٢٨‏/٠٢‏/٢٠١٠

تزامنًا مع حملة الكنيسة المليونية لإلغاء نصوص القرآن من المدارس.. ناشطة أمريكية متطرفة تهاجم الحكومة المصرية لرفضها تدريس اللغة القبطية

تزامنا مع إطلاق البابا شنودة بابا الإسكندرية والكرازة المرقسية، "حملة مليونية" بين الأقباط للضغط على الحكومة المصرية من أجل المطالبة بحذف النصوص القرآنية من المقررات الدراسية، وتدريس اللغة القبطية على طلاب المدارس في مصر، اتهمت نينا شيا، عضو بلجنة الأمريكية للحريات الدينية، المعروفة بعلاقتها بـ "المحافظين الجدد" الموالي لإسرائيل، الحكومة المصرية بـ"دفن" التراث القبطي في مصر، والترويج لكراهية الأقباط في وسائل الإعلام المصرية، ودعت الحكومة الأمريكية إلى استخدام المعونة الأمريكية في دعم الأقباط المسيحيين في مصر.

ويثير التزامن بين تصريحات شيا والحملة التي دشنتها الكنيسة مؤخرا تساؤلات حول ما إذا كانت هناك علاقة بين الأمرين أم أن المسألة جاءت بمحض المصادفة، خاصة بعد الكشف مؤخرا أن البابا شنودة هو الذي وقف وراء قرار الدكتور حسين كامل بهاء الدين وزير التعليم الأسبق بإخراج الطلاب المسيحيين من حصص التربية الدينية، خوفا من تأثرهم بالدين الإسلام في الصغر وحتى لا يؤدي ذلك إلى تحولهم للإسلام فيما بعد.

وانتقدت الناشطة المتطرفة رفض الحكومة المصرية "تدريس اللغات القبطية الأصلية في المدارس العامة... إنها تسمح بدراسة اللغة الألمانية أو الفرنسية أو الإنجليزية، ولكن ليس القبطية"، متهمة إياها بـ "دفن تاريخ وثقافة الأقباط في المدارس، وإشعال الكراهية ضد الأقباط في وسائل الإعلام والمساجد"، على ما جاء في مقابلة ضمن العدد الجديد من دورية "الدين والحرية" الصادرة عن معهد أكتون المسيحي الأمريكي، نشرت "وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك" مقتطفات منها.

واستشهدت مدير مركز الحريات الدينية بمعهد هدسون اليميني الأمريكي الموالي لإسرائيل بخطاب ألقاه الأسقف توماس، أسقف القوصية، في معهد هدسون الأمريكي قبل عامين، قائلة إنه تحدث خلاله عن "تواصل مشروع تعريب وأسلمة مصر، التي لم تكن في الأصل عربية أو إسلامية... فقبل الغزو العربي كان الجميع في مصر أقباطا"، وطالبت الإدارة الأمريكية باستغلال المعونة المقدمة لمصر في قضايا الأقباط.

وقالت إن الولايات المتحدة تقدم مساعدات سنوية لمصر تبلغ حوالي 2 مليار دولار "ونحن نؤثر من خلالها على الإطلاق لمساعدة المسيحيين، كما أن سفراءنا هناك ليسوا فعالين في مساعدتهم"، وزعمت أن "الأقباط يواجهون مشكلة هائلة في ظل صعود الإسلامي السياسي، وهو تفسير أصولي للإسلام تم إحياؤه، هو يسعى التطبيق من خلال الدولة".

وادعت عضو اللجنة الأمريكية للحريات الدينية الدولية، أن الأقباط في مصر "لا يُسمح لهم ببناء أو حتى إصلاح الكنائس"، وأضافت: "مصر لديها أكبر أقلية مسيحية، بل في الحقيقة أكبر أقلية غير مسلمة، بين جميع دول الشرق الأوسط، ولهذا فإن مصير الكنيسة القبطية مهم للغاية بالنسبة لخبرة التعددية الدينية وكذلك بالنسبة للمسيحية".

ورغم أن التقديرات لا ترى أن الأقباط في لا يزيدون بأي حال عن 5 ملايين، إلا أن شيا ذهبت إلى أن عددهم في مصر يبلغ 10 ملايين نسمة، على خلاف تقديرات مركز "بيو" البحثي الأمريكي الذي قدرهم بأقل من 5 ملايين نسمة.

وقالت شيا: "لا يوجد مواطنون مسيحيون في الخليج؛ ففي السعودية لا يُسمح ببناء كنائس على الإطلاق... والمسيحيون يختفون سريعا من العراق وتركيا وإيران، ولهذا مصر في غاية الأهمية".

ويعرف عن نينا شيا تشددها الديني إذ إنها تقف وراء مؤتمر عقد في يناير 1996 جلب أكثر من 100 من قادة المسيحيين والكنائس ورجال الدين المسيحيين لمناقشة أوضاع المسيحية في العالم برعاية من الفريدم هاوس، وهو مركز محسوب على اليمين الأمريكي المحافظ.

ووفق سيرتها الذاتية الرسمية، فان المؤتمر ذلك كان سببا في حركة مسيحية نهضوية كبيرة، تمت بالاشتراك مع نشطاء يهود، هنا في الولايات المتحدة انتشرت في الكثير من الكنائس من اجل الدفع بطلبات حرية التنصير وحرية ممارسة الديانات في الدول التي توجد لها أقليات مسيحية مما نتج عنه "قانون الحريات الدينية" International Religious Freedom Act of 1998 (Public Law 105-292) يسمح بتأسيس لجنة الحريات الدينية الأمريكية التي أصبحت فيما بعد جهازا رقابيا على الدول العربية.


المصريون

ليست هناك تعليقات: