٢٦‏/١٢‏/٢٠٠٨

حرامي العلقة وحرامي الغسيل

استكمالاً لما كتبناه في مقال سابق عن القمص المشلوح زكريا بطرس , ووضحنا كيف يعلن استعداده لمواجهة علماء المسلمين , ويضع شروطاً في المتناظر المسلم منها أن يكون شيخا معروفا وعالما كبيرا ويجب أن يكون دكتوراه من الأزهر إن كان مصرياً أو من علماء السعودية الكبار على الرغم من ان جناب القمص ليسانس اداب قسم تاريخ .وبمجرد موافقة شيوخ الإسلام على مناظرته يتهرب بالصورة التي وضحناها سابقاً .ومع إساءاته المتكررة للإسلام وللرسول صلى الله عليه وسلم بالباطل وهو يعلم أنها باطلة ومحض كذب وافتراء بدليل تهربه ورعبه من المواجهات التي تفضحه وتعريه .وقف ذات يوم على شاشة القناة التنصيرية مشبوهة التمويل وهو يقرأ المزمور 139 من العهد القديم محاولاً إقناع مشاهديه المساكين من النصارى أن الكتاب المقدس تكلم عن مراحل تكون الجنين قبل القرآن الكريم وحينما وصل إلى العدد السادس عشر قال :( رأتني عيناك علقة )ثم أكمل باقي العدد وقال انظروا كيف قال الكتاب المقدس كلمة علقة قبل القرآن الكريم ؟؟ الملفت للإنتباه أن النص لا يوجد فيه كلمة علقة ولا توجد كلمة علقة في كل الكتاب المقدس بعهديه ولا توجد هذه الكلمة في كل التراجم العربية التسعة للكتاب المقدس ولا توجد الكلمة في أي لغة أجنبية اخرى ولكن جناب القمص له رأي آخر .كانت فضيحة بجلاجل لبطرس حتى اطلق عليه لقب حرامي العلقة وانتشر هذا اللقب في المواقع والمنتديات الإسلامية التي وضحت كذبه وتدليسه . وتستطيع التأكد بنفسك عزيزي القارئ بمجرد كتابة حرامي العلقة في أي محرك بحث وانظر النتائج .الأمر لم ينته عند هذا الحد سأله سائل وقال له يا جناب القمص كيف تنسب للكتاب المقدس كلمة من عندك ليست موجودة ألا يعتبر هذا تحريفاً في الكتاب المقدس هو ناقص ؟؟فرد عليه بطرس قائلاً لاء الكلمة موجودة فعلاً في كتاب للترجمة السبعينية وهو موجود الآن في مكتبتي وهحاول ارفعه سكانر على النت عشان كلكم تطلعوا عليه . طبعاً ذهبت أم عمرو بالحمار فلا رجعت ولا رجع الحمار أو ربما بطرس لازال يبحث عن سكانر حتى الآن .العجيب أنه بالبحث عن الترجمة السبعينية وجدنا أن الترجمة السبعينة التي قال عنها بطرس لا يوجد فيها أصلا المزمور 139 !!!!!ما كاد يفيق زكريا بطرس من هذه الفضيحة حتى تعرض لفضيحة أخرى أكثر عنفاً .أعلنوا في قناتهم التنصيرية مشبوهة التمويل عن استضافتهم لشيخ كبير من الخليج متنصر وأخت فاضلة عالمة كبيرة متنصرة أيضاً .يجب أن يجلس كل أفراد الأسرة أمام شاشة التلفاز حتى يحتفلوا جميعاً بعبور شيخ الإسلام العالم العلامة الفهم الفهامة فضيلة الشيخ جواد من ظلمات الإسلام إلى نور الخلاص .وبالفعل بدأت الحلقة التي انتظرها الناس و ظهر شيخ يبدوا عليه الوقار والإحترام يرتدى جلباباً وعقالاً خليجياً وذو لحية تشعر حين تراه أنه فعلاً شيخ كبير كانت تهتز أركان المساجد من خطبه الرنانة وطبعاً كان مرتدياً لنظارة شمسية سوداء حتى لا يتعرف عليه أحد من المسلمين الإرهابين أعداء النجاح فيسفكوا دمه الذكية ويطبقوا عليه حد الردة .وتكلم الشيخ الخليجي بصوت قاموا بتضخيمه حتى لا يعرفه أحد من صوته وأخذ يتحدث ويتكلم ويحكي اختباره ثم بعدها كانت المفاجأة يخطئ مهندس صوت الاستوديو أو تأخذه غفوة من نوم فينام أو ربما كان هناك خلاف بينه وبين بطرس أو بينه وبين القناة فأراد الانتقام لا أعلم ولكن حدث أن ظهر الصوت الطبيعي للشيخ العلامة دون التضخيم وكأنه صوت مدرس اللاهوت وحيدالذي يظهر في برامج في نفس القناة ويتحدث ويشير بيديه بحركات ملفتة للإنتباه وبجواره لاب توب مميز ويظهر الشيخ العابر من الظلمة بنفس اللاب توب وبنفس حركات اليد وبنفس الصوت بعد أن فضحهم الله وعطل أجهزة الصوت لثوان معدودة !!!!ماهذا الكذب والتدليس يا زكريا بطرس هل هو وحيد ؟؟قال نعم هو وحيد .طيب لماذا يرتدى ثوباً خليجياً ويدعي أنه متنصر مع أنه نصراني ابن نصراني ومدرس للاهوت كما يدعي أو يطلقون عليه مع أنه في اعتقادي الشخصي لا مدرس لاهوت ولا كتكوت لأني ماوجدته مرةً واحدةً يتحدث عن اللاهوت ولا عن الكتاب المقدس بل يتحدث في الإسلاميات فقط ويطلق تدليسه وكذبه على الإسلام ورسول الإسلام صلى الله عليه وسلم مثل سيده بطرس .ماشاء الله مدرسو اللاهوت أصبحوا الآن علماء في الإسلاميات ولا يشق لهم غبار .المهم أن بطرس رد قائلاً ( وماله لما يلبس لبس خليجي هو اللبس ده حكر على المسلمين بس ولا حكر على أهل الخليج بس من حق أي حد يلبس أي حاجه براحته )طبعا يا جماعة من حق مدرس اللاهوت يلبس جلباب وعقال ويركب لحية ويلبس نضارة ويضخموا صوته ويغير اسمه من وحيد لجواد ويقول انه متنصر وعابر من الظلمة للنور عادي يا جماعة انتوا مالكم هو حر .وكانت الفتاة الأخرى التي ترتدي حجاباً كاذبة هي أيضاً واستأجروها لكي تمثل دور المتنصرة وبالفعل أتقنت الدور ولكن ربك يمهل ولا يهمل وكانت فضيحة بجلاجل .هل رأيتم يا سادة كيف يدعون لدينهم من خلال الكذب والخداع والتمثيل والتضليلأنا أنصح منتجي الدراما المصرية بالاستعانة بزكريا بطرس فهو كاتب سيناريو ماهر وأنصحهم أيضاً بالاستعانة بمدرس اللاهوت وحيد كممثل حتى ولو في دور حرامي غسيل بشاربه المميز .بعد هذه الفضيحة تذكرت قول بولس في رسالته لأهل روميةرو 3:7 فانه ان كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده فلماذا أدان انا بعد كخاطئ.وبعدها كانت المفاجأة الكبرى والفضيحة المدوية السكرتيرة الشخصية لزكريا بطرس واونر غرفته الاستاذة رفقة أو آمون رع كما تطلق على نفسها تمارس الجنس عبر الكاميرا على الانترنت مع أحد مساعديه أيضاً وهو شخص مصري مقيم في لندن اسمه صموئيل ملاك وتنتشر الأفلام الجنسية على الانترنت وعلى اليوتيوب لرفقة وصموئيل وكانت فضيحة مدوية توارى بعدها زكريا بطرس عن الأنظار ولم يعلق عليها حتى الآن ده عرض ولايا يا جماعة وربنا امر بالستر .والواجب يحتم على زكريا بطرس أن لا يتحدث عن سكرتيرته ولا يعلق على فضيحتها الجنسية هذه أمور شخصية وكل إنسان حر في نفسه أنها الحرية يا أصحاب الفضيلة وسلم لي على المحبة .

هناك ٤٨ تعليقًا:

غير معرف يقول...

جزاك الله خيرا أستاذنا الحبيب خالد المصرى - رائع -

بارك الله فى جهودكم

خالد المصري يقول...

جياكم الله اخي الحبيب جند الله اللهم امين واياكم

غير معرف يقول...

(((((((الجنين ونشأة الإنسان بين العلم والقرآن )))))))))))

( د . شريف كف الغزال - بريطانيا )
4 حزيران 2002
مقدمة تاريخية:
منذ أن لخص أرسطو النظريات السائدة في عصره والمتعلقة بتخلق الجنين، استمر الجدل بين أنصار نظرية الجنين الكامل القزم الموجود في ماء الرجل وبين أنصار نظرية الجنين الكامل القزم الذي يتخلق من انعقاد دم الحيض لدى المرأة . لقد تصور معظمهم أن الإنسان مختزل في الحبة المنوية فرسم له العلماء صورة وتخيلوا أنه يوجد كاملا في النطفة المنوية غير أنه ينمو وكبر في الرحم كالشجرة الصغيرة ، كما اعتقد ليوناردو دافنشي Leonardo da Vinci في القرن الخامس عشر وكذلك هارتسوكر Hartsoeker في القرن السابع عشر ، ولم يتنبّه أحد من الفريقين إلى أن كلاً من حوين الرجل وبويضة المرأة يساهمان في تكوين الجنين، وهو ما قال به العالم الإيطالي "سبالانزاني" Spallanzaniسنة 1775م . وفي عام 1783 تمكن"فان بندن" Van Beneden من إثبات هذه المقولة وهكذا تخلت البشرية عن فكرة الجنين القزم. كما أثبت "بوفري" Boveri بين عامي 1888 و 1909 بأن الكروموسومات تنقسم وتحمل خصائص وراثية مختلفة، واستطاع "مورجان" Morgan عام 1912 أن يحدد دور الجينات في الوراثة وأنها موجودة في مناطق خاصة من الكروموسومات.
وهكذا يتجلى لنا أن الإنسانية لم تعرف أن الجنين يتكون من اختلاط نطفة الذكر وبويضة الأنثى إلا في القرن الثامن عشر، ولم يتأكد لها ذلك إلا في بداية القرن العشرين.
بينما نجد القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة قد أكدا بصورة علمية دقيقة أن الإنسان إنما خُلق من نطفة مختلطة سماها "النطفة الأمشاج" فقال تعالى في سورة الإنسان ( إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا) (الإنسان:2). وقد أجمع أهل التفسير على أن الأمشاج هي الأخلاط، وهو اختلاط ماء الرجل بماء المرأة. والحديث الشريف يؤكد هذا عندما أخرج الإمام أحمد في مسنده أن يهودياً مر بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يحدث أصحابه فقالت له قريش: يا يهودي، إن هذا يزعم أنه نبي فقال: لأسألنه عن شيء لا يعلمه إلا نبي، فقال: يا محمد، مِمَّ يُخلق الإنسان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا يهودي، من كلٍّ يخلق: من نطفة الرجل ومن نطفة المرأة، فقال اليهودي: هكذا كان يقول مَن قبلك" (أي من الأنبياء).
وفي السطور القادمة سنتحدث عن الأطوار الجنينية كما ذكرها البيان القرآني ونلقي ضوءاً على الحقائق العلمية الثابتة في كل طور من الاطوار :
النطفة : Sperm
الحقائق العلمية: تتشكل النطاف في الخصية والتي تتكون بدورها كما أثبت علم الأجنة من خلايا تقع أسفل الكليتين في الظهر ثم تنزل إلى أسفل البطن في الأسابيع الأخيرة من الحمل . ومني الرجل يحتوي بشكل رئيسي على المكونات التالية : الحيوانات المنوية (النطاف Sperms) التي يجب أن تكون متدفقة ومتحركة حتى يحدث الإخصاب، ومادة البروستاغلاندينProstaglandin التي تسبب تقلصات في الرحم مما يساعد على نقل الحيوانات المنوية إلى موقع الإخصاب. ومع أن مئات الملايين (500-600 مليون) من النطاف تدخل عبر المهبل إلى عنق الرحم غير أن نطفة واحدة هي التي تلقح البويضة ، قاطعة مسافة طويلة جداً لتصل إلى مكان الإخصاب في قناة فالوب الرحمية Uterine Tube التي تصل المبيض بالرحم ، تلك المسافة المحفوفة بكثير من العوائق تعادل ما يمكن تشبيهه بالمسافة التي يقطعها الإنسان ليصل إلى القمر ! ويحدث عقب الإلقاح مباشرة تغير سريع في غشاء البويضة مما يمنع دخول بقية الحيوانات المنوية .إن النطفة تحتوي على 23 كروموسوم (صبغي) ، منها كروموسوم واحد لتحديد الجنس وقد يكون (Y ) أو (X) أما البويضة فالكروموسوم الجنسي فيها هو دائماً (X)، فإن التحمت نطفة (Y) مع البويضة (X) فالبويضة الملقحةZygote ستكون ذكراً (XY)، أما إذا التحمت نطفة (X) مع البويضة (X) فالجنين القادم سيكون أنثى (XX)، فالذي سيحدد الجنس إذاً هو النطفة وليس البويضة . بعد حوالي 5 ساعات على تكون البويضة الملقحة وهي الخلية الإنسانية الأولية الحاوية على 46 كروموسوم تتقدر الصفات الوراثية التي ستسود في المخلوق الجديد والصفات التي ستتنحى فلا تظهر عليه بل يمكنها أن تظهر في بعض أولاده أو أحفاده (مرحلة البرمجة الجنينية) ، بعد ذلك تنقسم البويضة الملقحة انقسامات سريعة دون تغير في حجمها متحركة من قناة فالوب (الواصلة بين المبيض والرحم) باتجاه الرحم حيث تنغرس فيه كما تنغرس البذرة في التربة .
والرحم هو مكان تطور ونمو الجنين قبل أن يخرج طفلاً كامل الخلقة وسويّ التكوين. ويتميزالرحم بأنه مكان آمن للقيام بهذه الوظيفة وذلك للأسباب التالية:
1- موضع الرحم في حوض المرأة العظمي ، وهو محمي أيضاً بأربطة وصفاقات تمسك الرحم من جوانبه وتسمح له أيضاً بالحركة والنمو حتى أن حجمه يتضاعف مئات المرات في نهاية الحمل .
2- عضلات الحوض والعجان تحفظ الرحم في مكانه.
3- ويساهم في استقرار الرحم إفراز هرمون الحمل (البروجسترون) الذي يجعل انقباضات الرحم بطيئة .
4- كما أن الجنين داخل الرحم محاط بأغشية مختلفة تنتج سائلاً أمنيوسياً يسبح فيه الجنين ويمنع عنه تأثير الرضوض الخارجية .
تستمر مرحلة الإلقاح ووصول البويضة الملقحة إلى الرحم حوالي 6 أيام ويستمر انغراسها ونموها في جدار الرحم حتي اليوم 15 حيث تبدأ مرحلة العلقة.

تأملات قرآنية وتعليقات:إن "النطفة" لغوياً هي القليل من الماء أو قطرة الماء ، وهذا يطابق ماء الرجل الذي يحوي الحيوانات المنوية كجزء منه . والحيوان المنوي ينسل من الماء المهين (المني) وشكل الحيوان المنوي (النطفة) كالسمكة الطويلة الذيل (وهذا أحد معاني لفظة سلالة) . يقول تعالى ( الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ . ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ ) (السجدة :7-8) . ويقول أيضاً مبيناً دور النطفة في الخلق ( فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِماَ خُلِقَ. خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ) (الطارق 5-6) ، ويقول: ( خَلَقَ الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ ) (النحل : 4). ويؤكد البيان الإلهي أن صفات الإنسان تتقرر وتتقدر وهو نطفة ولذلك قال تعالى ( قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ . مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ . مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ ) ( عبس17-19) .
والنطفة الأمشاج في قوله تعالى (إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ) (الإنسان:2) تعبر عن هذا اللإعجاز ، فلغوياً هي نطفة (صغيرة كالقطرة) مفردة ، ولكن تركيبها مؤلف من أخلاط مجتمعة (أمشاج) وهذا يطابق الملاحظة العلمية حيث أن البويضة الملقحة بالحيوان المنوي هي على شكل قطرة وهي في نفس الوقت خليط من كروموسومات نطفة الرجل وكروموسومات البويضة الأنثوية
هل تصور أحد من البشر أن نطفة الرجل حال الإمناء يتقرر مصيرها وما يخرج منها ذكرا كان أو أنثى ؟! هل يخطر هذا بالبال ؟! لكن القرآن يقول ( وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَىِ . من نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى) ) النجم 45-46 ) حال إمنائة إذا أمنى .. وقد قدر ما سيكون الجنين ذكرا أو أنثى !! من أخبر محمدا أن النطفة بأحد نوعيها (X) أو Y)) هي المسؤولة عن تحديد جنس الجنين ؟ هذه لم تعرف إلا بعد إكتشاف المايكروسكوب الإلكتروني في القرن الماضي !! حيث عرفوا أن الذكورة والأنوثة تتقرر في النطفة وليس في البويضة ، يعني كنا في أوائل القرن العشرين وكانت البشرية بأجمعها لا تعلم أن الذكورة والأنوثة مقررة في النطفة لكن القرآن الذي نزل قبل أربعة عشر قرنا يقرر هذا في غاية الوضوح! وثمة لفتة طريفة ، حيث ذكرنا سابقاً أن النطاف تتكون في الخصية والتي تتشكل بدورها كما أثبت علم الأجنة من خلايا تقع أسفل الكليتين في الظهر ثم تنزل إلى الأسفل في مراحل الحمل الأخيرة وهذا تأكيد لقوله تعالى ( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم ) (الأعراف 172) وهذه إشارة واضحة إلى أن أصل الذرية هي منطقة الظهر حيث مكان تشكل الخصية الجنيني ، فسبحان الله أعلم العالمين.وأخيراً كما ذكرنا أن الرحم يعتبر مقراً آمناً (ومكيناً) لنمو الجنين وحمايته لأسباب كنا قد تحدثنا عنها سابقاً نجد أن القرآن الكريم يذكر ذلك ويؤكده منذ أكثر من 14 قرناً حيث يقول تعالى ( فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ . إِلَى قَدَرٍ مَّعْلُومٍ . فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ ) ( المرسلات :21-23) . صدق الله العظيم .
العلقة : الحقائق العلمية: يبدأ طور العلقة في اليوم 15 وينتهي في اليوم 23 أو 24 حيث يتكامل بالتدريج ليبدو الجنين على شكل الدودة العلقةالتي تعيش في الماء ، ويتعلق في جدار الرحم بحبل السرة وتتكون الدماء داخل الأوعية الدموية على شكل جزر مغلقة تجعل الدم غير متحرك في الأوعية الدموية معطية إياه مظهر الدم المتجمد .وبالرغم من أن طبيعة الجسم البشريّ هي أن يطرد أيّ جسم خارجي فإن الرحم لا يرفض العلقة المنزرعة في جداره على الرغم من أن نصف مكوناتها ومورثاتها هو من مصدر خارجي (الأب) وهذا مرده حسب بعض التفسيرات أن منطقة خلايا Syncitia بالعلقة لايوجد بها مولدات ضد Antigens .يجدر بالذكر هنا أن الشريط الأولي Primitive Streak هو أول مايخلق في الجنين في اليوم 14 أو 15 ثم تظهر فيه العقدة الأولية Primitive Node ، ومن هذا الشريط تتكون الخلايا الأم Stem cells ومصادر الأنسجة الرئيسية Mesoderm, Ectoderm, Endoderm التي سوف تشكل أعضاء وأنسجة الجسم المختلفة ، وفي نهاية الأسبوع 3 يضمر الشريط الأولي ويتوضع ما يتبقى منه في المنطقة العجزية - العصعصية Sacrococcygeal region بنهاية ذيل العمود الفقري مبقياً على بقايا للخلايا الأم في هذه المنطقة ، حتى أن بعض أورام المنطقة العصعصية والتي تسمى ( الورم متعدد الأنسجة أو الورم العجائبي Teratroma)) يمكنها أن تحوي أنسجة مختلفة (عضلات، جلد، غضروف ، عظم وأحياناً أسنان أيضاً) بخلاف الأورام التي تنشأ في مناطق أخرى والتي تكون على حساب نسيج واحد محدد .
تأملات من القرآن والسنة:تستغرق عملية التحول من نطفة إلى علقة أكثر من 10 أيام حتى تلتصق النطفة الأمشاج (البيضة الملقحة) بالمشيمة البدائية بواسطة ساق موصلة تصبح فيما بعد الحبل السري ولهذا استعمل البيان القرآني حرف العطف (ثم) في الآية الكريمة (ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً) (سورة المؤمنون14) الذي يفيد التتابع مع التراخي .
والعلقة لغوياً لها معاني عدة :1- الدودة العلقة Leech التي تعيش في البرك وتمتص دماء الكائنات الأخرى.2- شيء متعلق بغيره.3ـ الدم المتخثر أو المتجمد . وهذه المعاني جميعاً منطبقة تماماً على واقع الجنين البشري بعد انغراسه في جدار الرحم فهو يبدو على شكل دودة العلق ( Leech ) وهو متعلق أيضاً بجدار الرحمً عن طريق حبل السرة ، و تنشأ بداخله الأوعية الدموية على شكل شبكة جزر مغلقة معطية إياه مظهرعلقة الدم المتجمد.
ثم يتم التحول سريعاً من علقة إلى مضغة خلال يومين (من اليوم 24 إلى اليوم 26) لهذا وصف القرآن هذا التحول السريع باستخدام حرف العطف (ف) الذي يفيد التتابع السريع للأحداث (ً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً) (سورة المؤمنون14) . إذاً حتى استعمال حروف العطف المختلفة كانت له دلالات بيانية إعجازية عكست اختلاف المراحل الجنينية .
وطور العلقة هو الطور الثاني إذاً من أطوار المراحل الجنينية وقد ذكر في القرآن في مواضع عديدة ، قال تعالى (أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى . ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى . فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى) (القيامة: 37-39) وقال في سورة سميت بسورة العلق ( خلق الإنسان من علق ) (العلق 2) .
وعودة على موضوع الشريط الأولي الذي هو أول مايخلق في الجنين ومن هذا الشريط تتكون الخلايا الأم وأعضاء وأنسجة الجسم المختلفة وفي نهاية الأسبوع 3 يضمر الشريط الأولي ويتوضع ما يتبقى منه في المنطقة العصعصية بنهاية ذيل العمود الفقري مبقياً على بقايا للخلايا الأم في هذه المنطقة ، وهذا مصداق لقول الرسول (ص) كما روى عنه أبو هريرة في مسند أحمد ( كل ابن آدم يبلى ويأكله التراب إلاّ عجب الذنب ، منه خُلق وفيه يُركب) فالخلايا التي تشكل أنسجة وأعضاء الجسم تتوضع في "عجب الذنب" أي العظم العصعصي ومنها يخلق الإنسان ، صدق رسول الله !
وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال هام : لماذا تعرض الرسول (صلى الله عليه وسلم) لقضية علمية في زمن لم يكن لمخلوق علم بها ؟ ومن أين جاء بهذا العلم لو لم يكن موصولاً بالوحي ومعلماً من قبل خالق السماوات والأرض ؟
وللإجابة على ذلك نقول بأن الله تعالى يعلم بعلمه المحيط أن الإنسان سوف يصل في يوم من الأيام إلى معرفة مراحل الجنين وسوف يتعرف على دور الشريط الأولي ، فألهم خاتم أنبيائه النطق بهذه الحقيقة ليبقى فيها من الشهادات على صدق نبوته ورسالته ما يكون ملائماً لكل زمان وعصر.
المضغة: الحقائق العلمية: يتحول الجنين من طور العلقة إلى بداية طور المضغة ابتداءً من اليوم 24 إلى اليوم 26 وهي فترة وجيزة إذا ما قورنت بفترة تحول النطفة إلى علقة.يبدأ هذا الطور بظهور الكتل البدنية (Somites) في اليوم الرابع والعشرين أو الخامس والعشرين في أعلى اللوح الجنيني، ثم يتوالى ظهور هذه الكتل بالتدريج في مؤخرة الجنين. وفي اليوم الثامن والعشرين يتكون الجنين من عدة فلقات تظهر بينها آخاديد مما يجعل شكل الجنين شبيهاً بالعلكة الممضوغة ، ويدور الجنين ويتقلب في جوف الرحم خلال هذا الطور الذي ينتهي بنهاية الأسبوع السادس.ويجدر بالذكر ان مرحلة المضغة تبدأ بطور يتميز بنمو و زيادة في حجم الخلايا بأعداد كبيرة أي تكون المضغة كقطعة من اللحم لاتركيب مميز لها وبعد أيام قليلة يبدأ الطور الثاني وهو طور التشكيل (التخلق) حيث يبدأ ظهور بعض الأعضاء ، كالعينين واللسان (في الأسبوع 4) والشفتين (الأسبوع 5) ولكن لا تتضح المعالم إلاّ في نهاية الأسبوع 8 . وتظهر نتوءات الأطراف (اليدين والساقين) في هذا الطور.
تأملات من القرآن والسنة :لغوياً تعني "المضغة" المادة التي لاكتها الأسنان ومضغتها ، وهي تعطي وصفاً دقيقاً لواقع هذه المرحلة الجنينية حيث يصبح شكل الجنين مثل المادة الممضوغة التي يتغير شكلها باستمرار وحيث تظهر فلقات الكتل البدنية (Somites) في الجنين واختلافها يشبه شكل "طبع الأسنان" على اللقمة (الشكل 11)، كذلك يدور الجنين ويتقلب في جوف الرحم كتقلب القطعة الممضوغة في الفم.يأتي طور المضغة بعد طور العلقة وهذا الترتيب يطابق ما ورد في الآية الكريمة: (فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً) (المؤمنون: 14).
من صفات المضغة أنها تستطيل ويتغير شكلها عند مضغها وهذا ما يحصل تماماً للجنين في هذه المرحلة . وكما ذكرنا فللمضغة طور باكر قبل تشكل وتخلق الأعضاء وطور آخر بعد بدء تشكل الأعضاء كما قال البيان القرآني ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى.) ( الحج :5) ، إذاً هناك طورين للمضغة: المضغة غير المخلقة والمضغة المخلقة ، وينتهي هذا الطور بشقيه في الأسبوع 6 (أي بعد 40 يوم) وقد أخرج مسلم في صحيحه عن عبد الله بن مسعود قال : حدثنا رسول الله صلى اللهم عليه وسلم وهو الصادق المصدوق (إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها) .
ولفتة أخرى أيضاً: وهي أن بعض الأعضاء تتخلق قبل غيرها، فالعينان واللسان (الأسبوع 4) تتخلق قبل الشفتين (الأسبوع 5)، والبيان القرآني يقدم العينين واللسان قبل الشفتين (ألم نجعل له عينين ولساناً وشفتين ) (سورة البلد). من قال لمحمد صلى الله عليه وسلم عن كل هذه الحقائق ؟ هل كان عنده أجهزة تشريح وقياسات ومايكروسكوبات ليخبرنا عن أوصاف جنين لا يتجاوز طوله 1 سم ؟! إنه الله الواحد القهار .
طورالعظام: الحقائق العلمية:خلال الأسبوع 6 يبدأ الهيكل العظمي الغضروفي في الإنتشار في الجسم (الشكل 12) ولكن لا ترى في الجنين ملامح الصورة الآدمية حتى بداية الأسبوع 7 (الشكل 13) حيث يأخذ شكل الجنين شكل الهيكل العظمي. ويتم الإنتقال من شكل المضغة إلى بداية شكل الهيكل العظمي في فترة زمنية وجيزة خلال نهاية الاسبوع 6 وبداية الأسبوع 7 ، ويتميز هذا الطور بظهور الهيكل العظمي الذي يعطي الجنين مظهره الآدمي.



الشكل (13): اليوم 44 الشكل (12) : اليوم 42


تأملات من القرآن والسنة:

إن مصطلح العظام الذي أطلقه القرآن الكريم على هذا الطور هو المصطلح الذي يعبر عن هذه المرحلة من حياة الجنين تعبيراً دقيقاً يشمل المظهر الخارجي، وهو أهم تغيير في البناء الداخلي وما يصاحبه من علاقات جديدة بين أجزاء الجسم واستواء في مظهر الجنين ويتميز بوضوح عن طور المضغة الذي قبله، قال تعالى: ( فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) (المؤمنون: 14). وتكَوُّن العظام هو أبرز تكوين في هذا الطور حيث يتم الانتقال من شكل المضغة الذي لا ترى فيه ملامح الصورة الآدمية إلى بداية شكل الهيكل العظمي في فترة زمنية وجيزة لا تتجاوز أيام قليلة خلال نهاية الأسبوع 6 (ولهذا استعمل حرف العطف : ف الذي يفيد التتابع السريع) ، وهذا الهيكل العظمي هو الذي يعطي الجنين مظهره الآدمي بعد أن يكسى باللحم (العضلات) وتظهر العينان والشفتان والأنف وكون الرأس قد تمايز عن الجذع والأطراف ، وهذا مصداقاً لقول الرسول (ص) : ( إذا مرّ بالنطفة اثنان وأربعون ليلة بعث إليها ملكاً فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها ، ثم قال : يا ربّ أذكر أم أنثى ) صحيح مسـلم . بعد أن يمر على النطفة 42 ليلة ( 6 أسابيع) يبدأ التصوير فيها لأخذ الشكل الآدمي بظهور الهيكل العظمي الغضروفي، ثم تبدأ الأعضاء التناسلية الظاهرة بالظهور فيما بعد (الأسبوع 10) .
وفي الأسبوع السابع (الشكل 13) تبدأ الصورة الآدمية في الوضوح نظراً لبداية انتشار الهيكل العظمي، فيمثل هذا الأسبوع (ما بين اليوم 40 و45) الحد الفاصل ما بين المضغة والشكل الإنساني.
طورالعضلات (الكساء باللحم) : الحقائق العلمية: يتميّزهذا الطور بانتشار العضلات ( Muscles ) حول العظام وإحاطتها بها ، وبتمام كساء العظم باللحم تبدأ الصورة الآدمية بالإعتدال فترتبط أجزاء الجسم بعلاقات أكثر تناسقاً ، وبعد تمام تكوين العضلات يمكن للجنين أن يتحرك . تبدأ مرحلة تكوين العضلات في نهاية الأسبوع 7 (الشكل 14) وتستمر طوال الأسبوع 8 (الشكل 15) وتأتي عقب طور العظام مباشرةً وخلال فترة وجيزة .
تأملات قرآنية :تبدأ مرحلة كساء العظام باللحم في نهاية الأسبوع السابع وتستمر إلى نهاية الأسبوع الثامن، وتأتي عقب طور العظام كما بين ذلك القرآن الكريم في قوله تعالى ( فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا) (المؤمنون: 14).يتميز هذا الطور بانتشار العضلات حول العظام وإحاطتها بها كما يحيط الكساء بلابسه. وبتمام كساء العظام بالعضلات تبدأ الصورة الآدمية بالاعتدال (الشكل 15)، فترتبط أجزاء الجسم بعلاقات أكثر تناسقاً، وبعد تمام تكوين العضلات يمكن للجنين أن يبدأ بالتحرك.
ويعتبر هذا الطور الذي ينتهي بنهاية الأسبوع الثامن نهاية مرحلة التخلق، كما اصطلح علماء الأجنة على اعتبار نهاية الأسبوع الثامن نهاية لمرحلة الجنين الحُمَيل Embryo ثم تأتي بعدها مرحلة الجنين بالخاصة Foetus التي توافق مرحلة النشأة، كما جاء في قوله تعالى: (فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) (المؤمنون: 14)
طور النشأة :
الحقائق العلمية:
بنهاية الأسبوع 8 تبدأ مرحلة جديدة يحدث فيها عمليات هامة حيث يتسرّع معدل النمو مقارنة بالسابق وكذلك يتحوّل الجنين لخلق آخر، حيث تبدأ أحجام الرأس والجسم والأطراف في التوازن والإعتدال ما بين الأسبوع 9 و 12 . في الأسبوع 10 يبدأ ظهورالأعضاء التناسلية الخارجية ويتطور بناء الهيكل العظمي من عظام غضروفية لينة إلى عظام كلسية صلبة في الأسبوع 12 ، وتتمايزالأطراف والأصابع بنفس الأسبوع وكذلك يتحدد جنس الجنين بظهور الأعضاء التناسلية الخارجية بشكل أوضح.
و يزداد وزن الجنين بصورة ملحوظة و تتطور العضلات الإرادية وغير الإرادية كما تبدأ الحركات الإرادية في هذه المرحلة .وفي هذا الطور أيضاً تصبح الأعضاء والأجهزة مهيأة للقيام بوظائفها ويتم تهيئة الجنين للحياة خارج الرحم في الأسبوع 22 وتنتهي في الأسبوع 26 (أي بعد تمام الشهر السادس للحمل) عندما يصبح الجهاز التنفسي مؤهلاً للقيام بوظائفه ويصبح الجهاز العصبي مؤهلاً لضبط حرارة جسم الجنين. وهنا لا تنشأ أجهزة أو أعضاء جديدة بعد أن أصبحت كلها مؤهلة للعمل وبقوم الرحم بتوفير الغذاء والبيئة الملائمة لنمو الجنين حتى طور المخاض.
تأملات من البيان القرآني:يبدأ هذا الطور بعد مرحلة الكساء باللحم، أي من بداية الأسبوع التاسع، ويستغرق فترة زمنية (حوالي 3 أسابيع) يدل عليها استعمال حرف العطف (ثم) الذي يدل على فاصل زمني بين الكساء باللحم والنشأة خلقاً آخر، قال تعالى: (فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَر ) (المؤمنون: 14).بعد تطور الهيكل العظمي الغضروفي وكسوته بالعضلات وتمايز الرأس والأطراف يتحول الجنين للخلق الإنساني الواضح المتميز عن غيره من المخلوقات ( ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) (المؤمنون: 14).ففي خلال هذه المرحلة تتم عدة عمليات هامة في نمو الجنين تندرج بجلاء تحت الوصفين الذين جاءا في القرآن الكريم ويمكن بيانهما في ما يلي:
1- النشأة: ويتضح بجلاء في سرعة معدل النمو من الأسبوع التاسع مقارنة بما قبله من المراحل.
2- خلقاً آخر: هذا الوصف يتزامن مع الأول ويدل على أن الجنين الحُمَيل Embryo قد تحول في مرحلة النشأة إلى خلق آخر هوالجنين (بالخاصة) Foetus فتظهرالأطراف والأعضاء الخارجية وتتضح الأصابع والأعضاء التناسلية. يقول تعالى ( هوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاء لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) آل عمران 6 ). وثمة لفتة أخرى هنا حيث يقول سبحانه في سورة الزمر ( يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ) (الزمر6 ) مبيناً استمرار التطور الجنيني والتحول من مرحلة إلى أخرى وهذا كما بيناه سابقاً ، وكذلك أثبت علماء الأجنة أن الجنين يكون محاطاً أثناء مراحل تخلقه في الرحم بثلاث أغشية هي : 1- الغشاء الأمنيوسي (Amnion) الذي يحتوي على سائل يحيط بالجنين فيجعله في حالة سباحة مما يقيه من الرضوض التي يتلقاها الرحم وكذلك يسهل حركته لتسهيل وضعيته أثناء الولادة.
2- غشاء الكوريون (Chorion)
3- غشاء (Decidua)مع أن بعض العلماء الآخرين فسروا الظلمات الثلاث بالغشاء الأمنيوسي المحيط بالجنين ، وجدار الرحم وجدار البطن)، والله أعلم.
وكما مر معنا أن الجنين يصبح مهيأً للحياة خارج الرحم بعد تمام الشهر 6 ومن الطريف أن نلاحظ البيان القرآني قد ذكرفي سورة الأحقاف أن مرحلة الحمل والحضانة تستغرق 30 شهراً ( وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا ) (الأحقاف: 15)وفي سورة لقمان يذكر أن فترة الحضانة هي 24 شهراً ( وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ) (لقمان: 14) وبحساب بسيط نستنتج أن
البيان القرآني يقرر أن أقل فترة الحمل هي أيضاً 6 أشهر كما أوضحنا سابقاً، وقبل الأسبوع الثاني والعشرين الذي يبدأ
فبه هذا الطور يخرج الجنين سقطاً في معظم الأجنة، فتبارك الله أحسن الخالقين.
طور المخاض:بعد مرور تسعة أشهر قمرية (38 أسبوع) يكون الجنين قد أتم نموه في الرحم وحان موعد خروجه منه بعد انقضاء هذه الفترة المحددة ، يقول تعالى: (وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى) ( الحج :5) فالأجل مسمى ومحدد والفترة مقدرة معلومة ( فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ . إِلَى قَدَرٍ مَّعْلُومٍ . فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ ) (المرسلات :21-23).
وقبل التحدث عن أطوار المخاض يجدر بالذكر هنا التنويه إلى إشارات البيان القرآني حول فوائد التمر للمرأة الماخض حينما يذكر السيدة مريم واصفاً حالها: (فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا منسيّا . فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا . وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا . فَكُلِي وَاشْرَبِـي وَقَرِّي عَيْنًا ) (مريم 23-26) ، فقد ثبت علمياً وجود فوائد عديدة للتمر، من أهمها على سبيل المثال بالنسبة للمرأة الماخض : غنى التمر بالألياف مما يساعد على تجنب الإمساك فهو ملين طبيعي يساعدعلى إتمام الولادة ، واحتواء التمر على السكريات البسيطة (الغلوكوز) بنسبة تزيد على 70% وهي سهلة الإمتصاص والتمثيل يضمن توفير الطاقة اللازمة أثناء المخاض ، وهو غني بالأملاح وخاصة المغنيزيوم اللازم لفيزيولوجيا الخلايا والبوتاسيوم اللازم للعضلات وتقلصاتها وكذلك الحديد اللازم لإصلاح فقر الدم لدى الماخض ، وأخيراً يعتبر احتواء التمر على مادة تساعد على تنبيه تقلصات عضلة الرحم وزيادة انقباضاتها أثناء الولادة (وهذه المادة تشبه هرمون Oxytocin الذي تفرزه الغدة النخامية ) ، هذا بالإضافة إلى فوائد أخرى كثيرة للتمر لا مجال لذكرها هنا ، فسبحان الله العليّ القدير.
يتضمن طورالمخاض الذي ينتهي بالولادة 4 مراحل : 1- مرحلة توسع عنق الرحم وانقباض عضلة الرحم : ويحدث ذلك نتيجة عوامل عديدة منها الميكانيكية ومنها الهرمونية حيث يتم إفراز مجموعة من الهرمونات تساعد على بدء المخاض، ومن هذه الهرمونات :
(Prostaglandin, Corticotropin Releasing Hormon, Adreno Cortico Tropin, Corticol, Oxytocin, Estrogin)
تستغرق هذه المرحلة حوالي (7-12 ساعة) حيث يتهيأ عنق الرحم بتوسعه وتمدده لمرور الجنين.
2- مرحلة خروج الجنين : تستغرق مرحلة خروج الجنين هذه حوالي ( 30-50 دقيقة) وتبدأ بعد توسع عنق الرحم بشكل كاف ونتيجة انقباضات الرحم وتقلصاته المتتابعة يبدأ رأس الجنين بالخروج أولاً (الشكل 20) ، ومن اللافت للنظر أن قطر رأس الجنين قد يتجاوز12 سم وهذا يتجاوز ثلاثة أضعاف قطر القناة المهبلية في الحالة الطبيعية !
حين نرى هذا ونرى دور العديد من العوامل الهرمونية الذاتية المساعدة في خروج الجنين بالإضافة إلى تمدد أربطة الحوض وعضلاته لتيسير وتسهيل هذا الخروج نعلم حكمة قوله عز وجلّ : (ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ) (عبس: 20) فتبارك الله أحكم الحاكمين.
3 - مرحلة خروج المشيمة : وتشكل العلقة الدموية خلفها كما يبين (الشكل19) وهذه المرحلة تستمر حوالي15 دقيقة.
4- مرحلة انقباض الرحم : لتخفيف النزف الدموي بعد انتهاء عملية الولادة ، قد تستمر هذه المرحلة حوالي ساعتين .
وبعد الولادة وقطع الحبل السري (الشكل 21) الذي كان يعتمد عليه الجنين لتحصيل الغذاء من أمه طوال فترة الحمل يبدأ المولود مرحلة أخرى في محطة جديدة من حياته !
خاتمـــــــة:مما سبق من استعراض مفصل للآيات الكريمة والتحليل العلمي لمجمل المراحل الجنينية يتبين لنا أن هذه الآيات القرآنية تقدم وصفاً دقيقاً للمراحل الرئيسية التي يمر بها الجنين البشري أثناء تخلقه ونشأته حتى تتم الولادة ، ونلاحظ أن هذه التعبيرات القرآنية متطابقة تماماً لملاحظات علم الأجنة الحديث ومعبرة عن مظاهر التغيير الخارجي الناشئ عن حدوث التغيرات الداخلية بالإضافة لكونها تعبيرات مفهومة لذوي الخلفيات المتباينة من الناس ، في حين أن التعبيرات الحالية المستخدمة في علم الأجنة لوصف هذه المراحل لا تبرز الصفات المميزة للجنين في كل مرحلة حيث يستخدم الترقيم العددي دون إشارة إلى أي وصف ، وهذا يثبت إعجازاً رائعاً من أوجه الإعجاز القرآني لا يأتي إلا عن علم شامل من الله العليم الخبير وقد أيّد ذلك أخصائي علم الأجنة البروفسور كيث مور وغيره أيضاً من العلماء غير المسلمين .
وفي العصر الذي تنزّل فيه القرآن مخبراً عن مراحل التخلق البشري بمصطلحات دقيقة تنطبق مع قواعد المعرفة الحديثة ومثبتاً أن تخلق الجنين وتطوره يتم على مراحل وأطوار حيث يقول تعالى ( مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا .وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا )( نوح) ، كان علماء التشريح غير المسلمين في ذلك الوقت يعتقدون أنّ الإنسان يتخلق من دم الحيض ، وحتى أنهم في القرن 17 كانوا يعتقدون أن الجنين يتخلق بكامله من نطفة الرجل ثم يبدأ بالكبر بعد دخوله الرحم ، فتصوروا أن الإنسان بذرة (كالنبتة الصغيرة) مختزل بكامله في هذه النطفة الصغيرة ! حتى جاء القرن 18 وأثبت المايكروسكوب أن النطفة والبويضة ضروريان كلاهما للحمل، وهذا بعد قرون عديدة مما ذكره القرآن الكريم، فتبارك الله أحسن الخالقين وسبحانه القائل : ( وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا) (النمل: 93) وقوله ( سنريهم آياتنا في الآفاق و في أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ) ( فصلت 53) صدق الله العظيم.أنتهى [1]
يقول الكاتب:ولسبب ما يقول القرآن عن المني أنه ماء مهين بعد أن كان ماءً دافقاً. ففي سورة السجدة ألآية 8 يقول: " ثم جعلنا نسله من سلالةٍ من ماء مهين". وفي سورة المرسلات، ألآية 20 يقول: " ألم نخلقكم من ماءٍ مهين". ولا أجد أي سبب يجعل المني مهين، لأنه لو كان المني مهين فإن الانسان الذي يُخلق منه يصير مهيناً كذلك، لأن الفرع يتبع ألاصل.
الجواب: لا شك أن هذا الكلام هو من مغالطات الكاتب وجهالاته التي لم تنقضي ،فإن سائر العقلاء يعلم أن المني هو كالمخاط ،والبزاق ،وسائر المستقذرات ،ولا تعظيم له في نفس أي إنسان سوي الطبع .وقياس الإنسان السوي العاقل ،على المني المستقذر في غاية الجهالة .فالرد على الكاتب يرجع فيها إلى العقلاء قاطبة من المسلمين وغير المسلمين .
ولولا ما آل إليه الإنسان من عقل وروح ،ماكان له قيمة .فأي تعظيم للمني لولا أنه آل إلى مخلوق سوي .وبهذا وبما سبق أيه الأحبة القراء علمنا مبلغ عقل الكاتب ومدى فهمه ووزنه للأمور.



________________________________________
===============================================================الأرض
بعد أن فشل الكاتب في إثبات التناقض بين القرآن والعلم في وصف السماء أنتقل إلى الأرض فلننظرهل استطاع ذلك،أم خاب كالعادة؟
قال الكاتب:واذا نظرنا الى خلق الارض، نجد في سورة الحجر، الاية التاسعة عشر:" والارض مددناها والقينا فيها رواسي وانبتنا فيها من كل شئ موزون " ...إلى أن قال:ونفهم من العرض الذي سبق ان الارض مسطحة واراد الله ان يحفظ توازنها فالقى بها جبالاً ليمنعها ان تنقلب بنا. وهذه الفكرة قديمة قدم التاريخ
الجواب: يوهم الكاتب أن العلماء الأمة الإسلامية في القديم متفقون على أن الأرض ليست كروية وهذا كلام باطل لأنه ليس في النصوص الشرعية مايدل قطعاً على كروية الأرض، ولا عدم كرويتها .بل الأدلة في ذلك اجتهادية لأن مدار التكليف ليس على الإيمان بأن الأرض كرة أو غير كرة . فإذا فهمنا ذلك فإليك النقول عن بعض علماء الأمة الذين صرحوا بكروية الأرض في تفاسيرهم قال الإمام الرازي في تفسيره لسورة الغاشية : في قوله تعالى{وإلى الأرض كيف سطحت } سطحاً بتمهيد وتوطئة ، فهي مهاد للمتقلب عليها ، ومن الناس من استدل بهذا على أن الأرض ليست بكرة وهو ضعيف ، لأن الكرة إذا كانت في غاية العظمة يكون كل قطعة منها كالسطح.
وقال في تفسير سورة الكهف عند قوله تعالى {حتى إذا بلغ مغرب الشمس
..} البحث الثاني : أنه ثبت بالدليل أن الأرض كرة وأن السماء محيطة بها ، ولا شك أن الشمس في الفلك.أنتهى.
ونقل عنه الإمام ابن عادل الحنبلي في تفسيره مؤيداً له ما نصه: قال ابن الخطيب (الرازي): وهذا القول إنما يتم إذا قلنا : الأرض مسطحة لا كرة وأصحاب هذا القول ، احتجوا عليه بقوله تعالى : { والأرض بعد ذلك دحاها }
[ النازعات : 30 ] وهو مشكل من وجهين :
الأول : أنه ثبت بالدليل أن الأرض كرة ، فإن قالوا : قوله تعالى : مد الأرض ينافي كونها كرة .قلنا : لا نسلم؛ لأن الأرض جسم عظيم ، والكرة إذا كانت في غاية الكبر كان كل قطعة منها تشاهد كالسطح ..أنتهى المراد.
وقال الألوسي في تفسيره: { كيف سطحت } سطحاً بتوطئة وتمهيد وتسوية وتوطيد حسبما يقتضيه صلاح أمور أهلها ولا ينافي ذلك القول بأنها قريبة من الكرة الحقيقية لمكان عظمها.
وقال النيسابوري في تفسيره: { كيف سطحت } وليس في السطح دلالة على عدم كرية الأرض لأنها في النظر مسطحة وقد تكون في الحقيقة كرة إلا أنها لعظمها لا تدرك كريتها .أنتهى
والخلاصة :أنه لا منافاة بين كون الأرض مسطحة للمعاش والسير فيها ،وكونها كروية الخلقة والشكل ،لأن الكرة إذا كانت في غاية العظمة يكون كل قطعة منها كالسطح.كما بين العلماء من قديم الزمن فيما نقلت بعاليه .
قال الكاتب:وفي سورة الكهف عندما يتحدث القرآن عن ذي القرنين في الآية 86: " حتى اذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوماً قلنا يا ذا القرنين اما ان تعذب واما ان تتخذ منهم حسناً ". فهذا هو ذو القرنين مشى في الارض حتى بلغ مغرب الشمس ووجدها تغرب في عينٍ حمئة. ...ولكن لان الارض في نظرهم مسطحة، وصل ذو القرنين آخرها ووجد الشمس تغرب في طين اسود.
الجواب:أولاً: المعنى أنه أراد بلوغ المغرب فأتبع سبباً يوصله إليه حتى بلغه.
ثانياً: تأويل قوله تعالى { تغرب فى عين حمئة } أن ذا القرنين لما بلغ موضعها في المغرب ولم يبق بعده شيء من العمارات وجد الشمس كأنها تغرب في عين مظلمة وإن لم تكن كذلك في الحقيقة كما أن راكب البحر يرى الشمس كأنها تغيب في البحر إذا لم ير الشط.وهذا ماذكره الإمام الرازي في تفسيره. حتى أنه قال : قال أهل الأخبار : إن الشمس تغيب في عين كثيرة الماء والحمأة وهذا في غاية البعد ، وذلك لأنا إذا رصدنا كسوفاً قمرياً فإذا اعتبرناه ورأينا أن المغربيين قالوا : حصل هذا الكسوف في أول الليل ورأينا المشرقيين قالوا : حصل في أول النهار فعلمنا أن أول الليل عند أهل المغرب هو أول النهار الثاني عند أهل المشرق بل ذلك الوقت الذي هو أول الليل عندنا فهو وقت العصر في بلد ووقت الظهر في بلد آخر ، ووقت الضحوة في بلد ثالث . ووقت طلوع الشمس في بلد رابع ، ونصف الليل في بلد خامس ، وإذا كانت هذه الأحوال معلومة بعد الاستقراء والاعتبار . وعلمنا أن الشمس طالعة ظاهرة في كل هذه الأوقات كان الذي يقال : إنها تغيب في الطين والحمأة كلاماً على خلاف اليقين وكلام الله تعالى مبرأ عن هذه التهمة ، فلم يبق إلا أن يصار إلى التأويل الذي ذكرناه .أنتهى كلامه.والرازي من علماء المسلمين في القرن السادس الهجري.فتأمل في أهتمام علماء المسلمين بالعلم واحترامهم له .قبل أن يوجد ماركس وغيره من الملاحدة.وبه يتبين لطالب الحق أن العلماء قد اجتهدوا وأن الآية ليس فيها قطع بقول دون الأخر ،ولكن لما كانت الدلائل الأخرى دالة على صحة أحد الأقوال دون غيره كان هو القول الصواب المعتمد ،فلا يلتفت لغيره .ولو كان الكاتب صاحب نقد سليم لاستعرض أقوال علماء الإسلام في المسألة ليعلم رأيهم بوضوح، ولكنه صاحب هوى يتتبع ما يخدم هواه ،وهذا ليس مسلك لطالب الحق أبداً. وبه تعلم أن القرآن الكريم منزه عن التناقض وأن للنصوص أئمة بينوا وجه الحق فيها .
قال الكاتب:وبمناسبة الحديث عن السماء، دعنا ننظر للآية 43 من سورة النور: " ألم تر ان الله يزجي سحاباً ثم يُؤلف بينه ثم يجعله ركاماً فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من بَرَد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء".ٍ.....إلى أن قال: ونحن نعرف الان ان ليس في السماء جبال من ثلج ينزل منها البَرَدُ او الجليد. والبَرَد هو عبارة
عن قطرات مطر تجمدت اثناء نزولها من السحاب لشدة برودة الطقس، وكذلك الجليد يتكون عندماء يكون الطقس بارداً ولكن اقل برودة من الطقس الذي يسبب البَرَد . فالعلم هنا ابعد ما يكون عن منطق القرآن.
الجواب: أولاً: قول الكاتب:( ونحن نعرف الآن أن ليس في السماء جبال من ثلج ينزل منها البَرَدُ او الجليد. والبَرَد هو عبارة عن قطرات مطر تجمدت اثناء نزولها من السحاب لشدة برودة الطقس ) يدل على جهل عظيم لأن العلم الحديث لا يقول بما يقول به الكاتب
أولاً: من المعلوم أن السحاب على أنواع .والذي يختص بنزول المطر والبرد منه نوع واحد فقط هو السحب الركامي الذي ألف الله بينه. يقول العلماء:هناك سحاب ركامي يصل إلى ارتفاعات شاهقة ويشتمل على قطرات ماء في القاعدة، وخليط من ماء شديد البرودة وحبات برد في الوسط، أما القمة فتسودها بللورات الثلج وهذا السحاب هو الذي تكون زخاته من الماء أو البرد أو كليهما ويحدث به برق ورعد وهو السحاب الركامى المزنى الذي يكون في شكل الجبال. ,وإليكم التفاصيل:تطور السحب الركامية:
1-التجميع: (ثم يؤلف بينه): من المعلوم أن سرعة السحب تكون أبطأ من سرعة الرياح المسيرة لها، وكلما كبر حجم السحابة كانت سرعتها أبطأ، وذلك بسبب تأثير قوى الإعاقة (Drag-Force) كذلك تقل سرعة الرياح عامة كلما اتجهنا إلى مناطق التجمع ،وعلى ذلك يؤدى العاملان السابق ذكرهما إلى أن قطع السحب تقترب من بعضها، ثم تتلاحم، وبالتالي نلاحظ تكاثف السحب كلما اقتربنا من مناطق التجميع .وقد لخص " أنش Anthes" وآخرون العمليات السابقة .
2-الركم: ( ثم يجعله ركاما): إذا التحمت سحابتان أو أكثر فإن تيار الهواء الصاعد داخل السحابة يزداد بصفة عامة، ويؤدى ذلك إلى جلب مزيد من بخار الماء، من أسفل قاعدة السحابة، والذي بدوره يزيد من الطاقة الكامنة للتكثف والتي تعمل على زيادة سرعة التيار الهوائي الصاعد دافعاً بمكونات السحابة إلى ارتفاعات أعلي، وتكون هذه التيارات أقوى ما يمكن في وسط السحابة، وتقل على الأطراف مما يؤدى إلى ركم هذه المكونات على جانبي السحابة، فتظهر كالنافورة أو البركان الثائر، الذي تتراكم حممه على الجوانب وقد أثبتت الشواهد أن التحام السحب (Cloud - merger) يؤدى إلى زيادة كبيرة في الركم وبالتالي إلى زيادة سمك السحاب وأن تجمعاً من الدرجة الأولى(First - order merger) يؤدى إلى عشرة أضعاف المطر المنتظر وتجميعاً من الدرجة الثانية(Scond- order merger) يؤدى إلى مائة ضعف من كمية الأمطار المتوقعة بدون أي تجميع للسحب.
وإجمالاً فإن تجميع قطع السحب يؤدى إلى زيادة ركمه وبالتالي إلى زيادة سمكه التي تدل على قوة هذا السحاب من ناحية أمطاره ورعده وبرقه بل نجد أن السحاب الذي نحن بصدده يسمى سحاباً ركامياً لأن عملية الركم في هذا النوع أساسية وتفرقة عن باقي أنواع السحاب. ومن المعلوم أن عملية سوق السحاب قد تستغرق بضع ساعات، بينما تستغرق عمليتا التجميع والركم أقل من ذلك (حوالي ساعة أو أقل). ومن المعلوم أيضاً أن من السحب الركامية ما يسمى بالركامى الساخن (ذو سمك صغير نسبياً) وأقل درجة حرارة داخل هذا السحاب أعلى من درجة التجمد. وهو بذلك السمك الصغير نسبياً أقرب شبهاً بالتلال لا الجبال وحرارته لا تسمح بتكون البرد وهذا النوع تتكون الأمطار فيه من قطرات الماء فقط، وليس به رعد وبرق.
وهناك سحاب ركامي يصل إلى ارتفاعات شاهقة ويشتمل على قطرات ماء في القاعدة، وخليط من ماء شديد البرودة وحبات برد في الوسط، أما القمة فتسودها بللورات الثلج وهذا السحاب هو الذي تكون زخاته من الماء أو البرد أو كليهما ويحدث به برق ورعد وهو السحاب الركامى المزنى الذي يكون في شكل الجبال.
الظواهر الجوية المصاحبة: الهطول (زخات من المطر أو البرد أو كليهما):
تتحرك السحب الركامية إلى ما شاء الله لها وعامل الركم والبناء مستمر طالما كانت تيارات الهواء الصاعدة قادرة على حمل مكونات السحاب من قطرات ماء، أو حبات برد وعندما تصبح الرياح الرأسية غير قادرة على حمل هذه المكونات تتوقف عملية الركم وتبدأ مكونات السحاب في الهبوط مباشرة إلى أسفل كمطر من ماء أو برد أو كليهما، وذلك حسب مكونات السحاب وتوزيع درجات الحرارة والرطوبة أسقل السحاب ويتكون البرد داخل السحاب بين درجتي حرارة: أقل من الصفر وحتى 40درجة-م).
وفي هذه المنطقة تكون هناك قطرات من ماء شديد البرودة (أقل من الصفر المئوي) وذلك لعدم كفاية نويات التثلج وهذه القطرات غير مستقرة بمعنى أنها تتجمد فور اصطدامها بأي جسم آخر. وفي حالة وجود تيار هوائي شديد صاعد داخل السحاب الركامى المزني ونتيجة اختلاف سرعات القطرات شديدة البردة تحدث تصادمات ينتج عنها تحول قطرات الماء شديدة البرودة إلى ثلج، يغطى حبات البرد، فتكبر وتستمر في الكبر حتى يثقل وزنها ولا يستطيع التيار الرأسي حملها فتهبط برداً وقد شوهدت حبات برد يصل حجمها إلى حجم البرتقالة وهذا يعنى: أنه في مثل هذه الحالات التي تكون فيها حبات البرد كبيرة فإن هذه السحب تحمل في طياتها دماراً عاما، خاصة الزراعة.ومن المعلوم كذلك أن نزول المطر من قاعدة السحاب يكون على شكل زخات خلال جزء من قاعدة السحاب في بداية الهطول،حيث يسود في نـهاية حياة السحاب في نهاية الهطول ثم زخات من معظم قاعدة السحاب تيار هابط. أنتهى .ما أردت نقله مختصراً. [1]
ثانياً:من أقوال المفسرين:قال الإمام ابن عادل في تفسيره: وقيل : المراد بالسماء هو الغيم المرتفع ، سمي بذلك لسموه وارتفاعه ، وأنه تعالى أنزل من الغيم الذي هو سماء البرد . وأراد بقوله : « من جبال » : السحاب العظام ، لأنها إذا عظمت شبهت بالجبال كما يقال : فلان يملك جبالاً من مال ، ووصف بذلك توسعاً .وذهبوا إلى أن البرد ماء جامد خلقه الله في السحاب ، ثم أنزل إلى الأرض .
وقال أبو السعود: (وينزل من السماء) من الغمام فإن كل ما علاك سماء (من جبال فيها) أي: من قطع عظام تشبه الجبال في العظم، كائنة فيها (من برد) مفعول ينزل على أن (من) تبعيضية والأوليان لابتداء الغاية على أن الثانية بدل اشتمال من الأولى بإعادة الجار أي ينزل مبتدئاً من السماء من جبال فيها بعض برد وقال من السماء من جبال فيها بعض برد، وقال الشوكانى بمثل ما قال .
وقال ابن الجوزى:(وينزل من السماء) مفعول الإنزال محذوف تقديره: وينزل من السماء من جبال فيها من برد برداً، فاستغنى عن ذكر المفعول للدلالة عليه و"من" الأولى لابتداء الغاية لأن ابتداء الانزال من السماء والثانية للتبعيض لأن الذي ينزله الله بعض تلك الجبال والثالثة لتبيين الجنس لأن جنس تلك الجبال جنس البرد).
وهذا الذي فهمه هؤلاء المفسرون هو ما كشف عنه العلم الحديث ،فلابد أن يكون السحاب في شكل جبلى يسمح بتكوين الثلج في المناطق العليا منه ويسمح بتكوين الماء الشديد البرودة الذي سيتحول إلى مزرعة للبرد عندما يشاء الله في المنطقة الوسطى من السحابة وإن البرد يتكون عندما تمكث نواة ثلجية لفترة زمنية كافية وتحتوى على ماء شديد البرودة (ماء درجة حرارته تحت الصفر حتى درجة -40درجةْم) وتحت هذه الظروف المواتية فإن البرد ينمو بتعدد اصطدامه مع قطرات الماء الشديد البرودة والتي تتجمد بمجرد ملامسته فلابد أن يكون في تلك السحابة شئ من برد (فيها من برد) ويكون المعنى والله اعلم وينزل من السماء برداً من جبال فيها شئ من برد والجبال هي: السحب الركامية التي تشبه الجبال وفيها شئ من برد وهي: تلك البذور الأولى للبرد. وهكذا فإنك إذا تأملت في الآية ستراها ترتب مراحل تكوين السحاب الركامي خطوة خطوة مشيرة إلى التدرج الزمني. وتتجلى أوجه الإعجاز المتعددة في هذه الآية الكريمة.كما في المقال المختصر بعاليه.فمن أخبر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بكل هذه الأمور ؟!إنه الله الذي بعثه للعالمين بشيراً ونذيراً.

قال الكاتب:والحقيقة ان المني لا يخرج من الظهر ولا من بين الصلب والترائب. فالمني يتكون في جهاز خاص به تحت مثانة البول، يسمى البروستاتة
الجواب: قال الدكتور :شريف كف الغزال : أن النطاف تتكون في الخصية والتي تتشكل بدورها كما أثبت علم الأجنة من خلايا تقع أسفل الكليتين في الظهر ثم تنزل إلى الأسفل في مراحل الحمل الأخيرة وهذا تأكيد لقوله تعالى ( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم ) (الأعراف 172) وهذه إشارة واضحة إلى أن أصل الذرية هي منطقة الظهر حيث مكان تشكل الخصية الجنيني ، فسبحان الله أعلم العالمين.أنتهى وقد أكثر الكاتب من المغالطات ،وزعم أن القرآن الكريم لا يوجد فيه إخبار إعجازي بما وصل إليه العلم الحديث في الأجنة .وحيث أنني غير متخصص في هذا المجال فسأنقل لكم وبالحرف عن أهل الاختصاص في ذلك .
==================================================================
الاخطاء التاريخية
قال الكاتب:هناك اخطاء تاريخية في القرآن تجعل القارئ يشك ان يكون القرآن منزّلاً من عند اله خلق كل شئ ويعلم تاريخ خلقه. فمثلاً، عندما يخاطب القرآن مريم ام عيسى، يقول لها: " يا اخت هارون".
والمقصود هارون اخي موسى. والخطأ واضح هنا، اذ ان الفرق الزمني بينهما اكثر من ألف وخمسمائة عام
الجواب:هذا من تخرصات الكاتب التي تتزايد .فمن اين له أن المقصود هو هارون عليه السلام ؟!بل الصريح في شريعة الإسلام أنه رجل أخر مسمى على اسمه كما في صحيح مسلم عن المغيرة بن شُعبة قال: لما قدمت نجران سألوني فقالوا انكم تقرءون { يا أخت هارون} وموسى قبل عيسى بكذا وكذا، فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سألته عن ذلك، فقال: (( إنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين قبلهم")) .والمشكلة أن الكاتب أطلع على
الحديث ولكنه لايريد الحقائق إنما يريد التضليل .
قال الكاتب:ونجد في سورة القصص الآية 38: " وقال فرعون يا ايها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فاوقد لي يا هامان على الطين فأجعل لي صرحاً لعلي اطلع الى إله موسى". وفي سورة غافر الآية 36 : " وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحاً لعلي ابلغ الاسباب". وهامان كان وزيرالملك اهاسورس " Ahasuerus " ملك فارس الذي حكم من الهند الي الحبشة، ولم يكن وزير فرعون.
الجواب:أولاً:يبدوا أن الكاتب يستحيل عنده التشابه في الأسماء ولذا فلا يوجد في العالم اسمين متشابهين ولا يوجد في الملوك ذلك .وهذا الكلام يكذبه التاريخ والواقع ،لأننا نجد في التاريخ زخماً هائلاً من الأسماء المتشابهة ،كما نجده في واقعنا كذلك ،فتحليل الكاتب فاقد لأبسط مبادى العلم والعقلانية ،وأنا ذكرت سابقاً أن الكاتب يستخف بعقول القراء وهذا والله ظاهر في كتابه.
ثانياً: أنقل نقلاً مختصراً عن موقع جامعة الإيمان حيث جاء في مقال بعنوان:هامان في القرآن الكريم :جاء ذكر هامان في ستة مواضع في كتاب الله,........من خلال هذه الآيات الكريمة يظهر لنا مقدار تلك الصلة الوثيقة والرابطة القوية بين هامان وفرعون, فقد ارتبط اسم هامان باسم فرعون في كل تلك الآيات.هامان في ضوء الاكتشافات التاريخية:لقد تجلت كثير من أمور التاريخ الفرعوني بعد الاكتشافات التاريخية والدراسات التي قامت بها الحملات العلمية, ومن ضمن تلك الاكتشافات,اكتشاف ما يسمى بحجر رشيد,وقد كان هذا الحجر مكتوباً عليه بثلاث لغات هي اللغة الهيروغليفية والديموقيطية واليونانية وبمساعدة اليونانية تم فك لغز الهيروغليفية من قبل شاملبيون ،وبعدها تم معرفة الكثير من تاريخ الفراعنة ومن خلال ترجمة نقش من النقوش المصرية القديمة تم الكشف عن اسم [ هامان].وهذا الاسم أشير إليه في لوح أثري في متحف هوف في فينا, وتوجد مجموعة أخرى من النقوش كشفت لنا أن هامان كان في زمن تواجد موسى في مصر قد رُقّي إلى أن أصبح مديراً لمشاريع الملك الأثرية, وقد كان هامان رفيق الصبا لفرعون [رمسيس الثاني ],كما جاء ذلك في كتاب:
Pharaoh Triumphant the life and times of Ramesses II K.A. Kitchen
ونسخته العربية [ رمسيس الثاني، فرعون المجد والانتصار، ترجمة د.أحمد زهير أمين ] ويذكر هذا المؤلف أن هامان ترقى وصار قائد المركبات الملكية وناظر الخيل, وهذا مصداق قوله تعالى:﴿وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُون﴾[القصص:6] فقد جاء في هذه الآية أن هامان كان له جنود يقودهم. ويواصل المؤلف ويقول أن هامان أصبح رسول الملك إلى كل البلاد الأجنبية, وأن هذا المنصب كان مقصوراً على كبار ضباط سلاح العربات الحربية . ويذكر موريس بوكاي أنه وجد اسم هامان في "قاموس أسماء الأشخاص في المملكة الجديدة Dictionary of Personal names of the New Kingdom هو القاموس المستند على مجموعة المعلومات المستقاة من الكتابات المصرية القديمة, وأن عمله هو رئيس عمال المقالع. [1](1)وقد شهد القرآن بذلك في قوله تعالى: ﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَاب﴾ [غافر:36 ] .
فطلب فرعون هذا العمل ـ وهو بناء الصرح ـ من هامان يدل على هذا العمل كان من مهام وزيره هامان .وجاء في قوله تعالى: ﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحاً لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾ [القصص:38 ], أن فرعون حدد لهامان مادة هذا البناء وهي الطين الموقود [المحروق ]وهو ما يسمى الآجر، وهذا يعتبر من الإعجاز التاريخي للقرآن الكريم فقد ظل الاعتقاد السائد عند المؤرخين أن الآجر لم يظهر في مصر القديمة قبل العصر الروماني وذلك حسب رأي بعض المؤرخين, وظل هذا هو رأي المؤرخين إلى أن عثر عالم الآثار بتري على كمية من الآجر المحروق بنيت به قبور ، وأقيمت به بعض من أسس المنشآت ، ترجع إلى عصور الفراعين رعمسيس الثاني ومرنبتاح وسيتي الثاني من الأسرة التاسعة عشر [1308 1184 ق. م ] وكان عثوره عليها في: "نبيشة " و" دفنه" غير بعيد من بي رعمسيس [ قنطير ] عاصمة هؤلاء الفراعين في شرق الدلتا [2] . من خلال ما سبق نرى الإعجاز التاريخي واضحاً جلياً في إخبار القرآن الكريم عن شخصية الوزير هامان, فأشارت الآيات إلى الصلة القوية والرابطة الوثيقة بين هامان وفرعون [رمسيس الثاني ] من اقتران اسم هامان باسم فرعون في كل المواضع التي جاء فيها ذكر هامان, وهذا مطابق للكشوف التاريخية التي تجعل من هامان رفيقاً لفرعون في صباه,ووزيراً له زمن توليه للملك.وأخبرت الآيات السابقة أن فرعون طلب من هامان أن يبني له صرحاً من الطين الموقود وهو الآجر, حتى يطّلع إلى إله موسى ـ تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ـ وكأن هذا العمل من مهام هامان, وفي ذلك مطابقة تامة لما كشفت عنه الدراسات التاريخية من أن هامان كان وزير البناء في مملكة فرعون, وأن الآجر كان معروفاً ومستخدماً في عمليات البناء آنذاك بخلاف ما كان يقوله المؤرخون قبل هذا الاكتشاف .
إعداد: عادل الصعدي مراجعة: علي عمر بلعجم.أنتهى
قال الكاتب:اما سليمان وداود فلم يذكر التاريخ اليهودي ان لهما كتب مثل التوراة او الزبور.
الجواب:التوراة أنزلت على موسى عليه السلام . والزبور على داود عليه السلام وكلاهما نبي من الأنبياء ولا وجه لجعل التوراة حكماً على القرآن ،لأننا نعتقد أن القرآن الكريم ناسخ لما قبله من الكتب السماوية ،لأن ما فيها من أحكام عقدية لم تبدل وتحرف فقد حواها القرآن الكريم ،وما كان مبدلاً ومحرفاً نتيجة انحراف علماء اليهود فقد بين القرآن الحق فيه .وقد بينت النصوص الإسلامية أن اليهود يحرفون الكلم عن مواضعه لفظاً ومعنى . وكانوا يؤذون الأنبياء ويفترون عليهم الكذب ،بل ويقتلون الأنبياء فإذا كان هذا حالهم فكيف تصلح حكماً على القرآن الكريم الذي لاتجد فيه أي شيء من هذه التطاولات
وإليك النقول التي تبين ذلك في التوراة المحرفة :
1ـ إتهامهم لسيدنا نوح عليه السلام بشرب الخمر و ظهور عورته ،فيقولون في سفر التكوين الفصل التاسع الآيات من( 20-25 ( وإبتدأ نوح يحرث الأرض و غرس كرما و شرب الخمر فسكر و تكشف داخل خبائه فرأى حام أبو كنعان سوءة أبيه فأخبر إخوته وهما خارجا فأخذ سام و يافث ردائه و جعلاه على منكبيهما و مشيا مستدبرين فغطيا سوءة أبيهما فلما أفاق نوح من خمره علم ما صنع به إبنه الصغير فقال ملعون كنعان عبدا يكون لعبيد إخوته.
2ـ إتهامهم لسيدنا لوط عليه السلام بشرب الخمر و الزنا ببناته و حملهن منه ، فيقولون في سفر التكوين الإصحاح التاسع عشر الآيات من( 30-38 (وصعد لوط من صوعر وأقام في الجبل هو و إبنتاه معه إذ خاف أن يقيم في صوعر فأقام في المغارة هو و إبنتاه فقالت الكبرى للصغرى إن أبانا قد شاخ وليس في الأرض رجل يدخل علينا على عادة أهل الأرض كلها ، تعالي نسقي أبانا خمرا و نضاجعه و نقيم من أبينا نسلا ، فسقتا أباهما خمرا تلك الليلة و جاءت الكبرى و ضاجعت أباها و لم يعلم بنيامها ولا قيامها.
3ـ كذبهم على هارون عليه السلام :قالوا في سفر الخروج الإصحاح الثاني و الثلاثين من 1-6 ( ورأى الشعب أن موسى قد تأخر في النزول من الجبل ،فإجتمع الشعب على هارون وقالوا له قم فإصنع آلهة تسير أمامنا ،فإن موسى ذلك الرجل الذي أصعدنا من أرض مصر لا نعلم ماذا أصابه فقال لهم هارون :إنزعوا حلقات الذهب التي في أذان نسائكم وبنيكم و بناتكم وأتوني بها ، فنزع كل الشعب حلقات الذهب التي في أذانهم وأتوا هارون بها ،فأخذها و صبها في قالب و صنعها عجلا مسبوكا فقالوا هذه آلهتك يا إسرائيل ، التي أصعدتك من أرض مصر فلما رأى هارون ذلك بنى مذبحا أمام العجل و نادى قائلا : غدا عيد للرب فكبروا في الغد وأصعدوا محرقات و قربوا الذبائح ، وجلس الشعب يأكل و يشرب ثم قام يلعب.
الخلاصة :هذه شواهد فقط وإلا فالأمر أكثر من ذلك .فهل مثل هؤلاء تجعلهم مرجعاً للحقائق .اما القرآن الكريم فأمرنا الله تعالى فيه أن لا نفرق في الإيمان بين رسول ورسول بل نؤمن بهم جميعاً ونحبهم ونجلهم .قال الله تعالى {إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض أولئك هم الكافرون حقاًواعتدنا للكافرين عذاباً مهينا}
وقال تعالى {وكم أرسلنا من نبي في الأولين. وما يأتيهم من نبي إلا كانوا به يستهزئون. فأهلكنا أشد منهم بطشا ومضى مثل الأولين}.
وقال جل جلاله {يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها}.فانظروا كم الفرق بين الأمتين .
قال الكاتب:وفي سورة يوسف، لما وجدوا صواع الملك في متاع بنيامين، اخي يوسف الصغير، يخبرنا القرآن في الآية 77 ان اخوته قالوا: " ان يسرق فقد سرق اخ له من قبل فأسّرها يوسف في نفسه". ويقول الطبري في تفسيره للآية: يقصدون يوسف وكان قد سرق من ابي امه صنماً من ذهب كان يعبده، فحطمه يوسف. وسفر التكوين، الاصحاح الحادي والثلاثين، الآية 19 يخبرنا ان السارق لم يكن يوسف وانما امه " راحيل Rachel " عندما سرقت تماثيل الذهب من بيت والدها قبل ان تغادره مع زوجها ايوب".
أولاً: فإن ابن جرير الطبري لم يقرر أي شيء من الأقوال كما يفهم من نقلك بل هو يحكي أقوال الناس في ذلك فقال رحمه الله:وقد اختلف أهل التأويل في"السرق" الذي وصفوا به يوسف.فقال بعضهم: كان صنماً لجده أبي أمه، كسره وألقاء على الطريق . *ذكر من قال ذلك: ....ثم بدأ بذكر القائل لذلك .
ومن الأقوال التي حكاها : حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج ، عن ابن جريج في قوله:(إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل) ، قال: كانت أم يوسف أمرت يوسف يسرق صنماً لخاله يعبده ، وكانت مسلمة.أنتهى .
ثانياً: ليس هناك أي دليل في القرآن أو السنة النبوية يدل على أنه سرق صنماً بالفعل ،وإنما ذكر اتهامهم لأخ لبنيامين سرق .فهو يذكر كلامهم فحسب وأشار إلى أن يوسف عليه السلام مكذب لهم فيما يصفون فقال تعالى {قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم قال أنتم شر مكاناًوالله أعلم بما تصفون} ولا نفهم من ذلك إلا أن يوسف عليه السلام يتعجب من كذبهم .وهذا قول للمفسرين ذكره الإمام ابن الجوزي رحمه الله في زاد المسير فقال: والسابع أنهم كذبوا عليه فيما نسبوه إليه قاله الحسن. أنتهى .وكل ما قيل في ذلك إنما هو اجتهادات فقط وأقربها إلى ظاهر الآية هو قول الحسن أنهم كذبوا عليه فهو مجرد تهمة كاذبة .
والخلاصة :تبين ثلاثة أمور :الأول:أن الطبري رحمه الله لم يقل ما نسبه الكاتب إليه وإنما حكاه عن غيره . وبه يتبين مدى تضليل الكاتب للقراء .
الثاني: أنه لايوجد في النصوص الشرعية ما يثبت أن يوسف عليه السلام ـ سرق صنماً في صغره بل هي حكايات للمفسرين وأقرب الأقوال للصواب هو قول الحسن الذي نقله ابن الجوزي .
وعليه فنقد الكاتب ليس له وجه لأنه يريد نقد الإسلام فكيف يتوجه بالنقد للطبري فهل الطبري أو غيره هو نبي الإسلام أو كتابه. فكيف والطبري لم يقرر شيئًا وإنما حكى الخلاف فقط.
الثالث:إن سرقت رحيل صنماً ، أو أمرت يوسف ـ عليه السلام ـ بسرقته ،أو فعله بنفسه فهو مما لا يهمنا شرعاً لأن الكتاب والسنة لم ينص عليه ولم يجمع المسلمون عليه ،وليس بقدحاً في يوسف ولا راحيل لأنه لو ثبت فهو من إزالة المنكرات .لكنه لم يثبت .فالأصل في ديننا أن أخبار بني اسرائيل التي لم تخالف شرعنا فلا نصدقها ولا نكذبها.
أخيراً: فلم أجد في بحث الكاتب أي نقد صحيح أو وجيه بل هو تخبطات عمياء ـ نسأل الله أن يهديه ـ .
====================================================================الاخطاء الحسابية
قال الكاتب:نجد في القرآن بعض الاخطاء الحسابية التي حاول العلماء المسلمون تفسيرها بشتى الوسائل. ففي سورة البقرة، الآية 233: " والوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين لمن اراد ان يتم الرضاعة". ولكن في سورة الاحقاف، الآية 15 نجد: " ووصينا الانسان بوالديه إحساناً حملته امه كُرهاً ووضعته كُرهاً، وحمله وفصاله
ثلاثون شهراً". فمن الواضح هنا ان مدة الرضاعة اقل من سنتين لان الحمل في العادة يكون تسعة اشهر، وبالتالي يكون الرضاع واحداً وعشرين شهراً، لنحصل على المجموع وهو ثلاثون شهراً، كما جاء في الاية الثانية.
الجواب:لا أخطاء أبداً :لأن الآية الأولى تتكلم عن الحمل والرضاعة الكاملة ،ولذا قال تعالى {حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة} فالفصال في هذه الآية محمول على المرتبة الكاملة المستحبة .واما الآية الأخرى فتكلمت عن أقل مدة.ومادام أن النصوص يمكن الجمع بينها فيحمل كل نص على معنى سائغ فلا وجه لأدعاء التعارض .
وقد اعتمد الصحابة على هذا الفهم،إذ روي أن رجلاً تزوج امرأةً فولدت لستة أشهر ، فهمَّ عثمان بن عفان رضي الله عنه بتطبيق حد الزنى عليها ظناً منه أن بداية حملها قبل الزواج : فقال علي رضي الله عنه : أما أنها لو خاصمتكم بكتاب الله لخصمتكم ، قال الله{وحَملُهُ وفصالهُ ثلاثونَ شهراً}
وقال {وفصاله في عامين} فلم يبق للحمل إلا ستة أشهر فبرئت المرأة .
وقد قرر الطب أن أقل مدة للحمل يمكن أن يبقى بعدها الجنين حياً إذا ولد بتمامها هي ستة أشهر ، أي (180) مئة وثمانون يوماً فالولادة قبلها تسمى إسقاطاً والجنين غير قابل للبقاء حياً ، والولادة بعدها وقبل تمام الحمل لتسعة أشهر أو (270) مئتين وسبعين يوماً تسمى خداجاً ، أو ولادة مبكرة ،والخديج قابل للبقاء حياً لكن الطب يوصي بعناية خاصة به . فالتشريع في هذه المسألة وضح الحالين ولم يبني على الغالب دون النادر ولا على النادر دون الغالب بل بين الحالتين.
والخلاصة :أن من الثابت شرعاًوطباً : وجود حالات من الولادة لستة أشهر .
ومن الثابت أن أغلب الحالات على تسعة أشهر . فلا منافة ولله الحمد.
قال الكاتب:: في سورة فُصلت، الآية 9 وما بعدها، فنجد: " قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين وتجعلون له انداداً ذلك رب العالمين. وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها اقواتها في اربعة ايام سواءً للسائلين. ثم استوى الى السماء وهي دخان فقال لها وللارض إئتيا طوعاً او كرهاً قالتا آتينا طائعين. فقضاهن سبع سموات في يومين واوحى في كل سماء امرها". فالمجموع هنا يصبح ثمانية ايام.
الجواب: لدينا احتمالان:الأولى:أنه المجموع هو:ثمانية ايام كما قال الكاتب.وهو مجرد احتمال.
الاحتمال الثاني:أن يكون الكلام عن خلق الأرض مستقل بخبر لوحده وهو يومين .والكلام في الشطر الثاني هو عن إجمالي الوقت الذي أكمل فيه ما يتعلق بالأرض.وسبب هذا الاحتمال هو أن الشطر الثاني مازال مرتبط بالأول لأنه قال تعالى( وجعل فيها ) فالضمير يعود على الأرض ولا زال الحديث متتابعاً .
وهو كقول الإنسان كتبت السيرة في يومين ونقحتها ورتبتها وطبعتها في ثلاثين يوماً . فإن هذا الكلام يفيد أن اجمالي هذا العمل كله كان 30يوماً .
فهو من باب ذكر المجموع بعد التفاصيل .فإن قال قائل لم يكن هناك تفاصيل سبقت ذكر المجموع ؟ـ وهذا قد قاله بعض المكذبين ـ فجواب ذلك :أنه ذكر التفصيل العددي لخلق الأرض لوحدها ثم التفصيل الوصفي للأفعال وهي خالقية الأرض والرواسي وتقدير الأقوات .ثم ذكر مجموع الأيام التي تم فيها كل ذلك وهي أربعة أيام .ولا يختص التفصيل في اللغة بأن نقول خلق الأرض في يومين ثم فعل كذا في يومين فهي أربعة أيام لأن هذا وإن كان أحد أنواع التفصيل لكن ليس هو الأسلوب الوحيد للفذلكة اللغوية كما هو معلوم من أسلوب اللغة البلاغي في الإيجاز .وعليه فلا يلتفت لدعوى قصر الفذلكة على أسلوب دون الأخر لأنه تحكم لاوجه له .فإذا فهمنا ذلك جيداً ، ولما كان الكلام في الآية يخضع للاحتمالات ،ومعارض بمالايقبل الاحتمالات .كان لابد من ترجيح أحد الاحتمالين لامتناع الجمع بينهما إذ يستحيل أن يكون المراد ستة ايام وثمانية ايام في آن واحد.وهذا المرجح اما أن يكون من نفس الآية وهو متعذر .أو من نصوص أخرى وهو ممكن جداً ،حيث وردت نصوص أخرى صريحة في دلالتها على تعيين العدد حيث قال تعالى { إن ربكم الذي خلق السموات والأرض في ستة ايام ثم استوى على العرش".} فوجب ترجيح قطعي الدلالة على ظني الدلالة .وعليه فمجموع ذلك هو ستة ايام قطعاً لا ثمانية ايام .وعليه فالآية الأولى تدل على أن مجموع عمل الأرض وما يتعلق بها أربعة ايام سواء .
قال الكاتب:". فنرى ان عدد الملائكة ابتدأ بألف ثم صار ثلاثة آلاف ثم خمسة آلاف. وهذه الاعداد ليست في مواقع مختلفة، بل كلهم في موقعة بدر.
الجواب: لا تناقض ولله الحمد بل هو واضح جداً فإن المسلمين دعوا الله تعالى واستغاثوا به أن ينصرهم فوعدهم الله تعالى بألف من الملائكة مردفين . {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين }أي مردفين بعدد آخر ثم شجعهم النبي صلى الله عليه وسلم قال تعالى (إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين) ثم وعدهم الله تعالى بامدادهم بزيادة على ماوعد النبي صلى الله عليه وسلم بشرط أن يصبروا ويتقوا الله فقال تعالى {بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة الآف من الملائكة مسومين}
والخلاصة :أنه بشرهم بألف وبشرهم بأن لهم ردفاء ثم وعدهم النبي صلى الله عليه وسلم بثلاثة الآف ،فبشره الله تعالى بأكثر من ذلك وهم خمسة الآف بشرط أن يتقوا ويصبروا.فلا تعارض أصلاً بل هو تدرج من الأدنى إلى الأعلى.
ومعنى مسومين أي لهم علامة تميزهم ،كما يتميز الفوارس بشارات تميزهم للتحدي ،وهذا يدل على شجاعتهم.
قال الكاتب:والملائكة المسومين هولاء، اختلف الصحابة في سيمائهم، منهم من قال سيماؤهم كانت عمائم البيضاء، وقال آخرون كانت عمائم حمراء، وقال آخرون صفراء.
الجواب:لاتعارض أصلاً لأن خمسة الآف من الملائكة قد يكون لكل منهم علامة تختلف عن الأخر فلا موجب للتعجب والاستغراب.ولكن هذه العلامات تميزهم عن بقية الجيش.
قال الكاتب:فهل ما زلنا نحتاج للعدة سواء أكانت ثلاثة أشهر أو أربعة أشهر وعشرة أيام؟ وماذا عن المرأة التي أُجريت لها عملية لاستئصال الرحم ولم يعد ممكناً لها ان تحبل.
الجواب:أولاً:العدة أمر تعبدي .أمرالله به المؤمنة فسمعت وأطاعت ،راغبتاً في ثواب الله تعالى .وليست المسألة لأجل استبراء الرحم فقط كما تتصور ،بل استبراء الرحم هدف من الأهداف وليس كل الأهداف .
ولو كان الأمر متعلق باستبراء الرحم فقط ،ومعرفة كونها حائل لا حامل لكفت حيضة واحدة ،ولكن الأمر لأهداف أسمى وأعظمها الثواب الذي ترجوه من الله تعالى. وليس في ديننا مشرعين لأن التشريع لله وحده لا شريك له بما أوحاه إلى نبيه صلى الله عليه وسلم من كتاب وسنة .إذا فهمنا ذلك علمنا أن كل ما كتبه الكاتب ناتج عن جهل بأن الدين عبادة لمن نعتقد أنه مستحق للعبادة نرجو فضله ونخشى عذابه ،وقد قّدر المولى جل جلاله العدة بزمن محدد لا يحق لأحد الزيادة فيه ولا النقصان.
ثانياً:فوائد العدة الأخرى :اماعدة المطلقة :ففيها استبراء الرحم وفرصة للتفكير والمراجعة بين الزوجين خلال هذه المدة .واما عدة المتوفى زوجها : ففيه استبراء للرحم ،وتذكر للزوج المفارق ،ودعاء له ،وأنس لأطفالهما إن كان لها أطفال .
والخلاصة :أن العدة تحقق أهداف متنوعة أهمها طاعة الله تبارك وتعالى.
===============================================================الفصل الخامس الاسلام والعلم
عقد المؤلف هذا الفصل ليثبت نتاقض القرآن مع النظريات العلمية الحديثة.والحقيقة أن القرآن الكريم لايعارض القطعيات وسنرى بإذن الله.
قال الكاتب:هي أن القرآن جاء كرسالةٍ لتقنع الناس بوجود الله ومن ثم يبيّن لهم بعض الاحكام. وفي إعتقادي أن القرآن لم ينزل ليتكهن بالتطورات العلمية التي ستحدث بعد آلاف السنين في المستقبل.
الجواب: أولاً:القرآن الكريم أنزله الله تعالى لتحقيق الإيمان بالحقائق كما هي،ومن أعظمها وجودالله،ووحدانيته،ووجوب إفراده بالعبادة،وبيان كيفية العلاقة بين المخلوق مع الخالق ،والعلاقة بين المخلوق والمخلوق الأخرعلى المستوى الاجتماعي والسياسي ،والعسكري ،والأخلاقي وغيرذلك .فهو اعتقادات ،وعبادات ،ومعاملات ،وتضمن إخبار بالغيبيات المستقبلية كالجنة ،والنار،والحساب ،ونحو ذلك .كما أخبر بدقائق أكدها العلم الحديث في الفلك،والأحياء ،والطبيعة والطب وغيرها.وحث على العلم فقال تعالى{قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } وقال {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } وقال {وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ }
ثانياً: أن التوسع في ربط النظريات العلمية ،بالحقائق القرآنية لا يجوز إلا في أمر واضح الدلالة لا مكان فيه للاحتمالات .لأن بعض ما يطلق عليه نظريات وما يطلق عليه فرضيات ،لا تصل إلى كونها حقائق علمية.ولكن بعض علماء الطبيعة لا يعطي الألفاظ حكمها الاصطلاحي كما هو .ولذا تجد كل نظرية تنقض سابقتها لأن من المفترض أصلاً أن لا تكون الأولى حقيقة علمية ، بل هي مجرد فرضية أو نظرية على أكثر تقدير .ولذا فلابد أن نتحقق من مراد القرآن سواء خالف الذي يزعمون أنه نظرية أو وافقه ،لأن العبرة بالحقائق كما هي لا كما يزعم الزاعمون.واما الحقائق العلمية فلن تخالف النصوص القطعية أبداً.
قال الكاتب: ولنبدأ بخلق السماء والأرض كما يراه العلماء. فالدكتور موريس يخبرنا ( أنه في البداية كان العالم عبارة عن كتلة من غازات الهايدروجين والهيليوم، تُسمي " Nebula ". وبالتدريج انقسمت هذه الغازات الى كُتل مختلفة الحجم، بعضها يبلغ
مائة بليون مرة حجم الشمس. وحجم الشمس يساوي 300000 مرة حجم الكرة الارضية. وكنتيجة لهذا الانقسام تكونت المجرات التي تحتوي على بلايين النجوم، بعضها أضعاف حجم شمسنا. وكذلك تكونت الكواكب مثل ألارض وزحل والمريخ. ولابد أن تكون هناك أراضيٍ كأرضنا هذه لم يكتشفها العلم بعد. وعندما انقسمت هذه الغازات وكونت النجوم والكواكب، كان سطح الكواكب والنجوم في درجة عالية جداً من الحرارة نتيجة التفاعلات الذرية التي مازالت تجري في داخل النجوم والكواكب. وكان سطح الارض ساخناً جداً لا يسمح بالحياة. ولم يكن هناك أي تسلسل او إنتظام في تكوين الاجسام السماوية هذه.... ... ويقول الدكتور موريس كذلك ( قد قدر العلماء عمر مجرتنا هذه بعشرة بلايين سنة، وشمسنا وأرضنا عمرهما حوالى أربعة بلايين ونصف البليون من السنين. والمجرة التي نحن بها " The Milky Way" تحتوي على مائة بليون نجم، ويصعب تخيل حجمها إذ يحتاج الضوء لمدة 90000 سنة ضوئية ليسافر من طرف مجرتنا الى طرفها ألآخر) . هذا ما يقول به العلم الحديث وألان أنظر ما ذا يقول القرآن: " قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق ألارض في يومين وتجعلون له أنداداً ذلك رب العالمين. وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيامٍ سواء للسائلين. ثم استوى الى السماء وهى دخان فقال لها وللارض إئتيا طوعاً أو كُرهاً قالتا أتينا طايعين. فقضهن سبع سموات في يومين وأوحى في كل سماءٍ أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظاً ذلك تقدير العزيز العليم".........إلى أن قال : فهل يتفق هذا مع العلم الحديث؟

الجواب: الكاتب هنا حشر عدة مسائل متداخلة دون تمييز لأحدها عن الأخر .
المسألة الأولى :مسألة ابتداء نشأة خلق العالم(الكون) ..والمسألة الثانية :عمر المجرة منذ خلقت. والثالثة:مدة خلق السماء والأرض خاصة ثم يستشهد بآية في القرآن الكريم ليثبت مناقضته لكل هذه القضايا بزعمه.وسأبين الكلام فيها بما أفهم من كلام الله تعالى.
أولاً: ابتداء نشأة الكون :عقيدة المؤمنين في ابتداء النشأة: أنه لم يكن أي شيء موجود إلا الخالق جل جلاله . ثم بعد ذلك خلق المخلوقات أي أوجدها من العدم .والمفهوم من النصوص الشرعية ما يلي :
1ـ أن السماء كانت دخاناً ولذاقال الله تعالى {ثماستوى إلى السماء وهي دخان ..}
2ـ أن السماوات والأرض كانتا رتقاً أي ملتصقة حيث قال الله تعالى {أولم يرالذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما ،وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون}
ولكن لا يوجد دليل شرعي ثابت يبين سبب هذا الالتصاق، ولا سبب التفكك، ولا كيفيته .فيما أعلم .والنظريات العلمية تكلمت عن سبب هذا الالتصاق وهذا التفكك .كما في كلام الكاتب هنا.وليس لدينا معارضة لها ،ولا انجراف ورائها .ولكنها لم ترتقي بعد لأن تكون حقائق علمية ،بل ليست سوى نظرية فلكية . تقوم اليوم وقد تنقض غداً ، وتقوم نظرية أخرى تصلح لتفسير الظواهر الكونية بفرض آخر يتحول إلى نظرية . ونحن المسلمون لا نحاول أن نحمل النص القرآني المستيقن على نظرية غير مستيقنة ، تقبل اليوم وترفض غداً . لأنها ليست حقائق علمية ثابتة .إن القرآن ليس كتاب نظريات علمية ،وإنما هو حقائق صادقة ،ولم يجيء ليكون علماً تجريبياً يثبت اليوم وينقض غداً . إنما هو منهج للحياة كلها . منهج لتقويم العقل ليعمل وينطلق في حدوده . ولتقويم المجتمع ليسمح للعقل بالعمل والانطلاق . دون أن يدخل في جزئيات وتفصيليات علمية بحتة . فهذا متروك للعقل بعد تقويمه وإطلاق سراحه .وقد يشير القرآن أحياناً إلى حقائق كونية ،فنحن نستيقن هذه الحقيقة لمجرد ورودها في القرآن . وقصارى ما يُقال :أن النظرية الفلكية القائمة اليوم لا تعارض المفهوم الإجمالي لهذا النص القرآني السابق عليها بأجيال ! [1]
المسألة الثانية:عمر المجرة منذ خلقت: فقد قدر الفلكيون عمر مجرتنا هذه بعشرة بلايين سنة، وشمسنا وأرضنا عمرهما حوالى أربعة بلايين ونصف البليون من السنين كما نقل الكاتب عن الدكتور موريس .وهذا العمر لو تأملت ليس في القرآن فيما أعلم أي كلام عنه ولا يضرنا أن يذكره العلم الحديث ويتوصل إليه بل هو مما يسعدنا ،فكل ما فيه سعادة للإنسان ورقي وتقدم ،فهو مطلوب في ديننا ، وذلك وفق منظور ديننا إلى العلم والحياة .قال الله تعالى {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون}وقال تعالى{سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق}وقال تعالى {انظرواماذا في السموات والأرض}.والقرآن الكريم أتى للأمم في كل زمان ومكان.
المسألةالثالثة :المدة التي خلق الله تعالى فيها السماء والأرض خاصة:فهذا ما لايتطرق إليه العلم الحديث ولا يفهمه وإنما مصدره القرآن الكريم والسنة النبوية وما وافقهما .قال الله تعالى {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ}أي ليس في ذلك تعب ولا نصب يمس المولى جل جلاله، لأنه أصلاً لا يجوز عليه ذلك .رغم أن الله قادر على أن يقول لها كن فتكون ،ولكن لا يعني أن ذلك واجب عليه بل هو يخلق كيف يشاء ،فلو شاء ما كان لإيجاد السموات والأرض مدة مقدرة ،ولو شاء لجعلها مقدرة في ستة أيام ،أو أقل ،أو أكثر .فهو يفعل ما يشاء ولا يجب عليه شيء جل جلاله.
وهناك نصوص أخرى دالة على مدة خلق السموات والأرض كالآية التي ذكرها الكاتب،وغيرها من النصوص الشرعية الدالة على أنها ستة ايام.وإلى الآن لا تناقض بين العلم الحديث والحقائق القرآنية الثابتة .وإنما العلم الحديث تكلم عن عمرالمخلوقات لا عن مدة خلقها .بل من الفلكين من لايؤمن بالخالقية أصلاً.وقد قدمت في المسألة السابقة أنه لا مشكلة عندنا في تقدير عمر الأرض والسماء وغيرها من المخلوقات ،وإنما التعارض لو قال أحد من الناس أن الله خلقها في مدة يخالف بها نصوص الحق جل وجلاله . وبه تعلم أن كل التشنيعات التى يشنع بها الملحدون ،إنما هي للجهل بدين الإسلام.وما الكاتب إلا من أولئك الذين يهرفون بما لايعرفون .
فالفرق كبير بين عمر المخلوقات ،وبين مدة خلقها.فمدة خلقها هو ماذكره القرآن قطعاً ،ولا سبيل للعلم الحديث إلى كشفه ،واما عمر الأكوان فقد ذكرته النظريات العلمية ،وهو لايعارض النصوص الشرعية لأنها لم تتكلم عنه أصلاً. سواءً كان نظرية ثابتة أو ستتغير فهو متروك للعقول البشرية تبذل فيه الجهد حسب طاقتها .ولذلك فإن من المغالطة الواضحة قول الكاتب:(ولكننا نعرف الآن أن عمر مجرتنا عشرة بلايين من السنين، ناهيك عن المجرات الأخرى. فأين علم القرآن هنا من العلم الحديث؟
قال الكاتب:ويستمر تسلسل الخلق في القرآن فيقول في سورة الذاريات، الآية 47: " والسماء بنيناها بايدٍ وانا لموسعون". فالله قد بنى السماء اما بأيديه او كلف الملائكة ببنائها وهذا دليل قاطع ان السماء صلبة وبُنيت بايدٍ، وقال الله هذا القول لتأكيد ان السماء صلبة، لانه في العادة اذا اراد شيئاً ان يقول له كن فيكون. فلو اراد الله للسماء ان تكون لقال لها: كوني، فكانت. لكنه للتأكيد قال بنيناها بأيد.
الجواب:أولاً:قوله تعالى والسماء بنيناها بأيد:معناه بقوة وليس كما يتوهم الكاتب.
ثانياً:من اين أتى الكاتب بكون السماء صلبة أو غير صلبة ؟فالآية بينت وصف
الفعل بأنه دال على قوة الله تعالى ،ولم يصف السماء بصلابة ولا بغيرها .فإن كانت السماء صلبة فالله بناها بقوة ،وإن كانت غير صلبة فالله بناها بقوة .فلا يستفيد الكاتب من الآية وصفاً للسماء بالصلابة كما يتخرص .فلو قال لها كن فكانت فلا يدل على أن ذلك بغير قوة كما يوهم الكاتب فلا أدري اين يذهب به التخرص في كل فج.!
ونحن نفهم أن أصل السماء دخان كما قال الله تعالى {ثم استوى إلى السماء وهي دخان} والدخان ليس بصلب كما نعلم .إذا فهم العاقل ذلك فله أن يتعجب من قول الكاتب : وهذا دليل قاطع ان السماء صلبة.!رغم أنه لايوجد دليل من الآية لا قطعاً ولا احتمالاً .ثم إن وصف أصل السماء بأنه دخان يكذب تخرصات الكاتب هداه الله.
قال الكاتب:ويقول الدكتور موريس " وإنا لموسعون" تعني أن الكون أو السماء ما زال يتوسع وينتشر. وهذه حقيقة علمية لكون دوران المجرات يخلق قوة " Centrefugal Force " تجعلها تبتعد عن بعضها البعض.أنتهى ولكن كلمة موسعون في اللغة تعني المال والغنى. وإذا قلنا أوسع الرجل يعني أصبح ذا غنى ومال.
الجواب: أولاً:للقارىءأن يلاحظ أن كتاب الكاتب ألفه لنقد الإسلام ـ كما يزعم ـ لكن من الواضح أن النقد هنا لأشخاص معينين لا للإسلام .لأن الإسلام له مصدران هما الكتاب والسنة .
ثانياً:اعتراض الكاتب على الدكتور مورس يعتبر في غاية السقوط لأن الله تعالى يقول { والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون } فالآن هذا التوسيع هل هو للسماء الذي يتكلم عنهافي الآية أم أراد أن يتكلم عن سعة الرزق لا عن السعة الحسية للسماء .
قال الإمام الزبيدي في شرح القاموس:ووسعه توسيعا : ضد ضيقه كما في الصحاح فاتسع واستوسع : صار واسعاً كما في الصحاح.أنتهى .فهذا معنى السعة في اللغة .
وهي أصلاً تستعمل للسعة الحسية فيقال مكان واسع أي ممتد .ووسّع البيت أي زاد في مساحته .وتستعمل أيضاً لسعة الرزق والمال .
والله موسع بالمعنيين فهو يوسع توسيعاً حسياً كما في الآية الدالة على توسيعه للسماءبقوله تعالى {والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون}ويوسع في الرزق إذا شاء .وعليه فيتبين للقارىء الكريم أن حمل الكاتب للآية على توسعة المال دون توسعة السماء حساً هو تحكم لادليل عليه بل هومحض الهوى.وكلام د:مورس صحيح بلا ريب .
قال الكاتب: وهناك دليل آخر في سورة الأنبياء، الآية 104: " يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب". فلا بد ان تكون السماء صلبة ومسطحة حتى يتسنى له أن يطويها كطي الصحيفة. فكل هذه الآيات تخبرنا ان السماء صلبة ومحسوسة وبنيت وسوف تُطوى كطي السجل.
الجواب:أولاً:السماء :هي كل ما سمى وعلى .مأخوذ معناها من السمو وهو العلو . فالمعنى هنا يشمل الغلاف الجوي والكون المحيط بنا من فضاء ونجوم وكواكب وغيرذلك،مما علمنا ومالم نعلم. فهي تشمل كل ما يحيط بالأرض بدءً من غلافها الغازي, والذي أدرك العلماء منه مساحة يبلغ قطرها 36 ألف مليون سنة ضوئية.فقط.أما ماعدا ذلك فلم يصلوا إليه إلى الآن .
ثانياً:هذا العلو للسماء قد يكون جسماً صلباً كما يقول الكاتب وقد يكون جسماً رقيقاً وقد يكون غير ذلك فلا وجه لحمله على الصلابة دون غيرها لأنه مجرد تحكم .
ثالثاً:الاستدلال بقوله تعالى {يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب } على أن السماء صلبة كلام فارغ من العلم والمعرفة ،لأننا نشاهد الإنسان وهو يطوي الصلب والرقيق طياً حسياًفلا مجال لحمله على الصلابة فقط.
ثالثاً:من اين يستفاد كون السماء مسطحة أم غير مسطحة من الآية التي يستدل بها؟!فالآية لاتدل على أن السماء مسطحة أو غير مسطحة بل وصفت فعل الطي فقط بأنه كطي السجل للكتاب ،ولم تصف السماء بأنها مسطحة ولا غير مسطحة في هذه الآية ،وليس فيها أن السماء كالكتاب بل الوصف لو تأملتم هو للطي ،لا لغير ذلك فهي تُطوى كما يُطوى .
والخلاصة :أن الملحدين يصفون القرآن بمناقضة العلم الحديث في وصف السماء:ولابد أن نستعرض ما قاله القرآن الكريم وهو الحق قطعاً ،وما قاله العلم الحديث حتى نرى هل صدق الملحد؟
أولاًـ قال الله تعالى ((ثم استوى إلى السماء وهي دخان ..)) وسأنقل ماذكره المهندس عبدالدائم كحيل بتمامه حيث قال:
جاءتني رسالة يقول صاحبها: إن القرآن قد أخطأ في كلمة (دخان)!! وحجّته في ذلك أن التعريف العلمي للدخان لا يتطابق مع الحالة السائدة في بداية الكون، حيث كان الكون وقتها يتألف من عنصرين هما غاز الهيدروجين وغاز الهليوم. وأن كلمة (دخان) الواردة في قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} [فصلت: 11].
إنه يقول: إن كلمة (غاز) هي الأنسب من الناحية العلمية من كلمة (دخان). وتذكرتُ الانتقادات التي يوجهها أعداء الإعجاز العلمي لهذه الآية، بل ويشككون في مصداقيتها ويقولون: إن محمداً صلى الله عليه وسلم هو من كتب هذه الآية وأخطأ في وصفه للكون المبكر بكلمة (دخان)!
أستغفرك يارب من قول هؤلاء فأنا لا أشك أبداً بأي كلمة من كلمات كتابك المجيد. وثقتي بما في القرآن هي أكبر من ثقتي بما أراه وألمسه، لأن الحواس قد تخطئ ولكن رب هذا الكون سبحانه لا يُخطئ. وقلت في بداية الأمر: بما أن القرآن نزل في بيئة صحراوية فقد خاطب الناس وقتها بما يدركون. وكلمة (غاز) غير موجودة في اللغة العربية، لأنها كلمة أجنبية، ولذلك يمكن التعبير عنها بكلمة (دخان)، إذن المسألة محسومة.
ولكن تذكرت على الفور بأن القرآن لم ينزل للعرب وحدهم، بل نزل لكل البشر! ولم ينزل لبيئة محددة أو عصر من العصور، بل نزل لكافة العصور ولكل زمان ومكان! فما هو العمل؟ لقد قلتُ في مقالتي "السماء تتكلم": إن القرآن اختصر كل هذه المصطلحات "غيوم من الغاز، غاز حار، غبار، ذرات متأينة.." اختصرها في كلمة جامعة ومعبرة وهي (دُخان)!
غاز أم غبار أم دخان؟
لقد اكتشف العلماء أن الكون في مراحله الأولى امتلأ بالغاز gas، وخصوصاً غاز الهيدروجين وغاز الهيليوم ، ولكنهم اكتشفوا بعد ذلك غباراً كونياً cosmic dustينتشر بين النجوم، ويقولون إنه من مخلفات الإنفجارات النجمية. ولكن الغاز يختلف عن الغبار ويختلف طبعاً عن الدخان. فكيف يمكن التوفيق بين العلم والقرآن، ونحن طبعاً نرفض أن نحمّل الآية ما لا تحتمله من المعاني والدلالات، لكي لا تكون وسيلة للطعن في هذا الدين.وبدأتُ جولة في عالم المكتشفات الكونية وكانت المفاجأة عندما قرأت تصريحاً لأحد علماء الغرب يعترف فيه أن ما كشفوه من غبار كوني لا يمتُّ بصلة للغبار الذي نعرفه ولا يشبهه أبداً، وأن هذا الغبار أشبه ما يكون بدخان السيجارة!!!
فهذا هو الدكتور دوغلاس بيرس يقول بالحرف الواحد:
Unlike household dust, cosmic 'dust' actually consists of tiny solid grains (mostly carbon and silicates) floating around in interstellar space, with similar sizes to the particles in cigarette smoke.
ومعنى ذلك: "الغبار الكوني- والذي لايشبه الغبار المنزلي- في الحقيقة يتألف من حبيبات صلبة دقيقة (وغالباً من الكربون والسيليكون) تسبح في الفضاء بين النجوم، وحجمها مشابه لحجم دخان السيجارة".
ولذلك وجدتُ بأن العلماء يسمون هذا الغبار بالدخان الكوني، بعد أن وجدوا أنه لا يشبه الغبار، بمعنى آخر: التسمية التي أطلقها علماء الفلك خاطئة! ولو تأملنا الأبحاث الصادرة حديثاً نجد أنها تؤكد على هذه التسمية، بل هنالك من العلماء من يصرح بأن أفضل وصف لحقيقة الكون المبكر هي كلمة (دخان).
وهذه إحدى المقالات العلمية الحديثة يصرح كاتبها بالحرف الواحد:
The dust particles that are mixed with the gas are tiny, only a fraction of a micrometer in size, and could therefore better be described as ``smoke´´.
ومعنى ذلك أن: ذرات الغبار الممزوج بالغاز دقيقة، وحجمها يساوي جزء من الميكرون فقط، ولذلك فإن أفضل وصف لها "دخان".وسبحانك يا من أحكمت آيات كتابك العظيم! يحتار العلماء في مصطلحاتهم وتعابيرهم، فتارة يقولون عن الكون البدائي "غاز" ثم تتطور معرفتهم بالكون فيقولون "غبار" ثم بعد ذلك يتضح لهم أن الغبار لا يشبه الغبار الذي نعرفه ، ويدركون بعد سنوات طويلة بأن الكلمة الأفضل لوصف حالة الكون في مراحله الأولى هي "دخان" أي smoke، بينما كتاب الله تعالى أعطانا الكلمة الأنسب منذ 1400 سنة ولم تتغير!

شكل (1) في البداية ظن العلماء أن الكون في مراحله المبكرة كان يحوي الغاز فقط أي غاز الهيدروجين والهيليوم، لذلك أطلقوا عليه كلمة gas

شكل (2) لقد اكتشف العلماء بعد ذلك أن الكون مليء بالغبار، وليس الغاز فقط. لذلك أطلقوا عليه اسم آخر هو الغبار الكوني cosmic dust

شكل (3) وأخيراً وبعد أن فحص العلماء الغبار الكوني، تبين أنه لا يشبه الغبار وأن هذه التسمية خاطئة، وأنه يشبه إلى حد كبير الدخان في حجمه وتركيبه، فأطلقوا عليه اسم الدخان smoke. وهذا الاسم الأخير ثبت لهم يقيناً بعدما استطاعوا أن يحللوا عينات ملتقطة حديثاً من الغبار الكوني، وتبين أنها تعود إلى بلايين السنين وهي تمثل الكون في مراحله الأولى، وهذا يتطابق مئة بالمئة مع قوله تعالى: (ثم استوى إلى السماء وهي دخان)، فهل هذه مصادفة أم معجزة؟ أنتهى كلامه وفقه الله.
ثانياً:المصابيح الكونية:رغم أن النجوم التي نراها مصابيح للدلالات وزينة للسماء إلا أن العلم الحديث اكتشف معنى أخر يضاف للمعنى السابق لمعنى الآية الكريمة{ ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح } وأنقل من مقال للمهندس :عبدالدائم كحيل بتصرف للأختصار:جميع علماء الفضاء يقررون أن الكون كان مليئاً بغاز حار ثم تبرد وأول ما تشكل هو النجوم. والقرآن يقرر بأن السماء أو الكون كان دخاناً ثم زيَّن الله السماء بالنجوم وسماها المصابيح، وهنا لا بدّ من تساؤل:لماذا لم يقل الله تعالى في هذه الآية بالذات التي في سورة فصلت: وزينا السماء الدنيا بنجوم، أو كواكب أو مجرات... ؟ لماذا ذكر المصابيح في هذه المرحلة من عمر الكون عندما كان دخاناً؟ ونحن نعلم من خلال معاجم اللغة العربية بأن المصباح يستخدم لإضاءة الطريق، ونعلم بأن ضوء هذه النجوم لا يكاد يرى، فكيف سمى القرآن هذه النجوم بالمصابيح، فماذا تضيء هذه المصابيح؟ هذا التساؤل تطلب مني رحلة شائكة في عالم الاكتشافات الكونية حول الكون المبكر وتشكل النجوم والدخان الكوني، ولكن الذي أدهشني بالفعل أن العلماء التقطوا صوراً رائعة للنجوم شديدة اللمعان أو الكوازرات، وأدركوا أن هذه النجوم الأقدم في الكون تضيء الطريق الذي يصل بيننا وبينها، وبواسطتها استطاع العلماء دراسة ما حولها واستفادوا من إضاءتها الهائلة والتي تبلغ ألف شمس كشمسنا!!!لذلك أطلقوا عليها اسماًَ جديداً وغريباً وهو "المصابيح الكاشفة" أي flashlights ، وسبحان الذي سبقهم إلى هذا الاسم فقال عن النجوم التي تزين السماء: (زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [فصلت: 12]. ألا نرى من خلال هذا الاسم التطابق الكامل بين ما يكشفه العلم من حقائق كونية يقينية، وبين كلمات القرآن الكريم؟ ولكي يكون كلامنا موثقاً وعلمياً وفيه رد على أولئك المشككين بالإعجاز العلمي والكوني لكتاب الله تعالى، سوف نأتي بأقوال العلماء بحرفيتها ومن مصادرها.لقد جاء في إحدى المقالات بعنوان: "متى تشكلت الأبنية الكونية الأولى" . [2]، يقولون بالحرف الواحد:
"Since light from a quasar illuminates all of the material along its path to us, quasars serve as distant flashlights revealing the properties of the early universe".
وهذا معناه: "بما أن النجوم اللامعة تُنير كل المادة على طول الطريق الواصل إلينا، فإن هذه النجوم تعمل مثل مصابيح كاشفة بعيدة تكشف خصائص الكون المبكر".وقد وجدتُ بأن جميع العلماء عندما يتحدثون عن هذه النجوم المبكرة البرّاقة يشبهونها بالمصابيح، حتى إن أحد هؤلاء العلماء يقول [3]:
"they act as the brightest flashlights"
ومعنى هذا الكلام : "إن هذه النجوم تعمل مثل المصابيح الأكثر لمعاناً". [4].
إن هؤلاء العلماء عندما رأوا هذه النجوم البعيدة، رأوا تطابقاً تاماً بينها وبين المصابيح التي تضيء لهم الطريق، ولذلك سارعوا إلى تسميتها بهذا الاسم، وسبحان من سبقهم إلى هذا الاسم، كيف لا يسبقهم وهو خالق المصابيح وخالق الكون!ونتساءل...ما معنى هذا التطابق والتوافق بين ما يكشفه العلماء في القرن الحادي والعشرين وبين كتاب أُنزل قبل أربعة عشر قرناً؟ وما معنى أن يسمي العلماء الأشياء التي يكتشفونها تسميات هي ذاتها في القرآن وهم لم يقرءوا القرآن؟إنه يعني شيئاً واحداً وهو أنكم أيها الملحدون المنكرون لكتاب الله وكلامه، مهما بحثتم ومهما تطورتم ومهما اكتشفتم، فسوف تعودون في نهاية الطريق إلى هذا القرآن، وسوف ترجعون إلى خالقكم ورازقكم والذي سخر لكم هذه الأجهزة لتشاهدوا خلق الله تعالى وآياته ومعجزاته، والذي تعهّد في كتابه بأنه سيُريكم آياته في الآفاق وفي القرآن حتى تستيقنوا بأن هذا القرآن هو كلام الله الحق. فهل تبيّن لكم الحقّ؟ إذن استمعوا معي إلى هذا البيان الإلهي المحكم: (سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ
رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ) [فصلت: 53-54].
1- يقول العلماء: إن المرحلة التالية للدخان (أو الغاز الحار والغبار) كانت تشكل النجوم اللامعة أو الكوازارات، وعندما درسوا هذه النجوم وجدوها تعمل عمل المصابيح فهي تكشف وتنير الطريق الواصل إلينا ويمكن بواسطتها رؤية الأجسام المحيطة بها. والإعجاز الأول هنا يتمثل في السبق العلمي للقرآن في تسمية هذه النجوم بالمصابيح، بما يتطابق مئة بالمئة مع ما يراه العلماء اليوم. أما الإعجاز الثاني فيتمثل في أن القرآن حدد المرحلة الزمنية التي تشكلت فيها هذه النجوم وهي المرحلة التالية لمرحلة الذخان.
2-إننا نجد في قول الله تعالى: (وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ)، حديثاً عن زينة السماء بالنجوم البراقة، وهذا ما يتحدث عنه العلماء اليوم. فهم يشبهون هذه النجوم والمجرات والتي تشكل النسيج الكوني باللآلئ التي تزين السماء!! وهذا سبق علمي للقرآن في استخدام التعابير الدقيقة والمتوافقة مع الواقع [5].
8- لو تأملنا النص القرآني لوجدنا بأن الخطاب فيه موجه للكفار الذين لا يؤمنون بالخالق تبارك وتعالى: (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ * ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيم) [فصلت: 9-12].ِ وهذا يشير إلى أن هؤلاء الملحدين هم من سيكتشف هذه الحقائق الكونية، وهم من سيراها، وهذا سبق علمي للقرآن في تحديد من سيرى هذه الحقائق، لذلك وجَّه الخطاب لهم.
..وفي نهاية هذا البحث لا نملك إلا أن نسجد خشوعاً أمام عظمة كتاب الله تعالى وأمام عظمة إعجازه، ولا نملك إلا أن نردّد قول الحق جلّ وعلا: (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) [النمل: 93].أنتهى كلام المهندس :عبدالدائم كحيل.
وأخيراً:فإننا نؤمن بكون النجوم مصابيحاً ورجوماً للشياطين لأن الله تعالى ذكر ذلك سواء اكتشفها العلم الحديث ،أو لم يكتشفها .كما أننا نؤمن بأن السماء بنيت بقوة وبكل ماورد في القرآن وصحيح السنة عن السماء وغيرها.



________________________________________



________________________________________


________________________________________

غير معرف يقول...

(((((((((((الردالرد علي زيكو حرامي العلقة؟؟؟للدكتور "ابراهيم عوض))))))))))))))))))))))======== :::استعلن القوم فى المهجر بقلة الأدب والسفالة التى كانوا يخفونها تحت رداء الرقة والسماحة والمحبة الكاذبة، وأخذوا يشتمون رسول الله أبشع الشتائم: فهو مرة الرسول المخنَّث، ومرة الرسول النّكَّاح، ومرة الشيطان الكافر المنافق القاتل الزانى اللص. كما سَمَّوْا كتاب الله: "قرآن سافو"، و"قرآن رابسو"، و"الوحى الشيطانى"، ووصفوا المسلمين بأنهم كفرة منافقون زناة أولاد زانيات، وألفوا قرآنا كاذبا مزيفا وأطلقوا عليه "الفرقان الحق" تصورا من الأوغاد الأوباش أن بمقدورهم إزاحة كتاب الله وإحلال هذا العهر محله. ولم يكتفوا بهذا بل يرسلون إلينا بخطابات مشباكية ويصرخون فى الفضائيات يهددوننا بأمريكا التى ستأتى وتمحقنا وتعيد دين الله إلى البلاد التى جاء منها، وكأن دينهم صناعة مصرية ولم يأت هو أيضا من خلف الحدود، فضلا عن أن الإسلام لم يتعرض لما تعرض له دينهم من عبث وتحريف... إلى آخر ما يفعلون مما يدل على أنهم قد فقدوا عقولهم وليس فى أيديهم شىء يمكن أن يجادلوا به. وقد كنا نسمع هذا كله ونقرؤه وأكثر منه ثم نسكت ونقول: إذا كان هؤلاء الشراميط مجانين فلنكن نحن عقلاء. ويبدو أن ذلك الموقف المتسامى قد غرَّهم فظنوا أن الساحة خالية لهم يقولون فى ربنا ونبينا وكتابنا وفينا نحن أنفسنا وفى أمهاتنا وآبائنا ما يشاؤون دون رقيب أو حسيب. لكن الكيل قد فاض، فكان لا بد من الرد على هذه السفالات والبذاءات. وفى القرآن الكريم: "فمن اعتدى عليكم فاعْتَدُوا عليه بمثل ما اعْتَدَى عليكم"، "وإنْ عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به"، وفى الأمثال والحِكَم التى يرددها العقلاء من جيل إلى جيل: "الشر بالشر، والبادئ أظلم". وفى هذه الهوجة كتب القُمّص المنكوح فى موقعه المعروف على المشباك كلمة بعنوان "بين السيد المسيح والنبى محمد فى القرآن والإنجيل" يقارن فيها بين عيسى بن مريم والرسول الكريم بغية الوصول إلى أن ثمة فرقا شاسعا لا يمكن اجتيازه بين المسيح (الله أو ابن الله) وبين محمد، الذى ينكر القُمّص المنكوح نبوّته كفرا منه وحمقا سيورده بمشيئة الله موارد الجحيم إلا إذا كتب الله له توبةً قبل أن يغرغر. وتقوم الكلمة المأبونة كصاحبها على أساس أن القرآن الكريم يقول فى المسيح كذا وكذا مما لم يذكره لمحمد، وهو ما يدل فى نظر المأبون على أن محمدا رجل كذاب، وأن عيسى بن مريم إله أو ابن للإله، وذلك على النحو التالى:

"المسيح فى القرآن هو:

1ـ كلمة الله 2ـ وروح منه 3ـ آية من الله

4ـ بلا مساس من البشر 5ـ وأنه تكلم فى المهد 6ـ وخلق طيراً

7ـ شفى المرضى 8ـ أقام موتى 9ـ تنبأ بالغيب

10ـ مؤيد بالروح القدس 11ـ مباركاً 12ـ خلت من قبله الرسل

13ـ ممسوح من الأوزار والخطايا 14ـ صعد إلى السموات 15ـ سيأتى حكماً مقسطاً

16 ـ وأنه وجيهاً فى الدنيا والآخرة". ودائما ما يختم الأحمق كلامه فى كل موضوع من هذه المواضيع بالسؤال التالى: وماذا عن محمد؟ وهو سؤال لا يحتاج إلى شرح ما يحمل فى طياته من مغزًى كما هو بَيِّنٌ واضح. وسوف نتناول ما قاله هذا المنكوح بمنطق باتر لا يفهمه لا هو ولا أمثاله ممن تعودوا على الإيمان بما لا يعقلون، بل يرددون ما يُلْقَى إليهم دون وعى ولا إدراك ولا ذوق؟؟؟وسنبدأ بما قاله عن وصف القرآن للسيد المسيح بأنه "كلمة الله". وهذا كلامه بنصّه: "المسيح هو كلمة الله : (1) (النساء 4: 171) "إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه". (2) (سورة آل عمران 3: 45) "إذ قالت الملائكة: يا مريم، إن الله يبشرك بكلمة منه، إسمه المسيح عيسى ابن مريم، وجيهاً فى الدنيا والآخرة ومن المقربين".(3) (يوحنا 1: 1،2،14) "فى البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله، هذا كان فى البدء

عند الله. كان فى البدء عند الله. والكلمة صار جسداً وحل بيننا، ورأينا مجده مجداً كما لوحيد من الآب". (4) معنى الكلمة فى اللغة اليونانية التى كُتب بها الكتاب المقدس هى : لوغوس: أى عقل الله الناطق". والواقع أننى لا أدرى كيف يمكن الوصول إلى النتيجة التى يريدها هذا الأفاك من النصوص القرآنية التى أوردها. إن القرآن يؤكد أن المسيح عليه السلام لم يكن سوى رسول، أى أنه لم يكن إلها أو ابن إله، إذ ليس للقَصْر فى هذا الموضع إلا ذلك المعنى. بل إن مجرد كونه رسولا ليس له من معنى إلا أنه كان بشرا، فقد جاء فى القرآن عن الرسل قوله سبحانه وتعالى: "وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نُوحِى إليهم" (يوسف/ 109، والنحل/ 43)، "ولقد أرسلنا رُسُلاً من قَبْلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية" (الرعد/ 38)، "يا بنى آدم، إمّا يأتينّكم رسل منكم (أى بشر مثلكم)..." (الأعراف/ 35). أى أن الرسل لم يُبْعَثوا إلا من البشر، سواء قلنا إن "الرجال" هنا معناها "البشر" على وجه العموم (جمع "رَجُل" و"رَجُلَة") أو "الذكور" منهم خاصة. ذلك أن الوثنيين كانوا يستنكرون أن يكون الرسول من البشر، قائلين: "أَبَعَث اللهُ بشرًا رسولا؟" (الإسراء/ 94)، فرَدَّ القرآنُ عليهم: "قل: لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنّين لنزّلنا عليهم من السماء مَلَكًا رسولا" (الإسراء/ 95). وبالمثل يقع النص التالى قريبا من هذا المعنى: "وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الأَمْرُ ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ* وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ " (الأنعام/ 8- 9). فمعنى أن المسيح عليه السلام لم يكن سوى رسول أنه كان بشرا من البشر. وقد قال القرآن هذا ردًّا على كفر النصارى الذين ألّهوه عليه السلام كما هو معروف، لكن زيكو مزازيكو يظن بخيابته أنه يستطيع خداع القراء، على حين أنه لا يخدع إلا نفسه ومن على شاكلته ممن يعيشون على الكذب والتدليس. ويا ليته تدليس ذكى، إذن لكنا أُعْجِبْنا ببهلوانيته وتنطيطه، لكنه تدليس غبى مثل صاحبه لا يبعث على الإعجاب، بل على البصق على وجه المدلِّس الكذاب!

أما وصف القرآن له عليه السلام بأنه كلمة من الله فمعناه أنه قد خُلِق بالأمر المباشر لأنه لم تكتمل له الأسباب الطبيعية التى تحتاجها ولادة طفل جديد: وهى الاتصال الجنسى بين رجل وامرأة، وتأهّل كليهما للإنجاب، ووقوع الاتصال فى الأوقات التى يمكن أن يتم فيها الحمل، وغير ذلك. والمقصود أن الله قد قال له: "كن" فكان، وهو نفسه الحال فى خَلْق آدم: "إنّ مَثَلُ عيسى عند الله كمَثَل آدم. خلقه من تراب، ثم قال له: كن، فيكون" (آل عمران/ 59). إن الكذاب البهلوان يحاول الاستشهاد بالقرآن، فكان من الواجب عليه الأمانة فى النقل عن القرآن وعدم اقتطاع أى نص من نصوصه من سياقه العام ولا من سياقه فى الآيات التى تحيط به...إلخ.

ثم إن المدلّس البهلوان يسوق لنا كلام يوحنا ليدلل به على ألوهية المسيح عليه السلام، وهو: "فى البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله، هذا كان فى البدء عند الله. والكلمة صار جسدا وحل بيننا، ورأينا مجده مجدا كما لوحيد من الآب" (يوحنا 1: 1، 2، 14). وهذا كلام مضحك لا يوصّل لشىء مما يريد أن يدلّس به علينا، إذ إن يوحنا يتناقض من كلمة للكلمة التى تليها مباشرة، وليس عنده البراعة فى حَبْك البكش الذى يمارسه للأسف. كيف؟ لقد قال فى البداية إن الكلمة كان (أو كانت) عند الله. أى أنها لم تكن هى الله، بل عند الله. ذلك أن الشىء لا يكون عند نفسه، بل عند غيره. لكن يوحنا سرعان ما ينسى فيقول إن الكلمة التى كانت عند الله هى الله ذاته. الله أكبر! ثم لا يكتفى جنابه بهذا أيضا بل يمضى فى التخبط قائلا إن الكلمة كانت كالابن الوحيد للأب (أو "الآب")، وكل ذلك فى سطرين اثنين لا غير! ومع ذلك كله فإنه لا يكتفى بهذا ويكفأ على الخبر الفاضح ماجورا، بل يأبى إلا أن تكون الفضيحة من النوع ذى الجلاجل، أى الأجراس والشخاليل، حتى يمكن أى راقصة شرقية أن تتشخلع عليها وتأخذ راحتها على الآخر وتكون الليلة ليلة فُلَّلِيّة! ولهذا نراه يقول إن معنى "الكلمة" فى اللغة اليونانية التى كُتب بها الكتاب المقدس هى "لوغوس"، أى عقل الله الناطق. الله أكبر مرة أخرى وثالثة ورابعة وعاشرة ومائة وألفا ومليونا... إلى ما شاء الله!

معنى هذا أن البكّاش قد جعل هو ويوحناه من "الكلمة" شيئا عند الله، ثم عادا فجعلاها هى الله ذاته، ثم عادا فجعلاها ابنه الوحيد، ثم عادا فجعلاها عقل الله (عقل الله الناطق من فضلك، وليس عقله الأخرس الأبكم. ترى هل هناك عقل ناطق وعقل ساكت؟ ولمن؟ لله سبحانه!). فتعالَوْا "أيها المتعبون والثقيلى الأحمال" نحاول معا أن نحل هذه الفزورة (أو "الحزورة" كما يقول بعض الأطفال)! أما إنك يا زيكو "لَوَضِيعٌ ومتواضعُ العقل" كما جاء فى كتابك المقدس، مع استبدال "الوضيع" بــ"الوديع" و"العقل" بــ"القلب" لتناسب الموقف المضحك الذى نحن فيه! طيب يا وضيع يا متواضع العقل، ألم تفكر فيما سيحدث لله حين يتركه عقله ويأتى فيتجسد فى دنيانا؟ ترى كيف سيدبر سبحانه العالم بدون عقل؟ ألا خيبة الله على عقلك التَرَلَّلِى أنت وقائل هذا السخف! يا أيها الوضيع المتواضع العقل، إننا الآن فى القرن الحادى والعشرين، وأنت وأمثالك ما زلتم ترددون هذا الكلام المضحك الذى تحاول أن تضحك علينا به ويقول الغربيون إنهم قد تجاوزوه، على حين أنهم فى أوروبا و"أمريكا يا ويكا" يشجعونك أنت وأشباهك من المعوقين عقليا ونفسيا على ترديد هذا الكلام! لا وإيه؟ إنهم يشجعونكم على محاولة تنصير أولادنا وبناتنا وتحويلهم إلى مجموعة من المعاتيه المخابيل عَبَدة الخِرْفان ذات الجِزّة الصوفية المعتبرة التى يمكن بعد ذبحها وأكلها أن نتخذها "فروة" نفرشها تحت أقدامنا فى ليالى الشتاء الباردة فنكون قد استفدنا من الخروف لحما وصوفا ولم نرم منه إلا المصارين والأظلاف والقرون! لا بل إننا لنستطيع أن نصنع من المصارين (بعد غسلها جيدا) سجقا لذيذا، ومن الأظلاف والقرون غِرَاءً نلصق به شفتيك النجستين فلا تزعجنا بعدها بكلامك هذا الأبله!

ليس ذلك فقط، بل إن الوغد ليتكلف خفة الظل تكلفًا رغم ثقل روحه، فيسوق قوله تعالى: "قل: سبحان ربى! هل كنت إلا بشرًا رسولاً؟" (الإسراء/ 93)، "إنما أنا بشرٌ مثلكم" (الكهف/ 110، وفُصِّلَتْ/ 6) دليلا على أن القرآن، فى الوقت الذى يحكم فيه لعيسى أنه ابن الله أو الله نفسه، يقول عن محمد إنه ليس سوى رسول. وهذا كله كذب وخداع لا أدرى كيف يجرؤ أى إنسان يحترم نفسه ويقول إنه على الحق أن يُقْدِم عليه! أيمكن أن يُقْبِل مثل ذلك الشخص على الكذب بهذا الأسلوب المفضوح السخيف؟ لقد كان على الرجل، إذا تنازلنا وقلنا عن أمثاله إنهم رجال، أن يُطْلِع قارئه على الآيات القرآنية الكريمة التى تنفى الألوهية تماما عن عيسى عليه السلام وتؤكد أنه مجرد إنسان كسائر الناس، يأكل ويشرب ويدخل الحمام ليعمل كما يعمل الناس، وأنتم تعرفون بطبيعة الحال ماذا يعمل الناس فى الحمام! أليس كذلك؟ أم أقول لكم ماذا كان يفعل هناك؟ لا، لا داعى للإحراج، ولا داعى لأن تدفعونى إلى التصريح بأنه كان يتبول ويتبرز، لأن التصريح هنا لا يصح! ثم أى إله ذلك الذى كان يعملها على روحه وهو طفل صغير فتمسحها له أمه بخرقة؟ يا له من إله! أم تراكم تقولون إنه كان يتبول عصيرًا، ويتبرز كفتةً وكبابًا؟ لكنه لن يكون حينئذ أيضا إلا بشرا لأن الآلهة لا تتبول ولا تتبرز على أى نحو! ثم يجد المتاعيس فى أنفسهم جرأة ليشتموا رسولنا ويقولوا عنه: "الرسول النكّاح". طيب، وما له؟ فلم إذن خُلِق الرجال إذا لم ينكحوا النساء؟ أم تراهم يُنْكَحون كالنساء مثلما يُنْكَح أشباه هذا الجلف من القساوسة والأساقفة ممن كانوا طول عمرهم يُنْكَحون، ثم لم يعودوا الآن فى بلاد الغرب يهتمون بالتوارى عن الأنظار والاستخفاء بهذا الرجس عن عيون الناس فأصبحوا يعلنون أنهم يُنْكَحون، مع أننا نعرف أنهم كانوا كذلك من قديم الأزل، لأن الإنسان إما ناكح أو منكوح يا زيكو يا أبا المناكيح!

قال تعالى: "لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ* لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ* أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ* مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآَيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ* قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ* قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ" (المائدة/ 72- 77)، "وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ علاّمُ الْغُيُوبِ* مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ" (المائدة/ 116- 117)، "وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ* اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاّ لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ" (التوبة/ 30- 31). كما مر قبل قليل أن عيسى مثل آدم: كلاهما مخلوق بكلمة "كن" لا من اتصال رجل بامرأة!

ويستمر زيكو مزازيكو فى تخاريفه التى يخال أنها يمكن أن تجوز على العقول، غير دارٍ أن عقول الآخرين ليست كلها كعقله الضحل المتهافت، فتراه يستشهد على زعمه أن المسيح يختلف عن الرسول الكريم (فى أنه روح، وبالتالى فإنه إله لا إنسان) بقوله جل جلاله: "إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه" (النساء/ 171). ثم يعقب قائلا إن "البعض يعترض بأن معنى "روح" الله أى "رحمة" من الله. والواقع أنا لا أدرى لماذا يموّه المسلمون الحقائق. ففى "المعجم الوسيط" (الجزء الأول ص 380) تجد هناك كلمتين : 1ـ (الرَّوْحُ): [بفتح الراء وسكون الواو] معناها: الراحة أو الرحمة. أو نسيم الريح. 2ـ (الرُّوحُ): [بضم الراء ومد الواو] معناها: النفس. و(رُوحُ القدُس): [عند النصارى] الأقنوم الثالث. ويقول البعض أن المقصود بروح القدس فى القرآن هو جبريل عليه السلام (سيأتى الحديث عن ذلك بعد قليل). وقد يعترض البعض أيضاً بأن مَثَل المسيح أنه روح من الله كمَثَل آدم الذى قيل عنه: "ونفختُ فيه من روحى" [سورة الحجر/ 29، وسورة ص/ 72]. فدعنا نناقش هذا الرأى. بمقارنة ما قيل عن المسيح وعن آدم نجد اختلافاً كبيراً
أدم (ونفختُ فيه من روحى ) (هذا التعبير الذى قيل عن آدم ليس كالتعبير الذى قيل عن المسيح، بل كالتعبير الذى قيل عن مريم: [الأنبياء/ 91] "والتى أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا" فهل نحن نؤله العذراء؟)


المسيح : (إنما المسيح ... روح منه ) (ومعنى روح منه : يتطابق مع الآيات القرآنية التى تتحدث عن تأييد السيد المسيح بالروح القدس، وهو فى المهد، كما توضح الآيات التالية …)

ومن الواضح الجلى أن الرجل قد غُشِّىَ على عقله تماما، إذ مهما يكن معنى الروح فى كلام القرآن عن عيسى عليه السلام فلا ريب أن "الروح" هنا هى نفسها الروح فى حال سائر البشر، أما ما يقوله هو فكلام فارغ لا سبيل إلى صحته أبدا. كيف؟ يقول زكزك إن القرآن يقول عن آدم: "ونفحتُ فيه من روحى"، مثلما يقول عن مريم: "ونفخنا فيها من روحنا". أى أن النفخ، حسبما يقول، لم يتم فى آدم وعيسى، بل فى آدم ومريم، فلا وجه للشَّبَه إذن بين آدم وعيسى. أتعرف أيها القارئ ما الذى يترتب على هذا؟ الذى يترتب عليه هو أن يكون الخارج من آدم ومريم متشابهين، أى أن البشر جميعا (وهم الذين خرجوا من صلب آدم) يشبهون عيسى (الذى خرج من رحم مريم). وعلى هذا فإما أن نقول إن الطرفين جميعا (البشر من ناحية، وعيسى من الناحية الأخرى) آلهة إذا قلنا إن "الروح" هنا تعنى "الألوهية"، أو أن نقول إنهما جميعا بشر على أساس أن "الروح" تعنى "الحياة والوعى والإرادة وما إلى ذلك". واختر يا زيكو ما تحب، ولكن عليك أن تعرف أن الطريق أمامك إلى التمييز بين عيسى عليه السلام وأبناء آدم مسدود، إذ هما شىء واحد. ويبقى آدم نفسه: فأما الإسلام فيقول إنه بشر مخلوق من طين، وأما الكتاب المقدس فيقول فى نسبه إنه ابن الله، فى الوقت الذى ينسب عيسى إلى يوسف النجار. يا ألطاف السماوات! هكذا؟ نعم " هكذا ببساطة وبكل وضوح!": "ولما ابتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنة وهو على ما كان يظن ابن يوسف بن هالي 24 بن متثات بن لاوي بن ملكي بن ينّا بن يوسف 25 بن متاثيا بن عاموص بن ناحوم بن حسلي بن نجّاي 26 بن مآث بن متاثيا بن شمعي بن يوسف بن يهوذا 27 بن يوحنا بن ريسا بن زربابل بن شألتيئيل بن نيري 28 بن ملكي بن أدي بن قصم بن ألمودام بن عير 29 بن يوسي بن أليعازر بن يوريم بن متثات بن لاوي 30 بن شمعون بن يهوذا بن يوسف بن يونان بن ألياقيم 31 بن مليا بن مينان بن متاثا بن ناثان بن داود 32 بن يسّى بن عوبيد بن بوعز بن سلمون بن نحشون 33 بن عميناداب بن ارام بن حصرون بن فارص بن يهوذا 34 بن يعقوب بن اسحق بن ابراهيم بن تارح بن ناحور 35 بن سروج بن رعو بن فالج بن عابر بن شالح 36 بن قينان بن ارفكشاد بن سام بن نوح بن لامك 37 بن متوشالح بن اخنوخ بن يارد بن مهللئيل بن قينان 38 بن انوش بن شيت بن آدم ابن الله" (لوقا/ 3). فالمسيح، كما هو واضح من النص، لم يُنْسَب لله، بل الذى نُسِبَ لله هو آدم! يعنى؟ يعنى أن الكتاب المقدس نفسه يضع آدم فى مكانة أعلى بما لا يقاس بالنسبة للمسيح، عليهما جميعا السلام. وغنى عن القول إننا لا نولى هذا الكلام المضحك شيئا من الاهتمام على الإطلاق!

وفى النص التالى، وهو عبارة عن الإصحاح الأول كله من إنجيل متى، نقرأ: "كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن ابراهيم . 2 ابراهيم ولد اسحق . واسحق ولد يعقوب . ويعقوب ولد يهوذا واخوته . 3 ويهوذا ولد فارص وزارح من ثامار . وفارص ولد حصرون . وحصرون ولد
ارام . 4 وارام ولد عميناداب . وعميناداب ولد نحشون . ونحشون ولد سلمون . 5 وسلمون ولد بوعز من راحاب . وبوعز ولد عوبيد من راعوث . وعوبيد ولد يسى . 6 ويسى ولد داود الملك . وداود الملك ولد سليمان من التي لأوريا. 7 وسليمان ولد رحبعام. ورحبعام ولد ابيا . وابيا ولد آسا . 8 وآسا ولد يهوشافاط . ويهوشافاط ولد يورام . ويورام ولد عزيا. 9 وعزيا ولد يوثام . ويوثام ولد آحاز . وآحاز ولد حزقيا . 10 وحزقيا ولد منسّى . ومنسّى ولد آمون . وآمون ولد يوشيا . 11 ويوشيا ولد يكنيا واخوته عند سبي بابل . 12 وبعد سبي بابل يكنيا ولد شألتيئيل . وشألتيئيل ولد زربابل . 13 وزربابل ولد ابيهود . وابيهود ولد الياقيم . والياقيم ولد عازور . 14 وعازور ولد صادوق . وصادوق ولد اخيم. واخيم ولد اليود . 15 واليود ولد أليعازر . وأليعازر ولد متان . ومتان ولد يعقوب . 16 ويعقوب ولد يوسف رجل مريم التي ولد منها يسوع الذي يدعى المسيح . 17 فجميع الاجيال من ابراهيم الى داود اربعة عشر جيلا . ومن داود الى سبي بابل اربعة عشر جيلا. ومن سبي بابل الى المسيح اربعة عشر جيلا 18 اما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا . لما كانت مريم امه مخطوبة ليوسف قبل ان يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس . 19 فيوسف رجلها اذ كان بارا ولم يشأ ان يشهرها اراد تخليتها سرّا . 20 ولكن فيما هو متفكر في هذه الامور اذا ملاك الرب قد ظهر له في حلم قائلا يا يوسف ابن داود لا تخف ان تأخذ مريم امرأتك . لان الذي حبل به فيها هو من الروح القدس . 21 فستلد ابنا وتدعو اسمه يسوع لانه يخلّص شعبه من خطاياهم . 22 وهذا كله كان لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل . 23 هو ذا العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا 24 فلما استيقظ يوسف من النوم فعل كما امره ملاك الرب واخذ امرأته . 25 ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر . ودعا اسمه يسوع". ولاحظ كيف أن سلسلة نسب المسيح تمر قبله مباشرة بيوسف النجار. لماذا؟ أترك الجواب لعبقرية زكازيكو تفكر فيه على مهل! إذن فآدم (وليس المسيح) هو ابن الله، أما المسيح فابن ... ابن من؟ حزّر فزّر! وبالمناسبة فلم يحدث قط أن سُمِّىَ المسيح عليه السلام: "عمّانوئيل" من أى إنسان، رغم أن هذا الاسم يُطْلَق على كثير من الناس الذين ليسوا بأبناء لله! كما أن النص يقول إنها ستسميه: "يسوع" لكى تتحقق النبوءة القديمة التى تقول إنه سيسمَّى: "عمانوئيل"‍‍! أرأيتم الضلال والغباء والعمى الحيسى؟ فكأن الله يأبى إلا أن يخزى القوم فى كل ما يقولون كذبا وبهتانا عن عيسى وبنوته لله سبحانه، ومن فمهم وبلسانهم نفسه يُدَانُون!

وكان الناس جميعا يقولون إن أبا عيسى هو يوسف النجار. لا أقول ذلك من عندى، بل تذكره أناجيلهم التى نقول نحن إنها محرفة فيكذّبوننا عنادا وسفاهة! لقد كتب يوحنا فى إنجيله (1 / 5) أن الناس كانت تسميه: "ابن يوسف"، وهو نفس ما قاله متى (1 / 55) ولوقا (3 / 23، و 4/ 22)، وكان عيسى عليه السلام يسمع ذلك منهم فلا ينكره عليهم. بل إن لوقا نفسه قال عن مريم ويوسف بعظمة لسانه مرارًا إنهما "أبواه" أو "أبوه وأمه" ( 2 / 27، 33، 41، 42 ). كذلك قالت مريم لابنها عن يوسف هذا إنه أبوه (لوقا /2 /48). وقد رأينا كيف أن الفقرات الست عشرة الأولى من أول فصل من أول إنجيل من الأناجيل المعتبرة عندهم، وهو إنجيل متى، تسرد سلسلة نسب المسيح بادئة بآدم إلى أن تصل إلى يوسف النجار ("رجل مريم" كما سماه مؤلف هذا الإنجيل) ثم تتوقف عنده. فما معنى هذا للمرة الثانية أو الثالثة أو الرابعة...؟ لقد توقعتُ، عندما قرأت الإنجيل لأول مرة فى حياتى، أن تنتهى السلسلة بمريم على أساس أن عيسى ليس لـه أب من البشر، إلا أن الإنجيل خيَّب ظنى تخييبا شديدا، فعرفتُ أنّ من طمس الله على بصيرته لا يفلح أبدا؟؟؟=====أما إذا أصر الرجل (الرجل مجازا فقط) على القول بأن عيسى هو ابن الله، فليكن صادقا وشريفا مرة واحدة فيذكر أن كلمة "ابن الله" أو "أبناء الله" قد أُطْلِقت فى كتابه المقدس على بَشَرٍ كثيرين منذ أول الخليقة حين سُمِّىَ آدم كما رأينا: "ابن الله". وهذه شواهد على ما نقول، وهى أكبر برهان على أن كل ما يزعمه القوم هو كلام باطل: باطل بأدلة من كتابهم المقدس نفسه لا من العقل والمنطق فحسب،

فضلا عن القرآن الكريم: "وحدث لما ابتدأ الناس يكثرون على الارض وولد لهم بنات 2 ان ابناء الله رأوا بنات الناس انهنّ حسنات. فاتّخذوا لانفسهم نساء من كل ما اختاروا... وبعد ذلك ايضا اذ دخل بنو الله على بنات الناس وولدن لهم اولادا . هؤلاء هم الجبابرة الذين منذ الدهر ذوو اسم 4" (تكوين/ 6)، "‎قدموا للرب يا ابناء الله قدموا للرب مجدا وعزّا" (مزمور/ 1/ 29)، ‎” من في السماء يعادل الرب . من يشبه الرب بين ابناء الله" (مزمور/ 6/ 89)، "اسرائيل ابني البِكْر" (خروج/ 1/ 22، و4/ 22- 23). كما يصف الله داود قائلا: "أنت ابنى. أنا اليوم ولدتك". (مزمور/ 2/ 7)، ويبتهل أشعيا له بقوله: "أنت أبونا" (أشعيا/ 63/ 15- 16)، كما يقول المسيح ذاته: ‎”طوبى لصانعي السلام. لانهم أبناء الله يُدْعَوْن" (متى/ 9/ 5)، "احترزوا من أن تصنعوا صدقتكم قدام الناس لكى ينظروكم، وإلا فليس لكم أجر عند أبيكم الذى فى السماوات" (متى/ 6/ 1)، ويقول النصارى فى صلواتهم: "أبانا الذى فى السماوات..."، فضلا عن أن المسيح قد أخذه الشيطان ليجربه فوق الجبل ويدفعه إلى السجود له، وليس من المعقول أن يجرب الشيطان الله ليرى أيمكن أن يسجد له الله أم لا، مثلما ليس من المعقول أن يكون رد الله على الشيطان هنا هو: "اذهب يا شيطان، لأنه مكتوب: للرب إلهك تسجد، وإياه وحده تعبد"، وهو ما يعنى بكل جلاء أن عيسى كان ينظر لله على أنه "ربه" لا على أنه "هو نفسه" ولا على أنه "أبوه"، وعلى أن من الواجب عليه أن يسجد له. كما أنه عليه السلام قد سمَّى نفسه أيضا: "ابن الإنسان" (متى/ 11/ 19)، وهى ذات الكلمة التى استخدمها للإنسان كجنس (متى/ 12/ 8). وفوق ذلك فإن له، عليه السلام، كلمة ذات مغزى خطير، إذ يُفْهَم منها أن "البنوّة" التى يعبِّر بها أحيانا عن علاقته بالله ليست شيئا آخر سوى الطاعة المخلصة له سبحانه والانصياع لإرادته انصياعا تاما. ومن هنا نراه يقول عن كل من يفعلون مثلما يفعل إنهم إخوته وأمه، كما هو الحال عندما أخبروه ذات مرة، وكان بداخل أحد البيوت، بأن أمه وإخوته بالخارج يريدونه، فأجابهم قائلا: "من هى أمى؟ ومن هم إخوتى؟ ثم مد يده نحو تلاميذه وقال: ها أمى وإخوتى، لأن من يصنع مشيئة أبى الذى فى السماوات هو أخى وأختى وأمى" (متى/ 12/ 47- 49). وهى إجابة تدل على أنه أن أمه لم تكن تستحق بنوته لها ولا أن إِخْوَته يستحقون أُخُوّته لهم، وذلك لما يراه من تفريطها وتفريطهم فى الإيمان بدعوته. وهو ملحظ فى منتهى الخطورة، إذ ها هى ذى أم الإله يتبرأ منها ابنها ولا يراها جديرة بأن يجمع بينه وبينها نسب واحد. يا لها من ألوهية رخيصة! ويا له من نسب لا يشرِّف!

بعد ذلك كله فإن الجواب على السؤال التالى الذى طرحه الملتاث: "هل قيل فى القرآن كله إن محمداً هو روح من الله؟" هو: "لم يُقَلْ ذلك فى القرآن عن محمد وحده، بل قيل عن آدم أبى البشر، ومن ثم عن البشر كلهم بما فيهم محمد عليه السلام كما رأينا. والسبب هو أن آدم لم يُخْلَق بالطريق الذى أصبح هو الطريق المعتاد بعد خلق آدم وحواء، أى من خلال رجل وامرأة، فلذلك نفخ الله فيه مباشرة من روحه، وهو ما تكرر فى حالة السيد المسيح عليه السلام، وإن كان على نحو أضيق، إذ كانت له أم، بخلاف آدم، الذى لم يكن له أب ولا أم.

بل إننا لنذهب فى تحدى زيكو بالتنبيه إلى أنهم إذا كانوا يتخذون من خلق المسيح دون أب دليلا على أنه ابن الله، فليمضوا مع منطقهم إلى آخر المدى ويجعلوا آدم هو الله نفسه (أستغفر الله!) لا ابنه فقط لأنه لم يكن له بابا ولا ماما، فهو إذن يتفوق على المسيح من هذه الناحية كما هو واضح إن كان فى هذا تفوق على الإطلاق، وهو ما لا نسلم به، لكننا نتبنى منطق الأبعد لقطع الطريق عليه وعلى بهلوانياته! ثم إن المسكين يستمر فى سياسة البكش فيقول إن قوله تعالى على لسان مريم تخاطب الروح حين تمثل لها بشرا كى ينفخ فيها: "أَنَّى يكون لى غلامٌ، ولم يَمْسَسْنى بَشَرٌ؟" معناها أنه عليه السلام "ليس من بشر". وهذا غير صحيح البتة، فقد جاء عليه السلام من بشر، وهى مريم، التى حملت به وحفظته فى رحمها وتغذى من دمها الذى يجرى فى عروقها تسعة أشهر، ثم وضعته وأرضعته من لبنها الذى فى صدرها، إلا أنه لم يكن له أب. وهذا كل ما هنالك! فإذا قلت: "النفخة"، كان جوابنا: لكن آدم تم النفخ فيه دون أن يكون هناك رَحِمٌ يحمله ولا صدرٌ يرضعه ولا أم تربّيه...، وهذا أَوْغَل فى الخروج عن السنن المعتادة فى الخلق! ؟؟؟========بعد ذلك ينتقل زيكو إلى نقطة أخرى هى تأييد المسيح بروح القدس، الذى يجعله دليلا على أن عيسى يتفوق على محمد عليه السلام، وهذا نص كلامه: "التأييد بالروح القدس: (البقرة 2: 78، 253) "وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدُس". وللرد على ذلك نورد الأدلة والبراهين القاطعة التى تثبت بطلان هذا الإدعاء، من هذه الأدلة : 1ـ [سورة المائدة 5: 110] "إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس فى المهد وكهلا". 2ـ فإن هذه الآية غاية فى الأهمية فى دلالتها، إذ توضح أن تأييد المسيح بروح القدس هو منذ أن كان فى المهد صبيا،

ولذلك كلم الناس فى هذه السن. فكيف يكون الروح القدس هو جبريل، وهو الذى نطق على لسان من فى المهد؟ 3ـ كيف يتفق هذا مع ما جاء فى [سورة يوسف 12: 87] "ولا تيأسوا من روح الله ، ولا ييأس من روح الله إلا القومُ الكافرين" فهل معنى روح الله هنا هو جبريل ؟ 4ـ وقد جاء تفسير روح الله فى [تفسير ابن كثير ج2 ص260] "لا تيأسوا أى لا تقطعوا رجاءكم وأملكم (من روح الله) أى من الله". 5ـ [وأيضاً تفسير ابن كثير ج1 ص87] "روح منه: أى اسم الله الأعظم". 6ـ وهناك آيات تشهد أن القدوس هو الله: [سورة الحشر 59: 23] "هو الله الذى لا إله إلا هو الملك القدوس" وأيضاً فى [سورة الجمعة 62: 1] "يسبح لله ما فى السموات وما فى الأرض الملك القدوس".

وكما يرى القارئ بنفسه، فالرجل يخبص خبصا كثيرا دون عقل أو منطق. إنه يتصرف كقاتل ضُبِط وهو يطعن ضحيته، وقد تضرجت يداه بالدماء، فهو يتخبط ويكذب ويحلف زورا بغية التفلت من قبضة الشرطة والعدالة. ولكن كيف يا زيكو، وقد ضُرِب حولك حصار محكم لا يمكنك الهروب منه. إن الأسداد لتأخذك من كل ناحية. إنه يزعم أن المسيح، بنص القرآن، كان مؤيَّدا بالروح القدس، أما محمد فلا. يريد أن يقول إن عيسى عليه السلام كان إلها أو ابن إله، أما محمد فمجرد بشر عادى. إذن فسيادة جنابه يستشهد بالقرآن، أولم يقرأ إذن فى القرآن قوله تعالى: "فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ (يا رسول الله) فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ* إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ* إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُون* وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُون* قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (النحل/98- 102)، "وَإِنَّهُ ( أى القرآن) لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ* نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ* عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ* بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ" (الشعراء/ 192- 195)، "رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ" (غافر/ 15)، "لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ (أى عَادَى) اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" (المجادلة/ 22)؟

فكما يرى القارئ العزيز، فإن روح القدس لا يؤيد الرسول الكريم فقط، بل ينزل على قلبه بالقرآن مثلما ينزل على كل الرسل والأنبياء، كما أنه يؤيد المؤمنين الذين لا يوادّون من حادّ الله ورسوله. وليكن معنى "الروح القدس" بعد هذا ما يكون، فالمهم أنه لا يختص بعيسى عليه السلام، وعلى هذا لا يمكن اتخاذه ذريعة للقول بتميز عيسى تميز الإله أو ابن الإله عن سائر البشر. أما خلط صاحبنا الأبله فى قوله تعالى: "وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّه ِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ" (الذى يحرّفه على طريقتهم فى التلاعب بكتبهم فيكتبه هكذا: "ولا تيأسوا من روح الله، ولا ييأس من روح الله إلا القومُ الكافرين" متعمدا عدم ضبط "الروح" لغرض فى نفسه سيتضح للتو، ومبدلا عبارة "إنه لا ييأس" إلى "ولا ييأس"، ومخطئا بجلافة لا تليق إلا بواحد مثله فيكتب: "الكافرين" مكان "الكافرون")، أقول: أما خلطه بين "الرُّوح" (بضم الراء المشددة) كما فى الآيات الآنفة و"الرَّوْح" (بفتح الراء، وهو الراحة والرحمة) رغم أنه سبق أن فرق بينهما قبل قليل، فهو مصيبة المصائب. إنه، كما قلت، بهلوان، ومن ثم لا يثبت على حل ولا على حال، بل كلما رأى ما يظن أنه يمكن أن يخدم قضيته سارع باتخاذه دون أن يعى أنه قد سبق له اتخاذ عكس ذلك تماما.

وعلى أى حال فكيف يا ترى يكون روح الله وروح القدس هو الله؟ كيف يكون روح الله هو الله نفسه، أو يكون "روح القدس" هو "القدوس"؟ لكن إذا تذكرنا ما قلناه عن "كلمة الله" التى كانت "عند" الله، ثم أصبحت بعد قليل هى "الله" ذاته، لتعود مرة أخرى فتكون "وحيد الله"، ثم "عقل الله" عرفنا أن صلاح حال القوم ميؤوس منه، فهم هكذا كانوا، وهكذا سيظلون، ولا أمل فى تغيرهم، وإلا انهار بناؤهم كله لأنه بناء مؤسس على السراب! إن وصف الروح هنا بالقداسة لا ترتِّب للمسيح أية ألوهية أو بنوة لله، وإلا فقد وُصِف الوادى الذى رأى فيه موسى النار بـــ"الوادى المقدس"، مثلما وُصِفت أرض فلسطين بــ"الأرض المقدسة" و"المباركة". أفنجعل منهما أيضا إلهين أو ولدين من أولاد الإله؟ قال عز شأنه على لسان موسى عليه السلام: "يا قوم، ادخلوا الأرض المقدسة التى كتب الله لكم" (المائدة/ 21)، وقال جل جلاله مخاطبا موسى: "يا موسى، إنى أنا ربك، فاخلع نعليك. إنك بالوادى المقدَّس طُوًى" (طه/ 12). وعلى أية حال فلم يوصف عيسى عليه السلام فى القرآن بالقداسة، فهل نقول إنه أقل مرتبة وشأنا من وادى الطور وأرض فلسطين؟ ؟؟؟=======كذلك يشير صُوَيْحِبنا إلى وصف القرآن لعيسى عليه السلام بأنه "آية"، متسائلا: هل فى القرآن أيضا أن محمدا آية كالمسيح؟ ولنقرأ ما قال نصًّا: "آية من الله : (1) [سورة المؤمنون 23: 50] "وجعلنا ابن مريم وأمه آية". (2) [سورة الأنبياء 21: 91] "فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين". (3) [سورة مريم 19: 21] "قال كذلك قال ربك هو علىّ هين، ولنجعله آية للناس". (4) [المعجم ج1 ص 35] "آية تعنى: العلامة والإمارة، العبرة، والمعجزة ". وماذا عن محمد؟ هل قيل فى القرآن كله أن محمداً كان آية من

الله؟".

وهو بهذا يظن أنه قد وضعنا فى "خانة اليك"، مع أن الكلام الذى يقوله هنا لا يخرج عن الترهات والتفاهات التى يحسب أصحابها الجهلاء أنها هى العلم اللدنى. ولنبدأ على بركة الله فى قَشّ ذلك السخف بِمِقَشّة العلم والعقل فنقول: لقد وَصَفَتْ بعضُ الآيات السيدةَ مريم مع المسيح معا بــ"الآية"، أفنفهم من هذا، بناءً على منطقكم، أنها تساوى المسيح، أى أنها هى أيضا إله؟ فهذه واحدة، أما الثانية فكيف يا أخرق قد فاتك أن الآية (التى تجعل منها قصة وأقصوصة) قد تكون ناقة، أو جرادا وضفادع ودما وقملا، أو طينا وطيرا، أو مائدة طعام، أو جثة فارقتها الروح قد لفظها البحر، أو عصًا تحولت إلى ثعبان، أو عَجْزًا عن النطق... إلخ؟ فهل نجعل الناقة والعصا والقملة والضفدعة والطين والطير آلهة مثلما تريدون أن تجعلوا من وصف عيسى عليه السلام بــ"الآية" دليلا على أنه إله وأنه يتميز من ثم على محمد عليه السلام؟ وهذا إن حصرنا معنى الآية فى المعجزة، وإلا فكل شىء فى العالم من حولنا هو آية على وجود الله وقدرته وحكمته. وقد تكررت الكلمة كثيرا فى القرآن بهذا المعنى كما هو معروف، ومن ذلك قوله تعالى: "إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُون"َ (البقرة/ 164)، "هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ* يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ* وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ * وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ" (النحل/ 10- 13)، "وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ* وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ* وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ* وَمِنْ آَيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ* وَمِنْ آَيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ* وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ " (الروم/ 21- 25)... إلخ. إذن فأين الميزة التى تظن أيها الأبله أن عيسى عليه السلام يتفوق بها هنا على سيد الأنبياء والمرسلين؟ إننا نحب سيدنا عيسى ونجله ونحترمه ونضعه فى العيون منا والقلوب، بل نعد أنفسنا أتباعه الحقيقيين المخلصين، لكننا لا يمكننا القبول بألوهيته، وإلا كفرنا بالله سبحانه وبرسله الكرام الذين إنما أَتَوْا ليَدْعُوا أول شىء إلى وحدانية الله سبحانه وعدم الإشراك به.

والآن لتنظر إلى قوله تعالى فى النصوص التالية التى تشهد لما نقول، وذلك لو كان لك عينان للنظر أو أذنان للسمع، وأشك فى ذلك كثيرا، فعينا البعيد ليستا تنظران، كما أن أذنيه ليستا تسمعان. ذلك أنه قد طُمِس، والعياذ بالله، على سمعه وبصره. يقول صالح عليه السلام لقومه: "وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ" (هود/ 64)، ويقول سبحانه عن قوم فرعون: "فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آَيَاتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ" (الأعراف/ 133)، "إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ* قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ* قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لأَوَّلِنَا وَآَخِرِنَا وَآَيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِين"َ (المائدة/ 112- 114)، ويقول تعالى مخاطبا زكريا عليه السلام: "قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آَيَةً قَالَ آَيَتُكَ ألاّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلاّ رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ" (آل عمران/ 41). .. إلخ. ثم إن "الآية" هى شىء يخلقه الله، أى أنها شىء مخلوق لا إله ولا ابن إله! هل رأيت الآن بنفسك، أيها القارئ الكريم، كيف ضاقت بل استحالت على الرجل السبل والمذاهب؟ ؟؟؟وينتقل الجاهل إلى نقطة أخرى ليوقع كالعادة نفسه فى مأزق جديد ما كان أغناه عنه لولا حماقته وسخف عقله. إنه يذكر الآيات التى أجراها الله سبحانه على يد عيسى عليه وعلى نبينا الكريم أفضل الصلاة والسلام، وهى كلامه فى المهد، وإبراؤه الأكمه والأبرص وشفاؤه المرضى وإحياؤه الموتى وخلقه الطير من الطين بإرادةِ الله وقدرتِه لا بقدرة منه هو ولا بإرادته، فضلا عن تمكينه سبحانه إياه من التنبؤ بما يأكل الناس وما يدّخرونه فى بيوتهم، ثم يتساءل قائلا: وماذا

عن محمد؟ يعنى أن الرسول الكريم لا يمكن أن يسامى عيسى عليه السلام هنا أيضا! وهذه مكايدة صغيرة مضحكة، فإن لمحمد عليه السلام معجزاته التى روتها كتب السيرة والأحاديث، وإن كانت من نوع مختلف، مثلما أن لكل من الأنبياء والرسل الآخرين معجزته الخاصة به. أى أن عيسى لا يتميز عن غيره من النبيين والمرسلين هنا أيضا. وهبه انفرد بوقوع المعجزات على يديه دون غيره من الأنبياء والرسل الكرام، أفينبغى أن نعد هذا تميزا منه عليهم؟ لا، لأنه لم يفعل ذلك ولم يستطعه من تلقاء نفسه، بل بقدرة الله سبحانه وإرادته. وهو، قبل هذا وبعد هذا، ليس إلا نبيا من الأنبياء ورسولا من المرسلين، أى عبدا من العباد، وهذا هو المهم لأنه هو جوهر الموضوع، أما وقوع المعجزات أو عدم وقوعها فلا يعنى شيئا ذا بال فى تلك القضية!

أما الإنباء بالغيب ففى القرآن نبوءة بانتصار الروم على الفرس فى بضع سنين، وقد تحققت. وفى القرآن نبوءة بانتصار الإسلام على غيره من الأديان، وقد تحققت. وفى القرآن نبوءة بأن الناس لن تستطيع قتل الرسول عليه السلام، وقد تحققت. وفى القرآن أن الحلى تُسْتَخْرَج من البحر العذب ومن البحر الملح كليهما، وهو ما لم يكن أحد يعرفه فى منطقة الشرق الأوسط على الأقل، ثم اتضح الآن أنه صحيح. وفى القرآن نبوءة بأن عبد العُزَّى عم الرسول سيَصْلَى نارا ذات لهب، وقد تحققت، إذ مات كافرا. وفى الحديث نبوءة بأنه سيأتى يوم على المسلمين تتداعى عليهم الأمم كما تتداعى الأَكَلَة على قصعتها، لا من قلة فى العدد، بل لأنهم غُثَاء كغثاء السَّيْل (يعنى: زبالة)، وقد تحققت فى الأعصر الأخيرة، وبخاصة هذه الأيام كما يرى كل من له عينان. وقد قال الرسول ذلك، والمسلمون فى عز قوتهم الإيمانية حينما كان الإسلام لا يزال أخضر غضًّا فى النفوس، وهو ما لم يتصوره الصحابة حينذاك لأنه كان غريبا تمام الغرابة على العقل والمنطق، إذ كان مَدّ الإسلام من العنفوان والجيشان بحيث لم يكن أحد يتصور خلاف ذلك!

وعلى كل حال فليست العبرة بالمعجزات الحسية، وإلا فمن الأنبياء من لم تأت معجزاتهم بالثمرة المرجوة منها لأن أقوامهم قد بَقُوا رغم ذلك متمسّكين بكفرهم وعصيانهم، ومن هؤلاء السيد المسيح، إذ كفر به اليهود إلا القليلين منهم، مما اضطره (حسبما ورد فى أناجيلهم المصنوعة التى ألّفتها أقلام البشر) إلى التحول بدعوته إلى الأمم الأخرى رغم أنه كان فى البداية يستنكر أن يتطلع أى من هذه الأمم إلى مشاركة بنى إسرائيل فى الدعوة التى أتى بها وكان يشبّههم بالكلاب، الذين ينبغى فى رأيه أن يُحْرَموا من الخبز ويُذَادوا عنه لأنه مخصص للأبناء وحدهم. بل لم تنفع المعجزات هنا أيضا، إذ إن هؤلاء قد انحرفوا بالتوحيد الذى أتاهم به عليه السلام وحوّلوه إلى تثليث مثلما فعلت الأمم الوثنية القديمة كالأغارقة والهنود والفرس والمصريين. وأخيرا وليس آخرا، فالمعجزات ليست من البراهين الحاسمة، فعلاوة على عدم استطاعتها تليين القلوب اليابسة والرؤوس الصلبة والرقاب الغليظة وإضاءة النفوس المعتمة كما قلنا، فإنها لا تستطيع أن تغالب الأيام، إذ ما إن يمر زمانها حتى تنصل صورتها فى النفوس ولا يعود لها أى تأثير، بل تصبح مظنة التزييف والتلفيق! وهى فى حالة نبينا، عليه وعلى إخوانه الأنبياء السلام، لم تكن ردا على تحدى الكفار له، بل كانت موجهة إلى المؤمنين (فى الدرجة الأولى على الأقل) تثبيتا لإيمانهم، لا إلى الكفار الذين ثبت أنهم لا يصيخون السمع إليها!
وبالمناسبة فإن النصارى لا يُقِرّون بكلام عيسى فى المهد لأنه غير مذكور فى الأناجيل التى يعترفون بها، وإن جاء فى بعض الأناجيل الأخرى غير المعتمدة عندهم شىء قريب من ذلك. أى أن القُمّص يحاججنا بما ورد فى القرآن رغم إعلانه الكفر به. وعلى كل حال فلست العبرة بإحياء شخص أو عدة أشخاص ثم ينتهى الأمر عند هذا الحد، بل العبرة كل العبرة فى إحياء الأمم من العدم الحضارى والخلقى والنفسى والسياسى والاجتماعى والذوقى، وهو ما كرَّم الله محمدا به، إذ أنهضت يداه المباركتان الميمونتان أمة العرب من حالة الهمجية والوحشية والتخلف المزرى الذى كان ضاربا أطنابه فوق بلادهم ومجتمعاتهم بل فوق حياتهم كلها، وجعل منهم حكاما يسوسون العالم ويقودونه ثقافيا وخلقيا وعقيديا لعدة قرون دون سند، اللهم إلا سند القرآن والإيمان! ولم يحيدوا طوال ذلك عن عقيدة التوحيد رغم كل المصائب التى وقعت فوق رؤوسهم، سواء كانت من صنع أيديهم أو من صنع أعدائهم، بخلاف غيرهم من الأمم التى ما إن يغيب عنها نبيها حتى ترتد إلى الوثنية والكفر، والعياذ بالله، وكأنك يا أبا زيد ما غزوت!

وبالمناسبة فملاحدة النصارى يفسرون معجزات عيسى عليه السلام بأنها حِيَلٌ وتواطؤات مع المرضى الذين شفاهم أو أعادهم إلى الحياة، على حين أنهم (حسبما يقول هؤلاء الملحدون) لم يكونوا قد ماتوا ولا كانوا مرضى أصلا! كما أن الموتى الذين عادوا على يديه إلى الحياة لم يحدّثونا عما خَبَروه فى العالم الآخر. ولَعَمْرِى إنه لأمر غريب أن يسكتوا فلا يذكروا شيئا عن تلك التجربة العجيبة! وفوق هذا فما الفائدة التى عادت على العالم أو حتى على المجتمع الإسرائيلى أو الرومانى من عودة من أعادهم إلى الدنيا كرة أخرى؟ إنها معجزات وقتية لا قيمة لها إلا لمن شاهدها، بل لا قيمة لها إلا لمن كتب الله له الإيمان، وإلا فاليهود بوجه عام لم يولوا هذه المعجزات أية أهمية وظلوا يكفرون بالمسيح ويتهمون أمه بأنها بَغِىٌّ، فضلا عن تآمرهم عليه ليصلبوه لولا أن توفاه الله إليه وتركهم فى ظلمات لا يبصرون بعد أن شَبَّه لهم أنهم قتلوه فعلا! بل إن معظم الذين اتبعوه قد انحرفوا بدعوته أفظع الانحراف، إذ قلبوها رأسا على عقب وحولوها من التوحيد إلى الشرك الغبى الغليظ، والعياذ بالله! وها هى ذى الثمرة العطنة العفنة تطالعنا متمثلةً فى زيكو العجيب، ذى الدبر الرحيب!

كذلك فقد أحيا إيليّا ميِّتًا مثلما فعل عيسى، فهل نَعُدّه ابنا ثانيا لله؟ ولكن من أى زوجة يا ترى؟ وهل تعدد الزوجات معروف لدى الآلهة هم أيضا؟ خيَّبك الله يا شبه الرجال! وهذه قصة إيليّا حسبما حكاها الكتاب المقدس (الملوك الثانى/ 17): "وبعد هذه الأمور مرض ابن المرأة صاحبة البيت واشتدّ مرضه جدا حتى لم تبق فيه نسمة . 18 فقالت لايليا ما لي ولك يا رجل الله . هل جئت اليّ لتذكير اثمي واماتة ابني . 19 فقال لها اعطيني ابنك . واخذه من حضنها وصعد به الى العلية التي كان مقيما بها واضجعه على سريره 20 وصرخ الى الرب وقال ايها الرب الهي أايضا الى الارملة التي انا نازل عندها قد اسأت باماتتك ابنها . 21 فتمدد على الولد ثلاث مرات وصرخ الى الرب وقال يا رب الهي لترجع نفس هذا الولد الى جوفه . 22 فسمع الرب لصوت ايليا فرجعت نفس الولد الى جوفه فعاش 23 . فاخذ ايليا الولد ونزل به من العلية الى البيت ودفعه لامه. وقال ايليا انظري . ابنك حيّ . علي زيكو))))))))))

غير معرف يقول...

((((((((((((الرد علي زيكو علقة والفارس"ديدات")))))))))))=========================:من هو زكريا بطرس اولا هو كاهن كنيسة السيدة العذراء مريم والانبا ابرآم فى برايتون بانجلترا و كان موجود بمصر حتى عام 1978 حينما نقل الى استراليا ثم انجلترا
اول مرة سمعت عنه كان من كتاب الشيخ سلمان العودة فى تفريغ لمحاضرة صوتية له عن وسائل التنصيرالجديدة ذكر اسم زكريا بطرس هذا فى معرض كلامه عن وسائل المنصرين الجديدة و اساليب تدليسهم الخبيثة المستحدثة وهذا هونص ما قاله الشيخ سلمان العودة :

" ونستعرض بعض هذه الأساليب الجديدة بعد أن ثبت لديهم أن بعض الأساليب القديمة لم تكن مجدية بما فيه الكفاية ، فهناك كتب كثيرة ألفت خصيصاً للمسلمين وراعت مشاعرهم وعواطفهم مثل كتاب (شهادة القرآن لتوحيد المسيحيين ) وهي نشرة وزعت في بلاد العالم .

فمن وسائل النصارى الجديدة التي يستخدمونها : الطريقة الأولى التلبـــــيـــــس :-

أولاً / مثال ذلك كتاب يسمى ( الله واحد في الثالوث القدوس ) لزكريا بطرس فهذا الكتاب يؤكد وجود نوع من التشابه بين عقيدة الإسلام والنصرانية " انتهى كلام الشيخ حفظه الله .

وهذا موقع كتاب الشيخ سلمان العودة وعنوانه " وسائل المُنصرين" وهو كتاب قيم جدا .

http://www.alsalafyoon.com/SalmanAldah/Tanseerzip.zip

بحثت عن كتب زكريا بطرس هذا و حصلت على كل كتبه وهى 12 كتاب واكتشفت ان كل النصارى بلا استثناء تقريبا ينقلون منه سواء على الانترنت والبالتوك او فى الكتب و لكن لا يذكر احد منهم اسمه اطلاقا حتى موقع النصارى الذى يضع صورة لجزء من كتابه الذى سنرد عليه بعون الله فى هذا المقال وضع جزء من كتاب زكريا بطرس هذا بدون الاشارة له على الاطلاق و الكتب موجودة فى عدة مواقع على الانترنت و لاحظت انهم حذفوا اسمه من بعضها و غيروا اسمه فى اخرى الى سيرفنت 13 و يبدوا انه هو نفس الشخص الذى يحمل هذا الاسم على البالتوك و هناك سر فى حذف اسمه ربما نعرفه قريبا و لذلك اطلقت عليه لقب المخفى ....... و سنبدا بعون الله و توفيقه سلسلة للرد على كتبه هذه نبدا هنا باهم كتاب له وهو كتاب "اعتراضات الشيخ ديدات والرد عليها " وهو الكتاب السادس من سلسلة كتب تسمى " بين المسيحية و الاسلام ارضية مشتركة" و حكاية الارضية المشتركة هذه هى من الاساليب الجديدة التى يتبعها النصارى للتلبيس و التدليس على المسلمين و للاسف يقع فيها بعض المسلمين و فتوى اللجنة الدائمة الموجودة على هذا الرابط

http://www.al- rayyan.org/barsoom/showthread.php?s=63c4d0dde9f03f52ab1a6e867 ???=============و كتاب الشيخ السابق الاشارة اليه فيهما الكفاية لمن يريد المزيد فى هذا الموضوع . و نبدا هنا مع القمص زكريا المخفى هذا .

و سأضع النص من كتابه ثم التعليق عليه

صفحة 9 هذا نص كلام القمص وارجو ان تتأمل فيه لان هذه المقدمة توضح تماما طريقة تفكيرهم و الطريقة التى يريدون ان يتناقشوا بها مع المسلمين , و التى يجرى تنفيذها بدقة على البالتوك و فى اى مناقشة عموما

http://www.trutheye.com/up/uploads/thumbs/trutheye.com-4c34f5a73d.jpg

يقول بكل اسف ان الشيخ اختار اناس من امريكا و اوربا لا يعرفون شيئا عن الدين الاسلامى و لا عن حوار الاديان و لاافهم معنى ذلك هل اذا كنت فى مناظرة مع احدهم و قلت له كتابك محرف اكون ظلمته اذا كان يجهل الدين الاسلامى ما علاقة الاسلام بتحريف كتابه ؟ الا يوجد عنده ادلة تبرهن على صحة كتابه بدون الاستعانة بالاسلام ام ان المطلوب منه ان يبحث عن شبيه لما فى كتابه موجود فى الاسلام و يبرىء ذمته من الموضوع ؟؟ وهذا الكلام باطل من وجه اخرهو ان الشيخ ناظر انيس شروش وهو يفهم فى الاسلام اكثر من القمص نفسه و لغته الاصلية هى اللغة العربية و انتصر الشيخ عليه ايضا بفضل الله سبحانه و تعالى .

وهذا الكلام اعتراف صريح من دون ان يدرى ان العلامة احمد ديدات انتصر فى مناظراته مع قساوسة امريكا واوربا و يشبهه بالمصارع المحترف الذى يتباهى بهزيمة البرىء يقول" لماذا لم يفكر ...." ومعنى هذا الكلام ان المطلوب من الذى يتصدى لمناقشة المسلمين ان يكون على علم بالدين الاسلامى لمحاولة الرد لان الرد من المصادر المسيحية ضعيف جدا و سهل التغلب عليه كما نعرف جميعا ..... وهذا ما يفعله كل النصارى تقول له عقيدة التثليث باطلة وكل نصوصها فى الانجيل مفبركة يثبتها لك من القران تقول له كتابك محرف يرد قائلا رسولكم محمد ( عليه الصلاة والسلام ) تزوج السيدة عائشة رضى الله عنها وهى فى التاسعة من عمرها !!!!!

هذا هو ما يريده المخفى و سبب ذلك واضح افتقار دينه لاى ثوابت تصمد امام مناقشة جادة .... والمصارعة التى يذكرها دليل ضده ليس له و المفروض ان تناقش من دينك وكتبك وليس كتب الغير لان الموضوع لا يرد عليه بطريقة اذا كان عندنا فان عندكم مثله . وهناك مثل لهذا النوع من المناقشات فى المنتدى عندما طرحت موضوع الشتائم فى الكتاب المقدس فذكر النصرانى فى محاولة الرد حديث فى صحيح البخارى و بديهى ان كل احاديث صحيح البخارى لن تستطيع ان تنفى الفاظ السب الموجودة فى الكتاب المقدس و اقصى ما يمكن ان تبينه اذا صحت ان هناك فى الاسلام مثل الموجود عند النصارى ( وهذا باطل ايضا طبعا كما سنرى ) و هذا هو ما يفعله القمص ومن يتبع خطاه و سافند بأذن الله كل ما يقوله عن الاسلام بالتفصيل رغم ان المفروض ان يناقش من كتبه هو فقط وعلى كل نصرانى يحول الموضوع??????==============ثانيا : الرد على سفر حزقيال الاصحاح 23 :

http://www.trutheye.com/up/uploads/thumbs/trutheye.com-b96feae697.jpg

ويقول القمص هذا نص الايات و ليس نص الاعداد كما هو متعارف عليه وهو نوع اخر من التلبيس ليخدع به المسلمين لكن هيهات و لم يسأله احد هل بهذه السهولة تغير ما تعارف عليه النصارى لكى تستميل به المسلمين ؟؟؟ .

طول عمركم تستعملون كلمة اعداد التى ترادف الاية عندنا ما الذى جعلك تغير الان جهل ام تعمد و هل تطلب الان من اتباعك ان يستعملوا كلمة اية بدلا من كلمة عدد ؟؟؟

واليك نص كلامه للرد على سفر حزقيال :

http://www.trutheye.com/up/uploads/thumbs/trutheye.com-e70771e2b3.jpg

اول دفاع له ان هذا الكلام هو نهى عن المنكر و هذا ايضا تعبير اسلامى معروف يقوله ليجذب المسلمين لكلامه كما اصبح واضحا الان .



وثانيا : ان هذا الكلام موجه للامة اليهودية والام التى لها بنتان هى الامة اليهودية والزنا ليس بمعناه الحرفى اى الصورة مجازية اى رمز ( رمز للمرة الالف الم يصيبهم الملل ) .

و الكلام عن الرموز اصبح ممل و مبتذل يصيب المرء بالقرف و الرد معروف و لن نمل من تكراره و سنتكلم عنه فى الجزء الخاص بنشيد الانشاد .


يقول ما معنى الزنا يقول هناك زنا روحى وهذه هى المشكلة عند النصارى اما رموز واما معانى روحية سامية لا يفهمها الجسدانيون !!!!! و لماذا لا نعتبر ان موضوع القيامة نفسه رمز خاصة انه لم يشاهده احد على الاطلاق و يكون تحطيم الحجر رمز والاكفان ا للاصقة رمز و الحنوط رمز وهكذا !!!

وهنا يقول ان الموضوع ليس زنا امرأة بالمعنى المفهوم ولكن زنا امة !!!!!!!! و اذا سلمنا جدلا للحظات ان الموضوع رمز و ان الزنا روحى فلماذا نستعمل الفاظ جنسية نجسة حتى و ان كانت على سبيل الرمز ؟؟؟؟؟

و الان لندرس قليلا هذه الالفاظ فى كتبهم الموصوفة بالمقدسة النص فى طبعة الكتاب المقدس التقليدية ينص على :
17فَأَتَاهَا بَنُو بَابِلَ فِي مَضْجَعِ لْحُبِّ وَنَجَّسُوهَا بِزِنَاهُمْ, فَتَنَجَّسَتْ بِهِمْ وَجَفَتْهُمْ نَفْسُهَا. 18وَكَشَفَتْ زِنَاهَا وَكَشَفَتْ عَوْرَتَهَا, فَجَفَتْهَا نَفْسِي كَمَا جَفَتْ نَفْسِي أُخْتَهَا. 19وَأَكْثَرَتْ زِنَاهَا بِذِكْرِهَا أَيَّامَ صِبَاهَا لَّتِي فِيهَا زَنَتْ بِأَرْضِ مِصْرَ. 20وَعَشِقَتْ مَعْشُوقِيهِمِ لَّذِينَ لَحْمُهُمْ كَلَحْمِ لْحَمِيرِ وَمَنِيُّهُمْ كَمَنِيِّ لْخَيْلِ. 21وَفْتَقَدْتِ رَذِيلَةَ صِبَاكِ بِزَغْزَغَةِ لْمِصْرِيِّينَ تَرَائِبَكِ لأَجْلِ ثَدْيِ صِبَاكِ.

و عبارة لحمهم كلحم الحمير المذكورة فى العد 21 هل تعرف ايها المخفى ماذا اصبحت هذه العبارة فى طبعة كتاب الحياة الحديثة و هى الطبعة المعتمدة من الكنيسة الرسمية فى مصر

http://www.trutheye.com/up/uploads/thumbs/trutheye.com-96a48dbbb8.jpg
النص الاصلى يتحدث عن رجال لحمهم كلحم الحمير والكتبة الجدد حولوها الى عورتهم كعورة الحمير و عليك ان تبحث اولا ماذا يقول النص الاصلى قبل ان تدافع عنه ثم نكتشف ان هناك من غيره و كل دفاعك اصبح لا معنى له .

و وجدت النص التالى على الموقع وهو من الطبعة الدولية الجديدة Ezekiel 23 :: New International Version (NIV)

http://www.gospelcom.net/ibs/bibles

20 There she lusted after her lovers, whose genitals were like those of donkeys and whose emission was like that of horses.

وكما ترى النص يحدد بوضوح ان عورة او اعضاء الرجال التناسلية هى التى تشبة تلك التى للحمير و نحن الان عزيزى القارىء امام مذهبين مختلفين مذهب لحم الحمير واتباعه ممكن تسميتهم اللحميين وهو المذهب القديم اما المذهب الجديد مذهب العورة الصريحة واقترح تسميتهم بالعوراتيين ولا تنسى ان المذهبين فى النهاية يعودا للحمير سواء لحم او عورة وظهر النص الذى يحل المشكلة كلها هو الترجمة الحديثة
Ezekiel 23 :: New Living Translation (NLT)

20She lusted after lovers whose attentions were gross and bestial.

وهنا تم الاستغناء عن العورة واللحم تماما واصبح الحديث شهوة بهيمية او وحشية ولم يعترض على هذا التعديل الا الحمير الذين تم حذفهم من النص الاخير تماما والامر واضح تحريف و نصوص بذيئة ايضا و التحريف مستمر و النصوص تزداد بذائة .

وهل عندك الشجاعة ان تقول ان احدى النسختين خطأ وتطالب باحراقها و محاسبة من حرفها او حتى عندك الشجاعة ان تخبرنا كيف يوجد فى كتاب تصفه انه مقدس ان الرجال عورتهم كعورة الحمير ؟؟؟؟؟؟؟؟ حتى لو على سبيل الرمز و الزنا الروحى .

و النسخة تباع فى كل المكتبات الاورثوذكسية علنا , و لم يعترض احد على هذا و لم يكذبنا احد كذلك .

تخيل على رف واحد من المكتبة نسخة تقول لحمهم كلحم الحمير و نسخة تقول عورتهم كعورة الحميراين الامانة فى نقل النصوص . و بديهى هنا انه اذا عاد النص الجديد الى عورة الرجال والحمير فهذا هو النص الاصلى و الا ما معنى تحويل لحم الرجال الى عورة الرجال هل هى مؤامرة لتشويه الكتاب المقدس ؟ و لماذا لم يوضح احد معنى هذا التناقض حتى الان ليس لنا و لكن لاتباعه هل لم يلاحظ احد ام انه لا يوجد من يقرأ عندهم اصلا ؟؟؟ .

و الان النقطة الاساسية هنا يقول " ان مثل هذه الالفاظ قد وردت فى القرآن الكريم و لاتعتبر غير لائقة او مستهجنة بل كما يقول المثل العربى " لا حياء فى الدين " انتهى كلامه .

يقول كما فى المثل العربى لا حياء فى الدين و اقول لا يوجد شرعيا اى نص يقول لا حياء فى الدين سواء فى الكتاب او السنة و هذا المثل رغم شهرته لا اصل شرعى له و الاستشهاد به باطل وحديث أم سلمة أن أم سليم قالت : يا رسول الله إن الله لا يستحي من الحق ، فهل على المرأة غسل إذا احتلمت ؟ فقال لها صلى الله عليه وسلم: "نعم إذا رأت الماء" .

يدل على ان لا حياء فى طلب العلم بل ان الحياء عندنا احد شعب الايمان و المفروض انك دارس كتب المسلمين و تلوم من يتصدى لهم بدون علم ثم تستشهد بمثل لا اصل له فى الدين يستغله اتباعك فى الهجوم على الاسلام و لا حياء فى طلب العلم تعنى ان هذه الالفاظ مسموح بها فى حدود الاسئلة و لا حرج فيها هذا معنى لا حياء فى طلب العلم وهذا هو الدين الحق يعلمنا كل شىء و لا حياء فى السؤال و اذا وجدت الفاظ معينة فى هذه المواضيع فهى فى حدود الاستفسار و السؤال و لكن كيف تفهم ذلك و انت مقتنع ان عورتهم كعورة الحمير ودغدغة الثدى تعبيرات روحانية و مع الاسف يصدقك بعض السذج من اتباعك .

يقول المخفى" ان كلمة ترائب التى يلومونا عليها موجودة فى القرآن" وهذه احدى طرقهم فى المجادلات يخترع نقطة للمناقشة و يفرد لها صفحات تماما كما يفعل البابا شنودة حين يحاول ان يرد على تناقضات الكتاب المقدس تخيل انه فى موضوع نسب المسيح مثلا ترك عشرات التناقضات و ذكر ثلاثة فقط احدها لماذا يبدا متى من ابراهيم عليه السلام و ينزل و يبدا لوقا من يوسف و يصعد !!!!! ثم يفرد صفحة كاملة لشرح ذلك مع ان هذه النقطة ثانوية بالنسبة لبقية التناقضات التى لم يجب عليها حتى الان .

نعود لموضوعنا بديهى ان احد من المسلمين لم يذكر كلمة الترائب ككلمة جنسية بذيئة لانها موجودة فى سورة الطارق و مع ذلك اشكره لان ذكره لهذه الكلمة فتح باب تناقض و تحريف جديد و على نفسها جنت براقش .

نقول و بالله التوفيق كلمة ترائب فى الترجمة العربية هى الكلمة التى اختارها المترجم المدلس الذى يعتبر زكريا بطرس هذا تلميذ فى مدرسته المترجم نفسه الذى حول كلمة عورة الرجال الى لحم الرجال لتخفيف المعنى.

و الكلمة فى اللغة الانجليزية فى طبعة الملك جيمس هى Teat

Eze 23:3 And they committed whoredoms in Egypt; they committed whoredoms in their youth: there were their breast s pressed, and there they bruised the teat s of their virginity.

Eze 23:8 Neither left she her whoredoms brought from Egypt: for in her youth they lay with her, and they bruised the breast s of her virginity, and poured their whoredom upon her.

Eze 23:21 Thus thou calledst to remembrance the lewdness of thy youth, in bruising thy teat s by the Egyptians for the paps of thy youth.

والان ما معنى كلمة " تيت " teat فى قاموس المورد المعنى هو حلمة الثدى و اليك الان اصح ترجمة من العبرية الى النجليزية :

3 and they committed harlotries in Egypt; they committed harlotries in their youth; there were their bosoms pressed, and there their virgin breasts were bruised.

8 Neither hath she left her harlotries brought from Egypt; for in her youth they lay with her, and they bruised her virgin breasts; and they poured out their lust upon her.

21 Thus thou didst call to remembrance the lewdness of thy youth, when they from Egypt bruised thy breasts for the bosom of thy youth. {S}

و الكلمة هنا هى ( بوسوم )

bosom ومعناها ثدى و بخاصة ثدى المرأة كما فى نفس القاموس

و الاصل العبرى للكلمة هو داد او شاد و كلاهما بنفس المعنى الثدى وهذا يعنى باختصار ان الكلمة يجب ان تترجم من النص العبرى بكلمة ثدى او حلمة الثدى اما الذكى المدلس الذى وضع كلمة ترائب بدلا منها فغرضه واضح هو تخفيف المعنى البذيئة الموجودة و تحسين الكلام بقدر الامكان و اعطاء هذه المعانى البذيئة بعض الاحترام وهذا المترجم له سوابق كثيرة فى هذا المجال ذكرنا بعضها فى مقالات سابقة .

و الان معنى ترائب فى اللغة العربية هو :
في الصحاح: والتربية: واحدة الترائب، وهي عظام الصدر؛ ما بين الترقوة والثندوة . وفى معلقة امرؤ القيس (الجاهلى طبعا)
مهفهفة بيضاء غير مفاضة ترائبها مصقولة كالسجنجل
الترائب: موضع القلادة من صدر المرأة.
{الترائب} ما بين المنكبين والصدر
الترائب: الصدر

و النتيجة ان كلمة ترائب لا تصلح اطلاقا ان توضع هنا كترجمة لكلمة حلمة الثدى او حتى الثدى نفسه وهى كلمة نظيفة لا توضع فى امثال هذه البذاءات الجنسية لو كان المترجم امين على ما ينقله و عليه ان يضع الكلمة التى تناسب الدغدغة .

و الامر واضح سلسلة من الاكاذيب و التدليس مترجم يترجم على مزاجه لتخفيف المعانى البذيئة و قمص مخفى يستشهد بالكلمة التى لا يحق له ان يضعها اساسا فى كتابه و انا فى حيرة كيف ينام اى نصرانى مطمئن بعد ان يقرأ هذا الكلام .

ثم يسرد بعض كلمات من القرأن على انها تعادل الكلمات البذيئة الموجودة فى كتابه و هى النكاح و الجماع و المنى و الفرج ونقول له رد عليك فى معنى هذه الكلمات اخوة كثيرون بالتفصيل و لكن ارد انا بسؤال لك ما الذى خدش حياء قداستك فى هذه الالفاظ على وجه التحديد وما الذى جعلك توافق على كلمات مثل الثدى و العورة ( للرجال و الحمير ) و الدغدغة و هل وجدت فى القران كله عبارة مثل دغدغت ثدييهما او عبارة عورتهم كعورة الحمير ؟؟؟؟ ارجوا ان يفيق النصارى قبل فوات الاوان و يكشفوا هذا النصاب الذى هو فى الحقيقة يخدعهم هم بتدليسه هذا .

يستشهد المخفى باقوال من كتاب للكاتب محمد جلال كشك اسمه خواطر مسلم فى المسألة الجنسية و لنا عدة ملاحظات على ذلك اولا من عنوان الكتاب هذه خواطر مسلم عن مسألة معينة لا تلزم اى جماعة و اليك ما يقوله الكاتب بالنص صفحة 18 " مواصفات المجتهد معروفة و حاشا لله ان ادعى توافرها فينا فانا لا احسن اعراب اية فى القران فكيف اكون مجتهدا ؟ و لكنه غرور الشباب ونسال الله المغفرة و انا لا افرض على الاسلام ارائى و مفاهيمى فلست ازعم انها راى الاسلام فى المسألة الجنسية و لا انها اجتهادات فما انا مجتهد و لا هى مفاهيم اسلامية انما هى خواطر مسلم تفكير مسلم بصوت عال دعوة للتفكير مذكرات تحضيرية يستعين بها المجتهد ..... اعتبروها مجرد اسئلة مطروحة ....."

هذا هو كلام الكاتب نفسه الذى يوضح تماما غرضه و نيته النقطة الثانية هذا جزء من نفس الكتاب اضعها امامك و انا سعيد لان الكتاب اخذ شهرة و لكن المفاجأة انه كتاب قيم لمهاجمة النصارى و لقد عاصرت فعلا مناقشة حية حول هذا الكتاب كنت اقول لشخص نصرانى هل تستشهد بجلال كشك حسنا خد عندك و اذكر له المقتطفات التالية من كتاب جلال كشك :

ترى قديسا مثل توما الاكوينى الذى يعتبر فيلسوف الكنيسة و مجددها الفكرى يقر البغاء كوسيلة لمكافحة اللواط و يقول ان البغاء مثل المراحيض اذا الغيتها امتلأ المكان بالاقذار كذلك اذا الغيت البغاء انتشر اللواط و لذا شاركت الكنيسة فى مهنة البغاء ووضعت البنات المومسات تحت اشرافها "

صفحة 53 من كتاب خواطر مسلم فى المسألة الجنسية . وهذا الكاتب ايضا له كتاب اسمه خواطر مسلم فى مسألة الاناجيل ارجو ان يقرأه النصارى طالما هم يستشهدون بهذا الكاتب وهذا ما حدث هم نشروا اسم جلال كشك وعليهم الان ان يردوا على كل ما كتبه و ليس جملة مبتورة من صفحة من كتابه و القمص زكريا يسميه من علماء المسلمين الافاضل حسنا يا ايها القمص هل لك ان ترد على كتابه خواطر مسلم حول الاناجيل .

و فى نهاية النقطة نرد عليه بايجاز :

1 - يقول هو نهى عن المنكر اين هذا النهى ؟؟؟؟؟؟ هل يقول عاقل واحد ان الغرض من القصة النهى عن المنكر و انا اقول ان واضع هذه القصة لم يضعها الا للتحريض على الفسق و الرذيلة و المساعدة على انتشارها .

2- الزنا بالمعنى المجازى هل ضرورى ان اداعب حلمات الثدى ليصل المعنى .

الف باء الاعلام ان طريقة وصف الشرور تكون بطريق تنفر الناس منها

والمثل على ذلك افلام المخدرات و الجنس هل تستطيع ان تقول انها وصف لشرور لتجنبها ؟؟؟؟؟؟؟ الم تجد الاطفال فى انحاء العالم يقلدوا الافلام بما فيها من جنس و جريمة و مخدرات وهذه هى النتيجة انحرافات فى الكنائس و دعارة و لواط على المكشوف وماذا ستفعل الراهبة المكبوتة جنسيا حين تقرا هذا الكلام سواء هو رمزى او حقيقى هى لا يهمها الا الكبت الموجود عندها حتى لو كانت عورة الرجال رمز فهى ستتخيل عورة الرجل و تحلم و تخيل الباقى !!!!!!!!!

3 - هذه الالفاظ وصف للشرور انت تنسى دائما ان المفروض ان هذا الكلام وحى و ان قائله هو الله سبحانه و تعالى على زعمكم و كلام الوحى لا يمكن ان يكون به مثل هذه الالفاظ الموضوعة بفعل زنادقة يريدون انتشار الفاحشة و انت بدافعك تساعدهم على ذلك .

4 - التحجج بوجود مثل هذه الالفاظ فى القرآن تحجج باطل كما بينا و الالفاظ الحقيقية عندك افحش من المذكورة فى الترجمة العربية كما و ضحنا . ???==========لاعتراض على انه من صور الغزل الفاضح و الشهوة البهيمية التى لايمكن ان تصدر عن رب العالمين .

يقول انها تعبيرات مجازية مأخوذة من العلاقة الشرعية الحبية المقدسة التى تربط العريس بعروسه لتعبر عن محبة الله لشعبه و يقول هى تعبيرات حبية لا جنسية .!!!!


انت ذكرت كلام جلال كشك و نذكر لك هنا كلام ول ديورانت فى كتابه المشهور قصة الحضارة ارجو ان تكون على علم به :

"مهما يكن من امر هذه الكتابات الغرامية فان وجودها فى العهد القديم سر خفى .... ولسنا

ندرى كيف غفل او تغافل رجال الدين عما فى هذه الاغانى من عواطف شهوانية واجازوا وضعها فى الكتاب المقدس" الجزء 3 صفحة 388 .
و علماء النصارى فى محاولاتهم المستميتة للتوفيق بين نصوص هذا السفر ينقسموا الى نوعين :

النوع الاول التفسير الحرفى كما فى كتاب التفسير التطبيقى للكتاب المقدس يقول بالحرف الواحد "نشيد الانشاد هو قصة علاقة حميمة بين رجل وامراة قصة الحب بينهما وتوددهما و زواجهما انه قصة درامية حية حوار محبة بين فتاة يهودية و حبيبها الملك سليمان ويصف السفر اشواقهم للالتقاء معا وطول الحوار نجد الجنس و الزواج فى موضعهما الصحيح كما قصدهما الله ....... " والخلاصة هنا ان كتبة التفسير التطبيقى يعترفوا ان الكلام جنسى ولكن فى حدود الزواج وكذلك يقول منيس عبد النور فى كتابه شبهات وهمية" السفر يصف المباهج الزوجية ولا خطأ فى الجنس الذى هو فى اطار الزواج " و نقول نحن الا ينبطبق ذلك على اى قصة او فيلم جنسى هل نقبله لانه يدور بين زوجين !!!! والبابا على اى حال لا يعترف بهذا التفسير و يصفه تفسير الجسدانيون .

النوع الثانى التفسير الرمزى وهو باختصار ان الحبيب رمز الى الرب و الحبيبة رمز لشعبه المختار (و هذا تفسير اليهود القديم) او الحبيب رمز للمسيح و حبيبته الكنيسة او النفس البشرية الخاطئة فهذا السفر على زعمهم هنا يوضح دخول الرب و النفس البشرية فى شركة او ارتباط يشبه الارتباط الزوجى !!!! (علامات التعجب من عندى) واليك الان محاولة عملية لعمل مقابلة لفظية بين ما ورد بالسفر وبين ما يحاولوا ان يقنعوا السذج به تخيل هذا الحوار بين الرب والنفس البشرية تقول النفس البشرية بشوق و تلهف للرب :

ليقبلنى بقبلات فمه لان حبك اطيب من الخمر........

و اليك الرد من الرب بالنص :
ما اجمل رجليك بالنعلين يا بنت الكريم ... دوائر فخذيك مثل الحلى .. سرتك كاس .. ثدياك ............. و هكذا ما رايك الان ايها القارىء المنصف من الساذج الذى يصدق هذا التفسير؟

واليك النص التالى لمزيد من الايضاح:
قامتك هذه شبيهة بالنخلة وثدياك بالعناقيد قلت اصعد الى النخلة و امسك بعذوقها وتكون ثدياك كعناقيد الكرم .....

هل يستطيع اى عاقل لا يزال يستخدم عقله ان "يركب " هذا الحوار على الرب والنفس البشرية من الذى يصعد النخلة منهما لا يمكن ان يكون الرب اذن هى النفس فمن اذن الذى ثدياه كالعناقيد !!!!! وهناك امثلة كثيرة و لكن الصورة وضحت الان .

و صاحب اول تفسير لاهوتى لهذا السفر هو اوريجين او اوريجانوس الذى اشتهر بانه خصى نفسه ثم سار على خطى هذا المخصى بلهاء المسيحة الاخرون و تخيل وقع هذا النشيد على راهبات الدير صاحبات الدم الفائر اللواتى من شدة تصوفهن يتصورن انفسهن عرائس للمسيح و مع اضافة اننا كلنا من الخطية وان الاعتراف يحل المشكلة ليس من الصعب الان تخيل ما يحدث فى الاديرة .

و نقول ان هذا السفر لا يستحق ان يضم الى كتاب مقدس وذلك للاسباب الاتية :

1 - لا يحتوى هذا السفر على اى حقائق دينية بالمرة

2 - لا يرد فيه ذكر اسم الله و لا مرة واحدة

3 - لا يعكس اى اهتمامات اخلاقية او حتى اجتماعية

4 - لا صلة له بالعبادة ولا يعطى رؤية للدين

5 - محاولة اضفاء اى بعد رمزى تنهار مباشرة لعدم الاستطاعة التوفيق بين النصوص كما قلنا اذا قلنا ان الحبيب رمز للرب فما معنى ان تقول له الحبيبة فى اخر عدد من النشيد " اهرب يا حبيبي و كن كالظبي او كغفر الايائل على جبال الاطياب " ومن يستطيع ان يفسر هذا الهروب ؟

6 - تطلب الحبيبة من بنات اورشاليم و تستحلفهم بالظباء وبايائل الحقول الا يقظن الحبيب من النوم و الحبيب النائم لا يمكن ان يكون الرب ولا يمكن ايضا ان نحلف بالظباء و ايائل الحقول و هذا كفر صريح حتى عند النصارى الذين لا يحلفون اصلا الا اذا كان المسيح قد نسخ حكم الحلف بالظباء فى العهذ الجديد ونطلب تفسير لذلك ايضا.

7 - وصف العلاقة بين الرب والنفس البشرية فى صورة زواج و حب وهى مع الاسف موجودة فى اكثر من موضع فى العهد القديم والجديد و ليست فى النشيد فقط بل ان النشيد ابعدها عن ذلك الوصف نقول هذا الوصف لا يصلح اطلاقا لما فى هذه العلاقة من توتر وهجر و وصل و رغبة واشتياق ....الخ وكلها لا تليق بالرب .

8 - هناك اشارة غريبة لم اجد احد يلتفت اليها وهى فى النص التالى من الاصحاح الثامن :
1 ليتك كاخ لي الراضع ثديي امي فاجدك في الخارج و اقبلك و لا يخزونني
8: 2 و اقودك و ادخل بك بيت امي و هي تعلمني فاسقيك من الخمر الممزوجة من سلاف رماني
8: 3 شماله تحت راسي و يمينه تعانقني

هى هنا تتمنى ان يكون الحبيب اخ لها لتقبله بدون خزى وتسقيه خمرا و يعانقها و هذا المقطع بفرده كافى لاثبات ان الذى يضع هذا النص فى كتاب مقدس هو زنديق ومن يفسره ويحاول ان يقنع به الجهلة هو محتال ومن يصدقهما هو متخلف عقليا .

9 - الخمر تذكر فى هذا السفر 7 مرات كلها فى صيغة المدح .

و الان هذه هى الكلمات الجنسية التى تغاضى عنها القمص الذى لم يذكر الا عبارة واحدة هى ليقبلنى بقبلات من فمه ولم يذكر اى عبارة اخرى يوضح المقصود منها ومن امثلة العبارات التى تعمد المخفى عدم ذكرها :
16هَا أَنْتَ جَمِيلٌ يَا حَبِيبِي وَحُلْوٌ وَسَرِيرُنَا أَخْضَرُ.
1فِي للَّيْلِ عَلَى فِرَاشِي طَلَبْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي
3شَفَتَاكِ كَسِلْكَةٍ مِنَ لْقِرْمِزِ. وَفَمُكِ حُلْوٌ
5ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْ ظَبْيَةٍ تَوْأَمَيْنِ
شْرَبُوا وَسْكَرُوا أَيُّهَا لأَحِبَّاءُ
قَدْ غَسَلْتُ رِجْلَيَّ فَكَيْفَ أُوَسِّخُهُمَا؟
10حَبِيبِي أَبْيَضُ وَأَحْمَرُ.
مَا أَجْمَلَ رِجْلَيْكِ بِالنَّعْلَيْنِ يَا بِنْتَ لْكَرِيمِ
دَوَائِرُ فَخْذَيْكِ مِثْلُ لْحَلِيِّ
2سُرَّتُكِ كَأْسٌ مُدَوَّرَةٌ لاَ يُعْوِزُهَا شَرَابٌ
3ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْنِ تَوْأَمَيْ ظَبْيَةٍ.
7قَامَتُكِ هَذِهِ شَبِيهَةٌ بِالنَّخْلَةِ وَثَدْيَاكِ بِالْعَنَاقِيدِ.
9وَحَنَكُكِ كَأَجْوَدِ لْخَمْرِ
8لَنَا أُخْتٌ صَغِيرَةٌ لَيْسَ لَهَا ثَدْيَانِ. فَمَاذَا نَصْنَعُ لِأُخْتِنَا فِي يَوْمٍ تُخْطَبُ؟
10أَنَا سُورٌ وَثَدْيَايَ كَبُرْجَيْنِ
14اُهْرُبْ يَا حَبِيبِي وَكُنْ كَالظَّبْيِ

تخيل كل هذا لم يلفت نظر المخفى و ذكر فقط عبارة ليقبلنى بقبلات و اغفل كل هذه العبارات و يقول ان المعنى الروحى وراء هذا التشبية المجازى هو توضيح الرباط الحبى المقدس الذى يربط المسيح بكنيسته التى هى شعبه ثم يقول بكل بجاحة هل فى هذا ابة غضاضة او ابتذال فاضح ؟؟

و الان اليك الجديد الذى توصلنا اليه فى التفسير الحديث للكتاب المقدس الصادر عن دار الثقافة و مجلس التحرير يضم القس منيس عبد النور و القس مكرم نجيب و القس باقى صدقة و رقم الايداع بدار الكتب 98-16832 ISBN 977-213-461-6

اولا اليك النص صفحة 101 من الكتاب المذكور :

يقول هذا الكتاب المعتمد عندكم طبعا كما وضحت ان الكلمة سرتك يجب ترجمتها الفتحة التناسلية للمرأة وهذا ايضا غش من المترجم الذى اصبح موضع شك كبير الان لانه يترجم على مزاجه لتخفيف المعانى البذيئة و حتى السرة التى هى تعبير مبتذل فى حد ذاته اتضح انها مخففة عن كلمة اخرى !!!!!!!!!

و هذا النص ايضا من نفس الكتاب :

http://www.trutheye.com/up/uploads/thumbs/trutheye.com-60e4571864.jpg

هذا النص ايضا من نفس الكتاب :

و الان هنا يقول المقصود الاجزاء المستديرة السفلى ذات البشرة القمحية اللامعة و المطلوب منهم ان يعتبروا كل هذه االفاظ الفاظ روحية و رايى الذى كررته كثيرا زنديق وضع النص و محتال يفسره ومتخلف عقليا يصدقهما .

http://www.trutheye.com/up/uploads/thumbs/trutheye.com-dfb8e875f6.jpg

حكاية التناقض فى عدد شعب اسرائيل ؟؟؟


قبل ان ندخل فى مناقشة التناقض فى عدد شعب اسرائيل نريد ان نسال المخفى من الذى طلب من داودد عليه السلام ان يحصى شعب اسرائيل اليك النصوص

اَلأَصْحَاحُ لرَّابِعُ وَلْعِشْرُونَ :
1وَعَادَ فَحَمِيَ غَضَبُ لرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ فَأَهَاجَ عَلَيْهِمْ دَاوُدَ قَائِلاً: «مْضِ وَأَحْصِ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا».

اَلأَصْحَاحُ لْحَادِي وَالْعِشْرُون :
1وَوَقَفَ لشَّيْطَانُ ضِدَّ إِسْرَائِيلَ وَأَغْوَى دَاوُدَ لِيُحْصِيَ إِسْرَائِيلَ. 2فَقَالَ دَاوُدُ لِيُوآبَ وَلِرُؤَسَاءِ لشَّعْبِ: «اذْهَبُوا عُدُّوا إِسْرَائِيلَ مِنْ بِئْرَِ سَبْعٍَ إِلَى دَانَ, وَأْتُوا إِلَيَّ فَأَعْلَمَ عَدَدَهُمْ».

هل لاحظت قداستك الشيطان مرة امرهم و مرة الرب بنفس الفعل اليس هذه تناقض واضح اهملته الى مسألة العدد التى لا تقنع احد ولن اناقش فى الحسابات التى تختمها بقولك وهو المطلوب اثباته !!!!!

بدل ان تجهد نفسك بالعد و اثبات النظريات فسر كيف يترادف اسم الرب مع اسم الشيطان فى امر واحد .

والان اليك بعض الاختلافات فى نفس الاصحاحين :

اولا : فى 2 صمويل 24 : 24 اشترى داود (عليه السلام ) البيدر و البقر بخمسين شيكل من الفضة و لكن فى ا اخبار 21 : 25 الثمن ست مائة شيكل ذهب !!!!!

ثانيا : فى 2 صمويل 23 : 8 يوشيب بشبث التحكمونى تحول الى يشبعام ابن حكمونى فى ا اخبار 11 : 11

ثالثا : فى 2 صمويل 23 : 8 المذكور فى العدد السابق قتل ثمانمائة دفعة واحدة انخفض عددهم فى 1 اخبار 21 : 25 الى ثلاثمائة فقط !!!!

رابعا : فى 2 صمويل 17 : 25 ان عماس ابن يثرا الاسرائيلى و لكن فى ا اخبار 2 : 17 يقول ان يثرا اسماعيلى وهذا خطأ عرقى فادح .

خامسا : فى 2 صمويل 14 : 27 يقول انه ولد لأبشالوم ثلاثة بنين و بنت واحدة اسمها ثامار و لكن فى 2 صمويل نفسه 18 : 18 نسى الكاتب ذلك وقال ان ابشالوم ليس له ابن اتذكير اسمه .

سادسا : فى 2 صمويل 11 : 3 اسم ام سليمان عليه السلام بثشبع بنت اليعام و فى 1 اخبار 3 : 5 اسمها بثشوع بنت عميئيل .!!!

وهناك الكثير نكتفى بهذا القدر و نقول للقمص اذا استطعت ان تفلت باى حيلة كلامية من واحدة من التناقضات السابقة فكيف بالباقى و لاحظ ان هذه تناقضات فى سفر واحد فقط .

واذا افترضنا ان شخص ما استطاع ببعض التبريرات المتهافتة ان يبرر كل ما سبق الا يكون الكتاب الذى به هذا العدد من التناقضات موضع شك بل اكيد ( فيه حاجة غلط ) و ما ذنب النصارى البسطاء الا يكفيهم التعقيد فى العقيدة و الثالوث و الصلب و الفداء الا يستحقوا فى النهاية كتاب سليم خالى من التناقضات و التى يضطر علمائهم الى تبريرها و تفسيرها بمجموعة اخرى من التناقضات كما نوضح دائما .

لاحظ ان فشلك فى تبرير تناقض واحد من الاف التناقضات يقضى على كتابك كله

وهل بعد ذلك تجرؤ على القول بصحة الكتاب المقدس و انه وحى من عند الله !!!!!!!

و اذا تكلم احد من النصارى بعد ما ذكرت عن القرآن الكريم لن ينفع معه الا القول

إن عادت العقرب عُدنا لها وكانت النعل لها حاضرة
قد علمت العقرب واستقينــت أن لالها دنيا ولا آخــــرة

فى الحقيقة احيانا اعتقد ان النعل هو الحل الوحيد مع امثال هؤلاء.

انتهى الجزء الاول
و السلام عليكم و رحمة الله و بركات???هاهاها

غير معرف يقول...

(((((((((((((((((الرد علي الشيطانة الحمقاء"ناهد متولي" :+++))))))))))))))))))))))))))----------++ربما بعض من الاخوة هنا سمع عن المسماه ( ناهد محمود متولى ) والتى قيل انها تنصرت وتركت الاسلام وتسمت باسم ( فيبى عبد المسيح صليب )
وكان لها سلسلة من الكتب اسمها رحلتى من الظلمات الى النور


ومن هذة الكتب كتاب اليوم والمسمى ( رحلتى الى الكعبة ) والذى قام احد النصارى بأعطاء الكتاب الى احد اخواننا كى يهتدى . ولكن سبحان الله( ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين ) فقد قام هذا الاخ بدحر هذا البحث بالادلة والمناقشة المنطقية والموضوعية جدا
ارجو ان تستمتعوا كما استمتعت برد هذا الاخ

.................................

أشكرك على الرابط الذى دللتنى عليه .. نيتك حسنة فى إرشادى إلى الحق .. ولكن من قال إن النية الحسنة تكفى وحدها ؟ .. ألا تتفق معى أنه لا بد من " البصيرة " ؟ .. لا بد من استخدام العقل الذى خلقه الله لنا ..

الرابط به حلقة أخرى من ناهد متولى تختص بالحج ، أولها تجربة شخصية لها عاشتها ، والباقى " بحث " ـ أرادته علمياً ـ عن الحج فى الإسلام .

أخبرك برأيى عن البحث أولاً .. ثم أثنى برأيى عن " تجربتها " .؟؟؟ما البحث نفسه فأغلبه عن ذكر ثوابات الحج وأركانه ، ثم عن الاستهزاء بكل ذلك ! .. لم تفعل ناهد أكثر من ذلك .. تذكر الثواب من هذا الحديث ، أو الجزاء من تلك الرواية ، ثم تتهكم كيفما شاءت ، وتسخر قدر طاقتها .



وهذا جهل منها بأصول البحث العلمى .. ظنت أن البحث العلمى هو أن تذكر الشىء ثم تسخر منه ، ولعمرى لو أن البحث العلمى هكذا لما عجز عنه أحد ! .. وأزيدك بياناً عزيزى ليتضح لك الأمر جلياً .

كل ما يذكره الرسول ـ أى رسول ـ من أخبار ، سواء عن ثوابات أو جزاءات أو غيرها .. كل ذلك فرع ، له أصل مبنى عليه ، وهو أنك آمنت بصدق هذا الرسول ، فلا تستطيع تكذيب خبر الرسول بمجرد سماعه ، ولو قال لك إنه صعد إلى السماء ، لأن العقل لا يحيل ذلك ، وإن كان يستغربه ، وفرق بين محالات العقول ومحارات العقول !

لكنك تطالب هذا الرسول أولاً بالدليل على أنه " رسول " أصلاً ، فإذا ثبت لك ذلك واطمأن قلبك به ، فمهما يخبرك به تصدق ، مهما كان غريباً عليك .. وليس هذا إيقافاً منك لعمل عقلك ، لكنه إعمالاً له فى موطنه الأول ، وهو التيقن من صدق هذا الرسول أولاً .

أما أن يكتفى أحدهم فى تكذيب خبر الرسول بمجرد سماعه منه ، وليس لأنه لم يقم الدليل عنده على صدقه ، فهو من قلة العقل ولا ريب .

لعلك تقول : وأنا لم يقم عندى الدليل على صدق هذا الرسول وبالتالى أكذب أخباره !

نعم عزيزى لك ذلك ، وحين أناقشك يكون واجبى الأول أن أثبت لك دلائل صدق هذا الرسول ، قبل أن أحدثك عما أخبر به من غيبيات .. ويكون عليك أيضاً ، إذا أردت محادثتى ، أن تثبت لى انتفاء دلائل صدق هذا الرسول ، وهو ما لم تفعله ناهد كما رأيت ، فقد اكتفت بأن تعرض لأخبار هذا الرسول وتستهزئ بها ، وظنت أن ذلك يكفى فى تكذيب دلائل صدقه ، إنما كان عليها ـ لو عقلت شيئاً عن أصول البحث العلمى ـ أن تبدأ بتقرير نفى دلائل صدق هذا الرسول ، فهو الأصل الذى يجب أن تبنى عليه ما بنت من تكذيب أخباره .

وإلا عزيزى .. فإن لم تقبل ما شرحته لك من أصول البحث العلمى ، فإن إنساناً لو استخدم نفس " منهج " ناهد غير العلمى ، لألزمك فى إبطال دينك أنت أيضاً .. فيمكن لأى شخص أن يأتى إلى خبر المسيح عن قيامته ، ويستهزئ به كيفما شاء ! .. نعم .. ستقول : إنه خبر مؤكد عليه دلائل علمية تثبت صدق المخبر به .. ولكن عزيزى .. لقد رفضت إثبات صدق الدلائل هناك فلماذا تطالب به هنا ؟! .. عليك ـ إن رفضت ما قدمته لك ـ أن تدع هذا الشخص يستهزئ كما يحلو له ، بكل أخبار رسولك ، وبكل أخبار تلاميذه ، وبكل خبر لديك فى دينك !

لكن عقلاء البشر اتفقوا على فساد ذلك ! .. اتفقوا على أن من يريد التحدث عن كذب رسول ، لا يلجأ إلى استغراب أخباره والاستهزاء بها .. هذا سفه لا يصدر من عاقل .. وإنما عليه أن يقرر الدلائل النافية لصدق هذا الرسول .. وهو ما لم تتعلمه ناهد أبداً !؟؟؟؟+++++والآن إلى رأيى فى " تجربتها " .. .





اقتدت ناهد بميكافيللى ، ورأت أن الغاية تبرر الوسيلة .. فأساءت ناهد بفعلتها إلى النصرانية ، تصورت أنها بكذبها تخدم دينها ، ولم تعلم أنها تسىء إليه ؛ لأنها إن كانت تعتقد فى نفسها أنها على الحق ، ثم تكذب لإثبات هذا الحق ، فماذا يكون الحال عندما ينكشف كذبها ؟! وأكثر الناس سيربط بين كذبها وكذب عقيدتها ، والعقلاء فقط هم من ينكر التلازم بين الأمرين ، وقليل ما هم .. لقد جعلت ناهد من نفسها حجر عثرة أمام الكثيرين !

تقول ناهد عن قبر النبى عليه الصلاة والسلام : " امتلأت به كتبنا ومناهجنا الدراسية " .. ولا أدرى أين هى هذه " المناهج " التى " امتلأت " .. لاحظ ! : " امتلأت " .. بقبر النبى .. المشكلة أنى وناهد مصريان يا عزيزى !

وهى تعلل إرادة المؤمن لنيل غفران الذنوب فى حجه " ليتخلص من الشعور بالذنب " ! .. ومن قال إن المؤمن يمكن أن يخلو قلبه لحظة من الشعور بالذنب ؟! .. ولا يدر فى خلدك أنها من عوام المسلمين ، فتعذرها بجهلها .. لأنها تنفى عن نفسها أن تكون من عوامهم .. هذا أولاً .. وثانياً : أنه حتى عوام المسلمين لا يغيب عنهم هذا المعنى البدهى فى الإسلام .. وإنما قل مطمئناً إنها لم تكن مسلمة يوماً قط !

تقول ناهد : " عيوننا وعقولنا مشدودة إلي الكعبة في كل صلاة " .. فتفهم أن ناهداً لم تصلِ صلاة المسلمين مرة واحدة من قبل ؛ فإن " أجهل " المسلمين بدينه يعلم أن توجه عينيه فى الصلاة إلى موضع سجوده وليس إلى الكعبة ، وأن توجه عقله وقلبه إلى الله ، حتى إن لم يجد خشوعاً فى قلبه ، فزاغ بصره وعقله وقلبه ، فلن يحرص على توجيه أى من ذلك إلى الكعبة .. كما توهمت عزيزتنا ناهد !

ثم تقرأ لها وهى تتحدث عن الحكمة من غفران الذنوب فى الحج فتقول : " لا تناقش هكذا أرادوا وهكذا يريد الله طالما أرادوا ؛ يا لها من بلاهة " .. فتتيقن أنها لم تكن مسلمة قط ، إنما أخبرها مدلس بأن المسلمين لا يباح لهم النقاش فى دينهم ، ولم تعلم المسكينة أن المسلم يسأل كيفما يشاء له ، ولم تعلم أن كتب العلم تناولت هذه المسألة وغيرها وأفاضت فيها الحديث صفحات تلو صفحات .

ومن أشد ما تقرؤه فتعرف مدى سذاجتها قولها : " بالحج إلى مكة تستطيع أن تدخل أبويك الجنة ؛ حتى لو كانا في قعر الجحيم بمجرد أن تحج عنهما " .. فتفهم أنها لم تذق للتوحيد طعماً فى يوم خلا ، ولم تعلم ما يعلمه كل مسلم ولو جهل : " إن الله لا يغفر أن يشرك به ! ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " .. والمسلمون العصاة الذين سيدخلون النار ليسوا فى الدرك الأسفل أو قعر الجحيم كما توهمت ناهد .. إنما فى قعر الجحيم من لا يغفر الله له شركه أبداً !

بل إنك عندما تتأمل كلامها حق التأمل ، لتجده ينضح بمفهوم خاطىء عن الإسلام ، لا يدخل إلا عقل غير أهله ، وهو أن الأعمال بمفردها من حج وغيره هى التى تؤثر وتغفر الذنوب ، وما من مسلم مهما جهل إلا وهو يدرك أن العبادات لها روح ، وما لم يأت بهذه الروح فلا تنفعه ، فليس له من صلاته إلا ما عقل منها ، وهكذا سائر العبادات .. ولك أن تعذرها لجهلها ، لكنك تعيب على من دلس عليها فلم يحسن صنعته !

وهى تزيدك يقيناً من عدم إحكام الصنعة فى قولها عن الكعبة : " وقلت يارب اذا كان هذا بحق بيتك ، واذا كنت ساكنا هنا .. " .. فتفهم أن المسكينة ظنت بالله ظن الجاهلية الوثنية ، ففهمت أن معنى " بيت الله " أنه ساكن فيه فعلاً ! .. على حين يعلم أجهل المسلمين بدينه ، أن إضافة البيت إلى الله هى على التشريف ، مثل " ناقة الله " فليس لله ناقة يركبها !

والمسكينة تحوم بتساؤلاتها حول البيت الحرام ، لعل الله أن يجيبها عنها .. ولا تدرى المسكينة أن المسلم لا يفعل ذلك أبداً ، المسلم يفعل ما أخبرها من دلس عليها بنفيه ، المسلم يذهب إلى أقرب مسجد به عالم يثق فى علمه ، فيسأله عما يشاء ويستفتيه ، وقد يستعين بكتاب إن كان يستطيع القراءة ، مستعيناً فى كل ذلك بالله عز وجل .. فما بالك وتساؤلات المسكينة من أبسط المسائل التى كرر العلماء الكلام عليها ، ويكررون كلامهم على المنابر فى خطب الجمعة والأعياد وغيرها .. فتفهم أن المسكينة لم تذق طعم " الحياة " الإسلامية قط ، لكنهم دلسوا عليها بأن المسلمين لا يكلمون بعضهم أبداً !

أما ما يجعلك تجزم أنها لم تلمس عتبة الحرم قط فهو قولها : " رأيت بأم عيني في الزحام اثناء الطواف بالكعبة الرجال يلتصقون بكامل اجسادهم في النساء، والنساء لا يبدين اي إمتعاض عما يحدث " !

لاحظ أنها تقول " الرجال " ولم تقل " رأيت رجالاً " ! .. فهى لا تتحدث عن بعضهم إنما تتحدث عن الجميع أو الأغلبية ! .. لو أخبرت عن حالة رأتها لربما صدقناها .. ربما ! .. رجل اجترأ على محارم الله فى حرمه ! .. أما أن تخبر هى عن الرجال جميعهم ، فلم تحسن صنعتها من الكذب بعد ، ولم تستكمل أدواتها ! .. الأعجب أنها تصف لك طريقة الالتصاق : " بكامل أجساهم " ! .. حتى تدخل فى روعك المعنى الشرير ولا تتوهم غيره ! .. ولا عليك بعد ذلك أنها تخبر عن النساء ـ جميع النساء ـ أنهن لا يبدين أى امتعاض من ذلك ! .. وكأن أمة محمد خلت من امرأة تعرف الأدب ، ولو لم تكن مؤمنة ! ..

وهذا هو ما تريد أن تدخله فى روعك .. أن المسلمين يذهبون للحج ليلتصق الرجال بالنساء .. وهذا من ظلمها ولا شك .. يمكنك عزيزى أن تعترض على الحج ، ويمكنك ألا تفهم حكمته ، ويمكنك أن تنتقده ، لكن أن تخبر بما لا يقع فيه فقد تعديت إلى الظلم .

ولا يفوتك مدى استخفافها بعقول أبناء دينها ، فهى تحكى لمن لم ير الحج مرة واحدة فى حياته ، وربما لم يسمع تفاصيله من حاج ذهب وعاد ، آمنة فيما تزوره إلى جهل الكثيرين ممن تحدثهم بما تحكى عنه ، ومعتمدة على نفسية السوء لدى البعض ، التى معدة مسبقاً لتصديق أى سىء عن المسلمين وتتشوق لذلك ، فتلقى إليهم بما يريدون .. " وغرهم فى دينهم ما كانوا يفترون " !!

تقول ناهد : " ثم فاجأتني سيدة سعودية، نعم عرفت انها سعودية من العباءة السوداء التي تغطيها من رأسها حتى قدميها " .. أرأيت الذكاء يا عزيزى ؟ .. عرفت أنها سعودية من عباءتها السوداء التى تكسوها كلها ! .. وكأن السعوديات فقط هم من يلبسون ذلك ، أما الكويتيات فحرام عليهن ، وأما القطريات فليس لهن ذاك ، وأما البحرينيات فلا يحل لهن ذلك من قبل ولا من بعد .. احمد ربك على نعمة العقل يا عزيزى ! .. ولا عليك أن تتساءل عن " سواد " عباءة تلك المرأة وهى فى الإحرام ، فقد ابتلعت ما هو أكبر من ذلك !!

ثم إن ناهداً تخبرك عن هذه المرأة أنها " تفتح ذراعيها لتكشف عن ردائها الاحمر الذي بالكاد يستر جسدها ، وبالطبع لم تلفت انتباهي فقط بل وإنتباه الكثيرين من الرجال والنساء الذين كانوا حولها، وبعد فترة وجيزة خرجت من الحرم برفقة أحدهم. "

فتفهم أن ناهداً لم تعلم من فنون الإغراء إلا الرداء " الأحمر " الكاشف ! .. ولا أدرى ما حاجة تلك المرأة ـ السعودية طبعاً ! ـ إلى الكشف عن الرداء الأحمر ، ما دامت المسألة " هيصة " هكذا ! .. الأنكى أن " كشفها " هذا لفت انتباه الكثيرين والكثيرات دون اعتراض ! .. ولك أن تتساءل : أليس فيمن شاهدوا " الكشف " مؤدب واحد ولو لم يكن مؤمناً ؟! .. بل أليس فيمن شاهدوا " منافق " ينهى عن المنكر ليأتيه ؟! .. بل أليس فيمن شاهدن " الكشف " امرأة واحدة فتنهرها ولو من باب غيرة النساء فقط ؟! ..

بل لك أن تتساءل بعد ذلك كله .. لماذا تخرج تلك المرأة من الحرم برفقة أحدهم ؟ .. وهل يعد الحرم بعد ذلك حرماً ؟ .. وما المانع من إكمال المتعة فى الحرم والكل يشاهد ويستمتع ويشارك كما تخبرنا ناهد ؟!

تقول ناهد : " كان من الصعب على أن أقنع نفسي بأن الحج هو الركن الأهم في الإسلام " .. اسأل يا عزيزى أى مسلم عن أركان الإسلام أيها أعظم وأهم ؟ .. صدقنى لن تجد واحداً ـ من الجهلاء ـ يقول لك إنه الحج ! .. فتفهم أن ناهداً لم تكلف نفسها قراءة رسالة صغيرة عن أركان الإسلام وترتيب أهميتها ، حتى تحسن صنعتها من الكذب !

هذه بعض الملاحظات السريعة عن " تجربة " ناهد ! .. هذا عن ناهد يا عزيزى ، فماذا عنك أنت ؟!

أدعوك للتساؤل : لماذا لم تكلف ناهد نفسها جهداً فى إتقان كذبها ؟ .. لماذا لم تجتهد قليلاً وتحسن التلفيق كما يجب ؟ .. وهؤلاء الذين وراءها ، لماذا لم يحكموا تفاصيل الكذبة كما يجب ؟ ..

شكراً على إرادتك الخير لى .. هدانا الله وإياك إلى رضاه ؟؟؟

غير معرف يقول...

(((((((((((((((((((((((((الرد على برنامج حورا الإفك الذى يظهر فيه الخنزير ابن الزانية زكريا بطرس

هل القرآن الكريم به آيات من وحى الجن !؟))))))))))))))))))))

699131

بقلم / محمود القاعود

فى الحلقة (66) من برنامج " "حوار الحق " الذى تبثه فضائية " الحياة " التنصيرية ، ادعى القُمّص "زكريا بطرس أن هناك آيات فى القرآن الكريم من وحى الجن ، وأنه – أى زكريا – قد أتى بما لم تستطعه الأوائل ، وأثبت للمسلم أن قرآنه مجرد تلفيقات بشرية وجنية ، وأن وجود آيات فى القرآن من وحى الجن ، يبطل – كما يدعى – الآية القرآنية : (( قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا )) ( الإسراء : 88 ).
والآيات القرآنية الكريمة التى يستدل بها بطرس على افتراءاته ، هى قول الحق سبحانه وتعالى :
(( قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن نُّعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَبًا وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا )) ( الجن : 1- 14 ) .
وأيضاً قول الله تعالى :
(( وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ )) ( الأحقاف : 29 – 31 ) .
انقر على الفيديو لتُشاهد :




((((((((((((أولاً : الرد على افتراءات زكريا بطرس
بالنسبة لآيات سورة " "الجن " )))))))))))))))))))، فأول الآيات ، يصفع" زكريا بطرس ويوضح أن الكذب ديدنه والافتراء منهجه ، والإفك مأكله ومشربه ..
الآيات تبدأ بقول الله عز وجل للرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم : " "قل أوحى إلى أنه استمع نفر من الجن .... " أى يا محمد أخبر العالم بما يوحى إليك من أمر ما حدث للجن .. لم تبدأ الآيات بالقول : " قالت الجن " كما يدعى القُمّص الكذاب بل ابتدأت بأمر إلهى : " قل أوحى إلى .... " ويحكى الله لنبيه ما جاء على لسان الجن والحديث الذى دار بينهم . تماماً كأن أحكى لصديقى ؛ فأقول له : ألم يأتك نبأ فلان الفلانى ؟ لقد ذهب إلى "البيت الأبيض وقابل الرئيس الأمريكى " "جورج دبليو بوش " ، "وقال له : أنت أسوأ رئيس فى تاريخ الولايات المتحدة وتسببت فى إزهاق أرواح عشرات الآلاف من الأبرياء ، وأنك كنت تدعى أن العراق به أسلحة دمار شامل ولم تجد القوات الأمريكية به أى أسلحة ، لقد جلبت يابوش الفوضى والخراب لمنطقة الشرق الأوسط ، ليتك لم تفز فى انتخابات الرئاسة عام 2000 م ، فلو تعلم كيف صار المواطن الأمريكى فى نظر المسلم لفكرت ألف مرة قبل أن تشن الحرب تلو الأخرى على بلاد الإسلام ظلماً وعدواناً .. والسؤال : هل عندما أحكى لصديقى هذا الكلام يكون فلان الذى تحدث مع بوش ، هو الذى يحكى ويتكلم أم أنا الذى أحكى لصديقى ما حدث !؟ بالقطع أنا .. وهذا المثال - ولله تعالى المثل الأعلى - يوضح لنا ما ورد فى الآيات القرآنية الكريمة : قل أوحى إلىّ ( يا محمد ).... ثم يحكى الله عز وجل لنبيه الكريم ما حدث من كلام الجن ، فلا الجن أوحى للرسول الأعظم ولا يحزنون وإنما الله يوحى لنبيه ما حدث ، ولكن القُمص الكذاب يأبى أن يفهم أو أن يعيش دقيقة واحدة بدون كذب .
كذلك آيات سورة " "الأحقاف " ، يقول الله عز وجل لنبيه الكريم : " وإذ صرفنا إليك نفر من الجن ... " أى واذكر يا محمد عندما وجهنا إليك نفر من الجن ليستمعوا للقرآن الكريم .. الآيات لا تقول " وصُرفنا إليك نحن معشر الجن " حتى يدعى القمص الكذاب أنها من كلام الجن ؛ بل الله يقول لنبيه " وإذ صرفنا إليك ... " "
الآيات واضحة جداً ولا تحتاج لعناء أو جهد حتى يفهما أى إنسان ، فالله يحكى على لسان الجن مثلما حكى على لسان الأنبياء والرسل والبشر ، ليُخبر نبيه ما حدث .. ولكن القُمّص يُريد كلام وفق مزاجه ، وحتى يكون الكلام هو كلام الله فيجب أن يقول " "قال الله إن الجن كذا وكذا " !! رغم أن الآيات تبدأ بأمر من الله وتخبر العالم أن الله هو الذى أوحى ذلك الكلام " قل أوحى إلى " ، لكن القُمص يريد أن أن يكون فى كل آية من سورة الجن " قال الله " !! حتى يؤمن بأن هذا وحى من الله !! "
ولو أننا أخذنا الأمور بمنطق الاستعباط والدجل الذى يتعامل به القُمص لوجدنا أن القرآن الكريم ليس من تأليف الجن بل من تأليف أناس وكائنات حية !!
يقول الحق سبحانه وتعالى : ((حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ )) ( النمل : 18 )
فهل نقول القرآن الكريم من تأليف النملة لأن الله حكى على لسانها !؟
يقول الحق سبحانه وتعالى : ((فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ )) ( النمل : 22 )
فهل نقول القرآن الكريم من تأليف هدهد سليمان لأن الله حكى على لسانه !؟
يقول الحق سبحانه وتعالى : ((قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ )) ( يوسف : 32 ) .
فهل نقول القرآن الكريم من تأليف امرأة العزيز لأن الله حكى على لسانها !؟
يقول الحق سبحانه وتعالى : (( قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ )) ( يوسف : 33 ) .
فهل نقول أن القرآن الكريم من تأليف يوسف عليه السلام لأن الله حكى على لسانه !؟
يقول الحق سبحانه وتعالى : ((وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ )) ( يوسف : 43 )
فهل نقول أن القرآن الكريم من تاليف ملك مصر لأن الله حكى على لسانه !؟
يثبت لنا أن القُمّص يفترى على القرآن الكريم من أجل شئ آخر .. لكن تُرى ما هو ؟
ثانياً : زكريا بطرس يُمارس الإسقاط من أجل أن يدارى على حقيقة أن كتابه المقدس من صنع البشر :
زكريا بطرس يعلم علم اليقين أن كتابه المقدس مؤلف ومن صنع البشر ، وأنه لا يمكن صدوره عن الله عز وجل ، بأى حال من الأحوال ، ولكنه فى سبيل غايته الآثمة ، يفترى على القرآن الكريم ولسان حاله يستخدم المثل المصرى الشهير : " "لا تعايرنى ولا أعايرك الهم طايلنى وطايلك " ! ولكننا نقول له أن الهم يطوله وحده هو من يتبعه ويؤمن بكتابه .."
ونضع للقُمص من قلب كتابه ما يُثبت أن كتابه مؤلف ، عله يستحى ويشعر بالخجل ويكف عن أكاذيبه السمجة :
(( فإن كنت قد أحسنت التأليف وأصبت الغرض فذلك ما كنت أتمنى وان كان قد لحقني الوهن والتقصير فاني قد بذلت وسعي )) ( المكابيين الثانى 15: 39 ) .
(( كذلك تنميق الكلام على هذا الأسلوب يطرب مسامع مطالعي التأليف )) ( المكابيين الثانى 15 : 40 ) .
(( كيف تقولون نحن حكماء وشريعة الرب معنا . حقاً إنه إلى الكذب حوّلها قلم الكتبة الكاذب )) ( إرميا 8 : 8 ) .
(( أما وحى الرب فلا تذكروه بعد لأن كلمة كُل إنسان تكون وحيه إذ قد حرّفتم كلام الإله الحى رب الجنود إلهنا )) ( إرميا 23 : 36 ).
داود يشهد على التحريف :
(( ماذا يصنعه بى البشر اليوم كله يُحرفون كلامى )) ( مزامير 56 : 4 – 5 ).
يشوع يشهد على الحذف من الكتاب المقدس :
(( حينئذ كلم يشوع الرب يوم أسلم الأموريين أمام بنى إسرائيل وقال أمام عيون بنى إسرائيل يا شمس دومى على جبعون ويا قمر على وادى أيلون . فدامت الشمس ووقف القمر حتى انتقم الشعب من أعدائه . أليس هذا مكتوباً فى سفر ياشر . )) ( ( يشوع 10 : 12 – 13 ) .
السؤال : أين هو سفر ياشر هذا؟؟؟ ومن الذى قام بحذفه من الكتاب المقدس ؟؟ ومتى حذفه ؟؟ وكيف حذفه ؟؟ وهل يقدر البشر على حذف أجزاء من كلام الله ؟ ليت النصارى يُجيبون .
لوقا يعترف بتأليف الإنجيل :
(( إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة فى الأمور المتيقنة عندنا .كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء مُعاينين وخداماً للكلمة . رأيت أنا أيضاً إذ قد تتبعت كل شئ من الأول بتدقيق أن أكتب على التوالى إليك أيها العزيز ثاوفليس )) ( لوقا 1 : 1- 4 ) .
يقر لوقا بأن " كثيرين " ألفوا قصصاً على أنها أناجيل وبناء عليه فقد قرر هو أيضاً أن يكتب قصة مثلهم لتصبح بعد ذلك " إنجيل القديس لوقا " !!
بولس يقر بالتأليف :
(( وأما الباقون فأقول لهم أنا لا الرب إن كان أخ له امرأة غير مؤمنة وهى ترتضى أن تسكن معه فلا يتركها )) ( كورنثوس 1 : ص 7 - 12 )
يعترف بولس بأنه هو الذى يقول لا الرب !! فهل هذا كلام الله أو حتى كلام الروح القدس ؟؟ أو هل هذا كلام الله للمسيح ؟! أو هل الله يحكى للمسيح يقول له : أذكر بولس عندما قال أنا اقول لكم !! .. لا .. فهذه أقوال بولس ذاته ولا تمت لله بأى صلة
(( وأما العذارى فليس عندى أمر من الرب فيهن ولكننى أُعطى رأياً كم رحمه الرب أن يكون أميناً )) ( كورنثوس 1 : ص 7 – 25 )
بولس يُعطى رأيه الشخصى !! فهل هذا كلام الله ؟؟
(( إن لبثت هكذا بحسب رأيى . وأظن أنى أنا أيضاً عندى روح الله )) ( كورنثوس 1 : ص 7 – 40 ) .
بولس يتحث حسب رأيه ، هل هذا كلام الله ؟؟
(( لست أقول على سبيل الأمر بل باجتهاد آخرين مختبراً إخلاص محبتكم أيضاً )) ( كورنثوس 2 ص 8 : 8 ) .
بولس يتحدث باجتهاد آخرين !! فهل الآخرين حلت عليهم الروح القدس ؟؟ ومن هم هؤلاء الآخرين ؟؟ وهل هذا كلام الله ؟
(( أُعطى رأياً فى هذا أيضاً )) ( كورنثوس 2 : ص 8 : 10 ) .
بولس يُدلى برأيه الشخصى !! هل هذا كلام الله ؟؟
(( فإنه من جهة الخدمة للقديسين هو فضول منى أن أكتب إليكم ))
هل فضول بولس هو كلام الله ؟؟
(( ها أنا ذا بولس أقول لكم إنه إن اختننتم لا ينفعكم المسيح شيئا )) ( غلاطية 5 : 2 )
بولس يقر أنه المتحدث والقائل والمُشرّع ، فهل هذا كلام الله ؟؟
(( فأطلب إليكم أنا الأسير فى الرب )) ( أفسس 4 : 1 )
بولس يطلب !! هل هذا كلام الله ؟؟
(( أخيراً أيها الأخوة صلوا لأجلنا لكى تجرى كلمة الرب وتتمجد كما عندكم أيضاً )) ( تسالونيكى 2 : ص 3 : 1 )
بولس يطلب من أصدقائه أن يصلوا لأجله !! فهل هذا وحى الله ؟؟؟
(( السلام بيدى أنا بولس الذى هو علامة فى كل رسالة . هكذا أنا أكتب )) ( تسالونيكى 2 : ص 3 : 17 )
اعتراف صريح من بولس أنه مؤلف هذا الكلام .
(( بَادِرْ أَنْ تَجِيءَ إِلَيَّ سَرِيعا ً، لأَنَّ دِيمَاسَ قَدْ تَرَكَنِي إِذْ أَحَبَّ الْعَالَمَ الْحَاضِرَ وَذهَبَ إِلَى تَسَالُونِيكِي، وَكِرِيسْكِيسَ إِلَى غَلاَطِيَّةَ، وَتِيطُسَ إِلَى دَلْمَاطِيَّةَ. لُوقَا وَحْدَهُ مَعِي. خُذْ مَرْقُسَ وَأَحْضِرْهُ مَعَكَ لأَنَّهُ نَافِعٌ لِي لِلْخِدْمَةِ. أَمَّا تِيخِيكُسُ فَقَدْ أَرْسَلْتُهُ إِلَى أَفَسُسَ. اَلرِّدَاءَ الَّذِي تَرَكْتُهُ فِي تَرُواسَ عِنْدَ كَارْبُسَ أَحْضِرْهُ مَتَى جِئْتَ ، وَالْكُتُبَ أَيْضاً وَلاَ سِيَّمَا الرُّقُوقَ )) ( تيموثاوس 2 : ص 4 : 9 - 13 ) .
(( سَلِّمْ عَلَى فِرِسْكَا وَأَكِيلاَ وَبَيْتِ أُنِيسِيفُورُسَ. أَرَاسْتُسُ بَقِيَ فِي كُورِنْثُوسَ. وَأَمَّا تُرُوفِيمُسُ فَتَرَكْتُهُ فِي مِيلِيتُسَ مَرِيضاً. بَادِرْ أَنْ تَجِيءَ قَبْلَ الشِّتَاءِ. يُسَلِّمُ عَلَيْكَ أَفْبُولُسُ وَبُودِيسُ وَلِينُسُ وَكَلاَفَِدِيَّةُ وَالإِخْوَةُ جَمِيعاً )) (تيموثاوس 2 : ص 4 : 19 – 21 ) .
بولس يتحدث عن أحواله الشخصية ويدعو تيموثاوس أن يحضر الرداء الذى تركه فى ترواس !! ويُسلم على فرسكا .... إلخ ، فهل هذا كلام الله ؟؟
((حِينَمَا أُرْسِلُ إِلَيْكَ أَرْتِيمَاسَ أَوْ تِيخِيكُسَ بَادِرْ أَنْ تَأْتِيَ إِلَيَّ إِلَى نِيكُوبُولِيسَ ، لأَنِّي عَزَمْتُ أَنْ أُشَتِّيَ هُنَاكَ )) ( تيطس 3 : 12 ) .
بولس عزم أن يُشتى !! ما علاقة هذا بوحى الله ؟؟ هل هذا الكلام الشخصى هو كلام الله ؟؟ أو هل هذا وحى للمسيح يحكى الله فيه على لسان بولس أنه قال : عزمت أن اشتى هناك - هذا على فرض أن المشتى أو المصيف شئ ذا قيمة يستحق أن يُسجله الله !؟ ولكن الكلام شخصى بحت لشخص قرر أن يُشتى ليستجم بعض الشئ ويواصل تأليف أكاذيبه ويوهم المُضللين بأنه وحى من الله .
نصوص عديدة تثبت أن الكتاب المقدس مؤلف وكلام شخصى لم يصدر عن الله رب العالمين ..
وجميع هذه النصوص لا يحكى الله فيها على لسان أحد ولا يوجد بها " "قال الله كذا " ، بل من كتبوا هذا الكلام هم من يتحدثون .. ولا يمكن أن يحتج بطرس ، بأن الروح القدس توحى للكاتب بكلام الله ويكتب هو بمزاجه : ((" لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس )) ( 2 بطرس 1 : 21 ) .. فتلك الحجة الرقيعة إنما تؤكد أن هذا الكتاب مؤلف مليون بالمائة ..
ثم إذا سلمنا بصحة هذا النص الذى يحتج به كدليل على أن مؤلفى الكتاب المقدس يحق لهم أن يكتبوا ما أرادوا طالما أن معنى الوحى نزل عليهم .. فأين هم هؤلاء " القديسون " ؟؟
هل هم الزناة وعبدة الأصنام والقتلة واللصوص والكذبة والشواذ والسكارى والذين اعتدوا على بناتهم وأخواتهم ؟؟
هل هؤلاء هم " القديسون " الذين حلت عليهم الروح القدس ، ومن ثم تولوا هم كتابة ذلك الكتاب ؟!
هل " القديسون " هم الذين يتحدثون عن شعر عانة المرأة وأيور الحمير ومنى الخيل والمؤخرة والثدى والبطن والسرة وفتح رجلى المرأة لكل عابر !؟
ثم هل معنى أن الإنسان " قديس " أن يضع كلامه الشخصى ويكتب ما يريد بحجة أن الروح القدس أوحت معنى الكلام !!
ما علاقة هذا الكلام بالوحى إذا كان بالحرف أو المعنى :
يقول بولس فى رسالته إلى رومية :
(( سلموا على بريسكلا وأكيلا .. سلموا على أبينتوس حبيبى .. سلموا على مريم .. سلموا على أندرونكوس ويونياس نسيبى .. سلموا على أمبلياس حبيبى فى الرب .. سلموا على أوربانوس العامل معنا فى المسيح وعلى إستاخيس حبيبى . سلموا على أبلس المزكى فى المسيح . سلموا على الذين هم من أهل أرستوبولس . سلموا على هيروديون نسيبى . سلموا على الذين هم من أهل نركيسوس الكائنين فى الرب . سلموا على تريفينا وتريفوسا التاعبتين فى الرب . سلموا على برسيس المحبوبة التى تعبت كثيرا فى الرب . سلموا على روفس المختار فى الرب وعلى أمه أمى . سلموا على أسينكريتس فليغون هرماس بتروباس وهرميس وعلى الإخوة الذين معه . سلموا على فيلولوغس وجوليا ونيرويوس وأخته وأولمباس وعلى جميع القديسين الذين معهم . سلموا بعضكم على بعض بقبلة مقدسة .. يُسلم عليكم تيموثاوس العامل معى ولوكيوس وياسون وسوسيباترس أنسبائى . أنا تريتوس كاتب هذه الرسالة أُسلم عليكم فى الرب . يُسلم عليكم غايس مُضيّفى ومضيف الكنيسة كلها . يُسلم عليكم أراستس خازن المدينة وكوارتس الأخ )) رسالة بولس إلى رومية ( 16 : 3 – 24 ) ؟
ما علاقة تلك السلامات والقُبلات بمعنى الوحى ؟؟ والنص واضح أنه كلام شخصى بحت جداً ، ولا يوجد به " "قال الله كذا " ولا يوجد بها أى تلميح إلى أن الله هو موحيها أو " قال فلان كذا " ولكن كل فرد هو الذى يتحدث من عند نفسه أنا أقول كذا ، مما يُبرهن أنه ليس من كلام الله فى شئ ."
وحتى نقرب الصورة للنصارى : ماذا كنتم ستفعلون إن وجدتم كلاماً مثل هذا بالقرآن الكريم ، فمثلاً يقول الرسول " "سلموا على أبى بكر الصديق . سلموا على عمر بن الخطاب . سلموا على عثمان بن عفان سلموا على علىّ بن أبى طالب . سلموا على أبى أيوب الأنصارى ... إلخ فهل مثل ذلك الكلام كنتم ستعتبرونه وحى من الله !؟ فإذا كانت الآيات القرآنية الكريمة واضحة وبها أمر من الله لرسوله " "قل " ورغم ذلك تعترضون ويدعى قُمّصكم الكذاب أنها من كلمات الجن ، فما بالكم بكلام شخصى بحت كالذى كتبه بولس وغيره ممن ألفوا الكتاب الذى تقدسونه !؟"
وقد يعترض نصرانى ويستشهد بقول بولس : (( كل الكتاب هو موحى به من الله ، ونافع للتعليم والتوبيخ، للتقويم والتأديب الذي في البر، لكي يكون إنسان الله كاملاً متأهباً لكل عمل صالح )) ( تيموثاوس 2 ص 3 : 16 – 17 ) . ليُدلل على صحة كتابه المؤلف .
قلت : لا يصح هذا القول دليلاً على تعهد الله بحفظ الكتاب المقدس وأسفاره العديدة ، بولس هو قائل هذا النص ، ومعروف أن بولس كتب رسائله قبل ظهور الأناجيل بسنين عديدة ، فأى كتاب كان يقصده بولس وقت كتابته لهذا النص ؟!
والتراجم الجديدة للنص تكتبه هكذا : (( كل كتاب موحى به من الله هو أيضًا نافع للتعليم .. ))
أى أن كل كتاب موحى من الله نافع للتعليم وهذه حقيقة لا يختلف عليها إنسان : أن الذى أوحاه الله نافع للإنسان وليس الذى أوحاه بولس وتريتوس وغيرهما .
مما سبق يتضح لنا أن زكريا بطرس كان يُمارس الإسقاط ليدارى على النصوص الموجودة بكتابه وتُثبت أن كتابه مؤلف ومن صنع البشر ولا توجد به كلمة واحدة من كلمات الله عز وجل .
ويبقى السؤال : هل يليق برجل دين – أياً كان هذا الدين – أن يكذب بتلك الطريقة الفاجرة ، وهو على أعتاب الثمانين من العمر !؟
عفواً .. فقد نسيت أن القُمص يؤمن بما قاله " "بولس " : (( "إن كان صدق الله قد ازداد بكذبي فلماذا أدان أنا بعد كخاطئ ؟ )) (رومية 7:3 ) .
ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين؟؟؟؟؟؟=============وإذ كففت بني إسرائيل عنك " ..
ولقد اشارت الايات لنا ايضا لنجاته قول الله تعالى: ويكلم الناس فى المهد وكهلا,,
وايضا إشارة القرآن الكريم لنزله عليه السلام فى آخر الزمان قوله تعالى : " وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها " وايضا قوله تعالى : " وإن من اهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا ".

(وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً) (النساء : 157 )

وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه .. فالشك فى الاية منصرف إلى شخصية المصلوب ولم يحدد القرآن الكريم شخص هذا المصلوب ولكنه أكد على نجاه السيد المسيح ورفعه للسماء عليه الصلاه والسلام .

وقد أوضح اللّه الأمر وجلاه وبينه وأظهره في القرآن العظيم الذي أنزله على رسوله الكريم، المؤيد المعجزات والبينات والدلائل الواضحات، فقال تعالى وهو أصدق القائلين: {وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم} أي رأوا شهبه فظنوه إياه ولهذا قال: {وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن} يعني ذلك من ادعى أنه قتله من اليهود ومن سلّمه إليهم من جهال النصارى كلهم في شك من ذلك وحيرة وضلال. ولهذا قال: {وما قتلوه يقيناً} أي وما قتلوه متيقنين أنه هو، بل شاكين متوهمين .

أن الكتاب المقدس نفسه لم يعرض تحديد من هى الشخصية التى صلبت ولا يهمنا من يدعون بانه صلب وكذبهم بل عند المسلمين نحن ندرك ما تركته قصه حادثة الصلب التى حولها هؤلاء الى عقيدة عظم شأنها عندهم بسبب مركيون تلميذ بولس الذى كان يعتقد بأن آله اليهود الذى أعطى الناموس لموسى , وخالق العالم كان شريرا واما اله المحبه فقد ظهر في المسيح وهو معارض تماما لخالق العالم ..وصور محاكمة من المسيح لخالق العالم ورب السموات والأرض .
ومن هنا يتضح لنا من اين جاءوا بهذا الفكر الالحادى فى المعتقد, و أن بالنسبة لنا القول بنجاه المسيح من القتل يضع الآمورفى ميزانها الصحيح .
وما ذكرته الأناجيل من تنبؤات المسيح بنجاته من القتل ,عندما أرسل الفريسيون ورؤساء الكهنة الحرس ليمسكوا به ، فقال لهم : سأبقى معكم وقتا قليلا ، ثم أمضي إلى الذي أرسلني ، ستطلبوني فلا تجدوني ، وحيث أكون أنا لا تقدرون أن تجيئوا ( يوحنا : 7/32-34)
متى رفعتم ابن الإنسان ، عرفتم أني أنا هو ، وأني لا أعمل شيئا من عندي ، ولا أقول إلا ما علمني الآب ، والآب الذي أرسلني هو معي ، وما تركني وحدي ، لأني في كل حين أعمل ما يرضيه . ( يوحنا : 8/21-29 )
جاء في سفر الأمثال : " الأشرار يكونون كفارة لخطايا الأبرار " ( الأمثال 21/18(
" بر الكامل يقوم طريقه، أما الشرير فيسقط بشره، بر المستقيمين ينجيهم، وأما الغادرون فيؤخذون بفسادهم، الصديق ينجو من الضيق، ويأتي الشرير مكانه " ( الأمثال 11/5 - 8 )
نبؤاءات بنجاة السيد المسيح من الصلب

ps 118- 10-15<<<<<<

Ps 28-37
اما نسل الاشرار فينقطع.,‎لان الرب يحب الحق ولا يتخلى عن اتقيائه الى الابد

ps 20-6" الرب مخلص مسيحه يستجيبه من سماء قدسه بجبروت خلاص يمينه" الآن عرفت أن
المزمور91 هو نبوءة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، نبوءة تصف عبداً قد جعل الله ملجأه . . وتقول هذه النبوءة إن الله سينجيه ويرفعه ويمجده، ويتفق المسيحيون على ان هذا المزمور هو نبوءة عن المسيح بدليل ان لوقا 4 : 10 ومتى 4 : 6 قد احالا عليه واقتبسا منه الفقرة 11 .

ونجد فرق أنكرت حادثة الصلب ومنهم الروسيتية والمرسيونية والفلنطنيائية وايضا الذين نقل عنهم سيوس فى " عقيدة المسلمين في بعض مسائل النصرنية " والمفسر جورج سايل القول بنجاة المسيح وأن المصلوب هو سمعان القيرواني وسماه بعضهم سيمون السيرناي ولعل الأسمين لواحد , وهذة الفرق ايضا كانت تقول ببشرية المسيح .

ويقول ملمن فى كتابه " تاريخ الديانة النصرانية " إن تنفيذ الحكم كان وقت الغلس , وإسدال ثوب الظلام , فيستنتج من ذلك إمكان استبدال المسيح بأحد المجرمين الذين كانوا فى سجون القدس منتظرين تنفيذ حكم القتل عليهم كما اعتقد بعض الطوائف , وصدقهم القرآن .
وان كان هؤلاء جميعاً من النصارى فيتبين لنا أن لا إجماع عندهم على صلب المسيح وبذلك تبطل دعواهم .

التضارب فى الأقوال فى قصة الصلب و اختلاف موعد الجلسة
لوقا: 22-66 ) (مرقص : 14 -53 ) ( متى: 26- 57) ونجد فى ( يوحنا : 18-3 ) اختلف معهم اختلافاً تاماً كما نرى الاختلاف والتضارب فى رويات :

هل ذهب رؤساء الكهنة للقبض على المسيح ؟
متى حوكم المسيح ؟
من الذى حمل الصليب ؟

ايضاً اللحظة الاخيرة فى حياة المسيح فتذكرها الاناجيل وتختلف فى وصف المسيح فيصور متى ومرقس حاله اليائس عندما ينادى ويصرح إلهي إلهي لماذا تركتني .
متى :( 27 –46/50 ) و مرقس : ( 15- 34/37)
بينما لوقا فيرى أن هذة النهاية لا تليق بالمسيح فيصوره بحال أقوى الراضي بقضاء الله حيث قال يا أبتاه فى يديك أستودع روحى ولما قال هذا أسلم الروح أما يوحنا فيتجنب وصف مشاعر المسيح منعا للأحراج

وفجاء اثناء انعقاد المحاكمة نجد الحكم سريعا وبالإجماع مذنبا كان أو لا .. يجب أن يموت يسوع على صفحات الكتاب المقدس , حكم اليهود بغير حق أن يسوع قد جدف على الله وهو ما يشبة الخيانة العظمة فيما يتعلق بالناحية الروحية ..فكلا الفريقين اليهود والنصارى يريدون موت المسيح فيريد الفريق الآول أن يموت للتخلص منه باعتباره جدف على الله أما النصارى فارادوا بموته تحقيق الخلاص من خطايا البشر والآثام .

أي عدل وأي رحمة في تعذيب وصلب انسان غير مذنب؟ ان تعذيب شخص برييء لم يقترف آثاماً من أجل خطايا الآخرين إنما هو ذروة الظلم ... لذلك فإن بولس في رسالته الى رومية ( 8 : 31 - 32 ) قد اعتبر صلب المسيح المزعوم عملاً ليس فيه شفـقة من الله : " اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ ". ( ترجمة فاندايك )
وبعيدا عن سقوط الثقة بأخبار الأناجيل المحرفة ، والتي اعترف أهلها أنفسهم بأنها لم تنزل على المسيح هكذا ، بل ولا كتبت في حياته ، فإن شهود الإثبات جميعاً لم يحضروا الواقعة التي يشهدون فيها، كما قال مرقس: فتركه الجميع وهربوا ( مرقس 14/50 )

وايضا نرى مما يدل على عدم صحة التنبؤ بالصلب أو القتل بفرار التلاميذ وفيهم بطرس الذى قال له المسيح " طلبت من أجلك لكي لا يفنى ايمانك وأنت متى رجعت ثبت إخوتك , فقال له : يارب ,انى مستعد أن أمضى معك حتى الى السجن والى الموت ......( لوقا 22 / - 32-34)
فدل هذا على معرفتهم بأن المأخوذ غيره , كما قد عرفوا ذلك فهربوا, ولقد قال عنهم المسيح " الذين أعطيتني حفظتهم ولم يهلك أحد إلا ابن الهلاك " (يوحنا 17-12 )
ثم بعد ذلك ولأن أمر المصلوب لا يهمهم وقد عرفوا بنجاه سيدهم لم يهتموا بمتابعة المصلوب وهو على الصليب أو أثناء المحاكمة ,إلا ما جاء عن بطرس ويوحنا وبعض النسوة .

ونرى من جماع ما تقدم فى المزامير بأن الله مخلص مسيحه يستجيب له من سماء قدسه ويرفعه من ابواب الموت وما حفر له هذة الحفره له وآتى على راس الجمع من جنود وخدم ليقبضوا عليه, وقع فى الحفرة نفسها وبعمل يديه يعلق, فقبض عليه هو بدلاً من المسيح وحوكم هو وصلب بدلا منه كما ذكرت الروايات وتضاربت فى شخصه المصلوب . ولا يهمنا من هو حقيقاً ... لآن القرآن الكريم لم يذكر لنا من هو.. ولا يفيد أن نعرف من المصلوب الذى حل عليه الشبة ظلماً أم لا , فالمهم ان المسيح عليه السلام لم يقتلوه ولم يصلبوه وبانتفاء الصلب تنتفى العقيدة النصرانية وتهدم تماماَ . ومما قد ثبت عن آثر ابن عباس موقوفا عليه أن أحد التلاميذ رضي بأن يلقى عليه الشبه بدل من المسيح عليه السلام فهو ليس بحجة على الاطلاق و لا تقوم الحجة إلا بخبر صحيح . ولله سبحانه الحكمة البالغة و الحجة الدامغة والسلطان العظيم.

وهذة هى الحقيقة التى جاء بها القرآن العظيم واعتقدها المسلمون التى جاءت من القرآن الكريم , ولا يفوتنا أن نذكر أن الاحتجاج بنبوءات المزاميرعلى نجاه السيد المسيح قديم بل ويرجع الى المسيح , إن صح ما فى إنجيل برنابا - فقد جاء فيه أن المسيح قال " إن واحداً منكم سيسلمني, فاباع كالخروف , ولكن ويل له ,لأنه سيتم ما قاله داود ابونا عنه , أنه سيسقط فى الهوة التي أعدها للاخرين . ( برنابا 2113 /24-26)

واذا قلنا : إن المزامير بشرت بنجاته ,فللنصارى أن يقولوا : كيف لم يعرف المسيح ذلك فى العهد القديم , لم قال عن نفسه بأنه سيصلب كما فى الأناجيل ؟

و عندما أنعقد مجمع الفاتيكان عام 1963 و صدرت الوثيقة النهائية الرسمية التى أقرت بدور اليهود وبراءة الرومان وحاولت حصر الجريمة فى أقل عدد ممكن من الكهنة ورؤساء الشعب اليهودى ,نلحظ فى هذة الوثيقة تعارضاً صريحاً مع النصوص الانجيلية المصرحة
بدور اليهود بقتل المسيح ومنها قول بولس : تسالونيكي (1) 2-15

ولقد ذكرت الاناجيل دورهم الخسيس في هذة الجريمة فهم الذين تآمر رؤساء كهنتهم وهم الذين قدموا الرشوة ليهوذا وأصروا وأصرت جموعهم على صلب المسيح رغم براءته التي ظهرت لبيلاطس الذى قبل نصيحته فتبرأ من دم هذا البار.
فكيف يبرأ اليهود دمه ويوحنا يقول على لسان قيافا رئيس الكهنة " أنتم لستم تعرفون شيئا ولا تنكرون أنه خير لنا أن يموت إنسان واحد عن الشعب ولا تهلك المة كلها... فمن ذلك اليوم تشاوروا ليقتلوه " يوحنا 11-47-53

والمفروض أن النصارى يؤمنون بوراثة الذنب ولوتبرأ منه الورثة, فما بالنا بالذنب الذى أعلن أصحابه مسئوليتهم وأبنائهم عنه , و وهل من الممكن تصور وراثة ذنب اليهود دون ذنب آدم أما عكس فلا وألف لا .

ويثبت لنا القرآن الكريم القول فـي تأويـل قوله تعالـى:
{وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَىَ مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً }..
{ يأُخْتَ هَـرُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ مْرَأَ سَوْء وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً}

ونرى هنا قذف لعيسي صريح فى يوحنا 8-41
انتم تعملون اعمال ابيكم.فقالوا له اننا لم نولد من زنا.لنا اب واحد وهو الله

'JN8-41 : ye do the works of your father.' They said, therefore, to him, `We of whoredom have not been born; one Father we have -- God;


فمن هنا يتضح لنا قولهم على مريم بهتانا وزورا , وقذفهم للسيد المسيح,,, أنه ابن زنا نعوذ بالله من ذلك القول فعليهم لعائن اللّه المتتابعة إلى يوم القيامة ...

وأختم فاقول بل نحن من نسجل هذ الشبهة عليهم اليهود والنصارى و قول القرآن الكريم فيهم وفضحهم حقاً , فهؤلاء الكاذبة الذين قذفوا مريم أم عيسي عليه السلام وسعوا لقتلهِ ولكن الله رفعه إليه , فهؤلاء هم من قتلوا و صلبوا وتعلقوا على خشبة الصليب بـــــــــرئ .. سفك دمه ظلماً.. فلا يسعنا إلا ان نقول ان هذة الشبهه مردودة عليهم فلعنه الله على القوم الكافرين .
-----------------------------

مصادر: كتاب هل افتدنا المسيح على الصليب للدكتور منقذ السقار
المسيح فى مصادر العقائد المسيحية أحمد عبد الوهاب

غير معرف يقول...

(((((((((((القرآن الكريم مقتبس من أسفارهم))))))))))))))=========هاهاها؟=========؟؟الفصل الأول : ما معنى أن القرآن الكريم مصدق لما بين يديه من الكتب السابقة ؟

معنى تصديق القرآن الكريم للكتب السابقة :

يقول الشيخ / السيد سابق عليه رحمة الله : ( وإذا كان التحريف في التوراة والإنجيل ثابتًا ثبوتًا حقيقًا لا ريب فيه بنص القرآن من جهة , وبالأدلة الحسية من جهة أخرى , فما معنى أن القرآن جاء مصدقًا لما تقدمه من الكتب الإلهية ؟
معنى ذلك أن القرآن جاء مؤيدًا للحق الذي ورد فيها كما سبقت إليه الإشارة من عبادة الله وحده والإيمان برسله , والتصديق بالجزاء , ورعاية الحق والعدل , والتخلق بالأخلاق الصالحة . وهو في الوقت ذاته مهيمنًا عليها ومبينًا ما وقع فيها من أخطاء وأغلاط , وتحريف وتصحيف , وتغيير وتبديل.وإذا انتفت هذه الأخطاء التي أدخلها رجال الدين على الكتب السماوية وزوروها على الناس باسم الله ظهر الحق , واستبان , والتقى القرآن مع التوراة والإنجيل . {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }المائدة68. وإقامتها لا تتحقق إلا بعد تطهيرها من الزيف ) ( العقائد الإسلامية ص 147 ) .
قلتُ : هذه قاعدة جليلة , لها فوائدها العظيمة , قال تعالى : ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ) المائدة 48.
وقال تعالى: (قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ) البقرة 97.
وقال تعالى: (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ . وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ) البقرة 40، 41.
وقال تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ) آل عمران 81.
وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آَمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا) النساء 47.
وقال تعالى : (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ) آل عمران 3.وقال تعالى : (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) المائدة 48.
وقال تعالى : (وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ) الأنعام 92.
وقال تعالى : (وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ) فاطر 31.
وقال تعالى : ( وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ) الأحقاف 12.
وقال تعالى : (قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ) الأحقاف 30.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( كان أهل الكتاب يقرءون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا (آمنا بالله وما أنزل إلينا ) الآية ) ( أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب"الإعتصام بالكتاب والسنة" برقم (6814) وفي كتاب " التوحيد " برقم (6987) وانفرد به ).
وهكذا نجد الترياق المبين في كلام رب العالمين بتفسير رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم , فعقيدتنا هى أننا نؤمن أن تلك الكتب والأسفار التي عند أهل الكتاب بها صدق خُلط بكذب , وهذا قوله عليه الصلاة والسلام (لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم ) والمحك في هذا الأمر هو القرآن الكريم فهو الحاكم والرقيب والشهيد والأمين على وحي السماء لرسل رب الأرض والسماء .

قال الطبري رحمه الله في ذيل تفسير آية المائدة : " القرآن أمين على ما قبله من الكتب فإن كان في القرآن فصدقوه وإن لا فكذبوه " ( إظهار الحق ص 133 ) .
وقال ابن عباس : ( "المهيمن" الأمين على كل كتاب قبله ) , وقال سعيد بن المسيب والضحاك : ("قاضيًا" أي القرآن ) ، وقال الخليل : ( "رقيبًا وحافظًا" ) , وقال مجاهد والسدي وقتادة : ("شهيدًا") , ومعنى الكل أن كل كتاب يشهد بصدقه القرآن فهو كتاب الله وأما لا فلا. ( تفسير ابن كثير 3 / 78 ) .
قال ابن كثير : ( قوله " وَمُهَيْمِنًا " أي حاكماً على ما قبله من الكتب فإن اسم المهيمن يتضمن أنه أمين على الكتب المتقدمة قبله فما وافقه منها فهو حق وما خالفه منها فهو باطل فهو شاهد وحاكم على كل كتاب قبله جعل الله هذا الكتاب العظيم الذي أنزله آخر الكتب وخاتمها و أشملهــا وأعظمهــا و أكملها حيث جمع فيه محاسن ما قبله من الكمالات ما ليس في غيره فلهذا جعله شاهداً وأميناً وحاكماً عليها كلها وتكفل تعالى بحفظه فقال تعالى : {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9) ( المصدر السابق ) .
وقال القرطبى : ( " وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ " أي عالياً عليها ومرتفعاً ) ( تفسير القرطبي 3/136) .
وقال الكلبي في (التسهيل لعلوم التنـزيل 1/46) : ( وتصديق القرآن للتوراة وغيرها، وتصديق محمد صلى الله عليه وسلم للأنبياء والمتقدمين، له ثلاث معان: أحدها: أنهم أخبروا به ، ثم ظهر كما قالوا ، فتبين صدقهم في الإخبار به. والآخر: أنه صلى الله عليه وسلم أخبر أنهم أنبياء ، وأُنزل عليهم الكتب، فهو مصدق لهم أي شاهد بصدقهم. والثالث: أنه وافقهم فيما في كتبهم من التوحيد وذكر الدار الآخرة، وغير ذلك من عقائد الشرائع، فهو مصدق لهم لاتفاقهم في الإيمان بذلك ) .
وقال ابن تيمية رحمه الله : (أما تصديق خاتم الرسل محمد رسول الله لما أنزل الله قبله من الكتب، ولمن جاء قبله من الأنبياء، فهذا معلوم بالاضطرار من دينه متواترًا تواترًا ظاهرًا، كتواتر إرساله إلى الخلق كلهم. وهذا من أصول الإيمان. قال تعالى: {قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ * فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }البقرة 136-137 , وقال تعالى: {قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ * وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }آل عمران 84-85. وقال تعالى: {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ }البقرة177. وقال تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } البقرة 285-286 . وتصديقه للتوراة والإنجيل مذكور في مواضع من القرآن. وقد قال: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ}المائدة 48. وقال تعالى : {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }الزمر23. وقال تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ }يوسف3. فبين أنه أنزل هذا القرآن مهيمنًا على ما بين يديه من الكتب. والمهيمن الشاهد المؤتمن الحاكم ، يشهد بما فيها من الحق ، وينفي ما حرف فيها ، ويحكم بإقرار ما أقره الله من أحكامها ، وينسخ ما نسخه الله منها. وهو مؤتمن في ذلك عليها. وأخبر أنه أحسن الحديث وأحسن القصص ، وهذا يتضمن أنه كل مَن كان متمسكًا بالتوراة قبل النسخ، من غير تبديل شيء من أحكامها، فإنه من أهل الإيمان والهدى. وكذلك مَن كان متمسكًا بالإنجيل من غير تبديل شيء من أحكامه قبل النسخ ، فهو من أهل الإيمان والهدى. وليس في ذلك مدح لمن تمسك بشرع مبدل ـ فضلاً عمن تمسك بشرع منسوخ ـ ولم يؤمن بما أرسل الله إليه من الرسل، وما أنزل إليه من الكتب. بل قد بين كفر اليهود والنصارى بتبديل الكتاب الأول، وبترك الإيمان بمحمد – صلى اله عليه وسلم – في غير موضع ) ( الجواب الصحيح 1/261). وقال في موضع أخر : ( " وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ " المائدة 48 – فجعل القرآن مهيمنًا , والمهيمن : الشاهد الحاكم المؤتمن , فهو يحكم بما فيها مما لم ينسخه الله ويشهد بتصديق ما فيها مما لم يبدل ) ( الجواب الصحيح 1 / 322 ) .

فتصديق القرآن لتلك الكتب والأسفار التي بين أيدي اليهود والنصارى في بعض النصوص التي تحدثت عن التوحيد وعن البشارة بنبي الإسلام وعن بعض الأحكام وقصص المرسلين عليهم الصلاة والسلام إنما لبيان أن الرسالة التي جاء بها محمد بن عبد الله المبشر به في الإنجيل والتوراة صلى الله عليه وسلم ليست ببدعة ولا بهرطقة إنما هى رسالة الأنبياء أجمعين وما عندكم من تطابق وتشابه مع القرآن الكريم يقيم الحجة عليكم .
كما أن التصديق المعني في الآيات بجانب أنه شهادة ورقابة من القرآن الكريم على الحق والباطل الذي في أسفار السابقين , كان سببًا في هداية أهل الكتاب لما عرفوه من الحق القرآنى المصدق لما معهم , ولذا قال النجاشي رضى الله عنه لجعفر بن أبي طالب رضوان الله عليه لما استمع النجاشي إلى صدر سورة مريم من جعفر بن أبي طالب رضى الله عنه, قال : ( ما عدا عيسى ابن مريم ما قلت هذا العود) فتناخرت بطارقته حوله حين قال ما قال , فقال : ( وإن نخرتم ! ) , وقال أيضًا : ( إن هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة ! ) ( رواه أحمد في مسنده " مسند أهل البيت " برقم 1649 ) .
وقال تعالى في سياق حديثه جل وعلا عن أهل الكتاب في سورة البقرة: {وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }البقرة101.
قال القرطبي : قوله { نَبَذَ فَرِيقٌ مّنَ الّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ} والمراد التوراة , لأن كفرهم بالنبي عليه السلام وتكذيبَهم له نبذٌ لها ) ( تفسير القرطبي 1/29) .
فالتصديق كان لدعوة أهل الكتاب إلى الاسلام وإقامة الحجة عليهم إن أنكروا وادعوا أن القرآن الكريم المنزل على الرسول الأمين بدعة وتزوير.
إذ كيف يكون القرآن الكريم كما يدعي المبطلون وهو مصدق لما معهم في بيان نبوته صلى الله عليه وسلم ؟ , قال تعالى : ( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) البقرة 146. فعن عمر رضي الله تعالى عنه أنه سأل عبد الله بن سلام رضي الله تعالى عنه , عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أنا أعلم به مني بابني ! , قال عمر : ولم ؟! ، قال : لأني لست أشك في محمد- صلى الله عليه وسلم – أنه نبي فأما ولدي فلعل والدته قد خانت , فقبل عمر رأسه )( الكشاف للزمخشري 1/204 ) .
وقال ابن كثير رحمه الله : ( قوله تعالى : {وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ}المائدة66. أي لو أنهم عملوا بما في الكتب التي في أيديهم عن الأنبياء على ما هى عليه من غير تحريف ولا تبديل ولا تغيير لقادهم ذلك إلى إتباع الحق والعمل بمقتضى ما بعث الله به محمد صلى الله عليه وسلم فإن كتبهم ناطقة بتصديقه والأمر بإتباعه حتماً لا محالة ) ( تفسير ابن كثير 3/90 ) .
ولهذا جاء القرآن الكريم بهذا التصديق المعجز لا على سبيل الإقتباس ولكن على سبيل الهداية وإقامة الحجة والبرهان على المخالف . فالأصول والثوابت العقدية من توحيد وعبودية للكبير المتعال , ومن تبشير بنبي الإسلام عليه الصلاة والسلام , ومن بر للوالدين وحب المساكين وإطعامهم والنفقة عليهم, ومن جهاد في سبيل الله , ومن أن الأرض يرثها الصالحون والأبرار فلا عاقبة للفجار , ومن أن الجنة حق وأن النار حق , وغير ذلك , يعد ثوابت وأصول لا يخلو كتاب سماوي منها , فهى ليست اقتباسات أو نقولات .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( فإن المسلمين واليهود والنصارى متفقون على أن في الكتب الإلهية الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له , وأنه أرسل إلى الخلق رسلاً من البشر , وأنه أوجب العدل وحرم الظلم والفواحش والشرك , أو أمثال ذلك من الشرائع الكلية وأن فيها الوعد بالثواب , والوعيد بالعقاب بل هم متفقون على الإيمان باليوم الاخر ) ( الجواب الصحيح 1/ 328 ) ؟؟؟؟إقتباس أم حجة وبرهان ؟!

يقول القمص / يوحنا فوزي في كتابه ص 13 : ( توجد بعض الإقتباسات في القرآن الكريم وفي الحديث من الكتاب المقدس مما يدل على الإعتراف به صحيحًا سليمًا بعيدًا عن الخطأ والتحريف ).
أعتقد أيها القاريء الكريم بعد إطلاعك على ما جاء في متن الكتاب المقدس , قد قطعتَ الشك باليقين من أنه يستحيل أن يقتبس شخص أنعم الله عليه بنعمة العقل ويريدُ الهداية للناس من الكتاب المقدس !
لكن القمص يعتمد في دعواه على عدم إطلاع رعاياه على كتابهم فضلاً عن عدم إطلاعهم على كتاب غيرهم , ولنرى الأن الأمثلة التي ضربها القمص في كتابه مدعيًا أنها اقتباس في حين أنها حجة وبرهان :

يقول القمص ص 13 : ( " وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ " المائدة45. وهى مأخوذة من الخروج 21 : 23 – 25 ) .
هذه هى الفرية الأولى والتي من خلالها يريد القمص أن يثبت لقومه أن القرآن الكريم اقتبس ذلك النص من العهد القديم وبذلك يعد ذلك الإقتباس ( المزعوم ) شهادة على صحة الكتاب المقدس !
الأن لنعرض النص من سفر الخروج , وسوف تعلمون لماذا لم يجرؤ ولن يجرؤ على نقل النص من كتابه المقدس .
يقول النص : ( وإذا تخاصَمَ أُناسٌ فَصَدَموا آمرَأَةً حامِلاً فسَقَطَ الجَنينُ ولم يَتَأَتَّ ضَرَر، فلْيَدفَعِ الصَّادِمُ غَرامةً كَما يَعْرِضُ علَيه زَوجُ المرأة، وُيؤَدِّيها عن يَدِ القُضاة. وإِن تأَتَّى ضَرَر، تَدفَعُ نَفْساً بِنَفْس ، وعَيناً بِعَين وسِنّاً بِسِنّ وَيداً بِيَد ورِجْلاً بِرِجْل ، وحَرْقاً بِحَرْق وجُرْحاً بِجُرْح ورَضَّاً بِرَضَّ ) ( سفر الخروج 21 : 22 – 25 ) .
لقد وضعت الترجمة الكاثوليكية هذا الإصحاح تحت عنوان ( أحكام العبيد ) وهذا العنوان يبين لنا إعجاز القرآن الكريم في إقامة الحجة على المخالف وبيان نبوة رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام . والأن لنعرض الآيات الكريمات التي استشهد بها القمص من القرآن الكريم ولكن كاملة, قال تعالى : ( يا َأَيّهَا الرّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الّذِينَ قَالُوَاْ آمَنّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الّذِينَ هِادُواْ سَمّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـَذَا فَخُذُوهُ وَإِن لّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً أُوْلَـَئِكَ الّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الاَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيم * سَمّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكّالُونَ لِلسّحْتِ فَإِن جَآءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرّوكَ شَيْئاً وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنّ اللّهَ يُحِبّ الْمُقْسِطِينَ * وَكَيْفَ يُحَكّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ ثُمّ يَتَوَلّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَآ أُوْلَـَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ * إِنّآ أَنزَلْنَا التّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النّبِيّونَ الّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلّذِينَ هَادُواْ وَالرّبّانِيّونَ وَالأحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَآءَ فَلاَ تَخْشَوُاْ النّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ * وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَآ أَنّ النّفْسَ بِالنّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأنْفَ بِالأنْفِ وَالاُذُنَ بِالاُذُنِ وَالسّنّ بِالسّنّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدّقَ بِهِ فَهُوَ كَفّارَةٌ لّهُ وَمَن لّمْ يَحْكُم بِمَآ أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـَئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ ) ( المائدة 41-45 ) .
وسبب نزول الآيات : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بيهودي محممًا مجلودًا فدعاهم صلى الله عليه وسلم فقال : هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم ؟ قالوا نعم , فدعا رجلاً من علمائهم فقال : أنشدك بالله الذي أنزل التوراة على موسى أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم ؟ قال : لا ولولا أنك نشدتني بهذا لم أخبرك , نجده الرجم , ولكنه كثر في أشرافنا فكنا إذا أخذنا الشريف تركناه وإذا أخذنا الضعيف أقمنا عليه الحد قلنا تعالوا فلنجتمع على شيء نقيمه على الشريف والوضيع فجعلنا التحميم والجلد مكان الرجم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم إني أول من أحيا أمرك إذ أماتوه , فأمر به فرجم فأنزل الله عز وجل {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ}المائدة41. إلى قوله { إِنْ أُوتِيتُمْ هَـذَا فَخُذُوهُ } يقول ائتوا محمدًا صلى الله عليه وسلم فإن أمركم بالتحميم والجلد فخذوه وإن أفتاكم بالرجم فاحذروا فأنزل الله تعالى {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ } { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}{وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } ) ( رواه مسلم في كتاب "الحدود " برقم 3212 ) .
وأخرج أبو داود في كتاب " الحدود " عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( زنى رجل من اليهود وامرأة فقال بعضهم لبعض : اذهبوا بنا إلى هذا النبي فإنه نبي بعث بالتخفيف فإن أفتانا بفتيا دون الرجم قبلناها واحتججنا بها عند الله قلنا فتيا نبي من أنبيائك قال : فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد في أصحابه فقالوا : يا أبا القاسم ما ترى في رجل وامرأة زنيا فلم يكلمهم كلمة حتى أتى بيت مدراسهم فقام على الباب فقال : أنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى ما تجدون في التوراة على من زنى إذا أحصن ؟ قالوا : يحمم ويجبه ويجلد والتجبيه أن يحمل الزانيان على حمار وتقابل أقفيتهما ويطاف بهما قال وسكت شاب منهم فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم سكت ألظ به النشدة فقال : اللهم إذ نشدتنا فإنا نجد في التوراة الرجم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : فما أول ما ارتخصتم أمر الله , قال : زنى ذو قرابة من ملك من ملوكنا فأخر عنه الرجم ثم زنى رجل في أسرة من الناس فأراد رجمه فحال قومه دونه وقالوا لا يرجم صاحبنا حتى تجيء بصاحبك فترجمه فاصطلحوا على هذه العقوبة بينهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : فإني أحكم بما في التوراة فأمر بهما فرجما , قال الزهري : فبلغنا أن هذه الآية نزلت فيهم {إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ }المائدة44.كان النبي صلى الله عليه وسلم منهم ) (رواه أبو داود في كتاب " الحدود " برقم 3860 ) .
والشاهد من هذا الخبر أن أهل الكتاب على عادتهم حرفوا حكم الله الثابت عندهم من رجم الزاني والزانية رغم ثبوته عندهم إلى يومنا هذا بالعهد القديم : ( وإِن أُخِذَ رَجُلٌ يُضاجعُ امرَأَةً مُتَزَوِّجَة، فلْيَموتا كِلاهُما، الرَّجُلُ المُضاجعُ لِلمَرأَةِ والمرأة، واَقلعٍَ الشَّرَّ مِن إِسْرائيل. وإِذا كانت فَتاةٌ عَذْراءُ مَخطوبةً لِرَجُلٍ ، فصادَفَها رَجُل في المَدينَةِ فضاجَعَها ، فأَخرِجوهُما كِلَيهِما إِلى بابِ تِلك المَدينة واَرجُموهما بالحِجارةِ حتَّى يَموتا. أَمَّا الفَتاة، فلأَنَّها لم تَصرُخْ وهي في مَدينة، وأَمَّا الرَّجُل، فلأَنَّه اَغتصَبَ امرأَةَ قَريبِه، فاَقلعَِ الشَرَّ مِن وَسْطِكَ ) تثنية 22- 22 :24 . واستبدلوه بالجلد على عهده صلى الله عليه وسلم , ولما كان نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام هو صاحب الشريعة الخاتمة الشاملة لكل ما سبقها من الشرائع والمبينة والمفصلة لها , والمهيمنة عليها , جاءهم النبي عليه الصلاة والسلام بالحجج الباهرة بوحي من الله جل وعلا , مذكرًا إياهم بحكم الله فيما تبقى من التوراة التي بين أيديهم بعد الضياع والتحريف والتبديل .
بل إن مصداق هذا في اعترافات علماء الكتاب المقدس , إذ يقول علماء الكتاب المقدس في تعليقهم على الفقرة السابقة من سفر الخروج(21 : 22 – 25) عن هذا الحكم ما نصه : ( تهدف إلى وضع حد للإفراط في الإنتقام , وأوضح الحالات فيها اعدام القاتل , ولكن يبدوا في الواقع أن هذه القاعدة قد خفت حدة شراستها القديمة في وقت مبكر , فتنقت واجبات " الثأر بالدم " تدريجيًا حتى اقتصرت أساسًا على الفدية والحماية , مع الحفاظ على نص المبدأ لكن في أشكال مخففة ) ( هامش الترجمة الكاثوليكية للرهبنة اليسوعية ص 190 ) .
وهكذا يُتحفنا علماء الكتاب المقدس بهذا الإعتراف الصريح في أن هذا الحكم قد استبدل وغُير مع تطور الزمن وفقًا للظروف , ولهذا بعث الله محمدًا يا جناب القمص ليجدد الدين ويعيد ما أضعتموه, ويثبت ما أبدلتموه , ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : ( اللهم إني أول من أحيا أمرك إذ أماتوه ) (رواه مسلم في كتاب " الحدود " برقم 3212 , وابن ماجة في سننه " كتاب الأحكام " برقم 2318 , وأحمد في مسند الكوفيين برقم 1779 ) . وفي رواية لأبي داود : ( اللهم إني أول من أحيا ما أماتوه من كتابك ) ( رواه أبو داود في " الحدود " برقم 3857 ) . وفي رواية لأحمد في مسنده : (اللهم اشهد أني أول من أحيا سنة قد أماتوها ) ( رواه أحمد في مسند الكوفيين برقم 17827 ) .
وتستمر الحجج الماحية إذ يقول تعالى على لسان من جعل كلامه في فمه - صلى الله عليه وسلم- : (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَآ أَنّ النّفْسَ بِالنّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأنْفَ بِالأنْفِ وَالاُذُنَ بِالاُذُنِ وَالسّنّ بِالسّنّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدّقَ بِهِ فَهُوَ كَفّارَةٌ لّهُ وَمَن لّمْ يَحْكُم بِمَآ أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـَئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ ) ( المائدة 45 ) .
أي أننا يا محمد – صلى الله عليه وسلم – قد كتبنا عليهم في وحينا إلى موسى عليه السلام أن القصاص العادل هو الحكم الرباني في الحدود , فانظر كيف كفروا بعدم حكمهم بما أنزلتُ عليهم وشرعت لهم , وبدلوه وفقًا لأهواء أنفسهم .
فهذا من جملة الأحكام التي شهد لها القرآن الكريم أنها من توراة موسى عليه السلام وأنها من وحى الله له عليه السلام , ولهذا قال تعالى : ( وَكَيْفَ يُحَكّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ ) أي عندهم فيما يزعمون أنها التوراة لا يزال حكم الله فيها وهو حد الرجم للزاني والزانية المحصنين , ولم يقل جل في علاه : " أحكام الله " بل جاء اللفظ مفردًا فقال سبحانه : " حُكْمُ اللّهِ " . فهذه شهادة من القرآن المهيمن على ما قبله من الرسالات على أن هذا الحكم فقط من وحي الله لنبيه موسى عليه السلام , فهي شهادة خاصة وليست عامة , وهكذا يظهر دور القرآن الكريم في بيان الحق والباطل في أسفار السابقين .
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله : ( والصحيح أن هذه التوراة والإنجيل الذي بأيدي أهل الكتاب فيه ما هو حكم الله , وإن كان قد بدل وغير بعض ألفاظهما لقوله تعالى ( يَأَيّهَا الرّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الّذِينَ قَالُوَاْ آمَنّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الّذِينَ هِادُواْ سَمّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرّفُونَ الْكَلِمَ ) إلى قوله ( وَكَيْفَ يُحَكّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ ) المائدة 41 : 43 ) ( الجواب الصحيح 1 / 320 ) .
وقال الشارح لـ " عمدة الأحكام " : ( ويستفاد من هذا الحديث ... أن شريعتنا حاكمة على غيرها من الشرائع , ولكن النبي صلى الله عليه وسلم سألهم عن حكم التوراة في الرجم , ليقيم عليهم الحجة من كتابهم الذي أنكروا أن يكون فيه رجم المحصن , وليبين لهم أن كتب الله متفقة على هذا الحكم الخالد , الذي فيه ردع المفسدين ) ( تيسير العلام شرح عمدة الأحكام 2/280 ) .

فبقاء بعض النصوص الكتابية صحيحة طبقًا لتصديق القرآن الكريم لها لم تمسها أيادي المحرفين في أسفار السابقين , إنما هى من باب إقامة الحجة عليهم , ولهدايتهم وإظهار الحق لهم .
فكيف يزعم القمص أن هذا اقتباس في حين أن الله جل وعلا يقول صراحة : ( وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَآ ) أي في التوراة وما تبقى منها بعد التحريف , فهذا أمر مكتوب عندهم قد أخفوه فأرسل الله رسوله صلى الله عليه وسلم ليكشف باطلهم ويُبين كذبهم على الله جل في علاه , فلماذا يزعم القمص أن هذا يعد اقتباس في حين أنه حجة وبرهان على صدق سيد ولد عدنان عليه الصلاة والسلام !
فالآيات بها دلالة واضحة في إثبات نبوته صلى الله عليه وسلم وعالمية رسالته واشتمالها على كل خير جاءت به الشرائع السابقة فهو المرسل بالدين الخاتم , ولهذا وجب على البشر اتباعه .
والأن أضع بين يدي القاريء هذا الحكم الذي يلي الحكم الذى استشهد به القمص من سفر الخروج ( 21 : 22- 25 ) :
" وإِن نَطَحَ ثَورٌ رَجُلاً أَوِ آمرَأَةً فماتَ، فلْيُرجَمِ الثَّورُ ولا يُؤكَلْ مِن لَحمِه، وصاحِبُ الثَّورِ بَراء ( ! ) . فإِن كانَ ثَوراً نَطَّاحاً في الأَمْسِ وأَوَّلِ أَمْس، فأُنذِرَ صاحِبُه ولَم يُراقِبْه، وقَتَلَ رَجُلاً أَوِ آمرَأَةً، فلْيُرجَمِ الثَّورُ وصاحِبُه أَيضاً يُقتَل ( ! ) . وإِن فُرِضَت علَيه دِيَة، فلْيُعْطِ فِداءَ نَفسِه كُلَّ ما فُرِضَ علَيه. وإِن نَطَحَ صَبِيّاً أَو بِنتاً، فبِحَسَبِ هَذا الحُكمِ يُعامَل. وإِن نَطَحَ الثَّورُ عَبداً أَو أَمَةً، فلْيُؤَدَّ إِلى سَيِّدِه ثَلاثونَ مِثْقالاً مِنَ الفِضَّة، والثَّورُ يُرجَم ( ! ) " ( سفر الخروج 21 : 28 – 32 ) .
ولنا الحق أن نتساءل : أين نجد هذا الحكم في القرآن الكريم ؟! وإذا كان النبي عليه الصلاة والسلام قد اقتبس نص سفر الخروج الخاص بالقصاص ( وحاشاه صلى الله عليه وسلم ) فلماذا لم يقتبس هذا النص أيضًا حيث أن الفارق بينهما سطر واحد ؟!
ثم لنا الحق أن نتساءل : ما ذنب الثور الذي لا عقل له في أن يقام عليه قصاص لم يكن له دخل فيه بل هو ذنب من أهمل في ربطه وحجزه ودفع ضرره عن الناس ؟!
مسكين أيها الثور !
حتى الثور لم ينج من تحريفكم !

يقول القمص في فريته الثانية ص 13ما نصه : ( {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ }الأنبياء105.وهى من ( مزمور 37 : 29 ) " الصديقون يرثون الأرض ويسكنونها إلى الأبد " ومقصود بالأرض هى أرض الجنة ) .
لقد أراد القمص من خلال تلك المزاعم أن يثبت أن القرآن الكريم اقتبس هذا النص من الكتاب المقدس , لكنه لا يجد حرجًا في اقتباس المسيح لنفس النص من المزامير , إذ جاء في الطوبيات ما نصه: " طوبى للودعاء فإنهم يرثون الأرض " ( متَّى 5 : 4 ) !
ولاحظوا أيها السادة أن القرآن الكريم يقول (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ) أي أن هذا الوعد الخاص بميراث الأرض للصالحين والأبرار مكتوب في الزبور , فهى شهادة من القرآن الكريم المهيمن على ما قبله من الكتب من أن ذلك الوعد الذى تجدونه يا أهل الكتاب إلى يومنا هذا في ما تبقى من زبور داود عليه السلام هو وعد صادق . ولهذا قال تعالى (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) , في حين أن يسوع اقتبس النص ونقله حرفيًا ولم يشر حتى إلى مصدره لنقول أنه يقر ما جاء في المزامير أو أنه مصدق لما جاء في المزامير !
فكما قلنا : إن التصديق القرآني لبعض الفقرات الموجودة في أسفار السابقين إنما جاء لإقامة الحجة على أهل الكتاب , وقد بينا ذلك في ردنا على الشبهة السابقة , ونزيد الأمر وضوحًا من خلال ردنا على هذه الشبهة :
لقد زعم اليهود أن فلسطين أرضهم الموعودة وأن حقهم فيها مكتوب ومسجل عندهم , وزعموا أنهم أهل الجنة ولن يدخلها غيرهم , وكل ما زعموا باطل , فجاء القرآن المعجز ليقيم الحجة عليهم مذكرًا إياهم بأن الأرض لله جل وعلا يورثها عباده الصالحون , فالله لا يحابي أحدًا من عباده , ولكن الأمر كما قال الله : {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13, ولهذا قال تعالى : ( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزّبُورِ مِن بَعْدِ الذّكْرِ أَنّ الأرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصّالِحُونَ * إِنّ فِي هَـَذَا لَبَلاَغاً لّقَوْمٍ عَابِدِينَ ) الأنبياء 105-106 , أي أنكم معشر أهل الكتاب تدعون أن الدنيا والأخرة لكم في حين أنه مكتوب غير ذلك عندكم , ولهذا قال تعالى في تعقيباته : ( إِنّ فِي هَـَذَا لَبَلاَغاً لّقَوْمٍ عَابِدِينَ ) . قال القشيري : ( ولا يبعد أن يدخل فيه كل عاقل لأنه من حيث الفطرة متذلل للخالق , وهو بحيث لو تأمل القرآن واستعمله لأوصله ذلك إلى الجنة ) ( تفسير القرطبي 6/232) .
كما أن في الآية الكريمة دعوة إلى أهل الكتاب للبحث في مصادرهم عن تلك الأمة الصالحة التي سوف ترث الأرض بصلاحها وعدلها وتوحيدها للكبير المتعال بقيادة خاتم الأنبياء والمرسلين : ( فإن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل أثماره ) متَّى15 – 8 : 9 !
جاء في المزامير :
( قلبي يفيضُ بِكلامِ طَيِّبٍ،ولِساني كقَلَمِ كاتبٍ ماهرٍ حينَ أُنشِدُ لِلمَلِكِ أَبياتي.
أنتَ أَبهى مِنْ بَني البشَرِ، والنِّعمةُ اَنسكبَت على شَفَتَيكَ، فَباركَكَ اللهُ إلى الأبدِ.
تَقَلَّدْ سَيفَكَ على فَخذِكَ، أيُّها الجبَّارُ في جلالِكَ وبَهائِكَ،واَرْكبْ إلى النَّصرِ في زينةٍ مُقدَّسةٍ دِفاعًا عَنِ الحَقِّ والعَدلِ فتَربَحَ يَمِينُكَ المعاركَ.
سِهامُكَ المسنونةُ أيُّها المَلِكُ تَختَرِقُ قلوبَ أعدائِكَ، والشُّعوبُ تحتَكَ يسقُطونَ.
عرشُكَ الإلهيُّ يبقى إلى الأبدِ، وصَولجانُ الاَستِقامةِ صَولجانُ مُلْكِكَ.تُحِبُّ الحَقَ وَتكرهُ الشَّرَ،لذلِكَ مسَحَكَ اللهُ مَلِكًا بِزيتِ الاَبتهاج دُونَ رِفاقِكَ عبيرُ المُرِّ واللُّبَانِ في ثيابِكَ، وفي قُصورِ العاج تُطرِبُكَ الأوتارُ.
المَلِكَةُ بنتُ المُلوكِ عَنْ يَمينِكَ، وقَفَت في وَقارٍ بِذهَبِ أُوفيرَ.اَسمعي يا اَبنَتي أُنظري وأميلي أُذُنَكِ، إنسَي شعبَكِ وبَيتَ أبيكِ،فيَشتهيَ المَلِكُ جمالَكِ. هوَ سيِّدُكِ فاَسْجدي لهُ.بِنتُ صورَ، أغنى مُدُنِ الأرضِ، تستَعطِفُ بِالهدايا وجهَكَ.المَجدُ لِبنتِ المَلِكِ في خدْرِها، فَمِنْ نسيج الذَّهبِ ملابِسُها.بثوبٍ مُطَرَّزٍ تُزَفُّ إلى المَلِكِ، وتَتبَعُها العذارى وصيفاتُها وهُنَّ يُقَدِّمْنها إليهِ.يزْفُفْنَها بِفرَحِ واَبتِهاج ويُدخلْنَها قصرَهُ المَلكيَ.عرشُ آبائِكَ يكونُ لِبنيكَ. تُقيمُهُم رُؤساءَ في كُلِّ الأرضِ.سأذكُرُ اَسمَكَ جيلاً بَعدَ جيلٍ، فتحمَدُكَ الشُّعوبُ مدَى الدَّهرِ ) ( مز 45 : 2 – 18 ) .
يقول الدكتور محمد شوقي عبد الرحمن أن تلك الصفات : ( لا يمكن أن تتعدى سيدنا محمدًا رسول الله بحال من الأحوال فلقد احتمل صلى الله عليه وسلم كل محن الحياة ومصاعبها وقاوم الشدائد من أجل حبه في البر وبغضه للإثم وتفانيه في الإنتصار إلى الفضيلة والقضاء على الرذيلة والعمل على مرضاة ربه بإصلاح النوع الإنساني فأكمل الله له دينًا قيمًا وشريعة سمحة وأتم عليه نعمته ظاهرة وباطنة , فأصبح أشد الناس عداوة له أخلصهم فى محبته كما قال تعالى{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً }المائدة3 – وبذلك كانت أثاره التي أخرجت الناس من الظلمات إلى النور عامة شاملة حتى أن أعداء دينه انتفعوا بتلك الأثار ولا يزالون ينتفعون بها في كل زمان ومكان وإن كانوا يجحدون ذلك إما جهلاً بالحقائق أو غمطًا للحق و جحدًا للفضيلة . ومن كان ذلك شأنه فهو أفضل الأنبياء بلا نزاع وأكرمهم على ربهم بدون شك ومن أجل ذلك قال الله مخاطبًا نبيه و أمته : {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ }آل عمران110 ) ( أدلة اليقين في الرد على مطاعن المبشرين والملحدين ص 202 ) .

وجاء أيضًا في المزامير :
( أَنشِدوا للرَّبِّ نَشيدًا جَديدًا تَسبِحَتُه في جَماعةِ الأَصْفِياء.
لِيَفرَحْ إِسْرائيلُ بِصانِعِه! لِيَبتَهِجْ بَنو صِهْيونَ بِمَلِكِهم.
لِيُسَبِّحوا اْسمَه بِالرَّقْص! لِيَعزِفوا لَه بِالدُّفِّ والكِنَّارة.
فإِنَّ الرَّبَّ يَرْضى عن شَعبِه يُزَيِّنُ الوُضَعاءَ بِخَلاصِه.
يَبتَهِجُ الأَصفِياءُ بالمَجْد يُهَلِّلونَ على أَسِرَّتِهم.
تَعْظيمُ اللهِ مِلْءَ حُلوقِهِم وسَيفٌ ذو حَدَّينِ بِأَيديهم لإِنْزالِ الِاْنتِقام بِالأُمَم والعِقابِ بِالشُّعوب لِرَبطِ مُلوكِها بِالقُيود وأَشْرافِها بِكُبولٍ مِن حَديد لِتَنْفيذِ الحُكْمِ المَكْتوبِ فيهم : هذا فَخرٌ لِجَميعِ أَصْفِيائِه ) ( مز 149 :1 – 9 ).
يقول العلامة رحمة الله بن خليل الهندي : ( ففي هذا الزبور عبر عن المبشر به بالملك , وعن مطيعه بالأبرار , وذكر من أوصافهم افتخارهم بالمجد , وترفيع الله في حلوقهم وكون سيوف ذات فمين في أياديهم وانتقامهم من الأمم وتوبيخهم للشعوب وأسرهم الملوك والأشراف بالقيود والأغلال من حديد فأقول : المبشر به محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه . وليس المبشر به سليمان عليه السلام , لأنه ما وسع مملكة أبيه , على زعم أهل الكتاب , ولأنه صار مرتدًا عابد الأصنام في أخر عمره على زعمهم ولا عيسى ابن مريم عليهما السلام , لأنه بمراحل عن الأوصاف المذكورة فيه , لأنه أسر ثم قتل على زعمهم , وكذا أسر أكثر حواريه بالقيود والأغلال ثم قتلوا بأيدى الملوك والأشراف والكفار )( إظهار الحق ص 436 ) .
وتعلق الترجمة الكاثوليكية على الفقرة التى تقول ( يَبتَهِجُ الأَصفِياءُ بالمَجْد يُهَلِّلونَ على أَسِرَّتِهم ) قائلة: ( أي من المكان الذي يسجدون فيه أو : أن تسبيحهم لا ينقطع حتى في الليل ) ( هامش ص 1313) .
ومن غير المسلمين على وجه المعمورة يسجدون لله جل وعلا ويسبحون المولى عز وجل قائلين : سبحان ربي الأعلى ؟!
ومن غير النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأتباعه قال الله عنهم : { إِنّ رَبّكَ يَعْلَمُ أَنّكَ تَقُومُ أَدْنَىَ مِن ثُلُثَيِ الْلّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَآئِفَةٌ مّنَ الّذِينَ مَعَكَ وَاللّهُ يُقَدّرُ الْلّيْلَ وَالنّهَارَ عَلِمَ أَلّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُواْ مَا تَيَسّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُمْ مّرْضَىَ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَاقْرَءُواْ مَا تَيَسّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُواْ الصّلاَةَ وَآتُواْ الزّكَاةَ وَأَقْرِضُواُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدّمُواْ لأنفُسِكُمْ مّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنّ اللّهَ غَفُورٌ رّحِيمٌ } المزمل 20 ؟!
ومن غير المحسنين من أمة الإسلام قال الله عنهم: { كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } الذاريات 18 – 19؟!
ومن غير أمة الإسلام قال الله عنهم : { مّحَمّدٌ رّسُولُ اللّهِ وَالّذِينَ مَعَهُ أَشِدّآءُ عَلَى الْكُفّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكّعاً سُجّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مّنَ اللّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مّنْ أَثَرِ السّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىَ عَلَىَ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزّرّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفّارَ وَعَدَ اللّهُ الّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصّالِحَاتِ مِنْهُم مّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً } الفتح 29 ؟!
ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنهما في شأن ميراث الصالحين للأرض : ( هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم ) ( تفسير القرطبي 6/231-232 ) .
فالآيات القرآنية يا جناب القمص ليست مقتبسة , بل هي دعوة لكم تحتاج إلى تدبر وتدفعكم للبحث في ما تبقى من وحي الله لنبيه داود عليه السلام بعد التحريف والتبديل عن هؤلاء الأبرار الذين سيرثون الدنيا والأخرة , ولهذا جاءت تلك التعقيبات الإلهية : (إِنّ فِي هَـَذَا لَبَلاَغاً لّقَوْمٍ عَابِدِينَ) !
والأمر الأخير , هو أن حكمة الله في ميراث الصالحين للأرض , ثابتة لا تتغير , لذا تجدها فيما تبقى من الكتب السماوية بعد التحريف لإقامة الحجة, قال ابن كثير : ( يقول تعالى مخبراً عما حتمه وقضاه لعباده الصالحين من السعادة في الدنيا والاخرة ووراثة الأرض في الدنيا والاخرة, كقوله تعالى: {قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ }الأعراف128, وقال: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ }غافر51- وقال: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }النور55, وأخبر تعالى أن هذا مسطور في الكتب الشرعية والقدرية وهو كائن لامحالة, ولهذا قال تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ }الأنبياء105 ) ( تفسير ابن كثير 5/224 ) .

ولننتقل الأن إلى فرية القمص الثالثة , إذ يقول : ( {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ}الأعراف40- وهى مقتبسة من الإنجيل : " مرور جمل من ثقب ابرة أيسر من أن يدخل غني إلى ملكوت الله " مت 19 : 24 ومر 10 : 25 , لو 18 : 25 ) .

أعتقد أنه بعد تأصيلنا السابق في شأن ( التصديق القرآني ) فيما تبقى من توراة موسى وزبور داود وإنجيل عيسى عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام بعد حدوث التحريف والتبديل , يسمح للجماهير الآن بالرد على القمص بكل بساطة ووضوح .
فالثوابت التعليمية والمواعظ والحجج الموحاة من الله إلى انبيائه ورسله هى كالخيط الذي إذا ما تتبعناه دلنا ذلك حتمًا على صحة النبوة والرسالة وهذا هو معنى التصديق .
وأَََضرب مثالاً على ذلك :
يقول المسيح عليه السلام : ( وإنما أكلمهم بالأمثال لأنهم ينظرون ولا يبصرون , ولأنهم يسمعون ولا يسمعون ولا هم يفهمون ) ( متَّى 13 : 13 ) , تلك الكلمات القوية الدلالة قالها المسيح عليه السلام في شأن من كانوا يصغون إليه وإلى تعاليمه ولا يؤمنون به بل وينكرون عليه منهجه الدعوي , فأراد المسيح عليه السلام أن يستدل بنص قاله اشعياء عليه السلام يبين لهم به أن منهجه الدعوي هو نفس منهج نبي عظيم عندهم وأن استجابتهم لدعوته كانت نفس استجابتهم لدعوة اشعياء بالرفض والنكران !
ومن هنا قد تدخل الحجة قلوب المؤمنين الصادقين فيتبعوا المسيح عليه السلام .
وتخبرنا ترجمة الكتاب المقدس والمعروفة عند الباحثين بترجمة الشواهد أن هذا النص من الأناجيل مقتبس من أقوال اشعياء النبوية في دعوة بني اسرائيل !
فتلك الكلمات أوحاها الله إلى نبيه اشعياء عليه السلام قبل سبعمائة عام من ميلاد المسيح عليه السلام, إذ جاء في سفر اشعياء ما نصه : ( وسمعت صوت السيد قائلاً : " من أرسل ومن ينطلق لنا؟ " فقلت : " هأنذا فأرسلني " فقال : " اذهب وقل لهذا الشعب : اسمعوا سماعًا ولا تفهموا وانظر نظرًا و لا تعرفوا * غلظ قلب هذا الشعب قد غلظ وثقل أذنيه وأغمض عينيه لئلا يبصر بعينه ويسمع بأذنيه ويفهم بقلبه ويرجع فيشفي ) اش 9 : 8 – 10 .
فهل سرق المسيح النص من سفر إشعياء ؟!
لا بالطبع , بل هى رسالة يُراد بها إقامة الحجة على المخالف في حالة النكران والجحود . ولهذا تجد نفس هذه الرسالة في القرآن الكريم , إذ يقول الله تعالى لنبيه محمد الأمين عليه الصلاة والسلام :{وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لاَ يَسْمَعُواْ وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ }الأعراف198 !
هذه الرسالة موجهة لكم هذه المرة يا جناب القمص , فلماذا لم تتعلموا الدرس ؟!
والعجيب في الأمر أنك إذا واجهت النصارى بتلك الحقائق , يقولون أن النص الوارد في سفر اشعياء ليس اقتباسًا , بل هو نبوءة عن السيد المسيح عليه السلام !
وأنا أقول : إذًا النص الذى ورد على لسان المسيح في الأناجيل : " مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غنى إلى ملكوت الله " مت 24 : 19- ما هو إلا نبوءة وبشارة بمحمد صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ}الأعراف40.

يقول صلى الله عليه وسلم : ( أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة , والأنبياء إخوة لعلات أمهاتهم شتى ودينهم واحد ) ( أخرجه البخاري في " أحاديث الأنبياء " برقم 3187 ) . فبما أن دينهم واحد وهو الإسلام , فيوجب ذلك أن تكون تعاليمهم واحدة , لأن مصدرها واحد فهى من عند الواحد !

يقول القمص ص 13 : ( وفي الأحاديث المحمدية , قال " أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر " وهو حديث منقول من ( 1 كو 2 : 9) ) .
إن ما ادعاه القمص يدعونا أن نتساءل : ما الذي عند بولس يستحق الإقتباس وهو الذي اعترف قبل هذه الفقرة أنه عديم الحكمة إذا يقول في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس [2/3]: " وقد كنت عندكم في حالة من الضعف والخوف، والإرتعاد الكثير ولم يقم كلامي وتبشيري على الإقتناع بكلام الحكمة " !
أعتقد منك عزيزي القاريء المتابع للبحث منذ البداية أنك قد تيقنت من تحريف القمص وتزويره وتزيفه للحقائق !
فالقمص حرف وخرف في أمرين :
الأول : يظهر في قوله : ( وفي الأحاديث المحمدية , قال " أعددت لعبادى الصالحين .... " ) , وأنا أسألك أيها القمص من الذى قال ؟ الله أم محمد صلى الله عليه وسلم ؟! , فهذا حديث قدسي عن رب العزة يا جناب القمص وليس حديث محمدي !
الثاني : يظهر في قوله: ( هو حديث منقول من ( ا كو 2 : 9 ) ) .
فالقمص لم يعرض النص على قرائه بل اكتفى بالإشارة إلى مكانه فقط , وسوف يكتشف القاريء الأن لماذا لم ينقل القمص النص من كتابه ؟ ويكاد المريب أن يقول خذوني !
و الأن سوف أعرض النصوص كاملة :
يقول الإمام البخاري رحمه الله: ( حدثنا علي بن عبدالله حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قال الله تبارك وتعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر . قال أبو هريرة : اقرءوا إن شئتم{فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }السجدة17 ) (أخرجه البخاري في كتاب " بدء الخلق " برقم 3005 ) .
أما النص من الكتاب المقدس فهو كالأتي :
( ولَكن، كما وَرَدَ في الكِتاب:ما لم تَرَهُ عَيْنٌ ولا سَمِعَت بِه أُذُنٌ ولا خَطَرَ على قَلْبِ بَشَر،ذلكً ما أَعدَّه اللهُ لِلَّذينَ يُحِبُّونَه ) ( الرسالة الأولى إلى أهل كورنتس 2 : 9) .
لهذا السبب عزيزي القاريء أخفى القمص النص , لأنه جاء فيه ( كما ورد في الكتاب ) وجاء في ترجمة الفانديك ( كما هو مكتوب ) , ولنا الحق أن نتساءل : أين كُتب هذا في العهد القديم ؟!
تعلق الترجمة الكاثوليكية في هامشها على قول بولس : ( دمج نصين , اش 64 / 3 , ار 3 / 16 , وهى طريقة معروفة في الدين القديم ) ( هامش ص 513 ) , ولما عدتُ إلى نص اشعياء الذي من المفترض أن يكون بولس قد اقتبسه منه كما أشارت الترجمة الكاثوليكية وجدته كالأتي : ( مُنذُ الأَزَلِ لم يَسمَعوا ولم يُصْغوا ولم تَرَ عَينٌ إِلهاً ما خَلاكَ يَعمَلُ لِلَّذينَ يَنتَظِرونَه ) ( اش 64 : 3 ) !
بالطبع لا علاقة بين النصين , ولهذا يتحفنا علماء الكتاب المقدس في تعليقهم على نص اشعياء قائلين في صدمة أرجو أن يتلقاها النصارى بثبات ما نصه : ( يبدو أن القديس بولس ( ا قور 2 / 9 ) يستشهد بهذا النص في عبارة أشد إيقاعًا : " ما لم تره العين و لا سمعت به أذن ... " يصعب علينا اليوم أن نعرف هل يستشهد بتصرف أم هل كان لديه نص لإشعيا يختلف عن هذا النص - ! - ) (هامش اليسوعية ص 1629) .
يقول الأستاذ /ماجد محمد عبد الحي : ( وهنا لنا وقفة , فلقد قامت الكنيسة على لسان بولس باقتباس نص شرعي من عند المسلمين , لا أصل له في كتبهم القديمة , حيث السؤال هنا : ( من أين هو مكتوب ) ؟ كما قال بولس .وكذلك رجعنا إليها في لغتها اليونانية والعبرية , بل والإنجليزية , فلم نجد لها وجودًا في غير كتبهم التي باللغة العربية , تأثرًا باختلاطهم مع المسلمين ...فالترجمة العربية للكتاب المقدس هي ترجمة حديثة لم يتم كتابتها إلا من قرنين من الزمان فقط , أي بعد ظهور الإسلام بأكثر من ألف عام ؟! ) ( الجنة في الديانة المسيحية ص 4 بتصرف ) .

وهكذا عزيزي القاريء تجد أن كتبة العهدين أخذوا ينقلون ويقتبسون من بعضهم البعض , بل ومن غيرهم , ثم ادعوا أن هذا وحي الله لهم , فعلى سبيل المثال لا الحصر نجد أن عظـة الرسول بطرس يوم الخمسين والتي تتكون من 23 فقرة ، نجد أن فيها 12 فقرة (أكثر من النصف) اقتباسات من العهد القديم. وكذلك بولس في بيسيدية كانت عظته تتكون من 26 فقرة ، اقتبس 15 فقرة من العهد القديم , فهذا كان في عظة واحدة , فما بالك برسائلهم ؟!
وكثيرًا ما يجد القاريء للعهد الجديد أنه يشير إلى أسفار العهد القديم بكل وضوح ، ويطلق عليها «المكتوب» أو « الكتاب » أو « الكتب » , حيث ترد هذه التسميات نحو 50 مرة , ويسوع الأناجيل وكتبة الرسائل اقتبسوا نحو 284 اقتباساً من 25 سفراً من العهد القـديم موزعة على 17 سفراً من العهد الجديد , ورغم كل هذا لم يجرؤ عالم نصراني من المستقدمين أو من المستأخرين أن يتهم يسوع أو أصحاب الرسائل بالنقل أو السرقة , بل على العكس , فالنصارى يستدلون من هذه الإقتباسات الكثيرة على صدق يسوع !
جاء في مقدمة الترجمة الكاثوليكية : ( كان العهد القديم الكتاب الوحيد بالنسبة إلى يسوع وإلى الكنيسة في أول أمرها . وهو بصفته كتاب التربية اليهودية , قد هذب إلى حد ما نفس يسوع , ويسوع بدوره تبنى قيمه وأدخلها في إنجيله , لأنه لم يأت " ليبطل " الشريعة والأنبياء , بل "ليكملها" ... وبناء على كل ذلك , وجدت الكنيسة الرسولية في كتب العهد القديم نقطة الإنطلاق للتبشير بيسوع .... إن كتب العهد الجديد لم تغفل عما تحتوي عليه الوصايا العهد القديم من عبر إيجابية , لكنها أعادت تفسير تلك النصوص لتساعد على الإهتداء إلى الإنجيل الحاضر فيها بشكل خفي-!- ) ( الترجمة الكاثوليكية ص 55) .
ويقول الباحثون في مركز بيت عنيا للدراسات المسيحية : ( ... كما أنه لا يجب أن ننسى أن الرب يسوع نفسه وكذلك كتبة العهد الجديد إقتبسوا أيضًا من الترجمة السبعينية , والتي هى الترجمة اليونانية من العبرانية للعهد القديم , وقد إقتبس منها في الكتاب ) (مقدمة للكتاب المقدس ص 119).
بالطبع هذه الإعترافات تحتاج إلى دواوين لكتابة الإستنتاجات المستنبطة منه!
بل إن كتبة العهد الجديد أخذوا ينقلون من الأسفار الأبوكريفية ( المزيفة أو المنحولة ) مما دعا الأرثوذكس والكاثوليك إلى قبول هذه الأسفار كوحي من الله وضمها إلى أسفار الكتاب المقدس القانونية ! ( راجع "مقدمة الكتاب المقدس - الأسفار القانونية الثانية" ) .
والعديد من هؤلاء الكتبة نقلوا من الفلاسفة والشعراء , بل ذكر بولس صراحة إقتباسه عن أحد شعراء اليونان :
الأول: في رسالته إلى أهل تيطس [1/12]: " وقد قال واحد منهم ـ وهو عندهم نبي خاص بهم ـ أهل كريت كذابون، وحوش شرسة، نهمون، كسالى " وتعلق الترجمة الكاثوليكية ما نصه : (استشهاد بالشاعر الكريتي ابيمندس الكنوسي ( القرن السادس ق . م ) . يبدو أن هذا القول مهينًا وجارحًا ولا ينسجم مع نصائح اللطف والإعتدال التي يُشير بها في 2 طيم 2/24 -!- ) ( الترجمة الكاثوليكية ص 676 ) .
الثاني: في أعمال الرسل [17/28]: " لأننا به نحيا ونتحرك ونوجَد، كما قال بعض شعرائكم أيضاً: لأننا أيضاً ذرية ". جاء في التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ص 2624: " يقتبس الرسول بولس هنا من قصيدة لـ (أبيمندس) وهو شاعر وفيلسوف عاش في كريت قبل ستمائة سنة ".
وعللت جماعة اللاهوتيين الذين كتبوا " تفسير الكتاب المقدس "سبب الإقتباس من (أبيمندس) : (لأنه في الأساطير اليونانية كان يُظن أنه نُصِح ببناء مذابح بلا اسم في أثينا وحولها ) ( تفسير الكتاب المقدس 5/370 ) .؟؟؟

غير معرف يقول...

(((((((المدعي زكريا بطرس ومقاييس النبوةيدعي الكذّاب اللئيم )))))))))))))))================زكريا بطرس أننا نحن المسلمين لا نملك دليلا على نبوة رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ سوى خاتم النبوة الذي كان في كتف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويفسره بأنه وحمة كانت في كتفه ثم يتساءل هل الوحمة تعني أنه نبي ؟ (1)

وهو كذّاب لئيم ، فقد قامت كل الأدلة على أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نبي من عند الله . فعلى حد قوله هو لا غيره مقاييس معرفة صدق النبي في دعواه هي :

ـ أن يأتي بمعجزات ونبوءات (2) .
ـ أن يؤيده الله بروح القدس .كي يعطي كلمته بُعد روحي قوي يؤثر في القلوب .
ـ أن تكون بعثه الرسول لخلاص البشرية من الخطية ومن سلطان إبليس ومن النجاسة الموجودة في العالم ـ على حد تعبيره ـ ومن ثم النجاة من عذاب الله والفوز برضوانه(3) .
ـ ويقول ومن أمارة النبوة أن يبذل النبي نفسه (4) وأن لا يعيش لنفسه . ثم يعلق بأن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يسعى لتكوين إمبراطورية هاشمية ودولة عربية وقد كان له(5)

هذه هي المقاييس التي وضعها زكريا بطرس لمعرفة هل هذا نبي أم لا ؟

وهي مقاييس صحيحة ، فتأييد النبي بمعجزات وإخباره عن غيبياتٍ أتت أو ستأتي دليل على أنه على علاقة برب الأرض والسموات ، علام الغيوب سبحانه ، ومعجزات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كثيرة بالكاد تحصى ، ونبوءات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كثيرة أيضا لا تكاد تحصى . القرآن أول معجزاته ، والجمادات نطقت بين يديه وشهدت له بالرسالة (6) ، وانشق له القمر(7) ، وعدد من المرضى برأ بدعائه أو بلمسة يده أو بتفلة من فمه(8) ، والطعام كُثِّر ببركته عدة مرات يوم الأحزاب ويوم تبوك ويوم عمرة القضاء (9) ، والشاة العجوز التي لا تلد حلبت حين مسّ ضرعها بيده الشريفة (10) ، والماء نبع من بين أصابعه 11 والجذع حنَّ لفراقه12 ... وغير هذا كثير في كتب السنة الصحيحة .

وأنبأ عديً بأن الله سيتم هذا الأمر حتى يصير الراكب لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه 13 ، وأن الله سيفتح الشام واليمن والعراق وأن نفرا من أصحابه سيخروجون إليها ويَدَعُونَ المدينة 14 ، وأنه إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده 15 ، وأن عمارا تقتله الفرقة الباغية 16، وأن عمرَ وعثمان شهيدان 17 ، وأن أصحابه يقتلون أمية بن خلف 18 ونعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه وهو بالحبشة ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالمدينة 19 ونعى جعفرا وزيدا وابن رواحة حين قتلوا في مؤتة ( بالأردن حاليا ) وهو بالمدينة ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكان يصف المعركة 20 ، وأخبر من أنباء الماضي .. حكى عن مريم وعن موسى وعيسى وأهل مدين والمؤتفكات وقوم تبع وأصحاب الرس وثمود وعاد وفرعون وإخوان لوط ، هذا وهو أمي لم يقرأ ولم يكتب ، ولم يخرج من بين شعاب مكة . وما حكاه عنهم لا يتوافق في قليل أو كثير مع حكايات كتب النصارى واليهود حتى يقال أنه أخذ منهم ومن شاء فليقرأ هذا وذاك .

ثانيا : وتأييد الرسول بروح القدس كي يعطي كلامه بعدا روحيا فهذا موجود جدا في القرآن الكريم والسنة النبوية . ومنصوص عليه في القرآن 21 { نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ }[ الشعراء : 193] { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }[ الشورى : 52] { قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ }[ النحل : 102] فهذا هو الروح ، والشريعة التي جاء بها رسول الله محمد بن عبد الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ تحي الناس قال الله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ }[ الأنفال : 24] وقال تعالى : { أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }[ الأنعام : 122]
ـ أما كون الرسالة لخلاص البشرية فقد رددنا عليه من قبل ونحن نسرد أكاذيب هذا الآفاك الأثيم زكريا بطرس في هذا الملف المبارك ، وكذا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم لم يكن ملكا ، ولم يبن ملكا لبني هاشم أو لقريش .

والمقصود هنا هو بيان أن زكريا كذّاب في دعوى أننا لا نملك دليلا على نبوة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ سوى الخاتم الذي بين كتفيه 22 ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأردت هنا أن أشير إشارات ، والأمرُ ـ أعني دلائل نبوة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مبسوطٌ في مصنفات ، آخرها زمنا دلائل النبوة للشيخ الدكتور منقذ السقار ـ حفظه الله ـ لمن شاء أن يطلع عليه في مكتبة الموقع .


======================================


(1) في الصميم الحلقة الرابعة عشر د/15
(2) الحلقة 36 من برنامج أسئلة عن الإيمان د/13 وهي حلقة مخصصة عن مقاييس النبوة ، وفي سؤال جريئ الحلقة الثانية هل القرآن كلام الله ؟د /11 تكلم د. رأفت العماري بمثل هذا ، وفي الدقيقة 18من ذات الحلقة استدل على نبوة المسيح بأنه كثر الطعام ، وهذا الأمر حدث من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عدة مرات في عمرة القضاء وفي يوم الأحزاب ويوم تبوك .
(3) لحلقة 36 من برنامج أسئلة عن الإيمان د/ 7 وما بعدها .
(4) لحلقة 36 من برنامج أسئلة عن الإيمان د/13
(5) حلقة 36 من برنامج أسئلة عن الإيمان د/24
(6)البخاري ح/3579 ، ومسلم ح/4222
(7) البخاري ح/3636 ، ومسلم ح/ 5010
(8) البخاري ح /2942 ، ومسلم ح/4423
(9)البخاري ح/602،ومسلم ح/3833
(10) مسند أحمد ح / 3417
(11) البخاري ح/3579 ، ومسلم ح/4224
(12) البخاري ح / 918 ، ومسلم ح / 1407
(13) البخاري ح / 3595 ، ومسلم 1687
(14) البخاري ح/1875 ، ومسلم 2459
(15) البخاري ح/3120 ، ومسلم ح / 5196
(16) البخاري ح/447 ، ومسلم ح / 5192
(17)البخاري ح /3674 ، ومسلم 4416
(18) البخاري ح / 3950
(19) البخاري ح/ 1245 ومسلم ح / 1580
(20) البخاري /1246
(21) حين نستدل بالقرآن الكريم فنحن نحاكم زكريا بطرس لما ارتضاه إذ يقول في الحلقة 62 د/5 ما نصه البرهان نص من القرآن أو التوارة أو الإنجيل
(22) وفي مكان آخر يقول لا يملك المسلمون دليلا على أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أوحي إليه إلا شهادة خديجة ، ومرة يقول شهادة بحيرى ، ومرة يقول شهادة ورقة ، ومرة أخرى يقول لا يملكون دليلا إلا بعض الأمور التي يصفها بالشعوذة ، وهذا التردد دليل على الكذب ونكران الحق . ثم على لسانه هو : بحيرى شهد ، وورقة شهد ، وخديجة شهدت ـ إن صحت الرواية ـ والمعجزات شهدت ولا يذهب بها وصفه لها بالشعوذة فنبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان بعيدا تماما عن الشعوذة: كذبٌ وخسة زكريا بطرس"""وهذه بعض نماذج الكذب الرخيص الخسيس الذي تكلم به الكذاب اللئيم زكريا بطرس، عليه لعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين.

الكذبة الأولى :

يقول : نساء النبي ستة وستون ( 66 ) امرأة غير سيدات المتعة [1].
ولا أدري من أين أتى بهذه. لم أسمعها من أحد قبله.

الكذبة الثانية :

يقول : الحج كان يقام في موسم جني البلح [2].

وهذا كذب يعرفه الجاهل والعالم، فالحج مرتبط بشهر ذي الحجة، وهو شهر عربي يتنقل بين الشتاء والصيف كما هو الحال مع رمضان مثلا. وجني البلح ثابت في الصيف.

الكذبة الثالثة :

يقول أنّ الحجر الأسود عبارة عن حجر اسطواني طويل يستخدم في الاحتكاك ؟ [3]

كذبٌ وخسةٌ . . كذب من أردأ أنواع الكذب، وخسَّة فوقها الجعلان، يقول هذا ليقول لمن يستمعه أنّ النساء يستعملن الحجر الأسود في حك فروجهن به.

والحجر الأسود يراه كل عام فوق تسعة ملايين فرد ـ حجاج ومعتمرين ـ، ويصور بكمرات التلفاز، وهو بعيد تماما عن هذا الوصف، ومع ذلك يكذب بطرس ولا يتحرج من الكذب في هذا الأمر. ألا لعنة الله على الكاذبين، والأعجب من هذا أنّ هناك من يصدقه. ألا هدى الله الغافلين.

الكذبة الرابعة :

يقول هذا المفتري أنّ الكائن الذي رآه في غار حراء كان يخنقه، ويستدل بهذا على أنّه كان شيطان ولو كان ملك ما كان شريرا يخنق، ويقول بأنّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يفكر أبدا أنّه ملك بل كان يجزم أنّه جني وكان يقول لخديجة رأيت تابعا أو مسني جن [4].
.
والملك لم يخنق النبي صلى الله عليه وسلم حين ظهر له بل غطّه ـ ضمّه أو احتضنه ـ ضما شديدا حتى بلغ منه الجهد .. فِعل المحب مع حبيبه، واسمع القصة كما ترويها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تقول : « ... فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فَقَالَ: اقْرَأْ قَالَ مَا أَنَا بِقَارِئٍ قَالَ: فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ: اقْرَأْ. قُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي. فَقَالَ: اقْرَأْ. فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍفَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ(3)} فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْجُفُ فُؤَادُهُ فَدَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَقَالَ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ فَقَالَ لِخَدِيجَةَ: وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي. فَقَالَتْ خَدِيجَةُ: كَلَّا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ وَتَقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ. فَانْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى ابْنَ عَمِّ خَدِيجَةَ وَكَانَ امْرَأً قَدْ تَنَصَّرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعِبْرَانِيَّ فَيَكْتُبُ مِنْ الْإِنْجِيلِ بِالْعِبْرَانِيَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْتُبَ وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِيَ فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ: يَا ابْنَ عَمِّ اسْمَعْ مِنْ ابْنِ أَخِيكَ فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ يَا ابْنَ أَخِي مَاذَا تَرَى فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَبَرَ مَا رَأَى فَقَالَ لَهُ: وَرَقَةُ هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي نَزَّلَ اللَّهُ عَلَى مُوسَى يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ. قَالَ: نَعَمْ لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلَّا عُودِيَ وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ .... »

لا فيها خنق ولا جنٌّ ولا غيره، كما يقول الكذاب، وإنّما تصف النبي بمكارم الأخلاق " إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ وَتَقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ " هذا وهو بعد لم يوحى إليه.
وفيها ورقة يبشر النبي صلى الله عليه وسلم بأنّه نبي الأمة، وأنّ هذا مثل الذي نزل على موسى. وصدق ورقه فقد جاء الوحي لموسى ـ عليه السلام ـ فخاف منه وارتعد وولى مدبرا ولم يعقب.

الكذبة الخامسة :

يقول على لسان النبي صلى الله عليه وسلم أنّ العرب لا تعرف الشهر أوله من آخره لأنّهم بادية وأنّ بحيرة هو الذي علمه أن يبدأ الشهر بالهلال [5].

وهو يكذب فما قال النبي صلى الله عليه وسلم شيء من هذا؛ والأشهر تعرفها العرب قبل أن يولد بحيرة نفسه، فليس بحيرة هو الذي علمها للنبي صلى الله عليه وسلم ومن ثم علمها النبي صلى الله عليه وسلم للعرب، وهذه من أمارة كذبه في أنّ النبي صلى الله عليه وسلم التقى بحيرة وتعلم منه.

ويقول أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس لبحيرة الراهب وقال له : كيف يقبلني قومي ملكا عليهم، فقال له بحيرة : ادعي النبوة فإنّه لن يكذبك أو يخالفك أحد !!

وهو كذاب فما جلس النبي صلى الله عليه وسلم لبحيرة الراهب أبدا، ولم يقل به أحد. والكذب ليس له أقدام يمشي عليها فكلامه يكذب نفسه، فقد كذبّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قومُه، وآذوه وطردوه من بلده ثم حاربوه وحاولوا قتله عدة مرات، وكذا كل نبي أرسله الله إلى قومه كذبوه وآذوه وربّما حاولوا قتله إبراهيم وموسى وعيسى وأيوب ونوح، وليس كما يفتري الكذاب اللئيم زكريا بطرس على لسان بحيرة.

وإن كانت هذه تعليمات بحيرة فلم ينطق بها النبي صلى الله عليه وسلم وفي هذا دليل على أنّ بحيرة لم يعلم النبي صلى الله عليه وسلم شيئا.

وذكر أنّ التسليم في الصلاة عند المسلمين ثلاثة مرات يمين ويسار ووسط، وأنّ هذه تعليمات بحيرة له ليشبه الثالثوث [6].

قلت : يصلي مليار ونصف مسلم كل يوم خمس مرات تقريبا ولا يسلم أحد منهم ثلاث مرات، بل مرتين يمين ويسار. وهذا من كذبه.
وإن كانت هذه تعليمات بحيرة فلم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم وفي هذا دليل على أنّ بحيرة لم يعلم النبي صلى الله عليه وسلم شيئا.

الكذبة السادسة :

يقول : اللات مشتق من اسم الله، الله مذكر واللات المدام بتاعته، وأنّه مكان مسجد الطائف، وحدث ذلك تخليدا لذكر الأصنام في قلوب المؤلفة قلوبهم . . . كان يتألف النّاس [7].

وهذه من الكذبات المضحكات، فمّمّا يعرفه كل المسلمون أنّ الله {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (4)} [الإخلاص:3-4]، و {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [ الأنعام :101] {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَداً} [ الجن : 3 ] فليس لله عندنا ( مدام ) كما يدعي هذا الكذاب اللئيم، ومن يقل بهذا فهو على غير ملتنا.

واللات : كان رجلا يلت سويق الحاج [8] على صخرة في الطائف، وحين مات ادعى عمرو بن لحي ـ في الجاهلية ـ أنّه لم يمت وأنّه دخل في الصخرة وأمر النّاس بتعظيم هذه الصخرة وعبادتها فاقاموا عليها بيتا يوضع عليه الستار ويهدى له الهدي كما الكعبة [9]، ولما فتح الله مكة على رسوله، وانهزمت هوازن وثقيف أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم وفدا فيهم المغيرة بن شعبة الثقفي ـ رضي الله عنه ـ فهدمها [10]. لا أنّه كرمها. هذا كذب بين.

ونعم أقام النبيُّ صلى الله عليه وسلم مسجدا في موضع اللات بعد أن هدمها .. أقام مسجدا في الموقع الذي كانت فيه بعد أن هدمها وأزال آثارها، لا أنّه أقام عليها مسجدا تخليدا لذكراها وتأليفا لقلوب من كان يحبها كما يقول هذا المفتري.

وهذه كانت عادة النبي صلى الله عليه وسلم ( أن يقيم شعائر التوحيد في مواضع شعائر الكفر والشرك ) [11] وقد فعل ذلك مع ( خيف بني كنانة ) حيث جلست قريش وتحالفت على حصار النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه، كان ينزل في هذا الخيف ( ليتذكر ما كانوا فيه فيشكر الله تعالى على ما أنعم به عليه من الفتح العظيم ) [12].

ولم يكن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يتألف أحدا من المشركين بشيء من الشرك أبدا، وفد ثقيف، هؤلاء الذين يعبدون اللات جاءوا للنبي صلى الله عليه وسلم يترجونه كي يترك لهم اللات هذه ثلاث سنوات أو سنتين أو سنة أو شهر فأبى أن يتركها لهم ساعة واحدة وأرسل في عقبهم من هدمها [13] فلم يقل أحد أبدا أنّ النبي صلى الله عليه وسلم يتألف المشركين غير هذا الكذاب اللئيم ومن ينقل عنهم.

وانظر هذه، ولا أحسبك ستنصت له بعدها.

الكذبة السابعة :

يقول : النبي صلى الله عليه وسلم اتبع ملة آبائه والدليل على ذلك من القرآن في سورة يوسف الآية 38 {وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِـي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ}. [14]

والآية تتكلم على لسان يوسف ـ عليه السلام ـ وهذا هو السياق كاملا : {ودَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ(36) قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ(37) وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِـي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ(38) يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ(39) مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ(40) يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ(41)وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ(42)} [ يوسف :36ـ42].

الآية تتكلم عن يوسف عليه السلام، وآبائه إبراهيم وإسحاق أنبياء، يستدل بها ليوهم القارئ بأنّ الرسول صلى الله عليه وسلم في بادئ أمره لم يأت بجديد وكان على ذات الوثنية التي كان عليها قومه.نماذج من كذب زكريا بطرس والرد عليها::وهذه بعض النماذج من كذب زكريا بطرس وفيها رد على بعض شبهاته .

الكذبة الأولى :

يقول نصا : وفي كتاب دلائل النبوة للأصبهاني : يا رسول الله إن قريشا جلسوا فتذاكروا أحسابهم وأنسابهم فجعلوا مثلك مثل نخلة في ربوة ( أي مش في مزرعة بتاع ناس معروفين يعني واحد حطها كده ومشي محدش عارف مين اللي حطها .. كلام صعب ). فغضب رسول الله.
وفي المرجع نفسه [1] بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم قول العباس : يا رسول الله إنّ قريشا إذا التقوا لاقى بعضهم بعضا بالبشاشة، وإذا لقونا لقونا بوجوه لا نعرفها. فغضب رسول الله غضبا شديدا. انتهى كلامه قبحه الله .

هذا نص كلامه والسياق العام الذي يتكلم فيه هو نفي أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم ابن أبيه. وهو يكذب على مستمعيه بحذف جزء من الحديث وبإدخال بعض الجمل التوضيحية ضمن السياق يُغَيِّر بها المعنى؛ والنص كاملا هو [2] : " عن العباس بن عبد المطلب قال : قلت : يا رسول الله إنّ قريشا إذا التقوا لقي بعضهم بعضا بالبشاشة وإذا لقونا لقونا بوجوه لا نعرفها فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك غضبا شديدا ثم قال : والذي نفس محمد بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله. فقلت : يا رسول الله إنّ قريشا جلسوا، فتذاكروا أحسابهم، فجعلوا مثلك كمثل نخلة في ربوة من الأرض فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنّ الله يوم خلق الخلق جعلني في خيرهم ثم لما فرقهم قبائل جعلني في خيرهم قبيلة، ثم حين جعل البيوت جعلني في خير بيوتهم ، فأنا خيرهم نفسا وخيرهم بيتا» ".

ـ ولاحظ أنّ الحديث في كتاب ( دلائل النبوة )، وعند ابن كثير في باب ( ذكر النسب الشريف وطيب الأصل المنيف ) وفي الحديث تأكيد على شرف النبي صلى الله عليه وسلم في نسبه، وهو يستدل به على أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم ليس ابن أبيه وأنّه لم يكن شريفا في نسبه. ألا قبحه الله.

والعباس يشتكي من حالة التنكر التي تبديها قريش لبني هاشم أبناء عمومة النبي صلى الله عليه وسلم حتى أنّهم يقابلون العباس وبني هاشم عموما بوجوه لم يعرفوها من قبل، قلت : ولو أنّ بطرس يعقل ما تكلم بهذا التدليس والكذب، فهو دائما يتكلم بأنّ الرسول صلى الله عليه وسلم جاء ليقيم ملكا قرشيا عربيا، وهذا الحديث في أمارة على أنّ قريش كانت تخالفه وتتنكر له هو ومن معه .. هو وقرابته.

الكذبة الثانية :

في سياق تدليله على أنّ صيام رمضان كان موجودا قبل الإسلام وأنّ الإسلامُ فقط أخذه من النصارى والحنفاء يدلل على ذلك قائلا : في تفسير الطبري للآية 183 من سورة البقرة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ..} عن الشعبي أنّ النصارى فرض عليهم شهر رمضان كما فرض عليهم ولم يزل المسلمون على ذلك يصنعون كما تصنع النصارى [3] .أ . هـ .

والنص كامل هو من نفس المكان الذي ينقل عنه عن الشعبي قال : " لَوْ صُمْتُ السَّنَة كُلّهَا لَأَفْطَرْتُ الْيَوْم الَّذِي يُشَكّ فِيهِ فَيُقَال مِنْ شَعْبَان وَيُقَال مِنْ رَمَضَان، وَذَلِكَ أَنَّ النَّصَارَى فُرِضَ عَلَيْهِمْ شَهْر رَمَضَان كَمَا فُرِضَ عَلَيْنَا فَحَوَّلُوهُ إلَى الْفَصْل، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا رُبَّمَا صَامُوهُ فِي الْقَيْظ يَعُدُّونَ ثَلَاثِينَ يَوْمًا، ثُمَّ جَاءَ بَعْدهمْ قَرْن فَأَخَذُوا بِالثِّقَةِ مِنْ أَنْفُسهمْ فَصَامُوا قَبْل الثَّلَاثِينَ يَوْمًا وَبَعْدهَا يَوْمًا، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ الْآخَر يَسْتَنّ سُنَّة الْقَرْن الَّذِي قَبْله حَتَّى صَارَتْ إلَى خَمْسِينَ، فَذَلِكَ قَوْله :{ كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَام كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلكُمْ } ".

وذكر الطبري بعد هذا رواية أخرى تبين المراد من قول الله تعالى {كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلكُمْ} يقول : " أَمَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلنَا فَالنَّصَارَى، كُتِبَ عَلَيْهِمْ رَمَضَان، وَكُتِبَ عَلَيْهِمْ أَنْ لَا يَأْكُلُوا وَلَا يَشْرَبُوا بَعْد النَّوْم، وَلَا يَنْكِحُوا النِّسَاء شَهْر رَمَضَان. فَاشْتَدَّ عَلَى النَّصَارَى صِيَام رَمَضَان، وَجَعَلَ يُقَلِّب عَلَيْهِمْ فِي الشِّتَاء وَالصَّيْف؛ فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ اجْتَمَعُوا فَجَعَلُوا صِيَامًا فِي الْفَصْل بَيْن الشِّتَاء وَالصَّيْف، وَقَالُوا : نَزِيد عِشْرِينَ يَوْمًا نُكَفِّر بِهَا مَا صَنَعْنَا. فَجَعَلُوا صِيَامهمْ خَمْسِينَ، فَلَمْ يَزَلْ الْمُسْلِمُونَ عَلَى ذَلِكَ يَصْنَعُونَ كَمَا تَصْنَع النَّصَارَى، حَتَّى كَانَ مِنْ أَمْر أَبِي قَيْس بْن صِرْمَة وَعُمَر بْن الْخَطَّاب مَا كَانَ فَأَحَلَّ اللَّه لَهُمْ الْأَكْل وَالشُّرْب وَالْجِمَاع إلَى طُلُوع الْفَجْر ".أ . هـ.

هل في كلام بطرس شيء مما ذكره الطبري ؟!

يكذب ليفتري على الرسول صلى الله عليه وسلم أنّه أخذ شعيرة الصيام من النصارى ـ وهو لا يعترف أنّهم المسحيون اليوم ـ وأنّها لم تفرض بوحي من الله وإنّما بتقليدٍ للأمم الأخرى نصارى وصابئة ومانوية ..الخ ثم يقول أستدل بكتب المسلمين . ألا لعنة الله على الكاذبين .

الكذبة الثالثة :

الرسول صلى الله عليه وسلم لم يتزوج غير خديجة لأنّه تزوج على النصرانية [4].

كتب السير جميعها تقول أنّ الذي زوج النبي صلى الله عليه وسلم من خديجة هم أعمامه الحمزة أو أبو طالب وأنّهم خطبوها من أبيها خويلد أو عمّها عمرو بن أسد وقيل أخوها عمرو بن خويلد بن أسد، وأنّ أبا طالب قام وخطب خطبة النكاح وأبو طالب وثني مات على شركه، وكل من حضر الزواج كانوا على الشرك ( الوثنية ) يدعونها ملة أبيهم إبراهيم وليس ثم ذكر قط لورقة ابن نوفل إلّا في رواية حُكم عليها بأنّها لا تصح قال فيها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " هو الفحل لا يقدع أنفه فأنكحها منه " يمدح النبي ويكلم ولي أمر خديجة ( أبوها أو عمها أو أخاها ) وإن صحت هذه الرواية ـ وهي لا تصح ـ فهي تدل على أنّه كان شخصا عاديا حضر الزواج [5]، فلا أدري من أين جاء زكريا بطرس بأنّ النبي صلى الله عليه وسلم تزوج على النصرانية !!

إنّه كلام القس النصراني اليبناني الماروني جوزيف قذى المشهور بأبي موسى الحريري في كتابه ( قس ونبي ) تكلم بهذا الكلام من رأسه هكذا أوهام جعلها حقائق ونقل عنه الآفاك الأثيم خليل عبد الكريم ونقل عن خليل عبد الكريم زكريا بطرس. وهذا الكلام محض كذب. لم تتكلم به السيرة النبوية، ولا أحد من علماء المسلمين.

الكذبة الرابعة :

يتعجب كيف يصلي الله على نبيه. يقول سألنا كثيرا عن الصلاة على النبي ولم نجد من يجيب. ويتابع قائلا : في سدرة المنتهى قال جبريل لله انتظر هنا الله يصلي، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ماذا يقول الله ؟ قال يقول سبوح . . سبوح وينحني بجبهته قليلا وكأنّ الله يسجد أو يركع [6].

قلنا : لم تسمع لأنّك لا تريد أن تسمع، ولو قرأت ما كتب المفسرون في الآيات التي فيها ذكر صلاة الله على نبيه لعلمت ما هي صلاة الله على نبيه، وكيف لم يقرأ وهو يذكر أنّه يرجع إلى كتب التفسير في كل شيء ؟!

وبيانا لمن يقرأ أقول :
ورد صلاة الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم وعلى عباده المؤمنين في سورة الأحزاب في قوله تعالى : {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً } [الأحزاب: 56]، وفي قوله تعالى : {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً } [الأحزاب : 43] ، فالله ـ سبحانه وتعالى ـ وملائكته يصلون على النبي، والله سبحانه وتعالى وملائكته يصلون على عباد الله المؤمنين.

ومعنى صلاة الله على عباده المؤمنين رحمتهم، ومعنى صلاة الملائكة على عباد الله الدعاء لهم، وهذا واضح من تمام الآية التي أتت كتعليل لصلاة الله عليهم {لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً} يقول الشيخ السعدي ـ رحمه الله ـ : " أي: من رحمته بالمؤمنين ولطفه بهم، أن جعل من صلاته عليهم، وثنائه، وصلاة ملائكته ودعائهم، ما يخرجهم من ظلمات الذنوب والجهل، إلى نور الإيمان، والتوفيق، والعلم، والعمل. فهذه أعظم نعمة، أنعم بها على العباد الطائعين، تستدعي منهم شكرها، والإكثار من ذكر اللّه، الذي لطف بهم ورحمهم. وجعل حملة عرشه، أفضل الملائكة، ومن حوله، يسبحون بحمد ربّهم ويستغفرون للذين آمنوا " أ .هـ.

ويقول ابن كثير : " والصلاة من الله تعالى ثناؤه على العبد عند الملائكة حكاه البخاري [7] وقال غيره الصلاة من الله عز وجل الرحمة ... وأمّا الصلاة من الملائكة فبمعنى الدعاء للنّاس والاستغفار كقوله تبارك وتعالى : {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْش وَمَنْ حَوْله يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبّهمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبّنَا وَسِعْت كُلّ شَيْء رَحْمَة وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَك وَقِهمْ عَذَاب الْجَحِيم (7) رَبّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّات عَدْن الَّتِي وَعَدْتهمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجهمْ وَذُرِّيَّاتهمْ إِنَّك أَنْتَ الْعَزِيز الْحَكِيم (8) وَقِهمْ السَّيِّئَات..} [غافر:7-8-9] ".

قلتُ : ونحن نصلى على النبي صلى الله عليه وسلم وصلاتنا عليه دعاء، نصلي نرجو من الله الثواب لنا كما وعدنا.

وقلتُ : الشريعة الإسلامية لها خصوصية في استعمال الألفاظ اللغوية، فهي وإن كانت تستعمل اللفظ اللغوي إلّا أنّها لا تستعمله بذات المعنى الموضوع له في اللغة على الدوام بل تخصصه غالبا، وتستعمله كما هو أحيانا، وأحيانا تضيف عليه أو تنقص منه. ولفظ الصلاة عند إطلاقه ينصرف للصلاة المخصوصة التي هي أقوال وأفعال مخصوصة في أوقات مخصوصة بهيئة مخصوصة. وعند التقيد يحدد السياقُ المعنى فصلاتنا لله غير صلاتنا على النبي صلى الله عليه وسلم غير صلاة الله علينا غير صلاة الملائكة علينا.

والمقصود أنّ زكريا بطرس يتعمد الكذب ليلبس على النّاس ويكذب عليهم فمعنى صلاة الله موجود في كتب التفسير .. كل كتب التفسير، وكتب الحديث الصحية .. كل كتب الحديث الصحيحة ثم هو يدعي أنّه سأل وبحث ولم يجد من يجيب . ألا لعنة الله على الكاذبين.

الكذبة الخامسة :

أبو بكر جاء للنبي صلى الله عليه وسلم فقابله وهو عريان، ثم جاء عمر فقابله وهو عريان، ثم جاء عثمان فتغطى، فقالت له عائشة لم تفعل هذا فيقول : كيف لا أخشى من رجل تخشى منه الملائكة [8].

هذا نص كلامه يضع في الصورة أبو بكر وعمر وعائشة ـ رضوان الله عليهم ـ ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقابلهم عريانا ثم يتغطى من عثمان. وهذه لم ينطق بها أحد قبل هذا الكذاب اللئيم.

والحديث عند مسلم كتاب فضائل الصحابة حديث (4414 ) من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُضْطَجِعًا فِي بَيْتِي كَاشِفًا عَنْ فَخِذَيْهِ أَوْ سَاقَيْهِ فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ فَتَحَدَّثَ ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ كَذَلِكَ فَتَحَدَّثَ ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَوَّى ثِيَابَهُ قَالَ مُحَمَّدٌ وَلَا أَقُولُ ذَلِكَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ فَدَخَلَ فَتَحَدَّثَ فَلَمَّا خَرَجَ قَالَتْ عَائِشَةُ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ تَهْتَشَّ لَهُ وَلَمْ تُبَالِهِ ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فَلَمْ تَهْتَشَّ لَهُ وَلَمْ تُبَالِهِ ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ فَجَلَسْتَ وَسَوَّيْتَ ثِيَابَكَ فَقَالَ: أَلَا أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ».

لاحظ ليس هناك تعري كما يدعي هذا الكذاب اللئيم، والراوي يشك في المكشوف عنه ساق أم فخذ، ورواية أخرى عند أحمد تقول أنّه صلى الله عليه وسلم كان مضطجعا في فراشه ولم تذكر كشف ساق ولا فخذ، وعائشة تقول " ثم دخل عثمان فسويت ثيابك " فهو بثيابه، وهي حالة من التدلل في حضرة من يَدُل عليه من فضلاء أصحابه . كما يقول النووي رحمه الله في شرح الحديث.

الكذبة السادسة :

يقول هذا المفتري أنّ الكائن الذي رآه في غار حراء كان يخنقه، ويستدل بهذا على أنّه كان شيطان ولو كان ملك ما كان شريرا يخنق، ويقول بأنّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يفكر أبدا أنّه ملك بل كان يجزم أنّه جني وكان يقول لخديجة رأيت تابعا أو مسني جن [9].

والملك لم يخنق النبي صلى الله عليه وسلم حين ظهر له بل غطّه ـ ضمّه أو احتضنه ـ ضما شديدا حتى بلغ منه الجهد .. فِعل المحب مع حبيبه، واسمع القصة كما ترويها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تقول : « ... فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فَقَالَ: اقْرَأْ قَالَ مَا أَنَا بِقَارِئٍ قَالَ: فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ: اقْرَأْ. قُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي. فَقَالَ: اقْرَأْ. فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍفَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ(3)} فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْجُفُ فُؤَادُهُ فَدَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَقَالَ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ فَقَالَ لِخَدِيجَةَ: وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي. فَقَالَتْ خَدِيجَةُ: كَلَّا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ وَتَقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ. فَانْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى ابْنَ عَمِّ خَدِيجَةَ وَكَانَ امْرَأً قَدْ تَنَصَّرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعِبْرَانِيَّ فَيَكْتُبُ مِنْ الْإِنْجِيلِ بِالْعِبْرَانِيَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْتُبَ وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِيَ فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ: يَا ابْنَ عَمِّ اسْمَعْ مِنْ ابْنِ أَخِيكَ فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ يَا ابْنَ أَخِي مَاذَا تَرَى فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَبَرَ مَا رَأَى فَقَالَ لَهُ: وَرَقَةُ هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي نَزَّلَ اللَّهُ عَلَى مُوسَى يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ. قَالَ: نَعَمْ لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلَّا عُودِيَ وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ .... »

لا فيها خنق ولا جنٌّ ولا غيره، كما يقول الكذاب، وإنّما تصف النبي بمكارم الأخلاق "إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ وَتَقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ " هذا وهو بعد لم يوحى إليه.
وفيها ورقة يبشر النبي صلى الله عليه وسلم بأنّه نبي الأمة، وأن هذا مثل الذي نزل على موسى. وصدق ورقه فقد جاء الوحي لموسى ـ عليه السلام ـ فخاف منه وارتعد وولى مدبرا ولم يعقب.

الكذبة السابعة :

يسأله المذيع : هل رأى احد من النساء ( الصحابيات الخاتم ؟

أم خالد بنت خالد بن سعيد تقول أتيت رسول الله مع أبي وعلي قميص اصفر سِنَّا سِنَّا ( وقالوا في التفسير أنّها كلمة حبشية معناه حلوة حلوة) قالت : فذهبت العب بخاتم النبوة فزبرني أبي ـ زبرني منعي ـ قال رسول الله دعها ويقول معلقا هو دي سنا سنا . [رواه البخاري] [10].

والكذب في صيغة السؤال وفي طريقة الإجابة ؛ فالسؤال عن النساء التي رأين الخاتم ؟
والمستمع يفهم من هذا أنّ أم خالد هذه امرأة رأت الخاتم، ويساعد في ذلك اسمها ( أم خالد ) وكأنّها تزوجت وأنجبت خالدا، وهي طفلة صغيرة تحمل على اليد، وهذا اسم لها وليس كنية تكنت بها ومثل هذا كثير في ريف مصر، وقد جاء في ترجمتها في سير أعلام النبلاء حديثا تتكلم فيه عن نفسها تقول : «أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بثياب فيها خميصة سوداء صغيرة، فقال : من ترون أكسوا هذه ؟ فسكتوا . فقال : ائتوني بأم خالد . فأتي بي أحمل، فألبسنيها بيده، وقال : أبلي وأخلقي . يقولها مرتين، وجعل ينظر إلى علم الخميصة أصفر وأحمر، فقال : هذا سنا يا أم خالد، هذا سنا»[/color]. ويشير بإصبعه إلى العلم وسنا بالحبشية : حسن. لا حظ أنّهم جاءوا بها محمولة على الأيدي، كان طفلة.
ثم وهو يروي الحديث يقول أنّ النبي صلى الله عليه وسلم حين رآها ترتدي الأصفر قال لها ( سِنِّة سنّة يا أم خالد ) ما يفهم منه الإعجاب والانبهار بها ، وهذا كذب؛ الكلمة " سَنَه سَنَه يا أم خالد " أي حسنا يا أم خالد، يداعب الطفلة وقد دخلت عليه في يد أبوها ثم جلس الأب يتحدث مع أبيها وراحت الطفلة تلعب على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم فعل الأطفال في كل مكان وأي زمان.

ويؤكد التدليس تكرار المذيع السؤال : هل رأت امرأة أخرى ـ لا حظ يقول امرأة أخرى ـ : فيجيب الكذاب اللئيم لا . ولا نسائه . إلّا هذه المرأة يعني أم خالد.

والحقيقة أنّه ليس في السنة النبوية الصحيحة وغير الصحية أنّ امرأة وصفت خاتم النبوة اللّهم هذه الطفلة الصغيرة ( أم خالد ) التي يقول عنها أنّها امرأة ليلبس على النّاس ويكذب عليهم. ولا يلزم من عدم وصف إحدى نسائه خاتم النبوة أنّها لم تراه . ولا يلزم من عدم وصف نسائه خاتم النبوة عدم وجوده فقد رآه نفر كثير من أصحابه ـ رضوان الله عليهم ـ ولا يلزم من رؤية الخاتم التكشف والتعري فهو في أعلى الكاتف مما يلي الظهر.

الكذبة الثامنة :

يقول أنّ الهدف اقتصادي سياسي .. إقامة مملكة وأنّه اتخذ الأتباع عن طريق إغرائهم بالمال والسلطان، فقد كان يبشرهم بكنوز كسرى وقيصر [11].

قبل بيان الكذب والتدليس في هذا الأمر أحب أن أشير إلى شيء، وهو أنّ من الـمُسَلَّمِ به عند النصارى والمسلمين أنّ أمارة النبوة هي الإنباء بالغيب [12]، وقد أنبأ النبي صلى الله عليه وسلم بفتح فارس والروم، وانتشار الأمن بعد الخوف في الجزيرة العربية في ذات الحديث الذي يستدل به زكريا بطرس، والحديث بتمامه كما عند البخاري عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: بَيْنَا أَنَا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ فَشَكَا إِلَيْهِ الْفَاقَةَ ثُمَّ أَتَاهُ آخَرُ فَشَكَا إِلَيْهِ قَطْعَ السَّبِيلِ فَقَالَ : «يَا عَدِيُّ هَلْ رَأَيْتَ الْحِيرَةَ. قُلْتُ: لَمْ أَرَهَا وَقَدْ أُنْبِئْتُ عَنْهَا. قَالَ: فَإِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتَرَيَنَّ الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ مِنْ الْحِيرَةِ حَتَّى تَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ لَا تَخَافُ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ. قُلْتُ: فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِي فَأَيْنَ دُعَّارُ طَيِّئٍ الَّذِينَ قَدْ سَعَّرُوا الْبِلَادَ وَلَئِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتُفْتَحَنَّ كُنُوزُ كِسْرَى قُلْتُ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ، قَالَ: كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ وَلَئِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتَرَيَنَّ الرَّجُلَ يُخْرِجُ مِلْءَ كَفِّهِ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ يَطْلُبُ مَنْ يَقْبَلُهُ مِنْهُ فَلَا يَجِدُ أَحَدًا يَقْبَلُهُ مِنْهُ وَلَيَلْقَيَنَّ اللَّهَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ يَلْقَاهُ وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تَرْجُمَانٌ يُتَرْجِمُ لَهُ فَلَيَقُولَنَّ لَهُ أَلَمْ أَبْعَثْ إِلَيْكَ رَسُولًا فَيُبَلِّغَكَ فَيَقُولُ بَلَى فَيَقُولُ أَلَمْ أُعْطِكَ مَالًا وَأُفْضِلْ عَلَيْكَ فَيَقُولُ بَلَى فَيَنْظُرُ عَنْ يَمِينِهِ فَلَا يَرَى إِلَّا جَهَنَّمَ وَيَنْظُرُ عَنْ يَسَارِهِ فَلَا يَرَى إِلَّا جَهَنَّمَ. قَالَ عَدِيٌّ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقَّةِ تَمْرَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ شِقَّةَ تَمْرَةٍ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ. قَالَ عَدِيٌّ: فَرَأَيْتُ الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ مِنْ الْحِيرَةِ حَتَّى تَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ لَا تَخَافُ إِلَّا اللَّهَ وَكُنْتُ فِيمَنْ افْتَتَحَ كُنُوزَ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ وَلَئِنْ طَالَتْ بِكُمْ حَيَاةٌ لَتَرَوُنَّ مَا قَالَ النَّبِيُّ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخْرِجُ مِلْءَ كَفِّهِ»[13].

فالحديث فيه إنباء بغيب .. بشارات كما يسمونها .. والسؤال : من أنبأ النبيَّ صلى الله عليه وسلم بهذا ؟

أنبأه العليم الخبير الذي أرسله بشيرا ونذيرا للعالمين.

والقصة التي جاء فيها الحديث تنفي ما يذهب إليه بطرس من القول بأنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان ملكا أو يطلب ملكا على العرب والعجم، واسمع يقول عدي وهو يروي قصة إسلامه : " فخرجت حتى أقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فدخلت عليه وهو في مسجده فسلمت عليه فقال: يَا عَدِيُّ هَلْ رَأَيْتَ الْحِيرَةَ. قُلْتُ: «من الرجل ؟» فقلت : عدي بن حاتم؛ فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق بي إلى بيته فوالله إنّه لعامد بي إليه إذ لقيته امرأة ضعيفة كبيرة فاستوقفته فوقف لها طويلا تكلمه في حاجتها؛ قال قلت في نفسي : والله ما هذا بملك قال ثم مضى بي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا دخل بي بيته تناول وسادة من أدم محشوة ليفا، فقذفها إلي فقال: « اجلس على هذه» قال قلت : بل أنت فاجلس عليها، فقال: «بل أنت» فجلست عليها، وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأرض. قال قلت في نفسي : والله ما هذا بأمر ملك ثم قال: «إيه يا عدي بن حاتم ألم تك ركوسيا ؟» قال قلت : بلى، قال: «أولم تكن تسير في قومك بالمرباع ؟» قال قلت : بلى، قال فإنّ ذلك لم يكن يحل لك في دينك؛ قال قلت : أجل والله وقال وعرفت أنّه نبي مرسل يعلم ما يجهل ... " [14].

وعدي سيد قومه وكان من أشد النّاس كرها للنبي صلى الله عليه وسلم كزكريا بطرس اليوم، وهذه قصة إسلامه تنطق صراحة بأنّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن ملكا، إذ كان يمشي منفردا ويقف للعجوز يكلمها في حاجتها، ويجلس على الأرض، ويسكن في حجرة ليس فيها شيء من الأثاث سوى وسادة صغيرة تُقذف باليد، وعدي وهو شاهد يرى ونصارني وكبير من كبراء العرب يقول : ليس هذا بأمر مَلك. وفي القصة أمارات كثير على النبوة كما قدمت.

ثم يأتي زكريا بطرس يستدل بها على أنّه صلى الله عليه وسلم كان ملكا، يطلب ملكا على النّاس، ألا لعنة الله على الكاذبين.

أخي القارئ !

لم يقدم الإسلام الدنيا كمحفز للدخول في الدين أبدا لم يحدث هذا على لسان النبي صلى الله عليه وسلم ولا هو في تركيبة الشريعة الإسلامية، ودعني أبسط الحديث هنا قليلا حتى يتضح لك الأمر.

بايع النبيُّ صلى الله عليه وسلم الأنصار في بيعة العقبة الثانية على السمع والطاعة في النشاط والكسل والنفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن يقولوا في الله لا يخافون لومة لائم، وأن ينصروا النبي صلى الله عليه وسلم إذا قدم عليهم وأن يمنعوه مما يمنعون منه نسائهم وأولادهم.

حين سألوه عن المقابل قائلين "وما لنا يا رسول الله إن فعلنا ؟" بم أجابهم ؟

«ولكم الجنة»

قد كان صلى الله عليه وسلم موقنا أنّ الله سيتم هذا الأمر حتى لا يخاف الراكب إلّا الله والذئب على غنمه، وأنّ الفُرس لن تأخذ إلّا نطحة أو نطحتان وبعدها يرث المسلمون ديارهم وأموالهم، وأنّ عقر دار الإسلام بلاد الشام، ومع ذلك لم يشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تنعقد البيعة على أمر دنيوي، بل أراد للنفوس أن تنصرف إلى ما عند الله.

وفي مكة حيث الضعف والانكسار وقلة العدد وانعدام العتاد، وقد تجمعت العرب على كلمة الكفر، وصمُّوا عن الحق آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا على الضلال وإضلال النّاس إصرارا، وأنفقوا الأموال كي لا تكون كلمة الله هي العليا، كانت الدعوة لا تتكلم عن شيء أكثر مما تتكلم عن اليوم الأخر ابتداء من القبر وما فيه ويوم الحساب وما فيه والجنّة والنّار، حتى أصبحت سمة بارزة للقرآن المكي.
أصرت الدعوة على أن تبدأ من اليوم الآخر ترغيبا وترهيبا. تحاول أن تجعل القلوب معلقة بما عند ربّها ترجوا رحمته وتخشى عقابه. ويكون كل سعيها دفعا للعقاب وطلبا للثواب فتكون الدنيا بجملتها مطية للآخرة، ولم تتكلم الدنيا بأن أسلموا لتأخذوا كنوز كسرى وقيصر وإنما {إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ} [سبأ:46].

ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو أيضا تربى على هذا المعني، فقد كان يتنزل عليه {وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ} [يونس :46]، {وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ} [الرعد : 40].

وهكذا استقامت النفوس تبذل قصارى جهدها في أمر الدنيا ترجوا به ما عند الله فكان حالهم كما وصف ربهم {تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً} [الفتح:29] فهذا وصف للظاهر {رُكَّعاً سُجَّداً} ووصف للباطن {يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً}، والسياق يوحي بأنّ هذه هي هيئتهم الملازمة لهم التي يراهم الرائي عليها حيثما يراهم. كما يقول صاحب الظلال - رحمه الله-: " من يتدبر آيات الأحكام في كتاب الله يجد أن هناك إصرار من النص القرآني على وضع صورة الآخرة عند كل أمر ونهي ضمن السياق بواحدة من دلالات اللفظ، المباشرة منها أو غير المباشر ( دلالة الإشارة أو التضمن أو الاقتضاء أو مفهوم المخالفة .. الخ )، فمثلا يقول الله تعالى {َيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ(1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ(4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6) ... } [المطففين:1-6].

فتدبر كيف يأتي الأمر بعدم تطفيف الكيل حين الشراء وبخسه حين البيع ؟

ولا أريد أن أعكر صفو النص بكلماتي.

ومثله {فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} [الملك:15]، فهنا أمر بالسعي على الرزق، وتذكير بأنّ هناك نشور ووقوف بين يدي الله عز وجل فيسأل المرء عن كسبه من أين وإلى أين ؟

بل واقرأ عن الآيات التي تتحدث عن الطلاق في سورة البقرة تجد أنّها تختم باسم أو اسمين من أسماء الله عز وجل{... فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} ،[البقرة:227] {... وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[البقرة:231]، {... وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [البقرة:234]، {... وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [البقرة:233]، {.... إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [البقرة:110].
وهذا لا شك استحضار للثواب والعقاب.

هذا أسلوب القرآن العظيم في عرض قضايا الشريعة على أتباعه، ليس فيه محفز سوى طلب ما أعد الله للمتقين من ثواب ودفع ما توعد به المجرمين من عقاب، وهو ما تربى عليه الصحابة رضوان الله عليهم بل ونبينا صلى الله عليه وسلم.

فأبدا .. أبدا لم تعتمد الدعوة على الدنيا كمقابل لاعتناق الإسلام، وأبدا لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم مَلِكا أو يطلب مُلْكا بل كان عبدا لله يسكن غرفاتٍ من طينٍ سقفها من الجريد يطاله الرجل بيديه، ويفترش الأرض، وتمر عليه الأيام لا يجد ما يطعمه، بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم.

الكذبة التاسعة :

يقول : في مكة رفع الرسول صلى الله عليه وسلم شعار التسامح وكان يتلو عليهم {أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ} [يونس:99] [15] أ. هـ.
ويؤكد هذا المعنى في مكان آخر فيقول ـ قبحه الله بكذبه وتدليسه على النّاس ـ : " الدعوة في البداية لم تجد من يعارضها لحرية الاعتقاد والمصالح التجارية وكونه دعى للحنيفية التي كانت منتشرة " [16]أ.هـ.

وهذا الكلام يردده كثيرا، يحاول أن يقول للمستمع أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم أخذ بمبدأ المسالمة والمداهنة في بداية الأمر ثم لما صارت له قوة حمل السيف وبدأ الجهاد.

قلتُ : أولا الآية التي يستدل بها {أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ} [يونس:99] ليست مكية كما يدعي وإنّما مدنية وهذا يكفي فقط لإبطال كلامه. وزد على ذلك أنّه متردد في ذات الأمر، وهذا شأن الكذابين، ففي موضع آخر يقرر أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم كان يناديهم في مكة بالكافرين، وكان يهاجم أربابهم وشفعائهم، وأنّها ( ولّعِت نار في مكة ) على حد تعبير المذيع الذي يحاوره وموافقته على ذلك [17]. فمجمل كلامه يرد بعضه بعضا. وهذا شأن الكذابين.

وأريد في إطار بين كذب هذا الكذّاب اللئيم في هذه النقطة أن أبين أمرين :

الأول : بخصوص معارضة الدعوة.

الثاني : بخصوص الحنفية والحنفاء.

الأول : يردد كثيرا زكريا بطرس أنّ الدعوة كانت قرشية تريد ملكا على العرب، أو هاشمية تطلب ملكا على قريش وعلى العرب، وهذا الكلام لا أصل له، بل كل أحداث السيرة النبوية ـ على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ـ تكذب هذا الأمر. فمن يطالع السيرة النبوية وآيات القرآن المكية يعلم أنّ الدعوة وجدت معارضة شديدة من قريش ذاتها، بل ومن بني هاشم رهط النبي صلى الله عليه وسلم.

جاء في صحيح البخاري عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : «لَمَّا نَزَلَتْ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ صَعِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الصَّفَا فَجَعَلَ يُنَادِي يَا بَنِي فِهْرٍ يَا بَنِي عَدِيٍّ لِبُطُونِ قُرَيْشٍ حَتَّى اجْتَمَعُوا فَجَعَلَ الرَّجُلُ إِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَخْرُجَ أَرْسَلَ رَسُولًا لِيَنْظُرَ مَا هُوَ فَجَاءَ أَبُو لَهَبٍ وَقُرَيْشٌ فَقَالَ: أَرَأَيْتَكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا بِالْوَادِي تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ. قَالُوا: نَعَمْ مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إِلَّا صِدْقًا. قَالَ: فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ. فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا فَنَزَلَتْ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ» [18] وأبو لهب هذا .. أول معارض للدعوة .. ابن عبد المطلب بن هاشم .. عمُّ النبي صلى الله عليه وسلم أخٌ لأبيه.

وجمع النبي صلى الله عليه وسلم بني هاشم، أعمامه وأبناء عمومته، ودعاهم إلى الله فسخروا واستخفوا وأعرضوا عنه والروايات في هذا كثيرة [19]. يقول أبو الدرداء ـ رضي الله عنه ـ سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: «أَزْهَد النَّاس فِي الدُّنْيَا الْأَنْبِيَاء وَأَشَدّهمْ عَلَيْهِمْ الْأَقْرَبُونَ» وَذَلِكَ فِيمَا أَنْزَلَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ قَالَ تَعَالَى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتك الْأَقْرَبِينَ} - إِلَى قَوْله - {فَقُلْ إِنِّي بَرِيء مِمَّا تَعْمَلُونَ} [الشعراء:214-216]، وقريش كلها كانت كبني هاشم ينهون النّاس عن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم وينئون ـ يبعدون ـ عنه هم بأنفسهم، وكانوا يعذبون من يتبع النبي صلى الله عليه وسلم [21]. ورموا النبي صلى الله عليه وسلم بالسحر والجنون وحاصروه هو ومن اتبعه ومن ناصره وإن لم يتبعه من أقاربه في شعب من الشعاب ثلاث سنوات حتى كاد أن يموت هو أصحابه جوعا وعطشا، واستخدموا أساليب الإغراء فعرضوا عليه المال والمُلك مقابل أن يكف عن الدعوة ويدعهم على شركهم، ولم يقبل النبي[22] صلى الله عليه وسلم بل كان يناديهم بالكافرين {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُون(1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُون (2) وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُد (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ (3) وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (4) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} [ الكافرون :1-6].

ولم يخلف النبي صلى الله عليه وسلم أحدا من بني هاشم. بل قامت الدعوة بمساندة قبيلتين غير قريش هما الأوس والخزرج، وفي مكان غير مكة هو المدينة المنورة، وكانت قريش هي الطرف الرئيسي في الحرب مع النبي صلى الله عليه وسلم في بدر وأحد والأحزاب والحديبية ثم فتح مكة.

أفبعدَ هذا يقال أنّها كانت هاشيمة أو قرشية ؟! أو أنّها بدأت بالمسالمة والمداهنة ؟!

الثاني : بخصوص الحنفية والحنفاء.

الحنفية لم تكن دعوة قائمة قبل النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن الحنفاء منتشرون هنا وهناك، وإنّما فرد واحد في مكة أو بالأحرى في الجزيرة كلها وعدد من الأفراد يعدون على أصابع اليد الواحدة على النصرانية ولا أثر لهم في واقع الحياة [23]، وقريش والعرب جملة كان يعبدون الأصنام ويدَّعون أنّ ذلك هو ملة إبراهيم، وكانوا لا يسمحون لأحد أن يتطاول على أصنامهم، أو يدعو للخروج على نظامهم ( دينهم ) شأن كل جاهلية في التاريخ، أو قل شأن كل نظام في التاريخ، ولم يحدث أن أحدا حاول النكير عليهم قبل النبي صلى الله عليه وسلم سوى زيد بن عمرو بن نفيل، وقد أوكلوا به عمه ( الخطاب بن نفيل ) فأخرجه من مكة وأوكل به عدد من الشباب والسفهاء حتى لا يدخلها، كل ذلك مخافة أن يحرض النّاس على ترك ما هم عليه والدخول فيما هو عليه [24] وقد عاش زيد وحيدا ومات وحيدا لم يتبعه أحد ولم يدَّعِ نبوة.

والمقصود أنّه لم يكن هناك ديانة اسمها الحنفية، والمقصود أنّ الحنفية لم تكن ديانة منتشرة بين العرب حين بعث النبي صلى الله عليه وسلم، وأنّ قريشا والعرب كانوا وثنيين يعبدون الأصنام ويقولون هذه ملة إبراهيم، فالكل كان يدعي أنّه على ملة إبراهيم .. قريش والحنفاء، وكذا النبي صلى الله عليه وسلم وملة إبراهيم التي دعى إليها النبي صلى الله عليه وسلم هي الإسلام .. هي دين الله الذي بعث به رسله جميعا {وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ } [ البقرة : 130] وقال تعالى: {وَقَالُواْ كُونُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [ البقرة : 135] وقال تعالى: {قُلْ صَدَقَ اللّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } [آل عمران : 95] وقال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً } [ النساء : 125]، فنحن نعتقد أنّ الأنبياء جميعا كانوا على الإسلام الذي هو الاستسلام لله وحده لا شريك له، الذي هو التوحيد، الذي هو ملة إبراهيم ، فكل الأنبياء عندنا مسلمون، والدين عندنا واحد وهو الإسلام ولكن شرائع مختلفة. إبراهيم ـ عليه السلام ـ عندنا مسلما {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } [ آل عمران : 67]، {إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [ البقرة : 131] وكان يدعو الله سبحانه وتعالى هو وولده إسماعيل قائلا كما يحكي القرآن الكريم: {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [ البقرة : 128] . ويوسف ـ عليه السلام ـ كان مسلما {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ } [ يوسف :101]. وموسى ـ عليه السلام ـ وقومه {وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ } [يونس:84] ، {وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ } [الأعراف :126] ونوح عليه السلام {فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [ يونس :72]، وسليمان عليه السلام في قصة مكاتبته لملِكة سبأ جاءت هذه الآيات {أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} [ النمل :31]، {قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ } [ النمل : 38 ]، {فَلَمَّا جَاءتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ} [ النمل : 42 ]، ولوط عليه السلام جاء في وصف بيته على لسان الملائكة {فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ} [ الذاريات :36]، وكذا الحواريون أتباع عيسى عليه السلام. قال الله {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ} [ المائدة :111 ].

فكل الأنبياء أرسلوا بالتوحيد {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [ الأنبياء : 25].

والمقصود أنّه ملة إبراهيم التي يتكلم عنها القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ليست هي ملة إبراهيم التي كانت تتكلم عنها قريش. وهذا يعني بداهة أنّ قول النبي صلى الله عليه وسلم أنّه على ملّة إبراهيم لم يكن مشاكلة لكفار قريش أو مداهنة لهم، فقد تبين لك مما مضى أنّه كان يخالفهم ويعادونهم من أول يوم، ويؤيد هذا أنّ أغلب الآيات التي ذكرت فيها {مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ} كانت مدنية ولم تكن مكية.

الكذبة العاشرة :

يدندن كثيرا زكريا بطرس حول الآية الثلاثة بعد الستين من سورة طه {قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى} [ طه : 63].

يقول أنّ بها خطأ لغوي لا يمكن أن يقع فيه طالب في الصف الثالث الابتدائي !!
وهو يكذب، ووجه كذبه هنا أنّ الآية مكتوبة في المصحف ونقرأها بإن المخففة من الثقيلة ( إنْ ) وليست ( إنَّ ) المشددة. ومعروف ومشهور أنّ ( إنْ ) غير ( إنَّ ) المشددة. فهو كذّاب ينطق الآية على غير الوجه الذي كتبت به ثم يقول خطأ لغوي. وحين رد عليه أحد المستمعين بأنّ الآية مكتوبة في المصحف بـ ( إنْ ) المخففة وليست المشددة [25]، أجاب بأنّ القرطبي ذكر أنّ بعض القراءات بالتشديد وليس بالتخفيف، وهو يشدد تبعا لهذه القراءات. وهذه كذبة أخرى.
فالقرطبي قال أنّ منْ شدد إن في الآية نصب هذان فقرأ ( إنّ هذين لساحرين ) . ولم يقل القرطبي أنّ بعضهم شدد إن وقرأ ما بعدها بالرفع كما يدعي هذا الكذّاب اللئيم.

و ( إنْ ) المخففة من الثقيلة لا ترفع مبتدأ ولا تنصب خبر كالمشددة ( إنَّ ) و ( أنَّ ). وإنّما تأتي بمعان عدّة، منها الشرطية مثل قول الله تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ} [ التوبة :6]، وتأتي بمعنى ( ما ) النافية مثل قول الله تعالى: {وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً (4) مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً (5)} [ الكهف : 4-5 ]، وقول الله تعالى عن المسيح ـ عليه السلام ـ {إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ} [ الزخرف: 59] فهي هنا بمعنى ( ما ) النافية في سياق الحصر بالنفي والاستثناء.

وتأتي بمعنى نعم مثل آية ( طه ) التي معنا {قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى} [ طه : 63]. ويروى أنّ أعرابيا جاء لابن عبد الله بن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ يسأله مالا فلم ير ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ له حق في المال فلم يعطه، وألح الأعرابي، ورفض ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ فقال الأعرابي : لعن الله دابةً حملتني إليك، فأجاب : إنْ وراكبها .أي نعم وراكبها .

هذه عشرة كاملة، ولولا أنّ المقام مقال لزدت حتى تجاوزت الأربع مائة، ولكن يكفي يهذا للحكم عليه بالكذب وبيان أباطيله....زكريا يُكذب نفسه في كُبرى قضاياه::آلية زكريا بطرس التي يدور حولها هي نفي نبوة النبي صلى الله عليه وسلم هذا هو قطب الرحى الذي يدور حوله. وحين ترصد كلامه عن الوحي الإلهي ومحاولة صرف النبوة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، تجد أنّه كغيره ممن تكلم في هذه القضية يُكذِّب نفسه ولا يملك حقيقة يعطيها للنّاس، وها أنا ذا أعرض على حضراتكم آرائه هو عن الوحي الذي أنزله الله على رسوله صلى الله عليه وسلم، فقط أعرض على حضراتكم آرائه لتروا سوء حالها وكيف أنّ بعضها يُكذِّب بعضا.

- مرة يقول أنّ السيدة خديجة ـ رضي الله عنها ـ هي التي أعدت النبي صلى الله عليه وسلم للنبوة، يقول : كانت ذات مال .. ثرية وتريد مَلِكا كي يؤمن لها طريق التجارة [1].
قلتُ : ما كان هناك مَنْ ولا ما يخيف السيدة خديجة ـ رضي الله عنها ـ على مالِها كي تبحث عن مَنْ يؤمنه لها، قد كانت شريفة نسيبة حسيبه، ولم يكن أحد من العرب ولا العجم يتجرأ على تجارة قريش كلها، كانت القوافل تسير إلى الشام وإلى اليمن آمنة من جوع وآمنة من خوف.
ثم لم تكن البعثة النبوية سببا في حصول أمنها ونماء مالها بل أكسدت تجارتها وذهبت بمالها وجلبت عليها الهموم والأحزان فيما يبدوا للنّاس؛ فقد انشغل القائم على تجارتها أعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاصرت قريشٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن تبعه ومن ناصره ـ ومنهم السيدة خديجة رضي الله عنها ـ فلم تَشْتر منه ولم تبع لهم، واضطرتهم إلى وديان مكة بين الجبال على الحصى في شعب من شعاب حتى أكلوا ورق الشجر من الجوع ومصّوا الحجر من العطش، ثم تركوا ديارهم وأموالهم وخرجوا من مكة كلها، وقد كانت السيدة خديجة ـ رضي الله عنها ـ تشجع على هذا كله.

- ومرةَ يقول أنّه شيطان تلبس به؛ ويؤكد لمن يسمعه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مستيقنا بأنّ الذي خرج له في الغار شيطان، وأنّ خديجة هي التي أقنعته بأنّه وحي لا شيطان وأنّه هو نبي هذه الأمة واختبرت له الوحي وأقنعته بذلك [2].

وأخوه ـ في الكفر والصد عن سبيل الله ـ يُكذِّبُه ووجهه في وجهه إذ يقول الدكتور رأفت العماري بأنّ السيدة خديجة ـ رضي الله عنها ـ كانت قد تزوجت (نباش ) وكانت الجنُّ قد لبََسَته وراحت من خلاله ـ أي الجن ـ تتعامل مع النّاس، فقدم عليه النّاس في بيته ـ بيت خديجة ـ وعمَّروا البيت ليلا ونهارا، وبعد وفاة ( نبّاش ) استوحشت خديجة ـ ورضي الله عن السيدة خديجة ولعن الله هذا الأفاك الأثيم ـ من قلة الزائرين وأرادت أن تعيد هذه الحياة الموجودة في بيتها عن طريق زوجها الجديد محمد صلى الله عليه وسلم [3].
وفي ذات الحلقة يقول هذا ( البكَّاش )[4] بأنّ الوحي كان ترتيبا بين خديجة وأبو بكر ـ لا حظ وليس ورقة وليست السيدة خديجة وحدها ـ ودليل ذلك ـ هذا قوله ـ أنّ الوحي لم يأت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلّا في لحاف عائشة [5].
وهو ( بكاش ) نضحك من كلامه ونطويه ولا نرويه إلّا لمن اشتد حزنه لنسري عنه ونضحكه.

- ومرة يقول بطرس ومن معه بأنّ ورقة بن نوفل كان يبحث عن بديل له .. خليفة يخلفه في القيام بالنصرانية بمكة هو وبنت أخيه خديجة ولذا علَّم محمد ودرّبه وبعد وفاته هو وخديجة تمرد محمد صلى الله عليه وسلم وخرج على النّاس بالإسلام بعد وفاة خديجة [6].

ولا تضحك، ليست مزحة والله، بل كلام يدعون أنّه علمي أتى به البحث ( النزيه )، ( المجرد )، وهناك من يصدق هذا الكلام !!

ونقول : ما كانت خديجة ـ رضي الله عنها ـ نصرانية، ولا كان ورقة يبحث عن أتباع فضلا عن خليفة يخلفه في أتباعه، كان فردا يعبد ربّه سرا، يزكي نفسه وربّما تحدث بشيء إلى ضيفه، ولم يحمل لواء دعوة إلى الله، ولم يجلس لقريش في ناديها يقول لهم أعبدوا الله ما لكم من إله غيره، كان وحيدا يحدث نفسه. وما كانت خديجة نصرانية ولا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نصرانيا قبل البعثة. ولا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة يدري ما الكتاب ولا الإيمان، ما عنده علم بشيء من أخبار السابقين ولا المعاصرين، كان في غفلة عن هذا كله.

- ومرة يقول أحدهم بأنّ شيئا من هذا لم يحدث، لم ينزل عليه ملك، وهي قصة ملفقه، يستدل هذا الجهول [7] بأنّ الذي ظهر للنبي صلى الله عليه وسلم في الغار قال له اقرأ فقرأ، ويتساءل ـ وكأنّي به يضع أصبعه على رأسه عجبا بعقله إذ أتى بغريبة عجيبة لم يفطن إليها غيره، وهي النملة تفرد ساقيها بين بني النمل فرحا بقوتها ـ مدللا كيف يقول له اقرأ وليس معه صحف يقرأ منها ؟ إذا القصة ملفقة وما كان وحيا يوحى .!!
ويهش ويبش الكذاب اللئيم زكريا بطرس لهذا الرأي ويسكت تأييدا؟
ويجلس أحدنا أمام شيخه في الكتَّاب ـ ومصر كلها كتاتيب إلى اليوم ـ أو في المسجد فيناديه إقرأ من أول كذا، فيقرأ بلا مصحف ؟
وتُتَمتم بشفتيك فيراك قريب منك فيناديك أشيء يا أبا فلان ؟ فتقول : لا إنّما أقرأ من القرآن.
قراءة القرآن لا تعني فتح المصحف والنظر فيه، وإنّما تلاوته بمصحف أو غيبا بلا مصحف. فما العجب إذا أن يقول له إقرأ ويقرأ ؟

- ومرة يقول كان جدّه عبد المطلب ملكا وجد أبيه قصي كان ملكا وخرج في النّاس يطلب ملك أبيه، ويصرح بأنه كان هاشميا يطلب الملك على العرب [8].
وهذا كلام، كل أخبار السيرة تكذبه.
فلم يخرج في قريش ملكٌ منذ ظهرت قريش، لا عبد المطلب ولا قصي ولا غيرهما، بل لم تلد مُضر كلها مَلِكٌ تملك عليها في الجاهلية.

وأول من تصدى للنبي صلى الله عليه وسلم هو عمّه أبو لهب بن عبد المطلب، وكان ابن عمه وأخوه في الرضاعة أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب من أشد النّاس عليه وعلى أصحابه، وحين دعاهم وأبلغهم دعوة ربّه سخروا واستهزءوا، ولم يسلم معه من بني هاشم إلّا صبيان ( علي وجعفر ) ابنا أبي طالب. ثم نفر أو نفرين بعد سنين طويلة من الدعوة، وفي أول معركة أسر العباس بن عبد المطلب، وعقيل ابن أبي طالب، وبالكاد فرّ أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب. وكانت ثاني الغزوات بعد غزوة بدر الكبرى مع حلفاء بني هاشم وأخوالهم وهم بني سُلَيم [9]، بل كانت الحرب كلها مع قريش أبناء عمومته، ومع مُضر ( غطفان وسليم وهوازن وثقيف ) وهم الدائرة الثانية من حيث القرابة.
والدعوة قامت على سواعد قبيلتين غير قريش وليسوا من مضر كلّها ولا من عدنان كلها . . الأوس والخزرج [10] . فكيف يقال كانت هاشمية أو قرشية ؟!
ألا لعنة الله على الكذّابين.

- ومرة يقول ـ قبحه الله ـ أنّ النبي صلى الله عليه وسلم ظهر في فترة كثر فيها من ادعى النبوة وأنّ ذلك من تأثير حكايات يهود [11] .

وكالعادة يكذب، فقبل النبي صلى الله عليه وسلم ولم يدَّع أحد النبوة قط، ولم يفكر أحد في ذلك، بل غاية ما هنالك أن اعتزل نفرٌ ما كانت عليه العرب من شرك، وهم الحنفاء وكانوا يُعدون على أصابع اليد كما تقدم، أمّا الذين ادعوا النبوة فقد جاءوا في نهاية بعثة النبي صلى الله عليه وسلم قبل وفاته صلى الله عليه وسلم بعام تقريبا، ولم تكن لهم دعوة ولا كتاب كالقرآن، ولا تبعهم أحد غير قومهم، ولم تتحرك دعوتهم خارج ديارهم .. جميعهم قتلوا على يد المسلمين فيما يعرف تاريخيا بحروب الردَّة، ولم يكتب لهم نصر في هذه الحياة، وهذه أمارة أخرى على نبوة النبي صلى الله عليه وسلم إذ أنّ الأدعياء الكذبة يموتون قتلى ولا يكتب لهم نصر في هذه الحياة كما ينص الكتاب ( المقدس ).

وكانت يهود بين ظهراني العرب من مئات السنين قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يخرج أحد يدعي النبوة لا من يهود ولا من العرب قاطبة حتى جاء النبي صلى الله عليه وسلم فأين كانت ثقافة يهود ؟!

وكل الذين ادعوا النبوة بعد النبي صلى الله عليه وسلم جاءوا بعد العام الثاني والعشرين من البعثة النبوية أي بعد ثلاث سنوات من القضاء على يهود وإخراجهم جميعهم من الجزيرة العربية إلّا نفر يثيرون الأرض ويسقون الحرث. ولم يتكلم أحد منهم بأنّ يهود ثقفته.

قد كانت يهود تبشر بمقدم نبي، وأنّه سيهاجر إلى يثرب ( المدينة المنورة )، وكانت تخوف به جيرانها من الأوس والخزرج وغطفان، تقول لهم : " إنّه قد تقارب زمان نبي يبعث الآن نقتلكم معه قتل عاد وإرم "، كانت في المدينة وأجوارها تنتظر ظهور هذا النبي العظيم صلى الله عليه وسلم ثم لما جاءهم ما عرفوا كفروا به [12] وهذا قول الله تعالى : {وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ} [ البقرة : 89].

لم يكن ليهود أحاديث وثقافات تبثها بين العرب عن مُلك يؤخذ بنبوة، بل إنّ يهود لا تقول عن داود عليه السلام أنّه نبي، فهو عندها ملك وليس نبي، وإنّما تكلمت يهود عن نبي واحد يبعث ويهاجر إلى يثرب وزعمت أنّها تتبعه وتقتل به العرب والعجم. هذا هو حديث يهود في الجاهلية لم نسمع غيره . اللّهم أكاذيب زكريا بطرس التي يرويها عن إخوانه من الكافرين والمنافقين.

- ومرة يقول علّمه بحيرى الراهب لينشر المذهب النسطوري في الجزيرة العربية.
وهو يقر ويعترف بأنّ كتب المسلمين لم تتكلم أن بحيرى جلس للنبي صلى الله عليه وسلم وتعلم منه، وإنّما التقاه مرة وهو صبي وتعرف عليه وذكر أنّه سيكون نبيا، والثانية أشار إليه من بعيد ولم يجلسا سويا، وما بعد ذلك مما يقال عن تعليم بحيرى للرسول صلى الله عليه وسلم هو من أقوال النصارى. يتكلمون من أم رأسهم بما يحلو لهم. وكله كذب.

- ويهود تقول علمه الحاخام اليهودي ( ألفونسو )، ولا أدري من ألفونسو هذا؛ ولا أين التقى النبي صلى الله عليه وسلم وعلمه وهو لم يخرج من شعاب مكة إلّا مرتين وكان بين أهل مكة لم يفارقهم ساعة ؟
لا أدري شيئا عن ألفونسو ولا إخالهم يدرون شيئا عنه، وإنّما كلام يقذفون به كـ ( تحديف ) الصبية بالطوب [13].

- وبعض المستشرقين ممن يسمون باحثين في التراث الإسلامي يقولون بأنّ محمدا صلى الله عليه وسلم تعلم القرآن من نساءه وأصحابه [14]. ومن ثمّ خلط شيئا من النصرانية بشيء من اليهودية بشيء من الوثنية فخرج بالإسلام.

قلت ُ : في القرآن الكريم ذم للنصارى والنصرانية واليهود واليهودية. فمَن كتب هذا بحيرة أم ألفونسو ؟!
وفي القرآن الكريم والسنة النبوية إجاباتٌ عن أشياءَ كانت تحدث، ورصد لحوارات كانت بين النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وبينه وبين أعدائه، بل إنّ القرآنَ الكريم كلَّه مرتبط بالحدث، مثلا ما نزل في أسئلة المشركين للنبي صلى الله عليه وسلم وهو في مكة وإجابته عليها، وما نزل في أمر الهجرة، وما نزل في غزوة بدر، وما نزل في غزوة أحد والأحزاب وخيبر والحديبية وفتح مكة وحنين.

أخي القارئ !

القرآنُ كلُّه حتى التشريعي منه مرتبط بالحدث، لم ينزل جملة واحدة، بمعنى أنّ القرآن الكريم كان مع الأحداث ونزل جزءا جزءا . {وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً} [الإسراء:106].

إمرأة تجادل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أمر حدث بينها وبين زوجها .. تجادله سرا لا يسمعها من في البيت، وينزل القرآن {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ..} [ المجادلة:1] أين بحيرى من هذه ؟

والمنافقون يجلسون في ناحية من المسجد يغمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلّا جهدهم فينزل القرآن يتحدث بحالهم وما تكنه صدورهم. أين بحيرى من هذا ؟

والمنافقون يتناجون سرا ( يعدنا كنوز كسرى وقيصر وأحدنا لا يأمن على نفسه أن يقضي حاجته ) وينزل القرآن يكشف أمرهم ويزيع في النّاس قولهم . أين بحيرى من هذا ؟

وأحيانا كان يُسأل النبي صلى الله عليه وسلم فلا يجب، يسكت حتى يأتيه الوحي. وأحيانا كان يفعل ويأتي الوحي يخطئه ويعقب عليه ويصوب له.

فهل يعقل أن يكون بحيرة الراهب درى بذلك ورتبه وأعطاه للنبي صلى الله عليه وسلم، وإن كان فلم كان يسكت حين يسأل ؟ ولم كان يخطئ ويأتيه التصويب من السماء ؟

بل لِمَ لَمْ يكن بحيرة نفسَه أو ورقةَ أو الفونسو أو من سمّوا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أو نساءه لم لم يكونوا أنبياء ويتكلمون هم بأنفسهم ؟!

وكيف عرفوا ذلك وهو ليس في كتبنا . من أين لهم بهذا ؟

لم ينتبه إليه كفار قريش واليهود والنصارى ... نصارى نجران والشام وطيء ( حي من أحياء العرب منهم عدي بن حاتم الطائي التقى النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم ) كيف لم ينتبهو إلى هذا وانتبهوا هم إليه ؟

ثم : النبيُّ صلى الله عليه وسلم تزوج السيدة صفية بنت حيي بن أخطب سيد يهود في العام السابع من الهجرة ... في نهايته . أي بعد عشرين عاما من الدعوة . وجاءته ماريةُ القبطية ـ رضي الله عنها ـ أيضا بعد عشرين عاما من الدعوة . فكيف يكون قد تعلم من هذه وتلك ؟

أمر عجيب !!

ومَن من أصحاب النبي كان له علم بالكتاب ؟

يقولون تعلم من صهيب الرومي. ومن سلمان الفارسي، وصهيبٌ رومي . . أعجمي .. لا ينطق العربية .. . بالكاد يُبين. فأنى له بمثل هذا ؟

وسلمانٌ فارسي أعجمي أسلم في المدينة ... وما درى برسول الله صلى الله عليه وسلم إلّا بعد ثلاثة عشر عاما من هجرته صلى الله عليه وسلم.

وهم يستأنسون بأن القرآن وافق النصرانية واليهودية أو وافق كتابهم بعهديه القديم والحديث في بعض الأمور.

أقول : وفي هذا يكذبون أيضا، فحتى الأشياء التي وافقت فيها الشريعة الإسلامية كتاب النصارى في عهده القديم أو الجديد، لم توافقها من حيث المضمون.
مثلا القرآن العظيم تكلم عن نوح إبراهيم وموسى وعيسى وسليمان وداود ولوط عليهم وعلى نبينا صلوات ربّي وتسليماته. ولكن هل ما تلكم به القرآن عن أنبياء الله هو هو الذي تكلمت به النصرانية عن كتاب الله ؟

كلام القرآن عن الله سبحانه وتعالى الكبير المتعال، الواحد الماجد الصمد، هو ككلام كتاب النصارى عن الله ؟

أبدا . وما عندهم عن الله ورسله يستحى من ذكره.

ثم إنّ القرآن العظيم معجز في ذاته وبألفاظه ينادي على الجميع من يوم نزل : فأتوا بمثله ... فأتوا بعشر سور من مثله . . . فاتو بسورة من مثله ... أي سورة وإن كانت سطرا واحدا.

وقد حاول كثيرون، وما استطاعوا.

- ومرة يقول بأنّه دعى إلى الحنيفية التي كانت منتشرة قبل بعثته ولذا لم تجد الدعوة صدا من الناس في أول الأمر [15] !!

- ومرة يقول علمه بشر ويستدل على ذلك بقول الله تعالى : {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ} [النحل : 103] وقراءة الآية بتمامها يكذبه {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ} [النحل: 103] فهو قول الكفار ينفيه القرآن ويرد عليه.

- ومرة يقول كتب القرآن نقلا عن شعراء عصره، ويعد شعراءً جاءوا بعده، وليس القرآن بشعر [16] !!

- ومرة يقول اتخذ الأتباع عن طريق المال [17].

- ومرة يقول لا دليل على النبوة إلّا شهادة خديجة [18].

- ومرة يقول لا دليل على النبوة إلّا خاتم النبوة الذي بين كتفيه.

- ومرة يقول أنّ النبي صلى الله عليه وسلم اتبع ملة آبائه والدليل على ذلك من القرآن في سورة يوسف الآية 38 {وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِـي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ}. [19] وآية تتكلم عن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ـ عليهم السلام ـ وليس عن محمد صلى الله عليه وسلم وآباء النبي صلى الله عليه وسلم كانوا على الشرك كما كان أبو إبراهيم ـ عليه السلام ـ وكان يقول عنهم ( عبد المطلب في النّار ) و ( أبي وأبيك في النّار ).

والمقصود أنّني أردت أن أعرض على حضراتكم تفسيرات الكذّاب اللئيم زكريا بطرس للوحي وكيف يصرف النبوة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهي أقوال متضاربة لا يمكن أن تجتمع، وكل واحدة منها كذب في نفسها، وكل واحدة منها تكذبها أختها.

فهل كان ملكا يطلب ملك قريش وقريش لم يكن لها مُلك كي يُطلب ؟!

أم كان ملكا هاشميا يطلب مُلك عبد المطلب وهاشم على قريش والعرب. وما كان عبد المطلب ولا هاشم ولا عصي ملوك؟!

أم كان صنعة زوجته الثرية كي تأمن به على تجارتها ولم يكن هناك من ولا ما يخيفها على مالها ؟!

أم كان صنعة ورقه الذي لم يجلس له إلّا دقائق ؟!

أم كان صنعة بحيرى الراهب الذي لم يلقاه إلّا وهو صبي في الثانية عشر من عمره ولدقائق معدودة ؟!
أم علّمه غلمان مكة وعبيدها الذين لا ينطقون العربية أصلا ؟!

أم علّمه أصحابه وأتباعه الذين تبعهوه بعد سنين من البعثة ؟! أم علمته زوجته صفية وسريته مارية القبطية وقد دخلا بيته بعد عشرين عاما تقريبا من البعثة ؟!

أم كان مسحورا تلبسته الجن فأوحت إليه وهو أعقل النّاس دانت له العرب وخافته العجم وأسس أكبر دولة في التاريخ كله ؟!

أم كانت أساطير الأولين اكتتبها وجاء يرويها وقد كان أمّيا لا يكتب ولا يقرأ ؟!

أم شعرا نقله عن شعراء عصره. علما بأنّ كثيرا ممن يسمون جاءوا بعده ؟!

هم يقولون بكل ذلك، وأيُّ ذلك لا يصح، وكل ذلك لا يجتمع .

إنّها نفسية مريضة حقودة تتكلم من أم رأسها. ليس برأسها سوى أنّها تريد أن تضل النّاس بغير حق، فكذبت وافترت.

وهي حائرة تستغل جهالة المتلقي وقلة اطلاعه.

والحقيقة أنّ هذا الأمر ليس بجديد ـ من حيث الجملة ـ فقد كانت قريش في ذات الحيرة التي فيها بطرس اليوم. مرة تقول أساطير الأولين، ومرة تقول ساحر، ومرة تقول شاعر، ومرة تقول يعلمه بشر، ومرة تقول أضغاث أحلام. تقول هذا لعامة النّاس، وبينها وبين أنفسها تصدقه وتقسم على صدقه.

ويبقى السؤال : ما هي الأمارة على نبوة رسول الله محمدٍ بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ؟

هي أمارات وليست أمارة ، وأجيب عليها في المقال التالي بحول الله وقوته....????سب النبي فرصة لمريدي الخير:::??????سبِّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليس حدثا عابرا قامت به صحيفة سيئة الأخلاق نفثت به عن حقدها في عدد من أعدادها ، وليس هو همُّ حفنه من أراذل الكفار مُلئت قلوبهم غيظا وحنقا على شخص الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقاموا يمثلون وينكتون ويسخرون .بل لو كان الأمر كذلك لكان مما يسكت عنه ـ على عظمه ـ إذ أن مجاراة السفهاء أمر يترفع عنه العقلاء . . .ولكن .. الأمر أعمق من هذا كله .

هذه الأمور ليست إلا كما يقول الله عز وجل : { قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ } [ آل عمران : من الآية 118 ] .
وهاأنذا أنادي العقلاء . فهل يسمعون ؟ . . . وهل يجيبون ؟ . . . وليت أولى العزم من العقلاء مَن يلبون ؟




من قبل كان النصارى في حملاتهم ( التبشيرية ) يتكلمون عن النصرانية ... يبترون ويكذبون ، ويبدون قليلا ويخفون كثيرا كي يُظهروا دينهم القبيح في صورة يتقبلها الآخر . واتخذوا مما يسمى بحوار الأديان ... هذا الحوار الذي يجرى مع علماء الدين الرسميين وسيلة ليقولوا لمن يخاطبونهم من ضعاف المسلمين في أدغال أفريقيا وجنوب شرق أسيا أن الإسلام يعترف بنا ولا يتنكر لنا فكله خير ـ بزعمهم ـ .


وكانت حملتهم على الإسلام حملة على شعائره ... يتكلمون عن التعدد وعن الطلاق وعن الحدود وعن الجهاد وعن الميراث وعن ناسخ القرآن ومنسوخة ، ثم في الفترة الأخيرة وخاصة بعد انتشار الفضائيات ودخولها كل البيوت تقريبا ، وكذا بعد ظهور تقنية الإنترنت عموما والبالتوك خصوصا ، أخذ القوم منحى آخر وهو التركيز على شخص الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ .قاموا ينقضون الإسلام بتشويه سورة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
ودعك من كلام الأراذل ، هناك طرحٌ يُلْبِسُه دعاة الكفر ثوب العلمية ويدَّعون أنه الحقيقة التي لا مراء فيها يخاطبون بهذا الهراء قومهم ومن يتوجهون إليهم بالتنصير ... هذا توجه عام داخل حملات التنصير اليوم . والأمر بيِّن لمن له أدنى متابعة لما يتكلم به القوم . وما حدث في الصحيفة الأوربية هو طفح لما يُخاطب به القوم في الكنائس وغرف البالتوك عن نبي الإسلام ـ صلى الله عليه وسلم ـ .


فهم يحاضرون ويؤلفون عن ( أخلاق نبي الإسلام ) ، يتكلمون عن زواجه بتسع من النساء ـ وقد اجتمع عند سليمان عليه السلام تسعمائة من النساء وهذا في كتابهم ـ ، وعن زواجه من عائشة ومن زينب ومن صفية ـ رضي الله عنهن ، وعن غزواته ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؛ وبطريقة البتر للنصوص واعتماد الضعيف والشاذ والمنكر من الحديث يخرجون بكلامهم الذي يشوهون به صورة الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ . ولكنه في الأخير يبدو للمستمع أن هذا كلام ( بن كثير ) و ( الطبري ) و( بن سعد ) علماء الإسلام . فيظن المخاطبون أنها الحقيقة التي يخفيها ( علماء ) الإسلام .


دعاة النصرانية يغرفون من وعاء الشيعة الكدر النجس حين يتكلمون عن أمهات المؤمنين ـ رضي الله عنهن ـ وعن صحابة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بل وفي كلامهم عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أحيانا ، ويغرفون من وعاء ( القرآنيون ) الذين يتركون السنة تشكيكا في ثبوتها أو في عصمة الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم .


والمطلوب هو قراءة جيدة لما يحدث ، والتصدي له على أرض الواقع . لا نريد ثورة كلامية ، وغضبة لا يفهم منها ( الآخر ) إلا أنها نفرة المتعصب ، نريد قطع الطريق على هؤلاء وإحباط كيدهم ، وإنقاذ الناس من الكفر بربهم .

مطلوب خطاب أكاديمي يجفف منابع المنصرين ، أعني ما يقوله القرآنيون والشيعة . وما يفتريه النصارى بالبتر للنص واعتماد المكذوب والشاذ والضعيف من الحديث .ومعنيٌ بهذا طلبة درجات التخصص العليا في الكليات الشرعية . وإن أخذ الأمر وقتا لكنه سيثمر بإذن الله يوما ما .
ومطلوب خطاب لعامة الناس يبين لهم كيف كان نبيهم ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعيدا كل البعد عما يقولوه النصارى ، وأن ما يقال محض كذب ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم ـ كان كل الكمال وجملة الجمال ـ صلى الله عليه وسلم ـ .


تالله ما حملت أنثى ولا وضعت * * * مثل النبي رسول الأمة الهادي .


وأيضا لا ينفك عن هذا أبدا بيان عقيدة النصارى ... ما يعتقدونه في ربهم وما يعتقدونه في أنبيائهم وما يعتقدونه في أحبارهم ورهبانهم ...من يعبد النصارى؟ . وهل النصرانية دين يتبع ؟!!

أقول : لم نسكت عنهم وهم يرموننا بكل ما في جعبتهم ؟!
أسياسة ؟ . . . أم جبن وخور ؟ . . . أم غفلة ؟!


إن مما ابتلي به مسلمو اليوم هو التآلف مع النوازل بعد قليل من نزولها ، فقط نثور قليلا ثم نسكت ولا نتكلم وكأن شيئا لم يحدث ، وهذا الأمر فهمه عدونا ، فلم يعد يبالي بجعجعتنا التي تتجاوز الكلام ، وهو يستفيد من هذا الكلام . فليتنا نكون على قدر المسئولية ونبدأ في تصعيد مستمر وتبصير للناس ، بحقيقة من يتكلمون عن النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ ، وحقيقة دينهم ، وحقيقة ديننا ونبينا ــ صلى الله عليه وسلم ــ . فهل من مجيب ؟!هذا حاله . . . وهذا حالنا !?????تروي لنا كتب السير أنّ مسلمة جلست في سوق بني قينقاع في المدينة عند صائغ يهودي فراودها عن كشف وجهها فأبت عليه، فعقد طرف ثوبها إلى ظهرها على حين غفلة منها، فلما قامت انكشفت سوأتها، فضحكوا بها، فصاحت. فوثب رجل من المسلمين على الصائغ اليهودي فقتله، وشدت اليهود على المسلم فقتلوه.

هذا مشهد من المشاهد ترويه لنا كتب السيرة، والمشهد التالي له مباشرة - في كتب السيرة - هو حصار رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني قينقاع وإصراره على ذبحهم لولا وقاحة بن سلول في شفاعته لهم. وسقط من كل الروايات ما بين المشهدين - ما حدث في السوق والحصار - من الأحداث، كأن الحدثين متلاصقين.

فلم تروِ لنا كتب السير أنّ أحدا تكلم بأنّ مَن فعل الفعلة قُتل فكفّوا أيديكم يكفي؛ ولم تروي لنا كتب السير أنّ أحدا تكلم بأنّ الأمر لم يتجاوز كشف جزء من العورة لفترة وجيزة، ولم تروي لنا كتب السير أنّ أحدا تكلم بأنّ لبني قينقاع إخوة في الدين والملة في ذات المدينة، هم بنو قريظة وبنو النضير وورائهم في خيبر عدد وعتاد ولهم حلفاء من غطفان، وغطفان يومها غطفان. بل لم يتكلم أحد مطلقا .. لم تروي كتب السيرة سوى فعل، وهو حصار رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم حتى أجلاهم.

وتروي لنا كتب السيرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم ذهب في عشرة من أصحابه لبني النضير يطلب منهم وفاء ما عاهدوه عليه، فغدروا، وهمُّوا بقتله صلى الله عليه وسلم وحين علم بغدرهم وهو جالس تحت جدار بيت من بيوتهم قام ولم يتكلم، وأعد الجيش ولم يتمهل، وحاصرهم حتى خربت بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين، وخرجوا منها أذلاء صاغرين.

وتروي لنا كتب السير أنّ الأخبار أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنّ خالد بن سفيان الهُذلي يُجَمِّع العرب في بطن عُرْنَة عند سفح عرفة على بعد خمسمائة كيلو متر من المدينة، فأرسل له رجلا ( عبد الله بن أُنيس ) من المدينة يسعى على قدميه فأخمد الفتنة. ولم نسمع كثيرا ولا قليلا من الكلام.

وغدرت قريش بعهدها مع النبي صلى الله عليه وسلم وراحت وجاءت وقالت وأكثرت، وما كان من الحبيب صلى الله عليه وسلم إلّا أن رد عليهم بفعل لا بقول . . . استنفر أصحابه وجمََََّع جيشه وفتح مكة.

وغدرت قريظة فذبحت، وقتلت غسان رسولَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فتحرك جيش مؤتة، وبنو المصطلق همّوا بالتَّجَهُز فوجدوا الخيل صباحا تشرب من مائهم.

هكذا ... نعم هكذا.

لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكلم كثيرا.

ولم يكن الباعث على هذا ( التصرف الفعلي ) من الرسول صلى الله عليه وسلم هو كثرة العدد ووفرة العتاد، فقد كانت الحال حال . . . هو منهج الدعوة من يومها الأول أنظر كيف بدأت، {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ(1) قُمْ فَأَنذِرْ(2)} [المدثر:1-2]، {إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحاً طَوِيلاً} [المزمل:7].

ولم تكن فقط عملية وجادة مع المخالف وإنّما أيضا في تربية الجماعة المؤمنة، كانت الدروس كلّها عملية.

يذبح سبعون من الصحابة يوم أحد منهم الحمزة بن عبد المطلب ليتعلم القوم درسا من جملة واحدة {قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ} [آل عمران:165].

ويستمر حادث الإفك شهرا ليتعلم القوم درسا عمليا {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً} [النور :12]. . . {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ}[النور:15].

ويحاصر المخلفين عن غزوة تبوك خمسين يوما حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم، ليتلقوا درسا عمليا - هم ومن يشاهدونهم ومن يسمع بهم - كي لا يتخلفوا ثانية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه.

هذا حاله صلى الله عليه وسلم في التعامل مع عدوه ومع أتباعه . . . هذا هو المنهج الربّاني الذي تحرك به النبي صلى الله عليه وسلم.

وإنّ من أوضح الأمور لمن يتدبر نشأة الجماعة المؤمنة على يد الرسول صلى الله عليه وسلم وكيف نمت وتطورت وكيف عالجت مشاكلها الداخلية - بين أفرادها - والخارجية مع أعدائها، أنّ نهج الشرع كان عمليا، ولم يكن يوما ما نظريا.

لم يتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأجندة عمل لمن يخالفونه يشرح فيها وجهات نظره، ورؤيته للمستقبل، وإنّما كان هادئا كثير الصمت يعمل ولا يتكلم.

ومن الواضح جدا - أيضا - أنّ الأفراد ميزتهم المواقف ولم يتميزوا بالمعرفة الذهنية، ولا بأصوات العامة لهم.

واليوم : العقيدة دروس علمية . . نظرية، لا تكاد تعرف ( الأخ ) إلّا من كلامه، قليل من تتعرف عليهم من وجوههم وفعالهم.

واليوم شعارات نرفعها وننام تحتها مكتفين بمجرد الانتساب للعمل الإسلامي.

واليوم شعارات نرفعها ونتعصب لها.

واليوم قليل هم المهتمون بأمر أمتهم، وكثير من هذا القليل يشعر أنّه أدّى ما عليه تجاه أمته بمجرد معرفته بما يحدث هنا وهناك.

واليوم نُدعى لتقديم مشروع فكري نواجه به دساتير القوم العلمانية. نَنْجَر من حيث لا نشعر إلى مهاترات كلامية، نضاهي أوراقا بأوراق، وما هكذا بدأت ولا هكذا ستعود.

واليوم لا بد أن نواجه بفعال لا بأقوال، لا بد أن ينظر كل منا إلى رصيده العملي في خدمة الدين، ماذا قدم لهذا الدين من الأعمال:::::?????زكريا بطرس ما الذي جرأك ؟!بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بين ظهراني يهود، يهود كلُّها كانت في المدينة ( قينقاع والنضير وقريظة ) و حولها ( خيبر ووادي القرى وفَدَك )، وبين ظهراني النصارى إذ كانوا في نجران ـ ووفدوا عليه في مكة وفي المدينة ـ وفي طيئ ( شمال شرق الجزيرة العربية ) والشام، وكانت الدنيا كلّها كافرة بربّها عدا بضع مئات مع النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت الدنيا كلها حربٌ على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع كل هؤلاء الأعداء، ومع شدة العداوة وتنوعها حتى وصلت للقتال ما سمعنا أحدا تكلم في خُلُقِهِ بشيء، مضى الجيل الذي عاصر النبي صلى الله عليه وسلم وهو يشهد له بحسن الخلق وهو يصفه بالصادق الأمين

وبعد ألف وأربعمائة عام من وفاته صلى الله عليه وسلم خرج علينا أحد النصارى يُدعى ( زكريا بطرس ) يطعن في نسب الرسول صلى الله عليه وسلم وفي أخلاقه، يقول: ما كانت العرب تحفظ أنسابها ولا تدري آبائها ولا أبناءها .وما كان محمد صلى الله عليه وسلم ابن أبيه !! . . حَمَـلَتْ آمنة من غير عبد الله !!

وَيِّ ... ويّ . . . يطعن في القرشي الهاشمي سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام ؟!
يطعن في نسب العرب وأحسابها، وقد كانت ـ ولا زالت ـ لا تحرص على شيء قدر حرصها على النسب والشرف، وقد كانت ولا زالت لا تفخر بشيء قدر فخرها بمن ولدها ومن ولدته ؟!!

جلس هذا الوضيع السفيه للرسول الله صلى الله عليه وسلم، ليس عنده قضية أخرى غير رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو المستنقع الآسن العفن الذي يغرف منه كل من يتطاول على رسول الله صلى الله عليه وسلم .

يكذب كذبا مكشوفا رخيصا، ويحتمي وراء شاشات التليفزيون، يجعجع ويدعي العِلمية والعقلانية، ولا علمية ولا عقلانية، وقد دعاه أكثر من واحد من علمائنا وشيوخنا إلى حوارٍ مباشر على الهواء مباشرة على ملأ من النّاس فخَنَسَ وما خرج. ولو كان منصفا .. ولو كان عاقلا . . ولو كان صاحب حق لخرج وما تردد .

( زكريا بطرس ) ليس فردا واحدا وإنّما ظاهرة تكررت في أكثر من مكان في غرف البالتوك وفي مواقع الإنترنت وفي خلايا التنصير التي انتشرت بين الشباب في الجامعات وبدأت تعلن عن نفسها بجرأة عجيبة مريبة. ويسألُ كلُّ ذي عقل :

ما الذي جرأ هؤلاء الأراذل على السب والشتم وهم قلة وهم في بلد مسلمة شعبا وحكومة ؟!

ألأنَّ الكفر أصبح قوة عظمى فحمى أولياءه ؟

أم لأنَّ العلماء غفلوا عن جناب النبي صلى الله عليه وسلم يقينا منهم أن ليس هناك من يصل إلى هذه الدرجة من السفالة وسوء الخلق ؟

أم انتشرت الشهوات فركبتها الشبهات ودخلت معها البيوت والقلوب فرحَبَ بها كلُّ جهولٍ ضعيفٍ مهزومٍ خلِيٍّ من العلم الشرعي الصحيح ؟

هو كل ذلك.

الكفر يحمي أولياءه، فهو الذي أعطى لزكريا بطرس وأمثاله مساحة يستهزئ فيها ويسخر، وهو الذي وقف في وجه من أراد التصدي له، وعلمائنا ـ حفظهم الله جميعا ـ في غفلة عجيبة عن هذا الوضيع الحقير، ويحار العقل حين يفكر في هذا الأمر. أين أهل الحديث ؟! أين أهل السير والتاريخ ؟! أين أهل الوعظ والزهد ؟! أين أهل الغيرة والجهاد ؟! أين أحباء الحبيب صلى الله عليه وسلم ؟! ولا نظن بهم إلّا خيرا، ولكن يبدوا أنّهم يستخفون بالأمر. وقد ( شبَّ عمرو عن الطوق ). وإنّ الشبهات التي يلقيها ذاعت وشاعت، واكتوى العامَّة بنارها، والمجالس عقدت وطرحت فيها الشبهات، وقد أثمرت ثمارا خبيثة فانقلب بعضهم منها كافرا، ووقف بعضهم متحيرا بين هذا وذاك. وكثيرون جاءوا يهرعون . . . يسألون ويلحون في السؤال عن صدق ما يردده النصارى. وإن الشهوات قد انتشرت .. وإن الفقر والعَوَز قد أصاب فئاما من النّاس. فكانت فرصة لعباد الصليب .

لم أكتب لتهييج العوام، فهو طريق أخير، والعوام لا يأتون لشبكة الإنترنت، وإنّما كتبت تبصرت وذكرى لكل عبد منيب، يخاف الوقوف بين يدي الله عز وجل، والسؤال عن هذا المنكر . . . معذرة إلى ربّي ولعلّهم يتقون، أمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر .

وأنت أخي القارئ تستيطع عمل الكثير في التصدي لهذا المجرم الآفاك ومن معه بالرد على الشبهات إن كنت من أهل ذلك أو تدل على من يرد على الشبهات .. أشخاص أو مواقع أو غرف بالتوك وهي كثيرة ولله الحمد على الشبكة العنكبوتية، فلا تستخف بهذا فربّما دللت ذا عزيمة وهمة فنفع الله به ويكون لك مثله أجره. فلا تجلس وتقول هي منوطة بالعلماء .

فإنّ زكريا بطرس جرذ ( فأر ) لم يخرج من جحره إلّا حين غفل أهل البيت أو خرجوا، فعودوا إلى بيوتكم ودمدموا عليه بأرجلكم .

نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يمكن لدينه وعباده الصالحين، وأن يهدي زكريا بطرس للإسلام فهذ أحب إلينا، أو ينتقم منه، ويرينا فيه عجائب قدرته . إنّه ولي ذلك والقادر عليه

غير معرف يقول...

(((((((((((((((((((المسيح بيحبنى - ابن الفاروق المصرى)))))))))))))))))


الله محبه
الرب بيحبك
المسيح بيحبك
المسيح مات عشانك

مافيش جديد اللى نبات فيه بنصبح فيه , نفس الأسطوانة المشروخة كل يوم أسمعها فى الغرف الحوارية بالبالتوك من الضيوف النصارى , غلبت افهمهم ان ده من باب تفسير الماء بالماء , قلت لهم وهو يعنى الهندوس بيقولوا ان ربهم كره ؟ ولا البوذيين ربهم عداء ؟ , ايه الجديد ؟ . ماهو الكل بيقول ان الله محبه المهم الفعل مش الكلام . مش كده ولا ايه ؟

المهم ذات غرفة وبسبب الضجر والملل من الإسطوانة اياها قبلت دعوة صديق من ملاحدة البالتوك للحوار معه فى غرفته , والتغيير حلو برضه , ولكن الكفر ملة واحدة كل مداخلة منى يعقب عليها ستة اشخاص منهم على اقل تقدير , بس زى ما بيقولوا قضا اخف من قضا , ومن طول مداخلاتهم شعرت بالحنين للمايك وشعرت انى قد لا اراه مرة اخرى , وكنت ناوى اكتب وصيتى لعل الله يتوفانى قبل ان يصيبنى الدور , وفجاءة ارسل لى احد الأشخاص على البرايفت يقول :

*سيبك منهم دول عالم بهايم
فضحكت وقلت له :
**لأ يا اخى دول مش بهايم دول ناس اكلت مخها .
طبعا عدانى العيب وماقلتش حاجة غلط
و لقيت الأخ بيقول لى :
*سبحان الله
قلت له :
**خير يا اخى
فقال :
*شوف بتبقوا حلوين ازاى , انت بتقولى اخى دلوقتى مع انى مسيحى مع انك لو كنت عارف انى مسيحى كان لا يمكن تقولها لى .
قلت له :
**وماله من باب الإنسانية انت أخى برضه مافيش مشكلة
فأرسل تعبير الوجه المندهش قائلا :
*أخوك !! .. أخوك ازاى مش انتم بتقولوا علينا كفره ؟
فقلت له :
**نعم كفره وأولاد كفره كمان
فقال :
*اديك ظهرت على حقيقتك.
فضحكت وقلت له :
**هى كلمة كافر دى حاجة وحشة ؟
فقال :
*أمال حاجة حلوة ؟
فقلت :
**بصراحة هى لا حلوة ولا وحشة عارف ازاى ؟
فقال :
*هى دى كمان فيها اسباب نزول محتاج اعرفها .. طيب هتفرح ولا تزعل لو قلت لك يا كافر ؟
فقلت له :
**بمنتهى الأمانة هفرح وهعتبر ده وسام على صدرى .
فقال :
*يا سلام ؟
فقلت له :
**والله , بص هقولك ليه , أولا كلمة كافر هى وصف حالة وليست سباب , وكل واحد فينا بيؤمن بحاجة بيكفر بنقيضها صح ؟
فقال :
*احنا ما بنكفرش حد يا استاذ , انتم اللى بدعتم الكفر
فضحكت وقلت :
**يعنى على كده أنت بتعتبرنى مؤمن بالمسيح ؟
فقال :
*طبعا لا .
فقلت :
**طيب كافر بالمسيح .
فقال :
*احنا ما بنكفرش حد قلت لك
قلت له :
**سبحان الله , ممكن تقولى عكس كلمة مؤمن ايه ؟
فقال :
غير مؤمن .
فقلت له بسرعة :
**طيب غير المؤمن بيدخل الجنة ولا النار ؟
فقال :
*الجنة والنار عندكم احنا عندنا الملكوت وبحيرة النار والكبريت
فقلت له :
**ماشى , طيب انا هدخل الملكوت ولا بحيرة النار والكبريت ؟
فقال بعد فترة قصيرة نسبيا :
*نحن لا ندين احد الله هو الديان.
فقلت له :
**كلام جميل انا هسألك سؤال , ممكن ؟
فارسل ابتسامة ثم قال :
*أتفضل اسأل
فقلت له :
**طيب بأمانه مادمت راجل محترم كده , تحب انتى أموت وانا مسلم ولا أموت وانا مسيحى ؟
فقال :
*طبعا وانت مسيحى
فقلت له :
**هايل جدا بس ليه ؟
فصمت لفترة ثم قال :
*بص براحتك انا ماليش دعوة اللى بيشيل قربة مخرومة بتخر عليه
فسألته بأستغراب :
**سبحان الله مش انت لسه من ثوانى قلت ان نفسك اموت مسيحى ايه اللى حصل ؟
فقال لى :
*انا فاهم انت عاوز توصل لأيه بالضبط
فضحكت وارسلت له الوجه الضاحك
*فقال ايه اللى بيضحكك دلوقتى ؟
فقلت له :
**لأنك وبمنتهى الوضوح الآن بينت الفارق بين المسيحية والإسلام , الإسلام دين واضح أبلج أم المسيحية فتظهرون عكس ما تخفون .
فقال :
*طبعا لأ أنا بس ما كنتش احب اقولك انك هتدخل بحيرة النار والكبريت .
فقلت له :
**وادخلها بأمارة ايه ؟
فأرسل ضحكه ثم قال :
*شكلى مش هخلص معاك . المهم انا مضطر امشى دلوقتى وعاوز اقولك كلمتين اتنين .
قلت له :
**قول عشرة حتى براحتك .
فقال :
* لأ هما كلمتين .. المسيح بيحبك
فقلت له :
**احبه الله الذى احبنا فيه.
فأرسل ضحكة طويلة وقال :
*مش قلت لك مش هخلص معاك .. سلام يا صاحبى
فقلت له :
**سلام ونعمة يا كافر .
فأبتسم واغلق الخاص .

ثم سرحت مع نفسى فى الحوار الذى دار بيننا وانا ابتسم بل واكاد اضحك , وإذ بى اسمع من ينادى اسمى من على المايك بالغرفة ويقول ابن الفاروق اتفضل المايك معاك نسمع تعليق على المداخلات , مداخلات ايه انا اساسا نسيت الحوار اللى كان مع الملاحدة وانى فى غرفتهم , ولم اركز فى حرف واحد مما قالوه , بل قل وكانى لم اكن اسمعهم تقريبا , طيب وايه العمل اخلى الناس دى كلها تعيد اللى قالته ؟ المهم أخذت المايك وقلت طبعا اتكلمتم فى كذا موضوع متشعب وفى الف نقطة لكن لفت انتباهى كلام الأستاذ اللى مش عاجبه التشريع وبصرحة نسيت اسمه يا ريت يكتب واحد فكتب احدهم واحد فقلت له اتحداك الآن امام الغرفة أن تاتى بأى تشريع ولو لقيط من بنات افكارك يضاهى التشريع الإسلامى من اى ناحية ثم تركت المايك وانتظرت إلى ما شاء الله حتى يأتينى الدور . وانا استمع إلى ملاحدة العرب الصناعة التايوانى الذين لم يضيرهم الإسلام فى شئ كما أضرت المسيحية بالملاحدة الأصليين فى اوروبا يوم كانت الكنيسة هى الآمر الناهى يوم كان التكفير والإتهام بالهرطقة والحرق والتعذيب لمجرد الظن وكله كان تحت شعار المحبة وكله فى حبك يهون.

والله محبه
والرب بيحبك
والمسيح بيحبك
والمسيح مات عشانك

إلى اخر الإسطوانة المشروخة.؟؟؟هاهاها=============هل حضر يسوع العشاء الأخير ؟؟؟؟؟ - ابن الفاروق المصرى


فليسمح لى القارئ هنا ان اقتبس بتصرف قول كاتب إنجيل برنابا مقدمة إنجيله :
[الآيات التي اتخذها الشيطان ذريعة لتضليل كثيرين بدعوى التقوى ، مبشرين بتعليم شديد الكفر ، داعين المسيح ابن الله ، وواضعين الرب فى رغيف ومحولين اياه إلى وجبة كومبو ، الذين ضل في عدادهم أيضا عقل الرهبان الذي لا أتكلم عنه إلا مع الأسى ، وهو السبب الذي لأجله أسطر ذلك الحق].[1]


اقنعت بعض الطوائف المسيحية اتباعها بموضوع الأفخارستيا وهو مايعنى تحول ربهم تحول فعلى لا ينكره إلا مهرطق إلى خبز ونبيذ وهو ما يطلق عليه ايضا عقيدة الاستحالة (أي تغيير الخبز والخمر إلى ذات المسيح معبودهم) , وهم يعتمدون فى هذا على النص التالى من الإنجيل المنسوب لمتى 26: 26 – 28 حيث يقول مؤلفه متحدثا عن عشاء الفصح أو العشاء الأخير للمسيح مع تلاميذه :
[وفيما هم يأكلون أخذ يسوع الخبز وبارك وكسر وأعطى تلاميذه وقال: خذوا كلوا، هذا هو جسدي. وأخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلاً: اشربوا منها كلكم لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد، الذي يسفك من أجل الكثيرين لمغفرة الخطايا].
وعلى هذا النص تقوم تلك العقيدة فى بعض كنائس النصارى , وقبل ان نبطل عمل الشيطان ونوضح الحقيقة جلية لأتباع النصرانية دعونا نطرح هذا السؤال :
هل حضر المسيح فعلا العشاء الأخير أو عشاء الفصح المزعوم ؟
بالطبع وقبل أن يرتد للسائل طرفه وقبل أن ينهى سؤاله ستأتى الإجابة من أتباع الكنائس والتى دربهم عليها الكهنة والرهبان والتى تتلخص فى الإجابة بالتأكيد إستنادا للنصوص التالية من كتابهم :
[و في اليوم الاول من الفطير حين كانوا يذبحون الفصح قال له تلاميذه اين تريد ان نمضي و نعد لتاكل الفصح . فارسل اثنين من تلاميذه و قال لهما اذهبا الى المدينة فيلاقيكما انسان حامل جرة ماء اتبعاه . و حيثما يدخل فقولا لرب البيت ان المعلم يقول اين المنزل حيث اكل الفصح مع تلاميذي . فهو يريكما علية كبيرة مفروشة معدة هناك اعدا لنا . فخرج تلميذاه و اتيا الى المدينة و وجدا كما قال لهما فاعدا الفصح . و لما كان المساء جاء مع الاثني عشر . و فيما هم متكئون ياكلون قال يسوع الحق اقول لكم ان واحدا منكم يسلمني الاكل معي . فابتداوا يحزنون و يقولون له واحدا فواحدا هل انا و اخر هل انا . فاجاب و قال لهم هو واحد من الاثني عشر الذي يغمس معي في الصحفة . ان ابن الانسان ماض كما هو مكتوب عنه و لكن ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الانسان كان خيرا لذلك الرجل لو لم يولد . و فيما هم ياكلون اخذ يسوع خبزا و بارك و كسر و اعطاهم و قال خذوا كلوا هذا هو جسدي . ثم اخذ الكاس و شكر و اعطاهم فشربوا منها كلهم] [ مرقس 14: 12 – 23].
ثم يتابع من إنجيل لوقا 22: 7 – 20 :
[و جاء يوم الفطير الذي كان ينبغي ان يذبح فيه الفصح . فارسل بطرس و يوحنا قائلا اذهبا و اعدا لنا الفصح لناكل . فقالا له اين تريد ان نعد . فقال لهما اذا دخلتما المدينة يستقبلكما انسان حامل جرة ماء اتبعاه الى البيت حيث يدخل . و قولا لرب البيت يقول لك المعلم اين المنزل حيث اكل الفصح مع تلاميذي . فذاك يريكما علية كبيرة مفروشة هناك اعدا . فانطلقا و وجدا كما قال لهما فاعدا الفصح . و لما كانت الساعة اتكا و الاثني عشر رسولا معه . و قال لهم شهوة اشتهيت ان اكل هذا الفصح معكم قبل ان اتالم . لاني اقول لكم اني لا اكل منه بعد حتى يكمل في ملكوت الله . ثم تناول كاسا و شكر و قال خذوا هذه و اقتسموها بينكم . لاني اقول لكم اني لا اشرب من نتاج الكرمة حتى ياتي ملكوت الله . و اخذ خبزا و شكر و كسر و اعطاهم قائلا هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم اصنعوا هذا لذكري . و كذلك الكاس ايضا بعد العشاء قائلا هذه الكاس هي العهد الجديد بدمي الذي يسفك عنكم].
ثم يختم كلامه من إنجيل متى 26: 17 – 27 :
[و في اول ايام الفطير تقدم التلاميذ الى يسوع قائلين له اين تريد ان نعد لك لتاكل الفصح . فقال اذهبوا الى المدينة الى فلان و قولوا له المعلم يقول ان وقتي قريب عندك اصنع الفصح مع تلاميذي . ففعل التلاميذ كما امرهم يسوع و اعدوا الفصح . و لما كان المساء اتكا مع الاثني عشر . و فيما هم ياكلون قال الحق اقول لكم ان واحد منكم يسلمني . فحزنوا جدا و ابتدا كل واحد منهم يقول له هل انا هو يا رب . فاجاب و قال الذي يغمس يده معي في الصحفة هو يسلمني . ان ابن الانسان ماض كما هو مكتوب عنه و لكن ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الانسان كان خيرا لذلك الرجل لو لم يولد . فاجاب يهوذا مسلمه و قال هل انا هو يا سيدي قال له انت قلت . و فيما هم ياكلون اخذ يسوع الخبز و بارك و كسر و اعطى التلاميذ و قال خذوا كلوا هذا هو جسدي . و اخذ الكاس و شكر و اعطاهم قائلا اشربوا منها كلكم].
وإلى هنا يختم النصرانى كلامه ظنا منه أنه القم السائل الحجر واقام عليه الحجة وقد يهتز قلبه طربا من النعمة التى يظن أنها انسكبت من شفتيه فى إجابة السؤال وإفحام السائل ولعله يتابع قائلا : الا يكفيك كل هذه النصوص لأثبات صحة معتقدنا ؟
وبالطبع نحن كأهل حق يكفينا بالفعل تلك النصوص الثلاثة وحتى لو كان نص واحد لكان وفى وكفى لأثبات ان معتقدهم من داخل كتبهم المقررة عليهم من قبل الكنيسة , ولكن لنا هنا أن نسأل النصارى ورهبانهم سؤالا بسيطا لماذا لم نجد ردا من إنجيل يوحنا ؟ هل يوحنا لم يكتب عن هذا الموضوع ولماذا لم تبينوا لنا رأيه وحتى لا أطيل على القارئ دعونا معا نرى مايقوله كاتب إنجيل يوحنا حول هذا الطقس والذى هو أحد الأسرار السبعة التى لا مناص منها مادمت مسيحى , علشان الرب يحبك يقول يوحنا 18: 28 :
[ثم جاءوا بيسوع من عند قيافا الى دار الولاية و كان صبح و لم يدخلوا هم الى دار الولاية لكي لا يتنجسوا فياكلون الفصح ]
ويلاحظ القارئ هنا ان يوحنا يقر ان المسيح كان مقبوضا عليه قبل الفصح فبما انه كان مقبوضا عليه فى صباح الفصح فهذا يعنى انه لم يتناول عشاء الفصح مع التلاميذ .
وحتى نكون اكثر دقة وحتى نجيب على كل ما سيحاول به الكهنة إصلاح ما أفسده مؤلفى الأناجيل دعونا نتعرف على عيد الفصح وعشاء الفصح من نصوص كتابهم المقدس , فحول تاريخ وتوقيت عيد الفصح يقول مؤلف سفر العدد 23: 5 – 6 :
[في الشهر الاول في الرابع عشر من الشهر بين العشاءين فصح للرب . و في اليوم الخامس عشر من هذا الشهر عيد الفطير للرب سبعة ايام تاكلون فطيرا ].
أى أن ميعاد تناول الفصح يكون يوم الرابع عشر من شهر نيسان العبرى ويتم تناوله بين العشاءين ثم يليه فى اليوم التالى عيد الفطير والذى يستمر سبعة أيام .
وهو مايؤكده أيضا مؤلف سفر العدد حيث يقول 9: 2 - 5 :
[و ليعمل بنو اسرائيل الفصح في وقته . في اليوم الرابع عشر من هذا الشهر بين العشاءين تعملونه في وقته حسب كل فرائضه و كل احكامه تعملونه . فكلم موسى بني اسرائيل ان يعملوا الفصح . فعملوا الفصح في الشهر الاول في اليوم الرابع عشر من الشهر بين العشاءين في برية سيناء حسب كل ما امر الرب موسى هكذا فعل بنو اسرائيل].
ولنا هنا ان نوضح للقارئ الكريم أن عيد الفصح يكون فى اليوم الرابع عشر من شهر نيسان فقط وميعاد تناول حمل الفصح يكون بين العشاءين ثم يليه فى اليوم التالى أى يوم الخامس عشر من نيسان عيد الفطير والذى يستمر لمدة سبعة ايام , وعيد الفصح وعيد الفطير عيدان منفصلان وإن كان متتابعان .
وحتى لا يكذب الكهنة على اتباعهم من النصارى كمحاولة منهم لخداع عوام النصارى الذين هم فى عمومهم لم يقروا كتابهم ولو من باب الفضول أو يقرؤا اجزاء معينه منها بحسب ما يأمرهم رهبانهم فدعونا نوضح الموضوع بشكل اكبر من خلال نصوص كتابهم حتى لا ينخدع النصرانى أو لا يخدعه الكاهن وحتى نؤكد له ان عشاء الفصح لا يتناوله اليهود سوى بين عشاءين يوم الرابع عشر من نيسان فقط وحول هذه النقطة يخبرنا سفر الخروج 12: 5 - 10 :
[تكون لكم شاة صحيحة ذكرا ابن سنة تاخذونه من الخرفان او من المواعز . و يكون عندكم تحت الحفظ الى اليوم الرابع عشر من هذا الشهر ثم يذبحه كل جمهور جماعة اسرائيل في العشية . و ياخذون من الدم و يجعلونه على القائمتين و العتبة العليا في البيوت التي ياكلونه فيها . و ياكلون اللحم تلك الليلة مشويا بالنار مع فطير على اعشاب مرة ياكلونه . لا تاكلوا منه نيئا او طبيخا مطبوخا بالماء بل مشويا بالنار راسه مع اكارعه و جوفه و لا تبقوا منه الى الصباح و الباقي منه الى الصباح تحرقونه بالنار].
وكما هو جلى وواصح من النص السابق فإن اليهود يذبحون حمل الفصح فى وقت واحد (يذبحه كل جمهور جماعة اسرائيل في العشية) ويأكلونه فى وقت واحد أيضا (و ياكلون اللحم تلك الليلة مشويا بالنار مع فطير على اعشاب مرة ياكلونه) ولا يصح تناوله فى أى يوم غير يوم الرابع عشر من نيسان بين العشاءين بل انه ايضا لا يجوز تناول ماتبقى منه فى أى يوم اخر أو حتى الإحتفاظ به (و لا تبقوا منه الى الصباح و الباقي منه الى الصباح تحرقونه بالنار) لذا يقوم اليهود بحرق ماتبقى من حمل الفصح قبل حلول صباح اليوم التالى يوم الخامس عشر من نيسان الذى يوافق أول ايام عيد الفطير بحسب مايخبرنا سفر الخروج ايضا 12: 15 :
[سبعة ايام تاكلون فطيرا اليوم الاول تعزلون الخمير من بيوتكم فان كل من اكل خميرا من اليوم الاول الى اليوم السابع تقطع تلك النفس من اسرائيل].
والآن بحسب الأناجيل الثلاثة الأولى بحسب الترتيب (متى – مرقس – لوقا ) فإن المسيح كان حاضرا مع تلاميذة عشاء الفصح وتناوله معهم ثم القى القبض عليه بعدها . أما إنجيل يوحنا فيخبرنا بأن المسيح كان مقبوضا عليه فجر يوم الفصح أى قبل أن يذبح اليهود حمل الفصح من اساسه وقبل ان يتناولوه بالطبع .
ولنا هنا ان نكرر سؤالنا مرة أخرى على النصارى .. هل حضر المسيح فعلا العشاء الأخير أو عشاء الفصح المزعوم ؟

• ولا يزال التحريف مستمرا :
فى خلال دقائق من نشر هذا البحث المبسط (المكتوب بعاليه) وصلنى رد من الأخ السيف البتار قال معلقا على البحث فى منتديات شبكة ابن مريم الإسلامية قائلا :
((بحثك رائع أخي الكريم ولكن عليك ان تحلل هذا الكلام المذكور في تفسيرات لإنجيل يوحنا والتي تتحدث في نفس الصدد .)).
ثم اردف مشكورا ردود مفسرى إنجيل يوحنا حول هذا الموضوع , وهو وأيم الله إن يدل على شئ فهو إنما يدل على مدى صدق المسلمين وإتباعهم الحق فما الذى يجعل الأخ الفاضل السيف البتار يحثنى على استكمال البحث بالرد على مزاعم المفسرين سوى لأنه من أهل الحق ويرد الحق أن يظهر واضحا جليا , ونزولا على رغبة الأخ الكريم السيف البتار سأكمل بأمر الله الرد على النقاط التى أوردها الأخ بالتفصيل لأثبات أن التحريف لا يزال مستمرا.

أولا وقبل أن نشرع فى الرد على تفسيراتهم التى يتبعون فيها اهوائهم كما سنثبت الآن دعونا نشرح أحد أهم أنواع التحريف التى يعتمد عليها أحبار النصارى ومن هم على شاكلتهم فى الديانات والعقائد الأخرى وهو التحريف المعنوى بمعنى أن يقوم المفسر بالألتفاف حول النص محاولا إخراج مفهوم جديد لم يقصده كاتب النص على الإطلاق وغالبا مايكون معارضا للنص وحتى يتضح بجلاء معنى التحريف المعنوى لدى القارئ فدعونا نبدأ بالرد على ما تفضل الأخ السيف البتار وأرسله لى من أقوال وتفاسير الكهنة والرهبان.
أول الأرأء يقول :
[ يرى البعض أن "الفصح" هنا لا يعني حمل الفصح، وإنما ذبائح أخرى كانت تُقدم خلال الاحتفال بالفصح، كانت تؤكل في العشية السابقة للعيد، وأن السيد المسيح صُلب في اليوم التالي لعيد الفصح.]. انتهى

وكما أول الغيث قطرة فإن أول التحريف المعنوى متاهة فيبدأ المفسر كما رأينا فى النص السابق بإيراد مراجع مبهمة حيث قال [يرى البعض] وبالطبع لا أحد يدرى من هم هؤلاء البعض ولا يمكن لأحد أن يتأكد من هؤلاء البعض انهم قالوا ذلك , وهى عادة جرى عليها العرف عندهم فدائما ما نجدهم فى إستدلالتهم يقولون على سبيل المثال ( قال البعض – أجمع العلماء – أكد الباحثون – من المعروف ) وطبعا القارئ النصرانى الغلبان لن يستطيع ان يتأكد من تفسير ابوه بتاع الكنيسة لأن المرجع مبهم , ولو غضينا الطرف عن عبارة [يرى البعض] الفضفاضة سنجد أن باقى الكلام ليس له مرجع من كتابهم ولكنه يخالفه على طول الخط فبأى حق يقول البعض ماقالوه من أين اتى البعض بأن المقصود [هنا لا يعني حمل الفصح] لإذا كان الكتاب يقولها بكل صراحة ووضوح بحسب ما يخبرنا مؤلف إنجيل متى 26: 17 - 21 :
[و في اول ايام الفطير تقدم التلاميذ الى يسوع قائلين له اين تريد ان نعد لك لتاكل الفصح . فقال اذهبوا الى المدينة الى فلان و قولوا له المعلم يقول ان وقتي قريب عندك اصنع الفصح مع تلاميذي . ففعل التلاميذ كما امرهم يسوع و اعدوا الفصح . و لما كان المساء اتكا مع الاثني عشر . و فيما هم ياكلون قال الحق اقول لكم ان واحد منكم يسلمني].
وكما هو معروف وكما يخبرنا كتابهم المقدس فإن عيد الفطير سبعة أيام أو ستة أيام (لتضارب النصوص بكتبهم) يسبقها يوم عيد الفصح بحسب ما يخبرنا سفر اللاويين 23: 5 - 6 :
[في الشهر الاول في الرابع عشر من الشهر بين العشاءين فصح للرب . و في اليوم الخامس عشر من هذا الشهر عيد الفطير للرب سبعة ايام تاكلون فطيرا].
فإذا كان عيد الفصح فى الرابع عشر ويليه من يوم الخامس عشر عيد الفطير لمدة سبعة ايام كما يخبرنا نص اللاويين فكيف نفهم ما أورده مؤلف إنجيل متى قائلا :[و في اول ايام الفطير تقدم التلاميذ الى يسوع قائلين له اين تريد ان نعد لك لتاكل الفصح]. بالطبع سنفهم أن التلاميذ تتحدث عن عمل الفصح وهو ذبح خروف الفصح وحوارهم مع المسيح كان فى يوم عيد الفصح الذى يسبق عيد الفطير وهو ما يسمى كله مجازا بعيد الفطير . فكيف لا يكون المقصود [هنا لا يعني حمل الفصح] بحسب تعبيرهم , هذا هو مانسميه تحريف معنوى يحاول فى المفسر لى أعناق النصوص وتحميلها مالا تطيق لمجرد أثبات فكرة يتبناها أو لحل مشكلة تثبت زيف معتقده .

ثم نجد المفسر يتابع قائلا :
[يرى آخرون أن الفصح هنا يعني خروف الفصح، وأنه كان اليوم المناسب لتقديم الذبيحة، لأن السيد المسيح علق على الصليب في ذات لحظات أكل الفصح، بهذا لم يشترك السيد المسيح في أكل الفصح.].
هنا يناقض المفسر كلامه السابق ويطلعنا من فيض علمه الغزير بأنه [يرى آخرون] وطبعا الآخرون هنا أصحاب هذا الراى غير [يرى البعض] اللى هما الأولنين وإن كانوا يتفقون فى أن كلاهما مجهول لا يمكن الرجوع إليه , وطبعا كما رأينا فأن الآخرون المخالفين للبعض يرون أن الفصح هنا يعنى خروف الفصح (!!) وهذا فى حد ذاته إن دل شئ يدل على جهل النصارى بأهم عقائدهم ويصدق قيهم قول الرحمن سبحانه وتعالى :
(وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً)(النساء:157).
فالبعض يروا أنه ليس حمل الفصح المقود والآخرون يرون أنه هو حمل الفصح وعظيم هو سر العباسية .

ثم نجد فى باقى التفسير أن الموضوع لم يتوقف عند البعض والآخرون ولكنه يتعداهم ليصل لفريق من اليهود حيث نجد جناب المفسر يقول :
[ويرى فريق أن اليهود كانت لهم الحرية لأكل خروف الفصح منذ الخميس في العشية حتى الجمعة عشية، وأن هذا السماح كان لازمًا بسبب كثرة عدد الحملان التي كانت تُذبح.].
ولا ندرى لماذا لم يحدد لنا جناب المفسر المتأمل أى فرقة من اليهود هى التى تقول بهذا هل هى فرقة فنون شعبية مثلا فعف لسانه عن ذكرها أم لعلها فرقة كرة قدم تجاهل ذكرها حزنا على هزيمة فريقه المفضل منها .
والنتيجة الآن كالتالى فنحن بحمد الله عرفنا رأى البعض ورأى الآخرون وفرقة من اليهود , بمعنى ان المفسر أخبرنا بأراء ثلاثة مجاهيل لم يعرفنا بهم ولا حتى أعطانا مرجع واحد يمكننا من الإستدلال على ماقاله .
ولإثبات زيف إدعائه نورد له كلام كتابه الذى يوضح حتى للعميان متى يكون الفصح بدقة :
الخروج 12: 5 - 10 :
[تكون لكم شاة صحيحة ذكرا ابن سنة تاخذونه من الخرفان او من المواعز . و يكون عندكم تحت الحفظ الى اليوم الرابع عشر من هذا الشهر ثم يذبحه كل جمهور جماعة اسرائيل في العشية . و ياخذون من الدم و يجعلونه على القائمتين و العتبة العليا في البيوت التي ياكلونه فيها . و ياكلون اللحم تلك الليلة مشويا بالنار مع فطير على اعشاب مرة ياكلونه . لا تاكلوا منه نيئا او طبيخا مطبوخا بالماء بل مشويا بالنار راسه مع اكارعه و جوفه و لا تبقوا منه الى الصباح و الباقي منه الى الصباح تحرقونه بالنار].

إذا الفصح لا يصح سوى يوم الرابع عشر من الشهر فقط وتحديدا بين العشاءين وما يتبقى منه يحرق ولا إدرى غن كان القارئ قد لاحظ الفقرة الكوميدية التى قال فيها المفسر [وأن هذا السماح كان لازمًا بسبب كثرة عدد الحملان التي كانت تُذبح.]. وهى بالفعل كانت فقرة كوميدية جديرة بالتأمل والتوقف أمامها قليلا جناب المفسر يحاول التدليس على اتباعه وإيهامهم بأنه لكثرة اليهود كانوا لايقدرون على ذبح حمل الفصح فى يوم واحد ولذلك لكثرة عدد الحملان التى ستذبح , ونحن نسأل هنا هل عدد الحملان المعدة للذبح كان أكثر من عدد يهود بنى إسرائيل ايام المسيح ؟ بالطبع لا لأنه ليس كل يهوديا يقوم بذبح حمل لنفسه ولكن كل أسرة وأحيانا تشترك عدة أسر فى الحمل الواحد بحسب ما يخبرنا سفر الخروج 12: 3 - 4 :
[كلما كل جماعة اسرائيل قائلين في العاشر من هذا الشهر ياخذون لهم كل واحد شاة بحسب بيوت الاباء شاة للبيت . و ان كان البيت صغيرا عن ان يكون كفوا لشاة ياخذ هو و جاره القريب من بيته بحسب عدد النفوس كل واحد على حسب اكله تحسبون للشاة].

وهنا لا يبقى لنا سوى أن نسأل كم كان عدد اليهود فى عصر المسيح بالطبع لا اعتقد أن أكذب مفسر بلا مرجع سيقدرهم بأكثر من اربعة ملايين نسمة مثلا (وهو طبعا رقم وهمى وضعناه من باب اثبات الكذب باجلى صورة). فكم شاة يذح بنى غسرائيل البالغ عددهم اربعة ملايين ؟ لو أفترضنا أن كل بنى إسرائيل فى عهد المسيح كانوا من أهل الثراء الفاحش ولا يوجد بينهم فقيرا واحد سيكون العدد التقريبى للحملان المذبوحة فى الفصح أقل من مليون حمل بأعتبار إن كل إسرة يهودية تذبح لوحدها بدون إشراك إسرة أخرى وبفرض إن الإسرة تتكون من زوج وزوجة وطفلين فقط.
فما بالك إن كان المسلمون والبالغ عدهم مليار ونصف يقومون سنويا بذبح خراف عيد الأضحى بدون اى مشاكل وكلهم فى يوم واحد ولا تحتاج المسألة ليومين أو أكثر بل غإن المسألة لا تتعدى سويعات قلائل من يوم . فهل ما يفعلة المسلمون فى الخراف معجزة لا يستطيع اليهود عملها مع الحملان ؟؟ . ناهيك طبعا عن كون القضية محلوله عند اليهود حيث إن من لا يستطيع ذبح حمل الفصح فى يوم الرابع عشر لأى ظرف كان سوا كان نجسا أو غيره يمكنه فى ذبح حمل الفصح فى الشهر الذى يليه وفقا للنص المذكور فى سفر العدد 9: 10 - 12 :
[كلم بني اسرائيل قائلا كل انسان منكم او من اجيالكم كان نجسا لميت او في سفر بعيد فليعمل الفصح للرب . في الشهر الثاني في اليوم الرابع عشر بين العشاءين يعملونه على فطير و مرار ياكلونه . لا يبقوا منه الى الصباح و لا يكسروا عظما منه حسب كل فرائض الفصح يعملونه].
وفى نهاية التعليق على هذه الفقرة ولإثبات النصب والتحريف المعنوى من المفسر أقول له إنه لايمكن لأى كائن كان من بنى إسرائيل آلا يذبح الفصح فى الرابع عشر من نيسان وذلك لسبب بسيط هو إن من لا يذبح الفصح بدون مبرر كأن يكون نجسا أو غائبا قتلا يقتل لأنه لم يقدم الفصح فى موعده وإليكم النص الذى يبرهن على هذا من سفر العدد 9: 13 :
[لكن من كان طاهرا و ليس في سفر و ترك عمل الفصح تقطع تلك النفس من شعبها لانها لم تقرب قربان الرب في وقته ذلك الانسان يحمل خطيته].
لاحظ عزيزى القارئ إننا اوردنا المراجع التى تثبت كلامنا ولم نقم حتى بتفسيرها بينما لم نحصل من جناب المفسر سوى على (يرى البعض ويقول الآخرون) واكاذيب لا تنتهى بلا دليل أو برهان.

البعض قال لى :
وعودة إلى المفسر التبعيضى نجده يتابع قائلا :
[يرى البعض أن السيد المسيح أكل بالفعل الفصح في السنة الأخيرة من حياته على الأرض (مت ٢٦: ١٧- ١٩؛ مر ١٤: ١٢- ١٨؛ لو ٢٢: ٨- ١٥)، وأنه أكله قبل الموعد بعدة ساعات، وأن السيد نفسه قد ذُبح في نفس اللحظات التي يجب أن يُذبح الحمل حسب الشريعة.].انتهى.
وكأن مبدؤه فى الحياة أنا أبعض إذا انا موجود , فنجد هنا ايضا إنه يرى البعض والله أعلم هل البعض الذين يروا هنا هما نفسهم البعض فى الفقرة السابقة ولا بعض تانيين , وعموما للتميز لحين سماع رد المفسر التبعيضى سنسمى الأولين البعض والتانيين البعض أبو شرطة لحين ثبوي الرؤية ولا اراكم الله مكروها فى بعضا لديكم.
الخلاصة أنه يقول البعض من فصيلة ابو شرطة أن المسيح اكل الفصح [قبل الموعد بعدة ساعات].
الله مش هو رب السبت بحسب كتابهم ورب السبت ممكن يعمل اللى يعجبه مندهشين ليه يا مسلمين عادى بتحصل فى احسن الكنائس .
ثم يتابع قائلا :
[واضح من الأناجيل الإزائية (متى ومرقس ولوقا) أن السيد المسيح وتلاميذه أكلوا الفصح في يوم خميس العهد، وبعد ذلك قدم جسده ودمه فصحًا للعهد الجديد. غير أن ما ورد هنا في إنجيل يوحنا يوضح إن القيادات اليهودية لم تكن بعد أكلت الفصح، وبهذا يكون الفصح في يوم الجمعة العظيمة.]. انتهى.
والمشكلة هنا بإيجاز إن الفصح لايؤكل سوى فى اليوم الرابع عشر فكيف أكله المسيح فى الثالث عشر ولماذا لم نسمع إستنكارا أو حتى مجرد إستفهاما من أحد تلاميذه , ولماذا لم يضيف اليهود فعلته هذه لباقى التهم التى نسبوها إليه وهم كانوا يترصدونه ويصنعون له المكائد للإيقاع به , أضف إلى ذلك قوله [إن القيادات اليهودية لم تكن بعد أكلت الفصح] محاولا إيهامنا بأن من لم يأكل الفصح هم القيادات اليهودية فقط ولا ادرى من اين آتى بهذا سوى من الفراغ الذى يملاء رأسه والذى يمكن ملؤه بسهوله وببساطة بإختراع يدعى عقل , ولله الأمر من قبل ومن بعد ,

ثم وبعد كل هذا العناء يقول مفرسنا التبعيضى متخليا عن تبعيضيته بعض الشئ قائلا ومعترفا أنهم يواجهون مشكلة مابين الثلاثة أناجيل وإنجيل يوحنا فى موضوع حضور او عدم حضور المسيح الفصح مع التلاميذ قائلا :
[نشر كثير من الدارسين كتبًا كاملة في حل هذه المشكلة. ]. انتهى.
هل تأكدت الآن عزيزى القارئ انها بالفعل مشكله وإن الموضوع يلزمه حاوى لكى يصلح ما افسده كتبة الأناجيل , وبالطبع لا ننسى عبارة [نشر كثير من الدارسين] . المرجع هو كثير من الدارسين يعنى لو سألت احد الدارسين وقال لك كلام مخالف اعرف على طول أنه مش من الدارسيين اللى المفسر يقصدهم وما تحبكهاش يعنى. ثم يتابع قائلا
[توجد دلائل على أن جماعات مختلفة في إسرائيل استخدمت تقويم مختلف عن التقويم الذي يستخدمه المسئولون في الهيكل. مثال ذلك الجماعات التي أنتجت مخطوطات البحر الميت استخدمت تقويمًا قديمًا وحسبت أن الكهنة في أورشليم يحتفلون الأعياد كلها في تواريخ خاطئة.]. انتهى.
هنا يحاول المفسر الخروج عن أصول التبعيض والبدء فى التحريف المعنوى كده عينى عينك حيث لم يذكر مرجع ولا دليل واحد مما اسماه بالدلائل التى يتحدث عنها وياليته كان قد تكرم بإيراد دليل , ثم يتابع جناب المفسر اللمعى محاولا تهوين المسألة على القارئ النصرانى والعودة به إلى نقطة البدء اللى هى الرب مات عشانك قائلا :
[ فالحل البسيط للمشكلة القائمة بين أيدينا هو أن يسوع وتلاميذه استخدموا تقويمًا مختلفًا، فحفظوا الفصح يومًا مقدمًا عن المسئولين في الهيكل. هذا يفسر لنا لماذا لم يشر إلى الحمل الخاص بالفصح في العشاء الرباني، مع أنه أساسي في حفظ الفصح، حيث لم يكن ممكنًا تقديم الحمل ذبيحة قبل أكله بدون موافقة السلطات الخاصة بالهيكل. أشارت الأناجيل الإزائية إلى وجبة الفصح التي مارسها السيد المسيح وتلاميذه، أما يوحنا فأشار إلى الاحتفال الرسمي، وإذ لم يكن بعد قد تم لذلك امتنع فريق رؤساء الكهنة من دخول دار الولاية، حتى لا يتدنسوا، فيضطروا إلى الاحتفال بالفصح بعد شهر من موعده (عد 9: 6- 13).].انتهى.
وطبعا هنا لا يسعنا سوى تقديم حل ايسر للمشكلة من الذى طرحة جناب المفسر وهو يتلخص فى أن نقول :
تخبرنا كتب التاريخ ويؤكد الباحثون وأجمع العلماء وأكد الدارسون أن اليهود فى هذه الفترة كانوا قد دمجوا يوم الرابع عشر من نيسان مع اليوم الخامس عشر وجعلوهم فى يوم واحده وسموه أشرف على اسم جده.
ولا ايه رأيكم؟؟؟هاهاها==========صمتك لوحده مش كفايه .. اتبرع ولو بإصحاح واحد - ابن الفاروق المصرى

لم أستغرب ولم تعترينى الدهشة عندما قرأت خبر عزم الأنبا شنودة إصدار نسخة جديدة لكتابهم المقدس والتى سيقوم بإجراء تعديلات فيه بغرض ابراز صيغة الكهنوت بشكل لفظى صريح ليضمن عودة الهيبة المفقودة للكنيسة ورهبانها.
ولعل السبب فى عدم إستغرابى أو دهشتى هو تكرار حدوث هذه العملية أى تعديل أو حذف فقرات أو إصحاحات كاملة من كتابهم المقدس على مر العصور وهو مايؤكده اختلاف النسخ المتداولة بين يدينا الآن . فعلى سبيل المثال تنبه أحد الكهنة فى القرن السادس عشر مثلما تنبه الأنبا شنوده لعدم وجود نص واحد يتحدث عن الثالوث وأنه أى الثالوث وحده واحده لا تتجزء فقامت الكنيسة فى القرن السادس عشر الميلادى بإضافة الفقرات التاليه من رسالة يوحنا الأولى 5 : 7-8:
[[ فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الاب و الكلمة و الروح القدس و هؤلاء الثلاثة هم واحد . و الذين يشهدون في الارض هم ثلاثة الروح و الماء و الدم و الثلاثة هم في الواحد ]].
وهى الفقرات التى تم حذفها فى معظم النسخ الحديثة المنقحة (!!) وقد قامت بعض النسخ بالأبقاء عليها مع وضع هامش لها يذكر أن تلك الفقرات ليس لها وجود فى اقدم النسخ وانها اضيفت فى القرن السادس عشر ومن هذه النسخ نسخة الإصدار العالمى الجديد (New International Version) والتى ذكر فى هامش تلك الفقرات التالى [1] :
(not found in any Greek manuscript before the sixteenth century)
وهو ماترجمته : (غير موجوده فى اى نسخة يونانية قبل القرن السادس عشر ).
أو كما نرى فى النسخة الأمريكية القياسية الجديدة (New American Standard Bible) حيث يقول هامش الفقرات [2]:

A few late mss add ...in heaven, the Father, the Word, and the Holy Spirit, and these three are one. And there are three that testify on earth, the Spirit

وهو ما ترجمته : بعض المخطوطات المتأخرة أضافت ...فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الاب و الكلمة و الروح القدس و هؤلاء الثلاثة هم واحد . و الذين يشهدون في الارض هم ثلاثة الروح
ويقول ايضا هامش الفقرتان فى نسخة الحياة الجديدة (New Living Translation) ما نصه [3] :

Some very late manuscripts add in heaven--the Father, the Word, and the Holy Spirit, and these three are one. And we have three witnesses on earth.

وترجمته : بعض النسخ المتاخرة جدا (يقصد متأخرة عن عصر المسيح) اضافت -- في السماء هم ثلاثة الاب و الكلمة و الروح القدس و هؤلاء الثلاثة هم واحد . و الذين يشهدون في الارض هم ثلاثة
ونفس الكلام تقريبا تخبرنا به نسخة الملك جيمس الجديدة (New King James Version) وكأنها تكشف ما اخفته النسخة القديمة المدعوة بنسخة الملك جيمس (King James Version) [4]
وكذلك تجد كل النسخ الجديدة المنقحة (!!) ولعل اكثر تلك النسخ من حيث خفة الدم هى نسخة (Amplified Bible) حيث تقول حاشية التعليق على تلك النصوص [5] :

The italicized section is found only in late manuscripts.

وهو ما ترجمته :الجزء المكتوب بالخط المائل موجود فقط فى النسخ المتأخرة. وخفة دمهم نتجت من عدم وجود اى كتابة بخط مائل على الإطلاق فى تلك الفقرة . وقد تكون خفة دم او أستخفاف بعقول القارئ . وسأكتفى بهذا القدر فقط حتى لا نضيع وقت القارئ بأطنان من الروابط يغنى عنها ما قدمناه ويزيد .
وعودة إلى الموضوع الإصلى والذى يتحدث عن قيام الأنبا شنودة بإدخال تعديلات على كتابهم المقدس بحيث يبرز فيه دور الكهنة لضمان عودة هيبتهم المفقودة فهذا قرار اعتبره من وجهة نظرى قرار حكيم لأن الكنيسة والكهنة فى الوقت الراهن أصبحت بالفعل تعانى من قلة إحترام أتباع الكنيسة أو شعبها (كما يحلو للرهبان ان يصفوهم) فكل يوم نقرأ خبر يؤكد تعامل بعض النصارى مع كهنة الكنيسة وكانهم بشر وليسوا آلهة أو أنصاف آلهة فمثلا طالعتنا جريدة الوفد المصرية بالخبر التالى :
قبطي يقتحم كنيسة في نجع حمادي وينهال ضربا علي الكاهن والمصلين! [6] اقتحم مواطن قبطي كاتدرائية القديس ماريو حنا الحبيب بنجع حمادي في قنا، وانهال ضربا بالعصي علي كاهن الكنيسة والمصلين اثناء ادائهم الصلاة مساء امس الاول. وكانت حالة من الذعر قد انتابت المصلين بعد قيام المواطن فيليب فهمي- كهربائي بالدخول الي صحن الكنيسة وبيده عصي ونادي علي القس ايليا بولس بدون ألقاب وانهال عليه ضربا، واعتدي علي المصلين. كشفت التحريات عن وجود خلافات بين الكاهن والكهربائي.
ومن كاهن كاتدرائية القديس ماريو حنا الحبيب بنجع حمادي في قنا نذهب إلى مصر القديمة وتحديدا فى كنيسة مارجرجس حيث يقول الخبر :
كاهن 'مارجرجس' يتهم مسيحيًا مصريًا بمحاولة قتل قساوسة بكنيسته [7] اتهم القمص 'مرقس عزيز'، كاهن كنيسة مارجرجس بمصر القديمة، رجل الأعمال المسيحي 'عادل إسكندر' بمحاولة اغتيال بعض كهنة الكنيسة، مشيرًا إلى أن آخر تلك المحاولات كان منذ شهرين، حيث حاول قتل القمص 'صرابامون فريد' والقس 'داود نجيب' بعد مطاردتهما بسيارة. وقد كان الكاهن 'ويصا عبدالحكيم' بلاغًا ضد رجل الأعمال متهمًا له بأنه قد صفعه على وجهه واعتدى عليه ومنعه من إتمام الصلاة، بعد أن اعترض على عمليات الهدم والبناء المجاورة للكنيسة التي يقوم بها رجل الأعمال لإنشاء مجمع سكني، وادعى أنه حاول تحرير محضر بالواقعة مصطحبًا ١٣ كاهنًا، إلا أن مسئولي قسم الشرطة رفضوا تحريره خشية علاقاته بكبار قيادات الدولة.
وطبعا هناك العديد والعديد لمن يطلب المزيد من أمثال تلك الحكايات والأحداث ولكن لعل ابز وأهم الأحداث التى قللت من قيمة الكهنة بالفعل فى نظر اتباعهم هى الخلافات الشخصية بين الكهنة بعضهم البعض والتى نجم عنها شلح أو طرد بعضهم من الكنيسة وإيقافهم عن الخدمة والقائمة هنا طويله فيها مالايقل عن ثلاثمائة كاهن أو راهب تم شحهم من الكنيسة بل ووصل الأمر برفض الصلاة عليهم عند موتهم وإن كنت لا أدرى أى قلب هذا الذى لا يغفر حتى للأموات , ونذكر لكم هنا على سبيل المثال لا الحصر أسماء بعض أبرز الكهنة والرهبان الذين قامت الكنيسة بشلحهم : • القس إبراهيم عبد السيد الذي "حرمه" البابا قبل أن يتوفى (1995)، وظلت أسرته تسترحم البابا أياماً ليأذن في الصلاة على جثمانه في أية كنيسة لكنه تمسك بالرفض! وقد كان الحرم عقاباً له على سلسلة مقالات نشرها في مجلة "روز اليوسف" تطرق فيها إلى مواضيع إصلاح الكنيسة وعصرنتها وتحجيم السلطة البابوية، وإدخال آليات ديمقراطية وشفافة في إدارة الكنيسة، وهو ما اعتبره البابا شنودة محاولة لخلعه من على الكرسي البابويّ!. أو بحسب ماتقول موسوعة أقباط مصر النصرانية : الإيقاف غير المحدد المدة وهو ما تعرض له عدد أكبر من الكهنة على رأسهم القس «إبراهيم عبد السيد» حيث تم إيقافه عن الخدمة من قبل محاكمة كنسية برئاسة الأنبا بيشوى اعتراضا على مقالات وأفكار له تخص زواج الأساقفة والرهبنة فى المسيحية، والأغرب أن كل كتبه تم منعها رغم ارتفاع مستواها الفكرى والدينى وكانت تثرى المكتبة المسيحية ومنها موسوعة «الفروق الذهبية بين الطوائف المسيحية» وغيرها حيث مات دون أن يرفع الإيقاف عنه، ورفضت الكنيسة الصلاة عليه سواء بصفته الكهنوتية أو بشخصه المسيحى!! إلا أن أسرته استطاعت الصلاة عليه فى كنيسة صغيرة بالمدافن. طبعا يحضرنا هنا مقولة (أحبوا أعدائكم) !!!

القس فلوباتير راعي كنيسة الطوابق
الأب أغاثون سكرتير البابا وراعي كنيسة مارمينا في مصر الجديدة
تكلا يوسف راعى كنيسة الأنبا تكلا فى الإبراهيمية
القس مينا اسحاق
القس بسادة زكي
القس هابيل سعيد
القس يؤانس زكي فيدرا
الأب تكلا يوسف بالاسكندرية
القس انسطاس شفيق بكنيسة مار جرجس

وسنكتفى هنا بأسماء هؤلاء الكهنة العشرة كعينة على الشلح بالجملة ومدى الصراع الداخلى وأختلاف وتضارب الأراء او فساد الذمم مثل حالة القس تكلا يوسف الذى ادعت إحدى النساء أنه زنى معها، وتم شلحه فى جلسة واحدة . أو للتدخل فى الشئون السياسية للكنيسة (!!) مثل حالة القس فلوباتير الذى تم إيقافه لمدة عامين بسبب مواقفه السياسية التى رأت الكنيسة أنها تتعارض مع العمل الكنسى.

وللعلم فأن ايا من الأسباب التى طرحناها سابقا لم تحرك شعرة فى راس الأنبا شنودة ولم تكن هى المحرك الرئيسى الذى دفعه لإعلان بإصدار نسخة جديدة لكتابهم المقدس ولكن السبب الرئيس هو محاولات الإنقلاب الداخلية على كرسيه ولعل اشهر من قام بالإنقلاب أو الإنشقاق عليه هو الأنبا مكسيموس الذى تعامل معه معاملة الند للند واتهمه بأن عهده هو أسوء العهود فى الكنيسة القبطية وبأن تصرفاته هى المحرك الأساسى للفتنة فى مصر وقد قام الأنبا مكسيموس بفتح النار على شنودة وصرح أنه لا ينتظر رده وأن رأيه لا يعنيه من قريب أو من بعيد وأتهمه بانه يضطهد كل من يحاول تدريس المسيحية على أسس سليمه ولعل الأنبا مكسيموس هو أبرز من انشق على الكنيسة . ولعل معظم النصارى لا يعلمون شيئا عن الإنشقاقات الأخرى فهناك أيضا القس هابيل توفيق سعيد والذى طالب صراحة بتنصيبه بطريركا للكنيسة المصرية عوضا عن شنودة وقام برفع قضية بهذا الصدد امام محكمة القضاء الإداري ويدعى القس هابيل بأن عدد أنصاره حوالى ثلاثة ملايين قبطي وإن كنا نحن نرى فى الأمر مبالغة فجة لا يعادلها سوى إدعاء أن النصارى على كافة طوائفهم يمثلون عشرة فى المائة من الشعب المصرى .

ومادم تعددت الأسباب والشلح واحدا وتعددت الأسباب وإصدار نسخة جديدة لكتابهم المقدس . والغريب وإن كان ليس مستغرب إن تصريح شنودة بإصدار نسخة لم يقلبله أى استنكار أو استغراب من نصارى مصر ولا العالم ولم أجد أحد منتدياتهم تناقش هذا الموضوع ولو على سبيل الأستفسار والإستفهام ولا اقول الإستنكار اللهم إلا مقالة يتيمة كتبها نصرانى مصرى يدعى (عادل جرجس سعد) والمقالة بعنوان (أخطاء الإنجيل القبطى الأرثوذكسى).[8] ويشرح فيها بعض الأسباب التى أدت بالأنبا شنودة للأقدام على عمل تعديلات فى كتابهم حيث يقول : هناك بعض الأسباب الاقتصادية التى كانت وراء ظهور الإنجيل والتى تعطى القوة للقائمة التى تم ذكرها وهى :
1. احتكار طباعة النسخة العربية من الإنجيل.
2. إعادة طباعة كتب الكنيسة الطقسية والتفاسير وتعديلها حسب ما جاء بالإنجيل الجديد وهو ما سوف يفتح سوقا جديدة لتجارة هذه الكتب فسوف تتهافت الكنائس على الحصول على هذه النسخ المعدلة.
3. جذب الدعم المالى العالمى والذى تخصصه بعض المنظمات الدولية الدينية المسيحية والتى تهتم بنشر الإنجيل والحصول على الجزء المخصص منه لطباعة النسخة العربية.
4. لمن لا يعرف فإن صناديق التبرعات داخل الكنائس يكتب على كل صندوق منها الغرض الذى سوف يموله هذا الصندوق مثل مساعدة الطلبة - أخوات المسيح - اليتامى - الأرامل.. إلخ وهنا سوف نجد أن تمويل طباعة الإنجيل الجديد سوف يعتبر صندوقا جديدا سوف تتم إضافته إلى صناديق التبرعات داخل الكنيسة.
ويتابع الأستاذ عادل جرجس قائلا : الأسباب الاجتماعية ونوجزها فيما يلى:
1. عدم قدرة الكنيسة على مجاراة الطوائف الأخرى روحيا فى ظل وجود مرجعية واحدة وثابتة للجميع.
2. سلطان الكنيسة على المؤمنين هو سلطان رضائى يقبله المؤمنون عن طيب خاطر فيلزم لقيام السلطان وجود رضاء بهذا السلطان وفى ظل قرارات الكنيسة التعسفية فى الفترة الأخيرة كان هناك عدم رضاء ممن وقع عليهم هذا التعسف والأمر الأخطر هو ظهور طبقة من المتعاطفين مع من تعسفت الكنيسة معهم وهو ما ينذر باحتمال الاعتذار أو الهروب من الكنيسة فلجأت الكنيسة إلى تأكيد سلطانها من خلال الإنجيل سواء رضى المؤمنون أم لم يرضوا.
مما سبق يتضح أن الهدف من وراء هذا الإنجيل ليس الترجمة العربية الصحيحة للإنجيل ولكن كان هذا هو السبب المعلن. أنتهى
وإن عجبت فاعجب لصمتهم ولكن إذا عرف السبب بطل العجب فالنصرانى فى مصر على وجه الخصوص لم يتعود ان تكون له شخصيته المستقلة ودائما ماتراه يهرع للكنيسة فاغرا فاه قبل ان يقول (هنعمل ايه يا ابونا) وطبعا ابونا فى موضوع تعديل كتابهم المقدس قال لهم بالتأكيد هش أبن الطاعة تحل عليه البركة ولن نصارى مصر ولاد طاعه وبيحبوا تحل عليهم البركة صمتوا كشاة سيقت للذبح ولم تفتح فاها .
ولهذا فنحن كمسلمون لا نستغرب عدم خوضهم فى هذا الحديث ولو من باب الإستفهام. وإن كنت عن نفسى سوف أقوم بحملة تؤيد الأنبا شنودة فى تعديله لكتابهم المقدس والحملة تحت شعار (صمتك لوحده مش كفاية أتبرع ولو بإصحاح واحد ) .
والهدف من تلك الحملة هى مساعدة أصدقائنا النصارى على تعديل كتابهم بإحكام حتى لا يضطر أحد آباء الكنيسة مستقبلا لأجراء تعديلات فيه وسنقوم بوضع بعض النصوص التى نرى أنها بالفعل تحتاج للتعديل وللكنيسة الرأى الأخير فى الأخذ برأينا أو القائه فى اليم . ونبدء الآن بسم الله الرحمن الرحيم بفتح باب التبرعات الإصحاحية (إن جاز التعبير) :
• حذف أسم الجلالة (الله) : نهيب باسادة القائمين على النسخة المعدلة بحذف لفظ الجلالة (الله) من كافة كتبهم حيث ان رب النصارى لا يدعى الله فالله هو رب المسلمين فقط وللتوضيح لمن أستشكل عليه الأمر فإن (الله) هو أسم علم وأسما الأعلام لا تترجم فمثلا لو هناك شخص ما يدعى شاكر قلنا له أهلا ياشاكر بالعربية فعند الترجمة بالإنجليزية سنقول له (Hello Shaker) وليس (Hello Thankful) لأن الأسماء لا تترجم وبمراجعة النصوص الإنجليزية سنجد ان الكلمة المستخدمة هى God وهى تعنى إله وليس الله كما أن النصوص فى العهد القديم تتحدث عن الرب باسم ايلوهيم او ياهوه وهو مانراه على سبيل المثال فى الأصحاح الأول والعدد الول من الكناب الأول (سفر التكوين) فبينما يقول النص العبر الأصلى : בְּרֵאשִׁית, בָּרָא אֱלֹהִים, אֵת הַשָּׁמַיִם, וְאֵת הָאָרֶץ. ونطقها بالعربية : بريشيت برا ايلوهيم إت هشمايم فإت هآرتس وهى ماتعنى ترجمتها : فى البدء خلق إيلوهيم السماء والأرض . النص يقول إيلوهيم ولا يقول الله وللعلم اسم إيلوهيم أيضا أسم لا تجوز ترجمته ليصبح (الله) بالعربية ولا (God) بالإنجليزية حيث أن كلمة إيلوهيم تعنى الآلهه. هذا بإيجاز أول تبرع منا لكتابكم المقدس الجديد.

• تصحيح الفقرة (35:23 ) من إنجيل متى : (لكي ياتي عليكم كل دم زكي سفك على الارض من دم هابيل الصديق الى دم زكريا بن برخيا الذي قتلتموه بين الهيكل و المذبح). حيث أن من قتل بين المقدس والمذبح ليس زكريا بن برخيا .

• إنجيل متى (6:26) وانجيل مرقس (3:14) ضد إنجيل يوحنا (2:12) : فبينما تخبرنا أناجيل متى ومرقس أن المسيح العشاء في بيت سمعان الأبرص نجد ان يوحنا يقول أن العشاء كان فى بيت لعازر. متى 26: 6 و فيما كان يسوع في بيت عنيا في بيت سمعان الابرص مرقس 14: 3 و فيما هو في بيت عنيا في بيت سمعان الابرص يوحنا 12: 2 فصنعوا له هناك عشاء و كانت مرثا تخدم و اما لعازر فكان احد المتكئين معه

• أضافة النصوص التالية لأنها غير موجودة
- متى (23:2) : (و اتى و سكن في مدينة يقال لها ناصرة لكي يتم ما قيل بالانبياء انه سيدعى ناصريا) وهذه النبؤه مكذوبه وغير موجوده فى العهد القديم.
- كورنثوس الأولى (2: 9 ) : (بل كما هو مكتوب ما لم تر عين و لم تسمع اذن و لم يخطر على بال انسان ما اعده الله للذين يحبونه) وهو مالانجده مكتوبا .
- كورنثوس الأولى (15: 54 ) : (فحينئذ تصير الكلمة المكتوبة ابتلع الموت الى غلبة) ولا ندرى أين كتبت تلك الكلمة
- رسالة يهوذا (1: 9 ) (و اما ميخائيل رئيس الملائكة فلما خاصم ابليس محاجا عن جسد موسى لم يجسر ان يورد حكم افتراء بل قال لينتهرك الرب ) ولا نعلم اين خاصم ميخائيل أبليس محاجا عن جسد موسى ولا متى قال له لينتهرك الرب.
- تيموثاوس الثانية (3: 8 ) : و كما قاوم ينيس و يمبريس موسى كذلك هؤلاء ايضا يقاومون الحق اناس فاسدة اذهانهم و من جهة الايمان مرفوضون ولا ندرى من هم ينيس او يمبريس ولا متى قابلا موسى ناهيك عن مقاومتهم له.
وحتى لا نطيل على الكنيسة فى عملها الجلل هذا نرجو أخيرا منها أضافة رسالة لبولس يبدو أنها فقدت بطريق السهو وهى رسالة بولس للاوديكيين والتى يقول عنها فر رسالته لكولوسى:
(4: 16 و متى قرئت عندكم هذه الرسالة فاجعلوها تقرا ايضا في كنيسة اللاودكيين و التي من لاودكية تقراونها انتم ايضا ).

وختاما أرجو من الأخوة القراء المساهمة فى مشروع هذا تحت شعار (صمتك لوحده مش كفايه أتبرع ولو بإصحاح واحد) . وفى أنتظار تبرعاتكم الإصحاحية لا أراكم الله مكروها فلى كتابا لديك؟؟هاهاها؟؟؟

غير معرف يقول...

(((((((((((((((امسك حرامي الحمير)))))))))))))))))))))))==============================؟؟؟ولمّا قَرُبوا مِنْ أُورُشليمَ ووَصَلوا إلى بَيتِ فاجي عِندَ جبَلِ الزَّيتونِ، أرسَلَ يَسوعُ اَثنَينِ مِنْ تلاميذِهِ، 2وقالَ لهُما: "اَذهَبا إلى القريةِ التي أمامكُما، تَجِدا أتانًا مربوطةً وجَحشُها مَعها، فحُلاَّ رِباطَهُما وجيئا بِهِما إليَّ. 3وإنْ قالَ لكُما أحدٌ شيئًا، فأجيبا: "السيَّدُ مُحتاجٌ إلَيهِما، وسيُعيدُهُما في الحالِ".

4وكانَ هذا لِـيَــتِمَّ ما قالَ النَّبـيٌّ: 5."قولوا لابنَةِ صِهيونَ: ها هوَ مَلِكُكِ قادِمٌ إلَيكِ وديعًا راكِبًا على أتانٍ وجَحشٍ اَبنِ أتانٍ".



6فذهَبَ التَّلميذانِ وفَعَلا ما أمرَهُما بِه يَسوعُ 7وجاءا بالأتانِ والجَحشِ. ثُمَّ وضَعا علَيهِما ثَوبَيْهِما، فركِبَ يَسوعُ. 8وبَسَطَ كثيرٌ مِنَ النّاسِ ثيابَهُم على الطَّريقِ، وقطَعَ آخَرونَ أغصانَ الشَّجرِ وفَرَشوا بِها الطريقَ. 9وكانَتِ الجُموعُ التي تتَقَدَّمُ يَسوعَ والتي تَتْبَعُهُ تَهتِفُ: "المَجْدُ لاَبنِ داودَ! تبارَكَ الآتي بِاَسمِ الرَّبَّ! المجدُ في العُلى!"

10ولمّا دخَلَ يَسوعُ أُورُشليمَ ضَجّتِ المدينةُ كُلٌّها وسألَتْ: "مَنْ هذا؟" 11فأجابَتِ الجُموعُ: "هذا هوَ النَّبـيٌّ يَسوعُ مِنْ ناصرةِ الجليلِ".

يسوع يطرد الباعة من الهيكل.

12.ودخَلَ يَسوعُ الهَيكلَ وطرَدَ جميعَ الَّذينَ يَبـيعونَ ويَشتَرونَ فيهِ، فقَلَبَ مناضِدَ الصَّيارِفَةِ ومَقاعِدَ باعَةِ الحَمامِ، 13وقال لهُم: "جاءَ في الكِتابِ: بَيتي بَيتُ الصَّلاةِ، وأنتُم جَعَلْتُموهُ مغارَةَ لُصوصٍ!"

.14وجاءَ إلَيهِ العُرجُ والعُميانُ وهوَ في الهَيكلِ فشَفاهُم. 15فغَضِبَ رُؤساءُ الكَهنَةِ ومُعلَّمو الشَّريعةِ عِندَما رَأَوا المُعْجزاتِ التي صَنَعَها، وغاظَهُم هُتافُ الأولادِ في الهَيكَلِ: "المجدُ لاَبنِ داودَ!" 16فقالوا لَه: "أتَسمَعُ ما يَقولُ هؤُلاءِ؟" فأجابَهُم: "نعم، أما قرأتُم هذِهِ الآيةَ: مِنْ أفواهِ الصَّغارِ والأطفالِ أخرَجْتَ كلامَ الحمدِ؟" 17ثُمَّ تَركَهُم وخرَجَ مِنَ المدينةِ إلى بَيتِ عَنيا وباتَ فيها.

يسوع يلعن شجرة التين.

18وبَينَما هوَ راجِـــعٌ إلى المدينةِ في الصَّباحِ، أحَسَّ بالجوع 19فَجاءَ إلى شَجرَةِ تِـينٍ رَآها على جانِبِ الطَّريقِ، فما وجَدَ علَيها غَيرَ الوَرقِ. فقالَ لها: "لن تُثمِري إلى الأبدِ!" فيَبِسَتِ التّينةُ في الحالِ.

20ورأى التَّلاميذُ ما جرى، فتَعجَّبوا وقالوا: "كيفَ يَبِسَتِ التّينةُ في الحالِ?" 21فأجابَهُم يَسوعُ: "الحقَّ أقولُ لكُم: لو كُنتُم تؤمنونَ ولا تَشُكٌّونَ، لَفعَلْتُم بِهذِهِ التّينةِ مِثلَما فعَلتُ، لا بلْ كُنتُم إذا قُلتُم لِهذا الجبَلِ: قُمْ واَنطَرِحْ في البحرِ، يكونُ لكُم ذلِكَ. 22فكُلُّ شيءٍ تَطلُبونَهُ وأنتُم تُصلٌّونَ بإيمانٍ، تنالونَهُ".

السلطة المعطاة ليسوع.

23ودخَلَ يَسوعُ الهَيكلَ. وبَينَما هوَ يُعَلَّمُ، جاءَ إلَيهِ رؤَساءُ الكَهنَةِ وشُيوخُ الشَّعبِ وقالوا لَه: "بأيَّةِ سُلطَةٍ تَعمَلُ هذِهِ الأعمالَ؟ ومَنْ أعطاكَ هذِهِ السٌّلطَةَ؟"

24فأجابَهُم يَسوعُ: "وأنا أسألُكُم سُؤالاً واحدًا، إن أجَبْتُموني عَنهُ، قُلْتُ لكُم بأيَّةِ سُلطَةٍ أعمَلُ هذِهِ الأعمالَ: 25مِنْ أينَ ليوحنّا سُلطةُ المَعمودِيَّةِ؟ مِنَ السَّماءِ أمْ مِنَ النّاسِ?"

فقالوا في أنفُسِهِم: "إنْ قُلنا مِنَ الله، يُجيبُنا: فلِماذا ما آمنتُم بِه؟ 26وإنْ قُلنا مِنَ النّاسِ، نَخافُ الشَّعبَ، لأنَّهُم كُلَّهم يَعُدٌّون يوحنّا نبـيُا". 27فأجابوا يَسوعَ: "لا نَعرِفُ". فقالَ لهُم: "وأنا لا أقولُ لكُم بأيَّةِ سُلطَةٍ أعمَلُ هذِهِ الأعمالَ".

مثل الاِبنينِ.

28وقالَ يَسوعُ: "ما رأيُكُم؟ كانَ لِرَجُلٍ اَبنانِ. فجاءَ إلى الأوَّل وقالَ لَه: يا اَبني، اَذهَبِ اليومَ واَعمَل في كرمي. 29فأجابَهُ: لا أريدُ. ولكِنَّه نَدِمَ بَعدَ حينٍ وذهَبَ إلى الكَرمِ. 30وجاءَ إلى الابنِ الآخَرِ وطَلَبَ مِنهُ ما طلَبَهُ مِنَ الأوَّلِ، فأجابَهُ: أنا ذاهِبٌ، يا سيَّدي! ولكِنَّه ما ذهَبَ. 31فأيَّهُما عَمِلَ إرادةَ أبـيهِ؟" قالوا: "الأوَّلُ". فقالَ لهُم يَسوعُ: "الحقَ أقولُ لكُم: جُباةُ الضَّرائبِ والزَّواني يَسبِقونكُم إلى مَلكوتِ الله. 32جاءَكُم يوحنّا المَعمَدانُ سالِكًا طَريقَ الحَقَّ فما آمنتُم بِه وآمنَ بِه جُباةُ الضَّرائبِ والزَّواني. وأنتُم رأيتُم ذلِكَ، فما ندِمتُم ولو بَعدَ حينٍ فتـؤْمنوا بِه".

مثل الكرّامين.

33"إسمَعوا مَثَلاً آخَرَ: غرَسَ رجُلٌ كرمًا، فسَيَّجَهُ وحفَرَ فيهِ مَعْصَرَةً وبَنى بُرجًا وسَلَّمَهُ إلى بَعضِ الكرّامينَ وسافَرَ. 34فلمّا جاءَ يومُ القِطافِ، أرسَلَ خدَمَهُ إليهِم ليأخُذوا ثمَرَهُ. 35فأمسَكَ الكرّامونَ خدَمَهُ وضَرَبوا واحدًا منهُم، وقَتَلوا غَيرَهُ، ورَجَموا الآخَرَ. 36فأرسَلَ صاحِبُ الكرمِ خَدَمًا غَيرَهُم أكثرَ عددًا مِنَ الأوَّلينَ، ففَعَلوا بِهِم ما فَعلوهُ بالأوَّلينَ. 37وفي آخِر الأمرِ أرسلَ إلَيهِم اَبنَهُ وقالَ: سَيَهابونَ اَبني. 38فلمّا رأى الكرّامونَ الاَبنَ قالوا في ما بَينَهُم: ها هوَ الوارِثُ! تعالَوْا نَقْتُلُه ونأخُذُ ميراثَهُ! 39فأمسكوهُ ورمَوْهُ في خارِجِ الكرمِ وقَتَلوهُ.

40فماذا يفعَلُ صاحِبُ الكرمِ بِهؤلاءِ الكرّامينَ عِندَ رُجوعِهِ؟" 41قالوا لَه: "يَقتُلُ هؤُلاءِ الأشرارَ قَتلاً ويُسلَّمُ الكرمَ إلى كرّامينَ آخرينَ يُعطونَهُ الثَمرَ في حينِهِ".

42فقالَ لهُم يَسوعُ: "أما قرأتُم في الكُتُبِ المُقَدَّسةِ: الحجَرُ الَّذي رَفضَهُ البنّاؤونَ صارَ رأسَ الزّاويَةِ؟ هذا ما صنَعَهُ الرَّبٌّ، فيا للْعجَبِ!

43لذلِكَ أقولُ لكُم: سيأخُذُ الله مَلكوتَهُ مِنكُم ويُسلَّمُهُ إلى شعبٍ يَجعلُهُ يُثمِرُ. 44مَنْ وقَعَ على هذا الحَجَرِ تَهَشَّمَ. ومَنْ وقَعَ هذا الحجَرُ علَيهِ سَحقَهُ".

45فلمّا سَمِعَ رُؤساءُ الكَهنَةِ والفَرّيسيّونَ هذَينِ المَثلينِ مِنْ يَسوعَ، فَهِموا أنَّهُ قالَ هذا الكلامَ علَيهِم. 46فأرادوا أن يُمسكوهُ، ولكنَّهُم خافوا مِنَ الجُموعِ لأنَّهُم كانوا يَعُدّونَهُ نَبـيُا".

ويبدأ هذا الفصل بعملية سرقة مستوفية الأركان، فالمسيح يرسل اثنين من حوارييه ليأخذا أتانا وابنها من أحد البيوت دون إذن من أهله، وإن كان قد أضاف على سبيل الاحتياط فى حالة التلبس أن يقول الرسولان إن السيد (أى سيد؟ لا يهم. المهم أنه السيد، وخلاص، رغم أنه لا أحد هناك كان يعرف السيد!) قد أرسلنا لأخذهما لأنه محتاج إليهما، وهو يعدكما بأنه سيعيدهما فى الحال. ولما لم يرهما أحد عند أخذهما لهما فإن السيد قد حُلَّ من وعده، ومن ثم لم يعد الجحش ولا الست والدته المحترمة إلى الحظيرة، وهذا هو السبب فى أن كاتب الإنجيل "طَنَّشَ" على الموضوع. ثم متى كان المسيح يركب فى أسفاره؟ إنه دائما يسير على قدميه هو وتلاميذه. ولقد أتوا إلى أورشليم على أقدامهم، بل إنه حتى فى البحر قد مشى مرة على قدميه، فلماذا الإصرار على الركوب هذه المرة؟ إنها النبوءة! فما أصدقها من نبوءة تلك التى تستلزم سرقة حمارة وحمار!

إن هذا يذكرنا بما كانت تقوله جريدة "الوفد" المصرية فى ثمانينات القرن الماضى حين كانت تكايد الدكتور ر. م. فتشير إلى أقاربه المشهورين (والعهدة عليها) بسرقة الحمير فى قريتهم وجوارها وصبغهم إياها إيغالا منهم فى التمويه على أصحاب الحمير المسروقة كما يفعل لصوص الكائنات النهاقة فى الأرياف المصرية! أما العبد لله فيرى أن هذا كله كلام لا حقيقة له، كلام وطحينة! ولم يحدث أن أمر بسرقة جحش وحمارة، لأنه عليه السلام كان نبيا ولم يكن صبّاغ حمير من أجوار دمياط! ونقول لهم إن كتابكم محرَّف فيشتمون الرسول الكريم ويتطاولون عليه، وما دَرَوْا أنهم إنما يتسافلون وينحطون أكثر مما هم سفلة منحطون! ولعن الله دبر زيكو، الذى هو السبب فى هذا كله! وحديثا قيل فى الأمثال: "فَتِّشْ عن الدبر"! وبمناسبة النبوءة هناك فزورة كانوا يسألونناها ونحن صغار، إذ يقولون: لماذا تُبْنَى الجسور فوق الأنهار؟ وبدلا من أن تكون الإجابة الصحيحة: "لكى يعبر عليها الناس من ضفة إلى الضفة الأخرى" يقولون: "إنها قد أقيمت لكى يمر الماء من تحتها"، قالبين بذلك الآية مثلما قلبها كتبة الأناجيل. ومثلها القول بأن الله خلق للإنسان أنفا لكى يضع عليه النظارة! فكأن المسيح قرأ العهد القديم فى طفولته وصباه كما جاء فى روايات تلك الأناجيل، وكان يعرف أن هناك نبوءة تقول إنه سوف يدخل أورشليم على جحش وأتان (كيف؟ لا أدرى، إلا أن يقال إنه سوف يُفَرْشِح فيفتح ساقيه على الآخر حتى تحتويا الركوبتين معا، فيتفوق بذلك على لاعبى الأكروبات)! لكن فات كاتب السفر، لأنه ضعيف الخيال ركيك التفكير، أن يشرح لنا كيف استطاع الرسولان التعرف على البيت الذى حدده لهما السيد، وكيف دخلا البيت دون مفتاح، وكيف سرقا الحمارين من غير أن يتعرض لهما الجيران، وذلك بافتراض أن أصحاب البيت كانوا مسافرين مثلا! لا لا، إن هذا رجل لا يصلح لحكاية الحواديت!

لكن النبوءة (يا خسارة!) تقول إن هذا الداخل ملك وديع. وهذا هو نصها بالحرف حسبما ساقها السيد متى: "قولوا لابنَةِ صِهيونَ: ها هوَ مَلِكُكِ قادِمٌ إلَيكِ وديعًا راكِبًا على أتانٍ وجَحشٍ اَبنِ أتانٍ". وبطبيعة الحال لم يكن المسيح عليه السلام مَلِكًا، وهذه لا شك فيها ولا تحتمل الجدال والمراء. وكذلك لم يكن وديعا طبقا للذى افتراه عليه متّى ورفاقه الآخرون: فقد صوروه لعّانا عصبيا جافيا قلقا دائم الاتهام حتى لحوارييه بعدم الإيمان، وسوف نسمعه بعد أسطر يشنّف آذانهم بهذا الاتهام لا أدرى للمرة الــ"كم"، كما سنراه وهو يقلب موائد البيع والشراء والصرافة فى الهيكل، وكذلك وهو يلعن شجرة التين المسكينة التى لم يكن فيها تين لأنه لم يكن موسم تين، لكن الملك الوديع من وداعته، بدلا من أن يمد يده من كم قميصه أو يمد يده فى الهواء (أليس هو اله أو ابن الله؟) فيأتى بما شاء من تين وعنب ورمان وبلح وجوافة وفراولة وكاكا (لأنى أحب الكاكا، ولا داعى للموز، رغم أنى أحبه، لأنه شديد السكرية، وخَلِّنا فى البرتقال لأننا فى الشتاء الآن)، بدلا من أن يفعل السيد المسيح ذلك لعنها فيبست فى الحال! يا سلام على الوداعة! وانظروا إلى الوداعة أيضا فى "الهيصة والزمبليطة" التى صاحبت دخوله أورشليم وهتاف الجماهير له وفَرْشهم أثوابهم لدابتيه: "المَجْدُ لاَبنِ داودَ! تبارَكَ الآتي بِاَسمِ الرَّبَّ! المجدُ في العُلى!"! يا لها من وداعة لم تحدث من قبل! لكنْ إذا كانت هذه هى الوداعة، فما هو الكِبْر والغطرسة إذن؟ ثم هل كان المسيح، وهو الذى كان بارعا فى المعجزات براعةً لم تكن لأحد بهذه الكثافة من قبل، عاجزا عن أن يأتى بدابّة أو اثنتين (ويا حبذا لو وفّر لكل تلميذ أيضا، ولن نقول: لكل واحد من الجموع التى كانت تصحبه فى هذا الدخول، دابة خاصة به) من عند أبيه السماوى بدلا من أن يرسل تلاميذه لأخذ الحمير دون إذن أصحابها ولا علمهم؟ وما السبب يا ترى فى أن الجماهير خرجت هذه المرة بالذات عن مألوفها، إذ كانت تكتفى قبل هذا بالالتفاف حوله كى يُبْرِئهم هم وأولادهم من مرض أو يُطْعِمهم من جوع أو يُحْيِىَ موتاهم بإذن الله، فخالفت هذه المرة عن سلوكها المعتاد وفرشت له الطريق بالملابس والأغصان وأخذت تهتف له حتى داخل الهيكل؟

ليس ذلك فحسب، بل إن تفسير النبوءة كله تضليل فى تضليل، فالنبوءة ليست خاصة بالسيد المسيح ولا بدينه البتة، بل بخلاص اليهود! وأين المسيح عليه السلام من خلاص اليهود وعودة مجدهم لهم، وهو الذى تنبأ فى هذا الفصل نفسه أن ملكوت السماء سوف يتحول عنهم إلى أمة أخرى (هى أمة العرب كما هو واضح). ولنقرإ الفصل كله لنرى ونحكم بأنفسنا: "كلامٌ مُوحًى مِنَ الرّبِّ إلى النَّبيِّ في أرضِ حَدْراخ ودِمشقَ مَوضِعِ إقامتِهِ، لأنَّ لِلرّبِّ كُلَ البشَرِ كما لَه كُلُّ أسباطِ إسرائيلَ. 2ولَه حماةُ التي تُتاخمُ تِلكَ الأرضَ وصُورُ وصَيدونُ بكُلِّ مَناعتِها. 3بَنتْ صُورُ حِصنًا لها وكنَزَتِ الفِضَّةَ كالتُّرابِ، والذَّهبَ كوحلِ الشَّوارِعِ. 4ها السَّيِّدُ يَمتلِكُها ويَضرِبُ في البحرِ قُدرَتَها فتُؤكَلُ بالنَّارِ. 5تَرى ذلِكَ أشقَلونُ فتَخافُ، وغزَّةُ فتنحلُّ عزيمتُها، وعقرونُ فتَخزى مِنْ ضَعفِها. ويَبيدُ المُلكُ مِنْ غزَّةَ، وأشقَلونُ لا تُسكنُ، 6ويَسكُنُ الغُرَباءُ في أشدودَ. وأقضي على كبرياءِ الفلِسطيِّين، يقولُ الرّبُّ، 7وأُزِيلُ دَمَ الذَّبائحِ مِنْ أفواهِهِم، ولَحمَها الرَّجسَ مِنْ بَينِ أسنانِهِم. فتبقى مِنهُم بقيَّةٌ لإلهِنا، ويألَفونَ السَّكنَ في يَهوذا، ويكونُ أهلُ عَقرونَ هؤلاءِ كما كانَ اليبوسيُّونَ. 8وأَنزِلُ في بَيتي وأحرسُهُ مِنَ العابرِ والمُقيمِ، يقولُ الرّبُّ، فلا يَمرُّ على شعبي طاغيةٌ بَعدَ أنْ رأيتُ الآنَ بعينَيَ ما قاسُوهُ مِنَ الآلامِ. 9إِبْتَهِجي يا بنتَ صِهيَونَ، واَهتفي يا بِنتَ أُورُشليمَ ها مَلِكُكِ يأتيكِ عادلاً مُخلِّصًا وديعًا راكبًا على حمارٍ، على جحشٍ اَبنِ أتانٍ. 10سأقضي على مَركباتِ الحربِ في أفرايمَ، والخيلِ وأقواسِ القِتالِ في أورُشليمَ، فيَتكلَّمُ مَلِكُكِ بالسَّلامِ للأُمَمِ ويكونُ سُلطانُهُ مِنَ البحرِ إلى البحرِ ومِنَ النَّهرِ إلى أقاصي الأرضِ 11ولأجلِ عَهدي المَختومِ بدَمِ الضَّحايا أُطلِقُ أسرَاكِ مِنَ البِئرِ التي لا ماءَ فيها، 12فأقولُ لهُم: إِرجعوا إلى الحُصنِ أيُّها الأسرَى الذينَ لهُم رجاءٌ. اليومَ أُخبركُم أنِّي أُبارِكُكُم وأعوِّضُكُم منْ آلامِكُم ضِعفَينِ، 13فأنا سأَحني يَهوذا قَوسًا لي وأجعَلُ أفرايمَ سِهامًا لها، وأُثيرُ بنيكِ يا صِهيَونُ على بني يونانَ وأُشهِرُكِ كسَيفِ الجبَّارِ. 14ثُمَ يَظهرُ الرّبُّ علَيهم وسَهمُهُ يخرُج كالبَرقِ، والسَّيِّدُ الرّبُّ يَنفخُ في البُوقِ وينطلِقُ في زوابعِ الجنوبِ. 15الرّبُّ القديرُ يُحامي عَنهُم، فيرُوزونَ حجارةَ المِقلاعِ ويتناولونَها بمِلءِ أكُفِّهِم ويشربونَ دِماءَ أعدائِهِم كالخمرِ، ويَمتلئونَ بها كَقِصاعِ المذبَحِ وزواياهُ. 16في ذلِكَ اليومِ يُخلِّصُ الرّبُّ الإلهُ شعبَهُ كما يُخلِّصُ الرَّاعي غنَمَهُ، فيُقيمونَ في أرضِهِ كالحجارةِ الفريدةِ. 17فما أطيبَها وما أوفاها تكونُ لهُم. بِحِنطتِها ينمو الفِتيانُ وبِخمرِها العَذارَى".

إن الأمر، كما هو واضح حتى للعُمْى، إنما يختص ببنى إسرائيل والخلاص من المذلة التى كتبها الله عليهم وألّفوا له تلك الكتب وادَّعَوْا أنها وحى من الله. وعلى أية حال فلا القدس عادت أيامها لبنى إسرائيل، ولا السلام عمّ العالم أو حتى عرفته أرض الشام وفلسطين، ولا المسيح قامت له حينذاك مملكة، ولا سلطانه اتسع من البحر للبحر كما جاء فى النبوءة. يعنى باختصار: كله كلام فى الهجايص! وأخيرا فكل ما وصفته به الجموع، ولم يعترض عليه السلام على شىء منه بالمناسبة، أنه "ابن داود" و"النبى يسوع" فقط لا غير! وهذا هو الذى نقوله نحن المسلمين، لكن لا نسميه فى لغتنا: "يسوع" بل "عيسى"، "عيسى بن مريم" عليه السلام، ودُمْتُمْ!

وإلى الهيكل ندخل مع المسيح عليه الصلاة والسلام فنفاجأ به يثور على ما يجده هناك من تحويل اليهود له إلى دكان للبيع والشراء والمراباة، ويقلب أيضا الموائد والكراسى ويطرد الباعة والصيارفة قائلا إن الله إنما جعل العيكل للعبادة لا للبيع والشراء وخداع الناس وسرقة آمالهم بالغش والتزوير. ونحن لا نملك إلا أن نكون معه فى هذا الذى فعل، وإن كنا نستغرب انهزام الأشرار بهذه السهولة أمامه، وهو الذى لم يكن يمثل أية سلطة: لا دينية ولا سياسية ولا عسكرية! أتراها المفاجأة والجرأة التى عاملهم بها وقولة الحق التى بدههم بها قبل أن يستعدوا له لأنهم لم بكونوا يتوقعون منه ما صنع؟ ربما كان هذا أوجه تفسير لما حدث. إلا أننا فى ذات الوقت نستغرب أن يرضى عن الهتافات التى كانت تجلجل فى داخل الهيكل بتمجيده! أليست هى أيضا مما لم يُنْشَأ له الهيكل؟ أم ماذا؟ هذه فقط نقطة نظام ننبه إليها ولا نتوقف لديها طويلا لأنها غنية بنفسها عن كل شرح أو تعليق. أما شفاؤه المرضى فى الهيكل فلست أجد به بأسا، فقد قلنا إن الدين إنما جاء لراحة الإنسان وخدمته لا العكس، وإن فضلت مع ذلك لو أنه انتظر حتى يخرج من المعبد ثم يشفيهم كما يحب، وذلك للحفاظ على هيبة المكان وجلاله، إذ العامة لا تفهم المعانى العالية التى تحدثنا عنها هنا، ومن ثم فإن مثل هذا التصرف من جانبه قد يُفْهَم خطأ فيظنون أن كل شىء يجوز عمله فى المعبد.

وإذا كان الشىء بالشىء يُذْكَر فقد كان النبى عليه الصلاة والسلام يستهجن أن يَنْشُد فاقدُ الشىء شَيْئَه فى المسجد، ويُؤْثَر عنه أنه كان يعقّب على من يسمعه يفعل ذلك بألا يردّ الله عليه ضالّته، إذ كان يريد أن تبقى للمساجد حرمتها فى نفوس الناس لأن المساجد ليست أماكن يؤدى فيها المصلون صلواتهم فحسب، بل هى فوق هذا وقبل هذا معانٍ وعواطفُ وإشعاعات! ومع ذلك فقد رأى ذات مرة أعرابيا جافيا حديث عهد بالإسلام لم يستطع أن يتحكم فى نفسه فشرع يتبول فى ركن من أركان المسجد فهاج الصحابة عليه وهمّوا به يمنعونه من ذلك، لكنه صلى الله عليه وسلم، بما فُطِر عليه من رحمةٍ هاميةٍ ولمعرفته العميقة الصادقة بالضعف البشرى وبأن ثمة حاجات إنسانية يشقّ على البشر تأجيلها أو تجاهلها ولإدراكه جهل الأعرابى وأنه لم يقصد شيئا من الإساءة ولا كانت اللامبالاة هى باعثه على ذلك التصرف المشين، لكل ذلك قد كفّهم عنه قائلا: لا تقطعوا عليه بَوْلَته. ذلك أن المبادئ، حين تنزل من عليائها إلى أرض البشر، قد تتلون إلى حد ما بالسياق الذى يراد تطبيقها فيه والظروف التى تكتنفها آنذاك، ومن هنا كان لا بد من المرونة فى بعض الأحيان، وإلا توقفت سفينة الحياة والنجاة! وهذه نصوص بعض الأحاديث فى ذلك الموضوع:

‏عن أبى هريرة فال:‏ ‏ "سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول: ‏من سمع رجلا ‏ ‏يَنْشُد ‏ ‏ضالَّة ‏ ‏في المسجد فليقل: لا رد الله عليك. فإن المساجد لم تُبْنَ لهذا". ‏وعن ‏ ‏أبي هريرة ‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏قال: ‏ "‏إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا: لا أربح الله تجارتك. وإذا رأيتم من ‏ ‏يَنْشُد ‏ ‏فيه ‏ ‏ضالَّة ‏ ‏فقولوا :لا رد الله عليك". ‏قال ‏ ‏أبو عيسى: ‏ ‏حديث ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏حديث حسن غريب، ‏ ‏والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، كرهوا البيع والشراء في المسجد، وهو قول ‏ ‏أحمد ‏ ‏وإسحق. ‏ ‏وقد رخص فيه بعض أهل العلم في البيع والشراء في المسجد". ‏وعن أنس بن مالك ‏قال: ‏"بينما نحن في المسجد مع رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد، فقال ‏ ‏أصحاب رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم: ‏ ‏مَهْ! ‏ ‏مَهْ!‏ ‏قال: قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم: ‏ ‏لا ‏ ‏تُزْرِموه، ‏دَعُوه. فتركوه حتى بال. ثم إن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏دعاه فقال له: إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر. إنما هي لذكر الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن، أو كما قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم. ‏ ‏قال: فأمر رجلا من القوم فجاء بدلو من ماء ‏ ‏فشنّه ‏ ‏عليه". ولست أريد أن أقارن بين تصرف الرسول وتصرف عيسى بن مريم وأقول إن تصرف سيد الأنبياء أحكم وأهدأ وأرفق، فلكل مقام مقال وسلوك. ولم يكن اليهود الذين حولوا معبد أورشليم إلى سوق للصيرفة وتجارة الطيور كذلك الأعرابى الجاهل الذى لم يكن عنده أية فكرة عما ينبغى للمساجد من احترام وإجلال، على عكس الصيارفة والباعة الذين حولوا الهيكل إلى سوق لا تراعى فيه أدنى درجات الحياء ولا الاحتشام، مع معرفتهم رغم ذلك بكتابهم وما يوجبه عليهم تجاه بيت عبادتهم.

لكن هذا لا يسوغ السكوت على لعنه، صلى الله عليه وسلم، شجرة التين لأنه كان جائعا وكان يبحث عن شىء يتقوّت به فلم يجد فيها إلا الورق فلعنها ألا تثمر أبدا، لأنها ما ذنبها؟ إنها نبات لا يعقل ولا يفهم ولا يقدّر آلام الجائعين ولا يعرف أنه فى ساعة البطون تتيه عقول البشر الفانين! فكيف فات هذا عيسى عليه السلام، وهو نبى الرحمة والسلام كما يصوره من يزعمون أنهم على دينه، وهو ودينه منهم براء؟ ولو قلنا إنه إله كما يقولون، فلماذا لم يوفر لنفسه طعاما يأكله، مع ما فى هذا الكلام من مفارقة، إذ لو كان إلها لما جاع، ولو افترضنا المستحيل الذى لا تقبله العقول وقلنا إن الآلهة قد تجوع (الآلهة أم العشرة بمليم!)، أفلم يكن جديرا به ألا يكشف جوعه وضعفه هكذا على رؤوس الأشهاد فيَرَوْه مغتاظا نافد الصبر لا يستطيع أن يمسك نفسه لدقائق، مع أنه (فيما ذكروا لنا) قد صام عن الطعام والشراب أربعين يوما، فماذا يكون صبر دقائق أو حتى ساعات إزاء ذلك؟ وعلى أية حال فالتينة لا تملك إلا أن تطيع القوانين الكونية التى خلقها الله على أساسها. وعلى هذا فلو أراد منها المسيح أن تعطيه تينا لكان عليه أن يلغى تلك القوانين بوصفه الإله أو ابن الإله. أما أن يلعن الشجرة المسكينة على شىء ليس لها أى ذنب فيه فهو ما لا أفهمه ولا يفهمه أى عاقل! ودعونا من هذا كله، أفلم يكن من آياته إطعام الآلاف من بضع كِسْرات من الخبز وسمكات قليلة لا تصلح إلا لإطعام فرد واحد؟ أم تراه لا يستطيع أن يصنع المعجزات الطعامية إلا إذا كان عنده أساس من كِسَرٍ وأسماك وما أشبه يقيم عليه معجزته لأنه لا يمكنه أن يبدأ هذه المعجزات من الصِّفْر كما هو الحال مع الخبز، الذى لا يمكن صنعه إلا بوجود الخميرة أولا؟ أعطونى عقولكم أتصبَّر بها أيها القراء، فقد احترت واحتار دليلى، لا حَيَّر الله لكم دليلا! ولكى يزداد الطين بِلّةً نراه عليه السلام، للمرة التى لا أدرى "كَمْ"، يتهم حوارييه بأنهم شكاكون ليس عندهم إيمان، قائلا لهم: "لو كُنتُم تؤمنونَ ولا تَشُكٌّونَ، لَفعَلْتُم بِهذِهِ التّينةِ مِثلَما فعَلتُ"، وكأن ما فعله هو مما يُفْتَخَر به ويُقَاس عليه وينبغى تكراره. وعلى أية حال إذا كان هذا هو رأى المسيح عليه السلام فى الحواريين فى مسألة الإيمان والتصديق، فما وضع النصارى العاديين؟

وبالنسبة للنص التالى الذى أبدى فيه عيسى بن مريم عليه السلام رأيه فيمن يسارع من الزوانى وجُبَاة الضرائب إلى الإيمان فى الوقت الذى ينكل فيه رؤساء الكهنة عنه: "الحقَ أقولُ لكُم: جُباةُ الضَّرائبِ والزَّواني يَسبِقونكُم إلى مَلكوتِ الله. 32جاءَكُم يوحنّا المَعمَدانُ سالِكًا طَريقَ الحَقَّ فما آمنتُم بِه وآمنَ بِه جُباةُ الضَّرائبِ والزَّواني. وأنتُم رأيتُم ذلِكَ، فما ندِمتُم ولو بَعدَ حينٍ فتـؤْمنوا بِه"، فهو كلام نبيل ورائع وجميل. وقل فيه ما تشاء من مديح وثناء من هنا للصبح فلن توفيه حقه أبدا. إنه، صلى الله عليه وسلم، يؤسس قاعدة إنسانية عظيمة لا يمكن أن تكون إلا من عند الله الرحيم الكريم الذى لا تغره مظاهر الناس ولا أشكالهم بل تقواهم وإخلاصهم واستعدادهم للانخلاع عن ماضيهم الملوث وبدء صفحة جديدة طاهرة، والذى يعلم أنهم كثيرا ما تغلبهم الظروف القاهرة على أنفسهم دون رغبة منهم فيُضْطَرّون اضطرارًا إلى مقارفة الإثم، وإن قلوبهم لتلعنه وتتمنى التخلص منه وتتربص لذلك الفرصَ المواتية. وفى أحاديث المصطفى أن الإسلام يَجُبّ ما قبله، وأن الله لا ينظر إلى صوركم وأشكالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم وأن التقوى فى الصدور لا فى الطقوس، وأن مومسًا استحقت دخول الجنة بسبب شربة ماء سقتها كلبًا برّح به الظمأ فخلعت خفها عطفا على الحيوان الأعجم ودلّته إلى البئر وملأته ماء وسقته، فغفر الله لها وأدخلها الجنة، وهل يمكن أن يكون الله أقل رحمة بها منها بالكلب، وهو خالق الرحمات التى فى الدنيا كلها؟ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏قال: "قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم: ‏ ‏غُفِر لامرأةٍ ‏ ‏مُومِسَةٍ ‏ ‏مرّت بكلب على رأس رَكِيٍّ يلهث قد كاد يقتله العطش، ‏ ‏فنزعت خُفّها فأوثقته بخمارها‏ ‏فنزعت ‏ ‏له من الماء، فغُفِر لها بذلك". وفى القرآن نقرأ الآية التالية عن جاريةٍ لزعيم المنافقين كان ابن سَلُول يُكْرِهها على ممارسة البغاء على تضررٍ منها واشمئزازٍ وتطلُّعٍ إلى يوم يتوب الله عليها فيه من هذا القذر: "وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآَتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آَتَاكُمْ وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ" (النور/ 33). يا لله لهذا الكلام الرائع العظيم، وصلى الله على عيسى ومحمد ما ذَرَّ شارقٌ، وما سجعتْ يمامةٌ على أغصان الحدائق. هكذا الدين الصحيح، وإلا فلا.

وهناك النبوءة الخاصة بالـحَجَر الذى رفضه البناؤون، فما ذلك الحجر؟ واضح أن الله قد نَفِدَ صبره مع اليهود، أى أن المسألة تتعلق بأمة تحل محل بنى إسرائيل. وأنا أفهم هذا على أن المقصود به أمة العرب، الذين ينتمون إلى إسماعيل ابن الجارية، والذين كان بنو إسرائيل فى غبائهم العنصرى ينظرون إليهم مِنْ عَلٍ، والذين لم يقف فى طريقهم عند دعوتهم بدعوة الإسلام أحد، إذ انتصروا انتصارا ساحقا على إمبراطوريات ذلك الزمان. وأحسب أننا حين قلنا إن المقصود بالنبوءة هم العرب لم نَفْتَرِ على الحقيقة ولا اعتسفنا الكلام ولا لويناه عن وجهه شيئا، وإلا فمَنْ تلك الأمة التى ينطبق عليها هذا الكلام؟ ليست هناك أمة من أمم الأرض ورثت النبوة وفتحت الأرض وخضعت لها الشعوب وكانت انتصاراتها باهرة لم يسبق لها شبيه سواء فى السرعة أو فى الحسم أو فى اتساع رقعة الفتح غير العرب. وعلى هذا فالعرب بلا جدال هم المرادون بتلك النبوءة! وقبل أن ننتهى من هذا الفصل ننبه مرة أخرى إلى أن الذين قبلوا من قوم عيسى عليه السلام دعوته إنما آمنوا به نبيا لا ابنا لله، فضلا عن أن يكون هو الله ذاته كما تقول الأساطير المأخوذة عن وثنيات الشعوب القديمة، فهو عندهم مثل يحيى عليه السلام لا يزيد ولا ينقص! وبالمناسبة فلو كان السيد المسيح إلها أو ابن الله ما جرؤ يحيى على أن يعمّده ولأعلن للناس جميعا أنه من عنصر إلهى. وها هو ذا النص الخاص بالنبوءة والنبوة لكى يحكم القراء على ما قلناه بأنفسهم:

"إسمَعوا مَثَلاً آخَرَ: غرَسَ رجُلٌ كرمًا، فسَيَّجَهُ وحفَرَ فيهِ مَعْصَرَةً وبَنى بُرجًا وسَلَّمَهُ إلى بَعضِ الكرّامينَ وسافَرَ. 34فلمّا جاءَ يومُ القِطافِ، أرسَلَ خدَمَهُ إليهِم ليأخُذوا ثمَرَهُ. 35فأمسَكَ الكرّامونَ خدَمَهُ وضَرَبوا واحدًا منهُم، وقَتَلوا غَيرَهُ، ورَجَموا الآخَرَ. 36فأرسَلَ صاحِبُ الكرمِ خَدَمًا غَيرَهُم أكثرَ عددًا مِنَ الأوَّلينَ، ففَعَلوا بِهِم ما فَعلوهُ بالأوَّلينَ. 37وفي آخِر الأمرِ أرسلَ إلَيهِم اَبنَهُ وقالَ: سَيَهابونَ اَبني. 38فلمّا رأى الكرّامونَ الاَبنَ قالوا في ما بَينَهُم: ها هوَ الوارِثُ! تعالَوْا نَقْتُلُه ونأخُذُ ميراثَهُ! 39فأمسكوهُ ورمَوْهُ في خارِجِ الكرمِ وقَتَلوهُ. 40فماذا يفعَلُ صاحِبُ الكرمِ بِهؤلاءِ الكرّامينَ عِندَ رُجوعِهِ؟" 41قالوا لَه: "يَقتُلُ هؤُلاءِ الأشرارَ قَتلاً ويُسلَّمُ الكرمَ إلى كرّامينَ آخرينَ يُعطونَهُ الثَمرَ في حينِهِ".42فقالَ لهُم يَسوعُ: "أما قرأتُم في الكُتُبِ المُقَدَّسةِ: الحجَرُ الَّذي رَفضَهُ البنّاؤونَ صارَ رأسَ الزّاويَةِ؟ هذا ما صنَعَهُ الرَّبٌّ، فيا للْعجَبِ! 43لذلِكَ أقولُ لكُم: سيأخُذُ الله مَلكوتَهُ مِنكُم ويُسلَّمُهُ إلى شعبٍ يَجعلُهُ يُثمِرُ. 44مَنْ وقَعَ على هذا الحَجَرِ تَهَشَّمَ. ومَنْ وقَعَ هذا الحجَرُ علَيهِ سَحقَهُ". 45فلمّا سَمِعَ رُؤساءُ الكَهنَةِ والفَرّيسيّونَ هذَينِ المَثلينِ مِنْ يَسوعَ، فَهِموا أنَّهُ قالَ هذا الكلامَ علَيهِم. 46فأرادوا أن يُمسكوه ولكنهم خافوا من الجموع لانهم كانوا يعدونه نبيا؟؟

غير معرف يقول...

(((زكازيكو بوند007)))))))))))))))=========================يتشدق ( المبشرون ) بأنهم بالحق ينطقون ، وأنهم لم يأتوا بجديد وإنما فقط اظهروا الحقيقة التي أخفاها المسلمون منذ ألف وأربعمائة عام ، فما هم إلا قراء للكتب الإسلامية ، هكذا يتكلمون ، وصدقهم قومهم ونفر من قومنا ، ثم شاء الله أن يخرج بطرس اللئيم على الملأ فاستدعانا للدفاع عن ديننا ، ورحنا نتتبع ما تكلم به فوجدناهم يكذبون . فضحهم بطرس . وهاك البيان .

وباستقراء شبهات النصارى التي يتكلمون بها بألسنتهم في البالتوك أو الفضائيات أو في التسجيلات المنتشرة على الشبكة العنكبوتية ، يتضح لنا أن شبهات النصارى تتكون بثلاثِ طرقٍ رئيسية (1) وباقي الطرق فرعٌ على هذه الثلاث :

*الطريقةُ الأولى : الكذبُ الصريحُ

*والطريقةُ الثانية ـ القولي أو الفعلي ـ ثم استخدامُ مقدماتٍ عقليةٍ أو عرفيةٍ لتفسيره.

*والطريقةُ الثالثة : اعتمادُ الضعيفِ والشاذِ وما لا يصح من الحديثِ وأقوالِ العلماءِ ، وتصديرُه للناس على أنه حديثُ رسولِ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأقوالُ علماءِ المسلمين .

هذه هي الطرق الرئيسية التي تتكون بها شبهات النصارى . وبقليل من التمعن .نجد أن الطريقةَ الثانيةَ والثالثةَ ترجع للأولى ... وهي الكذب الصريح . إذ أن بترَ النص من سياقه العام ـ القولي أو الفعلي ـ ثم استخدام مقدماتٍ عقليةٍ أو عرفيةٍ لتفسيره نوع من الكذب . وكذا اعتمادُ الضعيفِ والشاذِ وما لا يصح من الحديثِ وأقوالِ العلماءِ ، وتصديرُه للناس على أنه حديثُ رسولِ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأقوالُ علماءِ المسلمين نوع من الكذب أيضا .

فيمكننا أن نقول في جملة واحدة أن شبهات النصارى تتكون بالكذب . هذا هو طريقها . . الكذب المباشر أو الكذب غير مباشر . وهاك البيان .

أمثلة للكذب الصريح:

* يقول ( في تفسير القرطبي لآية الأعراف 143 : إن موسى عليه السلام رأى الله فلذلك خر صعقا ، وأما الجبل رأى ربه فصار دكا (2)) وهذا كذب صريح ، فليس عند القرطبي شيء من هذا ، يكذب ليدلل على عقيدته .

* يقرأ آية من القرآن ويطلب من المذيع أن يتابع معه في مصحفٍ آخر بيد المذيع ، فيظهر اختلاف بين المصحف الذي في يد زكريا بطرس والمصحف الذي في يد المذيع ، فيقول للمذيع لا بد أن المصحف الذي في يدك المصحف الخاص بشمال أفريقيا . ثم يسأل أتبع ؟(3)

المصحف في كل الدنيا واحد ، ليس هناك مصحف خاص بأهل المغرب ( شمال أفريقيا ) ، وليس هناك مصحف خاص بغيرهم ، كل المصاحف واحدة ، وكل الآيات تحمل أرقاماً ثابتة ، وهو يكذب ليقول للناس أن لكل بلد ( أو مجموعة بلاد من المسلمين ) مصحف خاص بهم . أو ليقول أن هناك نسخ من القرآن العظيم ، وشهد المذيع عليه في ذات الحلقة إذْ قال : ( أنا أول مرة أشوف قرآن مختلف عن قرآن ثاني ) ، وهذه هي الحقيقة ليس هناك قرآن مختلف عن قرآن ثاني إلا عند هذا الكذاب اللئيم . وإن كان صادقاً فليأتنا بمصحف أهل المغرب ( شمال أفريقيا ) ويتلو علينا الآية الذائد فيه في سورة آل عمران كما زعم .ولا يستطيع لأنه لا يوجد .

* يقول ناقلاً عن كتابه ( المسيح يقول : إمرأة واحدة لرجل واحد ومن يتزوج بامرأة مطلقة يزني ) (4) ، وهو هنا يكذب أيضاً .. حتى في دينه يكذب ، وهذا طبعي جداً فالكذاب كذاب تكلم في الإسلام أو تكلم في غيره .

ليس في كتابه ( إمرأة واحدة لرجل واحد ) وإنما هي من عنده ، وضعها في النص من عند نفسه ثم راح يستشهد بها ، في [ متى 19 :9 ] 9 وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ بِسَبَب الزِّنَا وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي، وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي». ، ثم يحتج علينا بأن النصرانية حرَّمت التعدد وأن ذلك رحمة بالنساء ونوعاً من الاحترام لهنَّ ، وهو يكذب فالمسيح لم يحرم التعدد ، وإنما حرمه الذين جاءوا من بعده ، ولم يرحموا المرأة بل عذبوها حين تركوها بلا زوج ، ولم يرحموا الإنسانية حين تركوا ملايين النساء بلا زواج ، أين يذهبن ؟ ومن أين يشبعن رغباتهم ولا زوج معهن ؟ وهو ما جعل الفاحشة تنتشر بين الناس في مجتمعاتهم ، لست هنا لمناقشة التعدد وإنما لبيان كيف يأتي بطرس بشبهاته ، إنه يكذب .. يكذبه حتى وهو يتكلم عن دينه .

* يقول ورد في صحيح البخاري ومسلم ما يدل على أن التمتع بالنساء حلال ، وأن الصحابة فعلوه في عهد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم وأبي بكر ، ويستدل على ذلك بحديث عند البخاري (5) " عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ أُنْزِلَتْ آيَةُ الْمُتْعَةِ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَفَعَلْنَاهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يُنْزَلْ قُرْآنٌ يُحَرِّمُهُ وَلَمْ يَنْهَ عَنْهَا حَتَّى مَاتَ قَالَ رَجُلٌ بِرَأْيِهِ مَا شَاءَ "

وكذباً يفسر المتعة الواردة في الحديث بالتمتع بالنساء ( الزواج المؤقت الذي أجمعت الأمة على تحريمه ) والمتعة التي في الحديث هي التمتع بالحج ، بمعنى فصل العمرة عن الحج ، لم يقل أحد بغير هذا ، بدليل ما ورد في صحيح مسلم عن نفس الراوي ـ عمران بن حصين رضي الله عنه ـ يقول " نَزَلَتْ آيَةُ الْمُتْعَةِ فِي كِتَابِ اللَّهِ يَعْنِي مُتْعَةَ الْحَجِّ وَأَمَرَنَا بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ لَمْ تَنْزِلْ آيَةٌ تَنْسَخُ آيَةَ مُتْعَةِ الْحَجِّ وَلَمْ يَنْهَ عَنْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى مَاتَ قَالَ رَجُلٌ بِرَأْيِهِ بَعْدُ مَا شَاءَ " مسلم / 2158

وقد نص على ذلك شارح البخاري ( ابن حجر العسقلاني ) في شرحه لحديث عمران نفسه عند البخاري /1469

يقول أن الفخر الرازي في تفسيره ( التفسير الكبير ) نص في موضعين على أن هناك شيطاناً أبيض كان يظهر للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في صورة جبريل ، وذلك في تفسير سورة الحج آية (52 ) وسورة التكوير آية (25 )

وهذا من الكذب الفاحش فالفخر الرازي ذكر هذا الكلام على أنه من كلام المخالف ورد عليه ونفاه بشده ، وهي عادة الفخر الرازي أن يذكر كلام المخالف ثم يرد عليه ، بل اشتد الفخر الرازي في نفي أن يكون الشيطان تكلم على لسان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فضلا عن أن يكون قد تمثل إليه في صورة ملك وأوحى إليه ، ولك أن ترجع إلى تفسير الفخر الرازي لآية الحج (52 ) وآية التكوير (25 )

 وتكرر هذا النوع من الكذب من بطرس في قضية الصلب ، يقول بأن علماء المسلمين يعترفون بصلب المسيح وقتله ، ويقول بأن ذلك عند الفخر الرازي في تفسيره لآية [ النساء : 157 ] ، وينقل عن الفخر الرازي ما ينفيه الفخر الرازي ويرد عليه ، بمعنى أن الفخر الرازي أورد شبهات القائلين بالصلب من إخوان بطرس ثم راح يرد عليها ، فأتى بطرس ونقل ما ينفيه الرازي ويرد عليه وقال هو قول الفخر الرازي . !! (6)

ولذلك تجد النصارى كثيراً ما ينقولون عن الفخر الرازي ، وهم لا ينقلون عنه في الحقيقة ، وإنما ينقلون الشبهات التي يسردها ثم يرد عليها ، ينقلون الشبهات دون الرد عليها . وهذا كذب وخيانة .

* يقول في سورة الأحزاب جاء في (سورة الأحزاب 50) { وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ } [ الأحزاب: 50] ، قال ابن كثير ـ والقول لبطرس الكذاب ـ : "إنَّ اللَّاتِي وَهَبْنَ أَنْفُسهنَّ لِلنَّبِيِّ كَثِير كَمَا قَالَ الْبُخَارِيّ "(7)

والكذب هنا هو أنه بتر النص من سياقه العام ، حيث يوهم من قولهِ "إنَّ اللَّاتِي وَهَبْنَ أَنْفُسهنَّ لِلنَّبِيِّ كَثِير كَمَا قَالَ الْبُخَارِيّ " الذي ينقله عن ابن كثير أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تزوج كل هؤلاء اللاتي وهبن أنفسهن له ـ صلى الله عليه وسلم ـ والثابت أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يتزوج أي إمرأة وهبت نفسها إليه ، وفي ذات المكان الذي ينقل منه ذكر ابن كثير أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تزوج ثلاثة عشر امرأة فقط ، وفي ذات المكان الذي ينقل منه ( تفسير ابن كثير ) أن المرأة التي وهبت نفسها للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يتزوجها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بل زوجها من أحد الصحابة على أن يعلمها ما تعلم من القرآن .

يقول خولة بنت حكيم ووهبت نفسها للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ويتساءل كيف يكون ذلك وهي خالته؟(8) وفي مكان آخر ـ في البالتوك ـ يقول هو ومن معه بأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تزوج خالته ، يقصدون هذه الصحابية الكريمة خولة بنت حكيم السلمية ـ رضي الله عنها .
وأم النبيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ السيدة آمنة بنت وهب من قريش .. قرشية زهرية ، وليست سُلَمية ، ليس من أخواتها خولة بنت حكيم السلمية هذه التي يتكلمون عنها ، وإنما خولة بنت حكيم من قبيلة أخرى غير قريش ، وهي قبيلة بني سُليم .

وإنما قيل أنها خالته جرياً على عادة العرب ، فأخوال وهب ـ أبي آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم ـ بنو سُلَيم ، وأخوال هاشم وأخوال عبد مناف ـ أجداد النبي صلى الله عليه وسلم ـ من قبيلة سُلَيم ، ولذا يقال لقبيلة سليم كلها أخوال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، كما يقال لبني النجار من الخزرج أخوال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأن منهم أم عبد المطلب . فهم ليسوا أخوال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مباشرة ، وإنما على عادة العرب في الحديث ، وكذا يقال أن هوازن ـ وهم قبائل كبيرة ـ أعمام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كونه رضع في إحدى قبائل هوازن ، وهذا أمر يعرفه العام والخاص ، وبطرس يتعمد الكذب ليضل الناس ، يقول وهبت نفسها له ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويوهم المستمع أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ تزوجها ، ثم يقول للناس أنها خالته .
ولم تكن خالته أخت أمه من نسب أو رضاعة ، ولم يتزوجها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهي الخالة التي حرمها الشرع . فانظر كيف يكذب !!

*كبيرهم شنودة وقفَ ذاتَ مرةٍ يُغْمضُ عينيه ، ويعقدُ جبهتَه ، يكسوه قبحُ المعصية ، وقف يخاطب جموع قومه من السذج يقول لهم ـ والمحاضرة مسجلة متداولة ـ إن الإسلام يذم نوعا واحدا من النصارى ، وهم الذين قالوا بان لله ابنا ، ويتلوا عليهم الآيات التي تقول بهذا .مثل قول الله تعالى { وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً . لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً . تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً . أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً . وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً } [ مريم : 92 ] .

أما نحن ـ هو يعني ومن على شاكلته من الأرثوذكس ـ بنص القرآن لسنا على خطأ، لأننا لا نقول بأن الله اتخذ صاحبة ولا ولدا . وإنما نقول بأن المسيح هو عين الله ، وتعالى ربنا وتقدس عما يقول شنودة ومن معه . والمسلمون يعادوننا لأنهم لا يعرفون دينهم . هكذا يتكلم .

أرئيتم كيف يكذب على قومه ؟!

القرآن يذم نوعين من النصارى: من قالوا بأن لله صاحبة وولدا ، ومن قالوا بأن الله هو المسيح بن مريم .

والقرآن صريح في ذلك ، قال تعالى : (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ) (المائدة : 72 ). وكِلاهما قد ذم اللهُ في سورة واحدة في آيات متجاورة ، فكيف قرأ شنودة هذه ولم يقرأ تلك ؟؟!!

لا بد أنه قرأهما معا ، وتعمَدَ الكذب ليضل قومه .

لا بد أن من يقرأ هذه الآية يقرأ الأخرى معها . فهما متجاورتان . وذم كل النصرانية معلوم من الدين بالضرورة عند عامة المسلمين وعامة النصارى .

ومحاسبة القائل علي إمكانية علمه بالأمور والمسائل قاعدة ثابته عند كل العقلاء .. وهي ما يقال عنها عند الأصوليين قاعدة إمكانية العلم . والشاهد أن شنودة كبطرس سواء بسواء يكذب وهو يعلم أنه يكذب فقط ليضل قومه .

وأذكر القارئ الكريم بأني ذكرت أمثلة أخرى عديدة في بحثي الأول ( الكذاب اللئيم زكريا بطرس ) وفي ثنايا هذا البحث أمثلة أخرى من كذبه المباشر ، ولولا أن يطول المقال وتمل المقال لأكثرت من الأمثال فالرجل لا يكاد يصدق .

أمثلة على الطريقة الثانية من الطرق التي تتكون بها شبهات النصارى وهي : بَترُ النص من سياقه العام ثم استخدام مقدماتٍ عقليةٍ أو عرفيةٍ لتفسيره(9).

*يقول مستشهدا على عدم تحريف الكتاب المقدس بقول الله تعالى ( الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم ) يقصها هكذا ، يقول ـ موجها الدليل .. أو مستنتجاً من الآية ـ يعرفون التوراة والإنجيل كما يعرفون أبنائهم إذا الكتاب غير محرف .!!(10)

ألا لعنة الله على الكاذبين بطرس وأمثاله

هكذا بتر النص من سياقه ثم فسره بما يحلو له ، واستشهد به على عكس مراده .

الآية تتكلم عن معرفة أهل الكتاب بنبوة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصدق رسالته ، والضمير عائد على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما يقول القرطبي في تفسيره للآية الكريمة ، وهذه هي الآية كاملة قال تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }[ البقرة : 146]

والشاهد هنا أنه كوَّن الشبهة عن طريق بتر النص من سياقه العام ثم فسره بما يحلو له .

*في كتابه ( الله واحد في ثالوث ) وفي مقدمة الفصل الثالث يقول روح القدس هو روح الله ، وأن هذا ورد في القرآن في مواضع كثيرة منها { وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ }[ يوسف: 87 ] يكتب الآية هكذا مبتورة ، والآية كاملة تتكلم على لسان يعقوب ـ عليه السلام ـ وهو يخاطب أبناءه يقول لهم {يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ }والمعنى كما يقول الطبري في تفسيره ( ولا تقنطوا من أن يُرَوِّحَ الله عنا ما نحن فيه من الحزن على يوسف وأخيه بفرح من عنده فيرينيهما ( إنه لا ييأس من روح الله ) أي لا يقنط من فرجه ورحمته ويقطع رجاءه منه ) ، فانظر كيف بتر النص ، وفسره بغير معناه . ثم يقول أنه باحث وأنه قارئ !!

ألا لعنة الله على الكاذبين .

*يقول أن الكفارة التي في النصرانية منصوص عليها في القرآن الكريم ، في قول الله تعالى { وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا }[آل عمران : من الآية 193] ، وقول الله تعالى { لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ }آل عمران : من الآية195 (11)

ماذا فعل هو ؟ بتر النص من سياقه ثم فسره من عنده يستغل جهالة المتلقي . وهذا والله عين الكذب والخيانة.

والكفارة ـ ويعبرون عنها بالفداء ـ التي في النصرانية كما يعرفها بطرس نفسه في كتابه ( حتمية الفداء ) يقول : ( أن يتحمل الشخص الذي سيقوم بعملية الفداء الحكم المحكوم به على الشخص المفدى. أو بمعنى أبسط : الفداء هو أن يموت الفادي بدلاً عن المفدى ) (12) . والفادي هو المسيح ـ عليه السلام بزعمهم ـ مات كفارة عن خطايا البشرية كلها ، أو تحديداً من قبلوه فادياً ومخلصاً لهم .

يقولون نزل الإله وتألم وتعذب وقتل كفارةً عن خطايانا .

وهو كذب ولا يعنيني الآن إثبات كذب دعوى الفداء ( الكفارة ) وبيان أنها من أقوال ( بولس ) وليست من أقوال المسيح عليه السلام . وأن المسيح ـ عليه السلام ـ ما تكلم يوماً بأنه هو الله أو ابن الله متجسداً ، أو أنه ناسوت ولاهوت ،وأن هذا كله جاء من بعده ، لا يعنيني هذا أبداً هنا وإنما فقط أسأل : ما العلاقة بين هذا الكلام ( الفداء في النصرانية ) وآية آل عمران {رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ }[ آل عمران : 193]

وكفر عنا سيئاتنا هنا تعني اغفرها لنا واسترها علينا ، فالتكفير ( ما يستغفر به الإثم من صدقة أو صوم ونحوهما ) كما يقول أهل اللغة ، وتكفير الله للسيئات يعني ستر المعصية ومحوها هذا ما نعرفه في لغتنا وما قاله المفسرون ، أما أن ينزل الإله ويتجسد في هيئة بشر ويأكل ويشرب ويبول ويتغوط ثم يصفع على قفاه ويُلبسوه ثوباً قرمزياً من ثياب النساء ثم يقتلوه ، ويقولون فداء للخطايا ، فهذا لا نعرف سوى أنها خطة الشيطان في تحريف الأديان .

والمقصود هو بيان كيف يتعامل بطرس مع النصوص ..يبترها من سياقها ثم يفسرها من عند نفسه .

*يستشهد الكذاب اللئيم زكريا بطرس(13) ، وغيره ، على ألوهية السيد المسيح ـ عليه السلام ـ المزعومة بقول الله : ( ... وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ) (النساء : من الآية171 ) . يبترون النص هكذا . يقول كلمة الله وروح الله ، تعني أنه هو عين الله .

ماذا فعل ؟

بتر النص ثم فسره من عنده .. فسره بما يحلو له

هذه هي الطريقة التي تكونت بها الشبهة ، ونقول : القرآن صريح في أن المسيحَ ـ عليه السلام ـ عبد الله ورسولُه ، فبالنفي والاستثناء ـ وهي أقوى أساليب الحصر ـ جاء التعبير عن عبودية المسيح لله عز وجل في أكثر من آية في كتاب الله تعالى ، قال الله : ( إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ) (الزخرف : 59 )

وقال الله تعالى : (مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (المائدة : 75 )

وعلى لسان المسيح جاء في القرآن الكريم : (إِنَّ اللّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَـذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ) (آل عمران : 51 ) (وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ) (مريم : 36 ) (إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ) (الزخرف : 64 )

بل في نفس الآية التي يستدلون بجزء منها يقول الله تعالى : ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً ) (النساء : 171 ) والآية التي بعدها صريحة في هذا المعنى أيضا ، قال الله تعالى : ( لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَمِيعاً) (النساء : 172 ) .

ـ وإضافة الصفة إلى الله على نوعين ، إن كانت هذه الصفة ذاتٌ منفصلةٌ لها استقلاليةٌ فيكون ( إضافتها إلى الله تتضمن كونها مخلوقه مملوكة لكن أُضيفت لنوع من الاختصاص المقتضي للإضافة . لا لكونها صفة ) (14)

أي من باب التشريف والرِّفعة مثل بيت الله الحرام ، وسيف الله خالد بن الوليد ، وأسد الله الحمزة بن عبد المطلب و ( ناقة الله ) ، فـ ( روح الله ) و ( كلمة الله ) . لا تعني أبدا أنه جزء من الله .

والروح في استعمال القرآن شيء آخر غير هذا الذي يتكلم به بطرس ،

الروح تطلق على القرآن الكريم نفسه أو على الوحي عموماً ـ قرآن وسنة ـ قال تعالى : { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }[ الشورى : 52] ،( رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ) (غافر : 15 ) وقال تعالى : {يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ }[ النحل : 2] ، هذا كله معناه الوحْي سُمِّيَ رُوحاً لأَنّه حياةٌ من موتِ الكُفْرِ، فصار بحياتِه للناسِ كالرُّوح الّذي يَحْيَا به جَسَدُ الإِنسانِ .وأيضاً الروح في القرآن هو الذي يقوم به الجسد ويموت حين يفارقه وهو المقصود في قول الله تعالى {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً }[ الإسراء : 85] .

ويطلق الروح في القرآن على شخص جبريل ـ عليه السلام ـ . قال تعالى : (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ) (الشعراء : 193 ) وقال تعالى : ( يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً) (النبأ : 38 ) وقال تعالى : (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) (النحل : 102 ) . وتطلق الروح على الفرج والرحمة ، والرَّوْح" بالفتح: الرّاحةُ" والسُّرورُ والفَرحُ .وتطلق على القوة والغلبة { وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ }[ الأنفال : 46]

فالروح عندنا ملك من الملائكة هو ـ جبريل عليه السلام ـ وليس هو عين الله كما يزعم بطرس وقومه (15).

وقول الله تعالى (وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ) يقول الطبري في تفسيره للآية : ( عن قتادة : { وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ } قال هو قوله : كن فكان .. وأما قول الله تعالى (وَرُوحٌ مِّنْهُ ) ونفخة منه , لأنه حدث عن نفخة جبريل عليه السلام في درع مريم بأمر الله إياه بذلك فنسب إلى أنه روح من الله , لأنه بأمره كان , قال : وإنما سمي النفخ روحا لأنها ريح تخرج من الروح ) أ . هـ (16).


والمقصود بيانه هنا هو كيف يتعامل مع النصوص الشرعية ليخرج منها بباطله . . . يبتر جزءًا من النص ثم يفسروه بما يحلو له .
*ويقول : ( هذه الأحاديث وهي تتكلم عن المرأة بهذا الأمر يجعلني أتساءل : هل لَمْ يتقابل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع إمرأة شريفة ؟) ( أسئلة 72 /13 )

هذا بعد أن أورد الأحاديث التي تأمر بالعفة وعدم النظر للنساء ، وعدم التهاون في الدخول عليهن والخلوة بهن دون مَحْرَمٍ ، ومعلوم أن النهي لا يعني أن المخاطب قد فعل ما يُنهى عنه ، فحين يقول الله لموسى ـ عليه السلام ـ وبني إسرائيل كلهم في الوصايا العشر لا تزني لا تسرق لا تقتل ليس معنى هذا أن موسى عليه السلام ـ قد زنا أو سرق أو غير ذلك ، وإنما النهي يكون أيضاً للمداومة على الفعل أو الترك .

فحين يأمر الإسلام بالعفة والشرف والبعد عن الرذيلة ويحث الناس على تحصيل الفضيلة وحراستها ، فهذا لا يعني أنه يتهم من يأمرهم . لم يفهم أحد هذا ولا بطرس نفسه ولكنه لئيم يدس السم .

*ينقل عن الدكتورة عائشة بنت عبد الرحمن ( بنت الشاطئ ) من مقدمة كتابها ( نساء النبي ) ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذا النص ( لابد لي أن أشير إلى رغبة كريمة أبداها بعض السادة القراء، ممن يؤثرون أن نطوي بعض الأخبار، عن حياة الرسول الخاصة، تعلقت بها شبهات أعداء الإسلام.

غير أني في الحق ألفيت أن طي هذه الأخبار، لا تقره أمانة البحث، ولا هو من هدى القرآن الكريم، الذي حرص على أن يسجل منها ما يؤكد بشرية الرسول ... وما كان لي أن أطوي ما لم يطوه الله تعالى، عن بيت نبينا صلى الله عليه وسلم في آيات نتعبد بها ... فلم يعد يحل لدارس مسلم أن يضرب الصفح عن ذكرها.

وأنا بعد لا أرى في هذه المواقف آية عظمَة في نبينا.)(17)

وهو هنا بتر النص من سياقه العام فغير المعنى ، وبالتالي تكلم على لسان الدكتورة عائشة بما لم تتكلم به ، بل وغير في النص ذاته .. وضع قلمه فيه .. . كما هي عادتهم مع كتابهم وكما هي عادته مع النصوص الشرعية ،

وهذا هو النص الأصلي من كتاب الدكتورة الطبعة الثالثة عشر . تقول : ( ولا بد لي أن أشير إلى رغبة كريمة ، أبداها بعض السادة القراء ، ممن يؤثرون أن نطوي بعض أخبار عن حياة الرسول الخاصة ، تعلقت بها شبهات أعداء الإسلام .
غير أني في الحق ، ألفيت أن طي هذه الأخبار ، لا تقره أمانة البحث ، ولا هو من هدي القرآن الكريم الذي حرص على أن يسجل منها ما يؤكد بشرية الرسول ، كي يعصمنا مما تورط فيه غيرنا ، حين جردوا رسلهم من بشريتهم ، وأضفوا عليهم من صفات الألوهية ما يشوب عقيدة التوحيد التي هي جوهر الدين كله .

وما كان لي أن اطوي ما لم يطوه الله تعالى ، عن بيت نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ في آيات نتعبد بها ونتلوها قياما وقعوداً وعلى جنوبنا ، فلم يعد يحل لدارس مسلم أن يضرب الصفح عن ذكرها ، فيما يتناول من حياة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وقد نزل بها الوحي في سور وآيات محكمات .

وأنا بعد لا أرى في هذه المواقف ، إلا آية عظمة في نبينا الذي استطاع وهو بشر مثلنا أن يضطلع بآخر رسالات السماء ، وأن ينقل بها الإنسانية إلى مرحلة الرشد ، ويحررها من ضلال الوثنية وشوائب الشرك ، ويقودها على مراقي طموحها إلى تحقيق وجودها الأسمى .

آية البطولة في محمد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه استطاع وهو بشر مثلنا أن يدخل التاريخ كما لم يدخله سواه ، وأن يوجه سيره على امتداد الزمان والمكان منذ اصطفاه الله تعالى خاتما للنبيين عليهم السلام .

أريد لأقول :

إنني في كل ما تناولت من حياة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم أر في شيء منه قط ما أتحرج من تعريضه لضوء البحث الأمين ، وقد كان مرجعي فيها جميعاً القرآن الكريم والحديث الشريف ، ومصادر إسلامية في السيرة والتاريخ ، لا يرقى إليها أي شك في حسن المقصد وصحة الإيمان ) انتهى كلامها .

التعليق : تقرأ ما نقل بطرس الكذاب على لسان الدكتورة فتخال أن على بيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أُلقيت سُتُرٌ غليظة ، وتخال المسلمين وقد تجمعوا حول بيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يخفون شيئا معيباً تستره جدارن البيت ، وأن بنت الشاطئ جاءت لتزيح هذه السدود وتلك الستر الغليظة وتكشف للناس الحقيقة بعد ألف وأربعمائة عام ، نقل بطرس كلامها ليقول للناس أن المسلمين يخفون أشياء كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يفعلها وإن عرفها الناس انفضوا عنه .

وحين تقرأ كلام الدكتورة كاملاً بدون تحريفات هذا الكذاب اللئيم تجد أنها تفاخر بحياة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وترد على الكذاب اللئيم زكريا بطرس وإخوانه ما تكلموا به في حقه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بل وتنال من معتقدهم صراحة .

فما أقبح الكذب .

والمقصود أن هكذا يستدل بطرس .. يبتر الكلام ويدخل عليه بعد التعديلات ( البسيطة ) التي تخرجه عن معناه الأصلي .

الطريقة الثالثة التي يفتعلون بها الشبهات : اعتماد الضعيف والشاذ وغيرِ الصحيح من الحديث وأقوال العلماء ، وتصديره للناس على أنه حديث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأقوالُ علماء المسلمين .

كتب التاريخ والسيرة غير كتب الحديث ، وكتَّاب السيرة والتاريخ ليسوا على ذات الدرجة من الضبط التي عليها أهل الحديث ، حتى من يكتب التاريخ ممن لهم دراية بعلم الحديث لا يعتمد ذات الضبط الذي يعتمده حين يكتب الحديث النبوي الشريف ، لذا تجد كثيراً من كتب السيرة والتاريخ تأتي بروايات ضعيفة ، وقد تذكر ضعفها وقد لا تذكر ، وغالباً لا تذكر ، وبطرس ومن على شاكلته يذهبون إلى هذه الكتب ويأخذون منها الضعيف والشاذ ومالا يصح ويستدلون به ، وهي خيانة لمن يقرأ لهم .

ومن أوضح ما يضرب مثالاً على ذلك ما يتكلم به بطرس وغيره من الأفاكين في خلق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مثل رؤيته لزينب بنت جحش حاسرة ومن ثم سعى في طلاقها وتزوجها . وهذا الكلام لا يصح ، مما أجمع الناس على ضعف روايته بل وعدم صحتها .

والذي نعرفه

ـ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يرَ زينبا متفضلة في ثيابها أبدا ، وهذه الرواية لا تصح . من ذكرها ضعفها وشجب عليها .

ـ والرسول لم يحب زينباً ، ولو كان قد أحبَّها فقد كانت أمامه منذ الصغر ؛ أفيرغبُ فيها بعد أن كبر سنه ، وبعد أن كبر سنها وذاقت غيره من الرجال ؟ !

ـ زيد كان يشكو دائما من زينب ، وكانت تشكو منه ، والرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يوصيه بأن يتقي الله ويمسك عليه زوجه ، وهذا عكس ما يذهب إليه النصارى إذ يقولون أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو الذي طلق زينب من زيد وتزوجها .

ـ ( طلق زيدٌ زينباً وهو لا يفكر لا هو ولا زينب فيما سيكون بعد الطلاق .. لم يكن أحد يعلم شيء ، لم ينزل خبر على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأن زينب تطلق ويتزوجها هو ، وإنما كان وحيا بالإلهام ، ولم يكن أمرا صريحا من الله . وإلا ما تردد فيه ولا أخَّرَه ولا حاول تأجيله ، ولجهر به في حينه مهما كانت العواقب التي يتوقعها من إعلانه .ولكنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان أمامَ إلهامٍ يجده في نفسه ، ويتوجس في الوقت ذاته من مواجهته ، ومواجهة الناس به.

ـ الحرج كان من زواج مطلقة الابن بالتبني ، وليس من تطليق زينب لزواجها ، وليس من محبة زينب التي تربعت في قلبه وهو يخفيها كما يفتري بطرس وغيره .. إذ كان العرف السائد يومها أن زينب مطلقة زوجة الابن بالتبني ، كان العرف أنها لا تحل لمن تبني مطلقها .. كان هذا العرف سائدا حتى بعد إبطال التبني )(18) .

ـ وهذا الأمر واضح في الآية نفسها { فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا } فزيد قضى منها وطره ، وطلقها وهو كاره لعشرتها وهي كارهةٌ لعشرته ثم جاء زواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعد ذلك .

ـ كان يعلم ـ بالإلهام ـ أن هذا الأمر حادث ، ولم يكن يحبه ، بل كان يخشاه ، يخشى من كلام الناس ( وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ) وهذه أمارة على سلامة الطبع ، وأمارة على عدم الرغبة في الزواج من زينب .

ـ بعد انقضاء عدة زينب ، أرسل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ زيدا زوجها السابق إليها ليخطبها عليه.في الحديث عن أنس ـ رضي الله عنه قال : ( لَمَّا انْقَضَتْ عِدَّةُ زَيْنَبَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِزَيْدٍ فَاذْكُرْهَا عَلَيَّ قَالَ فَانْطَلَقَ زَيْدٌ حَتَّى أَتَاهَا وَهِيَ تُخَمِّرُ عَجِينَهَا قَالَ فَلَمَّا رَأَيْتُهَا عَظُمَتْ فِي صَدْرِي حَتَّى مَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَنْظُرَ إِلَيْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَهَا فَوَلَّيْتُهَا ظَهْرِي وَنَكَصْتُ عَلَى عَقِبِي فَقُلْتُ يَا زَيْنَبُ أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُكِ قَالَتْ مَا أَنَا بِصَانِعَةٍ شَيْئًا حَتَّى أُوَامِرَ رَبِّي فَقَامَتْ إِلَى مَسْجِدِهَا وَنَزَلَ الْقُرْآنُ وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ عَلَيْهَا بِغَيْرِ إِذْنٍ ) (19)

. لم يشتكِ زيد ، ولم تشتكِ زينب ولو كان زيد مكرها على طلاق زينب ، ولو كانت مكرهة على فراقه لتكلم وأسمع ، ولتكلمت وأسمعت ، والذي نجده هو أن الذي خطب زينب هو زيد ، ونجد زيداً لا ينظر إليها إجلالا للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كونه فقط ذكرها للزواج ، وزينب تآمر ربها . . إنها نفوس موصولة بالله .

ـ العلة من هذه القصة مذكورة في ذات السياق الذي يتكلمون به { لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً } [ الأحزاب : 37 ] يقول صاحب الظلال : ( وقد شاء الله أن ينتدب لإبطال هذا التقليد من الناحية العملية رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقد كانت العرب تحرم مطلقة الابن بالتبني حرمة مطلقة الابن من النسب ؛ وما كانت تطيق أن تحل مطلقات الأدعياء عملا ، إلا أن توجد سابقة تقرر هذه القاعدة الجديدة . فانتدب الله رسوله ليحمل هذا العبء فيما يحمل من أعباء الرسالة . وسنرى من موقف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من هذه التجربة أنه ما كان سواه قادرا على احتمال هذا العبء الجسيم ، ومواجهة المجتمع بمثل هذه الخارقة لمألوفه العميق ، وسنرى كذلك أن التعقيب على الحادث كان تعقيبا طويلا لربط النفوس بالله ولبيان علاقة المسلمين بالله وعلاقتهم بنبيهم ، ووظيفة النبي بينهم .. كل ذلك لتيسير الأمر على النفوس وتطبيب القلوب لتقبل أمر الله في هذا التنظيم بالرضا والتسليم ) أ .هـ .

ـ وفي القصة كلها أمارة على صدق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ـ (( لَوْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَاتِمًا شَيْئًا لَكَتَمَ هَذِهِ ))(20) نعم لم يكن يكتم شيئا من الوحي ، وما كان يتصرف بغير وحي { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى . إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}[ النجم :3 ، 4 ]

ليس في القصة ولا حواليها أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ رأي زينب وأعجبته ومن ثم طلّقها هو من زيد ليتزوجها . أبدا .. ليس هذا في القصة ولا في صريح النص محل الاستدلال ، ولا يمكن أن يظن ممن يعرف الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؛ وإنما بطرس كذاب .

ونسأل النصارى لو سلمنا جدلا أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ طلق زينب وتزوجها هل يطعن هذا في نبوة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بمقاييسكم أنتم ؟ أنت تشهدون على الأنبياء بالزنا .. زنا المحارم ثم تطعنون بما لا يصح على رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ ؟

أمرٌ عجيب . وأعجب منه أن هذه الشبهة ردَّ عليها الأولون ،والآخرون يتكلمون بكلام الأولين دون أن يلتفتوا للردود السابقة والردود الحالية ، مما يعكس أنها فقط نفسية مريضة لا تريد سوى إضلال الناس ولذا تكذب وتفتري .

*ومن الأمثلة كذلك ما يردده هذا الكذاب اللئيم وإخوانه حول قصة الغرانيق العلى ، لم يتكلم أحد ممن نقِّرهم من علماء المسلمين بأن القصة صحيحة ويأتي هذا الأفاك الأثيم وينقل الكلام ويقول تكلم بها كل علماء المسلمين ، هم ذكروها وضعفوها واشتد نكيرهم على من تكلم بها ، ومع ذلك يستدل به .

الفخر الرازي في تفسيرة للآية ( 52 ) من سورة الحج أشتد نكيره على هذه القصة جداً ، ونقل عن الإمام بن خزيمة قوله عنها " هذه القصة من وضع الزنادقة " ، ونقل عن الإمام البيهقي قوله : " هذه القصة غير ثابتة من جهة النقل " . وقال ابن حزم في كتاب " الفصل في الأهواء والنحل " (2/311) : " وأما الحديث الذي فيه : ( وأنهن الغرانيق العلى ، وإن شفاعتها لترتجى ) فكذب بحت موضوع ، لأنه لم يصح قط من طريق النقل ، ولا معنى للاشتغال به ، إذ وضع الكذب لا يعجز عنه أحد " اهـ .

وقال القاضي عياض في الشفا (2/79) : " هذا حديث لم يخرجه أحد من أهل الصحة ، ولا رواه ثقة بسند سليم متصل....،

وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره (3/239) : " قد ذكر كثير من المفسرين قصة الغرانيق ، وما كان من رجوع كثير من المهاجرة إلى أرض الحبشة ظناً منهم أن مشركي قريش قد أسلموا ، ولكنها من طرق كلها مرسلة ، ولم أرها مسندة من وجه صحيح ، والله أعلم " . اهـ .

وقال الشوكاني :" ولم يصح شيء من هذا ، ولا يثبت بوجه من الوجوه " .

وهذا هو مذهب أكثر المفسرين والمحدثين ، وممن ذهب إليه الجصاص ، و ابن عطية و أبو حيان ،و السهيلي ،و الفخر الرازي ،و القرطبي ،و بن العربي ،و الآلوسي ، و أبو السعود ، و البيضاوي ، و القاسمي و الشنقيطي ، و المنذري ، و الطيبي ، و الكرماني و العيني وغيرهم .

ومن أراد الاستزادة حول الروايات والطرق فليرجع إلى كتاب الشيخ الألباني رحمه الله : " نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق " ، وكتاب " التحقيق في قصة الغرانيق " لأحمد بن عبد العزيز القصير .

كل مَن نعرف من أهل العلم قالوا أنها ضعيفة وبطرس ينقل عنهم ويقول قالوا بها . !!

هكذا تتكون شبهاته .

*ومثال ذلك ما يردده حول وجود زيادة مشطوبة من المصحف ، ينقل عن الشيعة ، وكلامهم لا نلتفت إليه . والمقصود بيانه هنا هو أن الضيعف وما لا يصح هو إحدى الوسائل الرئيسية في تكون شبهات الكذاب اللئيم زكريا بطرس ومن على شاكلته .

ثانياً :

ننصح كل من يسمع شبه من شبهات النصارى أن يفتش عن أمرين :

الأول : المصدر الذي تكونت منه الشبه .

والثاني : الطريقة التي تكونت بها الشبهة .

وبعد قليل من التدبر لن تجد أي شبهة للنصارى ولا لغيرهم بل ستجد أنها كلها افتراءات ومحض كذب . أو أفهاما عليلةً هي التي افتعلت الشبه بجهلها أو حقدها .

*ويسعنا أن نقول : إننا لا نواجه شبهات حقيقة وإنما نواجه عقلية مريضة هي التي تفتعل هذه الشبهات .

وانظر إلى خالقهم كيف يخاطبهم .


{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ }آل عمران70

{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }آل عمران71

{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَاللّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ }آل عمران98

{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً وَأَنتُمْ شُهَدَاء وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }آل عمران99

{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ }المائدة15

{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ }المائدة77

ويخبر ربنا عما تكن صدورهم فيقول سبحانه وتعالى : {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }البقرة1

غير معرف يقول...

الرد على تفسير البابا شنودة لنشيد الأنشاد للأستاذ / eeww2000

الجزء الأول من الرد
بواسطة: trutheye



أخوانى السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذا الموضوع لأستاذنا eeww2000 من موقع شبكة بن مريم و هو بعنوان تعقيب على تفسير البابا شنودة لنشيد الأنشاد
كتب أستاذنا الفاضل:
سفر نشيد الإنشاد هو سفر سيىء السمعة يواجه معظم النصارى حرجا كبيرا فى تبريره وتفسير المعاني الجنسية و المبتذلة الموجودة فيه. وتتلخص المحاولة في إصباغ صبغة روحية على هذه المعانى وتحميل النصوص ما لا تحتمل تحت

أي منطق ديني أو عقلي مما لم يخطر على بال من كتب هذا السفر .

ويبدو أن الحرج اشتد والأسئلة زادت فاحتاج الامرالى نزول البابا شنودة بنفسه لتفسير وتبرير بل وتمرير هذا السفر فهل يا ترى نجح فى ذلك أم أن الموقف ازداد تعقيدا. ومن سلسلة المقالات في جريدة وطني القاهرية اليك صورة من بعضها لتعرف مقدار العبء الذى يتحمله قداسة البابا الذى نشفق عليه .

(فى الليل على فراش حبيبى)3-1
نستطيع ان نخمن ماذا حدث على الفراش ليلا ولا تخشى شيئا البابا موجود لتفسير ذلك حتى لو قاله طفل صغير لا ندرى ما الذى فعله على الفراش ليلا .

(حبيبى أبيض و أحمر)5-10

لا هذه صعبة والبابا لا بد ان يشتغل فى الازرق مادام الموضوع ألوان في ألوان لكي يبرر من هو الحبيب الابيض فى احمر هذا.

وارجوا أن يكون واضحا أن العناوين السابقة هي عناوين حقيقية فى جريدة وطنى القاهرية والبابا فعلا يقوم بتفسيرها تفسير روحاني بعيد عن افكار الجسدانين كما يقول قداسته. وهذا ما سوف نرد عليه بالتفصيل بحول الله وتوفيقه .

والان لمناقشة جدية للموضوع نبدا بما قاله( ول ديورانت) فى كتابه المشهور قصة الحضارة "مهما يكن من امر هذه الكتابات الغرامية فان وجودها فى العهد القديم سر خفى .... ولسنا ندرى كيف غفل او تغافل رجال الدين عما فى هذه الاغانى من عواطف شهوانية واجازوا وضعها فى الكتاب المقدس" الجزء 3 صفحة 388 .
و علماء النصارى فى محاولاتهم المستميتة للتوفيق بين نصوص هذا السفر ينقسموا الى نوعين :

النوع الاول
التفسير الحرفى كما فى كتاب التفسير التطبيقى للكتاب المقدس يقول بالحرف الواحد

"نشيد الانشاد هو قصة علاقة حميمة بين رجل وامراة قصة الحب بينهما وتوددهما و زواجهما انه قصة درامية حية حوار محبة بين فتاة يهودية و حبيبها الملك سليمان ويصف السفر اشواقهم للالتقاء معا وطول الحوار نجد الجنس و الزواج فى موضعهما الصحيح كما قصدهما الله ....... "
والخلاصة هنا ان كتبة التفسير التطبيقى يعترفوا ان الكلام جنسى ولكن فى حدود الزواج وكذلك يقول منيس عبد النور فى كتابه شبهات وهمية

" السفر يصف المباهج الزوجية ولا خطأ فى الجنس الذى هو فى اطار الزواج "

و نقول نحن الا ينبطبق ذلك على اى قصة او فيلم جنسى هل نقبله لانه يدور بين زوجين !!!! والبابا على اى حال لا يعترف بهذا التفسير و يصفه بتفسير الجسدانيون .

النوع الثانى
التفسير الرمزى وهو باختصار ان الحبيب رمز الى الرب و الحبيبة رمز لشعبه المختار (و هذا تفسير اليهود القديم) او الحبيب رمز للمسيح و حبيبته الكنيسة او النفس البشرية الخاطئة فهذا السفر على زعمهم هنا يوضح دخول الرب و النفس البشرية فى شركة او ارتباط يشبه الارتباط الزوجى !!!!
(علامات التعجب من عندى) واليك الان محاولة عملية لعمل مقابلة لفظية بين ما ورد بالسفر وبين ما يحاولوا ان يقنعوا السذج به تخيل هذا الحوار بين الرب والنفس البشرية تقول النفس البشرية بشوق و تلهف للرب :

...ليقبلنى بقبلات فمه لان حبك اطيب من الخمر.

و اليك الرد من الرب بالنص :

ما اجمل رجليك بالنعلين يا بنت الكريم ... دوائر فخذيك مثل الحلى .. سرتك كاس .. ثدياك . و هكذا

ما رايك الان ايها القارىء المنصف من الساذج الذى يصدق هذا التفسير؟

واليك النص التالى لمزيد من الايضاح:

قامتك هذه شبيهة بالنخلة وثدياك بالعناقيد قلت اصعد الى النخلة و امسك بعذوقها وتكون ثدياك كعناقيد الكرم ...

هل يستطيع اى عاقل لا يزال يستخدم عقله ان يطبق هذا الحوار على الرب والنفس البشرية من الذى يصعد النخلة منهما لا يمكن ان يكون الرب اذن هى النفس فمن اذن الذى ثدياه كالعناقيد !!!!! وهناك امثلة كثيرة و لكن الصورة وضحت الان .

و صاحب اول تفسير لاهوتى لهذا السفر هو اوريجين او اوريجانوس الذى اشتهر بانه خصى نفسه ثم سار على خطى هذا المخصى بلهاء المسيحية الاخرون و تخيل وقع هذا النشيد على راهبات الدير صاحبات الدم الفائر اللواتى من شدة تصوفهن يتصورن انفسهن عرائس للمسيح و مع اضافة اننا كلنا من الخطية وان الاعتراف يحل المشكلة ليس من الصعب الا ان تخيل ما يحدث فى الاديرة .

و الان مع البابا و تفسيره يقول البابا فى العدد 2108 من جريدة وطنى تحت العنوان الذى ذكرناه فى اول المقال
" فى الليل على فراشى" نشيد الانشاد الاصحاح 3 : 1

العنوان كما ترى عزيزى القارىء صعب اشفق على من يحاول تفسير مثل هذا الكلام لكن بقليل من الحيل والخيال الواسع الذى يسع اى معنى بل المعنى وضده يامل صاحب التفسير ان ينجح فى جعل هذا الكلام كلام الهى مقدس له معانى روحية سامية.
يقول البابا الليل رمز للحيرة والقلق , و الفراش رمز للكسل والتهاون , وهذا الرمز على تهافته الشديد يمكن قبوله. نحن الان مع نفس خاطئة كسلانة راقدة على الفراش ويقول البابا: لم تفتح قلبها بعد و لذلك "تحول عنها وعبر" نش 5 : 6

اى ان نتيجة انها لم تفتح قلبها تحول عنها الله ولكن ما الذى جعل البابا يقفز من الاصحاح الثالث العدد الاول الى الاصحاح الخامس العدد 6 ليثبت هذا التحول لانه لو اكملنا النص سوف نكتشف انها وجدت حبيبها الذى تطلبه بعد عددين فقط فى الاصحاح الثالث بعد ان نزلت فى منتصف الليل تبحث عنه ووجدته ولم تتركه حتى دخل معها حجرة من حبلت بها اى امها وطلبت من بنات اورشليم الا يزعجن الحبيب (لم يبقى الا ان تضع لافتة ممنوع الازعاج على باب حجرة امها)

فاذا كان البابا اختار الكلمتين الفراش والليل واضفى عليهما معانى رمزية , فعليه ان يعطى لكل الكلمات الاتية معانى ايضا وهى المدينة , الاسواق , الحرس , الشوارع , الحجرة .... وكذلك معنى ان ينام الحبيب الذى هو الرب فى حجرتها

ونلخص الامر كالتالى :

فى الليل على الفراش طلبت حبيبها و ما وجدته

تطوف تبحث عنه فى المدينة والاسواق و فى الشوارع وما وجدته سالت الحرس عنه

بعد مجاوزة الحرس وجدته مباشرة

هذا ما ذكر فى الاصحاح الثالث وتجد الامر سهل لا صعوبة فيه الان الاصحاح الخامس خلاصة ما ذكر انا نائمة وقلبى مستيقظ صوت الرب على الباب اقتحى يا اختى يا حمامتى يا كاملتى راسى امتلىء من الطل والندى ...... هذا قول الرب ؟؟؟

اما العروس فمشكلتها هىانها خلعت ثوبها وغسلت رجلها اى الوقت غير مناسب ذهبت تفتح ويداها تقطر مرا ؟؟؟؟ وفتحت لحبيبها وهنا تحول عنها وعبر

والسبب واضح نشف من البرد , و انتظر مدة طويلة على الباب وهى مترددة و موقفها هذا هو الذى جعل حبيبها يتحول عنها .............. والسؤال هنا هل من اصول التفسير ان اتجاوز الاعداد المتتالية و اقفز اصحاحين لكى اثبت نظرية مخترعة؟

هل ادركت الان ان البابا يقوم بعملية انتقاء لكى يرص مقالا يبرر فيه كل هذا الهراء

لنستمر مع المقال يشير بعد ذلك الى مقطع اطلبوا تجدوا فى متى 7 : 7 اى اطلب الرب و كعادته ياخذ مقطع مبتور لان بقية النص اقرعوا يفتح لكم وهذا تعبير لا يناسب البابا هنا لانه فى مجال ان الرب هو الذى يقرع الباب وليس العبد فلا يذكر بقية النص ولكن يذكر النص فى رؤية يوحنا 3 : 20 هانذا واقف على الباب اقرع وبقية النص بالمناسبة ان الرب مستعد للعشاء ايضا مع من يفتح له .العبد فى النص الاول هو الذى يقرع و الرب فى النص الثانى هو الذى يقرع الباب مع العشاء ايضا وكلا النصين لا علاقة بينهما وبين الحبيب الواقف فى الطل فى سفر الانشاد الا فى عقل البابا ومن يصدقه .

وهنا جملة خطيرة يقولها البابا "وعجيب امر هذه العروس على الرغم من تكاسلها و تهاونها وسوادها لا تزال تكرر القول بانها تحب الرب "
ولم يوضح سبب العجب هنا ووجة الغرابة فى ذلك .

ويقول ايضا
عذراء النشيد احكم من ابينا ادم ؟؟؟؟؟؟
هل هذا كلام يقوله رجل دين ولكن اذا كان ربهم واقف على الباب مرة بردان و مرة ينتظر العشاء فهل تنتظر اى خير لابينا ادم عليه السلام

و عذراء النشيد احكم منه ؟؟ لماذا؟؟ لان ادم اختبا خلف الشجرة (راجع نص ادم ) ولكن ولكن العذراء هذه خرجت تبحث عنه فى الشارع و هى التى تركته فى الطل فكيف نعتبرها أ حكم من ادم. ولا ينسى البابا ان يحذر من يقرا هذا الكلام الماسخ الا ينسى الكنيسة والاعتراف

وهذا الاكتشاف اعتقد ان احدا لم يسبق البابا اليه و ارجو ان ينشر على مجال واسع لعل احد يرد عليه بما يستحق .

ثم يذكر بعد ذلك قول بولس فى رومية 7 : 18 وهذا القول يحتاج مقال منفصل ولكن ما نقوله هنا أن البابا يذكر قول بولس هذا بعد ان يقول انى اخطىء لكنى احبك اى الضعف البشرى موجود

ونص بولس خطير لانه يبرر الخطيئة لاى انسان ويقول ايضا "ناموس الخطية الكائن فى اعضائى " وكما ترى خطية لها ما يبررها و نصوص جنسية والنتيجة معروفة.

ثم يبحث البابا عن اى واحد يطبق عليه اختراعاته فلا يجد الا( زكا العشار) لمحاولة ربطه بالقصة فى النشيد ولكن لا يوجد فى قصة ( زكا) اى ذكر لفراش او ليل , و راجع القصة فى لوقا 19 وكذلك لص اليمين فى حادثة الصلب المزعومة يعنى باختصار اىقصة تصلح للاستشهاد بها وكذلك اوغسطين و مريم القبطية وموسى الاسود و لم اراجع هؤلاء و لكن بدون مراجعة انا واثق انه لا علاقة لهم من قريب او بعيد بالليل و الفراش موضوع شرح البابا.

ولاحظت ان البابا كتب ثلاثة مقالات متتالية فى هذا الموضوع كان عنوان الاولى كما سبق فى الليل على فراشى ولكن المقالة الثانية كان عنوانها" فى الليل على فراشى طلبت من تحبه نفسى" اما الثالث فكان" طلبته فما وجدته" فقط والمقال الثانى هو تكرار مخل للمقال الاول اما الثالث فلا جديد فيه الا تفسير قول عذراء النشيد" غسلت رجلى فكيف اوسخهما "
واليك نص كلام البابا اولا :

(لأنه من الجائز أن محبة الله لنا بدلا من أن تقودنا إلى الله نتحول بها إلى التدلل
فتقول غسلت رجلى فكيف أوسخهما
لك ما شئت و لكن النتيجة أن حبيك تحول و عبر فماذا أفادك التدلل؟؟)
هل فهمت ماذا يريد قداسته ان يقول محبة الله تفسدنا فنتدلل عليه او بالعامية المصرية ( مش انتى اللى اتدلعتى يعنى كان لازم تغسلى رجلك طيب اهو مشى وطنشك عملتى ايه بالدلع ..؟ )

والامر كما ترى اسفاف اصارحك القول ان مناقشة مثل هذا الهراء اصبح عملية صعبة والله المستعان .

والان الى المقال الثانى :

المقطع الشهير"حبيبى ابيض و احمر " يقول البابا انها اكثر عبارة تناسب يسوع المصلوب ثم يرص مقالة كاملة لاثبات ذلك
يعنى منهج البابا وضح هنا يخطف كلمة من النص الاصلى ويخترع لها نظرية لاهوتية و يبدأ يرص ,

ونسأ ل سؤال هنا هل يجوز تحت اى منطق او قياس ان نشبه الرب باى لون ؟؟؟ فما بالك بلونين و خليط منهم كما سنرى بعد قليل .
يبدا البابا الرص فيقول : ثياب الرب بيضاء مرقص 9 : 2 و متى 17 :2 و كذلك الملائكة متى 28 :3 ومرقص 16 : 5 ومن يغلب ايضا ثيابه بيضاء رؤيا 3 : 5 وهكذا وضحت فكرته والان بعض العبارات التى يوضح بها فكرته مواصلا الرص :

اللون الابيض يرمز الى وقار الله و ازليته

ان كنت تحب الها كن ابيض مثله

لعل يوحنا قال فى قلبه حين رأه "ابيض و احمر"

فى رحمتك ابيض فى عدلك احمر

فيك يا رب يمتزج اللونين الابيض والاحمر كالخمر لذلك قيل حبك اطيب من الخمر

فى المعمودية نرى المعمد بملابس بيضاء مع شريط احمر

وكنت قد وضعت تعليق من عندى على كل جملة من كلام البابا السابق بما يستحق و حذفتها رغم انها مناسبة لمستوى الكلام ولكن لا تصلح للنشر العام حتى على الانترنت.

و نقطة اخيرة فى اللون الاحمر الامر اختلط عليه فى اول المقال كان رمز لدم المسيح المسفوك على الصليب ولكن فى اخر المقال اصبح الاحمر رمز للخطية ويقول كانت الخطية فى العهد القديم تشبة احيانا اللون الاحمر ويقول ايضا عيسو الخاطىء خرج من بطن امه احمر كله خروج 25 : 25 وهذا غير صحيح النص المشار اليه هو فى سفر التكوين و ليس الخروج وقصة عيسو الخاطىء فيها كلام كثير يكفى ان تعرف ان اخاه يعقوب لم يقدم له الطعام الا بعد ان تنازل عن بكوريته اى امتيازات كونه الابن البكر واضطر عيسو ان يفغل ذلك لانه كان جائعا وهذه هى خطيئته .

ويقول ايضا و اللون الاحمر يرمز الى ثياب الملوك !!!!!!!! ايضا .

والان نهدى الى البابا و اتباعه البلهاء هذه الهدية اللون الابيض هو رمز للنجاسة او علامة عليها نعم النجاسة ومن كتابك المقدس فى اللاويين اصحاح 13: من اول عدد نقرا وَقَالَ لرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ: 2"إِذَا كَانَ إِنْسَانٌ فِي جِلْدِ جَسَدِهِ نَاتِئٌ أَوْ قُوبَاءُ أَوْ لُمْعَةٌ تَصِيرُ فِي جِلْدِ جَسَدِهِ ضَرْبَةَ بَرَصٍ يُؤْتَى بِهِ إِلَى هَارُونَ لْكَاهِنِ أَوْ إِلَى أَحَدِ بَنِيهِ لْكَهَنَةِ. 3فَإِنْ رَأَى لْكَاهِنُ لضَّرْبَةَ فِي جِلْدِ لْجَسَدِ وَفِي لضَّرْبَةِ شَعَرٌ قَدِ بْيَضَّ وَمَنْظَرُ لضَّرْبَةِ أَعْمَقُ مِنْ جِلْدِ جَسَدِهِ فَهِيَ ضَرْبَةُ بَرَصٍ. فَمَتَى رَآهُ لْكَاهِنُ يَحْكُمُ بِنَجَاسَتِهِ.

تامل يا عاقل شعر قد اصبح ابيض يحكم الكاهن هنا بلا مناقشة بالنجاسة اى علامة النجاسة هى اللون الابيض رمز الرب عند البابا و اتباعه .

واليك نص اخر وهو اكثر نص فى كتابك يناسب الحبيب الابيض و الاحمر نفس الاصحاح :

"وَإِذَا كَانَ لْجِسْمُ فِي جِلْدِهِ دُمَّلَةٌ قَدْ بَرِئَتْ 19وَصَارَ فِي مَوْضِعِ لدُّمَّلَةِ نَاتِئٌ أَبْيَضُ أَوْ لُمْعَةٌ بَيْضَاءُ ضَارِبَةٌ إِلَى لْحُمْرَةِ يُعْرَضُ عَلَى لْكَاهِنِ. 20فَإِنْ رَأَى لْكَاهِنُ وَإِذَا مَنْظَرُهَا أَعْمَقُ مِنَ لْجِلْدِ وَقَدِ بْيَضَّ شَعْرُهَا يَحْكُمُ لْكَاهِنُ بِنَجَاسَتِهِ. إِنَّهَا ضَرْبَةُ بَرَصٍ أَفْرَخَتْ فِي لدُّمَّلَةِ.

لاحظ النص هنا يقول بيضاء ضاربة الى الحمرة اى مثل حبيب البابا ربه الذى يعبده و لكنه هنا ايضا مع الاسف نجس ايضا اما الاعجاز الطبى فى هذا النص فسنهمله الى حين.

اليك ايضا نص اخر يثبت ان اللون البيض علامة للخراب نعم الخراب :

سِفْرُ يُوئِيل اَلأَصْحَاحُ لأَوَّل : 6إِذْ قَدْ صَعِدَتْ عَلَى أَرْضِي أُمَّةٌ قَوِيَّةٌ بِلاَ عَدَدٍ أَسْنَانُهَا أَسْنَانُ لأَسَدِ وَلَهَا أَضْرَاسُ للَّبْوَةِ. 7جَعَلَتْ كَرْمَتِي خَرِبَةً وَتِينَتِي مُتَهَشِّمَةً. قَدْ قَشَرَتْهَا وَطَرَحَتْهَا فَابْيَضَّتْ قُضْبَانُهَا. و القضبان هنا هى اغصان الشجر وواضح ان تحولها للون البيض علامة على الخراب و الدمار .

امامك ثلاثة نصوص تدل على ان اللون الابيض هو رمز للنجاسة و الدمار

بل هناك نص منهم يقول ابيض ضارب الى الحمرة وهذه نتيجة اللعب بالالوان بلا تروى ولدينا المزيد و ان عدتم عدنا و الله المستعان.

وربما انتبة الذين يكتبون الكتاب بايديهم لمشكلة اللون الابيض النجس فقاموا بتغيير النص كما ترى فى الصورة المرفقة فتحول حبيبى ابيض و احمر الى حبيبى متألق و احمر ..!!!!!

هل ادركت عزيزى القارىء المصيبة التى وقع فيها البابا ومن يتبعه تحولت كلمة ابيض فى النص العربى القديم الى كلمة متالق و راح كل تعب البابا ومحاولته المستميتة هباء و اصبح النص حبيبى متالق واحمر وعلى الاقل باقى لون يسترزق منه البابا حتى يتم التعديل الجديد.

وبمناسبة الالوان لم يفسر لنا احد هذا لنص 16 ها انت جميل يا حبيبي و حلو و سريرنا اخضر

[و اخيرا نقول ان هذا السفر لا يستحق ان يضم الى كتاب مقدس وذلك للاسباب الاتية:
1- لا يحتوى هذا السفر على اى حقائق دينية بالمرة

2 - لا يرد فيه ذكر اسم الله و لا مرة واحدة

3 - لا يعكس اى اهتمامات اخلاقية او حتى اجتماعية

4 - لا صلة له بالعبادة ولا يعطى رؤية للدين

5 - محاولة إضفاء اى بعد رمزى تنهار مباشرة لعدم الاستطاعة التوفيق بين النصوص كما قلنا اذا قلنا ان الحبيب رمز للرب فما معنى ان تقول له الحبيبة فى اخر عدد من النشيد " اهرب يا حبيبي و كن كالظبي او كغفر الايائل على جبال الاطياب " ومن يستطيع ان يفسر هذا الهروب؟

6 - تطلب الحبيبة من بنات اورشاليم و تستحلفهم بالظباء وبايائل الحقول الا يقظن الحبيب من النوم و الحبيب النائم لا يمكن ان يكون الرب ولا يمكن ايضا ان نحلف بالظباء و ايائل الحقول و هذا كفر صريح حتى عند النصارى الذين لا يحلفون اصلا الا اذا كان المسيح قد نسخ حكم الحلف بالظباء فى العهذ الجديد ونطلب تفسير لذلك ايضا.

7 - وصف العلاقة بين الرب والنفس البشرية فى صورة زواج و حب وهى مع الاسف موجودة فى اكثر من موضع فى العهد القديم والجديد و ليست فى النشيد فقط بل ان النشيد ابعدها عن ذلك الوصف نقول هذا الوصف لا يصلح اطلاقا لما فى هذه العلاقة من توتر وهجر و وصل و رغبة واشتياق ....الخ وكلها لا تليق بالرب .

8 - هناك اشارة غريبة لم اجد احد يلتفت اليها وهى فى النص التالى :

1 ليتك كاخ لي الراضع ثديي امي فاجدك في الخارج و اقبلك و لا يخزونني

8: 2 و اقودك و ادخل بك بيت امي و هي تعلمني فاسقيك من الخمر الممزوجة من سلاف رماني

8: 3 شماله تحت راسي و يمينه تعانقني .

هى هنا تتمنى ان يكون الحبيب اخ لها لتقبله بدون خزى وتسقيه خمرا و يعانقها و هذا المقطع بفرده كافى لاثبات ان الذى يضع هذا النص فى كتاب مقدس هو زنديق ومن يفسره ويحاول ان يقنع به الجهلة هو محتال ومن يصدقهما هو متخلف عقليا .

9 الخمر تذكر فى هذا السفر 7 مرات كلها فى صيغة المدح .


ونظرا للنجاح الباهر للبابا وبناء على طلب الجماهير نرجوا من قداسته ان يستمر فى التفسير وهذه بعض العناوين المقترحة لاعداد فى الكتاب المقدس نرجوا منه ان يتكرم ويفسرها وسوف نقترح عليه بعض الافكار للمساعدة فقط والمجال مفتوح للتحسينات ولا رابط ولا حدود اى شىء مباح وكما قيل اذ لم تستح افعل ما شئت او اكتب ما شئت طالما لا احد يحاسب احد.

لِيُقَبِّلْنِي بِقُبْلاَتِ فَمِهِ لأَنَّ حُبَّكَ أَطْيَبُ مِنَ لْخَمْرِ. نش 1 : 2

و لمساعدة البابا القبلة هنا قبلة مقدسة كما يقول بولس وممكن نعتبر النص نبؤة فى القبل والتقبيل وتكون معجزة اخرى للكتاب المقدس ولا تنسى قبلة بطرس فى المحبة وهى غير مشهورة وهنا ممكن نعمل مدرستين اتباع قبلة المحبة و اتباع القبلة المقدسة والفرق بينهم اما موضوع الخمر فقد حلها بولس واصبحت حلال ولا داعى للتكرار وممكن هنا نغمزبكلمتين على المسلمين (قال ايه عندهم انهار خمر فى الجنة).

قَدْ غَسَلْتُ رِجْلَيَّ فَكَيْفَ أُوَسِّخُهُمَا ؟

وهنا واضح هذا اعلان صابون او ارهاصات لاعلانات الشامبو الثلاثية وهذا النص يصلح ايضا لاثبات ان الكتاب المقدس يحث على النظافة وهو من النصوص النادرة فى هذا الموضوع لان المسيح على زعمهم رفض حتى ان يغسل يديه قبل الاكل ولا ننصح بالتوسع اكثر من ذلك حتى لا يلاحظ احد التناقض .

دَوَائِرُ فَخْذَيْكِ مِثْلُ لْحَلِيِّ

الدوائر تحوى بتفسير هندسى وممكن نقول هذا اعجاز علمى فى الكتاب المقدس لكن المشكلة فى الافخاذ وهذه لن نستطيع المساعدة فيها علشان عيب ونترك الامر للحاوى اللعوب سوف يجد حلا لها .

لَنَا أُخْتٌ صَغِيرَةٌ لَيْسَ لَهَا ثَدْيَانِ.

المشكلة هنا غير واضحة هل ليس لها ثديان لانها صغيرة والامر محتاج شوية صبر ام انها صغيرة ولا امل لها والاقتراح هنا ان نقول هذا النص يعلمنا الا نفقد الامل ومع الصبر والامل الصغير يكبر بمباركة الرب.

و فولتير قال "بما ان نشيد الانشاد هو وصف مجازى لزواج الكنيسة الابدى من ابن مريم فاننا نرغب فى ان نعرف معنى هذه الجملة "لنا اخت صغيرة ليس لها ثديان" .

ونختم بنص من صمويل 1 20 : 30 ورغم ان البابا يركز على نشيد الافساد هذا الا اننا نجد كنوز كثيرة فى الكتاب المقدس نرجوا الا يحرمنا قداسته من تفسيرها التفسير الروحانى المناسب

يَا بْنَ لْمُتَعَوِّجَةِ لْمُتَمَرِّدَةِ, أَمَا عَلِمْتُ أَنَّكَ قَدِ خْتَرْتَ بْنَ يَسَّى لِخِزْيِكَ وَخِزْيِ عَوْرَةِ أُمِّكَ؟

قاموس السب العلنى هذا لا يفسره الا البابا .

و إلى اللقاء مع الجزء الثاني .

أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا سورة الفرقان 44 _ 45

وهذا هو الحكم الإلهي لمن يقبل من البشر ان يلغى عقله الى مثل هذا الحد المتردى اقل من الانعام اى من البقر ومن الخرفان وارجو ممن يقرا هذا المقال ان ينتبه الى حقيقة اعتقاده و تدينه لعله يعى هذا و يتدارك موقفه فبل فوات الأوان.


المراجع :

الحقيقة المطلقة د. محمد الحسينى اسماعيل

التوراة و الأناجيل السيد سلامة

شبهات وهمية منيس عبد النور

التفسير التطبيقي للكتاب المقدس

مدخل نقدي إلى أسفار العهد القديم د. محمد خليفة حسن احمد

والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته

اخوكم 2000-???????ا=========

غير معرف يقول...

((((حكايات جدو ""حسن""عن شمشون المرعب)شمشون)))))))))))))

جاءت قصة شمشون بسفر القضاة .
وشمشون هو احد الابطال اليهود الذى نجد مثيله عند كل شعب وامة , شخصية ملحمية اسطورية نسجتها ثقافة تقديسية عنصرية .
وصورته بقدرات هائلة لا يقدر عليها بشر طبيعى
ولقد نشأنا فى وسط بيئات ثقافية خرافية متخلفة وضعت فى عقولنا منذ الصغر صورة هذا البطل كنموذج يحتذى
وللاسف لم نلتفت الى مصداقية ومنطقية ما ينسب من حكايات وبطولات لمثل هذه الشخصية

علمونا ان شمشون كان رجلا مؤيدا من الله وكان سر قوته فى شعره وانه كان يقاوم اعداء الله الظالمين الكفرة .
وطالما انه كان مؤيدا من قبل الله فتسلل الينا الاعتقاد انه كان شخصية فذة فى كل شئ : فى اخلاقه ومبادئه وتصرفاته وحكمته الخ.
جميعنا تخيلنا صورة طوباوية لهذه الشخصية المقدسة
فهل هذه الشخصية كما جاءت بالعهد القديم والعهد الجديد ( اى فى اليهودية والمسيحية ) تستحق كل هذا التقديس ؟ وتستحق ان تكون قدوة لدى المتدينين ؟
هذا ما سنبحث عنه فى هذه الدراسة النقدية
وقبل ان نقول اى شئ , لنرى ما جاء عن شمشون فى النصوص المقدسة اليهودية , وبعد ذلك نضع النقاط فوق الحروف ازاء هذه الشصية المقدسة فى الاديان

قصة شمشون كما جاءت بسفر القضاة
القضاة 13

1 ثم عاد بنو اسرائيل يعملون الشر في عيني الرب فدفعهم الرب ليد الفلسطينيين اربعين سنة

2 و كان رجل من صرعة من عشيرة الدانيين اسمه منوح و امراته عاقر لم تلد

3 فتراءى ملاك الرب للمراة و قال لها ها انت عاقر لم تلدي و لكنك تحبلين و تلدين ابنا

4 و الان فاحذري و لا تشربي خمرا و لا مسكرا و لا تاكلي شيئا نجسا

5 فها انك تحبلين و تلدين ابنا و لا يعل موسى( شفرة الحلاقة ) راسه لان الصبي يكون نذيرا لله من البطن و هو يبدا يخلص اسرائيل من يد الفلسطينيين

6 فدخلت المراة و كلمت رجلها قائلة جاء الي رجل الله و منظره كمنظر ملاك الله مرهب جدا و لم اساله من اين هو و لا هو اخبرني عن اسمه

7 و قال لي ها انت تحبلين و تلدين ابنا و الان فلا تشربي خمرا و لا مسكرا و لا تاكلي شيئا نجسا لان الصبي يكون نذيرا لله من البطن الى يوم موته

8 فصلى منوح الى الرب و قال اسالك يا سيدي ان ياتي ايضا الينا رجل الله الذي ارسلته و يعلمنا ماذا نعمل للصبي الذي يولد

9 فسمع الله لصوت منوح فجاء ملاك الله ايضا الى المراة و هي جالسة في الحقل و منوح رجلها ليس معها

10 فاسرعت المراة و ركضت و اخبرت رجلها و قالت له هوذا قد تراءى لي الرجل الذي جاء الي ذلك اليوم

11 فقام منوح و سار وراء امراته و جاء الى الرجل و قال له اانت الرجل الذي تكلم مع المراة فقال انا هو

12 فقال منوح عند مجيء كلامك ماذا يكون حكم الصبي و معاملته

13 فقال ملاك الرب لمنوح من كل ما قلت للمراة فلتحتفظ

14 من كل ما يخرج من جفنة الخمر لا تاكل و خمرا و مسكرا لا تشرب و كل نجس لا تاكل لتحذر من كل ما اوصيتها

15 فقال منوح لملاك الرب دعنا نعوقك و نعمل لك جدي معزى

16 فقال ملاك الرب لمنوح و لو عوقتني لا اكل من خبزك و ان عملت محرقة فللرب اصعدها لان منوح لم يعلم انه ملاك الرب

17 فقال منوح لملاك الرب ما اسمك حتى اذا جاء كلامك نكرمك

18 فقال له ملاك الرب لماذا تسال عن اسمي و هو عجيب

19 فاخذ منوح جدي المعزى و التقدمة و اصعدهما على الصخرة للرب فعمل عملا عجيبا و منوح و امراته ينظران

20 فكان عند صعود اللهيب عن المذبح نحو السماء ان ملاك الرب صعد في لهيب المذبح و منوح و امراته ينظران فسقطا على وجهيهما الى الارض

21 و لم يعد ملاك الرب يتراءى لمنوح و امراته حينئذ عرف منوح انه ملاك الرب

22 فقال منوح لامراته نموت موتا لاننا قد راينا الله

23 فقالت له امراته لو اراد الرب ان يميتنا لما اخذ من يدنا محرقة و تقدمة و لما ارانا كل هذه و لما كان في مثل هذا الوقت اسمعنا مثل هذه

24 فولدت المراة ابنا و دعت اسمه شمشون فكبر الصبي و باركه الرب
25 و ابتدا روح الرب يحركه في محلة دان بين صرعة و اشتاول
القضاة 14
1 و نزل شمشون الى تمنة و راى امراة في تمنة من بنات الفلسطينيين

2 فصعد و اخبر اباه و امه و قال قد رايت امراة في تمنة من بنات الفلسطينيين فالان خذاها لي امراة

3 فقال له ابوه و امه اليس في بنات اخوتك و في كل شعبي امراة حتى انك ذاهب لتاخذ امراة من الفلسطينيين الغلف فقال شمشون لابيه اياها خذ لي لانها حسنت في عيني

4 و لم يعلم ابوه و امه ان ذلك من الرب لانه كان يطلب علة على الفلسطينيين و في ذلك الوقت كان الفلسطينيون متسلطين على اسرائيل

5 فنزل شمشون و ابوه و امه الى تمنة و اتوا الى كروم تمنة و اذا بشبل اسد يزمجر للقائه

6 فحل عليه روح الرب فشقه كشق الجدي و ليس في يده شيء و لم يخبر اباه و امه بما فعل

7 فنزل و كلم المراة فحسنت في عيني شمشون

8 و لما رجع بعد ايام لكي ياخذها مال لكي يرى رمة الاسد و اذا دبر من النحل في جوف الاسد مع عسل

9 فاشتار منه على كفيه و كان يمشي و ياكل و ذهب الى ابيه و امه و اعطاهما فاكلا و لم يخبرهما انه من جوف الاسد اشتار العسل

10 و نزل ابوه الى المراة فعمل هناك شمشون وليمة لانه هكذا كان يفعل الفتيان

11 فلما راوه احضروا ثلاثين من الاصحاب فكانوا معه

12 فقال لهم شمشون لاحاجينكم احجية فاذا حللتموها لي في سبعة ايام الوليمة و اصبتموها اعطيكم ثلاثين قميصا و ثلاثين حلة ثياب

13 و ان لم تقدروا ان تحلوها لي تعطوني انتم ثلاثين قميصا و ثلاثين حلة ثياب فقالوا له حاج احجيتك فنسمعها

14 فقال لهم من الاكل خرج اكل و من الجافي خرجت حلاوة فلم يستطيعوا ان يحلوا الاحجية في ثلاثة ايام

15 و كان في اليوم السابع انهم قالوا لامراة شمشون تملقي رجلك لكي يظهر لنا الاحجية لئلا نحرقك و بيت ابيك بنار التسلبونا دعوتمونا ام لا

16 فبكت امراة شمشون لديه و قالت انما كرهتني و لا تحبني قد حاجيت بني شعبي احجية و اياي لم تخبر فقال لها هوذا ابي و امي لم اخبرهما فهل اياك اخبر

17 فبكت لديه السبعة الايام التي فيها كانت لهم الوليمة و كان في اليوم السابع انه اخبرها لانها ضايقته فاظهرت الاحجية لبني شعبها

18 فقال له رجال المدينة في اليوم السابع قبل غروب الشمس اي شيء احلى من العسل و ما اجفى من الاسد فقال لهم لو لم تحرثوا على عجلتي لما وجدتم احجيتي

19 و حل عليه روح الرب فنزل الى اشقلون و قتل منهم ثلاثين رجلا و اخذ سلبهم و اعطى الحلل لمظهري الاحجية و حمي غضبه و صعد الى بيت ابيه

20 فصارت امراة شمشون لصاحبه الذي كان يصاحبه

القضاة 15
1 و كان بعد مدة في ايام حصاد الحنطة ان شمشون افتقد امراته بجدي معزى

2 و قال ادخل الى امراتي الى حجرتها و لكن اباها لم يدعه ان يدخل و قال ابوها اني قلت انك قد كرهتها فاعطيتها لصاحبك اليست اختها الصغيرة احسن منها فلتكن لك عوضا عنها

3 فقال لهم شمشون اني بريء الان من الفلسطينيين اذا عملت بهم شرا
4 و ذهب شمشون و امسك ثلاث مئة ابن اوى و اخذ مشاعل و جعل ذنبا الى ذنب و وضع مشعلا بين كل ذنبين في الوسط

5 ثم اضرم المشاعل نارا و اطلقها بين زروع الفلسطينيين فاحرق الاكداس و الزرع و كروم الزيتون
6 فقال الفلسطينيون من فعل هذا فقالوا شمشون صهر التمني لانه اخذ امراته و اعطاها لصاحبه فصعد الفلسطينيون و احرقوها و اباها بالنار

7 فقال لهم شمشون و لو فعلتم هذا فاني انتقم منكم و بعد اكف

8 و ضربهم ساقا على فخذ ضربا عظيما ثم نزل و اقام في شق صخرة عيطم

9 و صعد الفلسطينيون و نزلوا في يهوذا و تفرقوا في لحي

10 فقال رجال يهوذا لماذا صعدتم علينا فقالوا صعدنا لكي نوثق شمشون لنفعل به كما فعل بنا

11 فنزل ثلاثة الاف رجل من يهوذا الى شق صخرة عيطم و قالوا لشمشون اما علمت ان الفلسطينيين متسلطون علينا فماذا فعلت بنا فقال لهم كما فعلوا بي هكذا فعلت بهم

12 فقالوا له نزلنا لكي نوثقك و نسلمك الى يد الفلسطينيين فقال لهم شمشون احلفوا لي انكم انتم لا تقعون علي

13 فكلموه قائلين كلا و لكننا نوثقك و نسلمك الى يدهم و قتلا لا نقتلك فاوثقوه بحبلين جديدين و اصعدوه من الصخرة

14 و لما جاء الى لحي صاح الفلسطينيون للقائه فحل عليه روح الرب فكان الحبلان اللذان على ذراعيه ككتان احرق بالنار فانحل الوثاق عن يديه

15 و وجد لحي حمار طريا فمد يده و اخذه و ضرب به الف رجل
16 فقال شمشون بلحي حمار كومة كومتين بلحي حمار قتلت الف رجل
17 و لما فرغ من الكلام رمى اللحي من يده و دعا ذلك المكان رمت لحي

18 ثم عطش جدا فدعا الرب و قال انك قد جعلت بيد عبدك هذا الخلاص العظيم و الان اموت من العطش و اسقط بيد الغلف

19 فشق الله الكفة التي في لحي فخرج منها ماء فشرب و رجعت روحه فانتعش لذلك دعا اسمه عين هقوري التي في لحي الى هذا اليوم

20 و قضى لاسرائيل في ايام الفلسطينيين عشرين سنة

القضاة 16
1 ثم ذهب شمشون الى غزة و راى هناك امراة زانية فدخل اليها

2 فقيل للغزيين قد اتى شمشون الى هنا فاحاطوا به و كمنوا له الليل كله عند باب المدينة فهداوا الليل كله قائلين عند ضوء الصباح نقتله

3 فاضطجع شمشون الى نصف الليل ثم قام في نصف الليل و اخذ مصراعي باب المدينة و القائمتين و قلعهما مع العارضة و وضعها على كتفيه و صعد بها الى راس الجبل الذي مقابل حبرون

4 و كان بعد ذلك انه احب امراة في وادي سورق اسمها دليلة

5 فصعد اليها اقطاب الفلسطينيين و قالوا لها تملقيه و انظري بماذا قوته العظيمة و بماذا نتمكن منه لكي نوثقه لاذلاله فنعطيك كل واحد الفا و مئة شاقل فضة

6 فقالت دليلة لشمشون اخبرني بماذا قوتك العظيمة و بماذا توثق لاذلالك

7 فقال لها شمشون اذا اوثقوني بسبعة اوتار طرية لم تجف اضعف و اصير كواحد من الناس

8 فاصعد لها اقطاب الفلسطينيين سبعة اوتار طرية لم تجف فاوثقته بها

9 و الكمين لابث عندها في الحجرة فقالت له الفلسطينيون عليك يا شمشون فقطع الاوتار كما يقطع فتيل المشاقة اذا شم النار و لم تعلم قوته

10 فقالت دليلة لشمشون ها قد ختلتني و كلمتني بالكذب فاخبرني الان بماذا توثق

11 فقال لها اذا اوثقوني بحبال جديدة لم تستعمل اضعف و اصير كواحد من الناس

12 فاخذت دليلة حبالا جديدة و اوثقته بها و قالت له الفلسطينيون عليك يا شمشون و الكمين لابث في الحجرة فقطعها عن ذراعيه كخيط

13 فقالت دليلة لشمشون حتى الان ختلتني و كلمتني بالكذب فاخبرني بماذا توثق فقال لها اذا ضفرت سبع خصل راسي مع السدى

14 فمكنتها بالوتد و قالت له الفلسطينيون عليك يا شمشون فانتبه من نومه و قلع وتد النسيج و السدى

15 فقالت له كيف تقول احبك و قلبك ليس معي هوذا ثلاث مرات قد ختلتني و لم تخبرني بماذا قوتك العظيمة

16 و لما كانت تضايقه بكلامها كل يوم و الحت عليه ضاقت نفسه الى الموت

17 فكشف لها كل قلبه و قال لها لم يعل موسى راسي لاني نذير الله من بطن امي فان حلقت تفارقني قوتي و اضعف و اصير كاحد الناس

18 و لما رات دليلة انه قد اخبرها بكل ما بقلبه ارسلت فدعت اقطاب الفلسطينيين و قالت اصعدوا هذه المرة فانه قد كشف لي كل قلبه فصعد اليها اقطاب الفلسطينيين و اصعدوا الفضة بيدهم

19 و انامته على ركبتيها و دعت رجلا و حلقت سبع خصل راسه و ابتدات باذلاله و فارقته قوته

20 و قالت الفلسطينيون عليك يا شمشون فانتبه من نومه و قال اخرج حسب كل مرة و انتفض و لم يعلم ان الرب قد فارقه
21 فاخذه الفلسطينيون و قلعوا عينيه و نزلوا به الى غزة و اوثقوه بسلاسل نحاس و كان يطحن في بيت السجن

22 و ابتدا شعر راسه ينبت بعد ان حلق

23 و اما اقطاب الفلسطينيين فاجتمعوا ليذبحوا ذبيحة عظيمة لداجون الههم و يفرحوا و قالوا قد دفع الهنا ليدنا شمشون عدونا

24 و لما راه الشعب مجدوا الههم لانهم قالوا قد دفع الهنا ليدنا عدونا الذي خرب ارضنا و كثر قتلانا

25 و كان لما طابت قلوبهم انهم قالوا ادعوا شمشون ليلعب لنا فدعوا شمشون من بيت السجن فلعب امامهم و اوقفوه بين الاعمدة

26 فقال شمشون للغلام الماسك بيده دعني المس الاعمدة التي البيت قائم عليها لاستند عليها
27 و كان البيت مملؤا رجالا و نساء و كان هناك جميع اقطاب الفلسطينيين و على السطح نحو ثلاثة الاف رجل و امراة ينظرون لعب شمشون
28 فدعا شمشون الرب و قال يا سيدي الرب اذكرني و شددني يا الله هذه المرة فقط فانتقم نقمة واحدة عن عيني من الفلسطينيين
29 و قبض شمشون على العمودين المتوسطين اللذين كان البيت قائما عليهما و استند عليهما الواحد بيمينه و الاخر بيساره
30 و قال شمشون لتمت نفسي مع الفلسطينيين و انحنى بقوة فسقط البيت على الاقطاب و على كل الشعب الذي فيه فكان الموتى الذين اماتهم في موته اكثر من الذين اماتهم في حياته
31 فنزل اخوته و كل بيت ابيه و حملوه و صعدوا به و دفنوه بين صرعة و اشتاول في قبر منوح ابيه و هو قضى لاسرائيل عشرين سنة

ـــــــــــــ


دراسة نقدية عقلية لقصة شمشون

واحب ان اوضح من البداية ان هذه الدراسة النقدية التحليلية لا علاقة لها بالصراع الاسرائيلى - الفلسطينى الحالى , ولا يفهم منها تأييد لاحد الطرفين على حساب الاخر
وانما هى اعادة قراءة وتحليل لما يقدسه اصحاب الاديان حول هذه الشخصية , ومحاولتنا لكشف الزيف التاريخى وفضح الاخلاق الدينية المنحطة التى تبثها هذه الاسطورة .

قد تكون هذه الشخصية شخصية يهودية عادية نسجت حولها الاساطير والخرافات وقد تكون من اختلاق كاتب سفر القضاة اختلقها خياله المريض بهوس تمجيد اسرائيل ورجالها الابطال , فقدم لليهود مثال او نموذج ليحتذى به اليهود فى ظل تواجدهم على ارض الشعوب والامم التى احتلوها بالسيف
فصوره كبطل اسرائيلى , والبطولة من وجهة نظر اسرائيلية هى أبادة الشعوب وسفك دماء ابنائها ونهب ثرواتها واباحة نسائها كحق الهى منحهم اياه معبودهم يهوه.

ويبدو ان كاتب السفر قرأ شريعة النذير فى سفر العدد الاصحاح السادس , فاراد ان يشرحها بمثال حى من جسد وروح فاختلق شخصية شمشون ووضع عليها كل ما جاء من شروط والتزامات فى نص الشريعة

ولنرى ما جاء بشريعة النذير التى اوحت لكاتب سفر القضاة باختلاق شخصية شمشون الاسطورية الخروج 6

1 و كلم الرب موسى قائلا

2 كلم بني اسرائيل و قل لهم اذا انفرز رجل او امراة لينذر نذر النذير لينتذر للرب

3 فعن الخمر و المسكر يفترز و لا يشرب خل الخمر و لا خل المسكر و لا يشرب من نقيع العنب و لا ياكل عنبا رطبا و لا يابسا

4 كل ايام نذره لا ياكل من كل ما يعمل من جفنة الخمر من العجم حتى القشر

5 كل ايام نذر افترازه لا يمر موسى على راسه الى كمال الايام التي انتذر فيها للرب يكون مقدسا و يربي خصل شعر راسه

6 كل ايام انتذاره للرب لا ياتي الى جسد ميت

7 ابوه و امه و اخوه و اخته لا يتنجس من اجلهم عند موتهم لان انتذار الهه على راسه

8 انه كل ايام انتذاره مقدس للرب

9 و اذا مات ميت عنده بغتة على فجاة فنجس راس انتذاره يحلق راسه يوم طهره في اليوم السابع يحلقه

10 و في اليوم الثامن ياتي بيمامتين او بفرخي حمام الى الكاهن الى باب خيمة الاجتماع

11 فيعمل الكاهن واحدا ذبيحة خطية و الاخر محرقة و يكفر عنه ما اخطا بسبب الميت و يقدس راسه في ذلك اليوم

12 فمتى نذر للرب ايام انتذاره ياتي بخروف حولي ذبيحة اثم و اما الايام الاولى فتسقط لانه نجس انتذاره

13 و هذه شريعة النذير يوم تكمل ايام انتذاره يؤتى به الى باب خيمة الاجتماع

14 فيقرب قربانه للرب خروفا واحدا حوليا صحيحا محرقة و نعجة واحدة حولية صحيحة ذبيحة خطية و كبشا واحدا صحيحا ذبيحة سلامة

15 و سل فطير من دقيق اقراصا ملتوتة بزيت و رقاق فطير مدهونة بزيت مع تقدمتها و سكائبها
16 فيقدمها الكاهن امام الرب و يعمل ذبيحة خطيته و محرقته

17 و الكبش يعمله ذبيحة سلامة للرب مع سل الفطير و يعمل الكاهن تقدمته و سكيبه

18 و يحلق النذير لدى باب خيمة الاجتماع راس انتذاره و ياخذ شعر راس انتذاره و يجعله على النار التي تحت ذبيحة السلامة

19 و ياخذ الكاهن الساعد مسلوقا من الكبش و قرص فطير واحدا من السل و رقاقة فطير واحدة و يجعلها في يدي النذير بعد حلقه شعر انتذاره

20 و يرددها الكاهن ترديدا امام الرب انه قدس للكاهن مع صدر الترديد و ساق الرفيعة و بعد ذلك يشرب النذير خمرا

21 هذه شريعة النذير الذي ينذر قربانه للرب عن انتذاره فضلا عما تنال يده حسب نذره الذي نذر كذلك يعمل حسب شريعة انتذاره



فالنذير يجب ان يمتنع عن الخمر نهائيا بكافة صوره

ويجب ان يترك شعره بلا حلاقة فلا يحلق شعره بالموسى ابدا مهما كانت الاسباب

لا يلمس جسدا ميتا ابدا سواء كان هذا جسد انسان او حيوان , وحتى لو كان الجسد الميت جسد أقرب الاقربين اليه

وان حدث بالصدفة ان مات احدا عند النذير حينئذ تنتهى مدة النذر ويكون حلا منه فيحلق شعره ويذهب للكاهن وهناك يقوم الكاهن بعمل طقوس وثنية من تقديم ذبائح من اليمام والحمام والخراف والنعاج وفطائر من دقيق ملتوت بالزيت الخ

بعد هذه الطقوس السحرية الوثنية يأخذ الكاهن الشعر المحروق للنذير ويحرقه على نار الذبيحة واخيرا يشرب النذير خمرا !!

قرا كاتب سفر القضاة هذه الشريعة ومنمنماتها الغريبة الفجة , فاراد ان يجسد ما قرأه فى شخصية حية , فرسم لنا شخصية شمشون النذير الذى نذرته امه من قبل ان يولد !!

ولالقاء هالة من القدسية على هذا البطل الاسطورى – النموذج الذى يجب على اليهود اتباعه – جعل كاتب السفر ميلاده ميلادا اعجازيا

فامه عاقر لا تلد , جاءها ملاك يهوه يبشرها بانها ستحبل بصبى سيكون نذيرا للرب , نذيرا من البطن , ولا يعلو موسى راسه , وان على يديه يبدأ خلاص اسرائيل من يد الفلسطينيين

فمن وجهة نظر الكاتب الاسرائيلى ان الفلسطينيين اصحاب الارض ظالمون لليهود الذين لا ارض لهم , وظلمهم يتمثل فى انهم ( اليهود ) لا يتركونهم يحتلون ويستولون على اراضيهم ( اراضى الفلسطينيين ) بصدر رحب او انهم لا يستقبلون الغزاة والفاتحين بالورود !!

فكان على الله ان يرسل رجلا عظيما يحقق المخطط الاستعمارى الاسرائيلى لشعبه المختار فيخلصه من هؤلاء الفلسطينيين ويبيدهم حتى يهنئ شعبه الحبيب بالارض التى وعد آبائهم ان يعطيها لهم من اراضى الامم صاحبة الارض !!

فمن قبل ان يولد شمشون كان الله قد قدر وخطط مجيئه للحياة ودوره فى تخليص شعبه المختار

ونبه ملاك الرب ام الطفل المستقبلى ان ابنها سيكون نذيرا فلا يحلق شعره ابدا ,

وهنا لنا افتراض جدير بالبحث والاستقصاء

ربما قرأ كاتب السفر تأكيد شريعة النذير على الا يحلق النذير شعره

وربما تساءل ما الحكمة فى هذا التأكيد الالهى على هذا الشرط الغريب

لماذا حرص الله على ان لا يحلق النذير شعره ؟

فاستنتج انه لابد ان هناك علاقة بين قوة الله وشعر النذير , اى انه طالما التزم النذير بعدم حلق شعره فانه سيكون على اتصال بيهوه فيستقى منه الوحى والقوة

فجعل استنتاجه وظنه حقيقة لا جدال فيها

فقال ان قوة شمشون كانت فى شعره

فعندما كان بشعره الغير محلوق كان عليه روح الرب وقوته حتى انه يستطيع ان يشق اسدا بيديه العاريتين ويقتل الف فلسطينى وحده فى احدى المرات !!

وعندما حلق الفلسطينيون شعره يقول عنه كاتب السفر ان الله او روح الله فارقه !!

وكأن الله لا يقدر ان يظهر قوته فى شمشون الا من خلال شعره !!

فان ضاع شعر شمشون ضاعت قوة يهوه واصبح شمشون الذى عينه الله من قبل ان يولد لا حول له ولا قوة !!

كان متوقعا ان تكون شخصية شمشون تتصف بالحكمة والفضيلة والأناة والتقوى والورع والخير وألا تتصف بالإثم والخطيئة والكذب والخداع وسفك دم الأبرياء والزنا والنجاسة والحمق والطيش

اقول كان هذا متوقعا ان يوجد فى هذه الشخصية طالما ان وجوده وميلاده كان بأمر الهى اعجازى , وطالما ان روح الله كان حالا فيه طوال الوقت حتى انه لم يفارقه لحظه فى نوم او يقظة قبل ان يحلق الفلسطينيين شعره

فهل كان ما هو متوقع ان يصدر منه من سلوكيات وتصرفات ومواقف هو نفسه ما حدث كما صوره كاتب السفر؟

الاجابة لا

ان هذه الشخصية المباركة والمقدسة والتى كان لا يفارقها روح الاله شخصية همجية دموية طائشة حمقاء مخادعة تتوفر فيها جميع الصفات الدنيئة والخسيسة والااخلاقية من قتل وزنا وخداع وعنجهية

1 - مخالفته للشريعة عامة وشريعة النذير خاصة
فالشريعة اليهودية تمنع زواج اليهودى من الامميين , فاذ بنذير الله يخالف ذلك ويتزوج من فلسطينية عشقها ووقع فى غرامها !!

والشريعة اليهودية تحرم على النذير ان يمس او يلمس جثة ميت , فاذ بشمشون يمد يده لجثة الاسد الذى سبق ان شقه بيديه ويأخذ من جيفته عسلا افرزه النحل على جثة الاسد , فاخذه واكل منه

والشريعة اليهودية تحرم الخمر على النذير , فاذ بشمشون يقيم وليمة لمدة سبعة ايام عند زواجه من الفلسطينية , وكانت تضم الوليمة خمرا

فشمشون بمعايير التوراة مخالف للشريعة !!

وهذه الحقيقة واضحة كل الوضوح حتى ان دائرة المعارف الكتابية تعترف بذلك فتقول تحت مادة شمشون :
-----------
" وقد قال لهما الملاك إن الصبي سيكون نذيراً للرب من البطن . وكان علي النذير أن يبتعد عن كل مصدر للنجاسة ، وأن يمتنع عن الخمر والمسكر وكل ما يخرج من جفنة الخمر ، والا يعلو موسى رأسه (عد 6 : 2-21) . وقد كرر الملاك هذه التعليمات ثلاث مرات تأكيداً للأمر (قض 13 : 5 و 7 و 14) ، لأنه يجب أن يكون مكرساً تماماً للرب ، وحتي إن الملاك أوصي المرأة نفسها ألا تشرب خمراً ولا مسكراً ولا تأكل شيئاً نجساً (قض 13 : 4) .
حياة شمشون :
(أ) كانت حياة شمشون سلسلة من كسر هذه النواهي الثلاثة للنذير. وقد بدأت أول حلقة من هذه السلسلة بأن نزل إلي تمنة (14 : 1-4) . وكانت تمنة مدينة فلسطينية ، ولكنها لم تكن تبعد سوي أميال قليلة عن بيت شمشون في صرعة . وكان الانتقال من إسرائيل إلي أرض الفلسطينيين أمراً سهلا ، لأن الفلسطينيين كانوا يسيطرون علي القسم الجنوبي الغربي من إسرائيل (قض 15 : 11) ، وفي تمنة أحب امرأة من بنات الفلسطينيين ، وطلب من أبويه أن يأخذاها له زوجة . ورغم معارضة أبوية لمخالفة ذلك للشريعة ، فأنهما نزلا معه إلي تمنة وخطباها له زوجة . وحدث عند نزوله إلي تمنة للمرة الثانية و "إذا بشبل أسد يزمجر للقائه ، فحل عليه روح الرب فشقه كشق الجدي ، وليس في يده شيء" (14 : 5 و 6) . وفي نزوله إليها مرة أخري بعد أيام لكي يأخذ زوجته ، مال لكي يري رمة الأسد فوجد بها عسلاً ، فأخذ منه علي كفيه وأكل ، وأعطي أباه وأمه فأكلا دون أن يقول لهما عن مصدر العسل . وكان في ذلك أول تدنيس لنذره بلمسه جثة ميتة ، وهو يعلم ذلك ، بدليل أنه أخفي الأمر علي والديه (قض 14 : 6 و 9) .

وكانت رحلته الرابعة إلي تمنة لكي يتمم زواجه بامرأته (14 : 10-20) ، وهناك عمل "وليمة"-حسب المتبع-وكلمة "وليمة" في العبرية تتضمن شرب الخمر التي كان يستطيبها الفلسطينيون ، ومع أنه لا يذكر صراحة أن شمشون نفسه شرب منها ، إلا أن القرينة تدل علي ذلك ، وهكذا كسر الالتزام الثاني للنذير . "
-----------------
والغريب ان روح الله الحالة به لم تفارقه عندما ارتكب هذه المخالفات الالهية , بل لا نجد اى لوم او عتاب على هذه المخالفات من الله او من كاتب السفر وكأن هذه الامور عادية ولا لوم على شمشون ولا حرج فى ان يفعل ما يشاء !!

الله يفارق شمشون لمجرد حلق شعره دون ارادته , بينما لا يفارقه او حتى يلومه عندما , وهو النذير من بطن امه , يخالف شريعة النذير !!

2 - اخلاقياته الفاسدة وعلاقاته الجنسية مع العاهرات والزانيات
الرجل المتدين العادى يبتعد عن الزنا وارتياد بيوت الدعارة ومعاشرة العاهرات والمومسات , فما بال النذير الذى نذره الله من بطن امه وحلت روحه عليه وكانت لا تفارقه ابدا طالما لم يحلق شعره , من المتوقع ان يكون مثل هذا النذير متشددا فى الطهر ومبتعدا عن الشهوات المحرمة

فهل كان شمشون تقيا ورعا زاهدا فى الحياة وفى متعها الفانية ؟

ان شمشون كما يصوره كاتب السفر رجلا شهوانيا زانيا يعشق العاهرات ويعيش معهم , كان اذا مر بمكان ووجد بيت دعارة دخل فيه وقضى ليلته !!

يقول كاتب السفر :

" ثم ذهب شمشون الى غزة و راى هناك امراة زانية فدخل اليها

فقيل للغزيين قد اتى شمشون الى هنا فاحاطوا به و كمنوا له الليل كله عند باب المدينة فهداوا الليل كله قائلين عند ضوء الصباح نقتله

فاضطجع شمشون الى نصف الليل ثم قام في نصف الليل و اخذ مصراعي باب المدينة و القائمتين و قلعهما مع العارضة و وضعها على كتفيه و صعد بها الى راس الجبل الذي مقابل حبرون

و كان بعد ذلك انه احب امراة في وادي سورق اسمها دليلة "



اما عن دليلة التى اتخذها عشيقة وكان يمارس الجنس معها فيقول قاموس الكتاب المقدس تحت مادة شمشون :

" وبعد ذلك ذهب شمشون الى غزة , حيث تعرف بدليلة , امرأة بغى "
وتقول دائرة المعارف الكتابية عن هذه المومس عشيقة شمشون تحت مادة : دليلة

" اسم عبري قد يكون معناه "مدلَّلة أو صاحبة الدلال" (انظر الفعل العربي "دَلَّ") أو معشوقة، وهي امرأة فلسطينية كانت تعيش في وادي سورق في نحو 1100 ق.م. وقد كشف لها شمشون سر قوته (قض 4:16ـ22). ووادي سورق هو الوادي الرئيسي الذي ينحدر غربي أورشليم إلى السهل الساحلي ومنه إلى البحر المتوسط .
ومع أنه كانت توجد في حياة شمشون ثلاث نساء على الأقل (قض1:14، 1:16، 4:16)، فإن دليلة هي صاحبة النصيب الأكبر في تاريخه، فقد نجحت حيث فشل الآخرون في هزيمة بطل اسرائيل. وقد أحب شمشون هذه المرأة (قض 4:16) وكان يتردد عليها كثيراً، ولما لاحظ أقطاب الفلسطينين ذلك حاولوا أن ينجزوا عن طريق الرشوة ما عجزوا عن انجازه بالقوة. وكانت الرشوة التي وعدوا بها دليلة كبيرة جداً، إذ يبدو أنها كانت فعلاً شديدة الارتباط بشمشون حتى لزم اغراؤها بهذا المبلغ الكبير لخيانة عشيقها ولو كان من أعداء أمتها. فقد وعدها كل قطب من الأقطاب الخمسة بألف ومائة شاقل فضة (قض 5:16)، وهو مبلغ يعادل نحو أربعة عشر ضعفاً من المبلغ الذي دفعه إبراهيم ثمناً لمغارة المكفيلة ليدفن فيها زوجته سارة (تك 15:23).
ويبدو أن شمشون داخله الشك في أنه لدليلة هدفاً غير النواحي العاطفية، ولذلك خذلها ثلاث مرات ولم يخبرها بسر قوته العظيمة . وفي المرة الثالثة، يبدو أنه نعس على ركبتي دليلة حتى أنها استطاعت أن تضفر خصل رأسه وتثبتها بالوتد. ولكنه قلع الوتد والسدى، فاتهمته دليلة بأنه لا يحبها، وظلت تلح عليه كل يوم حتى ضاقت نفسه، فكشف لها السر، وكيف أنه نذير اللـه من بطن أمه، وكانت علامة هذا النذر أنه لم يعل موسى رأسه قط. وإذ أدركت دليلة أنه قد كشف لها مكنون سره، استدعت أقطاب الفلسطينيين فأحضروا الفضة معهم، وأنامته على ركبتيها ودعت رجلاً حلق شعر رأسه، ففارقته قوته. وهكذا نجحت في إذلاله وتسليمه للفلسطينيين الذين قلعوا عينيه وأوثقوه بسلاسل نحاس واتوا به ليرقص لهم في معبد إلههم داجون، وهناك هدم المعبد على نفسه وعلى الفلسطينيين "


الغريب ان الكاتب يسرد قصة زنا شمشون مع المرأة الفلسطينية المومس ويسرد قصته مع العاهرة دليلة كأنه يسرد شيئا عاديا لا يثير الانتباه , كأن هذا حق مكتسب لشمشون لا يلام عليه . فطالما ان المرأة فلسطينية تنتمى لاعداء اسرائيل فهذا مشروع ولا يغضب الاله اليهودى وليس به اى خلل اخلاقى !!

فاننا لا نسمع من كاتب السفر اى لوم او تأنيب للبطل اليهودى على ارتياده لبيوت الدعارة , وعلى قضاء وقت فراغه فى احضان الغانيات مثل دليلة, ولا نجد اى اعتراض من روح الله الحالة بجسد شمشون ولا تفارقه ابدا ان ينغمس شمشون فى ملذات وشهوات الجسد مع المومسات !ّ!

ان يلمس ويضاجع مومس لا غبار عليه , اما ان يلمس جثة ميت كما فى شريعة النذير فهذا اثم وخطيئة تغضب الله وتستوجب انهاء خدمة النذر كما تستوجب تقديم ذبائح للتكفير عن المعصية !!



3 - خرافات واساطير
جميع الشعوب والحضارات القديمة دونت ملاحم وتواريخ تمجد فيها آبائها وزعمائها , ونسبت لهم المعجزات والامور الخارقة بمعونة الآلهة لهم , ولم يكن الشعب اليهودى استثناء من هذه الشعوب

بل ان اليهود يمكن ان يقال عنهم انهم اثناء اختلاطهم باصحاب الحضارات القديمة مثل مصر ابان اقامتهم بها ما يزيد عن 300 سنة بناء على قصة سفر التكوين واثناء اقامتهم فى ارض الحضارات القديمة التىاغتصبوها واثناء تشتتهم وسبيهم فى بلاد بابل , تأثروا بثقافة هذه الشعوب , وينعكس هذا فى سفر القضاة الذى نسب كاتبه كثير من الخرافات والاساطير الى بطله القومى شمشون

فشمشون يملك قوة سحرية جبارة كامنة فى شعره , وعن طريق هذه القوة يستطيع شمشون ان يشق اسدا بيديه كما يشق الرجل رغيف الخبز !!

ان المعجزة فى هذه الحالة ليس لها اى هدف اخلاقى او معنوى , انها مجرد اظهار القوة لبطله واظهار العضلات !!

اله شمشون يهوه يظهر عضلاته وقوته بتمزيق الاسد على يدى شمشون

" فنزل شمشون و ابوه و امه الى تمنة و اتوا الى كروم تمنة و اذا بشبل اسد يزمجر للقائه

فحل عليه روح الرب فشقه كشق الجدي و ليس في يده شيء و لم يخبر اباه و امه بما فعل "

ومن يقرأ ملحمة جلجامش البابلية الاقدم تاريخيا من اسفار التوراة يجد ان جلجامش كان يقتل الاسود بيديه !!

وذات مرة اراد ان ينتقم من الفلسطينيين بسبب ان ابا زوجته الفلسطينية زوجها لرجل آخر وعرض عليه اختها الصغرى الاجمل منها , فكان انتقامه ليس من الرجل فقط وانما انتقم من الفلسطينيين جميعا , فكيف كان انتقامه ؟

يقول كاتب السفر ان شمشون امسك 300 ابن آوى ( ثعلب ) وربط ذيل كل ثعلب بآخر واشعل النار فى فى ذيول الثعالب الثلاث مائة واطلقها فى زروع الفلسطينيين وذلك فى موسم حصاد الحنطة , فاحترق الزرع واحترقت كروم الزيتون !!

من اجل مشكلة شخصية اتلف هذا البطل المخرب خيرات شعب زراعى باكملة لجريمة لم يرتكبها هذا الشعب !!

هذا عن الجانب الاخلاقى

اما اذا انتقلنا الى الوسيلة التى خرب بها هذا الشمشون فهى خرافة لا تعقل ابدا ومبالغة حمقاء

كيف يستطيع فرد واحد ان يمسك 300 ثعلب والثعالب معروفة بالسرعة والمكر والدهاء والشراسة !!

لا يمكن تصديق هذه القصة الا اذا افترضنا ان تلك الثعالب كانت منومة مغناطيسيا حتى يتمكن البطل الهمام من الامسالك بها وربط اذيالها وهى مستسلمة مستأنسة ثم يسير بهذا القطيع الضخم من الثعالب او يحملها على كتفيه ويوجهها ناحية الحقول وهناك يشعل فيها النار !!

ان من يقبل مثل هذه القصص يتمتع بسذاجة يحسد عليها !!

ولا يجب ان يغيب عن بالنا ان هذه القدرات الفذة لم يفعلها شمشون الا بقوة روح الاله الساكن به , فالاله اليهودى يخوض معركة من خلال شمشون ضد الاسد وضد الفلسطينيين فيحرق حصادهم !!

وعندما قبض الفلسطينيون على هذا المخرب الذى اتلف حصادهم الذى هو مصدر رزقهم , وكان موثوق اليدين بحبلين جديدين , يتدخل الاله ويستعرض قوته السحرية لينقذ البطل :

" فحل عليه روح الرب فكان الحبلان اللذان على ذراعيه ككتان احرق بالنار فانحل الوثاق عن يديه "

وكان انتقام الاله او شمشون من هؤلاء الفلسطينيين الذين احرقت ارزاقهم على يد هذا المفسد ان قتل شمشون الف فلسطينى منهم بفك حمار !!

اخذ يضربهم واحد تلو الاخر بهذا الفك بالدور واحد تلو الاخر وهم يتفرجون , وينتظر كل منهم دوره فى الموت دون مقاومة !!

ويفتخر هذا المعتوه بقوله الذى سجله كاتب السفر او وضعه على لسان شخصية بطله الاسطورى قائلا :

" بلحي حمار كومة كومتين بلحي حمار قتلت الف رجل "

الى هذا المدى يفتخر هذا البطل اليهودى الذى لا يروى غليله غير رؤية حمامات دماء الفلسطينيين الذى بلع عددهم 1000 شخص وسبب هذه المجزرة البشرية انهم قبضوا عليه لانه حرق زروعهم !!

من وجهة نظر المغتصب اليهودى انه يحق له ان يفعل ما يشاء باصحاب الارض فيحرق الزرع والكروم ويقتل اصحابها وما على الفلسطينيين الا الابتسامة والترحاب بموتهم وخراب ديارهم !!

بعد ذلك يعطش البطل وكاد يموت من العطش فيتدخل الاله , فكيف يترك حبيبه لهذا المصير فيسخر منه هؤلاء الغلف الفلسطينيين ؟

" ثم عطش جدا فدعا الرب و قال انك قد جعلت بيد عبدك هذا الخلاص العظيم و الان اموت من العطش و اسقط بيد الغلف

فشق الله الكفة التي في لحي فخرج منها ماء فشرب و رجعت روحه فانتعش لذلك دعا اسمه عين هقوري التي في لحي الى هذا اليوم "

فهاهى معجزة اخرى حيث يشق الله فك الحمار الذى قتل به شمشون بتاييد وقوة الله 1000 فلسطينى , فيخرج من هذا الفك الماء فيشرب ويرتوى !!

واخيرا لنرى خرافة اخرى لشمشون

بعد ان عرف الفلسطينيون سر قوة شمشون وحلقوا له شعره , وأسروه , نسوا ان شعره سينموا ثانية وستعود له قوته

فحدث فى احتفال كبير حضره 3000 فلسطينى ان شمشون دفع العمودين الذين يستند عليهما البيت او المعبد فانهار على الثلاثة الاف فلسطينى فقتلوا جميعا ومعهم شمشون !!
عملية فدائية او استشهادية !!

هكذا بمنتهى البساطة !!

أي بناء هذا الذى يتسع ويقوى سطحه على حمل 3000 رجل وامرأة ؟

وبناء قوى ومتين الاساس بمثل هذا الوصف هل يكون محمول على عمودين متجاورين المسافة بينهما لا تزيد عن متر فبدفعهما يسقط هذا البناء الضخم الذى يحمل 3000 فرد ؟؟!!
idriss322
08-20-2006, 07:44 PM
4 - شمشون المعتوه من اجل فزورة يقتل 30 رجلا بريئا لم يرتكبوا فى حقه شيئا

فى وليمة عرسه اراد ان يستغل ضيوفه الفلسطينيين ويبتزهم , هؤلاء الذين جاءوا ليباركوا له الزواج من قريبتهم الفلسطينية , وهذا موقف حضارى منهم .

فطلب منهم ان يحلوا له فزورة وهو يعلم تمام العلم انهم لن يستطيعوا لان هذه الفزورة عبارة عن حادثة وقعت له شخصيا ولا يمكن لاى انسان ان يخمن ما حدث الا اذا كان قد شهدها !

والفزورة كانت :

" من الآكل خرج اكل و من الجافي خرجت حلاوة "

وهو يشير لاسطورة الاسد الذى شقه بيديه , فالاسد آكل ومع ذلك خرج منه اكلا عبارة عن العسل الذى افرزه النحل فى جيفة الاسد ومنه اخذ شمشون واكل , وبديهى الا يقدر ان يفك هذه الطلاسم الا صاحب التجربة نفسه

وكان الرهان عبارة عن 30 قميصا و30 حلة ثياب يقدمها شمشون لهم لو حلوا الفزورة , واذا لم يعرفوا الحل فى مدة سبعة ايام يقدمون له مثلها !!

ان هذا الموقف وهذه الفزورة تدل على الشخصية الانتهازية المادية , فهو يعلم تمام العلم انه سيكسب الرهان وتدل على انه من المستغلين النفعيين فاستغل هؤلاء الذين لم يأتوا اليه الا ليهنئوه على الزواج !!

ولقد كانت صدمته كبيرة عندما خسر الرهان عندما حل الرجال فزورته بعدما ضغطوا على زوجته لتعرف الحل واخبرتهم به

حتى الان الامر لا يزيد عن " لعب عيال "

استغبى شمشون غيره فاتضح له انه هو الغبى عندما فشى السر لزوجته ولم يضع احتمال تسرب السر للرجال

كان عليه ان يحترم الشرط الذى فرضه ووضعه هو بنفسه

كان عليه ان يؤدب نفسه فيخسر قيمة 30 قميصا و 30 حلة للفلسطينيين

لكن لماذا يخسر ويدفع من جيبه ومن ماله ؟

فليتحمل غيره خطأه وسوء تقديره !!

فماذا فعل حتى لا يخرج من هذه اللعبة خاسرا ؟ وكيف يخسر البطل ؟

لابد للبطل ان يكون منتصرا فى جميع الاحوال وبأي وسيلة حتى لو كانت غير نظيفة !

بعد ان قدم الفلسطينيون الثلاثون حل الفزورة , يقول كاتب السفر :

" و حل عليه روح الرب فنزل الى اشقلون و قتل منهم ثلاثين رجلا و اخذ سلبهم و اعطى الحلل لمظهري الاحجية و حمي غضبه و صعد الى بيت ابيه "

هكذا تخلص شمشون من المأزق الذى وضع نفسه فيه , ولم يخسر قرشا واحدا !!

يتعاطف الاله مع هذا الافاق النصاب فيحل عليه بروحه ويرتكب على يديه جريمة بشرية دنيئة لا اخلاق فيها البتة حيث يذهب شمشون لمدينة اشقلون الفلسطينية وهناك يقتل 30 فلسطينى لا ذنب لهم ويسرق وينهب ممتلكاتهم ويعود بهذه المسروقات ويقدم 30 حلة ( رداء) للثلاثين رجل الذين تراهن معهم , وهكذا لم يخسر البطل شيئا من ماله , بل قد يكون خرج رابحا من هذه اللعبة ففاز بالثروات التى نهبها من الفلسطينيين الثلاثين الابرياء الذين قتلهم !!

والغريب ان الله يساند ويشترك فى هذه الجريمة البشعة وهذا النهب والسرقة عندما يحل بروحه على البطل ليفعل ما فعل !!

وكاتب السفر يبرر ما فعله هذا السفاح الخسيس ويظهره على انه بفعل روح الله فلا راد لما يريده هذا الاله الهمجى والدموى !!



5 - شمشون بطل من ابطال الايمان !!
رغم كل هذه الهمجية والدموية والعنصرية التى تتسم بها شخصية شمشون , الا ان اليهود وتلاميذ الانجيل اليهودي الاصل والثقافة لم يروا فيه شخصيته الا انه بطل من ابطال الايمان الاتقياء !! هكذا !!

وهذا الموقف المتناقض يرجع الى تقديسهم وتصديقهم لسفر القضاة وما جاء به من اساطير وخرافات وحماقات يفجها اى عقل متزن

فكما راينا كاتب سفر القضاة يفتخر بكل المذابح البشرية الهمجية التى ارتكبها هذا الغول فى حق الشعب الفلسطينى صاحب الارض لاسباب سياسية .

وجاءت المسيحية وتبنت الفكر اليهودى فاشادت بشمشون واعتبرته من ابطال الايمان

جاء فى رسالة العبرانيين 11 : 32-33

" و ماذا اقول ايضا لانه يعوزني الوقت ان اخبرت عن جدعون و باراق و شمشون و يفتاح و داود و صموئيل و الانبياء الذين بالايمان قهروا ممالك صنعوا برا نالوا مواعيد سدوا افواه اسود "

الغريب ان موقف اليهود والمسيحيين من شخصية شمشون متناقض , فهم يعترفون بان شمشون زانى وقاتل وسارق ومتهور وبالرغم من ذلك يؤمنون انه كان قديسا لم يفارقه روح الله !!

تقول دائرة المعارف الكتابية فى نهاية مقالها عن شمشون :


" ورغم كل أخطاء شمشون ، نجده يُذكر بين أبطال الإيمان في الأصحاح الحادي عشر من الرسالة إلي العبرانيين (عب 11 : 32) ، فقد قام بكل بطولاته بالاتكال علي قوة الله ، كما ظهر إيمانه أيضا في صلاته الأخيرة عند موته " !!

ويقول قاموس الكتاب المقدس :

" وقد حسب شمشون ضمن سحابة المؤمنين ( عب 11 : 32-33 ) ولم يكن له من قوة العقل مثلما كان له من قوة الجسم .

والظاهر انه لم يعلم , فكانت عواطفه الجامحة مستولية عليه . ولم يكن يعتبر مقامه كقاض لبنى اسرائيل , الا انه لم يخل من حب الوطن " !!

ولا حول ولا قوة الا بالله !!!!!!!!!!!!!
هكذا يبرر المؤمن بدينه كل شئ , يبرر السفالة والانحطاط الخلقى والخسة , ويبرر الدموية والهمجية , ويبرر الخرافات والاساطير , يبرر كل شئ من اجل مقدساته الدينية , ومن اجل تقديس الانبياء والقاء هالة من القداسة عليهم حتى لو ارتكبوا افظع الجرائم وانكر الافعال !!

وختاما
اقتبس لباحث فلسطينى جزء من دراسة له تتناول شخصية شمشون
وتلتقى مع الخطوط الرئيسة لدراستنا النقدية

جمبيل خرطبيل الكاتب والباحث الفلسطينى فى كتاب (الشخصيات الأسطورية في العهد القديم ) فصل :التمرد والرضوخ:
-------
لقد تولى شمشون قضاء / حكم/ إسرائيل عشرين سنة. فماذا تعني هذه الشخصية الخرافية ؟!

إنه انعكاس اللاشعور عند الإسرائيليين. فهو المعادل الوهمي لخوفهم وجبنهم وذلهم وانكسارهم أمام الفلسطينيين.

فالقوة الخارقة التي تقتل آلاف الفلسطينيين، تشفي غليل المنكسر وهو مستغرق في أحلام يقظته!

لقد استمد الكتبة فكرة القوة الخارقة من الأساطير ليسقطوها على زعيم من زعمائهم الوهميين ليكون التعويض عن ضعفهم ودونيتهم. ففي الحفلة يقدم الفلسطينيون ذبيحتهم لإلههم داجون وهم فرحون. ويقدم شمشون نفسه ضحية وقرباناً ليقضي على الآخرين انتقاماً لعينيه!

لقد صوره الكتبة كاذباً مخادعاً لاهثاً وراء شهواته. ولم يبال بيهوه إلا في المحنة.

ويضحك الإنسان من " الرب قد فارقه".(قضاة 16/20). فالرب ربط نفسه بشمشون من خلال شعره!!

وما الفرق بين يهوه هذا، وداجون ذاك ؟!

إن الكاتب جعل شمشون يقع في حب فلسطينية كمخطط إلهي: " هذا كان من قبل الرب وأنه كان يطلب سبباً على الفلسطينيين. وكان الفلسطينيون في ذلك الزمان متسلطين على إسرائيل".(قضاة 14/4). فلماذا يصنع الرب كل هذه المسرحية كي ينتقم من الفلسطينيين ؟!

وهل من ضمن مسرحيته زيارة المومس ؟!

وكيف يقبل الرب ارتكاب إثم الزواج من وثنية أجنبية بهدف الإيقاع بالفلسطينيين، أهي الغاية التي تبرر الوسيلة عند يهوه ؟!

ثم الزواج من الأجنبيات يؤدي إلى الموت، لأنهن لا أمان لهن ولا ذمة ولا ضمير ولا إخلاص. إنهن غادرات خائنات!

وكان شمشون يحب تمنة فغدرت به وخانته، ثم أحب دليلة فغدرت به أيضاً وأسلمته للموت!

فأي الأمرين يريد عزرا: المصيبة والكارثة في الزواج من أجنبية، أم جواز الزواج من أجنبية بهدف المنفعة والمصلحة ؟!

ونرى الأمر الأول هو هدف عزرا وهو الجريمة الكبرى. لأن شمشون لم يقتل فلسطينياً انتقاماً لمذلة إسرائيل. فقد بدأ قتله للثلاثين فلسطينياً ليسلبهم ملابسهم حين خسر الرهان.

وعند هربه منتصف الليل كان ينام مع مومس. وتهديم قاعة الاحتفالات كان بهدف الانتقام لعينيه، ولأن الفلسطينيين يتمتعون برؤيته كمهرج يسليهم!

فكل مواقفه شخصية ولا علاقة للرب أو الإسرائيليين به. ولم يقدمه عزرا كزعيم أو قائد أو قاضٍ!

62.الجرائم الهمجية التي ارتكبها اله المحبة ضد بلاد المديانيين

العدد 31
1 و كلم الرب موسى قائلا

2 انتقم نقمة لبني اسرائيل من المديانيين ثم تضم الى قومك

3 فكلم موسى الشعب قائلا جردوا منكم رجالا للجند فيكونوا على مديان ليجعلوا نقمة الرب على مديان

4 الفا واحدا من كل سبط من جميع اسباط اسرائيل ترسلون للحرب

5 فاختير من الوف اسرائيل الف من كل سبط اثنا عشر الفا مجردون للحرب

6 فارسلهم موسى الفا من كل سبط الى الحرب هم و فينحاس بن العازار الكاهن الى الحرب و امتعة القدس و ابواق الهتاف في يده

7 فتجندوا على مديان كما امر الرب و قتلوا كل ذكر

8 و ملوك مديان قتلوهم فوق قتلاهم اوي و راقم و صور و حور و رابع خمسة ملوك مديان و بلعام بن بعور قتلوه بالسيف

9 و سبى بنو اسرائيل نساء مديان و اطفالهم و نهبوا جميع بهائمهم و جميع مواشيهم و كل املاكهم

10 و احرقوا جميع مدنهم بمساكنهم و جميع حصونهم بالنار

11 و اخذوا كل الغنيمة و كل النهب من الناس و البهائم

12 و اتوا الى موسى و العازار الكاهن و الى جماعة بني اسرائيل بالسبي و النهب و الغنيمة الى المحلة الى عربات مواب التي على اردن اريحا

13 فخرج موسى و العازار الكاهن و كل رؤساء الجماعة لاستقبالهم الى خارج المحلة

14 فسخط موسى على وكلاء الجيش رؤساء الالوف و رؤساء المئات القادمين من جند الحرب

15 و قال لهم موسى هل ابقيتم كل انثى حية

16 ان هؤلاء كن لبني اسرائيل حسب كلام بلعام سبب خيانة للرب في امر فغور فكان الوبا في جماعة الرب

17 فالان اقتلوا كل ذكر من الاطفال و كل امراة عرفت رجلا بمضاجعة ذكر اقتلوها

18 لكن جميع الاطفال من النساء اللواتي لم يعرفن مضاجعة ذكر ابقوهن لكم حيات

19 و اما انتم فانزلوا خارج المحلة سبعة ايام و تطهروا كل من قتل نفسا و كل من مس قتيلا في اليوم الثالث و في السابع انتم و سبيكم

20 و كل ثوب و كل متاع من جلد و كل مصنوع من شعر معز و كل متاع من خشب تطهرونه

21 و قال العازار الكاهن لرجال الجند الذين ذهبوا للحرب هذه فريضة الشريعة التي امر بها الرب موسى

22 الذهب و الفضة و النحاس و الحديد و القصدير و الرصاص

23 كل ما يدخل النار تجيزونه في النار فيكون طاهرا غير انه يتطهر بماء النجاسة و اما كل ما لا يدخل النار فتجيزونه في الماء

24 و تغسلون ثيابكم في اليوم السابع فتكونون طاهرين و بعد ذلك تدخلون المحلة

25 و كلم الرب موسى قائلا

26 احص النهب المسبي من الناس و البهائم انت و العازار الكاهن و رؤوس اباء الجماعة

27 و نصف النهب بين الذين باشروا القتال الخارجين الى الحرب و بين كل الجماعة

28 و ارفع زكوة للرب من رجال الحرب الخارجين الى القتال واحدة نفسا من كل خمس مئة من الناس و البقر و الحمير و الغنم

29 من نصفهم تاخذونها و تعطونها لالعازار الكاهن رفيعة للرب

30 و من نصف بني اسرائيل تاخذ واحدة ماخوذة من كل خمسين من الناس و البقر و الحمير و الغنم من جميع البهائم و تعطيها للاويين الحافظين شعائر مسكن الرب

31 ففعل موسى و العازار الكاهن كما امر الرب موسى

32 و كان النهب فضلة الغنيمة التي اغتنمها رجال الجند من الغنم ست مئة و خمسة و سبعين الفا

33 و من البقر اثنين و سبعين الفا

34 و من الحمير واحدا و ستين الفا

35 و من نفوس الناس من النساء اللواتي لم يعرفن مضاجعة ذكر جميع النفوس اثنين و ثلاثين الفا

36 و كان النصف نصيب الخارجين الى الحرب عدد الغنم ثلاث مئة و سبعة و ثلاثين الفا و خمس مئة

37 و كانت الزكوة للرب من الغنم ست مئة و خمسة و سبعين

38 و البقر ستة و ثلاثين الفا و زكاتها للرب اثنين و سبعين

39 و الحمير ثلاثين الفا و خمس مئة و زكاتها للرب واحدا و ستين

40 و نفوس الناس ستة عشر الفا و زكاتها للرب اثنين و ثلاثين نفسا

41 فاعطى موسى الزكوة رفيعة الرب لالعازار الكاهن كما امر الرب موسى

42 و اما نصف اسرائيل الذي قسمه موسى من الرجال المتجندين

43 فكان نصف الجماعة من الغنم ثلاث مئة و سبعة و ثلاثين الفا و خمس مئة

44 و من البقر ستة و ثلاثين الفا

45 و من الحمير ثلاثين الفا و خمس مئة

46 و من نفوس الناس ستة عشر الفا

47 فاخذ موسى من نصف بني اسرائيل الماخوذ واحدا من كل خمسين من الناس و من البهائم و اعطاها للاويين الحافظين شعائر مسكن الرب كما امر الرب موسى

48 ثم تقدم الى موسى الوكلاء الذين على الوف الجند رؤساء الالوف و رؤساء المئات

49 و قالوا لموسى عبيدك قد اخذوا عدد رجال الحرب الذين في ايدينا فلم يفقد منا انسان

50 فقد قدمنا قربان الرب كل واحد ما وجده امتعة ذهب حجولا و اساور و خواتم و اقراطا و قلائد للتكفير عن انفسنا امام الرب

51 فاخذ موسى و العازار الكاهن الذهب منهم كل امتعة مصنوعة

52 و كان كل ذهب الرفيعة التي رفعوها للرب ستة عشر الفا و سبع مئة و خمسين شاقلا من عند رؤساء الالوف و رؤساء المئات

53 اما رجال الجند فاغتنموا كل واحد لنفسه

54 فاخذ موسى و العازار الكاهن الذهب من رؤساء الالوف و المئات و اتيا به الى خيمة الاجتماع تذكارا لبني اسرائيل امام الرب

والعجب العجاب ان سفر القضاة يكدب هده الوقائع ويعتبر بلاد المديانيين خطرا عظيما على بلتاد الاسرائيليين !!!!!!!!

القضاة 6

1 و عمل بنو اسرائيل الشر في عيني الرب فدفعهم الرب ليد مديان سبع سنين
2 فاعتزت يد مديان على اسرائيل بسبب المديانيين عمل بنو اسرائيل لانفسهم الكهوف التي في الجبال و المغاير و الحصون

3 و اذا زرع اسرائيل كان يصعد المديانيون و العمالقة و بنو المشرق يصعدون عليهم

4 و ينزلون عليهم و يتلفون غلة الارض الى مجيئك الى غزة و لا يتركون لاسرائيل قوت الحياة و لا غنما و لا بقرا و لا حميرا

5 لانهم كانوا يصعدون بمواشيهم و خيامهم و يجيئون كالجراد في الكثرة و ليس لهم و لجمالهم عدد و دخلوا الارض لكي يخربوها

6 فذل اسرائيل جدا من قبل المديانيين و صرخ بنو اسرائيل الى الرب

7 و كان لما صرخ بنو اسرائيل الى الرب بسبب المديانيين

8 ان الرب ارسل رجلا نبيا الى بني اسرائيل فقال لهم هكذا قال الرب اله اسرائيل اني قد اصعدتكم من مصر و اخرجتكم من بيت العبودية

9 و انقذتكم من يد المصريين و من يد جميع مضايقيكم و طردتهم من امامكم و اعطيتكم ارضهم

10 و قلت لكم انا الرب الهكم لا تخافوا الهة الاموريين الذين انتم ساكنون ارضهم و لم تسمعوا لصوتي

11 و اتى ملاك الرب و جلس تحت البطمة التي في عفرة التي ليواش الابيعزري و ابنه جدعون كان يخبط حنطة في المعصرة لكي يهربها من المديانيين

12 فظهر له ملاك الرب و قال له الرب معك يا جبار الباس

13 فقال له جدعون اسالك يا سيدي اذا كان الرب معنا فلماذا اصابتنا كل هذه و اين كل عجائبه التي اخبرنا بها اباؤنا قائلين الم يصعدنا الرب من مصر و الان قد رفضنا الرب و جعلنا في كف مديان

14 فالتفت اليه الرب و قال اذهب بقوتك هذه و خلص اسرائيل من كف مديان اما ارسلتك

15 فقال له اسالك يا سيدي بماذا اخلص اسرائيل ها عشيرتي هي الذلى في منسى و انا الاصغر في بيت ابي

16 فقال له الرب اني اكون معك و ستضرب المديانيين كرجل واحد

17 فقال له ان كنت قد وجدت نعمة في عينيك فاصنع لي علامة انك انت تكلمني

18 لا تبرح من ههنا حتى اتي اليك و اخرج تقدمتي و اضعها امامك فقال اني ابقى حتى ترجع

19 فدخل جدعون و عمل جدي معزى و ايفة دقيق فطيرا اما اللحم فوضعه في سل و اما المرق فوضعه في قدر و خرج بها اليه الى تحت البطمة و قدمها

20 فقال له ملاك الله خذ اللحم و الفطير و ضعهما على تلك الصخرة و اسكب المرق ففعل كذلك

21 فمد ملاك الرب طرف العكاز الذي بيده و مس اللحم و الفطير فصعدت نار من الصخرة و اكلت اللحم و الفطير و ذهب ملاك الرب عن عينيه

22 فراى جدعون انه ملاك الرب فقال جدعون اه يا سيدي الرب لاني قد رايت ملاك الرب وجها لوجه

23 فقال له الرب السلام لك لا تخف لا تموت

24 فبنى جدعون هناك مذبحا للرب و دعاه يهوه شلوم الى هذا اليوم لم يزل في عفرة الابيعزريين

25 و كان في تلك الليلة ان الرب قال له خذ ثور البقر الذي لابيك و ثورا ثانيا ابن سبع سنين و اهدم مذبح البعل الذي لابيك و اقطع السارية التي عنده

26 و ابن مذبحا للرب الهك على راس هذا الحصن بترتيب و خذ الثور الثاني و اصعد محرقة على حطب السارية التي تقطعها

27 فاخذ جدعون عشرة رجال من عبيده و عمل كما كلمه الرب و اذ كان يخاف من بيت ابيه و اهل المدينة ان يعمل ذلك نهارا فعمله ليلا

28 فبكر اهل المدينة في الغد و اذا بمذبح البعل قد هدم و السارية التي عنده قد قطعت و الثور الثاني قد اصعد على المذبح الذي بني

29 فقالوا الواحد لصاحبه من عمل هذا الامر فسالوا و بحثوا فقالوا ان جدعون بن يواش قد فعل هذا الامر

30 فقال اهل المدينة ليواش اخرج ابنك لكي يموت لانه هدم مذبح البعل و قطع السارية التي عنده

31 فقال يواش لجميع القائمين عليه انتم تقاتلون للبعل ام انتم تخلصونه من يقاتل له يقتل في هذا الصباح ان كان الها فليقاتل لنفسه لان مذبحه قد هدم

32 فدعاه في ذلك اليوم يربعل قائلا ليقاتله البعل لانه قد هدم مذبحه

33 و اجتمع جميع المديانيين و العمالقة و بني المشرق معا و عبروا و نزلوا في وادي يزرعيل

34 و لبس روح الرب جدعون فضرب بالبوق فاجتمع ابيعزر وراءه

35 و ارسل رسلا الى جميع منسى فاجتمع هو ايضا وراءه و ارسل رسلا الى اشير و زبولون و نفتالي فصعدوا للقائهم

36 و قال جدعون لله ان كنت تخلص بيدي اسرائيل كما تكلمت

37 فها اني واضع جزة الصوف في البيدر فان كان طل على الجزة وحدها و جفاف على الارض كلها علمت انك تخلص بيدي اسرائيل كما تكلمت

38 و كان كذلك فبكر في الغد و ضغط الجزة و عصر طلا من الجزة ملء قصعة ماء

39 فقال جدعون لله لا يحم غضبك علي فاتكلم هذه المرة فقط امتحن هذه المرة فقط بالجزة فليكن جفاف في الجزة وحدها و على كل الارض ليكن طل

40 ففعل الله كذلك في تلك الليلة فكان جفاف في الجزة وحدها و على الارض كلها كان طل



القضاة 7
1 فبكر يربعل اي جدعون و كل الشعب الذي معه و نزلوا على عين حرود و كان جيش المديانيين شماليهم عند تل مورة في الوادي

2 و قال الرب لجدعون ان الشعب الذي معك كثير علي لادفع المديانيين بيدهم لئلا يفتخر علي اسرائيل قائلا يدي خلصتني

3 و الان ناد في اذان الشعب قائلا من كان خائفا و مرتعدا فليرجع و ينصرف من جبل جلعاد فرجع من الشعب اثنان و عشرون الفا و بقي عشرة الاف

4 و قال الرب لجدعون لم يزل الشعب كثيرا انزل بهم الى الماء فانقيهم لك هناك و يكون ان الذي اقول لك عنه هذا يذهب معك فهو يذهب معك و كل من اقول لك عنه هذا لا يذهب معك فهو لا يذهب

5 فنزل بالشعب الى الماء و قال الرب لجدعون كل من يلغ بلسانه من الماء كما يلغ الكلب فاوقفه وحده و كذا كل من جثا على ركبتيه للشرب

6 و كان عدد الذين ولغوا بيدهم الى فمهم ثلاث مئة رجل و اما باقي الشعب جميعا فجثوا على ركبهم لشرب الماء

7 فقال الرب لجدعون بالثلاث مئة الرجل الذين ولغوا اخلصكم و ادفع المديانيين ليدك و اما سائر الشعب فليذهبوا كل واحد الى مكانه

8 فاخذ الشعب زادا بيدهم مع ابواقهم و ارسل سائر رجال اسرائيل كل واحد الى خيمته و امسك الثلاث مئة الرجل و كانت محلة المديانيين تحته في الوادي

9 و كان في تلك الليلة ان الرب قال له قم انزل الى المحلة لاني قد دفعتها الى يدك

10 و ان كنت خائفا من النزول فانزل انت و فورة غلامك الى المحلة

11 و تسمع ما يتكلمون به و بعد تتشدد يداك و تنزل الى المحلة فنزل هو و فورة غلامه الى اخر المتجهزين الذين في المحلة

12 و كان المديانيون و العمالقة و كل بني المشرق حالين في الوادي كالجراد في الكثرة و جمالهم لا عدد لها كالرمل الذي على شاطئ البحر في الكثرة

13 و جاء جدعون فاذا رجل يخبر صاحبه بحلم و يقول هوذا قد حلمت حلما و اذا رغيف خبز شعير يتدحرج في محلة المديانيين و جاء الى الخيمة و ضربها فسقطت و قلبها الى فوق فسقطت الخيمة

14 فاجاب صاحبه و قال ليس ذلك الا سيف جدعون بن يواش رجل اسرائيل قد دفع الله الى يده المديانيين و كل الجيش

15 و كان لما سمع جدعون خبر الحلم و تفسيره انه سجد و رجع الى محلة اسرائيل و قال قوموا لان الرب قد دفع الى يدكم جيش المديانيين

16 و قسم الثلاث مئة الرجل الى ثلاث فرق و جعل ابواقا في ايديهم كلهم و جرارا فارغة و مصابيح في وسط الجرار

17 و قال لهم انظروا الي و افعلوا كذلك و ها انا ات الى طرف المحلة فيكون كما افعل انكم هكذا تفعلون

18 و متى ضربت بالبوق انا و كل الذين معي فاضربوا انتم ايضا بالابواق حول كل المحلة و قولوا للرب و لجدعون

19 فجاء جدعون و المئة الرجل الذين معه الى طرف المحلة في اول الهزيع الاوسط و كانوا اذ ذاك قد اقاموا الحراس فضربوا بالابواق و كسروا الجرار التي بايديهم

20 فضربت الفرق الثلاث بالابواق و كسروا الجرار و امسكوا المصابيح بايديهم اليسرى و الابواق بايديهم اليمنى ليضربوا بها و صرخوا سيف للرب و لجدعون

21 و وقفوا كل واحد في مكانه حول المحلة فركض كل الجيش و صرخوا و هربوا

22 و ضرب الثلاث المئين بالابواق و جعل الرب سيف كل واحد بصاحبه و بكل الجيش فهرب الجيش الى بيت شطة الى صردة حتى الى حافة ابل محولة الى طباة

23 فاجتمع رجال اسرائيل من نفتالي و من اشير و من كل منسى و تبعوا المديانيين

24 فارسل جدعون رسلا الى كل جبل افرايم قائلا انزلوا للقاء المديانيين و خذوا منهم المياه الى بيت بارة و الاردن فاجتمع كل رجال افرايم و اخذوا المياه الى بيت بارة و الاردن

25 و امسكوا اميري المديانيين غرابا و ذئبا و قتلوا غرابا على صخرة غراب و اما ذئب فقتلوه في معصرة ذئب و تبعوا المديانيين و اتوا براسي غراب و ذئب الى جدعون من عبر الاردن

فكاتب القضاة يحدثنا عن دولة المديانيين وعن ملوكها وعن جيوشها وعن خطرها على اليهود وكيف ان الله كلف جدعون بضربها وقتل ملوكها والانتصار عليها !!
ان سفر القضاة لا يعرف شيئا عما حدث للمديانيين بحسب سفر الخروج والا ما تورط فى قصته فى هذا السفر !!

وكيف يكون هذا بينما هذا الشعب ابيد منذ حوالى مائتين عام فى زمن موسى ؟؟؟؟
ولقد حاول الفكر المسيحى ان يزيل التناقض فى الروايتين , وهذا نموذج لمحاولاتهم التوفيقية جاء باشهر كتاب بالعربية يدافع عن النقد الموجه ضد الكتاب المقدس , كتاب ( شبهات وهمية حول الكتاب المقدس )
نقرأ فيه :
" قال المعترض الغير مؤمن: ورد في سفر العدد أصحاح 31 أن بني إسرائيل أفنوا المديانيين في عهد موسى ولم يبقوا ذكراً لا بالغاً ولا غيره، وكذلك لم يبقوا امرأة بالغة. ويؤخذ من القضاة 6 أن المديانيين تقووا حتى عجز بنو إسرائيل عن هزيمتهم ولم يبق لهم سوى مئتي سنة. فكيف يزيد عددهم في مدة 200 سنة حتى يحاربوا بني إسرائيل؟ .

وللرد نقول بنعمة الله : لم يستأصل بنو إسرائيل المديانيين من الوجود. بل لابد أنه نجا منهم عدد كبير، فقد سبي بنو إسرائيل المنتصرون نساء مديان وأطفالهن (عدد 31: 6). ولابد أن هذا العدد نما في مدة 200 سنة.

وإذ تقرر ذلك فلابد أن الذين نجوا صاروا أمة عظيمة في ظرف مائتي سنة، بعد أن تحالفوا مع العمالقة وغيرهم حتى ضايقوا بني إسرائيل من جهة الشمال والشرق. وكثيراً ما يسلط الله أصغر الأمم وأحقرها على الأمم الكبيرة فتضايقها، بسبب تمادي الأمم الكبيرة في الشر والطغيان."
يعتمد المدافع المسيحى على التخمينات والاستنتاجات التى لا اساس او برهان عليها من اسفار الكتاب المقدس , وانما هى من وحى خياله التوفيقى التلفيقى
فيقول : " لابد أنه نجا منهم عدد كبير " , يقول هذا متجاهلا ما جاء بسفر العدد من ان الجيش اليهودى قتل كل ذكر ولم يبق من المديانيين غير البنات الصغيرة الغير بالغات والتى تقاسمها الجنود اليهود كجوارى واماء !!
ثم يبنى استنتاجا آخرا على استنتاجه الاول الواهى فيقول : " ولابد أن هذا العدد نما في مدة 200 سنة." , ثم يستمر فى الاستنتاجات والتى يعتبرها كحقائق ثابتة مقررة فيقول : " وإذ تقرر ذلك فلابد أن الذين نجوا صاروا أمة عظيمة في ظرف مائتي سنة، بعد أن تحالفوا مع العمالقة وغيرهم"

وهكذا فى خلال 200 سنة عاد المديانيون ليكونوا دولة كبيرة تهدد خطر اسرائيل بناء على مثل هذه السلسلة الواهية من الاستنتاجات التى تستند على استنتاجات , وجميعها لا يعبأ بمنطق او عقل او تاريخ !!

خاتمة
فكما يقول جميل خرطبيل فى كتاب ( نقد الدين اليهودى ) فصل اصطفاء اليهود على البشرية :
--------------
لقد أكدت أسفار العهد القديم في أماكن متعددة أن الإسرائيليين هم أفضل البشر، وأن الله خصهم بهذه المكانة الرفيعة ودونهم بقية البشر، وهم أبناء الله المباركين. بينما بقية الأمم هم أبناء البشر، كما أن الله سيلعن من يلعنهم. واليهود عدوا أنفسهم من تلك السلالة!!

ومن هذه النصوص التي تدل على ذلك:

1- يخاطب الرب نبيه إبراهيم بأنه سيجعله أمة عظيمة تتبارك بها جميع الأمم:

" وقال الرب لأبرام: اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أريك فأجعلك أمة عظيمة وأباركك وأعظم اسمك وتكون بركة. وأبارك مباركيك، ولاعنك ألعنه، وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض" التكوين: 12/ 1، 2، 3

وفي السفر نفسه يخاطبه الرب، ويقيم معه عهداً أبدياً ولنسله من بعده، نسل ابنه إسحق:

" أما أنا فهو ذا عهدي معك وتكون أباً لجمهور من الأمم فلا يدعى اسمك بعد أبرام بل يكون اسمك إبرهيم لأني أجعلك أباً لجمهور من الأمم وأثمرك كثيراً جداً. وأجعلك أمماً، وملوك منك يخرجون. وأقيم عهدي بيني وبينك وبين نسلك من بعدك في أجيالهم عهداً أبدياً لأكون إلهاً لك ولنسلك من بعدك وأعطي لك ولنسلك من بعدك أرض غربتك كل أرض كنعان ملكاً أبدياً وأكون إلههم" تكوين: 17/ 4، 5، 6، 7، 8

2- ويخاطب إسحق ابنه يعقوب:

" ليستعبد لك شعوب وتسجد لك قبائل" تكوين: 27/ 29

3- ويطلب الرب من موسى أن يقول لفرعون:

" هكذا يقول الرب، إسرائيل ابني البكر، فقلت لك: أطلق ابني ليعبدني" الخروج: إصحاح 4/ 22- 23

4- ويخاطب الرب بني إسرائيل:

" وأتخذكم لي شعباً وأكون لكم إلهاًً" الخروج: إصحاح 6/ 7

5- ويطلب الرب من موسى أن يخبر بني إسرائيل:

" إن سمعتم لصوتي وحفظتم عهدي تكونون لي خاصة من بين جميع الشعوب فإن لي كل الأرض وأنتم تكونون لي مملكة كهنة وأمة مقدسة" الخروج: إصحاح 19/ 5-6

6- ويقول الرب لشعبه المصطفى:

" لأنك أنت شعب مقدس للرب إلهك، إياك قد اختار الرب إلهك لتكون له شعباً أخص من جميع الشعوب الذين على وجه الأرض. ليس من كونكم أكثر من سائر الشعوب التصق الرب بكم واختاركم لأنكم أقل من سائر الشعوب. بل من محبة الرب إياكم وحفظه القسم الذي أقسم لآبائكم" التثنية: إصحاح 7/ 6- 7- 8

7- " مباركاً تكون فوق الشعوب" التثنية: إصحاح 7/ 14

" أنتم فوق جميع الشعوب" التثنية: إصحاح 10/ 15

" طوباك يا إسرائيل، من مثلك يا شعباً منصوراً بالرب ترس عونك وسيف عظمتك. فيتذلل لك أعداؤك وأنت تطأ مرتفعاتهم" التثنية: إصحاح 33/ 29

8- ويخاطب الرب سليمان:

" أسكن في وسط بني إسرائيل ولا أترك شعبي إسرائيل" الملوك الأول: إصحاح 6/ 13

9- ويخاطب أشعيا على لسان الرب، صهيون:

" هكذا قال السيد الرب ها اني أرفع إلى الأمم يدي وإلى الشعوب أقيم رايتي فيأتون بأولادك في الأحضان، وبناتك على الأكتاف يحملن. ويكون الملوك حاضنيك وسيداتهم مرضعاتك. بالوجوه إلى الأرض يسجدون لك ويلحسون غبار رجليك، فتعلمين أني أنا الرب الذي لا يخزي منتظروه" أشعيا: إصحاح 49/ 22- 23

وفي أشعيا أيضاً:

" لأنه هكذا قال الرب: هأ نذا أدير عليها سلاماً كنهر، ومجد الأمم كسيل جارف فترضعون، وعلى الأيدي تحملون، وعلى الركبتين تُدلَّلون.." أشعيا: إصحاح 66/ 12

وهناك الكثير من آيات العهد القديم التي تخصص بني إسرائيل، وترفعهم فوق الشعوب جميعاً، لأنهم شعب الله المختار من بين جميع مخلوقاته.

ولأنه يحبهم ويدللهم، يجعل بقية الشعوب عبيداً وخدماً لهم:

" وأما عبيدك وإماؤك الذين يكونون لك فمن الشعوب الذين حولكم. منهم تقتنون عبيداً وإماء" .

وهذا إضافة إلى:

" أبناء المستوطنين النازلين عندكم" ، وأولاد الإسرائيليين يرثون هؤلاء العبيد عن آبائهم: " وتستملكونهم لأبنائكم من بعدكم ميراث ملك تستعبدونهم إلى الدهر" اللاويين: إصحاح 25/ 44- 45- 46

والذين لا يستطيع بنو إسرائيل أن يجعلوهم عبيداً لهم، يطلب الرب أن يعاملوهم هكذا:

" لا تقطع لهم عهداً ولا تشفق عليهم ولا تصاهرهم" التثنية: إصحاح 7/ 2-3

وعند أشعيا نرى معاملة الأجانب غير اليهود:

" يرعون غنمكم، ويكون بنو الغريب حراثيم وكراميكم. أما أنتم فتدعون كهنة الرب تسمون خدام إلهنا. تأكلون ثروة الأمم وعلى مجدهم تتأمَّرون" أشعيا: إصحاح 61/ 5-6

وتصل النظرة إلى درجة الازدراء والاحتقار:

" لا تأكلوا جثة ما تعطيها للغريب الذي على أبوابك فيأكلها أو يبيعها لأجنبي، لأنك شعب مقدس للرب إلهك" التثنية: إصحاح 14/ 21

آيات مفعمة بالعنصرية، ومغرقة بالنرجسية، والتعالي والغطرسة. فأي رب هذا الذي ينظر إلى شعب دون غيره هذه النظرة، في الوقت الذي يفترض فيه أنه خلق الشعوب كلها كما يقول النص نفسه؟!

هذه النظرة، عنصرية الرب والشعب نقدها الفكر الغربي، وبين تهافتها، حتى أن بعض علماء اليهود أنفسهم:

" يعلنون صراحة أن تاريخهم القديم أسطوري وقد أعيد وضعه من وجهة نظر فريسية" ، وأن: " علماء الكتاب المقدس كلهم مجمعون على أن العهد القديم جرى وضعه خلال وبعد النفي إلى بابل"

فاليهود وهم في أسرهم المزري الذي يذكره العهد القديم، حاولوا أن يعوضوا عن عقدة النقص والدونية، بجعل أنفسهم فوق البشرية، وألصقوا ذلك بالإله يهوه ليعطوا ذلك صفة مقدسة..

ونعتقد أن هذا التمييز لا يؤمن به كل واع، ويمتلك أرضية أخلاقية. أما المتعصب للعهد القديم فيعتقد أن ذلك أمر إلهي،؟؟؟؟توته توته خلصت الحدوته يانصاري يا عاقلييييين؟؟؟؟؟

غير معرف يقول...

رسالة الي البوبو:حضرة المحترم / أسقف روما ، ومندوب يسوع المسيح ، وخليفة أمير الرسل ، و الحبر الأعظم للكنيسة العالمية ، وكبير أساقفة إيطاليا ، والمطران الأسقفي للمقاطعة الرومية ، ورئيس دولة مدينة الفاتيكان ، وخادم خدّام الله ، ـ ولم أذكر" باتريارك الغرب" لأنكم تنازلتم عنه .. كما لا يجوز لي إغفال لقب : رئيس مكتب عقيدة الإيمان ( محاكم التفتيش سابقا ) ، و الأستاذ المتفرغ بالجامعات الألمانية ، البابا بندكتوس السادس عشر .....



أبدأ بهمسة عتاب كزميلة في اللقب الجامعي ـ وهو المستوى الذي يدور في نطاقه هذا الخطاب ـ وكإنسانة مسلمة ، نالها من الإهانة والمرارة والألم ما نال المسلمين في العالم أجمع مما ورد في المحاضرة التي ألقيتموها ، في جامعة راتيسبون بألمانيا ، تحت عنوان :
" العقل والإيمان.. العنف يتعارض مع طبيعة الله ومع طبيعة الروح".

فمن يحمل على كاهله أمانة و مسؤولية كل هذه الألقاب ، عار عليه أن يتدنى إلى مستوى السب العلني لدين يتمسك به و يتّبعه أكثر من خمس سكان العالم .. وعار عليه أن يختار موقف التحدي الاستفزازي للنيل من الإسلام و المسلمين.. وهو موقف يندرج بلا شك ضمن مسلسل الإساءة و المحاصرة الذي بدأ منذ بداية انتشار الإسلام و يتواصل حتى يومنا هذا . إنه موقف وضعكم على أرض احتقار الآخر ، و الكذب ، و الجهل ، باختياركم ، وكلها تشبيهات لا تليق بمن في مثل منصبكم . فهو موقف يكشف عن مدى جهلكم بدينكم وبدين الآخرين من جهة ، و من جهة أخرى، هو موقف أشبه ما يكون بإطلاق العنان لحملات صليبية جديدة ما أغنانا جميعا عنها ..

وتؤكد جريدة "لاكروا " المسيحية الصادرة في 17 / 9 / 2006 ، أن المحاضرة قد تم الإعداد لها طويلا ، وقرأها العديد من المحيطين بكم ، مثلما يحدث مع كافة النصوص العامة على الأقل. كما تؤكد الجريدة أنه منذ يوم الاثنين 11 / 9 و " بينما لم يكن البابا قد نطق محاضرته بعد ، صدرت الصحف الإيطالية بعناوين حول بنديكت السادس عشر و الإسلام " ! الأمر الذي يؤكد ربط هذه المحاضرة في هذا التوقيت بمسرحية الحادي عشر من سبتمبر !.. فما أصبح معروف يقينا رغم التمويه الشديد ، أن الأيادي المدبرة أمريكية رفيعة المستوى . وكان هدف المحاضرة واضحا في ربطه بين الإسلام والإرهاب والشر .. أي أنه موقف متعمّد.

ولقد جاء ردكم وتعبيركم عن " الحزن " الذي انتابكم من ردود الأفعال التي أثارتها محاضرتكم كعذر أقبح من ذنب ، فالباحث الأكاديمي حينما يستشهد في بحثه ، يكون ذلك لأحد أمرين : إما لتأييد موقفه ، وإما لنقد ذلك الاستشهاد ـ ولا يوجد هناك ما يسمى باستشهاد لا يعبر عن رأيي كاتبه بالمعنى الذي حاولتم التبرير به : فالكاتب هو الذي يستشهد . وقولكم أن هذه العبارات لا تعبر عن رأيكم الشخصي، في الوقت الذي يؤكد صلب المحاضرة وسابق كتاباتكم وخاصة خطابكم الرسولي كلها كتابات تؤكد أنكم تعنونه ، وذلك يضعكم في مصاف أولئك الباحثين الذين يضعون أفكارهم على لسان غيرهم حتى لا تحسب عليهم خشية عواقبها .. وهو موقف علمي يوصف بالجبن ولا يليق بمن في مكانتكم.

وحتى التصريح الصادر عن المكتب الإعلامي للفاتيكان يوم السبت 16/ 9/ 2006 والذي استشهد فيه المتحدث الرسمي بقرار وثيقة " في زماننا هذا " الصادرة عن مجمع الفاتيكان الثاني سنة 1965 ، فهو أيضا بمثابة عذر أقبح من ذنب ، ويكشف عن الموقف غير الكريم والملتوي ـ لكي لا أقول ذو الوجهين ـ للفاتيكان. فمن يطّلع على محاضر صياغة هذا النص تحديدا يصاب بالغثيان من كثرة ما جاهد كاتبوه لاستبعاد أن العرب من سلالة إسماعيل ، الابن البكر لسيدنا إبراهيم، ولا ينتمون إليه ، وإنما يتخذونه مثلا !. واستبعاد حتى أن الله قد خاطب المسلمين عن طريق الوحي إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. والمرجع صادر عن الفاتيكان بعنوان " الكنيسة والديانات غير المسيحية" ، وبه محاضر الجلسات المخجلة . الأمر الذي يوضح مدى تمسككم باستمرار ذلك الموقف غير الأمين تجاه الإسلام و المسلمين ، لعدم الاعتراف به كديانة توحيدية. وسواء اعترفتم أو لا تعترفون به فالإسلام موجود ومعترف به من الجميع على أنه الرسالة التوحيدية الثالثة المرسلة للبشر، ورفضه أو إنكاره لا يدين إلا شخصكم.

ولا يسع المجال هنا لتناول مختلف النقاط التي طرحتموها في تلك المحاضرة والتي تزيد عن العشرين موضوعا ، وسأكتفي بالرد على ما يخص الإسلام ، وهما نقطتان أساسيتان : ما وصفتم به الله عز وجل في " المذهب الإسلامي " من أن التصعيد المطلق لله عبارة عن مفهوم لا يتفق ولا يتمشى مع العقل والمنطق ، ولا يمكن فهمه ، وأن إرادته لا ترتبط بأي واحدة من فئاتكم المنطقية ، ولا حتى فئة المعقول ؛ وأن سيدنا محمد عليه صلوات الله ، لم يأت إلا بكل ما هو شر ولا إنساني ، مثل أمره بنشر العقيدة التي يبشر بها بالسيف ! .

وأول ما يجب توضيحه هنا هو أن الإسلام ليس بمذهب ، كما وصفتمونه ، وإنما دين توحيدي متكامل ، شامل الأركان ، ثابت وراسخ ، وخاصة شديد المنطق والوضوح وهو ما يجذب الناس إليه. و مجرد إغفال مثل هذه الحقيقة يوصم موقفكم ويكشف عن مدى عدم الأمانة العلمية والموضوعية التي تتمسكون بها !

ولن أحدثكم هنا عن الإسلام الذي يمكنكم دراسته إن شئتم ، لكنني سأسألكم عن الكتاب المقدس بعهديه ، والذي ترون أنه بقسميه يتفق مع العقل والمنطق دونا عن القرآن ، مشيرين في موضع آخر " أن العنف يتعارض مع طبيعة الله وطبيعة الروح ، وان الله لا يحب الدم و التصرف بمنافاة العقل يعد ضد طبيعة الله ". وهنا لا يسعني إلا أن أسألكم عن كل ما هو وارد بالعهد القديم من أمر الإله يهوه لأتباعه بإبادة كل القرى وحرقها وذبح الرجال والنساء والأطفال بحد السيف و أخذ الذهب والفضة ... وفى مكان آخر يطلب تعذيبهم و تقطيعهم وحرقهم في أفران الطوب ... هل تتمشى مثل هذه الآيات مع العقل والمنطق في نظركم ؟ وخاصة هل ترونها تخلو من الشر واللا إنسانية ؟! أم هذا هو التسامح الذي تقرونه !

وما هو وارد في سفر حذقيال حين يأمره الرب أن يأكل خبزا وعليه "خراء الإنسان " وحينما اشتكى النبي حزقيال أمره أن يضيف عليه روث البقر! هل يتمشى هذا مع العقل والمنطق في نظركم ؟! وأخجل حقا من ذكر بعض الإباحيات الواردة بهذا النص وغيره رغم محاولة درئها بتغييرها أو تعديلها من طبعة لأخرى .. والنصوص والطبعات موجودة.

أما في المسيحية التي تترأسون أعلى المناصب فيها ، فأبدأ بسؤالكم عن تأليه السيد المسيح في مجمع نيقية الأول سنة 325 ، رغم وجود العديد من الآيات التي يقول فيها السيد المسيح إن "الرب إلهنا واحد " (مرقس 12:29) ، "ليس أحد صالحا إلا واحد وهو الله" (متى 16:19 ) ، "إني أصعد إلى أبى وأبيكم وإلهي و إلهكم " (يوحنا 20:17) ، " للرب إلهك تسجد، وإياه وحده تعبد" (متى 4:10) ، وما أكثر الآيات التي يوضح فيها أنه إنسان :" أنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله " (يوحنا 8:40) ، كما أن هناك آيات تقول :" هذا يسوع النبي الذي من ناصرة الجليل " (21:11) ، و"قد قام فينا نبي عظيم " (لوقا 7:16) .. ورغم كل هذه التأكيدات التي لا تزال موجودة ولم تمحى بعد ، قامت المؤسسة الكنسية بإعلان أن يسوع "إله حقيقي من إله حقيقي ، مولود وليس مخلوق ، ومشارك للآب في الجوهر" ..وبعد ذلك جعلته الله شخصيا ، فهل تتمشى كل هذه المغالطات مع العقل والمنطق ـ رغم أنها أدت إلى تقسيم المسيحية وإلى مذابح بين أتباعها ؟!

وفى مجمع القسطنطينية الأول تمت إضافة أن " الروح القدس مشارك للآب في الجوهر" ، مما أدى إلى انفصال آخر للكنائس. وفى مجمع أفسوس سنة 431 أقر المجمع بدعة " أن مريم أم الله " ، مما أدى إلى معارك وانفصالات أخرى .. وفى مجمع خلقيدونيا سنة 451 أقر "الطبيعة الثنائية ليسوع " .. وكلها عقائد وقرارات لا يذكر ولا يعرف عنها يسوع أي شيء ، فهل هذا يتمشى مع العقل والمنطق ؟!

والمعروف من إصداراتكم أنه لم يتم تقبل عقيدة التثليث لقرون طويلة بين الكنائس ، بحيث نطالع في قرار مجمع فلورنسا المنعقد سنة 1439 ، الذي راح يحدد لليعاقبة معنى الثالوث لفرضه بلا رجعة ، وينص القرار على ما يلي : " إن العلاقة وحدها هي التي تفرق بين الأشخاص ، لكن الأشخاص الثلاثة يكوّنون إله واحد وليس ثلاثة آلهة ، لأنهم من جوهر واحد ، و طبيعة واحدة ، وألوهية واحدة ، وضخامة واحدة ، وخلود واحد ، وأن ثلاثتهم واحد حيث لا تمثل العلاقة أي تعارض " ، وعلى الذين لا يروقهم هذا الوضوح تجيب الكنيسة : أنه سرّ ! فهل مثل هذا المنطق هو الذي ترونه يتمشى مع العقل السليم ؟!..

تعتبرون سيادتكم أن نصوص الكتاب المقدس بعهده القديم ، القائم على الترجمة السبعينية، وأناجيله الأربعة وباقي الكتب المرفقة ، هو الكتاب الذي يعتد به فهو يحتوي على الإيمان الإنجيلي وتستعينون بفكره طوال محاضرتكم بعد استبعاد القرآن. والمعروف تاريخيا أن القديس جيروم هو الذي صاغه بأمر من البابا داماز، بعد توليفه من أكثر من خمسين إنجيلا كانت منتشرة ومستخدمة حتى القرن الرابع. وعند الفراغ من مهمته كتب مقدمة للعهد الجديد موجها إياها للبابا داماز يقول فيها :
" إلى قداسة البابا داماز ، من جيروم
تحثني على أن أقوم بتحويل عمل قديم لأخرج منه بعمل جديد ، وتريد منى أن أكون حكماً على نُسخ كل تلك النصوص الإنجيلية المتناثرة في العالم ، وأن أختار منها وأقرر ما هي تلك التي حادت أو تلك التي هي أقرب حقا من النص اليوناني . إنها مهمة ورعة ، لكنها مغامرة خطرة إذ سيتعيّن علىّ تغيير أسلوب العالم القديم و أعيده إلى الطفولة. و أن أقوم بالحكم على الآخرين يعنى في نفس الوقت أنهم سيحكمون فيه على عملي. فمن من العلماء أو حتى من الجهلاء ، حينما سيمسك بكتابي بين يديه ويلحظ التغيير الذي وقع فيه ، بالنسبة للنص الذي اعتاد قراءته ، ولن يصيح بالشتائم ضدي ويتهمني بأنني مزوّر و مدنس للمقدسات ، لأنني تجرأت وأضفت ، وغيّرت ، و صححت في هذه الكتب القديمة ؟

" وحيال هذه الفضيحة ، هناك شيئان يخففان من روعي ، الأمر الأول : أنك أنت الذي أمرتني بذلك ؛ و الأمر الثاني : أن ما هو ضلال لا يمكن أن يكون حقا . وهو ما تقره أقذع الألسنة شراسة . وإذا كان علينا أن نضفي بعض المصداقية على مخطوطات الترجمة اللاتينية ، ليقل لنا أعداؤنا أيها أصوب ، لأن هناك من الأناجيل بعدد الاختلاف بين نصوصها. ولماذا لا يروقهم أن أقوم بالتصويب اعتمادا على المصادر اليونانية لتصويب الأجزاء التي أساء فهمها المترجمون الجهلاء ، أو بدّلوها بسوء نيّة ، أو حتى قام بعض الأدعياء بتعديلها.

"وإذا كان علينا دمج المخطوطات ، فما يمنع أن نرجع ببساطة إلى الأصول اليونانية ونبعد بذلك عن أخطاء الترجمات السيئة أو التعديلات غير الموفقة من جانب الذين تصوروا أنهم علماء ، أو الإضافات التي أدخلها الكتبة النعسانين ؟ إنني لا أتحدث هنا عن العهد القديم والترجمة السبعينية باللغة اليونانية التي لم تصلنا إلا بعد ثلاث ترجمات متتالية من العبرية إلى اليونانية ثم إلى اللاتينية . ولا أود أن أبحث هنا ما الذي سيقوله أكويلا أو سيماّك ، أو لماذا آثر تيودوسيان الوسط بين المترجمين القدامى و الحداث . لذلك سأعتمد على الترجمة التي يمكن أن يكون قد عرفها الحواريون .

" وأتحدث الآن عن العهد الجديد ، المكتوب بلا شك باللغة اليونانية فيما عدا إنجيل متّى الذي كان قد استعان أولا بالعبرية لنشره في منطقة اليهودية. إن هذا الإنجيل يختلف يقينا عن الذي بلغتنا نظرا لتعدد المصادر التي استعانوا بها لتكوينه . وقد آثرت أن أرجع إلى نص أساسي، فلا أود الاستعانة بترجمات المدعوان لوشيانوس أو هزيكيوس التي يدافع عنها البعض بضراوة عن غير وجه حق ، واللذان لم يكن من حقهما مراجعة لا العهد القديم بعد ترجمة السبعينية ، ولا أن يقوما بمراجعة النصوص الجديدة . فالنصوص الإنجيلية التي وصلتنا بلغات شعوب مختلفة توضح مدى الأخطاء و الإضافات التي بها . وإذا كنت قد قمت بذلك بالنسبة للنسخ المكتوبة بلغتنا فلا بد وأن أعترف بأنني لم استفد منها شيئا ".

ذلك هو حال الكتاب الذي تعتبرونه مقدسا ! وأكتفي بهذا القدر من الاستشهاد لأن باقي النص متعلق بترتيب الأناجيل و تبويبها . وكان ذلك في القرن الرابع الميلادي . أي أنه حتى ذلك التاريخ لم تكن الأناجيل المعروفة حاليا قد استتب أمرها . واندلعت الخلافات بين الكنائس لمدة قرون طويلة ، حتى قامت المؤسسة الكنسية الكبرى بفرض هذا الكتاب المقدس على الأتباع على أنه نص منزل و " أن مؤلفه هو الله " ، وذلك في المجمع التريدنتي سنة 1547 . ثم قام مجمع الفاتيكان الأول المنعقد في عامى1869 و1870 بإعلان أن الكتاب المقدس بعهديه " كتب بإلهام من الروح القدس ، وأن مؤلفه هو الله ، وأنها قد أُعطيت هكذا للكنيسة " .. أما مجمع الفاتيكان الثاني المنعقد بعد ذلك بحوالي تسعين عاما ، ظهرت خلالها من الدراسات والأبحاث التي أطاحت بمصداقية الكتاب المقدس ، ما جعله يعلن عن إصحاحات هذا الكتاب المقدس قائلا : " إن هذه الكتب وإن كانت تتضمن الناقص و الباطل ، فهي مع ذلك شهادات لعلم تربية إلهي حقيقي" !.. ترى يا سيادة البابا هل هذا هو المنطق الذي ترونه حقا ومفهوما ؟!..

ولا تفوتنا هنا الإشارة إلى " ندوة عيسى " التي انعقدت في الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1992 ، وأن أهم ما خرج به فريق العلماء المساهمين فيها وهم حوالي 200 باحثا لاهوتيا وأكاديميا ، أن 82 % من الأقوال المنسوبة إلى يسوع لم يتفوه بها وإنما صاغها كتبة الأناجيل، وأن موت يسوع وبعثه حدث في المكان و بالكيفية التي أرادها كتبة الأناجيل .. (صفحة 24 من مقدمة الكتاب الصادر عن الندوة) .. وما يأسف له هؤلاء العلماء هو الجهل الشديد لدى عامة المسيحيين بكتابهم المقدس وخاصة بالعهد الجديد ، وهو مستوى يرون أنه يصل إلى درجة الأمية ! واللهم لا تعليق على ما تعتبرونه مصدرا للعقل و المنطق والإلهام!!

تقولون في خطبتكم الموقرة أن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لم يأت إلا بأشياء شريرة ولا إنسانية ، من قبيل أمره أن يتم نشر ما يبشر به بالسيف ... لعلكم لا تجهلون أن البابا أوربان الثاني هو الذي أعلن قيام الحروب الصليبية باسم الرب في مجمع كليرمونت ، قائلا : " إن الله يريدها " ، و أنه أطلق على المساهمين فيها لقب "جند يسوع " وأمرهم بوضع علامة الصليب على ثيابهم وعتادهم ، و وعد بغفران ذنوبهم وإعفائهم من الضرائب و أغدق عليهم العطايا .. ويصف المؤرخ المرافق للحملة و المعروف باسم " لانونيم " قائلا : " تم طرد المدافعين عن المدينة (القدس) بقتلهم وبترهم بالسيوف أحياء ، حتى معبد سليمان . وقد وقعت مجزرة لا مثيل لها بحيث أن جنودنا كانوا يغوصون بأقدامهم في الدماء حتى عراقيبهم " ، ثم يضيف بعد ذلك قائلا : " لعل ما أدى إلى نجاح ذلك الهجوم وغيره الانقسام الذي كان سائدا آنذاك بين المسلمين " . وعندما سادت المجاعة أيام حصار عكا كان الصليبيون يسلقون أطفال المسلمين ويأكلونهم .. أذلك هو ما يندرج تحت مسمى العقل والأعمال الإنسانية وعدم الانتشار بالسيف؟!

كما تم إنشاء محاكم التفتيش لتواكب أعمالها ولتواصل ما أُطلق عليه عصر الظلمات الذي امتد حوالي ألف عام ، بمنع الأتباع من قراءة إنجيلهم ومنع التعليم إلا على رجال الدين .. و المعروف أن الحروب الصليبية لم توجه ضد المسلمين وحدهم في الأراضي المقدسة ، وإنما امتدت إلى إسبانيا لتعاون في اقتلاع الإسلام ، كما امتدت إلى أوروبا وجنوب شرق فرنسا لاقتلاع شعوب الكاتار والبوجوميل والفودوَا لأنهم حتى ذلك الوقت كانوا رافضين لبدعة تأليه السيد المسيح .. وما تذكره المراجع التاريخية والعلمية عن عمليات التعذيب التي تفننت فيها محاكم التفتيش من حرقها الناس أحياء أو خزء عيونهم أو انتزاع لسانهم وهم أحياء أو دهن أرجلهم بالزيت ووضعها فوق النار بعد ربطهم حتى لا يتحركون من أماكنهم ليصيب القارئ بالغثيان .. وما كتبه القس بارتولوميه دي لاس كازاس عن وحشية أعمال المبشرين ورجال الكنيسة وجنودها عند غزوهم شعوب أمريكا الجنوبية يفوق الخيال في بشاعته .. ولم يُسمح بنشر مذكراته إلا في أواخر القرن العشرين . ولا يسع المجال هنا للتحدث عن الحروب الدينية بين المسيحيين كحرب الخمسين عاما، والمائة عاما ، والمجازر المميزة كمجزرة البروتستانت المعروفة باسم سانت بارتليمى .. ولا عن سرد كيفية تم فرض المسيحية بالسيف على أوروبا وضواحيها أو على باقي بعض شعوب العالم .

وإذا ما تم حصر أعداد كل الذين تم قتلهم بأمر من الكنيسة الكاثوليكية الرومية الرسولية لوصل إلى مئات الملايين من الأبرياء ، وهو ما تذخر به المراجع .. فمثل هذه الأعمال تندرج تحت أي منطق في نظر سيادتكم ، أم لعلكم تباركونها لبراءتها و تسامحها المسيحي!

سيادة الأستاذ والباحث المبجل ، إن كل ما تقدم وأكثر منه بكثير هو ثابت علميا وتاريخيا ووثائقيا ، بل أكثر منه جد كثير ولا يسع المجال هنا لذكره .. إنها مجرد شذرات.

تقولون في الفقرة الثالثة من محاضرتكم أن الله لا يحب الدم ، ومع ذلك تصرّون على استمرار العقيدة التي تفرض على الأتباع شرب دمه وأكل لحمه عند تناول الإفخارستيا . ومن لا يؤمن بذلك إيمانا قاطعا بأنه يشرب دمه فعلا ويأكل لحمه فعلا يكون كافرا وملعونا .. ومن الواضح أن هناك العديد من الأتباع الذين ينفرون من مجرد هذه الفكرة ، وتفاوتت حدة الصراعات الرافضة للإفخارستيا بالمعنى الكنسي ، وكان من أشهر هؤلاء جان فيكليف الذي أدانه مجمع كونستانس 1418 لأنه نادى بأن الخبز والنبيذ لا يتبدلان في القربان ولا يتحولان ، وأن المسيح لا يتواجد فعلا بلحمه ودمه في القربان. فأدان المجمع كل مؤلفاته واتهمه بالهرطقة ، وبعد موته أمر المجمع بنبش قبره لإلقاء عظامه بعيدا عن المدافن الكنسية ( المجمع المسكونية ، ج2 صفحة 859 ) . ثم قام مجمع لاتران بإدخال هذا الطقس الدموي ضمن عقيدة الإيمان !

وكانت آخر محاولة مبذولة لدراسة كيفية فرض فكرة أكل لحم المسيح و شرب دمه فعليا و حقيقيا ، ذلك العام الذي كرسه البابا يوحنا بولس الثاني في أكتوبر 2004 والذي انتهى بانعقاد السينودس الذي أقيم من 2 إلى 23 أكتوبر 2005 ، وحضره 256 أسقفا من 118 بلدا حول موضوع : " الإفخارستيا في الحياة و الرسالة الحالية للكنيسة " ، وقد قمتم بترؤسه لوفاة البابا السابق. و تم اختيار هذا التاريخ ، 23 أكتوبر لإنهاء أعمال المؤتمر ، ليتفق مع " اليوم العالمي للتبشير " ... وهو ما يكشف عن أن عقيدة الإفخارستيا تقف عقبة في عمليات التبشير التي تخوضونها وتجاهدون لتدارس كيفية فرضها !

ومن الواضح أن الإصرار على فرض هذه العقيدة بمثل هذا التشبث ، هي عملية تبرير لاستمرار ضرورة وجود طبقة القساوسة التي هي وحدها تمتلك سر تحويل الخبز و النبيذ " بقدرتهم السرّية " إلى لحم ودم المسيح الذي يتعيّن على الأتباع أكله شربه و إلا لا يحصلون على الخلاص!.. ولا نملك إلا أن نتعجّب لما تعتبرونه معقولا ومنطقيا و يتفهمه العقل والمنطق.. ولعل ذلك هو ما دفع الكاتب الفرنسي إميل زولا أن يقول في إحدى رواياته : "إن الحضارة الإنسانية لن تتقدم إلا أذا سقط آخر حجر من آخر كنيسة على رأس آخر قسيس"!
أنتقل بعد ذلك إلى مجمع الفاتيكان الثاني وقراراته سنة 1965 التي تمثل خروجا سافرا على نصوص و تعاليم العهد الجديد ، والتي تمثل جزء كبيرا من المشكلات التي تواجه العالم حاليا . فعلى الرغم من اتهامكم اليهود في قداس كل يوم أحد بأنهم قتلة الرب ، وعلى الرغم من وجود أكثر من مائة آية صريحة الوضوح في اتهامها بالعهد الجديد ، نص ذلك المجمع من ضمن ما نص عليه في نصوصه المتعددة ، على :
* تبرئة اليهود من دم المسيح.
* اقتلاع اليسار في عقد الثمانينات ( من القرن العشرين ).
* اقتلاع الإسلام في عقد التسعينات حتى تبدأ الألفية الثالثة و قد تم تنصير العالم ، وإن كانت هذه التوصية بدأت بعبارة مضخمة هي "توصيل الإنجيل لكل البشر"..
* إعادة تنصير العالم.
* توحيد كافة الكنائس تحت لواء كاثوليكية روما.
* فرض المساهمة في عملية التبشير على كافة المسيحيين الكنسيين منهم و المدنيين ، وهى أول سابقة من نوعها وتوصم أمانة الأقليات المسيحية في كل مكان.
* استخدام الكنائس المحلية في عمليات التبشير ، الأمر الذي يضع الأقليات المسيحية في البلدان التي يعيشون فيها في موقف عدم الأمانة أو الخيانة الوطنية لصالح التعصب الكنسي.
* فرض بدعة الحوار ، كوسيلة لكسب الوقت حتى تتم عملية التنصير بلا مقاومة تذكر.
* إنشاء لجنة الحوار.
* إنشاء لجنة خاصة بتنصير العالم.

ولن أطلب من سيادتكم تقييم قرارات هذا المجمع من حيث العقل والمنطق ، أو من حيث الشرور واللا إنسانية التي تمخض عنها ، فهي ليست بحاجة إلى تقييم ، إنها تجأر بنفسها ، لكنني سأضيف أن البابا يوحنا بولس الثاني كان قد وعد بتبديل و تغيير سبعين آية من آيات الأناجيل لتتمشى مع مسلسل التنازلات التي تقدمونها للصهاينة . وللحق لا أعرف إن كان قد تمكن من إتمام ذلك قبل وفاته أم سيقع عليكم الوفاء بهذا الوعد .

ومن بين كل القرارات السابقة لن أعلق إلا على نقطة بدعة الحوار بين الأديان ، لأستشهد ببعض النماذج الكاشفة من الوثائق الفاتيكانية :
* أخطر ما يمكن أن يوقف الحوار : أن يكتشف من نحاوره نيتنا في تنصيره.
* من أهم عقبات الحوار ما قمنا به في الماضي ضد الإسلام والمسلمين ، وهذه المرارات عادت للصحوة حاليا ، فقد أضيفت الآن قضية إسرائيل و موقف الغرب منها ، و نحن كمسيحيين نعرف ما هي مسؤوليتنا حيال هذه القضية..
* ضرورة القيام بفصل المسيحية في حد ذاتها عن العالم الغربي ومواقفه المعادية والاستعمارية فالمسلم لم ينس ذلك بعد.
* إن الحوار الصحيح يرمى إلى تجديد كل فرد بالارتداد الباطني والتوبة ، اعتمادا على الصبر والتأني والتقدم خطوة خطوة وفقا لما تقتضيه أحوال الناس في عصرنا.
* يتعيّن على المسيحيين أن يساعدوا مؤمني العقائد الأخرى على التطهر من تراثهم الديني لتقبل عملية الارتداد.
* إن أعضاء الديانات الأخرى مأمورون بالدخول في الكنيسة من أجل الخلاص.
* الحوار يعنى فرض الارتداد والدخول في سر المسيح..
* إن الكرسي الرسولي يسعى إلى التدخل لدى حكام الشعوب و المسؤولين عن مختلف المحافل الدولية ، أو الانضمام إليهم بإجراء الحوار أو حضهم على الحوار لمصلحة المصالحة وسط صراعات عديدة ..

وأكتفي بهذا القدر القليل من غثاء جد كثير لأسأل سيادتكم : هل مثل هذا التعامل غير الأمين واللا إنساني هو ما تعتبرونه مقبولا من العقل والمنطق ؟!

وهنا تجدر الإشارة إلى خطابكم الرسولي الأول " الله محبة " ، ولا يسع المجال لتناوله بالتفصيل ، فقد أفردت له مقالا آنذاك بعنوان " تنازلات على نغمة المحبة " ! ومن أهم ما يجب الإشارة إليه اعتباركم أن اليهود و المسيحيين وحدهم هم الذين يعبدون الله الحقيقي ، ثم قيامكم بالربط بين الإسلام و الانتقام و الكراهية و العنف باسم الله ، وأن الكنيسة الكاثوليكية وحدها هي التي عليها أن تسود العالم ، وكمٌ من التنازلات الممجوجة التي قدمتموها للصهاينة. وهو ما يؤكد أن استشهادكم في المحاضرة لم يكن من قبيل المصادفة وإنما تقصدونه لأنه يمثل رأيكم الدائم.

ولا يسعني عند نهاية خطابي المفتوح هذا إلا أن أسألكم : يصر الفاتيكان على أن رسالته هي تنصير العالم ، وهو يبذل قصارى جهده وبكافة الوسائل الصريحة والملتوية لتحقيق ذلك ، بل لا يكف عن حث الكنائس الأخرى و توحيدها لاستخدامها في عملية التبشير و التنصير ، و لقد تم فرض هذا الموقف على الأتباع و على الكنائس المحلية في كل مكان بزعم أنها الوسيلة الوحيدة للتصدي للمد الإسلامي ، كما تم استصدار القوانين الأمريكية الترويعية لتنفيذ ذلك .. غير آخذين في الاعتبار أن ذلك تحديدا هو ما يشعل الفتن و يولد العنف دفاعا عن الذات و عن الدين وعن الهوية، فما عساكم فاعلين بتلك الدويلة الدينية العنصرية التي ساعد الفاتيكان على تثبيتها ظلما وعدوانا وانتزاع الأرض من أصحابها لقوم لا حق لهم فيها وفقا للنصوص ؟ بل ما عساه فاعلا بهذه الدويلة العنصرية التي يعد إنشاؤها خروجا سافرا على دينه وتعاليمه ـ وهناك من الأبحاث اللاهوتية ما تؤكد انه لا حق لهم شرعا في هذه الأرض ، وذلك من قبيل رسالة الأب لاندوزي ؟ ـ

ولا نسخر حين نتساءل بكل مرارة و ألم : ترى ، هل سيقوم سيادة البابا بتنصير اليهود ، أم إن الفاتيكان هو الذي سيتهوّد ؟! أليست دعوتكم الظالمة هي تنصير العالم ؟!

إن من يحمل على كاهله مثل هذا التاريخ المدرج بالدماء ، ومثل هذا التراث القائم على التزوير والتحريف ، ويقوم بمثل هذه السقطة الاستفزازية وسب الإسلام والمسلمين عن عمد ، فلا يجب عليه الاعتذار الواضح فحسب وإنما يجب عليه التنحي عن مثل هذا المنصب . وهو أقل ما يجب عليه أن يفعله إن كانت هناك ثمة أمانة علمية أو دينية.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركات

غير معرف يقول...

(((((رداً على الحلاف المهين الذى كذّب رب العالمين وافترى على الحور العين .

بقلم / محمود القاعود))))))))=====

ابتلى الله الأمة الإسلامية بشتى صنوف الابتلاءات ، حتى وصل الابتلاء للدرجة التى يتحدث فيها السفهاء ليخوضوا فى آيات الله دون علم أو دراية ، أو حتى دون أن يعرفوا القراءة أو الكتابة !

بتنا ننام ونصحو على أقوال السفهاء الذين يدعون التجديد والواقعية والعصرية والحداثة والتحرر والتفكير بعقلية القرن الحادى والعشرين ... إلخ تلك الترهات والأكاذيب السمجة .

تفكير هؤلاء السفهاء يدل على مدى الخلل الذى أصاب عقولهم ، وما تخطه أقلامهم يدل على مدى العبث والاستهزاء بعقول الناس .. فتجدهم يطرحون سفاهاتهم وكأنها نصوصاً مقدسة لا يجوز الاعتراض عليها ، أو مناقشتها !

لقد أذهلنى ما قرأته فى إحدى الصحف الهزلية – جريدة الدستور المصرية بتاريخ 14/8/2007م - لأحد المغمورين الذين يسعون للشهرة بأى ثمن ، ولو كان الإلحاد هو ثمن هذه الشهرة ، أو كما يقول الشاعر العربى :

تزندق معلناً ليقول قوم من الأدباء زنديق ظريف .

فقد بقى التزندق فيه وصما وما قيل الظريف ولا الخفيف.

وقد عرّفت الجريدة هذا المدعى الأفّاك الأثيم بأنه " الباحث فى الدراسات الإسلامية " ! وبمجرد أن رأيت هذا التعريف عرفت فوراً أنه أحد من يطعنون فى الإسلام ، إذ أن موضة هذه الأيام أن من يطعن فى الإسلام يُطلق عليه " الباحث فى الدراسات الإسلامية " !

الموضوع بعنوان " الحور العين " وقد أفردت له الصحيفة صفحة كاملة ، وكأنها أتت بالذئب من ذيله وفتحت عكا وحرّرت القدس !

يتضح من الموضوع أن كاتبه لا يفهم أى شئ على الإطلاق ، بل إنه مجرد سفيه يُفتى فيما لا يعلم ويتحدث فيما لا يعى .

يقول فض الله فاه :

" المنطلق الأساسى فى التعامل بين الرجل والمرأة يبدأ من المفهوم الجنسى الذى انسحب على فهمنا للدنيا وفاض على تصوّرنا للآخرة فصرنا نرى الاستمتاع الدنيوى وحده المقياس والحكم على الاستمتاع فى الآخرة "

ونقول : من قال لك أيها الجهول أن أحداً يزعم أن الاستمتاع الدنيوى وحده هو المقياس والحكم على الاستمتاع فى الآخرة ؟

ألم تقرأ قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .. ينعم فلا يبؤس ، ويحيا فلا يموت ، لا تُبلى ثيابه ولا يفنى شبابه .. نور يتلألأ ، وريحانة تهتز ، ومقام فى أبد ... " ؟؟

فلماذا تدعى أيها الجهول أن الناس تحكم بمقياس الدنيا على الآخرة ، والرسول يُخبرنا بأن فيها ما لا يعلمه أحد ولا يخطر على قلب بشر ؟!

ويقول الجهول :

" وأنا لا أسعى لهدم قراءة الآخرين للقرآن الكريم ، ولا أقول إنها قراءة خاطئة ولكنى أعتقد أن آيات القرآن الكريم تحتمل أكثر من رؤية فى الفهم قد تكون كلها أو بعضها صحيحا إلا أنه لا يجب أن نحصر الآيات فى فهم واحد نأخذه من ظاهر ألفاظ الآيات ، ولذلك أحاول جاهداً بناء منهج جديد فى التفاعل مع كتاب الله ، خاصة أن القرآن يُوجه دارسه إلى تنزيل الآيات على قلبه تنزيلاً ذاتياً ، يقول تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللّهُ عَنْهَا وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ " ( المائدة : 101 ) وذلك حتى يتفاعل الفرد مع القرآن تفاعلا سليما ويتحمل هو مسئولية قراءته وفهمه وتطبيقه للقرآن "

قلت : أنت لا تحاول بناء منهج جديد ، بل تحاول إصدار تشريع جديد أملاه عليك الشيطان الرجيم ، لتعبث بآيات الله سبحانه وتعالى ، وتُؤلها وفق مزاجك المريض ، والآية الكريمة التى ذكرتها لا تعنى ما ذكرته على الإطلاق ، فهى خطاب للمؤمنين الذين كانوا يسألون النبى أسئلة يكون جوابها لا يروق لهم ، فنبّههم القرآن الكريم لذلك ، أما قولك أنه توجيه إلى تنزيل القرآن على القلب تنزيلا ذاتيا ، قلت : هات برهانك إن كنت من الصادقين .

ويواصل الجاهل افتراءه :

" صور لنا بعض المفسرين جنة الخلد على أنها متاع جنسى للرجال دون النساء وأن العلاقة بين الزوجين علاقة جنسية لا غير ، واعتبروا أن استمتاع الذكر الجنسى يستمر فى جنة الخلد دون حق الأنثى فى الاستمتاع الجنسى كذلك ، مع أن هذه المفاهيم تناقض القرآن فإذا أعطى الله تعالى للذكور حوريات فى الجنة فما هو نصيب الإناث ؟ ونرى فى القرآن آيات كثيرة تُوضح أن الجنة ونعيمها وحتى النار وعذابها ليسا وقفا على الذكور كما فى آيات سورة الواقعة 8- 10 ، فالآيات تتكلم عن أصحاب الجنة " أصحاب الميمنة " و " السابقون " ، وأصحاب النار " أصحاب المشأمة " وهم يشملون الذكور والإناث ، فالقرآن الكريم يستعمل الألفاظ بحق حتى ترتقى بمدى معرفتنا فى الكون " .

قلت : نتحداك أيها الجهول أن تأتى بمفسر واحد فقط قال بما تدعيه أنت .. أى تفسير هذا الذى قال أن الجنة للرجال دون النساء ؟ وأى تفسير قال أن العلاقة بين الزوجين علاقة جنسية لا غير ؟! أى مفسر قال أن استمتاع الذكر الجنسى يستمر فى جنة الخلد دون حق الأنثى فى الاستمتاع ؟؟

إن الجنة بها مالا خطر على قلب بشر ، وقد اتفق أهل العلم أجمعين على أن أعظم متعة تحصل للإنسان فى الجنة هى النظر إلى الله تعالى ، يقول الحق سبحانه وتعالى :

" وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ " ( القيامة : 22- 23 ) .

فمن قال أن متع الجنة محصورة فى الجنس ؟؟

وأراك تتساءل أيها المجهول فتقول : ما هو نصيب الإناث ؟

ألم تقرأ قول الحق سبحانه وتعالى :

" فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ " ( آل عمران : 195 ) .



" وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا " ( النساء : 124 ) .

" مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ " ( النحل : 97 )

" مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ " ( غافر : 40 ) .

ونستخلص من هذه الآيات الكريمات أن الله أعد للذكر والأنثى الحياة الطيبة ، فإذا كان أعد للذكر الحور العين للاستمتاع ، فحتماً أعد للأنثى ما يُماثل ذلك مصداقاً لقول الحق سبحانه وتعالى " ولا يظلم ربك أحدا "

لذلك فالمرأة المتزوجة التى عملت صالحاً ودخلت الجنة ستكون برفقة زوجها إن كان من أهل الجنة مصداقاً لقول الحق سبحانه :

((رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )) ( غافر : 8 )

وقال أهل العلم أن المرأة التى لم تتزوج سيزوجها الله برجل من أهل الجنة .

ويُواصل المأفون قوله :

" آيات القرآن الكريم لم تتكلم عن " التنفس " ، " الإخراج " ، " النوم " فى الآخرة ، كما أن الآيات ذكرت الأكل والشراب لأهل الجنة وأهل النار أيضاً ، والسؤال لماذا يتم ذكر الجنس لأهل الجنة ولا يتم ذكره لأهل النار ؟ ، إن ورود الأكل والشراب تكمن أهميتها فى إمداد الإنسان بالطاقة الضرورية للبقاء وهما يختلفان عن أكل وشراب الدنيا حيث لا توجد فضلات كما تختلف نوعية الجسم والحياة ، أما الجنس فالهدف الأساسى منه التناسل وهذا ينتفى فى الآخرة .. أما الشهوة والغرائز فلا وجود لهما أيضا هناك "

قلت : ما أشقاك أيها الجهول ؟! هل الله خلق النار من أجل أن يتمتع أهلها ؟!

وهل ينطبق ما يحدث فى الجنة على ما يحدث فى النار ؟! هل طعام أهل النار عنب ورمان وطلح منضود ؟!

يقول رب العالمين عن طعام أهل النار :

((وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِؤُونَ )) ( الحاقة : 36-37) .

((إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الْأَثِيمِ كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ )) ( الدخان 43-46) .

(( أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِّنْ حَمِيمٍ )) ( الصافات : 62-67 ) .

(( لَّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا )) ( النبأ : 24-25 ) .

هذا حديث رب العالمين عن طعام وشراب أهل النار ، فهل هذا الطعام والشراب لإمداد أهل النار بالطاقة الضرورية للبقاء ؟!

ما هذا الغباء والتخلف ؟

ويأبى الله إلا أن يُثبت جهل هذا الأفّاك الذى قال : " أما الشهوة والغرائز فلا وجود لهما أيضا هناك " !!

ونسأله : وهل الأكل والشراب ليسا من الشهوة ؟!

ويزداد فى فضح غباء نفسه فيقول : " الهدف من الجنس التناسل ، وهذا ينتفى فى الآخرة "

قلت : إذا كان الأكل والشراب من أجل البقاء والاستمرار فهذا ينتفى مع أبدية الجنة التى لا موت فيها لأحد ، فلماذا الأكل والشراب ؟!

بئس ما تدعو إليه أيها الأفّاك الأثيم .

وفى محاولة رقيعة من الجاهل المدلس لإخراج آيات الله عن معناها يقول :

" أما اعتبار التزويج مرادفاً للمباشرة الجنسية بين ذكر وأنثى أو تمهيداً لها فهذا تنقضه الآيات : " جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ " ( ص 56-58 ) ، فالعذاب يتلاحق وهو من شكل الحميم " الحار " والغساق " السائل " ولكنه أزواج فيختلف ظاهره ولكنه من نفس التركيب .

كما نرى نقضاً آخر لهذا المفهوم فى قوله تعالى : " لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ " ( الشورى 49-50 ) ، إن الآية توضح الاحتمالات الأربعة فى هبة الأولاد ، وما يتعلق بموضوعنا هو أن التزويج لا يعنى عملية نكاح أو تحضير له بين الإخوة فى نفس العائلة "

ونقول : يُحاول الجاهل أن يُدلس على الآيات الكريمات التى تتحدث عن الزواج من الحور العين :

(( كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ )) ( الدخان : 54) .

(( مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ )) ( الطور : 20 ) .

(( وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) ( الواقعة : 22-24) .

يدعى الجاهل بأن كلمة التزويج الجنسى يقول عنها القرآن الكريم تزوج فلان فلانة وليس تزوج فلان بفلانة كمثل قول الحق سبحانه :

(( فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا )) ( الأحزاب : 37 ) . فلم يقل زوجناك بها وإنما قال زوجناكها .

حسناً : يقول ابن سلام : تميم تقول : تزوجت امرأة وتزوجت بها ، وحكاه الكسائى أيضاً ، وقال أبا عبيدة : لفظ التزويج يدل على النكاح .

ويقول مجاهد : أنكحناهم الحور ، ولفظ الباء تدل على الاقتران والضم ، هذا أبلغ من حذفها والله أعلم .

ونسأل هذا الدعى الجهول : الرجل الذى يتزوج امرأة ماذا يقول عنه الناس ؟

هل يقولون دخل فلان فلانة ؟! أم أنهم يقولون دخل فلان بفلانة ؟؟؟

فمعنى التزوج بحور عين أنهن للاقتران برجالهن وللاستمتاع الجنسى ، دل على ذلك حرف الباء .

أما إشارتك لما جاء فى سورة ( ص) ، فكلمة " أزواج " فى الآية تعنى " أصناف وضروب كثيرة وأنواع شتى " ، ولا تعنى ما تدعيه أنت بأنها من نفس التركيب !!

ويأبى الله إلا أن يفضح جهلك من خلال تفسيرك المغلوط لآيات سورة الشورى ، إذ فهمت " يُزوّجهم ذكرانا وإناثا " على أنها تعنى " عملية النكاح والتحضير له بين الإخوة فى نفس العائلة " ، وهذا لعمرى أكبر دليل على اختلال عقلك وضمور فكرك ؛ فمعنى كلمة " يُزوجهم " فى الآية الكريمة ، أى يجعلهم أو يقرن لهم – للذين وهب لهم الإنجاب – بين الذكور والإناث ، وسياق الآيات ينفى تماما ما ذهبت إليه أيها الجهول .

ويذهب الجهول إلى تفسيرات تعسفية لم يأت بها أحد من العالمين ، فيقول :

" ولنقرأ الآية التى أتى فيها لفظ " حور " مفردة دون أن يربط ب " عين " : " وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ مُدْهَامَّتَانِ فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ " ( الرحمن 62-74) ، ونلاحظ أن صيغة المثنى حافظت عليها الآيات من الآية 62 إلى الآية 69 " جنتان .. مدهمتان .. فيهما عينان .. فيهما فاكهة " ، ثم يتحول المثنى إلى جمع مؤنث : " فيهن خيرات حسان " فلمن تعود نون " فيهن " ؟ ونرى أن الخيرات الحسان راجعة إلى الفاكهة والنخل والرمان وهى بتعبيرنا الحالى المواد الغذائية التى تمد الجسم بالطاقة من بروتينات وسكريات وغيرها ، وتواصل الآية وصف الخيرات على أنها " حور مقصورات فى الخيام " أى أن هذه الخيرات الحسان محصورة داخل خيام الفاكهة والنخل والرمان هذه الخيرات مهداة " لمن خاف مقام ربه " ذكرا كان أو أنثى ، وقد قال البعض إن معنى الطمث هو افتضاض عذرية " الحورية " وأرى الآية بعيدة عن هذا " لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ " ، فلفظ " قبلهم " يعنى أن الخيرات الموجودة فى الفاكهة لم يذقها ولم " يفتضها " لا إنس ولا جان ، وأما اعتبار الحور عذارى خلقن أساسا لأهل الجنة فيبقى السؤال عن معنى وجود لفظ " قبلهم " ؟

وأرى أن لفظ " قبلهم " متعلق بفعل " الطمث " فإن اعتبرنا الطمث هو الافتضاض فلا مبرر للفظ " قبلهم " أما اعتبار نون " يطمثهن " تعود على الفاكهة فالطمث هنا يعنى التلذذ بأكل الفاكهة ويصبح لفظ قبلهم يعنى أنه لم يوجد أحد قد ذاق مثل هذا الرزق من قبل ، إضافة إلى أن الجنة ليست مكاناً للتناسل وبقاء النوع أما الأكل والشراب فهما عمليتان تجديد الطاقة بطريقة أو بأخرى "

قلت : النون فى " فيهن " تعود على الجنتين وما فيهما ، ولا تعود على الفاكهة أيها الغبى ، ويُضحكنا هذا الجهول على قوله أن الفاكهة فى الخيام ، وكأننا فى وكالة البلح أو البطيخ !!

وحتى نقطع على هذا السفيه المختل سخف هذيانه نُطالبه أن يأتى بقاموس لغة عربية واحد على وجه الأرض يدعى أن الحور العين تعنى الفاكهة !

يقول ابن منظور : " الحور : أن يشتد بياض العين وسواد سوادها وتستدير حدقتها وترق جفونها ، ويبيض ما حواليها " لسان العرب ج 2

والحور : جمع حوراء وهى المرأة الشابة الحسناء الجميلة البيضاء شديدة سواد العين ، وقال الإمام البخارى : هى التى يحار فيها الطرف ، وقال مجاهد : هى التى يحار فيها الطرف من رقة الجلد ، وصفاء اللون .

أما العين فجمع عيناء ، وهى واسعة العين حسناؤها .

عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر ، والتى تليها على أضواء كوكب درى فى السماء ، ولكل امرئ منهم زوجتان ، يرى مخ سوقهما من وراء اللحم ، وما فى الجنة أغرب " ( البخارى ومسلم ) .

وعن أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " للرجل من أهل الجنة زوجتان من الحور العين ، على كل واحدة سبعون حلة يرى مخ ساقها من وراء الثياب " رواه الإمام أحمد .

أما عن معنى الطمث التى ادعى الجاهل أنها تعنى اللذة ، فنورد له قول ابن منظور عن معنى كلمة الطمث :

(( طمث: طَمِثَت المرأَةُ تَطْمَثُ طَمْثاً، وطَمَثَتْ تَطْمُثُ، بالضم،
طَمْثاً، وهي طامثٌ: حاضَتْ؛ وقيل: إِذا حاضَتْ أَوَّلَ ما تَحِيضُ؛ وخصَّ
اللحياني به حَيْضَ الجارية. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: حتى جئنا
سَرِفَ فطَمِثْتُ؛ يقال: طَمِثَت المرأَةُ إِذا حاضت، فهي طامِثٌ.
وطَمَثَتْ إِذا دَمِيَتْ بالاقْتِضاضِ. والطَّمْثُ: الدمُ والنكاح. وطَمَثْتُ
الجاريةَ إِذا افْتَرَعْتَها. والطامِثُ، في لغتهم: الحائِض. وطَمَثَها
يَطْمِثُها ويَطْمُثُها طَمْثاً: اقْتَضَّها، وعَمَّ به بعضُهم الجماعَ. قال
ثعلب: الأَصلُ الحيضُ، ثم جُعل للنكاح. وطَمَث البعيرَ يَطْمِثُه
طَمْثاً: عَقَلَه. والطَّمْثُ: المَسُّ، وذلك في كل شيءٍ يُمَسُّ. ويقال
للمَرْتَعِ: ما طَمَثَ ذلك المَرْتَعَ قبْلَنا أَحدٌ، وما طَمَثَ هذه الناقةَ
حَبْلٌ قَطُّ أَي ما مَسَّها عِقالٌ. وما طَمَثَ البعيرَ حَبْلٌ أَي لم
يَمَسَّه.وقوله تعالى: لم يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قبلهم ولا جانٌّ؛ قيل: معناه
لم يَمْسَسْ، وقال ثعلب: معناه لم يَنْكِحْ. والعرب تقول: هذا جَمَلٌ ما
طَمَثَه حبلٌ قَطُّ أَي لم يَمَسَّه. ومعنى لم يَطْمِثْهُنَّ: لم
يمسسهنّ. وقال الفراء: الطَّمْثُ الاقْتِضاضُ، وهو النكاح بالتَّدْمية. قال:
والطَّمْثُ هو الدم، وهما لغتان. طَمَثَ يَطْمُثُ، ويَطْمِثُ. والقُرّاء
أَكثرهم على: لم يَطْمِثْهُنّ، بكسر الميم. أَبو الهيثم: يقال طُمِثَتْ
تُطْمَثُ أَي أُدْمِيَتْ بالاقْتضاض. وطَمِثَتْ على فَعِلَتْ إِذا حاضَتْ؛
وقولُ الفرزدق:
وَقَعْنَ إِليَّ، لم يُطْمَثْنَ قبلي،
فهنَّ أَصَحُّ من بَيْضِ النَّعامِ
أَي هُنَّ عذارَى غير مُفْتَرَعاتٍ. )) ( لسان العرب ج 4 ص 2701 ) .

والسؤال من أين أتى هذا الجهول بمعنى " اللذة " ؟؟

هل ورد هذا فى لسان العرب لا بن منظور الساكن فى كوكب المريخ ؟!

لم يطمثهن خاصة بالحور العين أى لم يفتضهن أحد ، وكلمة " قبلهم " تدل على أن هؤلاء الحوريات لم يطمثهن أى إنس أو جن فى أى وقت من الأوقات ، بل هن مخلوقات عذارى لأهل الجنة ، فلا يتبادر إلى ذهن إنسان أنهن قد طُمثن من قبل فى أى زمن .



أما حديثك عن الفاكهة وأنها هى الحور العين واستشهادك بقول الحق سبحانه وتعالى : " إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ " ( الإنشقاق : 14 ) . على أنها وصف لرجوع الخيرات ، فهذا يرجع لقصور فهمك واختلال عقلك واتباعك للشيطان ، فشتان الفرق بين الاسم " الحور " وبين الفعل " يحور " ، فالحور تعنى نساء أهل الجنة ، و " يحور " تعنى الرجوع .

ويُواصل الجهول بذاءاته :

" لقد فهم البعض " قاصرات الطرف " على أنها الحورية التى تغض بصرها حياء فالطرف عندهم هو حاسة البصر مع أنه فى القرآن الكريم جانب الشئ : " وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ " ( من الاية 114 من سورة هود ) "

ونقول : فماذا تقول أيها المجهول فى قول الحق سبحانه وتعالى : (( قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ )) ( النمل : 40)

فهل تعنى الآية الكريمة قبل أن يرتد إليك جنبك ؟!! فأين كان جانب سليمان عليه السلام ؟!

فلماذا تُلبّس وتدلس وتأتى بكلمة تُستخدم فى موضعها بمعنى لتطبقها على موضع آخر يحمل معنى آخر ؟؟

لقد أجمع مفسرو الأمة على أن " قاصرات الطرف " أى اللائى لا ينظرن إلى غير أزواجهن ، فمن أين أتيت بهذا الفهم الشاذ ؟!

وماذا تقول فى استخدام كلمة طرف بمعنى العين فى الأشعار العربية :

فغض الطرف إنك من نمير فلا كعبا بلغت ولا كلابا

هل كان يقصد : غض الجنب ؟!

ويقول الأفاق :

(( ولذلك نرى أن " حور عين " مكان خاص فيه مفهوم الرجوع وشئ ذو مظهر أملس يُشبه ملاسة العين وأنها تشبه اللؤلؤ المكنون فى المحار ، وهى مكان لتجديد الطاقة التى تسمح بالخلود فى الجنة يدخل فيها الإنسان دون خوف " !!

ونقول : من أين جئت بتلك الفرية الشنيعة ؟ وما هو دليلك من القرآن الكريم والسنة المطهرة ؟

هل هناك آية فى القرآن الكريم تقول أن " حور العين " هو اسم مكان ؟ !

هل هناك حديث صحيح أو ضعيف أو حتى موضوع يقول أن " حور العين " اسم مكان ؟!

هل وعد الله أهل الجنة بأن لهم " حور عين " خالدين فيها أبداً " ؟!

هل قال الله : لهم جنات " حور عين " تجرى من تحتها الأنهار ؟!

من أين إذاً أتيت بهذا التفسير العقيم الذى لا يقبله معنى الكلام على الإطلاق ؟؟

قبّحك الله أيها العابث بآيات الله .

ويواصل سخفه قائلاً :

" أما عن القول بأن القرآن يصف افتضاض العذارى فلنقرأ : " إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا عُرُبًا أَتْرَابًا لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ " ( الواقعة : 35-38) .، ونسأل على من تعود نون " أنشأنهن " ؟ إن لم تعد إلى الوصف الذى فى الآيات السابقة على هذه الآيات " فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ وَمَاء مَّسْكُوبٍ وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ " ( الواقعة 28-34) ، أما أن يُقال إن النون تعود على كائنات جنسية اسمها " حور عين " فأين هى فى الآيات التى تصف نعيم أصحاب اليمين ؟ إننا أمام أفكار لا تنظر فى الآيات ولا تهمها الألفاظ ولا السياق " .

ورداً على سؤال الجهول " على من تعود النون ؟ نقول أيها الجهول : النون تعود على الآيات التى لم تذكرها لحاجة فى نفسك الأمارة بالسوء ، إذ يقول الحق سبحانه وتعالى :

(( أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ عَلَى سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ وَمَاء مَّسْكُوبٍ وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا عُرُبًا أَتْرَابًا لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِّنَ الْآخِرِينَ )) ( الواقعة 11- 40 ) .

يتبين لنا أن النون تعود على الحور العين ولا تعود على الفاكهة كما يزعم المخبول .

ويُواصل إسفافه قائلاً :

" ومن هذه الأفكار جعل بعض المفسرين " أبكارا " هى جمع البكر أى العذارى ولو كانت " الحورية " هى متاع جنسى أنشئت إنشاء لسكان الجنة فما سبب إضافة " فجعلناهن أبكارا ؟ " هل يمكن أن نشك فى كونها ثيبا حتى توضحه الآية ؟ ، إن البكر فى القرآن الكريم من البكور أى الشئ فى بدايته فهو ليس باليا ولا يابسا ، كما جعلوا " عربا " المتحببات " إلى أزواجهن مع أن أقرب مشتقات " عربا " هى " عربى " والمقصود بها كمال الخلقة والصنعة كما هو حال القرآن فى وصفه بالعربى لكمال لسانه وأيضاً جعلوا " أترابا " نساء من نفس السن مع أن أقرب المشتقات فى القرآن الكريم لأتراب هى " التراب " ، ومن وجهة نظرى أن العديد من المفسرين لا يتحاكمون للقرآن فى بنيته لمعرفة دلالة ألفاظه بل يتحاكمون للشعر وآراء محصورة فى التاريخ لا يمكن أن تتعداه "

ونقول : وكأن هذا السفيه يُريد قرآنا وفق مزاجه المريض ، فتارة يقول لماذا لم يقل الله كذا !؟ ، وأخرى ما هى فائدة إضافة كذا ؟ وثالثة على من تعود كذا .... إلخ وقاحاته .

يقول الحق سبحانه " إنا أنشأناهن إنشاء " أى أنه أنشأ نساء الجنة نشأة أولى يقصد ( الحور العين ) ونشأة ثانية وهن نساء الدنيا يُصبحن فى النشأة الثانية حورا عينا .

" فجعلناهن أبكارا " أى عذارى .

ولهذا السفيه الذى يقول كلمة بكر تعنى الشئ فى بداياته نقول له ما رأيك فى قول الحق سبحانه وتعالى :

((عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا )) ( التحريم : 5 ) .

فماذا تعنى كلمة " أبكارا فى الآية " ؟

هل تعنى الشئ فى بداياته ؟!

ثم ما دخل كلمة " عُربا " بكلمة " عربى " ؟ !

" عُربا " جمع عروب وتعنى المتحببة إلى زوجها .

وما دخل " أترابا " ب " التراب " ؟! وهل نقدر أن نقول أن " أترابا " مشتقة من " الترائب " " يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ " ؟! ما هذا العبث والاستخفاف ؟؟

وتأتى بعد ذلك لتدعى أن مفسرى القرآن الكريم هم الذين لا يتحاكمون إلى للقرآن فى بنيته لمعرفة دلالة ألفاظه !!

قلت : صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال " إذا لم تستح فاصنع ما شئت "

ويواصل الأفاق طرح عفن فكره قائلا :

(( وأخيراً أرى أن القرآن الكريم هو رسالة الله تعالى للإنسانية المرتقبة نحو معرفته جل جلاله ، وأن القرآن الكريم ليس كتابا يشترى إيمان الناس بوعودهم بوعود جنسية فى الآخرة ، ولكن ليُطهرهم ويُرقيهم إلى مرتبة تسمح لهم بالاستعداد للآخرة ولدخول مرحلة جديدة لا يدخلها إلا من اتقى وفاز فى هذا الاختبار الدنيوى ، ولذلك أرى أن الجنة ليست مكانا للأفعال الجنسية بل مكانا أرقى للخلود نجدد فيه طاقاتنا اليومية بالأكل والشراب ونستقى طاقة الخلود فى " حور عين " وأن نعيم الجنة ليس فقط شرابا وأكلا دون عناء وتعب ، ولكن ليفسح لنا المجال للارتقاء الحقيقى فى الوجود مع الله تعالى )) أ.ه

قلت : هذه هى مضمون دعواه الآثمة وهى بعينها دعوى النصارى " لا جنس فى الجنة لأن الجنة أرقى من الجنس " وهكذا ردّد هذا المأبون من خلفهم وادعى أنه أتى بمالم تستطعه الأوائل !

من قال لك أيها الوقح السفيه أن الإسلام أتى ليقول للناس : من يعتنق الإسلام سيمارس الجنس فى الآخرة ؟

ومن قال أن الجنة مكان للأفعال الجنسية ؟

هل معنى أن يضع الإنسان كتابا فى بيته هل معنى ذلك أن بيته تحول إلى مكتبة ؟!

وهل معنى أن يُمارس الإنسان الجنس مع زوجته هل معنى ذلك أن منزله تحول إلى بيت للدعارة ؟!

بالمثل : هل يعيب الإنسان أن يُمارس الجنس فى الجنة ؟؟

الإجابة : لا .. لأن الجنة خُلقت للصالحين الأتقياء الذين وعدهم الله بمالا يخطر على قلب بشر .

بئس ما ذهبت إليه أيها المأفون .

يقول الحق سبحانه وتعالى :

(( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ )) ( آل عمران : 14 )

يصف الله متاع الحياة الدنيا ويذكر أول شئ " النساء " ويقول أن عنده حسن المآب :

(( قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ )) ( آل عمران : 15 ) .

فماذا تعنى " الأزواج المطهرة " فى الآية الكريمة ؟!

تعنى نساء الجنة الذين هم خير من نساء الدنيا .

ونورد لهذا السفيه آية صاعقة وردت ضمن آيات تتحدث عن جزاء المتقين ، والآية تنسف جميع ما قاله من أكاذيب وأراجيف :

(( إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا وَكَأْسًا دِهَاقًا لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا جَزَاء مِّن رَّبِّكَ عَطَاء حِسَابًا )) ( النبأ : 31- 36 ) .

ومعروف أن الكواعب الأترابا هم الحور العين

ونسأله : ماذا تعنى " كواعب أترابا " ؟؟

هل ستقول أن " كواعب أترابا " اسم مكان فى الجنة مثل مكان " حور العين " المزعوم " ؟!!

إن الحور العين هم نساء أهل الجنة دل على ذلك القرآن الكريم والحديث الشريف ، يقول الحق سبحانه وتعالى :

(( وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )) ( البقرة : 25 ) .

(( قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ )) ( آل عمران : 15 ) .

(( وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِـلاًّ ظَلِيلاً )) ( النساء : 57 ) .

(( جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ ))

غير معرف يقول...

((((زيكو زيكو))))))=====الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه ومن أحبه وأتبع هديه؛ وبعد :

في واحدة من غرائب الدهر كله، وقف النصارى جميعهم على صعيدٍ واحدٍ يتكلمون بلسان واحد عن الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، يكذِبون ويبترون وينقلون الضعيف والشاذ وما لا يصح من الأقوال ، حتى جمَّعوا في كلِّ الكمال وجملة الجمال سيد ولد آدم وخير خلق الله كلهم ما لا يجتمع في أفسق النّاس.!!
قالوا ـ وقبحهم الله بما قالوا ـ : كان شهوانيا سفاكا للدماء . . ملكا يريد رقاب النّاس وأموالهم ونسائهم . . جبارا لم يترك قريبا ولا بعيدا ..، سيء الخلق ليس فيه ما يحمد.
وهو محمد ـ صلى الله عليه وسلم ــ وهم قرود تتقافز على جبالٍ شم .. أقزامٌ سود الوجوه يطاولون الجبال الراسيات الشامخات ، وهيهات هيهات.

ودارت بحديثهم آلة إعلامية ضخمة ، راحت تبث بذاءتهم هنا وهناك ، في شكل حوارٍ تليفزيوني ، ومقالٍ صحفي ، ودرسٍ يومي، وعرضٍ سينمائي .. الخ .
صوتُهم عالٍ وفي كل مكان ، وصفُّهم ذو عدد وعتاد، وقد راج كذبهم على نفرٍ ممن قل علمهم فخرجوا في صفهم، ورفعوا صليبهم، ووقف نفرٌ آخر متهوكون لا يدرون أين يسيرون ، وعامة قومنا لا يلتفون ، وعما يحدث منشغلون ، أو ربّما يستخفون ولا يصدقون !!

والواقع الذي يراه كل ذي عينين ويسمع به ذو أذنين أن الشبهات شاعت وذاعت ودخلت كل البيوت وفُتن بها نفر من المسلمين فارتدوا، وتثبت بها على الكفر الكافرون، وكثيرون جاءوا يهرعون وعن إجابة لهذه الشبهات يسألون.
فحرام على كل ذي علم أن يستكين حتى يرد المعتدين على حرمات الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ والدين .

وقد قمتُ بحول الله وقوته ندفع عن عرض الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ أطلب الأجر من الله ربّ العالمين، ويقيني بأنّنا ستار لقدر الله ، فالله غالب على أمره، والله ناصر عبده، ونافذ وعده ، وهازم الأحزاب وحده ، وما نحن إلّا ستار لقدر، حظنا العمل والأجر على العمل، والدين منصور بنا أو بغيرنا. فاللّهم لا حول ولا قوة لنا إلّا بك .

وعند التدبر في هذه الجعجعة الحادثة وُجد أن قليبها الآسن الذي تغرف منه هو شخصٌ واحد يدعى ( زكريا بطرس ) ـ قبَّحه الله ـ ، هو الذي جمّع المتناثر في بطون كتبهم عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعن الإسلام والمسلمين، هو الذي يكذب لهم وينقلون عنه، هو مقدمتهم وحامل لوائهم، يرتدي ثوب الناسكين، ويقسم على أنّه من الهداة المهتدين، يريد الخير للنّاس أجمعين، وهو آفاك أثيم، كذاب لئيم، وليس بجديد أن يكون دعاة البغي متنسكين، فهذا حالهم منذ نبتوا في أرض الزمان، وشهوة السلطان والتمكين عند كثيرين فوق شهوة النساء والمال والبنين .

أسأل الله العظيم أن يتقبل هذا العمل وأن يغفر به الذلة ويقيل العثرة، ويسدد الرمية وأن يبارك في هذه الكلمات. إنّه ولي ذلك والقادر عليه .؟؟؟؟؟؟؟؟ـ قس نصراني يتأرجح بين الأرثوذكسية والبروتستنتية ، تنظر له الكنيسة المصرية على أنه أرثوذكسي مبتدع ، اشتكى منه الأقدوم والمعاصرون .. كرولوس السادس عشر ـ البابا السابق للأقباط ـ ، وشنودة ونائبة بيشوي ، وحاولوا جميعا تأديبه بالعزل مرات ثم الطرد للمهجر ، ولم يتأدب ، إذْ ما زال يتكلم ببدعته الكنسية ، وأبناءه مثله يثيرون القلاقل في استراليا ضد الكنيسة القبطية إلى اليوم .!


فهي نفسيةٌ ولُوعٌة بالمغامرة والخروج على المألوف ، وهذا يفسر فرحه الشديد حين يعلم أن كلامه يثير جدلا بين الناس وقد يؤدي إلى فتنه أو اشتعال المظاهرات ، بل يطلب ذلك صراحة ، يطلب أن تثور الجماهير على أقواله وأطروحاته كما فعلت مع بنديكت السادس .!
يتكلم هذا القس المتمرد في أمور تتعلق أساسا بشخص الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ خصوصا والدين الإسلامي عموما ، ومواضيعه ـ كما يُعرِّفها هو ـ هي طرحُ تساؤلاتٍ حول العقيدة الإسلامية وطلب إجابات عليها .

وهو لا ينفك يزعم أنه يتساءل بعقلانية وعلمية مجردة ولا يجد من يجيبُ بمحاضرةٍ أو بالمجيء لمناظرةٍ أو كتابةِ كُتيب ـ فقط كتيب ـ بل لا يجد هو وغيره من المعترضين على شرائع الإسلام وشعائره إجابة إلا عن طريق المظاهرات والعنف .ويشتد في كبريائه ويقول إنهم تظاهروا ضد غيره ـ يعني بندكت السادس عشر بابا الكاثوليك ـ وسكتوا عنه فلم يردوا بحجة أو مظاهرة ، ويتساءل لم ؟ ويجيب نفسه قائلا : لأنه لا حجة يدافع بها المسلمون على ما يلقيه هو من شبهات أو كما يسميها حقائق مخفية فقط يستخرجها من كتب المسلمين ، وأن شيوخ المسلمين اكتفوا بالانزواء كي لا يشتهر أمره بين المسلمين ، وينادي على المسلمين أن يجيبوه وأن يخرجوا دفاعا عن دينهم .!! .

والسؤال :أحقا لا يجد من يجيبه ؟

أحقا سكت علماء المسلمين عن زكريا بطرس وغيره ولم تعد في أيديهم حيلة سوى الانزواء ومحاولة كتمان أمره كي لا يهتدي الناس لطريقه ؟!
أحقا ليس عندنا سوى الإرهاب والهمجية في الرد على المخالف ؟!

الحقيقة أن هذا الإدعاء قلب للحقائق ، فهناك ردود على زكريا بطرس منشورة على الشبكة العنكبوتية ( الإنترنت ) ، وقد أرسل له أكثر من واحد من شيوخ المسلمين وعلى رأسهم الشيخ وسام عبد الله والدكتور منقذ السقار وهو أستاذ في علم مقارنة الأديان بجامعة أم القرى بمكة المكرمة ، ولهما حضور قوي جدا على البالتوك حيث يوجد زكريا بطرس بصفة شبه دائمة ، وتهرب وما استجاب ، تهرب بدعوى أن المناظرة في النصرانية حرام وردد قول بولس ـ رسول النصرانية ـ ( أما المباحثات الغبية فاجتنبها لأنها تولد الخصومات ) وسمى المناظرات مباحثات غبية .!
والعجيب أن قول بولس هذا يرفعهُ بطرس حين يكون المناظر قويا ، أما حين يكون المناظر حديث عهد بالعلم الشرعي فإنه يسارع لمناظرته .!!
وكذا أرسل له غير واحد يطلب منه ذات الطلب ، وهو لا يجيب ، ثم يكرر دائما على شاشة الفضائيات : أين المسلمون يناظرونني ؟!!
فهو كمن أشهر سيفه في غرفة نومه وراح ينادي : أين الرجال .. مالي لا أرى رجلا ؟!
يتعجبُ والعجب من حاله ، يتعجب ربما ليغري العامة والبسطاء ممن يصدقون كلَّ من تكلم .

سكوت الشيوخ الكبار عن زكريا بطرس سببه الرئيس ـ فيما يبدوا لي ـ الاستخفاف بأمره ، وأنه لن يجد من يسمعه . فكلامه من جنس كلام من لا عقل له ، وكلامٌ لم يتكلم به أحد من قبل مع كثرة المعادين للإسلام في كل زمان ومكان . وربما تحفظ بعضهم كي لا تكون فتنة إذا ثار عليه .

وأرى السكوت من تدبير الله عز وجل ومن مكر الله بهذا الكذَّاب اللئيم ، من جنس قول الله تعالى { فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ }[ القلم : 44] ، ومن مكر الله بالنصارى إذ أن الله يملي لهم ويمد لهم حتى يُظهروا أحقادهم فيُكثرون ، ثم لا يُتركون حين يؤخذون . وأراه رحمةً من الله بهذه الأمة ، فزكريا بطرس أحدث هزّة عنيفة لهذه الأمة جعلها تلتف حول نبيها ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلو ردّ الشيوخ لانفض ( موَّال ) زكريا بطرس من حينه ولكن يحتاج الأمر بعض الشيء حتى تستفيق الأمة وهو ما يحدث الآن .

والمقصود أن هناك من يرد على زكريا بطرس ، وهناك من يطلب المناظرة من زكريا بطرس وهو لا يجيب ، فالأمر ليس كما يدعي هو .. خذلانٌ وسكوتٌ .

وها نحن نبدأ بحول الله وقوته ردا عليه . وليس ردا فقط وإنما كشف لهذه الحالة الغريبة من أكثر من زاوية ، والله أسأل أن يبارك لي في كلماتي هذه ، وأن ينفع بها من كتب ومن نشر ومن قرأ .؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


----------

وبدعته يقال لها عندهم ( الخلاص في لحظة ) وقد ألف شنودة الثالث كتابا للرد عليه يسمى (بدعة الخلاص في لحظة) واتهمه الأنبا بيشوى بأنه بروتستنتي خمسيني مُندس في الكنيسة الأرثوذكسية . أنظر ـ إن شئت ـ فضيحة زكريا بطرس / وسام عبد الله منشور بموقع ابن مريم
تكلم بهذا شنودة الثالث في محاضرة ،والأنبا بيشوى . انظر فضيحة زكريا بطرس / وسام عبد الله .
تكرر في برنامج أسئلة عن الإيمان أن يبدأ المُضيف الحلقة بقراءة رسالة من كاتب مجهول تسب زكريا بطرس وتتوعده .
انظر حديثة في مقدمة الحلقة الرابعة من برنامج في الصميم وهو يتكلم عن مظاهرات اسكندرية على مسرحية (كنت أعمى) تجد وكأن يستجدي الناس ليهبوا ويتظاهروا على كلامه .
من تعليقات على تصريحات البابا بنديكت السادس الدقيقة الخامسة . وكرر ذلك في الحلقة الثانية من برنامج سؤال جريئ د/35 ، والحلقة 103 من أسئلة عن الإيمان د/7 ، والحلقة 36 من برنامج أسئلة عن الإيمان د/ 6 وهذا يتكرر كثيرا في برامجه .
محاضرة بنديكت السادس عشر د /12 ، وكررهذا الكلام في اللقاء الرابع من ( في الصميم ) د /4 وما بعدها ، وفي بداية الحلقة الرابعة عشر من الصميم أيضا ، وفي بداية الحلقة 37 من ( أسئلة عن الإيمان ) د/3 وفي الدقيقة /8 من الحلقة 117 من أسئلة عن الإيمان ذكر أيضا أنه لا يجد من يجيبه . وكرر هذا الكلام بمعناه في الحلقة 103 من أسئلة عن الإيمان د/10
وذلك حين تكلم بأن الإسلام دين عنف وإرهاب في محاضرته الشهيرة .
تعليقات على محاضرة بنديكيت د / 48، وكرر ذات الكلام في الدقيقة 39 من المحاضرة.
من مشاهير البالتوك ، وهو القائم على غرفةMuslim christian Dialog الحوار الإسلامي المسيحي
للشيخ صفحة خاصة في موقع طريق الإسلام islamway.net . وهو من أشهر المناظرين للنصارى على البالتوك. ويمكن الوصول لطلبه المناظرة من زكريا بطرس وتهرب زكريا منه من خلال البحث في الـ ( youtube) بعنوان ( الهروب الكبير لزكريا بطرس)
من رسالة بولس إلى تيطس[ 3:9] ورسالة بولس إلى تيموثاوس [2:23]؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟من خبث الكذاب اللئيم زكريا بطرس أنه يستحضر طرف وهمي مضاد له كممثل للإسلام والمسلمين ، وكمتصدر للرد على ما يلقيه من شبهات حول الإسلام ورسول الله

ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، أفراد هذا الطرف هم العلمانيون من أمثال هالة سرحان والدكتور محمد عمارة ، والدعاة ( المُدِرن ) من أمثال الجندي وعمرو خالد ، ومنكري السنة ممن يحملون لقب ( مفكر إسلامي ) من أمثال عبد الفتاح عساكر ، وشيوخ الأزهر الذين يقتاتون من الدعوة ولا يعرف لهم قدم صدق في صحوة الأمة . ويتغافل عن نداءات المتخصصيين في البالتوك الذين يجاورنه في هذا البرنامج ويتكلمون له مباشرة من أمثال الشيخ الدكتور منقذ محمود السقار والشيخ الدكتور سعد الرفاعي ، والشيخ عبد الله الرشيدي ( أبو عبد الرحمن ) والأخ وسام عبد الله ، وهم أصحاب غرف ـ عدا الدكتور منقذ ـ ولهم حضور قوي على البالتوك الذي يتواجد فيه زكريا بطرس بصفة شبه دائمة ، وأيضا يتجاهل شيوخ الصحوة الإسلامية الذين هم المحرك الرئيسي والمرجع الرئيسي للمتدينين في أرض مصر وخارج مصر من أمثال الشيخ الدكتور محمد بن إسماعيل المقدم ، والشيخ محمد حسان والشيخ أبو إسحاق الحويني ، والشيخ الدكتور سفر الحوالي وهو من المهتمين بأمر التنصير وقد أقام مركز دراسات لهذا الغرض ويقوم الآن على ترجمة كتاب شيخ الإسلام بن تيمية ( الجواب الصحيح على من بدل دين المسيح ) والشيخ الدكتور ناصر العمر والشيخ الدكتور عائض القرني وغيرهم كثير . وهم في الفضائيات مثله والكل يعرفهم ، يُخرجهم من دائرة الطرح . . ولا يوجه لهم نداءاته .. يخفي ذكرهم أو يأتي بغيرهم ويدخله فيهم ويوهم المستمع بأنه هذا هو الممثل لهذا التيار كما فعل مع الدكتور عبد المهدي عبد القادر ضيف هالة سرحان في برنامجها ( هالة شو ) .
فهذا الكذاب اللئيم زكريا بطرس فضلا عن أنه يعتمد على المناظرة من طرف واحد ، ولا يخرج لأحد إلا لحديثي العهد بطلب العلم وفي البالتوك وليس على الملأ ، فهو أيضا يلبس على المستمعين بإيجاد طرف وهمي ممثل للإسلام .. طرف ضعيف هذيل .. طرف لا يمثل إلا نفسه فقط .. طرف بعضه عند العلماء ملحد لا يعد من المؤمنين بالله ورسوله.وبعضه مبتدع ، وبعضه غافل .


------------

يصفها بأنها واحدة من التيار الأخلاقي الذي يرفض الأحاديث الخادشة للحياء ، وهو تصنيف منه ونوع من خداع القول . انظر الحلقة من 117 من برنامج أسئلة عن الإيمان في ناهية الحلقة .
أفرد حلقتين 62 ،63 من برنامج أسئلة عن الإيمان لمناقشة بعض أفكاره والرد عليها .
التعليق على برنامج هالة شو ( وهي الحلقة 117 من برنامج أسئلة عن الإيمان ) د/42 ، وكذا تكرر هذا الأمر في الحلقة 119 من ذات البرنامج ؟؟؟؟؟؟سؤال يتردد في أذهان الكثيرين ، مع كل مواجهة مع المخالف من الكافرين أو المنافقين . هل كل من يعرف يلتزم بما يعرف ؟
لا . كثيرون يعرفون ثم يتنكرون لما يعرفون ،وربما ينقلبون ويعادون .




هذه حقيقة قرآنية ، قال الله تعالى : { فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ }[ البقرة :من الآية 89 ]. وقال الله تعالى : { الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }[ البقرة : 146 ] .وقال الله تعالى : { قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ }[ الأنعام : 33] ، ونادى الله أهلَ الكتاب بقوله { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ } [ المائدة : 15] وناداهم بقوله { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }[ آل عمران : 71 ] . وأخبر الله عن فريق منهم بقوله { وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }[ آل عمران : 78]

وهذه الحقيقة ماثلة للعينين في كل مكان ، يراها المرء في نفسه وفي غيره ، فليس كل من يقتنع بأن هذا الشيء حرام يبتعد عنه ، ولا كل من يعرف الواجب يأتيه . فكم من حرام يرتكبه المرء وهو يعلم حرمته ، وكم من واجبٍ لا يقوم به المرء وهو يستطيع فعله .

فالقناعة العقلية بالشيء لا تكفي للالتزام به ، وثابتٌ شرعا وتاريخا وواقعا أن الذين كذبوا الرسل وحاربوهم فعلوا هذا وهم يعلمون أنهم رسل الله إليهم .
فرعون كان يعلم أن موسى رسولا من عند الله ولم يؤمن به ولم يتبعه ، قال تعالى { وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ }[ النمل : 14] ، وقال تعالى على لسان موسى وهو يخاطب فرعون : { قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَـؤُلاء إِلاَّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَآئِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَونُ مَثْبُوراً }[ الإسراء: 102 ]؛ ويهود كانت تعلم حقيقة المسيح ـ عليه السلام ـ ومع ذلك حاربته وعذبته ، ورمته بما ليس فيه ، وسعت في قتله ، وكادت ، لولا أن رفعه الله إليه ، وكانت يهود تعلم حقيقة رسول الله محمد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولم تؤمن به .


والقرآن يحدثنا أن الخلاف بين بني إسرائيل حدث بعد العلم لا قبله ، قال تعالى { وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ }[ آل عمران : 19] هذه الآية جملتان ، الأولى خبرية { وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ } تفيد بأسلوب الحصر والقصر بأنهم تفرقوا فقط بعد أن جاءهم العلم ، والجملة الثانية تعليلة ، تعلل هذا الخبر ( بَغْياً بَيْنَهُمْ ) أي ليس جهلا وتكذيبا وإنما بغيا وحسدا من عند نفسها .
ومثله قول الله تعالى: { وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ } [ البقرة : من الآية 213 ]
ومثله قول الله تعالى : { وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ }[ الشورى: 14]
ومثله قول الله تعالى { وَآتَيْنَاهُم بَيِّنَاتٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمْ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ }[ الجاثية : 17] ومثله قول الله تعالى :{ وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَةُ [ البينة :4]
فمن المسلَّم به أن هناك من يعرف الحق تماما ولا يتبعه بل يعاديه ويصرف الناس عنه ، وقد بينت ذلك في مكان آخر ؟؟؟؟؟؟؟؟يبرز نفر من بحسن نية ويحاولون أن يجعلوا الإسلام ( مُودرن ) كما يعبر هو ـ قبحه الله ـ أو يعبر غيره ، يحاولون تضعيف بعض الأحاديث الصريحة خروجا مما يسببه لهم بطرس من إحراجات ـ بزعمهم ـ وعند بطرس في كتبه التي يقدسها ما تستحي البغي من ذكره ولكن قومنا لا يقرءون



. أقول لهؤلاء المميعين ما قال الله في كتابه {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }[ البقرة : 120 ] ، فهو لن يرضى بالحل الوسط ولن يرضى بل سيظل يدفع حتى يردكم عن دينكم إن استطاع . فهو يثني على ما قدم عمرو خالد من ( تطوير ) في الأسلوب واقتباس من الكنيسة ـ بزعمه ـ ويثني على جرئة هالة سرحان في مناقشة القضايا الدينية في برنامج مثل برنامجها الذي تقدمه ويثني على القرآنيين الذي يتنكرون لبعض الأحاديث وهكذا ، إلا أنه يطالب بما هو أبعد ، وهو الردة عن الدين كلية والدخول في المسيحية . ولذا ينبغي أن يستفيق قومنا ويعرفوا أن الحل الوسط ليس بحل أبدا . ؟؟؟؟؟؟؟؟(((((((((أولا : وصف الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ
كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أبيض شديد البياض ، يقولون : أزهر ، والأزهر هو الذي لا يشوب بياضه شيء .
وأبيضُ يستسقي الغمام بوجهه * * * تمالِ اليتامى

عصمةٍ للأرامل
إذا ضحك أو غضب يظهر له عرق في جبينه . واسع العينين . . . شديد سوادهما ، أكحل ، مقرون الحاجبين . واسع الجبهة ، إذا ضحك أو غضب يظهر له عرق في جبينه . مستقيم الأنف ،إذا رأيته من بعيد قلت أشنب ـ أي مرفوع الأنف ـ وما هو بأشنب .
أمسح الصدخين ، في وجهه تدوير . طويل العنق . . أبيضها كأنها الفضة .

شعره مرسل ، إذا مشطة بيده يمتشط يصل شعره إلى شحمة أذنيه من الجانبين ، وإلى كتفه من الخلف ، يفرقه من وسطه ، شديد سواد الشعر .ولحيته كثيفة سوداء تصل إلى صدره .
ليس بالطويل ، ولا بالقصير . قليل اللحم ، أمسح الصدر . . . واسع ما بين المنكبين . طويل عظم الساق والرجلين ، عظيم الكفين والقدمين . لين الكف طيب الرائحة . صلى الله عليه وسلم .
يقول البراء بن عازب رضي الله عنه ، رأيته في حلّة حمراء فما رأيت شيئا أحسن منه ـ صلى الله عليه وسلم ـ
رأته أعرابية عجوز في الصحراء وهو مطارد تتبعه قريش ومن معها يوم الهجرة فقالت في وصفه ، وهي لا تعرفه ، أبهى الناس وأجملهم من بعيد , وأحسنهم من قريب غصن بين غصنين ، فهو أنضر الثلاثة منظرا ، وأحسنهم قدا ، له رفقاء يحفون به ، إن قال استمعوا لقوله ، وإن أمر تبادروا لأمره محفود محشود ، لا عابس ولا منفد .
ورآه حسَّان بن ثابت فأنشد :
أحسن منك لم تر قط عيني * * * وخير منك لم تلد النساء
خلقت مبرئا من كل عيب * * * كأنك قد خلقت كما تشاء

كان يمشي كأنما يتقلع من الأرض تقلعا ، يركب الحمار ويركب الإبل ويركب البغل وأكثر ركوبه الخيل ـ كما يقول بن القيم في ذاد الميعاد ـ ، ويلبس الإزار ويلبس القميص ، ويعتجر بالعمامة ويرسل طرفيها بين كتفيه وأحيانا يرسل طرفيها على ظهره .
هادئا ، كثير الصمت .بالكاد يتكلم .

فمن لي أن أرى منه محيا * * * يسر لرؤيته القلب الكئيب
فلي طرف لمرآه مشوق * * * ولي قلب لذكراه طروب

ثانيا : إضاءة على حياة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
( كلمة العرب تنبيء عن الصحارى والقِفَار، والأرض المُجْدِبة التي لا ماء فيها ولا نبات‏.‏ وقد أُطلق هذا اللفظ منذ أقدم العصور على جزيرة العرب، كما أطلق على قوم قَطَنُوا تلك الأرض واتخذوها موطنا لهم‏ )
لم تعرف العرب الملك إلا على أطراف الجزيرة العربية ، في اليمن وفي العراق وفي الشام ولم يكن مُلكا مستقلا بل تابعا للدول العظمى يومها ، العراق واليمن للفرس والشام للروم . وباقي الجزيرة العربية قبائل تتعامل بالأعراف السائدة بينها ، وتتقاتل فيما بينها ، ولم يكن هناك مَلِكًا متوجا في قريش ولا في غيرها من القبائل التي تسكن الحجاز ونجد وما وليا الحجاز من السريات وأطراف اليمن ، وإنما يسود بعض الناس تبعا للأعراف السائدة بينهم ، وكانت لقريش نوع من المكانة الروحية عند العرب كونهم يشرفون على بيت الله الحرام في مكة المكرمة .
وكانت العرب في مجموعها على الوثنية ، تعبد الأصنام وتقيم بيوتا كالكعبة في أكثر من مكان تعظمها بشد الرحال إليها والطواف حولها والذبح عندها وغير ذلك مما كانوا يتنسكون به لآلهتهم .وكانت الأصنام والبيوت المعظمة في أرجاء الجزيرة العربية بل وفي كل البيوت تقريبا .
وكانت أحياء من العرب تنصرت ، في العراق وفي الشام وفي نجران ،إلا أنها كانت أحياء قليلة ولم تكن تمارس دعوة داخل القبائل العربية .
وكان نفر قليل من العرب يعدون على أصابع اليد الواحدة قد تركوا عبادة الأصنام وعبدوا الله على ملة إبراهيم ـ عليه السلام ـ ، وهم من يسمون الحنفاء ، ولم يكن لهم أي أثر في حياة الناس .ولم يسجل التاريخ غير أسمائهم وقليلا جدا من أحوالهم .

وكانت يهود كلها بين ظهراني العرب في المدينة المنورة ( يثرب يومها ) وحولها في خيبر ووادي القرى وفَدَك ، وفي اليمن ، ولم تكن يهود هي الأخرى تمارس دعوة بين العرب ولا بين غيرهم ، وذلك لأن الدين عند يهود مرتبط بالجنس ، ووعد الله عندهم خاص بهم هم لا بغيرهم .وكانوا ينتظرون نبيا يخرج من بين أظهرهم ، يقولون أنه منهم ، يقتلون به الناس { وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ }[ البقرة : 89 ]

ولم يظهر في العرب .. كل العرب نصارى ويهود وعبَّاد الأصنام والأوثان أحد ادعى النبوة قبل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ولا طيلة حياته ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإنما في آخر أيامه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ظهر عدد في أحياء من العرب ادعوا النبوة في اليمن ونجد والحجاز ، وقُتِلوا بعد أشهر من دعوتهم ، لم يتبعهم غير قومهم ، ولم تتحرك جيوشهم خارج أرضهم ، وهذه من الأمارات الدالة على نبوة النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ بشهادة كتاب النصارى ، إذ أن الأدعياء الكذبة يموتون قتلا ولا يكتب لهم نصر في هذه الحياة كما يقول كتاب النصارى .
قريش ـ وهي قبيلة النبي صلى الله عليه وسلم ـ كانت أشرف العرب نسبا وأفضلهم فيما بينهم ، وبنو هاشم هم أفضل قريش ، وفي الحديث " إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ" ، وكانت لهم منزلة روحية عند العرب ، فهم سدنة البيت وهم القائمون على أمر الحجيج سقاية ورفادة ، وكانت قريش كلها . . . بنو هاشم وغيرهم وثنيون مشركون يعبدون الأصنام ويستقسمون بالأزلام ويدعون أن ذلك هي الحنيفية التي كان عليها إبراهيم عليه السلام .
ـ ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولد يتيما ، ورباه جده حتى بلغ الثامنة من عمره ، ثم رباه عمه أبو طالب بعد وفاة جده عبد المطلب . كان أبو طالب فقيرا ذو عيال فتربى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ تربية خشنة بعض الشيء .
لم يخرج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من مكة إلا مرتين ، مرة مع عمه وهو صغير في سن الثانية عشر من عمره ، وهي التي التقى فيها بحيرى الراهب وذكر بحيرى لعمه أبي طالب أن هذا الغلام سيكون نبي هذه الأمة وقال له إن رأته يهود عرفته ومن ثم قتلته فخاف عليه عمه وأرجعه إلى مكة ثانية . ومرة أخرى وهو في سن الرابعة والعشرين من عمره ـ صلى الله عليه وسلم ـ في تجارة للشام .ولم يلتق فيها بحيرى الراهب ، بل جلس تحت ظل شجرة في جوار دير من الأديرة ، ورآه الراهب فقال لميسرة ـ الغلام الذي معه ـ ما جلس تحت هذه الشجرة إلا نبي .

والملاحظ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يتعامل مع أحدٍ ولم يصاحب أحدا من غير قريش .. أهل مكة تحديدا ، لذلك حين كذبوه واتهموه بالسحر والجنون وغير ذلك احتج عليهم القرآن بأنه صاحبهم ، الذي لازمهم أربعين سنة وعرفوه معرفة الصاحب لصاحبة والصديق لصديقه ، فهو بين أظهرهم لم يخرج من بينهم ولم يجلس لغيرهم أربعين سنة . وتدبر :{وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ }[ التكوير:22 ] ،{مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى }[ النجم:2 ] {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ }[ سبأ: 46]
واشتهر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بينهم بالصدق والأمانة ومكارم الأخلاق حتى لقبوه بالصادق الأمين ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولذا حين جهر بالدعوة استدل بحالة على صدق مقاله فناداهم " يَا بَنِي فُلَانٍ يَا بَنِي فُلَانٍ يَا بَنِي فُلَانٍ يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ فَقَالَ أَرَأَيْتَكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا تَخْرُجُ بِسَفْحِ هَذَا الْجَبَلِ أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ قَالُوا مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ كَذِبًا قَالَ فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ قَالَ فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ تَبًّا لَكَ أَمَا جَمَعْتَنَا إِلَّا لِهَذَا ثُمَّ قَامَ فَنَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَقَدْ تَبَّ "
لم يكن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ معروفا بكتابة ولا بقراءة ولا بقولِ الشعر ، ولا بالجلوس لمن يقرأ أو يكتب . ولم تكن العرب تهتم بغير الشعر ، لم يكن عندهم علم بخبر الأولين من الوثنيين أو المغضوب عليهم أو الضالين ، كانت أمّةٌ أمِّيةٌ لم يبعث فيها نبي من قبل . قال تعالى { أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ }[ السجدة : 3] وقال تعالى : {وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ }[ القصص : 46]
ـ لم يُصدق النبيَ ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلا نفر قليل ، ولم يكونوا من قرابته ، بني هاشم أعني ، بل كانوا من بطون قريش كلها ، بنو زهرة ، وتيم ، وعبد الدار ، وأمية ، ومخزوم ، وفردين من بني هاشم .. صبيان صغيران .. علي بن أبي طالب الذي كان في بيته وأخيه جعفر بن أبي طالب ، وكذا نفر من الموالي ( العبيد ) في مكة ، وأول من كذَّب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وردَّ عليه هو عمه ـ أخو أبيه ـ أبو لهب ، ونزل القرآن يهدده { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ . مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ . سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ . وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَب . فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ } [ المسد :1ـ5].
كفرت قريش وكذبت ، وعاندت واستكبرت ، أبت إلا الكفر بربها ورسول ربها ، جلست بكل طريق توعد وتصد عن سبيل الله ، ثلاثة عشرة عاما ورسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ يدعوهم إلى الله ، وما استجاب له إلا نفر قليل جدا ، لا يتجاوزون المائة . ثم أمر الله سبحانه وتعالى رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالهجرة إلى المدينة المنورة ، إلى قبيلتين غير قريش هما ( الأوس ) و ( الخزرج) ودخل الإسلام المدينة بالدعوة لا بالقتال .
وفي المدينة وحولها كانت يهود ، ومن أول يوم لم ترحب يهود بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكشرت عن أنيابها وغدرت كعادتها ، وراحت تكذب هنا وهناك ، وتتحالف مع عباد الأصنام على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتقول لهم هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا ، تقول هذا وهي تعلم أنه رسول من عند الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهددت بالسيف والقتال ، فقاتلها رسول ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ بأمر من ربه حتى أخرجهم ، وأراح الناس من شرورهم .
فلم يجلس لهم ، ولم يتعلم مما في أيديهم من كتاب !!

ثم أمر الله رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالجهاد وإزالة العقبات في طريق الدعوة إلى الله .فأرسل السريا في الحجاز ونجد والعراق والشام حتى مكن الله لدينة ودخل الناس في دين الله أفواجا . فلم يبدأ بالقتال ، ولم يأمر أصحابه وأتباعه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يبدءوا بالقتال ، وإنما بالدعوة إلا الله بالتي هي أحسن فإن أسلموا وإلا فالقتال حتى تكون كلمة الله هي العليا ، ولم يقاتل قريش وحدها ، ولم يقاتل الناس على أموالهم ولا نساءهم ولا أرضهم . بل على الإسلام ، من أسلم له ما للمسلمين وعليه ما على المسلمين ، ويعصم ماله ودمه وعرضه ، ويرد له ما أخذ منه .
كانت قضيته هي هداية الناس لدين الله ، ردَّ السبايا على هوازن حين أسلموا ، وأطلق سبايا بني المصطلق وطيئ حين أسلموا ، وأطلق سراح ثمامة بن أثال حين أسلم .

وكان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يسكن في غرفات من طين يطال سقفها الرجل بيده وينام على الحصير حتى يؤثر في جنبه الشريف ـ صلى الله عليه وسلم ـ ،وكان يربط على بطنه الحجر والحجرين من شدة الجوع ، ويمر الهلال والهلالان ولا يوقد في بيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ نار ، شهر وشهران ولا يطهى في بيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ طعام ، كانت هذه حاله على الدوام ، منذ بعث حتى توفاه الله ، فلو كان ملكا لجمع الأموال وبنى القصور واتخذ الجواري والإماء . ولقضى ليله مع النساء .
ولو كانت الدعوة قرشية لما قاتلته قريش وقاتلها ، ولما أخرجته من بين أظهرها وخرج من مكة وتركها ، ولو كانت الدعوة عربية تريد ملكا للعرب كما يدعي الكذّاب اللئيم لما قاتلته العرب كلها وبذلت أموالها وأبنائها في وجه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ .

عدوك مذموم بكل لسان * * * ولو كان من أعدائك القمران
ولله سر في علاك وإنما * * * كلام العدا ضرب من الهزيان

هذا هو نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذه بعض أوصافه وأحواله وليست كما زعم الكذّاب اللئيم زكريا بطرس .

لا تَعجَبَنْ لِحَسُـودٍ راحَ يُنكِرُهَــا * * * تجاهُلا وَهْـوَ عـينُ الحـاذِقِ الفَهِمِ
قد تُنكِرُ العينُ ضَوْءَ الشمسِ مِن رَمَدٍ * * * ويُنكِرُ الفَمَ طعمَ المـاءِ مِن سَــقَمِ





-----------------

هذا البيت لعمّه أبو طالب ، وكان ابن عمر يقول كلما رأيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على المنبر تذكرت قول أبي طالب . يعني هذا البيت .لما يرى من حسن النبي صلى الله عليه وسلم .
ما كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يلبس الأحمر الخالص ، بل كرهه جدا ، وإنما المقصود أنها حلة بها شيئ من الأحمر ، والعرب تسمي الشيئين باسم أحدهما ، فتقول البردين على الفجر والعصر ، والأسوادن على التمر والماء .
الرحيق المختوم
صحيح مسلم .ح/4221
صحيح مسلم2664

غير معرف يقول...

سوق العصافير المقدسة - ابن الفاروق المصرى

دليل الشراء (للمؤمنين فقط) ويحظر البيع لغير المؤمنين من خراف الكنيسة والمسلمون على الأخص .تعلن سوق الكتاب المقدس عن أسعار منتجاتها بالتسعيره الجبرية للكتاب المقدس.


إعلانات مبوبه
سوق العصافير المقدسة
************

اليس عصفوران يباعان بفلس و واحد منهما لا يسقط على الارض بدون ابيكم
للحجز والإستعلام سوق الكتاب المقدس شارع متى عماره 10 شقه 29
************

اليست خمسة عصافير تباع بفلسين و واحد منها ليس منسيا امام الله
للحجز والإستعلام سوق الكتاب المقدس شارع لوقا عماره 12 شقه 6


تحليل الأسعار :
قد يعتقد المشترى أن محلات لوقا ارخص من محلات متى حيث تبيع الخمسة عصافير بفلسين وهو ما قد يجعل المشترى يعتقد أنها صفقه أفضل من محلات متى حيث أن أسعار لوقا تجعل كل عصفورين ونصف بفلس بينما تجعل محلات متى العفورين بقرش لذا فوجب التنويه أن أسعار محلات لوقا (الخمسة عصافير بفلسين) لا تباع بالتجزئه ولكنه عرض خاص والبيع عندهم الحد الأدنى له خمسة عصافير , لذا عزيزى المشترى إن كنت لا تملك سوى فلس واحد فعليك بالتوجه لمحلات متى أما إن كنت تملك فلسين وتحب التخفيضات فننصحك بالتوجه لمحلات لوقا . والرب يبارك حياتك.


ملحوظة للمسلمين :
بطلوا أفتراءات وعلى الله حد يقول أن ده تناقض فى الكتاب المقدس ما بين إنجيل متى 10 : 29 وإنجيل لوقا 12 : 6.


وإليكم الرد على هذه الشبهه المتهافته :

رد أبونا بتاع الكنيسة على الشبهة :
يقول السائل الغير مؤمن أن النصين الخاصين بأسعار العصافير فى إنجيل متى 10 : 29 وإنجيل لوقا 12 : 6 يتضاربان .

وللرد نقول :
أن لوقا البشير كان يبشر تجار الجملة لذا فكان السعر عنده ارخص من اسعار البشير متى ويعطى هامش ربح لتجار الجملة المؤمنين قيمته نصف عصفور , أما البشير متى فقد كان يبشر الجماهير المستهلكه , لذا فقد كان يجب عليه فى بشارته أن يتوخى الحرص على ترك مكسب لتجار الجملة من المؤمنين الذين قبلوا يسوع المسيح فى حياتهم على يد البشير لوقا.هاهاها؟؟؟أعلى نفسها زنت بَرَاقشُ ؟!! - ابن الفاروق المصرى

كانت بَرَاقشُ كلبةً لقومٍ من العرب، فأغار عليهم قوم ، فهَرَبُوا ومعهم كلبتهم بَرَاقش، فاتبع القومُ آثارَهُم فلما سمعت بَرَاقشُ وقْعَ حوافر دوابّ القوم نبحت ، فاستدلوا بنباحها على القبيلة ، فاستباحوهم .

لذا يقول المثل " على نفسها جنت بَرَاقشُ"
ونقول بل على نفسها وقومها جنت بَرَاقشُ .
هذا فيما يختص بالكلبة بَرَاقشُ والتى كان نباحها نذير شؤم عليها وعلى قومها . ولا يخبرنا الفيروز آبادي فى "القاموس المحيط" اكثر من هذا حول الكلبة بَرَاقشُ هل ماتت فى تلك الواقعة ام كتب لها النجاة وماتت بعدها . وعلى أى حال فلابد وان بَرَاقشُ ماتت وشبعت موت , وموضوعنا اليوم حول ورثة بَرَاقشُ الذين لم يعتبروا بما حدث لجدتهم بَرَاقشُ أو لقومها ومازالوا ينبحون ملء جوفهم حتى على من لم يغير عليهم أو من لا يعيرهم أنتباهه من الأصل , ففى احدى الحواديت والتى لا ترقى لحواديت جدتى والتى أُلفت خصيصا للأستعمال المحلى اعتمادا من كاتبها على غفلة قرائه نشر أحد المواقع النصرانية حدوته ملتوته بعنوان " مثال حول تعامل المسيح ومحمد مع المرأة " منسوبة لشخص يدعى "خالد عبد الرحمن" فى قسم للكتاب المتنصرين بحسب وصف الموقع . وطبعا وكما لا يخفى على فطنة القارئ فهى حدوته يدعوا ان كاتبها كان مسلم وتنصر يسوع ظهر له فى المنام أو أم النور ظهرت له على السلم المهم انه كان مسلم وتنصر وإن كنت لا ادرى كيف يتنصر المسلم طبعا ليس من باب انه لا يوجد فى النصرانية ما يغرى النصرانى نفسه بالبقاء عليها أو لكونها لا ترقى لدرجة وصفها بالديانة ولكن من باب أنهم بحسب ما يصفون أنفسهم مسيحيين وليسوا نصارى بل ويرفضون أن يقال لهم يا نصارى بأعتبار أنها إهانة بحسب ما اخبرهم رهبانهم , المهم لا ادرى كيف يطلقون على من دخل فى دينهم (وهذا فرض جدلى طبعا) نصرانيا وهم يسمون أنفسهم مسيحيين ويضعون أبوابا تحت عنوان " شهادات المتنصرين" والطبيعى والمنطقى أن نقول المتمسحيين لكن هذا ليس موضوعنا وعودة لحدوته عريان باشا ملط الذى تنكر بأسم خالد عبد الرحمن نجده يقول :

كثيرة هي الصفات التي جذبتني الى المسيح وكثيرة هي المثالب التي نفرتني من محمد. سأورد هنا مثالاً عن تعامل المسيح ومحمد مع نفس التجربة التي حاول اليهود تجريب كل منهما بها. * أنتهى *

وبغض النظر عن الصفات التى جذبته فى المسيح ونفرته من محمد عليه الصلاة والسلام والتى يبدو انه لم يذكرها لضيق الوقت أو بسبب الزهايمر فلا ادرى ما هو وجه التشابه أو وجه المقارنة بين محمد عليه الصلاة والسلام والمسيح يسوع إلههم فمن المفترض أن محمد عليه الصلاة والسلام نبيا ورسولا أم يسوع المسيح فيفترض انه إله بالنسبة لهم , وانا اكاد اجزم أن عقل النصارى الباطن لا يصدق ما تلوكه السنتهم حول الوهية المسيح فمن هو السفيه الذى يقارن إلهه ببشر ما كائن ما كان وهذه ليست هى المرة الأولى التى يعقدون فيها هذه المقارنة ولن تكون الأخيرة والتى يعقدون فيها المقارنة بين نبينا ورسولنا وربهم وإلههم المزعوم والتى يعتمدون فيها كما قلت سابقا على انها للأستعمال المحلى فقط وبالطبع لن ينقضها أو يفكر فيها نصرانى لكونها توافق هوى فى نفسه , وكاتب تلك المقالات كأنه من قال فيه الشاعر :
وإذا ما خلا الجبان بأرض طلب الطعن وحده والنزالا

ولكون المقال مكتوب للأستعمال المحلى ولن يجادل فيه احد نجد ان كاتبه الجبان يصول ويجول فى خيبته متوهما انه الفارس المغوار الذى لا يقهر , ولسوء حظ الجبان عريان باشا ملط المتنكر بأسم خالد عبد الرحمن نقل لى احد القراء تلك الحدوته الملتوته وطلب منى الرد عليها , ومراعاة منى لضعف إمكانيات كاتبها لن اقوم بمبارزته أو نزاله ولم سأكتفى بصفعه على اردافه ببطن سيفى , ولنبدأ معا حدوته المرأة لنرى موقف المسيح منها وموقف الرسول عليه الصلاة والسلام فى الروايتيين اللتان أوردهما فكتب يحدثنا عن رقة المسيح وعطفه وتسامحه قائلا :

أحضر اليهود الى المسيح امرأة أمسكت في زنا:
وَعِنْدَ الْفَجْرِ عَادَ إِلَى الْهَيْكَلِ، فَاجْتَمَعَ حَوْلَهُ جُمْهُورُ الشَّعْبِ، فَجَلَسَ يُعَلِّمُهُم.وَأَحْضَرَ إِلَيْهِ مُعَلِّمُو الشَّرِيعَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ امْرَأَةً ضُبِطَتْ تَزْنِي، وَأَوْقَفُوهَا فِي الْوَسَط. وَقَالُوا لَهُ: يَا مُعَلِّمُ، هَذِهِ الْمَرْأَةُ ضُبِطَتْ وَهِيَ تَزْنِي. وَقَدْ أَوْصَانَا مُوسَى فِي شَرِيعَتِهِ بِإِعْدَامِ أَمْثَالِهَا رَجْماً بِالْحِجَارَةِ، فَمَا قَوْلُكَ أَنْت؟ . سَأَلُوهُ ذَلِكَ لِكَيْ يُحْرِجُوهُ فَيَجِدُوا تُهْمَةً يُحَاكِمُونَهُ بِهَا. أَمَّا هُوَ فَانْحَنَى وَبَدَأَ يَكْتُبُ بِإِصْبَعِهِ عَلَى الأَرْضِ. . وَلكِنَّهُمْ أَلَحُّوا عَلَيْهِ بِالسُّؤَالِ، فَاعْتَدَلَ وَقَالَ لَهُمْ: مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيئَةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَر. . ثُمَّ انْحَنَى وَعَادَ يَكْتُبُ عَلَى الأَرْضِ. فَلَمَّا سَمِعُوا هَذَا الْكَلاَمَ انْسَحَبُوا جَمِيعاً وَاحِداً تِلْوَ الآخَرِ، ابْتِدَاءً مِنَ الشُّيُوخِ. وَبَقِيَ يَسُوعُ وَحْدَهُ، وَالْمَرْأَةُ وَاقِفَةٌ فِي مَكَانِهَا. فَاعْتَدَلَ وَقَالَ لَهَا: أَيْنَ هُمْ أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ؟ أَلَمْ يَحْكُمْ عَلَيْكِ أَحَدٌ مِنْهُمْ؟ . أَجَابَتْ: لاَ أحد يا سَيِّدُ. فَقَالَ لَهَا: وَأَنَا لاَ أَحْكُمُ عَلَيْكِ. اذْهَبِي وَلاَ تَعُودِي تُخْطِئِينَ!

وبعد انتهاؤه من النقل من إنجيل يوحنا يكتب لنا مصدر القصة فيقول :
يوحنا 8 الآية 2-11 * أنتهى *
وطبعا كلامه خطأ لكون ما استشهد به هو من إنجيل يوحنا 8 الأعداد 3-11 وليس 2 - 11 كما ذكر وهذا أهون ما اخطأ به فى هذه الحدوته . وسنغض الطرف عن قوله الآيه حيث أنها تسمى عند النصارى عدد وإن كان عوامهم من فرط الجهل بكتابهم يسمونها آيات وليس اعداد .

ثم يتابع قائلا :
ما أعظم موقف المسيح وجوابه. من كان منكم بلا خطيئة فليرمها أولا بحجر!! من منا بلا خطيئة؟ من فينا يقدر أن يحكم على خطايا الأخرين؟
المسيح يدعو الذين أدانوا المرأة لفحص أنفسهم أولاً إن كانوا بلا خطايا. أيضا يقول:
أَوْ كَيْفَ تَقْدِرُ أَنْ تَقُولَ لأَخِيكَ: يَاأَخِي، دَعْنِي أُخْرِجِ الْقَشَّةَ الَّتِي فِي عَيْنِكَ! وأَنْتَ لاَ تُلاحِظُ الْخَشَبَةَ الَّتِي في عَيْنِكَ أَنْتَ. يَا مُرَائِي، أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَعِنْدَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّداً لِتُخْرِجَ الْقَشَّةَ الَّتِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ. لوقا 6 الآية 42

ومع أنه بار بلا عيب ولا خطيئة أجاب المرأة بأنها هو نفسه لا يدينها. ولكنه أعطاها وصية جديدة "اذهبي ولا تعودي تخطئين". * أنتهى *

ولنا هنا وقفات وله هو صفعات وركلات على الوجه والأرداف فنقول بإذن الله :

أولا : الروايه الإنجيليه المأخوذة من إنجيل يوحنا الإصحاح الثامن الأعداد من الثالث للحادى عشر واتى يستشهد بها على رقة المسيح وتسامحه محرفة وتقع تحت بند التحريف بالزيادة فى كتبهم , ويشهد على ذلك علماؤهم وموسوعاتهم حيث تقول النسخه الدولية الحديثة (New International Version) عن يوحنا 7 : 53 - 8 : 11 :
[1] ((The earliest and most reliable manuscripts and other ancient witnesses do not have John 7:53-8:11.))

وهو ما ترجمته :
(( أقدم وأدق المخطوطات والشواهد القديمة لا يوجد بها يوحنا 7 : 53 - 8 : 11 )).

وتقول نسخة "English Standard Version " حول هذه الأعداد :

Some manuscripts do not include 7:53–8:11; others add the passage here or after 7:36 or after 21:25 or after Luke 21:38, with variations in the text [2]

وهو ما ترجمته :
بعض المخطوطات لا تشمل 7:53-8:11 ؛ والبعض يضيفها هنا او بعد 7:36 او بعد 21:25 او بعد لوقا 21:38 مع اختلافات في النصوص

وحول نفس تلك الأعداد يقول معهد الشرق الأدنى للكتاب المقدس "Far Eastern Bible College" :

The story of the woman taken in adultery in John 7:53-8:11 is called the pericope de adultera. Modernistic scholars have attempted to remove this whole passage from the Bible. According to Westcott, “This account of a most characteristic incident in the Lord’s life is certainly not a part of John’s [3] .”

وهو ما ترجمته :
قصة المرأة التى أمسكت فى الزنا فى يوحنا 7:53-8:11 تسمى " بريكوبى دى ادلتريا " والعلماء المعاصرين حاولوا حذف هذه القطعة من الكتاب المقدس . استنادا إلى ويسكوت " فهذا المقطع الموضح لأدق خصائص حياة الرب فى الواقع ليس جزءا من يوحنا

اى انه وبالمختصر المفيد هناك من قام بوضع هذه القصة وافتراها على المسيح والقصة لا وجود لها فى إنجيل يوحنا اساسا طبقا لأدق وأقدم النسخ والشواهد القديمة كما اثبتنا من مراجعهم وكلام علمائهم.
وهذه الرواية من الروايات التى تفرد بها كاتب إنجيل يوحنا أو بمعنى ادق من دسها على إنجيل يوحنا ولا أثر لها ولو بالتلميح فى باقى الأناجيل .
هذا فيما يختص بمتن القصة او الرواية والذى اثبتنا من كتبهم وبألسنة علماؤهم انه يقع تحت بند التحريف بالزيادة .

ثانيا : لو افترضنا جدلا ان هذه القصة موجودة وأن العلماء النصارى الذين قالوا بعدم وجودها فى ادق وأقدم المخطوطات مهرطقين فسنكون أمام مسرحية هزلية من تأليف مؤلف درجة عاشرة أقل ما يوصف به هو العبط المطبق فلو عدنا للقصة وتفاصيل احداثها ستجد كاتبها يقول أنهم أحضروا للمسيح أمرأة قد ضبطت وهى تزنى والسؤال البديهى هنا هو زنت مع من ؟ أو مع من زنت هذه المرأة ؟ أم عساها قد زنت على روحها أو زنت على نفسها . وكما يقول المثل المصرى " إن كان المتكلم مجنون فالمستمع عاقل " وطبعا اى عاقل سيعرف ان المفبرك قد نسى فى خضم الفبركة أن يحبك القضية , وهنا اسأل النصرانى واستحلفه هل يوجد ضابط حتى ولا اقول قاضى يستطيع القبض على إمرأة بتهمة الزنا من دون وجود رجل معها ؟؟؟؟؟ فعلا اصحاب العقول فى راحة.

ثالثا : لتأكيد ان هذه الفقرات من إنجيل يوحنا مفبركة تعالوا بنا نقرأ هذه الرواية من إنجيل لوقا 12: 13 - 14 :
[[ و قال له واحد من الجمع يا معلم قل لاخي ان يقاسمني الميراث . فقال له يا انسان من اقامني عليكما قاضيا او مقسما ]].

المسيح نفسه بحسب ما يخبرنا إنجيل لوقا يعلنها مدوية أنه ليس بقاضيا ولا مقسما فبالله عليكم هل من لا يقبل أن يحكم فى قضية ميراث ويقول هذا يحكم فى قضية زنا ؟

هذا فيما يختص بالجانب الخاص بيسوع ومعاملة للمرأة الزانية أما كيف عامل يسوع النساء الأخريات فتعالوا بنا نقرا من أناجيلهم كيف كان يخاطب النساء وينبغى لنا اولا ان نلاحظ ان المسيح قد خاطب الزانية بقوله "أَيْنَ هُمْ أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ؟: أو " قال لها يا امرأة اين هم " بحسب الترجمات المختلفة التى تجمع انها خاطبها بقولة "يا امرأة" أو" َيَّتُهَا الْمَرْأَةُ" اى انه خاطب الزانية بقولة يا امرأة وهو نفس اللقب الذى حدث به أمه بحسب ما يخبرنا إنجيل لوقا 2 : 3 - 4 :
"و لما فرغت الخمر قالت ام يسوع له ليس لهم خمر . قال لها يسوع ما لي و لك يا امراة لم تات ساعتي بعد ".

وعودة لحفيد براقش وحول معاملة الرسول للمرأة يقول :
نفس الموقف كان فيه محمد، نعم أتاه اليهود وجربوه بنفس ما جربوا به المسيح، أتوا له برجل وامرأة قبض عليهما وهما يزنيان . ما يلي حديث أوردته كتب الصحاح أكثر من مرة بأكثر من لفظ أعتقد بأن القراء المسلمين يعرفونه:

‏جاءت ‏ ‏اليهود ‏ ‏إلى رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فذكروا له أن رجلا منهم وامرأة زنيا فقال لهم رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ما تجدون في التوراة في شأن الرجم فقالوا نفضحهم ويجلدون فقال ‏ ‏عبد الله بن سلام ‏ ‏كذبتم إن فيها الرجم فأتوا بالتوراة فنشروها فوضع أحدهم يده على آية الرجم ثم قرأ ما قبلها وما بعدها فقال له ‏ ‏عبد الله بن سلام ‏ ‏ارفع يدك فرفع يده فإذا فيها آية الرجم فقالوا صدق يا ‏ ‏محمد ‏ ‏فيها آية الرجم فأمر بهما رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم .
موطأ مالك 1288

أمر بهما (رسول الله) فرجما؟!! أي بعد شاسع ما بين موقف المسيح الرحيم المحب المتسامح وموقف محمد المتشدد؟
* أنتهى *

طبعا لا نحتاج إعادة الكلام عن قصة الزانية المكذوبة التى فصلناها فى السطور السابقة والمنسوبة للمسيح

أما بخصوص الحديث الذى استشهد به حفيد براقش فنقول كما قالوا " من شابه اباه فما ظلم " وحفيد براقش هنا شابه جدته براقش ولفت نظرنا بنباحه لعوار قومه كما سنبين فى الأسطر التالية بأمر الله .

أولا : قبل الخوض فى تفاصيل الحديث أو شرحه دعونا نسأل انفسنا هذا السؤال :
لماذا طلب اليهود تحكيم رسول الله فى جريمة الزنا تلك وهل بمحض الصدفة ايضا حكم اليهود المسيح فى قضية زنا ؟ وما هى دلالة هذا ؟

ثانيا : حاول حفيد براقش بنباحه تخويف المسلمين وهو من حيث لا يحتسب على خطى جدته كشف عوار ما يتشدق به النصارى من محبة وتسامح , ولنا هنا ان نوضح أولا ان الحكم الذى صدر على الزانى والزانية (وليس على من زنت على روحها) نابع ومطابق ومؤيد من كتب اليهود كتب العهد القديم والتى يؤمن بها النصارى والتى هى بحسب زعمهم وحيا من عند الله وهو ما نستخلص منه كما هو واضح ان الذى حكم على الزانى والزانية هو يسوع إلههم رب العهد القديم حيث قال فى سفر اللاويين 20: 10 :
[و اذا زنى رجل مع امراة فاذا زنى مع امراة قريبه فانه يقتل الزاني و الزانية ].

أليس الآمر هنا والمشرع بحسب إيمان النصارى هو يسوع فى العهد القديم أم أن لكل عهد إله ؟ , وكونه يأمر بهذا قبل التجسد المزعوم ثم يتنصل منه عندما يتجسد فهذا لا يقال عليه رحمة أو مغفرة بل يسمى بالنفاق والرياء ومحاولة الظهور بمظهر الرحمة مثل الذئاب التى تتخفى بثياب حملان يأمر اليهود بقتل الزانى والزانية وعندما يسألوه يتنصل من أوامره ويدعى الرحمة.

ثانيا : أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يحكم على الزانى والزانية إلا برضا منهم وبرضى من احبارهم ورهبانهم حيث ان الحاكم المسلم ليس له ان يحكم فى مثل تلك القضية إلا بعد موافقة كبراء اهل ملتهم المعنيين بل وموافقة الزانى والزانية انفسهم ولئن رفض احدهم ( الكهنة أو الزانى والزانية) لا يحق للحاكم المسلم الحكم عليهم , بل ويحق للحاكم المسلم حتى فى حالة موافقة الطرفين ان يعتذر عن التحكيم بينهم ويقضوا هم بما شاؤا بحسب عقيدتهم أو تشريعهم وهو ما نراه مفصلا فى شرح الحديث الذى استشهد به حفيد براقش إذ يقول الشرح :

(قوله جاءت اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له أن رجلا منهم وامرأة زنيا يحتمل أن يريد به أحبار اليهود ورهبانهم , وقد روى عيسى عن ابن القاسم في المزنية أنه إذا أتى أساقفة اليهود والنصارى إلى حاكم المسلمين بمن زنى من أهل ملتهم ليحكم بينهم ليس له ذلك حتى يرضى الزانيان بذلك , فإن رضيا بذلك فالحاكم مخير إن شاء حكم بينهما , وإن شاء لم يحكم بينهما ) * انتهى *

ثالثا : حتى لحظة رجم الزانى والزانية المذكورين فى الحديث لم يكن قد نزل أمر من الله فى القرآن الكريم برجمهم أى ان هذا الأمر مبتدؤه ومنتهاه لم يكن يمثل العقيدة أو التشريع الإسلامى المستمد من كتاب الله فى شئ ولم يكن سوى تنفيذا لرغبات يسوع بالعهد القديم لا اكثر ولا أقل أى ان حكم الرسول جاء بناء على ما نصت عليهم كتبهم التى هى من وحى ربهم ولا دخل لحكم الشريعة الإسلامية فى هذا وهو ما نجده ايضا فى باقى شرح الحديث إذ يقول :

وقد نظر بينهما النبي صلى الله عليه وسلم ; لأنه يحتمل أن يكون صلى الله عليه وسلم إنما أنفذ عليهما حكم دينهما , ولم يكن نزل بعد حد الزاني عليه وفي النوادر ونحوه في كتاب محمد إنما حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بين اليهود فيما أظهر عليهم في التوراة , وهذا قبل نزول الحدود والحاكم منا اليوم لا يحكم عليه بحكم التوراة , وإنما يحكم على من يحكم بحكم الإسلام , وقال أشهب في الموازية وإذا طلب أهل الذمة إقامة الرجم بينهم على من زنى منهم فإن كان ذلك فيما بينهم فذلك لهم . ‏

ويتابع حفيد براقش قائلا :
ان المؤمنين بالمسيح لا يفهمون من موقفه أنه يقر الزنا، بالعكس هو أرشد المرأة الى طريق التوبة، وأمرها بأن لا تعود لذلك. نحن نفهم من موقفه بأن كل البشر خاطئون ومذنبون وأن طريق التوبة مفتوح. * انتهى *

ونسال هنا حفيد براقش وكل النصارى ماذا لو أن تلك المرأة زنت مرة أخرى وأتوا بها للمسيح هل كان سيأمر برجمها بحسب ما أمر فى العهد القديم أم أنه كان سيقول لها اذهبى ولا تفعلى ذلك مرة أخرى للمرة الثانية ؟ وماذا لو كررتها مرة ثالثة ورابعة , إن لم يكن هذا هو التشجيع على الزنا وليس اباحته فقط فماذا يكون إذا التشجيع على الزنا ؟

وفى النبحة الختامية يقول حفيد براقش :
الحدود الشرعية ليست الطريق الى الله بل الإحساس بفيض محبته في قلبك، حلولها في نفسك ينقي ذهنك ويطهرك من كل دنس. لأنك لا تعود ترغب في فعل الفواحش كي لا تقطع صلتك بالله وتبتعد عن محبته. * انتهى *

وهنا نستعير من الأخوة الشوام المثل القائل " ده قصر ديل يا اذعر" فبعدما لغى بولس الشريعة اليهودية وأوقف العمل بها أصبح لا يوجد تشريع لدى النصارى وأصبحوا كالعبيد لدى الكل يأمر فيهم وينهى ما يختاره كل حاكم او كل دولة أو كل دستور فلو كان النصرانى فى بلد يقول قانونها برجم الزانى سيرجم كل من يزنى منهم وإن كانت عقوبته الحبس سيحبس وإن كانت جريمته يمنح من اجلها لقب فارس مثل السير التون جون أشهر الشواذ جنسيا بالسالب فى بلاد الإنجليز لمنحوه لقب فارس وهذا هو قمة الظلم فكل نصرانى يعاقب بشكل أو يفلت من العقوبه حسب موقعه الجغرافى وهؤلاء هم الظالمين أنفسم وصدق الله العظيم :
(ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ ) (آل عمران : 182).
أما لدينا نحن المسلمين فالكل سواسية عند تحكيم شرع الله المصرى مثل الهندى مثل الصينى كل تحت حكم واحد هو حكم العزيز الحكيم عالم الغيب والشهادة.

ولا يسعنا فى الختام إلا ان نشكر حفيد براقش وشركاه على كشفه عوار دينه وفى انتظار المزيد من النباح===================هل البايبل قابل للتحريف ؟ - ابن الفاروق المصرى

أولا نطرح سؤال بسيط
هل البايبل قابل للتحريف ؟
الإجابة : نعم
الدليل : ماذا لو قلنا أنها فقدت وضاعت ؟
أولا :
لا يوجد نص واحد في البايبل يتعهد الرب فيه بحفط كتابه كما نجد في القرآن مثلا حيث يقول عز وجل :

( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) . (الحجر:9)

• ثانيا :النسخ الأصلية
هل توجد نسخ أصلية للبايبل سواء كان العهد القديم أو الجديد ؟
الإجابة : لا
الدليل : ماذا لو قلنا أنها فقدت وضاعت ؟
وقد يندهـش البعض إذا عرفوا أن هذه المخطوطات جميعها لا تشتمل على النسخ الأصلية والمكتوبة بخط كتبة الوحي أو بخط من تولوا كتابتها عنهم. فهذه النسخ الأصلية جميعها فقدت ولا يعرف أحد مصيرها.
النص السابق ليس من تأليفي وإنما من كتاب "عصمة الكتاب المقدس" تأليف السير فردريك كينيون وهو لا يهاجم فيه المسيحية أو البايبل بل بالعكس يحاول الدفاع عن عصمة الكتاب فنجده يتابع قائلا :
على أن الدارس الفاهم لا يستغرب لهذا قط، لأنه لا توجد الآن أيضاً أية مخطوطات يرجع تاريخهـا لهذا الماضي البعيد. ومن المسلم به أن الكتاب المقدس هو من أقدم الكتب المكتوبة في العالم، فقد كتبت أسفاره الأولي قبل نحو 3500 سنة.
ثم يضيف إعتقاده حول سبب سماح الرب بضياع النسخ الأصلية فيقول :
ونحن نعتقد أن السر من وراء سماح الله بفقد جميع النسخ الأصلية للوحـي هو أن القلب البشري يميل بطبعه إلي تقديس وعبادة المخلفات المقدسـة؛ فماذا كان سيفعل أولئك الذين يقدسون مخلفات القديسين لو أن هذه النسخ كانت موجودة اليوم بين أيدينا؟ أية عبادة لا تليق إلا بالله كانت ستقدَّم لتلك المخطوطات التي كتبها أواني الوحي بأنفسهم؟ ألا نتذكر ماذا فعل بنو إسرائيل قديمـاً بالحية النحاسية التي كانت واسطة إنقاذهم من الموت، وكيف عبدوهـا؟ فماذا فعـل حزقيا الملك التقى بها؟ لقد سحق هذه الحية النحاسية تماماً (عد21: 4-9، 2مل18: 1-6)، والرب صادق علي هذا العمل.
هل هذا كافي لأثبات عدم وجود نصوص أصلية ؟؟؟؟

فلنتابع مع صديقنا السير فردريك كينيون ما يقوله في كتابه فبعد محاولته تبرير ضياع النسخ الأصلية سيذهب لتبرير التحريفات الموجوده فيه ولنقرأ معا إجابته والتي كتبها تحت بند (الأخطاء في أثناء عملية النسخ ) حيث يقول :
لكن ليس فقط أن النسخ الأصلية فُقِدَت، بل إن عملية النسخ لم تخلُ من الأخطاء. فلم تكن عملية النسخ هذه وقتئذ سهلة، بل إن النُسّاخ كـانوا يلقون الكثير من المشقة بالإضافة إلي تعرضهم للخطأ في النسخ. وهذا الخطأ كان عرضة للتضاعف عند تكرار النسخ، وهكذا دواليك. ومع أن كتبة اليهود بذلوا جهداً خارقاً للمحافظة بكل دقة على أقوال الله، كما رأينـا في الفصل السابق، فليس معنى ذلك أن عملية النسخ كانت معصومة من الخطأ.
وأنواع الأخطاء المحتمل حدوثها في أثناء عملية النسخ كثيرة مثل:
1. حذف حرف أو كلمة أو أحياناً سطر بأكمله حيث تقع العين سهواً على السطر التالي.
2. تكرار كلمة أو سطر عن طريق السهو، وهو عكس الخطأ السابق.
3. أخطاء هجائية لإحدى الكلمات.
4. أخطاء سماعية: عندما يُملي واحد المخطوط على كاتب، فإذا أخطأ الكاتب في سماع الكلمة، فإنه يكتبها كما سمعها. وهو ما حدث فعلا في بعض المخطوطات القديمة أثناء نقل الآية الواردة في متى 19: 24 "دخول جمل من ثقب إبرة" فكتبت في بعض النسخ دخول حبل من ثقب إبرة، لأن كلمة حبل اليونانية قريبة الشبه جدا من كلمة جمل، ولأن الفكرة غير مستبعدة!
5. أخطاء الذاكرة: أي أن يعتمد الكاتب على الذاكرة في كتابة جـزء من الآية، وهو على ما يبدو السبب في أن أحد النساخ كتب الآية الواردة في أفسس5: 9 "ثمر الروح" مع أن الأصل هو ثمر النور. وذلك اعتماداً منه على ذاكرته في حفظ الآية الواردة في غلاطـية 5: 22، وكذلك "يوم الله" في 2بطرس3: 12 كُتب في بعض النسخ "يوم الرب" وذلك لشيوع هذا التعبير في العديد من الأماكن في كلا العهدين القـديم والجديد، بل قد ورد في نفس الأصحاح في ع10.
6. إضافة الحواشي المكتوبة كتعليق على جانب الصفحة كأنها من ضمن المتن: وهو على ما يبدو سبب في إضافة بعض الأجزاء التي لم ترد في أقدم النسخ وأدقها مثل عبارة "السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح" في رومية 8: 1، وأيضاً عبارة "الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة..." الواردة في 1يوحنا 5: 7. أنتهي كلام المؤلف .

ونسأل لماذا سمح الرب بتحريف كلمته وضياع النسخ الأصلية ؟؟؟؟؟؟؟
ونوضح هنا عمر النسخ الموجودة حاليا والتي تحاول الكنائس أقناع الناس بأنها أصلية :
1. المخطوط السكندري: A – Alexandrinus:
كُتب على 822 ورقة، بقى منها الآن 773 ورقة، وفقد 10 أوراق من العهد القديـم، 25 من إنجيل متى، واثنان من إنجيل يوحنا، وثـلاثة من رسالة كورنثوس. وقد عُثِر عليه في الإسكندرية عام 1624 م. ويرجع تاريخه إلي أوائل القرن الخامس الميلادي وبالطبع هو ليس نسخة مشابهة لما بين أيدنا اليوم ولكن يوجد بها العهد القديم مضافاً إليه أسفار الأبوكريفا التي لا يعتد بها اليهود ، وأجزاء من العهد الجديد مضافاً إليه رسالتا اكليمندس الأولي الثانية واللتان لا يعتد بهما النصاري .

2. النسخة الفاتيكانية: B Vaticanus
تعتبر من أقدم المخطوطات المكتشفة. ويظن انها في مصر في أوائـل القرن الرابع ثم نُقِلت في زمن غير معروف إلي الفاتيكان بروما . وهى تحتوى على نحو 700 ورقة، وتحتوي علي أجزاء من العهد القديم والعهد الجديد و عدد من أسفار الأبوكريفا التي لا يعترف بها اليهود والنصاري علاوة علي أنه مفقود منها عدة اجزاء الأجزاء كالمزامير 105- 137، وكل الأصحاحات التالية لعبرانيين 9: 14.

3. المخطوطة السينائية
وقد وجدها تشيندرف الألماني في صفيحة قمامة تابعة دير سانت كاترين بمصر !!!!! . ويرجح أنها كُتبت قبل منتصف القرن الرابع الميلادي .
ويوجد منها الآن مئتين وثلاثاً وعشرين نسخة تم نسخهم من النسخة المعثور عليها، والنسخة المعروضة الآن في دير سانت كاترين واحدة منها، وتم عرض النسخة االتي وجدها تشندروف في المكتبة الملكية العامة بروسيا ثم بيعت إلى بريطانيا ووصلت إلى لندن في 27/12/1923 وتم عرضها في المتحف البريطاني وتحمل الآن رقم 43725 ، ولكن جميع العلماء يشيرون إليها باسم مخطوطة ألف Aleph

المخطوطة الإفـرايمية (Ephraemi) :
تعود إلى القرن الخامس وتوجد في المكتبة الوطنية بباريس وهى تحتوي على العهد الجديد ماعدا تسالونيكي الثانية ويوحنا الثانية و مرقس 16: 9-20، ويوحنا 7: 53- 8: 11 كما تحتوى على أكثر من نصف العهد القديم، وهي موجودة في المكتبة القومية بباريس.

يتضح مما سبق أن أقدم النسخ الغير أصلية المتواجدة حاليا بها علي الأقل مشكلتان :
1. أقدمها يعود إلي القرن الرابع الميلادي أي بعد رفع المسيح بأكثر من ثلاثمائة سنه
2. وجود نصوص إضافية أو محذوفة في كل النسخ كفقدان نصوص موجودة حاليا أو وجود نصوص لا يعترف بها النصاري واليهود .

• النصوص المفقودة في المخطوطات
كما أشرنا سلفا فأنه هناك نصوص غير موجودة بالمخطوطات الغير أصلية الموجود حاليا وعلي سبيل المثال الفقرات التالية مرقس 16: 9- 20 غير موجودة المخطوطة الإفـرايمية (Ephraemi) وبمراجعة النصوص المفقودة نجدها تتحدث عن قيام المسيح وصعوده إلي السماء ودعوته لتلاميذه أن يذهبوا ويكرزوا بالأنجيل وهي من أخطر أو أهم المعتقدات المسيحية وسأورد النصوص المفقودة في السطور التالية ليتعرف عليها القارئ وهي كما أشر من مرقس 16: 9- 20 :
" وبعدما قام باكرا في اول الاسبوع ظهر اولا لمريم المجدلية التي كان قد اخرج منها سبعة شياطين . فذهبت هذه و اخبرت الذين كانوا معه و هم ينوحون و يبكون . فلما سمع اولئك انه حي وقد نظرته لم يصدقوا . وبعد ذلك ظهر بهيئة اخرى لاثنين منهم و هما يمشيان منطلقين الى البرية . و ذهب هذان و اخبرا الباقين فلم يصدقوا و لا هذين . اخيرا ظهر للاحد عشر و هم متكئون و وبخ عدم ايمانهم و قساوة قلوبهم لانهم لم يصدقوا الذين نظروه قد قام . و قال لهم اذهبوا الى العالم اجمع و اكرزوا بالانجيل للخليقة كلها . من امن واعتمد خلص و من لم يؤمن يدن . وهذه الايات تتبع المؤمنين يخرجون الشياطين باسمي و يتكلمون بالسنة جديدة . يحملون حيات و ان شربوا شيئا مميتا لا يضرهم و يضعون ايديهم على المرضى فيبراون . ثم ان الرب بعدما كلمهم ارتفع الى السماء و جلس عن يمين الله . و اما هم فخرجوا و كرزوا في كل مكان و الرب يعمل معهم و يثبت الكلام بالايات التابعة امين ".
والنص الثاني المحذوف هو نص الزانية أو المرأة التي أمسكت في زنا يوحنا 7: 53- 8: 11 ويقول النص :
" فمضى كل واحد الى بيته . اما يسوع فمضى الى جبل الزيتون . ثم حضر ايضا الى الهيكل في الصبح و جاء اليه جميع الشعب فجلس يعلمهم . و قدم اليه الكتبة و الفريسيون امراة امسكت في زنا و لما اقاموها في الوسط . قالوا له يا معلم هذه المراة امسكت و هي تزني في ذات الفعل . و موسى في الناموس اوصانا ان مثل هذه ترجم فماذا تقول انت . قالوا هذا ليجربوه لكي يكون لهم ما يشتكون به عليه و اما يسوع فانحنى الى اسفل و كان يكتب باصبعه على الارض . و لما استمروا يسالونه انتصب و قال لهم من كان منكم بلا خطية فليرمها اولا بحجر . ثم انحنى ايضا الى اسفل و كان يكتب على الارض . و اما هم فلما سمعوا و كانت ضمائرهم تبكتهم خرجوا واحدا فواحدا مبتدئين من الشيوخ الى الاخرين و بقي يسوع وحده و المراة واقفة في الوسط . فلما انتصب يسوع و لم ينظر احدا سوى المراة قال لها يا امراة اين هم اولئك المشتكون عليك اما دانك احد . فقالت لا احد يا سيد فقال لها يسوع و لا انا ادينك اذهبي و لا تخطئي ايضا "

والنص الثالث الغير موجود بالنسخة الفاتيكانية: B Vaticanus هو مجموعة المزامير المنسوبة لداوود من مزمور 105 إلي مزمور 137 وهي أكبر من أن ألحقها بهذا البحث ولكن كل قارئ للبايبل يعلم أن المزامير من مزمور 105 إلي مزمور 137 هي المزامير الأساسية أو النبؤات التي ينسبها النصاري للمسيح .

وسأكتفي بالنماذج الثلاثة المفقودة من المخطوطات الغير أصليه وأعتقد أنها كفيله بأثبات التحريف الذي تم أثباتة سابقا وسيتم بإذن الله كشف المزيد منه في السطور التالية .

• ثانيا :
لنتخيل معا أن دولة ما أو حكومة ما أصدرت قانون يجرم كل من يثقب الشمس ويتوعده بالحبس أو أن القانون يقول أن من يتناول نجمة من نجوم السماء علي العشاء فمصيره القتل , بالطبع سيضحك كل من يقرأ هذه القوانين السخيفة لأنها غير معقولة وليست في داخل حيز التطبيق لأنه لا يوجد من يستطيع ثقب الشمس أو تناول النجوم علي العشاء ومن ثم سيوصف مصدر القرار أو القانون بأنه مخرف لعدم معقولية حدوث ما يحذر منه .
والآن لنطبق هذا علي البايبل فنجد في رؤيا يوحنا اللاهوتي التالي :
22: 18 لاني اشهد لكل من يسمع اقوال نبوة هذا الكتاب ان كان احد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب .
22: 19 و ان كان احد يحذف من اقوال كتاب هذه النبوة يحذف الله نصيبه من سفر الحياة و من المدينة المقدسة و من المكتوب في هذا الكتاب .
ونتسائل أليس هذا دليل من الكتاب نفسه علي إمكانية تحريفة والعبث به ؟
لو اتت الإجابة بالنفي فهذا سيعني أن كاتب هذا الكلام سفيه لأنه كما وضحنا في المثال السابق يضع قانونا أو محظورا علي شئ لا يمكن حدوثه والآن نحن بين أمرين إما أن يكون الكتاب يمكن تحريفه ولهذا وجد هذا النص ليحذر من تسول له نفسه مثل هذا الفعل أو أن كاتب هذا الكلام سفيه أو كتبه من عنده وماأنزل الله به من سلطان .

ثالثا :
البايبل نفسه يوجد به نصوص تدل علي تحريفه وإليكم النصوص التالية :
" 36 اما وحي الرب فلا تذكروه بعد لان كلمة كل انسان تكون وحيه اذ قد حرفتم كلام الاله الحي رب الجنود الهنا 37 هكذا تقول للنبي بماذا اجابك الرب و ماذا تكلم به الرب 38 و اذا كنتم تقولون وحي الرب فلذلك هكذا قال الرب من اجل قولكم هذه الكلمة وحي الرب و قد ارسلت اليكم قائلا لا تقولوا وحي الرب " [ أرميا 23 ] .
" 32 فأخذ إرمياء درجاً آخر، ودفعه لباروخ بن نيريا الكاتب، فكتب فيه عن فم إرميا كل كلام السفر الذي أحرقه يهوياقيم ملك يهوذا بالنار، وزيد عليه أيضاً كلام كثير مثله " [ إرميا 36 ]

رابعا :
نماذج مبسطة للتحريفات الموجودة بالبايبل :
• تحريفات بالزيادة :
" 14 فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة حيث لا ينبغي ليفهم القارئ فحينئذ ليهرب الذين في اليهودية الى الجبال " [ مرقص 13 ]
" 15 فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة في المكان المقدس ليفهم القارئ " [ متي 24]

والسؤال هنا من الذي وضع جملة ليفهم القارئ ؟؟؟؟؟

• تحريفات بالنقصان :
[حزقيال 23].
" 43 فقلت عن البالية في الزنى الان يزنون زنى معها و هي ***** " .
[الملوك الثاني 5].
" 6 واتى بالكتاب الى ملك اسرائيل يقول فيه ***** فالان عند وصول هذا الكتاب اليك هوذا قد ارسلت اليك نعمان عبدي فاشفه من برصه " .
طبعا النجوم ***** ليست من عندنا ولكنها وضعت في البايبل للتعوض عن كلمات مفقودة .

• نبؤات كاذبة ( لــــــــم ولــــــــن تتحقـــــق ) :
كان المسيح يحدث تلاميذه عن علامات يوم القيامة وأخبرهم بمجيئة في سحابة وبقوة كبيرة ثم عقب قائلا في إنجيل لوقا 21 : 32 :
" الحق اقول لكم انه لا يمضي هذا الجيل حتى يكون الكل " .
ومضي الجيل وآتت اجيال وأجيال ولم ولن تتم النبؤة اللهم إلا إذا كان للكهنة رأي أخر وهو أنه يوجد من بين تلاميذ المسيح من هو حيا يرزق إلي الآن .

[ إنجيل مرقس 8 : 38 , 9 : 1]
" لان من استحى بي و بكلامي في هذا الجيل الفاسق الخاطئ فان ابن الانسان يستحي به متى جاء بمجد ابيه مع الملائكة القديسين
و قال لهم الحق اقول لكم ان من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ملكوت الله قد اتى بقوة ".
بصورة أوضح في النص السابق يقول المسيح " ان من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت " وجميعنا يعلم أن كل من كان في عهد المسيح قد ماتوا .. أم يوجد أحياء ؟؟؟؟

• نصوص مضافة أو مفقودة :
[ متي 2: 23 ]
" واتى و سكن في مدينة يقال لها ناصرة لكي يتم ما قيل بالانبياء انه سيدعى ناصريا " .
والسؤال أين قيل هذا الكلام في العهد القديم أم أن متي هو من قام بفبركته ؟؟؟؟؟
والخيار بين أمرين اما أن يكون النص فقد وهذا يثبت البايبل محرف أو أن متي قد كتب من عنده تلك النبؤة الملفقة وهو ما سيؤدي إلي نفس النتيجة السابقة ( تحريف البايبل ) .

• نصوص تكذب بعضها :
[ لوقا 3: 22 ]
" ونزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة وكان صوت من السماء قائلا انت ابني الحبيب بك سررت"
[ متي 3: 16 - 17 ]
" فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء و اذا السماوات قد انفتحت له فراى روح الله نازلا مثل حمامة و اتيا عليه . و صوت من السماوات قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت ".
[ متي 17 : 5-8 ]
" وفيما هو يتكلم اذا سحابة نيرة ظللتهم وصوت من السحابة قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت. له اسمعوا . ولما سمع التلاميذ سقطوا على وجوههم وخافوا جدا . فجاء يسوع ولمسهم وقال قوموا ولا تخافوا . فرفعوا اعينهم ولم يروا احدا الا يسوع وحده " .

توضح النصوص الثلاثة السابقة أن الناس سمعوا صوت الآب آتيا من السماء قائلا " أبني الحبيب " ولنقرأ معا النص التالي الذي يكذب النصوص الثلاثة السابقة حيث يقول يوحنا :5:37 :
" والآب نفسه الذي ارسلني يشهد لي. لم تسمعوا صوته قط ولا ابصرتم هيئته. "
والسؤال الآن أيهما الكاذب الثلاث نصوص الأولي أم النص الأخير ؟؟؟؟؟؟؟؟

• تناقض سريع جدا :
[ الأمثال 26 : 4 – 5 ]
" لا تجاوب الجاهل حسب حماقته لئلا تعدله انت . جاوب الجاهل حسب حماقته لئلا يكون حكيما في عيني نفسه"
نجد هنا النص ونقيضه في نفس الإصحاح في عددين متتاليين فما هو المفهوم وما المقصود نجيب الجاهل ولا نسيبه ؟؟؟؟؟؟؟؟.

• روايات مقلوبة :
متي دخل يسوع الهيكل وضرب باعة الحمام والصيارفة :
[ متي 21: 12 – 19 ]
" و دخل يسوع الى هيكل الله و اخرج جميع الذين كانوا يبيعون و يشترون في الهيكل و قلب موائد الصيارفة و كراسي باعة الحمام . و قال لهم مكتوب بيتي بيت الصلاة يدعى و انتم جعلتموه مغارة لصوص . و تقدم اليه عمي و عرج في الهيكل فشفاهم . فلما راى رؤساء الكهنة و الكتبة العجائب التي صنع و الاولاد يصرخون في الهيكل و يقولون اوصنا لابن داود غضبوا. و قالوا له اتسمع ما يقول هؤلاء فقال لهم يسوع نعم اما قراتم قط من افواه الاطفال و الرضع هيات تسبيحا . ثم تركهم و خرج خارج المدينة الى بيت عنيا و بات هناك . و في الصبح اذ كان راجعا الى المدينة جاع . فنظر شجرة تين على الطريق و جاء اليها فلم يجد فيها شيئا الا ورقا فقط فقال لها لا يكن منك ثمر بعد الى الابد فيبست التينة في الحال " .

واضح أن المسيح في النص السابق قد دخل الهيكل وطرد باعة الحمام والصيارفة قبل ذهابه إلي بيت عنيا ولعنة شجرة التين .
والآن لنري ماذا يقول مرقس 11 : 11 حول هذا الموضوع :
" فدخل يسوع اورشليم و الهيكل و لما نظر حوله الى كل شيء اذ كان الوقت قد امسى خرج الى بيت عنيا مع الاثني عشر . و في الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع . فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق و جاء لعله يجد فيها شيئا فلما جاء اليها لم يجد شيئا الا ورقا لانه لم يكن وقت التين . فاجاب يسوع و قال لها لا ياكل احد منك ثمرا بعد الى الابد و كان تلاميذه يسمعون . و جاءوا الى اورشليم و لما دخل يسوع الهيكل ابتدا يخرج الذين كانوا يبيعون و يشترون في الهيكل و قلب موائد الصيارفة و كراسي باعة الحمام . و لم يدع احد يجتاز الهيكل بمتاع . و كان يعلم قائلا لهم اليس مكتوبا بيتي بيت صلاة يدعى لجميع الامم و انتم جعلتموه مغارة لصوص ".
ناقض مرقس متي كما هو واضح بمقارنة النصين السابقين من إنجيلي متي ومرقس ونسأل الآن سؤال بسيط متي دخل المسيح الهيكل ؟؟؟؟المسيح بيحبنى - ابن الفاروق المصرى


الله محبه
الرب بيحبك
المسيح بيحبك
المسيح مات عشانك

مافيش جديد اللى نبات فيه بنصبح فيه , نفس الأسطوانة المشروخة كل يوم أسمعها فى الغرف الحوارية بالبالتوك من الضيوف النصارى , غلبت افهمهم ان ده من باب تفسير الماء بالماء , قلت لهم وهو يعنى الهندوس بيقولوا ان ربهم كره ؟ ولا البوذيين ربهم عداء ؟ , ايه الجديد ؟ . ماهو الكل بيقول ان الله محبه المهم الفعل مش الكلام . مش كده ولا ايه ؟

المهم ذات غرفة وبسبب الضجر والملل من الإسطوانة اياها قبلت دعوة صديق من ملاحدة البالتوك للحوار معه فى غرفته , والتغيير حلو برضه , ولكن الكفر ملة واحدة كل مداخلة منى يعقب عليها ستة اشخاص منهم على اقل تقدير , بس زى ما بيقولوا قضا اخف من قضا , ومن طول مداخلاتهم شعرت بالحنين للمايك وشعرت انى قد لا اراه مرة اخرى , وكنت ناوى اكتب وصيتى لعل الله يتوفانى قبل ان يصيبنى الدور , وفجاءة ارسل لى احد الأشخاص على البرايفت يقول :

*سيبك منهم دول عالم بهايم
فضحكت وقلت له :
**لأ يا اخى دول مش بهايم دول ناس اكلت مخها .
طبعا عدانى العيب وماقلتش حاجة غلط
و لقيت الأخ بيقول لى :
*سبحان الله
قلت له :
**خير يا اخى
فقال :
*شوف بتبقوا حلوين ازاى , انت بتقولى اخى دلوقتى مع انى مسيحى مع انك لو كنت عارف انى مسيحى كان لا يمكن تقولها لى .
قلت له :
**وماله من باب الإنسانية انت أخى برضه مافيش مشكلة
فأرسل تعبير الوجه المندهش قائلا :
*أخوك !! .. أخوك ازاى مش انتم بتقولوا علينا كفره ؟
فقلت له :
**نعم كفره وأولاد كفره كمان
فقال :
*اديك ظهرت على حقيقتك.
فضحكت وقلت له :
**هى كلمة كافر دى حاجة وحشة ؟
فقال :
*أمال حاجة حلوة ؟
فقلت :
**بصراحة هى لا حلوة ولا وحشة عارف ازاى ؟
فقال :
*هى دى كمان فيها اسباب نزول محتاج اعرفها .. طيب هتفرح ولا تزعل لو قلت لك يا كافر ؟
فقلت له :
**بمنتهى الأمانة هفرح وهعتبر ده وسام على صدرى .
فقال :
*يا سلام ؟
فقلت له :
**والله , بص هقولك ليه , أولا كلمة كافر هى وصف حالة وليست سباب , وكل واحد فينا بيؤمن بحاجة بيكفر بنقيضها صح ؟
فقال :
*احنا ما بنكفرش حد يا استاذ , انتم اللى بدعتم الكفر
فضحكت وقلت :
**يعنى على كده أنت بتعتبرنى مؤمن بالمسيح ؟
فقال :
*طبعا لا .
فقلت :
**طيب كافر بالمسيح .
فقال :
*احنا ما بنكفرش حد قلت لك
قلت له :
**سبحان الله , ممكن تقولى عكس كلمة مؤمن ايه ؟
فقال :
غير مؤمن .
فقلت له بسرعة :
**طيب غير المؤمن بيدخل الجنة ولا النار ؟
فقال :
*الجنة والنار عندكم احنا عندنا الملكوت وبحيرة النار والكبريت
فقلت له :
**ماشى , طيب انا هدخل الملكوت ولا بحيرة النار والكبريت ؟
فقال بعد فترة قصيرة نسبيا :
*نحن لا ندين احد الله هو الديان.
فقلت له :
**كلام جميل انا هسألك سؤال , ممكن ؟
فارسل ابتسامة ثم قال :
*أتفضل اسأل
فقلت له :
**طيب بأمانه مادمت راجل محترم كده , تحب انتى أموت وانا مسلم ولا أموت وانا مسيحى ؟
فقال :
*طبعا وانت مسيحى
فقلت له :
**هايل جدا بس ليه ؟
فصمت لفترة ثم قال :
*بص براحتك انا ماليش دعوة اللى بيشيل قربة مخرومة بتخر عليه
فسألته بأستغراب :
**سبحان الله مش انت لسه من ثوانى قلت ان نفسك اموت مسيحى ايه اللى حصل ؟
فقال لى :
*انا فاهم انت عاوز توصل لأيه بالضبط
فضحكت وارسلت له الوجه الضاحك
*فقال ايه اللى بيضحكك دلوقتى ؟
فقلت له :
**لأنك وبمنتهى الوضوح الآن بينت الفارق بين المسيحية والإسلام , الإسلام دين واضح أبلج أم المسيحية فتظهرون عكس ما تخفون .
فقال :
*طبعا لأ أنا بس ما كنتش احب اقولك انك هتدخل بحيرة النار والكبريت .
فقلت له :
**وادخلها بأمارة ايه ؟
فأرسل ضحكه ثم قال :
*شكلى مش هخلص معاك . المهم انا مضطر امشى دلوقتى وعاوز اقولك كلمتين اتنين .
قلت له :
**قول عشرة حتى براحتك .
فقال :
* لأ هما كلمتين .. المسيح بيحبك
فقلت له :
**احبه الله الذى احبنا فيه.
فأرسل ضحكة طويلة وقال :
*مش قلت لك مش هخلص معاك .. سلام يا صاحبى
فقلت له :
**سلام ونعمة يا كافر .
فأبتسم واغلق الخاص .

ثم سرحت مع نفسى فى الحوار الذى دار بيننا وانا ابتسم بل واكاد اضحك , وإذ بى اسمع من ينادى اسمى من على المايك بالغرفة ويقول ابن الفاروق اتفضل المايك معاك نسمع تعليق على المداخلات , مداخلات ايه انا اساسا نسيت الحوار اللى كان مع الملاحدة وانى فى غرفتهم , ولم اركز فى حرف واحد مما قالوه , بل قل وكانى لم اكن اسمعهم تقريبا , طيب وايه العمل اخلى الناس دى كلها تعيد اللى قالته ؟ المهم أخذت المايك وقلت طبعا اتكلمتم فى كذا موضوع متشعب وفى الف نقطة لكن لفت انتباهى كلام الأستاذ اللى مش عاجبه التشريع وبصرحة نسيت اسمه يا ريت يكتب واحد فكتب احدهم واحد فقلت له اتحداك الآن امام الغرفة أن تاتى بأى تشريع ولو لقيط من بنات افكارك يضاهى التشريع الإسلامى من اى ناحية ثم تركت المايك وانتظرت إلى ما شاء الله حتى يأتينى الدور . وانا استمع إلى ملاحدة العرب الصناعة التايوانى الذين لم يضيرهم الإسلام فى شئ كما أضرت المسيحية بالملاحدة الأصليين فى اوروبا يوم كانت الكنيسة هى الآمر الناهى يوم كان التكفير والإتهام بالهرطقة والحرق والتعذيب لمجرد الظن وكله كان تحت شعار المحبة وكله فى حبك يهون.

والله محبه
والرب بيحبك
والمسيح بيحبك
والمسيح مات عشانك

إلى اخر الإسطوانة المشروخة.
هل حضر يسوع العشاء الأخير ؟؟؟؟؟ - ابن الفاروق المصرى


فليسمح لى القارئ هنا ان اقتبس بتصرف قول كاتب إنجيل برنابا مقدمة إنجيله :
[الآيات التي اتخذها الشيطان ذريعة لتضليل كثيرين بدعوى التقوى ، مبشرين بتعليم شديد الكفر ، داعين المسيح ابن الله ، وواضعين الرب فى رغيف ومحولين اياه إلى وجبة كومبو ، الذين ضل في عدادهم أيضا عقل الرهبان الذي لا أتكلم عنه إلا مع الأسى ، وهو السبب الذي لأجله أسطر ذلك الحق].[1]


اقنعت بعض الطوائف المسيحية اتباعها بموضوع الأفخارستيا وهو مايعنى تحول ربهم تحول فعلى لا ينكره إلا مهرطق إلى خبز ونبيذ وهو ما يطلق عليه ايضا عقيدة الاستحالة (أي تغيير الخبز والخمر إلى ذات المسيح معبودهم) , وهم يعتمدون فى هذا على النص التالى من الإنجيل المنسوب لمتى 26: 26 – 28 حيث يقول مؤلفه متحدثا عن عشاء الفصح أو العشاء الأخير للمسيح مع تلاميذه :
[وفيما هم يأكلون أخذ يسوع الخبز وبارك وكسر وأعطى تلاميذه وقال: خذوا كلوا، هذا هو جسدي. وأخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلاً: اشربوا منها كلكم لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد، الذي يسفك من أجل الكثيرين لمغفرة الخطايا].
وعلى هذا النص تقوم تلك العقيدة فى بعض كنائس النصارى , وقبل ان نبطل عمل الشيطان ونوضح الحقيقة جلية لأتباع النصرانية دعونا نطرح هذا السؤال :
هل حضر المسيح فعلا العشاء الأخير أو عشاء الفصح المزعوم ؟
بالطبع وقبل أن يرتد للسائل طرفه وقبل أن ينهى سؤاله ستأتى الإجابة من أتباع الكنائس والتى دربهم عليها الكهنة والرهبان والتى تتلخص فى الإجابة بالتأكيد إستنادا للنصوص التالية من كتابهم :
[و في اليوم الاول من الفطير حين كانوا يذبحون الفصح قال له تلاميذه اين تريد ان نمضي و نعد لتاكل الفصح . فارسل اثنين من تلاميذه و قال لهما اذهبا الى المدينة فيلاقيكما انسان حامل جرة ماء اتبعاه . و حيثما يدخل فقولا لرب البيت ان المعلم يقول اين المنزل حيث اكل الفصح مع تلاميذي . فهو يريكما علية كبيرة مفروشة معدة هناك اعدا لنا . فخرج تلميذاه و اتيا الى المدينة و وجدا كما قال لهما فاعدا الفصح . و لما كان المساء جاء مع الاثني عشر . و فيما هم متكئون ياكلون قال يسوع الحق اقول لكم ان واحدا منكم يسلمني الاكل معي . فابتداوا يحزنون و يقولون له واحدا فواحدا هل انا و اخر هل انا . فاجاب و قال لهم هو واحد من الاثني عشر الذي يغمس معي في الصحفة . ان ابن الانسان ماض كما هو مكتوب عنه و لكن ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الانسان كان خيرا لذلك الرجل لو لم يولد . و فيما هم ياكلون اخذ يسوع خبزا و بارك و كسر و اعطاهم و قال خذوا كلوا هذا هو جسدي . ثم اخذ الكاس و شكر و اعطاهم فشربوا منها كلهم] [ مرقس 14: 12 – 23].
ثم يتابع من إنجيل لوقا 22: 7 – 20 :
[و جاء يوم الفطير الذي كان ينبغي ان يذبح فيه الفصح . فارسل بطرس و يوحنا قائلا اذهبا و اعدا لنا الفصح لناكل . فقالا له اين تريد ان نعد . فقال لهما اذا دخلتما المدينة يستقبلكما انسان حامل جرة ماء اتبعاه الى البيت حيث يدخل . و قولا لرب البيت يقول لك المعلم اين المنزل حيث اكل الفصح مع تلاميذي . فذاك يريكما علية كبيرة مفروشة هناك اعدا . فانطلقا و وجدا كما قال لهما فاعدا الفصح . و لما كانت الساعة اتكا و الاثني عشر رسولا معه . و قال لهم شهوة اشتهيت ان اكل هذا الفصح معكم قبل ان اتالم . لاني اقول لكم اني لا اكل منه بعد حتى يكمل في ملكوت الله . ثم تناول كاسا و شكر و قال خذوا هذه و اقتسموها بينكم . لاني اقول لكم اني لا اشرب من نتاج الكرمة حتى ياتي ملكوت الله . و اخذ خبزا و شكر و كسر و اعطاهم قائلا هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم اصنعوا هذا لذكري . و كذلك الكاس ايضا بعد العشاء قائلا هذه الكاس هي العهد الجديد بدمي الذي يسفك عنكم].
ثم يختم كلامه من إنجيل متى 26: 17 – 27 :
[و في اول ايام الفطير تقدم التلاميذ الى يسوع قائلين له اين تريد ان نعد لك لتاكل الفصح . فقال اذهبوا الى المدينة الى فلان و قولوا له المعلم يقول ان وقتي قريب عندك اصنع الفصح مع تلاميذي . ففعل التلاميذ كما امرهم يسوع و اعدوا الفصح . و لما كان المساء اتكا مع الاثني عشر . و فيما هم ياكلون قال الحق اقول لكم ان واحد منكم يسلمني . فحزنوا جدا و ابتدا كل واحد منهم يقول له هل انا هو يا رب . فاجاب و قال الذي يغمس يده معي في الصحفة هو يسلمني . ان ابن الانسان ماض كما هو مكتوب عنه و لكن ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الانسان كان خيرا لذلك الرجل لو لم يولد . فاجاب يهوذا مسلمه و قال هل انا هو يا سيدي قال له انت قلت . و فيما هم ياكلون اخذ يسوع الخبز و بارك و كسر و اعطى التلاميذ و قال خذوا كلوا هذا هو جسدي . و اخذ الكاس و شكر و اعطاهم قائلا اشربوا منها كلكم].
وإلى هنا يختم النصرانى كلامه ظنا منه أنه القم السائل الحجر واقام عليه الحجة وقد يهتز قلبه طربا من النعمة التى يظن أنها انسكبت من شفتيه فى إجابة السؤال وإفحام السائل ولعله يتابع قائلا : الا يكفيك كل هذه النصوص لأثبات صحة معتقدنا ؟
وبالطبع نحن كأهل حق يكفينا بالفعل تلك النصوص الثلاثة وحتى لو كان نص واحد لكان وفى وكفى لأثبات ان معتقدهم من داخل كتبهم المقررة عليهم من قبل الكنيسة , ولكن لنا هنا أن نسأل النصارى ورهبانهم سؤالا بسيطا لماذا لم نجد ردا من إنجيل يوحنا ؟ هل يوحنا لم يكتب عن هذا الموضوع ولماذا لم تبينوا لنا رأيه وحتى لا أطيل على القارئ دعونا معا نرى مايقوله كاتب إنجيل يوحنا حول هذا الطقس والذى هو أحد الأسرار السبعة التى لا مناص منها مادمت مسيحى , علشان الرب يحبك يقول يوحنا 18: 28 :
[ثم جاءوا بيسوع من عند قيافا الى دار الولاية و كان صبح و لم يدخلوا هم الى دار الولاية لكي لا يتنجسوا فياكلون الفصح ]
ويلاحظ القارئ هنا ان يوحنا يقر ان المسيح كان مقبوضا عليه قبل الفصح فبما انه كان مقبوضا عليه فى صباح الفصح فهذا يعنى انه لم يتناول عشاء الفصح مع التلاميذ .
وحتى نكون اكثر دقة وحتى نجيب على كل ما سيحاول به الكهنة إصلاح ما أفسده مؤلفى الأناجيل دعونا نتعرف على عيد الفصح وعشاء الفصح من نصوص كتابهم المقدس , فحول تاريخ وتوقيت عيد الفصح يقول مؤلف سفر العدد 23: 5 – 6 :
[في الشهر الاول في الرابع عشر من الشهر بين العشاءين فصح للرب . و في اليوم الخامس عشر من هذا الشهر عيد الفطير للرب سبعة ايام تاكلون فطيرا ].
أى أن ميعاد تناول الفصح يكون يوم الرابع عشر من شهر نيسان العبرى ويتم تناوله بين العشاءين ثم يليه فى اليوم التالى عيد الفطير والذى يستمر سبعة أيام .
وهو مايؤكده أيضا مؤلف سفر العدد حيث يقول 9: 2 - 5 :
[و ليعمل بنو اسرائيل الفصح في وقته . في اليوم الرابع عشر من هذا الشهر بين العشاءين تعملونه في وقته حسب كل فرائضه و كل احكامه تعملونه . فكلم موسى بني اسرائيل ان يعملوا الفصح . فعملوا الفصح في الشهر الاول في اليوم الرابع عشر من الشهر بين العشاءين في برية سيناء حسب كل ما امر الرب موسى هكذا فعل بنو اسرائيل].
ولنا هنا ان نوضح للقارئ الكريم أن عيد الفصح يكون فى اليوم الرابع عشر من شهر نيسان فقط وميعاد تناول حمل الفصح يكون بين العشاءين ثم يليه فى اليوم التالى أى يوم الخامس عشر من نيسان عيد الفطير والذى يستمر لمدة سبعة ايام , وعيد الفصح وعيد الفطير عيدان منفصلان وإن كان متتابعان .
وحتى لا يكذب الكهنة على اتباعهم من النصارى كمحاولة منهم لخداع عوام النصارى الذين هم فى عمومهم لم يقروا كتابهم ولو من باب الفضول أو يقرؤا اجزاء معينه منها بحسب ما يأمرهم رهبانهم فدعونا نوضح الموضوع بشكل اكبر من خلال نصوص كتابهم حتى لا ينخدع النصرانى أو لا يخدعه الكاهن وحتى نؤكد له ان عشاء الفصح لا يتناوله اليهود سوى بين عشاءين يوم الرابع عشر من نيسان فقط وحول هذه النقطة يخبرنا سفر الخروج 12: 5 - 10 :
[تكون لكم شاة صحيحة ذكرا ابن سنة تاخذونه من الخرفان او من المواعز . و يكون عندكم تحت الحفظ الى اليوم الرابع عشر من هذا الشهر ثم يذبحه كل جمهور جماعة اسرائيل في العشية . و ياخذون من الدم و يجعلونه على القائمتين و العتبة العليا في البيوت التي ياكلونه فيها . و ياكلون اللحم تلك الليلة مشويا بالنار مع فطير على اعشاب مرة ياكلونه . لا تاكلوا منه نيئا او طبيخا مطبوخا بالماء بل مشويا بالنار راسه مع اكارعه و جوفه و لا تبقوا منه الى الصباح و الباقي منه الى الصباح تحرقونه بالنار].
وكما هو جلى وواصح من النص السابق فإن اليهود يذبحون حمل الفصح فى وقت واحد (يذبحه كل جمهور جماعة اسرائيل في العشية) ويأكلونه فى وقت واحد أيضا (و ياكلون اللحم تلك الليلة مشويا بالنار مع فطير على اعشاب مرة ياكلونه) ولا يصح تناوله فى أى يوم غير يوم الرابع عشر من نيسان بين العشاءين بل انه ايضا لا يجوز تناول ماتبقى منه فى أى يوم اخر أو حتى الإحتفاظ به (و لا تبقوا منه الى الصباح و الباقي منه الى الصباح تحرقونه بالنار) لذا يقوم اليهود بحرق ماتبقى من حمل الفصح قبل حلول صباح اليوم التالى يوم الخامس عشر من نيسان الذى يوافق أول ايام عيد الفطير بحسب مايخبرنا سفر الخروج ايضا 12: 15 :
[سبعة ايام تاكلون فطيرا اليوم الاول تعزلون الخمير من بيوتكم فان كل من اكل خميرا من اليوم الاول الى اليوم السابع تقطع تلك النفس من اسرائيل].
والآن بحسب الأناجيل الثلاثة الأولى بحسب الترتيب (متى – مرقس – لوقا ) فإن المسيح كان حاضرا مع تلاميذة عشاء الفصح وتناوله معهم ثم القى القبض عليه بعدها . أما إنجيل يوحنا فيخبرنا بأن المسيح كان مقبوضا عليه فجر يوم الفصح أى قبل أن يذبح اليهود حمل الفصح من اساسه وقبل ان يتناولوه بالطبع .
ولنا هنا ان نكرر سؤالنا مرة أخرى على النصارى .. هل حضر المسيح فعلا العشاء الأخير أو عشاء الفصح المزعوم ؟

• ولا يزال التحريف مستمرا :
فى خلال دقائق من نشر هذا البحث المبسط (المكتوب بعاليه) وصلنى رد من الأخ السيف البتار قال معلقا على البحث فى منتديات شبكة ابن مريم الإسلامية قائلا :
((بحثك رائع أخي الكريم ولكن عليك ان تحلل هذا الكلام المذكور في تفسيرات لإنجيل يوحنا والتي تتحدث في نفس الصدد .)).
ثم اردف مشكورا ردود مفسرى إنجيل يوحنا حول هذا الموضوع , وهو وأيم الله إن يدل على شئ فهو إنما يدل على مدى صدق المسلمين وإتباعهم الحق فما الذى يجعل الأخ الفاضل السيف البتار يحثنى على استكمال البحث بالرد على مزاعم المفسرين سوى لأنه من أهل الحق ويرد الحق أن يظهر واضحا جليا , ونزولا على رغبة الأخ الكريم السيف البتار سأكمل بأمر الله الرد على النقاط التى أوردها الأخ بالتفصيل لأثبات أن التحريف لا يزال مستمرا.

أولا وقبل أن نشرع فى الرد على تفسيراتهم التى يتبعون فيها اهوائهم كما سنثبت الآن دعونا نشرح أحد أهم أنواع التحريف التى يعتمد عليها أحبار النصارى ومن هم على شاكلتهم فى الديانات والعقائد الأخرى وهو التحريف المعنوى بمعنى أن يقوم المفسر بالألتفاف حول النص محاولا إخراج مفهوم جديد لم يقصده كاتب النص على الإطلاق وغالبا مايكون معارضا للنص وحتى يتضح بجلاء معنى التحريف المعنوى لدى القارئ فدعونا نبدأ بالرد على ما تفضل الأخ السيف البتار وأرسله لى من أقوال وتفاسير الكهنة والرهبان.
أول الأرأء يقول :
[ يرى البعض أن "الفصح" هنا لا يعني حمل الفصح، وإنما ذبائح أخرى كانت تُقدم خلال الاحتفال بالفصح، كانت تؤكل في العشية السابقة للعيد، وأن السيد المسيح صُلب في اليوم التالي لعيد الفصح.]. انتهى

وكما أول الغيث قطرة فإن أول التحريف المعنوى متاهة فيبدأ المفسر كما رأينا فى النص السابق بإيراد مراجع مبهمة حيث قال [يرى البعض] وبالطبع لا أحد يدرى من هم هؤلاء البعض ولا يمكن لأحد أن يتأكد من هؤلاء البعض انهم قالوا ذلك , وهى عادة جرى عليها العرف عندهم فدائما ما نجدهم فى إستدلالتهم يقولون على سبيل المثال ( قال البعض – أجمع العلماء – أكد الباحثون – من المعروف ) وطبعا القارئ النصرانى الغلبان لن يستطيع ان يتأكد من تفسير ابوه بتاع الكنيسة لأن المرجع مبهم , ولو غضينا الطرف عن عبارة [يرى البعض] الفضفاضة سنجد أن باقى الكلام ليس له مرجع من كتابهم ولكنه يخالفه على طول الخط فبأى حق يقول البعض ماقالوه من أين اتى البعض بأن المقصود [هنا لا يعني حمل الفصح] لإذا كان الكتاب يقولها بكل صراحة ووضوح بحسب ما يخبرنا مؤلف إنجيل متى 26: 17 - 21 :
[و في اول ايام الفطير تقدم التلاميذ الى يسوع قائلين له اين تريد ان نعد لك لتاكل الفصح . فقال اذهبوا الى المدينة الى فلان و قولوا له المعلم يقول ان وقتي قريب عندك اصنع الفصح مع تلاميذي . ففعل التلاميذ كما امرهم يسوع و اعدوا الفصح . و لما كان المساء اتكا مع الاثني عشر . و فيما هم ياكلون قال الحق اقول لكم ان واحد منكم يسلمني].
وكما هو معروف وكما يخبرنا كتابهم المقدس فإن عيد الفطير سبعة أيام أو ستة أيام (لتضارب النصوص بكتبهم) يسبقها يوم عيد الفصح بحسب ما يخبرنا سفر اللاويين 23: 5 - 6 :
[في الشهر الاول في الرابع عشر من الشهر بين العشاءين فصح للرب . و في اليوم الخامس عشر من هذا الشهر عيد الفطير للرب سبعة ايام تاكلون فطيرا].
فإذا كان عيد الفصح فى الرابع عشر ويليه من يوم الخامس عشر عيد الفطير لمدة سبعة ايام كما يخبرنا نص اللاويين فكيف نفهم ما أورده مؤلف إنجيل متى قائلا :[و في اول ايام الفطير تقدم التلاميذ الى يسوع قائلين له اين تريد ان نعد لك لتاكل الفصح]. بالطبع سنفهم أن التلاميذ تتحدث عن عمل الفصح وهو ذبح خروف الفصح وحوارهم مع المسيح كان فى يوم عيد الفصح الذى يسبق عيد الفطير وهو ما يسمى كله مجازا بعيد الفطير . فكيف لا يكون المقصود [هنا لا يعني حمل الفصح] بحسب تعبيرهم , هذا هو مانسميه تحريف معنوى يحاول فى المفسر لى أعناق النصوص وتحميلها مالا تطيق لمجرد أثبات فكرة يتبناها أو لحل مشكلة تثبت زيف معتقده .

ثم نجد المفسر يتابع قائلا :
[يرى آخرون أن الفصح هنا يعني خروف الفصح، وأنه كان اليوم المناسب لتقديم الذبيحة، لأن السيد المسيح علق على الصليب في ذات لحظات أكل الفصح، بهذا لم يشترك السيد المسيح في أكل الفصح.].
هنا يناقض المفسر كلامه السابق ويطلعنا من فيض علمه الغزير بأنه [يرى آخرون] وطبعا الآخرون هنا أصحاب هذا الراى غير [يرى البعض] اللى هما الأولنين وإن كانوا يتفقون فى أن كلاهما مجهول لا يمكن الرجوع إليه , وطبعا كما رأينا فأن الآخرون المخالفين للبعض يرون أن الفصح هنا يعنى خروف الفصح (!!) وهذا فى حد ذاته إن دل شئ يدل على جهل النصارى بأهم عقائدهم ويصدق قيهم قول الرحمن سبحانه وتعالى :
(وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً)(النساء:157).
فالبعض يروا أنه ليس حمل الفصح المقود والآخرون يرون أنه هو حمل الفصح وعظيم هو سر العباسية .

ثم نجد فى باقى التفسير أن الموضوع لم يتوقف عند البعض والآخرون ولكنه يتعداهم ليصل لفريق من اليهود حيث نجد جناب المفسر يقول :
[ويرى فريق أن اليهود كانت لهم الحرية لأكل خروف الفصح منذ الخميس في العشية حتى الجمعة عشية، وأن هذا السماح كان لازمًا بسبب كثرة عدد الحملان التي كانت تُذبح.].
ولا ندرى لماذا لم يحدد لنا جناب المفسر المتأمل أى فرقة من اليهود هى التى تقول بهذا هل هى فرقة فنون شعبية مثلا فعف لسانه عن ذكرها أم لعلها فرقة كرة قدم تجاهل ذكرها حزنا على هزيمة فريقه المفضل منها .
والنتيجة الآن كالتالى فنحن بحمد الله عرفنا رأى البعض ورأى الآخرون وفرقة من اليهود , بمعنى ان المفسر أخبرنا بأراء ثلاثة مجاهيل لم يعرفنا بهم ولا حتى أعطانا مرجع واحد يمكننا من الإستدلال على ماقاله .
ولإثبات زيف إدعائه نورد له كلام كتابه الذى يوضح حتى للعميان متى يكون الفصح بدقة :
الخروج 12: 5 - 10 :
[تكون لكم شاة صحيحة ذكرا ابن سنة تاخذونه من الخرفان او من المواعز . و يكون عندكم تحت الحفظ الى اليوم الرابع عشر من هذا الشهر ثم يذبحه كل جمهور جماعة اسرائيل في العشية . و ياخذون من الدم و يجعلونه على القائمتين و العتبة العليا في البيوت التي ياكلونه فيها . و ياكلون اللحم تلك الليلة مشويا بالنار مع فطير على اعشاب مرة ياكلونه . لا تاكلوا منه نيئا او طبيخا مطبوخا بالماء بل مشويا بالنار راسه مع اكارعه و جوفه و لا تبقوا منه الى الصباح و الباقي منه الى الصباح تحرقونه بالنار].

إذا الفصح لا يصح سوى يوم الرابع عشر من الشهر فقط وتحديدا بين العشاءين وما يتبقى منه يحرق ولا إدرى غن كان القارئ قد لاحظ الفقرة الكوميدية التى قال فيها المفسر [وأن هذا السماح كان لازمًا بسبب كثرة عدد الحملان التي كانت تُذبح.]. وهى بالفعل كانت فقرة كوميدية جديرة بالتأمل والتوقف أمامها قليلا جناب المفسر يحاول التدليس على اتباعه وإيهامهم بأنه لكثرة اليهود كانوا لايقدرون على ذبح حمل الفصح فى يوم واحد ولذلك لكثرة عدد الحملان التى ستذبح , ونحن نسأل هنا هل عدد الحملان المعدة للذبح كان أكثر من عدد يهود بنى إسرائيل ايام المسيح ؟ بالطبع لا لأنه ليس كل يهوديا يقوم بذبح حمل لنفسه ولكن كل أسرة وأحيانا تشترك عدة أسر فى الحمل الواحد بحسب ما يخبرنا سفر الخروج 12: 3 - 4 :
[كلما كل جماعة اسرائيل قائلين في العاشر من هذا الشهر ياخذون لهم كل واحد شاة بحسب بيوت الاباء شاة للبيت . و ان كان البيت صغيرا عن ان يكون كفوا لشاة ياخذ هو و جاره القريب من بيته بحسب عدد النفوس كل واحد على حسب اكله تحسبون للشاة].

وهنا لا يبقى لنا سوى أن نسأل كم كان عدد اليهود فى عصر المسيح بالطبع لا اعتقد أن أكذب مفسر بلا مرجع سيقدرهم بأكثر من اربعة ملايين نسمة مثلا (وهو طبعا رقم وهمى وضعناه من باب اثبات الكذب باجلى صورة). فكم شاة يذح بنى غسرائيل البالغ عددهم اربعة ملايين ؟ لو أفترضنا أن كل بنى إسرائيل فى عهد المسيح كانوا من أهل الثراء الفاحش ولا يوجد بينهم فقيرا واحد سيكون العدد التقريبى للحملان المذبوحة فى الفصح أقل من مليون حمل بأعتبار إن كل إسرة يهودية تذبح لوحدها بدون إشراك إسرة أخرى وبفرض إن الإسرة تتكون من زوج وزوجة وطفلين فقط.
فما بالك إن كان المسلمون والبالغ عدهم مليار ونصف يقومون سنويا بذبح خراف عيد الأضحى بدون اى مشاكل وكلهم فى يوم واحد ولا تحتاج المسألة ليومين أو أكثر بل غإن المسألة لا تتعدى سويعات قلائل من يوم . فهل ما يفعلة المسلمون فى الخراف معجزة لا يستطيع اليهود عملها مع الحملان ؟؟ . ناهيك طبعا عن كون القضية محلوله عند اليهود حيث إن من لا يستطيع ذبح حمل الفصح فى يوم الرابع عشر لأى ظرف كان سوا كان نجسا أو غيره يمكنه فى ذبح حمل الفصح فى الشهر الذى يليه وفقا للنص المذكور فى سفر العدد 9: 10 - 12 :
[كلم بني اسرائيل قائلا كل انسان منكم او من اجيالكم كان نجسا لميت او في سفر بعيد فليعمل الفصح للرب . في الشهر الثاني في اليوم الرابع عشر بين العشاءين يعملونه على فطير و مرار ياكلونه . لا يبقوا منه الى الصباح و لا يكسروا عظما منه حسب كل فرائض الفصح يعملونه].
وفى نهاية التعليق على هذه الفقرة ولإثبات النصب والتحريف المعنوى من المفسر أقول له إنه لايمكن لأى كائن كان من بنى إسرائيل آلا يذبح الفصح فى الرابع عشر من نيسان وذلك لسبب بسيط هو إن من لا يذبح الفصح بدون مبرر كأن يكون نجسا أو غائبا قتلا يقتل لأنه لم يقدم الفصح فى موعده وإليكم النص الذى يبرهن على هذا من سفر العدد 9: 13 :
[لكن من كان طاهرا و ليس في سفر و ترك عمل الفصح تقطع تلك النفس من شعبها لانها لم تقرب قربان الرب في وقته ذلك الانسان يحمل خطيته].
لاحظ عزيزى القارئ إننا اوردنا المراجع التى تثبت كلامنا ولم نقم حتى بتفسيرها بينما لم نحصل من جناب المفسر سوى على (يرى البعض ويقول الآخرون) واكاذيب لا تنتهى بلا دليل أو برهان.

البعض قال لى :
وعودة إلى المفسر التبعيضى نجده يتابع قائلا :
[يرى البعض أن السيد المسيح أكل بالفعل الفصح في السنة الأخيرة من حياته على الأرض (مت ٢٦: ١٧- ١٩؛ مر ١٤: ١٢- ١٨؛ لو ٢٢: ٨- ١٥)، وأنه أكله قبل الموعد بعدة ساعات، وأن السيد نفسه قد ذُبح في نفس اللحظات التي يجب أن يُذبح الحمل حسب الشريعة.].انتهى.
وكأن مبدؤه فى الحياة أنا أبعض إذا انا موجود , فنجد هنا ايضا إنه يرى البعض والله أعلم هل البعض الذين يروا هنا هما نفسهم البعض فى الفقرة السابقة ولا بعض تانيين , وعموما للتميز لحين سماع رد المفسر التبعيضى سنسمى الأولين البعض والتانيين البعض أبو شرطة لحين ثبوي الرؤية ولا اراكم الله مكروها فى بعضا لديكم.
الخلاصة أنه يقول البعض من فصيلة ابو شرطة أن المسيح اكل الفصح [قبل الموعد بعدة ساعات].
الله مش هو رب السبت بحسب كتابهم ورب السبت ممكن يعمل اللى يعجبه مندهشين ليه يا مسلمين عادى بتحصل فى احسن الكنائس .
ثم يتابع قائلا :
[واضح من الأناجيل الإزائية (متى ومرقس ولوقا) أن السيد المسيح وتلاميذه أكلوا الفصح في يوم خميس العهد، وبعد ذلك قدم جسده ودمه فصحًا للعهد الجديد. غير أن ما ورد هنا في إنجيل يوحنا يوضح إن القيادات اليهودية لم تكن بعد أكلت الفصح، وبهذا يكون الفصح في يوم الجمعة العظيمة.]. انتهى.
والمشكلة هنا بإيجاز إن الفصح لايؤكل سوى فى اليوم الرابع عشر فكيف أكله المسيح فى الثالث عشر ولماذا لم نسمع إستنكارا أو حتى مجرد إستفهاما من أحد تلاميذه , ولماذا لم يضيف اليهود فعلته هذه لباقى التهم التى نسبوها إليه وهم كانوا يترصدونه ويصنعون له المكائد للإيقاع به , أضف إلى ذلك قوله [إن القيادات اليهودية لم تكن بعد أكلت الفصح] محاولا إيهامنا بأن من لم يأكل الفصح هم القيادات اليهودية فقط ولا ادرى من اين آتى بهذا سوى من الفراغ الذى يملاء رأسه والذى يمكن ملؤه بسهوله وببساطة بإختراع يدعى عقل , ولله الأمر من قبل ومن بعد ,

ثم وبعد كل هذا العناء يقول مفرسنا التبعيضى متخليا عن تبعيضيته بعض الشئ قائلا ومعترفا أنهم يواجهون مشكلة مابين الثلاثة أناجيل وإنجيل يوحنا فى موضوع حضور او عدم حضور المسيح الفصح مع التلاميذ قائلا :
[نشر كثير من الدارسين كتبًا كاملة في حل هذه المشكلة. ]. انتهى.
هل تأكدت الآن عزيزى القارئ انها بالفعل مشكله وإن الموضوع يلزمه حاوى لكى يصلح ما افسده كتبة الأناجيل , وبالطبع لا ننسى عبارة [نشر كثير من الدارسين] . المرجع هو كثير من الدارسين يعنى لو سألت احد الدارسين وقال لك كلام مخالف اعرف على طول أنه مش من الدارسيين اللى المفسر يقصدهم وما تحبكهاش يعنى. ثم يتابع قائلا
[توجد دلائل على أن جماعات مختلفة في إسرائيل استخدمت تقويم مختلف عن التقويم الذي يستخدمه المسئولون في الهيكل. مثال ذلك الجماعات التي أنتجت مخطوطات البحر الميت استخدمت تقويمًا قديمًا وحسبت أن الكهنة في أورشليم يحتفلون الأعياد كلها في تواريخ خاطئة.]. انتهى.
هنا يحاول المفسر الخروج عن أصول التبعيض والبدء فى التحريف المعنوى كده عينى عينك حيث لم يذكر مرجع ولا دليل واحد مما اسماه بالدلائل التى يتحدث عنها وياليته كان قد تكرم بإيراد دليل , ثم يتابع جناب المفسر اللمعى محاولا تهوين المسألة على القارئ النصرانى والعودة به إلى نقطة البدء اللى هى الرب مات عشانك قائلا :
[ فالحل البسيط للمشكلة القائمة بين أيدينا هو أن يسوع وتلاميذه استخدموا تقويمًا مختلفًا، فحفظوا الفصح يومًا مقدمًا عن المسئولين في الهيكل. هذا يفسر لنا لماذا لم يشر إلى الحمل الخاص بالفصح في العشاء الرباني، مع أنه أساسي في حفظ الفصح، حيث لم يكن ممكنًا تقديم الحمل ذبيحة قبل أكله بدون موافقة السلطات الخاصة بالهيكل. أشارت الأناجيل الإزائية إلى وجبة الفصح التي مارسها السيد المسيح وتلاميذه، أما يوحنا فأشار إلى الاحتفال الرسمي، وإذ لم يكن بعد قد تم لذلك امتنع فريق رؤساء الكهنة من دخول دار الولاية، حتى لا يتدنسوا، فيضطروا إلى الاحتفال بالفصح بعد شهر من موعده (عد 9: 6- 13).].انتهى.
وطبعا هنا لا يسعنا سوى تقديم حل ايسر للمشكلة من الذى طرحة جناب المفسر وهو يتلخص فى أن نقول :
تخبرنا كتب التاريخ ويؤكد الباحثون وأجمع العلماء وأكد الدارسون أن اليهود فى هذه الفترة كانوا قد دمجوا يوم الرابع عشر من نيسان مع اليوم الخامس عشر وجعلوهم فى يوم واحده وسموه أشرف على اسم جده.
ولا ايه رأيكم؟؟؟هاهاها؟؟؟صمتك لوحده مش كفايه .. اتبرع ولو بإصحاح واحد - ابن الفاروق المصرى

لم أستغرب ولم تعترينى الدهشة عندما قرأت خبر عزم الأنبا شنودة إصدار نسخة جديدة لكتابهم المقدس والتى سيقوم بإجراء تعديلات فيه بغرض ابراز صيغة الكهنوت بشكل لفظى صريح ليضمن عودة الهيبة المفقودة للكنيسة ورهبانها.
ولعل السبب فى عدم إستغرابى أو دهشتى هو تكرار حدوث هذه العملية أى تعديل أو حذف فقرات أو إصحاحات كاملة من كتابهم المقدس على مر العصور وهو مايؤكده اختلاف النسخ المتداولة بين يدينا الآن . فعلى سبيل المثال تنبه أحد الكهنة فى القرن السادس عشر مثلما تنبه الأنبا شنوده لعدم وجود نص واحد يتحدث عن الثالوث وأنه أى الثالوث وحده واحده لا تتجزء فقامت الكنيسة فى القرن السادس عشر الميلادى بإضافة الفقرات التاليه من رسالة يوحنا الأولى 5 : 7-8:
[[ فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الاب و الكلمة و الروح القدس و هؤلاء الثلاثة هم واحد . و الذين يشهدون في الارض هم ثلاثة الروح و الماء و الدم و الثلاثة هم في الواحد ]].
وهى الفقرات التى تم حذفها فى معظم النسخ الحديثة المنقحة (!!) وقد قامت بعض النسخ بالأبقاء عليها مع وضع هامش لها يذكر أن تلك الفقرات ليس لها وجود فى اقدم النسخ وانها اضيفت فى القرن السادس عشر ومن هذه النسخ نسخة الإصدار العالمى الجديد (New International Version) والتى ذكر فى هامش تلك الفقرات التالى [1] :
(not found in any Greek manuscript before the sixteenth century)
وهو ماترجمته : (غير موجوده فى اى نسخة يونانية قبل القرن السادس عشر ).
أو كما نرى فى النسخة الأمريكية القياسية الجديدة (New American Standard Bible) حيث يقول هامش الفقرات [2]:

A few late mss add ...in heaven, the Father, the Word, and the Holy Spirit, and these three are one. And there are three that testify on earth, the Spirit

وهو ما ترجمته : بعض المخطوطات المتأخرة أضافت ...فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الاب و الكلمة و الروح القدس و هؤلاء الثلاثة هم واحد . و الذين يشهدون في الارض هم ثلاثة الروح
ويقول ايضا هامش الفقرتان فى نسخة الحياة الجديدة (New Living Translation) ما نصه [3] :

Some very late manuscripts add in heaven--the Father, the Word, and the Holy Spirit, and these three are one. And we have three witnesses on earth.

وترجمته : بعض النسخ المتاخرة جدا (يقصد متأخرة عن عصر المسيح) اضافت -- في السماء هم ثلاثة الاب و الكلمة و الروح القدس و هؤلاء الثلاثة هم واحد . و الذين يشهدون في الارض هم ثلاثة
ونفس الكلام تقريبا تخبرنا به نسخة الملك جيمس الجديدة (New King James Version) وكأنها تكشف ما اخفته النسخة القديمة المدعوة بنسخة الملك جيمس (King James Version) [4]
وكذلك تجد كل النسخ الجديدة المنقحة (!!) ولعل اكثر تلك النسخ من حيث خفة الدم هى نسخة (Amplified Bible) حيث تقول حاشية التعليق على تلك النصوص [5] :

The italicized section is found only in late manuscripts.

وهو ما ترجمته :الجزء المكتوب بالخط المائل موجود فقط فى النسخ المتأخرة. وخفة دمهم نتجت من عدم وجود اى كتابة بخط مائل على الإطلاق فى تلك الفقرة . وقد تكون خفة دم او أستخفاف بعقول القارئ . وسأكتفى بهذا القدر فقط حتى لا نضيع وقت القارئ بأطنان من الروابط يغنى عنها ما قدمناه ويزيد .
وعودة إلى الموضوع الإصلى والذى يتحدث عن قيام الأنبا شنودة بإدخال تعديلات على كتابهم المقدس بحيث يبرز فيه دور الكهنة لضمان عودة هيبتهم المفقودة فهذا قرار اعتبره من وجهة نظرى قرار حكيم لأن الكنيسة والكهنة فى الوقت الراهن أصبحت بالفعل تعانى من قلة إحترام أتباع الكنيسة أو شعبها (كما يحلو للرهبان ان يصفوهم) فكل يوم نقرأ خبر يؤكد تعامل بعض النصارى مع كهنة الكنيسة وكانهم بشر وليسوا آلهة أو أنصاف آلهة فمثلا طالعتنا جريدة الوفد المصرية بالخبر التالى :
قبطي يقتحم كنيسة في نجع حمادي وينهال ضربا علي الكاهن والمصلين! [6] اقتحم مواطن قبطي كاتدرائية القديس ماريو حنا الحبيب بنجع حمادي في قنا، وانهال ضربا بالعصي علي كاهن الكنيسة والمصلين اثناء ادائهم الصلاة مساء امس الاول. وكانت حالة من الذعر قد انتابت المصلين بعد قيام المواطن فيليب فهمي- كهربائي بالدخول الي صحن الكنيسة وبيده عصي ونادي علي القس ايليا بولس بدون ألقاب وانهال عليه ضربا، واعتدي علي المصلين. كشفت التحريات عن وجود خلافات بين الكاهن والكهربائي.
ومن كاهن كاتدرائية القديس ماريو حنا الحبيب بنجع حمادي في قنا نذهب إلى مصر القديمة وتحديدا فى كنيسة مارجرجس حيث يقول الخبر :
كاهن 'مارجرجس' يتهم مسيحيًا مصريًا بمحاولة قتل قساوسة بكنيسته [7] اتهم القمص 'مرقس عزيز'، كاهن كنيسة مارجرجس بمصر القديمة، رجل الأعمال المسيحي 'عادل إسكندر' بمحاولة اغتيال بعض كهنة الكنيسة، مشيرًا إلى أن آخر تلك المحاولات كان منذ شهرين، حيث حاول قتل القمص 'صرابامون فريد' والقس 'داود نجيب' بعد مطاردتهما بسيارة. وقد كان الكاهن 'ويصا عبدالحكيم' بلاغًا ضد رجل الأعمال متهمًا له بأنه قد صفعه على وجهه واعتدى عليه ومنعه من إتمام الصلاة، بعد أن اعترض على عمليات الهدم والبناء المجاورة للكنيسة التي يقوم بها رجل الأعمال لإنشاء مجمع سكني، وادعى أنه حاول تحرير محضر بالواقعة مصطحبًا ١٣ كاهنًا، إلا أن مسئولي قسم الشرطة رفضوا تحريره خشية علاقاته بكبار قيادات الدولة.
وطبعا هناك العديد والعديد لمن يطلب المزيد من أمثال تلك الحكايات والأحداث ولكن لعل ابز وأهم الأحداث التى قللت من قيمة الكهنة بالفعل فى نظر اتباعهم هى الخلافات الشخصية بين الكهنة بعضهم البعض والتى نجم عنها شلح أو طرد بعضهم من الكنيسة وإيقافهم عن الخدمة والقائمة هنا طويله فيها مالايقل عن ثلاثمائة كاهن أو راهب تم شحهم من الكنيسة بل ووصل الأمر برفض الصلاة عليهم عند موتهم وإن كنت لا أدرى أى قلب هذا الذى لا يغفر حتى للأموات , ونذكر لكم هنا على سبيل المثال لا الحصر أسماء بعض أبرز الكهنة والرهبان الذين قامت الكنيسة بشلحهم : • القس إبراهيم عبد السيد الذي "حرمه" البابا قبل أن يتوفى (1995)، وظلت أسرته تسترحم البابا أياماً ليأذن في الصلاة على جثمانه في أية كنيسة لكنه تمسك بالرفض! وقد كان الحرم عقاباً له على سلسلة مقالات نشرها في مجلة "روز اليوسف" تطرق فيها إلى مواضيع إصلاح الكنيسة وعصرنتها وتحجيم السلطة البابوية، وإدخال آليات ديمقراطية وشفافة في إدارة الكنيسة، وهو ما اعتبره البابا شنودة محاولة لخلعه من على الكرسي البابويّ!. أو بحسب ماتقول موسوعة أقباط مصر النصرانية : الإيقاف غير المحدد المدة وهو ما تعرض له عدد أكبر من الكهنة على رأسهم القس «إبراهيم عبد السيد» حيث تم إيقافه عن الخدمة من قبل محاكمة كنسية برئاسة الأنبا بيشوى اعتراضا على مقالات وأفكار له تخص زواج الأساقفة والرهبنة فى المسيحية، والأغرب أن كل كتبه تم منعها رغم ارتفاع مستواها الفكرى والدينى وكانت تثرى المكتبة المسيحية ومنها موسوعة «الفروق الذهبية بين الطوائف المسيحية» وغيرها حيث مات دون أن يرفع الإيقاف عنه، ورفضت الكنيسة الصلاة عليه سواء بصفته الكهنوتية أو بشخصه المسيحى!! إلا أن أسرته استطاعت الصلاة عليه فى كنيسة صغيرة بالمدافن. طبعا يحضرنا هنا مقولة (أحبوا أعدائكم) !!!

القس فلوباتير راعي كنيسة الطوابق
الأب أغاثون سكرتير البابا وراعي كنيسة مارمينا في مصر الجديدة
تكلا يوسف راعى كنيسة الأنبا تكلا فى الإبراهيمية
القس مينا اسحاق
القس بسادة زكي
القس هابيل سعيد
القس يؤانس زكي فيدرا
الأب تكلا يوسف بالاسكندرية
القس انسطاس شفيق بكنيسة مار جرجس

وسنكتفى هنا بأسماء هؤلاء الكهنة العشرة كعينة على الشلح بالجملة ومدى الصراع الداخلى وأختلاف وتضارب الأراء او فساد الذمم مثل حالة القس تكلا يوسف الذى ادعت إحدى النساء أنه زنى معها، وتم شلحه فى جلسة واحدة . أو للتدخل فى الشئون السياسية للكنيسة (!!) مثل حالة القس فلوباتير الذى تم إيقافه لمدة عامين بسبب مواقفه السياسية التى رأت الكنيسة أنها تتعارض مع العمل الكنسى.

وللعلم فأن ايا من الأسباب التى طرحناها سابقا لم تحرك شعرة فى راس الأنبا شنودة ولم تكن هى المحرك الرئيسى الذى دفعه لإعلان بإصدار نسخة جديدة لكتابهم المقدس ولكن السبب الرئيس هو محاولات الإنقلاب الداخلية على كرسيه ولعل اشهر من قام بالإنقلاب أو الإنشقاق عليه هو الأنبا مكسيموس الذى تعامل معه معاملة الند للند واتهمه بأن عهده هو أسوء العهود فى الكنيسة القبطية وبأن تصرفاته هى المحرك الأساسى للفتنة فى مصر وقد قام الأنبا مكسيموس بفتح النار على شنودة وصرح أنه لا ينتظر رده وأن رأيه لا يعنيه من قريب أو من بعيد وأتهمه بانه يضطهد كل من يحاول تدريس المسيحية على أسس سليمه ولعل الأنبا مكسيموس هو أبرز من انشق على الكنيسة . ولعل معظم النصارى لا يعلمون شيئا عن الإنشقاقات الأخرى فهناك أيضا القس هابيل توفيق سعيد والذى طالب صراحة بتنصيبه بطريركا للكنيسة المصرية عوضا عن شنودة وقام برفع قضية بهذا الصدد امام محكمة القضاء الإداري ويدعى القس هابيل بأن عدد أنصاره حوالى ثلاثة ملايين قبطي وإن كنا نحن نرى فى الأمر مبالغة فجة لا يعادلها سوى إدعاء أن النصارى على كافة طوائفهم يمثلون عشرة فى المائة من الشعب المصرى .

ومادم تعددت الأسباب والشلح واحدا وتعددت الأسباب وإصدار نسخة جديدة لكتابهم المقدس . والغريب وإن كان ليس مستغرب إن تصريح شنودة بإصدار نسخة لم يقلبله أى استنكار أو استغراب من نصارى مصر ولا العالم ولم أجد أحد منتدياتهم تناقش هذا الموضوع ولو على سبيل الأستفسار والإستفهام ولا اقول الإستنكار اللهم إلا مقالة يتيمة كتبها نصرانى مصرى يدعى (عادل جرجس سعد) والمقالة بعنوان (أخطاء الإنجيل القبطى الأرثوذكسى).[8] ويشرح فيها بعض الأسباب التى أدت بالأنبا شنودة للأقدام على عمل تعديلات فى كتابهم حيث يقول : هناك بعض الأسباب الاقتصادية التى كانت وراء ظهور الإنجيل والتى تعطى القوة للقائمة التى تم ذكرها وهى :
1. احتكار طباعة النسخة العربية من الإنجيل.
2. إعادة طباعة كتب الكنيسة الطقسية والتفاسير وتعديلها حسب ما جاء بالإنجيل الجديد وهو ما سوف يفتح سوقا جديدة لتجارة هذه الكتب فسوف تتهافت الكنائس على الحصول على هذه النسخ المعدلة.
3. جذب الدعم المالى العالمى والذى تخصصه بعض المنظمات الدولية الدينية المسيحية والتى تهتم بنشر الإنجيل والحصول على الجزء المخصص منه لطباعة النسخة العربية.
4. لمن لا يعرف فإن صناديق التبرعات داخل الكنائس يكتب على كل صندوق منها الغرض الذى سوف يموله هذا الصندوق مثل مساعدة الطلبة - أخوات المسيح - اليتامى - الأرامل.. إلخ وهنا سوف نجد أن تمويل طباعة الإنجيل الجديد سوف يعتبر صندوقا جديدا سوف تتم إضافته إلى صناديق التبرعات داخل الكنيسة.
ويتابع الأستاذ عادل جرجس قائلا : الأسباب الاجتماعية ونوجزها فيما يلى:
1. عدم قدرة الكنيسة على مجاراة الطوائف الأخرى روحيا فى ظل وجود مرجعية واحدة وثابتة للجميع.
2. سلطان الكنيسة على المؤمنين هو سلطان رضائى يقبله المؤمنون عن طيب خاطر فيلزم لقيام السلطان وجود رضاء بهذا السلطان وفى ظل قرارات الكنيسة التعسفية فى الفترة الأخيرة كان هناك عدم رضاء ممن وقع عليهم هذا التعسف والأمر الأخطر هو ظهور طبقة من المتعاطفين مع من تعسفت الكنيسة معهم وهو ما ينذر باحتمال الاعتذار أو الهروب من الكنيسة فلجأت الكنيسة إلى تأكيد سلطانها من خلال الإنجيل سواء رضى المؤمنون أم لم يرضوا.
مما سبق يتضح أن الهدف من وراء هذا الإنجيل ليس الترجمة العربية الصحيحة للإنجيل ولكن كان هذا هو السبب المعلن. أنتهى
وإن عجبت فاعجب لصمتهم ولكن إذا عرف السبب بطل العجب فالنصرانى فى مصر على وجه الخصوص لم يتعود ان تكون له شخصيته المستقلة ودائما ماتراه يهرع للكنيسة فاغرا فاه قبل ان يقول (هنعمل ايه يا ابونا) وطبعا ابونا فى موضوع تعديل كتابهم المقدس قال لهم بالتأكيد هش أبن الطاعة تحل عليه البركة ولن نصارى مصر ولاد طاعه وبيحبوا تحل عليهم البركة صمتوا كشاة سيقت للذبح ولم تفتح فاها .
ولهذا فنحن كمسلمون لا نستغرب عدم خوضهم فى هذا الحديث ولو من باب الإستفهام. وإن كنت عن نفسى سوف أقوم بحملة تؤيد الأنبا شنودة فى تعديله لكتابهم المقدس والحملة تحت شعار (صمتك لوحده مش كفاية أتبرع ولو بإصحاح واحد ) .
والهدف من تلك الحملة هى مساعدة أصدقائنا النصارى على تعديل كتابهم بإحكام حتى لا يضطر أحد آباء الكنيسة مستقبلا لأجراء تعديلات فيه وسنقوم بوضع بعض النصوص التى نرى أنها بالفعل تحتاج للتعديل وللكنيسة الرأى الأخير فى الأخذ برأينا أو القائه فى اليم . ونبدء الآن بسم الله الرحمن الرحيم بفتح باب التبرعات الإصحاحية (إن جاز التعبير) :
• حذف أسم الجلالة (الله) : نهيب باسادة القائمين على النسخة المعدلة بحذف لفظ الجلالة (الله) من كافة كتبهم حيث ان رب النصارى لا يدعى الله فالله هو رب المسلمين فقط وللتوضيح لمن أستشكل عليه الأمر فإن (الله) هو أسم علم وأسما الأعلام لا تترجم فمثلا لو هناك شخص ما يدعى شاكر قلنا له أهلا ياشاكر بالعربية فعند الترجمة بالإنجليزية سنقول له (Hello Shaker) وليس (Hello Thankful) لأن الأسماء لا تترجم وبمراجعة النصوص الإنجليزية سنجد ان الكلمة المستخدمة هى God وهى تعنى إله وليس الله كما أن النصوص فى العهد القديم تتحدث عن الرب باسم ايلوهيم او ياهوه وهو مانراه على سبيل المثال فى الأصحاح الأول والعدد الول من الكناب الأول (سفر التكوين) فبينما يقول النص العبر الأصلى : בְּרֵאשִׁית, בָּרָא אֱלֹהִים, אֵת הַשָּׁמַיִם, וְאֵת הָאָרֶץ. ونطقها بالعربية : بريشيت برا ايلوهيم إت هشمايم فإت هآرتس وهى ماتعنى ترجمتها : فى البدء خلق إيلوهيم السماء والأرض . النص يقول إيلوهيم ولا يقول الله وللعلم اسم إيلوهيم أيضا أسم لا تجوز ترجمته ليصبح (الله) بالعربية ولا (God) بالإنجليزية حيث أن كلمة إيلوهيم تعنى الآلهه. هذا بإيجاز أول تبرع منا لكتابكم المقدس الجديد.

• تصحيح الفقرة (35:23 ) من إنجيل متى : (لكي ياتي عليكم كل دم زكي سفك على الارض من دم هابيل الصديق الى دم زكريا بن برخيا الذي قتلتموه بين الهيكل و المذبح). حيث أن من قتل بين المقدس والمذبح ليس زكريا بن برخيا .

• إنجيل متى (6:26) وانجيل مرقس (3:14) ضد إنجيل يوحنا (2:12) : فبينما تخبرنا أناجيل متى ومرقس أن المسيح العشاء في بيت سمعان الأبرص نجد ان يوحنا يقول أن العشاء كان فى بيت لعازر. متى 26: 6 و فيما كان يسوع في بيت عنيا في بيت سمعان الابرص مرقس 14: 3 و فيما هو في بيت عنيا في بيت سمعان الابرص يوحنا 12: 2 فصنعوا له هناك عشاء و كانت مرثا تخدم و اما لعازر فكان احد المتكئين معه

• أضافة النصوص التالية لأنها غير موجودة
- متى (23:2) : (و اتى و سكن في مدينة يقال لها ناصرة لكي يتم ما قيل بالانبياء انه سيدعى ناصريا) وهذه النبؤه مكذوبه وغير موجوده فى العهد القديم.
- كورنثوس الأولى (2: 9 ) : (بل كما هو مكتوب ما لم تر عين و لم تسمع اذن و لم يخطر على بال انسان ما اعده الله للذين يحبونه) وهو مالانجده مكتوبا .
- كورنثوس الأولى (15: 54 ) : (فحينئذ تصير الكلمة المكتوبة ابتلع الموت الى غلبة) ولا ندرى أين كتبت تلك الكلمة
- رسالة يهوذا (1: 9 ) (و اما ميخائيل رئيس الملائكة فلما خاصم ابليس محاجا عن جسد موسى لم يجسر ان يورد حكم افتراء بل قال لينتهرك الرب ) ولا نعلم اين خاصم ميخائيل أبليس محاجا عن جسد موسى ولا متى قال له لينتهرك الرب.
- تيموثاوس الثانية (3: 8 ) : و كما قاوم ينيس و يمبريس موسى كذلك هؤلاء ايضا يقاومون الحق اناس فاسدة اذهانهم و من جهة الايمان مرفوضون ولا ندرى من هم ينيس او يمبريس ولا متى قابلا موسى ناهيك عن مقاومتهم له.
وحتى لا نطيل على الكنيسة فى عملها الجلل هذا نرجو أخيرا منها أضافة رسالة لبولس يبدو أنها فقدت بطريق السهو وهى رسالة بولس للاوديكيين والتى يقول عنها فر رسالته لكولوسى:
(4: 16 و متى قرئت عندكم هذه الرسالة فاجعلوها تقرا ايضا في كنيسة اللاودكيين و التي من لاودكية تقراونها انتم ايضا ).

وختاما أرجو من الأخوة القراء المساهمة فى مشروع هذا تحت شعار (صمتك لوحده مش كفايه أتبرع ولو بإصحاح واحد) . وفى أنتظار تبرعاتكم الإصحاحية لا أراكم الله مكروها فلى كتابا لديك؟؟هاهاها؟؟؟==================عظيم هو سر العباسية – ابن الفاروق المصرى

يرجع قدم الخلافات ووجهات النظر والمجادلات والمجالادات بين الفرق النصرانية منذ أول يوم ابتدعت الطوائف النصرانية فيه عقائدها المنحولة من الديانات الوثنية التى كان يعتنقها سكان البلدان الذين وجدوا بها , وإن كانت المجادلة ووجهة النظر تحتاج بالطبع إلى عقول سوية للتباحث والتناظر ولإبداء الأسباب التى من اجلها يعتنق كل فريق ما ينادى به . أما فى النصرانية على كافة طوائفها المتعددة فيبدو أن كلمة العقل مفقودة أو لا محل لها فى قاموسهم أو أنها خارج نطاق الخدمة فمعظم الخلافات الموجودة بين الطوائف النصرانية غالبا مضحكة يشعر المرء أمامها وكأنه طبيب فى مستشفى المجانين وكما يقولون فإن شر البلية ما يضحك وللنصارى فيما يسمى بعلم اللاهوت مجادلات ومناظرات كفيله بقتل من يستمع إليها أو يقرأها من الضحك وموضوع هذه المقالة هو الخلاف بين الأرثوذكس والكاثوليك والبروتستانت واخرون من جهة ونصارى الأدفنتست وأخرون من جهة اخرى والموضوع.
بإختصار غير مخل بالموضوع هو إعتقاد طائفة الأدفنتست أو السبتيون بأنه ينبغى على كل الطوائف النصرانية أن تقدس يوم السبت وليس الأحد على إعتبار أن التوراة تقول بهذا فى سفر الخروج (20: 8 اذكر يوم السبت لتقدسه) . بينما يرى النصارى ومنهم الأرثوذكس والكاثوليك وغيرهم أنه ينبغى تقديس يوم الأحد بدلا من السبت ونحن طبعا على الحياد بينهم فسواء كان السبت أو الأحد أو حتى الخميس فهذا لن يقدم ولن يؤخر عندنا , والمضحك فى هذا الموضوع هو رد أحد المواقع الأرثوذكسية على طائفة الأدفنتست أو السبتيون حيث يقول كاتب المقال الذى لم يذكر أسمه فى موقع "حامى الإيمان" ردا على الأدفنتست فى موضوع يوم السبت التالى أنقله بتمامه حتى بدون تصحيح الأخطاء :
((( يريدون إعادة بناء اليهودية وتقديس يوم السبت بدلاً من الأحد... هل تقدسون السبت الذى كان المسيح فيه ميتاً فى القبر والأختام موضوعة، ولم تكن أمجاد القيامة قد أستعلنت بعد،وترفضةون تقديس يوم الأحد الذى قام فيه الرب وأنتصر على الموت... حقاً إنه صوت الشيطان الذى زلزلت القيامة مملكته، فذهب يحاربها محاولاً طمس معالمها، وهمس فى آذان رؤساء الكهنة فأغروا الحراس أن يشيعوا أن التلاميذ سرقوا الجسد وهم نيام... حقاً إن الذين يقدسون يوم السبت هم بالحقيقة أعداء قيامة المسيح.))). أنتهى
والآن عزيزى القارئ العاقل هل تفضل يوم السبت الذى كان (الرب) (ميتا) (مقبورا) أم أنك تفضل يوم الأحد الذى (قام) فيه (الرب) من بين (الأموات) هل هو فعلا (صوت الشيطان الذى زلزلت القيامة مملكته) أم انه صوت السرايا الصفراء والعصفورية .
هل هو فعلا ( إن الذين يقدسون يوم السبت هم بالحقيقة أعداء قيامة المسيح ) أم هو صوت أعداء العقل والمنطق .
عزيزى القارئ المسلم لو كنت ممن أسعدهم حظهم ولم تلتقى بمبشرين نصارى فأعلم ان اول ما يبدؤن به كلامهم معك هو ( يا فلان الرب مات عشانك ) فإن كنت مهذبا ولم تخلع حذائك لأستعراض متانته على رأس المبشر أو كنت مشغولا أو لا يوجد فى قلبك رحمة لحمله لقرب مستشفى للمجانين فستجده يقول لك ( نعم الرب مات عشانك ولكنه قام من بين الأموات ) أو ( المسيح انتصر على الموت على الصليب) ثم ( المسيح (الرب) افتدانا من لعنة الناموس اذ صار لعنة لاجلنا ويليها بقوله (عظيم هو سر النعمة ) وفى راوية اخرى نقول عظيم هو سر العباسية .
وإذا كان رب النصارى قد مات نقول لهم البقاء لله ولا أراكم الله مكروها فى معبودا لديكم .هاهاها؟؟؟مُحرف بعلم أهله - ابن الفاروق المصرى

هذه المقالة ردا علي مقالة نشرت تحت عنوان (هل كل ما في التوراة: محرف مبدل؟) في جريدة الشرق الأوسط موقعه بأسم سعودي يدعي زين العابدين الركابي ولكن عند قراءة المقال تبين أنه وضع أسمه عليه فقط وأن والمقال تأليف نصراني يدعوا إلي تمييع العقيدة الإسلامية داعيا فيما بين السطور وليس علنا لمؤامرة الحوار بين الأديان لأنه تقريبا لم يجد الشجاعة الأدبية الكافيه لإعلان رأيه صراحة وكم من مقالات ترتكب بأسم الدين

الأستاذ زين العابدين الركابي
ردا علي مقالتك ( هذا إن كنت أنت من كتبها فعلا ) والتي تحمل عنوانا أكبر منها (هل كل ما في التوراة: محرف مبدل؟) فعنوان كهذا تكتب فيه مجلدات وليس سطور قليلة تعتمد علي النسخ واللصق أحيانا ناهيك من أن المفترض في كاتبها أن يكون من أهل العلم .


أولا أنا لم اسمع بك من قبل (وإن كان جهلي بك لن يضيرك كما أن علمي بك لن يفيدني) ولكني أسألك من تكون سيادتك هل أنت من المشايخ أو طلبة العلم أو حتي طويلب علم مثلا حتي تخوض فيما لم تحط بيه علما وتورد آيات قرآنية لا تعرف سبب نزولها أو هل لديك إطلاع أصلا علي كتب اليهود والنصاري ؟؟ لا اعتقد والدليل أنك لم تميز في مقالتك بين التوراة وهي للعلم الكتب الخمسة الأولي من كتاب اليهود فقط أما الباقي فلا يطلق عليه توراة .
وكل هذا ليس من أجل كشف حقيقة ما أو تصحيح مفهوم وهذا بحسب ما نجده بين سطور مقالتك التي لا دور لك فيها سوي التوقيع ولكنه ما يمكننا تسميته بالتبشير الباطني الذي يتزعمه النصاري واليهود ليس بغرض التقريب بين الأديان كما يزعمون لا سمح الله ولكن كما تعلم بغرض تمييع العقيدة الإسلامية وإبعاد المسلمين عن دينهم بوضع السم في العسل كما يقولون .
ودعوني أولا قبل ان أرد علي المقالة أورد لكم أولا ما أعنيه بالتبشير الباطني تلك الطريقة التي يتبعها النصاري ويعاونهم في اليهود ولعل مقولة زويمر [1] الشهيرة هي خير معبر عن هذا المصطلح إذ يقول :
[[ مهمة التبشير التي ندبتكم دول النصرانية للقيام بها في البلاد المحمدية ، ليس هو إدخال المسلمين في النصرانية ، فإنَّ في هذا هداية لهم وتكريمًا (هنا يقول أخوانا الشوام ده قصر ديل يا أزعر) ، وإنما مهمتكم أنْ تخرجوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقًا لا صلة له بالله]]
ثم ينتقل إلي مزيد من تفاصيل الخطة الباطنية شارح أركانها بقوله :
[[يجب إقناع المسلمين بأنَّ النصارى ليسوا أعداءً لهم ، وينبغي أنْ يتبنى التبشير رجال من المسلمين لأنَّ الشجرة لابد أن يقطعها أحد أعضائها ، ولا يجب أن يتسرب اليأس إلى المبشرين إذا كانت النتائج ضعيفة في البداية.]]
ومن هنا يمكننا ببساطة أكتشاف أن الحوار بين الأديان ما هو إلا أسم التدليل لمخططات زويمر وغيره من مسئولي التنصير في البلدان الإسلامية.
وفي المقالة التي نرد عليها هنا (هل كل ما في التوراة: محرف مبدل؟) للموقع أدناه زين العابدين الركابي نجد أن كاتب المقالة (وشركاه) ينفذون المخطط النصراني للتبشير الباطني علي أكمل وجه فقارئ المقالة لن يشك ولو للحظة في كاتبها بحكم انه مسلم حسبما يظن والآيات المبتورة التي يوردها تبدو وكأنها عين العقيدة الإسلامية مما سيدعو القارئ للتعاطف مع مؤلف المقال (هذل إن صحت التسمية) بل وقد يتبني عن جهل الأفكار المسمومة التي التي يحاول زين الدين الركابي أقناعنا بها .
وفي السطور القادمة بأمر الله سنوضح مآخذنا علي المقالة وسنوضح أن كل ما فيها من أفكار مسمومة ماهي إلا نتاج أمر دبر بليل الغرض منه ليس الحوار ولكن الخراب والبوار لكل ما هو إسلامي .
• سبب المقالة
يبدو من أول وهلة بسبب أسم المقالة الفضفاض (هل كل ما في التوراة: محرف مبدل؟) أن الهدف الرئيس منها هو أقناع المسلمين زورا وبهتانا بان التوراة اليهودية ليست محرفه كلها ولكن بعد سطور قلائل يتضح أن العنوان الذي خشي أن يكتبه موقع المقال كان من المفترض أن يكون (عصمة التوراة ةعدم تحريفها) وهذا يتضح مثلا في قوله :
[[ونبي الاسلام مؤمن بما أنزل الله على موسى، متبع للوحي، وقاف عند كلمة الله، ولذلك عظم التوراة تعظيما، ووقرها توقيرا..]] وهو ما ليس له دليل.
وقوله : وهذا الكتاب العظيم الذي أنزل على موسى، نحن مأمورون بالايمان به: لا يتحقق إيماننا بالقرآن إلا اذا أمنا بالتوراة
وقوله : والتوراة مرجع ديني من مراجعنا نحن المسلمين .
قيل قديما تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها ففهم البعض أن الحكمة للنساء فقط وأكلوا بأستهم .
وسنرد علي هذه النقاط في الأجزاء المخصصة لذلك ولكننا قبل أن نبدأ الرد نسأل سيادة المؤلف ومشاركوه ما هو الهدف من هذه المقالة أساسا ؟؟؟؟؟
هل هو يسترضي بها اليهود والنصاري ؟؟
أم انه يهدف لإلي أن يرضي عنا اليهود والنصاري ؟؟؟؟
هل سيخرج اليهود من فلسطين مثلا لو قلنا ان كتابهم غير محرف ؟؟؟
أم سيخرج الصليبيين من العراق والشيشان وأفغانستان .. ألخ عندما نقول هذا ؟؟
طبعا الأجابة لا هذا ولا ذاك ونسأل ثانية ما هو الهدف والإجابة ستكون كلاما مضحكا غير صالح للإستهلاك الآدمي ستجد كلام وآماني وشعارات جوفاء لطالما رددوها ولم نجد منها خير سيقولون مثلا : لإرساء قواعد السلام والتفاهم بين الأديان السماوية الثلاثة ولتقريب وجهات النظر بين معتنقي الأديان الثلاثة وهو كلام ليس له معني وإن كان له فأطلب تفسيره أو تصويره علي أرض الواقع .
الأستاذ موقع المقال يقول الله عز وجل في سورة [البقرة : 120] :
( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير)
ولن يرضي اليهود والنصاري لا بحوار أديان ولا حتي بكفرنا لن يرضوا إلا إذا أتبعنا ملتهم فعد إلي رشدك ولا تتبع اهوائهم فلن تجد من دون الله من ولي ولا نصير
الأستاذ موقع المقال يقول الله عز وجل في سورة [الكافرون : 1-6] :
( قل يا أيها الكافرون * لا أعبد ما تعبدون * ولا أنتم عابدون ما أعبد * ولا أنا عابد ما عبدتم * ولا أنتم عابدون ما أعبد * لكم دينكم ولي دين )
وتفسيرها إن كنت تجهل هو قل يا أيها الرسول للذين كفروا بالله ورسوله: يا أيها الكافرون بالله لا أعبد ما تعبدون من الأصنام والآلهة الزائفة ولا أنتم عابدون ما أعبد من إله واحد, هو الله رب العالمين المستحق وحده للعبادة لكم دينكم الذي أصررتم على اتباعه, ولي ديني الذي لا أبغي غيره.
الإسلام منذ أن اشرقت شمسه قال رسوله بوحي من ربه ( لكم دينكم ولي دين ) فما هو الهدف من حوار الأديان سوي التبشير الباطني وتمييع عقيدة الأمة هل ستقولون لنا كما قال مشركي قريش للرسول صلي الله عليه وسلم نعبد إلهك يوما وتعبد إلهنا يوما ؟؟؟؟؟
نقض المقالة :
نجد أن موقع المقالة أكثر إيمان بالتوراة ومن عدم تحريفها من إله اليهود نفسه الذي يقول بصريح العبارة في كتابهم في سفر أرميا :
23: 36 اما وحي الرب فلا تذكروه بعد لان كلمة كل انسان تكون وحيه اذ قد حرفتم كلام الاله الحي رب الجنود الهنا
رب اليهود يقول لهم بصريح العبارة قد حرفتم كلامي وسيادتك تري علي ما يبدو لي أن رب اليهود أيضا علي خطأ أو أنه من معاندي مؤامرة حوار الأديان
ويقول أيضا في سفر المزامير المنسوب لداوود عليه السلام :
56: 5 اليوم كله يحرفون كلامي علي كل افكارهم بالشر .
نرجو من سيادتكم توقيع مقال آخر للرد علي إله اليهود وأحتسب الأجر عند من وقعت له المقال.
ويبدأ الموقع أدناه مقالة غيره بقوله :
[[ أكان للناس عجبا: أن عظم نبي الإسلام التوراة؟.. لقد غشى العجب أقواما: كيف يعظم النبي كتابا أنزل على موسى، ويوقره توقيراً وهو الذي أنزل عليه الوحي الخاتم الناسخ؟! ]] .
والسؤال هنا هو أية توراة عظمها الرسول عليه الصلاة والسلام (وليس نبي الإسلام كما اعتاد أن يطلق عليه اليهود والنصاري تأدبا أثناء الحوار مع المسلمين) . ومتي عظمها الرسول عليه الصلاة والسلام ؟؟؟؟
للأسف لم يورد ما يبرهن علي إفتراءه وزعمه هذا ولو حتي بالتلميح ولكنه يرتكب الكلمات وكأنها أمرا مقضيا وكأنها شيئا من البديهيات وقالوا أن اول القصيدة كفر وأقول أول المقالة غش . ولا أدري من هم الناس أو من هم الأقوام الذين كان لهم عجبا اللهم إلا من قرأ هذا فأستعب من جراءة الكاتب علي رسول الله وكذبه عليه والإدعاء عليه بما لم يفعله .
أما بخصوص الآيات القرانية التي تفضلت مشكورا ومأجورا (من اليهود والنصاري) بأيرادها والتي لا يجرؤ يهودي علي الأستشهاد بها (إما للعلم أو للحياء) فيبدو ان سيادتكم لست علي دراية بما يسمي بأسباب النزول أو لم تكلف نفسك أن تقرأ ولو حتي التفسير الميسر للقرآن الكريم لتعلم إن كان ما تقوله حقا أم أفتراء
فعلي سبيل المثال فيما يختص بالآيه الكريمة من سورة [المائدة : 44] :
(إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور)
فهو امر بديهي لأن الله يوم انزلها عليهم كان بها هدي ونور وبديهيا أيضا أن هذا لا ينفي تحريفهم لها حتي أن التفسير الميسر للقرآن الكريم يقول بكل وضوح :
((إنا أنزلنا التوراة فيها إرشاد من الضلالة, وبيان للأحكام, وقد حكم بها النبيُّون -الذين انقادوا لحكم الله, وأقروا به- بين اليهود, ولم يخرجوا عن حكمها ولم يُحَرِّفوها))
وضع تحت كلمة ولم يحرفوها مليار خط.
أما حول سورة [المائدة : 43] :
(وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله)
فلا أدري سبب صمت سيادتكم عن باقي الآية أو أغفالها بمعني أدق والآية كاملة تقول :
( وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله ثم يتولون من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين )
لا حظ جملة ثم يتولون من بعد ذلك فالآية هنا تستعجب من حال اليهود الذين جاؤا يحكموا الرسول في قضية زنا المتهم فيها احد أشرافهم من أجل الحصول علي حكم مخفف له بالرغم من عدم إيمانهم بالرسول صلوات ربي وتسليمه عليه فالله يستنكر عليهم فعلتهم هذه وعوده للتفسير الميسر والذي انصح سيادتكم بالأطلاع عليه قبل أن تخوض في مقالات أخري يقول : ((إنَّ صنيع هؤلاء اليهود عجيب, فهم يحتكمون إليك -أيها الرسول- وهم لا يؤمنون بك, ولا بكتابك, مع أن التوراة التي يؤمنون بها عندهم, فيها حكم الله, ثم يتولَّون مِن بعد حكمك إذا لم يُرضهم, فجمعوا بين الكفر بشرعهم, والإعراض عن حكمك, وليس أولئك المتصفون بتلك الصفات, بالمؤمنين بالله وبك وبما تحكم به.))
أظن أن الأمر واضح فهم اي اليهود بعد أن حرفوا كلام ربهم بحسب قوله في كتابهم كما أوضحت سلفا فهم يكفرون كفرا علي كفرهم في هذه الآية إذا يتغاضون عما يؤمنوا به من أجل إنقاذ أحد اشرافهم وهو كفر علي كفر .
أما بخصوص الآية في سورة [البقرة : 53] :
(وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان)
فالله هنا يذكر بني إسرائيل بنعمته عليهم أو كما يقول التفسير الميسر أستاذي الفاضل :
((واذكروا نعمتنا عليكم حين أعطينا موسى الكتاب الفارق بين الحق والباطل -وهو التوراة-; لكي تهتدوا من الضلالة))
فهو تذكيرا لهم بنعمة الله ولا يفيد في نقض التحريف شيئا.
وطبعا الآية التالية والتي أستشهدت سيادتكم بها ينطبق عليها نفس تفسير الآية السابقة وأعني بها [الأنعام : 154]
((ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن وتفصيلا لكل شيء وهدى ورحمة لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون )).
أما بخصوص قولك :
ونبي الاسلام مؤمن بما أنزل الله على موسى، متبع للوحي، وقاف عند كلمة الله، ولذلك عظم التوراة تعظيما، ووقرها توقيرا..
فدعني أحيط سيادتكم علما بأن الرسول عليه الصلاة والسلام (ولا أدري لماذا تقول نبي الإسلام وتقف إلا إذا كان كل دورك في المقالة التوقيع بأسمك وكاتبها كافر) والمسلمين أجمعين يؤمنون بكل ما أنزل من قبله من كتب الكتب التي كان فيها هدي ونور وليست المحرفة الموجود لديهم الآن وهو إن كنت لا تعلم الركن الثالث من أركان الإيمان وهي ستة: أن تؤمن بالله وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، وباليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره من الله تعالى.
أما بخصوص الكلام المفبرك والذي تقول فيه عن الرسول عليه الصلاة والسلام ((ولذلك عظم التوراة تعظيما، ووقرها توقيرا)) فهو كلام خيالي ينبع من عقلك الباطن الذي يحاول اثبات ما يتمناه الكفار من اليهود والنصاري ولتأكيد كلامي أنقل لك هذا الحديث الصحيح :
(( أن عمر بن الخطاب أتى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتب فقرأه فغضب النبي صلى الله عليه وسلم فقال أمتهوكون فيها يا بن الخطاب والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به والذي نفسي بيده لو أن موسى صلى الله عليه وسلم كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني)).
حديث صحيح رواه أحمد (3/387) عن جابر بن عبد الله
هل لاحظت عبارة (فغضب النبي صلى الله عليه وسلم) هل قرأت (والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية) هل رأيت (لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به) هل فهمت (والذي نفسي بيده لو أن موسى صلى الله عليه وسلم كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني ) سيدي الموقع أدناه لا نقول لو كان اليهود او لو كان النصاري ولكن نقول سائرين علي خطا الحبيب المصطفي صلوات الله وتسليمه عليه لو أن موسى صلى الله عليه وسلم كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعنا وأن عيسي عليه السلام سيأتي في أخر الزمان ويتبعنا تحت راية المهدي فمن يكون أسيادك الذين تدعوا لهم وتوقع من أجلهم المقالات هل هم اعظم من موسي وعيسي .
أما بخصوص النقطة الأولي والتي تقول فيها :
ـ وأول الحق: أن التوراة كتاب أنزله الله بيقين، على نبي الله موسى صلى الله عليه وسلم: «قال يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين. وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء فخذها بقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها».
فهو أمر لا يتناطح فيه عنزان وهو الركن الثالث من أركان الإيمان كما اوضحنا سلفا وإن كنت لا اعلم ما تعنيه بعبارة وأول الحق فأول الحق هو أن تعلم أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله.
أما بخصوص قولكم:
2 ـ وهذا الكتاب العظيم الذي أنزل على موسى، نحن مأمورون بالايمان به: لا يتحقق إيماننا بالقرآن إلا اذا أمنا بالتوراة
ولا أدري ما تعنيه بكلمة وهذا الكتاب العظيم وعن أي توراة تتحدث أتطلق صفة العظمة علي كتاب يقول :
[اول ما كلم الرب هوشع قال الرب لهوشع اذهب خذ لنفسك امراة زنى و اولاد زنى] (سفر هوشع 1: 2).
هل هذا هو ما تصفه بالعظمة ؟؟؟ وكما نقول أول القصيدة كفر
أم عن كتاب يقول :
[ لنا اخت صغيرة ليس لها ثديان فماذا نصنع لاختنا في يوم تخطب ] (نشيد الإنشاد 8: 8)
أستاذي واصف الكتاب بالعظمة ماهي إجابة هذا السؤال المقدس لأخوة الأخت الصغيرة عديمة الثديين ؟؟؟ وهل هناك جدوي من الهرمونات أو السيلكون ؟؟ (نرجو سرعة الرد لأقتراب يوم الخطوبة)
وهذا علي سبيل المثال لا الحصر من أجل عدم خدش حياء القارئ .
أما بخصوص عبارة (نحن مأمورون بالايمان به: لا يتحقق إيماننا بالقرآن إلا اذا أمنا بالتوراة ) فدعني أكرر ما قلته سلفا مع المزيد من الإيضاح مادمت لا تعلم بالأساسيات :
نحن فعلا مأمورون بحسب الركن الثالث من أركان الإيمان أن نصدق بالكتب السماويه التي أنزلت من عند الله ومنها التوراة ولسنا مأمورين أن نؤمن بالموجودة حاليا. هل تعلم لماذا ؟ أقول لك وأجري علي الله يتفق علماء اليهو والنصاري أنه لا توجد نسخة أصلية واحدة من أي سفر من أسفار التوراة او الإنجيل وإن كل ما هو موجود لديهم هو عبارة عن مخطوطات غير أصلية يعود أقدمها للقرن الرابع الميلادي أي بعد صلب المسيح المزعوم بأكثر من ثلاث قرون وسأترك السير فردريك كينيون صاحب كتاب عصمة الكتاب المقدس يحدثك عن هذه القصة حيث يقول :
(( أن الكتاب المقدس هو صاحب أكبر عدد للمخطوطات القديمة. وقد يندهـش البعض إذا عرفوا أن هذه المخطوطات جميعها لا تشتمل على النسخ الأصلية والمكتوبة بخط كتبة الوحي أو بخط من تولوا كتابتها عنهم. فهذه النسخ الأصلية جميعها فقدت ولا يعرف أحد مصيرها.))
هل قرأت كلمة فقدت ولم يعرف أحد مصيرها كلمة الله ضاعت فقدت أختفت أندثرت وساتركه يروي لك سبب سماح الرب بضياعها حيث يقول :
(( ونحن نعتقد أن السر من وراء سماح الله بفقد جميع النسخ الأصلية للوحـي هو أن القلب البشري يميل بطبعه إلي تقديس وعبادة المخلفات المقدسـة؛ فماذا كان سيفعل أولئك الذين يقدسون مخلفات القديسين لو أن هذه النسخ كانت موجودة اليوم بين أيدينا؟ أية عبادة لا تليق إلا بالله كانت ستقدَّم لتلك المخطوطات التي كتبها أواني الوحي بأنفسهم؟ ألا نتذكر ماذا فعل بنو إسرائيل قديمـاً بالحية النحاسية التي كانت واسطة إنقاذهم من الموت، وكيف عبدوهـا؟ فماذا فعـل حزقيا الملك التقى بها؟ لقد سحق هذه الحية النحاسية تماماً (عد21: 4-9، 2مل18: 1-6)، والرب صادق علي هذا العمل.))
طبعا قصة جميلة ومثيرة للشفقة ولكنها لا تثير القريحة لكتابة مقالة للدفاع عن كتاب الكفار . ألست معي في هذا؟
والمشكلة في وجود نص أصلي تكمن في التضارب الموجود بين النسخ المتوفرة لدينا بما فيها من تضارب وتناقض وسأذكر مثل أو مثلين علي الأكثر علي سبيل المثال :
المثال الأول :
من سفر ايوب 19-26 إذ يقول أيوب فيه : ( و بعد ان يفنى جلدي هذا و بدون جسدي ارى الله )
اما نفس العدد من النسخة الإنجليزية فيقول فيه :
And though after my skin worms destroy this body, yet in my flesh shall I see God
النسخة العربية تقول بدون جسدي ارى الله والنسخة الإنجليزية تقول in my flesh shall I see God أي بجسدي سأري الله فما هو المرجع الصحيح لمعرفة الكلمة الحقيقة المختلف عليها في النص ؟
المثال الثاني :
وهو من نفس السفر ايضا أيوب 2: 9
فقالت له امراته انت متمسك بعد بكمالك بارك الله و مت
أما النسخة الإنجليزية فتقول :
Then said his wife unto him, Dost thou still retain thine integrity? Curse God, and die
النسخة العربية تقول : بارك الله و مت والنسخة افنجليزية تقول : Curse God, and die أي ألعن الرب ومت فهل الكلمة الأصلية هي ألعن ام بارك ؟؟؟
أما بخصوص كلمة التوراة التي توردها كثيرا بغير علم بمعناها فدعني اوضح لك بماذا يؤمن اليهود حقيقة وما هي اسماء كتابهم الذي تكتب فيه مقالا بغير علم.
أولا كتب اليهود والتي تسمي بالعهد القديم والتي يؤمنون بها ليس التوراة فقط وأليكم التفصيل
العهد القديم ينقسم إلى قسمين :
1- التوراة : وفيه خمسة أسفار : التكوين أو الخلق ، الخروج ،اللاوين ، الأخبار ، العدد ، التثنية ،ويطلق عليه اسم أسفار موسى .
2- أسفار الأنبياء : وهي نوعان :
ا) أسفار الأنبياء المتقدمين : يشوع ، يوشع بن نون ، قضاة ، صموئيل الأول ، صموئيل الثاني ،الملوك الأول ، الملوك الثاني .
ب) أسفار الأنبياء المتأخرين : أشعيا ، إرميا ، حزقيال ، هوشع ، يوئيل ، عاموس ،عوبديا ، يونان ، يونس ، ميخا ، ناحوم ، حبقوق ، صفنيا ، حجى ، زكريا ، ملاخي .
- وهناك الكتابات وهي :
1- الكتابات العظيمة : المزامير ، الزبور ، الأمثال ، أمثال سليمان ، أيوب .
2- المجلات الخمس : نشيد الإنشاد ، راعوت ، المرائي ، مرائي إرميا ، الجامعة ، أستير .
3- الكتب : دانيال ، عزرا ، نحميا ، أخبار الأيام الأول ، أخبار الأيام الثاني .
وهذه الأسفار السابقة الذكر معترف بها لدى اليهود ، وكذلك لدى البروتستانت أما الكنيسة الكاثوليكية : فتضيف سبعة أخرى هي : طوبيا ، يهوديت الحكمة ، يسوع بن سيراخ ، باروخ ، المكابيين الأول ،المكابيين الثاني . كما تجعل أسفار الملوك أربعة وأولها وثانيها بدلاً من سفر صموئيل الأول والثاني .
استير ويهوديت : كل منهما أسطورة تحكي قصة امرأة تحت حاكم من غير بني إسرائيل حيث تستخدم جمالها وفتنتها في سبيل رفع الظلم عن اليهود ، فضلاً عن تقديم خدمات لهم .
أي أن التوراة هي فقط الأسفار الخمس الأولي فقط بحسب إيمان اليهود أنفسهم فإذا فرضنا جدلا صحة كلامك فماذا عن باقي كتابهم هل نؤمن بتحريفه أم أن الأمر يحتاج إلي مقالة أخري.
وحتي الأسفار الخمسة الأولي الملقبة بالتوارة تشهد بنفسها علي تحريفها فنقرأ مثلا في الأصحاح الرابع والثلاثون :
34: 5 فمات هناك موسى عبد الرب في ارض مواب حسب قول الرب
34: 6 و دفنه في الجواء في ارض مواب مقابل بيت فغور و لم يعرف انسان قبره الى هذا اليوم
أي أن موسي عليه السلام توفي حسب زعمهم قبل أن تكتمل التوراة نفسها ولا حظوا عبارة ( و لم يعرف انسان قبره الى هذا اليوم ) والتي تعني أن من ألف هذا الكلام المحرف كتبه بعد وفاة موسي المزعومة في الروايه بفترة فكلمة إلي يومنا هذا تعني بعد الفترة الزمنية بين وفاة موسي عليه السلام وكتابة هذه العبارة وهو كفيل بأثبات تحريف التوراة وأن من كتبها ليس موسي ناهيك عن خطاب الرب لموسي في كتابهم إذ أننا نجد ان الحديث علي لسان شخص ثالث فنجد الحوار الذي يدور بين موسي والرب بالشكل التالي
4: 10 فقال موسى للرب استمع ايها السيد لست انا صاحب كلام منذ امس و لا اول من امس و لا من حين كلمت عبدك بل انا ثقيل الفم و اللسان
4: 11 فقال له الرب من صنع للانسان فما او من يصنع اخرس او اصم او بصيرا او اعمى اما هو انا الرب
أي قال الرب لموسي وقال موسي للرب وهو ما يتنافي أن يكون موسي هو من كتب هذا أساسا
وأضف إلي تلك الكتب كتاب التلمود والذي يعتبره اليهود أعظم قيمة من كتبهم المنزله من عند الله (قاتلهم الله أنى يؤفكون) وهو موسوعة عظيمة الحجم بلا قيمة في السفهات والترهات والأفتراءات والتفكير المعوج وسأنقل لك مقتطفات يسيرة منه لتحكم بنفسك :
• يقولون قاتلهم الله :
[ إن الله إذا حلف يميناً غير قانونية احتاج إلى من يحله من يمينه،وقد سمع أحد الإسرائيليين الله تعالى يقول:من يحلني من اليمين التي أقسم بها؟ ولما عَلمَ باقي الحاخامات أنه لم يحله منها اعتبره حماراً (أي الإسرائيلي) لأنه لم يحل الله من اليمين، ولذلك نصبوا مَلكاً بين السماء والأرض اسمه(مى)، لتحل الله من أيمانه ونذوره عند اللزوم ] .
• و يقولون قاتلهم الله :
[ إن الله يستشير الحاخامات على الأرض عندما توجد مسألة عويصة لا يمكن حلها في السماء]
• و يقولون قاتلهم الله :
[ إن تعاليم الحاخامات لا يمكن نقضها ولا تغيرها حتى بأمر الله ]
• و يقولون قاتلهم الله :
[ أن إلاههم يهوى يغفر لهم في عيد الغفران (الكيبور) كل سيئاتهم نحو الآخرين الأمميين ومقدم مغفور العام القادم، بل هو عمل مبرر إلا أن يكون الإجرام في حق يهودي ولذا من يقتل يهودياً كمن قتل الناس جميعاً ]
سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا
وهذا أيضا علي سبيل المثال لا الحصر وناقل الكفر ليس بكافر أما ناصر الكفي فأنه .....
أما قولك المتفرد في النقطة الثالثة والذي اعتبره دعارة بالكلمات .
3 ـ والتوراة مرجع ديني من مراجعنا نحن المسلمين..
فلا أدري من اين جئت بهذا أو كيف سولت لك نفسك النطق به سيدي الموقع أدناه الرسول عليه الصلاة والسلام يقول في الحديث الذي أوردته سلفا :
(لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به والذي نفسي بيده لو أن موسى صلى الله عليه وسلم كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني)
سبحان الله الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام يقول أنه لو كان موسي حيا لأتبعه وأنت تقول أنه مرجع لنا
منذ متي كان الكفر مرجع المؤمنين اما بخصوص برهانك الذي لا يبرهن علي صحة كلامك ولكن علي شدة ولائك للكفار والذي أستشهدت فيه بسورة
( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ) [الشورى : 13] .
فأعلم يا هذا إن الله سبحانه وتعالي يقول :
( إن الدين عند الله الإسلام) [آل عمران : 19]
والإسلام تعني الانقياد لله وحده بالطاعة والاستسلام له بالعبودية, واتباع الرسل فيما بعثهم الله به في كل حين حتى خُتموا بمحمد صلى الله عليه وسلم, الذي لا يقبل الله مِن أحد بعد بعثته دينًا سوى الإسلام الذي أُرسل به . وليس ما تدعيه قائلا :
( ان شرع من قبلنا هو شرع لنا: ما لم ينسخه شرع تنزل على نبينا، وما لم يكن قد حرف وبدل تبديلا: انطمس به جوهر الحق ووجهه ) .
وهو ما لم يأتي به الأولون ولا ندري من اين فبركته
أما بخصوص أستشهادك بسورة [الأنعام : 90] :
(أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده )
وشرحك لها وتفسيرك الذي لا وجود له خارج عقلك ( إن وجد ) بأننا مأمورين بأتباع شرائع من قبلنا فهو كذب بواح وتخرصات المتعالمين وسأحيلك للتفسير الميسر لتعلم معني الآيه بقول التفسير الميسر في تفسير الآية :
[ أولئك الأنبياء المذكورون هم الذين وفقهم الله تعالى لدينه الحق, فاتبع هداهم -أيها الرسول- واسلك سبيلهم. قل للمشركين: لا أطلب منكم على تبليغ الإسلام عوضًا من الدنيا, إنْ أجري إلا على الله, وما الإسلام إلا دعوة جميع الناس إلى الطريق المستقيم وتذكير لكم ولكل مَن كان مثلكم, ممن هو مقيم على باطل, لعلكم تتذكرون به ما ينفعكم ].
ونزيدك تفصيلا أي أن الله سبحانه وتعالي يأمر الرسول أن يسلك طريق الأنبياء الذين ذكرهم في الآية ويكون فيما كانوا فيه من التوحيد والصبر . وليس ان يقتدي بشريعتهم . وسأورد لك دليل ما كنت لأقوله لمن عند عقل مادمت تقول بالحرف :
(أي اقتد بهدى هؤلاء الأنبياء والمرسلين: إبراهيم واسحاق ويعقوب ونوح وداود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا. )
وتقصد بهذا أن نتبع شريعتهم فهل تتفضل بأن تأتي لنا بشرائع هؤلاء الأنبياء وكتبهم حتي نتبعها وأقصد عليه السلام جميعا السابق ذكرهم وهم : ( إبراهيم واسحاق ويعقوب ونوح وداود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا ) .
ولن تجد طبعا سوي شريعة موسي او بمعني أدق الشريعة المنسوبة لموسي وللنظر ماذا تقول هذه الشريعة لنري هل ستعمل بها أم لا .
يقول رب اليهود في شريعته :
[ كل انسان سب اباه او امه فانه يقتل قد سب اباه او امه دمه عليه ] (اللاويين 20: 9 )
هل تقبل أن يقتل من سب أباه أو امه ؟؟
و الابرص الذي فيه الضربة تكون ثيابه مشقوقة و راسه يكون مكشوفا و يغطي شاربيه و ينادي نجس نجس (اللاويين 13: 45)
هل هذا هو تشريع الله لمرضي البرص وهل تقبل به ؟؟
وأخير نأتي إلي الفقرة الدرامية في المقالة حيث يقول الموقع أدناه :
كيف نعرف الصحيح من المحرف؟.. المقياس ليس أهواء طوائف من اليهود والمسلمين، بل المقياس هو: القرآن الذي جاء مصدقا للتوراة.
يبدو أن الموقع أدنا لم يقبل عقله الباطل أقصد الباطن ما أملي علي في المقال فأعاد الأمر للقرآن الكريم في النهاية وهي النهاية الطبيعية لمثل هذا الفيلم ومادام الموقع أدناه يقر بهذا وهو ما حاولنا توضيحه منذ البداية فما حاجتنا أصلا لوجود التوراة مادام الأعتماد الكلي علي القرآن سبحان الله له في خلقه شئون .
وختاما أقول إنا لله وإنا إليه راجعون
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وسلاما علي من أتبع اله؟؟؟هاهاها؟؟؟هل قالت اليهود عزير بن الله - أبن الفاروق المصرى


وردت الشبهة في عدة مواقع نصرانية يتحدي فيها النصاري المسلمون بأن يأتوا من كتب اليهود بما يؤيد قوله تعالي في كتابه الكريم :
( وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ([التوبة : 30].

بمعني أدق يطلب النصاري من المسلمون بأن يأتوا بدليل علي قول اليهود أو إدعاء اليهود بأن عزير أبن الله من كتب اليهود المعتمدة لديهم .
وبالطبع أي قارئ لأسفار (العهد القديم) لن يجد أي إشارة تفيد هذا .
وللرد علي هذا نجيب بفضل الله في النقاط التالية :

أولا :
بمراجعة الآية الكريمة نجد أن الله سبحانه وتعالي يقول :
( ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ ([التوبة : 30].
أي وببساطة لم يقول الله عز وجل أنها في كتبهم ولكنه يقول إن هذا زعمهم بأفواههم أي لم تخرج عن إطار الزعم الشفوي , فلم يقل عز وجل مثلا [ وقالت اليهود عزير بن الله الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة ] ولكنه قال :
( وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ ([التوبة : 30].
وهذا بحد ذاته يجيب علي تساؤلات النصاري حول هذه النقطة .
ولا ننسي أن نذكر دقة اللفظ القرآني هنا ) ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ ([التوبة : 30]. والكلام هنا يعود علي النصاري واليهود في زعم بنوة عزير والمسيح لله فإن كان لا يوجد بكتب اليهود ما يقول ببنوة عزير لله فأيضا لن يجد القاري لكتب النصاري ما يؤيد زعمهم بأن المسيح أبن الله بل أن هناك ما يثبت عبودية المسيح عليه السلام لله إذ يقول يوحنا في الإنجيل المنسوب إليه :
[ 17: 3 و هذه هي الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك و يسوع المسيح الذي ارسلته ]
حيث نجد بكل وضوح أقرار المسيح بأن الله هو الإله الحقيقي وحده وأن يسوع ما هو إلا رسول خلت من قبله الرسل . بل أن المسيح نفسه لم يدعي هذا يخبرنا كاتب إنجيل لوقا :
22: 70 فقال الجميع افانت ابن الله فقال لهم انتم تقولون اني انا هو
لم يقل المسيح نعم أنا أبن الله ولكنه قال لهم أنتم الذين تقولون. وكاتب إنجيل يوحنا يقول :
( قال لهم يسوع : لو كنتم أولاد إبراهيم لكنتم تعملون أعمال إبراهيم ، ولكنكم تطلبون أن تقتلوني ، وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله).
يقول هنا المسيح بكل وضوح أنه إنسان يبلغهم الحق من ربه وربهم .
أما لفظة أبن الله فهي لفظة مجازية وليست حقيقة ولم يدعي بها المسيح وحده بل هناك أكثر من شخص أخر دعي بنفس اللقب أبن الله وهذا نجدهسفر الأيام الأول العدد 17 : 11-14 حيث يقول الربي لداوود :
[ ويكون متى كملت أيامك .. أني أقيم بعدك نسلك .. أنا أكون له أباً وهو يكون لي ابناً ] .
وهذا علي سبيل المثال لا الحصر لأثبات أن كلا من اليهود والنصاري إنما يقولون هذا بأفوههم ولم تقله كتبهم

ولكننا لن نتوقف عند هذا الحد بأمر الله بل سوف ننتقل لنقاط أخري تبطل هذا الزعم .

ثانيا :
لا يوجد أي وجه لللإستغراب في إدعاء اليهود بأن عزير أبن الله فمن قتل الأنبياء مثل زكريا ويوحنا علي سبيل المثال ومن عبد العجل الذهبي ورمال البحر المنشق بأمر الله وأمام اعينهم لا زالت عالقة بقدمة لا يستغرب منه أن يدعي للرحمن ولدا بل ونقول للنصاري هل يصعب تصديق هذا علي من قتل ربكم بحسب زعمكم .

ثالثا :
يجهل النصاري أن في علوم القرآن ما يعرف بأسباب النزول وأسباب نزول هذه الآيه وحده كفيل بدحض الشبهة ففي كتاب الروض الأنف نجد الرواية التالية لأسباب نزول هذه الآيه الكريمة :
[ قال ابن إسحاق : وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم سلام بن مشكم ، ونعمان بن أوفى أبو أنس ومحمود بن دحية وشأس بن قيس ، ومالك بن الصيف ، فقالوا له كيف نتبعك وقد تركت قبلتنا ، وأنت لا تزعم أن عزيرا ابن الله ؟ فأنزل الله عز وجل في ذلك من قولهم ) وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ([التوبة : 30]. ]
وهذه الآية لا تتحدث عن اليهود بصفة عامة بل عن يهود المدينة فقط فقد كانوا هم من انتشر فيهم هذا القول الفاسد بنسب عزير لله كما أن زعم انصاري بأن المسيح أبن الله لا محل له عند العديد من الطوائف الأخري إذ يخطئ من يتصور أن كل المسيحيين تقول ببنوة المسيح لله فعلي سبيل المثال في العصر الحديث هناك شهود يهوه ينكروا بنوة المسيح لله وألوهيته المزعومه وقديما بقدم الأرثوذكسية والكاثوليكة يوجد الناسطرة نسبة إلي نسطور الذي يري يرى (أن اتحاد اللاهوت بعيسى الإنسان ليس اتحاداً حقيقياً، بل ساعده فقط، وفسر الحلول الإلهي بعيسى على المجاز أي حلول الأخلاق والتأييد والنصرة. وقال في إحدى خطبه:
"كيف أسجد لطفل ابن ثلاثة أشهر؟" وقال: "كيف يكون لله أم؟ إنما يولد من الجسد ليس إلا جسداً، وما يولد من الروح فهو روح. إن الخليقة لم تلد الخالق، بل ولدت إنساناً هو إله اللاهوت".) .
ويقول عنه المؤرخ ساويرس ابن المقفع في كتابه "تاريخ البطاركة": " إن نسطور كان شديد الإصرار على تجريد المسيح من الألوهية إذ قال: إن المسيح إنسان فقط. إنه نبي لا غير".
وهذا لا يعطي أي مصداقية لصاحب السؤال لأنه لا يوجد عقيدة واحدة لدي كل يهود العالم كما لا توجد عقيدة نصرانية واحدة لدي كل نصاري العالم فكل أتخذ إلهه هواه أو حمل النصوص مالا تحتمل من أجل أثبات ما يوافق هواه .
أما قوله تعالي في نهاية الآية :
( ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ ([التوبة : 30].
فيشير الله سبحانه وتعالي أن اليهو والنصاري إنما يفترون علي الله الكذب ويقولون بأفوههم أكاذيب ما أنزل الله بها من سلطان مثلهم مثل من سبقوهم إلي الكفر كالبوذيين القائلين بأن بوذا هو أبن الله أو من قالوا بأن كريسنا أبن الله من العذراء ديفاكي .
وأختتم الرد بقوله تعالي :
(قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغني له ما في السماوات وما في الأرض إن عندكم من سلطان بهذا أتقولون على الله ما لا تعلمون ( [يونس : 68]================

غير معرف يقول...

((((صورة النصرانى فى الدراما المصرية .

بقلم / محمود القاعود)))))))))))==============

النصرانى ملاك لا يُخطئ مُنزّه عن الهوى !

المسلم ابن ستين كلب يقترف جميع الموبقات الموجودة على وجه الكرة الأرضية !

با ختصار شديد تلك هى الصورة لكل من النصرانى والمسلم فى الدراما المصرية .. هذه هى الصورة التى تروجها السينما المصرية ومعها التلفزيون المصرى .

أتحدى كائناً من كان أن يذكر اسم فيلم يُخرج النصارى بصورة واقعية - باستثناء فيلم " بحب السيما " بطولة " محمود حميدة " و " ليلى علوى " إنتاج 2003م ؟

جميع الأفلام والمسلسلات يظهر فيها النصارى على أنهم آلهة وأنصاف آلهة لا يُخطئون ولا يعرفون المزاح ولا يتحدثون بالفحش من الأقوال ولا يكذبون ولا يدلسون ولا يقترفون الزنا أو اللواط أو السحاق ، لا يشربون الخمر أو الأفيون أو يتعاطون المخدرات .. لا تجد قس يزنى لا تجد نصرانى يرتشى ، لا تجد نصرانى يسمح بالغش .. لا تجد نصرانى غليظ القلب ، لا تجد نصرانية تعمل عاهرة أو راقصة ، لا تجد راهبة تنحرف ..لا تجد نصرانية تحمل سفاحاً من جارها أو من قُمّص فى كنيسة .. لا تجد زنا محارم بين النصارى .. لا تجد طبيب نصرانى معدوم الضمير .. لا تجد نصرانى يحتال أو يتحايل .. لا تجد نصرانى يُخرّب أو يدمّر .. لا تجد نصرانى يخون بلده .. لاتجد نصرانى يحقد ويبغض .. لاتجد نصرانى يسهر فى الكباريهات أو يجلس فى المواخير .. لا تجد أنبا أو قُمّص يستغفل رعاياه ويفعل بهم الأفاعيل .. لا تجد أنبا أو قمّص يمارس الزنا فى الكنيسة أو العادة السرية .. لا تجد أنبا أو قمّص يغتصب فتاة ويهددها بسلطته الروحية حتى لا تشكو ...
النصارى فى الدراما المصرية ملائكة وأهونهم شأناً هو رسول معصوم لا يجوز له الخطأ أو الضعف .

حوّل وجهك إلى المسلم ستراه :

الإرهابى .. المتطرف .. القاتل .. سافك الدماء .. الزانى .. الشاذ جنسياً .. يُرافق الأطفال الصغار .. المسلمات خائنات ويُقمن علاقات غير شرعية ويحملن سفاحاً .. إمام المسجد " نسوانجى " ويُمارس العادة السرية ويُجالس الحشّاشين – يُراجع الفيلم القمئ " لى لى " بطولة الممثل " عمرو واكد " - الشاب الملتزم مصاب بالفصام يحمل شخصيتين ، واحدة بلحية تحرص على الصلاة فى أوقاتها بما فيها صلاة الفجر ، والثانية تذهب لبيوت الدعارة وتنحنى تُقبل وتلحس أقدام العاهرات والراقصات – يُراجع الفيلم السخيف " دم الغزال " بطولة " نور الشريف " و " يسرا " و " منى زكى " – المسلم عديم الأخلاق ووحش كاسر ومعدوم الضمير لا شرف له أو أخلاق لديه .

المحجبات والمنتقبات عاهرات مستترات يقترفن جميع الفواحش ويدعين العفة والطهارة والشرف .. المسلم الملتحى إما يسرق من البنوك أو ينصب على الناس أو يأكل أموال الناس بالباطل أو يتلصص على حمامات النساء أو يندس فى سوق للحريم ليجلب شهوته من خلال الاحتكاك بهن ...

هذه هى الصورة المعهودة للمسلم فى الدراما المصرية ، وقد أسلفنا صورة النصرانى ، ويبدو مدى التخبط والإرهاب الفكرى الذى يُمارسه صناع الدراما فى مصر من أجل الحفاظ على ملائكية النصارى والحط من المسلمين بأى وسيلة كانت ، مما يجزم بأن هناك أيدى خفية وراء هذا الموضوع ...

معروف أن الدراما المصرية هى أقوى دراما فى العالم العربه كله – دعك من الأقوال التافهة التى تخرج من أجل مسلسل سورى أو آخر أردنى أو ثالث لبنانى – ومعروف أن الدراما المصرية أثرت فى قطاعات عديدة فى العالم العربى وكان لها دور فى تشكيل أفكار الناس ، وذلك من خلال أحداث الأفلام التى تلمس أوتاراً حساسة لدى الناس ...

ولعل ما أعطى الدراما المصرية تلك المكانة - التى لم تتزعزع بالجن الأزرق ! – سهولة اللكنة المصرية التى يفهمها جميع العرب ، وحضور الممثلين المصريين وإجادتهم للأدوار التى يُقدمونها ....

من هنا كان لابد للقوى التى لا تريد الخير للإسلام ، أن تسعى لتشويه الإسلام من خلال الدراما المصرية ، لعلمها بقوة وحجم ومدى تأثيرها على قطاعات عريضة من العالم العربى . فتوعز لعملائها من الممثلين الساقطين أن يُجسدوا أدوارا تهين الإسلام وأهله ، وتُكرم النصرانية وأهلها .

ولم تجد تلك القوى أفضل من " عادل إمام " الذى استطاع أن يدخل بيوت الناس من خلال الابتسامة التى يرسمها على شفاه المشاهدين ، وكان عادل إمام ذلك الجندى الوفى المخلص لتلك القوى ، فأدى أقذر أدواره على الإطلاق – هذا غير أدواره المبتذلة التى تنضح بالعهر والفجور – فقام بتصوير عدة أفلام ومسرحيات كلها تُهين الإسلام وتزدريه وتُصوّره فى صورة قبيحة منفرة .

فى مسرحيته القبيحة " الواد سيد الشغال " سخر عادل إمام من " المأذون " – الذى يرتدى الزى الأزهرى - بطريقة مبتذلة وفجّة ، ثم أعقبها السخرية من الإسلام بطريقة أكثر ابتذالاً ووقاحة وسفالة .. هل يقدر عادل إمام أن يسخر من قُمّص أو أنبا بتلك الطريقة ، ثم يتهكم على التعاليم النصرانية ؟؟ أم الإسلام هو الجدار المائل لكل ساقط وزانى ؟؟

فيلم " الإرهابى " للكاتب النصرانى " لينين الرملى " ، أظهر فيه عادل إمام أن المسلم إرهابى وقاتل ويُشوّه وجوه الناس بماء النار ويحلم بالجميلات وينظر للسافرات باشتهاء ويسخر من شيوخ الإسلام ويسخر من النار والعقاب ، ولا يرد الجميل ويحاول اغتصاب بنت الرجل الذى آواه ، ثم المصيبة أنه يذهب لبيت النصرانى - الذى جسده الراحل " مصطفى متولى " – ليهرب عنده ويحميه ، ويا للرحمة والشفقة ، فبعد أن تهدأ الأمور وينصرف البوليس الذى كان يطارد عادل إمام يشعر بألم فى كليته ، فما كان من النصرانى البر الرحيم المرهف إلا أن جاء بحقنة ليُعالج عادل إمام !! أى أن النصرانى تستر على إرهابى – ألا يقولون الله محبة ؟! – ثم قام بمعالجته ، ولو كان يمتلك النقود لأمر بعلاجه فى باريس !!

أرأيتم كيف تم تصوير المسلم وفى الجانب الآخر كيف تم تصوير النصرانى ؟؟

" طيور الظلام " للغلام العلمانى المتطرف " وحيد حامد " ، أظهر فيه عادل إمام أن المسلم الملتزم " رياض الخولى " مجرد نصّاب ومحتال ويقوم بعمليات إرهابية ، وكعادته السخيفة السمجة المقرفة لابد لعادل إمام أن يستخف بعقول المشاهدين ، فيدخل فرح أحد الإخوان ، ويدعو فى الحفل " اللهم شتت شملكم وفرّق جمعكم " فيردون عليه : آمين .. هل يقدر عادل إمام على السخرية من مجموعة قساوسة أو يهزأ بهم مثلما فعل فى " طيور الظلام " ؟؟ أم أن الإسلام هو الجدار المائل ؟؟

" الإرهاب والكباب " للغلام العلمانى المتطرف " وحيد حامد " يلعب على نفس الوتر ويصور المسلم بصورة قبيحة ومبتذلة وأنه يلهث خلف عاهرة – جسدت دورها يسرا - وينظر بشبق إليها ، وأن المسلم يُعطل مصالح الناس ويُصلى فى أماكن العمل مما عطّل مصالح مصر وما حولها !!

ومثلما فعل عادل إمام ، سار على نهجه عدة مهرّجين أفّاقين همهم الأول والأخير أن المسلم أقذر إنسان فى الوجود ويجب حرقه ، وغسل العين بعد النظر إليه ثلاث مرات !!

وحده الإسلام هو الذى يزدريه السفلة الأنجاس الزناة الذين يتقلبون فى فُرش العاهرات تحت دعوى أنهم يؤدون أدوارا معينة .

وحده الإسلام الذى يُهان ..

وحده الإسلام الذى يُهان ويُجرح ولا معترض أو مستنكر ..

الإسلام هو سبب الأرق لهم .. الإسلام هو سبب الجحيم الذى يحيون فيه ..

الإسلام مكروه ولابد من تشويه والسخرية منه وإعلان الحرب عليه ..

فمثلما أعلن الإسلام الحرب عليهم لابد لهم أن يُحاربوه ...

مثلما توعد الزناة والشواذ وعباد الصليب .. حاولوا تشويهه والتشنيع عليه وعلى أهله .

وبعد ذلك يزعمون أن هناك اضطهاداً ومعاناه وآه ولأ والحقونا يا ناس .. بالروح بالدم نفديك يا بوش .. بالروح بالدم نفديك يا شارون ..

لقد شاهد الملايين المأذون بزيه الأزهرى فى أفلام عديدة وهو يظهر بطريقة مزرية ، فتارة يقود دراجة ، وأخرى موتوسيكل ، وثالثة تسقط عمامته على الأرض ، ورابعة ...
شاهد الملايين الشيخ الأزهرى وهو يزنى ، وهو يلتهم الأكل بشراهة وبشاعة ...
شاهد الملايين المسلم وهو يقتل ويغتصب ويسفك الدماء ويمارس اللواط ويخون العهد ويخلف الوعد وينصب ويحتال ويرتشى ويعيش بشخصيتين ...
قد يقول قائل هناك شخصيات كهذه فى الواقع !

وأقول : جميل جداً جداً جداً ، ولنا أن نسأل :

متى نرى القسيس أو القُمّص الذى يغتصب الراهبات فى الكنائس ؟؟
متى نرى القسيس أو القمُمّص الذى يتعاطى المخدرات ويمارس العادة السرية ويحقن نفسه بالماكس ؟

متى نرى القسيس أو القُمّص الذى يمارس اللواط أو يغتصب الفتيات ؟؟
متى نرى القسيس أو القُمّص الذى يختلى بالفتاة قبل مراسم الزواج ليفض بكارتها وتحل عليها البركة ؟؟

متى نرى القسيس أو القُمص الذى يتلصص على النساء وينظر عليهن وهن فى الحمامات ؟؟
متى نرى القسيس أو القُمّص الذى لا يبرح بيوت الدعارة والحانات والبارات ؟؟

متى نرى القسيس أو القُمّص يُضرب على قفاه ؟؟

متى نرى القسيس أو القمص الانتهازى الجشع البشع الذى لاهم له إلا النساء والأكل بشراهة ؟؟

متى ترى القسيس أو القُمّص الذى يقود الدراجة أو الموتوسيكل وتقع عمامته السوداء على الأرض ؟؟

متى نرى النصرانى الذى زنى بأمه أو أخته ؟؟

متى نرى النصرانى الإرهابى القاتل الذى يشوه الناس ؟؟
متى نرى النصرانى الذى يخون القُمص مع زوجته ؟؟

متى نرى النصرانى الذى تخونه زوجته مع القُمّص ؟؟

متى نرى النصرانى المجرم الانتهازى النصاب الغشاش المدلس ؟؟

متى نرى السيدات النصرانيات وهن يمارسن السحاق ؟؟

متى نرى السخرية من التعاليم النصرانية ؟؟؟

متى نرى شابا نصرانياً يرفض ديانته ودعوتها فى عبادة الخروف رب الأرباب وملك الملوك ؟؟

.......... ,..............................

فطالما أن الذين يُشوهون الإسلام يتحدثون عن الواقع ، فلماذا الواقع الإسلامى ( رغم كذبهم فى تصويرهم للمسلم بهذه الصورة المبتذلة ) وحده دون الواقع النصرانى ؟!

وألا يعد عدم تصوير حياة النصارى فى الأفلام السينمائية ضد المواطنة ؟!

فالجميع سواسية .. واقع إسلامى بواقع نصرانى ..... وإذا لم يخرج النصرانى عن صورة الملاك التى تصورها الدراما المصرية ، فليكف هؤلاء الزناة السفلة عن العبث بالإسلام وتشويهه والافتراء على أهله .

ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين





Hos:1:2أول ما كلّم الرب هوشع قال الرب لهوشع اذهب خذ لنفسك امرأة زنى وأولاد زنى لان الارض قد زنت زنى تاركة الرب. (SVD)

Hos:1:3: 3 فذهب واخذ جومر بنت دبلايم فحبلت وولدت له ابنا. (SVD)

Hos:1:4: 4 فقال له الرب ادع اسمه يزرعيل لأنني بعد قليل اعاقب بيت ياهو على دم يزرعيل وأبيد مملكة بيت اسرائيل. (SVD)

Hos:2:1: 1. قولوا لأخواتكم عمّي ولاخوتكم رحامة. (SVD)

Hos:2:2: 2 حاكموا امكم حاكموا لأنها ليست امرأتي وأنا لست رجلها لكي تعزل زناها عن وجهها وفسقها من بين ثدييها (SVD)

Hos:2:3: 3 لئلا اجرّدها عريانة وأوقفها كيوم ولادتها واجعلها كقفر وأصيرها كأرض يابسة وأميتها بالعطش. (SVD)

Hos:2:4: 4 ولا ارحم اولادها لأنهم اولاد زنى؟؟؟؟؟؟؟؟=====((((زكريا بطرس أكبر داعية إسلامى فى القرن الواحد والعشرين!

بقلم / محمود القاعود))))))=============

الجميع يعلم أن زكريا بطرس قمص الكنيسة الأرثوذكسية المصرية ، لا شئ يشغله سوى سب الإسلام والطعن فى القرآن الكريم والتشنيع على الرسول الكريم محمداً صلى الله عليه وسلم ، وقد أفنى القمص زكريا ثلاثة أرباع عمره فى الطعن فى الإسلام وقيمه وثوابته ، بل وقام القمص بعمل كلمات هزلية ليتحدى بها آيات القرآن الكريم ، كما فعل مسيلمة الكذاب ، والقاديانى الكذاب ، وأنيس شاروش الكذاب صاحب ما يُسمى " الفرقان الحق " وبعض الكذبة من نصارى مصر الذين كتبوا كلمات داعرة أطلقوا عليها " قرآن رابسو " ، وأخيراً ...

وبالطبع لم يكن القمص زكريا بطرس ليفوت ما أتاحته وسائل الإعلام الحديثة من اتصال وانتشار مع الجماهير، كما استغل فرصة العداء الرهيب للإسلام بعد أحداث 11 سبتمر 2001م ، فقام بالتحالف مع المنصّرة الفرنسية " جويش ماير " وهى بروتستانتينية – أى على خلاف مذهب القمص الأرثوذكسى – وشارك معها فى فضائية تُدعى " الحياة " وتُبث عبر القمر الاصطناعى الأوروبى " هوت بيرد " ، ومن خلال هذه القناة تمكن القمص من طرح العديد من الأكاذيب حول الإسلام العظيم ، فى محاولة منه لتثبيت النصارى على إيمانهم ، وتنفيرهم من الإسلام ، ولتشكيك المسلمين فى عقيدتهم وجعلهم حيارى يتخبطون ما بين كلام القمص المكذوب وبين إسلامهم ..

لم يعلم القمص أنه بهذا الهجوم العاتى على الإسلام قد سمح للإسلام أن ينتشر بين النصارى ، وأن يدخل لعقر دارهم ؛ فالقمص يعتقد أنه يُثبت إيمان النصارى من خلال تهجمه ، لكن المصيبة أنه أثار شكوكهم وحيرتهم .. فإن كان هذا القمص صادقاً لماذا لا يستضيف أى شيخ مسلم لعمل حوار معه مباشرة ، بدلاً من التحدث من طرف واحد ؟؟

هل رأينا الشيخ " أحمد ديدات " – رحمه الله يتحدث عن النصرانية بمفرده ؟؟ أم أنه كان يتحدث ، وبجواره أساطين التنصير الدوليين ؟؟؟

كما أن أسلوب القمص البذئ ، جعل من يبحثون عن الحق يعرفون أن القمص ماهو إلا ببغاء يُردد دون أن يعى ما يقول ، بل يا ليته يُردد فقط بصدق وأمانة ، لكنه يكذب ويفترى ؛ فحينما يستشهد القمص بدليل يؤيد أقواله العابثة نجده يستشهد بما يُسمى " دائرة المعارف الإسلامية " الموسوعة التى كتبها النصارى بغرض تشويه الإسلام !! فهل هذه أمانة فى عرض الأمور ؟!

ويستشهد أيضاً ببعض الكتاب الذين لا يمثّلون الإسلام لا من قريب ولا من بعيد وهذا الكلام يعرفه النصارى جيداً ؛ فنرى القمص يستشهد ب " سيد القمنى " ويصفه بالمفكر الإسلامى المستنير !! ، وب " خليل عبدالكريم " – الشيوعى الهالك – ويصفه بالشيخ خليل عبدالكريم ، وأنه من علماء الأزهر !!!!

وبالطبع فهذا العبث يفضح القمص أمام مشاهديه .

ويتمتع القمص بقدرة فائقة على الكذب والتدليس ، فعندما يُريد أن يدعم موقفه فى افتراءاته الرخيصة بحق الإسلام نجده لا يجد أى حرج فى الافتراء على علماء الإسلام وينسب إليهم أقوالاً لم يقولوها ، على اعتبار أن المشاهد يُريد تلقى المعلومة ولن يبحث أو يهتم ، ولكن يأبى الله إلا أن يفضح القمص أمام مؤيديه ومناصريه ، ويعلم الجميع أنه كذاب ..

كلام القمص المكذوب ، جعل العديد من عقلاء النصارى يتفكرون فى الأمر ، ويتدبرون فى مغزى هذا الهجوم ودوافعه والحكمة منه ..

وبدلاً من أن يُثبّت القمص إيمان النصارى جعلهم أكثر حيرة وريبة فى أمرهم ..

تحدث القمص عن " رضاع الكبير " وهو حديث منسوب للرسول – صلى الله عليه وسلم – فى محاولة منه للتغطية على رضاع الكبير وجماع الكبير وثدى الكبير وبطن الكبير وسرة الكبير الوارد فيما يُسمى الكتاب المقدس ..

لتتأملوا معى فى سفر نشيد الأنشاد :

" ليُقبلنى بقبلات فمه الحارة .. حبيبى لى بين ثديى يبيت . ها أنت جميل يا حبيبى وحلو وسريرنا أخضر .. شماله تحت رأسى ويمينه تعانقنى ....

فى الليل على فراشى . طلبت من تحبه نفسى . طلبته فما وجدته ..

شفتاك كسلكة من القرمز . وفمك حلو . ثدياك كخشفتى ظبية يرعيان بين السوسن .. تحت لسانك عسل ولبن .

قد خلعت ثوبى فكيف ألبسه .. حبيبى مد يده من الكوة فأنّت عليه أحشائى .. أحلفكن يا بنات أورشليم إن وجدتن حبيبى أن تخبرنه بأنى مريضة حباً .. حبيبى أبيض وأحمر .. شفتاه تقطران مراً مائعاً . بطنه عاج أبيض مغلف بالياقوت الأزرق . حلقه حلاوة كله مشتهيات .

ما أجمل رجليك بالنعلين يابنت الكريم .دوائر فخذيك مثل الحلى . سُرتك كأس مدورة لا يعوزها شراب ممزوج . بطنك صبرة حنطة مسيحة بالسوسن . ثدياك كخشفتى ظبية . ما أجملك وما أحلاك أيتها الحبيبة باللذات . قامتك هذه شبيهة بالعناقيد . قلت إنى أصعد إلى النخلة وأمسك بعذوقها . ويكون ثدياك كعناقيد الكرم . ورائحة أنفك كالتفاح وحنك كأجود الخمر . لحبيبتى السائغة المرقرقة السائحة على شفاه النائمين . لنا أخت صغيرة ليس لها ثديان . فماذا نصنع لأختنا فى يوم تخطب . أنا سور وثدياى كبرجين . حينئذ كنت فى عينه كواحدة سلامة "



هذا هو كلام الله بحسب معتقد القمص العجيب ، فبالله عليكم هل الله يوحى بمثل هذا الكلام ؟؟ إن هذا الكلام لا يُعتبر حالة استثنائية ، وإنما يُعبّر عن نهج عام ونمط حياة .. ومثلما سخروا من الحديث المنسوب للرسول صلى الله عليه وسلم ، وقالوا أن المرأة تُرضع السائق والسفرجى والبواب .. فإن نشيد الإنشاد يجعل المرأة تُرضع العربجى والفرارجى والجزار والمدرس الخصوصى ، وأن تعرض مؤخرتها التى هى مثل الحلى لأى إنسان .. وأن تستعرض ثدييها أمام الجميع ..

هذا هو الوحى الإلهى الفاضح الذى يُحاول القمص مداراته وإهالة التراب فوقه من أجل تثبيت النصارى على دينهم .. بل إن القمص لا يجرؤ أن يناقش أمور دينه ويتجاوزها إلى سب وشتم الإسلام دون أى وجه حق ..

ألم يكن الأولى بالقمص أن يُفسر لنا ما جاء بكتابه وخاصة سفر" حزقيال " هناك دغدغت ثدييهما . وهناك تزغزغت ترائب عذرتهما "

ومن المعروف أن مرحلة الدغدغة والزغزغة والشخلعة تكون قبل الجماع وأثنائه ، فهل هذا وحى من الله ؟؟ هل الله يوحى بالدغدغة والزغزغة ...

أعرفتم سبب هجوم القمص على الإسلام ؟؟ يُريد التمويه وبعد الأنظار عن كتابه .

يقول القمص أن كلمة النكاح كلمة " قبيحة " - وهى ليست كذلك إذ أنها تعنى عقد الزواج - ، ولم يوضح لنا رأيه فيما جاء فى حزقيال : " وعشقت معشوقيهم الذين لحمهم – أى أعضائهم الجنسية – كلحم الحمير ومنيهم كمنى الخيل " ( راجع حزقيال 23 : 5، 6، 11، 18 ، 19 ، 20 )

(( وكبرت وبلغت زينة الأزيان . نهد ثدياك ونبت شعر عانتك وقد كنت عُريانة وعارية )) ( حزقيال 16 : 7 ) .
(( في رأس كل طريق بنيت مرتفعتك ورجّست جمالك وفتحتِ رجليكِ لكل عابر وأكثرت زناك. وزنيت مع جيرانك بني مصر الغلاظ اللحم وزدت في زناك لاغاظتي )) ( حزقيال 16 : 25-26 ) .
وغيرها من عبارات الجنس الفاضحة التى لا تصدر إلا من عاهرات شبقات لا أن تصدر من الله رب العالمين والعياذ بالله .

وعلى هذا النهج يسير القمص بطول افتراءاته وعرضها ، ما من شئ يتهم به الإسلام أو يسبه به إلا ويريد فى المقابل إخفاء شيئ عن جماهير النصارى ، وضربنا المثل على ذلك .

ولكن الحق أقول : أن القمص له دور كبير فى نشر الإسلام وتعريف جمهور النصارى به ، بل وله الفضل بعد الله فى اهتداء العديد من النصارى للإسلام ..

القمص يقوم بجهد خارق لنشر الإسلام وإيصال دعوة الإسلام لأناس لم تصلهم الدعوة .. كما أنه يشيع روح التعاون بين المسلمين ، ليجعلهم أكثر تمسكاً فى مواجهة خطر التنصير ، ويجعل شباب الإسلام أكثر همة ، وأكثر علماً وبحثاً وحهداً..

وكما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " إن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر " فقد نصر الله الإسلام بالقمص زكريا بطرس ..

أسس زكريا بطرس العديد من الفضائيات التنصيرية التى تصل لقلب بيوت النصارى وتعرفهم أن القمص يستخدم المنهج القائل " أفضل وسيلة للدفاع الهجوم " كما تكشف لهم عجز القمص عن التحدث فى أمور عقيدته التى لا يجرؤ أن يتحدث فيها لعلمه المسبق بالسقوط الذريع ، والفشل المريع إن تحدث فيها .

كما قام القمص بتأسيس عشرات مواقع الإنترنت التى تسب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وتسخر منه وتستهزئ به وبقرآنه الكريم الذى نزل عليه من رب العالمين ، هذا بخلاف سبه الدائم للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فى مراحيض الحوار التى تُسمى " غرف البال توك " بالإنترنت .. وكل هذه الأفعال تجذب الناس للإسلام ، وتدفع العديد من النصارى للتحرى عن حقيقة هذا الدين العظيم الذى لا شغل للقمص إلا سبه ولعنه وافتراء الأكاذيب حوله .

وكما أعلم فإن زكريا بطرس مولع بالقرن الواحد والعشرين ، ودائماً ما يتهم المسلمون بأنهم لا يُفكرون بعقلية القرن الواحد والعشرين ، ولنتأمل فى قوله بموقع " الحوار المتمدن " والذى يكتب فيه باسم مستعار هو " إبراهيم القبطى " يقول القمص :

" نحن نواجه جيلا من مسلمي القرن الحادي و العشرين ، جيل يحيا ضحية خدعة طويلة استمرت قرون ، جيل ورث العقيدة من الاجداد دونما اختيار و يخشى أن يكتشف أن أولئك الآباء و الأجداد ماتوا على باطل ، جيل تربي ألا يناقش وألا يجادل و إلا خرج عن الملة والدين ، وصار كافرا مرتدا ، فتعلم الصمت و الخضوع . هذا الجيل لم يتعلم التفكير ، وظل يتنعم في كسل عقلي تحت حماية سيف التكفير الإسلامي ، فاكتفى أن يسمع هجوم مشايخ المسلمين على الأديان الأخرى في سعادة وثقة ، و الآن تصدمه الحقائق المرة " ( محاولة لتجميل قبيح الإسلام : الحوار المتمدن 8/6/2006م )

ونقول للقمص : كان الأولى بك فى القرن الحادى والعشرين أن تكتب باسمك الحقيقى ، لا أن تمتدح نفسك ، وتضفى شئ من القداسة على أكاذيبك وافتراءاتك باسم مستعار ، وأن تتحدث بجرأة عن خدعة صلب المسيح ، ووحى الله المزعوم الذى يتحدث فيه – وحاشاه – عن فتح رجلىّ المرأة وشعر عانتها و البطن والسرة والمؤخرة والسيقان ودغدغة الثدى وزغزغته ..

لقد ساهم زكريا بطرس فى نشر الإسلام ، وأزعم أنه أكبر داعية إسلامى فى القرن الواحد والعشرين ..

فشكراً جزيلاً جناب القمص ، وكما يقول قرآننا العظيم " وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم؟؟؟

غير معرف يقول...

((((((عباد الصليب؟؟؟افيقوا؟؟))))))))=====يؤمن " "المسيحيون" عُباد المسيح الأرثوذكس أن المسيح بن مريم هو الله .. نعم هو الله نفسه الذي تأنس و تجسد وأخذ صورة إنسان عبد .. فلقد خطط الرب الإله في نفسه و قرر

.. ووضع خطة ليخلص الإنسان من اللعنة التي ورثها من ابيه آدم نتيجة خطيئة آدم وأكله من الشجرة التي نهاه الرب عن الأكل منها. وكانت الخطة أن يكون الإله إنسانا يدخل في رحم إمرأة هي السيدة مريم .. لقد اختار الرب الإله مريم ابنة الكاهن ليدخل في رحمها .. الصبية ذات الاثني عشر ربيعا .. ولكن هناك مشكلة لأن الشريعة تقول إذا تدنست ابنة الكاهن بالزنا تحرق بالنار .. الحل موجود حتى لاتُقتل مريم .. فلتكن مريم مخطوبة لرجل يدعى يوسف النجار الذي تعطيه الأناجيل أنساب مختلفة تماما عن بعضها البعض فإنجيل لوقا يقول أن أباه كان اسمه هالي" يوسف بن هالي"بينما إنجيل متى يقول أن أبوه اسمه يعقوب" يعقوب ولد يوسف رجل مريم" و ليكون الرب الإله جنينا و ليتلوث بالدم استعدادا لأن يُصفع ويُبصق في وجهه .. و يُصلب ويقتله حفنة من اليهود والرومان حتى يشعر بما يشعر به الإنسان من الألم والعذاب حتى يستطيع أن يغفر خطيئة آدم"اللعنة الأزلية" بأكله من الشجرة التي نهاه عن الأكل منها .. تلك اللعنة التي اخترعها بولس وقال لقد ورثها كل بنو آدم من أبيهم آدم مع أن الكتاب يقول "كل واحد يموت بذنبه "

- أي أن إله عُباد المسيح في معتقدهم لم يكن ليغفر للإنسان إلا إذا تجسد الاقنوم الابن و سُمرت يداه ورجلاه وقُتل وتعذب .. وحينئذ فقط يستطيع أن يغفر الذنوب بعد أن عانى من العذاب وتحمل الخزي .. مع أن المسيح عليه السلام لم يذكر حتى اسم آدم مرة واحدة على لسانه وطوال مدة رسالته التي استمرت ثلاث سنوات فقط في الكتاب المقدس بل والكتاب المقدس يقول عن آدم "آدم ابن الله" وكلمة ابن الله لايعطيها كتبة الكتاب المقدس إلا للبار المؤمن بالله .. فكيف يعطونها لمن هو اساس اللعنة؟ .. و ليحمل إله عباد المسيح الابن المتجسد حسب معتقدهم تلك اللعنة الأزلية بدلا من بني آدم من عُباد المسيح وليكفر ايضا عنهم خطيئتهم .. وليصبح إله عباد المسيح ملعونا بعد أن كان مباركا كما قال لهم بولس ذلك .. المهم .. عندما يجد يوسف مريم حاملا بالجنين الإله القديم الأزلي .. يفكر في أن يترك مريم ويفارقها فهو لا يعرف من أين أتت بهذا الإله الجنين؟ .. إلا أن ملاك الرب يأتي ليوسف في المنام ليخبره أن مريم قد حبلت من الله الروح القدس"الأقنوم الثالث في الثالوث الأقدس" وبالفعل يترك يوسف أفكاره ويسير مع مريم لمدة خمسة عشرة سنة .. ينام معها ويصاحبها في منامها ويقظتها ويشرب معها ويأكل معها .. دون زواج .. حتى إننا نجد في الكثير من الترجمات الانجليزية لإنجيل متى الإصحاح الأول العدد 25 أن يوسف النجار كان يُجامع مريم ويُضاجعها مُضاجعة الأزواج لمدة 21 سنة بلا زواج .. ولذلك انتشرت فكرة الخلائل والخليلات والأصدقاء والصديقات الممارسين للزنا والفواحش بين عباد يسوع في كل أنحاء الأرض ولم تعد تلك الممارسات تمثل لهم أدنى حرج.

- و أخيرا يخرج الطفل الإله من بطن أمه في زريبة بقر طفلا في المزود الذي تأكل فيه الماشية .. لتُقمطه أمه و ليمسك ثدييها بيديه التي صنعت السماوات والأرض ليرضع من لبنها .. ومن المعروف أن من يرضع يحتاج إلى طعام و لابد أن يُخرج ماأكله وشربه في دورات المياه .. و في اليوم الثامن من ميلاده وحسب شريعة موسى يُختن الطفل الإله لتلقى قطعة من جسده ليأكلها الدود .. وبعد أربعين يوما من الولادة وبعد أن تطهرت أمه من النجاسة التي يصف بها الكتاب المقدس الوالدة التي تضع طفلا .. تأخذه مريم مع يوسف رجلها للهيكل حسب شريعة موسى لتقدمه للرب بعد أن قدمت فرخي يمام وليمة قربانا للرب .. و خوفا من أن يقتل هيرودس الرب الإله يهرب به يوسف النجار و مريم على حمار إلى مصر .. ويعود الاثنان بالرب بعد أن يموت هيرودس .. وكان الرب الإله مع أمه مريم وأبيه يوسف يزورون الهيكل كل عام .. وفي إحدى المرات وهو صبي يتوه الرب الإله لمدة ثلاثة أيام من أمه وأبيه يوسف ثم يجدانه في الهيكل فتعاتب أم الرب الإله ابنها وتقول له يا بني لقد كنا نبحث عنك متعبين أنا وأبيك يوسف .. وكان الصبي الرب الإله ينمو ويتقوى في الجسم والعلم وكانت نعمة الله عليه "كانت نعمة الله على الله؟" ثم تختفي عنا في الأناجيل قصة حياة الصبي الرب الإله حتى يبلغ الثلاثين عاما وتختفي معه حكايات يوسف النجار أبوه و رجل أمه للأبد ولم تعد تخبرنا الأناجيل عنه شيئا .. و قبل الثلاثين لم يكن الرب الإله الإنسان قد أعُطي الروح القدس بعد بالرغم من أن أمه حبلت به من الروح القدس .. فالروح القدس هو أبوه"الروح القدس هو ابو الصبي الرب الإله" ولا أدري كيف يتركه ثلاثين عاما هكذا ..ثم كيف يكون الرب الإله على الأرض بدون روح وأنتم ياعباد المسيح تقولون أن الإله لا يمكن أن يوجد بدون روح وهو سبب حياته؟ .. وحينما أعُطي الروح للرب الإله الإنسان بدأ في صُنع المعجزات .. وكانت أول معجزة يصنعها الرب الإله الإنسان تحويل الماء إلى خمر معتقة ذي لذة .. للمدعوين في عرس قانا حيث كان الخمر قد نفذ .. فدعته أمه ليحول الماء إلى خمر .. ثم بعد ذلك يتعرف الرب الإنسان على إمرأة خاطئة تسمى مريم المجدلية .. كان الرب الإله الانسان الذي على الأرض قد دعا الله الذي في السماوات أن يساعده على إحياء أخيها الميت منذ أربعة أيام .. فرفع الرب الإله الإنسان عينيه إلى السماء وقال لله الذي في السماوات "أعلم أنك تسمع لي في كل حين ولكن قلت ليؤمنوا انك أرسلتني" وتحدث المعجزة ويقوم الميت العازر أخو مريم ومارثا .. لتصاحب مريم يسوع بعد ذلك في حله وترحاله .. ولتضرب لنا مثلا لم نعهده من قبل في كيفية التوبة .. فقد أخذت قارورة عطر ثمنها يزيد على الثلاثمائة دينار .. كانت قد جمعت ثمنها من فعل الخطيئة لتعطر بها رأس و جسد يسوع وتدلك قدميه بشعرها .. مع أن الله قد حرم أن تدخل بيته أجرة زانية أو ثمن كلب في الكتاب المقدس .. ليقول لها يسوع بعد ذلك مغفورة لك خطاياك حينما رأى باقي تلاميذه مغتاظين من تلكم الأفعال الجديدة التي لم يروها من قبل في كيفية التوبة .. ويُجري الله على يدي يسوع بعض المعجزات كما يقول سمعان بطرس في أعمال الرسل"يسوع الناصري رجل أقامه الله بينكم بمعجزات أقامها الله بيديه" و كان أنبياء بني اسرائيل قد سبقوا المسيح بن مريم عليه السلام إليها بل وأجروا معجزات أعظم منها بمراحل كثيرة .. فهذا موسى عليه السلام يحول العصا إلى حية عظيمة يهزم بها فرعون وسحرته .. ويضرب بها البحر فيصبح طريقا ممهدا يمر فيه بنو إسرائيل وليغرق فرعون وقومه في اليم .. ولقد أحيا موسى سبعين رجلا من قومه بعد موتهم لما أخذتهم الصاعقة .. بل ويُنزل الله له ولبني إسرائيل من السماء خبزا وعسلا ولحما مشويا لمدة أربعين سنة كاملة .. وهذا إليشع "اليسع" يحيي موتى ويشفي مرضى بل وعظامه بعد موته تحيي ميتا بإذن الله .. وهذا ايليا "الياس" يحيي موتى ويضرب بردائه البحر فيشق طريقا يمشي فيه هو وتلميذه اليشع على البحر .. ويرفعه الله حيا بعد أن أراد القوم قتله لما قتل عبدة بعل .. وهذا اخنوخ "إدريس" يرفعه الله حيا .. وهذا حزقيال يحيي ثلاثين ألفا من الموتى .. وحينما يرى الناس معجزات يسوع وكلامه الصادق يؤمنوا أنه نبي الله "قالت الجموع هذا يسوع النبي" .. إلا أن عباد المسيح قالوا بل هو الرب الإله الإنسان ابن الإنسان.

ب - يعتقد عباد المسيح أن المسيح بن مريم نبي مثل موسى ومع ذلك فهو الرب الإله الانسان النبي الذي مثل موسى! فإن يسوع الناصري نفسه تكلم مع بني إسرائيل بأن موسى كتب عنه أنه هو النبي الذي مثل موسى وقد أرسله الله .. نعم لقد قال موسى في سفر التثنية 18 : 18 – 22 إن الله سيقيم لبني اسرائيل نبيا مثل موسى ويقول لهم الله إنهم إذا أرادوا أن يفرقوا بين النبي الصادق الذي يتكلم من عند الله وبين النبي الكاذب الذي يتكلم من عند نفسه .. فإن النبي الذي يتجبر ويتكلم من عند نفسه بما لم يأمره به الله أو من عن نفسه فإن ذلك النبي سيُقتل لامحالة .. ولذلك فنحن المسلمون نقول أن المسيح بن مريم عليه السلام لم يقُتل لأنه نبي ورسول صادق من عند الله .. بينما عباد المسيح يقولون بأنه قُتل وأنه الإله المصلوب المقتول على أيدي حفنة من اليهود والرومان .. حتى يغفر لهم خطاياهم بدمه المسفوح كالخروف المذبوح .. وبذلك فعباد يسوع يصدقوا على قول اليهود بأن المسيح بن مريم نبي كاذب من حيث لايشعرون .. لأنه من علامات النبي الكاذب أنه يُقتل تبعا لنبوءات الكتاب المقدس .. كما حدث مع حنانيا ومسيلمة الكذاب والأسود العنسي الأنبياء الكذبة.

ج- وللهروب من الكثير من الأسئلة الكثيرة التي تكشف خطأ معتقد عباد يسوع .. فقد اخترعوا أن يسوع إنسان كامل "ناسوت" بداخله الله الكامل "اللاهوت" و لذلك فهو هو الرب الإله المتجسد المتأنس الإنسان ابن الإنسان .. ويعتقدون بأن اللاهوت لم يفارق الناسوت طرفة عين .. فإذا قلت لهم يسوع قبل أن يرفعه الله يقول إني صاعد إلى إلهي .. فكيف لم يفارق اللاهوت الناسوت طرفة عين وهو يقول أن الله في السماء وهو على الأرض .. كذبوا ودلسوا .. وإذا قلت لهم هذا يسوع ينادي الله ويقول "إلهي إلهي لماذا تركتني" .. يقولون هذا هو الناسوت ينادي اللاهوت وهو بداخله .. وإذا قلت لماذا لايعرف يسوع ميعاد اثمار التين وهو الله المتجسد يقولون هذا هو الناسوت ذو العلم المحدود .. وإذ قلت هذا المسيح قد بُصق في وجهه وصُفع وضُرب بالقصبة على رأسه و قُتل والله لايموت قالوا بل هو الناسوت الذي مات .. وإذا قلت لهم فما هو دور اللاهوت؟ يقولون دوره ظاهر حينما أحيا المسيح ثلاثة من الموتى فهذا هو اللاهوت .. فهو الله .. فإذا قلت لهم ها هم كثير من الأنبياء قد أحيوا موتى من قبله و أكثر منه فلماذا لا تقولون أنهم آلهة؟ .. يسكتوا! .. وإذا قلت لهم يسوع يقول الآب أعظم من الكل .. وأبي أعظم مني .. يقولوا إنه يتكلم بلسان الناسوت! .. وإذا قلت لهم الكتاب المقدس يقول إن مريم وُجدت حبلى من الروح القدس فلماذا لم يدعو يسوع الروح القدس بقوله أنت أبي الروح القدس؟ .. صمتوا.

د- وللهروب اكثر من الحق فقد اخترعوا الثالوث الأقدس .. فقالوا إن الله يتكون من ثلاثة أقانيم .. الأقنوم الأول آب في السماء لم يره أحد ولايستطيع أن يراه أحد الذي وحده له عدم الموت .. والأقنوم الثاني الإبن المتجسد يسوع الذي كان يتعمد عاريا في نهر الأردن من يوحنا المعمدان يحيى بن زكريا والذي اختتن وهو الله المتجسد الذي صُلب وقٌتل وأقامه الله الآب من الأموات في اليوم الثالث .. مع أن بولس قال لهم"ليس إلا إله واحد هو الآب "وقال لهم " الذي وُضع قليلا عن الملائكة يسوع "وقال عنه يوحنا اللاهوتي في سفر الرؤيا 1:6 "جعل منا مملكة من الكهنة لإلهه" الترجمة العالمية الجديدة والترجمة الكاثوليكية .. والأقنوم الثالث الروح القدس الحمامة الناطق في الأنبياء التي يعطيها الله الآب لمن يشاء .. مع أن الكتاب يقول عن يسوع وعن الروح القدس "يسوع الناصري كيف مسحه الله بالروح القدس".. أي أن الله هو الذي مسح يسوع وجعله مسيحا "رسولا" بالروح القدس .. وهم يعتقدون أن هذه الثلاثة أقانيم ليست واحد فهم مختلفون كل منهم عن الآخر ولكنهم أزليون متساوون في المجد .. الآب إله والإبن إله والروح القدس إله .. ومع أن الأقانيم الثلاثة مختلفين فإن الله واحد .. لأن هؤلاء الثلاثة متحدون في جوهر اللاهوت الواحد .. ولكنهم يظهروا كأقانيم منفصلة وبأشكال مختلفة .. فواحد في السماوات لايراه أحد ولايموت والثاني عاري في نهر الأردن ويموت والثالث حمامة كان فوق النهر إلا انهم الثلاثة واحد.

ذ- يؤمن عباد المسيح أن ربهم خروف وذلك كما أخبرهم يوحنا اللاهوتي في سفر الرؤيا" والخروف يغلبهم لانه رب الارباب وملك الملوك" سفر الرؤيا 17: 14 .. و" الخروف الذي في وسط العرش" سفر الرؤيا 7: 17

ر- يؤمن عباد المسيح أن ربهم قد نزل ليصارع يعقوب ليلا ولم يستطع ربهم أن يصرع يعقوب فأمسكه يعقوب وحبسه حتى طلوع الفجر .. وقال له الرب اطلقني فقال له لن أطلقك حتى تباركني .. فباركه فأطلقه يعقوب "ولما رأى انه لا يقدر عليه ضرب حقّ فخذه.فانخلع حقّ فخذ يعقوب في مصارعته معه. وقال اطلقني لانه قد طلع الفجر.فقال لا اطلقك ان لم تباركني"

ز- يؤمن عباد المسيح أن ربهم في الكتاب المقدس كالسوسة وكالعتة "فانا لافرايم كالعث ولبيت يهوذا كالسوس" وأنه زوج الزانية اسرائيل وأنه طلقها" فرأيت انه لاجل كل الاسباب اذ زنت العاصية اسرائيل فطلقتها واعطيتها كتاب طلاقها لم تخف الخائنة يهوذا اختها بل مضت وزنت هي ايضا وكان من هوان زناها انها نجست الارض وزنت مع الحجر ومع الشجر" وأنه كاللبوة" وآكلهم هناك كلبوة" وأنه يتكلم بأفحش الألفاظ حين يغضب" حاكموا امكم حاكموا لانها ليست امرأتي وانا لست رجلها لكي تعزل زناها عن وجهها وفسقها من بين ثدييها" .. "وكشفت زناها وكشفت عورتها فجفتها نفسي" وأنه كالسكير المعيط من شرب الخمر" فاستيقظ الرب كنائم كجبار معّيط من الخمر " وأنه يولول وينوح ويمشي عريانا "من اجل ذلك انوح واولول.امشي حافيا وعريانا" ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟=======يعتقد عباد يسوع أن الأنبياء غير معصومين في أي شيئ إلا في كتابة الوحي ..

بل حتى الوحي يعتقد عباد يسوع أن الله الروح القدس قد أوحى إلى الأنبياء بالوحي ثم تركهم ليكتبوه هم بأيديهم وبإسلوبهم الذي يرونه .. وقد يكون النبي عابدا للأصنام كآحاز وسليمان زانيا كيهوذا ابن يعقوب وداود ولوط وشمشون متزوجا من ألف امرأة كسليمان سارقا كيعقوب وموسى خائنا كهارون وموسى كاذبا كبولس ديوثا كإبراهيم سابا للرب مجدفا عليه كأيوب وداود قاتلا سفاكا للدماء كشمشون وهوشع وداود يلطمه الشيطان كبولس و يجربه الشيطان كيسوع شتاما كشاول ويسوع و من نسل زنى كسليمان و يسوع يعصى الرب ويجادله كموسى و يعاقبه الرب بأن يعطي نساءه لإبنه يزني بهن في عين الشمس كداود وابنه .. سكيرا متعريا كنوح.. شيطان كبطرس .. ومع ذلك فهم أنبياء يوحى إليهم.



وهذه بعض الأمثلة من الكتاب المقدس


- نبي الله هارون يصنع العجل ويشجع قومه على عبادة العجل؟" فنزع كل الشعب اقراط الذهب التي في آذانهم وأتوا بها الى هرون. فاخذ ذلك من ايديهم وصوّره بالازميل وصنعه عجلا مسبوكا"
- نبي الله سليمان يخالف وصايا الرب و يكفر في أواخر حياته ويعبد الأوثان ومنهم صنم عشتروت؟" وكان في زمان شيخوخة سليمان ان نساءه أملن قلبه وراء آلهة اخرى ولم يكن قلبه كاملا مع الرب الهه كقلب داود ابيه. فذهب سليمان وراء عشتورث الاهة الصيدونيين وملكوم رجس العمونيين"
- نبي الله آحاز بن داود يذبح لغير الرب ويشرك بالله؟" كان آحاز ابن عشرين سنة حين ملك.وملك ست عشرة سنة في اورشليم.ولم يعمل المستقيم في عيني الرب الهه كداود ابيه بل سار في طريق ملوك اسرائيل حتى انه عبّر ابنه في النار حسب ارجاس الامم الذين طردهم الرب من امام بني اسرائيل"
- نبي الله أيوب يسب الله ؟ "لا تستذنبني فهمني لماذا تخاصمني. احسن عندك ان تظلم ان ترذل عمل يديك وتشرق على مشورة الاشرار. ألك عينا بشر ام كنظر الانسان تنظر. أأيامك كايام الانسان ام سنوك كايام الرجل حتى تبحث عن اثمي وتفتش على خطيتي"
- نبي الله لوط زنى ببناته وانجب منها المؤابيين والعمونيين" فحبلت ابنتا لوط من ابيهما"
- نبي الله داود يزني بزوجة جاره وينجب منها النبي سليمان ثم يقتل أبناء زوجته ميكال الخمسة؟ " وكان في وقت المساء ان داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك فرأى من على السطح امرأة تستحمّ.وكانت المرأة جميلة المنظر جدا. فارسل داود وسأل عن المرأة فقال واحد أليست هذه بثشبع بنت اليعام امرأة اوريا الحثّي. فارسل داود رسلا واخذها فدخلت اليه فاضطجع معها وهي مطهّرة من طمثها.ثم رجعت الى بيتها. وحبلت المرأة"
- نبي الله داود الشيطان يغويه "ووقف الشيطان ضد اسرائيل واغوى داود"
- نبي الله يهـوذا وابن النبي يعقوب يزني بثامار زوجة ابنه وينجبا فارص وزارح وهم من أجداد يسوع الناصري؟ " فقال ما الرهن الذي اعطيك. فقالت خاتمك وعصابتك وعصاك التي في يدك فاعطاها ودخل عليها فحبلت من"
- نبي الله نوح يشرب الخمر ويسكر ويتعرى؟" وشرب من الخمر فسكر وتعرّى"
- الرب يأمر نبي الله إشعياء يمشي حافيا عريانا أمام الأمم ؟" اذهب وحلّ المسح عن حقويك واخلع حذاءك عن رجليك ففعل هكذا ومشى معرّى وحافيا"
- نبي الله شاول النبي ووالد زوجة داود النبي يتعرى أمام الناس ليأتيه الوحي؟" فخلع هو ايضا ثيابه وتنبأ هو ايضا امام صموئيل وانطرح عريانا ذلك النهار كله وكل الليل.لذلك يقولون أشاول ايضا بين الانبياء"
- نبي الله يعقوب يكذب و يسرق البركة من عيسو ويكذب على ابيه اسحاق ويسرق الغنم والبقر من خاله ويهرب بهم ليلا؟" فقال يعقوب لابيه انا عيسو بكرك"
- نبي الله هوشع يأمره الرب بالزواج من زانية" قال الرب لهوشع اذهب خذ لنفسك امرأة زنى واولاد زنى"
- نبيا الله موسى وهارون خانا الرب ولم يثقا به في وسط بني اسرائيل" لانكما خنتماني في وسط بني اسرائيل"
- نبي الله ابراهيم يقدم زوجته سارة إلي فرعون ثم إلى ابيمالك لينال الخير بسببها؟" قولي انك اختي. ليكون لي خير بسببك وتحيا نفسي من اجلك"
- يسوع الناصري يسب الأنبياء قائلا" جميع الذين جاؤوا قبلي "يقصد الأنبياء كلهم" سارقون ولصوص"؟
- بولس الرسول يعترف ان الشيطان يلطمه .. ثم بعد ذلك يقول أنه دعا الرب أن يخلصه من ذلك الشيطان ولم يستجب له الرب وقال له لتكن هكذا "ليلطمك الشيطان" ومع ذلك هو رسول؟!
- يسوع الناصري الشيطان يجربه أربعين يوما" ثم أصعد يسوع الى البرية من الروح ليجرب من ابليس .. ثم اخذه ايضا ابليس الى جبل عال جدا واراه جميع ممالك العالم ومجدها" ثم نجد بولس يقول "لكي لا يجربكم الشيطان لسبب عدم نزاهتكم" أي إنه من قول بولس فان تجربة الشيطان تكون بسب عدم النزاهة .. فهل يسوع لم يكن نزيها؟!
- بطرس شيطان ومع ذلك فهو رسول؟ " فالتفت وقال لبطرس اذهب عني يا شيطان.انت معثرة لي لانك لا تهتم بما لله لكن بما للناس"؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟يعتقد عباد يسوع الأرثوذكس أن يوم الدينونة سيكون بالروح فقط وهذا لايؤيده الكتاب المقدس مطلقا .. حيث يقول الكتاب "الراقدين في تراب الارض يستيقظون هؤلاء الى الحياة الابدية وهؤلاء الى العار للازدراء الابدي"

و يقول سفر ايوب 19 : 25 -27 الترجمة العربية المشتركة "أعرِفُ أنَّ شَفيعي حَيٌّ وسأقومُ آجلاً مِنَ التُّرابِ فتَلبَسُ هذِهِ الأعضاءُ جلْدي وبِجسَدي أُعايِنُ الله وتَراهُ عينايَ إلى جانِبي ولا يكونُ غريبًا عنِّي" وأنه لا قصور ولا أنهار ولا مأكل ولا مشرب و لا وجود لأي متع حسية في الجنة .. مع أن يسوع يقول "في بيت ابي قصور كثيرة وإلا فاني كنت قد قلت لكم. انا امضي لاعد لكم مكانا وان مضيت واعددت لكم مكانا آتي ايضا وآخذكم اليّ حتى حيث اكون انا تكونون انتم ايضا" بل إذا دخل أهل الفردوس الفردوس سيكونون كملائكة الله روحانيين لا يزوجون ولا يتزوجون لأنهم لايموتون .. وأن النار ايضا روحية .. ولكن الكتاب يقول "للخدام اربطوا رجليه ويديه وخذوه واطرحوه في الظلمة الخارجية هناك يكون البكاء وصرير الاسنان" و يعتقد عباد يسوع أن المسيح الإله الابن هو الذي يدين الخلائق لأن له طبيعة إنسانية .. وهذا ينقضه الكتاب المقدس تماما. ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟اعتقاد عُباد المسيح في الصوم

يخبرنا الكتاب المقدس أن موسى عليه السلام قد صام اربعين يوما عند الرب بالإمتناع عن الطعام والشراب"وكان هناك عند الرب اربعين نهارا واربعين ليلة لم ياكل خبزا ولم يشرب ماء. فكتب على اللوحين كلمات العهد الكلمات العشر" خروج 34: 28 .. وكذلك النبي إيليا "الياس" و المسيح بن مريم عليه السلام صاموا أربعين يوما بالإمتناع عن الطعام والشراب .. وكذلك يوحنا المعمدان يحيى بن زكريا هو وتلاميذه كانوا يصومون .. إلا أن الأناجيل تخبرنا أن تلاميذ المسيح قد سألوه عن الصيام وأنهم يريدون أن يصوموا فقال لهم اتصومون ومعكم العريس .. بعد أن اذهب واترككم صوموا! .. والآن فهم يأكلون ويشربون ويصومون فقط بالإمتناع عن أي شيئ فيه روح حيواني أو الطعام المشتق من أي حيوان لمدة 40 يوما .. ثم حولوا الصيام بالإمتناع عن أي شيئ فيه روح حيواني أو الطعام المشتق من أي حيوان ليكون في الشتاء حتى لايشعروا بتعب .. وزادوا 10 أيام فأصبح 50 يوما .. ولاأدري من أين أتوا بذلك الصوم .. الذي لم يأمرهم به المسيح عليه السلام ابدا! ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟كثيرا ما يخبرنا الكتاب المقدس أن الله يأمر انبياءه بالإغتسال والتطهر قبل الصلاة وأن الأنبياء يخرون على وجوههم ويسجدون اثناء

صلاتهم"فقام داود عن الارض واغتسل وادّهن وبدل ثيابه ودخل بيت الرب وسجد" ومنهم المسيح عليه السلام "ثم تقدم قليلا وخرّ على وجهه وكان يصلّي " الذي كان يصلي صلاته الأسبوعية في الهيكل يوم السبت حتى رفعه الله .. وأنه لما كان يصلي .. لم يكن يستخدم الاورج والعود والرباب والناي .. وكان يوجه وجهه اثناء صلاته إلى بيت المقدس .. بل كان يخر على وجهه ساجدا لله .. إلا أن عباد يسوع يستخدمون اليوم الفرقة الموسيقية والأنغام والأورج والعود .. وهم جالسون على المقاعد .. ليجعلوها صلاة روحانية من وجهة نظرهم .. وغيروا صلاة السبت " ودخل المجمع حسب عادته يوم السبت" إلى الأحد بناءا على يوم الشمس الذي كان يستخدمه عباد مثرا المصلوب ايضا للعبادة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟اعتقاد عُباد المسيح في الحج

لا يوجد أمر في الكتاب المقدس لعُباد يسوع بالحج .. إلا أنهم اخترعوا زيارة القدس و زيارة الأماكن المقدسة في فلسطين والأردن وأطلقوا على ذلك حجا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟لقد أبقى القسيسين والرهبان على فريضة العُشر من المال المكتسب التي فرضها الله على نبيه يعقوب

في الكتاب المقدس .. فجعلوها فريضة على كل عابد للمسيح قادر على الكسب .. ليعطي العشر من كل ما يكسب للكنيسة .. نعم للكنيسة .. للقسيسين والرهبان. ؟؟؟؟؟؟؟؟؟يعتقد عباد يسوع أن الله الروح القدس قد أوحى إلى الأنبياء بالوحي ثم تركهم ليكتبوه هم بأيديهم وبإسلوبهم الذي يرونه .. فهم يؤمنون بعهدين قديم وجديد .. يؤمنوا بأسفار موسى الخمسة "التكوين والخروج واللاويين والعدد والتثنية" والتي يطلقون عليها التوراة .. وبكتب باقي أنبياء العهد القديم أنبياء بني اسرائيل الأربعة والثلاثون 34 كتابا .. ليكون مجموع أسفار العهد القديم 39 كتاب أو سفر .. وقد اختلفت الطوائف الأرثوذوكسية والكاثوليكية مع

البروتوستانت في قانونية سبعة أسفار إضافية أخرى .. فالبروتوستانت يقولون بانعدام الوحي في تلكم السبعة اسفار ومنها سفر المكابيين الثاني الذي يقول كاتبه في الاصحاح 15: 39 - 40 "وههنا انا ايضا اجعل ختام الكلام فان كنت قد احسنت التاليف واصبت الغرض فذلك ما كنت اتمنى وان كان قد لحقني الوهن والتقصير فاني قد بذلت وسعي ثم كما ان اشرب الخمر وحدها او شرب الماء وحده مضر وانما تطيب الخمر ممزوجة بالماء وتعقب لذة وطربا كذلك تنميق الكلام على هذا الاسلوب يطرب مسامع مطالعي التاليف"

- وبذلك يكون عدد اسفار العهد القديم عند البروتوستانت 39 وعند الكاثوليك 46 .. أما الأرثوذوكس فهم يأخذون بالترجمة البروتوستانتية الموجود بها 39 سفرا .. وأخذوا السبعة أسفار الأخرى في كتاب آخر منفصل أسموه الأسفار القانونية .. وهذا هو العهد القديم .. 39 سفرا عند طائفة البروتوستانت .. و46 سفرا عند طائفة الكاثوليك .. و39 + 7 عند طائفة الأرثوذكس.

- أما العهد الجديد فهي الأناجيل الأربعة المعروفة متى ويوحنا ولوقا ومرقص والتي انتقتها الكنيسة من بين مئات الأناجيل التي كتبها التلاميذ الأصليين ليسوع وغير التلاميذ ايضا .. ومن هذه الأناجيل المرفوضة انجيل بطرس وتوما وفيليب ومريم المجدلية وإنجيل الرب وإنجيل نيقوديميس وإنجيل مريم أم يسوع .. وبالإضافة إلى الأربعة أناجيل فهناك 23 سفرا آخرين هم سفر أعمال الرسل ورسائل بولس وبطرس ويوحنا ويعقوب ويهوذا وسفر رؤيا يوحنا اللاهوتي .. ليصل بذلك عدد الأناجيل والرسائل إلى 27 كتابا ليطلقوا عليه العهد الجديد .. فمجموع اسفار العهدين عند البروتوستانت66 وعند الكاثوليك 73 أما الأرثوذوكس فعدد الأسفار 66 في كتاب و7 قانونية في كتاب آخر؟؟؟؟؟؟؟؟؟يعتقد عُباد المسيح كما أخبرهم بولس أنهم كانوا تحت لعنة الشريعة التي أنزلها الله على نبيه موسى وأن الناموس والشريعة التي انزلها الله على عبده موسى تشجع على الخطيئة وأن الشريعة لم تكمل شيئا وانها قد شاخت ولابد من تنحيتها جانبا .. ولما جاء يسوع وصلبه اليهود والرومان فقد زال عنهم تطبيق

الشريعة لأنه دفع ثمن اللعنة التي توعد الله بها من ضيع شريعة الله .. وأن الذي يعمل بكل وصايا الشريعة والناموس وأخطأ في واحدة من الوصايا فهو ملعون وله نفس عقاب الذي ترك كل الوصايا ولأجل ذلك فترك كل الشريعة والناموس أفضل .. وقد دفع يسوع ثمن ذلك لهم بصلبه وأنه قد صار ملعونا بدلا منهم .. فكلمات الشريعة بالنسبة لهم موجودة في الكتاب المقدس ولكنهم لن يطبقوها ابدا مع أن الله قال "واحفظوا وصاياي فرائضي حسب كل الشريعة التي اوصيت بها آباءكم والتي ارسلتها اليكم عن يد عبيدي الانبياء" .. فيسوع دفع الثمن و أصبح ملعونا بدلا منهم مجانا من أجل ذلك .. فلماذا يطبقوها إذن؟ .. فالزاني المتزوج ومغتصب النساء يُرجم في الشريعة ولكنه عند عُباد يسوع يقال له اذهب ولاتفعل ذلك ثانية! وكذلك القاتل للأبرياء والسارق للآخرين والذي لايختتن والمفسد والشرير؟ .. لا عقوبات عليه في عقيدة عُباد المسيح؟ .. فقد قال الله بأن من يعطل شريعته ملعون .. وقد صار يسوع ملعونا بدلا منهم ليعطلوا شريعة الله التي شدد الله بالأمر بتطبيقها "حافظ الشريعة فطوباه" .. "فلا تتركوا شريعتي"؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟يعتقد عباد يسوع أن الملائكة أجسادا نورانية .. و رئيسهم ميخائيل .. ومنهم الملاك جبرائيل وأنهم يأكلون اللحم والدقيق والسمن ويشربون كما فعلوا حينما زاروا إبراهيم عليه السلام

وكان معهم الله فجلس الله وملائكته يأكلون من عجل ابراهيم .. ويعتقدون كما قال لهم بولس أن ابليس الشيطان كان من الملائكة هو وتابعيه ولكنهم استكبروا .. فأصبحوا ملائكة عصاة .. فالملائكة العصاة هم الشياطين .. و يرسمون الملائكة على شكل إناث وأطفال؟ .. وهم في هذا لا يستندون على شيئ من الكتاب المقدس؟؟؟؟؟؟؟؟

غير معرف يقول...

((((((((((((عظيم هو سر العباسية؟)))))))))))))========== أأأه يا نافوخيييي

يرجع قدم الخلافات ووجهات النظر والمجادلات والمجالادات بين الفرق النصرانية منذ أول يوم ابتدعت الطوائف النصرانية فيه عقائدها المنحولة من الديانات الوثنية التى كان يعتنقها سكان البلدان الذين وجدوا بها , وإن كانت المجادلة ووجهة النظر تحتاج بالطبع إلى عقول سوية للتباحث والتناظر ولإبداء الأسباب التى من اجلها يعتنق كل فريق ما ينادى به . أما فى النصرانية على كافة طوائفها المتعددة فيبدو أن كلمة العقل مفقودة أو لا محل لها فى قاموسهم أو أنها خارج نطاق الخدمة فمعظم الخلافات الموجودة بين الطوائف النصرانية غالبا مضحكة يشعر المرء أمامها وكأنه طبيب فى مستشفى المجانين وكما يقولون فإن شر البلية ما يضحك وللنصارى فيما يسمى بعلم اللاهوت مجادلات ومناظرات كفيله بقتل من يستمع إليها أو يقرأها من الضحك وموضوع هذه المقالة هو الخلاف بين الأرثوذكس والكاثوليك والبروتستانت واخرون من جهة ونصارى الأدفنتست وأخرون من جهة اخرى والموضوع.
بإختصار غير مخل بالموضوع هو إعتقاد طائفة الأدفنتست أو السبتيون بأنه ينبغى على كل الطوائف النصرانية أن تقدس يوم السبت وليس الأحد على إعتبار أن التوراة تقول بهذا فى سفر الخروج (20: 8 اذكر يوم السبت لتقدسه) . بينما يرى النصارى ومنهم الأرثوذكس والكاثوليك وغيرهم أنه ينبغى تقديس يوم الأحد بدلا من السبت ونحن طبعا على الحياد بينهم فسواء كان السبت أو الأحد أو حتى الخميس فهذا لن يقدم ولن يؤخر عندنا , والمضحك فى هذا الموضوع هو رد أحد المواقع الأرثوذكسية على طائفة الأدفنتست أو السبتيون حيث يقول كاتب المقال الذى لم يذكر أسمه فى موقع "حامى الإيمان" ردا على الأدفنتست فى موضوع يوم السبت التالى أنقله بتمامه حتى بدون تصحيح الأخطاء :
((( يريدون إعادة بناء اليهودية وتقديس يوم السبت بدلاً من الأحد... هل تقدسون السبت الذى كان المسيح فيه ميتاً فى القبر والأختام موضوعة، ولم تكن أمجاد القيامة قد أستعلنت بعد،وترفضةون تقديس يوم الأحد الذى قام فيه الرب وأنتصر على الموت... حقاً إنه صوت الشيطان الذى زلزلت القيامة مملكته، فذهب يحاربها محاولاً طمس معالمها، وهمس فى آذان رؤساء الكهنة فأغروا الحراس أن يشيعوا أن التلاميذ سرقوا الجسد وهم نيام... حقاً إن الذين يقدسون يوم السبت هم بالحقيقة أعداء قيامة المسيح.))). أنتهى
والآن عزيزى القارئ العاقل هل تفضل يوم السبت الذى كان (الرب) (ميتا) (مقبورا) أم أنك تفضل يوم الأحد الذى (قام) فيه (الرب) من بين (الأموات) هل هو فعلا (صوت الشيطان الذى زلزلت القيامة مملكته) أم انه صوت السرايا الصفراء والعصفورية .
هل هو فعلا ( إن الذين يقدسون يوم السبت هم بالحقيقة أعداء قيامة المسيح ) أم هو صوت أعداء العقل والمنطق .
عزيزى القارئ المسلم لو كنت ممن أسعدهم حظهم ولم تلتقى بمبشرين نصارى فأعلم ان اول ما يبدؤن به كلامهم معك هو ( يا فلان الرب مات عشانك ) فإن كنت مهذبا ولم تخلع حذائك لأستعراض متانته على رأس المبشر أو كنت مشغولا أو لا يوجد فى قلبك رحمة لحمله لقرب مستشفى للمجانين فستجده يقول لك ( نعم الرب مات عشانك ولكنه قام من بين الأموات ) أو ( المسيح انتصر على الموت على الصليب) ثم ( المسيح (الرب) افتدانا من لعنة الناموس اذ صار لعنة لاجلنا ويليها بقوله (عظيم هو سر النعمة ) وفى راوية اخرى نقول عظيم هو سر العباسية .
وإذا كان رب النصارى قد مات نقول لهم البقاء لله ولا أراكم الله مكروها فى معبودا لديكم .هاهاها؟؟؟مُحرف بعلم أهله - ابن الفاروق المصرى

هذه المقالة ردا علي مقالة نشرت تحت عنوان (هل كل ما في التوراة: محرف مبدل؟) في جريدة الشرق الأوسط موقعه بأسم سعودي يدعي زين العابدين الركابي ولكن عند قراءة المقال تبين أنه وضع أسمه عليه فقط وأن والمقال تأليف نصراني يدعوا إلي تمييع العقيدة الإسلامية داعيا فيما بين السطور وليس علنا لمؤامرة الحوار بين الأديان لأنه تقريبا لم يجد الشجاعة الأدبية الكافيه لإعلان رأيه صراحة وكم من مقالات ترتكب بأسم الدين

الأستاذ زين العابدين الركابي
ردا علي مقالتك ( هذا إن كنت أنت من كتبها فعلا ) والتي تحمل عنوانا أكبر منها (هل كل ما في التوراة: محرف مبدل؟) فعنوان كهذا تكتب فيه مجلدات وليس سطور قليلة تعتمد علي النسخ واللصق أحيانا ناهيك من أن المفترض في كاتبها أن يكون من أهل العلم .


أولا أنا لم اسمع بك من قبل (وإن كان جهلي بك لن يضيرك كما أن علمي بك لن يفيدني) ولكني أسألك من تكون سيادتك هل أنت من المشايخ أو طلبة العلم أو حتي طويلب علم مثلا حتي تخوض فيما لم تحط بيه علما وتورد آيات قرآنية لا تعرف سبب نزولها أو هل لديك إطلاع أصلا علي كتب اليهود والنصاري ؟؟ لا اعتقد والدليل أنك لم تميز في مقالتك بين التوراة وهي للعلم الكتب الخمسة الأولي من كتاب اليهود فقط أما الباقي فلا يطلق عليه توراة .
وكل هذا ليس من أجل كشف حقيقة ما أو تصحيح مفهوم وهذا بحسب ما نجده بين سطور مقالتك التي لا دور لك فيها سوي التوقيع ولكنه ما يمكننا تسميته بالتبشير الباطني الذي يتزعمه النصاري واليهود ليس بغرض التقريب بين الأديان كما يزعمون لا سمح الله ولكن كما تعلم بغرض تمييع العقيدة الإسلامية وإبعاد المسلمين عن دينهم بوضع السم في العسل كما يقولون .
ودعوني أولا قبل ان أرد علي المقالة أورد لكم أولا ما أعنيه بالتبشير الباطني تلك الطريقة التي يتبعها النصاري ويعاونهم في اليهود ولعل مقولة زويمر [1] الشهيرة هي خير معبر عن هذا المصطلح إذ يقول :
[[ مهمة التبشير التي ندبتكم دول النصرانية للقيام بها في البلاد المحمدية ، ليس هو إدخال المسلمين في النصرانية ، فإنَّ في هذا هداية لهم وتكريمًا (هنا يقول أخوانا الشوام ده قصر ديل يا أزعر) ، وإنما مهمتكم أنْ تخرجوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقًا لا صلة له بالله]]
ثم ينتقل إلي مزيد من تفاصيل الخطة الباطنية شارح أركانها بقوله :
[[يجب إقناع المسلمين بأنَّ النصارى ليسوا أعداءً لهم ، وينبغي أنْ يتبنى التبشير رجال من المسلمين لأنَّ الشجرة لابد أن يقطعها أحد أعضائها ، ولا يجب أن يتسرب اليأس إلى المبشرين إذا كانت النتائج ضعيفة في البداية.]]
ومن هنا يمكننا ببساطة أكتشاف أن الحوار بين الأديان ما هو إلا أسم التدليل لمخططات زويمر وغيره من مسئولي التنصير في البلدان الإسلامية.
وفي المقالة التي نرد عليها هنا (هل كل ما في التوراة: محرف مبدل؟) للموقع أدناه زين العابدين الركابي نجد أن كاتب المقالة (وشركاه) ينفذون المخطط النصراني للتبشير الباطني علي أكمل وجه فقارئ المقالة لن يشك ولو للحظة في كاتبها بحكم انه مسلم حسبما يظن والآيات المبتورة التي يوردها تبدو وكأنها عين العقيدة الإسلامية مما سيدعو القارئ للتعاطف مع مؤلف المقال (هذل إن صحت التسمية) بل وقد يتبني عن جهل الأفكار المسمومة التي التي يحاول زين الدين الركابي أقناعنا بها .
وفي السطور القادمة بأمر الله سنوضح مآخذنا علي المقالة وسنوضح أن كل ما فيها من أفكار مسمومة ماهي إلا نتاج أمر دبر بليل الغرض منه ليس الحوار ولكن الخراب والبوار لكل ما هو إسلامي .
• سبب المقالة
يبدو من أول وهلة بسبب أسم المقالة الفضفاض (هل كل ما في التوراة: محرف مبدل؟) أن الهدف الرئيس منها هو أقناع المسلمين زورا وبهتانا بان التوراة اليهودية ليست محرفه كلها ولكن بعد سطور قلائل يتضح أن العنوان الذي خشي أن يكتبه موقع المقال كان من المفترض أن يكون (عصمة التوراة ةعدم تحريفها) وهذا يتضح مثلا في قوله :
[[ونبي الاسلام مؤمن بما أنزل الله على موسى، متبع للوحي، وقاف عند كلمة الله، ولذلك عظم التوراة تعظيما، ووقرها توقيرا..]] وهو ما ليس له دليل.
وقوله : وهذا الكتاب العظيم الذي أنزل على موسى، نحن مأمورون بالايمان به: لا يتحقق إيماننا بالقرآن إلا اذا أمنا بالتوراة
وقوله : والتوراة مرجع ديني من مراجعنا نحن المسلمين .
قيل قديما تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها ففهم البعض أن الحكمة للنساء فقط وأكلوا بأستهم .
وسنرد علي هذه النقاط في الأجزاء المخصصة لذلك ولكننا قبل أن نبدأ الرد نسأل سيادة المؤلف ومشاركوه ما هو الهدف من هذه المقالة أساسا ؟؟؟؟؟
هل هو يسترضي بها اليهود والنصاري ؟؟
أم انه يهدف لإلي أن يرضي عنا اليهود والنصاري ؟؟؟؟
هل سيخرج اليهود من فلسطين مثلا لو قلنا ان كتابهم غير محرف ؟؟؟
أم سيخرج الصليبيين من العراق والشيشان وأفغانستان .. ألخ عندما نقول هذا ؟؟
طبعا الأجابة لا هذا ولا ذاك ونسأل ثانية ما هو الهدف والإجابة ستكون كلاما مضحكا غير صالح للإستهلاك الآدمي ستجد كلام وآماني وشعارات جوفاء لطالما رددوها ولم نجد منها خير سيقولون مثلا : لإرساء قواعد السلام والتفاهم بين الأديان السماوية الثلاثة ولتقريب وجهات النظر بين معتنقي الأديان الثلاثة وهو كلام ليس له معني وإن كان له فأطلب تفسيره أو تصويره علي أرض الواقع .
الأستاذ موقع المقال يقول الله عز وجل في سورة [البقرة : 120] :
( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير)
ولن يرضي اليهود والنصاري لا بحوار أديان ولا حتي بكفرنا لن يرضوا إلا إذا أتبعنا ملتهم فعد إلي رشدك ولا تتبع اهوائهم فلن تجد من دون الله من ولي ولا نصير
الأستاذ موقع المقال يقول الله عز وجل في سورة [الكافرون : 1-6] :
( قل يا أيها الكافرون * لا أعبد ما تعبدون * ولا أنتم عابدون ما أعبد * ولا أنا عابد ما عبدتم * ولا أنتم عابدون ما أعبد * لكم دينكم ولي دين )
وتفسيرها إن كنت تجهل هو قل يا أيها الرسول للذين كفروا بالله ورسوله: يا أيها الكافرون بالله لا أعبد ما تعبدون من الأصنام والآلهة الزائفة ولا أنتم عابدون ما أعبد من إله واحد, هو الله رب العالمين المستحق وحده للعبادة لكم دينكم الذي أصررتم على اتباعه, ولي ديني الذي لا أبغي غيره.
الإسلام منذ أن اشرقت شمسه قال رسوله بوحي من ربه ( لكم دينكم ولي دين ) فما هو الهدف من حوار الأديان سوي التبشير الباطني وتمييع عقيدة الأمة هل ستقولون لنا كما قال مشركي قريش للرسول صلي الله عليه وسلم نعبد إلهك يوما وتعبد إلهنا يوما ؟؟؟؟؟
نقض المقالة :
نجد أن موقع المقالة أكثر إيمان بالتوراة ومن عدم تحريفها من إله اليهود نفسه الذي يقول بصريح العبارة في كتابهم في سفر أرميا :
23: 36 اما وحي الرب فلا تذكروه بعد لان كلمة كل انسان تكون وحيه اذ قد حرفتم كلام الاله الحي رب الجنود الهنا
رب اليهود يقول لهم بصريح العبارة قد حرفتم كلامي وسيادتك تري علي ما يبدو لي أن رب اليهود أيضا علي خطأ أو أنه من معاندي مؤامرة حوار الأديان
ويقول أيضا في سفر المزامير المنسوب لداوود عليه السلام :
56: 5 اليوم كله يحرفون كلامي علي كل افكارهم بالشر .
نرجو من سيادتكم توقيع مقال آخر للرد علي إله اليهود وأحتسب الأجر عند من وقعت له المقال.
ويبدأ الموقع أدناه مقالة غيره بقوله :
[[ أكان للناس عجبا: أن عظم نبي الإسلام التوراة؟.. لقد غشى العجب أقواما: كيف يعظم النبي كتابا أنزل على موسى، ويوقره توقيراً وهو الذي أنزل عليه الوحي الخاتم الناسخ؟! ]] .
والسؤال هنا هو أية توراة عظمها الرسول عليه الصلاة والسلام (وليس نبي الإسلام كما اعتاد أن يطلق عليه اليهود والنصاري تأدبا أثناء الحوار مع المسلمين) . ومتي عظمها الرسول عليه الصلاة والسلام ؟؟؟؟
للأسف لم يورد ما يبرهن علي إفتراءه وزعمه هذا ولو حتي بالتلميح ولكنه يرتكب الكلمات وكأنها أمرا مقضيا وكأنها شيئا من البديهيات وقالوا أن اول القصيدة كفر وأقول أول المقالة غش . ولا أدري من هم الناس أو من هم الأقوام الذين كان لهم عجبا اللهم إلا من قرأ هذا فأستعب من جراءة الكاتب علي رسول الله وكذبه عليه والإدعاء عليه بما لم يفعله .
أما بخصوص الآيات القرانية التي تفضلت مشكورا ومأجورا (من اليهود والنصاري) بأيرادها والتي لا يجرؤ يهودي علي الأستشهاد بها (إما للعلم أو للحياء) فيبدو ان سيادتكم لست علي دراية بما يسمي بأسباب النزول أو لم تكلف نفسك أن تقرأ ولو حتي التفسير الميسر للقرآن الكريم لتعلم إن كان ما تقوله حقا أم أفتراء
فعلي سبيل المثال فيما يختص بالآيه الكريمة من سورة [المائدة : 44] :
(إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور)
فهو امر بديهي لأن الله يوم انزلها عليهم كان بها هدي ونور وبديهيا أيضا أن هذا لا ينفي تحريفهم لها حتي أن التفسير الميسر للقرآن الكريم يقول بكل وضوح :
((إنا أنزلنا التوراة فيها إرشاد من الضلالة, وبيان للأحكام, وقد حكم بها النبيُّون -الذين انقادوا لحكم الله, وأقروا به- بين اليهود, ولم يخرجوا عن حكمها ولم يُحَرِّفوها))
وضع تحت كلمة ولم يحرفوها مليار خط.
أما حول سورة [المائدة : 43] :
(وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله)
فلا أدري سبب صمت سيادتكم عن باقي الآية أو أغفالها بمعني أدق والآية كاملة تقول :
( وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله ثم يتولون من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين )
لا حظ جملة ثم يتولون من بعد ذلك فالآية هنا تستعجب من حال اليهود الذين جاؤا يحكموا الرسول في قضية زنا المتهم فيها احد أشرافهم من أجل الحصول علي حكم مخفف له بالرغم من عدم إيمانهم بالرسول صلوات ربي وتسليمه عليه فالله يستنكر عليهم فعلتهم هذه وعوده للتفسير الميسر والذي انصح سيادتكم بالأطلاع عليه قبل أن تخوض في مقالات أخري يقول : ((إنَّ صنيع هؤلاء اليهود عجيب, فهم يحتكمون إليك -أيها الرسول- وهم لا يؤمنون بك, ولا بكتابك, مع أن التوراة التي يؤمنون بها عندهم, فيها حكم الله, ثم يتولَّون مِن بعد حكمك إذا لم يُرضهم, فجمعوا بين الكفر بشرعهم, والإعراض عن حكمك, وليس أولئك المتصفون بتلك الصفات, بالمؤمنين بالله وبك وبما تحكم به.))
أظن أن الأمر واضح فهم اي اليهود بعد أن حرفوا كلام ربهم بحسب قوله في كتابهم كما أوضحت سلفا فهم يكفرون كفرا علي كفرهم في هذه الآية إذا يتغاضون عما يؤمنوا به من أجل إنقاذ أحد اشرافهم وهو كفر علي كفر .
أما بخصوص الآية في سورة [البقرة : 53] :
(وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان)
فالله هنا يذكر بني إسرائيل بنعمته عليهم أو كما يقول التفسير الميسر أستاذي الفاضل :
((واذكروا نعمتنا عليكم حين أعطينا موسى الكتاب الفارق بين الحق والباطل -وهو التوراة-; لكي تهتدوا من الضلالة))
فهو تذكيرا لهم بنعمة الله ولا يفيد في نقض التحريف شيئا.
وطبعا الآية التالية والتي أستشهدت سيادتكم بها ينطبق عليها نفس تفسير الآية السابقة وأعني بها [الأنعام : 154]
((ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن وتفصيلا لكل شيء وهدى ورحمة لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون )).
أما بخصوص قولك :
ونبي الاسلام مؤمن بما أنزل الله على موسى، متبع للوحي، وقاف عند كلمة الله، ولذلك عظم التوراة تعظيما، ووقرها توقيرا..
فدعني أحيط سيادتكم علما بأن الرسول عليه الصلاة والسلام (ولا أدري لماذا تقول نبي الإسلام وتقف إلا إذا كان كل دورك في المقالة التوقيع بأسمك وكاتبها كافر) والمسلمين أجمعين يؤمنون بكل ما أنزل من قبله من كتب الكتب التي كان فيها هدي ونور وليست المحرفة الموجود لديهم الآن وهو إن كنت لا تعلم الركن الثالث من أركان الإيمان وهي ستة: أن تؤمن بالله وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، وباليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره من الله تعالى.
أما بخصوص الكلام المفبرك والذي تقول فيه عن الرسول عليه الصلاة والسلام ((ولذلك عظم التوراة تعظيما، ووقرها توقيرا)) فهو كلام خيالي ينبع من عقلك الباطن الذي يحاول اثبات ما يتمناه الكفار من اليهود والنصاري ولتأكيد كلامي أنقل لك هذا الحديث الصحيح :
(( أن عمر بن الخطاب أتى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتب فقرأه فغضب النبي صلى الله عليه وسلم فقال أمتهوكون فيها يا بن الخطاب والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به والذي نفسي بيده لو أن موسى صلى الله عليه وسلم كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني)).
حديث صحيح رواه أحمد (3/387) عن جابر بن عبد الله
هل لاحظت عبارة (فغضب النبي صلى الله عليه وسلم) هل قرأت (والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية) هل رأيت (لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به) هل فهمت (والذي نفسي بيده لو أن موسى صلى الله عليه وسلم كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني ) سيدي الموقع أدناه لا نقول لو كان اليهود او لو كان النصاري ولكن نقول سائرين علي خطا الحبيب المصطفي صلوات الله وتسليمه عليه لو أن موسى صلى الله عليه وسلم كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعنا وأن عيسي عليه السلام سيأتي في أخر الزمان ويتبعنا تحت راية المهدي فمن يكون أسيادك الذين تدعوا لهم وتوقع من أجلهم المقالات هل هم اعظم من موسي وعيسي .
أما بخصوص النقطة الأولي والتي تقول فيها :
ـ وأول الحق: أن التوراة كتاب أنزله الله بيقين، على نبي الله موسى صلى الله عليه وسلم: «قال يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين. وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء فخذها بقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها».
فهو أمر لا يتناطح فيه عنزان وهو الركن الثالث من أركان الإيمان كما اوضحنا سلفا وإن كنت لا اعلم ما تعنيه بعبارة وأول الحق فأول الحق هو أن تعلم أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله.
أما بخصوص قولكم:
2 ـ وهذا الكتاب العظيم الذي أنزل على موسى، نحن مأمورون بالايمان به: لا يتحقق إيماننا بالقرآن إلا اذا أمنا بالتوراة
ولا أدري ما تعنيه بكلمة وهذا الكتاب العظيم وعن أي توراة تتحدث أتطلق صفة العظمة علي كتاب يقول :
[اول ما كلم الرب هوشع قال الرب لهوشع اذهب خذ لنفسك امراة زنى و اولاد زنى] (سفر هوشع 1: 2).
هل هذا هو ما تصفه بالعظمة ؟؟؟ وكما نقول أول القصيدة كفر
أم عن كتاب يقول :
[ لنا اخت صغيرة ليس لها ثديان فماذا نصنع لاختنا في يوم تخطب ] (نشيد الإنشاد 8: 8)
أستاذي واصف الكتاب بالعظمة ماهي إجابة هذا السؤال المقدس لأخوة الأخت الصغيرة عديمة الثديين ؟؟؟ وهل هناك جدوي من الهرمونات أو السيلكون ؟؟ (نرجو سرعة الرد لأقتراب يوم الخطوبة)
وهذا علي سبيل المثال لا الحصر من أجل عدم خدش حياء القارئ .
أما بخصوص عبارة (نحن مأمورون بالايمان به: لا يتحقق إيماننا بالقرآن إلا اذا أمنا بالتوراة ) فدعني أكرر ما قلته سلفا مع المزيد من الإيضاح مادمت لا تعلم بالأساسيات :
نحن فعلا مأمورون بحسب الركن الثالث من أركان الإيمان أن نصدق بالكتب السماويه التي أنزلت من عند الله ومنها التوراة ولسنا مأمورين أن نؤمن بالموجودة حاليا. هل تعلم لماذا ؟ أقول لك وأجري علي الله يتفق علماء اليهو والنصاري أنه لا توجد نسخة أصلية واحدة من أي سفر من أسفار التوراة او الإنجيل وإن كل ما هو موجود لديهم هو عبارة عن مخطوطات غير أصلية يعود أقدمها للقرن الرابع الميلادي أي بعد صلب المسيح المزعوم بأكثر من ثلاث قرون وسأترك السير فردريك كينيون صاحب كتاب عصمة الكتاب المقدس يحدثك عن هذه القصة حيث يقول :
(( أن الكتاب المقدس هو صاحب أكبر عدد للمخطوطات القديمة. وقد يندهـش البعض إذا عرفوا أن هذه المخطوطات جميعها لا تشتمل على النسخ الأصلية والمكتوبة بخط كتبة الوحي أو بخط من تولوا كتابتها عنهم. فهذه النسخ الأصلية جميعها فقدت ولا يعرف أحد مصيرها.))
هل قرأت كلمة فقدت ولم يعرف أحد مصيرها كلمة الله ضاعت فقدت أختفت أندثرت وساتركه يروي لك سبب سماح الرب بضياعها حيث يقول :
(( ونحن نعتقد أن السر من وراء سماح الله بفقد جميع النسخ الأصلية للوحـي هو أن القلب البشري يميل بطبعه إلي تقديس وعبادة المخلفات المقدسـة؛ فماذا كان سيفعل أولئك الذين يقدسون مخلفات القديسين لو أن هذه النسخ كانت موجودة اليوم بين أيدينا؟ أية عبادة لا تليق إلا بالله كانت ستقدَّم لتلك المخطوطات التي كتبها أواني الوحي بأنفسهم؟ ألا نتذكر ماذا فعل بنو إسرائيل قديمـاً بالحية النحاسية التي كانت واسطة إنقاذهم من الموت، وكيف عبدوهـا؟ فماذا فعـل حزقيا الملك التقى بها؟ لقد سحق هذه الحية النحاسية تماماً (عد21: 4-9، 2مل18: 1-6)، والرب صادق علي هذا العمل.))
طبعا قصة جميلة ومثيرة للشفقة ولكنها لا تثير القريحة لكتابة مقالة للدفاع عن كتاب الكفار . ألست معي في هذا؟
والمشكلة في وجود نص أصلي تكمن في التضارب الموجود بين النسخ المتوفرة لدينا بما فيها من تضارب وتناقض وسأذكر مثل أو مثلين علي الأكثر علي سبيل المثال :
المثال الأول :
من سفر ايوب 19-26 إذ يقول أيوب فيه : ( و بعد ان يفنى جلدي هذا و بدون جسدي ارى الله )
اما نفس العدد من النسخة الإنجليزية فيقول فيه :
And though after my skin worms destroy this body, yet in my flesh shall I see God
النسخة العربية تقول بدون جسدي ارى الله والنسخة الإنجليزية تقول in my flesh shall I see God أي بجسدي سأري الله فما هو المرجع الصحيح لمعرفة الكلمة الحقيقة المختلف عليها في النص ؟
المثال الثاني :
وهو من نفس السفر ايضا أيوب 2: 9
فقالت له امراته انت متمسك بعد بكمالك بارك الله و مت
أما النسخة الإنجليزية فتقول :
Then said his wife unto him, Dost thou still retain thine integrity? Curse God, and die
النسخة العربية تقول : بارك الله و مت والنسخة افنجليزية تقول : Curse God, and die أي ألعن الرب ومت فهل الكلمة الأصلية هي ألعن ام بارك ؟؟؟
أما بخصوص كلمة التوراة التي توردها كثيرا بغير علم بمعناها فدعني اوضح لك بماذا يؤمن اليهود حقيقة وما هي اسماء كتابهم الذي تكتب فيه مقالا بغير علم.
أولا كتب اليهود والتي تسمي بالعهد القديم والتي يؤمنون بها ليس التوراة فقط وأليكم التفصيل
العهد القديم ينقسم إلى قسمين :
1- التوراة : وفيه خمسة أسفار : التكوين أو الخلق ، الخروج ،اللاوين ، الأخبار ، العدد ، التثنية ،ويطلق عليه اسم أسفار موسى .
2- أسفار الأنبياء : وهي نوعان :
ا) أسفار الأنبياء المتقدمين : يشوع ، يوشع بن نون ، قضاة ، صموئيل الأول ، صموئيل الثاني ،الملوك الأول ، الملوك الثاني .
ب) أسفار الأنبياء المتأخرين : أشعيا ، إرميا ، حزقيال ، هوشع ، يوئيل ، عاموس ،عوبديا ، يونان ، يونس ، ميخا ، ناحوم ، حبقوق ، صفنيا ، حجى ، زكريا ، ملاخي .
- وهناك الكتابات وهي :
1- الكتابات العظيمة : المزامير ، الزبور ، الأمثال ، أمثال سليمان ، أيوب .
2- المجلات الخمس : نشيد الإنشاد ، راعوت ، المرائي ، مرائي إرميا ، الجامعة ، أستير .
3- الكتب : دانيال ، عزرا ، نحميا ، أخبار الأيام الأول ، أخبار الأيام الثاني .
وهذه الأسفار السابقة الذكر معترف بها لدى اليهود ، وكذلك لدى البروتستانت أما الكنيسة الكاثوليكية : فتضيف سبعة أخرى هي : طوبيا ، يهوديت الحكمة ، يسوع بن سيراخ ، باروخ ، المكابيين الأول ،المكابيين الثاني . كما تجعل أسفار الملوك أربعة وأولها وثانيها بدلاً من سفر صموئيل الأول والثاني .
استير ويهوديت : كل منهما أسطورة تحكي قصة امرأة تحت حاكم من غير بني إسرائيل حيث تستخدم جمالها وفتنتها في سبيل رفع الظلم عن اليهود ، فضلاً عن تقديم خدمات لهم .
أي أن التوراة هي فقط الأسفار الخمس الأولي فقط بحسب إيمان اليهود أنفسهم فإذا فرضنا جدلا صحة كلامك فماذا عن باقي كتابهم هل نؤمن بتحريفه أم أن الأمر يحتاج إلي مقالة أخري.
وحتي الأسفار الخمسة الأولي الملقبة بالتوارة تشهد بنفسها علي تحريفها فنقرأ مثلا في الأصحاح الرابع والثلاثون :
34: 5 فمات هناك موسى عبد الرب في ارض مواب حسب قول الرب
34: 6 و دفنه في الجواء في ارض مواب مقابل بيت فغور و لم يعرف انسان قبره الى هذا اليوم
أي أن موسي عليه السلام توفي حسب زعمهم قبل أن تكتمل التوراة نفسها ولا حظوا عبارة ( و لم يعرف انسان قبره الى هذا اليوم ) والتي تعني أن من ألف هذا الكلام المحرف كتبه بعد وفاة موسي المزعومة في الروايه بفترة فكلمة إلي يومنا هذا تعني بعد الفترة الزمنية بين وفاة موسي عليه السلام وكتابة هذه العبارة وهو كفيل بأثبات تحريف التوراة وأن من كتبها ليس موسي ناهيك عن خطاب الرب لموسي في كتابهم إذ أننا نجد ان الحديث علي لسان شخص ثالث فنجد الحوار الذي يدور بين موسي والرب بالشكل التالي
4: 10 فقال موسى للرب استمع ايها السيد لست انا صاحب كلام منذ امس و لا اول من امس و لا من حين كلمت عبدك بل انا ثقيل الفم و اللسان
4: 11 فقال له الرب من صنع للانسان فما او من يصنع اخرس او اصم او بصيرا او اعمى اما هو انا الرب
أي قال الرب لموسي وقال موسي للرب وهو ما يتنافي أن يكون موسي هو من كتب هذا أساسا
وأضف إلي تلك الكتب كتاب التلمود والذي يعتبره اليهود أعظم قيمة من كتبهم المنزله من عند الله (قاتلهم الله أنى يؤفكون) وهو موسوعة عظيمة الحجم بلا قيمة في السفهات والترهات والأفتراءات والتفكير المعوج وسأنقل لك مقتطفات يسيرة منه لتحكم بنفسك :
• يقولون قاتلهم الله :
[ إن الله إذا حلف يميناً غير قانونية احتاج إلى من يحله من يمينه،وقد سمع أحد الإسرائيليين الله تعالى يقول:من يحلني من اليمين التي أقسم بها؟ ولما عَلمَ باقي الحاخامات أنه لم يحله منها اعتبره حماراً (أي الإسرائيلي) لأنه لم يحل الله من اليمين، ولذلك نصبوا مَلكاً بين السماء والأرض اسمه(مى)، لتحل الله من أيمانه ونذوره عند اللزوم ] .
• و يقولون قاتلهم الله :
[ إن الله يستشير الحاخامات على الأرض عندما توجد مسألة عويصة لا يمكن حلها في السماء]
• و يقولون قاتلهم الله :
[ إن تعاليم الحاخامات لا يمكن نقضها ولا تغيرها حتى بأمر الله ]
• و يقولون قاتلهم الله :
[ أن إلاههم يهوى يغفر لهم في عيد الغفران (الكيبور) كل سيئاتهم نحو الآخرين الأمميين ومقدم مغفور العام القادم، بل هو عمل مبرر إلا أن يكون الإجرام في حق يهودي ولذا من يقتل يهودياً كمن قتل الناس جميعاً ]
سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا
وهذا أيضا علي سبيل المثال لا الحصر وناقل الكفر ليس بكافر أما ناصر الكفي فأنه .....
أما قولك المتفرد في النقطة الثالثة والذي اعتبره دعارة بالكلمات .
3 ـ والتوراة مرجع ديني من مراجعنا نحن المسلمين..
فلا أدري من اين جئت بهذا أو كيف سولت لك نفسك النطق به سيدي الموقع أدناه الرسول عليه الصلاة والسلام يقول في الحديث الذي أوردته سلفا :
(لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به والذي نفسي بيده لو أن موسى صلى الله عليه وسلم كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني)
سبحان الله الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام يقول أنه لو كان موسي حيا لأتبعه وأنت تقول أنه مرجع لنا
منذ متي كان الكفر مرجع المؤمنين اما بخصوص برهانك الذي لا يبرهن علي صحة كلامك ولكن علي شدة ولائك للكفار والذي أستشهدت فيه بسورة
( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ) [الشورى : 13] .
فأعلم يا هذا إن الله سبحانه وتعالي يقول :
( إن الدين عند الله الإسلام) [آل عمران : 19]
والإسلام تعني الانقياد لله وحده بالطاعة والاستسلام له بالعبودية, واتباع الرسل فيما بعثهم الله به في كل حين حتى خُتموا بمحمد صلى الله عليه وسلم, الذي لا يقبل الله مِن أحد بعد بعثته دينًا سوى الإسلام الذي أُرسل به . وليس ما تدعيه قائلا :
( ان شرع من قبلنا هو شرع لنا: ما لم ينسخه شرع تنزل على نبينا، وما لم يكن قد حرف وبدل تبديلا: انطمس به جوهر الحق ووجهه ) .
وهو ما لم يأتي به الأولون ولا ندري من اين فبركته
أما بخصوص أستشهادك بسورة [الأنعام : 90] :
(أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده )
وشرحك لها وتفسيرك الذي لا وجود له خارج عقلك ( إن وجد ) بأننا مأمورين بأتباع شرائع من قبلنا فهو كذب بواح وتخرصات المتعالمين وسأحيلك للتفسير الميسر لتعلم معني الآيه بقول التفسير الميسر في تفسير الآية :
[ أولئك الأنبياء المذكورون هم الذين وفقهم الله تعالى لدينه الحق, فاتبع هداهم -أيها الرسول- واسلك سبيلهم. قل للمشركين: لا أطلب منكم على تبليغ الإسلام عوضًا من الدنيا, إنْ أجري إلا على الله, وما الإسلام إلا دعوة جميع الناس إلى الطريق المستقيم وتذكير لكم ولكل مَن كان مثلكم, ممن هو مقيم على باطل, لعلكم تتذكرون به ما ينفعكم ].
ونزيدك تفصيلا أي أن الله سبحانه وتعالي يأمر الرسول أن يسلك طريق الأنبياء الذين ذكرهم في الآية ويكون فيما كانوا فيه من التوحيد والصبر . وليس ان يقتدي بشريعتهم . وسأورد لك دليل ما كنت لأقوله لمن عند عقل مادمت تقول بالحرف :
(أي اقتد بهدى هؤلاء الأنبياء والمرسلين: إبراهيم واسحاق ويعقوب ونوح وداود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا. )
وتقصد بهذا أن نتبع شريعتهم فهل تتفضل بأن تأتي لنا بشرائع هؤلاء الأنبياء وكتبهم حتي نتبعها وأقصد عليه السلام جميعا السابق ذكرهم وهم : ( إبراهيم واسحاق ويعقوب ونوح وداود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا ) .
ولن تجد طبعا سوي شريعة موسي او بمعني أدق الشريعة المنسوبة لموسي وللنظر ماذا تقول هذه الشريعة لنري هل ستعمل بها أم لا .
يقول رب اليهود في شريعته :
[ كل انسان سب اباه او امه فانه يقتل قد سب اباه او امه دمه عليه ] (اللاويين 20: 9 )
هل تقبل أن يقتل من سب أباه أو امه ؟؟
و الابرص الذي فيه الضربة تكون ثيابه مشقوقة و راسه يكون مكشوفا و يغطي شاربيه و ينادي نجس نجس (اللاويين 13: 45)
هل هذا هو تشريع الله لمرضي البرص وهل تقبل به ؟؟
وأخير نأتي إلي الفقرة الدرامية في المقالة حيث يقول الموقع أدناه :
كيف نعرف الصحيح من المحرف؟.. المقياس ليس أهواء طوائف من اليهود والمسلمين، بل المقياس هو: القرآن الذي جاء مصدقا للتوراة.
يبدو أن الموقع أدنا لم يقبل عقله الباطل أقصد الباطن ما أملي علي في المقال فأعاد الأمر للقرآن الكريم في النهاية وهي النهاية الطبيعية لمثل هذا الفيلم ومادام الموقع أدناه يقر بهذا وهو ما حاولنا توضيحه منذ البداية فما حاجتنا أصلا لوجود التوراة مادام الأعتماد الكلي علي القرآن سبحان الله له في خلقه شئون .
وختاما أقول إنا لله وإنا إليه راجعون
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وسلاما علي من أتبع اله؟؟؟هاهاها؟؟؟هل قالت اليهود عزير بن الله - أبن الفاروق المصرى


وردت الشبهة في عدة مواقع نصرانية يتحدي فيها النصاري المسلمون بأن يأتوا من كتب اليهود بما يؤيد قوله تعالي في كتابه الكريم :
( وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ([التوبة : 30].

بمعني أدق يطلب النصاري من المسلمون بأن يأتوا بدليل علي قول اليهود أو إدعاء اليهود بأن عزير أبن الله من كتب اليهود المعتمدة لديهم .
وبالطبع أي قارئ لأسفار (العهد القديم) لن يجد أي إشارة تفيد هذا .
وللرد علي هذا نجيب بفضل الله في النقاط التالية :

أولا :
بمراجعة الآية الكريمة نجد أن الله سبحانه وتعالي يقول :
( ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ ([التوبة : 30].
أي وببساطة لم يقول الله عز وجل أنها في كتبهم ولكنه يقول إن هذا زعمهم بأفواههم أي لم تخرج عن إطار الزعم الشفوي , فلم يقل عز وجل مثلا [ وقالت اليهود عزير بن الله الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة ] ولكنه قال :
( وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ ([التوبة : 30].
وهذا بحد ذاته يجيب علي تساؤلات النصاري حول هذه النقطة .
ولا ننسي أن نذكر دقة اللفظ القرآني هنا ) ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ ([التوبة : 30]. والكلام هنا يعود علي النصاري واليهود في زعم بنوة عزير والمسيح لله فإن كان لا يوجد بكتب اليهود ما يقول ببنوة عزير لله فأيضا لن يجد القاري لكتب النصاري ما يؤيد زعمهم بأن المسيح أبن الله بل أن هناك ما يثبت عبودية المسيح عليه السلام لله إذ يقول يوحنا في الإنجيل المنسوب إليه :
[ 17: 3 و هذه هي الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك و يسوع المسيح الذي ارسلته ]
حيث نجد بكل وضوح أقرار المسيح بأن الله هو الإله الحقيقي وحده وأن يسوع ما هو إلا رسول خلت من قبله الرسل . بل أن المسيح نفسه لم يدعي هذا يخبرنا كاتب إنجيل لوقا :
22: 70 فقال الجميع افانت ابن الله فقال لهم انتم تقولون اني انا هو
لم يقل المسيح نعم أنا أبن الله ولكنه قال لهم أنتم الذين تقولون. وكاتب إنجيل يوحنا يقول :
( قال لهم يسوع : لو كنتم أولاد إبراهيم لكنتم تعملون أعمال إبراهيم ، ولكنكم تطلبون أن تقتلوني ، وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله).
يقول هنا المسيح بكل وضوح أنه إنسان يبلغهم الحق من ربه وربهم .
أما لفظة أبن الله فهي لفظة مجازية وليست حقيقة ولم يدعي بها المسيح وحده بل هناك أكثر من شخص أخر دعي بنفس اللقب أبن الله وهذا نجدهسفر الأيام الأول العدد 17 : 11-14 حيث يقول الربي لداوود :
[ ويكون متى كملت أيامك .. أني أقيم بعدك نسلك .. أنا أكون له أباً وهو يكون لي ابناً ] .
وهذا علي سبيل المثال لا الحصر لأثبات أن كلا من اليهود والنصاري إنما يقولون هذا بأفوههم ولم تقله كتبهم

ولكننا لن نتوقف عند هذا الحد بأمر الله بل سوف ننتقل لنقاط أخري تبطل هذا الزعم .

ثانيا :
لا يوجد أي وجه لللإستغراب في إدعاء اليهود بأن عزير أبن الله فمن قتل الأنبياء مثل زكريا ويوحنا علي سبيل المثال ومن عبد العجل الذهبي ورمال البحر المنشق بأمر الله وأمام اعينهم لا زالت عالقة بقدمة لا يستغرب منه أن يدعي للرحمن ولدا بل ونقول للنصاري هل يصعب تصديق هذا علي من قتل ربكم بحسب زعمكم .

ثالثا :
يجهل النصاري أن في علوم القرآن ما يعرف بأسباب النزول وأسباب نزول هذه الآيه وحده كفيل بدحض الشبهة ففي كتاب الروض الأنف نجد الرواية التالية لأسباب نزول هذه الآيه الكريمة :
[ قال ابن إسحاق : وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم سلام بن مشكم ، ونعمان بن أوفى أبو أنس ومحمود بن دحية وشأس بن قيس ، ومالك بن الصيف ، فقالوا له كيف نتبعك وقد تركت قبلتنا ، وأنت لا تزعم أن عزيرا ابن الله ؟ فأنزل الله عز وجل في ذلك من قولهم ) وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ([التوبة : 30]. ]
وهذه الآية لا تتحدث عن اليهود بصفة عامة بل عن يهود المدينة فقط فقد كانوا هم من انتشر فيهم هذا القول الفاسد بنسب عزير لله كما أن زعم انصاري بأن المسيح أبن الله لا محل له عند العديد من الطوائف الأخري إذ يخطئ من يتصور أن كل المسيحيين تقول ببنوة المسيح لله فعلي سبيل المثال في العصر الحديث هناك شهود يهوه ينكروا بنوة المسيح لله وألوهيته المزعومه وقديما بقدم الأرثوذكسية والكاثوليكة يوجد الناسطرة نسبة إلي نسطور الذي يري يرى (أن اتحاد اللاهوت بعيسى الإنسان ليس اتحاداً حقيقياً، بل ساعده فقط، وفسر الحلول الإلهي بعيسى على المجاز أي حلول الأخلاق والتأييد والنصرة. وقال في إحدى خطبه:
"كيف أسجد لطفل ابن ثلاثة أشهر؟" وقال: "كيف يكون لله أم؟ إنما يولد من الجسد ليس إلا جسداً، وما يولد من الروح فهو روح. إن الخليقة لم تلد الخالق، بل ولدت إنساناً هو إله اللاهوت".) .
ويقول عنه المؤرخ ساويرس ابن المقفع في كتابه "تاريخ البطاركة": " إن نسطور كان شديد الإصرار على تجريد المسيح من الألوهية إذ قال: إن المسيح إنسان فقط. إنه نبي لا غير".
وهذا لا يعطي أي مصداقية لصاحب السؤال لأنه لا يوجد عقيدة واحدة لدي كل يهود العالم كما لا توجد عقيدة نصرانية واحدة لدي كل نصاري العالم فكل أتخذ إلهه هواه أو حمل النصوص مالا تحتمل من أجل أثبات ما يوافق هواه .
أما قوله تعالي في نهاية الآية :
( ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ ([التوبة : 30].
فيشير الله سبحانه وتعالي أن اليهو والنصاري إنما يفترون علي الله الكذب ويقولون بأفوههم أكاذيب ما أنزل الله بها من سلطان مثلهم مثل من سبقوهم إلي الكفر كالبوذيين القائلين بأن بوذا هو أبن الله أو من قالوا بأن كريسنا أبن الله من العذراء ديفاكي .
وأختتم الرد بقوله تعالي :
(قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغني له ما في السماوات وما في الأرض إن عندكم من سلطان بهذا أتقولون على الله ما لا تعلمون ( [يونس : 68]؟؟؟هاهاها

غير معرف يقول...

عيد الميلاد المجيد (الكريسماس)… ودليل آخر على الجذور الوثنية للنصرانية
متى ولد يسوع؟ ولماذا أختير هذا اليوم؟

يحتفل النصارى الكاثوليك في 25 ديسمبر من كل عام بعيد الميلاد المجيد (الكريسماس) بينما يحتفل به الأرثوذكس في السابع من يناير. وفي هذا اليوم تقام القداسات (قداس عيد الميلاد المجيد) والإحتفالات الصاخبة بمناسبة الإحتفال بميلاد الطفل الإله يسوع!!!
ولكن هل هو فعلا يوم ولادة يسوع؟
معظم النصارى وغير النصارى يظنون ذلك، ولكن إذا رجعنا إلى الوراء إلى القرن الرابع عشر سنكتشف السر وراء إختيار الكنيسة لهذا اليوم. وسنواصل رحلتنا عبر التاريخ حتى بداية القرن الأول الميلادي لنجيب على سؤال آخر وهو: متى ولد يسوع؟
قبل الإنطلاق في رحلتنا يجب أن نعرف أولا سبب الإختلاف بين نصارى الغرب والشرق في تاريخ الإحتفال بأعياد الميلاد (الكريسماس) حيث تحتفل به الكنائس الغربية في 25 ديسمبر بينما تحتفل به الكنائس الشرقية في 7 يناير.
في البداية كان يحتفل جميع النصارى بعيد الميلاد في 25 ديسمبر. إلا أن الإختلاف الحالي بين الكنائس الغربية والشرقية يعود لإختلاف التقويم الذي تستخدمه كل كنيسة حيث تستخدم الكنائس الغربية التقويم الجريجوري Gregorian Calendar بينما تستخدم الكنائس الشرقية التقويم اليولياني Julian calendar. والآن يوجد إختلاف 13 يوم بين التقويمين وهو الفرق الذي نجده بين التاريخين 12/25 و 7/1 وهو إختلاف ناتج عن خطأ في عدد السنين الكبيسة في التقويم اليولياني الذي كانت تستخدمه كل الكنائس قبل إعتماد الكنيسة الغربية للتقويم الجريجوري عام 1582 والذي صحح خطأ التقويم اليولياني. ولم تعتمد الكنائس الشرقية التقويم الجريجوري وإستمرت في إستخدام التقويم اليولياني الأقدم وذلك بسبب الصراع بين الطوائف النصرانية.
والخلاصة أن كل النصارى - بما فيهم النصارى الشرقيين ـ يحتفلون بعيد الميلاد المجيد يوم 25 ديسمبر بحسب التقويم الذي تستخدمه كل كنيسة.
والسؤال الآن…
هل 25 ديسمبر هو تاريخ ميلاد يسوع؟
الكتاب المقدس لا يحدد تاريخا محددا لميلاد يسوع والتاريخ يقول أنه حتى القرن الرابع لم يكن النصارى يحتفلون بعيد الميلاد وأنهم لم يعرفوا تاريخا محددا له. وتم تحديد يوم 25 ديسمبر كعيد ميلاد ليسوع خلال مجمع نيقية عام 325م. وهذا المجمع كان إجتماعا لكبار رجال الدين النصراني وكان برعاية الإمبراطور الروماني قسطنطين والذي أراد ـ لأسباب سياسية ـ توحيد الإمبراطورية الرومانية تحت دين واحد يتم تحديد ملامحه خلال هذا الإجتماع. وبالفعل تم إعتبار النصرانية الدين الرسمي للإمبراطورية الرومانية وأخذت النصرانية ملامحها الحالية عن طريق الإنتخاب. وتم خلاله إعتبار يسوع إله ووضع قانون الإيمان في صيغته الأولى وتم إختيار الأناجيل الأربعة من عشرات الأناجيل المتوفرة وقتها وتحديد أوقات الأعياد النصرانية بما فيه عيد الميلاد. ومن الجدير بالذكر أنه تم عقد مجامع كثيرة بعد ذلك لمحاولة الإتفاق على العقيدة النصرانية وطبيعة يسوع والروح القدس وصيغة قانون الإيمان وأشياء أخرى كثيرة. ومن هذه المجامع مجمع خلقدونية عام 451 والذي إنفصلت فيه الكنيسة الأرثوذكسية عن الكنيسة الكاثوليكية بسبب خلاف حول طبيعة يسوع وهل هو يشترك مع الله في المشيئة أم لا!!!
وبذلك نجد أن تحديد عيد ميلاد يسوع ليس له أي أساس تاريخي أو مرجع في الكتاب المقدس وأن إختياره تم في مجمع نيقية في القرن الرابع.
ولكن…
لماذا تم إختيار 25 ديسمبر كميلاد يسوع؟
لو عدنا بالزمن لما قبل مجمع نيقية، لوجدنا أن يوم 25 ديسمبر كان يمثل عيدا لكثير من الديانات الوثنية. وقد إختارت تلك الديانات ذلك اليوم نظرا لطبيعته الفلكية الخاصة حيث كانوا يعتقدون أنه يوم الإنقلاب الشتوي Winter Solstice حيث يكون الليل أطول ما يمكن والنهار أقصر ما يمكن (الإنقلاب الشتوي يحدث تقريبا في 21 ديسمبر، ولكن الأجهزة الفلكية المتاحة قديما لم تكن دقيقة مما جعل حسابات علماء الفلك القدامى خاطئة وإستنتجوا أن 25 ديسمبر هو الإنقلاب الشتوي). وأي يوم يلي ذلك اليوم يكون النهار فيه أطول من اليوم الذي قبله ولذلك إعتبرته الكثير من الديانات الوثنية القديمة كإعادة ولادة للشمس حيث يعتبر كل يوم إقترابا أكثر لعودة دفء الشمس للأرض.
ونتيجة لتلك الظاهرة الكونية، إحتفلت الكثير من الديانات الوثنية القديمة والتي ظهرت قبل النصرانية بيوم 25 ديسمبر كعيد ميلاد لآلهتهم والتي كان يطلق عليها دائما أسماء مثل: إبن الإنسان، نور العالم، شمس الحق، العريس، المخلص. ومعظم هذه الأسماء إقتبستها النصرانية من تلك الديانات الوثنية وما زالت تستخدم حتى اليوم!!
ولم تقتبس النصرانية تلك الأسماء فقط، ولكنها إقتبست الكثير من عقائد تلك الأديان أيضا. وهذه بعض الأمثلة:
1- الإله الوثني الروماني أتيس Attis ولد من عذراء نانا Nana وكان الرومان يحتفلون بميلاده في 25 ديسمبر!!! وقد ضحى بنفسه وصلب على شجرة من أجل خلاص البشرية ومات في 25 مارس وبعد ذلك هبط إلى الجحيم لمدة ثلاثة أيام. وفي يوم الأحد قام كإله الشمس في الموسم الجديد. وأتباع هذا الإله وضعوا صورة له على شجرة في يوم “الجمعة الأسود” وحملوها في موكب إلى المعبد. وكانوا يأكلون جسده رمزيا في صورة خبز!!
وبنظرة سريعة على تلك الديانة الوثنية وعقيدتها وطقوسها لوجدناها مطابقة للنصرانية من فداء وصلب وخلاص وقيامة وتناول جسد الإله.
2- الإله الوثني اليوناني ديونيسس Dionysus وهو إله مخلص آخر كان يحتفل بميلاده في 25 ديسمبر. وكان يعبد أيضا في مناطق كثيرة من الشرق الأوسط وكان له مركز للعبادة في القدس. في القرن الأول قبل الميلاد. وكان يؤكل لحمه ودمه رمزيا في هيئة خبز وخمر وكان يعتبر إبن الإله الأب زيوس Zeus.
وكما نرى، فهناك تشابه واضح بين تلك الديانة الوثنية والنصرانية من بنوة لله وأكل لحم ودم الإبن في هيئة خبز وخمر كما في سر التناول بالنصرانية. وقد أكد كثير من المؤرخين أن لهذه الديانة تأثير واضح على النصرانية وأن النصرانية إقتبست سر التناول منها.
3- الإله الوثني المصري أوزوريس Osiris هو إله مخلص عبده المصريون القدماء وكان يسمى رب الأرباب، ملك الملوك، إله الآلهة، القيامة والحياة، الراعي الصالح، الإله الذي جعل الرجال والنساء ولدوا ثانية (born again)...!!! ويأكل أتباع أوزوريس جسده رمزيا في هيئة كعكة من القمح. وقد وجدت الكثير من الأقوال المرتبطة بأوزوريس في الكتاب المقدس منها المزامير 23. وكان يتم الإحتفال بميلاد أوزوريس في يوم 25 ديسمبر في الإمبراطورية الرومانية خلال القرن الأول قبل الميلاد.
4- الإله الوثني الفارسي ميثرا Mithra (إله الشمس التي لا تقهر) وهو إله مخلص آخر إنتشرت عبادته في الإمبراطورية الرومانية وكانت الديانة المنافسة للنصرانية حتى القرن الرابع وكانوا يؤمنون أنه ولد في يوم 25 ديسمبر ويعتبرونه أقدس ايام السنة. وكان يؤمن بعض أتباع تلك الديانة أنه ولد من عذراء. ويؤمنون كذلك أنه كانت له معجزات كثيرة وأنه شفى المرضى وأخرج الشياطين. وأنه إحتفل بعشاء أخير مع 12 من تلاميذه وأنه صعد للسماء في وقت الإعتدال الربيعي (21 مارس)!!
5- كان البابليون يحتفلون بمهرجان إنتصار إله الشمس في 25 ديسمبر.
وطبعا نلاحظ التشابه الواضح بين النصرانية وهذه الديانات الوثنية. وكذلك التشابه الواضح بين الآلهة الوثنية وأنها أبناء الإله الأب وبين يسوع إبن الله في النصرانية!!!
وإحتفلت الإمبراطورية الرومانية بمهرجان زحل Saturnalia في الفترة من 17 إلى 23 ديسمبر. وفي القرن الثالث دمج الإمبراطور الروماني أورليان Aurelian مهرجان زحل مع العديد من الإحتفالات بميلاد العديد من الآلهة المخلصة من ديانات وثنية مختلفة في يوم واحد مقدس وهو 25 ديسمبر.
وجاء القرن الرابع وأراد الإمبراطور الروماني قسطنطين توحيد الإمبراطورية الرومانية تحت مظلة دين واحد كوسيلة لإحكام سيطرته عليها. ووقع إختيار قسطنطين على النصرانية ـ بالرغم أنه لم يتم تعميده إلا في مرض الموت ـ وحاول توحيد عقائدها المختلفة عن طريق مجمع نيقية عام 325م. وإختارت الكنيسة يوم 25 ديسمبر يوما لميلاد يسوع كمحاولة لنشر النصرانية الناشئة عن طريق تبني واستيعاب التقاليد والأعياد الوثنية السائدة وقتها. وقد ساهم هذا في تحول شعوب الإمبراطورية الرومانية إلى النصرانية حيث كان دين الشعب هو دين الملك ومن يخالف ذلك يتعرض للقتل والحرق.
ولم تتخلى الإحتفالات النصرانية عن المظاهر الوثنية ومنها شجرة الكريسماس التي تعود جذورها للعديد من الديانات الوثنية. وكذلك الإحتفالات الصاخبة في الكنائس والشوارع والتي تكون مصحوبة بشرب الخمور والرقص والغناء والمجون!!!
وقد يسأل معترض…
ما المشكلة أن يكون يسوع قد ولد في 25 ديسمبر؟
الكتاب المقدس لم يذكر تاريخا محددا لولادة يسوع أو أنه ولد في الشتاء. وعلى العكس من ذلك، يثبت الكتاب المقدس أن يسوع ولد في أي موسم آخر إلا الشتاء. فقد ذكر إنجيل لوقا الإصحاح الثاني:
(7 فولدت ابنها البكر وقمطته واضجعته في المذود اذ لم يكن لهما موضع في المنزل 8 وكان في تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم)
ومعناها أن الرعاة كانوا يبيتون في المراعي لحراسة قطعانهم ليلا. وطبعا هذا لا يمكن أن يحدث في الشتاء حيث يتم نقل القطعان إلى داخل الحظائر خاصة في الليل. وقد ذكر التلمود أن الرعاة كانوا يأخذون قطعانهم إلى المراعي خلال الشهور الدافئة من شهر مارس حتى شهر نوفمبر وحينها يتم وضعهم داخل الحظائر خلال موسم الأمطار.
ويمكن أيضا إستخدام نصوص الكتاب المقدس (لوقا 5:1، كورونثوس الأولى 24:15، لوقا 23:1، لوقا 24:1، لوقا 36:1، لوقا 31:1) لإستنتاج أن يسوع ولد في الخريف بعد 6 أشهر من ولادة يوحنا الذي ولد في الربيع.
ويبقى سؤال آخر وهو…
في أي عام ولد يسوع؟
تشير جميع الدلائل التاريخية أن ميلاد يسوع كان في بين عامي 4 إلى 7 قبل الميلاد!! وقد إعتمد المؤرخون في ذلك على أحداث تاريخية ثابتة مثل ما ورد في لوقا 5:1 (كان في ايام هيرودس ملك اليهودية كاهن اسمه زكريا من فرقة ابيا وامرأته من بنات هرون واسمها اليصابات). ومن المعروف أن هيرودس مات في العام الرابع قبل الميلاد مما يعني أنه من المستحيل أن يكون يسوع قد ولد بعد عام 4 قبل الميلاد. هذا يثبت أن يسوع ـ إله النصارى ـ كان طفلا يبلغ من العمر أربعة أو خمسة أعوام على الأقل في العام الأول الميلادي!!!
كما رأينا، فإن النصرانية إقتبست عقيدتها وأهم أعيادها من الديانات الوثنية المعروفة وقتها في الإمبراطورية الرومانية. ولم تحارب الوثنية من أجل نشر عقيدة التوحيد، بل إستوعبت وأدمجت في عقيدتها الكثير من تلك الوثنيات لتحظى بقبول أكثر حتى يتم توحيد الإمبراطورية الرومانية كما أراد قسطنطين. وحتى يومنا هذا تحاول النصرانية التلون والإقتباس من الأديان الأخرى كمحاولة لتقريب أتباع الأديان الأخرى لها. فنجد أنهم يصورون يسوع كشخص أسود في افريقيا وشخص أصفر في الصين ولا يمانعون تعدد الزوجات عند القبائل الأفريقية. ونجد في نصارى العرب أنهم إقتبسوا من الإسلام لفظ الجلالة الله والذي لا يوجد بالكتاب المقدس. وكذلك نجدهم يستخدمون كلمة آية للتعبير عن أعداد الكتاب المقدس بالرغم أنها لفظة إسلامية قرآنية. والأكثر من ذلك أنهم أطلقوا إذاعة تبث الإنجيل بنفس إسلوب تلاوة القرآن الكريم وأصدروا ترجمة للكتاب المقدس تستخدم التعبيرات الإسلامية وتستبدل مثلا يسوع بعيسى وهكذا. والأغرب من ذلك كله هو محاولتهم ـ عن طريق التدليس ولي عنق النصوص ـ إثبات عقيدتهم وألوهية يسوع من القرآن الكريم!!! وغير ذلك الكثير من الأساليب الملتوية…
وكل هذه الأساليب الملتوية والنفاق تعتمد على نص صريح لبولس ـ المؤسس الحقيقي للنصرانية ـ حيث يقول أنه ينافق البشر لينشر تعاليمه وهذا ورد في كورنثوس الأولى الإصحاح التاسع:
(19 فاني اذ كنت حرا من الجميع استعبدت نفسي للجميع لاربح الاكثرين. 20 فصرت لليهود كيهودي لاربح اليهود. وللذين تحت الناموس كاني تحت الناموس لاربح الذين تحت الناموس. 21 وللذين بلا ناموس كاني بلا ناموس. مع اني لست بلا ناموس الله بل تحت ناموس للمسيح. لاربح الذين بلا ناموس. 22 صرت للضعفاء كضعيف لاربح الضعفاء. صرت للكل كل شيء لاخلّص على كل حال قوما. 23 وهذا انا افعله لاجل الانجيل لاكون شريكا فيه)

وقد إستخدموا هذا الإسلوب منذ بداية النصرانية وحتى يومنا هذا


لقراءة المزيد
Christmas
Christmas - An Ancient Holiday
WHY THE CHURCH PICKED DEC-25 FOR JESUS’ BIRTHDAY
THE CHRISTMAS STORY: WHEN WAS JESUS BORN?
Why December 25
Italian Scientist Links Christmas to Ancient Pagan Celebration
INFLUENCE OF ATTIS UPON CHRISTIANITY
The Christmas Cycle
Christmas and the Council of Nicea
What Does the Catholic Church Teach About Christmas and the Holy Days?
Christmas past and present in the church
1st Christmas celebration on Dec. 25 tied to pagan shrine in Rome
بولس الرسول .. مؤسس المسيحية (1)
الجزء الأول : الشخصية
المسحاء [1] .. والأنبياء الكذبة
دكتور مهندس / محمد الحسيني إسماعيل

حول المزيد من ترهيب الفرد المسيحي من الفكر الإسلامي .. يقول الدكتور القس إكرام لمعي [2] ( رئيس المجمع الأعلى للكنيسة الإنجيلية بمصر .. ومدير كلية اللاهوت الإنجيلية بالقاهرة سابقا ) ..
[ .. في مقابل الكنيسة يقف إبليس جامعا كل أعوانه وقواه بهدف إضلال البشر ، ويعتمد في تضليله على الأنبياء الكذبة : " فيضل الساكنين على الأرض بالآيات التي أعطى أن يضعها أمام الوحش " ( رؤيا 13 : 14 ) . وأيضا سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة .. وبهذا يمكننا القول بأن المعركة ستكون في مجال الفكر ، وذلك بقيام دعوة إضلال يحاول إبليس من خلالها إضلال الأمم ]
( انتهى )
فكما نرى من هذا الخطاب ؛ أن إبليس سوف يعتمد على المسحاء والأنبياء الكذبة في إضلال العالم المسيحي . فإذا أضفنا إلى هذا الفكر .. أن المسيحية لا تعترف بمحمد ( صلى الله عليه وسلم) رسولا أو نبيـا .. فيكون معنى هذا أن محمدا ( صلى الله عليه وسلم ) يندرج ضمن قائمة الأنبياء الكذبة ..!!! ومن جانب آخر ؛ إذا صرح الدكتور القس ـ إكرام لمعي ـ وقال : أن المعركة سوف تكون ” معركة فكرية “ أيضا .. فإن معني هذا : أن سلسلة كتب الكاتب ـ وكذا القرآن المجيد ـ سوف تندرج جميعا ضمن دعاوى الشيطان الفكرية لإضلال العالم المسيحي ..!!!
وعندما سألت الدكتور إكرام لمعي .. صراحة : هل محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ـ من منظور الكنائس المختلفة ـ يصنف من ضمن الأنبياء الكذبة ..؟!!! أطرق قليلا ثم أجاب إن بعض الكنائس تعتبره هكـذا .. وخصوصا الكنائس الأمريكية .
فقلت له ربما لهم بعض العذر لأنهم لا يتكلمون العربية ولا يفهمون معاني القرآن .. فما موقفكم أنتم .. وأنتم تتكلمون العربية .. وأقدر على فهم الدين الإسلامي منهم ..؟!!! ( صيغة الجمع التي أتبناها معه في الحوار .. لا أقصد بها سوى أنه يتكلم بالنيابة عن شعب الكنيسة الإنجيلية بحكم منصبه ) فكان جوابه .. بأنه يمكن اعتبار ” محمد ” نبي خاص بقوم معينين .. أي نبي خاص بقبيلة : ” قريش ” أو العرب ..!!!
وبغض النظر عن عالمية الدين الإسلامي ومحلية الدين المسيحي ( بمعنى قصر رسالة السيد المسيح على اليهود فقط ) .. فإن مثل هذا الرد هو رد دبلوماسي .. وليس ردا دينيا يعبر عن حقيقة فكر الكنيسة .. تجاه محمد ( صلى الله عليه وسلم) . فكيف يكون الرسول محمد ( صلى الله عليه وسلم ) مُرْسلا من قِبَل ” المسيح الإله ” أو من قِبَل الثالوث القدوس : الآب والابن والروح القدس .. إلى العرب .. ولا يقول بهذه المعاني لهم ..!!! بل ويحكم بكفر كل من يقول بهذا الثالوث القدوس .. إلا إذا كان محمد مُرْسلا من قِبَل إله آخر غير إله المسيحية ..!!! ولما كانت الكنيسة لا تعترف بوجود إله آخر غير المسيح الإله .. فلابد وأن تدرج محمدا ( صلى الله عليه وسلم ) ضمن قائمة الأنبياء الكذبة ..!!!
وفلسفة الدكتور القس إكرام لمعي في الخطاب الديني المسيحي .. تعتمد أساسا ـ كما سبق وأن بينت في كتابات سابقة ـ على جهل السامع المسيحي أو المتلقي أو المستمع بصفة عامة . فهو الذي يقول [3] : أن الخطيب هو قوام التعليم الديني المسيحي .. والمستمع هو النتيجة .. وأن الخطيب يسلب المستمع حقه الإنساني في أن يقدم رأيه وفكره .. كما يفقده القدرة على الحوار . ولهذا يخاف الخطيب على المستمع من الحرية الفكرية كما يرى أن الوعي الناقد يزلزل الأتباع . ولهذا يصف السلطة الأبوية والتكنيك الخطابي المسيحي بصفات كثيرة نذكر منها الصفات التالية :
• الخطيب يعرف كل شيء والمستمع لا يعرف .
• الخطيب يفكر والمستمع لا يفكر .
• الخطيب يختار ويفرض اختياره والمستمع يذعن .
• الخطيب يتصرف والمستمع يعيش في وهم التصرف من خلال عمل الخطيب .
وبهذه المعاني ؛ يرى الدكتور القس إكرام لمعي .. أن الخطيب ـ في الفكر المسيحي ـ هو الذي يملك زمام الأمور .. وهو المهيمن الذي يسيطر على فكر المتلقي أو الفرد المسيحي وبالتالي يملك الخطيب المسيحي القدرة على القيام بعمليات غسيل المخ المنظمة للفرد المسيحي حيث يضع أو يبث في عقل الفرد المسيحي ما يشاء من أفكار هو يرغبها .. ومن ضمنها الترهيب من الفكر الإسلامي .. والإيمان بالعقيدة الألفية السعيدة .. ومقدمتها الضرورية الخاصة بإبادة شعوب العالم الإسلامي .. ومحو الإسلام من الوجود .
والمعروف أن المسيحية بشكلها الحالي قد شكلتها قرارات المجامع الكنسية ـ على طول تاريخ الكنيسة ـ مستندة في ذلك إلى رسائل بولس الرسول فقط .. ولهذا يطلق عليها عادة : “مسيحية بولس” وليست : ” مسيحية المسيح “ [4] . ولهذا يحذر السيد المسيح قومه من الأنبياء الكذبة التي سوف تأتي من بعده ليحرفوا رسالته فيقول لهم ..
[ (15) احترزوا من الأنبيـاء الكذبـة الذين يأتونكم بثياب الحملان ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة (16) من ثمارهم تعرفونهم . هل يجتنون من الشوك عنبا أو من الحسك تينا (17) هكذا كل شجرة جيدة تصنع أثمارا جيدة . وأما الشجرة الردية فتصنع أثمارا رديّة ] [5]
( الكتاب المقدس : إنجيل متى : {7} : 15 - 16 )

وربما لا ينطبق هذا التحذير بمعناه الحرفي على أحد .. بقدر ما ينطبق على بولس ( الرسول ) نفسه .. كما سنرى ذلك في الفقرات التالية ..

شاول ( الحاخام اليهودي ) .. أو بولس الرسول ..
بولس الرسول ( 3 م. ـ 62 م. ) : واسمه العبري ” شاول “ .. كان مواطنا رومانيا يهوديا .. ولد في العام الثالث بعد الميلاد في مدينة : ” طرسوس [6] : Tarsus ” .. بجنوب تركيا من أبوين يهوديين من نسل إبراهيم . وكان أبوه فريسيا من سبط بنيامين ابن يعقوب ( أي إسرائيل ) ( رومية 11 : 1 ) . وكان بولس لا يؤمن بألوهية المسيح . كما كان لا يرى في أتباع المسيح سوى خطرا دينيا وسياسيا على الدولة . لذا قام باضطهادهم بقسوة بالغة وطاردهم داخل وخارج أورشليم ( القدس ) .
وفي طريق رحلته من أورشليم إلى دمشق .. للقبض على المسيحيين الفارين من أورشليم قال : بأن المسيح قد تراءى له وقاده إلى الإيمان بـه ( سفر أعمال الرسل 22 : 1 - 11 ) ومنذ ذلك التاريخ عمل بولس في نشر الديانة المسيحية .. حيث كتب أربعة عشر رسالة ( هذا بفرض أنه كاتب الرسالـة إلى العبرانيين ) .. والتي تم ضمها جميعا إلى الكتاب المقدس .. واتخذت أساسا فيما بعد ـ من خلال قرارات المجامع الكنسية المسكونية ـ لتشكيل الديانة المسيحية بشكلها الحالي .. والتي وصلت إلى حد نسبة الديانة المسيحية نفسها إلى بولس .. ولهذا أطلق عليها لقب ” مسيحية بولس ” .
وتنقل بولس في أثناء تبشيره بالديانة المسيحية .. إلى عدة دول ( منها : قبرص ، إنطاكية ، أورشليم ، سوريا ، روما ) إلى أن قتل في روما في : 22 فبراير عام 62 م. [عن : موسوعة الإنكارتا ] . ويوجـد رأي آخر يقول بأنه استشهد في حريق روما أيام نيرون في يوليو 64 م. [ عن : قاموس الكتاب المقدس . كما قال القاموس ـ أيضا ـ بالرأي السابق التي قالت به الموسوعة ] .
وكانت مدينة ” طرسوس ” التي نشأ فيها بولس مركزا هاما للعلم و ” للفلسفة الرواقية : Stoicism “ .. التي ركزت تعاليمها على الأخلاق كما نادت بوحدة الوجود . وقد ظهر تأثير هذه الفلسفة في كثير من تعبيرات بولس عن المبادئ المسيحية .. كما قال بهذا قاموس الكتاب المقدس ( ص : 196 ) . وهو ما يعني أن بولس كان ذا خلفية ثقافية ملمة بالفلسفة اليونانية إلى جانب إلمامه بالثقافة اليهودية ( العهد القديم ) .. بحكم كونه يهوديا .
ونبدأ بتقديم بولس ( Paul ) لنفسه في رسالته إلى أهل رومية ( أي إلى أهل روما ) .. فنجده يقول ..
[ (1) بولس عبد ليسوع المسيح المدعو رسولا ( apostle ) المُفْرَزِ ( separated ) لإنجيل الله ]
( الكتاب المقدس : رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 1 : 1 )
ونلاحظ في هذا النص أن تعبير ” المدعو رسولا “ تعني أن لفظ : ” رسول ” .. هو لفظ أو لقب اختاره بولس لنفسه ولا يعني أنه ” رسول ” بالمعنى الحرفي للكلمة مثل موسى ( عليه السلام ) . وربما الكلمة الإنجليزية ( apostle ) والتي تعني ” حواري ” وليس نبيا ـ كما تأتي في نسخة الملك جيمس الإنجليزية ـ هي كلمة أكثر دقة في وصف طبيعة بولس على أنه حواري وليس رسولا .
ويقول التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ( ص : 2373 ) عن معنى هذه الفقرة :
[ عندما آمن بولس ، اليهودي المتعصب الذي كان يضطهد المسيحيين ، استخدمه الله لنشر الإنجيل في كل العالم .. ] ( انتهى )
وهكذا ؛ لم تكن لبولس أي رسالة خاصة .. بل تركزت كل مهمته ( وفي حدود فهمه ) على التبشير أو نشر الإنجيل كما يفهمه .. كما يقول هو بهذا أيضا ..
[ (19) بقوّة آيات وعجائب ، بقوة روح الله . حتى إني من أورشليم وما حولها إلى الليريكون ( مقاطعة إليريكون ) قد أكملت التبشير بإنجيل المسيح . ]
( الكتاب المقدس : رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 15 : 19 )
ويتأكد هذا المعنى أيضا في النص التالي ..
[ (16) أقول أيضا لا يظن أحد أنى غبي . وإلا فاقبلوني ولو كغبي لافتخر أنا أيضا قليلا . (17) الذي أتكلم به لست أتكلم به بحسب الرب بل كأنه في غباوة في جسارة الافتخار هذه ]
( الكتاب المقدس : رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 11 : 16 - 17 )
وكما نرى ؛ هو نص يقطع بأن بولس ( Paul ) .. ليس رسولا أو نبيـا بل يحاول دخول منتدى الأنبياء .. بدون وحي ..!!! فبولس يعترف صراحة بأن .. [ .. الذي أتكلم به لست أتكلم به بحسب الرب بل كأنه غباوة .. ] .. أي أن كلامه ليس وحيا .. بل مجرد ” غباوة ” منه وله الحق في أن يفتخر بهذه الغباوة .. كما في الترجمة الحديثة لنفس هذا النص ..
[ (16) أقول مرة أخرى : لا يظن أحد أنى غبي وإلا ، فاقبلوني ولو كغبي . كي أفتخر أنا أيضا قليلا . ]
( الكتاب المقدس ـ كتاب الحياة : رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 11 : 16 )
ويحاول بولس أن يرفع من شأن نفسه .. بادعائه بأنه ليس أقل من الرسل المتميزين في شيء على الرغم من أنه لا قيمة له .. وعلى الرغم من غبائه الذي يفتخر به صراحة ..
[ (11) قد صرت غبيا وأنا افتخر . أنتم ألزمتموني لأنه كان ينبغي أن أُمدح منكم إذ لم انقص شيئا عن فائقي الرسل وإن كنت لست شيئا . ]
( الكتاب المقدس : رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 12 : 11 )
وربما الترجمة الحديثة لهذا النص أكثر وضوحا لهذا المعنى ..
[ (11) ها قد صرت غبيا ! ولكن أنتم أجبرتموني ! فقد كان يجب أن تمدحوني أنتم ، لأني لست متخلفا في شيء عن أولئك الرسل المتفوقين ، وإن كنت لا شيء ]
( الكتاب المقدس ـ كتاب الحياة : رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 12 : 11 )
فكما نرى ؛ أن بولس يعترف بغبائه صراحة .. ومع ذلك يحـاول كسب إطـراء ومديح الناس [ .. فقد كان يجب أن تمدحوني .. ] . ويرى ـ وفي حدود فهمه القاصر ـ أنه لا يقل عن الرسل في شيء ..!!! وليس هذا فحسب .. بل يتكلم ـ بولس ـ أحيانا كمختل العقل عندما يحاول أن يبين أنه أهم وأفضل خدام المسيح .. لأنه احتمل الكثير ..
[ (22) أهم عبرانيون فأنا أيضا . أهم إسرائيليون فأنا أيضا . أهم نسل إبراهيم فأنا أيضا (23) أهم خدام المسيح . أقول كمختل العقل . فأنا أفضل . في الأتعاب أكثر . في الضربات أوفر . في السجون أكثر . في الميتات مرارا كثيرة .]
( الكتاب المقدس : رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 11 : 23 )
ولا يصح القول أن بولس اضطر إلى أن يقول هذا لأن الناس تشككت في رسالته كما يقول قداسة البابا شنودة الثالث [7] ..!!! ففي جميع الأحوال لا يصح للرسول أن يتكلم كمختل العقل .. فكيف تثق الناس في من يتكلم كمختل العقل ..؟!!!
وكان بولس يرى أنه ليس متخلفا ـ في أي شيء ـ عن الرسل المتفوقين أو المتميزين على الرغم من تصريحه بأنه غبي ولا يساوي شيئا ..!!! بل ومازال ـ بولس ـ يعتقد في هذا .. على الرغم من عاميته في الكلام ..
[ (5) لأني أحسب أني لم انقص شيئا عن فائقي الرسل ( الرسل المتفوقين ) . (6) وإن كنت عاميا في الكلام فلست في العلم بل نحن في كل شيء ظاهرون لكم بين الجميع . ]
( الكتاب المقدس : رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 11 : 5 )
ويسعى بولس إلى كسب الناس بأي ثمن .. حتى وإن تنازل عن مسيحيته حين يقول ..
[ (19) فإني إذ كنت حرا من الجميع استعبدت نفسي للجميع لأربح الأكثرين ( أي : لكي أربح أكبر عدد منهم ) . (20) فصرت لليهود كيهودي لأربح اليهود . وللذين تحت الناموس ( الشريعة ) كأني تحت الناموس لأربح الذين تحت الناموس (21) وللذين بلا ناموس ( أي : بلا شريعة ) كأني بلا ناموس ( أي : بلا شريعة ) . مع أني لست بلا ناموس الله بل تحت ناموس للمسيح لأربح الذين بلا ناموس . ]
( الكتاب المقدس : رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 9 : 19 - 21 )
وهو نص يعكس فلسفة بولس بصفة عامة .. فهو يتلون بأي لون .. وبأي ديانة في سبيل كسب إعجاب النـاس وإطرائهم ( وللذين بلا ناموس أي بلا شريعة .. كأني بلا ناموس أي بلا شريعة ) فهو يريد أن يربح الجميع بأي ثمن .. حتى وإن اعتنق الوثنية ..!!!
وبديهي ؛ مثل هذا الفكر لا يمكن أن يكون وحيا بأي حال من الأحوال . فالوحي الإلهي الصادق ( العهد الحديث ) يجب أن يكون مستقلا عن قبول ورفض الناس للرسول . فما على الرسول إلا البلاغ بالدين الحق فحسب سواء قبل به الآخرون أم رفضوه .. فلا يحق للرسول أن يتلون مع الجماعات وإلا فقد الدين ( أو البلاغ الإلهي ) مغزاه .. وهذا هو القول الإلهي الفصل للرسول الكريم ..
{ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقَدْ أَبْلَغْتُكُم مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (57) }
( القرآن المجيد : هود (11) : 57 )
أي فإن تولوا .. أي إن أعرضوا عن الرسول ( أي رسول أو نبي ) .. فيقول لهم : لقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم . فإن أخذتم به فهو حظكم .. وإن تركتوه فسوف يستخلف الله ( U ) قوما غيركم يأخذوا به .. ولا تضرونه شيئا بتركم له . وتتوالى الآيات في القرآن المجيد ( العهد الحديث ) لتبين أن عند إعراض الناس عن الرسول .. فليس له دور سوى البلاغ ..
{ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ (82) }
( القرآن المجيد : النحل (16) : 82 )
ويتناهى الفكر الرياضي والإحكام الصياغي .. لهذه المعاني .. في قوله تعالى ..
{ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنتُكُمْ عَلَى سَوَاء وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَم بَعِيدٌ مَّا تُوعَدُونَ (109) إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ (110) وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (111) قَالَ رَبِّ احْكُم بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (112) }
( القرآن المجيد : الأنبياء (21) : 109 - 112 )
{ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنتُكُمْ عَلَى سَوَاء .. } .. أي إن أعرضوا عنك فقل لهم سنفترق ـ الآن ـ بعد أن تساوينا في معرفة الحق .. ليحملوا أوزارهم كاملة . وأرجو من رجال الدين المسيحي مقارنة هذه الصياغة .. بالصياغة الهابطة التي قال بها بولس الرسول .. الغبي .. المتلون .. المنافق .. الذي يتكلم كمختل العقل .. على حد تعبيره ووصفه لنفسه ..!!! وترد كلمة ” تولوا “ في القرآن المجيد 33 مرة .. لتحمل من المعاني .. ما تجعلنا نخر سجدا وبكيا لله ( سبحانه وتعالى ) .. لا نوفيه حق جلاله ..!!!
إذن ؛ فرسالة الرسول تنحصر في تنفيذ الأوامر الإلهية فحسب وعليه تنفيذها بخشوع يصل إلى حد زلزلة النفس والجسد معا .. كما جاء في قول الله تعالى لرسوله الكريم ..
{ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94) }
( القرآن المجيد : الحجر (15) : 94 )
وهو أمر يزلزل كيان الرسول وتابعيه .. ويعجز الفكر واللسان عن شرح معناه .. { فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ .. } حيث لا يمكن فهم هذا المعنى .. إلا بربطه بقوله تعالى عند وصف تأثير نزول القرآن المجيد على الجبال ..
{ لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (94) }
( القرآن المجيد : الحجر (15) : 94 )
واترك لرجال الدين المسيحي التأمل و {.. لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } في هذه المعاني ..!!!
والسؤال الآن ؛ هل كان محمد ( صلى الله عليه وسلم ) يسعى لمجد شخصي أو كسب الآخرين .. كما كان بولس يسعى لذلك ..؟!!! فها هو قول الحق تبارك وتعالى له في قرآنه المجيد ( العهد الحديث ) ..
{ قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (47) }
( القرآن المجيد : سبأ (34) : 47 )
فكما نرى أن أجر الرسول هو على الله ( سبحانه وتعالى ) .. أما الفرد الذي آمن فأجره لنفسه .. فهو المستفيد الأول والأخير من إيمانه بنيله الخلاص المأمول .. بتحقيق الغايات من خلقه والذي يتلخص في : الإيمان المبني على العقل .. أي ” الإيمان العاقل ” .. والعمل بالشريعة ( أي ضرورة القيام بالأعمال الصالحة ) . والعمل بالشريعة ليس بدعا .. بل هي أوامر وأحكام الله ( سبحانه وتعالى ) الواجب اتبـاعها لكل من يؤمن به .. على طول رسالاته . فهذا قوله تعالى لموسى ( عليه السلام ) ..
[ (16) هذا اليوم قد أمرك الرب إلهك أن تعمل بهذه الفرائض والأحكام ( الشريعة ) فاحفظ واعمل بها من كل قلبك ومن كل نفسك ]
( الكتاب المقدس : تثنية 26 : 16 )
ونعود مرة أخرى .. إلى بولس الرسول ( أو بولس الحواري ) فنجده يحاول ـ كذلك ـ نفي تهمة الكذب عن نفسه في رسائله المختلفة ..
[ (31) الله أبو ربنا يسوع المسيح الذي هو مبارك إلى الأبد يعلم أنى لست أكذب . ]
( الكتاب المقدس : رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 11 : 31 )
[ (20) والذي اكتب به إليكم هو ذا قدّام الله أنى لست أكذب فيه . ]
( الكتاب المقدس : رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 1 : 20 )
[ (7) .. الحق أقول في المسيح ولا أكذب . معلّما للأمم في الإيمان والحق ]
( الكتاب المقدس : رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تيموثاوس 2 : 7 )
وهكذا ؛ يتوالى دفاع بولس ( الرسول ) عن نفسه على طول رسائله .. بأنه لا يكذب ..!!! تماما ؛ كما كان دائم الدفاع عن غبائه على النحو الذي رأيناه في النصوص السابقة ..!!! كما كان بولس يطلب دائما من الناس احتمال غبائه ..
[ (1) ليتكم تحتملون غباوتي قليلا . بل أنتم محتملي ]
( الكتاب المقدس : رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 11 : 1 )
وليس أدل على أن الرسالة من منظور بولس هي مجرد تنافس ومزاحمة في تفسير النصوص مع آخرين .. من النص التالي ..
[ (12) ولكن ما أفعله سأفعله لأقطع فرصة الذين يريدون فرصة كي يوجَدوا كما نحن أيضا في ما يفتخرون به (13) لأن مثل هؤلاء هم رسل كذبة فعلة ماكرون مغيرون شكلهم إلى شبه رسل المسيح ]
( الكتاب المقدس : رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 11 : 12 - 13 )
ولهذا يرمي بولس ـ دائما ـ الآخرين بالكذب .. وبأنهم رسل كذبة .. والغرض النهائي من هذا كله ـ من وجهة نظره ـ هو التفاخر .. وتحقيق الذات ( Self actualization ) بالمفهوم العصري ..!!! وهكذا ؛ لم تكن الرسالة من منظور بولس سوى صراع فكري مع الآخرين لتحقيق ذاته .. [ .. ما أفعله سأفعله لأقطع فرصة الذين يريدون فرصة كي يوجَدوا كما نحن أيضا في ما يفتخرون به ] .
فهذا هو بولس الحواري ( وليس الرسول ) في عجالة سريعة .. الرجل الذي شكل العقيدة المسيحية التي نراها الآن .. وهذا هو وصفه لنفسه ولصفاته [8] . والآن ؛ هل يوجد رسول يقول لقومه : ها قد صرت غبيا .. وأنتم أجبرتموني على هذا الغباء ..؟!!! وليتكم تحتملون غباوتي ..!!! وإني أتكلم كمختل العقل ..!!! كما كان يحاول أن يبين بأنه لا يقل عن الرسل في شيء .. [ لست متخلفا في شيء عن أولئك الرسل المتفوقين ] حتى وإن كان لا قيمة له .. [ وإن كنت لا شيء ] .. أي أن الرسل لا قيمة لهم ..!!! كما كان يدافع عن نفسه دائما وبأنه لا يكذب [ .. أنى لست أكذب ] .
كما كان يسعى إلى كسب المجد الشخصي .. [ .. فقد كان يجب أن تمدحوني ] .. ويتلون في نفاق الناس لكسبهم .. إلى حد التظاهر بالوثنية ( وللذين بلا ناموس .. أي بلا شريعة كأني بلا ناموس .. أي بلا شريعة ) .. أي هو يريد أن يربح الناس بأي ثمن إلى حد التظاهر بأنه وثني .. وكافر .. وبلا شريعة ..!!! فهـل يمكن أن تكون هذه شخصية رسول ..؟!!! سبحان الله ..
{ .. أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ (78) }
( القرآن المجيد : هود (11) : 78 )
[ رشيد : عاقل .. ]
ومـاذا يوجد في المقابل في الدين الإسلامي ..؟ ففي الوحي الإلهي الصادق ( العهد الحديث ) يصف المولى ( سبحانه وتعالى ) .. رسالة محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ..
{ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) }
( القرآن المجيد : النجم {53} : 3 - 5 )
وأرجو من رجال الدين المسيحي إعادة قراءة هذه الآيات الكريمة عدة مرات حتى يمكنهم إدراك معناها .. وهل تنبه رجال الدين المسيحي إلى أن الرسول يجب أن : لا ينطق عن الهوى .. إن هو إلا وحي يوحى .. وأن الدين علم : { عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى } .. وليس خرافات وأساطير وجهل وغباء .. وسعي لتحقيق الذات ..!!!
وبالمناسبة .. لم ترد ذكر كلمة ” وحي “ في رسائل بولس إلا مرة واحدة ( رومية 11 : 4 ) وهو يتكلم عن ” إيليا النبي ” .. وليس عن نفسه . فهل تنبه إلى هذا المخدوعون ..؟!!!
فالرسول يجب أن يقوده الوحي الإلهي الصادق في كل ما ينطق به .. كما جاء في قوله تعالى عن رسالة محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ..
{ .. إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ (50) }
( القرآن المجيد : الأنعام {6} : 50 )
أود أن يقرأها المخدوعون عدة مرات حتى ينتبهوا لحقيقة ما يؤمنوا به .. وحقيقة الوحي الإلهي الصادق . فالقضية الدينية ـ إذن ـ هي قضية علمية يجب أن يسودها العقل والمنطق .. وليست قضية يسودها الجهل والغباء : ) .. أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ } ..!!!

وقفة عقلانية ..
كما رأينا ـ من الفقرات السابقة ـ أن بولس لم يكن سوى أحد الذين بشروا بالإنجيل .. أي إنه كان واحدا من المفسرين الأوائل للإنجيل ( أو للأناجيل ) فحسب . واعترف هو بذلك صراحة كما اعترف بأنه لم يكن يتكلم عن وحي جاء إليه من السماء .. بل كان يتكلم عن ثقافة شخصية يدين بها لثقافة عصره ( وبغض النظر عن غبائه باعترافه الشخصي ) ..!! والمعروف ـ الآن ـ أن بولس كتب أربعة عشر رسالة ( هذا بفرض أنه كاتب الرسالـة إلى العبرانيين ) وقد تم ضمها جميعا إلى الكتاب المقدس واتخذت هذه الرسائل فيما بعد ـ من خلال قرارات المجامع المسكونية ـ الأساس الكامل لتشكيل الديانة المسيحية بشكلها الحالي . فبولس هو الذي قرر ألوهية المسيح .. وهو الذي قال ببنوة المسيح الحقيقية ( التثليث ) .. وهو الذي قال بالخطيئة الأصلية .. وهو الذي قال بالإيمان في الفداء والصليب .. إلى آخره . وهكذا ؛ نسبت الديانة المسيحية نفسها إلى بولس وليس إلى المسيح ..!!!
والسؤال الآن :
أولا : كيف ساغ لرجال الدين المسيحي القيام بضم تفاسير بولس ( أي رسائل بولس ) إلى الأناجيل ( هذا بغض النظر عن صحتها ) .. واعتبار هذه التفاسير ( أي الرسائل ) جزءا أصيلا ومكملا أو متمما للديانة المسيحية نفسها ..؟!!!
ثانيا : كيف ساغ لرجال الدين المسيحي اعتبار رؤية بولس للمسيحية هي الرؤية الوحيدة والصحيحة للديانة المسيحية .. وفرضها على الجميع بالقوة ( وهي الرؤية التي شكلت الديانة المسيحية فيما بعد ) . بل وحرمت هذه الرؤية الآخرين من رؤية المسيح على حقيقته [9] ..؟!!!
ثالثا : هل صدقت رؤية بولس في فهم وتفسير الديانة المسيحية ..؟!!! وهو ما تم الإجابة عليه في كتابات الكاتب السابقة ؛ والتي انتهت إلى نقل المسيحية من حيز العقل إلى حيز الأسطورة والخرافة ..!!!
ونلاحظ هنا ؛ لو قام رجال الدين الإسلامي باتباع نفس هذا المنهاج .. للزم أن يقوموا بإضافة التفاسير الأولى للقرآن المجيد ( مثل : تفسير الطبري .. والقرطبي .. وابن كثير .. إلخ ) إلى القرآن المجيد نفسه .. وهو ما يعني اختلاط النص الإلهي أو الوحي الإلهي بالنصوص البشرية . ولكن هذا لم يحدث في الدين الإسلامي . بل حتى السنة النبوية الشريفة ( أي كل ما صدر عن الرسول r من قول أو فعل أو تقرير ) لم تضاف إلى نصوص القرآن المجيد .. بل صنفت بشكل مستقل عنه وخضعت للتدقيق والبحث والتمحيص .. كما تم تصنيف الأحاديث من حيث الدقة والتواتر من قِـبَـل العلماء ورجال الدين الإسلامي .
وعموما هذا ليس بمستغرب على الفكر المسيحي .. لأن الأناجيل نفسها قد كتبت بلا وحي من السماء ( حيث لم ترد ذكر كلمة ” وحي ” في الأناجيل الأربعة على الإطلاق لتعبر عن كتابة هذه الأناجيل ) [10] . بل كتبت هذه الأناجيل كقصص تعبر عن رؤية كاتبيها للأحداث الجارية في فترة حياة المسيح .. حيث نرى هذا بوضوح في رسالة لوقا كاتب ( إنجيل لوقا ) . فإنجيل لوقا لم يخرج عن كونه رسالة كتبها ” لوقا ” إلى شخص يدعى ثاوفيلس ( لم يذكر التفسير التطبيقي صلته بلوقا ) ليقص عليه الأحداث التي رآها في تلك الفترة .. كما جاء ذلك في افتتاحية إنجيله الذي يقول فيه ..
[ (1) إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا (2) كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداما للكلمة (3) رأيت أنا أيضا إذ قد تتبعت كل شيء من الأول بتدقيق أن اكتب على التوالي إليك أيها العزيز ( أو صاحب السمو ) ثاوفيلس (4) لتعرف صحة الكلام الذي علّمت به (5) كان في أيام هيرودس ملك اليهودية كاهن اسمه زكريا .. ]
( الكتاب المقدس : إنجيل لوقا {1} : 1-5 )
أي أن إنجيل لوقا ( الإنجيل الثالث من الكتاب المقدس ) .. هو بمثابة ” قصة ” ( عن رواية لوقا ) عن الأحداث التي وقعت في هذه الفترة من حياة السيد المسيح ..!! وهكذا ؛ كان تدوين باقي الأناجيل ـ عن رواية متى .. وعن رواية مرقص .. وعن رواية يوحنا ـ أي كتابة قصة الأحداث التي تمت في هذه الفترة من حياة السيد المسيح عن رواية الكاتب نفسه ورؤيته ومدى فهمه واستيعابه للأحداث فحسب وبدون وحي .. حيث لم ترد ذكر كلمة ” وحي ” على نحو قطعي في الأناجيل الأربعة إلا على النحو السابق ذكره في الهامش العاشر . والمعروف أن الأناجيل دونت ما بين عام 70 وعام 115 .. وأن لا أحد من كتّاب الأناجيل عرف يسوع المسيح أو استمع إلى حديثه . كما كتبت هذه الأناجيل باللغة اليونانية بينما كان يسوع يتكلم الآرامية . وهذه فروق جوهرية في كتابة الأناجيل وتدوين القرآن المجيد .
وفي المقابل ؛ إذا جئنا إلى موضوع الوحي في الفكر القرآني ( العهد الحديث ) .. فنجد أن ” الوحي ” في غاية من الوضوح .. لا لبث فيه ولا غموض . فالمولى ( سبحانه وتعالى ) يقول لرسوله الكريم ..
{ وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (50) }
( القرآن المجيد : الأحزاب {33} : 2 )
والوحي ليس بجديد في الفكر الديني .. بل هو سمة العلاقة بين المولى ( سبحانه وتعالى ) والرسل .. على مدار العلاقة بين السماء والأرض . ولهذا يأتي قوله تعالى لمحمد ( صلى الله عليه وسلم ) ليقول للبشرية ..
{ قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ (9) }
( القرآن المجيد : الأحقاف {46} : 9 )
كما تتناهى معاني الرسالة والرسول في قوله تعالى ..
{ وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (105) }
( القرآن المجيد : الإسراء {17} : 105 )
ونكتفي بهذا القدر ..

علم بولس الرسول ..
وفي هذه الفقرة سوف نعرض لعلم بولس نفسه . فنجد أن بولس يعترف صراحة بأنه يدين بعلمه للجهلاء .. كما يدين للحكماء أيضا .. ولفلاسفة اليونان ..
[ (14) إني مديون لليونانيين والبرابرة للحكماء والجهلاء . ]
( الكتاب المقدس : رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 1 : 14 )
أي أن رسالته ـ كما نرى من هذا النص ـ هي خليط من الثقافات .. ونوع من الفوضى الكتابية والفكرية . ويتناقض بولس ـ في هذا ـ مع ” إله المسيحية ” [11] الذي يرفض حكمة الحكماء .. وفهم الفهماء ..!!!
[ (19) لأنه مكتوب سأبيد حكمة الحكماء وأرفض فهم الفهماء . (20) أين الحكيم . أين الكاتب . أين مباحث هذا الدهر . ألم يجهّل الله حكمة هذا العالم . ]
( الكتاب المقدس : رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 1 : 19 - 20 )
فكما نرى ؛ أن بولس يقبل بالحكمة والجهل معا .. بينما إلهه .. ” إله المسيحية ” يرفض الحكمة .. ولا يقبل إلا بالجهل ..!!! فـ ” إله المسيحية ” .. لم يرى في حكمة هذا العالم سوى الجهل .. حيث يبين لنا بولس أن هذا الإله لا يقع اختياره إلا على الجهلة فقط .. بل ويفضلهم على أهل الحكمة ..
[(27) بل اختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء . واختار الله ضعفاء العالم ليخزي الأقوياء ]
( الكتاب المقدس : رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 1 : 27 )
وبديهي ؛ إذا اعتبر بولس نفسه من اختيار الرب فهو جاهل ـ على حسب هذا النص ـ وليس من الحكماء ..!!! ويلخص لنا بولس الرسول أن : ” فكرة الفداء والصلب “ ـ أي محور الديانة المسيحية ـ لا يمكن أن تسود إلا في غياب العقل والحكمة .. وغياب الفهم .. بل وتصلح مع الجهلة فقط ..
[ (18) فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة وأما عندنا نحن المخلّصين فهي قوة الله . (19) لأنه مكتوب سأبيد حكمة الحكماء وأرفض فهم الفهماء . (20) أين الحكيم . أين الكاتب . أين مباحث هذا الدهر . ألم يجهّل الله حكمة هذا العالم . ]
( الكتاب المقدس : رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 1 : 18 - 20 )
ويبين لنا ” بولس ” .. أن ” إله المسيحية ” يرى طريق الجهل والحماقة .. هو الطريق الأمثل لمعرفته ..
[ (21) لأنه إذ كان العالم في حكمة الله لم يعرف الله بالحكمة استحسن الله أن يخلّص المؤمنين بجهالة الكرازة (أي بحماقة البشارة : by the foolishness of preaching)]
( الكتاب المقدس : رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 1 : 21 )
أي أن الخالق قد استحسن أن يكون الطريق إليه .. هو ” طريق الجهل والحماقة “ ..!!! ولهذا يقدس بولس الجهل .. ويرفعه فوق الحكمة ..
[ (18) لا يخدعنّ أحد نفسه . إن كان أحد يظن أنه حكيم بينكم في هذا الدهر فليصر جاهلا لكي يصير حكيما . (19) لأن حكمة هذا العالم هي جهالة عند الله لأنه مكتوب الآخذ الحكماء بمكرهم . (20) وأيضا الرب يعلم أفكار الحكماء أنها باطلة . ]
( الكتاب المقدس : رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 3 : 18 - 20 )
فهذا هو فكر ” إله المسيحية ” عن الحكمة والحكماء .. فهو يرى أن أفكار الحكماء باطلة ..!!!
وماذا في المقابل .. في الوحي الإلهي الصادق ( العهد الحديث ) .. يأتي ذكر ” الحكمة ” مقترنة بمفهوم العلم والوحي .. كما في قوله تعالى ..
{ كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ (151) }
( القرآن المجيد : البقرة {2} : 151 )
وتقترن الحكمة ـ دائما ـ في الفكر الإسلامي .. بالخير ( وبكل الخير ) للإنسان .. وأنها هبة وعطاء من الله ( سبحانه وتعالى ) ..
{ يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ (269) }
( القرآن المجيد : البقرة {2} : 269 )
[ أولوا الألباب : أصحاب العقول ]
وهذا ذكره ( سبحانه وتعالى ) .. عن عيسى ابن مريم ( عليه السلام ) .. ورسالته ..
{ وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ (48) }
( القرآن المجيد : آل عمران {3} : 48 )
فهذا هو بولس ( الرسول ) ـ مؤسس الديانة المسيحية ـ الذي يقول [ .. الذي أتكلم به لست أتكلم به بحسب الرب بل كأنه غباوة .. ] .. أي هذا الكلام ليس وحيا ..!!! وهو الذي يتكلم [ .. كمختل العقل ] .. وهو الذي يدافع عن كذبه .. ويدافع عن ” غبائه ” ويرفض العلم في كل فقرة في خطابه ( المقدس ) .. وهو الذي يرفع الجهل فوق الحكمة .. بل ويطالب الشعوب المسيحية بضرورة الجهل .. حتى يكونوا حكماء ..!!! وأن عقيدة التثليث لا تتم إلا بالجهل والحماقة ..!!! وبعد كل هذا يدرجون ” بولس ” ضمن الأنبياء الصادقين .. ويدرجون محمدا ( صلى الله عليه وسلم ) الذي جاء بكل الحق .. وبكل العلم .. وبكل المنطق .. ضمن قائمة الأنبياء الكذبة ..!!! ليصفهم الحق ـ تبارك وتعالى ـ في قرآنه المجيد بقوله تعالى ..
{ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44) }
( القرآن المجيد : الفرقان {25} : 43 - 44 )
أي هم أضل من الماشية ..!!! وهم بذلك ليسوا بدعة .. فقد سبقهم في ذلك ثمود ـ قوم صالح u ـ الذين استحبوا العمى على الهدى .. ليأتي قوله تعالى فيهم ..
{ وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (17) وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (18) }
( القرآن المجيد : فصلت {41} : 17 - 18 )

****************
هوامش المقالة :
[1] مسح يمسح مسحة : المسح في الكتاب المقدس يعني صب الزيت أو الدهن على الشيء لتكريسه لخدمة الرب بصفة عامة .. سواء كان هذا في الكنائس أو المعابد أو غيرها . وبهذا المعنى يصبح المسحاء الكذبة هم المفكرون أو المنشقون من أهل العقيدة على العقيدة نفسها .. وليس بالضرورة أن يكونوا أنبياء . وبهذا المعنى يندرج الداعية الإسلامي السابق دراسته ” إبراهيم خليل أحمد ” ( راعي الكنيسة الإنجيلية وأستاذ اللاهوت بكلية اللاهوت بأسيوط سابقا ) تحت هذا المسمى .. أي يعتبر من المسحاء الكذبة .
[2] ” هل يملك المسيح على الأرض ” ؛ الدكتور القس إكرام لمعي . دار الثقافة . ( ص : 59 ) .
[3] عن .. ” تجديد الخطاب الديني .. وأسئلته .. وإجاباتها ” . مقالة .. بجريدة الأهرام في عددها رقم 42095 الصادر في : 8 / 3 / 2002 .
[4] للرؤية التفصيلية لهذه المعاني يمكن الرجوع إلى مرجع الكاتب السابق : ” الحقيقة المطلقة .. الله والدين والإنسان ” ؛ مكتبة وهبة . وأنظر أيضا الكتاب الأول من هذه السلسلة : ” الإنسان والدين .. ولهذا هم يرفضون الحوار ” ، لرؤية جانب من هذا المعنى .
[5] لشروط الاستشهاد بالكتاب المقدس .. يمكن للقارئ الرجوع إلى مرجع الكاتب السابق : ” بنو إسرائيل .. من التاريخ القديم وحتى الوقت الحاضر ” ؛ مكتبة وهبة .
[6] طرسوس : هي أحد المدن الهامة في منطقة ” كيليكية : Cilicia ” ( آسيا الصغرى قديما / تركيا ) .. والتي نشأت فيها ” كنيسة إنطاكية ” فيما بعد . وتقع مدينة طرسوس في جنوب تركيا بالقرب من البحر الأبيض المتوسط . ويبلغ عدد سكانها على حسب تعداد 1990 ( 508 , 187 ) نسمة .
[7] ” سنوات مع أسئلة الناس ” ؛ البابا شنوده الثالث . الجزء السابع . الطبعة الأولى . ص : 31 / 32 .
[8] من الناحية التاريخية يوجد من يبرهن على أن بولس كان حاخاما يهوديا اعتنق النصرانية لإبادتها من الداخل فيما لم يستطع تحقيقه بالقوة .. مستندين في هذا إلى النص التالي : [ (26) ولما جاء شاول ( بولس ) إلى أورشليم حاول أن يلتصق بالتلاميذ . وكان الجميع يخافونه غير مصدقين أنه تلميذ ] ( أعمال الرسل 9 : 26 ) .
[9] عند انعقاد مجمع نيقية المسكوني الأول ( عام 325 م. ) كان يوجد معسكرين دينيين . المعسكر الأول بزعامة الأسقف ” آريوس ” الذي نادى بأن يسوع ( أي عيسى عليه السلام ) مخلوق ، وليس هو ” الإله ” أو ” ابن الإله ” . والمعسكر الثاني بزعامة الشماس ” أثناسيوس ” الذي نادى بأن يسوع هو ” الإله المتجسد ” الذي صار خلاصا للعالم . وقد وجد الإمبراطور : ” قسطنطين ” ( الكاهن الأعظم للإمبراطورية في ذاك الوقت ) أن دعوة ” أثناسيوس ” تتفق مع عقيدته ( الديانة الميثراسية ) .. فقتل آريوس وطارد أتباعه وشردهم .. كما أمر مجمع صور الإقليمي ( عام 333 م. ) بحرق جميع كتب آريوس .. كما اعتبر إخفاء أي كتاب منها جريمة يعاقب عليها بالإعدام . وهكذا ؛ شكلت رؤية بولس المنفردة ألوهية المسيح .. والعقيدة المسيحية بأسرها .
للتفاصيل أنظر : ” الحقيقة المطلقة .. الله والدين والإنسان / بند : المجامع الكنسية ” ، نفس المؤلف . مكتبة وهبة .
[10] ولكن وردت كلمة ” أوحي ” ثلاث مرات فقط في الأناجيل الأربعة . مرتان في إنجيل متى ( 2 : 12 و / 2 : 22 ) للإشارة إلى الوحي إلى المجوس .. وإلى يوسف النجار زوج مريم العذراء . ومرة واحدة في إنجيل لوقا للإشارة إلى الوحي الذي حدث لرجل اسمه سمعان : [ (26) وكان قد أوحي إليه ( أي إلى سمعان ) بالروح القدس أنه لا يرى الموت قبل أن يرى مسيح الرب ] ( لوقا 2 : 26 ) .
[11] كما سبق وأن ذكرت .. فإني أحاول دائما ـ وقدر المستطاع ـ أن لا أزج بلفظ الجلالة ” الله ” .. في مثل هذه الوثنيات الفكرية .
بولس الرسول .. مؤسس المسيحية: موقف بولس من الشريعة
ليس من الصعب ـ على الإطلاق ـ البرهنة العلمية على وثنية وخرافة الديانتين اليهودية والمسيحية ، ولكن الصعب ـ كل الصعب ـ أن نجعل شعوب هاتين الديانتين تنصت إلينا كناتج طبيعي من غسيل المخ الذي يجريه رجال الدين على الأتباع منذ طفولتهم

*******

بولس الرسول .. مؤسس المسيحية (2)
الجزء الثاني : موقف بولس من الشريعة
دكتور مهندس / محمد الحسيني إسماعيل

في الحقيقة ؛ لقد عمل ” بولس الرسول ” أو بمعنى أدق ” بولس الحواري ” .. على محو الأخلاق وتدمير القيم الإنسانية .. كما عمل على نشر الفساد والتحلل من الشريعة الموسوية والمسيحية بشكل صارخ . وليس هذا فحسب بل وعمل أيضا على تدمير الدين ..!!! وقبل البدء في عرض هذه المفاهيم دعنا نبدأ ـ أولا ـ بما قاله ” الرب ” لموسى ( عليه السلام ) كما جاء في أسفار الشريعة ( توراة موسى ) ..
[ (26) ملعون من لا يقيم كلمات هذا الناموس [1] ليعمل بها . ويقول جميع الشعب آمين ]
( الكتاب المقدس : تثنية 27 : 26 )
بل ويحذر الرب موسى والشعب اليهودي .. عن عدم العمل بالشريعة ( أي العمل بالناموس ) .. بل ويتوعدهم بالعذاب إذا لم يعملوا بها ..
[ (58) فإن لم تحرصوا على العمل بجميع كلمات هذه الشريعة ( الناموس ) المكتوبة في هذا الكتاب ، لتهابوا اسم الرب إلهكم الجليل المرهوب ، (59) فإن الرب يجعل الضربات النازلة بكم وبذريتكم ضربات مخيفة وكوارث رهيبة دائمة وأمراضا خبيثة مزمنة . (60) ويرسل عليكم كل أمراض مصر التي فزعتم منها فتلازمكم (61) ويسلط الرب عليكم أيضا كل داء وكل بلية لم ترد في كتاب الشريعة ( الناموس ) هذا ، حتى تهلكوا (62) فتصيرون قلة بعد أن كنتم في كثرة نجوم السماء ، لأنكم لم تسمعوا صوت الرب إلهكم ]
( الكتاب المقدس ـ كتاب الحياة : تثنية 28 : 58 - 62 )
وكما نرى ـ من هذا النص ـ أن الشريعة ( أو الناموس ) هو صوت الرب .. ولهذا فملعون كل من لا يعمل بها . ولكن ما هي الشريعة ..؟! فالشريعة ( أو الناموس ) في كلمة موجزة هي : ” التوحيد والعمل بمكارم الأخلاق ” .. حيث يذكر لنا الرب جانبا منها .. ولعنته لكل من لا يعمل بها .. فيقول ..
[ (15) ملعون الإنسان الذي يصنع تمثالا منحوتا أو مسبوكا مما تصنعه يدا نحات ، وتنصيبه للعبادة في الخفاء .. (16) ملعون كل من يستخف بأبيه وأمه .. (17) ملعون كل من يعبث بحدود أرض جاره [2] .. (18) ملعون كل من يضل الكفيف عن طريقه .. (19) ملعون كل من يجور على حق الغريب واليتيم والأرملة .. (20) ملعون كل من يضاجع امرأة أبيه .. (21) ملعون كل من يضاجع بهيمة ما .. (22) ملعون كل من يضاجع أخته .. (23) ملعون كل من يضاجع حماته .. (24) ملعون كل من يقتل صاحبه في الخفاء .. ]
( الكتاب المقدس ـ كتاب الحياة : تثنية 27 : 15 ـ 24 )
وهكذا ؛ تتوالى أحكام الشريعة .. التي تدعو إلى مكارم الأخلاق . ويأتي الرب بنفسه إلى الأرض ( في صورة السيد المسيح من منظور الديانة المسيحية ) في العهد الجديد ليؤكد على ضرورة استمرارية العمل بالشريعة ( أي الناموس ) .. فنجده يقول ..
[ (17) لا تظنوا أني جئت لألغي الشريعة ( الناموس ) أو الأنبياء . ما جئت لألغي بل لأكمّـل (18) فالحق أقول لكم : " إلى أن تزول الأرض والسماء ، لن يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الشريعة ، حتى يتم كل شيء ]
( الكتاب المقدس ـ كتاب الحياة : متى 5 : 17 )
فهذا هو موقف الرب من الشريعة في العهدين .. القديم والحديث .. فماذا فعل بولس الرسول بهذه الشريعة ..؟!!! في الواقع ؛ لقد قذف بولس بالشريعة إلى الجحيم قبل أن تزول الأرض والسماء .. كما قال بهذا الرب . فقد اعتبر بولس أن الشريعة ( الناموس ) والعمل بها هي لعنة لا لزوم لها فقال ..
[ (13) إن المسيح حررنا بالفداء من لعنة الشريعة ، إذ صار لعنة عوضا عنا ، لأنه قد كتب : " ملعون كل من علق على خشبة " ]
( الكتاب المقدس ـ كتاب الحياة : غلاطية 3 : 13 )
وهو ما يعني أن الرب قد تنكر لنفسه ..!!! فبنص واحد نسف بولس الشريعة وبكل ما جاءت به وقال بأنها لعنة .. بل وقال بأن الإله نفسه ملعون ( إذ صار لعنة عوضا عنا ) .. لأن الإنسان علق الإله نفسه على خشبه ( الصليب ) .. وبهذا صار الإله ملعونا ..!!!
وبهذه النصوص قال بولس بأن ” الإله ” لعن نفسه بنفسه .. كما قال أيضا بلعنة كل من يتمسك بالشريعة ويعمل بها ..!!!
[ (9) إذن الذين هم على مبدأ الإيمان يباركون مع إبراهيم المؤمن (10) أما جميع الذين على أعمال الشريعة ، فإنهم تحت اللعنة .. ]
( الكتاب المقدس ـ كتاب الحياة : غلاطية 3 : 9 - 10 )
ويقول التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ( ص : 2502 ) ـ أي الرأي الرسمي للكنيسة الأرثوذكسية ـ حول هذا المعنى :
[ لكن المسيح أخذ على نفسه لعنة الناموس عندما علق على الصليب ( غلاطية 3 : 13 ) لقد تمم هو هذا ، حتى لا نتحمل العقاب ، وهكذا يمكننا أن نخلص به ، والشرط الوحيد هو أن نقبل عمل المسيح ـ الإله ـ على الصليب ( كولوسي الأولى : 20 -23 ) . ]
والشريعة كما رأينا هي مكارم الأخلاق .. أي أن المسيحية تقر بلعنة كل من يعمل بمكارم الأخلاق ..!!! وهكذا ؛ لقد ” مات الإله ” في العهد الجديد على يد الإنسان .. وقذف بولس بشريعته في الجحيم ..!!! وبالتالي لم يعد هناك رادع ديني لكل ما يقترفه العالم المسيحي من جرائم ..!!! لا ضوابط .. لا قيم .. لا أخلاق ..!!! وهكذا أطلق بولس العنان لهوى الإنسان ليفعل ما يشاء .. وأعلن بولس عن عدم حاجة العالم المسيحي إلى الشريعة بعد أن قام الإنسان بصلب الإله وقتله .. على الصليب .. حيث يقول ..
[ (24) إذا قد كان الناموس مؤدبنا إلى المسيح لكي نتبرر بالإيمان (25) ولكن بعد ما جاء الإيمان لسنا بعد تحت مؤدب ]
( الكتاب المقدس : غلاطية 3 : 24 - 25 )
أي ليس لنا رادع .. وأبطل بولس الشريعة تماما ..
[ (15) .. مبطلاً بجسده ( أي جسد المسيح المصلوب ) ناموس الوصايا ( الشريعة ) .. ]
( الكتاب المقدس : أفسس 2 : 15 )
ويقول :
[ (16) .. أن الإنسان لا يتبرر ( أي يحصل على البر ) بأعمال الناموس ( الشريعة ) ، بل بإيمان يسوع المسيح .. لأنه بأعمال الناموس لا يتبرر جسد ما ]
( الكتاب المقدس : غلاطية 2 : 16 )
أي أن العمل بالشريعة ـ أي الأخلاق والقيم ـ لا تقود إلى البر ..!!! بل ويؤكد بولس أن الذي يصر على العمل بالشريعة ( الناموس ) .. تسقط عنه نعمة الرب ..
[ (4) يا من تريدون التبرير ( الحصول على البر ) عن طريق الشريعة ، قد حرمتم المسيح وسقطتم من النعمة ! ]
( الكتاب المقدس ـ كتاب الحياة : غلاطية 5 : 4 )
ويمضي بولس مؤكداً عدم الحاجة إلى الأعمال الصالحة ، فيقول :
[ (27) .. أبناموس الأعمال ؟ كلا . بل بناموس الإيمان ( 28) إذاً نحسب أن الإنسان يتبرر ( أي يحصل على البر ) بالإيمان بدون أعمال الناموس ( الشريعة ) ]
( الكتاب المقدس : رومية 3 : 27 - 28 )
وهكذا ؛ حرر بولس الإنسان من كل القيم ومكارم الأخلاق . وجعل بولس الإيمان بالمسيح سبيلاً كافيا للبر والنجاة بدون الحاجة إلى الأعمال .. وهو في هذا يتناقض تناقضا صارخا مع ما قال به المسيح ( أو الإله من المنظور المسيحي ) ..
[ (36) ولكن أقول لكم إن كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حسابا يوم الدين (37) لأن بكلامك تتبرر وبكلامك تدان ]
( الكتاب المقدس : متى 12 : 36 - 37 )
وهكذا ؛ يتناقض الإله مع نفسه .. بفضل بولس الرسول .. وتنتفي الحاجة إلى العمل الصالح في الفكر المسيحي ..
[ (9) الذي خلصنا ودعانا دعوة مقدسة ، لا بمقتضى أعمالنا ، بل بمقتضى القصد والنعمة التي أعطيت لنا في المسيح يسوع قبل الأزمنة الأزلية (10) وإنما أظهرت الآن بظهور مخلصنا يسوع المسيح الذي أبطل الموت ، وأنار الحياة والخلود بواسطة الإنجيل ]
( الكتاب المقدس : رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 1 : 27 - 28 )
ويؤكد هذا في نص آخر .. فيقول :
[ (4) ولكن حين ظهر لطف مخلصنا الله وإحسانه (5) لا بأعمال في بر عملناها نحن ، بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس ]
( الكتاب المقدس : رسالة بولس الرسول إلى تيطس 3 : 4 - 5 )
وتتوالى النصوص ..!!! فيكفي الإيمان بالمسيح ـ بغض النظر عن صالح الأعمال ـ حتى ينال الفرد المسيحي الخلاص .. فنجده يقول :
[ (9) لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع ، وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات ، خلصت (10) لأن القلب يؤمن به للبر والفم يعترف للخلاص ] [3]
( الكتاب المقدس : رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 10 : 9 - 10 )
ولهذا يقول ” ميلا نكتون ” في كتابه الأماكن اللاهوتية : ” إن كنت سارقاً أو زانياً أو فاسقاً لا تهتم بذلك ، عليك فقط أن لا تنسى أن الله هو شيخ كثير الطيبة ، وأنه قد سبق وغفر لك خطاياك قبل أن تخطئ بزمن مديد ” .
كما يقول مارتن لوثر مؤسس المذهب البروتستانتي : ” إن الإنجيل لا يطلب منا الأعمال لأجل تبررنا ( لكي نكون أبرارا ) ، بل بعكس ذلك إنه يرفض أعمالنا .. إنه لكي تظهر فينا قوة التبرر يلزم أن تعظم آثامنا جداً وأن تكثر عددها “.
فإذا أضفنا إلى ما سبق أن الغايات من خلق الإنسان ـ من منظور المسيحية ـ هو التمتع بالوجود [4] .. هنا تصبح الديانة المسيحية دعوة للرذيلة ..!!! وقد كان لهذه النصوص صدى كبير في النصرانية ونظرتها للشريعة ، فقد فهم رواد النصرانية قبل غيرهم من هذه النصوص أن كل الموبقات قد أضحت حلالاً . وهكذا ؛ تحللت المسيحية ومن قبلها اليهوديـة .. من الشريعـة وكل الوصايا الأخلاقية ..!!! لينتهي الحال ـ حسب تلخيص المحققون ـ لواقع المجتمعات المسيحية الآن إلى الآتي :
انتشار الزنا والفواحش / كثرة الجرائم / التمييز العنصري / التفكك الأسري / العلاقات الاجتماعية السيئة / انتشار الخمور / الانسلاخ من الدين / الوحشية مع الأمم الأخرى .
والوحشية مع الأمم الأخرى تتلخص في محاولة إبادة شعوب العالم الثالث .. وفي مقدمتها العالم الإسلامي . ففي دراسة لجهاز الأمن الوطني الأمريكي ( CIA ) ، تقول الدراسة : إنه يجب الحد من سكان العالم الثالث ومن سيادة تلك البلدان بأي ثمن .. سواء كان ذلك بالحروب أو بالأمراض والأوبئة .. أو بأي وسيلة إبادة أخرى مشروعة وغير مشروعة .. لكي لا تستخدم هذه البلدان مواردها الطبيعية التي تعد ملكا لأمريكا وإنجلترا ( وأوربا بصفة عامة ) . وعلى رأس الدول المستهدفة التي وردت في هذه الدراسة مصر وإيران والدول العربية كلها .. ودول القارة الأفريقية .. ودول آسيا .
ويتزعم حروب الإبادة الآن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل .. ويكفي أن أشير إلى وجود 12 مركزا علميا في الولايات المتحدة تعمل فقط على استنباط أنواع جديدة من الفيروسات والأمراض التي تعتمد على الجين البشري والتي تصيب مجموعات محددة مشتركة في جين واحد ولا تصيب الآخرين .
وهكذا أحيا الغرب المسيحي ـ استنادا إلى نصوص الكتاب المقدس ـ الدارونية الاجتماعية .. التي تنادي بإبادة الإنسان لأخيه الإنسان .. واعتبار أن البقاء للأصلح ( قانون الغاب ) هو قانون طبيعي .. طالما وأن المطلق الديني قد انتهى . وهكذا ؛ نرى أن البلاء والفساد الأخلاقي الذي آلت إليه أوربا والغرب النصراني عامة ( وهو ما يحاولون تصديره لنا الآن ) ، إنما بسبب هذا الكتاب المقدس الذي يصر النصارى على أنه يمثل - رغم سلبياته الهائلة - كلمة الله الهادية إلى البر والجنة والملكوت .
وهكذا ؛ انتهى ” بولس الرسول .. مؤسس المسيحية ” بتدمير القيم والأخلاق .. ولعن كل من يعمل بها ( أي يعمل بشريعة الله سبحانه وتعالى ) .. بل ولعن الإله ذاته .. حتى أضحت المسيحية المصدر الأساسي للتشريه للإرهاب في العالم ..!!!

الخداع والكذب …
ويبقى أن أشير إلى بعض مما ورد على الإنترنت حول تفريغ بولس للعقيدة المسيحية من الأخلاقيات بشكل مطلق .. ومن افتراءات وأكاذيب هائلة وملفقة عن الإسلام .. منها عرض خدام الرب لإجابة عن تساؤل ساذج قدمه لهم أحد المسلمين قال فيه :
ما رأيكم في أن خلاص المسيح للبشر يعني إلغاء الحساب ، ويفسح المجال للمسيحيين بارتكاب المعاصي ، طالما المسيح خلصهم ، فلا حساب ولا نار إلخ ..؟!!!
فيجيب خدام الرب ببراءة ودهشة واستغراب شديد : ” لا نعرف من أي مصدر استقيت هذه المعلومة الغريبة ؟ هل سبق لك وقرأت الكتاب المقدس الذي يؤمن به المسيحيون ثم خرجت منه بتلك المعلومة ؟ لو كنت أطلعت عليه مرة واحدة ما كنت ورّطت نفسك في مثل هذا الاتهام المغلوط . ” ..!!!
فهذا هو أسلوبهم في خداع الآخرين ..!!! فهم يعتمدون على جهل السامع أو القارئ ليدلسوا ويكذبوا كذبا لا مثيل له ..!!!

الزنـا داخل الفاتيكان ..
يقول السيد المسيح ..
[ (27) قد سمعتم أنه قيل للقدماء لا تزن . (28) وأما أنا فأقول لكم إن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه . (29) فان كانت عينك اليمنى تعثرك فاقلعها وألقها عنك .لأنه خير لك أن يهلك أحد أعضائك ولا يلقى جسدك كله في جهنم . ]
( الكتاب المقدس : متى 5 : 27 - 29 )
فهذه هي الشريعة كما يقول بها الإله ( من المنظور المسيحي ) نفسه .. ليس تحريم الزنا فحسب .. بل تحريم مجرد النظرة بشهوة إلى المرأة الغريبة ..!!! ولكن الشريعة قد ألغاها بولس الرسول .. ولم يعبأ بما قال به الإله ..!!! فتنشر صحيفة ” لاريبابليكا ” الإيطالية الصادرة عن الفاتيكان في يوم الأربعاء 21-3-2001 عن قيام الكثير من القساوسة والأساقفة في الكنائس الكاثوليكية بالاعتداء الجنسي على الراهبات واغتصابهن وإجبارهن على الإجهاض لمنع الفضيحة . وكشف التقرير أن هؤلاء القساوسة والأساقفة يستغلون سلطتهم الدينية التي يتمتعون بها في العديد من الدول ، لممارسة الجنس مع الراهبات رغمًا عنهن ، مشيرًا إلى أنه تم الكشف عن العديد من حالات الاعتداء في 23 دولة ، منها الولايات المتحدة ، البرازيل الفليبين ، الهند وأيرلندا ، وإيطاليا ، بل وداخل الكنيسة الكاثوليكية ( الفاتيكان ) نفسها ، بالإضافة إلى العديد من الدول الإفريقية ..!!!
وقال التقرير: إن إحدى الراهبات الأم بكنيسة - لم يتم ذكر اسمها - أقرّت بأن القساوسة في الكنيسة التي تعمل بها قاموا بالاعتداء على 29 من الراهبات الموجودات في الأسقفية ، وعندما أثارت الراهبة هذا الأمر مع كبير أساقفة الكنسية ، تم فصلها من وظيفتها .
وفي كنيسة أخرى ـ وطبقا للتقرير ـ طالب القساوسة الموجودون بها ، بتوفير راهبات للخدمات الجنسية ..!!! وأشار التقرير إلى أنه وبعد اكتشاف مثل تلك الحالات فإنه يتم إرسال القساوسة المسئولين عن تلك الاعتداءات ، إما للدراسة خارج الدولة أو إرسالهم لكنيسة أخرى لفترة قصيرة . أما الراهبات ـ اللاتي يخشين العودة إلى منازلهن ـ فيتم إجبارهن على ترك الكنسية ، ويتحولن في أغلب الأحيان إلى عاهرات . ويذكر أنه كان قد تم الكشف منذ عدة شهور عن وجود شبكة كبيرة من القساوسة ورجال الدين في الفاتيكان في مناصب مختلفة يمارسون العادات الجنسية الشاذة ، وكذا إدمان المخدرات ..!!!
وقد استدعى مؤخرا ( مارس 2003 ) بابا الفاتيكان ( يوحنا بولس الثاني ) كبار رجال كنيسة الروم الكاثوليك في الولايات المتحدة إلى الفاتيكان في روما ، لبحث ما تكشّف أخيراً من ضلوع بعض القساوسة الأمريكيين في فضائح جنسية هزت بشدة صورة الكنيسة هناك .
ويخضع أسقفا ( نيويورك ) و ( بوسطن ) ؛ صاحبا أكبر منصبين في الكنيسة الأمريكية لضغوط كبيرة من أجل تقديم استقالتيهما لما يقال عن ضلوعهما في محاولة للتستر على تورُّط بعض القساوسة في فضائح جنسية ، كما أتهم أسقف ( ميلووكي ) بحجب معلومات عن فضائح جنسية مماثلة . وقد أتهم رئيس أساقفة ( بوسطن ) الكاردينال ( برنارد لو ) البالغ من العمر 70 عاماً ، بأنه كان على علم بأن عدداً من القساوسة في أبرشيته يتحرشون بالأطفال جنسياً بشكل مستمر ، ولكنه لم يقم بتأديبهم بل اكتفى بنقلهم إلى أبرشية أخرى ، حيث زادوا من ممارستهم على ضحايـا جدد . وهناك فضائح مماثلة في كل من ( سانت لويس ) و ( فلوريدا ) و ( كاليفورنيا ) و ( فيلادلفيا ) و ( ديترويت ) .
ويواجه نحو ( 3000 ) من القساوسة اتهامات بالتحرش الجنسي بالأطفال ، وقد وجهت انتقادات شديدة للكاردينال لعـدم معاقبة القس السابق في ” بوسطن ” : ( جون جيوجان ) الذي يعتقد بأنه تحرش بنحو ( 100 ) مائة شخص خلال عشرين عاماً ، بل اكتفى بنقله إلى أبرشية أخرى . وقد كلفت هذه الفضائح الكنيسة مبالغ طائلة وصلت إلى ( مليار دولار ) حيث اضطرت الكنيسة لعقد تسوية خارج المحكمة في عدد من القضايا ، وذكر أن عـدداً من الأبرشيات قد أفلست تمامـاً بسبب هذه الفضائح الجنسية ..!!!
ويبقى أن أشير إلى بعض فقرات الهجوم الضاري على الدين الإسلامي ـ على الإنترنت ـ فنجد خدام الرب يقولون : ” ولقد حارب هذا النبي ( يقصدون محمدا صلى الله عليه وسلم ) العفة والطهارة والزهد ، فيروي أنس بن مالك : ثلاثة جاءوا إلى النبي يسألونه عن عبادته [5] .. ومنهم من قال : أنا أعتزل النساء فلا أتزوج ، فيرد النبي على هذا الزاهد : ” أما والله أني لأخشاكم عند الله ! وأتقاكم له ! أصوم وأفطر وأرقد وأتزوج النساء ، ومن رغب عن سنتي فليس مني “
ويضيف خدام الرب قائلين بعد هذا الحديث : [ وهكذا كانت سنة محمد هي شهوة البطن والجنس ! ولا يخفى حقده على النصارى الذين خرج منهم أناس أنقياء طاهرون ، استطاعوا ترك شهوات العالم وتفرغوا لعبادة الله - إنهم الرهبان المسيحيون الأتقياء ] ..!!!
والآن ؛ أسأل خدام الرب الأنقياء الأطهار : بماذا يفسرون الزنا داخل الفاتيكان والأديرة .. ولماذا يطالب القساوسة الأنقياء الأطهار : بتوفير راهبات للخدمات الجنسية ..؟!!! كما أرجـو إعطاء تفسير كاف وواضح لمعنى : راهبة مخصصة للخدمة الجنسية [6] ..؟!!!
ويعيب خدام الرب ـ بألفاظ نابية ـ على حديث الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) [7] .. الذي يقول فيه إلى الأمة الإسلامية :
[ .. لَا تُشَدِّدُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ فَيُشَدَّدَ عَلَيْكُمْ فَإِنَّ قَوْمًا شَدَّدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ فَشَدَّدَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ فَتِلْكَ بَقَايَاهُمْ فِي الصَّوَامِعِ وَالدِّيَارِ { وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ }]
صدقت يا رسول الله .. صلى الله عليك وسلم .
وربما هذه العجالة السريعة تبين لنا ما آلت إليه مسيحية بولس .. وما قاله بولس بعد تحرره من الشريعة أو الناموس وإلغاء كل كلمة قال بها الرب الإله ..!!! وهكذا ؛ حرر بولس الإنسان من كل القيم والأخلاق والشرائع الإلهية .. فيكفي اعتقاد الإنسان في فداء وصلب المسيح .. ثم يقوم بارتكاب أبشع الآثام دون أدنى حساب أو تثريب عليه ..!!! وهكذا غاب الضمير الإنساني لا قيود عليه سوى الهوى .. ليأتي الحسم الإلهي في قرآنه المجيد ( العهد الحديث ) ووصفهم بقوله تعالى ..
{ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44) }
( القرآن المجيد : الفرقان {25} : 43 - 44 )
ولهذا كانت الهجمة الضارية على الإسلام .. لأن الإسلام هو الذي يقول للإنسان ..
{ وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا (13) اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14) مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً (15) }
( القرآن المجيد : الإسراء {17} : 13 - 15 )
[ ألزمناه طائره إلى عنقه : أي أجبرناه على تحمل نتائج عمله .. وكل ما يطير منه من أعمال .. والتعبير القرآني يشير إلى عشوائية السلوك الإنساني / منشورا : معروضا عليه بوضوح ودقة لا يغيب عنه شيئا ]

****************
هوامش المقالة :
[1] ورد ذكر كلمة ” الناموس ” في العهد القديم كله خمس مرات ( في أسفار موسى فقط ) .. وتعني الشريعة . وقد استبدلت هذه الكلمة ـ أي الناموس ـ بكلمة ” الشريعة ” في الترجمة العربية الحديثة للكتاب المقدس .. حيث جاء هذا النص على النحو التالي : [ ملعون كل من لا يطيع كلمات هذه الشريعة ولا يعمل بها . فيقول جميع الشعب : آمين ]
[2] قارن هذا النص بما تفعله إسرائيل اليوم من إبادة للشعب الفلسطيني .. وتدمير بنيته التحتية .. والاستيلاء على أرضه بدون وجه حق .
[3] في الواقع ؛ لقد اكتفيت بهذا القدر من نصوص بولس الرسول التي ترفض الشريعة جملة وتفصيلا وأرى في هذا العرض الكفاية .. ولكن رسائل بولس الـ ( 14 ) تموج بمثل هذه المعاني .
[4] تقول الكنيسة الأرثوذكسية : ” إن الله لم يخلق الإنسان لكي يعبده ويمجده .. بل خلق الله الإنسان لكي يجعله يتمتع بالوجود ” . فهذه الغايات من الخلق من وجهة نظر المسيحية ..!!! [ " سنوات مع أسئلة الناس " البابا شنودة الثالث ، الجزء الثاني ، الطبعة الخامسة . ص : 9 ]
[5] الحديث مطول .. ونهايته : ” قَالَ أَحَدُهُمْ أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا وَقَالَ آخَرُ أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلَا أُفْطِرُ وَقَالَ آخَرُ أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلَا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا .. فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ .. وَأُصَلِّي .. وَأَرْقُدُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي ” . [ حديث رقم 4675 / صحيح البخاري . موسوعة الحديث الإلكترونية . شركة صخر ] .
[6] ولرؤية فضائح باباوات الفاتيكان الجنسية ( أنفسهم ) يمكن الرجوع إلى مرجع الكاتب السابق : ” الحقيقة المطلقة .. الله والدين والإنسان ” . مكتبة وهبة . كما يمكن الرجوع أيضا إلى كتاب : ” التاريخ الأسود للكنيسة ” ؛ القس بيتر دى روزا ، ترجمة آسر حطيبة ، الدار المصرية للنشر والتوزيع .
[7] عن أنس بن مالك ( حديث رقم : 4258) سنن أبو داود . موسوعة الحديث الشريف الإلكتروني

غير معرف يقول...

فضيحة جديدة في هروب القمص زكريا بطرس من المناظرة مع الدكتور منقذ السقار
رشيد مذيع برنامج حوار جريء يفضح زكريا بطرس على موقعه

في محاولة يائسة لحفظ ماء وجه زكريا بطرس بعد أن شاهد و سمع الجميع هروبه من مناظرة الدكتور منقذ السقار، قام رشيد مقدم برنامح حوار جريء بالإتصال بالدكتور منقذ السقار متظاهرا بمحاولة دعوته للحوار مع زكريا بطرس في برنامجه عبر الهاتف. و لأن ما طلبه الدكتور منقذ السقار هو مناظرة بالمعايير المتعارف عليها للمناظرات و ليس مجرد حوار عبر الهاتف يكون فيه التحكم للمخرج و مقدم البرنامج، فقد جدد عرضه بمناظرة زكريا بطرس و في أي مكان يريد بدون أي تكاليف مادية بل و إعطاءه مقابل مادي إذا رغب في ذلك… و لكن هرب القمص كعادته.
و بعد كل هذا حاول رشيد حفظ ماء وجه زكريا بطرس بأن نشر مراسلاته مع الدكتور منقذ السقار على موقع برنامجه تحت عنوان “علماء الإسلام يرفضون المناظرة على برنامج سؤال جريء”! و لكن ما نشره يثبت العكس تماما و يثبت أن الدكتور منقذ السقار قد أعد كل شيء للمناظرة و إجرائها متوقف فقط على موافقة زكريا بطرس.



بدأ الموضوع بعرض من رشيد أن يستضيف الدكتور منقذ السقار في حوار ـ و ليس مناظرة ـ مع زكريا بطرس أو غيره:



و كان رد الدكتور منقذ السقار واضحا بأنه يطلب مناظرة و ليس حوار قد يفتقد للعدل. و هو طبعا طلب منطقي لأن رشيد أثبت بالتجربة أنه يسمح في برنامجه لمكالمات النصارى بأن تكون كما يريد المتصل و في أي موضوع حتى لو لم يكن له علاقة بموضوع الحلقة و أنه يقاطع أي متصل مسلم خاصة إذا لمس فيه علما.



و رد رشيد مدعيا أن زكريا بطرس لا يرفض المناظرة و هو طبعا ما يخالف رده على مندوب الدكتور منقذ السقار من قبل متحججا أنه لم يطلب أبدا المناظرة و أنها تذكره بالمبارزة و لذلك يرفضها و أنه سيناظر إذا أثبتنا أنه طلب المناظرة. و بالفعل أحضرنا له فيديو يثبت أن كل الشروط التي إشترطها في المناظر تحققت و نلاحظ في رد رشيد أنه تجاهل رد الدكتور منقذ السقار بأنه يطلب مناظرة و ليس حوار في برنامج. و نجد أن رشيد قد حاول تحوير برنامجه إلى شكل حوار نصف ساعة لكل محاور متجاهلا أو جاهلا بمعنى المناظرة المتعارف عليه.
لا يكفي لمعالجة القضايا المطروحة. و حاول أن يوضح لرشيد مفهوم المناظرة المتعارف عليه.



و رد رشيد طالبا من الدكتور منقذ السقار عدة أشياء تتعلق بالمناظرة. و من الواضح أن رشيد أراد برده هنا تعجيز الدكتور منقذ السقار ظنا منه أنه لن يستطيع تنفيذها. و ما زال رشيد مصرا على تسمية الحوار في برنامجه مناظرة بالرغم من تكرار الدكتور منقذ السقار عدة مرات أن مجرد الحوار في برنامج عبر الهاتف لا يفي بالغرض.



و جاء رد الدكتور منقذ السقار مخالفا لتوقعات رشيد و حمل له عرضا بمناظرة متحملا كافة النفقات و لا تكلف زكريا بطرس شيئا بل تدفع له إن أراد و تقدم له كل الضمانات المطلوبة:
و كان رد الدكتور منقذ السقار تأكيدا على رده السابق بأن حوار لنصف ساعة عبر الهاتف في برنامج



و ها هي تفاصيل العرض:



طبعا حاول رشيد التحجج بحجج غريبة مثل أن العرض غير موقع بالرغم أن كل هذه المراسلات تمت بالبريد الالكتروني و أنها مجرد تمهيد و سيكون كل شيء بمخاطبات رسمية إذا تم الإتفاق كما ورد في عرض المناظرة.
و عاود رشيد ذكر نفس النقطة بخصوص برنامج سؤال جريء مجددا و متجاهلا رد الدكتور منقذ السقار عليه مرارا. و يبدو لي أن رشيد لم يراسل الدكتور منقذ السقار رغبة منه في إجراء مناظرة و لكن الغرض هو إيجاد أي شيء قد يصوره كهروب من جانب المسلمين. و قد ظهرت هذه النية المبيتة عندما عرض هذه المراسلات على موقع برنامجه تحت عنوان “علماء الإسلام يرفضون المناظرة على برنامج سؤال جريء” بعكس مسار الحوار كما نتابعه الآن.
و قد إنتقد رشيد تعليقات الأستاذ عصام مدير عن زكريا بطرس بالرغم أنها حقائق لا يمكن إنكارها و لدينا الدليل على كل ما ورد في تلك التعليقات. و العجيب أن يتحول رشيد إلى الهجوم على الشيخ أحمد ديدات بأشياء لا يملك الدليل عليها و يكون هجومه هذا بعد إنتقاده لتعليقات الأستاذ عصام مدير مباشرة!!
ثم نرى تراجعا من رشيد بعد أن تم الجواب على كل أسئلته و تقديم كافة الضمانات. و نرى حججا واهية كعادته هو و زكريا بطرس عندما يضعون شروطا يظنون أنها تعجيزية ثم يتم تنفيذها عكس توقعهم. و لم ينسى أن يفخم في زكريا بطرس مدعيا أن برامجه زعزعت الشرق الأوسط برمته و أن عشرات الآلاف تنصروا على يديه!! و لا نرى إلا عكس ذلك و أن النصارى يتحولون إلى الإسلام و ينقرضون بإعتراف قساوستهم و مفكريهم. و جاء رد الدكتور منقذ السقار مفندا لكل مزاعم رشيد و مؤكدا أن عرض المناظرة ما زال قائما في جنوب افريقيا أو في أي مكان يقترحه زكريا بطرس. و جاء رد رشيد برفض زكريا بطرس للمناظرة في جنوب افريقيا متجاهلا عرض الدكتور منقذ السقار بإجرائها أي مكان يقترحه زكريا بطرس. و نجد أن رشيد يحاول إيجاد أي مبرر لحفظ ماء الوجه بعد أن تهربوا من كل العروض التي تم عرضها عليهم.



و رد الدكتور منقذ بأن ناشد زكريا بطرس في أي مكان آخر يختاره و اقترح لندن. و أوضح بعض الأشياء ردا على ما أثاره رشيد.



و لم يرد رشيد و لذلك أرسل له الدكتور منقذ مرة أخرى مذكرا إياه بأنه مستعد لعقد المناظرة في أي مكان يختاره زكريا بطرس:



و نحن في إنتظار رد زكريا بطرس. فهل سيرد؟
أظن الإجابة معروفة للجميع…

تعليق أخير، نشكر رشيد على نشر هذه المراسلات التي خانه ذكاءه و ظن أنها تثبت هروب شيوخ المسلمين كما إدعى. و لا نرى فيها إلا أشخاصا حاولوا حفظ ماء الوجه بعد أن عرف الجميع حقيقة هروبهم و أنهم حاولوا بشتى الطرق تعجيز الدكتور منقذ جزاه الله خيرا و الذي نفذ كل ما طلبوا و زيادة. و لكنهم إستمروا في الهروب.

غير معرف يقول...

في مناظرة بين باحثة يابانيّة ورجل دين من الكنيسة الإنجليزيّة يُدعى الأب جيمس، سألت الباحثة القسّ أن يفسّر لها بعض العقائد التي لم تتمكّن من الإحاطة بها، أو حتّى فهم ظاهرها، فردّ الأب جيمس:» إنّ هذا سرّ لاهوتي فوق عقول البشر، وليس من الممكن تفسيره حسب تفسير وتصوّر هؤلاء البشر! «
فردّت الباحثة اليابانيّة: » كيف تدعون النّاس إلى عقيدة لا يفهمها هؤلاء البشر؟ وما مهمّة الرّسل والأنبياء.. إن لم يبيّنوا ما أمروا بتبليغه من قبل الخالق إلى هؤلاء البشر؟
.. لقد كنت بوذيّة من قبل .. غير أنّ السّلبيّة، التي تتّسم بها هذه العقيدة جعلتني أبحث عن غيرها بين الدّيانات والملل، وقد اخترت في دراستي التخصّص في مقارنة الأديان، وقد جئت إلى بريطانيا من أجل هذا الهدف، ويبدو أنّني لن أصل إلى غايتي وسط هذه الظّلمات المتراكم بعضها فوق بعض، فإذا حاولت التعرّف على الحقيقة وقف "الأكليريوس" أو "الكهنوت" في وجهي بقوانين الحظر والادّعاء بأنّ هذه القضايا أسرار لاهوتيّة فوق العقل،. أنا لن أسألك عن هذه الأسرار التي أرفضها كلّها...! ذلك لأنّ الدّين .. أي دين يجب أن يكون واضحًا، وألاّ ينطوي على أسرار وخفايا، وإلاّ فلماذا جاء الدّين أصلاً إن لم يكن واضحًا في عقول كلّ الرّعايا !؟ «
وبعد احتدام المناظرة قال الدّكتور عبد الودود شلبي( ) ، وهو أحد المشاركين في ذلك النّقـاش، موجّهًا تعليقًا لاذعًا للقسّ جيمــس: » لو أتينا بكلّ علماء الرّياضيات وبُعث " آينشتاين " مرّة ثانية إلى الحياة، وعقدنا له امتحانًا في حلّ هذه الطّلاسم والألغاز لما حصل هذا العلاّمة إلاّ على صفر في هذا الامتحان، ولكن لحسن الحظّ أنّ "آينشتاين" لم يكن مسيحيًّا وإلاّ ما سمع أحد بنظريّته النّسبيّة التي تفوّق بها على علماء الرّياضيّات«.
وهنا قال الأب جيمس: » إنّ مفهوم البساطة ليس له مجال في فهم العقيدة المسيحيّة، كما لا يجب أن توزن به هذه العقيدة، لأنّ العقيدة المسيحيّة تعلو على فهم العقل« !!.
فردّ عبد الودود شلبي بقوله: » إذا كانت المسيحيّة ليست بهذه البساطة فمعنى هذا أنّها دين خاصّ للفلاسفة، وبالتّالي فلا شأن لهذا الدّين بالبسطاء من النّاس وهم الأغلبيّة السّاحقة، وإذا كان كما تقول بأنّها عقيدة تعلو على فهم العقل، فذلك يعني أيضًا إخراج كلّ عاقل ومفكّر عن دائرة الإيمان الذي لا يقبله العقل ولا الفكر، فإذا كان البسطاء وعامّة النّاس، وإذا كان العقلاء والمفكّرون لا يفهمون هذه العقيدة فإنّي استحلفك بالله ربّي وربّك لم جاءت هذه العقيدة إذن، ولمن جاءت !؟«.
جاء في المانيفستو " البيان " الكاثوليكي لاتّباع الكنيسة: إنّنا لا نستطيع فهم هذه العقيدة لأنّها سرّ غيبيّ، وفي الآخرة سيكون هناك فهم أكثر لهذه الأسرار، ولكن لن يكون فهمًا تامًّا وأبديًّا !
ولذلك فلا يطمع أحد أن يطّلع على تلك الأسرار، لأنّ عقله قاصر في الدّنيا وسيبقى كذلك في الآخرة، وهكذا يكون البشر قد خُلقوا وهم جاهلون بربّهم ودينهم وسيموتون على ذلك الجهل، وسيولدون لحياة أخرويّة لا تختلف كثيرًا عن حياتهم الأولى، إذ سيكون الجهل بالعقيدة سمة رئيسة للعباد في ملكوت الله !! أليس من حقّنا أن نتساءل هل بلغ بالله – جلّ شأنه – الضّعف العلميّ والمعرفيّ حتّى إنّه عجز عن التّعريف بنفسه ومخاطبة النّاس على قدر عقولهم وأفهامهم ومداركهم !؟ وإذا كان الله على كلّ شيء قدير، ألم يكن من الواجب عليه تزويدنا بعقول أكثر نضجًا وقدرة على استقبال رسالاته السّماويّة دون كلّ هذا العناء في فهم آية واحدة فضلاً عن الكتاب المقدّس كلّه !؟
وإذا كانت كلّ هذه الأسرار صعبة الإدراك فلماذا يخاطبنا الله بها؟ وإذا كانت سرًّا فما الحكمة من تكليفنا بالعمل بالأسرار والألغاز، كأنّنا دمى صغيرة يتسلّى الله بنا عندما يشاهدنا نكابد من أجل حلّها والتّفكير فيها !، وإذا كانت تلك الأسرار فوق عقولنا فالتّبليغ بها ضرب من العبث وتضييع للوقت والجهد، لأنّ الألغاز والأسرار التي لا حلّ لها لا تعود على البشر بفائدة عمليّة وظيفيّة، دينيّة كانت أو دنيويّة، أم إنّ الله يحبّ أن يرانا منشغلين بها، يتلذّذ ونحن نتألّم في البحث فيها، و يستمتع حين نتعذّب نفسيًّا وعقليًّا في محاولاتنا المتكرّرة والمريرة عبر القرون الطّويلة للوصول إلى الحقيقة السّهلة والبسيطة والواضحة، أليس هذا نوعًا من "السادية " التي يوصف بها الله - شئنا أم أبينا – تعالى الله عن ذلك( ).
وإنّ إلهًا مثل هذا الإله الذي تؤمن به النّصارى هو إله لا يستحقّ العبادة ولا التّقديس، طالما لم يتمكّن من إثبات ألوهيّته وقدسيّته بتوضيح ما يريده في كتابه المنزّل: " الكتاب المقدّس "، وهنا أذكر أنّي منذ بدأت البحث في مقارنة الأديان وبالتّحديد دراسة إيمان النّصارى واعتقادهم وأنا أشفق، لا على النّصارى الذين يعانون الأمرّين في فهم اعتقادهم، وإنّما على هذا الإله الذي عجز عن التّعريف بنفسه، فقد أعوزته البلاغة في التّعبير عن ذاته، إنّني أشفق على هذا الإله الذي لم يجد الكلمات السّهلة والتّعبيرات الواضحة للإفصاح عن ماهيته وطبيعته.
والذي أراه أنّ عدم القدرة على الإفصاح عن تلك الطّبيعة وبيان تلك العقائد كان سببها بولس الذي تولّى صناعتها و ترويجها، وقد كان النّاس في زمانه يجدون استحالة في فهمها، مثل ما نجد نحن، فخاطبهم في رسالة كورنثوس زاعمًا بقوله (كلامي وتبشيري لا يعتمدان على أساليب الحكمة البشريّة في الإقناع، بل على ما يظهره روح الله وقوّته، حتّى يستند إيمانكم إلى قدرة الله، لا حكمة البشر)( ).
لقد جمعت عقيدة النّصارى من المتناقضات و المستحيلات العقليّة ما جعل الأمم تسخر من تلك العقائد وتنتقدها، وعلى الرّغم من انحرافات مثيلة في بعض الأديان الوثنيّة، كالبوذيّة والبراهميّة والمتراسية واليهودية .. إلاّ أنّ عقيدة النّصارى فاقتها بكثير، وفي هذا يقول شيخ الإسلام بن تيميّة – رحمه الله – في كتابه (الجواب الصّحيح لمن بدّل دين المسيح ): » قالت طائفة من العقلاء في وصف عقيدة النّصارى: إنّ عامّة مقالات النّاس في عقائدهم يمكن تصوّرها إلاّ مقالة النّصارى، وذلك أنّ الذين وضعوها لم يتصوّروا ما قالوا، بل تكلّموا بجهل وجمعوا في كلامهم بين النّقيضين، ولهذا قال بعضهم لو اجتمع عشرة نصارى لتفرّقوا عن أحد عشر قولاً وقال آخر: لو سألت بعض النّصارى وامرأته وابنه وخادمه عن توحيدهم لقال الرّجل قولاً، وامرأته قولاً آخر وابنه قولاً ثالثًا وخادمه قولاً مخالفًا لسابقيه«.
أمّا ابن القيّم – رحمه الله – فيذكر في كتابه ( إغاثة اللّهفان ) عن ملك من ملوك الهند أنّه قال عندما ذُكرت له الأديان الثّلاثة المشهورة "اليهوديّة والنّصرانيّة والإسلام" :» أمّا النّصارى فإن كان محاربوهم من أهل الملل يحاربونهم بحكم شرعيّ، فإنّي أرى ذلك بحكم عقليّ، وإن كنّا لا نرى بحكم عقولنا قتالاً ولكن أستثني هؤلاء القـوم – النّصارى – من بين جميع العوالم، لأنّهم قصدوا، بعقيدتهم و إيمانهم مضادة العقل وناصبوه العداوة وحلّوا ببيت الاستحالات، وحادوا عن المسلك الذي انتهجه غيرهم من أهل الشّرائع، فشذّوا عن جميع مناهج العالم الصّالحة العقليّة والشّرعيّة، واعتقدوا كلّ مستحيل ممكنًا، وبنوا على ذلك شريعة لا تؤدّي البتّة إلى صلاح نوع من أنواع العالم، إلاّ أنّها تُصَيِّر العاقل إذا تشرّع بها أخرق والرّشيد سفيهًا والمحسن مسيئًا«.
ربّ قائل: إنّ أكثر الأمم تقدّمًا وازدهارًا اليوم هي تلك التي تعتنق النّصرانيّة، أي أوروبا الغربيّة وأمريكا الشّماليّة .. وهذه مغالطة صريحة والشّواهد على ذلك متوافرة؛ فالتّاريخ يحدّثنا أنّ النصارى لم يعرفوا طريق الحضارة والتقدّم إلاّ عندما تخلّوا عن نصرانيّتهم المحرّفة ونبذوا أحكام الكنيسة وراء ظهورهم، فلقد عاش الغرب في ظلمات حالكة إبّان سيطرة البابوات على مصائرهم في القرون الوسطى، حتى قامت حركات النهضة والتنوير والثورة ضدّ مؤسّسات الكنيسة والإنجيل، فقام الغرب من رقدته ونهض من سُباته العميق فاستحالت إلى ما هي عليه اليوم – على الرّغم من السّلبيّات والعورات الكثيرة التي يعاني منها الغرب الآن – ذلك أنّ طغيان الكنيسة وتعاليمها دفعه إلى طغيان الإلحاد واللاّدينيّة، وتطرّف رجال الدّين قاد الغرب إلى التطرّف ضدّ الله وضدّ فطرة التديّن.
إنّ نصارى الغرب اليوم لا يعرفون من النّصرانيّة إلاّ خرافاتها وألغازها وبعض طقوسها، ولا يتعدّى من يذهبون إلى الكنيسة يوم الأحد إلاّ القليل لأسباب كثيرة، ليست بالضّرورة دينيّة، أمّا خارج جدران الكنيسة فمفاهيم الدّين النّصرانيّ ملغاة ولا يكاد يوجد لها ذكر، وهذا يعود بنا إلى موضوعنا؛ إذ إنّ الغرب بعد ظهور عصر العقلانيّة والتّنوير لم يعد يصدّق بخرافات الكنيسة وعقائدها الباطلة المضادة للعقل، وزاد نفور الغرب من الدّين تصرّف رجال الكنيسة المشين، وقد سجّل لنا التّاريخ الأحداث المرعبة للعصور المظلمة في أوروبا Dark Ages وكيف سامت الكنيسة العلماء أشدّ العذاب، فحرقت المفكّرين والمخترعين والمبدعين بحجّة الخروج عن الدّين، وحرّمت قراءة أو اقتناء كتب العلم، لأنّها زندقة وهرطقة.
تقول زيغريد هونكه في كتابها (شمس العرب تسطع على الغرب): » … والضّلال عند الكنيسة هو البحث عن الحقيقة في غير الكتاب المقدّس«، وكانت الكنيسة ترى أنّ الكتب المقدّسة تحتوي على كلّ أنواع العلوم، وأنّها المصدر الوحيد للمعرفة، وأنّ أيّ قول أو نتيجة تأتي خلافًا لما جاءت به تلك النّصوص المقدّسة يعتبر كفرًا وإلحادًا، وفي هذا يقول القدّيس ترتوليان: » إنّ أساس كلّ علم هو الكتاب المقدّس وتقاليد الكنيسة، وإنّ الله لم يقصر تعليمنا بالوحي على الهداية إلى الدّين فقط، بل علمنا بالوحي كلّ ما أراد أن نعلمه من الكون؛ فالكتاب المقدّس يحتوي من العرفان على المقدار الذي قدّر للبشر أن ينالوه فجميع ما جاء في الكتب السّماويّة من وصف السّماء والأرض وما فيهما، وتاريخ الأمم ممّا يجب التّسليم به مهما عارض العقل، أو خالف الحسّ، فعلى النّاس أن يؤمنوا به أوّلاً ثمّ يجتهدوا ثانيًا في حمل أنفسهم على فهمه أي على التّسليم به «.
ولمّا بلغ الاضطهاد الذي مارسته الكنيسة ضدّ العقل والعلم ذروته بدأت بوادر التذمّر والاحتجاج تظهر هنا وهناك؛ فظهرت حركة الإصلاح البروتستانتيّة، التي قامت ضدّ الكنيسة الكاثوليكيّة، لكنّها اقتصرت على نقد تصرّفات البابا وبعض التّفسيرات الخاطئة للكتب المقدّسة، ولم يختلف البروتستانت عن غيرهم في محاربتهم للعقل والعلم وتعصّبهم للعقائد الموروثة غير المعقولة، بل يذكر المؤرّخون أنّ البروتستانت عادوا العقل والعلم أكثر من الكاثوليك والأرثودكس، يقول مثلاً وول ديورانت في كتابه (قصّة الحضارة): » إنّ موقف البروتستانت من العقل كان في غاية الاستخفاف، ويذكر عن مارثن لوثر قوله: أنت لا تستطيع أن تقبل كلاًّ من الإنجيل والعقل فأحدهما يجب أن يفسح الطّريق للآخر«، وقد اختار لوثر إفساح الطّريق أمام الإنجيل بإلغاء عقله ودفنه حيًّا حتّى لا يزاحم قداسة الكتب لذلك نراه يقول: » إنّ العقل هو أكبر عدوٍّ للدّين … وإنّه كلّما دقّ العقل واحتدّ كان حيوانًا سامًّا برؤوس سعلاة، وكان ضدّ الله وضدّ ما خلق«.
ولمّا كان موقف البروتستانت وزعماء الإصلاح الديني كمن سبقهم في محاربة العلم والعقل لم يشفع لهم " إصلاحهم " في بعض الميادين أمام زحف العقليّين والملاحدة والعلمانيّين الذين هبّوا في كلّ مكان يطالبون بإقصاء الدّين عن الحياة وإغلاق المؤسّسة الدّينيّة وطبعها بالشّمع الأحمر، بل وصل بعضهم إلى الاستهزاء والسّخريّة من الله وجميع مظاهر وجوده.
ولقد كانت عقائد النّصرانيّة المحرّفة، والمضادّة للعقل سببًا رئيسًا في ظهور الإلحاد بجميع أنواعه كالشّيوعيّة والعلمانيّة والبرجماتيّة والوجوديّة .. إل

غير معرف يقول...

((((((((((ما يخفيه زكريا بطرس عن مستمعيه((((((((((((

في هذا المبحث :
ـ أول من آمن به أهل بيته.
ـ يسكن في غرفاتٍ من طين .
ـ مناجاة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لربه .


لا يعرف التاريخ أحد كُتب عنه ثناءً ومدحاً كالنبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، يمدحون خُلُقه وخلقته وكل شيء ، ولم يعرف التاريخ أحد أحيط بهالة من التعظيم والتبجيل في حياته وبعد مماته كالنبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ولم يعرف أحد مدحه أعدائه كما مدح أعداء رسولِ الله رسولَ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وهذا الأمر صنفت فيه مصنفات مشهورة ومعروفه . ولم يعرف التاريخ أحد تطاول على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كهذا الخنزير بطرس . ش
ومدح الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ شرفت به المصنفات الكبيرة ، وشرف به المختصون في جميع الفنون والعلوم .
ووالله كلماتي ترد خجلى وهي تحكي عن الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ فمهما كتبتُ لا أجد نفسي قد وفيت شيئا . ولكن أراعي المقام وأضع خطوطا رئيسية تبين كذب من يتكلم عنه من الحاقدين أمثال بطرس الكذاب .

النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بيته .

لماذا النبيُ ـ صلى الله عليه وسلمَ ـ في بيته ؟؟ لماذا ألقي الضوءَ على رسولِ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بيته ؟

الرجل في بيته يكونُ على حقيقته ، لا يتكلفُ أمام أهلهِ وأولادهِ ، فإن تجملَ خارج البيت ، فإنه لا يستطيع أبدا أن يتصنع أمام أهله ، ولذا آثرت أن القي الضوءَ على شيءٍ من حياة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بيته ، ليعلمَ من جهل أي الرجال كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ . وأنه ما كان جبارا ولا كان شهوانيا يقضي الليل مع النساء كما يفترون عليه صلى الله عليه وسلم .
أول من آمن به أهل بيته
أول من آمن بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هم أهل بيته ، زوجتُه السيدةُ خديجةُ ـ رضي الله عنها ـ وعلي بن أبي طالبٍ الذي كان في بيته ،وزيدُ بنُ حارثة ، وبناتُه ـ صلى الله عليه وسلم ، وكذا أخصُّ أصحابه أبو بكر الصديق رضي الله عنه .
لم يتخلف أحدٌ من خواص محمدٍ ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، بل لم يتلكأ منهم أحد ، كلهم آمنوا به وصدقوه فور سماعهم خبرَ نبوته ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
يقولُ أحدُهم " إن إيمانَ أهلِ بيت محمدٍ ـ صلى الله عليه وسلم ـ بهِ دليلٌ على صدقه ، فأعرف الناس بالرجل أهلُ بيته وخاصتُه ".
وصدق . فإن أحدنا قد يُخفي على الناس عيبه ، لا يُظهرُ عيبَه في الشارعِ ولا في المجالس العامة ، ولكنه ينبسط في بيته أمام زوجته وأبناءه ، وينبسط بين خاصّة أصحابه والمقربين منه فتبدوا سريرتُه فلولا أنهم يعرفون منه الخير ما اتبعوه ولاتهموه في خبره وكذبوه وما صدَّقوه .أليس كذلك ؟!
أقول : وأن يحبَ الرجلَ زوجتُه وأبناءُه فهذا أمر طبعي ، أما أن يحبَّه خادمُه وعبدُه الذي يملكُه فهذا لا يكون كثيرا . وأن يفضّل الرجلُ العبوديةَ والغربةَ مع شخصٍ ، على الحريةِ في وطنه مع أبيه وأمه وأعمامه وأخواله وإخوانه ، وهو بعدُ شابا صغيرا ، فهذا لم نسمع به إلا مع النبي محمدٍ ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
كان زيدُ بن حارثةَ حرا أخذته اللصوصُ وهو غلام فباعوه عبدا بالشام ، واشتراه حكيمُ بن حزامٍ من الشام وحملهُ إلى مكةَ وانتهى به المطافُ مولا عند رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
ورحل حارثةُ ـ أبو زيد ـ بين أحياء العرب يبحث عن ابنه الذي أخذته اللصوص واسترقُّوه ، وهو حرٌ ذو نسب ... خرج يطوف البلدان وهو يقول :
بَكَيْتُ عَلَى زَيْدٍ وَلَمْ أَدْرِ مَا فَعَلْ *** أَحَيّ فَيُرْجَى أَمْ أَتَى دُونَهُ الْأَجَلْ
فَوَاَللّهِ مَا أَدْرِي وَإِنّي لَسَائِلٌ *** أَغَالَكَ بَعْدِي السّهْلُ أَمْ غَالَك الْجَبَلْ
ُتذَكّرْنِيهِ الشّمْسُ عِنْدَ طُلُوعِهَا *** وَتَعْرِضُ ذِكْرَاهُ إذَا غَرْبُهَا أَفَلْ
وَإِنْ هَبّتْ الْأَرْوَاحُ هَيّجْنَ ذِكْرَهُ *** فَيَا طُولَ مَا حُزْنِي عَلَيْهِ وَمَا وَجَلْ
سَأُعْمِلُ نَصّ الْعِيسِ فِي الْأَرْضِ جَاهِدًا * * * وَلَا أُسْأَمُ التّطْوَافَ أَوْ تَسْأَمُ الْإِبِلْ
حَيَاتِي أَوْ تَأْتِي عَلَيّ مَنِيّتِي * * * فَكُلّ امْرِئٍ فَانٍ وَإِنْ غَرّهُ الْأَمَلُ
خرج هذا الأب المفجوع يقطع الصحاري بحرها ، ووجد ولده عند رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فراح يناشده أن يَبِيعَهُ ولدَه بما شاء . . يعرض على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يشتري منه ولده بما يشاء من ثمن . فأجابه النبيُ ـ صلى الله عليه وسلم ـ بما لم يتوقعه . قال لَهُ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ــ يخاطب زيدا ـ إنْ شِئْتَ فَأَقِمْ عِنْدِي ، وَإِنْ شِئْت فَانْطَلِقْ مَعَ أَبِيك ، فأجاب زيد : بَلْ أُقِيمُ عِنْدَك .يقيم عند من ؟
عند رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ . اختار زيدٌ البقاء عبدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، على الرجوع حرا مع أبيه . ماذا رأى زيدٌ من محمدٍ صلى الله عليه وسلم ــ كي يختار العبودية معه في مكة بعيدا عن أهله وداره ، على الحرية مع أبيه وبين أمه وإخوانه وهو بعد صغير السن ؟
لك أن تتخيلَ ما كان من حسن عشرة وطيب خلق جعلت زيدا لا يرحل من دار الغربة والعبودية .إلى أبيه وأمه . واسمع :
قَالَ لَهُ أَبُوهُ : يَا زَيْدُ أَتَخْتَارُ الْعُبُودِيّةَ عَلَى الْحُرّيّةِ وَ عَلَى أَبِيك وَأُمّك وَبَلَدِك وَقَوْمِك ؟
فَقَالَ زيدٌ : إنّي قَدْ رَأَيْت مِنْ هَذَا الرّجُلِ شَيْئًا ، وَمَا أَنَا بِاَلّذِي أُفَارِقُهُ أَبَدًا .
وأنشد يقول :
أَحِنّ إلَى أَهْلِي ، وَإِنْ كُنّ نَائِيًا *** بِأَنّي قَعِيدُ الْبَيْتِ عِنْدَ الْمَشَاعِرِ
فَكُفّوا مِنْ الْوَجْدِ الّذِي قَدْ شَجَاكُمْ *** وَلَا تُعْمِلُوا فِي الْأَرْضِ نَصّ الْأَبَاعِرِ
َإِنّي بِحَمْدِ اللّهِ فِي خَيْرِ أُسْرَةٍ *** كِرَامِ مَعَدّ كَابِرًا بَعْدَ كَابِرِ

لم ينته الأمر عند هذا الحد .
تجمَّل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بما هو خيرٌ من ذلك .فأخذ بيدِ زيدٍ وقام إلى الملأ من قريش ينادي فيهم : " اشْهَدُوا أَنّ هَذَا ابْنِي ، وَارِثًا وَمَوْرُوثًا " فَطَابَتْ نَفْسُ أَبِيهِ عِنْدَ ذَلِكَ .ولم ينته الأمر عند ذلك أيضا .بعد أن رحل أبوه تجمل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بما هو أكثر من ذلك أيضا ، تجمل بما هو أكثر من عتقه ، وبما هو أكبر من تبنيه ، فقد زوجه من بنت عمته زينبَ بنتَ جحشٍ ـ رضي الله عنها ـ . ومن يعرف عادات العرب في الزواج يعرف حجم هذا الكرم من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ . أرأيتم أكرمَ من هذا ؟!
لا . والله .
فما له لا يؤمن به ، وهذا حاله معه ؟ !
مشهد آخر
جاء الْمَلَكُ لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في غار حراء فأخذه وضمَّه ضما شديدا حتى بلغ منه الجَهَدَ ثم أرسله، وقال له أقرأ والحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ يجيب ما أنا بقارئ .ثم أخذه ثانية وضمه ضما شديدا حتى بلغ منه الجهد وناداه اقرأ يا محمد ، والحبيب يجيب : ما أنا بقارئ . فأخذه الثالثة وضمه ضما شديدا وناده اقرأ يا محمد ، والحبيب يجيب : ما أنا بقارئ . فقال الملكُ : اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ .ورَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى بيته يَرْجُفُ فُؤَادُهُ . ودَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنها ينادي : زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي. . . . غطوني بالفراش . فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ .وجلس يحدث زوجته بما رأى يقول لها :َ لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي . فَقَالَتْ ، وهذا محل الشاهد ، : كَلَّا وَاللَّهِ . . . لا يُخْزِيكَ اللَّهُ أبدا . والله إنك لتصل الرَّحِمَ . . . وتَصْدُقُ الحديث . . . وَتَحْمِلُ الْكَلَّ . . . وَتُكْسِبُ الْمَعْدُومَ وَتَقْرِي الضَّيْفَ . . . وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ .
هكذا وصفتهُ زوجتُه وهو بعد لم يوحى إليه ، كريم شهمٌ هينٌ لين ، قريب يجيب .هذا حاله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما تصفه زوجته . وهو بعد لم يوحى إليه .. هذا حاله في الجاهلية .
يا من له الأخلاق ما تهوى * ** العلا منها ويتعشق الكبراء زانتك في الخلق العظيم شمائل * * * يغرى بهن ويولع الكرماء فإذا سخوت بلغت بالجود المدى * * * وفعلت ما لا تفعله الأنواء وإذا رحمت فأنت أم أو أب * * * هذان في الدنيا هم الرحماء وإذا عفوت فقادرا ومقتدرا * * * لا يستهين بعفوك الجهلاء
وإذا غضبت فإنما هي غضبة في الحق * * * لا ضغن ولا بغضاء
وإذا رضيت فذاك في مرضاته * * * ورضا الكثير تحلم ورياء وإذا بنيت فخير زوج عشرة * * * وإذا ابتنيت فدونك الآباء
وحين أخبر أبا بكر ، وهو صاحبه في الجاهلية بأن الله أوحى إليه ، أسلم ابو بكر من فوره وما نظر ولا تردد . لماذا ؟
أعرف الرجل بالرجل صاحبه . فلولا أن أبا بكر ـ رضي الله عنه ـ يعرف من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الخير ما أقبل هكذا . ولتردد ولقال وأسمع .
وآمن بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كل من كان في بيته ، علي بن أبي طالب وأم أيمن وزوجته وبناته وغلامه زيد بن حارثه لم يتخلف منهم أحد .
الدائرة التي تحيط بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتتعامل معه يوميا هي أول الناس إيمانا به . وكما سبق معنا أن في هذا دِلالة واضحة على صدقه ـ صلى الله عليه وسلم ـ فهم لو لم يعرفوا منه الصدق ما آمنوا من فروهم هكذا .
بل شهد له من حاربوه بالصدق والأمانة ، ولقبوه بالصادق الأمين ، ولم نسمع أن أحدا ممن عاصره ذكره بسوء . . . لا يوجد أحد ممن رأى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى من قاتلوه وأخرجوه من داره ، تكلم في خلقه بشيء ، كلُّهم أجمعوا على صدقه وأمانته وحسن خلقه ، وهذه الجعجعة حادثة أتت بعد ألف وأربعمائة عام .
وقفة تَزيد الأمر وضوحا :
اتخذ القرآن من حال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الجاهلية بين أهله وأصحابه دليلا على صدقه في دعوى النبوة ، فمعلوم أن قريشا كذَّبت النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ كحال بني إسرائيل مع المسيح ـ عليه السلام ـ ، وكحال كل الأمم التي بعث الله إليها نبيا من أنبياءه .
وفي مواجهة هذا التكذيب ، وفي إطار التدليل على صدق رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ في دعوى النبوة ، اتخذ القرآنُ الكريم من حال النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ بين أهله وأصحابه دليلا على صدقه . قال تعالى : { أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ }[ الأعراف : 184 ]
وقال تعالى :{ قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ }[ سبأ :46 ] ، وقال تعالى :{ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى }[ النجم :2 ] وقال تعالى :{وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ } [ التكوير : 22]
ما وجه الدليل في ذلك ؟
يقول أهلُ العلمِ : ذِكرُ لفظِ الصاحب هنا دون غيره ، إذ قال صاحبكم ولم يقل محمد ولا النبي، ليذكرهم بأن هذا صاحبهم ، لازمهم أربعين عاما ، ويعرفوه معرفة الصاحب بصاحبه . جلس بينهم أربعين عاما . لم يخرج النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ من مكة ، إلا مرة أو مرتين ، وكان ـ في خروجه هذا ـ بين أهل مكة . فهو إذا لم يتعامل مع غير أهل مكة .

والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ اتخذ من حاله بين قومه دليلا على صدقه في دعوى النبوة ، وقف على الصفا ينادي لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغيرَ عليكم أكنتم مصدقي ؟
قالوا نعم . ما جربنا عليك إلا صدقا . قال فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد . [ هذه رواية البخاري من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ]

فهذا حاله صلى الله عليه وسلم في بيته وبين أهله في الجاهلية . اتخذها القرآنُ دليلا على صدقه صلى الله عليه وسلم .
يسكن في غرفات من طين
قالوا : كان جبارا لا همَّ له إلا القتل ، والزواج ، قلنا : لو كان كذلك لاتخذ القصور وجمع الأموال ، وقضى الليل مع النساء ، ولكن ما كان هذا حاله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
حين هاجر إلى المدينة اتخذ بيتا من طين ( لبن ) سقفه من الجريد يطاله الرجل بيديه . بيت كل واحدة من نسائه عبارة عن غرفة من طين ، وكان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ينام على الحصير حتى يؤثرَ في جنبه ـ صلى الله عليه وسلم ـ عند الترمذي من حديث عبد الله بنِ مسعود رضي الله عنه قال : ( نَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حَصِيرٍ فَقَامَ وَقَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِهِ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ اتَّخَذْنَا لَكَ وِطَاءً فَقَالَ مَا لِي وَمَا لِلدُّنْيَا مَا أَنَا فِي الدُّنْيَا إِلَّا َكرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا ) وفي رواية أخرى عند أحمد من حديث عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : ( مالي وللدنيا، ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار، ثم راح وتركها ) يقول : ثم راح وتركها ، أي أنه لم يمكث حتى يتحول عنه الظل بل قام هو وترك الظل .
ودخلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ـ رضي الله عنه ـ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ نائم على حصير قد أثر الحصير في جنبه ، وجالت عينُ عمرٍ في بيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ، يقول عمر : فإِذَا أَنَا بِقَبْضَةٍ مِنْ شَعِيرٍ نَحْوِ الصَّاعِ ( حفنة أو حفنتين ) وَقَرَظٍ ( نوع من ورق الشجر يدبغون به الجلود ) فِي نَاحِيَةٍ فِي الْغُرْفَةِ وَإِذَا إِهَابٌ مُعَلَّقٌ .
هذا كل ما في بيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حصير ينام عليه ، وحفنه من شعير ووسادة معلقة بالجدار .
فبكى عمر مما رأى . وحُقَّ له .
وناداه الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ : مَا يُبْكِيكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ؟
يقول عمر : فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَمَالِي لَا أَبْكِي وَهَذَا الْحَصِيرُ قَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِكَ وَهَذِهِ خِزَانَتُكَ لَا أَرَى فِيهَا إِلَّا مَا أَرَى وَذَلِكَ كِسْرَى وَقَيْصَرُ فِي الثِّمَارِ وَالْأَنْهَارِ وَأَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ وَصَفْوَتُهُ وَهَذِهِ خِزَانَتُكَ
قَالَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ : أَلَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَنَا الْآخِرَةُ وَلَهُمْ الدُّنْيَا ؟
فقال عمر : بَلَى .
هذا هو همّهُ ـ صلى الله عليه وسلم ـ الآخرة . لا حاجة له في الدنيا .
وعن أنس رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : ( مَا أَمْسَى فِي آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَاعُ تَمْرٍ وَلَا صَاعُ حَبٍّ . وَإِنَّ عِنْدَهُ يَوْمَئِذٍ لَتِسْعَ نِسْوَةٍ )
وعند مسلم من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضي الله عنه ـ أن رجلا نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فَأَرْسَلَ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ يسأل عن شيء يضيفه به ، ثم أرسل إلى الثانية والثالثة وإلى كل نسائه وكلهم يجيب : والذي بعثك بِالْحَقِّ مَا عِنْدِي إِلَّا مَاءٌ .
ليس في بيته إلا الماء .

وعند البخاري من حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى الْهِلَالِ ثُمَّ الْهِلَالِ ثَلَاثَةَ أَهِلَّةٍ فِي شَهْرَيْنِ وَمَا أُوقِدَتْ فِي أَبْيَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَارٌ ) ، فقيل لها : ما كَانَ يُعِيشُكُمْ . قَالَتْ الْأَسْوَدَانِ التَّمْرُ وَالْمَاءُ إِلَّا أَنَّهُ قَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِيرَانٌ مِنْ الْأَنْصَارِ كَانَتْ لَهُمْ مَنَائِحُ وَكَانُوا يَمْنَحُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَلْبَانِهِمْ فَيَسْقِينَا .
تمر وماء ، والمنحة لبن .
وفي الصحيحين وغيرهما عن أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها قالت ـ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا فِي بَيْتِي مِنْ شَيْءٍ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ إِلَّا شَطْرُ شَعِيرٍ ) .
ومشهور أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مات وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ يَهُودِيٍّ بِثَلَاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ .
وعند البخاري أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم مات وما ترك درهما ولا دينارا ولا عبدا ولا أمه إلا بغلته البيضاء التي كان يركبها ، وسلاحه ، وارضا جعلها لابن السبيل صدقة .
أجبارٌ هذا ؟
لا والله .
جاء في قصة إسلام عُدي بن حاتم الطائي ـ رضي الله عنه ـ وكان نصرانيا . أنه دخل على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ، المسجد فسلم عليه ، ثم قام معه إلى بيته ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، يقول عُدي : فَانْطَلَقَ بِي إلَى بَيْتِهِ فَوَاَللّهِ إنّهُ لَعَامِدٌ بِي إلَيْهِ إذْ لَقِيَتْهُ امْرَأَةٌ ضَعِيفَةٌ كَبِيرَةٌ فَاسْتَوْقَفَتْهُ فَوَقَفَ لَهَا طَوِيلًا تُكَلّمُهُ فِي حَاجَتِهَا ; يقول عُدي : فقُلْت فِي نَفْسِي : وَاَللّهِ مَا هَذَا بِمَلِكٍ .
ثُمّ مَضَى بِي رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ حَتّى إذَا دَخَلَ بِي بَيْتَهُ تَنَاوَلَ وِسَادَةً مِنْ أَدَمٍ مَحْشُوّةً لِيفًا ، فَقَذَفَهَا إلَيّ ،فَقَالَ : اجْلِسْ عَلَى هَذِهِ . قُلْت : بَلْ أَنْتَ فَاجْلِسْ عَلَيْهَا ، فَقَالَ بَلْ أَنْتَ . يقول عدي : فَجَلَسْتُ عَلَيْهَا ، وَجَلَسَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِالْأَرْضِ ، قَالَ قُلْت فِي نَفْسِي : وَاَللّهِ مَا هَذَا بِأَمْرِ مَلِكٍ .نعم لم يكن ملكا ظالما غشوما ... كان يجلس على الأرض ، ويقف للعجوز طويلا وهو أعظم الناس مسئولية وأكثرهم شغلا . ويسكن في غرفات من طين .
يقول ابن كثير في البداية والنهاية معلقا على ما ورد في البخاري ، من أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مات وما ترك دينارا ولا درهما ولا عبدا ولا أمة يقول ، وقد جعلَهُ عنوانَ بابٍ يقول : فإن الدنيا بحذافيرها كانت أحقر عنده - كما هي عند الله - من أن يسعى لها أو يتركها بعده ميراثا، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى إخوانه من النبيين والمرسلين، وسلم تسليما كثيرا دائما إلى يوم الدين .
ولم يكن ضيق العيش ، وقلة المتاع في بيته ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ فترة من الزمن فقط ، بل كان هذا حاله حتى توفاه ربه .
ولم يكن ضيق العيش وقلة المتاع في بيته ـ صلى الله عليه وسلم ـ جبراً عنه ، بل باختياره ، فقد كان زاهدا في الدنيا . راغبا عنها . يقول ما لي وما للدنيا .
لما فتح الله على رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ خيبر ، وأتت الغنائم ، اجتمع حوله نسوتُه يريدون سعةَ في العيش ، فخيرهم بين أن يبقون معه على هذه الحال وأن يطلقهن . ونزل قول الله تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً . وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً }[ الأحزاب : 29] ، وكلهن اخترن البقاء معه ـ صلى الله عليه وسلم ـ على هذه الحال .
وفي هذا دليل أيضا على أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يكن مضطرا لهذا ، فقد كان عنده سهمه من الغنائم ، ولو شاء لصارت الجبال معه ذهبا ، بل كانت رغية عن الدنيا ، كما قال هو ـ صلى الله عليه وسلم ـ " ( مالي وللدنيا، ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار، ثم راح وتركها ) ،وفي هذه القصة أيضا بيان لمحبة نساء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للنبي وحبهم للبقاء معه على هذه الحال ، كانوا يحبونه أشد من حبهم لآبائهم وأمهاتهم ، عائشة تقول أفيك أستأمر أبوي يا رسول الله ؟! وحبيبة ترفض أن يجلس أبوها وهو سيد قريش يومها على فراش رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتقول له أنت مشرك نجس لا تجلس على فراش رسول الله .صلى الله عليه وسلم ـ .

وكان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقضي ثلث الليل أو نصفه أو يزيد عن ذلك في الصلاة ، يقوم حين يسمع الصارخ .. الديك .. ويصرخ الصارخ في منتصف الليل أو قبله أو بعده بقليل .. يقف بين يدي ربه يقرأ قرآنه ويسجد له داعيا وشاكرا ، قال الله {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ }[ المزمل : من الآية 20 ] .
لم يترك صلاة الليل أبدا .
وعند مسلم من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ فَقُلْتُ يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِائَةِ . . . ثُمَّ مَضَى فَقُلْتُ يُصَلِّي بِهَا فِي رَكْعَةٍ فَمَضَى فَقُلْتُ يَرْكَعُ بِهَا ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ فَقَرَأَهَا ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ فَقَرَأَهَا يَقْرَأُ مُتَرَسِّلًا ـ أي متهملا ومُرتلا ـ إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ . ثُمَّ رَكَعَ فَجَعَلَ يَقُولُ سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ . فَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ ، ثُمَّ قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ ثُمَّ قَامَ طَوِيلًا قَرِيبًا مِمَّا رَكَعَ ثُمَّ سَجَدَ فَقَالَ سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى فَكَانَ سُجُودُهُ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِهِ "
وروى الشيخان من حديث عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه قال : صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً فَلَمْ يَزَلْ قَائِمًا حَتَّى هَمَمْتُ بِأَمْرِ سَوْءٍ . قُلْنَا وَمَا هَمَمْتَ ؟ قَالَ هَمَمْتُ أَنْ أَقْعُدَ وَأَذَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
يقول بن حجر معلقا على هذا الحديث وقد كان بنُ مسعود ـ رضي الله عنه ـ قويا محافظا على الاقتداء بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وما همَّ بالعقود إلا بعد طولٍ ما اعتاد عليه .
وجاء من وصف صلاة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بيته ليلا : عن الْمُغِيرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ إِنْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَقُومُ لِيُصَلِّيَ حَتَّى تَرِمُ قَدَمَاهُ أَوْ سَاقَاهُ فَيُقَالُ لَهُ فَيَقُولُ أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا؟
يقضي ليله يناجي ربه ، وهذه بعض أقواله :
مناجاة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ربه
وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ .
إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنْ الْمُسْلِمِينَ .
اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ .سُبْحَانَكَ .أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ ظَلَمْتُ نَفْسِي وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ . . . . أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ . . . وَلَا مَنْجَا وَلَا مَلْجَأَ إِلَّا إِلَيْكَ . . . . أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ .
خَشَعَ سَمْعِي وَبَصَرِي وَمُخِّي وَعَظْمِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .
اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ .لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ .لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ .قَوْلُكَ الْحَقُّ وَوَعْدُكَ الْحَقُّ وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ حَقٌّ .اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ وَبِكَ خَاصَمْتُ وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَأَسْرَرْتُ وَأَعْلَنْتُ أَنْتَ إِلَهِي لَا إِلَهَ لِي غَيْرُكَ .
اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا وَأَمِتْنِي مِسْكِينًا وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ .
اللهم إني أسألك فعل الخيرات ، وترك المنكرات ، وحب المساكين ، وأن تغفرَ لي وترحمَني ، وإذا أردتَ فتنة قوم فتوفني غير مفتون ، وأسألك حُبَّك ، وحبَّ من يحبُّكَ ، وحب عمل يقربني إلى حبك .
وكان إذا آوى إلى فراشه يقول بِاسْمِكَ رَبِّ وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أَرْفَعُهُ إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ " .
ينام ذاكرا ويستيقظ ذاكرا .
تقول أمُّ المؤمنين عائشةُ ـ رضي الله عنها ـ فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً مِنْ الْفِرَاشِ فَالْتَمَسْتُهُ . . . تبحث عنه بيدها ... تقول .. : فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى بَطْنِ قَدَمَيْهِ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ [ المصلى ] وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ وَهُوَ يَقُولُ اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ .
منازلٌ كانت للصلاةِ وللتقى * * * وللصومِ والتطهيرِ والحسناتِ
ديارٌ عفاها جورُ كلِّ منابذٍ * * * ولمْ تعفُ للأيام والسنواتِ
إلى الله أشكو لوْعةُ عند ذكرهِمْ * * * سقتني بكأسِ الثكلِ والفظعاتِ
فما العدو إلا حاسدٌ ومكذبٌ * * * ومضغنٌ ذو إحنةٍ وتراتِ
فياربِّ زدني من يقيني بصيرةَ * * * وزدْ حٌبَّهم يا ربِّ في حسناتي
سأذكرهم ما حج لله راكبٌ * * * وما ناحَ قمريٌ على الشجراتِ

كان النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ يضع رأسه في حجر زوجته ويقرأ القرآن ثم يغلبه النوم فينام ورأسه في حجرها ، تدبروا .هذا حال المُجهد الذي ما أن يستكينُ على الأرض حتى يغلبه النعاس وينام . وفي حجر زوجته يقرأ القرآن .
وكان حسن العشرة مع زوجاته يقول ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ) . لا يفضل واحدة منهن على الأخرى في القسم ، ويطوف كل يوم عليهن يسأل عن أخبارهن ، ثم يبيت عند التي هو في نوبتها .
متواضعا حليما ، يرقع ثوبه ويخصف نعله ، بساما ضحاكا ، كما تصفه زوجته ، يقول صاحب الرحيق المختوم ، كان أشد الناس حياء وإغضاء ، وإذا كره شيئا عرف في وجهة . وكان لا يُثْبِتْ نظرُه في وجه أحد ، خافض الطرف . نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، جلُّ نظره الملاحظة، لا يشافه أحدا بما يكره حياء وكرم نفس، وكان لا يسمي رجلا بلغ عنه شيء يكرهه، بل يقول . ( ما بال أقوام يصنعون كذا ) . ، ولَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا وَلَا صَخَّابًا فِي الْأَسْوَاقِ وَلَا يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصفحُ .لا يضرب ولا يسب ، ولا يغضب إلا إن انتهكت حرمة من حرمات الله . ولا يعيب الطعام ... إن اشتهاه أكله وإلا تركه . يستيقظ من نومه جائعا فيسأل عن طعام فلا يجد فينوي الصيام إلى الليل .
يقول أنس بن مالك رضي الله عنه فيما رواه أحمد : " خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ سِنِينَ . لَا وَاللَّهِ مَا سَبَّنِي سَبَّةً قَطُّ وَلَا قَالَ لِي أُفٍّ قَطُّ وَلَا قَالَ لِي لِشَيْءٍ فَعَلْتُهُ لِمَ فَعَلْتَهُ وَلَا لِشَيْءٍ لَمْ أَفْعَلْهُ أَلَّا فَعَلْتَهُ .
يقول هند بن أبي هالة ـ رضي الله عنه ـ : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم متواصل الأحزان، دائم الفكرة، ليست له راحة، ولا يتكلم في غير حاجة، طويل السكوت ) انتهى كلامه رضي الله عنه .

أقول : ليس هذا حال من يحب النساء ، فالأنوثة لا تظهر مع التقشف ، والعيش على التمر والماء بين جدران الطين . فمَن لا همَّ له إلا النساء لا يقضي شبابَه كلَّه مع إمرأة واحدة عجوز تكبره بخمسة عشرة سنة ، وقد تزوجت برجلين قبله وأنجبت أكثر من مرة . ليس هذا حال من يعشق النساء . من لا همَّ له إلا النساء لا يتزوج بإمرأة عجوز ثبطة ... ثبطة تعني ثقلية متينة . . بدينة .. تمشي كأنها مقيدة ، أم أولاد يبكون ويصيحون ليل نهار عند رأسه ...ذلكم سودة رضي الله عنها ، ثاني من تزوج الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
ماتت خديجة رضي الله عنها وهي قد تجاوزت الستين من عمرها .. بل قاربت السبعين من عمرها ، ثم مكث رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ بعدها لا يفكر في الزواج حتى أشارت عليه إحداهن بأن يتزوج فهو أبٌ عنده بنين وبنات ، وتزوج من ؟
تزوج سودة رضي الله عنها ... إمرأة كبيرة .. بدينة .. بطيئة الحركة تمشي الهوين كأنها مقيدة .. أم أولاد ، وظلت معه وحدها ثلاث سنوات . أي حتى بلغ النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ سن الثلاثة والخمسين من عمره .

من لا همَّ له إلا النساء لا ينخلع من فراش أحب الناس إليه ويطيل السجود لله . يدعو ربه خوفا وطمعا . من لا همَّ له إلا النساء لا ينخلع من فراش أحب الناس إليه ويذهب للمقابر يزور الموتى ويدعوا لهم . من لا هم له إلا النساء .. لا يقوم من الليل حتى ترم قدماه أو ساقاه ، وقد آذنه ربه بالمغفرة على ما تقدم من ذنبه وما تأخر . ولا ذنب له وإنما هو الشعور بعظمة المعبود وتقصير العبد .
من الصعب جدا أن يقتنع عاقل بأن هذا حال شهوانيٍ يحب النساء ، أو ملكٍ ظلوم سفاك لا همَّ له إلا القتل .
إنها حالة من الوقار ، والسكينة ، والاتصال بالله عز وجل .
إنه قلب معلق بما عند ربه ، وجسم قد أنهكته علو الهمة وسمو الطلب .
كلمني أحدهم ـ من المسلمين ـ بكلام بطرس اللعين ، يقول كان النبي ـ شهوانيا ، وكان وكان ، فأجبته : أنت متزوج ؟ قال نعم ، فقلت كيف بالبيت حين يكون غرفة واحدة ويكون أبنائك كثيرون ومستيقظون ، بل كيف بالبيت إن كان به غير أبنائك .. يضج بالأبناء والضيوف ، وجداره بجدار المسجد ، هل تستطيع أن تأخذ فيه راحتك ؟ قال : أبدا . . أبدا .
قلت هذا حال النبي ، كان بيته كل واحدة من نسائه غرفة ضيقة .. من الطين ... سقفها بالجريد ، ملاصقة للمسجد .. إن أراد أن يسجد وكز زوجته لتوسع له مكانا للسجود ، وإن رفع يديه رفع سقف الغرفة ، وإن خرج من باب الغرفة وجد عددا من الأطفال من أبنائه وأحفاده .
بالله عليك : أهذا بيتٌ يستمتع فيه بالنساء ؟!
أهذا حال من يريد المتعة بالنساء ؟ !
أفي مثل هذا البيت تظهر الأنوثة وتنتعش ؟!
وتابعت : بطرس يكذب ، سله عن بيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعن ليل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كيف كان يقضيه ، وعن مطعم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وملبسه ؟
إنه كذّاب لئيم .
فأجاب : حقا إنه كذّاب لئيم .

يبقى يجيش بصدر كثيرين ، ويتكلم به النصارى وكأنه كان شغل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
هذا الشيء هو ما ورد من أخبار صحيحة عن أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يواقع من تتزين له من زوجاته حتى ولو على فراش غيرها ، وهي قصة حدثت مرة ، كما جاء في سبب نزول الآيات الأول من سورة التحريم . وأنه صلى الله عليه وسلم ربما طاف على زوجاته في ليلة واحدة .
وكل هذا صحيح .
ولكنه أبدا لم يكن هذا هو السياق العام الذي كان يعيش فيه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بمعنى لم يكن حاله أنه يطوف كل ليله على نسائه ، ولم يكن حاله أن يذهب يبحث عن المتجملة منهن ويواقعها . لم يكن هذا أبدا حاله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؛ بل كان حاله كما قدمنا ، زاهدا في الدنيا ، متقشفا في عيشه ، يدعو ربه : اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا . اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين .كان حاله أنه لم يتزوج إلا امرأة واحدة عجوز في الأربعين من عمرها وقضى معها ربع قرن من الزمن لم يتزوج عليها ، وبدأ التعدد بعد البعثة بثلاثة عشر عاما أو يزيد ، وهو ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد تجاوز الخمسين من عمره. وكل زواج كان بسبب . فكيف هذا ؟
حبُّ النساء فطرة خلقها الله في الرجال ، كل الرجال إلا المريض نفسيا أو بدنيا ، وهو شاذ لا يقاس عليه . ومعاشرة النساء لها ارتباط قوي برباطة الجأش . . . الشجاعة ، فالضعيف الذي يهتم لأي مشكلة لا يستطيع أن يذهب لأهله ، كلما جاءته مصيبة أو لاحت في الأفق ذهبت بعقله وبات ليلتَه يفكر فيما كان وفيما سيكون ، وما لم يكن لو كان كيف كان يكون ، ويذهل عن أهله وإن كانت متجملة متزينة ، أما صاحب الشجاعة والبأس ، فلا تأخذه المشاكل ، وحين يرى امرأتَه متزينة تذهب كل الهموم ، فهي صغيرة في حسه مهما كبرت ، ويجتمع عليه شمله ، ومن ثمَّ ينتفع به أهله .وهذه النوعية من الرجال ورسولنا سيدهم تكون حسنة العشرة في الغالب . لماذا ؟
لأن من هذا حاله يستعلي على مشاكل البيت الصغيرة التي تثيرها المرأة . يستعلي على عدد من النقود تنفق هنا أو هناك . ولا يتقصى صغار الأمور . وكما قيل : ما استقصى كريمٌ قط .
وقد رأينا خالدا مثلا يتزوج حيث ينتصر ، وقد قال له أبو بكر مرة حين تزوج من بني حنيفة بعد أن هزمهم وقتل رجالهم : أنت امرؤ فارغ القلب . يتزوج ممن هزمهم ، ولا بد أن عروسه هذه قُتل أبوها أو أخوها . يتزوج ولا يلتفت لهذا كله . يتزوج وهو في دار عدوه لم يرحل بعد . وهذا حال أرباب الحزم والعزم والشجاعة من يوم كانوا ، وسل تعلم .
أما مريض القلب ... الضعيف ، فهو كالطفل تأخذه النظرة كل مأخذ ، وإن ضحكت له امرأة أجلسته عن كل شيء وأخذت بخواطره . وأقامت عنده الخاطرات ولم ترحل .

حال الضعيف أنه لا يذهب لأهله إلا في أوقات محددة ويستعين على ذلك بالدواء ، ويجلس يخطط لذلك أياما . وغالبُ من هذا حاله يكون أمره بيد أهله . فإن غضبت عليه أركبت الهمومَ على ظهره وساقته حيث شاءت . وإن رضيت عنه وتدللت سحبته حيث شاءت ، وأولئك ليسوا من خيار الرجال .ومن هذا حاله ، مع حبه للنساء وأنه لو استطاع لتزوج كل يوم ، تجده مع هذا يتعجب ويتساءل : كيف يجمع الرجل بين امرأتين فضلا عن ثلاث أو أربع أو تسع . كيف يجمع بينهم مع هموم الوظيفة والحياة ؛ يقول لك ، واحدة وتفعل بي كذا وكذا ، فما بال ذي التسعة ؟!
يتعجب . والعجب من حاله هو .
نقول له : لأصحاب العزائم حديث آخر .

حلف البخيل ليأتين بمثله ** * حنثت يمينك يا بخيلُ فكفرِ

غير معرف يقول...

من فضلك اضحك من قلبك:هاهاها؟؟؟ لماذا عبرت الدجاجة الطريق ؟ - ابن الفاروق المصرى

هذا السؤال يطرح من باب التسلية على المشاهير ويجيب عنه الناس من وجهة هؤلاء المشاهير فمثلا لو طرح مثل هذا السؤال على ديكارت صاحب مذهب الشك أنا أشك إذا أنا موجود فسيقول مثلا :لقد عبرت الدجاجة الطريق لأنها تشك ان الرصيف المقابل أفضل أو لنها تشك أن الرصيف المقابل موجود فأرادت أن تكتشف هذا بنفسها.ودعونا الآن نطرح هذا السؤال على القديس بولس مؤسس الديانة المسيحية لنرى ما سيقوله القديس بولس لماذا عبرت الدجاجة الطريق ؟

رسالة بولس الأولى لعشش الترجمان

واما الدجاجة فليس عندي امر من الرب فيها و لكنني اعطي رايا كمن رحمه الرب ان يكون امينا . فاظن ان هذا حسن لسبب الضيق الحاضر انه حسن للدجاجة ان تكون هكذا .
واعرفكم ايها الاخوة أن الدجاجة عبرت الطريق ليس بحسب انسان لانها لم تقبله من عند انسان و لا علمته بل باعلان يسوع المسيح .
لكن لما رايتها انها لا تسلك باستقامة حسب حق الانجيل قلت لها قدام الجميع ان كنتى و انتى دجاجة تعيشين فى الطريق لا العشه فلماذا تلزمى الامم ان يبيضوا
ايها الاخوة بحسب الانسان اقول ليس احد يبطل عهدا قد تمكن و لو من دجاجة عبرت الطريق
لا تخدعنكم دجاجة عبرت طريق ما لانه لا ياتي ان لم يات الارتداد اولا و يستعلن كتكوت البيضه ابن الهلاك
انه باعلان عرفني بالسر كما سبقت فكتبت بالايجاز الذي بحسبه حينما تقراونه تقدرون ان تفهموا درايتي بسر الدجاج
فانه ليس بالدجاج كان الوعد لابراهيم او لنسله ان يكون وارثا للعالم بل ببر الايمان
ولان الدجاجة في الظاهر ليست هى دجاجة و لا ريشها الذي في الظاهر في اللحم ريشا
هل انقسم المسيح العل الدجاجة صلبت لاجلكم ام باسم الدجاجة اعتمدتم
ثم نوصيكم ايها الاخوة باسم ربنا يسوع المسيح ان تتجنبوا كل دجاجة تعبر الطريق بلا ترتيب و ليس حسب التعليم الذي اخذه منا .
و لا تشتركوا في اعمال الدجاجة غير المثمرة بل بالحري وبخوها . لان الامور الحادثة منها سرا ذكرها ايضا قبيح
فان الدجاجة لن تسودكم لانكم لستم تحت جناحها بل تحت النعمة
لاني لهذا كتبت لكي اعرف تزكيتكم هل انتم طائعون للدجاجة كل شيء . والذي تسامحونها بشيء فانا ايضا لاني انا ما سامحت به ان كنت قد سامحت بشيء فمن اجلكم بحضرة المسيح . لئلا تطمع فينا الدجاجة لاننا لا نجهل افكارها
و الذي اكتب به اليكم عنها هوذا قدام الله اني لست اكذب فيه
و لكن ان بشرناكم نحن او ملاك من السماء بعبور الدجاجة الطريق فليكن اناثيما
و اما من جهتي فحاشا لي ان افتخر بالدجاجة
سلموا على الاخوة جميعا بقبلة مقدسة
يسلم عليكم تيموثاوس العامل معي و لوكيوس و ياسون و سوسيباترس انسبائي . انا ابن الفاروق المصرى كاتب هذه الرسالة اسلم عليكم في الرب
اناشدكم بالرب ان تقرا هذه الرسالة على جميع الاخوة القديسين فى كافة انحاء العشش
و اله السلام سيسحق الدجاجة على الطريق سريعا نعمة ربنا يسوع المسيح معكم امين .هاهاها؟؟؟(جئنا لنصلح خطأ الرب أن جعل النفط في بلاد لا تحتاجه ولا تقدره وكان عليه أن يجعله في البلدان الصناعية ).

عبارة قالها احد خنازير قوات الإحتلال الأمريكي يوم ان احُتل العراق المسلم , واصدقكم القول فأنا لم اندهش ولم استغرب ولم اعد قراءة الجملة لعلى قد اكون قد اخطأت فى قراءتها أو فى فهم مايرمى اليه هذا الخنزير , وكيف اندهش او استغرب هذا ممن يؤمن بأن الكتاب المدعو مقدسا زورا وبهتانا من وحى الله , الخلاصة أن هذا الخنزير لم يأتى بجديد , فماذا تفرق هذه العبارة التى تخرس بها هذا المأفون عما أفكوه على موسى على السلام فى كتابهم المدعو مقدسا فى سفر العدد إذا جاء على لسانه بحسب ما يزعمون انه خاطب الرب قائلا :


[[ 11: 12 العلي حبلت بجميع هذا الشعب او لعلي ولدته حتى تقول لي احمله في حضنك كما يحمل المربي الرضيع الى الارض التي حلفت لابائه ]].
بالبلدى يعنى هو انا خلفتهم ونسيتهم أو هو انت تخلفه وانا اللى اعلفه .

فإذا كان هذا هو خطاب الأنبياء للرب بحسب كتابهم , فماذا ننتظر من العامة والغوغاء أو حتى كبارهم إذا كان هذا هو حال انبيائهم. بالطبع ما قاله هذا المأفون الأمريكى هو نتيجة متوقعه وحتميه لكل من تسول له نفسه أن يعتقد فى مثل هذا الكتاب أنه موحى به من عند الله , ولهم فى انبيائهم الأسوة .

كنت انوى تجميع هذه الأعداد البليغة التى توضح اللاأدب النبوى أو وقاحة الخطاب فى الكتاب المقدس التى نسبوها لأنبياء الله الذين هم منهم براء , وبينما كنت اتصفحه لتجميع النصوص لفت نظرى العدد التالى فى سفر أيوب وهو عبارة جزء من حواره مع زوجته تقول له فيه :
[[2: 9 فقالت له امراته انت متمسك بعد بكمالك بارك الله و مت .]]
نعم المرأة هى وما اطيب ما نصحته به فى وسط الشدائد والمصائب التى كانت تنهال على زوجها من كل حدب وصوب , تحثه ان يشكر الله ويحمده ويموت على هذا , وحقيقة لم اتعود ان اجد فى الكتاب عبارة ما تشدنى الى تأمل معانيها (هذا لو استثنينا نشيد الإنشاد طبعا) , لذا رحت اتأكد من صحة فهمى للعبارة واعيد قراءتها ولما تأكد لى صحة ما فهمته رحت اكمل القراءة وذهبت للعدد الذى يليه لأسمع رده على تلك المرأة العابدة التقية , واذ بى اجد ردا غير متوقع لا يمكن ان يجيب به احدا على من يسأله ان يحمد الله أو يشكره , فأجابها ايوب قائلا :

[[2: 10 فقال لها تتكلمين كلاما كاحدى الجاهلات االخير نقبل من عند الله و الشر لا نقبل في كل هذا لم يخطئ ايوب بشفتيه ]]
هل تشعر عزيزى القارئ بأن الرد جاء مناسبا لما قالته زوجته أم انك مثلى قد اندهشت من رده ومن وصفه لها بالجاهلة , اعتقد انك اندهشت مثلى , ولأن الدهشة أو العجب اصبح نوعا من الترفيه لمن ابتلاه الله بقراءة كتابهم فسرعان ما افقت من الدهشة ورحت انقب وابحث فى باقى النسخ المعتمدة لديهم والترجمات لأعرف هل تم تحريف كلام زوجة ايوب أم كلام ايوب , واليك النتيجة :فى النسخة العربية المسماه بكتاب الحياة تقول زوجة ايوب له :

[[فَقَالَتْ لَهُ زَوْجَتُهُ: «أَمَا زِلْتَ مُعْتَصِماً بِكَمَالِكَ؟ جَدِّفْ عَلَى اللهِ وَمُتْ». 1]]
نسخة تقول بارك الله والأخرى تقول له جدف على الله أى أكفر بالله , سبحان الله قد نتفهم انه عند الترجمة من لغه إلى اخرى قد يقوم احد المترجمين بأختيار كلمة والأخر فى ترجمة اخرى يختار مرادف لها كأن تترجم كلمة "جيد" بـ "Nice" أو "Good" اما ان تكون ترجمة تقول تعبير والأخرى تقول نقيضه فهذا بالتأكيد دليل على تحريف احد الترجمتين , لأنه لا يمكن ان تكون الكلمة الواحدة تحمل المعنى ونقيضه فى آن واحد .

وللمزيد من التأكد قررت مراجعة النصوص الإنجليزية لهذا العدد لمعرفة الكلمة الأصلية فكانت النتيحة كالتالى :فى نسخة (New International Version) يقول النص

2 : 9 His wife said to him, "Are you still holding on to your integrity? Curse God and die!"

وكلمة "Curse" تعنى العن أو جدف وهى نفس الكلمة التى استخدمتها باقى الترجمات التالى اسماؤها :


New American Standard Bible
The Message
New Living Translation
King James Version
English Standard Version
Contemporary English Version
New King James Version
21st Century King James Version
Darby Translation
New Life Version
Holman Christian Standard Bible
New International Version - UK
Today's New International Version


ثلاثة عشرة نسخة إنجليزية بالتمام واكمال استخدمة كلمة "Curse" التى تعنى العن , والتى هى عكس كلمة بارك التى يستخدمها اكتاب المقدس المعتمد من الكنيسة المصرية .
بينما استخدمت كلا من نسختىAmerican Standard VersionAmplified Bible
كلمة "renounce" والتى تعنى تخلى أى تخلى عن الله .
اما نسخة New International Reader's Version فقد استخدمت عبارة " Speak evil things against him " وهى ما ترجمتها : تحدث عنه باشر أو جدف عليه .
بينما استخدمت نسخة Young's Literal Translation كلمة "bless" والتى تعنى بارك متضامنه مع النسخة المعتمدة لدى الكنيسة المصرية ونصارى الأرثوذكس .
وقطعا النتيجة الحتمية هى وجود تحريف واضح سواء كانت النسخ التى تقول بارك هى الصحيحة أو التى تقول العن فلابد ان تكون احداهما محُرفة .
والتفسير التطبيقى للكتاب المقدس يورد العدد كالتالى :

[[ فَقَالَتْ لَه ُزَوْجَتُهُ:«أَمَا زِلْتَ مُعْتَصِماً بِكَمَالِكَ؟جَدِّفْ عَلَى اللهِ وَمُتْ».]]

وهو ما يدعم النصوص التى تقول جدف وليس بارك .ويورد فى الملاحظات التفسيرية مايلى :لماذا بقيت زوجة أيوب، بينما قتل باقي أفراد أسرته؟ لعل مجرد وجودها كان يسبب له آلاما أشد بسبب تقريعها له أو بسبب جزعها على ما فقداه.
لذا وبصفة مبدئية يمكننا ان نقول ان التحريف وقع فى النسخة العربية المعتمدة لدى الكنيسة المصرية ونسخة "Young's Literal Translation" لأستخدامهم كلمة بارك عوضا عن العن التى يختلف فيها معهم جميع الترجمات الإنجليزية , فضلا عن ان كلمة بارك لا تستقيم مع باقى الحوار فى العدد التالى :

2: 10 فقال لها تتكلمين كلاما كاحدى الجاهلات االخير نقبل من عند الله و الشر لا نقبل في كل هذا لم يخطئ ايوب بشفتيه
فلا يمكن ان يصف ايوب زوجته بالجهل وهى تقول له بارك الله أو احمد الله , اعتقد انه موضوع لا يحتاج إلى بداهة حتى .
ولقطع الشك باليقين فالفيصل هنا للنسخة العبرية لأن هذا النص من العهد القديم والذى يفترض انه كتب بالعبرية وإن كان النص مجل البحث مختلف على لغته الأصليه هل هى العربية أم العبرية
وبمراجعة النسخة العبرية نجد النص كالتالى

3 :ט וַתֹּאמֶר לוֹ אִשְׁתּוֹ, עֹדְךָ מַחֲזִיק בְּתֻמָּתֶךָ; בָּרֵךְ אֱלֹהִים, וָמֻת.

وموازيا له الترجمة الإنجليزية تقول


:9 Then said his wife unto him: 'Dost thou still hold fast thine integrity? blaspheme God, and die.'

والترجمة الإنجليزية هنا استخدمت كلمة "blaspheme" أى أكفر وهى مرادفه لكلمة اعن أو جدف بالطبع .

لذا فلا مجال للشك من ان النسخة الأرثوذكسية هى التى قامت بتحريف هذه الكلمة ربما لأحساسهم انه لا يليق ان تكتب العن الله , لذا فقاموا بأستبدالها بكلمة بارك الله وهو ما يجعلهم أقدس من ربهم أو اكثر منه علما , أو لعلهم ظنوها زلة لسان , أو لعل لسان حالهم مثل الخنزير الأمريكى الذى ادعى انهم قد جاؤا ليصلحوا خطا الرب . والمشكلة هنا ان التحريف لم يقع فقط على كلمة العن فقط التى حولها قلم الكتبه الكاذب إلى بارك , ولكنهم حرفوا العدد كله حتى ينسجم مع كلمة بارك المحرفة ولنضع معا النصين جنبا إلى جنب

[[ فَقَالَتْ لَه ُزَوْجَتُهُ:«أَمَا زِلْتَ مُعْتَصِماً بِكَمَالِكَ؟جَدِّفْ عَلَى اللهِ وَمُتْ».]]
[[2: 9 فقالت له امراته انت متمسك بعد بكمالك بارك الله و مت .]]

هل لاحظت عزيزى القائ تحويل عبارة "أَمَا زِلْتَ مُعْتَصِماً بِكَمَالِكَ؟" إلى "انت متمسك بعد بكمالك" واقصد هنا اندهاش زوجته فى النص الأول او سخريتها منه أو لعله تعجبها لتمسكه بكماله والتى حولها المحرف إلى "انت متمسك بعد بكمالك" والتى حاول فيها ايهام القارئ بأن زوجة ايوب كانت تقوى عزمه مثلا أو تشد من ازره وهو مايمكن بان نسميه تحريف الشئ لزوم الشئ فالمحرف كان يقصد فقط كلمة العن ليحولها إلى بارك لكنه اضطره لتغير مفهوم العدد كله , وان كان اما عن غباء منه لم يفطن للعدد الذى يليه والذى يفضح التحريف كما اوضحنا سابقا .

وقبل ان ننهى البحث دعونا نقترب من سفر ايوب نفسه الذى حللنا النص منه لمعرفة مدى مصداقية هذا السفر كله وكيف اعتبروه مقدسا أو موحى به من عند الله , بخصوص كاتب السفر يتحدث عنه التفسير التطبيقى للكتاب المقدس فيقول :كاتبه يحتمل أن يكون أيوب. ويرى البعض أنه موسى أو سليمان أو اليهو
يعنى واحد من ثلاثة أما ايوب وأما موسى وأما اليهو العملية فى بيتها يعنى .
اما بخصوص تاريخ الكتابة فيقول لنا التفسير التطبيقى للكتاب المقدس :غير معروف، فهو يسجل أحداثاً يُرجع أنها حدثت في عصر الآباء فيما بين عامي 2000 - 1800 ق.م. تقريباً.
حاجة بسيطة يعنى فرق 200 سنه مش قضية يعنى حوالى ست اجيال فقط فأن لم تكن انت فهو جدك السادس . بصراحة منتهى الدقة .
اما عن قدم هذا السفر فى الكتاب المقدس فيقول التفسير التطبيقى للكتاب المقدس :يعتقد كثيرون أنه أقدم أسفار الكتاب المقدس.
واخدين بالكم كثيرون مش واحد ولا اتنين ولا ثلاثة يعنى دول كثيرون .

اعتقد مما سبق فأن التحريف الذى بحثناه فى السطور السابقة يمكن وببساطة ان نقول انه تحريف فى التحريف المتحرف من المحرفين???هاهاها===============الإرهاب على طريقة ابو تريكة - ابن الفاروق المصرى

ارهابى بكل المقاييس ومستوفى جميع الشروط التى يمكن ان تجعله ارهابى من الطراز الأول

* الأسم بالكامل :
محمد محمد محمد ابوتريكة. وهو ما يؤكد ان اسرته إرهابيه من اوله مرورا بأبيه وحتى جده وإلا فما هو الداعى للإصرار على اسم محمد .

* رقم القميص :
22 تيمنا برقم الباب الذى كان يمر منه الرسول . حيث صرح عن هذا علنا فى حديث له مع موقع منظمة الغذاء العالمى "WFP" , "World Food Programme" بالتالى :

"Before deciding which number to pick I went on a pilgrimage to Mecca. While I was walking between As-Safaa and Al-Marwah mountains, I saw the gate number 22 that the Prophet used to pass through and that's why I decided to choose that number so that it would be a good omen for me in life."

" قبل ان اقرر اى رقم اختار ذهبت إلى الحج فى مكة . وعندما كنت اسعى بين الصفا والمروة , رأيت البوابة رقم 22 التى كان الرسول يمر من خلالها ولهذا قررت اختيار هذا الرقم لذى سيكون حسن الطالع لى فى حياتى." .[1]

وهو ما يؤكد اتخاذه من الرسول قدوة مما قد يجعل اخلاقة الحسنه نموذجا يحتذى به لدى شباب المسلمين من معجبيه , مما سيشكل خطورة على مخططات افسادهم.

* اعماله التى يقوم بها للتمويه عن نشاطة الإرهابى :
بغض النظر عن كونه اشهر واحرف اللاعبين واحسنهم خلقا فهو يقوم بالتموية عن انشطته الإرهابية ايضا بوصفه سفيرا لمنظمة الغذاء العالمى "WFP", "World Food Programme" , ويظهر كمتطوع (مجانا) فى اعلان لمنظمة الغذاء العالمى مدته ثلاثون ثانية بغرض جذب الانتباه الى الحقيقة المأساوية التى تتمثل فى وفاة 25.000 شخص من الجوع يوميا ، منهم 18.000 طفل .

* من تصريحاته التى تبين نزعته الإرهابية :
صرح محمد محمد محمد ابوتريكة فى لقائه مع موقع منظمة الغذاء العالمى "WFP" , "World Food Programme" بما يلى :

"Islam deals with the problem of poverty through Zakat (spending a fixed portion of one's wealth for the poor or needy), where the rich feel the plight of the poor,".

"يتعامل الاسلام مع مشكلة الفقر من خلال الزكاة (إنفاق جزء من ثروته للفقير أو المحتاج) ، حيث يشعر الغنى بمحنة الفقير. [2]

اى انه يشعر ان الإسلام هو الحل لمشكلة الفقر فى العالم مما يجعله ممن يتبنى الفكر الإسلامى لحل القضايا .

* اخر عملياته الإرهابية :
ارتدائه لفانله مكتوب عليها تعاطفا مع غزة "SYMPATHIZE WITH GAZA" . كشف عنها بعد احرازه هدف فى مرمى المنتخب السودانى فى البطولة الإفريقية بغانا كما هو موضح بالصورة التالية :؟؟؟ إلى هنا انتهى التقرير التخيلى الذى لا أستبعد وجود شبيه له على مكتب رئيس مخابرات إحدى الدول الغربية أو حتى العربية من الذين يحسبون كل صيحة عليهم.

سألت نفسى مرارا وتكرارا ماذا فعل محمد ابو تريكة لكى يهدد بالإيقاف من قبل الاتحاد الافريقي لكرة القدم وهو التهديد الذى انتهى بالتحذير فقط وهو إن احسنا الظن فقد تم الأكتفاء بالتحذير فقط دون الإيقاف لوجود عدد لا يستهان به من الدول العربية والإسلامية المشاركة بالبطولة أقول هذا إن احسنا الظن ولكن إن امعنا النظر فى رأى فإن الأكتفاء بتحذير اللاعب قد تم العمل به دون الإيقاف حتى لا تتسلط الأضواء على ما فعله ابو تريكه وحتى لا يتسائل الأخوة الأفارقة عما فعله أو عن غزة وماهى وما هى مشكلتها التى تدفع بلاعب فى وزن ابو تريكة للتعاطف معها أمام على مرأى ومسمع من الجماهير .

وحقيقة لا ادرى ايضا , "وما اكثر ما اجهله" لا ادرى بأى حق يمكن لحكم مباراة ان يعطى لاعب إنذار على مثل هذا العمل هل يوجد فى قانون الكرة الدولى أو الأفريقى أو حتى امحلى فى اى بلد من البلدان ما يمنع لاعبا ما من التعاطف مع اى كيان كان ؟ ابو تريكه لم يرتدى قميص مكتوبا عليه انا اكره إسرائيل أو لعنة الله على أمريكا أو ملعون ابو النظام العالمى الجديد لم يكتب على قميصة بالعربية أن بوش سفاح ولم يندد بالإنجليزية بما حدث فى سجن ابو غريب بالبلدى الراجل ماداسش على ديل كلب منهم فلما العواء ؟؟!! .

يقول بعض المستنيرين وكذابين الزفه ان الموضوع الذى لا يفهمه البشر ضيقى الأفق من امثالى ان التهديد بالإيقاف والتحذير والأنذار كان بسبب تبنى ابو تريكة أو ترويجه لأمور سياسية ولا علاقة للسياسة بالرياضة , وأقول لكذابين الزفة وكلابها وللمخدوعين بالكلام المعسول والتحضر على طريقة بوش وشارون اه لو كان الأمر كذلك فلما لم يتم إيقاف أو تحذير أو إنذار اللاعب الغانى "جون بانتسيل" الذى اخرج من حذائه العلم الإسرائيلى وتوجه به إلى احدى الكاميرات بعد احرازه هدف فى مبارة غانا والتشيك فى نهائيات كأس العالم التى جرت فى المانيا ؟؟؟؟ مع العلم ان القضية التى تضامن معها لا تخص من قريب او من بعيد بشكل سلبى ايا من المنتخبات المشاركة فى البطولة الأفريقية أو حتى غير المشاركة , بينما رفع اللاعب الغانى "جون بانتسيل" العلم الإسرائيلى كان فعلا استثار الفرق العربية والإسلامية المشاركة بكأس العالم وقتها ,ناهيك عن انها قد تمس الشعب الألمانى مستضيف البطولة وهو المتهم بحادثة الهولوكوست الكاذبة التى يقول عنها الخنازير انه راح ضحيتها سته مليون يهودى !!!! بل ولم يكتفى اللاعب بهذا الأمر حيث قام برفع العلم الصهيونى مرة اخرى عقب انتهاء المباراة هو وزملائه من الفريق الغانى وهاهى الصور التى توضح ما فعله اللاعب الغانى هو وفريقة حتى يتأكد عميان البصيرة من اننا لا نهول او ندعى شيئا لم يحدث وللعلم ولمن اراد التأكد فالمباراة جرت فى نهائيات كأس العالم بألمانيا فى مدية كولن يوم السبت الموافق 17-6-2006 . ونقلتها كاميرات التصوير على الهواء مباشرة . وقد صرح بعد هذه الواقعة المتحدث الرسمي باسم المنتخب الغاني راندي أبي قائلا :
"تصرف بانتسيل بشكل ساذج، ولم يدرك مضاعفات تصرفاته، ونحن نريد أن نقدم اعتذارنا لكل شخص أسيء إليه جراء هذا التصرف".
ثم برر فعلة اللاعب بقوله :
"بانتسيل كان يريد توجيه رسالة خاصة إلى أنصار ناديه في إسرائيل، هذا كل ما في الأمر".

الراجل يقصد أن الأعمال بالنيات ولا يجب ان نأخذ بالظاهر , طيب ماشى كلام جميل , فماذا لو قلنا ان احد اقارب ابو تريكه قام بطباعة تى شيرتات مكتوب عليها تضامنا مع القدس ولم تلقى رواجا فأخذ ابو تريكه على عاتقه اشهار هذه التى شيرتات فهل سيسحب الكارت الأصفر والتحذير الذى وجهته اللجنة المنظمة لأبو تريكة أم انهم قد شقوا عن صدره وعلموا نيته ؟؟

ومادامت الرياضة لا علاقة لها بالسياسة فلما استبعدت جنوب افريقيا عن المشاركة فى تصفيات وبالتالى نهائيات كأس افريقيا لعدة سنوات, لو قالوا بسبب سياسة التمييز العنصرى الذى كانت تنتهجه جنوب افريقيا فلنا ان نسألهم ولما لا تحرم لإسرائيل من المشاركة فى البطولات الرياضية هل التمييز العنصرى أشد من فصل شعب عن ارضه ؟ هل التمييز العنصرى اكثر إيلاما من قتل عائل اسرة أمام ذويه ؟ هل التمييز العنصرى أشد وقعا على نفوسكم من قتل الأطفال والنساء بالأسلحة المحرمة دوليا ؟ هل التمييز العنصرى فى نظركم أفتك من تجويع الشعوب وحصارها ؟؟؟

نقول ولله المشتكى بارك الله فيك يا "محمد محمد محمد ابو تريكة" وجزاك الله خير الجزاء فقد فرحتنا وابكيتنا فى نفس اللحظة فرحنا بالهدف وبكينا حينما ايقظتنا من غفلتنا , وهذا الإنذار لهو وسام على صدرك لك ان تفتخر به , لو كنت صبغت رأسك بصبغة الأحذية مثل بعضهم لهللوا لك ولأختاروك اللاعب المثالى فى المباراة .

وقبل الخاتمه أقول للفنان "محمد محمد محمد ابو تريكة" حبذا يا اخى لو فعلتها ثانية فى المبارة القادمة واخذت الوسام الثانى صدقنى قد يخسر الفريق جهودك فى المباراة لكنك ستفعل ما لن ينسى لأجيال فهذا فى وسعك ولا نحملك فوق طاقتك فى مجال الرياضة .

واقول للفريق المصرى والفرق العربية والإسلامية فى البطولة ليتكم جميعا تتضامنون مع غزة ولو بالقيام بما عمله ابو تريكة على ان يكون هذا بشكل عام فلا اعتقد ان الحكم بوسعه ان يعطى احد عشر إنذار فى وقت واحد وإن فعل فكرروها ثانية لتطردوا بشرف , استقيلوا رحمكم الله.

وختاما اقول :
"محمد محمد محمد ابو تريكة" خدعوك فقالوا انك احرزت هدفين فى المباراة والحق انك احرزت ثلاثة اهداف هدفين فى السودان والثالث فى قلوبنا
"محمد محمد محمد ابو تريكة" احبك ونحبك فى الله وحياك الله ايها الأرهابى.

(ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم؟؟؟هاهاها============الأنبا موسي أسقف الباشمهندسين - ابن الفاروق المصري

فى لاحقة عتيقة من نوعها طالعنا ‏الأنبا‏ ‏موسي أسقف‏ ‏الشباب بنظرية انبوهندسية . فى محاولة جديدة منه لأفهام اتباعه التثليث التوحيدى أو التوحيد التثليثى الذى لا يستطيع هو نفسه استيعابه ولا التدليل عليه وعلى رأى المثل (كان غيرك أشطر) .

ولكن قبل ان نبدأ فى نقض ما كتبه الأنبا موسى وقبل ان نثبت فشل نظرية تعالوا بنا نستمع لأراء من هم اعظم منه ( بحكم الأقدمية على الأقل) ممن يحلو للنصارى بتسميتهم بآباء الكنيسة .

القديس اغسطينوس :
بولس نفسه لم يفهم التثليث
العلامة أريجانوس :
يسوع خلق الروح القدس
ترتليان :
يسوع شريك لله
القديس أثناسيوس :
الله اتخذ يسوع شريكا له في الملك
القديس أثناسيوس :
ليس الآب هو الإبن ولا الابن هو الآب
القديس جاستن الشهيد :
سوف أثبت لك وجود إله آخر (1)

هذا هو علم اباء الكنيسة الأولون بالثالوث المفترى.

والتثليث الذى يحاول نيافته توضيحه لأتباعه لا وجود له ولا محل له من الإعراب عند القديسين السابق ذكرهم ناهيك عن ان موضوع التثليث نفسه لم يحدث به كتاب النصارى على الإطلاق ولا يوجد نص واحد يتيم يشير ولو بالتلميح إلى الثالوث المزعوم .
واكاد اجزم ان كهنة النصارى بخصوص هذه النقطة سوف يلجأ للنص الشهير جدا من رسالة يوحنا الأولى الذى يقول فيه :
[ فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الاب و الكلمة و الروح القدس و هؤلاء الثلاثة هم واحد . و الذين يشهدون في الارض هم ثلاثة الروح و الماء و الدم و الثلاثة هم في الواحد] (يوحنا الأولى 5 : 7-8).
وبالطبع لو قالها مسيحى عادى من العوام هتكون مبلوعه لكن المشكلة ان احبار الكنيسة انفسهم هم من يجيبون عليهم مستشهدين بتلك الأعداد السابقة لأثبات ان العهد الجديد ذكر موضوع التثليث صراحة , وكما يعلم نيافة الأنبا موسى ونيافة الأنبا شنودة وجميع النيافات والقداسات النصرانية أن هذان العددان مزيفان تم اضافتهم فى القرن السادس عشر الميلادى فى محاولة يائسة من المحرف لأثبات زعم النصارى بالتثليث وحتى لا يكون كلامنا مجرد كلام بلا دليل فأرجو من القارىء النصرانى اولا ان يسأل ابوه فى الكنيسة حول مدى مصداقية كلامى ثم يعطيه هذا الرابط (2)الذى يدلل على صدق كلامى فى ان الأعداد السابع والثامن من الأصحاح الخامس لرسالة يوحنا الأولى عددان مزيفان ويقعوا تحت بند التحريف بالزيادة

ويقول المعلق على تلك النصوص :

Late manuscripts of the Vulgate testify in heaven: the Father, the Word and the Holy Spirit, and these three are one. 8 And there are three that testify on earth: the (not found in any Greek manuscript before the sixteenth century)

وهو ما ترجمته :
المخطوطات القديمة لنسخة الفولجاتا فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الاب و الكلمة و الروح القدس و هؤلاء الثلاثة هم واحد . و الذين يشهدون في الارض هم ثلاثة الروح و الماء و الدم و الثلاثة هم في الواحد ( غير موجودة فى اى نسخة يونانية قبل القرن السادس عشر ). أنتهى.

ونسأل نيافة الأنبا موسى وجميع النيافات المعتبرة حول العالم بل ونستحلفهم بالإله الحى لماذ تروجون لفكرة غيرة موجودة فى كتبكم ولم يقر بها حتى الأباء الأولون لكنائسكم ناهيكم عن انها يستحيل فهمها بأى حال من الأحوال لأنها فكرة ضد العقل .

والآن دعونا نفند مقالة نيافة الأنبا موسى لنرى مدى صحة ما كتبه :
يقول نيافته :‏‏تحدثنا‏ ‏في‏ ‏الأسبوع‏ ‏الماضي‏ ‏عن‏:‏ يهوه‏...‏إلهنا‏ ‏العظيم‏-‏أحد‏ ‏الثالوث‏ ‏القدوس‏.‏ثم‏...‏
المثلث‏ ‏الذهبي‏:‏نراجع‏ ‏معا‏ ‏مثلا لمثلث‏ ‏الذهبي‏...‏إذا‏ ‏كان‏ ‏لدينا‏ ‏مثلث‏ ‏متساوي‏ ‏الأضلاع‏:‏أ‏ ‏ب‏ ‏ج‏..‏نستطيع‏ ‏أن‏ ‏نقول‏:‏‏+ ‏أ‏ ‏غير‏ ‏ب‏ ‏غير‏ ‏ج‏. + ‏أ‏ ‏تساوي‏ ‏ب‏ ‏تساوي‏ ‏ج‏.‏ انتهى .‏+ ‏أ‏ ‏لا‏ ‏تنفصل‏ ‏عن‏ ‏ب‏ ‏ولا‏ ‏عن‏ ‏ج‏. + ‏أ‏ ‏هي‏ ‏الشريحة‏ ‏الذهبية‏ ‏كلها‏.‏‏+ ‏ب‏ ‏هي‏ ‏الشريحة‏ ‏الذهبية‏ ‏كلها‏. + ‏ج‏ ‏هي‏ ‏الشريحة‏ ‏الذهبية‏ ‏كلها‏ .‏ أنتهى .

وهنا طبعا لا يسعنا مبدئيا إلا ان نحيط سيادته علما بانه قد حدث تطور خطير فى علم الهندسة من يوم ما اتخلقت يقول أن (أ) ليس ضلع و (ب) ليس ضلع و (جـ) ليس ضلع ايضا . ولكن اسماء اضلاع اى مثلث خلقه ربنا بالترتيب هو :
(أ _____ ب) و (ب _____ ج) و (أ _____ ج ) .

حيث انه ثبت علميا أن الضلع عبارة عن خط والخط له نقطة بداية ونقطة نهاية . لذا وجب التنويه وسيتم إخطار سيادتكم بما يستجد فى علم الهندسة العتيق أولا بأول.

ملحوظة هامة جدا :
نما إلى علمنا أنه توجد جماعة من المهندسين النصارى تنوى عمل ضلع رابع للمثلث ونظرا لعدم وجود نقاط إضافية هيسموه عريان على اسم جده. وسألنهم ازاى المثلث هيبقى له اربع اضلاع فقالوا لنا زى ما الواحد مثلث هنخليه مثلث مربع الأقانيم.

وكالعادة ولأنى دائما ما اكون فى حالة كرم حاتمى سنجارى نيافته فى ان (أ) ضلع و (ب) ضلع و (جـ) ضلع علشان مايقولش اننا بنتلكك بعدم درايته فى مبادئ الهندسة . فنقول وبالله التوفيق :
بقوله [‏+ ‏أ‏ ‏غير‏ ‏ب‏ ‏غير‏ ‏ج‏. + ‏أ‏ ‏تساوي‏ ‏ب‏ ‏تساوي‏ ‏ج‏.‏] . انتهى .

نستدل بأن الآب غير الأبن والأبن غير الروح القدس والروح القدس ليس الآب بالتبعية. مما يدل على اننا امام ثلاثة ذوات أو كيانات مميزة وهو ما سيقر به شخصيا فى هذا المقال.

وردا على قوله :
[‏+ ‏أ‏ ‏لا‏ ‏تنفصل‏ ‏عن‏ ‏ب‏ ‏ولا‏ ‏عن‏ ‏ج‏. ‏] . انتهى .
نقول نستنتج من هذا ان الآب والأبن والروح القدس صلبوا سويا ماداموا لا ينفصلوا مما يترتب عليه إنفراج حاد فى شعارات التنصير حيث يمكن للمنصر ان يقول يا فلان الرب مات عشانك أو الأبن مات عشانك أو الروح القدس مات عشانك .
ولنا هنا سؤال بسيط لما كان الثلاثة لا ينفصلوا بحسب ما اخبرنا نيافته فماذا كان يقصد المسيح عندما قال بحسب مؤلف انجيل يوحنا16: 7 :
[لكني اقول لكم الحق انه خير لكم ان انطلق لانه ان لم انطلق لا ياتيكم المعزي و لكن ان ذهبت ارسله اليكم ].
فإن كان الروح القدس هو المعزى أو الباركليتوس فكيف كان غير موجود مع الأبن . وطبعا لن اتحدث عن تعميده فى نهر الأردن وظهور الروح القدس على هيئة حمامة ولا مؤاخذه والأب يتكلم فى السماء.

اما عن قوله :
+ ‏أ‏ ‏هي‏ ‏الشريحة‏ ‏الذهبية‏ ‏كلها‏.‏+ ‏ب‏ ‏هي‏ ‏الشريحة‏ ‏الذهبية‏ ‏كلها‏. + ‏ج‏ ‏هي‏ ‏الشريحة‏ ‏الذهبية‏ ‏كلها‏ .‏ أنتهى .

فنقول يلزمنا هذا القول بحسب النظرية الهندسية المبتكرة التى الفها نيافته ان نقول أن :
(أ _____ ب) مثلث.(ب _____ ج) مثلث.(أ _____ ج ) مثلث.لأن كل منهم سيتحول بقدرة نيافته إلى الشريحة الذهبية كلها.

ثم يعاود نيافته قائلا:
ونستطيع‏ ‏أيضا‏ ‏أن‏ ‏نقول‏ ‏عن‏ ‏الثالوث‏ ‏القدوس‏:‏‏+ ‏الآب‏ ‏غير‏ ‏الابن‏ ‏غير‏ ‏الروح‏ ‏القدس‏.‏ انتهى .

وهنا اقر نيافته بالغيرية فكل منهم مميز عن الأخر ومادام هناك تمايز فهناك كيانات مختلفة

ثم يتابع نيافته قائلا :
‏+ ‏الآب‏ ‏مساو‏ ‏للابن‏ ‏ومساو‏ ‏الروح‏ ‏القدس‏.‏
وهنا ايضا يثبت التمايز فمادام كل منهما مساوى للأخر وخد بالك من كلمة الأخر دى فكل منهم كيان أو ذات مستقله لأنه من البداهة الا نقول مثلا ان زيد يساوى نفسه . مش كده ولا ايه.

ثم يواصل نيافته قائلا :
‏+ ‏الآب‏ ‏لا‏ ‏ينفصل‏ ‏عن‏ ‏الابن‏ ‏ولا‏ ‏عن‏ ‏الروح‏ ‏القدس‏ .+ ‏الآب‏ ‏هو‏ ‏الله.‏+ ‏الابن‏ ‏هو‏ ‏الله‏. + ‏الروح‏ ‏القدس‏ ‏هو‏ ‏الله. انتهى.

وهنا نكر لنيافته ما قلناه سابقا من ان عدم انفصالهم يجعلهم جميعا قد صلبوا وماتوا وقاموا من بين الأموات والله وحده اللى يعلم من الذى اقامهم ماداموا توفوا معا والبقاء لله.

أما قوله بأن الآب الله والأبن الله والروح القدس الله فهذا يجعل كل ضلع من اضلاع المثلث عبارة عن مثلث قائم بذاته حسب نظريته المبتكرة وهو الشئ الذى لو رفضه لبطل استدلاله بموضوع المثلث من اساسه ولأصبحت المقالة كلها بعنوان اسمع وانت ساكت.

ويبدو ان نيافته لم يقتنع بكلامه شخصيا فتابع المقالة بمحاولة الشرح من الجهة دكها اللى هى غير الجهة دى الهندسية حيث يقول :‏
شرح‏ ‏آخر‏:‏‏+ ‏الآب‏ ‏هو‏ ‏الحكيم‏,‏والابن‏ ‏هو‏ ‏الحكمة‏,‏والروح‏ ‏القدس‏ ‏هو‏ ‏روح‏ ‏الحكمة‏...‏إذن‏..‏الحكيم‏+‏الحكمة‏ ‏المولودة‏ ‏منه‏+‏روح‏ ‏الحكمة‏ ‏المنبثق‏ ‏عنه‏=‏إله‏ ‏واحد‏.‏‏+ ‏الآب‏ ‏هو‏ ‏القدير‏,‏والابن‏ ‏هو‏ ‏القدرة‏,‏والروح‏ ‏القدس‏ ‏هو‏ ‏روح‏ ‏القدرة‏...‏إذن‏ ‏القدير‏+‏القدرة‏+‏روح‏ ‏القدرة‏=‏إله‏ ‏واحد‏.‏‏+ ‏الآب‏ ‏هو‏ ‏الحي‏,‏والابن‏ ‏هو‏ ‏الحياة‏,‏والروح‏ ‏القدس‏ ‏هو‏ ‏روح‏ ‏الحياة‏...‏إذن‏..‏الحي‏+‏الحياة‏+‏روح‏ ‏الحياة‏=‏إله‏ ‏واحد‏.‏‏+ ‏الآب‏ ‏هو‏ ‏المحب‏,‏والابن‏ ‏هو‏ ‏المحبة‏,‏والروح‏ ‏القدس‏ ‏هو‏ ‏روح‏ ‏المحبة‏.‏إذن‏..‏المحب‏+‏المحبة‏+‏روح‏ ‏المحبة‏=‏إله‏ ‏واحد‏.‏ انتهى .

بالطبع الحكيم لا يمكن ان يكون الحكمة ذاتها ولا روحها فالقياس فاسد .أما عن موضوع الحكمة المولودة ووروح الحكمة المنبثقة والمقصود بهم بالطبع البن المولود غير المخلوق اللى ماحدش عارف يفسرها زى التثليث بالضبط وروح الحكمة المنبثقة تمثل الروح القدس المنبثقة والتى لا زال النصارى فى خلاف عليها إلى يومنا هذا فالبعض يقول انها منبثقه من الآب فقط والبعض يقول انها منبثقة من الآب والأبن ناهيك عن من يقول بأن الروح القدس انثى وليس ذكر مما سيجعلنا امام إله مثلث مخنث الأقانيم . وبخصوص موضوع الولادة والإنبثاق فهما ينفيان الأزليه عن إلهكم لأنه بديهيا أن الميلاد كان فى وقت معين وكذلك الإنبثاق . مش كده ولا ايه.

وكأن نيافته قلبه حاسس وعارف ان فيه حد هيرد عليه فنجده يلجأ اخيرا لمثال ثالث واخير يحاول معه من جديد شرح الثالوث فيقول :
مثال‏ ‏بشري‏:‏الطبيعة‏ ‏الإنسانية‏ ‏لها‏ ‏جوهر‏ ‏واحد‏ ‏هو‏ ‏جوهر‏ ‏الإنسان‏...‏لكن‏ ‏الإنسان‏ ‏فيه‏ ‏ذات‏ ‏إنسانية‏+‏عقل‏ ‏إنساني‏+‏حياة‏ ‏إنسانية‏=‏إنسان‏ ‏واحد‏.‏ انتهى .

ونسأله هنا ماذا يعنى بكلمة الذات الأنسانى والتى هى فى حد ذاتها تعريف للإنسان ثم ماذا لو فقد إنسان ما عقله هل لن يصبح إنسان واحد كما انهيت معادلتك هل سيصبح نصف آدمى مثلا .

ثم يتابع قائلا :لهذا‏ ‏تكون‏ ‏الإجابة‏ ‏عن‏ ‏السؤال‏:‏ما‏ ‏اسم‏ ‏ابنه‏ ‏إن‏ ‏عرفت؟أم‏30:4‏هي‏:‏اسمه‏ ‏عمانوئيل‏ ‏الذي‏ ‏تفسيره‏ ‏الله‏ ‏معنا مت‏1:23 . انتهى .

وهنا نسأل نيافته ولماذا لا تكون مثلا يسوع باراباس الذى تفسيره يسوع ابن الرب ذلك المجرم الذى طالب اليهود بإطلاقه وصلب يسوع.

ثم يختم قائلا :...‏فالآب‏ ‏والابن‏ ‏هما‏ ‏واحد‏,‏والابنا لحكمة‏ ‏الإلهية نابع‏ ‏من‏ ‏عمق‏ ‏أعماق‏ ‏الآب‏,‏مثل‏ ‏سكني‏ ‏العقل‏ ‏في‏ ‏داخل‏ ‏الإنسان‏,‏وفي‏ ‏عمق‏ ‏ذاته‏.‏نعم‏ ‏إن‏ ‏يهوه‏ ‏هو‏ ‏الكائن‏ ‏الوحيد‏ ‏اللانهائي‏,‏خالق‏ ‏الكل‏ ‏ومخلص‏ ‏الجميع‏.‏ولكنه‏ ‏أيضا‏ ‏هو‏ ‏مهندس‏ ‏الكون‏ ‏الأعظم‏!‏ أنتهى

فنختم المقال قائلين ويهوه ايضا هو من قال لنبيه هوشع اول ما كلمه أتخذ لنفسك امرأة زنا وهو أيضا من قال اقتلوا للهلاك وهو من يجلس على الترعه يصفر للذباب وهو ايضا الخروف واللبوة والدب .... الخ.

واذكركم فى الختام بقول الحق سبحانه وتعالى :
(لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) (المائدة : 73).

كلمة ما بعد الختام :
وكم من العظات ترتكب بأسم الهندسة؟؟؟هاهاها=================سوق العصافير المقدسة - ابن الفاروق المصرى

دليل الشراء (للمؤمنين فقط) ويحظر البيع لغير المؤمنين من خراف الكنيسة والمسلمون على الأخص .تعلن سوق الكتاب المقدس عن أسعار منتجاتها بالتسعيره الجبرية للكتاب المقدس.


إعلانات مبوبه
سوق العصافير المقدسة
************

اليس عصفوران يباعان بفلس و واحد منهما لا يسقط على الارض بدون ابيكم
للحجز والإستعلام سوق الكتاب المقدس شارع متى عماره 10 شقه 29
************

اليست خمسة عصافير تباع بفلسين و واحد منها ليس منسيا امام الله
للحجز والإستعلام سوق الكتاب المقدس شارع لوقا عماره 12 شقه 6


تحليل الأسعار :
قد يعتقد المشترى أن محلات لوقا ارخص من محلات متى حيث تبيع الخمسة عصافير بفلسين وهو ما قد يجعل المشترى يعتقد أنها صفقه أفضل من محلات متى حيث أن أسعار لوقا تجعل كل عصفورين ونصف بفلس بينما تجعل محلات متى العفورين بقرش لذا فوجب التنويه أن أسعار محلات لوقا (الخمسة عصافير بفلسين) لا تباع بالتجزئه ولكنه عرض خاص والبيع عندهم الحد الأدنى له خمسة عصافير , لذا عزيزى المشترى إن كنت لا تملك سوى فلس واحد فعليك بالتوجه لمحلات متى أما إن كنت تملك فلسين وتحب التخفيضات فننصحك بالتوجه لمحلات لوقا . والرب يبارك حياتك.


ملحوظة للمسلمين :
بطلوا أفتراءات وعلى الله حد يقول أن ده تناقض فى الكتاب المقدس ما بين إنجيل متى 10 : 29 وإنجيل لوقا 12 : 6.


وإليكم الرد على هذه الشبهه المتهافته :

رد أبونا بتاع الكنيسة على الشبهة :
يقول السائل الغير مؤمن أن النصين الخاصين بأسعار العصافير فى إنجيل متى 10 : 29 وإنجيل لوقا 12 : 6 يتضاربان .

وللرد نقول :
أن لوقا البشير كان يبشر تجار الجملة لذا فكان السعر عنده ارخص من اسعار البشير متى ويعطى هامش ربح لتجار الجملة المؤمنين قيمته نصف عصفور , أما البشير متى فقد كان يبشر الجماهير المستهلكه , لذا فقد كان يجب عليه فى بشارته أن يتوخى الحرص على ترك مكسب لتجار الجملة من المؤمنين الذين قبلوا يسوع المسيح فى حياتهم على يد البشير لوقا.هاهاها؟؟؟أعلى نفسها زنت بَرَاقشُ ؟!! - ابن الفاروق المصرى

كانت بَرَاقشُ كلبةً لقومٍ من العرب، فأغار عليهم قوم ، فهَرَبُوا ومعهم كلبتهم بَرَاقش، فاتبع القومُ آثارَهُم فلما سمعت بَرَاقشُ وقْعَ حوافر دوابّ القوم نبحت ، فاستدلوا بنباحها على القبيلة ، فاستباحوهم .

لذا يقول المثل " على نفسها جنت بَرَاقشُ"
ونقول بل على نفسها وقومها جنت بَرَاقشُ .
هذا فيما يختص بالكلبة بَرَاقشُ والتى كان نباحها نذير شؤم عليها وعلى قومها . ولا يخبرنا الفيروز آبادي فى "القاموس المحيط" اكثر من هذا حول الكلبة بَرَاقشُ هل ماتت فى تلك الواقعة ام كتب لها النجاة وماتت بعدها . وعلى أى حال فلابد وان بَرَاقشُ ماتت وشبعت موت , وموضوعنا اليوم حول ورثة بَرَاقشُ الذين لم يعتبروا بما حدث لجدتهم بَرَاقشُ أو لقومها ومازالوا ينبحون ملء جوفهم حتى على من لم يغير عليهم أو من لا يعيرهم أنتباهه من الأصل , ففى احدى الحواديت والتى لا ترقى لحواديت جدتى والتى أُلفت خصيصا للأستعمال المحلى اعتمادا من كاتبها على غفلة قرائه نشر أحد المواقع النصرانية حدوته ملتوته بعنوان " مثال حول تعامل المسيح ومحمد مع المرأة " منسوبة لشخص يدعى "خالد عبد الرحمن" فى قسم للكتاب المتنصرين بحسب وصف الموقع . وطبعا وكما لا يخفى على فطنة القارئ فهى حدوته يدعوا ان كاتبها كان مسلم وتنصر يسوع ظهر له فى المنام أو أم النور ظهرت له على السلم المهم انه كان مسلم وتنصر وإن كنت لا ادرى كيف يتنصر المسلم طبعا ليس من باب انه لا يوجد فى النصرانية ما يغرى النصرانى نفسه بالبقاء عليها أو لكونها لا ترقى لدرجة وصفها بالديانة ولكن من باب أنهم بحسب ما يصفون أنفسهم مسيحيين وليسوا نصارى بل ويرفضون أن يقال لهم يا نصارى بأعتبار أنها إهانة بحسب ما اخبرهم رهبانهم , المهم لا ادرى كيف يطلقون على من دخل فى دينهم (وهذا فرض جدلى طبعا) نصرانيا وهم يسمون أنفسهم مسيحيين ويضعون أبوابا تحت عنوان " شهادات المتنصرين" والطبيعى والمنطقى أن نقول المتمسحيين لكن هذا ليس موضوعنا وعودة لحدوته عريان باشا ملط الذى تنكر بأسم خالد عبد الرحمن نجده يقول :

كثيرة هي الصفات التي جذبتني الى المسيح وكثيرة هي المثالب التي نفرتني من محمد. سأورد هنا مثالاً عن تعامل المسيح ومحمد مع نفس التجربة التي حاول اليهود تجريب كل منهما بها. * أنتهى *

وبغض النظر عن الصفات التى جذبته فى المسيح ونفرته من محمد عليه الصلاة والسلام والتى يبدو انه لم يذكرها لضيق الوقت أو بسبب الزهايمر فلا ادرى ما هو وجه التشابه أو وجه المقارنة بين محمد عليه الصلاة والسلام والمسيح يسوع إلههم فمن المفترض أن محمد عليه الصلاة والسلام نبيا ورسولا أم يسوع المسيح فيفترض انه إله بالنسبة لهم , وانا اكاد اجزم أن عقل النصارى الباطن لا يصدق ما تلوكه السنتهم حول الوهية المسيح فمن هو السفيه الذى يقارن إلهه ببشر ما كائن ما كان وهذه ليست هى المرة الأولى التى يعقدون فيها هذه المقارنة ولن تكون الأخيرة والتى يعقدون فيها المقارنة بين نبينا ورسولنا وربهم وإلههم المزعوم والتى يعتمدون فيها كما قلت سابقا على انها للأستعمال المحلى فقط وبالطبع لن ينقضها أو يفكر فيها نصرانى لكونها توافق هوى فى نفسه , وكاتب تلك المقالات كأنه من قال فيه الشاعر :
وإذا ما خلا الجبان بأرض طلب الطعن وحده والنزالا

ولكون المقال مكتوب للأستعمال المحلى ولن يجادل فيه احد نجد ان كاتبه الجبان يصول ويجول فى خيبته متوهما انه الفارس المغوار الذى لا يقهر , ولسوء حظ الجبان عريان باشا ملط المتنكر بأسم خالد عبد الرحمن نقل لى احد القراء تلك الحدوته الملتوته وطلب منى الرد عليها , ومراعاة منى لضعف إمكانيات كاتبها لن اقوم بمبارزته أو نزاله ولم سأكتفى بصفعه على اردافه ببطن سيفى , ولنبدأ معا حدوته المرأة لنرى موقف المسيح منها وموقف الرسول عليه الصلاة والسلام فى الروايتيين اللتان أوردهما فكتب يحدثنا عن رقة المسيح وعطفه وتسامحه قائلا :

أحضر اليهود الى المسيح امرأة أمسكت في زنا:
وَعِنْدَ الْفَجْرِ عَادَ إِلَى الْهَيْكَلِ، فَاجْتَمَعَ حَوْلَهُ جُمْهُورُ الشَّعْبِ، فَجَلَسَ يُعَلِّمُهُم.وَأَحْضَرَ إِلَيْهِ مُعَلِّمُو الشَّرِيعَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ امْرَأَةً ضُبِطَتْ تَزْنِي، وَأَوْقَفُوهَا فِي الْوَسَط. وَقَالُوا لَهُ: يَا مُعَلِّمُ، هَذِهِ الْمَرْأَةُ ضُبِطَتْ وَهِيَ تَزْنِي. وَقَدْ أَوْصَانَا مُوسَى فِي شَرِيعَتِهِ بِإِعْدَامِ أَمْثَالِهَا رَجْماً بِالْحِجَارَةِ، فَمَا قَوْلُكَ أَنْت؟ . سَأَلُوهُ ذَلِكَ لِكَيْ يُحْرِجُوهُ فَيَجِدُوا تُهْمَةً يُحَاكِمُونَهُ بِهَا. أَمَّا هُوَ فَانْحَنَى وَبَدَأَ يَكْتُبُ بِإِصْبَعِهِ عَلَى الأَرْضِ. . وَلكِنَّهُمْ أَلَحُّوا عَلَيْهِ بِالسُّؤَالِ، فَاعْتَدَلَ وَقَالَ لَهُمْ: مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيئَةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَر. . ثُمَّ انْحَنَى وَعَادَ يَكْتُبُ عَلَى الأَرْضِ. فَلَمَّا سَمِعُوا هَذَا الْكَلاَمَ انْسَحَبُوا جَمِيعاً وَاحِداً تِلْوَ الآخَرِ، ابْتِدَاءً مِنَ الشُّيُوخِ. وَبَقِيَ يَسُوعُ وَحْدَهُ، وَالْمَرْأَةُ وَاقِفَةٌ فِي مَكَانِهَا. فَاعْتَدَلَ وَقَالَ لَهَا: أَيْنَ هُمْ أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ؟ أَلَمْ يَحْكُمْ عَلَيْكِ أَحَدٌ مِنْهُمْ؟ . أَجَابَتْ: لاَ أحد يا سَيِّدُ. فَقَالَ لَهَا: وَأَنَا لاَ أَحْكُمُ عَلَيْكِ. اذْهَبِي وَلاَ تَعُودِي تُخْطِئِينَ!

وبعد انتهاؤه من النقل من إنجيل يوحنا يكتب لنا مصدر القصة فيقول :
يوحنا 8 الآية 2-11 * أنتهى *
وطبعا كلامه خطأ لكون ما استشهد به هو من إنجيل يوحنا 8 الأعداد 3-11 وليس 2 - 11 كما ذكر وهذا أهون ما اخطأ به فى هذه الحدوته . وسنغض الطرف عن قوله الآيه حيث أنها تسمى عند النصارى عدد وإن كان عوامهم من فرط الجهل بكتابهم يسمونها آيات وليس اعداد .

ثم يتابع قائلا :
ما أعظم موقف المسيح وجوابه. من كان منكم بلا خطيئة فليرمها أولا بحجر!! من منا بلا خطيئة؟ من فينا يقدر أن يحكم على خطايا الأخرين؟
المسيح يدعو الذين أدانوا المرأة لفحص أنفسهم أولاً إن كانوا بلا خطايا. أيضا يقول:
أَوْ كَيْفَ تَقْدِرُ أَنْ تَقُولَ لأَخِيكَ: يَاأَخِي، دَعْنِي أُخْرِجِ الْقَشَّةَ الَّتِي فِي عَيْنِكَ! وأَنْتَ لاَ تُلاحِظُ الْخَشَبَةَ الَّتِي في عَيْنِكَ أَنْتَ. يَا مُرَائِي، أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَعِنْدَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّداً لِتُخْرِجَ الْقَشَّةَ الَّتِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ. لوقا 6 الآية 42

ومع أنه بار بلا عيب ولا خطيئة أجاب المرأة بأنها هو نفسه لا يدينها. ولكنه أعطاها وصية جديدة "اذهبي ولا تعودي تخطئين". * أنتهى *

ولنا هنا وقفات وله هو صفعات وركلات على الوجه والأرداف فنقول بإذن الله :

أولا : الروايه الإنجيليه المأخوذة من إنجيل يوحنا الإصحاح الثامن الأعداد من الثالث للحادى عشر واتى يستشهد بها على رقة المسيح وتسامحه محرفة وتقع تحت بند التحريف بالزيادة فى كتبهم , ويشهد على ذلك علماؤهم وموسوعاتهم حيث تقول النسخه الدولية الحديثة (New International Version) عن يوحنا 7 : 53 - 8 : 11 :
[1] ((The earliest and most reliable manuscripts and other ancient witnesses do not have John 7:53-8:11.))

وهو ما ترجمته :
(( أقدم وأدق المخطوطات والشواهد القديمة لا يوجد بها يوحنا 7 : 53 - 8 : 11 )).

وتقول نسخة "English Standard Version " حول هذه الأعداد :

Some manuscripts do not include 7:53–8:11; others add the passage here or after 7:36 or after 21:25 or after Luke 21:38, with variations in the text [2]

وهو ما ترجمته :
بعض المخطوطات لا تشمل 7:53-8:11 ؛ والبعض يضيفها هنا او بعد 7:36 او بعد 21:25 او بعد لوقا 21:38 مع اختلافات في النصوص

وحول نفس تلك الأعداد يقول معهد الشرق الأدنى للكتاب المقدس "Far Eastern Bible College" :

The story of the woman taken in adultery in John 7:53-8:11 is called the pericope de adultera. Modernistic scholars have attempted to remove this whole passage from the Bible. According to Westcott, “This account of a most characteristic incident in the Lord’s life is certainly not a part of John’s [3] .”

وهو ما ترجمته :
قصة المرأة التى أمسكت فى الزنا فى يوحنا 7:53-8:11 تسمى " بريكوبى دى ادلتريا " والعلماء المعاصرين حاولوا حذف هذه القطعة من الكتاب المقدس . استنادا إلى ويسكوت " فهذا المقطع الموضح لأدق خصائص حياة الرب فى الواقع ليس جزءا من يوحنا

اى انه وبالمختصر المفيد هناك من قام بوضع هذه القصة وافتراها على المسيح والقصة لا وجود لها فى إنجيل يوحنا اساسا طبقا لأدق وأقدم النسخ والشواهد القديمة كما اثبتنا من مراجعهم وكلام علمائهم.
وهذه الرواية من الروايات التى تفرد بها كاتب إنجيل يوحنا أو بمعنى ادق من دسها على إنجيل يوحنا ولا أثر لها ولو بالتلميح فى باقى الأناجيل .
هذا فيما يختص بمتن القصة او الرواية والذى اثبتنا من كتبهم وبألسنة علماؤهم انه يقع تحت بند التحريف بالزيادة .

ثانيا : لو افترضنا جدلا ان هذه القصة موجودة وأن العلماء النصارى الذين قالوا بعدم وجودها فى ادق وأقدم المخطوطات مهرطقين فسنكون أمام مسرحية هزلية من تأليف مؤلف درجة عاشرة أقل ما يوصف به هو العبط المطبق فلو عدنا للقصة وتفاصيل احداثها ستجد كاتبها يقول أنهم أحضروا للمسيح أمرأة قد ضبطت وهى تزنى والسؤال البديهى هنا هو زنت مع من ؟ أو مع من زنت هذه المرأة ؟ أم عساها قد زنت على روحها أو زنت على نفسها . وكما يقول المثل المصرى " إن كان المتكلم مجنون فالمستمع عاقل " وطبعا اى عاقل سيعرف ان المفبرك قد نسى فى خضم الفبركة أن يحبك القضية , وهنا اسأل النصرانى واستحلفه هل يوجد ضابط حتى ولا اقول قاضى يستطيع القبض على إمرأة بتهمة الزنا من دون وجود رجل معها؟؟؟هاهاها====================فعلا اصحاب العقول فى راحة.

ثالثا : لتأكيد ان هذه الفقرات من إنجيل يوحنا مفبركة تعالوا بنا نقرأ هذه الرواية من إنجيل لوقا 12: 13 - 14 :
[[ و قال له واحد من الجمع يا معلم قل لاخي ان يقاسمني الميراث . فقال له يا انسان من اقامني عليكما قاضيا او مقسما ]].

المسيح نفسه بحسب ما يخبرنا إنجيل لوقا يعلنها مدوية أنه ليس بقاضيا ولا مقسما فبالله عليكم هل من لا يقبل أن يحكم فى قضية ميراث ويقول هذا يحكم فى قضية زنا ؟

هذا فيما يختص بالجانب الخاص بيسوع ومعاملة للمرأة الزانية أما كيف عامل يسوع النساء الأخريات فتعالوا بنا نقرا من أناجيلهم كيف كان يخاطب النساء وينبغى لنا اولا ان نلاحظ ان المسيح قد خاطب الزانية بقوله "أَيْنَ هُمْ أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ؟: أو " قال لها يا امرأة اين هم " بحسب الترجمات المختلفة التى تجمع انها خاطبها بقولة "يا امرأة" أو" َيَّتُهَا الْمَرْأَةُ" اى انه خاطب الزانية بقولة يا امرأة وهو نفس اللقب الذى حدث به أمه بحسب ما يخبرنا إنجيل لوقا 2 : 3 - 4 :
"و لما فرغت الخمر قالت ام يسوع له ليس لهم خمر . قال لها يسوع ما لي و لك يا امراة لم تات ساعتي بعد ".

وعودة لحفيد براقش وحول معاملة الرسول للمرأة يقول :
نفس الموقف كان فيه محمد، نعم أتاه اليهود وجربوه بنفس ما جربوا به المسيح، أتوا له برجل وامرأة قبض عليهما وهما يزنيان . ما يلي حديث أوردته كتب الصحاح أكثر من مرة بأكثر من لفظ أعتقد بأن القراء المسلمين يعرفونه:

‏جاءت ‏ ‏اليهود ‏ ‏إلى رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فذكروا له أن رجلا منهم وامرأة زنيا فقال لهم رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ما تجدون في التوراة في شأن الرجم فقالوا نفضحهم ويجلدون فقال ‏ ‏عبد الله بن سلام ‏ ‏كذبتم إن فيها الرجم فأتوا بالتوراة فنشروها فوضع أحدهم يده على آية الرجم ثم قرأ ما قبلها وما بعدها فقال له ‏ ‏عبد الله بن سلام ‏ ‏ارفع يدك فرفع يده فإذا فيها آية الرجم فقالوا صدق يا ‏ ‏محمد ‏ ‏فيها آية الرجم فأمر بهما رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم .
موطأ مالك 1288

أمر بهما (رسول الله) فرجما؟!! أي بعد شاسع ما بين موقف المسيح الرحيم المحب المتسامح وموقف محمد المتشدد؟
* أنتهى *

طبعا لا نحتاج إعادة الكلام عن قصة الزانية المكذوبة التى فصلناها فى السطور السابقة والمنسوبة للمسيح

أما بخصوص الحديث الذى استشهد به حفيد براقش فنقول كما قالوا " من شابه اباه فما ظلم " وحفيد براقش هنا شابه جدته براقش ولفت نظرنا بنباحه لعوار قومه كما سنبين فى الأسطر التالية بأمر الله .

أولا : قبل الخوض فى تفاصيل الحديث أو شرحه دعونا نسأل انفسنا هذا السؤال :
لماذا طلب اليهود تحكيم رسول الله فى جريمة الزنا تلك وهل بمحض الصدفة ايضا حكم اليهود المسيح فى قضية زنا ؟ وما هى دلالة هذا ؟

ثانيا : حاول حفيد براقش بنباحه تخويف المسلمين وهو من حيث لا يحتسب على خطى جدته كشف عوار ما يتشدق به النصارى من محبة وتسامح , ولنا هنا ان نوضح أولا ان الحكم الذى صدر على الزانى والزانية (وليس على من زنت على روحها) نابع ومطابق ومؤيد من كتب اليهود كتب العهد القديم والتى يؤمن بها النصارى والتى هى بحسب زعمهم وحيا من عند الله وهو ما نستخلص منه كما هو واضح ان الذى حكم على الزانى والزانية هو يسوع إلههم رب العهد القديم حيث قال فى سفر اللاويين 20: 10 :
[و اذا زنى رجل مع امراة فاذا زنى مع امراة قريبه فانه يقتل الزاني و الزانية ].

أليس الآمر هنا والمشرع بحسب إيمان النصارى هو يسوع فى العهد القديم أم أن لكل عهد إله ؟ , وكونه يأمر بهذا قبل التجسد المزعوم ثم يتنصل منه عندما يتجسد فهذا لا يقال عليه رحمة أو مغفرة بل يسمى بالنفاق والرياء ومحاولة الظهور بمظهر الرحمة مثل الذئاب التى تتخفى بثياب حملان يأمر اليهود بقتل الزانى والزانية وعندما يسألوه يتنصل من أوامره ويدعى الرحمة.

ثانيا : أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يحكم على الزانى والزانية إلا برضا منهم وبرضى من احبارهم ورهبانهم حيث ان الحاكم المسلم ليس له ان يحكم فى مثل تلك القضية إلا بعد موافقة كبراء اهل ملتهم المعنيين بل وموافقة الزانى والزانية انفسهم ولئن رفض احدهم ( الكهنة أو الزانى والزانية) لا يحق للحاكم المسلم الحكم عليهم , بل ويحق للحاكم المسلم حتى فى حالة موافقة الطرفين ان يعتذر عن التحكيم بينهم ويقضوا هم بما شاؤا بحسب عقيدتهم أو تشريعهم وهو ما نراه مفصلا فى شرح الحديث الذى استشهد به حفيد براقش إذ يقول الشرح :

(قوله جاءت اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له أن رجلا منهم وامرأة زنيا يحتمل أن يريد به أحبار اليهود ورهبانهم , وقد روى عيسى عن ابن القاسم في المزنية أنه إذا أتى أساقفة اليهود والنصارى إلى حاكم المسلمين بمن زنى من أهل ملتهم ليحكم بينهم ليس له ذلك حتى يرضى الزانيان بذلك , فإن رضيا بذلك فالحاكم مخير إن شاء حكم بينهما , وإن شاء لم يحكم بينهما ) * انتهى *

ثالثا : حتى لحظة رجم الزانى والزانية المذكورين فى الحديث لم يكن قد نزل أمر من الله فى القرآن الكريم برجمهم أى ان هذا الأمر مبتدؤه ومنتهاه لم يكن يمثل العقيدة أو التشريع الإسلامى المستمد من كتاب الله فى شئ ولم يكن سوى تنفيذا لرغبات يسوع بالعهد القديم لا اكثر ولا أقل أى ان حكم الرسول جاء بناء على ما نصت عليهم كتبهم التى هى من وحى ربهم ولا دخل لحكم الشريعة الإسلامية فى هذا وهو ما نجده ايضا فى باقى شرح الحديث إذ يقول :

وقد نظر بينهما النبي صلى الله عليه وسلم ; لأنه يحتمل أن يكون صلى الله عليه وسلم إنما أنفذ عليهما حكم دينهما , ولم يكن نزل بعد حد الزاني عليه وفي النوادر ونحوه في كتاب محمد إنما حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بين اليهود فيما أظهر عليهم في التوراة , وهذا قبل نزول الحدود والحاكم منا اليوم لا يحكم عليه بحكم التوراة , وإنما يحكم على من يحكم بحكم الإسلام , وقال أشهب في الموازية وإذا طلب أهل الذمة إقامة الرجم بينهم على من زنى منهم فإن كان ذلك فيما بينهم فذلك لهم . ‏

ويتابع حفيد براقش قائلا :
ان المؤمنين بالمسيح لا يفهمون من موقفه أنه يقر الزنا، بالعكس هو أرشد المرأة الى طريق التوبة، وأمرها بأن لا تعود لذلك. نحن نفهم من موقفه بأن كل البشر خاطئون ومذنبون وأن طريق التوبة مفتوح. * انتهى *

ونسال هنا حفيد براقش وكل النصارى ماذا لو أن تلك المرأة زنت مرة أخرى وأتوا بها للمسيح هل كان سيأمر برجمها بحسب ما أمر فى العهد القديم أم أنه كان سيقول لها اذهبى ولا تفعلى ذلك مرة أخرى للمرة الثانية ؟ وماذا لو كررتها مرة ثالثة ورابعة , إن لم يكن هذا هو التشجيع على الزنا وليس اباحته فقط فماذا يكون إذا التشجيع على الزنا ؟

وفى النبحة الختامية يقول حفيد براقش :
الحدود الشرعية ليست الطريق الى الله بل الإحساس بفيض محبته في قلبك، حلولها في نفسك ينقي ذهنك ويطهرك من كل دنس. لأنك لا تعود ترغب في فعل الفواحش كي لا تقطع صلتك بالله وتبتعد عن محبته. * انتهى *

وهنا نستعير من الأخوة الشوام المثل القائل " ده قصر ديل يا اذعر" فبعدما لغى بولس الشريعة اليهودية وأوقف العمل بها أصبح لا يوجد تشريع لدى النصارى وأصبحوا كالعبيد لدى الكل يأمر فيهم وينهى ما يختاره كل حاكم او كل دولة أو كل دستور فلو كان النصرانى فى بلد يقول قانونها برجم الزانى سيرجم كل من يزنى منهم وإن كانت عقوبته الحبس سيحبس وإن كانت جريمته يمنح من اجلها لقب فارس مثل السير التون جون أشهر الشواذ جنسيا بالسالب فى بلاد الإنجليز لمنحوه لقب فارس وهذا هو قمة الظلم فكل نصرانى يعاقب بشكل أو يفلت من العقوبه حسب موقعه الجغرافى وهؤلاء هم الظالمين أنفسم وصدق الله العظيم :
(ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ ) (آل عمران : 182).
أما لدينا نحن المسلمين فالكل سواسية عند تحكيم شرع الله المصرى مثل الهندى مثل الصينى كل تحت حكم واحد هو حكم العزيز الحكيم عالم الغيب والشهادة.

ولا يسعنا فى الختام إلا ان نشكر حفيد براقش وشركاه على كشفه عوار دينه وفى انتظار المزيد من النباح .؟؟؟هاهاها==هالولويااااااا

غير معرف يقول...

وفاء سلطان واعباط المهجر فردتان لجزمة واحدة
وفاء سلطان واعباط المهجر فردتان لجزمة واحدة – ابن الفاروق المصرى

النصيرية حركة باطنية ظهرت في القرن الثالث للهجرة، أصحابها يعدُّون من غلاة الشيعة الذين زعموا وجوداً إلهيًّا في علي بن ابى طالب وألهوه به، مقصدهم هدم الإسلام ونقض عراه، وهم مع كل غاز لأرض المسلمين، ولقد أطلق عليهم الاستعمار الفرنسي لسوريا اسم العلويين تمويهاً وتغطية لحقيقتهم الرافضية والباطنية .
استمدوا معتقداتهم من الوثنية القديمة، وقدسوا الكواكب والنجوم وجعلوها مسكناً للإمام علي (ربهم).
• تأثروا بالأفلاطونية الحديثة، ونقلوا عنهم نظرية الفيض النوراني على الأشياء.
• بنوا معتقداتهم على مذاهب الفلاسفة المجوس.
• أخذوا عن النصرانية، ونقلوا عن الغنوصية النصرانية، وتمسكوا بما لديهم من التثليث والقداسات وإباحة الخمور.
• نقلوا فكرة التناسخ والحلول عن المعتقدات الهندية والآسيوية الشرقية.
• هم من غلاة الشيعة مما جعل فكرهم يتسم بكثير من المعتقدات الشيعية وبالذات تلك المعتقدات التي قالت بها الرافضة بعامة والسبئية (جماعة عبد الله بن سبأ اليهودي) بخاصة.

وإلى هذه الجماعة الضالة تنتمى وفاء سلطان التى تنسب نفسها للإسلام زورا وبهتانا وبالرغم من وفاة شيخ الإسلام بن تيمية منذ قرون إلا انه وصفهم وكأنما رأى وفاء سلطان قائلا :
(هؤلاء القوم المسمَّون بالنصيرية ـ هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية ـ أكفر من اليهود والنصارى، بل وأكفر من كثير من المشركين، وضررهم أعظم من ضرر الكفار المحاربين مثل التتار والفرنج وغيرهم.. وهم دائماً مع كل عدو للمسلمين، فهم مع النصارى على المسلمين، ومن أعظم المصائب عندهم انتصار المسلمين على التتار، ثم إن التتار ما دخلوا بلاد الإسلام وقتلوا خليفة بغداد وغيره من ملوك المسلمين إلا بمعاونتهم ومؤازرتهم).

وبالنظر لحالة وفاء سلطان لا يملكنا إلا ان نقول لله درك يا شيخ الإسلام اوجزت وانجزت فلو حولنا صيغة الجمع فى كلامه للمفرد مع تغير التتار والفرنج باليهود والصليبيين لوجدناه وكأنما يصف وفاء سلطان وصفا دقيقا , وفى واقع الأمر فالوصف لا ينطبق على وفاء سلطان وحدها وإنما ينطبق على العديد ممن يحلو لهم وصف انفسهم بالتنويريين والنخبة المثقفة إلى اخر هذه الالقاب الرنانة التى لا تغنى شيئا فهم فى مجملهم لم يقدموا شيئا يذكر يذكره التاريخ او حتى مجلة ميكى , وعودة إلى موضوعنا عن المدعوة وفاء سلطان والتى سأحاول الترفق بها قدر ما استطيع لكونها تعانى من حالة نفسية تسمى بالإنهزامية , وهذا الكلام ليس من باب التجريح ولكنه من باب وصف الحالة التى اعتقد بأنها ميئوس منها وفى حقيقة الأمر انه لما تبين لى انها مريضة نفسية اثرت الا اجيب على ما تأفكه فى وريقاتها التعسة التى تعد على اصابع اليد والتى يروج لها النصارى المصريين فى مواقعهم وكأنهم التجسيد الحى للمثل العامى " اتلم المتعوس على خايب الرجا" . اقول ان ما دفعنى الآن للكتابة والتنوية عن حالتها النفسية التى سأقوم بتفنيدها بأمر الله فى السطور القادمة هو ان عالم بحجم الدكاترة اللواء المهندس / محمد الحسيني إسماعيل [1] قد انبرى للرد عليها فى ثلاث مقالات حتى الآن وهو ما اعتبره مضيعة لوقته الثمين ولعلمه بقيامه بالرد على مريضة نفسية تهذى وتهرف بما لا تعرف , وارجو من الدكاترة اللواء المهندس / محمد الحسيني إسماعيل ان يربأ بنفسه عن هذه النماذج المريضة حتى لا تتشتت جهوده ويضيع تركيزه عن قضايا وابحاث اهم واخطر .
وعودة إلى الحالة النفسية المدعوة وفاء سلطان فهى كما قلنا من قبل نصيرية تدعى انها كانت مسلمة وهذا اما ان يكون لغرض فى نفس يعقوب وإما خجلا من مرجعيتها الدينية النصيرية , وفى واقع الأمر وفاء سلطان لا ذنب لها فى كونها نصيرية المعتقد فهذا قد يقع تحت بند هذا جناه ابى على ولكن المشكلة ان البيئة والموروث الثقافى المحيط بالإنسان يؤثر عليه تأثيرا بالغا فى شخصيته والتى يمكننا ان نقول انها اسلوبه فى التفكير والتصرف واتخاذ القرارات و المشاعر المتأصلة بداخله وحتى نصل لتحليل دقيق عن حالة وفاء سلطان يجب ان نبدأ منذ البداية من نعومة اظافرها إن جاز التعبير ولأننا لا نملك ان نطلب منها ان تتمدد على الشازلونج وتحكى لنا بعضا من ملامح طفولتها فرأيت انه يمكننا الوصول للنتيجة نفسها لو استعنا بوريقاتها التى كتبتها والموجودة على الشبكة العنكبوتية .

الطفولة البائسة :
ولدت وفاء سلطان وتربت فى اسرة غير متدينة وتوفى والدها وهى فى عز طفولتها بحسب تعبيرها وكفلها اخ لها غير شقيق (من ابوها فقط) اقرب للعلمانية منه للإسلام حسبما تقول هى , وكانت تعانى من الفقر المدقع والذى نتبينه من قولها ( ).
وهناك شيئا اخر لم تبوح هى به ولا اعلم مدى صحته ولكنى ارى انه من الواجب وضعه فى الحسبان لأنه مؤثر هام على الحالة النفسية التى نقوم بتحليلها الآن الا وهو ان كونها من الطائفة النصيرية فلا يستبعد ان تكون ابنة سفاح حيث ان قومها (النصيريون) لديهم ليلة يستباح فيها كل شئ حتى اعراض النساء وهم يبيحون نكاح المحارم وإباحة نكاح الرجال بعضهم بعضاً، زاعمين أن ذلك من التواضع والتذلل، وأنه أحد الشهوات والطيبات المباحة من الله - تعالى الله عز وجل عن ذلك علواً كبيراً.
فتخيل عزيزى القارئ ماهى الحالة النفسية التى امامنا الآن حالة يستباح عرضها وعرض امها واخواتها بأسم العقيدة التى تنتمى اليها (النصيرية) بل وحتى اللواط لديهم نوع من انواع التواضع بحسب ما يدعون , ترى كم مرة تواضع ابوها أو اخوها بحسب عقيدتهم هذه ؟ , وحتى يكون كلامنا موثق وليس مجرد كلام بدون مرجع أو دليل وبحكم ان هذه الطائفة الضالة التى تنتمى لها وفاء سلطان من الفرق المساة بغلاة الشيعة فتعالوا نرى ما يقوله الشيعة عنهم موثقا من كتبهم .
• في معجم رجال الحديث للسيد الخوئي:18/317 : (11931) محمد بن نصير النميري : قال الكشي ( 383 ) :
" قال أبو عمرو : وقالت فرقة بنبوة محمد بن نصير الفهري النميري ، وذلك أنه أدعى أنه نبي رسول ، وأن علي بن محمد العسكري عليه السلام أرسله ، وكان يقول بالتناسخ والغلو في أبي الحسن عليه السلام ، ويقول فيه بالربوبية ، ويقول بإباحة المحارم ، ويحلل نكاح الرجال بعضهم بعضاً في أدبارهم ، ويقول: إنه من الفاعل والمفعول به ، أحد الشهوات والطيبات ، وأن الله لم يحرم شيئاً من ذلك .
وكان محمد بن موسى بن الحسن بن فرات يقوي أسبابه ويعضده ، وذكر أنه رأى بعض الناس محمد بن نصير عيانا ، وغلام على ظهره ، فرآه على ذلك ، فقال : إن هذا من اللذات ، وهو من التواضع لله وترك التجبر وافترق الناس فيه بعده فرقاً . انتهى .

وبالطبع فأن كل عائلة وفاء سلطان من المتواضعين والمتواضعات الأحياء منهم والأموات لذا فهى معذورة ان يصيبها مرض نفسى مزمن , وفى واقع الأمر انا لا ادرى لماذا كتبت عن نفسها انها كانت تنتمى لأسرة غيرة متدينه ؟ هل لتثبت عند افتضاح عقيدتها الأصلية انهم كانوا لا يتواضعون مثلا ؟ الله اعلم .

هذه هى ملامح الطفولة البائسة والعقيدة الضالة التى نشأت عليها المدعوة وفاء سلطان فماذا عن مرحلة الشباب ؟
قبل ان تجيبنا وفاء سلطان من خلال سطور مقالاتها المعدودة دعونا اولا نرى شكلها وملامحها , وذلك لأن الشكل ايضا له تأثير وعلاقة قوية فى التحليل نفسى للأشخاص , واقل ما توصف به وفاء سلطان هو القبح وذلك من خلال صورها الموجودة على الأنترنت فتأملوا معى الملامح
هذه هى صورتها بلا رتوش منقولة من موقع اخبار سارة النصرانى


وفى حقيقة الأمر انا لم استغرب قبح منظرها لأنه كان بمثابة امر مُسلم به لدى قبل ان ارى صورتها وذلك لقبح اخلاقها , وطبعا نحن نعلم ان الإنسان لا ذنب له فى شكله الذى خُلق به ولكن يجب ان نضع كل الأشياء فى الأعتبار ما دمنا نقوم بتحليل نفسى لهذه الحالة .
ويبدو ان وفاء سلطان متأثره نفسيا إلى حد بعيد بقبح منظرها , ولأنها لن تستطيع فى مقالاتها أن تدعى انها جميلة مثلا لأنها ستكون كذبة واضحة وضوح الشمس لمعرفة القراء بشكلها فنجدها تحاول ان تشعر الناس بأنها ليست بالقبيحة وانها مطلوبة ويجوز عليها ما يجوز على باقى النساء بما تضعه بين السطور فعلى سبيل المثال نجدها تقول فى احدى مقالاتها :
كتبت إليّ السيدة مها سعد الشوّاف ـ ودعوني أفترض بأنّ الاسم غير مستعار، إذ لاتهمّني الأسماء ـ كتبت تقول:
" انتم عملاء النظام. والشكر كل الشكر للنظام الذي اراحنا من هذا المأفون نبيل فياض الكذاب الذي يأخذ اجرته من الزبانية عملاء اميركا ووفاء سلطان هي عشيقة نبيل فياض تنتف شعرها حزنا على.. (*) نحن فرحون جدا لأن كل احباب نبيل وما اقلهم حزينون عليه ونرجو له ان يبقي في غيابات السجن اعواما وانتم ستجنون عليه ايها المأجورون الكذابون." .انتهى .

ثم تتابع وفاء لتشرح لنا ما اسقطته من الرسالة المزعومة ووضعته بين الأقواس (*) فتقول :
أسقطت إحدى العبارات لاخوفا على سمعتي، والتي هي كعطر الجلّنار، وإنّما احتراما لقارئي وكي لا أخدش حياءه. انتهى .

الخلاصة نستنتج من المقطعين ان السيدة مها سعد الشوّاف المجهولة صاحبة الرسالة تتهم وفاء سلطان فى عرضها وتصفها بأنها عشيقة لنبيل فياض الكاتب السورى . بالله عليك يا عزيزى القارئ هل وجدت كذب مفضوح اكبر من هذا , استحلفك بالله بعد ان رأيت صورتها هل مثل هذا الشكل تجوز فيه الرزيلة , وانا اقسم بالله على غلبة الظن انها لا يمكن ان تكون قد منحت عرضها سواء لنبيل فياض او لغيره ومرجوع ذلك ليس ثقتى بها على اى حال ولكن لأنه كما اوضحت من قبل انه لا يمكن لإنسان ان يطلب الرزيلة مع غولة , فحتى اهل الرزيلة تعف انفسهم عن هذا , بل اننى اذهب إلى ابعد من هذا بخصوص سمعتها فأكاد اجزم بأنها لم تنجب الأطفال من زوجها ولكن عن طريق التلقيح الصناعى مثلا , فقد يخطئ انسان مثلا او تمر به حالة سوداوية أو يقرر الإنتجار فيتزوج من هم على شاكلتها أما ان يجامعها فهذا فى نظرى درب من دروب الخيال وهو امر فوق طاقة اسفل البشر واكثرهم انحطاطا .

• الفقر وسنينه :
تخيل يا راعاك الله عندما تتحد عقيدة فاجرة وقبح مقبوح وفقر مدقع على إنسان ما ترى ما هى التركيبة النفسية المنتظرة وما هو المنتظر منه أو ما هو المأمول من هذا الكيان , ولقد اوضحنا عقيدتها الضالة وقبحها الشكلى والجثمانى من خلال صورتها والآن تعالوا معا لنرى الفقر فى حياتها وهو مالخصته وفاء فى عدة كلمات قالت فيها : " بأنها كانت لا تجد ثمن تغيير الحذاء البالي الذي كانت تلبسه هي وزوجها " .
نكرر ان العقيدة المنحلة والقبح الشكلى والجثمانى والفقر لا ذنب لوفاء سلطان فيهم وهى ليست الوحيدة ممن هم على هذا النحو فى عالمنا , ولكننا نوضح كل هذا حتى نثبت صحة ما نقوله حول الدافع الرئيس الذى يحرك وفاء سلطان ويسيطر عليها , ولأن كل ما سبق كفيل بأن يقهر الآدمية فى اى إنسان كان إلا من رحم ربى فنجد ان وفاء سلطان قد تحولت إلى الإنهزامية النفسية والإحساس بالدونية واتخذت من الحضارة الغربية بصفة عامة والأمريكية بصفة خاصة قبلة ترضاها بل ووصل بها الأمر إلى تقديس تلك النماذج وتأليهها , وعملا بالمثل الشعبى " حبيبك يبلع لك الزلط " تجد ان وفاء لا تتوقف ولو للحظة أو تتعرض ولو بكلمة لمثالب الحضارة الغربية , واحد ابدع آيات الإنهزامية فى كتاباتها هى تحاملها على كل شئ وأى شئ يذكره الإسلام حتى وإن كان ساطعا سطوع الشمس والإنسان السوى بصفة عامة لا يمكنه ان يعيب على كل ما يتبناه مخالفوه فمثلا من يمكنه ان يتعرض لقول المسيح فى إنجيل [مرقس 8: 36] :
[لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله و خسر نفسه].
نعم نقول انه المسيح بشر وأنه نبى من انبياء الله ونسفه من يقول بأن الله تجسد , ولكن هذا لا يعنى ان كل كلمة او حرف باطل أو منافى للعقل فى كتابهم مثل العدد السابق المنسوب للمسيح مثلا , اما فى الحالة الإنهزامية التى تتوهج بصورة خاصة فى حالة وفاء سلطان فنجدها تتهجم على كل ما يقول به الإسلام حتى ولو طابق رأيها والمواقع النصرانية تهلل لها وتصفق وتنشر مقالاتها ظنا منهم ان ما تقوله او تفعله يخدمهم أو يخدم مصالحهم ومن جهلهم لا يعلمون ان ما تفعله ليس حبا فى على ولكنه كرها فى معاوية . فهى لا تفعل هذا حبا فى النصرانية أو اليهودية مثلا ولكن كرها فى الإسلام وحقدا عليه وولاء هذه المرأة إن جاز التعبير هو لأمريكا وامريكا فقط فهى ربها وهى رازقها بحسب ما جادت عليها قريحتها المتقرحة فتجدها مثلا تقول فى احدى مقالاتها عن ملابسات هجرتها إلى أمريكا :
" على باب السفارة الأمريكية في دمشق، وفي يوم من أيام كانون الأول الشديدة البرد، قضيت ثلاثة أيام بلياليها ونهاراتها منتظرة دوري في زمن كان الحلم بالهجرة الى امريكا ضربا من الخيال. رفعت يديّ يومها إلى السماء وتضرّعت: امنحيني، أيتها السماء، دربا الى أمريكا " . انتهى .
تخيل عزيزى القارئ ثلاثة ايام تقف فى البرد تنتظر دورها امام السفارة الأمريكية . ولابد وان صلواتها كانت وهى مغمضمة العين تحاول جاهدة ان ترتسم صورة البيت الأبيض فى مخيلتها وهى تقول " يا ابانا الذى فى الغرب لتتقدس ولاياتك لتأتى تأشيراتك لتكن مشيئتك من دولاراتك الخضراء اعطنا كل يوم .".
ثلاثة ايام من الصلاة للعم سام وربها الذى فى السفارة , ثلاثة ايام متواصلة ليلا ونهارا , ثلاثة ايام فى عز البرد وقفت وفاء لتحظى بالملكوت الأمريكى كما صور لها شيطانها ويخبرنا علم النفس ان الأنسان السوى يستشعر معانات الأخرين لذا لم يكن من المستغرب ان تنتقد وفاء سلطان حالات مشابهه لحالاتها مع الفارق الرهيب طبعا بحكم انها غير سوية نفسية حيث كتبت تقول :
" في الصيف الماضي وخلال تواجدي في الوطن الأمّ ( سوريا ) ، قمت بزيارة ترافقني ابنتي إلى الجامع الأمويّ . دخلنا قاعة كتب على بابها "مقام رأس الحسين". رأينا عشرات النساء والأطفال والرجال يفترشون الأرض وهم يغطّون في نوم عميق . سألت بعض المارة عن قصّة هؤلاء النيام ، فأخبروني أنّهم زوّار من بلاد اسلاميّة ، ولكي يوفروا أجور الفنادق يضطّرون للنوم داخل الجامع . تحوّلت القاعة الى فرن درجة حرارته تصهر الحديد . لا مراوح ، لا نوافذ لتجديد الهواء . رائحة النيام تزكم الأنوف وتثير لديك حاسّة الإقياء .. ناهيك عن أرض الجامع والتي افترشت بالسجّاد .. ونتيجة للغبار المتراكم فوقها عبر السنين ، تحسّ وأنت تمشي كأنـّك تمشي في مستنقع للأوحال جفّت مياهه ، فتـأكل خشونة الأرض من قدميك .. حاولت ابنتي أن تمشي على أطراف القاعة ، ملتصقة بالحائط كي تتجنّب أن تدوس فوقها !. تصوّر نفسك سائحا وخطر ببالك أن تزور كنيسة، ليس في باريس أو لندن أو بيفرلي هيلز، وإنّما في أحد أدغال افريقيا ، أو في جنوب السودان ، أو في بنغلادش كأفقر أقفار الله ، هل تعتقد أنّك ستدوس فوق أرضها على ذرّة من الغبار ، أو تزكم أنفك رائحة لانسان ؟! ليست الأزمة أزمة مال ، إنّها أزمة عقل ودين ، أزمة عقل سقط رهينة ذلك الدين ! أمّة ابتلت بعقلها ووجدانها ، وقبل أن تبتلي بهما ابتلت بدينها !".
تخيل عزيزى القارئ ان هؤلاء الناس الفقراء افترشوا ارض المسجد "لكي يوفروا أجور الفنادق" حسبما تخبرنا ومن الذى ينتقدهم وفاء سلطان التى وقفت امام باب السفاة الأمريكية ثلاثة ايام متواصلة فى انتظار ملكوت ربها الذى فى البيت الأبيض وذلك ايضا لفقرها لأنها لو كانت تملك مالا لنزلت فى احد الفنادق المجاورة للسفارة مثلا والمثل الإنجليزى يقول Look who is talking"" أو انظر من يتحدث سبحان الله من يلوم الفقراء على فقرهم انها وفاء سلطان التى كانت لا تملك ثمن حذائها البالى هى وزوجها , وفاء سلطان التى وقفت ثلاثة ايام بلياليهم امام السفارة الأمريكية تستجدى عطفهم من اجل الحصول على تأشيرة . الم اقل لك عزيزى القارئ انها غير سوية نفسيا , حقا الإحساس نعمة . وحول نقدها للفقراء النائمون فى المسجد كتب الدكاترة "محمد الحسيني إسماعيل" يقول ردا عليها وكاشفا عوارها :
" وأكرر فقرتها الأخيرة لأؤكد هذه المعاني للقاريء ..
[ .. ليست الأزمة أزمة مال ، إنّها أزمة عقل ودين ، أزمة عقل سقط رهينة ذلك الدين ! أمّة ابتلت بعقلها ووجدانها ، وقبل أن تبتلي بهما ابتلت بدينها ! ]
وهكذا أعفت ـ وفاء سلطان ـ الأفراد البؤساء وسلوكهم من مسئولية المنظر الذي ازدرته عينيها والذي ظهروا عليه .. وألقت باللوم على الدين الإسلامي نفسه .. على الرغم من علمها ـ بحكم إسلامها المسبق كما تدّعي ـ بأن من المعلوم من الدين بالضرورة أن النظافة هي جزء أساسي من الإيمان بالدين الإسلامي ..!!! وليس هذا فحسب .. بل تقع الدكتورة في تناقضات واضحة ، بدون أن تتنبه لذلك ، حين تقول بأن الأزمة ليست أزمة مال .. على الرغم من سؤالها عن قصة هؤلاء القوم النيام داخل الجامع فيخبروها : [ .. .. أنّهم زوّار من بلاد اسلاميّة ، ولكي يوفروا أجور الفنادق يضطرون للنوم داخل الجامع .. ] .. إذن فالأزمة ـ كما نرى ـ هي أزمة مال ..!!! ولكن ـ وفاء سلطان ـ لا تريد أن ترى سوى أنها أزمة الدين الإسلامي نفسه ..!!! " . انتهى .

واكرر عزيزى القارئ ان ما تفعله ليس حبا فى على ولكن كرها فى معاوية وعلى غرار لمثل القائل " ما لقوش فى الورد عيب قالوا له يا احمر الخدين " لم تجد وفاء فى الإسلام عيب فراحت تحمله سلوكيات افراد معينيين لا صلة لها بالإسلام من قريب ولا من بعيد وذلك حتى يرضى عنها ربها فى الغرب ولا يحرمها من ملكوت الورق الأخضر الذى لم ولن يكفى لستر سؤتها .
وحتى لو كان الأمر صحيحا وهو ليس بصحيح فأنا اسألها ايهما احق بالعبادة يا وفاء رب الفقراء الذى جعلهم ينامون فى بيته أم ربك الذى فى السفارة الذى جعلك تنامين فى العراء لمدة ثلاثة ايام فى عز البرد حتى يأتى ملكوته الذى تتوهمين .

ومن تحميل الإسلام والمسلمين ما لاذنب لهم فيه إلى تحريف المبادئ الإسلامية وبتر العبارات والأحاديث النبوية حتى يتسنى لها كما تتوهم مهاجمة الإسلام حيث تقول :
" يقف المرء حائرا امام درجة الانحطاط التي تدحرجت اليها جميع المجتمعات الاسلامية، وأحتار أمام حيرته فأتساءل: كيف يغوص امرئ في مستنقع التعاليم الاسلامية ولا يعرف السبب الكامن وراء ذلك الانحطاط؟!
كيف نطالب رجلا يؤمن بالحديث النبوي الذي يقول: "انصر اخاك ظالما او مظلوما" بأن يبني مجتمعا عادلا يحكمه القانون و الاخلاق؟
هذا الرجل وبايمانه، بضرورة نصرة اخيه ظالما أومظلوما، فقد قدرته على التمييز بين الحق والباطل. فصلة الدم أو الدين لا تبرر الباطل ولا تلغي الحق! " . انتهى .
كان هذا نموذج مما دربها عليه اسيادها وما اكثرهم وما احقرهم اسيادها الذين يحرفون الكلم عن مواضعه ليصلوا به إلى ما يرضوا به عقائدهم المشوهة والتى شوهوها بأيديهم ليشتروا بها ثمنا قليلا مثل التأشيرة التى اشترتها وفاء سلطان من امريكا وتدفع ثمنها بالتقسيط بما تأفكه وتفتريه على الإسلام .
وحديث الرسول عليه الصلاة والسلام والتى بترت نصفه الجرباء يقول :
حدثنا ‏ ‏محمد بن عبد الرحيم ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سعيد بن سليمان ‏ ‏حدثنا ‏ ‏هشيم ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏عبيد الله بن أبي بكر بن أنس ‏ ‏عن ‏ ‏أنس ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏ قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ انصر أخاك ظالما أو مظلوما فقال رجل يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوما أفرأيت إذا كان ظالما كيف أنصره قال تحجزه أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره. (البخارى – 6438).

هل رأيتم انحطاطا اكثر من هذا بالطبع رأيتم فما اكثر المنحطين فى هذا المجال وما اكثر المحرفين والكافرين كل هذا من رضاء العم سام وملكوت الورق الأخضر من اجل ثمنا قليلا .

كل ما ذكرناه عن وفاء سلطان لا يمثل سوى غيض من فيض وقطرة فى محيط العفن الملوث التى ارتضته لنفسها ليتسنى لها الحصول على ثمن حذاء بالى لها ولزوجها وما اكثر ما يمكننا كشفه وقوله حولها فقيامها بالتحريف والتشنيع والتهويل ليس هو كل شئ تعالوا معا نرى باقى النقائص التى تتسم بها هذه الحالة النفسية الإنهزامية .

• الجهل المُطبق :
تقول ربة الجهل والجفاف فى احدى مقالاتها :
"عندما كان بيريز كافييار أمينا عاما للأمم المتّحدة، قام وزوجته بزيارة منطقة ضربتها المجاعة في السودان وأودت بحياة الكثيرين من الأطفال." . انتهى .
ولا ادرى ما الذى اتى بالكافييار لبيريز فبيريز امين عام الأمم المتحدة الأسبق لم يكن له ادنى علاقة بالكفييار حيث انه من بيرو وليس من الأتحاد السوفيتى ولكنها بجهلها لا تعرف اسمه ولا كيف ينطق ولا حتى كيف يترب فأمين عام الأمم المتحدة التى تقصده هو "خافيير بيريز دي كوييار دى لاجويرا" وليس بيريز كافييار وتكتب بالأسبانية Javier Pérez de Cuéllar de la Guerra , ويبدو ان الجعان يحلم بسوق العيش وانها كانت تتوحم على الكافييار اثناء كتابتها لأسمه مما يوحى ان حالة الفقر المزمن التى كانت تعيشة لازاالت تحاصرة حتى بعد دولارات العم سام .
ومن جهلها بالشخصيات العامة أو من وحمها للكفيار إلى الجغرافية الخاصة بها والتى تشعرك معها انها فى كوكب اخر حيث تقول ابله وفاء :
" وفاء سلطان ستكتب للأطفال قصيدة جديدة، وستعلّمهم جدول الحساب والضرب من جديد!
.....
تحدّ وطننا العربيّ الجميل من الشمال تركيا، ومن الجنوب افريقا، ومن الشرق ايران، ومن الغرب اوربا..
ماأسعدنا، ياصغاري، صار لنا أربعة جيران..
ليعانق كلّ من الآخر، ويقول له: طاب يومك .. إلى اللقاء .. " . انتهى .

تخيل عزيزى القارى هذه الجغرافيا الجديدة أو الجهل الجغرافى المطبق الذى عبرت عنه الابله وفاء سلطان حول تعريفها لموقع الوطن العربى وجيرانه من الجهات الأربع . قارة اوروبا التى هى شمال العالم الصريح تقول الابله وفاء انها تحد الوطن العربى من الغرب فما بال امريكا اذن غير موجودة على الخريطة أن توصيفها الجغرافى لهو عار على كل من درس فى المرحلة الإبتدائية حتى ناهيك عن جهلها بالقارة والدولة فهى تقول مثلا أن الوطن العربى يحده من الشمال تركيا ويبدو انها لا تدرى ان تركيا بلد وليست قارة وأن تركيا جزء من قارة اسيادها فى اوروبا لذا فالتصحيح لما قالته ان ما يحد الوطن العربى من الشمال هو قارة اوربا . ومن الجهل الجغرافى لابله وفاء تعالوا نرى ما تخبرنا به عن علم النفس .

دببة العلم الإجتماعى :
تقول الدكتورة (!!!!) وفاء التالى :
"في علم النفس الإجتماعي ( Social Psychology ) قاموا بوضع بعض العائلات المتناحرة في معسكر واحد ثمّ أطلقوا دبّا كبيرا ومتوحشا بإتجاه المعسكر. تجاوزت تلك العائلات خلافاتها ووحدت جهودها في محاولة للقضاء على الدبّ. عندما مات الدبّ عادت تلك العائلات إلى التناحر من جديد!".

بالله عليكم ماذا تعنى عبارة (في علم النفس الإجتماعي ( Social Psychology ) قاموا بوضع بعض العائلات المتناحرة في معسكر واحد) ماذا تعنى هذه العبارة هل علم النفس الإجتماعى مكان مثلا واى علم هذا يا جناب الدكتورة (!!!!) الذى يطلقون فيه الدببة على الناس . وهل الناس بالنسبة لعلم النفس الإجتماعى حيوانات تجارب , هل هو جهل منكى بسبب درجتك التى لم يعترف العم سام بها إلا بعد وساطات النصارى الإنجليين من اسيادك أمك هو نوع جديد من علم النفس الإجتماعي يطلقون فيه الحيوانات على البشر لمعرفة ردود افعالهم وكان من حظنا ان اطلقوا علينا كلبة جرباء مثلك ليعرفوا ردود افعالنا .
وسأكتفى بهذا القدر من كشف جهلها حتى لا اطيل على القارئ ويكفينا ما علمناه منها من ان الكفيار كان سكرتير عام الأمم المتحدة وأن اوربا تحد الوطن العربى من الغرب وحيوانات علم النفس الإجتماعى.

وسأختم المقال بتوضيح هذه الحالة الإنهزامية النرجسية المسماة زورا وبهتانا بأسم خسارة فيها فأين "الوفاء" من الخيانة والأرتماء فى احضان الدُعار من اجل حفنة دولارات وأين هو "السلطان" لمن لا يملك من امره شيئا وإنما يعمل بامر اسياده ولا يعصى لهم امرا .

تعريف الشخصية النرجسية :
النرجسية تعني حي النفس و هذه الكلمة نسبة إلى أسطورة يونانية ، ورد فيها أن ناريس كان آية في الجمال وقد عشق نفسه عندما رأى وجهه في الماء والصفة الأساسية في الشخصية النرجسية هي الأنانية فالنرجسي عاشق لنفسه و يري أنه الأفضل والأجمل والأذكي و يري الناس أقل منه و لذلك فهو يستبيح لنفسة استغلال الناس و تسخيرهم والنرجسي يهتم كثيرا بمظهرة و أناقته و يدقق كثيرا في أختيار ملابسه و يعنيه كيف يبدو في عيون الأخرين و كيف يثير أعجابهم, و يستفزه التجاهل جدا و يحنقه النقد ولا يريد أن يسمع إلا المديح و كلمات الأعجاب.

كان هذا هو التعريف اعلمى للشخصية النرجسية والآن تعالوا معا لنرى نصيب وفاء سلطان منها .
• النرجسي عاشق لنفسه و يري أنه الأفضل والأجمل والأذكي و يري الناس أقل منه
تقول وفاء سلطان فى مقالة لها :
" كلّ بنوك العالم ليست قادرة ان تدفع لي ثمنا لكتاباتي فهي تفوق بقيمتها كلّ ثمن. " . أنتهى .
هل رأيت عزيزى القرارئ نرجسية اكثر من هذه وسبحان الله فأن من تقول هذا ليست سوى كلبة جرباء بحسب ما وصفها الدكتور "محمد عباس" فى احد تعليقاته والتى اقسم لى لما سألته عن الوصف انه لا يقصد الإساءة للكلاب ولا للجرب , الكلبة الجرباء مومس المستشرقين وحثالة الكنيسة الإنجيلية بأمريكا تصف كتاباتها بأنها " تفوق بقيمتها كلّ ثمن" وانا اؤكد لها ان قيمة كتاباتها لا تزيد عن قيمتها فى سوق النساء فكلاهما قبيح وكلاهما لا طائل من وراءه ولا مردود سوى ما تقبضينه . ومنذ متى كان لمن ينبح وسط قطيع الكلاب قيمة فما تفعليه ليس سوى ترديد صدى آتى من مقابر المستشرقين مثلك مثل اعباط المهجر والخلاصة اسألك ماهو الجديد من الأكاذيب التى جئتى بها ,لا شئ كلها مستوردة وكلها عفا عليها الزمن وأكل عليها الدهر وشرب والردود عليها متوافرة سواء على الأنترنت أو فى المكتبات يا مرضعة قلاوون.
واختم معك عزيزى القارئ بنكته لطيفة حيث ان الكلبة الجرباء تسمى بريدها الإليكترونى فى الياهو بأسم السلطانة " elsultana1@yahoo.com" صحيح سلاطين اخر زمن "قال سلطانة قال" .
وختاما اقول للكلبة الجرباء "لو كانت الأسماء تباع وتشترى لكان اباكى سماكى خره" . وذلك لعدة اسباب اولها لأنه يتماشى مع خلقك واخلاقك والباقى لإن عدمتى الذكاء لتفهميه فأسألى حد بيفهم وسلمى لى على الكنيسة الإنجيلية .

غير معرف يقول...

((((((((((((((
(((((((((((((((((((((((اسئلة تبحث عن اجابة مقنعة****))))))))))))))))))))))))))))))
اعداد الأخ : يوسف عبد الرحمن
السؤال الأول : بحسب إيمان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فإن الأطفال الذين يموتون بدون المعمودية لن يروا مجد الله ، وذلك استناداً على ما جاء في يوحنا 3 : 5 : (( ان كان احد لا يولد من الماء والروح لا يقدر ان يدخل ملكوت السموات )) وفي كتاب الصف الرابع المقرر في كلية البابا شنودة الثالث الاكليريكية بشبرا الخيمة - لاهوت طقسي - نجد الآتي : " اذا أصاب المولود مرض وخافوا عليه من الموت يجب أن يطلبوا من الاب الكاهن ان يقوم بعماده ومسحه بالميرون ولو كان عمره يوماً واحداً وتحت اى ظروف ( كأن يكون الكاهن غير صائم أو عدم استطاعته عماده بالتغطيس ) وبسرعة لئلا يموت بغير عماد فيحرم من دخول ومعاينة الملكوت حسب قول مخلصنا ( يو 3 ) .
والسؤال : هل اختار هذا الطفل أن يموت ( او ينتقل ) قبل العماد حتى يلاقي هذا المصير ؟ واين عدل الله المطلق الذي تنادون به عند حديثكم عن الصلب والفداء ؟
السؤال الثاني : إذا كنتم تقولون : (( ليس ذكر وأنثى بل الجميع واحد في المسيح يسوع )) (غلا 3 : 28) وتنتقدون وضع المرأة في الأديان الأخرى ، فلماذا تمنع الكنيسة الأرثوذكسية المرأة الحائض من التناول ومن دخول الهيكل ؟ ولماذا إذا ولدت ذكراً تكون نجسه سبعة أيام بينما إذا ولدت أنثى تكون نجسة أسبوعين وتنتظر 40 يوما بعد ولادتها للذكر حتى تطهر بينما تنتظر 80 يوما للأنثى ؟ ( لاويين 12 : 1 )
السؤال الثالث : من أسرار الكنيسة السبعة سر اسمه : مسحة المرضى ... لماذا فشل هذا السر في شفاء البابا شنودة الذي ذهب يُعالج بألمانيا وأمريكا في يونيو عام 2006 بسبب الآلام التي كان يشكو منها في عموده الفقري ؟
السؤال الرابع : حسب معتقدكم فإن اللاهوت كان في جسد المسيح و في نفس الوقت كان موجوداً في كل الكون لأن اللاهوت كما تقولون موجود في كل مكان ولا يحده جسم بشر ، إذن ما الذي يميز المسيح ؟؟ إذا كان اللاهوت موجود في كل مكان فهو إذن موجود في جسد كل البشر فالبشر كلهم ( برأي النصارى ) ناسوت بداخله لاهوت !!!!!!!
السؤال الخامس : كيف يمكن للاقانيم الثلاثة ان تكن واحد ذاتا وجوهرا وطبيعة في ضوء قصر أمومة مريم للاقنوم الثاني فقط لاهوتيا من حيث الجسد الناسوتي المتحد اقنوميا باللاهوت ولا تجوز المفارقة ولاطرفة عين ويحكم بالهرطقة والتجديف من زعم انها ام للاقنوم الاول الاب او الاقنوم الثالث الروح القدس؟هل من اجابة محددة ومباشرة؟؟
السؤال السادس : تدَّعون أن الأب والإبن والروح القدس ثلاثة أقانيم متحدة ، فهل تعتمد هذه الأقانيم على بعضها البعض؟ وهل لكل منهم وظيفة لا يستطيع الآخر أن يقوم بها؟ فإن كانوا يعتمدون على بعضهم فليس أي منهم إله، لأن الإله لا يعتمد على غيره. وإن كانوا لا يعتمدون على بعضهم، فيكونون حينئذٍ ثلاثة آلهه وليس إلهاً واحداً. وبالمثل إن كان لكل منهم وظيفة لا يستطيع الآخر القيام بها ، لا يكون أى منهم إله ، لأن الله كامل ، وعلى كل شىء قدير. وإن كان لكل منهم وظيفة محددة ، يكون كل منهم إله ناقص ، ولا يُقرُّ دينكم هذا.
السؤال السابع : هل قال المسيح لتلاميذه وأتباعه، إنه يتكون من جزء لاهوتي وجزء ناسوتي؟ وأنه إله كامل وإنسان كامل ؟ نطالب المسيحيين بالأدلة النقلية من الكتاب المقدس على لسان المسيح التي تثبت ذلك . وإذا كان المسيح إنسان كامل فهل يعني هذا انه يشتهي النساء كأي إنسان كامل وان قضيبه الذكري ينتصب كأي إنسان كامل ؟! ثم اذا كان الناسوت واللاهوت هو ركيزة أساسية في المسيحية وسبب من أسباب الانقسام والحروب والاضطهاد والكراهية بين النصارى. فماذا قال المسيح عنها؟ كيف شرحها لهم؟
واذا كان هذا من البدع التي ابتدعوها بعد السيد المسيح عليه السلام فكيف يكون أساس الدين وأكثر الأمور جدالا حولها لم يشرعه الله ولم يتكلم عنها المسيح؟
وأخيرا فإن مبدأ اللاهوت والناسوت يمكن تطبيقه على معظم أنبياء الكتاب المقدس ، فنستطيع أن نقول مثلا أن النبي ( اليشع ) في سفر الملوك الثاني [ 4 : 1 ، 7 ] صنع معجزة تكثير الزيت بلاهوته ، بينما كان ينام ويأكل بناسوته و الذي يقرأ هذه المعجزة سيجد أن النبي ( أليشع ) لم يرد في خبرها أنه رفع نظره نحو السماء ، ولا أنه بارك وشكر الله كما فعل المسيح في متى 14 : 19. وعندما شق إيليا البحر بحسب ملوك الثاني [ 2 : 7 ، 8 ] كان ذلك بلاهوته وبقية افعاله كانت بناسوته !!
السؤال الثامن : تقولون أن المسيح مولود من أبيه أزلاً ، فإذا كان الأمر كما تقولون فيكونان موجودان أزليان الله الأب أزلي والله الابن أزلي فإن كان الأب قديماً فالابن مثله وإن كان الأب خالقاً كان الابن خالقاً مثله ، والسؤال هو :
لم سميتم الأب أباً والابن ابناً ؟
فإذا كان الأب استحق اسم الابوة لقدمه فالابن أيضاً يستحق هذا الاسم بعينه لأنه قديم قدم الأب ، وإن كان الأب عالماً قديراً فالابن أيضاً مثله ، فهذه المعاني تبطل اسم الابوة والبنوة ، لأنه إذا كان الأب والابن متكافئين في القدرة والقدم فأي فضل للأب على الابن حتى يرسله فيكون الأب باعثاً والابن مبعوثاً ؟ ألم يقل يوحنا ان الأب أرسل الابن للعالم . ولا شك ان الراسل هو غير المرسل.
السؤال التاسع : التثليث يعتبر لُب المسيحية ومحورها الأساسي ومع ذلك لاوجود لكلمة التثليث أو الثالوث في كل الكتاب المقدس فمن أين جئتم بكلمة التثليث؟ فهى غير موجودة بكتابكم المقدس!! ولماذا تستعملون مفردة لم يستعملها المسيح ؟ ثم لماذا ثلاثة وليس سبعة : " هذا يقوله الذي له سبعة أرواح الله " رؤيا 3 : 1 هل من جواب مقنع ؟
السؤال العاشر : هل كان الأنبياء الكبار قبل ديانة بولس يؤمنون بالتثليث وأن الله ثلاثة في واحد ؟ وأين الدليل ؟
السؤال الحادي عشر : ورد في إنجيل ( متى 21: 37 ) في قوله (( فأخيراً أرسل إليهم ابنه قائلاً يهابون ابني )). ويقصدون أن الله أرسل ابنه المسيح إلى شعب اليهود لأنهم لم يهابوا الله وقد يهابوا ابنه .
ولو صدَّق أحد هذا لوجب ألا يكون هناك ثلاثة فى واحد ، بل ثلاثة في ثلاثة ، حيث إن الإله الأول لم يهبه أحد ، فأرسل إليهم ابنه!! فالراسل غير المرسل .
وإذا كان الإله قد جاء فى صورة الجسد ليَحْدُث التشابه بينه وبين الإنسان فلماذا لم يجىء فى صورة امرأة؟ ألم يقل بولس إنَّ المرأة هى التى أغويت ، وآدمُ لم يَغْوَ ولكنَّ المرأة أُغوِيَتْ فَحَصَلَت فى التعدِّى ( تيموثاوس الأولى2: 14 )
السؤال الثاني عشر : من الذى حبَّلَ مريم العذراء؟
يقول لوقا: (( فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: كَيْفَ يَكُونُ هَذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟» فَأَجَابَ الْمَلاَكُ: اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ فَلِذَلِكَ أَيْضاً الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ. )) لوقا 1: 34-35
ومعنى ذلك أن الحمل تمَّ عن طريقين : ( اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ ) ( وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ ) ، فهما إذن شيئان مختلفان وليسا متحدين.
فلو كان الروح القدس هو المتسبب فى الحمل ، فلماذا يُنسَب إلى الله؟
ولو كان هناك إتحاد فعلى بين الأب والابن والروح القدس لا ينفصل طرفة عين ، فعلى ذلك يكون الابن ( الذى هو أيضاً الروح القدس ) هو الذى حبَّلَ أمَّه.
السؤال الثالث عشر : ما حكاية الموحدون الأوائل الذين كانوا يعيشون من القرن الأول حتى القرن الرابع الميلادى؟ مثل فرقة أبيون وفرقة الشنشاطى وفرقة آريوس وفرقة ميلينوس؟ وقد كانوا كلهم من الفرق التى تنادى بلا إله إلا الله عيسى عبد الله ورسوله.
السؤال الرابع عشر : يمثل صلب المسيح الركن الأساسي في عقيدة المسيحية، وتزعمون أنه بسبب خطيئة آدم جاء المسيح عليه السلام ، والسؤال هو :
نريد نصاً واحداً فقط من الأناجيل الأربعة وعلى لسان المسيح يقول فيه ويذكر انه جاء من اجل الخطيئة الأزلية لأبوهم آدم؟ ومن جهة أخرى : أين هو صليب المسيح المزعوم ؟ ماذا حدث له ؟
السؤال الخامس عشر : عندما وقعت معصية آدم لم يكن هناك إلا آدم وحواء ، وبناء عليه لماذا ترك إله المحبة والسلام الإنسانية تتوالد تحت ناموس اللعنة والخطية كما تقولون وان يعم الفساد وينتشر ؟!!
السؤال السادس عشر : تؤمنون بعدل الله وأنه إله عادل . . وقد ذكر كتابكم المقدس العقاب الذي شمل آدم وحواء والحية بعد قصة السقوط وهذا العقاب قد شملهم بالآتي :
( 1 ) أوجاع الحمل والولادة لحواء وأيضاً : " إلى رجلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك " [ تكوين 3 : 16 ]
( 2 ) دوام العداوة بين نسل المرأة والحية. [ تكوين 3 : 15 ]
( 3 ) لعنة التربة التي يعتمد عليها الإنسان في حياته على الأرض [ تكوين 3 : 17 - 19 ]
( 4 ) عقوبة الرب للحية التي أغوت حواء بأن جعلها تسعى على بطنها [ تكوين 3 : 14 ]
والسؤال المطروح هو : بما أن الله عادل . . وقد صالحنا بصلب المسيح المزعوم . . فلماذا لم تنتهي هذه العقوبات . .؟ لماذا ما زالت الحية تسعى على بطنها ؟ لماذا ما زالت المرأة تصاب بأوجاع الحمل والولادة ؟ لماذا لم تنتهي العداوة بين نسل المرأة والحية ؟
ألستم تقولون أن الله صالحنا بموت المسيح على الصليب فلماذا ما زالت المرأة تلد بالأوجاع - لدرجة ان البعض منهن يستخدمن المخدر من شدة الألم - ولماذا عقاب الاشتياق ما زال موجوداً منها ومن الرجل ؟ ولماذا ما زال عقاب الرب للحية بأن تمشي على بطنها مستمراً ؟؟!
أين هوعدل الله بحسب إيمانكم ؟؟ ونلاحظ أيضا ان الله أعطى عقوبة لآدم " بعرق وجهك تأكل خبزاً .. ملعونة الأرض بسببك . بالتعب تأكل منها " (تك 3: 19،17) فإذا كانت قصة الخلاص المسيحية هي حقيقة فلماذا ما تزال هذه العقوبات قائمة ؟! أم إنها باقية للذكرى كما قال البابا شنودة في إحدى كتاباته ؟!!! هل من عدل الله بعد ان خلصنا المسيح وصالحنا ان يبقي هذه العقوبات ؟
السؤال السابع عشر : بحسب الإيمان المسيحي فإن الله صلب الله عشان يرضي الله ! فإين العقل في ذلك ؟
السؤال الثامن عشر : هل من الرحمة أن يُسلم الأب ابنه للصلب دون أن يقترف إثماً أو جريمة ما تستحق هذه العقوبة ؟ وما الفائدة التربوية التى نتعلمها من مثل هذا التصرُّف؟ فما بالك إذا كان الآخر ابن الإله ؟ وكيف يثق خلقه به إذا كان قد ضحى بالبار البرىء من أجل غفران خطيئة مذنب آخر ؟ هل يُعجبه أن يصفه أحد خلقه بالقسوة وعدم الرحمة ؟ (( اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ )) رومية 8: 31-32
ولو كان الصلب والفداء لغفران خطيئة آدم وحواء – فكيف يكفر عن خطيئة الشيطان ؟ وهل سيضطر إلى النزول مرة أخرى والزواج من شيطانة لينجب شيطاناً يصلب عن الشياطين؟ أليست خطيئة الشيطان أعظم وأجل ؟ وهل يعقل أن تكون قوانين الأمم المتحضرة اليوم أعدل من قانون الله ، حيث إنها لا تحاسب الإنسان على فعل غيره ولو كان ابنه أو أباه؟ كيف تكون عملية الصلب والقتل وإسالة دم البريْ رحمة وهبة للبشرية؟
السؤال التاسع عشر : لقد ادعى بولس مؤسس المسيحية بأن أجرة الخطية الموت ، فإذا كانت أجرة الخطية الموت فلماذا لم يمت إبليس المتسبب الرئيسي للخطية والذي هو صاحب كل خطية في العالم ؟ نريد اجابة مقنعة بحسب عدل الله الذي تدعونه .
السؤال رقم 20 : يقول لوقا في 23 : 48 (( وَكُلُّ الْجُمُوعِ الَّذِينَ كَانُوا مُجْتَمِعِينَ لِهَذَا الْمَنْظَرِ لَمَّا أَبْصَرُوا مَا كَانَ رَجَعُوا وَهُمْ يَقْرَعُونَ صُدُورَهُمْ )) لماذا حزن تلاميذه والمؤمنون لو كانوا قد علموا بفرية الفداء والصلب ؟ ألم تكن هذه الحادثة مدعاة إلى سرور الناس جميعاً ؟
لسؤال رقم 21 : كتب يوحنا في [19 : 33] حول حادثة الصلب المزعومة ما يلي :
(( واما يسوع فلما جاءوا اليه لم يكسروا ساقيه لانهم رأوه قد مات .34 لكن واحدا من العسكر طعن جنبه بحربة وللوقت خرج دم وماء .35 والذي عاين شهد وشهادته حق وهو يعلم انه يقول الحق لتؤمنوا انتم . ))
والسؤال هو :
كيف تمكن الشاهد الذي عاين و شهد كما يقول يوحنا من التفريق بين الماء والدم من هذه الطعنة ؟؟ لأنه من المعروف أن الماء إذا إختلط بالدم فإن الخليط سيصبح لونه أحمر أقل قتامة من الدم بحيث يستحيل على الرائي أن يفرق بين الدم و الماء بالعين المجردة (( في عصرنا هذا يمكن الوصول إلى ذالك بالأدوات تحليل الدم )). وخصوصاً أن الحادثة وقعت والظلام قد حل على الأرض كلها [ مرقس : 15 : 33 ] !!!
والنقطة الثانية والمهمة هي أن خروج الدم والماء من جنب يسوع لدليل دامغ على أنه لم يمت فمن المعروف أن دماء الموتى لا تسيل !!
السؤال رقم 22 : هل المسيح كان من الأشرار ؟
حسب الايمان المسيحي نعم. فقد قرر الكتاب المقدس أن (( الشرير فدية الصديق )) أمثال 21: 18 ، وقد قرر صاحب رسالة يوحنا أن المسيح صُلِبَ كفارة لخطايا كل العالَم (رسالة يوحنا الأولى 2: 2)
السؤال رقم 23 : لقد شهد إلاهكم قبل أن يموت على الصليب المزعوم ويفدى البشرية من خطيئة أدم أن تلاميذه من الأطهار باسثناء واحد منهم: (( قَالَ لَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «يَا سَيِّدُ لَيْسَ رِجْلَيَّ فَقَطْ بَلْ أَيْضاً يَدَيَّ وَرَأْسِي. قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «الَّذِي قَدِ اغْتَسَلَ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ إِلاَّ إِلَى غَسْلِ رِجْلَيْهِ بَلْ هُوَ طَاهِرٌ كُلُّهُ. وَأَنْتُمْ طَاهِرُونَ وَلَكِنْ لَيْسَ كُلُّكُمْ.)) يوحنا 13: 9-10 ألا يكذب هذا بدعة الصلب والفداء؟
السؤال رقم 24 : جاء في إنجيل متى قول المسيح : (( فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ )) متى 6: 14 ،ومعنى هذا أن غفران الله لنا يتوقف على مغفرتنا لاخواننا والتحاب بيننا ، وليس على الصلب والفداء.
السؤال رقم 25 : تزعمون أن المسيح جاء برضاه إلى الدنيا لكي يقتل على الصليب ولكي يصالح البشرية مع الله ويفديهم بدمه ليخلصهم من خطيئة أبيهم آدم. وهذا يتناقض مع ما جاء في الأناجيل، فقد بينت الأناجيل أن المسيح لم يكن راضياً على صلبه، وأنه أخذ يصلي ويستغيث بالله، أن ينجيه من أعدائه، حتى أن عرقه صار كقطرات دم نازلة على الأرض ، واستمر في دعائه قبل القبض عليه وبعد أن وضع على الصليب حسب اعتقادكم : (( حِينَئِذٍ جَاءَ مَعَهُمْ يَسُوعُ إِلَى ضَيْعَةٍ يُقَالُ لَهَا جَثْسَيْمَانِي فَقَالَ لِلتَّلاَمِيذِ : اجْلِسُوا هَهُنَا حَتَّى أَمْضِيَ وَأُصَلِّيَ هُنَاكَ. ثُمَّ أَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ وَابْنَيْ زَبْدِي وَابْتَدَأَ يَحْزَنُ وَيَكْتَئِبُ. فَقَالَ لَهُمْ : نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى الْمَوْتِ. امْكُثُوا هَهُنَا وَاسْهَرُوا مَعِي. ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: يَا أَبَتَاهُ إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ )) (متى 26: 36-44) و (مرقس 14: 32-39) و(لوقا 22: 41-44)
السؤال رقم 26 : أين نجد قول عيسى عليه السلام نفسه لتلاميذه إنه الله وقد نزل إلى الدنيا لكي يغفر للبشر خطاياهم بالصلب ؟
فإن كان الجواب بالإيجاب ، فأيِّد إجابتك من الأناجيل!
السؤال رقم 27 : لماذا لم يرسل الله المسيح إلى الأرض بعد خطيئة آدم وطرده من الجنة مباشرة كي يقوم بمحو الخطيئة ثم يكون بعد ذلك أجيال لبني آدم بدون ذنب أو خطيئة ولماذا انتظر لمدة ألفي عام أو يزيد ثم أرسله كي يقوم بالخلاص !!!؟؟؟
السؤال رقم 28 : لماذا بعد أن صلب المسيح وتمت عملية الفداء والخلاص من الخطيئة ظل الناس فى الأرض ولم يرجعوا إلى الجنة إذا كانت خطيئة آدم قد غفرت وتم الخلاص له ولذريته؟؟؟؟؟
السؤال رقم 29 : إذا كان إلهكم يسوع قد نزل إلى الأرض كي يفدي بني البشر ويصلب ويقتل من أجلكم فمعنى ذلك أنكم عنده أغلى من نفسه !
وإذا كان كذلك وهو يحبكم حباً عظيماً فلماذا بعد ما غفر لكم وصعد إلى السماء وجلس على عرشه يرسل عليكم الصواعق والزلازل والأعاصير فيعذبكم بها ومنكم من يموت ومنكم من يظل إما معذباً وإما مهاناً ؟؟؟؟؟
السؤال رقم 30 : إذا كانت ذنوبكم قد غفرت وتم فدائكم فلماذا إذاً نشاهد كراسي الاعتراف في الكنائس القبطية والكاثوليكية وغيرها ؟
السؤال رقم 31 : إذا كان الله محبة كما تقولون فلماذا أعد بحيرة الكبريت وأتون النار في الآخرة ( متى 13 : 42 ) هل نحن المسلمين و اليهود وكل البشر غير النصارى سنذهب للنار ؟؟ اذن ماهي المحبه التي يدعو اليها الدين المسيحي ؟ اذن فلا اختلاف ولا زياده في المحبه بين المسيحيه وغيرها من الأديان ... من يعصي له النار و من يؤمن له الجنه .. فمن اين أتيتم بموضوع المحبه ؟
فان قلتم ان محبه الله للبشر الان قبل يوم القيامه سنقول لكم لم تأتوا بجديد .. حتى الاسلام قال هذا بأن باب التوبه مفتوح ، فلا فائده من اللف و الدوران بالمصطلحات!
السؤال رقم 32 : يعتقد الأرثوذكس أن الله سبحانه وتعالى قد أخذ جسد بشري وأتى بنفسه للعالم بينما نجد أن كاتب إنجيل يوحنا يقول : (( لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل أبنه الوحيد )) [ 3 : 16 ] و قال يوحنا في رسالته الأولى : (( ان الله قد ارسل ابنه الوحيد الى العالم لكي نحيا به )) [ 4 : 9 ]
ونحن نسأل : هل الله قد تجسد كما تزعمون وأتى بنفسه للعالم أم انه أرسل للعالم ابنه الوحيد كما تزعم النصوص؟ ومما لا شك فيه أن الراسل غير المرسل والباعث غير المبعوث . وهناك العديد من النصوص التي تنص على ان الله لم يتجسد وينزل ولكنه أرسل ابنه للعالم انظر الرسالة الأولى ليوحنا [ 4 : 14 ] .

هيِّن : (( اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ.)) متى 11: 29-30
السؤال رقم 44 : ماذا فعل يسوع بعد أن أنهى الشيطان تجربته معه ؟
(( ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ. 12وَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ أَنَّ يُوحَنَّا أُسْلِمَ انْصَرَفَ إِلَى الْجَلِيلِ. 13وَتَرَكَ النَّاصِرَةَ وَأَتَى فَسَكَنَ فِي كَفْرِنَاحُومَ الَّتِي عِنْدَ الْبَحْرِ فِي تُخُومِ زَبُولُونَ وَنَفْتَالِيمَ )) متى 4: 11-13
(( وَرَجَعَ يَسُوعُ بِقُوَّةِ الرُّوحِ إِلَى الْجَلِيلِ وَخَرَجَ خَبَرٌ عَنْهُ فِي جَمِيعِ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ. وَكَانَ يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهِمْ مُمَجَّداً مِنَ الْجَمِيعِ. وَجَاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ حَيْثُ كَانَ قَدْ تَرَبَّى. )) لوقا 4: 14
فترى يسوع عند متى كان فى الناصرة وانصرف منها إلى الجليل واستقر فى كفرناحوم
أما عند لوقا فقد رجع إلى الجليل واستقر فى الناصرة.
السؤال رقم 45 : متى أعطى يسوع التلاميذ القدرة على إخراج الشياطين ؟
حدثت أولاً قصة المجنون الأخرس فى ( متى 9: 32-34 ) ، ثم أعطاهم القدرة على إخراج الشياطين وإشفاء المرضى فى (متى 10: 1-10)
وعند لوقا أعطاهم أولاً القدرة على إخراج الشياطين وإشفاء المرضى (9: 1-6) ، ثم حدثت قصة التجلى (9: 28-36).
السؤال رقم 46 : كم عدد الشهود الذين شهدوا أنه قال إنه ينقض الهيكل ويبنيه فى ثلاثة أيام؟
حسب انجيل متى : كانوا اثنين فقط ((.. .. .. وَلَكِنْ أَخِيراً تَقَدَّمَ شَاهِدَا زُورٍ وَقَالاَ: «هَذَا قَالَ إِنِّي أَقْدِرُ أَنْ أَنْقُضَ هَيْكَلَ اللَّهِ وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَبْنِيهِ.)) متى 26: 60-61
ولكن حسب انجيل مرقس كانوا قوماً: (( ثُمَّ قَامَ قَوْمٌ وَشَهِدُوا عَلَيْهِ زُوراً قَائِلِينَ: نَحْنُ سَمِعْنَاهُ يَقُولُ: إِنِّي أَنْقُضُ هَذَا الْهَيْكَلَ الْمَصْنُوعَ بِالأَيَادِي وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَبْنِي آخَرَ غَيْرَ مَصْنُوعٍ بِأَيَادٍ.)) مرقس 14: 57-58
السؤال رقم 47 : ماذا تعنى عندكم هذه الفقرة: (( لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَنِي مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! )) متى 23: 39؟
لو كان المسيح هو الله فكيف سيأتي باسم الرب لماذا لا يأتي باسمه هو ؟
السؤال رقم 48 : يقول متى إنه عند تعميد يسوع انفتحت السماء ، وأتت روح الله كحمامة وتكلمت وسمعها الناس ويوحنا المعمدان أيضاً: (( فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ فَرَأَى رُوحَ اللَّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ.)) متى 3: 16-17
ويقول أيضاً: (( وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ ظَلَّلَتْهُمْ وَصَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا.)) متى 17: 5 وأيضاً مرقس 2: 7
إلا أن يوحنا ، شاهد العيان ، ينفى وقوع مثل هذا ، ويؤكد أنه لم يسمع أحد قط صوت الله قائلاً: (( وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ وَلاَ أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ )) يوحنا 5: 37 فوحى من نُصدِّق إذاً؟
السؤال رقم 49 : هل أراد عيسى عليه السلام حقاً إفناء البشرية من عباد الله ؟ فلماذا قال إذاً ؟ (( لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ.)) متى 19: 12
وأين حق النساء فى الزواج والإستمتاع بأزواجهن ؟ ألم يعلم إلهكم بعلمه الأزلى أن الساقطات سوف يستخدمن مثل هذا القول من أجل تبرير السحاق ؟
ولم يكن هو نفسه أو أحد الأنبياء مخصياً أو حتى أحد الحواريين، فمن المعروف أن بعض الحواريين كان متزوجاً مثل بطرس وبولس، بل ويندد سفر التثنية بمن يفعل ذلك قائلاً : (( لا يَدْخُل مَخْصِيٌّ بِالرَّضِّ أَوْ مَجْبُوبٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.)) تثنية 23 : 1
السؤال رقم 50 : كم كان عمر عيسى عليه السلام حين صلبه اليهود على زعمكم ؟
تقول كل كتب النصارى إن عمره كان حوالى 33 سنة ، إلا أن إنجيل يوحنا يفاجئنا بقول اليهود له: (( فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ: «لَيْسَ لَكَ خَمْسُونَ سَنَةً بَعْدُ أَفَرَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ؟ )) يوحنا 8: 57
فهل عاش فعلاً قريباً من هذا العمر؟ لأنه من السفه القول بأن الإنسان لا يمكنه التفرقة بين ابن الثلاثين وابن الخمسين فى الشكل.
السؤال رقم 51 : جاء في انجيل مرقس 14: 27-31 (( وَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ : إِنَّ كُلَّكُمْ تَشُكُّونَ فِيَّ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ:أَنِّي أَضْرِبُ الرَّاعِيَ فَتَتَبَدَّدُ الْخِرَافُ. 28وَلَكِنْ بَعْدَ قِيَامِي أَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ». فَقَالَ لَهُ بُطْرُسُ : وَإِنْ شَكَّ الْجَمِيعُ فَأَنَا لاَ أَشُكُّ! 30فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ إِنَّكَ الْيَوْمَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ مَرَّتَيْنِ تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ». 31فَقَالَ بِأَكْثَرِ تَشْدِيدٍ: وَلَوِ اضْطُرِرْتُ أَنْ أَمُوتَ مَعَكَ لاَ أُنْكِرُكَ. وَهَكَذَا قَالَ أَيْضاً الْجَمِيعُ. ))
ان قول بطرس والتلاميذ هنا (( وَلَوِ اضْطُرِرْتُ أَنْ أَمُوتَ مَعَكَ لاَ أُنْكِرُكَ )) لدليل على معرفة التلاميذ له بأنه إنسان مُعرَّض للهلاك والموت ، وأن هرطقة الاتحاد بينه وبين الله والروح القدس من الخرافات التى دخلت فيما بعد على دين عيسى عليه السلام وأفسدت رسالته الحقة. وكيف يكون هو الإله والله هو الحى الباقى الذى لا يموت ؟
السؤال رقم 52 : مَن الذى دعا إلى إنعقاد المجمع المسكونى الأول (نيقية)؟وماذا كانت ديانته؟
السؤال رقم 53 : من هو مترجم كل إنجيل؟ وما هي كفاءته العلمية واللغوية بكلا اللغتين؟ وما هي درجة تقواه وتخصصه؟ وما هي جنسيته؟
السؤال رقم 54 : لماذا تنكرون التعدد في الزوجات وكتابكم المقدس يقول :
زوجات إبراهيم هن :
1- سارة أخته لأبيه (تكوين 20: 12)
2- هاجر (تكوين 16: 15)
3- قطورة (تكوين 25: 1)
4- حجور (الطبرى ج1 ص 311)
5- يقول سفر التكوين : (( وَأَمَّا بَنُو السَّرَارِيِّ اللَّوَاتِي كَانَتْ لإِبْرَاهِيمَ فَأَعْطَاهُمْ إِبْرَاهِيمُ عَطَايَا وَصَرَفَهُمْ عَنْ إِسْحَاقَ ابْنِهِ شَرْقاً إِلَى أَرْضِ الْمَشْرِقِ وَهُوَ بَعْدُ حَيٌّ.)) تكوين 25: 6
ومعنى ذلك أنه كان سيدنا إبراهيم يجمع على الأقل ثلاث زوجات بالإضافة إلى السرارى التى ذكرها الكتاب بالجمع.
وإذا علمنا أن سليمان كان عنده 300 من السرارى ، وداود ترك جزء من سراريه لحفظ البيت ، ويبلغ عددهن 10 سرارى (صموئيل الثانى 15: 16).
فإذا ما افترضنا بالقياس أن سيدنا إبراهيم كان عنده 10 سرارى فقط بالإضافة إلى زوجاته، يكون قد جمع تحته 13 زوجة وسريرة.

وزوجات يعقوب هن :
1- ليئة
2- راحيل
3- زلفة
4- بلهة
وبذلك يكون سيدنا يعقوب قد جمع 4 زوجات فى وقت واحد.

وزوجات موسى هن:
1- صفورة (خروج 2: 11-22)
2- امرأة كوشية (وهو فى سن التسعين) عدد 12: 1-15
وبذلك يكون نبى الله موسى قد تزوج من اثنتين (يؤخذ فى الإعتبار أن اسم حمى موسى جاء مختلفاً: فقد أتى رعوئيل (خروج 2: 28) ويثرون (خروج 3: 1) وحوباب القينى قضاة 1: 16) وقد يشير هذا إلى وجود زوجة ثالثة لموسى عليه السلام ؛ إلا إذا اعترفنا بخطأ الكتاب فى تحديد اسم حمى موسى عليه السلام.

وزوجات جدعون هن : (( كان لجدعون سبعون ولداً خارجون من صلبه ، لأن كانت له نساء كثيرات )) قضاة 8: 30-31
وإذا ما حاولنا استقراء عدد زوجاته عن طريق عدد أولاده ، نقول: أنجب إبراهيم 13 ولداً من 4 نساء. فيكون المتوسط التقريبى 3 أولاد لكل امرأة.
وكذلك أنجب يعقوب 12 ولداً من 4 نساء ، فيكون المتوسط التقريبى 3 أولاد لكل امرأة.
ولما كان جدعون قد أنجب 70 ولداً: فيكون عدد نسائه إذن لا يقل عن 23 امرأة.

وزوجات داود هن:
1- ميكال ابنة شاول (صموئيل الأول 18: 20-27)
2- أبيجال أرملة نابال (صموئيل الأول 25: 42)
3- أخينوعيم اليزرعيلية (صموئيل الأول 25: 43)
4- معكة ابنت تلماى ملك جشور (صموئيل الثانى 3: 2-5)
5- حجيث (صموئيل الثانى 3: 2-5)
6- أبيطال (صموئيل الثانى 3: 2-5)
7- عجلة (صموئيل الثانى 3: 2-5)
8- بثشبع أرملة أوريا الحثى (صموئيل الثانى 11: 27)
9- أبيشج الشونمية (ملوك الأول 1: 1-4)
وجدير بالذكر أن زوجة نبى الله (أبيشج الشونمية) كانت فى عُمر يتراوح بين الخامسة عشر والثامنة عشر ، وكان داود قد شاخ ، أى يتراوح عمره بين 65 و 70 سنة. أى أن العمر بينه وبين آخر زوجة له كان بين 45 و 50 سنة.

وكذلك كان عمر إبراهيم عندما تزوج هاجر 85 (أنجب إسماعيل وعمره 86 سنة [تكوين 16: 16]). وكان عمر هاجر عندما تزوجها إبراهيم حوالى 25 إلى 30 سنة (فقد أُعطِيت لسارة من ضمن هدايا فرعون له ، وتزوجها بعد هذا الموعد بعشر سنوات هى مدة إقامته فى أرض كنعان. فمتوسط عمرها عندما أُهدِيت لسارة بين 15 - 20 سنة).
وبذلك يكون الفرق فى العمر بين إبراهيم وهاجر بين 55 و 60 سنة.
(( وَعَلِمَ دَاوُدُ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَثْبَتَهُ مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَأَنَّهُ قَدْ رَفَّعَ مُلْكَهُ مِنْ أَجْلِ شَعْبِهِ إِسْرَائِيلَ. 13وَأَخَذَ دَاوُدُ أَيْضاً سَرَارِيَ وَنِسَاءً مِنْ أُورُشَلِيمَ بَعْدَ مَجِيئِهِ مِنْ حَبْرُونَ، فَوُلِدَ أَيْضاً لِدَاوُدَ بَنُونَ وَبَنَاتٌ.)) صموئيل الثانى 5: 12-13
ويمكن استقراء عدد نساء داود فى أورشليم كالآتى:
ملك داود فى حبرون على سبط يهوذا نحو 7 سنين ، تزوج فيها ست زوجات ، أى بمعدل زوجة جديدة كل سنة.
ولما نتقل داود إلى أورشليم ملكاً على إسرائيل ، كان عمره 37 سنة ، وقد بدأت المملكة تستقر. فمن المتوقع أن يستمر معدل إضافة الزوجات الجدد كما كان سلفاً، أى زوجة جديدة كل سنة.
وإذا أخذنا عامل السن فى الاعتبار ، فإننا يمكننا تقسيم مدة حياته فى أورشليم ، التى بلغت 33 سنة إلى ثلاث فترات ، تبلغ كل منها احدى عشر سنة ، ويكون المعدل المقبول فى الفترة الأولى زوجة جديدة كل سنة ، وفى الفترة الثانية زوجة جديدة كل سنتين ، وفى الفترة الثالثة زوجة جديدة كل ثلاث سنوات.
وبذلك يكون عدد زوجات داود الجدد الائى أخذهن فى أورشليم 20 زوجة على الأقل.
أما بالنسبة للسرارى فيقدرها العلماء ب 40 امرأة على الأقل. فقد هرب داود خوفاً من الثورة التى شنها عليه ابنه أبشالوم مع زوجاته وسراريه وترك عشر نساء من سراريه لحفظ البيت (صموئيل الثانى 15: 12-16).
وبذلك يكون لداود 29 زوجة و 40 سرية ، أى 69 امرأة على الأقل. وهذا رقم متواضع إذا قورن بحجم نساء ابنه سليمان الذى وصل إلى 1000 امرأة.

نساء رحبعام هن:
(( وَأَحَبَّ رَحُبْعَامُ مَعْكَةَ بِنْتَ أَبْشَالُومَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ نِسَائِهِ وَسَرَارِيهِ لأَنَّهُ اتَّخَذَ ثَمَانِيَ عَشَرَةَ امْرَأَةً وَسِتِّينَ سُرِّيَّةً وَوَلَدَ ثَمَانِيَةً وَعِشْرِينَ ابْناً وَسِتِّينَ ابْنَةً.)) أخبار الأيام الثانى 11: 21

نساء هوشع هن :
زوجتين (هوشع 1: 2-3 و هوشع 3: 1-2 )
وختاما نرحب بأي مسيحي لديه إجابات شافية مقنعة على بريد الموقع الأكتروني .
=====================================================================((((((((((((
اشعيا 53 .. والوهم الكبير
يوسف عبد الرحمن
الإصحاح 53 من سفر اشعيا أحد الاصحاحات المحببة لدى النصارى ، حتى ان البعض منهم يسميه بالانجيل الخامس لما يرون فيه على حد زعمهم من نبوءة تتعلق بالمسيح المصلوب ، واليك - أخي القارىء - نص الاصحاح بحسب ترجمة الفانديك ثم يليه الرد :
" هُوَذَا عَبْدِي يَعْقِلُ يَتَعَالَى وَيَرْتَقِي وَيَتَسَامَى جِدّاً. 14كَمَا انْدَهَشَ مِنْكَ كَثِيرُونَ. كَانَ مَنْظَرُهُ كَذَا مُفْسَداً أَكْثَرَ مِنَ الرَّجُلِ وَصُورَتُهُ أَكْثَرَ مِنْ بَنِي آدَمَ. هَكَذَا يَنْضِحُ أُمَماً كَثِيرِينَ. مِنْ أَجْلِهِ يَسُدُّ مُلُوكٌ أَفْوَاهَهُمْ لأَنَّهُمْ قَدْ أَبْصَرُوا مَا لَمْ يُخْبَرُوا بِهِ وَمَا لَمْ يَسْمَعُوهُ فَهِمُوهُ. " ( هذه الاعداد الثلاثة الأخيرة من اشعياء 52 وهي ضمن الاصحاح 53 بحسب التراجم الأخرى كالمشتركة والكاثوليكية )
" 1مَنْ صَدَّقَ خَبَرَنَا وَلِمَنِ اسْتُعْلِنَتْ ذِرَاعُ الرَّبِّ؟ 2نَبَتَ قُدَّامَهُ كَفَرْخٍ وَكَعِرْقٍ مِنْ أَرْضٍ يَابِسَةٍ لاَ صُورَةَ لَهُ وَلاَ جَمَالَ فَنَنْظُرَ إِلَيْهِ وَلاَ مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيهِ. 3مُحْتَقَرٌ وَمَخْذُولٌ مِنَ النَّاسِ رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ الْحُزْنِ وَكَمُسَتَّرٍ عَنْهُ وُجُوهُنَا مُحْتَقَرٌ فَلَمْ نَعْتَدَّ بِهِ. 4لَكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا. وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَاباً مَضْرُوباً مِنَ اللَّهِ وَمَذْلُولاً. 5وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا. 6كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا. 7ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. 8مِنَ الضُّغْطَةِ وَمِنَ الدَّيْنُونَةِ أُخِذَ. وَفِي جِيلِهِ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنَّهُ قُطِعَ مِنْ أَرْضِ الأَحْيَاءِ أَنَّهُ ضُرِبَ مِنْ أَجْلِ ذَنْبِ شَعْبِي؟ 9وَجُعِلَ مَعَ الأَشْرَارِ قَبْرُهُ وَمَعَ غَنِيٍّ عِنْدَ مَوْتِهِ. عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ ظُلْماً وَلَمْ يَكُنْ فِي فَمِهِ غِشٌّ. 10أَمَّا الرَّبُّ فَسُرَّ بِأَنْ يَسْحَقَهُ بِالْحُزْنِ. إِنْ جَعَلَ نَفْسَهُ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ يَرَى نَسْلاً تَطُولُ أَيَّامُهُ وَمَسَرَّةُ الرَّبِّ بِيَدِهِ تَنْجَحُ. 11مِنْ تَعَبِ نَفْسِهِ يَرَى وَيَشْبَعُ وَعَبْدِي الْبَارُّ بِمَعْرِفَتِهِ يُبَرِّرُ كَثِيرِينَ وَآثَامُهُمْ هُوَ يَحْمِلُهَا. 12لِذَلِكَ أَقْسِمُ لَهُ بَيْنَ الأَعِزَّاءِ وَمَعَ الْعُظَمَاءِ يَقْسِمُ غَنِيمَةً مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ سَكَبَ لِلْمَوْتِ نَفْسَهُ وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ وَهُوَ حَمَلَ خَطِيَّةَ كَثِيرِينَ وَشَفَعَ فِي الْمُذْنِبِينَ. " ( إشعيا 52/13 - 53/12 ).
ويربط النصارى بينه وبين ما جاء في مرقس " فتم الكتاب القائل : " وأحصي مع أثمة " ( مرقس 15/28)، ومقصوده كما لا يخفى ما جاء في إشعيا " سكب للموت نفسه، وأحصي مع أثمة " ومثله في أعمال الرسل ( أعمال 8/22 - 23 ).
الرد :
يؤكد اليهود وهم اصحاب الكتاب ولغته الأصليين أن لا علاقة بين هذا الإصحاح في إشعيا، وبين حادثة الصلب المزعومة للمسيح عليه السلام ، فالإصحاح يتحدث بنظرة شاملة مجازية مجسمة عن العبد إسرائيل ، وسبيه، وذلته في بابل كما سنرى ، ثم نجاته وهو الأمر الذي كان بسبب معاصيهم ومعاصي سلفهم، فحاق بهم عقاب من الله عم صالحيهم وفجارهم ..
تقول الرهبانية اليسوعية للكنيسة الكاثوليكية ، طبعة دار المشرق ، في المدخل لسفر اشعياء صفحة 1519 تحت كلمة عبيد الله وعبد الله :
" .. على من يدل هذا اللقب في ( 42 : 1 ) و ( 44 : 26 ) و ( 50 : 10 ) و ( 52 : 13 ) و ( 53 : 11 ) . أتُراه يدل على اسرائيل أيضاً ؟ أتُراه يدل على جماعة محدودة مجسدة ؟ أتُراه فرداً من الأفراد؟ وما عدا ذلك ، فهل تشير الفقرات الخمس المذكورة الى شخص واحد أم إلى عدة أشخاص ؟ إلى تجسيد واحد أم عدة تجسيدات . كل هذه الافتراضات محتملة، وفي الواقع فلقد أخذ بها بعض المفسرين.
إن اقتصرنا ، في مرحلة أولى ، على معنى النصوص المباشر ، وجدنا أن كلمة ( عبد ) قد تدل على كل الأشخاص الآتية أسماؤهم : اسرائيل بجملته ، واسرائيل بنخبته ، واشعيا الثاني بنفسه ، وقورش ، ملك فارس . "
وتقول في الصفحة التالية : " ... يرى بعض المفسرين أن ما ورد في 52 : 13 - 53 : 12 قد يُطبق أيضاً على نخبة إسرائيل ". ( الترجمة الكاثوليكية / بولس باسيم / الطبعة الثالثة 1988 )
وقبل ان ندخل – أخي القارىء – في اثبات هذا الأمر :
علينا ان نعرف أن هذا الإصحاح لا يمكن ان ينطبق على شخصية المسيح التي رسمتها الاناجيل والكنيسة وذلك طبقاً للآتي :
اولاً : بحسب الإصحاح فإن من حمل خطية وآثام الكثيرين هو عبد من عباد الله : (( 11 عبدي البار بمعرفته يبرر كثيرين وآثامهم هو يحملها )) وهذا يخالف تماماً عقيدة المسيحيون في الصلب والفداء ، فهم يقولون الفادي هو الله لأنه الوحيد القادر على حمل خطايا البشر ، وبالتالي فإن تمسكهم بهذا الإصحاح سيلزمهم بأن يكون الفادي الذي حمل خطايا البشر المزعومة هو عبد لله وليس ابناً لله وهو ما ينسف فكرة التجسد والكفارة .
ثانياً : هذا الإصحاح يتحدث عن عبد قد ظلم : (( 7 ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه )) وأن الرب سر بأن يسحقه بالحزن : (( 10 أما الرب فسر بأن يسحقه بالحزن )) وهذا يناقض اساس مبدأ الصلب القائم على عدل الله بحسب الفكر المسيحي .
ثالثاً : نلاحظ بأن العدد العاشر بحسب النص العبري من الاصحاح يتحدث عن عبد قد وعد بأن ستكون له ذرية فعلية أو حقيقية ، ذلك لأن عبارة النص العبري هي هكذا :
וַיהוָה חָפֵץ דַּכְּאוֹ, הֶחֱלִי--אִם-תָּשִׂים אָשָׁם נַפְשׁוֹ, יִרְאֶה זֶרַע יַאֲרִיךְ יָמִים; וְחֵפֶץ יְהוָה, בְּיָדוֹ יִצְלָח.
وهي تترجم انجليزيا هكذا :
And the Lord wished to crush him, He made him ill; if his soul makes itself restitution, he shall see children, he shall prolong his days, and God's purpose shall prosper in his hand.
وهذا النص يثير مشكلة كبيرة للكنيسة بسبب ان المسيح عليه السلام لم تكن له أي ذرية من صلبه ، ذلك لأن الكلمة العبرية zerah أو zer'a أي الذرية الواردة في هذا العدد لا تشير إلا للذرية التي هي من صلب الرجل أو من نسله الحقيقي ، أما الكلمة العبرية التي تستخدم للإشارة إلى الأولاد مجازاً فهي ben . وكمثال توضيحي للتفريق بين كلمة Zerah وبين كلمة ben في العبرية فلنقرأ تكوين 15 : 3 – 4 : (( وقال ابرام ايضاً : (( إنك لم تعطني نسلاً Zerah ، وهوذا ابن - ben - بيتي وارث لي )) فإذا كلام الرب إليه قائلاً : (( لا يرثك هذا ، بل الذي يخرج من احشائك هو يرثك )) .
وكأمثلة كتابية أخرى على استعمال الكلمة العبرية Zerah بمعنى النسل الحقيقي والفعلي انظر تكوين 12 : 7 و تكوين 15 : 13 وتكوين 46 : 6 و خروج 28 : 43 . وبمعنى النسل المجازي ben انظر تثنية 14 : 1 .
وبالتالي فإن هذا العبد الموعود بنسل حقيقي فعلي بحسب النص لا يمكن أن ينطبق أبداً على المسيح عليه السلام حسب الاعتقاد المسيحي في المسيح .
رابعا: ومن الملاحظ أيضاً ان العدد العاشر بحسب الاصل العبري يعطي وعداً للعبد بطول العمر أي ان الرب سيطيل عمره ، فعبارة النص العبري هكذا :
וַיהוָה חָפֵץ דַּכְּאוֹ, הֶחֱלִי--אִם-תָּשִׂים אָשָׁם נַפְשׁוֹ, יִרְאֶה זֶרַע יַאֲרִיךְ יָמִים; וְחֵפֶץ יְהוָה, בְּיָדוֹ יִצְלָח.
وهي تترجم انجليزيا هكذا :
And the Lord wished to crush him, He made him ill; if his soul makes itself restitution, he shall see children, he shall prolong his days, and God's purpose shall prosper in his hand.
وهذا ما يثير أيضا مشكلة كبيرة للكنيسة ذلك لأن التعبير الاصطلاحي العبري للحياة الطويلة الواردة في هذه الآية هي : ( ya'arich yamim ) وهذا التعبير لا يعني حياة خالدة أبدية لا نهاية لها ولكنه يعني حياة فانية ستصل إلى نهايتها على الارض وبالتالي فإن هذه الآية لا يمكن ان تنطبق ابداً على أي كائن يمكن أن يعيش للأبد . وكأمثلة من الكتاب المقدس وردت فيها هذا التعبير الذي لا يدل على الخلود انظر على سبيل المثال تثنية 17 : 20 و 25 : 15 والامثال 28 : 16 وسفر الجامعة 8 : 13 . أما التعبير العبري للحياة الابدية الخالدة فهو ( haye'i olam ) انظر دانيال 12 : 2 . ومن جهة أخرى كيف سيتم اطالة عمر شخص من المفترض انه ابن الله الأزلي ؟ وكنتيجة على ذلك كله فإن انطباق هذه الآية على المسيح هو أمر مستحيل بحسب الفكر اللاهوتي المسيحي للمسيح .
خامسا : بحسب الأصل العبري للجزء الأخير من العدد الثامن فإن الكاتب قد اعلنها بكل وضوح لأي شخص ملم بالنص العبري للكتاب المقدس بأن الحديث عن العبد المتألم في الاصحاح انما هو حديث عن جماعة من الناس وليس فردا واحداً ، ويتضح ذلك من خلال استخدام الكاتب لصيغة الجمع في كلامه عنهم . فالنص العبري للعدد الثامن هو هكذا :
מֵעֹצֶר וּמִמִּשְׁפָּט לֻקָּח, וְאֶת-דּוֹרוֹ מִי יְשׂוֹחֵחַ: כִּי נִגְזַר מֵאֶרֶץ חַיִּים, מִפֶּשַׁע עַמִּי נֶגַע לָמוֹ.
وما يهمنا في هذا العدد هو الجزء الأخير منه : (( M’pesha ami nega lamo ))
وهو ما يجعل ترجمة الجزء انجليزياً هكذا :
" because of the transgression of my people they were wounded "
أي : " هم ضربوا من أجل اثم شعبي " أو " من أجل اثم شعبي لحق بهم الأذى "
وكتوضيح بسيط لصيغة الجمع هذه الواردة في العدد المذكور نقول :
ان الكلمة العبرية الواردة في العدد هي "lamoh " وهي عندما تسخدم في النص العبري للكتاب المقدس تعنى صيغة الجمع ( هم وليس هو ) ، ويمكن ان نجدها على سبيل المثال في المواضع التالية من أسفار الكتاب :
تكوين 9 : 26 ، تثنية 32 : 35 و 33 : 2 ، ايوب 6 : 19 و 14 : 21 و 24 : 17 ، المزامير 2 : 4 و 99 : 7 و 78 : 24 و 119 : 165 ، اشعيا 16 : 4 و23 : 1 و 44 : 7 و 48 : 21 ، مراثي أرميا 1 : 19 ، حبقوق 2 : 7 .
وبإمكانك – أخي القارىء – ان ترجع للنص العبري ان كنت ملماً به لتتأكد من هذا . وبالتأكيد فإنك لو رجعت للتراجم المسيحية المختلفة فإنك لن تجد هذا المعنى ....ذلك لأنهم لم يعتمدوا النص العبري المسوري في هذا الإصحاح . وبالتالي فإنه من الواضح جداً ان هذا العدد أيضاً لا يمكن ان ينطبق على المسيح عليه السلام
سادسا : ان العدد السابع يتكلم عن عبد أخذ كنعجة وكخروف : (( ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاه تُساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه ))
وبحسب الايمان المسيحي وعلى الاخص الأرثوذكسي فإن المسيح هو الله .. فأي عاقل يستسيغ ان يقال عن الله سبحانه أنه كنعجة وكخروف ؟!!!
ثم هل كان المسيح صامتاً كالنعجة ولم يفتح فاه اثناء محاكمته المزعومه واثناء ما كان معلقاً على الصليب ؟
الجواب : بحسب الانجيل فإن المسيح كان يصيح بأعلى صوته وهو على الصليب إلهي إلهي لماذا تركتني !! متى 27 : 46 وكان قبل ذلك يصلي لله قائلاً : (( إن امكن يا ابي فلتعبر عني هذه الكأس )) . متى 26 : 39 .
ان الادعاء بأن المسيح كان صامتاً لم يفتح فاه عندما واجه المحاكمة والتعذيب ادعاء مردود بقراءة الآتي من نصوص الاناجيل :
لقد سأل بيلاطس يسوع : (( أنت ملك اليهود. أجابه يسوع.. مملكتى ليست من هذا العالم. ولو كانت مملكتى من هذا العالم لكان خُدّامى يجاهدون لكيلا أسلم إلى اليهود. ولكن الآن ليست مملكتى من هنا )) (يوحنا 18: 33-37). دفاع مقنع . لم ينكر موقفه الدينى. لكن مملكته كانت مملكة روحية وكانت رياسته لها كى ينقذ أمته من الرذيلة والإنحلال. ولم يكن هذا الإعتبار يهم الحاكم الرومانى. فيمضى بيلاطس إلى اليهود المنتظرين بالخارج ليرد لهم المتهم الذى لم يثبت عليه الإتهام وهو يقول : (( أنا لم أجد له عِلّة واحدة )) يوحنا 18 : 38
فهل تكلم المسيح وهو مغلق الفم وهو يقدم هذا الدفاع المقنع أمام بيلاطس وكبراء اليهود ؟
وعند مثوله أمام رئيس الكهنة نجده يقول للحارس الذى بادره بالضرب : (( إن كنت قد تكلمت ردياً فاشهد على الردى وإن حسنا فلماذا تضربنى ؟! )) يوحنا 18 : 23
وعليه وببساطة فإن ما جاء في العدد السابع لا ينطبق على المسيح عليه السلام وأنه ليس من الصحيح أن يقال عن المسيح عليه السلام بأنه لم يفتح فاه كنعجة صامته.
ومن جهة أخرى علينا ان نلاحظ ان صيغة الحديث قد جاءت بالماضي في قوله : (( ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاه تُساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه )) أي ان الحديث عن أمر قد تم وحدث في زمن اشعيا أو قبله ، فإن قيل : ان الفعل الماضي قد يعني المستقبل ، قلنا ان معظم فقرات واصحاحات الكتاب المقدس قد صيغت بالماضي ان لم يكن كله ، فما هو المعيار في ضبط ومعرفة النبوءة المستقبلية ؟
سابعاً : يقول الكاتب في العدد التاسع : (( وجعل مع الأشرار قبره، ومع غني عند موته )) ولا يمكن حمل هذه العبارة على المسيح المدفون بحسب الاناجيل وحده في بستان، في قبر جديد، لم يدفن فيه معه لا شرير ولا غني.
ثامناً : بحسب العدد الثاني عشر نجد ان الرب يقدم للعبد وعداً هذا نصه : (( لذلك أقسم له بين الأعزاء ومع العظماء يقسم غنيمة )) وبحسب ترجمة الحياة هكذا النص : (( لذلك أهبه نصيباً بين العظماء .. ))
والسؤال الذي يطرح نفسه هو إذا كان المسيح هو الاله المتجسد بحسب الفكر المسيحي فهل فكرة الثواب أو المكافأة للمسيح تحمل أي معنى ؟! هل الإله يكافىء نفسه ؟!
تاسعاً : يصف الكاتب في العدد الثالث هذا العبد قائلاً : (( محتقر ومخذول من الناس ... محتقر فلم نعتد به )) بينما المسيح عليه السلام بحسب الاناجيل موصوف بعبارات تفضيلية هي مغايرة تماماً لشخص يوصف بالاحتقار .. فعلى سبيل المثال :
لقد كانت الجموع العظيمة تسميه بالنبي العظيم : (( قد قام فينا نبي عظيم )) لوقا 7 : 16 وعندما دخل المسيح عليه السلام القدس انطلقت صيحة التهليل من الجموع الكبيرة قائلةً : (( هذا يسوع النبـي من ناصرة الجليل !! )) متى 21 : 11 ، 12 . وهو الذي كان يعلم في المجامع ممجداً من الجميع !! (( وكان يعلم في مجامعهم ممجداً من الجميع )) لوقا 4 : 15 لاحظ لفظ ( الجميع ) وهو الرجل الذي ذاع صيته وتبعته جموع كثيرة من الجليل والعشر المدن وأورشليم واليهودية ومن عبر الأردن . متى 4 : 25 وهو الذي كان يلقى بترحيب من الجموع الكبيرة لوقا 8 : 40 وطبقاً للأناجيل فإن الشعبية التي كان يتمتع بها المسيح عليه السلام جعلت من الضروري ان يؤخذ المسيح خلسة للقتل حيث كان رؤساء الكهنة يخشون تظاهرات الناس . مرقس 14 : 2
وحتى عندما سيق للصلب المزعوم بحسب الاناجيل فقد تبعه جمهور كبير من الشعب وكان النساء يلطمن صدورهن وينحن عليه . لوقا 23 : 27
الخلاصة ان محتويات الاناجيل تدل على أن المسيح كان يتمتع بشعبية كبيرة واتباع كثيرين وكنتيجة لذلك فإنه لا يمكن ان ينطبق وصف النبي اشعيا للعبد بأنه : (( محتقر فلم نعتد به )) على المسيح عليه السلام.
وكما قد ذكرنا - أخي القاريء - في البداية فإن اصحاح 53 من اشعيا يتحدث عن شعب اسرائيل كأمة آثمة وعن البقية التقية الصالحة من هذا الشعب الذي قد تم سبيه وذلته في بابل ثم نجاته ، فهو أي الاصحاح 53 يعتبر نظرة شاملة مجازية مجسمة لما جرى لهذا الشعب ، ولكي نستطيع فهم ذلك فهناك نقطتين يجب ان نضعهما في عين الاعتبار وهما مما يغفل عنهما الكثيرون :
النقطة الأولى : ان هذا الاصحاح هو في الواقع استمرارية للفقرة 13 من الاصحاح 52 بحسب ترجمة الفانديك أي انه اصحاح متصل ومرتبط بالاصحاح الذي قبله كرسالة مستمرة ، وان الاصحاح 52 يعتبر ضمن قصيدة كبيرة ممتدة من الاصحاح 51 حتى 52 : 15 في إحياء أورشليم المسبية وبالتالي فإن اصحاح اشعيا 53 سيصبح مفهوماً بصورة صحيحة فقط إذا ما قرىء ضمن السياق العام لهذه القصيدة الكبيرة .
النقطة الثانية : ان كل قارىء جيد للتوراة يعرف انه شاع وكثر فيها الحديث عن شعب اسرائيل بصورة فردية تجسيمية مجازية وكيف ان هذا الشعب خوطب وسمي بالعبد بصيغة مفردة في مواضع كثيرة من التوراة ، فعلى سبيل المثال ورد في ارميا 30 : 10 قول الرب : (( اما انت يا عبدي يعقوب فلا تخف يقول الرب ولا ترتعب يا اسرائيل لاني هانذا اخلصك من بعيد ونسلك من ارض سبيه فيرجع يعقوب ويطمئن ويستريح ولا مزعج .. )) وفي اشعيا 45 : 4 يقول الرب : (( لأجل عبدي يعقوب ، واسرائيل مختاري دعوتك باسمي ... )) وفي إشعيا 43 : 1 – 3 : (( يقول الرب، خالقك يا يعقوب، وجابلك يا إسرائيل..... )) ، ومثله في إشعيا 41 : 8 ، والمقصود من ذلك كله شعب إسرائيل. وانظر ايضاً اشعيا 48 : 20 و اشعيا 49 : 3 و ارميا 46 : 27 و مزمور 136 : 22 و لوقا 1 : 54 .
وان نحن قرأنا العدد الثالث من اشعيا 49 سنجد انه قد تم تحديد هوية العبد الذي يجري عنه الحديث صراحةً على انه اسرائيل ، فالرب يقول : (( اسمعي لي أيتها الجزائر واصغوا أيها الأمم من بعيد : الرب من البطن دعاني . من أحشاء أمي ذكر أسمي . وجعل فمي كسيف حاد . في ظل يده خبأني وجعلني سهماً مبرياً . في كنانته أخفاني . وقال لي : (( أنت عبدي إسرائيل الذي به اتمجد )) .... والآن قال الرب جابلي من البطن عبداً له .. ))
ان قوله : (( أنت عبدي اسرائيل )) وبحسب الترجمة الكاثوليكية : (( انت عبدي يا اسرائيل )) يوضح لنا ان ما ورد من كلام وما سيرد هو تشخيص لمعنى وتجسيم مجازي لإسرائيل . حتى ان العدد الخامس قد وصف هذا العبد بأنه مخلوق : (( جابلي من البطن عبدا له )) ... ومعنى كلمة جابلي أي خالقي ففي رسالة رومية 9 : 20 : (( . ألعل الجبلة تقول لجابلها لماذا صنعتني هكذا. )) وانظر اش 27 : 11 .
تقول الرهبانية اليسوعية للكنيسة الكاثوليكية ، طبعة دار المشرق ، في المدخل لسفر اشعياء صفحة 1519 : " استعمل أشعيا احدى وعشرين مرة كلمة ( عبد ) ، ومرة واحدة في صيغة الجمع ( 54 / 17 ) ومرة واحدة بمعنى الكلمة التحقيري ( 49 / 7 ) وتسع عشرة مرة بمعنى عبد الله. وفي أربع عشرة حالة ، يطلق على هذا العبد اسم علم : إنه ( اسرائيل ) أو ( يعقوب ) ، أي شعب اسرائيل بجملته. وفي خمس حالات ، يبقى الاسم مجهولاً، ولا بد لنا أن نتساءل ، استناداً الى سياق الكلام ، على من يدل هذا اللقب في 42 / 1 و 44 / 26 و 50 / 10 و52 / 13 و 53 / 11 . . أتُراه يدل على اسرائيل أيضاً ؟ أتُراه يدل على جماعة محدودة مجسدة ؟ أتُراه فرداً من الأفراد؟ وما عدا ذلك ، فهل تشير الفقرات الخمس المذكورة الى شخص واحد أم إلى عدة أشخاص ؟ إلى تجسيد واحد أم عدة تجسيدات . كل هذه الافتراضات محتملة، وفي الواقع فلقد أخذ بها بعض المفسرين. "
ثم تتحدث الرهبانية اليسوعية عن البقية التقية لشعب إسرائيل فتقول :
العبد إسرائيل بنخبته : هناك اختيار يتم في داخل شعب الله . ففي الفصل 49 وما بعده ، يتحول النبي ، بعد أن رفضته فئة سامعيه ( 50 / 6 - 9 و 11 ) ، الى المجموعة الخاضعة لكلمة الله ( 50 / 10 ) . لا تزال هذه المجموعة تدل على اسرائيل ( 49 / 3 ) ، ولكن على إسرائيل مصغر ، على نخبة ، على بقية ( 46 / 3 ) . وإنطُبق عليهما ورد في 49 / 5 - 6 ، فأولى مهماته تكون إنهاض الناجين من بني إسرائيل ، وأعظم مهماته تكون حمل النور إلى الامم . يرى بعض المفسرين أن ما ورد في 52 / 13 - 53 / 12 قد يُطبق أيضاً على نخبة إسرائيل " . ( الترجمة الكاثوليكية / بولس باسيم / دار المشرق / الطبعة الثالثة 1988 )
وبناء على هذه الشواهد وعلى ما قد ذكر فإنه صار من السهل معرفة من هو المقصود بالعبد المتألم في اشعيا 52 : 13 والذي سيعقل ويتعالى ويرتقى ويتسامى جداً بعد سبي وحبس وعبودية في بابل !! ولكي تتجلى لنا الصورة سنذكر ما جاء في الاصحاح 51 و 52 حتى نصل للأصحاح 53 مع بعض التعليقات والتوضيحات :
51 : 9 – 11


(( اِسْتَيْقِظِي اسْتَيْقِظِي! الْبِسِي قُوَّةً يَا ذِرَاعَ الرَّبِّ! اسْتَيْقِظِي كَمَا فِي أَيَّامِ الْقِدَمِ كَمَا فِي الأَدْوَارِ الْقَدِيمَةِ. أَلَسْتِ أَنْتِ الْقَاطِعَةَ رَهَبَ الطَّاعِنَةَ التِّنِّينَ؟ 10أَلَسْتِ أَنْتِ هِيَ الْمُنَشِّفَةَ الْبَحْرَ مِيَاهَ الْغَمْرِ الْعَظِيمِ الْجَاعِلَةَ أَعْمَاقَ الْبَحْرِ طَرِيقاً لِعُبُورِ الْمَفْدِيِّينَ؟ 11وَمَفْدِيُّو الرَّبِّ يَرْجِعُونَ وَيَأْتُونَ إِلَى صِهْيَوْنَ بِالتَّرَنُّمِ وَعَلَى رُؤُوسِهِمْ فَرَحٌ أَبَدِيٌّ. ابْتِهَاجٌ وَفَرَحٌ يُدْرِكَانِهِمْ. يَهْرُبُ الْحُزْنُ وَالتَّنَهُّدُ )) .
نجد هنا ان الرب سيجدد عجائب الماضي وانتصاره على قوات الخواء الأول وعبور البحر ، ليعيد المسبيين في بابل الي صهيون . ذلك لأن الأمة تصرخ طالبة تدخل الله فتجاب بكلام التعزية والتشجيع كما سيأتي .
51 : 12 ، 13 :
(( أَنَا أَنَا هُوَ مُعَزِّيكُمْ. مَنْ أَنْتِ حَتَّى تَخَافِي مِنْ إِنْسَانٍ يَمُوتُ وَمِنِ ابْنِ الإِنْسَانِ الَّذِي يُجْعَلُ كَالْعُشْبِ؟ 13وَتَنْسَى الرَّبَّ صَانِعَكَ بَاسِطَ السَّمَاوَاتِ وَمُؤَسِّسَ الأَرْضِ وَتَفْزَعُ دَائِماً كُلَّ يَوْمٍ مِنْ غَضَبِ الْمُضَايِقِ عِنْدَمَا هَيَّأَ لِلإِهْلاَكِ. وَأَيْنَ غَضَبُ الْمُضَايِقِ؟ ))
هنا نجد ان الرب يتكلم ليشدد عزيمة اسرائيل المسبية . وكيف انه كان عليهم أن يدركوا أن قوة الله اعظم جداً من قوة بابل .
51 : 14 – 16 :
(( سَرِيعاً يُطْلَقُ الْمُنْحَنِي وَلاَ يَمُوتُ فِي الْجُبِّ وَلاَ يُعْدَمُ خُبْزُهُ. 15وَأَنَا الرَّبُّ إِلَهُكَ مُزْعِجُ الْبَحْرِ فَتَعِجُّ لُجَجُهُ. رَبُّ الْجُنُودِ اسْمُهُ. 16وَقَدْ جَعَلْتُ أَقْوَالِي فِي فَمِكَ وَبِظِلِّ يَدِي سَتَرْتُكَ لِغَرْسِ السَّمَاوَاتِ وَتَأْسِيسِ الأَرْضِ وَلِتَقُولَ لِصِهْيَوْنَ : أَنْتِ شَعْبِي ))
هنا اشارة إلى فك الأسر ورد السبي ، ونجد بوضوح كيف ان شعب اسرائيل يستعار بصورة فردية كأسير محبوس في جب . والذي سيقول عنه الرب كما سنرى بعد قليل عندما ينتهي حبسه وسبيه في 52 : 13 : (( هوذا عبدي يعقل ، يتعالى ويرتقي ويتسامى جداً ... الى آخر الاصحاح الثالث والخمسين )) .
51 : 17 – 23 :
(( اِنْهَضِي انْهَضِي! قُومِي يَا أُورُشَلِيمُ الَّتِي شَرِبْتِ مِنْ يَدِ الرَّبِّ كَأْسَ غَضَبِهِ. ثُفْلَ كَأْسِ التَّرَنُّحِ شَرِبْتِ. مَصَصْتِ. لَيْسَ لَهَا مَنْ يَقُودُهَا مِنْ جَمِيعِ الْبَنِينَ الَّذِينَ وَلَدَتْهُمْ وَلَيْسَ مَنْ يُمْسِكُ بِيَدِهَا مِنْ جَمِيعِ الْبَنِينَ الَّذِينَ رَبَّتْهُمْ. 19اِثْنَانِ هُمَا مُلاَقِيَاكِ. مَنْ يَرْثِي لَكِ؟ الْخَرَابُ وَالاِنْسِحَاقُ وَالْجُوعُ وَالسَّيْفُ. بِمَنْ أُعَزِّيكِ؟ 20بَنُوكِ قَدْ أَعْيُوا. اضْطَجَعُوا فِي رَأْسِ كُلِّ زُقَاقٍ كَالْوَعْلِ فِي شَبَكَةٍ. الْمَلآنُونَ مِنْ غَضَبِ الرَّبِّ مِنْ زَجْرَةِ إِلَهِكِ. 21لِذَلِكَ اسْمَعِي هَذَا أَيَّتُهَا الْبَائِسَةُ وَالسَّكْرَى وَلَيْسَ بِالْخَمْرِ. 22هَكَذَا قَالَ سَيِّدُكِ الرَّبُّ وَإِلَهُكِ الَّذِي يُحَاكِمُ لِشَعْبِهِ: «هَئَنَذَا قَدْ أَخَذْتُ مِنْ يَدِكِ كَأْسَ التَّرَنُّحِ ثُفْلَ كَأْسِ غَضَبِي. لاَ تَعُودِينَ تَشْرَبِينَهَا فِي مَا بَعْدُ. 23وَأَضَعُهَا فِي يَدِ مُعَذِّبِيكِ الَّذِينَ قَالُوا لِنَفْسِكِ: انْحَنِي لِنَعْبُرَ فَوَضَعْتِ كَالأَرْضِ ظَهْرَكِ وَكَالزُّقَاقِ لِلْعَابِرِينَ» )) .
هنا نجد ان الرب يظهر لشعبه الآلآم الناجمة عن الخطية ويعدهم بالنجاة ، حيث تؤخذ الكأس من يد اسرائيل المرتجفة ، وتدفع إلى يد معذبيها والمستعلين عليها .
اَلأَصْحَاحُ الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ :
(( اِسْتَيْقِظِي اسْتَيْقِظِي! الْبِسِي عِزَّكِ يَا صِهْيَوْنُ! الْبِسِي ثِيَابَ جَمَالِكِ يَا أُورُشَلِيمُ الْمَدِينَةُ الْمُقَدَّسَةُ لأَنَّهُ لاَ يَعُودُ يَدْخُلُكِ فِي مَا بَعْدُ أَغْلَفُ وَلاَ نَجِسٌ. 2اِنْتَفِضِي مِنَ التُّرَابِ. قُومِي اجْلِسِي يَا أُورُشَلِيمُ. انْحَلِّي مِنْ رُبُطِ عُنُقِكِ أَيَّتُهَا الْمَسْبِيَّةُ ابْنَةُ صِهْيَوْنَ. 3فَإِنَّهُ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مَجَّاناً بُعْتُمْ وَبِلاَ فِضَّةٍ تُفَكُّونَ». 4لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: «إِلَى مِصْرَ نَزَلَ شَعْبِي أَوَّلاً لِيَتَغَرَّبَ هُنَاكَ. ثُمَّ ظَلَمَهُ أَشُّورُ بِلاَ سَبَبٍ. 5 فَالآنَ مَاذَا لِي هُنَا يَقُولُ الرَّبُّ حَتَّى أُخِذَ شَعْبِي مَجَّاناً؟ الْمُتَسَلِّطُونَ عَلَيْهِ يَصِيحُونَ يَقُولُ الرَّبُّ وَدَائِماً كُلَّ يَوْمٍ اسْمِي يُهَانُ.
وفي الترجمة العربية المشتركة للكتاب المقدس نجد العدد الخامس هكذا :
(( والآنَ ماذا لي هُنا في بابِلَ؟ شعبي أُخذَ بغَيرِ ثمَنٍ، وحُكَّامُهُ يُهَلِّلونَ، واَسمي يُهانُ كُلَ يومِ بلا اَنقِطاعِ )) .
6لِذَلِكَ يَعْرِفُ شَعْبِيَ اسْمِي. لِذَلِكَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَعْرِفُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ الْمُتَكَلِّمُ. هَئَنَذَا». 7مَا أَجْمَلَ عَلَى الْجِبَالِ قَدَمَيِ الْمُبَشِّرِ الْمُخْبِرِ بِالسَّلاَمِ الْمُبَشِّرِ بِالْخَيْرِ الْمُخْبِرِ بِالْخَلاَصِ الْقَائِلِ لِصِهْيَوْنَ: «قَدْ مَلَكَ إِلَهُكِ!» 8صَوْتُ مُرَاقِبِيكِ. يَرْفَعُونَ صَوْتَهُمْ. يَتَرَنَّمُونَ مَعاً لأَنَّهُمْ يُبْصِرُونَ عَيْناً لِعَيْنٍ عَُِنْدَ رُجُوعِ الرَّبِّ إِلَى صِهْيَوْنَ. 9أَشِيدِي تَرَنَّمِي مَعاً يَا خِرَبَ أُورُشَلِيمَ لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ عَزَّى شَعْبَهُ. فَدَى أُورُشَلِيمَ. 10قَدْ شَمَّرَ الرَّبُّ عَنْ ذِرَاعِ قُدْسِهِ أَمَامَ عُيُونِ كُلِّ الأُمَمِ فَتَرَى كُلُّ أَطْرَافِ الأَرْضِ خَلاَصَ إِلَهِنَا. 11اِعْتَزِلُوا. اعْتَزِلُوا. اخْرُجُوا مِنْ هُنَاكَ. لاَ تَمَسُّوا نَجِساً. اخْرُجُوا مِنْ وَسَطِهَا. تَطَهَّرُوا يَا حَامِلِي آنِيَةِ الرَّبِّ.
وفي الترجمة العربية المشتركة للكتاب المقدس نجد العدد الحادي عشر هكذا :
((11سيروا، سيروا. اَخرُجوا ولا تمَسُّوا نجسًا. اَخرُجوا مِنْ بابِلَ وتطَهَّروا يا حامِلي آنيةِ الرّبِّ. ))
12لأَنَّكُمْ لاَ تَخْرُجُونَ بِالْعَجَلَةِ وَلاَ تَذْهَبُونَ هَارِبِينَ. لأَنَّ الرَّبَّ سَائِرٌ أَمَامَكُمْ وَإِلَهَ إِسْرَائِيلَ يَجْمَعُ سَاقَتَكُمْ. 13هُوَذَا عَبْدِي يَعْقِلُ يَتَعَالَى وَيَرْتَقِي وَيَتَسَامَى جِدّاً. 14كَمَا انْدَهَشَ مِنْكَ كَثِيرُونَ. كَانَ مَنْظَرُهُ كَذَا مُفْسَداً أَكْثَرَ مِنَ الرَّجُلِ وَصُورَتُهُ أَكْثَرَ مِنْ بَنِي آدَمَ. 15هَكَذَا يَنْضِحُ أُمَماً كَثِيرِينَ. مِنْ أَجْلِهِ يَسُدُّ مُلُوكٌ أَفْوَاهَهُمْ لأَنَّهُمْ قَدْ أَبْصَرُوا مَا لَمْ يُخْبَرُوا بِهِ وَمَا لَمْ يَسْمَعُوهُ فَهِمُوهُ )) .
والآن عزيزي القارىء من هو هذا العبد الذي يتعالى ويرتقى ويتسامى ؟ أليسوا هم شعب اسرائيل لا سيما البقية التقية الصالحة منهم العائدة من السبي والحبس في بابل ؟؟؟
وان نحن دخلنا في الاصحاح 53 نجد ان العدد الأول يقول : (( من صدق خبرنا ولمن استعلنت ذراع الرب ؟ )) ومن خلال اسفار الكتاب المقدس سنجد ان عبارة : (( ذراع الرب )) دائما ما تشير إلى الأنقاذ أو التحرير الفعلي للشعب اليهودي من اضطهاد الغير لهم . انظر على سبيل المثال : اشعيا 63 : 12 و تثنية 4 : 34 و تثنية 7 : 19 والمزامير 44 : 3 .
وهذه الذراع التي قد استعلنت هي التي كان قد تحدث عنها اشعيا قبل قليل في 52 : 9 - 10 : من انها ستعمل على استراداد المسبيين في بابل : (( أَشِيدِي تَرَنَّمِي مَعاً يَا خِرَبَ أُورُشَلِيمَ لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ عَزَّى شَعْبَهُ. فَدَى أُورُشَلِيمَ. 10قَدْ شَمَّرَ الرَّبُّ عَنْ ذِرَاعِ قُدْسِهِ أَمَامَ عُيُونِ كُلِّ الأُمَمِ فَتَرَى كُلُّ أَطْرَافِ الأَرْضِ خَلاَصَ إِلَهِنَا. ))
ثم يتحدث اشعيا عن عودة العبد ( اسرائيل ) من أرض السبي فيقول : (( نبت قدامَه كفرخ، وكعرق في أرض يابسة )) .
فقد عادوا للأرض المقدسة، ونبتوا فيها، من جديد، كما في سفر النبي إرمياء : (( وأجعل عيني عليهم للخير، وأرجعهم إلى هذه الأرض، وأبنيهم ولا أهدمهم، وأغرسهم، ولا أقلعهم )) (إرمياء 24/6)، وقوله : (( وأفرح بهم لأحسن إليهم، وأغرسهم في هذه الأرض بالأمانة بكل قلبي وبكل نفسي )) (إرمياء 32/41). (وانظر إرمياء 31/27-28).
وقد تغيرت صورتهم بسبب الذل فكان الشعب : (( محتقر مخذول .. رجل أوجاع ومختبر الحزن )) .
وقوله : (( لكن أحزاننا حملها ، وأوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مصاباً مضروباً من الله ومذلولاً ...)) . أي ان العبد ( اسرائيل ) كان في حالة خضوع لعقاب إلهي قد عم الصالح المتبقي من الشعب ، وهو ما تم توضيحه في العدد الثامن بحسب الاصل العبري في صيغة الجمع : (( هم ضربوا من أجل ذنب شعبي )) حيث كانت معاناة العبد ( إسرائيل ) نابعة من إثم هذا الشعب ، فقد شمل البؤس بررة بني إسرائيل وعصاتهم، ولا غرابة في ذلك فربنا سبحانه وتعالى يقول : (( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )) (الأنفال : 125) ولذلك نجد النص يقول : (( والرب وضع عليه إثم جميعنا )) وهو ما يفسره قول إرميا وقد شاهد الأسر البابلي : (( آباؤنا أخطؤوا، وليسوا بموجودين، ونحن نحمل آثامهم، عبيد حكموا علينا، ليس من يخلص من أيديهم، جلودنا اسودت من جري نيران الجوع )) (المراثي 5/7-10).
وقوله : (( ظلم أما هو فتذلل )) كقوله (( ثم ظلمه آشور بلا سبب )) ( إشعيا 52/4 )، وكقوله : (( إن بني إسرائيل وبني يهوذا معاً مظلومون )) ( إرميا 50/33 ).
وأما قوله : (( كشاة تساق إلى الذبح.... )) فهو حديث عن ملك بابل، وقد ساق بني إسرائيل، كما تساق الشياه إلى الذبح، كما في قول ارميا : (( أنزلهم كخراف للذبح، وككباش مع أعتدة )) ( إرميا 51/40 ) فمات أكثرهم جوعاً.
وقوله : (( وجعل مع الأشرار قبره، ومع غني عند موته )) أي أن دفنهم في بابل كان مع الوثنيين، ولا يمكن حمله على المسيح المدفون وحده في بستان، في قبر جديد، لم يدفن فيه معه لا شرير ولا غني.
وقوله : (( فسَّر أن يسحقه بالحزن، أن جعل نفسه ذبيحة إثم، يرى نسلاً تطول أيامه )) وفي النسخة الكاثوليكية يتضح المعنى أكثر : (( والرب رضي أن يسحقه بالعاهات، فإنه إذا جعل نفسه ذبيحة إثم يرى ذرية، وتطول أيامه )) ، فهو إشارة لرجوعهم إلى وطنهم، وتعايشهم وتوالدهم في فلسطين بعد السبي وآلامه وعاهاته وبلاياه.
وقوله : (( على أنه لم يعمل ظلماً، ولم يكن في فمه غش )) هو كقوله عن البقية التقية من بني اسرائيل في سفر صفنيا 3 : 13 : (( بقية إسرائيل لا يفعلون إثماً ، ولا يتكلمون بالكذب ، ولا يوجد في أفواههم لسان غش )) وقيل هو حديث عن طهر أولئك الذين يعودون من السبي كما في ارميا : (( يقول الرب : لأني أصفح عن إثمهم، ولا أذكر خطيتهم بعد )) (إرمياء 31/34)، كما قال عنهم : (( وأرد سبي يهوذا وسبي إسرائيل وأبنيهم كالأول، وأطهرهم من كل إثمهم الذي أخطؤوا به إليّ، وأغفر كل ذنوبهم التي أخطؤوا بها إليّ والتي عصوا بها عليّ )) (إرمياء 33/7-8).
وأما قوله : (( عبدي البار بمعرفته يبرر كثيرون، وآثامهم هو يحملها )) يتحدث كيف شمل البؤس بررة بني إسرائيل وعصاتهم، وإكراماً لهؤلاء البررة من بني إسرائيل، طهرهم الله من ذنبهم، ورفع عنهم هذه العقوبة، كما في إرميا : (( في تلك الأيام يطلب إثم إسرائيل فلا يكون، وخطية يهوذا فلا توجد، لأني أغفر لمن أبقيه )) (إرميا 50/20)، فقد حملوا خطيئة آبائهم، ثم غفرت ذنوبهم.
وقوله : (( أحصي مع أثمة )) يحكى عن وجود بني إسرائيل مع الوثنيين في بابل، ولا يصح أن يقال: الأثمة هما اللصان، إذ قد وعد أحدهما الفردوس، فكيف يوصف بعد ذلك بالآثم ؟!
وهكذا فالإصحاح يتحدث بنظرة شاملة مجازية مجسمة عن شعب إسرائيل ، وسبيه، وذلته، ثم نجاته. وهذا هو مفهوم النص عند اليهود وهم أصحاب الكتاب الأصليين.
====================================================================((((((((((((
هل الخمرة التي صنعها يسوع كانت مسكرة ؟
المسيح عليه السلام صانع الخمر(الجيدة) !!
يحدثنا يوحنا في الاصحاح الثاني عن عرس قانا الجليل قائلاً : (( وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ كَانَ عُرْسٌ فِي قَانَا الْجَلِيلِ وَكَانَتْ أُمُّ يَسُوعَ هُنَاكَ. 2وَدُعِيَ أَيْضاً يَسُوعُ وَتلاَمِيذُهُ إِلَى الْعُرْسِ. 3وَلَمَّا فَرَغَتِ الْخَمْرُ قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ. 4قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ! لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ». 5قَالَتْ أُمُّهُ لِلْخُدَّامِ: «مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ». 6وَكَانَتْ سِتَّةُ أَجْرَانٍ مِنْ حِجَارَةٍ مَوْضُوعَةً هُنَاكَ حَسَبَ تَطْهِيرِ الْيَهُودِ يَسَعُ كُلُّ وَاحِدٍ مِطْرَيْنِ أَوْ ثلاَثَةً. 7قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «امْلَأُوا الأَجْرَانَ مَاءً». فَمَلَأُوهَا إِلَى فَوْقُ. 8ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: «اسْتَقُوا الآنَ وَقَدِّمُوا إِلَى رَئِيسِ الْمُتَّكَإِ». فَقَدَّمُوا. 9فَلَمَّا ذَاقَ رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْمَاءَ الْمُتَحَوِّلَ خَمْراً وَلَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هِيَ - لَكِنَّ الْخُدَّامَ الَّذِينَ كَانُوا قَدِ اسْتَقَوُا الْمَاءَ عَلِمُوا - دَعَا رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْعَرِيسَ 10وَقَالَ لَهُ : كُلُّ إِنْسَانٍ إِنَّمَا يَضَعُ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ أَوَّلاً وَمَتَى سَكِرُوا فَحِينَئِذٍ الدُّونَ. أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَبْقَيْتَ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ إِلَى الآنَ. ))
من المؤسف حقا أن ينسب هكذا فعل إلى النبي المكرم المسيح (عليه السلام) والأعجب أن يكون بأمر من أمه الصديقة مريم (عليها السلام)، فنحن نعلم أن الخمر قد حرم في شريعة موسى (عليه السلام) ولا سيما المسكر منه، ولكن نجد في العهد الجديد أن المسيح (عليه السلام) لم يكتفي بأنه لم يحرمه بل هو الذي يصنع الخمر (الجيدة) المسكرة ليذهب بعقول الناس، و يحاول هنا بعض المحترفين للوظائف الكنسية تفسير هذا الأمر بشكل أو بآخر، ويجيبون بأن هذه الخمر الذي صنعها المسيح (عليه السلام) لم تكن مسكرة، إلا ان الإنجيل يرى خلاف ذلك، فعندما دعا رئيس المتكأ العريس وقال له :
(( كُلُّ إِنْسَانٍ إِنَّمَا يَضَعُ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ أَوَّلاً وَمَتَى سَكِرُوا فَحِينَئِذٍ الدُّونَ. أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَبْقَيْتَ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ إِلَى الآنَ )) ، فواضح من حديث رئيس المتكأ أن الخمر التي صنعها المسيح (عليه السلام) كانت من الخمر الجيدة والتي تعطى عادة في الأعراس أولا حتى يسكر الناس فتذهب عقولهم ثم يأتون بالخمر الدون (الرديئة) بعد ذلك فلا يميز الناس بينها وبين الخمر الجيدة لسكرهم. فلا ندري هل جاء السيد المسيح (عليه السلام) لتنوير العقول وإرشادها إلى الحق، أم لتخديرها وإتلافها؟!
ولما كان الخمر والسكر محرماً وان المسيح صنع الخمر المسكر ليزيد سكر السكارى في العرس فيكون قد ارتكب خطيئةً واضحة . وارتكاب المسيح للخطيئة من المنظور اللاهوتي يعني أنه لم يعد يصلح ليكون كفاره . لأن الكفارة تتطلب شخصاً بلا خطية .
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
===================================================================(((((((((((
علامات النبي الموعود في الكتاب المقدس
بقلم الاخ : يوسف عبد الرحمن
على الرغم من التحريف الذي أصاب الكتاب المقدس والذي أدى إلى ذهاب كثير من البشارات بالنبي محمد -عليه الصلاة والسلام - وإلى طمس معالمها إلا انه مع ذلك فقد بقي من هذه البشارات شىء كثير لا تخفى على من يتأملها ، ويعرضها على سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم متجرداً من الهوى والتعصب .
وحديثنا في هذا المقال هو عن نبوءة وردت في الاصحاح الثاني والاربعين من سفر إشعيا النبي من العهد القديم وقبل أن نبدأ حديثنا عن هذه النبوءة نود أن نطرح هذا السؤال :
هل الكتاب المقدس يؤكد على عدم مجيىء أي نبي بعد المسيح عليه السلام ؟
الجواب :
لنقرأ ما يقوله المسيح في إنجيل متى [ 7 : 15 ] :
(( احترزوا الأَنْبِيَاءَ الدَّجَّالِينَ الَّذِينَ يَأْتُونَ إِلَيْكُمْ لاَبِسِينَ ثِيَابَ الْحُمْلانِ، وَلَكِنَّهُمْ مِنَ الدَّاخِلِ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ! 16مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يُجْنَى مِنَ الشَّوْكِ عِنَبٌ، أَوْ مِنَ الْعُلَّيْقِ تِينٌ؟ 17هَكَذَا، كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تُثْمِرُ ثَمَراً جَيِّداً. أَمَّا الشَّجَرَةُ الرَّدِيئَةُ، فَإِنَّهَا تُثْمِرُ ثَمَراً رَدِيئاً. 18لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُثْمِرَ الشَّجَرَةُ الْجَيِّدَةُ ثَمَراً رَدِيئاً، وَلاَ الشَّجَرَةُ الرَّدِيئَةُ ثَمَراً جَيِّداً. 19وَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تُثْمِرُ ثَمَراً جَيِّداً، تُقْطَعُ وَتُطْرَحُ فِي النَّارِ. 20إِذَنْ مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. ))
بالتأمل في هذا النص سنجد أن المسيح عليه السلام يحذر فقط من الأنبياء الكذبة ثم يعطي مواصفات معينة كمقياس للتفريق بينهم وبين الأنبياء الصادقين ، ومجرد وضع هذا المقياس يعتبر دليلاً على إمكانية بعث نبي آخر بعد المسيح عليه السلام .. هذا وقد تكرر تحذير المسيح في متى [ 24: 24 ] من هؤلاء الانبياء الكذبة .
والآن لننتقل إلى نبوءة النبي إشعيا الواردة في الاصحاح الثاني والاربعين فنقول وبالله التوفيق :
في الواقع نجد أن ( سفر إشعياء _ إصحاح 42 ) إنما هو وثيقة تتحدى كل من لا يؤمن بمحمد ، ذلك أن وصف هذا النبي ومكان هجرته وخصائص قومه وحالهم قبل مجيئة ، ثم حالهم بعد ظهوره بينهم ، كل ذلك يقود كل من يقرأ هذا الاصحاح مخلصاً مع نفسه إلى التسليم بأن هذه الأوصاف لا تنطبق إلا على محمد بن عبدالله . فكيف نفهم هذا الاصحاح :
حين نقسم هذا الاصحاح إلى فقرات تتكون كل منها من مجموعة أسطر أو كلمات متناسقة تجمع معاً لتعطي معنى متكاملاً نجد الآتي :
1 - تتحدث الفقرة الأولى عن نبي اشتهر بأنه عبد الله ورسوله فهي تقول : (( هو ذا عبدي الذي أعضده . مختاري الذي سرت به نفسي . وضعت روحي عليه فيخرج الحق للأمم )) . ونلاحظ في هذه الفقرة لفظ ( مختاري ) وهي من الأسماء التي سمي بها محمد وخص بها إذ انه يسمى ( المصطفى ) أي المختار ، فمختاري أي مصطفاي . وعبارة : (( وضعت روحي عليه )) تقال لكل نبي ، مثال ذلك : (( وكان روح الله على عزريا بن عوديد )) [ 2أخ 15 : 1 ] وفي سفر العدد [ 11 : 29 ] : (( يا ليت كل شعب الرب كانوا أنبياء . إذا جعل الرب روحه عليهم )) ويقول الله سبحانه وتعالى لرسوله في سورة الشورى : (( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا )) .
وتقول النبوءة عن هذا النبي الذي سيأتي : (( فيخرج الحق للأمم )) وهذا دليل على ان النبي الموعود ستكون دعوته عالمية وهذا يناسب قول الله سبحانه وتعالى لرسوله محمد في سورة الاعراف : (( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا )) فقوله : (( يا أيها الناس )) شملت الجميع النصارى واليهود والابيض والاسود والعربي والاعجمي وكل البشر . بينما أنبياء بني إسرائيل كلهم بعثوا لبني اسرائيل بما فيهم المسيح عليه السلام الذي قال في انجيل متى : (( لم إرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضاله )) و ( إلا ) هي أداة حصر ، حصر بها المسيح رسالته لليهود .
2 - وتبين الفقرة الثانية أن الشريعة التي جاء بها تكتمل في عهده هو وليس من بعده . ومن الواضح أن المسيحية المعاصرة لم تكتمل في حياة المسيح ، فقد دخل عليها الكثير من عمل التلاميذ وعمل رجال الكنيسة والمجامع . لكن النبي الذي تتحدث عنه نبوءة إشعياء تؤكد اكتمال الشريعة في عهده ، ويكتمل الدين في وجوده . إن هذا ما يقوله السفر : (( لا يكل ولا ينكسر حتى يضع الحق في الأرض وتنتظر الجزائر _ أي المدن _ شريعته )) ومصداق ذلك قوله تعالى في سورة المائدة : (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ))
إنه يبين لنا أن لهذا النبي شريعة جديدة ، بينما المعلوم أن المسيح ليس له شريعة ، لكنه جاء بمجموعة من الأخلاق يحافظ من خلالها على شريعة موسى ويدعو المؤمنين به لتطبيقها . فقد كان آخر وصايا قوله في إنجيل متى [ 23 : 1 ] : (( على كرسي موسى جلس الكتبة والفريسيون . فكل ما قالوا لكم أن تحفظوه فاحفظوه وافعلوه . ولكن حسب أعمالهم لا تعملوا لأنهم يقولون ولا يفعلون ))
3 - وتبين الفقرة الثالثة أن الله يعصمه من الناس حتى يكمل رسالته ، أي انه لن يموت أو يقتل حتى يكتمل الدين . إنها تقول : (( أنا الرب قد دعوتك بالبر فأمسك بيدك وأحفظك وأجعلك نوراً للأمم )) . ومن الواضح أن هذا لا يمكن تطبيقه على المسيح . فقد كل وأنكسر سريعاً كما تزعم الأناجيل . وتقول النبوءة عن هذا النبي الموعود : (( لتفتح عيون العمي ، لتخرج من الحبس المأسورين ، من بيت السجن الجالسين في الظلمة )) . وهذه إشارة واضحة إلى شعب العرب وغيرهم ممن كانوا يعبدون الأصنام في ظلمات الجهالة والجاهلين ، فاصبحوا بنعمة الاسلام يعبدون الله وحده ، فخرجوا من سجن الظلمات إلى النور والفلاح .
- وتقول النبوءة في العدد 8 : (( أنا الرب هذا أسمي ، ومجدي لا أعطيه لآخر ، ولا تسبيحي للمنحوتات )) أن عبارة : (( ولا تسبيحي للمنحوتات )) تفيد ظهور هذا النبي في مكان فيه المنحوتات ومن المعلوم ان النبي محمد قد ولد في مكة حيث كان فيها 360 صنما والعرب في ذلك الزمان كانوا عبدة أصنام أي منحوتات .
- وتقول النبوءة في العدد 10 : (( غنوا للرب أغنية جديدة ، تسبيحه من أقصى الأرض )) . وهذا يفيد أن التسبيح مختلف وجديد أي من لغة أخرى جديدة فيستحيل أن تكون التسبيحة عبرية أو يونانية ، والقرآن والصلاة والتسبيح لغة جديدة إذ هي بالعربية ، ويحتمل أن يكون ذلك الأذان الذي كان ولا يزال يشق أجواء الفضاء كل يوم خمس مرا ت . ولفظ ( تسبيحه من أقصى الارض ) يفيد المشرق الأقصى ، إذ أن أقصى القدس جزيرة العرب ، وأقصى الجزيرة القدس ، لذا فقد قال الله تعالى : (( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى )) أي من الجزيرة إلى أقصى الجزيرة وهي القدس .
5 - وتبين الفقرة الرابعة أن هذا النبي سيخرج من ديار قيدار وتبين في نفس الوقت مكان هجرته ، فهي تقول : (( لترفع البرية ومدنها صوتها ، الديار التي سكنها قيدار . لتترنم سكان سالع . من الجبال ليهتفوا ليعطوا الرب مجدا ويخبروا بتسبيحه في الجزائر.)) [ اشعيا : 42 : 11]
من المعلوم أن دعوة المسيح لم تظهر في الديار التي سكنها قيدار وقيدار هذا هو الابن الثاني لإسماعيل ابن ابراهيم كما في سفر التكوين [ 25 : 13 ] وهو جد قبيلة قريش التي منها محمد رسول الله . وسالع هو جبل سلع في المدينة المنورة .وفي الاصل العبري ( سلع ) ، والترنم والهتاف هو ذلك الأذان الذي كان ولا يزال يشق أجواء الفضاء كل يوم خمس مرات , وذلك التحميد والتكبير في الأعياد وفي أطراف النهار وآناء الليل كانت تهتف به الأفواه الطاهرة من أهل المدينة الطيبة الرابضة بجانب سلع . وصفة البراري لم تكن لغير العرب . فيكون محمد عليه الصلاة والسلام هو المقصود .
ثم ان هذه الفقرة تبين أن في دين هذا النبي الموعود سيكون هتاف من رؤوس الجبال وتسبيح والاسلام هو الدين الوحيد الذي يحدث فيه هذا . إذ يجتمع سنويا كل الحجيج من ملوك وشعوب ومن مختلف البيئات والاعمار ليدعون الله ويسبحونه من على رؤوس الجبال _ في جبل عرفات وفي مزدلفة وجبل منى بمكة _ محل سكنى قيدار ، ولم يكن عند المسيحيين حج حتى يقال : ليرفعوا أصواتهم في الجبال .
6 - ثم هناك علامة بارزة تفرق بين هذا النبي وأي نبي آخر قد يقال أنها تتنبأ عنه كالمسيح أو غيره ، فهي تبين بوضوح أن أعداءه المنهزمين كانوا عبدة أصنام وأصحاب أوثان . واليهود الذين ظهر فيهم المسيح ما كانوا عبدة أصنام . لقد كانوا يؤمنون بالإله الواحد . إنها تقول : (( يخزى خزيا المتكلمون على المنحوتات القائلون للمسبوكات أنتن آلهتنا )) [ اشعيا 42 : 17 ] . وهؤلاء هم قريش عبدة الاصنام وغيرهم من الشعوب التي طهرها محمد عليه الصلاة والسلام من هذا الخزي .
7 - وتبين الفقرة السابعة ان هذا النبي الموعود به هو رجل حرب . ونجد في أسفار موسى أن رجل الحرب صفة من صفات الله سبحانه وتعالى ، فهذا ما قاله موسى في سفر الخروج [ 15 : 3 ] : (( الرب رجل الحرب الرب اسمه )) . ولقد كان موسى عليه السلام رجل حرب . فلقد أعد قواته للحرب وقاد بني إسرائيل في المعارك حيث انتصر في بعضها وانهزم في البعض الآخر . إن هذا ليس عيباًَ على الاطلاق إذ إنه من صفات أولي العزم من الانبياء . فيصف إشعيا هذا النبي الموعود به بأنه رجل حرب ومقدام شجاع ينتصر على أعدائه . إن هذه الفقرة تقول : (( الرب كالجبار يخرج . كرجل حروب ينهض غيرته . يهتف ويصرخ ويقوى على أعدائه )) [ اشعيا 42 : 13 ] . وما كان المسيح عليه الصلاة السلام رجل حرب بل إن هذه كلها صفات محمد بن عبدالله . عليه الصلاة والسلام .
وإذا انتقلنا إلى الاصحاح الحادي والعشرين العدد 13 - 16 من سفر إشعيا النبي سنجد هذا النص :
(( وحي من جهة بلاد العرب . في الوعر في بلاد العرب تبيتين يا قوافل الددانيين ، هاتوا ماء لملاقاة العطشان يا سكان أرض تيماء ، وافوا الهارب بخبزه ، فإنهم من أمام السيوف قد هربوا ، من أمام السيف المسلول ومن أمام القوس المشدودة ومن أمام شدة الحرب ، فإنه هكذا قال لي السيد في مدة سنة كسنة الأجير يفنى كل مجد قيدار ))
هذه النبوءة هي عن بلاد العرب وليست ضد بلاد العرب كما يتوهم البعض ، وهي تذكر مكان بدء الوحي على الرسول محمد . وقد كان بدء الوحي في بلاد العرب في الوعر في غار حراء . والوعر هو الجبل ( انظر القاموس المحيط ) وقيل أن ارض الحجاز هي الموصوفة بالوعر .
ولفظ : (( وحي من جهة بلاد العرب )) دليل لا يحتاج إلى تأويل . فقد جاء الوحي إلى محمد عليه الصلاة والسلام وهو من بلاد العرب .
وفي إشارة واضحة إلى هجرة الرسول والمسلمين إلى المدينة المنورة بعد أن لا قى المسلمون من التعذيب والأذى والشدة مالم يلاقيه غيرهم نجد النبوءة تقول : (( هاتوا ماء لملاقاة العطشان يا سكان أرض تيماء , وافوا الهارب بخبزة , فإنهم من أمام السيوف قد هربوا , من أمام السيف المسلول , ومن أمام القوس المشدودة , ومن أمام شدة الحرب )) وتيماء أرض معروفة في الجزيرة العربية وهي من أعمال المدينة المنورة .
وفي إشارة أخرى واضحة إلى ما كان بعد الهجرة من نصرة الله تعالى لرسوله محمد على أبطال بني قيدار وجبابرتهم من المشركين ، نجد النبوءة تقول : (( فإنه هكذا قال لي السيد في مدة سنة كسنة الأجير يفنى كل مجد قيدار , وبقية قسي أبطال بني قيدار تقل , لأن الرب إله إسرائيل قد تكلم )) وقيدار كما ذكرنا هو الأبن الثاني لإسماعيل ابن ابراهيم كما في سفر التكوين [ 25 : 13 ] وهو جد قبيلة قريش التي منها محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام .
فلينظر العالمون فيمن تنطبق عليه هذه الصفات .........
=================================================================((((((((((((((((((
مقدمتان ونتيجة
للدكتور / هشام عزمي والأخ جهاد
من المعروف لطالب الثانوي عندنا في جمهورية مصر كيفية القياس المنطقي ، و منه انك من خلال مقدمتين بسيطتين تستطيع ان تخرج بنتيجة سليمة إن كان القياس سليما فمثلا :
مقدمة (1) : زيد إنسان .
مقدمة (2) : الإنسان يأكل .
------------------------------
النتيجة : زيد يأكل .

هاتان مقدمتان بسيطتان أديتا لنتيجة سليمة ، أليس كذلك ؟

حسناً ، فلنطبق هذا القياس على العقيدة النصرانية فنقول :

مقدمة (1) : الابن تجسد .
مقدمة (2) : الابن هو الله .
-------------------------------
النتيجة (1) : الله تجسد .

مقدمة (3) : الآب لم يتجسد .
مقدمة (4) : الآب هو الله .
-------------------------------
النتيجة (2) : الله لم يتجسد .

فصارت لدينا نتيجتان :
النتيجة (1) : الله تجسد .
النتيجة (2) : الله لم يتجسد .

وهما متناقضتان و محال الجمع بينهما !

مقدمة (5) : الابن مولود
مقدمة (6) : الابن هو الله
------------------------------
النتيجة (3) : الله مولود

مقدمة (7) : الاب ( وحتى الروح القدس ) غير مولود
مقدمة (8) : الاب ( او الروح القدس ) هو الله
------------------------------
النتيجة (4) : الله غير مولود
إذا :
النتيجة (3) : الله مولود.
النتيجة (4) : الله غير مولود.

تناقض آخر

مقدمة (9) : الروح القدس منبثق
مقدمة (10) : الروح القدس هو الله
----------------------------------
النتيجة (5) : الله منبثق

مقدمة (11) : الاب ( وحتى الابن ) غير منبثق
مقدمة (12) : الاب ( او الابن ) هو الله
---------------------------------
النتيجة (6) : الله غير منبثق
إذا :
النتيجة (5) : الله منبثق
النتيجة (6) : الله غير منبثق

تناقض آخر
=====================================================================(((((((((((
دفاعاً عن سليمان الحكيم !!
الأخ : يوسف عبد الرحمن
هل بنى سليمان معبداً للأصنام ؟
ورد الـتعريف بشخصية سليمان في القرآن الكريم على كونه نبيا كبيراً وقائدا مقتدرا امتلك سلطة عـريـضة وفريدة من نوعها , وأشيد بعظمته وصلاحه في سور مختلفة من جملتها سورة البقرة , النساء , الأنبياء , النمل , سبأ و ص , فعلى سبيل المثال نقرا قوله تعالى في سورة ص الآية 30 : (( وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ )) .
القرآن في حكايته المفصلة نوعاً ما التي أوردها في السور المتقدمة الذكر عن هذا النبي الكبير ليس فقط لا ينسب له نسبة عبادة الصنم وصناعته مطلقاً وإنما يعد كافة جوانب حياته نزيهة من أي لون من ألوان التلوث بالشرك والمعصية .
يكفي في هذا المجال مراجعة سورة الأنبياء ( الايات 28 الى 82 ) وسورة النمل ( الاية 15 الى 44 ) وسورة ص ( الاية 30 الى 40 ) وعلى الخصوص قصة هداية (ملكة سبا) وإنقاذها من براثن الشرك ودعـوتها إلى التوحيد الخالص , وخاصة عندما يقول : (( وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ )) وأساساً يستفاد من الآيات الموجودة في نفس السورة ان الهدف الرئيسي لسليمان في واقعة الملكة سبا يكمن في محاربة الشرك والوثنية وإنقاذها وقومها من وطأة هذا الانحراف , والآن نـعـود إلى التوراة الفعلي المحرف لننظر إلى ما يقوله في شان سليمان وما يخلقه من صورة بشعة عن هذا النبي , صورة لرجل مفتون بالأهواء بحيث ساقه هوسه وهواه إلى حد الشرك والوثنية وحتى بنا معبد الصنم .
جاء في 1 ملوك 11 مايلي :
1 واحب الملك سليمان نساء غريبة كثيرة مع بنت فرعون موآبيات وعمونيات وادوميات وصيدونيات وحثّيات
2 من الامم الذين قال عنهم الرب لبني اسرائيل لا تدخلون اليهم وهم لا يدخلون اليكم لانهم يميلون قلوبكم وراء آلهتهم . فالتصق سليمان بهؤلاء بالمحبة .
3 وكانت له سبع مئة من النساء السيدات وثلاث مئة من السراري فامالت نساؤه قلبه .
4 وكان في زمان شيخوخة سليمان ان نساءه أملن قلبه وراء آلهة اخرى ولم يكن قلبه كاملا مع الرب الهه كقلب داود ابيه .
5 فذهب سليمان وراء عشتورث الاهة الصيدونيين وملكوم رجس العمونيين .
6 وعمل سليمان الشر في عيني الرب ولم يتبع الرب تماما كداود ابيه .
7 حينئذ بنى سليمان مرتفعة لكموش رجس الموآبيين على الجبل الذي تجاه اورشليم . ولمولك رجس بني عمون .
8 وهكذا فعل لجميع نسائه الغريبات اللواتي كنّ يوقدن ويذبحن لآلهتهنّ .
9 فغضب الرب على سليمان لان قلبه مال عن الرب اله اسرائيل الذي تراءى له مرتين
10 واوصاه في هذا الامر ان لا يتبع آلهة اخرى . فلم يحفظ ما أوصى به الرب .
11 فقال الرب لسليمان من اجل ان ذلك عندك ولم تحفظ عهدي وفرائضي التي اوصيتك بها فاني امزق المملكة عنك تمزيقا واعطيها لعبدك .
12 الا اني لا افعل ذلك في ايامك من اجل داود ابيك بل من يد ابنك امزقها .
يستخلص من مجموع القصة الكاذبة للتوراة مايلي :
ا ـ كـان لسليمان علاقات كثيرة بنساء الطوائف المشركة , وقد استولى على قسم كبير منهن خلافا لأمر اللّه ثـم اخـذ يميل الى معتقداههن شيئا فشيئا ,وبالرغم من كونه شخصا ميالا للنساء فقد حاز عـلـى 700 امـراة بـالعقد الدائم و300 امراة بالعقد المنقطع .
ب ـ اصـدر سليمان قرارا معلنا ببناء معبد للأصنام , وبنى على الجبل المطل على (( اورشيلم )) تلك الـبقعة المقدسة لإسرائيل , معبدا لصنم كموش ـ الصنم المعروف لطائفة الموآبيين ـ وصنم مولك ـ الـصنم المختص بطائفة بني عمون ـ وبرزت في نفسه علاقة خاصة بصنم (( عشتروت )) الصنم المنسوب الى الصيدونيان , وقد تحقق ذلك كله في عهد شيخوخته .
ج ـ ووجـه اللّه تعالى له عقاباً على هذا الانحراف والذنب العظيم , وتبلور هذا العقاب في ان يسلب مـنه مملكته وسلطانه ولكن لا يسلبه من يده شخصا وانما يسلبه من يد ابنه (( رحبعام )) ..
والآن هل يمكن لأحد الأشخاص ان ينسب هذه التهم الفظيعة إلى ساحة إنسان مقدس كالنبي سليمان ؟ خصوصاً وانه نبي عند اليهود وله ثلاثة كتب أو أكثر من كتب العهد القديم ، الأول يقع تحت عنوان (( الأمثال )) والثاني تحت عنوان (( الجامعة )) والآخر تحت عنوان (( نشيد سليمان )) بالإضافة إلى ان التوراة في الإصحاح الـثـالـث مـن سفر الملوك الأول تقول بصراحة : (( تراءى الرب لسليمان في حلم ليلاً وقال الله : اسأل ماذا أعطيك ...هوذا أعطيتك قلباً حكيماً ومميزاً حتى انه لم يكن مثلك قبلك ولا يقوم بعدك نظيرك .. )) .
وبناء على اعتقادنا بنبوة سليمان الحكيم كما هو عند اليهود أيضاً ، فإننا نسأل :
هل صدر كل ذلك عن سليمان الحكيم صاحب هذه الأسفار المقدسة ؟!
وإذا كان فعلاً قد صدر كل ذلك عنه فمن أين الثقة في مثل هذا الشخص الذي أشرك بالله وسار وراء آلهة أخرى ؟! وبالتالي من أين الثقة فيما كان يأتي به مما يسمى بالوحي ؟!!
هل يعقل ان يتلقى احد الأشخاص هذه النوع الفريد من العلم والحكمة من اللّه تعالى في أيام شبابه ثم يقدم على بناء معبد للأصنام إرضاء لرغبات زوجاته في عهد كبره ونضج عقله واكتمال مداركه ؟ مـما لا يقبل الشك ان هذه الأساطير الكاذبة كانت من صنع الأدمغة العاجزة في السابق , ومن المؤسف حـقـا ان عـدة مـن الأفراد الجهلاء وضعوها في سلسلة الكتب السماوية بعد ذلك , وعد هذا الكلام (( اللا مقدس )) بعنوان (( الكتاب المقدس )) إلا انه هل تشاهد أي واحدة من هذه النسب السيئة في الوقائع والحوادث التي ينقلها القرآن ؟
منقول من موقع المسيحية فى الميزان
====================================================================(((((((((((((
جعلوا لله زوجة !
للأخ : يوسف عبد الرحمن
إليك - أخي القارىء - هذا التمثيل والمجاز القبيح في حق الله سبحانه :
سفر هوشع 2 : 2 ( الترجمة الكاثوليكية ) ينسب الكاتب للرب قوله :
" حاكِموا أُمَّكم، حاكِموا
فإِنَّها لَيسَتِ آمرَأَتي ولا أَنا زوجُها. لِتَنزعْ مِن وَجهِها زِناها
ومِن بَينِ ثَدْيَيها فِسْقَها
5 وإِلَّا جَرَّدتُها عُرْيانة
ورَدَدتُها كما كانَت يَومَ ميلادِها
وجَعَلتُها كالصَّحْراء
وصَيَّرتُها كأَرضٍ قاحِلة
وأَمَتُّها بِالعَطَش
6 ولم أَرحَمْ بَنيها لِأَنَّهم بَنو زِنًى
7 لأَنَّ أُمَّهم زَنَت
تقول الترجمة الكاثوليكية ان هوشع " هو أول من مثل بصورة القران الزوجي علاقات الرب بشعبه منذ عهد سيناء ، ووصف خيانة إسرائيل الصنمية ، لا بالزنى فقط ، بل بالخيانة الزوجية " ( الطبعة الثالثة صفحة 1898 )
ونحن نقول : إذا كان هذا تمثيلاً ، فما أقبح هذا التمثيل ، وهلا نزهوا كتابهم عنه ، فإن الكريم يأنف أن يتفوه بأقل منه .

وصدق الله العظيم إذ يقول :
{ مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ } ( الحج
==============================================================((((((((((((

غير معرف يقول...

((((((((((اخي المسيحي من فضلك لا تعترض؟؟؟)))))))))))) لا تعترض
________________________________________
الحجاب
لا تعترض على المسلمين في أن الإسلام يأمر النساء بالحجاب لأنه وفقا للكتاب المقدس فإن المرأة عندكم مأمورة أيضا بالحجاب:
رسالة كورنسس الأولى الإصحاح 11
5 واما كل امرأة تصلّي او تتنبأ وراسها غير مغطى فتشين راسها لانها والمحلوقة شيء واحد بعينه.
6 اذ المرأة ان كانت لا تتغطى فليقص شعرها.وان كان قبيحا بالمرأة ان تقص او تحلق فلتتغط.
10 لهذا ينبغي للمرأة ان يكون لها سلطان على راسها من اجل الملائكة.
13 احكموا في انفسكم.هل يليق بالمرأة ان تصلّي الى الله وهي غير مغطاة. (SVD)
بالإضافة إلى أنه أمر إلهي و لكن أخفاه القساوسة كما في الموضوع التالي:
سيدتي المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة
===================================================================(((((((((((( حد الرجم
لا تعترض على المسلمين في أنهم يطبقون حد الرجم على الزناة المحصنين لأنه وفقا لعقيدتكم فإنه يوجد نفس الحد و لكن لنرى سبب تطبيق هذا الحد وفقاً للكتاب المقدس:
*سفر التثنية الإصحاح 22 يقول :
21 يخرجون الفتاة الى باب بيت ابيها ويرجمها رجال مدينتها بالحجارة حتى تموت لانها عملت قباحة في اسرائيل بزناها في بيت أبيها .فتنزع الشر من وسطك 22 اذا وجد رجل مضطجعا مع امرأة زوجة بعل يقتل الاثنان الرجل المضطجع مع المرأة والمرأة.فتنزع الشر من اسرائيل (SVD)
.
* اللاويين الإصحاح 20 :
27 واذا كان في رجل او امرأة جان او تابعة فانه يقتل بالحجارة يرجمونه.دمه عليه (SVD)
* اللاويين الإصحاح 24 :
16 ومن جدف على اسم الرب فانه يقتل.يرجمه كل الجماعة رجما.الغريب كالوطني عندما يجدف على الاسم يقتل. (SVD)
هذا بخلاف رجم الثور النطاح !!!!
لا تعترض
________________________________________
الإعراض:
لا تعترض على المسلمين في آية " عبس و تولى " و تقول أن الرسول " عليه الصلاة و السلام " أعرض عن رجل أعمى و لم يرد على سؤاله لأنه وفقا لكتابك المقدس فقد فعل ربك الذي تعبده أكثر من هذا بكثير:
فقد وصف إلهك المرأة الكنعانية بأنها من الكلاب حين طلبت منه أن يشفي ابنها كما في إنجيل متى الإصحاح 15 :
25 فأتت وسجدت له قائلة يا سيد أعنّي. 26 فاجاب وقال ليس حسنا ان يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب. 27 فقالت نعم يا سيد.والكلاب ايضا تأكل من الفتات الذي يسقط من مائدة اربابها. (SVD)
الرد على شبهة عبس وتولى
لا تعترض
________________________________________
الضعيف و غير الصحيح
لا تعترض على المسلمين و تستخدم أحاديث ضعيفة و لم تثبت صحتها لأنك لا تقبل استشهاد المسلمين بإنجيل برنابا فأنت ترفضه لأنه غير صحيح من وجهة نظرك .
لا تعترض
________________________________________

الناسخ و المنسوخ
لا تعترض على المسلمين في مسألة الناسخ و المنسوخ لأنه وفقا لعقيدتكم فإنه يوجد أيضا ناسخ و منسوخ و لنرى الناسخ و المنسوخ وفقا للكتاب المقدس:
*نسخ زواج الأخوة بالأخوات :
تزوج الأخوة بالأخوات في عهد آدم عليه السلام ,وتزوج إبراهيم عليه السلام من أخته سارة , كما جاء في (التكوين 20 : 12" وَهِيَ بِالْحَقِيقَةِ أُخْتِي، ابْنَةُ أَبِي، غَيْرَ أَنَّهَا لَيْسَتْ ابْنَةَ أُمِّي فَاتَّخَذْتُهَا زَوْجَةً لِي”)
.
وتم تحريم نكاح الأخت في شريعة موسى عليه السلام فجاء في ( اللاويين 18 : 9 " لاَ تَتَزَوَّجْ أُخْتَكَ بِنْتَ أَبِيكَ، أَوْ بِنْتَ أُمِّكَ، سَوَاءٌ وُلِدَتْ فِي الْبَيْتِ أَمْ بَعِيداً عَنْهُ).
.
* نسخ الطلاق :
إنجيل متى الإصحاح الخامس
31 وقيل من طلق امرأته فليعطها كتاب طلاق. 32 واما انا فاقول لكم ان من طلق امرأته الا لعلّة الزنى يجعلها تزني.ومن يتزوج مطلقة فانه يزني (SVD)
.
* نسخ إباحة الحلف :
إنجيل متى الإصحاح الخامس
33. ايضا سمعتم انه قيل للقدماء لا تحنث بل أوف للرب اقسامك.34 واما انا فاقول لكم لا تحلفوا البتة.لا بالسماء لانها كرسي الله. (SVD)
للمزيد من الناسخ و المنسوخ في الكتاب المقدس راجع الموضوع التالي :
الناسخ والمنسوخ ....في الكتاب المقدس
لا تعترض
________________________________________
كشف النبي لفخذه
لا تعترض على المسلمين في الحديث الذي ورد فيه أن النبي صلى الله عليه و سلم كان كاشفا عن فخذه لأنه وفقا للكتاب المقدس فإن أنبيائك فعلوا أكثر من هذا بكثييييييييييييير و لم تعترض عليهم !!! :
*اشعياء اصحاح 20 عدد 3 و4 و5 :
في ذلك الوقت تكلم الرب عن يد اشعياء بن آموص قائلا. اذهب وحلّ المسح عن حقويك واخلع حذاءك عن رجليك. ففعل هكذا ومشى معرّى وحافيا.فقال الرب كما مشى عبدي اشعياء معرّى وحافيا ثلاث سنين آية واعجوبة على مصر وعلى كوش
و لا أدري ما هي الأعجوبة في أن يتعرى شخص لمدة ثلاث سنوات ؟؟
* التكوين اصحاح 9 عدد 20
وابتدأ نوح يكون فلاحا وغرس كرما . وشرب من الخمر فسكر وتعرّى داخل خبائه
* بالإضافة إلى تعري ربك الذي تعبده :
يوحنا الأصحاح 13 عدد 4 و5 ......... (( قَامَ عَنِ الْعَشَاءِ وَخَلَعَ ثِيَابَهُ وَأَخَذَ مِنْشَفَةً وَاتَّزَرَ بِهَا ثُمَّ صَبَّ مَاءً فِي مِغْسَلٍ وَابْتَدَأَ يَغْسِلُ أَرْجُلَ التّلاَمِيذِ وَيَمْسَحُهَا بِالْمِنْشَفَةِ الَّتِي كَانَ مُتَّزِراً بِهَا. ))
الرد على شبهة كشف النبي فخذه أمام أصحابه
لا تعترض
________________________________________
الموت قتلاً:
لا تكذب على المسلمين و تقول أن الرسول عليه الصلاة و السلام مات بالسم لأنه وفقا لعقيدتكم فإن بولس الذي يقول أنه رسول المسيح مات مقتولا !!!
فلا تفتري الكذب على المسلمين لأنه حتى و لو كان كذبك حقيقة فإنه ليس من حقك أن تعترض .
شبهة مات النبى صلى الله عليه وسلم بالسم
لا تعترض
________________________________________

شرب الخمر
لا تكذب على المسلمين و تقول أن الرسول عليه الصلاة و السلام شرب الخمر لأنه وفقا لعقيدتكم فإن أول معجزات ربكم هي تحويل الماء إلى خمر !!! فلا تفتري الكذب على المسلمين لأنه حتى و لو كان كذبك حقيقة فإنه ليس من حقك أن تعترض.
كما أنه لا يوجد ما يمنع شرب الخمر في ديانتك :
1Tm:5:23:
23 لا تكن في ما بعد شراب ماء بل استعمل خمرا قليلا من اجل معدتك واسقامك الكثيرة (SVD)
الرد على كذبكم :
هل شرب رسول الاسلام الخمر ؟
لا تعترض
________________________________________
بول الإبل و غمس الذباب في الإناء
لا تعترض على المسلمين في حديث التداوي بأبوال الإبل و حديث غمس الذباب في الإناء لأنه وفقا لعقيدتكم فإنه يوجد أكثر من هذا :
العقاب بأكل كعكة معجونة بالخراء !!
حزقيال الإصحاح الرابع :
12 وتأكل كعكا من الشعير.على الخرء الذي يخرج من الانسان تخبزه امام عيونهم. (SVD)
.
2 ملوك 18:27 فقال لهم ربشاقى هل الى سيدك واليك ارسلني سيدي لكي اتكلم بهذا الكلام.أليس الى الرجال الجالسين على السور ليأكلوا عذرتهم ويشربوا بولهم معكم.
ردود على من يعترض :
شبهات حول حديث غمس الذباب في الاناء
الداء والدواء في جناحي الذبابة...سبحان الله!!!
فوائد بول والبان الابل
شبهات حول حديث التداوي بأبوال الإبل وألبانها واثبات تطابقها واعجازها العلمي ..
لا تعترض
________________________________________
الحمار يتكلم !!
لا تكذب على المسلمين في قصة الحمار يعفور الغير صحيحة لأنه وفقا لعقيدتكم فإن الحمار يرد نبيا أنت تؤمن به عن حماقته !!!!!! فلا تفتري الكذب على المسلمين لأنه حتى و لو كان كذبك حقيقة فإنه ليس من حقك أن تعترض:
رسالة بطرس الثانية الإصحاح الثاني :
16 ولكنه حصل على توبيخ تعديه اذ منع حماقة النبي حمار اعجم ناطقا بصوت انسان. (SVD)
و عجبا لقوم يتبعون نبيا أحمق لدرجة أن الحمار نطق من فرط حماقته !!!!!!
قصة الحمار عفير ( يعفور ) وحديثه مع رسول الله (ص )
لا تعترض
________________________________________
السب و الشتيمة !!
لا تكذب على المسلمين و تقول أن الرسول عليه الصلاة و السلام كان سبابا لأنه وفقا لكتابك المقدس فإن ربك الذي تعبده كان سبابا !!!!!! فلا تفتري الكذب على المسلمين لأنه حتى و لو كان كذبك حقيقة فإنه ليس من حقك أن تعترض :
* إنجيل لوقا الإصحاح 11 :
40 يا اغبياء أليس الذي صنع الخارج صنع الداخل ايضا.
45 فاجاب واحد من الناموسيين وقال له يا معلّم حين تقول هذا تشتمنا نحن ايضا. (SVD)
.
*إنجيل متى الإصحاح 23 :
33 ايها الحيّات اولاد الافاعي كيف تهربون من دينونة جهنم. (SVD)
الرد على فرية أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان سبابا
لا تعترض
________________________________________
السحر !!
لا تعترض على الحديث الخاص بسحر الرسول عليه الصلاة و السلام لأن ربك الذي تعبده أخذه الشيطان لمدة أربعين يوما ليجربه و تركه خلالها بدون طعام !!!!!! فلا تعترض لإنه ليس من حقك أن تعترض :
* إنجيل لوقا الإصحاح 4 :
اما يسوع فرجع من الاردن ممتلئا من الروح القدس وكان يقتاد بالروح في البرية
2 اربعين يوما يجرّب من ابليس.ولم ياكل شيئا في تلك الايام ولما تمت جاع اخيرا. 3 وقال له ابليس ان كنت ابن الله فقل لهذا الحجر ان يصير خبزا. 4 فاجابه يسوع قائلا مكتوب ان ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة من الله. 5 ثم اصعده ابليس الى جبل عال وأراه جميع ممالك المسكونة في لحظة من الزمان. 6 وقال له ابليس لك اعطي هذا السلطان كله ومجدهنّ لانه اليّ قد دفع وانا اعطيه لمن اريد.7 فان سجدت امامي يكون لك الجميع. 8 فاجابه يسوع وقال اذهب يا شيطان انه مكتوب للرب الهك تسجد واياه وحده تعبد.
الرد على :
اصابة الرسول صلى الله عليه وسلم بالسحر
لا تعترض
________________________________________
قتل النساء و الأطفال :
لا تكذب على المسلمين و تقول أن الرسول عليه الصلاة و السلام أمر بقتل النساء و الأطفال لأنه وفقا لكتابك المقدس فإن ربك هو الذي أمر بذلك بل أنه أمر بشق بطون الحوامل !!!!!! فلا تفتري الكذب على المسلمين لأنه حتى و لو كان كذبك حقيقة فإنه ليس من حقك أن تعترض :
* حزقيال : 9 عدد 6
الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء اقتلوا للهلاك.ولا تقربوا من انسان عليه السمة وابتدئوا من مقدسي.فابتدأوا بالرجال الشيوخ الذين امام البيت
.
* سفر هوشع [ 13 : 16 ] يقول الرب :
(( تجازى السامرة لأنها تمردت على إلهها . بالسيف يسقطون . تحطم أطفالهم ، والحوامل تشق))
.
* صموائيل 1 : 15:3
فالآن اذهب واضرب عماليق وحرموا كل ما له ولا تعف عنهم بل اقتل رجلا وامرأة. طفلا ورضيعا .بقرا وغنما.جملا وحمار
هل صحيح امر الرسول صلى الله عليه وسلم بقتل الأطفال والنساء.
لا تعترض
________________________________________
تعدد القراءات في القرآن الكريم !!
لا تعترض على تعدد القراءات في القرآن الكريم لأنك تؤمن بكتاب له العديـــد من الترجمات و الطبعات التي تختلف عن بعضها سواء بالزيادة أو النقص !!!!!! فلا تعترض لأنه ليس من حقك أن تعترض .
الموضوع التالي يوضح الإختلافات بين التراجم في كتابك ( المقدس)
حمل الاختلافات في العهد الجديد ....و نتحدى..
الرد على :
شبهة على تعدد قراءات القرآن
لا تعترض
________________________________________
الإرهاب :
لا تكذب على المسلمين و تقول أن الإسلام دين الإرهاب و يدعو للقتل لأنه وفقا لكتابك المقدس فإن ربك هو الذي أمر بذلك !!!!!! فلا تفتري الكذب على المسلمين لأنه حتى و لو كان كذبك حقيقة فإنه ليس من حقك أن تعترض :
حزقيال : 9 عدد 6 الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء اقتلوا للهلاك.ولا تقربوا من انسان عليه السمة وابتدئوا من مقدسي.فابتدأوا بالرجال الشيوخ الذين امام البيت.

لا يوجد دين سماوي منزل من عند الله الرحمن الرحيم يأمر أتباعه بالقتل للهلاك كما يقول النص السابق المنقول عن العهد القديم في الكتاب المقدس .
فهل هذه هي المحبة يا أدعياء المحبة ؟؟؟؟؟؟؟؟
سفر هوشع [ 13 : 16 ] يقول الرب :
(( تجازى السامرة لأنها تمردت على إلهها . بالسيف يسقطون . تحطم أطفالهم ، والحوامل تشق ))
كتب النازية لم تأمر أتباعها بشق بطون الحوامل و قتل الأطفال و لكن كتاب النصارى ( و اليهود) المقدس يأمر بذلك فحسبي الله و نعم الوكيل.
فهل هذه هي المحبة يا أدعياء المحبة ؟؟؟؟؟؟؟؟
حزقيال 9 : 5
(( اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ خَلْفَهُ وَاقْتُلُوا. لاَ تَتَرََّأفْ عُيُونُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. أَهْلِكُوا الشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ.))
فهل هذه هي المحبة يا أدعياء المحبة ؟؟؟؟؟؟؟؟
سفر التثنية : 20 : 16
(( أما مُدُنُ الشُّعُوبِ الَّتِي يَهَبُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ مِيرَاثاً فَلاَ تَسْتَبْقُوا فِيهَا نَسَمَةً حَيَّةً، بَلْ دَمِّرُوهَا عَنْ بِكْرَةِ أَبِيهَا، كَمُدُنِ الْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ كَمَا أَمَرَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ ))
أليست هذه حرب إبادة كاملة ؟؟؟أليست هذه تعاليم دينهم التي ينفذونها في العراق و فلسطين و كل بلاد المسلمين ؟؟؟
فهل هذه هي المحبة يا أدعياء المحبة ؟؟؟؟؟؟؟؟
اشعيا 13:16و تحطم أطفالهم أمام عيونهم و تنهب بيوتهم و تفضح نسائهم
مزمور :137:9 طوبى لمن يمسك أطفالك ويضرب بهم الصخرة
صموائيل 1 : 15:3فالآن اذهب واضرب عماليق وحرموا كل ما له ولا تعف عنهم بل اقتل رجلا وامرأة.طفلا ورضيعا .بقرا وغنما.جملا وحمار
ما هو ذنب الأطفال و الرضع ؟؟ ما هذا الإرهاب ؟؟ ما ذنب البقر و الغنم و الحمير ؟؟؟ هذا ما يفعلونه في العراق و فلسطين و في بلاد المسلمين
فهل هذه هي المحبة يا أدعياء المحبة ؟؟؟؟؟؟؟؟
متى :10:34 لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لألقي سَلاماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لألقي سَلاَماً، بَلْ سَيْفاً.فَإِنِّي جِئْتُ لأَجْعَلَ الإِنْسَانَ عَلَى خِلاَفٍ مَعَ أَبِيهِ، وَالْبِنْتَ مَعَ أُمِّهَا، وَ الْكَنَّةَ مَعَ حَمَاتِهَا.
مواضيع مماثلة :
العنف في الإنجيل؟
شبهة الإسلام انتشر بالسيف ، ويحبذ العنف
لا تعترض
________________________________________
رضاعة الكبير :
لا تعترض على حديث رضاعة الكبير و تكذب و تقول أنه أمر بالرذيلة لأنك تؤمن بكتاب يُعاقب فيه ربك أحد الأنبياء بأن يجعل رجال يغتصبون زوجته !!!!! فلا تعترض لإنه ليس من حقك أن تعترض :
صمؤيل الثاني 12:11هكذا قال الرب هاأنذا أقيم عليك الشر من بيتك وآخذ نساءك أمام عينيك و أعطيهنّ لقريبك فيضطجع مع نسائك في عين هذه الشمس.
أما رضاعة الكبير في الكتاب المقدس فهي ذات أبعاد أخرى تعالوا سوياً لنرى كيف يأمر الكتاب المقدس برضاعة الكبير
سفر الامثال اصحاح 5 عدد 18 - 19
18 ليكن ينبوعك مباركا وافرح بامرأة شبابك
19 الظبية المحبوبة والوعلة الزهية. ليروك ثدياها في كل وقت وبمحبتها اسكر دائما.
هذا هو امر الكتاب المقدس لاتباعه برضاعة الكبير
ولي سؤال كيف يكون ري بلا لبن
بتحديد اكثر كيف سيرويه ثدياها ان كانا فارغين بلا لبن
كل هذا بالإضافة إلى أنك تعبد إله كان يرضع من ثدي أمه !!!
الرد علي شبهه رضاع الكبير
لا تعترض
________________________________________
النكاح :
لا تعترض على كلمة النكاح الواردة في القرآن الكريم و الأحاديث الشريفة و تعتبرها خارجة و هذا لسببين :
السبب الأول : أن هذا يدل على جهلك الصارخ باللغة العربية لأنك لو كلفت نفسك و فتحت المعجم لوجدت أنها تعني الزواج كما يلي :
نِكَاحٌ - [ن ك ح]. (مص. نَكَحَ). "عَقْدُ النِّكَاحِ" : عَقْدُ الزَّوَاجِ.وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ (قرآن).
السبب الثاني : هو أنك تؤمن بكتاب يحتوي بين دفتيه على سفر نشيد الإنشاد الذي يتحدث بلغة جنسية فاضحة بالإضافة إلى سفري حزقيال 16 و 23 !!!!! فليس لك الحق أن تعترض حتى على مجلات البلاي بوي :
بعض الألفاظ المنقولة عن الكتاب المقدس :
نشيد الإنشاد الإصحاح ( 7 ) في الكتاب المقدس
1. ما اجمل رجليك بالنعلين يا بنت الكريم.دوائر فخذيك مثل الحلي صنعة يدي صناع.
2 سرتك كاس مدورة لا يعوزها شراب ممزوج.بطنك صبرة حنطة مسيجة بالسوسن.
3 ثدياك كخشفتين توأمي ظبية.
مقتطفات من سفر حزقيال 16 في الكتاب المقدس
25 في راس كل طريق بنيت مرتفعتك ورجّست جمالك وفرّجت رجليك لكل عابر واكثرت زناك.
26 وزنيت مع جيرانك بني مصر الغلاظ اللحم وزدت في زناك لإغاظتي
28 وزنيت مع بني اشور اذ كنت لم تشبعي فزنيت بهم ولم تشبعي أيضا.
29 وكثرت زناك في ارض كنعان الى ارض الكلدانيين وبهذا أيضا لم تشبعي.!!!!!!!!!!!!!!
37 لذلك هاأنذا اجمع جميع محبيك الذين لذذت لهم وكل الذين أحببتهم مع كل الذين أبغضتهم فاجمعهم عليك من حولك واكشف عورتك لهم لينظروا كل عورتك .(الرب يكشف العورة !!!!!! )
39 و أسلمك ليدهم فيهدمون قبتك ويهدمون مرتفعاتك وينزعون عنك ثيابك ويأخذون أدوات زينتك ويتركونك عريانة وعارية
أعتذر لجميع الأخوات لذكر هذا الكلام الفاحش على هذه الصفحات
لا تعترض
________________________________________
رجم قردة زنت :
لا تعترض على الحديث الذي يقول أن عمرو ابن ميمون رأى قردة زنت في الجاهلية و اجتمع عليها قردة آخرين فرجموها و هو معهم لأن هذا الأمر حدث في الجاهلية ( أي قبل الإسلام ) !!!!! فلا تعترض لأن كتابك المقدس يأمرك بأن ترجم الثور الذي ينطح البشر !!! بالرغم من أن النطح يكون من غرائز الثور فليس من حقك أن تعترض :
سفر الخروج الإصحاح 21 :
28 واذا نطح ثور رجلا او امرأة فمات يرجم الثور ولا يؤكل لحمه.واما صاحب الثور فيكون بريئا. (SVD)
لا تعترض
________________________________________
السجود للأصنام :
لا تكذب على المسلمين و تقول أن الرسول عليه الصلاة و السلام سجد للأصنام و مدحها و تُحاول جاهدا أن تُصدق رواية الغرانيق المكذوبة !!!!!! فلا تفتري الكذب على المسلمين لأنه حتى و لو كان كذبك حقيقة فإنه ليس من حقك أن تعترض :
* النبي هارون يصنع العجل و يأمر الناس بعبادته ( وفقا للكتاب المقدس فقط ) كما جاء في سفر الخروج الإصحاح 32 :
2 فقال لهم هرون انزعوا أقراط الذهب التي في آذان نسائكم وبنيكم وبناتكم وأتوني بها. 3 فنزع كل الشعب أقراط الذهب التي في آذانهم وأتوا بها إلى هرون 4 فاخذ ذلك من أيديهم وصوّره بالأزميل وصنعه عجلا مسبوكا . فقالوا هذه آلهتك يا إسرائيل التي اصعدتك من ارض مصر.
.
* سليمان الحكيم أحد أبرز كاتبي الكثير من أسفار المقدس يعبد الأصنام في آخر حياته !!!! كما في سفر الملوك الأول الإصحاح 11:

وكان في زمان شيخوخة سليمان أن نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى ولم يكن قلبه كاملا مع الرب إلهه كقلب داود أبيه. 5 فذهب سليمان وراء عشتروث الاهة الصيدونيين وملكوم رجس العمونيين .
الرد على قصة الغرانيق المكذوبة :
الشيطان يوحى إلى محمد صلى الله عليه وسلم وسجد للأصنام( مختصر الرد على الغرانيق )
لا تعترض
________________________________________
زنا الأنبياء :
لا تكذب على المسلمين و تحاول جاهدا أن تتهم الشرفاء بالزنا حتى تساويهم بأنبياء كتابك ( المقدس ) !!!!!! فلا تفتري الكذب على المسلمين لأنه حتى و لو كان كذبك حقيقة فإنه ليس من حقك أن تعترض:
سيدنا داوود يزني بجارته و يقتل زوجها ( و حاشاه ) في سفر صموئيل الثاني الإصحاح 11 :
2 وكان في وقت المساء أن داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك فرأى من على السطح امرأة تستحمّ.وكانت المرأة جميلة المنظر جدا 4 فأرسل داود رسلا و أخذها فدخلت إليه فاضطجع معها 15 وكتب في المكتوب يقول.اجعلوا اوريا في وجه الحرب الشديدة وارجعوا من ورائه فيضرب ويموت. 24 فرمى الرماة عبيدك من على السور فمات البعض من عبيد الملك ومات عبدك اوريا الحثي أيضا
الرد على :
شبهة ماتت فإضطجع معها
ذكر ما اختلقوه في قصة داوود عليه السلام
لا تعترض
________________________________________
زنا المحارم :
لا تكذب على المسلمين و تحاول جاهدا أن تتهم الشرفاء بزنا المحارم حتى تساويهم بأنبياء كتابك ( المقدس ) !!!!!! فلا تفتري الكذب على المسلمين لأنه حتى و لو كان كذبك حقيقة فإنه ليس من حقك أن تعترض :
سيدنا لوط يشرب الخمر و يزني بابنتيه ( و حاشاه ) كما ورد في سفر التكوين الإصحاح 19 :
33 فسقتا أباهما خمرا في تلك الليلة.ودخلت البكر واضطجعت مع أبيها.ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها35 فسقتا أباهما خمرا في تلك الليلة أيضا.وقامت الصغيرة واضطجعت معه.ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها. 36فحبلت ابنتا لوط من أبيهما
الرد على :
شبهه خولة بنت حكيم خالة الرسول ص تهبه نفسها
الذود عن نبي الله لوط عليه السلام
لا تعترض
________________________________________
النسب الشريف :
لا تكذب على المسلمين و تحاول جاهدا أن تلوث نسب الشرفاء بالزنا حتى تساويهم بأنبياء كتابك ( المقدس ) بل و تساويهم بنسب إلهك الذي تعبده !!!!!! فلا تفتري الكذب على المسلمين لأنه حتى و لو كان كذبك حقيقة فإنه ليس من حقك أن تعترض :
*نبي الله سليمان عندكم إبن زنا والعياذ بالله ( و حاشاه ) لأن أمه بثشبع قد إغتصبها أبوه داود من زوجها بعد قتل زوجها أوريا الحثي غدرا فزواجه منها باطل من الأساس :
سفر صموئيل الثاني 11
2 وكان في وقت المساء أن داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك فرأى من على السطح امرأة تستحمّ.وكانت المرأة جميلة المنظر جدا 4 فأرسل داود رسلا و أخذها فدخلت إليه فاضطجع معها 15 وكتب في المكتوب يقول.اجعلوا اوريا في وجه الحرب الشديدة وارجعوا من ورائه فيضرب ويموت. 24 فرمى الرماة عبيدك من على السور فمات البعض من عبيد الملك ومات عبدك اوريا الحثي أيضا .
.
* أن داوود وسليمان وعيسى عليهم السلام كلهم من أولاد ولد الزنا وهو فارص بن يهوذا كما ورد في قصة يهوذا بن يعقوب عليه السلام وكنته ثامار الواردة في سفر التكوين 38
12. ولما طال الزمان ماتت ابنة شوع امرأة يهوذا.ثم تعزّى يهوذا فصعد الى جزاز غنمه الى تمنة هو وحيرة صاحبه العدلامي. 13 فاخبرت ثامار وقيل لها هوذا حموك صاعد الى تمنة ليجزّ غنمه. 14 فخلعت عنها ثياب ترملها وتغطت ببرقع وتلفّفت وجلست في مدخل عينايم التي على طريق تمنة.لانها رأت ان شيلة قد كبر وهي لم تعط له زوجة. 15 فنظرها يهوذا وحسبها زانية.لانها كانت قد غطت وجهها. 16 فمال اليها على الطريق وقال هاتي ادخل عليك.لانه لم يعلم انها كنته.فقالت ماذا تعطيني لكي تدخل عليّ. 17 فقال اني ارسل جدي معزى من الغنم.فقالت هل تعطيني رهنا حتى ترسله. 18 فقال ما الرهن الذي اعطيك.فقالت خاتمك وعصابتك وعصاك التي في يدك.فاعطاها ودخل عليها.فحبلت منه.
19 ثم قامت ومضت وخلعت عنها برقعها ولبست ثياب ترملها 20 فارسل يهوذا جدي المعزى بيد صاحبه العدلامي ليأخذ الرهن من يد المرأة.فلم يجدها. 21 فسأل اهل مكانها قائلا اين الزانية التي كانت في عينايم على الطريق.فقالوا لم تكن ههنا زانية.
الرد على :
: الأصول فى اثبات طهارة آمنة أم الرسول
لا تعترض
________________________________________
قوامة الرجل على المرأة :
لا تعترض على المسلمين في مسألة قوامة الرجال على النساء الواردة في الآية الكريمة :" الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ "لأن كتابك المقدس قال أكثر من هذا بكثير :
1Tm 2::
12 ولكن لست آذن للمرأة أن تعلّم ولا تتسلط على الرجل بل تكون في سكوت. (SVD)
Eph 5::
23 لان الرجل هو راس المرأة كما ان المسيح ايضا راس الكنيسة.وهو مخلّص الجسد. (SVD)
1Cor 11::
7 فان الرجل لا ينبغي ان يغطي راسه لكونه صورة الله ومجده.واما المرأة فهي مجد الرجل. (SVD)
1Cor 11::
3 ولكن اريد ان تعلموا ان راس كل رجل هو المسيح.واما راس المرأة فهو الرجل.وراس المسيح هو الله. (SVD)
1Tm 2::
11 لتتعلّم المرأة بسكوت في كل خضوع. (SVD)
1Cor11::
9 ولان الرجل لم يخلق من اجل المرأة بل المرأة من اجل الرجل. (SVD)
حقوق المرأة فى الاسلام وتكريم الاسلام لها...من أهان المرأة ومن حفظها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لا تعترض
________________________________________
الشذوذ الجنسي !! :
لا تكذب على المسلمين و تحاول جاهدا أن تتهم الشرفاء بالشذوذ الجنسي حتى تساويهم بأنبياء كتابك ( المقدس ) !!!!!! فلا تفتري الكذب على المسلمين لأنه حتى و لو كان كذبك حقيقة فإنه ليس من حقك أن تعترض :
أغرب طريقة لإحياء الموتى وفقا للكتاب المقدس وردت في سفر الملوك الثاني الإصحاح الرابع :
32 ودخل اليشع البيت واذا بالصبي ميت ومضطجع على سريره. . 33 فدخل واغلق الباب على نفسيهما كليهما وصلّى الى الرب. 34 ثم صعد واضطجع فوق الصبي ووضع فمه على فمه وعينيه على عينيه ويديه على يديه وتمدّد عليه فسخن جسد الولد. 35 ثم عاد وتمشى في البيت تارة الى هنا وتارة الى هناك وصعد وتمدّد عليه فعطس الصبي سبع مرّات ثم فتح الصبي عينيه. 36 فدعا جيحزي وقال ادع هذه الشونمية.فدعاها ولما دخلت اليه قال احملي ابنك. 37 فاتت وسقطت على رجليه وسجدت الى الارض ثم حملت ابنها وخرجت
الرد على :
هل فعلا الرسول صلى الله عليه وسلم يمص لسان الحسن والحسين شهوه
لا تعترض
________________________________________
إطالة الشعر :
لا تعترض على على المسلمين في أن رسولهم عليه الصلاة و السلام كان يُطيل شعره و تعتبر أن هذا منافي لصفات الرجولة و هذا لسببين :
السبب الأول: أن هذا الأمر لا يُخالف ديننا و هو مقبول عند المسلمين فلا شأن لك بهذا .
السبب الثاني: هو أن ربك الذي تعبده كان يطيل شعر رأسه بالرغم من أن تعاليم كتابك المقدس تستنكر هذا على الرجال كما في النص التالي :
1Cor 11 :
14 ام ليست الطبيعة نفسها تعلّمكم ان الرجل ان كان يرخي شعره فهو عيب له. (SVD)
و هذه صورة ربك و التي يظهر فيها و هو يخالف كلام كتابك المقدس !! :

لا تعترض
________________________________________
الحور العين :

لا تعترض على المسلمين في مسألة أن المسلم له في الجنة اثنين و سبعون من الحور العين لأنه وفقا لكتابك المقدس فإن المسيحي له أكثر من هذا:
إنجيل متى :19:29:
29 وكل من ترك بيوتا او اخوة او اخوات او ابا او اما او امرأة او اولادا او حقولا من اجل اسمي يأخذ مئة ضعف ويرث الحياة الابدية. (SVD)
من ترك امرأة في الدنيا له مئة امرأة في الآخرة فلماذا تعترض ؟
شبهه حول الجنة
لا تعترض
________________________________________
قتل القاتل بنفس طريقته !!! :
لا تعترض على المسلمين في الحديث الوارد عن الرسول صلى الله عليه و سلم في قتل قاتلي إبل الصدقة و تسميل أعينهم و قطع أرجلهم و أيديهم و هذا لسببين :
الأول : أن هذا العقاب كان من جنس العمل لأن هؤلاء القتلة قتلوا المسلمين بنفس الطريقة فكان عقابهم بنفس طريقتهم .
الثاني : أن كتابك المقدس به نفس طريقة القتل بالرغم من أن المقتولين لم يقتلوا أحد بنفس الطريقة :
سفر صموئيل الثاني الإصحاح الرابع:
12 - وأمر داود الغلمان فقتلوهما، وقطعوا أيديهما وأرجلهما وعلقوهما على البركة في حبرون. وأما رأس إيشبوشث فأخذوه ودفنوه في قبر أبنير في حبرون.
افتراء ورد : حول قتل قاتلي راعي أبل الصدقة
لا تعترض
________________________________________
الحجاب للمرأة فقط !!
أثناء التجول في مواقع النصارى وجدتهم يعترضون على أن الإسلام يأمر النساء فقط بالحجاب و يعتبرونه انتقاصا من المرأة و أن الإسلام يفرق بين المرأة و الرجل !!! ، و في هذه المرة سوف أترك بولس هو الذي يرد عليهم :
رسالة كورنسس الأولى الإصحاح 11
5 واما كل امرأة تصلّي او تتنبأ وراسها غير مغطى فتشين راسها لانها والمحلوقة شيء واحد بعينه.6 اذ المرأة ان كانت لا تتغطى فليقص شعرها.وان كان قبيحا بالمرأة ان تقص او تحلق فلتتغط.7 فان الرجل لا ينبغي ان يغطي راسه لكونه صورة الله ومجده.واما المرأة فهي مجد الرجل.
لا تعترض
________________________________________
وجدها تغرب في عين حمئة :
لا تكذب على المسلمين و تقول أن القرآن الكريم به خطأ علمي في الآية التي تقول " حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْماً قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً " لأنه لو طبقنا نفس الطريقة على كتابك المقدس فسنجد أنه يقول أن الشمس لها مكان تطلع منه !!! :
ترجمة الحياة تقول في سفر الجامعة الإصحاح الأول :
5الشَّمْسُ تُشْرِقُ ثُمَّ تَغْرُبُ، مُسْرِعَةً إِلَى مَوْضِعِهَا الَّذِي مِنْهُ طَلَعَتْ
الرد على :
غروب الشمس في عين حمئة
لا تعترض
________________________________________
كروية الأرض :
لا تكذب على المسلمين و تقول أن القرآن الكريم به خطأ علمي في الآية التي تقول " وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ " و تقول أن القرآن يقول أن الأرض ليست كروية ، و هذا لأنك تؤمن بكتاب يقول أن الأرض لها أربعة زوايا !!!!!!!!! :
رؤيا 7 : 1-2 (1 ورَأيتُ بَعدَ ذلِكَ أربعَةَ ملائِكَةٍ واقِفينَ على زَوايا الأرضِ الأربَعِ، يُمسِكونَ رِياحَ الأرضِ الأربَعَ لِئَلاّ تَهُبَ رِيحٌ مِنها على البَرِّ أوِ البَحرِ أوِ الشَّجَرِ. 2ثُمَ رَأيتُ مَلاكًا آخَرَ يَطلُعُ مِنَ المَشرِقِ حامِلاً خَتمَ الله الحَيِّ. )
سفر الرؤيا
20:8 ويخرج ليضل الامم الذين في أربع زوايا الأرض جوج وما جوج ليجمعهم للحرب الذين عددهم مثل رمل البحر
حزقيال 7 : 2-3 («وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ، فَهكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ لأَرْضِ إِسْرَائِيلَ: نِهَايَةٌ! قَدْ جَاءَتِ النِّهَايَةُ عَلَى زَوَايَا الأَرْضِ الأَرْبَعِ.3 اَلآنَ النِّهَايَةُ عَلَيْكِ، وَأُرْسِلُ غَضَبِي عَلَيْكِ، وَأَحْكُمُ عَلَيْكِ كَطُرُقِكِ، وَأَجْلِبُ عَلَيْكِ كُلَّ رَجَاسَاتِكِ. )
الرد على :
كروية الأرض
كروية الأرض بين إجماع الأمة وإنكار الكنيسة ... شطحات في تساؤلات زكريا بطرس 3
علماء الإسلام يجمعون على كروية الأرض
لا تعترض
________________________________________
التناقضات :
لا تكذب على المسلمين و تقول أن القرآن الكريم به تناقضات لأنه ليس به تناقضات إذ هو وحي من رب العالمين، و إن كان كلامك صحيحا فإنه ليس من حقك أن تعترض لأن الكتاب المقدس يكتظ بالمتناقضات التي لا حصر لها :
التناقضات...شهادات موثقة بان الكتاب المقدس" محرف"
الرد على افترائكم :
الرد على بعض التناقضات المزعومة حول القرآن الكريم
المتناقضات "المزعومة "في القرأن (الجزء الاول)
لا تعترض
________________________________________
صلى الله عليه و سلم :
لا تعترض على المسلمين عندما يقولون على الرسول "صلى الله عليه و سلم" و تعتبرها إساءة لله و هذا لسببين :
السبب الأول : أن هذا يدل على جهلك الصارخ باللغة العربية لأن الصلاة هنا لا تعني أن الله يصلي .
السبب الثاني : هو أنك تؤمن بإله كان دائما يصلي صلاة حقيقية و يشكر ربه :
متى :14:23:
23 وبعدما صرف الجموع صعد الى الجبل منفردا ليصلّي.ولما صار المساء كان هناك وحده. (SVD)
متى :19:13:
13. حينئذ قدم اليه اولاد لكي يضع يديه عليهم ويصلّي.فانتهرهم التلاميذ. (SVD)
متى:26:39:
39 ثم تقدم قليلا وخرّ على وجهه وكان يصلّي قائلا يا ابتاه ان امكن فلتعبر عني هذه الكاس.ولكن ليس كما اريد انا بل كما تريد انت. (SVD)

مرقص :1:35:
35 وفي الصبح باكرا جدا قام وخرج ومضى الى موضع خلاء وكان يصلّي هناك. (SVD)
مرقص :6:46:
46 وبعدما ودعهم مضى الى الجبل ليصلّي. (SVD)
مرقص :14:35:
35 ثم تقدم قليلا وخرّ على الارض وكان يصلّي لكي تعبر عنه الساعة ان امكن. (SVD)
لوقا :3:21:
21. ولما اعتمد جميع الشعب اعتمد يسوع ايضا.واذ كان يصلّي انفتحت السماء (SVD)
لوقا :5:16:
16 واما هو فكان يعتزل في البراري ويصلّي
لوقا :6:12:
12. وفي تلك الايام خرج الى الجبل ليصلّي.وقضى الليل كله في الصلاة لله.
لوقا :9:18:
18. وفيما هو يصلّي على انفراد كان التلاميذ معه.فسألهم قائلا من تقول الجموع اني انا.
لوقا :9:28:
28. وبعد هذا الكلام بنحو ثمانية ايام اخذ بطرس ويوحنا ويعقوب وصعد الى جبل ليصلّي.
لوقا :9:29:
29 وفيما هو يصلّي صارت هيئة وجهه متغيرة ولباسه مبيضا لامعا.
لوقا :11:1:
1. واذ كان يصلّي في موضع لما فرغ قال واحد من تلاميذه يا رب علّمنا ان نصلّي كما علّم يوحنا ايضا تلاميذه.
لوقا :18:1:
1. وقال لهم ايضا مثلا في انه ينبغي ان يصلّى كل حين ولا يمل
يوحنا :11:41:
41 فرفعوا الحجر حيث كان الميت موضوعا ورفع يسوع عينيه الى فوق وقال ايها الآب اشكرك لانك سمعت لي.
متى:11:25:
25. في ذلك الوقت اجاب يسوع وقال احمدك ايها الآب رب السماء والارض لانك اخفيت هذه عن الحكماء والفهماء واعلنتها للاطفال.
لوقا :10:21:
21 وفي تلك الساعة تهلل يسوع بالروح وقال احمدك ايها الآب رب السماء والارض لانك اخفيت هذه عن الحكماء والفهماء واعلنتها للاطفال.نعم ايها الآب لان هكذا صارت المسرة امامك.

غير معرف يقول...

((((((((((((((((اديني عقلك واضحك يسوع بيحبك؟؟)))))))))))))))؟:=================(الرد علي كتاب دعاوي التحريف((الدكتور معاذ عليان))

( لا يوجد كتاب فى العالم تعرض للنقد كما تعرض الكتاب المقدس لكن المدهش ان كثرة النقد زادت الإنجيل ثباتاً وقوة )



فالواقع لم اجد رجل متمسك بدينه بل اجد كل النصارى عندما نتكلم معهم فى حوارتنا متنازلين تنازل تام عن الايمان بالكتاب ..

بل وتجدهم ايضا متنازلين عن الايمان كله ولكنهم يلتزمون بكلمة واحدة وهى ( يسوع بيحبك ):::

فلو وجد كتاب غير سليم فمن الطبيعي أن يٌعرض للنقد ولكن نقدنا هذا ليس مجرد نقد شخص مسلم إنما من علماء المسيحية وما قالوه علي الكتاب المقدس



وبدأ فى الكتاب تحت عنوان

الكتاب المقدس صفحة 8 وقال

( الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد وحدة واحدة رغم اختلاف ثقافات كاتبيه وتباين أماكن وأزمنة كتابته فالمدة بين موسي النبي كاتب سفر التكوين اول اسفار الكتاب المقدس .... )

يشير الكاتب أن هذا الكتاب واحد في سياقه ولكن هذا كلام غير صحيح فلا يوجد في العهد القديم نص يقول أن الله سينزل علي الأرض ويموت علي الصليب حتي يغفر الخطيئة الأصلية فكل هذا فقط غير موجود في الكتبا بالترتيب

هل العهد القديم قال أن الله سيرسل كلمته ؟

هل العهد القديم قال أن الله سينزل ليموت ؟

هل العهد القديم أن المسيح المنتظر عند اليهود هو الله ؟

هل يوجد يهودي واحد مؤمن بالمسيح المنتظر إيمانه بنفس يسوع عند النصاري ؟

هل يوجد إنجيل أو رسالة إلا إنجيل يوحنا ورسائل يوحنا تقول ان المسيح إبن الله الوحيد ؟

هل يوجد إنجيل أو رسائل بولس يذكر كلمة لاهوت ؟

والكثير من الأسئلة التي تثبت أن لكل كاتب من الاسفار المجهولة له فكر وإيمان مختلف عن الأخر



هذا تدليس كبير وهو دعواه انه لايوجد اختلافات فى الكتاب المقدسة او انه وحدة واحدة ونأخذ على سبيل المثال كلام

دائرة المعارف الكتابية

حرف الميم تحت عنوان مخطوطات العهد الجديد

رابعاً : نقل نصوص العهد الجديد : (أ‌) قبل اختراع الطباعة

(( إختلافات مقصودة : وقعت هذه الاختلافات المقصودة نتيجة لمحاولة النسَّاخ تصويب ما حسبوه خطأ، أو لزيادة إيضاح النص أو لتدعيم رأي لاهوتي. ولكن ـ في الحقيقة ـ ليس هناك أي دليل على أن كاتباً ما قد تعمد إضعاف أو زعزعة عقيدة لاهوتية أو إدخال فكر هرطوقي. )

فهناك اختلافات تحير فيها علماء المسيحية لانها اختلافات فى اساس العقيدة وهذا بسبب الاضافات الكثيرة والحذف من الكتاب

وثانياً انه يقول ان كاتب سفر التكوين هو موسي!

هذا كذب على موسي لان موسي لم يكتب هذه الاسفار المنسوبة إليه والدليل على ذلك مثلا انه كيف يكون موسي هو كاتب السفر ويتكلم بهذه الصيغة ؟

" ومضى موسى يقول لبني إسرائيل" التثنية 31/1

" وقال الرب لموسى في برية سيناء في خيمة الاجتماع في أول الشهر الثاني في السنة الثانية لخروجهم من أرض مصر " العدد 1/1

" ودعا الرب موسى وكلمه من خيمة الاجتماع قائلا " سفر اللاويين 1/1

" ولما كبر الولد جاءت به إلى ابنة فرعون فصار لها ابنا ودعت اسمه موسى وقالت: إني انتشلته من الماء. " الخروج 2/10

وغيرها من النصوص راجع النصوص فى سفر اللاويين (5 : 14 ، 6 : 1 و 8 و 19 و 24 ، 7 : 22 و 28 ، 8 : 1 .. إلخ )

فمن هو الذى يتكلم فى هذه الاسفار عن موسي؟ لا يمكن ان يكون موسي وكيف موسي يكتب ويتكلم بصيغة الغائب !!

ومن الغريب جدا ان نجد موسي قد مات فى سفر التثنية كيف يكون موسي هو كاتبه ويموت فى هذا السفر ؟

" فمات موسى عبد الرب في أرض موآب بموجب قول الرب " التثنية 34/5

إذا من الذى ادعى ان موسي هو الكاتب؟ نقول انه التقليد الكنسي الذى دخله الهرطقات والبدع هو الذى ادعى هذا

ويأتي لنا في مدخل سفر التكوين في الرهبانية اليسوعية ص59

((الأسفر الأولي الخمسة من الكتاب المقدس تكون ما يسمونه التوراة , والتوراة كلمة عبرية معناها الشريعة , ويطلق عليها أيضاً أسم " أسفار موسي الخمسة " لأن موسي , حسب التقليد , هو المشترع والوسيط الذي عن يده حصل اسرائيل على هذه الشريعة ))

تقول دائرة المعارف الكتابية

تحت عنوان (اللاويون – سفر اللاويين )

( أن بعض النقاد ن أنه كُتب بعد نحو ألف سنة من عصر موسى )

وترد دائرة المعارف الكتابية

" دراية الكاتب بأحوال المصريين وعاداتهم مما يؤيد كتابة موسى للسفر "

تحت عنوان (( العدد – سفر العدد ))

وتقول أيضاً تحت نفس العنوان

" أما خبرون فبنيت قبل صوعن مصر بسبع سنين " (13 :22)، لا يكتبها إلا شخص من عصر موسى له علم تام بتاريخ مصر في ذلك العهد. "

فهذا دليل قاطع على أن الكتاب المقدس لم يكتب بوحى بل إنه كُتب حسب الدراية وليس حسب الروح القدس



ويكمل الكاتب كلامه فى صفحة 8 قائلاً

( ويعطينا هذا انطباعا راسخاً بأن كاتب الكتاب المقدس مصدراً واحد هو الروح القدس أما من كتبوه فكانوا مسوقين من الروح القدس الذى عصمهم ايضا من السهو والخطأ اثناء الكتابة )

فالواقع هذا كلام كاذب زوراً على الكتبة المجهولين الذين قاموا بتحريف الكتاب المقدس ونبدأ بجزء صغير فى الرد على هذا الكلام

وتقول دائرة المعارف الكتابية تحت حرف ( أ ) تحت عنوان (إنجيل يوحنا )

" علاقته بالأناجيل الثلاثة الأولي : هناك فروق كثيرة بين هذا الإنجيل والأناجيل الثلاثة الأخرى ، ولكن ما يثير الدهشة حقاً ، هو تلك الحقيقة ، أن نقاط الالتقاء بين هذه الأناجيل والإنجيل الرابع قليلة جداً . "

من النصوص التى تكلم بها الكاتب عن يوحنا هى

إنجيل يوحنا 13/23 " وكان متكئا في حضن يسوع واحد من تلاميذه، كان يسوع يحبه.

ونجد أيضاً فى إنجيل يوحنا 10/41 _ 42

" فأتى إليه كثيرون وقالوا: إن يوحنا لم يفعل آية واحدة ، ولكن كل ما قاله يوحنا عن هذا كان حقا. () فآمن كثيرون به هناك. "

لو كان يوحنا هو من كتب هذا الكلام لقال

" فأتى إلي كثيرون وقالوا : إني لم أفعل آية واحدة ولكن كل ما قلته عن هذا كان حقاً فآمن كثيرون بي هناك"

كما قال استادلن في كتابه ( كاثوليك هيرلد ) في المجلد السابع ص 205 المطبوع سنة 1844م .

" أما عن تاريخ الأناجيل الأربعة ففيها تضارب شديد جداً ولا يمكن تعيينها على وجه الدقة وتضاربت من عام 37 إلى عام 98 ميلادية ."

وتأتي الرهبانية اليسوعية في مدخل سفر الرؤيا صفحة 796

" لا يأتينا سف الرؤيا بئ من الإيضاح عن كاتبه . لقد أطلق علي نفسه أسم يوحنا ولقب نبي ولم يذكر قط أنهُ أحد الإثني عشر هناك تقليد على شئ من الثبوت وقد عثر على بعض أثاره منذ القرن الثاني ..... بيد أنهُ ليس في التقليد القديم إجماع على هذا الموضوع وقد بقي المصدر الرسولي لسفر الرؤيا عرضة للشك مدة طويلة في بعض الجماعات المسيحية وإن أراء المفسرين في عصرنا متشبعة كثيراً ففيهم من يؤكد أن الإختلاف في الإنشاء والبيئة والتفكير اللاهوتي يجعل نسبة سفر الرؤيا والإنجيل الرابع إلي كاتب واحد أمراً عثيراً "

وقد قالت دائرة المعارف الفرنسية لاروس القرن العشرين

ينسب الى يوحنا هذا الانجيل و ثلاثة اسفار اخرى من العهد الجديد و لكن البحوث العلمية الحديثة فى مسائل الاديان لا تسلم بصحة هذه النسبة .

وبمناسبة المصادر الواحدة التى ادعاها الكاتب وهى ان مصدر الكتاب المقدس هو الروح القدس نأخذ على سبيل المثال ما يلي

((إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصّة في الأمور المتيقِّنة عندنا. كما سلّمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخدَّامًا للكلمة. رأيت أنا أيضًا إذ قد تتبَّعت كل شيء من الأول بتدقيق أن أكتب إليك أيها العزيز ثاوفيلس ))) لوقا 1/1

وننقل لكم جزء من تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي في مقدمة تفسيرهُ لنص لوقا 1/1 ص1

((ظروف الكتابة هي وجود كثيرين ممَّن كتبوا عن الأمور المتيقِّنة الخاصة بالسيِّد المسيح وأعماله الخلاصيّة. يرى قلَّة من الدارسين أنه يقصد بهذا الإنجيليِّين مرقس ومتى لكن الرأي الغالب أنه يقصد أناسًا غير مخلِّصين حاولوا الكتابة عن شخص السيِّد المسيح بفكرٍ خاطئٍ ))



ولا ننسي أن النص الذي يفسر نفسه يقول (الذين كانوا منذ البدء معاينين وخدَّامًا للكلمة ) بمعني أن هؤلاء الذين كتبوا كانوا معاينين للكلمة وخداماً له والكلمة أي المسيح فهؤلاء الذين كتبوا كانوا معاينين وخداماً للمسيح . . !!

ولا ننسي أن متي تلميذ المسيح

ومرقس من التلاميذ السبعين هذا ما قاله القمص تادرس يعقوب ملطى في مقدمة إنجيل مرقس



وبمناسبة السهو والخطأ الذى ادعاه الكاتب وهو ان الله عصم الكتبة من الأخطاء هل هذا الكلام حقيقي ام كذب وافتراء ؟

كتاب ( مخطوطات الكتاب المقدس بلغاته الأصلية )

للشماس الدكتور / إميل ماهر إسحاق

أستاذ العهد القديم واللاهوت بالكلية الإكليريكية واللغة القبطية بمعهد اللغة القبطية بالقاهرة

فيقول في أعلي الصفحة رقم (19) ويكمل في (20) وتحت عنوان :

أسباب تنوع القراءات في المخطوطات الكتابية



"" ليس بين أيدينا الآن المخطوطة الأصلية , أي النسخة التي بخط يد كاتب أي سفر من أسفار العهد الجديد او القديم . فهذه المخطوطات ربما تكون قد إستهلكت من كثرة الإستعمال , أو ربما يكون بعضها قد تعرض للإتلاف أو الإخفاء في أزمنة الإضطهاد , خصوصاُ وأن بعضها كان مكتوب علي ورق البردي وهو سريع التلف ولكن قبل أن تختفي هذا المخطوطات الأصلية نٌقلت عنها نسخ كثيرة لأنه منذ بالداية كانت هناك حاجة إلي ماسة لنساخة الأسفار المقدسة لإستخدامها في إجتماعات العبادة في مختلف البلاد .



ولكن من يدرس مخطوطات الكتاب المقدس بلغاته الأصلية أو ترجماته القديمة يلاحظ وجود بعض الفروق في القراءات بين المخطوطات القديمة وهي فروق طفيفة لا تمس جوهر الإيمان في شئ ولا ممارسات الحياة المسيحية والعبادة .

ومعظم فروق القراءات بين المخطوطات يمكن إرجاعها إلي تغيرات حدثت عن غير دراية من الناسخ او قصد منهٌ خلال عملية النساخة



فأحياناً تحدث الفروق بسبب أخطاء العين كأن يخطأ الناسخ في قراءة النص الذي ينقل عنهُ بتسقط بعض الكلمات مما يؤدي إلي تغيير المعني أو يحدث تبادل في مواقع الكلمات أو السطور وقد يحدث الخلط بسبب صعوبة في قراءة بعض الحروف خصوصاُ وأن الحروف العبرانية متشابة في الشكل وكذلك أيضاً الحروف اليونانية الكبيرة فأحياناً قد يعصب التميز بين الحروف إذا لم تكن مكتوبة بخط واضح وبقدر كافي من العناية أو إذا كان المخطوط الذي ينقل عنهُ الناسخ قد تهرأ أو بهتت الكتابة عليه ُ في بعض المواضع أو بعض الحروف .



وبعض فروق القراءات قد ينتج أيضاً عن أخطاء الأذن في السماع في حالة الإملاء فمثلاً عبارة في رومية 5/1 " لنا سلام " وردت في بعض النسخ " ليكن لنا سلام " والعبارتان متشابهتان في السماع في يونانية القرن الاول أما في العبرانية فإن إحتمال وقوع أخطاء الآذن منعدم أو ضعيف لانهُ لا توجد في كتابات الربابنة اية إشارة إلي ممارسة النساخة بطريقة الإملاء للناسخ بالقراءة له من النسخة المنقولة عنها والمسيحيون وحدهم هم الذين إستخدموا طريقة الإنتاج بالجملة عن طريق الإملاء لمجموعة من الكتبة في وقت واحد .



وبعض فروق القراءات قد ينتج عن أخطاء الذهن كأن يفشل الناسخ فى تفسير بعض الإختصارات التى كانت تستخدم كثيراً فى المخطوطات خصوصاً مصطلحات مثل الله والمسيح التى كانت تكتب بصورة مختصرة

وأعطى الدكتور مثالاً فلا يهمنا فى شىء ولكن نكمل ما قاله الدكتور



ويُرجع الفروق فى القراءات إلى أسباب أربعة هى :

(1) – أخطاء أثناء عملية النقل بالنساخة نتيجة إنخفاض درجة التركيز عند الناسخ فى بعض الأحيان .

(2) _ النسخ التى يتلفها الهراطقة عمداً ببث أفكارهم فيها أثناء النساخة .

(3) _ التعديلات التى يجريها بعض النساخ عن وعى وبشىء من الإندفاع بهدف تصحيح ما يرون أنه أخطاء وقعت من نساخ سابقين أو إختلاف عن القراءة التى إعتادوا سماعها .

(4) _ تعديلات بهدف توضيح المعنى المقصود بالعبارة .

انتهى الاقتباء من كتاب القس ايميل ماهر اسحاق

هذا تدليس من الكاتب وكذب على الدراسات الاكاديمية التى تعترف بأخطاء النسخ واخطاء مقصودة وغير مقصودة بل كثرة الاختلافات زادت الكتاب تناقضات ...

وايضاً نأخذ من مرجع آخر

كذلك أكد قاموس الكنيسة الإنجيلية ( جوتنجن 1956 تحت كلمة نقد الكتاب المقدس لسوركاو صفحة 458 )

" أن الكتاب المقدس يحتوي على " تصحيحات مفتعلة " تمت لأسباب عقائدية ويشير بلذلك إلى مثال واضح جداً وهو الخطاب الأول ليوحنا (5 : 7) القائل : " فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة : الأب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحداً" .

يوسف رياض فى كتاب وحى الكتاب المقدس صفحة 65

(( إضافة الحواشي المكتوبة كتعليق علي جانب الصفحة كأنها من ضمن المتن : وهو على ما يبدو سبب في إضافة بعض الأجزاء التى لم ترد في أقدم النسخ وأدقها مثل رومية 8/1, وأيضاً عبارة " الذين يشهدون فى السماء هم ثلاثة الورادة في رسالة يوحنا الاولي 5/7 ))

إذا اضيف على الكتاب وهناك اخطاء واضافة لتدعيم فكر لاهوتى فأين العصمة فى ذلك ؟ هل عصم الله الناس من هذه الاخطاء فى الكتاب المقدس ؟

ونكتفى بهذا القدر من الاخطاء والتحريفا؟؟؟؟===============نسبة الاسفار الي اخرين:::=======ونكمل من كاتب الكتاب لنقتبس منه ونرد عليه وهو يقول

( والدليل على ذلك ما حدث اثناء ترجمة العهد القديم إلى اليونانية حوالى سنة 282 قبل الميلاد فى عهد بطليموس الثانى بواسطة لجنة من سبعين عالماً من علماء اليهود الذين يجيدون اللغتين العبرية واليونانية )


هذا اكبر الكذب والتدليس وعدم الدراسة الصحيحة وهذا لان من قام بالترجمة غير دقيقين وهذا ليس كلامى بل هو كلام دائرة المعارف الكتابية

تقول حرف ( أ ) تحت عنوان (الترجمة السبعينية للعهد القديم )

" فترجمة الأسفار الخمسة الأولى ترجمة جيدة بوجه عام. أما الأسفار التاريخية ففيها الكثير من عدم الدقة والالتزام بالنصوص وبخاصة في الملوك الثاني. كما لا تظهر روعة الشعر العبري في الترجمة السبعينية، لا لنقص في الدقة فحسب، بل وأيضاً لمحاولة الترجمة الحرفية. كل ذلك يدل على أن من قاموا بالترجمة لم يكونوا متمكنين من ناصية العبرية، أو أنهم لم يراعوا الدقة، أو لم يبذلوا الجهد الكافي في تحري المعاني. وهكذا لا تسير الترجمة في سائر الأسفار على وتيرة واحدة، ففيها الكثير من الأخطاء الناتجة عن التهاون أو الملل أو الجهل. "

بل وتقول دائرة المعارف

حرف ( أ ) تحت عنوان ( أستير )

" حتى أن بعض هذه الكلمات لم تكن مألوفة عند المترجمين الذين قاموا بالترجمة السبعينية، مما أدى إلى ارتكابهم بعض الأخطاء التي تكررت في بعض ترجماتنا الأخرى "

كانت مدلولات الأسماء العبرية للحجارة لم تنتقل من جيل إلى آخر بكل دقة وبخاصة في أوقات اختفاء الصدرة ( كما في أثناء السبي البابلي مثلاً )، أو أن الحجارة التي كانت في الصدرة الأصلية لم تكن متوفرة عند إعادة عمل صدرة جديدة، فلم يكن هناك مفر من حدوث اختلافات في الصدرة في العصور المختلفة.

ويقول الكاتب فى صفحة 9

( عند ترجمة قول اشعياء النبي " ها العذراء تحبل وتلد ابنا " واراد ان يكتب هالفتاة او الشابة فإذا بصوت من السماء يناديه اكتب ما تقرأ وأنك لن تموت حتى ترى مسيح الرب )

فالحقيقة انى استغرب من هذا الهراء لماذا ؟

لان الاصل العبرى ليس العذراء بل الصبية والدليل على ذلك

هامش الرهبانية اليسوعية فى سفر اشعياء صفحة 1540

ويقول فى الهامش السادس ( ان اللفظ العبرية " علمة " يدل اما على صبية وإما على إمرأة لم يمض زمن طويل على زواجها غير ان الترجمة السبعينية اليونانية ترجمت هذا اللفظ بـ عذراء فهى شاهد للتفسير اليهودى القديم والذى سيتبناه الانجيل )

فالحقيقة ان كاتب الكتاب من المفروض انه يكتب سمع صوت فى عقله حرف هذا النص الى عذراء ليزيد مجد الله !

ويكمل الكاتب كلامه قائلاً فى صفحة 12

( لم ينخدع الرسل ولم يخدعوا العالم برسالة مسيح .. فمن ناحية لم يكونوا يسلمون بحقيقة ما إلا بعد التثبيت منها بالمشاهدة العينية فمع أن السيد المسيح قال لهم بعد موته انه سيقوم إلا انهم لم يسلموا بذلك تسليما مطلقاً ... )

هل حقاً لم ينخدعوا الرسل ؟

أي رسل ؟

فلو نظرنا نظرة إنصاف إلي الأسفار التي بين أيدينا الآن لتأكدنا أن الإنجيل المنسوب إلي متي لم يكن من كتابة متي العشار وإنما شخص أخر مجهول والسبب شخص أخر ويتضح من ذلك عندما نقرأ

إنجيل متي الإصحاح 9 العدد 9

(وفيما يسوع مجتاز من هناك ، رأى إنسانا جالسا عند مكان الجباية ، اسمه متى. فقال له: اتبعني. فقام وتبعه. )

فهل من كتب هذا هو متي ؟ الذي يقول علي نفسه رآي إنسان إسمه متى فقال له أتبعني فقام وتبعه . . . !!

فلو كان كما يدعي البعض متى العشار كما يدعي البعض لقال

( وفيما يسوع مجتاز من هناك رأنى جالساً عند الجباية فقال لى : إتبعنى فقمت وتبعته )



ويؤكد كلامي هذا الآب متي المسكين في تفسيره لإنجيل متى صفحة 27

(ولكن الاسباب التى حاقت بالنسخ الاولي بهذا الانجيل المكتوب باللغة العبرية فأفقدته رضانته وقانونيته ثم وجوده هي حيازة هراطقة كثيرين لإنجيل متي بالعبرية المحرفة مما جعل الكنيسة تبتعد عنه )
http://www.trutheye.com/up/uploads/thumbs/trutheye.com068aaaaa25.JPG
ومن هذا يتضح لنا أن الإنجيل الذي بين أيدينا ليس كتابة متي العشار وإنما من كاتب مجهول نسبه التقليد الكنسي لمتي العشار

ولا ننسي ما قالته ترجمة الآباء اليسوعيين في مدخل إنجيل يوحنا صفحة 286 تقول الآتي

( لابد من الإضافة ان العمل يبدوا مع كل ذلك ناقصاً , فبعض اللحمات غير محكمة وتبدوا بعض الفقرات غير متصلة بسياق الكلام (3/13 – 21 , 3/31-36 , 1/15 ) يجرى كل شىء وكأن الكاتب لم يشعر قط بأنه وصل إلى النهاية . وفى ذلك تعديل لما فى الفقرات من كل الترتيب فمن الراجح أن الإنجيل كما هو بين أيدينا أصدره بعض تلاميذ الكاتب فأضافوا عليه الإصحاح 21 ولا شك أنهم أضافوا أيضاً بعض التعليق مثل (4/2) وربما (4/1 , 4/44 ) (7/39 ) (11/2) (19/35) أما رواية المرأة الزانية ( 7/53 ) إلى ( 8/11) فهناك إجماع على أنها من مرجع مجهول فأدخلت فى زمن لاحق ....)

بمعني ان الإصحاح الأخير إضافة لاحقة وأن قصة المرآة الزانية مجهولة الكاتب وأنها من مرجع مجهول . . وهذه أمانة عالية المستوي ليست موجودة في الكتاب المقدس



اما بالنسبة لإنجيل مرقص

ففى مقدمة انجيل مرقس للقمص تادرس يعقوب ملطى

(" حاول بعض الدارسين أن ينسبوا إنجيل مرقس إلى بطرس الرسول، متطلعين إلى القديس مرقس ككاتب أو مترجم للقديس بطرس قريبه، وأن هذا الإنجيل ليس إلاَّ مذكرات للرسول بطرس أو عظات سمعها مار مرقس عنه أثناء إقامته معه في روما، سجلها بعد استشهاد القديسين بطرس وبولس " )

شرح إنجيل مرقس – الأب متي المسكين – صفحة 33

ونقل من إيرينيئوس " وبعد أن استشهد كلاهما , قام تلميذ بطرس والمترجم له لينقل لنا كتابة الأمور التى بشر بها بطرس "

يقول القمص تادرس يعقوب فى مقدمة تفسيره لإنجيل مرقص

" أجمع الدارسون على أن إنجيل مار مرقس هو أقدم ما كُتِبَ في الأناجيل، بل وحسبه كثير من الدارسين المصدر الرئيسي الذي استقى منه الإنجيليان متى ولوقا في كتابتهما إنجيليهما "

فهل هذا شاهد عيان وكتب ام نقل مما سمع ولم يتأكد ؟ وكيف يكون وحياً وهم يقومون بجمع معلومات من أناس ليسوا معصومين ؟

وايضا ان من قال ان مرقص هو كاتب انجيل مرقص استدل بالتقليد الكنسي ولم يستدل بنص من الكتاب او غير ذلك .. وقد قيل فى انجيل مرقص 7 /13

(مبطلين كلام الله بتقليدكم الذي سلمتموه. وأمورا كثيرة مثل هذه تفعلون )

فكأن الكتاب قد ترك لهم شاهد داخل كتابهم وفى انجيل مرقص لكى لا يتبعوا تقليد الناس ويتركو الكتاب ..!

اما بالنسبة لإنجيل لوقا فهذا اصلا غير موثق تاريخيا ولا له اى توثيق وهذا ما قاله القمص تادرس يعقوب ملطى فى مقدمة تفسير انجيل لوقا وقال

رأى البعض أنه كان أحد السبعين رسولاً، بل وأحد التلميذين اللذين ظهر لهما السيد بعد قيامته في طريقهما إلى عمواس (لو 24: 12)، وأن الرسول لم يذكر اسمه بروح التواضع؛

غير أن الرأي الغالب بين الدارسين المحدثين أنه لم يكن من الرسل، بل قَبِل الإيمان على يديّ الرسول بولس، مدلّلين على ذلك أولاً بافتقار السند التاريخي، وثانيًا لأن هذا الفكر يبدو متعارضًا مع مقدمة الإنجيل، إذ يقول الكاتب عن الأمور المختصة بالسيد المسيح: "كما سلّمها إلينا الذين كانوا من البدء معاينين وخدامًا للكلمة" (لو 1: 2)، وكأن الكاتب لم ينظر السيد المسيح بل سجّل ما تسلمه خلال التقليد بتدقيقٍ شديدٍ وتحقق من الذين عاينوا بأنفسهم. ولعلّه لهذا السبب يُعلق أحد الدارسين على هذا الإنجيل بقوله: "إنه عمل وليد إيمان الجماعة، قام على التقليد، وليس عملاً فرديًا".

ولهذا قد كتبها كاتب انجيل لوقا المجهول واعترف بهذا الكلام وقال

((إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصّة في الأمور المتيقِّنة عندنا. كما سلّمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخدَّامًا للكلمة. رأيت أنا أيضًا إذ قد تتبَّعت كل شيء من الأول بتدقيق أن أكتب إليك أيها العزيز ثاوفيلس ))) لوقا 1/1

وتقول دائرة المعارف الكتابية

حرف (أ) تحت عنوان ( الكتاب المقدس والنقد )

(( وبالنسبة للعهد الجديد فإن الرأى الغالب هو إنجيل مرقس كان أحد المراجع الرئيسية لإنجيلى متى ولوقا، فيمكن استكشاف مدى استخدام متى ولوقا لإنجيل مرقس، حيث قد وصلت إلينا الأناجيل الثلاثة. ))

فنريد من اى شخص يدعى ادعاء كذب بأن الكتبة هم رسل او شهود عيان ان يأتى بدليل من الكتاب وليس من التقليد الذى دخله الهرطقات

اما بالنسبة لبطرس فهذا لا اطيل عليكم فيه واستشهد بشهادة صغيرة وهى

فى مدخل رسالة بطرس الأولى فى الرهبانية اليسوعية صفحة 736

" ما إختصاره أن بطرس الرسول هو كاتبها .... ولكن بعض أهل الإختصاص شكوا فى صحة نسبة الرسالة إلى بطرس وهذه أهم البراهين التى يأتون بها والردود التى يمكن أن يرد بها عليهم

_ اللغة اليونانية هى من الجودة ما يجعل من العسير نسبتها إلى بطرس الصياد الجليلى ولا تُحل المشكلة إذا قيل أن بطرس كتب بالأرامية ثم كلف بعضهم ( سلوانس5/12 ) نقله إلى اليونانية . "

فأين الدليل على أن بطرس كتب بالأرامية ؟ وأين الدليل أنه كلف غيرهم على الترجمة ؟ فنحن نسأل علماء النصارى أن يأتونا بالدليل من كتب آباء الكنيسة ..

ولا ننسي شهادة تلميذ يوحنا البشير بوليكاربوس والتي نقلها أبو التأريخ الكنسي يوسابيوس القيصري في كتابه تاريخ الكنيسة 5:24:3 – صفحة رقم 124فيقول

( ومع هذا فمن كل رسل الرب لم يترك لنا أحد شيئاً مكتوباً سوي متى ويوحنا )

فمن كتب الرسائل المنسوبة لبطرس ولماذا نسبها إلي بطرس ؟

وهل يوجد رسائل منسوبة إلي رسل ولم يكتبها أصحابها كإنجيل متي ويوحنا ولوقا ومرقس وبولس وغيرهم ؟؟

وإليكم مثلاً علي هذا الكلام من تقول دائرة المعارف الكتابية

تحت عنوان " حكمة سليمان "

( كان سليمان بالنسبة لليهود وللمسيحيين الأوائل يعتبر رائداً للتعليم والحكمة، كما كان داود رائداً في كتابة الأناشيد، وموسى في تسجيل الشرائع الدينية، وهكذا نُسبت إليهم كتب لا علاقة لهم بها ) . .؟؟؟=======الكتاب يسأل ونحن نجيب:::=========نتبع الرد على الكتاب وهو يقول فى صفحة 21 الآتى
( لم يوجد دليل واحد يثبت دعوى تحريف التوراة والإنجيل كما لم يستطيع انسان ان يأتى بالنسخة الاصلية المزعومة الخالية من التحريف ولا ان يفصح عن التحريف زمان ومكان التغيير المزعوم وهل تم التحريف بالحذف ام بالإضافة ام بالإبدال فى الالفاظ ام بالتأويل فى المعانى ؟ وهل صار التحريف بمعرفة وقصد ام وقع سهواً وبدون معرفة ؟ وفى أى قسم من اقسام الكتاب المقدس ... )

كل هذه الاسئلة انا اعتبرها تحدى وان شاء الله سأثبت كل كلمة مما يريدها وبالأدلة القاطعة

بداية لقد ادعى انه لا يوجد دليل على تحريف اليهود للكتاب المقدس فالحقيقة

ان الاباء الاوائل قد اتهموا اليهود بتحريف التوراة ومن ذلك شهادة

العلامة القديس إمام المسيحية ( أوريجانوس ) يقول في كتاب العهد القديم كما عرفته كنيسة الإسكندرية

( أما سبب غياب بعض الأسفار اليونانية من العهد القديم العبري لدي اليهود فيرجع – حسب تعليل أوريجانوس – إلي رغبتهم في إخفاء كل ما يمس رؤسائهم وشيوخهم كما هو مذكور في بداية خبر سوسنا : " وعٌين للقضاء في تلك السنة شيخان من الشعب وهما اللذان تكلم الرب عنهما أنهُ خرج الإثم من بابل من القضاة الشيوخ "

ويقدم أمثلة من الإنجيل لتأكيد ما يقولهُ حيث يخاطب السيد المسيح الكتبة والفريسيين يقوله : " لكي يأتي عليكم كل دم ذكي سٌفك علي الأرض من دم هابيل الصديق إلي زكريا إبن برخيا الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح ( متي 23/35)



وعلى سبيل المثال شهادة يوحنا ذهبى الفم فى عظاته على إنجيل متي وبالظبط فى العظة التاسعة فى الفقرة وهو يشرح متي 2/23 " وأتى وسكن فى مدينة يقال اهت ناصرة لكى يتم ما قيل بالأنبياء أنه سيدعى ناصرياً "

يقول نرى هنا السبب الذى جعل الملاك ينقلهم بسهولة للمستقبل وإعادتهم لوطنهم وليس بهذه السهول ولكن يضيف إلى ذلك نبوءة " لكى يتم " يقول " الذى قيل بالأنبياء أنه سيدعى ناصرياً " من الأنبياء قال هذه النبوءة؟ لا تتعجب من هذا لأن العديد من الكتابات النبوية قد فقدت ويمكنك أن ترى ذلك فى سفر أخبار الأيام (وبقية أمور سليمان الأولى والأخيرة مكتوبة في أخبار ناثان النبي وفي نبوة أخيا الشيلوني وفي رؤى يعدو الرائي على يربعام بن نباط. أخبار الأيام الثاني 9/29 ) فبسبب الإهمال وبسبب عدم الورع بعضها سمحوا بإفسادها والبعض الأخر قاموا بإحراقها بأنفسهم ومذقوها إرباً والحقيقة الأخيرة يذكرها إرميا (وأمور رحبعام الأولى والأخيرة مكتوبة في أخبار شمعيا النبي وعدو الرائي عن الانتساب. وكانت حروب بين رحبعام ويربعام كل الأيام. أخبار الأيام الثانية 12/15 ) وكذلك كاتب سفر الملوك الرابع )



فنكتفى بإتهام الاباء نفسهم لليهود بأنهم حرفوا التوراة وحذفوا ووضعوا

فالواقع الذى قام بالكتاب لا يفقه شيء لانه يقول لو كان محرف آتوا بالنسخة الاصلية وهل لو وجدت النسخة الاصلية يكون الكتاب محرف ؟

ولكن نرد عليه ونقول اعطنى نسخة او قصوصة صغيرة اصلية لأى جزء من كتابك المقدس والله لن ياتى .. لماذا ؟ لان جميع علماء النصارى قد اعترفوا بضياع النسخ الاصلية المكتوبة بخط يد الكتاب ونقوم الآن بسرد الادلة على هذا



كتاب ( مخطوطات الكتاب المقدس بلغاته الأصلية )

للشماس الدكتور / إميل ماهر إسحاق

أستاذ العهد القديم واللاهوت بالكلية الإكليريكية واللغة القبطية بمعهد اللغة القبطية بالقاهرة

صفحة 19

"" ليس بين أيدينا الآن المخطوطة الأصلية , أي النسخة التي بخط يد كاتب أي سفر من أسفار العهد الجديد او القديم . فهذه المخطوطات ربما تكون قد إستهلكت من كثرة الإستعمال , أو ربما يكون بعضها قد تعرض للإتلاف أو الإخفاء في أزمنة الإضطهاد , خصوصاُ وأن بعضها كان مكتوب علي ورق البردي وهو سريع التلف "



وننقل لكم ما ورد في دائرة المعارف الكتابية حرف (أ) تحت عنوان الكتاب المقدس والنقد

((وحيث أنه لم تصلنا أى نسخة أصلية بيد أحد من الكتاب الذين استخدمهم روح الله فى كتابة الأسفار المقدسة، فإن نقد النصوص تصبح له أهمية بالغة فى دراسة هذه الأسفار. ))



وايضا الاستاذ يوسف رياض فى كتاب وحى الكتاب المقدس صفحة 63

وتحت عنوان ضياع النسخ الأصلية

أشرنا في الفصل الأول أن الكتاب المقدس هو صاحب أكبر عدد للمخطوطات القديمة. وقد يندهـش البعض إذا عرفوا أن هذه المخطوطات جميعها لا تشتمل على النسخ الأصلية والمكتوبة بخط كتبة الوحي أو بخط من تولوا كتابتها عنهم. فهذه النسخ الأصلية جميعها فقدت ولا يعرف أحد مصيرها.

ويتسأل الكاتب هل تم التحريف بالزيادة بالحذف ام بالإضافة ام بالابدال ؟

صراحة الكتاب المقدس تم تحريفه بجميع الألوان من التحريف بالزيادة والنقصان والإخفاء والمعني وكل شئ موجود في الكتاب المقدس وهذا بإعتراف علماء المسيحية

والان سنثبت الثلاثة حالات فى الرد ونبدأ بالحذف

لقد ذكر فى رسالة كورنثوس الأولى 5/9

" كتبت إليكم في الرسالة أن لا تخالطوا الزناة. "

اين هذه الرسالة ؟ ترد علينا الرهبانية اليسوعية فى الهوامش صفحة 517 وتقول

( كتب بولس رسالة فقدت فيما بعد ولم تصل إلينا )

" كتبت إليكم في الرسالة أن لا تخالطوا الزناة. "

كتبت هنا فعل ماضي بمعني أن هذا الكلام كان مكتوب في رسالة من قبل وليست هذه الرسالة

فهي رسالة مفقودة من الكتاب المقدس ولا نعرف هل يوجد رسائل أخري مفقودة أن هذه فقط .

اليس هذا مثالاً على الحذف ؟ لن اعلق كثير وسأضرب مثالاً واحداً فقط على التحريف



ندخل فى الجزئية الاخرى وهى هل يوجد دليل على الاضافة ؟

نقول نعم والآن نسرد الأدلة فى الرد على الكاتب

دائرة المعارف الكتابية _ الجزء الثالث _صفحة 294:295

حرف (خ) – مخطوطات العهد الجديد

وتحت عنوان إختلافات مقصودة يقول

" وقد حدثت أحياناً بعض الإضافات لتدعيم فكر لاهوتي، كما حدث في إضافة عبارة "واللذين يشهدون في السماء هم ثلاثة"(1يو5: 7) حيث أن هذه العبارة لا توجد في أي مخطوطة يونانية ترجع إلى ما قبل القرن الخامس عشر، ولعل هذه العبارة جاءت أصلاً في تعليق هامشي في مخطوطة لاتينية، وليس كإضافة مقصودة إلى نص الكتاب المقدس ، ثم أدخلها أحد النسَّاخ في صلب النص . "

أليس هذا دليل على الاضافة ؟



أما نسخة الكاثوليك للعهد الجديد في هامش هذا النص تقول

" فى بعض الأصول الاب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد . لم يرد فى الأصول اليونانية المعول عليها , والأرجح أنه شرح أدخل إلى المتن فى بعض النسخ "



يوسف رياض فى كتاب وحى الكتاب المقدس صفحة 65

(إضافة الحواشي المكتوبة كتعليق علي جانب الصفحة كأنها من ضمن المتن : وهو على ما يبدو سبب في إضافة بعض الأجزاء التى لم ترد في أقدم النسخ وأدقها مثل رومية 8/1, وأيضاً عبارة " الذين يشهدون فى السماء هم ثلاثة الورادة في رسالة يوحنا الاولي 5/7 )



هذا النص غير موجود في المخطوطات الأتية

( السينائية , الفاتيكانية , الأسكندرية , القبطية الصعيدية , القبطية البحرية , الأرمينية , الأثيونية , الجورجية .. وغيرهم )

فمن الذى اضافه ؟ اليس هذا دليل على التحريف؟

هناك الكثيرمن الادلة ولكنى لا اريد ان اطيل عليكم

ندخل على الجزئية الاخرى وهى الإبدال ! يتسأل الكاتب هل يوجد تبديل فى الكتاب المقدس مما يثبت التحريف؟

نقول له نعم

ان نهاية انجيل المرقص الغير موجودة فى اقدم المخطوطات هى استبدلت بنهاية اخرى

والآن نسرد الاراء على هذا الكلام



من مدخل إنجيل مرقس في الرهبانية اليسوعية ص124

(( وهناك سؤال لم يلق جواباً : كيف كانت خاتمة إنجيل مرقس ؟ من المسلم به على العموم أن الخاتمة كما هى الآن (16/9-20) قد أضيفت لتخفيف ما في نهاية كتاب من توقف فجائي فى الآية 8 . ولكننا لن نعرف أبداً هل فقدت خاتمة الكتاب الأصلية أم هي رآي مرقس أن الإشارة إلي تقليد الترائيات في الجليل في الأية 7 تكفي لإختتام الرواية))



الرهبانية اليسوعية العهد الجديد ص177

تعليقاً علي إنجيل مرقس 16/9 " المخطوطات غير ثابتة فيما يتعلق بخاتمة إنجيل مرقس هذه ( الآيات 9-20 ) "



يقول إلدان لاد في كتابهُ أنا أِؤمن بقيامة المسيح صفحة رقم 92

(( بوجود أسباب تجعلنا نشك فى صحة نهاية إنجيل مرقس 16/9-20 فيمكننا أن نستبعد تسلسل الأحداث كما سجلها مرقس بظهور المسيح لمريم المجلدية أولاً ))



الآب متى المسكين فى تفسيره لإنجيل مرقس صفحة رقم 631 أخر الصفحة اليسرى

(( بهذا يرتاح ضميري إذا أكون قد قدمت للقاري مفهوماً حقيقاً عن القيامة مما يتناسب مع الجزء الضائع من نهاية إنجيل مرقس ))



دائرة المعارف الكتابية

حرف (أ) تحت كلمة إنجيل مرقس صفحة 460

(( معظم العلماء يعتبرونها غير مرقسية أصلاً وان من 9-20 قد فقدت ))



وندخل فى الجزء الآخر وهو يتسآل

(وهل صار التحريف بمعرفة وقصد أم وقع سهواً وبدون معرفة )



صار التحريف بمعرفة

دائرة المعارف الكتابية حول الإختلافات بين النصوص

حرف الميم تحت عنوان مخطوطات العهد الجديد

رابعاً : نقل نصوص العهد الجديد : (أ‌) قبل اختراع الطباعة:

(( إختلافات مقصودة : وقعت هذه الاختلافات المقصودة نتيجة لمحاولة النسَّاخ تصويب ما حسبوه خطأ، أو لزيادة إيضاح النص أو لتدعيم رأي لاهوتي. ولكن ـ في الحقيقة ـ ليس هناك أي دليل على أن كاتباً ما قد تعمد إضعاف أو زعزعة عقيدة لاهوتية أو إدخال فكر هرطوقي.

صار التحريف ايضاً بدون معرفة

كتاب ( مخطوطات الكتاب المقدس بلغاته الأصلية ) صفحة 20

للشماس الدكتور / إميل ماهر إسحاق

أستاذ العهد القديم واللاهوت بالكلية الإكليريكية واللغة القبطية بمعهد اللغة القبطية بالقاهرة

ويُرجع الفروق فى القراءات إلى أسباب أربعة هى :

(1) – أخطاء أثناء عملية النقل بالنساخة نتيجة إنخفاض درجة التركيز عند الناسخ فى بعض الأحيان .

(2) _ النسخ التى يتلفها الهراطقة عمداً ببث أفكارهم فيها أثناء النساخة .

(3) _ التعديلات التى يجريها بعض النساخ عن وعى وبشىء من الإندفاع بهدف تصحيح ما يرون أنه أخطاء وقعت من نساخ سابقين أو إختلاف عن القراءة التى إعتادوا سماعها .

(4) _ تعديلات بهدف توضيح المعنى المقصود بالعبارة .



قاموس الكنيسة الإنجيلية ( جوتنجن 1956 تحت كلمة نقد الكتاب المقدس لسوركاو صفحة 458 )

" أن الكتاب المقدس يحتوي على " تصحيحات مفتعلة " تمت لأسباب عقائدية ويشير بلذلك إلى مثال واضح جداً وهو الخطاب الأول ليوحنا (5 : 7) [ القائل : " فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة : الأب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحداً" .

اليس هذا كله تحريف يا من تدعى عدم التحريف؟؟؟؟========عملية النسخ ووحدة الكتاب:::========وندخل فى جزء اخر لنرد عليه وهو يقول فى صفحة 25

( ان عملية نسخه خلال القرون الطويلة قد سارت بدقة متناهية هى مثار الدهشة والعجب اذ كان اليهود حماة غيورين على حرفيته تأكيداً منهم لوحيها المطلق وكانت أسفاره تكتب على رقوق من جلود حيوانات طاهرة )



فالحقيقة انى اتعجب من هذا التدليس الكبير

وانا لا اسب والله ابداً ولكنى احترم الامانة العلمية ولا احب ان يكذب احد على العلم

فالدارس يرى ان هذا الكلام خطأ بكل المقاييس التاريخية والعلمية ونبدأ فى سرد الادلة



يقول الأب متى المسكين فاضحاً لليهود وتحريفهم وعدم امانتهم فى مقدمة انجيل متى صفحة 27

(ولكن الاسباب التى حاقت بالنسخ الاولي بهذا الانجيل المكتوب باللغة العبرية فأفقدته رضانته وقانونيته ثم وجوده هي حيازة هراطقة كثيرين لإنجيل متي بالعبرية المحرفة مما جعل الكنيسة تبتعد عنه)



يقول العلامة القديس إمام المسيحية ( أوريجانوس )

(( أما سبب غياب بعض الأسفار اليونانية من العهد القديم العبري لدي اليهود فيرجع – حسب تعليل أوريجانوس – إلي رغبتهم في إخفاء كل ما يمس رؤسائهم وشيوخهم كما هو مذكور في بداية خبر سوسنا : " وعٌين للقضاء في تلك السنة شيخان من الشعب وهما اللذان تكلم الرب عنهما أنهُ خرج الإثم من بابل من القضاة الشيوخ "

كتاب العهد القديم كما عرفته كنيسة الإسكندرية _ دار مجلة مرقس _ ص 57-58

فعلا من الواضح الدقة المتناهية فى تحريف كلام الله وبشهادة من؟

بشهادة العلامة العظيم أوريجانوس كما قال عنه منيس عبد النور فى كتاب

شبهات وهمية حول الكتاب المقدس للقس منيس عبد النور صفحة رقم 16 , 17



دائرة المعارف الكتابية

تقول حرف ( أ ) تحت عنوان (الترجمة السبعينية للعهد القديم )

" الترجمات اليونانية الأخرى للعهد القديم في بداية العصر المسيحي : عندما أصبحت الترجمة السبعينية عنصراً من عناصر الجدل بين المسيحيين واليهود، وظهرت بعض الاختلافات بين الترجمة السبعينية والنصوص العبرية التي كانت متداولة بين اليهود، كان لابد من محاولة تزويد اليهود المتكلمين باليونانية بترجمة دقيقة، وهكذا ظهرت أسماء علماء ارتبطت بترجمات معينة. فظهرت في أثناء القرن الثاني المسيحي ثلاث ترجمات يونانية أخرى كاملة للعهد القديم "



اليهود الذين قال فيهم المسيح فى انجيل متى 23/37

(يا أورشليم ، يا أورشليم ! يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها ، كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ، ولم تريدوا! )



فإذا كانوا قتلة الانبياء ورجمة المرسلين فهل يحافظون على التوراة؟

فالحقيقة نجد هذا الحفاظ على الكتاب المقدس فى ان كل كنيسة لها كتاب مختلف

اليس هذا دليل على التحريف؟



كنيسة روما

كتب التراث لكنيسة الأقباط الأرثوذكس وهو كتاب ( المجموع الصفوى لإبن العسال )

حيث إن مؤلف هذا الكتاب كما يقول جرجس فيلوثاؤس الذي قام بنشر هذا الكتاب يٌعد من أكبر معلمي الكنيسة المصرية في المقدمة



وهو يٌعرف القاري بأولاد العسال ولذلك فإن هذا الكتاب يعتبر حجة وقد أورد القانون رقم 85 المنسوب للرسل والذي يتكلم عن الأسفار المقدسة التي يقبلها الروم فيقول (( إن الكتاب العنيرة والمقدسة التي يجب أن تكون لكم جميعكم كليروسية وعوام - أما التي لعهد العتيق فإنها لموسي خمس .. " وقال أسفار موسي وقال أسفار الأنبياء ثم قال " .. ولحزقيال واحد ولدانيال واحد والبقية وللمكابين ثلاثة أسفار وليكن في علمكم أيضاً بأن يتعلم أحداثكم حكمة إبن شيراخ الجزيرة المعرفة والأدب ... "وبعد ذلك تكلم عن العهد الجديد ذكر الأناجيل ورسائل بولس وبطرس ويوحنا والرؤيا والأعمال ويعقوب حتي وصل إلي"



... وكتاب أعمالنا نحن الرسل ولإكلمندس رسالتان ووصايا الرسل التي أوصوا بها لكم أيها الاساقفة بواسطتي أنا إكلمنطس في ثمانية كتب التي لا ينبغي إشتارها لأجل الأموار السرية التي تحويها ))



من كتاب المجمع الصفوي لإبن العسال – مؤسسة مينا للطباعة – الجزء الأول – صفحة 13.14

هل يوجد بين أيديهم سفر مكابين الثالث

وهل يوجد الآن أكلمندس الأولي والثانية

آين السفر المسمي وصايا الرسل



اليس اختلاف الكتب دليل على عدم الدقة ؟

ما بين أيديكم الآن "رسالة يهوذا "فلماذا حذفوها الروم من كتابهم بناء علي وصايا الرسل التي إستلموها من التقليد المقدس

ما بين أيديكم الآن "رؤيا يوحنا اللاهوتي" فلماذا حذفوها الروم من كتابهم بناء علي وصايا الرسل التي إستلموها من التقليد المقدس

ما بين أيديكم الآن "سفر باروخ" فلماذا حذفوها الروم من كتابهم بناء علي وصايا الرسل التي إستلموها من التقليد المقدس

ما بين أيديكم الآن " سفر يهوديت " فلماذا حذفوها الروم من كتابهم بناء علي وصايا الرسل التي إستلموها من التقليد المقدس

ما بين أيديكم الآن " سفر طوبيا " فلماذا حذفوها الروم من كتابهم بناء علي وصايا الرسل التي إستلموها من التقليد المقدس



( الكنيسة الأثيوبية )

تؤمن بأسفار كثيرة وتقول دائرة المعارف الكتابية تحت إسم ( إثيوبيا ) صفحة 83.82

( يتكون الكتاب المقدس الحبشي من 46 سفراً في العهد القديم ، 35 سفراً في العهد الجديد فعلاوة على الأسفار القانونية ( المعترف بها ) ، فإنهم يقبلون راعي هرماس وقوانين المجامع ورسائل أكليمندس والمكابيين وطوبيا ويهوديت والحكمة ويشوع بن سيراخ وباروخ وأسفار أسدراس الأربعة ، وصعود إشعياء وسفر آدم ويوسف بن جوريون وأخنوخ واليوبيل )

فهل أنتم تؤمنون بالأسفار هذه : الراعى لهرماس – قوانين المجامع – رسائل أكلمندس – وأسفار أسدراس الأربعة وصعود إشعياء وسفر آدم وسفر يوسف بن جوريون وسفر أخنوخ وسفر اليوبيل .



( الكنيسة البروتستانتية )

فإن الكنيسة البروتستانتية لا تؤمن بالأسفار التالية ( طوبيا – يهوديت – تتمة سفر استير – حكمة سليمان – يشوع بن سيراخ – باروخ – تتمة سفر دانيال – المكابين الأول – المكابين الثانى )

فإن البروتستانت يتهمون الأرثوذكس والكاثوليك بأنهم حرفوا الكتاب المقدس بالزيادة والأشنع من ذلك أنهم أعلنوا أن هذه الزيادات بكتاب الأرثوذكس والكاثوليك عبارة عن خرافات



من أين جاء هذا الاختلاف فى الكتاب؟ الم يكن هناك دقة ؟

اليس هذا تحريف؟ والادهى ان لكل منهم ادلة على اسفاره التى بين يديه فمن نصدق وكل شخص يقول أن هذا تقليد آباء الكنيسة الأولي . . !!!



كتب الأنبياء " الستة عشر .. وخارجاً عن ذلك حكمة يشوع بن شيراخ لتعليم الأطفال وأيضاً كتاب يوسف بن كربون وهو كتاب المقابيين ))

راجع المجموع الصفوى لإبن العسال _ مينا للطباعة _ الجزء الأول _ صفحة 11



ولكن نأخذ على سبيل المثال سفر ضاع من شدة الحفاظ عليه وهو سفر

"وقال أن يتعلم بنو يهوذا نشيد القوس. هوذا ذلك مكتوب في سفر ياشر"

سفر صموئيل الثانى 1/18



تقول دائرة المعارف الكتابية حرف ( ي ) تحت عنوان ياشر- سفر ياشر

" ويعتقد بعض العلماء أن هذا السفر الجميل فُقد في أثناء السبي "J

من كثرة جمال هذا السفر قد تم ضياعه ومن شدة الحفاظ عليه



وفى قاموس الكتاب المقدس حرف (ي) كلمة ياشر يقول

" يلوح للمتعمق في العهد القديم أن ترنيمة يشوع ( يش 10: 13 )، ومرثاة داود لشاول ويوناثان ( 2 صم 1: 18- 27 )، مقتبسة عن هذا السفر المفقود ... إن جمال هذا السفر الذي نلمسه في القطع المقتبسة منه في العهد القديم يبعث على الرجاء بأنه سيعثر عليه كاملاً في النهاية، سيما وأنه لا يمكن أن يكون قد كتب قبل عصر داود وسليمان "

هى لقطات مقتبسة من سفر مفقود !

وان شاء الله سيجدوا هذا السفر الجميل التى اضاعوها وسط تحريفهم وكذبهم

اليس هؤلاء اليهود الذين كذبوا وحرفوا فى التوراة؟

ولكنهم والله هم قتلة الانبياء الذين اتهمهم الاباء بتحريف التوراة



يقول الكاتب فى صفحة 39

( يروى ان بعض مؤمنى افريقيا سمعوا اسقفهم مرة يستبدل كلمة سرير فى قصة شفاء المفلوج بكلمة فراش فإحتجوا عليه احتجاجا شديداً ... )

فالحقيقة انى اضحك على هذه القيلة المحرفة تماماً للتاريخ الحقيقى للنسخ

والحفاظ على الكتاب والأمانة ومن كلامه هذا يتضح لنا كذب علماء المسيحية علي عوام النصاري وإليكم تاريخ النسخ من المراجع المسيحية

دائرة المعارف الكتابية

حرف الميم تحت عنوان مخطوطات العهد الجديد

رابعاً : نقل نصوص العهد الجديد : (أ‌) قبل اختراع الطباعة:

(( إختلافات مقصودة : وقعت هذه الاختلافات المقصودة نتيجة لمحاولة النسَّاخ تصويب ما حسبوه خطأ، أو لزيادة إيضاح النص أو لتدعيم رأي لاهوتي. ولكن ـ في الحقيقة ـ ليس هناك أي دليل على أن كاتباً ما قد تعمد إضعاف أو زعزعة عقيدة لاهوتية أو إدخال فكر هرطوقي.

ولعل أبرز تغيير مقصود هو محاولة التوفيق بين الروايات المتناظرة في الأناجيل. وهناك مثالان لذلك: فالصورة المختصرة للصلاة الربانية في إنجيل لوقا (11: 2ـ4) قد أطالها بعض النسَّاخ لتتفق مع الصورة المطولة للصلاة الربانية في إنجيل متى (6: 9ـ13). كما حدث نفس الشيء في حديث الرب يسوع مع الرجل الغني في إنجيل متى ( 19: 16و17) فقد أطالها بعض النسَّاخ لتتفق مع ما يناظرها في إنجيل لوقا ومرقس .

وفي قصة الابن الضال في إنجيل لوقا (15: 11 ـ 32) نجد أنه رجع إلى نفسه وقرر أن يقول لأبيه: " ... اجعلني كأحد أجراك "(لو 15: 19) فأضاف بعض النسَّاخ هذه العبارة إلى حديث الابن لأبيه في العدد الحادي والعشرين .

وقد حدثت أحياناً بعض الإضافات لتدعيم فكر لاهوتي، كما حدث في إضافة عبارة "واللذين يشهدون في السماء هم ثلاثة"(1يو5: 7) حيث أن هذه العبارة لا توجد في أي مخطوطة يونانية ترجع إلى ما قبل القرن الخامس عشر، ولعل هذه العبارة جاءت أصلاً في تعليق هامشي في مخطوطة لاتينية، وليس كإضافة مقصودة إلى نص الكتاب المقدس ، ثم أدخلها أحد النسَّاخ في صلب النص .

ظهور إختلافات في النصوص: عندما كتبت أسفار العهد الجديد كانت أصلاً عملاً خاصاً أكثر منه عملاً أدبياً بالمعنى المفهوم، وكان هذا صحيحاً بالنسبة لمعظم رسائل العهد الجديد ـ بخاصة ـ فقد كانت رسائل موجهة لأفراد وجماعات، بل إن الأناجيل نفسها قد كتبت لهدف يختلف عن هدف أي عمل أدبي عادي.

ولهذا فعند نسخ أي سفر من أسفار العهد الجديد ـ في تلك الفترة المبكرة ـ كان ينسخ للاستعمال الشخصي بواسطة كاتب غير متخصص، وعلاوة على ذلك، فإنه لما كان فحوى السفر أو الرسالة هو أهم شيء، لم يكن الناسخ يحس ـ بالضرورة ـ أنه ملزم بنقل النص بنفس ترتيب الكلمات أو التفاصيل التي لا تؤثر في المعنى.



أما في حالة الأسفار التاريخية، فكان النسَّاخ ـ على ما يبدو ـ يشعرون أحياناً بحرية إضافة بعض التفصيلات الصغيرة للتوضيح. وفضلاً عن ذلك، لم تكن للديانة المسيحية ـ في الفترة المبكرة للعهد الجديد ـ لدى السلطات السياسية مكانة تشجع على القيام بمقارنة واسعة لمخطوطات العهد الجديد في ذلك العصر،



كما أنه من العسير تحاشي الاختلافات والأخطاء حتى مع افتراض أفضل النوايا في الدقة عند الناسخ، ومن ثم تجمعت كل هذه العوامل فنتج عنها وجود بعض الاختلافات بين المخطوطات في الفترة الأولى بعد أن تمت كتابة كل أسفار العهد الجديد. واستمرت هذه الفترة إلى أن حصلت المسيحية على اعتراف السلطات بها رسمياً في أوائل القرن الرابع، وإن يكن معظم هذه الاختلافات ـ التي لها أهميتها في تحقيق النصوص ـ قد ظهرت في النصف الأول من تلك الفترة .

وقد أدت الاختلافات التي حدثت بين المخطوطات ـ نتيجة لتكرار النسخ ـ إلى ظهور "عائلات" أو "مجموعات" من المخطوطات أو ما يعرف باسم "النصوص المحلية". وقد حمل المسيحيون نسخ العهد الجديد بخصائصها واختلافاتها إلى مختلف البلاد والمناطق. ومع تكرار نسخ كل مخطوطة، كانت النسخ الجديدة تشتمل على مجموعة الاختلافات في المخطوطة المنقول عنها،

أي المخطوطة الأم .



كما كانت تختلف بدرجة أكبر عن النسخ المنقولة عن مخطوطات أخرى في الأماكن المختلفة. وعلى هذا فإن الخصائص المشتركة بين مجموعة من المخطوطات تدل على مصدرها المشترك، كما تميزها عن المجموعات الأخرى. وفي بعض الأحيان، يمكن أن تنسب مجموعة من المخطوطات إلى منطقة معينة وزمن معين من خلال ما فيها من إختلافات مميزة لكتابات أحد آباء الكنيسة أو تلك الموجودة في إحدى الترجمات في زمن محدد ومكان معين .



ومع أن نسخ المخطوطات باليد يعني أنه لا يمكن أن توجد فعلياً مخطوطتان متطابقتان تماماً، إلا أن كل المخطوطات تقريباً ـ بداية من القرن الثامن فصاعداً ـ تمثل الصورة الموحَّدة. وقد استمرت هذه الصورة للنص إلى أن أحدث اختراع الطباعة ثورة في عالم الكتب



إختلافات مقصودة : وقعت هذه الاختلافات المقصودة نتيجة لمحاولة النسَّاخ تصويب ما حسبوه خطأ، أو لزيادة إيضاح النص أو لتدعيم رأي لاهوتي. ولكن ـ في الحقيقة ـ ليس هناك أي دليل على أن كاتباً ما قد تعمد إضعاف أو زعزعة عقيدة لاهوتية أو إدخال فكر هرطوقي ))



وهنا يتضح لنا الأمانة العالية التي كان فيها نساخ الكتاب المقدس

*-*-*-*-*-*-*



ولكن اضع الان بين ايديكم أمران للرد على كلامه

أولاً هو يرد على نفسه فى آخر الكتاب صفحة 47

( فن الطباعة لم يعرف الا منذ عهد قريب وكانت الطريقة الوحيدة لنسخ الكتب .

وقد نسخت الاناجيل مراراً بأيدي نساخ كثيرين حتى بلغ منها ما يزيد على مائتى ألف نسخة ولذلك تعتبر سلامتها المطلقة من تغييرات زهيدة ضرباً من المحال )

ثانياً انا أرد عليه من حيث الاخطاء الزهيدة التى يتكلم فيها



حذفوا النساخ الأمناء كلمة بكر من الترجمات الأخري لان كلمة بكر تعني أنه له أخوة أخرين وهذا إيمان البروتستانت ولذلك أضاف من أضاف وحذف من حذف كلمة بكر . . !!

متى 1 : 25

إليك أولاً النص اليوناني حتي تتأكد وتتيقن من أمانة النساخ المزعومة

(και ουκ εγινωσκεν αυτην εως ου ετεκεν υιον και εκαλεσεν το ονομα αυτου ιησουν)

وترجمة النص كالأتي

( وما كان يعرفها إلي أن ولدت ابناً ودعا اسمه يسوع )



ترجمة الفانديك

( وَلَمْ يَعْرِفْهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ. وَدَعَا اسْمَهُ يَسُوعَ.)



ترجمة العربية المشتركة.

( ولكِنَّهُ ما عَرَفَها حتّى ولَدَتِ اَبْنَها فَسَمّاهُ يَسوعَ.)



الترجمة العربية المبسطة.

( لَكِنَّهُ لَمْ يُعَاشِرْهَا حَتَّى وَلَدَتِ الطِّفلَ، الَّذِي سَمَّاهُ "يَسُوعَ.")



ترجمة كتاب الحياة

( وَلكِنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ بِهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْناً، فَسَمَّاهُ يَسُوعَ )



الترجمة الكاثوليكية

( على أَنَّه لم يَعرِفْها حتَّى ولَدَتِ ابناً فسمَّاه يسوع.)



الترجمة البولسية

(ووَلَدَتِ ابنَها، وهُوَ لم يَعْرِفْها، فسمَّاه يسوع.)





حذف عبارة (بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ ) والتي تثبت أن النساخ حذفوا النص لأنه يؤكد أن من يضربك فعلاً علي خدك أعطيه الخد الأخر . . !! وهذا لأمانة النساخ J



متى 5 : 44

ترجمة الفانديك

( وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمٌَُْ. )



العربية المشتركة.

(أمَّا أنا فأقولُ لكُم: أحِبُّوا أَعداءَكُم، وصَلُّوا لأجلِ الّذينَ يضْطَهِدونكُم،)



العربية المبسطة.

(أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعدَاءَكُمْ، وَصَلُّوا مِنْ أَجلِ الَّذِينَ يَضْطَهِدُونَكُمْ.)



ترجمة الكاثوليكية

( أَمَّا أَنا فأَقولُ لكم : أَحِبُّوا أَعداءَكم وصَلُّوا مِن أَجلِ مُضطَهِديكُم )



الترجمة البولسية

( أَمَّا أَنا فأقولُ لكم: أَحِبُّوا أَعداءَكم، وصَلُّوا لأَجلِ الذينَ يضطهِدونَكم )



متى 18 : 11

العدد 11 محذوف من جميع المخطوطات ولكن النساخ الأمناء الذي يشير إليهم الأستاذ المحترم نبيل عدلي قد أضافوا النص حتي يوضحوا محبة يسوع المفقودة وأنه أتي ليأخذك إلي الخلاص والكلام التبشيري الذي لا دليل عليها



ترجمة الفانديك

( أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ )



الترجمة العربية المشتركة.

( . . { فاَبنُ الإنسانِ جاءَ ليُخـلِّصَ الهالِكينَ{. . . ) موضوع بين أقواس



الترجمة العربية المبسطة.

( لأَِنَّ ابنَ الإنسَانَ جَاءَ لِكَي يُخَلِّصَ الضَّائِعِيْنَ.)



ترجمة الكاثوليكية

( . . . . . . . . )

النص محذوف تماماً للأمانة التحريفية



أما في ترجمة الآباء اليسوعين أو الرهبانية اليسوعية فقد حذفت النص أيضاً ووضعت هامش وفيه الآتي صفحة 87

(فإن إبن الإنسان جاء ليخلص ما قد هلك . لا ترد هذه الآية في جميع المخطوطات )



وطبعاً تم إضافة النص للأمانة التي يتميز بها فقط نساخ الكتاب المقدس J





كاتب إنجيل مرقس الذي يكتب بوحي من الروح القدس أخطأ في الكتاب المقدس والنساخ الأمناء صلحوا له الأخطاء وإليك خطأ واحداً

مرقس 1 : 2

ترجمة الفانديك

(كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَنْبِيَاءِ: «هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ.)



الترجمة العربية المشتركة.

(بَدأتْ كما كَتبَ النَّبـيُّ إشَعْيا: ها أنا أُرسِلُ رَسولي قُدَّامَكَ ليُهيِّـئَ طَريقَكَ.)



الترجمة العربية المبسطة.

(فَكَمَا هُوَ مَكتوبٌ فِي كِتابِ النَّبِيِّ إشَعْيَاءَ: هَا أَنَا أُرسِلُ رَسُولِي قُدَّامَكَ.لِيُعِدَّ الطَّرِيقَ.)



كتاب الحياة

(كُتِبَ في سِفرِ النَّبِيِّ أَشَعيا: هاءنذا أُرسِلُ رَسولي قُدَّامَكَ لِيُعِدَّ طَريقَكَ.)



الترجمة الكاثوليكية

(كُتِبَ في سِفرِ النَّبِيِّ أَشَعيا: هاءنذا أُرسِلُ رَسولي قُدَّامَكَ لِيُعِدَّ طَريقَكَ.)



الترجمة البولسية

(على حَسَبِ ما هو مَكْتوبٌ في أَشَعيْا النَّبي: "ها أناذا أُرسلُ ملاكي أَمامَ وَجْهِكَ، لِيُهيّئَ لكَ الطريق)



المفأجاة

هي أن ترجمة الفاندايك هي الوحيدة التي تقول كما هو مكتوب في الأنبياء

والنص غير موجود في إشعياء بل موجود في ( ملاخي 3 : 1)



ولذلك حذفوا النساخ الأمناء كلمة إشعياء لانه بوجود كلمة إشعياء يؤكد أن مرقس لا يمكن أن يكون بوحي من الله لان الوحي من المستحيل أن يقع في مثل هذا الخطأ الشنيع في كلام يقال عليه كلام الله . . !!



ولا ننسي أن كلمة إشعياء مذكورة في أقدم مخطوطات الكتاب المقدس ومنها

الفاتيكانية ، السينائية ، بيزيه ، الأرمينية ، الجيورجية ، الترجمات اللاتينية القديمة ، الفولجاتا السريانية ، القبطية الصعيدية ، القبطية البحيرية .





في الواقع أن علماء النصاري بالإجماع لم ينتهوا عن الكذب وعوام النصاري مادام النصراني نائم هكذا لا يبحث خلف من يتكلم وبالتالي يتكلم الكذاب كما يريد



صديقي النصراني هذا الكتيب لم أقوم به إلا لشيئاً واحد وهو أن أوضح بالأدلة من كتب علماء المسيحية أن هذا الكتاب ما هو إلا مجرد مجموعة من الكذب علي العوام



هذا وبالله التوفيق وصلي اللهم علي محمد وعلي آله وأصسلم

غير معرف يقول...

رسالة إلى الغـــــــــــرب

(هذا هو محمد الرسول الذي يعظّمه المسلمون)


فضيلة الشيخ فرج هادي
خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
داعية وإمام وخطيب جمعة



نبذة عن الكتاب:
الكتاب دراسة علمية لأبرز ملامح شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم مع نفسه ومع اسرته ومع الناس واقوال المنصفين فيه كل ذالك بأسلوب علمي مجرد يخاطب غير المؤمنين بالاسلوب الذي يؤثر فيهم

أرجو ترجمة الكتاب إلى لغات غير المسلمين ونشره حتى يكون وسيلة مقنعة لإسلامهم ان شاء الله

مقدمــــــة:

كان جوّ الظلم والإعتداء والسلب والنهب والكراهية يخيّم على العالم قبل ظهور الإسلام فجاء محمد الرسول ، فغيّر الواقع من الظلم إلى العدل ومن التوحّش إلى المدنية وحّول القلوب من الكراهية والحقد إلى المحبّة والإخاء وقشع عن الوجوه سحب التقطيب والقسوة ورسم مكانها الفرحة والإبتسامة , فجعلها راية للسعادة التي غمرت الأرواح والقلوب .

أبرز ملامح شخصيّة محمد الرسول :

مع نفســـــــــــــــــه :
كان رجلا عظيما , صنع العظمة ولم تصنعه، بل بنى عظمته من خلال ثقته وثباته على مبدئه في شخصية جلّلتها الأخلاق الحسنة و المعاملة المستقيمة مع العدوّ والصديق وظلّلتها صفة التواضع واليسر والسهولة بعيدا عن التعقيد وعقد التمظهر والتصنع والتكلّف .
كان صادقا مع نفسه مقتنعا بمبدئه، أهدافه محددة ورؤيته واضحة .
ثبت على مبدئه حتى بلّغ رسالته الإلهية ونشر مبادئه النبيلة التي يجهلها كثير ممّن يعاديه أو ينتقصه .
جمع جميع خصال الخير التي ترتضيها الفطرة وجميع صفات الكمال البشري الذي يأمله العقلاء ,
جمال خلقي عانق جمالا أخلاقيا وجمالا عقليا فأزهر بدرا أنار العالم وفجّر ينبوعا أعاد الحياة لبشرية أماتها الجهل والأنانية .


مـــــــــــــــــــــع أسرتـــــــــــــــــــه :

الناظر في الحياة الخاصّة لمحمد الرسول يعجب لرجل انحدر من بيئة صحراوية جبلية قاسية يعمّها الجهل والفوضوية كيف بلغ أعلى مستوى من النجاح الأسري المنقطع النظير
فمحمد كان لأهله ينبوعا لا ينضب من الحبّ والحنان والدفئ ورقة المشاعر والعاطفية.
وكان يمثلّ لأهله الحبيب المتودّد , حيث كان يلاعب أهله ويمازحهنّ و يخاطب دفئ مشاعرهنّ ، فها هو مثلا بأسلوب رقيق يلقي دفئ الحب في قلب زوجته عائشة إذ كان يتعمّد أن يضع فمه على موضع شربها من الإناء مرسلا برسالة خفيّة تسعد قلبها وتهزّ مشاعرها, ومثيلات هذه الشاعرية كثيرة في حياة الرسول.
كما كان محمد الرسول أيضا يمثّل الحبيب الوفيّ في أسرة هانئة سعيدة , فهو لم ينس زوجته خديجة التي ماتت, بل كان يذكر فضلها ويحسن إلى أقاربها ، وغضب لها عندما انتقص منها في حضرته , روى أبو نجيح في قصة استئذان هالة بنت خويلد أخت خديجة : ( قالت عائشة :فقلت أبدلك الله بكبيرة السنّ ــ تقصد خديجة ــ حديثة السنّ فغضب حتى قلت : والذي بعثك بالحق لا أذكرها بعد هذا إلاّ بخير) .
ورغم أعباء محمد الرسول الثقيلة كرئيس للدولة وقائد للجيش ومرشد فكري وأخلاقي لأتباعه فإنّه لم يغفل أن يكون الحبيب المعين لأسرته , حيث كان يخدم زوجاته ويساعدهنّ في أعمالهنّ المنزلية مشعرا إيّاهنّ بأهمّية المرأة وقيمتها العالية في دينه الإسلامي .
فعن الأسود قال:( سألت عائشة : ما كان النبيّ يصنع في أهله ؟ فقالت : كان في مهنة أهله فإذا حضرت الصلاة قام إلى الصلاة ) (رواه البخاري)


محمد مع الناس في حال الســـــــلم :

1ــ محمد الرسول رجل الحق والعدالة :
كان رجلا يحب الحق والعدل ويحكم به ، لا تأخذه في الحق لومة لائم ، فما كان يجامل أحدا لجاهه أو ماله أو نسبه , بل كان الضعيف قويّا عنده حتى يأخذ له حقه وكان القويّ ضعيفا عنده حتى يسترجع منه حق غيره .
وبلغ من عظمة عدله وتمسكّه بالحق أن لا يجامل حتى أحبّ الناس إليه, فقد حدث أن سرقت امرأة وجيهة في قومها واستحقت عقوبة جريمتها، فذهب أهلها إلى رجل من أتباعه - هو من أحب الخلق إليه - ليتوسّط لهم في رفع الحكم عنها, فذهب الرجل وعرض الأمر على الرسول , فغضب محمد غضبا شديدا من سعي رجل لإنتهاك حرمة العدالة بعد أن عرف الإسلام , ولو كان هذا الشخص من أحبّ الناس إليه.
فعن عائشة قالت : إن قريشا أهمّهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا:ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله ، فكلمه أسامة ، فقال: رسول الله : ( أتشفع في حد من حدود الله ؟ ثم قام فخطب ، ثم قال:إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ... )

2ــ محمد الرسول رجل الأخلاق الحميدة :
من أجمل ما تميّز به محمد الرسول أخلاقه الرفيعة الراقية مع القريب والبعيد , مع العدوّ والصديق وهذا ما يشهد له به كل منصف .
فقد كان رجلا حسن المقابلة لا تغادر الإبتسامة محيّاه , طيب الكلام ، يقابل الإساءة بالإحسان، ويترفع عن سفاسف الأمور.
علّم أتباعه أنّ خير الناس أحسنهم أخلاقا فهو القائل : (إنّ من خياركم أحسنكم أخلاقا )
بل علّم أتباعه أنّ أقربهم منه منزلة في الجنة أحسنهم أخلاقا .
فقال : ( إنّ من أحبّكم إليّ وأقربكم منّي مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا...)
ولم يكن حسن خلق محمد الرسول حكرا على أتباعه فحسب , بل إنّه شمل أعداءه أيضا ، فعندما طلب منه الدعاء على المشركين قال:
(إنّي لم أبعث لعّانا ، وإنّما بعثت رحمة) (رواه مسلم)

3ــ محمد الرسول رجل ا لتسامــــح :

إنّ الدعايات المغرضة والإتّهامات الباطلة التي تفتقر إلى أدنى مقاييس الأمانة العلمية والتي صوّرت محمدا الرسول على أنّه زعيم يعادي التسامح والحوار شوّهت حقيقة هذا الرجل , وإلا فمحمد الرسول داعية السماحة في كل شؤون الحياة , وحياته العمليّة مليئة بصور و أحداث التسامح الجمّ ، فمن ذلك أنّ بعض اليهود كانوا يدعون عليه بالموت ويوهمونه أنهم يسلّمون عليه , حيث كانوا يقولون السام (الموت) عليكم عوض السلام عليكم , فتفطّن محمد الرسول لذلك , ولكن تسامحه كان عجيبا لكل منصف.!!! فتصور نفسك في هذا الموقف وماذا سيكون رد فعلك ؟ ثم أخبرك برد فعل محمد الرسول ،
تصور نفسك حاكما مطاعا وقائدا آمرا ثم يدعو عليك رجل بالموت وأنت تسمعه والأدهى من ذلك أنّه يخادعك.
فإنّك في هذا الموقف حتى ولو تسامحت في الدعاء فلن ترضى لنفسك بالإستبلاه والمخادعة .
والآن أيّها القارئ المنصف أخبرك بموقف محمد الرسول من هذا المشهد الإستفزازي لتكون بنفسك أنت الحكم .
ففي يوم من الأيام كان محمد الرسول جالسا مع زوجته عائشة فمرّ به بعض اليهود وتظاهروا بالسلام عليه وهم يقصدون شتمه ففطنت زوجته وحبيبته وقرّة عينه عائشة لحقيقة كلامهم فبادلتهم المشاتمة في الحال .
والسؤال الآن هل رضي محمد بذالك ؟ وهل فرح لأنها لعنت من شتمه ؟
الجواب : أنّ شيئا من ذالك لم يكن , بل وقع العكس حيث عاتب محمد زوجته الحبيبة وأمرها بالتسامح والرفق ونهاها عن الشدة والعنف، فعن ‏عائشة ‏ ‏قالت :‏
‏( كان ‏ ‏اليهود ‏ ‏يسلمون على النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقولون ‏‏ السام ‏ ‏عليك ففطنت ‏ ‏عائشة ‏ ‏إلى قولهم فقالت عليكم ‏‏ السام ‏ ‏واللعنة فقال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم :‏ ‏مهلا يا ‏ ‏عائشة ‏ ‏إن الله يحب الرفق في الأمر كلّه...)

4ــ محمد الرسول رجل العلم والحضـــارة :

ربما حكم متعجل غير منصف أو دارس غير نزيه على محمد الرسول أنّه رجل يعادي العلم والحضارة، وربّما كان ذالك بسبب النظر إلى واقع بعض المسلمين ثم الحكم من خلالهم على محمد وعلى الإسلام الذي جاء به , وفي الحقيقة هذا ليس من الإنصاف والتجرد في أخلاقيات البحث العلمي ، إذ الباحث بموضوعية وتجرد علمي لا يمكن إلا أن يعترف بأنّ محمدا الرسول رجل بنى لأتباعه أسس العلم ومنهج الحضارة التي بنوا عليها دولتهم والتي عمّرت القرون وغزت الآفاق فنشرت العلم والحضارة والأخلاق والمبادئ على كل شبر بلغته , فنهل العالم من نورها واستضاء بشمسها , ولازالت البشرية تذكر إلى الآن فضل حضارة الأندلس المسلمة على الثورة العلمية والحضارية في أروبا بالخصوص وفي العالم .
فكيف لا يكون رجل علم وحضارة وأوّل كلمة نزلت عليه في كتابه المقدس (القرآن) هي الأمر بالقراءة (اقرأ )
كما توجد سورة كاملة في كتابه المنزّل (القرآن ) اسمها (القلم ) وهو أداة العلم الأولى .
بل إنّه رجل حضارة راقية أصولها ثابتة، فلا يمكن لأي رجل مهما بلغ أن يحّول أمّة جاهلة متوحشة تعيش على السلب والنهب والظلم إلى أمّة قمّة في الأخلاق والمعاملة الحسنة وسبّاقة إلى العلوم والثقافة.
فمحمد الرسول استطاع أن يخرج أمّته من الجهل والتخلف والظلم والعدوان إلى العلم والرقيّ فبني لهم أسس حضارة توازن بين مطالب الروح والجسد مكّنت أتباعه من قيادة العالم لقرون عندما تمسّكوا بتلك الأسس .
وأمّا ما أصاب أتباعه من ضعف علمي وتأخّر حضاري في هذا العصر فهو التراث الإستعماري الأوربي والأمريكي الذي مكّن لعملائه في العالم الإسلامي من السيطرة على زمام الأمور وعرقلة أي نهضة علمية أو حضارية تقوم على أسس حضارة محمد الرسول.
5ــ محمد الرسول رجل الرحمة للعالـــم :
ــــ رحمته بالمرأة :
كانت المرأة قبل محمد الرسول مهضومة الحقوق تهان وتذل بل وتدفن حيّة على مرأى ومسمع من دولة أروبا وفارس في ذلك الزمان التي كانت لا تفكر سوى في أطماعها التوسعية .
فجاء محمد الرسول فأعاد للمرأة الحياة وأنقضها من جحيم العبودية للبشر حيث عاملها كإنسان له كرامته وإنسانيته , موازية للرجل ومساوية له في الحقوق والواجبات إلاّ فيما تقتضيه الفطرة من اختلاف .
فمنع قتلها ودفنها وأذيتها وظلمها والإساءة إليها حتى جعل خير أتباعه أحسنهم معاملة لها , فهو القائل : ( ‏خياركم خياركم لنسائهم )
‏والقائل أيضا : ( ‏أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخيارهم خيارهم لنسائهم )
وأمر أمّته بالرفق بالنساء , فهو القائل : (رفقا بالقوارير ) أي النساء لرقّتهن
وشدّد على من يظلمهن حقّهن فقال( اللّهم إنّي أحرّج حقّ الضعيفين اليتيم والمرأة ) الْمَعْنَى َأُحَذِّر مِنْ ذَلِكَ تَحْذِيرًا بَلِيغًا وَأَزْجُر عَنْهُ زَجْرًا أَكِيدًا
بل الأكبر والأعظم من ذلك وهو مالم يفعله أيّ زعيم في العالم أن يوصي محمد ويؤكّد على حقوق المرأة عند معاينة الموت .
فهل سمعت يوما بعظيم من العظماء في آخر لحظات حياته يوصي بحق المرأة و الإحسان إليها ؟
لن تجد أبدا من فعل ذلك ، فعند الموت كل إنسان منشغل بنفسه.
أمّا محمد الرسول فقد تجلت عظمته واحترامه للمرأة والدفاع عنها والرحمة بها في مثل هذا الموقف العصيب فهو يصارع سكرات الموت ، وأوصى الرجال بالإحسان إلى المرأة بل حثهم على أن يوصى بعضهم بعضا بالإحسان إلى المرأة.
قال : ( استوصوا بالنساء خيرا)
ـــ رحمته باليهود والنصـــــارى :

لم يكن محمد الرسول رحيما بأتباعه فحسب بل إنّه كان رحيما حتى بأعدائه من اليهود والنصارى وهاك على ذلك هذا المثال :
كان لمحمد الرسول جار يهودي مؤذ , حيث كان يأتي كل يوم بقمامته ويضعها أمام بيت محمد الرسول ومحمد يعامله برحمة ورفق ولا يقابل إساءته بالإساءة بل كان يأخذ القمامة ويرميها بعيدا عن بيته دون أن يخاصم اليهودي ، وذلك لأن محمدا كان يعيش لأهداف سامية وأخلاق راقية وهي تخليص البشرية من العناء وإسعادها بعد الشقاء .
وفي يوم من الأيام انقطعت أذية الجار اليهودي لمحمد الرسول , فلم يعد اليهودي يرمي القمامة أمام بيته , فقال محمد الرسول لعلّ جارنا اليهودي مريض فلابد أن نزوره ونواسيه،
أنظر بنفسك أيّها القارئ إلى هذه الرحمة من محمد كيف أشفق على الرجل الذي يؤذيه بالقمامة !
فذهب إليه في بيته يزوره فوجده مريضا كما ظنّ , فلاطفه بالكلام واطمأنّ على حاله .
إنّه نبل الأخلاق وسموّ النفس بل قل عظمة العظماء .
اندهش اليهودي من زيارة محمد الرسول الذي جاء يواسيه في مرضه ولطالما كان هو يؤذيه عندما كان صحيحا معافى ، فعلم أنّه رسول الحق ولم يملك إلاّ أن يؤمن برسالة محمد ويدخل في دين الإسلام فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمدا رسول الله .

ــــــ رحمته بالمشركيــــــن :

كان محمد الرسول يحب الخير للقريب والبعيد رحيما بالعدوّ والصديق , ملك بين أضلعه قلبا ملئ رحمة وشفقة , لا يعرف القسوة والشدة إلاّ في الحق .
كان المشركون يؤذونه بكل ما استطاعوا من أذيّة ولكنه كان يقابل إيذائهم له بالإحسان و قسوتهم عليه بالرحمة ، فكان شديد الحرص على هدايتهم حتى كاد قلبه يتفطر ، حتى نزل عليه القرآن يأمره بتخفيف حرصه على هدايتهم والرحمة بهم التي تجاوزت الممكن لكي لا ينفطر قلبه فيموت.
فقال القرآن له ( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات).

ـــ رحمته بالمسكين والمضطرّ والمحتاج :
لم يصب محمد الرسول بغرور العظمة رغم امتلاكه لقلوب أتباعه امتلاكا لم يكن لأحد قبله ولا بعده حيث كان الآمر المطاع والصاحب المحبوب والعظيم الموقّر، لا يُعصى له أمر ولا يُخالف له توجيه , فرغم هذه المكانة وهذه العظمة كان محمد الرسول متواضعا يحب المساكين ويشفق عليهم،ويواسيهم بما استطاع من مال وطعام ويواسيهم بحسن الخلق وطيب الكلام، كان يجالسهم،يحادثهم،يلاطفهم ،يمازحهم حتى يُدخل عليهم السرور.
وأما الغريب الذي جاء من أرض بعيدة وانقطعت به الطريق فهو عند محمد ليس بغريب, بل هو من أهل البلد , بل يعامل أفضل مما يعاملون.
لم يلزمه محمد الرسول بوثيقة إقامة أو تأشيرة بل أمر بالإحسان إليه كائنا من كان، ففي دستور محمد الرسول له حق المساعدة في المطعم والملبس والمسكن والعمل والصحة والتعليم
فلا أحد في دستور محمد يُهمل مهما كان ضعيفا أو ذا احتياجات خاصة
بل شرع لأتباعه المنافسة في مساعدة الغريب وتقديم الخدمات المجانية له .
إنّ محمدا الرسول كان رحمة للجميع .

ـــ رحمته بالشعـــــــوب :
إنّ الشعوب في هذا العالم المعاصر في أمسّ الحاجة إلى نظام إداري يرعاه نظام أخلاقي ييسّر معاملات البشر ويعطي كل ذي حق حقّه ، فينعم البشر بقضاء حوائجهم في سهولة واطمئنان ، ويغتنمون أوقاتا طويلة تضيع في الجري وراء معاملات معقّـدة وحقوق ضائعة .
وإذا نظرنا إلى تعليمات محمد الرسول وجدنا أنّ أساس نظامه الإداري مبني على تيسير معاملات الناس وتسهيل إجراءاتهم , حيث أمر موظفيه بالتيسير و التسهيل والنزاهة وحسن معاملة المراجعين.
فعندما أرسل اثنين من موظفيه قاضيين على اليمن خارج المدينة قال لهما: ( بشّروا ولا تنفّروا ويسّروا ولا تعسّروا )
كما تميّز النظام الإداري لمحمد الرسول أيضا بالحزم والصرامة , فقد منع منعا باتا أن يعّين موظفا في وظيفة مع وجود من هو أكفؤ منه .

كما كان النظام الإداري الذي أسّسه محمد الرسول نظاما صارما في محاسبة الموظفين والإداريين والمقصّرين
فحذر محمد الرسول موظفيه أشدّ العقوبة إن هم غشّوا في أعمالهم وهي الحرمان من الجنّة التي بشّر بها البشر .
قال : ( ‏ ‏ما من عبد ‏ ‏يسترعيه ‏ ‏الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة )

بل وصل الأمر إلى درجة التبرئ ممن يغشّ الشعب , وذلك عندما وجد رجلا يغشّ النّاس في البيع .
فعن ابي هريرة قال : ( ‏مرّ رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏برجل يبيع طعاما فأدخل يده فيه فإذا هو مغشوش فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم : ‏( ‏ليس منا من غش )



ـــ رحمته بالحيــــــــــوان :
إنّه ليس من العجب أن ينعم الحيوان بعطف محمد وحنانه ورحمته , فما كان محمد يؤذي أحدا , بشرا أو حيوانا ، بل نهى أتباعه عن إذاية الحيوان , ومنعهم من الإساءة إليه .
- فنهى أن تحمّل الدواب أكثر مما تستطيع من الحمولة
- ونهى عن تقليل طعامها وإجهادها بالعمل
- ونهى عن قتلها بغير وجه حق
- ونهى عن اتخاذها هدفا للرماية لما في ذالك من التعذيب لها
- ونهى عن التسلية بمشاجرتها فيما بينها .
وهاهو في يوم من الأيام يغيب عن أصحابه قليلا ثمّ يرجع فيجد طائرا يحوم ويصيح بعد أن أخذوا فرخيه فيسألهم محمد عمن فجع الطائر في ولده ثمّ يأمرهم أمرا ملزما بإرجاع الفرخين للطائر .
فعن عبد الله عن أبيه قال: كنّا مع رسول في سفر فانطلق لحاجته فرأينا حمّرة معها فرخان فأخذنا فرخيها فجاءت الحمّرة فجعلت تعرش (ترفرف) ،فلما جاء الرسول قال : من فجع هذه بولدها؟ ردوا ولدها إليها)
كما كان محمد الرسول يصغي (يميل) للهرّة الإناء رفقا ورحمة بها فتشرب بين يديه.
- وغير ذلك من الأعمال والتوجيهات التي تنضح بفيض من الرفق والشفقة والرحمة بالمخلوق بشرا كان أو حيوانا.
إنّه محمد : الرحمة العظمى ...

6ـــ محمد الرسول رجل الدين والدولة :

كم من الزعماء والعظماء عبر التاريخ حاولوا بناء مجد وتأسيس رسالة إنسانية ولكن لم يستطع أحد منهم عبر التاريخ أن يصنع للعالم نظاما متجانسا دقيقا يتعانق فيه مطلب الروح مع مطلب الجسد , بل كان الرجحان حليف أحد الأمرين.
غير أن محمدا الرسول استطاع أن يأتي بشيء جديد للعالم ، يمزج فيه الجانب الروحي بالمادي في تناغم وتناسق لم يسبق له مثيل , فبني دولة لاحياة لها بدون دين , ودينا لا يرضى عن الدولة بديلا .
لقد استطاع محمد أن يداوي جرح الروح الذي أحدثته الحياة المادية واستطاع أن يملأ فراغ المطالب المادية الذي أحدثه الإنقطاع الخاطئ إلى الروح
فكان بذلك المعلّم الروحي الصادق والسياسي النزيه والحاكم العادل , حيث وحّد قبائل متوحشة في شعب متحضّر ووحّد الشعوب في أمّة بنت المجد وصنعت الحياة تحت راية عقيدة الإله الواحد (لا إلـه إلا الله محمد رسول الله )

7ـــ محمد الرسول رجل النظافة والعناية بالبيئة :

من الأمور التي تميّزت بها حياة محمد ودينه عن باقي الديانات والنظريات هي التعاليم الصارمة التي سنّها لأتباعه , والتي تلزمهم الإهتمام الشديد بالنظافة والحفاظ على البيئة .
فمحمد الرسول شرع لأتباعه غسل أعضاء البدن التي تواجه التلوث وتباشر الأعمال مثل الوجه والفم والأنف واليدين والرجلين في اليوم الواحد خمس مرات أو أكثر, وأما غسل كامل البدن فينبغي على أتباع محمد أن يكثروا من ذلك ما استطاعوا .
- و حذر من تلويث الأماكن القريبة من الناس بالقاذورات ،
- وشدد على أتباعه في ضرورة النظافة التامة الكاملة من فضلات الإنسان القذرة.
- وألزم أتباعه بوجوب تنظيف ملابسهم من النجسات ،
- وعلّم أتباعه مبدأ الحجر الصحي حيث أمرهم بعدم دخول الأرض التي دخلها الوباء وعدم الخروج منها إن كانوا بها , حفاظا على الصحة العامة للبشرية
وبهذه التعليمات والكثير غيرها بنى محمد منظومة اجتماعية متكاملة في محيط صحي وبيئة نظيفة .
فلا مجال في تعاليم محمد الرسول للأوساخ والتلوث في اللباس أو الجسد أو البيئة العامة.

8 ـــ محمد الرسول رجل الذوق والجمال:

لو سألت عن أحبّ الأشياء إلى محمد الرسول ؟ لجاءك الجواب بأنها ثلاثة أشياء بدأها بذكر الطيب , فقد كان شديد الحب للروائح الطيبة وكان يكثر استعمال العطور، ولا يتصوّر أبدا أن يشمّ منه أحد ريحا غير طيّبة.
إلى هذا أضاف محمد الرسول ذوقا رفيعا لم يضاهه فيه أحد فكان أجمل الناس مظهرا وأحسنهم مطلعا يتلألأ في ثيابه كالبدر متربعا على عرش السماء .
ومما يزيد هذا الأمر عظمة أن يظهر محمد الرسول بهذا المظهر الأخّاذ في عالم يموج بانحطاط الذوق والزهد في النظافة والتجمل.
حيث كان كالزهرة الجميلة الساحرة في الأرض الصحراء الجدباء القاحلة .
وكالنار الدافئة في الصحراء الجليدية المتجمدة ، وكينبوع الحياة في الأرض الموات

9 ـــ محمد الرسول شعاره الإبتسامة :
ما أحوج الإنسان في زمن كثرت فيه الضغوط الإجتماعية و الأمراض النفسية إلى ابتسامة تعلو الوجوه كالإبتسامة التي رسمها محمد على وجوه من آمن برسالته .
فمحمد الرسول تجاوز بأتباعه المؤمنين به الملتزمين بتعاليمه متاعب الحياة وضغوط المجتمع , وترفع بهم عن الأزمات النفسية التي تنكد حياة البشر ، وعانق بهم السعادة وراحة القلب ،
فكانت الإبتسامة شعار محمد الرسول في حلّه وترحاله , حيث كان لا يرى إلا مبتسما , فتمسح ابتسامته العذبة آلام من يقابله وتداوي جراح من يرافقه .
فعن عبد الله بن الحارث قال: ( مارأيت أحدا أكثر ابتسامة من رسول الله ) .
ولكن ما كان محمد الرسول ليخرج عن حدود اللياقة والوقار بكثرة الضحك والقهقهة إنّما كان يبتسم في أدب واحترام .
فعن عبد الله بن الحارث قال: (ما كان ضحك الرسول إلا تبسما )(رواه الترمذي)
أي أنّه كان يضحك دون أن يفتح فاه ودون قهقهه تنافي الإتزان وكمال الوقار.

10ــــ محمد الرسول رجل السهولة واليسر :

كان محمد يحب التيسير على الناس وتسهيل أمورهم وكان لا يحب التشديد على البشر وتضييق الأمر عليهم.
فهو القائل لأتباعه :( بشّروا ولا تنفّروا ويسّروا ولا تعسّروا )
وهو القائل أيضا : (إنّما بعثتم ميسّرين ولم تبعثوا معسّرين)

11ــــ محمد الرسول رجل الحلم و الصفح الجميل :

من تصفح تاريخ العظماء والزعماء حين انتصاراتهم بعد هزيمة أو جولة خاسرة وجد فيهم صفة تجمعهم جميعا لم يسلم منها إلاّ الأنبياء ألا وهي الإنتقام .
ولكن محمدا الرسول ضرب أروع الأمثلة في نبل المنتصر، فرغم أنّه طُرد من مكة وصُودرت ممتلكاته وأُوذي من أهلها إذاية شديدة في بداية نبوّته , إلاّ أنّه حينما دخلها منتصرا نصرا ساحقا تاما ما كانت عظمة شخصيته وكرم أخلاقه لتسمح له بالإنتقام ، بل عفا عن كل من ظلمه وصفح عن جميع الناس عفوا عاما وهو قادر على الإنتقام منهم إنتقاما شديدا.
فقال لهم: (اذهبوا فأنتم الطلقاء )
وهكذا ربّى الإسلام محمدا وأتباعه على هذه الأخلاق الراقية التي تحرّرت من قيود الذاتية والأنانية.
كيف لا وكتابه المنزّل يقول : (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين )

12 ـــ محمد الرسول رفيق رقيق :

ماذا لو كنت تحبّ شيئا حبّا يملأ قلبك ويملك كيانك , ثمّ جاء إنسان فانتقص قدره وأهانه ؟ ماذا لو كنت رجلا متدّينا ثمّ جاء رجل فدنّس مكان عبادتك بأسلوب فجّ ؟
لاشك أنّك ستغضب وتنفعل وتعاجل من فعل ذلك بالعقوبة ، لكن محمدا الرسول لم يفعل ذلك , لأنّه ما كان يؤمن بردود الأفعال المتعجلّة , بل كان رجلا شديد التحكّم في انفعالاته , يحكّم عقله قبل أن يفعل .
كان يعالج كل حادثة بأفق واسع ونظرة بعيدة ، وإليك هذه الحادثة التي تبرهن على ما نقول .
فهاهو رجل يأتي من البادية لم يكن له احتكاك بالمدنية الجديدة التي بناها محمد بين أتباعه في عاصمته الجديدة , تصرف هذا البدوي تصرّفا عجيبا على أهل المدينة المتحضرة ,
ترى ماهو هذا التصرّف والسلوك الغريب ؟
نعم إنّ من أغرب السلوكيات أن يأتي إنسان في مكان عام ومحترم ويبول أمام العموم , وهذا ما فعله ذالك البدوي في مكان تجمع محمد وأتباعه , حيث قام هذا الرجل يبول في المسجد وهو أقدس مكان عندهم , كان منظرا فظيعا ومشهدا مريعا لم يتماسك بسببه أتباع محمد أنفسهم من أن يصيحوا به بشدّة مطالبين إيّاه بالإنقطاع عن سلوكه المقزّز ,
ولكن ورغم أنّ الحدث استغرق لحظات إلاّ أنّ ذلك الزمن اليسير ماكان ليسبق فيه انفعال محمد عقله ، ففي تلك اللحظات حلّل محمد شخصية البدوي الذي قام يبول في موضع عبادته وموضع تسيير شؤون دولته ، فأراه عقله أنّه رجل غير متعلّم وفعله لا يحمل أيّ نيّة عدوانية , فلا يعدو أن يكون ذالك التصرف تخلف عن حضارة النظافة واللياقة والأدب التي بناها محمد في عاصمته , فما كان منه إلاّ أن أمر أتباعه بترك البدوي والسكوت عنه وعدم تعنيفه ، ثم بعد انتهاء البدوي من بوله ، جاءه محمد بنفسه في لطف ومسامحة ورقّة وسهولة وعلّمه أنّ هذا المكان لا يصلح لمثل ما فعل .
ففرح البدوي من حسن تعليم محمد وحسن معاملته وجمال أخلاقه
فقال : (اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا )


13ــ محمد الرسول لم تمنعه الجدّيّة و الحزم من أن يكون رجلا بشوشا يمازح الكبير والصغير:
ما كان محمد رجلا عبوسا مقطّبا ولكنّه كان طيّب النفس بشوش المعاشرة في أدب ووقار .
فما كان يمزح مزاحا يذهب المهابة والوقار, وما كان يمزح بما يؤذي الآخرين في مشاعرهم
بل كان يمزح مزاحا يدخل البهجة والسرور على من حوله من الأهل والأصحاب ‏فعن ‏ ‏أنس :
‏أن رجلا من أهل ‏ ‏البادية ‏ ‏كان اسمه ‏‏ زاهرا ‏ ‏كان يُهدي للنبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏الهدية من ‏ ‏البادية ‏ ‏فيجهزه رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إذا أراد أن يخرج فقال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إن ‏‏ زاهرا ‏ ‏باديتنا ونحن حاضروه وكان النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يحبه وكان رجلا دميما ‏ ‏فأتاه النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يوما وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره فقال الرجل أرسلني من هذا فالتفت فعرف النبيَّ ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فجعل لا ‏ ‏يألو ما ألصق ظهره بصدر النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏حين عرفه وجعل النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول من يشتري العبد فقال يا رسول الله إذا والله تجدني كاسدا فقال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏لكن عند الله لست بكاسد ‏ ‏أو قال لكن عند الله أنت غال

14ـــ محمد الرسول يشجع على الرياضة النبيلة الراقية :
شجع محمد الرسول أتباعه على الرياضة الراقية التي أساسها تقوية البدن والترويح عن النفس وجلب النفع للمجتمع دون إضاعة المال والنفس وإفساد الأخلاق .
وقد مارس بعض الرياضات بنفسه مثل العدو والمصارعة والفروسية .
ولكن شرط الرياضة في دستور محمد الرسول ، أن تكون بروح رياضية نبيلة وأخلاق راقية وأهداف سامية.

15ـــ محمد الرسول باني التخطيط العمراني المميّز :
بنى محمد الرسول في صحراء قاحلة لم تعرف المدنية نظاما عمرانيا رائعا تميّز بدقّة التخطيط ومراعاة مصالح الدولة والمجتمع في منظر فنّي جذاب أخّاذ ,
فقد كان المسجد هو مركز العاصمة وهو مركز القيادة ومركز اجتماع أبناء الشعب عند الأحداث الهامة والظروف الطارئة
وكان هذا المركز (المسجد ) أيضا ملاذ الفقراء , حيث توفر لهم الدولة والجهات الخيرية المأكل والملبس والمسكن، وكان أيضا مأوى الغرباء الذين يأتون من خارج الدولة فيطعمون ويسكنون في جانب من هذا المركز.
واعتمد التخطيط العمراني الذي بناه محمد الرسول في عاصمته على بناء الأسواق والمساكن حول المسجد حيث يسهل على أهل الأسواق وأهل المساكن سرعة الاتصال في ما بينهم ومع مركز القيادة
فالشعب في مدينة محمد وحدة متماسكة في حلقة متصلة.
فالكل في قلب الحدث دون تمييز أو تعتيم .

16ــ محمد الرسول رجل التربية والتعليم :
إن الباحث المنصف ليعجب من القدرة العجيبة التي امتلكها محمد الرسول حتى استطاع أن يحوّل شعبا لا يعرف القراءة والكتابة إلى شعب يفتخر بالعلم ويتربع فيه العلماء على أعلى درجات سلّم المكانة في الدولة والمجتمع ، وعندما يدقق الباحث في سرّ هذا النجاح يرى أنّ محمدا الرسول أعطاه الله قدرات تربوية جبّارة , فهو الخطيب الفصيح والأديب البليغ والمحاضر المقنع والمربي الناجح .
ولعلّ ما ساعده في ذالك النجاح هو إتقانه لأساليب الحوار, وشدّ الإنتباه ,وتنبيه الذهن إلى المعلومة , والتي كان له تأثير أساسي في نجاح محمد التربوي والتعليمي.
فانظر إليه في هذا المثال وهو يسأل أتباعه عن المفلس ؟ ثم ينتظر منهم الإجابة مع علمه المسبق بأنها ستكون خاطئة , ولكنّه أسلوب المحاورة العقلية لتثبيت المعلومة , وبعد التفكير يجيب طلابه إجابة خاطئة , فيسمع منهم , ثم يعطيهم الإجابة الصحيحة , ونظير هذه الطريقة التربوية الناجعة كثير جدا في تعليمات محمد الرسول .
كما أنّ إصدار محمد لتعليمات تلزم جميع أبناء الشعب ذكورا وإناثا بالتعلّم إلى سقف علمي محدّد , ثمّ تشجيع من استزاد عليه , كان له دور فعّال في النقلة النوعية التي أحدثها محمد الرسول في مجال التربية والتعليم ,
فمن تعاليمه : ( طلب العلم فريضة على كل مسلم) والمسلم في خطابات محمد و خطابات الكتاب المنزّل عليه يشمل الذكور والإناث .



محمد مع الناس في حال الحـــــــرب ( المحارب النبيل) :

1- نبله مع جنود أعدائه في قلب المعركة :
محمد بأخلاقه النبيلة وتعاليم كتابه المنزّل الرّاقية كان لا يغدر بأحد كائنا من كان ولو كان عدوّا ، ولا يخلف معاهدة مع أحد حتى يكون الطرف الثاني هو الذي ينقض , كما أنّه كان في حربه مع أعدائه سواء كانت له الجولة أو لعدوّه لا يعذب الجرحى والأسرى ولا يمثّل بجثثهم بل كان يحظر على جنوده وأركان جيشه فعل ذلك مهما كان الأمر .
و ضرب بذالك هو وأتباعه أروع الأمثلة للإنسانية على نبل الأخلاق في الحروب .

2ــ نبله مع المرأة وهي في صفوف العدوّ :
إليك هذا المثال العجيب الذي يأخذ بمجامع الذهن ويهز الوجدان .
ففي إحدى المعارك الحاسمة التي خاضها محمد مع أعدائه رأى أحدُ أركان جيشه الذي تربى في مدرسته العسكرية ـ وهو ابن عمه على بن أبي طالب ـ رأى جنديا ملثما من الأعداء ينتقل بين جثث الجرحى والقتلى من جيش محمد ويشوههم تشويها فظيعا ممثلا بجثثهم حتى بلغ به الأمر إلى التمثيل بأقرب الأقربين له ـ عمّه حمزة وعمّ قائده الأعلى محمد الرسول ـ فهال المشهد هذا القائد وعزم على الإنتقام من هذا الجندي والقضاء عليه، فقصده كالسهم , ولكنّه فوجئ وهو يرفع عليه سيفه ليقضي عليه بأنّه امرأة من العدوّ متسترة في زيّ رجل .
هنا المشهد العجيب , وهنا المبادئ العظيمة , ففي لحظات رفع سيفه فوق رأس العدوّ وازن هذا القائد بين الإنتقام وبين المبادئ السامية التي تشرّبها في مدرسة محمد الرسول ، فغلب على نفسه الخلق المحمدي النبيل , فما كان منه إلاّ أن أنزل سيفه وكظم غيظه وترك هذه المرأة رغم أفعالها الشنيعة في أصحابه تسير في حال سبيلها !!!
فأيّ خلق هذا ؟ وأيّ مبادئ سامية هذه ؟ وأيّ عظمة هي ؟ وأيّ احترام للمرأة ورحمة بها حتى ولو كانت في صفّ العدوّ ؟ ولكنّها عظمة محمد وأتباعه , وعظمة الإسلام الذي علّمهم ذلك .


3ـــ نبله مع الأســـــــــــــــــرى :
رغم مواثيق حقوق الإنسان والمعاهدات الدولية إلاّ أنّ الأسير وهو في القرن الواحد والعشرين لازال يئنّ تحت وطأة التعذيب النفسي والبدني والإنتهاك الصارخ لحقوق الإنسان .
إلاّ أنّ محمدا الرسول ومنذ ما يزيد عن أربعة عشر قرنا شرّع للعالم منهجا عظيما لمعاملة الأسير لو طبقته البشرية لخرجت من أزمة الأسرى في هذا العالم الحيران , والتي مازالت تهزّ وجدان كلّ صاحب ضمير حيّ وخلق نبيل ، ذلك أنّ محمدا الرسول منع منعا باتا انتهاك حقوق الأسرى تحت أي تبرير .
فلا يجوز عنده تعذيب الأسير جسديا أو معنويا ولا يجوز سبه ولاشتمه ولا قطع المأكل والمشرب عنه .
بل بلغ الأمر بمحمد وأتباعه أن يقدّموا الأسير على أنفسهم في مأكلهم ومشربهم , و لك أن تحكم على هذا التصرف العظيم في هذا المشهد النبيل مع الأسير من قبل أتباع محمد .
هذا المشهد نزل فيه قرآن من السماء يصفه ويثني عليه , فقال مادحا لأتباع محمد (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا )
أي أنّ محمدا وأتباعه يؤثرون اليتيم والمسكين والأسير بطعامهم رغم قلته وشدة حاجتهم إليه !!!
فما أحوج الأسرى في هذا الزمان إلى محمد الرسول ليداوي جراحهم ويكفكف دموعهم ويرتجع لهم حقوقهم بل وإنسانيتهم التي نزعتها حضارة السلاح المدمّر والحروب القذرة تحت مسمّيات كاذبة .
وبعد هذا نقول : لمحمد أن يفتخر بكل قوّة على المدنية المعاصرة لسبقه وتقدّمه الكامل في مجال حقوق الإنسان عمليّا , لا على مستوى الدعاية والشعارات فقط كما فعلت وتفعل الدول المعاصرة ، كيف لا وهو يتحدى البحث العلمي النزيه البعيد عن الإنفعال والإدعاء والأفكار المسبقة أن يجد ولو حالة واحدة في حياة محمد الرسول أنتهكت فيها حقوق الأسير بالتعذيب الجسدي أو المعنوي .




ماذا قال فيه غير المسلمين :

هذه أقوال بعض الباحثين المنصفين في رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام :

1- يقول ( مهاتما غاندي ) في حديث لجريدة "ينج إنديا" : " أردت أن أعرف صفات الرجل الذي يملك بدون نزاع قلوب ملايين البشر.. لقد أصبحت مقتنعاً كل الاقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة التي من خلالها اكتسب الإسلام مكانته، بل كان ذلك من خلال بساطة الرسول ، مع دقته وصدقه في الوعود، وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه، وشجاعته مع ثقته المطلقة في ربه وفي رسالته. هذه الصفات هي التي مهدت الطريق، وتخطت المصاعب وليس السيف. بعد انتهائي من قراءة الجزء الثاني من حياة الرسول وجدت نفسي أسِفاً لعدم وجود المزيد للتعرف أكثر على حياته العظيمة".

2-يقول البروفيسور ( راما كريشنا راو ) في كتابه " محمد النبيّ " : " لا يمكن معرفة شخصية محمد بكل جوانبها. ولكن كل ما في استطاعتي أن أقدمه هو نبذة عن حياته من صور متتابعة جميلة.
فهناك محمد النبيّ، ومحمد المحارب، ومحمد رجل الأعمال، ومحمد رجل السياسة، ومحمد الخطيب، ومحمد المصلح، ومحمد ملاذ اليتامى، وحامي العبيد، ومحمد محرر النساء، ومحمد القاضي، كل هذه الأدوار الرائعة في كل دروب الحياة الإنسانية تؤهله لأن يكون بطلا ".
3- يقول المستشرق الكندي الدكتور ( زويمر ) في كتابه " الشرق وعاداته " : إن محمداً كان ولا شك من أعظم القواد المسلمين الدينيين، ويصدق عليه القول أيضاً بأنه كان مصلحاً قديراً وبليغاً فصيحاً وجريئاً مغواراً، ومفكراً عظيماً، ولا يجوز أن ننسب إليه ما ينافي هذه الصفات، وهذا قرآنه الذي جاء به وتاريخه يشهدان بصحة هذا الإدعاء.

4-يقول المستشرق الألماني ( برتلي سانت هيلر ) في كتابه "الشرقيون وعقائدهم" : كان محمد رئيساً للدولة وساهراً على حياة الشعب وحريته، وكان يعاقب الأشخاص الذين يجترحون الجنايات حسب أحوال زمانه وأحوال تلك الجماعات الوحشية التي كان يعيش النبيُّ بين ظهرانيها، فكان النبي داعياً إلى ديانة الإله الواحد ، وكان في دعوته هذه لطيفاً ورحيماً حتى مع أعدائه، وإن في شخصيته صفتين هما من أجلّ الصفات التي تحملها النفس البشرية ، وهما : العدالة والرحمة.

5- يقول الانجليزي ) برناردشو ) في كتابه "محمد" ، والذي أحرقته السلطة البريطانية: إن العالم أحوج ما يكون إلى رجلٍ في تفكير محمد، هذا النبي الذي وضع دينه دائماً موضع الاحترام والإجلال ، فإنه أقوى دين على هضم جميع المدنيات، خالداً خلود الأبد، وإني أرى كثيراً من بني قومي قد دخلوا هذا الدين على بينة، وسيجد هذا الدين مجاله الفسيح في هذه القارة (يعني أوروبا).
إنّ رجال الدين في القرون الوسطى، ونتيجةً للجهل أو التعصّب، قد رسموا لدين محمدٍ صورةً قاتمةً، لقد كانوا يعتبرونه عدوًّا للمسيحية، لكنّني اطّلعت على أمر هذا الرجل، فوجدته أعجوبةً خارقةً، وتوصلت إلى أنّه لم يكن عدوًّا للمسيحية، بل يجب أنْ يسمَّى منقذ البشرية، وفي رأيي أنّه لو تولّى أمر العالم اليوم، لوفّق في حلّ مشكلاتنا بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها.

6- ويقول ( سنرستن الآسوجي ) أستاذ اللغات السامية ، في كتابه "تاريخ حياة محمد" : إننا لم ننصف محمداً إذا أنكرنا ما هو عليه من عظيم الصفات وحميد المزايا، فلقد خاض محمد معركة الحياة الصحيحة في وجه الجهل والهمجية، مصراً على مبدئه، وما زال يحارب الطغاة حتى انتهى به المطاف إلى النصر المبين، فأصبحت شريعته أكمل الشرائع، وهو فوق عظماء التاريخ.

7- ويقول المستشرق الأمريكي ) سنكس ) في كتابه "ديانة العرب" : ظهر محمد بعد المسيح بخمسمائة وسبعين سنة، وكانت وظيفته ترقية عقول البشر، بإشرابها الأصول الأولية للأخلاق الفاضلة، وبإرجاعها إلى الاعتقاد بإله واحد، وبحياة بعد هذه الحياة.

8- ويقول (مايكل هارت) في كتابه "مائة رجل في التاريخ" : إن اختياري محمداً، ليكون الأول في أهم وأعظم رجال التاريخ، قد يدهش القراء، ولكنه الرجل الوحيد في التاريخ كله الذي نجح أعلى نجاح على المستويين: الديني والدنيوي.
فهناك رُسل وأنبياء وحكماء بدءوا رسالات عظيمة، ولكنهم ماتوا دون إتمامها، كالمسيح في المسيحية، أو شاركهم فيها غيرهم، أو سبقهم إليها سواهم، كموسى في اليهودية، ولكن محمداً هو الوحيد الذي أتم رسالته الدينية، وتحددت أحكامها، وآمنت بها شعوب بأسرها في حياته. ولأنه أقام جانب الدين دولة جديدة، فإنه في هذا المجال الدنيوي أيضاً، وحّد القبائل في شعـب، والشعوب في أمة، ووضع لها كل أسس حياتها، ورسم أمور دنياها، ووضعها في موضع الانطلاق إلى العالم. أيضاً في حياته، فهو الذي بدأ الرسالة الدينية والدنيوية، وأتمها.

9- ويقول الأديب العالمي (ليف تولستوي) الذي يعد أدبه من أمتع ما كتب في التراث الإنساني قاطبة عن النفس البشرية : يكفي محمداً فخراً أنّه خلّص أمةً ذليلةً دمويةً من مخالب شياطين العادات الذميمة، وفتح على وجوههم طريقَ الرُّقي والتقدم، وأنّ شريعةَ محمدٍ، ستسودُ العالم لانسجامها مع العقل والحكمة.

10- ويقول الدكتور (شبرك) النمساوي: إنّ البشرية لتفتخر بانتساب رجل كمحمد إليها، إذ إنّه رغم أُمّيته، استطاع قبل بضعة عشر قرنًا أنْ يأتي بتشريع، سنكونُ نحنُ الأوروبيين أسعد ما نكون، إذا توصلنا إلى قمّته.

11- ويقول الفيلسوف الإنجليزي ( توماس كارليل) الحائز على جائزة نوبل يقول في كتابه الأبطال : " لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد متحدث هذا العصر أن يصغي إلى ما يقال من أن دين الإسلام كذب ، وأن محمداً خدّاع مزوِّر .
وإن لنا أن نحارب ما يشاع من مثل هذه الأقوال السخيفة المخجلة ؛ فإن الرسالة التي أدَّاها ذلك الرسول ما زالت السراج المنير مدة اثني عشر قرناً لنحو مائتي مليون من الناس ، أفكان أحدكم يظن أن هذه الرسالة التي عاش بها ومات عليها هذه الملايين الفائقة الحصر والإحصاء أكذوبة وخدعة ؟!.

12- جوتة الأديب الألماني : " "إننا أهل أوربة بجميع مفاهيمنا ، لم نصل بعد إلى ما وصل إليه محمد ، وسوف لا يتقدم عليه أحد، ولقد بحثت في التاريخ عن مثل أعلى لهذا الإنسان ، فوجدته في النبي محمد … وهكذا وجب أن يظهر الحق ويعلو، كما نجح محمد الذي أخضع العالم كله بكلمة التوحيد".

ماذا قال فيه أصحابه الذين رأوه :

1- يقول فيه علي بن أبي طالب :
" كان رسول الله دايّم البشر سهل الخلق لين الجانب ، ليس بفظ ولا غليظ ، ولا صخّاب، ولا فحّاش، ولا عيّاب،ولا مُشَاحٍّ يتغافل عما لايشتهي، ولايؤيس منه راجيه ، ولا يجيب فيه ، قد ترك نفسه من ثلاث :المراء والإكثار ، وما لا يعنيه، وترك الناس من ثلاث:كان لا يذم أحدا ولا يعيبه ولا يطلب عورته ، ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه ، إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنّما على رؤوسهم الطير ، فإذا سكت تكلموا، لا يتنازعون عنده الحديث، ومن تكلّم عنده أنصتوا له حتى يفرغ، حديثهم عنده حديث أوّلهم، يضحك مما يضحكون منه، ويتعجب مما يتعجبون منه ، ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته، حتى إن كان أصحابه ليستجلبونهم ويقول: إذا رايتهم طالب حاجة يطلبها فأرفدوه ، ولا يقبل الثناء إلاّ من مكافئ ، ولا يقطع على أحد حديثه حتى يجوز فيقطعه بنهي أو قيام "
2- وتقول عائشة بنت أبي بكر: " لم يكن فاحشا ولا متفحشّا ولا صخّابا في الأسواق ولا يجزي بالسيئة ، ولكن يعفو ويصفح "
3- وتقول عائشة بنت أبي بكر أيضا :
" ما ضرب رسول الله بيده شيئا قط ...ولا ضرب خادما ولا امرأة "
4- وتقول عائشة بنت أبي بكر أيضا :
" ما رأيت رسول الله منتصرا في مظلمة ظلمها قط ، ما لم ينتهك من محارم الله شيء ،فإذا انتهك في محارم الله شيء كان من أشدهم في ذلك غضبا ،وما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن مأثما "
5- ويقول البراء بن عازب :
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجها وأحسنه خَلقا ليس بالطويل البائن ولا بالقصير "
6- ويقول أبو الطفيل :
" كان الرسول صلى الله عليه وسلم , أبيض مليح الوجه "
7- ويقول البراء بن عازب :
" ‏كان رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏رجلا ‏‏ مربوعا ‏ ‏بعيد ما بين ‏ ‏المنكبين ‏ ‏عظيم ‏ ‏الجمّة ‏ ‏إلى شحمة أذنيه عليه حلة حمراء ما رأيت شيئا قط أحسن منه صلى الله عليه وسلم "
8- ويقول جابر بن سمرة :
" كان وجهه مثل الشمس والقمر وكان مستديرا "
9- ويقول كعب بن مالك :
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سُرّ استنار وجهه، حتى كأنّ وجهه قطعة قمر "
10- ويقول عبد الله بن عباس :
" كان أفلج الثنيّتين، إذا تكلم رُئِيَ كالنور يخرج من بين ثناياه "
11- ويقول أبو هريرة :
" كان أبيض كأنّما صيغ من فضة ، رَجِل الشعر"
12- ويقول هند بن أبي هالة :
" كان فخما مفخّما ، يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر..." ؟؟؟؟؟؟؟

غير معرف يقول...

صورٌ من سماحة الإسلام
أحمد بن محمد الشرقاوي

أستاذ التفسير وعلوم القرآن المشارك بجامعة الأزهر
وكلية التربية للبنات بالقصيم

بسم الله الرحمن الرحيم

من الجوانب المضيئة في حضارتنا الإسلامية ومن الصفحات المشرقة في سجل تاريخنا الإسلامي الزاخر بالمآثر والمفاخر والتي نعتز بها : جانب التسامح مع غير المسلمين والإحسان إليهم : هذا الجانب الذي يشهد بأن الإسلام دين الرحمة والإحسان والعدالة والإنصاف .
هذه المبادئ السامية والشمائل الكريمة التي كانت عاملا من عوامل انتصار الإسلام .
• ومن أعظم صور هذا التسامح دعوته إلى الإيمان بجميع الأنبياء دون تفريق بين نبي ونبي فكلهم جاءوا بدعوة واحدة ورسالة واحدة وهدف واحد .
قال تعالى {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِل إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ {285} }
وحول هذا المعنى يقول صلى الله عليه وسلم (أنا أولى الناس بابن مريم، والأنبياء أولاد علات، ليس بيني وبينه نبي). .
• ودعا الإسلام إلى التعاون بين الناس جميعا ، فوجه الدعوة إلى المسلمين الخاصة وإلى سائر الناس عامة قال تعالى {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {2}}
• كما أرشد الإسلام إلى أن الاختلاف بين أهل الأديان لا يمنع من حسن التعامل معهم وتبادل المنافع المادية بينهم قال تعالى {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ {5} .
• وهذا نبينا  يتعامل مع أهل الكتاب : فعَنْ عَائِشَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم اشْتَرَىَ مِنْ يَهُودِيّ طَعاماً إِلىَ أَجلٍ، وَرَهَنَهُ درْعاً لَهُ مِنْ حَدِيدٍ.
• وشرع الإسلام الجهاد لنشر الحرية وترسيخ العدالة وتحرير الناس من قيود الطغيان ، ، وانتشالهم من ظلمات الجهل وغياهب الضلال ؛ فشرع الجهاد قال تعالى { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله } .
• شرع الجهاد رحمة بالضعفاء ونصرة للمظلومين وعدالة للمغلوبين وهداية للحائرين وإذا كنا قد سمعنا أوشاهدنا جرائم أعداء الإسلام في حق الشعوب المسلمة قديما وحديثا فإننا نجد في المقابل صورا رائعة من سماحة المسلمين حين ملكوا وقادوا :
ملكنا فكان العفو منا شجية فلما ملكتم سال بالدم أبطح
فلا عجبا هذا التفاوت بيننا فكل إناء بما فيه ينضح












صور من سماحة الإسلام وإحسانه في حالة الحرب

• نهى الإسلام عن قتل الأطفال والنساء والشيوخ والعجزة وأهل الصوامع والبيع الذين لا اعتداء من ناحيتهم ولا خطر من بقائهم فكان رسولنا  إذا أرسل جيشا أو سرية يوصيهم بالإحسان والتسامح والرحمة بالنساء والضعفاء .
ففي الصحيح عن بريدة رضي الله عنه قال كان رسول اللّه  إذا أمّرَ أميراً على جيشٍ أو سريةٍ، أوصاه في خاصّتِه بتقوى اللّه تعالى ومَنْ معه من المسلمين خيراً، ثم قال: "اغزوا باسْمِ اللّه في سَبِيلِ اللَّهِ، قاتِلُوا مَنْ كَفَرَ باللّه، اغْزُوا وَلا تَغُلُّوا ولا تَغْدِرُوا وَلا تُمَثِّلوا وَلا تَقْتُلُوا وَلِيداً .. " الحديث
وهكذا كان الخلفاء الراشدون  من بعده  فهذا أبو بكر وقد وبعث أوصى جيش أسامة فقال: (يا أيها الناس قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوها عني: لا تخونوا، ولا تَغُلُّوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلاً صغيراً أو شيخاً كبيراً ولا امرأة، ولا تعقروا نحلاً ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمأكلة، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له. وسوف تقدمون على قوم يأتونكم بآنية فيها ألوان الطعام فإذا أكلتم منها شيئا فاذكروا اسم اللّه عليها) الخ ما ذكره رضي الله عنه .
• أمر الإسلام بالوفاء بالعهود التي أخذها المؤمنون على أنفسهم أو على غيرهم وعدم الإخلال بها قال تعالى { وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ {91}سورة النحل }وقال سبحانه {وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً {34}سورة الإسراء}.
فالوفاء بالعهود من سمات المؤمنين الصادقين قال تعالى {وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ {177}} .
من هنا فيحرم قتل الذمي بغير حق
دعا الإسلام إلى الجنوح للسلام إذا طلبه الكفار قال تعالى في سورة الأنفال {وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {61}} ، والمقصود بالسلم هنا السلام العادل المنصف الذي يحفظ للمسلمين عزتهم وكرامتهم ويضمن لهم حقوقهم ، فهو سلام من منطق القوة سلام العزة والكرامة ، وليس سلام الضعفاء الأذلاء المقهورين فالإسلام لايرضى لأتباعه إلا القوة والعزة والأمن والكرامة ؛ لذلك فلا عبرة بالسلام المزعوم المبني على ضعف واستسلام وأكاذيب وأوهام وقبول للمساومات وتقديم للتنازلات قال تعالى {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ {139}} وقال جل وعلا { فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الأعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ {35}
صور من تسامح الرسول 

• لما قدم الرسول  المدينة غرس فيها بذور التسامح بين المسلمين وغيرهم فأقام معاهدة مع اليهود تنص على السماحة والعفو والتعاون علىالخير والمصلحة المشتركة وحافظ الرسول  على هذا الميثاق – ميثاق التعايش السلمي – لكن اليهود سران ما نقضوه .
• ولما جاء وفد نصارى نجران أنزلهم الرسول  في المسجد ولما حان وقت صلاتهم تركهم يصلون في المسجد فكانوا يصلون في جانب منه ، ولما حاوروا الرسول  حاورهم بسعة صدر ورحابة فكر وجادلهم بالتي هي أحسن ومع أنه أقام الحجة عليهم إلا ،ه لم يكرههم على الدخول في الإسلام بل ترك لهم الحرية في الاختيار ، وقد أسلم بعضهم بعدما رجعوا إلى نجران .
• ولقد كان صلى الله عليه وسلم يوصي كثيرا بأهل الذمة والمستأمنين وسائر المعاهدين ويدعو إلى مراعاة حقوقهم وإنصافهم والإحسان إليهم وينهى عن إيذائهم :
• وروى أبو داود في السنن عن صفوان بن سليم عن عدة من أبناء أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، عن آبائهم عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "ألا من ظلم معاهداً أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفسٍ فأنا حجيجه (أي أنا الذي أخاصمه وأحاجه) يوم القيامة".
• عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما).
وإذا أجار أحد من المسلمين مشركا في دار الإسلام فيجب معاونته على ذلك ويحرم خفر ذمته ففي الصحيحين عن أبي مرة مولى أم هانىء بنت أبي طالب أنه سمع أم هانىء بنت أبي طالب تقول: ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح، فوجدته يغتسل، وفاطمة ابنته تستره، قالت: فسلمت عليه، فقال: (من هذه). فقلت: أنا أم هانىء بنت أبي طالب، فقال: (مرحبا بأم هانىء). فلما فرغ من غسله. قام فصلى ثماني ركعات، ملتحفا في ثوب واحد، فلما انصرف، قلت: يا رسول الله، زعم ابن أمي، أنه قاتل رجلا قد أجرته، فلان بن هبيرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قد أجرنا من أجرت يا أم هانىء). قالت أم هانىء: وذاك ضحى.

• وروى أبو داود في السنن عن عَمْرِو بن شُعَيْبٍ عن أبِيهِ عن جَدّهِ قال قال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "المُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ يَسْعَى بِذِمّتِهِمْ أدْنَاهُمْ وَيُجِيرُ عَلَيْهِمْ أقْصَاهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ يَرُدّ مُشِدّهُمْ عَلَى مُضْعِفِهِمْ، وَمُتَسَرّيهمْ عَلَى قَاعِدِهِمْ لاَ يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ وَلاَ ذُو عَهْدٍ في عَهْدِهِ " .
• ومن المواقف الدالة على سماحته صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين هذا الموقف مع يهودي يدعى زيد بن سعنة أراد أن يختبر حلمه صلى الله عليه وسلم :
قال زيد لم يبق شيء من علامات النبوة إلا وقد عرفتها في وجه محمد صلى الله عليه وسلم حين نظرت إليه إلا اثنتين لم أخبرهما منه يسبق حلمه جهله ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلما قال فكنت أتلطف له لأن أخالطه فأعرف حلمه وجهله فذكر قصة إسلافه للنبي صلى الله عليه وسلم مالا في ثمرة قال فلما حل الأجل أتيته فأخذت بمجامع قميصه وردائه وهو في جنازة مع أصحابه ونظرت إليه بوجه غليظ وقلت يا محمد ألا تقضيني حقي فوالله ما علمتكم بني عبدالمطلب لمطل قال فنظر إلى عمر وعيناه يدوران في وجهه كالفلك المستدير ثم قال يا عدو الله أتقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما أسمع وتفعل ما أرى فوالذي بعثه بالحق لولا ما أحاذر لومه لصربت بسيفي رأسك ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إلى عمر في سكون وتؤدة وتبسم ثم قال أنا وهو كنا أحوج إلى غير هذا منك يا عمر أن تأمرني بحسن الأداء وتأمره بحسن التباعة اذهب به يا عمر فاقضه حقه وزد عشرين صاعا من تمر فأسلم زيد بن سعية رضي الله عنه وشهد بقية المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي عام تبوك رحمه الله
• ومن مواقف السماحة والعفو في حياته صلى الله عليه وسلم حينما هم أعرابي بقتله حين رآه نائما تحت ظل شجرة وقد علق سيفه عليه فعن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنه غزا مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قبل نجد فلما قفل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قفل معهم فأدركتهم القائلة في واد كثير العضاه، فنزل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وتفرق الناس يستظلون بالشجر، ونزل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم تحت سمرة فعلق بها سيفه، ونمنا نومة فإذا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يدعونا وإذا عنده أعرابي فقال: إن هذا اخترط علي سيفي وأنا نائم فاستيقظت وهو في يده صلتا قال: من يمنعك مني؟ قلت: اللَّه ثلاثا ، ولم يعاقبه وجلس. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وفي رواية قال جابر: كنا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بذات الرقاع فإذا أتينا على شجرة ظليلة تركناها لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فجاء رجل من المشركين وسيف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم معلق بالشجرة فاخترطه فقال: تخافني؟ قال : لا فقال: فمن يمنعك مني؟ قال اللَّه ، فسقط السيف من يده فأخذ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم السيف فقال: من يمنعك مني؟ فقال: كن خير آخذ. فقال: تشهد أن لا إله إلا اللَّه وأني رسول اللَّه؟ قال: لا ولكني أعاهدك أن لا أقاتلك ولا أكون مع قوم يقاتلونك. فخلى سبيله، فأتى أصحابه فقال: جئتكم من عند خير الناس.

• ومن النماذج الدالة على سماحة الصحابة رضي الله عنهم :
• ما رواه الإمام الترمذي في السنن عن مُجاهدٍ أنَّ عبدَ اللهِ بنَ عمرو ذُبحتْ لهُ شاةٌ في أهلهِ فلمَّا جاءَ قال أهديتُمْ لجارنَا اليهوديِّ؟ أهديتُمْ لجارنا اليهوديِّ؟ سمعتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وسَلَّم يقول: (ما زالَ جبريلُ يُوصِيني بالجارِ حتَّى ظننتُ أنَّهُ سيورِّثُهُ) .
• وحين مر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بشيخ من أهل الذمة يقف على الأبواب يسأل الناس قال : ما أنصفناك أن كنا أخذنا المال في شبيبتك وضيعناك في شيبك ثم أجرى عليه من بيت مال المسلمين ما يصلحه
• وحين اشتكت إليه امرأة قبطية من عمرو بن العاص الذي ضم بيتها إلى المسجد أرسل إليه عمرو وسأله عن ذلك فقال إن المسجد ضاق بالمسلمين ولم أجد بدا من ضم البيوت المحيطة بالمسجد وعرضت على هذه المرأة ثمنا باهظا فأبت أن تأخذه فادخرته لها في بيت المال وانتزعت ملكيتها مراعاة للمصلحة العامة لكن الفاروق عمر أمره بأن يهدم هذا الجزء الذي للمسجد ويعيد بناءه كما كان لصاحبته .
• وهذا خالد بن الوليد رضي الله عنه يصالح أهل الحيرة ويكتب في كتاب الصالح " وجعلت لهم أيما شيخ ضعف عن العمل أو أصابته آفة من الآفات أو كان غنيا فافتقر وصار أهل دينه يتصدقون عليه طرت جزيته وعيل من بيت مال المسلمين " .
• ومن الصفحات المضيئة في تاريخنا الإسلامي ما ورد أن الصحابة  لما دخلوا حمص وفرضوا على أهلها الجزية فجاءهم أمر من أبي عبيدة بن الجراح بمغادرة حمص للانضمام إلى جيش المسلمين حيث مواجهة الروم في اليرموك أعادوا إلى أهل حمص ما أخذوه ؛ وقالوا إنا أخذناه في مقابل الدفاع عنكم أم وقد خرجنا فقد أصبحنا غير قادرين على حمايتكم فلزم رد ما أخذناه منكم فعجب لذلك أهل حمص أشد العجب وتمنوا لهم النصر على عدوهم .
• وإن المقارن بين سماحة المسلمين حين يكتب لهم النصر والتمكين وبين ما سجله التاريخ من وحشية في الحروب الصليبية وخلال فترات الكشوف الجغرافية والاستعمار الذي حل بكثير من بلاد الإسلام حقبة من الزمن يتجلى له الفارق بين دين الحق دين التسامح والعفو وبين أتباع الأديان المحرفة . ؟؟؟؟؟؟

شهادت منصفة

لقد شهد العديد من الساسة والمؤرخين والمفكرين ورجال الدين من غير المسلمين شهادات منصفة صادقة وفيما نذكر بعضا منها :
• يقول الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا: "إن الإسلام يمكن أن يعلمنا طريقة للتفاهم والعيش في العالم ، الأمر الذي فقدته المسيحية ، فالإسلام يرفض الفصل بين الإنسان والطبيعة ، والدين والعلم ، والعقل والمادة"
وتقول المستشرقة الألمانية زيغريد هونكه : "لا إكراه في الدين ، هذا ما أمر به القرآن الكريم ، فلم يفرض العرب على الشعوب المغلوبة الدخول في الإسلام ، فبدون أي إجبار على انتحال الدين الجديد اختفى معتنقو المسيحية اختفاء الجليد، إذ تشرق الشمس عليه بدفئها ! وكما تميل الزهرة إلى النور ابتغاء المزيد من الحياة ، هكذا انعطف الناس حتى من بقي على دينه ، إلى السادة الفاتحين"

• ويقول غوستاف لوبون في " مجلة التمدن الإسلامي" : : " إن المسلمين وحدهم هم الذين جمعوا بين الغيرة لدينهم وبين روح التسامح نحو أتباع الأديان الأخرى وإنهم مع حملهم السيف فقد تركوا الناس أحرارا في تمسكهم بدينهم " .
• "كل ما جاء في الإسلام يرمي إلى الصلاح والإصلاح ، والصلاح أنشودة المؤمن ، وهو الذي أدعو إليه المسيحيين" .
• ويقول المستشرق بول دي ركلا : "يكفي الإسلام فخراً أنه لا يقر مطلقاً قاعدة (لا سلام خارج الكنيسة) التي يتبجح بها كثير من الناس ، والإسلام هو الدين الوحيد الذي أوجد بتعاليمه السامية عقبات كثيرة تجاه ميل الشعوب إلى الفسق والفجور" .
• يقول المستشرق بارتلمي سانت هيلر :
" إن دعوة التوحيد التي حمل لواءها الإسلام ، خلصت البشرية من وثنية القرون الأولى"
• ويقول العلامة الكونت هنري دي كاستري : "درست تاريخ النصارى في بلاد الإسلام ، فخرجت بحقيقة مشرقة هي أن معاملة المسلمين للنصارى تدل على لطف في المعاشرة ، وهذا إحساس لم يُؤثر عن غير المسلمين .. فلا نعرف في الإسلام مجامع دينية ، ولا أحباراً يحترفون السير وراء الجيوش الغازية لإكراه الشعوب على الإيمان".
• ويبين الشاعر غوته ملامح هذا التسامح في كتابه (أخلاق المسلمين) فيقول: "للحق أقول : إن تسامح المسلم ليس من ضعف ، ولكن المسلم يتسامح مع اعتزازه بدينه ، وتمسكه بعقيدته" .
• ويقول المستشرق لين بول : "في الوقت الذي كان التعصب الديني قد بلغ مداه جاء الإسلام ليهتف (لكم دينكم ولي دين) ، وكانت هذه المفاجأة للمجتمع البشري الذي لم يكن يعرف حرية التدين ، وربما لم يعرفها حتى الآن " .
• ويقول الفيلسوف جورج برناردشو : "الإسلام هو الدين الذي نجد فيه حسنات الأديان كلها ، ولا نجد في الأديان حسناته ! ولقد كان الإسلام موضع تقديري السامي دائماً ، لأنه الدين الوحيد الذي له ملكة هضم أطوار الحياة المختلفة ، والذي يملك القدرة على جذب القلوب عبر العصور ، وقد برهن الإسلام من ساعاته الأولى على أنه دين الأجناس جميعاً ، إذ ضم سلمان الفارسي وبلالاً الحبشي وصهيباً الرومي فانصهر الجميع في بوتقة واحدة " .
• ويقول توماس أرنولد في كتابه الدعوة الإسلامية : لقد عامل المسلمون الظافرون العرب المسيحيين بتسامح عظيم منذ القرن الأول للهجرة ، واستمر هذا التسامح في القرون المتعاقبة ، ونستطيع أن نحكم بحق أن القبائل المسيحية التي اعتنقت الإسلام قد اعتنقته عن اختيار وإرادة وأن العرب المسيحيين الذين يعيشون في وقتنا هذا بين جماعات المسلمين لشاهد على هذا التسامح " .
• ويقول شاعر فرنسا (لامارتين) : "الإسلام هو الدين الوحيد الذي استطاع أن يفي بمطالب البدن والروح معاً ، دون أن يُعرِّض المسلم لأن يعيش في تأنيب الضمير … وهو الدين الوحيد الذي تخلو عباداته من الصور ، وهو أعلى ما وهبه الخالق لبني البشر "

غير معرف يقول...

(كيف نحب الحبيب))))إني ارغب أن أقدم مشاركة بخصوص كيف يتعلق الطفل بالنبي صلى الله عليه وسلم.(((((((

*وهي أن نحدث الطفل ببساطة عن سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وضرب له الامثلة من حياة الرسول على صفاة يحبها الطفل وتشجعه على فعل الخيرات كتشجيعه صلى الله عليه وسلم للأطفال على صلاة الجماعه ومكافأته للطفل الذي يصلي مع الجماعه ، ومداعبته صلى الله عليه وسلم لأبناء أصحابه وعدم التفريق بينهم وبين أبناء إبنته رضى الله عنها .. وغير ذلك من المواقف الكثيرة في حياته عليه السلام.
*وأحب أن اذكر قصة طريفة حدثت مع أخي الصغير ( 4 سنوات ) عندما سألته : هل تحب الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ فقال لي بحماس وفرح: نعم فقلتله:لماذا ؟
رد سريعاً:لأنه يحبني ، فسألته باستغراب: ومن قال لك أنه يحبك ؟ فقال وهو يضغط علي الأحرف: لأن أسمي عبد الرحمن ، وكان جوابه بناء على ما أخبرته به أختي من أن رسول الله قال: " أحب الأسماء إلى الله ما عبد وحمد " فأخذت أضحك وقلت في نفسي : سبحان الله ، صحيح إن الأطفال بطبعهم المتلقي المقلد يتعلمون ويحفظون كل تصرف بسيط يصر من الكبار أمامهم .
تحكي لإبنها – الذي يبلغ من العمر 6 سنوات سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم منذ وفاة أبيه ، ثم ولادته صلى الله عليه وسلم وما لحق بها من معجزات ، مروراً بوفاة أمه ، ثم جده وعمه ، وزواجه ، ثم بعثته ... والغريب أنها طيلة هذه المدة لم تخبره عن اسم بطل هذه القصة التي ترويها له كل مساء قبل النوم ، وكان يلح عليها في معرفة اسم هذا البطل الذي سحره بكل اخلاقه الكريمة التي امتاز بها، فتخبره ان هذا لن يكون
إلا في الحلقة الأخيرة من القصة وأخيراً كانت الحلقة الأخيرة ، فحدثته فيها عن وفاته صلى الله عليه وسلم وأخبرته أن البطل هو نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ، فحزن حزناً شديداً على وفاته صلى الله عليه وسلم وأخذ يبكي بحرقة ، أدى ذلك إلى تعلقه الشديد بشخصيته صلى الله عليه وسلم ، وتحكي الأم قائلة: أنه كان مستعداً لفعل أي عمل قام به الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقد غيرت هذه القصة كثيراً من أسلوب حياته ، بل إنها
قلبت حياته ؟؟؟؟((((((((لمحات عن الحبيب)))سادسًا: عمله صلى الله عليه وسلم في الرعي
** كان أبو طالب مُقلاًّ في الرزق فعمل النبي صلى الله عليه وسلم برعي الغنم مساعدة منه لعمه ، فلقد أخبر صلى الله عليه وسلم عن نفسه الكريمة وعن إخوانه من الأنبياء أنهم رعوا الغنم ، أما هو فقد رعاها لأهل مكة وهو غلام وأخذ حقه عن رعيه .
** ففي الحديث الصحيح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما بعث الله نبيًّا إلا رعى الغنم" فقال: أصحابه: وأنت؟ قال: "نعم, كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة" .
** إن رعي الغنم كان يتيح للنبي صلى الله عليه وسلم الهدوء الذي تتطلبه نفسه الكريمة، ويتيح له المتعة بجمال الصحراء، ويتيح له التطلع إلى مظاهر جلال الله في عظمة الخلق، ويتيح له مناجاة الوجود في هدأة الليل وظلال القمر ونسمات الأشجار، يتيح له لونًا من التربية النفسية من الصبر والحلم والأناة, والرأفة والرحمة, والعناية بالضعيف حتى يقوى, وزم قوى القوي حتى يستمسك للضعيف ويسير بسيره، وارتياد مشارع الخصب والري وتجنب الهلكة ومواقع الخوف من كل ما لا تتيحه حياة أخرى بعيدة عن جو الصحراء وهدوئها وسياسة هذا الحيوان الأليف الضعيف.
** وتذكرنا رعايته للغنم بأحاديثه صلى الله عليه وسلم التي توجه المسلمين للإحسان للحيوانات , فكان رعي الغنم للنبي صلى الله عليه وسلم دربة ومرانًا له على سياسة الأمم.
============================
ورعي الغنم يتيح لصاحبه عدة خصال تربوية منها:
1- الصبر
-- على الرعي من طلوع الشمس إلى غروبها ، نظرا لبطء الغنم في الأكل ، فيحتاج راعيها إلى الصبر والتحمل، وكذا تربية البشر.
-- إن الراعي لا يعيش في قصر منيف ولا في ترف وسرف، وإنما يعيش في جو حار شديد الحرارة ، وبخاصة في الجزيرة العربية ، ويحتاج إلى الماء الغزير ليذهب ظمأه ، وهو لا يجد إلا الخشونة في الطعام وشظف العيش ، فينبغي أن يحمل نفسه على تحمل هذه الظروف القاسية ، ويألفها ويصبر عليها.
2- التواضع:
-- إذ طبيعة عمل الراعي خدمة الغنم , والإشراف على ولادتها، والقيام بحراستها والنوم بالقرب منها ، وربما أصابه ما أصابه من رذاذ بولها أو شيء من روثها فلم يتضجر من هذا ، ومع المداومة والاستمرار يبعد عن نفسه الكبر والكبرياء ، ويرتكز في نفسه خلق التواضع .
-- وقد ورد في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر" فقال رجل: الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا؟ فقال: " إن الله جميل يحب الجمال ، الكبر بَطَرُ الحق وغَمْطُ الناس "
3- الشجاعة:
-- فطبيعة عمل الراعي الاصطدام بالوحوش المفترسة ، فلا بد أن يكون على جانب كبير من الشجاعة تؤهله للقضاء على الوحوش ومنعها من افتراس أغنامه.
4- الرحمة والعطف:
-- إن الراعي يقوم بمقتضى عمله في مساعدة الغنم إن هي مرضت أو كُسرت أو أصيبت ، وتدعو حالة مرضها وألمها إلى العطف عليها وعلاجها والتخفيف من آلامها , فمن يرحم الحيوان يكون أشد رحمة بالإنسان ، وبخاصة إذا كان رسولاً أرسله الله تبارك وتعالى لتعليم الإنسان , وإرشاده وإنقاذه من النار وإسعاده في الدارين .
5- حب الكسب من عرق الجبين:
-- إن الله قادر على أن يغني محمدا صلى الله عليه وسلم عن رعي الغنم ، ولكن هذه تربية له ولأمته للأكل من كسب اليد وعرق الجبين ، ورعي الغنم نوع من أنواع الكسب باليد .
-- روى البخاري عن المقدام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما أكل أحد طعاما قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده ، وإن نبي الله داود -عليه السلام- كان يأكل من عمل يده" .
-- ولا شك أن الاعتماد على الكسب الحلال يكسب الإنسان الحرية التامة والقدرة على قول كلمة الحق والصدع بها وكم من الناس يطأطئون رؤوسهم للطغاة ، ويسكتون على باطلهم ، ويجارونهم في أهوائهم خوفًا على وظائفهم عندهم
** إن إقبال النبي صلى الله عليه وسلم على رعي الأغنام لقصد كسب القوت والرزق يشير إلى دلائل هامة في شخصيته المباركة منها: الذوق الرفيع والإحساس الدقيق اللذان جمّل الله تعالى بهما نبيه صلى الله عليه وسلم ، لقد كان عمه يحوطه بالعناية التامة، وكان له في الحنو والشفقة كالأب الشفوق ، ولكنه صلى الله عليه وسلم ما إن آنس في نفسه القدرة على الكسب حتى أقبل يكتسب ويتعب نفسه لمساعدة عمه في مؤونة الإنفاق ، وهذا يدل على شهامة في الطبع وبر في المعاملة، وبذل للوسع.؟؟؟؟؟سابعًا: حفظ الله تعالى لنبيه قبل البعثة
** إن الله تعالى صان نبيه صلى الله عليه وسلم عن شرك الجاهلية وعبادة الأصنام, روى الإمام أحمد في مسنده عن هشام بن عروة عن أبيه قال: حدثني جار لخديجة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول لخديجة: "أي خديجة، والله لا أعبد اللات والعزى أبدًا" ,وكان لا يأكل ما ذبح على النصب، ووافقه في ذلك زيد بن عمرو بن نفيل. (1)
** أي خديجة والله لا أعبد اللات والعزى والله لا أعبد أبدا قال : فتقول خديجة : خل اللات, خل العزى, قال : كانت صنمهم التي كانوا يعبدون ثم يضطجعون .
الراوي: جار لخديجة بنت خويلد - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم: 1478
** - كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة هو وزيد بن حارثة فمر بهما زيد بن عمرو بن نفيل فدعوه إلى سفرة لهما فقال : يا ابن أخي إني لا آكل مما ذبح على النصب قال : فما رؤي النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك أكل شيئا مما ذبح على النصب قال : قلت : يا رسول الله إن أبي كان كما قد رأيت وبلغك ولو أدركك لآمن بك واتبعك فأستغفر له قال : نعم فاستغفر له فإنه يبعث يوم القيامة أمة واحدة
الراوي: سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسندأحمد - الصفحة أو الرقم: 3/117
** "وقد حفظه الله تعالى في شبابه من نزعات الشباب ودواعيه البرئية التي تنزع إليها الشبوبية بطبعها، ولكنها لا تلائم وقار الهداة وجلال المرشدين"
** قال محمد بن اسحاق فشب رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلؤه الله ويحفظه ويحوطه من أقذار الجاهلية لما يريد من كرامته ورسالته حتى بلغ أن كان رجلا أفضل قومه مروءة وأحسنهم خلقا وأكرمهم حسبا وأحسنهم جوارا وأعظمهم حلما وأصدقهم حديثا وأعظمهم أمانة وأبعدهم من الفحش والأخلاق التي تدنس الرجال تنزها وتكرما حتى ما اسمه في قومه إلا الأمين لما جمع الله فيه من الأمور الصالحة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ذكر لي يحدث عما كان الله يحفظه به في صغره وأمر جاهليته أنه قال لقد رأيتني في غلمان من قريش ننقل الحجارة لبعض ما يلعب الغلمان كلنا قد تعرى وأخذ إزاره وجعله على رقبته يحمل عليه الحجارة فإني لأقبل معهم كذلك وأدبر إذ لكمني لاكم ما أراه لكمة وجيعة ثم قال شد عليه إزارك قال فأخذته فشددته علي ثم جعلت أحمل الحجارة على رقبتي وإزاري علي من بين أصحابي وهذه القصة شبيهة بما في الصحيح عند بناء الكعبة حين كان ينقل هو وعمه العباس فإن لم تكنها فهي متقدمة عليها كالتوطئة لها والله أعلم
** قال عبدالرزاق أخبرنا ابن جريج أخبرني عمرو بن دينار أنه سمع جابر بن عبدالله يقول لمابنيت الكعبة ، ذهب النبي صلى الله عليه وسلم وعباس ينقلان الحجارة ، فقال عباس للنبي صلى الله عليه وسلم : ( اجعل إزارك على رقبتك يقيك من الحجارة ، فخر إلى الأرض ، وطمحت عيناه إلى السماء ، ثم أفاق فقال : ( إزاري إزاري ) . فشد عليه إزاره .
الراوي: جابر بن عبدالله - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3829
** وعن علي بن أبي طالب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما هممت بقبيح مما كان أهل الجاهلية يهمون به، إلا مرتين من الدهر، كلتيهما يعصمني الله منهما، قلت ليلة لفتى كان معي من قريش بأعلى مكة في أغنام أهله يرعاها: أبصر إليَّ غنمي حتى أسمر هذه الليلة بمكة ، كما يسمر الفتيان ، قال: نعم، فخرجت، فجئت أدنى دار من دور مكة، سمعت غناء، وضرب دفوف، ومزامير، فقلت: ما هذا؟" فقالوا: فلان تزوج فلانة، رجل من قريش تزوج امرأة من قريش ، فلهوت بذلك الغناء وبذلك الصوت حتى غلبتني عيني ، فما أيقظني إلا حر الشمس فرجعت فقال: ما فعلت؟ فأخبرته، ثم قلت له ليلة أخرى مثل ذلك، ففعل، فخرجت، فسمعت مثل ذلك، فقيل لي مثل ما قيل لي، فلهوت بما سمعت حتى غلبتني عيني ، فما أيقظني إلا مس الشمس، ثم رجعت إلى صاحبي فقال: فما فعلت؟ قلت: ما فعلت شيئًا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فوالله ما هممت بعدها بسوء مما يعمل أهل الجاهلية حتى أكرمني الله بنبوته" .
===================
وهذا الحديث يوضح لنا حقيقتين كل منهما على جانب كبير من الأهمية:
1- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان متمتعًا بخصائص البشرية كلها ، وكان يجد في نفسه ما يجده كل شاب من مختلف الميول الفطرية التي اقتضت حكمة الله أن يجبل الناس عليها ، فكان يحس بمعنى السمر واللهو ، ويشعر بما في ذلك من متعة ، وتحدثه نفسه لو تمتع بشيء من ذلك كما يتمتع الآخرون.
2- أن الله عز وجل قد عصمه مع ذلك عن جميع مظاهر الانحراف وعن كل ما لا يتفق مع مقتضيات الدعوة التي هيأه الله لها . (2)
---------------------------
1// السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث -- علي محمد الصلابي
2// المرجع السابق؟؟؟؟؟؟السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتة....
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته وسار على نهجه إلى يوم الدين
إخواني وأخواتي
اسمحولي بان اقدم نبذه قصيرة عن سيد هذه آلامه وحبيبها وهو المصطفى الصادق الأمين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وقد اخذتها من موسوعة الثقافة والمعلومات الطبعة الاولى للمؤلف /مهدي سعيد رزق كريزم
وانصح الجميع بااقتناء الموسوعه فهي جديره بالقراءة ....
الموضوع : نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
1-اسمه ونسبه :
هو محمد بن عبدا لله بن عبد المطلب,من قبيلة قريش,ينتهي نسبه إلى قبيلة عدنا ثم إلى إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام 0
2-ولادته:
ولد صلى الله عليه وسلم في مكة بشعب بني هاشم صبيحة يوم الاثنين 12ربيع الأول من عام الفيل الموافق 20أبريل عام 571- قبل الهجرة بثلاث وخمسين سنة 0
3-هجرته:
هاجر صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة في يوم الاثنين 27 من شهر صفر عام 14 للبعثة المباركة الموافق 12 سبتمبر عام 622م ووصل إلى المدينة المنورة في يوم الاثنين 12 ربيع الأول عام 14 للبعثة الموافق 26 سبتمبر عام 622 .
وقيل وصل إلى المدينة المنورة في يوم الاثنين 8ربيع الأول عام 14 للبعثة الموافق 23 سبتمبر عام 622م ولعل هذا الاختلاف ناتج عن مدة الثلاثة أيام التي مكثها في الغار
4- وفاته :
توفى صلى الله عليه وسلم ضحى يوم الاثنين 12 ربيع الأول عام 11للهجرة الموافق 8 يونية عام 632 وذلك في المدينة المنورة ودفن في حجرة عائشة رضي الله عنها ,جنوب شرق المسجد النبوي.
5 كنيته :
كنيته : أبو القاسم
6- أسماؤه وصفاته وألقابه:
محمد,احمد,الماحي,العاقب , الحاشر,الخاتم,المقتفي ,نبي الرحمة,البشير,النذير ,الأمين,الصادق,المصطفى,طه,يس,السراج,المنير,رؤوف,
رحيم ,واوصاف أخرى كثيرة
7-زوجاته:
1-خديجة بنت خويلد

2- سوده بنت زمعة

3- عائشة بنت أبى بكر الصديق

4- حفصة بنت عمر بن الخطاب

5- زينب بنت خزيمة

6- هند بنت أبي أمية(ام سلمة

7- زينب بنت جحش

8- أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان

9- ميمونة بنت الحارث

10- جويرية بنت الحارث

11- صفية بنت حيي بن أخطب

12- مارية القطبية

13- ريحانة بنت زيد من بني النظير


8-أولاده:

1-القاسم

2-عبدالله

3-إبراهيم

4-زينب

5-رقية

6-أم كلثوم

7-فاطمة,وجميعهم من ام المؤمنين خديجة بنت خويلد ماعدا إبراهيم فهو من مارية القطبية


9-أخواله:

أخواله : بنو زهرة, وبنو عدي بن النجار


10-عمـــــــلــــه:
كان صلى الله عليه وسلم قبل البعثة يرعى الغنم ثم عمل بالتجارة وبعد البعثة تفرغ لامر الدعوة والجهاد


11-أبوه من الرضاعة:
هو الحارث بن عبد العزى بن رفاعة 000من هوازن


12- أمــــه:

هي آمنة بنت وهب من بني زهرة


13- مرضعاته:

1-أ مــــه

2- ثوبية (جارية أبي لهب )

3- حليمة السعدية

14- أخوته من الرضاعة:
عبدالله بن الحارث ,أنيسة بنت الحارث, وحذافة بنت الحارث (الشيماء


15- أخوته من النسب
ليس له اخوة من النسب بل كان وحيد أبويه


16-أعمامه وعماته:

1-الحارث بن عبد المطلب

2- أبو طالب واسمه عبدمناف

3- حمزة

4- أبو لهب واسمه عبد العزى

5- العباس

6- الزبير

7- حجلا

8- المقوم

9- ضرار


عمــــــــــاته ست :

1-صفية

2- البيضاء

3- عاتكة

4-أميمة

5-أروى

6- بره

17-أصهاره

1-العاص بن الربيع زوج زينب

2-عتبة بن أبى لهب تزوج رقية ثم طلقها

3- عتيبة بن أبى لهب تزوج ام كلثوم ثم طلقها

4- عثمان بن عفان تزوج رقية ثم ماتت فتزوج أم كلثوم

5- علي بن أبى طالب تزوج فاطمة الزهراء


18- صاحبه:

هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه واسمه عبدالله بن أبى قحافة


19- سبطاه:
هم الحسن والحسين أبناء أبنته فاطمة


20-أمين سره :
حذيفة بن اليمان رضي الله عنه


21- حواريه:
الزبير بن العوام رضي الله عنه


22- حبــه:
زيد بن الحارثة رضي الله عنه


23- ابن حبه:
أسامة بن زيد بن الحارث ويطلق عليه أيضا حبه وابن حبه


24 شعراؤه :
حسان بن ثابت , عبدالله بن رواحه, كعب بن مالك


25- خـــــــدمـــــــــــــــــه:

1-أنس بن مالك

2- هند وأسماء أبناء حارثة الاسلمي

3- أبو هريرة , سلمى, خضرة

4-رضوى

5- ميمونة بنت سعد

6-بركة أم أيمن

7- أنجشة

8- شقران

9- سفينة

10- يسار النوبي

11-رباح,أسلم (أبو رافع فضالة

12-مدعم
13-رافع
14 -كركرة
26- حاضنته:
هي بركة أم ايمن
قابلته:
القابلة التي قامت على ولادته صلى الله عليه وسلم هي الشفاء والدة عبد الرحمن بن عوف
27- كافــــــــلــه:
كفله جده عبد المطلب ,وبعد وفاته عمه أبو طالب
28- عمره:
توفى صلى الله عليه وسلم وعمره 63عاما
29- ساعيه:
هو عمرو بن أمية الضمري
30- حارسه:
محمد بن مسلمة الأنصاري رضي الله عنه
31- فارسه:
أبوقتادة الأنصاري رضي الله عنه
32- المؤذنون في عهده
1-بلال بن رباح
2-عبدالله بن أم كلثوم
3-أبومحذوره واسمه أوس بن معير الجمحي , اسلم بعد حنين وتوفى
عام 59هـ

33- حجاته:
حج النبي صلى الله عليه وسلم حجة واحده وهي حجة الوداع عام 10هـ

34- عمراته :
اعتمر صلى الله عليه وسلم أربع عمرات هن:

1-عمرة الحديبة عام 6هـ

2-عمرة القضاء عام7هـ

3-وعمرة الجعرانه عام 8هـ

4-وعمرته التي قرنها مع حجته عام 10هـ وكانت جميع تلك العمر في شهر ذي القعدة

35-أسماء سيوفه :

1-ذوالفقار

2-بتار

3-الحيف

4-رسوب

5-المخدم

6-مأثور(وهو السيف الذي ورثه عن والده )

7-العضب

8-القضيب


36-أسماء أقواسه:

1-الزوراء

2-الروحاء

3-الصفراء

4-الكتوم

5- السداد


37- أسماء دروعه :
ذات الفضول (وهي التي رهنها عند اليهود ذات الوشاح,ذات الحواشي , السعدية , فضة, البتراء ,الخرنق بكسر الخاء


38-أسماء خيوله:

1-السكب

2-المرتجز

3-اللحيف

4-اللزاز

5-الطرب

6-سبحة أو(سبخة بالخاء

7-الورد


39- أسماء نوقه وجماله ودوابه الأخرى:
كان له ناقة واحده هي القصواء وهي التي هاجر عليها من مكة إلى المدينة وكانت تسمى الجدعاء والعضباء


وكان عنده حمار يقال له عفير

واخر يسمى يعفور


البغال :

بغلة اسمها دلدل أهداها له المقوقس هي والحمار عفير

وبغلة أخرى اسمها فضة أهداها له فروة بن عمرو الجذامي ومعها الحمار يعفور وقد أهداها صلى الله عليه وسلم هذه البغله (فضة لى أبي بكر الصديق

وكان عنده من منائح المعز سبعة هن :

1-عجوة

2-زمزم

3-سقيا

4-بركة

5-ورسة

6-أطلال

7-أطراف ومن النوق اللقائح ذات اللبن سبع لقائح.


40- رايته :

أسم رايته صلى الله عليه وسلم العقاب


41- أشباهه:

كان يشبه من الصحابة

1- الحسن بن على بن أبى طالب

2- جعفر بن أبى طالب رضي الله عنه

3- قثم بن عباس بن عبد المطلب

4- أبو سفيان بن الحارث

5- السائب بن عبيد بن عبد مناف

6- عبدالله بن جعفر بن أبي طالب


42- كتابه:

كان هناك كتاب للرسول صلى الله عليه وسلم يكتبون ما ينزل من القران الكريم أشهرهم :

1- أبو بكر الصديق

2- عمر ابن الخطاب

3- عثمان بن عفان

4- علي بن أبى طالب

5-معاذ بن جبل

6- زيد بن ثابت

7- معاوية بن أبى سفيان

8- ابي بن كعب

9- عبدالله بن مسعود

10- خالد بن الوليد

11- ثابت بن قيس

12- أبان ابن سعيد

وقد ذكر الحافظ العراقي اثنين واربعين كاتبا من كتاب الوحي 0


43- بيوته :

كان للرسول صلى الله عليه وسلم تسعة بيوت (حجرات وهن :حجرات زوجاته إضافة إلى حجرة فاطمة الزهراء ,وقيل إن هناك حجرة عاشره لاام المؤمنين ميمونة بنت الحارث ولم يرد في عبارات المتقدمين يحدد موقع هذه الحجرات ولعلها كانت في الجهة الشمالية الشرقية


44- جملة الغزوات التي كانت في عهده 29 غزوة والمشهور إن عدد غزواته 27 غزوة وذلك باعتبار صلح الحديبية ليست غزوة ,وباعتبار عدم خروجه في غزوة موتة ,فتكون الغزوات التي اشترك فيها وكان قائدها 27غزوة وجملة الغزوات 29غزوة وعدد الغزوات التي قاتل فيها بنفسه 9غزوات وعدد سراياه التي أرسلها : ستون سرية ,وعدها بعضهم 56 سرية بسبب عدم ذكرهم ليوم الرجيع وحدث بئر مؤنه وبعث أسامة بن زيد ,وهكذا
وكانت أول غزواته هي غزوة الأبواء (ودان في صفر عام 2هـ واخر غزوة غزاها غزوة (تبوك

واول سرية أرسلها صلى الله عليه وسلم هي سرية حمزة بن عبد المطلب وكانت إلى ساحل البحر في رمضان عام 1 هـ0 وقد قال علماء السيرة إن الغزوة :هي الموقعة التي شهدها الرسول صلى الله وسلم سواء قاتل فيها ام لم يقاتل بنفسه 0


والسرية هي : الموقعة التي لم يشهدها الرسول صلى الله عليه وسلم ,وإنما أرسل غيره فيها 0 أقول : إن غزوة مؤته لم يشهدها الرسول بنفسه ومع ذلك سميت غزوة ,بل وهي غزوة ومعركة حقيقة كبيرة مع الروم , كما أن صلح الحديبية يعد من ضمن الغزوات رغم أنه كان صلحا واتفاقا 0

وعلى ذلك فاقول :إن الغزوة هي التي تضم جيشا بالمعنى المعروف للجيش حدث قتال ام لم يحدث هذا والله اعلم


نسال الله عز وجل أن ينفعنا بما قرائنا واسف على الإطالة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؟؟؟؟؟))))))))(((((ثامنًا: لقاء الراهب المسمى بحيرا بالرسول صلى الله عليه وسلم وهو غلام



** "خرج أبو طالب إلى الشام، وخرج معه النبي صلى الله عليه وسلم في أشياخ من قريش فلما أشرفوا على الراهب هبطوا فحلوا رحالهم فخرج إليهم الراهب ، وكانوا قبل ذلك يسيرون ، فلا يخرج إليهم ولا يلتفت.

** قال: فهم يحلون رحالهم فجعل يتخللهم الراهب حتى جاء فأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: هذا سيد العالمين ، هذا رسول رب العالمين يبعثه الله رحمة للعالمين ، فقال له أشياخ من قريش: ما علمك؟ فقال: إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجر ولا حجر إلا خرَّ ساجدًا، ولا يسجدان إلا لنبي ، وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة.

** ثم رجع فصنع لهم طعاما، فلما أتاهم به، وكان هو في رعية الإبل قال: أرسلوا إليه فأقبل وعليه غمامة تظله, فلما دنا من القوم وجدهم قد سبقوه إلى فيء الشجرة، فلما جلس مال فيء الشجرة عليه، فقال: انظروا إلى فيء الشجرة مال عليه.

** قال: فبينما هو قائم عليهم، وهو يناشدهم أن لا يذهبوا به إلى الروم فإن الروم إذا عرفوه بالصفة فيقتلونه، فالتفت فإذا سبعة قد أقبلوا من الروم، فاستقبلهم، فقال: ما جاء بكم؟ قالوا: جاءنا أن هذا النبي خارج في هذا الشهر، فلم يبق طريق إلا بعث إليه بأناس، وإنا قد أخبرنا خبره، بعثنا إلى طريقك هذا، فقال: هل خلفكم أحد هو خير منكم؟

** قالوا: إنما اخترنا خيره لك لطريقك هذا، قال: أفرأيتم أمرًا أراد الله أن يقضيه هل يستطيع أحد من الناس رده؟ قالوا: لا. قال: فبايعوه وأقاموا معه.
قال: أنشدكم الله أيكم وليه؟ قالوا: أبو طالب فلم يزل يناشده حتى رده أبو طالب.
======================
ومما يستفاد من قصة بحيرا عدة أمور منها:
1- أن الصادقين من رهبان أهل الكتاب يعلمون أن محمدًا صلى الله عليه وسلم هو الرسول للبشرية، وعرفوا ذلك لما وجدوه من أمارات وأوصاف عنه في كتبهم.
2- إثبات سجود الشجر والحجر للنبي صلى الله عليه وسلم ، وتظليل الغمام له وميل فيء الشجرة عليه.
3- أن النبي صلى الله عليه وسلم استفاد من سفره وتجواله مع عمه وبخاصة من أشياخ قريش ، حيث اطلع على تجارب الآخرين وخبرتهم ، والاستفادة من آرائهم ، فهم أصحاب خبرة ، ودراية ، وتجربة لم يمر بها النبي صلى الله عليه وسلم في سنه تلك.
4- حذر بحيرا من النصارى, وناشد عمه وأشياخ مكة ألا يذهبوا به إلى الروم ، فإن الروم إذا عرفوه بالصفة يقتلونه لقد كان الرومان على علم بأن مجيء هذا الرسول سيقضي على نفوذهم الاستعماري في المنطقة ، ومن ثم فهو العدو الذي سيقضي على مصالح دولة روما ، ويعيد هذه المصالح إلى أربابها، وهذا ما يخشاه الرومان.؟؟؟؟؟(((((((((الرسول في بيته)))))الرسول في بيته كان زوجاً حنوناً وأباً رحيماً
القاهرة - «العالم الاسلامى»
● ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في حسن معاملة النساء، فقد كان قدوة حسنة في معاملة زوجاته، وكان دائماً يوصي بالنساء خيراً، ويأمر بحسن معاشرتهن بالمعروف وكان صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى والقدوة في معاملة أزواجه والشفقة على أهل بيته .
في البداية تقول دكتورة عبلة الكحلاوي الأستاذ بجامعة الأزهر: لقد ضرب رسولنا الكريم المثل الأعلى في العفة والطهارة والتمسك بالآداب العليا والقيم الرفيعة، حتى يمكن ان يقال انه بلغ الذروة في الفضائل كلها، فوصفه ربه بقوله تعالى: {وإنك لعلى خلق عظيم} ووصفت السيدة عائشة خلقه فقالت «كان خلقه القرآن».
ومن أرقى ضروب المثالية أهدافه السامية من زواجه وسيرته الميمونة في اختيار زوجاته وسماحته المثلى في معاملتهن فكانت أهدافه تختلف عن أهداف معظم الناس فلم يلتفت إلى لون ولا إلى جمال ولكنه اهتم بالأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة والسريرة الصافية.
وفاء الرسول
تزوج السيدة خديجة وهو في الخامسة والعشرين وهى في الأربعين من عمرها استجابة لما كان يجمع بينهما من قبل البعثة من الخلق ونبذ الحياة الفاسدة التي كان يحياها أهل مكة قبل الإسلام.
والتاريخ يشهد ما لهذا الزواج من اثار مبهرة على مسيرة الدعوة الإسلامية فقد واسته خديجة بنفسها ومالها وحبها وتصديقها ولم يتزوج بغيرها في حياتها في وقت كان التعدد عند العرب مطلقا وبلا حدود او قيود.
وكان صلى الله عليه وسلم وفياً لزوجته خديجة في السر والعلانية وفي حياتها وبعد مماتها وظل يذكر السيدة خديجة بالخير طوال حياته ويقول انها واسته بمالها حين حرمه الناس وآمنت به اذ كذبه الناس ورزق منها البنين والبنات.

حياة زهد وتقشف

وتؤكد الدكتورة سعاد صالح سمو أهداف الرسول من زواجه فإذا بينا ظروف الحياة التي كان يحياها عليه الصلاة والسلام في بيته فقد كانت حياة خشنة الى أبعد حد.
تقول السيدة عائشة رضى الله عنها كان يمر الشهر والشهران وما توقد في بيت رسول الله نار فلما سئلت: علام كنتم تعيشون؟ قالت على الأسودين التمر والماء». وقالت «ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام متوالية، ولو شئنا لشبعنا، ولكن نؤثر على أنفسنا».
فلو كان الهدف من الزواج المتعة لأنفق على هؤلاء الزوجات باغداق حتى يشعرن برخاء وهناء في العيش.. ولكنه التشريع الحميد ولذلك حينما اجتمعت نساء الرسول يطلبن مزيدا من النفقة ومتع الحياة رفض الرسول ذلك ونزل القرآن يؤيده يقول: {إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحاً جميلاً، وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فان الله أعد للمحسنات منكن أجراً عظيماً}.
فاخترن جميعاً الله ورسوله والدار الآخرة لانهن ادركن حينئذ الهدف الحقيقي من تكريم الرسول لهن بالزواج منهن.

حسن العشرة

وتبين دكتورة سعاد صالح معاملة الرسول صلى الله عليه وسلم لزوجاته وسلوكه في بيته فتقول: لقد كان صلى الله عليه وسلم مثلا أعلى وقدوة طيبة في حسن العشرة مع زوجاته وكيف لا وهو القائل: أكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقاً وخياركم خياركم لنسائهم» وقال ايضا «ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم».
ومن مثاليات الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يعنف زوجاته ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل كان يتحمل غضب إحداهن دون تعنت ولا تجبر ويقابل ذلك بالتلطف واللين والكلمة الطيبة.
وقد روى البخاري ومسلم عن عائشة أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «اني لآعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت علي غاضبة. فقلت: من أين تعرف ذلك؟ فقال: أما إذا كنت عني راضية فانك تقولين لا ورب محمد، وإذا كنت غضبى قلت: لا ورب إبراهيم.. قلت: أجل والله يارسول الله ما أهجر إلا اسمك».
ولقد اثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه إذا غضبت عائشة وضع يدها على منكبها وقال: «اللهم اغفر لها ذنبها واذهب عنها غيظ قلبها واعذها من الفتن».
والذي يبهر الإنسان من سيرة رسول الله هذه الثقة الكاملة في زوجاته ويدل على ذلك ما جرى يوم حديث الإفك فقد رمى بعض المنافقين أم المؤمنين عائشة بما لا يليق وكان ذلك كافيا لزعزعة استقرار البيت إلا أن البيت النبوي ظل متماسكاً لان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتطرق اليه الشك قط وظل على ثقته بها شهرا حتى أنزل الله تعالى ثماني عشرة آية متتالية لتبرئة أم المؤمنين عائشة وتوعد بالعذاب من تكلموا في حقها بغير بينة» قال الله تعالى {والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم}.

المشاركة في أعمال البيت

وقد عرف عن رسول الله فيما أخبرت عنه عائشة انه كان في مهنة أهله يشاركهن في عمل البيت فتقول: «كان يرقع ثوبه ويحلب الشاة ويعمل ما يعمل الرجال في بيته فإذا حضرت الصلاة خرج».
كما قالت السيدة عائشة «ماضرب رسول الله امرأة ولا خادما ولا لطم خدا ولم يكن سبابا ولا فظا ولا غليظاً» ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعامل زوجاته بمنتهى العدل، فلا يفضل احداهن على الأخرى كما كان يحذر من عدم العدل بين الزوجات.
فقد روى أنه قال: «من كانت له زوجتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل» أما العدل في المحبة القلبية فغير ممكن وقد عبر عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: «اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تؤاخذني فيما تملك ولا أملك» يعني الميل القلبي ومن مثاليات الرسول صلى الله عليه وسلم انه ما عاب طعاما قط ان اشتهاه أكله وان كرهه تركه وتلك حكمة غالية ينبغي ان ينتبه لها كثير من الأزواج الذين يثورون ويتفوهون بكلمات لا تليق حينما تقدم لهم الزوجات طعاماً لا يحبونه
الشمائل المحمدية– معاملته صلى الله عليه وسلم لنسائه
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونثني عليه الخير كله، اللهم لك الحمد كما هديتنا للإسلام، ومننت علينا ببعثة خير الأنام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن نبينا محمدًا عبد الله ورسوله، سيد الأواخر والأوائل، المبعوث بأكرم السجايا وأشرف الشمائل، صلى الله عليه وعلى آله أولو المكرمات والفضائل، وصحبه الذين أحبوه محبة تفوق محبة النفس والمال والولد والحلائل، والتابعين ومن تبعهم بإحسان، وفي نصرة الحق يجاهد ويناضل، وسلم تسليمًا كثيرًا.
إخوتي الافاضل:
إننا أمة عقيدةٍ إيمانية صافية، ورسالةٍ عالمية سامية، أمةُ توحيد خالص لله، واتباع مطلق للحبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
والسنة المحمدية والسيرة النبوية، هي للأجيال خيرُ مربٍّ ومؤدِّب، وللأمة أفضل معلم ومهذِّب، وليس هناك أمتعُ للمرء من التحدث عمن يُحبّ، فكيف والمحبوب هو حبيب رب العالمين وسيد الأولين والآخرين، فهو مِنة الله على البشرية، ورحمته على الإنسانية، ونعمته على الأمة الإسلامية. فبالله ثم بمحمد بن عبد الله قامت شِرعةٌ وشُيِّدت دولةٌ وصُنِعَت حضارةٌ وأسُّست ملةٌ من ملل الهدى غراءُ.
بُنيت على التوحيد وهي حقيقةٌ***نادى بها الحكماء والعقلاء
ولكن ماهو معيار حبنا الحقيقي الصادق يقول الله تعالى (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ ٱللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) . اذاً الحب الحقيقي هو الاتباع قولاً وفعلاً
لذلك ياإخوة الإيمان
ونحن في زمن تواجه الامة أمواج من الفتن والمحن ألونا واشكال من التصدي السافر والتحدي الماكر والتآمر الجائر من قبل أعداء الإسلام على المرأة , فنحن في أمسِّ الحاجة للاقتباس من مشكاة النبوة , والسنة المباركة , ومعرفة السيرة العطرة معرفة اهتداء واقتداء .
إخوة الإيمان
يخطئ كثيرون حينما ينظرون إلى المصطفى صلي الله عليه وسلم , وسيرته كما ينظر الآخرون إلى عظمائهم في نواحٍ قاصرة، محدودة بعلمٍ أو عبقرية أو حِنكة. فرسولنا صلى الله عليه وسلم قد جمع نواحي العظمة الإنسانية كلها في ذاته وشمائله وجميع أحواله، لكنه مع ذلك ليس رباً فيقصَد، ولا إلهًا فيُعبَد، وإنما هو نبي يُطاع ورسول يُتَّبع، خرَّج البخاري في صحيحه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: ((لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبدٌ فقولوا: عبد الله ورسوله)).
يا أحباب رسول الله عليه الصلاة والسلام :
هذه وقفاتٌ ومقتطفات مع جانب من جوانب الشمائل المحمدية والآداب المصطفوية ,

أخلاقه بأبي وامي ومعاملاته مع زواجاته :

يقول عليه الصلاة والسلام : ((أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وخياركم خياركم لنسائهم)) اخرجه أحمد وأهل السنن.
عمل الرسولصلى الله عليهوسلم هو القدوة... حيث كان يعامل زوجاته اجمل معاملة وكانيساعد عائشة رضي الله عنها في عمل البيت. فهل نقتدي برسولنا في حسن المعاملة
بل كانت عائشة تقول: كان رسول الله وأنا حائض يأخذ الإناء الذي فيه الطعام، ويقسم عليّ أن آكل منه، ثم يأخذ الإناء، ويتحرى موضع فمي ويضع فمه على موضع فمي من الإناء. مجاملة بل مؤانسة وإظهارا للمودة رحمة بهذه الزوجة، وكان يفعل هذا، وتقسم على هذا عائشة أنه كان يفعل ذلك في إناء الماء، فكانت تشرب عائشة ويأخذ هو الإناء ويتحرى موضع فمها فيشرب؛ كل ذلك ليعلم أمته كيف تكون العلاقة بين الزوجين.
وكيف تدوم المودة والرحمة، كيف تحتاج المرأة لملاطفة الرجل، لملاعبة الرجل، إلى حسن الكلام مع المرأة وكان نبينا يقول: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ، استوصوا بالنساء خيرا." يقول ربنا عز وجل: "وقولوا للناس حسنا"
حدث خلاف بين النبي وعائشة ـ رضي الله عنهما فقال لها من ترضين بيني وبينك .. أترضين بعمر؟
قالت: لا أرضي عمر قط "عمر غليظ".
قال أترضين بأبيك بيني وبينك؟ قالت: نعم، فبعث رسول الله رسولاً إلى أبي بكر فلما جاء قال الرسول : تتكلمين أم أتكلم؟
قالت: تكلم ولا تقل إلا حقاً، فرفع أبو بكر يده فلطم أنفها، فولت عائشة هاربة منه واحتمت بظهر النبي ، حتى قال له رسول الله: أقسمت عليك لما خرجت بأن لم ندعك لهذا.
فلما خرج قامت عائشة فقال لها الرسول : ادني مني؛ فأبت؛ فتبسم وقال: لقد كنت من قبل شديدة اللزوق(اللصوق) بظهري – إيماءة إلى احتمائها بظهره خوفًا من ضرب أبيها لها -، ولما عاد أبو بكر ووجدهما يضحكان قال: أشركاني في سلامكما، كما أشركتماني في دربكما".(رواه الحافظ الدمشقي) في السمط الثمين.
برغم المكانة العظيمة والمنزلة الرفيعة التي يتمتع بها الرسول الكريم ، فهو سيد البشر وهو أول شفيع وأول مشفع .. فإن الرقة التي كان يتعامل بها مع زوجاته تفوق الوصف.
ولأن الرسول بشر كما قال : "إنما أنا بشر مثلكم يُوحى إلي" وكذلك زوجاته فإن بيت النبوة كانت تعترضه بعض الخلافات والمناوشات بين الحين والحين..
إلا أن ثمة فارقاً مهماً ينبغي أن نلتفت إليه وهو أن الله عز وجل قد جعل رسولنا الكريم هو القدوة والأسوة الحسنة، وهو نعم القدوة ونعم الأسوة، فقد قال عنه ربنا في كتاب يتلى إلى يوم الدين: "وإنك لعلى خلق عظيم".
ولذلك إذا استعرضنا المواقف الخلافية "بين النبي وأزواجه فسنجد تصرفاته نموذجاً ينبغي على كل مسلم ومسلمة أن تهتدي به حتى ينالوا السعادة في الدنيا والآخرة.. دخل الرسول ذات يوم على زوجته السيدة (صفية بنت حيي) ـ رضي الله عنها ـ فوجدها تبكي، فقال لها ما يبكيك؟
قالت: حفصة تقول: إني ابنة يهودي؛ فقال : قولي لها زوجي محمد وأبي هارون وعمي موسى,وهكذا نرى كيف يحل الخلاف بكلمات بسيطة وأسلوب طيب.
وفي صحيح مسلم تروي لنا السيدة عائشة طرفاً من أخلاق رسول الله فتقول: ما ضرب رسول الله شيئاً قط بيده ولا امرأة ولا خادماً إلا أن يجاهد في سبيل الله.."
وعندما يشتد الغضب يكون الهجر في أدب النبوة أسلوباً للعلاج، فقد هجر الرسول زوجاته يوم أن ضيقن عليه في طلب النفقة..
حتى عندما أراد الرسول الكريم أن يطلق إحدى زوجاته نجده ودوداً رحيماً، ذلك الموقف الخالد قائلة عن سودة بنت زمعة ـ رضي الله عنها ـ أرملة مسنة غير ذات جمال، ثقيلة الجسم، كانت تحس أن حظها من قلب الرسول هو الرحمة وليس الحب، وبدا للرسول آخر الأمر أن يسرحها سراحًا جميلاً كي يعفيها من وضع أحس أنه يؤذيها ويجرح قلبها، وانتظر ليلتها وترفق في إخبارها بعزمه على طلاقها.
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: خشِيت سودة أن يطلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يارسول الله، لا تطلقني وأمسكني واجعل يومي لعائشة ، ففعل، ونزلت هذه الآية : { وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلا جُنَاحَ عَلَيهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ
وفي رواية أخرى أنه قد بعث إليها صلى الله عليه وسلم فأذهلها النبأ ومدت يدها مستنجدة فأمسكها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالت: والله ما بي على الأزواج من حرص، ولكني أحب أن يبعثني يوم القيامة زوجة لك وقالت له: ابقني يا رسول الله، وأهب ليلتي لعائشة , فيتأثر صلى الله عليه وسلم لموقف سودة العظيم؛ فيرق لها ويمسكها ويبقيها ويعطينا درساً آخرَ في المروءة صلى الله عليه وسلم.
وفي حديث الإفك - ذلك الحديث الذي هز بيت النبوة، بل هز المجتمع المسلم بكامله كان موقف النبي صلى الله عليه وسلم نبراساً لكل مسلم، وخاصة في تلك الآونة التي يكثر فيها اتهام الأزواج لزوجاتهم أو الزوجات لأزواجهن بسبب ومن غير سبب.. فتروى السيد عائشة في الصحيحين قائلة: فاشتكيت حين قدمناها شهراً" اي حين قدم المدينة "، والناس يفيضون في قول أهل الإفك، ولا أشعر بشيء من ذلك، وهو يريبني في وجعي أني لا أرى من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف الذي أرى منه حين أشتكي، إنما يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول "كيف تيكم" ؟
وعندما يخطب النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر يقول: يا معشر المسلمين، من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهلي، فوالله ما علمت على أهلي إلا خيراً.. وحين يتحدث إلى عائشة يقول لها برقته المعهودة (صلى الله عليه وسلم): أما بعد يا عائشة، فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب، فاستغفري الله وتوبي إليه"، "حديث الإفك مروي في الصحيحين" حتى أنزل الله من فوق سبع سموات براءة فرح بها قلب النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة والمسلمون جميعاً.
ويقول الإمام ابن القيم في بيان هدية صلى الله عليه وسلم مع زوجاته
"وكانت سيرته مع أزواجه: حسن المعاشرة، وحسن الخلق. وكان يسرب إلى عائشة بنات الأنصار يلعبن معها. وكانت إذا هويت شيئا لا محذور فيه تابعها عليه. وكانت إذا شربت من الإناء أخذه فوضع فمه موضع فمها وشرب وكان إذا تعرقت عرقا -وهو العظم الذي عليه لحم- أخذه فوضع فمه موضع فمها".
"وكان يتكئ في حجرها، ويقرأ القرآن ورأسه في حجرها. وربما كانت حائضا. وكان يأمرها وهي حائض فتتزر ثم يباشرها.. وكان يقبلها وهو صائم".
"وكان من لطفه وحسن خلقه أنه يمكنها من اللعب ويريها الحبشة، وهم يلعبون في مسجده، وهي متكئة على منكبيه تنظر وسابقها في السير على الأقدام مرتين.. وتدافعا في خروجهما من المنزل مرة".
"وكان إذا صلى العصر دار على نسائه، فدنا منهن واستقرأ أحوالهن. فإذا جاء الليل انقلب إلى صاحبة النوبة خصها بالليل. وقالت عائشة: كان لا يفضل بعضنا على بعض في مكثه عندهن في القسم، وقل يوم إلا كان يطوف علينا جميعا، فيدنو من كل امرأة من غير مسيس، حتى يبلغ التي هو في نوبتها، فيبيت عندها".
وإذا تأملنا ما نقلناه هنا من هدية صلى الله عليه وسلم في معاملة نسائه، نجد أنه كان يهتم بهن جميعا، ويسأل عنهن جميعا، ويدنو منهن جميعا. ولكنه كان يخص عائشة بشيء زائد من الاهتمام، ولم يكن ذلك عبثا، ولا محاباة، بل رعاية لبكارتها، وحداثة سنها، فقد تزوجها بكرا صغيرة لم تعرف رجلا غيره عليه السلام، وحاجة مثل هذه الفتاة ومطالبها من الرجل أكبر حتما من حاجة المرأة الثيب الكبيرة المجربة منه.
ولا أعني بالحاجة هنا مجرد النفقة أو الكسوة أو حتى المعاشرة الزوجية ، بل حاجة النفس والمشاعر أهم وأعمق من ذلك كله.
ولا غرو أن رأينا النبي صلى الله عليه وسلم ينتبه إلى ذلك الجانب ويعطيه حقه، ولا يغفل عنه، في زحمة أعبائه الضخمة، نحو سياسة الدعوة، وتكوين الأمة، وإقامة الدولة. (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة).
فهل توجد في اي اتفاقية او دستور او أي نظام آخر ، ما جاء في الإسلام وكيف أنه شرع تشريعات تهدف للمحافظة على عرض المرأة وكرامتها وألزم الرجل بأداء حقوقها كاملة وتكفل لها بحلول لما يعرض لها من مشاكل في حياتها الزوجية وحياتها العامة .
ولنتأمل معاملة النبي صلى الله عليه وسلم لأزواجه فيما ذكره ابن كثير – رحمه الله – في تفسير قوله تعالى : ( وعاشروهن بالمعروف ) : { أي طيبوا أقوالكم لهن وحسنوا أفعالكم وهيآتكم بحسب قدرتكم كما تحب ذلك منها فافعل أنت بها مثله كما قال تعالى ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي وكان من أخلاقه صلى الله عليه وسلم أنه جميل العشرة دائم البشر يداعب أهله ويتلطف بهم ويوسعهم نفقة ويضاحك نساءه حتى إنه كان يسابق عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها يتودد إليها بذلك قالت سابقني رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبقته وذلك قبل أن أحمل اللحم ثم سابقته بعد ما حملت اللحم فسبقني فقال هذه بتلك ويجتمع نساؤه كل ليلة في بيت التي يبيت عندها رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأكل معهن العشاء في بعض الأحيان ثم تنصرف كل واحدة إلى منزلها وكان ينام مع المرأة من نسائه في شعار واحد يضع عن كتفيه الرداء وينام بالإزار وكان إذا صلى العشاء يدخل منزله يسمر مع أهله قليلا قبل أن ينام يؤأنسهم بذلك صلى الله عليه وسلم
والرسول عليه الصلاة والسلام , أراد لنا أن نعرف أن الإسلام ليس دين أحكام ودين أخلاق وعقائد فحسب بل دين حب أيضاً ، دين يرتقي بمشاعرك حتى تحس بالمرأة التي تقترن بها وتحس بالصديق الذي صحبك حين من الدهر وبكل من أسدى لك معروفاً او في نفسك ارتباط معه ولو بكلمة ( لا اله إلا الله ، محمد رسول الله ).
فلماذا لا ندور حول النبي زوجا، كما يدور التربويون والاصلاحيون والدعاة, حول النبي قائدا، ومعلما؟
بدل الجري وراء الغرب في قوانينهم , واتفاقيتهم وما يدعون اليها .

واخيراً اسال الله أن يحفظ الإسلام والمسلمين من كيد الكائدين .وأن ينصر كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وعباده الصالحين.

أختكم أم فارس

http://www.fin3go.com/newFin/op.php?section=topic&action=show&id=941
السؤال

كيف كانت معاملة الرسول صلى الله عليه وسلم لزوجاته وأبنائه وتواضعه بشكل عام ؟
الفتوى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد كانت معاملة النبي صلى الله عليه وسلم لزوجاته وأولاده ولكافة الناس أكمل معاملة وأتمها، كما تشهد بذلك كتب الحديث والسيرة، ونحن نذكر نماذج من ذلك من تلك المعاملة الطاهرة، فقد روى أبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما رأيت أحداً كان أشبه سمتاً ودلاً وهدياً برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة، كانت إذا دخلت عليه قام إليها فأخذ بيدها فقبلها وأجلسها في مجلسه، وكان إذا دخل عليها قامت إليه فأخذت بيده فقبلته وأجلسته في مجلسها.
وقال صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي. رواه الترمذي وقال: حسن صحيح. والأهل هنا يشمل الزوجات والأقارب والأولاد، كما في تحفة الأحوذي في شرح الترمذي. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وخياركم خياركم لنسائهم خلقاً. رواه أحمد والترمذي.
وكان يوصي أصحابه بزوجاتهم خيراً ويقول: إنما هن عوان عندكم -أي اسيرات-. رواه الترمذي.
وفي صحيح البخاري عن الأسود قال: سألت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله -تعني في خدمة أهله فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة.
وروى أحمد وابن حبان وصححه عن عروة قال: قلت لعائشة ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم.
وهذا يدل على إعانته لأهله، لا كما يتوهمه بعض الناس من أن ذلك نقصاً وعيباً أن يعين الرجل أهله في أعمال البيت، وهذا التعاون يولد الألفة والمحبة بين الزوج وزوجته كما لا يخفى.
وأما معاملته لخدمه فكانت أحسن معاملة كما يحكي ذلك خادمه أنس بن مالك قال: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم، عشر سنين والله ما قال لي: أفاً قط، ولا قال لي لشيء: لم فعلت كذا وهلا فعلت كذا. متفق عليه واللفظ لمسلم.
وفي صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كانت الأمة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتنطلق به حيث شاءت.
وهذا يدل على تواضعه الجم، وكان صلى الله عليه وسلم يقول: وما تواضع أحد لله تعالى إلا رفعه. رواه مسلم.
وعند ابن ماجه وصححه ابن حبان: من تواضع لله رفعه حتى يجعله في أعلى عليين.
والأخبار في تواضعه وحسن معاملاته مع أهله والمؤمنين، بل ومع الكافرين كثيرة مشهورة يرجع لها في سيرته صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.
المفتـــي:
مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=27182&Option=FatwaId (http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=27182&Option=FatwaId)
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما تحدث الله سبحانه وتعالى عن الأسرة، جعل الحب أساساً لكلامه: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة"، والمودة هي الحب. وقد جعل سبحانه الرحمة بعد المودة، لأنه إذا غابت المودة فيرحم الزوج زوجته، وترحم الزوجة زوجها فلن يكون هناك حب، أما إذا عادت المودة فسيعود الحب وحسن المعاملة بين الزوجين هي الطريق الوحيد لاستعادة الحب، أما القسوة والغلظة والقهر فهي التي تقطع الطريق أمام عودة الحب.
وأولويات الرجل في مسؤوليته عن الأسرة هي التربية ثم الإنفاق. إذا لا ينفع أن يدعي الرجل أنه أدى واجبه حين أنفق على أولاده وزوجته، فأين احتضانه لأولاده وحنانه عليهم وأين مودته للزوجة؟ كذلك فإن أولويات المرأة الحنان للرجل وتربية الأبناء ثم يأتي بعد ذلك العمل. من المهام الرئيسية للرجل أن يعطي الحنان للمرأة، وقد قال سبحانه: "هن لباس لكم وأنتم لباس لهن".
وإذا عدنا إلى بيت النبي، نجد أنه http://www.pal3yoon.com/vb/images/smilies/salah%5B1%5D.gif عليه وسلم لم يكن ينادي السيدة عائشة باسمها، إنما كان يدللها بعائش. وكان يطعمها في فمها بيده. وكان إذا جاءها الحيض يبحث عن موضع شفتيها على الإناء حين تشرب الماء، فيضع شفتيه حيث وضعت شفتيها ليشعرها بالحنان. ويأخذها للفسحة كل أسبوع، ولم يتعلل أبداً بانشغاله بعمله أو مسؤوليته. وكان يلعب معها ويسابقها وتسبقه. وكان يكثر من إطعامها حتى يزيد وزنها فلا تسبقه. وحين يسبقها في العدو ويقول لها: ياعائشة وهذه بتلك. فتفهم أنه كان يتعمد الإكثار من إطعامها ليثقل وزنها ويكسبها في السباق.
وتقول زوجات الرسول: كان رسول الله http://www.pal3yoon.com/vb/images/smilies/salah%5B1%5D.gif عليه وسلم ضاحكاً في بيته. أي كان يضحك ويُضحك أهل بيته. ولم يكن صامتاً مثل أزواج هذه الأيام حيث تشكو الزوجات من الخرس الزوجي. فيقلن: كان رسول الله يحدثنا ونحدثه، فإذا نودي للصلاة كأنه لا يعرفنا ولا نعرفه.
وكانت السيدة عائشة تجلس بالساعات تحدثه ويسمع منها وتسأله: كيف حبك لي؟ فيقول لها: كعقدة الحبل. تقول فكنت أتركه أياماً وأعود لأسأله: كيف العقدة يا رسول الله؟ فيقول http://www.pal3yoon.com/vb/images/smilies/salah%5B1%5D.gif عليه وسلم: هي على حالها.حديث باطل. ويسأله عمرو بن العاص: من أحب الناس إليك يا رسول الله؟ فيقول: عائشة زوجتي.

كثير من الرجال الآن يسببون الأذى لمشاعر زوجاتهم حين يقول الواحد منهم لزوجته: توقفي عن الرومانسية، أنا لا أستطيع أن أقول كلام الحب لك. النبي http://www.pal3yoon.com/vb/images/smilies/salah%5B1%5D.gif عليه وسلم كان يقول كلام الحب لزوجته.

كان الصحابي ابن عباس يقص شعره ويتزين ويتعطر، ليسأله أصحابه: هل أنت ذاهب لتتزوج؟ فيقول لهم: لا..أنا ذاهب إلى بيتي. فيندهشون ويسألونه: هل الذاهب إلى بيته يفعل كل ذلك؟ يقول: أنا ذاهب للقاء زوجتي ، أحب أن أتزين لها، كما أحب أن تتزين لي.
يحكي لي أحد وزراء الأوقاف في بلد إسلامي أمام زوجته، أنه كان جالساً في مكتبه ومعه أحد العلماء الأجلاء، فدق جرس تليفون الوزير، فرد على التليفون قائلاً بالفصحى: نعم يا مهجة القلب. أنت تأمرين يا حياتي،
فاندهش العالم مما قاله الوزير، وبعد أن أنهى الأخير مكالمته قال له: من التي كنت تحدثها على الهاتف؟

قال له: زوجتي.

فسأله: وهل تعودت أن تتحدث إليها بهذه الطريقة؟

قال: أنا لا أستطيع محادثتها إلا بهذه الطريقة.

فأمسك العالم بسماعة التليفون وأتصل بزوجته، وحين ردت قال لها: أهلاً يا روح قلبي.

فصرخت فيه: أنت عارف أنت بتكلم مين؟!

أعود فأقول إن أولويات الرجل يجب أن تكون: تربية الأبناء، والحنان للزوجة ثم الإنفاق على البيت.

لابد أن يحس الأبناء بأن لهم أباً يربيهم، وأنه ليس مجرد خزينة نقود. فإذا أهمل الأب الجانب الأول اكتفي بالإنفاق، فإنه يصرخ حين يفاجأ بأن ابنه مدمن للمخدرات: أنا لم أبخل عليه بشيء فلماذا فعل ذلك؟ ونسي أنه لم يجلس مع أبنائه ليستمع إليهم ويناقشهم وينقل إليهم خبراته ونصائحه.
ونريد أن نحافظ على بيوتنا حتى ولو كان ذلك على حساب جزء من مكاسبنا المادية.
نريد عودة الحب إلى بيوتنا. اعط زوجتك 10% حناناً، وسوف تعطيك 50% من الحنان والإخلاص.

نأتي بعد ذلك إلى عمل المرأة، الإسلام يحرص على أن تنجح المرأة المسلمة في الحياة العملية. الإسلام يريدها أن تنجح كموظفة ومديرة. وأن تنجح في الجمعية الخيرية وفي المشروع الخاص. هذا هدف إسلامي.

النبي فتح مستشفى صغيراً لكي يعالج فيه الناس. وعين عمر بن الخطاب امرأة لتكون مسئولة عن ضبط الأسواق. لكن المطلوب أن تعمل المرأة موازنة بين عملها والحنان لزوجها وتربية الأبناء. وألا يكون نجاحها في عملها على حساب ترابط بيتها ومحبتها لزوجها واهتمامها بالأبناء. فإذا كان نجاح المرأة في عملها سيؤدي إلى فشل حياتها الزوجية والأسرية، فلا داعي له.

الزوجة هي التي تمنح الحنان للزوج فيثبت وينجح. الزوج يحتاج إلى طبطبة الزوجة عليه حين يواجه فشلاً أو أزمة. والزوجة هي المنوط بها تربية الأبناء، فالأم مدرسة. فالتربية ليست أن تقولي لأبنائك: كلوا واشربوا وناموا وذاكروا دروسكم.

التربية هي إصلاح الأخلاق واكتشاف مواهب الأبناء وتفجيرها، وبعد ذلك يأتي نجاحها في الحياة العملية.

ذلك هو الترتيب الصحيح لأولويات الزوجة المسلمة، ولابد أن يكون إطار العلاقة بين الأم والأبناء هو المودة والحب.
بقلم الإستاذ: عمرو خالد
Alaa El-Din
قال عليه الصلاة والسلام : ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي )

ويقول : ( استوصوا بالنساء خيراً )

ويقول : ( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقاً , وخيارهم خيارهم لنسائهم )

وقد قال رسول االله صلى الله عليه وسلم لعلي حينما خطب ابنته فاطمة : هل لك على أن تحسن صحبتها ؟

تقول عائشة : إنما المرأة لعبة الرجل , فليحسن الرجل إلى لعبته .

فحسن المعاملة منك لزوجتك أمر مطلوب جداً .

وانظر لمعاملة النبي صلى الله عليه وسلم لإحدى زوجاته قبل وبعد زواجه منها ..
قال أنس : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر , فلما فتح الله عليه الحصن ذكر له جمال صفية بنت حيي , وقد قتل زوجها , وكانت عروساً , فاصطفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه , فخرج بها حتى بلغا سد الصهباء فبنى بها .ثم صنع حيساً في نطع صغير , ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " آذن من حولك " فكانت تلك وليمة رسول الله صلى الله عليه وسلم على صفية .
ثم خرجنا إلى المدينه , فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحوي لها وراءه بعباءة , ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته , فتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب !

وكان صلى الله عليه وسلم يسابق عائشة فسبقته مرة وسبقها أخرى وقال لها : هذه بتلك .
كثير منا يبحث عن الحب على متن الباخرة "تيتانيك"..
وكثيرون يبحثون عن الرومانسية في آخر قطرة من زجاجة سم
تجرعها كل من روميو وحبيبته جوليت..
وآخرون يبحثون عن كل منهما وسط الكثبان الرملية في صحراء "قيس وليلي"
بينما يغيب عن كل هؤلاء، أن رسولنا الكريم هو أول من علمنا أصول الحب!
تحت راية الإسلام، رٌفِعت جميع الشعارات الدينية والاجتماعية والسياسية..
ليبقى الحب في الإسلام هو الشعار المنبوذ،

فكم منا فكر أن يستحضر سنة النبي في حبه لزوجاته،

مثلما يحاول تمثله في كل جوانب الحياة الأخرى؟!..
حرب لا تخلو من حب!
لم تستطع السيوف والدماء أن تنسي القائد
(رغم كل مسئوليات ومشقة الحرب بما تحمله من هموم) الاهتمام بحبيبته،


فعن أنس قال: "...خرجنا إلى المدينة (قادمين من خيبر)
فرأيت النبي يجلس عند بعيره،
فيضع ركبته وتضع صفية رجلها على ركبتيه حتى تركب" (رواه البخاري)،
فلم يخجل الرسول – صلى الله عليه وسلم- من أن يرى جنوده هذا المشهد، ومم يخجل أو ليست بحبيبته؟!
ويبدو أن هذه الغزوة لم تكن استثنائية،
بل هو الحب نفسه في كل غزواته ويزداد..
فوصل الأمر بإنسانية الرسول الكريم أن يداعب عائشة رضي الله عنها
في رجوعه من إحدى الغزوات، فيجعل القافلة تتقدم عنهم بحيث لا تراهم ثم يسابقها..
وليست مرة واحدة بل مرتين..
وبلغت رقته الشديدة مع زوجاته
أنه يشفق عليهن حتى من إسراع الحادي في قيادة الإبل اللائي يركبنها،
فعن أنس رضي الله عنه أن النبي (صلى الله عليه وسلم)
كان في سفر وكان هناك غلام اسمه أنجشة يحدو بهن
أي ببعض أمهات المؤمنين وأم سليم) يقال له أنجشة،
فاشتد بهن في السياق، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم)
"رويدك يا أنجشة سوقك بالقوارير".. (رواه البخاري).
حب بصوت عالي!
وعندما تتخافت الأصوات عند ذكر أسماء نسائهم،
نجد رسولنا الكريم يجاهر بحبه لزوجاته أمام الجميع.
فعن عمرو بن العاص أنه سأل النبي (صلى الله عليه وسلم) أي الناس أحب إليك.
قال: عائشة، فقلت من الرجال؟ قال: أبوها". (رواه البخاري).
وعن زوجته السيدة صفية بنت حيي قالت:
"أنها جاءت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تزوره في اعتكافه في المسجد في العشر الأواخر من رمضان،
فتحدثت عنده ساعة، ثم قامت لتنصرف، فقام النبي (صلى الله عليه وسلم) معها يوصلها،
حتى إذا بلغت المسجد عند باب أم سلمة مر رجلان من الأنصار فسلما على رسول الله (صلى الله عليه وسلم)،
فقال لهما: "على رسلكما، إنما هي صفية بنت حيي". (رواه البخاري).
وبسلوك الـ "جنتلمان" ،
يحكي لنا أنس أن جاراً فارسياً لرسول الله
كان يجيد طبخ المرق،فصنع لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) طبقاً ثم جاء يدعوه،
فرفض سيدنا محمد الدعوة مرتين؛لأن جاره لم يدع معه عائشة للطعام،
وهو ما فعله الجار في النهاية!
خير الرومانسية!
وبغض النظر عن السعادة التي يتمتع
بها أي انسان في جوار رسول الله،
فإن زوجات نبينا الكريم كن يتمتعن بسعادة زوجية
تحسدهن عليها كل بنات حواء،
فمن منا لا تتمنى أن تعيش بصحبة زوج يراعى حقوقها
ويحافظ على مشاعرها أكثر من أي شيء،
بل ويجعل من الاهتمام بالأهل والحنو عليهم
وحبهم معيارا لخيرية الرجل صلى الله عليه وسلم
"خيركم.. خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي". (رواه الترمذي وابن ماجة).
وتحكي عائشة أنها كانت تغتسل مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في إناء واحد،
فيبادرها وتبادره، حتى يقول لها دعي لي، وتقول له دع لي،
وعنها قالت:
"كنت أشرب وأنا حائض فأناوله النبي (صلى الله عليه وسلم) فيضع فاه (فمه) على موضع في (فمي)
". (رواه مسلم والنسائي).
وعن ميمونة رضي الله عنها قالت:
" كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يدخل على إحدانا وهي حائض فيضع رأسه في حجرها فيقرأ القرآن،
ثم تقوم إحدانا بخمرته فتضعها في المسجد وهي حائض". (رواه أحمد).
وعلى كثرة عددهن كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
القائد والرسول يتفقد أحوالهن ويريد للود أن يبقى ويستمر فعن ابن عباس قال:
"وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا صلى الصبح جلس في مصلاه وجلس الناس حوله
حتى تطلع الشمس ثم يدخل على نسائه امرأة امرأة يسلم عليهن ويدعو لهن.
فإذا كان يوم إحداهن كان عندها". (فتح الباري، شرح صحيح البخاري).
بيت النبوة
وفي عصر يبتعد عن الرفاهية ألاف السنين
كان الرسول المحب خير معين لزوجاته..
فقد روي عن السيدة عائشة في أكثر من موضع أنه كان في خدمة أهل بيته.
فقد سئلت عائشة ما كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يصنع في بيته؟
قالت: كان يكون في مهنة أهله (أي خدمة أهله) (رواه البخاري).
وفي حادثة أخرى أن عائشة سئلت ما كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعمل في بيته؟
قالت: "كان يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم".
وظل سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام على وفائه للسيدة خديجة زوجته الأولى طوال حياتها،
فلم يتزوج عليها قط حتى ماتت، وبعد موتها كان يجاهر بحبه لها أمام الجميع،
وكان يبر صديقاتها إكراماً لذكراها،
حتى أن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت تقول:
ما غرت من أحد من نساء النبي ما غرت على خديجة،
وما رأيتها ولكن كان النبي يكثر ذكرها،
وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة،
فربما قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة،
فيقول: إنها كانت وكانت، وكان لي منها ولد". (رواه البخاري). ..... والله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم
هذا هو نبينا الكريم أعظم خلق الله
وهذا هو سلوكه فى معاملة المراة ومعاملة زوجاته ؟؟؟؟؟؟؟؟

غير معرف يقول...

محمد المثل الأعلي / توماس كارليل)))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

لقد أصبح من أكبر العار، على أي فرد متمدن من أبناء هذا العصر أن يصغي إلى ما يظن من أن محمداً خداع مزور وآن لنا أن نحارب ما يشاع من مثل هذه الأقوال ، فإن الرسالة التي أداها ذلك الرسول ما زالت السراج المنير مدة اثني عشر قرناً لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم الله الذي خلقنا، أفكان أحدكم يظن أن هذه الرسالة التي عاش بها، ومات عليها هذه الملايين الفائتة الحصر. أكذوبة وخدعة؟ أما أنا فلا أستطيع أن أرى هذا الرأي أبداً ولو أن الكذب والغش يروجان عند خلق الله هذا الرواج، ويصادفان منهم مثل ذلك التصديق والقبول، فما الناس إلا بلّه ومجانين، وما الحياة إلا سخف وعبث وأضلولة، كان الأولى بها أن لا تخلق.
فوا أسفاه ما أسوأ هذا الزعم وما أضعف أهله واحقهم بالرثاء والرحمة
وبعد، فعلى مَن أراد أن يبلغ منزلة ما في علوم الكائنات أن لا يصدق شيئاً البتة من أقوال أولئك , فإنها نتائج جيل كفر، وعصر جحود والحاد، وهي دليل على موت الأرواح في حياة الأبدان، ولعل العالم لم ير قط رأياً أكفر من هذا والأم.
وهل رأيتم قط معشر الإخوان أن رجلاً كاذباً يستطيع أن يوجد ديناً، أن الرجل الكاذب لا يقدر أن يبني بيتاً من الطوب! فهو إذا لم يكن عليماً بخصائص الجير والجص والتراب وما شاكل ذلك فما ذلك الذي يبنيه ببيت، وإنما هو تل من الانقاض، وكثيب من أخلاط المواد، نعم وليس جديراً أن يبقى على دعائمه اثني عشر قرناً، يسكنه مائتا مليون من الأنفس، ولكنه جدير أن تنهار أركانه فينهدم فكأنه لم يكن.
ثم إذا نظرت إلى كلمات العظيم. شاعراً كان أو فيلسوفاً أو نبياً أو فارساً أو ملكاً، ألا تراها ضرباً من الوحي! والرجل العظيم في نظري مخلوق من فؤاد الدنيا وأحشاء الكون، فهو جزء من الحقائق الجوهرية للأشياء، وقد دلّ الله على وجوده بعدة آيات، أرى أن أحدثها وأجدها هو الرجل العظيم الذي علّمه الله العلم والحكمة، فوجب علينا أن نصغي إليه قبل كل شيء.
وعلى ذلك فلسنا نعد محمداً هذا قط رجلاً كاذباً متصنعاً يتذرع بالحيل والوسائل إلى بغيه، أو يطمح إلى درجة ملك أو سلطان، أو غير ذلك من الحقائر والصغائر، وما الرسالة التي أداها إلا حق صراح، وما كلمته إلا صوت صادق صادر من العالم المجهول، كلا، ما محمد بالكاذب ولا الملفق وإنما هو قطعة من الحياة قد تفطر عنها قلب الطبيعة فإذا هي شهاب قد أضاء العالم أجمع، ذلك أمر الله، وذلك فضل الله يؤتيه مَن يشاء، والله ذوالفضل العظيم، وهذه حقيقة تدمغ كل باطل وتدحض حجة القوم الكافرين.
ـ العرب وصفة جزيرة العرب:
كانت عرب الجاهلية أمة كريمة، تسكن بلاداً كريمة، وكأنما خلق الله البلاد وأهلها على تمام وفاق. فكان ثمة شبه قريب بين وعورة جبالها ووعورة أخلاقهم، وبين جفاء منظرها وجفاء طباعهم، وكان يلطف من قسوة قلوبهم مزاج من اللين والدماثة، كما كان يبسط من عبوس وجود البلاد، رياض خضراء وقيعان ذات أمواه وأكلاء، وكان الاعرابي صامتاً لا يتكلم إلا فيما يعنيه، إذ كان يسكن أرضاً قفراً يبابا خرساء، تخالها بحراً من الرمل يصطلي جمرة النهار طوله، ويكافح بحر وجهه نفحات القرّ ليله.
ولا أحسب أناساً شأنهم الانفراد وسط البيد والقفار، يحادثون ظواهر الطبيعة، ويناجون أسرارها إلا أن يكونون أذكياء القلوب، حداد الخواطر، خفاف الحركة ثاقبي النظر، وإذا صح ان الفرس هم فرنسيو المشرق، فالعرب لا شك طليانه، والحق أقول لقد كان أولئك العرب قوماً أقوياء النفوس، كان أخلاقهم سيول دفاقة، لها من شدة حزمهم وقوة ارادتهم أحصن صور وأمنع حاجز، وهذه وأبيكم أم الفضائل، وذروة الشرف الباذخ وقد كان أحدهم يضيفه ألد أعدائه فيكرم مثواه وينحر له فإذا أزمع الرحيل خلع عليه وحمله وشيّعه، ثم هو بعد كل ذلك لا يحجم عن أن يقاتله متى عادت به إليه الفرص، وكان العربي أغلب وقته صامتاً فإذا قال أفصح.
ويزعمون أن العرب من عنصر اليهود، والحقيقة أنهم شاركوا اليهود في مرارة الجد، وخالفوهم في حلاوة الشمائل، ورقة الظرف، وفي ألمعية القريحة، وأريحية القلب، وكان لهم قبل زمن محمد (ع) منافسات في الشعر، يجرونها بسوق عكاظ في جنوب البلاد، حيث كانت تقام أسواق التجارة، فإذا انتهت الأسواق تناشد الشعراء القصائد، ابتغاء جائزة تجعل للأجود قريضاً، والأحكم قافية، فكان الأعراب الجفاة ذوو الطباع الوعرة، يرتاحون لنغمات القصيد، ويجدون لرناتها أية لذة فيتهافتون على المنشد كالفراش، ويتهالكون.
ـ مولد محمد ونشأته:
وكان بين هؤلاء العرب التي تلك حالهم، ان ولد محمد (ع) عام 580 ميلادية، وكان من أسرة هاشم من قبيلة قريش، وقد مات أبوه عقب مولده، ولما بلغ عمره ستة أعوام توفيت أمه ـ وكان لها شهرة بالجمال والفضل والعقل، فقام عليه جده وهو شيخ قد ناهز المائة من عمره وكان صالحاً باراً، وكان ابنه عبدالله أحب أولاده إليه، فأبصرت عينه الهرمة في محمد صورة عبدالله، فأحب اليتيم الصغير بملء قلبه، وكان يقول ينبغي أن يحسن القيام على ذلك الصبي الجميل، الذي قد فاق سائر الأسرة والقبيلة حسناً وفضلاً، ولما حضرت الشيخ الوفاة والغلام لم يتجاوز العامين، عهد به إلى أبي طالب أكبر أعمامه رأس الأسرة بعده، فرباه عمه ـ وكان رجلاً عاقلاً كما يشهد بذلك كل دليل ـ على أحسن نظام عربي.
صدق محمد منذ طفولته:
ولحظ عليه منذ فتائه أنه كان شاباً مفكراً، وقد سماه رفقاؤه الأمين ـ رجل الصدق والوفاء ـ الصدق في أفعاله وأقواله وأفكاره، وقد لاحظوا أن ما من كلمة تخرج من فيه إلا وفيها حكمة بليغة، وأني لأعرف عنه أنه كان كثير الصمت، يسكت حيث لا موجب للكلام، فإذا نطق، فما شئت من لب وفضل وإخلاص وحكمة، لا يتناول غرضاً فيتركه إلا وقد أنار شبهته، وكشف ظلمته، وأبان حجته، واستثار دفينته، وهكذا يكون الكلام وإلا فلا، وقد رأيناه طول حياته، رجلاً راسخ المبدأ، صارم العزم، بعيد الهمة، كريماً براً رؤفاً تقياً فاضلاً حراً ـ رجلاً شديد الجد مخلصاً، وهو مع ذلك سهل الجانب، لين العريكة، جم البشر والطلاقة، حميد العشرة، حلو الايناس، بل ربما مازح وداعب.
ـ محمد بريء من الطمع الدنيوي:
ويزعم المتعصبون من النصارى والملحدون أن محمداً لم يكن يريد بقيامه إلا الشهرة الشخصية، ومفاخر الجاه والسلطان، كلا وأيم الله، لقد اكن في فؤاد ذلك الرجل الكبير ابن القفار والفلوات. المتوقد المقلتين العظيم النفس، المملؤ رحمة وخيراً، وحناناً وبراً، وحكمة وحجى، واربة ونهى ـ أفكار غير الطمع الدنيوي، ونوايا خلاف طلب السلطة والجاه.
ـ ابتداء البعثة:
فلما كان في الأربعين من عمره وقد خلا إلى نفسه في غار بجبل (حراء) قرب مكة شهر رمضان، ليفكر في تلك المسائل الكبرى، إذا هو قد خرج إلى خديجة ذات يوم وكان قد استصحبها ذلك العام وأنزلها قريباً من مكان خلوته، فقال لها انه بفضل الله قد استجلى غامض السر، واستثار كامن الأمر، وانه قد أنارت الشبهة، وانجلى الشك وبرح الخفاء وان جميع هذه الأصنام محال وليست إلا أخشاباً حقيرة، وان لا إله إلا الله وحده لا شريك له فهو الحق وكل ما خلاه باطل، خلقنا ويرزقنا. وما نحن وسائل الخلق والكائنات إلا ظل له وستار يحجب النور الأبدي والرونق السرمدي، الله أكبر ولله الحمد.
ـ الوحي وجبريل:
فمن فضائل الاسلام: تضحية النفس في سبيل الله، وهذا أشرف ما نزل من السماء على بني الأرض، نعم هو نور الله قد سطع في روح ذلك الرجل، فأنار ظلماتها، هو ضياء باهر، كشف تلك الظلمات التي كانت تؤذن بالخسران والهلاك، وقد سماه محمد (ع) وحياً و(جبريل)، وأينا يستطيع أن يحدث له اسماً؟ ألم يجيء في الانجيل أن وحي الله يهبنا الفهم والادراك؟ ولا شك أن العلم والنفاذ إلى صميم الأمور وجواهر الأشياء، لسر من أغمض الأسرار لا يكاد المنطقيون يلمسون منه إلا قشوره، وقد قال نوفاليس: (أليس الإيمان هو المعجزة الحقة الدالة على الله؟) فشعور محمد إذ اشتعلت روحه بلهيب هذه الحقيقة الساطعة، بأن الحقيقة المذكورة هي أهم ما يجب على الناس علمه لم يك إلا أمراً بديهياً.
ـ معنى كلمة محمد رسول الله:
وكون الله قد أنعم عليه بكشفها له: ونجاه من الهلاك والظلمة وكونه قد أصبح مضطراً إلى اظهارها للعالم أجمع ـ هذا كله هو معنى كلمة (محمد رسول الله) وهذا هو الصدق الجلي والحق المبين.
ـ الرد على القائلين بأن الاسلام انتشر بالسيف:
وكانت نية محمد حتى الآن أن ينشر دينه بالحكمة، والموعظة الحسنة فقط، فلما وجد أن القوم الظالمين لم يكتفوا برفض رسالته السماوية، وعدم الاصغاء إلى صوت ضميره وصيحة لبه، حتى أرادوا أن يسكتوه فلا ينطق بالرسالة ـ عزم ابن الصحراء على أن يدافع عن نفسه، دفاع رجل ثم دفاع عربي، ولسان حاله يقول أما وقد أبت قريش إلا الحرب، فلينظروا أي فتيان هيجاء نحن، وحقاً رأى فإن أولئك القوم أغلقوا آذانهم عن كلمة الحق، وشريعة الصدق، وأبوا إلا تمادياً في ضلالهم يستبيحون الحريم، ويهتكون الحرمات، ويسلبون وينهبون، ويقتلون النفس التي حرّم الله قتلها، ويأتون كل اثم ومنكر، وقد جاءهم محمد من طريق الرفق والاناة، فأبوا إلا عتواً وطغياناً، فليجعل الأمر إذن إلى الحسام المهند، والوشيج المقوم، وإلى كل مسرودة حصداء، وسابحة جرداء وكذلك قضى محمد بقية عمره وهي عشر سنين أخرى في حرب وجهاد، لم يسترح غمضة عين وكانت النتيجة ما تعلمون؟
ولقد قيل كثيراً في شأن نشر محمد دينه بالسيف، فإذا جعل الناس ذلك دليلاً على كذبه فشد ما أخطأوا وجاروا، فهم يقولون: ما كان الدين لينتشر لولا السيف، ولكن ما هو الذي أوجد السيف؟ هو قوة ذلك الدين وانه حق، والرأي الجديد أول ما ينشأ يكون في رأس رجل واحد، فالذي يعتقده هو فرد ـ فرد ضد العالم أجمع، فإذا تناول هذا الفرد سيفاً وقام في وجه الدنيا فقلما والله يضيع، وأرى على العموم أنا لحق ينشر نفسه بأية طريقة، حسبما تقتضيه الحال، أو لم تروا أن النصرانية كانت لا تأنف أن تستخدم السيف أحياناً .. ؟ وحسبكم ما فعل شارلمان بقبائل السكسون، وأنا لا أحفل أكان انتشار الحق بالسيف، أم باللسان أو بأية آلة أخرى.
ـ القرآن واعجازه:
أما القرآن فإن فرط إعجاب المسلمين به وقولهم باعجازه هو أكبر دليل على اختلاف الأذواق في الأمم المختلفة. هذا وان الترجمة تذهب بأكثر جمال الصنعة وسحن الصياغة ولذلك لا عجب إذا قلت ان الأوروبي يجد في قراءة القرآن أكبر عناء، فهو يقرؤه كما يقرأ الجرائد، لا يزال يقطع في صفحاتها قفاراً من القول الممل المتعب، ويحمل على ذهنه هضاباً وجبالاً من الكم، لكي يعثر في خلال ذلك على كلمة مفيدة، أما العرب فيرونه على عكس ذلك لما بين آياته وبين أذواقهم من الملاءمة، ولأن لا ترجمة ذهبت بحسنه ورونقه، فلذلك رآه العرب من المعجزات وأعطوه من التبجيل ما لم يعطه أتقى النصارى، لانجيلهم وما برح في كل زمان ومكان قاعدة التشريع والعمل والقانون المتبع في شؤون الحياة ومسائلها والوحي المنزل من السماء هدى للناس وسراجاً منيراً، يضيء لهم سبل العيش ويهديهم صراطاً مستقيماً، ومصدر أحكام القضاة، والدرس الواجب على كل مسلم حفظه والاستنارة به في غياهب الحياة، وفي بلاد المسلمين مساجد يتلى فيها القرآن جميعه كل يوم مرة، يتقاسمه ثلاثون قارئاً على التوالي وكذلك ما برح هذا الكتاب يرن صوته في آذان الألوف من خلق الله وفي قلوبهم اثني عشر قرناً في كل آن ولحظة، ويقال ان من الفقهاء من قرأه سبعين ألف مرة!!
ـ براءة محمد من الشهوات وتواضعه وتقشفه:
وما كان محمد أخا شهوات، برغم ما اتهم به ظلماً وعدواناً، وشد ما نجور ونخطئ إذا حسبناه رجلاً شهوياً، لا همّ له إلا قضاء مآربه من الملاذ، كلا فما أبعد ما كان بينه وبين الملاذ أية كانت، لقد كان زاهداً متقشفاً في مسكنه، ومأكله، ومشربه، وملبسه، وسائر أموره وأحواله وكان طعامه عادة الخبز والماء، وربما تتابعت الشهور ولم توقد بداره نار وانهم ليذكرون ـ ونعم ما يذكرون ـ أنه كان يصلح ويرفو ثوبه بيده، فهل بعد ذلك مكرمة ومفخرة؟ فحبذا محمد من رجل خشن اللباس، خشن الطعام، مجتهد في الله قائم النهار، ساهر الليل دائباً في نشر دين الله، غير طامح إلى ما يطمح إليه أصاغر الرجال من رتبة أو دولة أو سلطان. غير متطلع إلى ذكر أو شهرة كيفما كانت، رجل عظيم وربكم وإلا فما كان ملاقياً من أولئك العرب الغلاظ توقيراً واحتراماً وإكباراً وإعظاماً، وما كان يمكنه أن يقودهم ويعاشرهم معظم أوقاته، ثلاثاً وعشرين حجة وهم ملتفون به يقاتلون بين يديه ويجاهدون حوله. لقد كان في هؤلاء العرب جفاء، وغلظة، وبادرة، وعجرفية، وكانوا حماة الانوف، أباة الضيم، وعر المقادة صعاب الشكيمة، فمن قدر على رياضتهم، وتذليل جانبهم حتى رضخوا له واستقادوا فذلكم وايم الله بطل كبير، ولولا ما أبصروا فيه من آيات النبل والفضل، لما خضعوا له ولا أذعنوا، وكيف وقد كانوا أطوع له من بنانه.
وظني أنه لو كان أتيح لهم بدل محمد قيصر من القياصرة بتاجه وصولجانه لما كان مصيباً من طاعتهم مقدار ما ناله محمد، في ثوبه المرقع بيده فكذلك تكون العظمة، وهكذا تكون الأبطال.
ـ تأثير الاسلام على العرب وفضله عليهم:
ولقد أخرج الله العرب بالاسلام، من الظلمات إلى النور, وأحيى به من العرب أمة هامدة وأرضاها مدة، وهل كانت إلا فئة من جوالة الأعراب، خاملة فقيرة تجوب الفلاة، منذ بدء العالم، لا يسمع لها صوت ولا تحس منها حركة. فأرسل الله لهم نبياً بكلمة من لدنه ورسالة من قبله فإذا الخمول قد استحال شهرة، والغموض نبهه، والضعة رفعة، والضعف قوة، والشرارة حريقاً، وسع نوره الأنحاء وعمّ ضوء الأرجاء، وعقد شعاعه الشمال بالجنوب، والمشرق بالمغرب وما هو إلا قرن بعد هذا الحادث حتى أصبح لدولة العرب رجل في الهند ورجل في الأندلس وأشرقت دولة الاسلام حقباً عديدة، ودهور مديدة بنور الفضل والنبل، والمرؤة والبأس، والنجدة. ورونق الحق والهدى على نصف المعمورة، وكذلك الإيمان عظيم وهو مبعث الحياة، ومنبع القوة، وما زال للأمة رقي في درج الفضل، وتعريج إلى ذرى المجد، ما دام مذهبها اليقين ومنهاجها الإيمان، ألستم ترون في حالة أولئك الأعراب ومحمدهم وعصرهم، كأنما قد وقعت من السماء شرارة على تلك الرمال، التي كان لا يبصر بها فضل، ولا يرجى فيها خير. فإذا هي بارود سريع الانفجار وما هي برمل ميت، وإذا هي قد تأججت واشتعلت، واتصلت نيرانها بين غرناطة ودلهي.
ولطالما قلت أن الرجل العظيم كالشهاب من السماء، وسائر الناس في انتظاره كالحطب، فما هو إلا أن يسقط حتى يتأججوا ويلتهبوا


من كتاب" محمد المثل الأعلي " للفيلسوف الانكليزي توماس كارليل"
أبوعبدالله الحنبلي
:(271):محمد نبي كريم / سعيد حوى
إن الكرم في الإسلام طريق من طرق الجنة ، وإن البخل طريق النار . ولذلك فقد كان كرم رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجارى . ولا يبارى . إن الله قد جعل خُمُس الغنائم إليه ، وكانت حصته – عليه الصلاة والسلام – من هذا الخمس الخمس . وقد غنم المسلمون غنائم كثيرة ولو أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجمع مالاً لكان أكثر الخلق مالاً . إن خمس غنائم حنين كان ثمانية آلاف من الغنم وأربعة آلاف وثمان مائة من الجمال وثمانية آلاف أوقية من الفضة وألفاً ومائتين من السبي . هذا الخمس كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقرباه منه خمساه فكم نتصور غنى الرسول صلى الله عليه وسلم لو أراد أن يجمع مالاً من غزواته كلها من خيبر الغنية وقريظة وبني النضير ...
فإذا علمنا أن مقدار حق رسول الله صلى الله عليه وسلم المعطى له من هذه الأموال مثل هذا وإذا عرفنا أنه كان بالإمكان استثماره وتنميته ثم علمنا بعد ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات ودرعه مرهونة عند يهودي وأنه أمر أن يوزع ميراثه إن كان على المسلمين ، وأنه ليس لأقاربه من ميراثه شيء ، وأنه ما كان يلبس إلا الخشن ولا ينام إلا على القليل ، وأنه يجوع الأيام وأنه كان يخشى إذا بقي في بيته مال فلم يوزعه على الناس ، إذا عرفت هذا أدركت أي كرم كان عنده صلى الله عليه وسلم وأي نفس طاهرة هذه النفس وأدركت أنها النبوة . وأن غير النبوة لا تجود بهذا الجود وترضى مع القدرة بهذه الحياة . إلا إذا كانت نفساً متأسية برسول الله صلى الله عليه وسلم . وقد شهد على ذلك أقوى الناس شركاً وعناداً وبغضاً له صلى الله عليه وسلم فأسلموا نتيجة ذلك ولعل في ما ذكرناه غنية عن ضرب الأمثلة ولكن في المزيد خيراً .
أخرج الشيخان عن ابن عبسا – رضي الله عنه – قال :
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقى جبريل عليه السلام . وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن قال : فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة " .
وأخرج الشيخان عن جابر بن عبد الله – رضي الله عنه – قال : " ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط فقال : لا .. " .
وأخرج الطبراني عن الربيع بنت معوذ بن عفراء – رضي الله عنها – قالت : " بعثني معوذ بن عفراء بصاع من رطب عليه آخر من قثاء زغب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم ، يحب القثاء ، وكانت حلية قد قدمت من البحرين فملأ يده منها فأعطانيها " .
وفي رواية : " فأعطاني ملء كفي حلياً أو ذهباً " ورواه أحمد بنحوه وزاد : " فقال : تحلي بهذا " .
وأخرج الطبراني في الأوسط عن أم سنبلة – رضي الله عنها – " أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم بهدية فأبى أزواجه أن يقبلنها ، فقلن : إنا لا نأخذ ، فأمرهن النبي صلى الله عليه وسلم فأخذنها ثم أقطعها وادياً .. "
وأخرج ابن جرير عن سهل بن سعد قال : " جاءت امرأة إلى رسول الله ببردة فقالت : يا رسول الله جئتك أكسوك هذه ، فأخذها رسول الله وكان محتاجاً إليها فلبسها ، فرآها عليه رجل من أصحابه ، فقال : يا رسول الله ما أحسن هذه اكسنيها فقال : نعم . فلما قام رسول الله لامه أصحابه وقالوا : ما أحسنت حين رأيت رسول الله أخذها محتاجاً إليها ثم سألته إياها وقد عرفت أنه لا يسأل شيئاً فيمنعه . قال : والله ما حملني على ذلك إلا رجوت بركتها حين لبسها رسول الله لعلي أكفن فيها " .
وأخرج أحمد عن أنس : " أن رسول الله لم يسأل شيئاً على الإسلام إلا أعطاه ، قال : فأتاه رجل فأمر له بشاء كثير بين جبلين ما شاء الصدقة ، قال : فرجع إلى قومه فقال : يا قوم ! أسلموا فإن محمداً يعطي عطاء ما يخشى الفاقة " .
وزاد في رواية : " فإن كان الرجل ليجيء إلى رسول الله ما يريد إلا الدنيا فما يمسي حتى يكون دينه أحب إليه وأعز عليه من الدنيا وما فيها " .
وأخرج ابن عساكر في قصة إسلام صفوان بن أمية عن عبد الله بن الزبير ما يلي :
" وخرج رسول الله قبل هوازن وخرج معه صفوان وهو كافر وأرسل إليه يستعيره سلاحه فأعار سلاحه مائة درع بأداتها . فقال صفوان : طوعاً أو كرهاً . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عارية رادة فأعاره . فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فحملها إلى حنين فشهد حنيناً والطائف ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الجعرانة فبينما رسول الله يسير في الغنائم ينظر إليها – ومعه صفوان ابن أمية فجعل صفوان بن أمية ينظر إلى شعب ملاء نعماً وشاء ورعاء فأدام النظر إليه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يرمقه فقال : أبا وهب يعجبك هذا الشعب . قال : نعم . قال : هو لك وما فيه .
فقال صفوان عند ذلك : ما طابت نفس أحد بمثل هذا إلا نفس نبي ، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، وأسلم مكانه " .
هذه نماذج من الكرم تضيع بجانبها كل قصص الكرم المعروفة المشهورة عند الناس . كرم يجعل صاحبه يعيش حياة الجهد والمشقة والفاقة ، حياة لا يطيقها أحد غيره هو وعياله ، مع هذا الملك العريض الواسع ، والسلطان الكبير والواردات الكثيرة ، وزيادة على ذلك أنه لو أراد من أموال المسلمين شيئاً لخاصة نفسه لكان المسلمون في ذلك كراماً . وله الحق في ذلك أليس هو مدبر شؤونهم ومعلمهم ، ولكن هذا كله لم يحدث ، إنه كرم في النفس يمنع صاحبه عن التطلع إلى أموال الآخرين ، وكرم في النفس لا يقوم معه من ملك صاحبه شيء . إنها أخلاق النبوة العربية الهاشمية المصطفاة سليلة إبراهيم عليه السلام .
أبوعبدالله الحنبلي
http://www.imanway1.com/horras/images/icons/icon38.gif وما أرسلنناك إلا رحمة للعالمين

الناس الذين يخوضون المعارك ويسوسون البشر ، تقسو قلوبهم وتجف دموعهم ، ونادراً ما تجد الموغل في ذلك
متصفاً بصفة الرحمة ، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن اقتدى به ليسوا من هذا الطراز ، فمهما شئت عندهم من شجاعة وقوة وشدة وصبر وجدت ، ولكنها صفات لا تطغى على خلق الرحمة أبداً ، بل كما أن هذه الصفات في كمالها فكذلك خلق الرحمة عنده صلى الله عليه وسلم في كماله
، وقد رأيته في فقرة سابقة كيف تفيض عينه صلى الله عليه وسلم في كثير من المواقف رحمة وشفقة ، وهو الصابر الذي ما عرف أكثر صبراً منه ، والمقاتل الذي ما عرف أكثر حنكة منه ، يفيض قلبه بالرحمة فيبكي وتدمع عيناه ، وقد يسمع صوت بكائه ؛ إنها نفس تجيش جيشاً ببحار الرحمة .
2- وهناك مواطن يفقد فيها الرحماء رحمتهم ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تفارقه رحمته ، يُؤذى ويُضرب ويُضطهد فيقول : " اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون " ويوم فتح مكة وقد فعلت به ما فعلت ، كان موقفه غير المتوقع كما قص عمر قال : " لما كان يوم الفتح ورسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة أرسل إلى صفوان بن أمية وإلى أبي سفيان بن حرب وإلى الحارث بن هشام قال عمر : فقلت :
لقد أمكن الله منهم لأعرفنهم بما صنعوا حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مثلي ومثلكم كما قال يوسف لإخوته { لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين } .
قال : عمر فافتضحت حياء من رسول الله صلى الله عليه وسلم كراهية أن يكون بدر مني ، وقد قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال " .
إن المواطن التي تُغلب عادة فيها عواطف الرحمة بعواطف الانتقام أو الانتصار تبقى صفة الرحمة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في محلها لا تطغى على غيرها ولا يطغى غيرها عليها .
وكانت رحمته تسع الناس جميعاً ويحس بها المستضعفون قبل الأقوياء ، يقول عبد الله بن عمرو : " دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد فجلس إلى الفقراء وبشرهم بالجنة وبدا على وجوههم البشر فحزنت لأنني لم أكن منهم " .
وجاء في صحيح البخاري : " أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر ذات يوم رجلاً أسود فقال : ما فعل ذلك الإنسان ؟ قالوا : مات يا رسول الله ، قال : أفلا آذنتموني ؟ فقالوا : إنه كذا وكذا قصته فحقروا من شأنه ، قال : دلوني على قبره ، فأتى قبره فصلى عليه " .
وقال معاوية بن سويد : " كنا بني مقرن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لنا خادم إلا واحدة فلطمها أحدنا فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : اعتقوها ، فقيل : ليس لهم خادم غيرها ، فقال : فليستخدموها فإذا استغنوا عنها فليخلوا سبيلها " .
وأخرج الشيخان عن أنس –رضي الله عنه- أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : " إني لأدخل الصلاة وأنا أريد أن أطيلها فأسمع بكاء الصبي فأتجوّز في صلاتي مما أعلم من وجد أمه من بكائه ". وبلغت رحمته الحيوان فكان أرحم الخلق به .
قال عبد الرحمن بن عبد الله : " كنا مع رسول الله في سفر فرأينا حمرة ( طائر مثل العصفور ) معها فرخان لها فأخذناهما فجاءت الحمرة تعرش ( ترفرف ) فلما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم قال : من فجع هذه بولدها ردوا ولدها إليها " .
ونهى أن يتخذ الحيوان هدفاً يرمى بالنبال ليتعلم فيه الرمي ، وأمر من يريد الذبح أن يحد شفرته ويريح ذبيحته وألا يذبح الحيوان بمرأى من الحيوان ، إن رحمته بلغت كل شيء .
ولكنها الرحمة التي لا تجاوز حدها :
لما أسر أبا عزة الشاعر أو مرة استعطفه ( أبو عزة ) حتى أطلق سراحه على شرط ألا يقف بعد اليوم ضده ، وتدور الأيام ويدخل أبو عزة المعركة ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأسره مرة ثانية ويستعطفه مرة ثانية ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ويأمر بقتله . وهذا الذي سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الحالة هو الذي أخذ به القانون الدولي في القرن العشرين حيث نص على أن الأسير الذي يطلق سراحه بشرط عدم الدخول في المعركة ضد آسريه مرة ثانية إذا أسر بعدها يقتل .
إنها الرحمة التي تفيض حتى تكاد تقتل صاحبها أسى لما يرى من انصراف الخلق عن طريق الجنة إلى طريق النار . حتى يعاتب الله – عز وجل – صاحبَها : { فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً } . إنها رحمة النبوة وإنها صفاتها .
أبوعبدالله الحنبلي
:(271):محمد .. مثال في الصبر / سعيد حوى
- مر معك في مبحث التبليغ صور من صبره صلى الله عليه وسلم على الاضطهاد والتعذيب ، والإيذاء والتجويع والسخرية والردود القبيحة عليه والإهانات المتوالية ، وكل هذا تحمله بصبر . فإذا ما علمنا أن هذه الفترة استغرقت ثلاثة عشر عاماً ، أدركنا مقدار الصبر الذي تمتع به رسول الله صلى الله عليه وسلم . وليس هذا فحسب بل كل ما أصيب به هو أصيب به أتباعه والأذى الذي لحق به لحق بأقاربه وهو الشريف ، وكل هذا يجرح نفس الإنسان ، ويحطم أعصابه ، ومع ذلك فما أبه صلى الله عليه وسلم لهذا كله ، بل تحمّله وتحمّل معه الاتهامات الباطلة بالجنون والكذب والسحر ....,...
والذي جرّب هذه القضايا كلها يعلم كم تحتاج إلى طاقة من الصبر لا تنفد . فإذا ما علمنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تحمل هذا كله ، وهو يقف من الناس موقف الهجوم على باطلها وموقف الدعوة إلى ما عنده . نعلم أن المسألة هنا أكبر من الصبر ذاته .

2- فإذا ما انتقلنا إلى موطن آخر يمتحن فيه الصبر وهو موطن القتال ، رأينا كذلك عجباً . ولعل أبرز مواقفه الصابرة في الحرب والتي تتحطم فيها أقوى الأعصاب موقفاه يوم أحد ويوم الخندق ، يوم الهزيمة الذي بقي فيه ثابتاً ، ويوم الحصار الذي أخذ بالأنفاس وبقي فيه كله أمل وهاك وصفاً مختصراً لموقفه الصابر في اليومين .

روى مسلم : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرد يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش " .

" واستطاع المشركون أن يخلصوا قريباً من النبي صلى الله عليه وسلم فرماه أحدهم بحجر كسر أنفه ورباعيته وشجه في وجهه فأثقله وتفجر منه الدم ، وشاع أن محمداً قتل ، فتفرق المسلمون ودخل بعضهم المدينة وانطلقت طائفة فوق الجبل ، واختلط على الصحابة أحوالهم فما يدرون ما يفعلون " .

" وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينثل السهام من كنانته ويعطيها سعد بن أبي وقاص يقول : ارم فداك أبي وأمي ، وكان أبو طلحة الأنصاري رامياً ماهراً في إصابة الهدف قاتل دون رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان إذا رفع رسول الله شخصه ينظر أين يقع سهمه " .

في هذا اليوم الشديد إذ فرّ المسلمون فلم يبق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا هذا العدد القليل ، بقي رسول الله صلى الله عليه وسلم صابراً يدير المعركة التي طرفاها ثلاثة آلاف مقابل أفراد . ولم يهزم ولكنه أصر مع من معه على الاستبسال ، حتى رأى المشركون أن خسارتهم أكبر من ربحهم فتركوهم .

فأي صبر هذا الصبر ؟

ولا ننسى أن نذكر أن شائعة قتل محمد صلى الله عليه وسلم كانت قد راجت والرسول صلى الله عليه وسلم نفسه منع مَنْ عرفه مِن تكذيبها ؛ حتى يثبط قريشاً عن المضي في المعركة ، فإذن هو صبر في أحرج المواقف لا يخرج صاحبه عن كامل التدبير .

ويوم الخندق وقد حوصرت المدينة هذا الحصار الطويل الصعب الذي لم يعرف المسلمون فيه نوماً ولا راحة ، والأحزاب تمطرهم بوابل من الهجمات على الأمكنة الضعيفة ، وتحركات المسلمين متلاحقة من مكان إلى مكان خشية المباغتة وقد طالت الفترة وتعب المسلمون ، وكانوا كما وصفهم الله {إِذْ جَآءُوكُمْ مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَاْ * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُواْ زِلْزَالاً شَدِيداً} في هذا الوضع المخيف يأتي الخبر الصاعق أن قريظة نقضت عهدها وقررت القتال وأصبح المسلمون جميعاً معرضين لقتل الأنفس وسبي الذرية ، فأي صبر يحتاجه القائد في تلك اللحظات في ذلك الموقف الذي يحطم الأعصاب .

لقد تقنع رسول الله صلى الله عليه وسلم بثوبه واضطجع ومكث طويلاً حتى إذا هضم المسلمون خطورة موقفهم قام يبث الأمل ويشد العزائم ويرفع المعنويات وهو يقول : " أبشروا بفتح الله ونصره " .

إن خطورة الموقف الشديد لم تؤثر ذرة على أعصاب القائد العظيم بل هو الصبر الذي يربو على الصبر .

3- فإذا ما انتقلنا إلى موطن آخر من المواطن التي يمتحن فيها الصبر ، وهو موطن موت الأولاد والأقارب والأصحاب وقلب رسول الله صلى الله عليه وسلم هو القلب الرحيم ، نجد الصبر الذي يفيض العبرة بلا شكوى ولا ضجر ، وهذه أمثلة من مواقفه في هذه المواطن :

أخرج ابن سعد عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال :

رأيت إبراهيم وهو يكيد بنفسه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله : " تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي ربنا والله يا إبراهيم إنا بك لمحزونون " .

وأخرج ابن سعد أيضاً عن مكحول قال :
دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو معتمد على عبد الرحمن بن عوف – رضي الله عنه – وإبراهيم يجود بنفسه فلما مات دمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له عبد الرحمن : أي رسول الله ! هذا الذي تنهى الناس عنه متى يرك تبكي يبكوا ، قال : فلما شريت عنه عبرته قال : " إنما هذا رحم وإن من لا يرحم لا يُرحم ، إنما ننهى الناس عن النياحة وأن يندب الرجل بما ليس فيه " .

ثم قال : " لولا أنه وعد جامع وسبيل مئتاء وأن آخرنا لاحق بأولنا لوجدنا عليه وجداً غير هذا وإنا عليه لمحزونون . تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب ، وفضل رضاعه في الجنة " .

وأخرج الحاكم عن ابن عباس قال :

" لما قتل حمزة يوم أحد أقبلت صفية تطلبه ، لا تدري ما صنع ، فلقيت عليّاً والزبير فقال علي للزبير : اذكر لأمك ، وقال الزبير لعلي : لا ، اذكر أنت لعمتك ، قالت : ما فعل حمزة ؟ فأرياها أنهما لا يدريان فجاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إني أخاف على عقلها فوضع يده على صدرها ودعا فاسترجعت وبكت ، ثم جاء فقام عليه وقد مثّل به ، فقال : لولا جزع النساء لتركته حتى يحصل من حواصل الطير وبطون السباع ، ثم أمر بالقتلى فجعل يصلي عليهم ، فيضع تسعة وحمزة فيكبر عليهم تكبيرات ثم يرفعون ويترك حمزة ، ثم يؤتوا بتسعة فيكبر عليهم سبع تكبيرات ثم يرفعون ويترك حمزة ، ثم يؤتوا بتسعة فيكبر عليهم سبع تكبيرات حتى فرغ منهم " .

وأخرج الطيالسي وأحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه وأبو عوانة وابن حبان عن أسامة ابن زيد – رضي الله عنه – قال :

" كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأرسلت إليه إحدى بناته تدعوه وتخبره أن صبيّاً لها في الموت . فقال للرسول : ارجع إليها فأخبرها أن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فلتصبر ولتحتسب . فعاد الرسول فقال : إنها قد أقسمت لتأتينها ، فقام النبي صلى الله عليه وسلم وقام معه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد بن ثابت ورجال وانطلقت معهم فرفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبي ونفسه تقعقع كأنها في شن ففاضت عيناه فقال له سعد : ما هذا يا رسول الله ؟ قال : هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده إنما يرحم الله من عباده الرحماء " .

4- فإذا ما انتقلنا إلى موطن آخر من المواطن التي يمتحن بها الصبر وهو الصبر على المرض والجوع والفقر . نجد دائماً القمة التي لا يرقى إليها الراقون .

أخرج أحمد والطبراني وهذه رواية الطبراني :

" أن فاطمة ناولت النبي صلى الله عليه وسلم كسرة من خبز الشعير ، فقال : ما هذه ؟ قالت : قرص خبزته فلم تطب نفسي حتى أتينك بهذه الكسرة ، فقال لها : هذا أول طعام أكله أبوك منذ ثلاثة أيام " .

وأخرج ابن سعد والبيهقي عن ابن البحير :

" أصاب النبي صلى الله عليه وسلم جوع يوماً فعمد إلى حجر فوضعه على بطنه ، ثم قال : ألا ربّ نفسٍ طاعمة ناعمة في الدنيا جائعة عارية يوم القيامة ، ألا ربّ مكرم لنفسه وهو لها مهين , ألا ربّ مهين لنفسه وهو لها مكرم " وحسّنه السيوطي .

وأخرج مسلم والترمذي عن النعمان بن بشير – رضي الله عنه – قال :

" ألستم في طعام وشراب ما شئتم ؟ لقد رأيت نبيكم صلى الله عليه وسلم وما يجد من الدقل ما يملأ بطنه ( الدقل : أردأ التمر ) " وفي رواية لمسلم عن النعمان – رضي الله عنه – قال : ذكر عمر – رضي الله عنه – ما أصاب الناس من الدنيا ، فقال : لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يظل اليوم يلتوي ما يجد من الدقل ما يملأ بطنه " .

وأخرج أبو نعيم في الحلية والخطيب وابن عساكر ، وابن النجار عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال :

" دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي جالساً فقلت : يا رسول الله ! أراك تصلي جالساً فما أصابك ؟ قال : الجوع يا أبا هريرة . فبكيت . فقال : لا تبك يا أبا هريرة ، فإن شدة الحساب يوم القيامة لا تصيب الجائع إذا احتسب في دار الدنيا " .

وأخرج الطبراني وابن حبان في صحيحه عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال :

" خرج أبو بكر –رضي الله عنه- بالهاجرة إلى المسجد ، فسمع عمر رضي الله عنه فقال : يا أبا بكر ما أخرجك هذه الساعة ؟ قال : ما أخرجني إلا ما أجد من حاق الجوع ( أي شدة الجوع ) قال : وأنا –والله- ما أخرجني غيره . فبينما هما كذلك إذ خرج عليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ما أخرجكما هذه الساعة ؟ قالا : والله ما أخرجنا إلا ما نجد في بطوننا من حاق الجوع . قال : وأنا – والذي نفسي بيده – ما أخرجني غيره . فقوما فانطلقوا " .

وأخرج ابن ماجه وابن أبي الدنيا عن أبي سعيد –رضي الله عنه-

" أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو موعوك ، عليه قطيفة فوضع يده فوق القطيفة فقال : ما أشد حماك يا رسول الله . قال : إنا كذلك يشدد علينا البلاء ويضاعف لنا الأجر . ثم قال : يا رسول الله ! من أشد الناس بلاء ؟ قال: الأنبياء . قال : ثم من ؟ قال : العلماء . قال : ثم من ؟ قال : الصالحون " .

وخرج البيهقي عن أبي عبيدة بن حذيفة – رضي الله عنه – عن عمته فاطمة – رضي الله عنها – قالت :

" أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في نساء نعوده وقد حُمَّ ، فأمر بسِقاء فعلق على شجرة ثم اضطجع تحته فجعل يقطر على فواقه من شدة ما يجد من الحمى فقلت : يا رسول الله ، لو دعوت الله أن يكشف عنك ، فقال : إن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم " .

فأنت ترى من هذه الأمثلة أنه ما من موطن من مواطن امتحان الصبر إلا امتحن فيه صبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي كل مرة نجد عنده الصبر الذي لا يخالطه هلع ، إنها أخلاق النبوة في أعلى كمالات البشر .


ثانياً : نماذج من رحمته صلى الله عليه وسلم (http://www.burhanukum.com/modules.php?name=News&file=article&sid=142)

ثالثا : نماذج من حلمه صلى الله عليه وسلم

1- وله – صلى الله عليه وآله وسلم – من الحلم – كما له من كل خلق – كماله . يغضب للحق إذا انتهكت حرماته وإذا غضب فلا يقوم لغضبه شيء حتى يهدم الباطل وينتهي ، وفيما عدا ذلك فهو أحلم الناس عن جاهل لا يعرف أدب الخطاب ، أو مسيء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه يمكن إصلاحه ، أو منافق يتظاهر بغير ما يبطن . تجد حلمه دائماً عجيباً يفوق الحد الذي يتصوره الإنسان ، خاصة وأن حلمه مع القدرة على البطش والقتل والإرهاب .

إذ لا يشك أحد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أمر بقتل إنسان لتبادر المئات إلى تنفيذ أمره . بل إن بعضهم لا يحتاجون إلى الأمر بقدر ما يحتاجون إلى الإذن . فلو أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم لطارت رؤوس عن كواهل أصحابها قبل أن ينهوا كلامهم . ولكن الرسول الحليم صلى الله عليه وسلم كان يتحمل ويحلم حتى إنك لتراه الحلم مجسماً .

وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال :

" بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسماً إذا أتاه ذو الخويصرة – رجل من بني تميم – فقال : يا رسول الله ! اعدل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ويلك من يعدل إن لم أعدل ! لقد خبت وخسرت ! إذا لم أعدل فمن يعدل ، فقال عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - : يا رسول الله ! ائذن لي فيه فأضرب عنقه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : دعه ... "

ويوم حنين إذ قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قسم ، قال رجل – كما يروي البخاري - : " والله إن هذه لقسمة ما عدل فيها وما أريد بها وجه الله ، فقلت : ( أي عبد الله ) : والله لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته فأخبرته فقال : من يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله ، رحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر " .

وروى أحمد عن عائشة قالت : " ما ضرب رسول الله بيده خادماً له قط ، ولا امرأة ولا ضرب بيده شيئاً إلا أن يجاهد في سبيل الله ، ولا خير بين شيئين قط إلا كان أحبهما إليه أيسرهما حتى يكون إثماً فإذا كان إثماً كان أبعد الناس من الإثم . ولا انتقم لنفسه من شيء يؤتي إليه حتى تنتهك حرمات الله فيكون هو ينتقم لله " .

وأخرج الشيخان عن أنس بن مالك : " أن امرأة أتت رسول الله بشاة مسمومة فأكل منها فجيء بها إلى رسول الله فسألها عن ذلك قالت : أردت لأقتلك ، فقال : ما كان الله ليسلطك علي ، أو قال : على ذلك . قالوا : ألا تقتلها ؟ قال : لا ... "

وأخرج ابن جرير عن أنس – رضي الله عنه – قال : " دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً المسجد وعليه برد نجراني غليظ الصنعة ، فأتاه أعرابي من خلفه فأخذ بجانب ردائه حتى أثرت الصنعة في صفح عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد ! أعطنا من مال الله الذي عندك ، فالتفت رسول الله فتبسم فقال : مروا له " .

وأخرج عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : " كنا نقعد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغدوات في المسجد ، فإذا قام إلى بيته لم نزل قياماً حتى يدخل بيته ، فقام يوماً فما بلغ وسط المجلس أدركه أعرابي فقال : يا محمد ! احملني على بعيرين فإنك لا تحملني من مالك ولا مال أبيك ، وجذب بردائه حتى أدركه فاحمرت رقبته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا وأستغفر الله لا أحملك حتى تقيدني قالها ثلاث مرات ثم دعا رجلاً فقال له : احمله على بعيرين . على بعير شعير وعلى بعير تمر " ورواه أحمد .

وأخرج الطبراني عن أبي أمامة – رضي الله عنه – قال :

" كانت امرأة ترافث الرجال ( أي تكلمهم كلاماً بذيئاً ) وكانت بذيئة فمرت بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يأكل ثريداً على طربال فقالت : انظروا إليه يجلس كما يجلس العبد ويأكل كما يأكل العبد .

فقال النبي : وأي عبد أعبد مني ؟
قالت : ويأكل ولا يطعمني .
قال : فكلي .
قالت : ناولني بيدك ، فناولنها .
فقالت : أطعمني مما في فيك ، فأعطاها فأكلت فغلبها الحياء فلم ترافث أحداً حتى ماتت " .

وأخرج أبو نعيم عن عائشة – رضي الله عنها – قالت : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه فصنعت له طعاماً وصنعت له حفصة طعاماً فسبقتني حفصة فقلت للجارية : انطلقي فاكفئي قصعتها ، فأهوت أن تضعها بين يدي النبي فكفأتها فانكفأت القصعة فانتشر الطعام ، فجمعها النبي وما فيها من الطعام على الأرض فأكلوا . ثم بعثت بقصعتي فدفعها النبي إلى حفصة فقال : خذوا ظرفاً مكان ظرفكم وكلوا ما فيها ، فما رأيته في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم " .

وحلمه صلى الله عليه وسلم أوسع من أن يحاط بجوانبه ، ولولا هذا الحلم ما استطاع أن يسوس شعباً كالعرب يأنف أن يطيع أو ينصاع أو يجرح ، وصدق الله العظيم إذ يقول : {وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ}10-15-2007, 09:03 AM
محمد صلي الله عليه وسلم رجل الدولة الأول سياسيا وعسكريا

الرسول عليه الصلاة والسلام ، كان قائد المسلمين سياسياً وعسكرياً ، وهو الذي سار بهم من نصر إلى نصر . حتى جعل مفاتيح العالم في أيديهم مرات عديدة ولا زال باستطاعة المسلمين أن يسترجعوها إذا تتلمذوا مرة أخرى تلمذة كاملة على يديه عليه الصلاة والسلام .


على أنه وإن ارتبط العمل السياسي بالعمل العسكري . فإن لكل مجال كلام ينفرد به . لذلك فإننا سنقسم الكلام في هذه الفقرة إلى قسمين . الأول في الكلام عن الرسول عليه الصلاة والسلام سياسياً . والثاني عسكرياً ، لنرى كيف أن الرسول عليه الصلاة والسلام في كُلٍّ كان في القمة التي لا يرقى إليها احد ، وهو الأمي الذي لا يعرف قراءة ولا كتابة ، مما يدل على أن المسألة هنا ربانية المبدأ والطريق والنهاية .
أ : الرسول عليه الصلاة والسلام
القِيَادة السياسية العليَا
إن نجاح القيادة السياسية يتوقف على ما يلي :

1 ) على استيعاب هذه القيادة لدعوتها ، وثقتها بها وبأحقيتها ، وثقتها بانتصارها . وعدم تناقض سلوك هذه القيادة مع ما تدعو إليه ، لتكون مواقفهما منسجمة مع هذه الدعوة ، فتكون هذه المواقف كلها لصالح الدعوة ، ولا تكون بيد أعداء الدعوة سلاحاً فعالاً بسبب التناقض ضد الدعوة نفسها .

2 ) وعلى قدرة القيادة على الاستمرار بالدعوة تبليغاً وإقناعاً .

3 ) وعلى قدرة القيادة في استيعاب المستجيبين للدعوة تربية وتنظيماً وتيسيراً .

4 ) وعلى وجود الثقة الكاملة بين القيادة وأتباعها .

5 ) وعلى قدرة القيادة أن تعرف إمكانية الأتباع ، وأن تستطيع الاستفادة من كل إمكاناتهم العقلية والجسمية أثناء الحركة . بحيث يأخذ كل منهم محله الصحيح .

6 ) وعلى قدرة القيادة على أن تحل المشاكل الطارئة بأقل قدر ممكن من الجهد .

7 ) وعلى أن تكون هذه القيادة بعيدة النظر مستوعبة للواقع . فتضرب ضرباتها السيَاسية بشكل محكم .

8 ) وعلى قدرة هذه القيادة أن تصل إلى النصر والاستفادة منه ، وتطبيق مبادئ دعوتها تطبيقاً صحيحاً .

9 ) وعلى قدرة هذه القيادة أن تحكم أمر بناء دولتها إحكاماً بجعلها قادرة على الصمود والنمو على المدى البعيد .

وما عرف التاريخ إنساناً كمل في هذه الجوانب كلها إلى أعلى درجات الكمال غير محمد صلى الله عليه وسلم . مع ملاحظة أن كمالاته هنا جانب من جوانب كمالاته المتعددة التي لا يحيط بها غير خالقها ، وأن كمالاته ونجاحه واستقامة خطواته وانتصاراته وتوفيق الله إياه كل ذلك دليل على أنه رسول الله الذي رباه فأحسن تربيته وأحاطه برعايته .

ولنبدأ باستعراض هذه الجوانب التسع في سيرة رسول الله العملية لنرى برهان كُلٍّ وكماله فيه مع ملاحظة أن خطتنا في هذه الأبحاث الاختصار والإشارة لا التفصيل .
* * *
1 – استيعابه صلى الله عليه وسلم لدعوته نظرياً وعملياً وثقته بها وبانتصارها :

إذا كان هناك إنسان استوعب جوانب دعوته كل الاستيعاب ، ووثق بها وبمصيرها كل الثقة ، وعرف مضمونها كل المعرفة وعرف بداياتها ونهاياتها وأولها وآخرها ومقدماتها ونتائجها ، ولم يتزحزح عن جزء منها ، بل الخطوة الثانية تأتي مكملة للخطوة الأولى وممهدة للخطوة التالية ، فذلك هو محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم . فالرسول عليه الصلاة والسلام كان واضحاً تماماً لديه أن منطلق دعوته هو أن الحاكم الحقيقي للبشر لا يجوز أن يكون غير الله ، وأن خضوع البشر لغير سلطان الله وحاكميته شرك ، وأن التغيير الأساسي الذي ينبغي أن يتم في العالم هو نقل البشر من خضوع بعضهم لحاكمية بعض ، إلى خضوع الكل لله الواحد الأحد ، وأن الأمة التي تحمل هذه القضية بكل متطلباتها هي التي سيكون بيدها مفاتيح الحياة البشرية ولها قيادها . ومن هذه البداية وانسجاماً معها ، يقوم كل شيء في حياة البشرية ثانياً ، وحياة الأمة التي تحمله أولاً ، ولنر وضوح هذه الجوانب عنده صلى الله عليه وسلم في بداية الأمر ونهايته .
روى ابن إسحاق عن ابن عباس قال : " لما مشوا إلى أبي طالب وكلموه – وهم أشراف قومه عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو جهل بن هشام وأمية بن خلف وأبو سفيان بن حرب في رجال من أشرافهم – فقالوا : يا أبا طالب إنك منا حيث قد علمت . وقد حضرك ما ترى ، وتخوفنا عليك , وقد علمت الذي بيننا وبين ابن أخيك فادعه فخذ لنا منه وخذ له من ؛ ليكف عنا ولنكف عنه وليدعنا وديننا ولندعه ودينه . فبعث إليه أبو طالب فجاءه فقال : يا ابن أخي ! هؤلاء أشراف قومك قد اجتمعوا إليك ليعطوك وليأخذوا منك قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كلمة واحدة تعطونيها تملكون بها العرب وتدين لكم بها العجم . فقال أبو جهل : نعم وأبيك وعشر كلمات . قال : تقولون لا إله إلا الله وتخلعون ما تعبدون من دونه فصفقوا بأيديهم " .
وروى ابن إسحاق عن الزهري في قصة عرض الرسول صلى الله عليه وسلم دعوته على بني عامر بن صعصعة ما يلي : " ثم قال له ( أي بحيرة بن فراس ) : أرأيت إن نحن تابعناك على أمرك ثم أظهرك الله على من يخالفك أيكون لنا الأمر من بعدك ؟ قال ( أي رسول الله ) : الأمر لله يضعه حيث يشاء . فقال له : أفنهدف نحورنا للعرب دونك فإذا ما أظهرك الله كان الأمر لغيرنا لا حاجة لنا بأمرك فأبوا عليه " .

قال عدي بن حاتم : " بينما أنا عند رسول الله إذ أتاه رجل فشكا إليه الفاقة .. ثم أتاه آخر فشكا إليه قطع السبيل ، فقال : يا عدي هل رأيت الحيرة ؟ قلت : لم أرها وقد أنبئت عنها . فقال : إن طالت بك حياة لترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحداً إلا الله ... ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى . قلت : كسرى بن هرمز ؟ قال : كسرى بن هرمز ، قال عدي : فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالبيت لا تخاف إلا الله ، وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز ... "

وقد طالب المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من مرة أن يطرد المستضعفين من المسلمين حتى يجلسوا إليه ، وفي كل مرة كان يتنزل قرآن ويكون موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم الرفض ، ومن هذه ما أخرجه أبو نعيم عن ابن مسعود قال : مر الملأ ( أي السادة ) من قريش على رسول الله وعنده صهيب وبلال وخباب وعمار – رضي الله عنهم – ونحوهم وناس من ضعفاء المسلمين فقالوا ( أي الملأ مخاطبين رسول الله ) : أرضيت بهؤلاء من قومك ؟ أفنحن نكون تبعاً لهؤلاء ؟ أهؤلاء الذي منَّ الله عليهم ؟ اطردهم عنك فلعلك إن طردتهم اتبعناك قال : فأنزل الله عز وجل :

{وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبهِمْ لَيْسَ لَهُمْ من دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ * وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِي يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم من شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ من شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ} .. وأخرجه أحمد والطبراني .

من هذه الأمثلة ترى بشكل واضح استيعاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لدعوته وثقته بها وبانتصارها ، وانسجام مواقفه معها ، ووضوح طريقه أمامه ، ومعرفته بنهايات ما يريد منها . فلم تضطرب بدايات مواقفه أبداً مع نهاياتها ، بل كل خطوة تأتي تكون مكملة لما قبلها ، وكل تشريع جديد يأتي متمماً لما قبله ، حتى كملت شريعة الله ، وتم دينه وهذا كله ما كان ليتم لولا أن محمداً رسول الله .

وهذا أول ما يلزم العمل السياسي العام ، تجده كأكمل ما يكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ويكفيك لتعرف معنى هذا الذي قدمناه ، أن تعلم أن الناس يعتبرون العمل السياسي الإسلامي عملاً مثالياً لا يستطيعه أي إنسان ، فإذا ما عرفنا بعد ذلك أن الرسول عليه الصلاة والسلام استطاع أن يقود الناس بهذا الإسلام . فلا نجد موقفاً من مواقفه تناقض مع نصوص ومبادئ دعوته ، وعلمت أنه ما من زعيم سياسي ، إلا ويضطر للتناقض ، إما لاحقاً مع سابق ، أو دعوى مع عمل ، أو داخلياًّ مع خارجي ، أدركت مدى الكمال في القيادة المحمدية ، وخاصة إذا عرفت أنه لم يستطع أن يرتفع من حكام الأمة الإسلامية إلى القيادة بالإسلام الكامل بحق إلا أفراد منهم الخلفاء الراشدون الأربعة ، والثالث ثير عليه وقتل ظلماً ، والرابع خُرِجَ عليه وانتصر بعد ذلك خصمه السياسي . أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد ساس الناس بالإسلام ولم ينزل بالإسلام إلى مستوى الناس بل رفع الناس إلى مستواه . على وتيرة واحدة ونسق واحد ، في الفكر والعمل ، من بداية الدعوة حتى انتقاله صلى الله عليه وسلم على العالم الآخر
* * *
2 – استطاعته صلى الله عليه وسلم الاستمرار بدعوته تبليغاً وإقناعاً :

إن هناك شيئين أساسيين في العادة . يجب أن يتفطن لهما قادة الحركات السياسية الفكرية الجديدة .

أ – الحرص على استمرار عملية التبليغ والإقناع .

ب- البصر الحكيم بالموقف الذي يتخذ من الخصم .

إن أي دعوة من الدعوات إذا لم تستطع تأمين عملية استمرار التبليغ والإقناع تجمد ، ثم تنحصر ثم تموت ، وأي دعوة من الدعوات لا تتخذ الموقف المناسب من الخصم ، تضرب ضربة ساحقة ثم تزول ، ولنضرب هذا مثالاً : إن الهنود عندما أرادوا تحرير بلادهم من الإنكليز ، اختاروا لنفسهم طريق اللاعنف في العمل . ومعناه عندهم أن لا يجابه الإنسان القوة الظالمة بالعنف بل يتحمل ظلمها بصبر حتى تتغير هي عواطفها ، وترتدع عن غيها ، وفائدة هذا الطريق أنه يكسب صاحبه عطف الناس وعطف الرأي العام خاصة عندما يكون على حق ، وقد نجح الهنود أخيراً في تحرير بلادهم ولم يكلفهم هذا الطريق ضحايا كثيرة . ولو أنهم سلكوا غير هذا الطريق لما استطاعوا وقتذاك أن يصمدوا أمام قوة بريطانيا فيكونوا قد خسروا كثيراً وفشلوا أخيراً .

وأنت عندما تدرس هذين الجانبين في العمل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم تجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نجح فيهما نجاحاً منقطع النظير ، فرغم تألب الجزيرة العربية كلها عليه كما رأينا في الفصل السابق ، ورغم العداء العنيف الذي ووجه به ، ورغم كل شيء فإن عملية التبليغ لم تنقطع لحظة من اللحظات ، ولعل أهم نقطة تلمحها بعد التوحيد أثناء عرض الرسول صلى الله عليه وسلم دعوته على القبائل ، هو إلحاحه على حماية الدعوة ، واستمرارها وتأديتها ، ولقد تجاوز الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاثة عشر عاماً من المجابهة للمشركين ، دون انقطاع عن العمل ، مما يدل على مقدار نجاحه في هذا الموضوع .

وأما بالنسبة للأمر الثاني فأنت تلاحظ حكمة مواقفه تجاه العدو ، فهو في مكة ، يصبر ويأمر أتباعه بالصبر ، ولو فعل غير هذا لخسر أتباعه قتلاً ، ولشغل بذلك في قضايا الثأر ، ولما أمكنه أن يتابع عملية التبليغ ، وكسب بهذه الخطة كثيراً من القلوب .

فإذا ما انتقل إلى المدينة رأيت تجدد مواقفه على حسب الظروف الجديدة من معاهدة ، إلى سلام ، إلى حرب ، إلى ضربة هنا ووثبة هناك ، ولكن هذا كله لم يؤثر بتاتاً على عملية تبليغ الحق وإقناع الناس به ، على كل مستوى وبكل وسيلة ملائمة .

وإذا أردت أن تقدر مقدار النجاح المحرز في هذا الطريق فانظر هذه المقارنة :

إن الحركة الشيوعية رغم وسائل القرن التاسع عشر في الدعاية وتفرغ أتباعها فإنها لم تستطع أن تحقق نصراً وتعمم إلا بعد سبعين عاماً من أول بيان أصدره زعيماها .

ولكن الذي حدث بالنسبة للدعوة الإسلامية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عممها خلال ثلاث وعشرين عاماً التعميم الذي يرافقه الإقناع . ولهذا فإننا نقول مطمئنين : إنه لم توجد حركة سياسية تقوم على أساس عقدي ، نجحت كما نجحت دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي فترة قصيرة . وهذا كذلك يدلنا على أن الأمر أكبر من أن يكون – لولا التوفيق الإلهي – لهذا الرسول الأعظم الفذ على مدى التاريخ بين التاريخ .
* * *
3– قدرته على استيعاب أتباعه تربية وتنظيماً وتسييراً ورعاية :

إن الدعوة العقدية السياسية تصاب من قبل أتباعها بسبب قيادتها من نواح ثلاث :

1 – ألا تقدر هذه الدعوة على أن تربي أتباعها تربية نموذجية ، بحيث يعطى أتابعها صورة حسنة عنها ، مما يؤدي إلى نفور الناس منها كأثر عن نفورهم من أصحابها . فيكون التابع حجة على الدعوة بدلاً من أن يكون حجة لها . وهذا يؤلب الرأي العام ضدها تأليباً خطيراً ويعطي الرأي العام حجة تلو الحجة عليها . وعلى العكس من ذلك إذا ما ربي أفرادها تربية نموذجية حية فإن الناس يؤمنون بهم قبل إيمانهم بدعوتهم ، ويحبونهم قبل أن يعرفوا ما يدينون به ، وكم رجال ضربوا دعوتهم بسلوكهم مع أنهم يحملون دعوة عظيمة .

2 – أن يدخل الدعوة ناس ولا تستطيع هذه الدعوة أن تسخر طاقاتهم في سبيلها . فأمثال هؤلاء يكونون في وضع مشلول ، فلا هم ضد الدعوة ولا هم يقدمون شيئاً لها ، وفي هذه الحالة تكون قيادة الدعوة وحدها متحملة كل مسؤولياتها ، والدعوة إذا كانت على امتداد دائم فإن هذه القيادة ستصبح في وضع لا يسمح لها أن تقوم بكل واجباتها ، وتكون المسألة هكذا ؛ داعية واحد ، ومدعوون كثيرون ، أما في الحالة الأخرى فإنك تجد العكس ، وذلك إذا استطاعت قيادة الدعوة أن تسخر طاقات الأتباع لصالح الدعوة ، لأن المسؤولية وقتذاك يتحملها مجموع الأفراد ، فيكون كل فرد لينوب مناب القائد ، وكل فرد يؤدي دوره . وفي النهاية فمهما توسعت دائرة الدعوة تبقى القيادة على قوة في تحملها .
3 – وعندما لا يحس الأتباع بالرعاية الدائمة ، والملاحظة التامة ، وعندما لا يوضعون فيما يحسن وضعهم به ، أو عندما يحسون بأنهم منسيون ، أو عندما لا يعرف الإنسان محله ومهمته المكلف بها كل هذا يؤثر على نفسية الأتباع ويولد عندهم فتوراً عن الدعوة .
هذه النواحي الثلاث لا بد من تلافيها لأي دعوة تقوم على أساس مبدأ معين وعدم تلافيها يعطل سير الدعوة ويقتلها .

وأنت عندما تدرس حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وقيادته لأتباعه تجد تجنبه لهذه الجوانب ، ووجود ما يقابلها بشكل لا مثيل له . بحيث تستغرب بعد كيف انتصرت هذه الدعوة ، وهذه الجماعة ، وكيف توسعت على مر الأيام .

ففي الجانب الأول رأيت البحث السابق عن تربية الرسول صلى الله عليه وسلم وكيف أن الأمة ألإسلامية كل قد وُسعت تربيةً ، وكيف ارتفع الأفراد من طور إلى طور بحيث أصبحوا نماذج يقتدى بها .

وفي الجانب الثاني ترى الحركية الدائمة التي كان يجعل أصحابه دائماً يعيشونها . فإذا أسلم رجل رباه التربية الإسلامية ثم كلفهُ أن يقوم بأعباء الدعوة في جهة من جهاتها ، أو يقوم بجزء من أعبائها ، وفي الجانب الثالث ترى دقة الرسول صلى الله عليه وسلم في الرعاية والعناية والسهر على شؤون الأتباع بشكل عجيب ، ولعل هذا الجانب هو الأحق بالتمثيل هنا لأن الجانبين الآخرين ممثل لهما في هذا المقام !!.

أخرج ابن إسحاق عن أم سلمة أنها قالت : لما ضاقت مكة ، وأوذي أصحاب رسول الله وفتنوا ورأوا ما يصيبهم من البلاء والفتنة في دينهم ، وأن رسول الله لا يستطيع دفع ذلك عنهم ، وكان رسول الله في منعة من قومه ومن عمه ، لا يصل إليه شيء مما يكره ، ومما ينال أصحابه . فقال لهم رسول الله : " إن بأرض الحبشة ملكاً لا يظلم أحد عنده فالحقوا ببلاده ، حتى يجعل الله لكم فرجاً ومخرجاً مما أنتم فيه " وقد وجههم مرتين إلى الحبشة . مرة في السنة الخامسة . ومرة في السنة السابعة ، حيث كان المسلمون مقدمين على أعظم مراحل الاضطهاد ، مرحلة المقاطعة الشاملة .

وعندما قرر الرسول صلى الله عليه وسلم الهجرة إلى المدينة ، وجه أتباعه كلهم قبله ، وبقي في مكة حتى إذا لم يبق إلا من له عذر خرج مهاجراً . وأخرج أحمد عن شداد بن عبد الله قال : قال أبو أمامة : يا عمرو بن عبسة بأي شيء تدعي أنك ربع الإسلام ؟ قال : إني كنت في الجاهلية أرى الناس على ضلالة ولا أرى الأوثان شيئاً ، ثم سمعت عن رجل يخبر أخباراً بمكة ويحدث أحاديث ، فركبت راحلتي حتى قدمت مكة ، فإذا أنا برسول الله مستخف وإذا قومه عليه جراء فتلطفت له فدخلت عليه فقلت : ما أنت ؟ قال : أنا نبي الله ، فقلت : وما نبي الله ؟ قال : رسول الله . قال : قلت الله أرسلك ؟ قال : نعم . قلت : بأي شيء أرسلك ؟ قال : بأن يوحد الله ولا يشرك به شيء وكسر الأوثان وصلة الرّحم . فقلت : من معك على هذا ؟ قال : حر وعبد / أو عبد وحر / وإذا معه أبو بكر بن أبي قحافة وبلال مولى أبي بكر . قلت : إني متبعك . قال : إنك لا تستطيع يومك هذا ، ولكن ارجع إلى أهلك . فإذا سمعت بي قد ظهرت فالحق بي . قال : فرجعت إلى أهلي وقد أسلمت . فخرج رسول الله مهاجراً إلى المدينة ، فجعلت أتخبر الأخبار حتى جاء ركبه من يثرب . فقلت ما هذا المكي الذي أتاكم ؟ قالوا : أراد قومه قتله فلم يستطيعوا ذلك ، وحيل بينهم وبينه ، وتركنا الناس سراعاً . قال عمرو بن عبسة : فركبت راحلتي حتى قدمت عليه المدينة فدخلت عليه فقلت : يا رسول الله أتعرفني ؟ قال : نعم . ألست أنت الذي أتيتني بمكة ؟ قال : قلت بلى .

هذه ثلاثة أمثلة تدلك على مبلغ دقة الرسول صلى الله عليه وسلم في توجيه أصحابه بالشكل الذي يحمون فيه ويأمنون ، وكيف أنه لا ينسى أحداً منهم ، بل يستوعبهم جميعاً برعايته ، وكيف يعدّهم للحظة المناسبة ، وكيف يسيّر كل واحد منهم بحكمة تناسب وضعه .

ولا ننتقل بك من هذا البحث حتى نضرب لك أمثلة أخرى على سهره صلى الله عليه وسلم على حاجات أتباعه الشخصية وتأمينها لهم .

أخرج أحمد والبخاري عن مجاهد أن أبا هريرة كان يقول : والله إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع ، وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع ، ولقد قعدت يوماً على طريقهم الذي يخرجون منه ، فمر أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله ما سألته إلا ليستتبعني فلم يفعل ، فمر عمر فسألته عن آية من كتاب الله ما سألته إلا ليستتبعني فلم يفعل ، فمر أبو القاسم فعرف ما في وجهي وما في نفسي فقال : أبا هريرة ، قلت له : لبيك يا رسول الله . فقال : الْحقْ واستأذنت فأذن لي فوجدت لبناً في قدح قال : من أين لكم هذا اللبن فقالوا : أهداه لنا فلان – أو آل فلان – قال : أبا هر ! قلت : لبيك يا رسول الله . قال : انطلق إلى أهل الصفة فادعهم لي . قال : وأهل الصفة أضياف الإسلام لم يأووا إلى أهل ولا مال إذا جاءت رسول الله هدية أصاب منها وبعث إليهم منها ، وإذا جاءته الصدقة أرسل بها إليهم ولم يصب منها ، قال : وأحزنني ذلك وكنت أرجو أن أصيب من اللبن شربة أتقوى به بقية يومي وليلتي ، وقلت : أنا الرسول ، فإذا جاء القوم كنت أنا الذي أعطيهم ، وقلت : ما يبقى لي من هذا اللبن ، ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله بد ، فانطلقت فدعوتهم فأقبلوا فاستأذنوا فأذن لهم فأخذوا مجالسهم من البيت ثم قال : أبا هر ! خذ فأعطهم . فأخذت القدح فجعلت أعطيهم فيأخذ الرجل القدح فيشرب حتى يروى ثم يرد القدح حتى أتيت على آخرهم ، ودفعت إلى رسول الله فأخذ القدح فوضعه في يده وبقي فيه فضلة ثم رفع رأسه ونظر إليّ وتبسم وقال : أبا هر قلت : لبيك يا رسول الله . قال : بقيت أنا وأنت . فقلت : صدقت يا رسول الله . قال : فاقعد فاشرب . قال : فقعدت فشربت ثم قال لي : اشرب فشربت ، فما زال يقول لي اشرب فأشرب حتى قلت : لا والذي بعثك بالحق ما أجد له فيّ مسلكاً ، قال : ناولني القدح فرددت إليه القدح فشرب من الفضلة .

وأخرج أحمد عن ربيعة الأسلمي قال :

كنت أخدم النبي فقال لي : يا ربيعة ألا تزوج ؟ قلت : لا والله يا رسول الله ما أريد أن أتزوج وما عندي ما يقيم المرأة وما أحب أن يشغلني عنك شيء فأعرض عني ، ثم قال لي الثانية : يا ربيعة ألا تزوج ؟ فقلت : ما أريد أن أتزوج ما عندي ما يقيم المرأة وما أحب أن يشغلني عنك شيء فأعرض عني ، ثم رجعت إلى نفسي فقلت : والله لرسول الله أعلم مني بما يصلحني في الدنيا والآخرة ، والله لئن قال لي ألا تزوج ، لأقولن : نعم يا رسول الله . مرني بما شئت . فقال لي : يا ربيعة ألا تزوج ؟ فقلت : بلى مرني بما شئت . قال : انطلق إلى آل فلان حي من ألأنصار كان فيهم تراخ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقل لهم : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلني إليكم يأمرني أن تزوجوني فلانة لامرأة منهم ، فذهبت إليهم فقلت لهم : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلني إليكم يأمركم أن تزوجوني ، فقالوا : مرحباً برسول الله وبرسول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والله لا يرجع رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بحاجته . فزوجوني وألطفوني وما سألوني البينة . فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حزيناً . فقلت : يا رسول الله ! أتيت قوماً كراماً فزوجوني وألطفوني وما سألوني البينة وليس عندي صداق .

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا بريدة الأسلمي اجمعوا له وزن نواة من ذهب . قال : فجمعوا لي وزن نواة من ذهب ، فأخذت ما جمعوا لي فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم قال اذهب بهذا إليهم فقل لهم : هذا صداقها . فأتيتهم فقلت : هذا صداقها ، فقبلوه ورضوه وقالوا : كثير طيب ، قال : ثم رجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حزيناً فقال : يا ربيعة ما لك حزيناً ؟ فقلت : يا رسول الله ما رأيت قوماً أكرم منهم ورضوا بما آتيتهم وأحسنوا وقالوا : كثير طيب ، وليس عندي ما أولم . فقال : يا بريدة اجمعوا له شاة . قال : فجمعوا له كبشاً عظيماً سميناً ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اذهب إلى عائشة – رضي الله عنها – فقل لها : فلتبعث بالمكتل الذي فيه الطعام . قال : فأتيتها فقلت لها ما أمرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت هذا المكتل في سبع آصع شعير ، لا والله لا والله : إن أصبح لنا طعام غيره فخذه . قال : فأخذته فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرته بما قالت عائشة ، قال : اذهب بهذا إليهم فقل لهم ليصبح هذا عندكم خبزاً وهذا طبيخاً ، فقالوا : أما الخبز فسنكفيكموه وأما الكبش فاكفونا أنتم ، فأخذنا الكبش أنا وأناس من أسلم فذبحناه وسلخناه وطبخناه فأصبح عندنا خبز ولحم فأولمت ودعوت النبي صلى الله عليه وسلم .

وأخرج أحمد عن أبي برزة الأسلمي – رضي الله عنه – أن جليبيباً كان امرأً يدخل على النساء يمر بهن ويلاعبهن فقلت لامرأتي :

لا تدخلن عليكم جليبيباً ، إن دخل عليكم لأفعلن ولأفعلن .

قال : وكانت الأنصار إذا كان لأحدهم أيّم لم يزوجها حتى يعلم هل للنبي صلى الله عليه وسلم فيها حاجة أم لا . فقال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل من الأنصار : زوجني ابنتك ! قال : نعم وكرامة يا رسول الله ونعمة عين ! قال : إني لست أريدها لنفسي ، قال فلمن يا رسول الله ؟ قال : لجليبيب ، قال : أشاور أمها ، فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب ابنتك ، قالت : نعم ونعمة عين ، قال : إنه ليس يخطبها لنفسه إنما يخطبها لجليبيب ، قالت : لجليبيب ، أنيه لجليبيب أنيه ، لا لعمر الله لا نزوجه ! فلما أن أراد ليقوم ليأتي النبي صلى الله عليه وسلم ليخبره بما قالت أمها قالت الجارية : من خطبني إليكم ؟ فأخبرتها أمها . فقالت : أتردون على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره ! ادفعوني إليه فإنه لن يضيعني ! فانطلق أبوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره ، فقال : شأنك بها ، فزوجها جليبيباً ، قال : فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة له ، قال : فلما أفاء الله الله عز وجل عليه قال : هل تفقدون من أحد ؟ قالوا : لا . قال : لكني أفقد جليبيباً ، قال : فاطلبوه . فوجدوه إلى جنب سبعة قتلهم ثم قتلوه فقالوا : يا رسول الله ها هو ذا إلى جنب سبعة قتلهم ثم قتلوه ، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : قتل سبعة ثم قتلوه . هذا مني وأنا منه – مرتين أو ثلاثاً . ثم وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ساعديه وحفر له ، ما له سرير إلا ساعد النبي صلى الله عليه وسلم ثم وضعه في قبره ، لم يذكر أنه غسله ، قال ثابت فما كان في الأنصار أيم أنفق منها " .

ولعل في هذه الأمثلة كفاية على إبراز مقدار رعايته صلى الله عليه وسلم لأتباعه واستيعابهم في كل الجوانب .
* * *

4 – الثقة التي كان يتمتع بها صلى الله عليه وسلم عند أتباعه :

للثقة بين الناس وقائدهم أهمية عظيمة جداً عند أصحاب الفكر السياسي ؛ لذلك ترى في أنظمة الحكم الديمقراطية أن الحكومة تبقى حاكمة ما دامت متمتعة بثقة شعبها التي تعرفها ببعض الوسائل ، وقديماً قال كونفوشيوس حكيم الصين : إن الحكومة ينبغي أن توفر لشعبها الثقة بها والحماية له بتوفير أسباب القوة والطعام والشراب وما يلزم . قالوا : فإن لم تستطع أن تؤمن هذه الأشياء الثلاثة قال : تتخلى عن تأمين الطعام والشراب ، قالوا : فإن لم تستطع تأمين الاثنتين الأخريتين قال : تتخلى عن تأمين القوة والحماية ولا تفرط في الثقة " .

وهذا شيء معقول إذ ما ادام الناس واثقين بحكومتهم ومتعاونين معها ، فإنهم يستطيعون بالتالي أن يسدوا النواقص ، أما إذا فقدت الثقة ، فقد تلاشى كل شيء ، وفقدت الأمة قوتها وحمايتها وهذا شيء مجرب ، إن فقدان الثقة يشل العمل السياسي ويميت حركة الأمة ويضعف روحها المعنوية ، ويضرب اقتصادها وبالتالي يهوي بها .

لذلك كان من أهم عوامل نجاح القائد السياسي للأمة ثقة الأمة به ومحبتها له ، فإن هذا إذا وجد يعوض كل النواقص وكل الفراغات ، فإذا ما وضح هذا بشكل عام نقول :

إن تاريخ العالم كله لا يعرف مثلاً واحداً يشبه ما كانت عليه ثقة أتباع الرسول صلى الله عليه وسلم به .

إن ثقة الناس بالقائد الرسول ، كانت ثقة غير متناهية ، يكفي لإدراكها أن ترى بعضاً من مواقف الصحابة في أدق وأصعب وأحرج الأحوال :

في يوم العقبة حيث تم اللقاء بين الرسول صلى الله عليه وسلم والوفد الثاني للأنصار كان من أمرهم ما ذكره ابن هاشم :

قال العباس بن عبادة بن نضلة الأنصاري : يا معشر الخزرج ! هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل ؟ قالوا : نعم . قال : إنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود من الناس . فإن كنتم ترون أنكم إذا أنهكت أموالكم مصيبة وأشرافكم قتلاً أسلمتموه ؟ فمن الآن فهو والله إن فعلتم خزي الدنيا والآخرة ، وإن كنتم ترون أنكم وافوه بما دعوتموه إليه على نهكة الأموال وقتل الأشراف فخذوه فهو والله خير الدنيا والآخرة . قالوا : فإنا نأخذه على مصيبة الأموال وقتل الأشراف ... "

وقال أبو الهيثم بن التيهان : يا رسول الله وإن بيننا وبين الناس حبالاً ( أي أحلافاً وعهوداً ) فلعلنا نقطعها ثم ترجع إلى قومك وقد قطعنا الحبال وحاربنا الناس . فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله وقال : الدم الدم ، الهدم الهدم ، وفي رواية : بل الدم الدم والهدم الهدم . أنا منكم وأنتم مني ، أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم .

ثم أقبل أبو الهيثم على قومه فقال يا قوم هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم أشهد أنه لصادق وأنه اليوم في حرم الله وأمنه وبين ظهري قومه وعشيرته ، فاعلموا أنه إن تخرجوه رمتكم العرب عن قوس واحدة ، فإن كانت طابت أنفسكم بالقتال في سبيل الله وذهاب الأموال والأولاد فادعوه إلى أرضكم فإنه رسول الله حقاً ، وإن خفتم خذلاناً فمن الآن . فقالوا عند ذلك : قبلنا عن الله وعن رسوله ما أعطيانا ، وقد أعطينا من أنفسنا الذي سألتنا يا رسول الله ، فخل بيننا يا أبا الهيثم وبين رسول الله فلنبايعه ، فقال أبو الهيثم : أنا أول من بايع .

وأخرج أحمد من حديث بيعة العقبة :

فقلنا ( أي الأنصار ) : يا رسول الله علام نبايعك ؟ قال : تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل ، والنفقة في العسر واليسر ، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأن تقولوا في الله لا تخافوا في الله لومة لائم ، وعلى أن تنصروني فتمنعوني إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة . فقمنا إليه وأخذ بيده أسعد بن زرارة – رضي الله عنه – وهو أصغرهم فقال : رويداً يا أهل يثرب فإنا لم نضرب إليه أكباد الإبل إلا ونحن نعلم أنه رسول الله ، وإن إخراجه اليوم مناوأة للعرب كافة وقتل خياركم وتعضكم السيوف ، فإما أنتم قوم تصبرون على ذلك فخذوه وأجركم على الله ، وإما أنتم قوم تخافون من أنفسكم خيفة فذروه ، فبينوا ذلك فهو أعذر لكم عند الله قالوا : أمط عنا يا سعد فوالله لا ندع هذه البيعة ولا نسلبها أبداً " .

من هذه النصوص يشعر الإنسان بمقدار الثقة التي كانت تملأ قلوب هذا الرعيل الأول مع معرفتهم بما سيترتب على هذه البيعة من آثار مخيفة .

ومن مواقف مقدمات معركة بدر كما أخرجها ابن إسحاق في سيرة ابن هشام .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مخاطباً أصحابه : ما ترون في قتال القوم ؟ فقام المقداد بن عمرو فقال : إذاً لا نقول لك يا رسول الله كما قال قوم موسى لموسى – عليه السلام – اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون .

تكلم آخرون ثم قال سعد بن عبادة : إيانا يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو أمرتنا أن نخيضها البحار لأخضناها ولو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى بر الغماد لفعلنا .

وقال سعد بن معاذ : والله لكأنك تريدنا يا رسول الله

قال : أجل

قال : قد آمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة ، فامض يا رسول الله لما أردت فنحن معك ، فوالذي بعثك بالحق لو استرضعت بنا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد ، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غداً إن لصبر في الحرب صدق في اللقاء لعل الله يريك ما تقر به عينك فسر على بركة الله .

هذه المواقف ، وكل حياة الرسول صلى الله عليه وسلم مع أصحابه مواقف من هذا النوع تدلك على مقدار الثقة التي كانت لرسول الله في قلوب أصحابه .

والحقيقة أن شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم كانت من الأسر والقوة والنفوذ ، بحيث لا يملك من يخالطها إلا أن يذوب فيها ، إلا إذا كانت شخصيته معقدة ، ولعل في قصة مولاه زيد بن حارثة ما يؤكد هذا المعنى . إذ يأتي أبو زيد وأعمامه ليشتروه ويرجعوا به إلى أهله حراً ولكن زيداً يختار صحبة محمد مع العبودية والغربة . على فراقه مع الحرية ولقاء الأهل ، وهذه ظاهرة عجيبة أن يصارح زيد أهله بهذا . وهو ليس صغير السن بل كان وقتذاك ناضج الفكر ، فكافأه محمد صلى الله عليه وسلم ( كان ذلك قبل النبوة ) أن حرره وتبناه .

ويكفينا ما ذكرناه في هذا الباب . فالسيرة وحياة الصحابة كلها شواهد على أن الثقة التي تمتع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أتباعه لم يعرف العالم لها مثيلاً .


* * *

5 – استطاعة القائد الاستفادة من كل إمكانيات الأتباع العقلية والجسمية أثناء الحركة ، مع المعرفة الدقيقة بإمكانية كل منهم ووضعه في محله :

إن عبقرية القيادة لا تظهر في شيء ظهورها في معرفة الرجال ، ووضع كل في محله ، واستخراج طاقات العقول بالشورى ، واستخلاص الرأي الصحيح ، وفي كل من هذين كان الرسول صلى الله عليه وسلم الأسوة العليا للبشر .

إن الشورى في فن السياسة عملية تستجمع فيها طاقات العقول كلها لاستخلاص الرأي الصالح ، ويتحمل فيها كل فرد مسؤولية القرار النهائي ، ويقتنع فيها كل فرد بالنتيجة . فيندفع نحو المراد بقوة ، وترتفع بها ملكات الفرد وروح الجماعة . ويبقى الإنسان فيها على صلة بمشاكل أمته وجماعته ، ولذلك جعل الله أمر المسلمين شورى بين المسلمين ، حتى يتحمل كل فرد من المسلمين المسؤولية كاملة ولا يبقى مسلم مهملاً .

والظاهرة التي نراها في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم كقائد . حبه للشورى ، وحرصه عليها ، ومحاولته توسيع دائرتها ، واستخلاصه الرأي الأخير في النهاية :

قبيل غزوة بدر استشار الناس فأشار المهاجرون ، فلم يكتف ، ثم استشار الناس فأشار الخزرج والأوس ثم اتخذ قراره الأخير في الحرب حتى يمحو أي تردد عن أي نفس .

ولما عسكر المسلمون يوم بدر في أدنى ماء جاء الحباب بن منذر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أرأيت هذا المنزل أمنزلاً أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه أم هو الرأي والحرب والمكيدة ؟

قال : بل هو الرأي والحرب والمكيدة .

قال : يا رسول الله فإن هذا ليس بمنزل ، فانهض بالناس حتى نأتي ماء من القوم فنعسكر فيه ثم نغوّر ما رواءه من الآبار ثم نبني عليه حوضاً فنملأه ماء ثم نقاتل القوم فنشر ولا يشربون . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لقد أشرت بالرأي . ونفذ صلى الله عليه وسلم ما أشار به .

وقبيل يوم احد استشار الناس وأخذ برأي الأكثرية . ويوم الأحزاب أخذ برأي سلمان الفارسي . ويوم الحديبية أشارت عليه أم سلمة زوجته فأخذ برأيها .

إنها القيادة التي لا تستكبر أن تنزل على رأي مسلم كائناً من كان ، ما دام الرأي سليماً صحيحاً ، والقيادة الصالحة هي التي تعمم الشورى حتى لا يبقى أحد عنده رأي إلا قاله ، وخاصة فيما يكون فيه غرم .

بعد غزوة حنين جاءت هوازن مسلمة وسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرد عليهم سبيهم وثروتهم فقال لهم : إن معي من ترون وإن أحب الحديث إلي أصدقه فأبناؤكم ونساؤكم أحب إليكم أم أموالكم ؟ قالوا : ما كنا نعدل بالأحساب شيئاً . فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسلمين فأثنى على الله ما هو أهله ثم قال : أما بعد فإن إخوانكم هؤلاء قد جاءوا تائبين وإني قد رأيت أن أرد إليهم سبيهم فمن أحب أن يطيب ذلك فليفعل ومن أحب منكم أن يكون على حظه حتى نعطيه إياه من أول مال يفيء الله علينا فليفعل فقال الناس : قد طيبنا ذلك يا رسول الله ، فقال لهم : إنا لا ندري من أذن منكم ممن لم يأذن فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم ، فرجع الناس فكلمهم عرفاؤهم ثم عادوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرونه أنهم قد طيبوا وأذنوا .

إنها الشورى التي يأخذ فيها كل إنسان حقه . ولقد علم المسلمون من نبيه هذا فأحسنوا القيام به ، حتى إن كان عمر بن الخطاب ليستشير المرأة فربما أبصر في قولها الشيء يستحسنه فيأخذ به .


* * *

وأما معرفة الرجال ووضع كل في محله المناسب له وتكليفه بالمهمة التي يصلح لها فكذلك لا يلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم أحد فيها .

إن أبا بكر وعمر كانا في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقبهما الصحابة بالوزيرين له ، وكان يسمر معهما في قضايا المسلمين ، ولما مرض صلى الله عليه وسلم أمر أبا بكر أن يصلي بالناس وهذا الذي جعل المسلمين يختارونه بعده خليفة ، ثم كان عمر الخليفة الثاني ، والناس يعرفون ماذا فعل أبو بكر وعمر يوم حكما الناس ، فهل يشك أحد أن تركيز الرسول صلى الله عليه وسلم على هاتين الشخصيتين كان في محله ، وأنهما من الكفاءة في المحل الأعلى وأن رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهما في محله . وهذان مثلان فقط وإلا فما اختار رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً إلا ورأيت الحكمة في هذا الاختيار .

يقول عمرو بن العاص في قصة إسلامه وخالد بن الوليد : فوالله ما عدل بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبخالد بن الوليد أحداً من أصحابه في أمر حزبه منذ أسلمنا .

وما أحد إلا ويعرف كفاءة هذين الرجلين من آثارهما بعد .

وعندما أتى وفد بني تميم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا : يا محمد جئناك نفاخرك فأذن لشاعرنا وخطيبنا .

قال : قد أذنت لخطيبكم فليقل . فقام عطارد بن حاجب فقال ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثابت بن قيس الخزرجي أن يرد عليه فرد ، ثم قال شاعر بني تميم فقال ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت أن يرد ، فغلب خطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبهم وشاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم شاعرهم .

لكل مقام رجال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر الخلق فراسة في اختيار الرجل المناسب للمقام المناسب .

ولعل في قصة نعيم بن مسعود بالغ الدلالة على ما قلناه :

" كان نعيم بن مسعود حسن الصلة بكل القبائل المعايدة للمسلمين يوم الأحزاب سواء في ذلك يهود بني قريظة أو قومه أو قريش ... وفي أحلك اللحظات أيام الأحزاب أسلم نعيم وقد أصبح المسلمون بين بني قريظة في الداخل والمشركين بعد الخندق ، وإذا أُتي المسلمون من قِبل قريظة لم يعد يصلح خط دفاع المسلمين واضطروا للدخول في معركة مفتوحة ليست متكافئة ولذلك فإن الرسول صلى الله عليه وسلم وقد أسلم نعيم يكلفه ألا يعلن إسلامه وأن يقوم بعملية تخلخل صف العدو .

يقول عليه الصلاة والسلام لنعيم : إنما أنت فينا رجل واحد فخذل عنا إن استطعت فإن الحرب خدعة .

ورجع نعيم وكان من أمره ما سنقصه عليك مما يشهد أن اختيار رسول الله صلى الله عليه وسلم كان موفقاً غاية التوفيق .

خرج نعيم حتى أتى بني قريظة وكان لهم نديما ًفي الجاهلية فقال : يا بني قريظة قد عرفتم ودي إياكم وخاصة ما بيني وبينكم .

قالوا : صدقت لست عندما بمتهم .

فقال لهم : إن قريشاً وغطفان ليسوا كأنتم . البلد بلدكم ، فيه أموالكم وأبناؤكم ونساؤكم ، لا تقدرون على أن تحوّلوا منه إلى غيره . وإن قريشاً وغطفان قد جاءوا لحرب محمد وأصحابه ، وقد ظاهرتموهم عليه ، وبلدهم وأموالهم ونساؤهم بغيره ، فليسوا كأنتم ، فإن رأوا نهزة أصابوها ، وإن كان غير ذلك لحقوا ببلادهم وخلوا بينكم وبين الرجل ببلدكم ، ولا طاقة لكم به إن خلا بكم ، فلا تقاتلوا مع القوم حتى تأخذوا منهم رهناً من أشرافهم يكونون بأيديكم ثقة لكم على أن تقاتلوا معهم محمداً حتى تناجزوه . فقالوا له : لقد أشرت بالرأي .

ثم خرج حتى أتى قريشاً ، فقال لأبي سفيان ومن معه : قد عرفتم ودي لكم وفراقي محمداً ، وإنه قد بلغني أمر رأيت عليّ حقاً أن أبلغكموه نصحاً لكم فاكتموا عني . فقالوا : نفعل . قال : تعلموا أن معشر يهود قد ندموا على ما صنعوا فيما بينهم وبين محمد . وقد أرسلوا إليه : إنا قد ندمنا على ما فعلنا ، فهل يرضيك أن نأخذ لك من القبيلتين قريش وغطفان رجالاً من أشرافهم فنعطيكهم ، فتضرب أعناقهم ؟ ثم تكون لك على من بقي منهم حتى نستأصلهم . فأرسل إليهم أن نعم . فإن بعثت إليكم يهود يلتمسون منكم رهناً من رجالكم فلا تدفعوا إليهم منكم رجلاً واحداً .

ثم خرج حتى أتى غطفان فقال : يا معشر غطفان إنكم أصلي وعشيرتي وأحب الناس إلي . ولا أراكم تتهموني . قالوا : صدقت ، ما أنت عندنا بمتهم . قال : فاكتموا عني ، قالوا : نفعل . ثم قال لهم مثل ما قال لقريش وحذّرهم ما حذّرهم ..

فلما كانت ليلة السبت من شوال سنة خمس وكان من صنع الله لرسوله أن أرسل أبو سفيان ورؤوس غطفان إلى بني قريظة عكرمة بن أبي جهل في نفر من قريش وغطفان فقالوا لهم : إنا لسنا بدار مقام فقد هلك الخف والحافر . فاغدوا للقتال حتى نناجز محمداً ونفرغ مما بيننا وبينه . فأرسلوا إليهم أن اليوم يوم السبت ، وهو يوم لا نعمل فيه شيئاً ، وقد كان أحدث فيه بعضنا حدثاً فأصابه ما لم يخف عليكم . ولسنا مع ذلك بالذين نقاتل محمداً معكم حتى تعطونا رهناً من رجالكم يكونون بأيدينا ثقة لنا . حتى نناجز محمداً . فإنا نخشى إن ضرّستكم الحرب واشتدّ عليكم القتال أن تنشمروا إلى بلادكم وتتركونا والرجل في بلدنا . ولا طاقة لنا بذلك منه .

فلما رجعت إليهم الرسل بما قالت بنو قريظة ، قالت قريش وغطفان : والله إن الذي حدثكم نعيم بن مسعود لحق ، فأرسلوا إلى بني قريظة : إنا والله لا ندفع إليكم رجلاً واحداً من رجالنا . فإن كنتم تريدون القتال فاخرجوا وقاتلوا . فقالت بنو قريظة حين انتهت إليهم بهذا : إن الذي ذكر لكم نعيم لحق ما يريد القوم إلا أن يقاتلوا . فإن رأوا فرصة انتهزوها وإن كان غير ذلك انشمروا إلى بلادهم . وهكذا أفلح المسلمون في فصم عرى التحالف بين الأحزاب المجتمعة عليهم .
أبوعبدالله الحنبلي
قدرته الكاملة صلوات الله عليه على حل المشاكل الطارئة

إن الدعوات والتنظيمات السياسية التي تقوم على أساسها ، كثيراً ما تضرب بسبب مشكلة طارئة لا تستطيع القيادة أن تحلها حلاً موفقاً ، مما يؤدي إلى انقسام أصحابها أو ضربها والقضاء عليها ، وكلما كانت القيادة أقدر على حل المشاكل كان ذلك أضمن لنجاح الدعوة .




وقد يحدث أن بعض القيادات تحل المشاكل حلاً غير مشروع فتستعمل القوة مع أتباعها ، فتبيد المعارضين أو تسجنهم .. كما نرى كثيراً من هذا في عصرنا الحاضر . إلا أن الظاهرة التي لا مثيل لها في تاريخ القيادات أنك تجد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قدرة لا مثيل لها على حل المشاكل بكل بساطة ، هذا مع سلوك الطريق الألطف مع الأتباع . والذي عرف العرب عن كثب يدرك أي قيادة هذه القيادة التي استطاعت أن تشق الطريق بأقل قدر ممكن من المتاعب .

إنه لا توجد أمة في العالم أكثر مشكلات من الأمة العربية ، إذ العوامل النفسية التي تثير المشاكل كثيرة جداً ، فكلمة قد تثير حرباً ، وجرح كرامة قد يؤدي إلى ويلات ، ونظام للثارات ، وشعور بالولاء ، وعواطف متأججة ، وعصبية عارمة ، وجرأة نادرة ، وقوة ، وصلابة ، وعدم انضباط ... وكل واحدة من هذه تحتاج إلى قيادة تتمتع بكفاءة منقطعة النظير ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم القائد الفذ الذي استطاع أن يدير أمر هذا الشعب القوي المراس ويحل كل مشاكله بكل بساطة . وهذه أمثلة على حلوله السريعة للمشاكل :

حله صلى الله عليه وسلم لمشكلة وضع الحجر الأسود قبل النبوة حين هدمت قريش الكعبة وأعادت بناءها . وهذه رواية ابن إسحاق للحادث . قال :

ثم إن القبائل من قريش جمعت الحجارة لبنائها ، كل قبيلة تجمع على حدة ، ثم بنوها حتى بلغ البناء موضع الركن ، فاختصموا فيه ، كل قبيلة تريد أن ترفعه إلى موضعه دون الأخرى حتى تحاوزوا وتحالفوا وأعدوا للقتال ، فربت بنو عبد الدار جفنة مملوءة دماً ثم تعاقدوا هم وبنو عدي بن كعب بن لؤي على الموت وأدخلوا أيديهم في ذلك الدم في تلك الجفنة ، فسموا لعقة الدم . فمكثت قريش على ذلك أربع ليال أو خمساً ، ثم إنهم اجتمعوا في المسجد وتشاوروا وتناصفوا . فزعم ( إذ يروى أن المشير على قريش مشهم بن المغيرة ، ويكنى أبا حذيفة ) بعض أهل الرواية : أن أبا أمية بن المغيرة عبد الله بن عمر بن مخزوم ، وكان عامئذ أسن قريش كلها ، قال : يا معشر قريش ، اجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه أول من يدخل من باب هذا المسجد يقضي بينكم فيه ، ففعلوا .

فكان أول داخل عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأوه قالوا : هذا الأمينُ ، رضينا . هذا محمد . فلما انتهى إليهم وأخبروه الخبر ، قال صلى الله عليه وسلم هلمّ إليّ ثوباً ، فأتي به ، فأخذ الركن فوضعه فيه بيده ، ثم قال : لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثّوب ، ثم ارفعوا جميعاً ، ففعلوا . حتى إذا بلغوا به موضعه وضعه هو بيده ، ثم بنى عليه .


* * *

نموذج من حلوله صلى الله عليه وسلم السريعة لمشاكل المنافقين :

نزل المسلمون مرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غزو بني المصطلق على ماء فحدثت حادثة أراد عبد الله بن أبي أن يستغلها ليهدم وحدة صف المسلمين ، وهو قديماً رأس قومه ، فلنر ماهية الحادثة وكيف حلها رسول الله صلى الله عليه وسلم .

يقول ابن هشام : فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك الماء وردت واردة الناس ، ومع عمر ابن الخطاب أجير له من بني غفار يقال له : جهجاه بن مسعود يقود فرسه ، فازدحم جهجاه وسنان بن وبر الجهني على الماء فاقتتلا ، فصرخ الجهني يا معشر الأنصار ، وصرخ جهجاه : يا معشر المهاجرين . فغضب عبد الله بن أبي بن سلول – وعنده رهط من قومه – فيهم زيد بن أرقم غلام حدث – فقال : أوَ فعلوها ، قد نافرونا وكاثرونا في بلادنا ، والله ما أعدنا وجلابيب قريش إلا كما قال الأول : سمن كلبك يأكلك ! أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ، ثم أقبل على من حضره من قومه فقال لهم : هذا ما فعلتم بأنفسكم ، أحللتموهم بلادكم وقاسمتموهم أموالكم ، أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا إلى غير داركم .

( جلابيب قريش : كان المشركون يلقبون به من أسلم من المهاجرين ) .

فسمع ذلك زيد بن أرقم فمشى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك عند فراغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من عدوه ، فأخبره الخبر وعنده عمر بن الخطاب ، فقال : مر به عباد بن بشر فليقتله .

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فكيف يا عمر إذا تحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه ، لا ولكن أذّن بالرحيل . وذلك في ساعة لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يرتحل فيها ، فارتحل الناس .

وقد مشى عبد الله بن أبي بن سلول إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بلغه أن زيد بن أرقم قد بلغه ما سمعه ، فحلف بالله : ما قلت ولا تكلمت به ، وكان في قومه شريفاً عظيماً .

فقال من حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار من أصحابه : يا رسول الله عسى أن يكون الغلام قد أوهم في حديثه ما قال الرجل ، حَدَباً على ابن أبي بن سلول ودفعاً منه .

فلما استقل رسول الله صلى الله عليه وسلم وسار ، لقيه أسيد بن حضير ، فحياه بتحية النبوة وسلم عليه ثم قال : يا نبي الله ، والله لقد رحت في ساعة منكرة ما كنت تروح في مثلها ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أو ما بلغك ما قال صاحبكم . قال : وأي صاحب يا رسول الله ؟ قال : عبد الله بن أبي بن سلول . قال : وما قال ؟ قال : زعم أنه إن رجع إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل . قال : فأنت يا رسول الله والله تخرجه منها إن شئت . هو والله الذليل وأنت العزيز . ثم قال : يا رسول الله ارفق به ، فوالله لقد جاءنا الله بك وإن قومه لينظمون له الخرز ليتوجوه فإنه يرى أنك استلبته ملكاً .

ثم مشى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس يومهم ذلك حتى أمسى ، وليلتهم حتى أصبح ، وصدر يومهم ذلك حتى آذتهم الشمس ، ثم نزل بالناس فلم يلبثوا أن وجدوا مس الأرض فوقعوا نياماً ، وإنما فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشغل الناس عن الحديث الذي كان بالأمس ، من حديث عبد الله بن أبي .

ثم راح رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس وسلك الحجاز حتى نزل على ماء بالحجاز فويق النقيع يقال له بقعاء ...

ونزلت السورة التي ذكر الله فيها المنافقين في ابن أبي ومن كان مثل أمره ، فلما نزلت أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذن زيد بن أرقم ثم قال : هذا الذي أوفى الله بأذنه ، وبلغ عبد الله بن عبد الله بن أُبيّ الذي كان من أمر أبيه فقال : يا رسول الله ، إنه بلغني أنك تريد قتل عبد الله بن أبي فيما بلغك عنه ، فإن كنت لا بد فاعلاً فمرني به فأنا أحمل إليك رأسه ، فوالله لقد علمت الخزرج ما كان لها من رجل أبر بوالده مني ، وإني أخشى أن تأمر به غيري فيقتله ، فلا تدعني نفسي أنظر إلى قاتل عبد الله بن أبي يمشي في الناس ، فأقتله ، فأقتل رجلاً مؤمناً بكافر فأدخل النار ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بل نترفق به ونحن صحبته ما بقي معنا .

وجعل بعد ذلك إذا أحدث الحدث كان قومه هم الذين يعاتبونه ويأخذونه ويعنفونه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب حين بلغه ذلك من شأنهم : كيف ترى يا عمر ؟ أما والله لو قتلته يوم قلت لي لأرعدت له آنف لو أمرتها اليوم بقتله لقتلته . قال عمر : قد والله علمت لأمر رسول الله أعظم بركة من أمري .
* * *
حله صلى الله عليه وسلم لمشاكل الهجرة :

ولما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة كانت هناك مشاكل تحتاج إلى حل سريع :

أ- قضية اسنجام الناس بعضهم مع بعض وهم من قبائل شتى .

ب- إيجاد صيغة ملائمة يتعايش فيها الناس في المدينة وليسوا كلهم مسلمين فمنهم اليهود ومنهم المنافقون ومنهم المسلمون .

جـ- حل المشكلة الاقتصادية إذ المهاجرون تركوا أولادهم ومساكنهم ، ومشكلة المهاجرين دائماً مشكلة صعبة حتى بالنسبة للدول الحديثة ، ثم كان اليهود هم المسيطرين على السوق التجارية ، إذ السوق الوحيدة فيها لهم . ولنرى كيف حلت هذه المشاكل كلها بسهولة .

وقد حلت المشكلة الأولى والثالثة مع بعضهما على الشكل التالي :

ما كادت الأمور تستقر بالمدينة حتى أنشأ الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين سوقاً ليستغنوا عن سوق اليهود ، وشرع بأمر الله سنة الإخاء فكل مهاجري جعل له أخاً أنصارياً ، وجعل هذه الأخوة أعمق من أخوة النسب فكانوا يتوارثون بها ، وحض الناس على الكرم والسخاء والإيثار ، وصادق ذلك نفوساً ما عرف التاريخ أشرف منها ، ولا أرقى بعد الرسل ، فكان من آثار ذلك الشيء العجيب .

روى البيهقي عن عبد الرحمن بن عوف قال :

كانت أول خطبة خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة أن قام فيهم فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال :

أما بعد : أيها الناس ! فقدموا لأنفسكم . تعلمن والله ليصعقن أحدكم ثم ليدعن غنمه ليس لها راع ، ثم ليقولن له ربه – ليس له ترجمان ولا حاجب يحجبه دونه – ألم يأتك رسولي فبلغك وآتيتك مالاً وأفضلت عليك ؟ فما قدمت لنفسك ؟ فينظر يميناً وشمالاً فلا يرى شيئاً ، ثم ينظر قدامه فلا يرى غير جهنم ، فمن استطاع أن يقي نفسه من النار ولو بشق تمرة فليفعل ، ومن لم يجد فبكلمة طيبة ، فإن بها تجزى الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، والسلام عليكم وعلى رسول الله .

وروى البخاري أنهم لما قدموا المدينة آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع فقال سعد لعبد الرحمن : إني أكثر الأنصار مالاً فأقسم مالي نصفني ، ولي امرأتان فانظر أعجبهما إليك فسمها لي أطلقها فإذا انقضت عدتها فتزوجها . قال عبد الرحمن : بارك الله لك في أهلك ومالك أين سوقكم فدلوه على سوق بني قينقاع فما انقلب إلا ومعه فضل من أقط وسمن ..

ومن خبر الأنصار يوم هاجر إليهم الناس أنهم كانوا يختصمون على المهاجر كلهم يريد أن يضمه إلى نفسه ، حتى إنه لم ينزل مهاجري على أنصاري إلا بقرعة .

بهذه الروح التي بثها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أتباعه حلت مشكلة من أكبر المشاكل استعصاء على الحل .

أما المشكلة الثانية وهي إيجاد صيغة ملائمة يتعايش بها الناس ؛ إذ المجتمع المدني كان مؤلفاً من الأوس والخزرج وبينهما عداء قديم ، واليهود كانوا منقسمين على بعضهم ، بعضهم مع الأوس وبعضهم مع الخزرج ، وهم حريصون على أن يبقى النزاع بين الأوس والخزرج . ثم أتى المهاجرون وهم كذلك من عشائر كثيرة فكان من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن كتب أول وثيقة سياسية في الإسلام بين هذه الأطراف كلها تمثل الدستور الذي يتعايش به هؤلاء جميعاً وقد رضوا جميعاً به .

قال ابن إسحاق : وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاباً بين المهاجرين والأنصار ، وادَعَ فيه يهود وعاهدهم وأقرهم على دينهم وأموالهم وشرط لهم واشترط عليهم :

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا كتاب من محمد النبي صلى الله عليه وسلم ، بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم . إنهم أمة واحدة من دون الناس ، المهاجرون من قريش على ربعتهم يتعاقلون ( الربعة : الحالة التي جاء الإسلام وهم عليها ) بينهم . وهم يفدون عانيهم ( العاني : الأسير ) بالمعروف والقسط بين المؤمنين ، وبنو عوف على ربعتهم يتعاقلون معاقلتهم الأولى ( المعاقل : الديات ، الواحدة : معقلة ) كل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين ، وبنو الحارث على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى ، وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين ، وبنو النجار على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى ، وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين . وبنو عمرو ابن عروف على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى ، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين ، وبنو النبيت على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى ، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين ، وبنو الأوس على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بني المؤمنين . وأن المؤمنين لا يتركون مفرحاً بينهم أن يعطوه بالمعروف في فداء أو عقل ، وأن لا يحالف مؤمن مولى مؤمن دونه ، وأن المؤمنين المتقين على من بغى منهم أو ابتغى دسيعة ( عظيمة ) ظلم أو إثم أو عدوان أو فساد بين المؤمنين ، وأن أيديهم عليه جميعا ً ، ولو كان ولد أحدهم ، ولا يقتل مؤمن مؤمناً في كافر ، ولا نصر كافراً على مؤمن ، وأن ذمة الله واحدة ، يجير عليهم أدناهم ، وأن المؤمنين بعضهم موالي بعض دون الناس ، وأنه من تبعنا من يهود فإن له النصر والأسوة ، غير مظلومين ولا متناصرين عليهم وأن سلم المؤمنين واحدة ، لا يسالم مؤمن دون مؤمن في قتال في سبيل الله ، إلا على سواء وعدل بينهم , وأن كل غازية غزت معنا يعقب بعضها بعضاً ، وأن المؤمنين يبيء بعضهم على بعض بما نال دماءهم في سبيل الله ، وأن المؤمنين المتقين على أحسن هدى وأقومه ، وأنه لا يجير مشرك مالاً لقريش ولا نفساً ، ولا يحول دونه على مؤمن ، وأنه من اعتبط ( أي قتله بلا جناية منه توجب القتل ) مؤمناً قتلاً عن بينة ، فإنه قود به إلا أن يرضى ولي المقتول ، وأن المؤمنين عليه كافة ، ولا يحل لهم إلا قيام عليه ، وأنه لا يحل لمؤمن أقر بما في هذه الصحيفة وآمن بالله واليوم الآخر ، أن ينضر محدثاً ولا يؤويه ، وأنه من نصره أو آواه ، فإن عليه لعنة الله وغضبه يوم القيامة ، ولا يؤخذ منه صرف ولا عدل ، وإنكم مهما اختلفتم فيه من شيء ، فإن مرده إلى الله عز وجل ، وإلى محمد صلى الله عليه وسلم ، وإن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين ، وأن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين ، لليهود دينهم , وللمسلمين دينهم ، مواليهم وأنفسهم ، إلا من ظلم وأثم فإنه لا يوقع إلا نفسه ( أي يهلك نفسه ) وأهل بيته .

وإن ليهود بني النجار مثل ما ليهود بني عوف ، وإن ليهود بني الحارث مثل ما ليهود بني عوف ، وإن ليهود بني ساعدة مثل ما ليهود بني عوف ، إن ليهود بني جشم مثل ما ليهود بني عوف ، وإن ليهود بني الأوس مثل ما ليهود بني عوف . وإن ليهود بني ثعلبة مثل ما ليهود بني عوف ، إلا من ظلم وأثم فإنه لا يوقع إلا نفسه وأهل بيته ، وأن جفنة بطن من ثعلبة كأنفسهم ، وإن لبني الشطيبة مثل ما ليهود بني عوف ، وإن البرَّ دون الإثم ، وإن موالي ثعلبة كأنفسهم .

وإن بطانة يهود كأنفسهم وأنه لا يخرج منهم أحد إلا بإذن محمد صلى الله عليه وسلم ، وأنه لا ينحجز على ثأر جرح ، وأنه من فتك فبنفسه فتك وأهل بيته ، إلا من ظلم وأن الله على أبر هذا ، وأن على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم وأن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة وأن بينهم النصح والنصيحة ، والبر دون الإثم ، وأنه لم يأثم امرؤ بحليفه ، وأن النصر للمظلوم ، وأن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين ، وأن يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة ، وأن الجار كالنفس غير مضار ولا آثم ، وأنه لا تجار حرمة إلا بإذن أهلها ، وأنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده فإن مرده إلى الله عز وجل وإلى محمد صلى الله عليه وسلم وإن الله على أتقى ما في هذه الصحيفة وأبره ، وأنه لا تجار قريش ولا من نصرها وأن بينهم النصر على من دعهم يثرب ، وإذا دعوا إلى صلح يصالحونه ويلبسونه ، فإنهم يصالحونه ويلبسونه ، وإنهم إذا دعوا إلى مثل ذلك فإن لهم على المؤمنين إلا من حارب في الدين ، على كل أناس حصتهم من جانبهم الذي قبلهم ، وأن يهود الأوس ، مواليهم وأنفسهم ، على مثل ما لأهل هذه الصحيفة مع البر المحض من أهل هذه الصحيفة " .

قال ابن إسحاق : وإن البر دون الإثم ، لا يكسب كاسب إلا على نفسه ، وإن الله على أصدق ما في هذه الصحيفة وأبره ، وأنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم وآثم ، وأنه من خرج آمن ، ومن قعد آمن بالمدينة ، إلا من ظلم أو أثم ، وإن الله جار لمن بر واتقى ، ومحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
* * *
حله لمشكلة دفاع الأوس عن قريظة يوم قريظة :

أثناء غزوة الأحزاب أعلن بنو قريظة نقضهم للعهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرروا الحرب وكان قصة ذلك كما يلي :

كان من جملة الرجال الذين ألبوا العرب حتى تجمعوا لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الغزو حيي بن أخطب اليهودي فلما اجتمعت العرب عامة وحاصرت المدينة أتى حيي بن أخطب كعب بن أسد سيد قريظة ليقنعه بإنهاء عهده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والمشاركة في الحرب ضده ، وكان كعب حتى تلك اللحظة مغلقاً أبوابه وحصونه وملتزماً الوفاء بعهده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ولما طرق حيي بن أخطب باب كعب قال له كعب رافضاً أن يفتح له الباب : إنك امرؤ مشؤوم وإني قد عاهدت محمداً فلست بناقض ما بيني وبينه ولم أر منه إلا وفاءً وصدقاً . وبعد أخذ ورد سمح له كعب بالدخول فقال حيي :
ويحك يا كعب جئت بعز الدهر وبحر طام .
قال : وما ذاك ؟
قال : جئتك بقريش على سادتها وقادتها حتى أنزلتهم بمجتمع الأسيال من رومه وبغطفان على سادتها وقادتها حتى أنزلتهم إلى جانب أحد وقد عاقدوني وعاهدوني على ألا يبرحوا حتى يستأصلوا محمداً ومن معه .

قال كعب : جئتني والله بذل الدهر وبجهام قد هراق ماءه يرعد ويبرق وليس فيه شيء . دعني وما أنا عليه فإني لم أر محمداً إلا وفاءً وصدقاً .

ولكنه لم يزل به وببني قريظة حتى أقنعهم بنقض العهد فأحضرت قريظة الصحيفة التي كتب بها الميثاق فمزقتها وبعث النبي صلى الله عليه وسلم من يستكشف له الأمر كسعد بن معاذ حليف بني قريظة في الجاهلية فقالوا له : من رسول الله ؟ لا عهد بيننا وبين محمد وسبوا سعداً فقالوا له وهو سيد الأوس بكل وقاحة : أكلت أير أبيك ..

وكانت خيانة داخلية في أحرج المواقف ، وغدراً لو أعطى ثمراته الخبيثة لاستؤصل الإسلام والمسلمون ، إذ به لا تعود للخندق فائدة ، ويتحطم خط دفاع المسلمين ، وتكون الكارثة ، إنها خيانة جزاؤها بشكل طبيعي الإعدام .

وانتهت غزوة الأحزاب بانسحاب المشركين ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين للتوجه إلى بني قريظة لمعاقبتهم وحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلوا على حكمه وكانوا يعرفون أن الحكم فيهم سيكون القتل والصحابة كلهم يعرفون أن جزاءهم سيكون كذلك . وهذا هو الحكم الحق والعدل والذي نصت عليه توراة اليهود نفسها .

وقبل أن يصدر الرسول صلى الله عليه وسلم حكمه تواثبت الأوس وطلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم العفو كما عفا عن بني النضير ، إذ بنو قريظة كانوا حلفاء الأوس في الجاهلية ، وبنو النضير كانوا حلفاء الخزرج ، والأوس والخزرج كانتا تتنافسان في كل شيء ، وإذاً فرسول الله صلى الله عليه وسلم أمام معارضة من قسم كبير من أصحابه في قضية حساسة هي قضية تنفيذ عقوبة يستحقها مجرمون ، فكان من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم ما هذه قصته كما يرويها انب هشام حيث حكّم سيد الأوس فيهم ، وسيد الأوس هو الذي عانى ما عانى من بني قريظة يوم غدروا ، وسيد الأوس ما كان يحكم إلا بما استحق هؤلاء فرضيت الأوس بتحكيم سيدها وحكم بالعدل في أمرهم وهو القتل جزاء خيانتهم ورضيت الأوس :

يقول ابن هشام :

فلما أصبحوا ( أي بني قريظة ) نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتواثبت الأوس فقالوا : يا رسول الله ، إنهم موالينا دون الخزرج ، وقد فعلت في موالي إخواننا بالأمس ما قد علمت – وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بني قريظة قد حاصر بني قينقاع ، وكانوا حلفاء الخزرج ، فنزلوا على حكمه . فسأله إياهم عبد الله بن أبي بن سلول فوهبهم له – فلما كلمته الأوس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تضرون يا معشر الأوس أن يحكم فيكم رجل منكم ؟ قالوا بلى . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذاك إلى سعد بن معاذ .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جعل سعد بن معاذ في خيمة لامرأة من أسلم ، يقال لها رفيدة في مسجده . وكانت تداوري الجرحى وتحتسب بنفسها على خدمة من كانت به ضيعة من المسلمين . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال لقومه حين أصابهم السهم بالخندق : اجعلوه في خيمة رفيدة حتى أعوده من قريب . فلما حكمه رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني قريظة أتاه قومه فحملوه على حمار قد وطئوا له بوسادة من أدم ، وكان رجلاً جسيماً جميلاً ثم أقبلوا معه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يقولون : يا أبا عمرو أحسن في مواليك ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما ولاك ذلك لتحسن فيهم ، فلما أكثروا عليه قال : لقد أنى ( آن ) لسعد ألا تأخذه في الله لومة لائم . فرجع بعض من كان معه من قومه إلى دار بني عبد الأشهل فنعى لهم رجال بني قريظة قبل أن يصل إليهم سعد ، عن كلمته التي سمع منه .

فلما انتهى سعد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوموا إلى سيدكم – فأما المهاجرون من قريش فيقولون : إنما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصار .

وأما الأنصار فيقولون : قد عم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقاموا إليه فقالوا : يا أبا عمرو ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ولاك أمر مواليك لتحكم فيهم . فقال سعد بن معاذ : عليكم بذلك عهد الله وميثاقه ، أن الحكم فيهم لما حكمت ؟ قالوا : نعم – قال : وعلى من ها هنا ؟_ في الناحية التي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم : وهو معرض عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إجلالاً له – فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم ، قال سعد : فإني أحكم فيهم أن تقتل الرجال وتقسم الأموال وتسبى الذراري والنساء .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد : " لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقعة " .

ثم نفذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الحكم .

حله صلى الله عليه وسلم لمشكلة هزيمة أحد :

يوم أحد خسر المسلمون المعركة بسبب عدم تنفيذ مخطط الرسول صلى الله عليه وسلم للمعركة كاملاً وهذا الفشل سيكون من آثاره ما يلي :

1 – ضعف الروح المعنوية عند المسلمين .
2 – طمع القبائل العربية كلها بالمسلمين .
3 – سقوط هيبة المسلمين العسكرية .
4 – توجه قلوب الناس كلها للقضاء على المسلمين .
5 – تنفس المنافقين واليهود وتربصهم الشر بالمسلمين .
6 – وهناك احتمال بعد أحد أن يفكر المشركون وقد انتصروا ورجعوا أن يعودوا لاستئصال المسلمين من جديد وقد سنحت لهم الفرصة . وفعلاً قد فكروا في ذلك . فكيف فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم لتلافي هذه النتائج كلها .

إنه ما كاد يصل إلى المدينة حتى أمر المسلمين الذين دخلوا المعركة أن يستعدوا مباشرة للحرب رغم إعيائهم ثم خرج بهم تبعاً آثار المشركين ، ولم يكد المشركون يسمعون بأنباء هذا الهجوم والطرد وراءهم إلا وأعلنوا الرحيل الذي يشبه الهرب مع أنهم كانوا يفكرون أثناءها في الرجوع إلى المدينة لاستئصال المسلمين فيها ، ولم يقع يومها حرب ولكن هذه العملية الجرئية غسلت آثار أحد كلها وبشكل سريع . إذ كانت معركة أحد يوم السبت وكان خروج الجيش هذا يوم الأحد ، وبقي معسكراً في حمراء الأسد طيلة ثلاث ليال ونزل القرآن بعد ذلك فربى المسلمين ووعظهم وغسل كل الآثار النفسية للهزيمة ..
* * *
هذه أمثلة خمسة ضربناها لنرى كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحل المشكلات اليومية بسرعة عجيبة فلا يبقى لها أثر ، هذه الإمكانية العجيبة في حل المشكلات . جعلت رجلاً كبرناردشو الأديب الإنكليزي المشهور يقول : ما أحوج العالم إلى رجل كمحمد يحل مشاكله وهو يشرب فنجاناً من القهوة ( أي ببساطة ) وهذه الأمثلة التي ضربناها ، نماذج . وإلا فمن قرأت كتب الحديث ككتاب البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه وموطأ مالك ومسند أحمد وكتب حياة الصحابة وكتب السيرة ، رأى كثرة المشكلات اليومية الفردية والجماعية التي كانت تعترض حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يسوس شعباً من أعصى شعوب العالم انقياداً وطاعة وسياسة ، ومع هذا فما عرف أن مشكلة مرت عليه إلا وحلها بسهولة كاملة واستقامة مع منهج الحق الذي يدعو إليه ، والذي يمثل أرقى صور الواقعية والمثالية بآن واحد ، وما كان ذلك ليكون لولا توفيق الله ورعايته .
بعد نظره صلى الله عليه وسلم / سعيد حوى

رجل الدولة الأول : سياسياً وعسكرياً

إن الدارس لتصرفات رسول الله يجد أنه لا يوجد تصرف من تصرفاته عليه الصلاة والسلام ، إلا وفيه غاية الحكمة ، وبعد النظر ، فمثلاً يرسل كسرى إلى عامله على اليمن / باذان / أن يهيج رسول الله ، وأن يقبض على رسول الله ليرسله إلى كسرى ، فيرسل باذان رجلين ليقبضا على رسول الله ويأتيا به إلى كسرى ويأمر باذان أحد الرجلين أن يدرس أحوال رسول الله ، فلما وصل الرجلان أبقاهم الرسول عنده خمسة عشر يوماً دون رد عليهم وقُتِلَ كسرى في اليوم الخامس عشر فأنبأهم عليه السلام بقتل كسرى يوم مقتله وأهدى أحد الرجلين منطقة فيها ذهب وفضة وأرسل إلى باذان رسالة مضمونها أنه إن أسلم أعطاه ما تحت يده وكان من آثار هذا كله أن خلع باذان ولاءه لكسرى وأسلم معلناً ولاءه لمحمد صلى الله عليه وسلم .


ويوم أراد المنافقون أن يستغلوا شعائر الإسلام ، ليوجدوا عملاً منسقاً فيما بينهم ضد الإسلام . بأن يبنوا مسجداً يكون مركزاً لتآمرهم ودسهم وتجمعاتهم المشبوهة . أمهلهم عليه السلام حتى عاد من غزوة تبوك ، ثم حرق المسجد وهدمه وفضح الله أمرهم ، والأمثلة من هذا النوع كثيرة كلها تدل على حنكته عليه السلام وحكمته وبعد نظره السياسي ، وإن كان العمل السياسي عنده عليه الصلاة والسلام غير منفصل عن غيره ، فتجده يخاطب كل قوم بأسلوب ينسجم مع نفسيتهم ، ويعامل كل إنسان بطريقة ترضي هذا الإنسان بالحق وهكذا ، انظر إلى خطابة إلى وفد بني الحارث بن كعب تجده يختلف عن أي خطاب آخر خاطب به وفداً من الوفود لأن هذه القبيلة لها وضع خاص .

قال ابن هشام :

" فأقبل خالد إلى رسول الله وأقبل معه وفد بني الحارث بن كعب منهم قيس بن الحصين ذي الغصة ويزيد بن عبد المدان ويزيد بن المحجل وعبد الله بن قراد الزيادي وشداد بن عبد الله القناني وعمر بن عبد الله الضبابي فلما قدموا على رسول الله فرآهم قال : من هؤلاء القوم الذين كأنهم رجال الهند ؟ قيل : يا رسول الله ! هؤلاء رجال بني الحارث ابن كعب . فلما وقفوا على رسول الله سلموا عليه وقالوا : نشهد إنك رسول الله وأنه لا إله إلا الله . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، ثم قال رسول الله : أنتم الذين إذا زجروا استقدموا ، فسكتوا ، فلم يراجعه منهم أحد ثم أعادها الثانية فلم يراجعه منهم أحد ثم أعادها الثالثة فلم يراجعه منهم أحد ثم أعادها الرابعة فقال يزيد بن عبد المدان : نعم يا رسول الله نحن الذي إذا زجروا استقدموا قالها أربع مرار فقال رسول الله : لو أن خالداً لم يكتب لي أنكم أسلمتم ولم تقاتلوا لألقيت رؤوسكم تحت أقدامكم فقال يزيد بن عبد المدان : أما والله ما حمدناك ولا حمدنا خالداً قال : فمن حمدتم قالوا : حمدنا الله عز وجل الذي هدانا بك يا رسول الله قال : صدقتم ، ثم قال رسول الله : بم كنتم تغلبون من قاتلكم ، في الجاهلية ؟ قالوا : لم نكن نغلب أحداً قال : بلى ، قد كنتم تغلبون من قاتلكم قالوا : كنا نغلب من قاتلنا يا رسول الله إنا كنا نجتمع ولا نفترق ولا نبدأ أحداً بظلم " .

ولما كانت خطتنا في هذا البحث الاختصار فسنكتفي بتحليل موقف من أبرز مواقفه السياسية عليه الصلاة والسلام ، تتضح به حنكته وحكمته بشكل كامل . هذا الموقف هو الموقف الذي تمخض عنه صلح الحديبية ، وما لهذا الصلح من آثار رائعة وهذه هي القصة كما يرويها ابن هشام نذكرها ثم نعقب عليها :

قال ابن هشام :

واستنفر العرب ومن حوله ومن أهل البوادي من الأعراب ليخرجوا معه وهو يخشى من قريش الذي صنعوا : أن يعرضوا له بحرب أو يصدوه عن البيت فأبطأ عليه كثير من الأعراب ، فخرج صلى الله عليه وسلم بمن معه من المهاجرين والأنصار ومن لحق به من العرب ، وساق معه الهدي وأحرم بالعمرة ، ليأمن الناس من حربه ، وليعلم الناس أنه إنما خرج زائراً لهذا البيت ومعظماً له .

وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان بعسفان لقيه بشر بن سفيان الكعبي فقال : يا رسول الله ! هذه قريش قد سمعت بمسيرك ، فخرجوا معهم العوذ المطافيل وقد نزلوا بذي طوى يعاهدون الله لا تدخلها عليهم أبداً ، وهذا خالد بن الوليد في خيلهم قد قدموها إلى قراع الغميم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا ويح قريش لقد أكلتهم الحرب ، ماذا عليهم لو خلوا بيني وبين سائر العرب ؟ فإن هم أصابوني كان ذلك الذي أرادوا ، وإن أظهرني الله عليهم دخلوا في الإسلام وافرين ، وإن لم يفعلوا قاتلوا وبهم قوة ، فما تظن قريش ؟ فوالله لا أزال أجاهد على الذي بعثني به حتى يظهره الله أو تنفرد هذه السالفة ( أي صفحة العنق ) .

ثم قال : من رجل يخرج بنا على طريق غير طريقهم التي هم بها ؟ وإن رجلاً من بني أسلم قال : أنا يا رسول الله ، فسلك بهم طريقاً وعراً أجرل ( كثير الحجارة ) بين شعاب ، فلما خرجوا منه وقد شق ذلك على المسلمين وأفضوا إلى أرض سهلة عند منقطع الوادي قال صلى الله عليه وسلم للناس : قولوا نستغفر الله ونتوب إليه . فقالوا ذلك . فقال : والله إنها للحطة التي عرضت على بني إسرائيل فلم يقولوها فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فقال : اسلكوا ذات اليمين بين ظهري الحمش ، في طريق تخرجهم على ثنية المرار ، مهبط الحديبية من أسفل مكة .

فسلك الجيش ذلك الطريق . فلما رأت خيل قريش قترة الجيش ( غبار الجيش ) قد خالفوا عن طريقهم . رجعوا راكدين إلى قريش . وخرج صلى الله عليه وسلم حتى إذا سلك في ثنية المرار بركت ناقته . فقالت الناس : خلأت الناقة ( بركت ولم تنهض ) . قال : ما خلأت وما هو لها بخلق ، ولكن حبسها حابس الفيل عن مكة . لا تدعوني قريش اليوم إلى خطة يسألونني فيها صلة الرحم إلا أعطيتهم إياها ، ثم قال للناس : انزلوا . قيل له يا رسول الله ما بالوادي ماء ننزل عليه . فأخرج سهماً من كنانته فأعطاه رجلاً من أصحابه فنزل به في قليب من تلك القلب ( القليب : بئر ) فغرزه في جوفه فجاش بالرواء حتى ضرب الناس عنه بعطن ( مبرك الإبل حول الماء ) .

فلما اطمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه بديل بن ورقاء الخزاعي في رجال من خزاعة فكلموه وسألوه : ما الذي جاء به ؟ فأخبرهم أنه لم يأت ليريد حرباً وإنما جاء زائراً للبيت ، ومعظماً لحرمته ، ثم قال لهم نحواً مما قال لبشر بن سفيان ، فرجعوا إلى قريش فقالوا : يا معشر قريش ! إنكم تعجلون على محمد ، إن محمداً لم يأت للقتال وإنما جاء زائراً هذا البيت ، فاتهموهم وجبهوهم وقالوا : وإن كان جاء ولا يريد قتالاً ، فوالله لا يدخلها علينا عنوة أبداً ، ولا تحدث بذلك عنا العرب .

وكانت خزاعة عيبة نصح رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مسلمها ومشركها ، لا يخفون عنه شيئاً كان بمكة .

ثم بعثوا إليه مكرز بن حفص بن الأخيف ، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلاً قال : هذا رجل غادر ، فلما انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلمه قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم نحواً مما قال لبديل وأصحابه ، فرجع إلى قريش فأخبرهم بما قاله له رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بعثوا إليه الحليس بن علقمة – أو ابن زبان – وكان يومئذ سيد الأحابيش فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن هذا من قوم يتألهون فابعثوا الهدي في وجهه حتى يراه ، فلما رأى الهدي يسير عليه في عرض الوادي في قلائده وقد أكل أوباره من طول الحبس عن محله رجع إلى قريش ولم يصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إعظاماً لما رأى .

فقال لهم ذلك . فقالوا : اجلس فإنما أنت أعرابي لا علم لك . فغضب عند ذلك وقال : يا معشر قريش ، والله ما على هذا حالفناكم ، وعلى هذا عاقدناكم ، أيصد عن بيت الله من جاء معظماً له ، والذي نفس الحليس بيده لتخلن بين محمد وبين ما جاء له أو لأنفرن بالأحابيش نفرة رجل واحد . فقالوا له : مه كف عنا يا حليس حتى نأخذ لأنفسنا ما نرضى به .

ثم بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عروة بن مسعود الثقفي ، وخرج حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس بين يديه ثم قال :

يا محمد ، أجمعت أوشاب الناس ( الأوشاب ، الأخلاط ) ثم جئت بهم إلى بيضتك ( القبيلة والعشيرة ) لتفضها بهم . إنها قريش قد خرجت معها العوذ المطافيل . قد لبسوا جلود النمور ، يعاهدون الله لا تدخلها عليهم عنوة أبداً .

وايم الله لكأني بهؤلاء قد انكشفوا عنك غداً ، وأبو بكر الصديق خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد ، فقال : امصص بظر اللات ، أنَحْنُ ننكشف عنه ؟ قال : من هذا يا محمد ؟

قال : هذا ابن أبي قحافة .

قالوا : أما والله لولا يد كانت لك عندي لكافأتك بها ، ولكن هذه بها .

ثم جعل يتناول لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يكلمه . والمغيرة بن شعبة واقف على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديد . وجعل يقرع يده إذا تناول لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول : اكفف يدك عن وجه رسول الله قبل أن لا تصل إليك .

يقول عروة : ويحك ما أفظك وأغلظك .

فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له عروة : من هذا يا محمد ؟ قال : هذا ابن أخيك المغيرة ابن شعبة . قال : أي غدر ، وهل غسلت سوأتك إلا بالأمس . فكلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحو مما كلم به أصحابه ، وأخبره أنه لم يأت يريد حرباً .

فقام من عند رسول الله وقد رأى ما يصنع به أصحابه ، لا يتوضأ إلا ابتدروا وضوءه ، ولا يبصق بصاقاً إلا ابتدروه ، ولا يسقط من شعره شيء إلا أخذوه . فرجع إلى قريش فقال : يا معشر قريش ، إني قد جئت كسرى في ملكه وقيصر في ملكه ، والنجاشي في ملكه ، وإني والله ما رأيت ملكاً في قوم قط مثل محمد في أصحابه ، ولقد رأيت قوماً لا يسلمونه لشيء أبداً . فروا رأيكم .

وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا خراش بن أمية الخزاعي ، فبعثه إلى قريش بمكة وحمله على بعير له يقال له " الثعلب " ليبلغ أشرافهم عنه ما جاء له ، فعقروا به جمل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرادوا قتله ، فمنعته الأحابيش فخلوا سبيله حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ثم دعا عمر بن الخطاب ليبعثه إلى مكة فيبلغ عنه أشراف قريش ما جاء له فقال : يا رسول الله إني أخاف قريشاً على نفسي وليس بمكة من بني عدي بن كعب أحد يمنعني وقد عرفت قريش عداوتي إياها وغلظتي عليها ولكني أدلك على رجل أعز بها مني عثمان بن عفان فبعثه إلى أبي سفيان وأشراف قريش يخبرهم أنه لم يأت لحرب وأنه إنما جاء زائراً لهذا البيت ومعظماً لحرمته . فخرج عثمان إلى مكة فلقيه أبان بن سعيد بن العاص حين دخل مكة أو قبل أن يدخلا فحمله بين يديه ثم أجاره حتى بلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق عثمان حتى أتى أبا سفيان وعظماء قريش فبلغهم عن رسول الله ما أرسله به فقالوا لعثمان حين فرغ من رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم : إن شئت أن تطوف بالبيت فطف فقال : ما كنت لأفعل حتى يطوف به رسول الله صلى الله عليه وسلم . واحتبسته قريش عندها فبلغ رسول الله والمسلمين أن عثمان بن عفان قد قتل . قال ابن إسحاق فحدثني عبد الله بن أبي بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حين بلغه أن عثمان قد قتل : لا نبرح حتى نناجز القوم . فدعا رسول الله الناس إلى البيعة فكانت بيعة الرضوان تحت الشجرة فكان الناس يقولون : بايعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على الموت . وكان جابر بن عبد الله يقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبايعنا على الموت ولكن بايعنا على ألا نفر فبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس ولم يتخلف عنه أحد من المسلمين حضرها إلا الجد بن قيس أخو بني سلمة فكان جابر بن عبد الله يقول : والله لكأني أنظر إليه لاصقاً إبط ناقته قد ضبأ إليها يستتر بها من الناس . ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الذي ذكر من أمر عثمان بن عفان باطل .

ثم بعثت قريش سهيل بن عمرو أخا بني عامر بن لؤي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا له : إئت محمداً فصالحه ولا يكن في صلحه إلا أن يرجع عنا عامه هذا فوالله لا تحدث العرب عنا أنه دخلها علينا عنوة أبداً . فأتاه سهيل بن عمرو فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلاً فقال : قد أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل فلما انتهى سهيل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلم فأطال الكلام وتراجع ثم جرى بينهما الصلح .

فلما التأم الأمر ولم يبق إلا الكتاب وثب عمر بن الخطاب فأتى أبا بكر فقال : يا أبا بكر ! أليس برسول الله ؟ قال : بلى قال : أولسنا بالمسلمين قال : بلى قال : أليسوا بالمشركين ؟ قال : بلى . قال فعلام نعطى الدنية في ديننا ؟ قال أبو بكر : يا عمر : الزم غرزه ، فإني أشهد أنه رسول الله ، قال عمر : وأنا أشهد أنه رسول الله . ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ؟ ألست برسول الله .

قال : بلى .

قال : أولسنا بالمسلمين ،

قال : بلى .

قال : أو ليسوا مشركين ؟

قال : بلى .

قال : فعلام نعطى الدنية في ديننا ؟

قال : أنا عبد الله ورسوله لن أخالف أمره ، ولن يضيعني .

فكان عمر يقول : ما زلت أتصدق وأصوم وأصلي وأعتق من الذي صنعت يومئذ مخافة كلامي الذي تكلمت به ، حتى رجوت أن يكون خيراً .

ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب – رضوان الله عليه – فقال : اكتب " بسم الله الرحمن الرحيم " فقال سهيل لا أعرف هذا ولكن اكتب " باسمك اللهم " فكتبها ثم قال : اكتب : " هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو " فقال سهيل : لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك ولكن اكتب اسمك واسم أبيك ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيل بني عمرو . اصطلحا على وضع الحرب على الناس عشر سنين ، يأمن فيهن الناس ويكف بعضهم عن بعض على أنه من أتى محمداً من قريش بغير إذن وليه رده عليهم . ومن جاء قريشاً ممن مع محمد لم يردوه عليه . وأن بيننا عيبة مكفوفة وأنه لا أسلال ولا أغلال وأنه من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه ..

فتواثبت خزاعة فقالوا : نحن في عقد محمد وعهده . وتواثبت بنو بكر فقالوا : نحن في عقد قريش وعهدهم ، وأنك ترجع عامك هذا فلا تدخل علينا مكة وأنه إذا كان عام قابل خرجنا عنك فدخلتها بأصحابك فأقمت بها ثلاثاً معك سلاح الراكب ، السيوف في القرب ، لا تدخلها بغيرها .

فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يكتب الكتاب هو وسهيل بن عمرو إذ جاء أبو جندل بن سهيل ابن عمرو يرسف في الحديد ، قد انفلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خرجوا وهم لا يشكون في الفتح لرؤيا رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأوا ما رأوا من الصلح والرجوع ، وما تحمل عليه رسول الله في نفسه ، دخل على الناس من ذلك أمر عظيم حتى كادوا يهلكون .

ولما رأى سهيل أبا جندل قام إليه بضرب وجهه وأخذ بتلبيبه ، ثم قال : يا محمد لقد لجت القضية بيني وبينك قبل أن يأتيك هذا . قال: صدقت . فجعل ينثره بتلبيبه ويجره ليرده على قريش ، وجعل أبو جندل يصرخ بأعلى صوته : يا معشر المسلمين أأرد إلى المشركين يفتنوني في ديني ؟ فزاد ذلك الناس إلى ما بهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا جندل ، اصبر واحتسب ، فإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجاً ومخرجاً ، إنا قد عقدنا بيننا وبين القوم صلحاً ، وأعطيناه على ذلك وأعطونا عهد الله ، وإنا لا نغدر بهم .

فوثب عمر بن الخطاب مع أبي جندل يمشي إلى جنبه ويقول : اصبر يا أبا جندل ، فإنهم المشركون ، وإنما دم أحدهم دم كلب ، ويدني عمر قائم السيف منه ، يقول عمر :

رجوت أن يأخذ السيف فيضرب به أباه فضنَّ الرجل بأبيه ونفذت القضية فلما فرغ من الكتاب أشهد على الصلح رجالاً من المسلمين ورجالاً من المشركين : أبو بكر الصديق ، وعمر بن الخطاب ، وعبد الرحمن بن عوف ، وعبد الله بن سهيل بن عمرو ، وسعد بن أبي وقاص ، ومحمود بن مسلمة ومكرز بن حفص وهو يومئذ مشرك وعلي بن أبي طالب ، وكان هو كاتب الصحيفة " . اهـ .

هذه قصة الحديبيبة فلنر آثرها وقيمة هذا العمل من الناحية السياسية الحركية :
يقول الزهري ، فما فتح في الإسلام فتح قبله كان أعظم منه إنما كان القتال حيث التقى الناس فلما كانت الهدنة ووضعت الحرب وأمن الناس بعضهم بعضاً والتقوا فتفاوضوا في الحديث والمنازعة فلم يكلم أحد بالإسلام يعقل شيئاً إلا دخل فيه . ولقد دخل في تينك السنين مثل من كان في الإسلام قبل ذلك .

قال ابن هشام :

والدليل على قول الزهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى الحديبية في ألف وأربع مائة في قول جابر بن عبد الله ثم خرج عام فتح مكة بعد ذلك في بسنتين في عشرة آلا " وحسبك أن تعلم أن خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعثمان بن طلحة زعماء قريش أسلموا في هذه المرحلة .

ومن آثار هذه العملية :

أن تهدمت حجة قريش الأساسية في جمعها العرب على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أن قريشاً أخذت زعامتها من كونها مجاورة للكعبة بيت الله ولهذا الجوار ولتعظيمها هذا البيت كانت العرب تعظمهم وتدين لهم فلما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم معلنا عمرته وتعظيمه للبيت الحرام تهدم أمام الرأي العام كثير من الحجب .

ومن آثار هذه العملية أن فرغ الرسول صلى الله عليه وسلم من العرب الذين يسيرون في فلك قريش لغيرهم ، وتفرغ لليهود فأنهاهم من جزيرة العرب سياسياً وعسكرياً واقتصادياً ، ومن آثار هذه العملية أن اقتنعت كثير من القبائل العربية بتعنت قريش حتى أن الأحابيش كادوا يدخلون المعركة بجانب محمد صلى الله عليه وسلم يومها وهم حلفاء قريش المشركة .

ومن آثار هذه العملية أن أعطيت القبائل العربية حرية التحالف مع محمد صلى الله عليه وسلم وهذا شيء ما كان ليكون من قبل ، فدخل من شاء من هذه القبائل في حلف رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ومن آثار هذه العملية كثرة إقبال الناس على الإسلام بعدها ، أن انقطع أمل الناس من غير المسلمين بنصرة أو عزة أو غلبة أو منعة إلا بالإسلام ، فضلاً عن انقطاع أملهم بإنهاء الإسلام والمسلمين .

ومن آثار هذه العملية أن تفرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم لفتح آفاق أمته على العالم . وتفهيمهم مهمتهم العالمية ، بإرسال رسله وكتبه إلى الدول الكبرى يومذاك . كسرى وهرقل والمقوقس والنجاشي ...

ومن آثار هذه العملية أن خدمت فتن المنافقين الذين كانوا يشدون أزرهم . وتتقوى ظهورهم بقريش ، وتبعثرت القبائل العربية الوثنية ، وهمدت حدة قريش وعصبيتها ، واسترخت وأخذت تقوى تجارتها , وركنت إلى السلام ، ولما كانت الهدنة مديدة المدة لم تفكر في البحث عن أحلاف لها بينما كان المسلمون يتوسعون يومياً .

ومن آثار هذه العملية فتح مكة . إذ عندما نقضت قريش عهدها واعتدت على حلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني خزاعة ، وعمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة فاتحاً . لولا صلح الحديبية وما أحاط به لرأيت عرب الجزيرة العربية كلهم وقد رمت أنوفهم وأقبلوا للدفاع عن مكة وكعبتها وأصنامها وقريشها ، ولكن صلح الحديبية والآثار التي ترتبت عليه لم يبق بقية من الحمية لا عند قريش ولا عند غيرها لها ، فكان أن فتحت مكة صلحاً بل لقد فتحت مكة من يوم دخلها المسلمون في العام التالي للصلح بأعدادهم الضخمة وروحهم العالية المرتفعة ومظاهرتهم التي أرهبت من رآها .

لقد كنت ضربة سياسية لا يستطيعها غير محمد صلى الله عليه وسلم . إذ ضربها وأصحابه غير راضين ، وأعداؤه لا يعرفون كيف يتصرفون . وإنك عندما تعلم أن عمر وكبار الصحابة كانوا كارهين لما حدث ، وترى بعد ذلك هذه الآثار ، تدرك أن الأفق الذي ينظر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم أفق فريد في تاريخ الزعامات كلها .

ولا يفوتنا قبل الانتهاء من هذا البحث أن نتعرض لمصير أقسى الشروط التي فرضتها قريش في المعاهدة والذي أثار المسلمين ، وهو أن قريشاً لا ترد من جاءها من المسلمين مرتداً وأن المسلمين يردون من جاءهم من مكة مسلماً بدون إذن ، لقد كانت نهاية هذا الشرط أن طلبت قريش نفسها إلغاء هذا الشرط من المعاهدة وقصة ذلك ما يلي :

لما فر أبو بصير عبيد بن أسيد وهاجر إلى المدينة بعد صلح الحديبية أرسلت قريش وراءه رجلين وقالوا :

العهد الذي جعل لنا فدفعه إلى الرجلين فخرجا به حتى بلغا ذا الحليفة فنزلوا يأكلون من تمر لهم فقال أبو بصير لأحد الرجلين والله إني لأرى سيفك هذا يا فلان جيداً فاستله الآخر فقال أجل والله لقد جربت به ثم جربت فقال أبو بصير : أرني أنظر إليه فأمكنه منه فضربه به حتى برد وفر الآخر حتى أتى المدينة فدخل المسجد يعدو فقال صلى الله عليه وسلم حين رآه : لقد رأى هذا ذعراً فلما انتهى إلى النبي قال : قتل والله صاحبي وإني لمقتول فجاء أبو بصير فقال : يا نبي الله قد وفى الله ذمتك ، قد رددتني إليهم ثم أنجاني الله منهم فقال صلى الله عليه وسلم : ويل أمه مسعر حرب لو كان له أحد . فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهم فخرج حتى أتى سيف البحر . قال : وتلفت منهم أبو جندل بن سهيل فلحق بأبي بصير فجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير حتى اجتمعت عنده عصابة ، فوالله ما يسمعون بعير لقريش خرجت إلى الشام إلا وتعرضوا لها فقتلوهم وأخذوا أموالهم ، فأرسلت قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم تناشده الله تعالى والرحم ما أرسل إليهم فمن أتاه منهم فهو آمن فأرسل إليهم " .

وهكذا ألغت قريش بنفسها أشد البنود قسوة كما ظنها المسلمون .

إذا عرفت آثار الحديبية وعرفت أن الصحابة كلهم كانوا غضاباً لهذا الصلح . حتى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أمرهم بعد كتابة الصلح أن يقوموا فينحروا هديهم ويحلقوا متحللين من إحرامهم لم يقم منهم رجل واحد ، مما داخلهم من الغم مع تكرار رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمر ثلاثاً . ولم يفعلوا إلا بعد أن حلق عليه الصلاة والسلام ونحر هديه ، هنالك أفاقوا ونفذوا ما أمرهم به ، إذا عرفت هذا تدرك الأفق العالي الذي كان ينظر منه عليه السلام ، وتدرك أن قيادته جزء من صلته بالله المحيط علماً بكل شيء فكان مسدَّداً راشداً مهدياً .


8 و 9 – الوصول إلى النصر وتطبيق ما كان العمل من أجله بعد النصر ، وإحكام البناء بحيث يكون قادراً على الصمود في المستقبل ، ووضع أسس النمو الدائب المتطور بحيث تحتفظ الدعوة بإمكانية السير عبر العصور :

لقد مضى على بدء الإسلام أربعة عشر قرناً ولا زال الإسلام في انتشار ولا زال يتوسع ، ورغم كل ما تبذله الدعايات الكافرة من أعدائه . سواء كانوا أصحاب دين أو غير أصحاب دين ، بطرق منظمة وغير منظمة ، فلا زال الإسلام هو الإسلام ولا زال قادراً على أكثر من الحركة ، ورغم الملابسات التاريخية التي أوقعت العالم الإسلامي في قبضة أعدائه ، ورغم سيطرة هؤلاء الأعداء ، فالإسلام باق . ورغم أن الكافرين استطاعوا أن يهيؤا لأعداء الإسلام وسائل الانتصار داخل العالم الإسلام ، فالإسلام شامخ يتحدى ويقهر .

وخلال هذا التاريخ الطويل دخل الإسلام في صراع مع ثقافات فغلبها ، ومع أديان فغلبها ، ومع قوى عظيمة فصهرها .

وخلال هذا التاريخ الطويل سقطت دول تحكم باسم الإسلام ، وقامت دول تحمل الإسلام واستوعب الإسلام الجميع .

وفي كل مرة كان الإسلام محمولاً حق الحمل ، كان أصحابه هم الغالبين وحضارته أرقى الحضارات وما أتي المسلمون إلا من تقصيرهم وتفريطهم وجهلهم بالإسلام .

القرون الوسطى عند الأوروبيين قمة التأخر ، والقرون الوسطى عندنا قمة التقدم ، وكانوا يومها متمسكين بدينهم وكنا لا زلنا متمسكين بديننا ومن هنا مفرق الطريق ، حيث كان الإسلام حمل أتباعه على التقدم . وحيث كان غير الإسلام ديناً كان تأخر .

والإسلام الآن يصارع على كل مستوى شرقاً وغرباً فكراً وسلوكاً وهو في كل حال أبداً غالب وإن اضطهد المسلمون فذلك لقوة فكرهم لا لشيء آخر .

وما أحد يجهل أن روح الجهاد في قلوب المسلمين هي التي حررت العالم الإسلامي من قبضة مستعمريه في عصرنا هذا ، وإن كان جهاد المسلمين ضرب بيد ناس منهم وليسوا منهم ، ففرضوا على المسلمين بعد التحرير مذاهب أخرى . هذا الإسلام الذي كان هكذا عبر العصور يحمله جيل إلى جيل وهو الآن يستعد ليكون له المستقبل كله .

هذا الإسلام استطاع أن يفعل هذا لأن الأساس الذي بناه رسول الله صلى الله عليه وسلم له خلال ثلاثة وعشرين عاماً ، كان من القوة بحيث يحمل كل العصور ، ويسع كل العصور .
* * *
ونحن اليوم نرى دعوات فكرية وسياسية كثيرة ، لا تحمل في جوهرها إمكانية تطبيقها ، أو لا تستطيع قيادتها أن تحققها في عالم الواقع مع أن بيدها كل السلطات وبيدها كل الوسائل ، ولكنها تقف عاجزة عن تحقيق الفكرة ، وأحياناً تتراجع من نصف الطريق ، ولكن الظاهرة التي نراها في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه خلال عشر سنوات فقط كان كل جزء من أجزاء دعوته قائماً يمشي على الأرض ، على أكمل ما يكون التطبيق ، وكل جزء من أجزاء دعوته قابلاً للتطبيق خلال كل عصر وما مر عصر وإلا ورأيت الإسلام مطبقاً بشكل من الأشكال ، فإذا ما علمت بأن دعوة سياسية فكرية تحتاج إلى عشرات السنين حتى تنتشر وتنتصر وقد تطبق وقد لا تطبق ، أدركت أن العملية هنا ليست عملية عادية وإنما هي شيء خارق للعادة تحس وراءه يد الله . وتحس بالتالي أن الدين دين الله . وأن محمداً عبده ورسوله ...

وقد آثرنا هنا الاختصار لأن الرسالة الثالثة ( الإسلام ) كلها برهان عملي على أن شريعة الإسلام وأحكامه تعلو في كل عنصر وعلى كل فكر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .

غير معرف يقول...

تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم
يحاول الحاقدون على الإسلام من النصارى أن يثيروا الشبهات في زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمهات المؤمنين، فكيف ندحض هذه الشبهة ونلقم أصحابها الحجارة في حلوقهم؟
الجواب :
نقول لهؤلاء النصارى :
إنكم تزعمون أن تعدد الزوجات عيب يخل بمقام النبوة ، وبديهي أن الزنا الصريح أشد عيباً وفظاعة من تعدد الزوجات ( على فرض أن الزواج عيب ) . وأن الزنا بإمرأة القائد المخلص وقتله للإستيلاء على إمرأته أشد فظاعة ونكراً من الزنا العادي . وأن الزنا بالبنات والمحارم أشد فظاعة وجرماً من الزنا بإمرأة القائد وأن خيانة الله سبحانه وخداعه في أمر الرسالة أشد جرماً من الزنا في ذاته ، وهذه الأمور كلها قد ذكرها كتابكم المقدس صراحةً وألصقها بالأنبياء الكرام الذي عبرعنهم كتابكم المقدس بأنهم أولاد الله الأبكار ! وأنتم مع ذلك تؤمنون بكتابكم المقدس وتؤمنون بأن هؤلاء الأنبياء الذين ارتكبوا هذه الجرائم والموبقات من كبار الأنبياء، وتؤمنون أيضاً أن ارتكاب الانبياء لهذه الخطايا والجرائم ليس فيه اسقاط لنبوتهم .
على أن تعدد الأزواج قد وجد في الأنبياء العظام كإبراهيم وداود ويعقوب وسليمان وغيرهم كما نص بذلك كتابكم المقدس وبالتالي كيف يصح لعاقل منكم قرأ كتابه المقدس أن يعيب ويطعن على محمد صلى الله عليه وسلم الذي جمع بين عدد من النساء ؟!
ألا يعلم المبشرون أن طعنهم على كتاب الله ونبي الله بهذه الحالة هو في الحقيقة طعن على كتابهم المقدس ؟! لأن البداهة تقضي بأن يقول الناس إذا كان تعدد الأزواج عيباً ينافي النبوة فالزنا الصريح والشرك والخيانة التي اثبتها كتابكم المقدس في حق نبي الله داود وسليمان الحكيم تنافي النبوة من باب أولى ومع هذا فلا يمكن للمبشرين أن يسقطوا ويطعنوا في نبوة هؤلاء الانبياء ...
أيها السائل الكريم :
لقد درج أعداء الإسلام منذ القديم على التشكيك في نبي الإسلام والطعن في رسالته والنيل من كرامته، ينتحلون الأكاذيب والأباطيل ليشككوا المؤمنين في دينهم، ويبعدوا الناس عن الإيمان برسالته صلى الله عليه وسلم، ولا عجب أن نسمع مثل هذا البهتان والافتراء والتضليل في حق الأنبياء والمرسلين، فتلك سنة الله في خلقه، ولن تجد لسنة الله تبديلاً، وصدق الله حيث يقول: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلّ نَبِىّ عَدُوّاً مّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبّكَ هَادِياً وَنَصِيراً} [الفرقان: 31].
وقبل أن نتحدث عن أمهات المؤمنين الطاهرات وحكمة الزواج بهن نحبّ أن نرد على شبهة سقيمة طالما أثارها كثير من الأعداء من الصليبيين الحاقدين والغربيين المتعصبين.
رددوها كثيرًا ليفسدوا بها العقائد ويطمسوا بها الحقائق ولينالوا من صاحب الرسالة العظمى محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه إنهم يقولون: " لقد كان محمد رجلاً شهوانيًا يسير وراء شهواته وملذاته ويمشي مع هواه، لم يكتف بزوجة واحدة أو بأربع كما أوجب على أتباعه، بل عدَّد الزوجات فتزوج عشر نسوة أو يزيد سيرًا مع الشهوة وميلاً مع الهوى".
كما يقولون أيضًا: "فرق كبير وعظيم بين عيسى وبين محمد، فرق بين من يغالب هواه ويجاهد نفسه كعيسى بن مريم وبين من يسير مع هواه ويجري وراء شهواته كمحمد"، {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا} [الكهف: 5].
حقًا إنهم لحاقدون كاذبون فما كان محمد عليه الصلاة والسلام رجلاً شهوانيًا إنما كان نبيًا إنسانيًا تزوج كما يتزوج البشر، ليكون قدوة لهم في سلوك الطريق السوي، وليس هو إلهًا ولا ابن إله كما يعتقد النصارى في نبيهم، إنما هو بشر مثلهم فضَّله الله عليهم بالوحي والرسالة، {قُلْ إِنَّمَا أَنَاْ بَشَرٌ مّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَىَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} [الكهف: 110].
ولم يكن صلوات الله وسلامه عليه بدعًا من الرسل حتى يخالف سنتهم أو ينقض طريقتهم فالرسل الكرام قد حكى القرآن الكريم عنهم بقول الله جل وعلا: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرّيَّةً} [الرعد: 38]
فعلام إذًا يثيرون هذه الزوابع الهوج في حق خاتم النبيين عليه الصلاة والسلام؟ ولكن كما يقول القائل:
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد وينكر الفم طعم الماء من سقم
وصدق الله حيث يقول: {فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِى فِى الصُّدُورِ} [الحج: 46]
رد الشبهة:
إذا نظرنا إلى دعوة النبي عليه السلام، والى الدولة التي أقامها وأسسها، وإلى ما صنعه هذا النبي العظيم في حياته، وإلى هذه الدولة الإسلامية التي امتدت من الصين إلى المغرب، فبعد هذا من الذي يقول إن هذا عمل رجل مشغول، وان الذي شغله المرأة؟ ومن الذي تفرغ لعمل عظيم وبلغ فيه ما بلغ محمد عليه السلام في مسعاه؟ فهل بعد هذا يقال أن النبي عليه السلام شغلته المرأةُ عن عمله، وأنه كان متعلق القلب بالنساء؟ فأي افتراء هذا، وأي إفك وإفساد مثل هذا.
هناك نقطتان جوهريتان تدفعان الشبهة عن النبي الكريم وتلقمان الحجر لكل مفتر أثيم يجب ألا نغفل عنهما وأن نضعهما نصب أعيننا حين نتحدث عن أمهات المؤمنين وعن حكمة تعدد زوجاته الطاهرات رضوان الله عليهن أجمعين.
هاتان النقطتان هما:
أولاً: لم يعدد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم زوجاته إلا بعد ان تجاوز من العمر الخمسين.
ثانيًا: جميع زوجاته الطاهرات ثيبات ـ أرامل ـ ما عدا السيدة عائشة رضي الله عنها فهي بكر، وهي الوحيدة من بين نسائه التي تزوجها صلى الله عليه وسلم وهي في حالة الصبا والبكارة، ومن هاتين النقطتين ندرك بكل بساطة تفاهة هذه التهمة وبطلان ذلك الادعاء الذي ألصقه به المستشرقون الحاقدون.
فلو كان المراد من الزواج الجري وراء الشهوة أو السير مع الهوى أو مجرد الاستمتاع بالنساء لتزوج في سن الشباب لا في سن الشيخوخة، ولتزوج الأبكار الشابات لا الأرامل المسنات، وهو القائل لجابر بن عبد الله حين جاءه وعلى وجهه أثر التطيب والنعمة: ((هل تزوجت؟)) قال: نعم، قال: ((بكرًا أم ثيبًا؟)) قال: بل ثيبًا، فقال له صلوات الله عليه: ((فهلا بكرًا تلاعبها وتلاعبك وتضاحكها وتضاحكك)).
فالرسول الكريم أشار عليه بتزوج البكر وهو عليه السلام يعرف طريق الاستمتاع وسبيل الشهوة، فهل يعقل أن يتزوج الأرامل ويترك الأبكار ويتزوج في سن الشيخوخة ويترك سن الصبا إذا كان غرضه الاستمتاع والشهوة؟!
إن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يفدون رسول الله صلى الله عليه وسلم بمهجهم وأرواحهم، ولو أنه طلب الزواج لما تأخر أحد منهم عن تزويجه بمن شاء من الفتيات الأبكار الجميلات، فلماذا لم يعدد الزوجات في مقتبل العمر وريعان الشباب؟! ولماذا ترك الزواج بالأبكار وتزوج الثيبات؟! إن هذا بلا شك يدفع كل تقوُّل وافتراء ويدحض كل شبهة وبهتان ويرد على كل أفاك أثيم يريد أن ينال من قدسية الرسول أو يشوِّه سمعته، فما كان زواج الرسول بقصد الهوى أو الشهوة، وإنما كان لحكم جليلة وغايات نبيلة وأهداف سامية سوف يقر الأعداء بنبلها وجلالها إذا ما تركوا التعصب الأعمى وحكَّموا منطق العقل والوجدان، وسوف يجدون في هذا الزواج المثل الأعلى في الإنسان الفاضل الكريم والرسول النبي الرحيم، الذي يضحي براحته في سبيل مصلحة غيره وفي سبيل مصلحة الدعوة والإسلام.
إن الحكمة من تعدد زوجات الرسول كثيرة ومتشعبة ويمكننا أن نجملها فيما يلي:
أولاً: الحكمة التعليمية.
ثانيًا: الحكمة التشريعية.
ثالثًا: الحكمة الاجتماعية.
رابعًا: الحكمة السياسية.
أولاً: الحكمة التعليمية:
لقد كانت الغاية الأساسية من تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم هي تخريج بعض معلمات للنساء يعلمهن الأحكام الشرعية، فالنساء نصيف المجتمع، وقد فرض عليهن من التكاليف ما فرض على الرجال.
وقد كان الكثيرات منهن يستحيين من سؤال النبي صلى الله عليه وسلم عن بعض الأمور الشرعية وخاصة المتعلقة بهن كأحكام الحيض والنفاس والجنابة والأمور الزوجية وغيرها من الأحكام، وقد كانت المرأة تغالب حياءها حينما تريد أن تسأل الرسول الكريم عن بعض هذه المسائل، كما كان من خلق الرسول صلى الله عليه وسلم الحياء الكامل، وكان كما تروي كتب السنة أشد حياءً من العذراء في خدرها، فما كان عليه الصلاة والسلام يستطيع أن يجيب عن كل سؤال يعرض عليه من جهة النساء بالصراحة الكاملة بل كان يكني في بعض الأحيان ولربما لم تفهم المرأة عن طريق الكناية مراده عليه السلام.
تروي السيدة عائشة رضي الله عنها أن امرأة من الأنصار سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن غسلها من المحيض فعلّمها صلى الله عليه وسلم كيف تغتسل ثم قال لها: ((خذي فرصة ممسكة ـ أي قطعة من القطن بها أثر الطيب ـ فتطهري بها)) قالت: كيف أتطهر بها؟ قال: ((تطهري بها)) قالت: كيف يا رسول الله أتطهر بها؟ فقال لها: ((سبحان الله تطهري بها))، قالت السيدة عائشة: فاجتذبتها من يدها فقلت: ضعيها في مكان كذا وكذا وتتبعي بها أثر الدم. وصرحت لها بالمكان الذي تضعها فيه، فكان صلوات الله عليه وسلم يستحي من مثل هذا التصريح.
وهكذا كان القليل أيضًا من النساء من تستطيع أن تتغلب على نفسها وعلى حيائها فتجاهر النبي صلى الله عليه وسلم بالسؤال عما يقع لها، نأخذ مثلاً لذلك حديث أم سلمة المروي في الصحيحين وفيه تقول: جاءت أم سُليم ـ زوج أبي طلحة ـ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت له: يا رسول الله إن الله لا يستحي من الحق، هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت؟ فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: ((نعم إذا رأت الماء)) فقالت أم سلمة: لقد فضحت النساء، ويحك أو تحتلم المرأة؟ فأجابها النبي الكريم بقوله: ((إذًا فيم يشبهها الولد؟)).
مراده عليه السلام أن الجنين يتولد من ماء الرجل وماء المرأة، ولهذا يأتي له شبه بأمه، وهكذا كما قال تعالى: {إِنَّا خَلَقْنَا الإنسان مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَهُ سَمِيعاً بَصِيراً} [الإنسان: 2]. قال ابن كثير رحمه الله: "أمشاج أي أخلاط والمشج والمشيج الشيء المختلط بعضه في بعض، قال ابن عباس: يعني ماء الرجل وماء المرأة، إذا اجتمعا واختلطا..."
وهكذا مثل هذه الأسئلة المحرجة، كان يتولى الجواب عنها فيما بعد زوجاته الطاهرات، ولهذا تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: (رحم الله نساء الأنصار؛ ما منعهن الحياء أن يتفقهن في الدين، وكانت المرأة منهن تأتي إلى السيدة عائشة في الظلام لتسألها عن بعض أمور الدين، وعن أحكام الحيض والنفاس والجنابة وغيرها من الأحكام، فكان نساء الرسول خير معلمات وموجهات لهن وعن طريقهن تفقه النساء في دين الله.
ثم إنه من المعلوم أن السنة المطهرة ليست قاصرة على قول النبي صلى الله عليه وسلم فحسب، بل هي تشمل قوله وفعله وتقريره، وكل هذا من التشريع الذي يجب على الأمة اتباعه، فمن ينقل لنا أخباره وأفعاله عليه السلام في المنزل غير هؤلاء النسوة اللواتي أكرمهن الله، فكن أمهات للمؤمنين، وزوجات لرسوله الكريم في الدنيا والآخرة؟!
لا شك أن لزوجاته الطاهرات رضوان الله عليهن أكبر الفضل في نقل جميع أحواله وأطواره وأفعاله المنزلية عليه أفضل الصلاة والتسليم.
ولقد أصبح من هؤلاء الزوجات معلمات ومحدثات نقلن هديه عليه السلام، واشتهرن بقوة الحفظ والنبوغ والذكاء.
ثانيًا: الحكمة التشريعية:
ونتحدث الآن عن الحكمة التشريعية التي هي جزء من حكمة تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذه الحكمة ظاهرة تدرك بكل بساطة، وهي أنها كانت من أجل إبطال بعض العادات الجاهلية المستنكرة، ونضرب لذلك مثلاً بدعة التبني التي كان يفعلها العرب قبل الإسلام فقد كانت دينًا متوارثًا عندهم، يتبنى أحدهم ولدًا ليس من صلبه ويجعله في حكم الولد الصلبي، ويتخذه ابنًا حقيقيًا له حكم الأبناء من النسب في جميع الأحوال؛ في الميراث والطلاق والزواج ومحرمات المصاهرة ومحرمات النكاح إلى غير ما هنالك مما تعارفوا عليه، وكان دينًا تقليديًا متبعًا في الجاهلية.
كان الواحد منهم يتبنى ولد غيره فيقول له: "أنت ابني، أرثك وترثني"، وما كان الإسلام ليقرهم على باطل، ولا ليتركهم يتخبطون في ظلمات الجاهلة، فمهد لذلك بأن ألهم رسوله عليه السلام أن يتبنى أحد الأبناء ـ وكان ذلك قبل البعثة النبوية ـ فتبنى عليه السلام زيد بن حارثة على عادة العرب قبل الإسلام. وفي سبب تبنيه قصة من أروع القصص، وحكمة من أروع الحكم ذكرها المفسرون وأهل السير، لا يمكننا الآن ذكرها لعدم اتساع المجال. وهكذا تبنى النبيُ الكريم زيدَ بن حارثة، وأصبح الناس يدعونه بعد ذلك اليوم زيد بن محمد.
روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال: (إن زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كنا ندعوه إلا زيد بن محمد حتى نزل القرآن {ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ الله} [الأحزاب: 5] فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنت زيد بن شراحبيل)).
وقد زوجه عليه السلام بابنة عمته زينب بن جحش الأسدية، وقد عاشت معه مدة من الزمن، ولكنها لم تطل فقد ساءت العلاقات بينهما، فكانت تغلظ له القول، وترى أنها أشرف منه؛ لأنه كان عبدًا مملوكًا قبل أن يتبناه الرسول وهي ذات حسب ونسب.
ولحكمة يريدها الله تعالى طلق زيد زينب، فأمر الله رسوله أن يتزوجها ليبطل بدعة التبني ويقيم أسس الإسلام، ويأتي على الجاهلية من قواعدها، ولكنه عليه السلام كان يخشى من ألسنة المنافقين والفجار، أن يتكلموا فيه ويقولوا: تزوج محمد امرأة ابنه، فكان يتباطأ حتى نزل العتاب الشديد لرسول الله عليه السلام، في قوله جل وعلا: {وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَىْ لاَ يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِى أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْاْ مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً} [الأحزاب: 37].
وهكذا انتهى حكم التبني، وبطلت تلك العادات التي كانت متبعة في الجاهلية، وكانت دينًا تقليديًا لا محيد عنه ونزل قوله تعالى مؤكدًا هذا التشريع الإلهي الجديد {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مّن رّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلّ شَىْء عَلِيماً} [الأحزاب: 40].
وقد كان هذا الزواج بأمر من الله تعالى، ولم يكن بدافع الهوى والشهوة كما يقول بعض الأفاكين المرجفين من أعداء الله، وكان لغرض نبيل وغاية شريفة هي إبطال عادات الجاهلية وقد صرّح الله عز وجل بغرض هذا الزواج بقوله: {لِكَىْ لاَ يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِى أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْاْ مِنْهُنَّ وَطَراً} [الأحزاب: 37].
وقد تولى الله عز وجل تزويج نبيه الكريم بزينب امرأة ولده من التبني، ولهذا كانت تفخر على نساء النبي بهذا الزواج الذي قضى به رب العزة من فوق سبع سماوات.
روى البخاري بسنده أن زينب رضي الله عنها كانت تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وتقول: (زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سموات)، وهكذا كان هذا الزواج للتشريع وكان بأمر الحكيم العليم فسبحان من دقت حكمته أن تحيط بها العقول والأفهام وصدق الله: {وَمَا أُوتِيتُم مّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} [الإسراء: 85].
ثالثًا: الحكمة الاجتماعية:
أما الحكمة الثالثة فهي الحكمة الاجتماعية، وهذه تظهر بوضوح في تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بابنة الصديق الأكبر أبي بكر رضي الله عنه، وزيره الأول، ثم بابنة وزيره الثاني الفاروق عمر رضي الله عنه وأرضاه، ثم باتصاله عليه السلام بقريش اتصال مصاهرة ونسب وتزوجه العدد منهن مما ربط بين هذه البطون والقبائل برباط وثيق وجعل القلوب تلتف حوله وتلتقي حول دعوته في إيمان وإكبار وإجلال.
لقد تزوج النبي صلوات الله عليه بالسيدة عائشة بنت أحب الناس إليه وأعظمهم قدرًا لديه ألا وهو أبو بكر الصديق الذي كان أسبق الناس إلى الإسلام، وقدم نفسه وروحه وماله في سبيل نصرة دين الله والذود عن رسوله وتحمل ضروب الأذى في سبيل الإسلام حتى قال عليه السلام كما في الترمذي مشيدًا بفضل أبي بكر: ((ما لأحد عندنا يد إلا وقد كافيناه بها ما خلا أبا بكر فإن له عندنا يدًا يكافيه الله تعالى بها يوم القيامة، وما نفعني مال أحد قط ما نفعني مال أبي بكر، وما عرضت الإسلام على أحد إلا تردد ما عدا أبا بكر، ولو كنت متخذًا خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، إلا وإن صاحبكم خليل الله تعالى)).
فلم يجد الرسول صلى الله عليه وسلم مكافأة لأبي بكر في الدنيا أعظم من أن يقر عينه بهذا الزواج بابنته ويصبح بينهما مصاهرة وقرابة تزيد في صداقتهما وترابطهما الوثيق، كما تزوج صلوات الله عليه بالسيدة حفصة بنت عمر، فكان ذلك قرة عين لأبيها عمر على إسلامه وصدقه وإخلاصه وتفانيه في سبيل هذا الدين، وعمر هو بطل الإسلام الذي أعز الله به الإسلام والمسلمين، ورفع به منار الدين، فكان اتصاله عليه السلام به عن طريق المصاهرة خير مكافأة له على ما قدم في سبيل الإسلام، وقد ساوى صلى الله عليه وسلم بينه وبين وزيره الأول أبي بكر في تشريفه بهذه المصاهرة فكان زواجه بابنتيهما أعظم شرف لهما بل أعظم مكافأة ومنة ولم يكن بالإمكان أن يكافئهما في هذه الحياة بشرف أعلى من هذا الشرف فما أجل سياسته، وما أعظم وفاءه للأوفياء المخلصين.
كما يقابل ذلك إكرامه لعثمان وعلى رضي الله عنهما بتزويجهما ببناته وهؤلاء الأربعة هم أعظم أصحابه وخلفاؤه من بعده في نشر ملته وإقامة دعوته فما أجلها من حكمة وما أكرمها من نظرة.
رابعًا: الحكمة السياسية:
لقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم ببعض النسوة من أجل تأليف القلوب عليه وجمع القبائل حوله، فمن المعلوم أن الإنسان إذا تزوج من قبيلة أو عشيرة يصبح بينه وبينهم قرابة ومصاهرة، وذلك بطبيعته يدعوهم إلى نصرته وحمايته ولنضرب بعض الأمثلة على ذلك لتتضح لنا الحكمة التي هدف إليها الرسول الكريم من وراء هذا الزواج.
أولاً: تزوج صلوات الله عليه بالسيدة جويرية بنت الحارث سيد بني المصطلق وكانت قد أسرت مع قومها وعشيرتها، ثم بعد أن وقعت تحت الأسر أرادت أن تفتدي نفسها، فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه بشيء من المال فعرض عليها الرسول الكريم أن يدفع عنها الفداء وأن يتزوج بها فقبلت ذلك، فتزوجها فقال المسلمون: أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت أيدينا ـ أي أنهم في الأسر ـ فأعتقوا جميع الأسرى الذين كانوا تحت أيديهم، فلما رأى بنو المصطلق هذا النبل والسمو وهذه الشهامة والمروءة أسلموا جميعًا ودخلوا في دين الله وأصبحوا من المؤمنين، فكان زواجه صلى الله عليه وسلم بها بركة عليها وعلى قومها وعشيرتها لأنه كان سببًا لإسلامهم وعتقهم وكانت جويرية أيمن امرأة على قومها.
أخرج البخاري في صحيحة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء بني المصطلق فأخرج الخمس منه ثم قسمه بين الناس فأعطى الفارس سهمين والراجل سهمًا فوقعت جويرية بنت الحارث في سهم ثابت بن قيس، فجاءت إلى الرسول فقالت: يا رسول الله، أنا جويرية بنت الحارث سيد قومه وقد أصابني من الأمر ما قد علمت، وقد كاتبني ثابت على تسع أواق فأعني على فكاكي فقال عليه السلام: ((أو خير من ذلك؟)) فقالت: ما هو؟ فقال: ((أؤدي عنك كتابتك وأتزوجك)) فقالت: نعم يا رسول الله، فقال رسول الله: ((قد فعلت)) وخرج الخبر إلى الناس فقالوا: أصهار رسول الله يسترقون؟ فأعتقوا ما كان في أيديهم من سبي بني المصطلق فبلغ عتقهم مائة بيت بتزوجه عليه السلام بنت سيد قومه.
ثانيًا: وكذلك تزوجه صلى الله عليه وسلم بالسيدة صفية بنت حيي بن أخطب التي أسرت بعد قتل زوجها في غزوة خيبر، ووقعت في سهم بعض المسلمين فقال أهل الرأي والمشورة: هذه سيدة بني قريظة لا تصلح إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فعرضوا الأمر على الرسول الكريم فدعاها وخيرها بين أمرين:
أ ـ إما أن يعتقها ويتزوجها عليه السلام فتكون زوجة له.
ب ـ وإما أن يطلق سراحها فتلحق بأهلها.
فاختارت أن يعتقها وتكون زوجة له، وذلك لما رأته من جلالة قدره وعظمته وحسن معاملته، وقد أسلمت وأسلم بإسلامها عدد من الناس.
روي أن صفية رضي الله عنها لما دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: لم يزل أبوك من أشد اليهود لي عداوة حتى قتله الله، فقالت يا رسول الله: إن الله يقول في كتابه: {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [فاطر: 18]، فقال لها الرسول الكريم: اختاري فإن اخترت الإسلام أمسكتك لنفسي، وإن اخترت اليهودية فعسى أن أعتقك فتلحقي بقومك، فقالت: يا رسول الله: لقد هويت الإسلام وصدقت بك قبل أن تدعوني إلى رحلك وما لي في اليهودية أرب وما لي فيها والد ولا أخ وخيرتني الكفر والإسلام فالله ورسوله أحب إلي من العتق وأن أرجع إلى قومي، فأمسكها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه.
ثالثًا: وكذلك تزوجه عليه الصلاة والسلام بالسيدة أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان الذي كان في ذلك الحين حامل لواء الشرك وألد الأعداء لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أسلمت ابنته في مكة ثم هاجرت مع زوجها إلى الحبشة فرارًا بدينها، وهناك مات زوجها، فبقيت وحيدة فريدة لا معين لها ولا أنيس، فلما علم الرسول الكريم بأمرها أرسل إلى النجاشي ملك الحبشة ليزوجه إياها، فأبلغها النجاشي ذلك فسرت سرورًا لا يعرف مقداره إلا الله سبحانه؛ لأنها لو رجعت إلى أبيها أو أهلها لأجبروها على الكفر والردة أو عذبوها عذابًا شديدًا، وقد أصدقها عنه أربعمائة دينار مع هدايا نفيسة، ولما عادت إلى المدينة المنورة تزوجها النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام. ولما بلغ أبا سفيان الخبر أقر ذلك الزواج وقال: "هو الفحل لا يقدع أنفه"، فافتخر بالرسول ولم ينكر كفاءته له إلى أن هداه الله تعالى للإسلام، ومن هنا تظهر لنا الحكمة الجليلة في تزوجه عليه السلام بابنة أبي سفيان، فقد كان هذا الزواج سببًا لتخفيف الأذى عنه وعن أصحابه المسلمين سيما بعد أن أصبح بينهما نسب وقرابة مع أن أبا سفيان كان وقت ذاك من ألد بني أمية خصومة لرسول الله ومن أشدهم عداء له وللمسلمين، فكان تزوجه بابنته سببًا لتأليف قلبه وقلب قومه وعشيرته كما أنه صلى الله عليه وسلم اختارها لنفسه تكريمًا لها على إيمانها لأنها خرجت من ديارها فارة بدينها فما أكرمها من سياسة وما أجلها من حكمة
===================
أمية العرب والرسول
ابن مريم
الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين و خير خلق الله أجمعين سيدنا محمد بن عبد الله النبي الأمِّي العربي النذير المبين الصادق الأمين ، و على آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا ......... و بعد ،،،
ما من شك يخالج نفسية المسلم في أن رسول الله قد بعثه ربه إلى الناس كافة ، و قد شاءت ارادة الله تعالى و حكمته أن يكون هذا النبي المبعوث رحمة للناس أميا لا يدري ما الكتاب و لا يخطه بيمينه !.. و لم يكن هذا حال نبينا فحسب ، بل كان حال أغلبية العرب كافة كما قال الله تعالى : { هُوَ الّذِي بَعَثَ فِي الاُمّيّينَ رَسُولاً مّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكّيهِمْ وَيُعَلّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مّبِينٍ - الجمعة : 2 .
فمما هو معروف و قد ذهب إليه أغلب الأئمة و المفسرين أن أولئك الأميين المذكورين في الأية الكريمة هم العرب ؛ و في حديث ابن عمر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : إنا أمة أمية لا نكتب و لا نحسب الشهر هكذا و هكذا – بخاري / 1913 و مسلم / 1080، فالعرب كانوا قوم لا ثقافة لهم و لا علوم و لا اطلاع على ثقافات العالم المتحضر أنذاك ، إلا قليلا منهم بالطبع ، كذلك كانوا قوم لا دين لهم يتبعونه و لا كتاب لهم يقرأونه أي أنهم كانوا أمة على أصل ولادتها ، لم تتعلم الكتابة ولا قراءتها ؛ و هذا قد جعل القرآن الكريم يصفهم بالأمّية . و لكن أهل الكتاب في خلال نقاشهم الدائم مع المسلمين لا يقبلون هذا الأمر ، بل و يحاولون أن يتخذونه مولجا إلى أن ثقافة محمد هي مصدر القرآن الكريم . ففي بعض مؤلفات النصارى و مواقعهم على شبكة الأنترنت نقرأ مقالات و مؤلفات تحاول تفسير هذا الموضوع بشكل مغاير تماما للمفهوم الإسلامي فتخلط ما بين الأميّين و الأمَمييّن ، و ما بين الأميّ و الأمميّ ، إلى تنتهي بالقاريء إلى أن المسلمين لا يفهمون كتابهم الذين يرتلونه في صلواتهم أناء الليل و أطراف النهار !!
و من الذي يفهمه ، و يشرح معاني أياته للناس ؟!!.. أهم النصارى الذين لا يعترفون به أصلا ككلام الله ؟!!!
و قبل أن نتطرق معا إلى مؤلفاتهم و مقالاتهم ، تعالوا معا نعرف مسبقا ما هي الأميّة ؟ و ما هي الأمميّة ؟ ، و من هو الأميّ ؟ و من هو الأمميّ ؟ و ما الفرق بينهما ؟
يقول المعجم الوجيز – باب أ م ي : , الأميّ ) هو الذي لا يقرأ و لا يكتب ، و , الأميّة ) مصدر صناعي بمعنى الجهل بالقراءة و الكتابة ، و , الأممي ) هو من ليس من أهل الكتاب ، و بذلك تكون , الأممية ) مصدر صناعي بمعنى عدم الأنتماء لملة أهل الكتاب يهود كانوا أم نصارى . و كما نرى فإن الفارق واضح هنا في المعنى ، و لكن أهل الكتاب يصرون على أن الكلمتين بمعنى واحد و هذا خطأ !! و نتساءل : من أين جاء لديهم هذا الخلط ؟!
يقول الله تعالى لنبيه الكريم - صلى الله عليه وسلم - : { .. وَقُلْ لّلّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمّيّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ .. } - آل عمران : 20 . و يفهم من الأية الكريمة التفرقة بين أهل الكتاب و الأميين ، و لأن النصارى يطلقون لفظ , الأمم ) على غير المؤمنين برسالة المسيح - عليه السلام - كما نقرأ في العهد الجديد : , فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ ) متى 28 : 19 ، هذا غير أن , الأمم ) مصطلح يهودي مستخدم في العهد القديم للدلالة على غير اليهود . فمن هنا جاء هذا الخلط الأعمى !
و لكن حقيقة الأمر نجد أن القرآن الكريم في الآية السابقة لا يخلط في المعني بمفهوم أهل الكتاب ، و لكن الله تعالى يقول لنبيه الكريم - صلى الله عليه وسلم - : يا محمد قل لأهل الكتاب من الملّيين و كذلك مشركي العرب , الأميين ) هل تدخلون في دين الإسلام ؟ ، و ليس المقصد هنا بأن الأميين هم الأمميين . يقول الإمام القرطبي مفسرا هذه الأية : أهل الكتاب يعني اليهود والنصارى والأميين الذين لا كتاب لهم وهم مشركو العرب. – تفسير القرطبي لسورة أل عمران : 20 .
أيضا نقول أن القرآن الكريم إذ يطلق مصطلح , الأميين ) للدلالة على مشركي العرب ، فليس معنى هذا أن العرب كلهم يجهلون القراءة و الكتابة ! ، فنحن طبعا نقرأ في كتب السيرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد استعان بعدد من كتّاب الوحي لتدوين القرآن الكريم فور نزوله ، أيضا نقرأ أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قد أسلم بعد أن قرأ جزء من سورة طه ، أيضا نقرأ أن مشركى مكة قبل الهجرة قد كتبوا صحيفة مقاطعة للمسلمين و وضعوها في الكعبة ، كذلك كان في أسرى معركة بدر من الكفار من أراد افتداء نفسه أن يعلم عشرة من صبيان المسلمين القراءة و الكتابة ، و في التاريخ نقرأ عن المعلقات السبعة و هي قصائد عُرف عنها أنها كانت تُكتب على صحائف و تعلّق في الأسواق و المنتديات العربية قبل الإسلام ، .. و غير هذا مما يدل على أن العرب كان علم القراءة و الكتابة معروف لديهم و لكن كان عدد القراء ندرة في هؤلاء القوم على عكس الأقوام الأخرى ، فأهل الكتاب مثلا كانوا يتعلمون العبرانية و اليونانية لقراءة كتبهم التي لم تكن قد ترجمت إلى العربية بعد ، و لكن أيضا كان منهم الأميون الذين لا يقرأون و لا يكتبون كما يقول الله تبارك و تعالى عنهم في كتابه الكريم : { وَمِنْهُمْ أُمّيّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاّ أَمَانِيّ وَإِنْ هُمْ إِلاّ يَظُنّونَ } - البقرة : 78 ، و الأماني قد فسرها الحافظ ابن كثير بأنها تلاوات أو قراءات محفوظة من التوراة لا تتطلب منهم علم القراءة . و كما نرى أن هذه الأية تستخدم لفظ , أميون ) للدلالة على غير الملمين بالقراءة و الكتابة لا على غير اليهود لأنها تتحدث عن اليهود !!
o أمية محمد - صلى الله عليه وسلم - في القرآن الكريم :
كما قلنا شاءت حكمة الله تعالى أن يكون ذلك المبعوث رحمة للعالمين - صلى الله عليه وسلم - رجلا أميا لا يقرأ و لا يكتب ، و قد ظل صلوات ربي عليه على أميته حتى وافته المنية كما هو ثابت في مجمل الأحاديث و كتب السيرة . و هذا كي لا يرتاب أحد في أنه يتلقى القرآن عن أحد من العالمين مهما كانت ثقافته . فبعد أن تحدى المولى - عز وجل - العرب أن يأتوا بسورة من مثله و قد فشلوا ، كان ذلك التحدي الأعظم ؛ أن ذلك الذي فشلتم في محاكاته و تقليده و أنتم جهابذة الشعر ، قد جاء به هذا النبي الأمي غير المتعلم ! فمن أين جاء به صلوات ربي عليه و تسليماته ؟!.. قطعا من عند الله رب العالمين .
و في هذا يمنّ الله - عز وجل - على نبيه الكريم و يقول : { وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلاَ تَخُطّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لاّرْتَابَ الْمُبْطِلُونَ } - العنكبوت : 48 . أي أنك يا محمد قبل أن تقرأ هذا القرآن قد لبثت في قومك عمرا لا تقرأ كتابا ولا تحسن الكتابة بل كل رجل من قومك وغيرهم يعرف أنك رجل أمي لا تقرأ ولا تكتب ، و لولا ذلك لما كانت ريبة المبطلين من المشركين و أهل الكتاب ! إذ أنهم يعلمون حق العلم أن محمد - صلى الله عليه وسلم - رجلا أميا فمن أين جاء بهذا القرآن ؟
أيضا يقول الله تعالى : { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحاً مّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ الإِيمَانُ وَلََكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نّهْدِي بِهِ مَن نّشَآءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنّكَ لَتَهْدِيَ إِلَىَ صِرَاطٍ مّسْتَقِيمٍ } - الشورى : 52 . أي أنك يامحمد كنت رجلا أميا لا تعلم الكتاب و لا تكتبه ، و في هذا نداء للمشركين و ليس للنبي - صلى الله عليه وسلم - أن يعملوا عقولهم كيف لهذا الأمي بهذا البيان و هذه الفصاحة ! و ما كنت على دين قبل ذلك فيقولون انك قد تركته إلى ملة أخرى بل كنت تبحث عن الإيمان و تتفكر في خالق هذا الكون ، فمن الذي علمه هذا الإيمان الذي ما سبقه إليه أحد من العالمين ؟!.
و قديما اتهم بعض المشركين محمدا - صلى الله عليه وسلم - في قراءته للقرآن أنه يقول الشعر ، و ما هو مرسل من عند الله ! فكان رد القرآن عليهم واضحا : { قُل لّوْ شَآءَ اللّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } - يونس : 16 ، أي قل يا محمد لهؤلاء القوم أنني قد لبثت فيكم أربعون عاما قبل هذا القرآن فهل كذبتكم قط ؟ أم كنت مشهور عندكم بالصدق و الأمانة ! ، و هل علم عني أحد أنني أقرض الشعر ؟ أم أنني رجلا أميّا ! أفلا تعقلون و تعلمون أن هذا عناد على غير الصواب ؟!.. و في هذا نجد أسلوب القرآن في دفع الحجة بالحجة الأقوي ليعلم أولو الألباب أنه من عند الله .
أيضا قال المشركين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه يتلقى القرآن عن كتب اليهود و النصارى ، لأن تلك القصص الواردة فيه نجدها مذكورة في تلك الكتب ، يعلمه اياها أعجمي قد اختلفوا في ذكر اسمه ! فمنهم من قال أنه نصراني و اسمه جبر ، و منهم من قال إنه غلام اسمه سبيعة يجالسه عند المروة ، و منهم من قال إنه سلمان الفارسي - رضي الله عنه - رغم أن اسلام سلمان معروف أنه كان بعد الهجرة و تلك الحادثة كانت قبلها !! ، و منهم من قال إنه اعجمي و اسمه بلعام ، و غيره .. فيرد عليهم بقوله تعالى : { وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنّهُمْ يَقُولُونَ إِنّمَا يُعَلّمُهُ بَشَرٌ لّسَانُ الّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيّ وَهََذَا لِسَانٌ عَرَبِيّ مّبِينٌ } - النحل : 103 ، أي يا من كان له لب مفكر ؛ إن تلك الكتب التي تلحدون – و الإلحاد هو الميل عن القصد – إليها باللسان العبراني أو اليوناني و لم تكن قد ترجمت إلى العربية بعد ، أما القرآن فإنه ذو لغة عربية جلية و أسلوب منفرد ذو بيان و فصاحة عجز العرب أن يأتوا بمثله ! فمن يكون ذلك الذي علمه إياه ؟! و لم لا يظهر هو فيكون أولى منه بشرف النبوة و القيادة بدلا من الإكتفاء بدور المعلم الخفي ؟!!
و في هذا نفي لمفهوم علم النبي - صلى الله عليه وسلم - بالكتاب قبل البعثة ، بل و اشتهار ذلك بين العرب و إلا لقاموا عليه و قالوا : لا يا محمد ! نحن نعلم أنك تكتب الكتاب و تقرأه .. فلم لا تكون أنت مصدر هذا القرآن ؟!!
و من الأيات التي تذكر أمية النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - بصورة مباشرة قوله تعالى : { وَاخْتَارَ مُوسَىَ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لّمِيقَاتِنَا فَلَمّا أَخَذَتْهُمُ الرّجْفَةُ قَالَ رَبّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مّن قَبْلُ وَإِيّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السّفَهَآءُ مِنّآ إِنْ هِيَ إِلاّ فِتْنَتُكَ تُضِلّ بِهَا مَن تَشَآءُ وَتَهْدِي مَن تَشَآءُ أَنتَ وَلِيّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ - وَاكْتُبْ لَنَا فِي هََذِهِ الدّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الاَخِرَةِ إِنّا هُدْنَآ إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِيَ أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَآءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلّذِينَ يَتّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزّكَاةَ وَالّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ - الّذِينَ يَتّبِعُونَ الرّسُولَ النّبِيّ الاُمّيّ الّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلّ لَهُمُ الطّيّبَاتِ وَيُحَرّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأغْلاَلَ الّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتّبَعُواْ النّورَ الّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلََئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ - قُلْ يَأَيّهَا النّاسُ إِنّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الّذِي لَهُ مُلْكُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ لآ إِلََهَ إِلاّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النّبِيّ الاُمّيّ الّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتّبِعُوهُ لَعَلّكُمْ تَهْتَدُونَ } - الأعراف : 155-158 . نجد أن الأيات الكريمة وردت في سياق حديث القرآن الكريم عن قوم موسى - عليه السلام - ، و من منهم أدرك محمدا و أمن بدعوته . و كيف يعرفون محمدا ؟.. و تجيبهم الأية أنه ذلك النبي الذي يجدونه بصفاته مذكورا في كتبهم . و ما هي تلك الصفات ؟ .. و تجيبهم الأية إنه مذكور بأنه أمي لا يقرأ و لا يكتب ، و إنه يأمرهم بالمعروف و مكارم الأخلاق و ينهاهم عن المنكر من أفعالهم ، و يحل لهم من الطيبات ما حرم عليهم في شريعتهم و يحرم عليهم الخبائث التي كانوا يستحلونها من قبل ، و يضع عنهم ثقال الأعمال التي فرضت عليهم من قبل كقتل النفس عند التوبة و قطع أثر النجاسة و عدم مجالسة الحائض و تحريم شحوم الأغنام ظهور الأبقار و لحم الإبل و غيرها و التي قيدتهم من أعناقهم بأغلال الشريعة . فالذين أمنوا بدعوة محمد - صلى الله عليه وسلم - منهم وعزَّروه ووقروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه و هو القرآن الكريم أولئك هم الفائزون بسعادة الدنيا والأخرة – تفسير الجلالين لسورة الأعراف : 157 .
و يعترض بعض النصارى و يقولون إن حديث النبي الأمي يقتطع مرتين و لا ينسجم مع خطاب موسى لربه ، لا في النسق و لا في الموضوع ! أي أن موسى يطلب من ربه أن يسجل له و لقومه يهوديتهم حسنة لهم فيرد ربه أن على موسى و قومه أن ينتظروا قرابة الألف سنه حتى يأتي محمد و يؤمنوا به فيسجل لهم بهذا حسنةً !! – , في سبيل الحوار الإسلامي المسيحي – الحداد ) .
حقا لقد اثبت هؤلاء النصارى أنهم لا يفهمون كلمات القرآن ! .. بل لا يفهمون العربية بالمرة ! ، ففي الأية 156 يقول موسى - عليه السلام - لربه : { وَاكْتُبْ لَنَا فِي هََذِهِ الدّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الاَخِرَةِ إِنّا هُدْنَآ إِلَيْكَ .. } ، و , هدنا إليك ) أي تبنا إليك توبة نصوح – انظر تفسير الجلالين لسورة الأعراف : 156 ، أنظر أيضا المعجم الوجيز : هادَ هَوَدَاً أي تاب و رجع إلى الحق فهو هَائِدٌ و الجمع هودٌ ، و ليس المقصود أي الملة اليهودية كما ذهب بعض النصارى !
و يرد عليه رب العزة - عز وجل - : { قَالَ عَذَابِيَ أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَآءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلّ شَيْءٍ .. } أي أنه إن كانت قد أصابتكم فتنة اهلكت بعضكم فإن ذلك عذابي و تلك بإرادتي ، و مع ذلك فرحمتي قد وسعت كل شيء من الخلق حتى إن البهيمة لها رحمة وعطف على ولدها. قال الإمام القرطبي عن ابن عباس : طمع في هذه الآية كل شيء حتى إبليس ، فقال : أنا شيء ؛ فقال الله تعالى : { .. فَسَأَكْتُبُهَا لِلّذِينَ يَتّقُونَ .. } ، فقالت اليهود والنصارى : بل نحن متقون ؛ فقال الله تعالى : { الّذِينَ يَتّبِعُونَ الرّسُولَ النّبِيّ الاُمّيّ .. } الآية . فخرجت بذلك عن العموم – تفسير القرطبي لسورة الأعراف : 156 .
ذلك هو تفسير الأية الكريمة الذي حاول النصارى مداراته ببعض البهلوانات الجدلية فهم يصرفون نظر القاريء عن مدلول الأية الكريمة بالتفكير في السياق ، و قول موسى ، و جواب الله - عز وجل - ، و ... و ... ! و لكن كلام الله واضحا جليا لمن كان له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد .
o أمية محمد - صلى الله عليه وسلم - في كتب السيرة :
بدايةً نود أن نؤكد أنه لا توجد أحاديث ، و لو ضعيفة ، في كتب السيرة تشير إلى أن النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ أو يكتب أو أن أحد قد علمه شيء ، أللهم إلا ما سبق و أوردناه عن أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يعلمه بشر أعجمي و قد ورد ذكرهما في سيرة رسول الله لإبن اسحاق و من أخذ عنه في سياق التكذيب و التضعيف . لأن تلك الكتب قد كتبها العرب الذين عاش النبي الكريم بينهم و قد اشتهر بالأمية . أما رفض بعض المشككين لهذه الأمية قد ظهر سببا من أسباب رفضهم لرسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - بل و رفضهم الإعتراف بالقرآن الكريم ككتاب من عند الله ، و هذا قد ظهر في بداية القرن الخامس الهجري عندما بدأت كتابات النصارى تعلن عن رفضهم للإسلام .
أما محمدا - صلى الله عليه وسلم - فكما نقرأ في كتب السيرة نشأ في قريش و استرضع في بني سعد و قد اشتهروا بالفصاحة لأنهم قوم وبر , أي يعيشون على رعي الأغنام ) فلا سبيل إلى اختلاط لغتهم بلغة الأعاجم كقريش و غيرها ممن اشتهروا بالتجارة ؛ و لذا فقد اشتهر عن الرسول الكريم بأنه فصيح اللسان و هذا لا يغير في مفهوم الأميّة لأنها المتواتر عنه - صلى الله عليه وسلم - .
و بعد ذلك تربى في كنف أمه حتى السادسة ، ثم جده حتى الثامنة ، ثم عمه أبو طالب حتى بلغ أشده . و بالرغم من أنه قد تربى وسط أبناء عمه جعفر و علي و قد اشتهر عنهم القراءة و الكتابة لكن لم يرد في كتب السيرة ما يشير بذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - .
و بعد ذلك عمل محمد - صلى الله عليه وسلم - بالتجارة ، و تسجل كتب السيرة رحلة وحيدة له مع مولاه زيد بن حارثة عندما ذهبوا إلى بصرى و لم يذهبوا أبعد من ذلك ، و بعدها يعود محمد - صلى الله عليه وسلم - و يتزوج من أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها ، و هنا ينوه أحد الكتاب النصارى أن هذا الزواج كان زواجا نصرانيا على يد القس ورقة بن نوفل ابن عم خديجة ، و لذلك لم يتزوج محمد غيرها طيلة حياتها !!!
و نقول : لا يوجد في كتب السيرة ما يؤيد ذلك بل لا يوجد ذكر لورقة بن نوفل في حياة خديجة إلا عندما سألته عن حالة النبي - صلى الله عليه وسلم - عند عودته من غار حراء و قد ثقل عليه أمر الوحي ، أما عن زواجهما فما كان معروف عن خديجة أنها كانت على ملة النصارى و لا محمدا - صلى الله عليه وسلم - بالطبع ، فكيف يُعقد لهما عقدا نصرانيا ؟!!! .. أما عن عدم زواجه سواها طيلة حياتها رضي الله عنها ، فلهذا مقال أخر إن شاء الله حتى لا نخرج عن موضوعنا الأساسي .
و في غار حراء نزل الروح الأمين بأول كلمات القرآن على النبي المتحنث بين جنبات الغار فتحكي كتب السيرة أن جبريل - عليه السلام - ضمه إلى صدره حتى بلغ منه الجهد و قال له : إقرأ ! ، فرد الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - : ما أنا بقاريء !! و هذا طبقا للروايات الصحيحة – انظر السيرة النبوية لإبن هشام 1/225 و مسند أحمد 232/6 حديث عائشة رضي الله عنها و البخاري/3 و مسلم/160، فأعاد جبريل ذلك مرة أخرى و رد - صلى الله عليه وسلم - بنفس ذلك الرد ، و في المرة الثالثة قال له النبي الكريم : ماذا أقرأ ؟ فكانت الأيات الأولى من سورة العلق هي أول ما نزل من القرآن الكريم .
و يحتج بعض النصارى بأمر الروح الأمين للنبي - صلى الله عليه وسلم - متسائلين : هل كان جبريل يجهل أنه مرسل لنبي أمي حتى يخاطبه بصيغة أمر القراءة ؟.. و يرد الإمام القرطبي و يقول : معنى الأمر الكريم { إقرأ باسم ربك.. } الأية أي اذكر اسمه. أمره أن يبتدئ القراءة باسم اللّه . و قيل فيها حث لأمته على العلم ، و قد أكد الرسول - صلى الله عليه وسلم - على هذا في الكثير من أحاديثه أي أن المعني رمزيا و ليس ملموسا كما ذهب أغلب النصارى !
و في صلح الحديبية و عندما رفض وفد قريش التوقيع على الصحيفة و فيها , محمد رسول الله ) و أرادوا استبدالها بـ , محمد بن عبد الله ) ، فأمر النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - عليّا بن أبي طالب ، و قد كان كاتبُه في هذا الصلح ، أن يمحو ما أرادوا . و قد ثقل عليه - رضي الله عنه - أن يمحو بيده كلمة , رسول الله ) ، فتناول النبي - صلى الله عليه وسلم - الصحيفة و سأل عن مكان الكلمة ثم محاها بيده . السيرة النبوية لإبن هشام 3/198 ، و هذا دليل واضح على عدم معرفته بالقراءة .. و غير هذا الكثير من المواقف و الأحاديث التي لا تخرج عن هذا الموضوع ، و الجدير بالذكر أنه على الرغم من حث النبي الكريم أصحابه على طلب العلم ، و بيانه لفضل العلم و منزلة العلماء و لكن لم ينتقده أبدا أحد من أصحابه بسبب أميته أو يحاول أحدهم تعليمه مبادي القراءة و الكتابة أو شيء من هذا القبيل ! و ذلك يرجع أولا إلى علو مكانة الرسول - صلى الله عليه وسلم - بين أصحابه فلا ذكر هنا لأميّته و إن كانت أمرا واقعا . و ثانيا إن أمية النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - لم تكن لتمنع أصحابع أن يتلقوا مباديء الإسلام على يديه - صلى الله عليه وسلم - .
o هل الثقافة و النبوة لا تجتمعان ؟
و لا يفهم النصارى مفهوم الثقافة بالنسبة للأنبياء فيصرون على أن كل الأنبياء الذين ورد ذكرهم في كتبهم كانوا على درجة عالية من الثقافة و سيدهم موسى الكليم – و لا زال الكلام عن لسانهم - الذي يقولون أنه قد تثقف في قصر فرعون بكل علوم المصريين و حكمتهم أما بالنسبة لمحمد - صلى الله عليه وسلم - فيتعجبون من موقف المسلمين في الإصرار على أمّيته !!
و نقول لهم : إن أولئك الأنبياء صلوات ربي عليهم و تسليمه قد بعثوا في قومهم مثلهم كمثل العالم الفقية في الأمّة الإسلامية ، و لم يكن من المستغرب أن يسمع بهم الخاصة و العامة في وقت من الأوقات . و لم يكن قيامهم إنكارا لقيام الأنبياء من قبلهم ، بل هو تفسير لبعض الأسفار و حض على اتباع السنن التي رسمها لهم من قبل إبراهيم و إسحاق و يعقوب و داوود و موسى عليهم جميعا أفضل الصلاة و السلام ، فلا مجال هنا للتفكير في ثقافة ذلك النبي و نترك التفكير في دعوته . أما في حالة محمد - صلى الله عليه وسلم - فإنه خاتم هؤلاء الأنبياء و صاحب الشريعة الخاتمة الذي بعث للناس كافة .. الأميون منهم و الكتابيون ، فهنا تظهر أميته كحجة دامغة على مصدر رسالته السماوية ، فلا يخالج نفسية المؤمن شك و لو بسيط أنه قد جاء بشيء من عنده ، و سبحان من وسعت حكمته كل شيء .
فمفهوم ثقافة الأنبياء العالية ، و إن كان القرآن لم يشر إليه من قريب أو من بعيد ، لا نعترض عليه ، و لكن مفهوم أمية محمد - صلى الله عليه وسلم - لا يقلل من نبوته و إن كانت الأمية في حد ذاتها نقص يتنزه عنه العوام ، كذلك لا يقلل من تفضيل الله تعالى له عن العالمين ؛ فتفضيله و اجتبائه إياه - صلى الله عليه وسلم - كان بأنه يحمل ختام الشرائع و نهاية رسالات السماء إلى بني أدم ، و أن ذلك النبي الأمي هو الذي رسم النهج الذي سار عليه من بعده الملايين و الملايين من عباد الله على اختلاف طبقاتهم و ألسنتهم و ألوانهم ، و هذا مالم يحدث مع أحد من العالمين سواه .
أحمد الله العلي القدير على نعمة الإسلام ، و أسأله الهداية لنا و لعباده المتقين ، و الثبات على دينه و ملّة نبيه الكريم العربي الأمي المبعوث رحمة للعالمين صلوات ربي عليه و تسليمه .
و أخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شبهة: محمد صلى الله عليه وسلم شاعر !
بسم الله الرحمن الرحيم
" وما علّمناهُ الشعرَ وما ينبغي لهُ " ( سورة يس 69)
وقال رسولُ الله ( ص ) عن ثوبان ( رض ) كما ورد في كتاب إبن السني:
" من رأيتموه ينشد شعرا في المسجدِ فقولوا له فضَّ اللهُ فاكَ , ثلاثَ مرّات "
( وهو حديث ضعيف )
وجاء في الصحيحين ( البخاري ومسلم – رض ) عن البُراء بن عازب ( رض ) إنه قال له رجل : أفررتم يوم حنين عن رسول الله فقال البراء : لكن رسول الله لم يفر ولقد رأيته وهو على بغلته البيضاء وإن أبا سفيان بن الحارث ( أبن عم الرسول ) آخذٌ بلجامها والنبي ( ص ) يقول :
أنا النبيُّ لا كذبْ
أنا بنُ عبدالمطلبْ
وجاء في الصحيحين ( البخاري ومسلم - رض ) عن البراء :
إنه رأى النّبي ينقلُ الترابَ يومَ الأحزابِ وقد وارى الترابُ بياضَ بطنهِ وهو يقول :
الله لولا أنت ما اهتدينا ( مستفعلن مستفعلن فعولن )
ولا تصدَّقنا ولا صلَّينا ( متفعلن مستفعلن مفعولن )
فأنزلنْ سكينةً علينا (متفعلن متفعلن فعولن )
وثبِّت الأقدامَ إن لا قينا ( متفعلن مستفعلن مفعولن )
إنَّ الأُلى قد بغوا علينا ( مستفعلن فاعلن فعولن )
إذا أرادوا فتنةً أبينا ( متفعلن مستفعلن فعولن )
( ملاحظة : ولا يمكن أن يعتبر ما ذكر أعلاه شعرا لأن النبي ( ص ) ليس بشاعر)
وعن أنسٍ ( رض ) في صحيحِ البخاري :
عندما كان المهاجرون والأنصارُ يحفرون الخندقَ وينقلون الترابَ على متونهم ويقولون :
" نحنُ الذين بايعوا محمّدا على الإسلامِ ما بقينا أبدا "
وفي رواية أخرى على الجهادِ
وهي الرواية الأصح حسب رأيي حيث يكون وزن بحرالرجز :
مستفعلن متفعلن متفعلن ... متفعلن متفعلن مفتعلن
والنّبيُّ ( ص ) يجيبُهم :
اللهمَّ إنَّه لا خيرَ إلاّ خيرُ الآخره ( مستفعلن مفاعيلن مفاعيلن مستفعلن )
فباركْ في الأنصارِ والمهاجره (مفاعيلن مستفعلن متفعلن)
( وهذا ليس بشعرٍ )
وفي الرجز قال الخليل: الرجزُ المشطور والمنهوك ليسا من الشعرِ وقيل له ما هما ؟
قال : أنصافٌ مسجّعة , فلما رُدَّ عليه , قال لأحتجَّنَّ عليهم بحجّة فإن لم يقرّوا بها عسفوا , فاحتجَّ عليهم بأن رسولَ الله صلى اللهُ عليه وسلّمَ كان لا يجري على لسانه الشعرُ :
وقد قيلَ لرسولِِ الله ( ص ) بيتُ شعرٍ لطُرفةَ بن العبد :
ستُبدي لكَ الأيامُ ما كنتَ جاهلا ... ويأتيكَ بالأخبارِ من لم تزوِّدِ
( وهو من بحر الطويل : فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن)
فكان يقول :
ستبدي لك الأيامُ ما كنتَ جاهلا ... ويأتيكَ من لم تزوِّدْ بالأخبارِ
وقد علمنا أن النصفَ الذي جرى على لسانهِ لا يكون شعراً إلا بتمام النصفِ الثاني على لفظهِ وزناً وعروضا.
و قال الخليل : لو كان نصفُ البيتِ شعراً لما جرى على لسان النبيِّ ( ص ) وجاء بالنصف الثاني على غير تأليفِ الشعر لأن نصفَ البيت لا يقالُ له شعرٌ ولا بيتٌ ولو جاز أن يقالَ لنصفِ البيت شعرا لجازَ أن يكون جزءٌ منه شعرا أيضا, والرجزُ المشطورُ مثلُ ذلك النصف
وفي رواية جندُب إنّهُ ( ص ) دُميت إصبعُه عند حفرِِ الخندقِِ
وقال النبيُّ ( ص) :
هل أنتِ إلاّ إصبعٌ دُميتِ
وفي سبيلِ اللهِ ما لقيتِ
وهذا على المشطورِ ( مستفعلن مستفعلن فعولن )
وفي رواية البُراء إنّه رأى النبيَّ ( ص ) على بغلةٍ بيضاءَ وهو يقول :
أنا النبيُّ لا كذبْ
أناابنُ عبدِالمطَّلبْ
وهذا من المنهوك ( مستفعلن مستفعلن ) ولو كان شعرا ما جرى على لسانه فإن الله عزَّ وجلَّ يقول :
" وما علّمناه الشعرَ وما ينبغي له " أي وما يتسهَّلُ لهُ فيقوله ويتدرب فيه حتى ينشئ منه كتبا.
هكذا حاجج الخليلُ فيما كان يجري على لسانِ النبي ( ص )
وهو بهذه الحججِ لم يقر بكونِ النظمِ على بحر الرجز المشطور والمنهوك شعرا , رغم ادعاء البعض ومنهم الأخفش بأن الخليل أجازه وهم لا يجيزونه .
قال الحربي : ولم يبلغني أنه جرى على لسان النبي ( ص ) من ضروب الرجز إلا ضربان المنهوك والمشطور , ولم يعدهما الخليلُ شعرا , ولم يبلغني إنَّ النبيَّ محمدٌ ( ص) أنشدَ بيتا تاما على وزنه وقافيته إنما كان ينشدُ الصدرَ أو العجزَ فإن أنشده تاما لم يقمْهُ على وزنه, وإنه أنشدَ مرة صدرَ بيت للبيد :
ألا كلُّ شئٍ ما خلا اللهَ باطلُ
وسكت عن عجُزه
( وكلُّ نعيمٍ لا محالةَ زائل )
( وهو من بحر الطويل : فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن )
وقيل إنه أنشد مرة :
أتجعلُ نهبي ونهبَ العُبيـ ... دِ بين الأقرعِ وعُيَينَةَ
( وهو من بحر المتقارب : فعولن فعولن فعولن فعْ )
فقال له الناس : بين عُيَينةَ والأقرع ِ , فأعادها النبي ( ص ) بين الأقرعِ وعُيَيْنةَ , فقام أبو بكر ( رض ) فقال : أشهدُ إنَّك رسولٌ للهِ ثم قرأ :
( وما علّمناهُ الشعرَ وما ينبغي لهُ)
وهكذا فالرجز ليس بشعر عند أكثرهم .
وفي حديث الوليد بن المغيرة حين قالت قريش للنبي محمد ( ص ) إنه شاعر فقال : لقد عرفت الشعر ورجزه وهزجه وقريضه فما هو به .
وقال أبو إسحاق :إنما سمي الرجز رجزا لأنه تتوالى فيه في أوله حركة وسكون ثم حركة وسكون إلى أن تنتهي أجزاؤه يشبه بالرجز في رجل الناقة ولرعدتها وهو أن تتحرك وتسكن ثم تتحرك وتسكن.
وقيل سمي بذلك لاضطراب أجزائه وتقاربها
وقيل لأنه صدور بلا أعجاز
وقال ابن جني : كل شعرٍ تركَّب تركيبَ الرجز سمِّي رجزا.
وقال الأخفشُ مرة : الرجزُ عند العربِ كل ما كان على ثلاثة أجزاءٍ وهو الذي يترنمون به في عملهم وسوقهم ويحدون به . كما ويرتجزون عند المنازلةِ في سوح القتال.
وقال ابن سيده : روى بعض من أثق به نحو هذا عن الخليل وقد اختلف فيه فزعم قوم إنه ليس بشعر , ,إن مجازه مجاز السجع , وفي التهذيب زعم الخليل أنه ليس بشعر وإنما هو أنصاف أبيات وأثلاث ودليله ما روى عن النبي ( ص ).
كما قال ابن سيده : إن الأخفشَ لم يحفل بما جاء من الرجز على جزأين نحو قوله:
" يا ليتني فيها جذع "
" أخبُّ فيها وأضعْ "
(مستفعلن مستفعلن)
قال : وهو لعمري بالإضافة إلى ما جاء منه على ثلاثة أجزاء , جزءٌ لا قدر له لقلته فلذلك لم يذكره الأخفش في هذا الموضع , فإن قلت إن الأخفش لا يرى ما كان على جزأين شعرا , قيل وكذلك ما هو على ثلاثة أجزاء أيضا شعرا , وزعم آخرون بأن مجازه مجاز السجع. ويسمى قائله راجزا مثلما يسمّى قائلُ الشعر شاعرا .
والأرجوزة : هي القصيدة من الرجز , وهو كهيئة السجع إلا إنَّه في وزن الشعر ( بتفعيلاته ) وجمعُها أراجيز وهناك ما يسمى سجعات :
ومن سجعات الحريري :
فما كلُّ قاضٍ قاضي تبريز
ولا كلُّ وقت تسمعُ فيه الأراجيز
ورجَز يرجُز رجَزا ويسمى قائله راجزا كما يسمى قائل الشعر شاعرا وارتجز ارتجازا ورجَز به ورجّزه ترجيزا أي أنشده أرجوزة وهو راجزٌ, ورجّاز ورجّازة ومرتجز .
وقد عرف عن العرب قولهم الرجز وأشهر ما كان يقال ويتم تناقله ما كان فرسان العرب ترتجز به في قتال أو غيره .
استنتاجات :
1- إن النبي محمد ( ص ) لم يقل شعرا أبدا بدليل كلام الله عز وجل.
2- إن النبي محمد ( ص ) كان يرتجز والإرتجاز ليس شعرا بدليل ما تقدم.
3-إن النبي محمد ( ص ) نهى عن قول الشعر في المساجد. وهذا يثبت بأنه لم يكن يقول شعرا. ( حتى وإن كان الحديث ضعيفا )
4- إن بحر الطويل لا يجوز النظم فيه على المشطور
( فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن ) لأنه ليس بشعر.
وهذا ينطبق على بقية بحور الشعر العربي. وهو ما لم يتضمنه علم العروض حيث لم يرد المشطور والمنهوك في أي بحر عدا ما قيل في بحر الرجز. ( وهو مشكوك فيه) , وكذلك ورد المنهوك في بحر المنسرح
5- إن المشطور والمنهوك في بحر الرجز وبحر المنسرح ليسا بشعر وهذا يشمل :
مستفعلن مستفعلن مستفعلن
مستفعلن مستفعلن مفعولن
مستفعلن مستفعلن فعولن
مستفعلن مستفعلن
مستفعلن فعولن
مستفعلن مفعولن
مستفعلن مفعولات
أو أي تركيبة من جزأين أو ثلاثة تشكل أصر شطرا لبيت أو جزءا منه.
لأنهما ليسا بشعر وإنما هما رجز كان يرتجز بهما العرب وكان النبي محمد ( ص ) يرتجز كما تبين والإرتجاز ليس بشعر بدليل ما تقدم من أدلة من الخليل والأخفش.
6- من هذه الإستنتاجات لابد لنا من إعادة النظر في بحور الشعر وجوازاته واستبعاد ما دس على علم العروض من قبل من كانت نياتهم سيئة بهدف إثبات إن النبي محمد ( ص ) كان يقول الشعر . برغم إن بعضنا وبدون قصد ربما قد تبنى بعض هذه المقولات .
7- لبيان المقصود من بعض التسميات :
- التام : هو الشعر الذي ينظم على بحر بكامل تفعيلاته
- المجزوء : هو ما ينظم على بحر بعد حذف تفعيلة العروض وتفعيلة الضرب
- المشطور : هو ما ينظم على ثلاثة تفعيلات سباعية ( ويمكن أن نضيف أيضا أربعة تفعيلات خماسية )
- المنهوك هو ما ينظم على تفعيلتين
والمشطور والمنهوك هما ما يجب أن نسقطه من الشعر العربي , وأي ما كان يمكن أن يكون شطر بيت في أي بحر من بحور العروض.
المصادر :
العين – للخليل بن أحمد الفراهيدي
لسان العرب – لأبن منظور
تاج العروس – للمرتضى الزبيدي
الإذكار المنتخب من كلام سيد الأبرار – الإمام أبو زكريا يحيى النووي
عن الأستاذ عادل العانى - مؤلف لكتب العروض وعضو منتدى رابطة واحة الشعراء

غير معرف يقول...

(((((الحبيب الحبيب الحبيب())))))السلام عليكم
-هو محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصى بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن الفهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان من ابناء اسماعيل بن ابراهيم الخليل عليه و عليهما الصلاة و السلام

-ارسله الله تعالى بخاتم الرسالات التى ختم الله تعالى بها رسالات السماء و الناموس الى اهل الارض
و هو مؤسس الجامعة الاسلامية و مصطفى الامة المحمدية و اعظم البشر اثرا فى التاريخ
-يقول الكاتب الامريكى مايكل هارت محمدا"صلى الله عليه وسلم"هو الانسان الوحيد فى التاريخ الذى نجح نجاحا مطلقا على المستويين الدينى و الدنيوى ....كان البدو من سكان شبه الجزيرة العربية معروفين بتشتتهم و شراستهم فى القتال و لم تكن لهم قوة او سطوة عرب الشمال الذين استقروا فى ارض زراعية و لكن محمدا "صلى الله عليه و سلم"استطاع لاول مرة فى التاريخ ان يوحد بينهم و ان يملائهم بالايمان و ان يهديهم جميعا الى الاله الواحد و لذلك استطاعت الجيوش الاسلامية قليلة العدد و العدة ان تقوم باعظم غزوات عرفتها البشرية فاحتلت اراضى الامبراطورية الفارسية و اكتسحت بيزنطة و الامبراطورية الرومانية الشرقية و كان العرب اقل عددا بكثير من كل هذه الدول التى غزوها و انتصروا عليها و فى سنة711م اكتسحت القوات الاسلامية شمال افريقية حتى المحيط الاطلسى ثم عبرت الى اسبانيا عبر مضيق جبل طارق و ساد اوروبا كلها فى ذلك الوقت شعور بان القوات الاسلامية تستطيع ان تستولى على العالم المسيحى كله و لكن فى عام732م و فى موقعة تورا بفرنسا انهزمت الجيوش الاسلامية التى تقدمت الى قلب فرنسا و رغم ذلك فقد استطاع هؤلاء العرب المؤمنون بالله و كتابه و رسوله ان يقيموا امبراطورية واسعة ممتدة من حدود الهند حتى المحيط الاطلسى و هى اعظم امبراطوريه اقيمت فى التاريخ الى يومنا هذا)
و يستطرد مايكل هارت و ربما بدا شيئا غريبا حقا ان يكون محمدا"صلى الله عليه و سلم"هو راس هذه القائمة لاعظم مائة انسان فى التاريخ هكذا رغم ان عدد المسيحيين ضعف المسلمين و ربما بدا غريبا ان يكون محمد هو رقم واحد فى هذه القائمة بينما عيسى عليه السلام هو رقم 3 و موسى عليه السلام هو رقم16 و لكن لذلك اسباب من بينها ان دور محمد"صلى الله عليه و سلم"كان اعظم و اخطر فى نشر الاسلام و تدعيمه و ارساء قواعد شريعته اكثر مما كان لعيسى فى الديانة المسيحية فعلى الرغم من ان عيسى هو المسئول عن مبادئ الاخلاق فى المسيحية الا ان القديس بولس هو الذى ارسى اصول الشريعة المسيحية و هو ايضا المسئول عن كتابة الكثير مما جاء فى كتب العهد الجديد اما محمدا"صلى الله عليه و سلم"فهو المسئول الاول و الاوحد عن ارساء قواعد الاسلام و اصول الشريعة و السلوك الاجتماعى و الاخلاقى و اصول المعاملات بين الناس فى حياتهم الدينية و الدنيوية كما ان القران قد نزل عليه وحده و فى القران الكريم وجد المسلمون كل ما يحتاجونه فى دنياهم و اخرتهم
و القران نزل على محمد "صلى الله عليه و سلم" كاملا و سجلت اياته بمنتهى الدقة و حفظت عن ظهر قلب فلم يتغير منه حرف واحد و ليس فى المسيحية شئ مثل ذلك فلا يوجد كتاب واحد محكم دقيق لتعاليم المسيحية يشبه القران الكريم
لذلك كان اثر محمد على الاسلام اكثر و اعمق من الاثر الذى تركه عيسى"عليه السلام"على الديانة المسيحية "حتى ان بولس هو من اسماها مسيحية"
و كان محمد"صلى الله عليه و سلم"الى جوار ذلك كله زوجا و ابا يعمل فى التجارة و يرعى الغنم و كان يحارب و يصاب فى الحروب و يمرض و يموت....و من هنا فهو اعظم سياسى عرفه التاريخ
و اذا استعرضنا التاريخ فاننا نرى احداثا كثيرة كان من الممكن ان تحدث دون اشخاص بعينهم مثلا كان من الممكن ان تحصل مستعمرات امريكا الجنوبية على استقلالها من اسبانيا دون ان يتزعم حركتها الاستقلالية رجل مثل سيمون بوليفر...و لكن من المستحيل ان يقال ذلك عن الانبثاق العربى دون وجود شحصية محمد"صلى الله عليه و سلم"فان العالم لم يعرف رجلا بمثل هذه العظمة و ما كان من الممكن ان تتحقق كل هذه الانتصارات العربية الباهرة بغير زعامته و هدايته و ايمان الجميع به)
و يكمل مايكل هارت:(فهذا الامتزاج بين الدنيا و الدين هو الذى جعلنى اؤمن بان محمدا"صلى الله عليه و سلم"هو اعظم الشخصيات فى تاريخ الانسانية كلها)

-ولد صلى الله عليه و سلم بمكة فى شهر ربيع الاول عام حادثة الفيل"ابريل سنة571"فى مهد اليتم اذ فقد اباه و هو جنين و لم يكد يحبو للسادسة من عمره ختى اختار الله لامه ما عنده,فحضنه جده عبدالمطلب سنتين ثم اوصى به قبل وفاته الى ابى طالب شقيق ابيه فكفله على رقة حاله و كثرة عياله و تولى الله تاديبه و تهذيبه,فكمله بالعقل الرجيح , و النفس الرضية,والحياة الوقور,و الحلم الرفيق,والصبر المطمئن,والصفح الجميل,واللسان الصادق,والذمة الوثيقة,والجاش القوى,والفؤاد المحب,وطهره من ارجاس الوثنية.فلم يشرب الخمر,ولم ياكل مما ذبح على النصب,ولم يشهد للاوثان عيدا و لا حفلا,و سمت نفسه الكبيرة الى ابتغاء الرزق يحيلته و كده فتصرف فى التجارة على عادة قومه و شاعت له فى الناس فضائل الصدق و الحذق و الامانة فطلبت اليه السيدة خديجة بنت خويلد احدى عقائل قريش و غنياتهم ان يتجر فى مالها فسافر الى الشام مع خادمها ميسرة فنجحت سفرته و ربحت صفقته فهز من عطف السيدة ما راته من وفرة الربح فخطبته الى نفسها و هى فى سن الاربعين و هو فى حدود الخامسة و العشرين فرضى زواجها و خطبها عمه الى عمها فكان لها جليل الاثر فى الاسلام سهم ربيح
و مضى صلى الله عليه و سلم يضرب فى الافاق الى الاسواق يكسب لاهله و ينمى ثروة زوجه و نفسه عازفة عن متاع الحياة صادفة عن لذاذة العيش فلم يطمع فى ثراء و لم يرنو الى منصب بل كان يخلى ذرعه عن صوارف الدنيا الليالى الطوال و يعتكف فى غار حراء يقنت و يتعبد و يتامل شهرا من كل عام و يتجه بروحه الصافى اللطيف الى الملا الاعلى حتى اوحى الله اليه فى هذا الغار بالرسالة و عمره يومئذ اربعون سنة قمرية و ستة اشهر فانقلب الى زوجه مضطربا فطمئنته

يتبع:
صفي الدين
01-02-2008, 10:36 PM
السلام عليكم
قام صلى الله عليه و سلم باعباء الرسالة و التبليغ ثلاث حجج فى الخفاء ثم امره الله تعالى ان يصدع بالدعوة فكاشفه مشركو قريش بالعداء و قصدوه بالايذاء و هو يتلقى كل ذلك بصبر و عدة الايمان و من ورائه عمه ابوطالب يزود عنه و يحميه و زوجه السيدة خديجة تواسيه و تقويه حتى سلخ على هذا الحال الشديدة عشر سنين و فى السنة العاشرة من رسالته فجعه الموت فى ذلك العم النبيل و فى تلك الزوجة الفاضلة فى يومين متقاربين فاشتد حزنه عليهما و استعر اذى قريش له و للمسلمين فانتوى الهجرة بهم الى المدينة التى كان قد اسلم فيها كثير من الاوس و الخزرج فاحس المشركون منه هذا العزم فائتمروا به ليقتلوه و لكنه خرج ليلة اجتماعهم على قتله هو و رفيقه ابوبكر الى المدينة ترعاهما عين لا تغفو و قوة لا يقام لها بسبيل فبلغاها و عمره ثلاثة و خمسون عاما فكانت هذه الهجرة المباركة مبدأ علو كلمته و انتشار دعوته و تمام نصرته
و بسنة دخوله المدينة صلى الله عليه و سلم يبتدئ التاريخ الهجرى-بالميلادى24-9-622 و هو يوم الجمعة الثانى عشر من ربيع الاول سنة 53 من مولده صلى الله عليه و سلم-
و لم يدعه مشركو قريش امنا فى دار هجرته بل كانوا يقصدونه لقتاله فيها فنزلت ايات"الاذن بالقتال"مبينة سببه و وجه الحاجة اليه

-و كانت الواقعة الاولى بينه و بين قريش قومه فى "بدر"بجوار المدينة فى السنة الثانية من الهجرة و تلتها غزوة بنى قينقاع و هم قبيلة من اليهود كان الرسول صلى الله عليه و سلم قد عاهدهم و امنهم على انفسهم و اموالهم و حرية دينهم فنقضوا عهده
-و فى السنة الثالثة:كانت غزوة احد فى الجبل المشرف على المدينة بهذا الاسم و غلبت فيها قريش على المسلمين
-و فى السنة الرابعة:غزوتا "ذات الرقاع"و"بدر الثانية"
-و فى السنة الخامسة:"غزوتا"الخندق"و"بنى قريظة"
-و فى السنة السادسة: غزوتا"ذى قرد"و"بنى المصطلق",و فيها بعث النبى صلى الله عليه و سلم الرسل الى كسرى و قيصر و النجاشى و غيرهم من عظماء الملوك كالمقوقس بمصر و الحارث الغسانى بالشام يدعوهم الى الاسلام
-و فى السنة السابعة:كانت غزوة خيبر
-و فى السنة الثامنة:فتح مكة و غزوتا"مؤته"و"حنين"
-وفى السنة التاسعة:غزوة تبوك
-و فى السنة العاشرة:اقبلت وفود العرب قاطبة على النبى صلى الله عليه و سلم و هو بالمدينة و بعث على بن ابى طالب الى اليمن فاسلمت همدان كلها و تتابع اهل اليمن و ملوك حمير على الاسلام
و فيها حج حجة الوداع و كانت خطبته فيها على ناقته من اطول خطبه و اكثرهن استيعابا لامور الدين و الدنيا

وصفه بعض من رآه قال:كان رسول الله صلى الله عليه و سلم فخما يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر...و خافض الطرف نظره الى الارض اطول من نظره الى السماء جل نظره الملاحظة متواصل الاحزان دائم الفكرة طويل السكوت يتكلم بجوامع الكلم ,دمثا.اذا غضب اعرض و اشاح , واذا فرح غض طرفه,اجتمع له ما لم يجتمع لغيره من قوة الطبع و صفاء الحس و محض السليقة و ثقوب الذهن و تمكن اللسان و مؤازرة الوحى
و كان صلى الله عليه و سلم افصح العرب لسانا اذ تقلب فى اخلص القبائل منطقا و شأنا و اعذبها بيانا فهو ولد فى بنى هاشم و استرضع فى بنى سعد و نشأفى قريش
و هو اول من قال"الان حمى الوطيس","و مات حتف انفه",و"لا ينتطح فيها عنزان"
و قوله فى يوم بدر"هذا يوم له ما بعده"
خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم فى السنة العاشرة للهجرة مع اهله و نسائه من المدينة الى مكة ليحج بيت الله مع جموع المسلمين فاجتمع وراءه مائة و عشرون الفا من المهاجرين و الانصار و غيرهم من وفود القبائل العربية و ولى على المدينة فى غيبته صحابيا جليلا هو ابودجانة الانصارى
و ضربت للرسول قبنة ب"نمرة"-و هى موضع بعرفات- فنزل بها حتى زالت الشمس فامر بناقته القصواء فركبها و سار حتى اتى بطن الوادى من ارض عرفة و هناك نزل عليه بعد صلاة العصر
{الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}
فلما سمع ابوبكر هذه الاية بكى بكاء شديدا فقال له النبى صلى الله عليه و سلم:ما الذى يبكيك يا ابا بكر؟
قال:ابكانى انا كنا فى زيادة من ديننا...فاما اذا كمل,فانه لم يكمل شئ الا نقص
فقال النبى صلى الله عليه و سلم:صدقت...و بكى كثيرا من المسلمين
و كانت هذه الاية ايذانا بانتهاء رسالته فى هذه الدنيا

يتبع:
صفي الدين
01-03-2008, 02:03 AM
السلام عليكم
ثم قام عليه الصلاة و السلام فركب ناقته حتى بلغ وسط عرفات فو قف هناك و القى خطبة الوداع و قد احس باقتراب اجله فاوصى المسلمين و قال :الا هل بلغت,فرد الناس :نشهد بانك بلغت فقال:اللهم فاشهد
اتم النبى صلى الله عليه و سلم حجته الاخيرة و عاد الركب الى المدينة فلما اقبل عليها كبر ثلاثا و رفع يديه الى السماء و قال:لا اله الا الله وحده لا شريك له,الحمد لله و هو على كل شئ قدير,ايبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون صدق الله وعده و نصر عبده و اعز جنده و هزم الاحزاب وحده
و اقبلت وفود العرب زمرا زمرا الى المدينة ممن لم يكونوا قد اسلموا لمبايعة الرسول و الدخول فى الاسلام و الانضواء تحت لوائه و عنت الوجوه للحى القيوم و تتابع الناس من كل مكان افواجا افواجا يدينون بالاسلام و هنا نزل قوله تعالى:
{إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً}
فلما قراها عليه جبريل قال محمد صلى الله عليه و سلم:نعيت لى نفسى
فقال جبريل:
{وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى}
و قد سميت هذه السورة سورة الوداع و لم ينزل بعدها سورة و لا اية اخرى من القران و كان الرسول بعد نزولها دائم الاستغفار و التسبيح الى ان مرض فى اواخر صفر من السنة الحادية عشرة للهجرة و دبت الحمى فى جسده الشريف و ايقن انه عما قريب سوف يلاقى ربه
و خرج لصلاة الفجر فصلى بالمسلمين و لم يمكث معهم بعد الصلاة بل اسرع الى مضجعه فى بيت عائشة فنام و استراح حتى صلاة الظهر فذهب الى المسجد فصلى و خطب فى الناس يؤكد عليهم تاميره لاسامة بن زيد ثم نزل من المنبر و قد اخذ من التعب ماخذه فاشار الى على بن ابى طالب ليعينه على ضعف جسمه فاسرع اليه هو و عمه العباس بن عبدالمطلب فتوكأ عليهما حتى دخل بيت عائشة منهكا و ابوبكر وراءه و لما اطمأن فى فراشه رفع نظره الى السماء و سكت برهة و قال فى خشوع:سبحان الله و الحمد لله و لا اله الا الله وحده لا شريك له استغفرك اللهم و اتوب اليك ربنا عليك توكلنا و اليك انبنا و اليك المصير
و جلست عائشة و ابوبكر و الباس و على حوله صامتين و قد خيم عليهم الحزن و الجزع و نظروا الى الرسول فى فراشه فرأوه قد اخذته سنة مما يشبه النوم ثم تنبه و اشار الى على و العباس بالخروج فقاما بعد القاء السلام مودعين
و فى المساء خرج متوكئا على مولاه ابى مويهة فلقيه على بن ابى طالب فعاونه حتى دخل بيت زوجته ميمونة بنت الحارث فما كاد يجلس حتى ثقل مرضه فدعا زوجاته ان يحضرن اليه فلما رأينه على غير ما يعهدن فيه من صحة البدن و جمال العافية استبد بهن الاسى و عرضت كل واحدة منهن ان يمرض ببيتها فاستأذن ان يمرض فى بيت عائشة لقربه من المسجد
و خرج متوكئا على بعض اهله حتى اذا بلغ بيت عائشة نام على فراشه و دخل فيما يشبه النعاس ثم تنبه و على شفتيه ابتسامة مشرقة أحيت الامل فيمن حوله ثم عاد الى ما يشبه السنة و ظل هذا شانه بين النوم و اليقظة و حرارة الحمى فى ازدياد حتى صارت القطيفة التى غطوا بها جسده تصيب بالحرارة كل من يضع يده عليها

يتبع
صفي الدين
01-04-2008, 11:27 PM
السلام عليكم
و فى الفجر خفت الام الحمى و تنبه صلى الله عليه و سلم و عرف موعد الصلاة فقام على الرغم من مرضه و شدة المه لاداء فريضة الفجر فى مسجده مع الناس فصلى فى بطئ و عناء و عاد الى فراشه فنام نوما هادئا لم يزعجه فيه الالم و لم يؤرقه الداء ثم استيقظ وقت الضحى فشعر بشئ من الراحة و انتعاش النفس و انكسار الحمى
و تفاءلت عائشة رضى الله عنها بتحسن صحته فى ذلك اليوم و زاره عمه العباس و على بن ايى طالب و بعض آله فاطمئنوا لحاله و خرجا من عنده فهرع الناس الى على يسالونه عن حال النبى فطمأنهم فقال له العباس :لقد عرفت الموت فى وجهه كما كنت اعرفه فى وجوه بنى عبد المطلب
لم ينقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة مع اصحابه فى المسجد الا قبيل وفاته بثلاثة ايام فاشتد به المرض و تمكنت منه الحمى و تضاعف الخطر و عجزت وسائل العلاج المعروفة فى ذلك الحين عن شفائه و تعذر عليه ان يخرج للصلاة بالناس فاناب عنه صاحبه ابا بكر فصلى بهم سبع عشرة صلاة
و دخلت بنته فاطمة الزهراء رضى الله عنها ذات صباح فعز عليها ان تراه على هذه الحال من المرض الشديد فبكت و نادت"وابتاه"
فتنبه من اغمائه و نظر اليها ثم قال بصوت خافت:
مرحبا بك يا فاطمة لا كرب على ابيك بعد اليوم
ثم اشار اليها فاقتربت منه فاسر اليها بكلام قبكت و بكى الحاضرون ثم عاد فاسر اليها بكلام اخر فابتسمت و استبشرت فاطمان الحاضرون و استبشروا و لما شئلت رضى الله عنها فى ذلك قالت:اسر الى انه سيقبض فى مرضه هذا فبكيت ثم اسر الى انى اول من يلحق به من اهله فابتسمت و سررت
و بلغ الداء اقصاه فكانوا يمسحون راسه و وجهه بالماء البارد ليخففوا عنه الام الحمى و شدة الحرارة و كان كلما استفاق من اغمائه ادخل يده الى الاناء و مسح جبهته و راسه و قال:اللهم اعنى على سكرات الموت....لا اله الا الله,ان للموت لسكرات,ثم يدخل فى اغمائة اخرى حتى اذا تنبه قال بصوت خافت:اللهم انك تاخذ الروح بين القصب و العصب و الانامل فاعنى عليه و هونه على نفسى
و اخذ يردد هذا القول فى ساعاته الاخيرة كلما افاق من سكرات الموت حتى كان الفجر فسمع صوت بلال بن رباح يؤذن للصلاة فكبر معه و اذن بصوت ضعيف ثم رفع سترا من حجرته مطلا على المسجد فراى المصلين صفوفا صفوفا ففرح و ابتسم و راه ابوبكر فظن انه يريد الخروج للصلاة فنكص على عقبه ليفسح له و كاد المصلون يفتنون فى صلاتهم فرحا بمقدمه و لكنه اشار اليهم ان يثبتوا و يستمروا و ارخى الستر
ثم شعر بضعف شديد فاشار الى عائشة ان تجلسه فى حجرتها,قالت عائشة رضى الله عنها:وجدت رسول الله صلى الله عليه و سلم يثقل فى حجرى فنظرت الى وجهه فاذا بصره قد شخص الى السماء و هو يقول:بل الرفيق الاعلى,فقلت:خيرت فاخترت و الذى بعثك بالحق و قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم بين سحرى و نحرى......
و كانت كلمة "الى الرفيق الاعلى من الجنة"هى اخر كلماته صلى الله عليه و سلم فى حياته اصطفاه الله لجواره فى يوم الاثنين الثالث عشر من ربيع الاول فى السنة الحادية عشرة من الهجرة الموافق 8-6-632م
و عاد ابوبكر مسرعا حين بلغته وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم و كان فى منازل بنى الحارث فدخل الحجرة فوجده مسجى على فراشه و قد فارق الحياة فوقف برهة واجما ثم كشف عن وجهه و قبل بين عينيه ثم قال :بابى انت و امى ....طبت حيا و طبت ميتا
دفن صلى الله عليه و سلم ليلة الاربعاء و كان الذى غسله على بن ابى طالب و العباس و الفضل و قثم ابن العباس و اسامة بن زيد و شقران مولى النبى صلى الله عليه و سلم و حضرهم اوس بن خولى الانصارى و كان بدريا فغسلوا رسول الله الله صلى الله عليه و سلم و عليه ثيابه و اختلفوا فى موضع دفنه فقال ابوبكر :سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول:ما قبض نبى الا دفن حيث قبض
فرفع فراشه و دفن موضعه و حفر له ابوطلحة الانصارى لحدا و دخل الناس يصلون عليه و كان الذى نزل قبره على بن ابى طالب و الفضل و قثم ابنا العباس و شقران و اوس بن خولى الانصارى قال على:احدثنا عهدا به قثم بن العباس

امهاته صلى الله عليه و سلم:

آمنة بنت وهب سيدة الأمهات

هذه الشخصية العظيمة والأم الجليلة لطالما نقصت المصادر والراويات عنها ، ويمكن تلمس ملامحها من خلال صورة ابنها العظيم الذي آوته أحشاؤها، وغذاه دمها، واتصلت حياته بحياتها، لقد كان سيدنا محمد هو الأثر الجليل الذي خلفته سيدة "آمنة بنت وهب". وأن الله تعالى اختار سيدنا محمد حيث اختاره من كنانة، واختار كنانة من قريشا من العرب، فهو خيار من خيار . وما كان لها من أثر في تكوين ولدها الخالد الذي قال معتزا بأمهاته بالجاهلية : " أنا ابن العواتق من سليم".

أنـوثة وأمـومة:
عانت المرأة في الجاهلية، من صنوف الاستعباد والاستبداد، ومن وأد البنات وانتقال المرأة بالميراث من الأباء إلى زوجات الأبناء، وغيرها. إلا أننا غافلون عن أمومة آمنة بنت وهب، وعن فضلها في إنجاب خاتم النبيين- عليهم الصلاة والسلام. فمن الملوك العرب، من انتسبوا إلى أمهاتهم: كعمرو بن هند، وأبوه هو المنذر بن ماء السماء. وهناك كثير من الشعراء يمدحون كبار الرجال بأمهاتهم، وكذلك لم ينسوا أن يذكروا للمرأة مشاركتها في جليل الأحداث فقال "حذيفة بن غانم" :

ولا تنس ما أسدى ابن " لبنى" فإنه قد أسدى يداًمحقوقة منك بالشكر

وأمك سر من خزاعة جوهر إذا حصل الأنساب يوماً ذوو الخبر

إلى سبأ الأبطال تنمى وتنتمي فأكرم بها منسوبة في ذرا الزهر

بيئة آمنــة ونشأتها:
تفتحت عينا الفتاة والأم الجليلة آمنة بنت وهب في البيت العتيق في مكة المكرمة ، في المكان الذي يسعى إليه الناس من كل فج، ملبية نداء إبراهيم " الخليل" -عليه الصلاة والسلام - في الناس بالحج، وفي ذلك المكان الطاهر المقدس وضعت السيدة " آمنة بنت وهب " سيد الخلق " محمداً " في دار " عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم" ، وبيئة آبائه وأجداده ، ودار مبعثه صلى الله عليه وسلم.

آل آمنة بنو زهرة:

تندرج "آمنة بنت وهب " من أسرة " آل زهرة " ذات الشأن العظيم، فقد كان أبوها " وهب بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي" سيد بني زهرة شرفا وحسبا ، وفيه يقول الشاعر:

يا وهب يا بن الماجد بن زهرة سُدت كلابا كلها، ابن مره

بحسبٍ زاكٍ وأمٍّ بــــرّة

ولم يكن نسب "آمنة" من جهة أمها، دون ذلك عراقة وأصالة فهي ابنة برة بنت عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب"... فتجمع في نسب " آمنة" عز بني عبد مناف حسب وأصالة. ويؤكد هذه العراقة والأصالة بالنسب اعتزاز الرسول صلى الله عليه وسلم بنسبه حيث قال : " ...لم يزل الله ينقلنيمن الأصلاب الطيبة إلى الأرحام الطاهرة مصفى مهذبا ، لا تتشعب شعبتان إلا كنت في خيرهما " ويقول أيضا - : " أنا أنفسكم نسبا وصهرا وحسبا " .

نسبٌ تحسب العلا بحُلاه قلدته نجومها الجوزاء

حبذا عقدُ سؤددٍ وفخار أنتَ فيه اليتيمة العصماء

" نشأة آمنة " زهرة قريش:

كان منبت سيدتنا "آمنة" وصباها في أعز بيئة، وما لها من مكانة مرموقة من حيث الأصالة النسب والحسب، والمجد السامية، فكانت تعرف " بزهرة قريش" فهي بنت بني زهرة نسبا وشرفا، فكانت محشومة ومخبآة من عيون البشر، حتى إنَّ الرواة كانوا لا يعرفون ملامحها. وقيل فيها إنها عندما خطبت لعبد الله بن عبد المطلب كانت حينها أفضل فتاة في قريش نسبا وموضعا ". وكانت بشذاها العطرة تنبثق من دور بني زهرة، ولكنه ينتشر في أرجاء مكة. وقد عرفت " آمنة " في طفولتها وحداثتها ابن العم "عبد الله بن عبد المطلب" حيث إنه كان من أبناء أشرف أسر قرشي، حيث يعتبر البيت الهاشمي أقرب هذه الأسر إلى آل زهرة؛ لما لها من أواصر الود والعلاقة الحميمة التي تجمعهم بهم، عرفته قبل أن ينضج صباها، وتلاقت معه في طفولتها البريئة على روابي مكة وبين ربوعها، وفي ساحة الحرم، وفي مجامع القبائل.ولكنها حجبت منه؛ لأنها ظهرت فيها بواكر النضج، هذا جعل فتيان من أهل مكة يتسارعون إلى باب بني زهرة من أجل طلب الزواج منها.

" عبد الله فتى هاشم”:

لم يكن " عبد الله" بين الذين تقدموا لخطبة " زهرة قريش" مع أنه دير بأن يحظى بها، لما له من رفعة وسمعة وشرف، فهو ابن " عبد المطلب بن هاشم" وأمه" فاطمة بنت عمرو بن عائذ المخزومية" وجدة " عبد الله" لأبيه " سلمى بنت عمرو". ولكن السبب الذي يمنع " عبد الله " من التقدم إلى " آمنة" هو نذر أبيه بنحر أحد بنيه لله عند الكعبة. حيث إن عبد المطلب حين اشتغل بحفر البئر، وليس له من الولد سوى ابنه " الحارث" ، فأخذت قريش تذله، فنذر يومها، إذا ولد له عشرة من الأبناء سوف ينحر أحدهم عند الكعبة. فأنعم الله على " عبد المطلب" بعشرة أولاد وكان " عبد الله" أصغرهم.وخفق قلب كل شخص وهو ينتظر اللحظة ليسمع اسم الذبيح، وبقيت "آمنة"، لا تستطيع أن تترك بيت أبيها، ولكنها تترقب الأنباء في لهفة، وقد اختير " عبد الله " ليكون ذبيحا، ومن ثم ضرب صاحب القدح فخرج السهم على " عبدا لله" أيضا فبكت النساء، ولم يستطع "عبدا لمطلب" الوفاء بنذره؛ لأن عبد الله أحب أولاده إليه، إلى أن أشار عليهم شخص وافد من " خيبر" بأن يقربوا عشراً من الإبل ثم يضربوا القداح فإذا أصابه ، فزيدوا من الإبل حتى يرضى ربكم، فذا خرجت على الإبل فانحروها، فقد رضي ربكم ونجا صاحبكم، وظلوا على هذه الحالة ينحرون عشرًا ثم يضربون القداح حتى كانت العاشرة، بعد أن ذبحوا مئة من الإبل.

عرس آمنة وعبد الله:

جاء "وهب" ليخبر ابنته عن طلب " عبد المطلب" بتزويج "آمنة " بابنه "عبد الله" فغمر الخبر مفرح نفس "آمنة" ، وبدأت سيدات آل زهرة تتوافد الواحدة تلو الأخرى لتبارك " لآمنة". وكذلك قيل بأن الفتيات كن يعترضن طريق " عبد الله"؛ لأنه اشتهر بالوسامة، فكان أجمل الشباب وأكثرهم سحرا، حتى إنَّ أكثر من واحدة خطبته لنفسها مباشرة. وأطالت "آمنة" التفكير في فتاها الذي لم يكد يفتدى من الذبح حتى هرع إليها طالباًً يدها، زاهدا في كل أنثى سواها، غير مهتم إلى ما سمع من دواعي الإغراء! واستغرقت الأفراح ثلاثة أيام ، ولكن عيناها ملأتها الدموع؛ لأنها سوف تفارق البيت الذي ترعرعت فيها، وأدرك "عبد الله" بما تشعر به، وقادها إلى رحبة الدار الواسعة. وذكر بأن البيت لم يكن كبيرا ضخم البناء، لكنه مريح لعروسين ليبدآ حياتهما.

فكان البيت ذا درج حجري يوصل إلى الباب ويفتح من الشمال، ويدخل منه إلى فناء يبلغ طوله نحو عشر أمتار في عرض ستة أمتار، وفي جداره الأيمن باب يدخل منه إلى قبة، وفي وسطها يميل إلى الحائط الغربي مقصورة من الخشب، أعدت لتكون مخدعاً للعروسين.

البشرى بمحمد:

بعد زواج " عبد الله " من " آمنة" أعرضن عنه كثير من النساء اللواتي كنَّ يخطبنه علانية ، فكانت " بنت نوفل بن أسد" من بين النساء اللواتي عرضن عن " عبد الله" ، فسأل عبد الله واحدة منهن عن سبب إعراضها عنه فقالت :" فارقك النور الذي كان معك بالأمس، فليس لي بك اليوم حاجة" .

أدهش هذا الكلام " عبد الله وآمنة" وراحا يفكران في القول الذي قالته تلك المرأة؟ ولم تكف "آمنة " عن التفكير والرؤيا عنها وسبب انشغال آمنة في التفكير يرجع إلى أن هذه المرأة أخت " ورقة بن نوفل" الذي بشر بأنه سوف يكون في هذه الأمة نبي ... وبقي " عبد الله" مع عروسه أياما ، وقيل إن المدة لم تتجاوز عشرة أيام؛ لأنه يجب عليه أن يلحق بالقافلة التجارية المسافرة إلى غزة والشام.

العروس الأرملة آمنة:

انطلق" عبد الله " بسرعة قبل أن يتراجع عن قراره، ويستسلم لعواطفه، ومرت الأيام و"آمنة "تشعر بلوعة الفراق ، ولهفة والحنين إلى رؤيته، حتى إنها فضلت العزلة والاستسلام لذكرياتها مع " عبد الله" بدلا من أن تكون مع أهلها. ومرت الأيام شعرت خلالها " آمنة" ببوادر الحمل، وكان شعورا خفيفا لطيفا ولم تشعر فيه بأية مشقة حتى وضعته. وفي هذه الأيام كانت تراودها شكوك في سبب تأخير" عبد الله" فكانت تواسي نفسها باختلاقها الحجج والأسباب لتأخيره.

وجاءت " بركة أم أيمن" إلى "آمنة" فكانت لا تستطيع أن تخبرها بالخبر الفاجع، الذي يحطم القلب عند سماعه فكانت تخفيه في صدرها كي لا تعرفه"آمنة" ، ومن ثم أتاها أبوها ليخبرها عن " عبد الله" التي طال معها الانتظار وهي تنتظره، فيطلب منها أن تتحلى بالشجاعة ، وأن " عبد الله" قد أصيب بوعكة بسيطة، وهو الآن عند أخواله بيثرب، ولم تجد هذه المرأة العظيمة سوى التضرع والخشية وطلب الدعاء من الخالق البارئ لعله يرجع لها الغائب الذي تعبت عيناها وهي تنتظره، وفي لحظات نومها كان تراودها أجمل وأروع الأحلام والرؤى عن الجنين الذي في أحشائها، وتسمع كأن أحداًًً يبشرها بنبوءة وخبر عظيم لهذا الجنين.

وجاء الخبر المفزع من " الحارث بن عبد المطلب " ليخبر الجميع بأن " عبد الله " قد مات، أفزع هذا الخبر آمنة، فنهلت عيناها بالدموع وبكت بكاءً مراً على زوجها الغائب ، وحزن أهلها حزنا شديدا على فتى قريش عبد الله . وانهلت بالنواح عليه وبكت مكة على الشجاع القوي .

آمنة بنت وهب أم اليتيم :

نُصحت آمنةُ بنت وهبٍ بالصبر على مصابها الجلل، الذي لم يكن ليصدق عندهاً حتى إنها كانت ترفض العزاء في زوجها، ولبثت مكة وأهلها حوالي شهراً أو أكثر وهي تترقب ماذا سوف يحدث بهذه العروس الأرملة التي استسلمت لأحزانها. وطال بها التفكير بزوجها الغالي عليها ، حتى إنها توصلت للسر العظيم الذي يختفي وراء هذا الجنين اليتيم، فكانت تعلل السبب فتقول أن " عبد الله" لم يفتد من الذبح عبثا! لقد أمهله الله حتى يودعني هذا الجنين الذي تحسه يتقلب في أحشائها. والذي من أجله يجب عليها أن تعيش.وبذلك أنزل الله عز وجل الطمأنينة والسكينة في نفس " آمنة"، وأخذت تفكر بالجنين الذي وهبها الله عز وجل لحكمة بديعة، " ألم يجدك يتيما فآوى" ( الضحى 6). فوجدت " آمنة" في هذا الجنين مواساة لها عن وفاة زوجها ، ووجدت فيه من يخفف عنها أحزانها العميقة. فرح أهل مكة بخبر حمل " آمنة" وانهلوا عليها من البشائر لتهنئة "آمنة " بالخبر السعيد. وتتكرر الرؤى عند "آمنة" وسمعت كأن أحد يقولها " أعيذه بالواحد، من شر كل حاسد، ثم تسميه محمدا".

وجاءها المخاض فكانت وحيدة ليس معها أحد ولكنها شعرت بنور يغمرها من كل جانب، وخيل لها أن " مريم ابنة عمران"، "وآسية امرأة فرعون"، و " هاجر أم إسماعيل" كلهن بجنبها ، فأحست بالنور الذي انبثق منها ، ومن ثم وضعت وليدها كما تضع كل أنثى من البشر، وهكذا كان فقد :

ولــد الهدى فالكائنات ضياء وفم الزمان تبسم وثنــــاء

الروح والملأ الملائك حــوله للدين والدنيا به بشـــراء

والعرش يزهو والحظيرة تزدهي والمنتهى، والدرة العصمــاء

وهنا اكتملت فرحة " آمنة" فوليدها بجوارها، ولم تعد تشعر بالوحدة التي كانت تشعر بها من قبل. وفرح الناس وفرح الجد " عبد المطلب" بحفيده، وشكر الرب على نعمته العظيمة منشدا يقول:

الحمـــد الله الذي أعطاني هذا الغلام الطيب الأردان

قد ساد في المهد على الغلمان أعيذه من شر ذي شنآن

من حسد مضطرب العنان

وسماه " محمدا" ، وسبب تسميته محمدا هو أنه يريده أن يكون محموداً في الأرض وفي السماء، ومن ثم توال القوم ليسموا أبناءهم بهذا الاسم.

وشعرت "آمنة" بأن القسم الأول والأهم قد انتهى بوضع وليدها المبشر، ورسالة أبيه قد انتهت بأن أودعه الله جنينًا في أحشائها، ولكن مهمتها بقت في أن ترعاه وتصحبه إلى يثرب ليزور قبر فقيدهما الغالي " عبد الله" . وبعد بضعة أيام جف لبن " آمنة" لما أصابها من الحزن والأسى لموت زوجها الغالي عليها فأعطته " لحليمة بنت أبي ذؤيب السعدي" حتى ترضعه، فبات عندهم حتى انتهت سنة رضاعته وأرجعته إلى "آمنة". وفي الفترة التي عاش عند "حليمة" حدثت لرسول حادثة شق الصدر التي أفزعت النفوس بها.

وفاة آمنة بنت وهب:

حان الوقت التي كانت "آمنة" تترقبه حيث بلغ محمدٌ السادسة من عمره بعد العناية الفائقة له من والدته. وظهرت عليه بوادر النضج. فصحبته إلى أخوال أبيه المقيمين في يثرب ولمشاهدة قبر فقيدهما الغالي، وعندما وصلت إلى قبر زوجها عكفت هناك ما يقارب شهرا كاملا ، وهي تنوح وتتذكر الأيام الخوالي التي جمعتها مع زوجها بينما "محمد" يلهو ويلعب مع أخواله.

تعبت "آمنة" في طريقها بين البلدتين إثر عاصفة حارة وقوية هبت عليهم. فشعرت "آمنة" بأن أجلها قد حان فكانت تهمس بأنها سوف تموت، ولكنها تركت غلاماً طاهراً، ثم أخذها الموت من بين ذراعي ولدها الصغير وفارقت هذه الدنيا. وانهلت أعين الطفل بالبكاء بين ذراعي أمه، فهو – بعد - لا يدرك معنى الموت . فأخذته " أم أيمن" فضمته المسكينة إلى صدرها وأخذ تحاول أن تفهمه معنى الموت حتى يفهمه. وعاد اليتم الصغير إلى مكة حاملا في قلبه الصغير الحزن والألم ، ورأى بعينيه مشهد موت أعز الناس وأقربهم إلى قلبه؛ أمه آمنة التي يصعب عليه فراقها.


آمنة بنت وهب المرأة الخالدة:

ماتت " زهرة قريش" السيدة العظيمة، ولكنها خلدت في قلب أهل مكة، وفي قلب ابنها سيد البشر ، فهي عظيمة وأم لنبينا - صلى الله عليه وسلم. وقد اختاره الله- عز وجل - واصطفاه من بين البشر جمعاء؛ ليحمل رسالة عظيمة إلى شتى أنحاء العالم وللبشر. هذا اليتيم لم يعد يتيمًا بل كفله عمه " أبو طالب" بعد وفاة جده، وكان يحبه حبا شديدا فكان يعتبره واحداً من أبنائهم، وكان ينتظره إلى أن يأتي ويتغدى الجميع بصحبة محمد المباركة ، وعلى الرغم من أن محمّدا e أحيط بحب زوجته " السيدة خديجة" و حنان زوج عمه" فاطمة بنت أسد"، ولكن ذكريات أمه بقيت معه في كل لحظة، ويذكر كل لحظة جميلة قضاها معها إلى لحظة موتها، حتى كان ينوح من البكاء.

وكأنه يرى ملامحها الجليلة في زوجته " خديجة" التي سكن عندها منذ أن بلغ الخامسة والعشرين من عمره. إلى أن توفيت قبل الهجرة بثلاث سنين. كذلك تمثلت في بناته وفي حنوه وأبوته لهن، وهاهو يقول: " الجنة تحت أقدام الأمهات "، وجعل البر بالأم مقدما على شرف الجهاد في سبيل الله والدار الآخرة، ونجد القرآن الكريم يقرن بين العبادة والإخلاص به والبر بالوالدين، " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا " .

وسوف تظل صورة الأم العظيمة آمنة بنت وهبا تنتقل عبر الأجيال وسوف تظل باسمها خالدة في نفوسنا وفي أعماقنا فيقول الشاعر أحمد شوقي :

تتباهى بك العصور وتسمو بك علياء بعدها علياء

فهنيئاً به لآمنة الفضل الذي شرفت به حواء!

سلام على " آمنة بنت وهب" سيدة الأمهات ، ووالدة أعظم شخص وأحب شخص إلى نفوسنا، خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم.

يتبع:
صفي الدين
01-06-2008, 01:58 AM
السلام عليكم
حليمة السعديه:

نسبهــــا:
حليمة بنت أبي ذويب ، وأبو ذويب: عبد الله بن الحارث بن شجنة بن جابر بن رزام بن ناصرة بن فصية بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيسا بن عيلان من قبيلة بني سعد بن بكر.من بادية الحديبية بالقرب من مكة.

عملهــــا:
كانت مرضعة،أي أن المرضعات يقدمن الى مكة من البادية ويفضلن من كان أبوه حياً ليزيد من إكرامهن.

زوجهــــا:
هو الحارث بن عبد العزى بن رفاعة

أبناؤها:
كبشة، وأنسيه، والشيماء

أبناؤها من الرضاعة:
محمد صلى الله عليه وسلم،حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، سيد الشهداء وعم النبي،أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ابن عم الرسول صلى الله عليه و سلم.

سبب أخذها للرسول :
قدمت حليمة السعدية مع نساء قومها يلتمسن الرضاع من أبناء مكة،فرجعت صاحباتها بأبناء مكة ولم تجد هي أحداً ترضعه سوى اليتيم محمداً ، وقالت حليمة:"قدت في سنة شهباء( جدباء )، على أتان لي ومعي صبي لنا وشارف( ناقة )، فقدمنا مكة، فوالله ما علمت منا امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله صلى الله عليه و سلم فتأباه.إذا قيل أنه يتيم الأب،فوالله ما بقي من صواحبي امرأة إلا أخذت رضيعاً غيره، فلما لم أجد غيره قلت لزوجي إني لأكره أن أرجع من بين صاحباتي وليس معي رضيع،لأنطلق إلى ذلك اليتيم فلآحذنه" فأخذته حليمة ووجدت بركة في شرفها، وثديها، وآل بيتها، وأغنامها، وأرضها التي كانت تعاني من الجدب.

رجوع حليمة إلى مكة:
قالت : فقدمنا به على أمه، ونحن أحرص شيء على مكثه فينا،لما كنا نرى من بركته،فكلمنا أمه، وقلت لها: لو تركت بني عندي حتي يغلظ فإني أخشى عليه وباء مكة، قالت: فلم نزل بها حتى ردته معنا، قالت فرجعنا به.

حليمة ترجع به إلى أمه:
قالت حليمة: فاحتملناه فقدمنا به على أمه، فقالت: ما أقدمك به وقد كنت حريصة عليه وعلى مكثه عندك؟ قالت : فقلت: نعم قد بلغ الله بابني وقضيت الذي علي، وتخوفت الأحداث عليه، فأديته عليك كما تحبين، قالت ما هذا شأنك فاصدقيني خبرك، قالت: فلم تدعني حتى أخبرتها، قالت :أفتخوفت عليه من الشيطان؟ قالت : قلت: كلا والله ما للشيطان عليه من سبيل، وإن لبني لشأناً،أفلا أخبرك خبره؟ قالت:قلت: بلى، قالت رأيت حين حملت به أنه خرج منه نورٌ أضاء لي به قصور بصري من أرض الشام، ثم حملت به، فوالله ما رأيت من حملٍ قط كان أخف ولا أيسر منه، ووقع حين ولدته وإنه لواضعٌ يده بالأرض، رافعٌ رأسه إلى السماء، دعيه وان طلقي راشدة.

افتقاد حليمة للرسول :
افتقدت حليمة للرسول صلى الله عليه و سلم حينما عاد لمكة فافتقدت حليمة بركته، وأصابها من اللوعة والشوق إليه .

سبب آخر لعودة حليمة به :
قدم جماعة من نصارى الحبشة إلى الحجاز فوقع نظرهم على محمد صلى الله عليه و سلم في بني سعد ووجدوا فيه جميع العلائم المذكورة في الكتب السماوية للنبي الذي سيأتي بعد عيسى عليه السلام؛ ولهذا عزموا على أخذه غيلة إلى بلادهم لما عرفوا أن له شأناً عظيما؛ً لينالوا شرف احتضانه وذهبوا بفخره.

حليمة والمرات الأخيرة التي التقت بالرسول:
المرة الأولى:
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يكرم مرضعته حليمة السعدية-رضي الله عنهما ويتحفها بما يستطيع فعن شيخ من بني سعد قال:قدمت حليمة بنت عبد الله على رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة، وقد تزوج خديجة ، فشكت جدب البلاد وهلاك الماشية، فكلم رسول الله صلى الله عليه و سام خديجة فيها فأعطتها أربعين شاة وبعيراً موقعاً للظعينة، وانصرفت إلى أهلها.

المرة الثانية:
يوم حنين.

وفاة حليمة:

توفيت حليمة السعدية-رضي الله عنها- بالمدينة المنورة،ودفنت بالبقيع.


ثويبة الاسلمية:
ثويبة هي جارية أبي لهب، أعتقها حين بشّرته بولادة محمد بن عبد الله – عليه الصلاة والسلام ، وقد أسلمت وكل أمهاته صلى الله عليه وسلم أسلمن .

إرضاعها للنبي صلى الله عليه وسلم :
كانت ثويبة أول من أرضعت النبي صلى الله عليه وسلم – بعد أمه، وأرضعت ثويبة مع رسول اللّه عليه الصلاة والسلام ـ بلبن ابنها مسروح- أيضاً حمزة عمّ رسول اللّه، وأبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي، ثويبة عتيقة أبي لهب.

وقيل: انه رؤى أبو لهب بعد موته في النوم فقيل له: ما حالك؟ فقال: في النار، إلا أنه يخفّف عني كل أسبوع يوماً واحداً وأمص من بين إصبعيَّ هاتين ماء ـ وأشار برأس إصبعه ـ وان ذلك اليوم هو يوم إعتاقي ثويبة عندما بشّرتني بولادة النبي عليه الصلاة والسلام ، بإرضاعها له.

وكان إرضاعها للرسول أياما قلائل قبل أن تقدم حليمة السعدية ، وفي روايات تقول : إن ثويبة أرضعته أربعة أشهر فقط، ثم راح جده يبحث عن المرضعات ويجد في إرساله إلى البادية ، ليتربى في أحضانها فينشأ فصيح اللسان ، قوي المراس، بعيداً عن الامراض والاوبئة إذ البادية كانت معروفة بطيب الهواء وقلة الرطوبة وعذوبة الماء وسلامة اللغة، وكانت مراضع بني سعد من المشهورات بهذا الأمر بين العرب، حيث كانت نساء هذهِ القبيلة التي تسكن حوالي (مكة) ونواحي الحرم يأتين مكة في كل عام في موسم خاص يلتمسن الرضعاء ويذهبنَ بهم إلى بلادهنّ حتى تتم الرضاعة .

إكرام الرسول لثويبة :
ظل رسول الله صلى الله عليه و سلم يكرم أمه من الرضاعة ثويبة ، ويبعث لها بكسوة وبحلة حتى ماتت . وكانت خديجة أم المؤمنين تكرمها ، وقيل أنها طلبت من أبي لهب أن تبتاعها منه لتعتقها فأبي أبو لهب ، فلما هاجر رسول الله –صلى الله عليه وسلم – إلى المدينة أعتقها أبو لهب ، وهذا الخبر ينفي ما روي سابقا بأن أبا لهب أعتقها لبشارتها له بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم .

وفاتها :
توفيت ثويبة في السنة السابعة للهجرة ، بعد فتح خيبر ، ومات ابنها مسروح قبلها

يتبع:السلام عليكم
ام ايمن بركة بنت ثعلبة:
اسمها :

بركة بنت ثعلبة بن عمر بن حصن بن مالك بن عمر النعمان وهي أم أيمن الحبشية، مولاة رسول الله صلى الله عليه و سلم وحاضنته. ورثها من أبيه ثم أعتقها عندما تزوج بخديجة أم المؤمنين رضي الله عنها. وكانت من المهاجرات الأول- رضي الله عنها.وقد روي بإسناد ضعيف : أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول لأم أيمن: " يا أم " ويقول : "هذه بقية أهل بيتي ". وهذا إن دل فإنما يدل على مكانة أم أيمن عند رسول الله وحبة الشديد لها، وحيث اعتبرها من أهل بيته.

قال فضل بن مرزوق، عن سفيان بن عقبة، قال: كانت أم أيمن تلطف النبي صلى الله عليه و سلم وتقول عليه. فقال : وقد تزوجها عبيد بن الحارث الخزرجي ، فولدت له : أيمن . ولأيمن هجرة وجهاد ، استشهد زوجها عبيد الخزرجي يوم حنين. ثم تزوجها زيد بن حارثة أيام بعث النبي صلى الله عليه و سلم فولدت له أسامة بن زيد، الذي سمي بحب رسول الله صلى الله عليه و سلم . وكان الرسول صلى الله عليه و سلم قد قال في أم أيمن :" من سره أن يتزوج امرأة من أهل الجنة ، فليتزوج أم أيمن "، قال : فتزوجها زيد بن حارثه. فحظي بها زيد بن حارثة.

وعن أنس : أن أم أيمن بكت حين مات النبي صلى الله عليه و سلم. فقيل لها : أتبكين ؟ قالت: والله ، لقد علمت أنه سيموت ؛ ولكني إنما أبكي على الوحي إذ انقطع عن من السماء. وكذلك هذا القول يدل على حبها الشديد وتعلقها بالنبي صلى الله عليه و سلم والوحي.


أم أيمن واسمها بركة مولاة رسول الله وحاضنته:

أم أيمن ورثها الرسول صلى الله عليه وسلم من أبيه ، وورث خمسة جمال أوراك وكذلك قطيعا من الغنم ، وقام الرسول صلى الله عليه و سلم بعتق أم أيمن عندما تزوج خديجة بنت خويلد، وقد تزوج عبيد بن زيد من بني الحارث بن الخزرج أم أيمن ، فولدت ولداَ واسمتة أيمن ، ولكنه أستشهد في يوم حنين ، وكان مولى خديجه بنت خويلد. زيد بن الحارث بن شراحيل الكلبي الذي وهبته خديجة لرسول اللهصلى الله عليه و سلم ولكنه أعتقه وقام بتزويجه لأم أيمن وذلك بعد النبوة فأنجبت له أسامة بن زيد .

من إكرام الله لأم أيمن :

ومما رواه ابن سعد عن عثمان بن القاسم أنه قال : لما هاجرت أم أيمن ، أمست بالبصرة ، ودون الروحاء ، فعطشت ، وليس معها ماء ؛ وهي صائمة ، فأجهدها العطش ، فدلي عليها من السماء دلو من ماء برشاء أبيض ، فأخذته ، فشربته حتى رويت . فكانت تقول : ما أصابني بعد ذلك عطش ، ولقد تعرضت للعطش بالصوم في الهواجر ، فما عطشت .

لقد أكرم الله سبحانه أم أيمن وهى صائمة فقد أصابها العطش وهي لم يكن معها ماء فدلي عليها من السماء ماء فرويت فهذا يدل على كرم الله على أم أيمن ، منزلتها العالية وفوزها بمحبة الله والرسول وهذا كله يدل على رفق الله بعبادة وسعة رحمة الخالق .

فقد حظيت أم ايمن بمنزلة عالية عند الرسول وأكرمها أعز مكرمة لها في الدنيا عندما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فيها: ." أم أيمن أمي ، بعد أمي " !!..وقوله صلى الله عليه و سلم " هذه بقية أهل بيتي " !!..

وللنبي – صلى الله عليه و سلم – وقفة كريمة بعد انصرافه من غزوة الطائف منتصرا.. غانما .. ومعه من هوازن ستة آلاف من الذراري والنساء .. وما لا يعلم ما عدته من الإبل والشياه .. نتلمس من خلاها عظيم إجلاله .. واحترامه .. وتوقيره .. لمقام الأمومة التي كان يرعى حقها حق الرعاية .. وذلك حين أتاه وفدُ هوازن ممن أسلموا فقال قائلهم: يا رسول الله ! إنما في الحظائر وخالاتُك وحواضِنُك .



وكانت حليمة أم النبي صلى الله عليه و سلم من الرضاعة .. من بني سعد بن بكر من هوازن .. فمن رضاعه صلى الله عليه و سلم من حليمة السعدية أصبح له في هوازن تلك القرابات .. فلمست ضراعتهم قلبهُ الكبير .. واستجاب سريعاً لهذه الشفاعة بالأم الكريمة ( حليمة السعدية ) التي أرضعتهُ .

كذلك هذا الموقف يدل على تعظيم الرسول صلى الله عليه و سلم للأمومة ، وحسن معاملتة للناس واحترامه الكبير لهم. حيث فقال لوفد هوازن ، ووفاؤه للأم الكريمة يملأ نفسه ،: " أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم. وإذا ما أنا صليت الظهر بالناس فقوموا فقولوا : أنا نستشفع برسول الله إلى المسلمين، وبالمسلمين إلى رسول الله، في أبنائنا ونسائنا فسأعطيكم عند ذلك، وأسال لكم " .

فلما صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بالناس الظهر ، قام رجال هوازن فتكلموا بالذي أمرهم به . فقال: رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم "، فقال المهاجرون : وما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه و سلم. وقالت الأنصار : وما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه و سلم. وهذا يدل على روح التعاون والحب الشديد لرسول الله ويبين مدى تأثيرهم به وتعلقهم به .

روايتها للحديث :

روت عن النبي صلى الله عليه و سلم ، وروى عنها أنس بن مالك، و الصنعاني، والمدني [تهذيب التهذيب ج 12 ص 459 ].

أمهات النبي - صلى الله عليه وسلم – الطاهرات:

يقول الله تعالى : { وأمهتكم التي أرضعنكم .. } ( النساء :23 ) ،وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم { أم أيمن أمي ، بعد أمي } ( الإصابة لابن حجر).

لقد اختار الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه و سلم أمهات طاهرات كريمات .. ذوات صل عريق .. وأنساب شريفة .. كان لكل واحدة منهن دور في رعايته والعناية به إلى أن أصبح شابا سويا ..فمن أمهات النبي صلى الله عليه وسلم : آمنة بنت وهب : وهي الأم الكبرى له ... وكان لها شرف تكوين الله تعالى نبيه محمدا في رحمها الطاهر .. وحملها له إلى أن وضعته ، وقد واجهت في حملها لنبي الكثير حتى وضعته، وهذا من دلائل إقناعها بعظمة شأنة. وأما وحليمة السعدية : وهي الأم الثانية التي كان لها شرف إرضاعه وتغذيته بلبنها .. ورعايته في طفولته . وكذلك ثويبة ، مولاة أبي لهب ، وهي أم النبي بالرضاعة أيضا، أرضعته حين أعانت آمنة به. وكانت خديجة تكرمها وهي على ملك أبي لهب ، وسألته أن يبيعها لها فامتنع ، فلما هاجر رسول الله أعتقها أبو لهب . وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يبعث إليها بصلة ، وبكسوة ، حتى جاءه الخبر أنها ماتت سنة سبع ، للهجرة .

من ذاكرة التاريخ: أبرز جوانب حياتها:

ـ كانت حاضنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ورثها رسول الله صلى الله عليه و سلم من أمّه، ثم أعتقها، وبقيت ملازمة له طيلة حياتها، وكانت كثيراً ما تدخل السرور على قلبه صلى الله عليه و سلم بملاطفتها إياه.

ـ أسلمت في الأيام الأولى من البعثة النبوية.

ـ زوّجها رسول الله صلى الله عليه و سلم، عبيداً الخزرجي بمكة، فولدت له أيمن، ولما مات زوجها، زوجها الرسول r زيد بن حارثة، فولدت له أُسامة.

ـ هاجرت بمفردها من مكة إلى المدينة سيرا على الأقدام، وليس معها زاد .

ـ اشتركت في غزوة أحد، وكانت تسقي الماء، وتداوي الجرحى، وكانت تحثو التراب في وجوه الذين فروا من المعركة، وتقول لبعضهم: ((هاك المغزل وهات سيفك)) .

ـ شهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم غزوتي خيبر وحنين.

وفاتها :

اختلف في تاريخ وفاتها فقيل: توفيت بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم - بخمسة أو بستة أشهر، وقيل: توفيت بعد وفاة عمر بن الخطاب بعشرين يوما، ودفنت في المدينة المنورة.

يتبع:السلام عليكم
أبناؤه صلى الله عليه و سلم

1-القاسم: أول من مات من أولاده و به كان يكنى
2-الطيب
3-الطاهر
4-عبدالله
5-زينب: (23هجريا-8هجريا)تزوجها ابن خالتها أبوالعاص بن الربيع بن عبدالعزى بن عبد شمس بن عبد مناف اُمه هالة بنت خويلد و لدت له عليا و امامه أما على فقد مات صغيرا و أما امامه فتزوجها على بن أبى طالب بعد وفاة فاطمة ثم تزوجها بعد على المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب و ماتت عنده
6-فاطمة: (18هجريا-11هجريا)تزوجها على بن أبى طالب و ولدت له الحسن و الحسين و أم كلثوم و زينب
7-رقية: (17هجريا-2هحريا)تزوجت عتبة بن أبى لهب بن عبدالمطلب فلما نزلت آية{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} فارقها و تزوجها فى الاسلام عثمان بن عفان
8-أم كلثوم: ماتت سنة8هجريا تزوجت عتيبة بن أبى لهب بن عبدالمطلب و فارقها كما فارق أخوه أختها و تزوجها فى الاسلام عثمان بن عفان بعد وفاة اختها رقية و توفيت عنده

و هم كلهم أبناؤه من زوجه خديجة بنت خويلد

9-إبراهيم: أمه مارية القبطية مات سنة 10هجرية و عمره ثمانية عشر شهراْ

يتبع:السلام عليكم
زوجاته صلى الله عليه و سلم
وقد بلغت زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم اللاتي دخل بهنّ إحدى عشرة امرأة ، كما ذكر ابن حجر في "فتح الباري" وابن القيم في "زاد المعاد" .

فكانت أولاهنّ خديجة بنت خويلد القرشية الأسدية رضي الله عنها ، وقد كانت له سنداً في بداية تبليغه رسالة ربه . وقد ثبت في الصحيحين أنها خير نساء زمانها ، وأنه صلى الله عليه وسلم قال فيها : (ما أبدلني الله خيراً منها).

ثم تزوج بعد موتها بأيام سودة بنت زمعة القرشية ، وهي التي وهبت يومها لعائشة .

ثم تزوج بعدها أم عبدالله عائشة بنت أبي بكر الصديق ، وكانت من أحب زوجاته إليه ، ولم يتزوج بكراً سواها .

ثم تزوج حفصة بنت عمر بن الخطاب.

ثم تزوج زينب بنت خزيمة بن الحارث القيسية من بني هلال بن عامر وتوفيت عنده بعد ضمه لها بشهرين .

ثم تزوج أم سلمة هند بنت أبي أمية القرشية المخزومية ، واسم أبي أمية حذيفة بن المغيرة ، وهي آخر نسائه موتاً وقيل آخرهن موتا صفية .

ثم تزوج زينب بنت جحش من بني أسد بن خزيمة -وهي ابنة عمته أميمة - وهي التي نزل القرآن بحقها في قوله تعالى : { فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكيلا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا } (الأحزاب:37) ، وكانت أولا عند زيد بن حارثة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تبناه ، فلما طلقها زيد زوجه الله تعالى إياها لتتأسى به أمته في نكاح أزواج من تبنوهم ، وكانت تفاخر بذلك الزواج فتقول : " زوجني الله من رسوله وزوجكن آباؤكن وأقاربكن" ، وتوفيت في أول خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه .

وتزوج صلى الله عليه وسلم جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار المصطلقية وكانت من سبايا بني المصطلق ، فجاءته تستعين به على كتابتها فأدى عنها كتابتها وتزوجها .

ثم تزوج أم حبيبة واسمها رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب القرشية الأموية.

وتزوج صفية بنت حيي بن أخطب سيد بني النضير من ولد هارون ابن عمران أخي موسى ، فهي ابنة نبي وزوجة نبي وكانت من أجمل النساء .

ثم تزوج ميمونة بنت الحارث الهلالية وهي آخر من تزوج بهن .

وقيل : من أزواجه ريحانة بنت زيد النضرية وقيل القرظية سبيت يوم بني قريظة فكانت من نصيب رسول الله فأعتقها وتزوجها ثم طلقها تطليقة ثم راجعها.

ومما خصه الله به ، أن نساءه اللاتي دخل بهن ، يحرم على غيره الزواج منهن ، قال تعالى: { وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما } (الأحزاب:53) ، وقد أجمع العلماء قاطبة على حرمة الزواج ممن توفي عنهن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أزواجه ، لأنهن أزواجه في الدنيا والآخرة ، ولأنهن أمهات المؤمنين .

ونقل ابن القيم في زاد المعاد عدم الخلاف في أنه صلى الله عليه وسلم توفي عن تسع زوجات : عائشة وحفصة وزينب بنت جحش وأم سلمة وصفية وأم حبيبة وميمونة وسودة وجويرية .

وقد كان يَقْسم بين ثمانٍ منهن ، حيث إن سودة وهبت يومها لعائشة ، رضي الله عنهن جميعاً

يتبعالسلام عليكم
أعمامه صلى الله عليه و سلم:
1-أبولهب (عبد العزى)بن عبد المطلب

اسمه عبد العزى قال فى اللسان:و انما كناه الله عز وجل فقال "تبت يدا أبى لهبٍ"و لم يُسمه لان أسمه محال , وقيل لقب كذلك فى الجاهلية لحمرة وجهه كان حرباً على رسول الله صلى الله عليه و سلم و أخباره فى ذلك كثيرة مات بعد وقعة بدر بأيام و لم يشهدها

2-الحمزة بن عبد المطلب

أعز رجال قريش و أشدهم شكيمة تردد فى الاسراع الى الاسلام أولا فلما علم أن أبا جهل سب رسول الله و أذاه ثار لابن أخيه و خرج حتى لقي أبا جهل"عمر بن هشام"فضرب رأسه بالقوس فشجه شجة منكرة و قال :أتشتمه و أنا على دينه,أقول ما يقول؟فاردد علي ان استطعت
فلما أسلم عُز به الاسلام و كفت قريش عن بعض أذاها
هاجر مع النبي صلى الله عليه و سلم الى المدينة و شهد غزوة بدر و قُتل فى اُحد و بقرت هند بنت عتبة بطنه و لاكت كبده بأسنانها و جدعت أنفه و أذناه فحين رأه الرسول صلى الله عليه و سلم قال:لولا أن تحزن صفية أو تكون سُنة بعدي لتركته حتى يكون فى أجواف السباع و حواصل الطير,و لئن أظهرني الله على قريش لأمثلن بثلاثين رجلا منهم , وقال المسلمون :لنُمثلن بهم فانزل الله في ذلك
{وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ}
فعفا النبى صلى الله عليه و سلم و أقبلت صفية بنت عبد المطلب فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لابنها الزبير:لتردها لئلا ترى ما بأخيها حمزة فأعلمها الزبير بذلك فقالت :انه بلغني انه قد مُثل باخي و ذلك فى الله قليل
و من ألقابه رضى الله عنه أسد الله

3-أبوطالب بن عبدالمطلب

عم النبى صلى الله عليه و سلم أسمه عبد مناف كفل الرسول صلى الله عليه و سلم صغيرا بعد وفاة عبد المطلب فنشأ فى كنفه و دفع عنه أذى قريش و منعهم عنه قال صلى الله عليه و سلم:ما نالت قريش مني شيئا أكرهه حتى مات أبوطالب
كان سيدا من سادات قريش و خطبائها و كانت له تجارة مزدهرة بين مكة و الشام و سافر النبى صلى الله عليه و سلم معه الى الشام فى صباه
و سلاما على المرسلين و الحمد لله رب العالمين


المصادر:

غير معرف يقول...

((((((لماذا لا نحبه؟؟؟))))هذا النبي الذي سخروا منه..

قالوا فيه ما قالوا، والناس أعداء ما جهلوا.. ألا فليعرفوه ، ولينظروا في أخلاقه، وأوصافه، فشفاء الجهل العلم [1] (http://saaid.net/Doat/khojah/37.htm#1).

أعظم رجل في التاريخ :محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.

إنه محمد بن عبد الله ؛ ومحمد معناه : المحمود في كل صفاته.

أخرج البخاري في التاريخ الصغير عن أبي طالب:

وشق له من اسمه ليجله *** فذو العرش محمود وهذا محمد

وقد كان اسمه أحمد كما جاءت تسميته في الكتب السابقة ، قال تعالى على لسان عيسى عليه السلام:

-{وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ}.

وتسميته محمدا وقعت في القرآن؛ سمي محمدا:

- لأن ربه حمده قبل أن يحمده الناس، وفي الآخرة يحمد ربه فيشفعه فيحمده الناس.

- ولأنه خص بسورة الحمد، وبلواء الحمد، وبالمقام المحمود.

- وشرع له الحمد بعد الأكل، والشرب، والدعاء، وبعد القدوم من السفر.

وسميت أمته الحمادين، فجمعت له معاني الحمد وأنواعه...

* * *
وأما عن صفاته الخَلقية:

- فهو أبيض، ليس شديد البياض أمهقا، بل مشربا بحمرة، قال أبو طالب:

وأبيضُ يستسقى الغمام بوجهه *** ثمالُ اليتامى عصمةٌ للأرامل

- ليس بالطويل البائن ولا بالقصير المتردد.

- بعيد ما بين المنكبين.

- شديد سواد الشعر، ليس بالجعد القطط؛ وهو الشعر الذي يلتف على بعضه، ولا بالسبط؛ وهو الشعر المسترسل

الناعم شديد النعومة، وإنما بين ذلك، يبلغ شحمة أذنيه، وقيل: "منكبيه".. يفرقها فرقتين من وسط الرأس،

وفي شعر رأسه ولحيته شعيرات بيض لا تبلغ العشرون.

- مليح، وجهه مثل القمر في استدارته وجماله، ومثل الشمس في إشراقه، إذا سر يستنير ويتهلل وتنفرج أساريره.

- واسع الفم، والعرب تمدح بذلك وتذم بصغر الفم، جميل العينين قال جابر: "أشكل العينين" رواه مسلم

قيل أشكل العينين: "أي طويل شق العينين"، وقيل: "حمرة في بياض العينين".

- يداه رحبتان كبيرتان واسعتان لينة الملمس كالحرير، يقول أنس: "ما مسست ديباجا ولا حريرا ألين

من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم". متفق عليه

- قدماه غليظتان لينة الملمس، فكان يجمع في بدنه وأطرافه بين لين الملمس وقوة العظام.

- يداه باردتان، لهما رائحة المسك، يقول أبو جحيفة: "قام الناس فجعلوا يأخذون يديه، فيمسحون بهما وجوههم،

فأخذت بيده فوضعتهما على وجهي، فإذا هي أبرد من الثلج، وأطيب رائحة من المسك"رواه البخاري.

* وعن جابر بن سمرة: "مسح رسول الله خدي، فوجدت ليده بردا أو ريحا، كأنما أخرجها من جؤنة عطار"مسلم

* عرقه أطيب من ريح المسك، قال أنس: " كأن عرقه اللؤلؤ " مسلم.

* ويقول وائل بن حجر: " لقد كنت أصافح رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو يمس جلدي جلده، فأتعرقه بعد في

يدي، وإنه لأطيب رائحة من المسك". الطبراني والبيقهي

- وجمعت أم سليم من عرق النبي صلى الله عليه وسلم فجعلته في طيبها.

- وعن أنس: " كان رسول الله صلى الله إذا مر في طريق من طرق المدينة، وجد منه رائحة المسك،

فيقال: مر رسول الله ". أبو يعلى والبزار بإسناد صحيح

- قال أنس: " ما شممت عنبرا قط، ولا مسكا، ولا شيئا أطيب من ريح رسول الله" رواه مسلم

- ساقاه بيضاء، تبرقان لمعانا.

- إبطه أبيض، من تعاهده نفسه بالنظافة والتجمل.

- إذا مشى يسرع، كأنما ينحدر من أعلى، لا يستطيع أحد أن يلحق به.

* * *

أما عن صفاته الخُلقية:

- فقد كان أجود الناس، أجود بالخير من الريح المرسلة.

- ما عرض عليه أمران إلا أخذ أيسرهما، ما لم يكن إثما.

- أشد حياء من العذراء في خدرها.

- ما عاب طعاما قط؛ إن اشتهاه أكله وإلا تركه.

- إذا تكلم تكلم ثلاثا، بتمهل، لا يسرع ولا يسترسل، لو عد العاد حديثه لأحصاه.

- لا يحب النميمة ويقول لأصحابه:" لا يبلغني أحد عن أحد شيئا، إني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر".

- أشجع الناس، وأحسنهم خلقا، قال أنس: "خدمت رسول الله عشر سنين، والله ما قال لي:

أفا قط . ولا لشيء فعلته: لم فعلت كذا ؟، وهلا فعلت كذا؟". مسلم

- ما عاب شيئا قط.

- ما سئل شيئا فقال: "لا" . يعطي عطاء من لا يخشى الفقر.

- يحلم على الجاهل، ويصبر على الأذى.

- يتبسم في وجه محدثه، ويأخذ بيده، ولا ينزعها قبله.

- يقبل على من يحدثه، حتى يظن أنه أحب الناس إليه.

- يسلم على الأطفال ويداعبهم.

- يجيب دعوة: الحر، والعبد، والأمة، والمسكين، ويعود المرضى.

- ما التقم أحد أذنه، يريد كلامه، فينحّي رأسه قبله.

- يبدأ من لقيه بالسلام.

- خير الناس لأهله يصبر عليهم، ويغض الطرف عن أخطائهم، ويعينهم في أمور البيت، يخصف نعله، ويخيط ثوبه.

- يأتيه الصغير، فيأخذ بيده يريد أن يحدثه في أمر، فيذهب معه حيث شاء.

- يجالس الفقراء.

- يجلس حيث انتهى به المجلس.

- يكره أن يقوم له أحد، كما ينهى عن الغلو في مدحه.

- وقاره عجب، لا يضحك إلا تبسما، ولا يتكلم إلا عند الحاجة، بكلام يعد يحوي جوامع الكلم، حسن السمت.

- إذا كره شيئا عرف ذلك في وجهه.

- لم يكن فاحشا، ولا متفحشا، ولا سخابا، بالأسواق، ولا لعانا، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح.

- لا يقابل أحدا بشيء يكرهه، وإنما يقول: (ما بال أقوام ).

- لا يغضب ولا ينتقم لنفسه، إلا إذا انتهكت حرمات الله تعالى، فينتقم لله.

- ما ضرب بيمينه قط إلا في سبيل الله.

- لا تأخذه النشوة والكبر عن النصر:

* دخل في فتح مكة إلى الحرم خاشعا مستكينا، ذقنه يكاد يمس ظهر راحلته من الذلة لله تعالى والشكر له..

لم يدخل متكبرا، متجبرا، مفتخرا، شامتا.

* وقف أمامه رجل وهو يطوف بالبيت، فأخذته رعدة، وهو يظنه كملك من ملوك الأرض، فقال له رسول الله:

"هون عليك، فإنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة ".

- كان زاهدا في الدنيا:

* يضطجع على الحصير، ويرضى باليسير، وسادته من أدم حشوها ليف.

* يمر الشهر وليس له طعام إلا التمر.. يتلوى من الجوع ما يجد ما يملأ بطنه، فما شبع ثلاثة أيام تباعا

من خبز بر حتى فارق الدنيا .

- كان رحيما بأمته، أعطاه الله دعوة مستجابة، فادخرها لأمته يوم القيامة شفاعة، قال:

* ( لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجل كل نبي دعوته، وإني أختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة،

فهي نائلة إن شاء الله من مات لا يشرك بالله شيئا ) [البخاري]؛ ولذا قال تعالى عنه:

( لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )
* * *
من حسن تقدير الله لهذه الأمة أن جعله رسولها، فلها الفخر بهذا الشرف..

ومن المؤسف:- أن من الناس من لا يستشعر عظمته.

- ومنهم من لا يكترث بحقوقه الواجبة على الأمة، من: محبة، واتباع، وأدب.

- وقد أهمل تعليم الصغار صفاته الخُلُقية والخَلْقية؛ فأطفالنا ينشئون وهم لا يعرفون عن نبيهم إلا:

اسمه وشيئا من نسبه، وهجرته من مكة إلى المدينة. أما صفاته البدنية، وأخلاقه، ومقامه، وحقوقه،

وجوانب سيرته فلا خبر لهم بها. وهذا تقصير منا..!!

نحن نحتاج إلى أن نتعرف على كل صغيرة وكبيرة في حياته، من لدن مولده إلى وفاته.. ينبغي أن

ننظر إليه: مربيا، وقدوة، وقائدا، ورسولا، وسيدا ذا مقام رفيع، وقلب رحيم، ونفس زكية، وأدب جم،

وصبر جميل. من حقه علينا أن ندرس كل جوانب حياته، ونعلم أطفالنا وأزواجنا وأهلينا: من هو رسول الله ؟.

نحن اليوم في غاية الحاجة إلى تدارس سيرته، ولو مرة في الأسبوع :

نجلس في البيت مع الزوجة والأبناء.. نقرأ إحدى كتب السير المعتمدة مثل:

- تهذيب السيرة لابن هشام.

- البداية والنهاية لابن كثير.

- الشمائل المحمدية للترمذي.

- فقه السيرة للغزالي.

- السيرة النبوية الصحيحة للدكتور أكرم ضياء العمري.

وغيرها.. لابد أن نحرص على مثل هذه الحلقات في بيوتنا، وفي وسائل الإعلام، إن أردنا أن نتزكى ونربي أبناءنا

وأزواجنا، فهذه من أحسن وسائل التربية، وهو السلاح الذي نواجه به الغثاء الذي يتصدر وسائل الإعلام:

- فبه نحفظ أبناءنا من الانسلاخ، والانسياق وراء زخارف: الكفر، والفسق، والشهوات.

- وبه نغرس في قلوبهم محبة رسول الله، والفخر به.

- والتعلق بسنته، وتقليده في العادات والعبادات.

فمن غير المعقول أن تكون سيرة هذا الرجل العظيم، الذي ما حفظ لنا القرآن والسنة والتاريخ سيرة إنسان،

مثلما حفظ سيرته، بين أيدينا ثم نهمله وننصرف عنه!. إن ذلك لغفلة معيبة..!!.

******************

[مراجع: فتح الباري 6/554ـ 578، مسلم الفضائل، البداية والنهاية]

---------------------------------------
[1] - المقصود بهم هنا: الصحف الدنمركية. التي نالت من مقام النبي صلى الله عليه وسلم شخصه بالرسومات، تنقصا، وسخرية.

د. لطف الله بن ملا عبد العظيم خوجه

المصدر :صيد الفوائد؟؟؟؟؟هكذا كان محمد صلى الله عليه وسلم


محمد شندي الراوي

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالَمين وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته بإحسان إلى يوم الدِّين …
أوجب الله سبحانه وتعالى على المؤمنين طاعته والاقتداء بهديه واتِّباع سُنَّته وتوقيره ومحبته صلى الله عليه وسلم فوق محبة الآباء والأبناء والأزواج والعشيرة، والتجارة والأموال، وأوعد من تخلف عن تحقيق ذلك بالعقاب، فقال سبحانه وتعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ ءابَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة: 24].
كان محمد صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خُلقاً وأدباً وأكرمهم و أتقاهم وأنقاهم معاملة . قال عنه ربه عز وجل مادحاً وواصفاً خُلقه الكريم صلى الله عليه وسلم (( وَإِنّكَ لَعَلَىَ خُلُقٍ عَظِيمٍ )) [القلم 4].
عن أنس رضي الله عنه قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقًا " - متفق عليه.
وعن صفية بنت حيي رضي الله عنها قالت: "ما رأيت أحسن خلقًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم" - رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن.
وعن عائشة لما سئلت رضي الله عنها عن خلق النبي عليه الصلاة والسلام ، قالت : (كان خلقه القرآن) صحيح مسلم.
عن عطاء رضي الله عنه قال : قلت لعبد الله بن عمرو أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة ، قال : أجل والله إنه لموصوف في التوراة بصفته في القرآن يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وحرزًا للأميين ، أنت عبدي ورسولي ، سميتك المتوكل ، لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا يدفع بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء ، بأن يقولوا لا إله إلا الله ، ويفتح بها أعينًا عميًا وآذانًا صمًا وقلوبًا غلفًا - رواه البخاري
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم من أكمل الناس شرفاً وألطفهم طبعاً وأعدلهم مزاجاً وأسمحهم صلة وأنداهم يداً, لأنه مستغن عن الفانيات بالباقيات الصالحات.
محمد وما أدراك من هو محمد.. بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم
- محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم المرسلين وهو سيد الأولين والآخرين : قال صلى الله عليه وسلم: (أنا سيد ولد آدم ولا فخر)
- محمد صلى الله عليه وسلم هو نبي الرحمة قال تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الأنبياء:107) .
- محمد صلى الله عليه وسلم أرسل للناس كافة قال تعالى : { إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ }
وقال تعالى : {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا } (الأعراف 158)
- محمد صلى الله عليه وسلم هو صاحب الشفاعة العظمى :
في حديث أبي هريرة رضي الله عنه ( فيأتوني ، فيقولون : يا محمد أنت رسول الله وخاتم الأنبياء وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى إلى ما نحن فيه ، فأنطلق فآتي تحت العرش ، فأقع ساجداً لربي عز وجل ، ثم يفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه شيئاً لم يفتحه على أحد قبلي ، ثم يقال يا محمد ارفع رأسك ، سل تعطى ، واشفع تشفع ) متفق عليه.
- محمد صلى الله عليه وسلم هو صاحب المقام المحمود :
قال تعالى: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} (الإسراء: 79)
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : ( إن الناس يصيرون يوم القيامة جثا - جلوسا على الركب - ، كل أمة تتبع نبيها ، يقولون : يا فلان اشفع ، يا فلان اشفع ، حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود ) رواه البخاري .
- محمد صلى الله عليه وسلم هو صاحب لواء الحمد يوم القيامة
قال صلى الله عليه وسلم : (( وبيدي لواء الحمد يوم القيامة ولا فخر ))
- محمد صلى الله عليه وسلم هو أول من تفتح له أبواب الجنة :
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( آتى باب الجنة يوم القيامة فاستفتح ، فيقول الخازن : من أنت ؟ قال : فأقول : محمد. قال : يقول : بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك (رواه مسلم . )
- محمد صلى الله عليه وسلم أخبره ربه بأنه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر قال الله تعالى : (إنا فتحنا لك فتحا مبينا (1) ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر و يتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما ) الآيتان 1و2من سورة الفتح.
- محمد صلى الله عليه وسلم كان من أعبد الناس :
عن عبد الله بن الشخير ـ رضي الله عنه ـ قال : ( أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيزٌ كأزيز المرجل من البكاء) رواه أبو داود .
وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ : أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه ، فقالت عائشة : لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال : (أفلا أكون عبداً شكوراً) رواه البخاري.
- محمد صلى الله عليه وسلم كان يحب الذكر :
قال صلى الله عليه وسلم : (لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس) رواه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم : (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره ، مثل الحي والميت) رواه البخاري.
وقال صلى الله عليه وسلم : (ما عمل ابن آدم عملاً أنجى له من عذاب الله من ذكر الله) أخرجه الطبراني بسندٍ حسن.
- محمد صلى الله عليه وسلم كان أكثر الناس دعاءً ، وكان من أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول : (اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) متفق عليه .
وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنه كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته: (اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل) رواه النسائي .
- محمد صلى الله عليه وسلم معجزته باقية خالدة ما بقيت السموات و الارض بعكس معجزات الأنبياء السابقين ، ومعجزة سيد الأولين والآخرين وهي القرآن العظيم باقية إلى يوم الدين .
- محمد صلى الله عليه وسلم كان متواضعا وكان أبعد الناس عن الكبر ، كيف لا وهو الذي يقول صلى الله عليه وسلم : (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ، إنما أنا عبدٌ فقولوا عبد الله ورسوله) رواه البخاري.
- محمد صلى الله عليه وسلم كان شفيقا بمن يخطئ أو من يخالف الحق وكان يُحسن إليه ويعلمه بأحسن أسلوب ، بألطف عبارة وأحسن إشارة ، من ذلك لما جاءه الفتى يستأذنه في الزنا.
فعن أبي أُمامة ـ رضي الله عنه ـ قال : إن فتىً شاباً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا، فأقبل القوم عليه فزجروه ، وقالوا: مه مه فقال له: (ادنو) ، فدنا منه قريباً ، قال: (أتحبّه لأمّك؟) قال : لا والله ، جعلني الله فداءك ، قال : (ولا الناس يحبونه لأمهاتهم) قال: أفتحبه لابنتك؟) قال: لا والله يا رسول الله ، جعلني الله فداءك . قال : (ولا الناس جميعاً يحبونه لبناتهم) قال : (أفتحبه لأختك؟) قال: لا والله جعلني الله فداءك . قال : ولا الناس جميعاً يحبونه لأخواتهم). قال: (أفتحبه لعمتك؟) قال: لا والله ، جعلني الله فداءك . قال: (ولا الناس جميعاً يحبونه لعماتهم). قال: (أفتحبه لخالتك؟) قال: لا والله جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس جميعاً يحبونه لخالاتهم) قال: فوضع يده عليه ، وقال : اللهم اغفر ذنبه ، وطهر قلبه ، وحصّن فرجه) فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء . رواه أحمد.
- محمد صلى الله عليه وسلم خير الناس لأهله يصبر عليهم ، ويغض الطرف عن أخطائهم قال عليه الصلاة والسلام: (( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي )) سنن الترمذي .
- محمد صلى الله عليه وسلم كان يعين أهله ويساعدهم في أمورهم ويكون في حاجتهم
عن الأسود قال : سألت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت : ( كان يكون في مهنة أهله ، فإذا حضرت الصلاة يتوضأ ويخرج إلى الصلاة) رواه مسلم والترمذي.
- محمد صلى الله عليه وسلم كان يخصف نعله ، ويخيط ثوبه.
عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم - رواه أحمد.
- محمد صلى الله عليه وسلم كان يمازح أهله ويلاعبهم ويسابقهم..
عن عائشة رضي الله عنها قالت " : خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم أبدن ، فقال للناس : اقدموا فتقدموا ، ثم قال لي : تعالي حتى أسابقك فسبقته ، فسكت عني حتى إذا حملت اللحم وبدنت خرجت معه في بعض أسفاره ، فقال للناس: تقدموا فتقدموا ، ثم قال لي : تعالي أسابقك فسبقني ، فجعل يضحك وهو يقول هذه بتلك " رواه أحمد.
- محمد صلى الله عليه وسلم كان عادلا يقيم شرع الله تعالى ولو على أقرب الأقربين.
قال تعالى: (يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَآءِ للّهِ وَلَوْ عَلَىَ أَنْفُسِكُمْ أَو ِالْوَالِدَيْنِ وَ الأقْرَبِينَ) (النساء:135)
قال عليه الصلاة والسلام في قصة المرأة المخزومية التي سرقت : ( ‏والذي نفسي بيده لو كانت فاطمة بنت محمد ‏,‏ لقطعت يدها‏
- محمد صلى الله عليه وسلم كان يعدل بين نسائه صلى الله عليه وسلم ويتحمل ما قد يقع من بعضهن من غيرة كما كانت عائشة ـ رضي الله عنها ـ غيورة.
- محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلم تكلم بكلام فَصْلٍ مبين ، يعده العاد ليس بسريع لا يُحفظ ، ولا بكلام منقطع لا يُدركُه السامع ، بل هديه فيه أكمل الهديِّ ، كما وصفته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بقولها: (ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرد سردكم هذا ، ولكن كان يتكلم بكلام بيِّن فصل يتحفظه من جلس إليه) متفق عليه
- محمد صلى الله عليه وسلم , كان يتفقّد أصحابه ويسأل عنهم ، ويواسيهم ويقدم لهم النصيحة
في الحديث كان يزور الأنصار، ويُسَلِّم على صبيانهم ، و يمسح رؤوسهم "، حديث صحيح رواه النسائي.
- محمد صلى الله عليه وسلم يسلم كان يحيى مع أصحابه حياة فطرية عادية ، يشاركهم في ضحكهم ولعبهم ومزاحهم ، كما يشاركهم آلامهم وأحزانهم ومصائبهم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قالوا يا رسول الله إنك تداعبنا قال : " نعم غير أني لا أقول إلا حقاً".
وجاءت إليه امرأة عجوز تقول له: ادع الله أن يدخلني الجنة، فقال لها: "يا أم فلان، إن الجنة لا يدخلها عجوز" ! فبكت المرأة حيث أخذت الكلام على ظاهره ، فأفهمها : أنها حين تدخل الجنة لن تدخلها عجوزًا ، بل شابة حسناء.
وتلا عليها قول الله تعالي في نساء الجنة: (إنا أنشأناهن إنشاء. فجعلناهن أبكارًا. عربًا أترابًا).(الواقعة: 35-37( أخرجه الترمذي
أبو عبد الرحمن المصري
05-30-2008, 06:21 PM
- محمد صلى الله عليه وسلم كان يجالس أصحابه ويماشيهم وإذا مشى مع أصحابه يمشون بين يديه وهو خلفهم ويقول دعوا ظهري للملائكة .
- محمد صلى الله عليه وسلم كان يماشي أصحابه فرادى وجماعة ومشى في بعض غزواته مرة فدميت أصبعه وسال منها الدم فقال :


هل أنت إلا أصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت


- محمد صلى الله عليه وسلم كان في السفر ساقه أصحابه يزجي الضعيف ويردفه ويدعو لهم .
- محمد صلى الله عليه وسلم كان يكرم ضيفه ويجالسهم وكان يجلس على الأرض
لما قدم عليه عدي بن حاتم دعاه إلى منزله فألقت إليه الجارية وسادة يجلس عليها فجعلها بينه وبين عدي وجلس صلى الله عليه وسلم على الأرض .
قال عدي : فعرفت أنه ليس بملك
- محمد صلى الله عليه وسلم كان يخفض طرفه
عن أبي هالة عن الحسن بن علي قال أن النبي عليه الصلاة والسلام كان خافض الطرف (من الخفض ضد الرفع ) فكان إذا نظر لم ينظر إلى شيء يخفض بصره لأن هذا من شأن من يكون دائم الفكرة لاشتغال قلبه بربه)، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء ، وكان جل نظره الملاحظة (المراد أنه لم يكن نظره إلى الأشياء كنظر أهل الحرص والشره بل بقدر الحاجة).
- محمد صلى الله عليه وسلم كان أزهد الناس في الدنيا وأرغبهم في الآخرة خيره الله تعالى بين أن يكون ملكا نبيا أو يكون عبدا نبيا فاختار أن يكون عبدا نبيا.
- محمد صلى الله عليه وسلم كان ينامُ على الفراش تارة ، وعلى النِّطع تارة، وعلى الحصير تارة ، وعلى الأرض تارة ، وعلى السرير تارة بين رِمَالهِ ، وتارة على كِساء أسود‏ قال أنس بن مالك رضي الله عنه : ( دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو على سرير مزمول بالشريط وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف ودخل عمر وناس من الصحابة فانحرف النبي صلى الله عليه وسلم فرأى عمر أثر الشريط في جنبه فبكى فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما يبكيك يا عمر قال : ومالي لا أبكي وكسرى وقيصر يعيشان فيما يعيشان فيه من الدنيا وأنت على الحال الذي أرى فقال يا عمر : أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة قال : بلى قال: هو كذلك )
- محمد صلى الله عليه وسلم أفصح خلق الله وأعذبهم كلاما وأسرعهم أداء وأحلاهم منطقا حتى إن كلامه ليأخذ بمجامع القلوب ويسبي الأرواح ويشهد له بذلك أعداؤه .
- محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلم ؛ تكلم بكلام مفصل مبين يعده العاد ليس بمسرع لا يحفظ ولا منقطع تخلله السكتات بين أفراد الكلام بل هديه فيه أكمل الهدي قالت عائشة : ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرد سردكم هذا ولكن كان يتكلم بكلام بين فصل يحفظه من جلس إليه .
- محمد صلى الله عليه وسلم كان طويل السكوت لا يتكلم في غير حاجة يفتتح الكلام ويختتمه بأشداقه ويتكلم بجوامع الكلام فصل لا فضول ولا تقصير وكان لا يتكلم فيما لا يعنيه ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه وإذا كره الشيء عرف في وجهه ولم يكن فاحشا ولا متفحشا ولا صخابا .
- محمد صلى الله عليه وسلم كان جل ضحكه التبسم بل كله التبسم فكان نهاية ضحكه أن تبدو نواجذه .
وفي الحديث : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يضحك إلا تَبَسُّماً، وكنتَ إذا نظرتَ إليه قُلتَ أكحل العينين وليس بأكحل "، حسن رواه الترمذي .
- محمد صلى الله عليه وسلم كان أحسن الناس معاملة ، وكان إذا استسلف سلفا قضى خيرا منه .
ذكر البزار أنه صلى الله عليه وسلم استسلف من رجل أربعين صاعا فاحتاج الأنصاري فأتاه فقال صلى الله عليه وسلم : ما جاءنا من شيء بعد فقال الرجل وأراد أن يتكلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقل إلا خيرا فأنا خير من تسلف فأعطاه أربعين فضلا وأربعين سلفة فأعطاه ثمانين.
وباعه يهودي بيعا إلى أجل فجاءه قبل الأجل يتقاضاه ثمنه فقال : لم يحل الأجل فقال اليهودي : إنكم لمطل يا بني عبد المطلب فهم به أصحابه فنهاهم فلم يزده ذلك إلا حلما فقال اليهودي : كل شيء منه قد عرفته من علامات النبوة وبقيت واحدة وهي أنه لا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلما فأردت أن أعرفها فأسلم اليهودي.
- محمد صلى الله عليه وسلم كان يسلم على الأطفال ويداعبهم.
عن أنس رضي الله عنه قال كان صلى الله عليه وسلم يمر بالصبيان فيسلم عليهم - رواه البخاري واللفظ له ومسلم.
- محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا سمع بكاء الصبي يسرع في الصلاة مخافة أن تفتتن أمه.
- محمد صلى الله عليه وسلم كان يحمل ابنة ابنته وهو يصلي بالناس إذا قام حملها وإذا سجد وضعها وجاء الحسن والحسين وهما ابنا ابنته وهو يخطب الناس فجعلا يمشيان ويعثران فنزل النبي صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما حتى ووضعهما بين يديه .
- محمد صلى الله عليه وسلم كان لطيفا رحيماً فلم يكن فاحشاً ولا متفحشا ولا صخاباً في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح.
عن أنس رضي الله عنه قال : "خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين ، والله ما قال أف قط ، ولا قال لشيء لم فعلت كذا وهلا فعلت كذا" - رواه الشيخان وأبو داود و الترمذي.
وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادما له ولا امرأة ولا ضرب بيده شيئا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله متفق عليه.
- محمد صلى الله عليه وسلم نبي التيسير على أمته وعلى الناس أجمعين.
عن عائشة رضي الله عنها قالت " ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثمًا ، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه وما انتقم صلى الله عليه وسلم لنفسه قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم".
- محمد صلى الله عليه وسلم كان يحب أمته ويدعو على من آذاها : ( اللهم من وليَ من أمرِ أمتي شيئاً ، فشقَّ عليهم ، فاشقُق عليه ، و من ولي من أمر أمتي شيئاً ، فرفق بهم ، فارفق به )
- محمد صلى الله عليه وسلم عندما قيل له ادع على المشركين قال صلى الله عليه وسلم " إني لم أبعث لعانًا ، وإنما بعثت رحمة " - رواه مسلم
- محمد صلى الله عليه وسلم كان رحيما في تعامله مع الناس حكيما في توجيههم
عن أنس رضي الله عنه قال : " بينما نحن في المجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد فصاح به أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم : مَه مَه ( أي اترك) !!.قال النبي عليه الصلاة و السلام : لا تُزرموه، (لا تقطعوا بوله).
فترك الصحابة الأعرابي يقضي بَوله ، ثم دعاه الرسول صلى الله عليه و سلم وقال له:
"إن المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول والقذر، إنَّما هي لِذِكر الله والصلاة و قراءة القرآن"، ثم قال لأصحابه صلى الله عليه و سلم: "إنَّما بُعِثتم مُبَشِرين ، ولم تُبعَثوا معسرين، صُبّوا عليه دلواً من الماء".
عندها قال الأعرابي: "اللهم ارحمني ومحمداً ، ولا ترحم معنا أحداً ".
فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : "لقد تحجَّرتَ واسعاً"، (أي ضَيَّقتَ واسعاً)، متفق عليه.
- محمد صلى الله عليه وسلم كان يجيب دعوتهم دعوة الحر والعبد والغني والفقير ويعود المرضى في أقصى المدينة ويقبل عذر المعتذر.
عن أنس رضي الله عنه قال كان صلى الله عليه وسلم يدعى إلى خبز الشعير والإهالة السنخة فيجيب - رواه الترمذي .
الإهالة السنخة : أي الدهن الجامد المتغير الريح من طوال المكث.
وقال صلى الله عليه وسلم (لو أُهدي إليَّ كراعٌ لقبلتُ ولو دُعيت عليه لأجبت) رواه الترمذي .
- محمد صلى الله عليه وسلم كان يقضي حوائج الناس :
عن ابن أبي أوفى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يأنف ولا يستكبر أن يمشي مع الأرملة والمسكين والعبد حتى يقضي له حاجته. رواه النسائي والحاكم.
- محمد صلى الله عليه وسلم يأتيه الصغير، فيأخذ بيده يريد أن يحدثه في أمر، فيذهب معه حيث شاء.
- محمد صلى الله عليه وسلم وقاره عجب ، لا يضحك إلا تبسما ، ولا يتكلم إلا عند الحاجة ، بكلام يعد يحوي جوامع الكلم ، حسن السمت.
- محمد صلى الله عليه وسلم لا يحب النميمة ويقول لأصحابه : " لا يبلغني أحد عن أحد شيئا ، إني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر".
- محمد صلى الله عليه وسلم كان أحسن الناس خلقا ، قال أنس : "خدمت رسول الله عشر سنين ، والله ما قال لي: أف قط ولا لشيء فعلته : لم فعلت كذا ؟، وهلا فعلت كذا؟". مسلم
محمد صلى الله عليه وسلم لا يقابل أحدا بشيء يكرهه ، وإنما يقول: (ما بال أقوام )
- محمد صلى الله عليه وسلم لا يغضب ولا ينتقم لنفسه ، إلا إذا انتهكت حرمات الله تعالى ، فينتقم لله.
* محمد صلى الله عليه وسلم دخل في فتح مكة إلى الحرم خاشعا مستكينا ، ذقنه يكاد يمس ظهر راحلته من الذلة لله تعالى والشكر له.. لم يدخل متكبرا، متجبرا، مفتخرا، شامتا.
* محمد صلى الله عليه وسلم وقف أمامه رجل وهو يطوف بالبيت ، فأخذته رعدة ، وهو يظنه كملك من ملوك الأرض ، فقال له رسول الله : " هون عليك ، فإنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة ".
* محمد صلى الله عليه وسلم يمر الشهر وليس له طعام إلا التمر.. يتلوى من الجوع ما يجد ما يملأ بطنه ، فما شبع ثلاثة أيام تباعا من خبز بر حتى فارق الدنيا .
- محمد صلى الله عليه وسلم كان رحيما بأمته.
- محمد صلى الله عليه وسلم أعطاه الله دعوة مستجابة ، فادخرها لأمته يوم القيامة شفاعة ، قال: ( لكل نبي دعوة مستجابة ، فتعجل كل نبي دعوته ، وإني أختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة ، فهي نائلة إن شاء الله من مات لا يشرك بالله شيئا ) [البخاري] ؛ ولذا قال تعالى عنه : {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم }
- محمد صلى الله عليه وسلم كان يمر عليه الشهران والثلاثة ولا يوقد في بيته نار
عن عروة رضي الله عنه قال : عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها كانت تقول : والله يا ابن أختي كنا لننظر إلى الهلال ثم الهـلال ثـلاثة أهلة في شهرين ما أوقـد في أبيـات رسـول الله صلى الله عليه وسلم نار، قلت: يا خالة فما كان عيشكم؟ قالت : الأسودان ـ التمر والماء ـ) متفق عليه.
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال : (كان النبي صلى الله عليه وسلم يبيت الليالي المتتابعة طاوياً وأهله لا يجدون عشاءً، وكان أكثر خبزهم الشعير) رواه الترمذي وابن ماجه.
- محمد صلى الله عليه وسلم ما عاب شيئا قط.
- محمد صلى الله عليه وسلم ما عاب طعاما قط ؛ إن اشتهاه أكله وإلا تركه.
- محمد صلى الله عليه وسلم يبدأ من لقيه بالسلام.
- محمد صلى الله عليه وسلم يجالس الفقراء.
- محمد صلى الله عليه وسلم يجلس حيث انتهى به المجلس.
- محمد صلى الله عليه وسلم كان أجود الناس
- محمد صلى الله عليه وسلم أشجع الناس
- محمد صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها.
- محمد صلى الله عليه وسلم ما سئل شيئا فقال: "لا" .
- محمد صلى الله عليه وسلم يحلم على الجاهل ، ويصبر على الأذى.
- محمد صلى الله عليه وسلم يتبسم في وجه محدثه، ويأخذ بيده ، ولا ينزعها قبله.
- محمد صلى الله عليه وسلم يقبل على من يحدثه ، حتى يظن أنه أحب الناس إليه.
- محمد صلى الله عليه وسلم ما أراد أحد أن يسره بحديث ، إلا واستمع إليه بإنصات.
- محمد صلى الله عليه وسلم يكره أن يقوم له أحد ، كما ينهى عن الغلو في مدحه.
- محمد صلى الله عليه وسلم إذا كره شيئا عرف ذلك في وجهه.
- محمد صلى الله عليه وسلم ما ضرب بيمينه قط إلا في سبيل الله.
- محمد صلى الله عليه وسلم لا تأخذه النشوة والكبر عن النصر.
- محمد صلى الله عليه وسلم كان زاهدا في الدنيا.
- محمد صلى الله عليه وسلم كان يبغض الكذب.
- محمد صلى الله عليه وسلم كان أحب العمل إليه ما دوم عليه وإن قل
- محمد صلى الله عليه وسلم كان أخف الناس صلاة على الناس وأطول الناس صلاة لنفسه
- محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه جعل يده اليمنى تحت خده الأيمن .
- محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن ينام وهو جنب غسل فرجه وتوضأ وضوءه للصلاة.
- محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا جاء أمرا أسره يخر ساجداً شكرا لله تعالى.
- محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا خاف قوما قال اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم .
- محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى ما يحب قال الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وإذا رأى ما يكره قال الحمد لله على كل حال .
- محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا بدا بنفسه .
- محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى ركعتي الفجر اضطجع على شقه الأيمن.
- محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال استغفروا الله لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل .
- محمد صلى الله عليه وسلم كان لا ينام إلا والسواك عند رأسه فإذا استيقظ بدأ بالسواك .
- محمد صلى الله عليه وسلم كان يأكل بثلاثة أصابع ويلعق يده قبل أن يمسحها .
- محمد صلى الله عليه وسلم كان يحب التيامن ما استطاع في طهوره وتنعله وترجله وفي شأنه كله.
- محمد صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله تعالى في كل وقت .
- محمد صلى الله عليه وسلم كان يصلي الضحى أربعا ويزيد ما شاء الله .
- محمد صلى الله عليه وسلم كان يتحرى صيام الاثنين والخميس .
- محمد صلى الله عليه وسلم يضطجع على الحصير، ويرضى باليسير، وسادته من أدم حشوها ليف.
- محمد صلى الله عليه وسلم على الرغم من حُسن خلقه كان يدعو الله بأن يحسّن أخلاقه ويتعوذ من سوء الأخلاق عليه الصلاة والسلام .
عن عائشة رضي الله عنها قالت : " كان صلى الله عليه وسلم يقول اللهم كما أحسنت خلقي فأحسن خلقي " - رواه أحمد ورواته ثقات.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان صلى الله عليه وسلم يدعو فيقول " اللهم إني أعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق " - رواه أبو داود والنسائي
وختاماً :
قال تعالى : (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً *ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليماً ) [سورة النساء:69-70].
وقال تعالى : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً) [سورة الأحزاب:21].
فالمؤمن الحق هو المتبع لرسول الله صلى الله عليه وسلم في أخلاقه وآدابه صلى الله عليه وسلم والمستن بسنته وهديه .
قال صلى الله عليه وسلم: ((إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا)).
قال عليه الصلاة والسلام: ((ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن؛ وإن الله يبغض الفاحش البذيء)).
وقال صلى الله عليه وسلم : ((أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ، وخياركم خياركم لأهله)).
ومن ها هنا نعلم اضطرارنا فوق كل ضرورة إلى معرفة نبينا صلى الله عليه وسلم لتقوى محبتنا له ، فإذا ما أحببناه اقتدينا بهديه وتأدبنا بآدابه وتعاليمه ، فبمتابعته يتميز أهل الهدى من أهل الضلال.
أخي المسلم وبعد هذا أسالك سؤالا فأقول هل تحب نبيك صلى الله عليه وسلم ؟؟؟
هل تريد نصرته ؟؟
فلماذا لا تهتدي بهديه وتستن بسنته وتطيعه ولا تعصيه حتى تكون من أهل سنته؟؟؟
نسأل المولى عز وجل أن يرزقنا حسن متابعته صلى الله تعالى عليه وسلم ، وأن ينفعنا بهديه ، لنفوز بشفاعته ومحبته صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة وأن يعيننا على خدمة السُنَّة النبوية المُطَهَّرة وأن يجمعنا وإياكم تحت لواء المصطفى صلى الله عليه وسلم.
اللهم اجعل حبك وحب رسولك أحب إلينا من أنفسنا وأبنائنا ومن الماء البارد على الظمأ ، اللهم ارزقنا شفاعة نبيك محمد وأوردنا حوضه ، وارزقنا مرافقته في الجنة ، اللهم صلى وسلم وبارك أطيب وأزكى صلاة وسلام وبركة على رسولك وخليلك محمد وعلى آله وصحبه.
وصلى الله على نبينا وحبينا وقرة أعيننا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

غير معرف يقول...

صورة حقيقية لسيدنا رسول الله؟؟؟(((((((((((((((((((صورة الرسول صلى الله عليه وسلم ا.)))))))))).
خلق أفضل الخلق يقول عنه ربه تبارك وتعالى ( وإنك لعلى خلق عظيم)وتقول عنه أم المؤمنين عندما سئلت عن خلقه فقالت ( كان خلقه القرآن)
وإن المسلم ليشتاق لرؤيته صلى الله عليه وسلم وكذلك لمعرفة خلقه وليستمع لتوجيهه وأقواله ليقتدي به ويقتفي أثره , ولن أطيل عليكم وسأنقل لكم هذه الأحاديث التي جمعتها من صحيح الجامع فلعلها تذكرنا بخلقه صلى الله عليه وسلم وكذلك كيف كانت هيئته وصورته التي صوره الله عليه فنشتاق إليه أكثر ونحبه أكثر بأبي هو وأمي ... فتعالوا معي واقرأوا هذه الأحاديث
كان ابغض الخُلق إليه الكذب
كان ابيض ، كأنما صيغ من فضه ، رجِل الشعر
كان ابيض ، مشرباً بحمره ، ضخم الهامة ، أهدب الأشفار
كان ابيض ، مشربا بيض بحمره ، و كان اسود الحدقة ، أهدب الأشفار
كان ابيض مليحا مقصدا
كان احب الألوان إليه الخضرة
كان احب الثياب إليه الحبرة
كان احب الثياب إليه القميص
كان احب الدين ما داوم عليه صاحبه
كان احب الشراب إليه الحلو البارد
كان احب الشهور إليه إن يصومه شعبان [ ثم يصله برمضان ]
كان احب العرق إليه ذراع الشاه
كان احب العمل إليه ما دووم عليه و إن قل
كان احسن الناس خلقا
كان احسن الناس ربعه ، إلى الطول ما هو ، بعيد ما بين المنكبين ، أسيل الخدين ، شديد سواد الشعر ، اكحل العينين ، أهدب الأشفار ، إذا وطئ بقدمه وطئ بكلها ، ليس له أخمص ، إذا وضع رداءه عن منكبيه فكأنه سبيكة فضه
كان احسن الناس ، و أجود الناس ، و أشجع الناس
كان احسن الناس وجها ، و أحسنهم خلقا ، ليس بالطول البائن ، و لا بالقصير
كان أخف الناس صلاه على الناس ، و أطول الناس صلاه لنفسه
كان أخف الناس صلاه في تمام
كان إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه ، و لكن من ركنه الأيمن أو الأيسر ، و يقول : السلام عليكم ، السلام عليكم
كان إذا أتى مريضا ، أو أتي به قال : اذهب البأس رب الناس ، اشف و أنت الشافي ، لا شفاء ألا شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقما
كان إذا أتاه الأمر يسره قال : الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، و إذا أتاه الأمر يكرهه قال : الحمد لله على كل حال
كان إذا أتاه الرجل و له اسم لا يحبه حوله
كان إذا أتاه الفيء قسمه في يومه ، فأعطى الأهل حظين ، و أعطى العزب حظا
كان إذا أتاه قوم بصدقتهم قال : اللهم صل على آل فلان
كان إذا أتى بباكورة الثمرة وضعها على عينيه ثم على شفتيه ، ثم يعطيه من يكون عنده من الصبيان
كان إذا أتى بطعام سال عنه اهديه أم صدقه ؟ فان قيل : صدقه ، قال لأصحابه : كلوا و لم يأكل و إن قيل : هديه ، ضرب بيده ، فأكل معهم
كان إذا اخذ أهله الوعك أمر بالحساء فصنع ، ثم أمرهم فحسوا ، و كان يقول : انه ليرتو فؤاد الحزين ، و يسرو عن فؤاد السقيم ، كما تسرو إحداكن الوسخ بالماء عن وجهها
كان إذا اخذ مضجعه جعل يده اليمنى تحت خده الأيمن
كان إذا اخذ مضجعه قرا { قل يا أيها الكافرون } حتى يختمها
كان إذا اخذ مضجعه من الليل قال ( بسم الله وضعت جنبي ، اللهم اغفر لي ذنبي و اخسأ شيطاني ، و فك رهاني ، و ثقل ميزاني ، و اجعلني في الندى الأعلى))

كان إذا اخذ مضجعه من الليل ، وضع يده تحت خده ثم يقول ( باسمك اللهم أحيا ، و باسمك أموت ،)) وإذا استيقظ قال ( الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا و إليه النشور ))

كان إذا أراد أن يحرم تطيب بأطيب ما يجد
كان إذا أراد أن يدعو على أحد أو يدعو لأحد قنت بعد الركوع
كان إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده ثم يقول : اللهم قني عذابك ، يوم تبعث عبادك ( ثلاث مرات )
كان إذا أراد إن يستودع الجيش قال : استودع الله دينكم ، و أمانتكم ، وخواتيم أعمالكم
كان إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ثم دخل معتكفة
كان إذا أراد أن ينام و هو جنب توضأ وضوءه للصلاة، و إذا أراد أن يأكل أويشرب و هو جنب غسل يديه ، ثم يأكل و يشرب كان إذا أراد سفرا اقرع بين نسائه ، فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه
كان إذا أراد غزوه ورى بغيرها

كان إذا استجد ثوبا سماه باسمه قميصا أو عمامة أو رداء ثم يقول : اللهم لك الحمد ، و أنت كسوتنيه ، أسألك من خيره ، و خير ما صنع له ، و أعوذ بك من شره ، و شر ما صنع له
كان إذا استراث الخبر تمثل ببيت طرفه : و يأتيك بالأخبار من لم تزود
كان إذا استسقى قال : اللهم اسق عبادك و بهائمك ، و انشر رحمتك ، و أحيي بلدك الميت
كان إذا استفتح الصلاة قال : سبحانك اللهم و بحمدك ، و تبارك اسمك ، و تعالى جدك ، و لا اله غيرك
كان إذا استن أعطى السواك الأكبر ، وإذا شرب أعطى الذي عن يمينه
كان إذا اشتد البرد بكر بالصلاة ، وإذا اشتد الحر ابرد بالصلاة
كان إذا اشتدت الريح قال : اللهم لقحا لا عقيما
كان إذا اشتكى أحد رأسه قال : اذهب فاحتجم ، و إذا اشتكى رجله قال : اذهب فاخضبها بالحناء
كان إذا اشتكى رقاه جبريل قال : بسم الله يبريك ، من داء يشفيك ، و من شر حاسد إذا حسد ، و من شر كل ذي عين كان إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات و مسح عنه بيده
كان إذا اصبح و إذا أمسى قال : أصبحنا على فطره الإسلام ، و كلمه الإخلاص ، ودين نبينا محمد ، و مله أبينا إبراهيم ، حنيفا مسلما و ما كان من المشركين
كان إذا اطلع على أحد من أهل بيته كذب كذبه ، لم يزل معرضا عنه حتى يحدث توبة
كان إذا اعتم سدل عمامته بين كفتيه
كان إذا افطر عند قوم قال : افطر عندكم الصائمون ، و أكل طعامكم الأبرار ، و تنزلت عليكم الملائكة
كان إذا افطر قال : ذهب الظمأ ، و ابتلت العروق و ثبت الأجر أن شاء الله
كان إذا افطر عند قوم ، قال : افطر عندكم الصائمون ، و صلت عليكم الملائكة
كان إذا اكتحل اكتحل وترا ، و إذا استجمر استجمر
كان إذا أكل أو شرب قال : الحمد لله الذى أطعم و سقى ، و سوغه و جعل له مخرجا
كان إذا أكل طعاما لعق أصابعه الثلاث
كان إذا أكل لم تعد أصابعه بين يديه
كان إذا انزل عليه الوحي كرب لذلك و تربد وجهه
كان إذا انزل عليه الوحي نكس رأسه و نكس أصحابه رؤوسهم ، فإذا اقلع عنه رفع رأسه
كان إذا انصرف انحرف
كان إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثا ، ثم قال : اللهم أنت السلام ، و منك السلام ، تباركت ياذا الجلال و الإكرام
كان إذا أوى إلى فراشه قال : الحمد لله الذى أطعمنا ، وسقانا ، و كفانا ، و آوانا فكم ممن لا كافي له ، و لا مؤوي له
كان إذا بايعه الناس يلقنهم : فيما استطعت
كان إذا بعث أحدا من أصحابه في بعض أمره قال : بشروا و لا تنفروا ، و يسروا و لا تعسروا
كان إذا بلغه عن الرجل شيء لم يقل : ما بال فلان يقول ؟ ولكن يقول : ما بال أقوام يقولون كذا و كذا
كان إذا تضور من الليل قال : لا اله إلا الله الواحد القهار ، رب السموات و الأرض و ما بينهما العزيز الغفار
كان إذا تكلم بكلمه أعادها ثلاثا ، حتى تفهم عنه ، و إذا أتى على قوم فسلم عليهم ، سلم عليهم ثلاثا
كان إذا تهجد يسلم بين كل ركعتين .......
اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد وال سيدنا محمدنا محمد صلى الله عليه وسلم

غير معرف يقول...

دلائل صدق محمد رسول الله عقليا

الواقع أنني أحاول أن أستشف ما يفكر به عقل المسيحي مما زرعوه فيه على مر عمره وأجيب عليه بهدوء وعقلانية ولذلك أصبح كلامي عن رسول الله كما ترون دفاع عن بشريته وزواجه وبيان أنه نبي من الأنبياء تزوج كما تزوجوا جميعا !

ولكن دعنا ننظر نظرة علمية .. لم يطرح مهاجمي الإسلام تلك القضايا ويثيرون مسألة مثل زواج الرسول ؟!
الواقع أنها حيدة كبيرة وهروب من التفكير المنطقي .. فمحمد –صلى الله عليه وسلم- لم يدعونا لعبادته هو ...فلو دعانا لذلك ..لربما نضع تلك المسائل تحت البحث ..لكن دعوته كانت مختلفة ..لقد دعانا لعبادة الله !!

نعم...لم يدعنا لنكون محمديين بل دعانا لنكون مسلمين لله – عز وجل- وتنزيهه عما يعتقد به الوثنيون أو النصارى أو اليهود فالله أعلى وأكبر من من شتم اليهود والنصارى له ..وقد بيننا صفات الإله في المبحث السابق!
فالواجب على الذي يدعي العقلانية أن يفند الإعتقاد ..لا أن يحاول الهرب بجرنا إلى قضية أخرى !!

والذي يطعن في شخص مدعي نبوة فالواجب أن تكون طعوناته مستنده على أساسات جلية
1- ما هدف محمد –صلى الله عليه وسلم- من إدعاء النبوة ؟!

2- كيف إستطاع محمد –صلى الله عليه وسلم- تأليف القرآن ؟!

الواقع أن الأسئلة تبدو سهلة بالنسبة لنصراني سمع ما يردده قساوسته..لكن غياب حقائق أخفاها عنه القساوسة ومع جهل عوام النصارى بديننا ويكتفون بسماع زكريا بطرس أو غيره من جهلة وكذابين الكنائس ..ولذلك فالحقائق مشوشة للغاية !

ولا نخرج من كونه حوار عقلي على أساس التسليم بالمصادر من الجانبين –كما إتفقنا-
ونبدأ بالسؤال الأول : ما هدف محمد –صلى الله عليه وسلم- من إدعاء النبوة ؟
قد يقول قائل : الأمر بسيط إنه حب السلطة والملك والمال !
وهذا جواب يمكن أن يبدو منطقيا إلا أنه غاب عن ذهن قائله حقائق جلية .. فكونك سلمت بأن الهدف هو حب السلطة والزعامة والمال ..هذا يعني بأنه لم يكن ذو رسالة ولا يأبه لتابعيه ..وهذا ما لا يمكن أن يتخيل من شخصية رسول الله
ناهيك أنه –حسب فرضك- لو أتته الرئاسة والزعامة والمال فقد حصل مراده من إدعائه النبوة ..ويكفيني أن تعرف –عزيزي القارئ – أن النبي محمد –صلى الله عليه وسلم- جاءه كل ذلك مقابل أن يتخلى عن إدعاءه النبوة ...!
إجتمع كفار مكة وتكلم عنهم عتبة بن الوليد وهم مجتمعين حول رسول الله فقال عتبة : إن كان إنما بك الباه فاختر أي نساء قريش شئت حتى أزوجك عشرا
وإن أردت الملك ملكناك علينا
و إن كان إنما بك الحاجة جمعنا لك حتى تكون أغنى قريش مالا
وإن أردت ... وإن أردت ....

وجاءه عمه "أبو طالب" فعرض عليه العروض السخية التي عرضتها له قريش .. فقال رسول الله كلمته الشهيرة "والله يا عمي لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يسارى على أن أترك هذا الأمر ما تركته"

وهكذا سقطت إدعائات النصارى أنه كان يسعى للسلطة أو المال أو النساء لأن هذا كان متاحا بلا مصاعب ثلاث عشرة سنة تعذيب ونكال في مكة وبعدها سنوات من الجهاد والنصب والتعب في المدينة ..وكان منذ البداية كل شئ متاح له في مكة ... فأين الدافع...أين الهدف ؟

الواقع أن إدعاء النبوة والكذب جريمة كبيرة ..وكل جريمة لابد لها من دوافع ..فلو وجدت رجلا مقتولا له إبن وقد تنازل الأب لإبنه عن كل أملاكه منذ سنوات عديدة ..فبالطبع يصعب تخيل أن الإبن قد قتل الآب...لأن الأموال أمواله فلم يقتل أبيه ..ما هدفه..ما مصلحته ؟

وكانت الدنيا بحذافيرها من مُلك لبلد مهم مثل مكة وأموال وجاه ومنصب وشرف عند محمد –صلى الله عليه وسلم- فلم يستمر في طريق ربما ينجح أو يفشل طالما جاءه ما يطلب ؟!

وهنا تسقط كل دواعي الكذب ويظهر صدق محمد –صلى الله عليه وسلم- في دعوته ورسالته...ولعله لا يماري في هذا إلا جاحد !

ولعل الإنسان المثقف البسيط يعرف أن النبي رغم أنه كان له من خمس الغنائم وكان حاكما للأمة إلا أنه عاش حياة بسيطة فتروي نسائه أنه ما شبع آل بيت محمد ثلاث أيام متتابعة ..وكان يمر الشهر ولا يوقد في بيته نار..وكان طعامه الأسودان "الماء والتمر" وكان يربط على بطنه حجرين من الجوع في غزوة الخندق ..وسأله أعرابي ذات مرة بغلظة قال "أعطني من مال الله لا من مال أبيك ولا أمك" فأعطاه الرسول قطيعه من الغنم كاملا ..فكان النبي يعطي إعطاء الذي لا يخاف من الفقر..ولم يسكن الفيلات ولا القصور ..بل تروي عائشة أن كان يصلي بالليل وهي نائمة ومن ضيق الغرفة كان يضطر أن ينبهها أن تسحب رجلها حتى يتمكن من السجود ..وفي مرض موته كانت كل ثروته 7 دنانير أمر أن يتصدق بها قبل موته..وليلة موته لم يجدوا زيتا يضيئوا به المصابيح...فأي فائدة رجاها من إدعاء النبوة ؟

الواقع أن لكل جريمة هدف ...و جريمة كبيرة كالكذب على الله بإدعاء النبوة ..بلا هدف ..إدعاء سخيف !!
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟هل كان العالم محتاجا لنبي آخر بعد المسيح ؟


الواقع يقول : نعم ...إن العبرة بالتأثير في البشر ..فملايين من البشر يؤمنون بالمسيح مخلصا وفاديا حول العالم ..فهل رفع ذلك من أخلاقياتهم في شئ ؟
للأسف إن الناظر في ثقافة الفداء يجد أنها تجعل الإنسان لو كان ملاكا تجعله شيطانا .. لماذا؟
سمعت مسيحيا يقول "المسلم لو سألته هل سيدخل الجنة أو لا ؟ سيقول لك "بإذن الله" ولا يستطيع أن يجزم لنفسه بالجنة أما نحن فنقول أننا 100% في الجنة بل مليون% في الجنة "
وأنا أسأل ألا يخلق لنا هذا أوربا وأميركا من عري وزنا وجريمة وفساد ولواط...وكل يفعل ما يحلو له فيسوع حمل عنه خطاياه وطالما آمن بيسوع إلها ...فهو في الجنة ؟!!
ألا يخلق ذلك مؤمنين بنظرية الرهان التي حاول أن يرشد إليها الناس زكريا بطرس -كما فصلنا- ..وبالتالي يعيشون تائهين إن كان الإلحاد حقا فهم لم يخسروا شيئا إن جربوا المسيحية..وإن كانت المسيحية حقا فمحمولة عنا خطايانا فلنفعل ما نشاء!!!

فهذا هو إجابة السؤال الكبير..أهذا دين الخالق ؟
الله عز وجل يريد للأرض إصلاحا لا فسادا !
فبولس اليهودي لما فشل بتدمير دين المسيح من توحيد وأخلاق حميدة بالقتل والسيف لجأ للنفاق لكي يجعل المسيحيين بلا أخلاق وكل شعب بلا دين وأخلاق لا يستطيع أن يستمر أبدا وتلك سنة الله في الخلق ..فنشر بولس مبدأ الفداء وهو أكبر تدمير لكل خلق حميد نشره المسيح ودائما هذا هو إسلوب اليهود بجمعياتهم الماسونية ..هدفهم الوحيد القضاء على كل الديانات ليبقى الدين الوحيد هو دين اليهود !

أما الإسلام فعلى خلاف المسيحية فقد جاء بمنهج الترغيب والترهيب ... بالجنة والنار ...بالثواب والعقاب .. ولو قطع لنا ديننا بالجنة أو قطعنا لأنفسنا بالجنة من الآن لإتكلنا ولأصبحنا امة مثل أمة النصارى بلا أخلاق ولكن ترجو ثواب الله وتخشى عقابه ولذلك نجتنب المعاصي ونعمل الخيروهذا ما يقوله المسيح نبوؤة عن أمة الإسلام :
مت 21:43 لذلك اقول لكم ان ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل اثماره.
وأمة النصارى على العكس تماما
غل 5:4 قد تبطلتم عن المسيح ايها الذين تتبررون بالناموس.سقطتم من النعمة

فالواقع المرئي أن الجميع يشهد أن المسيحيين الشرقيين نسبة الزنا عندهم أقل كثيرا من الغرب لا لشئ إلا لأنهم يعيشون بين المسلمين ...بل كونهم متمسكين ببعض من دينهم مثل لبس الصليب وحضور القداسات لا لشئ إلا لأنهم وسط المسلمين....أما طبيعة ما تنجبه المسيحية بثقافة الفداء والذنوب المحمولة مقدما فنراها جلية في الغرب بكنائسه المختلفه حتى قال البابا شنودة عن الكنائس التي تحلل الزواج المثلي "فضحتونا" !!
فوالله لا صلاح لهذا العالم إلا بالإسلام !

ناهيك أن السبب الأعظم هو أنه قد تم تحريف الإسلام الذي جاء به عيسى وموسى إلى سب لله الخالق كما بينا !!
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟محمد رسول الله

والله يعجز البيان عن الكلام عن رسول الله وبيان أنه حقا وصدقا لا مرية في نبوته بل فاقت دلائل نبوته موسى وعيسى وكل نبي .. والمؤسف أن كثير من أهل الكتاب هم من يكذبونه حقدا وحسدا والله...أما الحق فإتبعه ملايين من أهل الكتاب الذين أسلموا شرقا وغربا حتى أصبحت بلدا مثل مصر كانت 90% مسيحيين أصبح أهلها 90% مسلمين ..ونسأل كيف ذلك؟ هل حدث للمسيحيين مذابح جماعية فينبغي أن تثبتوا ذلك ..أم باعوا دينهم مقابل الدراهم السنوية للجزية التي يدفع المسلم أضعافها زكاة..أم ماتوا جميعا وبقى المسلمون المحتلون..أم ماذا....أين ذهب المسيحيون الشرقيون....الواقع والحقيقة أن أكثر من 70% منهم أسلموا طواعية والواقع يشهد ...فهل كل هؤلاء ضللوا أم باعوا أنفسهم أم بالفعل وجدوا الحقيقة فإتبعوها ؟!

وطالما كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم أول المستهدفين من النصارى الحاقدين أمثال زكريا بطرس بحقد غير مبرر وغير علمي ..كان من الواجب بيان الحق وإزهاق الباطل.

وأقول لهم مازلنا في دعوة للتفكير العلمي .. لماذا تكذبون محمد –صلى الله عليه وسلم-؟

الواقع أن النصارى أصبحوا مثل الملاحدة تماما في هذه النقطة...مثلا ربما ينكر علي ملحد ما أمر زواج الرسول وليس هذا غريبا لأن هؤلاء الملاحدة إنما ينظرون إلى الغرب كأنه الإله فما قال لهم عنه الغرب أنه صواب فهو الحق ولا جدال مهما كان قذرا ومستشنعا وما قال لهم الغرب أنه خطأ كان باطلا محضا مهما كان جيدا أو طبيعيا !

لكن النصارى أهل كتاب وليسوا ملاحدة !
قد يتسائلون .. وما الفارق؟...إن الفارق –عندنا- بين أهل الكتاب والملاحدة ليس في العقيدة فنحن نكفر النصارى والملاحدة ولكن الفرق هو أن النصارى يملكون كتابا به بقايا من الحق ..فهل يقرأون ويتفكرون فيما جاء في كتبهم ويهتدون بهديها ؟!

إن الله –عز وجل- عندما كان يخاطب النصارى أو اليهود في القرآن يقول لهم "يا أهل الكتاب" وهذه إشارة للرجوع لما في كتبهم من بقايا الحق المطموس.

فأهل الكفر يعاندون لمجرد التفكير أن بشر مثله بعثهم الله ليبشروهم وينذروهم ويأمروهم بعبادة خالقهم {أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس}؟ وقال تعالى: {ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فقالوا أبشرا يهدوننا} وقال فرعون وملؤه: {أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون}؟ وكذلك قالت الأمم لرسلهم: {إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فأتونا بسلطان مبين}.

(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (25) أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ (26) فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَراً مِثْلَنَا ) سورة هود

بل وهذا هو سبب الكفر بجميع الأنبياء من قبل
{وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى إِلاَّ أَن قَالُواْ أَبَعَثَ اللّهُ بَشَرًا رَّسُولاً} (94) سورة الإسراء

ومن هذا الذي يخفيه قساوسة وأحبار ورهبان النصارى عن عامة النصارى هو أمور مختصة بالأنبياء والمرسلين وهنا يفضح الله حقدة النصارى بقوله
(وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ) سورة الفرقان

وقال تعالى : وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً (الرعد : 38 )

إن النبي بشر يأكل ويشرب ويمشي في الأسواق ويتزوج ..!
أليس هذا كلام منطقي وعلمي للمؤمنين من أهل الكتاب ؟!

أن التفكير العلمي في مسألة مدى صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم يتطلب بأن يقلب النصراني صفحات كتابه ليرى ما هي صفات الأنبياء والمرسلين ؟!
ما صفات داود وسليمان وإشعياء وإرمياء وموسى وحزقيال وملاخي وهارون ... وغيرهم ممن يزخر بهم الكتاب المقدس !
هل كانوا ملائكة لا يأكلون الطعام ؟!
هل كانوا لا يتزوجون النساء مثلا أو يتزوجون بإمرأة واحدة ؟!

الواقع أن جلهم عدد نساءه فمحمد صلوات الله وسلامه عليه تزوج بإحدى عشرة أمرأة طوال حياته ليست فيهم إلا بكر وحيدة وهي عائشة الصديقة بنت الصديق وكانت بعضهن عجائز بمعنى الكلمة وماتت إثنتين منهما في حياته ..بينما في مجتمعه كان الزواج متزامنا مع البلوغ تماما ...فعمرو بن العاص مثلا فرق بينه وبين إبنه الأول في العمر عشر سنوات مما يعني أنه تزوج في التاسعة أو في العاشرة على أقصى تقدير وبالطبع تزوج بفتاة أصغر منه أو في مثل عمره ..وهذه تقاليد المجمتع وأعرافه !
و النبي صلى الله عليه وسلم أولى زوجات الرسول هي خديجة –رضي الله عنها- تزوجها وعمره 25 عاما وعمرها جاوز الأربعين ولم يتزوج إلى أن ماتت رضي الله عنها!
فهل يظن في شخص مثل رسول الله أي سوء ؟!

ونأتي لأمر "أهل الكتاب" هل هم مستعدين ليعرفوا أن جل الأنبياء قد عددوا أزواجهم ؟!
وطالما قال محمد أنه "نبي" و "رسول من عند الله" لم يدعي الإلوهية يوما ما ...!
فهلم نرى قول الله (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً (الرعد : 38 )

هل تؤمن بإبراهيم و يعقوب وموسى و جدعون و داود و رحبعام و سليمان و هوشع كأنبياء كان يأتيهم الوحي من عند الله؟ ....... هل تعلم أن تعدُّد الزوجات أباحها الله فى الشريعة التي انزلها الله على هؤلاء الانبياء؟ و هذا من الكتاب المقدس الذي لم تقراه:

نساء النبي الملك وابن الله عندكم سليمان الف امراة هن:
-1وَأَحَبَّ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ نِسَاءً غَرِيبَةً كَثِيرَةً مَعَ بِنْتِ فِرْعَوْنَ: مُوآبِيَّاتٍ وَعَمُّونِيَّاتٍ وَأَدُومِيَّاتٍ وَصَيْدُونِيَّاتٍ وَحِثِّيَّاتٍ 2مِنَ الأُمَمِ الَّذِينَ قَالَ عَنْهُمُ الرَّبُّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: لاَ تَدْخُلُونَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ لاَ يَدْخُلُونَ إِلَيْكُمْ، لأَنَّهُمْ يُمِيلُونَ قُلُوبَكُمْ وَرَاءَ آلِهَتِهِمْ. فَالْتَصَقَ سُلَيْمَانُ بِهَؤُلاَءِ بِالْمَحَبَّة ِ. 3وَكَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةٍ مِنَ النِّسَاءِ السَّيِّدَاتِ، وَثَلاَثُ مِئَةٍ مِنَ السَّرَارِيِّ. فَأَمَالَتْ نِسَاؤُهُ قَلْبَهُ. ملوك الأول 11 1-3 :

وزوجات النبي يعقوب 4 هن:
1- ليئة
2- راحيل
3- زلفة
4- بلهة
وبذلك يكون النبي يعقوب قد جمع 4 زوجات فى وقت واحد.


زوجات النبي إبراهيم 13 هن:
1- سارة زوجته و أخته لأبيه سفرالتكوين 20: 12
2- هاجر سفرالتكوين 16: 15
و كان عمر إبراهيم عندما تزوج هاجر 85 أنجب إسماعيل وعمره 86 سنة تكوين 16: 16. وكان عمر هاجر عندما تزوجها إبراهيم حوالى 25 إلى 30 سنة فقد أُعطِيت لسارة من ضمن هدايا فرعون له وتزوجها بعد هذا الموعد بعشر سنوات هى مدة إقامته فى أرض كنعان. فمتوسط عمرها عندما أُهدِيت لسارة بين 15 - 20 سنة.
وبذلك يكون الفرق فى العمر بين إبراهيم وهاجر بين 55 و 60 سنة.
3- قطورة سفرالتكوين 25 1 :
4- يقول سفر التكوين: 6 وَأَمَّا بَنُو السَّرَارِيِّ اللَّوَاتِي كَانَتْ لإِبْرَاهِيمَ فَأَعْطَاهُمْ إِبْرَاهِيمُ عَطَايَا وَصَرَفَهُمْ عَنْ إِسْحَاقَ ابْنِهِ شَرْقاً إِلَى أَرْضِ الْمَشْرِقِ وَهُوَ بَعْدُ حَيٌّ. تكوين 25: 6
ومعنى ذلك أنه كان سيدنا إبراهيم يجمع على الأقل ثلاث زوجات بالإضافة إلى السرارى التى ذكرها الكتاب بالجمع. فإذا ما افترضنا بالقياس أن سيدنا إبراهيم كان عنده 10 سرارى فقط بالإضافة إلى زوجاته، يكون قد جمع تحته 13 زوجة وسريرة.

وزوجات النبي موسى 2 هن:
1- صفورة سفرالخروج 2: 11-22
2- امرأة كوشية وهو فى سن التسعين سفر العدد 12 1-15 :
وبذلك يكون نبى الله موسى قد تزوج من اثنتين يؤخذ فى الإعتبار أن اسم حمى موسى جاء مختلفاً: فقد أتى رعوئيل سفر الخروج 2: 28) ويثرون (سفر الخروج 3: 1 وحوباب القينىسفر القضاة 1: 16 وقد يشير هذا إلى وجود زوجة ثالثة لموسى عليه السلام ؛ إلا إذا اعترفنا بخطأ الكتاب فى تحديد اسم حما موسى عليه السلام.

وزوجات النبي جدعون 23 هن:كان لجدعون سبعون ولداً خارجون من صلبه لأن كانت له نساء كثيرات سفرالقضاة 8 30-31:
وإذا ما حاولنا استقراء عدد زوجاته عن طريق عدد أولاده نقول: أنجب إبراهيم 13 ولداً من 4 نساء. فيكون المتوسط التقريبى 3 أولاد لكل امرأة.

وكذلك أنجب يعقوب 12 ولداً من 4 نساء فيكون المتوسط التقريبى 3 أولاد لكل امرأة.

ولما كان جدعون قد أنجب 70 ولداً: فيكون عدد نسائه إذن لا يقل عن 23 امرأة.
ولم يشتمهم العهد الجديد ويقول أنهم شهوانين بل قال :
Heb:11:32 وماذا اقول ايضا لانه يعوزني الوقت ان اخبرت عن جدعون وباراق وشمشون ويفتاح وداود وصموئيل والانبياء 33 الذين بالايمان قهروا ممالك صنعوا برا نالوا مواعيد سدوا افواه اسود (SVD)


وزوجات النبي داود 69 امرأة على الأقل هن:
1- ميكال ابنة شاول سفر صموئيل الأول 18 20-27 :
2- أبيجال أرملة نابال سفر صموئيل الأول 25: 42
3- أخينوعيم اليزرعيلية سفر صموئيل الأول 25: 43
4- معكة ابنت تلماى ملك جشور سفر صموئيل الثانى 3 2-5 :
5- حجيث سفر صموئيل الثانى 3: 2-5
6- أبيطال صموئيل الثانى 3: 2-5
7- عجلة صموئيل الثانى 3: 2-5
8- بثشبع أرملة أوريا الحثى صموئيل الثانى 11 27 :
9- أبيشج الشونمية ملوك الأول 1: 1-4
وجدير بالذكر أن زوجة نبى الله داود أبيشج الشونمية كانت فى عُمر يتراوح بين الخامسة عشر والثامنة عشر وكان داود قد شاخ أى يتراوح عمره بين 65 و 70 سنة. أى أن العمر بينه وبين آخر زوجة له كان بين 45 و 50 سنة.
12وَعَلِمَ دَاوُدُ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَثْبَتَهُ مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَأَنَّهُ قَدْ رَفَّعَ مُلْكَهُ مِنْ أَجْلِ شَعْبِهِ إِسْرَائِيلَ. 13وَأَخَذَ دَاوُدُ أَيْضاً سَرَارِيَ وَنِسَاءً مِنْ أُورُشَلِيمَ بَعْدَ مَجِيئِهِ مِنْ حَبْرُونَ، فَوُلِدَ أَيْضاً لِدَاوُدَ بَنُونَ وَبَنَاتٌ. سفر صموئيل الثانى 5: 12-13

ويمكن استقراء عدد نساء داود فى أورشليم كالآتى:
ملك داود فى حبرون على سبط يهوذا نحو 7 سنين تزوج فيها ست زوجات أى بمعدل زوجة جديدة كل سنة.
ولما ا نتقل داود إلى أورشليم ملكاً على إسرائيل كان عمره 37 سنة وقد بدأت المملكة تستقر. فمن المتوقع أن يستمر معدل إضافة الزوجات الجدد كما كان سلفاً، أى زوجة جديدة كل سنة.
وإذا أخذنا عامل السن فى الاعتبار فإننا يمكننا تقسيم مدة حياته فى أورشليم التى بلغت 33 سنة إلى ثلاث فترات تبلغ كل منها احدى عشر سنة ويكون المعدل المقبول فى الفترة الأولى زوجة جديدة كل سنة وفى الفترة الثانية زوجة جديدة كل سنتين وفى الفترة الثالثة زوجة جديدة كل ثلاث سنوات.
وبذلك يكون عدد زوجات داود الجدد الائى أخذهن فى أورشليم 20 زوجة على الأقل.
أما بالنسبة للسرارى فيقدرها العلماء ب 40 امرأة على الأقل. فقد هرب داود خوفاً من الثورة التى شنها عليه ابنه أبشالوم مع زوجاته وسراريه وترك عشر نساء من سراريه لحفظ البيت. صموئيل الثانى 15: 12-16.
وبذلك يكون لداود 29 زوجة و 40 سرية أى 69 امرأة على الأقل. وهذا رقم متواضع إذا قورن بحجم نساء ابنه سليمان الذى وصل إلى 1000 امرأة.

نساء النبي رحبعام78 امراة هن:
21وَأَحَبَّ رَحُبْعَامُ مَعْكَةَ بِنْتَ أَبْشَالُومَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ نِسَائِهِ وَسَرَارِيهِ لأَنَّهُ اتَّخَذَ ثَمَانِيَ عَشَرَةَ امْرَأَةً وَسِتِّينَ سُرِّيَّةً وَوَلَدَ ثَمَانِيَةً وَعِشْرِينَ ابْناً وَسِتِّينَ ابْنَة. ًسفر أخبار الأيام الثانى 11: 21

نساء النبي هوشع بن نون (فتى موسى) زوجتين هن:زوجتين هوشع 1: 2- 3 و هوشع 3 1-2 :

سليمان 1000 أمرأة ....700 زوجة
1Kgs:11:3: وكانت له سبع مئة من النساء السيدات وثلاث مئة من السراري فأمالت نساؤه قلبه. (SVD)
سليمان لم يقل عنه المسيح شهواني بل قال :
Lk:11:31 ملكة التيمن ستقوم في الدين مع رجال هذا الجيل وتدينهم.لانها أتت من اقاصي الارض لتسمع حكمة سليمان !!


و نجد ايضا أبيـــــــــــا له نساء
2Chr:13:21: 21 وتشدّد ابيا واتخذ لنفسه أربعة عشرة امرأة وولد اثنين وعشرين ابنا وست عشرة بنتا. (SVD)
يعقوب له نساء
Gn:31:17: 17. فقام يعقوب وحمل أولاده ونساءه على الجمال. (SVD)

جدعون أيضا له نساء
Jgs:8:30: 30 وكان لجدعون سبعون ولدا خارجون من صلبه لأنه كانت له نساء كثيرات. (SVD)

داوود الملك النبي أيضا له سراري ونساء

Mk:11:10 مباركة مملكة ابينا داود (SVD)
ولطالما دعي المسيح بن داود!

2Sm:5:13: 13 واخذ داود أيضا سراري ونساء من أورشليم بعد مجيئه من حبرون فولد أيضا لداود بنون وبنات. (SVD)

2Sm:12:11: 11 هكذا قال الرب هاأنذا أقيم عليك الشر من بيتك وآخذ نساءك أمام عينيك وأعطيهن لقريبك فيضطجع مع نسائك في عين هذه الشمس. (SVD)
2Sm:15:16: 16 فخرج الملك وجميع بيته وراءه.وترك الملك عشر نساء سراري لحفظ البيت. (SVD)

و عيسو ايضا له نساء

Gn:36:2: 2 اخذ عيسو نساءه من بنات كنعان.عدا بنت إيلون الحثّي وأهوليبامة بنت عنى بنت صبعون الحوّي. (SVD)

Gn:36:6: 6 ثم اخذ عيسو نساءه وبنيه وبناته وجميع نفوس بيته(SVD)

شرع الله قال بتعدد الزوجات :
Dt:21:15. إذا كان لرجل امرأتان احداهما محبوبة والأخرى مكروهة فولدتا له بنين المحبوبة والمكروهة.فان كان الابن البكر للمكروهة (SVD)


هل تؤمن بهؤلاء كانبياء؟
وأسأل كل عاقل ..كيف تحترم دينا مثل "المسيحية" يقوم فيه رجال الدين –مثل زكريا بطرس- بإخفاء تلك المعلومات عليكم طاعنين في النبي محمد بأنه عدد أزواجه؟
أليس ذلك من الكفر لمجرد الكفر والحقد الغير مبرر والغير علمي ؟!

يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ. يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ.

حسنا ربما يتبادر على ذهن أحدهم أن المسيح بن مريم لم يتزوج ويوحنا المعمدان كذلك
وبالطبع من يأتي في خاطره هذا الفكر إما جاهل لم يقرأ كتابه أو يعرف السبب ولكنه يدلس !
والواقع أن من أحكام الله لبني إسرائيل حسب العهد القديم
Ex:13:2 قدس لي كل بكر كل فاتح رحم من بني اسرائيل من الناس ومن البهائم.انه لي. (SVD)

وعيسى بن مريم ويحيي بن زكريا عليهما الصلاة والسلام هما بكر امهاتهم!
يقول إنجيل لوقا (“ولما تمت ثمانية ايام ليختنوا الصبي سمي يسوع كما تسمى من الملاك قبل ان حبل به في البطن ولما تمت ايام تطهيرها حسب شريعة موسى صعدوا به الى اورشليم ليقدموه للرب. كما هو مكتوب في ناموس الرب ان كل ذكر فاتح رحم يدعى قدوسا للرب. ولكي يقدموا ذبيحة كما قيل في ناموس الرب زوج يمام او فرخي حمام” (لو 2:21-24)

فكون المسيح لم يتزوج فليس لعيب فيه هو –حاشاه- وليس لعيب في الزواج نفسه ولكن لأن تشريع بني إسرائيل كان البكر لا يتزوج وهو منذور لله !

فالنصارى لو أرادوا الحقيقة حقا لبحثوا عن صفات الأنبياء وبعد ذلك طبقوها على النبي محمد –صلى الله عليه وسلم- وبعد ذلك يوضع على ميزان بقية الأنبياء ليروا هل هو نبي أم لا ؟!

والواقع أن صفات الأنبياء عندهم مريعة وهم يعرفون ذلك ويصرحون بذلك بلا إستحياء
إن هذا الكتاب –المقدس- يأبى إلا أن يشوه صورة أنبياء الله الذين هم أطهر خلق الله فقد إتهم النبي إبراهيم أنه باع عرضه (تكوين 12: 11-16) و نبى الله داود أنه زنى بامرأة جاره (صموئيل الثانى 11: 2-5) و نبى الله سليمان أنه يعبد الأوثان (ملوك الأول 11: 5 ( ؟
ناهيك عن بقية الأنبياء الذين لم يذكر لهم الكتاب المقدس إلا حوادث الزنا والتعري والسكر والظلم و....وما ذكره الكتاب المقدس من الأعمال الجيدة أقل كثيرا من الشر والفواحش والآثام !

والواقع أن هذا ليس عيبا في الأنبياء كما يقول النصارى وآبائهم ..لا ..حاشا وكلا بل إن العهد القديم هو العيب ..لأن هؤلاء اليهود عليهم لعنة الله لم يتركوا نبيا إلا وكذبوه وشكوا فيه وحاولوا قتله أو قذفوه وإتهموه .
لكي يكون كل أنقى الخلق أنجاس مثلهم فلا ينكر عليهم منكر أنهم أصحاب زنا أو سرقة أو ما شابه فالنبي عندهم يزني ..فما بالك بالشخص العادي !

وكم قالهم المسيح (يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين) فهل من تجرأ على قتل نبي ألا يتجرأ من باب أولى على سبه وشتمه والطعن فيه ؟!

فالعيب في العهد القديم أنه وضع من شأن الأنبياء وكذب عليهم !
سليمان من هو حسب العهد القديم ؟

((سفر الملوك الأول 11 : 4 وكان في زمان شيخوخة سليمان ان نساءه أملن قلبه وراء آلهة اخرى ولم يكن قلبه كاملا مع الرب الهه كقلب داود ابيه. 5 فذهب سليمان وراء عشتروث الاهة الصيدونيين وملكوم رجس العمونيين. 6 وعمل سليمان الشر في عيني الرب ولم يتبع الرب تماما كداود ابيه. 7 حينئذ بنى سليمان مرتفعة لكموش رجس الموآبيين على الجبل الذي تجاه اورشليم.ولمولك رجس بني عمون. 8 وهكذا فعل لجميع نسائه الغريبات اللواتي كنّ يوقدن ويذبحن لآلهتهنّ. 9. فغضب الرب على سليمان لان قلبه مال عن الرب اله اسرائيل الذي تراءى له مرتين 10 واوصاه في هذا الامر ان لا يتبع آلهة اخرى.فلم يحفظ ما أوصى به الرب.))

إذن سليمان مرتد حسب العهد القديم .. والإسلام جاء ليكذب ذلك ويقول أنه كان نبي عظيم من اعظم أنبياء بني إسرائيل !

فما رأي المسيح في سليمان ؟!

Mt:12:42 ملكة التيمن ستقوم في الدين مع هذا الجيل وتدينه.لانها اتت من اقاصي الارض لتسمع حكمة سليمان.وهوذا اعظم من سليمان ههنا. (SVD)

المسيح لا يزكي سليمان فقط..لا ..بل ويقارن نفسه به ويقول أنه أعظم من سليمان ..فبالله عليكم هل يقارن نفسه بمرتد عابد أوثان...فبالتأكيد أقل مؤمن ضعيف الإيمان كبطرس المنكر للمسيح وتوما الشكاك أعظم من المرتد عابد الأصنام وحتى المقارنة لا تجوز مع المؤمن العادي فكيف بالمسيح ... كيف يقارن المسيح نفسه بسليمان إن لم يكن المسيح يؤكد أنه نبي عظيم حكيم هل يعقل أن تخرج الحكمة من مرتد ؟ وهل يعقل أن يكتب الكتاب المقدس كلام الله عابد أصنام ؟

Mt:7:16 من ثمارهم تعرفونهم.هل يجتنون من الشوك عنبا او من الحسك تينا. (SVD)

فالمسيح يؤكد أن ما قيل عن إرتداد سليمان وعبادته للأصنام هو كذب وإفتراء .
والمسيح كثيرا ما يذكر إبراهيم بالخير .. وبل وداود الذي ينسب إليه الزنا بإمرأة أوريا ..!!
وهنا يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن المسيح يتهم العهد القديم بالتحريف ولا شك في هذا على الإطلاق !

إن المسيحي ينظر إلى الأنبياء في العهد القديم بفحشهم وزناهم وكفرهم ..وينظر على الجانب الآخر للمسيح في العهد الجديد فبالطبع يرى الفارق جليا بين الزناة عبدة الأصنام وبين المسيح الطاهر النقي ..بل والعهد الجديد جاء بغلو في المسيح خصوصا في رسائل بولس !

والواقع أنك لم تخطئ حينما نظرت للمسيح أنه طاهر نقي بلا غلو ولكنك أخطأت حينما نظرت للأنبياء أنهم زناة عراة بنظرة العهد القديم !
ولكن إن أردت الحياد فإنظر للأنبياء كما نقل عنهم القرآن (أولئك الذين هداهم الله فبهداهم إقتده )

فالواقع أن الإسلام منهجا وسطا بكل معاني الكلمة ..فلسنا نفترى على الأنبياء الكذب بأنهم زناة كفرة –كما قال اليهود- ولسنا نقول أنهم آلهة –كما قال النصارى عن عيسى- ولكن أمة وسطا ...نقول أن الأنبياء بشرا ولكنهم خير خلق الله !

من ناحية أخرى لسنا ننظر إلى الحياة بمادية الغرب الآن ..فإنهم يعيشون كالبهائم من العمل لكسب العيش ثم يعيش لشهوته مع الخلائل من النساء ولو كان متزوجا .. بل ولم تتزوج أساسا ؟! فمادية الغرب متفشية وأصبحت مقدمات الجنس تحدث في الشوارع !!
وهناك فئة أخرى مثل فكر العهد الجديد رأت أن الجنس خطيئة ورجس من عمل الشيطان وأن الرهبانية بالنسبة للنساء أفضل لرضا الرب والرجال عليهم أن يختصون .. إلخ
-الطبعة الكاثوليكية -متى 19 : 12فهُناكَ خِصْيانٌ وُلِدوا مِن بُطونِ أُمَّهاتِهم على هذِه الحال، وهُناكَ خِصْيانٌ خَصاهُمُ النَّاس، وهُناك خِصْيانٌ خَصَوا أَنفُسَهم مِن أَجلِ مَلكوتِ السَّمَوات. فَمَنِ استَطاعَ أَن يَفهَمَ فَليَفهَمْ! )).

فهذه نظرة المسيحية لذكورة الرجل وإنوثة المرأة ...!

أما عندنا في الإسلام .. فلا نعيش معيشة البهائم كما يعيش الغرب من الخلائل والخليلات (قال الله " ولا متخذي أخدان" وقال "ولا متخذات أخدان" ) !
ولا عندنا نظرة المسيحية للشهوة أنها رجس من عمل الشيطان وللجنس بأنه خطية ... لا..بل رشد الإسلام مسألة الشهوة وجعلها محصورة في الزواج !
وحصن المسلم بأن أمره بغض البصر عن غير محارمه وأمر النساء بالإحتجاب عن الرجال الأجانب ..كل هذا لضمان سعادة الأسرة المسلمة وبالتالى المجتمع المسلم وأظن أن السعادة أهم ما يستطيع أن يتحصل عليه المرء خلال هذه الحياة !
فالواقع أن الشهوة طاقة أعطاها الله للإنسان ليعمر الأرض وهي ضرورة للحفاظ على النسل ..ولذلك فالإسلام جاء بترشيد إستخدام الشهوة في الزواج فقط وحدد ضوابط لضبط الشهوة من الحجاب وغض البصر وغيره وهو ترشيد لإستخدام الشهوة في المكان الصحيح فقط ولكن ليس قتل الشهوة لأنك لن تستطيع قتلها بل تنميها وتصبح وحشا والدليل هو فساد الأديرة وكان مثلا شعبيا أجنبيا شهيرا يوكد ما يؤديه الكبت الجنسي في الأديرة فيقول ((تحتاج إلى شيطان واحد لأشباع فساد أخلاق قرية ، ولكنك تحتاج إلى أكثر من ألف لتشبع فساد أخلاق دير))

فالإسلام جاء متوافق مع الفطرة التي خلقها الله في الإنسان ولذلك فهو أدعى أن يكون من عند الخالق ..لأنه يتعامل مع الإنسان تعامل الخبير ..ليس تعامل جامد سطحي جاهل كتعامل المسيحية أو تعامل شهواني جسدي مادي كتعامل الغرب !!

وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً (البقرة : 143 )


فالدين الوحيد الواقعي هو دين الإسلام ... !

غير معرف يقول...

(((((هذا هو نبينا محمد صلي الله عليه وسلم ،،، يا أيها الآخر


بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، سيدنا محمد وعلي آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان علي ملته وسنته إلي يوم الدين .
وبعد
فيقول الله عز وجل في كتابه الكريم :
" ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هى أحسن " .
النحل 125
وإذن فهو أمرإلهي منه سبحانه وتعالي ، اشتمل علي كيفية تنفيذه ، ،
وعليه ،،
فامتثالا للأمر الإلهي ، وفي إطار ما بينه من وسيلة إلي ذلك ،، ندعوك أيها الآخر،،
هيا بنا معا نستعرض الكثير من مقاييس الكمال البشري ، وصولا إلي النماذج منها ، والمثاليات فيها ، ثم نستعرض معا سيرة النبي محمد صلي الله عليه وسلم إزاءها ، وصولا للحكم ،، أين هو منها ؟ وأين هي منه ؟
والخلاصة في النهاية ــ كما ستري ــ ستكون حقيقة ماثلة لاريب فيها ،،
الخلاصة هي أنه قد حازها جميعا ، قولا وعملا وسلوكا ودعوة إليها ، رسولا من رب العالمين ،،، مصداقا لقوله صلي الله عليه وسلم :
" إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " .


الحـلـم


هو أحد مقاييس الكمال البشري ، ويمثل صفة سامية المنزلة ، عالية الرتبة ، وقد حازها رسول الله صلي الله عليه وسلم .
روي المؤرخون الثقاة أن الله تعالي لما أراد هدى زيد بن سعنة ( أحد أحبار اليهود ، وأكثرهم مالا ) ، قال زيد :
[ لم يبق من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفتها في وجه محمد حين نظرت إليه ، إلا اثنتين لم أخبرهما منه ،، يسبق حلمه غضبه ، ولاتزيده شدة الجهل عليه إلا حلما ،،،،، فكنت أتلطف له لأن أخالطه ، فأعرف حلمه وجهله ،،،،
فابتعت ( اشتريت ) منه تمرا معلوما إلى أجل ، وأعطيته الثمن ، فلما كان قبل محل الأجل بيومين أو ثلاثة ، أتيته ، فأخذت بمجامع قميصه وردائه ، ونظرت إليه بوجه غليظ ، ثم قلت له :
ألا تقضي يا محمد حقي ؟ فوالله إنكم يا بني عبد المطلب لمطل (من المماطلة) ، ولقد كان لي بمخالطتكم علم ،
فقال عمر بن الخطاب ، (وكان حاضرا) :
أي عدو الله ، أتقول لرسول الله ما أسمع ، فوالله لولا أن أحاذر فوته ، لضربت بسيفى رأسك ،
ورسول الله صلي الله عليه وسلم ينظر إلى عمر بسكون وتؤدة وتبسم ، ثم قال :
" أنا وهو كنا أحوج إلى غير هذا منك يا عمر ، أن تأمرنى بحسن الأداء ، وتأمره بحسن التباعة ( المطالبة )،،،، اذهب يا عمر فاقضه حقه ،، وزده عشرين صاعا مكان ما رعته ( أفزعته وأخفته ) " ،،،،،،،،،،، ففعل ،
يقول زيد :
فقلت :
يا عمر ، كل علامات النبوة قد عرفتها في وجه رسول الله صلي الله عليه وسلم حين نظرت إليه ، إلا اثنتين لم أخبرهما منه ،، يسبق حلمه غضبه ، ولاتزيده شدة الجهل عليه إلا حلما ، فقد خبرتهما ، فأشهدك أنى قد رضيت بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد نبيا ] .
رواه السيوطى فيما أخرجه الطبرانى والحاكم والبيهقي وابن حبان وأبو نعيم ، عن عبد الله بن سلام .
وإذن ،، فهيا بنا معا نستجلى بعض مدلولات هذه الواقعة ،، وما أكثرها ،
حبر من أحبار اليهود ، وهم القمة في العلم من أهل الكتاب ، ظهرت له كل
علامات النبوة في النبي محمد صلي الله عليه وسلم ، ولم تتبق إلا واحدة ، هي علامة الحلم ،
ولن يسلم إلا بعد التأكد من وجودها ، وإلا فالعلامات ناقصة ، والأدلة غير مكتملة وإذن فلابد من افتعال الوسيلة المناسبة ،،،
وينجح الحبر الكبير في استفزاز محمد صلي الله عليه وسلم بأكثر من عنصر ،،،،،
إذ يأتيه قبل حلول الأجل ،،
ويمسك بمجامع ردائه ،،
وينظر إليه بوجه غليظ ،،
ويتهم بني عبد المطلب بما ليس فيهم ( وهو المماطلة ) ،،
ويؤكد علي تهمته بأنه بناها علي كثرة المخالطة لهم !!!! .
أهناك استفزاز أكثر من هذا ؟
أهناك اختبار أحكم وأدق من هذا ؟
بالطبع لا ،،،
ولايخفاك أن محمدا صلي الله عليه وسلم في هذا الوقت هو الحاكم الأعلي في المدينة ،،
والحاكم لاتجوز مخاطبته بهذا الشكل مطلقا ، بل إن لمخاطبته الكثير من الضوابط والمعايير اللازمة ،، تأدب ، وتلطف ، واستمناح واسترضاء ،، الخ ،،،
ومع ذلك فقد تجاوز ذلك المشهد كل هذا ،
ثم إن من حق الحاكم أن يعجل سداد الدين ، أو يؤخره ، بل ومن حقه مصادرته وتأميمه إذا أراد ،،
إن أيا من هذا لم يحدث من النبي صلي الله عليه وسلم ،،
بل إنه لم يستنكر علي الحبر شيئا ( قولا أو عملا ) ،
ولم يحاول أن يخلص قميصه من يد الرجل ،
زد علي هذا أنه لم يتجبر في الرد ، مع أن الحق معه ( إذ الأجل لم يحل بعد ) ،،
ولم يتهدد ،
ولم يتوعد ،
وانتظر ريثما يفرغ الحبر من كلامه ، ،
ثم إنه وجد عمر يسمع ويشاهد ما حدث ، وأنه علي استعداد لتجريد السيف مصرحا بذلك ،،،،
فماذا فعل النبي صلي الله عليه وسلم ؟
انظر معنا إلي التصرف السليم القويم ، الأنموذج المثالي ، السوى النبوى ،،
نهى عمر عن مراده ،
وصوب رأيه ،
ووعظه أبلغ موعظة ،،، {{ تأمرنى ،،،، وتأمره }} .
اقرأها مرة أخري ،،،،
{{ تأمرنى ،،،، وتأمره }} ،
تأمرنى بحسن الأداء ، وتأمره بحسن التباعة .
ليس هذا فحسب ،،،،،،،
بل هناك أمر هام آخر وجب استيفاؤه ، ولايمكن أن يغيب عن النبي متمم مكارم الأخلاق صلي الله عليه وسلم ،،،
إنه العدل ،،،
إذ روع عمر الرجل ، فوجب له تسكينه ،، استيفاء للحقوق كاملة تماما ،
" يا عمر ، اقضه حقه ، وزده عشرين صاعا مكان ما رعته " ،
يا أيها الآخر ،،،،
هذه واقعة حقيقية ، ليست من قبيل تأليف القصص ، أوحبك الروايات ، أواختلاق الأحداث ،،،،
نعم ،، هي واقعة سجلها التاريخ الصادق بدقة محكمة ،،
فلعلها تجسد لبصيرتك إحدي مثاليات الكمال البشري ، التى حباها الخالق لعبده ورسوله وصفوته من خلقه أجمعين ، محمد خاتم الأنبياء والمرسلين ، المتمم لمكارم الأخلاق صلي الله عليه وسلم ،،
يا أيها الآخر ،،،،
لاتغلق عينــيك دون النور، ،،،،،، واقـرأ ما ســطره الدكتـور نظـمى لوقا فـــي كتـابـــه ( محمد الرسالة والرسول ) :
من يغلق عينيه دون النور ، يضير عينيه ولا يضير النور ، ومن يغلق قلبه وضميره دون الحق ، يضير عقله وضميره ، ولايضير الحق .
يا أيها الآخر ،،،،
اقرأ إن شئت قول الشاعر :
ساءت ظنون الناس حتى أحدثوا *** للشك في النور المبين مجالا
والظن يأخذ في ضميرك مأخذا *** حتي يريـك المسـتقـيم محالا
وسنواليك تباعا في مقالات قادمة مماثلة ، بما يوفق إليه الله تعالي ويأذن به ويشاء ،
ثم ،،،،،،،،،،،
صلاة وسلاما دائمين متلازمين من عند الله تعالي عليك يا سيدي يا رسول الله ، في الأولين وفي الآخرين ، وفي كل وقت وحين إلي يوم الدين ،،،،،،،،،
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
صلاح جاد سلام?????اهــداء لكل زوج ..

تفضل و تعلّم من معلمنا و حبيبنا و قدوتنا ..

مما قرأتُـه عن نبي البشرية وسيد الخلق

:

الجانب العاطفي فى حياة الرسول صلى الله عليه وسلم الزوجية .


ان الناظر الى سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم يجد ان رسول الإنسانية صلى الله عليه وسلم كان يقدر المرأة (الزوجة) ويوليها عناية فائقة...ومحبة لائقة.
ولقد ضرب أمثلة رائعة من خلال حياته اليومية .. فتجده أول من يواسيها..يكفكف دموعها ...يقدر مشاعرها...
لايهزأ بكلماتها...يسمع شكواها... ويخفف أحزانها ...
ولعل الكثير يتفقون معي ان الكتب الأجنبية الحديثة التي تعنى في الحياة الزوجية ,
تخلو من الأمثلة الحقيقية , ولا تعدو ان تكون شعارات على الورق!!


وتعجز أكثر الكتب مبيعاً في هذا الشأن ان تبلغ ما بلغه نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم ,

فهاك شيئاً من هذه الدرر .. :

• الشرب والأكل في موضع واحد:

لحديث عائشة : كنت أشرب فأناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيّ,
واتعرق العرق فيضع فاه على موضع فيّ . رواه مسلم


• الإتكاء على الزوجة:

لقول عائشة : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكئ في حجري وأنا حائض. رواه مسلم


• تمشيط شعره , وتقليم أظافره:

لقول عائشة رضي الله عنها :ليدخل علىّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه وهو في المسجد فأرجّله.
رواه مسلم


• التنزه مع الزوجة ليلاً:

كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا كان بالليل سار مع عائشة يتحدث . رواه البخارى


• الضحك من نكاتها وفكاهتها:

وعن عائشة – رضي الله عنها- قالت: قلتُ: يا رسول الله ! أرأيت لو نزلت وادياً وفيه شجرة أُكل منها،
ووجدت شجراً لم يؤكل منها، في أيّها كنت تُرْتِعُ بعيرك؟ قال: "في التي لم يُرْتعْ فيها
:تعني أن رسول الله  لم يتزوج بكراً غيرها .أخرجه البخاري .


• مساعدتها في أعباء المنزل:

سئلت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟
قالت: كان في مهنة أهله . رواه البخارى


• يهدي لأحبتها:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا ذبح شاة يقول : أرسلوا بـها الى أصدقاء خديجة . رواه مسلم.


• يمتدحها :

لقوله : ان فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام . رواه مسلم


• يسرّ اذا اجتمعت بصويحباتها:

قالت عائشة :كانت تأتيني صواحبي فكن ينقمعن (يتغيبن) من رسول الله صلى الله عليه وسلم
فكان يُسربـهن إلى(يرسلهن الى ) . رواه مسلم


• يعلن حبها :

قوله صلى الله عليه وسلم عن خديجة "أنى رزقت حُبها ". رواه مسلم


• ينظر الى محاسنها:

لقوله صلى الله عليه وسلم "لايفرك مؤمن مؤمنة ان كره منها خلقا رضي منها آخر . رواه مسلم


• اذا رأى امرأة يأت أهله ليرد ما في نفسه:

لقوله " اذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله فان ذلك يرد ما في نفسه" رواه مسلم


• لا ينشر خصوصياتها:

قال صلى الله عليه وسلم: ان من أشر الناس عند الله منزله يوم القيامة الرجل يفضى الى امرأته وتفضي اليه
ثم ينشر سرها . رواه مسلم


• التقبيل:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبـّـل وهو صائم . رواه مسلم


• التطيب في كل حال :

عن عائشة رضي الله عنها قالت: كأني انظر الى وبيص المسك في مفرق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم . رواه مسلم


• يرضى لها بالهدايا:

عن عائشة رضي الله عنها قالت: ان الناس كانوا يتحرون بـهداياهم يوم عائشة
يبتغون بذلك مرضاة رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه مسلم


• يعرف مشاعرها:

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة : أنى لأعلم اذا كنت عنى راضية واذا كنت عنى غضبى ..
أما اذا كنت عنى راضية فانك تقولين لا ورب محمد ., واذا كنت عنى غضبى قلت : لا ورب ابراهيم؟؟ رواه مسلم


• يحتمل صدودها :

عن عمر بن الخطاب قال : صخبت علىّ امرأتي فراجعتني , فأنكرت ان تراجعني!
قالت : ولم تنكر ان أراجعك؟ فوالله ان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه,
وان أحداهن لتهجره اليوم حتى الليل. رواه البخارى


• لايضربها:

قالت عائشة رضي الله عنها : ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة له قط" رواه النسائي


• يواسيها عند بكائها:

كانت صفية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر , وكان ذلك يومها, فأبطت في المسير ,
فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى تبكى, وتقول حملتني على بعير بطيء,
فجعل رسول الله يمسح بيديه عينيها , ويسكتها,.."رواه النسائي


• يرفع اللقمة الى فمها:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : انك لن تنفق نفقة الا أجرت عليها حتى اللقمة ترفعها الى في امرأتك"
رواه البخارى


• إحضار متطلباتها :

قال الرسول صلى الله عليه وسلم : أطعم اذا طعمت وأكس اذا اكتسيت" رواه الحاكم وصححه الألباني


• الثقة بها:

نـهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يطرق الرجل أهله ليلاً , ان يخونـهم , أو يلتمس عثراتـهم. رواه مسلم


• المبالغة في حديث المشاعر:

للحديث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرخص في شيء من الكذب الا في ثلاث منها:
الرجل يحدث امرأته, والمرأة تحدث زوجها. رواه النسائي


• العدل مع نساءه :

من كان له امرأتان يميل لإحداهما على الأخرى , جاء يوم القيامة أحد شقيه مائل"
رواه الترمذي وصححه الألباني


• يتفقد الزوجة في كل حين:

عن أنس رضي الله عنه قال " كان صلى الله عليه وسلم يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار.
رواه البخارى


• لايهجر زوجته أثناء الحيض:

عن ميمونة رضي الله عنها قالت: كان صلى الله عليه وسلميباشر نساءه فوق الإزار وهن حُيّضٌ. رواه البخارى


• يتفكه من خصام زوجاته:

قالت عائشة :دخلت علىّ زينب وهى غضبى فقال رسول الله دونك فانتصري ,
فأقبلت عليها حتى رأيتها قد يبست ريقها في فيها فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل"
رواه ابن ماجه


• يصطحب زوجته في السفر:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا أراد سفراً أقرع بين نسائه, فآيتهن خرج سهمها خرج بـها.
متفق عليه


• مسابقته لزوجه:

عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لى : تعالى أسابقك, فسابقته, فسبقته على رجلي "
وسابقني بعد ان حملت اللحم وبدنت فسبقني وجعل يضحك وقال هذه بتلك! رواه ابو داود


• تكنيته لها:

ان عائشة قالت يارسول الله صلى الله عليه وسلم كل نسائك لها كنية غيري فكناها "أم عبد الله"
رواه احمد


• يروى لها القصص:

كحديث أم زرع. رواه البخارى
• يشاركها المناسبات السعيدة : قالت عائشة - رضي الله عنها " مررت ورسول الله صلى الله عليه وسلم
بقوم من الحبشة يلعبون بالحراب، فوقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينظر إليهم،
ووقفت خلفه فكنت إذا أعييت جلست، وإذا قمت أتقي برسول الله  . أخرجه البخاري


• لايستخدم الألفاظ الجارحة:

وقال أنس رضي الله عنه خدمت رسول الله عشر سنوات ، فما قال لي لشئ فعلته ، لمَ فعلته .
رواه الدارمى


• احترام هواياتها وعدم التقليل من شأنها:

عن عائشة رضي الله عنها -" كنت ألعب بالبنات عند النبي صلى الله عليه وسلم وكان لي صواحب يلعبن معي،
فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل ينقمعن منه فيسر بـهن فيلعبن معي " الأدب المفرد


• إضفاء روح المرح في جو الأسرة:

عن عائشة رضي الله عنها قالت: زارتنا سوده يومًا فجلس رسول الله بيني وبينها ,
إحدى رجليه في حجري , والأخرى في حجرها , فعملت لها حريرة فقلت : كلي !
فأبت فقلت : لتأكلي , أو لألطخن وجهك, فأبت فأخذت من القصعة شيئاً فلطخت به وجهها ,
فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجله من حجرها لتستقيد منى ,
فأخذت من القصعة شيئاً فلطخت به وجهي , ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك.
رواه النسائي


إشاعة الدفء :

عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قلّ يوم إلا وهو يطوف على نسائه فيدنو من أهله فيضع يده, ويقبل كل امرأة من نسائه حتى يأتي على آخرهن فإن كان يومها قعد عندها .
طبقات ابن سعد ج 8 / 170


• لا ينتقصها أثناء المشكلة:

عن عائشة رضي الله عنها تحكى عن حادثة الأفك قالت: إلا أني قد أنكرت من رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعض لطفه بي ، كنت إذا اشتكيت رحمني ، ولطف بي ، فلم يفعل ذلك بي في شكواي تلك
فأنكرت ذلك منه كان إذا دخل علي وعندي أمي تمرضني
قال: كيف تيكم ! لا يزيد على ذلك .رواه البخارى


• يرقيها في حال مرضها :

عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان صلى الله عليه وسلم اذا مرض أحدٌ من أهل بيته نفث عليه بالمعوذات .
رواه مسلم


• يمتدح من يحسن لأهله:

قال الرسول صلى الله عليه وسلم :خياركم خيارُكم لنسائهم. رواه الترمذي وصححه الألباني


• يمهلها حتى تتزين له:

عن جابر قال " كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر , فلما رجعنا ذهبنا لندخل, فقال :
" أمهلوا حتى ندخل ليلا اى : عشاء" حتى تمتشط الشعثة , وتستحد المغيبة" رواه النسائي.

:

انتهى ..


" وإنك لعلى خلق ٌ عظيم " ..

اللهم صل و سلم وبارك على سيدنا محمد ..

سيرة عطرة تجف الأقلام وهي تكتب عنهـا ..

اللهم ارزقنا صحبة نبيك في الجنة وارزقنا شربة من حوضه لا نظمأ بعدها ابدا ً


منقوووووووووووووووووووووووووووول?انظر الى هذا النبي ... نبي الاسلام .. كم كان قاسيا ... لا رحمة في قلبه..

قبََّل رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد أبناء فاطمة وكان عنده رجل من الأعراب فقال تقبلون أبناءكم ؟! إن عندي عشرة من الولد ما قبلت منهم واحداً فقال صلى الله عليه وسلم وما يدرني لعل الله قد نزع من قلبك الرحمة .
لم يكن رحيما فقط .. بل انكر و بقسوة على الناس قسوة قلوبهم ......


عن أنس رضي الله عنه عنه : (( أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ ابنه إبراهيم فقبَّله وشمه )) البخاري
و الله حتى بعض الامهات لا يشمن اطفالهن و ربما لا يقبلنهم..



ولما كانت عيناه صلى الله عليه وسلم تفيض لموت اصحابه و جنوده في المعارك سأله سعد بن عبادة رضي الله عنه : يا رسول الله ما هذا؟ فيقول صلى الله عليه وسلم : " هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده ، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء " البخاري

و من يحزن لموت اخرين في سبيل ان يكون عظيما.. و سيدا و الها؟؟

بل ان القادة و الجنود اليوم يدربون على ان الموت و الصراخ و ووجود الجرحى هو امر لا يجب ان نحزن عليه فهو الطبيعي في ارض المعركة

و ان من القادة من لا يعرف عدد قتلاه في الحرب و لا يهتز له طرف لموتهم..



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني لأدخل في الصلاة وإني أريد إطالتها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي مما أعلم لوجد أمه ببكائه " ابن ماجه.

و من يأبه؟!! .. الطفل سيبكي و يسكت .. و الله لو كان من كان ما فكر بهذه الطريقة ...

قصر الصلاة لله لخوفه و معرفته بوجد و ألم و حزن الام على بكاء طفلها- السليم –

لا يمكن ان يكون هناك من هو اقسى و اظلم .... اليس كذلك؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!



كان صلى الله عليه وسلم إذا مر بهم ( الصبية و الاطفال) وهم يلعبون سلم عليهم و مازحهم ، وإذا مر بهم على بغلته أركبهم معه .

المفروض ان يختبئ الاطفال خوفا من هذا القاسي .. و ان يرتعبوا لمرور العظيم و من يسمي نفسه الها ___ اليس هذا ما تعتقده عزيزي المسيحي؟؟

تخيل ان نبي الاسلام محمد صلى الله عليه و سلم اذا صعد طفل على ظهره و هو يصلي ما قام حتى ينزل الطفل خوفا عليه ان يقع ..........." في الواقع اخبرني انت اي طفل يتجرأ ان يصعد على ظهر اله عظيم و ملك جبار ؟؟ !!!"

لا اريد ردا.. فكر لوحدك و اجب نفسك التي تصر على انها ولدت على الدين الصحيح ............ ليتنا ولدنا جميعا على الدين الصحيح .. لكن صدقني بالسذاجة التي يتعامل بها الناس عادة فانهم سيتركون عقولهم و يصدقوا ابائهم .. حتى لو كانوا على الخطأ .. ؟؟

فكر و ابحث و انج بنفسك..

انظر هنا كيف كان نبي الاسلام يعامل خدمه :
يقول احد الخدم
" خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف قط ، وما قال لي لشئ صنعته لِمَ صنعته ؟ ولا لشئ تركته " مسلم

و في الحقيقة الخدم كانوا منتشرين في ذلك الوقت فليس محمد فقط من كان لديه خدم و لم يكن افضل ممن حوله بل كان ربما من افقرهم .. عدا ان هناك من تبرع ان يكون خادما له عليه الصلاة و السلام .. و مع هذا لا تعتقد انه كان يلبسه حذائه و يقلم له اظافره !!!


انظر الى قوله عن الخدم
يقول صلى الله عليه وسلم : " هم إخوانكم ، جعلهم الله تحت أيديكم ، فأطعموهم مما تأكلون ، وألبسوهم مما تلبسون ، ولا تكلفوهم ما يغلبهم ، فإن كلفتموهم فأعينوهم " مسلم .

هذا هو محمد - الذي تعتقد انت اخي المسيحي- انه قاس و ظالم .. و متسلط

هذا هو محمد المحتال المخادع الذي اضاع نصف البشرية و ظلمها ليكون ملكا و الها و عظيما..

اليس هذا ما تعتقده انت ..

اذا اقرأ التاريخ و قرر لوحدك .. ليكن لك كيانك و لو لمرة ..

صلى الله على محمد ..
(((ساره)))
01-01-2008, 10:18 PM
و الله يا أختي ليت كل مخدوع يعلم بالحقيقة .. ليت كل مسيحي يرى بعينه هو يفكر بعقله هو ..


لا أعلم لماذا لا يعرفون سيدنا وحبيبنا محمد (صلى الله عليه وسلم ) على حقيقته أولاً ثم يقرروا قرارهم بحبه أو لا ..


بارك الله فيك أختي وأنتظر منك المزيد ..
believer
01-02-2008, 11:34 AM
بواسطة نور الامل
المفروض ان يختبئ الاطفال خوفا من هذا القاسي .. و ان يرتعبوا لمرور العظيم و من يسمي نفسه الها ___ اليس هذا ما تعتقده عزيزي المسيحي؟؟

تخيل ان نبي الاسلام محمد صلى الله عليه و سلم اذا صعد طفل على ظهره و هو يصلي ما قام حتى ينزل الطفل خوفا عليه ان يقع ..........." في الواقع اخبرني انت اي طفل يتجرأ ان يصعد على ظهر اله عظيم و ملك جبار ؟؟ !!!"

بسم الله الرحمن الرحيم
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ

و قال تعالى

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً{45} وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً{46} وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً{47} وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً
الازهرى المصرى
01-02-2008, 11:12 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماشاء الله موضوع ممتاز جدا
ويستخدم نظام الصدمات ... يا من تقولون بان محمد عليه افضل الصلاة والسلام كان بلا رحمة تعالوا نرى بالادله والواقع ما كان عليه سيد الخلق محمد عليه افضل الصلاة والسلام
لو تكلمنا على اخلاقه وعطفه على الاطفال كما قالت اختنا الكريمه
فأن هذه الرحمه لم تقتصر فقط على اطفال المسلمين بل انها تعدتهم الى غير المسلمين
ولنرى ماذا حدث فى رحلة الطائف عند امر سفهاء الطائف الاطفال ان ياذوا سيد الخلق محمد عليه افضل الصلاة والسلام .... واصيب سيد الخلق وارهق من الاذية وجاءه ملك الجبال وقال له يا محمد ان الله امرنى ان اتيك فلو اردت ان اطبق عليهم الاخشبين لفعلت ؟
فماذا كان رد هذا النبى الكريم الذى تم اذيته فى الحال الان انت يا رسول الله مصاب ومرهق هل تنتقم ولو انتقمت فهذا ليس عيب لانك ترد على الاذى ولكن الذى بقلبه ( رحمه تملأ العالم )
قال : لا .. أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يوحد الله"
وهذا الرسول الكريم
يرى طفل يهودى مريض فى اقبال على الموت فيتلهف النبى عليه يتمنى ان ينقذه من النار

ورد في صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: "كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، فقعد عند رأسه، فقال له: "أسلِم". فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال له: أطع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم، فأسلم، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: "الحمد لله الذي أنقذه من النار".
وهذا الذى تصفونه بانه غير رحيم .. هو من فتح مكه المكرمه وكان هناك مئات الاسرى
فسألهم : ما تظنون انى فاعل
فرد عليهم سيد الخلق وامام الرحماء :اذهبوا فانتم الطلقاء
ويسال انسان فيقول اليس هؤلاء الطلقاء هم من حبسوه
اليسوا من طردوه
اليسوا من قتلوا اصحابه وعمه واتباعه
ولكن لم يكن سيد الخلق يجازى الا بالحسنى وصدق من قال عنه (وانك لعلى خلق عظيم )

والامثلة كثيرة
فاين العقلاء من غير المسلمين ليحكموا الحقيقه والواقع
ولا يتركوا انفسهم وعقولهم لاناس لا يريدون منهم سوى ان يدخلوهم الجحيم
ومن سيدخل الجحيم لا يحب من يدعوا الى الجنه
وهذا سبب العداء
سيد الخلق محمد عاش ليبلغ دعوته الى العالم اجمعه لينقذهم من الظلمات الى النور وينور طريقهم الى الجنه ... ولكن الشيطان واعوانه لا يحبون ذلك

غير معرف يقول...

((((((((((((((((((((((((((((((((((شعبيــــ يسوع ــالمزيفة ـــــة))))))))))))))))))))))

المطلع على الكتاب المقدس يلاحظ المكانة والشعبية التي كان يتمتع بها يسوع في الوسط الاسرائيلي تفوق شعبية السياسيين و الرياضيين والفنانين هذه الأيام

لكن هل هذه الشعبية حقيقة أم مزيفة ؟
هذا ما سوف نتعرف عليه من خلال هذا البحث

يسوع كلما راح أو ذهب يشفي المرضى ويقيم الموتى ويخرج الشياطين حتى ذاع صيته

23وَكَانَ يَسُوعُ يَتَنَقَّلُ فِي مِنْطَقَةِ الْجَلِيلِ كُلِّهَا، يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِ الْيَهُودِ، وَيُنَادِي بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ، وَيَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَعِلَّةٍ فِي الشَّعْبِ، 24فَذَاعَ صِيتُهُ فِي سُورِيَّةَ كُلِّهَا. فَحَمَلَ إِلَيْهِ النَّاسُ مَرْضَاهُمُ الْمُعَانِينَ مِنَ الأَمْرَاضِ وَالأَوْجَاعِ عَلَى اخْتِلاَفِهَا، وَالْمَسْكُونِينَ بِالشَّيَاطِينِ، وَالْمَصْرُوعِينَ، وَالْمَشْلُولِينَ، فَشَفَاهُمْ جَمِيعاً. 25فَتَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَبِيرَةٌ مِنْ مَنَاطِقِ الْجَلِيلِ، وَالْمُدُنِ الْعَشْرِ، وَأُورُشَلِيمَ، وَالْيَهُودِيَّةِ، وَمَا وَرَاءَ الأُرْدُنِّ.....متى 4/23: 25
29ثُمَّ انْتَقَلَ يَسُوعُ مِنْ تِلْكَ الْمِنْطَقَةِ، مُتَّجِهاً إِلَى بُحَيْرَةِ الْجَلِيلِ. فَصَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ وَجَلَسَ هُنَاكَ. 30فَتَوَافَدَتْ إِلَيْهِ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ وَمَعَهُمْ عُرْجٌ وَمَشْلُولُونَ وَعُمْيٌ وَخُرْسٌ وَغَيْرُهُمْ كَثِيرُونَ، وَطَرَحُوهُمْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ، فَشَفَاهُمْ. 31فَدُهِشَتِ الْجُمُوعُ إِذْ رَأَوْا الْخُرْسَ يَنْطِقُونَ، وَالْمَشْلُولِينَ أَصِحَّاءَ، وَالْعُرْجَ يَمْشُونَ، وَالْعُمْيَ يُبْصِرُونَ؛ وَمَجَّدُوا إِلهَ إِسْرَائِيلَ....متى 15/29: 31

يسوع كلما راح أو ذهب تتبعه جموع الناس

25فَتَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَبِيرَةٌ مِنْ مَنَاطِقِ الْجَلِيلِ، وَالْمُدُنِ الْعَشْرِ، وَأُورُشَلِيمَ، وَالْيَهُودِيَّةِ، وَمَا وَرَاءَ الأُرْدُنِّ...متى 4/25
وَلَمَّا نَزَلَ مِنَ الْجَبَلِ، تَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ...متى 8/1
18وَحِينَ رَأَى يَسُوعُ أَنَّ الجُمُوعَ قَدِ احْتَشَدَتْ حَوْلَهُ، أَمَرَ تَلاَمِيذَهُ أَنْ يَعْبُرُوا إِلَى الضَّفَّةِ الْمُقَابِلَةِ. متى 8/ 18
15فَعَلِمَ بِذَلِكَ وَانْسَحَبَ مِنْ هُنَاكَ. وَتَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ، فَشَفَاهُمْ جَمِيعاً، متى 12/ 15
2فَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ، حَتَّى إِنَّهُ صَعِدَ إِلَى الْقَارِبِ وَجَلَسَ، بَيْنَمَا وَقَفَ الْجَمْعُ كُلُّهُ عَلَى الشَّاطِيءِ. متى 13/ 2
13فَمَا إِنْ سَمِعَ يَسُوعُ بِذَلِكَ، حَتَّى رَكِبَ قَارِباً وَرَحَلَ عَلَى انْفِرَادٍ إِلَى مَكَانٍ خَالٍ. فَسَمِعَتِ الْجُمُوعُ بِذَلِكَ، وَتَبِعُوهُ مِنَ الْمُدُنِ سَيْراً عَلَى الأَقْدَامِ. متى 13/ 14
30فَتَوَافَدَتْ إِلَيْهِ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ وَمَعَهُمْ عُرْجٌ وَمَشْلُولُونَ وَعُمْيٌ وَخُرْسٌ وَغَيْرُهُمْ كَثِيرُونَ، وَطَرَحُوهُمْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ، فَشَفَاهُمْ. متى 15/ 30
وَتَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ، فَشَفَى مَرْضَاهُمْ هُنَاكَ... متى 19/ 2

يسوع كان يطعم بالآلاف

19وَأَمَرَ الْجُمُوعَ أَنْ يَجْلِسُوا عَلَى الْعُشْبِ. ثُمَّ أَخَذَ الأَرْغِفَةَ الْخَمْسَةَ وَالسَّمَكَتَيْنِ، وَرَفَعَ نَظَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ، وَبَارَكَ وَكَسَّرَ الأَرْغِفَةَ، وَأَعْطَاهَا لِلتَّلاَمِيذِ، فَوَزَّعُوهَا عَلَى الْجُمُوعِ. 20فَأَكَلَ الْجَمِيعُ وَشَبِعُوا. ثُمَّ رَفَعَ التَّلاَمِيذُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ قُفَّةً مَلأُوهَا بِمَا فَضَلَ مِنَ الْكِسَرِ. 21وَكَانَ عَدَدُ الآكِلِينَ نَحْوَ خَمْسَةِ آلاَفِ رَجُلٍ، مَا عَدَا النِّسَاءَ وَالأَوْلاَدَ....متى 14/19: 21
36ثُمَّ أَخَذَ الأَرْغِفَةَ السَّبْعَةَ وَالسَّمَكَاتِ، وَشَكَرَ وَكَسَّرَ، وَأَعْطَى التَّلاَمِيذَ، فَوَزَّعُوهَا عَلَى الْجُمُوعِ. 37فَأَكَلَ الْجَمِيعُ حَتَّى شَبِعُوا. ثُمَّ رَفَعَ التَّلاَمِيذُ سَبْعَةَ سِلاَلٍ مَلأُوهَا بِمَا فَضَلَ مِنَ الْكِسَرِ. 38وَكَانَ عَدَدُ الآكِلِينَ أَرْبَعَةَ آلاَفِ رَجُلٍ، مَاعَدَا النِّسَاءَ وَالأَوْلاَدَ...متى 15/36 : 38

كانت النساء مغرمات به

6وَإِذْ كَانَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ عَنْيَا عِنْدَ سِمْعَانَ الأَبْرَصِ، 7جَاءَتْ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ تَحْمِلُ قَارُورَةَ عِطْرٍ غَالِي الثَّمَنِ، وَسَكَبَتْهُ عَلَى رَأْسِهِ وَهُوَ مُتَّكِىءٌ ..متى 26/6 .
3 فاخذت مريم منا من طيب ناردين خالص كثير الثمن و دهنت قدمي يسوع و مسحت قدميه بشعرها فامتلا البيت من رائحة الطيب ....يوحنا 12/3
37 و اذا امراة في المدينة كانت خاطئة اذ علمت انه متكئ في بيت الفريسي جاءت بقارورة طيب 38 و وقفت عند قدميه من ورائه باكية و ابتدات تبل قدميه بالدموع و كانت تمسحهما بشعر راسها و تقبل قدميه و تدهنهما بالطيب....لوقا 7/37: 38

كانوا يستقبلونه بالهتاف

8وَأَخَذَ الْجَمْعُ الْكَبِيرُ جِدّاً يَفْرُشُونَ الطَّرِيقَ بِثِيَابِهِمْ، وَأَخَذَ آخَرُونَ يَقْطَعُونَ أَغْصَانَ الشَّجَرِ وَيَفْرُشُونَ بِهَا الطَّرِيقَ. 9وَكَانَتِ الْجُمُوعُ الَّتِي تَقَدَّمَتْ يَسُوعَ وَالَّتِي مَشَتْ خَلْفَهُ تَهْتِفُ قَائِلَةً: «أُوصَنَّا لاِبْنِ دَاوُدَ! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! أُوصَنَّا فِي الأَعَالِي!» متى 21/8: 9
15فَتَضَايَقَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ، وَالْكَتَبَةُ، عِنْدَمَا رَأَوْا الْعَجَائِبَ الَّتِي أَجْرَاهَا، وَالأَوْلاَدَ فِي الْهَيْكَلِ يَهْتِفُونَ: «أُوْصَنَّا لاِبْنِ دَاوُدَ!»...متى 21/15
كما قلنا ان يسوع كان معروف للجميع بدون استثناء وكان له أتباع كثيرون فقد قدم الكثير لأبناء شعب إسرائيل فقد شفى الآلف المرضى وكذلك اطعم الآلف وأقام ناس من الموت ...كل هذا يؤكد شعبية يسوع الجارفة لدى أبناء بني إسرائيل ..

فهل شخص بهذه المكانة والشعبية لدي الناس ...يمكن القبض عليه بكل سهولة والحكم عليه بالقتل وتنفيذه ؟

أين الآلاف الذين شفاهم يسوع
أين الذين اقامهم من الموات أين الآلاف الذين أطعمهم
أين الجموع الغفيرة التي كانت تتبعه أينما ذهب أين الذين كانوا يهتفون له ...
أين هؤلاء جميعا ....عندما امسكوا بيسوع وسخروا منه وضربوه وبصقوا عليه وحكموا عليه بالقتل ونفذوا فيه ذلك ....
لماذا لم يثوروا لماذا لم يقاتلوا من اجعل إنقاذه لماذا هذا التخاذل اذا كانت هذه شعبيته لديهم ...انه لأمر غريب؟؟؟؟؟ونأتي لصدمة الكبرى

الشعب يهتف ويطالب بصلب يسوع !!!!!!!!!!!
نعم هذا ما صرح به الكتاب المقدس

فقد خير الحاكم بني إسرائيل أن يطلق لهم احد اثنين احدهما يسوع
ولكن الشعب طلب إطلاق صراح الأخر وقتل يسوع
وعاد عليهم السؤال
ماذا افعل بيسوع ؟
فأجاب الجميع ....يصلب
ولقد استنكر الحاكم ذلك واستفسر عن الذنب الذي فعله
فازدادوا صراخا مطالبين بصلبه
ويبرر الكاتب ذلك بان رؤساء الكهنة والشيوخ حرضوا الشعب ضد يسوع

مع أني لا اعلم كيف يحرض رؤساء الكهنة والشيوخ هذا الجمع الغفير ..ولكن أليس من العجيب أن ينقلب هذا الشعب ضد يسوع بهذه السرعة وينسى كل ما فعله معه أين شعبية يسوع ؟
15وَكَانَ مِنْ عَادَةِ الْحَاكِمِ فِي كُلِّ عِيدٍ أَنْ يُطْلِقَ لِجُمْهُورِ الشَّعْبِ أَيَّ سَجِينٍ يُرِيدُونَهُ. 16وَكَانَ عِنْدَهُمْ وَقْتَئِذٍ سَجِينٌ مَشْهُورٌ اسْمُهُ بَارَابَاسُ؛ 17فَفِيمَا هُمْ مُجْتَمِعُونَ، سَأَلَهُمْ بِيلاَطُسُ: «مَنْ تُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ: بَارَابَاسَ، أَمْ يَسُوعَ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ؟» 18إِذْ كَانَ يَعْلَمُ أَنَّهُمْ سَلَّمُوهُ عَنْ حَسَدٍ. 19وَفِيمَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى مَنَصَّةِ الْقَضَاءِ، أَرْسَلَتْ إِلَيْهِ زَوْجَتُهُ تَقُولُ: «إِيَّاكَ وَذَلِكَ الْبَارَّ! فَقَدْ تَضَايَقْتُ الْيَوْمَ كَثِيراً فِي حُلْمٍ بِسَبَبِهِ». 20وَلَكِنَّ رُؤَسَاءَ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخَ حَرَّضُوا الْجُمُوعَ أَنْ يُطَالِبُوا بِإِطْلاَقِ بَارَابَاسَ وَقَتْلِ يَسُوعَ. 21فَسَأَلَهُمْ بِيلاَطُسُ: «أَيَّ الاِثْنَيْنِ تُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ؟» أَجَابُوا: «بَارَابَاسَ». 22فَعَادَ يَسْأَلُ: «فَمَاذَا أَفْعَلُ بِيَسُوعَ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ؟» أَجَابُوا جَمِيعاً: «لِيُصْلَبْ!» 23فَسَأَلَ الْحَاكِمُ: «وَأَيَّ شَرٍّ فَعَلَ؟» فَازْدَادُوا صُرَاخاً: «لِيُصْلَبْ!» 24فَلَمَّا رَأَى بِيلاَطُسُ أَنَّهُ لاَ فَائِدَةَ، وَأَنَّ فِتْنَةً تَكَادُ تَنْشُبُ بِالأَحْرَى، أَخَذَ مَاءً وَغَسَلَ يَدَيْهِ أَمَامَ الْجَمْعِ، وَقَالَ: «أَنَا بَرِيءٌ مِنْ دَمِ هَذَا الْبَارِّ. فَانْظُرُوا أَنْتُمْ فِي الأَمْرِ!» 25فَأَجَابَ الشَّعْبُ بِأَجْمَعِهِ: «لِيَكُنْ دَمُهُ عَلَيْنَا وَعَلَى أَوْلاَدِنَا!» 26فَأَطْلَقَ لَهُمْ بَارَابَاسَ؛ وَأَمَّا يَسُوعُ فَجَلَدَهُ، ثُمَّ سَلَّمَهُ إِلَى الصَّلْبِ...متى 27: 15 :26

ليس هذا فحسب بل كان المارة من هذا الشعب يشتمونه

39وَكَانَ الْمَارَّةُ يَشْتُمُونَهُ، وَهُمْ يَهُزُّونَ رُؤُوسَهُمْ 40وَيَقُولُونَ: «يَاهَادِمَ الْهَيْكَلِ وَبَانِيَهُ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ، خَلِّصْ نَفْسَكَ! إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَانْزِلْ عَنِ الصَّلِيبِ!»...متى 27/39: 40

وكانوا يسخرون منه

47فَلَمَّا سَمِعَهُ بَعْضُ الْوَاقِفِينَ هُنَاكَ، قَالُوا: «إِنَّهُ يُنَادِي إِيلِيَّا!» 48فَرَكَضَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ، وَأَخَذَ إِسْفِنْجَةً غَمَسَهَا فِي الْخَلِّ، وَثَبَّتَهَا عَلَى قَصَبَةٍ وَقَدَّمَ إِلَيْهِ لِيَشْرَبَ؛ 49وَلَكِنَّ الْبَاقِينَ قَالُوا: «دَعْهُ وَشَأْنَهُ! لِنَرَ هَلْ يَأْتِي إِيلِيَّا لِيُخَلِّصَهُ!» متى... 27 /47: 49
كما قلت كانت شعبية يسوع شعبية مزيفة من اختراع كاتب الإنجيل ...أو أن كاتب الإنجيل افترى على هذا الشعب وتعمد اخفاء ثورته ضد الحاكم ورؤساء الكهنة والشيوخ وادعى كذباً انه طلب بصلب يسوع وانهم سخروا منه وشتموه

المهم في كلا الأمرين كاتب الإنجيل مزيف ومدلس

وبفرض أن يسوع اله جاء لتخليص البشرية من الخطيئة ....فهل هذا الشعب يستحق أن يهان ويضرب ويصلب من اجله ؟!!!!!جزاك الله خيرا يامولانا

كلام أحلى من جون الإسماعيلي في الزمالك

لكن هل يعقلون؟

لله في خلقه شئون
شكلنا حنخسر بعض يا حاج شرقاوي
الأهلي فوق الجميع
---------------------
هل سنجد رد و تفسير حلزوني لولبي هوائي لهذا الموضوع من أحد النصاري !!
أم كالعادة إمتلئ من الروح القدس و دم الرب حتي يغيب العقل و نفكر بقلوبنا !؟؟؟؟؟

غير معرف يقول...

(((((((((((((((شمائل الحبيب))) القيم الحضارية النبيلة في جهاد النبي الكريم))))))
الشبهة الثانية من الشبهات المثارة حول رسول الله  وسيرته الكريمة هي (أنه دموي) متهور في قتل الأنفس وإزهاق الأرواح، وهذه التهمة متهافتة كأختها أمام الحقائق التاريخية في سيرة رسول الله، في غزواته وسراياه، وفتوحات خلفائه من بعد، وساقطة أمام مقررات الشريعة الإسلامية، وما توجبه من آداب وضوابط في ممارسة الجهاد (القتال)، وإليك تفصيل ذلك في المباحث التالية:

المبحث الأول: مشروعية الجهاد(1)
إن الحرب أو القتال عمل يقوم به أغلب شعوب العالم إن لم نقل كلها، يلجأ إليه المتحضر منها عندما تخفق الوسائل والأساليب السلمية في ما يطلبه أو يدفعه عنه، والذي يحكم على هذا العمل بالحسن أو القبح هو شرعية رايته، ونبل أهدافه، وسلامة أساليبه ووسائله.
وقد دل على مشروعية الجهاد (القتال) القرآن والسنة والإجماع والعقل.
أما من القرآن فمنه قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (التوبة:111)، وقوله تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} (البقرة:190)، وقوله: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ} (البقرة:193).
ودل على مشروعة الجهاد من السنة أحاديث كثيرة، ومنها ما روي عن أبي هريرة  قال سئل رسول الله أي الأعمال أحب إلى الله قال: ((إيمان بالله ورسوله)) قيل: ثم أي؟ قال:((جهاد في سبيل الله)) قيل: ثم أي؟ قال: ((حجج مبرور))(1) ، وعنه أيضا  عن رسول الله  قال: ((من خير معاش الناس لهم رجل ممسك عنان فرسه في سبيل الله يطير على متنه كلما سمع هيعة أو فزعة طار عليه يبتغي القتل والموت مظانه))(2).
وهذه النصوص كلها متضافرة في الدلالة على فضل و مشروعية الجهاد والقتال في سبيل الله تعالى، ولا جرم أن المفسرين وشراح الحديث النبوي والفقهاء اختلفوا في حكم القتال في سبيل الله هل هو فرض كفاية أم فرض عين، وذلك بعد إجماعهم على مشروعيته، وليس هذه الدراسة موضع التفصيل في هذه المسألة(3).
أما دلالة العقل على مشروعية الجهاد في الإسلام فمنها ما ذكره الأستاذ مصطفى السباعي رحمه الله تعالى في محاضرته القيمة عن نظام السلم والحرب في الإسلام، إذ يقول: (وأما نظام الحرب في الإسلام فلا ريب في أنه يقوم على النظرة التي يقوم عليها كل شريعة واقعية أقرت فكرة الحرب وهي أن في الناس من لا تردعهم التربية ولا القانون عن العدوان والطغيان، وأن في الأمم من تغريها قوتها وضعف جيرانها بالعدوان والاستعمار، لا جرم إن كان من الخير أن يشرع استعمال القوة حينئذ...)(1).
فليس الإسلام إذن أول من شرع القتال والحرب بل سبقه وتلاه غيره من الأديان والحضارات ، والحاصل أن الإسلام يتميز على غيره في هديه في القتال فيحرص على نبل أهدافه ونزاهة وسائله وأساليبه ، وشرعية رايته .

المبحث الثاني :
مراتب تشريع القتال
ليس الإسلام رسالة يكره الناس على قبولها والتصديق بها، بل هي دعوة ذات قوة ذاتية بما تشتمل عليه من حقائق ناصعة وتعاليم سامية، قال تعالى: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (البقرة:256)، غير أن العادات والتقاليد الموروثة لاسيما إذا اقترنت بها أهواء أصحابها فإنها تمثل عقبات جسيمة تمنع من قبول الحق وترك الباطل، وقد يبلغ الصلف بالملأ المستكبر ممن يستعبدون الناس بغير الحق، أن يعلن الحرب على دعاة الحق وأهله، ويؤلب عليهم من ليس له في قتال أهل الحق أية مصلحة، وما دامت هذه سنة الله في الدعوات فليس من المعقول أن يبقى الدعاة مكتوفي الأيدي، لا يردون ظالما ولا يرهبون عدوا.
ولذلك شرع القتال في سبيل الله على أربع ومراحل وهي:
الأولى: المنع من القتال:
وقد استغرقت هذه المرحلة جميع العهد المكي أي طيلة ثلاثة عشر سنة من الظلم والاضطهاد والتضييق والمحاصرة، وكان الصحابة يراجعون فيها رسول الله  ليستأذنوه برد الظلم عنهم فيمنعهم عن ذلك، ويأمرهم بالصبر وباستكمال مراحل التربية الإيمانية الواجبة في الطلائع الأولى من حملة الدعوة، ولننصت إلى حديث الصحابي الجليل خباب بن الأرت  وهو أحد السابقين الأولين في الإسلام، ومن الذين ذاقوا مرارة هذه المرحلة وويلاتها، وهو شاهد عيان على فصولها الأليمة، يقول : (شكونا إلى رسول الله  وهو متوسط بردة له في الكعبة، فقلنا له ألا تستنصر لنا؟ ألا تدع الله لنا؟ قال: ((كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه، فيشق باثنتين، وما يصده ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضر موت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون))(1)، ولم يكن شخص الرسول الكريم  بمنأى عن الأذى والظلم من قومه فقد كان يصيبه من ذلك ما يصيب أصحابه، ومع ذلك لم يأذن الله له ولا لأتباعه بالقتال ولو لهدف الدفاع عن أنفسهم.

المرحلة الثانية: مرحلة الإذن بالقتال:
وبدأت هذه المرحلة بعد الهجرة إلى المدينة، وذلك لمنع الظلم عن أنفسهم، وتوفر القدرة في العدد والعدة، وذلك لما نزل قوله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} (الحج:39)، حيث أن الطمع في القضاء على الدعوة لم يزل يراود صناديد الكفر من قريش، يقول الدكتور مهدي رزق الله أحمد: (وعندما أذن الله لنبيه والمؤمنين بالقتال، أخذوا في إعداد القوة لرد عدوان قريش، ومن على شاكلتها، فلما أرادت قريش أن تري المسلمين أن لها يدا في داخل المدينة، أراد المسلمون أن يروا قريشا أن المسلمين ليسوا بذلك الهوان الذي تتصور قريش، وأنهم قادرون على كسر شوكة قريش وحصارها سياسيا واقتصاديا ورد حقوقهم المسلوبة)(1).
وليس بعيدا أيضا أن يكون من أسرار الإذن بالقتال في هذه المرحلة وحكمها إرهاب حركة النفاق المتربصة في المدينة، والتي كان رئيسها عبد الله بن أبي متحسرا من فوات ملك كان يرجوه ويطمع فيه، وفي هذه الفترة وقعت غزوة بدر وغزوة أحد وسبقتها مناورات عسكرية في شكل سرايا وبعوث.
المرحلة الثالثة: الأمر بقتال من يقاتلهم:
وذلك منذ نزل قوله تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} (البقرة:190)، وهذه مرحلة مناسبة لتقدم الدولة الإسلامية وتطورها، وكون جيشها في طور الجيوش المنظمة والمدربة لاسيما بعد معركة بدر وأحد.
المرحلة الرابعة: الأمر بقتال جميع الكفار:
وذلك منذ نزل قوله تعالى: {وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} (التوبة: من الآية36)، ونظرا للبعد الدولي للدعوة الإسلامية حينئذ، وسماع الملوك بها ووقوفهم في طريقها نحو تحرير الشعوب من الظلم والاضطهاد(1).
والجدير بالإشارة هنا أن ليس بين هذه المراحل تناسخ، بل لكل مرحلة ظروفها الخاصة ومبرراتها الموضوعية، من حيث القوة والضعف، وتغير موقف العدو في السلم والحرب، ونوعية الكفار من أهل كتاب وغيرهم، إلى أمور عديدة ليس هنا موضع تفصيلها.
يقول الأستاذ مصطفى السباعي رحمه الله: (وتاريخ الرسول في حروبه أوضح دليل على المعنى النبيل الذي خاض من أجله رسول الله  حروبه ومعاركه، فما أعلن الرسول الحرب إلا بعد أن اضطهد هو وجماعته في عقيدتهم، وأخرجوا من أوطانهم، فجاءت معركة بدر وما تلاها من معاركه في سبيل الحرية الدينية، وإقرار السلام والأمن في ربوع الجزيرة العربية، ذلك السلام الذي حاربه الوثنيون من العرب، فأحالوا بطاح مكة ورمالها إلى ميادين لتذبيح المؤمنين وتعذيبهم ومطاردتهم في أرزاقهم وأوطانهم وأموالهم)(1).

المبحث الثالث:
هدي النبي الكريم في قتال الأعداء
لم تعرف الدنيا رئيسا لدولة مثل محمد ، ولا غازيا أو فاتحا أرحم منه بمحاربيه و من يقع في يديه من الأسرى، وهذه دعوى قد تبدو عريضة ومبالغ فيها، إذا لم نذكر لها البينات الشاهدة على صدقها، وفي هذا المبحث سوف نتناول هدي النبي الكريم  قبل القتال وأثنائه وبعده، لنقرأ من ذلك أجمع أعظم دروس الإنسانية وأروع قيم الحضارة.
أولا: هديه قبل القتال:
لم يكن رسول الله  ينظر إلى مخالفيه جميعا نظرة عدائية لا تفرق بين معاهد ومحارب وأهل ذمة، ولم يكن ينقض العهود أو يغدر بأعدائه، بل كان يعامل كل فريق من هؤلاء بمقتضى ما يربط بينهما من علاقات السلم والحرب، ولقد لخص العلامة ابن القيم مجمل هديه في ذلك في كتابه زاد المعاد فقال: »ثم كان الكفار معه بعد الأمر بالجهاد ثلاثة أقسام: أهل صلح وهدنة، وأهل حرب وأهل ذمة، فأمر أن يتم لأهل العهد عهدهم، وأن يوفي لهم ما استقاموا على العهد، فإن خاف منهم خيانة نبذ إلى عهدهم، ولم يقاتلهم حتى يعلمهم بنقض العهد، وأمر أن يقاتل كل من نقض عهده، ولما نزلت سورة براءة ببيان حكم هذه الأقسام كلها فأمره فيها أن يقاتل عدوه من أهل الكتاب حتى يعطوا الجزية أو يدخلوا في الإسلام، وأمره بجهاد الكفار فجاهد الكفار بالسيف والسنان والمنافقين بالحجة واللسان...«(1).
هذه هي الأحكام التي كانت تنظم علاقته بمخالفيه من مسالمين ومحاربين، المسالمة على شروط معينة، وإعلان للحرب وقبلها مقدمات موضوعية ترجح جانب السلم من دعوة إلى الدخول في الإسلام طواعية، أو دفع الجزية للدولة الإسلامية، فإن أبوا إلا القتال والاستمرار في العناد ومحاربة الدعوة كان لهم ما يريدون.

ثانيا: هديه أثناء القتال:
رغم كون القتال عملية تزهق فيها الأرواح وتجرح فيها الأبدان، ويقصد فيها إلحاق أنواع الأذية بالأعداء، فإن رسول الله  شرع لأمته آداب سامية وضوابط حاكمة على سلوك المقاتل المسلم، توجب عليه مخالفتها عقوبات زاجرة قي الدنيا والآخرة.
فلا يستخدم في الجهاد في سبيل الله إلا الوسائل المشروعة والأساليب النزيهة، فعن صفوان بن عسال رضي الله عنه قال: (بعثني رسول الله  في سرية فقال: ((اغزوا باسم الله في سبيل الله لا تغلوا ولا تغدروا ..))(1) ؟
وعن يحيى بن سعيد قال: حدثت أن أبا بكر  بعث جيوشا إلى الشام فخرج يتبع يزيد بن أبي سفيان فقال: (إني أوصيكم بعشر: لا تخربن عامرا، ولا تعقرن شاة ولا بعيرا إلا لمأكلة، ولا تغرقن نخلا، ولا تحرقنه، ولا تغلل، و لا تجبن، ولا تقتلن صبيا، ولا امرأة، ولا كبيرا هرما، ولا تقطعن شجرا مثمرا)(2) وفي رواية: (وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له).
وهذه النصوص وغيرها من دستور العسكرية الإسلامية التي وضعها رسول الله  تشتمل على الأصول الأخلاقية للحرب، وهذه جملتها:
1- الإخلاص والتجرد للأهداف الحقيقية للحرب وترك ما يخالف ذلك من غلول وغدر وثأر وانتقام.
2- المحافظة على البيئة واجتناب الفساد في الأرض بتحريق الأشجار وقتل الحيوانات لغير ضرورة.
3- عدم التعرض لغير المقاتلين من النساء والصبيان والشيوخ.
4- السماحة الدينية واحترام مقدسات الآخرين، بعدم قتل الرهبان والقسيسين ما لم يقاتلوا أو يعينوا على القتال، وعدم التعرض كذلك لبيعهم وكنائسهم بسوء.
أما الذين يرمون رسول الله  وأتباعه بتهمة الدموية والهمجية فلا يعرفون هذه الأصول والآداب، ولا يراعونها في حروبهم، (فلقد عهدنا شرائع تعلن للناس أصدق آيات البر والخير والرحمة في تشريعها وفلسفتها وأدبها، حتى إذا حكمت نسيت ذلك كله، وانقلبت إلى أبشع صور الحقد والقسوة والاستهزاء لحقوق الشعوب، والإمعان في سفك الدماء وإثارة الحروب، ولعل أقرب الأمثلة على ذلك في العصر الحديث التناقض الواضح بين مبادئ الثروة الفرنسية وبين أعمال الفرنسيين في البلاد الواقعة تحت حكمهم كبلاد الشمال الإفريقي العربي التي ذاقت وما تزال تذوق أمر صنوف الاضطهاد والعسف والإذلال و النكال، ومثل ذلك يقال في الدول الكبرى التي أعلنت شرعة حقوق الإنسان في هيئة الأمم، ثم هي اليوم أول من يدوس حقوق الإنسان ويعتدي على حرماته وكرامته وسيادته، على أرضه ومقدراته)(1).
وأين الحروب الاستباقية، والإبادات الجماعية التي يمارسها الدول الكبرى ضد مخالفيها بدعوى محاربة الإرهاب وتحرير الشعوب وتصدير الديمقراطية، وغيرها من الدعاوي، و لا ترحم فيها صغيرا ولا كبيرا، ولا شيخا ولا امرأة، وتهلك الحرث والنسل، وأين فضائح معتقل غوانتنامو وسجن أبو غريب؟؟؟ وغيرها... نماذج صارخة من سلوكهم وأخلاقياتهم.
ثالثا: هديه بعد القتال:
وإذا وضع الحرب بين الجيشين أوزارها، وصار الفريقين بين غالب ومغلوب، وإذا كانت الغلبة للإسلام ووقع المقاتلون من الأعداء وما بأيديهم في سيطرة المسلمين، وسقطت دولهم أمام جحافل الإسلام طبق الرسول  أحكام الإسلام العادلة في أسرى الحروب، والتي تراعي فيها مصلحة الجماعة المسلمة و معاني الكرامة الإنسانية وملف الأسرى الأمني تجاه المسلمين.
وقد بين فقهاء السيرة النبوية هدي الإسلام وسنة الرسول بعد القتال، فقالوا: (أما المغلوب عليهم فتحترم عقائدهم ودمائهم وأموالهم ومعابدهم، وهم في حماية الدولة وحقوق المواطنين، ولا يكلفون إلا بالإخلاص للدولة ودفع مبلغ زهيد يسمى الجزية كانت الأمم الغالبة قبل الإسلام وبعده تفرضه على الأمم المغلوبة، ولا تزال الدول في عصرنا الحاضر تفرضه في كثير من الحالات على أبناء شعبها كضريبة شخصية على الرؤوس...)(1).
وقد لخص ابن قيم الجوزية الكلام في هديه  في الأسرى فقال: (وكان يمن على بعض الأسرى، ويقتل بعضهم، ويفادي بعضهم بالمال، وبعضهم بأسرى المسلمين، وقد فعل ذلك كله بحسب المصلحة، ففادى أسارى بدر بمال، وقال لو كان المطعم بن عدي حيا ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له، وهبط عليه في صلح الحديبية ثمانون متسلحون يريدون غرته، فأسرهم، ثم من عليهم، وأسر ثمامة بن أثال سيد بني حنيفة، ثم أطلقه فأسلم...)(2).
وواقع معاملات الرسول  مع الأسرى في غزواته مطابق لما قاله هؤلاء العلماء وإليك نبذ من مواقفه الحكيمة من الأسرى من سيرته العطرة:
- موقفه من أسرى بدر: وكان عدد أولئك الأسرى سبعين، ولقد استشار فيهم رسول الله  أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، فاختلف الصاحبان في القضية، فقال أبو بكر بأخذ الفدية منهم لمكان قرابتهم، ورجاء دخولهم في الإسلام، وقال عمر بقتلهم لسابقتهم في اضطهاد المسلمين، وكان رأي رسول الله مع قول أبي بكر، وفي الغد أنزل الله قوله تعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (لأنفال:67) ليرجح بذلك ما قاله عمر، وكان الفداء يومئذ بأربع مائة درهم إلى أربعة آلاف(1)، وممن فاداهم المطلب بن حنطب، وصيفي بن أبي رفاعة، وأبوعزة الجمحي... ومن على ختنه أبي العاص بشرط أن يخلي زينب ويتركها لتهاجر إلى المدينة...)(2).
- موقفه من أسرى غزوة بني المصطلق: حيث سبى المسلمون منهم نساء وذرية، كان من بينهم جويرية بنت الحارث بن أبي الحارث سيد بني المصطلق، وكان قد وقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس، فكاتبها فأدى عنها رسول الله وتزوجها... فما هو إلا أن علم المسلمون بذلك فقالوا أصهار رسول الله  بأيدينا؟؟! فأعتقوا كل من بأيديهم من الأسرى، وأسلم سائر بني المصطلق(3).
- حكمه على بني قريظة: كان بنوا قريظة في معسكر الأحزاب المتحالفة لغزو رسول الله ، وكانوا من قبل في عهد مع رسول الله ، وبعد غزوة الأحزاب مباشرة ذهب إليهم رسول الله  وحاصرهم خمس وعشرين ليلة، فلما اشتد حصارهم واشتد البلاء، قيل لهم انزلوا على حكم رسول الله، فاستشاروا أبا لبابة بن عبد المنذر فأشار إليهم أنه القتل، قالوا ننزل على حكم سعد بن معاذ  فوافقهم على ذلك رسول الله ، فأتي بسعد على حمار، فلما وصل جعلوا يستعطفونه في تخفيف الحكم عليهم، وحكم فيهم  بحكم الله من فوق سبع سماوات: بأن يقتل الرجال، وتسبى الذرية، وتقسم الأموال، وكان هذا الحكم في غاية العدل والإنصاف، فإن بني قريظة بالإضافة إلى ما ارتكبوا من جريمة الخيانة، كانوا قد جمعوا لإبادة المسلمين ألفا وخمسمائة سيف، وألفين من الرماح، وثلاثمائة درع، وخمسمائة ترس وحجفة، حصل عليها المسلمون بعد فتح ديارهم(1).
- موقف رسول الله  من أهل مكة يوم فتحها: لما فتح النبي  مكة وتم سيطرته عليها، وتمكن من صناديدها الذين فعلوا به وبأصحابه ما فعلوا، أمن الناس على أموالهم ودمائهم، إلا طائفة منهم لجرائم ارتكبوها ضد المسلمين، وهم عبد العزى بن خطل، وعبد الله بن سعد ابن أبي سرح، والحارث بن نفيل بن وهب، وعكرمة بن أبي جهل، ومقيس بن صبابة، وهبار بن الأسود، وقينتان كانتا لابن خطل كانتا تغنيان بهجو النبي ، وسارة مولاة لبعض بني عبد المطلب وهي التي وجد معها كتاب حاطب، فأما ابن أبي سرح فجاء به عثمان بن عفان إلى النبي  وشفع فيه فحقن دمه، وكان قد أسلم قبل ذلك وهاجر، ثم ارتد ورجع إلى مكة، وأما عكرمة بن أبي جهل ففر إلى اليمن فاستأمنت له امرأته، فأمنه النبي  فتبعته، فرجع معها وأسلم وحسن إسلامه، وأما ابن خطل فكان متعلقا بأستار الكعبة فجاء رجل إلى رسول الله  فأخبره فقال: »اقتله«، فقتله، وأما مقيس بن صبابة فقتله نميلة بن عبد الله، وكان مقيس قد أسلم قبل ذلك، ثم عدا على رجل من الأنصار فقتله، ثم ارتد ولحق بالمشركين، وأما الحارث فكان شديد الأذى برسول الله  بمكة فقتله علي ، وأما هبار بن الأسود فهو الذي كان عرض لزينب بنت رسول الله  حين هاجرت، فنخس بها حتى سقطت على صخرة وأسقطت جنينها، ففر هبار يوم فتح مكة، ثم أسلم وحسن إسلامه، وأما القينتان فقتلت إحداهما، واستؤمن للأخرى فأسلمت كما استؤمنت لسارة وأسلمت(1)، وبعد ذلك جمع أهل مكة وخطب فيهم فقال: ((لا إله إلا الله وحده لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ألا كل مأثرة أو دم أو مال يدعى فهو تحت قدمي هاتين، إلا سدانة البيت وسقاية الحاج, ألا وقتيل الخطأ شبه العمد بالسوط أو العصا ففيه الدية مغلظة مائة من الإبل، أربعون منها في بطونها أولادها، يا معشر قريش إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء، الناس من آدم وآدم من تراب، ثم تلا {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} (الحجرات: من الآية13)، ثم قال: ((يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم اليوم؟)) قالوا: خيرا، أخ كريم ابن أخ كريم، قال: ((اذهبوا فأنتم الطلقاء...))(1).
ولا شك أنه لو قتلهم وأخذ أموالهم ما كان لهم بظالم، كيف وهم الذين اضطهدوه وأصحابه، وقتلوا من قتل منهم، وأخذوا أموالهم، وأخرجوهم من ديارهم بغير حق، وقاتلوهم في الدين، وأعانوا على قتالهم، وهجاهم شعرائهم ونال منهم سفهائهم!!
فما أرحمه بأمته! وما أرفقه بأعدائه ومخالفيه! بأبي هو وأمي!!!

خضوع لله وشكر بعد النصر والتمكين:
إن من عادة ملوك الأرض وسادة العالم أنهم إذا انتصروا في غزواتهم على أعدائهم ومكنوا في الأرض، افتخروا ببطولاتهم، وتلوا الخطب الرنانة في بيان قدراتهم القتالية، ومدحهم الشعراء بالقصائد الرنانة، وتحدثت عن مفاخرهم وسائل الإعلام المختلفة، وكل ذلك لما يعتريهم من نشوة الانتصار، و لما نسوا أو جحدوا بأن النصر بيد الله، ومن ينصره الله فلا غالب له.
أما رسول الله  فقد سن للفاتحين والغزاة سنة التواضع لله والشكر له بعد نعمة النصر و التمكين، فقد دخل مكة مطأطأ رأسه وخاضعا لله سبحانه، حين رأى ما أكرمه الله به من الفتح، وكان يضع رأسه تواضعا لله حتى أن شعر لحيته ليكاد يمس واسطة رحله ...(1).
قال الشيخ صفي الرحمن المباركفوري: (ودخل رسول الله يومئذ دار أم هانئ بنت أبي طالب فاغتسل وصلى ثماني ركعات في بيتها، وكان ضحى، فظنها من ظنها صلاة الضحى، وإنما هي صلاة الفتح...)(2).
وكل ذلك امتثال لأمر الله تعالى الوارد في سورة النصر إذ يقول جل شأنه: {إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح لحمد ربك واستغفره إنه كان توابا}. سورة النصر.
الفصل الثالث :
أروع القيم الحضارية في شمائله الكريمة
يحسن بنا بعد سرد القيم الحضارية النبيلة التي تضمنها زواج النبي الكريم وجهاده ، أن نتعرض لبعض شمائله الكريمة، لنشاهد من جمال خلقه ومكارم خلقه ما لم يحوه قط أحد من البشر قبله ولا بعده، ((فقد كان يمتاز من جمال خلقه وكمال خلقه بما لا يحيط بوصفه البيان، وكان من أثره أن القلوب فاضت بإجلاله، والرجال تفانوا في حياطته وإكباره، بما لا تعرف الدنيا لرجل غيره، فالذين عاشروه أحبوه إلى حد الهيام ولم يبالوا أن تندق أعناقهم ولا يخدش له ظفر...))(1).


المبحث الأول:
جمال خلقه وحسن هندامه
أجمع كل من رأى رسول الله  من المسلمين والكفار، والعرب والعجم، على وصفه بأجمل الصفات وأحسن النعوت، مما يدل على تبوئه على أعلى منزلة من الكمال البشري.
النبي الكريم في ريشة علي بن أبي طالب:
قال  وهو ينعت رسول الله : (لم يكن بالطويل الممغط، ولا بالقصير المتردد، وكان ربعة من القوم، ولم يكن بالجعد القطط، ولا بالسبط، وكان جعدا رجلا، ولم يكن بالمطهم، ولا بالمكلثم، وكان على الوجه تدوير، وكان أبيضا مشربا، أدعج العينين، أهدب الأشفار، جليل المشاش والكتد، دقيق المسربة، أجرد ششن الكفين، والقدمين، إذا مشى تقلع كأنما يمشي من صبب، وإذا التفت التفت معا، بين كتفيه خاتم النبوة، وهو خاتم النبيين، أجود الناس كفا، وأجرأ الناس صدرا، وأصدق الناس لهجة، وأوفى الناس ذمة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشرة، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبه، يقول ناعته: لم أر قبله ولا بعده مثله )(1).
رسول الله في عيني أم معبد:
قالت أم معبد عن رسول الله  وهي تصفه لزوجها حين مر بخيمتها مهاجرا إلى المدينة: ظاهر الوضاءة أبلج(2) الوجه، حسن الخلق، لم تعبه ثجلة(1)، ولم تزر به صلعة، وسيم قسيم، في عينيه دعج، وفي أشفاره وطف(2)، وفي صوته صحل(3)، وفي عنفه سطح، أحور، أكحل، أزج(4)، أقرن(5)، شديد سواد الشعر، إذا صمت علاه الوقار، وإن تكلم علاه البهاء، أجمل الناس وأبهاهم من بعيد، وأحسنه وأحلاه من قريب، حلو المنطق، فضل، لا نزر ولا هذر، كأن منطقه خرزات نظمن يتحدرن، ربعة لا تقحمه عين من قصر، ولا تشنؤه من طول، غصن بين غصنين، فهو أنظر الثلاثة منظرا، وأحسنهم قدرا...(6).


مقارنة بين الوصفين:
لا ريب أن كلا من أم معبد وعلي بن أبي طالب ذكر ما شاهده من الجمال و الكمال في شخص رسول الله  ، وهناك بين الوصفين اختلاف تنوع اقتضه اختلاف الواصفين وهاكم مقارنة لطيفة بين الوصفين:
1- إن وصف أم معبد لرسول الله  لا يمت إلى أي معتقد ديني في رسول الله، حتى يقال أن وصفها له جاء من باب الغلو والإطراء الذي يحدث غالبا عندما يصف الإنسان من يقدسه من نبي أو رجل صالح، وعليه فإن موافقتها لما قاله علي بن أبي طالب في وصف الرسول  يدل أيضا على أنه لم يكن مبالغا في ذكر محاسنه عليه الصلاة والسلام.
2- إن لكل من الرجال والنساء مقاييس قد تتحد وقد تختلف في اعتبار الجمال والكمال في الإنسان، ومع ذلك لم يذكر واحد منهما ما يدل على صفة غير مرغوبة في رسول الله .
3- إن وصف أم معبد لرسول الله كان في أول لقاء له وهو في سفر خائفا يترقب، وجائع و عطشان، أضف إلى ذلك أنه في الثالث والخمسين من عمره، ولم يختلف وصفها إياه عن قول من عرفه شابا يافعا، مقيما بين أهله مطمئنا، مما يشهد على استواء أحواله في الحل والترحال، والخوف والأمن، والشباب والشيخوخة، نور على نور.
حسن هندامه:
كان رسول الله  حسن الهندام وكامل الزينة ومرتب الأزرة، غير مفرط في تجمل، ولا مفرط في تقشف، بل كان كل أمره وسطا.
وهذه بعض الصور الجميلة لهندامه بأبي هو وأمي:
عنايته بشعره: فقد كان يرتب شعره ويعتني به (فعن عائشة رضي الله عنها قالت: كنت أرجل رسول الله وأنا حائض)(1)، وعنها رضي الله عنها أيضا قالت: (إن كان رسول الله  ليحب التيمن في طهوره إذا تطهر، وفي ترجله إذا ترجل...)(2)، وذلك ليجمع بين جمال الظاهر والباطن، وبين رعاية حق الله في استعمال يمينه في المحترمات، وبين حق الخلق في الظهور أمامهم بشكل أنيق.
صفة ثوبه: حيث كان له ذوقه الخاص في جنس الثياب وألوانها (فعن أم سلمة رضي الله عنها كان أحب الثياب إلى رسول الله يلبسه القميص)(1)، وعن أنس بن مالك قال: (كان أحب الثياب إلى رسول الله يلبسه الحبرة)(2) ، (وعن أبي جحيفة  قال رأيت النبي وعليه حلة حمراء، كأني أنظر إلى بريق ساقيه)(3)، (وعن ابن عباس قال رسول الله  عليكم بالبياض من الثياب ليلبسها أحيائكم، وكفنوا فيها موتاكم، فإنها من خير ثيابكم)(4).
نوع نعله وخفه: فقد لبس منهما شتى الصناعات والماركات (فعن عبد الله بن بريدة عن أبيه أن النجاشي أهدى النبي  خفين أسودين ساذجين فلبسهما، ثم توضأ ومسح عليهما)(5)، (وعن عيسى بن طهمان قال: أخرج إلينا أنس بن مالك نعلين جرداوين لهما قبالان، قال: فحدثني ثابت – بعد – عن أنس: أنهما نعلي النبي )(1).
نوع خاتمه: وكان للفضة حضورا في زيته وهندامه، غير أنها لم تطغه  أو تلحقه في عداد المسرفين، وكان تزينه بها من جانب آخر يعكس حاجته إليه، (فعن بن عمر رضي الله عنهما أن النبي اتخذ خاتما من فضة وجعل فصه مما يلي كفه، ونقش فيه محمد رسول الله، ونهى أن ينقش أحد عليه...)(2).

المبحث الثاني: أخلاقه الكريمة
لقد جمع الله لرسول الله الكريم بين حسن الخلق وحسن الخلق، حيث يحبه كل من رآه، ويألفه كل من عاشره، وكفاه شرفا أن الله مدحه بحسن خلقه في القرآن الكريم، فقال سبحانه: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم:4)، وقد تحدث صحابته الكرام عن أخلاقه الكريمة وشمائله الجليلة، فلنصغ إلى أحاديثهم عن:
1- كرمه: حيث بلغ من الجود والكرم ما أنسى العرب حاتم الطائي الذي كانوا يضربون به المثل في تلك الخصلة، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: ما سئل رسول الله  شيئا على الإسلام إلا أعطاه، سأله رجل فأعطاه غنما بين جبلين، فأتى الرجل قومه فقال لهم يا قوم اسلموا فإن محمدا يعطي عطاء من لا يخاف الفاقة(1).
2- حلمه: المنقطع النظير، فقد جذبه يوما أعرابي جذبة شديدة حتى أثرت في صفحة عنقه،  وقال: احمل لي على بعيري هذين من مال الله الذي عندك، فإنك لا تحمل لي من مالك ومال أبيك، فحلم عليه، ولم يزد أن قال: ((المال مال الله، وأنا عبده، ويقاد منك يا أعرابي ما فعلت بي)) فقال الأعرابي لا، فقال النبي  ((لم؟)) قال: لأنك لا تكافئ السيئة بالسيئة، فضحك  ، ثم أمر أن يحمل له على بعير شعير وعلى آخر تمر(1).
3- حيائه: الفطري الذي لم يحل بينه وبين الحق قط، روى الشيخان عن أبي سعيد الخدري  قال: كان رسول الله  أشد حياء من البكر في خدرها، وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه(2).
4- مزاحه: الذي لم يخرجه عن طوره أو يخدش في فضله، فعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: استأذن أبو بكر على النبي  فسمع صوت عائشة عاليا على رسول الله  ، فلما دخل تناولها ليلطمها وقال: ألا أراك ترفعين صوتك على رسول الله، فجعل النبي يحجزه، وخرج أبو بكر مغضبا، فقال رسول الله  حين خرج أبو بكر ((كيف رأيتني أنقذتك من الرجل؟)) فمكث أبو بكر أياما ثم استأذن على رسول الله  فوجدهما قد اصطلحا، فقال لهما: أدخلاني في سلمكما كما أدخلتماني في حربكما، فقال رسول الله  (( قد فعلنا قد فعلنا))(3).
5- وفائه: الذي لم بفرق فيه بين الأحياء والأموات، فعن أنس بن مالك  قال: كان النبي  إذا أتي بهدية قال: ((اذهبوا بها إلى بيت فلانة فإنها كانت صديقة لخديجة، إنها كانت تحب خديجة)).

المبحث الثالث:
دالية حسان في مدح الرسول ورثائه
كان لرسول الله  مجموعة من الشعراء المجيدين، يجاهدون المشركين ببيانهم، ويذبون عن رسول الله، ويدافعون عن المسلمين، وكان دورهم في ذلك الزمن بمثابة دور وسائل الإعلام في عصرنا الحاضر، و أشعارهم هي مادة خصبة لعلماء السير والمغازي يستفيدون منها شمائل رسول الله، ومشاعر الصحابة ومواقفهم من الأحداث المختلفة، كما تعتبر مدرسة لرواد الأدب الإسلامي يستلهمون منها أغراض الشعر النبيلة، وأساليب اللغة السليمة، ومقياسا وأنموذجا يحتذي به الراشدون في مدح النبي دون غلو في حقه أو إطراء.
وهذه الدالية الرائعة لحسان بن ثابت شاعر رسول الله المؤيد بروح القدس أهديها إلى كل مسلم غيور دمعت عيناه وآلم قلبه ما فعلت الصحف الدنمركية والنرويجية وغيرهما بشخص رسول الله  ، إذ فيها من ذكر محاسنه وسوق شمائله ما يثلج قلب كل حبيب، ويغص حلق كل عنيد، يقول :
بطيـبة رسم للرســــــول ومعهـــــد منيــر وقــد تعفــوا الرســوم وتهمــد
ولا تمحي الآيــات مــن دار حرمــة بهــا منبــر الهادي الذي كان يصعد
وواضــح آثــــار وباقــــي معـــــالم وربــع لــه فيــه مصلــى ومسجــــد
بها حجرات كان ينــزل وسطــــهـا مـن الله نــور يستضــــاء ويـــوقــــد
معارف لم تطمس على العهد آيـــها أتاهــا البلــى فالآي منـــها تجـــدد
عرفت بها رســـم الرســول وعهــده وقرا بها واراه في التــــرب ملحــــد
ظللت بها أبكي الرسول فأسعـــدت عيــون ومثــلاها من الجفن تسعــد
تذكــــرن آلاء الرســــول ومـــا أرى لها محصـــيا نفســي فنفســي تبلــد
مفجعة قد شفهـا فقــــد أحمـــد فظلــت لآلاء الرســـــول تعــــدد
وما بلغت من كـــل أمــر عشيــره ولكن لنفسـي بعــــد ما تــوجــد
أطالت وقوفا تذرف العين جهدهــــا علــى طلل القبر الذي فيه أحمــد
وبورك لحد منك ضــــم طيـــبا عليه بناء مــــن صفيــــح منضــد
تهيل عليه التــــرب أيد و أعين عليــه وقــد غــارت بذلك أسعـد
لقد غيبوا حلما وعلــــما ورحمــة عشية علوه الثــرى لا يــوســـد
يبكون من تبكي السماوات يومــــه ومن قد بكته الأرض فالناس أكمــــد
وهل عدلت يوما رزيــــة هالــك رزية يوم مات فيــــه محمـــد
تقطع فيه منزل الوحــي عنــهم وقــد كــان ذا نـور يغور وينجد
إمام لهم يهديهم الحق جاهـــدا معلم صــدق إن يطيعــوه يسعــدوا
عفو عن الزلات يقبــــل عذرهــم وإن يحسنوا فالله بالخير أجـــود
وإن ناب أمر لم يقومــــوا بحملــه فمن عند ه تيسيــر مــا يتشــدد
فبينا هم في نعمـة الله بينهــــم دليــل بـــه نهج الطريقة يقصـد
عزيز عليه أن يجــوروا عن الهــدى حريص على أن يستقيمــوا ويهتــدوا
عطوف عليهم لا يثنـــي جناحــه إلى كنف يحنـــوا عليهــم ويمهـد
فبيناهم في ذلك النـــــور إذ غــدا إلى نورهم سهم من المــــوت مقصــد
وأمست بلاد الحرم وحشا بقاعــــها لغيــبة ما كانت من الوحي تعهد
فأصبح محمـــــودا إلى الله راجــــعا يبكيه حق المرسـلات ويحمــد...(1)


الخاتمة:
وبعد هذه الجولة السريعة في ظلال السيرة النبوية المطهرة، استعرضنا فيها من مظاهر كماله وآيات جماله ما يشهد على أن أروع القيم الحضارية وأنبل المشاعر الإنسانية تتمثل في سيرة نبينا الكريم، وقد دل على ذلك حقائق التاريخ ومقررات الشريعة، وقد وقع اختيارنا وانتخابنا على نبذ يسيرة من حياته تتعلق بزواجه، وجهاده، وشمائله، وذلك نظرا لكونها محل الشبهات المثارة حول شخصيته الكريمة، و إلا فإن بقية جوانب حياته الأخرى لا تقل أهمية ولا تخف وزنا مما ذكر وتنوول بالعرض والتحليل.
وهذه خلاصة لما توصلت إليه من نتائج أسجلها لله ثم للتاريخ، وأرجوا الله أن يهدي بها البشرية التائهة في دياجير الكفر والشرك والظلم والإرهاب والميوعة والانحلال، إلى الإيمان والتوحيد والأمن والسعادة، والصلاح والرشاد:
1- إن عقيدة المسلمين في محمد  أنه رسول الله وخاتم النبيين، وبشر مثلهم، غير أنه أكمل الناس خلقا وخلقا وأرفعهم منزلة ودرجة عند الله.
2- إن أداء الرسول الكريم  لوظائف البشرية الضرورية من أكل وشرب وزواج ونحوها دليل على كمال بشريته، وليس عيبا يحط من درجته، فضلا أن يقدح في رسالته.
3- تعتبر السيرة النبوية المطهرة مدرسة للبشرية جمعاء، يقتبس منها كل صنف من الناس، و من كل جنس، وفي أي موقع في المجتمع، ما يسترشد به للنجاح في رسالته.
4- الأسباب الحقيقية لتعدد زوجات النبي  ترجع إلى تحقيق مقاصد جليلة وغايات سامية، وتتمثل فيما ذكرناه من الحكم التشريعية والحكم التعليمية والحكم الاجتماعية والحكم السياسية.
5- إن هدف رسول الله في جهاده هو إعلاء كلمة الله ونشر دينه وتحرير شعوب الأرض من الظلم والاضطهاد.
6- ورغم نبل أهدافه وسمو غاياته في الجهاد لم يستعمل وسائل أو يستخدم أساليب غير نظيفة في قتاله مع أعداءه وخصومه .
7- شمول رحمة الرسول الكريم للبر والفاجر والمؤمن والكافر والصغير والكبير، بل شموله لجميع الكائنات من بشر وحجر وشجر وحيوان.
8- كان رسول الله محترما لمقدسات الآخرين ومراعيا للعهود والمواثيق التي بينه وبينهم لم ينتهك حرمة ولم ينكث عهدا، إلا حرمة من انتهك حرمات الله ورسوله ولم يرقب في مؤمن إلا ولا ذمة، أو من أراد خيانته.
9- منح الله سبحانه رسوله الكريم من جمال الخلق والخلق ما يحببه إلى الخلق ويجعلهم يألفونه ويأنسون بمعاشرته والتعامل معه والتأمل في سيرته.
10- ومع ذلك كله كان وسطا في كل أموره وعمليا في كل شؤونه، لا يتكلف شيئا من الأقوال أو الفعال أو الطباع، بل كان كل خصاله ومكرماته بالسجية. فصلى الله عليه وسلم.

المؤلـف/ انجــوغو امبـــاكي صمب
Masyer@maktoob.com
516 97 67 – 512 12 09

غير معرف يقول...

صديقي النصراني هل أنتا مطمئن تمام الطمأنينة حينما تذهب نسائك للكنيسة وتجلس مع أب اعترافها؟

هل أنت تثق بأب الاعتراف الذكر ثقة عمياء وتسمح لزوجتك وابنتك وأختك بان تجلس معه بمفردها ؟

لا تتسرع وتتهمني باني انظر إلى الأمور من ناحية جنسية دونية وان الاعتراف شئ سامى وان رجال الاعتراف قديسين وملائكة.

فأقول لك صديقى النصرانى كم من الجرائم ترتكب باسم غرف وآباء الاعتراف والرسالة المقدسة وباسم يسوع المسيح .

إن المتابع للأحداث والوقائع المتكررة سيعلم أن الكنيسة توفر الفرصة الملائمة لأب الاعتراف حتى يغرر بضحيته ويهتك سترها وعرضها .

فالكنيسة تحيط الأب الكاهن بظلال من القداسة والعفة والطهارة بل أنها جعلته مثل الإله المعبود فما يحرمه فى الأرض يحرم فى السماء وما حله فى الأرض يحل فى السماء.

وهكذا أصبح أب الاعتراف وآباء الكنيسة لهم مكانتهم الكبيرة بين الشعب الكنسي ومن هنا يحدث ما لا يحمد عقباه.

لكن مع كل هذه القداسة المتوج بها آب الاعتراف وكل رجال الدين النصراني سيظل شئ لا ولن ولم يتغير وهو أن هؤلاء ذكور لهم أعضاء تناسلية ولهم خصيتين وحيوانات منوية وشهوة تنتاب أجسادهم وطاقة جنسية طبيعية خلقها الله سبحانه وتعالى لهم وجعل منافذ لإخراج هذه الشهوة. فالجنس شهوة ملحة ومطلوبة للجنس البشرى ولولا وجودها لحدث فناء للبشر .

إذن نحن صديقى النصرانى نتحدث عن حقيقة واقعة وعن طبيعية الجنس البشرى الذى تعرفه جيدا وعن طبيعة الجسد الذى يملكه أب الاعتراف الذى لاشك هو جسدا مثل بقية أجساد البشر.

لاشك أن بعض آباء الاعتراف فى أوقات حياتية وزمنية لا يستهويهم الجنس ,ولن تكون شهوتهم ملحة نتيجة كبر السن أو ضعف فى القدرة الجنسية لذا لا نقول ان كل القساوسة محترفين جنس ودعارة, لكن هؤلاء ليسوا هم القاعدة ,فالقاعدة عكس ذلك وبرسوم منا ليس ببعيد.

إن كمية الحوادث التى تحدث بين أباء الاعتراف والنساء فى مختلف الأعمار بل والأطفال الذكور لهى خير دليل على ان هؤلاء بشر عاديين لم تنفعهم القداسة ولم ينفعهم اسم الرب يسوع.لذلك أتعجب حينما يسمح النصراني لنسائه وأطفاله بالذهاب الى الكنيسة,فقد تذهب ابنته عذراء وتعود بدون عذريتها او يذهب صغيره ليلعب فى الكنيسة متفتحا نشيطا ويعود مهتوك العرض شاذا قد ضيعته الكنيسة.

لقد أطلت عليكم ولكن حتى يكون الموضوع موثقا,سوف ادعم هذا الموضوع بروابط لمواضيع انحرافات رجال الدين الجنسية حتى يعرف أصحاب النخوة والشرف , انه ليس من النخوة والشرف ان تذهب نسائك وأطفالك للاعتراف .

والان مع الروابط

http://www.ebnmaryam.com/vb/showthread.php?t=920

جريدة النبأ :الراهب برسوم المحروقى حول الكنيسة الى وكر دعارة “شاهد بالصورة مباشرة من الجريدة

http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1216207883341&pagename=Zone-Arabic-News%2FNWALayout

بابا الفاتيكان يشعر بالخزى تجاه تحرش القساوسة بالاطفال الصغار فى الكنائس

http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1203759171039&pagename=Zone-Arabic-News%2FNWALayout

انتهاكات جنسية لاثنى عشر الف طفل من الكنيسة فى امريكا والمطالبة بمليارى دولار تعويض

http://www.alwatanvoice.com/arabic/content-132851.html

الكنيسة تدرس كيفية مواجهه الانتهاكات الجنسية من القساوسة بعد ان هزت فضائح القساوسة اركان الكنيسة

http://www.aljazeera.net/news/archive/archive?ArchiveId=30721

البابا يناقش فضائح جنسية مع كرادلة أميركيين

http://www.islammemo.cc/2006/03/13/607.html

أكثر من 100 قسيس أيرلندي متورطون في فضائح جنسية

http://www.moheet.com/show_news.aspx?nid=116802&pg=43

إندونيسيا تسلم قسا استراليا لبلاده هتك عرض 6 أطفال

http://www.islammemo.cc/2005/09/28/7779.html

الفلبين: عشرة قساوسة ينتظرون الإقالة لبعضهم لفضائحهم الجنسية

http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/news/newsid_1233000/1233618.stm

الراهبات تتعرض للاغتصاب والتحرش من القساوسة

http://www.aljazeera.net/news/archive/archive?ArchiveId=5380

قساوسة تجبر راهبات على الجنس والاجهاض

http://www.youtube.com/watch?v=y7vBtpqjWwc

الفاتيكان والجرائم الجنسية

http://archives.cnn.com/2002/WORLD/asiapcf/east/05/02/hk.priests/index.html

هونج كونج تتكتم على الجرائم الجنسية الكنسية

http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/news/newsid_2043000/2043694.stm

انتحار طفل بعد ان قام قس بهتك عرضه

http://www.youtube.com/watch?v=fbxsnHsj320

قس يمارس الجنس مع ابنتيه المراهقتين عشر سنوات

http://www.youtube.com/watch?v=y7vBtpqjWwc

فضائح القساوسة الجنسية الجزء الاول

http://www.youtube.com/watch?v=lL06Pwt-JEs

فضائح القساوسة الجنسية الجزء الثانى

http://www.youtube.com/watch?v=IePgCP5DMvc

فضائح القساوسة الجنسية الجزء الثالث

http://www.youtube.com/watch?v=2RdJXllr8DQ

فضائح القساوسة الجنسية الجزء الرابع

http://www.arabianbusiness.com/arabic/529934

قس يواجه 93 تهمة تحرش جنسى بالاطفال

http://www.ipc-kw.com/vb/showthread.php?t=1140

4450 قس امريكى يتحرشون جنسيا بالاطفال

http://www.almesryoon.com/ShowDetail…=42472&Page=13

فتاة تتهم قس بالاعتداء عليها جنسيا بالاسكندرية

http://www.alarabiya.net/articles/2005/05/25/13357.html

الشرطة الايطالية تحقق مع ثلاث قساوسة بشأن موقع أباحى للاطفال

http://www.islammemo.cc/2006/04/06/614.html

783 اتهاما بالتحرش الجنسى ضد قساوسة كاثوليك فى عام واحد

http://de.youtube.com/watch?v=VrdzRlyPEGA

إغتصاب القساوسة لغلمان المذبح وللأطفال والكنيسة تتستر على جرائمهم

http://www.rafatosman.com/vb/t62115.html

الجرائم الجنسية للقساوسة

http://www.youtube.com/watch?v=zlw6k2ipKnY&feature=related

على لسان قبطى مصرى: الكنيسة المصري

غير معرف يقول...

قصيده الشاعر عبد الرحمن العشماوى فى الرد على امام النصارى







أَقْصِرْ، فأنتَ أمامَ وهْمٍ حاشدِ
يا من عَبَدْتَ ثلاثةً في واحدِ




أَقْصِرْ، فموجُ الوهْمِ حولكَ لم يزَلْ

يقتاتُ حبَّةَ كلِّ قلبٍ حاقدِ





أَقْصِرْ فدونَ رسولِنا وكتابِنا

خَرْطُ القَتَادِ وعَزْمُ كلِّ مجاهدِ





يا أيُّها البابا، رويدَكَ إِنَّنا

لنرى التآمُرَ في الدُّخانِ الصاعدِ





في دينِنا نَبْعُ السلامِ ونهرُهُ

نورٌ يَفيضُ به تبتُّلُ راشدِ





فَلَنحنُ أوسطُ أمَّةٍ وقفتْ على

منهاجِ خالقِها وقوفَ الصامدِ





إنا لنؤمنُ بالمسيحِ ورَفْعِهِ

ونزولِهِ فيا نُزولَ الرَّائدِ





فعلامَ تصدُمنا بشرِّ بضاعةٍ

معروضةٍ في سوقِ وَهْمٍِ كاسدِ؟؟





أنْساكَ تثليثُ العقيدةٍ خالقاً

فَرْداً يتوقُ إليهِ قلبُ العابدِ





أبديتَ بغْضاءَ الفؤادِ وربَّما

أخفيْتَ منها ألفَ عقدةِ عَاقدِ





أَتُراكَ تُدركُ سوءَ ما أحدثتَهُ

ممَّا اقترفتَ منَ الحديثِ الباردِ؟





عجباً لعقلِكَ كيفَ خانَكَ وَعْيُهُ

حتَّى أسأتَ إلى النبيِّ القائدِ؟!





هذا محَّمدُ، أيُّها البابا، أما

يكفي منَ الإنجيلِ أقربُ شاهدِ؟





بقدومِهِ هتفَ المسيحُ مبشِّراً

بُشرى بموعودٍ لأعظمِ واعدِ





قامتْ عليكَ الحجَّةُ الكبرى فلا

تُشْعِلْ بها نيرانَ جمرٍ خامدِ





إنْ كانَ هذا قَوْلَ مُرشدِ قومِهِ

فينا، فكيفَ بجاهلٍ ومُعانِدِ؟!





ما قيمةُ التَّاجِ المرصَّعِ، حينما

يُطْوَى على وَهْمٍ ورأيٍ فاسدِ؟





يا أيُّها البابا، لدينا حُجَّةٌ

كالشمسِ أكبرُ من جُحود الجاحدِ





مليارُنا حيُّ الضمير، وإنْ تكُنْ

عصفتْ بهِ منكمْ رياحُ مُكايدِ





قعدَتْ بأمَّتِنا الخطوبُ، ولنْ ترَوْا

منها إذا انتفضَتْ تَخاذُلَ قاعدِ

غير معرف يقول...

مريم العذراء والدة الله

يقول النصارى عن مريم العذراء أنها والدة الإله تماماً كما يقول الوثنيين عن والدات الآلهة عندهم ، وقول النصارى هذا وخصوصاً عند الكاثوليك هو أشهر من نار على علم حتى أنهم ينشدون الأناشيد تعظيماً لها ويتضرعون إليها في أيام مخصوصة يسمونها ( الأيام المريمية ) ويلقبونها ( ملكة السماء ووالدة الآله الممتلئة نعمة وصاحبة المجد على الأرض وفي السماء ) وقد صار القول بأنها والدة الإله في مجمع أفيسوس سنة 431 بعد المسيح .

وإليك عزيزي القارىء بعض ما يقوله النصارى من الكفريات عن مريم في رسائلهم الرعوية :

" وكما يحني الطفل الى امه ويشعر بالإطمئنان في حضنها، كذلك نحن، علينا التوجه الى امنا السماوية مريم العذراء طالبين منها بان تمنح المحبة والسلام لكل من يدعو باسم ابنها يسوع المسيح. لتعطينا أم اللّه العذراء المجيدة والدة الاله رسلا غيورين ليعلنوا اسم المسيح فيكل مكان "

وفي ادعيتهم يقولون : " يا مريم ام الاله ، يا مسكن الطيب الموَقر ، اجعليني بصلواتك اناء منتخباً لكي اتناول قدسات ابنك "

" يا والدة الاله، اذ قد لجأنا تحت كنف تحننك، فلا تعرضي عن توسلاتنا في الضيقات، بل نجنا من الشدائد،ايتها النقية المباركة وحدك "

قال : ( داون ) في كتابه : خرافات التوراة والإنجيل وما يماثلها في الديانات الأخرى ما ملخصه : " كما نجد عند الوثنيين والدات للآلهة يعظمونهن ويلقبوهن بألقاب التمجيد والتفخيم كذلك نجد عند النصارى والدة للإله يعظمونها ويلقبونها بالألقاب التي يلقب الوثنيون بها والدات آلهتهم ، يؤكد ذلك الرسوم التي يصور الوثنيون بها والدات آلهتهم تماماً "

وهناك طائفة من هذه الرسوم يمكنك أن تقابلها بما هو موجود الآن عند النصارى من الصور والتماثيل مع ملاحظة تلك القرون الطويلة التي كانت بين آلهة الوثنيين كبوذا وكرشنة وغيرهما وبين المسيح إله النصارى ، وأيضاً فإن الصينيين يضعون صورة الإله ( شينمو ) إلههم في أحسن محل من البيت ويغطونها بغطاء من الحرير كما يفعل أكثر النصارى بصورة العذراء مريم . ويبنون الهياكل على اسمها مثل ( هيلك ) ( والدة الإله ) متسوبو كما يبني النصارى كنائسهم مثل ( كنيسة السيدة وكنيسة العذراء )

وكان المصريون القدماء يلقبون والدة الإله إيسيس أو والدة المخلص هورس بأسماء عديدة منها ( السيدة ) ( ملكة السماء ) ( نجمة البحر ) ( والدة الإله ) ( الشفيعة ) ( العذراء ) الخ . ويصورونها واقفة على الهلال يحيط بها اثنتا عشرة نجمة . غير أن تصوير الوثنيين لوالدات آلهتهم بهذا الشكل سابق لتصوير النصارى لمريم العذراء بقرون عديدة فتدبر !!

قال بونويك في كتابه ( دين المصريين ) :

لقد جاء في كتاب للنصارى قديم العهد اسمه ( سفر أخبار الاسكندرية ) ما نصه : " انظروا كيف يمثل المصريون ولادة العذراء ثم ولادة ابنها " وهذا عين ما يقوله النصارى بخصوص ولادة المسيح مع أن الحين بين القصتين مديد جداً .

وعيد دخول المسيح إلى الهيكل وتطهير العذراء الذي يقع في 2 شباط من كل سنة هو من أصل مصري فقد كان المصريون يعيدون اجلالاً وتعظيماً للعذراء نايث وفي ذات اليوم يعيد النصارى هذا العيد .

وأهالي بابل وآشور عبدوا عذراء زعموا أنها والدة إله وصوروها وعلى يدها ولدها الإله كما هي الحال عند النصارى تماماً واسم هذه العذراء ( ميليتا ) واسم ابنها المخلص ( تموز ) يلقب بالوسيط والمخلص وكان يوجد في جزيرة قبرص هيكل اسمه ( هيكل العذراء ميليتا ) وهو أعظم الهياكل التي كانت في عصر اليونانيين إبان مجدهم .

وقد ولج اليهود أيضاً في لجج بحار الوثنية حتى إنهم عبدوا الشمس والقمر والنجوم وقدموا من الإنسان ذبيحة وقرباناً لأحد تلك الآلهة ومما عبدوه عذراء دعوها ( ملكة السماء ) كما جاء في سفر إرميا الاصحاح 44 من عدد 16 _ 19 . قالت اليهود إلى ارميا : " اننا لا نسمع لك الكلمة التي كلمتنا بها باسم الرب بل سنعمل كل امر خرج من فمنا فنبخر لملكة السموات ونسكب لها سكائب كما فعلنا نحن وآباؤنا وملوكنا ورؤساؤنا في ارض يهوذا وفي شوارع اورشليم فشبعنا خبزا وكنا بخير ولم نر شرا. ولكن من حين كففنا عن التبخير لملكة السموات وسكب سكائب لها احتجنا الى كل وفنينا بالسيف والجوع. واذ كنا نبخر لملكة السموات ونسكب لها سكائب فهل بدون رجالنا كنا نصنع لها كعكا لنعبدها ونسكب لها السكائب "

وكان اليونانيون يدعون والدة الإله العذراء ( جونو ) ( ملكة السماء ) ويعبدونها معتقدين إنها حارسة النساء من المهد إلى اللحد كما تعتقد النصارى اليوم بمريم العذراء .

وصدق الله إذ يقول : " يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ " ????????????في أي تاريخ ولد السيد المسيح؟

يختلف المسيحيون الغربيون عن الشرقيين في موعد احتفالاتهم بعيد ميلاد السيد المسيح. فبينما في الغرب هو يوم 25 ديسمبر (كانون الاول) عند الكاثوليك والبروتستانت، فانه عند الارثوذوكس في الشرق يوم 7 يناير (كانون الثاني) من كل عام. والاحتفال الذي يسمى بالانجليزية �كريسماس� والفرنسية �نويل� اصله �ناتيفيتاس� في اللاتينية. ولم يبدأ الاحتفال بعيد الميلاد الا منذ منتصف القرن الرابع الميلادي، بعدما تحولّت الدولة الرومانية الى الديانة الجديدة على يد الامبراطور قسطنطين. ولا احد يدري كيف اختير يوم 25 ديسمبر، فقد كان هذا اليوم هو يوم الاحتفال بهيليوس الذي يمثل الشمس عند الرومان قبل ذلك.
المعلومات التي وصلتنا عن حياة المسيح جاءت كلها من القرآن الكريم وكتب العهد الجديد (الانجيل)، وهي المصدر الوحيد من تاريخ يسوع تتضمن معلومات محدودة في شأن ميلاده وحياته. ولم يذكر القرآن الكريم اي تاريخ سواء لمولد المسيح (عيسى بن مريم) او لوفاته، كما لم يذكر موطنا محددا لميلاده سوى انه كان �مكانا شرقيا� بالنسبة الى مسكن عائلة امه مريم. اما اناجيل العهد الجديد الاربعة، فبينما لم يتحدث مرقص ويوحنا عن واقعة الميلاد اختلف متى ولوقا سواء في تحديدهما لتاريخ الميلاد او لموقعه. فبينما يذكر انجيل متى ان مولده كان في ايام حكم الملك هيرودوس، الذي مات في العام الرابع قبل الميلاد، فان انجيل مرقص يجعل مولده في عام الاحصاء الروماني، اي في العام السادس الميلادي. ويقول انجيل متى بشأن ميلاد المسيح انه �لما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية في ايام هيرودوس الملك اذا مجوس من المشرق قد جاؤوا الى اورشليم قائلين اين هو المولود ملك اليهود. فاننا رأينا نجمه في المشرق وأتينا لنسجد له. فلما سمع هيرودوس الملك اضطرب وجميع اورشليم معه. فجمع كل رؤساء الكهنة وكتبة الشعب وسألهم اين يولد المسيح. فقالوا في بيت لحم اليهودية.. حينئذ دعا هيردوس المجوس سراً وتحقق منهم زمان النجم الذي ظهر. ثم ارسلهم الى بيت لحم وقال اذهبوا وافحصوا بالتدقيق عن الصبي، ومتى وجدتموه اخبروني فلما سمعوا من الملك ذهبوا واذا النجم الذي رأوه في المشرق يتقدمهم حتى جاء ووقف حيث كان الصبي.. فخرّوا وسجدوا له. ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا ذهبا ولبانا ومر. ثم اوحي اليهم في حلم ان لا يرجعوا الى هيرودوس.. وبعدما انصرفوا اذ ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلا، قم خذ الصبي وامه واهرب الى مصر، وكن هناك حتى اقول لك، لان هيرودوس مزمع ان يطلب الصبي ليهلكه.. ولما رأى هيرودوس ان المجوس سخروا به غضب جدا. فأرسل وقتل جميع الصبيان الذين في بيت لحم وفي كل تخومها من ابن سنتين فما دون بحسب الزمان الذي تحققه المجوس.. فلما مات هيرودوس اذا بملاك الرب قد ظهر في حلم ليوسف في مصر قائلا. قم وخذ الصبي وامه واذهب الى ارض اسرائيل. لانه قد مات الذين يطلبون نفس الصبي�.
ولما كان الملك هيرودوس قد مات في العام الرابع قبل الميلاد فان ميلاد المسيح ـ بحسب هذه الرواية ـ لا بد وان يكون قد حصل قبل هذا التاريخ. اما انجيل لوقا فيقول: �في الشهر السادس ارسل جبريل الملاك من الله الى مدينة من الجليل اسمها الناصرة الى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف، واسم العذراء مريم. فدخل اليها الملاك وقال سلام لك ايتها المنعم عليها. الرب معك، مباركة انت في النساء. فلما رأته اضطربت من كلامه وفكرت ما عسى ان تكون هذه التحية. فقال لها الملاك لا تخافي يا مريم لانك وجدت نعمة عند الله. وها انت ستحبلين وتلدين ابنا تسمينه يسوع. هذا يكون عظيما.. ويعطيه الرب الاله كرسي داود ابيه. ويملك على بيت يعقوب الى الابد ولا يكون لملكه نهاية. فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا وانا لست اعرف رجلا. فأجاب الملاك وقال لها: الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك�. وعن تاريخ الميلاد يقول لوقا في الاصحاح الثاني انه �في تلك الايام صدر امر من اغسطس قيصر بان يكتتب كل المسكونة. وهذا الاكتتاب الاول جرى اذ كان كيرينوس والي سورية. فذهب الجميع ليكتتبوا كل واحد الى مدينته. فصعد يوسف ايضا من الجليل من مدينة الناصرة الى اليهودية الى مدينة داود التي تدعى بيت لحم لكونه من بيت داود وعشيرته، ليكتتب مع مريم امرأته المخطوبة وهي حبلى. وبينما هما هناك تمت ايامها لتلد، فولدت ابنها البكر وقمطته واضجعته في المذود (الاسطبل) اذ لم يكن لهما موضع في المنزل�.
* ضرائب اليونان
* ونحن نجد هنا ان تاريخ ميلاد المسيح السادس من العصر المسيحي، فهذا هو وقت اول اكتتاب ضرائبي فرضه الرومان على اهل فلسطين. ومع اختلاف عام الميلاد بين الروايتين ليس هناك ذكر في ايهما عن اليوم او الشهر الذي حدثت فيه الولادة. وعلى هذا فان المصدرين الوحيدين لميلاد المسيح بالاناجيل، يختلفان في تحديد تاريخ هذه الواقعة.
وبالرغم من اننا دخلنا الالف الثالثة للتاريخ الميلادي، ليس لدينا اية معلومات تاريخية مؤكدة عن حياة السيد المسيح نفسه. وكان الاعتقاد السائد فيما مضى هو ان كتبة الاناجيل سألوا اخبارا ووقائع كانوا هم انفسهم شهودا عليها، الا انه تبين عدم صحة هذا الاعتقاد. فلم يتم كتابة اول الاناجيل ـ التي لدينا الآن ـ الا بعد مرور حوالي نصف قرن من الزمان على الاحداث التي تتكلم عنها، ثم ادخلت عليها تعديلات بعد ذلك خلال القرن الثاني للميلاد.
والقصة كما وردت في اناجيل العهد الجديد تقول ان يسوع ولد في بيت لحم في عهد الملك هيرودوس الذي حكم فلسطين اربعين سنة انتهت بوفاته في العام الرابع السابق للتاريخ الميلادي. ثم هربت السيدة مريم بابنها الى مصر عقب ولادته خوفا عليه من بطش الملك، وكانت النبوءات قد دلته على مكان وزمان مولد المسيح الذي سيطالب بعرش داوود، ولم ترجع الام وولدها من مصر الى فلسطين الا بعد موت الملك هيرودوس، حيث ذهبت بالطفل لتعيش في بلدة الناصرة في الجليل (شمال فلسطين).
وتقول الرواية انه بعد ان كبر الصبي واصبح في الثلاثين من عمر، ذهب الى وادي الاردن حيث التقى بيوحنا المعمدان الذي عمده بالماء في وسط النهر. وبعد هذا اعتكف يسوع في خلوة اربعين يوما صائما في الصحراء، حيث دخل في صراع مع الشيطان الذي حاول اغراءه بملك ممالك العالم. وعاد المسيح ـ بعدما فشل الشيطان في مهمته ـ الى الجليل ليختار حوارييه الـ12 ويبدأ دعوته، مما اثار حقد الكهنة الصدوقيين اليهود والاحبار الفريسيين عليه. وازداد غضب الكهنة اليهود على المسيح ـ بحسب رواية الاناجيل ـ عندما جاء الى مدينة القدس قبل عيد الفصح، ودخل الهيكل وصار يبشر فيه بدعوته متحديا اياهم. فتآمروا عليه وارسلوا حرسا للقبض عليه ـ بمساعدة يهوذا الاسخريوطي الحواري الذي خانه ـ وكان يستريح مع تلاميذه عند جبل الزيتون بشمال المدينة. اتى به الحراس الى الهيكل واستمر التحقيق والمحاكمة امام مجلس الكهنة برئاسة قيافا الكاهن الاكبر طوال الليل. وبعد انتهاء المحاكمة عند الصباح، اخذ الكهنة المسيح الى بيلاطس البنطي الوالي الروماني على فلسطين، الذي اعاد محاكمته. وحاول بيلاطس الافراج عنه بمناسبة عيد الفصح لانه لم يجد مبررا لعقابه، لكن رؤساء الكهنة حرضوا الجموع على المطالبة باعدام المسيح فخضع الوالي لرغبتهم.
* مخطوطات قمران
* ولقد كان للعثور على مخطوطات البحر الميت المكتوبة بالعبرية والآرامية عام 1947، في كهف بخربة قمران بالضفة الغربية للاردن، اثر كبير في القاء الضوء على الحياة في فلسطين عند بداية التاريخ الميلادي. لان تدوين هذه المخطوطات جرى ما بين القرن الثاني قبل الميلاد ومنتصف القرن الميلادي الاول ـ في ذات الوقت الذي عاش فيه السيد المسيح ـ حاول الباحثون العثور على ذكر لحياته وموته بين صفحاتها. والموضوع الذي اثار الجدل حوله منذ نشر مخطوطات قمران، هو علاقة جماعة العيسويين (التي تركت لنا المخطوطات) بالمسيحيين الاوائل.
فبينما تختلف اعتقادات الجماعة عن الاعتقادات اليهودية الارثوذكسية التقليدية، فهي تتفق مع الفكر المسيحي الخاص بالبعث والخلاص.
والسؤال الذي ثار بين الباحثين هو ما هي علاقة �المعلم الصديق� الذي كانت جماعة قمران تعد الطريق لعودته، بالسيد المسيح؟ فهو مثله مات على يد الكاهن الشرير ـ الذي يتبعه كهنة هيكل القدس ـ وهو مثله بعث من الموت، وهو مثله ينتظر اتباعه عودته ليهزم الشر في معركة آرماجيدون في نهاية الايام. والامر المحير هو ان هذه الافكار وجدت مكتوبة في مخطوطات ترجع الى القرن الثاني قبل الميلاد. والاختلاف الجوهري بين جماعة قمران وبين اليهود، يتعلق بالاعتقاد بخلود الروح وبالقيامة والحساب بعد الموت. فحسب ما جاء في مخطوطة �حرب ابناء النور ضد ابناء الظلام� نجد انهم كانوا يعتقدون بحتمية الموت وحتمية البعث في نهاية الايام (يوم القيامة)، اذ يقولون ان معلمهم الاول ـ والذي يطلقون عليه لقب �معلم الصدق� او �المعلم الصديق� ـ الذي ينتمي الى سلالة الملك داوود، والذي مات على يد �الكاهن الشرير�، سوف يبعث الى الحياة من جديد ليقودهم في آخر الايام. الا ان الشر سوف يسيطر قبل اربعين سنة من القيامة فيأتي معلمهم ـ والذي يسمى هنا �امير النور� ليصارع الكاهن الشرير ـ والذي يسمونه هنا �ملاك الظلام� ـ وفي معركة ذات ابعاد روحية يقضي النور على ملاك الشر ويحرر البشر من سلطته عليهم الى الابد، حيث يبدأ البعث والحساب.

وقد كتب الدكتور مصطفى شاهين تحت عنوان :

ما هو السبب في جعل ميلاد المسيح في فصل الشتاء ؟

الجواب هو مجرد مصادفة إذ حدث ، كما يقول الأسقف بارنز أن هذا التاريخ التاريخ 25 ديسمبر قد صادف يوم احتفال كبير بعيد وثني قومي في روما ، ولم تستطع الكنيسة أن تلغي هذا العيد _ بل باركته كعيد قومي لشمس البر فصار ذلك تقليدي منذ هذا الوقت .

وقد تم الاتفاق على الاحتفال بعيد الميلاد في ديسمبر بالنسبة للغربيين بعد مناقشات طويلة حوالي عام 300 .??????? يأكلون جسد المسيح ويشربون دمه





سر التـناول أو سر الشكر هو أحد الأسرار السبعة التي تؤمن بها الكنيسة الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية ، وبهذا السر يتناول المسيحي جسد الرب يسوع على حد زعمهم ، ويشرب دمُه الزكي تحت أعراض الخبز والخمر ، ويتم ذلك بعد أن يتبدل الخبز والخمر من خلال القداس الإلهي تبدلاً سرياً حقيقياً إلى جسد المسيح ودمه الأقدسين!

ومصدر هذا التعليم السري هو ان المسيح قبل أن يصلب على حد زعمهم جلس وتناول العشاء الأخير مع تلامذته وأخذ خبزاً وباركه وأعطى التلاميذ وقال : خذوا كلوا هذا هو جسدي . وأخذ الكأس وأعطاهم قائلاً : اشربوا منها كلكم لأن هذا هو دمي .. لذلك فإن المسيحي الأرثوذكسي والكاثوليكي عندما يمارس هذا السر يعتقد عند أكله لهذا الخبز أنه يتحول إلى لحم المسيح وإن كان مذاقه خبزاً ، وأن كأس الخمر تتحول إلى دم المسيح وإن كان مذاقها خمراً ، فلا بد من الإيمان وإن كان مخالفاً للمحسوس وللحقيقة ..



يقول الأنبا غريغورس في كتابه ( سرّ القربان ) (طبعة يناير 1966 ص14) ما يلي : " بصلوات الكاهن المرتّبة والقداس الإلهي على الخبز والخمر يحلّ الروح القدس عليها فيتحوّل ويتبدّل جوهر الخبز إلى جسد المسيح، وجوهر الخمر إلى دمه ".



ويقول الأرشيدياكون حبيب جرجس مدير الكلية الأكليريكية للأقباط الأرثوذكس سابقاً في كتابه ( اسرار الكنيسة السبعة ، صفحة : 65 ) : " اننا نؤمن أنه بعد تقديس سر الشكر واستدعاء حلول الروح القدس على القرابين يستحيل الخبز و الخمر استحالة سرية إلى جسد المسيح ودمه الأقدسين . حتى أن الخبز والخمر اللذين ننظرهما على المائدة ليسا خبزاً وخمراً بسيطين بل هما جسد الرب ذاته ودمه ، تحت شكلي الخبز والخمر "



ويقول الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس للكنيسة القبطية " إننا نتناول جسد حقيقى ودم حقيقى تحت أعراض الخبز والخمر. وهذا تُسمّيه الكنيسة السر العظيم الذى للتقوى "عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد" (1تى3: 16).. فهذه هى ذبيحة الخلاص الحقيقية التى سلّمها السيد المسيح لتلاميذه فى ليلة آلامه قبل صلبه مباشرة، يسمّيها البعض العشاء الأخير، ويسميها البعض الآخر العشاء الربانى، ويسميها آخرون العشاء السرى. " [ سلسلة محاضرات تبسيط الإيمان لنيافة الأنبا بيشوي ]



ايمان آباء الكنيسة والمجامع بهذا السر :



يقول القديس يوستينوس : لأننا لا نتناولهما – أي الخبز والخمر – بمثابة خبز عادي ، لكن كما أنه بكلمة الله لما تجسد يسوع المسيح مخلصنا قد اتخذ لأجل خلاصنا لحماً ودماً ، هكذا تعلمنا أن الغذاء الذي شكر عليه بدعاء كلامه وبه يتغذى لحمنا ودمنا بحسب الاستحالة هو لحم ودم ذلك المتجسد . ( احتجاج 1 : 61 )

ويقول القديس كيرلس الأورشليمي : لكونه هو نفسه تكلم وقال عن الخبز هذا جسدي فمن يجسر بعد ذلك أن يرتاب ، ولكونه هو نفسه ثبت وقال هذا هو دمي فمن يتوهم أو يقول أنه ليس دمه ؟ ... فلنتناولهما - الخبز والخمر - إذن باليقين التام أنهما جسد المسيح ودمه ... فلا تنظر إذن إلى الخبز والخمر كأنهما عاديان ، إذ هما جسد ودم حسب القول السيدي . لأنه وان كان الحس يظهرهما لك عاديين لكن الإيمان يحقق لك أنهما جسد ودم . ( في الاسرار 4 : 1 و 2 و 3 – 6 )

ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم : كم منكم يقول الآن ليتني كنت أرى هيئة الرب وشكلة وملابسه . أنت تنظره وتلمسه وتأكله هو نفسه . ( تفسير متى مقالة 82 : 4 و 5 ) .

ويقول القديس أمبروسيوس : كلما تناولنا القرابين المقدسة التي تتحول سرياً بالطلبة المقدسة إلى جسد المسيح ودمه ، نخبر بموت الرب. ( في الايمان 4 : 10 : 124 )

ويقول القديس غريغوريوس : انني أعتقد وأقر بالحقيقة أن الخبز يستحيل - أي يتحول - اليوم أيضاً إذ يتقدس بالكلمة الإلهية إلى جسد الإله الكلمة. ( تعليمه فصل 37 )





أقباط أرثوذكس يعترفون بأن الخبز هو جسد الرب حقيقة الذي يذبح في كل قداس إلهي



هذا وبما ان الخبز والخمر في هذا السر هما جسد المسيح ودمه فيجب أن تقدم لهما - أي الخبز والخمر - العبادة والسجود :





وقد صرح بهذا الايمان على نسق تعليمي في الكنيسة الغربية باسخاسيوس رادبرتس في منتصف القرن التاسع في كتاب ألفه في «جسد الرب ودمه» .



يقول الأرشيدياكون حبيب جرجس في صفحة 72 من كتابه المذكور أن هذا الايمان هو ايمان جميع الآباء في كل عصر منذ نشأت الكنيسة حنى الآن ، وتجد هذا التعليم في مؤلفات القديس اكليمنضس الاسكندري ( كتاب المربى 1 : 61 ، 11 : 5 ) والعلامة ترتوليانوس في ( كتابه ضد مركيون 5 : 8 ) وديوناسيوس الاسكندري في ( مجموع القوانين ) والقديس باسيليوس في ( رسالته 93 ) والقديس ابيفانيوس والقديس كيرلس الاسكندري في تفسيره ( يوحنا 20 : 37 وضد نستور 4 : 6:6 ) وغيرهم من الآباء .

وكذلك ترى هذا التعليم واضحاً في اقرار المجامع فقد ورد في قرارات المجمع المسكوني الأول : (( لا ينبغي أن ننظر على المائدة المقدسة إلى الخبز والكأس كأنهما مقدمان على بسيط الحال ، بل يجب أن نرفع الروح فوق الحواس . ونتفهم بالايمان أن حمل الله الرافع خطية العالم يستريح ههنا مذبوحاً من الكهنة ، وأنهم يتناولون جسد الرب نفسه ودمه الكريم نفسه )) .



الأثمار الخلاصية التي ينالها أكلة جسد الرب بواسطة هذا السر :



تقول الكنيسة ان الذين يتناولون هذا السر باستحقاق ينالون أثماراً خلاصية كثيرة منها :

- النمو في النعمة والكمال الروحي والحياة في الرب يسوع

- الثبات والاتحاد مع المسيح ...

- أكل جسد الرب يمنحنا عربون الحياة والقيامة المجيدة ..



ونحن كمسلمين نسأل :

أي عاقل يقبل هذا السخف وهذا الهراء في حق الله ونبيه المسيح عليه السلام ؟

أي عاقل يقبل بأن خمير العنب والقربان المختمر يرقى لأن يتحول الى جسد الإله ودمه ؟

ألم يحرّم الله سبحانه وتعالى على الإنسان أكل الدم فكيف به يسمح بأكل لحوم بشرية، ناهيك عن لحم ودم الإله ذاته ؟!

وبما أنّ أكل الدم محرّم في العهدين القديم والجديد (تكوين 3:9؛ لاويين 10:17؛ أعمال 20:15). فالادعاء ذاته بتحويل الخمر إلى دم الربّ فعلياً وتناوله يعتبر جريمة شنعاء في حقّ الربّ وتعاليمه السمحة.

ولشناعة هذا التعليم وبطلانه انكرت الكنيسة البروتستانتية على الأرثوذكس والكاثوليك هذا التعليم ورمتهم بالكفر ...

ان هذا التعليم يخالف شهادة الحواس والعقل والوحي. ولنا على إبطاله براهين كثيرة نذكر منها ما يلي :

أولاً : انه يناقض شهادة الحواس : لأن الخبز بشهادة الحواس لا يزال خبزاً، والخمر لا تزال خمراً، فهذه شهادة النظر والذوق والشم واللمس. وإذا تُرِك ذلك الخبز وقتاً فسيصيبه ما يصيب أي نوع من أنواع الخبز من الفساد. ثم كيف يقول هؤلاء بتغير جوهر الخبز مع اننا لا نرى تغير في الاعراض ، فاستحالة الجوهر تقتضي تغيير الأعراض لا محالة.

ثانياً : ثم انه إذا أكلنا جسد المسيح وشربنا دمه بموجب تعليم الاستحالة، فماذا يا ترى يحدث بعد ذلك ؟ لأننا إذا أخذنا المسيح في أجسادنا حقيقة، فهل تتصرف الطبيعة بحسب عادتها، أو هل يتخلّص المسيح من هذا المصير بمعجزة خاصة؟ والعقل البشري ينفر من التأمل في مثل هذه الأفكار السخيفة !

كيف يأخذ المتناولون نفس صفات الله الأزلية الأبدية وقدرته اللامحدودة؟ وكيف يملأون كل زمان ومكان؟ وكيف يشتركون في صفات الكمال المطلق والصلاح الإلهي السامي؟ وإذا هم حصلوا كل مرّة يمارسون فيها هذه الفريضة، على الكمال الإلهي فلماذا لا يزالون على الأرض؟ ولماذا يتسلّط عليهم إبليس باغراءاته ووساوسه ويجرّهم إلى جميع الويلات؟

ثالثاً : عندما قال المسيح «هذا هو جسدي المكسور لأجلكم» ، فهل انكسر جسده وهل سُفك دمه وهو لم يزل حياً أمام تلاميذه؟ فيكون قد مات وهو مع تلاميذه في العلية قبل صلبه بعدة ساعات! هل كان جسده مكسوراً وميتاً ودمه مسفوكاً مع وجوده حياً أمامهم؟!

رابعاً : أن الإنجيل يذكر بأن جسد المسيح صعد إلى السماء في غاية المجد، وهو لا يزال ممجَّداً في جسده. فهل يترك مجده السماوي كلما حدث قُدّاس على الأرض، ويحضر بهيئة لا تختلف عن ظواهر الخبز؟! وحين يحضر القداديس الأرضية، هل تفرغ السماء منه، أو هل تتكاثر ظهوراته في الأرض، مع وجوده الدائم في السماء؟!

خامساً : ويقول الإنجيل في وضع العشاء الرباني إن المسيح أخذ خبزاً وبارك وكسر وأعطى تلاميذه وقال «خذوا كلوا هذا هو جسدي» (مت 26:26). فماذا صار يا ترى حينئذ؟ هل أخذ المسيح جسده في يده ووزعه على التلاميذ؟ وهل كان جالساً في كمال جسده ومع ذلك أمسك جسده بيده في ذلك الوقت عينه؟ وهل فهم التلاميذ كلامه على هذا المعنى وحسبوا الخبز جسده الحقيقي الجالس أمام عيونهم؟! وكل ذلك حمل ثقيل على العقل السليم يخالف كل أحكامه.

سادساً : ويذكر الانجيل أن جسد المسيح صعد إلى السماء وسيبقى هناك إلى أن يجيء ثانية، بدليل قوله «الذي ينبغي أن السماء تقبله إلى أزمنة رد كل شيء» (أع 3: 21). وقوله «إذاً نحن من الآن لا نعرف أحداً حسب الجسد. وإن كنا قد عرفنا المسيح حسب الجسد، لكن الآن لا نعرفه أيضاً» (2كو 5: 16). وقوله «إن كنتم قد قمتُم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله» (كو 3: 1). فجسد المسيح بموجب هذه الآيات في السماء إلى أن يجيء ثانية. ومن خواص الجسد أنه لا يشغل مكانين في وقتٍ واحدٍ .



وينتج عن تعليم الاستحالة نتائج مضرة. فليس هذا التعليم ضلالاً فقط، لكنه يؤدي إلى ضلالٍ أبعد منه، مثل :

1 ) عبادة العناصر عبادة أصنامية، لأنها عبادة دينية لمادة بسيطة. فلو صحَّت الاستحالة لوُجد المسيح حقيقةً في الخبز والخمر، ولجاز السجود لهما! ولكن إذا لم يصح شيءٌ من تعليم الاستحالة فتلك العبادة أصنامية!

2 ) تقديم جسد المسيح بعد الاستحالة المزعومة ذبيحة كفارية لأجل خطايا الأحياء والأموات، وهذه الذبيحة (على قولهم) لا تختلف عن ذبيحة الصليب معنى وفاعلية.

يقول الأرشيدياكون حبيب جرجس في كتابه المذكور صفحة 84 " ان الكنيسة الأرثوذكسية تؤمن وتعترف بأن سر الشكر فضلا عن كونه سراً ، فهو أيضاً ذبيحة تقدم لله ... فقد كتب بولس في رسالته إلى العبرانيين يقول : (( لنا مذبح لا سلطان للذين يخدمون المسكن أن يأكلوا منه )) ( عب 13 : 10 ) .. ونجد هذا التعليم واضحاً في شهادات المجامع المسكونية فقد جاء في قوانين المجمع المسكوني الأول هذا التصريح : (( على المائدة المقدسة يوضع حمل الله الرافع خطايا العالم ويذبح من خدام الله ذبيحة غير دموية )) ... وقد شهد جميع الآباء بهذه الحقيقة في تعاليمهم فقال القديس يوستيونس الشهيد : (( نقدم باسمه ذبيحة قد أمر الرب يسوع أن تقدم ، وذلك في سر الخبز والكأس وهي ذبيحة مقدمة من المسيحيين في كل مكان على الأرض ( ذبيحة طاهرة ومرضية ) ( في خطابة إلى تريفن ) وقال القديس أيبوليطس (( اننا من بعد صعود المخلص نقدم بحسب وصيته ( ذبيحة ) طاهرة غير دموية )) ( في المواهب فصل 26 )

وقد اعتبر آباء الكنيسة بأن هذه الذبيحة تقدم استغفاراً عن الأحياء والأموات كما ورد في كتب القداديس وفي شهادات الآباء . قال القديس ترتوليانوس : (( انها تقدم عن الأحياء والأموات )) ، ( في الأكليل 3 وفي وحدة الزيجة فصل 9 ) . وقال القديس كبريانوس : (( انها تقدم عن الأموات )) ( رسالة 66 ) وقال القديس كيرلس الأورشليمي : (( انها ذبيحة استغفارية . واننا نقدم المسيح مذبوحاً لأجل خطايا ، مستغفرين الاله المحب البشر عنا وعنهم )) ( في الاسرار 6 : 8 ، 5 : 8 و 10 ) .

ولا يخفى _ عزيزي القارىء _ ما في العقيدة من إهانة هائلة للمسيح الذي يذبح يوميا مرات عديدة على يد الكهنة ، ولأن الكنيسة التقليدية تعلم لزوم تكرار ذبيحة المسيح في ذبيحة القداس، التي تحسبها وسيلةً لرفع الدينونة عن الأحياء ( وعن أهل المطهر في الاعتقاد الكاثوليكي ). على أن ذبيحة المسيح بموجب تعاليم كتابهم لا تتكرر، بل هي وحدها كافية ولها فاعلية دائمة وغير محدودة.

يقول الإمام الألو سي رحمه الله في كتابه ( الجواب الفسيح ) في معرض رده على هذه الكفريات والبدع والضلالات : (( ان كان القربان ذبيحة حقيقية كما يقولون ، فإن المسيح يموت كل يوم مراراً كثيرة ، وعندهم أنه لا يموت الا مرة واحدة ... ))

ويقول الامام رحمه الله : (( ان قولهم بأن القربان ذبيحة غير دموية يجعل قولهم بأن الخمر تحول الى دمه باطلاً ، وان كان الدم موجودا – أي ان الخمر تحول الي دمه – يكون قولهم ان الذبيحة غير دموية باطلاً ))

ويقول رحمه الله : (( ان المسيح تألم كثيراً عند موته الحقيقي الذي يزعمونه ، فإن كان الآن ايضاً يتحمل في كل قداس الآماً على يد الكهنة فهو قتل جديد والآم مترادفة غير منقطعة ))

ويقول رحمه الله : (( ان كان خبز القربان هو الجسد المأخوذ من العذراء بعينه وهو انساني فليأكلوا لحم أي انسان كان ، وان كان بينهما فرق وقالوا ان هذا الجسد يؤكل لكونه حل فيه اللاهوت ، فقد أكلوا اللاهوت والناسوت وهو باطل ))



وأخيرا أي فائدة من نزول الاله الي الجوف النجس الذي ينطرد كل شىء منه أخيراً الي المخرج ؟ بل كيف يمكن أكل الاله وهم يقولون ان الاله روح ؟



والحق ان هذا التعليم يؤدي إلى رفض الوحي والدين والحق، لأنه يلزِم العقل البشري بقبول التعليم بلا برهان، بل لمجرد سلطان الكنيسة وباسم الديانة.



وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين ،??????????? القديس أبى سيفين

انجيل متى 26 : 52 : " لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ! ". ( ترجمة فاندايك )

القديس أبي سيفين هو من جملة القديسين الذين تعظهم الكنيسة الأرثوذكسية وتطلب شفاعتهم ، واسمه مرقوريوس, ولْقب بأبي سيفين لأنه ظهر له ملاك الرب وأهداه سيفًا بجوار سيفه العسكري, وكان هذا السيف هو سّر قوته .. هناك دير للراهبات بمصر القديمة يحمل اسم هذا القديس كما توجد كنيسة باسمه في محافظة الإسماعيلية ..

جاء في إصدار لكنيسة مارجرجس باسبورتنج بالإسكندرية. Butler, November 25. عن هذا القديس ما يلي :

نشأته

ولد حوالي سنة 224م بمدينة رومية من أبوين وثنيين سمّياه فيلوباتير أي محب الآب، وكان أبوه ياروس ضابطًا رومانيًا وفيلوباتير جنديًا ناجحًا وشجاعًا حتى نال لقب Primicerius.

وحدث أن أغار البربر على مدينة روما وهدّدوها حتى خاف الإمبراطور وانزعج، إلا أن فيلوباتير ( ابو سيفين ) طمأنه وشجّعه ثم قام بنفسه بقيادة الجيش الإمبراطوري.

وظهر له ملاك الرب بلباس مضيء واقترب منه وهو حامل بيده اليمنى سيفًا لامعًا وناداه قائلاً: "يا مرقوريوس عبد يسوع المسيح لا تخف ولا يضعف قلبك بل تقوّ وتشجّع، وخذ هذا السيف من يدي وامضِ به إلى البربر وحاربهم ولا تنسى الرب إلهك متى ظفرت. أنا ميخائيل رئيس الملائكة قد أرسلني اللَّه لأعلمك بما هو مُعد لك، لأنك ستنال عذابًا عظيمًا على اسم سيدنا يسوع المسيح له المجد، ولكني سأكون حافظًا لك وسأقوّيك حتى تكمل شهادتك.

فتناول القديس السيف من يد الملاك بفرحٍ، وما أن أمسكه حتى شعر بقوة إلهية تملأه، ثم مضى بالسيفين (سيفه الخاص والسيف الآخر الذي سلّمه له الملاك) وهجم على البربر فأهلكهم مع ملكهم وقتل منهم العدد الكثير ، .... واليك - أخي القارىء - صورة لهذا القديس وهو يقاتل بسيفيه أخذت من موقع مرقوريوس:

انجيل متى 26 : 52 : " لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ! ". ( ترجمة فاندايك )????? جعلوا لله زوجة !

للأخ : يوسف عبد الرحمن

إليك - أخي القارىء - هذا التمثيل والمجاز القبيح في حق الله سبحانه :

سفر هوشع 2 : 2 ( الترجمة الكاثوليكية ) ينسب الكاتب للرب قوله :

" حاكِموا أُمَّكم، حاكِموا
فإِنَّها لَيسَتِ آمرَأَتي ولا أَنا زوجُها. لِتَنزعْ مِن وَجهِها زِناها
ومِن بَينِ ثَدْيَيها فِسْقَها
5 وإِلَّا جَرَّدتُها عُرْيانة
ورَدَدتُها كما كانَت يَومَ ميلادِها
وجَعَلتُها كالصَّحْراء
وصَيَّرتُها كأَرضٍ قاحِلة
وأَمَتُّها بِالعَطَش
6 ولم أَرحَمْ بَنيها لِأَنَّهم بَنو زِنًى
7 لأَنَّ أُمَّهم زَنَت

تقول الترجمة الكاثوليكية ان هوشع " هو أول من مثل بصورة القران الزوجي علاقات الرب بشعبه منذ عهد سيناء ، ووصف خيانة إسرائيل الصنمية ، لا بالزنى فقط ، بل بالخيانة الزوجية " ( الطبعة الثالثة صفحة 1898 )

ونحن نقول : إذا كان هذا تمثيلاً ، فما أقبح هذا التمثيل ، وهلا نزهوا كتابهم عنه ، فإن الكريم يأنف أن يتفوه بأقل منه .


وصدق الله العظيم إذ يقول :

{ مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ } ( الحج : 74 )????? الصلاة المسيحية

يوسف عبد الرحمن

من يتأمل في صلوات المسيحيين التي يؤدونها في كنائسهم سيجد أنهم فيها ليسوا على شيىء من دين المسيح ألبته طبقاً للآتي :

أولاً: لا يشترطون الطهارة في الصلاة :

مع ان الاغتسال والوضوء للصلاة هي من العبادات الواردة في كتابهم المقدس كما في [ سفر الخروج 40 : 30 ] إلا انهم لا يفعلونها ، فلا حرج على المسيحي ان يصلي لله ويتجه إليه بالنجاسة والجنابة .

ثانيا : يتجهون في صلاتهم إلى جهة المشرق :

من المعلوم ان الأمة المسيحية وعلى الأخص منهم الأرثوذكس تصلي إلى مشرق الشمس وهي تعلم أن المسيح عليه السلام لم يصل إلى المشرق أصلاً ، وإنما كان يصلي إلى قبلة بيت المقدس ، وهي قبلة الأنبياء قبله ، وبعد المسيح بزمن طويل حول النصارى جهات كنائسهم نحو المشرق بدعوى أن المشرق مصدرالنور ! تماماً كما يفعل بعض الوثنيين ، ولأن المسيح عليه السلام سوف ينزل من جهة المشرق . . إلى غير ذلك من التعليلات الواهية .

ثالثاً : التصليب عند بدء الصلاة :

نجدهم يصلبون على وجوهم وصدورهم عند الدخول في الصلاة والمسيح عليه السلام بريء من ذلك ولم يفعل هذا الأمر بتاتاً وإلا فليأتوا لنا بنص شرعي من الاناجيل الاربعة ان المسيح كان يصلب على وجهه عند دخول الصلاة !

رابعا : عدم السجود لله في الصلاة :

من المعلوم أن السجود هو عبادة لله سبحانه وتعالى والسجود من سنن الأنبياء الكرام بمن فيهم المسيح عليه السلام . . .

والدليل على ذلك [ المزامير 59 : 6 ] ، [ سفر يوشع 5 : 14 ] ، [ الملوك الأول 18 : 42 ] ، [ العدد 20 : 6 ] ، [ التكوين 17 : 3 ] ، [ تكوين 22 : 5 ] ، [ رؤيا 19 : 4 ] ، [ متى 26 : 39 ] ، [ متى 4 : 10 ] إلا ان الأمة المسيحية لا تفعل هذه العبادة العظيمة لله سبحانه وتعالى الواردة في كتابهم المقدس ، بل نجدهم يضعون الكراسي للمصلين في كنائسهم وكأنهم في مسرح للسينما ، وهذا من تلاعب الشيطان والعياذ بالله .

خامساً : رفع الصور والاتجاه إلى تمثال المسيح وأمه أثناء الصلاة :

وهذا الأمر هو تماماً كما يفعله الوثنيون في صلواتهم . والعياذ بالله فإنك لاتجد ديراً أو كنيسة من كنائسهم تخلوا من صورة أو تمثال لمريم والمسيح عليهما السلام .

وإذا زرت كاتدرائية القديس بولس في لندن أو كنيسة القديس بطرس في روما ، فإنك لا تكاد تفرق بينهما وبين معبد ( سومناث ) في الهند من كثرة التماثيل !

سادسا : لا يخلعون احذيتهم وهم يؤدون الصلاة في الكنائس مع أن الأمر بخلع الحذاء أو النعال في المكان المقدس قد ورد في سفر الخروج [ 3 : 5 ] .

سابعاً : نجد أن نساؤهم يصلين في الكنائس وهن مكشوفات الرأس مع أن الأمر بتغطية الرأس أثناء الصلاة قد ورد في كتابهم المقدس في الرسالة الاولى إلى كورنثوس [ 11 : 5 ] : (( كل امرأة تصلي أو تتنبأ ورأسها غير مغطى فتشين رأسها لأنها والمحلوقة شيىء واحد بعينه . إذ المرأة إن كانت لا تتغطى فليقص شعرها . . . )) ( ترجمة فاندايك )

وفي الرسالة الأولى إلى كورنثوس أيضاً [ 11 : 13 ] : (( أحكموا في أنفسكم : هل يليق بالمرأة أن تصلي إلى الله وهي غير مغطاه ؟! )) . ( ترجمة فاندايك )

ثامناً : نجد أن نساؤهم في الكنائس يرفعون اصواتهم بالغناء والترانيم والصلاة الجماعية مع أن الأمر بالصمت والسكوت لهن في الكنائس قد جاء في الرسالة الأولى إلى كورنثوس [ 14 : 34 ] :

(( لتصمت نساؤكم في الكنائس لانه ليس مأذونا لهنّ ان يتكلمن بل يخضعن كما يقول الناموس أيضا. ولكن ان كنّ يردن ان يتعلمن شيئا فليسألن رجالهنّ في البيت لانه قبيح بالنساء ان تتكلم في كنيسة )) . ( ترجمة فاندايك ) ، وبحسب ترجمة كتاب الحياة : (( عار على المرأة أن تتكلم في الجماعة )) .

وقد قال لي أحد النصارى أن هذا الأمر كان لأهل كورنثوس فقط فقلت له إذن موعظة الجبل كانت للحواريين فقط !

ولا تجدي تبريرات النصارى في هذا النص الواضح لأنه : (( عار على المرأة أن تتكلم في الجماعة )) . ولأن الأمر في النص لجميع كنائس القديسين فهو يقول بحسب الترجمة الكاثوليكية : (( ولتصمت النساء في الجماعات ، شأنها في جميع كنائس القديسين ، فإنه لا يؤذن لهن بالتكلم . وعليهن أن يخضعن كما تقول الشريعة أيضاً )) . ( الترجمة الكاثوليكية / دار المشرق / طبعة ثالثة 1994 )

تاسعا : يصلون ويتعبدون لله بالآلآت الموسيقية مع انه لا يوجد بالإنجيل ان المسيح وتلامذته فعلوا هذا الأمر ، بل هي بدعة دسها بولس في رسالته إلى أهل أفسوس 5/19، "بمزامير وتسابيح وأغاني روحية مترنمين ومرتلين في قلوبكم للرب " فالمسيح لم يصلِ لا بمزامير ولا بأغاني ولا بتراتيل، ولا بأي آلة طرب .

ان الصلاة المسيحية لا تعدو أن تكون مجرد تراتيل وأناشيد وضعت من أناس غير معصومين ، لم يضع فيها المسيح حرفاً واحداً، يرتلونها وقوفاً على أنغام آلات الطرب مثل البيانو أو الأورج الذي لم يكن معروفاً البتة لدى المسيح !

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ،،

غير معرف يقول...

متى وُلد إبن مريم عليه السلام ؟؟

هل وُلِدَ فى السابع من يناير أم فى الرابع والعشرين من ديسمبر ??
فقد وُلِدَ عند متى فى زمن هيرودس أى قبل سنة (4) قبل الميلاد (متى 2: 1)، أما عند لوقا فقد وُلِدَ وقت الإكتتاب العام فى زمن كيرينيوس والى سوريا أى ليس قبل (6 أو 7) بعد الميلاد (لوقا 2: 2).

يقول قاموس الكتاب المقدس الألمانى (صفحة 592): إن هيروس أنتيباس الذى كان يحكم عقب وفاة أبيه (من 4 قبل الميلاد إلى 39 بعد الميلاد) هو الذى كان يسمى “هيرودس الملك” أو “رئيس الربع”. وهو الذى أمر بقطع رقبة يوحنا المعمدان. إذن لم يكن هيرودس قد مات حتى يرجع عيسى عليه السلام وأمه من مصر! فكيف رجع إلى مصر وهيرودس لم يكن قد مات بعد؟

يؤخذ فى الاعتبار أنه وُلِدَ عند لوقا فى سنة الإكتتاب ، الذى بدأ عام 27 قبل الميلاد فى جالين واستغرق 40 عاماً على الأقل ، وسرعان ما انتشر فى الأقاليم الأخرى. ومن المحتمل أن تزامن هذا الإكتتاب فى سوريا كان فى عامى (12-11) قبل الميلاد. وعلى ذلك يكون وقت الإكتتاب قد حدث قبل ولادة عيسى عليه السلام بعدة سنوات ، يقدرها البعض ب 15 سنة وليس بعد ولادته كما ذكر لوقا. مع الأخذ فى الاعتبار أنه بين السنوات (9-6) قبل الميلاد تدلنا المصادر القديمة والعملات المعدنية أنه كان هناك حاكماً يُدعَى ساتورنينوس وعقبه ?اروس.

يختلف النصارى فيما بينهم على موعد ميلاد عيسى عليه السلام ، ولو أتى كتاب الأناجيل وحى من الله لكان قد حلَّ هذه المشكلة ومشاكل كثيرة أخرى! فيتفق الكاثوليك والبروتستانت على ميلاده فى الرابع والعشرين من شهر ديسمبر ، ويقول الأرثوذكس إن مولده كان فى السابع من يناير.

وفى الواقع فإن ميلاد عيسى عليه السلام لم يتم فى أى من هذين الشهرين لقول لوقا: (ومان فى تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم) لوقا 2: 8 . فهذان الشهران من شهور الشتاء الباردة التى تغطى فيها الثلوج تلال أرض فلسطين، فماذا كان يفعل الرعاة بغنمهم ليلاً فى هذا الجو مع وجود الثلوج ، وانعدام الكلأ؟

يقول الأسقف بارنز: (غالباً لا يوجد أساس للعقيدة القائلة بأن يوم 25 ديسمبر كان بالفعل يوم ميلاد المسيح ، وإذا ما تدبرنا قصة لوقا التى تشير إلى ترقب الرعاة فى الحقول قريباً من بيت لحم ، فإن ميلاد المسيح لم يكن ليحدث فى الشتاء ، حينما تنخفض درجة الحرارة ليلاً ، وتغطى الثلوج أرض اليهودية .. .. ويبدو أن عيد ميلادنا قد اتفق عليه بعد جدل كثير ومناقشات طويلة حوالى عام 300 م)

وتذكر دائرة المعارف البريطانية فى طبعتها الخامسة عشر من المجلد الخامس فى الصفحات (642-643) ما يلى: (لم يقتنع أحد مطلقاً بتعيين يوم أو سنة لميلاد المسيح ، ولكن حينما صمم آباء الكنيسة فى عام 340 م على تحديد تاريخ للاحتفال بالعيد اختاروا بحكمة يوم الانقلاب الشمسى فى الشتاء الذى استقر فى أذهان الناس ، وكان أعظم أعيادهم أهمية ، ونظراً إلى التغييرات التى حدثت فى التقاويم تغير وقت الانقلاب الشمسى وتاريخ عيد الميلاد بأيام قليلة).

وورد فى دائرة معارف شامبرز: (أن الناس كانوا فى كثير من البلاد يعتبرون الانقلاب الشمسى فى الشتاء يوم ميلاد الشمس ، وفى روما كان يوم 25 ديسمبر يُحْتَفَل فيه بعيد وثنى قومى ، ولم تستطع الكنيسة أن تلغى هذا العيد الشعبى ، بل باركته كعيد قومى لشمس البر).
ويقول “بيك” أحد علماء تفسير الكتاب المقدس: (لم يكن ميعاد ولادة المسيح هو شهر ديسمبر على الإطلاق ، فعيد الميلاد عندنا قد بدأ التعارف عليه أخيراً فى الغرب).

وأخيراً نذكر أقوى الأدلة كلها عن الدكتور ( چون د. أفيز) فى كتابه “قاموس الكتاب المقدس” تحت كلمة (سنة): إن البلح ينضج فى الشهر اليهودى (أيلول).

وشهر أيلول هذا يطابق عندنا شهر أغسطس أو سبتمبر كما يقول “بيك” فى صفحة 117 من كتاب (تفسير الكتاب المقدس).

ويقول دكتور “بيك” فى مناقشة ( چون ستيوارت) لمدونة من معبد أنجورا وعبارة وردت فى مصنف صينى قديم يتحدث عن رواية وصول الإنجيل للصين سنة 25-28 ميلادية ، حيث حدد ميلاد عيسى عليه السلام فى عام 8 قبل الميلاد فى شهر سبتمبر أو أكتوبر ، وحدد وقت الصلب فى يوم الأربعاء عام 24 ميلادية.

ويشير دكتور ( چون ريفنز) إلى ذلك قائلاً: (إن حقيقة إرشاد السيدة مريم العذراء إلى نبع كما ورد فى القرآن الكريم لتشرب منه إلى أن ميلاد المسيح قد حدث فعلاً فى شهر أغسطس أو سبتمبر وليس فى ديسمبر حيث يكون الجو بارد كالثلج فى كورة اليهودية ، وحيث لا رُطَب فوق النخيل ، حتى تهز جذع النخلة فتتساقط عليها رطبا جنيَّا).

هذا وكثرة النخيل فى منطقة بيت لحم واضحة فى الإنجيل فى الإصحاح الأول من سفر القضاة ، وبذلك يكون حمل السيدة مريم بدأ فى نوفمبر أو ديسمبر ولم يبدأ فى مارس أو إبريل كما يريد مؤرخو الكنيسة أن يلزموا الناس باعتقاده.
كتبه الأخ ابو بكر????? المسيحيون في وثنيتهم العمياء٠
أصدقائي كنديـين غير مسلمين يؤكدون لي دائما وثنية هذه الإحتفالات و يعولون لي من غير أن يعرفوا حقيقة الإسلام: المسيح ولد في سبتمبر٠
و أخبرتهم بقصة ميلاد المسيح سي القرآن و كيف أكلت العذراء من الرطب التي تنضج في سبتمر، عندما أنجبت المسيح عليه السلام????????

غير معرف يقول...

نحن الآن فى سنة 2014 م .. هكذا اخترع النصارى الكريسماس

122981

مولد المسيح وإعجاز القرآن الكريم وفرضية أن نكون الآن فى سنة 2014 م

بقلم / محمود القاعود

لا يستطيع نصرانى واحد أن يخبرنا على وجه اليقين متى وُلد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام ؟ إذ لا يوجد تاريخ ميلاد فى الأناجيل الأربعة ..
إذا ً من أين جاءت تلك الاحتفالات التى تُقام كل عام بمناسبة مولد المسيح عليه السلام يومى 25 ديسمبر عند نصارى الغرب و 7 يناير عند نصارى الشرق ؟؟
الحقيقة لا نصارى الغرب لديهم دليل على التاريخ الذى يحتفلون فيه وكذا نصارى الشرق .. مجرد اجتهادات متوارثة دون تدقيق أو تمحيص ..
ولعله ليس بدعاً من القول أن نذكر أن المسيح عليه السلام لم يولد فى سنة 1 ميلادية ؛ وأنه وُلد قبل هذا التاريخ على أرجح الأقوال بنحو ست سنوات ..
يقول عباس محمود العقاد ، فى كتابه حياة المسيح :
أما القول الراجح فى تقدير المؤرخين الدينيين فهو أن ميلاد السيد المسيح متقدم على السنة الأولى ببضع سنوات وأنه على أصح التقديرات لم يولد فى السنة الأولى للميلاد .
ففى إنجيل متى أنه عليه السلام قد ولد قبل موت هيرود الكبير وقد مات هيرود قبل السنة الأولى للميلاد بأربع سنوات أ.هـ
والنص الذى يُشير إليه العقاد هو :
ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية في أيام هيرودس الملك إذا مجوس من المشرق قد جاءوا إلى أورشليم قائلين أين هو المولود ملك اليهود؟ فإننا رأينا نجمه في المشرق واتينا لنسجد له. فلما سمع هيرودس الملك اضطرب وجميع أورشليم معه. فجمع كل رؤساء الكهنة وكتبة الشعب وسألهم أين يولد المسيح؟. فقالوا له في بيت لحم اليهودية.لأنه هكذا مكتوب بالنبي وأنت يا بيت لحم ارض يهوذا لست الصغرى بين رؤساء يهوذا .لان منك يخرج مدبر يرعى شعبي إسرائيل
حينئذ دعا هيرودس المجوس سرّا وتحقق منهم زمان النجم الذي ظهر. ثم أرسلهم إلى بيت لحم وقال اذهبوا وافحصوا بالتدقيق عن الصبي.ومتى وجدتموه فاخبروني لكي آتي أنا أيضا واسجد له. فلما سمعوا من الملك ذهبوا وإذا النجم الذي رأوه في المشرق يتقدمهم حتى جاء ووقف فوق حيث كان الصبي. فلما رأوا النجم فرحوا فرحا عظيما جدا. وأتوا إلى البيت ورأوا الصبي مع مريم أمه.فخروا وسجدوا له.ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا ذهبا ولبانا ومرّا. ثم إذ أوحي إليهم في حلم أن لا يرجعوا إلى هيرودس انصرفوا في طريق أخرى إلى كورتهم.
وبعدما انصرفوا إذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلا قم وخذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر وكن هناك حتى أقول لك.لان هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكه. فقام واخذ الصبي وأمه ليلا وانصرف إلى مصر. وكان هناك إلى وفاة هيرودس.لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل من مصر دعوت ابني.
حينئذ لما رأى هيرودس أن المجوس سخروا به غضب جدا.فأرسل وقتل جميع الصبيان الذين في بيت لحم وفي كل تخومها من ابن سنتين فما دون بحسب الزمان الذي تحققه من المجوس. حينئذ تم ما قيل بارميا النبي القائل. صوت سمع في الرامة نوح وبكاء وعويل كثير.راحيل تبكي على أولادها ولا تريد أن تتعزى لأنهم ليسوا بموجودين.
فلما مات هيرودس إذا ملاك الرب قد ظهر في حلم ليوسف في مصر قائلا.قم وخذ الصبي وأمه واذهب إلى ارض إسرائيل.لأنه قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبي. ( متى إصحاح 2 : 1 – 20 ) .
ويتابع العقاد قائلاً :
وقد جاء فى إنجيل لوقا أن السيد المسيح قام بالدعوة فى السنة الخامسة عشرة من حكم القيصر طيبريوس وهو يومئذ يناهز الثلاثين ، وقد حكم طيبريوس الدولة الرومانية بالاشتراك مع القيصر أوغسطس سنة 765 من تأسيس مدينة رومة ، ومعنى هذا أن السيد المسيح قد بلغ الثلاثين حوالى 779 رومانية ، وأنه ولد سنة 749 رومانية أى قبل السنة الأولى للميلاد بأربع سنوات .
ويذكر إنجيل لوقا أن القيصر أوغسطس أمر بالاكتتاب – أى الإحصاء – فى كل المسكونة ، وأن هذا الاكتتاب الأول جرى إذ كان كيرنيوس واليا على سورية فذهب الجميع ليكتتبوا كل فى مدينته ، وصعد يوسف ... من مدينة الناصرة إلى اليهودية .. ليكتتب مع مريم امرأته المخطوبة وهى حبلى ، وتمت أيامها هناك فولدت ابنها البكر .
والمقصود بالاكتتاب هنا – على ما هو ظاهر – أمر الإحصاء الذى أشار إليه المؤرخ يوسفوس وأرخه بما يقابل السنتين السادسة والسابعة للميلاد ، ولا يمكن أن يكون قبل ذلك لأن تاريخ ولاية كيرنوس معروف وهو السنة السادسة ، فيكون السيد المسيح إذن قد ولد فى نحو السنة السابعة للميلاد ، وتكون دعوته قد بدأت وهو فى الثالثة والعشرين أو الرابعة والعشرين ، وهو تقدير يخالف جميع التقديرات الأخرى ويخالف المعلوم من مأثورات الإسرائيليين ، فإن كاهن اللاوى عندهم كان يباشر عمله بعد بلوغ الثلاثين ، وكان الأحبار المجتهدون عندهم يبلغون الخمسين قبل الجلوس للتفسير والإفتاء فى مسائل الفقه الكبرى ، ولهذا قالوا عن السيد المسيح أنه لم يبلغ الخمسين بعد ويدعى أنه يرى إبراهيم ويستمع إليه ، ولو أنه بدأ الدعوة قبل الثلاثين لكان الأحرى أن يتعجبوا لكلامه قبل بلوغه سن الكهنة اللاويين .
ويغلب على تقدير المؤرخين الثقات أن الإحصاء المشار إليه هو الإحصاء الذى ذكره ترتيليان Tertullian وقال أنه جرى فى عهد ساتورنينس Saturninus والى سورية إلى السنة السابعة قبل الميلاد ، فإذا كان هذا هو الإحصاء المقصود فالسيد المسيح كان قد بلغ السابعة فى السنة الأولى للميلاد .
ومن القرائن التى لا نريد أن نهملها قرينة الكوكب الذى قيل إن كهان المجوس تتبعوه من المشرق ليهتدوا به إلى المكان الذى ولد فيه السيد المسيح ...
من المعقول أن ننكر على المنجمين علمهم بالغيب من رصد الكواكب وطوالع الأفلاك ، ولكن لا يلزم من ذلك أن ننفى ظهور الكوكب الذى رصدوه ، وأن نبطل دلالته مع سائر الدلالات . وبخاصة حين تتفق جميع هذه الدلالات .
وقد ذكر فريدرك فرار فى كتابه حياة المسيح أن الفلكى الكبير كيلر حقق وقوع القران بين المشترى وزحل حوالى سنة 747 رومانية ويقول فرار فى وصف هذه الظاهرة : إن قران المشترى وزحل يقع فى المثلث نفسه مرة كل عشرين سنة ولكنه يتحول إلى مثلث آخر بعد مائتى سنة . ولا يعود إلى المثلث الأول بعد عبور فلك البروج كله إلا بعد انقضاء سبعمائة وأربع وتسعين سنة وأربعة أشهر واثنى عشر يوما ، وقد تراجع كيلر بالحساب فتبين له أن القران على هذا النحو حدث سنة 747 رومانية فى المثلث النونين أو الحوتين وأن المريخ لحق بهما سنة 748 رومانية .
ويظهر من هذا الحساب أن تاريخ الميلاد يضاهى التاريخ الذى يستخلص من التقديرات الأخرى على وجه التقريب ، وأن السيد المسيح ولد فى نحو السنة الخامسة أو السادسة قبل الميلاد . أ.هـ
أوضح العقاد تخبط الروايات بشأن ميلاد السيد المسيح عليه السلام ، وكيف يختلف إنجيل متى عن إنجيل لوقا فى هذه الرواية ، لكن المؤكد بجميع الشواهد أن السيد المسيح عليه السلام لم يولد فى 1 م ، وأنه وفقاً لرواية لوقا وحساب الفلك مفروض أن نكون الآن فى 2014 لا 2008 م .
القرآن الكريم لا يُحدثنا عن السنة التى ولد فيها المسيح عليه السلام ، لكنه أعطانا إشارة للفصل الذى ولد فيه عليه السلام .. يقول تعالى : فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا ( مريم : 23 -26 ) .
ومن الآيات الكريمات يتبين لنا أن السيدة مريم عليها سلام الله ، قامت بهز جذع النخلة تلبية لنداء ابنها المسيح وأن النخلة سقط منها رطباً جنياً .. والجميع يعلم أن موعد جنى البلح والرطب فى الصيف لا الشتاء .. أى أنه عليه السلام لم يولد لا فى 25 ديسمبر ولا 7 يناير ، ولنتأمل فى هذه المفاجأة العلمية التى أوردها موقع إيلاف نقلاً عن صحيفة التليجراف البريطانية فى 10/12/2008م :
على عكس الإعتقادات السائدة بأن تاريخ ميلاده هو الـ 25 من كانون الأول
علماء فلك يفجرون مفاجأة ويؤكدون أن المسيح ولد في حزيران
في مفاجأة مذهلة للغاية، كشف مجموعة من علماء الفلك عن أنهم خلصوا بعد مجموعة من الحسابات الفلكية إلي أن عيد الميلاد يجب أن يكون في شهر يونيو وليس ديسمبر، كما هو الحال الآن، وذلك من خلال الرسوم البيانية لمظهر نجمة عيد الميلاد التي قال عنها الإنجيل أنها اقتادت الحكماء الثلاثة إلى السيد المسيح!
وقالت صحيفة التلغراف البريطانية أن العلماء وجدوا أن النجم اللامع الذي ظهر فوق بيت لحم منذ 2000 عام، يشير إلي تاريخ ميلاد السيد المسيح بأنه يوم الـ 17 من شهر يوليو وليس يوم الـ 25 من شهر ديسمبر. وزعم العلماء أن نجمة عيد الميلاد هي على الأرجح توحيد واضح لكوكبي الزهرة والمشتري ، الذين كانا قريبين جدا ً من بعضيهما الآخر وتضيء بشكل براق للغاية كـ منارة للضوء ظهرت بشكل مفاجيء. وإذا ما جانب الفريق البحثي الصواب، فإن ذلك سيعني أن اليسوع من مواليد برج الجوزاء وليس من مواليد برج الجدي كما كان يعتقد في السابق.
وقلت الصحيفة أن عالم الفلك الاسترالي ديف رينيكي كان قد استعان ببرمجيات الحاسوب المعقدة لرسم الأماكن المحددة لجميع الأجرام السماوية والقيام كذلك برسم خريطة لسماء الليل كما ظهرت فوق الأرض المقدسة منذ أكثر من ألفي عام. وهو ما كشف عن أحد الأحداث الفلكية حول توقيت ميلاد المسيح. وقال رينيكي أن الحكماء ربما برروا هذا الحدث على أنه الإشارة التي ينتظرونها كما تقفوا أثر النجم لمحل ميلاد المسيح في إسطبل ببيت لحم، كما ورد بالكتاب المقدس. وكانت احدي البحوث المقبولة عموما قد حددت الميلاد في الفترة ما بين 3 قبل الميلاد وواحد ميلادية.
وباستخدام إنجيل سانت ماتيو كمرجع، أشار رينيكي إلي العلاقة بين الكواكب، التي ظهرت في كوكبة نجوم الأسد، إلي التاريخ المحدد لـ 17 يونيو في العام الثاني قبل الميلاد. وقال محاضر علوم الفلك، والمحرر الإخباري لمحطة سكاي ومجلة الفضاء : لدينا نظام برمجي يمكنه إعادة تشكيل سماء الليل تماما كما كانت في أي مرحلة في آلاف السنين الماضية. كما استخدمناه من أجل العودة للتوقيت الذي ولد فيه المسيح، وفقا لما ورد بالكتاب المقدس .
وتابع رينيكي قائلا ً : لقد أصبح الزهرة والمشتري قريبين تماما من بعضهما الآخر في العام الثاني قبل الميلاد وظهرا كمنارة ضوئية واحدة. ونحن لا نقول أن هذا هو بالضرورة نجمة عيد الميلاد – لكن هذا هو التفسير الأقوي لتلك الظاهرة على الإطلاق. فلا يوجد هناك أي تفسير آخر يتناسب عن قرب مع الوقائع التي نمتلكها منذ قديم الأزل. وربما يكون الحكماء الثلاثة قد فسروا ذلك على أنها الإشارة. وربما يكونوا قد اخطئوا بكل سهولة في هذا الأمر. فعلم الفلك هو أحد العلوم الدقيقة، حيث يمكننا تحديد مواقع الكواكب بكل دقة، وعلى ما يبدو أن تلك النجمة هي بكل تأكيد نجمة عيد الميلاد الخرافية .
كما أكد رينيكي على أنهم كفريق بحثي لم يحاولوا من خلال تلك التجربة أن يحطوا من قدر الدين. بل على العكس هي محاولة للرفع من قدره وتدعيمه. وأشار إلي أن الناس يخلطون في أغلب الأوقات العلم بالدين في مثل هذا النوع من المنتدي، وذلك من الممكن أن يحبطهم. وكانت نظريات سابقة قد تحدثت عن أن هذا النجم هو نجم متفجر – أو حتي نجم مذنب. لكن رينيكي أكد على أنه ومن خلال تضييق الفارق الزمني، أعطت التكنولوجيا الحديثة تفسيرا ً هو الأقرب والأقوي لتلك الظاهرة حتى الآن.
http://www.elaph.com/Web/Politics/2008/12/390233.htm
يُشير العلماء بكل وضوح أن المسيح عليه السلام وُلد فى الصيف وهو عين ما يذكره القرآن الكريم .. ولعل هذا ما يُوافق رواية لوقا إذ يقول فى إنجيله : وكان في تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم ( لوقا إصحاح 2 : 8 ) .
ومن رواية لوقا يتضح أن هناك رعاة يقومون بالرعى ليلاً .. ومحال أن يكون هناك رعى للأغنام فى الليل فى فصل الشتاء ، مع هطول الأمطار واشتداد الرياح ... كل الطرق تؤدى إلى ميلاد المسيح عليه السلام فى الصيف .
إذاً من أين اخترع النصارى تواريخ الميلاد التى يحتفلون بها ؟؟
ورد فى الموسوعة العالمية ويكيبيديا تحت عنوان عيد الميلاد ما يوضح حقيقة مصدر احتفال النصارى بتاريخ 25 ديسمبر وجعل عيد الميلاد فى الشتاء لا الصيف :
(( اعتبر 25 ديسيمبر ميلاداً ليسوع لأول مرة في القرن الرابع الميلادي زمن حكم الامبراطورقسطنطين ، فقد اختار قسطنطين هذا اليوم كميلاد ليسوع لأن الروم في ذلك الوقت كانوا يحتفلون بنفس اليوم كولادة لإله الشمس سول إنفكتوس ، والذي كان يسمى بعيد الساتورناليا. لقد كان يوم 25 ديسيمبر عيداً لغالب الشعوب الوثنية القديمة التي عبدت الشمس، فقد احتفلوا بذلك اليوم لأنه من بعد يوم 25 ديسمبر يزداد طول النهار يوماً بعد يوم خلال السنة. ومن الشعوب التي احتفلت بالخامس والعشرين من ديسمبر قبل المسيحية:
في الشرق الأقصى احتفل الصينيون بـ25 ديسمبر كعيد ميلاد ربهم جانغ تي.
ابتهج قدماء الفرس في نفس اليوم ولكن احتفالاً بميلاد الإله البشري ميثرا.
ولادة الإله الهندوسي كريشنا هي الولادة الأبرز من بين آلهة الهند فقد كانت في منتصف ليلة الخامس والعشرين من شهر سرافانا الموافق 25 ديسيمبر.
جلب البوذيون هذا اليوم من الهندوس تقديساً لبوذا.
كريس الإله الكلداني أيضاً وُلد في نفس اليوم.
في آسيا الصغرى بفريجيا (تركيا حالياً) وقبله بخمسة قرون عاش المخلص ابن الله أتيس الذي ولدته نانا في يوم 25 ديسيمبر.
الأنجلوساكسون وهم جدود الشعب الإنجليزي كانوا يحتفلون قبل مجيء المسيحية بـ25 ديسيمبر على أنه ميلاد إلههم جاو وابول.
في هذا اليوم أيضاً الإله الاسكندنافي ثور.
الشخص الثاني من الثالوث الإلهي الاسكندنافي ولد في نفس اليوم كذلك.
السنة عند الليتوانيين كانت تبدأ عند انقلاب الشمس في الشتاء أي 25 ديسيمبر وهو عيد كاليدوس.
هذا الوقت نفسه كان يوماً بهيجاً على الروس القدماء فهو يوم مقدس يُدعى عيد كوليادا ، وقبلها بثلاثة أيام يكون عيد كوروتشن وهو اليوم الذي يقوم الكاهن بعمل طقوس خاصة ليوم كوليادا.
بسوريا والقدس وبيت لحم (قبل ولادة المسيح) كان هناك عيد ميلاد المخلص أتيس في 25 ديسيمبر.
في يوم 25 ديسيمبر كانت النساء باليونان القديم تغمرهم الفرحة وهم يغنون بصوت عال: يولد لنا ابن هذا اليوم! وكان ذلك يقصد به ديونيسس الإبن المولود للإله الأكبر.
جُلب هذا اليوم كعيد للإله باخوس وذلك من بعض عُبّاده الروم ومنه إلى إله الشمس سول إنفيكتوس. )) . أ.هـ
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%...B3%D9%86%D8%A9
لكنه من الغريب جداً بعد هذه الحقائق التاريخية والعلمية المفحمة أن تجد نصرانى يتنطع ويقول لك أن كل هذا أبحاث إلحادية ولا أساس لها من الصحة !! وكأنه يتحدث لسكان المريخ الذين لا يعرفون تاريخ أمم وشعوب الأرض !
وواضح جداً تأثر النصارى بالوثنية فى كل شئ بداية من التثليث والقول ببنوة المسيح لله وحتى عيدالميلاد .. وصدق الله العظيم إذ يقول فى حال اليهود والنصارى ، وإثبات أنهم يسيرون على نهج الوثنيين :
وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ( التوبة : 30 ) .
إن ما نستخلصه من هذا الجدال :
1- إثبات إعجاز القرآن الكريم بشهادة التاريخ والعلم والقول بأن المسيح عليه السلام ولد فى الصيف لا الشتاء .
2- إثبات إعجاز القرآن الكريم فى قوله أن النصارى يُقلدون أهل الشرك الذين سبقوهم ، ويبدو هذا جلياً فى نسب الولد لله والقول بأنه ثالوث والاحتفال بعيد ميلاد إلههم فى تاريخ يوافق أعياد عباد الشمس والحجارة .
3- حتمية أن التأريخ الميلادى الذى نسير عليه الآن غير صحيح وأننا إن عملنا بالحساب الذى يكاد يكون أقرب دقة ، فإنه كان من المفروض أن نكون الآن فى سنة 2014 م وليس2008؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟_______========================================(((((((((((((((رأس السنة الهجرية .. وازدواجية الإعلام العربى .
بقلم / محمود القاعود

بعد أيام قليلة بمشيئة الله تعالى ، تبدأ سنة هجرية جديدة .. يبدأ العام الهجرى الجديد 1430 من هجرة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم .. تمر 1430 سنة على أعظم حدث فى تاريخ الإسلام .. ذكرى فرار الحبيب إلى الله .. ذكرى انتصار الخير على الشر .. ذكرى مقاومة البطش والطغيان والظلم والعدوان .. ذكرى تحمل الشدائد .. ذكرى الصبر على الآلام .. ذكرى ارتفاع راية لا إله إلا الله .. محمد رسول الله .. ذكرى طلوع البدر .. ذكرى كفاح أعظم رجل عرفته البشرية وأشرف وأطهر من خلق الله .. ذكرى هجرة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم .. ذكرى إخلاص الأصدقاء .. ذكرى وفاء وإخلاص الصديق رضوان الله عليه .. ذكرى نهاية الكفر والبغى ..
المفروض فى ذكرى كهذه أن نجد الإعلام العربى يخصص البرامج ويقيم الندوات والأمسيات التى تتناول هذا الحدث الأعظم فى تاريخ الإسلام .. أن نرى مسابقات الشعر تقام لاختيار أفضل قصائد فى مدح الرسول الأعظم .. أن نرى قنوات العرى والفحش قد تطهرت وبدأت تذيع الأغنيات الإسلامية .. أن نرى القنوات الإخبارية تستضيف علماء الإسلام ليتحدثوا فى هذه الذكرى العطرة .. أن نشعر أننا على أبواب عام هجرى جديد ..
لكن .. لكن .. ويا للحسرة والقهر والمرارة .. لكن إعلامنا العربى الرائد (!) أعلن النفير العام منذ بداية الأول من ديسمبر 2008م للاحتفال بذكرى ميلاد إله النصارى .. بدأت أيام التشريق منذ 1 ديسبمر .. الجميع يتسابق ويتبارى فى الاحتفال بعيد ميلاد الإله .. الجميع يحتفل بالإله الذى كان فى رحم سيدة وولد كما يُولد الناس .. الجميع يحتفل بالإله الرضيع .. الجميع يحتفل بالإله الذى كان يتبرز ويتبول .. الجميع يحتفل بالإله الطفل .. الجميع يحتفل بالإله الذى كان يزحف .. الجميع يحتفل بالإله الذى كان يبكى .. الجميع يحتفل بالإله الذى كان لا يدرك .. الجميع يحتفل بالإله الذى كان يلعب مع أقرانه من الأطفال .. الجميع يحتفل بالإله المراهق .. الجميع يحتفل بالإله الذى كان يحتلم .. الجميع يحتفل بالإله الذى كان يأكل ويشرب .. الجميع يحتفل بالإله الذى تزوج وكان يجامع زوجته ...
جل القنوات الفضائية العربية ترسم على شاشاتها شجرة ما يُسمى عيد الميلاد .. موجة هائلة من النفاق الرخيص فى ظل صمت مطبق تجاه رأس السنة الهجرية .. كأن الشهر القادم هو جماد أول وليس المحرم !!
انتشرت موجات التعريص وقد كانت الرائدة فى هذه الموجات فضائية الحوار التى بثت يوم 24 /12/2008م حلقة عن عيد الميلاد فى برنامج الرأى الحر ، وكان السفيه مقدم البرنامج صالح الأزرق يقطع الاتصالات عن الاخوة الذين يشجبون هذا الهراء ، بينما كان يرد بصفاقة ووقاحة منقطعة النظير أننا نعبد رب واحد !! وسبق وأن تحدثنا فى هذا الموضوع مراراً وتكراراً وقلنا أن ربنا وخالقنا ورازقنا ومالك أمرنا ليس كمثله شئ ، فلا هو تجسد ، ولا حل فى جسد بشرى ليفدى بنى آدم من الخطيئة ، ولا هو ثالوث ولا هو خروف ولا هو ..... إلخ ، وآيات القرآن الكريم تصفع كل كلب أجرب يعوى ويحاول العبث بثوابت الإسلام ..
النصارى يعبدون شئ ونحن نعبد الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد .. هم جعلوا المسيح إلهاً من دون الله .. هم قالوا أن خالقهم خروف .. هم سبوا أنبياء الله .. هم حرفوا كلام الله .. هم افتروا على الله الكذب ... ولسنا مطالبين بالاحتفال بعيد ميلاد إلههم .. لا دخل للمواطنة فى هذا الموضوع .. نعم لكم دينكم ولى دين .. لكن لا يعنى هذا أن نوافق معتقداتهم السقيمة وأن نكفر بالإسلام من أجل أن نقول كلنا أخوة فى الوطن ... إلخ الكلام القذر الذى تقيأه مذيع فضائية الحوار المأجور ..
بالله عليكم بأى وجه حق يحتفل النصارى بميلاد إلههم ؟؟
ألا يشعرون بالخجل من هذا الهراء ؟؟
ما هو موقف نصرانى إن سأله طفله : بابا هو ربنا له عيد ميلاد !؟
هل سيرد الأب على ابنه : لابد أن تحل عليك الروح القدس لتفهم ؟! لتعرف أن الإله قرر أن يفدى البشرية فوضع نفسه فى رحم السيدة مريم وظل ينمو ويكبر حتى ولد وهكذا حتى صلب ليغفر لنا وندخل الملكوت !؟
يا أقل العالمين عقولا كفاكم استخفافاً بنا وبعقولنا ..
ما هو الفرق بينكم وبين عباد البقر فى الهند ؟؟
الهنود يقولون أن الإله حل فى البقرة وأنتم تقولون أن الإله حل فى المسيح !! تقلدون قول الذين كفروا من قبلكم دون أى تفكير أو تدقيق أو تمحيص ..
وإذا كنتم تحتفلون بميلاد الإله .. فلماذا لا تحتفلون بعيد طهور الإله ؟؟
ولماذا لا يقدم صالح الأزرق حلقة من برنامجه فى قناة الحوار عن طهور الإله ، ليتناول فيه رأى الجمهور هل هم مع أن تقوم ام المطاهر برش الملح سبع مرات أم خمس مرات !؟
فكما أن عيد الميلاد مواطنة فكذلك عيد الطهور مواطنة ويا حبذا لو كان معه السبوع ..
منتهى السماجة والسخافة وقلة الذوق وسوء الأدب ..
للنصارى دينهم ولنا ديننا .. لا نجبر النصارى على الاستماع للقرآن الكريم ولا نجبرهم على الصلاة فى المساجد ، وبالمقابل لا نحتفل بأعيادهم ( عيد ميلاد الإله وعيد انتحار الإله وقيامته ) .. لهم مطلق الحرية فى عبادة أى شئ .. ولنا الحرية فى عبادة الله ، ومحاولة إجبار طرف على الاحتفال بأعياد الآخر ، محاولة فاشلة بئيسة ..
ويبقى السؤال : هل سمعتم عن قنوات أوروبية وأمريكية – هناك فرق بين نقل القنوات الإخبارية شعائر الحج كحدث وبين الاحتفال - تحتفل بعيد الفطر وعيد الأضحى أو شهر رمضان المعظم أو رأس السنة الهجرية ؟؟ هل سمعتم عن قنوات نصارى مصر التى تطفح على الهوت بيرد تحتفل بأى مناسبة إسلامية .. هل سمعتم عن قناة نصرانية تحث النصارى على تهنئة المسلمين والتبريك لهم ؟؟
لماذا إعلامنا العربى يمارس دور القواد الذى يسير خلف العاهرة يأتمر بأمرها يقبل الأرض تحت أقدامها يلعق نعلها يموت فداء لعرضها ؟؟
لماذا إعلامنا العربى إعلام غير مسئول ومستهتر ؟؟
لماذا هم المحسوبين على الإسلام فئة ضالة ومنحطة وتريد أن تفرض شذوذها على عباد الله ؟؟
هل يُعقل أن نتجاهل ذكرى الهجرة من أجل التقرب والتودد للنصارى ؟؟
ثم هل بعد ذلك سيحترمنا النصارى ؟؟
لا وألف لا .. لا والله لن يحترمنا النصارى أبداً ... هم لا يرضون عن الإنسان إلا إذا صار نصرانياً مثلهم .. لذلك إن وجدت النصارى يمتدحون كاتب محسوب على الإسلام أو أى محسوب على الإسلام فتيقن أنه نصرانى العقيدة .. والله عز وجل هو الذى يقول هذا :
((وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ )) ( البقرة : 120 ) .
فمتى نرضى الله بدلاً من إرضاء النصارى ؟؟ متى نكف عن الازدواجية البغيضة التى نتعامل بها مع الإسلام ؟؟ متى نكف عن الكيل بمكيالين .. ؟؟ متى نكف عن الانسلاخ من هويتنا الإسلامية ؟؟
الله أعلم

غير معرف يقول...

(((((((((((وما قتلوه وما صلبوه



كتبة النصارى لا يعلمون شيئاً حول اعتقادهم وقولهم بصلب المسيح، فحتى هذه الكلمات الأخيرة التي عزوها للمسيح وألقموها فاه، ليست سوى استعارة توراتية واقتباس مفضوح من المزمور الثاني والعشرين.

ـ متّى 27:

46وَنَحْوَ السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: [«إِيلِي، إِيلِي، لَمَا شَبَقْتَنِي؟» أَيْ: «إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟»] .. 50فَصَرَخَ يَسُوعُ مَرَّةً أُخْرَى بِصَوْتٍ عَظِيمٍ، وَأَسْلَمَ الرُّوحَ.

ـ مرقص 15:

34وَفِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ، صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: [«أَلُوِي أَلُوِي، لَمَا شَبَقْتَنِي؟» أَيْ: «إِلهِي إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟»].

ـ ولكن هذه العبارة (المُقْحَمة إلى فم المسيح ) هي بالنص والحرف ،مأخوذة من المزمور 22 المنسوب لداود عليه السلام (والذي عاش قبل حوالي ألف سنة من زمن المسيح):

[1 إِلَهِي، إِلَهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟] لِمَاذَا تَبَاعَدْتَ عَنْ خَلاَصِي وَعَنْ سَمَاعِ صَوْتِ تَنَهُّدَاتِي؟ 2إِلَهِي، أَصْرُخُ إِلَيْكَ مُسْتَغِيثاً فِي النَّهَارِ فَلاَ تُجِيبُنِي،.. 11لاَ تَقِفْ بَعِيداً عَنِّي، ... 12حَاصَرَنِي أَعْدَاءٌ أَقْوِيَاءُ، كَأَنَّهُمْ ثِيرَانُ بَاشَانَ الْقَوِيَّةُ. .. 16أَحَاطَ بِي الأَدْنِيَاءُ. جَمَاعَةٌ مِنَ الأَشْرَارِ طَوَّقَتْنِي. ثَقَبُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ. 17صِرْتُ لِهُزَالِي أُحْصِي عِظَامِي، وَهُمْ يُرَاقِبُونَنِي وَيُحْدِقُونَ فِيَّ. [18 يَتَقَاسَمُونَ ثِيَابِي فِيمَا بَيْنَهُمْ، وَعَلَى لِبَاسِي يُلْقُونَ قُرْعَةً.]..19يَارَبُّ، لاَ تَتَبَاعَدْ عَنِّي. يَاقُوَّتِي أَسْرِعْ إِلَى نَجْدَتِي. 20أَنْقِذْ مِنَ السَّيْفِ نَفْسِي، وَمِنْ مَخَالِبِ الأَدْنِيَاءِ حَيَاتِي. 21خَلِّصْنِي مِنْ فَمِ الأَسَدِ، وَمِنْ بَيْنِ قُرُونِ اَلثِّيرَانِ الْوَحْشِيَّةِ اسْتَجِبْ لِي.

ـ فبدلاً من أن ينقل لنا الكتبة ما شاهدوه وسمعوه من مستجدات من أقوال للمسيح أو مواقف خاصة به ساعة صلبه المشهود كما زعموا ،نقلوا لنا [اقتباسات قديمة ومعروفة] من مزمور داود.

ـ ويتضح الاقتباس النصي أيضاً في أخذ عبارة: [18 يَتَقَاسَمُونَ ثِيَابِي فِيمَا بَيْنَهُمْ، وَعَلَى لِبَاسِي يُلْقُونَ قُرْعَةً.]..

يوحنا 19:

23وَلَمَّا صَلَبَ الْجُنُودُ يَسُوعَ أَخَذُوا ثِيَابَهُ وَ[قَسَّمُوهَا] إِلَى أَرْبَعَةِ أَقْسَامٍ، فَأَخَذَ كُلُّ جُنْدِيٍّ [قِسْماً]. وَأَخَذُوا الْقَمِيصَ أَيْضاً، .. 24فَقَالَ الْجُنُودُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «لاَ دَاعِيَ لِتَمْزِيقِهِ، بَلْ [لِنَقْتَرِعْ] عَلَيْهِ فَنَرَى مَنْ يَكْسِبُهُ!» وَقَدْ حَدَثَ ذلِكَ لِيَتِمَّ مَا جَاءَ فِي الْكِتَابِ: «اقْتَسَمُوا ثِيَا بِي بَيْنَهُمْ، وَعَلَى قَمِيصِي اقْتَرَعُوا». وَهَذَا هُوَ مَا فَعَلَهُ الْجُنُودُ.

متّى 27:

35فَصَلَبُوهُ، ثُمَّ [تَقَاسَمُوا ثِيَابَهُ] فِيمَا بَيْنَهُمْ [مُقْتَرِعِينَ] عَلَيْهَا.

ـ أليس الأولى أن ينقل لنا الشهود وقائع الصلب المزعوم من أحداث وأقوال خاصة بالمسيح ؟ ولكن لأن خبر الصلب إفك وكذب ،لم يجد الكتبة الفقراء سوى تلاوة مزمور داود.

هذا ما عرفه كتبة أناجيل النصارى عن وهم صلب المسيح عليه السلام،فهم لم يعرفوا شيئاً سوى [اقتباسات توراتية] انتزعوها من التوراة انتزاعاً ثم قاموا بترتيبها وفرضها على حادثة صلبه المزعومة (التي ليس لهم بها علم إلاّ اتّباع الظن) حسب ما يمليه هوى الكنيسة والأساقفة وزمرة كتبة الأناجيل.

-------------------

وصدق الله القائل

( وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا {157} بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا {158} )النساء؟؟؟؟؟؟؟؟؟ـ أليس الأولى أن ينقل لنا الشهود وقائع الصلب المزعوم من أحداث وأقوال خاصة بالمسيح ؟ ولكن لأن خبر الصلب إفك وكذب ،لم يجد الكتبة الفقراء سوى تلاوة مزمور داود.







بارك الله فيك اخي الحبيب /بن عفان
لقد حدثت واقعة الصلب بالفعل .........ولكن ليس للمسيح وانما لمن شبه بالمسيح
{وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً }النساء157
وطبقا لكتابهم .....لم يشاهد احد من تلاميذ المسيح واقعة الصلب .... لانهم انكروا معرفتهم به حتى لا يلقوا نفس مصيره
فأنكَرَ بُطرُسُ ثانيةً وحلَفَ، قالَ: ((لا أعرِفُ هذا الرَّجُلَ! )) ...متى 26/72
فمن الذي سمع يسوع وهو يتفوه بذلك الكلام ؟
والدليل على عدم صلب المسيح انه وجد بعد واقعة الصلب في هيئة اخرى
وظهَرَ يَسوعُ بَعدَ ذلِكَ بِهَيئَةٍ أُخرى لاَثنَينِ مِن التَّلاميذِ وهُما في الطَّريقِ إلى البرِّيَّةِ. مرقس 16/12
كل ما في الموضوع ....ان هناك شخص امسكوا به شبه المسيح ....ثم صلبوه ...فلابد ان يعتقد من شاهد ذلك ان من صلب هو المسيح ...الا من علم بهذا السر ...ومع اعتقادهم بان من صلب هو المسيح ...مع انهم لم يشاهدوا الصلب ولم يسمعوا ما قاله المصلوب ....فكان لابد من شوية تحابيش لزوم الحبكة الدرامية ...وهنا استعنوا بما كتب بالعهد القديم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟وَنَحْوَ السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: [«إِيلِي، إِيلِي، لَمَا شَبَقْتَنِي؟» أَيْ: «إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟»] .. 50فَصَرَخَ يَسُوعُ مَرَّةً أُخْرَى بِصَوْتٍ عَظِيمٍ، وَأَسْلَمَ الرُّوحَ.


اين عقولكم يا نصارى

هل هذه الكلمات تخرج من فم الاله


والله ان هذه الكلمات لا تخرج الا من فم انسان ضعيف يستغيث


ومن الذى كان يكلمه الاله المزعوم

هل كان يكلم نفسه


افا لكم ولما تعبدون من دون الله؟؟؟؟بارك الله فيك وأحسن الله إليك ..

مع انهم لم يشاهدوا الصلب ولم يسمعوا ما قاله المصلوب


[«إِيلِي، إِيلِي، لَمَا شَبَقْتَنِي؟» أَيْ: «إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟»]

والله ان هذه الكلمات لا تخرج الا من فم انسان ضعيف يستغيث


نعم .. هذه حقيقة ..

الكل شاهد اعدام الرئيس العراقي صدام حسين رحمه الله .. إن شاء الله .. وشاهد أيضا المحاكمة .. أعدائه .. وأنصاره .. وقد تفوه بكلمات وهو شجاع .. وكان يضحك .. وحبل المشنقة فوقه .. والموت أمامه .. وترجمت كلماته .. على شاشة التلفزون ..

صدام حسين .. بشر ..

هل كان .. خائفا .. لا .. .. الكل شاهد اعدامه ..

لنرى الإله ..

يسوع .. عكسه تماما .. فقد كان خائفا .. ..

إِيلِي، إِيلِي، لَمَا شَبَقْتَنِي؟» أَيْ: «إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟
مع انه ابن الله .. او جزء من إله .. فهو يعلم انه حي لا يموت لأنه هو الله ..

أما صدام حسين فهو يعلم أنه سيموت ..

هذا يضحك .. وذاك يتوسل ويستغيث ..

هذا بشر .. وذاك إله ...

سبحان الله ..

الله في الكتاب المقدس دائما مهزوم ..

قال الله ليعقوب حين صارعه :

" أطلقني لأنه قد طلع الفجر . فقال لا أطلقك حتى تباركني . ... فدعا يعقوب باسم المكان : ( فينينيل ) قائلا : لأني نظرت الله وجهاً لوجه . )

سبحان الله ...

شكرا لك مرة أخرى .. أخي " بن عفان "




اخوك / الاثرم؟؟؟؟؟؟؟الله في الكتاب المقدس دائما مهزوم ..

قال الله ليعقوب حين صارعه :

" أطلقني لأنه قد طلع الفجر . فقال لا أطلقك حتى تباركني . ... فدعا يعقوب باسم المكان : ( فينينيل ) قائلا : لأني نظرت الله وجهاً لوجه . )

تعالي الله عما يقولون علواً كبيرا

بارك الله فيك أخي الحبيب؟؟؟؟؟؟؟؟أرجو أن يفهمنى أى واحد منهم لية السيد المسيح صرخ على الصليب ( حسب زعمهم ألهى ألهى لما تركتنى )

و طالما هو معبودهم ( ربهم و تجسد فى جسد السيد المسيح ) .

يعنى معبودهم بيصرخ و يستغيث بنفسة .

أرجو من أى واحد فيهم أن يشرح لى كيف يستغيث معبودهم بنفسة لأن الموضوع أصبح يمثل لى لغز عادل أمام

( هو مين بيودى لفين )

ربى و ألهى أحفظ لى نعمة الأسلام و العقل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟و المشكلة الأكبر ان اله النصارى لم يستطع الخروج من القبر الا
بمساعدة الملاك الذي زحزح الحجر
يعني لو الملاك عصى امر ربه و رفض رفع الحجر لكان الههم
مسجونا في القبرالى يومنا هذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟طيب لو صدقنا إللى بيقولوه من ان الناسوت كان بينادى على اللآهوت ويقوله لما تركتنى طيب هو الناسوت مش عارف إنه فى مهمة تخليصية يخلص بيها الخرفان من الخطيئة طيب ليه بيعاتب اللآهوت ويقوله أنا فى عرضك إوعى تسبنى هو كان عاوز اللآهوت يتصلب ويموت معاه على الخشبة والآ دماغه لفت لما شرب الخل !؟؟؟؟