه الأحاديث ( فتح الباري 6/631 باب 27 من كتاب المناقب حديث 3636 , 3637 , 3638 , و 7/182 باب 36 من كتاب مناقب الأنصار حديث 3868 , 3869 , 3870 و 3871 و 8/ 617 باب 1 من كتاب التفسير حديث رقم 4864 , 65 , 66 , 67 , 68 وصحيح مسلم 17/143-145 في كتاب صفة القيامة والجنة والنار , وسنن الترمذي 9/30 في أبواب الفتن , ودلائل النبوة للأصبهاني 1/367 حديث 207-212 , ودلائل النبوة للبيهقي 2/262 و وحدائق الأنوار للشيباني والسيرة النبوية للذهبي والبداية والنهاية والشفا , والوفا . وغيره الكثير )
وقد أثبتت وكالة ناسا هذا الحدث بالصور وبقايا آثار انشقاق القمر وهذا معلوم للجميع كما قلنا ففضلاً عن النقل المتواتر للحدث مما يستحيل معه الكذب أو التدليس فقد أثبتته وكالتهم الغربية بالصور القاطعة بثبوت حدوث ذلك الأمر , كما أنه وجد في بعض المعابد الهندية البوذية مكتوب عليه هكذا ( بُني في ليلة انشقاق القمر ) .
3- رمي التراب في عيون الكفار فهزمهم المسلمون .في البيضاوي (( روى أنه لما طلعت قريش من العقنقل قال الرسول محمد r : هذه قريش جاءت بخيلائها وفخرها يكذبون رسولك , اللهم إني أسألك ما وعدتني , فأتاه جبريل u وقال له : خذ قبضة من تراب فارمهم بها , فلما التقى الجمعان تناول كفاً من الحصباء ( التراب ) فرمى بها في وجوههم وقال شاهت الوجوه فلم يبقى مشرك إلا وشُغِلَ بعينيه فانهزموا عن آخرهم فتبعهم المؤمنون يقتلونهم ويأسرونهم . ( راجع تفسير البيضاوي ص 237 ورويت هذه المعجزة أنها حصلت في معركة بدر وفي دلائل النبوة للأصبهاني 2/606 حديث رقم 400 وفي سيرة ابن هشام 1/628 وفي البداية والنهاية وصحيح مسلم على أنها في معركة حنين 12/116 في كتاب الجهاد والسير , وفي سنن الدارمي 2/139 باب 16 حديث 2456 , وفي دلائل النبوة للبيهقي 5/137 , وفي الشفا 1/335 وفي الوفا 1/465 )
4- نبع الماء من بين أصابع النبي r في مواضع متعددة .عن انس بن مالك y قال رأيت رسول الله r وحانت صلاة العصر فالتم الناس الوضوء فلم يجدوه فأُتي رول الله r بوضوء , فوضع رسول الله يده في ذلك الإناء وأمر الناس أن يتوضؤوا منه , قال فرأيت الماء ينبع من بين أصابعه r فتوضأ الناس حتى آخرهم . وهذه المعجزة صدرت بالزوراء عند سوق المدينة . ( وهذه واردة في فتح الباري 6/580 باب 25 من كتاب المناقب حديث 3572 , 3573 , وصحيح مسلم 15/39 في كتاب الفضائل , وسنن الترمذي 3/113 , في ابواب المناقب والبداية والنهاية 6/109 , ودلائل النبوة للأصبهاني 2/525 حديث 317 , ودلائل النبوة للبيهقي 4/121 , والشفا 1/285 , والوفا 1/446 , وحدائق الأنوار 1/199 , وفي بعض الروايات (كان الوقت عصراً وكانوا زهاء ثلاثمائة).
5 – عن جابر y : عطش الناس يوم الحديبية ورسول الله r بين يديه ركوة (إناء من جلد ) فتوضأ منها , وأقبل الناس نحوه , وقالوا ليس عندنا ماء إلا ما في ركوتك , فوضع النبي يده في الركوة فجعل الماء يفور من بين اصابعه الشريفة كأمثلا العيون , وكان الناس ألف وأربعمائة , وفي بعض روايات أنهم ألف وخمسمائة .( وهذه واردة في فتح الباري 6/581 باب 25 من كتاب المناقب حديث 3567 , و 7/441 , باب 35 من كتاب المغازي حديث 4152 , و 10/101باب 31 من كتاب الأشربة حديث 5936 , وسننن الدارمي 1/21 باب 5 حديث 27, ودلائل النبوة للبيهقي 4/115-116 , 6/11 , ودلائل النبوة للأصبهاني 2/522 حديث 313 و 314 , والبداية والنهاية 6/111 , والسيرة النبوية للذهبي ص239 , والشفا 1/286 , والوفا 1/441 , وحدائق الأنوار 1/202.
6 – عن جابر ري الله عنه قال : ( قال رسول الله r : يا جابر ناد بالوضوء , وذكر الحديث بطوله , وأنه لم نجد إلا قطرة في عزلاء شجب ( مصب الماء ) فأتى النبي r فغمزه ( غطاه ) وتكلم بشئ لا أدري ما هو , وقال (( ناد بجفنة الركب )) ( قصعة كبيرة للطعام ) فأتيت بها فوضعها بين يديه وذكر ان النبي بسط يده في الجفنة وفرّق أصابعه وصب جابر عليه وقال ( بسم الله ) قال فرأيت الماء يفور من بين اصابعه ثم فارت الجفنة وإستدارت حتى إمتلأت وأمر الناس بالإستقاء فاستقوا حتى رووا , فقلت : هل بقى أحد له حاجه ؟ فرفع رسول الله يده من الجفنه وهي ملأى ) وهذه في صحيح مسلم 18/145 في كتاب الزهد , ودلائل النبوة للبيهقي 6/9 , والبداية والنهاية لإبن كثير 6/111 , وحدائق الأنوار 1/207 , والشفا 1/286 , والوفا 1/449 وغيرها الكثير من المراجع .
7 – عن معاذ بن جبل y في قصة غزوة تبوك وأنهم وردوا العين وهي تسيل بشئ من الماء قليل جداً فغرفوا من العين بأيديهم حتى إجتمع في شئ ثم غسل رسول الله فيه وجهه ويديه ثم أعاده فيها فجرت بماء كثير فاستقى الناس , قال في حديث بن إسحاق فانخرق من الماء ماله حس كحس الصواعق , ثم قال يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما ههنا قد ملئ جناناً . وهذه في صحيح مسلم 15/41 , في معجزات النبي r من كتاب الفضائل , ودلائل النبوة للبيهقي 5/236 و البداية والنهاية 5/21 و 6/116 , والشفا 1/287 , ودلائل النبوة للأصبهاني 2/670 حديث 450 , وحدائق الأنوار 1/208 , وتصديق هذا الحديث مشاهد في زماننا مطلع القرن الخامس عشر الهجري .
8 – عن عمران بن حصين رضي الله عنهما أنه قال (( حين أصاب النبي r وأصحابه عطش في بعض أسفارهم فوجه رجلين من الصحابه وأعلمهما أنهما يجدان امرأة بمكان كذا معها بعير عليه مزادتان وهو إناء من جلد فوجداها وأتيا بها النبي فجعل في إناء من مزادتيها وقال فيه ما شاء الله ثم أعاد الماء في المزادتين , ثم فتحت عزاليها ( أي مصب الماء من المزاده ) وأمر الناس فملؤوا أسقيتهم حتى لم يدعوا شيئاً إلا ملؤوه , قال عمران : ويخيل إلي أنما لم تزدادا إلا امتلاء , ثم أمر فجمع للمرأة من الأزواد حتى ملأ ثوبها وقال إذهبي فإنا لم نأخذ من مائك شيئاً ولكن الله سقانا . وهذه في صحيح مسلم 5/191 في كتاب المساجد , وفتح الباري 1/447 باب 6 من كتاب التيمم حديث 344 , و6/580 باب 25 من كتاب المناقب حديث 3571 , ودلالئل النبوة للأصبهاني 2/527 حديث 320 , ودلائل النبوة للبيهقي 4/276-281 , و 6/130 , والبداية والنهاية 6/113 , والسيرة النبوية للذهبي 253 , والشفا 1/289 , والوفا 1/438 , وحدائق الأنوار 1/204 .
9 – في حديث عمر y في جيش العسرة وذكر ما أصابهم من العطش حتى إن الرجل لينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه فرغب سيدنا أبو بكر y للرسول في الدعاء فرفع يديه فلم يرجعهما حتى أمطرت السماء فانسكبت , فلمؤوا ما معهم من آنية ولم تجاوز العسكر . وهذه في دلائل النبوة للأصبهاني في 2/671 حديث 452 , وحدائق الأنوار 1/206 , ودلائل النبوة للبيهقي 5/231 , والشفا 1/290 , والبداية والنهاية 5/11 و 6/107 .
10 – عن جابر y أن رجلاً أتى النبي r يستطعمه فاستطعمه شطر وسق شعير , فما زال يأكل منه وامرأته وضيفه حتى كاله , فأتى النبي r فأخبره , فقال لو لم تكله لأكلتم منه ولقام بكم . وهذه في صحيح مسلم 15/40 في معجزات النبي من كتاب الفضائل , ودلائل النبوة للبيهقي 6/114, والبداية والنهاية 6/121 و 136 , والسيرة النبوية للذهبي ص252 والشفا 1/291 .
11 – عن أنس y أن النبي r أطعم ثمانين رجلاً من أقراص من شعير جاء بها أنس تحت يده , اي إبطه . فتح الباري 6/586 باب 25 من كتاب المناقب حديث 3578 , و 9/526 باب 6 من كتاب الأطعمة حديث 5381 و 11/570 باب 22 من كتاب الأيمان والنذور حديث 6687 , وصحيح مسلم 13/218 في كتاب الأشربة , وسنن الترمذي 13/112 في أبواب المناقب , وسنن الدارمي 1/27 باب 7 حديث 44 , وحدائق الأنوار لإبن الديبع 10/211 و 1/53 و 2/592 , دلائل النبوة للأصبهاني 2/532 حديث 322 والبداية والنهاية 6/121 , ودلائل النبوة للبيهقي 6/88 , والسيرة النبوية للذهبي ص249 و الشفا1/291 و الوفا 1/427.
12 – عن جابر y : أن النبي r اطعم يوم الخندق ألف رجل من صاع من شعير وعناق ( أنثى من أولاد الماعز لم تتم سنة ) , قال جابر y : فاقسم بالله لأكلوا حتى تركوه وانحرفوا وإن برمتنا لتغط كما هي , وإن عجيننا ليخبز وكان رسول الله قد بصق في العجين والبرمة وبارك . وهذه في فتح الباري 7/395 باب 29 من كتاب المغازي حديث 4101 و 4102 , وصحيح مسلم 13/216 في كتاب الأشربة , وسنن الدارمي 1/26 باب 7 حديث 43 , والسيرة النبوية لإبن هشام 2/218 , وحدائق الأنوار لإبن الديبع 1/53 , و212 , و 2/592 و دلائل النبوة للأصبهاني في 2/538 حديث 327 ودلائل النبوة للبيهقي 3/416-426 والبداية والنهاية 6/317 , والشفا 1/291 , والوفا 1/424 .
13 – عن أبي أيوب y أنه صنع لرسول الله ولأبي بكر زهاء ما يكفيهما , فقال له النبي (( أدع ثلاثين من أشراف الأنصار )) فدعاهم فأكلوا حتى تركوه , ثم قال : أدع ستين فكان مثل ذلك , ثم قال أدع سبعين , فأكلوا حتى تركوه , وما خرج منهم أحد حتى أسلم وبايع , قال أبو أيوب : فأكل من طعامي مائة وثمانون رجلاً . وهذه في دلائل النبوة للأصبهاني 2/550 حديث 334 , ودلائل النبوة للبيهقي 6/94 , والبداية والنهاية 6/127 , والشفا 1/292 , والوفا 1/431 وحدائق الأنوار لابن الديبع 1/214 وغيرها من المراجع .
14 – عن سمرة بن جندب : أُتي النبي بقصعة فيها لحم فتعاقبوها من غدوة حتى الليل , يقوم قوم ويقعد آخرون . سنن الترمذي 13/110 في أبواب المناقب , ومسند أحمد 5/12و18 وسنن الدارمي 1/32حديث 57 , ودلائل النبوة للأصبهاني 2/551حديث 335 , ودلائل النبوة للبيهقي 6/93 , والبداية والنهاية 6/129 , والسيرة النبوية للذهبي ص250 , والشفا 1/292 , والوفا 1/431 .
15 – عن عبد الرحمن بن أبي بكر y : كنا عند النبي r ثلاثين ومائة ....... ) وذكر في الحديث أنه عُجِن صاع من طعام وصنعت شاه , فشوي سواد بطنها ( الكبد أو حشو البطن كله ) قال : وأيم الله ما من الثلاثين ومائة إلا وقد حز له حُزة ( القطعة من اللحم قطعت طولاً ) ثم جعل منها قصعتين , فأكلنا أجمعون وفضل في القصعتين فحملته على البعير . فتح الباري 5/230 باب 28 من كتاب الهبة حديث 2618 , وصحيح مسلم 14/16 في كتاب الأشربة , ودلائل النبوة للأصبهاني 2/536 حديث 324 , ودلائل النبوة للبيهقي 6/95 , وحدائق الأنوار لإبن الديبع 1/216 , والبداية والنهاية 6/130 , والشفا 1/292 , والوفا 1/430 .
16 – عن سلمة بن الأكوع وأبي هريرة وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم : فذكروا مخمصة أصابت الناس مع رسول الله في بعض مغازيه , فدعا ببقية الأزواد , فجاء الرجل بالحثية من الطعام ( اي القليل ) وفوق ذلك , وأعلاهم الذي يأتي بالصاع من التمر , فجمع على نطع ( بساط من أديم ) وقال سلمة : فزرته كربضة العنز ( اي حجم العنزة وهي رابضة ) ثم دعا الناس بأوعيتهم فما بقى في الجيش وعاء إلا ملؤوه وبقى منه . دلائل النبوة للأصبهاني 2/536-538 حديث 325و326 ودلائل النبوة للبيهقي 5/229-230و6/120و121 , وصحيح مسلم 1/222-225 في كتاب الإيمان , و12/33 في كتاب اللقطة , وحدائق الأنوار للشيباني 1/217 , والبداية والنهاية 6/131-133 , والشفا 1/293 , والوفا 1/426-427 واليرة النبوية للذهبي ص252.
17 – عن أنس y أن النبي حين ابتنى بزينب بنت جحش امره أن يدعو له قوماً سماهم حتى امتلأ البيت والحجرة , فقدم لهم تورا ( إناء للشرب ) فيه قدر مد من تمر جُعل فيه حيس ( نوع من الطعام ) فوضعه وغمس ثلاث أصابعه وجعل القوم يتغدون ويخرجون وبقى التور نحواً مما كان . فتح الباري 9/226 باب 64 من كتاب النكاح حديث 5163 , وصحيح مسلم 9/233 في كتاب النكاح , وسنن الترمذي 12/92 في تفسير سورة الأحزاب من أبواب التفسير , ودلائل النبوة للأصبهاني 2/445 حديث 330 , والبداية والنهاية 6/127 , وحدائق الأنوار 1/215 , والشفا 1/294 .
واكتفى هنا بتكثير الماء والطعام وإن كان هناك الكثير من هذه المعجزات الواردة الثابتة كلها قطعاً بالسند مما يستحيل معها الكذب فلها أكثر من طريق للرواية الواحدة كما ترى ولكن لنكمل معاً في معجزاته r .
18- عن بن عمر y أنه كان مسافراً مع الرسول فقرب منه أعرابي فسأله الرسول عن وجهته فقال إلى أهلي فقال هل أدُلك على خير فقال وما هو ؟ قال أن تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمد عبد الله ورسوله , فقال الأعرابي ومن يشهد لك على ما تقول , قال الرسول هذه الشجرة السمرة , وهي بشاطئ الوادي فأقبلت تخد الأرض حتى قامت بين يديه فاستشهدها فشهدت أنه كما قال ثم رجعت إلى مكانها .دلائل النبوة للبيهقي 6/14 , وحدائق الأنوار 1/221 , والبداية والنهاية 6/144 و 311 , وسنن الدارمي 1/17 باب 4 حديث 16 , والشفا 1/298 , والوفا 1/456 , والسيرة النبوية للذهبي ص240, وقد روى ابو نعيم في دلائل النبوة 2/503 عدة روايات عن غير بن عمر وغيره الكثير من المراجع .
19 – عن جابر y أن الرسول ذهب ليقضي حاجته لم يجد ما يستتر به , فإذا بشجرتين بشاطئ الوادي فانطلق الرسول إلى إحداها فأخذ ببعض اغصانها فقال إنقادي إلي بإذن الله فانقادت كالبعير المخشوش الذي يصانع قائده , وذكر جابر أنه فعل بالأخرى كذلك , حتى إذا كان بالمنصف بينهما قال ( إلتئما علي بإذن الله ) فالتأمتا , حتى قضى حاجته , وعادتا الشجرتان إلى مكانهما . وهذه في صحيح مسلم 18/143 في كتاب الزهد , ودلائل النبوة للأصبهاني 2/505 حديث 296 , ودلائل النبوة للبيهقي 6/7و18 , والبداية والنهاية 6/110و141 , والسيرة النبوية للذهبي ص238و241 , والشفا 1/299 , والوفا 1/454 , وحدائق الأنوار 1/222.
20 – عن بن عباس y قال أن الرسول r قال لأعرابي أرأيت إن دعوت هذا العذق ( عرجون النخلة الذي يحمل الثمر ) من هذه النخلة أتشهد أني رسول الله ؟ قال نعم . فدعاه فجعل ينقز حتى أتاه , فقال إرجع فرجع إلى مكانه . دلائل النبوة للبيهقي 6/15 , والبداية والنهاية 6/143و311 , والسيرة النبوية للذهبي ص240 , والشفا 1/303 , والوفا 1/457 , وسنن الترمذي 13/111 في أبواب المناقب.
21 – عن جابر y : كان المسجد مسقوفاً على جذوع النخل وكان الرسول يخطب على جذع نخل حتى صنع له منبراً وخطب عليه الرسول سمعنا لذلك الجزع صوتاً كصوت العشار ( أي الناقة التي مضى لحلمها عشرة اشهر ) وفي رواية أنس حتى إرتج المسجد لخواره , وفي رواية سهل وكثر بكاء الناس لما رأوا مابه , وفي رواية المطلب , حتى تصدع وإنشق حتى جاء النبي فوضع يده عليه فسكت . والحديث وارد في كل المراجع السابقة وزيادة عليها , والخبر بأنين الجذع وحنينه باعتبار مبناه مشهور عن السلف والخلف وباعتبار معناه متواتر يفيد العلم القطعي رواه من الصحابه بعضة عشر منهم أبي بن كعب وأنس بن مالك وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس وسهل بن سعد الساعدي وأبو سعيد الخدري وبريدة وأم سلمة والمطلب بن أبي وداعة رضي الله عنهم كلهم يحدثون بمعنى هذا الحديث وإن كانت ألفاظهم مختلفة فلأن كل شخص روى الحدث كما رآه وعبر عنه بأسلوبه ولكن لا شك في حصول التواتر المعنوي . انظر فتح الباري 2/397 باب 26 من كتاب الجمعة حديث 918 و6/601 باب 25 من كتاب المناقب حديث 3583 و 3584 و 3585 وسنن ابن ماجة 1/258 باب 196 حديث 1412-1415 وسنن الدارمي 1/22 باب 6حديث 31-42 , ودلائل النبوة للبيهقي 6/66-67 , والبداية والنهاية 6/144-151 و 311 , وحدائق الأنوار 1/225 , و 2/652 , والسيرة النبوية للذهبي ص247 , والشفا 1/303 , والوفا 1/488 , وسنن الترمذي 13/111 في ابواب المناقب .
22 – عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان حول البيت ستون وثلاثمائة صنم مثبتة الأرجل بالرصاص في الحجارة , فلما دخل النبي المسجد عام الفتح جعل يشير بقضيب في يده إليها ولا يمسها , ويقول : {وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً }الإسراء81 , فما أشار إلى وجه صنم إلا وقع لقفاه ولا لقفاه إلى وقع لوجهه حتى ما بقى منها صنم .وهذا في فتح الباري 8/400 باب 12 من كتاب التفسير حديث 4720 , وصحيح مسلم 12/126-133 في فتح مكة من كتاب الجهاد والسير , وسنن الترمذي 11/297 في أبواب التفسير , وسيرة ابن هشام 2/416 , والبداية والنهاية 4/336و6/154 , والشفا 1/308 , والوفا1/466 , ودلائل النبوة للأصبهاني 2/666حديث 446و447 , وحدائق الأنوار 1/228 و 2/672 وكان فتح مكة عام 8 هـ/629م .
هل هذه المعجزات كفاية ؟ هل يفعل هذه المعجزات رجل يدعي النبوة كما يقول النصارى ؟ حسناً فليأخذ المجادلون مني هذه الهدية وإن لم تكن مني شخصياً ولكني أهديها لمن أراد الحق فإقرأ يا صاح عن إحياء الموتى على يد رسول الله r هكذا :
23 – دعا النبي r رجلاً إلى الإسلام فقال لا أؤمن بك حتى تحيي لي إبنتي , فقال الرسول ارني قبرها , فأراه إياه , فقال r : يا فلانه ! قالت لبيك وسعديك . فقال النبي اتحبين أن ترجعي إلى الدنيا ؟ فقالت لا والله يا رسول الله , إني وجدت الله خيراً لي من ابوي , ووجدت الآخرة خيراً لي من الدنيا . أنظر الشفا 1/320 , في ص 170 من كتاب الإعتقاد للبيهقي في حديث ربعي بن حراش شهادة أخيه بعدما مات لنبينا بالرسالة , وأنظر دلائل النبوة للبيهقي 6/50 و 55 .
24 – ذبح جابر y شاة وطبخها , وثرد في جفنة , وأتى بها رسول الله r فأكل القوم فقال لهم كلوا ولا تكسروا عظماً , ثم إنه r جمع العظام ووضع يده عليها ثم تكلم فإذا الشاة قامت تنفض ذَنَبَها ( أي ذيلها ) . ذكر الإمام بن كثير في البداية والنهاية 6/332 أن الحافظ محمد بن المنذر – المعروف بيشكر– أورد في كتابه ( العجائب والغرائب ) بسنده أن رسول الله جمع عظامها ثم دعا الله تعالى فعادت كما كانت فتركها في منزله .
25 – عن سعد بن أبي وقاص y أن رسول الله لَيُنَاوِلني سهم لا نصل به فيقول : ارم به وقد رمى رسول الله يومئذ ( يوم بدر أو الخندق ) عن قوسه حتى إندقت ..... , وأصيبت عين قتادة بن النعمان حتى وقعت على وجنته فردها الرسول r فكانت أحسن عينيه . دلائل النبوة للبيهقي 3/100 و 251-253 , والسيرة النبوية للذهبي ص251, والشفا 1/321 , والوفا 1/503 , والبداية والنهاية 6/333 و 184 , و 3/320 , 4/38, وحدائق الأنوار 1/243 , ودلائل النبوة للأصبهاني 2/622 و 785 حديث 416 و 417 و 555 , والسيرة النبوية لإبن هشام 2/82 .
26 – عن عثمان بن حنيف أن أعمى قال لرسول الله : ادع الله أن يكشف لي عن بصري . قال فانطلق فتوضأ ثم صلى ركعتين ثم قال اللهم إني اتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة , يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك أن يكشف لي عن بصري قال فرجع وقد أبصر . سنن الترمذي 13/80 في أبواب الدعاء , ودلائل النبوة للبيهقي 6/166-168 , والبداية والنهاية 6/183-184 و 333 , والسيرة النبوية للذهبي ص256-257 , والشفا 1/322 .
27 – عن حبيب بن فديك أن أباه ابيضت عيناه فكان لا يُبْصِر بهما شيئاً فنفث رسول الله في عينيه فرأيته يدخل الخيط في الإبرة وهو ابن ثمانين سنة . أنظر دلائل النبوة للأصبهاني 2/601و785 حديث 397 و556 ودلائل النبوة للبيهقي 6/173 , والبداية والنهاية 6/184 و 334 والشفا 1/323 .
28 – نفث في عيني علي بن أبي طالب y يوم خيبر وكان فيها رَمَد فشفيت عيناه .فتح الباري 6/111 باب 102 من كتاب الجهاد حديث 2942 و 7/476 باب 38 من كتاب المغازي حديث 4210 وصحيح مسلم 12/185 في كتاب الجهاد و 15/176-179 في كتاب فضائل الصحابة , وسنن ابن ماجه 1/24 باب 11 حديث 104 , وسنن الترمذي 13/172 في ابواب المناقب , ودلائل النبوة للبيهقي 4/205-213 و 6/179 , ودلائل النبوة للأصبهاني 2/786 حديث 557 , والبداية والنهاية 4/208-211 و 6/334 , والشفا 1/323 و والوفا 1/517 , والسيرة النبوية لابن هشام 2/334 .
29 – نفث على ضربة بساق سلمة بن الأكوع يوم خيبر فشفيت ساقه وكانت أحسن ساقيه . انظر فتح الباري 7/475 باب 38 من كتاب المغازي حديث 4206 ودلائل النبوة للبيهقي 4/251 , والبداية والنهاية 6/334 , والشفا 1/323 .
30 – أتته إمرأة من خثعم وهي قبيلة عربية ومعها صبي لا يتكلم به بلاء , فأتى بماء فمضمض فاه وغسل يديه ثم اعطاها إياه وأمرها بسقيه ومسه به فبرأ الغلام وعقل عقلاً يفضل عقول الناس . انظر دلائل النبوة للأصبهاني 2/598 حديث 393 , وحدائق الأنوار لابن الديبع 1/245 , والشفا 1/324 .
31 – عن ابن عباس y جاءت امرأة بابن لها به جنون فمسح صدره فثع ثعة ( أي قاء ما في بطنه ) فخرج منه جوفه مثل الجرو الأسود فشفي . انظر مسند أحمد 1/239 و 254 و 468 , وسنن الدارمي 1/19 باب 4 حديث 19 , دلائل النبوة للأصبهاني 2/600 حديث 395 و 2/786 حديث 557 , ودلائل النبوة للبيهقي 6/182و187 , والشفا 1/324 , والوفا 1/518 , والبداية والنهاية 6/182.
32 – إنكفأت القدر على ذراع محمد بن حاطب وهو طفل , فمسح عليه ودعا له وتفل فيه فبرأ لحينه .انظر دلائل النبوة للبيهقي 6/174-175 , ودلائل النبوة للأصبهاني 2/601 حديث 398 , والبداية والنهاية 6/334 , والشفا 1/324 .
33 – كانت في كف شرحبيل الجعفي سلعة (زيادة في الجلد مثل الغدة ) تمنعه من القبض على السيف وعنان الدابة , فشكاها للنبي فما زال يطحنها حتى رفعها ولم يبق لها أثر . أنظر دلائل النبوة للبيهقي 6/176 , والبداية والنهاية 6/185 , والشفا 1/324 .
34 – عن انس بن مالك y قال : قالت أمي يا رسول الله خادمك أنس ادع له فقال : اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيماآتيته . قال أنس : فوالله إن مالي لكثير وإن ولدي من صلبي ليعادون اليوم على نحو مائة . وهذه مسطورة في مراجع كثيرة جداً منها فتح الباري 11/136 و 144 و 182 باب 19 من كتاب الدعوات الحديث 6334 وباب 25 حديث 6344 وباب 47 حديث 6378-6381 وصحيح مسلم 16/39-40 في كتاب فضائل الصحابة , وحدائق الأنوار 1/250 , والشفا 1/325 , والوفا 1/521, ويثبتها واقع أنس y بدعاء الرسول له وفيه أمران أولاً هو تحقق الدعاء وثانياً بركة هذا الدعاء فصلى اللهم وسلم على النبي المصطفى .
35 – دعا على كسرى حين مزق كتابه أن يمزق الله ملكه , فلم تبق له باقية , ولا بقيت لفارس رياسة في سائر أقطار الدنيا . ثابتة في فتح الباري 6/108 باب 101 من كتاب الجهاد حديث 2939 و 8/126 باب 82 من كتاب المغازي حديث 4424, ودلائل النبوة للأصبهاني 2/450 حديث 241 و دلائل النبوة للبيهقي 4/387-394 , وحدائق الأنوار لابن الديبع 1/57 و 255 و 2/629 , والبداية والنهاية 5/18 و 6/299 و 344 , والشفا 1/328 .
36 – عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أنها أخرجت جبة طيالسة ( رداء أو نحوه ) وقالت إن رسول الله كان يلبسها , فنحن نغسلها للمرضى يستشفى بها إلى اليوم . أنظر الشفا 1/331 والشفا , والسيرة النبوية .
37 – أنه قرب إليه ست من الإبل لينحرها فصارت تتزاحم كل واحدة ليبدأ بها . نفس المراجع السابقة
38 – ان الذئب شهد له بالنبوة , راجع البداية والنهاية وفتح الباري وسنن الترمذي والشفا , والوفا , سنن الدارمي .
39 – أن عبتة إبن ابي لهب كان يسب الرسول r ويؤذيه ويسخر من الرسول ومن القرآن , فدعا عليه الرسول وقال اللهم سلط عليه كلباً من كلابك , فخرج مع ابيه أبو لهب في السفر فجمع أبو لهب حوله الركب وقال احرسوه , فقالوا أنه جاء أسد وإشتم الوجوه حتى وصل إلى عتبه فوثب عليه ومزقه من بينهم حتى فصل رأسه عن جسده ثم إنصرف الأسد دون أن يؤذي أحد غيره . ( فتح الباري , وفي التفاسير التالية تحت تفسير الآيات العشرة الأولى من سورة النجم في بن كثير وفي القرطبي والبغوي والبيضاوي وفي تفسير أبي السعود , وفي الدر المنثور , وفي تفسير النسفي وروح المعاني , وفي كتاب الشفا وفي كتاب الوفا وفي كتاب أسد الغابة وفي كتاب دلائل النبوة للأصبهاني وفي كتاب الصواعق المحرقة و في أسد الغابة وفي سنن البيهقي الكبرى , وفي غيره الكثير من المراجع فأكتفي بما ذكرت . )
40 – القرآن الكريم . وكفى بهذا الكتاب معجزة باقية خالدة إلى أن يشاء الله من عهده r إلى أن يشاء مُنْزِل هذا الكتاب العظيم . ( وهذه لا تحتاج إلى إثبات أو مراجع فهي معجزة موجودة بيننا إلى الآن وما عليك إلا أن تراجع أصل المعجزة وهو الكتاب الكريم ولمن لا يفهم اللغة العربية فقد نقلت قطرة من بحر الإعجاز في القرآن في آخر باب التحريف تحت عنوان البيان بالتحدي والإعجاز في القرآن مما يغني عن إعادته هنا ولله الحمد والمنة. )
وأمر آخر هو أن المنصرين يُغَلِّطون بعض العوام ويقولون أن القرآن شهد أن محمد r لم يأت بمعجزة واحدة , وفي رأيي أن قول المنصرين هذا من السفاهة والجهل الشديد أو الحقد والعناد ووالله ليس مسبة ولا غلط ولكن هذا هو واقع الحال كما سترى , فلقد قال المنصرون أن القرآن يقول في سورة الأنعام هكذا : {قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبْتُم بِهِ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ }الأنعام57 وقالوا فمعناها أن الرسول محمد r ما عنده المعجزات التي طلبها منه الكفار .
وقال في نفس السورة هكذا : {وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِندَ اللّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءتْ لاَ يُؤْمِنُونَ }الأنعام109, فقالوا ومعناها أنه لو أعطاهم آية واحدة لآمنوا ولكن يبدوا أنه لم يحقق طلبهم ولو في آية واحدة .
وفي سورة الإسراء آية 90-93 قال هكذا : {وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً{90} أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً{91} أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً{92} أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً{93}الإسراء93 ,
وفي سورة الإسراء آية 59 هكذا : وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا (59)
وفي سورة الأنعام آية 37 هكذا : وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آَيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (37) الأنعام
وقالوا أنه من شرط النبوة ظهور المعجزات على يد مدعيها , وما ظهرت معجزة على يد محمد r كما يدل عليه ما وقع في الآيات السابقة الذكر .
وهذا من الغلط الشديد أولاً لأنه ليس من شروط النبوة بحسب الإنجيل ظهور المعجزات على يد النبي أو الرسول وعدم ظهورها لا يدل على عدم النبوة , هكذا يقول كتابهم فمثلاً في أمر يوحنا المعمدان قال كاتب إنجيل يوحنا 10/41 هكذا : فأتى اليه كثيرون وقالوا ان يوحنا لم يفعل آية واحدة.ولكن كل ما قاله يوحنا عن هذا كان حقا. (SVD) لكن جاء في إنجيل متى 21/26 طبعة سنة 1826م وفي طبعة سنة 1925م الإعتراف بأن يوحنا نبي فقال هكذا : وإن قلنا من الناس نخاف من الشعب.لان يوحنا عند الجميع نبي. وفي إنجيل متى 11/9 شهد له يسوع أنه أعظم من نبي وأنقل من طبعة سنة 1825 , 1826م هكذا : لكن ماذا خرجتم لتنظروا.أنبيا.نعم اقول لكم وأعظم من نبي. وفي باقي الطبعات أفضل من نبي أو ألفاظ أخرى متقاربة , فهذا الذي شهد له يسوع وشهد له الناس أنه أعظم من نبي لم تظهر على يده معجزة واحدة , فكيف يدعون بحسب كلامهم أن ظهور المعجزات من شروط النبوة ؟!
وأما قول هؤلاء أن الرسول لم تظهر على يده المعجزات فلا أطلب منك أن تذهب إلى غيرنا لتسأل ولكن راجع ما كتبته أعلاه من معجزات وردت على يد سيد ولد آدم محمد بن عبد الله وهذا يكفي كل سائل.
أما قولهم عن الآيات فهو من أعظم الجهل أولاً بكتابهم ثم بالقرآن الكريم فتعالى ننظر ما يقول في الآيات الكريمة
في سورة الأنعام المشار إليها{ قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبْتُم بِهِ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ }الأنعام57 , وهذا غلط كما قلنا لأن المراد هنا بلفظ ( ما ) في الآية أي ( ما تستعجلون به ) المراد منه هو العذاب الذي يستعجلون به , لأنهم قالوا (فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }الأنفال32 , ومعناها ما عندي العذاب الذي تستعجلون به { إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ } في تعجيل العذاب وتأخيره , { يَقُصُّ الْحَقَّ } أي يقضي القضاء الحق في تعجيل وتأخير , { وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ } أي خير القاضين في الدنيا والآخرة , ومجمل الآية وحاصلها أن العذاب ينزل عليكم في الوقت الذي يختاره الله وأن العذاب ليس بيد رسول الله ولكنه بيد الله I ولا قدرة لأحد على تقديمه أو تأخيره حتى لو كان الرسول وهذا من أدب الرسول r مع ربه , وقد نزل عليهم يوم بدر وبعده , فهذه لا دلالة فيها على أن النبي محمد لم تصدر عنه المعجزات كما رأيت . بل هو طلبهم للعذاب وأمر العذاب مفوض لله سبحانه .
أما الآية الثانية : {وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِندَ اللّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءتْ لاَ يُؤْمِنُونَ }الأنعام109 , فمعنى { وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ } مصدر في موضع الحال { لَئِن جَاءتْهُمْ آيَةٌ } من مقترحاتهم أو الآية التي يختارونها , { لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِندَ اللّهِ } هو قادر عليها يظهر منها ما يشاء , { وَمَا يُشْعِرُكُمْ } وهو إستفهام إنكار { أَنَّهَا إِذَا جَاءتْ لاَ يُؤْمِنُونَ } أي الآية المقترحة إذا جاءت لا يؤمنون بها ولا تدرون أن هذه الآية إن جاءت لا يؤمنون فهو بعلمه المسبق يعلم أنهم لن يؤمنوا حتى إذا جاءت هذه الآية , فهو رد الله I كما هو واضح من الآية على الكفار في ظرفهم هذا, وهو I ليس رهن إشارة الكفار أن يطلبوا كل آية فتأتيهم وبعلمه يعلم أنهم لن يؤمنوا حتى ولو جاءت فقد سبق في آية إنشقاق القمر والكثير من المعجزات على يد رسول الله r كما قلنا سابقاً وكما سترى لاحقاً إن شاء الله , فالله لا يجيب المستهزأين أو المنكرين بما يطلبون , كما أنه ليس فيه نفي المعجزات على الإطلاق والقول بعدم ظهورها أبداً .
وقد قال الإمام بن كثير في تفسيره هكذا :قوله تعالى إخبارا عن المشركين أنهم أقسموا بالله جهد أيمانهم أي حلفوا أيمانا مؤكدة { لئن جاءتهم آية } أي معجزة وخارقة { ليؤمنن بها } أي ليصدقنها { قل إنما الآيات عند الله } أي قل : يا محمد هؤلاء الذين يسألونك الآيات تعنتا وكفرا وعنادا لا على سبيل الهدى والاسترشاد إنما مرجع هذه الايات إلى الله إن شاء جاءكم بها وإن شاء ترككم قال ابن جرير : حدثنا هناد حدثنا يونس بن بكير حدثنا أبو معشر عن محمد بن كعب القرظي قال : كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قريش فقالوا : يا محمد تخبرنا أن موسى كان معه عصا يضرب بها الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا وتخبرنا أن عيسى كان يحيي الموتى وتخبرنا أن ثمود كان لهم ناقة فآتنا من الايات حتى نصدقك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ أي شيء تحبون أن آتيكم به ] قالوا : تجعل لنا الصفا ذهبا فقال لهم [ فإن فعلت تصدقوني ؟ ] قالوا : نعم والله لئن فعلت لنتبعنك أجمعون فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو فجاءه جبريل عليه السلام فقال له : ما شئت إن شئت أصبح الصفا ذهبا ولئن أرسل آية فلم يصدقوا عند ذلك ليعذبنهم وإن شئت فاتركهم حتى يتوب تائبهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ بل أتركهم حتى يتوب تائبهم ] فأنزل الله تعالى : { وأقسموا بالله جهد أيمانهم } إلى قوله تعالى : { ولكن أكثرهم يجهلون }
وقال الإمام البيضاوي في تفسير هذه الآية هكذا : أقسموا بالله جهد أيمانهم } مصدر في موقع الحال والداعي لهم إلى هذا القسم والتأكيد فيه التحكم على الرسول صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم في طلب الآيات واستحقار ما رأوا منها { لئن جاءتهم آية } من مقترحاتهم { ليؤمنن بها قل إنما الآيات عند الله } هو قادر عليها يظهر منها ما يشاء وليس شيء منها بقدرتي وإرادتي { وما يشعركم } وما يدريكم استفهام إنكار { أنها } أي أن الآية المقترحة { إذا جاءت لا يؤمنون } أي لا تدرون أنهم لا يؤمنون أنكر السبب مبالغة في نفي المسبب وفيه تنبيه على أنه سبحانه وتعالى إنما لم ينزلها لعلمه بأنها إذا جاءت لا يؤمنون بها. وأكتفي بهذين التفسيرين فهما يفيان بالغرض لكل باحث عن الحق , وهو أوضح من قرص الشمس في كبد السماء رحمة الله ورحمة رسوله آخر الرسل والأنبياء بقومه وبالناس كافة , فلو نزلت تلك الآية ولم يؤمن هؤلاء وجب على الله I إهلاكهم لأنها سنته فيما مضى من القرون والأمم السابقة أن الله يُنزل الآية فإن لم يؤمنوا بها أهلكهم لكفرهم وعنادهم كما حدث مع قوم نوح وقوم ثمود لما جائتهم الناقة , فلأن الله يريد لهم الخير فتركهم وتركهم الرسول r حتى يتوب تائبهم أو يخرج من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئاً , {وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً }الإسراء59 ومن هذا رحمة الرسول r بأمته وبالناس كافة كما ثبت في الصحيحين وغيرهما الكثير من المراجع عند خروج الرسول لدعوة بني عبد ياليل ولما ردوه وأساءوا للرسول r ودفعوا خلفه غلمانهم فنزل سيدنا جبريل يخاطب الرسول r هكذا : فنظرت فإذا فيها جبريل عليه السلام فناداني فقال إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك وقد بعث لك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم ثم ناداني ملك الجبال فسلم علي ثم قال يا محمد قد بعثني الله إن الله قد سمع قول قومك لك وأنا ملك الجبال قد بعثني اليك ربك لتأمرني ما شئت إن شئت تطبق عليهم الاخشبين فقال رسول الله r أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا , فظهرت رحمة الرسول r بقومه خاصة وبالناس كافة .
أما الآية الثالثة : وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً{90} أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً{91} أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً{92} أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً{93}الإسراء93 , فمعناها يقول ( وقالوا ) أي تعنتاً (لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً ) أي عيناً غزيرة لا ينضب ماؤها في أرض مكة , إلى آخر الاية الكريمة حتى طلبوا أن يأتي بالله والملائكة أو يصعد إلى السماء أو يكون له بيت من ذهب , وهو من باب التعنت والعناد كما ترى وليس فيه أنه لم يأت بمعجزات أو أنه لن يأتي بمعجزات ولكنهم إشترطوا معجزات على هواهم هم وعلى حسب ما يريدون الإستهزاء به ظناً منهم بالتعجيز ,وعن بن عباس قال عبد الله بن أبي أمية لن نؤمن لك حتى تتخذ إلى السماء سلماً ثم ترقى فيه وأنا أنظر حتى تأتيها , ثم تأتي معك بصك منشور معه أربعة من الملائكة يشهدون لك أنك كما تقول , فما كان مقصود الكفار بهذه الإقتراحات إلّا العناد والتعنت واللجاج , ولو جائتهم كل آية لقالوا هذا سحر كما قال عز وجل { َلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ{7} الأنعام , وهذا نقلته من تفسير البيضاوي صفحة 177 , 187 , 383 .
أما الآية الرابعة : وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا (59) الإسراء
قال الإمام الطبري في تفسيره : وما منعنا يا مـحمد أن نرسل بـالاَيات التـي سألها قومك، إلا أن كان من قبلهم من الأمـم الـمكذّبة، سألوا ذلك مثل سؤالهم فلـما أتاهم ما سألوا منه كذّبوا رسلهم، فلـم يصدّقوا مع مـجيء الاَيات، فعوجلوا فلـم نرسل إلـى قومك بـالاَيات، لأنّا لو أرسلنا بها إلـيها، فكذّبوا بها، سلكنا فـي تعجيـل العذاب لهم مسلك الأمـم قبلها. وبـالذي قلنا فـي ذلك، قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك ـ حدثنا ابن حميد وابن وكيع، قالا: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن جعفر بن أياس، عن سعيد بن جبـير، عن ابن عبـاس، قال: سأل أهل مكة النبـيّ صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم الصفـا ذهبـا، وأن ينـحي عنهم الـجبـال، فـيزرعوا، فقـيـل له: إن شئت أن نستأنـي بهم لعلنا نـجتنـي منهم، وإن شئت أن نؤتـيهم الذي سألوا، فإن كفروا أهلكوا كما أهلك من قبلهم، قال: «بل تستأنـي بهم»، فأنزل الله: وَما مَنَعَنا أنْ نُرْسِلَ بـالاَياتِ إلاّ أنْ كَذّبَ بِها الأوّلُونَ وآتَـيْنا ثَمُودَ النّاقَةَ مُبْصِرَةً. وفي الجلالين هكذا : (وما منعنا أن نرسل بالآيات) التي اقترحها أهل مكة (إلا أن كذب بها الأولون) لما أرسلناها فأهلكناهم ولو أرسلناها إلى هؤلاء وقد حكمنا بإمهالهم لاتمام أمر محمد صلى الله عليه وسلم (وآتينا ثمود الناقة) آية (مبصرة) بينة واضحة (فظلموا) كفروا (بها) فأهلكوا (وما نرسل بالآيات) المعجزات (إلا تخويفا) للعباد فيؤمنوا .

أما الآية الخامسة : وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آَيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (37) سوة الأنعام
قال الإمام القرطبي رحمه الله هكذا : وكان هذا منهم نعتا بعد ظهور البراهين؛ وإقامة الحجة بالقرآن الذي عجزوا أن يأتوا بسورة مثله، لما فيه من الوصف وعلم الغيوب.
وقال الإمام الطبري هكذا : يقول: ولكن أكثر الذين يقولون ذلك فيسألونك آية, لا يعلمون ما عليهم في الاَية إنّ نزْلها من البلاء, ولا يدرون ما وجه ترك إنزال ذلك عليك, ولو علموا السبب الذي من أجله لم أنزّلها عليك ( أي الآية المعينة المخصوصة التي يطلبونها ) لم يقولوا ذلك ولم يسألوكه, ولكن أكثرهم لا يعلمون ذلك.
وقال السعدي رحمه في الله في تفسيره وأكتفي بما قاله في التفسير هكذا : " وقالوا " أي : المكذبون بالرسول ، تعنتا وعنادا : " لولا نزل عليه آية من ربه " . يعنون بذلك ، آيات الاقتراح ، التي يقترحونها بعقولهم الفاسدة ، وآرائهم الكاسدة . كقولهم : " وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتي بالله والملائكة قبيلا "" قل " مجيبا لقولهم : " إن الله قادر على أن ينزل آية " فليس في قدرته قصور عن ذلك . كيف ، وجميع الأشياء منقادة لعزته ، مذعنة لسلطانه ؟ " ولكن أكثرهم لا يعلمون "
فهم ـ لجهلهم وعدم علمهم ـ يطلبون ما هو شر لهم من الآيات ، التي لو جاءتهم ، فلم يؤمنوا بها ـ لعوجلوا بالعقاب ، كما هي سنة الله ، التي لا تبديل لها . ومع هذا ، فإن كان قصدهم ، الآيات التي تبين لهم الحق ، وتوضح السبيل . فقد أتى محمد صلى الله عليه وسلم ، بكل آية قاطعة ، وحجة ساطعة ، دالة على ما جاء به من الحق ، بحيث يتمكن العبد في كل مسألة من مسائل الدين ، أن يجد فيما جاء به ، عدة أدلة عقلية ونقلية ، بحيث لا يتبقى في القلوب ، أدنى شك وارتياب . فتبارك الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ، وأيده بالآيات البينات ليهلك من هلك عن بينة ، ويحيا من حي عن بينة ، وإن الله لسميع عليم .
وفي روح المعاني هكذا : ويقول الذين كفروا أي أهل مكة عبدالله بن أبي أمية وأصحابه وإيثار هذه الطريقة على الاضمار مع ظهور إرادتهم عقيب ذكر فرحهم بناءا على أن ضمير فرحوا لهم لذمهم والتسجيل عليهم بالكفر فيما حكى عنهم من قولهم : لولا أنزل عليه ءاية من ربه فان ذلك في أقصى مراتب المكابرة والعناد كأن ما أنزل عليه عليه الصلاة والسلام من الآيات العظام الباهرة ليست عندهم بآية حتى اقترحوا مالاتقتضيه الحكمة من الآيات كسقوط السماء عليهم كسفا وسير الاخشبين وجعل البطاح محارث ومفترسا كالاردن واحياء قضى لهم إلى غير ذلك قل إن الله يضل من يشاء إضلاله مشيئة تابعة للحكمة الداعية اليها وهو كلام جار مجرى التعجب من قولهم وذلك ان الآيات الباهرة المتكاثرة التي أوتيها صلى الله تعالى عليه وسلم لم يؤتها نبي قبله وكفى بالقرآن وحده آية فاذا جحدوها ولم يعتدوا بها كان ذلك موضعا للتعجب والانكار.
وهكذا الحال في آيات يُفهم منه في الظاهر نفي إظهار الآية , بينماالمقصود به هو نفي المعجزة المقترحة التي يطلبها الكفار وهذا لا ينفي ظهور المعجزات كلياً أو ملطقاً , ولا يُلزم الأنبياء أن يُظهروا معجزة كلما طلبها المنكرون حتى لو كانت من باب الإستهزاء أو السخرية أو العناد كما في الآيات السابقة , ويوجد على هذا الأمر الكثير من الأدلة موجودة في العهد الجديد أنقل بعضها كما يلي :
1- في إنجيل مرقس 8/11-12 هكذا : 11 فخرج الفريسيون وابتدأوا يحاورونه طالبين منه آية من السماء لكي يجربوه. (12) فتنهد بروحه وقال لماذا يطلب هذا الجيل آية.الحق اقول لكم لن يعطى هذا الجيل آية (SVD) فطلب الفريسيون منه معجزة كما ترى على سبيل الإمتحان فما أعطاهم معجزة وما أشار إلى معجزة سابقة ولا قال انه سيعطيهم معجزة فيما بعد بل إن قوله (( لن يعطى هذا الجيل آية )) يدل على أنه لن يفعل أي معجزة فيما بعد .
2- في إنجيل لوقا 23/8-12 هكذا :8 واما هيرودس فلما رأى يسوع فرح جدا لانه كان يريد من زمان طويل ان يراه لسماعه عنه اشياء كثيرة وترجى ان يرى آية تصنع منه. (9) وسأله بكلام كثير فلم يجبه بشيء. (11) ووقف رؤساء الكهنة والكتبة يشتكون عليه باشتداد. (12) فاحتقره هيرودس مع عسكره واستهزأ به والبسه لباسا لامعا ورده الى بيلاطس. (SVD) , ويظهر هنا للعيان أن يسوع ما أظهر ولا معجزة واحدة مع أنه كان أنسب وقت لظهور معجزة , وقد كان هيرودس يترجى أن يرى منه معجزة واحدة , ولو رأى هيرودس معجزة واحدة لوبخ اليهود وما إحتقر يسوع حينذاك فهل هذا ينفي ظهور المعجزات من يسوع .؟
3- في إنجيل لوقا 22/63-65 هكذا :63. والرجال الذين كانوا ضابطين يسوع كانوا يستهزئون به وهم يجلدونه. (64) وغطوه وكانوا يضربون وجهه ويسألونه قائلين تنبأ.من هو الذي ضربك. (65) واشياء أخر كثيرة كانوا يقولون عليه مجدفين (SVD) , ومثله في إنجيل متى 26/67-68 وفي إنجيل مرقس 14/65 , ,لما كان سؤالهم إستهزاءاً ما أجاب عليهم يسوع . فهل هذا ينفي وقوع المعجزات منه ؟
4- في إنجيل متى 27/39-44 هكذا : 39 وكان المجتازون يجدفون عليه وهم يهزون رؤوسهم(40) قائلين يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة ايام خلّص نفسك.ان كنت ابن الله فانزل عن الصليب. (41) وكذلك رؤساء الكهنة ايضا وهم يستهزئون مع الكتبة والشيوخ قالوا(42) خلّص آخرين واما نفسه فما يقدر ان يخلّصها.ان كان هو ملك اسرائيل فلينزل الآن عن الصليب فنؤمن به. (43) قد اتكل على الله فلينقذه الآن ان اراده.لانه قال انا ابن الله. (44) وبذلك ايضا كان اللصّان اللذان صلبا معه يعيّرانه(SVD) فما خلص يسوع نفسه وما نزل من على الصليب حتى بعد أن عيره اللصوص والجنود والكتبة كما قرأت , ورؤساء الكهنة والكتبة والشيوخ كانوا يقولون : لو أنه نزل من على الصليب نؤمن به , فكان عليه لدفع العار وإقامة الحجة عليهم أن ينزل ولو لمرة واحدة من على الصليب ثم ليصعد مرة أخرى إن كان مُصِّراً على أن ينتحر أو يقتل نفسه كما يدعون على الصليب , فهل هذا ينفي وقوع المعجزات على يده ؟
5- في إنجيل متى 12/38-40 هكذا : حينئذ اجاب قوم من الكتبة والفريسيين قائلين يا معلّم نريد ان نرى منك آية. (39) فاجاب وقال لهم جيل شرير وفاسق يطلب آية ولا تعطى له آية الا آية يونان النبي. (40) لانه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة ايام وثلاث ليال هكذا يكون ابن الانسان في قلب الارض ثلاثة ايام وثلاث ليال (SVD) , فها هم الكتبة والفريسيون قد طلبوا منه أن يعطيهم معجزة وما أظهر لهم معجزة بل شتمهم وسبهم وقال عليهم جيل شرير وفاسق ولم يشير إلى معجزة سابقة ولا وعد بلاحقة فهل هذا ينفي وقوع أي معجزة أخرى على يده ؟ وغير هذا الكثير من أمثال هذا في الكتاب الكثير جداً ولكننا وعدنا بإيراد أمثلة فقط منه , وبسبب عجزه عن تقديم معجزات في الأوقات المطلوبه تسبب يسوع في إرتداد الكثر من تلاميذه وتركوه ولم يمشوا وراءه فيما بعد كما جاء في إنجيل يوحنا 6/66 في طبعة سنة 1860م هكذا : من هذا الوقت رجع كثيرون من تلاميذه إلى الوراء ولم يعودوا يمشون معه )) وفي طبعة سنة 1825م هكذا : ومن ثم إرتد كثير من تلاميذه على أعقابهم ولم يماشوه بعد ذلك أبداً )) وكذلك في طبعة سنة 1826م وإن كانت هذه الفقرة واردة في طبعة سنة 1823م , سنة 1844م , وفي طبعة سنة 1882م , برقم ( 67 ) وليس ( 66) , وأكتفي بهذه الأمثلة ( الخمسة السابقة ) على ذلك الأمر من الإنجيل .
فإن كان إحتجاج المنصرين بهذه الآيات الكريمة من القرآن الكريم فقد شرحناها من تفسير البيضاوي والطبري وغيره من التفاسير وبما يقبله العقل السليم من أن الأنيباء غير ملزمين بإعطاء آية لكل مستهزأ أو معاند رافض , والله I أعظم وأجل من أن يكون تحت رغبة كل فاسق مستهزأ من الكافرين المنكرين لنبوة الأنبياء وهذا لا يطعن أبداً في إتيان المعجزات على ايديهم فإن كانوا يحتجون بهذه الآيات فمن باب أولى أن يحتجوا بما أوردت لهم من إنجيلهم , اما عن معجزات الرسول فقد وضحت منها الكثير كما سبق وجاء ذكرها أيضاً مجملاً في القرآن الكريم , منها على سبيل المثال :
1- في سورة الصافات {وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ{14} وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ{15} الصافات , في تفسير الجلالين والبيضاوي والكشاف وبن كثير والقرطبي والطبري والسعدي وغيره الكثير من التفاسير كلام جميل يوضح تلك الآية ويطول المقام بذكر كل التفاسير هنا فأكتفي بنقل مجمله فقط ماجاء في الجلالين يقول : (وإذا رأوا آية) كانشقاق القمر (يستسخرون) يستهزئون بها (وقالوا) فيها (إن) ما (هذا إلا سحر مبين) .
2- في سورة القمر آية 2 -5هكذا : وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ{2} وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ{3} وَلَقَدْ جَاءهُم مِّنَ الْأَنبَاء مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ{4} حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ{5} القمر , راجع كل التفاسير لتجد هكذا : (وَإِن يَرَوْا آيَةً) كفار قريش (آيَةً) معجزة له صلى الله عليه وسلم (يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا) هذا (سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ) قوي من المرة القوة أو دائم وَكَذَّبُوا النبي صلى الله عليه وسلم (وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ) في الباطل (وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ) من الخير والشر (مُّسْتَقِرٌّ) بأهله في الجنة أو النار وقد نقلت هذا من الجلالين إختصاراً , وهذا عن أمر معجزة إنشقاق القمر فها قد جائتهم المعجزة وأنكروها وكفروا بها كما أخبر رب العزة , فكيف يجيب الله المستهزئين بتحقيق طلبهم ؟
3- في سورة آل عمران آية 68 هكذا : كَيْفَ يَهْدِي اللّهُ قَوْماً كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ{86} آل عمران . وعليك بمراجعة التفاسير لترى أن مختصر قول المفسرين والعلماء وإن كان هناك أبلغ مما نقلت بكثير ولكن أنقل أيضاً من الجلالين هكذا : (كَيْفَ) أي لا (يَهْدِي اللّهُ قَوْماً كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ) أي شهادتهم (أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَ) قد (جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ) الحجج الظاهرات والآيات البينات على صدق النبي (وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) أي الكافرين .
4- في سورة الأنعام آية 21 هكذا : وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ{21} الأنعام , في البيضاوي يقول هكذا : (أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ) كأن كذبوا بالقرآن والمعجزات وسموها سحراً , وفي الكشاف يقول : (أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ) وكذبوا بما ثبت بالحجة والبينة والبرهان الصحيح من المعجزات .
5- في سورة الأنعام آية 124 هكذا : َإِذَا جَاءتْهُمْ آيَةٌ قَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللّهِ اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ اللّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُواْ يَمْكُرُونَ{124} الأنعام , وفي التفسير الكبير يقول :( َإِذَا جَاءتْهُمْ آيَةٌ) أي أنهم متى ظهرت لهم معجزة قاهرة . وفي الجلالين قال : (: َإِذَا جَاءتْهُمْ) أي أهل مكة (آيَةٌ) على صدق النبي صلى الله عليه وسلم (قَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ) وفي التفسير الميسر قال : وإذا جاءت هؤلاء المشركين من أهل "مكة" حجة ظاهرة على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم, قال بعض كبرائهم: لن نصدِّق .
فأكتفي بخمسة أمثلة من القرآن الكريم كما إكتفيت بخمسة من الإنجيل وهذا بيان لكل عاقل إن كان هناك من يريد أن يعقل وبهذا تعلم أيها اللبيب أن لا حجة لهم بآي القرآن الكريم وأنهم لا يفعلون إلا أن يضلوا أنفسهم ويضلوا قومهم ولا يشعرون , وقد فعلوا كما قال السكير في بيت شعر له أنشد قائلاً
دَعِ المساجد لِلْعُبَّاد تَسْكُنْـها ومِلْ بــِنا إِلى خَـمَّارٍ لِيَسقْينا
مَاقَالَ رَبُّكَ وِيلُ لإلي سَــــكْرَى بَـل قَالَ وَيــــــــلٌ لِلْمُصَلْــــينَ
ولكننا سنقول أنه من باب عدم الإدراك أو الجهل ولن نظن فيهم غير هذا وندعوا رب العزة أن يهديهم إلى نعمة الإسلام وإلى دين الحق فإنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهذا ردنا على الشبهة وقد إستعنت فيه بالتفاسير والكتب وكتاب الجواب الصحيح للشيخ بن تيمية رحمه الله , وأهمها كتاب إظهار الحق لشيخنا رحمة الله الهندي ومن باب الأمانة أن أنسب له ما نقلت منه أو من إستعنت به فهو مرجع لا غنى عنه لكل سابح في هذا الفن والقول , رحم الله علمائنا وأسكنهم فسيح جناته

غير معرف يقول...

الحقُ الواضِحُ المبين
في الذَّبِّ عن عِرْض
الصــــادق الأمــــي

د. قذلة بنت محمد بن عبدالله القحطاني

برعاية مؤسسة شبكة نور الإسلام
www.islamlight.net

موقع الداعية د. / قذلة بنت محمد القحطاني
www.islamlight.net/gazla








بسم الله الرحمن الرحيم
الـمـقـدمــــة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل لـه، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أدى الأمانة ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده.
وبعـد:
في ظل الهجمة الشرسة والحرب الحاقدة على عرض نبينا محمد × والمتمثلة في الحملات الإعلامية النرويجية والدنماركية والتي تحاول تشويه صورة المصطفى - عليه الصلاة والسلام - كان واجباً على أبناء الإسلام أن يهبوا لنصرة نبيهم الكريم والذب عن عرضه، وبذل دماءهم وأموالهم دون عرضه الشريف - عليه الصلاة والسلام - إيفاءً بمحبته وتقديمه على النفس والمال والولد وهذا برهان الصدق كما في الصحيحين: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين».
وأود أن أؤكد أن هذه الحملات على شراستها وما تكنُّه من حقد وكيد للإسلام لا تعدو أن تكون أقوالاً جوفاء لا تنقص من مكانة هذا النبي العظيم ومنزلته في قلوب العالم أجمع، بما حوى من الديانات والمذاهب والاتجاهات .. حيث يقر المنصفون منهم على جلالته وتعظيمه في نفوس أعدائه عبر التاريخ.
فقد ذكر المؤرخون كيف كانت ملوك النصارى يعظمون الكتاب الذي يبعث به النبي × .
يقول الحافظ ابن حجر: ذكر السهيلي أنه بلغه أن هرقل وضع الكتاب في قصبة من ذهب تعظيماً له، وأنهم لم يزالوا يتوارثونه حتى كان عند ملك الفرنج الذي تغلب على طليطلة ثم كان عند سبطه فحدثني بعض أصحابنا أن عبدالملك بن سعد أحد قواد المسلمين اجتمع بذلك الملك فأخرج له الكتاب فلما رآه استعبر وسأل أن يمكّنه من تقبيله فامتنع» ا.هـ.
ويقول المستشرق الكندي د. زويمر في كتابه الشرق وعاداته: «إن محمداً كان ولاشك من أعظم القواد المسلمين الدينيين ويصدق عليه القول بأنه كان مصلحاً قديراً وبليغاً فصيحاً وجريئاً مغواراً ومفكراً عظيماً، ولا يجوز أن ننسب إليه ما ينافي هذه الصفات، وهذا قرآنه الذي جاء به وتاريخه يشهدان بصحة هذا الادعاء» ا.هـ.
ويقول الإنجليزي برناردشو في كتابه (محمد):
«إن العالم أحوج ما يكون إلى رجل في تفكير محمد، هذا النبي الذي وضع دينه دائماً موضع الاحترام والإجلال، فإنه أقوى دين على هضم جميع المدنيات، خالداً خلود الأبد، وإني أرى كثيراً من بني قومي قد دخلوا هذا الدين على بينة، وسيجد هذا الدين مجاله الفسيح في هذه القارة» ا.هـ.؟
وهذا غيض من فيض، وأحسب أن في طيات هذه الحملات نصر عظيم، وفتح للإسلام ونشر لـه في أوساط أوروبا وأمريكا والعالم أجمع.
ومن هنا رأيت تقديم هذا البحث ونشره نصرة لحبيبنا وقرة أعيننا المصطفى عليه الصلاة والسلام وهذا أقل الواجب، وأرجو من الله تعالى أن يتقبله ويجعله خالصاً لوجهه وأن يحشرني وكل من نصره وذب عن عرضه في زمرته ويسقينا من حوضه الشريف شربة لا نظمأ بعدها أبداً .. آمين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

قالته وكتبته
د. قذلة بنت محمد القحطاني

المشرفة المركزية بالإدارة العامة لوحدات التربية الإسلامية بوزارة التربية والتعليم
والمحاضرة بكلية الخدمة الاجتماعية سابقاً


الفصل الأول
وفيه مبحثان:
الأول: إثبات نبوة محمد  :
إن ثبوت نبوة محمد  من الأمور التي لا تحتاج إلى جدال، لأن جحدها إنكار للربوبية والألوهية، بل إنكار للكتب والشرائع وإنكار لنبوة جميع الأنبياء من قبله، وبيان ذلك أن تلك العقائد لم تعرف على الوجه الصحيح إلا عن طريقه  كما أن جميع الرسل قبله بشروا بنبوته فيلزم من تكذيبه، تكذيب الرسل من قبله، وهو عليه الصلاة والسلام جاء بالآيات الباهرات، والدلائل العظام على نبوته، مما لم يأت به نبي قبله، فإذا نتفت نبوته مع وضوحها، كان الانتفاء لغيرها من باب أولى ( ) .
وإني لأعجب أن تكون هذه الحملات الحاقدة من أقوامٍ من أهل الكتاب، إذ من المتوقع أن أهل الكتاب يعظمون الرسل والرسالات حتى وإن لم يؤمنوا بها وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن هذه الدول دول شرك وكفر وضلال تتستر بنصرانية محرفة ووثنية من بقايا اعتقادات وعقائد يونانية ضالة أخرجها لهم بولس ( ) في شكل ديانة سماوية.
ومن هنا فإن إثبات نبوته  لا تحتاج لبرهان، إذ الأدلة تصغر أمام دلائل صدقه، وما نراه اليوم من حملات الاستنكار والشجب في العالم الإسلامي من هذه الأمة التي لم تره، ولكن أشربت قلوبهم حبه لَدليلٌ كافٍ على نبوته  .
فلو لم يكن محمد  صادقاً هل كان سيبقى دينه ويعلو على الأديان مدة سبعة وعشرين وأربعمائة وألف عام .. مع صدق ما أخبر به من أخبار الغيب الذي وقعت بعد وفاته بسنين ؟!
ولعلي هنا أبرز أهم الدلائل على إثبات نبوته، ومنها:
أولاً: تأييده بالمعجزات العظيمة، وأعظمها القرآن الكريم.
ثانياً: إثبات نبوته  من خلال النظر في أحواله  قبل البعثة وبعدها.
ثالثاً: إثبات نبوته  من خلال ما أخبر به من قصص الأنبياء وأخبار السابقين.
رابعاً: إ ثبات نبوته  بإثبات وجود جنس الأنبياء ابتداء.
خامساً: بعثته في زمن كان الناس بأشد الحاجة إلى رسول.
سادساً: البشارة بنبوة محمد  في الكتب السابقة وإليك التفصيل:
أولاً: تأييده بالمعجزات العظيمة، وأعظمها القرآن الكريم:
لقد أيد الله نبينا محمد  بالمعجزات العظام التي لم يجمعها لنبي قبله قط، بل قال بعض العلماء: إن الرسول  قد أوتي من الفضائل والمعجزات ما أعطيه جميع الأنبياء ( ) .
وقال الحليمي - رحمه الله - : "ذكر بعض أهل العلم أن أعلام نبوته تبلغ ألفاً" ا.هـ ( ) .
ومن أعظم آياته القرآن العظيم، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وفي الصحيحين عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال النبي  : "ما من الأنبياء نبي إلا أُعطي ما مثله آمن عليه البشر، وإنّما كان الذي أُوتيته وحياً أوحاه الله إليَّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة" ( ) .
قال الذهبي – رحمه الله – معلقاً على هذا الحديث: "قلت هذه المعجزة العظمى وهي (القرآن) فإن النبي من الأنبياء عليهم السلام كان يأتي بالآية وتنقضي بموته، فقلَّ لذلك من يتبعه، وكثر أتباع نبينا  لكون معجزته الكبرى باقية من بعده، فيؤمن بالله ورسوله كثير ممن يسمع القرآن على مر الأزمان، ولهذا قال: فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة" ا.هـ ( ) .
وذكر ابن حجر – رحمه الله – لهذا الحديث عدة معانٍ منها:
أن القرآن هو المعجزة العظمى التي تحدى بها الرسول  العرب والعجم، وهي خاصة به، وليس المراد أنه لم يؤت غيرها.
ومنها: أن هذا القرآن ليس لـه مثل، بخلاف غيره من المعجزات.
ومنها: أن كل نبي قبله يأتي بمعجزة، إنما يكون مثلها حصل لغيره من الأنبياء عليهم السلام.
أما النبي محمد صلى الله عليه وسلم فلم يؤت غيره مثله.
ومنها: أن معجزات الأنبياء – عليهم السلام – انقرضت بانقراض أعصارهم، أما معجزة القرآن الكريم فهي باقية ودائمة.
وذكر أقوالاً أُخرى ثم عقب بقولـه – رحمه الله – : "ويمكن نظم هذه الأقوال كلها في كلام واحد فإن محصلها لا ينافي بعضه بعضاً"ا.هـ( ).
وقد جاء التحدي في القرآن الكريم في عدة آيات من كتاب الله العزيز:
.
وهذه الآيات مما وقع فيها التحدي ظاهراً جلياً، وأما ما وقع فيه التحدي ضمناً فكثيرة ً ( ) ، وهذا بمجموعه يقوي الدوافع، ويشحذ الهمم ( ) .
ومع ذلك عجزوا ومما يدل على عجزهم أمران:
الأول: أنهم لو استطاعوا ذلك لنقل، واستفاض، لأنه مما تتوافر الدواعي على نقله، ولا يصح أن يقال: عروض ولم ينقل، لأن ذلك مما لا يمكن كتمانه، علاوة على أن ذلك يمكن أن يقال في آية كل نبي، وعليه تبطل جميع آيات الأنبياء.
الثاني: أنهم لو استطاعوا معارضته، لكان في ذلك حجة لهم في إبطال رسالته، ولما احتاجوا مع ذلك إلى سفك الدماء، وإزهاق الأرواح وبذل الأموال، وسبي الذرية.
ولو لم يتيقن عليه الصلاة والسلام بعجزهم، لما تحداهم به، لاسيما وهم أمم كثيرة، وهم أهل الفصاحة والبلاغة، فدل ذلك على يقينه بأن ذلك مما لا يكون في استطاعتهم ( ) .
قال بعض العلماء: "ذكر أدلة نبوة محمد  من الكتاب العزيز، والكتاب العزيز كله دليل على صدق رسالته بل كل سورة منه دليل عليها لمكان العجز عن الإتيان بمثلها .. فإذن تبلغ أدلة التعجيز منه مبلغاً يزيد على الألف دليل وهذا من أسرار الكتاب العزيز، وعجائب التنزيل" ا.هـ ( ) .
وللعلماء أقوال كثيرة في أوجه إعجاز القرآن أجملها فيما يلي( ) :
أولاً: إعجازه من حيث البيان والبلاغة، وعجيب التأليف وتتبين فيما يلي:
1- من حيث الجملة، فهو مباين للمألوف من كلام البشر، على اختلاف أوجه نظمه.
2- أنه ليس للعرب كلام بهذا الطول مع تلك البلاغة والبيان، بل كل ما ينسب إلى شعرائهم وفصائحهم كلمات معدودة وحكم يسيرة، ولهذا قد يبرز أحدهم في فن ولا يبرز في فن آخر، ثم هذه الجمل اليسيرة قد تعارض وقد يظهر فيها الخلل، وعدم الانسجام، أما القرآن العظيم فمع طولـه فهو متناسب في أرقى مراتب الفصاحة في جميع سوره وآياته.
3- عجيب نظمه، وتآلف أجزائه، مع اختلاف موضوعاته، ففيه الوعد والوعيد، والترهيب والترغيب، وفيه القصص والسير، وفيه التشريع والأحكام، ومع هذا لا تنافر ولا اختلاف.
4- كثرة المعاني مع الإيجاز، وتأمل قولـه تعالى:  [البقرة:179] قال الفيروزابادي ( ) – رحمه الله – هذه أربع كلمات وستة عشر حرفاً تتضمن ما ينيف على ألف ألف مسألة، قد تصدى لبيانها علماء الشريعة .. حتى بلغوا أُلوفاً من المجلدات، ولم يبلغوا بعد كنهها وغايتها"ا.هـ ( ) .

يقول موريس بوكاي: "لقد أذهلتني دقة بعض التفاصيل الخاصة بهذه "الظواهر" وهي تفاصيل لا يمكن أن تدرك إلا في النص الأصلي، أذهلتني مطابقتها للمفاهيم التي نملكها اليوم عن نفس هذه "الظواهر" والتي لم يكن ممكناً لأي إنسان في عصر محمد أن يكوّن عنها أدنى فكرة.." ا.هـ ( ) ويقول أيضاً: "وبفضل الدراسة الواعية للنص العربي استطعت أن أحقق قائمة أدركت بعد الانتهاء منها أن القرآن لا يحتوي على أية مقولة قابلة للنقد من وجهة نظر العلم في العصر الحديث"ا.هـ( ).
وعدَّ بعض العلماء ( ) الصرفة نوعاً من الإعجاز، وهذا لا يصح حيث إن الصرفة ليست إعجازاً، أما القول بالصرفة فقد قال به بعض المتكلمين ومن أشهر من عرف عنه هذا القول النظّام ( ) من المعتزلة حيث زعم "أن نظم القرآن وحسن تأليف كلماته ليس بمعجزة للنبي  ولا دلالة على صدقه في دعواه النبوة، وإنما وجه الدلالة منه على صدق ما فيه من الإخبار عن الغيوب، فأما نظم القرآن وحسن تأليف آياته فإن العباد قادرون على مثله وعلى ما هو أحسن منه في النظم والتأليف.."( ).
وأبو المعالي الجويني ( ) ، وبعض القدرية، وابن حزم الأندلسي( ) .
ومعنى هذا القول إبطال الإعجاز في النظم والتأليف والفصاحة والبلاغة، والزعم بأن عجز العرب عن أن يأتوا بمثل هذا القرآن لأن قدراتهم سلبت، ولأنهم صرفوا عن ذلك الأمر، والقائلين بهذا القول على رأيين:
الأول: أن العرب صرفوا عن المعارضة بصارف خارج عنهم، فلم تكن لديهم قدرة على معارضة القرآن، وهذا قول النظام.
الثاني: أن الله سبحانه وتعالى، سلب العرب علومهم، ومواهبهم في الفصاحة والبلاغة والبيان ( ) .
وهذا القول من أضعف الأقوال وأفسدها كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – ( ) ويظهر بطلان وفساد هذا القول في الأوجه التالية:
 [الإسراء:88] ولو كان الإعجاز بالصرفة، لكان لا فائدة من اجتماعهم، إذ هو بمثابة اجتماع الموتى، إذ قد سلبوا جميعاً القدرة على المعارضة.
الثاني: أن إثبات هذا القول يلزم منه ألا يكون القرآن معجزاً، بل يكون المعجز هو الله عز وجل، ومعلوم أن الإجماع منعقد على إعجاز القرآن قبل ظهور القول بالصرفة كما نص على ذلك السيوطي ( ) والقرطبي ( ) – رحمهما الله – وغيرهم.
الثالث: كما يلزم من هذا القول أن يزول الإعجاز بزوال زمن التحدي وهذا خلاف الإجماع ( ) .
الرابع: لو صح هذا القول، لوجد من أشعار العرب السابقة ما يضاهي القرآن، وهذا لم يكن ( ) .
الخامس: أنه يلزم منه أن يكون القرآن الكريم كسائر الكلام لا مزية له عليها بشيء، غير أنه لا يمكن معارضته، لأن الله عز وجل صرف قدرة العباد على ذلك.
السادس: أن الله عز وجل وصف القرآن بأوصاف لا يمكن أن يوصف بها غيره، كقولـه تعالى: :23]. وغير ذلك فدل على أن القرآن معجز بذاته.
السابع: أنه ينبغي بناء على قولـهم هذا أن يكون القرآن الكريم في أقل مراتب الفصاحة والبلاغة، حتى يكون العجز عن الإتيان بمثله أبلغ في التحدي.
الثامن: ما ثبت بالتواتر بأن الدواعي لمعارضة القرآن موجودة، والهمم متحفزة إلى المعارضة، مع ما في نفوسهم من شدة العداوة لمحمد عليه الصلاة والسلام، والقرآن تحداهم أن يأتوا بسورة واحدة من مثله، ولو سلبت قدراتهم وعلومهم لظهر لهم ذلك، ولجاز لهم أن يدّعوا أن هذا سحر ولقالوا كنا نستطيع ذلك ولكن حلت بيننا وبينه بسحرك.
التاسع: أن هذا القول يعود أصله إلى أقوال البراهمة ( ) .
العاشر: أن القول بالصرفة ينفي أن يكون للقرآن بذاته إعجازاً، ومعلوم أن معجزات الأنبياء السابقين كانت معجزة بذاتها، فلم يقدر أحد أن يعارضها أو يأتي بمثلها، فهل يعقل أن تكون معجزة محمد  الخالدة أقل قدراً مما سبقها من معجزات الأنبياء؟!
الحادي عشر: أن هذا القول يشبه القول بأن القرآن سحر يؤثر، حيث إن غاية كلا القولين أن إعجازه أمر خارج عنه.
الثاني عشر: ما ثبت من الروايات الكثيرة من تأثرهم ببلاغة ونظم القرآن بذاته، ولقد كان سماع القرآن الكريم سبب إسلام عدد منهم كعمر بن الخطاب – رضي الله عنه وأرضاه – وغيره.
الثالث عشر: لو قيل: إن إعجاز الكفار عن المعارضة كان لصارف ثبط عزائمهم وعاق قدرهم البيانية لنقل ذلك، ولكان من المشركين تظاهر بذلك، وادعاء بأن ذلك في الإمكان، فلما لم يحصل منهم اجتماع أو تواطؤ على المعارضة دل على بطلان هذا القول.
الرابع عشر: يلزم من هذا القول أن تنقص مقدرة العرب البيانية، عما كانوا عليه في الجاهلية، وينزل مستوى الشعر والنثر عما كان عليه، وهذا غير واقع.
الخامس عشر: أن مثار إعجابهم، هو القرآن نفسه، بما حوى من ضروب الإعجاز، ولم يكن إعجابهم لعدم المعارضة ( ) ، وبعد أن تبين لنا بطلان القول بالصرفة، نعود للحديث عن إعجاز القرآن، فأقول: إنه من خلال تلك الوجوه مجتمعة، تظهر جوانب الإعجاز، ولا ينبغي القول بأن الإعجاز حصل بنوع دون سواه، لأن التحدي صريح في الإتيان بمثل القرآن ( ) وجميع هذه الأوجه قد اشتمل عليها القرآن.
قال الزركشي ( ) – رحمه الله – : "قول أهل التحقيق أن الإعجاز وقع بجميع ما سبق من الأقوال لا بكل واحد عن انفراده، فإنه جمع كله، فلا معنى لنسبته إلى واحد منها بمفرده مع اشتماله على الجميع، بل وغير ذلك مما لم يسبق" ا.هـ ( ) .
وفي كثرة هذه الأوجه رد على زعم أن التحدي لا يكون إلا لمن هو في درجة من الحصافة، إذ إن الأوجه يشترك في إدراكها العام والخاص ( ) .






وهذا العجز يشمل الإنس والجن، فإن قيل: كيف لنا معرفة عجز الجن؟!
فالجواب في عدة أوجه:
منها: أن الله عز وجل أخبر بعجز الجن والإنس جميعاً مع اتحادهما، فالافتراق من باب أولى.
ومنها: أنه قد رويت أشعار للجن، وقد حفظت وهي لا تتجاوز ما عند الإنس، بل قد تضعف عنها.
ومنها: ما ذكره الله في القرآن من تعجب الجن لهذا القرآن في قولـه


ومن خلال هذه الأوجه يتبين عجزهم ( ) .
وأما آياته، وبياناته  غير القرآن فهي كثيرة، وقد أفردت فيها المصنفات الكثيرة، ومن ذلك: انشقاق القمر، وتكثير الطعام القليل، وانقياد الشجر، وشهادته على نبوته  ، وحنين الجذع، وتسبيح الحصى في كفه الشريفة  ، واستجابة دعائه في كثير من المواطن، وتكليم البهائم والسباع، وسجودها له وتسليم الأحجار والأشجار عليه، ونبع الماء من بين أصابعه وقتال الملائكة معه يوم بدر، وما جرى لأتباعه من الكرامات التي هي دليل على نبوته  وغير ذلك كثير، ولو لا خشية الإطالة لسردت الأحاديث والآثار في ذلك ( ) .
وقد نقل عن بعض المتأخرين إنكار هذه المعجزات،
والزعم بأن معجزته  خاصة في القرآن، وهذا القول يفضي إلى إنكار السنة والطعن فيها، وهذا سبيل إلى إنكار أحكام الشريعة وتفاصيل الأحكام، إذ من روى لنا هذه المعجزات، هو الذي روى لنا الأحكام، لاسيما مع ما عُلم من اهتمام العلماء الأجلاء في تدقيق النصوص وتمحيصها، والحكم على الأسانيد، وكثير منها قد تواتر نقله وقد نص على تواترها عدد من الأئمة كشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – حيث قال: "ومنها ما هو متواتر يعلمه العامة والخاصة كنبع الماء من أصابعه، وتكثير الطعام، وحنين الجذع ونحو ذلك فإن كلا من ذلك تواترت به الأخبار، واستفاضت ونقلته الأمة جيلاً بعد جيل، وخلفاً عن سلف فما من طبقة من طبقات الأمة إلا وهذه الآيات منقولة مشهورة مستفيضة فيها"ا.هـ( ) .
ونصَّ على تواترها – أيضاً – ابن حجر حيث قال – رحمه الله –: "ومجموع ذلك يفيد القطع بأنه ظهر على يده  من خوارق العادات شيء كثير، كما يقطع بجود حاتم، وشجاعة علي، وإن كانت أفراد ذلك ظنية وردت مورد الآحاد مع أن كثيراً من المعجزات النبوية قد اشتهر وانتشر ورواه العدد الكثير، والجم الغفير، وأفاد الكثير من القطع عند أهل العلم بالآثار، والعناية بالسير والأخبار .. بل لو ادعى مدعٍ أن غالب هذه الوقائع مفيدة للقطع بطريق نظري لما كان مستبعداً.." ا.هـ ( ) .
ثانياً: إثبات نبوته  من خلال النظر في أحواله  وصفاته قبل البعثة وبعدها:
وفي هذه الآيات إثبات النبوة من عدة أوجه:
الوجه الأول: أنه عليه الصلاة والسلام جاء بالآيات البينات والعلامات الواضحات، التي لا يمتري فيها إلا معاند مكابر.
الوجه الثاني: أن هذا القرآن هو من عند الله والأدلة على ذلك:
1- أن النبي  أخبر بذلك وهو الصادق الأمين الذي لم يؤثر عنه كذبه، وما كان يلقب إلا بالصادق، فهل يليق به أن يكذب على الله.
2- أن هذا القرآن لو كان من عنده لكان الأولى به أن ينسبه لنفسه.
الوجه الثالث: نشأته في قوم أميين، وهو أمي أيضاً لا يعرف الكتابة ولا القراءة ثم مكث على هذا الحال أربعين سنة، ثم جاء بهذا الوحي وهذا العلم وهذا قاطع بصحة نبوته وصدقه.
الوجه الرابع: أنه عليه الصلاة والسلام لم يكن قبل بعثته طالباً لشيء من هذه العلوم، ولا متردداً على أحد مما ينسب إليه العلم، وهذا معروف عند جميع أهل مكة قال تعالى:
الوجه الخامس: أنه  تحمل في سبيل تبليغ دعوة الله الكثير من الصعاب، والمحن، فلم يغيره هذا عن منهجه وبقي ثابتاً، حتى أظهر الله دينه، ولو كان كاذباً لظهر فشله، وخذلانه.
الوجه السادس: أن أخلاقه وصفاته، معروفة قبل البعثة، فلم يؤثر عنه قبيح قط، بل هو الصادق الأمين، فكيف يلتبس أمره بأمر السحرة، والكهنة، الذين هم من أخبث الناس سيرةً، وأرذلهم أخلاقاً ( ) :
عن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله  يقول: "ما هممت بقبيح مما كان أهل الجاهلية يهمّون بها إلا مرتين، كلتاهما يعصمني الله عز وجل منها: قُلتُ ليلةً لفتى من قريش بأعلى مكة في أغنام لأهلنا نرعاها: انظر غنمي حتى أسمر هذه الليلة بمكة كما يسمر الفتيان، قال: نعم، فخرجت فجئت أدنى دار من دور مكة، فسمعت غناءً وضرب دفوف وزمراً، فقلت: ما هذا؟ قالوا: فلان تزوج فلانة، لرجل من قريش تزوج امرأة من قريش، فلهوت بذلك الغناء وبذلك الصوت حتى غلبتني عيني، فما أيقظني إلا مسُّ الشمس فرجعت إلى صاحبي فقال: ما فعلت؟ فأخبرته، ثم قلت لـه ليلة أخرى مثل ذلك ففعل، فخرجت، فسمعت مثل ذلك، فقيل لي مثل ما قيل لي، فلهوت بما سمعت حتى غلبتني عيني، فما أيقظني إلا مس الشمس ثم رجعت إلى صاحبي، فقال لي ما فعلت فقلت: ما فعلت شيئاً، قال رسول الله  فوالله ما هممت بعدهما بسوء مما يعمل أهل الجاهلية حتى أكرمني الله عز وجل بنبوته" ( ) .
وعن عبدالله بن عمر – رضي الله عنه – عن رسول الله  أنه لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح، وذلك قبل أن ينزل على رسول الله  الوحي فقدم إلى رسول الله  سفرة فيها لحم، فأبى أن يأكل منها، ثم قال: إني لا آكل ما تذبحون على أنصابكم، ولا آكل إلا مما ذُكر اسم الله عليه" ( ) .
ثالثاً: إثبات نبوته  من خلال ما أخبر به من قصص الأنبياء وأخبار السابقين:
  [يونس:75].
وغيرها من قصص القرآن مما بيّن الله أخبارهم من الأنبياء وغيرهم كأصحاب الكهف، ومريم عليها السلام، والخضر عليه السلام، والذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت، وقصة الذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها وسيأتي بيان( ) أن رسول الله  لم يتعلم هذا من أهل الكتاب، بل كل ما عندهم في هذا محرف، وفيه نسبة أعمال لا تليق بالأنبياء من محض افتراءاتهم على أنبياء الله.
فلو لم يكن محمد  نبياً مؤيداً من عند الله هل كان يستطيع أن يأتي بمثل هذه القصص، وهو الأمي الذي لم يتعلم قط؟!.

رابعاً: إثبات نبوته  بإثبات وجود جنس الأنبياء ابتداء:
فقصص هؤلاء الأنبياء معروفة، وآثارهم قائمة، وكثيرون من أهل الكتاب يؤمنون بنبوة الأنبياء قبل محمد  وهؤلاء الرسل جميعاً من جنس واحد أولاً.
وثانياً: أن نبوته  أوضح ممن قبله كما سبق البيان.
ثالثاً: أن إنكار نبوته يؤدي إلى إنكار نبوة من سبقه من الأنبياء لأن العلم بهم إنما كان عن طريقه.
رابعاً: أنه قد علم اتفاق الأنبياء فيما يدعون إليه، من غير تواطؤ ولهذا قال ورقة بن نوفل ( ) عندما جاءته خديجة رضي الله عنها وأرضاها وذكرت لـه قصة رسول الله  عند بدء نزول الوحي عليه فقال: ".. هذا الناموس الذي نزَّل الله على موسى، يا ليتني فيها جذع، ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك، فقال رسول الله  : "أو مخرجي هم"؟ قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً . الحديث ( ) .
فإذا علم ذلك ثبتت نبوته  ولهذا أسلم مشركو العرب، لما ظهر من دلائل صدقه عليه الصلاة والسلام ( ) .


خامساً: من الأدلة على ثبوت نبوته، بعثته في زمن كان الناس بأشد الحاجة إلى رسول:
ومن يتأمل حال المجتمع الجاهلي آنذاك، يعلم علماً يقيناً أن الناس كانوا بأمس الحاجة إلى من يهديهم ويبصرهم سواء السبيل حيث كانت عبادة الأوثان والأحجار، والنار، والكواكب، قال تعالى: 
علاوة على ما فشا من انحلال خلقي، كالزنى ووأد البنات، وقتل النفس التي حرم الله، وقطيعة الأرحام، والربا .. الخ.
فجاء النبي الخاتم لينقذ الناس من الظلمات إلى النور قال تعالى: [الجمعة:2] .
فرحمة الله بعباده تقتضي ألا يترك الناس هملاً بلا دين، وهذا من رحمته وليس واجباً عليه كما يزعم المعتزلة ( ) .
سادساً: البشارة بنبوة محمد  في الكتب السابقة:
قال الله تعالى:    [يونس:93-94].
وفي هذه الآيات الكريمة من سورة يونس - عليه السلام - الإشارة إلى التبشير بنبوة محمد  عند أهل الكتاب، وهم يعرفون ذلك ويقرّبه المنصفون منهم.
قال ابن جرير – رحمه الله – عند تفسير هذه الآية:
"فإن كنت يا محمد في شك من حقيقة ما أخبرناك وأُنزل إليك من أن بني إسرائيل لم يختلفوا في نبوتك قبل أن تبعث رسولاً إلى خلقه، لأنهم يجدونك عندهم مكتوباً ويعرفونك بالصفة التي أنت بها موصوف في كتابهم في التوراة والإنجيل" ا.هـ ( ) .
وقال ابن كثير – رحمه الله – عند تفسير هذه الآية: "وهذا فيه تثبيت للأمة وإعلام لهم أن صفة نبيهم – × – موجودة في الكتب المتقدمة التي بأيدي أهل الكتاب"ا.هـ( ) .
وفي النص على ذكره يقول تعالى: 
وفي إسلام كثير من الأحبار والرهبان، دليل على صدق نبوته إذا قد أيقنوا بصدقه، وصحة ما جاء به، روى البخاري في إسلام عبدالله بن سلام عن أنس - رضي الله عنه - قال: بلغ عبدالله بن سلام مقدم رسول الله  المدينة فأتاه فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي: ما أول أشراط الساعة؟ وما أول طعام يأكله أهل الجنة؟ ومن أي شيء ينزع الولد إلى أبيه؟ ومن أيَّ شيء ينزع إلى أخواله؟ فقال رسول الله  : "أخبرني بهن آنفاً جبريل" قال: فقال عبدالله: ذلك عدو اليهود من الملائكة، فقال رسول الله  : "أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب، وأما أوَّلُ طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد حوت، وأما الشبه في الولد: فإن الرَّجل إذا غشي المرأة فسبقها ماؤه كان الشبه له وإذا سبق ماؤها كان الشبه لها" قال: أشهد أنك رسول الله، ثم قال: يا رسول الله، إنَّ اليهود قوم بهت، إن علموا بإسلامي قبل أن تسألهم بهتوني عندك، فجاءت اليهود ودخل عبدالله البيت، فقال رسول الله  : "أيُّ رجل فيكم عبدالسلام بن سلام" قال أعلمنا وابن أعلمنا وأخيرنا وابن أخيرنا، فقال رسول الله  : "أفرأيتم إن أسلم عبدالله" قالوا: أعاذه الله من ذلك، فخرج عبدالله إليهم فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، فقالوا: شرنا، وابن شرنا، ووقعوا فيه" ( ) .
ولأن إثبات نبوته  مع من ينكر هذه الروايات ولا يثق بصحتها فكان لزاماً عليَّ أن أُبين ذلك من كتبهم، ففيها نصوص صريحة على البشارة بنبوته  على الرغم من تحريفهم لها وكتمانهم للحق الذي فيها، وهذا يتضح من خلال ما كتب عن علمائهم الذين أسلموا حيث إنهم عرفوا النبي  بصفته واسمه الصريح، مما لا يوجد في كتبهم المتوافرة الآن.
قال أبو نعيم ( ) في الدلائل: "ونعوته وصفاته في الكتب المنزلة، وعند الرهابنة والأساقفة والأحبار من أهل الكتابين مستفيض، وكانوا يرجعون في أمر بعثته وإرساله إلى علم متيقن كتبشير الأنبياء في أمر بعثته وإرساله، وإيصائهم أمتهم بتصديقه إن أدركته وما كانت في أيديهم من الكتب والعهود المتقدمة المتواترة عن آبائهم" ا.هـ ( ) .
ومما يثبت ذكره  في كتبهم:
1- إن كثيراً من أنبياء بني إسرائيل كعيسى وإشعيا ودانيال، وغيرهم قد أخبروا عن حوادث صغيرة كحوادث أرض آدوم ومصر نينوى، وحادثة بخت نصر، وغيرها، وهم إذا ذكروا مثل هذه الحوادث الصغيرة، فهل يعقل ألا يذكروا خروج محمد  وهو النبي العظيم الذي أحيا الله عز وجل على يديه أمماً كانوا أشبه بالبهائم الضّالة فأصبحوا قادة وعظماء ؟!
2- أن أهل الكتاب عند ترجمتهم لنص ما يعمدون إلى الاسم فيترجمونه، ويضعون مكانه معناه، وهذا يوهم ويوقع في لبس شديد، والأمثلة على ذلك من كتبهم كثيرة ( ) ، وكذلك فعلوا في اسم النبي  .
3- أنهم أخذوا أكثر عقائدهم من بولس النصراني، وهم يعتمدون عليه في أقوالهم ويعدونه أحد الحواريين، وهو عند معاشر المسلمين رجل مخادع، غَيَّر دين الله، ودعا إلى التثليث، فأقواله عندنا مردودة ( ) .
ومن النصوص التي وردت في كتبهم ما يلي:
عند اليهود: الأول: ما جاء في سفر التثنية، الإصحاح الثالث والثلاثون.
2- جاء الرب من سيناء وأشرق لهم من ساعير وتلألأ من جبل فاران وأتى من ربوات القدس وعن يمينه نار شريعة لهم ( ) .
ومعنى "مجيء الله من طور سيناء إنزاله التوراة على موسى من طور سيناء وكذلك يجب أن يكون إشراقه من ساعير إنزاله الإنجيل على المسيح.
وكان المسيح من ساعير – أرض الخليل بقرية تدعى "الناصرة" وباسمها سمي من اتبعه نصارى" ( ) ، وأما استعلانه من جبال فاران فالمراد به إنزال القرآن على محمد  في جبال فاران، وهي مكة، وهذا ما يعتقده المسلمون وأهل الكتاب بلا خلاف في ذلك( ) .
وإثبات ذلك أيضاً ما جاء في سفر التكوين الإصحاح الحادي والثلاثين عند ذكر قصة إسماعيل عليه السلام.
«20- وكان الله مع الغلام فكبر وسكن في البرية وكان ينمو رامي قوس. 21- وسكن في برية فاران، وأخذت له أمّه زوجة من أرض مصر» ( ) .
ومعلوم قطعاً بأن إسماعيل عليه الصلاة والسلام نشأ في مكة، وهذا دليل واضح لا يستطيع أهل الكتاب رده.
وأما الاستعلاء فهو بمعنى الظهور، والارتفاع مأخوذ من علا يعلو علواً ( ) . والله عز وجل قد أظهر دين الإسلام، ومكنّ لنبيه من العلو والرفعة ما لم يحصل لنبي قبله.
ومن هنا فتكون الإشارة بالتلألؤ من فاران، يعني ظهور نبي من ولد إسماعيل في (فاران) جبل في مكة وفي هذا بشارة بنبوة محمد  .
يقول ابن كثير – رحمه الله – : "واستعلى أي ظهر وعلا أمره من جبال فاران، وهي جبال الحجاز بلا خلاف، ولم يكن ذلك إلا على لسان محمد  .
فذكر تعالى هذه الأماكن الثلاثة على الترتيب الوقوعي .. ولما أقسم تعالى بهذه الأماكن الثلاثة ذكر الفاضل أولاً، ثم الأفضل منه، ثم الأفضل منه، فقال تعالى:  
[التين:1] والمراد بها محلة بيت المقدس، حيث كان عيسى عليه السلام:   وهو الجبل الذي كلم الله عليه موسى  وهو البلد الذي ابتعث منه محمداً  " ا.هـ( ).
الثاني: ما جاء في سفر التثنية الإصحاح الثامن عشر
" 17- قال لي الرب قد أحسنوا فيما تكلموا. 18- أقيم لهم نبياً من وسط إخوتهم مثلك واجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به. 19- ويكون إن الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي أنا أطالبه. 20- وأما النبي الذي يطغى فيتكلم باسمي كلاماً لم أوصه إن يتكلم به أو الذي يتكلم باسم آلهة أخرى يموت ذلك النبي. 21- وإن قلت في قلبك كيف نعرف الكلام الذي لم يتكلم به الرب. 22- فما تكلم به النبي باسم الرب ولم يحدث ولم يصر فهو الكلام الذي لم يتكلم به الرب بل بطغيان تكلم به النبي فلا تخف منه" ( ) .
والنص السابق فيه دلالة على أن النبي الآتي هو مثل موسى – عليه السلام – ولم يأت في بني إسرائيل نبي مثل موسى ( ) والنص على ذلك في سفر التثنية في الإصحاح الرابع والثلاثين ما نصه "10- ولم يقم نبي في إسرائيل مثل موسى الذي عرفه الرب وجهاً لوجه. 11- في جميع الآيات والعجائب التي أرسله الرب ليعملها في الأرض مصر بفرعون وبجميع عبيده وكل أرضه. 12- وفي كل اليد الشديدة وكل المخاوف العظيمة التي صنعها موسى أمام أعين جميع إسرائيل" ( ) .
وبهذا يبطل القول: أنها بشارة بيوشع – عليه السلام – أو عيسى – عليه السلام – .
وأما الدلالة الثانية من النص فهي قولـه "مثلك" ومشابهة الرسول  لموسى عليه السلام واضحة من حيث:
1- كون كل منهما عبدالله ورسوله، وكون كل منهما صاحبا شريعة مشتملة على الشرائع والأحكام ولكل منهما والدان وأزواج وذرية .. وأمرا بالجهاد ( ) .
2- إن كل منهما قد أتى بمعجزات باهرة، وتحدى طواغيت الكفر، ومع هذا حفظهما الله، ونجاهما من القوم الكافرين.
3- حارب كل منهما أعداءه فنجاه الله منهم.
الدلالة الثالثة: قولـه: "من وسط إخوتهم"، وإخوة بني إسرائيل، هم أولاد إسماعيل، ولا يصح أن يقال أنهم بنو إسرائيل حيث لو كان هذا المراد لقال من أنفسهم ( ) .
الدلالة الرابعة: قولـه: "اجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به" وهذا دليل على إنزال القرآن، الذي هو كلام الله، على نبينا محمد  فبلغه أكمل تبليغ ولم يكتم منه شيئاً، وهذا يبطل قول اليهود أنها بشارة بيوشع عليه السلام لأنه لم يكن صاحب شريعة مستقلة بل كان تابعاً لشريعة موسى عليه السلام.
الدلالة الخامسة: قولـه: "وأما النبي الذي يطغى فيتكلم باسمي كلاماً لم أوصه أن يتكلم به أو الذي يتكلم باسم آلهة أخرى فيموت ذلك النبي .."الخ وفي هذا بيان لحال المتنبئ على الله بما لم يقله، وأنه يقتل، وبيَّن علامة النبي الصادق من الكاذب، فلو لم يكن محمد  صادقاً هل كان سيبقى دينه، ويعلو على الأديان وقد أسلم الكثير من علماء اليهود لعلمهم بصدقه وأعرض البعض بغياً وحسداً ( ) .
الثالثة: في الزبور الخامس والأربعين: "1- فاض قلبي بكلام صالح، متكلم أنا بإنشائي للملك لساني قلم كاتب ماهر،
2- أنت أبرع جمالاً من بني البشر.
انسكبت النعمة على شفتيك لذلك باركك الله إلى الأبد.
3- تقلد سيفك على فخذك أيها الجبار جلالك وبهاءك.
4- وبجلالك اقتحم، اركب من أجل الحق والدعة والبر، فتريك يمينك مخاوف نبلك المسنونة في قلب أعداء الملك، شعوب تحتك يسقطون. 6- كرسيك يا الله إلى دهر الدهور.
قضيب استقامة قضيب ملكك. 7- احببت البر وأبغضت الإثم من أجل ذلك مسحك الله إلهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك. 8- كل ثيابك مروعود وسليخه، من قصور العاج سرتك الأوتار. 9- بنات ملوك بين حظايتك، جعلت الملكة عن يمينك بذهب أوفير" ( ) .
ومن الأمور المسلمة عند أهل الكتاب، أن داود عليه السلام، بشّر بنبي يأتي من بعده وذكر أوصافه المتقدمة، وزعم النصارى أنه المسيح عيسى عليه السلام، وهي في الحقيقة والواقع منطبقة على نبينا محمد  ( ) وبيان ذلك ما يلي:
أولاً: ما ورد من ذكر صفاته  فقد كان من أحسن الناس وجهاً كما في الصحيحين عن البراء قال: "كان رسول الله  أحسن الناس وجهاً، وأحسنهم خلقاً ليس بالطويل البائن ولا بالقصير" ( ) .
وكذلك تقلد السيف فلا أحد تقلد السيف وجاهد بعد داود عليه السلام سوى محمد  وهو الذي تهاوت الأمم تحت قدميه ودخلت في دينه أفواجاً ( ) .
وكذلك قولـه: "أحببت البر وأبغضت الإثم" فهذه من صفات رسول الله  .
أيضاً قولـه "بنات الملوك بين حظايتك"، وبالفعل فقد صارت بنات الملوك خادمات للمسلمين وذلك بعد انهيار فارس والروم ومن هؤلاء شهر بانوبنت يزدجر ( ) كسرى، فارس، فقد كانت تحت الحسن بن علي – رضي الله عنهما.
وهذه الأوصاف كلها لا تنطبق على عيسى عليه السلام كما يزعم النصارى حيث إنه لم يؤمر بالجهاد بل أمر بإغماد السيف، في إنجيل يوحنا الإصحاح الثامن عشر:
"11- فقال يسوع البطرس اجعل سيفك في الغمد" ( ) .
ولم تصر إليه بنات الملوك، ولم تحمل إليه الهدايا، بل صلب على زعم النصارى، وأهانوه ( ) .
الرابعة: في الإصحاح الرابع والخمسين من كتاب أشعياء ونصها:
"1- ترنمي أيتها العاقر التي لم تلد أشيدي بالترنم أيتها التي لم تمخض لأن بني المستوحشة أكثر من بني ذات البعل قال الرب.
2- لأنك تمتدين إلى اليمين وإلى اليسار ويرث نسلك أمما ويعمر مدناً ضرباً.
4- لا تخافي لأنك لا تخزين – ولا تخجلي لأنك لا تستحين، فإنك تنسين خزي صباك وعار ترملك لا تذكرينه بعد" ( ) .
والدلالة في النص على عدة أوجه:
الوجه الأول: قولـه "ترنمي أيتها العاقر التي لم تلد"، والعاقر هي مكة المكرمة، وليست (أورشليم) على زعم أهل الكتاب، لأن مكة لم يظهر فيها نبي من بعد إسماعيل – عليه السلام – بخلاف أورشليم التي ظهر فيها عدة أنبياء، وتشبيه مكة بالمرأة العاقر وهي التي لم يولد لها لهذا السبب ( ) .
الوجه الثاني: قولـه "لأن بني المستوحشة أكثر من بني ذات البعل".
فأهل الكتاب يطلقون لفظ بني المستوحشة على أولاد هاجر – عليها السلام – لأنها سكنت في البر وأخرجت، أما ذات البعل فيقصدون بها سارة عليها السلام.
وهذا النص وجد في كتبهم كما هو في سفر التكوين الإصحاح السادس عشر.
"11- وقال لها ملاك الرب هاأنت حبلى فتلدين ابناً، وتدعين اسمه إسماعيل لأن الرب قد سمع لمذلتك. 12- وأنه يكون إنساناً وحشياً، يده على كل واحد ويد كل واحد عليه، وأمام جميع إخوته يسكن"( ) .
فهذا خطاب لمكة المكرمة، بأنها ستحوذ على الفضيلة، والشرف، وسيكون خروج خاتم النبيين منها ( ) .
الخامسة ( ) : ما جاء في إنجيل يوحنا في الإصحاح الرابع عشر
(15- إن كنتم تحبوني فاحفظوا وصاياي. 16- وأنا أطلب من الأب فيعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم إلى الأبد. 17- روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه، وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم" ( ) .
وفي الإصحاح الخامس عشر "26- ومتى جاء المعزي الذي سأُرسِله أنا إليكم من الأب روح الحق الذي من عند الأب فهو يشهد لي. 27- وتشهدون أنتم أيضاً لأنكم معي من الابتداء" ( ) .
وفي الإصحاح الرابع عشر من إنجيل يوحنا "26- وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الأب باسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم" ( ) .
وفي الإصحاح السادس عشر من إنجيل يوحنا "7- لكني أقول لكم الحق إنه خير لكم أن انطلق لأنه إن لم انطلق يأتيكم المعزي، ولكن إن ذهبت أرسله إليكم. 8- ومتى جاء ذلك يبكت العالم على خطيه وعلى برٍ وعلى دينونه" ( ) .
وفي طبعات أخرى جاء بدل لفظ (المعزي) لفظ (فار قليط)( ).
وجميع هذه النصوص تبشر برسول يأتي من بعد المسيح، والنصارى يزعمون أنه قد جاء ولهم تفسيرات باطلة حيث يقولون الأقانيم ثلاثة الأب، والابن والروح القدس، وهذا المعزي الذي أتى هو الأقنوم الثالث ( ) .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – :
"وقد اختلف فيه، فمن النصارى من قال: هو روح نزلت على الحواريين، وقد يقولون: إنه ألسن نارية نزلت من السماء على التلاميذ، ولهذا يقول من خبر أحوال النصارى:أنه لم ير أحد منهم يحسن تحقيق مجيء هذا الفار قليط الموعود به.
منهم من يزعم أنه المسيح نفسه، لكونه جاء بعد الصلب بأربعين يوماً .." ا.هـ ( ) .
والذي عليه المسلمون أنه بشارة ببعثة خاتم الأنبياء محمد  والأدلة على صحة هذا ما يلي:
1- أن روح القدس لم تنزل على الأنبياء قبل المسيح وبعده، وهذه الصفات لا تنطبق عليها، ولم تسم بهذا الاسم، كما أنَّ ما بشر به المسيح أمر عظيم.
2- أن قولـه: "فيعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم إلى الأبد" فكلمة (آخر) تدل على أن هناك آخراً قد سبقه مثله، وهذه الصفات تنطبق على رجل مشاهد للعيان، وليست روحاً لا ترى.
كما أن قولـه "ليمكث معكم إلى الأبد" معلوم أنه لم يرد ذاته، بل هذا ينطبق على من يبقى ويدوم وتكون رسالته خاتمة الشرائع.
3- قولـه: "إن لم أنطلق لا يأتيكم" وهذا يدل على أنه لا يأتي إلا بعد المسيح عيسى – عليه السلام – وهذا يبطل قول من قال: إنه المسيح نفسه.
4- قولـه: "ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية" والرسول محمد  قد وبخ العالم على الخطيئة من كفر وشرك وعصيان، وأنكر التثليث، ودعا إلى التوحيد، وبيّن ما لله عز وجل من أسماء وصفات تليق بذاته، لا كما يقول أهل الكتاب، وبيّن ما يجب له من أنواع العبادة وفصَّلَ أمور الآخرة، بشكل لم يسبق إليه نبي قبله.
5- قولـه: "فهو يشهد لي، وتشهدون أنتم أيضاً لأنكم معي من الابتداء".
وتصديق ذلك في قولـه تعالى::6] .
والرسول – صلى الله عليه وسلم – قد صدق المسيح، ونزهه عما افترى عليه أهل الباطل وما نسبت إليه اليهود، كما أنه نزهه من غلو النصارى، وقال فيه الحق الذي وصفه الله عز وجل به( ).
6- أما ما جاء في معنى (الفار قليط) و(المعزي) فجميع المصادر فسرته بأن معناه يدور حول الحمد فقال القرطبي – رحمه الله – (البار قليط) بالرومية: هو محمد بالعربية ا.هـ ( ) .
وقيل هو الحامد والحماد وهو أحمد، وهو محمد وكلها مشتقة من الحمد ( ) لأن "اسم أحمد .. ينطق "بيركليت" في اللغة العبرانية "بيركليتوس" في اللغة اليونانية، والمسيح عليه السلام نطق اسم أحمد  بالعبرانية واليونانية" ( ) ، فحولت إلى فار قليط، وقيل معناه: المخلص وادعى النصارى أن اللفظ اليوناني هو "باراكلي طوس" ومعناه: المعزي، والوكيل المعين، وهي على كلا المعنيين دليل على الإشارة بنبوة نبينا محمد  فعلى الأول: معناها محمد وأمته الحمادون الذين يحمدون الله في السراء والضراء.
وعلى المعنى الثاني:هو المعز الذي أعز الله به أهل التوحيد والإيمان، وهو المخلص الذي جاء بشريعة الهدى والاستقامة، فخلص الناس من ربقة الشرك والعبودية لغير الله ( ) .
السادسة: ما جاء في الإصحاح الرابع من إنجيل متّى (17- من ذلك الزمان ابتدأ يسوع يكرر ويقول توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السماوات) وقولـه: (23- وكان يسوع يطوف كل الجليل يعلم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب) ( ) .
وفي الإصحاح الثالث من إنجيل متّى (1- وفي تلك الأيام جاء يوحنا المعمدان يكرز في برية اليهود، 2- قائلاً توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السماوات) ( ) .
وفي الإصحاح العاشر – أيضاً – من إنجيل متّى يوصي المسيح عليه السلام بتلاميذه بقولـه: (7- وفيما أنتم ذاهبون أكرزوا قائلين: إنه قد اقترب ملكوت السماوات) ( ) .
فالبشارة بملكوت السماء جاءت من عيسى عليه السلام – ومن يحيى – عليه السلام – ومن الحواريين، فدل ذلك على إن هذا الملكوت ليس في زمن أحد منهم، لأنهم بشروا به كلهم، فدل ذلك على أن المراد به هو البشارة بنبوة محمد  ولفظ الملكوت يدل على ثلاثة أمور:
1- أنه يكون في صورة السلطان، والهيمنة.
2- أن القتل يكون على من خالفه.
3- أنه شريعة ربانية حيث اللفظ "ملكوت السماء" يشعر بذلك.
وكل هذا منطبق على رسالة وشريعة محمد  ( ) .
هذه بعض النصوص التي فيها النص على البشارة بنبي الإسلام محمد  وهناك المزيد ولكن خشيت الإطالة ( ) .
وهذا يعطينا يقيناً، بأن أهل الكتاب يعلمون أنه النبي الخاتم، وصفته عندهم أبلغ من هذا ولكنهم يكتمون الحق كما
وصفهم الله عز وجل بقولـه:
المبحث الثاني: عموم رسالة محمد  :
إن عموم رسالة نبينا محمد  من الأمور المتفق عليها في عقيدة المسلمين، بل "كونه مبعوثاً إلى الناس كافة معلوم من دين الإسلام بالضرورة" ( ) فهو عليه الصلاة والسلام رسول إلى كافة الإنس والجن قال تعالى:   [الأعراف:158] وقال تعالى:   
قال تعالى:     [يونس:108] ، فدل ذلك على أنه منذر لجنس الناس، وليس ذلك خاصاً بالعرب وحدهم، وإن كانوا هم أول من بلغهم( ) ولو لم يكن رسولاً إلى الناس جميعاً لما دعا اليهود والنصارى إلى الإقرار برسالته، والإيمان بما جاء به فلما أبوا قاتلهم، وسفك دماءهم، واستحل أموالهم، فكل من آمن برسالته، وجب عليه الإيمان بعمومها وإلا كان متناقضاً، إذ يلزم من ذلك تكذيب النبي  فيما قال، وفيما فعل ( ) وفي الحديث عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن رسول الله  أنه قال: "والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني، ثمَّ يموت ولم يؤمن بالذي أُرسلت به، إلا كان من أصحاب النار" ( ) .
ولذا أشير إلى أن هؤلاء المتحاملين على النيل من شخصه ومنزلته  هم مأمورون ومطالبون بالإيمان به  والانقياد لشرعه، وأنهم بعدم الإيمان استحقوا الخلود في النار ولو ادعوا أنهم أهل كتاب إذ أن دين الإسلام ناسخ لجميع الأديان السماوية التي جاءت قبله بل حتى الجن مطالبون بالإيمان به واتباعه.
وأما كون رسالته  تعم الجن فلقولـه تعالى: 
قال شيخ الإسلام – رحمه الله – : "يجب على الإنسان أن يعلم أن الله عز وجل أرسل محمداً  إلى جميع الثقلين: الإنس والجن، وأوجب عليهم الإيمان به وبما جاء به وطاعته .. وهذا أصل متفق عليه بين الصحابة والتابعين لهم بإحسان وأئمة المسلمين، وسائر طوائف المسلمين: أهل السنة والجماعة، وغيرهم، لم يخالف أحد، أما أهل الكتاب من اليهود والنصارى فهم مقرون بهم كإقرار المسلمين، وإن وجد فيهم من ينكر ذلك.."ا.هـ ( ) .
واختلف في كون ذلك خاصاً بالنبي  أم شاركه أحد من الأنبياء؟ والاختلاف في نوح عليه السلام.
قال القرطبي – رحمه الله – عند تفسير قولـه تعالى:   [الفرقان:1] "العالمين" هنا الإنس والجن، لأن النبي  قد كان رسولاً إليهما، ونذيراً لهما، وأنه خاتم الأنبياء، ولم يكن غيره عام للرسالة إلا نوح فإنه عمَّ برسالته جميع الإنس بعد الطوفان، لأنه بدأ به الخلق" ا.هـ ( ) .
وهذا يتعارض مع الحديث الصحيح عن جابر بن عبدالله:أن
النبي  قال: "أُعطيت خمساً، لم يعطهن أحدٌ قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي المغانم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة"( ) .
والآيات التي تنص على خصوص رسالة نوح عليه السلام كقولـه تعالى:   [هود:25] .
وهذا يُشكل أيضاً من حديث الشفاعة السابق وفيه يقول: "ائتوا نوحاً أول رسول بعثه الله" ( ) .
ومع إغراق الله عز وجل لأهل الأرض جميعاً، ولو لم يكن مبعوثاً إليهم لما أُهلكوا جميعاً.
وأجيب عن ذلك بعدة أجوبة:
منها: أن عموم رسالة نوح - عليه السلام - ليس من أصل البعثة ابتداء وإنما هو بعد الطوفان، أما عموم رسالة نبينا محمد  فمن أصل البعثة.
ومنها: أن وجود نوح – عليه السلام – لا يمنع وجود غيره من الأنبياء، ودعوة نوح – عليه السلام – شملت الكل لتكذيبهم، واعترض عليه: بأن هذا لم ينقل.
ومنها: أن خصوصية نبينا محمد  بذلك، لكون رسالته باقية إلى قيام الساعة، بخلاف غيره ( ) .
ومنها: أنه يحتمل أن تكون رسالة نوح – عليه السلام – خاصة ولكن سمع بها بقية الناس فتمادوا على الشرك فشملهم العذاب.
وأرجح الأقوال ما ذكره ابن حجر – رحمه الله – "بأن بعثته (أي نوح) إلى أهل الأرض باعتبار الواقع لصدق أنهم قومه بخلاف عموم بعثة نبينا محمد  لقومه ولغير قومه" ( ) وشملت الإنس والجن في حياته وبعد مماته، لموافقته للأدلة، واجتماعها عليه.
ولا ينافي عموم الرسالة، كون القرآن أُنزل بلغة العرب للأسباب التالية:
أولاً: أنَّ جميع الكتب السابقة أنزلت باللسان الذي ينطق به النبي المرسل «وإن قيل: إنها خاصة»، فنقول نزول القرآن بلغة العرب ليتم فهمه من قبلهم أولاً، ثم يمكن نقله إلى الأقوام الآخرين، إما عن طريق الترجمة، وإما بأن يتعلموا ذلك اللسان، وهذا مقدور عليه وليس تكليفاً لما لا يطاق.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – : "والقرآن تجوز ترجمة معانيه لمن لا يعرف العربية باتفاق العلماء" ا.هـ ( ) .
ثانياً: أنَّ فهم كل آية من القرآن ليس واجباً على كل مسلم، وإنما يجب معرفة ما أمره الله به ليفعله، ومعرفة ما نهاه ليجتنبه بأي لغة كانت.
ثالثاً: أن العجم من يهود ونصارى ومشركين فيهم من يعرف اللسان العربي ويتقنه وإن لم يكن عربياً ( ) .

* * *

الفصل الثاني
شبه منكري نبوة محمد ×

إن من أخطر الوسائل للكيد للإسلام، وأهله، إنما يكمن في محاولة التشكيك في نبوة محمد  ، ولهذا كان هذا هو سبيل المشركين في السابق، وهو هدف المستشرقين وأذنابهم في الحاضر، وهم يحاولون بشتى الوسائل إثارة الشبه بين المسلمين في مصادر الوحي، ولاشك أن القرآن الكريم قد تصدى لكثير من شبههم وفندها، وقد أورد كثير من الشبهات التي أثارها المشركون، لرد رسالة محمد  وأستطيع القول: أن المحور الأساسي في جميع هذه الشبه هو دعواهم: "إن الوحي أمر نابع من نفس محمد  وفعله"، وبناء عليه تعددت شبههم وأقوالهم التي هي أوهى من بيت العنكبوت وأجملها فيما يلي:
الشبهة الأولى: الدعوى بأنه  ساحر.
الشبهة الثانية: الزعم بأن ظاهرة الوحي نابعة من محمد  وتصوراته.
الشبهة الثالثة: دعوى الأخذ من الديانات السابقة كاليهودية والنصرانية، والمجوسية، والوثنية ..
الشبهة الرابعة: الزعم بأن ظاهرة الوحي ما هي إلا نتيجة لحالات عصبية مرضية، تعتري النبي  .
الشبهة الخامسة: الزعم بأن محمداً  كان شاكاً في الوحي، وأستعين بالله سبحانه وتعالى في رد هذه الشبه وتفنيدها.
الشبهة الأولى: دعوى السحر
ادعى كفار مكة بأن محمداً  ساحر، وبناء عليه فما جاء به هو من السحر قال الله جل وعلا:  أما السحرة وأضرابهم فتتنزل عليهم الشياطين والجن قال تعالى:  [الشعراء:221-222].
2- أن السحر مبناه على الظلم، والشرك، والكذب، على هذا فهو يعد من السيئات التي يبغضها الرب وينهى عنها، والأنبياء جاءوا بخلاف ذلك من الدعوة إلى التوحيد، والعدل، والصدق.
3- أن خوارق السحرة يمكن معارضتها وإبطالها من قبل السحرة ومن غيرهم، أما خوارق الأنبياء فلا يمكن لأحد أن يعارضهم، ولا يستطيع أحد أن يبطلها، ولهذا سحرة فرعون آمنوا بموسى بعد أن أيقنوا أن ما جاء به موسى - عليه السلام - ليس من جنس السحر.
4- أن كرامات اتباع الأنبياء دليل على صدق الأنبياء بخلاف خوارق السحرة فهي دليل على الساحر وعلى سحره ولا تتعداه.
5- أن هدف الساحر هو التخريب والإفساد في الأرض، أما الأنبياء فهم يدعون إلى العدل والإصلاح، وعبادة الله وحده لا شريك له.
6- أن السحرة والكهانة تنال بالكسب والتعلم، بخلاف النبوة.
7- أن خوارق السحرة والكهان مقدورة للجن والإنس بل والحيوان كالطير في الهواء، والمشي على الماء، بخلاف معجزات الأنبياء فلا يقدر عليها مخلوق كإنزال الكتب وتكليم موسى – عليه السلام – .. وغير ذلك.
8- الأنبياء – عليهم صلوات الله وسلامه – يصدق بعضهم بعضاً، أما السحرة فيكذب بعضهم بعضاً ويذم بعضهم بعضاً.
9- أن النبوة لو كانت تنال بالكسب لكان طريقها هو عبادة الله وحده لا شريك له والصدق والعدل وتزكية النفوس، بعكس السحر والكهانة فهي لا تنال إلا بالشرك بالله تعالى والكذب والزور والاحتيال.. وشتان بين الأمرين.
10- أن هذه الأمور معروفة ومعتادة، ولها خواص مستلزمة لها، وهي خارقة لعادة سائر الناس دون الأنبياء ( ) .
ثم يقال لهم هل كان محمد – عليه الصلاة والسلام – معروفاً بالسحر والشعوذة قبل ذلك، حتى يتهم بأنه ساحر؟! وكان عقلاؤهم يعترفون بذلك كما في حديث عتبة ( ) بن ربيعة والنضر( ) وغيرهما ( ) .


الشبهة الثانية: الزعم بأن ظاهرة الوحي نابعة من نفس محمد  وتصوراته:
وهي شبهة تثار في القديم، والحاضر، وقد تمسك المشركون بهذه الدعوى الباطلة، قال تعالى في الرد عليهم:   [الطور:33-34].
وقد سار على ذلك المستشرقون، فنسبوا هذا الوحي، لمحمد  وتجاهلوا الحقيقة، وأعرضوا عن الحق الذي يعرفونه.
يقول جولد تسهير ( ) : "وكان قد بلغ الأربعين من عمره – يقصد النبي محمد  - وأخذ يقضي وقته على ما تعود من الخلوة في الغيران المجاورة للمدينة حيث كان نهباً للأحلام القوية، والرؤى الدينية وتملكه شعور بأن الله يدعوه بقوة تزداد شيئاً فشيئاً ليذهب إلى قومه منذراً إياهم بما يؤدي بهم ضلالهم من الخسران المبين، وبكلمة واحدة، أحس بقوة لا يستطيع لها مقاومة تدفعه إلى أن يكون مربياً لشعبه، أي "منذره ومبشره" ا.هـ ( ) .

والرد عليهم من خلال هذه الآيات من عدة أوجه:
الأول: في قولـه تعالى: [يونس:15].
وهذا نص قاطع بأن ما نزل عليه من الوحي ليس من عنده، ولا يد له في وضعه: وصدق هذا يتبين من خلال:
1- عجزهم عن الإتيان بمثله، مع تحديهم بذلك كما سبق بيانه ( )، ولو كان من وضع البشر لأمكن مضاهاته، ومحمد  بشر مـن البشر، فكيف يقدر على ما عجز عنه البشر، فهو لا يقدر إلا على ما أقدره عليه ربه عز وجل من الآيات والبينات.
2- لو كان من وضع محمد  لكان الأولى به أن ينسبه إلى نفسه، وهو أعظم كتاب، ولقد كانت الحوادث تمر عليه – عليه الصلاة والسلام – فيستمر اليوم، واليومين، والشهر، وهو ينتظر فيها، كما في حادثة الإفك وقصته مع اليهود الذين سألوه عن أصحاب الكهف والروح وغير ذلك.
3- تنزيهه من الاختلاف والتفاوت، مع اشتماله على أنواع العلوم، ومع اختلاف موضوعاته، وتباينها، ومع ذلك نجد كمال الربط بين هذه الموضوعات المتفرقة، وهذا يدل على أنه من عند الله قال تعالى: 
4- أن قارئه لا يمله، ولا يخلق على كثرة الرد، ولا تبلى عجائبه وهذا لا يكون في كلام البشر ( ) .
5- إننا نجد في القرآن عتاباً للنبي  في مثل قولـه تعالى:
 [الأحزاب:37].
وهذا ينفي كون القرآن من وضعه ( )  .
6- لم يعرف من جميع ما ورد من الأخبار صحيحها وضعيفها أن محمداً – عليه الصلاة والسلام – كان يتطلع إلى النبوة، ويتوقع أن يكون هو النبي المنتظر.
7- أن حديث الوحي الصحيح، صريح بأن رسول الله  خاف على نفسه، عند نزول الوحي إليه في المرة الأولى، وهذا دليل على أنه باغته، ولم يكن معهوداً عنده ( ) .
ومن الأدلة على ثبوت الوحي قوله تعالى:  [يونس:16] .
وجه الدلالة يتبين من عدة أوجه:
الأول: ما عرف من حاله  بأنه كان أمياً لا يقرأ ولا يكتب، وهذا معلوم لديهم علماً يقينياً، وهل يمكن لأمي أن يأتي بهذا الكتاب المعجز؟!
الثاني: أن ذلك لم يصدر منه إلا بعد سن الأربعين، وهل سيخفى حاله كل هذه المدة، وهو الصادق الأمين، ثم يدعي النبوة كذباً بعد ذلك؟!!
الثالث: أن هذا الكتاب الذي جاء به، يحوي من الأخبار الماضية عن الأمم البائدة، ويحكي الأخبار الآتية، فأنى لمحمد  علم ذلك وهو الأمي الذي نشأ بمكة، بين قوم يعبدون الأوثان، وليس لهم علم، ولا كتاب، ولم يتسن لـه طلب العلم، ولا الاطلاع على الكتب السابقة؟! وهذا من أدلة صدقه  .
الرابع: في قولـه تعالى:      [يونس:16].
وجه الدلالة أنه قد تبين لهم أن هذا الكتاب العظيم جاء به أمي لم يطالع كتاباً قبله، ولا تتلمذ على يد معلم قط، وهم يعلمون ذلك وليس ادعاء منه  ، وقد علموا أيضاً عجزهم عن الإتيان بمثله، فعلم بالضرورة أنه تنزيل من رب العالمين فإذا أنكروا ذلك وجحدوه كان هذا دليلاً على نقص العقل وسوء استخدامه ( ) .
الخامس: في قولـه تعالى:  [يونس:17].
وجه الدلالة: أن القرآن الكريم لو كان من وضع محمد  لما كان في الدنيا أحدٌ أظلم لنفسه منه  إذا اختلق على الله الكذب، ولما كانت الدلائل والبينات تنفي ذلك دلَّ على أن هؤلاء المشركين أظلم الخلق بافتراءاتهم على الله ولردهم لكتابه وتكذيبهم لرسوله ( ) .
بل لقد شهد منصفوهم بأن هذا الوحي لا يمكن أن يكون من عند غير الله. يقول موريس بوكاي: "وهناك فرق جوهري بين المسيحية والإسلام فيما يتعلق بالكتب المقدسة، ونعني بذلك فقدان نصوص الوحي الثابت لدى المسيحية، في حين أن الإسلام لديه القرآن الذي هو وحي منزل وثابت معاً، فالقرآن هو الوحي الذي أنزلـه على محمد  عن طريق جبريل، وقد كتب فور نزولـه، ويحفظه ويستظهره المؤمنون .." ( ) وهم أحياناً يصفونه بالعبقرية، والذكاء، والإصلاح الاجتماعي، ويقولون: إن ما تذكرونه من علوم القرآن ومعارفه وتشريعاته الكاملة لا يستقيم أن يكون وجهاً من وجوه الإعجاز، فهذا سولون اليوناني ( ) وضع وحده قانوناً وافياً كان موضع التقدير والإجلال والطاعة وما قال أحد أنه أتى بذلك معجزة ولا أنه صار بهذا التشريع نبياً ( ) .
ونحن لو نظرنا إلى المجتمع الجاهلي لوجدناه بأمس الحاجة إلى المصلحين فأين محمد  مدة أربعين سنة وهو يعيش فيه، لم ينقل ناقل أنه وضع قانوناً ولا تشريعاً حتى جاءه الأمر من الله عز وجل ( ) .


الشبهة الثالثة: دعوى الأخذ من الديانات السابقة
زعم عدد كبير من المستشرقين أن هذا الوحي الإلهي، تعلمه رسولنا  وأخذه من الديانات السابقة كاليهودية، والنصرانية والمجوسية ( ) ، والوثنية، واستدلوا على ذلك بما يلي:
1- أوجه التشابه بين الإسلام وهذه الديانات.
2- أن اليهودية، والنصرانية وغيرهما من الديانات موجودة في جزيرة العرب.
3- وجود علاقات شخصية بين محمد  وبعض النصارى كورقة بن نوفل ( ) ، وبحيرا الراهب وغيرهما ( ) .
يقول جولد تسهر: "لقد أفاد – يقصد النبي  - من تاريخ العهد القديم، وكان ذلك في أكثر الأحيان عن طريق قصص الأنبياء، ليذكّر على سبيل الإنذار والتمثيل بمصير الأمم السالفة، الذين سخروا من رسلهم الذين أرسلهم الله لهدايتهم ووقفوا في طريقهم" ( ) ا.هـ.
ويقول أيضاً: "لقد كان فيما مضى يعترف بأن الصوامع والبيع والصلوات تعتبر أمكنة عبادة حقيقية .. لكن الأمر تغير بعد هذا، كما صار رهبان المسيحيين وأحبار اليهود موضع مهاجمة منه، وقد كانوا في الواقع أساتذة له .." ا.هـ ( ) .
وفي الأخذ من الوثنية الجاهلية يقول جولد: "وفيما يتعلق بشعائر الحج التي نظمها، أو على الأحرى احتفظ بها من بين تقاليد الوثنية العربية .." ا.هـ ( ) وهم يهدفون في هذا إلى أمرين:
أحدهما: محاولة إثبات أن الإسلام ليس ديناً مستقلاً، وإنما هو مزيج من اليهودية، والنصرانية، وأن محمداً  لم يكن ليهتدي إلى هذا بفطرته، وهذا لا يكاد يغفله مستشرق تناول الحديث عن الإسلام ( ) .
الثاني: الدعوة إلى النصرانية، وأنها الديانة السماوية الصحيحة.

الـرد:
لقد ذكر الله عز وجل في القرآن الكريم أن مصدر القرآن هو الرب جل وعلا وأنه أنزله بعلمه قال تعالى: :37-38] .
وقبل الخوض في رد الشبهة أبين أن ردي لهذه الشبهة سوف يرتكز على دعامتين:
الأولى: نفي أن يكون  أخذ من علوم أهل الكتاب.
الثانية: بعد تقرير ذلك، يقارن بين ما جاء به محمد  من الوحي وبين ما عند أهل الكتاب من التكذيب والتحريف.
فأما لقاؤه  بعلماء أهل الكتاب وسفره إلى الشام مراراً فقد ثبت في السّير أنه ما رحل إلى الشام سوى مرتين، أما الأولى فكانت مع عمه أبي طالب وهو طفل كما روى الترمذي – رحمه الله – وغيره عن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – قال: "خرج أبو طالب إلى الشام وخرج معه النبي  في أشياخ قريش فلما أشرفوا على الراهب هبطوا فخلوا رحالهم فخرج إليهم الراهب وكانوا قبل ذلك يمرون فلا يخرج إليهم ولا يلتفت (قال فهم يحلون رحالهم) فجعل يتخللهم الراهب حتى جاء فأخذ بيد رسول الله  فقال هذا سيد العالمين، هذا رسول رب العالمين، يبعثه الله رحمة للعالمين، فقال له أشياخ من قريش ما علمك؟ فقال إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق حجر ولا شجر إلا خرَّ ساجداً، ولا يسجدان إلا لنبي، وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة، ثم رجع فصنع لهم طعاماً فلما أتاهم به فكان هو في رعية الإبل فقال أرسلوا إليه فأقبل وعليه غمامة تظله فلما دنا من القوم وجدهم قد سبقوه إلى فيء الشجرة فلما جلس مال فيء الشجرة عليه فقال انظروا إلى فيء الشجرة مال عليه، قال فبينما هو قائم عليهم وهو يناشدهم ألا يذهبوا به إلى الروم فإن الروم إن رأوه عرفوه بالصفة يقتلونه، فالتفت فإذا بسبعة قد أقبلوا من الروم فاستقبلهم فقال: ما جاء بكم؟ قالوا لأن هذا النبي خارج في الشهر فلم يبق طريق إلا بعث إليه بأناس وإنا قد أخبرنا خبره فبعثنا إلى طريقك هذا قال هل خلفكم أحد هو خير منكم قالوا إنما أخبره بطريقك هذا، قال أفرأيتم أمراً أراد اله أن يقضيه هل يستطيع أحد من الناس رده؟ قالوا لا، قال فبايعوه وأقاموا معه، قال أنشدكم بالله أيكم وليه؟ قالوا أبو طالب فلم يزل يناشده حتى رده أبو طالب وبعث معه أبو بكر بلالاً وزوده الراهب من الكعك والزيت ( ) .
ولقد كان عمر النبي  في هذه الرحلة تسع سنين كما روى ذلك ابن جرير، وقيل: اثنتا عشرة سنة ( ) .
وأما الرحلة الثانية فقد رواها ابن جرير – رحمه الله – وغيره بسنده قال: كانت خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قصي امرأة تاجرة، ذات شرف ومال، تستأجر الرجال في مالها، وتضاربهم إياه بشيء تجعله منه، وكانت قريش قوماً تجاراً، فلما بلغها عن رسول الله  ما بلغها من صدق حديثه، وعظم أمانته، وكرم أخلاقه بعثت إليه فعرضت عليه أن يخرج في مالها إلى الشام تاجراً وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار، مع غلام لها يقال له ميسرة، فقبله منها رسول الله  فخرج في مالها ذلك، وخرج معه غلامها ميسرة، حتى قدما الشام، فنزل رسول الله  في ظل شجرة قريباً من صومعة راهب من الرهبان، فأطلع رأسه إلى ميسرة فقال: من هذا الرجل الذي نزل تحت هذه الشجرة؟ فقال له ميسرة: هذا رجل من قريش من أهل الحرم فقال له الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي، ثم باع رسول الله  سلعته التي خرج بها، واشترى ما أراد أن يشتري، ثم أقبل قافلاً إلى مكة، ومعه ميسرة، فكان ميسرة – فيما يزعمون – إذا كانت الهاجرة واشتد الحر يرى ملكين يظللانه من الشمس، وهو يسير على بعيره. فلما قدم مكة على خديجة بمالها، باعت ما جاء به فأضعفت، أو قريباً من ذلك، وحدثها ميسرة عن قول الراهب، وعما كان يرى من إظلال الملكين إياه، وكانت خديجة امرأة حازمة لبيبة شريفة، مع ما أراد الله بها من كرامته فلما أخبرها ميسرة بما أخبرها، بعثت إلى رسول الله  فقالت له – فيما يزعمون – : يا ابن عم، إني قد رغبت فيك لقرابتك ووسطتك في قومك، وأمانتك وحسن خلقك وصدق حديثك، ثم عرضت عليه نفسها .." الحديث ( ) .
ومن خلال هذه الروايات يتبين أن رسول الله  لم يتعلم من أهل الكتاب شيئاً، والأدلة على ذلك ما يلي:
الأول: أن رسول الله  عندما ذهب في المرة الأولى كان صغيراً مع عمه أبي طالب وهو لا يفقه شيئاً من أمور أهل الكتاب، وفي المرة الثانية كان مشغولاً بالتجارة وفي كلا السفرتين كان معه شاهد، ففي الأولى عمه، وفي الثانية غلام خديجة – رضي الله عنها – ولو وقع شيء من ذلك لنقلاه لنا، واستفاض، كما أن القافلة بها عدد كبير من الرفاق الذين لا يخفى حال بعضهم عن بعض، فلو اعتزلهم محمد  ليطلب علم أهل الكتاب لشاع ذلك.
الثاني: إن بحيراً الراهب بشر بنبوة محمد  فلو أن محمداً  أخذ منه لم ينسب النبوة له، ولكان هو أولى بالنبوة والرسالة.
الثالث: إن مما يستحيل في العادة أن يبرز عالم في علم من العلوم، ما لم يكثر الترداد على العلماء والأخذ منهم، والصبر على تلقي العلم، وقد ثبت أن رسول الله  لم يتردد على هؤلاء الأحبار والرهبان، ولا جالسهم، وهو أُمي لا يعرف القراءة ولا الكتابة، وهذا دليل قاطع على أن العلم الذي تعلمه والوحي الذي جاء به إنما هو من عند الله قطعاً وجزماً.
الرابع: أما بالنسبة لورقة بن نوفل، فحديثه في البخاري ( ) دليل على نبوة محمد  إذ شهد لـه بالنبوة، وأن قومه سيخرجونه، فحدث ما قال، وهذا دليل على صحة الرسالة، بل تأمل قولـه "وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً" فهو يعلن المتابعة والنصرة، وهذا بناء على علمه السابق بصدق نبوة محمد  .
الخامس: قد دلت النصوص على أنه لا يوجد بين رسول الله  وبين ورقة بن نوفل أي صلة قبل الوحي، ولم يطرأ على بال محمد  أن يذهب إليه ويخبره، وإنما كان ذلك من اقتراح خديجة – رضي الله عنها – لعلمها بابن عمها وأن لديه علم الكتاب.
السادس: جاء في الحديث "ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي" فالنص دليل على أن موت ورقة كان سريعاً بعد نزول الوحي، بفترة وجيزة إذن فكيف لهذه الدعوة أن تستمر وتؤتي ثمارها على مدى خمسة عشر قرناً؟!
السابع: لم يؤثر عن ورقة أنه كان داعية إلى النصرانية، إنما المعروف أنه رجلاً كان حريصاً على معرفة دين الله الصحيح ليتعبد به، فاعتنق لذلك النصرانية.
الثامن: أننا نعلم شدة عداوة أهل الكتاب للنبي  وكتمانهم لأدلة نبوته عندهم، ومحاولتهم التشكيك والطعن في نبوته، فلو علموا شيئاً من ذلك لأظهروه.
الدليل التاسع: أن هذا لم يتم ولو تم لنقل لنا، وإذ لم ينقل لم يصح ادعاؤه، لأن الدعوى لابد لها من دليل، ولا دليل هنا بل الأدلة بخلافه.
الدليل العاشر: أن المتأمل لحياة العرب في مكة، يجد ذلك المجتمع الصغير، الذي لا يكاد يخفى بعضه على بعض، كما يلحظ اجتماعاتهم المستمرة في المسجد الحرام، فهل كان سيخفى أمر سفر محمد  إلى الشام وتكرار ذلك، وهو الشاب المعروف، الذي كان أهل مكة يعرفونه أيما معرفة ويودعونه أموالهم؟!!
الدليل الحادي عشر: هل يعقل أن يكون هذا الدين بكماله وتعاليمه، مستمداً من دين محرف، كتمه أهله، وحرفوه وأعرضوا عن تعاليمه، فكيف يلحق الكامل بالناقص؟
الدليل الثاني عشر: أن قصص الأنبياء عند أهل الكتاب في غاية من الوقاحة، إذ نسبوا إلى الأنبياء كثيراً من الفضائح التي يترفع عنها عامة الناس. ومن الأمثلة على ذلك، ما جاء في سفر التكوين، الإصحاح التاسع. 20- وابتدأ نوح يكون فلاحاً وغرس كرماً. 21- وشرب من الخمر فسكر وتعرى داخل خبائه.
22- فأبصر حاماً أبو كنعان عورة أبيه وأخبر أبيه وأخبر أخويه خارجاً. 23- فأخذ سام ويافث الرداء ووضعاه على أكتافهما ومشياً إلى الوراء وسترا عورة أبيهما ووجهاهما إلى الوراء، فلم يبصرا عورة أبيهما. 24- فلما استيقظ نوح من خمره علم ما فعل به ابنه الصغير. 25- فقال ملعون كنعان، عبدالعبيد يكون لإخوته( ) .
وفي سفر التكوين أيضاً الإصحاح التاسع عشر، في ذكر قصة لوط – عليه السلام – . 20- وصعد لوط من صوغر وسكن في الجبل وابنتاه معه لأنه خاف أن يسكن في صوغر. فسكن في المغارة هو وابنتاه. 21- وقالت البكر للصغيرة أبونا قد شاخ وليس في الأرض رجل ليدخل علينا كعادة كل الأرض. 22- هلم نسقي أبانا خمراً ونضطجع معه، فنحيي من أبينا نسلاً. 23- فسقتا أباهما خمراً في تلك الليلة. ودخلت البكر واضطجعت مع أبيها ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها. 24- وجدت في الغد البكر قالت للصغيرة إني قد اضطجعت البارحة مع أبي، نسقيه خمراً الليلة أيضاً فادخلي اضطجعي معه. فنحيي من أبينا نسلاً.
26- فحبلتا ابنتا لوط من أبيهما ( ) .
فهل يليق أن يصدر هذا من الأنبياء – عليهم صلوات الله وسلامه – وهذا غيض من فيض مما لديهم من ذلك ( ) – أخزاهم الله – وأين هذا من قصص القرآن الكريم وإن وجد بعض التشابه بين القصص، فمرد ذلك إلى أنها جميعاً وحي الله، ومع تحريفهم، وتبديلهم إلا أنها لا تزال فيها بقية باقية.
و"جولد تسهر" عندما ادعى ذلك لم يأت على ما ذكر بمثال يبين صدق دعواه، ولهذا يحاول أهل الكتاب إثبات أن محمداً  كان يعرف القراءة والكتابة، وما شاع عن أميته غير صحيح، بل هو لإظهار معجزته، ونصوص الوحي ترد عليه قال تعالى:

الدليل الثالث عشر: أنه قد علم حالة المجتمع الجاهلي قبل بعثة الرسول  وحالتهم السيئة التي يعيشونها، وفشو الجهل، وفساد الأخلاق، وفي هذا الوسط يبرز أحد الأفراد فيأتي بعلم الأولين والآخرين، ويشرع الشرائع، ويبين الأحكام، وهذا مما يستحيل في العادة، وفي ذلك إثبات صدق الوحي والرسالة.
الدليل الرابع عشر: أن المشركين عندما راموا الطعن في النبوة والوحي، نسبوا هذا إلى رجل أعجمي يعمل حداداً، وهذا مبلغ السخافة والظرافة، وهذا يصور مدى مبلغ العداوة لنبي الأمة وخاتم المرسلين، ولهذا أنكر الله عز وجل ذلك بقولـه تعالى:
هذا فلم يقولوا: إنه تعلمه من علماء أهل الكتاب!!.
الدليل الخامس عشر: أن القطع بأن محمداً  لم يتلق ذلك من بشر يحصل على طريقين، الأول: طريق قومه ومجتمعه الذي عاش فيه وسبق بيان ذلك في الأدلة السابقة.
الثاني: وهذا لمن لم يعش في زمنه، وإنما سمع ذلك فعلمه بذلك من عدة طرق: منها: ما تواتر من أحواله، وسيرته الذاتية منذ مولده إلى وفاته  وكلها معلومة لدينا، فكيف خفي هذا الأمر مع أهميته، وظهر ما هو أقل منه.
ومنها: أنه  أخبر بأمور لم يكن يعلمها أهل الكتاب، ولا غيرهم كقصة عاد وثمود، وصالح، وإنزال المائدة، وإيمان امرأة فرعون، وكثير من تفاصيل سير الأنبياء، مما هو مجمل عند أهل الكتاب.
ومنها: ما علم من شدة العداوة له  من قبل قومه، ومن قبل أهل الكتاب، ولو وقع ذلك لقال قائلهم: "إنما تعلم ذلك منا وعن طريقنا".
ومنها: أن هذا الأمر مما تتوافر الدواعي على نقله، ولو كان هناك تواطؤ على كتمانه لعلمه المقربون منه  ، وهل يظن ظان أن هؤلاء الصحابة سيتحملون هذه المشاق، والعذاب، والهجرة، وترك الأوطان مع علمهم وتكذيبهم باطناً بهذا الرسول، وهو في الوقت نفسه لم يعطهم مالاً، ولا جاهاً، ولا قصوراً بل أخرجهم من أوطانهم وأهليهم، ومعلوم أن الجبلة والفطرة تأبى أن تتبع كاذباً قد علم كذبه.
الدليل السادس عشر: ثبت في القرآن والسنة أن أهل الكتاب كانوا يسألون النبي  في الأمور الغيبية كما قال تعالى:

وفي حديث عبدالله بن سلام – رضي الله عنه – عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: بلغ عبدالله بن سلام مقدم رسول الله  المدينة، فأتاه فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي: ما أول أشراط الساعة؟ ما أول طعام يأكله أهل الجنة؟ ومن أي شيء ينزع الولد إلى أبيه؟ ومن أي شيء ينزع إلى أخواله؟ فقال  : "أخبرني بهن آنفاً جبريل"، قال: فقال عبدالله: ذاك عدو اليهود من الملائكة، فقال رسول الله  : "أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب، وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد حوت، وأما الشبه في الولد فإن الرجل إذا غشي المرأة فسبقها ماؤها كان الشبه له، وإذا سبق ماؤها كان الشبه لها". قال: أشهد أنك رسول الله.." ( ) الحديث. ولو أخذ هذا منهم لما سألوه أولاً، ولفضحوا أمره ثانياً وعلمهم لها إنما أخذوه عن أنبيائهم، ولو تلقاه منهم لم يكن نبياً.
الدليل السابع عشر: إن هذه الأنباء الغيبية التي جاء بها رسول الله  من أخبار الساعة والقيامة والحشر، وأخبار غزواته، وأنباء المستقبل التي كانت تقع كما أخبر  ووقعت في حياته، وبعد مماته، فإن قيل إن ذلك عند أهل الكتاب، قيل لهم: إن هذا دليل صدقه  ، فإن هذه الأنباء ذكرت في كتبهم ونسبت إلى نبي، وهو هذا النبي الذي أخبرت به وبشرت به كتبهم.
الدليل الثامن عشر: أن المجتمع كان إما مشركاً، وإما كتابياً ولم يكن فيهم أحد يدعو إلى ما دعا إليه محمد  .
الدليل التاسع عشر: قولـه تعالى:    [العنكبوت:48] .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – : "معلوم أن من يعلم من غيره إما أن يأخذ تلقيناً وحفظاً، وإما أن يأخذ من كتابه، وهو لم يكن يقرأ شيئاً من الكتب من حفظه، ولا يقرأ مكتوباً، والذي يأخذ من كتاب غيره، إما أن يقرأه، وإما أن ينسخه، وهو لم يكن يقرأ ولا ينسخ" ا.هـ ( ) .
الدليل العشرون: أن كثيراً من آيات القرآن تحيل أن يكون محمداً  اقتبس من أهل الكتاب كما في قولـه تعالى: 
[آل عمران:187] وقولـه:  [التوبة:30] وأمثال ذلك كثير.
يقول محمد رشيد رضا – رحمه الله – : "إن هذه المعلومات المحمدية التي تصورها هؤلاء المحللون لمسألة الوحي قليلة المواد، ضيقة النطاق من أن تكون مصدراً لوحي القرآن. وإن القرآن لأعلى وأوسع وأكمل من كل ما كان يعرفه مثل بحيرا، ونسطور، وكل نصارى الشام، ونصارى الأرض ويهودها، دع الأعراب الذين كان يمر بهم النبي  بالطريق إلى الشام" ا.هـ ( ) .
وبالجملة فجميع ما سبق ذكره في إبطال كون اليهودية والنصرانية مصدر الوحي المحمدي هي أيضاً دليل على بطلان كون غير هذه العقائد مصدراً له، فإنه إذا بطل كون اليهودية والنصرانية مصدراً له، بطل من باب أولى أن تكون المجوسية، أو الوثنية أو غيرهما مصدراً له، فهو جاء يدعو إلى التوحيد، ونبذ الإشراك، وهذه الديانات قد علم فسادها وتحريفها بما ليس هذا مجاله ( ) .
الشبهة الرابعة: الزعم بأن ظاهرة الوحي ما هي إلا نتيجة لانفعالات عصبية تعتري النبي  فسرها بعضهم بالهستيريا وفسرها آخرون بمرض الصرع، وقالوا: إن أثرها ظاهري في مزاجه العصبي القلق ( ) .
وهذه الشبهة قديمة قالها أقوام الرسل لرسلهم، حيث زعموا أن بهم مساً من الجنون قال تعالى: 
وبطلان هذه الشبهة من وجوه:
الأول: مما سبق ذكره من طرق الوحي وأنواعه، لم تظهر لنا حاله من الحالات كان فيها الرسول  منفعلاً تبدو عليه آثار الاضطراب والقلق.
الثاني: قد ثبت علمياً أن المصروع تتعطل مداركه ولا تصبح لديه مقدرة على التفكير، والحفظ، بل هو في حالة إغماء تام، وتعطل لحركة الشعور ( ) ، وأين هذا من حال رسولنا الكريم  عند نزول الوحي عليه، وبعد انتهائه يخاطب أصحابه، ويخبرهم بما قاله جبريل – عليه السلام – دون أن يخطئ كلمة واحدة.
الثالث: إن مرض "الهستريا" داء عصبي عضال، أكثر إصاباته في النساء ومن أعراضه شذوذ الخلق، وضيق في التنفس، واضطراب في الهضم، وقد يصل بصاحبه إلى حالة شلل موضعي، ثم إلى تشنج، ثم إلى إغماء، ثم إلى هذيان مصحوب بحركة واضطراب في اليدين والرجلين، وقفز من مكان إلى مكان.."( ) ووصف هذا المرض كافٍ في الجزم بأن حالات الوحي لا يمكن أن تلتبس بمثل هذه الأعراض، ولكنه التعصب المذموم.
الرابع: أن رسول الله  عاش بين قريش أربعين سنة، كان معروفاً فيها بالشجاعة، والصدق، والوفاء، والعقل، والرزانة، وكان كبار قريش ورؤساؤهم يطلبون منه القضاء بينهم عند التنازع، فكيف يكون من هذه صفته، مصاباً بهذا المرض العضال، الذي هو شبيه بالجنون.
ثم بالنظر والتأمل إلى ما جاء به من نصوص الوحي العظيم، وهذا التشريع الرباني المتكامل، وبناء تلك الدولة العظيمة، وهذا لا يمكن أن يكون صادراً ممن به مس من الجنون، ولاشك أنه وحي رب العالمين إلى قلب رسوله الصادق الأمين.
الخامس: أن قولـهم هذا لا دليل عليه وسيرة الرسول  محفوظة منذ مولده إلى وفاته، ولا دليل فيها على زعمهم هذا!!
السادس: أن الواقع يكذب ذلك، فالمصروع، والمصاب بالهستيريا يلفظ ألفاظاً عشوائية لا يعي ما يقول ولا يفهم منه، فأين هذا مما جاء به نبي الأمة  من نصوص الوحي الربانية( )؟!
الشبهة الخامسة: الزعـم بأن محمداً  كان شاكاً في الوحي، كما نقل ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية عن أهل الكتاب ( ) رحمه الله، واستندوا إلى قولـه تعالى:  24].
فأما الآية الأولى ففي تفسيرها عدة أقوال:
منها: إن المراد بالخطاب "للنبي  والمراد غيره، أي لست في شك ولكن غيرك في شك" ( ) .
ومنها: أن المراد بالشك هنا ضيق الصدر، والمعنى إن ضاق صدرك بتكذيب المكذبين، واستدلوا بمعنى الشك في اللغة وأن أصله الضيق ( ) .
ومنها: أن الخطاب للنبي  ، ولكن ليس المراد أنه شاك فيما جاءه بل روى أئمة التابعين كالحسن وسعيد بن جبير وقتادة في تفسير هذه الآية قولـهم: ما شك وما سأل ( ) .
كما أنه ليس فيها دليل على وقوع السؤال، وإنما هذا الخطاب جاء على عادة العرب في مخاطباتهم كقول القائل: إن كنت مملوكي فانته إلى أمري، وقول القائل لابنه: إن كنت ابني فبرني، مع عدم شكه في بنوته( ) ، وليس فيها دليل أيضاً على وقوع الشك، فالأمر بالسؤال عند وجود الشك، ولا يعني ذلك أن عنده شكا ( ) وأيضاً الآية دليل على أن لدى أهل الكتاب ما يثبت صدقك فيما كذبك به المشركون، فموسى – عليه السلام – دعا لعبادة الله وحده وترك عبادة ما سواه، إذن فالدعوة إلى التوحيد ليست دعوة جديدة حتى يستنكرها المشركون قال تعـالى: :25] .
كما أن أهل الكتاب يعلمون أن الرسل من قبل محمد - عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام - كانوا بشراً، ولم يكونوا ملائكة، كما زعم المشركون أن الرسل لا تكون إلا ملائكة وكان هذا من أسباب ردهم لدعوة محمد  قال تعالى:
كما أن سؤال أهل الكتاب إنما هو لمعرفة الصفات والبشارات بنبوة محمد  ( ) كما قال تعالى: ] .
وأما الآية الثانية: فليس فيها أي دليل على الشك، قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – : "وهذا من الإنصاف في الخطاب الذي كل من سمعه من ولي وعد وقال لمن خوطب به: قد أنصفك صاحبك كما قال العادل الذي ظهر عدلـه للظالم الذي ظهر ظلمه: الظالم إما أنا وإما أنت، لا للشك في الأمر الظاهر، ولكن لبيان أن أحدنا ظاهر الظلم، وهو أنت لا أنا فإنه إذا قيل: أهل التوحيد الذين يعبدون الله على هدى، أو في ضلال مبين، وأهل الشرك الذين يعبدون ما لا يضر ولا ينفع على هدى أو في ضلال تبين أن أهل التوحيد على الهدى، وأهل الشرك على الضلال .." ا.هـ ( ) وقال القرطبي – رحمه الله – "المعنى أنتم الضالون حين أشركتم بالذي يرزقكم من السماوات والأرض .. و(أو) عند البصريين على بابها وليست للشك، ولكنها على ما تستعمله العرب في مثل هذا إذا لم يرد المخبر أن يبين وهو عالم بالمعنى" ( ) ا.هـ.
وجملة القول أن يقال: إن جميع هذه الشبهات ما هي إلا محاولة لتشويه صورة الإسلام الناصعة، وهي محاولات واهية، سرعان ما ينطفئ لهيبها، إذا سلطت عليها أضواء الحق.
وإني بكتابة هذه الرسالة وإيراد هذه الشبه والرد عليها احتسب عند الله أن أكون ذبَّيت عن عرض نبيي وقرة عيني محمد  وأديت شيئاً قليلاً من وجوب محبته ونصرته وتحقيق الإيمان برسالته  ، وأسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يتقبلها وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم وأن تكون سبباً في رد كل من أعرض عن هديه وسنته  من أمته وسبباً في الإيمان برسالته والدخول في الإسلام لكل من اطلع عليها من أهل الكتاب وممن استهانوا بهذا النبي العظيم، إنه سميع مجيب، كما أسأله تعالى أن يضاعف الأجر لكل من ساهم في طباعتها وترجمتها ونشرها وتوزيعها وإعادة طبعها، وأن يحشره مع النبيين والصديقين، ويذب عن وجهه النار يوم القيامة ويبيض وجهه يوم تبيض وجوه وتسود وجوه .. آمين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

* * *

فهرس الموضوعات

رسالة عاجلة 3
المقدمة 5
الفصل الأول وفيه مبحثان 9
المبحث الأول: إثبات نبوة محمد  9
ثبوت نبوته  لا تحتاج إلى جدال 10
أولاً: تأييده بالمعجزات العظيمة وأعظمها القرآن الكريم 11
قول الإمام الحليمي رحمه الله في إعلام نبوته 12
معجزة القرآن الكريم 12
حديث (ما من الأنبياء نبي إلا ... ) 12
قول الذهبي في شرح الحديث 12
شرح ابن حجر للحديث 13
وقوع التحدي في القرآن في عدة آيات 14
الأولى قوله تعالى: (وإن كنتم في ريب ... ) 14
الثانية: في قوله تعالى: (وما كان هذا القرآن أن يفترى ... ) 15

الثالثة: قولـه تعالى: (أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور
مثله...) 15
الرابعة: قولـه تعالى: (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن ...) 16
الخامسة: قولـه تعالى: (قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما ...) 16
السادسة: قوله تعالى: (أم يقولون تقوّله بل لا يؤمنون ... ) 17
عجز الكافرين عن الإتيان بمثله يدل عليه أمران 17
أقوال العلماء في أوجه إعجاز القرآن 19
الأول: إعجازه من حيث البيان والبلاغة 19
ويبين من خلال عدة أمور 19
الثاني: ما اشتمل عليه من الإخبار بأمور الغيب، مما لا يمكن لبشر الاطلاع عليه 21
الثالث: ما احتوى عليه من أخبار الأمم البائدة 22
الرابع: ما تضمنه من الإخبار بما تكنه الضمائر 23
الخامس: المهابة والخشية التي تلحق بالقلوب عند تلاوته 23
السادس: الإعجاز في تشريعاته وأحكامه 24
السابع: حفظ الله تعالى له 24
الثامن: إعجازه العلمي 24
قول أحد المستشرقين في الإعجاز العلمي للقرآن 25
القول بالصرفة هل هو نوعاً من الإعجاز ؟ 25
قول النظام المعتزلي 26
معنى القول بالصرفة 26
القائلين بهذا القول على رأيين 27
قول شيخ الإسلام ابن تيمية في الرد على القائلين إن إعجاز القرآن بالصرفة 27
بيان بطلان هذا القول وفساده 27
قول الزركشي في الإعجاز 33
العجز عن الإتيان بمثل القرآن يشمل الإنس والجن ويدل عليه عدة أمور 33
معجزات النبي  الحسية 34
إنكار بعض المتأخرين لهذه المعجزات 35
ثانياً: إثبات نبوته  من خلال النظر في أحواله  وصفاته قبل البعثة وبعدها 37
تفسير الآيات 15-17 من سورة يونس عليه السلام وما حوت من دلائل نبوته  من عدة وجوه 38
الوجه الأول 38
الوجه الثاني 38
الوجه الثالث 38
الوجه الرابع 38
الوجه الخامس 39
الوجه السادس 39
ثالثاً: إثبات نبوته  من خلال ما أخبر به من قصص الأنبياء وأخبار السابقين 41
رابعاً: إثبات نبوته  بإثبات وجوه جنس الأنبياء ابتداء 42
خامساً: بعثته في زمن كان الناس بأشد الحاجة إلى رسول 46
سادساً: البشارة بنبوة محمد  في الكتب السابقة 47
النص على ذكره كما في سورة الأعراف الآية 157 48
إسلام كثير من الأحبار والرهبان 49
قصة إسلام عبدالله بن سلام رضي الله عنه 49
الأدلة على البشارة بنبوته  من كتب أهل الكتاب 50
من الأمور المسلّمة عند أهل الكتاب والتي هي دليل قاطع على نبوته  51
بيان انطباق هذه الأوصاف على شخص النبي  51
أدلة أخرى تدل على البشارة بنبوته  في كتبهم 52
لفظ (المعزي) ولفظ (فارقليط) والأدلة على أن المقصود بها محمد  64
المبحث الثاني: عموم رسالة محمد  للناس جميعاً 71
هل شاركه أحد من الأنبياء في هذا العموم 73
الخلاف في عموم رسالة نوح عليه السلام 73
القول الراجح في هذه المسألة 76
هل ينافي عموم رسالته  كون القرآن أنزل بلغة العرب 76
الفصل الثاني: شبه منكري نبوة محمد  78
المحور الأساسي لهذه الشبهة 78
الشبهة الأولى: الدعوى بأنه  ساحر دعوى كفار مكة 79
الفروق البيّنة بين النبي والساحر 80
الشبهة الثانية: الزعم بأن ظاهرة الوحي نابعة من نفس محمد  وتصوراته 83
زعم المستشرقون 83
قول المستشرق جولد تسهير 84
الرد عليهم 84
تفسير قوله تعالى: (قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ...) 87
وجه الدلالة في الآية 87
الوجه الأول 87
الوجه الثاني 87
الوجه الثالث 88
الوجه الرابع 88
الوجه الخامس 88
شهادة منصفي الغرب أن الوحي لا يمكن أن يكون من عند غير
الله 89
الشبهة الثالثة: دعوى الأخذ من الديانات السابقة 91
بيان هذه الشبهة 91
قول المستشرق جولد تسهر 92
الهدف من هذه الشبهة 93
الرد عليهم 94
رحلاته  95
الرحلة الأولى 95
الرحلة الثانية 97
الأدلة على نفي تعلمه  شيئاً من علوم أهل الكتاب 98
الدليل الأول 99
الدليل الثاني 99
الدليل الثالث 99
الدليل الرابع 100
الدليل الخامس 100
الدليل السادس 100
الدليل السابع 101
الدليل الثامن 101
الدليل التاسع 101
الدليل العاشر 101
الدليل الحادي عشر 101
الدليل الثاني عشر 102
الدليل الثالث عشر 104
الدليل الرابع عشر 104
الدليل الخامس عشر 105
الدليل السادس عشر 106
الدليل السابع عشر 107
الدليل الثامن عشر 108
الدليل التاسع عشر 108
الدليل العشرون 108
الشبهة الرابعة: الزعم بأن ظاهرة الوحي ما هي إلا نتيجة لانفعالات عصبية تعتري النبي  110
بيان بطلان هذه الشبهة من وجوه 111
الوجه الأول 111
الوجه الثاني 111
الوجه الثالث 111
الوجه الرابع 112
الوجه الخامس 112
الوجه السادس 113
الشبهة الخامسة الزعم بأن محمد  كان شاكاً في الوحي 113
تفسير قوله تعالى (فإن كنت في شك ...) 113
خاتمة البحث 117
فهرس الموضوعات 119

* * *

غير معرف يقول...

(((((((((((التوازن النفسي والسلوكي في شخصية رسول الله – صلى الله عليه وسلم –))))))))))))))))))

الدارس لشخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ يستلف نظره ذلك التوازن الدقيق بين معالمها:

التوازن النفسي في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم: فكان ذو نفس سوية، فما كان صلى الله عليه وسلم بالكئيب العبوس الذي تنفر منه الطباع، ولا بالكثير الضحك الهزلي الذي تسقط مهابته من العيون.

وحزنه وبكاؤه في غير إفراط ولا إسراف:
وفي ذلك يقول ابن القيم:'وأما بكاؤه صلى الله عليه وسلم، فلم يكن بشهيق ورفع صوت، ولكن كانت تدمع عيناه حتى تهملا، ويسمع لصدره أزيز، وكان بكاؤه تارةً رحمة للميت، و تارةً خوفًا على أمته وشفقة عليها، وتارةً من خشية الله، وتارةً عند سماع القرآن- وهو بكاء اشتياق ومحبة وإجلال مصاحب للخوف والخشية- ولما مات ابنه إبراهيم دمعت عيناه وبكى رحمة له ..

وبكى لما شاهد إحدى بناته ونفسها تفيض، وبكى لما قرأ عليه ابن مسعود سورة النساء وانتهى فيها إلى قوله تعالى: { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا[41]}[سورة النساء]. وبكى لما مات عثمان بن مظعون، وبكى لما جلس على قبر إحدى بناته، وكان يبكى أحيانًا في صلاة الليل'.

أما ضحكه صلى الله عليه وسلم:
فكان يضحك مما يُتعجب من مثله، ويستغرب وقوعه ويستندر، كما كان يداعب أصحابه. فَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَجُلًا اسْتَحْمَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: [إِنِّي حَامِلُكَ عَلَى وَلَدِ النَّاقَةِ] فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَصْنَعُ بِوَلَدِ النَّاقَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ وَهَلْ تَلِدُ الْإِبِلَ إِلَّا النُّوقُ]رواه أبو داود والترمذي وأحمد .

التوازن السلوكي في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم:
وهو أحد دلائل نبوته، فلقد جعل هذا التوازن من رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة العليا التي تمثلت فيها كل جوانب الحياة، وإليك بعض مظاهر هذا التوازن السلوكي:

[أ] التوازن النبوي بين القول والفعل:
وظهور هذا التوازن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم العملية كان على أعلى ما يخطر بقلب بشر، فهو العابد والزاهد، والمجاهد والزوج... وما كان يأمر بخير إلا كان أول آخذ به، ولا ينهى عن شر إلا كان أول تارك له.

فعن عبادته: فَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُومُ مِنْ اللَّيْلِ حَتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ فَقَالَتْ عَائِشَةُ لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ قَالَ: [أَفَلَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا] رواه البخاري ومسلم . وعَنْ حُمَيْدٍ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:' كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُفْطِرُ مِنْ الشَّهْرِ حَتَّى نَظُنَّ أَنْ لَا يَصُومَ مِنْهُ وَيَصُومُ حَتَّى نَظُنَّ أَنْ لَا يُفْطِرَ مِنْهُ شَيْئًا وَكَانَ لَا تَشَاءُ أَنْ تَرَاهُ مِنْ اللَّيْلِ مُصَلِّيًا إِلَّا رَأَيْتَهُ وَلَا نَائِمًا إِلَّا رَأَيْتَهُ' رواه البخاري ومسلم-مختصرا-.

وعن زهده: قالت عَائِشَةُ: دَخَلَتْ عَلَيَّ اِمْرَأَة فَرَأَتْ فِرَاش النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبَاءَة مَثْنِيَّة , فَبَعَثَتْ إِلَيَّ بِفِرَاشٍ حَشْوه صُوف , فَدَخَلَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَآهُ فَقَالَ: [ رُدِّيهِ يَا عَائِشَة , وَاَللَّه لَوْ شِئْتُ أَجْرَى اللَّه مَعِي جِبَال الذَّهَب وَالْفِضَّة]رواه البيهقي في دلائل النبوة.

وهو إمام الزاهدين الذي ما أكل على خوان قط، وما رأى شاة سميطاً قط، وما رأى منخلًا، منذ أن بعثه الله إلى يوم قبض ما أخذ من الدنيا شيئًا ولا أخذت منه شيئًا، وصدق صلى الله عليه وسلم؛ إذ يقول: [مَا لِي وَمَا لِلدُّنْيَا مَا أَنَا فِي الدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا] رواه الترمذي وابن ماجة وأحمد .

وأما عن شجاعته وجهاده:
فيروى أنس رضي الله عنه قال:كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ وَأَجْوَدَ النَّاسِ وَأَشْجَعَ النَّاسِ وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَانْطَلَقَ النَّاسُ قِبَلَ الصَّوْتِ فَاسْتَقْبَلَهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ سَبَقَ النَّاسَ إِلَى الصَّوْتِ وَهُوَ يَقُولُ: [لَنْ تُرَاعُوا لَنْ تُرَاعُوا] وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لِأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ مَا عَلَيْهِ سَرْجٌ فِي عُنُقِهِ سَيْفٌ فَقَالَ: لَقَدْ وَجَدْتُهُ بَحْرًا أَوْ إِنَّهُ لَبَحْرٌ. رواه البخاري ومسلم .

وعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:' كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى مِنْ الْقَوْمِ مِنْهُ'رواه أحمد. ولولا خوف الإطالة؛ لسردنا شمائله صلى الله عليه وسلم التي نادى بها، وعلّمها أمته ،وكان أول الممارسين العمليين لها.

[ب] الصدق النبوي في الجد والدعابة:
لقد كان الصدق من أوضح السمات في شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكفي دلالة على هذا الصدق أن قومه لقبوه بالصادق الأمين، بل إن أول انطباع يرسخ في نفس من يراه لأول مرة أنه من الصديقين، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ وَقِيلَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لِأَنْظُرَ إِلَيْهِ فَلَمَّا اسْتَثْبَتُّ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ وَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ: [أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلَامَ وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ] رواه الترمذي وابن ماجة والدارمي وأحمد.

فهو الصادق في وعده وعهده، وما حدث أن وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو عاهد فأخلف، أو غدر، ولا يحيد عن الصدق مجاملة لأحد . وحتى في أوقات الدعابة والمرح حيث يتخفف الكثيرون من قواعد الانضباط كان رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق في مزاحه، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تُدَاعِبُنَا قَالَ: [إِنِّي لَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا] رواه الترمذي وأحمد.

[جـ] التوازن الأخلاقي في شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من أبلغ وأجمع الكلمات التي وصفت أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قالته عائشة رضي الله عنه :'كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ' رواه مسلم. ولقد كانت هذه الأخلاق من السمو والتوازن ما جعل تواضعه لا يغلب حلمه، ولا يغلب حلمه بره وكرمه، ولا يغلب بره وكرمه صبره… وهكذا في كل شمائله صلوات الله عليه- هذا مع انعدام التصرفات الغير أخلاقية في حياته.

فعن تواضعه: يروى أبو نعيم في 'دلائل النبوة' عن أنس رضي الله عنه قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ لطفًا وَاللهِ مَا كَانَ يَمْتَنِعُ فِي غَدَاةٍ بَارِدَةٍ مِنْ عَبْدٍ، وَلَا مِنْ أَمَةٍ، وَلَا صَبيّ أَنْ يَأْتِيَهُ بِالمَاءِ فَيَغْسِلَ وَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ، وَمَا سَأَلَهُ سَائِلٌ قَطُّ إِلَّا أَصْغَى إِلَيْهِ أُذُنَهُ فَلَمْ يَنْصَرِفْ حَتَّى يَكُونَ هُو الَّذِي يَنْصَرِفُ عَنْهُ، وَمَا تَنَاوَلَ أَحَدٌ بِيَدِهِ إِلَّا نَاوَلَهُ إِيَّاهَا، فَلَمْ يَنْزَعْ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَنْزِعُهَا مِنْهُ'.

وعن حلمه: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ آثَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُنَاسًا فِي الْقِسْمَةِ ... قَالَ رَجُلٌ وَاللَّهِ إِنَّ هَذِهِ الْقِسْمَةَ مَا عُدِلَ فِيهَا وَمَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللَّهِ فَقُلْتُ وَاللَّهِ لَأُخْبِرَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: [فَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ يَعْدِلْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ رَحِمَ اللَّهُ مُوسَى قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ]رواه البخاري ومسلم.

وعن كرمه: قَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:' مَا سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا قَطُّ فَقَالَ لَا' رواه البخاري ومسلم. وعَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَا سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْإِسْلَامِ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ قَالَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَأَعْطَاهُ غَنَمًا بَيْنَ جَبَلَيْنِ فَرَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ أَسْلِمُوا فَإِنَّ مُحَمَّدًا يُعْطِي عَطَاءً لَا يَخْشَى الْفَاقَةَ' رواه مسلم .

[د] التوازن النبوي بين الحزم واللين:
فرغم ما حباه الله به من الحلم والرأفة إلا أنه الحلم والرأفة التي لا تجاوز حدها، فكان صلى الله عليه وسلم يغضب للحق إذا انتهكت حرمات الله، فإذا غضب؛ فلا يقوم لغضبه شيء حتى يهدم الباطل وينتهي، وفيما عدا ذلك فهو أحلم الناس عن جاهل لا يعرف أدب الخطاب، أو مسيء للأدب، فعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:'مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ وَلَا امْرَأَةً وَلَا خَادِمًا إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ إِلَّا أَنْ يُنْتَهَكَ شَيْءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ' رواه البخاري ومسلم .

ولما نكث بنو قريظة العهد وتحالفوا مع الأحزاب على حرب المسلمين ثم رد الله كيدهم في نحورهم وأمكن الله رسوله منهم رضوا بحكم سعد بن معاذ كما رضيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحكم سعد أن تقتل رجالهم، وتسبى نساؤهم وزراريهم، فتهلل وجه الرسول، وقال: [ لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ الْمَلِكِ]رواه البخاري ومسلم . فقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم في يوم واحد أربعمائة رجل صبرًا.

و عَنْ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ إِنَّ عَلِيًّا خَطَبَ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ فَسَمِعَتْ بِذَلِكَ فَاطِمَةُ فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّكَ لَا تَغْضَبُ لِبَنَاتِكَ وَهَذَا عَلِيٌّ نَاكِحٌ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعْتُهُ حِينَ تَشَهَّدَ يَقُولُ:[أَمَّا بَعْدُ أَنْكَحْتُ أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ فَحَدَّثَنِي وَصَدَقَنِي وَإِنَّ فَاطِمَةَ بَضْعَةٌ مِنِّي وَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَسُوءَهَا وَاللَّهِ لَا تَجْتَمِعُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِنْتُ عَدُوِّ اللَّهِ عِنْدَ رَجُلٍ وَاحِدٍ فَتَرَكَ عَلِيٌّ الْخِطْبَةَ]رواه البخاري ومسلم.

إنه اللين الذي لا يعرف الخور، والحزم الذي به تكون الرجال فصلوات الله وسلامه عليه.

لقد سجل لنا التاريخ سير آلاف المصلحين، ولكن لم تجتمع كل المبادئ الطيبة إلا في شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم: في البيت، والقيادة، والأخلاق، والعبادة، والكثير من أوجه الحياة التي استنارت بمبعثه، فصلوات الله عليه في الأولين والآخرين.

من:' التوازن النفسي والسلوكي في شخصية رسول الله – صلى الله عليه وسلم '
د. خالد سعد النجار؟؟؟؟؟؟؟؟؟

غير معرف يقول...

د.إبراهيم عوض:
الإساءة للرسول ستتكرر إن لم نخرج من مستنقعنا الحضاري!
(موقع "لواء الشريعة": 19 - 4 – 2008)

كتب: أسامة الهتيمي:
أكد الدكتور إبراهيم عوض الكاتب الإسلامي وأستاذ النقد الأدبي بآداب عين شمس أن للإسلام خصوما متعددين منهم عتاولة الصهيونية والصليبية العالمية والمستشرقون وكل الوثنيات بمختلف أصنافها كالهندوسية مثلا، وكذلك ملاحدة الداخل، وهم أقذرهم على الإطلاق لأنهم أذناب، والذَّنَب دائما ما تأخذه الحماسة إلى آماد أبعد وأوقح وأحقر، وأذنابنا يكرهون كل ما هو نبيل وطاهر وطيب باعتبار أنهم سفلة أنجاس شريرون، وهم على استعداد لمناصرة الشيطان ذاته ضد الإسلام. بل تجدهم، رغم شقشقتهم بالتقدمية والنفور من الغيبيات، ينصرون أي دين أو مذهب على الإسلام رغم كل الخرافات التي تمتلئ بها تلك الأديان والمذاهب وخلو الإسلام منها تماما. ولكن كل شيء يهون في سبيل التنفيس عن الحقد الكريه الذي يتلظى في أجوافهم ضد دين محمد صلى الله عليه وسلم. ومن هنا نراهم قد اتخذوا من الأمريكان صديقا رغم ما كانوا يقولونه صباح مساء في كراهية أمريكا وما كانوا يرددونه آناء الليل وأطراف النهار عن قرب انهيار الرأسمالية... وما إلى ذلك. إنهم كالمومسات كل ما يشغلهن هو تلويث الطاهرات العفيفات الشريفات بأي ثمن، وبأية طريقة.
وقال الدكتور عوض إن تكرار الإساءات التي يتعرض لها الإسلام والرسول الكريم يعود بالأساس لنا نحن، إذ أننا متخلفون تخلفا شنيعا، تخلفا مَرَضِيًّا، تخلفا نجد فيه لذة وسعادة، فنحن نهيم به هياما، ونتمسك به تمسكا رهيبا، ولا نريد أن نفيق منه أبدا، ونكره كل من يحاول إيقاظنا ونلعنه ولا نطيق أن نراه أو نسمع صوته. والنتيجة هي أن أعداءنا يحتقروننا ويهينوننا ولا يتركون سانحة دون أن يهتبلوها ويوجهوا إلينا الصفعات تلو الصفعات على وجوهنا وعلى أقفائنا، باليد وبالقدم وبالحذاء، وبكل ما يخطر وما لا يخطر على البال مما يَرَوْن أنه أوجع وأكثر إهانة وأشد إذلالا. وإني لأتصور وقوفنا يوم القيامة بين يدي الله وفى حضرة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وقد دلدلنا وجوهنا إلى الأرض من فرط الذلة والرعب مما ينتظرنا من الله، إذ لولا هذا التخلف وتلك البلادة وكراهية التقدم والتحضر ما طمع في شتم الرسول طامع ولَوَضَعَ كلُّ حقير من سبّابيه لسانه تحت حذائه وخَرِس. لكن هل هناك أحد يجد فرصة لإهانة ذليل حقير أبله مطواع مثلنا يتلقى الصفعات ولا يفكر في أن يخرج من نطاق التخلف الذي فرضه على نفسه فرضا، ثم لا ينتهزها؟ ذلك ضد طبيعة الحياة. ولا ننس أن الغرب، رغم كل ما نعرفه من تخلفنا ومذلتنا وهواننا ورضانا بالدونية واستغراقنا فيها كأنها إنجاز عظيم لا يصح التفريط فيه، هذا الغرب يشعر أن الإسلام يتقدم، الإسلام لا المسلمين، الإسلام بما فيه من سر إلهي وعظمة باطنية وحيوية ذاتية، ومن هنا فهم مرتعبون مع كل التفوق العلمي والآلي الذي يتمتعون به. إنهم يخافون الإسلام، وإن كانوا يحتقروننا. فهم ينفسون عن ذلك الخوف، ونحن نساعدهم على ذلك بكراهيتنا للخروج مما نحن فيه من ضعف وجهل وفوضى وهرجلة تدفع الإنسان إلى الفزع مما ينتظرنا كأمم وشعوب. لهذا أنا متأكد أن الإسلام منتصر في نهاية المطاف، ولكن ماذا عنا نحن، ونحن لا نمثل الإسلام بأي حال من الأحوال، اللهم إلا كما يمثل الطين المنتن ورود الفراديس؟
وأضاف الدكتور عوض أن هذه الإساءات سوف تتكرر مهما فعلنا، ولن نستطيع وضع حد نهائي لها إلا إذا عزمنا عزمة رجولية على الخروج من هذا المستنقع الحضاري الذي انغمسنا فيه حتى أفواهنا، بل حتى أنوفنا. فهل يمكن أن نعزم هذه العزمة؟ سوف يأخذ الأمر وقتا طويلا، وقد يستغرق قرونا، اللهم إلا إذا تلبستنا حالة غير عادية بذلنا فيها الجهد أضعافا مضاعفة أو كان القدر يخبئ لنا مفاجأة حضارية سارة، فعندئذ قد تقصر الفترة الزمنية اللازمة للعودة إلى ساحة الحضارة والقوة والعزة والكرامة، وإن كنت لا أرى أننا نستحق شيئا من هذه المفاجآت، إذ نحن لا نبذل جهدا في الخروج من المستنقع. فلماذا يحابينا القَدَر؟ أما في الوقت الراهن فلا بد أن يبذل العقلاء منا كل ما يقدرون عليه من جهد للدفاع عن الإسلام والتعريف بعبقريته وتفوقه على الأديان والمذاهب الأخرى وتفهيم الآخرين أن الإسلام شىء، وجماهير المنتسبين إليه شىء آخر مهما زعمت تلك الجماهير أنها تمثل الإسلام. كذلك لا بد أن نبين للغربيين وللدنيا جمعاء كيف يتفوق الإسلام على ما عندهم من أديان ومن مذاهب سياسية تفوقا ساحقا. نفعل هذا بكل عزة وعقل ومنهجية علمية وثقة تامة بالنفس. على أن المسلمين لن يمكنهم الشعور بالعزة والكرامة ما داموا يستكينون لحكامهم المتخلفين ويسكتون على عسفهم بهم ومظالمهم التي يصبونها عليهم صبا وعلى انحيازهم لأعداء الدين والملة وتعاونهم معهم ضد مصالح البلاد والعباد. ترى بالله يمكن أن تحقق أمة بهذا الوضع شيئا محترما من إنجازات التاريخ والحضارة؟ إنها في واقع الأمر وحقيقته لا تختلف في شىء عن حكامها أولئك. إنها من نفس الطينة، طينة الخبال، وإن زعمت أنها شىء آخر. لو كانت شيئا آخر ما رضيتْ هذه الأوضاع، ولثارت على أوضاعها المزرية اللاإنسانية وحطمت قيودها تحطيما، ولما استعذبت الجهل وكراهية العلم والثقافة إلى هذا الحد الشاذ الذي نراه ونلمسه بأيدينا.
واستطرد الدكتور عوض قائلا إن الأمم الكريمة، حتى لو اضْطُرَّت إلى الصمت على مظالم حكامها بعض الوقت، لا يمكنها أن تكره العلم والكتاب على النحو المخزي الغريب الذي نراه في أمتنا الآن. إن هذا انتحار حضاري، فما من أمة كُتِب لها النهوض عن طريق الجهل وبُغْض العلم والمعرفة. إن الإنسان لم يصبح خليفة في الأرض إلا بالعلم والعقل والسعي وراء المعرفة. لكن أمتنا، بسبب من بلاهتها الحضارية، تحسب أنها يمكن أن تفلت من قانون التاريخ وتَلِج بوابة التحضر بكل هذا القدر الفاحش من الجهل والعته العقلي المتمثل في أغلبية طلاب المدارس والجامعات، الذين هم أمل المستقبل حسب المفترض، وخيبة الأمل في الواقع الكئيب. وهذه التنبلة واللامبالاة عامة في الأمة، فلا إنتاج أو إبداع يذكر، ولا إتقان لشىء.
وأوضح الدكتور عوض أن العراقيل لخروج الأمة من أزمتها كثيرة: فمنها ما يرجع إلى الحكام، ومنها ما يرجع إلى الماضي والتاريخ، ومنها ما يرجع إلى القوى الغربية الاستعمارية. ولكن العامل الحاسم في كل ذلك هو الشعب. فلو أن الشعوب هبت من سباتها ونفضت عنها ثوب المذلة كما صنعت سائر الشعوب التي كانت مبتلاة بمثل ما نحن مُبْتَلَوْن به، وثارت على أوضاعها اللاإنسانية وعملت على أن تلحق بركب القرن الحادي والعشرين، فإن كثيرا من تلك العراقيل سوف تزول، وإن كان الأمر يحتاج إلى وقت غير قصير ونظر بعيد وصبر متواصل وعدم استعجال للنتائج وجِدٍّ في تناول الأمور، وعدم ترك الحبل على الغارب للحكام مرة أخرى حتى "لا ترجع ريمة لعادتها القديمة" المدمرة، والمؤمن من اتعظ بما حدث له من قبل، ولم يكرر نفس الأخطاء. وأهم شيء هو العلم وتحصيل الثقافة والمعرفة، والعمل ثم العمل ثم العمل، والإتقان ثم الإتقان ثم الإتقان، وبدون ذلك لا أمل مهما صلى المصلون وصام الصائمون وزكى المزكون وحج الحاجّون. والعلم في الإسلام له مكانته الرفيعة، وديننا هو الدين الوحيد الذي حض عليه وأعلى من شأنه وجعل العالـِم يَفْضُل العابد كثيرا. أما ذلك النفور الحالي من العلم والثقافة فإنه مهلك وقاتل، ولو استمرت الأمور على هذا النحو فلا أمل.
وفيما يخص دعوة الحوار مع الغرب أشار الدكتور عوض إلى أنه لا يُعْقَل أن أجد الطرف الآخر لا يحترمني ولا هو جاد في التحاور معي ثم أُصِرّ على أن أعرض نفسي عليه وأترامى على قدميه. نحن الآن ضعفاء، ما في ذلك شك. لكن هذا الضعف ليس فطريا فينا، بل هو أمر عارض تمر به الشعوب بين الحين والآخر، إلا أنها تختلف في مواجهته: فمنها من يستنيم له ولا يفكر في التمرد عليه والطموح إلى إحراز القوة والمقدرة والسيادة، ومنها من لا يرتاح إلا إذا نفض عنه هذا الضعف وصار شيئا آخر. والملاحظ على الأمة الإسلامية الآن بوجه عام أنها مستكينة إلى وضعها المزري، اللهم إلا قلة قليلة تضحى بنفسها ومالها وراحتها، وحياتها ذاتها. لكن لو استمر الوضع كما هو الآن فقد تيأس هذه الفئة القليلة وتريح نفسها وتترك الشعب يقاسى ما يقاسيه دون أن تحاول إيقاظه ما دام لا يستجيب لها. وأنا أرى ألا نشغل أنفسنا كثيرا بالحوار مع الغرب، لأنه ما دام قويا ونحن ضعفاء، وحكوماتنا لا تبالي بنا، ولا يهمها دين الأمة ولا دنياها، فكيف يصح أن أؤمل من وراء مثل ذلك الحوار خيرا. أما لو قَوِينا ونَشِطْنا فلسوف يجرى الغرب ذاته وراء التحاور معنا. القوة كلمتها مسموعة، والضعف لا يثير إلا الاستهزاء. هذه سنة كونية تحكم العلاقات بين الأمم، والإسلام هو دين القوة والمنعة، وليس دين الضعف والتخاذل.
أما فيما يخص القول بإرجاء تطبيق الشريعة الإسلامية فيتساءل الدكتور عوض: ما المقصود بتطبيق الشريعة الإسلامية؟ إذا كان المقصود هو تطبيق العقوبات فسوف تكون غلطة رهيبة أن نسارع إلى تطبيقها الآن، لأنه ليس من العدل ولا من الحكمة ولا من الحصافة بل ليس من الدين أن أعاقب الناس على أخطاء لم أوفر لهم سبل الامتناع عن ارتكابها: فمثلا كيف أطبق حد الزنا، والشباب لا يجدون ما يتزوجون به؟ ترى هل يعقل أن يعيش شاب بمائة وعشرين جنيها، وهو المرتب الذي يحصل عليه كثير من الخريجين؟ وهذا إن وجدوا عملا بعد تخرجهم أصلا. إن مثل هذا المرتب لا يكفى إطعام قطة، فضلا عن إنسان. ولا ينبغي أن يقل مرتب الخريج عن ألف جنيه، بالإضافة إلى توفير المسكن الملائم بأجرة معقولة ودون حاجة إلى شرائه، اللهم إلا إذا أقرضته الدولة ثمن المسكن على أن يكون الدفع مقسطا، وبعائد بسيط للغاية. كذلك كيف ندعو إلى قطع يد السارق، وعندنا لصوص كبار لا يسرقون إلا المليارات، وهذه المليارات هي أموال من سنقطع أيديهم؟ فلنعد الحقوق إلى أصحابها أولا ونوفر لهم سبل العيش الكريم، وبعدها فلنفكر في تنفيذ الحدود. هكذا يقول العقل والمنطق والدين. ولهذا لم نر الرسول يطبق أية عقوبات في مكة، ولا طبقها بمجرد انتقاله إلى المدينة، وإنما ابتدأ تطبيقها بعد أن استقامت الأوضاع، وصار بمكنة كل مسلم أن يعيش عيشة كريمة تُكْفَل فيها حاجاته. والواقع أنني أفهم تطبيق الشريعة بمعنى آخر، وهو تطبيق المبادئ والقيم الإسلامية أولا، كالجد والاجتهاد والسعي وراء العلم والعمل على امتلاك أسباب القوة في عالم لا يعترف إلا بالأقوياء: القوة الاقتصادية، والقوة العلمية، والقوة الحربية، والقوة الاجتماعية... أريد من المسلمين أفرادا وجماعات أن يكونوا كخلية النحل منذ أن يطلع عليهم الصباح إلى أن يخلدوا إلى فراشهم. أما ما نراه الآن فعبث في عبث في عبث، ولن يقوم للإسلام به قائمة. وبعد ذلك يأتي تطبيق الحدود العقابية، أما لو بدأنا الآن بتطبيق الحدود دون تمهيد فلسوف تكون كارثة بكل المقاييس، ولا أظن الله ورسوله يرضيان بهذا.
وشدد الدكتور عوض على ضرورة أن يلتزم الناس أولا بالإسلام سلوكا، قائلا إن الناس يتكلمون كثيرا عن الإسلام ويتجادلون في الدين ليل نهار، ويفصّصون الشعرة في تلك المجادلات، لكنك تنظر حولك في دنيا الواقع فتتحسر، إذ لا تكاد ترى قيم الإسلام ومبادئه في أي شيء من سلوكهم. فالطالب مثلا لا يقرأ ولا يهتم بالعلم، وكل همه هو حفظ الملخصات قبل الامتحان بأيام قلائل، وهو يحفظ تلك الملخصات دون فهم ودون تذوق ودون اقتناع بقيمتها. وهو يكره حضور المحاضرات، وكلُّ أسئلته من أول يوم في الدراسة حتى قبل أن يتسلم الكتاب تدور حول كيفية حفظ المقرر (الحفظ لا الفهم) ومقدار ما سيحذفه الأستاذ، حتى لقد أصيبت عقول كثير من الطلاب بالعته والبله، والعياذ بالله.
مثال آخر: انظر إلى مقدار القذارة والتشويهات والضجة والخناقات والشتائم التي تملأ شوارعنا. وانظر إلى الحفر والمطبات في جميع الشوارع والحواري. وانظر إلى أعمدة النور العاطلة والمحطمة والمكشوفة الأسلاك. وانظر إلى البلاعات العريانة... وقل لي بالله عليك: هل يرضى الإسلام بهذا؟ ومع ذلك فإننا لا نكف عن التجادل في أمور الدين، وكل منا يرى نفسه أفضل من أي مُفْتٍ في العالم، رغم جهله الشنيع. ترى هل نحن أمة فقدت صلاحيتها للحياة؟ أم ماذا؟ إنه لأمر يحير الحليم ويدعه حيران، بل ضالا أشد الضلال.
وحول ما يردده البعض من عدم قدرة الإسلام على التعاطي مع إشكاليات العصر وأنه لا يصلح إلا لما مضى قال الدكتور عوض إن الإسلام مجموعة من المبادئ والقيم قبل أي شيء آخر. الإسلام هو دين العلم والعمل والجد والإتقان والعزة والكرامة، فما الذي في هذا مما يمكن أن يعطلني، لا أقول عن اللحاق بركب العصر، بل عن قيادته؟ أما التافهون الذين يضعون العراقيل أمام تيار الحياة والتقدم والتحضر مستندين إلى فهم ضيق وغبي لنصوص القرآن والسنة، وباحثين بملقاط عن كل ما يخيف المسلم من الحركة إلى أمام، فهؤلاء مَرْضَى. ومع هذا فإن لهؤلاء صوتا مسموعا جدا بين الناس، والناس تطيع كلامهم لأنه لا يكلفهم شيئا. أما الدعاة العقلاء الذين يعملون على إفهامهم أنه لا أمل في الخروج من طوق التخلف العاتي الذي يحيط بهم الآن إلا بالعلم والعمل والإبداع والإتقان والتخطيط والذوق السليم والنظام الصارم، فإنهم لا يحظَوْن منهم بالإقبال. للأسف الناس تحب من يحول الدين إلى تسالٍ وحواديت، ولا تطيق الجِدّ من الأمر. وعلينا أن نتغير رغم مرارة التغير وإيلامه، ولكن لا سبيل إلا هذا. الحياة جِدٌّ وكَبَدٌ ومشقاتٌ، وليست لهوا وتضييع وقت، ويا ليت قومي يعلمون.
وتساءل الدكتور عوض مجددا: بالله عليك أين هو الإسلام في حياة الناس حتى يقال إنه هو المسئول عن تخلفهم؟ أنا لا أتكلم عن المظاهر، فهي موجودة، والحمد لله، بل أتكلم عن الجوهر، أتكلم عن السعي الدءوب وراء العلم، وعن الرغبة اللاهبة في الإبداع والاكتشاف والبحث عن الحلول، وعن الهفوّ إلى الجمال، وعن التمسك بالنظام والتخطيط. هذا هو الإسلام كما أفهمه، فهل هو موجود في حياتنا حتى نقول إنه هو السبب في تأخرنا وعدم لحاقنا بركب العصر؟ لقد قاد الإسلام أمة العرب وحوّلها من أمة متخلفة تعيش خارج نطاق التاريخ إلى أمة تسكن قلب التاريخ وتقود التاريخ وتسود العالم، وتم هذا في بضع عشرات من السنين أصبح العرب بعدها يتربعون على قمة الحضارة في وقتهم علما وعملا ونظافة وقوة. فكيف يُتَّهَم الإسلام بمثل تلك التهم السخيفة الرقيعة؟










HOME

غير معرف يقول...

قطوف من الشمائل المحمدية والأخلاق النبوية والآداب الإسلامية




محمد بن جميل زينو


بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .
وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
أما بعد فإن أقدم لإخواني القراء المسلمين الكرام :
قطوفاً من الشمائل المحمدية ، والأخلاق النبوية ، والآداب الإسلامية ليطلعوا عليها ، ويقتدوا بهذا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، في أخلاقه ، وآدابه ، وتواضعه ، وحلمه ، وشجاعته ، وكرمه ، وتوحيده لربه ، ولا سيما نحن في عصر نحتاج إلى نشر التوحيد والأخلاق اللذين انتصر بهما المسلمون ، وانتشر الإسلام .
وما أحسن قول الشاعر :
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
والله أسأل أن ينفع بهذا الكتاب المسلمين ، ويجعله خالصاً لوجهه الكريم .














مولد الرسول صلى الله عليه وسلم :
1- قال الله تعالى : {لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} .
2- وقال الله تعالى : {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ }
3- وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عن صوم يوم الاثنين قال : ( ذلك يوم ولدت فيه ، وفيه بعثت ، وفيه أنزل الحق) .
4- لقد ولد الرسول صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين من شهر ربيع الأول في مكة المكرمة عام الفيل عام 571م من أبوين معروفين : أبوه عبدالله بن عبدالمطلب ، وأمه آمنة بنت وهب ، سماه جده محمداً صلى الله عليه وسلم ، وقد مات أبوه قبل ولادته .
5- إن من واجب المسلمين أن يعرفوا قدر هذا الرسول الكريم ، فيحكموا بالقرآن الذي أُنزل عليه ، ويتخلقوا بأخلاقه ، ويهتموا بالدعوة إلى التوحيد التي بدأ بها رسالته متمثلة في قوله تعالى : {قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا} .

اسم ونسب الرسول صلى الله عليه وسلم :
1- قال الله تعالى : {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ} .
2- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لي خمسة أسماء : أنا محمد ، وأنا أحمد ، وأنا الماحي الذي يمحو الله به الكفر ، وأنا الحاشر الذي يُحشر الناس على قدمي ، وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي .
3- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُسمي لنا نفسه أسماء فقال : "أنا محمد ، وأنا أحمد ، وأنا المقفى ، والحاشر ، ونبي التوبة ، ونبي الرحمة"(المقفى : آخر الأنبياء) .
4- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ألا تعجبون كيف يصـرف الله عني شتم قريش ، ولعنهم ؟ يشتمون مذمماً ، ويلعنون مذمماً ، وأنا محمد) .
5- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل ، واصطفى قريشاً من كنانة ، واصطفى من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم) .
6- وقال صلى الله عليه وسلم : ( تسموا باسمي ، ولا تكنوا بكنيتي ، فإنما أنا قاسم أقسم بينكم) .

الرسول كأنك تراه صلى الله عليه وسلم :
1- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجهاً وأحسنهم خلقاً ، ليس بالطويل البائن ولا القصير .
2- كان الرسول صلى الله عليه وسلم ، أبيض مليح الوجه .
3- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مربوعاً ( ) ، عريض ما بين المنكبين ، كث اللحية ، تعلوه حُمرة ، جمته إلى شحمة أذنيه ، لقد رأيته في حُلة حمراء ، ما رأيت أحسن منه . (كث اللحية : كثير الشعر) (جمته : شعره) .
4- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضخم الرأس واليدين والقدمين ، حسن الوجه ، لم أر قبله ولا بعده مثله .
5- كان وجهه مثل الشمس والقمر وكان مستديراً .
6- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سُرّ استنـار وجهه ، حتى كأن وجهه قطعة قمر ، وكنا نعرف ذلك .
7- كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يضحك إلا تبسماً ، وكنت إذا نظرت إليه قلت أكحل العينين وليس بأكحل .
8- وعن عائشة قالت : ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعاً قط ضاحكاً ، حتى أرى منه لهواته ، إنما كان ضحكه التبسم . ( لهواته : أقصى حلقه) .
9- وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في ليلة إضحيان فجعلت أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والى القمر ، وعليه حلة حمراء ، فإذا هو عندي أحسن من القمر . ( إضحيان : مضيئة مقمرة) .
10- وما أحسن من قال في وصف الرسول صلى الله عليه وسلم :
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامي عصمة للأرامل .
هذا الشعر من كلام أبي طالب أنشده ابن عمر وغيره ، لما أصاب المسلمين قحط ، فدعا لهم الرسول قائلاً : (اللهم أسقنا) فنزل المطر . (ثمال : مُطعم ، عِصمة : مانع من ظلمهم) .
والمعنى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم المنعوت بالبياض يسأله الناس أن يتوجه إلى الله بوجهه الكريم ودعائه أن يُنزل عليهم المطر وذلك في حال حياته صلى الله عليه وسلم ، أما بعد مماته فقد توسل الخليفة عمر بالعباس أن يدعو لهم بنزول المطر ولم يتوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم : وأنشد من كنانة فقال :
لك الحمد والحمد ممن شكر
*** سُقينا بوجه النبي المطر

دعا الله خالقه دعوة
*** إليه وأشخص منه البصر

فلم يك إلا كإلقاء الرداء
*** وأسرع حتى رأينا الدرر

وكان كما قال لـه عمه
*** أبو طالب أبيض ذو غرر

به الله يسقى صــوب الغمـام
*** وهذا العيان لذاك الخير

فمن يشكر الله يلق المزيد
*** ومن يكفر الله يلق الغير

قال الشاعر أبو رواحة عبدالله بن عيسى اليمني :
هذا رسول الله يبدو فـي الدنيــا
*** شمساً تضئ لسائر الأكوان

فهو الذي كان الختام لرسلنـــا
*** كختام مسك فاح في البلدان

ذو الصورة البيضاء والوجه الذي
*** أضحى لنا قمراً بكل مكان

وإذا لمست الكف قلت : حريرة
*** من لينة كالزبد في فنجــــان

وإذا سمعت كلامه مترسلاً
*** يصل القلوب يهز كل جنان

وجوامع الكلم البليغ أحاطتها
*** إذا أنها فاقت لكل بيان


أبو معبد والرسول صلى الله عليه وسلم :
اشتهر في كتب السيرة والحديث خبر نزول الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه بخيمة أم مبعـد (بقرير) طالبين القرى ، فاعتذرت لهم لعدم وجود طعام عندها إلا شاة هزيلة لا تدر لبناً ، فأخذ الشاة فمسح ضرعها بيده ، ودعا الله ، وحلب في إناء حتى علت الرغوة ، وشرب الجميع ، ولكن هذه الرواية طرقها ما بين ضعيفة وواهية إلا طريقاً واحداً يريوها الصحابي قيس بن النعمان السكوني ونصها :
(لما انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر يستخفيان نزلا بأبي معبد فقال : والله ما لنا شاة ، وإن شاءنا لحوامل فما بقي لنا لبن .
الرسول صلى الله عليه وسلم : فما تلك الشاة ؟
أبو معبد : أتى بها .
الرسول صلى الله عليه وسلم : دعا بالبركة عليها ، ثم حلـب عُسـا فسقاه ثم شربوا . (عُساً : قدحاً كبيراً) .
أبو معبد : أنت الذي يزعم قريش أنك صابئ .
الرسول صلى الله عليه وسلم : إنهم ليقولون .
أبو معبد : أشهد أن ما جئت به حق .
أبو معبد : أتبعك .
الرسول صلى الله عليه وسلم : لا ، حتى تسمع أنا قد ظهرنا : (أي انتصرنا) .
أبو معبد : فاتبعه بعد : ( أي لحقه بعد أن ظهر في المدينة) .

من فضائل الرسول صلى الله عليه وسلم :
1- قال الله تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا * وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا} .
2- {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} .
3- {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }
4- وقال صلى الله عيه وسلم : ( أنا أكثر الأنبياء تبعاً يوم القيامة ، وأنا أول من يقرع باب الجنة) .
5- وقال صلى الله عليه وسلم : ( أنا أول شفيع في الجنة ، لم يُصدق نبي من الأنبياء ما صدقت ، وإن نبياً من الأنبياء ما صدقه من أمته إلا رجل واحد) .
6- وقال صلى الله عليه وسلم : سألت ربي ثلاثاً ، فأعطاني ثنتين ، ومنعني واحدة : سألت ربي ألا يهلك أمتي بالسِّنة ، فأعطانيها ، وسألته أن يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها ، وسألته أن يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها) . (السنة : القحط) .
وفي رواية : (فسألته أن لا يسلط عليهم عدواً من غيرهم فأعطانيها) .
7- وقال أنس بن مالك في حديث الإسراء وفيه :
(والنبي صلى الله عليه وسلم ، نائمة عيناه ، ولا ينام قلبه) .
8- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنا سيد ولد آدم يوم القيام ، وأول من تنشق عه الأرض ، شافع ومشفع) .
9- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فضلت على الأنبياء بست : أعطيت جوامع الكلم ، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً ، وأرسلت إلى الخلق كافة ، وختم بي النبيون) .
10- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بعثت من خير قرون بني آدم قرناً فقرناً ، حتى كنت في القرن الذي كنت منه) .
11- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن مثلي ومثل الأنبياء قبلي ، كمثل رجل بنى بنياناً فأحسنه وأجمله ، إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه ، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون لـه ، ويقولون : هلا وضعت هذه اللبنة ؟ قال : فأنا اللبنة ، وأنا خاتم النبيين) .
12- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إني عند الله مكتوب خاتم النبيين ، وإن آدم لمنجدل في طينته ، وسأخبركم بأول أمري : دعوة إبراهيم ، وبشارة عيسى ، ورؤيا أمي التي رأت حين وضعتنا ، وقد خرج لها نور أضاءت لها منه قصور الشام) . (لمنجدل : ملقى على الأرض) .
12- جاء الملك جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في غار حراء فقال : (إقرأ باسم ربك الذي خلق) فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يرجف فؤاده ، فدخل على خديجة بنت خويلد وأخبرها : لقد خشيت على نفسي ، فقالت خديجة : كلا والله ما يخزيك الله أبداً ، إنك لتصل الرحم ، وتحمل الكل ( ) ، وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق ، فانطلقت به خديجة إلى ورقة بن نوفل ، فقالت له خديجة ، يا ابن عم : أسمع من إبن أخيك ، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم ، خبر ما رأى ، فقال له ورقة : هذا الناموس ( ) الذي نزل الله على موسى ، يا ليتني فيها جذعاً ، ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أومرجي هم ؟ قال : نعم ، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي ، وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً) .

خاتم نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم :
1- عن جابر بن سمرة قال : رأيت الخاتم بين كتفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، غُدة حمراء مثل بيضة الحمامة يشبه جسده .
2- عن عبدالله بن سرجس قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ، ودخلت عليه ، وأكلت من طعامه ، وشربت من شرابه ، ورأيت خاتم النبوة في ناغض كتفه اليسرى ، جُمعاً عليه خيلان كأمثال التآليل .
3- عن الجعد بن عبدالرحمن قال : سمعت السائب بن يزيد يقول : ذهبت بي خالتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ، إن ابن أختي وجع فمسح رأسي ، ودعا لي بالبركة ، ثم توضأ فشربت من وضوئه ( ) ثم قمت خلف ظهره ، فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه مثل زر الحجلة ( ) .

طيب رائحة النبي صلى الله عليه وسلم :
1- عن أنس رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أزهر اللون كأن عرقه اللؤلؤ ، إذا مشا تكفأ ( ) ، وما مسحت ديباجاً ولا حريراً ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا شممت مسكاً ولا عنبراً أطيب من رائحة النبي صلى الله عليه وسلم .
2- عن أنس قال : دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال ( ) عندنا فعَرق ، فجاءت أمي بقارورة ، فجعلت تسلُت العرق فيها فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : ( يا أم سليم ، ما هذا الذي تصنعين ؟ قالت : هذا عرقك نجعله طيبنا ، وهو من أطيب الطيب .
3- كان صلى الله عليه وسلم ، يعرف بريح الطيب إذا أقبل .
4- وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم ( كان لا يرد الطيب) .
5- وقال صلى الله عليه وسلم : ( أطيب الطيب المسك) .

صفة نوم الرسول صلى الله عليه وسلم :
1- كان ينام أول ، ويُحيي آخره .
2- كان النبي صلى الله عليه وسلم ، إذا أوى إلى فراشه قال : (باسمك اللهم أمـوت وأحيـا) وإذا استيقظ قال : ( الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا ، واليه النشور) .
3- كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا أخـذ مضجعه وضع كفه اليمنى تحت خده الأيمن ، وقال : ( رب قني عذابك يوم تبعث عبادك) .
4- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه فنفث فيهما وقرأ فيهما : ( قل هو الله أحد) و (قل أعوذ برب الفلق) و ( قل أعوذ برب الناس) ثم مسح بهما ما استطاع من جسده ، يبدأ بهما رأسه ووجهه ، وما أقبل من جسده ، ينصع ذلك ثلاث مرات .
5- كانت وسادته التي ينام عليها بالليل من أدم (جلد) حشوها من ليف .
6- كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ينام عليه من أدم (أي جلد) حشوه ليف.
7- قال عائشة : يا رسول الله ، أتنام قبل أن توتر ؟ فقال : ( يا عائشة : إن عيني تنامان ولا ينام قلبي) .

قراءة الرسول وصلاته صلى الله عليه وسلم :
1- قال الله تعالى : {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} .
2- كان لا يقرأ القرآن في أقل من ثلاثة (أيام) .
3- كان يقطع قراءته آية آية : (الحمد لله رب العالمين) ثم يقف (الرحمن الرحيم) ثم يقف.
4- كان صلى الله عليه وسلم يقول : ( زينوا القرآن بأصواتكم ، فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسناً) .
5- كان يمد صوته بالقرآن مداً .
6- كان يقوم إذا سمع الصارخ (الديك) .
7- كان يصلي في نعليه : ( إذا كان المكان غير مفروش) .
8- كان إذا حزبه أمر صلى (حزبه : كربه) .
9- كان إذا جلس في الصلاة وضع يديه على ركبتيه ، ورفع إصبعه اليمنى التي تلي الإبهام فدعا بها .
10- كان يُحرك إصبعه اليمنى يدعو بها .
(السبابة عند الجلوس في الصلاة) .
ويقول : ( لهي أشد على الشيطان من الحديد) .
11- كان يضع يده اليمنى على اليسرى على صدره (في الصلاة) .
12- إن الأئمة الأربعة أجمعت على قول : إذا صح الحديث فهو مذهبي ، فيكون التحريك ، وضع اليدين على اليدين على الصدر في الصلاة من مذهبهم ، وهو من سنن الصلاة .
13- لقد أخذ بسنة تحريك الأصبع (السبابة) في الصلاة الإمام مالك وغيره ، وبعض الشافعية – رحمهم الله – كما في شرح المهذب للنووي 3/454 ذكر ذلك محقق جامع الأصول .
14- وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلـم ، الحكمة من تحريكها في الحديث المذكور أعلاه ، لأن تحريك الأصبع يشير إلى توحيد الله ، وهذا التحريك أشد على الشيطان من ضرب الحديد ، لأنه يكره التوحيد ، فعلـى المسلم أن يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا ينكر سنته ، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ( صلوا كما رأيتموني أصلي) .
15- كان يعقد التسبيح (بيمينه) .

صوم النبي صلى الله عليه وسلم :
1- قال صلى الله عليه وسلم : ( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه) .
2- قال صلى الله عليه وسلم : ( من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال كان كصوم الدهر) .
3- وقال صلى الله عليه وسلم : ثلاث من كل شهر ، ورمضان إلى رمضان ، فهذا صيام الدهر كله ، صيام يوم عرفة ( ) احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله ، والسنة التي بعده ، وصيام (يوم) عاشوراء ( ) احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله) .
4- وقال صلى الله عليه وسلم : ( لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع) ( ) .
5- سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الاثنين والخميس ؟قال : يومان تعرض فيهما الأعمال على رب العالمين ، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم) .
6- نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عن صوم يوم الفطر والأضحى .
7- ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، استكمل صيام شهر قط ، إلا رمضان .

قيام الرسول صلى الله عليه وسلم :
1- قال الله تعالى : {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا} .
2- عن عائشة : ما كان رسول الله صلى الله عليـه وسلم يزيد في رمضان ، ولا في غيره ، على إحدى عشرة ركعة ، يصلي أربعاً ، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي ثلاثاً ، فقلت : أتنام قبل أن توتر ؟ فقال : ( ياعائشة : إن عيني تنامان ، ولا ينام قلبي) .
3- عن الأسود بن يزيد قال : سألت عائشة رضي الله عنها ، عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بالليل ، فقالت : كان ينام أول الليل ، ثم يقوم ، فإذا كان من السحر أوتر ، ثم أتى فراشه ، فإذا كان له حاجة ، ألم بأهله ، فإذا سمع الأذان وثب ، فإذا كان جنباً أفاض عليه من الماء ، والا توضأ وخرج للصلاة .
4- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقوم حتى تنتفخ قدماه فيقال له : يا رسول الله تفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال : ( أفلا أكون عبداً شكوراً) .

صفة كلام الرسول صلى الله عليه وسلم :
1- قال الله تعالى : {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} .
2- وقال صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو : (أكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج مني إلا الحق) .
3- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( بعثت بجوامع الكلم ، ونصرت بالرعب ، فبينما أنا نائم رأيتني أوتيت بمفاتيح خزائن الأرض ، فوضعت في يدي) .
قال أبو هريرة : ذهب رسول الله وأنتم تنتقلونها .
(جوامع الكلام : الكلام القليل ذو المعنى الكثير)
مفاتيح خزائن الأرض : تسهيل فتح البلاد) .
4- عن عائشة قالت : ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يسردكسردكم هذا ، ولكنه كان يتكلم بكلام بين فصل يحفظه من جلس إليه) .
(فصل : ظاهر) .
5- كان يحدث حديثاً لو عدة العادة لأحصاه .
6- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، طويل الصمت .
7- كان صلى الله عليه وسلم يُعيد الكلمة ثلاثاً لُتِغقل عنه .
وفي رواية ( حتى تُفهم عنه) .
والمراد : الكلمة الصعبة التي تحتاج للإعادة) .
8- كان النبي صلى الله عليه وسلم ، يحب الجوامع من الدعاء ، ويدع ما بين ذلك .
(الجوامع : الكلام القليل ذو المعنى الكثير) .
9- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا خطب احمرت عيناه ، وعلا صوته ، واشتد غضبه ، حتى كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم .

صفة حوض الرسول صلى الله عليه وسلم :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( حوضي مسيرة شهر ، ماؤه أبيض من اللبن ، وريحه أطيب من المسك ، وكيزانه كنجوم السماء من شرب منه فلا يظمأ أبداً) .
(كيزان : جمع كوز وهو الإبريق) .

من زهد الرسول صلى الله عليه وسلم :
1- قال الله تعالى : {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى} .
2- وعن عمر بن الخطاب في حديث إيلاء ( ) رسول الله صلى الله عليه وسلم من أزواجه ألا يدخل عليهن شهراً ، واعتزل عنهن في عُلية ، فلما دخل عليه عمر في تلك العُلية ، فإذا فيها سوى صُبرة ( ) من قرظ ( ) وأهبةٍ ( ) وصُبرة من شعير ، وإذا هو مضطجع عل رمال حصير ، وقد أثر في جنبه ، فهملت عينا عمر ، فقال : مالك ؟ قلت يا رسول الله أنت صفوة الله من خلقه ، وكسرى وقيصر فيما هما فيه ، فجلس مُحمراً وجهه ، فقال : أوفي شك يا ابن الخطاب ؟ ثم قال : أولئك قوم عُجلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا .
وفي رواية مسلم : ( أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ، ولنا الآخرة ؟ فقلت : بلى يا رسول الله ، قال : فاحمد الله عز وجل .
3- وعن علقمة عن ابن مسعود قال : اضطجع رسول الله على حصير ، فأثر الحصير بجلده ، فجعلت أمسحه وأقول : بأبي أنت وأمي : ألا آذنتنا فنبسط لك شيئاً يقيك منه تنام عليه ؟ قال : (مالي وللدنيا ، ما أنا والدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها) .
4- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لو كان لي مثل أُحد ذهباً لسرني أن لا تمر عليّ ثلاث ليالي وعندي منه شئ إلا شيئاً أرصده لدين) .
5- وعن عمرو بن الحارث رضي الله عنهما قال ك ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته ديناراً ولا درهماً ، ولا عبداً ولا أمة ، ولا شيئاً إلا بغلته البيضاء التي كان يركبها ، وسلاحه ، وأرضاً جعلها لابن السبيل صدقة .

جوع الصحابة والرسول صلى الله عليه وسلم :
يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة ، فإذا هو بأبي بكر قاعد وعمر معه خارج بيوتهما .
الرسول صلى الله عليه وسلم : ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة ؟
أبو بكر وعمر : الجوع يا رسول الله .
الرسول صلى الله عليه وسلم : وأنا والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما .
يأمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم ، أن يقوموا فقاموا معه ، فذهبوا إلى بيت رجل من الأنصار اسمه (أبو الهيثم مالك بن التيهان) فلم يجدوه في بيته .
المرأة : (تخاطب الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه) : مرحباً وأهلاً .
الرسول صلى الله عليه وسلم : أين فلان (يعني أبا هيثم) .
المرأة : ذهب يستعذب لنا الماء ( يأتي بالماء الحلو) .
يأتي أبو الهيثم فينظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه ، ويلتزم النبي ويفديه بأبيه وأمه .
أبو الهيثم : الحمد لله ما أحد اليوم أكرم أضيافاً مني .
ينطلق أبو الهيثم فيأتي بغصن نخيل فيه بُسر وتمر ورُطب .
(أنواع التمر حين ينضج) .
أبو الهيثم : كلوا من هذه :
ينطلق أبو الهيثم ومعه السكين ليذبح لهم شاة :
الرسول صلى الله عليه وسلم : إياك والحلوب (احذر الشاة ذات اللبن) .
الرسـول صلى الله عليه وسلم يأكلون التمر واللحم ويشربون الماء العذب ، حتى شبعوا ورووا .
الرسول صلى الله عليه وسلم : (لأبي بكر وعمر) والذي نفسي بيده لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة ، أخرجكم من بيوتكم الجوع ، ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم .

يستفاد من الحديث :
1- كان الرسول صلى الله عليه وسلم ، وصحابتـه يشتد به الجوع ، فيخرجون من بيوتهم ، لعلهم يجدون طعاماً ، آخذين بالأسباب .
2- لا بأس أن يذهب الرجل إلى تناول الطعام في بيت أحد أصحابه ، إذا كان يعلم أن ذلك يسره .
3- يجوز للرجل سؤال المرأة من وراء حجاب إذا لم يكن وحده .
4- التنبيه على فضل النعمة ، وشكر خالقها ، وعدم الاشتغال بها عن المنعم ، قال الله تعالى : {لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ}

عيش رسول الله صلى الله عليه وسلم :
1- قال الله تعالى : {وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى}
(أي كنت فقيراً ذا عيال ، فأغناك الله عمن سواه) .
2- وعن عائشة أنها قالت : إن كنا آل محمد ، ليمر بنا الهلال ، ما نوقد ناراً ، إنما هما الأسودان ، التمر والماء ، إلا أنه كان حولنا أهل دور من الأنصار ، يبعثون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بلبن منائحهم ( ) ، فيشر ويسقينا من ذلك اللبن .
3- وعن أنس قال : ما أعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، رأى رغيفاً مرققاً ، حتى لحق الله ، ولا شاة سميطاً ( ) بعينه قط .
4- وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يتلوى من الجوع ، ما يجد ما يملأ من الدقل بطنه .(الدقل : ردئ التمر) .
5- وعن أنس رضي الله عنه أنه مشى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بخبز وإهالة سنخة ( ) ، ولقد رهن درعه عند يهودي ، فأخذ لأهلـه شعيراً ، ولقد سمعته ذات يوم يقول : ( ما أمسي عند آل محمد صاع تمر ، ولا صاع حب) .
6- كان يبيت الليالي المتتابعة طاوياً وأهله ، ولا يجدون عشاء وكان أكثر خبزهم الشعير.
7- وعن عائشة رضي الله عنها قالت : ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم منذ قدموا المدينة – ثلاثة أيام تباعاً – من خبر بر ، حتى مضى لسبيله (أي مات) .
8- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم أجعل رزق آل محمد قوتاً) (أي ما يسد الجوع) .

بكاء الرسول صلى الله عليه وسلم :
الحديث الأول : الرسول جالس مع عبدالله بن مسعود :
الرسول صلى الله عليه وسلم : إقرأ عليّ .
ابن مسعود : أقرأ عليك ، وعليك أنزل ؟ .
الرسول صلى الله عليه وسلم : أحب أن أسمعه من غير .
عبدالله بن مسعود يقرأ من سورة النساء حتى أتى إلى هذه الآية : {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا} .
الرسول صلى الله عليه وسلم : حسبك الآن .
يلتفت ابن مسعود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا عيناه تذرفان (أي تدمعان) .

يستفاد من الحديث :
1- قول الرسول صلى الله عليه وسلم للقارئ (حسبك الآن) ولم يقل صدق الله العظيم .
2- كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحب سماع القرآن من غيره .
3- أن الخشوع عند سماع القرآن يكون بالبكاء لا بالصياح .

الحديث الثاني : يدخل الصحابة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، على ولده إبراهيم وهو عند مرضعته ، فيأخذه ويقبله ويشمه ، ثم يدخل الصحابة عليه بعد ذلك فيجدون إبراهيم يجود بنفسه (أي يموت) فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان (تدمعان) .
عبدالرحمن بن عوف : وأنت يا رسول الله (تبكي) .
الرسول صلى الله عليه وسلم : إنها رحمة ... إن العين تدمع ، والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا ، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون .

يستفاد من الحديث :
1- جواز البكاء على المبيت بدون صراخ ولا نواح .
2- جواز الحزن على الميت ، مع تجنب الكلام الذي يدل على السخط والغضب ، والرضا بالقدر والتسليم .
3- البكاء رحمة .
4- الصبر والاحتساب .

رؤيا الرسول صلى الله عليه وسلم :
1- قال صلى الله عليه وسلم : ( من رآني في المنام ، فقد رآني ، فإن الشيطان لا يتمثل بي) .
2- وقال صلى الله عليه وسلم : (من رآني فقد رأى الحق ، فإن الشيطان لا يتزياً بي) .
3- وقال صلى الله عليه وسلم : ( من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ، ولا يتمثل الشيطان بي) .

يستفاد من هذه الأحاديث :
1- أن رؤيا الرسول صلى الله عليه وسلم ، ممكنة على الوجه الذي ورد في شمائله . من طوله ، ولونه ، وهيبته ، ولحيته ، وغير ذلك .
2- لقد ذكر المناوي في تفسير هذه الأحاديث أن الرؤيا الصحيحة ، أن يراه بصورته الثابتة بالنقل الصحيح ، فإن رآه بغيرها كطويل أو قصير ، أو شديد السمرة ، لم يكن رآه .
3- وذكر المناوي أن معنى قوله صلى الله عليه وسلم : فسيراني في اليقظة رؤية خاصة بصفة القرب والشفاعة (يوم القيامة) .
4- يدعى بعض الصوفية أنهم يرون الرسول صلى الله عليه وسلم : في الدنيا يقظة ، استناداً للحديث الثالث ، ورد عليهم ابن حجر بقوله : ( يلزم عليه أن هؤلاء صحابة ، وبقاء الصحبة إلى يوم القيامة) وهذا لا يقوله مسلم .
5- قرأت في أحد كتب الصوفية قوله : قال أبو المواهب الشاذلي قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ....إلى آخر الحديث المكذوب) وسألت المؤلف عن هذا الشخص هل هو صحابي ؟ قال : لا ، بل بينه وبين أبي الحسن الشاذلي خمسة مشايخ وقد رأى الرسول يقظة ، قلت له : الصحابة لم يروا الرسول يقظة بعد موته ، فلم يقتنع ، فقلت في نفسي : هذا من الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم الذي حذر منه بقوله : (من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار) .
6- سئـل شيخ الإسلام زكريا الأنصاري عن رجل زعم أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم ، يأمر بشئ ، فقال : يكره ، بل يحرم ، ونص العلماء على أن الرؤيا لا يؤخذ منها أحكام .
7- يدعي بعض الصوفية كابن عربي أنهم يأخذون علوم الشريعة من الرسول صلى الله عليه وسلم مباشرة مخالفين قوله تعالى : {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} .
8- إن أكبر رد على من يدعي رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم يقظة بعد موته قوله تعالى : {وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} .


وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم :
1- قال الله تعالى : {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ} .
2- وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله عز وجل إذا أراد رحمة أمة من عباده قبض نبيها قبلها ، فجعله لها فرطاً وسلفاً بين يديها ، وإذا أراد هلكة أمة ، عذبها ونبيها حي ، فأهلكها وهو ينظر ، فأقر عينه بهلكتها حين كذبوه ، وعصوا أمره) - فرطاً وسلفاً : أجراً متقدماً - .
3- وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله خير عبداً بين الدنيا ، وبين ما عند الله ، فاختار ذلك العبد ما عند الله) فبكى أبو بكر .
4- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ( آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كشف الستارة يوم الاثنين فنظرت إلى وجهه ، كأنه ورقة مصحف ، والناس خلف أبي بكر ، فكاد الناس أن يضطربوا ، فأشار إلى الناس أن أثبتوا ، وأبو بكر يؤمهم ، وألقى السجف (الستر) وتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من آخر ذلك اليوم .
5- وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قبضه الله ، وإن رأسه لبين نحري وسحري (أرادت أنه مات في حضنها) .
6- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ( لما وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من كرب الموت ما وجد ، قالت فاطمة رضي الله عنها : واكرباه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا كرب على أبيك بعد اليوم ، إنه قد حضر من أبيك ما ليس بتارك مه أحداً ( ) الموافاة يوم القيامة ( ) .
7- وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( مكث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة ثلاث عشرة يوحى إليه ، وبالمدينة عشراً ، وتوفى وهو ابن ثلاث وستين) .
8- وعن عائشة رضي الله عنها قالت : ( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات وأبوبكر بالسنح (يعني بالعالية بالمدينة) فقام عمر يقول : والله ما مات رسول الله ,, فجاء أبو بكر ، فكشف عن رسـول الله صلى الله عليه وسلم ، فقبله ، وقال : بأبي أنت ، طبت حياً وميتاً ، والذي نفسي بيده ، لا يذيقنك الله الموتتين أبداً ( ) ، ثم خرج أبو بكر ، فقال : أيها الحالف على رسلك (أي لا تعجل يا عمر) فلما تكلم أبو بكر جلس عمر ، فحمد الله وأثنى عليـه وقال : ألا من كان يعبد محمداً ، فإن محمد قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ، وقال : {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ } ، وقال تعالى : {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ} .
قال : فنشج الناس (بكى الناس) .
9- وعن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو صحيح : ( إنه لم يُقبض نبي حتى يرى مقعـده من الجنة ، ثم يخير بين الدنيا والآخرة) .
قالت عائشة رضي الله عنها : لما نزل به – ورأسه على فخذي – غُشي عليه ، ثم أفاق فأشخص بصره إلى السقف ، ثم قال : (اللهم الرفيق الأعلى) ، قلت : إذاً لا يختارنا ، قالت : وعرفت أنه الحديث الذي كان يُحدثنا به وهو صحيح .
10- والمعروف أن الرسول صلى الله عليه وسلم ، توفى يوم الاثنين سنة 11 هجرية بعد أن بلّغ رسالته ، وأكمل الله به الدين .

من أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم :
1- قال الله تعالى : {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} .
2- وقال الله تعالى : {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} .
3- كان صلى الله عليه وسلم ، خلقه القرآن .
4- كان أبغض الخلق إليه الكذب .
5- لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا متفحشاً ، ولا لعاناً وكان يقول : (عن من خياركم أحسنكم أخلاقاً) .
6- وعن أنس قال : لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا لعاناً ولا سباباً ، وكان يقول عند المعتبة : (المعاتبة) ماله ترب جبينه ، ( ترب جبينه : كلمة تقال عند التعجب).
7- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أحسن الناس وجهاً ، وأحسنهم خُلقاً .
8- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قيل يا رسول الله أدع على المشركين ، قال : (إني لم أُبعث لعاناً ، وإنما بعثت رحمة) .
9- كان يتفاءل ولا يتطير (يتشاءم) ، ويُعجبه الاسم الحسن .
10- عن عمرو بن العاص قال : كان رسول الله يُقبل بوجهه وحديثه عليّ ، حتى ظننت إني خير القوم .
عمر بن العاص : يا رسول الله ، أنا خير ، أو أبو بكر ؟ .
الرسول صلى الله عليه وسلم : أبو بكر .
عمرو بن العاص : يا رسول الله أنا خير أو عمر ؟ .
الرسول صلى الله عليه وسلم : عمر .
عمر بن العاص : يا رسول الله أنا خير أو عثمان ؟ .
الرسول صلى الله عليه وسلم : عثمان .
عمر بن العاص : فلما سألت رسول الله صدقني ، فلوددت أني لم أكن أسأله .
11- وعن عطاء بن يسار قال : لقيت عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه فقلت : أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة ، فقال : أجل ، والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} وحرزاً للأميين ، أنت عبدي ورسولي ، سميتك المتوكل ، ليس بفظ ولا غليظ ، ولا سخاب في الأسواق ، ولا يدفع السيئة بالسيئة ، ولكن يعفو ويصفح ، ولن يقبضه الله حتى يُقيم به الملة والعوجاء ، بأن يقولوا : لا إله إلا الله ، ويفتح به أعيناً عُمياً , وآذاناً صُماً ، وقلوباً غُلفاً) .
12- وعن عائشة رضي الله عنه قالت : ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط ، إلا اختار أيسرهما ، ما لم يكن إثماً ، كان أبعد الناس منه ، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لنفسه في شئ قط إلا أن تنتهك حرمة الله ، فينتقم بها .
13- وعن عائشة رضي الله عنها قالت : ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، شيئاً قط بيده ، ولا امرأة ، ولا خادماً ، إلا أن يجاهد في سبيل الله ، وما نيل منه شئ قط ، فينتقم من صاحبه ، إلا أن ينتهك شئ من محارم الله فينتقم لله .
14- وكان صلى الله عليه وسلم ، إذا أتاه السائل ، أو صاحب الحاجة قال ك ( اشفعوا تؤجروا ، ويقضي الله على لسان رسوله ما شاء) .
15- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقاً ، فأرسلني يوماً لحاجة ، فقلت : والله لا أذهب ، وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبي الله صلى الله عليه وسلم ، فخرجت حتى أمر على صبيان ، وهم يلعبون في السوق ، فإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، بقفاي من ورائي ، فنظرت إليه وهو يضحك .
الرسول صلى الله عليه وسلم : يا أنيس ذهبت حيث أمرتك ؟ .
أنس بن مالك : أنا أذهب يا رسول الله .
قال أنس : والله لقد خدمته تسع سنين ما علمته قال لشئ صنعته : لم فعلت كذا وكذا ؟ ولا عاب عليّ شيئاً قط ، والله ما قال لي أفّ قط .
16- أسر الصحابة سيداً اسمه "ثمامة" وربطوه بسارية المسجد ، فخرج إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ماذا عندك يا ثمامة ؟ فقال : عندي يا محمد خير ، ان تقتل تقتل ذا دم ، وإن تُنعم تُنعم على شاكر ، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أطلقوا ثمامة) ، فانطلق ثمامة فاغتسل ثم دخل المسجد فقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، يا محمد والله ما كان على الأرض وجه أبغض إليّ من وجهك ، فقد أصبح وجهك أحسن الوجوه كلها إليّ ، وما كان من دين أبغض إليّ من دينك ، فأصبح دينك أحب الدين كله إليّ ، والله ما كان من بلد أبغض إليّ من بلدك ، فأصبح بلدك أحب البلاد كلها إليّ ، ولما قدم مكة قال له قائل : أصبوت ؟
قال : لا ولكن أسلمت .


أحاديث في الأخلاق :
1- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن من خياركم أحاسنكم أخلاقاً).
2- (إن من أحبكم اليّ أحسنكم أخلاقاً) .
3- (أكمل المؤمنين إيماناً ، أحسنهم خلقاً ، وخياركم خياركم لنسائهم)
4- (إن لكل دين خلقاً ، وإن خلق الإسلام الحياء) .
5- (إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم) .
6- (إن من أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم أخلاقاً ، وألطفهم بأهله) .
7- (ما من شئ أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن ، وإن الله يبغض الفاحش البذئ) .
8- ( إن من أحبكم اليّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً ، وإن أبغضكم اليّ وأبعدكم مني مجلساً يوم القيامة الثرثارون ، والمتشدقون والمتفيهقون ، قالوا : يا رسول الله ما المتفيهقـون ؟ قال : المتكبرون . (الثرثارون : المكثرون من الكلام تكلفاً) ، (المتشدقون : المتكلمون تفاصحاً وتعظيماً لنطقهم) .
9- (البرُ حُسن الخُلق) .
10- (اتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن) .
11- (إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق) .
12- (ألا أخبركم بمن يحرم على النار ، أو بمن تحرم عليه النار ؟ على كل قريب سهل لين)
13- (أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقاً) .
14- (أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً ، الموطئون أكنافاً ، الذين يألفون ، ويؤلفون ، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف) .
15- سُئل صلى الله عليه وسلم ، عن أكثر ما يُدخل الناس الجنة فقال : (تقوى الله وحُسن الخلق) .
16- وقال صلى الله عليه وسلم : ( المؤمن غر كريم ، والفاجر خب لئيم) .
17- (المؤمنون هينون لينون كالجمل الأنف ، إن قيد انقاد ، وان أنيخ على صخرة استناخ).
18- (المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم) .
19- (ألا أنبئكم بخياركم ؟ قالوا : بلى ، قال : خياركم أطولكم أعماراً وأحسنكم أخلاقاً) .
20- (أربع إذا كن فيك ، فلا عليك ما فاتك من الدنيا ، صدق الحديث ، وحفظ الأمانة ، وحسن الخلق ، وعفة مطعم) .
21- (إن الله لم يبعثني معنتاً ولا متعنتاً ، ولكن بعثني مُعلماً وميسراً) .
(المعنت : من يشق على الناس ، المتعنت : طالب المشقة) .
22- (أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان مُحقاً ، وبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً ، وبيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه) .
(ربض : أسفل ، المراء : الجدال) .

من دعاء الرسول في الأخلاق :
1- (اللهم أهدني لأحسن الأعمال ، وأحسن الأخلاق ، لا يهدي لأحسنا إلا أنت ، وقني سيئ الأعمال ، وسيئ الأخلاق ، لا يقي سيئها إلا أنت ) .
2- (اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء والأدواء) .
3- (اللهم ألف بين قلوبنا ، وأصلح ذات بيننا) .
4- (اللهم إنما أنا بشر ، فأي المسلمين سببته أو لعنته ، فأجعلها له زكاة وأجراً) .
5- (اللهم من ولى من أمر أمتي شيئاً ، فشق عليهم ، فاشقق عليه ، ومن ولى من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم ، فارفق له) .
6- (اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع) .
7- (اللهم كما حسنت خَلقي فأحسن خُلقي) .

العفو عند الخصام :
1- عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رجلاً شتم أبا بكر ، والنبي صلى الله عليه وسلم جالس يتعجب ويبتسم ، فلما أكثر رد عليه بعض قوله ، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم ، وقام فلحقه أبوب بكر :
أبو بكر : يا رسول الله كان يشتمني وأنت جالس ، فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت .
الرسول صلى الله عليه وسلم : كان معك ملك يرد عليه ، فلما رددت عليه وقع الشيطان (أي حضر) ، يا أبا بكر : ثلاث كلهن حق :
ما من عبد ظُلم بمظلمة ، فيغضي ( ) عنها الله عز وجل ، إلا أعز الله بها نصره ، وما فتح رجب باب عطية ( ) يريد بها صلة إلا زاده الله بها كثرة ، وما فتح رجب باب مسألة ( ) يريد بها كثرة إلا زاده الله بها قلة) .
2- وقال صلى الله عليه وسلم : (المستبان ما قالا ، فعل البادئ ما لم يعتد المظلوم) .
دل الحديث على جواز مجازاة من ابتدأ الإنسان بالأذية أو السب بمثله ، وأن إثم ذلك عائد على البادئ ، لأنه المتسبب لكل ما قاله المجيب ، إلا أن يعتدي المجيب في أذيته بالكلام،فيختص به إثم عدوانه ، لأنه إنما أذن في مثل ما عوقب به .
قال تعالى : {وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} .
وعدم المجازاة والصبر والاحتمال أفضل ، كما مر في حديث أبي هريرة الأول .
3- وقال صلى الله عليه وسلم : (إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم) .
ومعناه أن الله يبغض من كان شديد المراء الذي يحج صاحبه ، وحقيقة المراء طعنك في كلام غيرك ، لإظهار خلل فيه ، لغير غرض سوى تحقير قائله ، وإظهار مزيتك عليه .

من تواضع الرسول صلى الله عليه وسلم :
1- قال الله تعالى : {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} .
2- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أحسن الناس خُلقاً ، وكان لي أخ يقال له : أبو عمير ، وهـو فطيم ، كان إذا جاءنا ، قال : يا أبا عمير ، ما فعل النغير؟ النغير كان يعلب به (طائر يشبه العصفور) .
3- وعن الأسود بن يزيد النخعي رحمه الله قال : سألت عائشة رضي الله عنها : ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته ؟ قالت : يكون في مهنة ( ) أهله ، فإذا حضرت الصلاة يتوضأ ويخرج للصلاة .
4- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : إن كانت الأمة ( ) لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتنطلق به حيث شاءت .
5- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم : وكانوا إذا رأوه لم يقوموا له ، لما يعلمون من كراهيته لذلك .
6- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم ، فإنما أنا عبد ، فقولوا عبدالله ورسوله) .
(الإطراء : الزيادة في المدح) .
7- كان يزور الأنصار ويُسلم على صبيانهم ، ويمسح رؤوسهم .
8- كان لا يُسأل شيئاً إلا أعطاه ، وسكت .
9- كان يأتي ضعفاء المسلمين ، ويزورهم ، ويعود مرضاهم ، ويشهد جنائزهم .
10- كان يتخلف في المسير ، فيُزجى الضعيف ، ويُردف ويدعو لهم .
(يزجي : يسوق الضعيف ليلحق بأهله ، يُردف : يُركب خلفه) .
11- كان يكثر الذكر ، ويقل اللغو ، ويطيل الصلاة ، ويقصر الخطبة ، وكان لا يأنف ولا يستكبر أن يمضي مع الأرملة والمسكين ، والعبد ، حتى يقضي له حاجته .
( لا يأنف : لا يمتنع) .
12- كان يجلس على الأرض ، ويأكل على الأرض ، ويعقل الشاة .
13- كان لا يدفع عنه الناس ولا يضربوا عنه .
14- كان لا يرد الطيب .
15- كان يلاعب زينب بنت أم سلمة ، ويقول : ( يا زوينب ، يا زوينب مراراً) .
16- عن جابر رضي الله عنه قال : أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبو بكر يمشيان .
17- وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : مر على صبيان يلعبون فسلم عليهم .
18- وعن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يخصف نعله ، ويخيط ثوبه ، ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته ، وقالت : كان بشراً من البشر يفلي ثوبه ، ويحلب شاته ويخدم نفسه .
19- وعن أنس قال : خدمت رسول الله صلى الله عليه و سلم ، وأنا ابن ثمان سنين فما لامني على شئ قط أتي فيه (أي أهلك وأتلف) فإن لامني لائم من أهله قال : "دعوه ، فإنه لو قُضي شئ كان" .

أحاديث في التواضع :
1- قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله أوحى إليّ أن تواضعوا ، حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغى أحد على أحد) .
2- وقال صلى الله عليه وسلم : ( ما نقصت صدقة من مال ، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً ، وما تواضع أحد لله إلا رفعه) .
3- وقال صلى الله عليه وسلم : ( لو دُعيت إلى كراع ، أو ذراع لأجبت ، ولو أهدي اليّ ذراع أو كراع لقبلت) .
4- وعن أنس رضي الله عنه قال : كانت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم : (العضباء) لا تسبق ، أو لا تكاد تسبق ، فجاء أعرابي على قعود له (جمل) فسبقها ، فشق ذلك على المسلمين حتى عرفه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : حق على الله أن لا يرتفع شئ من الدنيا إلا وضعه .
5- وقال صلى الله صلى الله عليه وسلم : (ما بعث الله نبياً إلا رعي الغنم ، قال أصحابه : وأنت ؟ فقال نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة) .
6- وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسل كان إذا أكل طعاماً لعق أصابعه الثلاث وقال : (إذا سقطت لُقمة أحدكم فليأخذها ، وليمط عنها الأذى ، وليأكلها ، ولا يدعها للشيطان ، وأمرنا أن نسلـت القصعـة ، وقال : إنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة ) .


عاقبة المتكبرين :
1- قال الله تعالى : {وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً * كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيٍّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا} .
2- وقال تعالى : {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ}.
3- وقال صلى الله عليه وسلم : يقول الله عز وجل : ( العز إزاري ، والكبرياء ردائي ، فمن نازعني شيئاً منهما عذبته) .
المعنى : شُبه العز والكبرياء بالإزار والرداء ، لأن المتصف بهما يشملانه ، كما يشمل الإنسان الإزار والرداء ، وأنه لا يشاركه في إزاره وردائه أحد ، فكذلك الله عز وجل : العز والكبرياء إزاره ورداؤه ، فلا ينبغي أن يشركه فيهما أحد ، فضربه مثلاً لذلك ، ولله المثل الأعلى .
4- وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ، فقال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ، ونعله حسنة ، قال : إن الله جميل يحب الجمال ، الكبر : بطر الحق ، وغمط الناس) .
(بطر الحق : رده تكبراً وتجبراً ، غمط الناس : احتقارهم) .
وفي رواية : ( لا يدخل النار أحد في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان ، ولا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال حبة خردل من كبر) .

معنى الحديث :
1- ذكر الإمام النووي في شرح صحيح مسلم هذا الحديث : (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر) أي لا يدخلها مع المتقين أولاً ، حتى ينظر الله فيه ، فإما أن يجازيه ، وإما أن يعفو عنه) .
2- وقوله : ( لا يدخل النار من كان في قلبه مثقال حبة من إيمان ) يعني به دخول تخليد وتأبيد .
3- وقـال صلى الله عليه وسلم : (يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال ، يغشاهم الذل من كل مكان ، يساقون إلى سجن جهنم يقال لـه : (بولس) تعلوهم نار الأنيار ، يسقون عصارة أهل النار طينة الخبال) .
4- وقال صلى الله عليه وسلم : (قد أذهب الله عنكم عبية الجاهلية ، وفخرها بالآباء ، مؤمن تقي ، وفاجر شقي ، الناس بنو آدم ، وآدم خلق من تراب) عبية الجاهلية : كبرها) .
5- وقال صلى الله عليه وسلم : ( بينما رجل يمشي في حالة تعجبه نفسه ، مرجل رأسه ، يختال في مشيته ، إذا خسف الله به ، فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامـة) مرجل : أي مسرح ، يتجلجل : يغوص في الأرض .

من حلم النبي صلى الله عليه وسلم :
1- قال الله تعالى : {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} .
2- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وعليه بُرد نجراني غلظ الحاشية ، فأدركه أعرابي ، فجذبه بردائه جبذة شديدة ، حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قد أثرت بها حاشية البُرد من شدة جبذته ، قال ، يا محمد ، مُر لي من مال الله الذي عندك ، فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ضحك ، ثم أمر له بعطاء .
3- وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأشج عبدالقيس (إن فيك لخصلتين يحبهما الله : الحلم والأناة) .
4- نزل النبي صلى الله عليه وسلم تحت شجرة فعلق بها سيفه ، ثم نام ، فاستيقظ وعنده رجل وهو لا يشعر به ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن هـذا اخترط سيقي ، فقال : من يمنعك ؟ قلت : الله ، فشام السيف ، فها هو ذا جالس ، ثم لم يعاقبه . (واللفظ للبخاري مختصراً - اخترط سيفي : سله من غمده ، فشام السيف : أعاده لغمده) .


الغضب وعلاجه :
1- قال الله تعالى : {وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} .
2- وقال الله تعالى : {الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} .
3- وعن عائشة قالت : ( ...... وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله ، فينتقم لله بها) .
وقال صلى الله عليه وسلم : (من كظم غيظاً وهو يقدر أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة ، حتى يخبره في أي الحور شاء) .
4- وقال صلى الله عليه وسلم : ( ليس الشديد بالصُرعة ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عن الغضب) .
5- جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أوصني ولا تكثر عليّ ، لعلي أحفظ ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تغضب .
6- وعن سليمان بن صُرد قال : استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم ، ونحن عنده جلوس ، وأحدهما يسب صاحبه مغضباً ، قد احمر وجهه .
النبي صلى الله عليه وسلم : إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد : "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" .
الصحابة للرجل : ألا تسمع ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم .
الرجل الغاضب : إني لست بمجنون .
7- وعن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى : { ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} .
قال : الصبر عند الغضب ، والعفو عند الإساءة ، فإذا فعلوا عصمهم الله ، وخضع لهم عدوهم كأنه ولي حميم .
8- وقال صلى الله عليه وسلم : (إذا غضب أحدكم وهو قائم ، فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب ، وإلا فليضطجع) .

من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم :
1- عن عبدالله بن مسعود قال : كنا نعد الآيات بركة ، وأنتم تعدونها تخويفاً ، كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في سفر فقل الماء :
الرسول صلى الله عليه وسلم : أطلبوا إلى فضله من ماء . (الصحابة يجيئون بإناء فيه ماء قليل ، فيدخل الرسول صلى الله عليه وسلم يده في الإناء) .
الرسول صلى الله عليه وسلم : حي على الطهور المبارك ، والبركة من الله .
ابن مسعود : لقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل .
2- وعن عمران بن حصين قال : سرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في سفر هو وأصحابه ، فأصابهم عطش شديد ، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم ، رجلين من أصحابه : أحسبهما علياً والزبير ، أو غيرهما :
الرسول صلى الله عليه وسلم : إنكما ستجدان امرأة بمكان كذا وكذا ، ومعها بعير عليه مزادتان ، فأتياني بها :-
الصحابيان يأتيان المرأة فيجدانها قد ركبت بين مُزادتين على البعير (مزادتان : قربتان من جلد) .
الصحابيان للمرأة : أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم .
المرأة تسأل : ومن رسول الله ؟ هذا الصابئ . (أي التارك لدين آبائه) .
الصحابيان : هو الذي تعنين ، هو رسول الله حقاً .

تأتي المرأة إلى الرسول ، فيأمر أن يؤخذ من مُزادتبها ، ويوضع في الإناء ، ثم يقول في الماء ما شاء الله أن يقول ، ثم أعاد الماء في المزادتين ، ثم أمر بفتح المزادتين ففتحتا ، ثم أمر الناس فملؤوا آنيتهم ، وأسقيتهم ، فلم يدعوا (يتركوا) إناء ولا سقاء إلا ملؤوه .
قال عمران : حتى يُخيل اليّ أنها لم تزدد إلا امتلاء .
يأمر الرسول صلى الله عليه وسلم : أن يبسط ثوب المرأة ، ثم أمر الصحابة أن يحضروا شيئاً من زادهم ، حتى ملأ لها ثوبها .
الرسول صلى الله عليه وسلم (للمرأة) : اذهبي فإنا لم نأخذ من مائك شيئاً ، ولكن الله سقانا .
تأخذ المرأة الزاد والمزادتين وتأتي أهلها :
المرأة لأهلها : جئتكم من عند أسحر الناس ، أو إنه لرسول الله حقاً .
يأتي أهل ذلك الحواء (الحي) إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، فيسلموا كلهم .

يستفاد من هذه المعجزة :
1- قد يُطلع الله رسوله على بعض المغيبات عندما يريد ، ولذلك أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم ، أصحابه عن مكان المرأة التي تحمل الماء .
2- يلفت الرسول صلى الله عليه وسلم نظر الصحابة إلى أن الماء المبارك الذي ينبع من بين أصابعه إنما بركته من الله وحده الذي خلق هذه المعجزة ، وهذا حرس من الرسول صلى الله عليه و سلم ، على توجيه أمته إلى التوحيد ، وتعلقهم بالله وحده ولذلك قال : "البركة من الله" .
3- كان المشركون يقولون لمن أسلم (صابئ) (أي تارك دين آبائه الذين يدعون الأولياء من دون الله) ليصرفوا الناس عنه ويذمونه ، وفي عصرنا من دعا إلى التوحيد ، وأمر بدعاء الله وحده ، وحذر من دعاء غير الله من الأنبياء والأولياء ، حسب أمر الله ورسوله قال الناس عنه (وهابي) ليصرفوا الناس عن دعوته ، لأنه في نظرهم كالصابئ في نظر المشركين ، وشاء الله أن تكون كلمة (وهابي) نسبة إلى (الوهاب) وهو اسم من أسماء الله الذي وهب له التوحيد .
4- المكافأة على الإحسان : أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ، أن تكافأ المرأة التي أعطتهم قليلاً من الماء ، فمـلأ ثوبهـا زاداً بعد أن أعاد لها الماء ، ولم ينقص منه شئ ، وقال لها : ( ولكن الله سقانا) .
5- لقد تأثرت المرأة بهذه المعجزة والمعاملة الطيبة التي لقيتها من الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته ، فعادت إلى قومها تقول لهم : إنه لرسول الله حقاً ، وتكون النتيجة أن يُسلم أهلها ومن معهم جميعاً .
6- بهذا الحرص على التوحيد ، وبهذه الأخلاق الحسنة ، نصر الله المسلمين ، وانتشر الاسم في المعمورة ، ويوم ترك المسلمون التوحيد والأخلاق الفاضلة أصابهم الذل والهوان ، ولا عز لهم إلا بالرجوع إلى التوحيد والأخلاق .
{وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} .
7- ترجيح المرأة الرسالة على السحر لأن السحرة يأخذون المال والرسول صلى الله عليه وسلم ، أعطاها الزاد .

من صبر النبي صلى الله عليه وسلم :
1- قال الله تعالى : {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ} .
2- حديث متفق عليه :
عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم : هل أتى عليك يوم أشد من يوم أحد ؟
الرسول صلى الله عليه وسلم : لقد لقيت من قومك ، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة ، إذ عرضت نفسي على ابن عبدالليل بن عبدكلال ، فلم يجبن إلى ما أردت ، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي ، فلم استفق إلا وأنا بقرن الثعالب ( ) ، فرفعت رأسي ، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني ، فنظرت ، فإذا فيها جبريل .
جبريل (ينادي) : إن الله قد سمع قول قومك لك ، وما ردوا عليك ، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمر بما شئت فيهم .
ملك الجبال : (يسلم على الرسول ويقول) : يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك ، وأنا ملك الجبال ، وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك ، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين (جبلان بمكة) .
الرسول صلى الله عليه وسلم : بل أرجو أن يُخرج الله من أصلابهم من يعبـد الله وحده ، ولا يشرك به شيئاً .
3- حديث متفق عليه :
وعن ابن مسعود قال : قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قسماً
رجل يقول : ما أريد بهذا وجه الله .
ابن مسعود يذكر كلام الرجل للرسول صلى الله عليه وسلم : فيتمعر وجهه (أي يتغير)
الرسول صلى الله عليه وسلم : يرحم الله موسى ، قد أوذي بما هو أشد من هذا فصبر.
4- حديث رواه مسلم :
الرسول صلى الله عليه وسلم : في غزوة أحد تكسر رباعيته ، ويشج رأسه ، فجعل يسلت الدم عنه ويقول :
الرسول صلى الله عليه وسلم : كيف يُفلح قوم شجوا نبيهم ، وكسروا رباعيته ، وهو يدعوهم إلى الله ؟
القرآن ينزل : {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} .
5- عن خباب بن الأرث قال : شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بُردة له في ظل الكعبة فقلنا : ألا تستنصر لنا ، ألا تدعوا لنا ؟ فقال : (قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر لـه في الأرض فيجعل فيها ، فيُجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيُجعل نصفين ، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ، فما يصده ذلك عن دينه .
والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ، ولكنكم تستعجلون .

من رفق الرسول صلى الله عليه وسلم :
1- قال الله تعالى : {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} .
الحديث الأول : عن انس رضي الله عنه قال : بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد .
أصحاب الرسول : ( يصيحون به) مه مه (أي أترك) .
الرسول صلى الله عليه وسلم : لا تزرموه دعوه ( لا تقطعوا بوله) .
يترك الصحابة الأعرابي يقضي بوله ثم يدعو الرسول الأعرابي .
الرسول للأعرابي : إن المساجد لا تصلح لشئ من هذا البول والقذر ، إنما هي لذكر الله ، والصلاة ، وقراءة القرآن .
الرسول (لأصحابه) : إنما بعثتم ميسرين ، ولم تبعثوا معسرين ، صبوا عليه دلواً من الماء .
الأعرابي : اللهم أرحمني ومحمداً ، ولا ترحم معنا أحداً .
الرسول صلى الله عليه وسلم : لقد تحجرت واسعاً ( أي ضيقت واسعاً) .
الحديث الثاني : وعن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه قال : بينما أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا عطس رجل من القوم (أي المصلين)
معاوية (للعاطس) : يرحمك الله .
المصلون : ينظرون لي منكرين .
معاوية يخاطبهم : وأثكل أماه ، ما شأنكم تنظرون إليّ ؟ .
المصلون يضربون بأيديهم على أفخاذهم ليسكت فسكت عندما رآهم يصمتونه حتى انتهت الصلاة .
معاوية يمدح الرسول : بأي هو وأمي : ما رأيـت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه ، فوالله ما كهرني ، ولا ضربني ، ولا شتمني (كهرني : قهرني) .
الرسول صلى الله عليه وسلم : إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شئ من كلام الناس ، إنما هي التسبيح والتكبير ، وقراءة القرآن .
معاوية : يا رسول الله ، إني حديث عهد بجاهلية ، وقد جاء الله بالإسلام ، وإن منا رجالاً يأتون الكهان (الذي يدعون علم الغيب) .
الرسول صلى الله عليه وسلم : فلا تأتهم .
معاوية : ومنا رجال يتطيرون (يتشاءمون) .
الرسول صلى الله عليه وسلم : ذاك شئ يجدونه في صدورهم ، فلا يصدنهم (أي لا يمنعهم ذلك عن وجهتهم ، فإن ذلك لا يؤثر نفعاً ولا ضراً) .
الحديث الثالث : وعن عائشة قالت : إن اليهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم :
اليهود : السام عليكم (الموت عليك) .
الرسول صلى الله عليه وسلم : وعليكم .
عائشة : السام عليكم ، ولعنكم الله وغضب عليكم .
الرسول صلى الله عليه وسلم : مهلاً يا عائشة ، عليك بالرفق ، وإياك والعنف والفحش .
عائشة : أو لم تسمع ما قالوا ؟
الرسول : أو لم تسمعي ما قلت : رددت عليهم فيستجاب لي ، ولا يستجاب لهم فيّ .
وفي رواية لسلم : ( لاتكوني فاحشة ، فإن الله لا يحب الفحش والتفحش)

أحاديث الرفق :
1- قال صلى الله عليه وسلم : (إن الله رفيق يحب الرفق ، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف ، وما لا يعطي على سواه) .
2- وقال صلى الله عليه وسلم ، لعائشة : (عليكم بالرفق ، وإياك والعنف ، والفحش ، إن الرفق لا يكون في شئ إلا زانه ، ولا ينزع من شئ إلا شانه) (أي عابه) .
3- وقال صلى الله عليه وسلم : (يا عائشة إرفقي ، فإن الله إذا أراد بأهل بيت خيراً أدخل عليهم الرفق) .
4- وقال صلى الله عليه وسلم : (من يُحرم الرفق ، يُحرم الخير كله) .
5- وقال صلى الله عليه وسلم : ( مـن أعطى حظه من الرفق ، فقد أُعطي حظه من الخير ، ومن حُرم حظه من الرفق ، فقد حُرم حظه من الخير) .
6- كان رسول الله صلى الله عليه وسلـم : إذا بعث أحداً من أصحابه في بعض أمره ، قال : بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا .
7- وقال صلى الله عليه وسلم : إني لأدخل في الصلاة ، وأنا أريد أن أطيلها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي مما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه (أتجوز : لا أطيل ، وجد أمه : حزن أمه) .


من شجاعة الرسول صلى الله عليه وسلم :
1- قال الله تعالى : {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ} .
2- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أحسن الناس وجهاً ، وكان أجود الناس ، وكان أشجع الناس ، ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة ، فانطلق ناس من قِبل الصوت ، فلتقاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، راجعاً ، وقد سبقهم إلى الصوت ، وفي رواية : وقد استبرأ الخبر وهو على فرس عُري لأبي طلحة ، في عنقه السيف ، وهو يقول ك لن تراعوا ، قال : وجدناه بحراً ، أو إنه لبحر ، قال : وكان فرساً يُبطأ . (وجدناه بحراً : وجدنا الفرس سريعاً) .
3- جاء رجل إلى البراء ، فقال : أكتم وليتم يوم حنين ، يا أبا عمارة ؟ فقال : أشهد على نبي الله صلى الله عليه وسلم ما ولى ، ولكنه انطلق أخفاء من الناس ، وحسر إلى هذا الحي من هوازن ، وهم قوم رماة ، فرموهم برشق من نبل ، كأنها رجل من جراد ، فانكشفوا ، فأقبل القوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو سفيان بن الحارث يقود به بغلته ، فنزل ودعا واستنصر ، وهو يقول : (أنا النبي لا أكذب ، أنا ابن عبدالمطلب ، اللهم أنزل نصرك) .
4- قال البراء : كنا والله إذا احمر البأس نتقي به وإن الشجاع منا الذي يُحاذي به (يعني النبي صلى الله عليه وسلم) .
5- وعن علي رضي الله عنه قال : لقد رأيتني يوم بدر ، ونحن نلوذ (أي نحتمي) بالنبي عليه السلام ، وهو أقربنا إلى العدو ، وكان من أشد الناس يومئذٍ بأساً .
6- وعن جابر رضي الله عنه قال : إنا كنا نحفر ، فعرضت كدي شديدة (صخرة قوية) فجاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم : هذه كُدية عرضت لنا .
الرسول صلى الله عليه وسلم : أنا نازل .
يقوم الرسول وبطنه معصوب بحجر من الجوع فيأخذ المعول فيضرب الصخرة ، فتعود كثيباً أهيل (تراباً ناعماً) .



محمد صلى الله عليه وسلم أعظم رجل في التاريخ :
لقد شهد العالم بهذه العظمة ومنه العالِم الأمريكي الدكتور (مايكل هارت) في كتابه (مائة رجل من التاريخ ) والذي ترجم منه الأستاذ (أحمد بهاء الدين) ونشره في (مجلة العربي) في عددها رقم (241) ، أخذنا منه ما قاله في عظمة هذا الرسول الكريم .
(إن اختياري محمداً ، ليكون الأول في أهم رجال التاريخ ، قد يدهش القراء ، ولكنه الرجل الوحيد في التاريخ كله الذي نجح أعلى نجاح على المستويين : الديني والدنيوي .
فهناك رُسل وأنبياء وحكماء بدأوا رسالات عظيمة ، ولكنهم ماتوا دون إتمامها ، كالمسيح في المسيحية ( ) أو شاركهم فيها غيرهم ، أو سبقهم إليهم سواهم ، كموسى في اليهودية ، ولكن محمداً هو الوحيد الذي أتم رسالته الدينية ، وتحددت أحكامها ، وآمنت بها شعوب بأسرها في حياته ، ولأنه أقام جانب الدين دولة جديدة ، فإنه في هذا المجال الدنيوي أيضاً ، وحّد القبائل في شعـب ، والشعوب في أمة ، ووضع لها كل أسس حياتها ، ورسم أمور دنياها ، ووضعها في موضع الانطلاق إلى العالم ، أيضاً في حياته ،، فهو الذي بدأ الرسالة الدينية والدنيوية ، وأتمها .

الرسول صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين :
قال الله تعالى : {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } ، وأصح القولين أنه على عمومه ، وفيه على هذا التقدير وجهان :
أحدهما : أن عموم العالمين حصل لهم النفع برسالته :
1- أما اتباعه فنالوا بها كرامة الدنيا والآخرة .
2- وأما أعداؤه المحاربون لـه ، فالذين عجل قتلهم وموتهم خير لهم من حياتهم ، لأن حياتهم زيادة لهم في تغليظ العذاب عليهم في الدار الآخرة ، وهم قد كتب عليهم الشقاء فتعجيل موتهم خير لهم من طول أعمارهم في الكفر .
3- وأما المعاهدون لـه فعاشوا في الدنيا تحت ظله وعهده وذمته ، وهم أقل شراً بذلك العهد من المحاربين له .
4- وأما المنافقون فحصل لهم بإظهار الإيمان به حقن دمائهم وأموالهم وأهلهم ، واحترامها ، وجريان أحكام المسلمين عليهم في التوارث وغيرها .
5- وأما الأمم النائية عنه فإن الله سبحانه رفع برسالته العذاب العام عن أهل الأرض فأصاب كل العالمين النفع برسالته .
الوجه الثاني : أنه رحمة لكل أحد ، لكن المؤمنون قبلوا هذه الرحمة ، فانتفعوا بها دنيا وأخرى ، والكفار ردوها ، فلم يخرج بذلك عن أن يكون رحمة لهم ، لكن لم يقبلوها .

الرحمة عند الرسول صلى الله عليه وسلم :
1- قال الله تعالى : {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } .
2- وقال صلى الله عليه وسلم : ( بعثت بالرحمة) .
3- وقال صلى الله عليه وسلم : ( إنما أنا رحمة مهداة) .
4- وقال صلى الله عليه وسلم : (لا يرحم الله من لا يرحم الناس) .
5- وقال صلى الله عليه وسلم : (لا تنزع الرحمة إلا من شقي) .
6- وقال صلى الله عليه وسلم : (الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى : أرحموا من في الأرض ، يرحمكم من في السماء) . "أي على السماء وهو الله" .
7- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال ، قبّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علـي ، وعنـده الأقـرع بن حابس التميمي ، فقال الأقرع : إن لي عشرة من الولد ما قبّلتُ منهم أحداً ، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : (من لا يرحم لا يُرحم) .
8- وعن عائشة رضي الله عنها قالت : جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إنكم تقبلوا الصبيان ، ولا نُقبلهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أو أملك لك أن نزع الله الرحمة من قلبك) .
9- كان صلى الله عليه وسلم ، رحيماً ، لا يأتيه أحد إلا وعده وأنجز له إن كان عنده .
10- وعن أنس بن مالك قال : ما رأيت أحداً كان أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم .

رحمة الرسول صلى الله عليه وسلم بالحيوان :
1- وعن سهيل بن الحنظلية قال : مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ببعير قد لحق ظهره ببطنه ، فقال : (اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة فأركبوها صالحة ، وكلوها صالحة) . "المعجمة : التي لا تنطق" .
2- وعن عبدالله ، عن أبيه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ، فانطلق لحاجته ، فرأينا (حُمرة) معها فرخان ، فأخذنا فرخيها ، فجاءت الحمرة ، فجعلت تُعرش ، فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : من فجع هذه بولدها ؟ ردوا ولدها إليها ، ورأى قرية نمل قد أحرقناها ، فقـال : من أحرق هذه ؟ قلنا : نحن ، قال : لا ينبغي أن يُذب بالنار إلا رب النار.
(الحمرة : طائر يشبه العصفور) ، ( تُعرش : ترفرف) .
3- كان صلى الله عليه وسلم ، يُصغي للهرة الإناء ، فتشرب ثم يتوضأ ، بفضلها ، (يصغي ، يميل) .
4- وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله كتب الإحسان على كل شئ ، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ، وليحد أحدكم شفرته ، وليرح ذبيحته) .
5- وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل واضع رجله على صفحة شاة وهو يحد شفرته ، وهي تلحظ إليه ببصرها ، فقال : أتريد أن تميتها موتتين ؟ هلا حددت شفرتك قبل أن تضجعها ؟ (تلحظ : تنظر) .
6- وقال صلى الله عليه وسلم : ( عُذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت ، فدخلت فيها النار ، لا هي أطعمتها وسقتها إذ حبستها ، ولا هي تركتها تأكل خشاش الأرض) . " خشاش الأرض : حشراتها " .

من عدل الرسول صلى الله عليه وسلم :
1- قال الله تعالى : {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ} .
2- وقال تعالى : {وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ} .
3- وعن عائشة قالت : إن قريشاً أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت ، فقالوا : من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقالوا : ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد ، حب رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أتشفع في حد من حدود الله ؟ ثم قام فاختطب ، ثم قال : إنما أهلك الذين قبلكم ، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها .
ثم أمر بتلك المرأة التي سرقت فقُطعت يدها ، قالت عائشة : فحسنت توبتها بعد وتزوجت ، وكانت تأتي بعد ذلك فأرفع حاجتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .

الحياء عن الرسول صلى الله عليه وسلم :
1- قال الله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ} .
2- كان صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها ، وكان إذا كره شيئاً عرفناه في وجهه .
3- وقال صلى الله عليه وسلم : ( الحياء من الإيمان ) و (الحياء خير كله) .
4- وقال صلى الله عليه وسلم : ( الحياء من الإيمان ، والإيمان في الجنة ، والبذاء من الجفاء والجفاء في النار) . " البذاء : الفحش" .
5- وقال صلى الله عليه وسلم : (الحياء والإيمان قرنا جميعاً ، فإذا رُفع أحدهما رُفع الآخر) .
6- وقال صلى الله عليه وسلم : (الحياء لا يأتي إلا بخير) .
7- وقال صلى الله عليه وسلم : (الحياء والعي شعبتان من الإيمان ، والبذاء والبيان شعبتان من النفاق) .
(والمعنى أن الحياء وقلة الكلام من شعب الإيمان ، والفحش والتشدق في الكلام من شعب النفاق) .
8- وعن يعلى بن أمية قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، رأى رجلاً يغتسل بالبراز (أي بالفضاء) فصعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : (إن الله حي ستير ، يحب الحياء والتستر ، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر) .
9- وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن لكل دين خلقاً وإن خلق الإسلام الحياء) .
10- وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستح فاصنع ما شئت) .
11- وقال صلى الله عليه وسلم : ( الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة ، فأفضلها قول لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان) .
12- وعن سالم بن عبدالله عن أبيه قال : مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، برجل وهو يعاتب أخاه في الحياء يقول : إنه ليستحي يعني كأنه يقول : قد أضر بك الحياء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : دعه فإن الحياء من الإيمان .
13- وعن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما كان الفحش في شئ إلا شانه ، ولا كان الحياء في شئ إلا زانه) "شانه : عابه" .

من آداب الرسول صلى الله عليه وسلم :
1- كان إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه ، ولكن من ركنه الأيمن أو الأيسر ويقول : (السلام عليكم ، السلام عليكم) .
2- كان إذا بعث أحداً من أصحابه في بعض أمره قال : (بشروا ولا تنفروا ، ويسروا ولا تعسروا) .
3- كان يقبل الهدية ويُثيب عليها .
4- كان يُغير الاسم القبيح .
5- كان إذا دخل على مريض يعوده قال : ( لا بأس طهور إن شاء الله) .
6- كان إذا شرب تنفس ثلاثاً ، (خارج الإناء) .
7- كان إذا مشى مشى أصحابه أمامه ، وتركوا ظهره للملائكة .
8- كان لا يصافح النساء في البيعة . (ولا في غيرها) .
9- كـان يجعل يمينه لأكله وشربه ووضوئه وثيابه وأخذه وعطائه ، وشماله لما سوى ذلك .
10- كان إذا طلع على أحد من أهل بيته كذبة ، لم يزل مُعرضاً عنه ، حتى يحدث توبة.
11- وعن عائشة رضي الله عنها ، قالت : استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال : ائذنوا له ، فبئس ابن العشيرة أو بئس أخو العشيرة ، فلما دخل ألان له الكلام ، فقلت له يا رسول الله ، قلت ما قلت ثم ألنت له في القول ، فقال : (إن شر الناس منزلة عند الله من تركه أو ودعه الناس اتقاء فحشه) .
(وقد اعتبر العلماء قول النبي صلى الله عليه وسلم ، فيه وهو غائب ، وإلانته لـه القول وهو حاضر ، من باب المداراة والتأليف ليُسلم قومه) .

من جود النبي صلى الله عليه وسلم :
1- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير ، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان ، حتى ينسلخ ، فيأتيه جبريل ، فيعرض عليه القرآن ، فإذا لقيه جبريل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة .
2- عن أنس رضي الله عنه قال : ما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئـاً إلا أعطاه ، قال : فجاءه رجل فأعطه غنماً بين جبلين ، فرجع إلى قومه فقال : يا قوم : أسلموا فإن محمداً يعطي عطاء لا يخشى الفاقة .
3- وعن أنس : أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم غنماً بين جبلين فأعطاه إياه ، فأتى قومه فقال : أي قوم أسلموا فوالله إن محمداً ليُعطي عطاء ما يخاف الفقر ، فقال أنس : إن كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا ، فما يُسلم حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها .
4- وعن شهاب قال : غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة الفتح : فتح مكة ، ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن معه من المسلمين ، فاقتتلوا بحنين ، فنصر الله دينه والمسلمين ، وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يومئذٍ صفوان بن أمية مائة من النعم ، ثم مائة ، ثم مائة (النعم :الإبل) .
قال ابن شهاب : حدثني سعيد بن المسيب أن صفوان قال : والله لقد أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعطاني وإنه لأبغض الناس اليّ ، فما برح يعطيني حتى إنه لأحب الناس اليّ .
5- لما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة حنين تبعه الأعراب يسألونه ، فألجؤوه إلى شجرة ، فخطفت رداؤه ، وهو على راحلته ، فقال : (ردوا عليّ ردائي ، أتخشون عليّ البخل ؟ فوالله لو كان لي عدد هذه العضاة نعماً لقسمته بينكم ، ثم لا تجدوني بخيلاً ولا جباناً ولا كذاباً) .
6- بايع الرسول صلى الله عليه وسلم جابر بن عبدالله في جمل له كان قد كلّ في السفر ، فباعه إياه بكذا درهم ، ولما جاء يتقاضاه الثمن أعطاه الثمن والجمل معاً .
من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم :
1- كان إذا أتاه الأمر يسره قال : (الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات) وإذا أتاه الأمر يكرهه قال : ( الحمد لله على كل حال) .
2- كان إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات ، ومسح عنه بيده .
3- كان إذا جاءه أمر يسر به ، خرّ ساجداً ، شكراً لله .
4- كان إذا خاف قوماً قال : ( اللهم إنا نجعلك في نحورهم ، ونعوذ بك من شرورهم) .
5- كان إذا راعه شئ قال : (الله ربي ، الله ربي ، لا شريك له) .
6- كان إذ كربه أمر قال : ( يا حي يا قيوم ، برحمتك استغيث) .
7- كان يتعوذ من الجان ، وعين الإنسان ، حتى نزلت المعوذتان ، فلما نزلت أخذ بهما وترك ما سواهما .
8- كان يتعوذ من جهد البلاء ، ودرك الشقاء ، وسوء القضاء ، وشماتة الأعداء .
9- كان يخطب بـ (قاف) يوم الجمعة (أي يقرأ سورة "ق") .
10- كان إذا غزا قال : (اللهم أنت عضدي ، وأنت نصيري ، بك أحول ، وبك أصول ، وبك أقاتل) .
11- كان لا يقوم من مجلسه إلا قال : ( سبحانك اللهم ربي وبحمدك ، لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك) ، وقال : ( لا يقولن أحد حيث يقوم من مجلسه إلا غفر له ما كان منه في ذلك المجلس) .
12- كان ينهانا عن كثير من الإرفاء . (أي التنعيم) .
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يأمرنا أن نحتفي أحياناً ،
(نحتفي : نمشي حفاة) .
13- كان أكثر دعوة يدعو بها يقول : ( اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) .

من مزاح الرسول صلى الله عليه وسلم :
1- عن أنس قال : إن كان النبي صلى الله عليه وسلم ، ليخالطنا ، حتى يقول لأخ لي صغير (يا أبا عُمير ما فعل النُغير) ، كان له نُغير يلعب فمات . (النُغير : طائر يشبه العصفور ، أحمر المنقار) .
2- وعن أبي هريرة قال : يا رسول الله ، إنك تداعبنا ، قال : ( أني لا أقول إلا حقاً) (صدقاً) .
3- وعن أنس أن رجلاً استحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ( إني حاملك على ولد ناقة) فاق : وما أصنع بولد ناقة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (وهل تلد الإبل إلا النوق) . (استحمل : أي طلب منه أن يحمله على دابة) .
4- وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (يا ذا الأذنين) .
5- وعن أنس أن رجلاً من أهل البادية كان اسمه زاهر بن حرام وكان يهدي للنبي صلى الله عليه وسلم مـن البادية ، فيُجهزه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن زاهراً باديتنا ، ونحن حاضروه) وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه ، وكان دميماً ، فأتي النبي صلى الله عليه وسلم ، يوماً وهو يبيع متاعه ، فاحتضنه من خلاله ولا يُبصره .
زاهر بن حرام : أرسلني من هذا ؟ .
يلتفت زاهر فيرى النبي صلى الله عليه وسلم ، فيجعل يُلزق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم ، حين عرفه .
النبي صلى الله عليه وسلم للناس : من يشتري العبد ؟ .
زاهر بن حرام للرسول : إذاً والله تجدني كاسداً .
الرسول صلى الله عليه وسلم : لكن عند الله لست بكاسد ، أو قال : لكن عند الله أنت غال .
المزاح : بكسر الميم الانبساط مع الغير من غير تنقيص أو تحقير لـه ، والمزاح المنهى عنه هو الذي فيه كذب أو إفراط ، ويداوم عليه ، فإنه يورث كثرة الضحك وقسوة القلب ، ويورث الأحقاد ، ويسقط المهابة والوقار .

الشعر الذي تمثل به الرسول صلى الله عليه وسلم :
1- قال الله تعالى : {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ} .
2- عن شريح قال : قلت لعائشة : هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يتمثل بشئ من الشعر ؟ قالت : كان يتمثل من شعر ابن رواحة ، قالت : وربما قال : ويأتيك بالأخبار من لم تزود . (هذا الشعر لطرفة من معلقته) .
3- وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد : ألا كلُ شئ ما خلا الله باطل .
وكاد أمية بن أبي الصلت أن يُسلم
قال ذلك الرسول عندما سمع شعره
4- وعن جندب بن سفيان البجلي قال : أصاب حجر إصبع رسول الله صلى الله عليه وسلم فدميت فقال :
هل أنت إلا أصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت
(هذا الشعر لابن رواحة) .
5- عن البراء بن عازب قال : قال له رجل أفررتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يا أبا عمارة ؟ فقال : لا والله ما ولّى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن ولى سرعــانُ النـاس ، تلقتهم هوازن بالنبل ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ، على بغلته ، وأبو سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب آخذ بلجامها ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
أنا النبي لا أكذب ، أنا ابن عبدالمطلب
6- وعن البراء قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ينقل التراب يوم الخندق حتى أغبرّ بطنه يقول :
والله لولا الله ما اهتدينا
** ولا تصدقنا ولا صلينا

فأنزلن سكينة علينا
** وثبت الأقدام إن لاقينا

والمشركون قد بقوا علينا
** إذا أرادوا فتنة أبينا

يرفع بها صوته : (أبينا ، أبينا) .
7- وعن أنس قال : جعل المهاجرون والأنصار يحفرون الخندق ، وينقلون الترب وهم يقولون .
نحن الذيـن بايعـوا محمـداً
** علــى الجهـاد ما بقينا أبدا



يقول النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو يجيبهم :
اللهم لا عيش إلا عيشُ الآخرة
** فأغفر للأنصار والمهاجرة


حسان يمدح الرسول صلى الله عليه وسلم :
أغرّ ( ) عليه للنبوة خاتم
** من الله مشهود يلوح ويشهد

وضمّ الإله اسم النبي إلى إسمــه
** إذ قال في الخمس المؤذن أشهــــد

وشق لـه من اسمه ليجله
** فـذو العـرش محمــود وهذا محمد

نبي أتانا بعد يأس وفترة
** من الرسول والأوثان في الأرض تعبد

فأمسى سراجاً مستنيراً وهاديـــاً
** يلوك كما لاح الصقيل المهند

وأنذرنا ناراً وبشر جنة
** وعلمنا الإسلام فالله نحمد

وأنت إله الخلق ربــــي وخالقي
** لذلـك ما عمـــرت في الناس أشهد

تعاليت رب الناس عن قول من دعا
** سواك إلهاً أنت أعلى وأمجد

لك الخلق والنعماء والأمر كلـــه
** فإياك نستهدي وإياك نعبد

*********
بطيبة رسم للرسول ومعهد
** منير وقد تعفو الرسوم وتهمد

عرفت بها رسم الرســول وعهده
** وقبراً به وأرى التراب وملحد

*********
أعني الرسول فإن الله فضله
** على البرية بالتقوى والجود

فينا الرسول وفينـــا الحق نتبعه
** حتى الممات ونصـر غيـر محــدود


لباس الرجل المسلم :
1- قال الله تعالى : {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} .
(أغسلها بالماء ، وطهر نفسك من الذنوب والمعاصي) .
2- عن أم سلمة قالت : كان أحب الثياب إلى رسول ا لله صلى الله عليه وسلم ، القميص
(القميص : ثوب طويل إلى نصف ساقيه) .
3- وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : (لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جرّ ثوبه خيلاء) .
(الخيلاء : الكبر والعجب) .
4- وعن أبي هريرة قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما أسفل الكعبين من الإزار في النار) .
5- وعن ابن عمر قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا أعتم سدل عمامته بين كتفيه .
6- وعن سالم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (الإسبال في الإزار والقميص والعمامة ، من جرّ منها شيئاً خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة ) .
7- وعن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : (إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه ، لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين ، ما أسفل من ذلك ففي النار ، قال ذلك ثلاث مرات ، ولا ينظر الله يوم القيامة إلى من جرّ إزاره بطراً) . أي تكبراً .
8- وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال : مررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفـي إزاري استرخاء فقال : يا عبد الله ، ارفع إزارك ، فرفعته ، ثم قال : زد ، فزدت ، فما زلت أتحراها بعد ، فقال بعض القوم : إلى أين ؟ قال : إلى أنصاف الساقين .
9- وعن سمرة بن جندب أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : (البسوا الثياب البيض ، فإنها أطهر وأطيب ، وكفنوا فيها موتاكم) .
10- وقال صلى الله عليه وسلم : (من لبس ثوب شهرة في الدنيا ، ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة) .
11- وقال صلى الله عليه وسلم : (كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا في غير إسراف ولا مخيلة) .
(أي اجتنب الإسراف والتكبر في الأكل والشرب والملبس) .



الخلاصة :
1- ذكر الإمام النووي بعد ذكر أحاديث اللبس ما خلاصته :
إن الإسبال يكون في الإزار والقميص والعمامة والثوب ، وأنه لا يجوز إسباله تحت الكعبيـن إن كان للخيلاء ، فإن كان لغيرها فهو مكروه ، فالمستحق إلى نصف الساقين ، والجائز بلا كراهية إلى الكعبين ، فما نزع عن الكعبين فهو ممنوع .
2- وقد ذكر ابن حجر في الفتح رأيه ، وهو عدم الجواز في اللباس تحت الكعبين فقال :
وقد نقل القاضي عياض الإجماع على أن المنع في حق الرجال دون النساء (أي تطويل اللباس تحت الكعبين) .
ثم قال ابن حجر : والحاصل أن للرجال حالين : حال استحباب ، وهو أن يقتصر بالإزار على نصف الساق ، وحال جواز وهو إلى الكعبين .
ومفهوم كلامه أن إطالة الإزار ، مثل الثوب والسروال والبنطال تحت الكعبين غير جائز .
3- وعن عبدالله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، رأى عليه ثوبين مُعصفرَين فقال : ( إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسهما) .

يستفاد من الحديث :
1- لا يجوز للمسلم أن يلبس ثياب الكفار ، وأن يتزين بزيهم لقوله صلى الله عليه وسلم : (من تشبه بقوم فهو منهم) .
لقد انتشر في كثير من البلاد الإسلامية التشبه بالكفار كلباس البنطال الضيق الذي يسمونه (كوبوي ، أو شارلستون وغيرها) وسمعت أحد العلماء يجيب شاباً عن سؤاله على لباس البنطال الضيق ، فقال : حرام ، لأنه يجسم العورة ، وفيه تشبه بالكفار .
2- أما لبسا الرأس فهو شعار الأمم ، وقد تشبه بعض المسلمين فلبسوا البرنيطة ، وتسمى القبعة ، وقد فرضت على الجنود فألبسوهم القبعة التي يلبسها الكفار ، ويلبسها بعض الأغنياء وبعض العمال بحجة ستر الرأس من الشمس ، ولو ستروا الرأس بقلنسوة أو عمامـة ، أو منديل لكان أصح لرؤوسهم ، وأبعد عن التشبه بالكفار ، وشاع هذا التشبه حتى أصبح الناس لا يشعرون أنه فيه مخالفة شرعية ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ، فكيـف نحارب الكفار ونحن نتشبه بهم في لباسهم وعاداتهم ؟ وكان الواجب أن نقلدهم في الأمور النافعة كصنع الطائرة ، والدبابة ، والمدفع ، وغير ذلك مما يساعد على الدفاع عن ديننا وأرضنا .

لباس المرأة المسلمة :
1- قال الله تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} .
2- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من جرّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة ، فقالت أم سلمة : فكيـف ينصـع النساء بذيولهن ؟ قال ك يُرخين شبراً ، قالت : إذاً تنكشف أقدامهن ، قال : فيُرخين ذراعاً لا يزدن عليه) .

يستفاد من الآية والحديث :
1- أن لباس المرأة يجب أن يكون عريضاً وطويلاً يغطي القدمين ، بعكس الرجال الذين أمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم ، أن يقصروا الثياب إلى نصف الساق ، ولا يزيدوا عن الكعبين ، وفي عصرنا انعكس الأمر ، فأصبح الرجال يطيلون ثيابهم أسفل الكعبين ، ويتعرضون لدخـول النـار ، وأصبح النساء يقصرن إلى الركبة ، أو ما فوقها ، ويتعرضن بهذا العمل إلى حرمانهن من دخول الجنة ، كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بقوله : ( ونساء كاسيات عاريات ، مميلات مائلات ، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ، لا يدخلن الجنة ، ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا .
(والمعنى أن المرأة التي تكشف ساقها أو شيئاً من جسمها ، وتتمايل في مشيتها ، ورأسها مرتفع بشعرها كأنه سنام جمل ، لا يتدخل الجنة حتى تلقى جزاءها) .
2- إذا كان قدم المرأة لا يجوز كشفها ، فوجهها بالأولى ، لأنها تعرف به ، وفيه الفتنة أكثر ، وسفور المرأة تقليد للكفار والأجانب وتشبه بهم ، وفي الحديث : ( من تشبه بقوم فهو منهم) .
وليتنا قلدناهم في المخترعات النافعة كصنع الغواصات وغيرها مما يفيدنا ، ولكن كما قال الشاعر :
قلدوني الغربى لكن بالفجور وعن اللب استعاضوا بالقشور
3- المسئول هو الأب والزوج والأخ ، وكل راع يقوم على النساء ، قال صلى الله عليه وسلم : ( كلكم راع ، وكلكم مسئول عن رعيته) .

لبس الذهب والخاتم :
1- عن أنس رضي الله عنه قال : إن النبي صلى الله عليه وسلم ، اتخذ خاتماً من فضلة ، ونقش فيه : محمد رسول الله .
2- وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن خاتم الذهب .
3- وعن عبدالله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، رأى خاتماً من ذهب على يد رجل ، فنزعه وطرحه ، وقال : (يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيطرحها في يده) فقيل للرجل بعدما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم : خذ خاتمك انتفع به ، قال : لا والله ، لا آخذه أبداً وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
4- وعن علي بن أبي طالب قال : نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن ألبس خاتمي في هذه ، أو في التي تليها ، وأشار إلى الوسطى والتي تليها .
وفي رواية النسائي : نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عن الخاتم في السبابة والوسطى .
5- وقال صلى الله عليه وسلم : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فلا يلبس حريراً ولا ذهباً) .
6- وقال صلى الله عليه وسلم : عن الذهب والحرير : ( هذان حرام على ذكور أمتي ، حلال لإناثها) .
(المراد الحرير الأصلي المستخرج من دودة القز ، لا الحرير الاصطناعي الموجود الآن) .
7- وعن عبدالله بن عمر ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، رأى على بعض أصحابه خاتماً من ذهب ، فأعرض عنه ، واتخذ خاتماً من حديد ، فقال : هذا شر ، هذا حلية أهل النار ، فألقاها ، فاتخذ خاتماً من ورق (فضة) فسكت عنه .
8- وقال صلى الله عليه وسلم : ( من لبس الذهب من أمتي فمات وهو يلبسه حرم الله عليه ذهب الجنة) .

يستفاد من الأحاديث
1- أن الذهب محرم على الرجال ، حلال للنساء ، والمسلم هو الذي يستسلم لأوامر الله ورسوله .
2- إذا لبس الرجل خاتم الذهب للزواج الذي يسمونه خاتم الخطبة ، فهو حرام من الكبائر لأنه خالف أوامر دينه ، وقلد الكفار والنصارى الذين ابتدعوا خاتم الخطبة ، ومن تشبه بقوم فهو منهم ، وفي لبس خاتم الذهب تشبه بالنساء ، وفي الحديث : ( لعن النبي المتشبهين من الرجال بالنساء) .
3- يباح للرجال خاتم الفضة ، ما لم يكن للخطبة تجنباً لمشابهة الكفرة .

الزينة في اللباس :
1- قال الله تعالى : {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} .
ذكر ابن كثير في تفسير هذه الآية ما خلاصته :
أغسلها ، وطهر نفسك من الذنوب والمعاصي وغيرها .
2- وقال الله تعالى : {يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ} .
ذكر ابن كثير في تفسير هذه الآية : عن ابن عباس قال : كان رجال يطوفون بالبيت عراة ، فأمرهم الله بالزينة ، والزينة : اللباس ، وهو ما يواري السوأة وما سوى ذلك من جيد البزّ والمتاع ، فأمروا أن يأخذوا زينتهم عند كل مسجد .
ثم قال ابن كثير بعد ذلك :
(ولهذه الآية وما ورد في معناها من السنة يُستحق التجمل عند الصلاة ، ولا سيما يوم الجمعة ويوم العيد ، والطيب لأنه من الزينة ، والسواك لأنه تمام ذلك ، ومن أفضل اللباس البياض) .
3- وقال صلى الله عليه وسلم : ( البسوا الثياب البيض ، فإنها أطهر وأطيب ، وكفنوا فيها موتاكم) .
4- وعن البراء بن عازب قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مربوعاً وقد رأيته في حلة حمراء ما رأيت شيئاً قط أحسن منه) .
5- وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر ، فقال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ، ونعله حسنة ، قال : إن الله جميل يحب الجمال ، الكبر بطر الحق ، وغمط الناس) "رد الحق تكبراً واحتقار الناس) .
6- وعن أبي الأحوص عن أبيه رضي الله عنه ، قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وعليّ ثوب دون (ردئ) .
الرسول صلى الله عليه وسلم : ألك مال ؟
الرجل : نعم .
الرسول صلى الله عليه وسلم : من أي المال ؟
الرجل : من الإبل والبقر والغنم والخيل والرقيق .
الرسول صلى الله عليه وسلم : فإذا آتاك الله مالاً ، فلُيرَ أثرُ نعمة الله عليك وكرامته .
7- وقال صلى الله عليه وسلم : (من أنعم الله عليه نعمة ، فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده) .

الزينة للصلاة والناس :
1- قال صلى الله عليه وسلم : (ما على أحدكم إن وجد أو ما على أحدكم إن وجدتم أن يتخذ ثوبين ليوم الجمعة ، سوى ثوبي مهنته) .
2- وعن جابر رضي الله عنه ، قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بني أنمار ، قال : فينما أنا تحت شجرة ، إذا رسول الله صلى الله عليه وسلم :
جابر : يا رسول الله ، هلُمّ إلى الظل .
الرسول صلى الله عليه وسلم : يأتي ويُسلم وينزل ، فيأتي جابر بصغار القثاء ويُقربه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم .
الرسول صلى الله عليه وسلم : من أين لكم هذا ؟ .
جابر : خرجنا به من المدينة .
يخرج راع لجابر ، وعليه بُردان قد أخلقا (بليا وتلفا) فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الرسول صلى الله عليه وسلم : أما له ثوبان غير هذين .
جابر : بل ، له ثوبان في العيبة كسوته إياهما .
الرسول صلى الله عليه وسلم : فادعُه فليلبسهما .
يأتي الراعي ، ويلبس الثوبين ويذهب .
الرسول صلى الله عليه وسلم : ما له ؟ - ضرب الله عنقه – أليس هذا خيراً ؟
الراعي يسمع كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الراعي يتفاءل : في سبيل الله يا رسول الله .
الرسول صلى الله عليه وسلم : في سبيل الله .
الرجل يُقتل في سبيل الله .

النظافة من الإسلام :
1- عن جابر بن عبدالله قال : أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، زائراً في منزلنا فرأى رجلاً شعثاً قد تفرق شعره فقال : أما كان يجد هذا ما يُسكن به شعره ؟ ورأى رجلاً آخر وعليه ثياب وسخة فقال : أما كان هذا يجد ماء يغسل به ثوبه ؟ .
2- وقال صلى الله عليه وسلم : ( من كان له شعر فليكرمه) .
3- وقال صلى الله عليه وسلم : عشرة من الفطرة : قص الشارب ، وإعفاء اللحية ، والسواك ، واستنشاق الماء ، وقص الأظافر ، وغسل البراجم (عقد الأصابع) ونتف الإبط ، وحلق العانة ، وانتقاصُ الماء (يعني الاستنجاء) والمضمضة .
4- وقال صلى الله عليه وسلم : (خمس من الفطرة : الختان ، والاستحداد "حلق العانة" وتقليم الأظافر ، ونتف الإبط ، وقص الشارب) .

من آداب السلام :
1- قال الله تعالى : {وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} .
2- وقال صلى الله عليه وسلم : (أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام) .
3- وعن عبدالله بن عمرو : أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أي الإسلام خير ؟ قال : "تُطعم الطعام ، وتقرأ السلام على من عرف ومن لم تعرف .
4- وقال صلى الله عليه وسلم : (والذي نفسي بيده ، لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أولا أدلكم على شئ إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم ) .
5- وقال صلى الله عليه وسلم : (يُسَلم الراكب على الماشي ، والماشي على القاعد ، والقليل على الكثير) .
6- وعن أنس رضي الله عنه قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مرّ على صبيان فسَلم عليهم .
7- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا سلم عليكم أهل الكتاب ، فقولوا : وعليكم) .
8- وعن عمران بن حصين ، أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : السلام عليكم ، فردّ عليه ثم جلس ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "عشر" ، ثم جاء آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله ، فردّ عليه فجلس ، فقال : "عشرون" ، ثم جاء آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فردّ عليه فجلس ، فقال "ثلاثون" (أي حسنة) .
9- وقال صلى الله عليه وسلم : (إذا دخلتم بيتاً ، فسلموا على أهله ، وإذا خرجتم فأودعوا أهله بالسلام) .
10- وقال صلى الله عليه وسلم : ( يا بُني إذا دخلت على أهلك ، فسلم يكن بركة عليك وعلى أهلك) .
11- وقال صلى الله عليه وسلم : ( من بدأ بالكلام قبل السلام ، فلا تجيبوه) .
12- وقال صلى الله عليه وسلم : ( إذا لقي أحدكم أخاه فليُسلم عليه ، فإن حالت بينهما شجرة ، أو جدار ، أو ح جر ، ثم لقيه فليُسلم عليه) .
13- وقال صلى الله عليه وسلم : (يُجزئ عن الجماعة إذا مرُوا أن يُسلم أحدهم ويُجزئ عن الجلوس أن يردّ أحدهم) .
14- وعن جابر أنه قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بعثني لحاجة ، ثم أدركته وهو يسير ( قال قتيبة يُصلي) فسلمت عليه ، فأشار اليّ ، فلما فرغ دعاني ، فقال : (إنك سلمت آنفاً وأنا أصلي) .
وهو مُوجه حينئذٍ قِبل المشرق ( أي موجه راحلته نحو الشرق)
15- وعن ابن عمر قال : قلت لبلال كيف رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ، يرد عليهم حين يسلمون عليه وهو يصلي ؟ قال : يقول هكذا وبسط كفه .
والحديث دليل على أنه إذا سَلم أحد على المصلي رد عليه السلام بإشارة دون النطق : يسبط كافه اليمنى مستقيمة .
والسلام على القارئ والذاكر والمدرس وعند دخول المسجد جائز من باب أولى .
16- السلام تحية أهل الجنة ( تحيتهم يوم يلقونه سلام) .
17- السلام اسم من أسماء الله الحسنى .
18- السلام معناه الأمان التام من الغدر والخيانة والغش .
19- السلام طريق المحبة ، والمحبة طريق الإيمان ، والإيمان طريق الجنة .

المصافحة لا التقبيل :
1- عن أبي الخطاب قتادة قال : قلت لأنس : أكانت المصافحة في أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ قال نعم .
2- وقال صلى الله عليه وسلم : ( ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا) .
3- وقال صلى الله عليه وسلم : (يقدم عليكم غداً أقوام هم أرق قلوباً للإسلام منكم ) "يعني أهل اليمن" فقدم الأشعريون ، فيهم أبو موسى الأشعري ، فلما دنوا من المدينة ، جعلوا يرتجزون ويقولون :
غداً نلقى الأحبة محمد وصحبه
فلما قدموا تصافحوا ، فكانوا هم أول من أحدث المصافحة
4- وقال صلى الله عليه وسلم : (إن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه ، وأخذ بيده ، فصافحه تناثرت خطاياهما ، كما يتناثر ورق الشجر) .
5- وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رجل : يا رسول الله ، الرجل منا يلقى أخاه أو صديقه ، أينحني له ؟ قال : لا ، قال : أفيلتزمه ويُقبله ؟ قال : لا ، قال : فيأخذ بيده ويصافحه ؟ قال : نعم .
وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يتعانقون إذا قدموا من سفر وأما تقبيل اليد ففي الباب أحاديث وآثار كثيرة يدل مجموعها على ثبوت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنرى جواز تقبيل يد العالم إذا لم يمد يده متكبراً ، ولا يكون على سبيل التبرك ، ولا يتخذ التقبيل عادة ، ولا يُعطل المصافحة ولا توضع على الجبهة .

لا أصافح النساء :
1- وقال صلى الله عليه وسلم : (إني لا أصافح النساء ، إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة) .
2- وقالت عائشة : لا والله ما مست يده يد امرأة قط في المبايعة وما بايعهن إلا بقوله : (قد بايعتك على ذلك) .
3- وقال صلى الله عليه وسلم : ( لأن يُطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد ، خير له من أن يمس امرأة لا تحل له) .

آداب العطاس والتثاؤب :
1- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب ، فإذا عطس أحدكم وحمد الله كان حقاً على كل مسلم سمعه أني قول له : يرحمك الله ، فأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان ، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع ، فان أحدكم إذا تثاءب ضحك من الشيطان) .
وفي رواية لمسلم :
(فإن أحدكم إذا قال : ها ضحك الشيطان منه) .
2- وقال صلى الله عليه وسلم : ( إذا عطس أحدكم فليقل : الحمد لله وليقل له أخوه أو صاحبه : يرحمك الله ، فإذا قال له : يرحمك الله ، فليقل : يهديكم الله ويصلح بالكم) .
3- وقال صلى الله عليه وسلم : ( إذا عطس أحدكم فحمد الله فشمتوه ( ) وغن لم يحمد الله فلا تشمتوه) .
4- وقال صلى الله عليه وسلم : ( إذا تثاءب أحدكم فليمسك يده على فمه ، فإن الشيطان لا يدخل) .
5- وكـان صلى الله عليه وسلم ، إذا عطس غطى وجهه بيده أو ثوبه ، وغض بها صوته .
6- وقال صلى الله عليه وسلم : ( شمت أخاك ثلاثاً فما زاد فإنما هي نزلة أو زكام) .
(أي لا تشمته بعد الثالثة ، بل أدع له) .
7- وعن نافع أن رجلاً عطس إلى جنب ابن عمر ، فقال : الحمد الله والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال ابن عمر : وأنا أقول : الحمد لله والسلام على رسول الله ، وليس هكذا ، علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقول : (الحمد لله على كل حال) .
يفيد هذا الحديث أن التقيد بتعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم واجب .

غيروا الشيب واجتنبوا السواد :
1- قال الله تعالى : {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} .
2- وقال صلى الله عليه وسلم : ( جزوا الشوارب ، وأعفوا اللحى ، خالفوا المجوس) .
3- وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم) .
4- وعن جابر رضي الله عنه قال : أتى بأبي قحافة يوم الفتح ولحيته ورأسه كالثغامة بياضـاً ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( غيروا هذا بشئ ، واحتنبوا السواد) .
5- وقال صلى الله عليه وسلم : ( يكون قوم في آخر الزمان يخضبون بهذا السواد كحواصل الحمام ، لا يجدون ريح الجنة) .
6- وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلبس النعال السبتية ( ) ويُصفر لحيته بالورس ( ) والزعفران ، وكان ابن عمر يفعل ذلك .
7- وعن ابن عباس قال : مرّ على النبي صلى الله عليه وسلم ، رجل قد خضب بالحناء ، فقال : ما أحسن هذا ، قال : فمرّ آخر قد خضب بالحناء والكتم ، فقال : وهذا أحسن من هذا ، ثم مرّ آخر قد خضب بالصفرة ، فقال : هذا أحسن من هذا كله .
8- وقال صلى الله عليه وسلم : (غيروا الشيب ، ولا تشبهوا باليهود) .
9- وعن عثمان بن عبدالله بن موهب قال : دخلت على أم سلمة ، فأخرجت إلينا شعرً من شعر النبي صلى الله عليه وسلم ، مخضوباً .
وفي رواية أخرى : أن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، أرته شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أحمر .
10- خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، على مشيخة من الأنصار بيض لحاهم فقال : (يا معشر الأنصار حمروا أو صفروا ، وخالفوا أهل الكتاب) .
11- وقد نقل عن الإمام أحمد - رحمه الله - أنه يجب ، وعنه يجب ولو مرة ، وعنه لا أحب لأحد ترك الخضب ، وتشبه بأهل الكتاب ، وفي السواد عنه كالشافعية روايتان : المشهورة : يكره ، وقيل يحرم ، ويتأكد المنع لمن دلس به (أي غش) .

واجبنا نحو الرسول صلى الله عليه وسلم :
إن للرسول صلى الله عليه وسلم حقوقاً وواجبات إذا أداها المسلم نفعه الله به ، وأسعده بشفاعته ، وأكرمه بورود حوضه ، وسقاه من ماء كوثره .
1- محبته صلى الله عليه وسلم ، أ:ثر من النفس والأهل والمال والولد .
2- طاعته في كل ما أمر به من دعاء الله وحده ، والاستعانة به ، والصدق والأمانة ، وحسن الخلق ، وغير ذلك مما جاء في القرآن وأحادثه الصحيحة .
3- التحذير من الشرك الذي حذر منه الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهو صرف العبادة لغير الله ، كدعاء الأنبياء والأولياء وطلب المدد والعون منهم ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : (من مات وهو يدعو من دون الله نداً دخل النار) . "الند : المثل والشريك" .
4- إن نؤمن بما أخبر به القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم ، من الصفات ، كعلو الله على عرشه ، تحقيقاً لقوله تعالى : {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ، وقوله صلى الله عليه وسلم : (إن الله كتب كتاباً فهو عنده فوق العرش) . وان الله مع عباده يسمعهم ويراهم ويعلم أحوالهم لقوله تعالى : {قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى } .
5- إن من واجب المسلمين أن يشكروا الله على بعثه ومولد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، فيتمسكوا بسنته ، ومنها صيام يوم الاثنين الذي سئل عن صومه فقال : (ذاك يوم وُلدت فيه ، وفيه بُعثت ، وعليّ أُنزل) ، (أي القرآن) .
6- أما الاحتفال بيوم مولده صلى الله عليه وسلم ، الذي أحدثه المتأخرون ، فلم يعرفه الرسول والصحابة والتابعون ولو كان في الاحتفال خير لسبقونا إليه ، وأرشدنا إليه الرسول صلى الله عليه وسلم ، كما أرشدنا في الحديث السابق إلى صوم يوم الاثنين الذي وُلد فيه ، علماً بأن الرسول صلى الله عيه وسلم ، مات يوم الاثنين ، فليس الفرع بأولى من الحزن على موته صلى الله عليه وسلم .
7- إن الأموال التي تنفق في الاحتفالات ، ولو أُنفقت في بيان شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم ، وسيرته ، وأخلاقه ، وأدبه ، وتواضعه ، ومعجزاته ، وأحاديثه ، ودعوته للتوحيد التي بدأ بها رسالته وغيرها من الأمور النافعة ، لو فعل ذلك المسلمون لنصرهم الله كما نصر رسوله صلى الله عليه وسلم .
8- إن المحـب الصادق للرسول صلى الله عليه وسلم ، يهمه إتباع أوامره ، والعمل بسنته ، والحكم بقرآنه والإكثار من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم .

التحلي بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم :
إذا كنت محباً صادقاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتخلق بأخلاقه :
1- أترك الفحش ، وهو كل ما قبح وساء من قول أو فعل .
2- أخفض صوتك ، وأغضض منه إذا نطقت ، وخاصة في المجتمعات العامة ، كالأسواق والمساجد ، والحفلات وغيرها ، ما تكن خطيباً أو واعظاً .
3- أدفع السيئة التي تقد تصيبك من أحد بالحسنة ، بأن تعفو عن المسئ ، فلا تؤاخذه ، وتصفح عنه بأن لا تعاقبه ، ولا تهجره .
4- أترك التأنيب والتعنيف لخادمك ، أو زميلك أو ولدك ، أو تلميذك ، أو زوجتك إذا أخطأوا أو قصروا .
5- لا تُقصر في واجبك ، ولا تبخس حق غيرك ، حتى لا تضطره إلى أن يقول لك : لِمَ فعلت كذا ...؟ أو لِمَ لم لا تفعل كذا ؟ لائماً عليك ، أو عاتباً عليك .
6- أترك الضحك إلا قليلاً ، وليكن جلّ ضَحِكك التبسم .
7- لا تتأخر عن قضاء حاجة الضعيف والمسكين والمرأة ، والمشي معهم في غير تكبر ولا استنكاف .
8- مساعدة أهل البيت على شئون البيت ، ولو كان حلب شاة ، أو طهي طعام أو غيره .
9- البس أحسن الثياب التي عندك ، لا سيما وقت الصلاة ، والأعياد ، والحفلات .
10- لا تتكبر عن الأكل على الأرض ، وكل ما وجد من الطعام ، والاكتفاء بقليل الطعام ولا تعيبه .
11- العمل ومشاركة العاملين ، ولو بحفر الأرض ونقل التراب ، والسرور بذلك إظهاراً لعدم التكبر .
12- عدم الرضا بالمدح الزائد ، والإطراء المبالغ فيه ، والاكتفاء بما هو ثابت للعبد ، وبما قام به من صفات الحق والفضل والخير .
13- لا تنطق ببذاء ولا جفاء ، ولا كلام فاحش ولو مازحاً .
14- لا تقل سوءاً ولا تفعله .
15- لا تواجه أحداً من إخوانك بمكروه .
16- لازم سلامة النطق ، وحلو الكلام ( ) .
17- لا تكثر المزاح ، ولا تقل إلا الصدق .
18- أرحم الإنسان والحيوان حتى يرحمك الله .
19- احذر البخل ، فهو مكروه من الله والناس .
20- نم باكراً ، واستيقظ للعبادة والاجتهاد والعمل .
21- لا تتأخر عن صلاة الجماعة في المسجد .
22- احذر الغضب وما ينتج عنه ، وإذا غضبت فاستعذ من الشيطان الرجيم .
23- الزم الصمت ، ولا تكثر الكلام فهو مسجل عليك .
24- اقرأ القرآن بفهم وتدبر ، واسمعه من غيرك ، وأعمل به .
25- لا ترد الطيب ، واستعمله دائماً ، لا سيما عند الصلاة .
26- استعمل السواك فهو مفيد جداً ، لا سيما عند الصلاة .
27- كن شجاعاً ، وقل الحق ولو على نفسك .
28- أقبل النصيحة من كل إنسان واحذر ردها .
29- اعدل بين زوجاتك وأولادك وفي كل أعمالك .
30- اصبر على أذى الناس وسامحهم ، حتى يسامحك الله .
31- أحب للناس ما تحب لنفسك .
32- أكثر من السلام عند الدخول والخروج واللقاء وفي الأسواق .
33- تقيد بلفظ السلام الوارد في السنة ، وهو : "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" ولا يُغني عنه كلمة (صباح الخير ، ومساء الخير) أو (أهلاً ومرحباً) ويمكن قولها بعد السلام .
34- كن نظيفاً في مظهرك ولباسك .
35- غيّر شيبك بالأصفر أو الأحمر ، واحذر السواد امتثالاً لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم .
36- تمسك بسنن الرسول صلى الله عليه وسلم ، حتى تدخل في قوله : (إن من ورائكم أيام الصبر ، للمُتمسك فيهن بما أنتم عليه أجرُ خمسين منكم ، قالوا : يا نبي الله أو منهم ؟ قال : بل منكم) .
37- اللهم أرزقنا العمل بكتابك ، وسنة نبيك ، وأرزقنا حبه واتباعه وشفاعته صلى الله عليه وسلم ، يوم القيامة .

مكارم أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم :
منها وما يتعشق الكبراء
** يا من لـه الأخلاق ما تهوى العلا

ديناً يضيء بنوره الآناء
** لو لــم تُقــم ديناً لقامت وحدها

يُغري بهن ويُولع الكرماء
** زانتك في الخلق العظيم شمائل

وفعلت ما لا تفعل (الكرماء)
** وإذا سخوت بلغت بالجود المدى

لا يستهين بعفوك الجهلاء
** وإذا عفوت فقادراً ومقدراً

هذان في الدنيا هُما الرحماء
** فإذا رحمت فأنت أم أو أب

في الحق لا ضغن ولا بغضاء
** وإذا غضبت فإنما هي غضبة

ورضا الكثير تحلم ورياء
** وإذا رضيت فذاك في مرضاته

تعرو الندى وللقلوب بكاء
** وإذا خطبت فللمنابر هزة

جاء الخصوم من السماء قضاء
** وإذا قضيت فلا ارتباب كأنما

لجميع عهدك ذمة ووفاء
** وإذا أخذت العهد أو أعطيته

بالحق من ملف الهدى غزاء
** بك يا ابن عبدالله قامت سمحة

نادى بها الحكماء والعقلاء
** بنيت على التوحيد وهي حقيقة

والناس تحت لوائها أكفاء
** الله فوق الخلق فيها وحده

والأمر شوى والحقوق قضاء
** والدين يسر والخلافة بيعة

فالكل في حق الحياة سواء
** اتصفت أهل الفقر من أهل الغنى

ما لم ينل في رومة الفقهاء
** ظلموا شريعتك التي نلنا بها

حاد وحنت بالفلا وجناء
** صل عليك الله ما صحب الدجى



حسان يدافع عن الرسول صلى الله عليه وسلم
تثير النقع موعدها كداء
** عدمنا خيلنا إن لم تروها

على أكتافها الأسل الظماء
** يبارين الأسنة مصعدات

تلطمهن بالحمر النساء
** تظل جيادنا متمطرات

وكاد الفتح وانكشف الغطاء
** فإما تعرضوا عنا اعتمدنا

يعز الله فيه من يشاء
** وإلا فاصبروا لجلاد يوم

وروح القدس ليس لـه كفاء
** وجبريل أمين الله فينا

يقول الحق إن نفع البلاء
** وقال الله قد أرسلت عبداً

فقلتم لا نقوم ولا نشاء
** شهدت به فقوموا صدقوه

فأنت مجوف نخب هواء
** ألا أبلغ أبا سفيان عني

وعبد الدار سادتها الإماء
** بأن سيوفنا تركتك عبداً

وعند الله في ذاك الجزاء
** هجوت محمداً فأجبت عنه

فشركما لخيركما الفداء
** أنهجوه وليست بكفء

ويمدحه وينصره سواء
** فمن يهجو رسول الله منكم

لعرض محمد منكم فداء
** فإن أبي ووالدة وعرضي

وبحري لا تكدره الدلاء
** لساني صارم لا عيب فيه



عقيدة المسلم :
فأنا المقر بأنني وهابي
** إن كان تابع أحمد ( ) متوهباً

رب سوى المتفرد الوهاب
** أنفي الشريك عن الإله فليس لي

قبر لـه سبب من الأسباب
** لا قبة ترجى ولا وثن ولا

عين ( ) ولا نصب من الأنصاب
** كلا ولا حجر ، ولا شجر ولا

أو حلقة ، أو ودعة أو ناب
** أيضاً ولست معلقاً لتميمــة ( )

الله ينفعني ، ويدفع ما بي
** لرجاء نفع ، أو لدفع بلية

في الدين ينكره أولو الألباب
** والابتداع وكل أمر محدث

أرضاه ديناً ، وهو غير صواب
** أرجو بأني لا أقاربه ولا

بخلاف كل مسئول مرتاب
** وأعوذ مـن جهميـة ( )عنها عتت

فيها مقال السادة والأنجاب
** والاستواء ( ) فإن حسب قدوة

وابن حنبل التقى الأواب
** الشافعي ومالك وأبي حنيفة

غير معرف يقول...

(((الصلاة علي النبي)))))سؤال : ما المقصود بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم :

الجواب :

الصلاة من الله تعالى رحمة و رفع درجات ، ومن الملائكة استغفار ، ومن المؤمنين دعاء . ولم يُذكَر عن أحد سوى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أنه سبحانه وتعالى يصلي عليه هكذا ثم كلَّف به المؤمنين .

و للرسول صلى الله عليه و سلم أفضال عظيمة على الأمة كلها، فبه صلى الله عليه و سلم عرفنا خالقنا و مالكنا و تشرَّفنا بالإيمان و عن طريقه وصلت إلينا تلك التعليمات المباركة التي بها نحصل على فلاح الدنيا و الآخرة في صورة القرآن الكريم و الحديث الشريف .

قال ابن عبد السلام : ليست صلاتنا على النبي صلى الله عليه وسلم شفاعة منا له، فإن مثلنا لا يشفع لمثله، ولكن الله أمرنا بالمكافأة لمن أحسن إلينا وأنعم علينا، فإن عجزنا عنها كافأناه بالدعاء، فأرشدنا الله لما علم عجزنا عن مكافأة نبينا إلى الصلاة عليه؛ لتكون صلاتنا عليه مكافأة بإحسانه إلينا، وأفضاله علينا، إذ لا إحسان أفضل من إحسانه صلى الله عليه وسلم، وفائدة الصلاة عليه ترجع إلى الذي يصلي عليه دلالة ذلك على نضوج العقيدة، وخلوص النية، وإظهار المحبة والمداومة على الطاعة والاحترام.

وقال أبو العالية: صلاة الله على نبيه ثناؤه عليه عند ملائكته، وصلاة الملائكة عليه الدعاء .

قال ابن حجر : وهذا أولى الأقوال، فيكون معنى صلاة الله عليه ثناؤه وتعظيمه، وصلاة الملائكة وغيرهم طلب ذلك له من الله تعالى .

قال الطبري عن ابن عباس في تفسير هذه الآية : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ} . [الأحزاب: 56] .

يقول : يباركون على النبي، ومعنى ذلك أن الله يرحم النبي، وتدعوا له ملائكته ويستغفرون، وذلك أن الصلاة في كلام العرب من غير الله إنما هو الدعاء، ويقول الله تعالى ذكره : يا أيها الذين آمنوا ادعوا لنبي الله محمد صلى الله عليه وسلم وسلموا عليه تسليما، يقول : وحيوه تحية الإسلام .

وصلاة الله على النبي ذكره بالثناء في الملأ الأعلى ؛ وصلاة ملائكته دعاؤهم له عند الله سبحانه وتعالى، ويالها من مرتبة سنية حيث تردد جنبات الوجود ثناء الله على نبيه ؛ ويشرق به الكون كله، وتتجاوب به أرجاؤه، ويثبت في كيان الوجود ذلك الثناء الأزلي القديم الأبدي الباقي . وما من نعمة ولا تكريم بعد هذه النعمة وهذا التكريم، وأين تذهب صلاة البشر وتسليمهم بعد صلاة الله العلي وتسليمه، وصلاة الملائكة في الملأ الأعلى وتسليمهم ؛ إنما يشاء الله تشريف المؤمنين بأن يقرن صلاتهم إلى صلاته وتسليمهم إلى تسليمه، وأن يصلهم عن هذا الطريق بالأفق العلوي الكريم .

معنى صلاة الله والملائكة والرسول على المؤمنين كلمة الصلاة تعني مزيجاً من الثناء والمحبة ورفعة الشأن والدرجة وهذه الكلمة وردت بالنسبة إلى أعمال صالحة قام بها أصحابها، فاستحقوا بها الصلاة، وبالنسبة إلى جمهور المؤمنين عموماً، فالذين يصبرون على مصابهم، ويتحملون بجلدٍ بلواهم هؤلاء لا يحرمون من عناية الله ورحمته، قال الله تعالى : {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة : 156-157].

ووردت آية أخرى تقول : {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} [الأحزاب: 43] .

وتبين هذه الآية الكريمة أن رب العالمين يحب أهل الإيمان، ويتولاهم بالسداد والتوفيق، وتحيط بهم في الدنيا ظلمات شتى، فهو يخرجهم من الظلمة، ويبسط في طريقهم أشعة تهديهم إلى الغاية الصحيحة، وترشدهم إلى الطريق المستقيم، وهذا المعنى في عمومه ذكرته الآية :

{اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}، [البقرة: 257].

إن الصلاة التي يستحقها الصابرون على مصابهم، والصلاة التي يستحقها المؤتون للزكاة، والصلاة التي يخرج بها أهل الإيمان من الظلمة إلى الضوء، ومن الحيرة إلى الهدى، هذه الصلوات كلها دون الصلاة التي خصَّ الله بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؛ لأن صلاة الله وملائكته على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم تنويه بالجهد الهائل الذي قام به هذا الإنسان الكبير، كي يخرج الناس من الظلام إلى النور، وهو الذي بدد الجاهليات، وأذهب المظالم والظلمات .

لقد نقل النبي صلى الله عليه وسلم وحده العالم أجمع من الضلال إلى الهدى، وأكد هذا المعنى قوله جل جلاله :

{ لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ * رَسُولٌ مِنْ اللَّهِ يَتْلُوا صُحُفًا مُطَهَّرَةً * فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ} [البينة: 1-3 ].

فما كان أهل الكتاب ولا كان المشركون ينفكون عن ضلالهم، يفارقون غوايتهم وحيرتهم وعوجهم وشروهم، ما كانوا يستطيعون الانفكاك من مواريث الغفلة وتقاليد العمى؛ إلا بعد أن جاء هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وقد جعل الحليمي في شعب الإيمان تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم من شعب الإيمان وقرر أن التعظيم منزلة فوق المحبة، ثم قال : فحق علينا أن نحبه ونبجله ونعظمه أكثر وأوفر من إجلاله كل عبد سيده وكل ولد والده، بمثل هذا نطق الكتاب ووردت أوامر الله تعالى، ثم ذكر الآيات والأحاديث، وما كان من فعل الصحابة رضوان الله عليهم معه، الدال على كمال تعظيمه وتبجيله في كل حال وبكل وجه؟؟؟؟؟سأل سائِل فقال :
" كيف يقبلُ المُسلِمونَ أن يُصلي إله المُسلمين على محمد ؟!!"



وستكون الإجابة هنا للمسيحي ... بأسلوب مُبسّط لعلهُ يُدرِك ما خفي عليْهِ ...


فنقول قد يكون من المدهش للسائل أن يعلم أن :

الله لا يُصلي على محمد - صلّى اللهُ عليْهِ وسلّم - كشخص وحده
بل
الله يُصلي علينا نحن أيضاً


تفضِّل أضِف عندك هذه الآية هدية منا لتساعد في إنماء معلوماتك .
"هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً"



وليس هذا فقط .. ليس الله وحده الذي يُصلي علينا بل والملائكة أيضاً

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الملائكة تصلي على أحدكم مادام في مصلاه الذي صلى فيه مالم يحدث , تقول:اللهم اغفر له اللهم ارحمه"





كيف يُصلي الله على بشر وهو الله؟



توهم السائل أن صلاة الله معناها:

ركوع وسجود ودعاء ورجاء كصلاة المسلم
أو
برسم الصليب والدعاء والرجاء كصلاة المسيحي.



هنا نرد و نقول لك
لو عرفت معنى الصلاة لعرفت كيف.



أولاً : فالصلاة هي الصلة (التواصل)
بين طرفين

والطرفانِ هما : الله والعبد.



يتضح لك هذا التواصل (الصلاة) في السؤالين الآتيين:

هل تُنكر أن هناك عباد لهم تواصل قوي مع الله؟
أنت لا تُنكر ذلك


هل تُنكر أن الله اصطفى بعض من عباده وتواصل معهم ومدحهم أو خصهم بشيء عن غيرهم؟
أنت لا تُنكر ذلك


إذاً :



فالصلاة(التواصل والصلة) من العبد لله : معناها الدعاء والرجاء ,

والصلاة (التواصل والصلة) من الله للعبد : معناها المدح والثناء


وصلاة (تواصل وصلة) الملائكة : معناها الدعاء والإستغفار
كما قال: "ويستغفرون للذين آمنوا" [غافر: 7]



قال تعالى: الذين إذا إصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون, أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة

يعني إن الله يصلي على الصابرين كما يصلي على النبي

والصلاة من الله ليست ركوعاً وسجوداً ولكن الصلاة من الله هي المغفرة ورفع الدرجة.



الآن نأتي لآية أخرى:

إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا


فتعالى الآن نُفسِّرها معاً:
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ( إن الله يُثني على النبي ) ( والملائكة تستغفر للنبي) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ( ادعوا له وأثنوا ) وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا


أعتقد أنك بعد فهم معنى الصلاة توافقني في ذلك



ثانياً :هناك فرق كبير بين:
الصلاة ل , والصلاة على


فالله يصلي على محمد , ولا يصلي ل محمد

ونحن نصلي ل الله , ولا نصلي ل محمد

ونحن نصلي على محمد, ولا نصلي على الله


إذاً

لمن نصلي؟
ل الله

على من نصلي؟
على البشر

إذاً فالصلاة ل الله = العبادة
والصلاة على البشر = المدح والثناء والدعاء




أعتقد أنك بعد فهم معنى الصلاة إلى والصلاة على توافقني في ذلك


إذاً فالحرف إلى وعلى يجعل هناك فرقاً كبيرة




ثالثاً : إيماناً بأن جميعنا هدفه هو الحقيقة , ولأننا رددنا على ما أسأتم فهمه نتمنى الرد على ما نُسيء فهمه

فما معنى قولكم يا مسيحيين:
الصلاة على الميت؟




رابعاً: إيماناً بأن جميعنا هدفه هو الحقيقة , ولأننا رددنا على ما أسأتم فهمه نتمنى الرد على ما نُسيء فهمه, في نفس سياق الموضوع


هل يقبل العقل والمنطق أن:
يُصلي يسوع ل الله؟....

وهل يقبل العقل والمنطق أن:
يُصلي إله لنفسه؟


وفي تلك الأيام خرج إلى الجبل ليصلّي، وقضى الليل كله في الصلاة لله" (لوقا 6/12)


فإذا قلت أنه صلى ليُعلمنا الصلاة , فأقول لك ... وكيف كان يصلي يسوع؟


بل إن صلاة يسوع تختلف عن صلاتكم
وكما هو مكرر مرة أخرى في متى عندما صلى لله ليُزيح عنه الكأس , كانت صلاته بأن جثا على ركبتيه وسجد لله



فهل يقبل العقل والمنطق أن:

يُصلي يسوع ل الله؟....


وهل يقبل العقل والمنطق أن:
يُصلي إله لنفسه؟








أم ماهو التفسير؟

أتمنى إن كان لأحد إجابة مقنعة وبالإثبات بأدلة كتابية من كتابه أن يساعدنا بها

وشُكراً؟؟؟؟==========(((هل كان الرسول قاطع طريق؟؟؟))))يلحظ الناظر في شبهات المستشرقين ومن تبعهم سياستهم في قلب الحقائق والنظر إلى الأمور بمنظار قاتم ، يُرى فيه الحق باطلاً ، والحسن قبيحاً ، والفضيلة رذيلةً ، متوصلين بذلك إلى مأربهم الدنيء من تشويه صورة هذا الدين وتزييف حقائقه ، وهذه هي طريقتهم المفضّلة في حربهم على الإسلام .



وسوف نستعرض في مقالنا هذا ، نموذجا لإحدى التشويهات المتعمدة والنظرات الجائرة للتاريخ الإسلامي .




لقد حاول المستشرقون ومن تبعهم إيهام الناس أن النبي صلى الله عليه وسلّم لجأ إلى السطو على قوافل قريش التي كانت محمّلة بأثمن البضائع ، رغبةً منه في التوسّع المالي ، وتكديس الثروات ، متناسين ما وُصف به النبي صلّى الله عليه وسلم والمؤمنون معه من زهدٍ وتقشّفٍ طيلة حياتهم ، ويقول أحدهم واصفاً جيوش المؤمنين في العهد المدني قبل غزوة بدر : " ..وبدأت هذه السرايا باعتراض قوافل قريش والسطو عليها ، وأخذ ما أمكن من الغنائم منها " .




وللإجابة على هذه الشبهة ، ينبغي لنا أن نعلم تداعيات الأحداث وسرد تسلسلها التاريخي كي نفهم المناخ الذي ألجأ المسلمين إلى التعرّض لتلك القوافل ، ولأجل أن يتّضح للقاريء الكريم كيف تُقلب الحقائق وتُسمّى بغير اسمها .




إن الوضع الذي عاش فيه المسلمون في العهد المكيّ كان شديداً ، فقد ضُيّق عليهم من قبل صناديد قريش وكبرائها ، فقاموا بتعذيبهم والتنكيل بهم ، ومارسوا معهم كل أساليب الاضطهاد الديني والتعذيب الوحشيّ ، حتى فقدوا بعضهم ، وأكلوا أوراق الشجر ، وعاشوا حياةً مليئةً بالمصاعب والآلام ، فما كان للمسلمين بدّ أن يتخلّوا عن أوطانهم وديارهم ، فراراً بدينهم ، وطلباً لمكان يعبدون فيه ربّهم ، دون أن يتعرّض لهم أحد ، وصدق الله إذ يقول في كتابه : { الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله } ( الحج : 40 ) .




ومما يؤكد ذلك قول عائشة رضي الله عنها : " كان المؤمنون يفرّ أحدهم بدينه إلى الله تعالى وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم ، مخافة أن ُيفتن عليه" رواه البخاري ، وعنها أيضا : " ..وجعل البلاء يشتد على المسلمين من المشركين لما يعلمون من الخروج – أي : لبيعة العقبة - ، فضيّقوا على أصحابه وتعبّثوا بهم ، ونالوا منهم مالم يكونوا ينالون من الشتم والأذى ؛ فشكا ذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واستأذنوه في الهجرة " رواه ابن سعد في الطبقات .




وعلى الرغم من ذلك ، لم تقف قريش مكتوفة الأيدي ، بل قامت بالاستيلاء على جميع ممتلكات المهاجرين ، واستباحت ديارهم وأموالهم ، وليس أدل على ذلك من تجريدهم لأموال صهيب الرومي رضي الله عنه .




حتى إذا تم استقرار المسلمين في المدينة واستتبّ لهم الأمر ، أذن الله تعالى لهم بالقتال لمن ظلمهم وبغى عليهم ، قال الله تعالى : { أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا } ( الحج : 39 ) ، فأُعلنت الحرب على قُريش ورجالاتها منذ تلك اللحظة ، ومعلوم أن الحروب تأخذ أشكالا عديدة ، يأتي في مقدّمها ما يُسمى بلغة عصرنا : " الحرب الاقتصادية " ، فلهذا كان المسلمون يتعرّضون لقوافل قريش ، ويقطعون طريقها .




يقول اللواء محمد جمال الدين محفوظ : " والضغط الاقتصادي من الأساليب التي لها آثار استراتيجية في الصراع ، وبدراسة الأعمال العسكرية التي تمت خلال العامين الأول والثاني للهجرة إلى ما قبل غزوة بدر ، يتّضح أن هدفها الغالب هو التعرّض لقافلة قريش على طريق تجارتها من مكة إلى الشام ، مما شكّل ضغطاً اقتصادياً على قريش التي أدركت أن هذا الطريق أصبح محفوفاً بالمخاطر ، وخاصةً بعد أن عقد الرسول صلّى الله عليه وسلّم الاتفاقات والمعاهدات مع القبائل العربية ، وأبلغ تعبير عن آثار هذا الضغط الاقتصادي قول صفوان بن أميّة لقومه : إن محمدا وأصحابه قد عوّروا علينا متجرنا ، فما ندري كيف نصنع بأصحابه وهم لا يبرحون الساحل ، وأهل الساحل قد وادعهم ودخل عامتهم معه ، فما ندري أين نسلك ؟ ، وإن أقمنا في دارنا هذه أكلنا رؤوس أموالنا ، لم يكن لها من بقاء ، وإنما حياتنا بمكة على تجارة الشام في الصيف ، وإلى الحبشة في الشتاء " أ.هـ.




ويؤكّد ما سبق ، ما رواه الإمام الطبراني في معجمه أن أبا جهل قال في معرض كلامه عن سريّة سيف البحر : " يا معشر قريش ، إن محمداً قد نزل يثرب وأرسل طلائعه ، وإنما يريد أن يصيب منكم شيئا ، فاحذروا أن تمرّوا طريقه وأن تقاربوه ، فإنه كالأسد الضاري ، إنه حنق عليكم " ، وهكذا أعادت قريش النظر في صراعها مع المسلمين بعد تلك الضربات الموجعة .




ولم تكن تلك الضربات هي المعتمد الإقتصادي لدى المسلمين ، فقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على إنشاء سوق منافسة لسوق اليهود في المدينة ، وسرعان ما ازدهرت تلك الحركة التجارية لتصبح مورداً قوياً لتلك الدولة الناشئة .




ثم لو كان المقصود من هذه الغارات الطمع في التوسّع المادي المجرد من القيم الأخلاقية ، لما روى لنا التاريخ في صدره الأول أمثلةً راقيةً لذلك الجيل ، تبيّن لنا ما وصلوا إليه من زهدٍ في الدنيا ، وتقلّلٍ من متاعها ، ولما وجدت في تعاليم النبي صلى الله عليه وسلّم ذمّا لها أو تحذيرا من الافتتان ببهرجها وزخارفها.




ولما تضافرت النصوص النبوية نهياً عن كل مظاهر الإسراف والترف ، أو بياناً لعواقب المتكبّرين والمختالين ، أو ترغيباً بالجود والعطاء ، والكرم والسخاء ، والإيثار بكل صوره .




ثم إن المسلمين قد تحقّق لهم توسعٌ أكبر في دولتهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، وصار لها ثقل اقتصادي ضخم ، وموارد مالية عديدة ، فما زادهم إلا زهداً في الدنيا وما فيها ، وغدا الجميع كأسرةٍ واحدة ، يحنو بعضهم على بعض ، ويغيث الأخ أخاه ، ويتعاهده في حضرته وغيبته .




ولم تقتصر هذه المظاهر الإنسانية على أبناء ملتهم فحسب ، بل امتدّت لتشمل الآخرين من معتنقي الملل الأخرى ، وشواهد التاريخ أعظم دليلٍ على ذلك .





فخلاصة الأمر : أن التعرض لقوافل قريشٍ كان نوعاً من الحرب الاقتصادية عليها ، وكسراً لشوكتها ، وما ذلك إلا رغبةً في رد حقوق المسلمين المسلوبة وأموالهم المنهوبة ، وبهذا يتقرّر لنا أن هذه الشبهة المثارة ليس لها رصيد من الحقيقة ، ولا تجرّد من قائليها ، بل هي انحرافٌ ظاهرٌ في تقييم الأمور وتوصيف الأحداث .

عن الشبكة الاسلامية؟؟؟؟=======(((((ادلة صدق الرسول))))لما كان المبشرون ومعظم المستشرقين يؤمنون بالوحي فسوف نجابههم بتحد كبير ، وهو مطالبتهم بتقديم أوصاف الوحي الصحيحة وسماته في أنبياء كتابهم المقدس الذي يؤمنون به ، ثم نحتكم إلى صحيحها في إعلان تحقق وحي الله إلى رسوله محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ... وفي تقديري أنهم لن يستجيبوا لهذا التحدي أبداً ...

وإليك أخي القارىء الكريم بعض من أدلة صدق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم :

أولاً : دليل الإلزام :

نريد أن نسأل اليهود : كيف آمنتم برسولكم موسى عليه السلام ؟

فإن قالوا : بسبب معجزاته ، أو أخلاقه ، أو تشريعه ، أو تأييد الله له ونصرته ، أو استجابة دعائه ، أو عدم رغبته في المصلحة الذاتية ، أو غير ذلك من الأدلة .

قلنا : كل ما ذكرتموه هو موجود في النبي صلى الله عليه وسلم .

وكذلك النصارى نسألهم هل هم يؤمنون بنبوة موسى عليه السلام ؟، فإن الجواب سيكون :نعم . قلنا: كيف استدللتم على نبوته ؟ . فإن قالوا: لأنه قد ذكره لنا عيسى .

قلنا : هل هناك دليل آخر؟ .

إن قالوا : لا يوجد دليل آخر على نبوة موسى عليه السلام . قلنا: إذن أنتم صَحَّحْتم مذهب مَن كفر بموسى عليه السلام من قومه ؛ حيث إن موسى عليه السلام لم يأت بدليل على رسالته ، ولم ينزل عيسى عليه السلام في ذلك الوقت ، وأثبتم لمن آمن به أنه آمن بغير بينة ولا علم ولا دليل ، وأن رسالة موسى علقت عن التصحيح قرونا متطاولة حتى بعث الله عيسى عليه السلام .

فإن قالوا : نعم، هناك أدلة أخرى على رسالة موسى عليه السلام.

قلنا : كل دليل استدللتم به على نبوة موسى عليه السلام هو موجود في محمد صلى الله عليه وسلم.

فلا حجة إذن لرجل يهودي أو نصراني لا يؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم ،ولكن صدق الله إذ يقول :

(( وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ .)) [الأعراف : 198]



ثانياً : إقرار الله تعالى له ولدعوته :



من أدلة صدق النبي صلى الله عليه وسلم إقرار الله لدعوته ؛ فإن الله تعالى أخبر أن محمدا لو تقوّل على ربه شيئا من الأقاويل لأهلكه : (( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ )) [الحاقة :41-47] وقال سبحانه : (( قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى )) [طه:61] ، وقال تعالى : (( قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ )) [يونس:69] ، وقال تعالى : (( إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ )) [الزمر: 3] ، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم ما خاب بل هُدي وأفلح في كل المجالات ، وصار دينه من أعظم الأديان في الأرض وأكثرها انتشارا.

وقد قرر ابن القيم - رحمه الله تعالى - هذا الدليل أوضح تقرير ، فقال - رحمه الله - : وقد جرت لي مناظرة بمصر مع أكبر من يشير إليه اليهود بالعلم والرياسة ، فقلت له في أثناء الكلام : أنتم بتكذيبكم محمدا صلى الله عليه وسلم قد شتمتم الله أعظم شتيمة ، فعجب من ذلك وقال : مثلك يقول هذا الكلام ؟ فقلت له : اسمع الآن تقريره ؛ إذا قلتم : إن محمدا ملك ظالم ، وليس برسول من عند الله ، وقد أقام ثلاثا وعشرين سنة يدعي أنه رسول الله أرسله إلى الخلق كافة ، ويقول أمرني الله بكذا ونهاني عن كذا ، وأُوحي إلي كذا ؛ ولم يكن من ذلك شيء، وهو يدأب في تغيير دين الأنبياء، ومعاداة أممهم ، ونسخ شرائعهم ؛ فلا يخلو إما أن تقولوا : إن الله سبحانه كان يطلع على ذلك ويشاهده ويعلمه . أو تقولوا : إنه خفي عنه ولم يعلم به . فإن قلتم : لم يعلم به . نسبتموه إلى أقبح الجهل ، وكان من عَلَم ذلك أعلم منه ، وإن قلتم : بل كان ذلك كله بعلمه ومشاهدته واطلاعه عليه . فلا يخلو إما أن يكون قادرا على تغييره والأخذ على يديه ومنعه من ذلك أو لا ، فإن لم يكن قادرا فقد نسبتموه إلى أقبح العجز المنافي للربوبية ، وإن كان قادرا وهو مع ذلك يعزه وينصره ، ويؤيده ويعليه ويعلى كلمته ، ويجيب دعاءه ، ويمكنه من أعدائه ، ويظهر على يديه من أنواع المعجزات والكرامات ما يزيد على الألف، ولا يقصده أحد بسوء إلا أظفره به ، ولا يدعوه بدعوة إلا استجابها له ، فهذا من أعظم الظلم والسفه الذي لا يليق نسبته إلى آحاد العقلاء ، فضلا عن رب الأرض والسماء ، فكيف وهو يشهد له بإقراره على دعوته وبتأييده وبكلامه ، وهذه عندكم شهادة زور وكذب ،فلما سمع ذلك قال : معاذ الله أن يفعل الله هذا بكاذب مفتر بل هو نبي صادق .

ومثال هذا ( لو أن حاجب الأمير قال للناس : إن الأمير قد أمركم بفعل كذا وكذا . فإن الناس يعلمون أنه لا يتعمد الكذب في مثل هذا وإن لم يكن بحضرته ، فكيف إذا كان بحضرته وبعلمه)

وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يكاد يدعو بدعاء إلا استجاب الله تعالى له في الحال ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ :أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَوْمَ جُمُعَةٍ، مِنْ بَابٍ كَانَ نَحْوَ دَارِ الْقَضَاءِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمًا ثُمَّ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكَتِ الْأَمْوَالُ وَانْقَطَعْتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ يُغِيثُنَا . فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ :« اللَّهُمَّ أَغِثْنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا ». قَالَ أَنَسٌ :وَلَا وَاللَّهِ مَا نَرَى فِي السَّمَاءِ مِنْ سَحَابٍ وَلَا قَزَعَةً، وَمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ سَلْعٍ مِنْ بَيْتٍ وَلَا دَارٍ ،قَالَ :فَطَلَعَتْ مِنْ وَرَائِهِ سَحَابَةٌ مِثْلُ التُّرْسِ، فَلَمَّا تَوَسَّطَتِ السَّمَاءَ انْتَشَرَتْ ثُمَّ أَمْطَرَتْ، فَلَا وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا الشَّمْسَ سِتًّا-وفي رواية : فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا وَضَعَهَا حَتَّى ثَارَ السَّحَابُ أَمْثَالَ الْجِبَالِ، ثُمَّ لَمْ يَنْزِلْ عَنْ مِنْبَرِهِ حَتَّى رَأَيْتُ الْمَطَرَ يَتَحَادَرُ عَلَى لِحْيَتِهِ صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ ذَلِكَ الْبَابِ فِي الْجُمُعَةِ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَهُ قَائِمًا فَقَالَ :يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكَتِ الْأَمْوَالُ وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ يُمْسِكْهَا عَنَّا. قَالَ :فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ :« اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الْآكَامِ وَالظِّرَابِ وَبُطُونِ الْأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ ». قَالَ : فَمَا يُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنِ السَّحَابِ إِلَّا انْفَرَجَتْ ،فَأَقْلَعَتْ وَخَرَجْنَا نَمْشِي فِي الشَّمْسِ، وَصَارَتِ الْمَدِينَةُ مِثْلَ الْجَوْبَةِ، وَسَالَ الْوَادِي قَنَاةُ شَهْرًا، وَلَمْ يَجِئْ أَحَدٌ مِنْ نَاحِيَةٍ إِلَّا حَدَّثَ بِالْجَوْدِ.

إلى غير ذلك من الأدعية الكثيرة جدا، التي استجاب الله له فيها بالحال ، وهذا لا يمكن أن يتيسر لكاذب، بل لا يكون إلا لصادق مؤيد من الله،فيطوع له الطبيعة، ويسخر له السحاب والأمطار .



ثالثاً : تأييد الله له :



والأمثلة كثيرة نكتفي بثلاث ذكرها القرآن الكريم :



المثال الأول : تأييد الله لرسوله أثناء هجرته :

خرج النبي وصاحبه أبوبكر الصديق مهاجرين إلى المدينة النبوية، واختفيا في غار ثور ثلاثة أيام، وصعد المشركون إلى الغار بحثاً عن النبي وأبي بكر، فحمى الله نبيه وأبا بكر منهما ، قال أبوبكر : قلت للنبي ونحن في الغار : لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه ، فقال النبي : يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما [1] ، وأشار القرآن إلى ذلك فقال تعالى : (( إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )) (التوبة:40).



المثال الثاني : نصرة الله لرسوله بالريح الشديدة في غزوة الأحزاب :

يقول الله سبحانه وتعالى : (( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتْ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَ هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا ))

فلقد تجمع الأحزاب من الكفار لقتال النبي ، وكان عددهم نحواً من عشرة آلاف ، وتحالفوا مع اليهود القاطنين في شرق المدينة على حرب النبي وأصحابه ، وأشتد الحال على المسلمين الذين حفروا خندقاً بينهم وبين الكفار ، واستمر الكفار قريباً من شهر وهم يحاصرون المسلمين في المدينة .

فدعا النبي ربه أن ينصره على المتمالئين على الإسلام فقال : اللهم منزل الكتاب ، سريع الحساب ، اهزم الأحزاب ، اللهم اهزمهم وزلزلهم[2] .

فاستجاب الله دعاء رسوله وأرسل على الأحزاب ريحاً شديدةً اقضّت مضاجعهم ، وجنوداً زلزلتهم مع ما ألقى الله بينهم من التخاذل فأجمعوا أمرهم على الرحيل وترك المدينة النبوية .

ولو كانت هذه المعجزة لم تقع لتشكك المسلمون في القرآن ، وربما ارتدوا عن دينهم، وقالوا : كيف نصدق ما لم يقع؟!





المثال الثالث : وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى :

يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم في شأن القبضة من التراب التي حصب بها وجوه الكافرين يوم معركة بدر حين خرج عليه الصلاة والسلام من العريش بعد دعائه وتضرعه واستكانته فرماهم بها وقال " شاهت الوجوه " ثم أمر أصحابه أن يصدقوا الحملة إثرها ففعلوا فأوصل الله تلك الحصباء إلى أعين المشركين فلم يبق أحد منهم إلا ناله منها ما شغله عن حاله ولهذا قال الله تعالى : (( وَمَا رَمَيْت إِذْ رَمَيْت وَلَكِنَّ اللَّه رَمَى )) أي هو الذي بلغ ذلك إليهم وكبتهم بها لا أنت . قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه يعني يوم بدر فقال " يا رب إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض أبدا " فقال له جبريل خذ قبضة من التراب فارم بها في وجوههم فأخذ قبضة من التراب فرمى بها في وجوههم فما من المشركين أحد إلا أصاب عينيه ومنخريه وفمه تراب من تلك القبضة فولوا مدبرين وقال السدي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه يوم بدر " أعطني حصبا من الأرض " فناوله حصبا عليه تراب فرمى به في وجوه القوم فلم يبق مشرك إلا دخل في عينيه من ذلك التراب شيء ثم ردفهم المؤمنون يقتلونهم ويأسرونهم وأنزل الله : (( فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى )) وقال أبو معشر المدني عن محمد بن قيس ومحمد بن كعب القرظي قالا : لما دنا القوم بعضهم من بعض أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم قبضة من تراب فرمى بها في وجوه القوم وقال " شاهت الوجوه " فدخلت في أعينهم كلهم وأقبل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتلونهم ويأسرونهم وكانت هزيمتهم في رمية رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله " وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى " وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم " وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى " قال هذا يوم بدر أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث حصبات فرمى بحصبات ميمنة القوم وحصبات في ميسرة القوم وحصبات بين أظهرهم وقال " شاهت الوجوه " فانهزموا وقد روي في هذه القصة عن عروة عن مجاهد وعكرمة وقتادة وغير واحد من الأئمة أنها نزلت في رمية النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر وإن كان قد فعل ذلك يوم حنين أيضاً ( تفسير ابن كثير )



رابعاً : إخباره بالغيب :



من أدلة صدق النبي صلي الله عليه وسلم إخباره بالغيب سواء كان غيباً لاحقاً أو سابقاً أو حاضراً فقد أخبر بالردة في زمن أبي بكر ، والفتنة في زمن علي وأخبر بأن الخلفاء الثلاثة عمر وعثمان وعلي يقُتلون شهداء ، وأخبر بفتح القسطنطينية والحيرة ومصر وفارس والروم وبيت المقدس، وأخبر بخروج كثير من الفرق كالخوارج والقدرية ، وبشر كثير من الصحابة بالجنة فماتوا على الإيمان ، وبشر الكثير بالنار فماتوا على الكفر، وأخبر بكثير من أشراط الساعة الصغرى وقد تحققت . وليرجع القارىء الكريم الى مقال ( الأخبار المستقبلية في القرآن ودلالتها على مصدره الرباني )



خامساً : الحقائق العلمية :



فلقد سبق القرآن الكريم العلم الحديث بذكره لحقائق كثيرة لم يكتشفها العلم الا في العصر الحديث ، وليرجع القارىء الكريم إلى مقال ( الحقائق العلمية في القرآن الكريم ودلالتها على مصدرها الرباني )



سادساً : نشأته في بيئة أمية وإتيانه بعلوم إلهية :



لقد ظهر الرسول صلى الله عليه وسلم من قبيلة ليسوا من أهل العلم ومن بلده كانت الجهالة غالبة عليهم . ولم يتفق له الاتصال بعالم . فإذا نبت في هذه البيئة ثم بلغ في معرفة الله وصفاته وأفعاله وأحكامه هذا المبلغ العظيم وجاء بكتاب يحتوي على مختلف العلوم عجز جميع الأذكياء من العقلاء عن القرب منه ، فإن ذلك يحمل كل ذي عقل سليم وطبع قويم على الاقرار بأن هذا العلم الفذ لا يتيسر لأحد من البشر إلا بتعليم إلهي خاص . تأمل أخي القارىء الي قوله تعالى : (( تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ )) [ هود : 49 ] وتأمل أخي القارىء في قوله تعالى : (( وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ )) [ العنكبوت : 48 ]



قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تهتدون .



__________________________________________________ __________



[ 1 ] أخرجه البخاري ك/ المناقب ب/ مناقب المهاجرين وفضلهم ، ومسلم ك/ فضائل الصحابة ب/ من فضائل أبي بكر الصديق والترمذي ك/ التفسير ب/ ومن سورة التوبة وابن حبان في صحيحه 14/181 وأحمد في المسند 1/4 وغيرهم .

[ 2 ] أخرجه البخاري ك/ المغازي ب/ غزوة الخندق ومسلم/ ك/ الجهاد والسير ب/ استحباب الدعاء بالنصر عند لقاء العدو والترمذي ك/ الجهاد ب/ ما جاء في الدعاء عند القتال ، وغيرهم

غير معرف يقول...

الرد على من قال بعدم ظهور المعجزات على يد الرسول عليه السلام
رحمة الله الهندي
الشيخ رحمة الله الهندي علي شبهات حول الآيات التالية
قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ الأنعام 57 )
وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ ( الأنعام 109 )
وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا ( الإسراء 90 )
(المطعن الثاني) من شروط النبوة ظهور المعجزات على يد من يدعيها وما ظهرت معجزة على يد محمد صلى اللّه عليه وسلم. كما يدل عليه ما وقع في سورة الأنعام: { ما عندي ما تستعجلون به إن الحكم إلا للّه يقص الحق، وهو خير الفاصلين }. وكذا ما وقع في تلك السورة: {وأقسموا باللّه جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها، قل إنما الآيات عند اللّه، وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون). وكذا ما وقع في سورة بني إسرائيل: { وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً أو تكون لك جنة من نخيل وعنب، فتفجر الأنهار خلالها تفجيراً، أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفاً، أو تأتي باللّه، والملائكة قبيلاً، أو يكون لك بيت من زخرف، أو ترقى في السماء، ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتاباً نقرؤه، قل سبحان ربي هل كنت إلا بشراً رسولاً}. وكذا بعض الآيات الأخر.
(والجواب) أن الأمور الثلاثة التي ذكرها السائل تغليطات.
أما الأول: فلأن صدور المعجزة ليس من شروط النبوة على حكم هذا الإنجيل المتعارف، فعدم صدورها لا يدل على عدم النبوة.. في الآية الحادية والأربعين من الباب العاشر من إنجيل يوحنا هكذا: (فأتى إليه كثيرون، وقالوا إن يوحنا لم يفعل آية واحدة).. وفي الآية السابعة والعشرين من الباب الحادي والعشرين من إنجيل متى هكذا: (يوحنا عند الجميع نبي).. وفي الترجمة العربية المطبوعة سنة 1835 (كلهم يحسبون يحيى نبياً). وقد وقع في الباب الحادي عشر من إنجيل متى قول عيسى عليه السلام في حقه: (إنه أفضل من نبي). فهذا الأفضل من الأنبياء لم تصدر عنه معجزة من المعجزات على شهادة كثيرين مع أن نبوته مسلمة عند المسيحيين.
وأما الأمر الثاني: فغلط بحت كما عرفت في الفصل الأول.
والأمر الثالث: إما غلط منهم أو تغليط. لأن المراد بما في قوله تعالى ما تستعجلون به الواقع في الآية الأولى، العذاب الذي استعجلوه بقولهم: {فأمطر علينا حجارة من السماء أو أتنا بعذاب أليم}، ومعنى الآية {ما عندي ما تستعجلون به} أي العذاب الذي تستعجلون به {إن الحكم إلا للّه} في تعجيل العذاب، وتأخيره {يقص الحق} أي يقضي القضاء الحق من تعجيل وتأخير، {وهو خير الفاصلين} أي القاضين. فحاصل الآية أن العذاب ينزل عليكم في الوقت الذي أراد اللّه إنزاله، ولا قدرة لي على تقدمه، أو تأخيره. وقد نزل عليهم يوم بدر وما بعده فلا تدل هذه الآية على أن محمداً صلى اللّه عليه وسلم لم تصدر عنه معجزة.
وأما الآية الثانية فمعناها {وأقسموا باللّه جهد أيمانهم} مصدر في موضع الحال {لئن جاءتهم آية} من مقترحاتهم {ليؤمنن بها قل إنما الآيات عند اللّه} هو قادر عليها يظهر منها ما يشاء {وما يشعركم} استفهام إنكار {أنها} أي الآية المقترحة {إذا جاءت لا يؤمنون} أي لا تدرون أنهم لا يؤمنون بها، وهذا القول يدل على أنه تعالى إنما لم ينزلها لعلمه بأنها إذا جاءت لا يؤمنون.
وأما الآية الثالثة فمعناها {وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض} أي أرض مكة {ينبوعاً} أي عيناً غزيرة لا ينضب ماؤها {أو تكون لك جنة من نخيل وعنب، فتفجر الأنهار خلالها تفجيراً أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفاً} يعنون قوله تعالى: {إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفاً من السماء}، {أو تأتي باللّه والملائكة قبيلاً} أي شاهداً على صحة ما تدعيه ضامناً لدركه {أو يكون لك بيت من زخرف} أي من ذهب {أو ترقى في السماء} أي في معارجها {ولن نؤمن لرقيك} وحده {حتى تنزل علينا كتاباً} من السماء فيه تصديقك. عن ابن عباس: قال عبد اللّه بن أبي أمية: لن نؤمن لك حتى تتخذ إلى السماء سلماً، ثم ترقى فيه وأنا أنظر حتى تأتيها، ثم تأتي معك بصك منشور معه أربعة من الملائكة يشهدون لك أنك كما تقول {نقرؤه قل سبحان ربي} تعجباً من اقتراحاتهم {هل كنت إلا بشراً رسولاً} كسائر الرسل. وما كان مقصودهم بهذه الاقتراحات إلا العناد، واللجاج، ولو جاءتهم كل آية لقالوا هذا سحر. كما قال اللّه عز وجل: {ولو نزلنا عليك كتاباً في قرطاس}، {ولو فتحنا عليهم باباً من السماء}، وكذا حال بعض آيات أخر، يفهم منه في الظاهر نفي إظهار الآية، لكن المقصود به نفي المعجزة المقترحة، ولا يلزم من هذا النفي، نفي المعجزات مطلقاً، ولا يلزم على الأنبياء أن يظهروا معجزة كلما طلبها المنكرون، بل هم لا يظهرون إذا طلب المنكرون عناداً أو امتحاناً أو استهزاء، وأورد لهذا الأمر شواهد من العهد الجديد:
(الأول) في الباب الثامن من إنجيل مرقس هكذا: 11 (فخرج الفريسيون وابتدؤوا يحاورونه طالبين منه آية من السماء لكي يجربوه) 12 (فتنهد بروحه وقال لماذا يطلب هذا الجيل آية الحق، أقول لكم لن يعطى هذا الجيل آية، فالفريسيون طلبوا معجزة من عيسى عليه السلام على سبيل الامتحان، فما أظهر معجزة، ولا أحال في ذلك الوقت إلى معجزة صدرت عنه فيما قبل، ولا وعد بإظهارها فيما بعد أيضاً، بل قوله لن يعطى هذا الجيل آية، يدل على أن المعجزة لا تصدر عنه فيما بعد هذا البتة، لأن لفظ الجيل يشمل الجميع الذين كانوا في زمانه.
(الثاني) في الباب الثالث والعشرين من إنجيل لوقا هكذا: 8 (وأما هيردوس فلما رأى يسوع فرح جداً لأنه كان يريد من زمان طويل أن يراه لسماعه عنه أشياء كثيرة، وترجى أن يرى آية تصنع منه) 9 (وسأله بكلام كثير فلم يجبه بشيء) 10 (ووقف رؤوساء الكهنة، والكتبة يشتكون عليه باشتداده) 11 (فاحتقره هيردوس مع عسكره واستهزأ به، وألبسه لباساً لامعاً ورده إلى بيلاطس) فعيسى عليه السلام ما أظهر معجزة في ذلك الوقت، وقد كان هيردوس يترجى أن يرى منه آية، والأغلب أنه لو رأى لألزم اليهود على اشتكائهم ولما احتقر مع عسكره ولما استهزأ.
(الثالث) في الباب الثاني والعشرين من إنجيل لوقا هكذا: 63 (والرجال الذين كانوا ضابطين يسوع كانوا يستهزؤون به وهم يجلدونه) 64 (وغطوه، وكانوا يضربون وجهه، ويسألونه قائلين تنبأ من هو الذي ضربك، وأشياء أخر كثيرة، كانوا يقولون عليه مجدفين). ولما كان سؤالهم استهزاء وتوهيناً، ما أجابهم عيسى عليه السلام.
(الرابع) في الباب السابع والعشرين من إنجيل متى هكذا: 39 (وكان المجتازون يجدفون عليه، وهم يهزؤن رؤوسهم) 40 (قائلين يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة أيام، خلص نفسك إن كنت ابن اللّه فانزل الآن عن الصليب) 41 (وكذلك رؤساء الكهنة أيضاً وهم يستهزؤون مع الكتبة والشيوخ قالوا خلص آخرين وأما نفسه فما يقدر أن يخلصها إن كان هو ملك إسرائيل فلينزل الآن عن الصليب فنؤمن به) 43 (قد اتكل على اللّه فلينقذه الآن إن أراده لأنه قال أنا ابن اللّه) 44 (وبذلك أيضاً كان اللصان اللذان صلبا معه ليعيرانه) فما خلص نفسه عيسى عليه السلام في هذا الوقت، وما نزل عن الصليب وإن عيره المجتازون، ورؤساء الكهنة، والكتبة، والشيوخ، واللصان. ورؤساء الكهنة، والكتبة، والشيوخ كانوا يقولون إنه إن نزل عن الصليب نؤمن به، فكان عليه لدفع العار، ولإلزام الحجة أن ينزل مرة عن الصليب ثم يصعد.. ولكنهم لما كان مقصودهم العناد، والاستهزاء، ما أجابهم عيسى عليه السلام.
(الخامس) في الباب الثاني عشر من إنجيل متى هكذا: 38 (حينئذ أجاب قوم من الكتبة، والفريسيين قائلين يا معلم نريد أن نرى منك آية) 39 (فأجاب وقال لهم: جيل شرير وفاسق يطلب آية، ولا تعطى له آية إلا آية يونان النبي) 40 (لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام، وثلاث ليال، هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام، وثلاث ليال) فطلب الكتبة والفريسيون معجزة، فما أظهرها عيسى عليه السلام في هذا الوقت، وما أحالهم إلى معجزة صدرت عنه فيما قبل هذا السؤال، بل سبهم وأطلق عليهم لفظ الفاسق والشرير، ووعد بالمعجزة التي لم تصدر عنه، لأن قوله كما كان يونان في بطن الحوت الخ، غلط بلا شبهة كما علمت في الفصل الثالث من الباب الأول وإن قطعنا النظر عن كونه غلطاً فمطلق قيامه لم ير الكتبة، والفريسيون بأعينهم، ولو قام عيسى عليه السلام من الأموات، كان عليه أن يظهر نفسه على هؤلاء المنكرين الطالبين آية ليصير حجة عليهم، ووفاء بالوعد. وهو ما أظهر نفسه عليهم، ولا على اليهود الآخرين، ولو مرة واحدة، ولذلك لا يعتقدون هذا القيام، بل هم يقولون من ذاك العهد إلى هذا الحين، أن تلاميذه سرقوا جثته من القبر ليلاً.
(السادس) في الباب الرابع من إنجيل متى هكذا: (فتقدم إليه المجرب، وقال له إن كنت ابن اللّه فقل أن تصير هذه الحجارة خبزاً) 4 (فأجاب وقال مكتوب ليس بالخبز وحده يحيى الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم اللّه) 5 (ثم أخذه إبليس إلى المدينة المقدسة، وأوقفه على جناح الهيكل) 6 (وقال له إن كنت ابن اللّه فاطرح نفسك إلى الأسفل لأنه مكتوب أنه يوصي ملائكته بك فعلى أياديهم يحملونك لا تصدم بحجر رجلك) 7 (قال له يسوع مكتوب أيضاً لا تجرب الرب إلهك). فطلب إبليس على سبيل الامتحان من عيسى عليه السلام معجزتين، فما أجاب بواحدة منهما، واعترف في المرة الثانية أنه لا يليق بالمربوب أن يجرب ربه، بل مقتضى العبودية مراعاة الأدب وعدم التجربة.
(السابع) في الباب السادس من إنجيل يوحنا هكذا: 29 (أجاب يسوع وقال لهم هذا هو عمل اللّه لن تؤمنوا بالذي هو أرسله) 30 (فقالوا له: فأية آية تصنع لنرى ونؤمن بك) 31 (ماذا تعمل آباؤنا أكلوا المن في البرية كما هو مكتوب أنه أعطاهم خبزاً من السماء ليأكلوا). فاليهود طلبوا معجزة فما أظهرها عيسى عليه السلام، ولا أحال إلى معجزة فعلها قبل هذا السؤال، بل تكلم بكلام مجمل، لم يفهمه أكثر السامعين بل ارتد كثير من تلاميذه بسببه. كما هو مصرح به في الآية السادسة والستين من الباب المذكور وهي في الترجمة العربية المطبوعة سنة 1860 هكذا: (ومن هذا الوقت رجع كثيرون من تلاميذه إلى الوراء، ولم يعودوا يمشون معه). وفي الترجمة العربية المطبوعة سنة 1835: (ومن ثم ارتد كثير من تلاميذه على أعقابهم ولم يماشوه بعد ذلك أبداً).
(الثامن) في الباب الأول من الرسالة إلى أهل قورنيثوس هكذا: 22 (فإن اليهود يسألون معجزة واليونانيون يطلبون حكمة) 23 (ونحن نكرز بالمسيح المصلوب وذلك معثرة لليهود وحماقة لليونانيين). فاليهود كما كانوا يطلبون المعجزة من المسيح عليه السلام كانوا يطلبونها من الحواريين أيضاً، وأقر مقدسهم بولس بأنهم يطلبون المعجزة ونحن نكرز بالمسيح المصلوب. فظهر من هذه العبارات المنقولة أن عيسى عليه السلام والحواريين ما أظهروا معجزة بين أيدي الطالبين في الأوقات التي طلبوا المعجزات فيها، ولا أحالوا المنكرين إلى معجزة فعلوها قبل هذه الأوقات، فلو استدل أحد بالآيات المذكورة على أن عيسى عليه السلام والحواريين، ما كان لهم قدرة على إظهار أمر خارق للعادات، وإلا لصدر عنهم في الأوقات المذكورة وأحالوا المنكرين إلى أمر خارق صدر عنهم قبل هذه الأوقات. فلما لم يظهر منهم أحد الأمرين ثبت أنهم ما كان لهم قدرة على إظهاره، يكون هذا الاستدلال عند القديسين محمولاً على الاعتساف ويكون قوله خلاف الإنصاف، فكذا قول القسيسين عندنا بالتمسك ببعض الآيات القرآنية التي عرفت حالها خلاف الإنصاف وعين الاعتساف، كيف لا وأن المعجزات المحمدية مصرح بها في القرآن والأحاديث الصحيحة، كما عرفت في الفصل الأول وجاء ذكرها إجمالاً أيضاً في مواضع متعددة من القرآن:
1- في سورة الصافات: {وإذا رأوا آية يستسخرون وقالوا إن هذا إلا سحر مبين).. في الكشاف {وإذا رأوا آية} من آيات اللّه البينة كانشقاق القمر ونحوه {يستسخرون} يبالغون في السخرية أو يستدعي بعضهم من بعض أن يسخر منها.. وفي التفسير الكبير: (والرابع من الأمور التي حكاها اللّه تعالى عنهم أنهم قالوا إن هذا إلا سحر مبين، يعني أنهم إذا رأوا آية ومعجزة سخروا منها، والسبب في تلك السخرية اعتقادهم أنها من باب السحر، وقوله مبين: معناه أن كونه سحراً أمر بين لا شبهة لأحد فيه) انتهى كلامه.. وفي البيضاوي: {وإذا رأوا آية} تدل على صدق القائل {يستسخرون} يبالغون في السخرية ويقولون إنه سحر أو يستدعي بعضهم من بعض أن يسخر منها {وقالوا إن هذا} يعنون ما يرونه {إلا سحر مبين} ظاهر سحريته انتهى.. وفي الجلالين {وإذا رأوا آية} كانشقاق القمر {يستسخرون} يستهزؤون بها {وقالوا} فيها {إن} ما {هذا إلا سحر مبين} بين. انتهى، ومثله في الحسيني.
2- وفي سورة القمر: {وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر} وقد عرفتها في الفصل الأول.
3- وفي سورة آل عمران: {كيف يهدي اللّه قوماً كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات}.. في الكشاف في تفسير قوله (البينات) الشواهد من القرآن وسائر المعجزات التي تثبت بمثلها النبوّة. انتهى كلامه، ولفظ البينات إذا كان موصوفه مقدراً فيستعمل في القرآن غالباً بمعنى المعجزات، واستعماله في غيرها في تلك الصورة قليل جداً فلا يحمل على المعنى القليل، بدون القرينة القوية في سورة البقرة: {وآتينا عيسى بن مريم البينات}، وفي سورة النساء: {ثم اتخذوا العجل من بعد ما جاءتهم البينات}، وفي سورة المائدة: {إذ جئتهم بالبينات}، وفي سورة الأعراف: {ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات} وفي سورة يونس: {وجاءتهم رسلهم بالبينات}، ثم في تلك السورة: {فجاؤوهم بالبينات}، وفي سورة النحل: {بالبينات والزبر}، وفي سورة طه: {لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات}، وفي سورة المؤمن: {وقد جاءكم بالبينات من ربكم}، وفي سورة الحديد: {لقد أرسلنا رسلنا بالبينات}، وفي سورة التغابن: {ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات} وكذا في غير هذه المواضع.
4- في سورة الأنعام: {ومن أظلم ممن افترى على اللّه كذباً أو كذب بآياته إنه لا يفلح الظالمون}.. في البيضاوي: {ومن أظلم ممن افترى على اللّه كذباً} كقولهم الملائكة بنات اللّه وهؤلاء شفعاؤنا عند اللّه {أو كذب بآياته} كأن كذبوا بالقرآن والمعجزات وسموها سحراً، وإنما ذكر أو وهم جمعوا بين الأمرين تنبيهاً على أن كلاً منها وحده بالغ غاية الإفراط في الظلم على النفس انتهى.
.. وفي الكشاف جمعوا بين أمرين متناقضين فكذبوا على اللّه وكذبوا بما ثبت بالحجة والبينة والبرهان الصحيح، حيث قالوا لو شاء اللّه ما أشركنا ولا آباؤنا، وقالوا اللّه أمرنا بها وقالوا الملائكة بنات اللّه وهؤلاء شفعاؤنا عند اللّه، ونسبوا إليه تحريم البحائر والسوائب، وذهبوا فكذبوا بالقرآن والمعجزات، وسموها سحراً ولم يؤمنوا بالرسول، انتهى.
.. وفي التفسير الكبير والنوع الثاني من خسارتهم تكذيبهم بآيات اللّه والمراد منه قدحهم في معجزات النبي صلى اللّه عليه وسلم وطعنهم فيها، وإنكارهم كون القرآن معجزة باهرة بينة، انتهى.
.. وفي تلك السورة أيضاً: {وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل مثل ما أوتي رسل اللّه اللّه أعلم حيث يجعل رسالته، سيصيب الذين أجرموا صغار عند اللّه وعذاب شديد بما كانوا يمكرون}.
..وفي التفسير الكبير في تفسير قوله: {وإذا جاءتهم} أنهم متى ظهرت لهم معجزة باهرة. انتهى.
والبابا الكزندر كان يعتقد أن محمداً صلى اللّه عليه وسلم صاحب الإلهام، وإن لم يكن ذلك الإلهام عنده واجب التسليم، وقع في المجلد الخامس من كتابه المسمى بدنيد هي هذه الفقرة (يا محمد إن الحمامة عند أذنك) ونقلت هذه الفقرة عن المجلد المطبوع سنة 1897 وسنة 1806 في لندن، لكنها في النسخة الأولى في الصفحة 267، وفي النسخة الثانية في الصفحة 303، ولعل البابا أسند إلهام محمد صلى اللّه عليه وسلم إلى الحمامة، لأن الإلهام عند المسيحيين يكون بواسطة روح القدس، وقد نزل روح القدس على عيسى عليه السلام بعد ما فرغ من الاصطباغ على صورة الحمامة. كما هو مصرح به في الباب الثالث من إنجيل متى، فظن أن إلهام محمد صلى اللّه عليه وسلم يكون بواسطة الحمامة
===================
حول عصمة الرسول صلى الله عليه وسلم وموقف القرآن من العصمة
الازهر
حول عصمة الرسول صلى الله عليه وسلم وموقف القرآن من العصمة
هناك من لا يعترفون بأن الرسول معصوم عن الخطأ ، ويقدمون الأدلة على ذلك بسورة [ عبس وتولى ] وكذلك عندما جامل الرسول صلى الله عليه وسلم ، زوجاته ، ونزلت الآية الكريمة التى تنهاه عن ذلك (انتهى).
الرد على الشبهة:
إن عصمة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكذلك عصمة كل الرسل - عليهم السلام - يجب أن تفهم فى نطاق مكانة الرسول.. ومهمة الرسالة.. فالرسول: بشر يُوحَى إليه.. أى أنه - مع بشريته - له خصوصية الاتصال بالسماء ، بواسطة الوحى.. ولذلك فإن هذه المهمة تقتضى صفات يصنعها الله على عينه فيمن يصطفيه ، كى تكون هناك مناسبة بين هذه الصفات وبين هذه المكانة والمهام الخاصة الموكولة إلى صاحبها.
والرسول مكلف بتبليغ الرسالة ، والدعوة إليها ، والجهاد فى سبيل إقامتها وتطبيقها.. وله على الناس طاعة هى جزء من طاعة الله - سبحانه وتعالى - (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ) (1) (قل أطيعوا الله والرسول ) (2) (من يطع الرسول فقد أطاع الله ) (3) (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ) (4) ولذلك كانت عصمة الرسل فيما يبلغونه عن الله ضرورة من ضرورات صدقهم والثقة فى هذا البلاغ الإلهى الذى اختيروا ليقوموا به بين الناس.. وبداهة العقل - فضلاً عن النقل - تحكم بأن مُرْسِل الرسالة إذا لم يتخير الرسول الذى يضفى الصدق على رسالته ، كان عابثًا.. وهو ما يستحيل على الله ، الذى يصطفى من الناس رسلاً تؤهلهم العصمة لإضفاء الثقة والصدق على البلاغ الإلهى.. والحُجة على الناس بصدق هذا الذى يبلغون.
وفى التعبير عن إجماع الأمة على ضرورة العصمة للرسول فيما يبلغ عن الله ، يقول الإمام محمد عبده عن عصمة الرسل - كل الرسل -: ".. ومن لوازم ذلك بالضرورة: وجوب الاعتقاد بعلو فطرتهم ، وصحة عقولهم ، وصدقهم فى أقوالهم ، وأمانتهم فى تبليغ ما عهد إليهم أن يبلغوه ، وعصمتهم من كل ما يشوه السيرة البشرية ، وسلامة أبدانهم مما تنبو عنه الأبصار وتنفر منه الأذواق السليمة ، وأنهم منزهون عما يضاد شيئًا من هذه الصفات ، وأن أرواحهم ممدودة من الجلال الإلهى بما لا يمكن معه لنفس إنسانية أن تسطو عليها سطوة روحانية.. إن من حكمة الصانع الحكيم - الذى أقام الإنسان على قاعدة الإرشاد والتعليم - أن يجعل من مراتب الأنفس البشرية مرتبة يُعدُّ لها ، بمحض فضله ، بعض مَنْ يصطفيه من خلقه ، وهو أعلم حيث يجعل رسالته ، يميزهم بالفطرة السليمة ، ويبلغ بأرواحهم من الكمال ما يليقون معه للاستشراق بأنوار علمه ، والأمانة على مكنون سره ، مما لو انكشف لغيرهم انكشافه لهم لفاضت له نفسه ، أو ذهبت بعقله جلالته وعظمته ، فيشرفون على الغيب بإذنه ، ويعلمون ما سيكون من شأن الناس فيه ، ويكونون فى مراتبهم العلوية على نسبة من العالمين ، نهاية الشاهد وبداية الغائب ، فهم فى الدنيا كأنهم ليسو من أهلها ، هم وفد الآخرة فى لباس من ليس من سكانها.. أما فيما عدا ذلك - [ أى الاتصال بالسماء والتبليغ عنها ] - فهم بشر يعتريهم ما يعترى سائر أفراده ، يأكلون ويشربون وينامون ويسهون وينسون فيما لا علاقة له بتبليغ الأحكام ، ويمرضون وتمتد إليهم أيدى الظلمة ، وينالهم الاضطهاد ، وقد يقتلون " (5).
فالعصمة - كالمعجزة - ضرورة من ضرورات صدق الرسالة ، ومن مقتضيات حكمة من أرسل الرسل - عليهم السلام -..
وإذا كان الرسول - كبشر - يجوز على جسده ما يجوز على أجساد البشر.. وإذا كان الرسول كمجتهد قد كان يمارس الاجتهاد والشورى وإعمال العقل والفكر والاختيار بين البدائل فى مناطق وميادين الاجتهاد التى لم ينزل فيها وحى إلهى.. فإنه معصوم فى مناطق وميادين التبليغ عن الله - سبحانه وتعالى - لأنه لو جاز عليه الخطأ أو السهو أو مجانبة الحق والصواب أو اختيار غير الأولى فى مناطق وميادين التبليغ عن الله لتطرق الشك إلى صلب الرسالة والوحى والبلاغ ، بل وإلى حكمة من اصطفاه وأرسله ليكون حُجة على الناس.. كذلك كانت العصمة صفة أصيلة وشرطًا ضروريًا من شروط رسالة جميع الرسل - عليهم السلام -.. فالرسول فى هذا النطاق - نطاق التبليغ عن الله - (وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحى يوحى ) (6). وبلاغة ما هو بقول بشر ، ولذلك كانت طاعته فيه طاعة لله ، وبغير العصمة لا يتأتى له هذا المقام.
أما اجتهادات الرسول صلى الله عليه وسلم فيما لا وحى فيه ، والتى هى ثمرة لإعماله لعقله وقدراته وملكاته البشرية ، فلقد كانت تصادف الصواب والأولى ، كما كان يجوز عليها غير ذلك.. ومن هنا رأينا كيف كان الصحابة ، رضوان الله عليهم فى كثير من المواطن وبإزاء كثير من مواقف وقرارات وآراء واجتهادات الرسول صلى الله عليه وسلم يسألونه - قبل الإدلاء بمساهماتهم فى الرأى - هذا السؤال الذى شاع فى السُّنة والسيرة:
" يا رسول الله ، أهو الوحى ؟ أم الرأى والمشورة ؟.. "
فإن قال: إنه الوحى. كان منهم السمع والطاعة له ، لأن طاعته هنا هى طاعة لله.. وهم يسلمون الوجه لله حتى ولو خفيت الحكمة من هذا الأمر عن عقولهم ، لأن علم الله - مصدر الوحى - مطلق وكلى ومحيط ، بينما علمهم نسبى ، قد تخفى عليه الحكمة التى لا يعلمها إلا الله.. أما إن قال لهم الرسول - جوابًا عن سؤالهم -: إنه الرأى والمشورة.. فإنهم يجتهدون ، ويشيرون ، ويصوبون.. لأنه صلى الله عليه وسلم هنا ليس معصومًا ، وإنما هو واحد من المقدمين فى الشورى والاجتهاد.. ووقائع نزوله عن اجتهاده إلى اجتهادات الصحابة كثيرة ومتناثرة فى كتب السنة ومصادر السيرة النبوية - فى مكان القتال يوم غزوة بدر.. وفى الموقف من أسراها.. وفى مكان القتال يوم موقعة أُحد.. وفى مصالحة بعض الأحزاب يوم الخندق.. إلخ.. إلخ.
ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أراد الله له أن يكون القدوة والأسوة للأمة (لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا ) (7).
وحتى لا يقتدى الناس باجتهاد نبوى لم يصادف الأولى ، كان نزول الوحى لتصويب اجتهاداته التى لم تصادف الأولى ، بل وعتابه - أحيانًا - على بعض هذه الاجتهادات والاختيارات من مثل: (عبس وتولى * أن جاءه الأعمى * وما يدريك لعله يزكى * أو يذكر فتنفعه الذكرى * أما من استغنى * فأنت له تصدى * وما عليك ألا يزكى * وأما من جاءك يسعى * وهو يخشى * فأنت عنه تلهى ) (8). ومن مثل: (يا أيها النبى لم تحرم ما أحل الله لك تبتغى مرضاة أزواجك والله غفور رحيم * قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم والله مولاكم وهو العليم الحكيم * وإذ أسر النبى إلى بعض أزواجه حديثًا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرّف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأنى العليم الخبير ) (9). ومن مثل: (ما كان لنبى أن يكون له أسرى حتى يثخن فى الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم * لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم ) (10).
وغيرها من مواطن التصويب الإلهى للاجتهادات النبوية فيما لم يسبق فيه وحى ، وذلك حتى لا يتأسى الناس بهذه الاجتهادات المخالفة للأولى.
فالعصمة للرسول صلى الله عليه وسلم ، فيما يبلغ عن الله شرط لازم لتحقيق الصدق والثقة فى البلاغ الإلهى ، وبدونها لا يكون هناك فارق بين الرسول وغيره من الحكماء والمصلحين ، ومن ثم لا يكون هناك فارق بين الوحى المعصوم والمعجز وبين الفلسفات والإبداعات البشرية التى يجوز عليها الخطأ والصواب.. فبدون العصمة تصبح الرسالة والوحى والبلاغ قول بشر ، بينما هى - بالعصمة - قول الله - سبحانه وتعالى - الذى بلغه وبينه المعصوم - عليه الصلاة والسلام -.. فعصمة المُبَلِّغ هى الشرط لعصمة البلاغ.. بل إنها - أيضًا - الشرط لنفى العبث وثبوت الحكمة لمن اصطفى الرسول وبعثه وأوحى إليه بهذا البلاغ.
-----------------
(1) النساء: 59.
(2) آل عمران: 32.
(3) النساء: 80.
(4) آل عمران: 31.
(5) [ الأعمال الكاملة للإمام محمد عبده ] ج2 ص 415 ، 416 ، 420، 421. دراسة وتحقيق: د. محمد عمارة. طبعة القاهرة سنة 1993م.
(6) النجم: 3-4.
(7) الأحزاب: 21.
(8) عبس: 1-10.
(9) التحريم: 1-3.
(10) الأنفال: 67-68.

غير معرف يقول...

تأليف الفقير إلى عفو ربه المنان










بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي تفرد بالجلال والعظمة والعز والكبرياء والجمال وأشكره شكر عبد معترف بالتقصير عن شكر بعض ما أوليه من الإنعام والإفضال.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله  تسليمًا كثيرًا وعلى آله وأصحابه.
وبعد فلما كانت معجزات النبي  أنوارًا تشرق على القلوب الطافحة بالإيمان وتزيدها قوة وثباتًا واستقامة أحببت أن أذكر ما تيسر منها والله المسؤل أن يجعل عملنا خالصًا لوجهه الكريم.
اعلم وفقنا الله وإياك وجميع المسلمين لما يحبه ويرضاه أن الله قد جمع لنبينا  جميع أنواع المعجزات والخوارق. أما العلم والأخبار الغيبية والسماع والرؤية.
1- فمثل إخباره  عن الأنبياء المتقدمين وأممهم.
2- ومخاطبته لهم وأحواله معهم.
3- وكذلك إخباره عن أمور الربوبية والملائكة والجنة والنار بما يوافق الأنبياء قبله من غير تعلم منهم، ويعلم أن ذلك موافق لنقول الأنبياء تارة بما في أيديهم من الكتب الظاهرة ونحو ذلك من النقل المتواتر.
4- وتارة بما يعلمه الخاصة من علمائهم.
5- فإخباره عن الأمور الغائبة ماضيها وحاضرها هو من باب العلم الخارق للعادة.
6- وكذلك إخباره عن الأمور المستقبلة.
7- مثل مملكة أمته.
8- وزوال مملكة فارس.
9- والروم.
10- وقتال الترك وألوف مؤلفة من الأخبار التي أخبر بها وأما القدرة والتأثير:-
11- فانشقاق القمر.
12- وكذا معراجه إلى السموات.
13- وكثرة الرمي بالنجوم عند ظهوره.
14- وكذا إسراؤه من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى.
15- وتكثير الماء في عين تبوك.
16- وعين الحديبية.
17- ونبع الماء من بين أصابعه.
18- وكذا تكثير الطعام. ويأتي إن شاء الله بعضها موضحًا مفصلاً قريبًا.
19- وفي صحيح مسلم من حديث جابر قال: "سرنا مع رسول الله  حتى نزلنا واديًا أفيح فذهب رسول الله  يقضي حاجته فاتبعته بإداوة من ماء فنظر رسول الله  فلم ير شيئًا يستتر فإذا شجرتان بشاطئ الوادي فانطلق رسول الله  إلى إحداهما فأخذ بغصن من أغصانها فقال: انقادي علي بإذن الله.
فانقادت معه كالبعير المخشوم الذي يصانع قائده حتى أتى الشجرة الأخرى فأخذ بعض أغصانها فقال: انقادي علي بإذن الله فانقادت كذلك حتى إذا كان بالمنتصف فيما بينهما فلاءم بينهما حتى جمع بينهما، فقال: التئما علي بإذن الله فالتأمتا عليه.
فخرجت أحضر مخافة أن يحس رسول الله  بقربي فتباعدت فجلست أحدث نفسي فحانت مني لفتة فإذا أنا برسول الله  مقبلاً وإذا الشجرتان قد افترقتا فقامت كل واحدة منهما على ساق" وذكر الحديث.
20- ومنها أنها انكسرت رجل عبد الله بن عتيك  بعدما قتل أبا رافع الذي يؤذي النبي  قال فانتهيت إلى النبي  فحدثته فقال لي "ابسط رجلك" فبسطت رجلي فمسحها فكأنها لم أشتكها قط.
21- وقصة أم معبد مشهورة من حديثها أن رسول الله  حين مر بها طلب لبنًا أو لحمًا يشترونه وكانوا مرملين مسنتين فلم يجدوا عندها شيئًا قط فنظر إلى شاة في كسر الخيمة خلفها الجهد عن الغنم، فسألها هل بها من لبن ؟ فقالت: هي أجهد من ذلك، فقال: أتأذنين لي أن أحلبها! فقالت بأبي أنت وأمي إن رأيت بها حلبًا.
فدعا بالشاة فاعتقلها ومسح ضرعها فدرت واجترت ودعا بإناء يشبع الرهط فحلب حتى ملأه وسقى القوم حتى رووا ثم شرب آخرهم ثم حلب فيه مرة أخرى عللاً بعد نهل ثم غادره عندها وذهبوا فجاء أبو معبد فلما رآى اللبن قال ما هذا يا أم معبد ؟ أنى لك هذا والشاة عازب حيال ولا حلوبة بالبيت فقالت لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك فقال صفيه فوصفته له، وذلك في طريق هجرته  إلى المدينة.
وقد قيل في ذلك الأبيات المشهورة قالت أسماء بنت أبي بكر ـ رضي الله عنها ـ فلما سمعنا قوله عرفنا حيث وجه رسول الله  تشير إلى ما ذكر من أنه أقبل رجل من الجن من أسفل مكة يتغنى بأبيات من شعر غناء العرب وأن الناس ليتبعونه يسمعون صوته وما يرونه حتى خرج من أعلى مكة وهو يقول:
جَزَى اللهُ ربُ الناسِ خَيرَ جَزَائه
هُمَا نَزَلا بالِبِرَّ ثم تَرَوَّحَا
لِيَهْنِ بَنِيْ كَعْبٍ مَكَانُ فَتَاتِهم
سَلوُا أُخْتَكُم عن شَاتِهَا وَإنائِهَا
دَعَاهَا بشَاةٍ حَائِلٍ فَتَحَلَّبَتْ
فَغَادَرَهُ رَهْنًا لَدَيْهَا لِحَالِبٍ
رَفِيْقَيْنِ حَلا خَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَدِ
فأَفْلَحَ مَن أَمْسَى رَفِيْقَ مُحَمَّدِ
ومَقْعَدُهَا لِلْمُؤْمِنِيْنَ بِمَرْصَدِ
فِإِنَّكُمُوا إِنْ تَسْأَلُوا الشَّاةَ تَشْهَدِ
لَهُ بصَرِيْحِ ضَرَّةِ الشَّاةِ مُزْبِدِ
يُدرُّ لَهَا قي مَصْدَرِ ثُمَّ مَوْرِدِ

فلما سمع حسان بن ثابت أنشأ يقول مجيبًا للهاتف:
لَقَدْ خَابَ قَومٌ زَالَ عنهم نَبِيُّهُم
تَرَحَّلَ عن قَوْمٍ فَظَلَّتْ عُقُولُهُمْ
هَداهُم بِهِ بَعْد الضَّلالَةِ رَبُّهُمْ
وقَدْ نَزَلَتْ مِنهُ عَلَى أَهْلِ يَثْرِبٍ
نَبِيٌ يَرَى مَا لا يَرَى النَّاسُ حَوْلَهُ
وإنْ قَالَ فِي يَوْمٍ مَقَالَةَ غَائِبٍ
لِيَهْنِ أَبَا بَكْرٍ سَعَادَةُ جَدِّهِ
وقُدَّسَ مَنْ يَسْرِيْ إليْهِم ويَغْتَدِي
وحَلَّ عَلَى قَومٍ بِنُوْرٍ مُجَدَّدِ
وأَرْشَدَهُمْ مَن يَتْبَعِ الحقَّ يَرْشُدِ
ركابُ هُدىً حَلَّتْ علَيْهِم بِأَسْعَدِ
ويَتْلُوا كِتَابَ اللهِ فِي كُلِ مَسْجِدِ
فَتَصْدِيْقُهَا فِي اليَوْمِ أَوْ فِي ضُحَى الغَدِ
بِصُحْبَتِهِ مَنْ يُسْعِدِ اللهُ يَسْعَدِ

22- وفي الترمذي عن علي  قال: "كنت مع رسول الله  بمكة فخرجنا في بعض نواحيها فما استقبله شجر ولا جبل إلا وهو يقول السلام عليك يا رسول الله" رواه الحاكم في صحيحه.
23- وجاء أعرابي إلى النبي  فقال بم أعرف أنك نبي ؟ قال: "إن دعوت هذا العذق من هذه النخلة أتشهد أني رسول الله ؟" قال: نعم. فدعاه رسول الله  فجعل ينزل من النخلة حتى سقط إلى النبي  ثم قال ارجع فعاد، فأسلم الأعرابي.
والله أعلى وصلى الله على محمدٍ.
24- ولما بعثت قريش في فداء أسراهم إلى رسول الله  بعد بدر ففدى كل قوم أسيرهم بما رضول وكان العباس أسيرًا قال يا رسول الله قد كنت مسلمًا فقال رسول الله  "الله أعلم بإسلامك فإن يكن كما تقول فإن الله يجزيك وأما ظاهرك فقد كان علينا فافتد نفسك وابني أخويك" قال العباس: ما ذاك عندي. قال رسول الله  "فأين المال الذي دفنته أنت وأم الفضل فقلت لها إن أصبت في سفري هذا فهذا المال الذي دفنته لبني الفضل وعبد الله وقثم".
قال والله يا رسول الله لأعلم أنك رسول الله إن هذا لشيء ما علمه أحد غيري وغير أم الفضل.... إلخ.
25- وقصة ارتجاف أحد وذلك أن النبي  صعد أحدًا ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فقال رسول الله  أثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان.
26- وقصة ماء الركوة وهي ما ورد عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال عطش الناس يوم الحديبية والنبي  بين يديه ركوة يتوضأ فجهش الناس نحوه فقال: "ما لكم ؟" قالوا: ليس عندنا ماء نتوضأ ولا نشرب إلا ما بين يديك قال جابر فوضع النبي  يده في الركوة فجعل الماء يثور بين أصابعه كأمثال العيون فشربنا وتوضأنا قال سالم قلت لجابر كم كنتم قال لو كنا مائة ألف لكفانا خمس عشر مائة (1500).
27- وقصة موت النجاشي وهي ما ورد عن أم كلثوم بنت أبي سلمة ربيبة رسول الله  قالت لما تزوج النبي  أم سلمة قال لها "إني قد أهديت للنجاشي أواقي من مسك وحلة وإني لا أراه إلا قد مات ولا أرى الهدية إلا سترد إلي، فإذا ردت إلي فهي لك" فكان كما قال ، مات النجاشي وردت إلى النبي  هديته فأعطى كل امرأة من نسائه أوقية من ذلك المسك وأعطى سائره أم سلمة.
28- وقصة عكاشة بن محصن بن حرثان الأسدي حينما اندفع يقاتل المشركين يوم بدر ويحصد فيهم حصدًا حتى انكسر سيفه فلم يثنه ذلك عن خوض المعركة ولم يتخذ من كسر سيفه معذرة عن القتال فجاء إلى النبي  يخبره بكسر سيفه وإرادة غيره فدفع  له جذلاً من حطب فقال له قاتل بهذا يا عكاشة.
فلما أخذه عكاشة من رسول الله  هزه فعاد في يده سيفًا صارمًا طويل القامة شديد المتن أبيض الحديدة فقاتل به  حتى فتح الله تعالى على المسلمين ولم يزل عنده ذلك السيف يشهد به المشاهد مع رسول الله  حتى استشهد في قتال الردة في خلافة أبي بكر الصديق .
29- وقصة عمير بن وهب الجمحي وذلك أنه كان مع صفوان بن أمية بعد مصاب أهل بدر وكان عمير شيطانًا من شياطين قريش وممن كان يؤذي رسول الله  وأصحابه ويلقون منه عناء وهو بمكة وكان ابنه وهب ابن عمير في أسارى بدر قال فذكر عمير أصحاب القليب ومصابهم فقال صفوان والله ما في العيش بعدهم خير.
قال عمير صدقت والله أما والله لولا دين علي ليس له عندي قضاء وعيال أخشى عليهم الضيعة بعدي لركبت إلى محمد حتى أقتله فإن لي قبلهم علة ابني أسير في أيديهم قال فاغتنمها صفوان وقال علي دينك أنا أقضيه عنك وعيالك مع عيالي أواسيهم ما بقوا لا يسعني شيء يعجز عنهم.
فقال عمير فاكتم شأني وشأنك قال أفعل ثم انطلق حتى قدم المدينة فبينما عمر بن الخطاب في نفر من المسلمين يتحدثون عن يوم بدر وما أكرمهم الله به وما أراهم من عدوهم إذ نظر عمر إلى عمير بن وهب حين أناخ راحلته على باب المسجد، متوشحا السيف، فقال عمر هذا الكلب عدو الله والله ما جاء إلا لشر.
ثم دخل عمر على رسول الله  فقال يا نبي الله هذا عدو الله عمير بن وهب، قد جاء متوشحًا سيفه، قال فأدخله علي فأقبل عمر حتى أخذ بحمالة سيفه في عنقه فلببه بها.
وقال لرجال من الأنصار ادخلوا على رسول الله  فاجلسوا عنده واحذروا عليه من هذا الخبيث فإنه غير مأمون ثم دخل به على رسول الله  فلما رآه رسول الله  قال أرسله فدنا عمير.
فقال رسول الله  "فما جاء بك يا عمير ؟" قال جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم فأحسنوا فيه يعني ولده قال فما بال السيف في عنقك قال قبحها الله من سيوف وهل أغنت عنك شيئًا قال "أصدقني ما الذي جاء بك" قال ما جئت إلا لذلك.
قال رسول الله  "بل قعدت أنت وصفوان بن أمية في الحجر فذكرتما أصحاب القليب من قريش ثم قلت لولا دين علي وعيال عندي لخرجت حتى أقتل محمدًا فتحمل لك صفوان بدينك وعيالك على أن تقتلني له، والله حائل بينك وبين ذلك".
فقال عمير أشهد أنك رسول الله قد كنا يا رسول الله نكذبك بما كنت تأتينا به من خبر السماء وما ينزل عليك من الوحي وهذا أمر لم يحضره إلا أنا وصفوان فوالله إني لأعلم ما أتاك به إلا الله فالحمد لله الذي هداني للإسلام وساقني هذا الساق ثم شهد شهادة الحق فقال رسول الله  "فقهوا أخاكم في دينه واقرئوه القرآن وأطلقوا له أسيره" ففعلوا.. إلخ، والله أعلم وصلى الله على محمد.
شعرا:
فُوَآدٌ مَا يَقِرُّ لَهُ قَرَارٌ
ولَيْلٌ طَالَ بالأَنكادِ حَتَّى
ولِمَ لا والتُّقَى حُلَّتْ عُرَاهُ
لِبَيْكِ مَعِيْ على الدِّيْنِ البَوَاكِي
وقدْ هُدَّتْ قَوَاعِدُهُ اعْتِدَاءً
وَأَصْبَحَ لا تُقَامُ لَهُ حُدُوْدٌ
وَعَادَ كَما بَدَا فِيْنَا غَرِيْبًا
فقد نَقَضُوا عُهُودَهُمُوا جِهَارًا
وأَجْفَانٌ مَدَامِعُهَا غِزَارُ
ظننتُ الليلَ لَيَس لَهُ نَهَارُ
وبانَ عَلَى بَنِيْهِ الانْكِسَارُ
فَقَدْ أَضْحَتْ مَوَاطِنُه قِفَارُ
وَزَالَ بِذَاكُمُوْا عنه الوَقَارُ
وأَمْسَى لا يُبَنَّ لَهُ شِعَارُ
هُنَالِكَ مَالَهُ في الخَلْقِ جَارُ
وأَسْرُفوا فِي العَدَاوَةِ ثُمَّ سَارُوْا

اللهم إنك تعلم سرنا وعلانيتنا وتسمع كلامنا وترى مكاننا لا يخفى عليك شيء من أمرنا نحن البؤساء الفقراء إليك المستغيثون المستجيرون بك نسألك أن تقيض لدينك من ينصره ويزيل ما حدث من البدع والمنكرات ويقيم علم الجهاد ويقمع أهل الزيغ والكفر والعناد ونسألك أن تغفر لنا ولوالدينا وجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمدٍ وآله وصحبه أجمعين.
30- وقصة حنين الجذع ما ورد عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ أن امرأة من الأنصار قالت لرسول الله  ألا أجعل لك شيئًا تقعد عليه فإن لي غلامًا نجارًا قال إن شئت قال فعملت له المنبر فلما كان يوم الجمعة قعد النبي  على المنبر الذي صنع فصاحت النخلة التي كان يخطب عندها حتى كادت أن تنشق فنزل النبي  حتى أخذها فضمها إليه فجعلت تئن أنين الصبي الذي يسكت.
31- وقصة عكة أم سليم لما ورد عن أنس عن أمه قالت كانت لنا شاة جمعت من سمنها في عكة فملأت العكة ثم بعثت بها مع ربيبة فقالت يا ربيبة فبلغي هذه العكة رسول الله  يأتدم بها فانطلقت بها الربيبة حتى أتت رسول الله  فقالت يا رسول الله هذه عكة سمن بعثت بها إليك أم سليم فقال أفرغوا لها عكتها ففرغت العكة فدفعت إليها فانطلقت بها.
وجاءت وأم سليم ليست في البيت فعلقت العكة على وتد فجاءت أم سليم قرأت العكة ممتلئة تقطر فقالت أم سليم يا ربيبة أليس أمرتك أن تنطلقي بها إلى رسول الله  فقالت قد فعلت فإن لم تصدقيني فانطلقي فسلي رسول الله  فانطلقت ومعها الربيبة.
فقالت يا رسول الله إني قد بعثت معها إليك بعكة فيها سمن قال قد فعلت قد جاءت قالت والذي بعثك بالحق ودين الحق إنها لممتلئة تقطر سمنا قال: فقال لها رسول الله  "يا أم سليم أتعجبين إن كان الله أطعمك كما أطعم نبيه كلي وأطعمي" قالت فجئت إلى البيت فقسمت في قعب لنا كذا وكذا وتركت فيها ما ائتدمنا به شهرين.
32- وقصة طيب عتبة صاحب رسول الله  قالت أم عاصم امرأة عتبة بن فرقد كنا عند عتبة ثلاث نسوة ما منا واحدة إلا وهي تجتهد في الطيب لتكون أطيب من صاحبتها وما يمس عتبة بن فرقد طيبًا إلا أن يلتمس دهنًا وكان أطيب ريحًا منا فقلت له في ذلك.
فقال أصابني الشرى "حكة في الجلد" على عهد رسول الله  فأقعدني رسول الله  بين يديه فتجردت وألقيت ثيابي على عورتي فنفث رسول الله  في كفه ثم دلك بها الأخرى ثم أمرهما على ظهري فعبق بها ما ترون.
33- وقصة قتادة بن النعمان فعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله  خرج ذات ليلة لصلاة العشاء وهاجت الظلماء من السماء وبرقت برقة فرأى رسول الله  قتادة بن النعمان فقال رسول الله  قتادة ؟ قال نعم يا رسول الله علمت إن شاهد الصلاة الليلة قليل فأحببت أن أشهدها.
فقال له رسول الله  إذا انصرفت فأتني فلما انصرف أعطاه رسول الله  عرجونًا وقال "خذه فسيضيء أمامك عشرًا وخلفك عشرًا".
34- وقصة أبي جابر وهي ما ورد عن جابر بن عبد الله  قال توفي أبي شهيدًا في أحد وعليه دين فاستعنت النبي  على غرمائه أن يضعوا من دينه فطلب النبي  فلم يفعلوا فقال لي النبي  "اذهب فصنف تمرك أصنافًا العجوة على حدة وعذق زيد على حدة" (أنواع التمر).
ثم أرسل إلى قال جابر: ففعلت ثم أرسلت إلى رسول الله  فجلس على أعلاه أو في وسطه ثم قال كل للقوم قال جابر فكلتهم حتى أوفيتهم الذي لهم وبقي تمري كأن لم ينقض منه شيء.
35- وقصة حاطب بن أبي بلتعة وذلك أن رسول الله  عندما أعلم الناس أنه سائر إلى مكة وأمرهم بالجد والتهيؤ وقال "اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش، حتى نبغتها في بلادها" فلما أجمع رسول الله  على المسير، كتب حاطب كتابًا إلى قريش يخبرهم بالذي أجمع عليه رسول الله  من الأمر بالسير إليهم.
ثم أعطاه امرأة وجعل لها عطاء على أن تبلغ قريشًا فجعلته في رأسها ثم فتلت عليه قرونها "جدائلها".
وأتى رسول الله  الخبر من السماء بما صنع حاطب فبعث رسول الله  علي بن أبي طالب والزبير بن العوام ـ رضي الله عنهما ـ فقال أدركا امرأة قد كتب معها حاطب بن أبي بلتعة بكتاب إلى قريش يحذرهم ما أجمعنا عليه في أمرهم.
فخرجا حتى أدركاها بالخليقة "اسم موضع" فاستنزلاها فالتمسا في رجلها فلم يجدا شيئا فقال لها علي بن أبي طالب إني أحلف بالله ما كذب رسول الله  ولا كذبًا ولتخرجن لنا هذا الكتاب أو لنكشفنك.
فلما رأت الجد قالت أعرض فأعرض فحلت قرون رأسها فاستخرجت الكتاب منها فدفعته إليه فأتى به رسول الله  فدعا رسول الله  حاطبًا فقال يا حاطب ما حملك على هذا !؟.
فقال يا رسول الله أما والله إني لمؤمن بالله ورسوله ما غيرت ولآبدلت ولكني امرؤ ليس لي في القوم من أصل ولا عشيرة وكان لي بين أظهرهم ولد وأهل فصانعتهم عليهم.
فقال عمر بن الخطاب يا رسول الله دعني فلأضرب عنقه فإن الرجل قد نافق، فقال رسول الله  "وما يدريك يا عمر لعل الله قد اطلع إلى أصحاب بدر فقال اعملوا ما شئتم قد غفرت لكم" فأنزل الله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ. والله أعلم وصلى الله على محمدٍ وآله وصحبه وسلم.
36- وقصة لبن أهل الصفة وذلك أن أبا هريرة قعد يومًا على الطريق فمر به رسول الله  فتبسم حين رآه وعرف ما في نفسه وما في وجهه ثم قال "يا أبا هريرة" قال قلت لبيك يا رسول الله قال الحق ومضى فتبعته فاستأذن فأذن لي فدخل فوجد لبنًا في قدح فقال من أين هذا اللبن قالوا من فلان أو فلانة.
قال أبا هر قلت لبيك يا رسول الله قال الحق إلى أهل الصفة فادعهم لي قال أبو هريرة فساءني ذلك فقلت وما هذا اللبن في أهل الصفة كنت أحق أنا أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها فإذا جاؤا أمرني فكنت أنا أعطيهم وما عسي أن يبلغني من هذا اللبن.
قال فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا فاستأذنوا فأذن لهم وأخذوا مجالسهم من البيت فقال يا أبا هريرة قلت لبيك يا رسول الله خذ فأعطهم قال فأخذت القدح فجعلت أعطي الرجل فيشرب حتى يروى ثم يرد علي القدح. حتى انتهيت إلى النبي  وقد روي القوم كلهم.
فأخذ القدح فوضعه على يده فنظر إلي فتبسم فقال يا أبا هر قلت لبيك يا رسول الله قال بقيت أنا وانت قلت صدقت يا رسول الله قال أقعد فاشرب فقعدت فشربت فقال اشرب فشربت فلا زال يقول اشرب حتى قلت والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكًا.
قال فأرني فأعطيته القدح فحمد الله وسمى وشرب الفضلة .
37- وقصة طعام جابر وذلك ما ورد عنه قال لما حفر الخندق رأيت بالنبي  خمصًا شديدًا فانكفأت إلى امرأتي فقلت هل عندك شيء فإني رأيت رسول الله  خمصًا شديدًا.
فأخرجت إلي جرابًا فيه صاع من شعير ولنا بهيمة داجن فذبحناها وطحنت الشعير ففرغت إلى فراغي وقطعتها في برمتها ثم وليت إلى رسول الله  فقالت لا تفضحني برسول الله  فجئته فساورته فقلت يا رسول الله ذبحنا بهيمة لنا وطحنا صاعًا من شعير كان عندنا فتعال أنت ونفر معك.
فصاح النبي  يا أهل الخندق إن جابرًا قد صنع سؤرًا فحيهلا بكم !؟ فقال رسول الله  لا تنزلن برمتكم ولا تخبزن عجينكم حتى أجيء فجئت وجاء رسول الله  يقدم الناس حتى جئت امرأتي فقالت بك وبك فقلت قد فعلت الذي قلت فأخرجت له عجينًا فبصق فيه وبارك ثم عمد إلى برمتنا فبصق وبارك.
ثم قال ادعي خابزة فلتخبز معك واقدحي من برمتكم ولا تنزلوها وهم ألف فأقسم بالله لقد أكلوا حتى تركوه وانحرفوا وإن برمتنا لتغط كما هي وإن عجيننا ليخبز كما هو.
38- وعن علي  قال كنت شاكيًا فمربي رسول الله  وأنا أقول اللهم إن كان أجلي قد حضر فأرحني وإن كان متأخرًا فارفعني وإن كان بلاء فصبرني.
فقال رسول الله  كيف قلت فأعاد عليه ما قال فضربه برجله وقال اللهم عافه أو أشفه شك شعبة قال فما اشتكيت وجعي بعد. قال الترمذي حديث حسن صحيح.
39- ومن ذلك رد عين قتادة بن النعمان فقد أصيبت عينه في غزوة أحد حتى وقعت على وجنته فردها النبي  فكانت أحسن عينيه وأحدهما نظرًا وفي ذلك يقول ابنه:
أَنَا ابنُ الذيْ سَالَتْ عَلَى الخَدِّ عَيْنُه
فَعَادَتْ كَمَا كَانَتْ لأَوِّلِ مَرَّةٍ
فَرُدَّتْ بِكَفِّ المُصْطَفَي أَحْسَنُ الرَّدِّ
فَيَا حُسْنَ ما عَيْنٍ ويَا حُسْنَ مَا خَدِّ

والله أعلم وصلى الله على محمدٍ وآله وسلم.
40- ومن ذلك استسقاؤه واستصحاؤه . ففي الصحيحين عن أنس أنه  رفع يديه ثم قال: "اللهم أغثنا اللهم أغثنا" قال أنس والله ما نرى في السماء من سحاب ولا من قزعة وإن السماء لمثل الزجاجة وما بيننا وبين سلع من دار.
فوالذي نفسي بيده ما وضع يديه حتى ثار السحاب أمثال الجبال ثم لم ينزل من منبره حتى رأيت المطر يتحدر عن لحيته، وفي رواية أخرى قال: "فلا والله ما رأيت الشمس سبتًا قال: ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة فاستقبله قائمًا فقال يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله أن يمسكها عنا، قال فرفع رسول الله  يديه ثم قال: "اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر"، قال فما يشير بيده إلى ناحية إلا انفرجت حتى رأيت المدينة في مثل الجوبة وسال الوادي قناة شهرًا.
ومن قول أبي طالب يمدح النبي :
وأَبْيَضَ يُسْتَسْقَي الغَمَامُ بِوَجْهِهِ
ثِمَالُ اليَتَامى عِصْمَةٌ لِلأَرَامِلِ

وهو من قصيدة لأبي طالب قالها لما تمالأت عليه قريش ونفروا عنه وأولها:
ولَمَّا رَأَيتُ القَوْمَ لا وِدَّ عِنْدَهُمْ
وَقَدْ جَاهَرُونا بالعَدَاوةِ والأَذَى
صَبَرْتُ لَهُمْ نَفْسِي بَسمْرَاءَ سَمْحَةٍ
وأَحْضَرْتُ عِندَ البَيْتِ رَهْطِي وإخْوَتِي
أَعُوذُ بِرَبِ النَّاسِ مِنْ كُلِّ طَاعِنٍ
لَقَدْ عَلِمُوْا أَنَّ ابْنَنَا لا مُكَذَّبٌ
كَذَبْتُم وَرَبِّ العَرشِ نَبْزِي مُحَمَّدًا
ونُسْلِمُهُ حَتَى نُصَرَّعَ دُوْنَهُ
ويَنْهَضُ قَوْمٌ بِالحَديد إليْكُمُ
ويَنْهَضَ قَوْمٌ نَحْوَكُم غَيْرَ عُزَّلٍ
ومَا تَرْكُ قَومٍ لا أَبَالَكَ سَيِّدًا
وأَبْيَضَ يُسْتَسْقَي الغَمَامُ بِوَجْهِهِ
يَلُوذُ بِهِ الهُلاكُ مِن آلِ هَاشِمٍ
لَعَمْرِي لقد كُلِّفْتُ وِجْدًا بأَحْمَدِ
فَمَنْ مِثْلُه فِي الناسِ أَيُّ مُؤَمَّلٍ
حَلِيْمٌ رَشِيْدٌ عَادِلٌ غَيْرُ طَائِشٍ
ومِيزانُ حَقٍ مَا يَعُوْلُ شَعِيْرةً
فَوَ اللهِ لَوْلا أَنْ أَجِيءَ بِسُبَّةٍ
لَكُنَا اتَّبَعْنَاهُ عَلَى كُلِّ حَالَةٍ
فأَصْبَحَ فِيْنَا أَحْمَدٌ ذُوْ أَرُوْمَةٍ
حَدَبْتُ بِنَفْسِي دُوْنَهُ وَحَمَيْتُهُ
فأَيَّدَهُ رَبُّ العِبَاد بِنَصْرِهِ
وًدْ قَطَعُوْا كُلَّ العُرَى والوَسَائِلِ
وقد طَاوَعُوا أَمْرَ العَدُوِ المُزَائل
وأَبْيَضَ عَضْبٍ مِن تُراثِ المَقَاوُلِ
وأَمْسَكْتُ مِنْ أَثْوَابِه بالوَصَائِلِ
عَلينَا بِسُوءٍ أَوْ مُلِحٌّ بِبَاطِلِ
لَدَيْنَا وَلا يَعْنَي بِقَوْلِ الأَبَاطِلِ
ولَمَّا نُطُاعِنْ عِندَهُ ونُنَاضِلِ
ونَذْهَلَ عَنْ أَبْنَائِنَا وَالحَلائِلِ
نُهُوضَ الرَّوايَا تَحْتَ ذَاتِ الصَّلاصِلِ
بِبِيْضٍ حَدِيْثٍ عَهْدُهَا بالصَّيَاقِلِ
يَحُوطُ الذِّمَارَ غَيْرَ ذَرْبٍ مُوَاكِلِ
ثِمَالُ اليَتَامَي عِصْمَةٌ لِلأَرَامِلِ
فَهُم عندَهُ في رَحْمَةٍ وفَوَاضِلِ
وإِخْوَتِهِ دَأْبَ المُحِبِ المُوَاصِلِ
إِذَا قَاسَهُ الحُكَّامُ عنِدَ التَّفَاضُلِ
يُوَالِي إِلهًا لَيْسَ عَنهُ بِغَافِلِ
وَوَزَّانُ حَقٍ وَزْنُهُ غَيرُ عَائِلِ
تَجُرُّ عَلَى أَشْيَاخِنَا فِي المَحَافِلِ
مِنَ الدَّهْرِ جِدًا غَيْرَ قَوْلِ التَّهَازُلِ
تُقَصِّرُ عَنها سَوْرَةُ المُتَطَاوِلِ
وَدَافَعْتُ عَنْهُ بالذُرَي والكَلاكِلِ
وَأَظْهَرَ دِيْنًا حَقُّهُ غَيْرُ بَاطِلِ

41- ومن ذلك ما في غزوة خيبر من أنه  أرسل إلى علي وهو أرمد فبصق في عينيه فبرئ كأن لم يكن به وجع.
42- وروي الإمام أحمد عن أنس قال جاء جبريل إلى النبي  ذات يوم وهو جالس حزين قد خضب بالدماء، ضربه بعض أهل مكة فقال مالك قال: فعل هؤلاء وفعلوا، قال: فقال له جبريل أتحب أن أريك آية ؟ قال نعم فنظر إلى شجرة من وراء الوادي فقال ادع تلك الشجرة فدعاها فجاءت تمشي حتى قامت بين يديه فقال مرها فلترجع إلى مكانها فقال لها ارجعي فرجعت حتى عادت إلى مكانها فقال  حسبي. والله أعلم وصلى الله على محمدٍ وآله وسلم.
43- ومنها إطعامه  الذين يحفرون الخندق من أصحابه بتمرات قليلة. ففي كتب السير وغيرها أن ابنة لمشير بن سعد أخت النعمان بن بشير، قالت: دعتني أمي عمرة بن رواحة فأعطتني حفنة من تمر في ثوبي، ثم قالت أي بنية اذهبي إلى أبيك وخالك عبد الله بن رواحة بغذائهما.
قالت: فأخذتها، فانطلقت بها، فمررت برسول الله  وأنا التمس أبي وخالي، فقال "تعالي يا بنية، ما هذا معك ؟" قالت: قلت يا رسول الله هذا تمر بعثتني به أمي إلى أبي بشير بن سعد وخالي عبد الله بن رواحة يتغذيانه، قال "هاتيه" قالت فصببته في كفي رسول الله ، فما ملأتهما.
ثم أمر بثوب فبسط له، ثم دحا بالتمر عليه فتبدد فوق الثوب ثم قال لإنسان عنده "اصرخ في أهل الخندق، أن هلم إلى الغداء" فاجتمع أهل الخندق عليه، فجعلوا يأكلون منه، وجعل يزيد، حتى صدر أهل الخندق عنه، وإنه ليسقط من أطراف الثوب.
44- ومنها إخباره  عليه أصحابه قبل مسيرهم إلى فتح مكة وهم يتجزون للمسير أنه يصير بينهم وبين قريش دماء قليلة، فكان الأمر كما أخبر به ، فإنه وقع بين بعض كتائبه حين دخولهم مكة وبين قوم من قريش قعدوا بالخندمة، ليردوا النبي  بزعمهم عن دخول مكة مناوشة قليلة. وقتل بعض المشركين، وانهزم الباقون، وقد ملكهم الرعب والذغر وجللهم الخوف، وحديثهم في خبر الفتح مشروح.
45- ومنها قوله  لأصحابه لما رجع الأحزاب خائبين "الآن نغزوهم ولا يغزوننا" فكان الأمر كما قال، فإن قريشًا بعد ذلك لم يرجعوا إلى غزو المدينة، وإن رسول الله  توجه إلى مكة عام الحديبية، فصالحوه وهادنوه، ثم دخل مكة من قابل مع أصحابه آمنين، ثم فتحها بعد ذلك.
46- ومنها إخباره  أن ابنته فاطمة أول أهل بيته لحوقًا به، فكان كذلك، فإنها ـ رضي الله عنها ـ توفيت بعده بأربعين يومًا، أو خمس وسبعين يومًا، أو ستة أشهر، على اختلاف الروايات، ولم يتوف قبلها أحد من أهل بيته.
47- ومن ذلك أن عامر بن الطفيل، وأربد بن قيس، وهو أخو لبيد بن ربيعة، وفدا على رسول الله ، في قومهما من بني عامر، فقال عامر لأربد، إذا قدمنا على محمد، فإني شاغل عنك وجهه، فاعله أنت بالسيف، حتى تقتله، قال أربد أفعل ثم أقبل عامر يمشي، وكان رجلاً جميلاً، حتى قام على رأس رسول الله  فقال يا محمد، ما لي إن أسلمت، فقال لك ما للإسلام وعليك ما على الإسلام، قال ألا تجعلني الوالي من بعدك.
قال ليس ذلك لك، ولا لقومك، ولكن لك أعنة الخيل، تغزو بها، قال أو ليست لي اليوم، ولكن اجعل لي ولك المدد، قال ليس ذلك لك، فقال قم يا محمد، إلى ههنا، فقام إليه، فوضع عامر يده بين منكبيه، ثم أومأ إلى أربد، أن اضرب، فسل أربد سيفه، قريبًا من ذراع، ثم أمسك الله يده، فلم يستطع أن يسله ولا يغمده.
فالتفت رسول الله  إلى أربد، فرآه على ما هو عليه، فقال اللهم اكفنيهما بما شئت اللهم اهد بني عامر، واغن الدين عن عامر، فانطلقا وعامر يقول، والله لأملأنها عليك خيلاً دهمًا، ووردًا، فقال رسول الله  يأبى الله ذلك، وأبناء قيلة، يعني الأنصار، ثم قال عامر لأربد، ويلك لماذا أمسكت عنه ؟ فقال والله ما هممت به مرة، إلا رأيتك، ولا أرى غيرك، أفأضربك بالسيف.
وسار عامر، فطرح الله عليه الطاعون في عنقه، فقتله، في بيت امرأة من بني سلول، وجعل يقول يا آل عامر، غدة كغدة البعير، وموت في بيت سلولية، وانتهت حياته لعنه الله، وأما أربد، فقدم على قومه، فقالوا ما وراءك، يا أربد، فقال والله لقد دعانا محمد، إلى عبادة شيء، لوددت أنه عندي الآن، فأرميه بنبلي هذا، حتى أقتله.
ثم خرج بعد مقالته بيوم أو يومين، ومعه جمال له تتبعه فأرسل الله عليه صاعقة، فأحرقته، وقيل نزل في صاعقته "هو الذي يريكم البرق خوفًا وطمعًا – إلى قوله ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء".
48- ومنها إطعامه ، بني المطلب بذراع جزور وعس من لبن، فقد ذكر أهل النقل أنه لما نزل على النبي  وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ أمر عليًا، فقال له "يا علي إن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين، فضقت بذلك ذرعًا، وعرفت أني متى أباديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره، فصمت عليها، حتى جاءني جبريل، فقال لي يا محمد إلا تفعل ما تؤمر به يعذبك ربك. فاصنع لنا صاعًا من طعام، واجعل عليها رجل شاة، واملآ لنا عسًا من لبن.
ثم اجمع لي بني عبد المطلب حتى أبلغهم ما أمرت به، ففعلت ما أمرني به، ثم دعوتهم له وهم يومئذ أربعون رجلاً يزيدون رجلاً أو ينقصونه، فيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس ـ رضي الله عنهما ـ وأبو لهب، فلما اجتمعوا إليه، دعاني بالطعام الذي صنعته، فجئت به.
فلما وضعته تناول رسول الله  جذية من اللحم فشقها بأسنانه، ثم ألقاها في نواحي الصحفة ثم قال خذ باسم الله، فأكل القوم حتى ما لهم بشيء حاجة، وأيم الله إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل مثل ما قدمت لجميعهم.
ثم قال اسق القوم، فجئتهم بذلك العس، فشربوا حتى رووا جميعا، وأيم الله إن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله.
فلما أراد رسول الله  أن يكلمهم، بدره أبو لهب فقال سحركم صاحبكم، فتفرق القوم، ولم يكلمهم رسول الله .
فقال الغد "يا علي إن هذا الرجل قد سبقني إلى ما سمعت، فتفرق القوم قبل أن أكلمهم، فعد لنا من الطعام مثل ما صنعت ثم اجمعهم" ففعلت، ثم جمعتهم، فدعاني بالطعام، فقربته ففعل كما فعل بالأمس، فأكلوا وشربوا.
ثم تكلم رسول الله  فقال يا بني عبد المطلب إني قد جئتكم بخيري الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه وعرض عليهم مؤازرته على ذلك، فلم يجبه إلا علي بن أبي طالب ، فهذا من الأمور الخارقة للعادة، أظهره الله على يدي نبيه  تصديقًا له.
49- ومنها ما ذكره في أعلام النبوة، أن معمر بن يزيد وكان أشجع قومه، استغاثت به قريش، وشكوا إليه رسول الله ، وكانت بنو كنانة تصدر عن رأيه وتطيع أمره، فلما شكوا إليه قال لهم إني قادم إلى ثلاث، وأريحكم منه، وعندي عشرون ألف مدجج، فلا أرى هذا الحي، من بني هاشم يقدر على حربي.
وإن سألوني الدية، أعطيتهم عشر ديات، ففي مالي سعة وهو مشهور بالشجاعة، والبأس، فلبس يوم وعده قريشًا سلاحه، وظاهر بين درعين، فوافقهم بالحطيم، ورسول الله  في الحجر يصلي، وقد عرف ذلك، فما التفت، ولا تزعزع، ولا قصر في صلاة.
فقيل له هذا محمد ساجد، فأهوى إليه، وقد سل سيفه، وأقبل نحوه، فلما دنا منه رمي بسيفه، وعاد، فلما صار إلى باب الصفا، عثر فر درعه، فسقط، فقام وقد أدمى وجهه بالحجارة، يعدو كأشد العدو، حتى بلغ البطحاء، ما يلتفت إلى خلف، فاجتمعوا وغسلوا، عن وجهه الدم، وقالوا: ماذا أصابك، قال ويحكم، المغرور من غررتموه، قالوا ما شانك قال ما رأيت كاليوم، دعوني ترجع إلى نفسي فتركوه ساعة، وقالوا ما أصابك يا أبا الليث، قال إني لما دنوت من محمد، فأردت أن أهوي بسيفي إليه، أهوى إلي من عند رأسه شجاعان، أقرعان، ينفخان بالنيران، تلمع من أبصارهما، فعدوت فما كنت لأعود، في شيء من مساءة محمد.
50- قال ومن أعلامه:
أن كلدة بن أسد أبا الأشد، وكان من القوة بمكان، خاطر قريشًا يومًا في قتل رسول الله ، فأعظموا له الخطر، إن هو كفاهم، فرأى رسول الله  في الطريق يريد المسجد، ما بين دار عقيل، وعقال، فجاء كلدة ومع المزراق، فرجع المزراق في صدره، فرجع فزعًا، فقالت له قريش مالك يا أبا الأشد، فقال ويحكم، ما ترون الفحل خلفي، قالوا لا ما نرى شيئا، قال ويحكم فإني أراه، فلم يزل يعدو حتى بلغ الطائف، فاستهزأت به ثقيف، فقال أنا أعذركم، لو رأيتم ما رأيت لهلكتم.
والله أعلم وصلى الله على محمدٍ وعلى آله وسلم.
51- ومنها إرسال الريح الشديدة على الأحزاب، وهم قريش، ومن معهم يوم الخندق أرسلها الله عليهم ليلاً، قال عكرمة قالت الجنوب للشمال ليلة الأحزاب، انطلقي ننصر رسول الله ، فقالت الشمال غن الحرة لا تسري بليل، وكانت الريح التي أرسلها الله عليهم الصبا، ففروا لشدتها عن بعض أثقالهم وأمتعتهم، ولو أقاموا إلى الصباح لهلكوا جميعا.
وهو المدلول عليه بقوله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا.
ففي خبر القصة أن رسول الله  لما رأى من أصحابه الجزع لطول الحصار، صعد إلى الجبل فدعا الله وكان فيما دعاه أن قال "واصرف عنا شر هؤلاء القوم بقوتك وحولك وقدرتك".
فنزل جبريل يخبره عن الله بأنه استجاب له وأمر الله الريح والملائكة أن يهزموا قريشًا والأحزاب تلك الليلة، فأمر  حذيفة بن اليمان أن يدخل معسكرهم أي قريش، ويأتي بأخبارهم وقال له إن الله عز وجل قد أخبرني أنه أرسل على قريش الريح، وهزمهم.
قال فدخلت في القوم والريح وجنود الله تفعل بهم ما تفعل لا تقر لهم قدرًا، ولا نارًا، ولا بناءً، فقطعت أطناب الفسطاط، وقلعت الأوتاد، وأكفأت القدور، وجالت الخيل بعضها في بعض، وكثر تكبير الملائكة في جوانب المعسكر.
قال وقال أبو سفيان يا معشر قريش، إنكم والله ما أصبحتم بدار مقام، لقد هلك الكراع والخف، ولقينا من شدة الريح ما ترون، ما تطمئن لنا قدر ولا تقوم لنا نار، ولا يستمسك لنا بناء، فارتحلوا فإني مرتحل، فردوا بغيظهم وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ.
فالباري جل وعلا أرسل الريح على أولئك المشركين نصرًا لنبيه محمد  وتصديقًا لدعوته، واستجابة لدعائه، لعلمه تعالى أن أصحاب محمدٍ  ذلك اليوم لا يقومون بقتال أولئك ففي هذه معجزة عظيمة.
52- ومن ذلك ما رواه أبو هريرة ، قال لما فتحت خيبر، أهديت للنبي  شاة فيها سم فقال "اجمعوا لي من كان هنا من اليهود" فجمعوا، فقال لهم "إني سائلكم عن شيء، فهل أنتم صادقي عنه ؟" قالوا نعم، يا أبا القاسم، فقال لهم "من أبوكم ؟" قالوا: فلان، قال "كذبتم، أبوكم فلان" قالوا صدقت، وبررت، قال "فهل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه ؟" قالوا: نعم، وإن كذبناك عرفت، كما عرفته في أبينا، قال لهم: "من أهل النار ؟" قالوا نكون فيها يسيرًا، ثم تخلفونا فيها.
قال "اخسؤا فيها، والله لا نخلفكم فيها أبدًا" قال "هل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه ؟" قالوا نعم، قال "هل جعلتم في هذه الشاة سمًا؟" قالوا: نعم، قال "فما حملكم على ذلك ؟" قالوا: أردنا إن كنت كاذبًا نستريح منك، وإن كنت صادقًا لم يضرك، رواه البخاري.
53- ومن ذلك ما ورد عن صفوان بن عسال: قال بعض اليهود لصاحبه، اذهب بنا إلى هذا النبي، فقال له صاحبه، لا تقل نبي، إنه لو سمعك كان له أربعة أعين، فأتيا النبي  فسألاه عن تسع آيات بينات.
فقال لهم "لا تشركوا بالله شيئًا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا تمشوا ببريء إلى ذي سلطان ليقتله، ولا تسحروا، ولا تأكلوا الربا، ولا تقذفوا محصنة، ولا تولوا الأدبار يوم الزحف، وعليكم خاصة اليهود، أن تعدوا يوم السبت" فقبلا يده، ورجله، وقالا: نشهد أنك نبي.
فقال "ما يمنعكما أن تتبعاني ؟" قالا إن داود دعا ربه، أن لا يزال من ذريته نبي، وإنا نخاف إن اتبعناك، تقتلنا اليهود، للترمذي والنسائي.
54- وعن جابر قال غزونا مع النبي  قبل نجد، فأدركنا النبي  في القائلة في واد كثير العضاه، فنزل تحت شجرة، فعلق سيفه بغصن من أغصانها.
وتفرق الناس في الوادي، يستظلون بالشجر، فقال : "إن رجلا أتاني وأنا نائم، فأخذ السيف، فاستيقظت، وهو قائم على رأسي، والسيف صلتًا في يده، فقال من يمنعك مني، قلت الله، فشام السيف فها هو ذا جالس" ثم لم يعرض له وكان ملك قومه، فانصرف حين عفى عنه، فقال لا أكون في قوم هم حرب لك، متفق عليه.
55- ومنها إخباره  أن الأرضة أكلت من صحيفة قريش ما فيه ظلم، وقطيعة رحم.
وأبقت ما فيها من أسماء الله تعالى.
ومن حديثها أن قريشًا كتبوا فيما بينهم صحيفة بأن لا يبيعوا بني هاشم، ولا يبتاعوا منهم، ولا يناكحوهم، ولا يكلموهم، أو يدفعوا إليهم محمدًا ليقتلوه، ودفنوها في الكعبة، فقام أبو طالب ومن معه بحماية النبي ، فبقوا محصورين في الشعب سنتين أو ثلاثًا.
قال ابن هاشم وقد ذكر بعض أهل العلم أن رسول الله  قال لأبي طالب: يا عم، إن الله قد سلط الأرضة على صحيفة قريش فلم تدع فيها اسمًا هو لله إلا أثبتته فيها، ونفت منها الظلم، والقطيعة، والبهتان، فقال أربك أخبرك بهذا، قال نعم، قال فوالله ما يدخل عليك أحد.
ثم خرج إلى قريش فقال يا معشر قريش، إن ابن أخي أخبرني بكذا وكذا فهلم صحيفتكم، فإن كانت كما قال ابن أخي فانتهوا عن قطيعتنا، وانزلوا عما فيها، وإن كان كاذبًا، دفعت إليكم ابن أخي، فقال القوم رضينا، فتعاقدوا على ذلك.
ثم نظروا فإذا هي كما قال ، فزادهم ذلك شرًا فعند ذلك صنع الرهط من قريش في نقض الصحيفة ما صنعوا.
56- ومنها ما روي عنه  أنه قال لعلي يوم أحد بعد انجلاء الهيجاء، إن قريشا لن يصيبوا منا مثلها بعد هذا، حتى يفتح الله علينا مكة، فكان الأمر كما قال، فإنه لم تصب قريش من أصحاب النبي  بعد أحد ما أصابت منهم يوم أحد.
وما زال أمر النبي  يعلو عليهم حتى غزاهم في عقر دارهم، ومحل قرارهم، ولم يستطيعوا دفعه، بل استأسروا له راغمين، فمن عليهم فأطلقهم من حبالة القتل، وأعتقهم من رق الأسر، وناداهم وهم مرعوبون "اخرجوا فأنتم الطلقاء" وذلك يوم فتح مكة بالنسبة الثامنة من الهجرة.
57- ومن ذلك ما ورد عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ ، أنها قالت للنبي ، هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد، قال "لقد لقيت من قومك، وكان أشد ما لقيته منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل، بن عبد كلال، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت، وأنا مهموم على وجهي، فلم استفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي، وإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل عليه السلام، فناداني، فقال إن الله تعالى قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال، لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال، فسلم علي، ثم قال: يا محمد، إن الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال، وقد بعثني ربي إليك لتأمرني بأمرك، فما شئت، إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين، فقال النبي  "بل أرجو، أن يخرج الله من أصلابهم، من يعبد الله وحده، لا يشرك به شيئًا" متفق عليه.
58- ومن ذلك ما ورد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه، عن أبي هريرة قال: صعد النبي  حراء، ومعه أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعبد الرحمن بن عوف، والزبير، وطلحة، وسعيد، فتحرك الجبل، فقال النبي  اسكن حراء، فليس عليك إلا نبي أو صديق، أو شهيد، فسكن الجبل.
59- ومن أعلام نبوته  أنه بعث خالد بن الوليد من تبوك، في أربع مائة وعشرين فارسًا، إلى أكيدر دومة الجندل، من كندة، فقال خالد يا رسول الله، كيف لي به وسط بلاد كلب، وإنما أنا في عدد يسير، فقال ستجده يصيد البقر، فتأخذه، فخرج خالد، حتى إذا كان من حصنه بمنظر العين، في ليلة مقمرة صافية، وهو على سطح له، من شدة الحر، مع امرأته، فأقبلت البقر، تحك بقرونها باب الحصن، فقال أكيدر دومة: والله ما رأيت بقرا جاءتنا ليلاً غير هذه الليلة، لقد كنت أضمر لها الخيل، إذا أردتها شهرًا أو أكثر، ثم نزل فركب بالرجال، والآلة، فلما فصلوا من الحصن، وخيل خالد تنظر إليهم، لا يصهل منها فرس ولا يتحرك، فساعة فصل، أخذته الخيل، فاستؤسر أكيدر دومة.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
يا قَومُ فَرْضُ الهِجْرَتيْنِ بِحَالِهِ
فالهِجرةُ الأولَى إِلَى الرحَمن
حتَّى يَكُونَ القصدُ وجْهَ الله
ويكونَ كلُ الدينِ للرحمن ما
والحُبُّ والبُغْضُ اللذَيْنِ هُمَا لِكُـ
للهِ أَيِضًا هَكذَا الإِعْطَاءُ
واللهِ هَذا شَطْرُ دِينِ اللهِ والتَّـ
والهجرةُ الأُخْرَى إِلَى المَبْعُوثِ بالْـ
أَتَرَوْنَ هَذِي هِجْرَةَ الأَبْدَانِ لا
قطعُ المَسَافَةِ بالقُلُوبِ إلِيه في
أَبدًا إِليهِ حُكْمُهَا لا غَيْرُهُ
يا هجرةً طَالَتْ مَسَافَتُهَا على
يا هِجْرةً طَالَتْ مَسَافَتُهَا عَلَى
يا هِجْرةً والعَبْدُ فَوْقَ فِرَاشِهِ
سَارُوا أَحَثَّ السَيْرِ وهُو فَسَيْرُهُ
هَذَا وتَنْظُرُهُ أَمَامَ الرَّكْبِ
رُفعَتْ لَهُ أَعلامُ هَاتِيْكَ النُصُوْ
نارٌ هِيَ النُوْرُ المُبِيْنُ ولَمْ يَكُنْ
مَكْحُولتانِ بمِرْوَدِ الوَحْيَيْنِ لا
فلِذَاكَ شَمَّرَ نَحْوَهَا لَمْ يَلْتَفِتْ
يَا قومُ لَوْ هَاجَرْتُمُوْا لَرَأَيْتُمُ
ورَأَيْتُمُ ذَاكَ اللِّوَاءَ وتَحْتَهُ الـ
أَصحابَ بَدْرِ والأُولَى قَدْ بَايُعْوا
وكَذَا المُهَاجِرَةُ الأُولَى سَبَقُوا كَذَا الْـ
والتَّابِعُونَ لَهُم بإحْسَانٍ وسَا
لَكِنْ رَضِيْتُمْ بالأَمَانِي وابْتُلِيْتُم بالْـ
بَلْ غَرَّكُم ذَاكَ الغَرُوْرُ وسَوَّلَتْ
ونَبَذْتُم غِلَّ النُصُوصِ وَرَاءَكُمْ
وتَرَكْتُمُ الوَحْيَيْنِ زُهْدًا فِيْهِمَا
وعَزَلْتُمُ النَّصَيْنِ عَمَّا وُلِيَّا
وزَعَمْتُم أَنَّ لَيْسَ يَحْكُم بَيْنَنَا
حَتَّى إِذَا انْكَشَفَ الغِطَاءُ وحُصِّلَتْ
وإِذا انْجَلَى هَذا الغُبَارُ وصَارَ مَيْـ
وبَدَتْ عَلَى تِلكَ الوُجُوهِ سِمَاتُهَا
مُبْيَضَّةً مِثْلَ الرِّياضِ بجَنَّةٍ
فهُنَاكَ يَعْلَمُ رَاكَبٌ ما تَحْتَهُ
وهُنَاك تَعْلَمُ كُلُّ نَفْسٍ مَا الذِي
وهُنَاكَ يَعْلَمُ مُؤْثِرُ الآراء والشَـ
أَيَّ البَضَائِعِ قد أَضَاعَ وما الذي
سُبْحَانَ رَبِ الخَلْق قاسِم فَضْلِهِ
لَو شَاءَ كان النَاسُ شَيْئًا واحدًا
لَكِنَّه سُبْحَانَه يَخْتَصُّ بالْفضلِ
وسِوَاهُمُ لا يَصْلَحونَ لِصَالِحٍ
وعِمَارةُ الجناتِ هُمْ أَهلُ الهُدَى
فسلِ الهِدَايَةَ مَنْ أَزمَّةُ أَمْرِنَا
وَسَلِ العِيَاذَ مِن اثْنَتَيْنَ هُمَا اللتَا
شَر النفوِسِ وسَيء الأَعْمَالِ مَا
ولَقَد أَتَى هَذَا التَّغَوُذُ مِنَهُمَا
لو كانَ يَدْري العَبْدُ أَنَّ مُصَابَهُ
جَعَلَ التَّعَوُذَ مِنْهُمَا دَيْدَانَهُ
والله لم يُنْسَخْ إِلى ذَا الآنِ
بالإِخْلاصِ في سِرٍ وفي إِعلانِ
بالأَقْوالِ والأَعمالِ والإِيمانِ
لِسوَاهُ شيءٌ فيه مِن إِنسانِ
لِّ ولايَةٍ وعَدَاوةٍ أَصْلانِ
وَالسَّمْعُ اللذانِ عَلَيْهمَا يَقِفَانِ
ـحْكِيمُ لِلْمُخْتَار شَطْرٌ ثانِ
ـإِسْلامِ والإِيمانِ والإِحسانِ
واللهِ بل هِيْ هِجْرةُ الإِيمانِ
دَرَكِ الأصُولِ مَعَ الفُروْعِ وذانِ
فالحُكْمُ مَا حَكَمَتْ بِه النَّصَانِ
مَنْ خُصَّ بالحِرمَانِ والخُذْلانِ
كَسَلان مَنْخُوبِ الفُوآد جَبَانِ
سَبَقَ السُّعَاةَ لِمَنْزِلِ الرِّضْوَانِ
سَيْرَ الدَّلِيْلِ وَلَيْسَ بِالذَّمِلانِ
كَالْعَلَمِ العَظيم يُشَافُ فِي القِيْعَانِ
صِ رُؤُوسُها شَابَتْ مِن النِيَرانِ
لِيَراهُ إلا مَنْ لَهُ عَيْنَانِ
بمَرَاوُدِ الأَرَاءِ والهَذَيَانِ
لا عن شَمَائِلِهِ ولا أَيْمَانِ
أَعْلامَ طَيْبَةَ رُؤْيةً بعِيَانِ
ـرُّسْلُ الكِرَامُ وعَسْكَرُ الإِيْمَانِ
أَزكَى البَرِيَّةِ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ
أَنْصَارُ أَهْلُ الدارِ والإِيْمَانِ
لكُ هَدْيِهِمْ أَبدًا بِكُلِ زَمَانِ
ـحُظوظِ ونَصْرةِ الإخْوَانِ
لكُم النُفُوسُ وسَائِسَ الشَّيْطَانِ
وقَنِعْتُمُ بقِطَارَةِ الآذانِ
ورَغِبْتُمُ في رَأْي كُلِّ فُلانِ
لِلْحُكْم فيه عَزْلَ ذِي عُدْوَانِ
إلا العُقُولُ وَمْنطِقُ اليَوْنانِ
أَعْمَالُ هَذَا الخَلْقِ بالمِيْزَانِ
ـدَانُ السِّبَاقِ تَنَالُه العَيْنَانِ
وسْمَ المَلِيْكِ القَادِرِ الدَّيَانِ
والسُوْدُ مِثْلَ الفَحْمِ لِلنِّيْرانِ
وهُنَاكَ يُقْرَعُ نَاجِدُ النَّدْمَانِ
مَعَهَا مِن الأَرْبَاحِ والخُسْرَانِ
ـطحاتِ والهَذَيانِ والبُطْلانِ
مِنْهَا تَعَوَّضَ في الزَمانِ الفَانِ
والعَدْلِ بَيْنَ الناسِ بِالمِيْزَانِ
مَا فِيْهمُ مِن تَائِهٍ حَيْرَانِ
العظيم خُلاصةَ الإِنسانِ
كالشَّوكِ فَهْوَ عِمَارَةُ النِيْرانِ
اللهُ أَكْبَرُ لَيْسَ يَسْتَوِيانِ
بِيَدَيْهِ مَسْأَلةَ الذلِيْلِ العَانِ
نِ بُهُلْكِ هَذَا الخلَق كَافِلَتَانِ
وَاللهِ أَعظُمُ مِنْهُمَا شَرَّانِ
فِي خُطْبَةِ المَبْعُوثِ بالقُرآنِ
فِي هَذِهِ الدنيا هُما الشَّرانِ
حَتَّى نَرَاهُ دَاخِلَ الأَكْفَانِ

اللهم ثبت محبتك في قلوبنا وقوها ووفقنا لشكرك وذكرك وارزقنا التأهب والاستعداد للقائك واجعل ختام صحائفنا كلمة التوحيد واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.
60- ومنها أخذ الله المشركين المستهزئين بالنبي  بما شغلهم عنه وأزال منعهم إياه عن تبليغ الرسالة، وهو المشار إليه بقوله تعالى إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ.
وهم خمسة نفر من رؤساء قريش، الوليد بن المغيرة المخزومي، وكان رأسهم، والعاص بن وائل السهمي، والأسود بن عبد المطلب ابن الحارث بن أسد بن عبد العزي بن زمعة.
وكان رسول الله  قد دعا عليه، فقال "اللهم اعم بصره، وأثكله بولده" والأسود بن عبد يغوث بن وهب، والحارث بن قيس بن الطلاطلة.
فأتى جبريل النبي  والمستهزون يطوفون بالبيت.
فقام جبريل إلى جنبه، فمر به الوليد بن المغيرة، فقال جبريل يا محمد كيف تجد هذا، فقال "بئس عبد الله" فقال قد كفيته، وأومأ إلى ساق الوليد، فمر برجل من خزاعة نبال يريش نباله، وعليه برد يماني، وهو يجر إزاره، فتعلقت شظية من نبله بإزاره، فمنعه الكبر أن يطأطئ رأسه فينزعها وجعلت تضرب ساقه، فخدشته فمرض منها فمات.
ومر بع العاص بن وائل، فقال جبريل كيف تجد هذا يا محمد، قال "بئس عبد الله"، فأشار جبريل إلى أخمص رجليه، وقال قد كفيته، فخرج على راحلته، ومعه ابنان له يتنزه، فنزل شعبًا من تلك الشعاب، فوطئ على شبرقة، فدخلت منها شوكة في أخمص رجله، فقال لدغت لدغت، فطلبوا فلم يجدوا شيئًا، وانتفخت رجله، حتى صارت مثل عنق البعير، فمات مكانه.
فمر به الأسود بن عبد المطلب، فقال جبريل كيف تجد هذا يا محمد، قال "بئس عبد الله" فأشار بيده إلى عينينه، وقال: قد كفيته، فعمي، قال ابن عباس رماه جبريل بورقة خضراء، فعمي فذهب بصره، ووجعت عيناه، فجعل يضرب برأسه الجدار، حتى هلك.
ومر به الأسود بن عبد يغوث، فقال جبريل كيف تجد هذا يا محمد، قال "بئس عبد الله على أنه ابن خالي" فقال: قد كفيته. وأشار إلى بطنه، فاستسقى بطنه فمات، ومر به الحارث بن قيس قال جبريل كيف تجد هذا يا محمد، فقال "عبد سوء" فأومأ إلى رأسه، وقال قد كفيته، فامتخط قيحا، فقتله، وقيل أكل حوتًا مالحًا، فلم يزل يشرب حتى انقد بطنه.
61- ومن أعلام نبوته ، ما روي أن الحطم – واسمه شريح بن ضبيعة، البكري – أتى المدينة، وخلف خيله خارج المدينة، ودخل وحده، على النبي ، فقال له إلام تدعو الناس، فقال "إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة".
فقال حسن، ولكن أنظرني، فلى من أشاوره، فلا أقطع أمرًا دونهم ولعلي أسلم، وآتي بهم، وكان النبي  قد قال لأصحابه "يدخل اليوم عليكم رجل من ربيعة يتكلم بلسان شيطان" ثم خرج شريح، من عنده، فقال رسول الله  "لقد دخل بوجه كافر، وخرج بقفا غادر، وما الرجل بمسلم" فمر بسرح المدينة. فاستاقه، وانطلق، فاتبعوه فلم يدركوه.
فلما كان العام القابل، خرج حاجًا، في حجاج بكر بن وائل، من اليمامة، ومعه تجارة عظيمة، وقد قلدوا الهدي، فقال المسلمون للنبي  هذا الحطم، قد خرج حاجًا، فخل بيننا وبينه.
فقال النبي  "إنه قلد الهدي" فقالوا يا رسول الله، هذا شيء كنا نفعله في الجاهلية، فأبى النبي ، فأنزل الله عز وجل يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ الآية.
62- ومن أعلام نبوته ، قوله في ليلة الإسراء، حين أصبح "إن من آية ما أقول لكم، إني مررت بعير لكم، في مكان كذا وكذا، وقد أضلوا بعيرًا لهم، فجمعه لهم فلان، وإن مسيرهم ينزلون بكذا، ثم كذا، ويأتونكم يوم كذا وكذا، يقدمهم جمل آدم، عليه مسح أسود، وغرارتان، سوداوان" فلما كان ذلك اليوم، أشرف الناس ينظرون، حين كان قريبًا من نصف النهار، حتى أقبلت العير، يقدمهم ذلك الجمل، الذي وصفه رسول الله  فكان كما أخبر.
63- ومن ذلك دعاؤه  على أفراد من المشركين أصحاب القليب، فعن ابن مسعود  قال: بينما رسول الله  يصلي عند البيت، وأبو جهل، وأصحابه جلوس وقد نحرت جزور بالأمس، فقال أبو جهل، أيكم يقول إلي سلا جزور بني فلان، فيضعه بين كتفي محمد إذا سجد، فانبعث أشقى القوم فأخذه.
فلما سجد النبي  وضعه بين كتفيه، فاستضحكوا وجعل بعضهم يميل على بعض، وأنا قائم أنظر، لو كانت لي منعة، طرحته عن ظهره، والنبي ، ما يرفع رأسه، حتى انطلق إنسان إلى فاطمة ل.
فجاءت وهي جويرية، فطرحته عنه، ثم أقبلت عليهم تشتمهم، فلما قضي صلاته ، رفع صوته، ثم دعا عليهم، وكان إذا دعا، دعا ثلاث مرات، وإذا سأل سأل ثلاثًا، فقال اللهم عليك بقريش، فلما سمعوا صوته، ذهب عنهم الضحك، وخافوا دعوته.
ثم قال الله عليك بأبي جهل بن هشام، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، وأمية بن خلف، وعقبة بن أبي معيط، وذكر السابع، ولم أحفظه، فوالذي بعث محمدًا  عليه وسلم بالحق، لقد رأيت الذين سمى صرعى يوم بدر.
ثم سحبوا إلى القليب، (قليب بدر) أخرجه الشيخان، والنسائي تيسير الوصول ج4 ص216.
64- ومن ذلك ما في صحيح البخاري، عن يزيد بن أبي عبيد، قال: رأيت أثر ضربة في ساق سلمة، فقلت: يا أبا مسلم ما هذه الضربة، فقال هذه ضربة أصابتني يوم خيبر فقال الناس: أصيب سلمة، فأتيت رسول الله  فنفث فيه ثلاث نفثات فما أشتكيها حتى الساعة.
65- ومن ذلك أنه  لما أراد الهجرة، خرج من مكة، ومعه أبو بكر فدخل غارًا في جبل ثور، ليستخفي من قريش، وقد طلبته، وبذلت لمن جاء به مائة ناقة، فأعانه الله بإخفاء أثره، ونسجت العنكبوت على باب الغار.
ولما خرج، لحقه سراقة بن مالك بن جعشم، وهو من جملة من توجه لطلبه، فقال أبو بكر هذا سراقة قد قرب، فقال رسول الله  "اللهم اكفنا سراقة" فأخذت الأرض قوائم فرسه إلى إبطها، فقال سراقة، يا محمد ادع الله أن يطلقني، ولك علي أن أرد من جاء يطلبك، ولا أعين عليك أبدًا، فقال "اللهم إن كان صادقًا فأطلق عن فرسه" فأطلق الله عنه، ثم أسلم سراقة وحسن إسلامه.
66- ومن ذلك ما ذكره الماوردي في أعلام النبوة، من أن أبا لهب خرج يومًا، وقد اجتمعت قريش، فقالوا له يا أبا عتبة، إنك سيدنا، وأنت أولى بمحمد منا، وإن أبا طالب، هو الحائل بيننا وبينه، ولو قتلته لم ينكر أبو طالب، ولا حمزة، منك شيئًا، وأنت بريء من دمه، نؤدي نحن الدية، وتسود قومك، فقال فإني أكفيكم، ففرحوا بذلك، ومدحته خطباؤهم.
فلما كان في تلك الليلة، وكان مشرفًا عليه، نزل أبو لهب، وهو يصلي وتسلقت امرأة أبي لهب، أم جميل الحائط، حتى وقفت على رسول الله ، وهو ساجد فصاح به، أبو لهب، فلم يلتفت إليه، وهما كانا لا ينقلان أقدامهما، ولا يقدران على شيء، حتى تفجر الصبح، وفرغ رسول الله ، فقال له أبو لهب يا محمد، أطلق عنا، فقال "ما كنت لأطلق عنكما، أو تضمنا لي أنكما لا تؤذياني" قالا: قد فعلنا، فدعا ربه فرجعا.
67- ومن ذلك أن الناس لما انهزموا عن رسول الله  يوم حنين، وهو معتزل عنهم، رآه شيبة بن عثمان، بن أبي طلحة، فقال اليوم أدرك ثأري من محمد، فأقتله، لأن أبا شيبة قتل يوم أحد في جماعة إخوته وأعمامه، قال شيبة فلما أردت قتله، أقبل شيء حتى تغشى فؤادي فلم أطق ذلك فعلمت أنه ممنوع.
والله أعلم وصلى الله على محمدٍ وآله وسلم.
68- ومن ذلك قصة أبي جهل وحجره، ففي السيرة النبوية أن أبا جهل قال يومًا، يا معشر قريش، إن محمدًا قد أبى إلا ما ترون، من عيب ديننا، وشتم آبائنا، وتسفيه أحلامنا، وشتم آلهتنا، وإني أعاهد الله لأجلسن له غدًا، بحجر ما أطيق حمله، فإذا سجد في صلاته، فضخت به رأسه، فأسلموني عند ذلك، أو امنعوني، فليصنع بعد ذلك عبد مناف ما بدا لهم، قالوا: والله لا نسلمك لشيء أبدًا، فامض لما تريد.
فلما أصبح أبو جهل أخذ حجرًا كما وصف، ثم جلس لرسول الله  ينتظره، وغدا رسول الله  كما كان يغدو، فقام يصلي، وقد غدت قريش، فجلسوا في أنديتهم، ينتظرون ما أبو جهل فاعل، فلما سجد رسول الله . احتمل أبو جهل الحجر، ثم أقبل نحوه، حتى إذا دنا منه، رجع منهزمًا، منتقعًا لونه، مرعوبًا، قد يبست يداه على حجره حتى قذف الحجر من يده.
وقام إليه رجال من قريش فقالوا له: ما لك يا أبا الحكم ؟ قال: قمت إليه لأفعل به ما قلت لكم البارحة، فلما دنوت منه، عرض لي دونه، فحل من الإبل، لا والله ما رأيت مثل هامته، ولا قصرته، ولا أنيابه، لفحل قط، فهم بي أن يأكلني، وروي أن رسول الله  قال: ذلك جبريل لو دنا لأخذه.
69- ومنها قصة أخرى مع أبي جهل فعن أبي هريرة، قال: قال أبو جهل: هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم ؟ قالوا: نعم. قال: فقال واللات والعزي، لئن رأيته يصلي كذلك لأطأن على رقبته، ولأعفرن وجهه في التراب، فأتى رسول الله  وهو يصلي ليطأ على رقبته، قال فما فجأهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه، ويتقي بيديه.
قال: فقيل لها ما لك، فقال: إن بيني وبينه خندقًا من نار، وهولاً، وأجنحة، قال فقال رسول الله  "لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوًا عضوًا" قال: فأنزل الله لا أدري في حديث أبي هريرة أم لا كَلاَّ إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى إلى آخر السورة.
70- ومن أعلام نبوته ، ما يلي: قال محمد بن كعب القرظي، حدثت أن عتبة بن ربيعة كان سيدًا حليمًا، قال يومًا وهو جالس في نادي قريش، ورسول الله  جالس، وحده في المسجد، قال يا معشر قريش، ألا أقوم إلى محمد، وأكلمه، وأعرض عليه أمورًا، لعله يقبل منا بعضها فنعطيه، ويكف عنا، وذلك حين أسلم حمزة، ورأوا أصحاب رسول الله ، يزيدون ويكثرون.
فقالوا بلى، يا أبا الوليد، فقم إليه فكلمه، فقام عتبة، حتى جلس إلى رسول الله ، فقال يا ابن أخي إنك منا حيث علمت من البسطة في العشيرة والمكان في النسب وإنك قد أتيت قومك، بأمر عظيم، فرقت جماعتهم وسفهت أحلامهم، وعبت آلهتهم، وكفرت من مشي من آبائهم فاسمع مني، أعرض عليك أمورًا تنظر فيها، فقال رسول الله  (قل يا أبا الوليد).
فقال يا ابن أخي، إن كنت تريد شرفًا، سودناك علينا، وإن كنت تريد مالاً بما جئت به، جمعنا لك من أموالنا، حتى تكون أكثرنا مالاً، وإن كان الذي بك رئيًا، لا نستطيع رده، طلبنا لك الطب، ولعل هذا شعر جاش بصدرك، فإنكم لعمري بني المطلب تقدرون من ذلك ما لا يقدر عليه غيركم، حتى إذا فرغ ما عنده، من سائر الأمور التي يزعم إنها ترده عما يقول، فقال له رسول الله  "أو قد فرغت يا أبا الوليد ؟" قال نعم.
قال "فاستمع مني" قال فافعل فقال  بِسْم اللهِ اْلرَّحْمَنِ اْلرَّحِيم ، حم (1) تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ثم مضي فيها يقرأ، فلما سمعها عتبة، أنصت له، وألقى يديه خلف ظهره، معتمدًا عليها يستمع منه، حتى انتهى رسول الله  إلى السجدة فسجد، ثم قال "قد سمعت يا أبا الوليد فأنت وذاك" فقام عتبة إلى أصحابه، فقال بعضهم لبعض نحلف بالله، لقد جاءكم أبو الوليد، بغير الوجه الذي ذهب به.
فلما جلس فيهم قالوا ما وراءك، يا أبا الوليد، فقال ورائي إني سمعت قولاً، والله ما سمعت بمثله قط، ما هو بالشعر، ولا السحر، ولا الكهانة، يا معشر قريش أطيعوني، خلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه، واعتزلوه، فو الله ليكونن لقوله الذي سمعت نبأ، فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب، فملكه ملككم، وعزه عزكم، فأنتم أسعد الناس به، فقالوا سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه فقال هذا رأيي لكم فاصنعوا ما بدا لكم.
71- ومنها ما روي عنه  من أن بنته فاطمة الحسين بن علي يقتل بالعراق فكان الأمر كما أخبر فقتل الحسين  في كربلاء سنة إحدى وستين وله أربع وخمسون سنة وستة أشهر ونصف الشهر.
72- ومنها دعاؤه  لأنس بن مالك، واستجابة الله لدعائه، فعن أنس ، قال جاءت بي أمي أم أنس إلى رسول الله ، وقد آزرتني بنصف خمارها، وردتني بنصفه، فقالت يا رسول الله، هذا أنيس، ابني أتيتك به يخدمك، فادع الله له، فقال "اللهم أكثر ماله، وولده".
قال أنس، فوالله إن مالي كثير، وإن ولدي وولد ولدي ليتعادون على نحو المائة اليوم، أخرجه مسلم، وعن أبي خلدة خالد بن دينار، قال قلت لأبي العالية، سمع أنس من رسول الله ، قال خدمه عشر سنين، ودعا له، وكان له بستان يحمل في النسة الفاكهة مرتين، وكان، فيه ريحان، يجيء منه ريح المسك، أخرجه الترمذي.
73- ومن ذلك إخباره  عن مقتل القراء، فعن أنس بن مالك  قال جاء ناس إلى النبي ، فقالوا ابعث معنا رجالاً يعلمونا القرآن والسنة، فبعث إليهم سبعين رجلاً من الأنصار، يقال لهم القراء فيهم خالى حرام يقرؤن القرآن، ويتدارسون بالليل يتعلمون.
وكانوا بالنهار يجيئون بالماء، فيضعونه في المسجد، ويحتطبون، فيبيعونه ويشترون به الطعام لأهل الصفة، وللفقراء، فبعثهم النبي  إليهم، فعرضوا لهم فقتلوهم قبل أن يبلغوا المكان فقالوا اللهم بلغ عنا نبينا، أنا قد لقيناك فرضينا عنك، ورضيت عنا.
قال: وأتى رجل حرامًا، خال أنس، من خلفه فطعته برمح حتى أنفذه، فقال حرام، فزت ورب الكعبة، فقال رسول الله  لأصحابه "إن إخوانكم قد قتلوا وإنهم قالوا اللهم بلغ عنا نبينا، أنا قد لقيناك فرضينا عنك، ورضيت عنا".
74- ومن ذلك ما روي أن النبي  لما تلا وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى قال عتبة بن أبي لهب، كفرت بالذي دنا فتدلى، فقال النبي  "اللهم سلط عليه كلبًا من كلابك" يعني الأسد، فخرج عتبة مع أصحابه، في عير إلى الشام، حتى إذا كانوا في طريقهم، زأر الأسد، فجعلت فرائص عتبة ترتعد، فقال أصحابه من أي شيء ترتعد، فوالله ما نحن وأنت إلا سواء، فقال إن محمدًا دعا علي، وما ترد له دعوة، ولا أصدق منه لهجة.
فوضعوا العشاء فلم يدخل يده فيه، وحاط القوم أنفسهم بمتاعهم وجعلوا عتبة وسطهم وناموا، فجاء الأسد يشم رؤوسهم رجلاً رجلاً، حتى انتهي إلى عتبة، فهشمه هشمة أوصلته إلى آخر رمق، فقال وهو بآخر رمق، ألم أقل لكم إن محمدًا أصدق الناس لهجة.
75- ومن ذلك قوله  لابن عباس، وهو يومئذ غلام: "اللهم فقهه في الدين، وعلم التأويل" فخرج أفقه الناس في الدين، وأعلمهم بالتأويل، حتى سمي البحر، لسعة علمه، .
76- ومنها ما رواه الإمام أحمد في مسنده من أن عائشة لما أقبلت وبلغت مياه بني عامر ليلاً، نبحت الكلاب، فقالت أي ماء هذا، قالوا ماء الحوأب، قالت ما أظنني إلا أني راجعة، قال بعض من كان معها بل تقدمين، فيراك المسلمون، فيصلح الله عز وجل ذات بينهم، قالت إن رسول الله  قال لها ذات يوم "كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب" وفي حديث ابن عباس قال: قال رسول الله  "ليت شعري، أيتكن صاحبة الجمل المدبب، تخرج فينبحها كلاب الحوأب، يقتل عن يمينها وعن يسارها قتلى كثير، ثم تنجو بعدما كادت" رواه البزار ورجاله ثقات كل ذلك يقع طبق ما أخبر الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه.
والله أعلى وصلى الله على محمدٍ وآله وسلم.
77- ومن ذلك إخباره  أم حرام، عن غزوها في البحر وعلو مكانتها ففي صحيح البخاري، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك ، أنه سمعه يقول كان رسول الله  إذا ذهب إلى قباء يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه، وكانت تحت عباءة بن الصامت.
فدخل يومًا فأطعمته، فنام رسول الله  ثم استيقظ يضحك قالت فقلت ما يضحكك يا رسول الله، فقال "ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله، يركبون ثبج هذا البحر، ملوكًا على الأسرة – أو قال مثل الملوك على الأسرة" شك إسحاق، قالت أدع الله أن يجعلني منهم، فدعا لها رسول الله .
ثم وضع رأسه، ثم استيقظ وهو يضحك، قالت قلت ما يضحكك يا رسول الله، قال "ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله" كما قال في الأولى، فقلت يا رسول الله أدع الله أن يجعلني منهم، قال "أنت من الأولين" فركبت البحر زمان معاوية، فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت، فوقع كما أخبر .
78- ومنها إخباره عن أول زوجاته لحوقًا به بعد وفاته، فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن بعض أزواج النبي  قلن يا رسول الله أينا أسرع بك لحوقا، قال أطولكن يدًا، فأخذن قصبة يذرعنها فكانت سودة أطولهن يدا، فعلمنا بعد إنما، كان طول يدها الصدقة، وكانت تحب الصدقة، وكانت أسرعنا لحوقًا به ، أخرجه الشيخان.
79- ومن ذلك إخباره  عامل كسرى ملك الفرس على اليمن أن الله وعده أن يقتل كسرى في يوم كذا وكذا من شهر كذا وكذا ومن حديثه أن كسرى كتب إلى عامله على اليمن بآذان أنه بلغني أن رجلاً من قريش خرج بمكة يزعم أنه نبي فسر إليه فاستتبه فإن تاب وإلا فابعث إلي رأسه.
فبعث بآذان بكتاب كسرى إلى رسول الله .
فكتب إليه رسول الله  "إن الله قد وعدني أن يقتل كسرى في يوم كذا وكذا، من شهر كذا وكذا" فلما أتى بآذان كتاب رسول الله  توقف، لينظر، وقال إن كان نبيًا فسيكون ما قال، فقتل كسرى، في اليوم الذي قال رسول الله ، قتل على يد ابنه، شيرويه.
فلما بلغ ذلك بآذان بعث بإسلامه، وإسلام من معه، من الفرس إلى رسول الله ، فقالت الرسل من الفرس، إلى من نحن يا رسول الله، قال "أنتم منا وإلينا أهل البيت".
80- ومن ذلك ما رواه الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري قال عدا الذئب على شاة فأخذها فطلبه الراعي فانتزعها منه، فأقعى الذئب على ذنبه، فقال ألا تتقي الله تنزع مني رزقًا ساقه الله إلي، فقال يا عجبي ذئب يكلمني كلام الإنس، فقال الذئب ألا أخبرك بأعجب من ذلك، محمد  بيثرب، يخبر الناس بأنباء ما قد سبق، قال فأقبل الراعي يسوق غنمه، حتى دخل المدينة، فزواها إلى زاوية من زواياها.
ثم أتى رسول الله  فأخبره فأمر رسول الله  فنودي الصلاة جامعة، ثم خرج فقال للراعي أخبرهم، فأخبرهم، فقال رسول الله  "صدق، والذي نفس محمد بيده، لا تقوم الساعة، حتى يكلم الرجل عذبة سوطه، وشراك نعله، ويخبره فخده، بما أحدث أهله بعده".
قال ابن كثير وهذا إسناد على شرط مسلم، وقد صححه البيهقي ولم يروه إلا الترمذي من قوله: "والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى يكلم السباع الإنس" إلى آخره.
81- ومن ذلك توقيته  مواقيت الحج المكانية وذلك أنه عينها من قبل فتح بلدانها قال الناظم:
وإِحْرَامُ حَجِّ مِن مَوَاقِيْتَ خَمْسَة
ولِلشَامِ والمِصْريِّيْ والغَرْبِ جُحْفَةً
وخُذْ ذَاتَ عِرْقٍ لِلْعِرَاق وَوَفْدِهِ
وَتَعْيِينُها مِن مُعْجِزَاتِ نَبِّيِنَا
لِطَيْبَةَ وَقِّتْ ذَا الحُلَيْفَةِ واقْصِدِ
ولِلْيَمَنِ التَّالِي يَلملَم فارْصُدِ
وقَرْنًا لِوَفْدٍ طَائِفِي ومُنْجِدِ
لِتَعْيِيْنِهِ مِن قَبْلِ فَتْحِ المُعَدَّدِ

82- ومن ذلك إنذاره  بريح شديدة في تبوك، وطلب من أصحابه أن يأخذوا حذرهم، ففي صحيح مسلم عن أبي حميد، قال خرجنا مع رسول الله ، في غزوة تبوك، فأتينا وادي القرى، على حديقة لامرأة، فقال رسول الله  اخرصوها، فخرصناها، وخرصها رسول الله  عشرة أوسق، وقال: أحصيها، حتى نرجع إليك إن شاء الله، وانطلقنا، حتى قدمنا تبوك، فقال رسول الله  "ستهب ريح شديدة" فقام رجل فحملته الريح إلى أن ألقته بجبلي طيء، وجاء رسول صاحب إيلة، إلى رسول الله  بكتاب، وأهدى له بغلة بيضاء، فكتب إليه رسول الله ، وأهدى له بردًا، ثم أقبلنا، حتى قدمنا، وادي القرى، فسأل رسول الله  المرأة، عن حديقتها كم بلغ ثمرها، فقالت عشرة أوسق، تمامًا كما أخبر.
83- ومن ذلك إخباره  أنه سيأتي زمان ترتحل فيه الظعينة من الحيرة إلى الكعبة، لا تخاف إلا الله ووقع طبق ما أخبر.
ففي صحيح البخاري عن عدي بن حاتم قال: بينما أنا عند النبي  إذ أتاه رجل، فشكا إليه الفاقة، ثم أتاه آخر فشكا قطع السبيل، فقال "يا عدي هل رأيت الحيرة ؟" قلت: لم أرها، وقد أنبئت عنها. قال "فإن طالت بك حياة، لترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة، لا تخاف أحدًا إلا الله" قلت فيما بيني وبين نفسي فأين دعار طيء – أي قطاع الطريق – الذين سعروا البلاد – "ولئن طالت بك حياة، لتفتحن كنوز كسرى" قلت كسرى ابن هرمز، فال "كسرى بن هرمز، ولئن طالت بك حياة لترين الرجل يخرج ملء كفه من ذهب أو فضة يطلب من يقبله منه فلا يجد أحدًا يقبله منه.
وليلقين الله أحدكم يوم يلقاه، وليس بينه وبينه ترجمان يترجم له فيقولن: ألم أبعث إليك رسولاً فيبلغك، فيقول بلى: فيقول ألم أعطك مالاً، فيقول بلى، فينظر عن يمينه، فلا يرى إلا جهنم، وينظر عن يساره، فلا يرى إلا جهنم" قال عدي، سمعت النبي  يقول "اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد شق تمرة فبكلمة طيبة".
وقال عدي فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة ختى تطوف بالكعبة لا تخاف إلا الله، وكنت فيمن فتح كنوز كسرى بن هرمز، ولئن طالت بكم حياة، لترون ما قال النبي أبو القاسم  يخرج ملء كفه".
84- ومن ذلك دعاؤه  للنابغة الجعدي، بقوله له "لا يفضفض الله فاك" فعمر، وكان أحسن الناس ثغرًا، كلما سقطت له سن، نبتت له أخرى.
85- ومن ذلك سقوط الأصنام، بإشارة من قضيب، كان في يده فإنه كان حول الكعبة ثلاثمائة وستون صنما، أرجلها مثبتة بالرصاص، في الحجارة تثبيتًا محكمًا، فلما دخل عام الفتح إلى المسجد الحرام، جعل يشير بقضيب في يده، إلى تلك الأصنام فوقعت لوجوهها، وظهورها، حسب إشارته .
86- ومن ذلك ما روي أن العباس بن عبد المطلب، بعث ابنه عبد الله، إلى رسول الله  في حاجة، فوجد عنده رجلاً فرجع ولم يكلمه، من أجل مكان الرجل، فلقي العباس رسول الله ، فأخبره بذلك، فقال "ورآه ؟" قال نعم "قال أتدري من ذاك الرجل ؟" ذاك جبريل.
"ولن يموت حتى يذهب بصره، ويؤتى علمًا" وقد مات ابن العباس سنة ثمان وستين، بعد ما عمي بصره،  وصار بحرًا زاخرًا في العلم.
87- ومن ذلك، ما رواه البيهقي عن خمارة عن أنيسة بنت زيد بن أرقم، عن أبيها أن رسول الله  دخل على زيد يعوده في مرض كان به، قال "ليس عليك من مرض بأس، ولكن كيف بك إذا عمرت بعدي، فعميت ؟" قال: إذا أحتسب وأصبر، قال "إذًا تدخل الجنة، بغير حساب" قال فعمي بعد ما مات رسول الله ، ثم رد الله عليه بصره، ثم مات.
88- ومن ذلك إخباره  عن محنة عثمان ، ففي صحيح البخاري عن أبي موسى ، قال كنت مع النبي  في حائط من حيطان المدينة، فجاء رجل فاستفتح، فقال النبي  "افتح له وبشره بالجنة" ففتحت، فإذا هو أبو بكر، فبشرته بما قال النبي  فحمد الله.
ثم جاء رجل فاستفتح، فقال النبي  "افتح له وبشره بالجنة" ففتحت، فإذا هو عمر، فأخبرته بما قال النبي ، ثم استفتح رجل فقال لي "افتح له وبشره بالجنة، على بلوى تصيبه" فإذا هو عثمان فأخبرته بما قال النبي  فحمد الله، ثم قال: الله المستعان.
89- ومن ذلك ما ورد عن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، قال كنا مع النبي  ثلاثين ومائة فقال  هل مع أحد منكم طعام، فإذا مع رجل صاع من طعام، أو نحوه، فعجن، ثم جاء رجل مشعان طويل بغنم يسوقها، فقال  "بيعًا، أم هبة ؟" قال بل بيع، فاشترى منها شاة، فصنعت، فأمر  بسواد البطن أن يشوى، وأيم الله، ما في الثلاثين والمائة، رجل إلا قد حز له حزة من سواد بطنها إن كان شاهدا أعطاه إياه، وإن كان غائبًا خبأ له فجعل منها قصعتين فأكلوا أجمعون وشبهنا ففضلت القطعتان فحملتا على البعير، رواه الشيخان.
90- ومن ذلك ما ورد عن سمرة، قال كنا مع النبي  نتداول من قصعة، من غدوة حتى الليل، تقوم عشرة، وتقعد عشرة، فقلنا فمما كانت تمد، قال ومن أي شيء تعجب، ما كانت تمد إلا من ها هنا، وأشار بيده إلى السماء، رواه الترمذي.
91- ومن ذلك ما رواه جابر، أن النبي  جاءه رجل يستطعمه، فأطعمه شطر وسق شعير، فما زال الرجل يأكل منه، وامرأته، وضيفهما، حتى كاله ففنى، فأتى النبي  فقال: "لو لم تكله لأكلتم منه، ولقام لكم" رواه مسلم.
92- ومن ذلك دعاؤه  على مضر، وإمساك القطر عنهم، فإنهم لما كذبوه، وآذوه، في نفسه، وأصحابه، دعا عليهم فقال "اللهم اشدد وطأتك على مضر وابعث عليهم سنين كسني يوسف " فأمسك عنهم القطر، حتى جف النبات، والشجر، وماتت الماشية، وحتى اشتووا القد، وأكلوا العلهر، وتفرقوا في البلاد، لشدة الحال.
فوفد حاجب بن زرارة، إلى كسرى فشكا إليه ما نالهم، وسأله أن يأذن له في الرعي، بالسواد، ورهنه قوسه.
والقصة مشهورة، يسوقها أهل التفسير، عند قول الله تعالى: فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ.
قال ابن القيم رحمه الله:
يا قاعِدًا سَارَتْ بِهِ أَنفاسُهُ
حَتَّى مَتَى هَذَا الرُقَادُ وقَدْ سَرَى
وحَدَتْ بِهِم عَزَمَاتُهُم نَحْوَ العُلَى
رَكِبُوْا العَزَائِم واعْتَلَوا بظُهُورِهَا
سَارُوْا رُوَيْدًا ثُمَّ جَاؤُا أَوَّلاً
سَارُوْا بإثْباتِ الصِّفَاتِ إِليْهِ لا
عَرفُوهُ بالأَوْصَافِ فامْتَلأَتْ قُلُوْ
فَتَطَايَرَتْ تِلكَ القُلُوبُ إِليْهِ بالْـ
وأَشَدُّهُم حُبًا لَهُ أَدْرَاهُمُوْا
فالحُبُّ يَتْبَعُ لِلشُّعُورِ بَحَسْبِه
ولِذَاكَ كَانَ العَارِفُونَ صِفَاتِهِ
ولِذَاكَ كَانَ العَالِمُونَ بِرَبِهِمْ
ولِذَاكَ كَانَ المُنْكُرِونَ لَهَا هُمُ الْـ
ولِذَاكَ كَانَ الجَاهِلونَ بِذَا وذَا
وَحَيَاةُ قَلْبِ المَرْءِ في شَيْئَيْنِ مَنْ
في هَذِهِ الدُنْيَا وفي الأُخْرَى يَكُوْ
ذِكْرِ الإِلَهِ وَحُبِّهِ مِن غَيْرِ
مِن صَاحِبِ التَعَطيلِ حَقَّا كَامْتِنَا
أَيُحِبُهُ مَنْ كَانَ يُنْكِرُ وَصْفَهُ
لا وَالذِي حَقًا عَلَى العَرْشِ اسْتَوى
اللهُ أَكْبَرُ ذَاكَ فَضْلُ اللهِ يُؤ
وتَرَى المُخَلَّفَ فِي الدِّيَارِ تَقُوْلُ ذَا
اللهُ أَكْبَرُ ذَاكَ عَدْلُ اللهِ يَقْـ
ولَهُ عَلَى هَذَا وهَذَا الحَمْدُ فِي الْـ
حَمْدٌ لِذَاتِ الرَّبِ جَلَّ جَلالَه
يا مَن تَعُزُّ عَلَيْهُم أَرْوَاحُهُمْ
ويَرَوْنَ خُسْرانًا مُبِيْنًا بَيْعَهَا
ويَرَوْنَ مَيْدانَ التَّسَابُقِ بارِزًا
ويَرَوْنَ أَنْفَاسَ العِبَادِ عَلَيْهمُ
ويَرَوْنَ أَنَّ أَمَامَهُمْ يَوْمَ اللِّقا
ماذا عَبَدْتُمْ ثُمَّ ماذا قَدْ أَجَبْـ
هاتُوا جَوابًا لِلسُّؤال وَهَيِئُوا
وَتَيَقَّنُوا أَنْ لَيْسَ يُنْجِيْكُمْ سِوَى
تَجْرِيْدكُم تَوْحِيْدَهُ سُبْحَانَه
وَكَذَاكَ تَجْرِيدُ أَتْباعِ رَسُولِهِ
واللهِ مَا يُنْجِي الفَتَى مِنْ رَبِهِ
يَا رَبِّ جَرِّدْ عَبْدَكَ المِسْكِيْنَ رَا
لم تَنْسَهُ وذَكَرتهُ فاجْعَلْهُ لا
وبه خَتَمْتَ فَكُنْتَ أَوْلَى بالجَمِيْـ
فالعَبْدُ لَيْسَ يَضِيْعُ بَيْنَ خَوَاتِمٍ
أَنْتَ العَلِيْمُ بهِ وقَدْ أَنَشَأْتَهُ
والضَّعْفُ مُسْتَوْلٍ عَلَيْنَا مِن جَمِيْـ
يَا رَبِّ مَعَذِرةً إِليْكَ فَلَمْ يَكُنْ
لَكِنْ نُفُوسٌ سَوَّلَتْهَا وغَرَّهَا
فَتَيَقَّنَتْ يَا رَبِ أَنَّكَ واسِعُ الْـ
وَسِعَتْ إلى الأَبَوَيْنِ رَحْمَتُكَ الَّتِي
هَذَا ونَحْنُ بَنُوهُمَا وَحَلُوْمُنَا
جُزْءٌ يَسِيْرٌ والعَدُوُّ فَواِحٌد
ومَقَالُنَا ما قَالَه الأَبَوانِ قَبْـ
نَحْنُ الأُولَى ظَلَمُوا وإِنْ لَمْ تَغْفِر الـ
يا رَبِّ فانْصُرْنَا عَلَى الشيطان لَيْـ
سَيْرَ البَرِيْدِ ولَيْسَ بالذَّمِلانِ
وَفْدُ المَحَبِّةِ مَعْ أُوْلِي الإِحْسَانِ
لا حَادَي الرُكْبَانِ والأَضْعَانِ
وسَرَوْا فَمَا حَنُّوْا إلى نُعْمَانِ
سَيْرَ الدَّلِيْلِ يَؤُمُ بالرُكْبَانِ
التَّعْطِيْلِ والتَّحْرِيفِ والنُكْرانِ
بُهُمُ لَه بالحُبِ والإِيْمَانِ
أَشْوَاقِ إِذ مُلِئَتْ مِن العِرْفانِ
بصِفَاتِهِ وحَقَائِقِ القُرآنِ
يَقْوَى ويَضْعُفُ ذَاكَ ذُوْ تِبْيَانِ
أَحْبَابَهُ هُمْ أَهْلُ هَذَا الشَّانِ
أَحْبَابَه وبِشِرْعَةِ الإِيْمَانِ
أَعْدَاءُ حَقًا هُمْ أُولُو الشَّنَئانِ
بُغَضَاءَهُ حَقًا ذَوِيْ شَنَئانِ
يُرْزَقْهُمَا يَحْي مَدَى الأَزْمَانِ
نُ الحَيَّ ذَا الرضْوَانِ والإِحْسَانِ
إِشراكٍ بِهِ وهُمَا فَمُمْتَنِعَانِ
عِ الطائِرِ المَقْصُوصِ مِن طَيْرانِ
وعُلُوَّهُ وكَلامَهُ بقُرانِ
مُتَكَلِمًا بالوَحْي والفُرقَانِ
تِيْهِ لمَنْ يَرْضَى بلا حُسْبَانِ
إِحْدَى الأَثَا فِي خُصَّ بالحِرْمَانِ
ـضِيْهِ على مَن شَاءَ مِن إِنْسَانِ
أُوْلَى وفي الأُخْرَى هُمَا حَمْدَانِ
وكذاكَ حَمْدُ العَدْلِ والإِحْسَانِ
ويَرَوْنَ غَبْنًا بَيْعَهَا بِهَوانِ
في إِثْرِ كُلِّ قَبِيْحَةِ ومُهَانِ
فَيُتَارِكُونَ تَقَحُّمَ المَيْدَانِ
قَدْ أُحْصيَتْ بالعَدِ والحُسْبَانِ
لله ِمَسْأَلَتَانِ شَامِلَتَانِ
ـتُمْ مَن أَتَى بالحَقِ والبُرْهَانِ
أَيْضًا صَوَابًا لِلْجَوابِ يُدَانِ
تَجْرِيْدكُمَ بَحَقائِقِ الإِيْمَانِ
عن شِرْكَةِ الشَيطانِ واْلأَوْثَانِ
عن هَذِهِ الآراءِ والهَذَيانِ
شَيءٌ سِوَى هَذَا بِلا رَوَغَانِ
جِيْ الفَضْلَ مِنْكَ أَضْعَفَ العُبْدَانِ
يَنْسَاك أَنْتَ بَدَأْتَ بالإِحْسَانِ
ـلِ وبالثَّنَاءِ مِنَ الجَهُولِ الجَانِي
وفَواتِحٍ من فَضْلِ ذي العِرْفَانِ
مِن تُرْبَةٍ هِي أَضْعَفُ الأَرْكَانِ
ـعِ جِهَاتِنا سِيْمَا مِن الإِيمانِ
قَصْعُد العِبَادِ رُكُوبَ ذَا العِصْيَانِ
هَذَا العَدُوُّ لَهَا غُرُوْرَ أَمَانِ
ـغُفْرانِ ذُوْ فَضْلٍ وذُوْ إِحْسَانِ
وسِعَتْهُمَا فعلا بِكَ الأَبَوَانِ
في جَنْبِ حِلْمِهما لَدَى المِيْزَانِ
لَهُمَا وأَعْدَانَا بِلا حُسْبَانِ
ـلَ مَقَالَةِ العَبْدِ الظَّلُومِ الجَانِ
ذَنْبَ العَظِيْمَ فَنَحْنُ ذُوْ خُسْرَانِ
ـسَ لَنَا بهِ لَوْلا حِمَاكَ يَدَانِ

اللهم ثبت وقوِّ إيماننا بك وبملائكتك وبكتبك وبرسلك وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره اللهم عاملنا بعفوك وغفرانك وامنن علينا بفضلك وإحسانك ونجنا من النار وعافنا من دار الخزي والبوار وادخلنا بفضلك وكرمك وجودك الجنة دار القرار واجعلنا مع عبادك الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين في دار رضوانك وصلى الله على محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.
93- ومن ذلك إخباره  عن محنة المسلمين، وتداعي الأمم عليهم، ففي سنن أبي داود، عن ثوبان قال: قال رسول الله  "يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعي الأكلة إلى قصعتها" فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ قال: "بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن" فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن ؟ قال "حب الدنيا وكراهة الموت" وأخرجه أيضا أحمد في مسنده.
94- ومن ذلك إخباره  باتساع ملك المسلمين وفوزهم بكنوز كسرى وقيصر واضطراب أمر المسلمين في النهاية.
ففي صحيح مسلم عن ثوبان قال: قال لي رسول الله : "إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها، وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض، وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة، وأن لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم.
وإن الله قال لي: يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد وإني أعطيتك لأمتك إن لا أهلكهم بسنة عامة، وأن لا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم، ولو اجتمع عليهم من بأقطارها، أو قال من بين أقطارها، حتى يكون بعضهم يهلك بعضًا، ويسبي بعضهم بعضًا.
95- ومن ذلك ما في صحيح البخاري عن أنس  قال كان رجل نصرانيًا فأسلم وقرأ البقرة وآل عمران فكان يكتب للنبي  فعاد نصرانيًا، فكان يقول: ما يدري محمد إلا ما كتبت له، فأماته الله فدفنوه فأصبح وقد لفظته الأرض، فقالوا هذا فعل محمد وأصحابه، لما هرب منهم، نبشوا عن صاحبنا، فألقوه، فحفروا له، فأعمقوا، فأصبح وقد لفظته الأرض فقالوا هذا فعل محمد وأصحابه، نبشوا عن صاحبنا، لما هرب منهم فألقوه خارج القبر فحفروا وأعمقوا له في الأرض، ما استطاعوا، فأصبح قد لفظته الأرض، فعلموا أنه ليس من الناس فألقوه.
96- ومن ذلك ما روي عن علي بن أبي طالب  قال: بعثني رسول الله  إلى اليمن فقلت يا رسول الله تبعثني وأنا حدث السن لا علم لي بالقضاء قال "انطلق فإن الله تعالى سيهدي قلبك ويثبت لسانك" قال علي  فما شككت في قضاء بين اثنين ولذلك قال  "أقضاكم علي".
97- ومن ذلك ما ورد عن قيس بن أبي حازم عن أبي شهم وكان رجلاً بطالاً فمرت به جارية فأهوى بيده إلى خاصرتها قال فأتيت النبي  من الغد وهو يبايع الناس فقبض يده وقال : "أصاحب الجبذة أمس ؟" قال فقلت لا أعود يا رسول الله فقال  "فنعم إذا" الحديث أخرجه النسائي.
98- ومن ذلك ما رواه ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ ، قال كنت جالسًا مع النبي  في مسجد منى، فأتاه رجل من الأنصار، ورجل من ثقيف، فسلما، ثم قالا، يا رسول الله جئنا نسألك، فقال "إن شئتما أخبرتكما، بما جئتما تسألاني عنه فعلت، وإن شئتما أن أمسك وتسألاني فعلت" فقالا أخبرنا يا رسول الله، فقال الثقفي للأنصاري، سل، فقال أخبرني يا رسول الله.
فقال "جئت تسألني عن مخرجك من بيتك تؤم البيت الحرام، وما لك فيه، وعن ركعتيك بعد الطواف، وما لك فيها، وعن طوافك بين الصفا والمروة، وما لك فيه، وعن وقوفك عشية عرفة، ومالك فيه، وعن رميك الجمار، ومالك فيه، وعن نحرك، ومالك فيه، مع الإفاضة" فقال "والذي بعثك بالحق لعن هذا جئت، أسألك.
قال "فإنك إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام، لا تضع ناقتك خفًا، ولا ترفعه، إلا كتب الله لك به حسنة، ومحا عنك خطيئة، وأما ركعتاك بعد الطواف، كعتق رقبة من بني إسماعيل عليه السلام، وأما طوافك بالصفا والمروة، كعتق سبعين رقبة، وأما وقوفك عشية عرفة، فإن الله يهبط إلى سماء الدنيا، فيباهي بكم الملائكة يقول عبادي جاؤني شعثًا، من كل فج عميق، يرجون جنتي فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل، أو كقطر المطر، أو كزبد البحر، لغفرتها، أفيضوا عبادي، مغفورًا لكم، ولمن شفعتم له.
وأما رميك الجمار، فلك بكل حصاة رميتها، تكفير كبيرة من الموبقات، وأما نحرك فمدخور لك عند ربك، وأما حلاقك رأسك فلك بكل شعرة حلقتها حسنة، ويمحى عنك بها خطيئة، وأما طوافك بالبيت، بعد ذلك، فإنك تطوف ولا ذنب لك، يأتي ملك يضع يده بين كتفيك، فيقول اعمل فيما تستقبل فقد غفر لك ما مضى" رواه الطبراني في الكبير والبزار واللفظ له ورواه ابن حبان في صحيحه.
99- ومنها إخباره  في مقتل علي بن أبي طالب وأن قاتله يخضب لحية علي من دم رأسه، فعن فضالة بن أبي فضالة الأنصاري – وكان ابن فضالة من أهل بدر – قال: خرجت مع أبي عائدًا لعلي بن أبي طالب، من مرض أصابه ثقل منه، قال فقال له أبي ما يقيمك بمنزلك هذا لو أصاب أجلك إلا أعراب جهينة، تحمل إلى المدينة، فإن أصابك أجلك وليك أصحابك، وصلوا عليك.
فقال علي إن رسول الله  عهد إلي أن لا أموت حتى أؤمر، ثم تخضب هذه، - يعني لحيته – من دم هذه – يعني هامته، وعن عثمان بن صهيب عن أبيه، قال قال علي قال لي رسول الله  "من أشقى الأولين ؟" قلت: لا علم لي يا رسول الله. قال "الذي يضربك على هذه – وأشار علي إلى يافوخه بيده – فيخضب هذه من هذه" يعني لحيته من دم رأسه، قال: فكان يقول وددت أنه قد انبعث أشقاكم.
وقتل  ليلة الجمعة لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان سنة 40 هـ، عندما خرج يوقظ الناس لصلاة الفجر، فضربه ابن ملجم بالسيف على قرنه، فسال دمه على لحيته، رضي الله عنه وأرضاه، فوقع طبق ما أخبره به النبي .
100- ومنها إجابة دعائه  لأبي هريرة، في تحبيبه إلى الناس وأمه، فقد ورد عن أبي هريرة  أنه قال، والله ما خلق الله مؤمنا يسمع بي أو يراني إلا أحبني، قال إن أمي كانت امرأة مشركة، وإني كنت أدعوها إلى الإسلام، وكانت تأبى علي فدعوتها يومًا، فأسمعتني في رسول الله  ما أكره.
فأتيت رسول الله  وأنا أبكي فقلت يا رسول الله إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام، فكانت تأبي علي، وإني دعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة، فقال "اللهم اهد أم أبي هريرة" فخرجت أعدو أبشرها، بدعاء رسول الله .
فلما أتيت الباب إذا هو مجاف، وسمعت خضخضة، (خشخشة) وسمعت خشف رجل – يعني وقعها، فقالت يا أبا هريرة كما أنت، ثم فتحت الباب، وقد لبست درعها، وعجلت عن خمارها أن تلبسه، وقالت أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، فرجعت إلى رسول الله  أبكي من الفرح، كما بكيت من الحزن.
فقلت يا رسول الله أبشر، فقد استجاب الله دعاءك، قد هدى الله أم أبي هريرة، وقلت يا رسول الله، ادع الله أن يحببني وأمي إلى عباده المؤمنين.
فقال "اللهم حبب عبيدك هذا وأمه إلى عبادك المؤمنين، وحببهم إليهما" قال أبو هريرة، فما خلق الله من مؤمن يسمع بي ولا يراني أو يرى أمي إلا وهو يحببني.
101- ومنها قصة أخرى، مع أبي هريرة، وهي ما ورد عن سعيد المقبري عن أبي هريرة، قال قلت يا رسول الله، إني أسمع منك حديثًا كثيرًا فأنساه فقال "ابسط رداءك" فبسطته، ثم قال "ضمه"، فضممته، فما نسيت حديثًا بعد، رواه البخاري.
وقال الإمام أحمد حدثنا سفيان، عن الزهري، عن عبد الرحمن الأعرج، قال سمعت أبا هريرة يقول إنكم تزعمون أن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله ، والله الموعد إني كنت امرأ مسكينًا، أصحب رسول الله  على ملء بطني، وكان المهاجرون يشغلهم الصفق في الأسواق، وكانت الأنصار يشغلهم القيام على أموالهم، فحضرت من رسول الله  يوما مجلسًا، فقال "من بسط رداءه حتى أقضي مقالتي ثم يقبضه إليه فلن ينسى شيئًا سمعه مني" فبسطت بردة علي، حتى قضى مقالته، ثم قبضتها إلي، فوالذي نفسي بيده، ما نسيت شيئا سمعته منه بعد ذلك.
اللهم ثبت محبتك في قلوبنا وقوها ونور قلوبنا بنور الإيمان واجعلنا هداة مهتدين وتوفنا مسلمين والحقنا بالصالحين واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.
102- ومنها إخباره  أن الحسن بن علي وهو ابن فاطمة يصلح الله به بين فئتين عظيمتين، فتم ذلك بمصالحة الحسن لمعاوية بن أبي سفيان، وذلك بعد وفاة رسول الله  بثلاثين سنة.
103- ومنها إخباره  بأن عمار بن ياسر تقتله الفئة الباغية، وهو يدعوهم إلى الجنة، وهم يدعونه إلى النار، ويكون آخر زاده ضياحًا من لبن، فتله أصحاب معاوية بصفين، وهو مع علي بن أبي طالب، وكان آخر زاده من الدنيا ضياحا من لبن (والضياح) اللبن الخاثر يصب فيه الماء ثم يخبط.
104- ومنها إخباره  أصحابه، وهم يحفرون الخندق بأن الله يفتح عليه اليمن والشام والمغرب والمشرف، ففي السير والتفاسير، عن سلمان الفارسي، قال: ضربت في ناحية من الخندق فغلظت علي صخرة، ورسول الله  قريب مني.
فلما رآني أضرب، ورأى شدة المكان علي، نزل فأخذ المعول من يدي، فضرب ضربة لمعت تحت المعول برقة، قال ثم ضرب به ضربة أخرى، فلمعت تحته برقة أخرى، قال ثم ضرب به الثالثة، فلمعت تحته برقة أخرى، قال قلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما هذا الذي رأيت لمع تحت المعول وأنت تضرب قال "أو قد رأيت ذلك يا سلمان ؟" قال قلت: نعم.
قال أما الأولى، فإن الله فتح علي بها اليمن، وأما الثانية فإن الله فتح علي بها الشام والمغرب، وأما الثالثة فإن الله فتح علي بها المشرق، فكان الأمر كما أخبر على التفصيل، فإن أول ما فتح من البلدان المذكورة اليمن، فتحت على عهد رسول الله ، وفتحت بعدها الشام والمغرب، وفتح بعد الشام المشرق، في مدة قليلة بعد وفاة رسول الله .
105- ومنها قصة جمل جابر بن عبد الله، فعنه  أنه كان على جمل له قد أعيا فأراد أن يسيبه قال، فلحقني النبي  فدعا لي وضربه، فسار سيرًا لم يسر مثله، فقال "بعنيه بأوقية" قلت: لا، ثم قال "بعنيه" فبعته بأوقية، واشترطت حملانه إلى أهلي، فلما بلغت أتيته بالجمل، فنقدني ثمنه، ثم رجعت فأرسل في أثري، فقال "أتراني ماكستك لآخذ جملك، خذ جملك ودراهمك فهو لك" متفق عليه.
106- ومن ذلك إخباره  أصحابه عما وقع لخبيب بن عدي، فعن أبي هريرة  قال بعث النبي  عشرة عينا، وأمر عليهم عاصم بن ثابت الأنصاري، جد عاصم بن عمر بن الخطاب، حتى إذا كانوا بالهدة، بين عسفان ومكة ذكروا لحي من هذيل، يقال لهم بنو لحيان.
فنفروا لهم بقريب من مائة رجل رام، فاقتفوا آثارهم حتى وجدوا مأكلهم التمر في منزل نزلوه، فقالوا تمر يثرب، فاتبعوا آثارهم، فلما أحس بهم عاصم وأصحابه، لجئوا إلى موضع، فأحاط بهم القوم، فقالوا لهم انزلوا بأعطوا بأيديكم ولكم العهد والميثاق أن لا نقتل منكم أحدًا، فقال عاصم بن ثابت: أيها القوم أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر.
ثم قال: اللهم أخبر عنا نبينا ، فرموهم بالنبل فقتلوا عاصمًا، ونزل إليهم ثلاثة نفر، على العهد والميثاق، منهم خبيب، وزيد بن الدثنة، ورجل آخر، فلما استمكنوا منهم، أطلقوا أوتار قسيهم، فربطوهم بها، قال الرجل الثالث، هذا أول الغدر، والله لا أصحبكم، إن لي بهؤلاء، وأسوة، يريد القتلى، فجرروه، وعالجوه، فأبى أن يصحبهم.
فانطلقوا بخبيب وزيد بن الدثنة، حتى باعوهما بعد وقعة بدر، فابتاع بنوا الحارث بن عامر بن نوفل خبيبًا، وكان خبيب هو قتل الحارث بن عامر يوم بدر، فلبث خبيب عندهم أسيرًا، حتى أجمعوا على قتله، فاستعار من بعض بنات الحارث موسًا، يستحد بها، فأعارته، فدرج بني لها، وهي غافلة حتى أتاه، فوجدته في مجلسه على فخده، والموس بيده.
قالت ففزعت فزعة عرفها خبيب فقال أتخشين أن أقتله، ما كنت لأفعل ذلك، قالت والله، ما رأيت أسيرًا قط، خيرًا من خبيب، والله لقد وجدته يومًا يأكل قطفًا من عنب في يده، وإنه لموثق بالحديد، وما بمكة من ثمرة، وكانت تقول إنه لرزق رزقه الله خبيبًا.
فلما خرجوا من الحرم ليقتلوه في الحل، قال لهم خبيب دعوني أصلي ركعتين، فتركوه فركع ركعتين، فقال لولا أن تحسبوا أن ما بي جزع لزدت، ثم قال: اللهم أحصهم عددًا، واقتلهم بددًا، ولا تبق منهم أحدًا ثم أنشأ يقول:
فلَسْتُ أَبالي حِيْنَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا
وذَلِكَ في ذَاتِ الإِلهِ وَإِنْ يَشَأ
علَى أَيِّ جَنْبٍ كانَ للهِ مَصْرَعِي
يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ

ثم قام إليه أبو سروعة، عقبة بن الحارث فقتله، وكان خبيب هو الذي سن لكل مسلم قتل صبرًا الصلاة، وأخبر النبي  أصحابه يوم أصيبوا خبرهم، وبعث ناس من قريش إلى عاصم بن ثابت، حين حدثوا أنه قتل، أن يأتوا بشيء منه، يعرف، وكان قتل رجلاً عظيمًا من عظمائهم، فبعث الله لعاصم، مثل الظلة من الدبر فمحته من رسلهم فلم يقدروا أن يقطعوا منه شيئًا، والشاهد في إخبار رسول الله  أصحابه يوم أصيبوا.
107- ومن ذلك إخباره  بأن علي بن أبي طالب يفتح الله على يديه خيبر.
ففي الصحيحين عن سهل بن سعد  أن رسول الله  قال يوم خيبر "لأعطين الراية غدًا رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه، فبات الناس يدوكون ليلتهم، أيهم يعطاها فقال "أين علي بن أبي طالب ؟" فقيل هو يشتكي عينيه فأرسلوا إليه فأتى به فبصق في عينيه ودعا له فبرأ كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية فقال "انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من حمر النعم" ففتح الله على يديه فكان كما قال.
108- ومن ذلك نعيه  زيدًا، وجعفرًا وابن رواحة، فقد روى البخاري عن أنس بن مالك أن رسول الله  نعى زيدًا وجعفرًا وابن رواحة للناس، قبل أن يأتي خبرهم، فقال: "أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها ابن رواحة فأصيب، وعيناه تذرفان، حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله" يعني خالد بن الوليد، حتى فتح الله عليهم والله أعلم وصلى الله على محمدٍ وآله وسلم.
109- ومنها ما ورد عن رفاعة بن رافع، قال رميت بسهم يوم بدر ففقئت عيني، فبصق فيها رسول الله ، ودعا لي، فما آذاني منها شيء بعد.
110- ومن ذلك أنه  استسقى مرة، فقام أبو لبانة، فقال يا رسول الله إن التمر في المرابد.
فقال "اللهم اسقنا حتى يقوم أبو لبانة عريان فيشد مربده بإزاره" فأمطرت فاجتمعوا إلى أبي لبانة فقالوا إنها لن تقلع حتى تقوم عريانًا فتشد ثعلب مربدك بإزارك ففعل فأقلعت السماء.
111- ومنها قتال الملائكة معه  يوم أحد ففي الصحيحين عن سعد بن أبي وقاص، قال رأيت رسول الله  يوم أحد، ومعه رجلان يقاتلان عنه، عليهما ثياب بيض، كأشد القتال ما رأيتهما قبل ولا بعد.
112- ومنها ما ورد عن نافع بن جبير، قال سمعت رجلاً من المهاجرين يقول شهدت أحد، فنظرت إلى النبل يأتي من كل ناحية، ورسول الله  وسطها، كل ذلك يصرف عنه.
113- ومنها دعاؤه  لأبي طلحة وأم سلمة، واستجابة الله لدعوته، فعن أنس  قال: كان لأبي طلحة ابن يشتكي فخرج أبو طلحة فقبض الصبي، فلما رجع أبو طلحة قال ما فعل الصبي قالت أم سليم وهي أم الصبي، هو أسكن ما كان، فقربت له العشاء، فتعشى، ثم أصاب منها فلما فرغ قالت: واروا الصبي.
فلما أصبح أبو طلحة، أتى رسول الله  فأخبره، فقال أعرستم الليلة، قال نعم، قال "اللهم بارك لهما" فولدت غلامًا، فقال لي أبو طلحة، احمله، حتى تأتي به النبي ، وبعث معه بتمرات، فقال "أمعه شيء ؟" قال: نعم، تمرات، فأخذها النبي ، فمضغها، ثم أخذها من فيه، فجعلها في في الصبي، ثم حنكه، وسماه، عبد الله، وفي رواية للبخاري قال ابن عيينة فقال رجل من الأنصار – فرأيت تسعة أولاد، كلهم قد قرؤا القرآن، يعني من أولاد عبد الله المولود.
114- ومن ذلك الكدية، وهي الصخرة الصلبة، التي لا تعمل فيها المعاول، فشكوها إلى رسول الله ، فدعا بإناء من ماء، فتفل فيه ثم دعا بما شاء الله أن يدعو به، ثم نضح الماء على تلك الكدية، فيقول من حضرها، فوالذب بعثه بالحق نبيًا لانهالت، حتى عادت كالثيب، لا ترد فأسًا، ولا مسحاة.
115- ومنها ما رواه مسلم، عن جابر بن عبد الله، أن النبي  قدم من سفر فلما كان قرب المدينة، هاجت ريح شديدة، تكاد أن تدفن الراكب، فزعم أنه  قال "بعثت هذه الريح لموت منافق" فلما قدم المدينة إذا عظيم من المنافقين قد مات.
116- ومنها ما رواه عبد الله بن عمرو الخزاعي عن أبيه قال دعاني النبي ، وأراد أن يبعثني بمال، إلى أبي سفيان بمكة، ليقسمه في قريش، بعد الفتح، فقال "التمس صاحبًا" فجاءني عمرو بن أمية الضمري، فقال: بلغني أنك تريد الخروج إلى مكة، فتلتمس صاحبًا، قلت أجل، قال فأنا لك صاحب.
فجئت النبي ، فقلت قد وجدت صاحبًا، قال من، قلت عمرو بن أمية، قال "إذا هبطت بلاد قومه، فاحذره، فإنه قد قال القائل: أخوك البكري لا تأمنه" فخرجنا، حتى إذا كنا بالأبواء، قال إني أريد حاجة إلى قومي، وودت، أن تلبث لي قليلاً فقلت، انصرف راشدًا، فلما ولى ذكرت، قول النبي ، فشددت على بعيري، فخرجت أوضعه، حتى إذا كنت بالأصافر إذا هو يعارضني في رهط، فأوضعت، فسبقته، فلما رآني جاءني، فقال قد كانت لي إلى قومي حاجة، قلت أجل، ومضينا، حتى قدمنا مكة، فدفعت المال إلى أبي سفيان.
117- ومن ذلك ما رواه البخاري ومسلم أن ابن مسعود سئل من آذن النبي  بالجن ليلة استمعوا القرآن، فقال آذنت بهم شجرة.
118- ومنها ما ذكره أبو رجاء، قال دخل النبي  حائطًا لبعض الأنصار، فقال له "ما تجعل لي إن أرويت حائطك هذا ؟" قال له إني أجهد أرويه فلا أطيق، قال  "تجعل لي مائة تمرة، اختارها من تمرك ؟" قال: نعم، فأخذ الغرب، فما لبث أن أرواه، حتى قال الرجل غرقت علي حائطي، فاختار مائة تمرة، فأكل هو وأصحابه، حتى شبعوا.
ثم رد عليه مائة تمرة كما أخذها، رواه الطبراني في الكبير.
والله أعلم وصلى الله على محمدٍ وآله وسلم.
119- ومنها ما رواه البزار من أن أبا ذر تبع النبي  يومًا، فجلس قال: فجلست عنده، فقال: "يا أبا ذر: ما جاء بك ؟" قلت الله ورسوله، فجاء أبو بكر فسلم وجلس عن يمينه ، فقال له "ما جاء بك يا أبا بكر ؟" قال: الله ورسوله، فجاء عمر، فجلس عن يمين أبي بكر، فقال "يا عمر ما جاء بك ؟" قال: الله ورسوله، ثم جاء عثمان، فجلس عن يمين عمر، فقال "يا عثمان ما جاء بك ؟" قال: الله ورسوله، فتناول  سبع حصيات، أو تسع حصيات، فسبحن في يده، حتى سمعت لهن حنينًا كحنين النحل.
ثم وضعهن فخرسن، ثم وضعهن في يد أبي بكر فسبحن في يده حتى سمعت لهن حنينًا كحنين النحل، ثم وضعهن فخرسن، ثم تناولهن فوضعهن في يد عمر فسبحن في يده، حتى سمعت لهن حنينًا كحنين النحل، ثم وضعهن فخرسن، ثم تناولهن فوضعهن في يد عثمان، فسبحن في يده، حتى سمعت لهن حنينًا كحنين النحل، ثم وضعهن فخرسن. وقال الزهري يعني الخلافة.
120- ومنها قصة المزادتين، أو السطيحتين فعن عمران بن حصين أن النبي  في بعض أسفاره شكى إليه الناس من العطش فدعا فلانًا ودعا عليًا، فقال "اذهبا فابغيا الماء" فانطلقا، فلقيا امرأة بين مزادتين أو سطيحتين من ماء على بعير لها.
فقالا لها أين الماء، فقالت عهدي بالماء أمس هذه الساعة ونفرنا خلوف، قالا انطلقي إذا قالت إلى أين، قالا إلى رسول الله ، قالت، الذي يقال له الصابيء قالا: هو الذي تعنين، فانطلقي، فجاءا بها النبي  وحدثاه الحديث، فاستنزلوها عن بعيرها، ودعا  بإناء فأفرغ فيه من أفواه المزادتين، أو السطيحتين، وأوكأ أفواهما، وأطلق العزالى، فنودي في الناس اسقوا، واستقوا، فسقى من شاء، واستقى من شاء وكان آخر ذلك أن أعطى رجلاً أصابته جنابة إناء من ماء، فقال "اذهب فأفرغه عليك" وهي قائمة تنظر ما يفعل بمائها.
وأيم الله لقد أقلع عنها وإنه ليخيل إلينا أنها أشد ملأة منها حين ابتدأ فيها، فقال  "اجمعوا لها" فجمعوا لها من بين عجوة ودقيقة وسويقة، حتى جمعوا لها طعامًا فجعلوه في ثوب، وحملوه على بعيرها ووضعوا الثوب بين يديها، وقال لها: تعلمين ما رزأنا من ماءك شيئًا.
ولكن الله هو الذي أسقانا، فأتت أهلها وقد احتبست عنهم، وقالوا ما حبسك يا فلانة، قالت العجب، لقيني رجلان فذهبا بي إلى هذا الصابيء ففعل كذا وكذا، فوالله إنه لأسحر الناس من بين هذه وهذه، تعني السماء والأرض، أو إنه لرسول الله حقًا، فكان المسلمون بعد يغيرون على من حولها من المشركين، ولا يصيبون القوم الذي هي منه.
فقالت يومًا لقومها، ما أرى إلا أن هؤلاء القوم يدعونكم عمدًا، فهل لكم في الإسلام، فأطاعوها، فدخلوا في الإسلام، وفي رواية قالت لهما هيهات هيهات لا ماء لكم، وفيه فأخبرته  أنها مؤتمة فأمر براويتها، فأنيخت فمج في العزلاوين العلياوين.
ثم بعث براويتها فشربنا، ونحن أربعون رجلاً، عطاشا، حتى روينا، وملأنا كل قربة معنا، وإداوة وغسلنا صاحبنا، غير أنا لم نسق بعيرًا، وهي تكاد تتضرج بالماء، يعني المزادتين، رواه الشيخان مطولاً.
121- ومن ذلك قصة سلمة بن الأكوع، قال خرجنا مع النبي  في غزوة، فأصابنا جهد حتى هممنا أن ننحر بعض ظهرنا، فأمر النبي  فجمعنا أزوادنا، وبسط لنا نطعا فاجتمع زاد القوم على النطع، فتطاولت لأحزره كم هو، فإذا هو كربضة العنز، ونحن أربع عشرة مائة (1400) فأكلنا حتى شبعنا جميعًا، ثم حشونا جربنًا، فقال ، "فهل من وضوء ؟" فجاء رجل بإداوة فيها نطفة من ماء، فأفرغها في قدح، فتوضأنا كلنا، ندغفقه دغفقة، رواه الشيخان.
122- ومن ذلك ما رواه الترمذي عن أبي هريرة، قال أتيت النبي  يومًا بتمرات، فقلت يا رسول الله ادع فيهن بالبركة، فضمهن، ثم دعا لي فيهن، ثم قال "خذهن، فاجعلهن في مزودك هذا أو في المزود، فكلما أردت أن تأخذ منه شيئًا أدخل يدك فيه، وخذ ولا تنثره نثرًا" ففعلت، فلقد حملت من ذلك التمر كذا وكذا من وسق في سبيل الله، فكنا نأكل منه ونطعم، وكان لا يفارق حقوي، حتى كان يوم قتل عثمان انقطع والله أعلم.
123- ومنها ما رواه الشيخان عن السائب بن يزيد، قال ذهبت بي خالتي إلى النبي ، فقالت يا رسول الله، إن ابن أختي وجع: فمسح رأسي، ودعا لي بالبركة: فتوضأ، فشربت من وضوئه، ثم قمت خلف ظهره، فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه، مثل زر الحجلة، وقال الجعيد، رأيت السائب بن يزيد، ابن أربع وتسعين، جلدًا معتدلاً: فقال قد علمت ما متعت به سمعي وبصري إلا بدعاء النبي .
124- ومنها ما رواه الترمذي، قال أبو زيد بن أخطب، مسح النبي  بيده على وجهي، ودعا لي: قال عزرة: فلقد رأيته بعد ما عاش عشرين ومائة سنة، وليس في لحيته إلا شعيرات تعد بيض.
125- ومنها ما رواه البخاري عن أنس  قال: بلغ عبد الله بن سلام، مقدم النبي  المدينة فأتاه، وقال: إني سائلك عن ثلاث، لا يعلمهن إلا نبي، ما أول أشراط الساعة، وما أول طعام يأكله أهل الجنة، ومن أي شيء ينزع الولد إلى أبيه، ومن أي شيء ينزع إلى أخواله، فقال  "أخبرني بهن آنفًا جبريل" قال: عبد الله ذاك عدو اليهود من الملائكة.
"أما أول أشراط الساعة، فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب، وأما أول طعام يأكله أهل الجنة، فزيادة كبد الحوت، وأما الشبه في الولد، فإن الرجل إذا غشى المرأة فسبقها ماؤه، كان الشبه له، وإذا سبقت كان الشبه لها" قال أشهد أنك رسول الله، الحديث.
126- ومن ذلك إخباره  إن أمته تحذو حذو بني إسرائيل، وحذو من كان قبلهم من الأمم، حذو القذة بالقذة، والنعل بالنعل.
وكان الأمر كما أخبر حذت حذوهم في الاختلاف، والتفرق، وارتكاب المحرمات، والإحداث في الدين، والكذب، على النبي  حذو اليهود والنصارى.
127- ومن ذلك إخباره  يوم هوازن بقتل ذي الخويصرة، حرقوص بن زهير السعدي، وأصحابه، مارقين من الدين، خارجين على حين فرقة من الناس.
وحديثهم مذكور في بعض السير، وكتب الحديث، ومضمونة أن ذا الخويصرة قام إلى النبي ، وهو يقسم غنائم هوازن، فقال اعدل يا محمد، فإنك لم تعدل فقال له النبي  "تربت يداك فمن يعدل إذا لم أعدل أنا" فقام عمر بن الخطاب ، فقال يا رسول الله إنه نافق فمرني أضرب عنقه.
فقال النبي  "دعه فإنه له أصحابًا يحقر أحدكم صلاته عند صلاتهم وقراءته عند قراءتهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، يخرجون على حين فرقة من الناس، يقتلهم أولى الطائفتين بالحق، آيتهم المخدج، يعني ذا الثدية، فكان الأمر كما أخبر ، فإن الرجل المذكور وأصحابه خرجوا على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بعد حرب صفين.
فقتلهم علي  في النهروان، واستخرج المخدج ذا الثدية، من الماء مقتولاً، حتى نظر إليه الناس من عسكره، وكانوا ما يقرب من ستين ألفًا، فكبر علي حين وجده، وسجد سجدة شكر، وكبر العسكر الذي معه فرحًا وسرورًا بما شاهدوه من خبر رسول الله  الذي وقع طبق ما قال.
128- ومن ذلك ما أخبر به في حياته  وذلك مأخوذ من القرآن، قال تعالى: تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ ‏.
فأخبر أن عمه أبا لهب سيدخل النار هو وامرأته، وعاشا مدة، وقدر الله أنهما ماتا على شركهما، ولم يسلما حتى ولا ظاهرًا، وهذا من دلائل النبوة الباهرة.
129- ومن ذلك ما أتى به في القرآن قال تعالى قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا وتحداهم بعشر سور، وبسورة من مثله، وأخبر أنهم لن يفعلوا ذلك أبدًا، ولم يقع، ولن يقع: صدق الله العظيم، فهذا من المعجزات الباهرة.
130- وقال تعالى: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا وهكذا وقع سواء سواء، مكن الله هذا الدين وأظهره وأعلاه ونشره في الآفاق وأنفذه وأمضاه.
131- وقال تعالى: قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ، قيل إنهم فارس وقيل الروم، وقيل هوازن، وثقيف، وغطفان، يوم حنين، وقيل بنو حنيفة، قوم مسيلمة الكذاب، والمهم أنه وقع كما أخبر الله.
132- وقال تعالى: وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (20) وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا وسواء كان هذا خيبر، أو مكة، فقد فتحت، وأخذت كما وقع به الوعد سواء بسواء.
133- وقال تعالى: لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا فوقع إنجاز هذا الوعد في سنة سبع عام عمرة القضاء.
134- وقال تعالى وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ فوقع طبق ما أخبر الله.
135- وقال تعالى يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الأَسْرَى إِن يَعْلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ وهكذا وقع، فإن الله عوض من أسلم منهم بخيري الدنيا والآخرة.
136- وقال تعالى وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ وهكذا وقع عوضهم الله عما كان يغدو إليهم مع حجاج المشركين بما شرعه لهم من قتال أهل الكتاب، وضرب الجزية عليهم، وسلب أموال من قتل منهم على كفره، كما وقع بكفار أهل الشام من الروم، ومجوس الفرس بالعراق، وغيرها من البلدان، التي انتشر الإسلام على أرجائها.
137- وقال تعالى سَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ الآية وهكذا وقع لما رجع  من غزوة تبوك كان قد تخلف عنه طائفة من المنافقين فجعلوا يحلفون بالله، لقد كانوا معذورين في تخلفهم، وهم في ذلك كاذبون فأمر رسول الله  أن يجري أحوالهم على ظواهرها، ولا يفضحهم عند الناس.
138- وقال تعالى: وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ لِيُخْرِجوكَ مِنْهَا وَإِذًا لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً وهكذا وقع لما اشتوروا عليه ليثبتوه أو يقتلوه أو يخرجوه من بين أظهرهم، المهم أنه وقع كما أخبر سواء بسواء.

موعظة
عباد الله لقد تغير الناس اليوم في أحوالهم الدينية تغيرًا يدهش الناظرين هذه الصلاة التي هي ثاني أركان الإسلام وهي عموده أعرض الناس عنها غير مبالين ولا نادمين جهلوا ما هي الصلاة وأي قيمة قيمتها وما منزلتها من بين سائر الطاعات وما علموا أنها الصلة بين العبد وبين ربه فهي خير موضوع وضع للتقرب إلى الرحمن ولذلك هي تطهر المصلي المقيم لها من ذنوبه إذا اجتنب الكبائر فعليك أيها المسلم أن تحرص عليها كل الحرص وأن تعتني بها كل الاعتناء ولا تضيع هذا الواجب العظيم الذي بأدائه تكون من المؤمنين الموعودين بالفوز المطلوب والنجاة من المرهوب، وبترك هذا الواجب تكون من الكافرين الموعودين في الجحيم أبد الآبدين فإذا حان وقتها فاهتموا بها تهيئوا لمناجاة خالقكم العزيز الحكيم وخذوا زينتكم ممتثلين قوله تعالى: يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ واعتنوا أولاً بالطهارة التي هي مفتاحها ثم أدوها بخضوع وخشوع واطمئنان ولا تكونوا كالذين يصلون بأجسامهم ويحركون ألسنتهم وشفاههم ويرفعون أيديهم مكبرين ويحنون ظهورهم راكعين وساجدين ولكن قلوبهم لم تتحرك إلى استحضار عظمة مولاهم ولم تتدبر معاني ما تلفظ به ألسنتهم لأنها في أودية الدنيا سارحة تفكر في العقارات والمداينات والفلل والعمائر التي عن قريب سيخلفونها رغم أنوفهم إذا نظرت إلى أحدهم وهو يصلي لاهيًا في تفكيره يعبث في ثوبه تارة وفي ساعته تارة وفي أنفه تارة وينقش سنة تارة وبعضهم يلمس مكان لحيته أو يصلح ميازيب غترته أو يقلم أظفاره بأسنانه. وهكذا حتى يخرج منها صفرًا ما معه منها والله أعلم إلا العشر ولهذا لو تأملت المؤدي لها هكذا رأيت أن الصلاة هذه لم تؤثر عليه لا في تتميم الواجبات ولا في ترك المحرمات والمكروهات بل ولا في تخفيفها لأن الصلاة الصحيحة التي أقامها صاحبها من شأنها أنها تهذب النفس وترقق الخلق وتنهى عن الفحشاء والمنكر.
فإذا رأينا إنسانا يصلي لكنه يأكل الربا ويحضر الملاهي والمنكرات أو يبيعها أو يشتريها أو رأيناه مع السفل الذين يلاحقون النساء في الأسواق أو رأيناه يجاهر بالمعاصي من شرب دخان بين الناس أو يحلق لحيته أو يحلق لحاء الناس أو يجعل خنافس أو يتشبه بأعداء الله من اليهود والنصاري أو يغش المسلمين أو يرتشي أو يحمل النساء بدون محرم أو يخلو بهن بدون محرم أو يصور لذوات الأرواح أو يبيع الصور أو يسخر بالمسلمين أو نحو ذلك من المعاصي والمنكرات علمنا أن هذه الصلاة التي يصلي أنها لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلم يزدد من الله إلا بعدًا وربما كان المتصف بشيء من الصفات السابقة مع صلاته أنه يكيد بها الناس ويتخذها أحبولة يتصيد بها ثناء الناس عليه أو للحصول على شيء من الدنيا قال بعضهم في مصل يتصيد بصلاته.
ذِئبٌ رَأَيْتُ مُصَلِّيًا
يَدْعُوْ وَجُلُّ دُعَائِهِ
عَجِّلْ بِهَا عَجِّلْ بِهَا
فإذَا مَرَرْتُ بِهِ رَكَعْ
مَا لِلْفَرِيْسَة لا تَقَعْ
إنَّ الفؤادَ قَدِ انْصَدَعْ

ومن كانت هذه حاله فما أبعده عن الدين وما أقربه إلى الرياء والنفاق نسأل الله العصمة لنا ولإخواننا المسلمين عن ما يخل بالدين إنه جواد كريم.
وصلى اله على محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم.
139- ومن ذلك ما ورد من أن سبب نزول قول الله تعالى لنبيه  قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ إلى آخر السورة، هو أن رهطًا من قريش منهم الحارث بن قيس السهمي، والعاص بن وائل، والوليد بن المغيرة، والأسود بن عبد يغوث، والأسود بن المطلب بن أسد، وأمية بن خلف، قالوا: يا محمد هلم فاتبع ديننا ونتبع دينك، ونشركك في أمرنا كله تعبد آلهتنا سنة، ونعبد إلهك سنة، فإن كان الذي جئت به خيرًا كنا قد شركناك فيه، وأخذنا حظنا منه، وإن كان الذي بأيدينا خيرًا كنت قد شركتنا فيه، وأخذت بحظك منه.
فقال "معاذ الله أن أشرك به غيره" قالوا: فاستلم بعض آلهتنا، نصدقك ونعبد إلهك، فقال لا حتى أنظر ما يأتيني من عند ربي فأنزل الله عز وجل قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ إلى آخر السورة، فكان كما قال  فلم يتبعهم ولم يتبعوه في عبادة الله وحده لا شريك له.
140- ومن ذلك ما وعد  به أصحابه من المهاجرين والأنصار في حال ضعفهم، من أن الله سينصرهم ويمكنهم، ويقويهم، ويظهرهم، فيقيمون الصلاة، ويؤتون الزكاة، ويأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، وتكون العقبى لهم، وتلا بذلك القرآن.
فقال عز من قائل أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ فتمكن أصحابه وخلفاؤه، وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة، وأمروا بالمعروف، ونهوا عن المنكر، وكانت العقبى لهم، كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه.
141- ومن ذلك إلقاء النعاس على المجاهدين مع رسول الله  أمانًا أمنهم الله به من خوفهم الذي حصل لهم من كثرة عدوهم، وقلة عددهم، وكذلك فعل بهم يوم أحد: قال تعالى إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ (11) إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ.
ومن ذلك تقليل المجاهدين مع النبي  في أعين المشركين وتقليل المشركين في أعين المؤمنين ليقدم المؤمنون ويتجرؤا ويطمعوا فيهم ولئلا يهرب المشركون، قال تعالى: وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ.
142- ومن ذلك إنزال المطر على المجاهدين مع النبي ، فأطفأ الغبار، وتلبدت به الأرض، حتى ثبتت الأقدام، وتوضؤا منه، وسقوا الركاب، وملوا الأسقية، وزالت عنهم وسوسة الشيطان، وذلك أنهم نزلوا يوم بدر على كثيب أعفر، تسيخ فيه الأقدام، وحوافر الدواب، وقد سبقهم الكفار إلى ماء بدر، وأصبح المسلمون بعضهم محدثين، وبعضهم مجنبين، وأصابهم الظمأ، ووسوس إليهم الشيطان، وقال: تزعمون أنكم على الحق، وفيكم نبي الله، وأنكم أولياء الله، وقد غلبكم المشركون على الماء، وأنتم تصلون مجنبين، ومحدثين، فكيف ترجون أن تظهروا عليهم، وأصاب المشركين من ذلك المطر ما لم يقدروا على أن يرحلوا معه.
143- ومن ذلك ما نزل في رجال بأعيانهم، من أنهم يصرون على كفرهم إلى أن يموتوا، من ذلك ما نزل في أبي جهل فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى (31) وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى (32) ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33) أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى فقال أبو جهل: أتوعدني يا محمد، والله ما تستطيع أنت ولا ربك أن تفعل شيئًا وإني أعز من مشى بين جبليها فلما كان يوم بدر صرعه الله شر مصرع، وقتله أسوأ قتلة، وكان  يقول: "إن لكل أمة فرعونًا وإن فرعون هذه الأمة أبو جهل" ونزل في أبي جهل قوله تعالى إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الْأَثِيمِ (44) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ ذكر ذلك غير واحد من المفسرين.
144- ومنها قصة البكاؤون الذين استحملوا رسول الله  وكانوا أهل حاجة فقال لا أجد ما أحملكم عليه فتولوا يبكون وأعينهم تفيض من الدمع حزنًا ألا يجدوا ما ينفقون.
وقام علية بن يزيد فصلى من الليل وبكى وقال اللهم إنك قد أمرت بالجهاد ورغبت فيه ثم لم تجعل عندي ما أتقوى به مع رسولك ولم تجعل في يد رسولك ما يحملني عليه وإني أتصدق على كل مسلم بكل مظلمة أصابني فيها من مال أو جسد أو عرض.
ثم أصبح مع الناس فقال النبي : أين المتصدق هذه الليلة فلم يقم إليه أحد ثم قال أين المتصدق فليقم فقام إليه فأخبره فقال النبي : أبشر فوالذي نفس محمد بيده لقد كتبت في الزكاة المتقبلة ففي هذا معجزة من معجزاته  لأن هذا غيب أعلم الله به نبيه .
145- ومنها ما روي أنه قيل لعمر بن الخطاب  حدثنا عن شأن ساعة العسرة فقال عمر خرجنا إلى تبوك في قيض شديد فنزلنا منزلاً وأصابنا فيه عطش حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع وحتى إن الرجل لينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه ثم يجعل ما بقي على كبده.
فقال أبو بكر الصديق يا رسول الله إن الله قد عودك في الدعاء خيرًا فادع الله لنا فقال أو تحب ذلك قال نعم فرفع رسول الله  يديه إلى السماء فلم يرجعهما حتى قالت السماء – أي آذنت بمطر فأطلت ثم سكبت فملؤا ما معهم ثم ذهبنا ننظر فلم نرها جاوزت العسكر.
146- ومنها حينما ضلت ناقة رسول الله  ببعض الطريق فخرج أصحابه في طلبها وعند رسول الله  رجل من بعض أصحابه يقال له عمارة ابن حزم الأنصاري.
وكان في رحله زيد بن لصيت القينقاعي وكان منافقًا فقال زيد بن لصيت وهو في رحل عمارة عند رسول الله : أليس يزعم محمد أن يخبركم من خبر السماء وهو لا يدري أين ناقته.
فقال رسول الله  وعمارة عنده إن رجلاً قال إن محمدًا يخبركم أنه بني وهو يزعم أن يخبركم بخبر السماء وهو لا يدري أين ناقته وإني والله ما أعلم إلا ما أعلمني الله وقد دلني الله عليها وهي في الوادي في شعب كذا وكذا قد حبستها شجرة بزمامها فانطلقوا حتى تأتوا بها.
فذهبوا فجاؤا بها وقد وجدها الحارث بن خزمة الأشهلي كما قال رسول الله  فقال زيد لكأني لم أسلم إلا اليوم فقد كنت شاكًا في محمد وقد أصبحت وأنا فيه ذو بصيرة أشهد أنه رسول الله.
147- ومنها أنه لما مضى رسول الله  سائرًا فجعل يتخلف عنه الرجل فيقولون يا رسول الله تخلف فلان فيقول دعوه فإن يك فيه خير فسيلحقه الله بكم وإن يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه حتى قيل يا رسول الله تخلف أبو ذر وأبطأ به بعيره فقال دعوه فإن يك فيه خير فسيلحقه الله بكم وإن يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه.
وتلوم أبو ذر على بعيره فلما أبطأ عليه بعيره – أي انقطع – أخذ المتاع من عليه فحمله على ظهره ثم خرج يتبع أثر رسول الله  ماشيًا ونزل رسول الله منازله فنظر ناظر من المسلمين فقال يا رسول الله إن هذا رجل يمشي على الطرق وحده.
فقال رسول الله  كن أبا ذر فلما تأمله القوم قالوا يا رسول الله هو – والله أبو ذر فقال رسول الله  رحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده وقد تحقق قوله  فإن عثمان  لما نفى أبا ذر نزل أبو ذر الربذة فأصابه بها قدره ولم يكن معه أحد إلا امرأته وغلامه فأوصاهما أن غسلاني وكفناني.
ثم ضعاني على قارعة الطريق فأول ركب يمر بكم فقولوا له هذا أبو ذر صاحب رسول الله  فأعينونا على دفنه فلما مات فعلا ذلك به ثم وضعاه على قارعة الطريق.
فأقبل عبد الله بن مسعود  ورهط معه من أهل العراق عمارًا فلم يرعهم إلا جنازة على الطريق قد كادت الإبل تطوها وقام الغلام فقال هذا أبو ذر صاحب رسول الله  فأعينونا على دفنه.
فاستهل عبد الله بن مسعود ويقول صدق رسول الله  "تمشي وحدك وتموت وحدك وتبعث وحدك".
ثم نزل هو وأصحابه وواروه ثم حدثهم ابن مسعود حديثه وما قاله له رسول الله  في مسيره إلى تبوك واسم أبي ذر "جندب بن جنادة" ومات في سنة 32 هـ.
وذكر أبو حاتم بن جبان في صحيحه وغيره في قصة وفاته عن مجاهد عن إبراهيم بن الأشتر عن أبيه عن أم ذر قالت لما حضرت أبا ذر الوفاة بكيت فقال ما يبكيك فقلت ما لي لا أبكي وأنت تموت بفلاة من الأرض وليس عندي ثوب يسعك كفنًا ولا يدان لي في تغييبك.
قال أبشري ولا تبكي فإني سمعت رسول الله  يقول لنفر أنا فيهم ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المسلمين وليس أحد من أولئك النفر إلا وقد مات في قرية وجماعة فأنا ذلك الرجل فوالله ما كذبت ولا كذبت فأبصري الطريق فقلت أنى وقد ذهب الحاج وتقطعت الطرق.
فقال اذهبي فتبصري قالت فكنت أشتد إلى الكثيب أتبصر ثم أرجع فأمرضه فبينما أنا هو كذلك إذا أنا برجال على رحالهم كأنهم الرخم تخب بهم رواحلهم قالت فأشرت إليهم فأسرعوا إلي حتى وقفوا علي.
فقالوا يا أمة الله ما لك قلت امرؤ من المسلمين يموت قالوا ومن هو قلت أبو ذر قالوا صاحب رسول الله  قلت نعم ففدوه بآبائهم وأمهاتهم وأسرعوا إليه حتى دخلوا عليه.
فقال لهم أبشروا فإني سمعت رسول الله  يقول لنفر أنا فيهم ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين وليس من أولئك النفر رجل إلا وقد هلك في جماعة.
والله ما كذبت ولا كذبت وإنه لو كان عندي ثوب يسعني كفنًا لي أو لامرأتي لم أكفن إلا في ثوب لي أو لها وإني أنشدكم الله أن لا يكفنني رجل منكم كان أميرًا أو عريفًا أو بريدًا أو نقيبًا وليس من أولئك النفر أحد إلا وقد قارف بعض ما قال إلا فتى من الأنصار.
قال أنا أكفنك يا عم أكفنك في ردائي هذا وفي ثوبين من عيبتي من غزل أمي قال فأنت تكفنني فكفنه الأنصاري وقاموا عليه ودفنوه في نفر كل( ) يمان ففي هذه معجزة.
148- ومنها ما ذكره ابن إسحاق من أن أبا خيثمة رجع – بعد ما سار رسول الله  أياما إلى أهله في يوم حار فوجد امرأتين له في عريش لهما في حائطه قد رشت كل واحدة منهما عريشها وبردت له فيها ماء وهيأت له فيه طعامًا.
فلما دخل قام على باب العريش فنظر إلى امأتيه وما صنعتا له فقال رسول الله  في الضح – لهب الشمس وحرارتها – والريح والحر وأبو خيثمة في ظل بارد وطعام مهيإ وامرأة حسناء في ماله مقيم ما هذا بالنصف والعدل.
ثم قال والله لا أدخل عريش واحدة منكما حتى ألحق برسول الله  فهيئآ لي زادًا ففعلتا ثم قدم ناضحه فارتحله – أي أحضر جمله فوضع عليه الرحل وأعده للسفر.
ثم خرج في طلب رسول الله  حتى أدركه حين نزل تبوك وكان عندما أقبل قال الناس هذا راكب على الطريق فقال رسول الله  كن أبا خيثمة.
فقالوا يا رسول الله هو والله أبو خيثمة فلما أناخ راحلته أقبل فسلم على رسول الله  وأخبر خبره فقال له رسول الله  خيرًا ودعا له بخير وفي هذه معجزة.
149- ومنها ما ذكر من أن جماعة من المنافقين منهم وديعة بن ثابت ومنهم مخشي بن حمير قال بعضهم لبعض أتحسبون جلاد بني الأصفر كقتال العرب بعضهم بعضًا والله لكأنكم غدا مقرنين في الحبال إرجافًا وإرهابًا للمؤمنين.
فقال مخشي والله لوددت أني أقاضى على أن يضرب كل منا مائة جلدة وأنا ننقلب قبل أن ينزل فينا قرآن لمقالتكم هذه وقال رسول الله  لعمار بن ياسر "أدرك القوم فإنهم قد احترقوا فسلهم عما قالوا فإن أنكروا فقل بلى قلتم كذا وكذا فانطلق إليهم عمار فقال ذلك لهم.
فأتوا رسول الله  يعتذرون إليه فقال وديعة بن ثابت كنا نخوض ونلعب فأنزل الله فيهم وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ فقال مخشي بن حمير: يا رسول الله قعد بي اسمي واسم أبي فكان الذي عفي عنه في هذه الآية وتسمى عبد الرحمن وسأل الله أن يقتل شهيدًا لا يعلم بمكانه فقتل يوم اليمامة فلم يوجد له أثر، ففي هذه القصة معجزة أيضًا.
150- ومنها ما ذكره ابن عائذ في مغازيه من أن رسول الله  نزل تبوك في زمان قل ماؤها فيه فاغترف رسول الله  غرفة بيده من ماء فمضمض بها فاه ثم بصقه فيها ففارت عينها حتى امتلأت فهي كذلك حتى الساعة.
قلت: في صحيح مسلم: أنه قبل وصوله إليها قال إنكم ستأتون غدا إن شاء الله تعالى – عين تبوك وإنكم لن تأتوها حتى يضحي النهار فمن جاءها فلا يمس من مائها شيئا حتى آتي.
قال فجئناها وقد سبق إليها رجلان والعين مثل الشراك تبض بشيء من مائها فسألها رسول الله  هل مستما من مائها شيئًا قالا نعم.
فسبهما وقال ما شاء الله أن يقول ثم غرفوا من العين قليلاً قليلاً حتى اجتمع في شيء ثم غسل رسول الله  وجهه ويديه ثم أعاده فيها فجرت العين بماء كثير فاستقى الناس ففي هذه معجزة واضحة.
151- ومنها قصة أبي رغال لما روى أبو داود أن النبي  قال هذا قبر أبي رغال وآية ذلك أن معه غصنًا من ذهب إن رأيتم نبشتم عنه أصبتموه معه فابتدره الناس فاستخرجوا الغصن وهذه معجزة أيضًا.
152- ومن ذلك الوعد بإرجاع النبي  إلى مكة قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قال المفسرون إلى مكة ووقع طبق ما أخبر فيكون علما من نبوته .
153- ومن ذلك قوله تعالى: لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (18) وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (19) وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (20) وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا.
ففي هذه الآيات إخبار عن غيوب كثيرة منها تزكية المؤمنين المبايعين تحت الشجرة وإعلان الرضا عنهم وهم عدد كثير.
ولا شك أن الأمر كما قال إذ لو كان في إيمان أحدهم دخل لشك وارتاب وأعلن ارتداده وكفره ولو كان القرآن من محمد لم يقدم على هذا الإعلان الخطير إذ لا يعلم ما في بواطنهم إلا الله فدل ذلك على صحة هذا الإخبار وأنها أعلام على نبوته .
154- ومن ذلك الإخبار بحوادث خاصة كما في قوله تعالى: وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ ففي هذا علم على نبوته  لأن هذه أمور غيبية أطلع الله نبيه عليها.
155- ومن ذلك قوله تعالى: وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وذلك أن رجلاً جاء إلى النبي  فقال إني مجهود فأرسل إلى بعض نسائه فقالت والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء ثم أرسل إلى أخرى فقالت مثل ذلك حتى قلن كلهن مثل ذلك فقال  من يضيف هذه الليلة رحمه الله.
فقام رجل من الأنصار فقال أنا يا رسول الله فانطلق به إلى رحله فقال لامرأته هل عندك شيء قالت لا إلا قوت صبياني قال فعلليهم بشيء فإذا دخل ضيفنا فأطفئي السراج وأريه أنا نأكل قال فقعدوا به وأكل الضيف.
فلما أصبح غدا على رسول الله  فقال: قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة فهذا غيب من الغيوب أعلم الله نبيه به فهو معجزة واضحة.
156- ومن ذلك قوله تعالى: إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا (105)‏ وَاسْتَغْفِرِ اللّهَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (106) وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا (107) يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا (108) هَاأَنتُمْ هَـؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً (109) وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا (110) وَمَن يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (111) وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا (112) وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاُّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا.
أخرج الترمذي وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه عن قتادة بن النعمان ، قال كان أهل بيت منا يقال لهم بنو أبيرق بشر وبشير ومبشر، وكان بشر رجلاً منافقًا يقول الشعر يهجو به أصحاب رسول الله  ثم ينحله لبعض العرب ثم يقول قال فلان كذا وكذا فإذا أسمع أصحاب رسول الله  قالوا والله ما يقول هذا الشعر إلا هذا الرجل الخبيث أو كما قال الرجل وقالوا ابن الأبيرق قالها قال وكانوا أهل بيت وحاجة وفاقة في الجاهلية والإسلام.
وكان الناس إنما طعامهم بالمدينة التمر والشعير وكان الرجل إذا كان له يسار فقدمت ضافطة من الشام من الدرمك ابتاع الرجل منها فخص بها نفسه وأما العيال فإنما طعامهم التمر والشعير.
فقدمت ضافطة من الشام فابتاع عمي رفاعة بن زيد حملاً من الدرمك فجعله في مشربة له وفي المشربة سلاح ودرع وسيف فعدي عليه من تحت البيت فنقبت المشربة وأخذ الطعام والسلاح.
فلما أصبح أتاني عمي رفاعة فقال يا ابن أخي قد عدي علينا في ليلتنا هذه فنقبت مشربتنا فذهب بطعامنا وسلاحنا قال فتحسسنا في الدار وسألنا فقيل لنا قد رأينا بني أبيرق استوقدوا في هذه الليلة ولا نرى فيما نرى إلا على بعض طعامكم.
قال وكان بنو أبيرق قالوا ونحن نسأل في الدار والله ما نرى صاحبكم إلا لبيد بن سهل رجلاً منا له صلاح وإسلام. فلما سمع لبيد اخترط سيفه.
وقال: أنا أسرق والله ليخالطنكم هذا السيف أو لتبينن هذه السرقة قالوا إليك عنا أيها الرجل فما أنت بصاحبها فسألنا في الدار حتى لم نشك أنهم أصحابها فقال لي عمي يا ابن أخي لو أتيت رسول الله  فذكرت ذلك له.
قال قتادة فأتيت رسول الله  فقلت إن أهل بيت أهل جفاء عمدوا إلى عمي رفاعة بن زيد فنقبوا مشربة له وأخذوا سلاحه وطعامه، فليردوا علينا سلاحنا، فأما الطعام فلا حاجة لنا فيه فقال النبي  سآمر في ذلك.
فلما سمع بذلك بنو الأبيرق أتوا رجلاً منهم يقال له أسيد بن عروة فكلموه في ذلك فاجتمع في ذلك أناس من أهل الدار فقالوا يا رسول الله إن قتادة بن النعمات وعمه عمدا إلى أهل بيت منا أهل إسلام وصلاح يرمونهم بالسرقة من غير بينة ولا ثبت.
فأتيت النبي  فكلمته فقال عمدت إلى أهل بيت ذكر منهم إسلام وصلاح ترميهم بالسرقة على غير ثبت ولا بينة.
قال فرجعت ولوددت أني خرجت من بعض مالي ولم أكلم رسول الله  في ذلك فأتاني عمي رفاعة فقال يا ابن أخي ما صنعت فأخبرته بما قال لي رسول الله  فقال الله المستعان.
فلم نلبث أن نزل القرآن: إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا يعني بني أبيرق واستغفر الله مما قلت لقتادة... فلما نزل القرآن أتى رسول الله  بالسلاح فرده إلى رفاعة.
157- ومن ذلك ما جاء في تبرئة أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ من الإفك قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ الآية.
عشر آيات كلها نزلت في شأن عائشة ـ رضي الله عنها ـ حين رماها أهل الإفك والبهتان من المنافقين بما قالوا من الكذب البحت والفرية التي غار الله لها ولنبيه .
فأنزل الله تعالى براءتها صيانة لعرض الرسول  بعد ما بقيت الألسنة تخوض في حادثة الإفك قريبًا من الشهر والرسول  لا يوحى إليه كما جاء في صحيحي البخاري ومسلم – وهو حائر متردد في أمر عائشة يسأل ويستشير.
والمنافقون يشيعون الفاحشة حتى وقع فيها من وقع من المسلمين.
ثم جاءها الرسول  في بيت أهلها ثم قال يا عائشة فإنه بلغني عنك كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه.
فوالله ما رام مجلسه ولا خرج أحد من أهل البيت حتى أنزل عليه فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء حتى أنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق في يوم شات.
فلما سري عن رسول الله  وهو يضحك فكان أول كلمة تكلم بها أن قال لي يا عائشة احمدي الله فقد برأك الله فقالت لي أمي قومي إلى رسول الله  فقلت لا والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله.
فأنزل الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ الآيات ففي هذه القصة علم من أعلام نبوته  لمن تدبره وتفهمه فقد كان موقفه  من عائشة بعد إشاعة الفرية والبهتان موقف التردد والحيرة.
ثم تحول بعد الوحي فجأة إلى موقف الثقة والاطمئنان وهذا التحول لا يمكنه أن يكون لو لم يكن واثقًا ببرائتها بإخبار من العليم الخبير جل وعلا وتنزه وتقدس.
158- ومن ذلك تحدي اليهود في تمني الموت مرتين فقال: "يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ولا يتمنونه أبدًا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين".
ووجه الدلالة أنه طلب من اليهود أن يتمنوا الموت ثم أخبر أنهم لن يتمنوه أبدًا فما تمنا أحد منهم مع حرصهم على تكذيب الرسول  ومعارضتهم له وكيدهم له فقام ذلك دليلاً صادقًا على نبوته ومعجزة عظيمة.
159- قال شيخ الإسلام فأخبر عن اليهود أنهم لن يتمنوا الموت أبدًا وكان كما أخبر فلا يتمنى اليهود الموت أبدًا وهذا دليل من وجهين من جهة إخباره بأن لا يكون أبدًا من وجهة صرف الله لدواعي اليهود عن تمني الموت مع أن ذلك مقدور لهم وهذا من أعجب الأمور الخارقة للعادة وهم مع حرصهم على تكذيبه لم تنبعث دواعيهم لإظهار تكذيبه بإظهار تمني الموت. ا.هـ.
160- ومن ذلك الوعد بحفظ القرآن قال تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ وهذا الإخبار إنما هو من الغيب ووقع كما جاء في القرآن فحفظ وتم وعد الله بذلك.
ولن يأتيه تغيير يعم جميع المصاحف الموجودة على وجه الأرض قال تعالى: لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ.
161- ومن ذلك الوعد بعصمة النبي  من الناس قال تعالى: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ وقد حقق الله وعده فحفظ نبيه ولم يقدر أحد على قتله مع كثرة المحاولات من أعدائه ففي ذلك علم من أعلام نبوته ومعجزة واضحة.
162- ومن ذلك قوله تعالى: فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ قال البغوي أي يكفيك شر اليهود والنصارى وقد كفى بإجلاء بني النظير وقتل بني قريظة وضرب الجزية على اليهود والنصارى. ا.هـ وهذا إخبار عن الغيب فيكون معجزًا دالاً على صدقه حيث وقع طبق ما أخبر.
163- ومن ذلك المباهلة قال الله تعالى: الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُن مِّن الْمُمْتَرِينَ (60) فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ.
قيل إن سبب نزول هذه الآية هو أن العاقب والسيد صاحبي نجران جاءا إلى رسول الله  وجادلاه في أمر عيسى عليه السلام فأنزل الله تعالى آية المباهلة والمباهلة دعاء الله والابتهال إليه أن ينزل لعنته على الكاذبين فواعداه على أن يلاعناه الغداة.
فغدا رسول الله  فأخذ بيد علي وفاطمة والحسن والحسين ثم أرسل إليهما فأبيا أن يجيباه وأقرا له بالخراج قال فقال رسول الله  "والذي بعثني بالحق لو قالا لأمطر عليهم الوادي نارًا ففي هذا علم من أعلام نبوته فلولا أنهم عرفوا من التوراة والإنجيل ما يدل على نبوته لما أحجموا عن المباهلة، ثانيًا وثوقه  بذلك.
164- ومن ذلك ما قيل من أنه نزل في الأخنس بن شريق وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ (2) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) كَلاَّ لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ فمات على كفره، وقال مقاتل: نزلت في الوليد بن المغيرة كان يغتاب النبي ، ويطعت عليه في وجهه، ونزل فيه قوله تعالى: ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُودًا (12) وَبَنِينَ شُهُودًا (13) وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيدًا (14) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15) كَلاَّ إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا (16) سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا (17)‏ إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ (25) سَأُصْلِيهِ سَقَرَ فمل يزده الله مالاً ولا ولدًا بعد هذا كما أخبر، وصار في نقصان ماله وولده إلى أن مات كافرًا، وقد كان عند نزول ذلك حيًا سليمًا.
165- ومنهم النضر بن الحارث بن كلدة، أخو بني عبد الدار، وكان شديد الرد على الله وعلى رسوله، شديد العداوة والإرصاد، وقد كان رحل في عداوة رسول الله ، إلى فارس، وطلب ما يكيد به الإسلام، فاشترى أخبار العجم، وقدم بها إلى مكة يحدث بها قريشًا ويقول إن محمدًا يحدثكم بحديث عاد وثمود وأنا أحدثكم بحديث رستم واسفنديار وأخبار الأكاسرة، فيستملحون حديثه، ويتركون استماع كلام الله.
فأنزل الله هذه الآية: وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ قاله مقاتل والكلبي.
وقيل: نزل فيه أيضًا غيرها، وقيل: إنه يوم بدر أصابته جراحة ذهبت بقحف رأسه وحصل في أيدي المسلمين من جملة المأسورين وقال لا أذوق طعامًا، ولا شرابًا ما دمت في أيديهم فمات من الضربة وصار إلى النار بعد أن أذاقه الله العذاب المهين في الدنيا كما قال وكما أخبر عز وجل.
والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وسلم.
166- ومن ذلك قوله تعالى: الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ نزلت هذه الآيات حين غلب سابور ملك الفرس على بلاد الشام، وما والاها من بلاد الجزية، وأقاصي بلاد الروم، حتى ألجأه إلى القسطنطينية، وحاصره مدة طويلة، ثم عادت الدولة إلى هرقل، كما بشر القرآن قبل سبع سنوات، من انتصاره على الفرس، فوق طبق ما أخبر، فهذه معجزة من القرآن على رسالة الرسول .
167- ومن ذلك ما أخبر به، وهو موجود في القرآن ذكره ما جاء عن آدم ونشأته، وما وسوس به إليه إبليس، وما وقع له من الهبوط إلى الأرض، بعد أن كان في الجنة.
168- وحدثنا عن نوح أول المرسلين وما لقيه من قومه، من أذى وسخرية، ومدة لبثه فيهم، وما أرشده الله إليه من صنع الفلك، وركوبه، وإنجائه، ومن مع نوح وهم أصحاب السفينة، ودعوته لابنه، وعصيان ابنه له، وجواب الله له حين ما قال: إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وانهمار السماء بالماء، وتفجر الأرض عيونًا، وإغراق الكافرين ونجاة المؤمنين.
169- وأخبر القرآن عن موسى عليه السلام وما تم له عند ولادته، وما وقع له في مصر، وما حدث له في مدين، وما رآه في جبل الطور، وما كلف به من أعباء الرسالة، وما دار بينه وبين فرعون من حوار، وما جرى من السحرة، وما انتهى إليه أمر فرعون، وملئه، وموسى وقومه.
170- وأخبر القرآن عن عيسى.
171- وأمه عليهما السلام، وما وقع لهما من الخوارق، وما صنعه لهما بنوا إسرائيل من مكائد.
172- وأخبر عن داود.
173- وسليمان عليهما السلام وذكر الإحسان إليهما وما آتاهما من العلم والفهم قال الله تعالى: وَكُلاً آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا فأنعم الله على داود بتسخير الجبال والطير للتسبيح معه وأخبر أنه جل وعلا علمه صنعة الدروع وأخبر أنه أنعم على سليمان بتسخير الريح العاصفة التي تجري بأمره وتسخير الشياطين تغوص في البحار وتعمل له أعمالاً أخرى.
174- وأخبر عن إبراهيم خليل الرحمن، ومحاجته للملك الجبار وهو نمرود، البابلي، المعطل، المنكر، لرب العالمين، إلى أن وقف وانقطعت حجته، واضمحلت شبهته، وأخبر عن طلبه لربه، أن يريه كيف يحيي الموتى، وإجابة الله دعوته، وتلبية طلبته، وعن ما ابتلاه به من ذبح ابنه إسماعيل وأخبر عن ما من عليه به من العلم، والدعوة والصبر، وما أكرمه به من الذرية الصالحة، والنسل الطيب وأنه جعل صفوة الخلق من نسله.
175- وأخبر عن يوسف عليه السلام، وما جرى له مع إخوته، ومقدار لبثه في السجن، ومراودة امرأة العزيز له، وظهور براءته وبيان صدقه، وإيثار الله له على إخوته، وما جرى لأبيه يعقوب.
176- وأخبر عن لوط، وما قاله لقومه، توبيخًا لهم، وجوابهم السخيف له جزاء نصحه، وإنجاء الله له، وأهل بيته إلا امرأته، وأخبر عن مجيء الرسل إليه، وأنه ساءه مجيئهم، وذلك لما يتوقعه من اعتداء قومه عليهم وفعلا جاؤا يهرولون إليه، وأخبر عن ما أوقعه الله من العقوبة العظيمة، جزاء فعلتهم، الشنيعة، التي لم يسبقهم بها أحد.
177- وأخبر عن زكريا، وندائه لربه، وآثاره الصالحة ومناقبه الجميلة، وتبشير الله له بغلام اسمه يحيى، وطلبه من ربه أن يجعل له آية، يطمئن بها قلبه، وليس شكًا في خبر الله، وإنما هو كما قال الخليل: رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي وإجابة الله إلى طلبته، ومنعه من الكلام، ثلاث ليال سويًا.
178- وأخبر عن يحيى عليه السلام وأن الله جعله برًا بوالديه، ولا يتعالى عن قبول الحق، ووصفه بصفات كلها مناهج للخير، ووسائل للطاعة، أولها قوله تعالى: وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا إلى أن ذكر سبحانه جزاءه، على ما قدم من عمل صالح، وأسلف من طاعة ربه.
179- وأخبر عما أخبر الله به جل وعلا عن مريم ابنة عمران، وأنه أنجب منها ولدًا من غير أب، وتقدم الكلام حولها وولدها عليهما السلام، وما لقيا من الابتلاء، والامتحان، وما قابلا به ذلك.
180- وأخبر عن يونس عليه السلام، وإباقه إلى الفلك، ومساهمته لأهل الفلك، والتقام الحوت له، وإنه كان من المسبحين، الذين يذكرون الله كثيرًا، وعن نبذه في مكان خال لا نبات فيه، وأخبر عن لطفه به ورعايته له، وعنايته به، بإنبات شجرة اليقطين، وأنه أرسله (إلى مائة ألف أو يزيدون) وأنهم آمنوا، ومتعهم الله إلى حين.


((موعظة))
عباد الله للعلم الديني آثار جليلة كم جل بها رجل حقير وكلما كان الرجل أعلم بالعلم الديني كان عند الله وعند العقلاء جليل مضى السلف الصالح الذين يطيب المجلس بذكرهم لقدرهم المنقطع النظير كانوا رجالاً مثلنا ولكن ببركات ما وهبهم مولاهم من العلم الديني وآثاره الجليلة كانوا خير الناس بعد النبيين كانوا أغنى العالم لأنهم رضوا بقسمة مولانا الحكيم الخبير وكانوا أشجع الناس لأنهم علموا أن الأجل لا يطيله الجبن الذميم فكم من قتلة قرنت بالجبن كما قيل:
كَمْ مَخْلَص وَعُلاً في خَوْضِ مَهْلَكَةٍ
وقَتْلَةٍ قُرِنَتْ بالذَّمِ في الجُبُنِ

وكانوا في الحلم والعقل كالجبان الرواسي وكانوا محط رحال الجود والكرم لأنهم يعلمون أن البخيل بعيد من الله بعيد من الناس وأن الذي يرضى بالبخل ويحث عليه إبليس لعنه الله وكانوا يستقبلون البلايا مهما قست بالصبر الجميل لعلمهم أنها تصرف الحكيم الخبير وكانوا يستقبلون النعم بالحمد والشكر لجزمهم أنها لله ومن الله وأنه يزيد الشاكرين ويرضى عن الحامدين وكانوا أبعد الناس عن الشر ولا يحبون أهله لعلمهم أن ذلك يغضب الله وكانوا يحبون الخير لإخوانهم المسلمين وكانوا لا يضمرون حسدًا ولا شرًا لأحد من إخوانهم المؤمنين لعلمهم أن الله يحيط علما بما يسرون وما يعلنون وكانوا إذا قالوا أو فعلوا يتحرون ما يرضي الله تعالى فيما يقولونه ويفعلونه وكانوا لا يشهدون المنكر والزور بل ينكرون على من يحضرون وكانوا يحنون إلى مجالس الذكر حنين الإلف فارقه الإلف وهكذا كانوا إذا أرادوا أن يتحركوا أو يسكنوا باستشارة العلم الديني يتحركون ويسكنون لهذا كانوا لليوم موضع إعجاب الشرق والغرب ونالوا فوق هذا رضى رب العالمين هكذا كانوا ببركات ما وهبهم الله من العلم الديني أما نحن فقد كنا موضع إعجاب من ناحية أن هدفنا في التعليم هو الحطام الفاني لا غير لهذا كان الواحد منا إذا رسب يكاد ينتحر ويقول فات على سنة محصول رواتبها لا يقل عن خمسة آلاف ولو كان قصده العلم بما جهله وتوجيه عباد الله عندما ينجح كان عنده يتساوى السرعة والبطء لأجل أن يمهر في المعلومات لهذا القصد ماتت الفضائل وانتزعت بركة العلم وفقدت هيبة العالم عند كل أحد وصار كل يفتي ولك يرشح نفسه للفتيا فورا ولكن الناس الورعين لا يطمئنون إلا إلى النوادر ممن يوثق بدينهم وأمانتهم ويتركون المرائين والمحبين للظهور والشهرة الذين ضاعوا وضيعوا عباد الله.
وختامًا فلو أننا أحيينا طريقة سلفنا في العلم المطابق للعمل لأصبحنا وقد أحيينا عزهم وشرفهم الدفين رحمة الله على تلك الأرواح العاملة بما علمت.
شعرًا:
إِذَا أَنْتَ لَمْ تَبْكِ العُلُومَ وأَهْلَهَا
فَأَنْتَ بَهِيْمِيُّ الطِّبَاعِ وَإِنَّمَا
سَتَبْكِيْ العُلا قَوْمًا تَسَامَوْا لِنَيْلِهَا
يُعِيْدُوْنَ مِنْهَا مَا تَعَفَّتْ رُسُوْمُهُ
كَفَى غُرْبَةً لِلدِّيْنِ هَذَا الذِيْ نَرَى
أَلَمْ تَبْقَ فِي أَهْلِ الدِيَانَةِ هِمَّةٌ
وقَدْ غَيَّبَتْهَا في التُرَابِ لُحُوْدُ
قُصَارَاكَ ثَوْبٌ نَاعِمٌ وثَرِيْدُ
كأَنَّ لَهُمْ دَمْعَ العُيُونِ هُجُودُ
فَتُضْحِيْ عَلَيْهَا لِلْفِخَارِ بُرُوْدُ
فَلَيْسَ عَلَى ذَا الاغْتِرَابِ مَزِيْدُ
أَلَمْ يَبْقَ شَخْصٌ لِلطُّغَاةِ يَذُوْدُ

اللهم ثبتنا على قولك الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ووفقنا لما وفقت له عبادك الصالحين من امتثال أوامرك واجتناب نواهيك واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.
181- وأخبر عن صالح عليه السلام، وإرساله إلى ثمود القبيلة المعروفة، الذين يسكنون الحجر، وما حوله، وأنه دعاهم إلى التوحيد ونهاهم عن الشرك، وأنه جاءهم بآية، خارقة من خوارق العادات، وهي ناقة، شريفة، فاضلة.
وأخبر أنه بوأهم في الأرض، ومكن لهم فيها، وسهل لهم الأسباب، الموصلة إلى ما يريدون، وأمدهم بالقوة، وأنهم قابلوا إخلاص صالح ونصحه، بعقر الناقة، والتحدي بالعذاب، وآخر الأمر فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (91) الَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيْبًا كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا، وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ.
182- وأخبر عن هود عليه السلام، وإرساله إلى عاد الأولى، في أرض اليمن، يدعوهم إلى التوحيد، وينهاهم عن الشرك، وأنهم قابلوا دعوته برميه بالسفاهة، والكذب، واستنكروا التوحيد واحتجوا عليه بما لا يصلح عقلاً ولا شرعًا أن يكون حجة، من تقليد الآباء، والأجداد، وتحدوا بإتيانه بالوعيد، وأجابهم هود على مقالتهم، وآخر الأمر أنجى الله هودا والذين آمنوا معه، وقطع دابر المكذبين بآيات الله.
183- وأخبر عن شعيب عليه السلام، وإرساله إلى مدين، وأن لا يبخسوا الناس أشيائهم، وأن لا يعثوا في الأرض مفسدين، وأن أشرافهم والكبراء منهم قابلوا ذلك بالتهديد باستعمال القوة السبعية، ولم يراعوا دينًا، ولا ذمة ولا حقًا، بل اتبعوا عقولهم السخيفة، وآخر الأمر أخذتهم الزلزلة الشديدة، فأصبحوا في دارهم جاثمين.
184- وأخبر عن أصحاب الكهف، وأنهم فتية آمنوا بربهم، وأن الله لطف بهم حيث وفقهم للإيمان، وأنهم اعتزلوا قومهم، وآووا إلى الكهف، وبين حالهم بعد أن آووا إلى الكهف وهو أن الشمس تميل عن كهفهم جهة اليمين، وعند الغروب تقرضهم ذات الشمال، فلا تصيبهم الشمس في طلوعها، ولا غروبها، وبين أن هدايتهم، كانت بعناية الله إلى آخر قصتهم.
185- وأخبر عن أيوب عليه السلام، وما أصابه الشيطان به، ونداءه لربه واستجابة الله له، وكشف ما به من ضر، وإعطائه أهله، ومثلهم معه.
186- وأخبر عن إسماعيل عليه السلام، وأنه كان صادق الوعد وأنه من وفائه بالوعد لما وعد من نفسه الصبر على ذبح أبيه له، قال ستجدني إن شاء الله من الصابرين ووفى بذلك، ومكن أباه من الذبح، الذي هو أعظم مصيبة تصيب الإنسان، وأنه كان يأمر أهله بالصلاة والزكاة... إلخ.
187- وأخبر عن إدريس عليه السلام وأن الله وصفه بصفات الكمال، حيث جمع له بين الصديقية وبين اصطفائه لوحيه وأنه رفعه مكانا عاليًا.
188- وأخبر عن إسحاق عليه السلام، وأنه ممن اختارهم الله واصطفاهم، وشرفهم بطاعته، وقواهم على العمل لما يرضيه، وآتاهم البصيرة في الدين قال الله تعالى: وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ (45) إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (46) وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ.
189- وأخبر عن ذي القرنين، وأنه بلغ المشارق والمغارب، وأن الله أعطاه من كل شيء سببًا، وأخبر أنه لما بلغ بين السدين، وجد من دونهما قومًا لا يكادون يفقهون كلام أتباعه ولا كلام غيرهم، وأنهم أخبروه، عن إفساد يأجوج ومأجوج، وأنهم أرادوا أن يجمعوا له ويجعلوا له خرجًا على أن يسد بينهم وبين يأجوج ومأجوج وأنه قال ما أنا فيه خير مما تبذلونه وأجابهم إلى طلبهم وهو السد على يأجوج ومأجوج بأن يجعل ردمًا.
190- وأخبر عن لقمان وأن الله آتاه الحكمة، وأخبر عن موعظته لابنه، المتضمنة للتحذير من الشرك، والأمر بالإخلاص لله وحده وذكر جل وعلا أمره له بالشكر، وأن شكر الشاكر يعود نفعه عليه، وأن من كفر فالله غني حميد فلا يضر الكفر إلا صاحبه، وأن من وصايا لقمان القيمة لابنه الأمر بإقامة الصلاة، والأمر بالمعروف، والصبر على ما يصيبه، وأن تلك الوصايا من الأمور المهمة التي يعزم عليها، ويتحتم على العباد فعلها، ولا محيص منها، ثم حذره من أشياء أخر أولها الكبر... إلخ.
191- وأخبر عن الخضر، وما اختص به من العلم، وما جرى بينه وبين موسى، عندما اتصل به، وما جرى لموسى وفتاه، في سفره إلى الخضر، وما تزوداه في السفر، إلى آخر القصة والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وسلم.
192- وأخبر عن أهل القرية، إذ جاءها المرسلون، وما جرى من أهل القرية، من التكذيب للرسل، وما قاله الرسل، وأن أهل القرية حينما توعدوا الرسل وهموا بقتلهم جاء رجل يسعى من أطراف المدينة، لينصح قومه، ويحضهم على اتباع الرسل، ويذب عن الرسل، وأنه أبان لهم أنه ما اختار لهم إلا ما اختار لنفسه، وهذا يشبه مؤمن آل فرعون الذي دافع عن موسى عليه السلام، وأخبر عن ما حل بأهل القرية، من النكال والعقوبة.
193- وأخبر عن سبإ، وما أمدهم به من البساتين، والمياه العظيمة، والثمار التي بها يتنعمون، ويحصل لهم بها الغبطة، والسرور وأنهم ظلموا أنفسهم، وكفروا بالله، وبنعمته، فأرسل الله عليهم سيل العرم، وذهب بالبساتين، وأهلك الحرث والنسل، وبدلوا بتلك الجنان، والبساتين الحسنة، ببستانين ليس فيهما إلا أشجار تافهة، لا يؤبه لها، وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون.
194- وأخبر عن قارون وما أوتيه من كنوز، وأن مفاتحه تنوء بالعصبة أولى القوة، وأنه بغى على موسى وقومه، وأن قومه نصحوه، بعدة نصائح، وأنه قابلها بالإباء، وكفران النعمة، وأنه خرج مرة على قومه في زينته، وأخبر عن ما قال له مريدوا الحياة الدنيا، وما قال لهم أولوا العلم، وذكر مآل بطره وأشره، وما حل به من الوبال، والنكال، وهو الخسف به وبداره.
وقال الله تعالى لنبيه ورسوله محمد  وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وقال وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ وقال ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وقال تعالى تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ.
وقال تعالى كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء مَا قَدْ سَبَقَ الآية.
وقال تعالى نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ وقال ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ.
فالنبي  عليه وسلم لم يعلمها عن مشاهدة ولكن أعلمه إياها الذي أحاط بكل شيء علمًا الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء وقال تعالى فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَآئِبِينَ وأخبر النبي  بأمور غيبية غير ما ذكرنا أعلمه الله بها وفي بعض ما ذكرنا كفاية تامة لمن أحب أن يقرأها ويتأملها ليقوى إيمانه بالله وبرسله وبما أخبروا به صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.





(فصل)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وسيرة النبي  من آياته، وأخلاقه وأقواله وأفعاله وشريعته من آياته، وأمته من آياته، وكرامات صالحي أمته من آياته.
وذلك بتدبر سيرته من ولد إلى أن بعث ومن حين بعث إلى أن مات وبتدبر نسبه وبلده وأصله وفصله فإنه كان من أشرف أهل الأرض نسبًا من صميم سلالة إبراهيم الذي جعل الله في ذريته النبوة والكتاب.
فلم يأت نبي من بعد إبراهيم إلا من ذريته وجعل له ابنين إسماعيل وإسحاق وذكر في التوراة هذا وهذا وبشر في التوراة بما يكون من ولد إسماعيل.
ولم يكن في ولد إسماعيل من ظهر فيما بشرت به النبوات غيره ودعا إبراهيم لذرية إسماعيل بأن يبعث فيهم رسولاً منهم ثم هو من قريش صفوة بني إبراهيم من بني هاشم صفوة قريش.
ومن مكة أم القرى وبلدة البيت الذي بناه إبراهيم ودعا الناس إلى حجه، ولم يزل محجوجًا من عهد إبراهيم مذكورًا في كتب الأنبياء بأحسن وصف، وكان من أكمل الناس تربية ونشأة لم يزل معروفا بالصدق والبر والعدل ومكارم الأخلاق وترك الفواحش والظلم وكل وصف مذموم.
مشهودًا له بذلك عند جميع من يعرفه قبل النبوة وممن آمن به وكفر بعد النبوة، لا يعرف له شيء يعاب به لا في أقواله ولا في أفعاله ولا في أخلاقه ولا جربت عليه كذبة قط ولا ظلم ولا فاحشة.
وكان خلقه وصورته من أكمل الصور وأتمها وأجمعها للمحاسن الدالة على كماله، وكان أميًا من قوم أميين لا يعرف لا هو ولا هم ما يعرفه أهل الكتاب "التوراة والإنجيل".
ولم يقرأ شيئًا من علوم الناس ولا جالس أهلها ولم يدع بنبوة إلى أن أكمل الله له أربعين سنة فأتى بأمر هو أعجب الأمور وأعظمها وبكلام لم يسمع الأولون والآخرون بنظيره.
وأخبر بأمر لم يكن في بلده ولا في قومه من يعرف مثله ولم يعرف قبله ولا بعده، لا في مصر من الأمصار ولا في عصر من الأعصار من أتى بمثل ما أتى به ولا من ظهر كظهوره.
ولا من أتى من العجائب والآيات بمثل ما أتى به ولا من دعا إلى شريعة أكمل من شريعته، ولا من ظهر دينه على الأديان كلها بالعلم والحجة وباليد والقوة كظهوره.
ثم إنه اتبعه أتباع الأنبياء وهم الضعفاء من الناس وكذبه أهل الرئاسة وعادوا وسعوا في هلاكه وهلاك من تبعه بكل طريق، كما كان الكفار يفعلون مع الأنبياء وأتباعهم.
والذين اتبعوه لم يتبعوه لرغبة ولا لرهبة، فإنه لم يكن عنده مال يعطيهم ولا جهات يوليهم إياها ولا كان له سيف بل كان السيف والجاه والمال مع أعدائه، وقد آذوا أتباعه بأنواع الأذى وهم صابرون محتسبون لا يرتدون عن دينهم لما خالط قلوبهم حلاوة الإيمان والمعرفة.
وكانت مكة يحجها العرب من عهد إبراهيم فتجتمع في الموسم قبائل العرب فيخرج إليهم يبلغهم الرسالة ويدعوهم إلى الله صابرًا على ما يلقاه من تكذيب المكذب وجفاء الجافي وإعراض المعرض إلى أن اجتمع بأهل يثرب وكانوا جيران اليهود قد سمعوا أخباره منهم وعرفوه.
فلما دعاهم علموا أنه النبي المنتظر الذي تخبرهم به اليهود وكانوا قد سمعوا من أخباره ما عرفوا به مكانته، فإن أمره كان قد انتشر وظهر في بضع عشرة سنة فآمنوا به وتابعوه على هجرته وهجرة أصحابه إلى بلدهم وعلى الجهاد معه.
فهاجر هو ومن اتبعه إلى المدينة وبها المهاجرون والأنصار ليس فيهم من آمن برغبة دنيوية ولا برهبة إلا قليلاً من الأنصار أسلموا في الظاهر ثم حسن إسلام بعضهم ثم أذن له في الجهاد ثم أمر به.
ولم يزل قائمًا بأمر الله على أكمل طريقة وأتمها من الصدق والعدل والوفاء لا يحفظ عليه كذبة واحدة ولا ظلم لأحد ولا غدر بأحد، بل كان أصدق الناس وأعدلهم وأبرهم وأوفاهم بالعهد مع اختلاف الأحوال عليه من حرب وسلم وأمن وخوف وغنى وفقر وقلة وكثرة وظهوره على العدو تارة وظهور العدو عليه تارة.
وهو على ذلك كله ملازم لأكمل الطرق وأتمها حتى ظهرت الدعوة في جميع أرض العرب التي كانت مملوءة من عبادة الأوثان ومن أخبار الكهان وطاعة المخلوق في الكفر بالخالق وسفك الدماء المحرمة وقطيعة الأرحام لا يعرفون آخرة ولا معادًا.
فصاروا أعلم أهل الأرض وأدينهم وأعدلهم وأفضلهم وهذه آثار علمهم وعملهم في الأرض وآثار غير هم يعرف العقلاء فرق ما بين الأمرين وهو  مع ظهور أمره وطاعة الخلق له وتقديمهم له على الأنفس والأموال مات ولم يخلف درهمًا ولا دينارًا ولا متاعًا ولا دابة إلا بغلته وسلاحه ودرعه مرهونة عند يهودي على ثلاثين وسقا من شعير ابتاعها لأهله.
وكان بيده عقار ينفق منه على أهله والباقي يصرفه في مصالح المسلمين فحكم بأنه لا يورث ولا يأخذ ورثته منه شيئًا وهو في كل وقت يظهر على يديه من الآيات وفنون الكرامات ما يطول وصفه.
ويخبرهم بما كان وما يكون ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويشرع الشريعة شيئا بعد شيء.
أكمل الله دينه الذي بعث به وجاءت شريعته أكمل شريعة لم يبق معروف تعرف العقول أنه معروف إلا أمر به ولا منكر تعرف العقول أنه منكر إلا نهى عنه.
لم يأمر بشيء فقيل ليته لم يأمر به ولا نهى عن شيء فقيل ليته لم ينه عنه وأحل الطيبات لم يحرم شيئًا منهاكما حرم في شرع غيره وحرم الخبائث لم يحل منها شيئًا كما استحله غيره.
وجميع محاسن ما عليه الأمم فلا يذكر في التوراة والإنجيل والزبور نوع من الخبر عن الله وعن ملائكته وعن اليوم الآخر إلا وقد جاء به على أكمل وجه وأخبر بأشياء ليست في هذه الكتب.
وأمته أكمل الأمم في كل فضيلة فإذا قيس علمهم بعلم سائر الأمم ظهر فضل علمهم وإن قيس دينهم وعبادتهم وطاعتهم لله بغيرهم ظهر أنهم أدين من غيرهم وإذا قيس شجاعتهم وجهادهم وصبرهم على المكاره في ذات الله ظهر أنهم أعظم جهادًا وأشجع قلوبًا وهذه الفضائل به نالوها ومنه تعلموها وهو الذي أمرهم بها ا.هـ.
وقال آخر:
اعلم أن من شاهد أحواله  وأصغى إلى سماع أخباره المشتملة على أخلاقه وأفعاله وأحواله وعاداته وسجاياه وسياسته لأصناف الخلق وهدايته إلى ضبطهم وتألفه أصناف الخلق وقوده إياهم إلى طاعته.
مع ما يحكى من عجائب أجوبته في مضائق الأسئلة وبدائع تدبيراته في مصالح الخلق ومحاسن إشاراته في تفصيل ظاهر الشرع التي يعجز الفقهاء والعقلاء عن إدراك أوائل دقائقها في طول أعمارهم لم يبق له ريب ولا شك في أن ذلك لم يكن مكتسبًا بحيلة تقوم بها القوة البشرية.
بل لا يتصور ذلك إلا بالاستمداد من تأييد سماوي وقوة إلهية وأن ذلك كله لا يتصور لكذاب ولا ملبس بل كانت شمائله وأحواله شواهد قاطعة بصدقه حتى أن العربي القح كان يراه فيقول: والله ما هذا وجه كذاب.
فكان يشهد له بالصدق بمجرد رؤيته لشمائله فكيف من شاهد أخلاقه ومارس أحواله في جميع مصادره وموارده اهـ.
اللهم ألهمنا ذكرك وشكرك وارزقنا حبك وسهل علينا طاعتك وفرغنا للتفكير في مخلوقاتك واجعل لنا رضاك موئلاً وعاقبة واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.
إِلى اللهِ تشْكُوا قَسْوةً وَتَوَحُّدَا
ودُوْنَكَ مِنِّي النُّصْحَ يَاذَا المُوَحِّدُ
ونَرْجُوْهُ غُفْرَانًا فَرَبُّكَ أَوْحَدُ
قُمِ الليَّلَ يَا هَذَا لَعَلَّكَ تَرْشُدُ

إِلى كَمْ تَنَامُ الليلَ والعُمْرُ يَنْفَدُ
تيقظ وَتُبْ فاللهُ لِلْخَلْقِ رَاحِمٌ
فَقُمْ لا تَنَمْ فالشَّهْمُ بالَلَّيلْ قَائِمٌ
وإِنِّي لِنَفْسِي نَاصِحٌ ومُلازِمٌ
أَرَاكَ بِطُوْلِ اللَّيلِ وَيْحَكَ نَائِمٌ

وَغَيْرُكَ في مِحْرابِهِ يَتَهَجَّدُ
لَقَدْ فَازَ أَقْوَامٌ ونَحْنُ نُشَاهِدُ
فَلَيْسَ سَواءٌ قَائِمٌ ذَا وَرَاقِدُ
أَما تَسْتَحِيْ أَوْ تَرْعَوِي أَوْ تُجَاهِدُ
ولَوْ عَلِمَ البَطَّالُ مَا نَالَ زَاهِدُ

مِنَ الأَجْرِ والإِحْسَانِ مَا كَانَ يَرْقُدُ
فَكَمْ قَدْ أَكَلْنَا والتَّقِيُّونَ صُوَّمُ
وَلَوْ مُفْلِسٌ يَدْرِيْ وَهَلْ أَيْنَ خَيَّمُوْا
ونُمْنًا وَهُمْ بالْليَّلِ يَبْكُونَ قَوَّمُ
لَصَامَ وقَامَ الليلَّ والناسُ نُوَّمُ

إِذَا مَا دَنَى مِنْ عَبْدِهِ المُتَفَرِّدُ
وأَسْبَل في الدَّاجِي دُمُوعًا بعَبْرَةٍ
وقَامَ وصَلَّى خَائِفًا في مَحَبَّةً
وتابَ وأَبْدَى الخَوْفَ مِن كُلِّ هَيْبَةٍ
بَحَزْمٍ وعَزْمٍ واجْتِهَادٍ وَرَغْبَةٍ

وَيَعْلَمُ أَنَّ اللهَ ذُوْ العَرْشِ يُعْبَدُ
فَحَاذِرْ مِن الدُنْيَا ومِنْ لَدْغِ صِلِّهَا
فَسَافِرْ وطَلِّقْهَا ثَلاثًا وخَلِّهَا
فَلَيْسَ لَهَا عَهْدٌ يَفِيْ لَوْ لِخِلِّهَا
ولَوْ كَانَتِ الدُنْيَا تَدُوْمُ لأَهْلِهَا

لَكَانَ رَسُولُ اللهِ فِيْهَا مُخَلَّدُ
أَلَمْ يَأْنْ أَنْ نَخْشَعْ وأَيْنَ التَّهَجُدُ
تيَقَّظْ أَخِيْ وَاحْذَرْ وإِيَّاكَ تَرْقُدُ
أَفِي سِنَةٍ كُنَّا أَمِ القَلْبُ جَلْمَدُ
أَتَرْقُدُ يَا مَغْرُوْرُ والنارُ تُوْقَدُ

فلا حَرُّهَا يَطْفَى ولا الجَمْرُ يَخْمُدُ
أَمَا لَوْ عَلمْنَاهَا نَهَضْنَا إِذَا شَظَى
وَلَمْ تَغْتَمِضْ عَيْنًا بِتَذْكَارِنَا اللَّظَى
نَعُجُّ وبَعْضُ القَوْمِ لِلَبَعْضِ أَيْقَظَا
أَلا إِنَّهَا نَارٌ يُقَالُ لَهَا لَظَى

فَتَخْمُدُ أَحْيَانًا وأَحْيَانًا تُوْقَدُ
عَلَى الخَمْسِ تَوْدِيعًا بوَقْفٍ فَصَلِّها
وتُبْ عَن ذُنُوْبٍ لا تَذِلُّ بِذُلِّهَا
وحَافِظْ عَلَى تِلْكَ النَّوافِلِ كُلِّهَا
فيَا رَاكِبَ العِصْيَانِ وَيْحَكَ خَلِّهَا

سَتُحْشَرُ عَطْشَانَا وَوَجْهُكَ أَسْوَدُ
أَلا إِنَّ أَهْلَ العْلِمِ فِي عِلْمِ غَيْبِهِ
سَمَوْ بالهُدَى والناسُ مِن فَوْقِ تُرْبِهِ
لَهُمْ كُلُّ خَيْر مِن إِلَهِيْ بقُرْبِهِ
فكَمْ بَيْنَ مَسْرُورٍ بِطَاعَةِ رَبِّهِ

وآخَرُ بالذَّنْبِ الثَّقِيْلِ مُقَيَّدُ
إِذَا كُوِّرَتْ شَمْسُ العِبَادِ وأَنْجُمٌ
وقُرِّبَتِ النَّارُ العَظِيْمَةُ تُضْرَمُ

وَكُبْكِبَ هَذَا ثُمَّ هَذَا مُسَلَّمٌ
فَهَذَا سَعِيدٌ فِي الْجِنَانِ مُنَعَّمٌ
وَقَدْ كَانَ هَذَا الْحُكْمُ مِنْ رَبِّنَا مَضَى
إِلَهِي أَنِلْنِي الْعَفْوَ مِنْكَ مَعَ الرِّضَى
وَهَذَا شَقِيٌّ فِي الْجَحِيمِ مُخَلَّدٌ
وَلابُدَّ هَذَا الْحُكْمُ فِي الْحَشْرِ يُمْتَضَى
إِذَا نُصِبَ الْمِيزَانُ لِلْفَصْلِ وَالْقَضَى
ج
وَقَدْ قَامَ خَيْرُ الْعَالَمِينَ مُحَمَّدٌ
نَبِيُّ الْهُدَى الْمَعْصُومُ عَنِ كُلَّ زَلَّةِ
وَمِلَّتُهُ يَا صَاحِبِي خَيْرُ مِلَّةْ
شَفِيعُ الْوَرَى أَكْرِم بِهَا مِنْ فَضِيلَةٍ
عَلَيْهِ صَلاةُ اللهِ فِي كُلِّ لَيْلَةْ

مَعَ الآلِ وَالأصْحَابِ مَا دَارَ فَرْقَدٌ ( )

(فصل)
وقال الماوردي رحمه الله في ذكر خصائص الرسول  وفضائله وشرف أخلاقه وشمائله المؤيدة لنبوته والمبرهنة على عموم رسالته:
فالكمال المعتبر في البشر يكون من أربعة أوجه: كمال الخلق وكمال الخلق وفضائل الأقوال وفضائل الأعمال.
فأما الوجه الأول في كمال خلقه بعد اعتدال صورته فيكون بأربعة أوصاف أحدها: السكينة الباعثة على الهيبة والتعظيم الداعية إلى التقديم والتسليم.
وكان أعظم مهيب في النفوس حتى ارتاعت رسل كسرى من هيبته حين أتوه مع ارتياعهم بصولة الأكاسرة ومكاثرة الملوك الجبابرة.
فكان  في نفوسهم أهيب وفي أعينهم أعظم وإن لم يتعاظم بأهبة ولم يتطاول بسطوة بل كان بالتواضع موصوفًا وبالوطأة – أي السهولة – معروفًا.
والثاني: في الطلاقة الموجبة للإخلاص والمحبة الباعثة على المصافاة والمودة.
وقد كان صلوات الله عليه محبوبًا استحكمت محبة طلاقته في النفوس حتى لم يقله مصاحب ولم يتباعد منه مقارب وكان أحب إلى أصحابه من الآباء والأبناء وشرب الماء البارد على الظمأ.
والثالث: حسن القبول الجالب لممايلة القلوب حتى تسرع إلى طاعته وتذعن بموافقته وقد كان قبول منظره  مستوليًا على القلوب ولذلك استحكمت مصاحبته في النفوس حتى لم ينفر منه معاند ولا استوحش منه مباعد إلا من ساقه الحسد إلى شقوته وقاده الحرمان إلى مخالفته.
والرابع: ميل النفوس إلى متابعته وانقيادها لموافقته وثباته على شدائده ومصابرته، فما شذ عنه معها من أخلص ولا ند عنه فيها من تخصص.
وهذه الأربعة من دواعي السعادة وقوانين الرسالة وقد تكاملت فيه فكمل لما يوازيها واستحق ما يقتضيها.
وأما الوجه الثاني في كمال أخلاقه فيكون بست خصال:
(إحداهن): رجاحة عقله وصحة وهمه وصدق فراسته وقد دل على وفور ذلك فيه صحة رأيه وصواب تدبيره وحسن تألفه.
وأنه ما استغفل في مكيدة ولا استعجز في شديدة بل كان يلحظ الأعجاز في المبادئ فيكشف عيوبها ويحل خطوبها وهذا لا ينتظم إلا بأصدق وهم وأوضح جزم.
والخصلة الثانية: ثباته في الشدائد وهو مطلوب وصبره على البأساء والضراء وهو مكروب ومحروب ونفسه في اختلاف الأحوال ساكنة لا يخور في شديدة ولا يستكين لعظيمة وقد لقي بمكة من قريش ما يشيب النواصي ويهد الصياصي وهو مع الضعف يصابر صبر المستعلي ويثبت ثبات المستولي.
والخصلة الثالثة: زهده في الدنيا وإعراضه عنها وقناعته بالبلاغ منها فلم يمل إلى غضارتها ولم يله لحلاوتها وقد ملك من أقصى الحجاز إلى عذار العراق ومن أقصى اليمن إلى شحر عمان.
وهو أزهد الناس فيما يقتنى ويدخر وأعرضهم عما يستفاد ويحتكر لم يخلف عينًا ولا دينًا ولا حفر نهرًا ولا شيد قصرًا ولم يورث ولده وأهله متاعًا ولا مالاً ليصرفهم عن الرغبة في الدنيا كما صرف نفسه عنها فيكونوا على مثل حاله في الزهد فيها.
وحقيق بمن كان في الدنيا بهذه الزهادة حتى اجتذب أصحابه إليها أن لا يتهم بطلبها ويكذب على الله تعالى في إدعاء الآخرة ويقنع في العاجل وقد سلب الآجل بالميسور النزر ورضي بالعيش الكدر.
والخصلة الرابعة: تواضعه للناس وهم أتباع وخفض جناحه لهم وهو مطاع يمشي في الأسواق ويجلس على التراب ويمتزج بأصحابه وجلسائه فلا يتميز عنهم إلا بإطراقه وحيائه، فصار بالتواضع متميزًا وبالتذلل متعززًا.
ولقد دخل عليه بعض الأعراب فارتاع من هيبته فقال خفض عليك فإنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة وهذا من شرف أخلاقه وكريم شيمه فهي غريزة فطر عليها وجبلة طبع بها لم تندر فتعد ولم تحصر فتحد.
والخصلة الخامسة: حلمه ووقاره عن طيش يهزه أو خرق يستفزه فقد كان أحلم في النفار من كل حليم وأسلم في الخصام من كل سليم.
وقد مني بجفوة الأعراب فلم يوجد منه نادرة ولم يحفظ عليه بادرة ولا حليم غيره إلا ذو عثرة ولا وقور سواه إلا ذو هفوة فإن الله تعالى عصمه من نزع الهوى وطيش القدرة لهفوة أو عثرة ليكون بأمته رؤوفًا وعلى الخلق عطوفًا قد تناولته قريش بكل كبيرة وقصدته بكل جريرة وهو صبور عليهم ومعرض عنهم.
وما تفرد بذلك سفهاؤهم عن حلمائهم ولا أراذلهم دون عظمائهم بل تمالأ عليه الجلة والدون، فكلما كانوا عليه من الأمر ألح – كان عنهم أعرض وأصفح حتى قهر فعفا، وقدر فغفر.
(وقال لهم) حين ظفر بهم عام الفتح وقد اجتمعوا إليه ما ظنكم بي قالوا ابن عم كريم فإن تعف فذاك الظن بك وإن تنتقم فقد أسأنا فقال بل أقول كما قال يوسف لإخوته لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.
وقال: اللهم قد أذقت أول قريش نكالاً فأذق آخرهم نوالاً وأتته هند بنت عتبة وقد بقرت بطن عمه حمزة ولاكت كبده فصفح عنها وأعطاها يده لبيعتها.
فإن قيل فقد ضرب رقاب بني قريظة صبرًا في يوم واحد وهم نحو سبعمائة فأين موضع العفو والصفح قيل إنما فعل ذلك في حقوق الله تعالى.
وقد كانت بنو قريظة رضوا بتحكيم سعد بن معاذ عليهم فحكم أن من جرت عليه الموسى قتل ومن لم تجر عليه استرق فقال رسول الله : هذا حكم الله من فوق سبعة أرقعة، فلم يجز أن يعفو عن حق وجب لله تعالى عليهم وإنما يختص عفوه بحق نفسه.
والخصلة السادسة: حفظه للعهد ووفاؤه بالوعد فإنه ما نقض لمحافظ عهدًا ولا أخلف لمراقب وعدًا يرى الغدر من كبائر الذنوب والإخلاف من مساوئ الشيم فيلتزم فيهما الأغلظ ويرتكب فيهما الأصعب حفظًا لعهده ووفاء بوعده حتى يبتدئ معاهدوه بنقضه فيجعل الله تعالى له مخرجًا كفعل اليهود من بني قريظة وبني النضير وكفعل قريش بصلح الحديبية فيجعل الله تعالى له في نكثهم الخيرة.
فهذه ست خصال تكاملت في خلقه، فضله الله تعالى على جميع خلقه.
وأما الوجه الثالث في فضائل أقواله فمعتبر بثمان خصال:
إحداهن: ما أوتي من الحكمة البالغة، وأعطي من العلوم الجمة الباهرة، وهو أمي من أمة أمية لم يقرأ كتابًا ولا درس علمًا ولا صحب عالمًا ولا معلمًا فأتى بما بهر العقول وأذهل الفطن من إتقان ما أبان وإحكام ما أظهر فلم يعثر فيه بزلل في قول أو عمل.
وقد شرع من تقدم من حكماء الفلاسفو سننًا حملوا الناس على التدين بها حين علموا أنه "لا صلاح للعالم إلا بدين ينقادون له ويعملون به" فما راق لها أثر ولا فاق لها خبر.
والخصلة الثانية: حفظه لما أطلعه الله تعالى عليه من قصص لأنبياء مع الأمم وأخبار العالم في الزمن الأقدم حتى لم يعزب عنه منها صغير ولا كبير ولا شذ عنه منها قليل ولا كثير.
وهو لا يضبطها بكتاب يدرسه ولا يحفظها بعين تحرسه، وما ذاك إلا من ذهن صحيح وصدر فسيح وقلب شريح وهذه الثلاثة آلة ما استودع من الرسالة وحمل من أعباء النبوة فجدير أن يكون بها مبعوثًا وعلى القيام بها محثوثًا.
والخصلة الثالثة: إحكامه لما شرع بأظهر دليل وبيانه بأوضح تعليل حتى لم يخرج منه ما يوجبه معقول ولا دخل فيه ما تدفعه العقول.
ولذلك قال  "أوتيت جوامع الكلم واختصرت لي الحكمة اختصارًا" لأنه نبه بالقليل على الكثير فكف عن الإطالة وكشف عن الجهالة وما تيسر ذلك إلا وهو عليه معان وإليه مقاد.
والخصلة الرابعة: ما أمر به من محاسن الأخلاق ودعا إليه من مستحسن الآداب وحث عليه من صلة الأرحام وندب إليه من التعطف على الضعفاء والأيتام.
ثم ما نهى عنه من التباغض والتحاسد وكف عنه من التقاطع والتباعد لتكون الفضائل فيهم أكثر ومحاسن الأخلاق بينهم أنشر، ومستحسن الآداب عليهم أظهر وتكون إلى الخير أسرع ومن الشر أمنع.
فيتحقق فيهم قول الله تعالى كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ فلزموا أمره واتقوا زواجره فتكامل بهم صلاح دينهم ودنياهم حتى عز بهم الإسلام بعد ضعفه وذل بهم الشرك بعد عزه فصاروا أئمة أبرارًا وقادة أخيارًا.
والخصلة الخامسة: وضوح جوابه إذا سئل وظهور حجاجه إذا جادل لا يحصره عي ولا يقطعه عجز ولا يعارضه خصم في جدال إلا كان جوابه أوضح وحجاجه أرجح.
والخصلة السادسة: أنه محفوظ اللسان من تحريف في قول واسترسال في خبر يكون إلى الكذب منسوبًا وللصدق مجانبًا فإنه لم يزل مشهورًا بالصدق في خبره فاشيًا وكثيرًا حتى صار بالصدق مرقومًا وبالأمانة مرسومًا.
وكانت قريش بأسرها تتيقن صدقه قبل الإسلام فجهروا بتكذيبه في استدعائهم إليه فمنهم من كذبه حسدًا ومنهم من كذبه عنادًا ومنهم من كذبه استبعادًا أن يكون نبيًا أو رسولاً.
ولو حفظوا عليه كذبة نادرة في غير الرسالة لجعلوها دليلاً على تكذيبه في الرسالة، ومن لزم الصدق في صغره كان له في الكبر ألزم ومن عصم منه في حق نفسه كان في حقوق الله تعالى أعصم وحسبك بهذا دفعًا لجاحد وردًا لمعاند.
والخصلة السابعة: تحرير كلامه في التوخي به إبان حاجته والاقتصار منه على قدر كفايته فلا يسترسل فيه هذرًا ولا يحجم عنه حصرًا وهو فيما عدا، حالتي الحاجة والكفاية أجمل الناس صمتًا وأحسنهم سمتًا.
ولذلك حفظ كلامه حتى لم يختل وظهر رونقه حتى لم يعتل واستعذبته الأفواه حتى بقي محفوظًا في القلوب مدونًا في الكتب فلن يسلم الإكثار من الزلل ولا الهذر من الملل.
والخصلة الثامنة: أنه أفصح الناس لسانًا وأوضحهم بيانًا وأوجزهم كلامًا وأجزلهم ألفاظًا وأصحهم معاني لا يظهر في هجنة التكلف ولا يتخلله فيهقة التعسف.
وقد دون كثر من جوامع كلمه ومن كلامه الذي لا يشاكل في فصاحته وبلاغته ومع ذلك فلا يأتي عليه إحصاء ولا يبلغه استقصاء.
ولو مزج كلامه بغيره لتميز بأسلوبه ولظهر فيه آثار التنافر فلم يلتبس حقه من باطله ولبان صدقه من كذبه هذا ولم يكن متعاطيًا للبلاغة ولا مخالطًا لأهلها من خطباء أو شعراء أو فصحاء وإنما هو من غرائز طبعه وبداية جبلته وما ذاك إلا لغاية تراد وحادثة تشاد.

وأما الوجه الرابع في فضائل أفعاله فمختبر بثمان خصال:
(إحداهن) حسن سيرته وصحة سياسته في دين نقل به الأمة عن مألوف وصرفهم به عن معروف إلى غير معروف فأذعنت به النفوس طوعًا وانقادت خوفًا وطمعًا وشديد عادة منتزعة إلا لمن كان مع التأييد الإلهي معانًا بحزم صائب وعزم ثاقب.
وحسبك بما استقرت قواعده على الأبد حتى انتقل عن سلف إلى خلف يزداد فيهم حلاوته ويشتد فيهم جدته ويرونه نظامًا لأعصار تنقلب صروفها ويختلف مألوفها أن يكون لمن قام به برهانًا ولمن ارتاب به بيانًا.
والخصلة الثانية: أنه جمع بين رغبة من استمال ورهبة من استطاع حتى اجتمع الفريقان على نصرته وقاموا بحقوق دعوته رغبًا في عاجل وآجل ورهبًا من زائل ونازل، لاختلاف الشيم والطباع في الانقياد الذي لا ينتظم بأحدهما ولا يستديم إلا بهما فلذلك صار الدين بهما مستقرًا والصلاح بهما مستمرًا.
والخصلة الثالثة: أنه عدل فيما شرعه من الدين عن الغلو والتقصير إلى التوسط وخير الأمور أوساطها وليس لما جاوز العدل حظ من رشد ولا نصيب من سداد.
والخصلة الرابعة: أنه لم يمل بأصحابه إلى الدنيا ولا إلى رفضها وأمدهم فيها بالاعتدال، وقال: "خيركم من لم يترك دنياه لآخرته ولا آخرته لدنياه ولكن خيركم من أخذ من هذه وهذه" وهذا صحيح لأن الانقطاع إلى أحدهما اختلال والجمع بينهما اعتدال.
وقال : "نعم المطية الدنيا فارتحلوها تبلغكم الآخرة" وإنما كان كذلك لأن منها يتزود لآخرته. ويستكثر فيها من طاعته وأنه لا يخلو تاركها من أن يكون محرومًا مضاعًا أو مرحومًا مراعى وهو في الأول كل وفي الثاني ومستذل.
والخصلة الخامسة: تصديه لمعالم الدين ونوازل الأحكام حتى أوضح للأمة ما كلفوه من العبادات وبين لهم ما يحل وما يحرم من مباحات ومحظورات وفصل لهم ما يجوز ويمتنع من عقود ومناكح ومعاملات.
حتى احتاج أهل الكتاب في كثير من معاملاتهم ومواريثهم لشرعه ولم يحتج شرعه إلى شرع غيره ثم مهد لشرعه أصولاً تدل على الحوادث المغفلة ويستنبط لها الأحكام المعللة فأغنى عن نص بعد ارتفاعه وعن التباس بعد إغفاله ثم أمر الشاهد أن يبلغ الغائب ليعلم بإنذاره ويحتج بإظهاره فقال : "بلغوا عني ولا تكذبوا علي فرب مبلغ أوعى من سامع ورب حامل فقه إلى من هو أفقه مني".
فأحكم ما شرع من نص أو تنبيه وعم ما أمر من حاضر وبعيد حتى صار لما تحمله من الشرع مؤديًا ولما تقلده من حقوق الأمة موفيا لئلا يكون في حقوق الله زلل وذلك في برهة من زمانه لم يستوف تطاول الاستيعاب حتى أوجز وأنجز وما ذاك إلا بديع معجز.
والخصلة السادسة: انتصابه لجهاد الأعداء وقد أحاطوا بجهاته وأحدقوا بجنباته وهو في قطب مهجور، وعدد محقور فزاد به من قل وعز به من ذل وصار بإثخانه في الأعداء محذورًا وبالرعب فيه منصورًا فجمع بين التصدي لشرع الدين حتى ظهر وانتشر وبين الانتصاب لجهاد العدو حتى قهر وانتصر الجمع بينهما معوز إلا لمن أمده الله بمعونته وأيده بلطفه والمعوز معجز.
والخصلة السابعة: ما خص به من الشجاعة في حروبه والنجدة في مصابرة عدوه فإنه لم يشهد حربًا في فزاع إلا صابر حتى انجلت عن ظفر أو دفاع وهو في موقفه لم يزل عنه هربًا ولا حاز فيه رغبًا.
بل ثبت بقلب آمن وجأش ساكن قد ولى عنه أصحابه يوم حنين حتى بقي بإزاء جمع كثير وجم غفير في تسعة من أهل بيته وأصحابه على بغلة مسبوقة إن طلبت غير مستعدة لهرب ولا طلب وهو ينادي أصحابه ويظهر نفسه ويقول إلي عبدا الله "أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب" فعادوا أشذاذًا وأرسالاً وهوازن تراه وتحجم عنه فما هاب حرب من كاثرة ولا انكفأ عن مصاولة من صابره.
وقد عضده الله تعالى بأنجاد وأنجاد فانحازوا وصبر حتى أمده الله بنصره وما لهذه الشجاعة من عديل ولقد طرق المدينة فزع فانطلق الناس فتلقوه نحو الصوت فوجدوا رسول الله  قد سبقهم إليه فتلقوه عائدًا على فرس عري لأبي طلحة الأنصاري وعليه السيف فجعل يقول أيها الناس لم تراعوا لم تراعوا ثم قال لأبي طلحة إنا وجدنا بحرًا وكان الفرس يبطئ فما سبقه فرس بعد ذلك.
وما ذاك إلا عن ثقة من أن الله تعالى سينصره وأن دينه سيظهره تحقيقًا لقوله تعالى لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وتصديقًا لقول رسوله  "زويت لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وسيلغ ملك أمتي ما زوي لي منها" وكفى بهذا قيامًا بحقه وشاهدًا على صدقه.
والخصلة الثامنة: ما منح من السخاء والجود حتى جاد بكل موجود وآثر بكل مطلوب ومحبوب، ومات ودرعه مرهونة عند يهودي على آصع من شعير لطعام أهله.
وقد ملك جزيرة العرب وكان فيها ملوك وأقيال لهم خزائن وأموال يقتنونها ذخرًا ويتباهون بها فخرًا ويستمتعون بها أشرًا وبطرًا وقد حاز ملك جميعهم فما اقتنى دينارًا ولا درهمًا لا يأكل إلا الخشن ولا يلبس إلا الخشن.
ويعطي الجزل الخطير ويصل الجم الغفير ويتجرع مرارة الإقلال ويصبر على سغب الاختلال وكان يقول "أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم فمن ترك دينًا أو ضياعًا فعلي ومن ترك مالاً فلورثته" فهل مثل هذا الكرم والجود كرم وجود أم هل لمثل هذا الإعراض والزهادة إعراض وزهد هيهات.
هل يدرك شأو من هذه شذور من فضائله ويسير من محاسنه التي لا يحصى لها عددًا ولا يدرك لها أمدًا لم تكمل في غيره فيساويه ولا كذب بها ضد يناويه ولقد جهد كل منافق ومعاند وكل زنديق وملحد أن يزري عليه في قول أو فعل.
أو يظفر بهفوة في جد أو هزل فلم يجد إليه سبيلاً وقد جهد جهده وجمع كيده.
فأي فضل أعظم من فضل شاهدة الحسدة والأعداء فلم يجدوا فيه مغمزًا لثالب أو قادح ولا مطعنًا لجارح أو فاضح فهو كما قال الشاعر:
شَهِدَ الأَنَامُ بِفَضْلِهِ حَتَّى العِدَا
والفَضْلُ مَا شَهِدَتْ بِهِ الأَعْدَاءُ

وبالجملة فآية أخلاقه صلوات الله عليه آية كبرى وعلم من أعلام نبوته العظمى وقد أجملها بعضهم بقول وآية أخرى لا يعرفها إلا الخاصة ومتى ذكرت الخاصة فالعامة في ذلك مثل الخاصة.
وهي الأخلاق والأفعال التي لم تجتمع لبشر قط قبله ولا تجتمع لبشر بعده وذلك أنا لم نر ولم نسمع لأحد قط كصبره ولا كحلمه ولا كوفائه ولا كزهده ولا كجوده ولا كنجدته ولا كصدق لهجته ولا ككرم عشرته ولا كتواضعه ولا كحفظه ولا كصمته أي إذا صمت ولا كقوله إذا قال ولا كعجيب منشئه ولا كعفوه ولا كدوام طريقته وقلة امتنانه.
ولم تجد شجاعًا قط إلا وقد جال حوله وفر فرة وانحاز مرة ولا يستطيع منافق ولا زنديق ولا دهري أن يحدث أنه  جال جولة قط ولا فر فرة قط ولا حام على غزوة ولا هاب حربًا من مكاثرة.
وذلك من أعجب ما آتاه الله نبيًا قط مع سائر ما جاء به من الآيات ومن ضرورة البرهانات إذ أعداؤه جم غفير وجمعهم كثير فخصمهم حين جادلوه وصابرهم حين عاندوه وكابد من الشدائد ما لم يثبت عليها إلا كل معصوم ولم يسلم منها إلا منصور إلى أن علت كلمته وظهرت دعوته.
وكل هذه آيات تنذر بالحق وتلائم الصدق، لأن الله لا يهدي كيد الخائنين ولا يصلح عمل المفسدين، انتهى كلامه.
اللهم اسلك بنا مناهج السلامة وعافنا من موجبات الحسرة والندامة ووفقنا للاستعداد لما وعتنا وأدم لنا إحسانك ولطفك كما عودتنا واتمم علينا ما به أكرمتنا برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
"قصيدة في غربة الإسلام وإهمال نصره"
"ممن ينتسب إليه"
لَهْفِيْ عَلَى الإِسْلامِ مِنْ أَشْيَاعِهِ
لَهَفِيْ عَلَيْهِ تَنَكَّرَتْ أَعْلامُهُ
لَهْفِيْ عَلَيْهِ أَصْبَحَتْ أَنْوَارُهُ
لَهَفِيْ عَلَيْه أَصْبَحَتْ أَنْصَارُهُ
لَهَفِيْ عَليهِ أَهْلُهُ فِي غُرْبَةٍ
لَهَفِيْ عَلَيْهِمْ أَصْبَحُوا فِي ضَيْعَةٍ
لَهَفِيْ عَلَيْهِمْ كَمْ لَنَا قَدْ أَخْلَصُوْا
لَهَفِيْ عَلَى مَنْ يَجْلِبُونَ عَلَيْهِمُوْا
لَهَفِيْ عَلَى مَنْ هُمْ مَصَابِيْحُ الهُدَى
لَهَفِيْ عَلَيْهِم أُوْجِدُوْا فِي أُمَّةٍ
لا يُعْرَفُ المَعْرُوْفُ فِيْمَا بَيْنَنَا
خَذَلَتْ ذَوِيْ النُّصْحِ الصَّحِيْحِ وَأَصْبَحَتْ
يَا وَيْحَ قَوْمٍ لا يُمَيِّزُ جُلُّهُمْ
فَتَصَدَّرَ الجُهَّالُ والضُّلالُ فِيْـ
مِنْ كُلِّ مَنْ يَخْتَالُ فِي فَضْاضِهِ
مُتَقَمِّشٌ مِنْ هَذِهِ الأَوْضَاعِ والْـ
يُبْدِيْ التَّمَشْدُقَ فِي المَحَافِلِ كَيْ يُرَى
تَبًا لَهُ مِنْ جَاهِلٍ مُتَعَالِمٍ
رَفَعَتْ خَسِيْسَتَهُ الْمَنَاصِبُ فازْدَرَى
لَيْسَ التَّرَفُعُ بالْمَنَاصِبِ رِفْعَةً
تَرَكَ الْمَنَابِرَ مَنْ يَقَوْمُ بِحَقِّهَا
وَنَزَا عَلَيْهَا سَفْلَةٌ يَا لَيْتَهُمْ
خَطَبُوْا التَّفَرُّقَ فَوْقَهَا ولَطَالَمَا
كَمْ يأْمُرُوْنَ بِمْحَدَثَاتٍ فَوْقَهَا
تَبْكِيْ الْمَنَابِرُ مِنْهُمُوْا وَتَوَدُّ لَوْ
مَا عِنْدَهُمْ بالأَمْرِ الأَوَّلِ خِبْرَةٌ
ثَكِلَتْهُمُ الآبَاءُ إِنَّ حَيَاتَهُمْ
جَهِلُوْا كِتَابَ اللهِ وَهْوَ نَجَاتُهُمْ
وَجَفَوْا مَنَاهِجَ خَيْرِ أَسْلافٍ لَهُمْ
لا يَرْجِعُونَ لآيَةٍ أَوْ سُنَّةٍ
بَلْ يَرْجِعُوْنَ لِرَأْيِ مَنْ أَلْقَوْا لَهُمْ
وَكَذاكَ يَرْجعُ مَنْ تَصَوَّفَ فِيْهِمُوْا
فَالأَوَّلُونَ أَتَوْا بِأَحْكَامٍ لَنَا
والآخِرُوْنَ أَتَوْا لَنَا بِطَرَائِق
وَمُحَصَّلُ الطُّرقِ الَّتِي جَاءُوْا بِهَا
وكَذَا رُؤُسُهُمُ الطَّغَاةُ فإنَّهُمْ
مَا حَكَّمُوْا ِفّيهُمْ شَرَائِعَ دِيْنِهِمْ
بَلْ حَكَّمُوْا فِي النَّاسِ آراءً لَهُمْ
وَيْحَ الشَّرِيعَةِ مِنْ مَشَايِخِ جُبَّةٍ
غَزَوُوا الوَرَى بالزِّيّ وَالسَّمْتِ الذِي
وَرُؤُسُ سُوْءٍ لا اهْتِمَامَ بِهِمْ بِدِيْـ
وَلَربَّمَا أَبْدَوُا عِنَايَتَهُمْ بِهِ
تَعْسًا لِمَنْ أَضْحَى يُتَابِعُ قَوْلَ مَنْ
تَرَكُوْا هِدَايَة دِيْنِهِمْ وُعُقوْلِهِمْ
تَرَكُوْا هِدَايَةَ رَبِّهِمْ فإِذَا بِهِمْ
وَتَفَرَّقُوْا شِيَعًا بِهَا عَنْ نَهْجِهِ
كُلٌ يَرَى رَأْيًا وَيَنْصُرُ قَوْلَهُ
وَلَوَ أَنَّهُمْ عِنْدَ التَّنَازُعِ وُفِّقُوا
وَلأَصْبَحُوْا بَعْدَ الخِصَامِ أَحِبَّةً
لَكِنَّهُمْ إذْ آثَرُوْا وَادِي تَخَيَّـ
فالْمُقْتَدِيْ بالْوَحْي في أَعْمَالِهِ
لِعُدُوْلِهِ عَنْ أَخْذِهِ بِمَذَاهِبِ
جَعَلُوا مَذَاهِبَهُمْ مُسَيْطِرَةً عَلَى
ذَادُوْا ذَويْ الأَلْبَابِ عَنْ فِقْهِ الكِتَا
وَغَدَتْ شَرِيْعَتُنَا بِمُوْجَبِ قَوْلِهِم
حَجَبُوْا مَحَاسِنَهَا بِتَأْوِيْلاتِهم
وَلَوَ أَنَّهل بَرَزَتْ مُجَرَّدَةً لَهَا
لَكِنَّهُمْ قَامُوْا حَوَائِلَ دُوْنَهَا
ما عِنْدَهُمْ عِنْدَ التَّنَاظُرِ حُجَّةٌ
لا يَفْزَعُوْنَ إِلى الدَّلِيْلِ وإِنَّمَا
لا عُجْبٌ إِذْ ضَلُّوا هِدَايَةَ دِيْنِهِمْ
هَا قَدْ غَلَوْا في الأَوْليَا وقُبُوْرهمْ
وَبَنَوْا عَلَى تِلْكَ القبُُوْرِ مَسَاجِدًا
وكَذَا عَلَيْهَا أَسْرَجُوْا واللَّعْنُ جَا
وكَذاكَ قَدْ صَنَعُوْا لَهَا الأَقْفَاصَ تُوْ
يَكْسُوْنَهَا بِمَطَارِفٍ مَنْقُوْشَةٍ
بَلْ عِنْدَ رَأْسِ الْقَبْرِ تَلْقَى نَصْبَهُ
ولَسْوفَ إِْن طَالَ الزَّمَانُ بِهِمْ تَرَى
ودَعَوْهُمُوْا شُفَعَاءَهُمْ أَيْضًا كَمَا
وتَقَرَّبُوْا لَهُمُوْا بتَسِييْبِ السَّوَا
وتَمَسَّحُوْا بقُبُورِهِمْ وَسُتُوْرِهِمْ
وإِذَا رَأَيْتَهُمُوْ هُنَاكَ تَرَاهُمُوْا
مَا عِنْدَهُمْ هَذَا الخُشُوعُ إِذَا هُمُوْا
واسْتَنْجَدُوْا بِهِمُوْا لِمَا قَدْ نَابَهُمْ
وَدعَوْهُمُوْا بَرًا وَبَحْرًا لا كَمَنْ
فَهُمُوْا ِبَهذَا الوَجْه قَدْ زَادُوْا عَلَى
تَرَكُوْا دُعَاءَ الحَيِّ جَلَّ جَلالُهُ
وإِليْهِمُوْا جَعَلُوا التَّصَرُّفَ في الوَرَى
فَكَأَنَّهُم أَرْجَي لَهُمْ مِنْ رَبِّهِمْ
وكَأنَّهُم وُكَلاؤُهُ في خَلْقِهِ
وكَأَنَّهُمْ حُجَّابُ رَحْمَةِ رَبِّهِمْ
يَا قَوْمُ لا َغْوٌث يَكُونُ مُغِيْثُكُمْ
يَا قَوْمُ فادُعُوْ الله لا تَدْعُوْا الوَرَى
مَا بالُكُمْ لَمْ تُخْلِصُوْا تَوْحِيْدَكُمْ
هَا أَنْتُمُوْا أَشْبَهْتُمُوْا مَنْ قَبْلَكُمُ
إِنْ كَانَ هَذَا الفِعْلُ لا يُسْمُوْنَهُ
مَعْنَى العِبَادَةِ ثَابِتٌ مُتَحَقَّقٌ
إِنَّ الدُّعَاءَ عِبَادَةٌ بَلْ مُخُّهَا
فإِذَا زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ شُفَعآؤُكُمْ
فالجاهِلِيَّةُ كَانَ هَذَا زَعْمُهُمْ
مَا كَانَ أَهْلُ الشِّرْكِ يَعْتَقِدُوْنَهُمْ
واللهُ مَا شَرَعَ التَّوَسَّلَ لِلْوَرَى
والفِعْل لَيْسَ بِطَاعَةٍ حَتَّى يَجِي
والعَامِلُونَ عَلَى وِفَاقِ الأَمْرِ لا
والعَامِلُونَ بمُقْتَضَى أَهْوَائِهِمِ
هَلْ مَا فَعَلْتُمْ جَاءَكُمْ أَمْرٌ بِهِ
أَوْ هَلْ أَتَى مِنْ قُدْوَةٍ فِي الدِّيْنِ مِنْ
وَهُنَا لَكُمْ عِنْدِيْ نَصِيْحَةُ مُخْلِصٍ
أَنْ تأْخُذُوْا بالاحْتِيَاطِ لأَمْرِكُمْ
إِن كَانَ مَا تَأْتُونَ لَيْسَ بِوَاجِبٍ
فالابْتِعَادُ عَنِ المَخُوْفِ مُقَدَّمٌ
لَهْفِيْ عَلَى القُرآنِ والإِيْمَانِ
إِلا عَلَى الخِرِّيْتِ فِي ذَا الشَّانِ
مَحْجُوْبَةً عَنْ سَالِكٍ حَيْرَانِ
فِي قِلَّةٍ فِي هَذِهِ الأَزْمَانِ
أَضْحَوْا وَهُمْ فِي الأَهْلِ والأَوْطَانِ
أَنْوَارُهُمْ تَخْفَى عَلَى العُمْيَانِ
فِي النُّصْحِ لَوْ كَانَتْ لَنَا أُذُنَانِ
بالنُّصْحِ كُلَّ أَذىً وَكُلَّ هَوَاِنِ
مَا بَيْنَنَا لَوْ تُبْصِرُ العَيْنَانِ
قَنِعَتْ مِنْ الإِسْلامِ بالعُنْوَانِ
والنَّكْرُ مَأْلُوفٌ بِلا نُكْرَانِ
عَوْنًا لِكُلِّ مُضَلِّلٍ فَتَّانِ
ذَا الْحَقِّ مِن ذِيْ دَعْوةِ البُطْلانِ
ـهِمْ بإدِعَاءِ العِلْمِ والْعِرْفَانِ
فَدْمٌ ثَقِيْلٌ وَاسِعُ الأَرْدَانِ
آَرَاء إِمَّعَةٌ بِلا فُرْقَانِ
لِلَّناسِ ذَا عِلْمٍ وَذَا إِتْقَانِ
مُتَسَلِّطٍ بِوِلايَةِ السُّلْطَانِ
أَهْلَ الهُدَى والعِلْمِ والإِيْمَانِ
بِالعِلْمِ والتَّقْوَى عُلُّوُ الشَّانِ
مِنْ كُلِّ ذِي لَسْن وَذِيْ عِرْفَانِ
قَدْ أُدْرِجُوْا مِنْ قَبْلُ فِي الأَكْفَانِ
خُطِبَتْ عَلَيْهَا إِلْفَةُ الإِخْوَانِ
تَقْضِيْ عَلى سُنَنٍ سُنِنَّ حِسَانِ
تَنْدَكُّ تَحْتَهُمُوْا إِلَى الأَرْكَانِ
بَلْ نَقْلُ آرَاءٍ أَوْ اسْتِحْسَانِ
مَوْتٌ لِسُنَّةِ خَاتَمِ الأَدْيَانِ
وَهُدَى النَّبِيِ مَبُيِّنِ القُرْآنِ
فِي العِلْمِ والتَّقْوَى وَفِي الإِتْقَانِ
أَوْ سِيْرَةِ المَاضِيْنَ بالإِحْسَانِ
بأَزِمَّةِ التَّقْلِيْدِ والأَرْسَانِ
لِلذَّوْقِ أَوْ لِتَخَيُّلٍ شَيْطَانِي
فِيْهَا مُخَالِفُ سُنَّةٍ وَقُرَانِ
غَيْرِ الطَّرِيْقِ الأَقْوَمِ القُرْآنِي
أَوْضَاعُ سُوْءٍ رَدَّهَا الوَحْيَانِ
لَمْ يَرْفَعُوْا رَأْسًا بِذَا الفُرْقَانِ
والعَدْلُ فِيْهَا قَائِمُ الأَرْكَانِ
مِنْ وَحْي شَيْطَانٍ أَخِيْ طُغْيَانِ
واللابِسِيْنَ لَنَا مُسُوْكَ الضَّانِ
يُخْفِيْ مَخَازِيْ الجَهْلِ والعِصْيَانِ
ـنٍ قَامَ أَوْ قَدْ خَرَّ لِلأَذْقَانِ
بِسِيَاسَةٍ تَخْفَى عَلَى الإِنْسَانِ
بَخَسَ الهُدَى وَمَزِيَّةُ الأَذْهَانِ
هَذَا وَرَبِّكَ غَايَةُ الخِذْلانِ
هَذَا وَرَبِّكَ غَايَةُ الخُسْرَانِ
مِنْ أَجْلِهَا صَارُوا إِلى شَنَآنِ
وَلَهُ يُعَادِي سَائِرَ الإِخْوَانِ
لَتَحَاكَمُوْا لِلِهِ دُوْنَ تَوَانِ
غَيْظَ العِدَا ومَذَلَّةَ الشَّيْطَانِ
يَبَ أَصْبَحُوْا أَعْدَاءَ هَذَا الشَّانِ
يَلْقَى الأَذَى مِنْهُمْ وَكُلَّ هَوَانِ
في الرَّأْيِ مَا قَامَتْ عَلَى بُرْهَانِ
فَهْمِ الحَدِيْثِ وَمَنْزِلِ القُرْآنِ
بِ وَفِقْهِ سُنَّةِ صَاحِبِ التِّبْيَانِ
مَنسُوْخَةً في هَذِهِ الأَزْمَانِ
فَغَدَتْ مِن الآَراِء في خُلْقَانِ
مَ الأَذْكِيَاءُ بِحُسْنِهَا الفَتَّانِ
كَاْلأَوْصِيَاءِ لِقَاصِرِ الصِّبْيَانِ
أَنَّى بِهَا لِمُقَلِّدِ حَيْرانِ
فِي العَجْزِ مَفْزَعُهُمْ إِلَى السُّلْطَانِ
أَنْ يَرْجِعُوْا لِلْجَهْلِ والعِصْيَانِ
أَضْحَتْ يُحَجُّ لَهَا مِن البُلْدَانِ
وَالنَّصُّ جَاءَ لَهُمْ بِلَعْنِ البَانِي
فِي الفِعْلِ ذَا أَيْضَا مَعَ البُنْيَانِ
ضَعُ فَوقَهَا فِي غَايَةِ الإتْقَانِ
قَدْ كَلَّفَتْهُمْ باهِظَ الأَثْمَانِ
قَدْ عَمَّمُوْهَا عِمَّةَ الشَّيْخَانِ
وَلَهَا يَدَانِ تَلِيْهِمَا الرِّجْلانِ
قَدْ كَانَ يَزْعُمُ عَابِدُوْ الأَوْثَانِ
ئِبِ والنُّذُوْرِ وَسَائِرِ القُرْبَانِ
وَكَذَاكَ بالأَقْفَاصِ والجُدْرَانِ
مُتَخَشِّعِيْنَ كَأَخْبَثِ العُبْدَانِ
صَلَّوْا لِرَبِّهمُ العَظِيْمَ الشَّانِ
نَاسِيْنَ فَاطِرَ هَذِهِ الأَكْوَانِ
خَصُّوْا الدُعَاءَ بِرَبِّهِمْ فِي الثَّانِي
مَنْ أَشْركُوْا في غَابِرِ الأَزْمَانِ
لِدُعَاءِ أَمْوَاتٍ بِلا حُسْبَانِ
فَهُمُوْا مُغِيْثَ السَائِلِ الحَيْرَانِ
وعَلَيْهِمُوْا أَحْنَى مِنَ الرَّحْمَنِ
سُبْحَانَهُ عَنْ إِفْكِ ذِيْ بُهْتَانِ
هُمْ قَاسَمُوْهَا بَيْنَهُمْ بِوِزَانِ
إِنَّ المُغِيْثَ اللهُ لِلإِنْسَانِ
أَنْتُمْ وَهُمْ باْلَفقْرِ مَوْسُوْمَانِ
تَوحَيدُكُمْ والشِّرْكُ مُقْتَرنَانِ
فِي شِرْكِهِمْ بِعِبَادَةِ الدَّيَّانِ
بِعِبَادَةٍ فَهِيَ اسْمُهُ القُرْآنِي
فِي فِعْلِكُمْ شَرْعًا وَعُرْفُ لِسَانِ
قَدْ قَالَ ذَا مَنْ جَاءَ بالفُرْقَانِ
تَتَوَسَّلُونَ بِهِمْ إِلَى الرَّحْمنِ
أَيضًا وقد نُسِبُوْا إِلَى الكُفْرَانِ
خَلَقُوْهُمُوْا يَا جَاهِلَ القُرْآنِ
إِلا بِطَاعَتِهِ مَعَ الإِيْمَانِ
أَمْرٌ بِهِ شَرْعًا إِلى الإِنْسَانِ
يَعْدُوْنَهُ بالزَّيْدِ والنُّقْصَانِ
هُمْ مُؤْثِرُوْنَ لِطَاعَةِ الشَّيْطَانِ
مِنْ رَبِّكُمْ عَنْ صَاحِبِ التِّبِيْانِ
صَحْبِ النَّبِي وتَابِعِ الإحْسَانِ
لا يَمْتَرِيْ فِيْمَا يَقُولُ اثْنَانِ
قَبْلَ الخُلُوْدِ بمَوْقِدِ النِّيْرَانِ
وَالشِّرْكُ مَخْشِيٌ لَدَى الإِتْيَانِ
عَقْلاً عَلَى الأَقْدَامِ للإِنْسَانِ

خاتمة ونداء للعلماء
يا مَعْشَرَ العُلَمَاءِ لَبُّوا دَعْوةً
يا مَعْشَرَ العُلَمَاءِ هُبُّواْ هَبَّةً
يا مَعْشَرَ العُلَمَاءِ قُوْمُوْا قَوْمَةً
يا مَعْشَرَ العُلَمَاءِ عَزْمَةَ صَادقٍ
يا مَعْشَر العُلَمَاءِ أَنْتُمْ مُلْتَجَا
يا مَعْشَرَ العُلَمَاءِ كونوا قدوة
يا مَعْشَرَ العُلَمَاءِ أَنْتُمْ حُجَّةٌ
يا مَعْشَرَ العُلَمَاءِ إِنَّ سُكُوْتَكُمْ
يا مَعْشَرَ العُلَمَاءِ لا تَتَخَاذَلُوْا
وَتَجَرَّدُوْا لله مِنْ أَهْوَائِكُمْ
وتَعاقَدُوْا وتَعَاهَدُوْا إِنْ تَنْصُرُوْا
كُوْنُوا بِحَيْثُ يَكُونُ نَصْبَ عُيُوْنِكُمْ
قَدْ فَرَّقَتْنَا كَثْرَةُ الآرَاءِ إِذْ
وَمِن أَجْلِهَا صِرْنَا يُعَادِيْ بَعْضُنَا
وغَدَتْ أُخُوَّةُ دِيْنِنَا مَقْطُوْعةً
واللهُ أَلَّفَ بَيْنَنَا فِي دِيْنِهِ
عُوْدُوْا بِنَا لِسَمَاحَةِ الدِّيْنِ الذِيْ
عُوْدُوْا لِمَا كَانَتْ عَلَيْهِ مِن الهُدَى
فإِلْيكُمُوا تَتَطَلَّعُ الأَنْظَارُ فِي
فاللهُ يَنْصُرُ مَنْ يَقُوْمُ بِنَصْرِهِ
تُعْلِي مَقَامَكُوْا عَلَى كِيْوَانِ
قَدْ طَالَ نَوْمَكُو إِلى ذَا اْلآنِ
للهِ تَعْلِيْ كِلْمَةَ الإِيْمَانِ
مُتَجَرِّدٍ لِلهِ غَيْرَ جَبَانِ
لِلدِّيْنَ عِنْدَ تَفَاقُمِ الحَدَثَانِ
لِلنَّاسِ فِي الإسلام والإِحسان
لِلنَّاسِ فادْعُوْهُمْ إِلى القُرْآنِ
مِن حُجَّةِ الجُهَّالِ كُلَّ زَمَانِ
وتَعَاوَنُوا ِفي الحَقِّ لا العُدْوَانِ
ودَعُوْا التَّنَافُسَ فِي الحُطَامِ الفَانِي
مُتَعَاضِدِيْنَ شَرِيعَةَ الرَّحْمنِ
نَصْرُ الكتابِ وسُنَّةُ الإِيْمَانِ
صِرْنَا نُشَايِعُهَا بِلا بُرْهَانِ
بَعْضًا بِلا حَقٍّ ولا مِيْزَانِ
والظُلْمُ مَعْرُوْفٌ عن الإِنْسَانِ
وَعَلَى التَّفَرُّقِ عَابَ فِي القُرْآنِ
كُنَّا بِهِ فِي عِزَّةٍ وَصِيَانِ
أَسْلافَكُمْ فِي سَالِفِ الأَزْمَانِ
تَوْحِيْدِ كَلْمَتِنَا عَلَى الإِيْمَانِ
واللهُ يَخْذُلُ نَاصِرَ الشيطان

(فصل)
وقال الإمام ابن حزم: وبرهان ضروري لمن تدبره حسي لا محيد عنه وهو أن النبي  أتى إلى قوم لقاح لا يطيعون لأحد ولا ينقادون لرئيس نشأ على هذا آباؤهم وأجدادهم وأسلافهم منذ ألوف من الأعوام قد سرى الفخر والعز والنخوة والكبر والظلم والأنفة في طباعهم وهم أعداد عظيمة ملأوا جزيرة العرب وهي نحو شهرين في شهرين قد صارت طباعهم طباع السباع وهم ألوف الألوف قبائل وعشائر يتعصب بعضهم لبعض أبدًا فدعاهم بلا مال ولا أتباع – بل خذله قومه – إلى أن ينحطوا من ذلك العز إلى غرم الزكاة.
ومن الحرية والظلم إلى جري الأحكام عليهم ومن طول الأيدي بقتل من أحبوا وأخذ مال من أحبوا إلى القصاص من النفس ومن قطع الأعضاء من اللطمة من أجل من فيهم لأقل علج غريب دخل فيهم وإلى إسقاط الأنفة والفخر إلى ضرب الظهور بالسياط وبالنعال إن شربوا خمرًا أو قذفوا إنسانًا.
وإلى الضرب بالسوط والرجم بالحجارة إلى أن يموتوا إن زنوا فانقاد أكثرهم لكل ذلك طوعًا بلا طمع ولا غلبة ولا خوف ما منهم أحد أخذ بغلبة إلا مكة وخيبر فقط وما غزا قط غزوة يقاتل فيها إلا تسع غزوات بعضها عليه وبعضها له، فصح ضرورة أنهم إنما آمنوا طوعًا لا كرهًا.
وتبدلت طبائعهم بقدرة الله تعالى من الظلم إلى العدل ومن الجهل إلى العلم ومن الفسق والقسوة إلى العدل العظيم الذي لم يبلغه أكابر الفلاسفة وأسقطوا كلهم أولهم عن آخرهم طلب الثأر وصحب الرجل منهم قاتل ابنه وأبيه وأعدى الناس له صحبة الأخوة المتحابين دون خوف يجمعهم ولا رياسة ينفردون بها دون من أسلم من غيرهم ولا مال يتعجلونه فقد علم الناس كيف كانت سيرة أبي بكر وعمر ـ رضي الله عنهما ـ وكيف كانت طاعة العرب لهما بلا رزق ولا عطاء ولا غلبة.
فهل هذا إلا بغلبة من الله تعالى على نفوسهم كما قال تعالى لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ثم بقي عليه الصلاة والسلام كذلك بين أظهرهم بلا حارس ولا ديوان جند ولا بيت مال محروسًا معصومًا.
وقال ابن حزم رحمه الله أيضًا قبل ذلك: كانت العرب بلا خلاف قوما لقاحًا لا يملكهم أحد كمضر وربيعة وإياد وقضاعة أو ملوكًا في بلادهم يتوارثون الملك كابرًا عن كابر كملوك اليمن وعمان وشهر ابن بارام ملك صنعا والمنذر بن ساوى ملك البحرين والنجاشي ملك الحبشة وجيفر وعياذ ابني الجلندي وملكي عمان فانقادوا كلهم لظهور الحق وبهوره وآمنوا به  طوعًا وهم آلاف آلاف وصاروا إخوة كبني أب وأم وانحل كل من أمكنه الانحلال عن ملكه منهم إلى رسله طوعًا بلا خوف غزو ولا إعطاء مال ولا طمع في عز بل كلهم أقوى جيشًا من جيشه وأكثر مالاً وسلاحًا منه وأوسع بلدًا من بلده كذي الكلاع وكان ملكًا متوجًا ابن ملوك متوجين تسجد له جميع رعيته يركب أمامه ألف عبد من عبيده سوى بني عمه من حمير وذي ظليم وذي زود وذي مران وذي عمرو وغيرهم كلهم ملوك متوجون في بلادهم.
هذا كله أمر لا يجهله أحد من حملة الأخبار بل هو منقول كنقل كون بلادهم في مواضعها وهكذا كان إسلام جميع العرب أولاهم كالأوس والخزرج ثم سائرهم قبيلة قبيلة لما ثبت عندهم من آياته وبهرهم من معجزاته وما اتبعه الأوس والخزرج إلا وهو فريد نابذه قومه حسدًا له.
إذ كان فقيرًا يتيمًا أميًا لا يقرأ ولا يكتب نشأ في بلاد الجهل والجاهلية يرعى غنم قومه يتقوت بها فعلمه الله تعالى الحكمة دون معلم وعصمه من كل من أراده بلا حرس وبلا حاجب ولا بواب ولا قصر يمتنع فيه على كثرة من أراد قتله من شجعان العرب وفتاكهم كعامر بن الطفيل وأربد بن جزء وغورث بن الحارث وغيرهم مع إقرار أعدائه بنبوته كمسيلمة وسجاح وطليحة والأسود وهو مكذب لهم فهل بعد هذا برهان أو بعد هذه كفاية من الله تعالى كفاية وهو لا يبغي ذنبا ولا يمني بها من اتبعه بل أنذر الأنصار بالأثرة عليهم بعده وتابعوه على الصبر على ذلك.
قام له أصحابه على قدم فمنعهم وأنكر ذلك عليهم وأعلمهم أن القيام لله تعالى لا لخلقه ورضوا بالسجود له فاستعظم ذلك وأنكره إلا لله وحده.
ولا شك في أن هذه ليست صفة طالب دنيا قط أصلاً ولا صفة راغب في غلبة ولا بعد صوت بل هذه حقيقة النبوة الخالصة لمن كان له أدنى فهم.
ثم قال الإمام ابن حزم وأيضًا فإن سيرة محمد  لمن تدبرها تقتضي تصديقه ضرورة وتشهد له بأنه رسول الله  حقًا فلو لم تكن له معجزة غير سيرته  لكفى وذلك أنه عليه الصلاة والسلام نشأ كما قلنا في بلاد الجهل لا يقرأ ولا يكتب ولا خرج عن تلك البلاد قط إلا خرجتين.
إحداهما إلى الشام وهو صبي مع عمه إلى أول أرض الشام ورجع والأخرى أيضًا إلى أول الشام ولم يطل بها البقاء ولا فارق قومه قط ثم أوطأه الله تعالى رقاب العرب كلها فلم تتغير نفسه ولا حالت سيرته إلى أن مات ودرعه مرهونه في شعير لقوت أهله. أصواع ليست بالكثيرة ولم يبت قط في ملكه دينار ولا درهم وكان يأكل على الأرض ما وجد ويخصف نعله بيده ويرقع ثوبه ويؤثر على نفسه وقتل رجل من أفاضل أصحابه مثل فقده يهد عسكرًا قتل بين أظهر أعدائه من اليهود فلم يتسبب إلى أذى أعدائه بذلك إذ لم يوجب الله تعالى له ذلك ولا توصل بذلك إلى دمائهم ولا إلى دم واحد منهم ولا إلى أموالهم بل فداه من عند نفسه بمائة ناقة.
وهو في تلك الحال محتاج إلى بعير واحد يتقوى به وهذا أمر لا تسمح به نفس ملك من ملوك الأرض وأهل الدنيا من أصحاب بيوت الأموال بوجه من الوجوه ولا يقتضي هذا أيضًا ظاهر السيرة والسياسة فصح يقينًا بلا شك أنه إنما كان متبعًا ما أمر به ربه عز وجل سواء كان ذلك مضرًا به في دنياه غاية الإضرار أو كان غير مضر به وهذا عجيب لمن تدبره.
ثم حضرته  المنية وأيقن بالموت وله عم أخو أبيه هو أحب الناس إليه وابن عم هو من أخص الناس به وهو أيضًا زوج ابنته وكلاهما عنده من الفضل والدين والسياسة في الدنيا والبأس والحلم وخلال الخير ما كان كل واحد منهما حقيقًا بسياسة العالم كله فلم يحابهما وهما من أشد الناس محبة فيه وهو من أحب الناس فيهما.
إذ كان غيرهما متقدمًا لهما في الفضل قاصدًا اتباع ما أمر به .
ولم يورث ورثته ابنته ونساءه وعمه فلسًا فما فوقه وهم كلهم أحب الناس إليه وأطوعهم له، وهذه أمور لمن تأملها كافية مغنية في أنه إنما تصرف بأمر الله تعالى له لا بسياسة ولا بهوى فوضح بما ذكرنا ولله الحمد كثيرًا أن نبوة محمد  حق وأن شريعته التي أتى بها هي التي وضحت براهينها واضطرت دلائلها إلى نصديقها والقطع على أنها الحق الذي لا حق سواه وأن دين الله تعالى الذي لا دين له في العالم غيره انتهى كلامه.
وقال بعضهم يخاطب نفسه ويوبخها على تفريطها وإهمالها:
يا نَفْسِ هَذَا الَّذِيْ تَأْتِيْنَهُ عَجَبٌ
وَصْفُ النِّفَاقِ كَمَا في النَّصِّ نَسْمَعُهُ
حُبُّ المتَاعِ وحُبُّ الجَاهِ فانْتَبِهِيْ
وتُصْبِحِيْنَ بِقَبْرٍ لا أَنِيْسَ بِهِ إِلا
وخَلَّفُوكِ وَمَا أَسْلَفْتِ مِن عَمَلٍ
واسْتَيْفِنِي أَنَّ بَعْدَ المَوْتِ مُجْتَمَعًا
والخَلْقُ طُرًّا وَيَجْزِيْهِمْ بِمَا عَمِلُوْا
واخْشَىْ رُجُوْعًا إِلى عَدْلٍ تَوَعَّدَ مَنْ
وَقُوْدُهَا النَّاسُ والأَحْجَارُ حَامِيَةٌ
والبُعْدِ عَن جَنَّةِ الخُلْدِ التِي حُشِيَتْ
فِيْهَا الفَوَاكِهُ والأَنْهَارُ جَارِيَةٌ
وهَذِهِ الدَّارُ دَارٌ لا بَقَاءَ لَهَا
والأَهْلُ والْمَالُ والمَرْكُوبُ تَرْكَبُهُ
لا بَارَكَ اللهُ في الدُنْيَا سِوَى عَوَضِ
يُرِيْدُ صَاحِبُهُ وَجْهَ الإِلَهِ بِهِ
لا يَقْبَلُ الله أَعْمَالاً يُرِيْدُ بِهَا
تَمَّتْ وَصَلُّوا عَلَى المُخْتَارِ سَيِّدِنَا
عِلْمٌ وعَقْلٌ ولا نُسْكٌ ولا أَدَبُ
عِلْمُ اللِّسَانِ وجَهْلُ القَلْبِ والسّبَبُ
مِن قَبْلُ تُطوَى عَلَيْك الصُّحْفُ والكُتُبُ
الأَهْلُ والصّحْبُ لَمَّا أَلْحَدُوْا ذَهَبُوْا
الْمَالُ مُسْتَأْخِرٌ وَالكَسْبُ مُصْطَحَبُ
لِلْعَالَمِيْنَ فَتَأْتِيْ العُجْمُ والعَرَبُ
فِي يَوْمِ لا يَنْفَعُ الأَمْوَالُ والحَسَبُ
لا يَتَّقِيْهِ بِنَارٍ حَشْوُهَا الغَضَبُ
لا تَنْطَقِيْ أَبَدَ الآبَادِ تَلْتَهِبُ
بالطَّيِبَاتِ ولا مَوْتٌ ولا نَصَبُ
والنُوْرُ والحُوْرُ والوِلْدَانُ والقُبَبُ
لا يَفْتِنَنَّكِ مِنْهَا الوَرْقُ والذَّهَبُ
والثَّوبُ تَلْبَسُهُ فالكُلُ يَنْقَلِبُ
مِنْهَا يُعَدُّ إِذَا مَا عُدَّتِ القُرَبُ
دُوْنَ الرِّيَا إِنَّهُ التَّلْبِيْسُ والكَذِبُ
عُمَّالُهَا غَيْرَ وَجْهِ اللهِ فاجْتَنِبُوْا
والآل والصَّحْبِ قَوْمٌ حُبُّهُمْ يَجِبُ

ومما أشير فيه إلى بعض المعجزات التي وردت في القرآن ما يلي:
هُوَ اللهُ مَنْ أَعْطَى هُدَاهُ وَصَحَّ من
بِذَاكَ عَلَى الطَّوفَانِ نُوْحٌ وقَدْ نَجَا
وغَاضَ لَهُ مَا فَاضَ عَنْهُ اسْتِجَابَةً
وسَارُواْ مَتْنُ الرِّيْحِ تَحْتَ بِسَاطِهِ
وقَبْلَ ارْتِدَادِ الطَّرْفِ أُحْضِرَ مِنْ سَبَا
وأَخْمَدْ لإِبْرَاهِيْمَ نَارَ عَدُوِّهِ
ولَمَّا دَعَا الأَطْيَارَ فِي رَأْسِ شَاهِقٍ
وفِي يَدِهِ مُوْسَى عَصَاهُ تَلَقَّفَتْ
ومِنْ حَجَرٍ أَجْرَى عُيُونًا بِضَرْبَة
ويُوْسُفُ إِذ أَلْقَى البَشِيْرُ قَمِيْصَهُ
رَآهُ بعينٍ قَبْلَ مَقْدَمِهِ بَكَى
وفِي آلِ إِسْرَائِيلَ مَائِدَةُ السَّمَا
ومِنْ أَلمٍ أَبْرَى ومِنْ وَضَحٍ غَدَا
وصَحَّ بأَخْبَارِ التَّواتُرِ أَنَّهُ
وأَبْعَدُ مِنْ هَذَا عَنْ السِّحْرِ أَنَّهُ
يُنَزِّهُ عَنْ رَيْبِ الظُّنُونِ عَفِيْفَةً
وقال لأَهْلِ السَّبْتِ كُونُوا إِلَهُنَا
وصَرَّعَ أَهْلَ الفِيْلِ مِنْ دُوْنِ بَيْتِهِ
وأَحْرَقَ رَوْضَ الجَنَّتَيْنَ عُقُوبَةً
هَوَاهُ أَراهُ الخارقات بحكمةِ
بِهِ مَن نَجَا في قَوْمِهِ فِي السَّفِيْنَةِ
وَجَدَّا إِلى الجُوْدِيْ بِهَا واسْتَقَرَّتِ
سُلَيْمَانُ بالجَيْشَيْنِ فَوْقَ البَسِيْطَةِ
لَهُ عَرْشُ بِلْقِيْسٍ بِغَيْرِ مَشَقَّةِ
وفِي لُطْفِهِ عَادَتْ لَهُ رَوْضَ جَنَّةِ
وقَدْ قُطِّعَتْ جَاءَتْهُ غَيْرَ عَصِيَّةِ
مِنَ السِّحْرِ أَهْوَالاً عَلَى النَّفْسِ شَقَّةِ
بِهَا دَائِمًا سَقّت ولِلْبَحْرِ شَقَّتِ
عَلَى وَجْهِ يَعْقُوبٍ عَلَيْهِ بِأَوْبَةِ
عَلَيْهِ بِهَا شَوْقًا إِليه فَكَفَّتِ
لِعِيْسيَ بنِ مَرْيَمَ أُنْزِلَتْ ثُمَّ مُدَّتِ
شَفَى وَأَعَادَ الطَّيْرَ طَيْرًا بِنَفْخَةِ
أَمَاتَ وأَحْيَا بالدُّعَا رُبَّ مَيِّتِ
رَضِيْعٌ يُنَادِي بالِلِّسَانِ الفَصِيْحَةِ
مُبَرَّأَةً مِن كُلِّ سُوْءٍ وَرِيْبَةِ
قُرُوْدًا فَكَانُوا عِبْرَةً أَيَّ عِبْرَةِ
بِطَيْرٍ أَبَابِيْلٍ صِغَارٍ ضَعِيْفَةِ
بِكَافٍ ونُونٍ عِبْرَةً لِلْبَرِيَّةِ

وقال يوسف بن محمد الصرصري رحمه الله:
مُحَمَّدُ الْمَبْعُوْثُ لِلْخَلْقِ رَحْمَةً
لَئِنْ سَبَّحَتْ صُمُّ الجِبَال مُجِيْبَةً
فإِنَّ الصُّخُورَ الصُمَّ لانَتْ بكَفِّهِ
وإِنْ كَانَ مُوسَى أَنْبعَ الْمَا مِن الحَصَى
وإِنْ كانَتِ الرِّيحُ الرُّخَاءُ مٌطِيْعَةً
فإِنَّ الصَّبَا كَانَتْ لِنَصْرِ نَبِيِّنَا
وإِنْ أُوْتِيَ المُلْكَ العَظِيْمَ وسُخِّرَتْ
فإِنَّ مَفَاتِيْحَ الكُنوزِ بِأَسْرِهَا
وإِنْ كَانَ إِبراهيمُ أُعْطِيَ خُلَّةً
فَهَذَا حَبِيْبٌ بَلْ خَليْلٌ مُكَلِّمٌ
وخُصِّصَ بالحَوْضِ العَظِيْمِ وباللِّوَا
وبالمَقْعَدِ الأَعْلَى المُقَرَّبِ عِنْدَهُ
وبالرُتْبَةِ العُلْيَا الوَسِيْلَةِ دُوْنَهَا
وفي جَنَّةِ الفِرْدَوْسِ أَوَّلُ دَاخِلٍ
يُشَيِّدُ مَا أَوْهَى الضَّلالُ وَيُصْلِحُ
لِدَاوُدَ أَوْ لانَ الْحَدِيْدُ المُصَفَّحُ
وإِنَّ الحَصَى فِي كَفِّهِ لَيُسَبِّحُ
فَمِنْ كَفِّهِ قَدْ أَصْبَحَ الْمَاءُ يَطْفَحُ
سُلَيْمَانَ لا تَأْلُوْ تَرُوْحُ وتَسْرَحُ
برُعْبٍ عَلَى شَهْرٍ بِهِ الخَصْمُ يَكْلَحُ
لَهُ الجِنُّ تَشْفِي مَا رِضِيْهِ وتَلْدَحُ
أَتَتْهُ فَرَدَّ الزَّاهِدُ المُتَرَجِّحُ
ومُوْسَى بِتَكْلِيْمٍ عَلَى الطُورِ يُمْنَحُ
وخُصِّصَ بالرُؤْيَا وبالحَقِ أَشْرَحُ
وَيَشْفَعُ لِلْعَاصِيْنَ والنَّارُ تَلْفَحُ
عَطَاءٌ بِبُشْرَاهُ أُقِرُّ وأَفْرَحُ
مَرَاتِبُ أَرْبَابِ المَوَاهِبُ تَلْمَحُ
لَهُ سَائِرُ الأَبْوَابِ بالخَيْرِ تُفْتَحُ

اللهم احفظنا بالإسلام قائمين، واحفظنا بالإسلام قاعدين، واحفظنا بالإسلام راقدين، ولا تشمت بنا الأعداء ولا الحاسدين، اللهم قو إيماننا بفهم آياتك، وارزقنا العمل بها، وزدنا علمًا ينفعنا، وأصلح نياتنا، ووفقنا لذكرك وشكرك، وارزقنا حبك، وحب من يحبك، وحب العمل الذي يقربنا إلى حبك، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد فقد رأيت أنه من المناسب أن أختم هذا الكتاب المحتوي على كثير من الأحكام والآداب بمنظومة الآداب لابن عبد القوي لاشتمالها على كثير من الآداب الشرعية وأسأل الله الحي القيوم العلي العظيم القوي العزيز الحكيم ذا الجلال والإكرام الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد أن ينفع بها نفعًا عامًا من قرأها ومن سمعها ومن حضرها وأن يفتح لنا ولإخواننا المسلمين باب القبول والإجابة اللهم صلي على محمدٍ وآله وسلم آمين يا رب العالمين.
من منظومة الآداب لابن عبد القوي رحمه الله:
بِحَمْدِكَ ذِي الإكْرَامِ مَا رُمْتُ أَبْتَدِي
وَصَلِّ عَلَى خَيْرِ الأَنَامِ وآلِهِ
وبَعْدُ فإِنِّي سَوْفَ أَنْظِمُ جُمْلَةً
مِنْ السُّنَّةِ الغَراءِ أَوْ مِنْ كِتَابِ مَنْ
ومِن قَوْلِ أَهْلِ العِلْمِ مِنْ عُلَمَائِنَا
لَعَلَّ إِلَهَ العَرْشِ يَنْفَعُنَا بِهِ
أَلا مَنْ لَهُ فِي العِلْمِ والدِّيْنِ رَغْبَةٌ
ويَقْبَلَ نُصْحًا مِن شَفِيْقٍ عَلَى الوَرَي
فَعِنْدِيَ مِنْ عِلْمِ الحَدِيْثِ أَمَانَةٌ
أَلا كُلُّ مَنْ رَامَ السَّلامَةَ فليَصُنْ
يَكُبُ الفَتَى فِي النَّارِ حَصْدُ لِسَانِهِ
وطَرْفٌ الفَتَى يَا صَاحِ رائدُ فَرْجِهِ
ويَحْرُمُ بُهْتٌ واغْتِيَابُ نَمِيْمَةٌ
وفُحْشٌ ومَكْرٌ والبِذَا وَخَدِيْعَةٌ
بِغَيْرِ خِدَاعِ الكَافِرِيْنَ بِحَرْبِهِمِ
ويَحْرُمُ مِزْمَارٌ وشَبَّابَةٌ ومَا
ولَوْلمَ ْيُقَارِنْهَا غِنَاءٌ جَمِيْعُهَا
ولا بأْسَ بالشِّعْرِ المُبَاحِ وحِفْظِهِ
فقد سَمِعَ المُخْتَارُ شِعْرَ صَحَابَةٍ
وحَظْرَ الهِجَا والمَدْح بِالزورِ والخَنَا
وَوَصْفِ الزِّنَا والخَمْرِ والمُرْدِ والنِسَا الْـ
وَأَوْجِبْ عَنْ المُحْضُورِ كَفَّ جَوَارِحٍ
وأَمْرُكَ بالمَعْروفِ والنَّهْي يا فَتَى
عَلَى عَالِمٍ بالحَظْرِ والفِعْلِ لَمْ يَقُمْ
ولو كَانَ ذَا فِسْقٍ وَجَهْلٍ وفِي سِوَى الْـ
وبالعُلَمَا يَخْتَصُّ مَا اخْتَصَّ عِلمُهُ
وأَضْعَفُه بالقَلْبِ ثُم لِسَانِهِ
وأَنْكِرْ عَلَى الصِبْيَانِ كُلَّ مَحَرَّمٍ
وبالأَسْهَلِ ابْدَأْ ثُمَّ زِدْ قَدْرَ حَاجَة
إِذَا لَمْ يَحَفْ فِي ذَلِكَ الأَمْرَ حَيْفَةٌ
ولا غُرْمَ فِي دَفِّ الصَّنُوْجِ كَسَرْتَهُ
وآلةِ تَنْجِيْمٍ وسِحْرٍ ونَحْوِهِ
"وقُلْتُ كَذَاكَ السِّيْنَمَاءُ ومِثْلُهُ
"وأَوْرَاقُ أَلْعَابٍ بِهَا ضَاعَ عُمْرُهُم
"كَذَا بَكَمَاتٌ والصَّلِيْبُ ومِزْمَرٌ
"كَذَلِكَ دُخَّانٌ وشِيْشَةُ شُرْبِهِ
"ومِن بَعْدِ ذَا فاسْمَعْ كَلامًا لِنَاظِمٍ
وبَيْض وجَوْزِ لِلْقِمَارِ بِقَدْرِ مَا
ولا شَقِّ زِقِّ الخَمْرِ أَوْ كَسْرِ دِنِّهِ
وَإِنْ يَتَأَتَى دُوْنَهُ دَفْعُ مُنْكَرٍ
وهِجْرانُ مَن أَبْدَى المَعَاصِيَ سُنَّةٌ
وقِيْلَ عَلَى الإِطْلاقِ مَا دَامَ مُعْلِنًا
ويَحْرُمُ تَجْسِيْسٌ عَلَى مُتَسَتِّرٍ
وهِجْرَانُ مَنْ يَدْعُو لأَمْرٍ مَضَلٍّ أَوْ
عَلَى غَيْرِ مَن يَقْوَى عَلَى دَحْضِ قَوْلِهِ
ويَقْضِي أُمُورَ الناسِ فِي إِتَيَانِه
وَحَظْرُ انْتِفَا التَّسْلِيْمِ فَوقَ ثَلاثَةٍ
وكُن عَالِمًا إِنَّ السلامَ لَسُنَّةٌ
ويُجْزِيءُ تَسْلِيْمُ امْرِئٍ مِنْ جَمَاعَةٍ
وتَسْلِيْمُ نَزْرٍ والصَّغِيْرِ وعَابِرِ السَّـ
وإِنْ سَلَّمَ المأْمُوْرُ بالرَّدِ مِنْهُمُ
وسَلِّمْ إِذَا مَا قُمْتَ عَنْ حَضْرَةِ امْرِئٍ
وإفْشَاؤُكَ التَّسْلِيْمَ يُوْجِبْ مَحَبَّةً
وتَعْرِيْفُهُ لَفْظُ السلامِ مُجَوَّزٌ
وقَد قِيْلَ نَكِّرْهُ وقِيْلَ تَحِيَّةً
وسُنَّةٌ اسْتِئْذَانُه لِدُخُوْلِهِ
ثَلاثًا ومَكْرُوْهٌ دُخُولٌ لِهَاجِمٍ
وَوَقْفَتُهُ تِلْقَاءَ بَابٍ وكُوَّةٍ
وَتَحْرِيْكُ نَعْلَيْهِ وإظْهَارُ حِسِّهِ
وَكُلُ قيَِامٍ لا لِوَالٍ وعَالِمٍ
وصَافِحْ لَمِنْ تَلْقَاهُ مِن كُلِّ مُسْلِمٍ
ولَيْسَ لِغَيْرِ اللهِ حَلَّ سُجُوْدُنَا
ويُكْرَهُ مِنْكَ الانْحِنَاءُ مُسَلِّمًا
وحَلَّ عِنَاقٌ لِلْمُلاقِي تَدَيُنًا
ونَزْعُ يَدٍ مِمَّنْ يُصَافِحُ عَاجِلاً
وأَنْ يَجْلِسَ الإِنْسَانُ عِنْدَ مُحَدِّثٍ
ومَرْأَى عَجُوزٍ لَمْ تُرْدِ وَصِفَاحُهَا
وتَشْمِيْتُهَا واكْرَهْ كِلا الخِصْلَتَيْنِ
ويَحْرُمُ رَأَيُ المُرْدِ مَعْ شَهْوَةٍ فَقَطْ
وَكُنْ واصِلَ الأَرْحَامِ حَتَّى لِكَاشِحٍ
وَيَحْسُنُ تَحْسِيْنٌ لِخُلْقٍ وَصُحْبِةٍ
وَلَوْ كَانَ ذَا كُفْرٍ وَأَوْجَبَ طَوْعَهُ
كَتَطْلابِ عِلْمٍ لا يَضُرُّهُمَا بِهِ
وأَحْسِنْ إِلى أَصْحَابِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ
ويُكْرَهُ فِي الحَمَّامِ كُلُّ قِرَاءَةٍ
وغَيِّرْ بِغَيْرِ الأَسْوَدِ الشَّيْبَ وأََبْقِهِ
ويُشْرَعُ إيِكَاءُ السِقَا وغِطَا الإِنَا
وتَقْلِيْمُ أَظْفَارٍ ونَتْفٌ لإِبْطِهِ
ويَحْسُنُ خَفْضُ الصَّوتِ مِنْ عَاطِسٍ
ويَحْمَدُ جَهْرًا ولْيُشَمِتْهُ سَامِعٌ
وقُلْ لِلْفَتَى عُوْفِيْتَ بَعْدَ ثَلاثَةٍ
وغَطِّ فَمًا واكْظُمْ تُصِبْ فِي تَثَاؤُبٍ
ولا بَأْسَ شَرْعًا أَنْ يَطِبَّكَ مُسْلِمٌ
وتَرْكُ الدَّوا أَوْلَى وفِعْلُكَ جَائِزٌ
ورَجِّحْ عَلَى الخَوْفِ الرَّجَا عِنْدَ يَأْسِهِ
ويُشْرَعُ لِلْمَرْضَى العِيَادَةُ فأْتِهِمْ
فَسَبْعُونَ أَلفًا مِن مَلائِكَةِ الرِّضَا
وإِنْ عَادَهُ فِي أَوَّلِ اليَوْمِ وَاصَلَتْ
فَمِنْهُمْ مُغِبًّا عُدْهُ خَفِّفْ ومِنهُمْ الْـ
وفَكِّرْ وَرَاعِ فِي العِيَادَةِ حَالَ مَن
ومَكْرُوْهٌ اسْتِأْمَانُنَا أَهْلَ ذِمَّةٍ
ومَكْرُوْهٌ اسْتِطْبَابُهُم لا ضَرُوْرَةً
وإِنْ مَرِضَتْ أُنْثَى ولَمْ يَجْدُوْا لَهَا
ويُكْرَهَ حَقْنُ المَرْءِ إِلا ضَرُوُرَةً
كَقَابِلةٍ حِلٌّ لَهَا نَظَرٌ إِلَى
ويُكْرَهُ إِنْ لَمْ يَسْرِ قَطْعُ بَوَاسِرِ
لآكلِةَ ٍتسَرْي بِعُضْوٍ أَبِنْهُ إِنْ
وقَبْلَ الأَذَى لا بَعْدَهُ الَكَّي فاكْرَهَنْ
وفِيْمَا عَدَا الأَغْنَامِ قَدْ كَرِهُوْا الخِصَا
وقَطْعُ قُرُوْنٍ والآذَنِ وشَقَّهَا
ويَحْسُنُ فِي الإِحْرَامِ والحِلِّ قَتْلُ مَا
وغِرْبَانِ غَيْرِ الزَّرْعِ أَيْضًا وشِبْهُهَا
كَبقٍّ وبُرْغُوثٍ وفَأْرٍ وَعَقْرَبٍ
ويُكْرَهُ قَتْلُ النَّمْلِ إِلا مَعَ الأَذَى
ولَوْ قِيْلَ بالتَّحْرِيْمِ ثُمَّ أُجِيْزَ مَعْ
وقَدْ جَوَّزَ الأَصْحَابُ تَشْمِيْسَ قَزِّهِمْ
ويُكْرَهْ لِنَهْي الشَّرْعِ عَنْ قَتْلِ ضِفْدِعٍ
ويُكْرَه قَتْلُ الهِرِّ إِلا مَعَ الأَذى
وقَتْلُكَ حَيَّاتِ البُيَوتِ ولَمْ تَقُلْ
وذَا الطُّفْيَتَيْنِ أَقْتُلْ وابْتَرَ حَيَّةٍ
وما فِيِهِ إِضْرَارٌ ونَفْعٌ كَبَاشَقٍ
إِذَا لَمْ يَكُنْ مُلْكًا فَأَنْتَ مُخَيَّرٌ
ويُكْرَهُ نَفْخُ فِي الغَدَا وتَنَفُسٌ
فإِنْ كَانَ أَنْوَاعًا فلا بَأْسَ فالذِي
وأَخْذٌ وإِعْطَاءُ وأَكْلٌ وشُرْبُهُ
وأَكْلُكَ بالثَّنْتَيْنِ والأَصْبُعَ اكْرَهَنْ
ويُكْرَهُ باليُمْنَى مُبَاشَرَةُ الأَذَى
كذا خَلْعُ نَعْلَيْهِ بِهَا واتِّكَاؤُهُ
ويُكْرَهُ فِي التَّمْرِ القِرَانُ وَنَحْوُهُ
وكُنْ جَالِسًا فَوْقَ اليَسَارِ ونَاصِبَ
ويُكْرَهُ سَبْقُ القَوْمِ لِلأكْلِ نَهْمَةً
وَلا بَأْسَ عِنْدَ الأَكْلِ مِن شِبَعِ الفَتَى
ويَحْسُنُ تَصْغِيْرُ الفَتَى لُقْمَةَ الغَدَا
ويَحْسُنُ قَبْلَ المَسْحِ لَعْقُ أَصَابِعٍ
وتَخْلِيْلُ مَا بَيْنَ المَواضِعِ بَعْدَهُ
وغَسْلُ يَدٍ قَبْلَ الطَّعَامِ وَبَعْدَهُ
وكُلْ طَيِّبًا أَوْ ضِدَّهُ والبَس الذِي
وما عِفْتَهُ فاتْرُكْهُ غَيْرَ مَعُنِّفٍ
ولا تَشْرَبَنْ مِن فِي السِّقَاءِ وثُلْمَةِ الْـ
ونَحِّ الانا عَن فِيْكَ واشْرَبْ ثَلاثَةً
ولا تَكْرَهَنَّ الشُرْبَ مِن قَائِمٍ ولا إنْ
ويُكْرَهُ لُبْسَ فيه شُهْرَةُ لابِسٍ
وإِنْ كَانَ يُبْدِي عَوْرَةً لِسِوَاهُمَا
وخَيْرُ خِلالِ المَرْءِ جَمْعًا تَوَسُطُ الْـ
ولُبْس مِثَالِ الحَيّ فاحْضِرْ بأَجْودٍ
وأَحْسنُ مَلْبُوسٍ بَيَاضٌ لِميِّتٍ
ولا بَأْسَ بالمَصْبُوغِ مِن قَبْلِ غَسْلِهِ
وقِيْلَ اكْرَهَنْهُ مِثْلَ مُسْتَعْمَلِ الانَا
وأَحْمَرَ قَانٍ والمُعَصْفَرَ فاكْرَهَنْ
ولا تَكْرَهَنْ فِي نَصِّ ما قَدْ صَبَغَتَهُ
ولَيْسَ بِلُبْسِ الصُوْفِ بَأْسٌ ولا القَبَا
ولُبْسُ الحَرِيْرِ احْظِرْ عَلَى كُلِ بَالِغٍ
ويَحْرُمَ بَيْعٌ لِلرِّجَالِ لِلِبْسِهِمْ
ويَحْرُمُ لُبْسٌ مِن لُجَيْنٍ وعَسْجَدٍ
ويَحْرُمُ سَتْرٌ أَوْ لِبَاسُ الفَتَى الذي
وفِي السَّتْرِ أَوْ مَا هُوْ مَظِنَّةٌ بِذْلَةٍ
ولَيْسَ بِمَكْرُوْهٍ كِتَابَةُ غَيْرِهِ
وحَلَّ لِمَنْ يَسْتَأجِرُ البَيْتَ حَكُه التـ
وفِي نَصِّهِ اكْرَهْ لِلرَّجَالِ ولِلِنَّسَا الرَّ
ويُكْرَهُ تَقْصِيْرُ اللِّباسِ وطُوْلُهُ
وأَطْوَلُ ذَيْلِ المَرْءِ لِلْكَعْبِ والنِّسَا
وأَشْرَفُ مَلْبُوسٍ إِلَى نِصْفِ سَاقِهِ
ولِلرُّصْغِ كُمُّ المُصْطَفَى فإنْ ارْتَخَى
ولا بَأْسَ في لُبْسِ السَّراوِيْلِ سِتْرَةً
بسُنَّةِ إبْراهِيْمَ فِيْه وأَحْمَدٍ
ويَحْسُنُ تَنْظِيفُ الثِيَابِ وَطِيُّهَا
ولا بأْسَ فِي لُبْسِ الفِرَاءَ واشْتِرَائِهَا
وكاللَّحْمِ الأَوْلَى احْظِرَن جِلْدَ ثَعْلَبٍ
ومَن يَرتَضِي أَدْنَى اللِّبَاسِ تَواضُعًا
ويَحْسُنُ حَمْدُ اللهِ في كُلِّ حَالةٍ
وكُنْ شَاكِرًا للهِ واْرَض بقَسْمَه
وقُلْ لأَخٍ ابْلِ وأَخْلِقِ وَيُخْلِفُ الْـ
ولا بأْسَ في الخَاتَامِ مِن فِضَّةٍ ومِنْ
ويُكْرَهُ مِن صُفْرٍ رَصَاصٍ حَدَيْدِهِمْ
ويَحْسُنُ في اليُسْرَي كَأَحْمَدُ وصَحْبِهِ
ومَن لَمْ يَضَعْهُ في الدُّخُول إِلى الخَلا
ويَحْسُنُ فِي اليُمْنَى ابْتِدَاءُ انْتِعَالِهِ
ويُكْرَهُ مَشْي المَرْءِ فِي فَرْدِ نَعْلِهِ
ولا بَأْسَ فِي نَعْلٍ يُصَلِي بِهِ بِلا
ويَحْسُنُ الاسْتِرْجَاعُ فِي قَطْعِ نَعْلِهِ
وقَدْ لَبِسَ السِّبْتِيَّ وَهْوَ الذي خَلا
ويُكْرَهُ سِنْدِيُ النِّعَالِ لِعُجْبِهِ
وسِرْ حَافيًا أَوْ حَاذِيًا وامْشِ وارْكَبَنْ
ويُكْرَهُ في المَشْي المُطَيْطَا ونَحْوُهَا
ويُكْرَهُ لُبْسُ الخُفِ والأَزْرِ قائِمًا
وثِنْتَيْنِ وافْرُقْ في المَضَاجِعِ بَيْنَهُمْ
ويُكْرَهُ نَوْمُ المَرْءِ مِن قَبْلِ غَسْلِهِ
ونَوْمُكَ بَعْدَ الفَجْرِ والعَصْرِ أَوْ عَلَى
ويُكْرَهُ نَوْمٌ فَوْقَ سَطحٍ ولَمْ يُحَطْ
ويُكْرَهُ بَيْنَ الظِلِّ والشَمْسِ جِلْسَةٌ
وقُل في انْتِبَاهٍ والصَّبَاحِ وفي المَسَا
ويَحْسُنُ عِنْدَ النَّومِ نَفْضُ فِرَاشِهِ
وخُذْ لَكَ مِن نُصْحِي أُخَيَّ نَصِيْحَةً
ولا تَنْكِحَنْ إِنْ كُنْتَ شَيْخًا فُتَيَّةً
ولا تَنْحِكنْ مَن تَسْمُ فَوقَكَ رُتبَةً
ولا تَرْغَبَنْ في مَالِهَا وأَثَاثِهَا
ولا تَسْكُنَنْ في دارِهَا عِنْدَ أَهْلِهَا
فلا خَيْرَ فِيْمَنْ كَانَ فِي فَضْلِ عِرْسِهِ
ولا تُنْكِرَنْ بَذْلَ اليَسِيْرِ تَنَكُّدًا
ولا تَسْأَلَنْ عن مَا عَهِدْتَ وغُضَّ عن
وكُنْ حَافِظًا إِنَّ النِسَاءَ ودَائِعٌ
ولا تُكْثِرْ الإنكارَ تُرْمَى بتُهْمَةٍ
ولا تَطْمَعَنْ في أَنْ تُقِيْمَ اعْوِجَاجِهَا
وسُكْنَى الفَتَى في غُرْفَةٍ فَوْقَ سِكَةَ
وإِيَّاكَ يَا هَذَا ورَوْضَةَ دِمْنَةٍ
ولا تَنْكِحَنْ في الفَقْرِ إلا ضَرُوْرَةً
وكُنْ عَالِمًا إِنَّ النِّسَا لُعِبٌ لَنَا
وخَيْرُ النِسَا مَن سَرَّتِ الزَّوْجَ مَنْظَرًا
قَصِيْرَةُ أَلْفَاظٍ قَصِيْرَةُ بَيْتِهَا
عَلَيْكَ بِذَاتِ الدِّيْنِ تَظْفُرُ بالمُني الْـ
حَسِيْبَةُ أَصْلٍ مِن كِرَامٍ تَفُزْ إِذَنْ
وَوَاحِدةُ أَدْنَى إِلى العَدْلِ فاقْتَنِعْ
ومَن عَفَّ تَقْوى عن مَحَارِمِ غَيْرِهِ
فَكَابِدْ إِلى أَنْ تَبْلُغَ النفسُ عُذْرَهَا
ولا يَذْهَبَنَّ العُمُرُ مِنْكَ سَبَهْللا
فَمَنْ هَجَرَ اللَّذاتِ نَالَ المُنَى ومَنْ
وفِي قَمْعِ أَهْوَاءِ النُفُوسِ اعْتِزَازُهَا
فلا تَشْتَغِلْ إِلا بِمَا يُكْسِبُ العُلا
وفي خَلْوةِ الإِنْسَانِ بالعِلْمِ أُنْسُهُ
ويَسْلَمُ مِن قِيْلٍ وقَالٍ ومِن أَذَى
وكُنْ حِلْسَ بَيْتٍ فَهْوَ سَتْرٌ لَعَوَرةٍ
وخَيْرُ جَلِيْسِ المَرْءِ كُتْبٌ تُفِيْدُهُ
وخَالِطْ إِذَا َخَالَطتَ كُلَّ مُوَفَّقٍ
يُفِيْدُكَ مِن عِلْمٍ ويَنْهَاكَ عَن هَوَى
وإِيَّاكَ والهَمَّازَ إِنْ قُمْتَ عَنِه والْـ
ولا تَصْحَبِ الحَمْقَى فَذُوْ الجَهْلِ إِنْ
وخَيْرُ مَقَامٍ قُمْتَ فِيْهِ وخَصْلَةٍ
وكُفَّ عن العَوَرا لِسَانَكَ واليَكُنْ
وحَصِّنْ عن الفَحْشَا الجَوارِح كُلها
وحَافِظْ عَلَى فِعْلِ الفُرُوْضِ بوَقْتِهَا
ونَادِ إِذَا مَا قُمْتَ باللَّيلِ سَامعًا
ومُدَّ إِليهِ كَفَّ فَقْرِكَ ضَارِعًا
ولا تَسْأَمَنَّ العِلْمَ واسْهَرْ لِنَيْلِهِ
ولا تَطْلُبَنَّ العِلمَ لِلْمالِ والرِّيَا
وكُنْ عَامِلاً بالعِلمِ فِيْمَا اسْتَطَعْتَهُ
حَرِيْصًا عَلَى نَفْعِ الوَرَى وهُدَاهُم
وكُنْ صَابِرًا بالفَقْرِ وادَّرِعِ الرِّضَا
فَمَا الِعُّز إِلا فِي القَنَاعَةِ والرضَا
فَمَنْ لَمْ يُقَنِّعْهُ الكَفَافُ فما إلى
فَمَنْ يَتَغَنَّي َيْغِنِه اللهُ والغِنَى
وإِيَّاكَ والإعْجَابَ والكِبْرَ تُحْظَ بالسَّـ
وهَا قَدْ بَذَلْتُ النَّصْحَ جُهْدِي وإِنَّنِي
تَقَضَّتْ بِحَمْدِ اللهِ لَيْسَتْ ذَمِيْمَةً
يَحَارُ لَهَا قَلْبُ اللَّبِيْبِ وعَارِفٌ
فَمَا رَوْضَةٌ حُفَّتْ بِنَوْرِ رَبِيْعِهَا
بأَحْسَنَ مِن أَبْيَاتِهَا ومَسائِلٍ
فَخُذْهَا بِدَرْسِ لَيْسَ بالنَّومِ تُدْرِكَنْ
وقَدْ كَمُلَتْ والحَمدُ للهِ وَحْدَهُ
كَثِيْرًا كَمَا تَرْضَى بِغَيْرِ تَحَدُّدِ
وأَصْحَابِهِ مِنْ كُلِّ هَادٍ ومُهْتَدِي
مِن الأَدَبِ المأْثُوْرِ عَنْ خَيْرِ مُرْشِدِ
تَقَدَّسَ عَنْ قَوْلِ الغُواةِ وجُحَّدِ
أَئمةِ أَهْلِ السِّلْمِ مِنْ كُلِّ أَمْجَدِ
ويُنْزِلُنَا فِي الحَشْرِ فِي خَيْرِ مَقْعَدِ
لِيُصْغِ بقَلْبٍ حَاضِرٍ مُتَرَصِّدِ
حَرِيِصٍ عَلَى زَجْرِ الأَنَامِ عَنِ الرَّدِيِ
سَأَبْذِلُهَا جُهْدِي فأَهْدِي وأَهْتَدِي
جَوَارِحَه عَنْ مَا نَهَى اللهُ يَهْتَدِي
وارْسَالُ طَرْفِ المَرْءِ أَنْكَى فَقَيِّدِ
ومُتْعِبُهُ فَاغْضُضْهُ مَا اسْطَعْتَ تَهْتَدِي
وإِفْشَاءُ سِرٍ ثُمَّ لَعْنُ مُقَيَّدِ
وسُخْرِيَّةٌ والهُزْؤُ وَالكِذْبِ قَيِّدِ
ولَلْعْرسِ أَوْ إِصْلاح أَهْلِ التَّنَكُّدِ
يُضَاهِيْهِمَا مِنْ آلَةِ اللَّهْوِ والرَّدِي
فَمِنْهَا ذَوُوْ الأَوْتَارِ دُوْنَ تَقَيُّدِ
وصَنْعَتِهِ مَن رَدَّ ذَلِكَ يَعْتَدِي
وتَشْبِيْبِهِ مِن غَيْرِ تَعْيِيْنِ خُرَّدِ
وتَشْبِيْبِهِ بالأَجْنَبِيَّاتِ أَكِّدِ
فَتِيَّاتِ أَوَ نَوْحِ التَّسَخُّطِ مُوْرَدِ
ونَدْبٌ عَنْ المَكروهِ غَيْرَ مُشَدِّدِ
عَنْ المُنْكَرِ اجْعَلْ فَرْضَ عَيْنٍ تُسَدَّدِ
سِوَاهُ بِهِ مَعْ أَمْنِ عُدْوَانِ مُعْتَدِي
ـذِي قِيْلَ فَرْضٌ بالكِفَايَةِ فاحْدُدِ
بِهِم وبِمَنْ يَسْتَنْصِرُوْنَ بِهِ قَدِ
وأَقْوَاهُ إِنْكَارُ الفَتَى الجَلْدِ باليَدِ
لِتأْدِيْبِهِم والعِلْمِ فِي الشَّرْع بِالرَّدِيِ
فإِنْ لَمْ يَزُلْ بالنَّافِذِ الأَمْرَ فاصْدُدِ
إِذَا كَانَ ذَا الإنْكَارِ حَتْمَ التَّأَكُّدِ
ولا صُوَرٍ أَيْضَا ولا آلةِ الدَّدِ
وكُتْبٍ حَوَتْ هَذَا وأَشْبَاهَهُ أَقْدُدِ
بِلا رَيْبَ مِذْيَاعٌ وَتِلْفَازُ مُعْتَدِي"
وكُوْرَاتِهم مَزِّقْ هُدِيْتَ وقَدِّدِ"
وآلةُ تَصْويْر بها الشَّرُّ مُرْتَدِي"
وآلةُ تَطْفَاةٍ لَهُ اكْسِرْ وَبدِّدِ"
يَسُوقُ لَكَ الآدَابَ عَنْ خَيْرِ مُرْشِدِ"
يُزِيْلُ عن المَنْكُورِ مَقْصَدَ مُفْسِدِ
إِذَا عَجِزَ الإِنْكَارُ دُوْنَ التَّقَدُّدِ
ضَمِنْتَ الذي يُنْقَى بَتغْسِيْلِهِ قَدِ
وقَدْ قِيْلَ إِنْ يَرْدَعْهُ أَوْجِبْ وَأَكِّدِ
ولاقِهْ بَوجْهٍ مُكْفَهِرٍ مُعَرْبَدِ
بِفِسْقٍ وماضِي الفِسْقِ إِنْ لَمْ يُجَدِّدِ
مُفَسِّقٍ احْتِمْهُ بِغَيْرِ تَرَدُّدِ
ويَدْفَعُ أضْرارَ المُضِلِّ بمِذْوَدِ
ولا هَجْرَ مَعْ تَسْلِيْمِهِ المُتَعَوِّدِ
على غَيْرِ مَن قُلْنَا بهَجْرٍ فَأَكِّدِ
وَرَدُّكَ فَرْضٌ لَيْسَ نَدْبٌ بأَوْطَدِ
ورَدُّ فَتى مِنْهُم عَلَى الكُلِّ يا عَدِي
ـبِيْلِ وَرُكْبَانِ عَلَى الضِدِّ أَيِِّدِ
فَقَدْ حَصَلَ المَسْنُونُ إِذْ هُوَ مُبْتَدِي
وسَلِّمْ إِذَا مَا جِئْتَ بَيْتَكَ تَهْتَدِي
مِن الناسِ مَجْهُولاً ومَعْرُوْفًا أَقْصُدِ
وتَنَكِيْرُهُ أَيْضًا عَلَى نَصِّ أَحْمَدِ
كَلِلْمَيْتِ والتِّودِيْعِ عَرِّفْ كَرَدِّدِ
عَلَى غيرِهِ مِن أَقْرَبِيْنَ وَبُعَّدِ
ولا سِيْمَا مِن سَفْرَةِ وَتَبَعُّدِ
فإِنْ لَمْ يُجَبْ يَمْضِي وإِنْ يَخْفَ يَزْدَدِ
لِدَخْلَتِهِ حَتَّى لِمَنْزِلِهِ اشْهَدِ
وَوَالِدِهِ أَوْ سَيِّدٍ كُرْهَهُ امْهَدِ
تَنَاثَرْ خَطايَاكُمْ كَمَا في المُسَنَّدِ
ويُكْرَهُ تَقْبِيْلُ الثَّرَى بتَشَدُّدِ
وتَقْبِيْلُ رَأْسِ المَرْءِ حَلَّ وفي اليَدِ
ويُكْرَهُ تَقْبِيْلُ الفَمِ افْهَمْ وقَيِّدِ
وأَنْ يَتَنَاجَى الجَمْعُ مِنْ دُوْنِ مُفْرَدِ
بِسِرٍ وقِيْلَ احْضِرْ وإِنْ يَأْذَنِ اقْعُدِ
وخَلْوَتُهَا اكْرَهْ لا تَحِيْتهَا اشْهَدِ
للشَّباب مِن الصِّنفَيْنِ بُعْدَى وأَبْعَدِي
وقِيْلَ ومَعْ خَوْفٍ ولِلْكُرْهِ جَوِّدِ
تُوَفَّرَ في عُمْرٍ ورِزْقٍ وتَسْعَدِ
ولا سِيَّمَا لِلْوَالِدِ المُتَأَكِّدِ
سِوَى في حَرامٍ أَوْ لأَمْرٍ مُؤَكَّدِ
وتَطْلِيْقِ زَوْجَاتٍ بِرَأْي مُجَرَّدِ
فَهَذَا بَقَايَا بِرِّهِ المُتَعَوَّدِ
وذِكْرِ لِسَانٍ والسَّلامُ لِمُبْتَدِي
ولِلْقَزَعِ اكْرَهْ ثُمَّ تَدْلِيْسَ نُهَدِ
وإيْجَافُ أَبْوَابٍ وَطَفْءُ لِمُوْقَدِ
وحَلْقًا ولِلَتَّنْوِيْرِ لِلْعَانَةِ أَقْصِدِ
وإِنْ يُغَطِّيَ وَجْهًا لاسْتِتَارٍ مِن الرَّدِي
لِتَحْمِيْدِهِ والْيُبْدِ رَدَّ المُعَوَّدِ
ولِلطِّفْلِ بُوْرِكْ فِيْكَ وأْمُرْهُ يَحْمَدِ
فَذَلِكَ مَسْنُونٌ لأَمْرِ المُرَشِّدِ
وشَكْوَى الذِي تَلْقَى وبالحَمْدِ فابْتَدِي
ولَمْ تَتَيقَنْ فيه حُرْمَةَ مُفْرَدِ
ولاقِ بِحُسْنِ الظَّنِّ رَبَّكَ تَسْعَدِ
تَخُضْ رَحْمَةً تَغْمُرْ مَجَالِسَ عُوَّدِ
تُصَلِّي عَلَى مَنْ عَادَ مُمْسيً إِلى الغَدِ
عَليهِ إِلى اللَّيْلِ الصَّلاةِ فأَسْنِدِ
لَذِي يُورِثُ التَّطْوِيلَ مِن مُتَوَدِّدِ
تَعُوْدُ وَلا تُكْثِرْ سُؤَالاً تُنَكَّدِ
لإحْرَازِ مَالٍ أَوْ لِقِسْمَتِهِ اشْهَدِ
وما رَكَّبُوْهُ مِن دَوَاءٍ مُوَصَّدِ
طَبِيْبًا سِوَى فَحْل أَجِزْهُ وَمَهِّدِ
ويَنْظَرُ مَا يَحْتَاجُهُ حَاقِنٌ قَدِ
مَكَانِ ولادَاتِ النِسَا في التَّوَلُّدِ
وبَطِّ الأَذَى حِلٌ كَقَطْعٍ مُجَوِّدِ
تَخَافَنَّ عُقْبَاهُ ولا تَتَردَّدِ
وعَنْهُ عَلَى الإطْلاقِ غَيْرِ مُقَيَّدِ
لِتَعْذِيْبِهِ المَنْهِيِ عَنُه بمُسْنَدِ
بلا ضَرَرٍ تَغْيِيْرُ خَلْقٍ مُعَوَّدِ
يَضُرُ بِلا نَفْعٍ كَنِمْرٍ ومَرْثَدِ
كَذَا حَشَراتُ الأَرْضِ دُوْنَ تَقَيُّدِ
ودَبْرٍ وَحَيَّاتٍ وشِبْهِ المُعَدَّدِ
بِهِ واكْرَهَنْ بالنَّارِ إحْراقَ مُفْسدِ
أَذَي لم يَزُلْ إِلا بِهِ لَمْ أُبَعِّدِ
وتَدْخِيْنَ زُنْبُورٍ وشَيًا بمَوْقدِ
وصِرْدَانِ طَيْرٍ قَتْلُ ذَيْنِ وَهُدْهُدِ
وَإِنْ مُلِكَتْ فاحْظِرْ إِذًا غَيْرَ مُفْسدِ
ثًلاثًا لَهُ اذْهَبْ سَالِمًا غَيْرَ مُعْتَدِ
وما بَعْدَ إِيْذَانِ تُرَى أَوْ بفَدْفَدِ
وكَلْبٍ وفَهْدٍ لاقْتَصادِ التَّصَيُدَ
وإِنْ مُلِكَتْ فاحْظِرْ وإنْ تُؤْذِ فاقْدُدِ
وجَوْلانُ أَيْدٍ في طَعَامٍ مُوَحَّدِ
نُهِيْ في اتَّحَادٍ قَدْ عُفِي فِي التَّعَدُّدِ
بِيُسْرَاهُ فاكْرَهْهُ ومُتَّكِئًا ذُدِ
ومَعْ أَكْلِ شَيْنِ العُرْفِ إِتْيَانَ مَسْجِدِ
وأَوْسَاخِهِ مَعْ نَثْرِ مَا أَنْفِهِ الرَّدِي
عَلَى يَدِهِ اليُسْرَى وَرَا ظَهْرِهِ اشْهَدِ
وقِيْلَ مَعَ التَّشْرِيْكِ لا فِي التَّفَرُدِ
اليَمِيْنِ وبَسْمِل ثُمَّ في الانْتِهَا احْمَدِ
ولَكِنَّ رَبَّ البَيْتِ إِنْ شَاءَ يَبْتَدِي
ومَكْرُوْهٌ الإِسْرَافُ والثُّلْثَ أَكِّدِ
وبَعْدَ ابْتَلاعِ ثَنِّ والمَضْغَ جَوِّدِ
وأُكْلُ فَتَاتِ سَاقِط بتَثَرُّدِ
وأَلْقِ وجَانِبْ مَا نَهَى اللهُ تَهْتَدِي
ويُكْرَهُ بالمَطْعُوْمِ غَيْرَ مُقَيَّدِ
تُلاقِيْهِ مِن حِلٍ ولا تَتَقَيَّدِ
ولا عَائِبٍ رِزْقًا وبالشَّارِعِ اقْتَدِي
إِنَاءَ وانْظُرنْ فِيهِ ومَصًّا تَزَرَّدِ
هُوْ أَهْنَا وأَمْرَا ثُمَّ أَرْوَي لِمَنْ صُدِي
تِعَالُ الفَتَى في الأَظْهَرِ المُتَأَكِّدِ
وَوَاصِفُ جِلْدٍ لا لِزَوْجٍ وسَيِّدِ
فذَلِكَ مَحْظُورٌ بِغَيْرِ تَرَدُّدِ
أُمُورِ وحَالٌ بَيْنَ أَرْدَى وأَجْوَدِ
وما لَمْ يُدَسْ مِنْهَا لِوَهْنٍ فَشَدِّدِ
وحَيٍّ فَبَيِّضْ مُطْلَقًا لا تُسَوِّدِ
مَعَ الجَهْلِ في أَصْبَاغِ أَهْلِ التَّهَوُدِ
وإِنْ تَعْلَم التَّنْجِيْسَ فاغْسِلْهُ تَهْتَدِي
لِلُبْسِ رِجَالٍ حَسْبُ فِي نَصِّ أَحْمَدِ
مِن الزَّعْفَرانِ البَحْتِ لَوْنَ المُوَرَّدِ
ولا لِلنَّسَا والبُرْنُسِ اَفْهَمْهُ واقْتَدِي
سِوَى لِضنىً أَوْ قَتْلٍ أَوْ حَرْبِ جُحَّدِ
وتَخِيِيْطُهُ والنَّسْجُ في نَصِّ أَحْمَدِ
سِوَى ما قَد اسْتَثْنَيْتَهُ فِي الذي ابْتُدِي
حَوَى صُوْرَةً لِلْحَيِّ في نَصِّ أَحْمَدِ
لِيَكْرَهْ كَكَتْبٍ لِلْقُرانِ المُمَجَّدِ
مِنَ الذكرِ فِيْمَا لَمْ يُدَسْ ويُمَهَّدِ
تَصَاوِيْرَ كَالحَمَّامِ لِلدَّاخِلِ اشْهَدِ
رَقِيْقَ سِوَى لِلزَّوْجِ يَخْلُو وَسَيِّدِ
بلا حَاجَةِ كِبْرًا وتَرْكُ المُعَوَّدِ
بِلا الاُزْرِ شِبْرًا أَوْ ذِرَاعًا لِتَزْدَدِ
وما تَحْتَ كَعْبٍ فاكْرَهَْهُ وصَعِّدِ
تَنَاهَى إِلى أَقْصَى أَصَابِعِهِ قَدِ
أَتَمَّ ِمَن التَّأْزِيْرِ فالْبَسْهُ واقْتَدِ
وأَصْحَابِهِ والأُزْرُ أَشْهَرُ أَكِّدِ
ويُكْرَهُ مَعْ طَوْلِ الغِنَا لُبْسُكَ الرَّدِي
جُلُودَ حَلالٍ مَوتُه لَمْ يُوَطَّدِ
وعنه لِيُلْبَسْ والصَلاةَ بِهِ اصْدُدِ
سَيُكْسَى الثِيَابَ العَبْقَرِيَّاتِ فِي غَدِ
ولا سِيَّمَا فِي لُبْسِ ثَوبٍ مُجَدَّدِ
تُثَبْ وتُزَدْ رِزْقًا وارْغامَ حُسَّدِ
إِلهُ كَذَا قُلْ عِشْ حَمِيْدًا تُسَدَّدِ
عَقِيْقٍ وبَلُوْر وشِبْهِ المُعَدِّدِ
ويَحْرُمُ لِلذُّكْرَانِ خَاتَمُ عَسْجَدِ
ويُكْرَهُ في الوُسْطَى وسَبَابَةِ اليَدِ
فَعَنْ كُتْبِ قُرآنٍ وذِكْر بِهِ أَصْدُدِ
وفي الخَلْعِ عَكْسٌ وأَكْرَهِ العَكْسَ تَرْشُدِ
اخْتِيَارًا أَصِخ حَتَّى لإِصْلاحِ مُفْسِدِ
أَذَى وافْتَقِدْهَا عِندَ أَبْوابِ مَسْجِدِ
وتَخْصِيْصُ حَافٍ بالطَّرِيْقِ المُمهَّدِ
مِن الشَّعْرِ مَعْ أَصْحَابِهِ بِهِمُ اقْتَدِي
بِصَرَّارِهَا زِيَّ اليَهُوْدِ فأَبْعِدِ
تَمَعْدَدْ واخْشَوْشِنْ ولا تَتَعَوَّدِ
مَظِنَّةَ كِبْرٍ غَيْرَ في حَرْبِ جُحَّدِ
كذَاكَ التْصَاقُ اثْنَيْنَ عُرْيًا بمَرْقَدِ
ولَوْ أخْوةً مِن بَعْدِ عَشْرٍ تُسَدَّدِ
مِن الدُهْنِ والأَلْبَانِ لِلْفَمِ واليَدِ
قَفَاكَ ورَفْعُ الرِجْلِ فَوقَ اخْتِهَا امْدُدِ
عَليهِ بِتَحْجِيْرٍ لِخَوفِ مِن الرَّدِي
ونَوْمٌ عَلَى وَجْهِ الفَتَى المُتَمَدِّدِ
ونَوْمٍ مِن المَرْوِيّ مَا شِئْتَ تَرْشُدِ
ونَوْمٌ عَلَى اليُمْنَي وكُحْلٌ بأَثْمَدِ
وكُنْ حَازِمًا واحْضِرْ بِقَلْبٍ مُؤَيَّدِ
تَعِشْ في ضِرَارِ العَيْشَ أَوْ تَرْضَ بالرَّدِي
تَكُنْ أَبدًا في حُكْمِهَا في تَنَكُّدِ
إِذَا كُنْتَ ذَا فَقْر تُذَلَّ وتُضْهَدِ
تَسَمَّعْ إِذَا أَنْوَاعَ مِن مُتَعَدِّدِ
يَرُوْحُ عَلَى هُوْنٍ إِليْهَا ويَغْتَدِي
وسَامِحْ تَنَلْ أَجْرًا وحُسْنَ التَّوَدُدِ
عَوارِ لَدَينا احْفَظْ وصِيَّةَ مُرْشِدِ
عَوانٍ لَدَينا احْفَظْ وصِيَّةَ مُرْشِدِ
ولا تَرْفَعنَّ السَّوْطَ عن كُلِ مُعْتَدِ
فَمَا هِيَ إلا مِثْلُ ضِلْعٍ مُرَدَّدِ
تَؤُولُ إِلَى تُهْمَى البَرِيءِ المُشَدِّدِ
سَتَرجعُ عَن قُرْبِ إِلى أَصْلِهَا الرَّدِيِ
ولذْ بِوِجَاءِ الصَّومِ تُهْدَى وتَهْتَدِي
فحَسِّنْ إِذَنْ مَهْمَا اسْتَطَعْتَ وَجَوِّدِ
ومَنْ حَفِظَتْهُ فِي مَغِيْبٍ ومَشْهَدِ
قَصِيْرَةُ طَرْفِ العَيْنِ مَن كُلِّ أَبْعَدِ
وَدُوْدِ الوَلُودِ الأَصْلِ ذَاتِ التَّعَبُّدِ
بِوِلْد كِرَامٍ والبَكَارَةَ فاقْصِدِ
وإِنْ شِئتَ فَابْلُغْ أَربعًا لا تَزَيَّدِ
يَعفْ أَهْلُه حَقًا وإِنْ يَزْنِ يَفْسُدِ
وكُنْ في اقْتِبَاسِ العلمِ طَلاعَ أَنْجُدِ
ولا تُغْبَنَنْ بالنَّعْمَتَينِ بَلْ اجْهِدِ
أَكَبَّ عَلَى اللَّذَاتِ عَضَّ عَلى اليَدِ
وفي نَيْلِهَا مَا تَشْتَهِيْ ذِلُّ سَرْمَدِ
ولا تَرْضَ لِلنَّفْسِ النَّفِيْسَةِ بالرَّدِيِ
وَيَسْلَمُ دِيْنُ المَرْءِ عندَ التَوَحُدِ
جَلِيْسٍ ومِن وَاشٍ بَغْيِضٍ وَحُسَّدِ
وحِرْزُ الفَتَى عن كُلِّ غَاوٍ ومُفْسِدِ
عُلُومًا وآدابًا كَعَقْلٍ مُؤَيَّدِ
مِن العلما أَهْلِ التُّقَى والتَّعَبُدِ
فَصَاحِبْه تُهْدَى مِن هُدَاهُ وتَرْشُدِ
بَذِيَّ فإنَّ المَرْءَ بالمَرْءِ يَقْتَدِي
يَرُمْ صَلاحًا لأَمْرٍ يَا أَخَا الحَزْمِ يُفْسِدِ
تَحَلَيْتَهَا ذِكْرُ الإِلَهِ بِمَسْجِدِ
دَوامًا بذكْرِ اللهِ يَا صَاحِبِيْ نَدِي
تَكُنْ لكَ في يومِ الجَزَا خَيْرَ شُهَّدِ
وخُذْ بنَصِيْبٍ في الدُجَا مِن تَهَجُّدِ
قَرِيْبًا مُجِيْبًا بالفَواضِلِ يَبْتَدِي
بقَلْبٍ مُنِيْبٍ وادْعُ تُعْطَ وتَسْعَدِ
بلا ضَجَرٍ تَحْمِدْ سُرَى اللَّيلِ في غَدِ
فإنَّ ملاكَ الأَمْرِ في حُسْنِ مَقْصَدِ
لِيُهْدَى بِكَ المَرْءُ الذي بكَ يَقْتَدِي
تَنَلْ كُلَّ خَيرٍ في نَعِيْم مُؤَبَّدِ
بِمَا قدَّرَ الرحمنُ واشْكُرْهُ تُحْمَدِ
وبأَدْنَى كَفَافٍ حَاصِلٍ والتَّزَهُدِ
رِضَاهُ سَبِيْلٌ فاقْتَنِعْ وتَقَصَّدِ
غنى النَّفْسِ لا عَنْ كَثْرةِ المُتَعَدِّدِ
ـعَادَةِ في الدَّارَيْنِ فارْشُدْ وأَرشِدِ
مُقِرٌ بتقصِيْرِي وباللهِ أَهْتَدِي
ولَكِنَّها كالدُّرِ في عِقْدِ خُرَّدِ
كَرِيْمَانِ إِنْ جَالا بِفِكْرٍ مُنَضَّدِ
بِسَلْسَالِهَا العَذْبِ الزّلالِ المُبَرَّدِ
أَحَاطَتْ بِهَا يَوْمًا بِغَيْرِ تَرَدُّدِ
لأَهْل النُهَى والفَضْلِ في كُلِّ مَشْهَدِ
عَلَى كُلِّ حَال دَائمًا لَمْ يُصَدِّدِ

اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام ثبت محبتك في قلوبنا وقوها والهمنا يا مولانا ذكرك وشكرك وأمنا من عذابك يوم تبعث عبادك. اللهم إليك بدعائنا توجهنا وبفنائك أنخنا وإياك أملنا ولما عندك من الكرم والجود والإحسان طلبنا ومن عذابك أشفقنا ولغفرانك تعرضنا فاغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمدٍ وآله وسلم.
نظم الكبائر لابن عبد القوي
وَكُنْ عَالِمًا إِنَّ الذُّنُوبَ جَمِيْعَهَا
فَمَا فِيْهِ حَدٌ في الدُّنَا أَوْ تَوَعُدٌ
وَزَادَ حَفِيْدُ المَجْدِ أَوْجَا وَعِيْدُهُ
كَشِرْكٍ وَقَتْلِ النَّفَسِ إِلا بِحَقِّهَا
وأَكْلُكَ أَمْوَالَ اليَتَامَى ببَاطِلٍ
كَذَاكَ الزِّنَا ثُمَّ اللَّوَاطُ وَشُرْبُهُم
وَسَرْقَةُ مَالِ الغَيْرِ أَوْ أَكْلُ مَالِهِ
شَهَادَةُ زُوْرٍ ثُمَّ عَقٌّ لِوَالِدٍ
يَمِيْنٌ غَمُوسٌ تَارِكٌ لِصَلاتِهِ
مُصَلٍ بِغَيْر الْوَقْتِ أَوْ غَيْرِ قِبْلَة
قُنُوطُ الفَتَى مِن رَحْمَةِ اللهِ ثُمَّ قُلْ
وأَمْنٌ لِمَكْرِ اللهِ ثُمَّ قَطِيْعَةٌ
كَذَا كَذِبٌ إِنْ كَانَ يَرْمِيْ بِقِتْنَةٍ
قِيَادَةُ دَيُّوثٍ نِكَاحٌ مَحُلِّلٍ
وتَرْكٌ لِحَجٍ مُسْتَطِيْعًا ومَنْعُهُ
بِحَقِّ لِخَلْقِ وارتِشْاهُ وفِطْرُهُ
وقَوْلٌ بِلا عِلْمٍ عَلَى الله رَبِّنَا
مُصِرٌّ عَلَى العِصْيَانِ تَرْكُ تَنَزُهٍ
واتْيَانُ مَنْ حَاضَتْ بِفَرْجٍ ونَشْزُهَا
وإِلِحَاقُهَا بالزَّوْجِ مَنْ حَمَلَتْهُ مِنْ
وتَصْوِيْرُ ذِي رُوْحٍ وإِتْيَانُ كَاهِنٍ
سُجُودٌ لِغَيْرِ اللهِ دَعْوَةُ مَنْ دَعَا
عُلُولٌ ونَوْحٌ والتَّطَيُّرُ بَعْدَهُ
وَجَوْرُ لِمُوْصٍ في الوَصَايَا وَمَنْعُهُ
وإِتْيَانُهَا في الدُّبْرِ بَيْعٌ لِحُرَّةٍ
ومِنْهَا اكْتِسَابٌ لِلرِّبَا وَشَهَادَةٌ
ومَنْ يَدَّعِي أَصْلاً ولَيْسَ بأَصْلِهِ
فَيَرْغَبُ عن آبَائِهِ وَجُدُوْدِهِ
وغِشُّ إِمَامٍ لِلرَّعِيَّةِ بَعْدَهُ
وتَرْكٌ لِتَجْمِيْعٍ إِسَاءَةُ مَالِكٍ
بِكُبْرَى وصُغَرَى قُسِّمَتْ في المُجَوَّدِ
بِأُخْرَى فَسِمْ كُبْرَى عَلَى نَصِّ أَحْمَدِ
بِنَفْيٍ لإِيْمَانٍ وَلَعْنٍ لِمُبْعَدِ
وأَكْلِ الرِّبَا والسِّحْرِ مَعْ قَذْفِ نُهَّدِ
تَوَلِيْكَ يَوْمَ الزَحْفِ في حَرْبِ جُحَّدِ
خُمُورًا وَقَطْعٌ لِلطَّريْقِ المُمَهَدِ
بِبَاطِلِ صُنْعِ القَوْلِ والفِعْلِ وَالْيَدِ
وغِيْبَةُ مُغْتَابٍ نَمِيْمَةُ مُفْسِدِ
مُصَلٍّ بِلا طُهْرٍ لَهُ بِتَعَمُّدِ
مُصَلٍّ بِلا قُرْآنِهِ المُتَأَكِّدِ
إِسَاءَةُ ظَنٍّ بالآلهِ المُوَحَّدِ
لِذِيْ رَحِمٍ والكِبْرَ والخُيَلا اعْدُدِ
أَوْ المُفْتَرى يَوْمًا عَلَى المُصْطَفَى أَحْمَدِ
وهَجْرُكَ عَدْلٍ مُسْلِمٍ وَمُوَحِّدِ
زَكَاةً وحُكْمُ الحَاكِمِ المُتَقَلِّدِ
بِلا عُذْرِهِ في صَوْمِ شَهْرِ التَّعَبُدِ
وَسبٌّ لأَصْحَابِ النَّبِيِّ مُحَمَّدِ
مِن البَوْلِ في نَصِّ الحَدِيْثِ المُسَدَّدِ
عَلَى زَوْجِهَا مِن غَيْرِ عُذْرٍ مُمَهَّدِ
سِوَاهُ وكِتْمَانُ العُلُومِ لِمُجْتَدِ
وإِتْيَانُ عَرَّافٍ وتَصْدِيْقُهُمْ زِدِ
إِلَى بِدْعَةٍ أَوْ لِلضَّلالَةِ مَا هُدِي
وأَكْلٌ وشُرْبٌ في لُجَيْنٍ وَعَسْجَدِ
لِمَيْرَاثِ وُرَّاثٍ إِبَاق لأَعْبُدِ
ومَنْ يَسْتَحِلُّ البَيْتَ قِبْلَةَ مَسْجِدِ
عَلَيْهِ وذُوْ الوَجْهَيْنِ قُلْ لِلتَّوَعُّدِ
يَقُولُ أَنَا ابْنُ الفَاضِل المُتَمَجِّدِ
ولا سِيَّمَا أَنْ يَنْتَسِبْ لِمُحَمَّدِ
وَقُوْعٌ عَلَى العَجْمَا البَهِيْمَةِ يُفْسدِ
إِلى القِنِّ ذَا طَبْعٍ لَهُ فِي المُعَبَّدِ


تم هذا الكتاب بعون الله وتوفيقه ونسأله الله الحي القيوم العلي العظيم ذا الجلال والإكرام الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد أن يعز الإسلام والمسلمين وأن يخذل الكفرة والمشركين وأعوانهم وأن يصلح في صلاحه صلاح للإسلام والمسلمين ويهلك من في هلاكه عز وصلاح للإسلام والمسلمين وأن يلم شعث المسلمين ويجمع شملهم ويوحد كلمتهم وأن يحفظ بلادهم ويصلح أولادهم ويشفي مرضاهم ويعافي مبتلاهم ويرحم موتاهم ويأخذ بأيدينا إلى كل خير ويعصمنا من كل شر ويحفظنا من كل ضر وأن يغفر لنا ولوالدينا وجميع المسلمين برحمته إنه أرحم الراحمين وصلى الله على محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

المؤلف عبد العزيز بن محمد السلمان

غير معرف يقول...

أحوال النبـــي 
د. مهران ماهر عثمان نوري
http://www.saaid.net/










إن الحمدَ لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل الله فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، أما بعد ؛
فقد آثرت المشاركة بهذا الموضوع لسببين :
الأول : لأن الله تعالى أمرنا أن نجعل من نبينا  أسوة لنا ، وذلك لا يمكن أن يتحقق إلا بالإلمام بمثل هذه النصوص المعرفةِ به  .
الثاني : هذه الحملة الشرسة التي أضرم الغرب نارَها ، في الإساءة للنبي  ، من أحسن ما تجابه به : التعريف بالنبي  ، فقد أصبحنا بين الفينة والأخرى نسمع بمن يسيء إلى نبينا  ، ونبينا  لا يضره ذلك ، وقد قال الله تعالى في كتابه :  إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ [الحجر :95] .
قال السعدي رحمه الله :" إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ : بك وبما جئت به ، وهذا وعد من الله لرسوله، أن لا يضره المستهزئون، وأن يكفيه الله إياهم بما شاء من أنواع العقوبة. وقد فعل تعالى ؛ فإنه ما تظاهر أحد بالاستهزاء برسول الله  وبما جاء به إلا أهلكه الله وقتله شر قتلة" ( ).
أقول : هذه الإساءات لا يمكن أن يتضرر منها النبي  ، والمسلم الحق يشفق على أصحابها ، نعم .. يشفق عليهم من عذاب الله ، يشفق عليهم من الموت بدون توبة منها ، ولذا إذا عُرِّف هؤلاء بالنبي  وبمثل هذه المواقف فاعلم أنّهم إن لم يؤمنوا فلن تقوى أقلامهم على النيل –بعدُ- من ذاك الجبل الأشم  .
وإني لأسأل الله أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم ، وأن يكتبني به فيمن ذبّ عن رسول الله  .
منهجي في البحث :
المنهج العام الذي قام البحث عليه استقرائيٌّ استنباطيٌّ ؛ فقد تتبعت النصوص المعرفةَ بأحواله  ، واستنبطت منها ما قصدته من إيرادها.
وأما منهجي التفصيلي فيه فقد اتبعت في بحثي هذا ما يلي :
1. قمت بعزو جميع الآيات إلى مكانها من المصحف .
2. عزوت الأحاديث إلى مواضعها .
3. اكتفيت بالعزو إلى الصحيحين إن كان الحديث فيهما أو في أحدهما مالم تكن هناك زيادة في غيرهما .
4. إذا تكرر الحديث في مصدره لم استقص مُكرره في ذاك المصدر، واكتفيت بإيراد موضع واحد منه ، ما لم تكن في غيره زيادة أحتاج إليها .
5. إن كان الحديث في أكثر من كتاب من كتب السنن لم أكتف بعزوه إلى بعضها ، وإنما يكون العزو إلى جميع مصادره منها .
6. أحاديث المصادر التسعة : الصحيحين ، وسنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة ، ومسند الإمام أحمد وموطأ الإمام مالك وسنن الدارمي عزوتها بذكر أرقامها ، واعتمدت على ترقيم (العالمية) ، وأما أحاديث غيرها من الكتب فقد عزوتها بالصفحة والجزء .
7. ضبطت جميع الأحاديث بالشكل ؛ ليصان حديث رسول الله  عن الخطأ واللحن .
8. شرحتُ من النصوص ما غلب على ظني أنه مشكل .
9. ضبطت بالشَّكل كل لفظ يؤدي عدم تشكيله إلى إشكال .
10. إذا ورد حديث في السنن الأربعة فإنِّي أقدم في الذكر سنن أبي داود ، ثم الترمذي ، ثم النسائي ، ثم ابن ماجه . فإن كان مخرجه في المسند أيضاً فهو المقدَّم ، ولا شيء يُقدم على صحيحي البخاري ومسلم .
11. معلومات التوثيق - كسنة الطبع ومكانِه – اكتفيت بإثباتها في فهرس المصادر .
وقد تناولت فيه ما يلي :
1. حاله  مع الأطفال
2. حاله  مع الحيوان
3. حاله  مع الجاهلين
4. حاله  مع أعدائه
5. حاله  مع أصحابه
6. حاله  مع أزواجه
7. حاله  مع من يخدمه
8. حاله  مع أرحامه
9. حاله  مع إخوانه من الأنبياء
وأعلم أنّ ما تُرِك أكثر بكثير مما ذُكر، وعسى أن يكون هذا البحث نواةً لموسوعة كاملة ، ولم أرد الإطالة في التعليق على نصوصه؛ لئلا تُملَّ قراءته، وإنما هي إشارات تدل على كريم أخلاق النبي أردت بها ما أسلفت ذكره .
فالله أسأل أن يتقبل مني ، وألا يكلني إلى نفسي طرفة عين ولا أقل من ذلك ؛ فإنما أنا به .
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .




من أعظم ما جاء في مدح النبي  قول الله تعالى :  وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم:4] .
و في المراد من قوله تعالى : خلق عظيم ثلاثة أقوال :
الأول : دين الإسلام .
الثاني : أدب القرآن .
الثالث : الطبع الكريم ( ).
ومن المقرر في علم التفسير أنَّ المفسرين إذا اختلفوا في معنى آية وأمكن حمل الآية على جميع المعاني التي قيلت فيها فهذا هو الأولى ( ).
فرسول الله  على أحسن الأديان، دين الإسلام، بل هو أول المسلمين كما قال تعالى : وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [الأنعام :163] . وهو  على خلق القرآن الكريم، ففي مسند الإمام أحمد ( ) عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: أَتَيْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَخْبِرِينِي بِخُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ  قَالَتْ : "كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ، أَمَا تَقْرَأُ الْقُرْآنَ، قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ:وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ " .
وحقيقة «الخُلُق» : ما يأخذ به الإنسان نفسه من الآداب ، فسمي خُلُقاً ، لأنه يصير كالخِلْقة في صاحبه .
وفي هذه الآية الكريمة لم يقل الله : وإنك لذو خلق، بل قال: لعلى خلق ؛ لأن كلمة (على) للاستعلاء ، فدل اللفظ على أنه  مستول على الأخلاق الفاضلة العظيمة متمكنٌ منها، وأنه بالنسبة إلى هذه الأخلاق الجميلة كالأمير بالنسبة إلى المأمور ( ) . يقول سيد قطب رحمه الله :" تجيء الشهادة الكبرى والتكريم العظيم : وإنك لعلى خلق عظيم  .. وتتجاوب أرجاء الوجود بهذا الثناء الفريد على النبي الكريم؛ ويثبت هذا الثناء العلوي في صميم الوجود! ويعجز كل قلم ، ويعجز كل تصور ، عن وصف قيمة هذه الكلمة العظيمة من رب الوجود ، وهي شهادة من الله ، في ميزان الله ، لعبد الله ، يقول له فيها : وإنَّكَ لعَلَى خُلُقٍ عَظِيْمٍ . ومدلول الخلق العظيم هو ما هو عند الله مما لا يبلغ إلى إدراك مداه أحد من العالمين. ودلالة هذه الكلمة العظيمة على عظمة محمد  تبرز من نواح شتى :
تبرز من كونها كلمة من الله الكبير المتعال ، يسجلها ضمير الكون ، وتثبت في كيانه ، وتتردد في الملأ الأعلى إلى ما شاء الله .
وتبرز من جانب آخر ، من جانب إطاقة محمد  لتلقيها . وهو يعلم من ربه هذا، قائل هذه الكلمة : ما هو؟ ما عظمته؟ ما دلالة كلماته؟ ما مداها؟ ما صداها؟ ويعلم من هو إلى جانب هذه العظمة المطلقة ، التي يدرك هو منها ما لا يدركه أحد من العالمين " ( ).
وإذا أردتُّ الحديث عن أخلاق النبي  أرى كأنني أقف أمام بحر لا ساحل له، ينتابني ما ينتاب فقيراً خيّم الجوع على أحشائه وقد دُعي إلى مأدبة ملك لا يدري من أين يبدأ!!
ولعلي أبدأ بحاله  مع الصغار ..



هذه جملة مباركة من المواقف النبوية التي ترشد إلى حال نبينا  مع الصغار ، وكيف كان يعاملهم ..
فقد كان نبينا  يصبر عليهم ولا يضجر ..
فعَنْ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ رضي الله عنها قَالَتْ : أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ  مَعَ أَبِي وَعَلَيَّ قَمِيصٌ أَصْفَرُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ  :«سَنَهْ سَنَهْ» - وَهِيَ بِالْحَبَشِيَّةِ حَسَنَةٌ - قَالَتْ: فَذَهَبْتُ أَلْعَبُ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ، فَزَبَرَنِي أَبِي، فَالَ رَسُولُ اللَّهِ  :«دَعْهَا». ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ  :«أَبْلِي وَأَخْلِقِي، ثُمَّ أَبْلِي وَأَخْلِقِي، ثُمَّ أَبْلِي وَأَخْلِقِي». فَبَقِيَتْ حَتَّى ذَكَرَ( )-يَعْنِي مِنْ بَقَائِهَا-( ) .
إنَّ الانشغال بالعبادات ، ومناجاة رب الأرض والسماوات ، لم يكن ليمنع رسولنا  من الإحسان إلى الطفل والترفق به ..
فعن شداد بن الهاد  قَالَ : خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ  فِي إِحْدَى صَلَاتَيْ الْعِشَاءِ وَهُوَ حَامِلٌ حَسَنًا أَوْ حُسَيْنًا، فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ  فَوَضَعَهُ ثُمَّ كَبَّرَ لِلصَّلَاةِ فَصَلَّى، فَسَجَدَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ صَلَاتِهِ سَجْدَةً أَطَالَهَا، فَرَفَعْتُ رَأْسِي وَإِذَا الصَّبِيُّ عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ  وَهُوَ سَاجِدٌ، فَرَجَعْتُ إِلَى سُجُودِي، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ  الصَّلَاةَ قَالَ النَّاسُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ سَجَدْتَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ صَلَاتِكَ سَجْدَةً أَطَلْتَهَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ أَوْ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْكَ؟ قَالَ :«كُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ، وَلَكِنَّ ابْنِي ارْتَحَلَنِي فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَجِّلَهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ» ( ) .
فهنا نرى أنَّ نبينا  يكره أن يُعجل هذا الصغير ، بل تركه حتى قضى نهمته من اللعب ..
إنّ الحسن أو الحسين لم يكن ليفعل ذلك لولا أنْ اعتاد حسن المعاملة والصبر من النبي  ، لقد كان من الممكن أنْ يزيحه رسول الله  حتى يفرغ من الصلاة ثم يلتفت إليه بعدُ .. ولكن لم يرد نبينا  أن يكسر بخاطر طفل حتى في حالٍ يناجي فيها ربه.
وعَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ  قَالَ : رَأَيْتُ النَّبِيَّ  يَؤُمُّ النَّاسَ، وَأُمَامَةُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ -وَهِيَ ابْنَةُ زَيْنَبَ بِنْتِ النَّبِيِّ  - عَلَى عَاتِقِهِ، فَإِذَا رَكَعَ وَضَعَهَا، وَإِذَا رَفَعَ مِنْ السُّجُودِ أَعَادَهَا ( ) .
مع أنّه  قال عن الصلاة :«جُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ» ( ) . أي : لم يكن له حال أهنأ من حاله وهو يصلي . ولهذا كان إذا قام إليها قال :« يَا بِلَالُ ، أَقِمْ الصَّلَاةَ ، أَرِحْنَا بِهَا» ( ) . ومع ذلك كلِّه لم يترك هديه في معاملة الأطفال وهو متلبس بها .
ولقد كان رسولنا  يخطب في الناس ، إِذْ جَاءَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ عَلَيْهِمَا قَمِيصَانِ أَحْمَرَانِ، يَمْشِيَانِ وَيَعْثُرَانِ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ  مِنْ الْمِنْبَرِ فَحَمَلَهُمَا وَوَضَعَهُمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ :«صَدَقَ اللَّهُ : إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ( ) ، فَنَظَرْتُ إِلَى هَذَيْنِ الصَّبِيَّيْنِ يَمْشِيَانِ وَيَعْثُرَانِ فَلَمْ أَصْبِرْ حَتَّى قَطَعْتُ حَدِيثِي وَرَفَعْتُهُمَا» ( ) .
إنّه لم يكن أرحم بالصبيان من محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام ..
فعن أنس  أَنَّ النَّبِيّ  قَالَ : «إِنِّي لَأَدْخُل فِي الصَّلَاة أُرِيد إِطَالَتهَا ، فَأَسْمَع بُكَاء الصَّبِيّ ، فَأُخَفِّف مِنْ شِدَّة وَجْد أُمّه بِهِ» ( ) . والْوَجْد يُطْلَق عَلَى الْحُزْن وَعَلَى الْحُبّ أَيْضًا وَكِلَاهُمَا سَائِغ هُنَا، كما ذكر النووي رحمه الله ( ) .
وبين أنَّ من لا يرحم الصغير فليس منه بقوله : «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا» ( ).
ولقد تجسدت هذه الرحمة بهم في أسمى صورها في هذه الحادثة التي أخبر بها صاحبه أنسٌ ، قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ  :«وُلِدَ لِي اللَّيْلَةَ غُلَامٌ ، فَسَمَّيْتُهُ بِاسْمِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ » ، ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَى أُمِّ سَيْفٍ ، امْرَأَةِ قَيْنٍ ( ) يُقَالُ لَهُ أَبُو سَيْفٍ ، فَانْطَلَقَ يَأْتِيهِ ، وَاتَّبَعْتُهُ ، فَانْتَهَيْنَا إِلَى أَبِي سَيْفٍ وَهُوَ يَنْفُخُ بِكِيرِهِ قَدْ امْتَلَأَ الْبَيْتُ دُخَانًا ، فَأَسْرَعْتُ الْمَشْيَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ  فَقُلْتُ : يَا أَبَا سَيْفٍ أَمْسِكْ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ  ، فَأَمْسَكَ ، فَدَعَا النَّبِيُّ  بِالصَّبِيِّ ، فَضَمَّهُ إِلَيْهِ ، وَقَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ ، قَالَ أَنَسٌ : لَقَدْ رَأَيْتُهُ وَهُوَ يَكِيدُ بِنَفْسِهِ( ) بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ  ، فَدَمَعَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ  ، فَقَالَ :«تَدْمَعُ الْعَيْنُ ، وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ، وَلَا نَقُولُ إِلَّا مَا يَرْضَى رَبُّنَا ، وَاللَّهِ يَا إِبْرَاهِيمُ إِنَّا بِكَ لَمَحْزُونُونَ»( ).
وأذكر أنّ عالماً قيل له : فقد الفضيل بن عياض رحمه الله بنته فضحك، فلما سئل قال : رضيت بما قضى الله به ، وفقد رسول الله  ابنه فبكى ؟ والمراد : هل كان الفضيل أصبر من رسول الله  ؟
فقال : إن الفضيل اتسع قلبه لعبودية واحدة ، هي عبودية الرضا بمرِّ القضا ، أما النبي  فلقد اتسع قلبه لأنواع من ذلك ، عبودية الرضا وعبودية الرحمة لهذا الصغير.
وكان  يمازحهم :
فعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ  قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ  أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، وَكَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو عُمَيْرٍ، فَكَانَ إِذَا جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ  فَرَآهُ قَالَ :«أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ»؟( ).
ومن تأمل العبارة التي تفوه بها أنسٌ  :" فَكَانَ إِذَا جَاءَ" علم أنّ ممازحة النبي  لهذا الصغير كانت متكررة .. وهذا يدل على تجذر هذه الأخلاق فيه عليه الصلاة والسلام، فما كان مُتَكَلَّفاً فلا يمكن أن يكون مستمراً ، قال الرازي رحمه الله :" المتكلف لا يدوم أمره طويلاً ، بل يرجع إلى الطبع " ( ).
"والنغير -بالتصغير - هو طائر يشبه العصفور" ( ) .
وكان من هديه  إذا مرّ على الصبيان في الطريق سلَّم عليهم ..
فقد حَدَّثَ أَنَسٌ  أَنَّهُ كَانَ يَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ  ، فَمَرَّ بِصِبْيَانٍ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ " ( ) . وهنا أجدني أسائل نفسي : من منّا –أيها القارئ الكريم - يتواضع ويفعل ذلك اليوم؟!
وكان عليه الصلاة والسلام يقبِّل الأطفال ..
فعن أمِّ المؤمنين عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَدِمَ نَاسٌ مِنْ الْأَعْرَابِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ فَقَالُوا : أَتُقَبِّلُونَ صِبْيَانَكُمْ ؟ فَقَالُوا : نَعَمْ . فَقَالُوا : لَكِنَّا وَاللَّهِ مَا نُقَبِّلُ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ :« وَأَمْلِكُ إِنْ كَانَ اللَّهُ نَزَعَ مِنْكُمْ الرَّحْمَةَ»( ) .
وحدَّث يَعْلَى بْنُ مُرَّةَ أَنَّهُمْ خَرَجُوا مَعَ النَّبِيِّ  إِلَى طَعَامٍ دُعُوا لَهُ، فَإِذَا حُسَيْنٌ يَلْعَبُ فِي السِّكَّةِ، فَتَقَدَّمَ النَّبِيُّ  أَمَامَ الْقَوْمِ وَبَسَطَ يَدَيْهِ، فَجَعَلَ الْغُلَامُ يَفِرُّ هَا هُنَا وَهَا هُنَا وَيُضَاحِكُهُ النَّبِيُّ  حَتَّى أَخَذَهُ، فَجَعَلَ إِحْدَى يَدَيْهِ تَحْتَ ذَقْنِهِ وَالْأُخْرَى فِي فَأْسِ رَأْسِهِ فَقَبَّلَهُ وَقَالَ:«حُسَيْنٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ، أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنًا، حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنْ الْأَسْبَاطِ»( ) .
ومن المهم هنا أن نعلم : أنّ عدم إعطاء الطفل نصيباً وافياً من الحنان والعطف –والتقبيل من مظاهر هذه المحنة- ربما تسبب في انحراف سلوكه ..
يقول الدكتور على الزهراني ( ) –في رده على أحد المرضى المنحرفين الشاذين-: "أعود لمشكلتك الجنسية وتعلقك بكبار السن للقيام بالعملية الجنسية، حيث يرى بعض علماء النفس أن الطفل الذي لم يحظ بالحنان الكاف من والده فإنَّ هذا الأمر سيلازمه للأبد بمطاردته لكبار السن بطلب الحنان منهم فهو، أحياناً يجد رغبة في مجامعتهم، لكنه في الواقع يبحث عن الحنان الذي طالما بحث عنه لكنه لم يجده في طفولته، حتى أن بعض العلماء يرى أن يقوم الأب بملامسة جسد الطفل في الصغر ؛ لإعطائه الحنان الذي يبحث عنه، وفي المراحل المتقدمة من الطفولة يقوم الأب بممازحة الطفل واللعب معه ؛ للتغلب على ظهور مثل هذا الانحراف، بل أن هناك دراسات وجدت أن الانحرافات الجنسية تكثر بين الأطفال الذين عاشوا بدون آباء، إما لانشغالهم المستمر خارج المنزل، أو لسفرهم لفترات طويلة، أو لفقدهم بالموت، أو الانفصال" ( ) .




عجباً لأهل الكفر الذين يطعنون في دين الإسلام ، بدعوى أنه انتهك حقوق الإنسان ، أما قرأ أولئك عن حال النبي  مع الحيوان ؛ لتستبين لهم حرمة الإنسان في دين الإسلام ؟!
ومن ذلك ..
أنّه  نهى عن اتخاذ شيء فيه الروحُ غرضاً يُرمى ..
فقد مَرَّ عبد الله بْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما بِفِتْيَانٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَدْ نَصَبُوا طَيْرًا وَهُمْ يَرْمُونَهُ ، وَقَدْ جَعَلُوا لِصَاحِبِ الطَّيْرِ كُلَّ خَاطِئَةٍ مِنْ نَبْلِهِمْ ، فَلَمَّا رَأَوْا ابْنَ عُمَرَ تَفَرَّقُوا ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : مَنْ فَعَلَ هَذَا ؟ لَعَنْ اللَّهُ مَنْ فَعَلَ هَذَا ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ  لَعَنَ مَنْ اتَّخَذَ شَيْئًا فِيهِ الرُّوحُ غَرَضًا ( ).
وفي البخاري عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ وَغُلَامٌ مِنْ بَنِي يَحْيَى رَابِطٌ دَجَاجَةً يَرْمِيهَا ، فَمَشَى إِلَيْهَا ابْنُ عُمَرَ حَتَّى حَلَّهَا ، ثُمَّ أَقْبَلَ بِهَا وَبِالْغُلَامِ مَعَهُ ، فَقَالَ : ازْجُرُوا غُلَامَكُمْ عَنْ أَنْ يَصْبِرَ هَذَا الطَّيْرَ لِلْقَتْلِ ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ  نَهَى أَنْ تُصْبَرَ بَهِيمَةٌ أَوْ غَيْرُهَا لِلْقَتْلِ ( ) .
والتصبير : أن يحبس ويرمى كما هو ظاهر.
ونهى عليه الصلاة السلام أن يحولَ أحدٌ بين حيوانٍ أو طيرٍ وبين ولده ، ونهى عن حرق كل ذي روح ..
قال عبد الله بن مسعود  : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ  فِي سَفَرٍ فَانْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ ، فَرَأَيْنَا حُمَرَةً ( ) مَعَهَا فَرْخَانِ ، فَأَخَذْنَا فَرْخَيْهَا ، فَجَاءَتْ الْحُمَرَةُ فَجَعَلَتْ تَفْرِشُ ( ) ، فَجَاءَ النَّبِيُّ  فَقَالَ:«مَنْ فَجَعَ هَذِهِ بِوَلَدِهَا؟ رُدُّوا وَلَدَهَا إِلَيْهَا». وَرَأَى قَرْيَةَ نَمْلٍ قَدْ حَرَّقْنَاهَا فَقَالَ :«مَنْ حَرَّقَ هَذِهِ»؟ قُلْنَا :نَحْنُ. قَالَ :«إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يُعَذِّبَ بِالنَّارِ إِلَّا رَبُّ النَّارِ» ( ).
ونهى عن المُثْلة بالحيوان ولعن من فعلها ..
فعن ابن عمر رضي الله عنهما أنّ النبي  لعن مَنْ مَثَّلَ بِالْحَيَوَانِ ( ).
والمعنى : أن يُقطع شيء من أطرافه وهو حي ( ) .
وعن جَابِرٍ  أَنَّ النَّبِيَّ  مَرَّ عَلَيْهِ حِمَارٌ قَدْ وُسِمَ فِي وَجْهِهِ ( ) ، فَقَالَ :«لَعَنَ اللَّهُ الَّذِي وَسَمَهُ» ( ) .
وأبان  لنا أنّ الإحسان إلى البهيمة من موجبات المغفرة ..
ففي الصحيحين ( ) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ  أَنَّ النَّبِيَّ  قَالَ :«بَيْنَا رَجُلٌ بِطَرِيقٍ اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ ، فَوَجَدَ بِئْرًا ، فَنَزَلَ فِيهَا ، فَشَرِبَ ثُمَّ خَرَجَ . فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ يَأْكُلُ الثَّرَى مِنْ الْعَطَشِ . فَقَالَ الرَّجُلُ : لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الْكَلْبَ مِنْ الْعَطَشِ مِثْلُ الَّذِي كَانَ بَلَغَ مِنِّي . فَنَزَلَ الْبِئْرَ فَمَلَا خُفَّهُ مَاءً فَسَقَى الْكَلْبَ ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ ». قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّه ، وَإِنَّ لَنَا فِي الْبَهَائِمِ لَأَجْرًا ؟ فَقَالَ :«فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ » .
وأعجب من ذلك هذه القصة :
عن أبي هريرة  قال: قال رَسُولُ اللَّهِ  :«بَيْنَمَا كَلْبٌ يُطِيفُ برَكِيَّةٍ ( ) قَدْ كَادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ، إِذْ رَأَتْهُ بَغِيٌّ مِنْ بَغَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَنَزَعَتْ مُوقَهَا، فَاسْتَقَتْ لَهُ بِهِ، فَسَقَتْهُ إِيَّاهُ، فَغُفِرَ لَهَا بِهِ» ( ) .
امرأة زانية غفر الله لها بسقيا كلب .. ما أعظم رحمة ربنا بنا !
وأوضح حبيبنا  أنّ الإساءة إلى البهائم ربما أودت بالعبد إلى النار والعياذ بالله..
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ  عَنْ رَسُولِ اللَّهِ  قَالَ :«دَخَلَتْ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ، رَبَطَتْهَا، فَلَا هِيَ أَطْعَمَتْهَا، وَلَا هِيَ أَرْسَلَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ حَتَّى مَاتَتْ هَزْلًا» ( ) .
قال ابن حجر رحمه الله :" وفيه وجوبُ نفقةِ الحيوان على مالكه " ( ) .
وأراد  مرةً أن يشتري بعيراً ؛ لأن صاحبه أساء إليه ، ولقد شكا البعير هذه الإساءة للنبي  ..
فعَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ الثَّقَفِيِّ  قَالَ:بَيْنَا نَحْنُ نَسِيرُ مع النبي  إِذْ مَرَرْنَا بِبَعِيرٍ يُسْنَى( ) عَلَيْهِ فَلَمَّا رَآهُ الْبَعِيرُ جَرْجَرَ ( ) وَوَضَعَ جِرَانَهُ ( )، فَوَقَفَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ  فَقَالَ:«أَيْنَ صَاحِبُ هَذَا الْبَعِيرِ»؟ فَجَاءَ، فَقَالَ: «بِعْنِيهِ». فَقَالَ: لَا بَلْ أَهَبُهُ لَكَ. فَقَالَ:«لَا، بِعْنِيهِ». قَالَ: لَا بَلْ أَهَبُهُ لَكَ؛ وَإِنَّهُ لِأَهْلِ بَيْتٍ مَا لَهُمْ مَعِيشَةٌ غَيْرُهُ. قَالَ :«أَمَا إِذْ ذَكَرْتَ هَذَا مِنْ أَمْرِهِ فَإِنَّهُ شَكَا كَثْرَةَ الْعَمَلِ وَقِلَّةَ الْعَلَفِ ؛ فَأَحْسِنُوا إِلَيْهِ» ( ) .
واستصعب جمل على أصحابه ، فأعاده النبي  إلى حاله الأولى بالرفق واللين ..
فعن أنس بن مالك t قال كان أهل بيت من الأنصار لهم جمل يَسنون عليه ، وإنه استصعب عليهم فمنعهم ظهره،وإن الأنصار جاؤوا إلى رسول الله e فقالوا : إنه كان لنا جمل نَسني عليه وإنه استصعب علينا ومنعنا ظهره وقد عطش الزرع والنخل فقال e لأصحابه :«قُومُوا»، فقاموا ، فدخل الحائط ، والجمل في ناحيته ، فمشى النبي e نحوه، فقالت الأنصار : يا رسول الله ، قد صار مثل الكلب ، نخاف عليك صولته . قال :«لَيْسَ عَليَّ مِنْه بَأسٌ»، فلما نظر الجمل إلى رسول الله e أقبل نحوه حتى خرَّ ساجداً بين يديه، فأخذ رسول الله e بناصيته أذل ما كانت قط حتى أدخله في العمل، فقال له أصحابه : يا رسول الله هذا بهيمة لا يعقل يسجد لك ، ونحن نعقل ، فنحن أحق أن نسجد لك ؟ قال:«لا يَصْلُحُ لِبَشَرٍ أنْ يَسْجُدَ لبَشَرٍ، ولَو صَلُحَ لِبَشَرٍ أنْ يَسْجُدَ لبَشَرٍ لأمَرْتُ المَرْأةَ أنْ تَسْجُدَ لزَوْجِها لعِظَمِ حَقِّه عَلَيْها» ( ) .
وأمر  الإحسان إلى البهيمة حال ذبحها ، وأثنى على من فعل ذلك ..
فَعنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ  ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ  قَالَ :«إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ» ( ) .
وعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ أَبِيهِ  أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لَأَذْبَحُ الشَّاةَ وَأَنَا أَرْحَمُهَا.فَقَالَ :«وَالشَّاةُ إِنْ رَحِمْتَهَا رَحِمَكَ اللَّهُ» ( ).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلاً أضجع شاةً وهو يحدُّ شفرته، فقال له النبي  :«أَتُريدُ أن تُميتَها مَوْتَاتٍ هَلاَّ أحددتَ شَفْرَتَك قبل أن تُضْجِعَهَا» ؟ ( ).
ونهى  عن قتل الطيور لمجرد القتل ..
فعن ابن عمر رضي الله عنهما يَرْفَعُه قال: «مَا مِنْ إِنْسَانٍ قَتَلَ عُصْفُورًا فَمَا فَوْقَهَا بِغَيْرِ حَقِّهَا إِلَّا سَأَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهَا» . قيل : يا رسولَ الله فما حَقُّها ؟ قال : «أَنْ تَذْبَحَهَا فَتَأْكُلَهَا ، وَلَا تَقْطَعْ رَأْسَهَا فَيُرْمَى بِهَا» ( ).




وأما حاله وخُلقه  مع الجاهل فقد كان :
رفيقاً بهم ..
قال أنس  بَيْنَمَا نَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ  إِذْ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَقَامَ يَبُولُ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ  :مَهْ مَهْ. فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ  :«لَا تُزْرِمُوهُ ( )، دَعُوهُ». فَتَرَكُوهُ حَتَّى بَالَ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ  دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ :«إِنَّ هَذِهِ الْمَسَاجِدَ لَا تَصْلُحُ لِشَيْءٍ مِنْ هَذَا الْبَوْلِ وَلَا الْقَذَرِ، إِنَّمَا هِيَ لِذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالصَّلَاةِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ». فَأَمَرَ رَجُلًا مِنْ الْقَوْمِ فَجَاءَ بِدَلْوٍ مِنْ مَاءٍ فَشَنَّهُ ( ) عَلَيْهِ ( ) .
وعند أهل السنن أنّ الأعرابي قال : اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي وَمُحَمَّدًا وَلَا تَرْحَمْ مَعَنَا أَحَدًا . فَقَالَ النَّبِيُّ  :«لَقَدْ تَحَجَّرْتَ وَاسِعًا». ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ أَنْ بَالَ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ، فَأَسْرَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ، فَنَهَاهُمْ النَّبِيُّ  وَقَالَ :«إِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ، صُبُّوا عَلَيْهِ سَجْلًا مِنْ مَاءٍ» ( ) .
ولو لم ينه النبي  الناس عن زجر هذا الرجل لكان من المتوقع أن تحدث هذه المفاسد :
• عدم اجتماع النجاسة في مكان واحد ، وتفرقها هنا وهناك .
• تضرر الأعرابي بقطعه للبول .
• صده عن الدين بسبب سوء المعاملة .
• إبداء عورته إذا قام ولم يكمل بوله .
فما أعظمَ حكمةَ رسول الله  ، فسبحان من كمّله !
وعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ  قَالَ: بَيْنَا أَنَا أُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ إِذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ. فَرَمَانِي الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ، فَقُلْتُ: وَا ثُكْلَ أُمِّيَاهْ! مَا شَأْنُكُمْ تَنْظُرُونَ إِلَيَّ ؟! فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ عَلَى أَفْخَاذِهِمْ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ يُصَمِّتُونَنِي لَكِنِّي سَكَتُّ ( ). فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ  فَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ، فَوَاللَّهِ مَا كَهَرَنِي ( ) ، وَلَا ضَرَبَنِي، وَلَا شَتَمَنِي، قَالَ :«إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ لَا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ النَّاسِ، إِنَّمَا هُوَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ» ( ) .
وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ  قَالَ: إِنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ  فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي بِالزِّنَا. فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُ، قَالُوا: مَهْ مَهْ. فَقَالَ رسول الله  :«ادْنُهْ». فَدَنَا مِنْهُ قَرِيبًا، فَجَلَسَ. قَالَ :«أَتُحِبُّهُ لِأُمِّكَ»؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ:«وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأُمَّهَاتِهِمْ». قَالَ :«أَفَتُحِبُّهُ لِابْنَتِكَ»؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ:«وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ». قَالَ:«أَفَتُحِبُّهُ لِأُخْتِكَ»؟ قَالَ:لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ :«وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأَخَوَاتِهِمْ». قَالَ :«أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ»؟ قَالَ : لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ :«وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ». قَالَ :«أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ»؟ قَالَ :لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ :«وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالَاتِهِمْ». ثم وَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ :«اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ، وَطَهِّرْ قَلْبَهُ، وَحَصِّنْ فَرْجَهُ». فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ ( ) .
وكان  يستر عليهم..
فعن عَائِشَةَ رضي الله عنها أنّ بَرِيرَةَ أتتها تَسْأَلُهَا فِي كِتَابَتِهَا ، فَقَالَتْ : إِنْ شِئْتِ أَعْطَيْتُ أَهْلَكِ وَيَكُونُ الْوَلَاءُ لِي ، وَقَالَ أَهْلُهَا : إِنْ شِئْتِ أَعْتَقْتِهَا وَيَكُونُ الْوَلَاءُ لَنَا ، فَلَمَّا جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ  ذَكَّرَتْهُ ذَلِكَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ  :«ابْتَاعِيهَا ، فَأَعْتِقِيهَا ؛ فَإِنَّ الْوَلَاءَ لِمَنْ أَعْتَقَ» ، ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ  عَلَى الْمِنْبَرِ وَقَالَ :«مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَشْتَرِطُونَ شُرُوطًا لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ ، مَنْ اشْتَرَطَ شَرْطًا لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَلَيْسَ لَهُ وَإِنْ اشْتَرَطَ مِائَةَ مَرَّةٍ ، قَضَاءُ اللَّهِ أَحَقُّ، وَشَرْطُ اللَّهِ أَوْثَقُ ، وَإِنَّمَا الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ» ( ) .
وعن أَنَسٍ  أَنَّ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ  سَأَلُوا أَزْوَاجَ النَّبِيِّ  عَنْ عَمَلِهِ فِي السِّرِّ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : لَا أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : لَا آكُلُ اللَّحْمَ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : لَا أَنَامُ عَلَى فِرَاشٍ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، فَقَالَ :«مَا بَالُ أَقْوَامٍ قَالُوا كَذَا وَكَذَا، لَكِنِّي أُصَلِّي وَأَنَامُ ، وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي» ( ) .
وقَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: صَنَعَ النَّبِيُّ  شَيْئًا فَرَخَّصَ فِيهِ، فَتَنَزَّهَ عَنْهُ قَوْمٌ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ ، فَخَطَبَ، فَحَمِدَ اللَّهَ ثُمَّ قَالَ:«مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَتَنَزَّهُونَ عَنْ الشَّيْءِ أَصْنَعُهُ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْلَمُهُمْ بِاللَّهِ وَأَشَدُّهُمْ لَهُ خَشْيَةً» ( ).
وكان  يصحح أخطاءهم ..
فعن أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ  أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ  لَمَّا خَرَجَ إِلَى حُنَيْنٍ مَرَّ بِشَجَرَةٍ لِلْمُشْرِكِينَ يُقَالُ لَهَا ذَاتُ أَنْوَاطٍ ، يُعَلِّقُونَ عَلَيْهَا أَسْلِحَتَهُمْ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ . فَقَالَ النَّبِيُّ  :«سُبْحَانَ اللَّهِ ! هَذَا كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى : اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَرْكَبُنَّ سُنَّةَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ»( ).
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ  فَقَالَ:جِئْتُ أُبَايِعُكَ عَلَى الْهِجْرَةِ وَتَرَكْتُ أَبَوَيَّ يَبْكِيَانِ؟ فَقَالَ: «ارْجِعْ عَلَيْهِمَا، فَأَضْحِكْهُمَا كَمَا أَبْكَيْتَهُمَا» ( ).



لقد عامل النبي  أعداءه في معامع القتال ومواقع النزال بالشجاعة والقوة ..
ينعت علي بن أبي طالب  حالَه  وشجاعته وإقدامه في يوم بدر فيقول :لَقَدْ رَأَيْتُنَا يَوْمَ بَدْرٍ وَنَحْنُ نَلُوذُ بِرَسُولِ اللَّهِ  وَهُوَ أَقْرَبُنَا إِلَى الْعَدُوِّ، وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ بَأْسًا" ( ) .
ولما أراد أبي بن خلف أن يلحق به بُعيد القتال في أحد لما انحاز إلى الجبل، أخذ  الحربة من الحارث بن الصِّمَّة وقام وانتفض انتفاضةً تطاير منها شعره، ثم رماه في تَرْقُوَتِه ، فانقلب من على فرسه، فَلَمّا رَجَعَ إلَى قُرَيْشٍ وَقَدْ خَدَشَهُ فِي عُنُقِهِ خَدْشًا غَيْرَ كَبِيرٍ احتقن منه الدم ، قَالَ: قَتَلَنِي وَاَللّهِ مُحَمّدٌ. فقَالُوا لَهُ: ذَهَبَ وَاَللّهِ فُؤَادُك وَاَللّهِ إنْ بِك مِنْ بَأْسٍ. قَالَ: إنّهُ قَدْ كَانَ قَالَ لِي بِمَكّةَ :«أَنَا أَقْتُلُك» ، فَوَاَللّهِ لَوْ بَصَقَ عَلَيّ لَقَتَلَنِي. فَمَاتَ عَدُوّ اللّهِ وَهُمْ قَافِلُونَ بِهِ إلَى مَكّةَ ( ) .
قَالَ رَجُلٌ لِلْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَفَرَرْتُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ  يوم حُنَيْنٍ؟ قَالَ : لَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ  لَمْ يَفِرَّ، إِنَّ هَوَازِنَ كَانُوا قَوْمًا رُمَاةً، وَإِنَّا لَمَّا لَقِينَاهُمْ حَمَلْنَا عَلَيْهِمْ فَانْهَزَمُوا، فَأَقْبَلَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى الْغَنَائِمِ وَاسْتَقْبَلُونَا بِالسِّهَامِ، فَأَمَّا رَسُولُ اللَّهِ  فَلَمْ يَفِرَّ، فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ وَإِنَّهُ لَعَلَى بَغْلَتِهِ الْبَيْضَاءِ وَإِنَّ أَبَا سُفْيَانَ آخِذٌ بِلِجَامِهَا وَالنَّبِيُّ  يَقُولُ:«أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ، أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ» ( ) .
وعاملهم نبينا  –أيضاً - بالرحمة ..
فقد كَانَ رَسُولُ اللَّهِ  إِذَا أَمَّرَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ أَوْ سَرِيَّةٍ أَوْصَاهُ فِي خَاصَّتِهِ بِتَقْوَى اللَّهِ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا ثُمَّ قَالَ:«اغْزُوا بِاسْمِ اللَّهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ، اغْزُوا، وَلَا تَغُلُّوا، وَلَا تَغْدِرُوا، وَلَا تَمْثُلُوا، وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا» ( ) .
ووجد امرأةً مقتولة في بعض المغازي –كما ثبت عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود - فَأَنْكَرَ رَسُولُ اللَّهِ  قَتْلَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ ( ) .
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ  قَالَ : قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ. فقَالَ :«إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً» ( ) .
هذا هو الأصل، وإلا فقد دعا  على من استطال شره كقتلة القراء، دعا عليهم شهراً كاملاً ، قال أنسٌ : "إِنَّمَا قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ  بَعْدَ الرُّكُوعِ شَهْرًا ، أُرَاهُ كَانَ بَعَثَ قَوْمًا يُقَالُ لَهُمْ الْقُرَّاءُ زُهَاءَ سَبْعِينَ رَجُلًا إِلَى قَوْمٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ دُونَ أُولَئِكَ ، وَكَانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ  عَهْدٌ فَقَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ – يعني بعدما قتلوهم- شَهْرًا يَدْعُو عَلَيْهِمْ"( ) .
ولقد كان سيدنا ورسولنا  حريصاً على هدايتهم ..
قال تعالى له : فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا [الكهف:6] .
أي: لعلك قاتل ومهلك نفسك حزناً، من بعد توليهم عنك، بسبب عدم إيمانهم بك ( ) .
وقال : لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ  [الشعراء : 3] ، وقال:فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [فاطر:8] ، وقال: وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ  [النحل:127].
وتأمل هذه القصة التي تبين عظيم عنايته بهم وحرصه عليهم : عَنْ أَنَسٍ  قَالَ كَانَ غُلَامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النَّبِيَّ ، فَمَرِضَ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ  يَعُودُهُ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَقَالَ لَهُ:«أَسْلِمْ». فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ وَهُوَ عِنْدَهُ فَقَالَ لَهُ : أَطِعْ أَبَا الْقَاسِمِ - -فَأَسْلَمَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ  وَهُوَ يَقُولُ :«الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنْ النَّارِ» ( ) .
ولما أسلم عبد الله بن سلام قال للنبي  يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّ الْيَهُودَ قَوْمٌ بُهُتٌ فَاسْأَلْهُمْ عَنِّي قَبْلَ أَنْ يَعْلَمُوا بِإِسْلَامِي، فَجَاءَتْ الْيَهُودُ، فَقَالَ النَّبِيُّ  :«أَيُّ رَجُلٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ فِيكُمْ»؟ قَالُوا: خَيْرُنَا وَابْنُ خَيْرِنَا، وَأَفْضَلُنَا وَابْنُ أَفْضَلِنَا. فَقَالَ النَّبِيُّ  :«أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ»؟ قَالُوا : أَعَاذَهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ. فَأَعَادَ عَلَيْهِمْ، فَقَالُوا مِثْلَ ذَلِكَ. فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ عَبْدُ اللَّهِ فَقَالَ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ. قَالُوا: شَرُّنَا وَابْنُ شَرِّنَا، وَتَنَقَّصُوهُ، قَالَ : هَذَا كُنْتُ أَخَافُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ( ).
وإنما فعل النبي  ذلك طمعاً في هدايتهم وحرصاً عليهم .
عاملهم النبي  بالعفو والحلم ..
فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ ثَمَانِينَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ هَبَطُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ  مِنْ جَبَلِ التَّنْعِيمِ مُتَسَلِّحِينَ، يُرِيدُونَ غِرَّةَ النَّبِيِّ  وَأَصْحَابِهِ، فَأَخَذَهُمْ سِلْمًا، فَاسْتَحْيَاهُمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ [الفتح :24] ( ) .
وبعث  خَيْلًا قِبَلَ نَجْدٍ فَجَاءَتْ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ يُقَالُ لَهُ ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ سَيِّدُ أَهْلِ الْيَمَامَةِ، فَرَبَطُوهُ بِسَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ  فَقَالَ :«مَاذَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ»؟ فَقَالَ: عِنْدِي يَا مُحَمَّدُ خَيْرٌ، إِنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وَإِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمَالَ فَسَلْ تُعْطَ مِنْهُ مَا شِئْتَ. فَتَرَكَهُ رَسُولُ اللَّهِ  حَتَّى كَانَ بَعْدَ الْغَدِ، فجاءه وكرر سؤاله وكرر ثمامة كلامه، حَتَّى كَانَ مِنْ الْغَدِ فكرر رسول الله  سؤاله وأجاب ثمامة بما أجاب به من قبل، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ  :«أَطْلِقُوا ثُمَامَةَ». فَانْطَلَقَ إِلَى نَخْلٍ قَرِيبٍ مِنْ الْمَسْجِدِ فَاغْتَسَلَ ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، يَا مُحَمَّدُ وَاللَّهِ مَا كَانَ عَلَى الْأَرْضِ وَجْهٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ وَجْهِكَ فَقَدْ أَصْبَحَ وَجْهُكَ أَحَبَّ الْوُجُوهِ كُلِّهَا إِلَيَّ، وَاللَّهِ مَا كَانَ مِنْ دِينٍ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ دِينِكَ فَأَصْبَحَ دِينُكَ أَحَبَّ الدِّينِ كُلِّهِ إِلَيَّ، وَاللَّهِ مَا كَانَ مِنْ بَلَدٍ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ بَلَدِكَ فَأَصْبَحَ بَلَدُكَ أَحَبَّ الْبِلَادِ كُلِّهَا إِلَيَّ، وَإِنَّ خَيْلَكَ أَخَذَتْنِي وَأَنَا أُرِيدُ الْعُمْرَةَ فَمَاذَا تَرَى؟ فَبَشَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ  وَأَمَرَهُ أَنْ يَعْتَمِرَ. فَلَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ قَالَ لَهُ قَائِلٌ : أَصَبَوْتَ؟ فَقَالَ: لَا وَلَكِنِّي أَسْلَمْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ، وَلَا وَاللَّهِ لَا يَأْتِيكُمْ مِنْ الْيَمَامَةِ حَبَّةُ حِنْطَةٍ حَتَّى يَأْذَنَ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ ( ).
ولما اجتمع المشركون في المسجد بعد دخوله  مكة فاتحاً ظافراً قال لهم : «ما تَرَوْنَ أنَّي صانِعٌ بِكُم»؟ قالوا : خيراً ، أخٌ كريمٌ ،وابنُ أخٍ كريم. قال : « اذهَبُوا فَأنْتُمُ الطُّلَقَاء » ( ).
قَالَتْ له عائشة رضي الله عنها : يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ؟ فَقَالَ :«لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ، وَكَانَ أَشَدَّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ، فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي، فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلَّا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ ( )، فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي، فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ، فَنَادَانِي فَقَالَ :إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رُدُّوا عَلَيْكَ، وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ، فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ وَسَلَّمَ عَلَيَّ ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَأَنَا مَلَكُ الْجِبَالِ وَقَدْ بَعَثَنِي رَبُّكَ إِلَيْكَ لِتَأْمُرَنِي بِأَمْرِكَ فَمَا شِئْتَ إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمْ الْأَخْشَبَيْنِ»؟ فماذا كان رد رسول الله  ؟ قال :«بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا»( ).
لا إله إلا الله ! بعد كل ذلك تعفو عنهم يا نبي الله ؟!
لا عجب .. لا غرو ..
فهو من قال الله له :  وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم:4].
ولِننتقل سوياً – أيها القارئ الكريم – إلى نموذج آخر من النماذج المبينة لعظيم أخلاق النبي  ، ولكيفية معاملته لأعدائه وحاله معهم لابد من ذكر شيء من تاريخ ابن سلول المليء بالغدر والخيانة ..
إنّ رأس المنافقين ، عبد الله بن أبي ابن سلول ( ) أشاع الإفك وطعن في عرضه ، هو الذي تولى كبر إشاعة الفاحشة، قال تعالى : إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ [النور:11] ..
لا خلاف بين المفسرين في أنّ الذي تولى كبره هو عبد الله بن أبي .
وهو وقومه من قال الله عنهم : هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ * يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ  [المنافقون:7-8] ..
هو من قال الله تعالى عنه : وَلْيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوِ ادْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ [آل عمران: 167] .
قال الطبري رحمه الله :" يعني تعالى ذكره بذلك عبدَ الله بن أبيّ ابن سلول المنافق وأصحابَه، الذين رجعوا عن رسول الله  وعن أصحابه، حين سار نبي الله  إلى المشركين بأحد لقتالهم، فقال لهم المسلمون: تعالوا قاتلوا المشركين معنا، أو ادفعوا بتكثيركم سوادنا! فقالوا: لو نعلم أنكم تقاتلون لسرنا معكم إليهم، ولكنا معكم عليهم، ولكن لا نرى أنه يكون بينكم وبين القوم قتالٌ! فأبدوْا من نفاق أنفسهم ما كانوا يكتمونه" ( ).
ولما حلّ الشيطانُ بساحة مهاجري وأنصاري ونادى كلٌّ منهما قومه وخرج عليهم النبي  قائلاً :¬«مَا بَالُ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ»؟ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ كَسَعَ ( ) رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ. فَقَالَ :«دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ» ( ). لما حدث هذا وبلغ الخبرُ رأس النفاق قال:"ما مثلنا ومثل محمد إلا كما قال القائل : سمنْ كلبَك يأكلْك"( ).
هذا نذر يسير من تاريخ ذاك الرجل ، إنه تاريخ أسود قاتم .. ومع كل ذلك –وهنا الشاهد الذي نريده- يهلك هذا اللعين، ويأتي ابنه –وهو من خيار الصحابة- إلى النبي  يطلب إليه أن يصلي على أبيه ، ويكفنه في ثوبه فيستجيب رسول الله  ..
أي خلق هذا الذي كان عليه رسول الله  !!؟
فعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ جَاءَ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ، فَسَأَلَهُ أَنْ يُعْطِيَهُ قَمِيصَهُ أَنْ يُكَفِّنَ فِيهِ أَبَاهُ، فَأَعْطَاهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ  لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ، فَقَامَ عُمَرُ فَأَخَذَ بِثَوْبِ رَسُولِ اللَّهِ  فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتُصَلِّي عَلَيْهِ وَقَدْ نَهَاكَ اللَّهُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ  : «إِنَّمَا خَيَّرَنِي اللَّهُ فَقَالَ:اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً، وَسَأَزِيدُ عَلَى سَبْعِينَ». قَالَ: إِنَّهُ مُنَافِقٌ؟ فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ ( ) .
وأيم الله، لا يمكن أن يفعل هذا إلا رسول الله  .
هذه الأخلاق جعلت الناس يدخلون في دين الله فرادى وجماعات، هذا عبد الله بن سلام يقول : "إِنَّ اللَّهَ لَمَّا أَرَادَ هُدَى زَيْدِ بن سَعْنَةَ، قَالَ زَيْدُ بن سَعْنَةَ: مَا مِنْ عَلامَاتِ النُّبُوَّةِ شَيْءٌ إِلا وَقَدْ عَرَفْتُهَا فِي وَجْهِ مُحَمَّدٍ حِينَ نَظَرْتُ إِلَيْهِ، إِلا اثْنَيْنِ لَمْ أُخْبَرْهُمَا مِنْهُ: يَسْبِقُ حِلْمُهُ جَهْلَهُ، وَلا يَزِيدُهُ شِدَّةُ الْجَهْلِ عَلَيْهِ إِلا حِلْمًا، فَكُنْتُ أَلْطَفُ لَهُ إِلَى أَنْ أُخَالِطَهُ، فَأَعْرِفَ حِلْمَهُ مِنْ جَهْلِهِ، قَالَ زَيْدُ بن سَعْنَةَ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ  يَوْمًا مِنَ الْحُجُرَاتِ، وَمَعَهُ عَلِيُّ بن أَبِي طَالِبٍ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ عَلَى رَاحِلَتِهِ كَالْبَدَوِيِّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ بِقِرَايَ قَرْيَةَ بني فُلانٍ، قَدْ أَسْلَمُوا وَدَخَلُوا فِي الإِسْلامِ، وَكُنْتُ حَدَّثْتُهُمْ إِنْ أَسْلَمُوا أَتَاهُمُ الرِّزْقُ رَغَدًا، وَقَدْ أَصَابَتْهُمْ سِنَةٌ وَشِدَّةٌ وَقُحُوطٌ مِنَ الْغَيْثِ، فَأَنَا أَخْشَى يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ الإِسْلامِ طَمَعًا كَمَا دَخَلُوا فِيهِ طَمَعًا، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُرْسِلَ إِلَيْهِمْ بِشَيْءٍ تُغِيثُهُمْ بِهِ فَعَلْتَ، فَنَظَرَ إِلَى رَجُلٍ إِلَى جَانِبِهِ أُرَاهُ عَلِيًّا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا بَقِيَ مِنْهُ شَيْءٌ، فاستدان من زيدٍ بعدما طلب زيدٌ إليه ذلك ، قال زيد : فَلَمَّا كَانَ قَبْلَ مَحِلِّ الأَجَلِ بِيَوْمَيْنِ أَوْ ثَلاثٍ، خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ  ، وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا صَلَّى عَلَى الْجِنَازَةِ، وَدَنَا مِنْ جِدَارٍ لِيَجْلِسَ، أَتَيْتُهُ، فَأَخَذْتُ بِمَجَامِعِ قَمِيصِهِ وَرِدَائِهِ، وَنَظَرْتُ إِلَيْهِ بِوَجْهٍ غَلِيظٍ، فَقُلْتُ لَهُ: أَلا تَقْضِينِي يَا مُحَمَّدُ حَقِّي، فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُكُمْ بني عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بِمُطْلٍ، وَلَقَدْ كَانَ لِي بِمُخَالَطَتِكُمْ عِلْمٌ. وَنَظَرْتُ إِلَى عُمَرَ وَإِذَا عَيْنَاهُ تَدُورَانِ فِي وَجْهِهِ كَالْفَلَكِ الْمُسْتَدِيرِ، ثُمَّ رَمَانِي بِبَصَرِهِ، فَقَالَ: يَا عَدُوَّ اللَّهِ، أَتَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ مَا أَسْمَعُ، وَتَصْنَعُ بِهِ مَا أَرَى، فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ، لَوْلا مَا أُحَاذِرُ فَوْتَهُ ( ) ، لَضَرَبْتُ بِسَيْفِي رَأْسَكَ. وَرَسُولُ اللَّهِ  يَنْظُرُ إِلَى عُمَرَ فِي سُكُونٍ وَتُؤَدَةٍ وَتَبَسُّمٍ، ثُمَّ قَالَ:«يَا عُمَرُ، أَنَا وَهُوَ كُنَّا أَحْوَجَ إِلَى غَيْرِ هَذَا، أَنْ تَأْمُرَنِي بِحُسْنِ الأَدَاءِ، وَتَأْمُرَهُ بِحُسْنِ اتِّبَاعِهِ، اذْهَبْ بِهِ يَا عُمَرُ فَأَعْطِهِ حَقَّهُ، وَزِدْهُ عِشْرِينَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ مَكَانَ مَا رَعَبْتَهِ». قَالَ زَيْدٌ: فَذَهَبَ بِي عُمَرُ فَأَعْطَانِي حَقِّي، وَزَادَنِي عِشْرِينَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ الزِّيَادَةُ يَا عُمَرُ؟ قَالَ: أَمَرَنِي بِهَا رَسُولُ اللَّهِ  أَنْ أَزِيدَكَ مَكَانَ مَا رَعَبْتُكَ، قَالَ: وَتَعْرِفُنِي يَا عُمَرُ؟ قَالَ: لا، فَمَا دَعَاكَ أَنْ فَعَلْتَ بِرَسُولِ اللَّهِ  مَا فَعَلْتَ ، وَقُلْتُ لَهُ مَا قُلْتُ؟ قُلْتُ: يَا عُمَرُ، لَمْ يَكُنْ مِنْ عَلامَاتِ النُّبُوَّةِ شَيْءٌ، إِلا وَقَدْ عَرَفْتُ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ  حِينَ نَظَرْتُ إِلَيْهِ، إِلا اثْنَيْنِ لَمْ أُخْبَرْهُمَا مِنْهُ: يَسْبِقُ حِلْمُهُ جَهْلَهُ، وَلا يَزِيدُهُ شِدَّةُ الْجَهْلِ عَلَيْهِ إِلا حِلْمًا، فَقَدِ اخْتَبَرْتُهُمَا، فَأُشْهِدُكَ يَا عُمَرُ أَنِّي قَدْ رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا، وَأُشْهِدُكَ أَنَّ شَطْرَ مَالِي صَدَقَةٌ عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، قَالَ عُمَرُ: أَوْ عَلَى بَعْضِهِمْ، فَإِنَّكَ لا تَسَعُهُمْ، قُلْتُ: أَوْ عَلَى بَعْضِهِمْ. فَرَجِعَ عُمَرُ، وَزَيْدٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ  فَقَالَ زَيْدٌ: أَشْهَدُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَآمَنَ بِهِ وَصَدَّقَهُ وَتَابَعَهُ، وَشَهِدَ مَعَهُ مَشَاهِدَ كَثِيرَةً، ثُمَّ تُوُفِّيَ فِي غَزْوَةَ تَبُوكٍ مُقْبِلا غَيْرَ مُدْبِرٍ، رَحِمَ اللَّهُ زَيْدًا" ( ).
ومن صور حلمه وعفوه عنهم ما رواه جابر بن عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّهُ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ  قِبَلَ نَجْدٍ، فَلَمَّا قَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ  قَفَلَ مَعَهُ، فَأَدْرَكَتْهُمْ الْقَائِلَةُ فِي وَادٍ كَثِيرِ الْعِضَاهِ ( ) فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ  وَتَفَرَّقَ النَّاسُ فِي الْعِضَاهِ يَسْتَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ، وَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ  تَحْتَ سَمُرَةٍ ( ) فَعَلَّقَ بِهَا سَيْفَهُ، فَنِمْنَا نَوْمَةً ثُمَّ إِذَا رَسُولُ اللَّهِ  يَدْعُونَا، فَجِئْنَاهُ، فَإِذَا عِنْدَهُ أَعْرَابِيٌّ جَالِسٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ  :«إِنَّ هَذَا اخْتَرَطَ سَيْفِي وَأَنَا نَائِمٌ، فَاسْتَيْقَظْتُ وَهُوَ فِي يَدِهِ صَلْتًا، فَقَالَ لِي: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قُلْتُ: اللَّهُ، فَهَا هُوَ ذَا جَالِسٌ» ثُمَّ لَمْ يُعَاقِبْهُ رَسُولُ اللَّهِ  ( ).
وفي المسند ( ) : فَسَقَطَ السَّيْفُ مِنْ يَدِهِ فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ  فَقَالَ :«مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي»؟ قَالَ: كُنْ كَخَيْرِ آخِذٍ. قَالَ:«أَتَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ»؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنِّي أُعَاهِدُكَ أَنْ لَا أُقَاتِلَكَ، وَلَا أَكُونَ مَعَ قَوْمٍ يُقَاتِلُونَكَ. فَخَلَّى سَبِيلَهُ.
وكان نبينا  يدعو لهم بالهداية والمغفرة ( ) ..
فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود  قَالَ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ  يَحْكِي نَبِيًّا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ ضَرَبَهُ قَوْمُهُ، وَهُوَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ وَيَقُولُ:«رَبِّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ» ( ) . وهذا حدث يوم أُحد.
يأتي إليه الطُّفَيْلُ وَأَصْحَابُهُ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ دَوْسًا قَدْ كَفَرَتْ وَأَبَتْ فَادْعُ اللَّهَ عَلَيْهَا. فَقِيلَ: هَلَكَتْ دَوْسٌ، فَقَالَ :«اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وَائْتِ بِهِمْ» ( ) .
كان  يعاملهم بالرفق ..
سَارَ النَّبِيُّ  -لما أراد العمرة التي منع فيها - حَتَّى إِذَا كَانَ بِالثَّنِيَّةِ الَّتِي يُهْبَطُ عَلَيْهِمْ مِنْهَا بَرَكَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ، فَقَالَ النَّاسُ: حَلْ حَلْ ( ) ، فَأَلَحَّتْ ( ) ، فَقَالُوا: خَلَأَتْ الْقَصْوَاءُ خَلَأَتْ الْقَصْوَاءُ ( ) ، فَقَالَ النَّبِيُّ  :«مَا خَلَأَتْ الْقَصْوَاءُ، وَمَا ذَاكَ لَهَا بِخُلُقٍ، وَلَكِنْ حَبَسَهَا حَابِسُ الْفِيلِ». ثُمَّ قَالَ :«وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَسْأَلُونِي خُطَّةً يُعَظِّمُونَ فِيهَا حُرُمَاتِ اللَّهِ إِلَّا أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا» ( ) .
ولما أرادوا أن يكتبوا بنود صلح الحديبية وأملى رسول الله  على علي  :«هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ»، قال المشركون : لَوْ نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ تَابَعْنَاكَ، وَلَكِنْ اكْتُبْ :مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. فَأَمَرَ عَلِيًّا أَنْ يَمْحَاهَا، فَقَالَ عَلِيٌّ: لَا وَاللَّهِ لَا أَمْحَاهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ  :«أَرِنِي مَكَانَهَا»، فَأَرَاهُ مَكَانَهَا، فَمَحَاهَا ( ) .
وتأمل هذه الحادثة : عن أم المؤمنين عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: دَخَلَ رَهْطٌ مِنْ الْيَهُودِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ  فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكَ. فَفَهِمْتُهَا فَقُلْتُ: عَلَيْكُمْ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ  :«مَهْلًا يَا عَائِشَةُ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ». فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ  :«فَقَدْ قُلْتُ وَعَلَيْكُمْ» ( ) .
وعاملهم نبينا  بالوفاء ..
فلقد قال في أُسَارَى بَدْرٍ :«لَوْ كَانَ الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ حَيًّا ثُمَّ كَلَّمَنِي فِي هَؤُلَاءِ النَّتْنَى لَتَرَكْتُهُمْ لَهُ» ( ) . قالها وفاءً له ؛ فإنّ النبي  لما انصرف عن أهل الطائف ، ولم يجيبوه إلى ما دعاهم إليه من تصديقه ونصرته صار إلى حراء ، ثم بعث إلى الأخنس بن شريق ليجيره ، فقال : أنا حليف والحليف لا يجير . فبعث إلى سهيل بن عمرو ، فقال : إن بني عامر لا تجير على بني كعب . فبعث إلى المطعم بن عدي فأجابه إلى ذلك ، ثم تسلح المطعم وأهل بيته وخرجوا حتى أتوا المسجد ، ثم بعث إلى رسول الله  : أن ادخل فدخل رسول الله  ، فطاف بالبيت ، وصلى عنده ، ثم انصرف إلى منزله .
ولما ذهب حُيَي بْنُ أَخْطَب النّضْرِيّ إلى كَعْبَ بْنَ أَسَدٍ الْقُرَظِيّ الذي عاهد النبي أراد حيي يوم الأحزاب من كعب أن ينبذ عهده ، فكان فيما قاله له كعب : " وَيْحَك يَا حُيَيّ فَدَعْنِي وَمَا أَنَا عَلَيْهِ ؛ فَإِنّي لَمْ أَرَ مِنْ مُحَمّدٍ إلّا صِدْقًا وَوَفَاءً " ( ) .
ولما فتح مكة أخذ المفتاح من عثمان بن طلحة، وصلى في جوف الكعبة، جَلَسَ رَسُولُ اللّهِ  فِي الْمَسْجِدِ ، فَقَامَ إلَيْهِ عَلِيّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَمِفْتَاحُ الْكَعْبَةِ فِي يَدِهِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللّهِ ، اجْمَعْ لَنَا الْحِجَابَةَ مَعَ السّقَايَةِ صَلّى اللّهُ عَلَيْك ، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ  :«أَيْنَ عُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ» ؟ فَدُعِيَ لَهُ ، فَقَالَ : «هَاكَ مِفْتَاحَك يَا عُثْمَانُ ، الْيَوْمُ يَوْمُ بِرّ وَوَفَاءٍ»( ).
ولما جاء إليه سراقة بن مالك بعد دخوله مكة بالكتاب الذي أمر بأن يُكتب له في طريق الهجرة قال  :«هذا يَوْمُ وَفَاءٍ وَبِرٍّ» ، فأسلم سراقة ( ) .
فياليتنا عاملنا إخواننا وأحبابنا بما عامل به رسول الله  أعداءه وأعداءنا .






قال تعالى : فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ [آل عمران :159] .
قال ابن كثير رحمه الله :" أي: برحمة من الله ، وقال الحسن البصري: هذا خُلُقُ محمد  بعثه الله به. وهذه الآية الكريمة شبيهة بقوله تعالى :  لَقَدْ جَاءَكُمْ رسولٌ من أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ  [التوبة:128]" ( ) .
وقال السعدي رحمه الله :" أي: برحمة الله لك ولأصحابك، منَّ الله عليك أن ألنت لهم جانبك، وخفضت لهم جناحك، وترفقت عليهم، وحسنت لهم خلقك، فاجتمعوا عليك وأحبوك، وامتثلوا أمرك. ولو كنت فظاً أي: سيئ الخلق  غليظ القلب  أي قاسيه،  لانفضوا من حولك  لأن هذا ينفرهم ويبغضهم لمن قام به هذا الخلق السيئ. فالأخلاق الحسنة من الرئيس في الدين تجذب الناس إلى دين الله، وترغبهم فيه، مع ما لصاحبه من المدح والثواب الخاص، والأخلاق السيئة من الرئيس في الدين تنفر الناس عن الدين، وتبغضهم إليه، مع ما لصاحبها من الذم والعقاب الخاص، فهذا الرسول المعصوم يقول الله له ما يقول، فكيف بغيره؟! أليس من أوجب الواجبات، وأهم المهمات، الاقتداء بأخلاقه الكريمة، ومعاملة الناس بما يعاملهم به  ، من اللين وحسن الخلق والتأليف؛ امتثالاً لأمر الله، وجذباً لعباد الله لدين الله؟ ثم أمره الله تعالى بأن يعفو عنهم ما صدر منهم من التقصير في حقه  ، ويستغفر لهم في التقصير في حق الله، فيجمع بين العفو والإحسان" ( ) .
ولقد كان نبينا  متواضعاً مع أصحابه ..
أمره الله بذلك فقال :  وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ  [الحجر:88] ، وقال : وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ  [الشعراء:215] ، وقال:وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا [الكهف:28] ، وقال : وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ [الأنعام:52] .
" جاء الأقرع بن حابس التميمي، وعيينة بن حصن الفزاري وغيرهما، فوجدوا رسول الله  مع صهيب، وبلال، وعمار، وخباب، قاعداً في ناس من الضعفاء من المؤمنين، فلما رأوهم حول النبي  حقروهم، فأتوه فخلوا به، وقالوا: إنا نريد أن تجعل لنا منك مجلساً تعرف لنا به العرب فضلنا، فإن وفود العرب تأتيك فنستحيي أن ترانا العرب مع هذه الأعبد، فإذا نحن جئناك فأقمهم عنا، فإذا نحن فرغنا فاقعد معهم إن شئت ... فنزلت الآية : ولا تطرد... " ( ) .
عاتبه الله تعالى لأنه تولى عن عبد الله بن أم مكتوم  بسبب أنه شغله عن دعوة المشركين .
وهذه بعض صور تواضع النبي  مع أصحابه ، منها :
أنه كان لا يرضى أن يقومَ له أصحابُه..
روى أنسُ بنُ مالكٍ  قَالَ : لَمْ يَكُنْ شَخْصٌ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ، وَكَانُوا إِذَا رَأَوْهُ لَمْ يَقُومُوا؛ لِمَا يَعْلَمُونَ مِنْ كَرَاهِيَتِهِ لِذَلِكَ ( ) .
كان  يمشي مع ذي الحاجة حتى يقضيَ له حاجته ..
ثبت في الصحيح أنه جاءت إليه امرأة كَانَ فِي عَقْلِهَا شَيْءٌ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً. فَقَالَ :«يَا أُمَّ فُلَانٍ انْظُرِي أَيَّ السِّكَكِ شِئْتِ حَتَّى أَقْضِيَ لَكِ حَاجَتَكِ»، فَخَلَا مَعَهَا فِي بَعْضِ الطُّرُقِ حَتَّى فَرَغَتْ مِنْ حَاجَتِهَا ( ) .
وكانت الأمة من إماء أهل المدينة تأخذ بيد رسول الله  فتنطلق به حيث ( ) .
يقول عبد اللَّهِ بن أَبِي أَوْفَى في نعته :كَانَ رَسُولُ اللَّهِ  يُكْثِرُ الذِّكْرَ، وَيُقِلُّ اللَّغْوَ، وَيُطِيلُ الصَّلَاةَ، وَيُقَصِّرُ الْخُطْبَةَ، وَلَا يَأْنَفُ أَنْ يَمْشِيَ مَعَ الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ فَيَقْضِيَ لَهُ الْحَاجَةَ ( ) .
وكان لا يعجبه أن يُبالغ أصحابه في مدحه، أو أن ينزل منزلةً لا تَليق ببشرٍ ..
قال عمر  : سَمِعْتُ النَّبِيَّ  يَقُولُ :«لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ، فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ» ( ) .
وعَنْ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ  غَدَاةَ بُنِيَ عَلَيَّ، فَجَلَسَ عَلَى فِرَاشِي كَمَجْلِسِكَ مِنِّي، وَجُوَيْرِيَاتٌ يَضْرِبْنَ بِالدُّفِّ، يَنْدُبْنَ مَنْ قُتِلَ مِنْ آبائها يَوْمَ بَدْرٍ، فقَالَتْ جَارِيَةٌ: وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ. فَقَالَ النَّبِيُّ:«لَا تَقُولِي هَكَذَا، وَقُولِي مَا كُنْتِ تَقُولِينَ» ( ) .
وكان  يجيب دعوة أصحابه ..
حدث  عن نفسه فقال:«لَوْ دُعِيتُ إِلَى ذِرَاعٍ أَوْ كُرَاعٍ لَأَجَبْتُ، وَلَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ ذِرَاعٌ أَوْ كُرَاعٌ لَقَبِلْتُ»( ) . والكُرَاع: ظِلْف البهيمة، فيجيب الدعوة ولو كانت كريمةً أو وضيعةً؛ فالذِّراع أحب الطعام إليه .
قال أنس بن مالك  :كان النبي  يدعى إلى خبز الشعير والإهالة السَّنِخَة فيُجيب، ولقد كان له درع عند يهودي فما وجد ما يفكها حتى مات( ) .
"والإهالة السنخة : أي الدهن المتغير الريح "( ) .
فمن منّا مثلُ رسول الله  ؟!
حدَّث عنه ابن عمه ابن عباس رضي الله عنهما فقال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ  يَجْلِسُ عَلَى الأَرْضِ, وَيَأْكُلُ عَلَى الأَرْضِ, وَيَعْتَقِلُ الشَّاةَ, وَيُجِيبُ دَعْوَةَ الْمَمْلُوكِ عَلَى خُبْزِ الشَّعِيرِ( ) .
ويعتقل الشاة أي :" يجعل رجليه بين قوائمها ؛ ليحلبها ، إرشاداً إلى التواضع ، وترك الترفع " ( ) .
بالله عليك أيها القارئ الكريم : من منَّا يرضى أن يُدعى على خبزٍ فقط؟ من منَّا يجيب دعوة رقيق إن وجد؟
من صور تواضعه أَنَّ امْرَأَةً سَوْدَاءَ كَانَتْ تَقُمُّ الْمَسْجِدَ، فَقَدَهَا رَسُولُ اللَّهِ ، فَسَأَلَ عَنْهَا،فَقَالُوا مَاتَت. قَالَ:«أَفَلَا كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي» ؟ فَكَأَنَّهُمْ صَغَّرُوا أَمْرَهَا فَقَالَ : «دُلُّونِي عَلَى قَبْرِها»، فَدَلُّوهُ، فَصَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ قَالَ :«إِنَّ هَذِهِ الْقُبُورَ مَمْلُوءَةٌ ظُلْمَةً عَلَى أَهْلِهَا، وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنَوِّرُهَا لَهُمْ بِصَلَاتِي عَلَيْهِمْ» ، فجاء قبرَها فصلى عليها ( ) .
ومن هديه  أنّه كان يزورهم ..
فعن سهل بن حنيف  قال : كان رسول الله  يأتي ضعفاء المسلمين ، ويزورهم ويعود مرضاهم ، ويشهد جنائزهم( ).
وعن أنس  قال كان رسول الله  يزور الأنصار، فيسلِّمُ على صبيانهم، ويمسح برؤوسهم، ويدعو لهم( ).
وزار سعد بن عبادة  واستأذن عليه فقال :« السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ». فقال سعد : وعليك السلام ورحمة الله، ولم يُسمِع النبيَّ  حتى سلَّم ثلاثاً وردَّ عليه سعدٌ ثلاثاً ولم يسمعه ، فرجع النبي  واتَّبعه سعد ، فقال : يا رسول الله بأبي أنت وأمي ما سلمت تسليمة إلا هي بأذني، ولقد رددت عليك ولم أُسمِعْك ؛ أحببتُ أن أستكثر من سلامك ومن البركة. ثم أدخله البيت فقرَّب له زبيباً فأكل نبي الله  فلما فرغ قال :« أَفْطَرَ عِنْدَكُمْ الصَّائِمُونَ ، وَأَكَلَ طَعَامَكُمْ الْأَبْرَارُ ، وَصَلَّتْ عَلَيْكُمْ الْمَلَائِكَةُ» ( ) .
كان  لا يحب أن يُدفعَ عنه الناس ..
قال ابن عباس رضي الله عنهما: كان  لا يُدفععنه الناس ولا يُضربوا عنه( ) .
كان إذا صافحه رجل لم يبدأ بنزع يده ..
فعن أنس بن مالك  : كان النبي  إذا صافحه رجل لَا يَنْزِعُ يَدَهُ مِنْ يَدِهِ حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ يَنْزِعُ ( ) .
كان  لا يحب من أصحابه أن يهابوه ..

فعن أَبِي مَسْعُودٍ  قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ  رَجُلٌ فَكَلَّمَهُ، فَجَعَلَ تُرْعَدُ فَرَائِصُهُ، فَقَالَ لَهُ: «هَوِّنْ عَلَيْكَ؛ فَإِنِّي لَسْتُ بِمَلِكٍ، إِنَّمَا أَنَا ابْنُ امْرَأَةٍ تَأْكُلُ الْقَدِيدَ ( ) » ( ).
اسْتَأْذَنَ عليه عُمَرُ  وَعِنْدَهُ نِسَاءٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُكَلِّمْنَهُ وَيَسْتَكْثِرْنَهُ عَالِيَةً أَصْوَاتُهُنَّ، فَلَمَّا اسْتَأْذَنَ عُمَرُ قُمْنَ يَبْتَدِرْنَ الْحِجَابَ، فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ  وَرَسُولُ اللَّهِ  يَضْحَكُ، فَقَالَ عُمَرُ: أَضْحَكَ اللَّهُ سِنَّكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَالَ:«عَجِبْتُ مِنْ هَؤُلَاءِ اللَّاتِي كُنَّ عِنْدِي، فَلَمَّا سَمِعْنَ صَوْتَكَ ابْتَدَرْنَ الْحِجَابَ». قَالَ عُمَرُ: فَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كُنْتَ أَحَقَّ أَنْ يَهَبْنَ، ثُمَّ قَالَ: أَيْ عَدُوَّاتِ أَنْفُسِهِنَّ أَتَهَبْنَنِي، وَلَا تَهَبْنَ رَسُولَ اللَّهِ . قُلْنَ: نَعَمْ ؛ أَنْتَ أَفَظُّ وَأَغْلَظُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ  .قَالَ رَسُولُ اللَّهِ  :«وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ قَطُّ سَالِكًا فَجًّا إِلَّا سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ» ( ) .
وقولهن لعمر  : "أنت أفظ وأغلظ" أفعل التفضيل هنا على غير بابها، كقول الله تعالى : آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ [النمل:59] ؛ فإنّ رسول الله  ليس بالفظ ولا بالغليظ كما جاء في القرآن والكتب السابقة، والمراد: أنت فظ غليظ يا عمر.
وكان  عادلاً بينهم لا يحابي أحداً بغير حق ..
قريشٌ أهمتها المرأة المخزومية التي سرقت في غزوة الفتح، فقالوا: من يُكلِّم فيها رسول الله  ؟ فقالوا: ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد، حِبُّ رسول الله ؟ فكلمه فيها أسامة بن زيد، فتلوَّن وجه رسول الله  فقال:«أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ»؟ ثُمَّ قَامَ، فَاخْتَطَبَ ثُمَّ قَالَ كلمته الخالدة :«إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ، وَأيْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا» ( ) .
وكان  يسليهم ، ويعزيهم ..
من صور ذلك ما رواه أنس  قال : خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ  إِلَى الْخَنْدَقِ، فَإِذَا الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ يَحْفِرُونَ فِي غَدَاةٍ بَارِدَةٍ، فَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ عَبِيدٌ يَعْمَلُونَ ذَلِكَ لَهُمْ، فَلَمَّا رَأَى مَا بِهِمْ مِنْ النَّصَبِ وَالْجُوعِ قَالَ:
«اللَّهُمَّ إِنَّ الْعَيْشَ عَيْشُ الْآخِرَهْ فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ»
فقالوا مجيبين له:
نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدَا عَلَى الْجِهَادِ مَا بَقِينَا أَبَدَا ( ) .
وقال قُرَّةُ بنُ إياس  : كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ  إِذَا جَلَسَ يَجْلِسُ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَفِيهِمْ رَجُلٌ لَهُ ابْنٌ صَغِيرٌ يَأْتِيهِ مِنْ خَلْفِ ظَهْرِهِ فَيُقْعِدُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَهَلَكَ، فَامْتَنَعَ الرَّجُلُ أَنْ يَحْضُرَ الْحَلْقَةَ؛ لِذِكْرِ ابْنِهِ، فَحَزِنَ عَلَيْهِ، فَفَقَدَهُ النَّبِيُّ  فَقَالَ :«مَالِي لَا أَرَى فُلَانًا»؟ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، بُنَيُّهُ الَّذِي رَأَيْتَهُ هَلَكَ. فَلَقِيَهُ النَّبِيُّ  فَسَأَلَهُ عَنْ بُنَيِّهِ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ هَلَكَ، فَعَزَّاهُ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ:«يَا فُلَانُ أَيُّمَا كَانَ أَحَبُّ إِلَيْكَ: أَنْ تَمَتَّعَ بِهِ عُمُرَكَ، أَوْ لَا تَأْتِي غَدًا إِلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ إِلَّا وَجَدْتَهُ قَدْ سَبَقَكَ إِلَيْهِ يَفْتَحُهُ لَكَ»؟ قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ بَلْ يَسْبِقُنِي إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَيَفْتَحُهَا لِي لَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ. قَالَ :«فَذَاكَ لَكَ». فقالوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَهُ خَاصَّةً أَمْ لِكُلِّنَا؟ قَالَ :«بَلْ لِكُلِّكُمْ» ( ) .
وهكذا كان  يجعل لهم من محنهم منحاً ، ومن الغموم فرحاً ، ومن الألم أملاً.
وعَنْ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ  قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ  -وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ- قُلْنَا لَهُ: أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا؟ أَلَا تَدْعُو اللَّهَ لَنَا؟ قَالَ :«كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ، فَيُجْعَلُ فِيهِ، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ، فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ، فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ. وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ. وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ أَوْ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ» ( ) .
وقال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما :" لقيني رسول الله  فقال لي :« يَا جَابِرُ مَا لِي أَرَاكَ مُنْكَسِرًا» ؟ قلت : يا رسول الله ، استشهد أبي ، قتل يوم أحد وترك عيالاً وديناً. قال :« أَفَلَا أُبَشِّرُكَ بِمَا لَقِيَ اللَّهُ بِهِ أَبَاكَ» ؟ فقلت : بلى يا رسول الله . قال:« مَا كَلَّمَ اللَّهُ أَحَدًا قَطُّ إِلَّا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ، وَأَحْيَا أَبَاكَ فَكَلَّمَهُ كِفَاحًا ، فَقَالَ : يَا عَبْدِي تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِكَ ، قَالَ : يَا رَبِّ ، تُحْيِينِي فَأُقْتَلَ فِيكَ ثَانِيَةً . قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ : إِنَّهُ قَدْ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لَا يُرْجَعُونَ» ( ) .
من أحوال رسول الله  مع أصحابه أنه كان يستشيرهم ..
إعمالاً لقول ربه : فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ [آل عمران: 159] .
ومن ذلك أنّ النبي  لما علم أنه سيقاتل في بدر -وكان الصحابة قد خرجوا للعير- استشارهم ، قال ابن هشام:" قَالَ رَسُولُ اللّهِ  :«أَشِيرُوا عَلَيّ أَيّهَا النّاس»، وَإِنّمَا يُرِيدُ الْأَنْصَارَ؛ وَذَلِكَ أَنّهُمْ عَدَدُ النّاسِ وَأَنّهُمْ حِينَ بَايَعُوهُ بِالْعَقَبَةِ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللّهِ إنّا بُرَاءٌ مِنْ ذِمَامِك حَتّى تَصِلَ إلَى دِيَارِنَا ، فَإِذَا وَصَلْتَ إلَيْنَا ، فَأَنْتَ فِي ذِمّتِنَا نَمْنَعُك مِمّا نَمْنَعُ مِنْهُ أَبْنَاءَنَا وَنِسَاءَنَا. فَكَانَ رَسُولُ اللّهِ  يَتَخَوّفُ أَلّا تَكُونَ الْأَنْصَارُ تَرَى عَلَيْهَا نَصْرَهُ إلّا مِمّنْ دَهَمَهُ بِالْمَدِينَةِ مِنْ عَدُوّهِ وَأَنْ لَيْسَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَسِيرَ بِهِمْ إلَى عَدُوّ مِنْ بِلَادِهِمْ . فَلَمّا قَالَ ذَلِكَ رَسُولُ اللّهِ  قَالَ لَهُ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ : وَاَللّهِ لَكَأَنّك تُرِيدُنَا يَا رَسُولَ اللّهِ ؟ قَالَ :«أَجَلْ». قَالَ: فَقَدْ آمَنّا بِك وَصَدّقْنَاك، وَشَهِدْنَا أَنّ مَا جِئْتَ بِهِ هُوَ الْحَقّ، وَأَعْطَيْنَاك عَلَى ذَلِكَ عُهُودَنَا وَمَوَاثِيقَنَا عَلَى السّمْعِ وَالطّاعَةِ، فَامْضِ يَا رَسُولَ اللّهِ لِمَا أَرَدْتَ فَنَحْنُ مَعَك، فَوَاَلّذِي بَعَثَك بِالْحَقّ لَوْ اسْتَعْرَضْتَ بِنَا هَذَا الْبَحْرَ فَخُضْتَهُ لَخُضْنَاهُ مَعَك مَا تَخَلّفَ مِنّا رَجُلٌ وَاحِدٌ، وَمَا نَكْرَهُ أَنْ تَلْقَى بِنَا عَدُوّنَا غَدًا ، إنّا لَصُبُرٌ فِي الْحَرْبِ صُدُقٌ فِي اللّقَاءِ . لَعَلّ اللّهَ يُرِيك مِنّا مَا تَقَرّ بِهِ عَيْنُك، فَسِرْ بِنَا عَلَى بَرَكَةِ اللّه . فَسُرّ رَسُولُ اللّهِ  بِقَوْلِ سَعْدٍ وَنَشّطَهُ ذَلِكَ . ثُمّ قَالَ :«سِيرُوا وَأَبْشِرُوا، فَإِنّ اللّهَ تَعَالَى قَدْ وَعَدَنِي إحْدَى الطّائِفَتَيْنِ، وَاَللّهِ لَكَأَنّي الْآنَ أَنْظُرُ إلَى مَصَارِعِ الْقَوْمِ» ( ) .
وفي حادثة الإفك لما فتر الوحي استشار النبي  علياً وأسامة بن زيد وبريرة رضي الله عنهم جميعاً ( ) .
وكان عليه الصلاة والسلام يجود عليهم مما عنده، مع شدة الحاجة ..
ولابد من لفت الانتباه إلى ما كان ينزل بالنبي  من الحاجة والعوز أولاً ، ثم التذكير ببعض النصوص المبينة لجوده وكرمه ؛ فالنفقة من الحاجة دليل على صدق إيمان صاحبها ، وكمال ثقته بالله ، وعظيم شهامته ..
فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ لِعُرْوَةَ: ابْنَ أُخْتِي، إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى الْهِلَالِ، ثُمَّ الْهِلَالِ، ثَلَاثَةَ أَهِلَّةٍ فِي شَهْرَيْنِ وَمَا أُوقِدَتْ فِي أَبْيَاتِ رَسُولِ اللَّهِ  نَارٌ. فَقُلْتُ: يَا خَالَةُ مَا كَانَ يُعِيشُكُمْ؟ قَالَتْ: الْأَسْوَدَانِ؛ التَّمْرُ وَالْمَاءُ ( ).
بالله عليكم من منّا بلغ هذه الحال التي بلغها نبينا  ؟
وكان  يربط على بطنه الحجر من الغَرَث ( ) ، وهو حديث حسن يشهد له حديث أبي طلحة :شكونا إلى رسول الله  الجوع، و رفعنا عن بطوننا عن حجر حجر، فرفع رسول الله  عن حجريْن ( ).
وعَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ  ذَاتَ يَوْمٍ : «يَا عَائِشَةُ هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ»؟ قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عِنْدَنَا شَيْءٌ . قَالَ :«فَإِنِّي صَائِمٌ». قَالَتْ : فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ  ، فَأُهْدِيَتْ لَنَا هَدِيَّةٌ ، فَلَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ  قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أُهْدِيَتْ لَنَا هَدِيَّةٌ ، وَقَدْ خَبَأْتُ لَكَ شَيْئًا . قَالَ :«مَا هُوَ»؟ قالت: حَيْسٌ ( ). قَالَ :«هَاتِيهِ». فجاءت بِهِ فَأَكَلَ ، ثُمَّ قَالَ :« قَدْ كُنْتُ أَصْبَحْتُ صَائِمًا » ( ).
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ  قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ  فَقَالَ : إِنِّي مَجْهُودٌ . فَأَرْسَلَ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ ، فَقَالَتْ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا عِنْدِي إِلَّا مَاءٌ ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أُخْرَى فَقَالَتْ مِثْلَ ذَلِكَ ، حَتَّى قُلْنَ كُلُّهُنَّ مِثْلَ ذَلِكَ : لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا عِنْدِي إِلَّا مَاءٌ . فَقَالَ : « مَنْ يُضِيفُ هَذَا اللَّيْلَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ » ؟ فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَ : أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ . فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى رَحْلِهِ فَقَالَ : لِامْرَأَتِهِ هَلْ عِنْدَكِ شَيْءٌ ؟ قَالَتْ : لَا ، إِلَّا قُوتُ صِبْيَانِي . قَالَ : فَعَلِّلِيهِمْ بِشَيْءٍ ، فَإِذَا دَخَلَ ضَيْفُنَا فَأَطْفِئْ السِّرَاجَ وَأَرِيهِ أَنَّا نَأْكُلُ ، فَإِذَا أَهْوَى لِيَأْكُلَ فَقُومِي إِلَى السِّرَاجِ حَتَّى تُطْفِئِيهِ . فَقَعَدُوا ، وَأَكَلَ الضَّيْفُ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا عَلَى النَّبِيِّ  فَقَالَ :« قَدْ عَجِبَ اللَّهُ مِنْ صَنِيعِكُمَا بِضَيْفِكُمَا اللَّيْلَةَ » ( ) .
عجيب أن يصدر هذا الفعل من ذلك الصحابي ، وعجيب أن تكون الزوجة مثله في الكرم ، وأعجب من ذلك أن تخلو بيوت رسول الله  من كل شيء إلا من الماء ، وهو سيد من لو أقسموا على الله لأبرهم .
إن نبينا  كان لا يَجِدُ مِنْ الدَّقَلِ مَا يَمْلَأُ بِهِ بَطْنَهُ ( )، والدقل رديء التمر.
مع ذلك كان إذا وجد خيراً كان هذا الخير لأصحابه رضي الله عنهم ..
قال ابن عباس رضي الله عنهما: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ  أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ  أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ " ( ) .
وحدَّث جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ  فقال : بَيْنَا هُوَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ  وَمَعَهُ النَّاسُ مُقْبِلًا مِنْ حُنَيْنٍ عَلِقَتْ رَسُولَ اللَّهِ  الْأَعْرَابُ يَسْأَلُونَهُ حَتَّى اضْطَرُّوهُ إِلَى سَمُرَةٍ، فَخَطِفَتْ رِدَاءَهُ، فَوَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ  فَقَالَ :«أَعْطُونِي رِدَائِي، فَلَوْ كَانَ عَدَدُ هَذِهِ الْعِضَاهِ نَعَمًا لَقَسَمْتُهُ بَيْنَكُمْ، ثُمَّ لَا تَجِدُونِي بَخِيلًا وَلَا كَذُوبًا وَلَا جَبَانًا» ( ).
وكان يغدق في العطاء لمن يتألفه ..
فقد كان  يتألف قلب من كان حديث عهد بكفر، قَالَ أنس  مَا سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ  عَلَى الْإِسْلَامِ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ، قَالَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَأَعْطَاهُ غَنَمًا بَيْنَ جَبَلَيْنِ، فَرَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ: يَا قَوْمِ أَسْلِمُوا؛ فَإِنَّ مُحَمَّدًا يُعْطِي عَطَاءً لَا يَخْشَى الْفَاقَةَ ( ).
ومن أحق بهذا البيت من رسول الله  :
ما قال (لا) قطُّ إلا في تشهده لولا التشهد كانت لاؤه نعمُ ( ) .
قال الإمام مسلم:" باب ما سئل رسول الله  شيئاً قط فقال : لا" ( ) .
ولتستمع إلى الصحابي الجليل أنس بن مالك  وهو يخبر عن أثر هذه السياسة الرشيدة، يقول: إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيُسْلِمُ مَا يُرِيدُ إِلَّا الدُّنْيَا، فَمَا يُسْلِمُ حَتَّى يَكُونَ الْإِسْلَامُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا ( ).
وغَزَا رَسُولُ اللَّهِ  غَزْوَةَ الْفَتْحِ، فَتْحِ مَكَّةَ، ثُمَّ خَرَجَ بِمَنْ مَعَهُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ، فَاقْتَتَلُوا بِحُنَيْنٍ، فَنَصَرَ اللَّهُ دِينَهُ وَالْمُسْلِمِينَ، وَأَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ  صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ مِائَةً مِنْ النَّعَمِ، ثُمَّ مِائَةً، ثُمَّ مِائَةً. فقَالَ صفوان: وَاللَّهِ لَقَدْ أَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ  مَا أَعْطَانِي وَإِنَّهُ لَأَبْغَضُ النَّاسِ إِلَيَّ، فَمَا بَرِحَ يُعْطِينِي حَتَّى إِنَّهُ لَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ ( ).
وإذا حلَّ الجوع بأصحابه فاعلم أنّ قد مرَّ قبلهم برسولهم  ..
هل سمعتم بأكرم ثلاثة على الله أخرجهم الجوعُ من بيوتهم؟
قال أبو هريرة  : خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ  ذَاتَ يَوْمٍ أَوْ لَيْلَةٍ فَإِذَا هُوَ بِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَقَالَ :«مَا أَخْرَجَكُمَا مِنْ بُيُوتِكُمَا هَذِهِ السَّاعَةَ»؟ قَالَا: الْجُوعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ:«وَأَنَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَأَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكُمَا، قُومُوا»، فَقَامُوا مَعَهُ، فَأَتَى رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ، فَإِذَا هُوَ لَيْسَ فِي بَيْتِهِ، فَلَمَّا رَأَتْهُ الْمَرْأَةُ قَالَتْ: مَرْحَبًا وَأَهْلًا. فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ  :«أَيْنَ فُلَانٌ»؟ قَالَتْ: ذَهَبَ يَسْتَعْذِبُ لَنَا مِنْ الْمَاءِ، إِذْ جَاءَ الْأَنْصَارِيُّ فَنَظَرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ  وَصَاحِبَيْهِ ثُمَّ قَالَ:الْحَمْدُ لِلَّهِ، مَا أَحَدٌ الْيَوْمَ أَكْرَمَ أَضْيَافًا مِنِّي. فَانْطَلَقَ فَجَاءَهُمْ بِعِذْقٍ فِيهِ بُسْرٌ وَتَمْرٌ وَرُطَبٌ، فَقَالَ: كُلُوا مِنْ هَذِهِ. وَأَخَذَ الْمُدْيَةَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ  :«إِيَّاكَ وَالْحَلُوبَ»، فَذَبَحَ لَهُمْ، فَأَكَلُوا مِنْ الشَّاةِ وَمِنْ ذَلِكَ الْعِذْقِ وَشَرِبُوا، فَلَمَّا أَنْ شَبِعُوا وَرَوُوا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ  لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ :«وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُسْأَلُنَّ عَنْ هَذَا النَّعِيمِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ الْجُوعُ ثُمَّ لَمْ تَرْجِعُوا حَتَّى أَصَابَكُمْ هَذَا النَّعِيمُ» ( ).
كان  إذا أرسل الناس إليه بصدقة جعلها في الفقراء من أصحابه، وإن أُهديت إليه هدية أصاب منها وأشركهم فيها..
لما أهدت إليه يهوديةٌ شاةً أكل منها وأكل أصحابه ( ) .
وجاء إليه سلمان الفارسي حين قدم المدينة بمائدة عليها رطب ، فوضعها بين يديه، فقال رسول الله  :«ما هذا يَا سَلْمانُ» ؟ قال : صدقة عليك وعلى أصحابك .قال : «ارْفَعْهَا فَإِنَّا لَا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ» ، فرفعها ، فجاء من الغد بمثله ، فوضعه بين يديه يحمله ، فقال :« ما هذا يَا سَلْمانُ » ؟ فقال : هدية لك . فقال رسول الله  لأصحابه : «ابْسُطُوا» ( ) .
وهذا أبو هريرة  يحدث عن نفسه فيقول: والله الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِنْ كُنْتُ لَأَعْتَمِدُ بِكَبِدِي عَلَى الْأَرْضِ مِنْ الْجُوعِ، وَإِنْ كُنْتُ لَأَشُدُّ الْحَجَرَ عَلَى بَطْنِي مِنْ الْجُوعِ، وَلَقَدْ قَعَدْتُ يَوْمًا عَلَى طَرِيقِهِمْ الَّذِي يَخْرُجُونَ مِنْهُ، فَمَرَّ أَبُو بَكْرٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، مَا سَأَلْتُهُ إِلَّا لِيُشْبِعَنِي، فَمَرَّ وَلَمْ يَفْعَلْ. ثُمَّ مَرَّ بِي عُمَرُ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، مَا سَأَلْتُهُ إِلَّا لِيُشْبِعَنِي، فَمَرَّ فَلَمْ يَفْعَلْ. ثُمَّ مَرَّ بِي أَبُو الْقَاسِمِ  فَتَبَسَّمَ حِينَ رَآنِي وَعَرَفَ مَا فِي نَفْسِي وَمَا فِي وَجْهِي. ثُمَّ قَالَ :«يَا أَبَا هِرٍّ». قُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ : «الْحَقْ»، وَمَضَى فَتَبِعْتُهُ، فَدَخَلَ، فَاسْتَأْذَنَ، فَأَذِنَ لِي فَدَخَلَ، فَوَجَدَ لَبَنًا فِي قَدَحٍ فَقَالَ:«مِنْ أَيْنَ هَذَا اللَّبَنُ»؟ قَالُوا: أَهْدَاهُ لَكَ فُلَانٌ أَوْ فُلَانَةُ. قَالَ:«أَبَا هِرٍّ». قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ :«الْحَقْ إِلَى أَهْلِ الصُّفَّةِ فَادْعُهُمْ لِي» قَالَ: وَأَهْلُ الصُّفَّةِ أَضْيَافُ الْإِسْلَامِ لَا يَأْوُونَ إِلَى أَهْلٍ وَلَا مَالٍ وَلَا عَلَى أَحَدٍ، إِذَا أَتَتْهُ صَدَقَةٌ بَعَثَ بِهَا إِلَيْهِمْ وَلَمْ يَتَنَاوَلْ مِنْهَا شَيْئًا، وَإِذَا أَتَتْهُ هَدِيَّةٌ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ وَأَصَابَ مِنْهَا وَأَشْرَكَهُمْ فِيهَا، فَسَاءَنِي ذَلِكَ، فَقُلْتُ وَمَا هَذَا اللَّبَنُ فِي أَهْلِ الصُّفَّةِ؟ كُنْتُ أَحَقُّ أَنَا أَنْ أُصِيبَ مِنْ هَذَا اللَّبَنِ شَرْبَةً أَتَقَوَّى بِهَا. فَإِذَا جَاءَ أَمَرَنِي فَكُنْتُ أَنَا أُعْطِيهِمْ وَمَا عَسَى أَنْ يَبْلُغَنِي مِنْ هَذَا اللَّبَنِ وَلَمْ يَكُنْ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ وَطَاعَةِ رَسُولِهِ  بُدٌّ. فَأَتَيْتُهُمْ، فَدَعَوْتُهُمْ، فَأَقْبَلُوا، فَاسْتَأْذَنُوا فَأَذِنَ لَهُمْ، وَأَخَذُوا مَجَالِسَهُمْ مِنْ الْبَيْتِ. قَالَ :«يَا أَبَا هِرٍّ». قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ:«خُذْ فَأَعْطِهِمْ». قَالَ: فَأَخَذْتُ الْقَدَحَ فَجَعَلْتُ أُعْطِيهِ الرَّجُلَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ الْقَدَحَ، فَأُعْطِيهِ الرَّجُلَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ الْقَدَحَ، فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ الْقَدَحَ، حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ  وَقَدْ رَوِيَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ، فَأَخَذَ الْقَدَحَ فَوَضَعَهُ عَلَى يَدِهِ فَنَظَرَ إِلَيَّ فَتَبَسَّمَ فَقَالَ :«أَبَا هِرٍّ». قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ:«بَقِيتُ أَنَا وَأَنْتَ». قُلْتُ: صَدَقْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ : «اقْعُدْ فَاشْرَبْ»، فَقَعَدْتُ، فَشَرِبْتُ. فَقَالَ :«اشْرَبْ»، فَشَرِبْتُ، فَمَا زَالَ يَقُولُ :«اشْرَبْ»، حَتَّى قُلْتُ: لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أَجِدُ لَهُ مَسْلَكًا. قَالَ :«فَأَرِنِي»، فَأَعْطَيْتُهُ الْقَدَحَ، فَحَمِدَ اللَّهَ، وَسَمَّى، وَشَرِبَ الْفَضْلَةَ ( ).
لم يكن  عنيفاً على أصحابه..
جاءه رجلٌ فَقَالَ: هَلَكْتُ. قَالَ:«وَلِمَ»؟ قَالَ: وَقَعْتُ عَلَى أَهْلِي فِي رَمَضَانَ؟ قَالَ:«فَأَعْتِقْ رَقَبَةً». قَالَ: لَيْسَ عِنْدِي. قَالَ:«فَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ». قَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ. قَالَ:«فَأَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا» - لم يعنفه وأرشده إلى ما فيه خلاصه من عذاب الله - قَالَ: لَا أَجِدُ. فَأُتِيَ النَّبِيُّ  بِعَرَقٍ فِيهِ تَمْرٌ، فَقَالَ:«أَيْنَ السَّائِلُ»؟ قَالَ: هَا أَنَا ذَا. قَالَ :«تَصَدَّقْ بِهَذَا». قَالَ: عَلَى أَحْوَجَ مِنَّا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا أَهْلُ بَيْتٍ أَحْوَجُ مِنَّا. فَضَحِكَ النَّبِيُّ  حَتَّى بَدَتْ أَنْيَابُهُ قَالَ :«فَأَنْتُمْ إِذًا» ( ).فلما رجع إلى قومه – وكأني بهم قد وبخوه- قال لهم : وَجَدْتُ عِنْدَكُمْ الضِّيقَ وَسُوءَ الرَّأْيِ، وَوَجَدْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ  السَّعَةَ وَحُسْنَ الرَّأْيِ ( ).
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ  قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ  بِامْرَأَةٍ تَبْكِي عِنْدَ قَبْرٍ فَقَالَ:«اتَّقِي اللَّهَ وَاصْبِرِي». قَالَتْ: إِلَيْكَ عَنِّي فَإِنَّكَ لَمْ تُصَبْ بِمُصِيبَتِي-وَلَمْ تَعْرِفْهُ-. فَقِيلَ لَهَا: إِنَّهُ النَّبِيُّ ، فَأَتَتْ بَابَ النَّبِيِّ  فَلَمْ تَجِدْ عِنْدَهُ بَوَّابِينَ، فَقَالَتْ: لَمْ أَعْرِفْكَ. فَقَالَ:«إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى» ( ).
فراعاها النبي  ولم يعنفها.
في الحديبية أمر علياً  أن يكتب :«هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ»، فَقَالَ لَهُ الْمُشْرِكُونَ: لَوْ نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ تَابَعْنَاكَ، وَلَكِنْ اكْتُبْ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. فَأَمَرَ عَلِيًّا أَنْ يَمْحَاهَا، فَقَالَ عَلِيٌّ: لَا وَاللَّهِ لَا أَمْحَاهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ :« أَرِنِي مَكَانَهَا»، فَأَرَاهُ مَكَانَهَا، فَمَحَاهَا ( ).
وَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قَضِيَّةِ الْكِتَابِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ  لِأَصْحَابِهِ :«قُومُوا فَانْحَرُوا ثُمَّ احْلِقُوا»، فمَا قَامَ مِنْهُمْ رَجُلٌ. حَتَّى قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا لَمْ يَقُمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ دَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَذَكَرَ لَهَا مَا لَقِيَ مِنْ النَّاسِ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَتُحِبُّ ذَلِكَ؟ اخْرُجْ ثُمَّ لَا تُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ كَلِمَةً حَتَّى تَنْحَرَ بُدْنَكَ، وَتَدْعُوَ حَالِقَكَ فَيَحْلِقَكَ. فَخَرَجَ فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ، نَحَرَ بُدْنَهُ، وَدَعَا حَالِقَهُ فَحَلَقَهُ. فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ قَامُوا فَنَحَرُوا، وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَحْلِقُ بَعْضًا ( ).
وكان  أرفق بهم من أنفسهم ..
فعن كَهْمَسٍ الْهِلالِيِّ، قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ، وَأَقَمْتُ عِنْدَهُ ثُمَّ خَرَجْتُ عَنْهُ، فَأَتَيْتُهُ بَعْدَ حَوْلٍ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمَا تَعْرِفُنِي؟، قَالَ:«لا»، قُلْتُ: أَنَا الَّذِي كُنْتُ عِنْدَكَ عَامَ أَوَّلٍ، قَالَ:«فَمَا غَيَّرَكَ بَعْدِي»؟، قَالَ: مَا أَكَلْتُ طَعَامًا بنهَارٍ مُنْذُ فَارَقْتُكَ. قَالَ:«فَمَنْ أَمَرَكَ بِتَعْذِيبِ نَفْسِكَ، صم شهر الصبر، ومن كل شهر يوماً». قلت : زدني . قال : «صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ، ومن كلِّ شَهْرٍ يَومَيْنِ » . قال : زدني؛ فإني أجد قوة. قال :«صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ، ومِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاثةَ أَيَّامٍ» ( ).
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما قَالَ: جَمَعْتُ الْقُرْآنَ فَقَرَأْتُ بِهِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ  فَقَالَ :«إِنِّي أَخْشَى أَنْ يَطُولَ عَلَيْكَ زَمَانٌ أَنْ تَمَلَّ، اقْرَأْهُ فِي كُلِّ شَهْرٍ». قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، دَعْنِي أَسْتَمْتِعْ مِنْ قُوَّتِي وَشَبَابِي. قَالَ :«اقْرَأْهُ فِي كُلِّ عِشْرِينَ». قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ دَعْنِي أَسْتَمْتِعْ مِنْ قُوَّتِي وَشَبَابِي. قَالَ :«اقْرَأْهُ فِي كُلِّ عَشْرٍ». قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ دَعْنِي أَسْتَمْتِعْ مِنْ قُوَّتِي وَشَبَابِي. قَالَ :«اقْرَأْهُ فِي كُلِّ سَبْعٍ». قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ دَعْنِي أَسْتَمْتِعْ مِنْ قُوَّتِي وَشَبَابِي. فَأَبَى ( ).
آخَى بَيْنَ سَلْمَانَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، فَزَارَ سَلْمَانُ أَبَا الدَّرْدَاءِ، فَرَأَى أُمَّ الدَّرْدَاءِ مُتَبَذِّلَةً، فَقَالَ لَهَا: مَا شَأْنُكِ؟ قَالَتْ: أَخُوكَ أَبُو الدَّرْدَاءِ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ فِي الدُّنْيَا. فَجَاءَ أَبُو الدَّرْدَاءِ، فَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا، فَقَالَ : كُلْ . قَالَ: فَإِنِّي صَائِمٌ. قَالَ: مَا أَنَا بِآكِلٍ حَتَّى تَأْكُلَ. فَأَكَلَ. فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ ذَهَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يَقُومُ، قَالَ: نَمْ. فَنَامَ، ثُمَّ ذَهَبَ يَقُومُ، فَقَالَ: نَمْ. فَلَمَّا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ قَالَ سَلْمَانُ: قُمْ الْآنَ فَصَلَّيَا. فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ. فَأَتَى النَّبِيَّ  فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ النَّبِيُّ  :«صَدَقَ سَلْمَانُ» ( ).
صدق سلمان ، وصدق الله .. إذ يقول : لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ [التوبة :128] .
كان  ينزل –كثيراً- عند رغباتهم ..
وإذا لم يفعل فلمصلحتهم : وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ [الحجرات: 7] .
ففي غزوة أحد قَالَ لِأَصْحَابِهِ:«لَوْ أَنَّا أَقَمْنَا بِالْمَدِينَةِ، فَإِنْ دَخَلُوا عَلَيْنَا فِيهَا قَاتَلْنَاهُمْ». فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاللَّهِ مَا دُخِلَ عَلَيْنَا فِيهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَكَيْفَ يُدْخَلُ عَلَيْنَا فِيهَا فِي الْإِسْلَامِ؟ فَقَالَ:«شَأْنَكُمْ إِذًا». فَلَبِسَ لَأْمَتَهُ، فَقَالَتْ الْأَنْصَارُ: رَدَدْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ  رَأْيَهُ، فَجَاءُوا فَقَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، شَأْنَكَ إِذًا. فَقَالَ :«إِنَّهُ لَيْسَ لِنَبِيٍّ إِذَا لَبِسَ لَأْمَتَهُ أَنْ يَضَعَهَا حَتَّى يُقَاتِلَ» ( ).
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما: قَالَ: حَاصَرَ رَسُولُ اللَّهِ  أَهْلَ الطَّائِفِ، فَلَمْ يَنَلْ مِنْهُمْ شَيْئًا، فَقَالَ:«إِنَّا قَافِلُونَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ». قَالَ أَصْحَابُهُ: نَرْجِعُ وَلَمْ نَفْتَتِحْهُ؟ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ  :«اغْدُوا عَلَى الْقِتَالِ»، فَغَدَوْا عَلَيْهِ فَأَصَابَهُمْ جِرَاحٌ. فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ  :«إِنَّا قَافِلُونَ غَدًا». قَالَ: فَأَعْجَبَهُمْ ذَلِكَ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ  ( ).
لقد كان نبينا  حريصاً على تعليمهم ..
أساء رجل في صلاته ، فعلمه صفتها وسُمِّي حديثه بحديث المسيء صلاته، وقال : «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي» ( )، وفي حجة الوادع قال :«لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ؛ فَإِنِّي لَا أَدْرِي، لَعَلِّي لَا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتِي هَذِهِ» ( ). قال أبو ذر: تَرَكْنَا رَسُولَ اللَّهِ  وَمَا طَائِرٌ يُقَلِّبُ جَنَاحَيْهِ فِي الْهَوَاءِ إِلا وَهُوَ يُذَكِّرُنَا مِنْهُ عِلْمًا،فَقَالَ :«مَا بَقِيَ شَيْءٌ يُقَرِّبُ مِنَ الْجَنَّةِ، ويُبَاعِدُ مِنَ النَّارِ، إِلا وَقَدْ بُيِّنَ لَكُمْ»( ).
وكان يصبر على أسئلتهم ويجيب عنها باذلاً نفسه لهم..
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ  قَالَ: أَمَرَ النَّبِيُّ  بِالصَّدَقَةِ فَقَالَ : رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ عِنْدِي دِينَارٌ؟ فَقَالَ :«تَصَدَّقْ بِهِ عَلَى نَفْسِكَ». قَالَ :عِنْدِي آخَرُ؟ قَالَ:«تَصَدَّقْ بِهِ عَلَى وَلَدِكَ». قَالَ:عِنْدِي آخَرُ؟ قَالَ :«تَصَدَّقْ بِهِ عَلَى زَوْجِكَ». قَالَ: عِنْدِي آخَرُ؟ قَالَ:«تَصَدَّقْ بِهِ عَلَى خَادِمِكَ». قَالَ:عِنْدِي آخَرُ؟ قَالَ :«أَنْتَ أَبْصَرُ» ( ).
وكان  يمزح معهم ..
وليس معنى ذلك أنّه كان يقول ما لا وجود له ! هذا كذب لا يمكن أن يصدر عن مؤمن فضلاً عن رسول الله  ، ثبت عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ  عَنْ رَسُولِ اللَّهِ  أَنَّهُ قَالَ :«إِنِّي لَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا». قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ :فَإِنَّكَ تُدَاعِبُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ :«إِنِّي لَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا» ( ).
ومن صور مزاحه  مع أصحابه :
أنّه رأى صهيباً وهو يأكل تمراً ، وبعينه رمد، فقال :« أتأكُلُ التَّمْرَ وبِكَ رَمَدٌ»؟ فقال-وكان حسن البديهة- : إنما آكل على شقي الصحيح ليس به رمد. فضحك رسول الله  ( ).
وعَنْ أَنَسٍ  أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ كَانَ اسْمُهُ زَاهِرًا كَانَ يُهْدِي لِلنَّبِيِّ  الْهَدِيَّةَ مِنْ الْبَادِيَةِ، فَيُجَهِّزُهُ رَسُولُ اللَّهِ  إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ، فَقَالَ النَّبِيُّ  :«إِنَّ زَاهِرًا بَادِيَتُنَا وَنَحْنُ حَاضِرُوهُ»، وَكَانَ النَّبِيُّ  يُحِبُّهُ، وَكَانَ رَجُلًا دَمِيمًا، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ  يَوْمًا وَهُوَ يَبِيعُ مَتَاعَهُ، فَاحْتَضَنَهُ مِنْ خَلْفِهِ وَهُوَ لَا يُبْصِرُهُ، فَقَالَ الرَّجُلُ : أَرْسِلْنِي، مَنْ هَذَا؟ فَالْتَفَتَ فَعَرَفَ النَّبِيَّ  فَجَعَلَ لَا يَأْلُو مَا أَلْصَقَ ظَهْرَهُ بِصَدْرِ النَّبِيِّ  حِينَ عَرَفَهُ، وَجَعَلَ النَّبِيُّ  يَقُولُ :«مَنْ يَشْتَرِي الْعَبْدَ»؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذًا وَاللَّهِ تَجِدُنِي كَاسِدًا. فَقَالَ النَّبِيُّ  :«لَكِنْ عِنْدَ اللَّهِ لَسْتَ بِكَاسِدٍ» ( ).
وأتت إليه عجوز فقالت : يا رسول الله، ادع الله أن يدخلني الجنة. فقال :«يا أمَّ فُلانٍ ، إنَّ الجنَّةَ لا تَدْخُلُها عَجُوْزٌ» قال : فولَّت تَبْكِي فَقَال :«أخْبِرُوها أنَّها لا تَدْخُلُها وهي عَجُوزٌ، إن الله تعالى يقول : إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا»[الواقعة: 35-37] ( ).
ومن أحواله معهم أنّه  كان يضاحكهم ..
فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ  أَنَّ النَّبِيَّ  اضْطَجَعَ عَلَى نَطْعٍ، فَعَرِقَ، فَقَامَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إِلَى عَرَقِهِ فَنَشَّفَتْهُ فَجَعَلَتْهُ فِي قَارُورَةٍ، فَرَآهَا النَّبِيُّ  قَالَ :«مَا هَذَا الَّذِي تَصْنَعِينَ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ»؟ قَالَتْ: أَجْعَلُ عَرَقَكَ فِي طِيبِي. فَضَحِكَ النَّبِيُّ  ( ) .
وكَانَ ابْنُ رَوَاحَةَ مُضْطَجِعًا إِلَى جَنْبِ امْرَأَتِهِ، فَقَامَ إِلَى جَارِيَةٍ لَهُ فِي نَاحِيَةِ الْحُجْرَةِ فَوَقَعَ عَلَيْهَا، وَفَزِعَتِ امْرَأَتُهُ فَلَمْ تَجِدْهُ فِي مَضْجَعِهِ، فَقَامَتْ وَخَرَجَتْ فَرَأَتْهُ عَلَى جَارِيَتِهِ، فَرَجَعَتْ إِلَى الْبَيْتِ، فَأَخَذَتِ الشَّفْرَةَ ثُمَّ خَرَجَتْ وَفَرَغَ، فَقَامَ فَلَقِيَهَا تَحْمِلُ الشَّفْرَةَ فَقَالَ : مَهْيَمْ ( ) ؟ فَقَالَتْ: مَهْيَمْ ! لَوْ أَدْرَكْتُكَ حَيْثُ رَأَيْتُكَ لَوَجَأْتُ بَيْنَ كَتِفَيْكَ بِهَذِهِ الشَّفْرَةِ. قَالَ: وَأَيْنَ رَأَيْتِنِى؟ قَالَتْ: رَأَيْتُكَ عَلَى الْجَارِيَةِ. فَقَالَ: مَا رَأَيْتِنِى، وَقَالَ: قَدْ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ  أَنْ يَقْرَأَ أَحَدُنَا الْقُرْآنَ وَهُوَ جُنُبٌ. قَالَتْ: فَاقْرَأْ. فَقَالَ :
أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ يَتْلُـو كِتَابَهُ كَمَا لاَحَ مَشْهُورٌ مِنَ الْفَجْرِ سَاطِعُ
أَتَى بِالْهُدَى بَعْدَ الْعَمَى فَقُلُوبُنَا بِهِ مُوقِنَاتٌ أَنَّ مَا قَالَ وَاقِـــعُ
يَبِيتُ يُجَافِى جَنْبَهُ عَنْ فِرَاشِهِ إِذَا اسْتَثْقَلَتْ بِالْمُشْرِكِينَ الْمَضَاجِعُ
فَقَالَتْ : آمَنْتُ بِاللَّهِ وَكَذَّبْتُ الْبَصَرَ. ثُمَّ غَدَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ  فَأَخْبَرَهُ فَضَحِكَ حَتَّى بدت نَوَاجِذَهُ  ( ).
ومما لا ريب فيه أنّ مجيء عبد الله بن رواحة إليه ليحدثه بذلك دليل على أنسهم به، وبساطته معهم ، وبشاشته ، وخفة فؤاده .
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ  قَالَ: أَصَبْتُ جِرَابًا مِنْ شَحْمٍ يَوْمَ خَيْبَرَ، فَالْتَزَمْتُهُ، فَقُلْتُ: لَا أُعْطِي الْيَوْمَ أَحَدًا مِنْ هَذَا شَيْئًا. قَالَ: فَالْتَفَتُّ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ  مُتَبَسِّمًا ( ).
وعَنْ أَنَسٍ  قَالَ: جَاءَ أَبُو طَلْحَةَ يَوْمَ حُنَيْنٍ يُضْحِكُ رَسُولَ اللَّهِ  مِنْ أُمِّ سُلَيْمٍ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَمْ تَرَ إِلَى أُمِّ سُلَيْمٍ مُتَقَلِّدَةً خِنْجَرًا؟ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ  :«مَا تَصْنَعِينَ بِهِ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ»؟ قَالَتْ أَرَدْتُ إِنْ دَنَا مِنِّي أَحَدٌ مِنْهُمْ طَعَنْتُهُ بِهِ ( ).
وفيه : كريم معاملة النبي لأصحابه ؛ رجالاً ونساءً ، وأنه لا بأس من تسلح المرأة لتدافع عن نفسها.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ  كَانَ يَوْمًا يُحَدِّثُ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ:«أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ فِي الزَّرْعِ، فَقَالَ لَهُ: أَلَسْتَ فِيمَا شِئْتَ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَزْرَعَ. قَالَ: فَبَذَرَ، فَبَادَرَ الطَّرْفَ نَبَاتُهُ وَاسْتِوَاؤُهُ وَاسْتِحْصَادُهُ، فَكَانَ أَمْثَالَ الْجِبَالِ. فَيَقُولُ اللَّهُ: دُونَكَ يَا ابْنَ آدَمَ، فَإِنَّهُ لَا يُشْبِعُكَ شَيْءٌ». فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: وَاللَّهِ لَا تَجِدُهُ إِلَّا قُرَشِيًّا أَوْ أَنْصَارِيًّا؛ فَإِنَّهُمْ أَصْحَابُ زَرْعٍ، وَأَمَّا نَحْنُ فَلَسْنَا بِأَصْحَابِ زَرْعٍ. فَضَحِكَ  ( ).
فكان الصحابة يمازحونه؛ لعلمهم بتواضعه وكريم أخلاقه معهم .. قال عوف بن مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ : أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ  فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ، فَسَلَّمْتُ، فَرَدَّ، وَقَالَ:«ادْخُلْ». فَقُلْتُ :أَكُلِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:«كُلُّكَ». فَدَخَلْتُ ( ).
لقد كان  لا يرضى لأحدٍ أن يحتقر أو يسبَّ أحداً من أصحابه ولو كان صحابياً مثله ..
فعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ  أَنَّ رَجُلًا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ  كَانَ اسْمُهُ عَبْدَ اللَّهِ، وَكَانَ يُلَقَّبُ حِمَارًا، وَكَانَ يُضْحِكُ رَسُولَ اللَّهِ ، وَكَانَ النَّبِيُّ  قَدْ جَلَدَهُ فِي الشَّرَابِ، فَأُتِيَ بِهِ يَوْمًا فَأَمَرَ بِهِ فَجُلِدَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ: اللَّهُمَّ الْعَنْهُ؛ مَا أَكْثَرَ مَا يُؤْتَى بِهِ. فَقَالَ النَّبِيُّ  :«لَا تَلْعَنُوهُ؛ فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ إِنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ» ( ) .
وهو دليل على أنّ الكبائر لا تخرج أصحابها من الإيمان ، وعلى حكمة النبي  ، فإن المراد استصلاح المخطئ لا إقصاؤه وإبعاده ، فما أعظم شفقته على أمته !
وعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ  أَنَّهُ كَانَ يَجْتَنِي سِوَاكًا مِنْ الْأَرَاكِ، وَكَانَ دَقِيقَ السَّاقَيْنِ، فَجَعَلَتْ الرِّيحُ تَكْفَؤُهُ، فَضَحِكَ الْقَوْمُ مِنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ  :«مِمَّ تَضْحَكُونَ»؟ قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، مِنْ دِقَّةِ سَاقَيْهِ. فَقَالَ :«وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُمَا أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ أُحُدٍ» ( ).
وعن أبي سعيد  قال: كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف شيء فسبه خالد فقال رسول الله  :« لَا تَسُبُّوا أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِي ؛ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَوْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ» ( ).
وفي هذه الأخبار دليل على أنّ الذب عن الصحابة هدي سيد الأولين والآخرين، بل وهدي القرآن الكريم .. أما تجد فيه قوله تعالى : وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ [البقرة :13] ، فلما نال المنافقون منهم – وهكذا لا ينال منهم إلا منافق – ذبَّ الله عنهم ( ).
وكان  يغضب إذا أُغضب أبو بكر  ، قال أبو الدَّرْدَاءِ  :كَانَتْ بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ مُحَاوَرَةٌ، فَأَغْضَبَ أَبُو بَكْرٍ عُمَرَ، فَانْصَرَفَ عَنْهُ عُمَرُ مُغْضَبًا فَاتَّبَعَهُ أَبُو بَكْرٍ يَسْأَلُهُ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَهُ فَلَمْ يَفْعَلْ ، حَتَّى أَغْلَقَ بَابَهُ فِي وَجْهِهِ، فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ  -قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ :وَنَحْنُ عِنْدَهُ - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ  :«أَمَّا صَاحِبُكُمْ هَذَا فَقَدْ غَامَرَ( )». وَنَدِمَ عُمَرُ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ ، فَأَقْبَلَ حَتَّى سَلَّمَ ، وَجَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ  ، وَقَصَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ  الْخَبَرَ. قَالَ أَبُو الدَّرْدَاء:ِ وَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ ، وَجَعَلَ أَبُو بَكْرٍ: يَقُولُ : وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَأَنَا كُنْتُ أَظْلَمَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ  :«هَلْ أَنْتُمْ تَارِكُونَ لِي صَاحِبِي؟ هَلْ أَنْتُمْ تَارِكُونَ لِي صَاحِبِي؟ إِنِّي قُلْتُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا فَقُلْتُمْ: كَذَبْتَ، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: صَدَقْتَ» ( ).
وكان َبَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وبين ربيعة الأسلمي كَلَامٌ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ كَلِمَةً كَرِهَهَا وَنَدِمَ، فَقَالَ: يَا رَبِيعَةُ رُدَّ عَلَيَّ مِثْلَهَا حَتَّى تَكُونَ قِصَاصًا. قَالَ : لَا أَفْعَلُ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: لَتَقُولَنَّ أَوْ لَأَسْتَعْدِيَنَّ عَلَيْكَ رَسُولَ اللَّهِ . فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِفَاعِلٍ، فَانْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ  إِلَى النَّبِيِّ ، قال ربيعة: وَانْطَلَقْتُ أَتْلُوهُ، فَجَاءَ نَاسٌ مِنْ أَسْلَمَ فَقَالُوا لِي : رَحِمَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ، فِي أَيِّ شَيْءٍ يَسْتَعْدِي عَلَيْكَ رَسُولَ اللَّهِ  وَهُوَ قَالَ لَكَ مَا قَالَ؟ فَقُلْتُ: أَتَدْرُونَ مَا هَذَا؟ هَذَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، هَذَا ثَانِيَ اثْنَيْنِ، وَهَذَا ذُو شَيْبَةِ الْمُسْلِمِينَ، إِيَّاكُمْ، لَا يَلْتَفِتُ فَيَرَاكُمْ تَنْصُرُونِي عَلَيْهِ؛ فَيَغْضَبَ، فَيَأْتِيَ رَسُولَ اللَّهِ  فَيَغْضَبَ لِغَضَبِهِ، فَيَغْضَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِغَضَبِهِمَا، فَيُهْلِكَ رَبِيعَةَ. قَالُوا: مَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: ارْجِعُوا. قَالَ: فَانْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ  إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ، فَتَبِعْتُهُ وَحْدِي حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ ، فَحَدَّثَهُ الْحَدِيثَ كَمَا كَانَ، فَرَفَعَ إِلَيَّ رَأْسَهُ فَقَالَ :«يَا رَبِيعَةُ، مَا لَكَ وَلِلصِّدِّيقِ»؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَانَ كَذَا كَانَ كَذَا، قَالَ لِي كَلِمَةً كَرِهَهَا، فَقَالَ لِي: قُلْ كَمَا قُلْتُ؛ حَتَّى يَكُونَ قِصَاصًا، فَأَبَيْتُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ  :«أَجَلْ، فَلَا تَرُدَّ عَلَيْهِ، وَلَكِنْ قُلْ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ». فَقُلْتُ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، قَالَ الْحَسَنُ: فَوَلَّى أَبُو بَكْرٍ  وَهُوَ يَبْكِي ( ).
فعلى المسلم أن يعرف لذاك الشيخ قدره .. فوالله لا يفضله أحد إلا رسول الله .
وكان  يثني عليهم ..
فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ  قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ  :«أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِي أَمْرِ اللَّهِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَقْرَؤُهُمْ أُبَيٌّ، وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ وَأَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ» ( ).
ولا تعارض بين هذا الحديث وحديث أَبِي بَكْرَةَ  الذي قال فيه : أَثْنَى رَجُلٌ عَلَى رَجُلٍ عِنْدَ النَّبِيِّ  فَقَالَ :«وَيْلَكَ قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ، قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ -مِرَارًا- مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَادِحًا أَخَاهُ لَا مَحَالَةَ فَلْيَقُلْ: أَحْسِبُ فُلَانًا، وَاللَّهُ حَسِيبُهُ، وَلَا أُزَكِّي عَلَى اللَّهِ أَحَدًا، أَحْسِبُهُ كَذَا وَكَذَا، إِنْ كَانَ يَعْلَمُ ذَلِكَ مِنْهُ» ( ). فالحي إن كان ممن يخاف عليه الفتنة بذكر ما فيه من المحاسن فهو ممنوع ، وإلا فلا بأس به . وإنما قال :« قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ » ؛ لأن في قطع العنق موت البدن، وفي المدح موت الدين بالعجب الذي يورثه المدح .
وكان  ناصحاً لهم ..
قالت فاطمة بنت قيس للنبي  : إنّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ وَأَبَا جَهْمٍ خَطَبَانِي؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ  :«أَمَّا أَبُو جَهْمٍ فَلَا يَضَعُ عَصَاهُ عَنْ عَاتِقِهِ، وَأَمَّا مُعَاوِيَةُ فَصُعْلُوكٌ لَا مَالَ لَهُ، انْكِحِي أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ»، قالت : فَكَرِهْتُهُ، ثُمَّ قَالَ :«انْكِحِي أُسَامَةَ»، فَنَكَحْتُهُ، فَجَعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا، وَاغْتَبَطْتُ ( ).
أي: اغْتَبَطَتْنِي النِّسَاء لِحَظٍّ كَانَ لِي مِنْهُ .
قال النووي رحمه الله :" قوله  :« فَلَا يَضَعُ عَصَاهُ عَنْ عَاتِقِهِ» : فيه تأويلان مشهوران : أحدهما أنه كثير الأسفار، والثاني أنه كثير الضرب للنساء ، وهذا أصح ، بدليل الرواية التي ذكرها مسلم بعد هذه أنه «ضَرَّابٌ للنِّسَاءِ» ، وفيه دليل على جواز ذكر الإنسان بما فيه عند المشاورة وطلب النصيحة ، ولا يكون هذا من الغيبة المحرمة ، بل من النصيحة الواجبة" ( ) .
وكان  يصلح بينهم ..
والله تعالى يقول : لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا [النساء :114] .
فعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ  أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ  ذَهَبَ إِلَى بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ؛ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمْ ( ).
وعن جابر  قال: غَزَوْنَا مَعَ النَّبِيِّ  ، وَقَدْ ثَابَ مَعَهُ نَاسٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ حَتَّى كَثُرُوا، وَكَانَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلٌ لَعَّابٌ ( ) ، فَكَسَعَ أَنْصَارِيًّا (2) ، فَغَضِبَ الْأَنْصَارِيُّ غَضَبًا شَدِيدًا حَتَّى تَدَاعَوْا، وَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: يَا لَلْأَنْصَارِ. وَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ. فَخَرَجَ النَّبِيُّ  فَقَالَ :«مَا بَالُ دَعْوَى أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ، دَعُوهَا فَإِنَّهَا خَبِيثَةٌ» ( ).
كان  يقوم على حمايتهم ..
فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ  قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ  أَحْسَنَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَشْجَعَ النَّاسِ، وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَانْطَلَقَ نَاسٌ قِبَلَ الصَّوْتِ، فَتَلَقَّاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ  رَاجِعًا وَقَدْ سَبَقَهُمْ إِلَى الصَّوْتِ وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لِأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ فِي عُنُقِهِ السَّيْفُ وَهُوَ يَقُولُ :«لَمْ تُرَاعُوا، لَمْ تُرَاعُوا» ( ).
قال ابن حجر رحمه الله :" وقوله :«لم تراعوا»: هي كلمة تقال عند تسكين الروع؛ تأنيساً، وإظهاراً للرفق بالمخاطب" ( ).
وربما تحامل على نفسه  ؛ لئلا يؤذيهم ..
قال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ  [الأحزاب: 53] .
قال السعدي رحمه الله :" يأمر تعالى عباده المؤمنين، بالتأدب مع رسول اللّه  في دخول بيوته فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ أي: لا تدخلوها بغير إذن للدخول فيها، لأجل الطعام. وأيضًا لا تكونوا نَاظِرِينَ إِنَاهُأي: منتظرين ومتأنين لانتظار نضجه، أو سعة صدر بعد الفراغ منه. والمعنى: أنكم لا تدخلوا بيوت النبي إلا بشرطين: الإذن لكم بالدخول، وأن يكون جلوسكم بمقدار الحاجة، ولهذا قال: وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ  أي: قبل الطعام وبعده. ثم بين حكمة النهي وفائدته فقال: إِنَّ ذَلِكُمْ  أي: انتظاركم الزائد على الحاجة، كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ أي: يتكلف منه ويشق عليه حبسكم إياه عن شئون بيته، واشتغاله فيه فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ  أن يقول لكم: اخرجوا كما هو جاري العادة، أن الناس -وخصوصًا أهل الكرم منهم- يستحيون أن يخرجوا الناس من مساكنهم، و لكن اللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ؛ فالأمر الشرعي، ولو كان يتوهم أن في تركه أدباً وحياءً، فإن الحزم كل الحزم اتباع الأمر الشرعي، وأن يجزم أنَّ ما خالفه، ليس من الأدب في شيء. واللّه تعالى لا يستحي أن يأمركم، بما فيه الخير لكم، والرفق لرسوله كائنًا ما كان " ( ).
وانظر إلى هذا الحس المرهف ، والتعامل الراقي ، الذي لا يريد صاحبه أن يخدش كرامة أحد من أصحابه .. يقول أبو سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ  : دخل النبي  المسجد فَرَأَى رَجُلًا جَالِسًا وَسَطَ الْمَسْجِدِ مُشَبِّكًا بَيْنَ أَصَابِعِهِ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ  فَلَمْ يَفْطِنْ، فَالْتَفَتَ إِلَى أَبِي سَعِيدٍ فَقَالَ :«إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلَا يُشَبِّكَنَّ بَيْنَ أَصَابِعِهِ؛ فَإِنَّ التَّشْبِيكَ مِنْ الشَّيْطَانِ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَزَالُ فِي صَلَاةٍ مَا دَامَ فِي الْمَسْجِدِ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْهُ»( ).
إني لأعجب كيف لقلب رجل أن يستوعب كل هذه الحكمة والرحمة والرفق والشفقة؟!
كان  لا يرضى أن يجد أحد منهم في نفسه عليه ..
فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ  قَالَ: لَمَّا أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ  مَا أَعْطَى مِنْ تِلْكَ الْعَطَايَا فِي قُرَيْشٍ وَقَبَائِلِ الْعَرَبِ، وَلَمْ يَكُنْ فِي الْأَنْصَارِ مِنْهَا شَيْءٌ، وَجَدَ هَذَا الْحَيُّ مِنْ الْأَنْصَارِ فِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى كَثُرَتْ فِيهِمْ الْقَالَةُ، حَتَّى قَالَ قَائِلُهُمْ: لَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ  قَوْمَهُ. فَدَخَلَ عَلَيْهِ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ هَذَا الْحَيَّ قَدْ وَجَدُوا عَلَيْكَ فِي أَنْفُسِهِمْ؛ لِمَا صَنَعْتَ فِي هَذَا الْفَيْءِ الَّذِي أَصَبْتَ، قَسَمْتَ فِي قَوْمِكَ وَأَعْطَيْتَ عَطَايَا عِظَامًا فِي قَبَائِلِ الْعَرَبِ وَلَمْ يَكُنْ فِي هَذَا الْحَيِّ مِنْ الْأَنْصَارِ شَيْءٌ. قَالَ: «فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ ذَلِكَ يَا سَعْدُ»؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَنَا إِلَّا امْرُؤٌ مِنْ قَوْمِي. قَالَ :«فَاجْمَعْ لِي قَوْمَكَ فِي هَذِهِ الْحَظِيرَةِ» ، فَخَرَجَ سَعْدٌ فَجَمَعَ النَّاسَ فِي تِلْكَ الْحَظِيرَةِ، فَجَاءَ رِجَالٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ فَتَرَكَهُمْ فَدَخَلُوا، وَجَاءَ آخَرُونَ فَرَدَّهُمْ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا أَتَاهُ سَعْدٌ فَقَالَ: قَدْ اجْتَمَعَ لَكَ هَذَا الْحَيُّ مِنْ الْأَنْصَارِ. فَأَتَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ  فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِالَّذِي هُوَ لَهُ أَهْلٌ ثُمَّ قَالَ : «يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، مَقَالَةٌ بَلَغَتْنِي عَنْكُمْ، وَجِدَةٌ وَجَدْتُمُوهَا فِي أَنْفُسِكُمْ، أَلَمْ آتِكُمْ ضُلَّالًا فَهَدَاكُمْ اللَّهُ؟ وَعَالَةً فَأَغْنَاكُمْ اللَّهُ؟ وَأَعْدَاءً فَأَلَّفَ اللَّهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ»؟ قَالُوا: بَلْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ وَأَفْضَلُ. قَالَ :«أَلَا تُجِيبُونَنِي يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ»؟ قَالُوا : وَبِمَاذَا نُجِيبُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ الْمَنُّ وَالْفَضْلُ. قَالَ :«أَمَا وَاللَّهِ لَوْ شِئْتُمْ لَقُلْتُمْ، فَلَصَدَقْتُمْ وَصُدِّقْتُمْ، أَتَيْتَنَا مُكَذَّبًا فَصَدَّقْنَاكَ، وَمَخْذُولًا فَنَصَرْنَاكَ، وَطَرِيدًا فَآوَيْنَاكَ، وَعَائِلًا فَأَغْنَيْنَاكَ. أَوَجَدْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ فِي لُعَاعَةٍ ( ) مِنْ الدُّنْيَا تَأَلَّفْتُ بِهَا قَوْمًا لِيُسْلِمُوا وَوَكَلْتُكُمْ إِلَى إِسْلَامِكُمْ، أَفَلَا تَرْضَوْنَ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالْبَعِيرِ وَتَرْجِعُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ  فِي رِحَالِكُمْ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنْ الْأَنْصَارِ، وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ شِعْبًا وَسَلَكَتْ الْأَنْصَارُ شِعْبًا لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ، اللَّهُمَّ ارْحَمْ الْأَنْصَارَ، وَأَبْنَاءَ الْأَنْصَارِ، وَأَبْنَاءَ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ». قَالَ : فَبَكَى الْقَوْمُ حَتَّى أَخْضَلُوا لِحَاهُمْ، وَقَالُوا: رَضِينَا بِرَسُولِ اللَّهِ قِسْمًا وَحَظًّا. ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ  وَتَفَرَّقوا ( ).





وأما حال النبي  مع أزواجه فهذا ما تقف عنده العبارة لنعته على عتبة الحيرة أمداً ، ولئلا أزجَّ بنفسي في امتحان بلاغة وتعبير أكتفي بسرد النصوص الدالة على حسن معاشرته لهم ، وكريم أخلاقه معهم .
وكيف لا يكون حاله كذلك وهو القائل في يوم عرفة :
«اتَّقُوا اللهَ فِي النِّسَاءِ؛ فإنَّكمْ أخَذْتُمُوهنَّ بأمَانِ اللهِ ( ) ، واسْتَحْلَلْتُم فُرُوْجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللهِ ( )»( ).
وهو القائل  : «اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ ؛ فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ» ( ) . ولفظ مسلم :«إِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ لَنْ تَسْتَقِيمَ لَكَ عَلَى طَرِيقَةٍ» . وعن سمرة بن جندب  قال : قال رسول الله  : «إن المرأةَ خُلِقت مِن ضِلَع، فإنْ أقَمْتَها كسرتَها ، فدارِها تَعِشْ بِها» ( ).
لقد كان النبي  وفياً لأزواجه ..
فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ وَلَقَدْ هَلَكَتْ قَبْلَ أَنْ يَتَزَوَّجَنِي بِثَلَاثِ سِنِينَ لِمَا كُنْتُ أَسْمَعُهُ يَذْكُرُهَا ، وَلَقَدْ أَمَرَهُ رَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُبَشِّرَهَا بِبَيْتٍ مِنْ قَصَبٍ فِي الْجَنَّةِ ، وَإِنْ كَانَ لَيَذْبَحُ الشَّاةَ ثُمَّ يُهْدِيهَا إِلَى خَلَائِلِهَا ( ) .
وعنها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : مَا غِرْتُ عَلَى أَحَدٍ مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ  مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ ، وَمَا رَأَيْتُهَا ، وَلَكِنْ كَانَ النَّبِيُّ  يُكْثِرُ ذِكْرَهَا ، وَرُبَّمَا ذَبَحَ الشَّاةَ ثُمَّ يُقَطِّعُهَا أَعْضَاءً ثُمَّ يَبْعَثُهَا فِي صَدَائِقِ خَدِيجَةَ ، فَرُبَّمَا قُلْتُ لَهُ : كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِي الدُّنْيَا امْرَأَةٌ إِلَّا خَدِيجَةُ ؟! فَيَقُولُ : «إِنَّهَا كَانَتْ وَكَانَتْ ، وَكَانَ لِي مِنْهَا وَلَدٌ» ( ) .
وعَنْ مَسْرُوقٍ رحمه الله ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : كَانَ النَّبِيُّ  إِذَا ذَكَرَ خَدِيجَةَ أَثْنَى عَلَيْهَا فَأَحْسَنَ الثَّنَاءَ ، فَغِرْتُ يَوْمًا ، فَقُلْتُ : مَا أَكْثَرَ مَا تَذْكُرُهَا حَمْرَاءَ الشِّدْقِ ! قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا خَيْرًا مِنْهَا . قَالَ :«مَا أَبْدَلَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرًا مِنْهَا ، قَدْ آمَنَتْ بِي إِذْ كَفَرَ بِي النَّاسُ ، وَصَدَّقَتْنِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ ، وَوَاسَتْنِي بِمَالِهَا إِذْ حَرَمَنِي النَّاسُ ، وَرَزَقَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلَدَهَا إِذْ حَرَمَنِي أَوْلَادَ النِّسَاءِ» ( ) .
ما أعظمَ وفاءَ نبيِّنا  ! لقد كان من الممكن أن يُمِرَّ مقالة عائشة رضي الله عنها، أو يسكت عن ذلك ، ولكنه آثر الذب عن زوجه الأولى ، وهذا من وفائه صلوات الله وتسليماته عليه . وأرسل إلى أصدقاء خديجة مرةً من شاة ذبحها ، فأسمعته عائشة –رضي الله عنهما- ما يغضبه ، فقال :«إِنِّي قَدْ رُزِقْتُ حُبَّهَا» ( ) .
الوفاء .. لا يعجب الإنسان منه بقدر ما يعجب من لغة حوت معناه بكلمة ، هو رأس النبل ، وبه تستمد معاني الإنسانية بقاءها ، وحياة بدونه يفضلها انقطاعها ، قلِّب نظرَك حيث شئت ، فهل تجد من أهله إلا عظيماً كريماً ؟!
وكان  يسأل عن حاجتهن ويتفقد أحوالهنَّ كل يوم ..
فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ  إِذَا انْصَرَفَ مِنْ الْعَصْرِ دَخَلَ عَلَى نِسَائِهِ ، فَيَدْنُو مِنْ إِحْدَاهُنَّ من غير مَسِيْسٍ ، حَتَّى يَبْلُغَ إِلَى الَّتِي هُوَ يَوْمُهَا فَيَبِيتَ عِنْدَهَا" ( ) .
كان رسولنا  يلاعب نساءه ..
فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ  فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ وَأَنَا جَارِيَةٌ لَمْ أَحْمِلْ اللَّحْمَ وَلَمْ أَبْدُنْ ، فَقَالَ لِلنَّاسِ :« تَقَدَّمُوا » ، فَتَقَدَّمُوا ، ثُمَّ قَالَ لِي :«تَعَالَيْ حَتَّى أُسَابِقَكِ » ، فَسَابَقْتُهُ ، فَسَبَقْتُهُ ، فَسَكَتَ عَنِّي ، حَتَّى إِذَا حَمَلْتُ اللَّحْمَ وَبَدُنْتُ وَنَسِيتُ خَرَجْتُ مَعَهُ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ ، فَقَالَ لِلنَّاسِ :« تَقَدَّمُوا » ، فَتَقَدَّمُوا ، ثُمَّ قَالَ :« تَعَالَيْ حَتَّى أُسَابِقَكِ » ، فَسَابَقْتُهُ ، فَسَبَقَنِي ، فَجَعَلَ يَضْحَكُ وَهُوَ يَقُولُ :« هَذِهِ بِتِلْكَ » ( ) .
وهو القائل عليه الصلاة والسلام :« إِنَّ كُلَّ شَيْءٍ يَلْهُو بِهِ الرَّجُلُ بَاطِلٌ ، إِلَّا رَمْيَةَ الرَّجُلِ بِقَوْسِهِ ، وَتَأْدِيبَهُ فَرَسَهُ ، وَمُلَاعَبَتَهُ امْرَأَتَهُ ؛ فَإِنَّهُنَّ مِنْ الْحَقِّ » ( ) .
وكان  يمازحهنَّ ..
فلقد تدافع يوماً مع عائشة للخروج من الباب على سبيل الممازحة ( ) .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : رَجَعَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ  ذَاتَ يَوْمٍ مِنْ جَنَازَةٍ بِالْبَقِيعِ وَأَنَا أَجِدُ صُدَاعًا فِي رَأْسِي وَأَنَا أَقُولُ : وَا رَأْسَاهْ . قَالَ : «بَلْ أَنَا وَا رَأْسَاهْ» ، قَالَ:« مَا ضَرَّكِ لَوْ مِتِّ قَبْلِي فَغَسَّلْتُكِ وَكَفَّنْتُكِ ، ثُمَّ صَلَّيْتُ عَلَيْكِ وَدَفَنْتُكِ » . قُلْتُ : لَكَأَنِّي بِكَ وَاللَّهِ لَوْ فَعَلْتَ ذَلِكَ لَقَدْ رَجَعْتَ إِلَى بَيْتِي فَأَعْرَسْتَ فِيهِ بِبَعْضِ نِسَائِكَ . قَالَتْ : فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ  ثُمَّ بُدِئَ بِوَجَعِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ ( ).
وكان عليه لصلاة والسلام يعين نساءه في عمل البيت ..
سئلت عائشةُ : مَا كَانَ النَّبِيُّ  يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ ؟ قَالَتْ :" كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ -تَعْنِي خِدْمَةَ أَهْلِهِ - فَإِذَا حَضَرَتْ الصَّلَاةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ ( ).
وسئلت : مَا كَانَ النَّبِيُّ  يَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ ؟ قَالَتْ : كَانَ يَخِيطُ ثَوْبَهُ ، وَيَخْصِفُ نَعْلَهُ ، وَكَانَ يَعْمَلُ مَا يَعْمَلُ الرِّجَالُ فِي بُيُوتِهِمْ ( ).
وكان  يصبر على أذيتهنَّ ..
ففي صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : دخل أبو بكر يستأذن على رسول الله  ، فوجد الناس جلوساً ببابه لم يؤذن لأحد منهم ، قال : فأذن لأبي بكر فدخل ، ثم أقبل عمر فاستأذن ، فأذن له ، فوجد النبي  جالساً حوله نساؤه واجماً ساكتاً ، قال : فقال : لأقولن شيئاً أضحك النبي  ، فقال : يا رسول الله لو رأيت بنت خارجة سألتني النفقة فقمت إليها فَوَجأْتُ ( ) عنقَها . فضحك رسول الله  وقال : «هنَّ حَولي كما تَرى يَسْأَلْنَنِي النَّفَقَةَ» فقام أبو بكر إلى عائشة يجأ عنقها فقام عمر إلى حفصة يجأ عنقها ، فنهاهما رسول الله  ، كلاهما يقول : تسألن رسول الله  ما ليس عنده ؟ فقلن : والله لا نسأل رسول الله  شيئاً أبداً ليس عنده . ثم اعتزلهن شهراً أو تسعاً وعشرين ، ثم نزلت عليه هذه الآية :يا أيها النبي قل لأزواجك حتى بلغ للمحسنات منكن أجراً عظيماً ، فبدأ بعائشة فقال : « يَا عَائِشَةُ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَعْرِضَ عَلَيْكِ أَمْرًا أُحِبُّ أَنْ لَا تَعْجَلِي فِيهِ حَتَّى تَسْتَشِيرِي أَبَوَيْكِ». قالت : وما هو يا رسول الله ؟ فتلا عليها الآية ، قالت : أفيك يا رسول الله أستشير أبوي ؟! بل أختار الله ورسوله والدار الآخرة ، وأسألك أن لا تخبر امرأة من نسائك بالذي قلت . قال :«لَا تَسْأَلُنِي امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ إِلَّا أَخْبَرْتُهَا ؛ إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْنِي مُعَنِّتًا وَلَا مُتَعَنِّتًا ، وَلَكِنْ بَعَثَنِي مُعَلِّمًا مُيَسِّرًا» ( ) .
وتأمل هذه القصة ، مع أنّ النبي  قد تأذى من سؤالهنّ صبر عليهنّ ، وقام أبو بكر وعمر على ليقرع كل واحد منهما بنته فمنعهما رسول الله  ، وتسأله عائشة أن لا يخبر واحدةً منهنّ بما اختارته فيعارضها؛ حرصاً منه على ما ينفعهنّ ..
إني لأسأل مراراً : كيف لقلب أن يتسع لكل هذه الرحمة ؟! وأيم الله إنّ التأمل في مثل هذه القصص لَمن أكبر ما يحمل على الرجاء في رحمة الله ، فإذا كان هذا حال من خلقه الله ، فكيف برحمة الله بعباده ؟!
كان  سهلاً ليناً هيناً معهنَّ ..
لما أرادت عائشة أن تأتي بالعمرة بعد الحج أذن لها النبي  ، قال جابر  : وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ  رَجُلًا سَهْلًا إِذَا هَوِيَتْ الشَّيْءَ تَابَعَهَا عَلَيْهِ ، فَأَرْسَلَهَا مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ فَأَهَلَّتْ بِعُمْرَةٍ مِنْ التَّنْعِيمِ ( ).
لم يكن  بالعنيف عليهنّ ..
فعَنْ أَنَسٍ  : أَنَّ النَّبِيَّ  كَانَ عِنْدَ بَعْضِ نِسَائِهِ ، فَأَرْسَلَتْ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ بِقَصْعَةٍ فِيهَا طَعَامٌ ، فَضَرَبَتْ يَدَ الْخَادِمِ ، فَسَقَطَتْ الْقَصْعَةُ ، فَانْفَلَقَتْ ، فَأَخَذَ النَّبِيُّ  فَضَمَّ الْكَسْرَيْنِ وَجَعَلَ يَجْمَعُ فِيهَا الطَّعَامَ وَيَقُولُ :«غَارَتْ أُمُّكُمْ، غَارَتْ أُمُّكُمْ» ، وَيَقُولُ لِلْقَوْمِ :«كُلُوا» . وَحَبَسَ الرَّسُولَ حَتَّى جَاءَتْ الْأُخْرَى بِقَصْعَتِهَا ، فَدَفَعَ الْقَصْعَةَ الصَّحِيحَةَ رَسُولُ اللَّهِ  إِلَى الَّتِي كُسِرَتْ قَصْعَتُهَا وَتَرَكَ الْمَكْسُورَةُ لِلَّتِي كَسَرَتْ ( ).
وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : عَثَرَ أُسَامَةُ بِعَتَبَةِ الْبَابِ ، فَشُجَّ فِي وَجْهِهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ  :«أَمِيطِي عَنْهُ الْأَذَى» . قالت : فَتَقَذَّرْتُهُ ، فَجَعَلَ يَمُصُّ عَنْهُ الدَّمَ وَيَمُجُّهُ عَنْ وَجْهِهِ ( ).
والشاهد مراعاته لها وعدم تعنيفه إذ لم تطق فعل ذلك .
وما كان  يضرب نساءه ..
فعنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ  شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ، وَلَا امْرَأَةً وَلَا خَادِمًا، إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّه ( ) .
وقال عليه الصلاة والسلام :« بِمَ يَضْرِبُ أَحَدُكُمْ امْرَأَتَهُ ضَرْبَ الْفَحْلِ أَوْ الْعَبْدِ ثُمَّ لَعَلَّهُ يُعَانِقُهَا » ( ) .
لوام رخّص النبي  فِي ضرب النساء أَطَافَ بِآلِ رَسُولِ اللَّهِ  نِسَاءٌ كَثِيرٌ يَشْكُونَ أَزْوَاجَهُنَّ ، فَقَالَ النَّبِيُّ  :« لَقَدْ طَافَ بِآلِ مُحَمَّدٍ نِسَاءٌ كَثِيرٌ يَشْكُونَ أَزْوَاجَهُنَّ، لَيْسَ أُولَئِكَ بِخِيَارِكُمْ » ( ) .
كان  يعدل بينهنّ ..
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ  يَقْسِمُ فَيَعْدِلُ ، وَيَقُولُ :«اللَّهُمَّ هَذَا قَسْمِي فِيمَا أَمْلِكُ ، فَلَا تَلُمْنِي فِيمَا تَمْلِكُ وَلَا أَمْلِكُ» ( ).
وقالت : "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ  لَا يُفَضِّلُ بَعْضَنَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْقَسْمِ مِنْ مُكْثِهِ عِنْدَنَا" ( ).
ومن عدله أنه كان إذا أَرَادَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ ، فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا سافر بها( ).
وكان  يوجِّهُهن ، ويأمرُهن بالمعروف ، وينهاهنّ عن المنكر ..
فعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، أَنَّ النَّبِيَّ  اسْتَيْقَظَ لَيْلَةً فَقَالَ :«سُبْحَانَ اللَّهِ ، مَاذَا أُنْزِلَ اللَّيْلَةَ مِنْ الْفِتْنَةِ ؟ مَاذَا أُنْزِلَ مِنْ الْخَزَائِنِ ؟ مَنْ يُوقِظُ صَوَاحِبَ الْحُجُرَاتِ ؟ يَا رُبَّ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٍ فِي الْآخِرَةِ» ( ).
والمراد فتح الدنيا على العباد ، مما يفضي إلى تنافسهم فيها، والمراد بصواحب الحجر نساؤه، وإيقاظهن للصلاة في جوف الليل ( ) .
وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قُلْتُ لِلنَّبِيِّ  : حَسْبُكَ مِنْ صَفِيَّةَ كَذَا وَكَذَا - تَعْنِي قَصِيرَةً - فَقَالَ :«لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ الْبَحْرِ لَمَزَجَتْهُ» ( ).
وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ رضي الله عنها : أَنَّ النَّبِيَّ  خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا ، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى وَهِيَ جَالِسَةٌ ، فَقَالَ :«مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا»؟ قَالَتْ : نَعَمْ . فقال النَّبِيُّ  : «لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ : سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ ، عَدَدَ خَلْقِهِ ، وَرِضَا نَفْسِهِ ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ» ( ).
وكان  يحوطهن ويغار عليهنَّ ..
فعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ  أَنَّ رَجُلًا اطَّلَعَ مِنْ جُحْرٍ فِي دَارِ النَّبِيِّ  وَالنَّبِيُّ  يَحُكُّ رَأْسَهُ بِالْمِدْرَى ( ) ، فَقَالَ :«لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَنْظُرُ لَطَعَنْتُ بِهَا فِي عَيْنِكَ ، إِنَّمَا جُعِلَ الْإِذْنُ مِنْ قِبَلِ الْأَبْصَارِ» ( ).
وكان عليه الصلاة والسلام يشاور نساءه ..
لما فرغ من قضية الكتاب في الحديبية قال لأصحابه :«قُومُوا فَانْحَرُوا ثُمَّ احْلِقُوا»، فمَا قَامَ مِنْهُمْ رَجُلٌ. حَتَّى قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا لَمْ يَقُمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ دَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَذَكَرَ لَهَا مَا لَقِيَ مِنْ النَّاسِ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَتُحِبُّ ذَلِكَ؟ اخْرُجْ ثُمَّ لَا تُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ كَلِمَةً حَتَّى تَنْحَرَ بُدْنَكَ، وَتَدْعُوَ حَالِقَكَ فَيَحْلِقَكَ. فَخَرَجَ فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ، نَحَرَ بُدْنَهُ، وَدَعَا حَالِقَهُ فَحَلَقَهُ. فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ قَامُوا فَنَحَرُوا، وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَحْلِقُ بَعْضًا ( ).
وبالجملة فقد كان  أحسن الناس خلقاً في بيته ..
ولم لا يكون كذلك وهو القائل : «أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا ، وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِكُمْ» ( ) .
ومما يجلي ذلك :
أرادت صفية رضي الله عنها مرة أن تركب على ظهر بعيرها ، فوضع رجله على الأرض ، وصعدت صفية على ركبته إلى البعير ( ) .
وكان ينادي عائشة رضي الله عنها ويقول : «يا عائش» بالترخيم ( ).
وكان يسرب الجواري إلى عائشة رضي الله عنها لما كانت جارية ليلعبن معها ( ).
تقول أمنا عائشة رضي الله عنها : قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ  مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ أَوْ خَيْبَرَ ، وَفِي سَهْوَتِهَا سِتْرٌ ، فَهَبَّتْ رِيحٌ ، فَكَشَفَتْ نَاحِيَةَ السِّتْرِ عَنْ بَنَاتٍ لُعَبٍ ، فَقَالَ :«مَا هَذَا يَا عَائِشَةُ»؟ قَالَتْ : بَنَاتِي . وَرَأَى بَيْنَهُنَّ فَرَسًا لَهُ جَنَاحَانِ مِنْ رِقَاعٍ فَقَالَ :«مَا هَذَا الَّذِي أَرَى وَسْطَهُنَّ» ؟ قَالَتْ : فَرَسٌ . قَالَ :«وَمَا هَذَا الَّذِي عَلَيْهِ» ؟ قَالَتْ : جَنَاحَانِ . قَالَ :«فَرَسٌ لَهُ جَنَاحَانِ»؟! قَالَتْ : أَمَا سَمِعْتَ أَنَّ لِسُلَيْمَانَ خَيْلًا لَهَا أَجْنِحَةٌ ؟ قَالَتْ : فَضَحِكَ حَتَّى رَأَيْتُ نَوَاجِذَهُ ( ).
وعنها قال : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ  يَتَّكِئُ فِي حِجْرِي وَأَنَا حَائِضٌ فَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ ( ).
وتقول كذلك : كان النبي  يَسْتُرُنِي بِرِدَائِهِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْحَبَشَةِ يَلْعَبُونَ فِي الْمَسْجِدِ حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّتِي أَسْأَمُ ، فَاقْدُرُوا قَدْرَ الْجَارِيَةِ الْحَدِيثَةِ السِّنِّ الْحَرِيصَةِ عَلَى اللَّهْوِ ( ).
وعَنْ شُرَيْحٍ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا سَأَلْتُهَا : هَلْ تَأْكُلُ الْمَرْأَةُ مَعَ زَوْجِهَا وَهِيَ طَامِثٌ ( ) ؟ قَالَتْ : نَعَمْ ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ  يَدْعُونِي فَآكُلُ مَعَهُ وَأَنَا عَارِكٌ (4) ، وَكَانَ يَأْخُذُ الْعَرْقَ ( ) ، فَيُقْسِمُ عَلَيَّ فِيهِ فَأَعْتَرِقُ مِنْهُ ثُمَّ أَضَعُهُ ، فَيَأْخُذُهُ ، فَيَعْتَرِقُ مِنْهُ ، وَيَضَعُ فَمَهُ حَيْثُ وَضَعْتُ فَمِي مِنْ الْعَرْقِ ، وَيَدْعُو بِالشَّرَابِ فَيُقْسِمُ عَلَيَّ فِيهِ قَبْلَ أَنْ يَشْرَبَ مِنْهُ ، فَآخُذُهُ ، فَأَشْرَبُ مِنْهُ ، ثُمَّ أَضَعُهُ ، فَيَأْخُذُهُ فَيَشْرَبُ مِنْهُ ، وَيَضَعُ فَمَهُ حَيْثُ وَضَعْتُ فَمِي مِنْ الْقَدَحِ ( ).
تدخل عائشة على زينب رضي الله عنهما وهي غضبى ، وتقول زينب للنبي  : أَحَسْبُكَ إِذَا قَلَبَتْ بُنَيَّةُ أَبِي بَكْرٍ ذُرَيْعَتَيْهَا ( ) ، فقال النبي  لعائشة :«دُونَكِ فَانْتَصِرِي» ، قالت : فَأَقْبَلْتُ عَلَيْهَا حَتَّى رَأَيْتُهَا وَقَدْ يَبِسَ رِيقُهَا فِي فِيهَا مَا تَرُدُّ عَلَيَّ شَيْئًا ( ) فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ  يَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ ( ).
وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : كَانَ النَّبِيُّ  يُقَبِّلُ وَيُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ ، وَكَانَ أَمْلَكَكُمْ لِإِرْبِهِ ( ).
وَكَانَ الصحابة قَدْ عَلِمُوا حُبَّ رَسُولِ اللَّهِ  عَائِشَةَ ، فَإِذَا كَانَتْ عِنْدَ أَحَدِهِمْ هَدِيَّةٌ يُرِيدُ أَنْ يُهْدِيَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ  أَخَّرَهَا ، حَتَّى إِذَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ  فِي بَيْتِ عَائِشَةَ بَعَثَ صَاحِبُ الْهَدِيَّةِ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ  فِي بَيْتِ عَائِشَةَ ، فقلن أزواجه لأم سلمة : كَلِّمِي رَسُولَ اللَّهِ  يُكَلِّمُ النَّاسَ ، فَيَقُولُ : مَنْ أَرَادَ أَنْ يُهْدِيَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ  هَدِيَّةً فَلْيُهْدِهِ إِلَيْهِ حَيْثُ كَانَ مِنْ بُيُوتِ نِسَائِهِ . فَكَلَّمَتْهُ أُمُّ سَلَمَةَ بِمَا قُلْنَ ، فَلَمْ يَقُلْ لَهَا شَيْئًا، فَسَأَلْنَهَا ، فَقَالَتْ : مَا قَالَ لِي شَيْئًا . فَقُلْنَ لَهَا : فَكَلِّمِيهِ . فَكَلَّمَتْهُ حِينَ دَارَ إِلَيْهَا أَيْضًا ، فَلَمْ يَقُلْ لَهَا شَيْئًا . فَسَأَلْنَهَا ، فَقَالَتْ : مَا قَالَ لِي شَيْئًا . فَقُلْنَ لَهَا : كَلِّمِيهِ حَتَّى يُكَلِّمَكِ . فَدَارَ إِلَيْهَا ، فَكَلَّمَتْهُ ، فَقَالَ لَهَا :«لَا تُؤْذِينِي فِي عَائِشَةَ ؛ فَإِنَّ الْوَحْيَ لَمْ يَأْتِنِي وَأَنَا فِي ثَوْبِ امْرَأَةٍ إِلَّا عَائِشَةَ » . فَقَالَتْ : أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مِنْ أَذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ . ثُمَّ إِنَّهُنَّ دَعَوْنَ فَاطِمَةَ بنته رضي الله عنها ، لتكلمه فَكَلَّمَتْهُ ، فَقَالَ :«يَا بُنَيَّةُ ، أَلَا تُحِبِّينَ مَا أُحِبُّ»؟ قَالَتْ : بَلَى . فَرَجَعَتْ إِلَيْهِنَّ ، فَأَخْبَرَتْهُنَّ ، فَقُلْنَ: ارْجِعِي إِلَيْهِ . فَأَبَتْ أَنْ تَرْجِعَ ، فَأَرْسَلْنَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ ، فَأَتَتْهُ ، فَأَغْلَظَتْ ، وَقَالَتْ : إِنَّ نِسَاءَكَ يَنْشُدْنَكَ اللَّهَ الْعَدْلَ فِي بِنْتِ ابْنِ أَبِي قُحَافَةَ ، فَرَفَعَتْ صَوْتَهَا حَتَّى تَنَاوَلَتْ عَائِشَةَ وَهِيَ قَاعِدَةٌ فَسَبَّتْهَا ، حَتَّى إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ  لَيَنْظُرُ إِلَى عَائِشَةَ هَلْ تَكَلَّمُ ، فَتَكَلَّمَتْ عَائِشَةُ تَرُدُّ عَلَى زَيْنَبَ حَتَّى أَسْكَتَتْهَا ، فَنَظَرَ النَّبِيُّ  إِلَى عَائِشَةَ وَقَالَ :« إِنَّهَا بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ » ( ).
ودعا  مرةً أبا بكر ، فاستعذره من عائشة ، فبينا هما عنده قالت : إنك لتقول : إنك لنبي ، فقام إليها أبو بكر فضرب خدها، فقال النبي : «مَهْ يَا أبَا بَكْرٍ ! مَا لِهَذَا دَعَونَاك» ( ) .
وأستسمح القارئ الكريم أن أطرح هذا السؤال قبل أن أغادر إلى محور آخر : لو تمثلنا بهذه الأخلاق في بيوتنا فهل يمكن للمشاكل الزوجية أن تعرف طريقاً إلى حياتنا؟
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .





وأما معاملة النبي  لمن يخدمه وحاله معهم :
فإنه  لم يكن يلوم ويعاتب خدمه ..
فعَنْ أَنَسٍ  قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ  الْمَدِينَةَ لَيْسَ لَهُ خَادِمٌ، فَأَخَذَ أَبُو طَلْحَةَ بِيَدِي، فَانْطَلَقَ بِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ  فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَنَسًا غُلَامٌ كَيِّسٌ فَلْيَخْدُمْكَ. قَالَ: فَخَدَمْتُهُ فِي السَّفَرِ وَالْحَضَرِ، مَا قَالَ لِي لِشَيْءٍ صَنَعْتُهُ لِمَ صَنَعْتَ هَذَا هَكَذَا ، وَلَا لِشَيْءٍ لَمْ أَصْنَعْهُ لِمَ لَمْ تَصْنَعْ هَذَا هَكَذَا ( ) .
فهل يمكن للواحد منّا أن يمر عليه يومٌ واحد فقط بدون أن يتوجه فيه بالعتاب للخادم ؟!
وكان  يقيل عثراتهم ، ويضاحكهم ..
قَالَ أَنَسٌ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ  مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ خُلُقًا، فَأَرْسَلَنِي يَوْمًا لِحَاجَةٍ، فَخَرَجْتُ حَتَّى مررت عَلَى صِبْيَانٍ وَهُمْ يَلْعَبُونَ فِي السُّوقِ، فلعبت معهم ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ  قَدْ قَبَضَ بِقَفَايَ مِنْ وَرَائِي. قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَضْحَكُ، فَقَالَ:«يَا أُنَيْسُ أَذَهَبْتَ حَيْثُ أَمَرْتُكَ»؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ أَنَا أَذْهَبُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ( ) .
وكان  يسأل الخادم عن حاجته ..
فعَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ، عَنْ خَادِمٍ لِلنَّبِيِّ  رَجُلٍ أَوْ امْرَأَةٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ  مِمَّا يَقُولُ لِلْخَادِمِ: «أَلَكَ حَاجَةٌ»؟ قَالَ: حَتَّى كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ حَاجَتِي. قَالَ :«وَمَا حَاجَتُكَ»؟ قَالَ: حَاجَتِي أَنْ تَشْفَعَ لِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قَالَ :«وَمَنْ دَلَّكَ عَلَى هَذَا»؟ قَالَ: رَبِّي. قَالَ :«إِمَّا لَا فَأَعِنِّي بِكَثْرَةِ السُّجُودِ» ( ) .
وكان  يراعي مشاعر من يخدمه ..
ومما يبين ذلك حديث أبي هريرة  عن النبي  قال :«إِذَا أَتَى أَحَدَكُمْ خَادِمُهُ بِطَعَامِهِ فَإِنْ لَمْ يُجْلِسْهُ مَعَهُ فَلْيُنَاوِلْهُ لُقْمَةً أَوْ لُقْمَتَيْنِ؛ فَإِنَّهُ وَلِيَ حَرَّهُ وَعِلَاجَهُ» ( ) .
العجيب أن يلتفت إلى هذه المسائل التي نعدها أموراً صغيرةً، ولكنْ لها أثر كبير في النفس، وهو مشغول بقضايا أمة بأكملها !
وكان  لا يرضى أن يُضرب الخادم والمملوك ..
قَالَ أَبُو مَسْعُودٍ الْبَدْرِيُّ: كُنْتُ أَضْرِبُ غُلَامًا لِي بِالسَّوْطِ، فَسَمِعْتُ صَوْتًا مِنْ خَلْفِي :«اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ»، فَلَمْ أَفْهَمْ الصَّوْتَ مِنْ الْغَضَبِ. فَلَمَّا دَنَا مِنِّي إِذَا هُوَ رَسُولُ اللَّهِ ، فَإِذَا هُوَ يَقُولُ:«اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ، اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ». قَالَ: فَأَلْقَيْتُ السَّوْطَ مِنْ يَدِي، فَقَالَ :«اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ أَنَّ اللَّهَ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَى هَذَا الْغُلَامِ». فَقُلْتُ: لَا أَضْرِبُ مَمْلُوكًا بَعْدَهُ أَبَدًا ( ) .
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله  يقول:«مَنْ لَطَمَ مَمْلُوكَهُ أَوْ ضَرَبَهُ فَكَفَّارَتُهُ أَنْ يُعْتِقَهُ» ( ) .
وأوصى  بهم خيراً ..
فمن آخر وصاياه وهو في فراش الموت :«الصلاةَ وما ملكت أيمانكم» ( ) .



وأما حاله  مع أرحامه فقد كان  ناصحاً لهم ..
نزلت الآية عليه : وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ [الشعراء: 214]، فصَعِدَ النَّبِيُّ  عَلَى الصَّفَا فَجَعَلَ يُنَادِي : «يَا بَنِي فِهْرٍ، يَا بَنِي عَدِيٍّ» - لِبُطُونِ قُرَيْشٍ- حَتَّى اجْتَمَعُوا، فَجَعَلَ الرَّجُلُ إِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَخْرُجَ أَرْسَلَ رَسُولًا ؛ لِيَنْظُرَ مَا هُوَ، فَجَاءَ أَبُو لَهَبٍ وَقُرَيْشٌ فَقَالَ:«أَرَأَيْتَكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا بِالْوَادِي تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ»؟ قَالُوا: نَعَمْ، مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إِلَّا صِدْقًا. قَالَ :«فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ». فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ : تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ، أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا؟ فَنَزَلَتْ:تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَب [أول سورة المسد] ( ) .
كان يتجاوز عنهم وعن كل من أساء إليه ..
وقد سبق معنا أثر ابن عمه أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وعبد الله بن أبي أمية بالأبواء ( ) .
وانظر كيف كان  يعامل بنته فاطمة رضي الله عنها ..
تقول عائشة رضي الله عنها: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَشْبَهَ سَمْتًا وَهَدْيًا وَدَلًّا مِنْ فَاطِمَةَ، كَانَتْ إِذَا دَخَلَتْ عَلَيْهِ قَامَ إِلَيْهَا فَأَخَذَ بِيَدِهَا وَقَبَّلَهَا وَأَجْلَسَهَا فِي مَجْلِسِهِ، وَكَانَ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا قَامَتْ إِلَيْهِ فَأَخَذَتْ بِيَدِهِ فَقَبَّلَتْهُ وَأَجْلَسَتْهُ فِي مَجْلِسِهَا ( ) .
ومن يشابه أبه فما ظلم .
ولكن هذه المحبة لم تكن لتحمله على أن يؤثرها بما ليس لها، فعنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ  أنّه دَخَلَ عَلَى فَاطِمَةَ رضي الله عنها، وَحَسَنٌ وَحُسَيْنٌ يَبْكِيَانِ، فَقَالَ:«مَا يُبْكِيهِمَا»؟ قَالَتْ: الْجُوعُ ( ) .
وكلنا يعلم أَنَّ قُرَيْشًا لما أَهَمَّهُمْ شَأْنُ الْمَرْأَةِ الْمَخْزُومِيَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ وشفع فيها أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ  ، قال رسول الله  كلمته الخالدة :« أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ»؟ ثُمَّ قَامَ ، فَاخْتَطَبَ ، ثُمَّ قَالَ :« إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا» ( ) .
وكان  يبكي إذا فقد عزيزاً من أقربائه ..
فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: دخل النبي  على ابنه إبراهيم وهو يَجُودُ بِنَفْسِهِ، فَجَعَلَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ  تَذْرِفَانِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ  :وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ :«يَا ابْنَ عَوْفٍ، إِنَّهَا رَحْمَةٌ»، ثُمَّ أَتْبَعَهَا بِأُخْرَى فَقَالَ  :«إِنَّ الْعَيْنَ تَدْمَعُ، وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ، وَلَا نَقُولُ إِلَّا مَا يَرْضَى رَبُّنَا، وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ» ( ).
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ  قَالَ: شَهِدْنَا بِنْتًا لِرَسُولِ اللَّهِ  -وهي أم كلثوم- وَرَسُولُ اللَّهِ  جَالِسٌ عَلَى الْقَبْرِ، قَالَ : فَرَأَيْتُ عَيْنَيْهِ تَدْمَعَانِ ( ).
وعن أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: أَرْسَلَتْ ابْنَةُ النَّبِيِّ  إِلَيْهِ إِنَّ ابْنًا لِي قُبِضَ فَأْتِنَا، فَأَرْسَلَ يُقْرِئُ السَّلَامَ وَيَقُولُ:«إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ وَلَهُ مَا أَعْطَى وَكُلٌّ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى، فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ»، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ تُقْسِمُ عَلَيْهِ لَيَأْتِيَنَّهَا، فَقَامَ وَمَعَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَمَعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَرِجَالٌ، فَرُفِعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ  الصَّبِيُّ وَنَفْسُهُ تَتَقَعْقَعُ، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، فَقَالَ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذَا؟ فَقَالَ :«هَذِهِ رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ، وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ» ( ).
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ  قَالَ: زَارَ النَّبِيُّ  قَبْرَ أُمِّهِ، فَبَكَى وَأَبْكَى مَنْ حَوْلَهُ، فَقَالَ : «اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي فِي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ فِي أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأُذِنَ لِي، فَزُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الْمَوْتَ» ( ).





وأما حاله مع إخوانه من الأنبياء فقد كان النبي  يذكر فضلهم ويُذكِّر أمته بذلك ، متواضعاً عند ذكره لهم ..
فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود  قَالَ: قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ  قَسْمًا، فَقَالَ رَجُلٌ : إِنَّهَا لَقِسْمَةٌ مَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللَّهِ. قَالَ فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ  فَسَارَرْتُهُ فَغَضِبَ مِنْ ذَلِكَ غَضَبًا شَدِيدًا وَاحْمَرَّ وَجْهُهُ حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي لَمْ أَذْكُرْهُ لَهُ، ثُمَّ قَالَ :«رَحِمَ اللهُ أَخِي مُوْسَى، قَدْ أَوُذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ» ( ).
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ  أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ  قَالَ :«نَحْنُ أَحَقُّ بِالشَّكِّ مِنْ إِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ: رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوْ لَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي، وَيَرْحَمُ اللَّهُ لُوطًا لَقَدْ كَانَ يَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ، وَلَوْ لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ طُولَ مَا لَبِثَ يُوسُفُ لَأَجَبْتُ الدَّاعِيَ» ( ).
ومما لا ريب فيه أنّ الأنبياء متفاضلون عند الله ؛ لقول الله تعالى : تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ [البقرة :253] ، ولقوله:  وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ [الإسراء :55] .
كما أنَّ مما لا شك فيه ألبتة أنّ نبينا  أفضل الأنبياء، وهذا من تواضعه عليه الصلاة والسلام .
قال الحافظ في الفتح: " إِذَا لَمْ نَشُكّ نَحْنُ فَإِبْرَاهِيم أَوْلَى أَنْ لَا يَشُكّ ، أَيْ لَوْ كَانَ الشَّكّ مُتَطَرِّفًا إِلَى الْأَنْبِيَاء لَكُنْت أَنَا أَحَقّ بِهِ مِنْهُمْ ، وَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي لَمْ أَشُكّ فَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَمْ يَشُكّ . وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ تَوَاضُعًا مِنْهُ ، أَوْ مِنْ قَبْل أَنْ يُعْلِمهُ اللَّه بِأَنَّهُ أَفْضَل مِنْ إِبْرَاهِيم» ( ).
وفِي حَدِيث أَنَس عِنْد مُسْلِم " أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ  : يَا خَيْر الْبَرِّيَّة. قَالَ :«ذَاكَ إِبْرَاهِيم» ( ).
وعن ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ  قَالَ :«لَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى» ( ).
قال النووي رحمه الله :" قال العلماء : هذه الأحاديث تحتمل وجهين : أحدهما أنه  قال هذا قبل أن يعلم أنه أفضل من يونس، فلما علم ذلك قال :«أنا سيد ولد آدم» ولم يقل هنا إنَّ يونس أفضل منه أو من غيره من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم.
والثاني أنه  قال هذا زجراً عن أن يتخيل أحد من الجاهلين شيئاً من حط مرتبة يونس  من أجل ما في القرآن العزيز من قصته. قال العلماء : وما جرى ليونس  لم يحطَّه من النبوة مثقال ذرة، وخصَّ يونس بالذكر لما ذكرناه من ذكره في القرآن بما ذُكِر"( ).






الحمد لله الذي وفق لإكمال هذا البحث ، وإن أردت أن ألخصه في جملة واحدة لأمكن ذلك ، ليس لبلاغةٍ ولا لقوةِ لغةٍ، ولكن لأن الله أجمل ذلك كلّه بقوله : وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم:4].
فرسولنا  كان أحسن الناس خلقاً ، يوقر الكبير ، ويرحم الصغير ، كان يلاعب الأطفال ، ويصبر على أذاهم ، أرحم بهم من أمهاتهم ، يقبلهم ، ويزجر من لا يفعل ذلك بولده ..
كان رحمةً بالإنسان والحيوان .. نهى أن يُتخذ شيء فيه الروح غرضاً ، وأن يحول أحد بين البهيمة وبين ولدها ، وعن المُثْلَةِ به ، وأنبأنا بأنَّ الإحسان إلى البهيمة من أسباب مغفرة الذنوب ، وأن الإساءة إليها قد تلقي بالعبد في نار جهنم ، فدين الإسلام منهج كامل لحياتنا ما فرط الله فيه من شيء ..
كان رفيقاً بالجاهلين ، يستر على المخطئ لا يفضحه ، ينصح ويوجه ويرشد ويأمر بالتي هي أحسن ..
عامل أعداءه بالقوة في معامع القتال ومواقع النزال ، وعاملهم بالرحمة في غيرها ، فحبَّب الكثيرين في الدِّيْن ، فازدحموا على باب الإسلام بعدما علموا صدقه وكريم خلقه ، كان حريصاً على هدايتهم ، يدعو لهم بالهداية ، يعفو عنهم ويحلم ، وفياً معهم ..
وإذا كان هذا حاله مع أعدائه فماذا يمكن أن أقول لبيان حاله مع أصحابه ؟!
ولقد كان  خير الأزواج ، يكرم نساءه، وفياً معهنّ ، يمازحهنّ ويلاعبهنّ ويضاحكهنَّ ، يعفو ويتجاوز عن أخطائهنَّ ، ويصبر على أذيتهنَّ ، لم يكن عنيفاً عليهنَّ، شهد له أصحابه بأنه كان يتساهل معهنَّ في كل أمر ليس فيه معصية لله ، لا يضرب ، ولا يحقر ، ولا يشتم ، ولا يكثر اللوم والعتاب ، يعدل بينهن ، ويرشدهن إلى ما فيه صلاحهنَّ، ويشاورهن في كثير من أموره ..
وبالجملة .. فإنَّ الكلمة لتقف حائرة إذا أُريد منها نعت سيد الأولين والآخرين ، والله المسئول أن يسلك بنا سبيله ،،،
هذا ، وإني أتشوف لكل نقد يراد به إصلاحه ، وهذا عنوان مراسلتي
qqoopp231@gmail.com
وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين
كان الفراغ منه في 20 من ذي الحجة 1428هـ






1. الإصابة في تمييز الصحابة ، لابن حجر العسقلاني ، دار الجيل ببيروت، الطبعة الأولى ، 1412هـ ، تحقيق : علي محمد البجاوي .
2. التفسير ، لابن أبي حاتم ، المكتبة العصرية بصيدا ، تحقيق : أسعد محمد الطيب .
3. تفسير القرآن العظيم ، لأبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي ، دار طيبة للنشر والتوزيع ، الطبعة الثانية ، تحقيق : 1420هـ - 1999 م ، تحقيق : سامي بن محمد سلامة
4. تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي، دار السلام ، الطبعة الثانية ، 1422هـ
5. الجامع لأحكام القرآن، للإمام القرطبي ، دار الشعب بالقاهرة .
6. زاد المعاد في هدي خير العباد  لمحمد بن أبي بكر المعروف بابن قيم الجوزية ، مكتبة المنار بالكويت، الطبعة الرابعة عشر ، 1407هـ ، تحقيق شعيب الأرنؤوط وعبد القادر الأرنؤوط
7. السنن ، لأبي داود سليمان بن الأشعث ، المكتبة العصرية ببيروت .
8. السنن ، للإمام ابن ماجة القزويني ، دار إحياء التراث العربي .
9. السنن ، للإمام أبي عيسى الترمذي ، دار إحياء التراث العربي .
10. السنن ، للإمام الدارقطني ، دار المعرفة ببيروت ، 1386هـ ، تحقيق : السيد عبد الله هاشم يماني .
11. السنن ، للإمام النسائي ، دار إحياء التراث العربي .
12. السنن الكبرى ، أحمد بن الحسين بن علي بن موسى أبو بكر البيهقي، مكتبة دار الباز - مكة المكرمة ، 1414 هـ ، تحقيق : محمد عبد القادر عطا
13. السيرة النبوية ، لعبد الملك بن هشام الحميري ، دار الجيل ببيروت، الطبعة الأولى ، 1411هـ ، تحقيق : طه عبد الرؤوف سعد
14. شرح النووي على مسلم، للإمام النووي ، دار إحياء التراث العربي ببيروت ، الطبعة الثانية ، 1392هـ
15. الشمائل المحمدية ، للإمام الترمذي ، مؤسسة الكتب الثقافية ببيروت ، الطبعة الأولى ، 1412هـ ، تحقيق : سيد عباس الجليمي .
16. صحيح ابن حبان ، لأبي عبد الله محمد بن محمد بن محمد بن جعفر البستي المعروف بأبي الشيخ الحافظ ، مؤسسة الرسالة ببيروت ، الطبعة الثانية ، 1414هـ ، تحقيق شعيب الأرنؤوط
17. صحيح البخاري ، للإمام محمد بن إسماعيل البخاري ، دار ابن كثير باليمامة ، 1987م ، تحقيق د. مصطفى ديب البغا .
18. صحيح مسلم ، للإمام مسلم بن الحجاج ، دار إحياء التراث العربي ، 1972م .
19. فتح الباري ، لابن حجر العسقلاني ، دار المعرفة ببيروت ، 1379هـ .
20. فيض القدير شرح الجامع الصغير ، عبد الرؤوف المناوي ، المكتبة التجارية الكبرى بمصر ، الطبعة الأولى، 1356هـ
21. القاموس المحيط ، محمد بن يعقوب الفيروز آبادي، مؤسسة الرسالة ببيروت.
22. المستدرك على الصحيحين، محمد بن عبد الله أبو عبد الله الحاكم النيسابوري، دار الكتب العلمية – بيروت، الطبعة الأولى ، 1411هـ ، تحقيق : مصطفى عبد القادر عطا
23. المسند ، للإمام أحمد بن حنبل ، المكتب الإسلامي ، 1985 .
24. المعجم الكبير للطبراني، سليمان بن أحمد بن أيوب أبو القاسم الطبراني، مكتبة العلوم والحكم – الموصل، الطبعة الثانية ، 1404 – 1983، تحقيق : حمدي بن عبد المجيد.
25. النهاية في غريب الأثر والحديث، أبو السعادات المبارك بن محمد الجزري، المكتبة العلمية - بيروت ، 1399هـ - 1979م، تحقيق : طاهر أحمد الزاوى - محمود محمد الطناحي

غير معرف يقول...

مواقف بكى منها
النبي صلى الله عليه وسلم






إعداد و تأليف
أبو إسلام أحمد بن علي
غفر الله تعالى له ولوالديه وللمسلمين أجمعين




بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب
وبعد :
فإن البكاء طبيعة وفطرة بشرية فطرها الله سبحانه تعالى في بني آدم ,يقول تعالى ( وأنه هو أضحك وأبكى) , وخير من بكى وأبكى هو رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولنا في سنته صلى الله عليه وسلم البرهان الواضح والجلي في البكاء الذي أمرنا صلى الله عليه وسلم أن يكون مجرداً من الجزع والصراخ والعويل وشق الجيوب وغيرها من الأعمال التي نهانا عنها نبينا صلى الله عليه وسلم .
وقد كان صلى الله عليه وسلم يبكي عند قراءة القرآن , و في الصلاة , ويبكي على الميت , و عند المريض و في مواقف أخرى كثيرة نستعرضها في كتابنا هذا .
و من أعظم البكاء , البكاء من خشية الله تعالى , وفي الحديث الشريف ( عينان لا تمسهما النار , عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله ).
و يقول الله تعالى :
ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا
و يقول تعالى :
خروا سجدا وبكيا
وفيه الدلالة على أن البكاء في الصلاة من خوف الله لا يقطع الصلاة لأن الله تعالى قد مدحهم بالبكاء في السجود.
نبتهل إلى الله تعالى أن يتقبل عملنا هذا خالصاً لوجهه الكريم , عسى أن ينفع به وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه , وأن نعي ونتأسى ونتبع سنة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فإنها خير الطريق إلى جنة الخلد بإذن الله تعالى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
المؤلف
أبو إسلام أحمد بن علي

الفهرس
مقدمة................................................................................2
الفهرس..............................................................................3
1- إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب.......................................5
2- لقاء النبي صلى الله عليه وسلم مع الأنصار.........................................5
3- نصيحة النبي صلى الله عليه وسلم لأسامة بن زيد رضي الله عنه....................6
4- أمسك يا ابن مسعود...............................................................7
5- الشفاعة بالنبي صلى الله عليه وسلم للاستسقاء.....................................8
6- لماذا بكى النبي صلى الله علية وسلم عند قبر أمه...................................8
7- فزوروا القبور فإنها تذكر الموت...................................................9
8- ألقيتها في البئر..................................................................10
9- فلتصبر ولتحتسب...............................................................10
10- وأنذر عشيرتك الأقربين........................................................11
11- تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب.............................11
12- لم أبطأت عنا ثم جئت تحزننا.................................................12
13- فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبكى جبريل عليه السلام................12
14- ويح كرب وبلاء................................................................14
15- خلق الجنة والنار قبل خلق الخلق.............................................14
16- مصعب بن عمير رضي الله عنه..................................................15
17- أنت ومالك لأبيك..............................................................16
18- واليوم أنا ضعيف وهو قوي.....................................................17
19- سيدة نساء العالمين.............................................................17
20- بعير يتكلم....................................................................18
21- لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري...................................19

تابع الفهرس
22- صفوان بن المعطل...............................................................20
23- الله أرحم بعباده................................................................21
24- البكاء عند استلام الحجر الأسود...............................................21
25- البكاء والدعاء في السجود في صلاة الكسوف.....................................22
26- تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم...................................................22
27- أزيز كأزيز المرجل.............................................................23
28- المؤمن بخير على كل حال......................................................23
29- البكاء على المنبر...............................................................24

















1- إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب
حدثنا أصبغ عن ابن وهب قال أخبرني عمرو عن سعيد بن الحارث الأنصاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال اشتكى سعد بن عبادة شكوى له فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده مع عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الله ابن مسعود رضي الله عنهم فلما دخل عليه فوجده في غاشية أهله فقال قد قضى قالوا لا يا رسول الله فبكى النبي صلى الله عليه وسلم فلما رأى القوم بكاء النبي صلى الله عليه وسلم بكوا فقال ألا تسمعون إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا وأشار إلى لسانه أو يرحم وإن الميت يعذب ببكاء أهله عليه.
(صحيح البخاري ج1/ص439)



2- لقاء النبي صلى الله عليه وسلم مع الأنصار
حدثنا الحسن بن علي المعمري ثنا أيوب بن محمد الوزان ثنا عبد الله بن سليم عن رشدين بن سعد عن يونس بن يزيد وعقيل عن الزهري عن السائب بن يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم الفيء الذي أفاء الله بحنين من غنائم هوازن فأفشى القسم في أهل مكة من قريش وغيرهم فغضب الأنصار فلما سمع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم أتاهم في منازلهم ثم قال: من كان ها هنا ليس من الأنصار فليخرج إلى رحلة ثم تشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمد الله عز وجل ثم قال: يا معشر الأنصار قد بلغني من حديثكم في هذه المغانم التي آثرت بها أناسا أتألفهم على الإسلام لعلهم أن يشهدوا بعد اليوم وقد أدخل الله قلوبهم الإسلام ثم قال:يا معشر الأنصار ألم يمن الله عليكم بالإيمان وخصكم بالكرامة وسماكم بأحسن الأسماء أنصار الله وأنصار رسوله ولولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار ولو سلك الناس واديا وسلكتم واديا لسلكت واديكم أفلا ترضون أن يذهب الناس بهذه الغنائم الشاة والنعم والبعير وتذهبون برسول الله صلى الله عليه وسلم فلما سمعت الأنصار قول النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: رضينا فقال النبي صلى الله عليه وسلم أجيبوني فيما قلت فقالت الأنصار : يا رسول الله وجدتنا في ظلمة فأخرجنا الله بك إلى النور ووجدتنا على شفا حفرة من النار فأنقذنا الله بك ووجدتنا ضلالا فهدانا الله بك فرضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا فاصنع يا رسول الله ما شئت في أوسع الحل فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما والله لو أجبتموني بغير هذا القول لقلت صدقتم لو قلتم ألم تأتنا طريدا فآويناك ومكذبا فصدقناك ومخذولا فنصرناك وقبلنا ما رد الناس عليك لو قلتم هذا لصدقتم فقالت الأنصار بل الله ولرسوله المن والفضل علينا وعلى غيرنا ثم بكوا فكثر بكاءهم فبكى النبي صلى الله عليه وسلم معهم ورضي عنهم فكانوا بالذي قال لهم أشد اغتباطا وأفضل عندهم من كل مال.
(المعجم الكبير ج7/ص151)


3- نصيحة النبي صلى الله عليه وسلم
لأسامة بن زيد رضي الله عنه
حدثنا أبو الحسن بشر بن أبي بشر البصري أخبرني الوليد بن عبد الواحد الحراني ثنا حيان البصري عن إسحاق بن نوح عن محمد بن علي عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وأقبل على أسامة بن زيد فقال يا أسامة عليك بطريق الجنة وإياك أن تختلع دونها فقال يا رسول الله وما أسرع ما يقطع به ذلك الطريق قال الظمأ في الهواجر وحبس النفس عن لذة النساء يا أسامة وعليك بالصوم فإنه يقرب إلى الله انه ليس شيء أحب إلى الله من ريح فم الصائم ترك الطعام والشراب لله فإن استطعت أن يأتيك الموت وبطنك جائع وكبدك ظمآن فافعل فإنك تدرك بذلك شرف المنازل في الآخرة وتحل مع النبيين يفرح بقدوم روحك عليهم ويصلي عليك الجبار وإياك يا أسامة وكل كبد جائعة تخاصمك إلى الله يوم القيامة وإياك يا أسامة ودعاء عباد قد أذابوا اللحوم واحرقوا الجلود بالرياح والسمائم وأظمئوا الأكباد حتى غشيت أبصارهم فان الله إذا نظر إليهم سر بهم الملائكة بهم تصرف الزلازل والفتن ثم بكى النبي صلى الله عليه وسلم حتى اشتد نحيبه وهاب الناس أن يكلموه حتى ظنوا أن أمرا قد حدث بهم من السماء ثم سكت فقال ويح لهذه الأمة ما يلقى منهم من أطاع ربه منهم كيف يقتلونه ويكذبونه من أجل أنهم أطاعوا الله فقال عمر بن الخطاب يا رسول الله والناس يومئذ على الإسلام قال نعم قال ففيم إذا يقتلون من أطاع الله وأمرهم بطاعته فقال يا عمر ترك القوم الطريق وركبوا الدواب ولبسوا الين الثياب وخدمتهم أبناء فارس يتزين منهم تزين المرأة لزوجها وتبرج النساء زيهم زي الملوك ودينهم دين كسرى وهرمز يسمنون ما يعود بالجشا واللباس.
(مسند الحارث (زوائدالهيثمي) ج1/ص430-431)



4- أمسك يا ابن مسعود
عن أبي حنيفة عن عبد الأعلى القاص عمن اخبره عن ابن مسعود رضى الله عنه انه قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقرأ سورة الفرائض فقرأ النساء حتى إذا بلغ (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) فقال له بيده أمسك أمسك قال فبكى النبي صلى الله عليه وسلم فأكثر البكاء وامسك ثم قال أعد فقرأها من أولها حتى إذا بلغ هذه الآية بكى أيضا وامسك عبدالله حتى فعل ثلاث مرات .
(كتاب الآثار ج1/ص46)


5- الشفاعة بالنبي صلى الله عليه وسلم للاستسقاء
روي أنه صلى الله عليه وسلم صلى الجمعة فقام رجل فقال يا رسول الله أجدبت الأرض وهلكت المواشي فاسق لنا الغيث فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه إلى السماء ودعا فما ضم يديه حتى مطرت السماء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لله در أبي طالب لو كان في الأحياء لقرت عيناه فقال علي رضي الله عنه تعني يا رسول الله قوله وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل فقال صلى الله عليه وسلم أجل وفي بعض الروايات قام ذلك الأعرابي وأنشد فقال:
أتيناك والعذراء يدمى لبانها وقد شغلت أم الصبي عن الطفل
وقال في آخره:
وليس لنا إلا إليـــــك فرارنا وليس فرار الناس إلا إلى الرسل
فبكى النبي صلى الله عليه وسلم حتى أخضلت لحيته الشريفة ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ورفع يديه إلى السماء وقال اللهم اسقنا غيثا مغيثا عذبا طيبا نافعا غير ضار عاجلا غير آجل فما رد رسول الله صلى الله عليه وسلم يده إلى صدره حتى مطرت السماء.
(بدائع الصنائع ج1/ص283)
تعليق :
يقول الله تعالى في سورة الذاريات-آية 50- (ففروا إلى الله ), ويقصد الشاعر الفرار للرسل في حال وجودهم أحياء مع أقوامهم وذلك شفاعة إلى الله تعالى للسقيا , ولكن بعد موت الرسل لا ينفع شفاعتهم ولكن الشفاعة تحدث حال كونهم أحياء .

6- لماذا بكى النبي صلى الله علية وسلم عند قبر أمه
حدثنا محمد بن علي المروزي حدثنا أبو الدرداء عبد العزيز بن منيب حدثنا إسحاق بن عبد الله بن كيسان عن أبيه عن عكرمة عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أقبل من غزوة تبوك واعتمر فلما هبط من ثنية عسفان أمر أصحابه أن استندوا إلى العقبة حتى أرجع إليكم فذهب فنزل على قبر أمه فناجى ربه طويلا ثم إنه بكى فاشتد بكاؤه وبكى هؤلاء لبكائه وقالوا مابكى نبي الله بهذا المكان إلا وقد أحدث الله في أمته شيئا لا تطيقه فلما بكى هؤلاء قام فرجع إليهم فقال ما يبكيكم قالوا يا نبي الله بكينا لبكائك فقلنا لعله أحدث في أمتك شيء لا تطيقه قال لا وقد كان بعضه ولكن نزلت على قبر أمي فسألت الله أن يأذن لي في شفاعتها يوم القيامة فأبى الله أن يأذن لي فرحمتها وهي أمي فبكيت , ثم جاءني جبريل عليه السلام فقال وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه فتبرأ أنت من أمك كما تبرأ إبراهيم من أبيه فرحمتها وهي أمي ودعوت ربي أن يرفع عن أمتي أربعا فرفع عنهم اثنتين وأبى أن يرفع عنهم اثنتين دعوت ربي أن يرفع عنهم الرجم من السماء والغرق من الأرض وأن لا يلبسهم شيعا وأن لا يذيق بعضهم بأس بعض فرفع الله عنهم الرجم من السماء والغرق من الأرض وأبى الله أن يرفع عنهم اثنتين القتل والهرج .
(تفسير ابن كثير ج2/ص394)


7- فزوروا القبور فإنها تذكر الموت
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ وأبو الفضل الحسن بن يعقوب قالا ثنا محمد بن عبد الوهاب الفراء أنبأ يعلى بن عبيد ثنا أبو منين يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال زار رسول الله صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله ثم قال استأذنت ربي أن أزور قبرها فأذن لي واستأذنته أن أستغفر لها فلم يأذن لي فزوروا القبور فإنها تذكر الموت.
(سنن البيهقي الكبرى ج4:ص70)

8- ألقيتها في البئر
وروي أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يزال مغتما بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لك تكون محزونا فقال يا رسول الله إن أذنبت ذنبا في الجاهلية فأخاف ألا يغفره الله لي وإن أسلمت فقال له أخبرني عن ذنبك فقال يا رسول الله إن كنت من الذين يقتلون بناتهم فولدت لي بنت فتشفعت إلي امرأتي أن أتركها فتركتها حتى كبرت وأدركت وصارت من أجمل النساء فخطبوها فدخلتني الحمية ولم يحتمل قلبي أن أزوجها أو أتركها في البيت بغير زوج فقلت للمرأة إني أريد أن أذهب إلى قبيلة كذا وكذا في زيارة أقربائي فابعثيها معي فسرت بذلك وزينتها بالثياب والحلي وأخذت على المواثيق بألا أخونها فذهبت بها إلى رأس بئر فنظرت في البئر ففطنت الجارية أني أريد أن ألقيها في البئر فالتزمتني وجعلت تبكي وتقول يا أبت ماذا تريد أن تفعل بي فرحمتها ثم نظرت في البئر فدخلت علي الحمية ثم التزمتني وجعلت تقول يا أبت لا تضيع أمانة أمي فجعلت مرة أنظر في البئر ومرة أنظر إليها فأرحمها حتى غلبني الشيطان فأخذتها وألقيتها في البئر منكوسة وهي تنادي في البئر يا أبت قتلتني فمكثت هناك حتى انقطع صوتها فرجعت فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وقال لو أمرت أن أعاقب أحدا بما فعل في الجاهلية لعاقبتك.
(تفسير القرطبي ج7/ص97)


9- فلتصبر ولتحتسب
حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا عاصم عن أبي عثمان عن أسامة قال كان ابن لبعض بنات النبي صلى الله عليه وسلم يقضي فأرسلت إليه أن يأتيها فأرسل إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل إلى أجل مسمى فلتصبر ولتحتسب فأرسلت إليه فأقسمت عليه فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقمت معه ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وعبادة بن الصامت فلما دخلنا ناولوا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبي ونفسه تقلقل في صدره حسبته قال كأنها شنة فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سعد بن عبادة أتبكي فقال إنما يرحم الله من عباده الرحماء.
(صحيح البخاري ج6/ص2711)


10- وأنذر عشيرتك الأقربين
وأخبرنا أبو الوفاء محمود بن أبي القاسم بن عمر يعرف بحكما سبط محمد بن أبي سعد البغدادي في كتابه من أصبهان أن أبا العلاء محمد بن عبد الجبار بن محمد الفرساني أخبرهم سنة خمس وتسعين وأربعمائة أبنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن عمر ثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن الحسن بن عمر بن بشير الثقفي ثنا الحسن بن سهل ثنا سهل بن بكار ثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن أنس قال لما نزلت(وأنذر عشيرتك الأقربين) بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جمع أهله فقال يا بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار يا بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار ثم التفت إلى فاطمة فقال يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسك من النار لا أغني عنكم من الله شيئا غير أن لكم رحما سأبلها ببلالها.
(الأحاديث المختارة ج7/ص113- 114)

11- تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب
حدثنا سويد بن سعيد ثنا يحيى بن سليم عن بن خيثم عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد قالت لما توفي ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم إبراهيم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له المعزي إما أبو بكر وإما عمر أنت أحق من عظم الله حقه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب لولا أنه وعد صادق وموعود جامع وأن الآخر تابع للأول لوجدنا عليك يا إبراهيم أفضل مما وجدنا وإنا بك لمحزونون.
(سنن ابن ماجه ج1/ص506)


12- لم أبطأت عنا ثم جئت تحزننا
عبد الرزاق عن بن عيينة عن إسماعيل عن قيس عن بن مسعود قال لما قتل زيد بن حارثة أبطأ أسامة عن النبي صلى الله عليه وسلم فلم يأته ثم جاءه بعد ذلك فقام بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فدمعت عيناه فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما نزفت عبرته قال النبي صلى الله عليه وسلم لم أبطأت عنا ثم جئت تحزننا قال :فلما كان الغد جاءه فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم مقبلا قال إني للاق منك اليوم ما لقيت منك أمس فلما دنا دمعت عينه فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(مصنف عبد الرزاق ج3/ص563)


13- فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبكى جبريل عليه السلام
حدثنا أبو مسلم قال حدثنا الحكم بن مروان الكوفي قال حدثنا سلام الطويل عن الأجلح بن عبد الله الكندي عن عدي بن عدي الكندي قال:قال عمر بن الخطاب جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في حين غير حينه الذي كان يأتيه فيه فقام إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا جبريل ما لي أراك متغير اللون فقال ما جئتك حتى أمر الله عز وجل بمفاتيح النار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا جبريل صف لي النار وانعت لي جهنم فقال جبريل إن الله تبارك وتعالى أمر بجهنم فأوقد عليها ألف عام حتى ابيضت ثم أمر فأوقد عليها ألف عام حتى احمرت ثم أمر فأوقد عليها ألف عام حتى اسودت فهي سوداء ومظلمة لا يضيء شررها ولا يطفأ لهبها والذي بعثك بالحق لو أن قدر ثقب إبرة فتح من جهنم لمات من في الأرض كلهم جميعا من حره والذي بعثك بالحق لو أن ثوبا من ثياب النار علق بين السماء والأرض لمات من في الأرض جميعا من حره والذي بعثك بالحق لو أن خازنا من خزنة جهنم برز إلى أهل الدنيا فنظروا إليه لمات من في الأرض كلهم من قبح وجهه ومن نتن ريحه والذي بعثك بالحق لو أن حلقة من حلقة سلسلة أهل النار التي نعت الله في كتابه وضعت على جبال الدنيا لارفضت وما تقاربت حتى تنتهي إلى الأرض السفلى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حسبي يا جبريل لا ينصدع قلبي فأموت قال فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جبريل وهو يبكي فقال تبكي يا جبريل وأنت من الله بالمكان الذي أنت به قال وما لي لا أبكي أنا أحق بالبكاء لعلي أن أكون في علم الله على غير الحال التي أنا عليها وما أدري لعلي أبتلى بمثل ما ابتلي به إبليس فقد كان من الملائكة وما يدريني لعلي ابتلى بمثل ما ابتلى به هاروت وماروت قال فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبكى جبريل عليه السلام فما زالا يبكيان حتى نوديا أن يا جبريل ويا محمد إن الله عز وجل قد أمنكما أن تعصياه فارتفع جبريل عليه السلام وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فمر بقوم من الأنصار يضحكون ويلعبون فقال أتضحكون ووراؤكم جهنم فلو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ولما أسفتم الطعام والشراب ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله عز وجل فنودي يا محمد لا تقنط عبادي إنما بعثتك ميسرا ولم أبعثك معسرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سددوا وقاربوا.
(المعجم الأوسط ج3/ص89-90-91)
14- ويح كرب وبلاء
حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني عباد بن زياد الأسدي ثنا عمرو بن ثابت عن الأعمش عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن أم سلمة قالت كان الحسن والحسين رضي الله عنهما يلعبان بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي فنزل جبريل عليه السلام فقال يا محمد إن أمتك تقتل ابنك هذا من بعدك فأومأ بيده إلى الحسين فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وضمه إلى صدره ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وديعة عندك هذه التربة فشمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ويح كرب وبلاء قالت وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أم سلمة إذا تحولت هذه التربة دما فاعلمي أن ابني قد قتل قال فجعلتها أم سلمة في قارورة ثم جعلت تنظر إليها كل يوم وتقول إن يوما تحولين دما ليوم عظيم.
(المعجم الكبير ج3/ص108)


15- خلق الجنة والنار قبل خلق الخلق
حدثنا أبو مسلم الكشي ثنا حجاج بن نصير ثنا حسان بن إبراهيم الكرماني عم عطية بن عطية عن عطاء بن أبي رباح عن عمرو بن شعيب قال كنت عند سعيد بن المسيب جالسا فذكروا أن أقواما يقولون قدر الله كل شيء ما خلا الأعمال قال فوالله ما رأيت سعيد بن المسيب غضب غضبا أشد منه حتى هم بالقيام ثم سكن فقال تكلموا به أما والله لقد سمعت فيهم حديثا كفاهم به شرا ويحهم أو يعلمون فقلت يرحمك الله يا أبا محمد وما هو قال فنظر إلي وقد سكن بعض غضبه فقال حدثني رافع بن خديج أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يكون قوم من أمتي يكفرون بالله وبالقرآن وهم لا يشعرون كما كفرت اليهود والنصارى قال قلت جعلت فداك يا رسول الله وكيف ذاك قال يقرون ببعض القدر ويكفرون ببعضه قال قلت ثم ما يقولون قال يقولون الخير من الله والشر من إبليس فيقرون على ذلك كتاب الله ويكفرون بالقرآن بعد الإيمان والمعرفة فما يلقى أمتي منهم من العداوة والبغضاء والجدال أولئك زنادقة هذه الأمة في زمانهم يكون ظلم السلطان فيالهم من ظلم وحيف وأثرة ثم يبعث الله عز وجل طاعونا فيفني عامتهم ثم يكون الخسف فما أقل ما ينجو منهم المؤمن يومئذ قليل فرحه شديد غمه ثم يكون المسخ فيمسخ الله عز وجل عامة أولئك قردة وخنازير ثم يخرج الدجال على أثر ذلك قريبا ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بكينا لبكائه قلنا ما يبكيك قال رحمة لهم الأشقياء لأن فيهم المتعبد ومنهم المجتهد مع أنهم ليسوا بأول من سبق إلى هذا القول وضاق بحمله ذرعا إن عامة من هلك من بني إسرائيل بالتكذيب بالقدر قلت جعلت فداك يا رسول الله فقل لي كيف الإيمان بالقدر قال تؤمن بالله وحده وإنه لا يملك معه أحد ضرا ولا نفعا وتؤمن بالجنة والنار وتعلم أن الله عز وجل خالقهما قبل خلق الخلق ثم خلق خلقه فجعلهم من شاء منهم للجنة ومن شاء منهم للنار عدلا ذلك منه وكل يعمل لما فرغ له وهو صائر إلى ما فرغ منه قلت صدق الله ورسوله.
(المعجم الكبير ج4/ص245)


16- مصعب بن عمير رضي الله عنه
قال البراء أول من قدم علينا مصعب بن عمير وبن أم مكتوم وكانا يقرئان القرآن أخرجه المصنف في أوائل الهجرة وذكر بن إسحاق أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسله مع أهل العقبة الأولى يقرئهم ويعلمهم وكان مصعب وهو بمكة في ثروة ونعمة فلما هاجر صار في قلة فأخرج الترمذي من طريق محمد بن كعب حدثني من سمع عليا يقول بينما نحن في المسجد إذ دخل علينا مصعب بن عمير وما عليه إلا بردة له مرقوعة بفروة فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رآه للذي كان فيه من النعم والذي هو فيه اليوم .
(فتح الباري ج11/ص278-279)


17- أنت ومالك لأبيك
أخرجه الطبراني في معجمه الصغير والبيهقي في دلائل النبوة عن عبيد بن خلصة ثنا عبد الله بن عمر المدني عن المنكدر بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن أبيه يريد أن يأخذ ماليه فقال عليه السلام أدعه ليه فما جاء قال له عليه السلام إن ابنك يزعم أنك تأخذ ماله فقال سله هل هو إلا عماته أو قراباته أو ما أنفقه على نفسي وعيالي فقال فهبط جبرائيل عليه السلام فقال يا رسول الله إن الشيخ قال في نفسه شعرا لم تسمعه أذناه فقال له عليه السلام قلت في نفسك شعرا لم تسمعه أذناك فهاته فقال لا يزال يزيدنا الله تعالى بك بصيرة ويقينا ثم أنشأ يقول:
غذوتك مولــودا ومنـــتك يافعـا تعل بما أحنى عليك وتنهـــــل
إذا ليلة ضافتك بالســــقم لم أبت لسقـــمك إلا ســاهرا أتمــلمــل
تخاف الردى نفسي عليك وإنها لتعلم أن المـــوت حتم موكـــل
كأني أنا المـطروق دونك بالذي طرقت به دوني فعينى تهـــمل
فلما بلغت الســـن والغـاية التي إليها مدى ما فيك كنـــت أؤمل
جعلت جزائي غلظة وفظاظــة كأنك أنت المنعم المتفضــــــل
فليتـــك إذ لم ترع حــق أبوتـي فعلت كما الجار المجاور يفعل
قال فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أخذ بمنكب ابنه وقال له اذهب فأنت ومالك لأبيك .
(نصب الراية ج3/ص338)

18- واليوم أنا ضعيف وهو قوي
وروي أن رجلا شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أباه وأنه يأخذ ماله فدعاه فإذا هو شيخ يتوكأ على عصا فسأله فقال إنه كان ضعيفا وأنا قوي وفقيرا وأنا غني فكنت لا أمنعه شيئا من مالي واليوم أنا ضعيف وهو قوي وأنا فقير وهو غني ويبخل علي بماله فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ما من حجر ولا مدر يسمع بهذا إلا بكى ثم قال للولد أنت ومالك لأبيك.
(إعانة الطالبين ج4/ص279)


19- سيدة نساء العالمين
حدثنا أحمد بن محمد بن يزيد الزعفراني ثنا يوسف بن محمد بن صاعد ثنا ليث بن داود القيسي وكان يقال فيه خيرا أنبأ المبارك ابن فضالة عن الحسن قال: قال عمران بن حصين خرجت يوما فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم قائم فقال لي يا عمران فاطمة مريضة فهل لك أن تعودها قال قلت فداك أبى وأمي وأي شرف أشرف من هذا فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقت معه حتى أتى الباب فقال السلام عليكم أأدخل قالت وعليكم ادخل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا ومن معي قالت والذي بعثك بالحق ما على إلا هذه العباءة قال ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم ملاءة خلقة فرمى بها إليها فقال شدي بها على رأسك ففعلت ثم قالت ادخل فدخل ودخلت معه فقعد عند رأسها وقعدت قريبا منه فقال أي بنية كيف تجدك قالت والله يا رسول الله إنى لوجعة وإني ليزيدني وجعا إلى وجعي أن ليس عندي ما آكل قال فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبكت وبكيت معهما فقال لها أي بنية اصبري مرتين أو ثلاثة ثم قال لها يا بنية أما ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين قالت يا ليتها ماتت فأين مريم بنت عمران قال لها أي بنية تلك سيدة نساء عالمها وأنت سيدة نساء عالمك والذي بعثني بالحق لقد زوجتك سيدا في الدنيا وسيدا في الآخرة لا يبغضه إلا كل منافق.
(جزء فضائل فاطمة ج1/ص24)


20- بعير يتكلم
قال الشيخ أبو محمد عبد الله بن حامد الفقيه في كتابه دلائل النبوة وهو مجلد كبير حافل كثير الفوائد أخبرني أبو علي الفوارسي حدثنا أبو سعيد عن عبد العزيز بن شهلان القواس حدثنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن خالد الراسبي حدثنا عبد الرحمن بن علي البصري حدثنا سلامة ابن سعيد بن زياد بن أبي هند الرازي حدثني أبي عن أبيه عن جده حدثنا غنيم بن أوس يعني الرازي قال كنا جلوسا مع رسول الله إذ أقبل بعير يعدو حتى وقف على رسول الله فزعا فقال رسول الله أيها البعير اسكن فان تك صادقا فلك صدقك وإن تك كاذبا فعليك كذبك مع أن الله تعالى قد أمن عائذنا ولا يخاف لائذنا قلنا يا رسول الله ما يقول هذا البعير قال هذا بعير هم أهله بنحره فهرب منهم فاستغاث بنبيكم فبينا نحن كذلك إذ أقبل أصحابه يتعادون فلما نظر إليهم البعير عاد إلى هامة رسول الله فقالوا يا رسول الله هذا بعيرنا هرب منا منذ ثلاثة أيام فلم نلقه إلا بين يديك فقال رسول الله يشكو مر الشكاية فقالوا يا رسول الله ما يقول قال يقول إنه ربي في إبلكم جوارا وكنتم تحملون عليه في الصيف إلى موضع الكلأ فإذا كان الشتاء رحلتم إلى موضع الدفء فقالوا قد كان ذلك يا رسول الله فقال ما جزاء العبد الصالح من مواليه قالوا يا رسول الله فإنا لا نبيعه ولا ننحره قال فقد استغاث فلم تغيثوه وأنا أولى بالرحمة منكم لأن الله نزع الرحمة من قلوب المنافقين وأسكنها في قلوب المؤمنين فاشتراه النبي بمائة درهم ثم قال أيها البعير انطلق فأنت حر لوجه الله فرغا على هامة رسول الله فقال رسول الله آمين ثم رغا الثانية فقال آمين ثم رغا الثلاثة فقال آمين ثم رغا الرابعة فبكى رسول الله فقلنا يا رسول الله ما يقول هذا البعير قال يقول جزاك الله أيها النبي عن الإسلام والقرآن خيرا قلت آمين قال سكن الله رعب أمتك يوم القيامة كما سكنت رعبي قلت آمين قال حقن الله دماء أمتك من أعدائها كما حقنت دمي قلت آمين قال لا جعل الله بأسها بينها فبكيت وقلت هذه خصال سألت ربي فأعطانيها ومنعني واحدة وأخبرني جبريل عن الله أن فناء أمتك بالسيف فجرى القلم بما هو كائن .
قلت هذا الحديث غريب جدا لم أر أحدا من هؤلاء المصنفين في الدلائل أورده سوى هذا المصنف وفيه غرابة ونكارة في إسناده ومتنه أيضا والله أعلم .
(البداية والنهاية ج6/ص142-143)


21- لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري
قال ابن إسحاق ولما نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه بالإسلام لم يردوا عليه كل الرد حتى ذكر آلهتهم وعابها فلما فعل ذلك نادوه واجتمعوا على خلافه ومنعه عمه أبو طالب فمضى إلى أبي طالب رجال من أشرافهم كعتبة وشيبة وأبي جهل فقالوا يا أبا طالب إن ابن أخيك قد سب آلهتنا وعاب ديننا وسفه أحلامنا وضلل آباءنا فإما أن تكفه عنا وإما أن تخلي بيننا وبينه فإنك على مثل ما نحن عليه من خلافه فنكفيكه فقال لهم أبو طالب قولا رقيقا وردهم ردا جميلا فانصرفوا عنه ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما هو عليه يظهر دين الله ويدعو إليه ثم شرى الأمر بينه وبينهم حتى تباعد الرجال وتضاغنوا فأكثرت قريش ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بينها وحض بعضهم بعضا عليه ثم مشوا إلى أبي طالب مرة أخرى فقالوا يا أبا طالب إن لك نسبا وشرفا ومنزلة فينا وإنا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم تنهه عنا وإنا والله لا نصبر على شتم آبائنا وسفه أحلامنا وعيب آلهتنا حتى نكفه عنا أو ننازله وإياك في ذلك حتى يهلك أحد الفريقين ثم انصرفوا عنه فعظم على أبي طالب فراق قومه وعداوتهم ولم يطب نفسا بإسلام رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم ولا خذلانه إلا أنه قال له يا بن أخي إن قومك جاءوني فقالوا لي كذا وكذا فأبق علي وعلى نفسك ولا تحملني من الأمر ما لا أطيق فظن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عمه خاذله ومسلمه وأنه قد ضعف عن نصرته فقال والله يا عماه لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقام فلما ولى ناداه أبو طالب فقال أقبل يا بن أخي فاقبل فقال اذهب فقل ما أحببت فوالله لا أسلمك لشيء أبدا.
(المنتظم ج2/ص368)


22- صفوان بن المعطل
صفوان بن المعطل بن رحضة بن المؤمل بن خزاعي أبو عمرو أسلم قبل غزاة المريسيع وشهدها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يومئذ على ساقة الناس من ورائهم واتفق أن عقد عائشة ضاع فأقامت على التماسه فرحل القوم فجاء صفوان فرآها فأناخ بعيره فركبت فلحق بها الجيش فتكلم أهل الإفك فحلف صفوان لئن أنزل الله عذره ليضربن حسان بن ثابت بالسيف فلما نزل العذر ضرب حسان بن ثابت بالسيف على كتفه فأخذه قوم حسان وأتوا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفعه إليهم ليقتصوا منه فلما أدبروا بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل لهم هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي فترك حسان ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي عليه السلام دعوا حسان فإنه يحب الله ورسوله وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم حسانا شبرين عوضا ثم شهد صفوان الخندق والمشاهد بعدها وكان مع كرز بن جابر في طلب العرنيين الذين أغاروا على لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي بشمشاط في هذه السنة .
(المنتظم ج5/ص330)


23- الله أرحم بعباده
روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجتاز في بعض سكك المدينة مع أصحابه فأقسمت عليه امرأة أن يدخلوا منزلها فدخلوا فرأوا نارا مضرمة وأولاد المرأة يلعبون حولها فقالت يا نبي الله الله أرحم بعباده أم أنا بأولادي فقال بل الله أرحم فإنه أرحم الراحمين فقالت يا رسول الله أتراني أحب أن القي ولدي في النار قال لا قالت فكيف يلقي الله عباده فيها وهو أرحم بهم قال الراوي فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هكذا أوحي إلي.
(التعريفات ج1/ص124)


24- البكاء عند استلام الحجر الأسود
حدثنا سلمة بن شيب نا يعلي بن عبيد حدثنا محمد بن عون عن نافع عن بن عمر قال استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجر فاستلمه ثم وضع شفتيه عليه يبكي طويلا فالتفت فإذا هو بعمر يبكي فقال يا عمر ها هنا تسكب العبرات .
(صحيح ابن خزيمة ج4:ص212)

25- البكاء والدعاء في السجود في صلاة الكسوف
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا يوسف بن موسى ثنا جرير عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال انكسفت الشمس يوما على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي فقام حتى لم يكد أن يركع ثم ركع حتى لم يكد يرفع رأسه ثم رفع رأسه فلم يكد أن يسجد ثم سجد فلم يكد أن يرفع رأسه فجعل ينفخ ويبكي ويقول رب ألم تعدني أن لا تعذبهم وأنا فيهم رب ألم تعدني أن لا تعذبهم ونحن نستغفرك فلما صلى ركعتين انجلت الشمس فقام فحمد الله وأثنى عليه وقال إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله فإذا انكسفا فافزعوا إلى ذكر الله ثم قال لقد عرضت علي الجنة حتى لو شئت تعاطيت قطفا من قطوفها وعرضت علي النار فجعلت أنفخها فخفت أن يغشاكم فجعلت أقول رب ألم تعدني أن لا تعذبهم وأنا فيهم رب ألم تعدني ألا تعذبهم وهم يستغفرون قال فرأيت فيها الحميرية السوداء الطويلة صاحبة الهرة كانت تحبسها فلم تطعمها ولم تسقها ولا تتركها تأكل من حشاش الأرض فرأيتها كلما أدبرت نهشتها وكلما أقبلت نهشتها في النار ورأيت صاحب السبتيتين أخا بني دعدع يدفع في النار بعصا ذي شعبتين ورأيت صاحب المحجن في النار الذي كان يسرق الحاج بمحجنه ويقول إني لا أسرق إنما يسرق المحجن فرأيته في النار متكئا على محجنه.
(صحيح ابن خزيمة ج2:ص322)


26- تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم
أخبرنا عمران بن موسى حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن زكريا بن إبراهيم بن سويد النخعي حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء قال دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة فقالت لعبيد بن عمير قد آن لك أن تزور فقال أقول يا أمة كما قال الأول زر غبا تزدد حبا قال فقالت دعونا من بطالتكم هذه قال ابن عمير أخبرينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فسكتت ثم قالت لما كان ليلة من الليالي قال يا عائشة ذريني أتعبد الليلة لربي قلت والله إني لأحب قربك وأحب ما يسرك قالت فقام فتطهر ثم قام يصلي قالت فلم يزل يبكي حتى بل حجره قالت وكان جالسا فلم يزل يبكي صلى الله عليه وسلم حتى بل لحيته قالت ثم بكى حتى بل الأرض فجاء بلال يؤذنه بالصلاة فلما رآه يبكي قال يا رسول الله تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم .
(موارد الظمآن ج1:ص139)



27- أزيز كأزيز المرجل
أنبأ سويد بن نضر قال أنبأ عبد الله هو بن المبارك عن حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن مطرف عن أبيه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل يعني يبكي .
(سنن النسائي الكبرى ج1:ص195)


28- المؤمن بخير على كل حال
أنبأ هناد بن السري قال حدثنا أبو الأحوص عن عطاء بن السائب عن عكرمة عن بن عباس قال حضرت ابنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم صغيرة فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم فضمها إلى صدره ثم وضع يده عليها فقبضت وهي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكت أم أيمن فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أم أيمن أتبكين ورسول الله صلى الله عليه وسلم عندك فقالت ما لي لا أبكي ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لست أبكي ولكنها رحمة ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن بخير على كل حال تنزع نفسه من بين جنبيه وهو يحمد الله .
(سنن النسائي الكبرى ج1:ص605)


29- البكاء على المنبر
وعن معاذ بن رفاعة عن أبيه قال قام أبو بكر الصديق على المنبر ثم بكى فقال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عام أول على المنبر ثم بكى فقال سلوا الله العفو والعافية فإن أحدا لم يعط بعد اليقين خيرا من العافية .
(رواه الترمذي)



تم الانتهاء من هذا الكتاب بإذن الله تعالى ومشيئته
يوم الاثنين 27/10/1429هـ الموافق 27/10/2008م
---------------------------
ahmedaly240@hotmail.com
ahmedaly2407@gmail.com

غير معرف يقول...

100 ضحكة وابتسامة
للنبي
صلى الله عليه وسلم

تأليف
أبو إسلام أحمد بن علي
غفر الله تعالى له ولوالديه ولزوجته ولأولاده وللمسلمين أجمعين


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب
وبعد :
هذا الكتاب عبارة عن عرض لضحكات الرسول صلى الله عليه وسلم وابتساماته مع الصحابة ومع أزواجه ومع الآخرين , وقد رصدنا أكثر من 100 موقف ضحك أو ابتسم فيها النبي صلى الله عليه وسلم , وعندما تقرأ في هذا الكتاب ترى كثيراً من أخلاق الرسول الكريمة من التسامح والشفقة والرحمة والحلم وتعليمه للأمة وتفكهه في كثير من المواقف مع الصحابة , وقد صدق الله العظيم في كتابه الكريم عندما تكلم عن ((( النبي محمد صلى الله عليه وسلم ))) فقال تعالى :
{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }آل عمران159
نبتهل إلى الله تعالى أن يتقبل عملنا هذا خالصاً لوجهه الكريم , عسى أن ينفع به وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه , وأن نعي ونتأسى ونتبع سنة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فإنها خير الطريق إلى جنة الخلد بإذن الله تعالى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
المؤلف
أبو إسلام أحمد بن علي


1- الاقتراع على الغلام
لما كان علي باليمن أتاه ثلاثة نفر يختصمون في غلام فقال كل منهم هو ابني فأقرع بينهم فجعل الولد للقارع وجعل عليه للرجلين الآخرين ثلثي الدية فبلغ ذلك النبي  فضحك حتى بدت نواجذه من قضاء علي  .
( أضواء البيان ج4/ص194)

2- صليت بأصحابك وأنت جنب
روى أبو داؤد والدارقطني عن يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبي حبيب عن عمران بن أبي أنس عن عبد الرحمن بن جبير عن عمرو بن العاص قال احتلمت في ليلة باردة في غزوة ذات السلاسل فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك فتيممت ثم صليت بأصحابي الصبح فذكروا ذلك لرسول الله  فقال يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال وقلت إني سمعت الله عز وجل يقول( ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ) فضحك نبي الله  ولم يقل شيئا فدل هذا الحديث على إباحة التيمم مع الخوف لا مع اليقين.
(تفسير القرطبي ج5/ص217)
3- فتمرغت في التراب
عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن عبد الرحمن بن أبزى قال كنا عند عمر فأتاه رجل فقال يا أمير المؤمنين إنما نمكث الشهر والشهرين ولا نجد الماء فقال عمر أما أنا فإذا لم أجد الماء لم أكن لأصلي حتى أجد الماء فقال عمار بن ياسر أتذكر يا أمير المؤمنين حيث كنت بمكان كذا وكذا ونحن نرعى الإبل فتعلم أنا أجنبنا قال نعم فأما أنا فتمرغت في التراب فأتيت النبي  فضحك وقال إن كان الصعيد لكافيك وضرب بكفيه إلى الأرض ثم نفخ فيهما ثم مسح وجهه وبعض ذراعيه قال اتق الله يا عمار قال يا أمير المؤمنين إن شئت لم أذكره قال لا ولكن نوليك من ذلك ما توليت .
(سنن النسائي الكبرى ج1/ص133)

4- كلمات تذهب السقم والضر
عن أبي هريرة  قال خرجت أنا ورسول الله  ويده في يدي أو يدي في يده فأتى على رجل رث الهيئة فقال أي فلان ما بلغ بك ما أرى قال السقم والضر يا رسول الله قال ألا أعلمك كلمات تذهب عنك السقم والضر قال لي ما يسرني أن شهدت بها معك بدرا أو أحدا قال فضحك رسول الله  وقال وهل يدرك أهل بدر وأهل أحد ما يدرك الفقير القانع قال فقال أبو هريرة يا رسول الله إياي فعلمني قال فقل يا أبا هريرة (توكلت على الحي الذي لا يموت الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا ) قال فأتى علي رسول الله  وقد حسنت حالي قال: فقال لي مهيم قال: قلت يا رسول الله لم أزل أقول الكلمات التي علمتني. (تفسير ابن كثير ج3/ص71)

5- فتبارك الله أحسن الخالقين
وعن عامر الشعبي عن زيد بن ثابت الأنصاري قال أملى علي رسول الله  هذه الآية ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ... إلى قوله خلقا آخر ) فقال معاذ فتبارك الله أحسن الخالقين فضحك رسول الله  فقال له معاذ مم تضحك يا رسول الله فقال بها ختمت فتبارك الله أحسن الخالقين . (تفسير ابن كثير ج3/ص242)

6- فعنكن كنت أناضل
روى مسلم والنسائي عن أنس بن مالك قال كنا عند النبي  فضحك حتى بدت نواجذه ثم قال أتدرون مم أضحك قلنا الله ورسوله أعلم قال من مجادلة العبد لربه يقول يارب ألم تجرني من الظلم فيقول بلى فيقول لا أجيز علي إلا شاهدا من نفسي فيقول كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا وبالكرام عليك شهودا فيختم على فيه ويقال لأركانه انطقي فتنطق بعمله ثم يخلى بينه وبين الكلام فيقول بعداً لكن وسحقاً فعنكن كنت أناضل . (تفسير ابن كثير ج3/ص278)
6- نحوا عنه كبار ذنوبه
قال الإمام أحمد حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن المعرور بن سويد عن أبي ذر  قال قال رسول الله  إني لأعرف آخر أهل النار خروجا من النار وآخر أهل الجنة دخولا إلى الجنة يؤتى برجل فيقول نحوا عنه كبار ذنوبه وسلوه عن صغارها قال فيقال له عملت يوم كذا كذا وكذا وعملت يوم كذا كذا وكذا فيقول نعم لا يستطيع أن ينكر من ذلك شيئا فيقال فإن لك بكل سيئة حسنة فيقول يا رب عملت أشياء لا أراها ها هنا قال فضحك رسول الله  حتى بدت نواجذه (أخرجه مسلم).
(تفسير ابن كثير ج3/ص328)

7- أتستهزئ مني وأنت رب العالمين
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان بن مسلم حدثنا حماد بن سلمة حدثنا ثابت عن أنس عن بن مسعود أن رسول الله  قال آخر من يدخل الجنة رجل فهو يمشي مرة ويكبو مرة وتسفعه النار مرة فإذا ما جاوزها التفت إليها فقال تبارك الذي نجاني منك لقد أعطاني الله شيئا ما أعطاه أحدا من الأولين والآخرين فترفع له شجرة فيقول أي رب أدنني من هذه الشجرة فلأستظل بظلها وأشرب من مائها فيقول الله عز وجل يا بن آدم لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها فيقول لا يا رب ويعاهده أن لا يسأله غيرها وربه يعذره لأنه يرى مالا صبر له عليه فيدنيه منها فيستظل بظلها ويشرب من مائها ثم ترفع له شجرة هي أحسن من الأولى فيقول أي رب أدنني من هذه لأشرب من مائها وأستظل بظلها لا أسألك غيرها فيقول يا بن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها فيقول لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها فيعاهده أن لا يسأله غيرها وربه يعذره لأنه يرى مالا صبر له عليه فيدنيه منها فيستظل بظلها ويشرب من مائها ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة هي أحسن من الأوليين فيقول أي رب أدنني من هذه لأستظل بظلها وأشرب من مائها لا أسألك غيرها فيقول يا بن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها قال بلى يا رب هذه لا أسألك غيرها وربه يعذره لأنه يرى مالا صبر له عليها فيدنيه منها فإذا أدناه منها فيسمع أصوات أهل الجنة فيقول أي رب أدخلنيها فيقول يا بن آدم ما يصريني منك أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها قال يا رب أتستهزئ مني وأنت رب العالمين فضحك بن مسعود فقال ألا تسألوني مم أضحك فقالوا مم تضحك قال هكذا ضحك رسول الله  فقالوا مم تضحك يا رسول الله قال من ضحك رب العالمين حين قال أتستهزئ مني وأنت رب العالمين فيقول إني لا أستهزئ منك ولكني على ما أشاء قادر.
(صحيح مسلم ج1/ص174)

8- ولكن الله يهدي من يشاء
وقال بن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا أبو سلمة حدثنا حماد بن سلمة حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن أبي راشد قال كان رسول قيصر جاء إلي قال كتب معي قيصر إلى رسول الله  كتابا فأتيته فدفعت الكتاب فوضعه في حجره ثم قال ممن الرجل قلت من تنوخ قال هل لك في دين أبيك إبراهيم الحنيفية قلت إني رسول قوم وعلى دينهم حتى أرجع إليهم فضحك رسول الله ونظر إلى أصحابه وقال إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء. (تفسير ابن كثير ج3/ص396)

9- فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة
وعن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها قالت لما نزلت آية التخيير بدأ بي رسول الله  فقال يا عائشة إني عارض عليك أمرا فلا تفتاتي فيه بشيء حتى تعرضيه على أبويك أبي بكر وأم رومان رضي الله عنهما فقلت يا رسول الله وما هو قال:  قال: الله عز وجل (يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما) قالت : فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة ولا أؤامر في ذلك أبوي أبا بكر وأم رومان رضي الله عنهما فضحك رسول الله  ثم استقرأ الحجر فقال إن عائشة رضي الله عنها قالت كذا وكذا فقلن ونحن نقول مثل ما قالت عائشة رضي الله عنهن كلهن . (تفسير ابن كثير ج3/ص481)


10- المرآتان اللتان تظاهرتا على النبي 
عن بن عباس رضي الله عنهما قال لبثت سنة وأنا أريد أن أسأل عمر عن المرأتين اللتين تظاهرتا على النبي  فجعلت أهابه فنزل يوما منزلا فدخل الأراك فلما خرج سألته فقال عائشة وحفصة ثم قال كنا في الجاهلية لا نعد النساء شيئا فلما جاء الإسلام وذكرهن الله رأينا لهن بذلك علينا حقا من غير أن يدخلهن في شيء من أمورنا وكان بيني وبين امرأتي كلام فأغلظت لي فقلت لها وإنك لهناك قالت تقول هذا لي وابنتك تؤذي النبي  فأتيت حفصة فقلت لها إني أحذرك أن تعصي الله ورسوله وتقدمت إليها في أذاه فأتيت أم سلمة فقلت لها فقالت أعجب منك يا عمر قد دخلت في أمورنا فلم يبق إلا أن تدخل بين رسول الله  وأزواجه فرددت وكان رجل من الأنصار إذا غاب عن رسول الله  وشهدته أتيته بما يكون وإذا غبت عن رسول الله  وشهد أتاني بما يكون من رسول الله  وكان من حول رسول الله  قد استقام له فلم يبق إلا ملك غسان بالشام كنا نخاف أن يأتينا فما شعرت إلا بالأنصاري وهو يقول إنه قد حدث أمر قلت له وما هو أجاء الغساني قال أعظم من ذاك طلق رسول الله  نساءه فجئت فإذا البكاء من حجرهن كلها وإذا النبي  قد صعد في مشربة له وعلى باب المشربة وصيف فأتيته فقلت استأذن لي فأذن لي فدخلت فإذا النبي  على حصير قد أثر في جنبه وتحت رأسه مرفقة من آدم حشوها ليف وإذا أهب معلقة وقرظ فذكرت الذي قلت لحفصة وأم سلمة والذي ردت علي أم سلمة فضحك رسول الله  فلبث تسعا وعشرين ليلة ثم نزل .
(صحيح البخاري ج5/ص2197)



11- هن حولي يسألنني النفقة
عن جابر قال أقبل أبو بكر يستأذن على رسول الله  والناس ببابه جلوس والنبي  جالس فلم يؤذن له ثم أقبل عمر  فاستأذن فلم يؤذن له ثم أذن لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما فدخلا والنبي  جالس وحوله نساؤه وهو  ساكت فقال  عنه لأكلمن النبي  لعله يضحك فقال عمر  يا رسول الله لو رأيت ابنة زيد امرأة عمر سألتني النفقة آنفا فوجأت عنقها فضحك النبي  حتى بدت نواجذه وقال هن حولي يسألنني النفقة فقام أبو بكر  إلى عائشة ليضربها وقام عمر  إلى حفصة كلاهما يقولان تسألان النبي  ما ليس عنده فنهاهما رسول الله  فقلن والله لا نسأل رسول الله  بعد هذا المجلس ما ليس عنده.
(تفسير ابن كثير ج3/ص482)

12- ابن الذبيحين
حدثني عبد الله بن سعيد عن الصنابحي قال كنا عند معاوية بن أبي سفيان فذكروا الذبيح إسماعيل أو إسحاق فقال على الخبير سقطتم كنا عند رسول الله  فجاءه رجل فقال يا رسول الله عد علي مما أفاء الله عليك يا بن الذبيحين فضحك رسول الله فقيل له يا أمير المؤمنين وما الذبيحان فقال إن عبد المطلب لما أمر بحفر زمزم نذر لله إن سهل الله له أمرها عليه ليذبحن أحد ولده قال فخرج السهم على عبد الله فمنعه أخواله وقالوا افد ابنك بمائة من الإبل ففداه بمائة من الإبل والثاني إسماعيل ( تفسير ابن كثير ج4/ص19)

13- فرس له جناحان
حدثنا سعيد بن أبي مريم أخبرنا يحيى بن أيوب حدثني عمارة بن غزية إن محمد بن إبراهيم حدثه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة رضي الله عنها قالت قدم رسول الله  من غزوة تبوك أو خيبر وفي سهوتها ستر فهبت الريح فكشفت ناحية الستر عن بنات لعائشة رضي الله عنها لعب فقال  ماهذا يا عائشة قالت رضي الله عنها بناتي ورأى بينهن فرسا له جناحان من رقاع فقال  ماهذا الذي أرى وسطهن قالت رضي الله عنها فرس قال رسول الله  ما هذا الذي عليه قالت رضي الله عنها جناحان قال  عليه وسلم فرس له جناحان قالت رضي الله عنها أما سمعت أن سليمان عليه الصلاة والسلام كانت له خيل لها أجنحة قالت رضي الله عنها فضحك  حتى رأيت نواجذه  (تفسير ابن كثير ج4/ص34)

14- والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة
عن عبد الله بن مسعود  قال جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله  فقال يا محمد إنا نجد أن الله عز وجل يجعل السماوات على أصبع و الأرضين على إصبع والشجر على إصبع والماء والثرى على أصبع وسائر الخلق على أصبع فيقول أنا الملك فضحك رسول الله  حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر ثم قرأ رسول الله  (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة ) .
(تفسير ابن كثير ج4/ص63)

15- ركوب الدابة
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: إن رسول الله أردفه على دابته فلما استوى عليها كبر رسول الله  ثلاثا وحمد ثلاثا وسبح ثلاثا وهلل الله واحدة ثم استلقى عليه وضحك ثم أقبل عليه فقال: ما من امرئ مسلم يركب دابة فيصنع كما صنعت إلا أقبل الله عز وجل عليه فضحك إليه كما ضحكت إليك .
(تفسير ابن كثير ج4/ص125)

16- سبحان الذي سخر لنا هذا
عن المنهال بن عمرو عن علي بن ربيعة أنه كان ردفا لعلي  فلما وضع رجله في الركاب قال بسم الله فلما استوى على ظهر الدابة قال الحمد لله ثلاثا والله أكبر ثلاثا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين الآية ثم قال لا إله إلا أنت سبحانك إني قد ظلمت نفسي فاغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ثم مال إلى أحد شقيه فضحك فقلت يا أمير المؤمنين ما يضحكك قال أني كنت ردف النبي  فصنع رسول الله  كما صنعت فسألته كما سألتني فقال رسول الله  إن الله ليعجب إلى العبد إذا قال لا إله إلا أنت أني قد ظلمت نفسي فاغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت قال عبدي عرف أن له ربا يغفر ويعاقب(صحيح مسلم).
(المستدرك على الصحيحين ج2/ص108)

17- حكاية سواد بن قارب
عن البراء  قال بينما عمر بن الخطاب  يخطب الناس على منبر رسول الله  إذ قال أيها الناس أفيكم سواد بن قارب قال: فلم يجبه أحد تلك السنة فلما كانت السنة المقبلة قال أيها الناس أفيكم سواد بن قارب قال :فقلت يا أمير المؤمنين وما سواد بن قارب قال: فقال له عمر رضي الله عنه إن سواد بن قارب كان بدء إسلامه شيئا عجيبا قال فبينما نحن كذلك إذ طلع سواد بن قارب قال فقال له عمر  يا سواد حدثنا ببدء إسلامك كيف كان قال سواد  فإني كنت نازلا بالهند وكان لي رئي من الجن قال فبينا أنا ذات ليلة نائم إذ جاءني في منامي ذلك قال قم فافهم واعقل إن كنت تعقل قد بعث رسول من لؤي بن غالب ثم أنشأ يقول :
عجبت للجن وتحساسها وشدها العيس بأحلاسها
تهوي إلى مكة تبغي الهدى ما خير الجن كأنحاسها
فانهض إلى الصفوة من هاشم واسم بعينيك إلى رأسها
قال : ثم أنبهني فأفزعني وقال يا سواد بن قارب إن الله عز وجل بعث نبيا فانهض إليه تهتد وترشد فلما كان من الليلة الثانية أتاني فانبهني ثم أنشأ يقول :
عجبت للجن وتطلابها وشدها العيس بأقتابها
تهوي إلى مكة تبغي الهدى ليس قداماها كأذنابها
فانهض إلى الصفوة من هاشم واسم بعينيك إلى قابها
فلما كان في الليلة الثالثة أتاني فأنبهني ثم قال:
عجبت للجن وتخبارها وشدها العيس بأكوارها
تهوى إلى مكة تبغي الهدى ليس ذوو الشر كأخيارها
فانهض إلى الصفوة من هاشم ما مؤمنو الجن ككفارها
قال: فلما سمعته تكرر ليلة بعد ليلة وقع في قلبي حب الإسلام من أمر رسول الله  ما شاء الله قال فانطلقت إلى رحلي فشددته على راحلتي فما حللت تسعة ولا عقدت أخرى حتى أتيت رسول الله  فإذا هو بالمدينة يعني مكة والناس عليه كعرف الفرس فلما رآني النبي  قال مرحبا بك يا سواد بن قارب قد علمنا ما جاء بك قال قلت يا رسول الله قد قلت شعرا فاسمعه مني قال  قل يا سواد فقلت :
أتاني رئي بعد ليل وهجعة ولم يك فيما قد بلوت بكاذب
ثلاث ليال قوله كل ليلة أتاك رسول من لؤي بن غالب
فشمرت عن ساقي الإزار ووسطت بي الدعلب الوجناء بين السباسب
فأشهد أن الله لا رب غيره وأنك مأمون على كل غائب
وأنك أدنى المرسلين وسيل إلى الله يا بن الأكرمين الأطايب
فمرنا بما يأتيك يا خير مرسل وإن كان فيما جاء شيب الذوائب
وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة سواك بمغن عن سواد بن قارب
قال فضحك النبي  حتى بدت نواجذه وقال لي أفلحت يا سواد فقال له عمر  هل يأتيك رئيك الآن فقال منذ قرأت القرآن لم يأتني ونعم العوض كتاب الله عز وجل من الجن. (تفسير ابن كثير ج4/ص169)

18- ألا تبايع يا سلمة
حدثنا عبد الملك بن عمرو حدثنا عكرمة بن عمار اليمامي عن إياس بن سلمة عن أبيه سلمة بن الأكوع  قال قدمنا الحديبية مع رسول الله  ونحن أربع عشرة مئة وعليها خمسون شاة لا ترويها فقعد رسول الله  على جباها يعني الركى فإما دعا وإما بصق فيها فجاشت فسقينا واستقينا قال ثم إن رسول الله  دعا إلى البيعة في أصل الشجرة فبايعته أول الناس ثم بايع وبايع حتى إذا كان في وسط الناس قال  بايعني يا سلمة قال: قلت يا رسول الله قد بايعتك في أول الناس قال  وأيضا قال ورآني رسول الله  عزلا فأعطاني حجفة أو درقة ثم بايع حتى إذا كان في آخر الناس قال  ألا تبايع يا سلمة قال: قلت يا رسول الله قد بايعتك في أول الناس وأوسطهم قال :  وأيضا فبايعته الثالثة فقال رسول الله  يا سلمة أين حجفتك أو درقتك التي أعطيتك قال قلت يا رسول الله لقيني عامر عزلا فأعطيتها إياه فضحك رسول الله  ثم قال إنك كالذي قال الأول اللهم أبغني حبيبا هو أحب إلي من نفسي. (تفسير ابن كثير ج4/ص188)

19- بيعة النساء
وعن عبادة بن الصامت قال كنت فيمن حضر العقبة الأولى وكنا اثني عشر رجلا فبايعنا رسول الله  على بيعة النساء- وذلك قبل أن يفرض الحرب- على أن لا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل أولادنا ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيه في معروف وقال فإن وفيتم فلكم الجنة رواه بن أبي حاتم وقد روى بن جرير من طريق العوفي عن بن عباس أن رسول الله  أمر عمر بن الخطاب فقال :قل لهن أن رسول الله  يبايعكن على أن لا تشركن بالله شيئا وكانت هند بنت عتبة بن ربيعة التي شقت بطن حمزة متنكرة في النساء فقالت إني إن أتكلم يعرفني وإن عرفني قتلني وإنما تنكرت فرقا من رسول الله  فسكت النسوة اللاتي مع هند وأبين أن يتكلمن فقالت هند وهي متنكرة كيف تقبل من النساء شيئا لم تقبله من الرجال فنظر إليها رسول الله  وقال لعمر قل لهن ولا يسرقن قالت هند والله إني لأصيب من أبي سفيان الهنات ما أدري أيحلهن لي أم لا قال أبو سفيان ما أصبت من شيء مضى أو قد بقي فهو لك حلال فضحك رسول الله  وعرفها فدعاها فأخذت بيده فعاذت به فقال أنت هند قالت عفا الله عما سلف فصرف عنها رسول الله  فقال ولا يزنين فقالت يا رسول الله وهل تزني امرأة حرة قال لا والله ما تزني الحرة قال ولا يقتلن أولادهن قالت هند أنت قتلتهم يوم بدر فأنت وهم أبصر قال ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن قال ولا يعصينك في معروف قال منعهن أن ينحن وكان أهل الجاهلية يمزقن الثياب ويخدشن الوجوه ويقطعن الشعور ويدعون بالويل والثبور . (تفسير ابن كثير ج4/ص354)

20- الخيط الأبيض من الخيط الأسود
حدثنا أبو كريب قال ثنا بن نمير وعبد الرحيم بن سليمان عن مجالد عن سعيد عن عامر عن عدي بن حاتم قال أتيت رسول الله فعلمني الإسلام ونعت لي الصلوات كيف أصلي كل صلاة لوقتها ثم قال إذا جاء رمضان فكل واشرب حتى يتبين لك الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتم الصيام إلى الليل ولم أدر ما هو ففتلت خيطين من أبيض وأسود فنظرت فيهما عند الفجر فرأيتهما سواء فأتيت رسول الله فقلت يا رسول الله كل شيء أوصيتني قد حفظت غير الخيط الأبيض من الخيط الأسود قال وما منعك يا بن حاتم وتبسم كأنه قد علم ما فعلت قلت فتلت خيطين من أبيض وأسود فنظرت فيهما من الليل فوجدتهما سواء فضحك رسول الله حتى رئي نواجذه ثم قال ألم أقل لك من الفجر إنما هو ضوء النهار وظلمة الليل.
(تفسير الطبري ج2/ص172)

21- إبليس يضع التراب على رأسه
وعن العباس بن مرداس السلمي قال :قال رسول الله دعوت الله يوم عرفة أن يغفر لأمتي ذنوبها فأجابني أن قد غفرت إلا ذنوبها بينها وبين خلقي فأعدت الدعاء يومئذ فلم أجب بشيء فلما كان غداة المزدلفة قلت يا رب إنك قادر أن تعوض هذا المظلوم من ظلامته وتغفر لهذا الظالم فأجابني أن قد غفرت قال فضحك رسول الله قال فقلنا يا رسول الله رأيناك تضحك في يوم لم تكن تضحك فيه قال ضحكت من عدو الله إبليس لما سمع بما سمع إذا هو يدعو بالويل والثبور ويضع التراب على رأسه .
(تفسير الطبري ج2/ص294)

22- آمنت بالله وكذبت البصر
وروى عن عكرمة قال كان ابن رواحة مضطجعا إلى جنب امرأته فقام إلى جارية له في ناحية الحجرة فوقع عليها وفزعت امرأته فلم تجده في مضجعه فقامت فخرجت فرأته على جاريته فرجعت إلى البيت فأخذت الشفرة ثم خرجت وفرغ فقام فلقيها تحمل الشفرة فقال مهيم قالت مهيم لو أدركتك حيث رأيتك لوجأت بين كتفيك بهذه الشفرة قال وأين رأيتني قالت رأيتك على الجارية فقال ما رأيتني وقد نهى رسول الله  أن يقرأ أحدنا القرآن وهو جنب قالت فاقرأ وكانت لا تقرأ القرآن فقال أتانا رسول الله يتلو كتابه كما لاح مشهور من الفجر ساطع أتى بالهدى بعد العمى فقلوبنا به موقنات أن ما قال واقع يبيت يجافي جنبه عن فراشه إذا استثقلت بالمشركين المضاجع فقالت : آمنت بالله وكذبت البصر ثم غدا على رسول الله  فأخبره فضحك حتى بدت نواجذه  . (تفسير القرطبي ج5/ص209)

23- ثلاث من كن فيه فهو منافق
عن سعيد بن جبير عن بن عمر وبن عباس قالا أتينا رسول الله  في أناس من أصحابه فقلنا يا رسول الله إنك قلت ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن صام وصلى وزعم أنه مؤمن إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان ومن كانت فيه خصلة منهن ففيه ثلث النفاق فظننا أنا لم نسلم منهن أو من بعضهن ولم يسلم منهن كثير من الناس قال فضحك رسول الله  وقال ما لكم ولهن إنما خصصت بهن المنافقين كما خصهم الله في كتابه أما قولي إذا حدث كذب فذلك قوله عز وجل إذا جاءك المنافقون الآية أفأنتم تفسير كذلك ؟ قلنا :لا قال: لا عليكم أنتم من ذلك براء وأما قولي إذا وعد أخلف فذلك فيما أنزل الله علي ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله الآيات الثلاث أفأنتم كذلك ؟ قلنا لا والله لو عاهدنا الله على شيء أوفينا به قال: لا عليكم أنتم من ذلك برآء وأما قولي إذا اؤتمن خان فذلك فيما أنزل الله علي إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال الآية فكل إنسان مؤتمن على دينه فالمؤمن يغتسل من الجنابة في السر والعلانية والمنافق لا يفعل ذلك إلا في العلانية أفأنتم كذلك ؟ قلنا لا قال لا عليكم أنتم من ذلك برآء. (تفسير القرطبي ج8/ص213)

24- أرم فداك أبي وأمي
عن جابر بن سمرة وقيل له أكنت تجالس النبي  قال نعم كثيرا كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح أو الغداة حتى تطلع الشمس فإذا طلعت قام وكانوا يتحدثون ويأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون ويتبسم وفيه عن سعد قال كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين فقال له النبي  أرم فداك أبي وأمي قال فنزعت له بسهم ليس فيه نصل فأصبت جنبه فسقط فانكشفت عورته فضحك رسول الله  حتى نظرت إلى نواجذه فكان عليه السلام في أكثر أحواله يتبسم وكان أيضا يضحك في أحوال أخر ضحكا أعلى من التبسم وأقل من الاستغراق الذي تبدو فيه اللهوات وكان في النادر عند إفراط تعجبه ربما ضحك حتى بدت نواجذه .
(من تفسير القرطبي ج13/ص175)

25- رأيت بياض خلخالها
روى جماعة من الأئمة منهم بن ماجة والنسائي عن بن عباس أن رجلا ظاهر من امرأته فغشيها قبل أن يكفّر فأتى النبي  فذكر ذلك له فقال ما حملك على ذلك فقال يا رسول الله رأيت بياض خلخالها في ضوء القمر فلم أملك نفسي أن وقعت عليها فضحك النبي  وأمره ألا يقربها حتى يكفّر.
(تفسير القرطبي ج17/ص277)

26- يا رسول الله هلكت
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة  قال بينما نحن جلوس عند النبي  إذ جاءه رجل فقال يا رسول الله هلكت قال ما لك قال وقعت على امرأتي وأنا صائم فقال رسول الله  هل تجد رقبة تعتقها قال لا قال فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين قال لا فقال فهل تجد إطعام ستين مسكينا قال لا قال فمكث النبي  فبينا نحن على ذلك أتي النبي  بعرق فيه تمر والعرق المكتل قال أين السائل فقال أنا قال خذ هذا فتصدق به فقال الرجل أعلى أفقر مني يا رسول الله فوالله ما بين لابتيها- يريد الحرتين- أهل بيت أفقر من أهل بيتي فضحك النبي  حتى بدت أنيابه ثم قال أطعمه أهلك .
(صحيح البخاري ج2/ص684)

27- اضربوا لي معكم بسهم
عن أبي سعيد  قال انطلق نفر من أصحاب النبي  في سفرة سافروها حتى نزلوا على حي من أحياء العرب فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم فلُدِغ سيد ذلك الحي فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء فقال بعضهم لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعله أن يكون عند بعضهم شيء فأتوهم فقالوا يا أيها الرهط إن سيدنا لدغ وسعينا له بكل شيء لا ينفعه فهل عند أحد منكم من شيء فقال بعضهم نعم والله إني لأرقي ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلا فصالحوهم على قطيع من الغنم فانطلق يتفل عليه ويقرأ الحمد لله رب العالمين فكأنما نشط من عقال فانطلق يمشي وما به قلبة قال :فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه فقال :بعضهم اقسموا فقال:الذي رقى لا تفعلوا حتى نأتي النبي  فنذكر له الذي كان فننظر ما يأمرنا فقدموا على رسول الله  فذكروا له فقال وما يدريك أنها رقية ثم قال قد أصبتم اقسموا واضربوا لي معكم سهما فضحك رسول الله  .
(صحيح البخاري ج2/ص795)

28- وأما نحن فلسنا بأصحاب زرع
عن هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة  أن النبي  كان يوما يحدث وعنده رجل من أهل البادية , أن رجلا من أهل الجنة استأذن ربه في الزرع فقال له: ألست فيما شئت قال :بلى ولكني أحب أن أزرع قال :فبذر فبادر الطرف نباته واستواؤه واستحصاده فكان أمثال الجبال فيقول الله دونك يا بن آدم فإنه لا يشبعك شيء , فقال الأعرابي: والله لا تجده إلا قرشيا أو أنصاريا فإنهم أصحاب زرع وأما نحن فلسنا بأصحاب زرع فضحك النبي  .
(صحيح البخاري ج2/ص826)

29- وفاء الدين ببركة الرسول 
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال توفي أبي وعليه دين فعرضت على غرمائه أن يأخذوا التمر بما عليه فأبوا ولم يروا أن فيه وفاء فأتيت النبي  فذكرت ذلك له فقال إذا جددته فوضعته في المربد آذنت رسول الله  فجاء ومعه أبو بكر وعمر فجلس عليه ودعا بالبركة ثم قال ادع غرماءك فأوفهم فما تركت أحدا له على أبي دين إلا قضيته وفضل ثلاثة عشر وسقا سبعة عجوة وستة لون أو ستة عجوة وسبعة لون فوافيت مع رسول الله  المغرب فذكرت ذلك له فضحك فقال ائت أبا بكر وعمر فأخبرهما فقالا لقد علمنا إذ صنع رسول الله ما صنع أن سيكون ذلك .
(صحيح البخاري ج2/ص964)

30- أدع الله أن يجعلني منهم
عن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري قال سمعت أنسا  يقول دخل رسول الله  على ابنه ملحان فاتكأ عندها ثم ضحك فقالت لم تضحك يا رسول الله فقال ناس من أمتي يركبون البحر الأخضر في سبيل الله مثلهم مثل الملوك على الأسرة فقالت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم قال اللهم اجعلها منهم ثم عاد فضحك فقالت له مثل أو مم ذلك فقال لها مثل ذلك فقالت ادع الله أن يجعلني منهم قال أنت من الأولين ولست من الآخرين قال قال أنس فتزوجت عبادة بن الصامت فركبت البحر مع بنت قرظه فلما قفلت ركبت دابتها فوقصت بها فسقطت عنها فماتت .
(صحيح البخاري ج3/ص1055)

31- غلظ الأعرابي وحلم الرسول 
حدثنا يحيى بن بكير حدثنا مالك عن إسحاق بن عبد الله عن أنس بن مالك  قال كنت أمشي مع النبي  وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجذبه جذبه شديدة حتى نظرت إلى صفحة عاتق النبي  قد أثرت به حاشية الرداء من شدة جذبته ثم قال مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء.
( صحيح البخاري ج3/ص1148)

32- إنا قافلون غدا إن شاء الله
عن عبد الله بن عمر  قال: لما حاصر رسول الله  الطائف فلم ينل منهم شيئا قال: إنا قافلون إن شاء الله فثقل عليهم وقالوا :نذهب ولا نفتحه وقال مرة نقفل فقال: اغدوا على القتال فغدوا فأصابهم جراح فقال: إنا قافلون غدا إن شاء الله فأعجبهم فضحك النبي  وقال سفيان مرة فتبسم.
(صحيح البخاري ج4/ص1572)

33- استسقاء النبي 
عن قتادة عن أنس  أن رجلا جاء إلى النبي  يوم الجمعة وهو يخطب بالمدينة فقال قحط المطر فاستسق ربك فنظر إلى السماء وما نرى من سحاب فاستسقى فنشأ السحاب بعضه إلى بعض ثم مطروا حتى سألت مثاعب المدينة فما زالت إلى الجمعة المقبلة ما تقلع ثم قام ذلك الرجل أو غيره والنبي  يخطب فقال غرقنا فادع ربك يحبسها عنا فضحك ثم قال اللهم حوالينا ولا علينا مرتين أو ثلاثا فجعل السحاب يتصدع عن المدينة يمينا وشمالا يمطر ما حوالينا ولا يمطر منها شيء يريهم الله كرامة نبيه  وإجابة دعوته.
( صحيح البخاري ج5/ص2261)



34- أرضعيه
حدثنا عمرو الناقد وبن أبي عمر قالا حدثنا سفيان بن عيينة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: جاءت سهلة بنت سهيل إلى النبي  فقالت يا رسول الله إني أري في وجه أبي حذيفة من دخول سالم وهو حليفه فقال النبي  ارضعيه قالت وكيف أرضعه وهو رجل كبير فتبسم رسول الله  وقال قد علمت أنه رجل كبير زاد عمرو في حديثه وكان قد شهد بدرا وفي رواية بن أبي عمر فضحك رسول الله  . (صحيح مسلم ج2/ص1076)

- وعن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت :جاءت سهلة بنت سهيل بن عمرو إلى رسول الله  فقالت :إني أرى في وجه أبي حذيفة من دخول سالم علي قال: أرضعيه قالت :وهو رجل كبير فضحك وقال: ألست أعلم أنه رجل كبير قالت: فأتته بعد وقالت ما رأيت في وجه أبي حذيفة بعد شيئا أكرهه . فقد رواه عروة بن الزبير عن عائشة وقال في الحديث فقال: رسول الله  أرضعيه فأرضعته خمس رضعات وكان بمنزلة ولدها من الرضاعة فبذلك كانت عائشة تقول وأبت أم سلمة وسائر أزواج النبي  أن يدخلن عليهن الناس بتلك الرضاعة حتى يرضعهن في المهد وقلن لعائشة والله ما ندري لعلها رخصة لسالم .
( السنن الصغرى للبيهقي (نسخة الأعظمي) ج6/ص514)

35- بايع يا سلمة
حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي وهذا حديثه أخبرنا أبو علي الحنفي عبيد الله بن عبد المجيد حدثنا عكرمة وهو بن عمار حدثني إياس بن سلمة حدثني أبي قال قدمنا الحديبية مع رسول الله  ونحن أربع عشرة مائة وعليها خمسون شاة لا ترويها قال فقعد رسول الله  على جبا الركية فإما دعا وإما بصق فيها قال فجاشت فسقينا واستقينا قال ثم إن رسول الله  دعانا للبيعة في أصل الشجرة قال فبايعته أول الناس ثم بايع وبايع حتى إذا كان في وسط من الناس قال بايع يا سلمة قال: قلت قد بايعتك يا رسول الله في أول الناس قال وأيضا قال: ورآني رسول الله  عزلا يعني ليس معه سلاح قال فأعطاني رسول الله  حجفة أو درقة ثم بايع حتى إذا كان في آخر الناس قال ألا تبايعني يا سلمة قال: قلت قد بايعتك يا رسول الله في أول الناس وفي أوسط الناس قال وأيضا قال فبايعته الثالثة ثم قال لي يا سلمة أين حجفتك أو درقتك التي أعطيتك قال قلت يا رسول الله لقيني عمي عامر عزلا فأعطيته إياها قال فضحك رسول الله  وقال: إنك كالذي قال الأول اللهم أبغني حبيبا هو أحب إلي من نفسي . (صحيح مسلم ج3/ص1433)

36- سلمة بن الأكوع
قلت أنا سلمة بن الأكوع والذي كرم وجه محمد  لا أطلب رجلا منكم إلا أدركته ولا يطلبني رجل منكم فيدركني قال: أحدهم أنا أظن قال فرجعوا فما برحت مكاني حتى رأيت فوارس رسول الله  يتخللون الشجر قال: فإذا أولهم الأخرم الأسدي على إثره أبو قتادة الأنصاري وعلى إثره المقداد بن الأسود الكندي قال: فأخذت بعنان الأخرم قال :فولوا مدبرين قلت: يا أخرم أحذرهم لا يقتطعوك حتى يلحق رسول الله  وأصحابه قال: يا سلمة إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر وتعلم أن الجنة حق والنار حق فلا تحل بيني وبين الشهادة قال فخليته فالتقى هو وعبد الرحمن قال فعقر بعبد الرحمن فرسه وطعنه عبد الرحمن فقتله وتحول على فرسه ولحق أبو قتادة فارس رسول الله  بعبد الرحمن فطعنه فقتله فو الذي كرم وجه محمد  لتبعتهم أعدو على رجلي حتى ما أرى ورائي من أصحاب محمد  ولا غبارهم شيئا حتى يعدلوا قبل غروب الشمس إلى شعب فيه ماء يقال له ذا قرد ليشربوا منه وهم عطاش قال فنظروا إلى أعدو وراءهم فخليتهم عنه يعني أجليتهم عنه فما ذاقوا منه قطرة قال ويخرجون فيشتدون في ثنية قال فأعدو فألحق رجلا منهم فأصكه بسهم في نغض كتفه قال قلت:
خذها وأنا ابن الأكوع واليوم يوم الرضع
قال :يا ثكلته أمه أكوعه بكرة قال: قلت نعم يا عدو نفسه أكوعك بكرة قال: وأردوا فرسين على ثنية قال: فجئت بهما أسوقهما إلى رسول الله  قال ولحقني عامر بسطيحة فيها مذقة من لبن وسطيحة فيها ماء فتوضأت وشربت ثم أتيت رسول الله  وهو على الماء الذي كلأتهم عنه فإذا رسول الله  قد أخذ تلك الإبل وكل شيء استنقذته من المشركين وكل رمح وبردة وإذا بلال نحر ناقة من الإبل الذي استنقذت من القوم وإذا هو يشوي لرسول الله  من كبدها وسنامها قال قلت يا رسول الله خلني فأنتخب من القوم مائة رجل فأتبع القوم فلا يبقى منهم مخبر إلا قتلته قال: فضحك رسول الله  حتى بدت نواجذه في ضوء النار فقال يا سلمة أتراك كنت فاعلا قلت نعم والذي أكرمك فقال إنهم الآن ليقرون في أرض غطفان قال فجاء رجل من غطفان فقال: نحر لهم فلان جزورا فلما كشفوا جلدها رأوا غبارا فقالوا أتاكم القوم فخرجوا هاربين فلما أصبحنا قال:رسول الله  كان خير فرساننا اليوم أبو قتادة وخير رجالتنا سلمة قال: ثم أعطاني رسول الله  سهمين سهم الفارس وسهم الراجل فجمعهما لي جميعا ثم أردفني رسول الله  وراءه على العضباء راجعين إلى المدينة قال فبينما نحن نسير قال وكان رجل من الأنصار لا يسبق شدا قال فجعل يقول ألا مسابق إلى المدينة هل من مسابق فجعل يعيد ذلك قال فلما سمعت كلامه قلت أما تكرم كريما ولا تهاب شريفا قال لا إلا أن يكون رسول الله  قال :قلت يا رسول الله بأبي وأمي ذرني فلأسابق الرجل قال إن شئت قال: قلت اذهب إليك وثنيت رجلي فطفرت فعدوت قال: فربطت عليه شرفا أو شرفين أستبقي نفسي ثم عدوت في إثره حتى ألحقه. (صحيح مسلم ج3/ص1437)

37- رأيت كأن رأسي قطع
حدثنا وكيع عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال جاء رجل إلى النبي  فقال يا رسول الله رأيت في المنام كأن رأسي قطع قال: فضحك النبي  وقال إذا لعب الشيطان بأحدكم في منامه فلا يحدث به الناس . (صحيح مسلم ج4/ص1777)
38- فداك أبي وأمي
حدثنا محمد بن عباد حدثنا حاتم يعنى بن إسماعيل عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد عن أبيه أن النبي  جمع لسعد بن أبي وقاص أبويه يوم أحد قال: كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين فقال له النبي  ارم فداك أبي وأمي قال فنزعت له بسهم ليس فيه نصل فأصبت جنبه فسقط فانكشفت عورته فضحك رسول الله  حتى نظرت إلى نواجذه.
(صحيح مسلم ج4/ص1876)

39- لا كبر سنك
حدثني زهير بن حرب وأبو مغن الرقاشي واللفظ لزهير قالا حدثنا عمر بن يونس حدثنا عكرمة بن عمار حدثنا إسحاق بن أبي طلحة حدثني أنس بن مالك قال كانت عند أم سليم يتيمة وهي أم أنس فرأى رسول الله  اليتيمة فقال آنت هيه لقد كبرت لا كبر سنك فرجعت اليتيمة إلى أم سليم تبكي فقالت أم سليم ما لك يا بنية قالت الجارية دعا على نبي الله  أن لا يكبر سني فالآن لا يكبر سني أبدا أو قالت قرني فخرجت أم سليم مستعجلة تلوث خمارها حتى لقيت رسول الله  فقال لها رسول الله  ما لك يا أم سليم فقالت يا نبي الله أدعوت على يتيمتي قال وما ذاك يا أم سليم قالت زعمت أنك دعوت أن لا يكبر سنها ولا يكبر قرنها قال فضحك رسول الله  ثم قال يا أم سليم أما تعلمين أن شرطي على ربي أنى اشترطت على ربي فقلت إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر وأغضب كما يغضب البشر فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن تجعلها له طهورا وزكاة وقربة يقربه بها منه يوم القيامة. (صحيح مسلم ج4/ص2009)
40- بسم الله في أوله وفي آخره
عن ابن صبح عن المثنى بن عبد الرحمن الخزاعي عن عمه أمية بن مخشي وكان قد صحب النبي  قال كان رجل يأكل والنبي جالس فلم يسم فجعل الشيطان يأكل معه فلما لم يبق من طعامه إلا لقمة قال بسم الله في أوله وفي آخره قال فضحك النبي  فقال إن هذا لم يزل الشيطان يأكل معه فلما ذكر الله استقاء الشيطان ما في بطنه.
(الأحاديث المختارة ج4/ص342)

41- أمضغ من الجانب الآخر
قال ثنا ابن المبارك قال حدثني عبدا لحميد بن يزيد بن صيفي بن صهيب عن أبيه عن جده عن صهيب قال أتيت النبي  وبين يديه تمر يأكل فقال أصب من هذا الطعام فجعلت آكل من التمر فقال: تأكل من التمر وأنت رمد فقلت إنما أمضغ من الجانب الآخر فضحك رسول الله  .
(الأحاديث المختارة ج8/ص68)

42- عمرة في رمضان تعدل حجة مع النبي 
عن ابن عباس قال أراد رسول الله  الحج فقالت امرأة لزوجها احججني مع رسول الله  فقال ما عندي ما أحجك به عليه قالت أحججني على جملك فلان فقال ذاك حبيس في سبيل الله قالت أحججني على ناضحك قال ذاك نعتقبه أنا وأنت قالت فبع ثمرتك قال ذاك قوتي وقوتك فلما قدم رسول الله  أرسلت زوجها إليه فقالت أقرءه السلام ورحمة الله وسله ما يعدل حجة معك فأتى رسول الله  فقال يا رسول الله امرأتي تقرأ عليك السلام ورحمة الله وأنها كانت سألتني الحج معك فقلت ما عندي ما أحجك عليه فقالت أحجني على جملك فلان فقلت ذاك حبيس في سبيل الله قال أما أنك لو أحججتها عليه كانت في سبيل الله قالت فأحجني على ناضحك قلت ذاك نعتقبه أنا وأنت قالت فبع ثمرتك قلت ذاك قوتي وقوتك فضحك رسول الله  من حرصها على الحج قال فإنها أمرتني أن أسألك ما يجزئ حجة معك فقال رسول الله  أقرءها السلام ورحمة الله وأخبرها أنه تعدل حجة معي عمرة في رمضان (رواه أبو داود) .
(الأحاديث المختارة ج9/ص513)

43- إن الله لم يبعث نبيا إلا أعطاه دعوة
عن عبد الرحمن بن علقمة الثقفي عن عبد الرحمن بن أبي عقيل الثقفي قال قدمت على رسول الله  في وفد ثقيف فعلقنا طريقا من طرق المدينة حتى أنخنا بالباب وما في الناس رجل أبغض إلينا من رجل نلج عليه منه فدخلنا وسلمنا وبايعنا فما خرجنا من عنده حتى ما في الناس رجل أحب إلينا من رجل خرجنا من عنده فقلت يا رسول الله ألا سألت ربك ملكا كملك سليمان فضحك وقال لعل لصاحبكم عند الله أفضل من ملك سليمان إن الله لم يبعث نبيا إلا أعطاه دعوة فمنهم من اتخذ بها دنيا فأعطيها ومنهم من دعا بها على قومه فأهلكوا بها وإن الله أعطاني دعوة فاختبأتها عند ربي شفاعة لأمتي يوم القيامة .
(المستدرك على الصحيحين ج1/ص138)


44- والله لا يفيء الله على أسد من أسده
عن أنس بن مالك  أن هوازن جاءت يوم حنين بالنساء والصبيان والإبل والغنم فصفوهم صفوفا ليكثروا على رسول الله  فالتقى المسلمون والمشركون فولى المسلمون مدبرين كما قال الله تعالى فقال رسول الله  أنا عبد الله ورسوله وقال يا معشر الأنصار أنا عبد الله ورسوله فهزم الله المشركين ولم يطعن برمح ولم يضرب بسيف فقال النبي  يومئذ من قتل كافرا فله سلبه فقتل أبو قتادة يومئذ عشرين رجلا وأخذ أسلابهم فقال أبو قتادة يا رسول الله ضربت رجلا على حبل العاتق وعليه درع له فأعجلت عنه أن آخذ سلبه فانظر من هو يا رسول الله فقال رجل يا رسول الله أنا أخذتها فأرضه منها فأعطنيها فسكت النبي وكان لا يُسئل شيئا إلا أعطاه أو سكت فقال عمر لا والله لا يفيء الله على أسد من أسده و يعطيكها فضحك رسول الله  .
( المستدرك على الصحيحين ج2/ص142)

45- بركة رسول الله 
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا أحمد بن عيسى اللخمي حدثنا عمرو بن أبي سلمة عن الأوزاعي قال حدثني المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي قال حدثني عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري حدثني أبي قال كنا مع رسول الله  في غزوة فأصاب الناس مخمصة فاستأذن الناس رسول الله  في نحر بعض ظهورهم وقالوا يبلغنا الله بهم فلما رأى عمر بن الخطاب رسول الله  قد هم بأن يأذن لهم في نحر بعض ظهورهم قال يا رسول الله كيف بنا إذا نحن لقينا العدو غدا جياعا رجالا ولكن إن رأيت يا رسول الله أن تدعو الناس ببقايا أزوادهم فجعل الناس يجيئون بالحفنة من الطعام وفوق ذلك فكان أعلاهم من جاء بصاع من تمر فجمعها ثم قام فدعا بما شاء الله أن يدعو ثم دعا الجيش بأوعيتهم ثم أمرهم أن يجيشوا ما بقي من الجيش فما تركوا وعاء إلا ملئوه وبقي مثله فضحك رسول الله  حتى بدت نواجذه فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أني رسول الله لا يلقى الله عبد مؤمن بها إلا حجب عن النار. (المستدرك على الصحيحين ج2/ص675)

46- أبو أيوب على باب النبي 
أنبأ خالد الحذاء عن كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة  قال لما دخل رسول الله  بصفية بات أبو أيوب على باب النبي  فلما أصبح فرأى رسول الله  كبر ومع أبي أيوب السيف فقال يا رسول الله كانت جارية حديثة عهد بعرس وكنت قتلت أباها وأخاها وزوجها فلم آمنها عليك فضحك رسول الله  وقال له خيرا . ( المستدرك على الصحيحين ج4/ص30)

47- أما إنك لا يفجع بطنك بعده أبدا
عن الأسود بن قيس عن نبيح العنزي عن أم أيمن رضي الله عنها قالت قام النبي  من الليل إلي فخارة من جانب البيت فبال فيها فقمت من الليل وأنا عطشى فشربت ما في الفخارة وأنا لا أشعر فلما أصبح النبي  قال يا أم أيمن قومي إلى تلك الفخارة فأهريقي ما فيها قلت قد والله شربت ما فيها قال فضحك رسول الله  حتى بدت نواجذه ثم قال أما إنك لا يفجع بطنك بعده أبدا .
(المستدرك على الصحيحين ج4/ص70)

48- حد شرب الخمر
أخبرني محمد بن علي بن ركانة أخبرني عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله  لم يوقت في الخمر حدا قال بن عباس: شرب رجل فسكر فثمل في الفج فانطلقنا به إلى النبي  فلما حاذى بدار العباس انفلت فدخل على العباس فالتزمه فذكر ذلك للنبي  فضحك وقال أفعلها ولم يأمر فيه بشيء .
(المستدرك على الصحيحين ج4/ص415)

49- مفاتيح الغيب
عن عبد الله بن حاجب بن عامر عن أبيه عن عمه لقيط بن عامر أنه خرج وافدا إلى النبي  ومعه نهيك بن عاصم بن مالك بن المنتفق قال فقدمنا المدينة لانسلاخ رجب فصلينا معه صلاة الغداة فقام رسول الله  في الناس خطيبا فقال يا أيها الناس أني قد خبأت لكم صوتي منذ أربعة أيام لأسمعكم فهل من امرئ بعثه قومه ؟ قالوا أعلم لنا ما يقول رسول الله  ثم لعله أن يلهيه حديث نفسه أو حديث صاحبه أو يلهيه الضلال ألا أني مسؤول هل بلغت ألا فأسمعوا تعيشوا ألا فأسمعوا تعيشوا ألا اجلسوا فجلس الناس وقمت أنا وصاحبي حتى إذا فرغ لنا فؤاده وبصره قلت يا رسول الله أني أسألك عن حاجتي فلا تعجلن علي قال سل عما شئت قلت يا رسول الله هل عندك من علم الغيب فضحك لعمر الله وهز رأسه وعلم أني أبتغي بسقطة فقال ضن ربك بمفاتيح خمس من الغيب لا يعلمهن إلا الله وأشار بيده فقلت وما هن يا رسول الله قال علم المنية قد علم متى منية أحدكم ولا تعلمونه وعلم يوم الغيث يشرف عليكم آزلين مشفقين فظل يضحك وقد علم أن فرجكم قريب قال لقيط قلت يا رسول الله لن نعدم من رب يضحك خيرا وعلم ما في غد وقد علم ما أنت طاعم في غد ولا تعلمه وعلم يوم الساعة قال وأحسبه ذكر ما في الأرحام .
( المستدرك على الصحيحين ج4/ص605)

50- ماذا فعل النبي  مع الأعرابي الذي بال في المسجد
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال دخل أعرابي على رسول الله  المسجد وهو جالس فقال اللهم اغفر لي ولمحمد ولا تغفر لأحد معنا قال فضحك رسول الله  ثم قال لقد احتظرت واسعا ثم ولى الأعرابي حتى إذا كان في ناحية المسجد فحج ليبول فقال الأعرابي بعد أن فقه في الإسلام فقام إلي رسول الله فلم يؤنبني ولم يسبني وقال إنما بني هذا المسجد لذكر الله والصلاة وإنه لا يبال فيه ثم دعا بسجل من ماء فأفرغه عليه . (صحيح ابن حبان ج3/ص265)

51- يوم وفاة النبي 
أخبرنا معمر ويونس عن الزهري قال وأخبرني أنس بن مالك إن المسلمين بينا هم في صلاة الفجر يوم الاثنين وأبو بكر يصلي بهم لم يفجأهم إلا رسول الله  وقد كشف ستر حجرة عائشة فنظر إليهم وهم صفوف في صلاتهم ثم تبسم فضحك فنكص أبو بكر على عقبه ليصل الصف وظن أن رسول الله  يريد أن يخرج إلى الصلاة قال أنس وهم المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم فرحا برسول الله  حين رأوه فأشار إليهم رسول الله  أن اقضوا صلاتكم ثم دخل الحجرة وأرخى الستر بينه وبينهم وتوفي  ذلك اليوم. (صحيح ابن حبان ج14/ص587)

52- ما لقيك الشيطان سالكا فجاً إلا سلك فجاً غير فجك
عن الزهري عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه أنه قال دخل عمر بن الخطاب  علي رسول الله  وعنده نسوة من قريش يسلنه ويستكثرنه رافعات أصواتهن فلما سمعن صوت عمر انقمعن وسكتن فضحك رسول الله  فقال عمر : يا عديات أنفسهن تهبنني ولا تهبن رسول الله  فقال رسول الله  يا عمر ما لقيك الشيطان سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك .
(صحيح ابن حبان ج15/ص316)

53- حتى يذوق عسيلتك وتذوقي عسيلته
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن راهويه قال أنبأنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت جاءت امرأة رفاعة إلى رسول الله  فقالت إن رفاعة طلقني فأبت طلاقي وإني تزوجت بعده عبد الرحمن بن الزبير وما معه إلا مثل هدية الثوب فضحك رسول الله  وقال لعلك تريدين أن ترجعي إلى رفاعة , لا ,حتى يذوق عسيلتك وتذوقي عسيلته . (سنن النسائي الكبرى ج3/ص323)

54- عرق الرسول 
أخبرنا محمد بن معمر قال حدثنا محمد بن عمر بن أبي الوزير أبو مطرف قال حدثنا محمد بن موسى عن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك أن النبي  اضطجع على نطع فعرق فقامت أم سليم إلى عرقه فنشفته فجعلته في قارورة فرآها النبي  قال ما هذا الذي تصنعين يا أم سليم قالت أجعل عرقك في طيبي فضحك النبي  .
(سنن النسائي الكبرى ج5/ص506)

55- لعن الله اليهود
عن ابن عباس  قال رأيت رسول الله  جالسا عند الركن قال فرفع بصره إلى السماء فضحك فقال لعن الله اليهود ثلاثا إن الله حرم عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا أثمانها وإن الله إذا حرم على قوم أكل شيء حرم عليهم ثمنه .
( سنن أبي داود ج3/ص280)

56- لماذا يحثو إبليس التراب على رأسه
حدثنا أيوب بن محمد الهاشمي ثنا عبد القاهر بن السري السلمي ثنا عبد الله بن كنانة بن عباس بن مرداس السلمي أن أباه أخبره عن أبيه أن النبي  دعا لأمته عشية عرفة بالمغفرة فأجيب إني قد غفرت لهم ما خلا الظالم فإني آخذ للمظلوم منه قال أي رب إن شئت أعطيت المظلوم من الجنة وغفرت للظالم فلم يجب عشيته فلما أصبح بالمزدلفة أعاد الدعاء فأجيب إلى ما سأل قال فضحك رسول الله  أو قال تبسم فقال له أبو بكر وعمر بأبي أنت وأمي إن هذه لساعة ما كنت تضحك فيها فما الذي أضحكك أضحك الله سنك قال إن عدو الله إبليس لما علم أن الله عز وجل قد استجاب دعائي وغفر لأمتي أخذ التراب فجعل يحثوه على رأسه ويدعو بالويل والثبور فأضحكني ما رأيت من جزعه. ( سنن ابن ماجه ج2/ص1002)


57- مزح الصحابي سويبط بن حرملة مع نعيمان رضي الله عنهما
عن عبد الله بن وهب بن زمعة عن أم سلمة قالت خرج أبو بكر في تجارة إلى بصرى قبل موت النبي  بعام ومعه نعيمان وسويبط بن حرملة وكانا شهدا بدرا وكان نعيمان على الزاد وكان سويبط رجلا مزاحا فقال لنعيمان أطعمني قال حتى يجيء أبو بكر قال فلأغيظنك قال فمروا بقوم فقال لهم سويبط تشترون مني عبدا لي قالوا نعم قال إنه عبد له كلام وهو قائل لكم إني حر فإن كنتم إذا قال لكم هذه المقالة تركتموه فلا تفسدوا علي عبدي قالوا لا بل نشتريه منك فاشتروه منه بعشر قلائص ثم أتوه فوضعوا في عنقه عمامة أو حبلا فقال نعيمان إن هذا يستهزئ بكم وإني حر لست بعبد فقالوا قد أخبرنا خبرك فانطلقوا به فجاء أبو بكر فأخبروه بذلك قال فاتبع القوم ورد عليهم القلائص وأخذ نعيمان قال فلما قدموا على النبي  وأخبروه قال فضحك النبي  وأصحابه منه حولا. ( سنن ابن ماجه ج2/ص1225)

58- الملاك ميكائيل يضحك للرسول 
عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال كنا نصلي مع رسول الله  في غزوة إذ تبسم في صلاته فلما قضى صلاته قلنا يا رسول الله رأيناك تبسمت قال مر بي ميكائيل وعلى جناحه أثر غبار وهو راجع من طلب القوم فضحك إلي فتبسمت إليه.
(سنن البيهقي الكبرى ج2/ص252)

59- يوم يؤخذ للمظلوم من الظالم
عن محارب عن بن بريدة عن أبيه قال لما قدم جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة لقيه النبي  فقال أخبرني بأعجب شيء رأيته بأرض الحبشة قال مرت امرأة على رأسها مكتل فيه طعام فمر بها رجل على فرس فأصابها فرمى به فجعلت أنظر إليها وهي تعيده في مكتلها وهي تقول ويل لك يوم يضع الملك كرسيه فيأخذ للمظلوم من الظالم فضحك النبي  حتى بدت نواجذه فقال كيف تقدس أمة لا تأخذ لضعيفها من شديدها حقه وهو غير متعتع.
(سنن البيهقي الكبرى ج6/ص95)

60- شَرِبَ دم النبي 
أخبرنا أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار وإبراهيم بن أسباط قالا ثنا سريج بن يونس ثنا بن أبي فديك ثنا برية بن عمر بن سفينة عن جده قال احتجم النبي  ثم قال لي خذ هذا الدم فادفنه من الدواب والطير أو قال الناس والدواب شك بن أبي فديك قال فتغيبت به فشربته قال ثم سألني فأخبرته أني شربته فضحك .
(سنن البيهقي الكبرى ج7/ص67)


61- الدجال
حدثنا محمد بن بشار حدثنا معاذ بن هشام حدثنا أبي عن قتادة عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس أن نبي الله  صعد المنبر فضحك فقال إن تميما الداري حدثني بحديث ففرحت فأحببت أن أحدثكم حدثني أن ناسا من أهل فلسطين ركبوا سفينة في البحر فجالت بهم حتى قذفتهم في جزيرة من جزائر البحر فإذا هم بدابة لباسه ناشرة شعرها فقالوا ما أنت قالت أنا الجساسة قالوا فأخبرينا قالت لا أخبركم ولا استخبركم ولكن ائتوا أقصى القرية فإن ثم من يخبركم ويستخبركم فأتينا أقصى القرية فإذا رجل موثق بسلسلة فقال أخبروني عن عين زغر قلنا ملأى تدفق قال أخبروني عن البحيرة قلنا ملأى تدفق قال أخبروني عن نخل بيسان الذي بين الأردن وفلسطين هل أطعم قلنا نعم قال أخبروني عن النبي هل بعث قلنا نعم قال أخبروني كيف الناس إليه قلنا سراع قال فنز نزوة حتى كاد قلنا فما أنت قال إنه الدجال وإنه يدخل الأمصار كلها إلا طيبة وطيبة المدينة . (سنن الترمذي ج4/ص521)

62- لئن صدق ليدخلن الجنة
أخبرنا محمد بن يزيد ثنا بن فضيل ثنا عطاء بن السائب عن سالم بن أبي الجعد عن بن عباس قال جاء أعرابي إلى النبي  فقال السلام عليك يا غلام بني عبد المطلب فقال عليك وقال إني رجل من أخوالك من بني سعد بن بكر وأنا رسول قومي إليك ووافدهم وأني سائلك فمشدد مسألتي إليك ومناشدك فمشدد مناشدتي إياك قال خذ عنك يا أخا بني سعد قال: من خلقك وخلق من قبلك ومن هو خالق من بعدك قال: الله قال: فنشدتك بذلك أهو أرسلك قال :نعم قال من خلق السماوات السبع والأرضين السبع وأجرى بينهن الرزق قال: الله قال فنشدتك بذلك هو أرسلك قال: نعم قال: إنا وجدنا في كتابك وأمرتنا رسلك أن نصلي في اليوم والليلة خمس صلوات لمواقيتها فنشدتك بذلك أهو أمرك قال: نعم قال: فإنا وجدنا في كتابك وأمرتنا رسلك أن نأخذ من حواشي أموالنا فنردها على فقرائنا فنشدتك بذلك أهو أمرك بذلك قال: نعم ثم قال أما الخامسة فلست بسائلك عنها ولا أرب لي فيها ثم قال: أما والذي بعثك بالحق لأعملن بها ومن أطاعني من قومي ثم رجع فضحك النبي  حتى بدت نواجذه ثم قال والذي نفسي بيده لئن صدق ليدخلن الجنة.
(سنن الدارمي ج1/ص172)

63- هل نتوضأ من ماء شربت منه امرأة حائض
حدثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن كثير بن شنظير عن الحسن انه سئل عن امرأة حائض شربت من ماء أيتوضأ به فضحك وقال نعم.
(سنن الدارمي ج1/ص265)

64- من أراد الله به خيرا أبقى في قلبه لا إله إلا الله
قال عبد الله بن عمر خرج النبي  وهو معصوب الرأس من وجع فضحك فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس ما هذه الكتب التي تكتبون أكتاب غير كتاب الله يوشك أن يغضب الله لكتابه فلا يدع ورقا ولا قلبا إلا أخذ منه قالوا يا رسول الله فكيف بالمؤمنين والمؤمنات يومئذ قال من أراد الله به خيرا أبقى في قلبه لا إله إلا الله .
(تفسير القرطبي ج10/ص326)

65- رأيت في المنام
أخبرنا محمد بن المثنى قال حدثنا أبو أحمد الزبيري قال حدثنا عمر بن سعيد عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة قال جاء رجل إلى النبي  فقال رأيت رأسي في المنام ضرب فرأيته يتدهده فضحك وقال يعمد الشيطان إلى أحدكم فيتهوله ثم يغدو ويخبر به الناس.
(سنن النسائي الكبرى ج6/ص227)


66- أنفست ؟
حدثنا أحمد قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال أخبرنا سالم بن نوح عن عمر بن عامر عن قتادة عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة قالت بينما أنا مع رسول الله  في الخميلة إذ حضت فانسللت آخذ ثياب حيضتي فضحك رسول الله  وقال: أنفست قلت :نعم قالت :وكان النبي يقبل وهو صائم ويغتسلان من إناء واحد .
(المعجم الأوسط ج2/ص195)

67- اكتبوا لعبدي عمله الذي كان يعمل في يومه وليلته
حدثنا يحيى بن أبي الحجاج البصري عن محمد بن أبي حميد عن عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن أبيه عن جده قال قال رسول الله  عجب للمؤمن وجزعه من السقم ولو يعلم ما له في السقم أحب أن يكون سقيما الدهر ثم إن رسول الله  رفع رأسه إلى السماء فضحك فقيل يا رسول الله مم رفعت رأسك إلى السماء فضحكت فقال رسول الله  عجبت من ملكين كانا يلتمسان عبدا في مصلى كان فيه ولم يجداه فرجعا فقالا يا ربنا عبدك فلان كنا نكتب له في يومه وليلته عمله الذي كان يعمل فوجدناه قد حبسته في حبالك فقال الله تبارك وتعالى اكتبوا لعبدي عمله الذي كان يعمل في يومه وليلته ولا تنقصوا منه شيئا وعلي أجر ما حبسته وله أجر ما كان يعمل .
(المعجم الأوسط ج3/ص14)

68- الشاتان
عن أبي ذر أن رسول الله  كان جالسا وشاتان تعتلفان فنطحت إحداهما الأخرى فأجهضتها فضحك رسول الله  فقيل له ما يضحكك فقال عجبت لها والذي نفسي بيده ليقادن لها يوم القيامة .
(المعجم الأوسط ج6/ص173)


69- الخمر حرام شراؤها وثمنها
حدثنا أحمد بن زهير التستري ثنا زيد بن أخزم ثنا أبو بكر الحنفي ثنا عبد الحميد بن جعفر حدثني شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن تميم الداري إنه كان يهدي إلى النبي كل عام راوية خمر فلما كان عام حرمت أهدي له راوية فضحك النبي  فقال إنها قد حرمت قال فأبيعها قال إنه حرام شراؤها وثمنها.
( المعجم الكبير ج2/ص57)

70- كيف وجدت الإمارة
حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أبو كريب ثنا معاوية بن هشام عن سفيان عن عطاء بن السائب عن مالك بن الحارث عن رجل قال الحضرمي في كتاب أبي كريب عن حميد قال عن رجل فقال استعمل النبيرجلا على سرية فلما مضى ورجع إليه قال له كيف وجدت الإمارة فقال كنت كبعض القوم كنت إذا ركبت ركبوا وإذا نزلت نزلوا فقال رسول الله  إن صاحب السلطان على باب عنت إلا من عصم الله عز وجل فقال الرجل والله لا أعمل لك ولا لغيرك أبدا فضحك النبي  حتى بدت نواجذه.
(المعجم الكبير ج4/ص47)

71- يساقون إلى الجنة وهم كارهون
حدثنا عبدان بن أحمد ثنا محمد بن عبد الله بن بزيع ثنا فضيل بن سليمان ثنا محمد بن يحيى الأسلمي عن العباس بن سهل عن أبيه سهل قال كنت مع النبي  بالخندق فأخذ الكرزين فحفر به فصادف حجرا فضحك فقيل ما يضحكك يا رسول الله قال ضحكت من ناس يأتونكم من قبل المشرق ويساقون إلى الجنة وهم كارهون.
(المعجم الكبير ج6/ص128)

72- من جمعهن دخل الجنة
عن أبي أمامة  أن رسول الله  قال يوما لأصحابه هل أصبح منكم اليوم صائما فسكتوا فقال أبو بكر  أنا يا رسول الله ثم قال هل عاد أحد منكم اليوم مريضا فسكتوا فقال أبو بكر  أنا يا رسول الله ثم قال هل تصدق أحد منكم اليوم بصدقة فسكتوا فقال أبو بكر  أنا يا رسول الله فضحك رسول الله  حتى استعلى به الضحك ثم قال والذي نفسي بيده ما جمعهن في يوم واحد إلا مؤمن وإلا دخل بهن الجنة . ( المعجم الكبير ج8/ص204)

73- إن الحسنات يذهبن السيئات
حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا حجاج بن المنهال ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن بن عباس أن رجلا أتى عمر بن الخطاب  فقال إن امرأة أتتني أبايعها فأدخلتها الدولج فضربت بيدي إليها وراودتها وصنعت بها كل شيء غير الجماع فقال له عمر ويحك لعلها مغيب قال: نعم قال ائت أبا بكر فسله فأتاه فقال له ما قال لعمر فقال: ويحك لعلها مغيب فأتى رسول الله  فقال له مثل ما قال لأبي بكر وعمر فقال له رسول الله  ويحك لعلها مغيب في سبيل الله قال أجل فسكت رسول الله  ونزل القرآن (وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ) إلى آخر الآية فقال الرجل يا رسول الله لي خاصة أم للناس عامة فرفع عمر يده فضرب صدره فقال لا والله ولا كرامة ولكن للناس عامة فضحك رسول الله  وقال صدق عمر. (المعجم الكبير ج12/ص215)

74- مبايعة أهل المدينة للرسول 
حدثنا محمد بن عمرو بن خالد الحراني ثنا أبي ثنا بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير قال وكان أول من بايع رسول الله  يوم العقبة أبو الهيثم بن التيهان وقال: يا رسول الله إن بيننا وبين الناس حبالا والحبال الحلف والمواثيق فلعلنا نقطعها ثم ترجع إلى قومك وقد قطعنا الحبال وحاربنا الناس قال فضحك رسول الله  من قوله وقال الدم الدم الهدم الهدم فلما رضي أبو الهيثم بما رجع إليه رسول الله  من قوله أقبل على قومه فقال يا قوم هذا رسول الله  أشهد أنه لصادق وإنه اليوم في حرم الله وأمنه وبين ظهري قومه وعشيرته فاعلموا أنكم إن تخرجوه برتكم العرب عن قوس واحدة فإن كانت طابت أنفسكم بالقتال في سبيل الله وذهاب الأموال والأولاد فادعوه إلى أرضكم فإنه رسول الله حقا وإن خفتم خذلانا فمن الآن فقال عبد الله قبلنا عن الله وعن رسوله ما أعطانا وقد أعطيناك من أنفسنا الذي سألتنا يا رسول الله فخل بيننا يا أبا الهيثم وبين رسول الله  فلنبايعه فقال أبو الهيثم أنا أول من بايع ثم تبايعوا كلهم وصاح الشيطان من رأس الجبل فقال يا معشر قريش هذه الخزرج والأوس تحالف محمدا على قتالكم ففزعوا عند ذلك وراعهم فقال رسول الله  لا يرعكم هذا الصوت فإنما هو عدو الله إبليس ليس يسمعه أحد ممن تخافون وقام رسول الله  فصرخ بالشيطان فقال يا بن أرب هذا عملك فسأفرغ لك
(المعجم الكبير ج19/ص250)

75- ابني والله حقا
حدثنا محمد بن العباس الأخرم الأصبهاني ثنا عبيد الله بن الحجاج بن المنهال حدثني أبي عن يزيد بن إبراهيم عن صدقة بن أبي عمران عن إياد بن لقيط عن أبي رمثة قال انطلقت أنا وأبي قبل رسول الله  فلما كان في بعض الطريق تلقاني فقال أبي تدري من هذا قلت لا قال هذا رسول الله  وكنت أحسب أن رسول الله  لا يشبه الناس قال وإذا رجل ذو وفرة بها ردع من حناء عليه بردان أخضران فكأني أنظر إلى بريق ساقيه فقال لأبي من هذا الذي معك قال ابني والله حقا فضحك رسول الله  بحلف أبي علي ثم قال صدقت أما أنه لا يجني عليك ولا تجني عليه وتلا رسول الله  هذه الآية (ولا تزر وازرة وزر أخرى).
( المعجم الكبير ج22/ص282)


76- حديث الإفك
حدثنا عبدان بن أحمد ثنا زيد بن الحريش ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي ثنا أبو سعد البقال عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه الأسود قال :قلت يا أم المؤمنين أو يا أمتاه ألا تحدثيني كيف كان يعني أمر الإفك قالت تزوجني رسول الله  وأنا أخوض المطر بمكة وما عندي ما يرغب فيه الرجال وأنا بنت ست سنين فلما بلغني أنه تزوجني ألقى الله علي الحياء ثم أن رسول الله هاجر وأنا معه فاحتملت إليه وقد جاءني وأنا بنت تسع سنين فسار رسول الله مسيرا فخرج بي معه وكنت خفيفة في حدجة لي عليها ستور فإذا ارتحلوا جلست عليها واحتملوا وأنا فيها فشدوها على ظهر البعير فنزلوا منزلا وخرجت لحاجتي فرجعت وقد بادروا بالرحيل فجلست في الحداجة وقد رأوني حين حركت الستور فلما جلست فيها ضربت بيدي على صدري فإذا قد نسيت قلادة كانت معي فخرجت مسرعة أطلبها فرجعت فإذا القوم قد ساروا فإذا أنا لا أرى إلا الغبار من بعيد فإذا هم قد وضعوا الحداجة على ظهر البعير لا يروني إلا أني فيها لما رأوا من خفتي فإذا رجل آخذ برأس بعيره فقلت من الرجل قال صفوان بن المعطل السلمي , أم المؤمنين أنت قلت : نعم قال: إنا لله وإنا إليه راجعون قلت :أدر عني وجهك وضع رجلك على ذراع بعيرك قال أفعل ونعمة عين وكرامة قالت: فأدركت الناس حين نزلوا فذهب فوضعني عند الحداجة فنظر إلي الناس ولا أشعر قالت: وأنكرت لطف أبوي وأنكرت رسول الله ولا أعلم ما قد كان قيل حتى دخلت خادمتي أو ربيبتي فقالت كذا قالت وقال لي رجل من المهاجرين ما أغفلك فأخذتني حمى نافض فأخذت أمي كل ثوب في البيت فألقته علي فاستشار رسول الله أناسا من أصحابه فقال ما ترون فقال بعضهم ما أكثر النساء وتقدر على البدل وقال بعضهم أنت رسول الله وعليك ينزل الوحي وأمرنا لأمرك تبع وقال بعضهم والله ليبيننه الله فلا تعجل قالت وقد صار وجه أبي كأنه صب عليه الزرنيخ قالت فدخل علي رسول الله فرأى ما بي قال ما لهذه قالت أمي مما لهذه مما قلتم وقيل فلم يتكلم ولم يقل شيئا قالت فزادني ذلك على ما عندي قالت وأتاني فقال اتقي الله يا عائشة وإن كنت قارفت من هذا شيئا فتوبي إلى الله فإن الله يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات قالت :وطلبت اسم يعقوب فلم أقدر عليه فقلت غير أني أقول كما قال أبو يوسف فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون قالت فبينا رسول الله مع أصحابه ووجهه كأنما ذيب عليه الزرنيخ حتى نزل عليه الوحي وكان إذا أوحي إليه لم يطرف فعرف أصحابه أنه يوحى إليه وجعلوا ينظرون إلى وجهه وهو يتهلل ويسفر فلما قضي الوحي قال أبشر يا أبا بكر قد أنزل الله عذر ابنتك وبراءتها فانطلق إليها فبشرها قالت وقرأ عليه ما نزل في قالت وأقبل أبو بكر مسرعا يكاد أن ينكب قالت فقلت بحمد الله لا بحمد صاحبك الذي جئت من عنده فجاء رسول الله فجلس عند رأسي فأخذ بكفي فانتزعت يدي منه فضربني أبو بكر وقال أتنزعين كفك من رسول الله أو برسول الله تفعلين هذا فضحك رسول الله قالت: فهذا كان أمري.
(المعجم الكبير ج23/ص118)

77- لتأكلن أو لألطخن وجهك
حدثنا إبراهيم حدثنا حماد عن محمد بن عمرو عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب أن عائشة قالت أتيت النبي  بخزيرة قد طبختها له فقلت لسودة والنبي  بيني وبينها كلي فأبت فقلت لتأكلن أو لألطخن وجهك فأبت فوضعت يدي في الخزيرة فطليت وجهها فضحك النبي  فوضع بيده لها وقال لها ألطخي وجهها فضحك النبي  لها فمر عمر فقال يا عبد الله يا عبد الله فظن أنه سيدخل فقال قوما فاغسلا وجوهكما فقالت عائشة فما زلت أهاب عمر لهيبة رسول الله  .
(مسند أبي يعلى ج7/ص449)

78- ما يضحكك يا رسول الله
أخبرنا عبد الرزاق ثنا بكار بن عبد الله بن وائل قال سمعت بن أبي مليكة يقول سمعت عائشة تقول كانت عندي امرأة تسمعني فدخل رسول الله  على تلك الحال ثم
دخل عمر فقعدت فضحك رسول الله  فقال عمر ما يضحكك يا رسول الله فحدثه فقال والله لا أبرح حتى أسمع رسول الله  فأمرها فأسمعته.
(مسند إسحاق بن راهويه ج3/ص664)


79- كنت رجلا مذاءً
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أسود بن عامر ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ عن على  قال كنت رجلا مذاء فإذا أمذيت اغتسلت فأمرت المقداد فسأل النبي  فضحك وقال فيه الوضوء.
( مسند أحمد بن حنبل ج1/ص108)


80- هكذا يسفل الترس
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا روح ثنا بن عون عن محمد بن محمد بن الأسود عن عامر بن سعد عن أبيه قال لما كان يوم الخندق ورجل يترس جعل يقول بالترس هكذا فوضعه فوق أنفه ثم يقول هكذا يسفله بعد قال فأهويت إلى كنانتي فأخرجت منها سهما مدما فوضعته في كبد القوس فلما قال هكذا يسفل الترس رميت فما نسيت وقع القدح على كذا وكذا من الترس قال وسقط فقال برجله فضحك نبي الله  أحسبه قال حتى بدت نواجذه قال قلت لم قال لفعل الرجل.
(مسند أحمد بن حنبل ج1/ص186)


81- رفقاً بالقوارير
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن ثابت قال سمعت أنس بن مالك يقول بينما رسول الله  يسير , وحاد يحدو بنسائه فضحك رسول الله  فإذا هو قد تنحى بهن قال فقال: يا أنجشة ويحك ارفق بالقوارير.
( مسند أحمد بن حنبل ج3/ص172)

82- سواران من نار
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الوهاب بن عطاء عن شهر بن حوشب أن أسماء بنت يزيد كانت تخدم النبي  قالت فبينما أنا عنده إذ جاءته خالتي قالت فجعلت تسائله وعليها سواران من ذهب فقال لها النبي أيسرك أن عليك سوارين من نار قالت قلت يا خالتي إنما يعنى سواريك هذين قالت فألقتهما قالت يا نبي الله إنهن إذا لم يتحلين صلفن عند أزواجهن فضحك رسول الله  وقال أما تستطيع إحداكن أن تجعل طوقا من فضة وجمانة من فضة ثم تخلقه بزعفران فيكون كأنه من ذهب فان من تحلى وزن عين جرادة من ذهب أوجر بصيصه كوى بها يوم القيامة.
(مسند أحمد بن حنبل ج6/ص459)

83- اللهم اغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب غيرك
حدثنا محمد بن معمر قال ثنا أبو عاصم قال ثنا إسماعيل بن عبد الملك قال أخبرني علي بن ربيعة قال أردفني على خلفه ثم سار في جبانة الكوفة ثم رفع رأسه إلى السماء فقال اللهم اغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب غيرك ثم التفت إلي فضحك فقلت ما هذا فقال أردفني رسول الله  خلفه ثم رفع رأسه فقال اغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب غيرك ثم التفت إلي فضحك فقلت يا رسول الله استغفارك ربك والتفاتك إلي تضحك فقال ضحكت من ضحك ربي تبارك وتعالى بعبده إنه علم أنه لا يغفر الذنوب غيره.
(مسند البزار ج3/ص23)

84- أم مبشر الأنصارية
عن محمد بن عبد الرحمن بن خلاد الأنصاري عن أم مبشر الأنصارية عن النبي  قال لها وهي في بعض حالاتها وكانت امرأة البراء بن معرور فتوفي عنها فقال أن زيد بن حارثة قد مات أهله ولن آلو أن أختار له امرأة فقد اخترتك له فقالت يا رسول الله أني حلفت للبراء أن لا أتزوج بعده رجلا فقال رسول الله  أترغبين عنه قالت أفأرغب عنه وقد أنزله الله بالمنزلة منك إنما هي غيره قالت: فالأمر إليك قال: فزوجها من زيد بن حارثة ونقلها إلى نسائه فكانت اللقاح تجيء فتحلب فيناولها الحلاب فتشرب ثم يناوله من أراد من نسائه قالت: فدخل على وأنا عند عائشة فوضع يده على ركبتها وأسر إليها شيئا دوني فقالت بيدها في صدر رسول الله  تدفعه عن نفسها فقلت مالك تصنعين هذا برسول الله  فضحك رسول الله  وجعل يقول رسول الله  دعيها فإنها تصنع هذا وأشد من هذا.
(التاريخ الكبير ج8/ص285)

85- حدود طاعة الأمير
ما روى أن رسول الله  استعمل علقمة بن مجزز المدلجي على جيش فبعث سرية واستعمل عليهم عبد الله بن حذافة السهمي وكان رجلا فيه دعابة وبين أيديهم نار قد أججت فقال لأصحابه أليست طاعتي عليكم واجبة فقالوا بلى قال فاقتحموا هذه النار فقام رجل فاحتجز حتى يدخلها فضحك وقال إنما كنت ألعب فبلغ ذلك رسول الله  فضحك فقال أو قد فعلوا هذا فلا تطيعوهم في معصية الله عز وجل فلما أخرج من ذلك طاعتهم في المعصية دل على أن طاعتهم فيما ليست بمعصية واجبة عليهم .
(معتصر المختصر ج2/ص15)

86- فضالة بن عمير
أن فضالة بن عمير بن الملوح يعني الليثي أراد قتل النبي وهو يطوف بالبيت عام الفتح فلما دنا منه قال رسول الله أفضالة قال نعم فضالة يا رسول الله قال ماذا كنت تحدث به نفسك قال لا شيء كنت أذكر الله قال :فضحك النبي ثم قال استغفر الله ثم وضع يده على صدره فسكن قلبه فكان فضالة يقول والله ما رفع يده عن صدري حتى ما من خلق الله شيء أحب إلي منه قال فضالة فرجعت إلى أهلي فمررت بامرأة كنت أتحدث إليها فقالت :هلم إلى الحديث فقال: لا وانبعث فضالة يقول :
يأبى عليك الله والإسلام
أو ما رأيت محمدا و قبيله
بالفتح يوم تكسر الأصنام
لرأيت دين الله أضحى بينا
والشرك يغشى وجهه الإظلام
( البداية والنهاية ج4/ص308)

87- وما عليك لو مت قبلي فوليت أمرك
عن عائشة قالت دخل علي رسول الله وهو يصدع وأنا أشتكي رأسي فقلت وارأساه فقال بل أنا والله يا عائشة وارأساه ثم قال وما عليك لو مت قبلي فوليت أمرك وصليت عليك وواريتك فقلت والله إني لأحسب لو كان ذلك لقد خلوت ببعض نسائك في بيتي من آخر النهار فضحك رسول الله  .
(البداية والنهاية ج5/ص225)

88- وفد بني فزارة وطلب السقيا
عن عبد الله بن محمد بن عمر بن حاطب الجمحي عن أبي وجرة يزيد بن عبيد السلمي قال لما قفل رسول الله من غزوة تبوك أتاه وفد بني فزارة فيهم بضعة عشر رجلا فيهم خارجة بن الحصين والحر بن قيس وهو أصغرهم ابن أخي عيينة بن حصن فنزلوا في دار رملة بنت الحارث من الأنصار وقدموا على إبل ضعاف عجاف وهم مسنون فأتوا رسول الله مقرين بالإسلام فسألهم رسول الله عن بلادهم قالوا يا رسول الله أسنتت بلادنا وأجدبت أحياؤنا وعريت عيالنا وهلكت مواشينا فادع ربك أن يغيثنا وتشفع لنا إلى ربك ويشفع ربك إليك فقال رسول الله سبحان الله ويلك هذا ما شفعت إلى ربي فمن ذا الذي يشفع ربنا إليه لا إله إلا الله وسع كرسيه السموات والأرض وهو يئط من عظمته وجلاله كما يئط الرجل الجديد قال رسول الله إن الله يضحك من شفقتكم وأزلكم وقرب غياثكم فقال الأعرابي ويضحك ربنا يا رسول الله قال نعم فقال الأعرابي لن نعدم يا رسول الله من رب يضحك خيرا فضحك رسول الله من قوله فقام رسول الله فصعد المنبر وتكلم بكلام ورفع يديه وكان رسول الله لا يرفع يديه في شيء من الدعاء إلا في الاستسقاء ورفع يديه حتى رئي بياض إبطيه وكان مما حفظ من دعائه اللهم اسق بلدك وبهائمك وانشر رحمتك وأحي بلدك الميت اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريئا مريعا طبقا واسعا عاجلا غير آجل نافعا غير ضار اللهم سقيا رحمة ولا سقيا عذاب ولا هدم ولا غرق ولا محق اللهم اسقنا الغيث وانصرنا على الأعداء فقام أبو لبابة بن عبد المنذر فقال يا رسول الله إن التمر في المرابد فقال رسول الله اللهم اسقنا فقال أبو لبابة التمر في المرابد ثلاث مرات فقال رسول الله اللهم اسقنا حتى يقوم أبو لبابة عريانا فيسد ثعلب مربده بإزاره قال فلا والله ما في السماء من قزعة ولا سحاب وما بين المسجد وسلع من بناء ولا دار فطلعت من وراء سلع سحابة مثل الترس فلما توسطت السماء انتشرت وهم ينظرون ثم أمطرت فوالله ما رأوا الشمس ستا وقام أبو لبابة عريانا يسد ثعلب مربده بإزاره لئلا يخرج التمر منه فقال رجل يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فصعد النبي المنبر فدعا ورفع يديه حتى رئي بياض إبطيه ثم قال اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر فانجابت السحابة عن المدينة كانجياب الثوب.
(البداية والنهاية ج6/ص91)

89- فضوح الدنيا أيسر من فضوح الآخرة
عن ابن عباس عن أخيه الفضل بن العباس قال جاءني رسول الله  فخرجت إليه فوجدته موعوكاً قد عصب رأسه فقال خذ بيدي فضل فأخذت بيده فانطلق حتى جلس على المنبر ثم قال ناد في الناس فلما اجتمعوا إليه حمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد أيها الناس فإنه قد دنا مني حقوق من بين أظهركم من كنت جلدت له ظهرا فهذا ظهري فليستقد منه ومن كنت أخذت له مالا فهذا مالي فليأخذه ومن كنت شتمت له عرضا فهذا عرضي فليستقد منه ولا يقولن أحد إني أخشى الشحناء من رسول الله  ألا وإن الشحناء ليست من طبيعتي ولا من شأني ألا وإن أحبكم إلي من أخذ شيئا كان له أو حللني فلقيت الله وأنا طيب النفس وإني أرى أن هذا غير مغن عني حتى أقوم فيكم مرارا ثم نزل فصلى الظهر ثم جلس على المنبر فعاد لمقالته الأولى في الشحناء وغيرها فقام رجل فقال إذن والله لي عندك ثلاثة دراهم فقال أما أنا لا نكذب قائلا ولا نستحلف فبم كانت لك عندي فقال يا رسول الله تذكر يوم مر بك المسكين فأمرتني فأعطيته ثلاثة دراهم قال أعطه يا فضل فأمر به فجلس ثم قال أيها الناس من كان عليه شيء فليؤده فلا يقولن رجل فضوح الدنيا فإن فضوح الدنيا أيسر من فضوح الآخرة فقام رجل فقال يا رسول الله عندي ثلاثة دراهم غللتها في سبيل الله قال ولم غللتها قال كنت محتاجا قال خذها منه يا فضل ثم قال رسول الله  أيها الناس من خشي من نفسه شيئا فليقم فلندع له فقام رجل فقال والله يا رسول الله إني لكذاب إني لفاحش وإني لنوام فقال اللهم ارزقه صدقا وأذهب عنه النوم إذا أراد ثم قام آخر فقال والله يا رسول الله إني لكذاب وإني لمنافق وما من شيء من الأشياء إلا وقد جنيته قال عمر فضحت نفسك أيها الرجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يابن الخطاب فضوح الدنيا أيسر من فضوح الآخرة ثم قال اللهم ارزقه صدقا وإيمانا وصير أمره إلى خير قال فتكلم عمر رضي الله عنه بكلام فضحك رسول الله  وقال عمر معي وأنا مع عمر والحق مع عمر حيث كان .
(المنتظم ج4/ص29)

90- ثاني اثنين
أخبرنا أبو القاسم الحريري أخبرنا أبو إسحاق البرمكي أخبرنا ابن حيوية أخبرنا أبو محمد المدائني حدثنا أبو بكر بن أبي النضر حدثنا شبابة قال حدثني أبو العطوف قال سمعت الزهري يقول :قال رسول الله  لحسان بن ثابت هل قلت في أبي بكر شيئا فقال نعم فقال قل وأنا أسمع فقال :
وثاني اثنين في الغار المنيف وقد
طاف العدو به إذ صعد الجبلا
وكان ردف رسول الله قد علموا
من البرية لم يعدل به رجلا
فضحك رسول الله  حتى بدت نواجذه ثم قال صدقت يا حسان هو كما قلت.
(المنتظم ج4/ص57)

91- أبو بكر الصديق  لا يدخل بطنه إلا طيبا
حدثنا علي بن الجعد قال حدثنا المسعودي عن القاسم قال كان لأبي بكر  غلام يأتيه بكسبه كل ليلة ويسأله من أين أصبت فيقول أصبت من كذا فأتاه ذات ليلة بكسبه وأبو بكر قد ظل صائما فنسي أن يسأله فوضع يده فأكل فقال الغلام يا أبا بكر كنت تسئلني كل ليلة عن كسبي إذا جئتك فلم أرك سألتني عنه الليلة قال فأخبرني من أين هو قال تكهنت لقوم في الجاهلية فلم يعطوني أجري حتى كان اليوم فأعطوني وإنما كانت كذبة فادخل أبو بكر في حلقه فجعل يتقيأ فذهب الغلام فأتى النبي  فأخبره فقال إني كذبت أبا بكر فضحك النبي  أحسبه قال ضحكا شديدا وقال إن أبا بكر يكره أن يدخل بطنه إلا طيبا.
(الورع لابن أبي الدنيا ج1/ص84)

92- من كنز الرحمن تحت العرش
أخبرنا الحسن بن الجهم أخبرنا إسماعيل بن عمرو أخبرنا بن مريم حدثني يوسف بن أبي الحجاج عن سعيد عن بن عباس قال كان رسول الله  إذا قرأ آخر سورة البقرة وآية الكرسي ضحك وقال إنهما من كنز الرحمن تحت العرش وإذا قرأ من يعمل سوءا يجز به وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى استرجع واستكان. (تفسير ابن كثير ج1/ص342)

93- خذ بيد أخيك فادخلا الجنة
عن أنس رضي الله عنه قال بينا رسول الله  جالس إذ رأيناه ضحك حتى بدت ثناياه فقال عمر ما أضحكك يا رسول الله بأبي أنت وأمي فقال رجلان من أمتي جثيا بين يدي رب العزة تبارك وتعالى فقال أحدهما يارب خذ لي مظلمتي من أخي قال الله تعالى أعط أخاك مظلمته قال يارب لم يبق من حسناتي شيء قال رب فليحمل عني من أوزاري قال ففاضت عينا رسول الله  بالبكاء ثم قال إن ذلك ليوم عظيم يوم يحتاج الناس إلى من يتحمل عنهم من أوزارهم فقال الله تعالى للطالب ارفع بصرك وانظر في الجنان فرفع رأسه فقال يارب أرى مدائن من فضة وقصورا من ذهب مكللة باللؤلؤ لأي نبي هذا لأي صديق هذا لأي شهيد هذا قال هذا لمن أعطى ثمنه قال رب ومن يملك ثمنه قال أنت تملكه قال ماذا يارب قال تعفو عن أخيك قال يارب فإني قد عفوت عنه قال الله تعالى خذ بيد أخيك فادخلا الجنة ثم قال رسول الله  فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم فإن الله تعالى يصلح بين المؤمنين يوم القيامة.
(تفسير ابن كثير ج2/ص286)


94- الأرض يوم القيامة
حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن خالد عن سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال النبي  تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة يتكفؤها الجبار بيده كما يكفأ أحدكم خبزته في السفر نزلا لأهل الجنة فأتى رجل من اليهود فقال بارك الرحمن عليك يا أبا القاسم ألا أخبرك بنزل أهل الجنة يوم القيامة قال بلى قال تكون الأرض خبزة واحدة كما قال النبي  فنظر النبي  إلينا ثم ضحك حتى بدت نواجذه ثم قال ألا أخبرك بإدامهم قال إدامهم بالأم ونون قالوا وما هذا قال ثور ونون يأكل من زائدة كبدهما سبعون ألفا.
(صحيح البخاري ج5/ص2389)


95- عرض علي ما هو كائن من أمر الدنيا والآخرة
عن حذيفة عن أبي بكر الصديق قال أصبح رسول الله  ذات يوم فصلى الغداة ثم جلس حتى إذا كان من الضحى ضحك رسول الله  ثم جلس مكانه حتى إذا صلى الأولى والعصر والمغرب كل ذلك لا يتكلم حتى صلى العشاء الآخرة ثم قام إلى أهله فقال الناس لأبي بكر سل رسول الله  ما شأنه صنع اليوم شيئا لم يصنعه قط فسأله فقال نعم عرض علي ما هو كائن من أمر الدنيا والآخرة.
(الأحاديث المختارة ج1/ص121)

96- غنيمة المسلمين غداً
حدثنا معاوية يعني بن سلام عن زيد يعني بن سلام أنه سمع بن سلام قال حدثني السلولي أنه حدثه سهل بن الحنظلية أنهم ساروا مع رسول الله  يوم حنين حتى كانت عشية فحضرت الصلاة مع رسول الله  فجاء رجل فارس فقال يا رسول الله إني انطلقت بين أيديكم حتى طلعت جبل كذا وكذا فإذا أنا بهوازن على بكرة أبيهم بظعنهم ونعمهم وشياههم فتبسم النبي  وقال تلك غنيمة المسلمين غدا إن شاء الله.
( تفسير ابن كثير ج1/ص447)

97- أو في شك أنت يا بن الخطاب
قال عمر بن الخطاب  فجئت الغلام فقلت له استأذن لعمر , فلما وليت منصرفا فإذا الغلام يدعوني قال أذن لك رسول الله  فدخلت عليه فإذا هو مضطجع على رمال حصير ليس بينه وبينه فراش قد أثر الرمال بجنبه متكئ على وسادة من آدم حشوها ليف فسلمت عليه ثم قلت وأنا قائم طلقت نساءك فرفع بصره إلي فقال لا ثم قلت وأنا قائم أستأنس يا رسول الله لو رأيتني وكنا معشر قريش نغلب النساء فلما قدمنا على قوم تغلبهم نساؤهم فذكره فتبسم النبي  ثم قلت لو رأيتني ودخلت على حفصة فقلت لا يغرنك أن كانت جارتك هي أوضأ منك وأحب إلى النبي  يريد عائشة فتبسم أخرى فجلست حين رأيته تبسم ثم رفعت بصري في بيته فوالله ما رأيت فيه شيئا يرد البصر غير أهبة ثلاثة فقلت ادع الله فليوسع على أمتك فإن فارس والروم وسع عليهم وأعطوا الدنيا وهم لا يعبدون الله وكان متكئا فقال أو في شك أنت يا بن الخطاب أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا فقلت يا رسول الله استغفر لي. (صحيح البخاري ج2/ص872)

98- هذه لله فما لي
عن ثابت عن أنس قال جاء أعرابي إلى النبي  فقال يا رسول الله علمني خيرا فأخذ النبي  بيده فقال قل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر قال فعقد الأعرابي على يده ثم مضى فتفكر ثم رجع فتبسم النبي  وقال تفكر البائس فجاء فقال يا رسول الله سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر هذه لله فما لي فقال النبي  يا أعرابي إذا قلت سبحان الله قال الله صدقت وإذا قلت الحمد لله قال الله صدقت وإذا قلت لا إله إلا الله قال الله صدقت وإذا قلت الله أكبر قال الله صدقت فإذا قلت اللهم اغفر لي قال الله فعلت فإذا قلت اللهم ارحمني قال الله فعلت وإذا قلت اللهم ارزقني قال الله قد فعلت قال فعقد الأعرابي على سبع في يده ثم ولى.
(الأحاديث المختارة ج5/ص12)

99- أول من ولد في الإسلام بالمدينة
أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد الشعراني ثنا جدي ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي حدثني عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة بن الزبير حدثني هشام بن عروة عن أبيه قال خرجت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما حين هاجرت إلى رسول الله  وهي حامل بعبد الله بن الزبير فنفسته فأتت به النبي  ليحنكه فأخذه رسول الله  فوضعه في حجره وأتي بتمرة فمصها ثم مضغها ثم وضعها في فيه فحنكه بها فكان أول شيء دخل بطنه ريق رسول الله  قالت ثم مسحه رسول الله  وسماه عبد الله ثم جاء بعد وهو بن سبع سنين أو بن ثمان سنين ليبايع النبي أمره الزبير بذلك فتبسم النبي  حين رآه مقبلا وبايعه وكان أول من ولد في الإسلام بالمدينة مقدم رسول الله  وكانت اليهود تقول قد أخذناهم فلا يولد لهم بالمدينة ولد ذكر فكبر أصحاب رسول الله  حين ولد عبد الله وقال عبد الله بن عمر بن الخطاب حين سمع تكبير أهل الشام وقد قتلوا عبد الله بن الزبير الذين كبروا على مولده خير من الذين كبروا على قتله .
(المستدرك على الصحيحين ج3/ص632)

100- صوما يوما مكانه.
عن عائشة قالت أصبحت أنا وحفصة صائمتين فأهدي لنا طعام والطعام محروص عليه فأكلنا منه ودخل علينا النبي  فابتدرتني حفصة وكانت بنت أبيها فقالت يا رسول الله أصبحنا صائمتين فأهدي لنا طعام فأكلنا منه فتبسم النبي  وقال صوما يوما مكانه.
(سنن البيهقي الكبرى ج4/ص280)

101- إنها ابنة أبي بكر
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو اليمان قال أنا شعيب عن الزهري قال أخبرني محمد بن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام أن عائشة زوج النبي  قالت أرسل أزواج النبي  فاطمة بنت النبي  فاستأذنت والنبي  مع عائشة في مرطها فأذن لها فدخلت عليه فقالت يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة فقال النبي  أي بنية ألست تحبين ما أحب فقالت بلى فقال فأحبي هذه لعائشة قالت فقامت فاطمة فخرجت فجاءت أزواج النبي  فحدثتهن بما قالت وبما قال لها فقلن لها ما أغنيت عنا من شيء فارجعي إلى النبي  فقالت فاطمة عليها السلام والله لا أكلمه فيها أبدا فأرسل أزواج النبي  زينب بنت جحش فاستأذنت فأذن لها فدخلت فقالت يا رسول الله أرسلني إليك أزواجك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة قالت عائشة ثم وقعت بي زينب قالت عائشة فطفقت انظر إلى النبي  متى يأذن لي فيها فلم أزل حتى عرفت أن النبي  لا يكره أن أنتصر قالت فوقعت بزينب فلم أنشبها إن أفحمتها فتبسم النبي  ثم قال إنها ابنة أبي بكر.
(مسند أحمد بن حنبل ج6/ص88)

102- فأعط ولا تخش من ذي العرش إقلالا
جاء رجل إلى النبي  فسأله فقال ما عندي شيء أعطيك ولكن استقرض حتى يأتينا شيء فنعطيك فقال عمر ما كلفك الله هذا أعطيت ما عندك فإذا لم يكن عندك فلا تكلف قال فكره رسول الله  قول عمر حتى عرف في وجهه فقال الرجل يا رسول الله بأبي وأمي أنت فأعط ولا تخش من ذي العرش إقلالا قال فتبسم النبي  وقال بهذا أمرت.
(مسند البزار ج1/ص396)




تم الانتهاء من هذا الكتاب بإذن الله تعالى ومشيئته
يوم الاثنين 22/4/1429هـ الموافق 28/4/2008م
---------------------------
ahmedaly240@hotmail.com
ahmedaly2407@gmail.com

غير معرف يقول...

ناوليني الخمره
bigstory
بس الله الرحمن الرحيم
الحديث الذي لم يفهمه ببغاوات النصاري عن ام سلمه قال لها النبي وهي حائض ناولييني الخمره من المسجد فقلت اني حائض فقال ان حيضت ليست في يدك .
وحقا مازال النصاري يفضحون انفسهم ليتبيين لنا انهم لا يفقهون شيء في اللغه العربيه ولا مبادئها وللرد علي تللك الشبهه التافهه التي وجدتها في صفحه الدليل والبرهان (الفاشليين) أذكر هنا رأي الأمام إبن الأثير في كتابه غريب الحديث والاثر (( في حديث عن أم سلمه قال لها النبي ناولييني الخمره من المسجد فقالت له انها حائض فقال بها ان حيضتك ليست في يدك الخمره بضم الخاء هي مقدار ما يضع الرجل عليه وجهه في سجوده من حصير او نسيجه خوص ونحوه من النبات وسميت خمره بضم الخاء لان خيوطها مستوره بسعفيها . وقد جاء في سنن ابي داوود عن ابن عباس قال جاءت فأره فأخذت تجر الفتيله فجاءت بها فالقتها بين يدي رسول الله صلي الله عليه وسلم علي الخمره التي كان قاعدا عليها فاحرقت منها مثل موضع درهم انتهي والنصاري كانو يظنون ان الرسول صلي الله عليه وسلم يطلب الخمره المسكره وهم معذروون نظرا لجهلهم باللغه العربيه وبهذا يتبيين لنا مدي جهلهم فهم يفضحون انفسهم بما تكتبه ايديهم كل يوم. وبالرغم من أن الشبهه تافهه ولا تحتاج اصلا الي رد الا اني احببت ان أرد عليهم لعل يهتدي منهم شخص يبحث عن الحقيقه. والان نوضح مدي قدسيه الخمر في الكتاب المكدس ففي العهد القديم نجد هذا النص ((أعطو مسكرا لهالك وخمرا لمريء النفس يشرب وينسي فقره ولا يذكر تعبه ) الامثال 6:31 وهذه دعوي واضحه الي السكر والعربده اول معجزات الرب يسوع في صالح المساطيل عندما حول الماء الي خمر (يوحنا 7:2) ومنذ ان جرت تلك المعجزه والخمر ما زالت تتدفق في العالم النصراني نص اخر ايضا يوقوله بولس رسولهم ناصحا بشرب الخمر ((لا تكن فيما بعد شراب ماء بل استعمل خمرا من اجل معدتك واسقامك الكثيره . (رساله بولس إلي ثيموساوس 23:5)واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالميين كتبه
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اخوكم bigstory1
===================
شبهة قول عائشة رضي الله عنها يابن أخي، هذا من عمل الكُتَّاب
د. غازي عناية
يقولون: روي عن هشام بن عروة عن أبيه أنه قال: سُئِلت عائشة عن لحن القرآن، عن قوله تعالى: (إن هذان لساحران) وعن قوله تعالى: (والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة) وعن قوله تعالى: (إنّ الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئون). فقالت: يابن أخي، هذا من عمل الكُتَّاب، قد أخطأوا في الكتاب.
قال السيوطي في هذا الخبر: إسناده صحيح على شرط الشيخين. ويقولون أيضاً: روي عن أبي َلَف مولى بني جُمَح أنه دخل مع عبيد بن عمير على عائشة فقال: جئت أسألكِ عن آية في كتاب الله، كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها؟ قالت: أيّةُ آية؟ قال: (والذين يؤتون ما آتوا) أو (الذين يأتون ما آتوا). قالت: أيهما أحب إليك؟ قلت: والذي نفسي بيده، لإحداهما أحبُّ إليَّ من الدنيا جميعاً. قالت: أيهما؟ قلت: (والذين يأتون ما آتوا) فقالت: أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك كان يقرؤها، وكذلك أُنزلت، ولكن الهجاء حرف.
ـ تفنيد هذه الشبهة:
أولاً: بأن هذه الروايات مهما يكن سندها صحيحاً، فإنها مخالفة للمتواتر القاطع، ومعارض القاطع ساقط مردود، فلا يلتفت إليها، ولا يعمل بها.
ثانياً: أنه قد نص في كتاب «إتحاف فضلاء البشر»، على أن لفظ (هذان) قد رسم في المصحف من غير ألف ولا ياء، ليحتمل وجوه القراءات الأربع فيها، وإذن فلا يعقل أن يقال أخطأ الكاتب، فإن الكاتب لم يكتب ألفاً، ولا ياءً. ولو كان هناك خطأ تعتقده عائشة ما كانت تنسبه للكاتب، بل كانت تنسبه لمن يقرأ بتشديد (إن)، وبالألف لفظاً في (هذان). ولم ينقل عن عائشة، ولا عن غيرها تخطئة من قرأ بما ذكر، وكيف تنكر هذه القراءة وهي متواترة مجمع عليها؟، بل هي قراءة الأكثر، ولها وجه فصيح في العربية لا يخفى على مثل عائشة. ذلك هو إلزام المثنى الألف في جميع حالاته. وجاء منه قول الشاعر العربي:
«واهاً لسلمى ثم واهاً واهاً يا ليتَ عَيناها لنا وفاها
وموضعَ الخلخال من رجلاها بثمن يَرْضَى به أباها
إنّ أباها وأبَا أباها قد بلغَا في المجدِ غايتاها».
فبعيدٌ عن عائشة أن تنكر تلك القراءة، ولو جاء بها وحدها رسم المصحف.
ثالثاً: إن ما نسب إلى عائشة (رض) من تخطئة رسم المصحف في قوله تعالى: (والمقيمين الصلاة) بالياء، مردود بما ذكره أبو حيان في البحر إذ يقول ما نصه: «وذكر عن عائشة (رض)، عن أبان بن عثمان أن كتبها بالياء من خطأ كاتب المصحف. ولا يصح ذلك عنهما، لأنها عربيان فصيحان، وقطع النعوت مشهور في لسان العرب. وهو باب واسع ذكر عليه شواهد سيبويه، وغيره. وقال الزمخشري: «لا يلتفت إلى ما زعموا من وقوعه خطأ في خط المصحف. وربما التفت إليه من لم ينظر في الكتاب (يريد كتاب سيبويه) ولم يعرف مذاهب العرب، وما لهم في النصب على الاختصاص من الافتنان، وخفي عليه أن السابقين الأولين الذين مثلهم في التوراة، ومثلهم في الإنجيل، كانوا أبعدَ همةً في الغيرة على الإسلام، وذب المطاعن عنه، من أن يتركوا في كتاب الله ثلمةً يسدها من بعدهم، وخرقاً يرفوه مَن يلحقهم».
رابعاً: أنّ قراءة «الصابئون» بالواو، لم ينقل عن عائشة أنها خطّأتْ مَن يقرأ بها، ولم ينقل أنها كانت تقرأ بالياء دون الواو. فلا يعقل أن تكون خطأَتْ من كتب الواو.
خامساً: أنّ كلام عائشة في قوله تعالى: (يؤتون ما آتوا) لا يفيد إنكار هذه القراءة المتواترة المجمع عليها. بل قالت للسائل: أيهما أحبُّ إليك؟ ولا تحصر المسموع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قرأ هي به. بل قالت: إنه مسموع ومنزل فقط.
وهذا لا ينافي أن القراءة الأخرى مسموعة، ومنزلة كتلك. خصوصاً أنها متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم . أما قولها: ولكن الهجاء حرف: فكلمة حرف مأخوذة من الحرف بمعنى القراءة، واللغة، والمعنى أن هذه القراءة المتواترة التي رسم بها المصحف، لغة، ووجه من وجوه الأداء في القرآن الكريم. ولا يصح أن تكون كلمة حرف في حديث عائشة مأخوذة من التحريف الذي هو الخطأ، وإلا كان حديثاً معارضاً للمتواتر، ومعارض القاطع ساقط.
===================
الرد العلمي على الطعن في نسب الرسول صلى الله عليه وسلم
كتب "الشيخ الفلوجة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
نتناول في يأتي من سطور الرد على الطعن في نسب النبي صلى الله عليه وسلم استدلالا ببعض الروايات الساقطة الواردة في بعض كتب التراث التي كان أصحابها معروفين بعدم اقتصارهم على نقل الصحيح من الروايات بل كانوا إذا ذكروا الرواية بسندها لم يجدوا ضرورة في التعليق عليها لأن ذكر السند بمثابة ذكر الحكم على الرواية وإلا لماذا يتعب هؤلاء العلماء أنفسهم بذكر أسماء الرواة وأنسابهم وتعريفهم للقارئ فلو كانت هذه الروايات مقبولة كلها لما ذكروا لها سندا. الطعن مبني على ان عبد الله بن عبد المطلب وأبوه هاشم تزوجوا في نفس اليوم بينما ولد لهاشم سيدنا حمزة قبل أربع سنين من ولادة النبي بناء على أن حمزة رضي الله عنه أكبر من النبي صلى الله عليه وسلم. الآن نورد الروايات التي تمسكوا وبها ونحققها بإذن الله.
1- الرواية الأولى: التي تتحدث أن عبد الله بن عبد المطلب وأبوه تزوجوا في نفس اليوم.
الطبقات الكبرى ج: 1 ص: 94
ذكر تزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حدثنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال حدثني عبد الله بن جعفر الزهري عن عمته أم بكر بنت المسور بن مخرمة عن أبيها قال وحدثني عمر بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن يحيى بن شبل عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قالا كانت آمنة بنت وهب ابن عبد مناف بن زهرة بن كلاب في حجر عمها وهيب بن عبد مناف بن زهرة فمشى اليه عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بابنه عبد الله بن عبد المطلب أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب عليه آمنة بنت وهب فزوجها عبد الله بن عبد المطلب وخطب اليه عبد المطلب بن هاشم في مجلسه ذلك ابنته هالة بنت وهيب على نفسه فزوجه إياها فكان تزوج عبد المطلب بن هاشم وتزوج عبد الله بن عبد المطلب في مجلس واحد فولدت هالة بنت وهيب لعبد المطلب حمزة بن عبد المطلب فكان حمزة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم في النسب وأخاه من الرضاعة قال أخبرنا هشام بن محمد بن عن أبيه وعن أبي الفياض الخثعمي قالا لما تزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب أقام عندها ثلاثا وكانت تلك السنة عندهم إذا دخل الرجل على امرأته في أهلها.
الرواية ساقطة لانها من رواية محمد بن عمر الواقدي قال عنه العلماء:
الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج: 3 ص: 87
3137 محمد بن عمر بن واقد أبو عبد الله الأسلمي الواقدي قاضي بغداد قال أحمد بن حنبل هو كذاب كان يقلب الأحاديث يلقي حديث ابن أخي الزهري على معمر ونحو ذا وقال يحيى ليس بثقة وقال مرة ليس بشيء لا يكتب حديثه وقال البخاري والرازي والنسائي متروك الحديث وذكر الرازي والنسائي أنه كان يضع الحديث وقال الدراقطني فيه ضعف وقال ابن عدي احاديثه غير محفوظة والبلاء منه.
الرواية الثانية:
المستدرك على الصحيحين ج: 2 ص: 656 مجمع الزوائد ج: 8 ص: 230
4176 أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي حدثنا هاشم بن مرثد الطبراني حدثنا يعقوب بن محمد الزهري حدثنا عبد العزيز بن عمران حدثنا عبد الله بن جعفر عن أبي عون عن المسور بن مخرمة عن بن عباس عن أبيه قال قال عبد المطلب قدمنا اليمن في رحلة الشتاء فنزلنا على حبر من اليهود فقال لي رجل من أهل الزبور يا عبد المطلب أتأذن لي أن أنظر إلى بدنك ما لم يكن عورة قال ففتح إحدى منخري فنظر فيه ثم نظر في الأخرى فقال أشهد أن في إحدى يديك ملكا وفي الأخرى النبوة وأرى ذلك في بني زهرة فكيف ذلك فقلت لا أدري قال هل لك من شاعة قال قلت وما الشاعة قال زوجة قلت أما اليوم فلا قال إذا قدمت فتزوج فيهم فرجع عبد المطلب إلى مكة فتزوج هالة بنت وهب بن عبد مناف فولدت له حمزة وصفية وتزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب فولدت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت قريش حين تزوج عبد الله آمنة فلح عبد الله على أبيه قال الإمام الهيثمي مجمع الزوائد ج: 8 ص: 230 رواه الطبراني وفيه عبدالعزيز بن عمران وهو متروك
هذه الرواية كذلك ساقطة لأن فيه سندها عبدالعزيز بن عمران قال عنه العلماء
الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج: 2 ص: 111
1957 عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز أبو ثابت ويعرف بابن أبي ثابت المدني الزهري قال يحيى ليس بثقة وقال البخاري لا يكتب حديثه وقال النسائي متروك الحديث وقال الترمذي والدارقطني ضعيف وقال ابن حبان يروي المناكير عن المشاهير
كما أن لفظ تزوج لا تعني الدخول بل هي تعني إبرام العقد وقد يتأخر الدخول عن الزواج بسنين فالروايات ليس فيها أن عبد الله بن عبد المطلب وأبوه دخل كل واحد على زوجته في نفس اليوم حتى يكون هنا استعجاب من تأخر ولادة النبي صلى الله عليه وسلم عن عمه حمزة رضي الله عنه.
2- الرواية الثالثة: التي تفيد أن حمزة رضي الله عنه أكبر من النبي بأربع سنين
الطبقات الكبرى ج: 3 ص: 10
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال كان حمزة معلما يوم بدر بريشة نعامة قال محمد بن عمر وحمل حمزة لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بني قينقاع ولم يكن الرايات يومئذ وقتل رحمه الله يوم أحد على رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة وهو يومئذ بن تسع وخمسين سنة كان أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع سنين وكان رجلا ليس بالطويل ولا بالقصير قتله وحشي بن حرب وشق بطنه وأخذ كبده فجاء بها إلى هند بنت عتبة بن ربيعة فمضغتها ثم لفضتها ثم جاءت فمثلت بحمزة وجعلت من ذلك مسكتين ومعضدين وخدمتين حتى قدمت بذلك وبكبده مكة وكفن حمزة في بردة فجعلوا إذا خمروا بها رأسه بدت قدماه وإذا خمروا بها رجليه تنكشف عن وجهه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم غطوا وجهه وجعل على رجليه الحرمل.
هذه الرواية ساقطة فقد اجتمع فيها محمد بن عمر الواقدي وقد قدمنا كلام العلماء فيه وكذلك موسى بن محمد بن إبراهيم وقد قال فيه العلماء:
أبو حاتم في كاتبه المجروحين ج: 2 ص: 241
موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي من أهل المدينة يروي عن أبيه ما ليس من حديثه فلست أدري أكان المتعمد لذلك أو كان فيه غفلة فيأتي بالمناكير عن أبيه والمشاهير على التوهم وأيما كان فهو ساقط الاحتجاج.
3- الرواية الرابعة: حول طعن قريش في نسب النبي صلى الله عليه وسلم
سنن الترمذي ج: 5 ص: 584
3607 حدثنا يوسف بن موسى البغدادي حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسماعيل بن أبي خالد عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عن العباس بن عبد المطلب قال قلت ثم يا رسول الله إن قريشا جلسوا فتذاكروا أحسابهم بينهم فجعلوا مثلك كمثل نخلة في كبوة من الأرض فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله خلق الخلق فجعلني من خيرهم من خير فرقهم وخير صليت ثم تخير القبائل فجعلني من خير قبيلة ثم تخير البيوت فجعلني من خير بيوتهم فأنا خيرهم نفسا وخيرهم بيتا قال أبو عيسى هذا حديث حسن وعبد الله بن الحارث هو أبو نوفل
أولا من بفهم من الرواية طعن قريش في نسب النبي صلى الله عليه وسلم هو جاهل باللغة العربية لأن الرواية تقول الأحساب جمع حسب ولا ذكر للنسب في الرواية ومعنى الحسب مخالف للنسب كما جاء في كتب اللغة:
مختار الصحاح ج: 1 ص: 57
و الحَسَبُ أيضا ما يعده الإنسان من مفاخر آبائه وقيل حسبه دينه وقيل ماله والرجل حَسِيبٌ وبابه ظرف وقال بن السكيت الحَسَبُ والكرم يكونان بدون الآباء والشرف والمجد لا يكونان إلا بالآباء
النهاية في غريب الحديث ج: 1 ص: 381
الحَسب في الاصل . الشَّرَف بالآباء ومايَعُدُّه الناس من مَفاخرهم . وقيل الحَسب والكَرم يكونان في الرجُل وان لم يكن له آبَاء لهُم شَرف والشَّرف والمَجْد لايكونان إلاَّ بالآباء
فهم أرادوا الانتقاص من قبيلة النبي صلى الله عليه وسلم بني هاشم في مفاخرهم ولهذا جعلوا النبي مثل النخلة وهي شيء مكرم عند العرب فالنبي عند قريش إنسان عظيم وجعلوا بني هاشم كالكبوة وهي أن تلقى الكناسة أي أن النبي كرجل فهو عظيم معروف بأخلاقه العالية لكن قبيلته لا مكانة لها وما يدل على ذلك صراحة الرواية التالية:
مجمع الزوائد ج: 8 ص: 215
وعن عبدالله بن عمر قال إنا لقعود بفناء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مرت امرأة فقال رجل من القوم هذه ابنة محمد فقال رجل من القوم إن مثل محمد في بني هاشم مثل الريحانة في وسط النتن فانطلقت المرأة فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فجاء النبي صلى الله عليه وسلم يعرف في وجهه الغضب ثم قام على القوم فقال ما بال أقوال تبلغني عن أقوام إن الله عز وجل خلق السموات سبعا فاختار العليا منها فسكنها وأسكن سمواته من شاء من خلقه وخلق الخلق فاختار من الخلق بني آدم واختار من بني آدم العرب واختار من العرب مضر واختار من مضر قريشا واختار من قريش بني هاشم واختارني من بني هاشم فأنا من خيار إلى خيار فمن أحب العرب فبحبي أحبهم ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم رواه الطبراني في الكبير والأوسط إلا انه قال فمن أحب العرب فلحبي أحبهم ومن أبغض العرب فلبغضي ابغضهم وفيه حماد بن واقد وهو ضعيف يعتبر به وبقية رجاله وثقوا
ونذكر رواية تذكر الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف كان معروفا لدى قريش في اليوم الذي ولد فيه أنه ابن عبد الله بن عبد المطلب:
المستدرك على الصحيحين ج: 2 ص: 656
4177 حدثنا أبو محمد عبد الله بن حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا أبو غسان محمد بن يحيى الكناني حدثني أبي عن بن إسحاق قال كان هشام بن عروة يحدث عن أبيه عن عائشة رضي الله عنهما قالت ثم كان زفر قد سكن مكة يتجر بها فلما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مجلس من قريش يا معشر قريش هل الليلة مولود فقالوا والله ما نعلمه قال الله أكبر أما إذا أخطأكم فلا بأس فانظروا واحفظوا ما أقول لكم ولد هذه الليلة نبي هذه الأمة الأخيرة بين كتفيه علامة فيها شعرات متواترات كأنهن عرف فرس لا يرضع ليلتين وذلك أن عفريتا من الجن أدخل أصبعيه في فمه فمنعه الرضاع فتصدع القوم من مجلسهم وهم متعجبون من قوله وحديثه فلما صاروا إلى منازلهم أخبر كل إنسان منهم أهله فقالوا قد ولد لعبد الله بن عبد المطلب غلام سموه محمدا فالتقى القوم فقالوا هل سمعتم حديث اليهودي وهل بلغكم مولد هذا الغلام فانطلقوا حتى جاءوا اليهودي فأخبروه الخبر قال فاذهبوا معي حتى أنظر إليه فخرجوا حتى أدخلوه على آمنة فقال اخرجي إلينا ابنك فأخرجته وكشفوا له عن ظهره فرأى تلك الشامة فوقع اليهودي مغشيا عليه فلما أفاق قالوا ويلك ما لك قال ذهبت والله النبوة من بني إسرائيل فرحتم به يا معشر قريش أما والله ليسطون بكم سطوة يخرج خبرها من المشرق والمغرب وكان في النفر يومئذ الذين قال لهم اليهودي ما قال هشام بن الوليد بن المغيرة ومسافر بن أبي عمرو وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب وعتبة بن ربيعة شاب فوق المحتلم في نفر من بني مناف وغيرهم من قريش هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقد تواترت الأخبار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد مختونا مسرورا وولد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدار التي في الزقاق المعروف بزقاق المدكل بمكة وقد صليت فيه وهي الدار التي كانت بعد مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم في يد عقيل بن أبي طالب في أيدي ولده بعده
إذن قريش كانت تقر أن النبي صلى الله عليه وسلم ابن عبد الله بن عبد المطلب وفي صحيح مسلم في قصة صلح الحديبية دليل قاطع على عدم اعتراض قريش على نسب النبي صلى الله عليه وسلم:
صحيح مسلم ج: 3 ص: 1411
1784 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس ثم أن قريشا صالحوا النبي صلى الله عليه وسلم فيهم سهيل بن عمرو فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي اكتب بسم الله الرحمن الرحيم قال سهيل أما باسم الله فما ندري ما بسم الله الرحمن الرحيم ولكن اكتب ما نعرف باسمك اللهم فقال اكتب من محمد رسول الله قالوا لو علمنا أنك رسول الله لأتبعناك ولكن اكتب اسمك واسم أبيك فقال النبي صلى الله عليه وسلم اكتب من محمد بن عبد الله فاشترطوا على النبي صلى الله عليه وسلم أن من جاء منكم لم نرده عليكم ومن جاءكم منا رددتموه علينا فقالوا يا رسول الله أنكتب هذا قال نعم إنه من ذهب منا إليهم فأبعده الله ومن جاءنا منهم سيجعل الله له فرجا ومخرجا
فقد اعترضت قريش على انه رسول الله وطلبوا منه كتابة اسمه واسم أبيه فكتب محمد بن عبد الله ولم يعترض أحد فأين الاعتراض المزعوم؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ونختم برواية صحيحة تذكر بوضوح كيف كان نسب النبي صلى الله عليه وسلم معروفا لدى العرب:
صحيح ابن خزيمة ج: 4 ص: 13
2260 حدثنا محمد بن عيسى حدثنا سلمة يعني بن الفضل قال محمد بن إسحاق وهو بن يسار مولى مخرمة وحدثني محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي عن أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة قالت ثم لما نزلنا أرض الحبشة جاورنا بها حين جاء النجاشي فذكر الحديث بطوله وقال في الحديث قالت وكان الذي كلمه جعفر بن أبي طالب قال له أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونسيء الجوار ويأكل القوي منا الضعيف فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه فدعانا إلى الله لتوحيده ولنعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة وأن نعبد الله لا نشرك به شيئا وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام قالت فعدد عليه أمور الإسلام فصدقناه وآمنا به واتبعناه على ما جاء به من ثم الله فعبدنا الله وحده ولم نشرك به وحرمنا ما حرم علينا وأحللنا ما أحل لنا ثم ذكر باقي الحديث.
فنسب النبي كان معروفا لا اعتراض حوله جدير بالذكر أن هذه الواقعة التي كانت في بلاط النجاشي حضرها سيدنا عمرو بن العاص وهو كافر يومئذ جاء يسترد المسلمين الذي هاجروا إلى الحبشة وحاول في سبيل ذلك كل طاقته وهو سمع هذا الكلام وكيف أن نسب النبي صلى الله عليه وسلم معروف لا اعتراض عليه وقد سكت ولم يعترض فأن الاعتراض المزعوم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
في الأخير ارجوا أني قد وفقت إلى الرد على هذا الافتراء فإن كان حقا فمن الله وإن كان غير ذلك فمن نفسي والشيطان والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العلمين
لا تنسونا من صالح دعائكم

غير معرف يقول...

((((((((((ومضات من حُسن عشرة الرسول لزوجاته

إن الناظر إلى سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم يجد أن رسول الإنسانية صلى الله عليه وسلم كان يقدر المرأة (الزوجة) ويوليها عناية فائقة، ومحبة لائقة.
ولقد ضرب أمثلة رائعة من خلال حياته اليومية. فتجده أول من يواسيها.. يكفكف دموعها.. يقدر مشاعرها.. لايهزأ بكلماتها.. يسمع شكواها.. ويخفف أحزانها.. ولعل الكثير يتفقون معي أن الكتب الأجنبية الحديثة التي تعنى بالحياة الزوجية تخلو من الأمثلة الحقيقية, ولا تعدو أن تكون شعارات على الورق وتعجز أكثر الكتب مبيعًا في هذا الشأن أن تبلغ ما بلغه نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم. فهاك شيئًا من هذه الدراري:
• الشرب والأكل في موضع واحد:
لحديث عائشة رضي الله عنها: كنتُ أشرب فأناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيّ, وأتعرق العرق فيضع فاه على موضع فيّ. رواه مسلم
• الاتكاء على الزوجة:
لقول عائشة رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكئ في حجري وأنا حائض. رواه مسلم
• تمشيط شعره:
لقول عائشة رضي الله عنها: ليدخل علىّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه وهو في المسجد فأرجّله. رواه مسلم
• التنزه مع الزوجة ليلا:
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان بالليل سار مع عائشة يتحدث . رواه
البخاري
• مساعدتها في أعباء المنزل:
سئلت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: كان في مهنة أهله . رواه البخاري
• يهدي لأحبتها:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذبح شاة يقول: أرسلوا بـها إلى أصدقاء خديجة. رواه مسلم.
• يمتدحها:
لقوله صلى الله عليه وسلم: إن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام . رواه مسلم
• يسرّ إذا اجتمعت بصويحباتها:
قالت عائشة: كانت تأتيني صواحبي فكن ينقمعن (يتغيبن) من رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يُسربـهن إلي (يرسلهن إلي). رواه مسلم
• يعلن حبها:
قوله صلى الله عليه وسلم عن خديجة \"إني رزقت حُبها \". رواه مسلم
• ينظر إلى محاسنها:
لقوله صلى الله عليه وسلم: \"لايفرك مؤمن مؤمنة ان كره منها خلقا رضي منها آخر.\" رواه مسلم
• إذا رأى امرأة يأت أهله ليرد ما في نفسه:


لقوله صلى الله عليه وسلم: \"إذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله فان ذلك يرد ما في نفسه\" رواه مسلم


• لا ينشر خصوصياتها حين يفضي إليها:


قال صلى الله عليه وسلم: إن من أشر الناس عند الله منزله يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها. رواه مسلم


• التقبيل:


كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم. رواه مسلم


• التطيب في كل حال:


عن عائشة رضي الله عنها قالت: كأني أنظر إلى وبيص المسك في مفرق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم. رواه مسلم


• يرضى لها بالهدايا:


عن عائشة رضي الله عنها قالت: ان الناس كانوا يتحرون بـهداياهم يوم عائشة يبتغون بذلك مرضاة رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه مسلم


• يعرف مشاعرها:


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة: انى لأعلم اذا كنت عنى راضية واذا كنت منى غضبى ..أما اذا كنت عنى راضية فانك تقولين لا ورب محمد ., واذا كنت منى غضبى قلت : لا ورب ابراهيم؟؟ رواه مسلم


• يحتمل صدودها:


عن عمر بن الخطاب قال: صخبت علىّ امرأتي فراجعتني, فأنكرت أن تراجعني! قالت: ولم تنكر أن أراجعك؟ فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه, وإن احداهن لتهجره اليوم حتى الليل. رواه البخاري


• لايضربها:


قالت عائشة رضي الله عنها: \"ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادما له ولا امرأة ولا ضرب بيده شيئا \" صحيح ابن ماجه


• يواسيها عند بكائها:


كانت صفية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر, وكان ذلك يومها, فأبطت في المسير, فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى تبكي, وتقول حملتني على بعير بطيء, فجعل رسول الله يمسح بيديه عينيها, ويسكتها..\" رواه النسائي


• يرفع اللقمة إلى فمها:


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: \"إنك لن تنفق نفقة إلا أجرت عليها حتى اللقمة ترفعها إلى في امرأتك\" رواه البخاري


• إحضار متطلباتها:


قال الرسول صلى الله عليه وسلم: \"اطعم إذا طعمت واكسِ إذا اكتسيت\" رواه الحاكم وصححه الألباني


• الثقة بها:


نـهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلا, أن يخونـهم, أو يلتمس عثراتـهم رواه مسلم


• المبالغة في حديث المشاعر:


للحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرخص في شيء من الكذب إلا في ثلاث منها: الرجل يحدث امرأته, والمرأة تحدث زوجها. رواه النسائي


• العدل مع نسائه:


لحديث \" من كان له امرأتان يميل لإحداهما على الأخرى, جاء يوم القيامة أحد شقيه مائل\" رواه الترمذي وصححه الألباني


• يتفقد الزوجة في كل حين:


عن أنس رضي الله عنه قال \"كان صلى الله عليه وسلم يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار.\" رواه البخاري


• لايهجر زوجته أثناء الحيض:


عن ميمونة رضي الله عنها قالت: كان صلى الله عليه وسلم يباشر نساءه فوق الإزار وهن حُيّضٌ. رواه البخاري


• يتفكه من خصام زوجاته:


قالت عائشة: دخلت علىّ زينب وهي غضبى فقال رسول الله دونك فانتصري, فأقبلت عليها حتى رأيتها قد يبست ريقها في فيها فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل\" رواه ابن ماجه


• يصطحب زوجته في السفر:


كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا أراد سفرًا أقرع بين نسائه, فآيتهن خرج سهمها خرج بـها. متفق عليه


• مسابقته لزوجه:


عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي: تعالي أسابقك, فسابقته, فسبقته على رجلي. وسابقني بعد أن حملت اللحم وبدنت فسبقني وجعل يضحك وقال هذه بتلك! رواه ابو داود


• تكنيته لها:


أن عائشة قالت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم كل نسائك لها كنية غيري فكناها \"أم عبد الله\" رواه احمد


• يروي لها القصص:


كحديث أم زرع. رواه البخاري


• يشاركها المناسبات السعيدة:


قالت عائشة - رضي الله عنها \" مررت ورسول الله صلى الله عليه وسلم بقوم من الحبشة يلعبون بالحراب، فوقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينظر إليهم، ووقفت خلفه فكنت إذا أعييت جلست، وإذا قمت أتقي برسول الله صلى الله عليه وسلم\" أخرجه البخاري


• احترام هواياتها وعدم التقليل من شأنها:


عن عائشة رضي الله عنها \"كنت ألعب بالبنات عند النبي صلى الله عليه وسلم وكان لي صواحب يلعبن معي، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل ينقمعن منه فيسر بـهن فيلعبن معي \" الأدب المفرد


• إضفاء روح المرح في جو الأسرة:


عن عائشة رضي الله عنها قالت: زارتنا سوده يومًا فجلس رسول الله بيني وبينها , إحدى رجليه في حجري , والأخرى في حجرها , فعملت لها حريرة فقلت: كلي! فأبت فقلت: لتأكلي , أو لألطخن وجهك, فأبت فأخذت من القصعة شيئًا فلطخت به وجهها , فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجله من حجرها لتستقيد مني, فأخذت من القصعة شيئاً فلطخت به وجهي, ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك. رواه النسائي


• إشاعة الدفء:


عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قلّ يوم إلا وهو يطوف على نسائه فيدنو من أهله فيضع يده, ويقبل كل امرأة من نسائه حتى يأتي على آخرهن فإن كان يومها قعد عندها. طبقات ابن سعد ج 8 / 170


• لا ينتقصها أثناء المشكلة:


عن عائشة رضي الله عنها تحكى عن حادثة الإفك قالت: إلا أني قد أنكرت من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض لطفه بي ، كنت إذا اشتكيت رحمني ، ولطف بي ، فلم يفعل ذلك بي في شكواي تلك فأنكرت ذلك منه كان إذا دخل علي وعندي أمي تمرضني قال: كيف تيكم؟ لا يزيد على ذلك. رواه البخاري


•يرقيها في حال مرضها:


عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان صلى الله عليه وسلم اذا مرض أحدٌ من أهل بيته نفث عليه بالمعوذات. رواه مسلم


• يمتدح من يحسن لأهله:


قال الرسول صلى الله عليه وسلم: خياركم خيارُكم لنسائهم. رواه الترمذي وصححه الألباني


• يمهلها حتى تتزين له:


عن جابر قال \" كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر , فلما رجعنا ذهبنا


لندخل, فقال : \" أمهلوا حتى ندخل ليلا -أي: عشاء- حتى تمتشط الشعثة , وتستحد المغيبة\" رواه النسائي

غير معرف يقول...

((((((((((((((((((محمد صلى الله عليه وسلم))))))))))))))))))))))
المثال الأسمى
أحمد ديدات
ترجمة وتعليق: محمد مختار

مقدمة المترجم

الحمد لله رب العالمين الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين . والصلاة والسلام على هذا النبي محمد وعلى آله وأزواجه وأتباعه ومن والاه إلى يوم الدين .
أما بعد .
فإن هذا الكتاب " محمد ( صلى الله عليه وسلم ) المثال الأسمى " يعرض كما هو ظاهر من عنوانه لجوانب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسالته وآثاره على العالمين . وقد قسمته إلى قسمين :
الأول : بقلم الداعية الإسلامي المجاهد أحمد ديدات . وسميته " محمد ( صلى الله عليه وسلم ) وما يسطرون " .
والثاني : كتاب من تأليف ك. س. رامكرشنة راو أستاذ الفلسفة بجامعة ميسور فـي الهند . وقد ترجمته عن الطبعة الإنجليزية الصادرة عن المركز العالمي للدعوة الإسلامية بدربان في جمهورية جنوب إفريقية الذي يرأسه الداعية الإسلامي المجاهد أحمد ديدات .
وعنوان الكتاب بالإنجليزية كما يلي :
( Mohammed the Prophet of Islam ) .
وترجمته : " محمد نبي الإسلام " .
وحين أقدم هذا الكتاب لقراء العربية لا أهدف أساسا إلى تقديم وجهة نظر الشرق في محمد صلى الله عليه وسلم ، في مقابل مؤلفات أخرى كثيرة تناولت وجهة نظر الغرب فيه ، باعتباره رجلا أثر في العالم تأثيرا بارزا وباقيا ، فمحمد صلى الله عليه وسلم بحياته وآثاره فوق شهادة جميع المفكرين والفلاسفة والمؤرخين الذين عرضوا له بالترجمة ، وإنما قصدت أن أقدم مُؤَلَّفَاً يظهر عالمية محمد صلى الله عليه وسلم ، ويبرهن على أن بعثته ورسالته كانت وما تزال رحمة تشمل العالم شرقه وغربه – بكل تناقضاته وصراعاته وتطلعاته وآماله ..
كما أنه يقدم وجهة نظر الأستاذ ك. س. رامكرشنة راو وهو رجل هندوسي شرقي مثقف معاصر ذو مكانة علمية وأدبية معتبرة ، يمثل مجتمعا شرقيا يحمل تقاليدا وقيما وتراثا فكريا وثقافيا وحضاريا مختلفا عن تلك التي يحملها المجتمع الغربي .
إن قيمة هذا الكتاب ترجع لعرض مؤلفه للرسول والرسالة والمسلمين عرضا علميا وتاريخيا حاول فيه أن يكون محايدا .. فيبين فضائل نبي الإسلام وفضل الإسلام على العالم . ويرد على بعض الشبهات والافتراءات التي أثارها حوله أعداؤه من المستشرقين وغيرهم من الحاقدين ..
وأقرر ابتداءً عدم اتفاقي مع الأستاذ رامكرشنة راو في بعض آرائه الشخصية وغيرها من الأفكار التي أوردها في كتابه نقلا عن غيره مما استلزم تعقب هذه الأفكار وتصحيحها بقدر علمي واستطاعتي وذلك بواسطة التعليق بالهامش . ولكن هذا لا يقلل من أهمية الكتاب وقيمته فهو بصفة عامة محاولة جادة نحو فهم علمي وتاريخي محايد للرسول والرسالة والمسلمين .
والكتاب على صغره يعرض لكثير من الجوانب الهامة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم والرسالة بأسلوب سهل يجمع بين وضوح الفكرة ودقة العبارة ..
إنه بمثابة رحلة في أعماق التاريخ ومحاولة للكشف عن جوانب شخصية الرسول العظيمة واستخلاص العبرة مـن حياة محمد النبي صلى الله عليه وسلم والمثال الأسمى للعالمين .
وقد اختار الداعية المجاهد الأستاذ أحمد ديدات هذا البحث الجيد وقام بطبعه ونشره باللغة الإنجليزية ليصدر عن المركز العالمي لنشر الإسلام بجنوب إفريقية والذي يشرف عليه ديدات .
وفي نهاية الكتاب قدمنا آخر محاضرة ألقاها الأستاذ أحمد ديدات في مكة المكرمة تحت عنوان " الكتاب المقدس يؤكد نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم " .
والله من وراء القصد ، وهو الهادي إلى سواء السبيل .

محمد صلى الله عليه وسلم
وما يسطرون

المحمديون ؟
إن الغربي خبير في اختراع الأسماء . وعندما اخترع المصابيح الكهربائية المتوهجة الضياء أطلق عليها " مصابيح مازدا " . و " مازدا " هو " إله النور " عند " الزرادشتيين " ( ) . وفي جنوب إفريقية يحقق السكان ذوو الأصل الأوربي نجاحا فائقا من بيع سمن صناعي نباتي إسمه " راما " ( ) . و " راما " هو " الإله البشري " عند عدد كبير من السكان هنا ( ) . إن الرجل الأبيض يصف نفسه بأنه مسيحي لأنه يعبد المسيح . وهو يسمي من يعبد " بوذا " " بالبوذي " . وبنفس المنطق فإنه يسمي المسلم " محمدي " لافتراضه أنه " أي المسلم " يعبد محمدا ( صلى الله عليه وسلم ) . ولكن حقيقة الأمر أنه لا يوجد أي امرؤ من بين الألف مليون مسلم في العالم يفعل ذلك . ودعنا نفترض أنه ثمة مجنون يعبد محمدا صلى الله عليه وسلم والذي يمكن أن يسمى محمديا بسبب تعصبه الأعمى . والآن إذا ذهب هذا " المحمدي " المفترض بكل تحمس دفعه للارتحال لكي يبشر بمحمديته " عبادة محمد ( صلى الله عليه وسلم ) " بين السكان البدائيين في جنوب أستراليا ويجادل هذا الشعب المتخلف المسكين ويطالبه بقبول محمد ( صلى الله عليه وسلم ) كإله لهم ، فحينئذ يمكنك أن تتخيل جيدا هذا الإنسان الفطري وهو يسأل صاحبنا المضلل : " هل كان محمد " أتناتو " ( ) ؟
سيجيب كل أحد حتى صاحبنا المجنون : " لا ! " .
وماذا عن أبطال وبطلات العالم الذين يعبدهم اليوم ملايين من الرجال والنساء المتحضرين في زمننا هذا ؟ فلتقدم إلى هذا الرجل البدائي جميع من رشحتهم للألوهية واحدا تلو الآخر – ولماذا لا تحاول تقديم " آلهتك البشريين " سواء الأصلي منهم أو المتوهم ، سواء الذكور منهم أو الإناث – وسوف يرشقك في كل مرة بواسطة قذيفته القاتلة ، بواسطة " الأتناتو " ! ( أي مفهومه السامي عن الإله ) . أليس ذلك الإنسان البدائي أسمى في مفهومه عن الإله ، عن الملايين من البشر في أوروبا وأمريكا وآسيا وإفريقية ؟ ( ) .
الكراهية المتعهَّدَة :
لا يمكن أن نلوم المسيحيين على نزعتهم التشككية . فقد بُرمجوا كذلك منذ قرون . لقد وُجّهوا لأن يظنوا بهذا الرجل : محمد صلى الله عليه وسلم ودينه : الإسلام ظن السوء .
وما أنسب ما قاله " توماس كارلايل " عن إخوته المسيحيين منذ أكثر من مائة وخمسين سنة مضت :
" إن الأكاذيب التي أثارتها الحماسة الصادرة عن حسن نية حول هذا الرجل ( أي محمد صلى الله عليه وسلم ) لا تشين إلا أنفسنا " .
ونحن المسلمين مسئولون إلى حد ما عن هذا الجهل المذهل للمليار ومائتي مليون مسيحي في العالم . إننا لم نفعل أي شيء هام لكي نزيل نسيج العنكبوت ( المضروب علينا ) ( ) .
مصدر رسالته ( صلى الله عليه وسلم ) :
كانت هذه هي القصة ( ) . ولكن كيف علم بها محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ؟
لقد كان أميا فلم يعرف القراءة ولا الكتابة . إن الله القدير جعله يجيب عن هذا السؤال في الآية المذكورة آنفا بأن يقول إن ذلك كله كان " بواسطة الوحي الإلهي " ( ) .
سيعترض الذي يكثر المجادلة قائلا : " لا ! هذا إختلاق محمد نفسه . لقد نقل وحيه عن اليهود والنصارى ، لقد انتحله . لقد زوَّره " .
وعلى الرغم من تمام علمنا وإيماننا الكامل بأن القرآن الكريم هو كلام الله الحقيقي ، فإننا مع ذلك سنفترض جدلا للحظة صدق أعداء محمد ( صلى الله عليه وسلم ) فيما زعموا من أنه ألف القرآن الكريم بنفسه والآن يمكننا أن نتوقع بعض الاستجابة من غير المؤمن .
الآن إسأل المجادل : " هل تشك في أن محمداً ( صلى الله عليه وسلم ) كان عربيا ؟ " لن يتردد في التسليم بهذا الأمر إلا المعاند الأحمق . وفي هذه الحالة لا جدوى من مواصلة المناقشة . عندئذ إقطع الحديث وأغلق الكتاب !
إنما نواصل المناقشة مع رجل ذو عقل رشيد . إسأله : هل تشك في أن هذا النبي العربي إنما كان يخاطب في أول الأمر عربا أيضا ؟ إنه لم يكن يخاطب مسلمي الهند ولا مسلمي الصين ولا مسلمي نيجيريا بل كان يخاطب قومه من العرب .
وسواء وافقوه أو لم يوافقوه ، فقد أخبرهم في أسمى الأساليب وبكلمات كادت تحترق في قلوب وأفئدة مستمعيه : أن مريم أم عيسى ( عليهما السلام ) اليهودية ( ) أصطفيت على نساء العالمين .
فلم تكن التي اصطفيت أمه ( أي أم محمد صلى الله عليه وسلم ) أو زوجته ولا ابنته ولا أي امرأة عربية أخرى ، بل كانت امرأة يهودية !
فهل يمكن لأحد أن يعلل ويفسر هذا الأمر ؟ فبالنسبة لكل أحد تأتي أمه وزوجته وابنته قبل نساء العالمين في المنزلة .
فما الذي يدعو نبي الإسلام أن يكرم امرأة من المعارضين أو المخالفين ؟! وبخاصة من اليهود ؟! وهي تنتمي إلى جنس طالما ازدرى قومه ( العرب ) لثلاثة آلاف سنة ، تماما كما يزدرون اليوم إخوتهم العرب .
سارة وهاجر :
يستمد اليهود عنصريتهم الحاقدة من " كتابهم المقدس " ( ) ، حيث يقال لهم أن أباهم إبراهيم كان له زوجتان هما : سارة وهاجر . ( ) وهم يقولون أنهم أبناء إبراهيم من زوجته " الشرعية " سارة . أما إخوتهم العرب فهم من سلالة " الجارية " هاجر ، ولذلك فالعرب هم نسل أدنى منزلة وأقل شأنا في نظرهم .
فهل يتفضل أي أحد ويشرح لنا لماذا يختار محمد ( صلى الله عليه وسلم ) – " إذا كان هو مؤلف القرآن " – هذه المرأة اليهودية لمثل هذا المقام الرفيع مخالفا بذلك كل قياس ؟
الإجابة بسيطة وهي : أنه لم يكن لديه خيار : لم يكن لديه الحق في التعبير عن هواه الخاص . " إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى " . ( النجم : 4 )
سورة مريم :
هناك سورة في القرآن الكريم تسمى سورة مريم وقد سميت بهذا الإسم تكريما لمريم أم عيسى ( عليهما السلام ) . ولم تحفل مريم ( عليها السلام ) بمثل هذا التكريم ( حتى ) في الكتاب المقدس . ومن بين ( 66 ) ستة وستين كتابا للبروتستانت و ( 73 ) ثلاثة وسبعين كتابا للرومان الكاثوليك لا يوجد كتاب واحد يسمى باسم مريم أو ابنها ( عليهما السلام ) . وإنك لتجد كتبا تسمى باسم متى ومرقس ولوقا ويوحنا وبولس بالإضافة لضعف هذا العدد من الكتب ذات الأسماء الغامضة ، ولكن ليس هناك كتابا واحدا من بينها ينسب إلى عيسى أو مريم ( عليهما السلام ) !
ولو كان محمد ( صلى الله عليه وسلم ) هو مؤلف القرآن الكريم ، ما كان ليعجز عن أن يضمن فيه بجانب اسم مريم أم عيسى ( عليهما السلام ) ، اسم أمه " آمنة " أو زوجته العزيزة " خديجة " أو ابنته الحبيبة " فاطمة " " رضي الله عنهن أجمعين " .
ولكن كلا ! وحاشاه أن يفعل ! إن هذا لا يمكن أبدا أن يكون . فالقرآن الكريم ليس من صنع محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ( ) .
دفاع عن عيسى ( عليه السلام ) :
إن القرآن الكريم الذي أنزله الله على محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ليجعل هذا الرسول يبرئ عيسى ( عليه السلام ) من تهم وافتراءات أعداءه الكاذبة . ( ) .
" وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً " . ( مريم : 32 )
محمد بشارة المسيح :
" وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرائيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ "
( الصف : 6 )
إنه مما يحسب لعيسى عليه السلام ممارسته لما كان يعظ به ويدعو إليه . فهو لم يدع أبدا أمميا ( ) واحدا طوال حياته إلى دين الله . واحتاط لأن تكون حفنة مختاريه ( حوارييه الإثني عشر ) منتمية إلى بني جلدته .
كما أنه لم يأت بدين مبتدع وما جاء إلا مؤكدا للتعاليم التي بين يديه . وقد قال :
" لا تظنوا إني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء . ما جئت لأنقض بل لأكمل . فإني الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل . فمن نقض إحدى هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس هكذا يدعى أصغر في ملكوت السموات . وأما من عمل وعلم فهذا يدعى عظيما في ملكوت السموات " . ( متى 5 : 17 – 19 ) .
وقارن قوله تبارك وتعالى : " مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ " بما جاء في هذه الفقرات الثلاثة من الإصحاح الخامس من إنجيل متى المذكورة أعلاه ، وسوف تلاحظ أن الأسلوب القرآني لا يسرف في استخدام الكلمات . إنه يبلغ بإيجاز رسالة الله بوضوح ودقة .
البشارة أو النبأ السار :
إنني لا أستحي ولا داعي للحياء لنقلي تعليق عبد الله يوسف علي ، على كلمة " أحمد " في ترجمته الإنجليزية ، نقلا حرفيا . ولكن قبل أن أفعل ذلك دعني أعبر على نحو ملائم عن احترامي وإعجابي " بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف " بالمدينة المنورة الذي يقوم بطباعة الملايين من النسخ المترجمة لمعاني القرآن الكريم في عديد من اللغات المختلفة .
إن السبب الذي دعاهم إلى استخدام ترجمة عبد الله يوسف علي كأساس لطبعتهم تلخصه هذه الكلمات :
" جازف عدد من الأفراد في الماضي بترجمة القرآن ولكن أعمالهم كانت بصفة عامة محاولات شخصية متأثرة لدرجة كبيرة بالأهواء والأغراض والأحكام المسبقة .
ولقد أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز المرسوم الملكي ( رقم 19888 بتاريخ 16 / 8 / 1400 هـ ) حينما كان يشغل منصب نائب رئيس الوزراء ، من أجل إصدار ترجمة معتمدة خالية من الأهواء والاتجاهات الشخصية ..
وبناء عليه فقد اختيرت ترجمة المرحوم الأستاذ عبد الله يوسف علي لخصائصها الممتازة المتمثلة في أسلوبها الرفيع واختيار الكلمات القريبة لمعاني النص الأصلي والتعليقات العلمية والتفسيرات المصاحبة " .
( رئاسة البحوث الإسلامية والإفتاء والدعوة والإرشاد ) .
إن التعليق المعطى أدناه هو أحد تعليقات ثلاثة في شرح النبوءة التي وردت على لسان عيسى ( عليه السلام ) فيما يتعلق بمجيء محمد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وذلك من بين أكثر من ستة آلاف تعليق توضيحي متسم بعمق الفكر فـي ترجمة عبد الله يوسف علي .
من هو " المعزى " ؟
" أحمد " أو " محمد " المثنى عليه أو الممدوح أو المحمود ( the Praised One ) هو تقريبا ترجمة للكلمة اليونانية " بيريكليتوس " ( Periclytos ) ؛ وفي إنجيل يوحنا الموجود حاليا ( يوحنا 14 : 16 : 15 : 26 و 16 : 7 ) تأتي كلمة " كومفورتر " ( Comforter ) في النسخة الإنجليزية ( والتي تترجم في التراجم العربية بـ " المعزى " ) عوضا عن الكلمة اليونانيـة " باراكليتوس " ( Paracletos ) التي تعني " المحامي " أو " المؤيد " أو " الشفيع " ( Advocate ) " الذي يُدعى لمساعدة أو معاونة ( إنسان ) آخر ، الصديق أو الولي الودود الحنون " . وهذه الترجمة مفضلة عن ترجمتها بـ " المعزى " . ويؤكد علماؤنا ( الحاصلين على درجة الدكتوراة في الأدب والفلسفة ) ( ) أن كلمة " باراكليتوس " ( Paracletos ) تفسير خاص محرف أو قراءة محرفة لكلمة " بيريكليتوس " ( Periclytos ) . ومعناها المستوجب للحمد وأنه كان هناك في القول الأصلي لعيسى نبؤة خاصة بنبينا الكريم " أحمد " بالإسم . وحتى لو قرأناها " باراكليت " ( بارقليط أو فارقليط " ( Paraclete ) ، فإنها تشير إلى النبي الكريم ( المبعوث ) " رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ " ( الأنبياء : 107 ) وهو " بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ " ( التوبة : 128 ) . وانظر أيضا تعليقنا رقم 416 على الآية 81 مـن سورة آل عمران ( )
محمد ( صلى الله عليه وسلم )
هو " الباراكليت " :
إنه من الواضح لكل الباحثين عن الحق بإخلاص أن محمدا صلى الله عليه وسلم هو " الباركليت " ( ) الموعود ( The Promised Paraclete ) أو المعزى ( Comforter ) ، المسمى أيضا على سبيل التخيير بالمساعد أو المعين ( Helper ) والمحامي أو المؤيد أو الشفيع ( Advocate ) والناصح ( الأمين ) أو المشير ( Counsellor ) .. إلخ المذكور في نبؤات عيسى ( عليه السلام ) في إنجيل يوحنا .
وهناك الملايين من الرجال والنساء النصارى الذين يتشوقون ويتوقون إلى هذه الرسالة البسيطة المباشرة الصريحة المستقيمة ( ) . " فلما جاءهم بالبينات ( ) قالوا هذا سحر مبين " :
هكذا تنتهي الآية السادسة من سورة الصف .
" إن نبي الإسلام سبق وتنبأ به الأنبياء من قبل بأساليب كثيرة . وعندما جاء أراهم العديد من الآيات البينات ، وما كانت حياته كلها من أولها إلى آخرها إلا معجزة كبرى .
فلقد قاتل وانتصر عكس كل التوقعات . وعلم الناس أسمى درجات الحكمة بدون أن ينال من البشر أدنى قسط من التعليم .
ولقد ألان القلوب القاسية وقوى القلوب الرقيقة المحتاجة إلى المساعدة والتأييد ( ) .
إن الرجال ذوو البصيرة والفطنة أدركوا في أقواله وأفعاله قدرة الله وتوفيقه " .
ومع هذا فقد وصفها الشكاكون بالشعوذة والتحايل والسحر !
يقول توماس كارلايل في ( ص 88 ) من كتابه " الأبطال وعبادة الأبطال " :
" محمد مزورا ومحتالا أو مشعوذا ؟؟ كلا ! ثم كلا ! إن هذا القلب الكبير المفعم بالعاطفة الجياشة الذي يغلي كمرجل أو مَوقِد هائل مـن الأفكار ، لم يكن قلب محتال أو مشعوذ " .
وهـم يصفون تحقيـق ( هـذا النبي ) وتصديقه لنبؤة مـن قبله مـن المرسلين بالسحر والشعوذة والفتنة ، هـذا الذي صار أكثر الحقائق ثباتا فـي تاريخ البشرية : أعني الإسلام ! ( ) .

محمد المثال الأسمى
رؤية فيلسوف هندوسي معاصر لنبي الإسلام

ك. س. رامكرشنة راو
أستاذ الفلسفة بجامعة ميسور في الهند


الفصل الأول
محمد نبي الإسلام
البدايات ( ) :
ولد محمد وفقا لما قرره المؤرخون المسلمون في صحراء الجزيرة العربية يوم العشرين من شهر إبريل في عام خمسمائة وواحد وسبعين بعد المسيح . واسمه يعني " المثنى عليه أو الممدوح أو المحمود حمدا كثيرا " . ( ) وهو بالنسبة لي أعظم عقل مفكر أنجبته الجزيرة العربية على الإطلاق .
إنه أعظم بكثير من جميع الشعراء والملوك الذين عاشوا قبله أو جاءوا بعده في هذه الصحراء المعزولة ذات الرمال الحمراء .
وحينما ظهر محمد لم تكن الجزيرة العربية شيئا مذكورا . ومن هذه الصحراء التي لم تكن شيئا مذكورا إستطاع محمد بروحه العظيمة أن ينشئ منها عالما جديدا وحياة جديدة وثقافة جديدة وحضارة جديدة ومملكة جديدة إمتدت من مراكش إلى شبه القارة الهندية ، وأن يؤثر في فكر وحياة ثلاث قارات هي آسيا وإفريقية وأوروبا .
الحاجة إلى التفاهم :
عندما فكرت في الكتابة عن النبي محمد كنت مترددا بعض الشيء لأنني سأكتب عن دين لا أعتنقه . ( ) وإنه لأمر بالغ الحساسية أن يفعل المرء ذلك لأنه يوجد الكثير من الناس الذين يعتنقون ديانات متنوعة وينتمون إلى مذاهب فكرية وطوائف مختلفة حتى داخل الدين الواحد . وعلى الرغم من أن البعض يزعم أحيانا أن الديانة مسألة شخصية تماما فإنه لا يمكن إغفال أن الدين يميل إلى الإحاطة بالكون بأسره ما نرى منه وما لا نرى أيضا . وهو بطريقة ما يتخلل مـن حين إلى آخر قلوبنا وأنفسنا وعقولنا فـي مناطـق الوعي ومـا دون الوعي ( subconscious ) واللاوعي ( unconscious ) منها ، أو أي من تلك المناطق الي تشتمل عليها أو يفترض أنها تشتمل عليها . وتأخذ المسألة أهمية بالغة عندما نقتنع اقتناعا راسخا أن ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا رهن هذا الخيط الحريري اللين الدقيق المسمى بالدين . أما إذا كنا شديدي الحساسية فإن مركز الثقل يكون في الغالب دائما في حالة توتر قصوى . وبالنظر إلى المسألة من هذه الزاوية يتضح لنا أنه كلما قل الكلام عن ديانة الآخرين كلما كان ذلك أفضل . ولندع أدياننا واعتقاداتنا مخفية ومغمورة في أعماق ثنايا قلوبنا الداخلية محصنة بأختام من شفاهنا لا تنكسر .
جماعية الإنسان :
ولكن يوجد جانب آخر لهذه المسألة . فالإنسان يعيش في المجتمع وترتبط حياتنا شئنا أم أبينا وبطريقة مباشرة وغير مباشرة – بحياة الكثيرين . فنحن جميعا نأكل من ثمرات تزرع في نفس الأرض ونشرب الماء من نفس النبع ونسنتنشق هواء نفس الجو . ومع تمسكنا الشديد بآرائنا الشخصية فإنه سيكون من المفيد – لا لغرض آخر سوى تشجيع الانضباط المناسب في البيئة المحيطة بنا – لو أننا عرفنا أيضا بدرجة أو بأخرى كيف يفكر جارنا وما هي المنابع الأصلية لتصرفاته .
ومن زاوية الرؤية هذه تصبح محاولة المرء للتعرف على جميع أديان العالم شيئا مرغوبا فيه ، وذلك بالروح الصحيحة ، من أجل تشجيع التفاهم المتبادل والتقبل الأفضل لجيراننا على المدى القريب والبعيد .
كما أن أفكارنا ليست متناثرة ومبعثرة كما تبدو كذلك في الظاهر . فلقد تبلورت تلك الأفكار حول بضع أنوية في شكل أديان العالم الكبرى والعقائد الحية التي ترشد وتدفع حياة الملايين من سكان أرضنا هذه . وإذا كنا نفكر في أن نصبح في يوم من الأيام مواطنين للعالم الذي بين أيدينا ، فمن واجبنا أن نحاول ولو محاولة صغيرة التعرف على أديان العالم الكبرى ونظم الفلسفة التي تحكم البشرية .
النبي شخصية تاريخية ( ) :
وعلى الرغم من هذه الملاحظات التمهيدية فإن الأرض التي يجري عليها الصراع بين العقل والعاطفة في مجال الدين زلقة جدا لدرجة أن المرء ليُذكَّر باستمرار بالحمقى الذين يندفعون حيث تهاب الملائكة الاقتراب . والأمر أيضا معقد جدا لسبب آخر . فموضوع كتابي هو شرائع ديانة تاريخية ونبيها ، وهو أيضا شخصية تاريخية لدرجة أن ناقدا عدوانيا مثل السير " وليم موير " يقول متحدثا عن القرآن الكريم : " لا يوجد في العالم على الأرجح كتابا آخر بقي إثني عشر قرنا ( ) بنص بمثل هذا النقاء " . ويمكنني أن أضيف أن النبي محمد شخصية تاريخية ( ) أيضا . فكل حادثة في حياته دونت بدقة بالغة وحتى أدق التفاصيل حفظت سليمة للمتأخرين . إن حياته وأعماله لم يكتنفهما الغموض ولم تكن محاطة بالأسرار . ولا يحتاج المرء إلى البحث المجهد عن المعلومات الدقيقة ولا الإنطلاق في رحلات مرهقة لكي يفصل القشرة عن حبة الحق ( ) .
إساءة عرض وتقديم الإسلام في الماضي :
إن عملي هذا مستنير لأن الأيام التي كان يساء فيها إلى حد بعيد عرض الإسلام وتقديمه بواسطة نقاده ( ) لأسباب سياسية وغير سياسية هي في إدبار وإلى زوال .
يقول الأستاذ بيفان ( Prof. Bevan ) في كتاب " كمبردج لتاريخ العصور الوسطى " : " إن التقارير التي وصف فيها محمداً والإسلام المنشورة في أوروبا قبل بداية القرن التاسع عشر يجب اعتبارها الآن مجـرد فضول أدبي أو استثناءات أدبيـة ( Literary curiosities ) " .
إن المشكلة التي أواجهها مـن أجل كتابة هـذه الفقرة أصبحت أكثر سهولة مـن ذي قبل لأننا كنقاد وبوجه عام لم نعـد نقتات الآن على مثل هـذا النوع مـن التاريخ . ولسنا فـي حاجة إلـى كثير مـن الوقت نمضيه في الإشارة إلى إساءاتنا فـي عرض الإسلام وتقديمه .
فمثلا النظرية التـي تقول بانتشار الإسلام بالسيف لم تعـد تردد الآن بكثرة في أي دائرة تستحق الذكر . فمبدأ " لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ " ( ) هو مبدأ معروف ومشهور جدا في الإسلام .
يقول المؤرخ العالمي الشهير " جيبون " : ( )
" إن شريعة خبيثة قد ألصقت بالمحمديين ( ) وهي واجب استئصال جميع الأديان بالسيف " ( ) .
ويقول المؤرخ البارز أن هذه التهمة الجاهلة والمتطرفة يدحضها القرآن كما يدحضها تاريخ الفتوحات الإسلامية . وما اشتهر الفاتحون به من تسامح تجاه العبادة المسيحية معروف ومشروع .
إن أعظم نجاح في حياة محمد جاء نتيجة للقوة الأخلاقية فقط وبلا ضربة سيف واحدة .

الفصل الثاني
المصطفى
" والكاظمين الغيظ " ( ) :
كان العرب يتقاتلون لأربعين سنة بسبب حادث بسيط كاقتحام جمل يملكه ضيف إحدى القبائل داخل مراعي القبيلة الأخرى ، وتقاتل كلا الجانبين حتى أن سبعين ألف نفس قد حصدت مما هدد بفناء القبيلتين . لمثل هؤلاء العرب الشرسين جاء نبي الإسلام ليعلمهم ضبط النفس والانضباط إلى حد إقامة الصلاة في ساحة القتال .
الحرب دفاعا عن النفس ( ) :
بعد أن أخفقت تماما الجهود المتكررة الرامية إلى المصالحة وطرأت ظروف اضطرته إلى ساحة القتال اضطرارا دفاعا عن النفس ، بدل نبي الإسلام فن ( استراتيجية ) القتال بالكامل . إن إجمالي الخسائر في الأنفس في جميع الحروب التي وقعت خلال حياته حين دانت له الجزيرة العربية كلها لا يتعدى بضع مئات . لقد علَّم أهماج ( ) العرب الصلاة وأن يصلوا لله القدير جماعة لا فرادى ، حتى وسط غبار العواصف والقتال . وكلما حان وقت الصلاة وهو يحين خمس مرات في كل يوم يجب ألا تترك أو تؤجل صلاة الجماعة . فينبغي أن تصلي طائفة فتركع وتسجد بين يدي ربها بينما تشتبك الطائفة الأخرى مع العدو . فإذا قضيت الصلاة فينبغي أن تغير كلتا الطائفتين موقعهما ( ) .
التمدن والإنسانية في ساحة القتال :
إن ساحة القتال نفسها صارت مجالا للتحضر الإنساني . وصدرت توجيهات صارمة بعدم الفساد أو الإتلاف وعدم الغش وعدم نقض المواثيق وعدم انتهاك الحرمات وعدم التمثيل بالقتلى وعدم قتل الولدان ولا النساء ولا الشيوخ وعدم قطع النخل أو حرقه وعدم قطع شجرة مثمرة وعدم التعرض للرهبان والأشخاص المشغولين بالعبادة .
إن معاملة محمد الشخصية لألد أعدائه هي المثال الأسمى لأتباعه . فقد كان في أوج قوته عند فتح مكة . إن القرية التي عذبته هو وأتباعه وأخرجته هو وقومه إلى المغترب واضطهدته وقاطعته بقسوة حتى حينما لجأ إلى مكان يبعد عنها أكثر من مائتي ميل ، هذه القرية كانت خاضعة له تماما في ذلك الحين . وقد كان يحق له حسب قوانين الحرب أن يثأر منها للأعمال الوحشية التي أنزلتها به وبقومه . ولكن أي معاملة تلك التي قابلهم بها ؟ لقد فاض قلب محمد بفطرة الحب والرحمة حين صرح قائلا :
" لا تثريب عليكم اليوم . إذهبوا فأنتم الطلقاء " . ( )
العفو عن ألد الأعداء :
لقد كان أحد الأهداف الرئيسية التي أجاز بسببها الحرب دفاعا عن النفس هو توحيد البشر . وحينما تحقق هذا الهدف عفى عن ألد أعدائه حتى أولئك الذين قتلوا عمه الحبيب حمزة وانتهكوا حرمة جسده ومثلوا به فشقوه ولاكوا جزء من كبده .
النظرية تمتزج بالتطبيق :
إن مبدأ الأخوة العالمية ( ) وعقيدة وتعاليم المساواة بين البشر التي أعلنها ونادى بها تمثل مساهمة عظيمة جدا من محمد للارتقاء الاجتماعي للإنسانية . إن جميع الأديان الكبرى دعت أيضا إلى نفس العقيدة والتعاليم ولكن نبي الإسلام وضع هذه النظرية في التطبيق الواقعي . وسوف يُعترف بقيمة هذه العقيدة والتعاليم ( ) بعد فترة ، ربما حين يستيقظ الضمير العالمي فتختفي التحيزات والتحاملات والأحكام العنصرية المسبقة ويخرج مفهوم أقوى لأخوة البشر إلى الوجود .
الفلاح والملك متساويان أمام الله :
تقول الشاعرة الهندية " ساروجيني نايدو " عن هذا المظهر من مظاهر الإسلام :
" لقد كان الإسلام أول دين يبشر بالديمقراطية ويمارسها . فيجتمع المصلون سويا في المساجد حين يرفع الآذان لتتجسد ديمقراطية الإسلام خمس مرات في اليوم عندما يركع ويسجد الفلاح والملك جنبا إلى جنب معلنين أن " الله أكبر " . وتمضي شاعرة الهند العظيمة قائلة : " وقد أدهشتني مرة أخرى هذه الوحدة الإسلامية التي لا انفصام لها ، التي تجعل المرء أخا بالفطرة . فأنت حين تقابل مصريا وجزائريا وهنديا وتركيا في لندن فلا فرق إلا أن مصر هي بلدة أحدهم والهند بلدة الآخر " .
الإسلام حضَّر أسبانيا وهو اليوم الحل للمشاكل الاجتماعية :
يقول " المهاتما غاندي " ( ) بأسلوبه الذي لا يحاكى :
" لقد قال أحد الأوربيين في جنوب إفريقية أنهم يخشون مجيء الإسلام . الإسلام الذي حضَّر ومدَّن أسبانيا . الإسلام الذي حمل مشعل النور إلى مراكش وبشر العالم ببشارة ( ) الأخوة ( Gospel of Brother hood ) . إن الأوروبيين في جنوب إفريقية يخشون مجيء الإسلام لأنه يقرر ويؤكد مساواة الملونين بالأجناس البيضاء . فليخشونه بجد . وإذا كانت الأخوة خطيئة وإذا كانت المساواة بالأجناس الملونة هـو ما يخشونه ، فخشيتهم إذن فـي محلها " .
الحج شهادة حية :
يرى العالم كل عام في موسم الحج المشهد الرائع لهذا الاستعراض العالمي للإسلام وهو يسوي جميع الفروقات في الجنس واللون والمكانة . ولا يجتمع الأوربيون والأفارقة والفرس والهنود والصينيون سويا في مكة كأفراد أسرة ربانية واحدة فحسب ، ولكنهم يرتدون زيا موحدا أيضا ( إزار ) فيرتدي كل رجل منهم قطعتين ساذجتين ( ) من القماش الأبيض غير المخيط إحداهما حول سوءته والأخرى فوق كتفيه ( رداء ) وهو حاسر الرأس في غير خيلاء ولا تكلف مرددا : " لبيك اللهم لبيك . لبيك لا شريك لك لبيك " . ( )
وبذلك لا يبقى ما يفرق بين الرفيع والوضيع . ويحمل كل حاج معه إلى بلده انطباعا بالمدلول العالمي للإسلام .
إن كلمات الأستاذ هوجرونجي توضح هذه المسألة حيث يقول : " إن عصبة الأمم التي أسسها نبي الإسلام تضع مبدأ الوحدة الإسلامية والأخوة الإنسانية على أسس عالمية بحيث تعطي للأمم الأخرى مثالا يحتذى " . ويمضي قائلا : " الحقيقة هي أنه لا توجد أمة في العالم يمكن أن تضاهي ما فعله الإسلام حيال تحقيق فكرة عصبة الأمم " .
الإسلام منارة لعالم ضل السبيل :
إن نبي الإسلام قد جاء بحكم الديمقراطية في أحسن أشكالها . ( )
إن الخليفة عمر والخليفة علي زوج ابنة النبي والخلفاء المنصور والعباس بن الخليفة المأمون وخلفاء وملوك آخرين كثيرين كان عليهم أن يمثلوا أمام القضاة كرجال عاديين في المحاكم الإسلامية . ونحن نعلم كيف يُعامَل السود بواسطة الأجناس البيضاء المتحضرة حتى يومنا هذا .
ولنأخذ كمثال منزلة بلال العبد الحبشي في أيام نبي الإسلام زهاء أربعة عشر قرنا خلت . إن العمل كمؤذن لصلاة المسلمين كان يعتبر عملا يدعو للاحترام في أيام الإسلام المبكرة . وقد أعطي هذا العمل لهذا العبد الحبشي . وأمره النبي بعد فتح مكة أن ينادي للصلاة فوقف هذا العبد الحبشي ذو البشرة السوداء والشفتين الغليظتين على سطح الكعبة المشرفة أكثر الأماكن عراقة وقداسة في العالم الإسلامي . وهنالك صرخ أحد العرب المستكبرين بصوت عال متألما : " الويل لهذا العبد الحبشي الأسود . إنه يقف فوق سطح الكعبة المشرفة لينادي للصلاة " .
وقد ألقى نبي الإسلام خطبة كانت كأنها الرد على هذه الثورة التي تفوح منها رائحة الكبرياء والهوى اللذين عزم نبي الإسلام على استئصالهما ، قال فيها ما معناه :
" الحمد لله الذي أذهب عنا نخوة ( ) الجاهلية وتفاخرها بالأنساب . أيها الناس اعلموا أن الناس فريقين : الأبرار المتقين الفائزين عند الله . والفجار القاسية قلوبهم السفلة الذين تزدريهم عين الله . وإلا فإن الناس كلهم لآدم وخلق الله آدم من تراب " .
وقد صدق القرآن هذا فيما بعد وأكده بهذه الكلمات :
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ " ( الحجرات : 13 )
التحول فوق العادي :
إن نبي الإسلام أحدث تحولا هو من العظم بحيث أن أكرم العرب وأخلصهم نسبا عرضوا بناتهم للزواج من هذا العبد الحبشي . وكلما رأى خليفة الإسلام الثاني المعروف في التاريخ بأمير المؤمنين عمر العظيم ، هذا العبد الحبشي وقف له احتراما ورحب به معلنا : " ها هو قد جاء سيدنا ها هو قد جاء مولانا " .
فيا له من تحول هائل هذا الذي أحدثه القرآن والنبي محمد في العرب أكثر الناس تفاخرا بالأنساب على الأرض في ذلك الحين . وهذا هو السبب الذي دعا جوته ( ) ( Goethe ) أعظم الشعراء الألمان يعلن وهو يتكلم عن القرآن الكريم أن : " هذا الكتاب سيستمر في ممارسة تأثير قوي جدا عبر جميع العصور " .
وهو السبب أيضا الذي دعا جورج برنارد شو ( ) ( George Bernard Show ) يقول :
" لو قدر لأي دين أن يسود إنجلترا ، لا بل أوروبا في غضون المائة عام المقلبة ، فالإسلام هو هذا الدين " .
الإسلام حرر المرأة :
لقد كانت نفس روح الإسلام الديمقراطية هذه هي التي حررت المرأة من قهر الرجال . يقول السير " تشارلز إدوارد أرشيبالد هاملتون " .
" إن الإسلام يُعَلّمُ البراءة الأصلية ( ) للإنسان . ويعلم أن الرجل والمرأة جاءا من نفس واحدة ( ) وأنهما يملكان نفس الروح وأنهما مُنحَا قدرات متساوية من المواهب العقلية أو الفكرية والروحية أو الدينية والأخلاقية " ( )
إقرار حق الملكية للنساء :
كان للعرب عادة شديدة التأصل هي أن من يرث هو فقط من يطعن بالرمح ويصنع السيف . ولكن جاء الإسلام ليدافع عن الجنس الضعيف وأعطى المرأة حق المشاركة في وراثة الوالدين . ( ) وأعطى الإسلام المرأة من قرون مضت حق ملكية المال . بينما طبقت إنجلترا ، التي يفترض أنها مهد الديمقراطية هذا المبدأ الإسلامي بعد إثني عشر قرنا وفي عام 1881 بعد المسيـح فقط . وصدر مرسوم سمـي " مرسـوم النساء المتزوجـات " ( The Married Women's Act ) .
ولكن قبل ذلك بقرون كان نبي الإسلام قد أعلن أن " النساء شقائق الرجال وحقوق النساء مقدسة " " لا تبخسوا النساء حقا مما فرض لهن " " إستوصوا بالنساء خيرا " ( الأحاديث بالمعنى ) .


الفصل الثالث
الأمين
الوسطية القيّمة :
لا يعنى الإسلام مباشرة بالأنظمة السياسية والاقتصادية ولكنه يعنى بها بطريقة غير مباشرة .
وبقدر ما تؤثر الشئون السياسية والاقتصادية على سلوك الإنسان يرسي الإسلام بعض المبادئ الهامة جدا للحياة الاقتصادية .
ووفقا للأستاذ ماسينيون ( Prof. Massignon ) فالإسلام يحافظ على التوازن بين الأضداد المبالغ فيها ويضع دائما نصب عينيه بناء الشخصية التي هي أساس الحضارة . وقد ضمن ذلك بشرائعه في الميراث وبنظام الصدقة المنظمة غير الإختيارية المعروفة بالزكاة وبتحريم جميع الممارسات المضادة للاجتماع ( antisocial ) في مجال الاقتصاد مثل الاحتكار والربا والحصول على فوائد وأرباح محددة أو معينة سلفا والتحكم في الأسواق ( بالامتناع عن البيع لرفع الأسعار ) والاختزان وخلق ندرة مصطنعة لأي سلعة من أجل دفع السعر إلى الارتفاع . والميسر ( المقامرة ) حرام أيضا . وأسمى أعمال البر في الإسلام هي التبرع للمدارس ودور العبادة والمستشفيات وحفر آبار المياه وبناء ملاجئ للأيتام . ويقال أن ملاجئ الأيتام نشأت لأول مرة وفقا لتعاليم نبي الإسلام . ( ) والعالم مدين بملاجئ أيتامه لهذا النبي الذي كان نفسه يتيما .
يقول توماس كرلايل عن محمد : " إن الصوت الفطري للإنسانية والتقوى والإنصاف الساكن في قلب هذا الابن البري للطبيعة ، يتكلم " .
الاختبار :
قال أحد المؤرخين ذات مرة : يجب أن يحكم بعظمة الرجل من خلال ثلاثة اختبارات :
(1) هل كان عند معاصريه ذو عزم صادق ؟
(2) هل كان من العظمة بحيث يرتفع فوق مستوى من هم في سنه ؟
(3) هل ترك شيئا كتراث دائم للعالم كافة ؟ ( )
يمكن لهذه القائمة أن تمتد إلى مدى أبعد ولكن كل هذه الاختبارات الثلاثة للعظمة تتحقق بوضوح ولأعلى درجة في حالة النبي محمد .
وقد ذكرنا من قبل بعض الأمثلة فيما يتعلق بالاختبارين الأخيرين .
دعنا نتناول أول هذه الاختبارات وهو :
هل كان نبي الإسلام عند معاصريه ذو عزم صادق ؟
الشخصية المعصومة :
تظهر السجلات التاريخية أن جميع معاصري محمد الأصدقاء والأعداء اعترفوا بالشمائل النقية والاستقامة الخالصة والفضائل الكريمة والإخلاص المطلق والأمانة المطلقة لرسول الإسلام في جميع نواحي الحياة وفي كل مجال للنشاط الإنساني . حتى أن اليهود وأولئك الذين لم يؤمنوا برسالته قبلوه حكما في نزاعاتهم الشخصية ( ) بسبب ما عرفوه عنه من تحريه عدم التحيز .
وحتى أولئك الذين لم يؤمنوا برسالته اضطروا لأن يقولوا : " يا محمد إننا لا نكذبك ولكننا نكفر بالذي أعطاك كتابا وأوحى إليك بالرسالة " . ( )
وقد ظنوا أن به جنة . وحاولوا علاجه بالعنف . ولكن أحسنهم طريقة رأوا نورا جديدا أشرق عليه وأسرعوا في طلب هذا التنوير .
إن الميزة البارزة في سيرة نبي الإسلام أن عشيرته الأقربين كابن عمه الحبيب وأصحابه الحميمين الذين عرفوه معرفة وثيقة جدا تشربوا بالكامل بصدق رسالته واقتنعوا بأصالة الوحي الإلهي الذي جاء به .
يقول سيد أمير علي في كتابه " روح الإسلام " :
" لو أن هؤلاء الرجال والنساء والشرفاء والعقلاء ، ومن المؤكد أنهم لم يكونوا أقل تعليما وثقافة من صيادي السمك بالجليل ( ) ، شعروا بأدنى إشارة إلى رغبة المعلم ( ) الدنيوية وخداعه أو نقص إيمانه ، لكان رجاء محمد في التجديد الأخلاقي والإصلاح الاجتماعي قد انهار إلى أنقاض في لحظة " .
إننا نجد على العكس إخلاص أتباعه له يتمثل في اعترافهم به بإرادتهم كقائد لحياتهم . وقد تحملوا من أجله الاضطهاد والخطر بشجاعة وآمنوا به ووثقوا فيه وأطاعوه ووقروه حتى في خلال تعرضهم لأشد العذاب والكرب العقلي بسبب فرض العزلة عليهم حتى الموت .
هل يكون هذا هو حالهم لو أنهم لاحظوا على قائدهم أدنى اعوجاج ؟
الحب السرمدي للنبي الكريم :
لتقرأ سيرة المهتدين الأوائل إلى الإسلام وسينفطر كل قلب لمنظر المعاملة الوحشية للرجال والنساء الأبرياء . فقد مزقوا بقسوة سمية تلك المرأة البريئة كل ممزق بالطعن النافذ بالحراب . أما ياسر ( زوجها ) فقد جعلوه عبرة وشدوا ساقيه إلى ناقتين وسيقت الدابتين في اتجاهين معاكسين .
أما خباب بن الأرت فجعلوه يرقد على سرير من الجمرات المحترقة وجثم الطغاة عديمو الرحمة بأرجلهم بوحشية فوق صدره حتى لا يتحرك مما جعل الشحم تحت جلده ينصهر .
وخباب بن عَديّ الذي قتلوه بطريقة وحشية ومثلوا بجسده وانتهكوا حرمته ومزقوه إربا إربا .
وحينما كان يُسأل في وسط هذا التعذيب إن كان يرجو لو أن محمدا كان مكانه وهو آمن في بيته بين أهله كان يصرخ معلنا أنه مستعد عن طيب خاطر أن يفتدي محمدا بنفسه وأهله وأبنائه ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه من وخزة الشوكة حتى لا يشاكها .
ويمكننا أن نروي روايات لا حصر لها عن أحداث من هذا القبيل تنفطر لها القلوب .
ولكن ما الذي تظهره كل هذه الأحداث ؟
ما السبب في أن أبناء وبنات الإسلام هؤلاء لم يُسَلّموا لنبيهم طاعة وتسليما فحسب ، وإنما جعلوا أجسامهم وقلوبهم وأنفسهم فداه ؟
ألم يكن إيمان أتباع محمد المباشرين واقتناعهم الشديد أرفع شهادة على صدقه واستغراقه التام في المهمة التي كلف بها ؟
أتابعه من أحسن الناس عقلا ومنزلة :
ولم يكن أصحابه من السفلة أو من ذوي العقليات المتدنية . بل الذين التفوا حوله في وقت مبكر نسبيا هم أفضل وأشرف من في مكة . كانوا وجوه القوم وصفوتهم . رجال لهم مراكزهم ومكانتهم وثراءهم وثقافتهم من الأصحاب والأقارب الذي عرفوا أدق التفاصيل في حياته .
إن جميع الخلفاء الأربعة الأوائل بشخصياتهم الشامخة كانوا ممن اهتدى في هذه الفترة المبكرة .
تقول دائرة المعارف البريطانية : " إن محمدا هو الأكثر نجاحا وتوفيقا من كل الأنبياء والشخصيات الدينية " .
ولكن هذا النجاح لم يكن نتيجة مصادفة مجردة . لم يكن ثمرة أسقطتها الرياح . لقد كان اعترافا بحقيقة أن معاصريه وجدوه ذو عزم صادق . وكان نتيجة لشخصيته التي تدعو إلى الإعجاب وتدفع بشدة إلى الانتباه .


الفصل الرابع
الصادق
المثال الكامل لحياة البشر :
إنه من الصعب جدا أن نصل إلى الحقيقة الكاملة لشخصية محمد . إنني لم أستطع الحصول إلا على لمحة سريعة منها . يا لها من تعاقب مثير لمشاهد رائعة !
فهناك محمد النبي ومحمد القائد ومحمد الملك ومحمد المقاتل ومحمد التاجر ومحمد الواعظ أو البشير ومحمد الحكيم ومحمد رجل الدولة ومحمد الخطيب ومحمد المصلح والمجدد ومحمد ملاذ اليتامى ومحمد حامي العبيد ( الرقيق ) والمدافع عنهم ( ) ومحمد محرر النساء ( ) ومحمد القاضي والحكم ومحمد القديس .
ولقد كان محمد بطلا في كل هذه المهام الجليلة وفي جميع مجالات النشاط الإنساني على حد سواء .
إن حال اليتيم هو منتهى الضعف وانعدام الحيلة .
وقـد بدأ محمد حياته يتيما . والملك هـو ذروة السلطة المادية . وقـد انتهت إليه حياته . ( )
وقد تقلب حاله من صبي يتيم إلى لاجئ مضطهد ثم إلى سيد ( ) – بالمفهوم الديني والدنيوي أيضا – لأمة بأكملها ، مقررا لمصيرها بكل ما فيه من تجارب وإغراءات ومخاطر وبكـل ما فيه من تقلبات وتغيرات ومن ضياء وظلام ومن ارتقاء وإنحدار ومن فظاعة وعظمة .
لقد قاوم محن الدنيا وخرج منها سالما ليكون مثالا يحتذى في كل مرحلة من مراحل الحياة . ولم تقتصر إنجازاته على جانب واحد من جوانب الحياة ولكنها شملت أيضا جميع أوضاع البشرية الاجتماعية .
محمد الأعظم :
لو أن العظمة تكمن في تنقية وتطهير أمة مشربة بالهمجية والتخلف ومنغمسة في ظلام أخلاقي مطلق ، فإن الشخص المتميز بالفاعلية والمليء بالقوة والنشاط الذي استطاع أن يحول ويهذب وينهض بأمة بأكملها غارقة في الحضيض – كما كان حال العرب – ويجعلهم حملة مشاعل الحضارة والمدنية والتعليم ، له كل الحق في هذه العظمة .
ولو أن العظمة تكمن في توحيد العناصر المتنافرة والمتضاربة والمتشاكسة والمختلفة في المجتمع برابطة الأخوة والإحسان ، فإن لنبي الصحراء كل الحق لهذا الإمتياز .
ولو أن العظمة تكمن في إصلاح هؤلاء الغارقين في أوهام ومعتقدات خرافية منحطة ومخزية وممارسات خبيثة مهلكة متعددة الأنواع ، فإن نبي الإسلام قد بدد الأوهام والمعتقدات الخرافية والمخاوف المنافية للعقل والمنطق من قلوب الملايين .
ولو أن العظمة تكمن في نشر الأخلاق السامية ، فإن الأعداء والأصحاب شهدوا لمحمد بأنه الصادق الأمين .
ولو أن الفاتح المنتصر رجل عظيم ، فها هو إنسان قد بلغ مرتبة مساوية للأكاسرة والقياصرة بعد أن كان مخلوقا بسيطا يتيما لا حول له ولا قوة . وأسس إمبراطورية عظيمة ظلت كذلك على مدى هذه القرون الأربعة عشرة .
ولو أن الحب الشديد الذي يناله القائد هو المقياس للعظمة ، فإن مجرد ذكر اسم هذا النبي له تأثير الرقية الفاتنة – حتى في يومنا هذا – على ملايين الأنفس المنتشرة في جميع أنحاء العالم .
النبي الأمي :
لم يدرس محمد الفلسفة أو الحكمة في مدارس أثينا أو روما أو فارس أو الهند أو الصين . ومع ذلك فقد استطاع أن يكشف للبشرية أسمى وأعلى الحقائق الخالدة القيمة . وبالرغم من كونه أميا فقد كان يستطيع الكلام بفصاحة وحماسة تدفع الرجال إلى دموع الفرحة . ومع أنه ولد يتيما وبلا أموال دنيوية فقد كان محبوبا من الجميع .
كما أنه لم يدرس في أية أكاديمية عسكرية ومع ذلك فقد كان يستطيع تنظيم قواته في مواجهة ظروف مروعة وانتصر بواسطة القوات العسكرية ذات الخلق والدين التي كان ينظم ويرتب صفوفها بنفسه .
إنه نادرا ما نجد الرجال الموهوبين بالقدرة الفائقة على الوعظ والحديث الجاد . وقد اعتبر " ديكارت " ( ) ( Descartes ) الواعظ الماهر ضمن أندر أصناف الرجال في العالم .
وقد عبر " هتلر " ( ) عن رأي مشابه في كتابه " كفاحي " . حيث يقول : " من النادر أن يكون واضع النظريات ( theorist ) قائدا عظيما . أما المحرك الاجتماعي أو السياسي فامتلاكه لتلك الصفات التي ترشحه للقيادة أرجح إلى حد بعيد . فهو دائما قائدا أفضل . فالقيادة تعني القدرة على تحريك جموع البشر . والقدرة على تقديم الأفكار لا علاقة لها بالقدرة على القيادة " .
ولكنه يضيف : " إن اتحاد صفات وضع النظريات والتنظيم والقيادة في شخص واحد هي ظاهرة من النادر جدا حدوثها في هذا العالم . وهنالك تكمن العظمة " .
وقد شاهد العالم هذه الظاهرة النادرة تتجسد في شخص عاش على الأرض هو نبي الإسلام .
يقول " كارلايل " ( ) في كتابه " الأبطال وعبادة الأبطال " :
" لقد كان ( محمدا ) رجلا فقيرا ، شديد الكدح ، غير قادر على الإعالة ، لا يهتم بما يجتهد في طلبه الرعاع أو السوقة . وفيما أرى فإنه لم يكن امرؤ سوء ، ولم يكن طالب شهوة من أي نوع ، وإلا ما وقره هؤلاء الرجال الوحشيين ( ) . الذين قاتلوا وخاضوا الملاحم طوع أمره خلال ثلاث وعشرين سنة ، وهم في ذلك وثيقوا الصلة به دائما ، كل هذا التوقير !
" لقد كانوا رجالا وحشيين يندفعون بين الفينة والفينة بقوة إلى التشاجر وكل ألوان التشاحن العنيف . وما كان يستطيع أي رجل أن يقودهم بدون أن يمتلك القيمة الأخلاقية والشجاعة .
أو إنكم لتعجبون كيف دعوه واعتبروه نبيا ؟
أو لم يقف وسطهم ظاهرا لهم يواجهونه ويخاطبونه بلا حاجب بينه وبينهم ، غير محاط بأي سر من الأسرار الدينية أو غموض . فكان يرى وهو يرقع ثوبه ويصلح نعله ، ويقاتل ويستشير ويصدر الأوامر وهو بينهم . فلا بد أنهم أدركوا أي نوع من الرجال كان .
ولتسمه ولتدعه ما تشاء ! إنه لم يطع إمبرطورا جليلا متوجها مثلما أطيع هذا الرجل في ثوب رقعه بنفسه .
وإنني لأجد أن خوضه ثلاثة وعشرين عاما من التجارب الحرجة الصعبة يستلزم بالضرورة نوعا من البطولة الحقيقية " .
والأعجب من ذلك ما يقوله القس " بوزوورث سميث " ( Bosworth Smith ) :
" لقد كان رئيسا للدولة ولجماعة تدين بنفس العقيدة ، لقد كان يجمع سلطة ومقام قيصر والبابا معا ، ولكنه بابا بدون خيلاء البابا وغروره ، وقيصر بلا فيلق ( ) أو حشوده وبلا جيش عامل ولا حارس شخصي ولا قوة من الشرطة ولا دخل ثابت . لو أن ثمة رجل كان له الحق في أن يدعي أنه يحكم بالحق الإلهي فقد كان هذا الرجل هو محمد . فقد كانت معه جميع السلطات من غير أن يكون معه ما يدعمها أو يحافظ عليها . وقد كانت بساطة حياته الخاصة متطابقة ومنسجمة مع حياته العامة " .
محمد الطاهر النقي :
لقد صارت مساحة تقدر بمليون ميل مربع تحت تصرفه بعد فتح مكة . إن سيد جزيرة العرب كان يصلح نعله ويرتق أو يرفو ملابسه الصوفية الخشنة ويحلب الشياه ويكنس البيت ويوقد النار ويقوم بالأعمال المنزلية الأخرى التي يعهد بها إلى الخدم عادة . وفي الأيام الأخيرة من حياته كانت المدينة حيث كان يقيم قد صارت أكثر أغنى . وكان الذهب والفضة متوفرين في كل مكان . وعلى الرغم من الرخاء الاقتصادي الذي كانت تشهده المدينة في تلك الأيام فإن أسابيعا كثيرة كانت تمضي من غير أن توقد النار في بيت ملك جزيرة العرب ( ) .
وكان طعامه يقتصر على ( الأسودان ) التمر والماء . وكان أهل بيته يبيتون جوعى ليال عديدة متعاقبة لأنه ليس ثمة طعام يأكلونه في تلك الليالي . ولم يكن محمد ينام على فراش وثير وإنما كان فراشه حصيرا مصنوعا من ألياف النخل بعد يوم شاق طويل . وقضى معظم ليله في الصلاة ( ) .
وكثيرا ما كان يندفع إلى البكاء بين يدي خالقه طالبا أن يمنحه القوة للقيام بواجباته .
وكما تذكر لنا الروايات فقد كان صوته يكاد يحبس بسبب بكائه فيبدو كأنه أزير ( ) مرجل ( ) بدأ يغلي على النار .
وكان كل ما يملكه يوم وفاته هو بضع دراهم ، قسم منها قضى به دين له وأعطى الباقي لبعض الفقراء الذين جاءوا إلى بيته يطلبون إحسانا .
والثوب الذي كان يلبسه حينما فاضت روحه إلى بارئها كان به رقعا عديدة .
أما البيت الذي طالما انتشر منه النور إلى العالم فكان معتما لأنه لم يكن في المصباح زيتا .
الثبات على المبدأ حتى الموت :
لقد تغيرت الظروف المحيطة به ولكن نبي الله لم يتغير . وكانت لمحمد نفس الشخصية سواء في حال النصر أو الهزيمة وسواء في حالة القوة أو المحنة وسواء في ساعة اليسر أو العسرة . فرسل الله وأنبياؤه لا يتبدلون كما لا تتبدل طرق الله وسننه ونواميسه .
محمد الأعظم : ( )
يقول المؤرخ الفرنسي لامارتين ( ) في كتابه :
" تاريخ تركيا " . طبعة باريس 1854 . المجلد الثاني ص 276 و277 :
لو أن عظم الغاية
وصغر الوسائل وقلة الموارد
والنتائج المدهشة
هي ثلاثة معايير لعبقرية الإنسان ، فمن يجرؤ على مقارنة أي رجل عظيم في التاريخ الحديث بمحمد ؟
إن أشهر الرجال صنعوا الأسلحة وشرعوا القوانين ووضعوا النظريات وأسسوا الإمبراطوريات فقط . فهم لم يؤسسوا – لو اعتبرنا أنهم أسسوا شيئا يذكر – أكثر من قوى مادية أو سلطات مادية كثيرا ما انهارت وزالت أمام أعينهم .
أما هذا الرجل ، محمد ، فإنه لم يحرك ويؤثر في الجيوش والتشريعات والإمبراطوريات والشعوب والأسر الحاكمة فقط ولكنه حرك وأثر في ملايين الرجال ، بل الأكثر من ذلك إنه أزاح الأنصاب ( ) والمذابح والآلهة الزائفة وأثر في الأديان وغير الأفكار والاعتقادات والأنفس .
واستنادا إلى كتاب كل حرف منه صار يمثل شريعة ، أسس محمد قومية روحية ( أو دينية ) ( spiritual nationality ) امتزجت فيها بتآلف سويا شعوب من كل لسان ومن كل جنس .
إن فكرة وحدانية الله التي أعلنها ونادى بها ودعا وسط السأم الشديد من النظريات اللاهوتية ( ) الخرافية غير القابلة للتصديق ( fabulous theologies ) ، كانت في نفسها معجزة بحيث أنه بمجرد أن صرح بها دمرت جميع الاعتقادات الخرافية القديمة ..
إن صلواته ودعواته المتصلة ، وأحاديثه الغيبية أو مناجاته مع الله ، ووفاته ونجاحه وانتصاره بعد وفاته ، كلها أمور لا تشهد على أنه كان دجالا أو مدعيا للنبوة ولكنها تشهد على إيمان راسخ منحه القوة لكي يحيى ويجدد العقيدة . وهذه العقيدة كانت ذات شقين هما : وحدانية الله وأن الله ليس كمثله شيء . فالشق الأول يثبت لنـا ما لله ( مـن أسماء وصفات ) ( what God is ) والشق الآخر ينفي عنه ما ليس له ( what God is not ) ... ( )
" .. حكيم وخطيب ورسول ومشرع ومقاتل وسيد على الأفكار ومحيي ومجدد للاعتقادات المعقولة والمنطقية ولدين بلا تماثيل ولا صور ، ومؤسس لعشرين امبراطورية أرضية أو دنيوية ( terrestrial ) وامبراطورية واحدة روحية أو دينية ( spiritual ) ، هذا هو محمد .
ووفقا لكل المقاييس التي يمكن أن تقاس بها عظمة البشر يحق لنا أن نسأل : هل هناك أي إنسان أعظم منه ؟ "


الفصل الخامس
تراث خالد للعالم
أكثر من أمين :
هناك قول مأثور بأن الرجل الأمين هـو أفضل خلق الله . وقد كان محمد أكثر من أمين . ( ) لقد كان إنسانا بكل ما في الكلمة من معان . وكانت سعادة نفسه ورضاها في التعاطف والتواد والمحبة الإنسانية .
لقد كان الهدف من بعثته ورسالته وكل الغاية من حياته ومنتهاها هو أن يخدم الإنسان وأن يهذب الإنسان وأن يزكي الإنسان وأن يعلم الإنسان وباختصار أن يجعل من الإنسان إنسانا متمدنا متحضرا .
لقد كان مصدر إلهامه الوحيد والقاعدة الهادية الوحيدة له في أفكاره وأقواله وأفعاله هو المصلحة البشرية . ( )
لقد كان محمد غير متباه وغير متفاخر إلى أبعد الحدود وكان منكرا لذاته إلى أقصى درجة . وما هي الألقاب التي اتخذها لنفسه ؟ إنهما لقبان فقط : عبد الله ورسوله . عبده أولا ثم رسوله . رسول نبي مثل كثير من الأنبياء في كل مكان من هذا العالم بعضهم معروف لنا وكثيرا منهم لا نعرفهم . ( )
وإذا لم يعتقد إنسان ما بأي من هذه الحقائق فإنه لم يعد مسلما . إنها من شروط إيمان جميع المسلمين .
يقول أحد الكتاب الغربيين :
" إذا نظرنا إلى الظروف المحيطة فـي زمنه والاحترام غير المحدود من أتباعه له ، فإن أكثر الأمور إعجازا في شأن محمد هو أنه لم يدع أبدا القوة أو القدرة على عمل المعجزات " .
لقد جرت المعجزات على يديه ولكن ليس لكي ينشر دينه . وكان يعزوها بالكلية إلى الله وطرقه التي هي فوق البحث والتفسير . وكان يقول بصراحة ووضوح إنه بشر مثلهم . ( ) فلم يكن له كنوز في الأرض ولا في السماء . ولم يزعم أنه يعلم أسرار المستقبل . كل ذلك جرى في زمن كانت تعتبر فيه المعجزات حوادث عادية ، تجري بإرادة أقل القديسين قدرا ، وعندما كان الجو كله مشحونا بالإيمان بالقوة الخارقة الطبيعية سواء في جزيرة العرب أو خارجها .
التوجه العلمي تركة محمد :
لقد وجه محمد انتباه أتباعه للنظر في الكون وسننه حتى يفهمونها ويقدرون مجد الله حق قدره .
يقول القرآن :
" وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ ( ) ، مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ " ( الدخان : 38 – 39 )
إن العالم ليس وهما أو خدعة ولا هو مخلوق بلا هدف . إنه خلق بالحق . إن عدد آيات القرآن الداعية إلى تدبر الكون هي عدة أضعاف تلك الآيات المتعلقة بالصلاة والصوم والحج .. إلخ ، مجتمعة وبدأ المسلمون بتأثيرها يلاحظون الكون ملاحظة دقيقة وتولد عن هذا روح الملاحظة والتجربة العلمية التي لم تكن معروفة لقدماء اليونانيين .
إن ابن البيطار ( ) عالم النبات المسلم كتب مؤلفاته في علم النبات بعد أن جمع النباتات من جميع أنحاء العالم وقد وصفه " ماير " ( Mayer ) في كتابه ( Gesch der Botanika ) بأنه أحد أبرز علماء الصناعة .
وارتحل البيروني ( ) مدة أربعين سنة لجمع العينات الخاصة بعلم المعادن . وقد رصد علماء الفلك المسلمون بعض المشاهدات الدقيقة على امتداد أكثر من اثنتي عشرة سنة ، بينما كتب أرسطو ( ) مؤلفاته في علم الطبيعة بدون إجراء تجربة واحدة . وكتب بإهمال في التاريخ الطبيعي مقررا أن للإنسان أسنانا أكثر من الحيوان بدون أن يكلف نفسه عناء التحقق بالتجربة من هذه الحقيقة التي يمكن إثباتها ببساطة شديدة .
الغرب مدين للعرب في العلوم :
أخبر " جالين " ( ) أعظم خبير في علم التشريح التقليدي بأن الفك السفلي يتكون من عظمتين . وقد ظل هذا التقرير مقبولا بلا اعتراض لقرون حتى تجشم عبد اللطيف مشقة فحص الهيكل العظمي للإنسان .
ويعطي " روبر بريفو " ( Robert Briffault ) في كتابه المعروف " صناعة البشرية " ( The Making of Humanity ) عدة أمثلة أخرى مشابهة ثم يقرر :
" إن دين علمنا للعرب لا يكمن في الاكتشافات المثيرة أو النظريات الثورية . إن العلم مدين لثقافة العرب ( ) بشيء أعظم من ذلك بكثير . إنه مدين لها بوجوده " . ويقول نفس المؤلف : " إن قدماء اليونانيين نظموا وصنفوا ورتبوا منهجيا وعمموا ووضعوا النظريات ولكن الأساليب والطرق المتأنية في البحث وتجميع العلم الإيجابي أو الحقيقي وطرق العلم الدقيقة والملاحظة الدقيقة والممتدة والبحث التجريبي ، كلها أمور بعيدة عن المزاج اليوناني ومخالفة له . إن ما نسميه علما نشأ في أوروبا نتيجة لطرق جديدة للبحث ونتيجة لطريقة التجربة والملاحظة والقياس ونتيجة لتطور الرياضيات بشكل لم يكن معروفا لليونانيين ... إن هذه الروح وتلك الطرق أدخلت إلى العالم الأوروبي للمرة الأولى بواسطة العرب " .

الفصل السادس
محمد رسول الله
الإسلام طريقة كاملة للحياة :
إن نفس الصفة العملية لتعاليم النبي محمد هي التي ولَّدت الروح العملية وجعلت أيضا الأعمال اليومية وما يسمى بالأمور الدنيوية مقدسة .
إن القرآن يقول إن الله خلق الإنسان ليعبده . ( ) ولكن كلمة " العبادة " هنا لها دلالة خاصة . فعبادة الله لا تقتصر على الصلاة وحدها ولكن كل عمل يرضي الله يُعمَل بهدف الفوز وهو في مصلحة البشر يدخل في نطاق هذه الكلمة .
إن الإسلام يقدس الحياة وكل سعي وكفاح في الحياة ، طالما أن هذا الكفاح وذلك السعي عُمِلَ بأمانة وصدق وعدل ونوايا مخلصة .
والإسلام يلغي الفصل أو التمييز القديم بين ما هو ديني وما هو دنيوي . فالقرآن يقول إنك إذا أكلت الأشياء الطيبة وشكرت الله عليها ، فإن هذا يعد عملا من أعمال العبادة . وهناك مقولة لنبي الإسلام بأن اللقمة التي يضعها المرء في فم زوجته هي من أعمال البر التي يثيبه الله عليها . وهناك حديثا نبويا آخر معناه : " إن الذي يقضي شهوته يؤجره الله عليها طالما أتاها من طريق حلال " . فتعجب أحد المستمعين إليه قائلا : " يا نبي الله إنما هو يستجيب لشهواته " . فأجابه النبي بما معناه " أرأيت إن أتاها عن طريق حرام أما كان عليه وزر ؟ فكذلك إن أتاها من طريق حلال كان له فيها أجر " .
التعاليم السامقة :
إن هذا الفهم الجديد للدين على أنه يجب أن يهتم بتحسين هذه الحياة أكثر من انحصار اهتمامه بالأمور فوق الدنيوية أو العلوية ( supermundane ) ، أدى إلى توجه جديد للقيم الأخلاقية . إن التأثير الثابت على العلاقات المشتركة للبشر في أمور الحياة اليومية وسلطته الشديدة على الجماهير وتنظيمه لفهمهم للحقوق والواجبات وصلاحيته وموافقته للإنسان البدائي الجاهل وللفيلسوف الحكيم على حد سواء ، هي معالم مميزة لتعاليم نبي الإسلام .
الإسلام الصحيح والعمل الصالح هما الأساس :
يجب الأخذ في الاعتبار بعناية بالغة أن هذا التأكيد والتركيز على الأعمال الصالحة في الإسلام ليس على حساب صحة الإيمان .
وبينما تعظم إحدى المذاهب الفكرية الكثيرة الإيمان على حساب العمل ( ) وتحض الأخرى على الأعمال المختلفة بما يضر بالإيمان الصحيح ( ) ، نجد الإسلام مبني على صحة الإيمان والأعمال . فالوسيلة في الإسلام تستوي مع الغاية في أهميتها والغاية تماثل الوسيلة في خطورتها . إنهما يعتبران وحدة عضوية . وهما يعيشان ويزدهران معا .
وكلاهما يضمحلان وينتهيان حين نفصلهما عن بعضهما البعض . إننا في الإسلام لا يمكننا أن نفصل الإيمان عن العمل . فالعلم الصحيح يجب أن يترجم إلى عمل صحيح حتى تأتي النتائج الصحيحة المرجوة .
" إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً " ( )
وكم وردت مثل هذه الكلمات في القرآن ؟ ليس أقل من خمسين مرة . ترددت مثل هذه الكلمات في القرآن مرارا وتكرارا .
إن التفكر أو التدبر أمر مطلوب في الإسلام ولكن مجرد التفكر أو التدبر ليس هو الهدف .
إن الذين آمنوا ولم يعملوا شيئا لا يمكن أن يكون لهم وجود في الإسلام .
أما الذين آمنوا ثم عملوا السيئات فقد وقعوا في تناقض شديد .
إن الشرع الإلهي هو شرع يستلزم المجاهدة وليس شرعا ذهنيا أو نظريا .
( Divine law is the law of effort and not of ideals )
إنه يهدي الناس إلى طريق الارتقاء السرمدي من العلم إلى العمل ومن العمل إلى الرضى .
الله لم يكن كفوا أحد ( ) :
ولكن ما هو الإيمان الصحيح الذي ينشأ عنه العمل الصالح تلقائيا ويسفر عنهما الرضى الكامل ؟
إن العقيدة الرئيسية والتعليم الرئيسي في الإسلام هي وحدانية الله . إن شهادة أن : لا إله إلا الله ( ) ، هي الأساس الذي يتوقف عليها جميع تعاليم الإسلام وممارساته .
إن الله فرد ( ) ليس كمثله شيء ، ليس فقط فيما يختص بذاته الإلهية ولكن أيضا فيما يختص بصفاته الإلهية .
وفيما يتعلق بصفات الله فإن الإسلام يتخذ مسلكا وسطا قيما ( ) كما هو شأنه في الأمور الأخرى أيضا .
فالإسلام يبطل من جهة الفكرة التي تسلب أو تجرد الذات الإلهية من كل صفة ويرفض من جهة أخرى الفكرة التي تشبهه بالأشياء المادية .
والقرآن يصرح من جهة أنه " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ " ( ) ومن جهة أخرى يؤكد أنه سميع بصير عليم . إنه الملك المنزه عن العيب والخطأ والنقص . وملكوته الذي هو مظهر من مظاهر قوته ، يقوم على القسطاس والعدل . وهـو الرحمن الرحيم . وهو على كل شيء حفيظ .
والإسلام لا يقف عند هذا الحد بهذا التقرير الإثباتي ، بل إنه يمضي – وهذه هي أكثر مميزاته الخاصة – فيضيف جانب النفي للمسألة . فلا يوجد أحد غير الله حفيظ على كل شيء . وهو الجبار . وهو يجبر ( ) كل كسر ولا يوجد أحد غير الله يجبر كل كسر . وهو الذي يخلف على خلقه مهما كان مقدار الخسارة .
فلا إله إلا الله المنزه عن الحاجة ، خالق الأجساد وبارئ النَّسَم ( ) ، مالك يوم الدين .
والقرآن يوجز هذا المعنى بقوله :
" قُلِ ادْعُـوا اللَّهَ أَوِ ادْعُـوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى " ( الإسراء : 110 ) .
مكانة البشر بين الخلق :
يقول القرآن عن مكانة الإنسان بالنسبة للكون :
" اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ، وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " ( الجاثـية : 12 ، 13 )
أما عن مكانة الإنسان بالنسبة لله فيقول القرآن :
" تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ ( ) وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ " ( ) ( الملك : 1 ، 2 )
فعلى الرغم مما يتمتع به الإنسان إلى حد ما من حرية الإرادة فإن كل امرئ يولد في ظروف خاصة ويظل يعيش في ظل ظروف خاصة خارجة عن سيطرته ، ووفقا للإسلام فإن الله يقول في هذا الصدد ، إنها إرادتي أن أخلق كل إنسان في ظل الظروف التي أرى أنها الأفضل له . والبشر القاصرون المحدودي العقل والعمر لا يستطيعون فهم السنن الكونية أو التدبير الإلهي فهما كاملا . ولكني بكل تأكيد سأبلوكم بالغنى والفقر وبالصحة والمرض وبالرفع والخفض .
وطريقتي في الابتلاء تختلف من إنسان لإنسان ومن ساعة لأخرى . ولكن لا تيأسوا عند الفقر .
ولا تلجأوا إلى الوسائل المحرمة . ( ) فما هذه الحياة إلا مرحلة زائلة لا محالة .
ولا تنسوا الله في الغنى ، فما أعطاك الله إنما هو على سبيل الأمانة أو الوديعة ( ) . وأنت دائما أبدا في اختبار وفي كل لحظة في امتحان .
وفي هذه الحياة الدنيا " ليس لهم أن يعقلوا العلل والأسباب وإنما عليهم أن يعملوا ثم يموتوا " .
فإذا عشت فعش في توافق مع الله وإذا مت فمت على منهج الله أو في سبيل الله .
ولتسمي هذا التصور بالجبرية ( ) ( Fatalism ) . ولكن هذا النوع من الجبرية هو حالة من الجهد الشديد المتزايد الذي يجعلك دائما يقظا حذرا .
ولا تعتبر هذه الحياة الدنيا الزائلة منتهى الوجود البشري . فهناك حياة بعد الموت وهي حياة خالدة . إن الحياة بعد الموت هي مجرد وصلة ربط أو باب يفتح على الحقيقة الغائبة للحياة . ( )
وكل عمل في الحياة الدنيا مهما كان ضئيلا يحدث أثرا باقيا ( ) ، ويتم تسجيله بدقة بطريقة ما . ( )
الدنيا إعداد للآخرة :
إن بعض طرق الله معروفة لك ولكن كثيرا منها يخفى عليك . وسوف ينكشف ويتضح أمامك في الآخرة ما كان مستورا منك ومخفيا داخلك في هذه الحياة الدنيا . وسوف يسعد المحسنون بأنعم الله مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .
وسوف يتقدمون وسوف يرتقون فيبلغون الدرجات العلا من الجنة .
وأولئك الذين أضاعوا الفرصة في هذه الحياة الدنيا سوف يخضعون للسنة الحتمية بأن يذوقوا وبال ما كسبوا ويخضعون لفترة تطهير من الذنوب التي عملتها أيديهم .
والحذر كل الحذر فإن الحساب عسير . إنه يمكنك أن تتحمل الألم الجسدي إلى حد ما . ولكن العذاب الروحي هو جهنم ( ) ولن تستطيع تحمله .
ولتجاهدن في هذه الحياة الدنيا نزعات النفس الأمارة بالسوء ( ) التي تغويك وتغريك على ارتكاب الظلم . ولتصلن إلى المرحلة التالية حينما تستيقظ في ضميرك النفس اللوامة ( ) وترغب النفس في بلوغ الامتياز الأخلاقي وتثور ضد التمرد والعصيان . وهذا سيصل بك إلى المرحلة الأخيرة مرحلة النفس المطمئنة ( ) الراضية بالله والتي تجد السعادة والفرح بالله وحده . فلا تزل النفس بعد هذا . فتولى مرحلة الكدح . وينتصر الحق ويزهق الباطل . وتنحل حينئذ جميع العقد . ولن يكون بيتك منقسما على نفسه . وستتوحد وتتحد شخصيتك حول جوهر التسليم الرئيسي لإرادة الله وتسلم تسليما كاملا لغاية الله البصيرة ( divine purpose ) . وستنطلق حينئذ في سلام ، وسيخاطبك الله ( ) عندئذ قائلا :
" يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ، ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً ، فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ، وَادْخُلِي جَنَّتِي ) ( الفجر : 27 – 30 )
مصير الإنسان :
هذه هي الغاية النهائية للإنسان . أن يصبح من ناحية سيدا للكون ، وأن يدرك من ناحية أخرى أن نفسه ستطمئن بالإيمان بربها ليس فقط برضى ربه عنه ولكن برضاه عن ربه أيضا ، وسينتج عن ذلك ؛ الإطمئنان كل الإطمئنان والرضا كل الرضا والسلام كل السلام .
ويصير حب الله في هذه المرحلة بمثابة زاده فينهل من أعماق ينبوع الحياة . فلا الحزن ولا العجز يغلبه ولا النجاح يجعله فرحا فخورا .
وقد كتب توماس كارلايل منبهرا بهذه النظرة الحكيمة عن الحياة في كتابه " الأبطال وعبادة الأبطال " يقول :
" ثم إن الإسلام أيضا يعني أنه ينبغي أن نسلم ونخضع لله ، وأن قوتنا الكاملة وعافيتنا إنما تكمن في الطاعة المذعنة لله . ومهما فعل بنا ، ومهما أنزله بنا أو بعثه علينا من شيء ، وإن كان الموت أو ما هو أسوأ من الموت ، فهو الشيء الطيب والأفضل لنا ، ونحن نسلم أمرنا لله " .
ويمضي توماس كارلايل يقول " إن جوته ( ) يقول :
" إذا كان هذا هو الإسلام ، ألسنا جميعا نحيا بالإسلام ؟ " .
إن توماس كارلايل يجيب بنفسه عن هذا السؤال الذي طرحه جوته بقوله :
" بلى ، نحن جميعا نحيا كذلك ، كل من يحيا منا حياة أخلاقية . وهذه أيضا أسمى حكمة أنزلها الله إلى أرضنا " .
ويمضي توماس كارلايل قائلا :
" إن رسالة هذا الرجل ( محمد صلى الله عليه وسلم ) إنما هي صوت نابع من الفطرة . إن الناس يصغون وينبغي أن يصغوا إلى هذه الفطرة كما لم يصغوا إلى شيء آخر . فكل شيء آخر بالمقارنة لها إنما هو لغو .. " .

شهادة غير المسلمين في محمد
( صلى الله عليه وسلم ) والقرآن ( )
1- يقول " إدوارد جيبون " ( ) وسيمون أوكلي " في كتاب " تاريخ الإمبراطورية العربية الإسلامية " طبعة لندن ( 1870 ) ص 54 :
" لا إله إلا الله محمد رسول الله هي عقيدة الإسلام البسيطة والثابتة . إن التصور الفكري للإله ( في الإسلام ) لم ينحدر أبدا إلى وثن مرئي أو منظور . ولم يتجاوز توقير المسلمين للرسول أبدا حد اعتباره بشرا ، وقيدت أفكاره النابضة بالحياة شعور الصحابة بالامتنان والعرفان تجاهه ، داخل حدود العقل والدين " .
2- يقول " ديوان شند شرمة " في كتابه : " أنبياء الشرق " . طبعة كلكتا ( 1935 ) ص 122 :
" لقد كان محمد روح الرأفة والرحمة وكان الذين حوله يلمسون تأثيره ولم يغب عنهم أبدا " .
3- يقول " جون وليام دريبر " الحاصل على دكتوراة في الطب والحقوق في كتابه " تاريخ التطور الفكري الأوروبي " . طبعة لندن ( 1875 ) المجلد الأول ، ص 229 و 230 :
" ولد في مكة بجزيرة العرب عام 569 بعد المسيح ، بعد أربع سنوات من موت جوستنيان الأول ، ( ) الرجل الذي كان له من دون جميع الرجال ، أعظم تأثير على الجنس البشري .. وهو محمد " .
4- يقول ر. ف. س. بودلي في : " الرسول " لندن ( 1946 ) ص 9 :
" إنني أشك أن أي إنسان لا يتغير لكي يلائم ويوافق التغيرات الكثيرة جدا في ظروفه الخارجية ، كما لم يتغير محمد " .
5- يقول هـ. أ. ر. جب ( ) في كتاب " المحمدية " ( ) طبعة لندن ( 1953 ) ص 33 :
" إنه من المسلم به عالميا بصفة عامة أن إصلاحاته ( أي محمد ) رفعت من قدر المرأة ومنزلتها ووضعها الإجتماعي والشرعي " . ( )
6- ويقول " جون أوستن " في مقال له بعنوان " محمد نبي الله " في مجلة ت. ب. وكاسل الأسبوعية في 12 سبتمبر سنة 1927 بعد المسيح :
" لقد أصبح محمد بالفعل في خلال ما يربو قليلا عن العام ما يمكن أن نسميه بالحاكم الروحي والدنيوي للمدينة ، ويده على الرافعة التي كان مقدر لها أن تهز العالم " .
7- ويقول " ج. كريستي ولسن " في كتاب " التعريف بالإسلام " طبعة نيويورك ( 1950 ) ص 30 :
" يعـد القرآن أكثـر الكتب الدينية فـي العالم إجلالا وأكثرها قوة بعـد الكتاب المقدس " . ( )
8- ويقول " تشارلز فرانسيس بوتر " في كتاب " الأديان التي يحيا بها البشر " . نشر كينجزوود ، سرى ( 1955 ) ص 81 :
" إن القرآن هو الأكثر قراءة من أي كتاب آخر في العالم .
قد يكون الكتاب المقدس المسيحي أكثر الكتب مبيعا في العالم ، ولكن هناك حوالي 250 مليون مسلم ( ) من أتباع النبي محمد يقرأون أو يتلون أجزاء طويلة من القرآن خمس مرات يوميا في كل يوم من أيام حياتهم من يوم استطاعتهم الكلام " .
9- يقول " ج. شِلِيدي " أستاذ اللاهوت في كتاب " السيد المسيح في القرآن " طبعة سورات ( 1913 ) ص 111 :
" إن القرآن هو كتاب المحمديين ( ) المقدس . وهو ينال توقيرا أكثر من أي كتاب مقدس آخر ، أكثر من العهد القديم اليهودي والعهد الجديد المسيحي " .
10- ويقول " هـ. أ. ر. جب " في كتاب " المحمدية " طبعة لندن ( 1953 ) ص 33 :
" إذن لو كان القرآن من تأليف محمد لكان من الممكن أن ينافسه ويضارعه رجال آخرون . وليأتوا بعشر آيات من مثله مفتريات . وإذا لم يستطيعوا ( ومن الواضح أنهم لم يستطيعوا ) فليقبلوا القرآن كمعجزة وبرهان ظاهر " .
11- ويقول " باسنتا كومار بوز " فـي كتاب " المحمدية " طبعة كلكتا ( 1931 ) ص 4 :
" فلم يكن هناك مجال لأي تزييف أو حيلة كاذبة في القرآن وهذا ما يميزه عن جميع الأعمال الدينية ( ) الهامة تقريبا التي ترجع إلى الأزمنة القديمة ..
إنه لأمر بعيد جدا أن يكون هذا الإنسان الأمي قد ألف أفضل كتاب في اللغة العربية " .
12- ويقول " أ. س. تريتون " في كتاب " الإسلام " طبعة لندن ( 1951 ) ص 21 :
" إن صورة الجندي المسلم المتقدم وبإحدى يديه سيفا وبالأخرى مصحفا هي صورة زائفة تماما " .
13- ويقول " دو لاسي أوليرى " في كتاب " الإسلام في مفترق الطريق " طبعة لندن ( 1923 ) ص 8 :
" وبالرغم من ذلك فقد أوضح التاريخ أن الأسطورة القائلة باجتياح المسلمين المتعصبين للعالم وفرضهم الإسلام على الأجناس المقهورة تحت تهديد السلاح ، هي إحدى كبرى الأساطيـر أو الخرافات الخيالية ، التي رددها فـي أي وقت المؤرخون ، سخافة ومنافاة للعقل " .

أولا : مصادر تعليقات المترجم

1- القرآن الكريم .
2- صفوة البيان لمعاني القرآن . الشيخ حسنين محمد مخلوف .
3- مصحف القادسية المفسر " مختصر تفسير الطبري " .
4- الكتاب المقدس – دار الكتاب المقدس في الشرق الأوسط ( 1987 م )
5- زاد المعاد في هدي خير العباد . ابن قيم الجوزية .
6- هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى . ابن قيم الجوزية . تقديم وتحقيق وتعليق د. أحمد حجازي السقا . المكتبة القديمة . الطبعة الرابعة ( 1407 هـ ) .
7- حقيقة التبشير بين الماضي والحاضر – الأستاذ اللواء أحمد عبد الوهاب . مكتبة وهبة . الطبعة الأولى ( 1981 م ) .
8- هل الكتاب المقدس كلام الله ؟ أحمد ديدات ترجمة نورة أحمد النومان .
9- محمد ( صلى الله عليه وسلم ) بشارة المسيح . أحمد ديدات ترجمة وتعليق محمد مختار .
10- الله في اليهودية والمسيحية والإسلام . أحمد ديدات ترجمة وتعليق محمد مختار . المختار الإسلامي الطبعة الأولى ( 1411 هـ - 1991 م ) .
11- العرب وإسرائيل صراع أم مصالحة ؟ أحمد ديدات .. تقديم د. مصطفى الشكعة . ترجمة وتعليق محمد مختار . مكتبة النور . الطبعة الأولى ( 1411 هـ - 1991 م ) .
12- المسيح في الإسلام . أحمد ديدات . ترجمة وتعليق محمد مختار . المختار الإسلامي – الطبعة الأولى ( 1411 هـ - 1990 م ) .
13- من المعمدانية إلى الإسلام . أحمد ديدات . جهادة جلكريز ، ترجمة وتعليق محمد مختار . المختار الإسلامي . الطبعة الأولى ( 1412 هـ - 1992 م ) .
14- الخمر بين المسيحية والإسلام . أحمد ديدات . المركز العالمي للدعوة الإسلامية بدربان في جمهورية جنوب إفريقية . ترجمة وتعليق محمد مختار . المختار الإسلامي . الطبعة الأولى ( 1412 هـ - 1992 م ) .
15- المعجم الوسيط .
16- المورد ( 1990 م ) .


ثانيا : المراجع الأجنبية

1. 50,000 Errors in the Bible ?
Islamic Propagation Centre International .
Durban, Republic of South Africa, reprint of pages 25 and 26 of Awake . ( a Christian magazine ) Volume XXXVIII
Number 17, Brooklyn, New York, U.S.A. September 8, 1957 .
2. Webster New Collegiate Dictionary
( 1977 ) G. & C. Merriam Company, Spring Field, Massachusetts, U.S.A.
3. Chambers Twentieth Century Dictionary
( New Ed. 1972, Reprint 1973 ) Allied Publishers Private Ltd; New Delhi, India .

ديدات يحاضر في أبناء مكة المكرمة :
الكتاب المقدس يؤكد نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم
" كيف كانت بداية الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم وما هي الأشياء التي وردت في الكتاب المقدس ( الانجيل ) والتي تؤكد صدق رواية الوحي ؟ " كان هذا عنوان المحاضرة القيمة التي ألقاها الداعية الكبير الشيخ أحمد ديدات في نادي مكة الثقافي وحضرها عدد غفير من أبناء مكة المكرمة وتحدث فيها عن تجربته الثرية في مجال الدعوة والمناظرة مع أتباع الديانات الأخرى ، كما تحدث عن الأصولية وما يريده الغرب من إلصاق تهمة التطرف والإرهاب بالمسلمين في يومنا هذا .
بدأ فضيلة الشيخ أحمد ديدات محاضرته بالقول أن موضوعها كان وليد الساعة ولم يكن سابق التحديد ، وذكر أن ما أوحى إليه بالموضوع هو زيارته إلى غار حراء بجبل النور صباح يوم المحاضرة وهو المكان الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يمضي فيه كثيرا من الوقت مرارا وتكرارا في تأمل هادئ آمن ، ليس انتظارا لأن يبعث نبيا فلم يكن يدور بخلده أدنى تصور كهذا بل مفكرا فيما آل إليه حال قومه أهل مكة أيام الجاهلية من انغماس في الرذائل كشرب الخمر والزنى والقمار والتقاتل لأتفه الأسباب ووأد البنات والزواج من زوجات الآباء لدرجة صاروا فيها وحسب وصف المؤرخ الكبير جيبون – لا يتميزون عن الحيوانات سوى بهيئاتهم كبشر . وقال إنه في هذا المكان بدأ الوحي ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم حيث نزلت أول خمس آيات من القرآن وهي التي في أول سورة العلق وذلك عندما ألقاها إليه جبريل عليه السلام بلسان عربي مبين قائلا : " إقرأ " .
تأكيد الكتاب المقدس للوحي :
وذكر ديدات أن الرواية السابقة عن بداية نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم قد جاء ما يؤكدها في الكتاب المقدس لليهود والنصارى ، كما يفضل فضيلته تسميته – وليس الإنجيل . وأوضح أن هذا الكتاب ينقسم إلى قسمين هما : العهد القديم الذي يؤمن به كل اليهود والنصارى على أنه كلام الله ، والعهد الجديد الذي يؤمن به النصارى وحدهم أنه كلام الله وأن هذا الكتاب المقدس عبارة عن موسوعة تضم أسفاراً أصغر تبلغ ستا وستين منها : سفر التكوين ، وسفر الخروج ، وسفر العدد ، وسفر التثنية وغيرها من الأسفار . وقال ديدات أن الجزء الذي جاء فيه تأكيد لتلك الرواية هو في سفر " إشعياء " أحد كتب العهد القديم الذي يؤمن به كل من اليهود والنصارى على أنه كلام الله ، حيث ورد في الفصل التاسع والعشرين منه النص رقم 12 الذي يقول : " في الكتاب المنزل إليه ، وهو الأمي ، قل : إقرأ فيقول : ما أنا بقارئ " ( ) . وأشار إلى أنه وردت نبوءات كثيرة في الكتاب المقدس عن مجيء نبينا صلى الله عليه وسلم مؤكدة الآيات القرآنية في هذا الخصوص . مثال ذلك آية " قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ " . ورد تأكيدها في كتاب التثنية في النص رقم 18 : 18 الذي يقول : " أقيم لهم نبيا من وسط أخوتهم مثلك واجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيهم به " .
نقطة التحول
وقال ديدات عن نفسه أنه إنسان عادي مثل بقية الناس رغم ما يتردد عنه في أوساطهم من أنه عالم كبير ، فهو لم يدرس في أية جامعة وإنما بدأ حياته بائعا في بقالة ومعرض أثاث وسائقا لشاحنة وإنه كان شغوفا بالقراءة فكان يقرأ كل ما تقع عليه عينه ويتحدث بلا ملل عن كل ما يقرأ حتى بلغ بحمد الله تعالى ما هو عليه الآن من احتراف للدعوة إلى الله والدفاع عن الإسلام . وذكر أن اهتمامه بمناظرة غير المسلمين يعود إلى ما قبل خمسين عاما حين ترك المدرسة والتحق بالعمل بائعا في بقالة ريفية ، وأمام البقالة كان يقع مقر بعثة تنصيرية أمريكية . وكان منصرو هذه البعثة يأتون للتسوق . وكانوا كثيرا ما يستفزونه هو وزملاءه الآخرين الذين يعملون في البقالة بعد أن علموا أنهم مسلمين وذلك بطرح أسئلة عليهم تشوه صورة الإسلام . وقال ديدات إن الفرج جاءه بعد عثوره على كتاب " إظهار الحق " باللغة الإنجليزية وهو كتاب أعد لمساعدة مسلمي الهند في الرد على النصارى وساعده الكتاب في معرفة الكتاب المقدس وما فيه من تناقضات .
حفظ الأدلة سلاح للدفاع عن الدين
وفي المحاضرة نبه ديدات إلى تقصير المسلمين في أداء واجب الدفاع عن دينهم ضد اليهود والنصارى فالمسلم عندما يواجه بادعاء من قبل يهودي أو نصراني لا يطالبه بالبرهان ، مخالفا بذلك التوجيه الرباني : " قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ " . وإنما يصمت أو قد يرد بما كتبه المسلمون أنفسهم ، ولكنه لا يعمد للاستدلال بما ورد في كتب المدعي نفسه . وقد بين فضيلته أن معرفة الأدلة ونشرها يعتبر ذو أهمية بالغة امتثالا للتوجيه النبوي : " بلغوا عني ولو آية " ، لأن الآية هي السلاح المعين في الدفاع عن الدين ، فبدون معرفة الأدلة وحفظها عن ظهر قلب يتعذر الدفاع مهما علت درجة المدافع العلمية أو كبرت عمامته ، لذلك كان فضيلته مهتما وبشكل تلقائي بهذا الأمر وحتى قبل أن يعرف مضمون التوجيه النبوي ، فكان مغرما بحفظ الأدلة عن ظهر قلب وبالذات من الكتاب المقدس للستلح بها في الدفاع بها عن الدين حتى أن أصدقاءه لقبوه يوما بلقب " ألف وثمانمائة وثمانية عشر " من كثرة ما كان يردد ويتحدث عن نص ( سفر التثنية 18 : 18 ) في الكتاب المقدس يشير إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ويحمل نفس الرقم . وذكر فضيلته أنه يحفظ كثيرا من الأدلة عن ظهر قلب بلغات مختلفة مثل السواحلية والاندونيسية والنيجيرية والاسبانية والعبرية والزولوية بالإضافة إلى العربية للاستعانة بها عند اللزوم للدخول إلى قلب المتكلمين بهذه اللغات وإقناعهم .
مدرسة للدعاة تخلف ديدات
وجوابا عن سؤال آخر يدعو إلى قيام فضيلته بإنشاء مدرسة لإعداد تخلفه في الرد على اليهود والنصارى الذين عكروا في هذه الأيام حياة المسلمين ، طلب ديدات أن يكلف الآخرون عن ممارسة أقدم لعبة عرفها الإنسان وهي تحميل المسئولية للغير بدلا من أن يتحملوها بأنفسهم إذ يروي الكتاب المقدس أن آدم عليه السلام برر أكله من الشجرة التي نهي عن الأكل منها بأنه ما كان ليفعل ذلك لو أن الله لم يرسل إليه حواء التي زينت له ذلك ، ودعا إلى أن يتحمل كل فرد مسئوليته وأن يبدأ بالعمل حسب قدراته ، واعتذر عن عدم قدرته على الاستجابة لتلك الدعوة وأنه يكفيه أن قام بكتابة تسعة عشر كتابا يمكن لكل واحد منها أن يكون مادة دراسية في مجال الدعوة . واستعرض عناوين تلك الكتب التي منها : " ما اسمه ؟ " . " خمسون ألف خطأ في الكتاب المقدس " ، " المسيح في الإسلام " ، هل الكتاب المقدس كلام الله ؟ " ، من حرك الحجر ؟ " ، " ماذا يقول الكتاب المقدس عن محمد ؟ " ، " محمد الخليفة الطبيعي للمسيح " ، " محمد الأعظم " ، " والعرب واسرائيل " ، " القرآن معجزة المعجزات " ، " المسلم في الصلاة " ، " محمد نبي الإسلام " ، " الطريق إلى القرآن " ، " الصلاة " ، " النبي هو الأول " .
تشويه مفهوم الأصولية
وتعليقا على سؤال ثالث يتذمر فيه سائله من كثرة استخدام وسائل الإعلام الغربية لكلمة ( الأصولية ) للإشارة إلى المسلمين وكيفية العمل لجعلها تكف عن ذلك ، قال ديدات أن كلمة أصولية تعني التمسك القوي بالتعاليم الأصولية للدين والعقيدة وهي بذلك تعتبر كلمة جميلة ، فنحن نؤمن بإله واحد ولا نساوم على ذلك ، ونعتقد أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء ولا نتزحزح عن ذلك ، ونصلي خمس مرات في اليوم ولا نساوم على ذلك . هذه هي الأصولية . فالجزائري والإيراني والسعودي وأي شخص آخر يتمسك بتعاليم الإسلام بثبات فهو أصولي ، وإننا كلنا أصوليين لأننا نتمسك بمبادئنا ولا نساوم عليها ولا نناقش فيها ، ولكن الغربيين شوهوا الكلمة بإعطائها معنى مغايرا ، يتضمن أن الأصولي إنسان متخلف ومتعصب وغير منطقي وإرهابي ، مثلما فعلوا بكلمات أخرى فأطلقوا اسم " ابن الحب " على ابن الزنى واسم " المرح " على " اللوطي ! " وقال ديدات أن تشويه وسائل الإعلام الغربية لمفهوم الأصولية ينبغي أن ينظر إليه على أنه فرصة وهبها الله لنا لنستفيد منها في الصحافة ، إلا أننا لا نستفيد منها ، إننا لكي نستفيد منها يجب أن نكتب للصحافة المرة تلو الأخرى وبلا ملل ودون انتظار المختصين مثل أحمد ديدات أو ابن باز أو عبد الله نصيف للقيام بالرد لأن الرد مهمة كل مسلم .
ويقول ديدات أن تجربته تشير إلى أن اليهود والنصارى عموما مهتمين بالإسلام ولكنهم مغسلوا الأدمغة ومبرمجون نحو اتجاهات معينة وأن واجب المسلمين هو العمل على إعادة برمجة هؤلاء وذلك بمجادلتهم وإقناعهم بالحجة والبرهان .؟؟؟؟؟؟
محمد مختار

غير معرف يقول...

))))))))))))))واجبتا نحو الرسول)))))))))))))))((((((((((((((((((((((بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, الرحمن الرحيم, مالك يوم الدين,الحمد لله القائل في محكم التنزيل
الأنبياء: ١٠٧
والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيد ولد آدم, المبعوث رحمة للعالمين والقائل :(أنا سيِّدُ ولدِ آدم يوم القيامة، وأوّلُ مَن تنشَقُّ عنه الأرض، وأولُ شافع ومُشفَّع). «رواه مسلم»
صلاة وسلاما متعاقبين متلازمين إلى يوم الدين .. وبعد ,,
فواجبنا نحو النبي ﷺ يتمثل في الإيمان به وبما جاء به من القرآن الكريم والسنة الصحيحة , وتطبيق ذلك في حياتنا .
ورغبة مني في توعية اخواني واخواتي من المسلمين والمسلمات بهذا الواجب جمعت هذه الوريقات التي تشتمل على:
1. واجبنا نحو الرسول ﷺ .
2. حقوق النبي ﷺ على أمته.
3. الرسول ﷺ كأنك تراه.
4. من فضائل الرسول ﷺ.
5. من أخلاق الرسول ﷺ.
6. من أحاديث النبي ﷺ في الأخلاق.
7. التحلي بأخلاق الرسول ﷺ .
أسأل الله تعالى أن ينفع بها كل من قرأها أو سمعها أو أفاد منها أو طبعها ونشرها ووزعها بين المسلمين, وأتمنى أن يكون هناك من يعمل على ترجمتها والدلالة عليها, ولن يحرموا الأجر ـ إن شاء الله ـ فقد قال المصطفى ﷺ:(الدال على الخير كفاعله ).
هذا وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ,,
وكتبه
عبد الله بن أحمد ال علاف الغامدي
الطائف ــ وادي وج
الجمعة : 21 / 1 /1428 هـ
واجـبنا نحـو الرسـول ﷺ 
إن للرسول ﷺ حقوقاً وواجبات إذا أدّاها المسلم نفعه الله به ، وأسعده بشفاعته ، وأكرمه بوُرود حوضه ، وسقاه مِن ماء كَوثره .
1ـ محبة الرسول ﷺ ، أكثر مِن النفس والأهل والمال والولد.
2ـ طاعته في كل ما أمر به مِن دعاء الله وحده ، والاستعانة به، والصدق والأمانة ، وحُسن الخلق ، وغير ذلك مما جاء في القرآن وأحاديثه الصحيحة .
3ـ التحذير مِن الشرك الذي حذَّر منه الرسول ﷺ ، وهو صَرفُ العبادة لغير الله ، كدعاء الأنبياء والأولياء وطلب المدد والعون منهم ، فقد قال ﷺ : ( مَن ماتَ وهوَ يدعو مِن دونِ الله نِدّاً دخلَ النار ) . [النِّد : الـمِثل والشريك] « رواه البخاري »
4ـ أن نؤمن بما أخبر به القرآن والرسول ﷺ ، مِن الصفات ، كَعُلُو الله على عرشه ، تحقيقاً لقوله تعالى:﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾« الأعلى : 1 » وقوله ﷺ : (إنَّ اللهَ كتبَ كتاباً فهو عِندهُ فوقَ العرش).« متفق عليه »
وأن الله مع عباده يَسمعهم ويراهم ويعلم أحوالهم لقوله تعالى :
﴿ قَالَ لَا تَـخَافَا إِنَّنِـي مَعَكُـمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ﴾« طٰه : 46 »
5ـ إنَّ مِن واجب المسلمين أن يشكروا الله على بعثة ومولد الرسول الكريم ﷺ ، فيتمسكوا بسُنته ، ومنها صيام يوم الاثنين الذي سُئل عن صومه فقال : ( ذاك يوم وُلدت فيه، وفيه بُعثت ، وعليّ أُنزل ). [ أي القرآن ] . « رواه مسلم »
6ـ أمّا الاحتفال بيوم مولده ﷺ ، الذي أَحدثه المتأخرون ، فلم يَعرفه الرسول والصحابة والتابعون ولو كان الاحتفال خيراً لسبقونا إليه ، وأرشدنا إليه الرسول ﷺ ، كما أرشدنا في الحديث السابق إلى صوم يوم الاثنين الذي وُلد فيه ، علماً بأن الرسول ﷺ ، مات يوم الاثنين ، فليس الفرح بأولى مِن الـحُزن على موته ﷺ .
7ـ إن الأموال التي تُنفق في الاحتفالات ، لو أُنفقت في بيان شمائل الرسول ﷺ ، وسيرته ، وأخلاقه ، وأدبه ، وتواضعه ، ومعجزاته، وأحاديثه ، ودعوته للتوحيد التي بدأ بها رسالته وغيرها من الأمور النافعة ، لو فعل ذلك المسلمون لنصرهم الله كما نصر رسوله ﷺ .
8ـ إن المحـب الصادق للرسول ﷺ ، يهمه اِتباع أوامره ، والعمل بسُنته ، والحكم بقرآنه والإكثار مِن الصلاة عليه ﷺ .
حقوق النبي  على أمته
للنبي الكريم صلّى الله عليه وسلّم حقوق على أمته وهي كثيرة, منها:
أولًا: الإيمان الصادق به صلّى الله عليه وسلّم، وتصديقه فيما أتى به:
قال تعالى:{فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }[ سورة التغابن]. وقال تعالى:{فَآمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}[سورة الأعراف].
وقال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}[سورة الحديد]. وقال تعالى:{وَمَن لَّمْ يُؤْمِن بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا }[سورة الفتح].
وقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَيُؤْمِنُوا بِي وَبِمَا جِئْتُ بِهِ] رواه مسلم.
والإيمان به صلّى الله عليه وسلّم هو: تصديق نبوته, وأن الله أرسله للجن والإنس, وتصديقه في جميع ما جاء به وقاله, ومطابقة تصديق القلب بذلك شهادة اللسان, بأنه رسول الله, فإذا اجتمع التصديق به بالقلب والنطق بالشهادة باللسان، ثم تطبيق ذلك العمل بما جاء به؛ تمَّ الإيمان به صلّى الله عليه وسلّم.
ثانيًا: وجوب طاعته صلّى الله عليه وسلّم، والحذر من معصيته:
فإذا وجب الإيمان به وتصديقه فيما جاء به وجبت طاعته؛ لأن ذلك مما أتى به, قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ }[سورة الأنفال].
وقال تعالى:{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا... }[سورة الحشر].
وقال تعالى:{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }[سورة النور].
وقال تعالى:{وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ}
[سورة النساء].
وعَنْ أَبَي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ]رواه البخاري ومسلم. وعَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [ كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى] قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ يَأْبَى قَالَ: [مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى] رواه البخاري.
ثالثًا: اتباعه صلّى الله عليه وسلّم، واتخاذه قدوة في جميع الأمور، والاقتداء بهديه:
قال تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }[سورة آل عمران].
وقال تعالى: {وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }[سورة الأعراف].
فيجب السير على هديه والتزام سنته، والحذر من مخالفته, قال صلّى الله عليه وسلّم: [مَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي]
رواه البخاري ومسلم

رابعًا: محبته صلّى الله عليه وسلّم أكثر من الأهل والولد، والوالد، والناس أجمعين:
قال تعالى:{قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }
[سورة التوبة].
وعَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ] متفق عليه
وقد ثبت في الحديث أن من ثواب محبته الاجتماع معه في الجنة:
وذلك عندما سأله رجل عن الساعة فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مَا أَعْدَدْتَ لَهَا] قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَعْدَدْتُ لَهَا كَبِيرَ صَلَاةٍ وَلَا صِيَامٍ وَلَا صَدَقَةٍ وَلَكِنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ قَالَ: [فَأَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ] رواه البخاري ومسلم.
ولما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:' يَا رَسُولَ اللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي' فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ] فَقَالَ لَهُ عُمَرُ:'فَإِنَّهُ الْآنَ وَاللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي' فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [الْآنَ يَا عُمَرُ]رواه البخاري.
و قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ مَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ أَنْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ] رواه البخاري ومسلم.
ولاشك أن من وفَّقه الله تعالى لذلك ذاق طعم الإيمان ووجد حلاوته, فيستلذ الطاعة ويتحمل المشاقّ في رضى الله عز وجل، ورسوله صلّى الله عليه وسلّم, ولا يسلك إلا ما يوافق شريعة محمد صلّى الله عليه وسلّم؛ لأنه رضي به رسولاً, وأحبه، ومن أحبه من قلبه صدقاً أطاعه صلّى الله عليه وسلّم؛ ولهذا قال القائل:
تعصي الإله وأنت تُظْهر حُبَّهُ *** هذا لعمري في القياسِ بديعُ
لو كان حُبَّكَ صادقاً لأطعته *** إن المُحبَّ لمن يُحِبُّ مُطيعُ
وعلامات محبته صلّى الله عليه وسلّم تظهر في الاقتداء به صلّى الله عليه وسلّم, واتباع سنته, وامتثال أوامره, واجتناب نواهيه, والتأدب بآدابه, في الشدة والرخاء, وفي العسر واليسر, ولا شك أن من أحب شيئاً آثره, وآثر موافقته, وإلا لم يكن صادقاً في حبه ويكون مدّعياً.
ولا شك أن من علامات محبته: النصيحة له؛ لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [الدِّينُ النَّصِيحَةُ] قُلْنَا لِمَنْ قَالَ: [لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ ] رواه مسلم. والنصيحة لرسوله صلّى الله عليه وسلّم: التصديق بنبوته, وطاعته فيما أمر به, واجتناب ما نهى عنه, ومُؤازرته, ونصرته وحمايته حياً وميتاً, وإحياء سنته والعمل بها وتعلمها, وتعليمها والذب عنها, ونشرها, والتخلق بأخلاقه الكريمة, وآدابه الجميلة.
خامسًا: احترامه، وتوقيره، ونصرته:
كما قال تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ...}[سورة الفتح]. وقال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }[سورة الحجرات].
وقال تعالى:{لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُم بَعْضًا... }[سورة النور]. وحرمة النبي صلّى الله عليه وسلّم بعد موته, وتوقيره لازم كحال حياته وذلك عند ذكر حديثه, وسنته, وسماع اسمه وسيرته, وتعلم سنته, والدعوة إليها, ونصرتها.
سادسًا:الصلاة عليه صلّى الله عليه وسلّم:
قال الله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }[سورة الأحزاب]. وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا] رواه مسلم.
وقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا وَلَا تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا وَصَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ]رواه أبوداود وأحمد. وقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [الْبَخِيلُ الَّذِي مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ]رواه الترمذي وأحمد.
و قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهِ وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً فَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ] رواه الترمذي وأحمد. وقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ] رواه الترمذي وأحمد .
من مواطن الصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلّم:
وللصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلّم مواطن كثيرة ذكر منها الإمام ابن القيم رحمه لله في كتابه 'جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام ' واحداً وأربعين موطناً، منها على سبيل المثال: الصلاة عليه صلّى الله عليه وسلّم عند دخول المسجد, وعند الخروج منه, وبعد إجابة المؤذن, وعند الإقامة, وعند الدعاء, وفي التشهد في الصلاة، وفي صلاة الجنازة، وفي الصباح والمساء، وفي يوم الجمعة, وعند اجتماع القوم قبل تفرقهم, وفي الخطب: كخطبتي صلاة الجمعة, وعند كتابة اسمه, وفي أثناء صلاة العيدين بين التكبيرات, وآخر دعاء القنوت, وعلى الصفا والمروة, وعند الوقوف على قبره, وعند الهم والشدائد وطلب المغفرة, وعقب الذنب إذا أراد أن يكفر عنه, وغير ذلك من المواطن التي ذكرها رحمه الله في كتابه.
ولو لم يرد في فضل الصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلّم إلا هذا الحديث لكفى، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرَ صَلَوَاتٍ وَحُطَّتْ عَنْهُ عَشْرُ خَطِيئَاتٍ وَرُفِعَتْ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ]رواه النسائي وأحمد.
سابعًا: وجوب التحاكم إليه، والرضي بحكمه صلّى الله عليه وسلّم:
قال الله تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }[سورة النساء].
{ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }[سورة النساء].
ويكون التحاكم إلى سنته وشريعته بعده صلّى الله عليه وسلّم.
ثامنًا: إنزاله مكانته صلّى الله عليه وسلّم بلا غلو ولا تقصير:
فهو عبد لله ورسوله, وهو أفضل الأنبياء والمرسلين, وهو سيد الأولين والآخرين, وهو صاحب المقام المحمود، والحوض المورود, ولكنه مع ذلك بشر لا يملك لنفسه ولا لغيره ضراً ولا نفعاً إلا ما شاء الله كما قال تعالى: {قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ...}[سورة الأنعام]. وقال تعالى:{قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }[سورة الأعراف]. وقال تعالى:{ قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا * قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا }[سورة الجن].
وقد مات صلّى الله عليه وسلّم كغيره من الأنبياء، ولكن دينه باقٍ إلى يوم القيام { إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ}[سورة الزمر]. وبهذا يعلم أنه لا يستحق العبادة إلا الله وحده لا شريك له { قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ }[سورة الأنعام].
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه


الرسـول كأنك تراه ﷺ
1ـ كان رسول الله ﷺ أحسنَ الناس وجهاً وأحسنهم خَلقاً ، ليس بالطويل البائن ولا القصير . « متفق عليه »
2ـ كان الرسول ﷺ ، أبيضَ مليحَ الوجه . « رواه مسلم »
3ـ كان رسول الله ﷺ ، مربوعاً ، عريض ما بين المنكبين ، كثَّ اللحية ، تعلوه حُمرة ، جُـمَّـتُه إلى شحمة أُذنيه ، لقد رأيته في حُلَّةٍ حمراء ، ما رأيت أحسنَ منه . « رواه البخاري »
[ مربوعاً : ليس بالطويل ولا القصير ] [ كثَّ اللحية : كثير الشعر ] [ جُمته : شعره ] .
4ـ كان رسولُ الله ﷺ ضخمَ الرأس واليدين والقدمين ، حسنَ الوجه ، لم أرَ قبله ولا بعده مِثلَه . « رواه البخاري »
5ـ كان وجهه مِثلَ الشمس والقمر وكان مُستديراً . « رواه مسلم »
6ـ كان رسول الله ﷺ إذا سُرَّ استنـار وجهُه ، حتى كأن وجهَه قطعةُ قمر ، وكُنا نعرف ذلك . « متفق عليه »
7ـ كان الرسول ﷺ لا يضحك إلا تبسماً ، وكنتَ إذا نظرتَ إليه قُلتَ أكحلَ العينين وليس بأكحل . « حسن رواه الترمذي »
8ـ وعن عائشة قالت : ما رأيت رسول الله ﷺ مُستجمِعاً قط ضاحكاً ، حتى أرى منه لَـهَواته ، إنما كان ضَحِكه التَّبسم .
« رواه البخاري »
[ لَـهَواته : أقصى حَلقه ] .
9ـ وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال :
( رأيت رسول الله ﷺ في ليلة إضحيانٍ فجعلتُ أنظر إلى رسول الله ﷺ وإلى القمر، وعليه حُلَّة حمراء ، فإذا هو عندي أحسنُ مِن القمر ) « رواه الترمذي وقال :حديث غريب , وصححه الحاكم ووافقه الذهبي »
[ إضحيان : مضيئة مقمرة ] .
10ـ وما أحسن مَن قال في وصف الرسول ﷺ :
وأبيضُ يُستَسقى الغمام بوَجهه ثِمالُ اليتامى عِصـمةٌ للأرامل
هٰذا الشعر مِن كلام أبي طالب أنشده ابن عمر وغيره ، لما أصاب المسلمين قحط ، فدعا لهم الرسول ﷺ قائلاً :
( اللهمَّ اسقِنا ) فنزل المطر . « رواه البخاري »
[ ثِمال : مُطعم ، عِصمة : مانع من ظلمهم ] .
والمعنى أن رسول الله ﷺ المنعوت بالبياض يسأله الناس أن يتوجه إلى الله بوجهه الكريم ودعائه أن يُنزل عليهم المطر وذلك في حال حياته ﷺ ، أما بعد مماته فقد توسل الخليفة عمر بالعباس أن يدعوَ لهم بنزول المطر ولم يتوسل بالرسول ﷺ :
وأنشد رَجل مِن كِنانة فقال :
لك الحمد والحمد مِمن شكر سُــقينا بوجـه النبـي الـمــطر دعـا اللهَ خـالـقَه دعــوة إلـيه وأشـخـصَ مـنه البـصــر
فـلم يك إلا كإلـقاء الـرداء وأســرع حـتى رأيـنا الــدُّرَر
وكـان كمـا قـال لـه عَـمـه أبـو طـالـب أبيـضُ ذو غُـــرَر
به الله يسقي صوبَ الغمـام وهٰـذا الـعـيان لـذاك الخـــبـر
فمَن يشـكر الله يلقَ الـمزيد ومَـن يكـفر الله يلـقَ الـغِـــيَـر
« نقلاً من كتاب منال الطالب لابن الأثير , ص 106 »

مِـن فضـائل الرسول ﷺ 
1ـ قال الله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَدَاعِياً إِلَى الله بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً * وَبَشِّرِ الـمُؤْمِنِيـنَ بِأَنَّ لَـهُم مِّنَ الله فَضْلاً كَبِيراً ﴾ . « الأحزاب : 45-47 »
2ـ ﴿ ما كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ الله وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً ﴾ . « الأحزاب : 40 »
3ـ ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْـمَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴾ . « الأنبياء : 107 »
4ـ وقال ﷺ : ( أنا أكثرُ الأنبياءِ تبعاً يومَ القيامةِ ، وأنا أوَّلُ مَن يقرعُ بابَ الجنةِ ) . « رواه مسلم »
5ـ وقال ﷺ : ( أنا أولُ شفيعٍ في الجنةِ ، لم يُصدَّق نبيٌّ مِن الأنبياءِ ما صُدِّقت ، وإنَّ نبيّاً مِن الأنبياءِ ما صدَّقه مِن أُمته إلا رجلٌ واحد )
« رواه مسلم »
6ـ وقال ﷺ : ( سألتُ ربي ثلاثاً ، فأعطاني ثِنتين ، ومنعَني واحدة : سألتُ ربّي ألا يُهلك أُمتي بالسَّنة ، فأعطانيها ، وسألتُه أنْ لا يُهلك أُمتي بالغرقِ فأعطانيها ، وسألتُه أنْ لا يجعلَ بأسَهم بينهم فمنعَنيها ). [ السَّنة : القحط ] . « رواه مسلم »
وفي رواية: (فسألتُه أنْ لا يُسَلِّط عليهم عدواً مِن غيرهم فأعطانيها) « رواه الترمذي والنسائي وصحح الألباني سنده »
7ـ قال أنس بن مالك في حديث الإسراء وفيه :
( والنبي ﷺ ، نائمة عيناه ، ولا ينام قلبه ) . « رواه البخاري »
8ـ وقال رسول الله ﷺ : ( أنا سيدُ ولد آدم يومَ القيامة ، وأولُ مَن تنشَقُّ عنه الأرض ، شافِع ومُشفَّع ) . « رواه مسلم »
9ـ وقال رسول الله ﷺ : ( فُضِّلتُ على الأنبياء بِسِتٍّ :
أُعطيتُ جوامعَ الكَلِم ، ونُصرتُ بالرُّعب ، وَأُحِلَّت ليَ الغنائمُ ، وجُعلَت ليَ الأرضُ مسجداً وطهوراً ، وأُرسلتُ إلى الخلقِ كافةً ، وخُتم بي النَّبيون ) . « رواه مسلم »
10ـ وقال رسول الله ﷺ : ( بُعثتُ مِن خيرِ قُرونِ بني آدم قرناً فقرناً، حتىٰ كنتُ مِن القرن الذي كنتُ منه ) . « أخرجه البخاري »
11ـ وقال رسول الله ﷺ : ( إن مَثَلي ومَثل الأنبياء قبلي ، كمثل رجل بنى بنياناً فأحسَنه وأجملَه ، إلا موضِع لَبنة مِن زاويةٍ مِن زواياه ، فجعلَ الناسُ يَطوفون به ويَعجبون لـه ، ويقولون : هلّا وُضِعَتْ هذه اللّبنَة ؟! قال : فأنا اللّبنَة ، وأنا خاتمُ النّبيين).
« أخرجه البخاري »
12ـ وقال رسول الله ﷺ : ( إنّي عندَ الله مكتوبٌ خاتمُ النّبيين ، وإنَّ آدم لَـمُنجَدِلٌ في طِينته ، وسأُخبركم بأوَّل أمري : دعوة إبراهيم ، وبشارة عيسى ، ورُؤيا أُمي التي رأتْ حين وضَعَتني ، وقدْ خرجَ لها نورٌ أضاءتْ لها منهُ قصورُ الشام ). [ لَمنجَدِل : مُلقى على الأرض ]. « صححه الحاكم ووافقه الذهبي , وصححه الألباني في المشكاة »
13ـ جاءَ الملَك جبريل إلى رسول الله ﷺ في غار حراء فقال :﴿ اِقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذي خَلَق ﴾ فرجع بها رسول الله ﷺ ، يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد وأخبرها :
لقد خشيتُ على نفسي .
فقالت خديجة : كلّا والله ما يُخزيك الله أبداً ، إنك لَتصِل الرَّحِم ، وتحمِل الكَلَّ ، وتكسِب المعدوم ، وتقري الضيف ، وتُعين على نوائب الحق .
فانطلقتْ به خديجة إلى ورقة بن نوفل .
فقالت له خديجة : يا ابن عمّ : اسمع مِن ابن أخيك ، فأخبرَه رسول الله ﷺ ، خبر ما رأى ؛ فقال له ورقة : هٰذا الناموس الذي نزَّل الله على موسى ، يا ليتني فيها جَذعاً ، ليتني أكون حياً إذ يُخرجك قومك ، فقال رسول الله ﷺ :
أوَ مُخرجِيَّ هم ؟
قال : نعم ، لم يأتِ رجل قط بمثل ما جئتَ به إلا عُودي ، وإن يُدركني يومك أنصُرك نَصراً مُؤَزَّراً . « رواه البخاري كتاب بدء الوحي »
[ الكَلّ : اليتيم , الناموس : صاحب السِر وهو جبريل عليه السلام ]


مِـن أخـلاق الرسـول ﷺ 
1ـ قال الله تعالى : ﴿ فَبِمَا رَحْـمَةٍ مِّنَ اللّه لِنتَ لَـهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَـهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى الله إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الـمُتَوَكِّلِينَ ﴾ . « آل عمران : 159 »
2ـ وقال الله تعالى : ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ . « القلم : 4 »
3ـ كان ﷺ ، خُلُقُه القرآن . « رواه مسلم »
4ـ كان أبغض الخلُق إليه الكذب . « صحيح رواه البيهقي »
5ـ لم يكن رسول الله ﷺ فاحشاً ولا متفحشاً ، ولا لعاناً وكان يقول: ( إنَّ مِن خِياركم أحسَنكم أخلاقاً ) . « متفق عليه »
6ـ وعن أنس قال : لم يكن رسول الله ﷺ فاحشاً ولا لعاناً ولا سَباباً ، وكان يقول عند المعتبة [ المعاتبة ] : مالَـهُ تَرِبَ جَبينُه ؟!
[ ترب جبينه : كلمة تقال عند التعجب ]. « رواه البخاري »
7ـ كان رسول الله ﷺ ، أحسنَ الناس وجهاً ، وأحسنَهم خُلُقاً .
« رواه البخاري »
8ـ وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قيل يا رسول الله : اُدع على المشركين، قال: ( إنّي لم أُبعثْ لَعّاناً ، وإنما بُعثتُ رحمة ).
« رواه مسلم »
9ـ كان يتفاءل ولا يتطير [ يتشاءم ] ، ويُعجبه الاسم الحسن .
« صحيح رواه أحمد »
10ـ عن عمرو بن العاص قال : كان رسول الله يُقبل بوجهه وحديثه عليّ ، حتى ظننت أني خير القوم .
عمر بن العاص : يا رسول الله ، أنا خير ، أو أبو بكر ؟ .
الرســـول ﷺ : أبو بكر .
عمرو بن العاص : يا رسول الله أنا خير أو عمر ؟ .
الرســــول ﷺ : عمر .
عمر بن العاص : يا رسول الله أنا خير أو عثمان ؟ .
الرســـول ﷺ : عثمان .
عمرو بن العاص : فلمّا سألت رسول الله صدقني ، فَلَوَدِدْتُ أني لم أكن أسأله . « رواه الترمذي وحسنه الألباني »
11ـ وعن عطاء بن يسار قال : لقيتُ عبدالله بن عمـرو بن العاص رضي الله عنه فقلت : أخبرني عن صفة رسـول الله ﷺ في التّوراة ، فقال : أجلْ ، والله إنه لمَوصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن : ﴿ يَا أَيـُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً ﴾ وحِرزاً للأُميّين أنتَ عَبدي وَرَسولي ، سَمَّيتُك المتوكِّل ، ليسَ بفظٍّ ولا غليظٍ ، ولا سَخَّابٍ في الأسواقِ ، ولا يدفـعُ السـيئةَ بالسـيئةِ ، ولٰـكن يَعفو ويَصفح ، ولن يقبضَهُ اللهُ حتىٰ يُقيمَ به الـمِلَّةَ العَوجاء ، بأن يقولوا : لا إلٰه إلا اللهُ ، ويفتح به أعيُناً عُمياً , وآذاناً صُمّاً ، وقلوباً غُلفاً . « رواه البخاري »
12ـ وعن عائشة رضي الله عنه قالت : ما خُيِّـرَ رسول الله ﷺ بين أمرين قط، إلا اختار أيسرَهما، ما لم يكن إثماً ، فإنْ كان إثماً كان أبعد الناس منه ، وما انتقم رسول الله ﷺ ، لنفسه في شيء قط إلا أنْ تُنتَهَك حُرمة الله ، فينتقم لله بها . « متفق عليه »
13ـ وعن عائشة رضي الله عنها قالت : ما ضرب رسول الله ﷺ ، شيئاً قط بيده ، ولا امرأة ، ولا خادماً ، إلّا أن يجاهد في سبيل الله، وما نِيلَ منه شيء قط ، فينتقم مِن صاحبه ، إلا أن يُنتهَك شيء مِن محارم الله فينتقم لله . « رواه مسلم »
14ـ وكان ﷺ ، إذا أتاه السائل ، أو صاحب الحاجة قال : (اِشفعوا تُؤجَروا، ويقضي اللهُ على لسانِ رسولِه ما شاء).«متفق عليه »
15ـ وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان رسول الله ﷺ مِن أحسن الناس خُلُقاً ، فأرسلني يوماً لحاجة ، فقلت :
والله لا أذهب ، وفي نفسي أن أذهب لِـما أمرنـي به نبي الله ﷺ ، فخرجت حتى أمُـرَّ على صبيان ، وهم يلعبون في السوق ، فإذا برسول الله ﷺ ، بقفاي مِن ورائي ، فنظرت إليه وهو يضحك .
الرسول ﷺ : يا أُنَيس ذهبتَ حيثُ أمرتُك ؟ .
أنس بن مالك : أنا أذهب يا رسول الله .
قال أنس : والله لقد خدمته تسع سنين ما علِمْتُه قال لشيء صنعتُه : لمَ فعلتَ كذا وكذا ؟ ولا عاب عليّ شيئاً قط ، والله ما قال لي أفّ قط . « رواه مسلم »
16ـ أسَر الصحابةُ سيداً اسمه [ثمامة] وربطوه بسارية المسجد ، فخرج إليه رسول الله ﷺ ، فقال : ( ماذا عِندك يا ثمامة ) ؟ فقال : عندي يا محمد خير ، إنْ تقتل تقتل ذا دَم ، وإن تُنعِم تُنعِم على شاكر ، وإن كنت تريد المال فسَلْ تُعطَ منه ما شئتَ ، فقال رسول الله ﷺ : (أطلِقُوا ثمامة) . فانطلق ثمـامة فاغتسل ثم دخل المسجد فقال : أشهد أن لا إلٰه إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، يا محمد والله ما كان على الأرض وَجْهٌ أبغضَ إليَّ مِن وجهِك ، فقد أصبح وجهُك أحبَّ الوجوهِ كلها إليَّ ، وما كان مِن دِين أبغضَ إليَّ مِن دِينك ، فأصبحَ دينُك أحبَّ الدِّين كله إليَّ ، والله ما كان مِن بلد أبغضَ إليَّ من بلدك ، فأصبح بلدُك أحبَّ البلاد كلها إليَّ ، ولما قدم مكة قال له قائل : أَصَبَوت ؟
قال : لا ولكني أسلمت . « متفق عليه واللفظ لمسلم باختصار »
أحـاديث في الأخـلاق 
قال رسول الله ﷺ :
1ـ ( إنَّ مِن خِيارِكم أحاسِنكم أخلاقاً ) . « متفق عليه »
2ـ ( إنَّ مِن أحبكُم إلـيَّ أحسَنكم أخلاقاً ) . « رواه البخاري »
3ـ ( أكملُ المؤمنين إيماناً،أحسنُهم خُلقاً، وخيارُكم خيارُكم لنسائهم )« رواه الترمذي وقال حسن صحيح »
4ـ ( إنَّ لِكلِّ دِينٍ خُلُقاً،وإنَّ خُلُق الإسلامِ الحياء ).
«حسن رواه ابن ماجه»
5ـ ( إنَّ المؤمنَ لَيُدركُ بحُسنِ خُلُقه درجة الصائمِ القائمِ ) .
« صحيح رواه أبو داود »
6ـ ( إنَّ مِن أكمل المؤمنينَ إيماناً أحسنهم أخلاقاً ، وألطفهم بأهله ) .
« رواه الترمذي وحسنه »
7ـ ( ما مِن شيءٍ أثقلُ في ميزان المؤمن يومَ القيامة مِن خُلُقٍ حسنٍ، وإنَّ اللهَ يبغضُ الفاحشَ البذيء ).
« رواه أبو داود والترمذي , وقال حسن صحيح »
8ـ ( إنَّ مِن أحبِّكُم إلـيَّ وأقربكُم مِني مجلساً يومَ القيامةِ أحاسِنكُم أخلاقاً ، وإنَّ أبغضـكم إلـيَّ وأبعـدكم مني مـجلساً يومَ القيامةِ الثرثارون ، والمتشدِّقـون والمتفَيهقون ، قالـوا : يا رسول الله ما المتفيهقـون ؟ قال : المُتكَبِّرون ). « حسن رواه الترمذي »
[ الثرثارون : المكثرون من الكلام تَكلُّفاً ] .
[ المتشدِّقون : المتكلمون تفاصحاً وتعظيماً لنُطقهم ] .
9ـ ( البِرُّ حُسن الخُلق ) . « رواه مسلم »
10ـ ( اِتقِ اللهَ حيثُما كنتَ ، وأتبِـعِ السيئةَ الحسنةَ تمحُها ، وخالِقِ الناسَ بِخُلُقٍ حسَن ) . « رواه الترمذي وحسنه »
11ـ ( إنما بُعثتُ لأُتـمم صالحَ الأخلاقِ ) . « صححه الحاكم ووافقه الذهبي »
12ـ ( ألا أُخبرُكم بمَن يَحرمُ على النارِ ، أو بمَن تحرمُ عليه النارُ ؟ على كلِّ قريبٍ سهلٍ ليِّن ) . « رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني بشواهده »
13ـ ( أحبُّ عبادِ الله إلى الله أحسَنُهم خُلُقاً ). «رواه الحاكم وصححه الألباني»
14ـ ( أكملُ المؤمنين إيماناً أحسَنُهم خُلُقاً ، الموطَّئون أكنافاً ، الذين يألَفُون ، ويُؤلَفون ، ولا خيرَ فيمَن لا يألَفُ ولا يُؤلَف ) .
« رواه الطبراني وحسنه الألباني »
15ـ سُئل ﷺ ، عن أكثر ما يُدخل الناس الجنة فقال :
( تَقوى الله وحُسنُ الخُلُق ) .
« رواه الترمذي وهو صحيح بشواهده عند محقق جامع الأصول »
16ـ ( المؤمنُ غِرٌّ كريم ، والفاجرُ خِبٌّ لَئيم ) .
« رواه أحمد وغيره وحسنه الألباني »
17ـ ( المؤمنون هيِّنون لَيِّنون كالجمَل الأنِف، إنْ قِيدَ انقادَ، وإنْ أُنيخَ على صخرةٍ اسْتَناخ ). « رواه الترمذي وذكر الألباني في المشكاة أنه حسن لغيره »
18ـ ( المؤمنُ الذي يُخالِطُ الناسَ ويصبرُ على أذاهُم خَيرٌ مِن المؤمنِ الذي لا يُخالِطُ الناسَ ولا يصبرُ على أذاهُم ).
« رواه أحمد وحسنه الحافظ في الفتح »
19ـ ( ألا أُنبئكم بخِيارِكم ؟ قالوا : بلى ، قال : خِيارُكم أطولُكم أعماراً وأحسَنُكم أخلاقاً ) . « رواه أحمد وقال الألباني حسن لغيره »
20ـ ( أربعٌ إذا كنَّ فيكَ ، فلا عليكَ ما فاتكَ مِن الدنيا، صِدقُ الحديثِ ، وحِفظُ الأمانةِ ، وحُسنُ الخُلُقِ ، وعِفَّةُ مَطْعَمٍ ) .
« رواه أحمد وغيره وحسنه الألباني في السلسلة »
21ـ ( إنَّ الله لم يَبعثني مُعنِّتاً ولا مُتعنِّتاً ، ولٰكنْ بعثني مُعلماً ومُيَسِّراً ) .
[ المُعنِّت : مَن يشق على الناس، المتعنِّت : طالب المشقة ].
« رواه مسلم »
22ـ ( أنا زعيمُ بيتٍ في ربَضِ الجنة لِـمَن تركَ الـمِراءَ وإنْ كانَ مُحِقاً ، وبيتٍ في وسطِ الجنةِ لِـمَن تركَ الكذبَ وإنْ كانَ مازحاً ، وبيتٍ في أعلى الجنةِ لِـمَن حَسُنَ خُلُقه ) . رواه أبو داود وحسنه الألباني
[ رَبض : أسفل ، الـمِراء : الجدال ] .

التحلي بأخلاق الرسول ﷺ
إذا كنت محبَّاً صادقاً لرسول الله فتخلَّق بأخلاقه:
1- اترك الفحش، وهو كل ما قبح وساء من قول أو فعل.
2- اخفض صوتك، واغضض منه إذا نطقت، وخاصة في المجمعات العامة، كالأسواق والمساجد والحفلات وغيرها، ما لم تكن خطيباً أو واعظاً.
3- ادفع السيئة التي قد تصيبك من أحد بالحسنة، بأن تعفو عن المسيء، فلا تؤاخذه، وتصفح عنه بأن لا تعاقبه ولا تهجره.
4- ترك التأنيب والتعنيف لخادمك، أو زميلك، أو ولدك، أو تلميذك، أو زوجتك، إذا قصّر في خدمتك.
5- لا تقصّر في واجبك، ولا تبخس حق غيرك، حتى لا تضطره إلى أن يقول لك: لمَ فعلت كذا؟ أو لمَ لا تفعل كذا؟ لائماً عليك، أو عاتباً لك.
6- اترك الضحك إلا قليلاً، وليكن جُلَّ ضحكك التبسم.
7- لا تتأخر عن قضاء حاجة الضعيف والمسكين والمرأة، والمشي معهم في غير تكبر ولا استنكاف.
8- مساعدة أهل البيت على شؤون البيت، ولو كان حلب شاة، أو طهي طعام، أو غيره.
9- البس أحسن الثياب التي عندك، لا سيَّما وقت الصلاة والأعياد والحفلات.
10- لا تتكبر عن الأكل على الأرض، وأكل ما وُجدَ من الطعام، والاكتفاء بقليل الطعام.
11- العمل ومشاركة العاملين، ولو بحفر الأرض ونقل التراب، والسرور بذلك إظهاراً لعدم التكبُّر.
12- عدم الرضا بالمدح الزائد، والإطراء المبالغ فيه، والاكتفاء بما هو ثابت للعبد، وبما قام به من صفات الكمال والفضل والخير.
13- لا تنطق ببذاء ولا جفاء، ولا كلام فاحش ولو مازحاً.
14- لا تقل سوءاً ولا تفعله.
15- لا تواجه أحداً من إخوانك بمكروه.
16- لازم سلامة النطق، وحلو الكلام.
[هذه الفقرات مأخوذة بتصرف من كتاب العلم والعلماء، للشيخ أبي بكر الجزائري، المدرس في المدينة المنورة].
17- لا تكثر المزاح ولا تقل إلا الصدق.
18- ارحم الإنسان والحيوان حتى يرحمك الله.
19- احذر البخل، فهو مكروهٌ من الله والناس.
20- نم باكراً واستيقظ باكراً للعبادة والاجتهاد والعمل.
21- لا تتأخر عن صلاة الجماعة في المسجد.
22- احذر الغضب وما ينتج عنه، وإذا غضبت فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم.
23- الزم الصمت، ولا تكثر الكلام فهو مُسجَّل عليك.
24- اقرأ القرآن بفهم وتدبّر واسمعه من غيرك.
25- لا ترُدَّ الطيب، واستعمله دائماً، لا سيما عند الصلاة.
26- استعمل السِّواك، فهو مفيد جداً لا سيما عند الصلاة.
27- كن شجاعاً، وقل الحق ولو على نفسك.
28- اقبل النصيحة من كل إنسان، واحذر ردَّها.
29- اعدل بين زوجاتك، وأولادك، وفي كل أعمالك.
30- اصبر على أذى الناس، وسامحهم حتى يسامحك الله.
31- أحب للناس ما تحب لنفسك.
32- أكثر من السلام عند الدخول، والخروج، واللقاء، وفي الأسواق.
33- تقيّد بلفظ السلام الوارد في السنة وهو: (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)، ولا يُغني عنه كلمة صباح الخير أو مساء الخير أو أهلاً أو مرحباً، ويمكن قولها بعد السلام.
34- كن نظيفاً في مظهرك ولباسك.
35- غيّر شيبك بالأصفر أو الأحمر، واحذر السواد امتثالاً لأمر الرسول ﷺ.
36- تمسّك بسنن الرسول ﷺ حتى تدخل في قوله ﷺ:
(إنَّ من ورائكم أيامَ الصبر، للمتمسك فيهن بما أنتم عليه أجر خمسين منكم، قالوا: يا نبيَّ الله أو منهم؟ قال: بل منكم). «أخرجه ابن نصر في السنة، وصححه الألباني بشواهده»
37- اللهم ارزقنا العمل بكتابك، وسنَّة نبيِّك، وارزقنا حبَّه واتباعه وشفاعته.؟؟؟؟

غير معرف يقول...

(((((هذا تصرف في منتهي الذكاء من البابا لآن استخدام المحمول من اختصاص الكهنة "ضباط مخابرات الكنيسة"فقط لتنظيم الاضطرابات والفتن الطائفية واستدعاء المتظاهرين من عامة الاقباط الاغبياء والصحافة الاجنبية قبل أحداث فتنة يتوقعون فيها سقوط جرحي أو قتلي مثل ما حدث في ازمة الراهب القديس برسوم5000 ومثل المسرحية المسيئة للاسلام في محرم بك بالاسكندرية وعند سرقة اراضي الدولة؟؟؟الاعتراف للكهنة الاتقياء (هاهاها)بالمحموووول لن يتم فيه اغتصاب للنساء والاطفال وبذلك يفقد قيمته ؟لابد من حضور الضحية بنفسه أو نفسها حتي يختار الكاهن احسن وأجمل البضاعة وحتي يأتي ابناء الرب حلوين مثل امهاتهم؟؟؟