٢٦‏/٠٢‏/٢٠١٠

دعوة في حب الكتاب الأبيض..

أطالب بحذف بعض النصوص الموجودة في الكتاب المقدس لما فيها من أشياء لا يقبلها العقل ، كما أنها تحض على العنف والكراهية ونبذ الآخر ، وهذا لا يليق بالمجتمعات المتحضرة التي تطالب دوماً بالتعايش في أمان مع نسيج المجتمع الواحد ، ودعوتي هذه نابعةً من مبدأ حرية الرأي وتفعيلاً كذلك لجو الديموقراطية التي تمر بها البلاد وينعم بها العباد ..
دعوتي هذه تشمل 625 نصاً في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد - وتشمل أوامر بالقتل أو بالحرق أو بشق بطون الحوامل ، أو بقتل الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ العجائز ، كما وأطالب بحذف النصوص التي تخدش الحياء وهي موجودة في معظم أسفار الكتاب المقدس وأماكن تمركزها وكثرتها في سفر نشيد الإنشاد خاصةً الإصحاحين السابع والثامن وسفر حزقيال الإصحاح الثالث والعشرين وكذلك سفر راعوث ..
كما توجد بعض النصوص المتفرقة في اللاوين والخروج ويشوع وصموئيل الأول والثاني وغيرها ..
كما أطالب بحذف الأسفار الخمسة الأولى المنسوبة لموسى عليه السلام : ( التكوين – اللاويين – العدد – الخروج – التثنية ) وذلك لعدة أسباب منها عدم نسبة هذه الأسفار نسبةً صحيحة لموسى عليه السلام ، وهنا تقول دائرة المعارف البريطانية أن كاتب الأسفار الخمسة عاش بعد وفاة موسى بما لا يقل عن 800 سنة ، وكيف يكون موسى الكاتب والكاتب يصف وفاة موسى وجنازته ورد فعل بني إسرائيل على موته وأيام حدادهم عليه وعلى الناس بعدها أن تؤمن أن موسى هو الكاتب ، كما أنها تذخر بمسبات وإهانات في حق الله تبارك وتعالى وفي حق الأنبياء واتهامهم بالزني والسرقة وشرب الخمر والكفر بالله كما حدث مع هارون المتهم أنه هو الذي صنع العجل لبني إسرائيل لعبادته ، وهناك مئات الأسباب الأخرى ولكن المقام لا يسع ، لذا أطالب بحذف الأسفار الخمسة الأولى حتى تظهر لنا الكنيسة الأسفار الحقيقية التي كتبها موسى عليه السلام ...
كما أطالب بحذف السفر السادس وهو سفر يشوع وذلك لما فيه من نصوص دموية وإرهاب ، كما أن به أفعال مشينة تنسب لأحد أنبياء الله وهو سيدنا يوشع بن نون - منها أنه استعان بعاهرة اسمها راحاب كانت صاحبة بيت دعارة لتساعده على دخول أريحا ، وأنه فور دخوله أحرق المدينة عن بكرة أبيها بالنساء بالأطفال بالحيوانات بالنباتات - إلا راحاب وشبكتها لما قدمته من خدمات جليلة للجيش ، وعلى ذلك ولعشرات الأسباب الأخرى أطالب بحذف السفر السادس سفر يشوع ..
وأطالب كذلك بحذف سفر القضاة وصموئيل الأول وصموئيل الثاني وذلك لعدم نسبتهم نسبةً صحيحةً إلى صموئيل ، لا أعرف كيف تقول الكنيسة أن كاتب هذه الأسفار الثلاثة هو صموئيل وصموئيل يموت في منتصف سفر صموئيل الأول ويدفن ويستكمل السفر إلى نهايته بعد وفاة الكاتب ، بل ويخرج للنور سفر جديد هو صموئيل الثاني ، وعلى ذلك أطالب الكنيسة بحذف هذه الأسفار حتى تأتي لنا بالأسفار الحقيقية التي كتبها صموئيل أو تخبرنا على الأقل بهوية كاتب هذه الأسفار ..
كما أطالب بحذف أسفار الملوك الأول والثاثي والأيام الأول والثاني وذلك لعجزها على إثبات الكاتب من ناحية ، كما أنها تحوي العديد من المسبات والإهانات في حق أنبياء الله ، مثلاً ينسب لداوود عليه السلام الزنى بزوجة جاره أوريا الحثي وخيانته ومن ثم قتله والظفر بزوجته ، وينسب له أيضاً عليه السلام أنه في آخر حياته أتوا له بفتاة بكر لتبيت في حضنه حتى تدفئه وحاشاه عليه السلام ، كما أن هذه الأ؟سفار نسبت لسليمان عليه السلام أنه كفر بالله وسجد للأصنام إذعاناً لأوامر نسائه الوثنيات ، وغيرها من الأسباب التي يطول المجال لذكرها ولذا أنا أطالب الكنيسة بحذف هذه الأسفار الأربعة حتى يتم تنقيتها من كل هذه الخرافات والوقاحات التي تقال في حق أنبياء الله وبالمرة يبحثون عن كاتب لها ..
كما وأطالب بحذف جميع الأسفار الشعرية ، وأخص بالذكر سفر المزامير لأن به خطأ تاريخي فادح أقرت به دائرة المعارف البريطانية والعالم الفذ آدم وليم كلارك وهو استحالة نسبة هذا السفر لنبي الله داوود عليه السلام وذلك بمنتهى البساطة أن الكاتب الحقيقي قد أدرك السبي البابلي وتكلم عنه ، في حين أن السبي البابلي كان بعد وفاة داوود عليه السلام ب 500 سنة على الأقل ، كما وأطالب بحذف جميع أسفار الأنبياء لوجود مئات التناقضات بها ووجود عشرات المعلومات التاريخية التي تخالف التاريخ ، وعشرات المعلومات العلمية التي تناقض العلم ، وعلى ذلك يا سادة أنا أطالب بحذف أسفار الشريعة والأسفار التاريخية والأسفار الشعرية وأسفار الأنبياء ...
أما بخصوص العهد الجديد فأنا لن أطالب بحذف الكثير نظراً لضيق المساحة المخصصة للمقال ، لذا أنا أطالب فقط بحذف إنجيل متى وذلك لأن متى باعتراف الإنجيل رجل عبراني وكتب إنجيله باللغة العبرية ، والأصل الموجود الآن بين أيدينا هو يوناني ، أين إنجيل متى الأصلي الموجود لدى الكنيسة ومن ترجمه ومتى ترجمه خاصة إذا عرفنا أن أقدم مخطوطة لإنجيل متى كما قال تاريخ الكنيسة تعود لعام 150م في حين أن متى قد قتل في الحبشة سنة 70 م ، كما أطالب بحذف إنجيل يوحنا وتقديم يوحنا نفسه مع متى إلى المحاكمة لأن كلاهما كانا يزوران أو يقتبسان من مرقص للوصول لتصور أفضل للرب ، والغريب أن متى ويوحنا من التلاميذ الإثنى عشر يقتبسان من مرقص الذي لم يعاصر يسوع أصلاً ...
كما وأطالب بحذف إنجيلي مرقص ولوقا وذلك لأنه من الحماقة أن يقوم شخصان بكتابة إنجيلين يحويان سيرة يسوع ورحلاته وتحركاته وينقلان تفاصيل القبض عليه ومحاكمته وإهانته وتعذيبه ثم قتله على الصليب وكلاهما لم يره ولم يعاصراه أصلاً ..
أما بخصوص الرسائل أنا فقط أطالب بحذف رسائل بولس لأنه هو بنفسه قال على نفسه أنه كذاب في رومية 7/3 "فانه إن كان صدق الله قد إزداد بكذبي لمجده فلماذا أدان أنا بعد كخاطئ " ...
كيف نصدق شخص قال على نفسه أنا كاذب ، وكذلك أطالب بحذف رسالة بطرس لأنه أول واحد باع يسوع عند الصليب ، كما أطالب بحذف رسالة يعقوب لأنه كان دائماً شكاكاً في صدق دعوة يسوع بل أن هناك من الأدلة التي تقول أنه لم يؤمن أصلاً بيسوع ، كما أطالب بحذف رسائل يوحنا وخاصة سفر الرؤيا وذلك لما فيه من مسبات في حق الله تبارك وتعالى ووصفه بالخروف وخروف بسبع قرون تعالى الله عما يصفون ..
وعلى ذلك يا سادة هذه دعوة أوجهها للمجمع المقدس والمجلس الملي والكنيسة المصرية ولكل الدوائر المسيحية المعنية بهذا الأمر في مصر والعالم دعوة صادقة من قلبي بحذف فقط هذه الأشياء البسيطة من الكتاب المقدس وأنا أعدكم جميعاً أننا وقتها سنكون أمام كتاب أبيض شفاف جميل سأكون أنا أول من يؤمن به من المسلمين ...


بقلم خالد المصري

ليست هناك تعليقات: