بقلم الدكتورة زينب عبد العزيز
أستاذة الحضارة الفرنسية
لم يحدث في التاريخ أن اجتمعت آراء المجتمع الدولي وتوحدت حول قضية ما مثلما اجتمعت وتوحدت حول إدانة الاعتداء الوحشي الذي قاده الصهاينة في حربهم الأخيرة على قطاع غزة، صباح يوم السبت، في27 ديسمبر 2008، لمدة اثنين وعشرين يوماً من القصف المتواصل بينما العالم يرقب مذهولاً من الصدمة أو متورطاً في التواطؤ..
عدوان استخدموا فيه أحدث أنواع الأسلحة الفتاكة بل وتلك التي لم تُعرف بعد كل عواقبها على الضحايا من حرق واحتراق لدرجة التفحّم أو التهام وإذابة مساحات بأكملها من الأجساد الحية لحمها بعظامها على السواء، أو ذرات تتولد ذاتياً تفتك بالإنسان بلا هوادة حتى الموت، وغيرها يمتص ما في الجسم الحي من مياه في أقل من لحظة ليتركه حفنة هشيم متفحمة وكأنها مصنوعة من البلاستك!.. أهوال لا توصف عتّم عليها الإعلام الغربي أو التابع له ولم يتولى نشرها إلا بعض الأمناء في كل مكان..
ويقف الذين تمكنوا من الدخول إلى مسرح أبشع مجزرة لقتل عرقي ترتكب في القرن الحادي والعشرين مشدوهين، يتقاذفهم خليط من الثورة والغضب والغثيان، وسط الدماء وأشلاء الأشلاء.. تعوزهم العبارات لوصف بشاعة ما خلفه ذلك العدوان المتعمد بشراسة وإصرار.. أرض محروقة تم دك ما عليها من مبان في وحشية متفردة، بينما الصيحات والأنات تتداخل وتختلط بالآمال المتفحمة.. أشلاء متناثرة وبطون مبقورة أو رؤوس مقطوعة ارتسمت عليها براءة طفولة مقتلعة، انبثق ما بداخلها في صمت رهيب.. أطفال ونساء ومسنين، تناثرت أوصالهم و تحجرت متفحمة من هول ما عاشوه..
لقد فتحت إسرائيل أبواب الجحيم المحموم على مصراعيها لتزج بالشعب الفلسطيني في لهيب مختلف أنواع الأسلحة المحرمة دوليا وإنسانياً، بعد أن فرضت عليه الحصار لمدة عامين تقريباً، تم خلالهما توقف النشاط الصناعي في غزة بنسبة 98 %، وتهدمت فيه البنية الاقتصادية مع انقطاع الكهرباء وتلوث المياه، في محاولة إجرامية أخيرة للاستيلاء على البقية الباقية من أرض فلسطين.. فلقد تعمّد جيش الصهاينة في كافة المجازر التي قادها ضد الشعب الفلسطيني للاستيلاء على أرضه، أن تكون مجازر جماعية في أماكن عالية الكثافة السكانية وأهداف مدنية بحتة، فما يمتلكه الفلسطينيون من حجارة أو صواريخ يدوية الصنع لا يمكن أن تطلق عليها عبارة "عتاد حربي".. فكانت مجزرة غير متكافئة الأطراف والعتاد بكل المقاييس.. أناس محاصرون لمدة أعوام، تم حبسهم بإغلاق جميع الحدود المشتركة حتى يسهل دكهم مع كل ما تبقى لهم من حقوق و آمال.. ويا لبشاعة الغدر والخيانة!
واللافت للنظر أن تقوم واشنطن يوم 31 ديسمبر، أي بعد بداية ذلك العدوان الإجرامي بأربعة أيام باستئجار باخرة تجارية ألمانية لتنقل معدات حربية ثقيلة، من قواعدها في اليونان إلى إسرائيل، عبارة عن ثلاثة آلاف طن من العتاد الحربي غير المعرّف، وكانت هذه الباخرة تالية لباخرة أخرى تجارية من الولايات المتحدة إلى إسرائيل وعليها حمولة حربية أكبر، وذلك بخلاف21 مليار دولار من المساعدات العسكرية التي قدمتها إدارة بوش لإسرائيل.. وكأن الولايات المتحدة تصر على طمس معالم البقية الباقية من فلسطين على مرأى ومسمع من العالم الذي ألف الصمت والطاعة لكل ما تأمر به!!
ولا يسع المجال هنا لتناول أبعاد قضية فلسطين المعروف حقيقتها وكيف أنها قائمة منذ اللحظات الأولى على الغدر والخيانة والتواطؤ.. كما لا يسع المجال لسرد معطيات لاحت في بعض أجهزة الإعلام لأول مرة بصورة علنية بعدما كانت تتم في الخفاء، من قبيل أن هذه الحرب شنها الصهاينة للاستحواذ والسيطرة على شاطئ غزة ومياهها الإقليمية بعد اكتشاف أكبر حقل للغاز الطبيعي فيها؛ لذلك بادرت فرنسا بإرسال فرقاطة حربية لتحمي عملية نهب الغاز بدلاً من إرسال مستشفي بحري لعلاج ضحايا العدوان؛ وأن الصهاينة يحصلون على الغاز من مصر بعُشر ثمنه الدولي، وهو ما يكلف الدولة خسائر قدرها تسعمائة مليون دولار يومياً...
وإجبار المؤسسات الدولية بل والفاتيكانية على الرضوخ لأفعالها الإجرامية والاكتفاء ببضعة عبارات دبلوماسية واضعين الضحية والجلاد على قدم المساواة؛ وكشف أن هناك محور جديد يطلق عليه "التحالف الصهيوني- الإسلامي" ضد المقاومة الفلسطينية الباسلة؛ وحصول الصهاينة منذ 25 عاماً على خمسة آلاف متطوع كل عام للإحلال بدلاً عن أعضاء الجيش الاحتياطي في فترة الإجازات من خمس وثلاثين دولة، لفترة أسبوعين أو ثلاثة – وهو ما يكشف عن مدى تواطؤ العالم في مساندة ذلك الكيان الصهيوني المحتل لأرض فلسطين...
وتصريح المحلل الإسرائيلي آلوف بن يوم 4 يناير 2009 في جريدة جيروزاليم بوست: "أن المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة ومصر يمنح إسرائيل الوقت لإكمال هجمتها البرية على غزة من أجل إضعاف نظام حماس إضعافاً مزمناً" على حد قول الجريدة!.
أما ما أود الإشارة إليه تحديداً فهو عملية نشر وإعادة نشر مقال للحاخام ميخائيل وايسماندلي نشر عام 1948 تحت عنوان "عشرة أسئلة قاتلة للصهاينة "، يذكرهم فيه بما ورد في التوراة وفي عهود الأسباط وخاصة عهد كْسوبُس ( Ksobos) مخطوطة 111، أن "الخالق جعل اليهود يقسمون ألا يحتلوا الأرض المقدسة (أي فلسطين) حتى وأن بدا لهم أن لديهم القوة الكافية لذلك، وألا يثوروا ضد الأمم. وقد حذرهم الخالق أنهم إذا أخلّوا بالقسم وحنثوا به فإن الجسد اليهودي سيكون صيداً شرعياً للعالم أجمع كالحيوانات الوحشية في الغابة!
تلك هي عبارات التوراة وقد ذكرت هذه التعاليم في عهود الأسباط ومنها "إيفرس تايمون"، و"بير هاجولا"، وأهواس يهونسون"، لميمونيد وكذلك في "توامس موشيه" لشاسام صوغر".. لذلك يعتبر الحاخام وايسماندلي أن القادة الصهاينة مرتدّون خارجون عن تعاليم الشرع اليهودي، وراح يحذرهم من عواقب ذلك عليهم، مكرراً رجاءه في أن يتركوا أرض فلسطين ويتناثروا في العالم وفقاً للشتات الذي فرضه الله عليهم لكفرهم!. وما أكثر خروجهم عن شرعهم ومنها حرب ذلك السبت الملعون والمفترض أنه مقدس لديهم..
وهذا التحريم الشرعي لاحتلال أرض فلسطين، والوارد في نصوصهم، يتمشى مع آخر ما توصل إليه علماء الآثار اليهود بعد كل ما قاموا به من حفائر وغربلة لأرض سيناء وفلسطين خاصة منذ عام 1967 واكتشفوا أن اليهود لا حق لهم في هذه الأرض، كما أثبتوا أن عدداً كبيراً من الأحداث الواردة في التاريخ الإنجيلي لم تحدث لا في المكان المذكور ولا بالطريقة المكتوبة، وأن بعض الفقرات الأكثر شهرة في الكتاب المقدس لم تحدث على الإطلاق.. ومن أهم ما أثبته كل من إسرائيل فينكلشتاين ونيل سيلبرمان في كتابهما المعنون: "كشف النقاب عن الكتاب المقدس"، وكلاهما من كبار علماء اليهود، عن هذه الاكتشافات الأثرية الجديدة: "أنها من الممكن أن تفتح آفاقاً جديدة بالنسبة للفلسطينيين؛ لأن اليهود لم يعد من حقهم ادعاء أن أرض فلسطين ملك لهم بزعم أنهم غزوها بمساعدة الإله يهوه"!. وهو ما تناولته في مقال سابق بإسهاب تحت عنوان " الأكاذيب المتراكمة وتحنيث الوعود "..
تلك هي النصوص والوثائق التي يجب تقديمها لكل من يمكنه المعاونة في استعادة فلسطين المحتلة والمنهوبة ظلما وعدواناً وتعويض الفلسطينيين عما عانوه لأكثر من مائة عام من القهر والظلم الأسود.. أقدمها خاصة لأمناء رجال القانون والقضاء والسياسة والإعلام الذين يجدون في أنفسهم الشجاعة الكافية لمواجهة الظلم الغدار لنصرة الحق، بدأً بأن يقوم الصهاينة بدفع ثمن ما هدموه، وتعويض الفلسطينيين عن كل الذين تم قتلهم منذ الاحتلال الغاشم لأرض فلسطين.. فلا معنى ولا منطق لما يدور حالياً من محاولات دولية رسمية ليتولى العالم العمل على إعمار وإصلاح ما قام الصهاينة بتدميره غير عابئين بكافة القرارات والأحكام الدولية، سواء تلك الصادرة ضدهم أو تلك التي صيغت لحماية البشر من مثل هذه الهجمات الوحشية ومثل هذا الاستيلاء على أراضى الغير وممتلكاتهم..
كتب في (9 فبراير 2009)
أستاذة الحضارة الفرنسية
لم يحدث في التاريخ أن اجتمعت آراء المجتمع الدولي وتوحدت حول قضية ما مثلما اجتمعت وتوحدت حول إدانة الاعتداء الوحشي الذي قاده الصهاينة في حربهم الأخيرة على قطاع غزة، صباح يوم السبت، في27 ديسمبر 2008، لمدة اثنين وعشرين يوماً من القصف المتواصل بينما العالم يرقب مذهولاً من الصدمة أو متورطاً في التواطؤ..
عدوان استخدموا فيه أحدث أنواع الأسلحة الفتاكة بل وتلك التي لم تُعرف بعد كل عواقبها على الضحايا من حرق واحتراق لدرجة التفحّم أو التهام وإذابة مساحات بأكملها من الأجساد الحية لحمها بعظامها على السواء، أو ذرات تتولد ذاتياً تفتك بالإنسان بلا هوادة حتى الموت، وغيرها يمتص ما في الجسم الحي من مياه في أقل من لحظة ليتركه حفنة هشيم متفحمة وكأنها مصنوعة من البلاستك!.. أهوال لا توصف عتّم عليها الإعلام الغربي أو التابع له ولم يتولى نشرها إلا بعض الأمناء في كل مكان..
ويقف الذين تمكنوا من الدخول إلى مسرح أبشع مجزرة لقتل عرقي ترتكب في القرن الحادي والعشرين مشدوهين، يتقاذفهم خليط من الثورة والغضب والغثيان، وسط الدماء وأشلاء الأشلاء.. تعوزهم العبارات لوصف بشاعة ما خلفه ذلك العدوان المتعمد بشراسة وإصرار.. أرض محروقة تم دك ما عليها من مبان في وحشية متفردة، بينما الصيحات والأنات تتداخل وتختلط بالآمال المتفحمة.. أشلاء متناثرة وبطون مبقورة أو رؤوس مقطوعة ارتسمت عليها براءة طفولة مقتلعة، انبثق ما بداخلها في صمت رهيب.. أطفال ونساء ومسنين، تناثرت أوصالهم و تحجرت متفحمة من هول ما عاشوه..
لقد فتحت إسرائيل أبواب الجحيم المحموم على مصراعيها لتزج بالشعب الفلسطيني في لهيب مختلف أنواع الأسلحة المحرمة دوليا وإنسانياً، بعد أن فرضت عليه الحصار لمدة عامين تقريباً، تم خلالهما توقف النشاط الصناعي في غزة بنسبة 98 %، وتهدمت فيه البنية الاقتصادية مع انقطاع الكهرباء وتلوث المياه، في محاولة إجرامية أخيرة للاستيلاء على البقية الباقية من أرض فلسطين.. فلقد تعمّد جيش الصهاينة في كافة المجازر التي قادها ضد الشعب الفلسطيني للاستيلاء على أرضه، أن تكون مجازر جماعية في أماكن عالية الكثافة السكانية وأهداف مدنية بحتة، فما يمتلكه الفلسطينيون من حجارة أو صواريخ يدوية الصنع لا يمكن أن تطلق عليها عبارة "عتاد حربي".. فكانت مجزرة غير متكافئة الأطراف والعتاد بكل المقاييس.. أناس محاصرون لمدة أعوام، تم حبسهم بإغلاق جميع الحدود المشتركة حتى يسهل دكهم مع كل ما تبقى لهم من حقوق و آمال.. ويا لبشاعة الغدر والخيانة!
واللافت للنظر أن تقوم واشنطن يوم 31 ديسمبر، أي بعد بداية ذلك العدوان الإجرامي بأربعة أيام باستئجار باخرة تجارية ألمانية لتنقل معدات حربية ثقيلة، من قواعدها في اليونان إلى إسرائيل، عبارة عن ثلاثة آلاف طن من العتاد الحربي غير المعرّف، وكانت هذه الباخرة تالية لباخرة أخرى تجارية من الولايات المتحدة إلى إسرائيل وعليها حمولة حربية أكبر، وذلك بخلاف21 مليار دولار من المساعدات العسكرية التي قدمتها إدارة بوش لإسرائيل.. وكأن الولايات المتحدة تصر على طمس معالم البقية الباقية من فلسطين على مرأى ومسمع من العالم الذي ألف الصمت والطاعة لكل ما تأمر به!!
ولا يسع المجال هنا لتناول أبعاد قضية فلسطين المعروف حقيقتها وكيف أنها قائمة منذ اللحظات الأولى على الغدر والخيانة والتواطؤ.. كما لا يسع المجال لسرد معطيات لاحت في بعض أجهزة الإعلام لأول مرة بصورة علنية بعدما كانت تتم في الخفاء، من قبيل أن هذه الحرب شنها الصهاينة للاستحواذ والسيطرة على شاطئ غزة ومياهها الإقليمية بعد اكتشاف أكبر حقل للغاز الطبيعي فيها؛ لذلك بادرت فرنسا بإرسال فرقاطة حربية لتحمي عملية نهب الغاز بدلاً من إرسال مستشفي بحري لعلاج ضحايا العدوان؛ وأن الصهاينة يحصلون على الغاز من مصر بعُشر ثمنه الدولي، وهو ما يكلف الدولة خسائر قدرها تسعمائة مليون دولار يومياً...
وإجبار المؤسسات الدولية بل والفاتيكانية على الرضوخ لأفعالها الإجرامية والاكتفاء ببضعة عبارات دبلوماسية واضعين الضحية والجلاد على قدم المساواة؛ وكشف أن هناك محور جديد يطلق عليه "التحالف الصهيوني- الإسلامي" ضد المقاومة الفلسطينية الباسلة؛ وحصول الصهاينة منذ 25 عاماً على خمسة آلاف متطوع كل عام للإحلال بدلاً عن أعضاء الجيش الاحتياطي في فترة الإجازات من خمس وثلاثين دولة، لفترة أسبوعين أو ثلاثة – وهو ما يكشف عن مدى تواطؤ العالم في مساندة ذلك الكيان الصهيوني المحتل لأرض فلسطين...
وتصريح المحلل الإسرائيلي آلوف بن يوم 4 يناير 2009 في جريدة جيروزاليم بوست: "أن المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة ومصر يمنح إسرائيل الوقت لإكمال هجمتها البرية على غزة من أجل إضعاف نظام حماس إضعافاً مزمناً" على حد قول الجريدة!.
أما ما أود الإشارة إليه تحديداً فهو عملية نشر وإعادة نشر مقال للحاخام ميخائيل وايسماندلي نشر عام 1948 تحت عنوان "عشرة أسئلة قاتلة للصهاينة "، يذكرهم فيه بما ورد في التوراة وفي عهود الأسباط وخاصة عهد كْسوبُس ( Ksobos) مخطوطة 111، أن "الخالق جعل اليهود يقسمون ألا يحتلوا الأرض المقدسة (أي فلسطين) حتى وأن بدا لهم أن لديهم القوة الكافية لذلك، وألا يثوروا ضد الأمم. وقد حذرهم الخالق أنهم إذا أخلّوا بالقسم وحنثوا به فإن الجسد اليهودي سيكون صيداً شرعياً للعالم أجمع كالحيوانات الوحشية في الغابة!
تلك هي عبارات التوراة وقد ذكرت هذه التعاليم في عهود الأسباط ومنها "إيفرس تايمون"، و"بير هاجولا"، وأهواس يهونسون"، لميمونيد وكذلك في "توامس موشيه" لشاسام صوغر".. لذلك يعتبر الحاخام وايسماندلي أن القادة الصهاينة مرتدّون خارجون عن تعاليم الشرع اليهودي، وراح يحذرهم من عواقب ذلك عليهم، مكرراً رجاءه في أن يتركوا أرض فلسطين ويتناثروا في العالم وفقاً للشتات الذي فرضه الله عليهم لكفرهم!. وما أكثر خروجهم عن شرعهم ومنها حرب ذلك السبت الملعون والمفترض أنه مقدس لديهم..
وهذا التحريم الشرعي لاحتلال أرض فلسطين، والوارد في نصوصهم، يتمشى مع آخر ما توصل إليه علماء الآثار اليهود بعد كل ما قاموا به من حفائر وغربلة لأرض سيناء وفلسطين خاصة منذ عام 1967 واكتشفوا أن اليهود لا حق لهم في هذه الأرض، كما أثبتوا أن عدداً كبيراً من الأحداث الواردة في التاريخ الإنجيلي لم تحدث لا في المكان المذكور ولا بالطريقة المكتوبة، وأن بعض الفقرات الأكثر شهرة في الكتاب المقدس لم تحدث على الإطلاق.. ومن أهم ما أثبته كل من إسرائيل فينكلشتاين ونيل سيلبرمان في كتابهما المعنون: "كشف النقاب عن الكتاب المقدس"، وكلاهما من كبار علماء اليهود، عن هذه الاكتشافات الأثرية الجديدة: "أنها من الممكن أن تفتح آفاقاً جديدة بالنسبة للفلسطينيين؛ لأن اليهود لم يعد من حقهم ادعاء أن أرض فلسطين ملك لهم بزعم أنهم غزوها بمساعدة الإله يهوه"!. وهو ما تناولته في مقال سابق بإسهاب تحت عنوان " الأكاذيب المتراكمة وتحنيث الوعود "..
تلك هي النصوص والوثائق التي يجب تقديمها لكل من يمكنه المعاونة في استعادة فلسطين المحتلة والمنهوبة ظلما وعدواناً وتعويض الفلسطينيين عما عانوه لأكثر من مائة عام من القهر والظلم الأسود.. أقدمها خاصة لأمناء رجال القانون والقضاء والسياسة والإعلام الذين يجدون في أنفسهم الشجاعة الكافية لمواجهة الظلم الغدار لنصرة الحق، بدأً بأن يقوم الصهاينة بدفع ثمن ما هدموه، وتعويض الفلسطينيين عن كل الذين تم قتلهم منذ الاحتلال الغاشم لأرض فلسطين.. فلا معنى ولا منطق لما يدور حالياً من محاولات دولية رسمية ليتولى العالم العمل على إعمار وإصلاح ما قام الصهاينة بتدميره غير عابئين بكافة القرارات والأحكام الدولية، سواء تلك الصادرة ضدهم أو تلك التي صيغت لحماية البشر من مثل هذه الهجمات الوحشية ومثل هذا الاستيلاء على أراضى الغير وممتلكاتهم..
كتب في (9 فبراير 2009)
هناك ٣٢ تعليقًا:
السبت
كان تعظيم السبت حكمًا أبديا في شريعة (العهد القديم ) وما كان لأحد أن يعمل فيه أدنى عمل وكان من عمل فيه عملا ولم يحافظ على حرمته يقتل .
ففي (سفر الخروج ) 20:8-11 اذكر يوم السبت لتقدسه ، ستة أيام تعمل وتصنع جميع أعمالك وأما اليوم السابع ففيه سبت للرب إلهك ، لا تصنع عمًلا ما أنت وابنك وابنتك وعبدك ، وأمتك و بهيمتك ونزيلك الذي داخل أبوابك ، لأن في ستة أيام صنع الرب السماء والأرض والبحر وكل ما فيها واستراح في اليوم السابع لذلك بارك الرب يوم السبت وقدسه.
وفي (سفر الخروج) 31 : 12-17 وكلم الرب موسى قائًلا : وأنت تكلم بني إسرائيل قائًلا : سبوتي تحفظونها لأنه علامة بيني وبينكم في أجيالكم لتعلموا أني أنا الرب الذي يقدسكم فتحفظون السبت ؛ لأنه مقدس لكم ، من دنسه يقتل قتًلا, إن كل من صنع فيه عمًلا تقطع تلك النفس من بين شعبها ، ستة أيام يصنع عمل ، وأما اليوم السابع ففيه سبت عطلة مقدس للرب . كل من صنع عمًلا في يوم السبت يقتل قتًلا ، فيحفظ بنو إسرائيل السبت ليصنعوا السبت في أجيالهم عهدًا أبديا . هو بيني وبين بني إسرائيل علامة إلى الأبد ؛ لأنه في ستة أيام صنع الرب السماء والأرض وفي اليوم السابع استراح وتنفس وكان اليهود المعاصرون للمسيح يؤذونه ، ويترصدون لقتله ، ويتربصون به بحجة أنه لا يعظم السبت .
وفي إنجيل يوحنا (5 :16- 18) ولهذا كان اليهود يطردون يسوع ويطلبون أن يقتلوه لأنه عمل هذا في سبت فأجابهم يسوع . أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل فمن أجل هذا كان اليهود يطلبون أكثر أن يقتلوه ؛ لأنه لم ينقض السبت فقط ، بل قال أيضًا إن الله أبوه معادلا نفسه بالله .
وفي إنجيل يوحنا 9-16 فقال قوم من الفريسيين هذا الإنسان ليس من الله ؛ لأنه لا يحفظ السبت . **************
25- صفات الرب في العقيدة النصرانية
1- الرب يخسر المصارعة مع أمام يعقوب
Gn: 32 : 24. فبقي يعقوب وحده.وصارعه إنسان حتى طلوع الفجر.
Gn: 32 : 26وقال أطلقني لأنه قد طلع الفجر.فقال لا أطلقك إن لم تباركني.
2- الرب ضعيف
Jgs: 1 : 19وكان الرب مع يهوذا فملك الجبل ولكن لم يطرد سكان الوادي لان لهم مركبات حديد.
3- الرب سكران
Ps: 78 : 65 استيقظ الرب كنائم كجبار معّيط من الخمر.
4- الرب ينام
Ps: 35 : 22 قد رأيت يا رب.لا تسكت يا سيد لا تبتعد عني . استيقظ وانتبه إلى حكمي يا الهي وسيدي إلى دعواي.
Zec: 2 : 13 اسكتوا يا كل البشر قدام الرب لأنه قد استيقظ من مسكن قدسه.
Ps: 78 : 65 فاستيقظ الرب كنائم كجبار معّيط من الخمر.
5- الرب جاهل
1Cor: 1 : 25لان جهالة الله احكم من الناس.وضعف الله أقوى من الناس.
6- الرب يسيء الأمانة
1Kgs: 17 : 20 وصرخ إلى الرب وقال أيها الرب الهي أيضا إلى الأرملة التي أنا نازل عندها قد أسأت بإماتتك ابنها.
7- الرب يسيء
Nm: 11 : 11 فقال موسى للرب لماذا أسأت إلى عبدك ولماذا لم أجد نعمة في عينيك حتى انك وضعت ثقل جميع هذا الشعب عليّ.
8- الرب خداع
Jer: 4 : 10 فقلت آه يا سيد الرب حقا انك خداعا خادعت هذا الشعب وأورشليم قائلا يكون لكم سلام وقد بلغ السيف النفس..
9- الرب خروف
Rv:5 : 6ورأيت فإذا في وسط العرش والحيوانات الأربعة وفي وسط الشيوخ خروف قائم كأنه مذبوح له سبعة قرون وسبع أعين هي سبعة أرواح الله المرسلة إلى كل الأرض.
Rv: 17 : 14. هؤلاء سيحاربون الخروف والخروف يغلبهم لأنه رب الأرباب وملك الملوك والذين معه مدعوون ومختارون ومؤمنون
Rv: 5 : 13 وكل خليقة مما في السماء وعلى الأرض وتحت الأرض وما على البحر كل ما فيها سمعتها قائلة.للجالس على العرش وللخروف البركة والكرامة والمجد والسلطان إلى ابد الآبدين.
Rv: 21 : 22 ولم أر فيها هيكلا لان الرب الله القادر على كل شيء هو والخروف هيكلها.
Rv: 7 : 9 بعد هذا نظرت وإذا جمع كثير لم يستطع احد أن يعدّه من كل الأمم والقبائل والشعوب والألسنة واقفون أمام العرش وأمام الخروف ومتسربلين بثياب بيض وفي أيديهم سعف النخل.
Rv: 19 : 7 لنفرح ونتهلل ونعطيه المجد لان عرس الخروف قد جاء وامرأته هيأت نفسه.
10- الرب يصفر ويحلق بموسى مستأجره
Is: 7 :1 8 ويكون في ذلك اليوم أن الرب يصفر للذباب الذي في أقصى ترع مصر وللنحل الذي في أرض أشور.))))للعلم ؟أن الذباب ليس له جهاز سمعي؟؟؟؟فوت دي ياخواجة ؟الرب واخد كاسين؟؟؟؟
Is: 7 : 19 فتأتي وتحل جميعها في الأودية الخربة وفي شقوق الصخور وفي كل غاب الشوك وفي كل المراعي.
Is: 7 :20 في ذلك اليوم يحلق السيد بموسى مستأجرة في عبر النهر بملك أشور الرأس وشعر الرجلين وتنزع اللحية أيضا.
Gn: 6 : 6 فحزن الرب انه عمل الإنسان في الأرض.وتأسف في قلبه.
11- الرب يحتاج علامة ترشده
Gn: 9 : 16فمتى كانت القوس في السحاب أبصرها لأذكر ميثاقا أبديا بين الله وبين كل نفس حيّة في كل جسد على الأرض.؟؟؟الم يدرس الرب مساحة في الجيش أم عنده معافاة بسبب الاعاقة؟؟؟
Ex: 12 : 13 ويكون لكم الدم علامة على البيوت التي انتم فيها.فأرى الدم واعبر عنكم.فلا يكون عليكم ضربة للهلاك حين اضرب ارض مصر.؟؟؟أفرضوا أن أحد الاذكياء مسح العلامااات؟؟؟طيب الرب يعمل أيييييه؟
12- الرب ينوح ويولول
Mi: 1 : 8 من أجل ذلك أنوح وأولول.امشي حافيا وعريانا.اصنع نحيبا كبنات آوى ونوحا كرعال النعام.؟؟؟معني كده الرب "فرش الملاية مثل النسوااان البلدي"
13- الرب غير شفوق
Rom: 8 : 32 الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين كيف لا يهبنا أيضا معه كل شيء.؟؟؟طبعا الرب ترك أبنه لليهود ليصلبوه ولم يستجب له ولا لآم النووووور؟؟؟
14- الرب شتام
Lk: 12 : 20 فقال له الله يا غبي هذه الليلة تطلب نفسك منك.فهذه التي أعددتها لمن تكون.
15- الرب له وسائل إنتقال
Is: 19 : 1 وحي من جهة مصر. هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم إلى مصر فترتجف أوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر داخلها.؟؟؟سحابة مرة واحد ؟؟؟طيب قووول طيارة بوينج777 يبقي الفشر معقوووول؟
2Sm: 22 : 11 ركب على كروب وطار ورئي على أجنحة الريح.
الكروب هي الأنثى من الملائكة.
16- الرب له أحشاء ترن كالعود
Is: 16 : 11 لذلك ترن أحشائي كعود من اجل موآب وبطني من اجل قير حارس.???الغلط علي أم النور التي لم تعد طعام الفطور للرب الغلبااان؟؟؟
17- الرب يخرج دخان من أنفه
2Sm: 22 : 9 صعد دخان من انفه ونار من فمه أكلت جمر اشتعلت منه. ؟؟؟؟طبعا لو جاااء الفريد هتتشكوك لعمل له فيلم كسر الموسم وكان ايراده بالملاييين؟؟؟
18- رب ينتقم بالزنا
هكذا قال الرب هاأنذا أقيم عليك الشر من بيتك وآخذ نساءك أمام عينيك وأعطيهن لقريبك فيضطجع مع نسائك في عين هذه الشمس.
2Sm: 12 : 11 لأنك أنت فعلت بالسرّ وأنا افعل هذا الأمر قدام جميع إسرائيل وقدام الشمس.
18- الرب يحزن ويتأسف
Gn: 6 : 6 فحزن الرب انه عمل الإنسان في الأرض وتأسف في قلبه.؟؟؟معلش المرة دي والمرة الثانية أعمل جحش وأتان فهو أجدي وأنفع؟؟؟
Gn: 6 : 7فقال الرب أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقته.الإنسان مع بهائم ودبابات وطيور السماء.لأني حزنت أني عملتهم.
19- الرب يشم ويفكر
Gn: 8 : 21فتنسم الرب رائحة الرضا.وقال الرب في قلبه لا أعود العن العارض أيضا من أجل الإنسان لان تصوّر قلب الإنسان شرير منذ حداثته.ولا أعود أيضا أميت كل حيّ كما فعلت.
20- الرب يصفق
Ez: 21 : 17 وأنا أيضا اصفّق كفّي على كفّي واسكن غضبي.أنا الرب تكلمت.
21- الرب يضل البشر ويخدعهم
Ez:20 : 25 وأعطيتهم أيضا فرائض غير صالحة وأحكاما لا يحيون بها.
Ez: 20 : 26 ونجّستهم بعطاياهم إذ أجازوا في النار كل فاتح رحم لأبيدهم حتى يعلموا أني أنا الرب.
22- الرب يتآمر على إغواء عبده
1Kgs: 22 : 20 فقال الرب من يغوي اخآب فيصعد ويسقط في راموت جلعاد.فقال هذا هكذا وقال ذاك هكذا.
1Kgs: 22 : 21ثم خرج الروح ووقف أمام الرب وقال أنا أغويه.وقال له الرب بماذا.
1Kgs: 22 : 22 فقال اخرج وأكون روح كذب في أفواه جميع أنبيائه.فقال انك تغويه وتقتدر.فاخرج وافعل هكذا.
23- الرب يخاف أن يصبح أدم مثله
Gn: 3 : 22 وقال الرب الإله هوذا الإنسان قد صار كواحد منا عارفا الخير والشر.والآن لعله يمد يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضا ويأكل ويحيا إلى الأبد.
Gn:3 : 23 فأخرجه الرب الإله من جنة عدن ليعمل الأرض التي أخذ منها.
Gn: 3 : 24 فطرد الإنسان وأقام شرقي جنة عدن الكروبيم ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة .
24- الرب له أذيال
Is: 6 : 1 في سنة وفاة عزيا الملك رأيت السيد جالسا على كرسي عال ومرتفع وأذياله تملأ الهيكل.؟؟؟لم يذكر الكتاب نوع ذيل الرب ؟هل هو ذيل لبؤة او "لية خروووف" فالرب خروف له سبع قرووون وسبع عيون؟؟؟
25- الرب قاتل
1Sm: 6 : 19وضرب أهل بيتشمس لأنهم نظروا إلى تابوت الرب وضرب من الشعب خمسين ألف رجل وسبعين رجلا فناح الشعب لان الرب ضرب الشعب ضربة عظيمة.؟؟؟غريبة جدا جدا جدا هذه القوة والبطش؟؟؟هو كان فين كل ده عندما لطمه وبصق علي اليهود وصلبوه ؟؟؟أديني عقلك يامسيحي ياعااااقل؟؟؟
1Chr: 21 : 14 فجعل الرب وباء في إسرائيل فسقط من إسرائيل سبعون ألف رجل.؟؟؟كم كان عددهم بالضبط ؟هل من يعرف؟؟؟
26- يأمر بالكذب والسرقة
Ex: 11 : 1 ثم قال الرب لموسى ضربة واحدة أيضا اجلب على فرعون وعلى مصر.بعد ذلك يطلقكم من هنا.وعندما يطلقكم يطردكم طردا من هنا بالتمام.
Ex: 11 : 2تكلم في مسامع الشعب أن يطلب كل رجل من صاحبه وكل امرأة من صاحبتها أمتعة فضة وأمتعة ذهب.؟؟؟امسك الحرامي رئيس عصابة علي بابا؟؟؟ياريت الحكومة المصرية تقاضي اليهود وتطالب بالذهب الذي وزنه أطنان؟؟؟
Ex: 3 : 21 وأعطي نعمة لهذا الشعب في عيون المصريين.فيكون حينما تمضون أنكم لا تمضون فارغين.
Ex: 3 : 22 بل تطلب كل امرأة من جارتها ومن نزيلة بيتها أمتعة فضة وأمتعة ذهب وثيابا وتضعونها على بنيكم وبناتكم فتسلبون المصريين.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟- الألفاظ الجنسية الفاضحة في الكتاب المقدس
سفر نشيد الإنشاد هو أحد أسفار الكتاب المقدس ويدعي المسيحيون أن رب العالمين أوحاه إلى نبيه سليمان عليه السلام وهذا نصه بحسب ترجمة الفاندايك:
1- نشيد الإنشاد [ 7 : 1 - 9 ]
1مَا أَجْمَلَ رِجْلَيْكِ بِالنَّعْلَيْنِ يَا بِنْتَ الْكَرِيمِ! دَوَائِرُ فَخْذَيْكِ مِثْلُ الْحَلِيِّ صَنْعَةِ يَدَيْ صَنَّاعٍ. 2سُرَّتُكِ كَأْسٌ مُدَوَّرَةٌ لاَ يُعْوِزُهَا شَرَابٌ مَمْزُوجٌ. بَطْنُكِ صُبْرَةُ حِنْطَةٍ مُسَيَّجَةٌ بِالسَّوْسَنِ. 3 ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْنِ تَوْأَمَيْ ظَبْيَةٍ. 4 عُنُقُكِ كَبُرْجٍ مِنْ عَاجٍ. عَيْنَاكِ كَالْبِرَكِ فِي حَشْبُونَ عِنْدَ بَابِ بَثِّ رَبِّيمَ. أَنْفُكِ كَبُرْجِ لُبْنَانَ النَّاظِرِ تُجَاهَ دِمَشْقَ. 5رَأْسُكِ عَلَيْكِ مِثْلُ الْكَرْمَلِ وَشَعْرُ رَأْسِكِ كَأُرْجُوَانٍ. مَلِكٌ قَدْ أُسِرَ بِالْخُصَلِ.6مَا أَجْمَلَكِ وَمَا أَحْلاَكِ أَيَّتُهَا الْحَبِيبَةُ بِاللَّذَّاتِ!7قَامَتُكِ هَذِهِ شَبِيهَةٌ بِالنَّخْلَةِ وَثَدْيَاكِ بِالْعَنَاقِيدِ. 8 قُلْتُ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى النَّخْلَةِ وَأُمْسِكُ بِعُذُوقِهَا. وَتَكُونُ ثَدْيَاكِ كَعَنَاقِيدِ الْكَرْمِ وَرَائِحَةُ أَنْفِكِ كَالتُّفَّاحِ وَحَنَكُكِ كَأَجْوَدِ الْخَمْرِ. 9 لِحَبِيبِي السَّائِغَةُ الْمُرَقْرِقَةُ السَّائِحَةُ عَلَى شِفَاهِ النَّائِمِينَ.
وقد يأتي مغالط مكابر من عشاق التفسير بالرمز أو ( الشفرة ) ليقول لنا ما لا يفهم ولا يتصور في هذا الكلام الجنسي الفاضح . . . وليت شعري ماذا يقصد الله جل جلاله بفخذي المرأة المستديرين و بسرتها وبطنها وثدياها ... ؟! ( تعالى الله عما يصفون)
أليس من المخجل أن ندعي بأن الله تبارك وتعالى قد أوحى بمثل هذه الكلمات الفاضحة ولو كانت بشكل رمزي ؟! ألم يجد كاتب سفر نشيد الإنشاد ألفاظاً أخرى يستعيض بها عن هذه الألفاظ الذي لا يختلف اثنان على مبلغ وقاحتها ؟ أن هذا الإصحاح من الكتاب المقدس لم يترك شيئاً للأجيال اللاحقة التي تهوي الغزل الجنسي المفضوح ، فهو لاشك مصدر إلهام لمن يسلك طريق الغزل الجنسي الفاضح .؟؟؟ربما شاهد الرب يسوع وهو في طفولته فعل فاضح من حبيب القلب "يوسف" الغلبان ؟؟؟طبعا هو زوج أمه ويقول له ياعمي علي رأي المثل المصري؟؟؟هالولوياااا يانصاري
وأخيراً : هل يجرأ الآباء بقراءة هذا الكلام في القداس أمام الرجال والنساء ؟!
2- الفراش المعطر !!
في سفر الأمثال 7 : 16 ، زانية متزوجة تقول لرجل : ( بالديباج فرشت سريري بموشّى كتان من مصر. عطرت فراشي بمرّ وعود وقرفة. هلم نرتو ودّا إلى الصباح. نتلذذ بالحب. لان الرجل ليس في البيت).
3- التغزل بثدي المرأة على صفحات الكتاب المقدس :
سفر الأمثال [ 5 : 18 ]
وافرح بامرأة شبابك الظبية المحبوبة والوعلة الزهية ، ليروك ثدياها في كل وقت .
4- نشيد الإنشاد [ 8 : 8 ]
لَنَا أُخْتٌ صَغِيرَةٌ ليس لها ثديان ُ، فَمَاذَا نَصْنَعُ لأُخْتِنَا فِي يَوْمِ خِطْبَتِهَا ؟
5- سفر حزقيال [ 19 : 23 ] :
فأكثرت - أهوليبة - زناها بذكرها أيام صباها التي فيها زنت بأرض مصر وعشقت معشوقيهم الذين لحمهم كلحم الحمير ومنيهم كمني الخيل ) ترجمة الفانديك).
كيف يمكن أن تأتي مثل هذه العبارات المثيرة للشهوة من عند الله تبارك وتعالى ؟ كيف يصور لنا الكتاب المقدس حجم عورات الشباب وكمية المني الخارج ذكورهم ؟
إن السؤال الأول الذي يخطر على فكر إي إنسان عند قراءة هذه الألفاظ هو التالي : أي أبٍ أو أم أو معلّم مهذِّبٍ يمكن له أن يقول بأنه لا يخجل من التفوّه بعبارات كهذه أمام أطفاله أو أنه يسمح لأطفاله بالتفوّه بها سراً أو علانية؟.. لا بل أي معلّم يسمح حتى لتلاميذه البالغين بالتفوّه بها!
ألم يجد كاتب هذا السفر ألفاظاً أخرى يستعيض بها عن هذه الألفاظ الذي لا يختلف اثنان على مبلغ وقاحتها ؟
6- كيف يوصي الكتاب المقدس بسرقة النساء واغتصابهن ؟
جاء في سفر القضاة [ 21 : 20 ]
(فَأَوْصَوْا بَنِي بَنْيَامِينَ قَائِلِينَ: انْطَلِقُوا إِلَى الْكُرُومِ وَاكْمِنُوا فِيهَا. وَانْتَظِرُوا حَتَّى إِذَا خَرَجَتْ بَنَاتُ شِيلُوهَ لِلرَّقْصِ فَانْدَفِعُوا أَنْتُمْ نَحْوَهُنَّ ، وَاخْطِفُوا لأَنْفُسِكُمْ كُلُّ وَاحِدٍ امْرَأَةً وَاهْرُبُوا بِهِنَّ إِلَى أَرْضِ بَنْيَامِينَ) .
أين القداســة في هذا الكلام ؟
أوصاف فاضحه مقززه على صفحات الكتاب الذي يوصف يأنه مقدس .
7- سفر حزقيال [ 16 : 35 ]
(لِذَلِكَ اسْمَعِي أَيَّتُهَا الزَّانِيَةُ قَضَاءَ الرَّبِّ: مِنْ حَيْثُ أَنَّكِ أَنْفَقْتِ مَالَكِ وَكَشَفْتِ عَنْ عُرْيِكِ فِي فَوَاحِشِكِ لِعُشَّاقِكِ . . . هَا أَنَا أَحْشِدُ جَمِيعَ عُشَّاقِكِ الَّذِينَ تَلَذَّذْتِ بِهِمْ، وَجَمِيعَ محبيك مَعَ كُلِّ الَّذِينَ أَبْغَضْتِهِمْ فَأَجْمَعُهُمْ عَلَيْكِ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ، وَأَكْشِفُ عورتك لهم لينظروا كل عورتك . . . وَأُسَلِّمُكِ لأَيْدِيهِمْ فَيَهْدِمُونَ قبتك وَمُرْتَفَعَةَ نُصُبِكِ، وَينزعون عنك ثيابك وَيَسْتَوْلُونَ عَلَى جَوَاهِرِ زِينَتِكِ وَيَتْرُكُونَكِ عريانة وعارية . (
كيف يمكن لرب الأسرة أن يقرأ مثل هذا الكلام على بناته وأولاده بل كيف يمكن له أن يترك كتاباً يحتوى على مثل هذه الألفاظ في بيته ؟
8- شمشون يمارس الزنا مع إحدى البغايا بمدينة غزة على صفحات الكتاب المقدس !
يقول كاتب سفر القضاة [ 16 : 1 ]
)ثم ذهب شمشون إلي غزة ورأى هناك امرأة زانية فدخل إليها ).
9- ( راعوث ) تضاجع ( بوعز ) بتوصية من حماتها على صفحات الكتاب المقدس :
يقول كاتب سفر راعوث [ 3 : 4]
(ومتى اضطجع فاعلمي المكان الذي يضطجع فيه وادخلي واكشفي ناحية رجليه واضطجعي وهو يخبرك بما تعملين) .
10- داود النبي يضاجع فتاة صغيرة في فراشه على صفحات الكتاب المقدس:
يقول كاتب سفر الملوك الأول [ 1 : 1 ، 3]
) وشاخ الملك داود . تقدم في الأيام . وكانوا يدثرونه بالثياب فلم يدفأ . فقال له عبيده ليفتشوا لسيدنا الملك على فتاة عذراء فلتقف أمام الملك ولتكن له حاضنة ولتضطجع في حضنك فيدفأ سيدنا الملك ففتشوا عن فتاة جميلة في جميع تخوم إسرائيل فوجدوا ( أبشيج ) الشونمية فجاءوا بها إلي الملك ) .
11- الكتاب المقدس يحدثنا عن 200 غلفة ( جلدة الذكر بعد الختان)قدمت كمهر !!!
جاء في سفر صموئيل الأول [ 18 :25 ]
أن نبي الله داود طلب أن يكون زوجاً لابنة شاول الملك فاشترط شاول عليه أن يكون المهر 200 غلفة :(فَأَبْلَغَ عَبِيدُ شَاوُلَ دَاوُدَ بِمَطْلَبِ الْمَلِكِ، فَرَاقَهُ الأَمْرُ، وَلاَ سِيَّمَا فِكْرَةُ مُصَاهَرَةِ الْمَلِكِ. وَقَبْلَ أَنْ تَنْتَهِيَ الْمُهْلَةُ الْمُعْطَاةُ لَهُ، انْطَلَقَ مَعَ رِجَالِهِ وَقَتَلَ مِئَتَيْ رَجُلٍ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، وَأَتَى بِغُلَفِهِمْ وَقَدَّمَهَا كَامِلَةً لِتَكُونَ مَهْراً لِمُصَاهَرَةِ الْمَلِكِ. فَزَوَّجَهُ شَاوُلُ عِنْدَئِذٍ مِنِ ابْنَتِهِ مِيكَالَ( .
هل يعقل أن نبي الله داود ينطلق ليبحث عن رجال كي يكشف عوراتهم ويمسك بذكورهم ويقطع غلفهم ؟ وماذا فعلت ميكال بكل هذه الأعضاء التناسلية ؟؟ وأين احتفظت بهم ؟؟ كيف توضع مثل هذه العبارة في كتاب ينسب للرب تبارك وتعالى ؟
12- لوط يزنى ببناته :
سفر التكوين 19 : 29-38
29وَحَدَثَ لَمَّا أَخْرَبَ اللهُ مُدُنَ الدَّائِرَةِ أَنَّ اللهَ ذَكَرَ إِبْرَاهِيمَ وَأَرْسَلَ لُوطاً مِنْ وَسَطِ الِانْقِلاَبِ. حِينَ قَلَبَ الْمُدُنَ الَّتِي سَكَنَ فِيهَا لُوطٌ .30وَصَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي الْجَبَلِ وَابْنَتَاهُ مَعَهُ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَسَكَنَ فِي الْمَغَارَةِ هُوَ وَابْنَتَاهُ. 31وَقَالَتِ الْبِكْرُ لِلصَّغِيرَةِ: «أَبُونَا قَدْ شَاخَ وَلَيْسَ فِي الأَرْضِ رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ كُلِّ الأَرْضِ. 32هَلُمَّ نَسْقِي أَبَانَا خَمْراً وَنَضْطَجِعُ مَعَهُ فَنُحْيِي مِنْ أَبِينَا نَسْلا.33فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَ أَبِيهَا وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا.
34وَحَدَثَ فِي الْغَدِ أَنَّ الْبِكْرَ قَالَتْ لِلصَّغِيرَةِ: «إِنِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ الْبَارِحَةَ مَعَ أَبِي. نَسْقِيهِ خَمْراً اللَّيْلَةَ أَيْضاً فَادْخُلِي اضْطَجِعِي مَعَهُ فَنُحْيِيَ مِنْ أَبِينَا نَسْلاً».35فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَيْضاً وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا.36فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أَبِيهِمَا. 37وَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوآبَ» - وَهُوَ أَبُو الْمُوآبِيِّينَ إِلَى الْيَوْمِ.38وَالصَّغِيرَةُ أَيْضاً وَلَدَتِ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «بِنْ عَمِّي» - وَهُوَ أَبُو بَنِي عَمُّونَ إِلَى الْيَوْمِ.
( الكتاب المقدس ترجمة الفانديك).
هل يعقل أو يتصور أن هذه اللهجة الجنسية الخادشة للحياء هي من عند الرب تبارك وتعالى ؟!
أي عبرة وأية عظة في قول الكتاب المقدس ، عن ابنتي سيدنا لوط عليه السلام : فسقتا أباهما خمراُ في تلك الليلة , ودخلت البكر واضطجعت مع أبيها . . ؟ لماذا هذه اللهجة الإباحية والإثارة الجنسية في كتاب ينسب إلي الله ؟؟
13- نبي الله داود يزني بزوجة جاره :
صموئيل الثاني [ 11 :2-27]
11: 2 و كان في وقت المساء أن داود قام عن سريره و تمشى على سطح بيت الملك فرأى من على السطح امرأة تستحم و كانت المرأة جميلة المنظر جدا .
11: 3 فأرسل داود و سال عن المرأة فقال واحد أليست هذه بثشبع بنت اليعام امرأة اوريا الحثي .
11: 4 فأرسل داود رسلا و أخذها فدخلت إليه فاضطجع معها و هي مطهرة من طمثها ثم رجعت إلى بيتها .
11: 5 و حبلت المرأة فأرسلت و أخبرت داود و قالت إني حبلى.
11: 6 فأرسل داود إلى يواب يقول أرسل إلي اوريا الحثي فأرسل يواب اوريا إلى داود.
11: 7 فأتى اوريا إليه فسال داود عن سلامة يواب و سلامة الشعب و نجاح الحرب.
11: 8 و قال داود لأوريا انزل إلى بيتك و اغسل رجليك فخرج اوريا من بيت الملك و خرجت وراءه حصة من عند الملك.
11: 9 و نام اوريا على باب بيت الملك مع جميع عبيد سيده و لم ينزل إلى بيته.
11: 10 فاخبروا داود قائلين لم ينزل اوريا إلى بيته فقال داود لأوريا إما جئت من السفر فلماذا لم تنزل إلى بيتك.
11: 11 فقال اوريا لداود إن التابوت و إسرائيل و يهوذا ساكنون في الخيام و سيدي يواب و عبيد سيدي نازلون على وجه الصحراء و أنا آتي إلى بيتي لآكل و أشرب و اضطجع مع امرأتي و حياتك و حياة نفسك لا افعل هذا الأمر.
11: 12 فقال داود لأوريا أقم هنا اليوم أيضا و غدا أطلقك فأقام اوريا في أورشليم ذلك اليوم و غده .
11: 13 و دعاه داود فأكل أمامه و شرب و أسكره و خرج عند المساء ليضطجع في مضجعه مع عبيد سيده و إلى بيته لم ينزل.
11: 14 و في الصباح كتب داود مكتوبا إلى يواب و أرسله بيد اوريا .
11: 15 و كتب في المكتوب يقول اجعلوا اوريا في وجه الحرب الشديدة و ارجعوا من ورائه فيضرب و يموت .
11: 16 و كان في محاصرة يواب المدينة انه جعل اوريا في الموضع الذي علم أن رجال البأس فيه.
11: 17 فخرج رجال المدينة و حاربوا يواب فسقط بعض الشعب من عبيد داود و مات اوريا الحثي أيضا.
11: 18 فأرسل يواب و اخبر داود بجميع أمور الحرب.
11: 19 و أوصى الرسول قائلا عندما تفرغ من الكلام مع الملك عن جميع أمور الحرب.
11: 20 فان اشتعل غضب الملك و قال لك لماذا دنوتم من المدينة للقتال أما علمتم أنهم يرمون من على السور.
11: 21 من قتل ابيمالك بن يربوشث الم ترمه امرأة بقطعة رحى من على السور فمات في تاباص لماذا دنوتم من السور فقل قد مات عبدك اوريا الحثي أيضا .
11: 22 فذهب الرسول و دخل و اخبر داود بكل ما أرسله فيه يواب.
11: 23 و قال الرسول لداود قد تجبر علينا القوم و خرجوا إلينا إلى الحقل فكنا عليهم إلى مدخل الباب .
11: 24 فرمى الرماة عبيدك من على السور فمات البعض من عبيد الملك و مات عبدك اوريا الحثي أيضا .
11: 25 فقال داود للرسول هكذا تقول ليواب لا يسوء في عينيك هذا الأمر لان السيف يأكل هذا و ذاك شدد قتالك على المدينة و أخربها و شدده .
11: 26 فلما سمعت امرأة اوريا انه قد مات اوريا رجلها ندبت بعلها.
11: 27 و لما مضت المناحة أرسل داود و ضمها إلى بيته و صارت له امرأة و ولدت له ابنا و أما الأمر الذي فعله داود فقبح في عيني الرب .
14- ابن داود يزني بأخته :
صموئيل الثاني [ 13 : 1-20]
13: 1 و جرى بعد ذلك انه كان لابشالوم بن داود أخت جميلة اسمها ثامار فأحبها أمنون بن داود.
13: 2 و احصر أمنون للسقم من أجل ثامار أخته لأنها كانت عذراء و عسر في عيني أمنون أن يفعل لها شيئا.
13: 3 و كان لأمنون صاحب اسمه يوناداب بن شمعي أخي داود و كان يوناداب رجلا حكيما جدا
13: 4 فقال له لماذا يا ابن الملك أنت ضعيف هكذا من صباح إلى صباح أما تخبرني فقال له أمنون إني أحب ثامار أخت ابشالوم أخي .
13: 5 فقال يوناداب اضطجع على سريرك و تمارض و إذا جاء أبوك ليراك فقل له دع ثامار أختي فتأتي و تطعمني خبزا و تعمل أمامي الطعام لأرى فآكل من يدها .
13: 6 فاضطجع أمنون و تمارض فجاء الملك ليراه فقال أمنون للملك دع ثامار أختي فتأتي و تصنع أمامي كعكتين فآكل من يدها .
13: 7 فأرسل داود إلى ثامار إلى البيت قائلا اذهبي إلى بيت أمنون أخيك و اعملي له طعاما .
13: 8 فذهبت ثامار إلى بيت أمنون أخيها و هو مضطجع و أخذت العجين و عجنت و عملت كعكا أمامه و خبزت الكعك .
13: 9 و أخذت المقلاة و سكبت أمامه فأبى أن يأكل و قال أمنون اخرجوا كل إنسان عني فخرج كل إنسان عنه .
13: 10 ثم قال أمنون لثامار آتيي بالطعام إلى المخدع فأكل من يدك فأخذت ثامار الكعك الذي عملته و أتت به أمنون أخاها إلى المخدع .
13: 11 و قدمت له ليأكل فامسكها و قال لها تعالي اضطجعي معي يا أختي
13: 12 فقالت له لا يا أخي لا تذلني لأنه لا يفعل هكذا في إسرائيل لا تعمل هذه القباحة.
13: 13 أما أنا فأين اذهب بعاري و أما أنت فتكون كواحد من السفهاء في إسرائيل و الآن كلم الملك لأنه لا يمنعني منك .
13: 14 فلم يشأ أن يسمع لصوتها بل تمكن منها و قهرها و اضطجع معها .
13: 15 ثم ابغضها أمنون بغضة شديدة جدا حتى أن البغضة التي ابغضها إياها كانت اشد من المحبة التي أحبها إياها و قال لها أمنون قومي انطلقي.
13: 16 فقالت له لا سبب هذا الشر بطردك إياي هو أعظم من الآخر الذي عملته بي فلم يشأ أن يسمع لها.
13: 17 بل دعا غلامه الذي كان يخدمه و قال اطرد هذه عني خارجا و اقفل الباب وراءها .
13: 18 و كان عليها ثوب ملون لان بنات الملك العذارى كن يلبسن جبات مثل هذه فأخرجها خادمه إلى الخارج و اقفل الباب وراءها .
13: 19 فجعلت ثامار رمادا على رأسها و مزقت الثوب الملون الذي عليها و وضعت يدها على رأسها و كانت تذهب صارخة .
13: 20 فقال لها ابشالوم أخوها هل كان أمنون أخوك معك فالآن يا أختي اسكتي أخوك هو لا تضعي قلبك على هذا الأمر فأقامت ثامار مستوحشة في بيت ابشالوم أخيها .
ومن العجب أن الكاتب وصف ( يوناداب ) الذي شجع ابن عمه ( أمنون ) ابن داود عليه السلام ووضع له الخطة لارتكاب الخطية الجنسية بأنه راجح العقل وأحكم الحكماء !!!
15- ممارسة الجنس بين زوجة الابن وحميها على صفحات الكتاب المقدس
سفر التكوين [ 38 : 13 ]
( فَقِيلَ لِثَامَارَ: «هُوَذَا حَمُوكِ قَادِمٌ لِتِمْنَةَ لِجَزِّ غَنَمِهِ». فَنَزَعَتْ عَنْهَا ثِيَابَ تَرَمُّلِهَا، وَتَبَرْقَعَتْ وَتَلَفَّعَتْ وَجَلَسَتْ عِنْدَ مَدْخَلِ عَيْنَايِمَ الَّتِي عَلَى طَرِيقِ تِمْنَةَ، . . . فَعِنْدَمَا رَآهَا يَهُوذَا ظَنَّهَا زَانِيَةً لأَنَّهَا كَانَتْ مُحَجَّبَةً، فَمَالَ نَحْوَهَا إِلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ وَقَالَ: «هاتي أدخل عليك ». وَلَمْ يَكُنْ يَدْرِي أَنَّهَا كَنَّتُهُ. فَقَالَتْ: «مَاذَا تُعْطِينِي لِكَيْ تُعَاشِرَنِي؟» فَقَالَ: «أَبْعَثُ إِلَيْكِ جَدْيَ مِعْزَى مِنَ الْقَطِيعِ». فَقَالَتْ: «أَتُعْطِينِي رَهْناً حَتَّى تَبْعَثَ بِهِ؟» فَسَأَلَهَا: «أَيُّ رَهْنٍ أُعْطِيكِ؟» فَأَجَابَتْهُ: «خَاتَمُكَ وَعِصَابَتُكَ وَعَصَاكَ». فَأَعْطَاهَا مَا طَلَبَتْ، وَعَاشَرَهَا فَحَمَلَتْ مِنْهُ. ثُمَّ قَامَتْ وَمَضَتْ، وَخَلَعَتْ بُرْقَعَهَا وَارْتَدَتْ ثِيَابَ تَرَمُّلِهَا.وَعِنْدَمَا أَرْسَلَ الْجَدْيَ مَعَ صَاحِبِهِ الْعَدُلاَمِيِّ لِيَسْتَرِدَّ الرَّهْنَ مِنْ يَدِ الْمَرْأَةِ فلَمْ يَجِدْهَا. فَسَأَلَ أَهْلَ الْمَكَانِ: «أَيْنَ الزَّانِيَةُ الَّتِي كَانَتْ تَجْلِسُ عَلَى الطَّرِيقِ فِي عَيْنَايِمَ؟» فَقَالُوا: «لَمْ تَكُنْ فِي هَذَا الْمَكَانِ زَانِيَةٌ». . . وَبَعْدَ مُضِيِّ ثَلاَثَةِ أَشْهُرٍ قِيلَ لِيَهُوذَا: «ثَامَارُ كَنَّتُكَ زَنَتْ، وَحَبِلَتْ مِنْ زِنَاهَا) .
16- قصة جنسية رمزية ( العاهرتـين : أهولا وأهوليبا ) :
حزقيال [ 23 : 1 ]
) وَأَوْحَى إِلَيَّ الرَّبُّ بِكَلِمَتِهِ قَائِلاً: «يَا ابْنَ آدَمَ، كَانَتْ هُنَاكَ امْرَأَتَانِ، ابْنَتَا أُمٍّ وَاحِدَةٍ، زَنَتَا فِي صِبَاهُمَا فِي مِصْرَ حَيْثُ دُوعِبَتْ ثُدِيُّهُمَا، وَعُبِثَ بِتَرَائِبِ عِذْرَتِهِمَا. اسْمُ الْكُبْرَى أُهُولَةُ وَاسْمُ أُخْتِهَا أُهُولِيبَةُ، وَكَانَتَا لِي وَأَنَجْبَتَا أَبْنَاءَ وَبَنَاتٍ، أَمَّا السَّامِرَةُ فَهِيَ أُهُولَةُ، وَأُورُشَلِيمُ هِيَ أُهُولِيبَةُ. وَزَنَتْ أُهُولَةُ مَعَ أَنَّهَا كَانَتْ لِي، وَعَشِقَتْ مُحِبِّيهَا الأَشُّورِيِّينَ الأَبْطَالَ. الْلاَّبِسِينَ فِي الأَرْدِيَةَ الأُرْجُوَانِيَّةِ مِنْ وُلاَةٍ وَقَادَةٍ. وَكُلُّهُمْ شُبَّانُ شَهْوَةٍ، وَفُرْسَانُ خَيْلٍ. فَأَغْدَقَتْ عَلَى نُخْبَةِ أَبْنَاءِ أَشُورَ زِنَاهَا، وَتَنَجَّسَتْ بِكُلِّ مَنْ عَشِقَتْهُمْ وَبِكُلِّ أَصْنَامِهِمْ. وَلَمْ تَتَخَلَّ عَنْ زِنَاهَا مُنْذُ أَيَّامِ مِصْرَ لأَنَّهُمْ ضَاجَعُوهَا مُنْذُ حَدَاثَتِهَا، وَعَبَثُوا بِتَرَائِبِ عِذْرَتِهَا وَسَكَبُوا عَلَيْهَا شَهَوَاتِهِمْ، لِذَلِكَ سَلَّمْتُهَا لِيَدِ عُشَّاقِهَا أَبْنَاءِ أَشُورَ الَّذِينَ أُوْلِعَتْ بِهِمْ. فَفَضَحُوا عَوْرَتَهَا، وَأَسَرُوا أَبْنَاءَهَا وَبَنَاتِهَا، وَذَبَحُوهَا بِالسَّيْفِ، فَصَارَتْ عِبْرَةً لِلنِّسَاءِ وَنَفَّذُوا فِيهَا قَضَاءً.وَمَعَ أَنَّ أُخْتَهَا أُهُولِيبَةَ شَهِدَتْ هَذَا، فَإِنَّهَا أَوْغَلَتْ أَكْثَرَ مِنْهَا فِي عِشْقِهَا وَزِنَاهَا، إِذْ عَشِقَتْ أَبْنَاءَ أَشُّورَ مِنْ وُلاَةٍ وَقَادَةٍ الْمُرْتَدِينَ أَفْخَرَ اللِّبَاسِ، فُرْسَانَ خَيْلٍ وَجَمِيعُهُمْ شُبَّانُ شَهْوَةٍ. فَرَأَيْتُ أَنَّهَا قَدْ تَنَجَّسَتْ، وَسَلَكَتَا كِلْتَاهُمَا فِي ذَاتِ الطَّرِيقِ. غَيْرَ أَنَّ أُهُولِيبَةَ تَفَوَّقَتْ فِي زِنَاهَا، إِذْ حِينَ نَظَرَتْ إِلَى صُوَرِ رِجَالِ الْكَلْدَانِيِّينَ الْمَرْسُومَةِ عَلَى الْحَائِطِ بِالْمُغْرَةِ، مُتَحَزِّمِينَ بِمَنَاطِقَ عَلَى خُصُورِهِمْ، وَعَمَائِمُهُمْ مَسْدُولَةٌ عَلَى رُؤُوسِهِمْ، وَكُلُّهُمْ بَدَوْا كَرُؤَسَاءِ مَرْكَبَاتٍ مُمَاثِلِينَ تَمَاماً لأَبْنَاءِ الْكَلْدَانِيِّينَ فِي بَابِلَ أَرْضِ مِيلاَدِهِمْ، عَشِقَتْهُمْ وَبَعَثَتْ إِلَيْهِمْ رُسُلاً إِلَى أَرْضِ الْكَلْدَانِيِّينَ. فَأَقْبَلَ إِلَيْهَا أَبْنَاءُ بَابِلَ وَعَاشَرُوهَا فِي مَضْجَعِ الْحُبِّ وَنَجَّسُوهَا بِزِنَاهُمْ. وَبَعْدَ أَنْ تَنَجَّسَتْ بِهِمْ كَرِهَتْهُمْ. وَإِذْ وَاظَبَتْ عَلَى زِنَاهَا عَلاَنِيَةً، وَتَبَاهَتْ بِعَرْضِ عُرْيِهَا، كَرِهْتُهَا كَمَا كَرِهْتُ أُخْتَهَا. وَمَعَ ذَلِكَ أَكْثَرَتْ مِنْ فُحْشِهَا، ذَاكِرَةً أَيَّامَ حَدَاثَتِهَا حَيْثُ زَنَتْ فِي دِيَارِ مِصْرَ. فَأُوْلِعَتْ بِعُشَّاقِهَا هُنَاكَ، الَّذِينَ عَوْرَتُهُمْ كَعَوْرَة ِ الْحَمِيرِ وَمَنِيُّهُمْ كَمَنِيِّ الْخَيْلِ. وَتُقْتِ إِلَى فُجُورِ حَدَاثَتِكِ حِينَ كَانَ الْمِصْرِيُّونَ يُدَاعِبُونَ تَرَائِبَ عِذْرَتِكِ طَمَعاً فِي نَهْدِ صباك).
وختاماً يقول الأستاذ احمد ديدات :
أن السلطات في كثير من دول العالم تحظر طبع ونشر بعض الكتب لورود الكلام الفاحش والخارج عن الذوق العام فيها وهو أقل فحشاً من مثل هذا الكلام المطبوع المنشور على صفحات الكتاب المقدس والعجب أنهم يدعون أن هذا الكلام الإباحي الطافح بالنزوة والشهوة قد ورد في الكتاب المقدس للعظة !
إن الناس أغنى عن مثل هذا الفحش والإثارة الجنسية في هذه العظات ، وهل من المعقول أن يقرأ مثل هذا الكلام الاباحي المثبت في الكتاب المقدس فتيان وفتيات مراهقون ومراهقات ؟! أليس من الأوفق إبعاد مثل هذا الكتاب المقدس عن أيدي البنين والبنات ؟
أيـة عظة تلك التي تحصل عليها المرأة المسيحية عندما تقرأ أن المسيح قد دافع عن امرأة زانية قال له اليهود : ( موسى في الناموس أوصانا أن هذه ترجم ) ( يوحنا 8 : 5) ولما استمروا يسألونه انتصب وقال لهم : من كان منكم بلا خطية فليرمها أولاً بحجر ( يوحنا 8 : 7 ) أليست هذه تأشيرة دخول أو مرور أعطاهما المسيح لك أيتها المسيحية كي تدخلي عالم أو دنيا الزانيات ؟!!فكل الناس خطاة آثمون وليس الزانيات وحدهن هن اللائي يقترفن الآثام والمعاصي والموبقات .ياله من دفاع عن الزانيات لا أساس له من الصحة في مثل هذه الروايات التي يصل التلفيق فيها إلي حد إسناد الدفاع عن الزانيات إلي المسيح عليه السلام ، وما أغنى البشرية عن مثل هذه العظات.
((((((((((((((((((((((((((((((((((((مسرحية واحد من العيلة)))))))
الاخوة الاعزاء أحمدوا الله علي أننا مسلمون والحمد لله؟؟؟
الفصل الأول برسوم مسرحية واحد م العيلة
[size=5]يفتح الستار على ديكورات خلفية تصور طريقاً صاعداً إلى الجبل , إمرأة جالسة على حافة الطريق تلبس ملابس تظهر مفاتن جسدها بشدة , والغريب أنها تغطي وجهها .
شيخ كبير يسير متجها الى طريق الجبل , يتوكأ على عصا , وتظهر عليه علامات الغنى .
الشيخ ( محدثاً نفسه ) : أيه ....أيام .......ماتت الزوجة من زمان , والوحدة صعبة جداً , الأيام مملة , والليل طويل وكئيب .
: ايه ده ؟؟ أيه الخيمة دي ؟؟ آه ..... دي خيمة واحدة من اياهم , والله فرصة الواحد من زمان ما شافش نسوان .
يتوجه الشيخ إلى المرأة الجالسة على باب الخيمة
الشيخ : صباح الخير ياعسل .
المرأة : ياصباح الفل , ياصباح الروقان , أهلاً وسهلاً .
الشيخ : عاوزين نروق شوية ونقضي وقت حلو سوا .
المرأة : تشرف وتنور , هاتقضي وقت موش هاتنساه طول عمرك , هاروقك وادلعك واهشكك , وهاتبقى عال العال .
الشيخ : بس هاتاخدي مني كام ؟؟
المرأة : ياحبيبي ولا يهمك , انت معاك كام ؟؟؟
الشيخ : بصراحة أنا ما جبتش معايا فلوس .
المرأة : نعم ياضنايا ؟؟؟ جاي تروق من غير فلوس ؟
الشيخ : أصل أنا ما كنتش مستعد , لكن ممكن أسيب معاكي رهن لما اجيب لك الفلوس , وموش هاقدر ارجع دلوقتي أجيب فلوس من البيت .
المرأة : رهن ؟؟؟ هو احنا هانشتغل سلف , ماشي معاك أيه ؟؟ أنا شايفة في أيدك خاتم حلو , وكمان معاك عصاية أبنوس أصلي , هاتهم رهن لحد ما ترجع وتجيب الفلوس .
الشيخ : حلو قوي , خدي آدي الخاتم وآدي العصاية .
المرأة : تعالى ياحبيبي أنا هانسيك أسمك ....هأ هأ هأ هأ( ضحكة خليعة)
يدخلا إلى الخيمة ويغلق الستار
الفصل الثاني
يفتح الستار على داخل منزل كبير والشيخ يجلس متكئاً على كنبة وباب على اليسار تخرج منه الخادمة تصرخ
الخادمة : الحق ياسيدي مصيبة , كارثة , يادي الفضيحة
الشيخ : فيه أيه يابت ؟؟ أنطقي , فيه أيه
الخادمة : ستي الصغيرة ياسيدي .
الشيخ : مين فيهم يا بت , انطقي .
الخادمة : مرات المرحوم ابنك ياسيدي .
الشيخ : انطقي ياغبية مالها .
الخادمة : حامل ياسيدي حامل , وابنك ميت من أكتر من سنة .
الشيخ : يادي الفضيحة , يادي العار , أمشي انجري نادي عليها .
تخرج الخادمة ويحدث الشيخ نفسه
الشيخ : يادي الفضيحة , دي لازم تموت ونخلص من عارها
تدخل أرملة الإبن رافعة رأسها بتكبر , ويتبعها كثير من أفراد العيلة
الشيخ : أيه الفضيحة دي ؟ أنت عار علينا , أنت فضيحة للعيلة , عارفة أنت مصيرك هايكون أيه .
أرملة الإبن صامته تنظر إلى الجميع بتكبر واحتقار
الشيخ : أنت انخرستي ليه ؟؟ لسانك انقطع ؟؟ مين هو الندل اللي عمل معاكي المصيبة دي ؟؟ مين الحقير ده ؟؟ لازم تقولي اسمه .
الأرملة : هو بصراحة كان موش قد كدة , لكنه موش بطال , وأنا حامل منه .
الشيخ : بتدافعي عنه يافاجرة , ياحقيرة , لازم تقولي مين هو ؟؟
الأرملة : هو ساب معايا أمارة وعلامة , علشان أفكره بيها ويعرف ان اللي في بطني أبنه .
الشيخ : أمارة أيه .
الأرملة تخرج العصا والخاتم , يصمت الشيخ وتزوغ عيناه يمنة ويسرة
الأرملة : تحب أقول لك اسمه
الشيخ : لا خلاص كفاية كدة
يتوجه الشيخ بالكلام الى باقي أفراد العائلة
الشيخ : خلاص ياجماعة اللي في بطن مرات ابني يبقى من العيلة وابن حلال وهي ما غلطتش
تغلق الستار
-----------------------------
المسرحية مقتبسة من هذا النص
38: 15 فنظرها يهوذا و حسبها زانية لانها كانت قد غطت وجهها
38: 16 فمال اليها على الطريق و قال هاتي ادخل عليك لانه لم يعلم انها كنته فقالت ماذا تعطيني لكي تدخل علي
38: 17 فقال اني ارسل جدي معزى من الغنم فقالت هل تعطيني رهنا حتى ترسله
38: 18 فقال ما الرهن الذي اعطيك فقالت خاتمك و عصابتك و عصاك التي في يدك فاعطاها و دخل عليها فحبلت منه
38: 19 ثم قامت و مضت و خلعت عنها برقعها و لبست ثياب ترملها
38: 20 فارسل يهوذا جدي المعزى بيد صاحبه العدلامي لياخذ الرهن من يد المراة فلم يجدها
38: 21 فسال اهل مكانها قائلا اين الزانية التي كانت في عينايم على الطريق فقالوا لم تكن ههنا زانية
38: 22 فرجع الى يهوذا و قال لم اجدها و اهل المكان ايضا قالوا لم تكن ههنا زانية
38: 23 فقال يهوذا لتاخذ لنفسها لئلا نصير اهانة اني قد ارسلت هذا الجدي و انت لم تجدها
38: 24 و لما كان نحو ثلاثة اشهر اخبر يهوذا و قيل له قد زنت ثامار كنتك و ها هي حبلى ايضا من الزنى فقال يهوذا اخرجوها فتحرق
38: 25 اما هي فلما اخرجت ارسلت الى حميها قائلة من الرجل الذي هذه له انا حبلى و قالت حقق لمن الخاتم و العصابة و العصا هذه
38: 26 فتحققها يهوذا و قال هي ابر مني لاني لم اعطها لشيلة ابني فلم يعد يعرفها ايضا
38: 27 و في وقت ولادتها اذا في بطنها توامان][/SIZE]؟؟؟؟؟؟؟؟؟
(((((((((((((((((((مباشر من على خشبة مسرح الأخلاق الحميدة ننقل لكم ))))))))))
الفصل الأول
تفتح الستار على ديكور مقهى بها عدد من الناس هنا وهناك مع خلفية موسيقى تأتي من راديو قديم بداخل المقهى .
يجلس شابان باحدى الجوانب , امامهما كأسان من الشاي , يتحدثان بصوت خافت _ هما أمنون وصديقه الحميم يوناداب.
ينواداب : أيه يابن العمدة مالك ؟؟ شكلك موش ولا بد , انت عيان ؟؟
أمنون : أنا تعبان قوي يا يوناداب يا اخويا , موش بانام الليل
يوناداب : فيه أيه خير , تحب أوديك للدكتور ؟
أمنون : لأ يا أخي بقول لك تعبان قوي موش عيان
يوناداب : أنا صاحبك ما تخبيش عليا فيه ايه ؟
أمنون : هاقول لك بس ده بيني وبينك بس
يوناداب : سرك في بير ..........قول
أمنون : أنا باحب أختي ثامار
يوناداب : وفيها أيه ما كلنا بنحب إخواتنا
أمنون : يا بني آدم إفهم , باحبها موش لأنها أختي , أنا باحبها لنفسي , عاوزها يعني , نفسي فيها .
يستغرق يوناداب في التفكير , ويرشف من كأس الشاي
يوناداب : عندي لك حل حلو قوي
أمنون : قول بسرعة
يوناداب : انت تعمل نفسك عيان - تمثل يعني - وترقد في السرير , هاييجي أبوك العمدة يشوفك , تقول له : خلي أختي تطبخ لي نفسي آكل من إيديها , هاتطبخ هي وتجيب لك الأكل وانت اتصرف بعد كدة .
أمنون : فكرة حلوة , انت شيطان يا يوناداب . ولما أختي تجيب الأكل وابويا يمشي أشوف أنا شغلي .
يغلق الستار ..........
الفصل الثاني
تفتح الستار على ديكورات لغرفة أمنون وسرير بجانب الغرفة , وباب الغرفة على اليسار
أمنون بالسرير يتمارض , يدخل العمدة من الباب يتبعه خفير ( الحارس الشخصي له)
العمدة : مالك يا أمنون يا بني , فيه أيه ؟ سلامتك
أمنون : تعبان قوي يابا , جسمي كله مكسر , وموش قادر أتحرك
العمدة : شدة وتزول يابني , أنا هابعتهم يجيبوا لك الدكتور
أمنون : لأ مافيش داعي , مالوش لازمة , بس قول لثامار أختي تطبخ لي شوربة كوارع وتجيبها لي , نفسي آكل من أيديها
العمدة : ( موجهاً كلامه للخفير )
روح ياواد نادي ثامار
الخفير : حاضر ياعمدة
يعود الخفير ومعه ثامار فتاة جميلة بضة في ريعان الشباب
عيون أمنون تتابع ثامار منذ دخولها
ثامار : سلامتك يا اخويا ألف سلامة
العمدة : اخوك تعبان ياثامار , ونفسه ياكل شوربة كوارع من أيدك , ترم عضمه
ثامار : حاضر يابا , من عينيا
العمدة : طيب أنا خارج , عندي مشوار للمركز , شد حيلك يا أمنون
أمنون : مع السلامة يابا
يخرج العمدة وثامار من الغرفة
يغلق الستار ..........
الفصل الثالث
تفتح الستار على نفس ديكور الفصل الثاني
أمنون مازال بسريره
تدخل ثامار من الباب , تتبعها خادمة , تحمل صحن الشوربة
ثامار : سلامتك يا اخويا ألف سلامة , عملت لك شوربة كوارع , إنما هاترم عضمك وتخليك زي الحصان
تضع الخادمة صحن الشوربة على طاولة مجاورة للسرير
تبدأ ثامار في إطعام أمنون
أمنون : ( موجها كلامه للخادمة) إنت واقفة بتهببي أيه عندك , شكلك يسد النفس , غوري من هنا يابت.
تخرج الخادمة من الغرفة , ويصيح بها أمنون ثانية
أمنون : انت يازفت , إقفلي الباب وراكي غم يغمك
أمنون : ( موجها كلامه لثامار ) تعالي هنا وأقعدي جنبي , موش عاوز الشوربة تقع ع السرير
ثامار : حاضر ياخويا
تجلس ثامار بجانبه وتستمر في إطعامه
يهجم عليها أمنون ويطرحها بالسرير
ثامار : فيه أيه , أنت بتعمل أيه
أمنون : يابت أنت صدقتي إني عيان , أنا عاوزك انت , ده أنا هاموت عليك
ثامار : يافضيحتي ..........ده أنا أختك , إنت أكيد مجنون
أمنون : أيوة مجنون بيكي
تحاول ثامار التخلص من أمنون , ولكنها يغلبها على أمرها
تضاء الأنوار وتطفئ عدة مرات
ثامار تقاوم أمنون بشدة
تطفئ الأنوار لفترة طويلة مع صوت صرخة من ثامار
تعود الأضواء وثامار منكوشة الشعر , ممزقة الثياب
ثامار : ليه عملت كدة , ده انا اختك , ليه فضحتني كدة , أعمل أيه , أقول للناس أيه , أقول لأبوك العمدة أيه ....
أمنون : أنتي هاتوجعي دماغي , وتقعدي تندبي هنا , إمشي اطلعي برة
ثامار : يافضيحتي بعد عملتك كمان تقول اطلعي برة
أمنون ينادي على الخفير
أمنون : عوضين أنت يازفت ياعوضين
يدخل عوضين مسرعا
أمنون : طلع البت دي برة ارميها برة
عوضين متحير ينظر لأمنون تارة ولثامار تارة
أمنون : مستني أيه يازفت , طلع البت دي برة
عوضين يسحب ثامار من يدها ويخرج من الغرفة
يغلق الستار ..........
المسرحية مستوحاة من هذا النص المقدس أوي أوي أوي :
2 صموئيل 13
1 وجرى بعد ذلك انه كان لابشالوم بن داود اخت جميلة اسمها ثامار فاحبها امنون بن داود
2 وأحصر امنون للسقم من اجل ثامار اخته لانها كانت عذراء وعسر في عيني امنون ان يفعل لها شيئا
3 وكان لامنون صاحب اسمه يوناداب بن شمعى اخي داود وكان يوناداب رجلا حكيما جدا
4 فقال له لماذا يا ابن الملك انت ضعيف هكذا من صباح الى صباح أما تخبرني فقال له امنون اني احب ثامار اخت ابشالوم اخي
5 فقال يوناداب اضطجع على سريرك وتمارض واذا جاء ابوك ليراك فقل له دع ثامار اختي فتأتي وتطعمني خبزا وتعمل امامي الطعام لارى فأكل من يدها
6 فاضطجع امنون وتمارض فجاء الملك ليراه فقال امنون للملك دع ثامار اختي فتأتي وتصنع امامي كعكتين فآكل من يدها
7 فارسل داود الى ثامار الى البيت قائلا اذهبي الى بيت امنون اخيك واعملي له طعاما
8 فذهبت ثامار الى بيت امنون اخيها وهو مضطجع واخذت العجين وعجنت وعملت كعكا امامه وخبزت الكعك
9 واخذت المقلاة وسكبت امامه فابى ان ياكل وقال امنون اخرجوا كل انسان عني فخرج كل انسان عنه
10 ثم قال امنون لثامار ايتي بالطعام الى المخدع فآكل من يدك فاخذت ثامار الكعك الذي عملته وأتت به امنون اخاها الى المخدع
11 وقدمت له لياكل فامسكهاوقال لها تعالي اضطجعي معي يا اختي
12 فقالت له لا يا اخي لا تذلني لانه لا يفعل هكذا في اسرائيل لا تعمل هذه القباحة
13 اما انا فاين اذهب بعاري واما انت فتكون كواحد من السفهاء في اسرائيل والآن كلم الملك لانه لا يمنعني منك
14 فلم يشأ ان يسمع لصوتها بل تمكن منها وقهرها واضطجع معها
15 ثم ابغضها امنون بغضة شديدة جدا حتى ان البغضة التي ابغضها اياها كانت اشد من المحبة التي احبها اياها وقال لها امنون قومي انطلقي
16 فقالت له لا سبب هذا الشر بطردك اياي هو اعظم من الآخر الذي عملته بي فلم يشأ ان يسمع لها
17 بل دعا غلامه الذي كان يخدمه وقال اطرد هذه عني خارجا واقفل الباب وراءها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بصراحة كوميديا سوداء
في البداية الواحد يستغرب من وجود مثل هذه القصة في كتاب مقدس نسبته في الله تعالي -سبحانه عما يصفون -
ثم يفكر في ان يكون وجودها لعبرة و لنري الجزاء للفاعل
و أستأذن أخي وليد في سرد باقي القصة و إذا رغب هو في عرضها في فصل لمسرحيته الرائعه الأسلوب
كِتَابُ صَمُوئِيلَ الثَّانِي - 13
اغتيال أمنون
18فَطَرَدَهَا الْخَادِمُ وَأَغْلَقَ الْبَابَ خَلْفَهَا. وَكَانَتْ ثَامَارُ تَرْتَدِي ثَوْباً مُلَوَّناً كَعَادَةِ بَنَاتِ الْمُلُوكِ الْعَذَارَى فِي تِلْكَ الأَيَّامِ، 19فَمَزَّقَتِ الثَّوْبَ الْمُلَوَّنَ وَعَفَّرَتْ رَأْسَهَا بِالرَّمَادِ وَوَضَعَتْ عَلَيْهِ يَدَهَا وَمَضَتْ بَاكِيَةً. 20وَعِنْدَمَا رَآهَا أَخُوهَا أَبْشَالُومُ سَأَلَهَا: «هَلِ اغْتَصَبَكِ أَمْنُونُ؟ اسْكُتِي الآنَ يَاأُخْتِي، فَإِنَّهُ أَخُوكِ وَلاَ تَحْمِلِي وِزْرَ هَذَا الأَمْرِ فِي قْلبِكِ». فَأَقَامَتْ ثَامَارُ فِي بَيْتِ أَخِيهَا أَبْشَالُومَ فِي عُزْلَةٍ وَحُزْنٍ. 21وَنَمَا الْخَبَرُ إِلَى الْمَلِكِ دَاوُدَ فَاغْتَاظَ جِدّاً. 22أَمَّا أَبْشَالُومُ فَلَمْ يُخَاطِبْ أَمْنُونَ بِخَيْرٍ أَوْ شَرٍّ، لَكِنَّهُ أَضْمَرَ لَهُ بُغْضاً شَدِيداً لأَنَّهُ انْتَهَكَ حُرْمَةَ أُخْتِهِ ثَامَارَ.
23وَبَعْدَ ذَلِكَ بِعَامَيْنِ، وَجَّهَ أَبْشَالُومُ دَعْوَةً لِجَمِيعِ أَبْنَاءِ الْمَلِكِ لِحُضُورِ جَزِّ غَنَمِهِ فِي بَعْلِ حَاصُورَ عِنْدَ أَفْرَايِمَ. 24وَعِنْدَمَا مَثَلَ أَبْشَالُومُ فِي حَضْرَةِ أَبِيهِ قَالَ لَهُ: «هَذَا مَوْسِمُ جَزِّ غَنَمِ عَبْدِكَ، فَلْيَذْهَبِ الْمَلِكُ مَعَ رِجَالِ حَاشِيَتِهِ بِرِفْقَةِ عَبْدِهِ». 25فَأَجَابَ الْمَلِكُ أَبْشَالُومَ: «لاَ يَاابْنِي. لاَ نَذْهَبُ كُلُّنَا لِئَلاَّ نَكُونَ عِبْئاً عَلَيْكَ». وَرَغْمَ إِلْحَاحِ أَبْشَالُومَ، اعْتَذَرَ أَبُوهُ وَبَارَكَهُ. 26فَقَالَ أَبْشَالُومُ: «إذاً دَعْ أَخِي أَمْنُونَ يَذْهَبُ مَعَنَا» فَقَالَ الْمَلِكُ: «وَلِمَاذَا يَذْهَبُ أَمْنُونُ مَعَكَ؟» 27فَأَلَحَّ عَلَيْهِ أَبْشَالُومُ حَتَّى رَضِيَ أَنْ يَذْهَبَ أَمْنُونُ وَأَبْنَاءُ الْمَلِكِ مَعَ أَبْشَالُومَ.
28وَأَوْصَى أَبْشَالُومُ رِجَالَهُ: «مَتَى ذَهَبَتِ الْخَمْرُ بِعَقْلِ أَمْنُونَ وَقُلْتُ لَكُمُ اضْرِبُوا أَمْنُونَ وَاقْتُلُوهُ، فَلاَ تَخَافُوا. أَلَسْتُ أَنَا الَّذِي أَمَرْتُكُمْ بِذَلِكَ؟ تَشَجَّعُوا وَتَصَرَّفُوا كَأَبْطَالٍ». 29فَنَفَّذَ رِجَالُ أَبْشَالُومَ أَوَامِرَهُ وَقَتَلُوا أَمْنُونَ، فَهَبَّ جَمِيعُ أَبْنَاءِ الْمَلِكِ وَامْتَطَوْا بِغَالَهُمْ وَهَرَبُوا. 30وَفِيمَا هُمْ فِي الطَّرِيقِ بَلَغَ الْخَبَرُ دَاوُدَ وَقِيلَ لَهُ: «قَتَلَ أَبْشَالُومُ جَمِيعَ أَبْنَاءِ الْمَلِكِ وَلَمْ يَسْلَمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ». 31فَقَامَ الْمَلِكُ وَمَزَّقَ ثِيَابَهُ وَانْطَرَحَ عَلَى الأَرْضِ، يُحِيطُ بِهِ جَمِيعُ رِجَالِ حَاشِيَتِهِ مُمَزَّقِي الثِّيَابِ. 32وَلَكِنَّ يُونَادَابَ بْنَ شِمْعَي أَخِي دَاوُدَ قَالَ: «لاَ يَظُنَّ سَيَّدِي أَنَّهُمْ قَتَلوا جَمِيعَ أَبْنَاءِ الامَلِكِ. إِنَّمَا أَمْنُونُ وَحْدَهُ هُوَ الَّذِي مَاتَ، لأَنَّ أَبْشَالُومَ قَدْ أَضْمَرَ لَهُ هَذَا الشَّرَّ مُنْذُ أَنِ اغْتَصَبَ أُخْتَهُ ثَامَارَ. 33فَلاَ يُخَالِجْ قَلْبَ الْمَلِكِ أَنَّ جَمِيعَ أَبْنَائِهِ قَدْ قُتِلَوا، إِنَّمَا أَمْنُونُ وَحْدَهُ هُوَ الَّذِي اُغْتِيلَ».
----- انتهي --------
الشاهد هنا ليس الجريمة نفسها - فالنفس البشرية مخطئه و ذلك ليس اتهام لعقيده بعينها ، لكن الأتهام الذي يوجهه هو كيف ان خطيئة بهذا القدر لا يعاقبوا ولا يصدر فيهم حكم نافذ
في القصة السابقة نجد ان الأب لا يحزن لفعل الأبن مع أخته بل ليحزن كثيرا و يبكي عند مقتل الجاني .... شئ غريب لا يصدق فعلا !!!!!!!
كنت اتوقع مثلا أن يوحي الرب للملك في هذه القصة العقاب للمخطئ و ليس كما ورد في " 21وَنَمَا الْخَبَرُ إِلَى الْمَلِكِ دَاوُدَ فَاغْتَاظَ جِدّاً."
فهل هذا هو رد الفعل لأب ابنه اغتصب ابنته .... و يبقي هذا الحال لمدة عامين !!!!!!!!!!!
فما بالك أن هذا الملك هو نبي الله داوود ... لا والله حاشا لله ان يكون هذا سلوك نبي لله أو ما سطر في كتاب مقدس لله سبحانه و تعالي عما يصفون
اخترت لكم فصلاً ممتعاً من كتابه القيم ، أسوقه إليكم إن شاء الله ، بعد ملاحظة جانبية ..
يرد فى كتاب الدكتور مرجان اسم " يس منصور " كثيراً ، وأغلب ظنى أنه خطأ مطبعى ، أقصد " يس " ، مع أنها تتكرر فى كثير من الكتابات بهذا اللفظ .. والذى أميل إليه ، وقد قرأته فى كتاب من قبل ، أن تصحيحها هو " يسى " ، وهذا أقرب من " يس " للتصديق ، لأنه اسم أبى داود فى الكتاب المقدس .
أترككم الآن مع هذا الفصل الماتع !
الفصل الرابع : القرآن والثالوث
رغم عدم اقتناع أصحاب الثالوث به ، ورغم اختلافهم حوله فى جملته وتفصيله ، وفى عناصره وأقانيمه ، فقد دفع الغى والمكابرة بالبعض منهم إلى الادعاء بأن الإسلام وكتابه المنزل على رسوله " القرآن الكريم " لا يعترف بوحدانية الله ، بل يؤمن بثالوثهم الإلهى !
يقول القمص باسيليوس إسحق : " إن البسملة الإسلامية ، وهى بسم الله الرحمن الرحيم ، تؤيد التثليث ، فالله هو الآب ، والرحمن هو الابن ، والرحيم هو الروح القدس " [كتاب الحق ص 122]
ونعتقد أن القمص الفاضل قد نسى أن كلا من صفتى الرحمن والرحيم هما بعضاً من الصفات التى لا تحصى لله الواحد الأوحد ، وليست جزءاً أو عنصراً أو أقنوماً من أقانيم الله ، فالله سبحانه وتعالى ذو صفات وأسماء عديدة لا يمكن حصرها ، وهى إن دلت على شىء فإنما تدل على قدرته وعظمته جل وعلا ، وعلى تفرده وحده بالربوبية والتعظيم .
ونحن إذا تابعنا هذا الرأى فإنه يمكن الاستدلال من القرآن ليس فقط على التثليث بل على التسبيع ووجود سبعة آلهة وليس ثلاثة ، وذلك بما ورد فى أول سورة غافر : " حم . تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم . غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذى الطول " .
بل يمكن أيضاً أن يجرفنا الزيغ والضلال ، فنقرر أن القرآن يثبت وجود سبعة عشر إلهاً ! .. وذلك بما ورد فى آخر سورة الحشر التى ورد بها سبعة عشر اسماً وصفة من الصفات التى يتصف بها الرحمن والتى لا يحصيها بيان .
ومع ذلك فإن قسيسنا الفاضل القمص باسيليوس إسحق يتمادى فى ادعائه ، ويقوم باستجلاب بعض الألفاظ الدارجة التى يتلفظ بها العامة أحياناً ، ثم يقوم بتحميل تلك الألفاظ فوق ما تحتمل أوتطيق ، رغبة منه فى إلصاق تهمة التثليث بها وهى بريئة منها براءة الحملان ..
يقول القمص باسيليوس : " إن القسم المغلظ الذى يقسمه المسلم قائلاً : والله العظيم ثلاثة .. فإنما يقسم بالآب والابن والروح القدس ، وإذا طلق المسلم زوجته طلقة بائنة ، فإنه يطلقها ثلاثاً ، أى أنه يطلقها باسم الآب والابن والروح القدس ".
ويستطرد القمص قائلاً : " إن المسلم يفتتح صلاته بالتكبير قائلاً : ( الله أكبر ) والمقصود بذلك مقارنة الله بآخر من ذات جنسه ونوعه ، وأن المسلمين بذلك يعتنقون المذهب المسيحى القائل بأن أقنوم الآب أعظم من أقنوم الابن ".
ويقول القمص باسيليوس إن هذه الأقوال وردت فى القرآن وأنها تدل على إيمان المسلمين بالثالوث .
وبعد هذا الشرح المستفيض لعقيدة الثالوث ، وادعاء اعتناق الإسلام لها ، يعود القمص فيقرر عدم فهمه وإدراكه لحقيقة الثالوث فيقول : " أجل ، إن هذا التعليم عن التثليث فوق إدراكنا ، ولكن عدم إدراكه لا يبطله " .
والإنسان منا ليعجب فى هذا الأمر ! .. كيف يؤمن المرء بعقيدة لا يفهمها ؟! .. وكيف يحاول أن يقصر غيره على الاعتقاد بما لا يفهمون ولا يفهم ؟ .. بل كيف يصل به التمادى إلى ادعاء اعتناق دين التوحيد الأسمى لعقيدة الثالوث ، التى ما جاء هذا الدين إلا لتحرير العقول والقلوب من أدرانها وترهاتها ؟
وإذا تركنا جانباً عواطف الدهشة والاستنكار ، ثم حاولنا أن نناقش أقوال القمص باسيليوس من الناحية الموضوعية ، طالعنا منذ البداية أنها قد بنيت فى جملتها على المغالطة والبعد عن الصواب ، فلا مراء ولا جل فى أنه لا علاقة للقرآن الكريم الذى نزل من عند الله بألفاظه ومعانيه بتلك الكلمات الدارجة التى أتى بها القمص لتأييد ثالوثه ، فهذه الكلمات لم ترد فى القرآن ، ولم تنزل على رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم .
ومع تسليمنا بأن هذه الألفاظ قد يستعملها الناس مسلمين وغير مسلمين فى أحاديثهم ، فإنه لا علاقة لتلك الألفاظ مطلقاً بأحلام القمص الثالوثية ، فالمسلم حين يقسم بالله العظيم مرة واحدة ، وحين يكرر قسمه أحياناً مرتين أو ثلاثة ، أو أكثر من ذلك أو أقل ليؤكد عزمه على الوفاء بقسمه ، أو حين يعزم على طلاق زوجته فينطق بصيغة الطلاق قائلاً لها : أنت طالق ، وأحياناً يردد تلك الصيغة مرة أو مرات ليؤكد تصميمه على إيقاع الطلاق .. هذه الألفاظ التى تخضع فى صيغتها وفى عدد مرات تكرارها للبيئة والعرف والعادات الاجتماعية ، والتى تختلف صيغتها وتكرار ترديدها من مجتمع إلى آخر ومن بيئة إلى أخرى ، على اختلاف دياناتها ومعتقداتها ، مثلها فى ذلك مثل الأمثال العامية التى تقول إن المرة الثالثة ثابتة ، أو العدد عشرة يجلب الحظ والعدد 13 يجلب النحس .. هذه الأقوال والأمثال فى جملتها مستخرجة من ظروف وتاريخ الشعب الذى يستعملها ويسير عليها ، بصرف النظر عن معتقداته وأديانه ، فليس ثمة علاقة بين هذه الألفاظ وبين أى دين من الأديان .
كما أنه من الغرابة بمكان أن نحاول إثبات أو أنفى عقيدة دينية تتعلق بذات الله باستجلاب الألفاظ والأمثال العامية التى وضعها الناس لحكم معاملاتهم المادية واحتكاكاتهم السوقية !
أما القول بأنه إذا نطق المسلم بلفظ الطلاق ثلاث مرات ، أو ألقى يمين الطلاق على زوجته ثلاثاً ، فإن هذا يعتبر طلاقاً بائناً ، فلا شك أنه قول مرجوح لا يستند إلى دليل ولا يجرى عليه علم ، ذلك أن العبرة دائماً ليست بتكرار الألفاظ أو بترديد الكلمات ، وإنما العبرة أولاً وأخيراً هى بتعدد المرات التى يقوم فيها المسلم من حيث الواقع بتطليق زوجته وإعادتها إلى عصمته ، فمهما عد المسلم أيمان الطلاق ، ومهما كرر التلفظ بصيغة الطلاق مرة أو مرات ، ثلاثاً أو عشراً ، فما دام أنه يطلق زوجته ـ من حيث الواقع ـ للمرة الأولى ، فإن طلاقه هذا لا يعتبر بحال من الأحوال طلاقاً بائناً ، هذا هو حكم الشرع والقانون ، وهذا هو ما يسير عليه العمل .
أما التكبير والتعظيم لله الكبير العظيم الذى يفتتح به المسلم صلاته بقوله " الله أكبر " و " الله أعظم " ، فهو لفظ يعنى أن الله أكبر وأعظم من كل ما فى الوجود .. إنها تعنى أن الله أكبر وأعظم من كل شىء ، وأنه سبحانه ليس كمثله شىء ، إنها تعنى تفرد الله وحده بالإكبار والإعظام والإجلال ، فالله وحده هو الأكبر والأعظم والأغنى والأعلى من كل ما فى الوجود ، ولم يدر بخلد إنسان ما بقولة القمص باسيليوس من أن هذا الإكبار والإعظام لله يعنى مقارنة بين إلهين أحدهما أكبر أو أعظم من الآخر .. حاشا لمؤمن أن يتردى فى هذا الضلال !
ويشرع كاتب ثالوثى آخر فى محاولة إثبات الثالوث والبرهنة عليه من القرآن ، ولكن بطريقة أخرى مغايرة لطريقة القمص باسيليوس ، ذلك هو الأستاذ يس منصور يقول سيادته : " إن الإسلام يذكر حوالى تسعاً وتسعين اسماً لله ، أى أن صفات الله الحسنى نحو 99 صفة ، وهذه الصفات متباينة ومختلفة ، تناقض إحداها الأخرى ، بحيث لا يمكن التوفيق بينها فى الذات الواحدة ، إلا إذا آمنا بالتثليث ، فمن أسماء الله الحسنى : الضار المنتقم ، ومنها : العفو الرءوف ، ومنها : القدوس البار " [التثليث والتوحيد ص 105]
ويستطرد الكاتب قائلاً : " كيف يكون الله منتقماً وغافراً معاً ؟ .. فالمنتقم يدل على انتقامه من المذنب انتقاماً بلا تساهل ، أما الغفور فيدل على تبريره للمذنب تبريراً شاملاً "
ويضيف قائلاً : إنه لا يمكن التوفيق بين هذه الصفات المتناقضة إلا بالقول بالتثليث .
ويعنى كاتبنا الألمعى أن نقوم بتوزيع أسماء وصفات الله الحسنى على أفراد الثالوث الإلهى ، بحيث يكون لكل أقنوم أو إله من آلهة الثالوث عدة أسماء وصفات متوافقة مع بعضها وإن اختلفت مع أسماء وصفات الإله الآخر ، فيكون الله الآب مثلاً هو الضار المنتقم ، ويكون الله الابن هو العفو الرءوف الغفور ، ويكون الله الروح القدس البار .
وقد يبدون هذا الرأى فى البداية ـ لبعض الناس ـ أنه متوافق مع المنطق ، ولكن هؤلاء إذا ما تمهلوا قليلاً ، لتبينوا أن هذا الرأى قد وصل إلى حال من البساطة والسذاجة فاقت كل تصور !
إن الأستاذ يس منصور فى رأيه هنا يعتنق مذهب الثنوية الذى كان منتشراً فى بلاد الفرس القديمة إبان الوثنية ، والذى كان يقسم الآلهة إلى قسمين متعارضين ، كل إله منها يحمل صفة مناقضة لصفة الإله الآخر ، وكل إله منها يقوم بعمل لا يقوم به الإله الآخر ، فهذا إله الخير ، وذاك إله الشر ، وهذا إله النور ، وذاك إله الظلام ، وهذا إله الحرب ، وذاك إله السلام .. وهكذا ..
والأستاذ يس فى انسياقه وراء المذاهب الوثنية قد هدم الأساس الأول الذى بنيت عليه عقيدة الثالوث من حيث أراد تبريرها وتدعيمها ، ذلك أن عقيدة الثالوث مؤسسة على الاعتقاد بمشابهة المخلوقات للخالق ، وبأن البشر والحيوانات والنباتات الراقية مكونة من ثلاثة أجزاء كالله الثالوث تماماً ، فالمماثلة والمشابهة بين الخالق والمخلوق هى الدعامة الأولى لعقيدة الثالوث .
ونحن إذا أخذنا الإنسان ، صورة الله ومثاله كما تقرر نظرية الثالوث ، لوجدناه يتصف بعدة صفات متباينة مختلفة ، وبعدة خصائص متغايرة متعارضة ، تظهر أى منها وقت الحاجة إليها ، وتبعاً للظروف التى اقتضتها .
فمن صفات الإنسان مثلاً : العطف والحنان والقسوة والانتقام ، والإنسان نفسه قد تدعوه الظروف تارة إلى القسوة ، وتارة أخرى إلى الرحمة .
فالجندى الذى يكون رحيماً عطوفاً مع ابنه الصغير هو نفسه الجندى الصلب القاسى مع أعداء وطنه ومستعمريه ، والمدرس الذى يقسو على الطلاب الخاملين هو نفس المدرس الذى ينبض عطفاً على الطلاب النابغين ، والعاشق الذى يذوب رقة فى معاملة محبوبته قد يكون قاسياً فى معاملة موظفيه وعماله ، وهكذا بالنسبة لبقية الصفات والخصائص التى يتحلى بها الإنسان ، والتى تظهر أى منها تبعاً للظروف والملابسات التى فرضتها وحتمتها . ولم يقل أحد إن من يقسو لظرف لا يرحم لآخر ، أو من يحب شخصاً لا يكره آخر .
بل إنه حتى الوحوش المفترسة قد أودعت فيها مع القوة والقسوة العطف والحنان ، بحيث يمكن أن تتحول فى لحظة من التوحش إلى الوداعة ومن العنف إلى اللطف ، فالأسد الذى ينقض فى شراسة على فريسته لينهش لحمها ويفتت عظامها ، هو الأسد نفسه الذى ينساب ليونة فى تدليل زوجته ، وهو الأسد نفسه الذى يعتصره الحزن والألم عند موت وليده ، والأسد كما هو فى كافة حالاته ، وبجميع صفاته وخصائصه المختلفة المتباينة .
وعقيدة الثالوث ترى أن هذه المخلوقات المتعددة الصفات ، ما هى إلا صورة للخالق الذى خلقها على صورته وشبهه ، ولكن يبدو أن الأستاذ يس منصور يميل إلى حرمان الخالق من الصفات والملكات المتعددة التى تملكها المخلوقات ، بحيث إنه يلزم لخلق إنسان مثلاً متعدد الصفات والملكات أن يشترك فى صنعه عدة آلهة يمنحه كل منها صفته الخاصة وقدرته الذاتية ، وبهذا تتجمع الصفات فى المخلوق وتتفرق فى الخالق .. إذا لم يكن هذا هو الغى ، فماذا عساه يكون ؟!
خبرونا أيها العقلاء !!
والقرآن يقرر أن كافة الصفات والقدرات والأسماء التى لا تحصى ولا تعد والتى أورد منها 99 اسماً هى لإله واحد لا شريك له ولا مثيل ، وأن هذه الصفات والأسماء إنما تدل على قدرة الله وتفرده بالقوة والعظمة .. يقول سبحانه : " هو الله لا إله إلا هو ، له الحمد فى الأولى والآخرة ، وله الحكم ، وإليه ترجعون " [القصص 70]
ويقول عز من قائل : " الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى " [طه 8]
أما دعوة الثالوث ، وعباد الثالوث ، فيورد القرآن فيها حكمه القاطع ! .. " لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة ، وما من إله إلا إله واحد ، وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم " [المائدة 73]
........................................
الاخ: متعلم؟؟
الكنيسة والمسكوت عنه
كمال غبريال
بمناسبة ما صدر ويصدر من تعليقات على بعض العبارات التي صدرت عرضاً، من بعض المتحدثين في مؤتمر العلمانيين الأقباط الثاني، والذي عقد في 26 و 27 أبريل 2007، والتي تعرض فيها البعض (خروجاً عن الأطروحات الأساسية) لشرح طبيعة الوحي الإلهي في الكتاب المقدس، ولعدم دقة بعض الترجمات للكتاب المترجم أساساً عن اللغة اليونانية، ومن المفترض عند أهل العلم (الذين يبدو أن الكنيسة قد أفرغت منهم في عصرنا هذا) أن المفاهيم وأدوات الإشارة إليها التي هي الكلمات، تختلف من ثقافة إلى ثقافة، ومن لغة إلى لغة، وبالتالي يصعب أو يستحيل نقل بعض المفاهيم بدقة مطلقة وكلمات قليلة، من لغة أساس إلى لغة أخرى، وأن محاولة مجرد الاقتراب من الدقة المطلقة قد يقتضي في بعض الحالات نقل معنى كلمة واحدة بعشرات أو مئات الكلمات.
تعلم قيادات الكنيسة ذلك جيداً، لكنها لم تشأ –لأسباب تُسأل هي عنها- أن تعلم الشعب وعموم الكهنة التعليم الصحيح، وتركتهم يتصورون أن الترجمة العربية للكتاب المقدس (طبعة بيروت) المنتشرة بين أيدينا هي كلام الله الحرفي، بالمفاهيم الشائعة لما ورد بها من إشارات لغوية، أي كلمات.
لم تشأ الكنيسة أيضاً –لأسباب مجهولة لدينا- أن تعرف عموم الكهنة والشعب الفرق بين طبيعة الوحي الإلهي في الكتاب المقدس، حسب ما هو مستقر في المفهوم المسيحي والأرثوذكسي، وبين مفهوم آخر مغاير للوحي، قوامه فكرة التنزيل النصي، ولقد صمتنا طويلاً على إحجام قادة الكنيسة عن التعليم الصحيح، وعزونا ذلك إلى عدم قدرة العامة على استيعاب مثل هذه الأمور، وبأنها يمكن أن تثير من البلبلة أكثر ما يمكن أن تحقق من تصحيح وتقويم، كما بررنا إحجامهم أيضاً بأن الساحة الثقافية المصرية محتقنة بخطاب ديني متهوس، لا يترك مساحة للعقل والعقلانية.
لكن أن تتصيد قيادات الكنيسة كلمات حق قيلت عرضاً في مؤتمر العلمانيين، وتستخدمها في حربها ومقاومتها لتيار الإصلاح والتطوير، وتوهم البسطاء وغير المضطلعين أنها من قبيل الهرطقة والخروج على الدين، فهذا تصرف كنا نأمل ألا يصدر من قيادات دينية نكن لها كل الاحترام والتوقير، رغم الاختلاف في الرؤى، المفترض أنه لا يفسد للود قضية.
وما دام الأمر كذلك فلا مفر من أن نعرض بعضاً من المسكوت عنه، أو المضنون به على غير أهله، وبداية نقول أن الإيمان المسيحي الصحيح بمسألة الوحي الإلهي لابد وأن يتأسس على الآية: "لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس"2 بط 1 : 21 ، ومعنى الآية واضح، فليس الله هو الذي يتكلم، لكنه الإنسان ممثلاً في "أناس الله القديسون"، لكن ما يتكلمون به ليس أهواء نفوسهم، لأنهم مسوقون من الروح القدس، وهذا يختلف جذرياً عن مفهوم الوحي المباشر والحرفي.
والآن نكف نحن عن الكلام، ونكتفي بأن نعرض وبدون تعليق مقتطفات من كتاب: "مقدمات العهد القديم – ومناقشة الاعتراضات"، الصادر عن الكلية الإكليريكية للأقباط الأرثوذكس – بالقاهرة.
تأليف: د. وهيب جورجي كامل – دكتوراه في العلوم الدينية جامعة إستراسبورج بفرنسا – وأستاذ العهد القديم بالكلية الإليريكية للأقباط الأرثوذكس بالقاهرة
طبعة أولى عام 1985م – الناشر أسقفية الشباب – رقم الإيداع بدار الكتب 7054 / 1984
تتصدر الصفحة الثانية منه صورة قداسة البابا شنوده الثالث، وفي الصفحة الثالثة مقدمة للأنبا موسي، يقول فيها أن ما جاء بالكتاب كنز ثمين، ثم تقديم للمؤلف يقول فيه، أن هذه الدراسات قدمت إلى طلبة الكلية الإكليريكية للأقباط الأرثوذكس منذ أكتوبر 1948، ولا زالت مقرره عليهم حتى تاريخه.
والآن هذا بعض مما يحتويه هذا الكتاب:
* عن سفر التكوين يقول في ص 30: "التفسير الأول: ينسب أصحابه ترتيب أيام الخليقة بالكيفية الواردة بسفر التكوين إلى موسى النبي، أما الله تعالى فقد أصدر أمره بكلمة واحدة، فتكونت الخليقة بكل عناصرها . . . . في لحظة واحدة وطرفة عين . . . . . وأهم القائلين بهذا الرأي هم: أوريجانوس – إكليمنضس السكندري – أثناسيوس الرسولي – إغريغوريوس النيسي – يعقوب الرهاوي – ثم جاء أغسطينوس من بعد مؤيداً لهم".
* في تفسيره لآية "في البدء خلق الله السموات والأرض" يقول في ص33 : "والغة الأجنبية تفرق في التسمية بين هذه الأرض، وبين كوكب الأرض، إذ يبدأ اللفظ الأول بحرف صغير earth فيؤدي معنى "عالم الحياة المادية" . . . . . أما كوكب الأرض الوارد في تك 1 : 10 فيبدأ بحرف كبير Earth. – مما سبق نخلص إلى أن المعنى المقصود من السموات والأرض: هو الفراغ الكوني وعالم المادة، في مرحلة بداية التكوين".
* في ص 67 تساؤل عن كيف استطاع موسى النبي معرفة الأحداث وسلسلة الأنساب السابقة على تاريخ حياته . . . . ، وجاء الرد ص 68 في ثلاثة أجزاء، يقول في "ثانياً: لعب التلقين الشفهي والتقليد المتوارث دوراً خطيراً في توصيل المعلومات الأولى الواردة بسفر التكوين إلى عصر موسى النبي".
* في ص 71 اعتراض يقول: ورد في جدول أنساب الآباء، في كل من الترجمة السبعينية – تك 10 : 24 وإنجيل لوقا 3 : 36 ، اسم قينان بعد شالح. بينما لم يرد هذا الاسم في النسخة العبرية. وجاء الرد: "سقوط اسم "قينان" من جدول الأنساب العبري، ينسب إلى النساخ ولا يقلل من عمل الوحي الإلهي."
* عن أسفار موسى الخمسة والمراحل التي مرت بها، يقول ص 53: "ربما كان بعضها كتب بيد يشوع بن نون، أو من عاصره. ومن المحتمل أيضاً أن يكون اعتمد في تسجيلها أحياناً على التقليد الموروث، والنقل الشفهي عن الثقاة من شيوخ عصره.". ويكرر نفس المعنى ص 98 عن تدخل صموئيل النبي في كتابة أسفار موسى.
* في ص 208 يرد على اعتراض بتفاوت بعض الأرقام الإحصائية الواردة في سفر أخبار الأيام الثاني، عن نظائرها الواردة بسفري الملوك، وجاء بالرد: "وأغلب الظن أن تكون الوثائق الإحصائية التي نقل عنها كتبة الأسفار قد تغيرت أثناء فترة تشييد هيكل الرب، بيد سليمان الملك، وبكامل رغبته، وكل كاتب نقل عن مصدر يختلف عن الآخر."
* وفي الرد على اعتراض آخر ص 209 يقول: "فالتفاوت في تحديد كل سفر لسعة البحر، يرجع إلى وجهة نظر الكاتب أو مجرد أخطاء في النقل.
* في ص 211 يقول: "أجمع المفسرون على أن النص الوارد في 2 أي 22 : 2 نتج عن خطأ في الترجمة أو النقل، دون قصد من الكاتب . . . . لهذا يرفض دارسو الكتاب المقدس الأخذ بالنص الوارد بأخبار الأيام الثاني مكتفين بتأكيد صحة النص الوارد في 2 مل 8 ك 26 "، وفي نفس الصفحة يعود ليقول: "غير أننا نرجح أن التفاوت العددي الملحوظ في بعض الأحداث الواردة بأسفار أخبار الأيام ناتج عن نقلها من مصادر متعددة، بعد فترة السبي البابلي لمملكة يهوذا، التي امتدت إلى سبعين سنة. ولاشك في أن أكثر المصادر القديمة، كان قد تعرض –في تلك الفترة الطويلة- إلى التلف أو الضياع لبعض أجزائه"
* في ص 222 يقول: "لم يعترف أثناسيوس الرسولي وإغريغوريوس النزيانزي وغيرهما بقانونية سفر أستير لخلوه من اسم الله"
* ص 357 في الرد على اعتراض يقول أن بولس الرسول أورد في 1 كو 2 : 9 نصاً محرفاً من أشعياء 64 : 4، يقول المؤلف "بالمقارنة بين الترجمات المختلفة لهذا النص، نلاحظ أن ما نقله بولس الرسول كان صحيحاً ودقيقاً، ويكاد يقتصر التفاوت السابق على الترجمة العربية وحدها. ونعود إلى ما أوردناه في رد الاعتراض السابق، وهو أن الرسل والتلاميذ لهم حق استخدام المعني في مضمون الكتاب المقدس دون تقييد أو التزام بحرفية الألفاظ، ولا يعد ذلك تحريفاً."
نكتفي بهذا القدر من مقتطفات هذا الكتاب الأرثوذكسي الرسمي للكنيسة، والذي يوضح ببساطة وبجلاء، أن ما جاء عرضاً على ألسنة بعض المتحدثين بمؤتمر العلمانيين الثاني، لم يكن من قبيل الطعن في الكتاب المقدس، ولم يكن خروجاً على التعليم المسيحي الأرثوذكسي القويم، بل إن ما عدا ذلك هو الخروج على المفاهيم المسيحية والأرثوذكسية المستقرة منذ ما يقرب من ألفي عام.
اخترنا في مقاربة الموضوع هذا الكتاب بالتحديد، لأنه يمثل تعاليم الكنيسة، ولأننا جميعاً ملتزمون بالتبعية بمفاهيمه، ونأمل أن نتوقف، ويتوقف الجميع عند هذا الحد، فالغوص أكثر في هذا الموضوع لا يخدم أي طرف من الأطراف، ولن يخدم الشعب الذي يتطلع مندهشاً وهو يرى قادة الكنيسة يعادون بعضاً من أبنائهم، لكن إذا أرادوا أن يستمروا فسوف نستمر، ليكون لقاءنا التالي مع علماء آخرين من دارسي الكتاب المقدس، ومع كتب أخرى، ربما عدها البعض أكثر موضوعية، وأكثر صرامة علمية!!
* الإسكندرية
((((((((((((((((((((((((أساطير التجسد في الشرق الأدنى القديم وأثرها في المسيحية))))))))))))))))
تأليف الباحث الأمريكي الأستاذ :
Daniel E. Bassuk
ترجمه إلى العربية و قـدّم له و عـلّق عليه :
سـعـد رسـتم
ماجستير في التفسير و الحديث ـ ماجستير فلسفة في الدراسات الإسلامية
حلب: 1413 هـ ـ 1993 م
مقدمة و تمهيد
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى، سيما خاتم الأنبياء سيدنا محمد المجتبى و آله وصحبه أهل الصدق و الوفا، وبعد ،
الكتاب الذي بين يديك أيها القارئ الكريم، ترجمة لفصلين فقط من كتاب كبير باللغة الإنجليزية عنوانه:
Incarnation in Hinduism and Christianity: The myth of the God Man.
أي ”التجسد في الهندوسية والمسيحية: أسطورة الإله ـ الإنسان ” لمؤلف و باحث أمريكي معاصر، و أمين مكتبة إلهيات في نيوجرسي، يدعى الأستاذ: دانييل إي. باسوك Daniel E. Bassuk.
و يتضمن كتابه عرضاً مقارناً لعقيدة التجسد ـ أي الاعتقاد بظهور الله بشكل إنسان على الأرض ـ في الديانة الهندوسية والديانة النصرانية.
أما الفصلان اللذان انتخبتهما و ترجمتهما من ذلك الكتاب، فهما الفصلان الخاصان بعقيدة التجسد في المسيحية فقط، حيث يعرض المؤلف في أولهما تاريخ فكرة التجسد، بشكل عام، في المنطقة التي كانت مهداً لانتشار المسيحية في عهدها المبكر، و هي منطقة الشرق الأدنى القديم، و يعالج في الفصل التالي عقيدة التجسد في المسيحية، مبيناً كيف و من أين نفذت هذه الفكرة الجديدة الدخيلة إلى البناء العقائدي للديانة المسيحية حتى صارت جزءاً لا يتجزأ من عقائد الكنيسة، بل يبين في آخر ذلك الفصل أن هناك أوساطا مسيحية معاصرة تعتقد بإمكانية تكرر تجسد الله بصورة إنسان غير المسيح في هذا العصر، بل ترى أن هذا قد تم فعلاً، و يذكر أمثلة لمن يعتقدون بهذا الأمر!
و لما كانت فكرة التجسد Incarnation هي المحور الذي يدور حوله الكتاب، كان لا بد أن نقدم للكتاب بشرح لهذه الفكرة وبيان المقصود منها بوضوح:
يُقصد بـ ”التجسُّـد” ظهور الله تعالى ـ أو ظهور أحد الآلهة عند الذين يعتقدون بوجود آلهة متعددة ـ بشكل أرضى، أي أن يأخذ الله ـ الذي هو موجود غير مادي ـ (أو أحد الآلهة)، شكلاً مادياً جسدياً و بخاصة بشرياً، فيظهر بمظهر إنسان مثلنا ذي لحم ودم بنفس وقت كونه إلهاً! فهو إلـه ـ إنسان.
و هذه الفكرة، جزء من عقائد الديانة الهندوسية، التي يؤمن أتباعها بأن الإله ”فشنو” (المظهر الثاني لبرهمان باعتبار أن برهمان: أي الله في الهندوسية ـ واحد ذو مظاهر ثلاث: براهما و وِشنو و شيفا) قد ظهر في الهند حتى الآن عدة مرات بشكل إنسان، أي تجسَّـد، آخرها تجسّده بشكل ”كريشنا”: النبي الذي جاء إلى الهند حوالي خمسمائة سنة قبل السيد المسيح ـ عليه السلام ـ و الذي ينظر إليه الهندوس على أنه إلـه متجسِّـد.
كما أن عقيدة تجسد الله تعالى و ظهوره بشكل إنسان هو عيسى بن مريم عقيدة أساسية من عقائد الكنيسة النصرانية بجميع فرقها وطوائفها، التي ترى جميعاً أن ذلك الإنسان الذي ولد من مريم العذراء، لم يكن في الحقيقة إلا الله تعالى نفسه ـ أو بتعبير مفصل صفة الكلمة أو الابن لله و الذي هو واحد في جوهره مع الله ـ الذي تجسد و تأنس وظهر بلباس بشري لتخليص بني البشر و نجاة الإنسان! فعيسى في نظر الكنيسة إله ـ إنسان، أي إنسان حقيقي مثلنا بنفس وقت كونه ـ هو بذاته ـ إلهاً كاملاً!!
و مؤلف الكتاب من جملة المحققين الغربيين المعاصرين الذين ذهبوا إلى أن عقيدة التجسد في المسيحية عقيدة خرافية وفكرة وثنية دخيلة نفذت إلى المسيحية من وثنية اليونان و الرومان، الأمتان اللتان كان لهما الدور الأساسي في انتشار المسيحية، فكما نعلم، تمثل منطقة الشرق الأدنى القديم مهد انتشار المسيحية و المركز الأصلي لعمل بولس التبشيري بين الأمم الوثنية، و هذه المنطقة كانت تسيطر عليها الثقافة الوثنية اليونانية الهيلينية، كما أن الأناجيل والرسائل والنصوص المسيحية المقدسة كلها دونت أول ما دونت باللغة اليونانية القديمة، كما أن ظهور و غلبة الدعوة المسيحية تم في عهد الحكم الروماني وبين الشعوب الخاضعة للثقافة الرومانية و بدعم الأباطرة الرومان بدأً من عهد الإمبراطور المتنصِّر قسطنطين فما بعد.
ويرى أولئك المحققون الغربيون ـ و مؤلفنا أحدهم ـ أن رسالة المسيح بذاتها كانت رسالة أخلاقية توحيدية بسيطة لا تعقيد فيها، فالمسيح نشأ يهودياً مؤمناً و ترعرع في بيئة توراتية متدينة، من ركائزها الأساسية التأكيد على وحدانية الله تعالى الخالصة و الفصل التام بينه وبين مخلوقاته من البشر.
إن المؤلف يسعى في الفصلين القيمين من كتابه ـ اللذين تجد أمامك ترجمتهما في هذا الكتاب ـ أن يبين لنا من أين، وكيف؟ نفذت عقيدة التجسد: ”أي تجسد الله في عيسى” إلى رسالة المسيح التوحيدية الخالصة البسيطة.
ففي الفصل الأول من كتابه والذي يعنون له بـ Myth of Incarnation in the Ancient near east أي أساطير التجسد في الشرق الأدنى القديم، يعرض لنا المؤلف عرضاً موثقاً الاعتقاد بتجسد الآلهة في عالم الشرق الأدنى القديم في عهد ما قبل ظهور المسيحية، والعهد المعاصر لها، فيذكر لنا أمثلة عديدة لتصور و نظرة شعوب الشرق الأدنى لبعض عظمائهم من فلاسفة عظام كفيثاغورث و أمفيدوكلس أو ملوك أباطرة فاتحين كالإسكندر الأكبر، على أنهم في الحقيقة آلهة أو أبناء آلهة تجسدوا و ظهروا بذلك المظهر البشري!
و من جملة ذلك يبين لنا كيف أنه في العهد الروماني المعاصر للمسيح كان من الشائع إطلاق لفظ ”الرب” أو لفظ ”ابن الله” أو لفظ ”المخلص” على بعض الأباطرة الرومان كأغسطس و يوليوس قيصر و نيرون! ويذكر في هذا المجال مثلاً أن مخطوطة يرجع تاريخها لسنة 48 ق.م. تتحدث عن الإمبراطور الروماني الشهير جوليوس قيصر كَـ:"مظهر الله، وابن الإله آريز والإلـهة أفروديت والمخلِّص العام للحياة البشرية".
و لن نطيل هنا في ذكر شواهده فستقرؤها مفصلة في هذا الفصل الأول من الكتاب، و نضيف أن المؤلف يبين كذلك أن الاعتقاد بتجسُّد بعض الآلهة لم ينحصر باليونان و الرومان الوثنيين فحسب، بل كانت هناك أيضاً أفكار تجسُّدية قديمة بين اليهود، ازدادت وضوحاً في الفترة السابقة لظهور السيد المسيح، و يذكر المؤلف عدة شواهد على ذلك من أسفار كتاب اليهود المقدس تتحدث عن تجسُّد لكائنات ملكوتية مجردة ـ كالحكمة واللوجوس وبعض الملائكة ـ و ظهورها بشكل إنسان منقذ ومخلص!
و الحاصل أن المؤلف بين لنا بأسلوب علمي موثق في هذا الفصل أن الاعتقاد بإمكانية، بل بالوقوع الفعلي، لتجسد آلهة أو على الأقل كائنات ملائكية علوية مجردة، و ظهورها في شكل عظماء أو منقذين من البشر كان اعتقاداً شائعاً ومتغلغلاً في أذهان شعوب الشرق الأدنى القديم سواء منها الوثني أو اليهودي.
بعد هذا، ينطلق المؤلف في الفصل الثاني Myth of Incarnation in Christianity (أي أسطورة التجسد في المسيحية) ليبين لنا كيف و من أين ؟ دخل التفسير التجسُّدي لشخصية المسيح إلى البناء العقائدي للكنيسة المسيحية و كيف بدأت الحقيقة التاريخية لشخصية المسيح و أعماله، تختلط بالخيال و الخرافة، و يبين ما كان لآراء يوحنا صاحب الإنجيل الرابع الفريد الذي يختلف كثيراً عن الأناجيل الرسمية الثلاثة المتشابهة، ولآراء ورسائل بولـس، من أثر في هذا المجال، و تأثُّر هاتين الشخصيتين المحتمل بالفيلسوف اليهودي الأفلوطيني ”فيلو الإسكندراني”، ويبين المؤلف أن هذا التدخل للأفكار الفلسفية والأسطورية لم يتم دفعة واحدة بل تم بشكل تدريجي وعلى مراحل، و يحاول أن يبين الأسباب المختلفة التي أدت إلى تكرُّس هذا التفسير التجسُّدي الخيالي لشخص المسيح في أذهان آباء الكنيسة، و من جملة ذلك يذكر ما كان للاختلاف الكبير بين مفهوم عبارة ”ابن الله” في اللغة الآرامية (اللغة التي كان يتكلمها المسيح) أو اللغة العبرية (لغة التوراة و الزبور و الكتاب المقدس)، و مفهومها في اللغة اليونانية القديمة، التي دونت بها الأناجيل و الرسائل النصرانية الأولى، من دور في هذا الأمر، ففي حين لا تعني هذه اللفظة بلغة المسيح واللغة العبرية أكثر من معنى مجازي يدل على أن صاحبها بار متق محبوب من الله اجتباه الله واصطفاه لنفسه، تحمل عبارة ”ابن الله” في اليونانية القديمة ـ لغة الآباء العظام ـ معنى حرفياً لتعني الابن المولود فعلاً أي المنبثق من الله و الذي يكون من نفس جوهر و طبيعة الله ـ حيث أن ثقافة اليونان الوثنية كما ذكرنا كانت مليئة بالاعتقاد بآلهة لهم أولاد ولدوا منهم على نحو حقيقي!
على كل حال لا نريد في هذه المقدمة أن نلخص جميع مواضيع الكتاب وإنما أردنا فقط أن نوضح موضوع البحث لكي يكون القارئ في الصورة عن القضية المطروحة فيه وعما يريد المؤلف إثباته في كتابه ونأمل أن تكون هذه المقدمة قد حققت هذا الغرض و قد آن الأوان لنتركك عزيزي القارئ الآن مع المؤلف نفسه.
و نشير في الختام إلى أن الحواشي التي تجدها باللغة الإنجليزية هي حواشي المؤلف نفسه و هي فقط بيان لمصادر ومراجع المعلومات التي يذكرها في بحثه، أما الحواشي التي تجدها باللغة العربية فهي للمترجم أي لي، حيث وجدت من الضروري شرح الأعلام التي يذكرها المؤلف والتي قد لا يكون القارئ على علم بها وقد استفدت في هذا الأمر بشكل رئيسي من معجم الأعلام في قاموس المورد لمنير البعلبكي، كما علقت من عندي على بعض ما ذكره المؤلف مما لا نتفق معه فيه أو مما وجدته بحاجة لتعليق.
هذا ما أردت ذكره في هذه المقدمة و أسأل الله تعالى أن ينفع بهذا الكُتـيِّب ويقبله خدمة للتوحيد الخالص و للإسلام بل لسيدنا المسيح عليه السلام كذلك، الذي تعرضت رسالته التوحيدية النقية الخالصة إلى التبديل والإضافات الوثنية، و الحمد لله تعالى أن هدانا لهذه الحقائق قبل أن يتوصل إليها أولئك المحققون الغربيون بألف وأربعمائة عام وذلك على لسان أكرم رسله وأشرف مبعوثيه وخاتم أنبيائه سيدنا محمد (صلى الله عليه و آله وسلم)، وسبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
كتبه الفقير لرحمة الله تعالى: سـعــد رسـتـم
((((((((((((((((((((((((((((((((((((((الخديعة الكبرى)))))))))))))))))))
تأليف د. روبرت كيل تسلر
قالوا عن هذا الكتاب :
1- " فرغت تواً من قراءة كتابكم " عيسى أم بولس " ، وقد سررت به كثيراً ، فهو يناقش نقاطاً جوهرية كانت تشغلنى منذ وقت بعيد ، منها : 1- تأثير مذهب الغنوصية على أفكار بولس المتعلقة بمبدأ العداء الجنسى. 2- نظرية الفداء ونتائجها الوحشية المؤثرة على تخيلنا لطبيعة الله وقسوة الإنسان فى كتمانها. وإنى لأشكركم على إهدائكم إياى كتابكم هذا ".
الدكتورة أوتا رناكه هاينيمان Uta Ranke- Henemann أستاذة اللاهوت بإسن
2- " أجد أن هذا الكتيب ( المخدوع الأكبر على مر الزمان : Der gr??te Betrogene aller Zeit رائع وموضوعى فى كل جوانبه "
المؤلف الموسيقى فيلى هيس Willy Hess من مدينة فينترتور Winterthur [بسويسرا]
3- "أجد عنوانكم مطبوعاً على كتيبكم هذا (المخدوع الأكبر على مر الزمان) ، وقد قرأته فى هذه الأيام باهتمام لامثيل له . وإنه ليحزننى أن يتأكد لى دائماً أن ديننا اليوم به الكثير من اللوثات السفسطائية . ويبدو أنه لابد أن يبلغ المرء (45) عاما حتى يؤكد له أحد رجال الدين بشكل واقعى تماماً ما كنا نفكر فيه لأعوام من نقد يوجه للكنيسة واللاهوت المعاصر. وعلى كل حال لكم منى جزيل الشكر على حريتى التى حصلت عليها بقراءتى لكتابكم هذا الذى يسعدنى أن أضمه لمكتبتى أو أنشره بين الناس"
السيدة : راجنهيلد هـ . Ragnhild H. من ألمانيا الإتحادية
4- " وعلى أكثر الإحتمالات فإن موضوع بولس هذا سوف يدفعنا لإعلان الحقيقة المأساوية وهى أن المسيحية التى قامت كل هذه القرون وبقيت حتى يومنا هذا قد فشلت فى كل المجالات".
السيدة فيرا ج هاينريش Vera G. Heinrich فيينا
5- [ويقول المؤلف نفسه على ظهر غلاف كتابه تحت عنوان " تكاد لاتصدق!] منذ (2000) عاماً يؤمن المسيحيون أن دينهم هذا هو دين عيسى وفى الحقيقة فهو دين آخر تماماً : دين بولس الذى لم يتخل أبداً عن عدوانه لعيسى وهذا مايقر به أيضاً العديد من رجال اللاهوت المسيحى ذات الصيت الذائع (أنظر صفحة 33 من الكتاب) . وسوف يُناقش هذا فى كتابنا الذى أمامكم ( والذى حقق أكبر مبيعات بين كتبنا ) بصورة مختصرة وشاملة.
د. روبرت كيل تسلر Robert Kehl. Zeller
ولد د. روبرت كيل تسلر عام 1914عمل كموظف بوزارة العدل، ثم قاضياً ثم مدرساً بجامعة زيوريخ للقانون المدنى، ويعمل الأن كمحام وباحث فى الدين والأخلاق والجنسية وهو هنا يهدى كتابه لدكتور القانون بيتر هوبر Peter Huber مشوباً بكل مشاعر الود والإحترام.
المخدوع الأكبر على مر الزمان ؟
عندما نتكلم عن الخداع بمفهوم فشل منزه عن الغرض ، أى بمفهوم التحول ، فنكون بذلك قد أخطأنا ر كوب القطار الصحيح، أو شعرنا [على الأقل] بضياع جزء من حياتنا كنا نقضيه منخدعين، حيث نكون قد أخطأنا استثمار وقتنا وجهدنا.
ومن هذا المنطلق فليس هناك مخادع لكل مخدوع.
وعلى النقيض من بعض أصحاب الأقلام الذين يتبنون الرأى القائل إن بولس حرف المسيحية عن عمد ليتمكن من تدميرها . حيث لم يمكن القضاء عليها بصورة أخرى ، فنحن نتقبل مبدئياً كون بولس حسن النية.
فقد كان عيسى كثير الرثاء على تلاميذه الذين رباهم وعلمهم بنفسه ، فقد كان يرميهم بعدم فهمهم أياه ، وبالطبع فالإنسان الذى لم يتمتع بمثل هذه التربية ، يمكن أن يسئ فهم عيسى بصورة أكبر . فما بالنا لو كان هذا عدوه ، ونعنى به هنا بولس.
الثالوث المقدس في المسيحة وعلاقته بالديانات الوثنية
نظرة تفصيلية في العقائد المسيحية - الثالوث المقدس في المسيحة وعلاقته بالديانات الوثنية :
موقف العقيدة الإسلامية من الثالوث :
قبل ان نبدأ في سرد شروحاتهم أريد التنبيه إلي شئ مهم من ناحية العقيدة الإسلامية , العقيدة الإسلامية قائمة على التفكير والتدبير والتأمل , العقيدة الإسلامية عقيدة الفطرة السوية المتوافقة مع العقل والمنطق .
يقول الله عز وجل في كتابه الكريم بخصوص ما يتعلق بالتثليث والتوحيد :
[ المؤمنون:91 ]-[ مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ]
( سورة المؤمنون )
[ المائدة:73 ]-[ لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
( سورة المائدة )
[ الحجر:96 ]-[ الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللّهِ إِلـهاً آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ]
( سورة الحجر )
[ الإسراء:22 ]-[ لاَّ تَجْعَل مَعَ اللّهِ إِلَـهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَّخْذُولاً ]
( سورة الإسراء )
[ الشعراء:213 ]-[ فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ ]
( سورة الشعراء )
[ ق:26 ]-[ الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ ]
( سورة ق )
[ الذاريات:51 ]-[ وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ]
( سورة الذاريات )
[ المؤمنون:117 ]-[ وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ]
( سورة المؤمنون )
[ الأنعام:19 ]-[ قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ]
( سورة الأنعام )
[ النحل:22 ]-[ إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ ]
( سورة النحل )
[ فصلت:6 ]-[ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ ]
( سورة فصلت )
[ الكهف:110 ]-[ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ]
( سورة الكهف )
[ الأنبياء:108 ]-[ قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ ]
( سورة الأنبياء )
أظن من الواضح جدا , كم هو مهم في الإسلام , ان لا تجعل مع الله إله آخر , وان التثليث مرفوض نهائيا في الإسلام , هناك آيات أخرى كثيرة جدا جدا تحث على عدم إتخاذ عقيدة التثليث وان التوحيد وإفراد الله بالألوهية هو أهم شئ على الإطلاق في الإسلام . أريد التنبيه على شئ مهم جدا جدا من ناحية العقيدة المسيحية , يقول الموقع التبشيري :
[ تعتبر عقيدة التثليث المسيحي من العقائد الحياتية الهامة في حياة المسيحي، فلا يستطيع الإنسان المسيحي أن يحيا دون الإيمان بالثالوث القدوس، وعمله في حياة الإنسان. ]
أريد التنبيه أيضاً عن شئ مهم جدا جدا , السيد المسيح ما جاء بالتثليث قط , وسوف نرى ان عقيدة التثليث نتاج فكر الآباء القديسيين كما تقول الآية الكريمة :
[
التوبة:31 ]-[ اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ]التوبة:31 ]-[ اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ]
( سورة التوبة )
العهد الجديد كما فصلنا من قبل هو مكون من الأناجيل ( إنجيل متى , إنجيل مرقس , إنجيل لوقا , إنجيل يوحنا ) التي هي حياة السيد المسيح وتعاليمه وباقي العهد الجديد عبارة عن تعاليم لبولس المدعو رسولاً وباقي تلاميذ السيد المسيح , أريد فقط ان تركزوا في النصوص التي سوف يستشهد به الآباء الكهنة والمواقع التبشيرية , هل هي من كلام السيد المسيح على حسب زعمهم , أم هي تعاليم القساوسة والرهبان ؟
الثالوث القدوس بالمفهوم المسيحي :
سوف أنقل لكم مفهوم الثالوث القدوس من موقع تبشيري مسيحي :
بدأ الموقع التبشيري بإقتباس مقولة من مقولات أحد الآباء القديسيين عند المسيحيين :
[ أن للآب أقنوما متميزاً والإبن أقنوما متميزاً، والروح القدس أقنوما متميزا كذلك. ولكن الآب والإبن والروح القدس لاهوت واحد، ومجد متساوي، وجلال أبدي، الآب غير محدود والإبن غير محدود، والروح القدس غير محدود، لكن ليسوا ثلاث آلهة غير محدودين ].
القديس أثناسيوس الرسولي
ثم يستمر الموقع بالقول ان الثالوث لا يمكن إستيعابه بالعقل وأنها عقيدة فوق حدود العقل !
[ وقبل أن نبدأ الخوض في الحديث عن هذه العقيدة الهامة نذكر هذه القصة الشهيرة عن القديس أغسطينوس
(354 – 430م)
أسقف هيبو : "أنه وبينما كان سائراً على شاطئ البحر ، وكان يفكر في إعداد كتابه عن الثالوث القدوس، رأى طفلا صغيراً يحمل ماء من البحر ويصبه في حفرة صغيرة على الشاطئ كان قد حفرها بنفسه ، وحينما سأله القديس: ماذا تفعل يا بني؟ أجابه إنني أقوم بإفراغ البحر في هذه الحفرة. فسأله القديس وكيف تسع حفرتك الصغيرة هذا البحر الواسع؟ أجابه الطفل – وكان ملاكاً من الله – وأنت كيف تستوعب عقيدة الثالوث القدوس بعقلك البشري المحدود؟وهذا حق فإننا لو استطعنا احتواء الله بالكامل في عقولنا المحدودة لكان الله محدوداً ، وحاشا لله أن يكون محدوداً. ]
ويقول الموقع ان السبيل في راحة عقلك الذي لا يمكن له من إحتواء عقيدة الثالوث القدوس أو فهمه , هو التسليم بهذه العقيدة والإيمان به بدون اي فهم أو إدراك أو إستيعاب للعقيدة , فقط إيمان بدون فهم .
[ ولكننا لا يجب أن ننزعج من هذه الحقيقة ، حقيقة صغر عقولنا وضعف فهمنا أمام حقيقة الثالوث القدوس لأن الله أعلن لنا هذه الحقيقة بوضوح في الكتاب المقدس، وحينما نقبل هذه الحقيقــة بالإيمان، نجد أن عقولنا ستجد راحة كاملة في الاقتناع بهذا الإعلان ونجد إنه من المستحيل الإيمان بشيء آخر سوى الإله الواحد المثلث الأقانيم. ]
ثم يقوم الموقع بشرح كلمة أقنوم , فـ الثالوث القدوس يقول ان الإله مكون من ثلاثة أقانيم الآب والإبن والروح القدس , إله واحد آمين
ما معنى كلمة اقنوم؟
كلمة أقنوم كلمة سريانية معناها ” الذات المتميزة غير المنفصلة” وهي باليونانية ” هيبوستاسيس “ وهي تحمل المعنى الحقيقي للتمايز بين اقانيم اللاهوت، وهي الاصطلاح الذي يطلق على كل من الآب والإبن و الروح القدس.
ويخطئ من يظن أن الأقانيم الثلاثة مجرد صفات أو ألقاب عادية لأننا نرى الاقنوم الواحد يكلم الآخر ويتحدث عن نفسه، ويرسل الواحد منها الآخر، وهكذا … وبديهي أن الصفات أو الألقاب العادية لا يمكن أن يخاطب بعضها أو أن يتكلم أحدهـا عن الآخر.
وهذه الأقانيم ثلاثة في وحدة جوهرية خاصة بكيان الله ، فهو واحد في جوهره مثلث في أقانيمه.
وكل أقنوم يدعى الله ،
فالآب يدعى الله كما يقول الكتاب (يع 1 : 27) ، والابن يدعى الله ( تي 3 : 16) ، والروح القدس يدعى الله (أع 5 : 3 ، 4).
والمقصود بهذه الأسماء تقريب المعنى للعقل البشري المحدود، ولا يخفى على أحد أنه ليس مقصوداً بالإبن والآب العلاقة الناتجة عن التزاوج أو التناسل، إنما هي أسماء تقريبية أعطاها الله ليفهم البشر الحديث عن الله الكائن بذاته، الناطق بكلمته ، الحي بروحه. ]
نلاحظ ان الإستشهادات بنصوص ليست من كلام السيد المسيح , وسيكون هناك تفصيل لكل هذه الإستشهادات ولكن ما يهمني كمسلم ان الإستشهادات ليست على لسان السيد المسيح في أي حال من الأحوال .عندما نرجع إلى شرح كلمة أقنوم نرى التالي :
[ ويخطئ من يظن أن الأقانيم الثلاثة مجرد صفات أو ألقاب عادية لأننا نرى الاقنوم الواحد يكلم الآخر ويتحدث عن نفسه، ويرسل الواحد منها الآخر، وهكذا ... وبديهي أن الصفات أو الألقاب العادية لا يمكن أن يخاطب بعضها أو أن يتكلم أحدهـا عن الآخر. ]
فهل هم ثلاثة أشخاص مختلفين ؟ يكلمون بعضهم البعض ويرسلون بعضهم البعض ؟
تذكر يا مسلم ان الثالوث لا يُعقل , فقط آمن
[ كل أقنوم يدعى الله ] طبعاً كل أقنوم يدعى الله ولكن هم ليسوا ثلاثة آلهة بالتأكيد يا مسلم , تذكر , الثالوث لا يعقل , فقط آمن
من العجيب جدا , ترى ان المسيحي يقول ان الثالوث القدوس عقيدة موجودة في العهد القديم , يقول الموقع التبشيري :
[ الكتاب المقدس، الموحى به من الله يؤكد على هذه العقيدة بقوة من خلال عهديه القديم والجديد ]
يقول موقع الأنبا تكلا أيضاً عن الثالوث القدوس :
[ نحن لا ننفرد وحدنا بعقيدة الثالوث Holy Trinity، لأنها كانت موجودة في اليهودية، ولها شواهد كثيرة في العقد القديم ولكن بإسلوب مستتر وأحياناً مباشر، ولكنه كان مكشوفاً فقط للأنبياء ومحجوباً عن عامة الشعب لعدم قدرتهم على إستيعاب حقيقة جوهر الله. وتوقع سوء فهمهم له في مرحلة طفولة معرفتهم به وبداية إعلان ذاته لهم، وحرصاً منه على عدم وقوعهم في الإعتقاد بتعدد الآلهة، الأمر الذي تسربت معرفته لآبائنا قدماء المصريين، فوقعوا في عقيدة الثالوث الوثني ]
العهد القديم خاص باليهود , هل كان اليهود مؤمنون بالثالوث ؟ هل وصل المسيحيون إلى هذه الدرجة ؟ انهم يفرضوا معتقداتهم على ديانات الآخرين ؟ أتحدى أي مسيحي ان يأتي بأي موقع يهودي أو أي شخص يهودي يؤمن بالثالوث القدوس ! , الله المستعان
الجميل في الموضوع ان كل مسيحي يحاول ان يشرح التثليث , له فهم خاص بالثالوث , وقد نرى تضارباً بين شرح كل مُبشر والآخر كما هو موجود في فهمهم عن الثالوث , ولكننا نقول في النهاية , لو عقلك تعب من التفكير في الثالوث آمن فقط وسَّلِم بالثالوث وأرح عقلك من التفيكر :
يقول الموقع التبشيري الأول : [ ويخطئ من يظن أن الأقانيم الثلاثة مجرد صفات أو ألقاب عادية ]
يقول الموقع التبشيري الثاني : [ كلمة أقنوم هى صفة .. الله ليس ثلاثة او أثنين بل هو إله واحد ، فلننظر بتأمل للآقانيم الثلاثة ، الله الآب كائن (من الكينونة) بذاته ، الآبن هو عقل الله الناطق ، و هو حى بروحة الذى هو الروح القدس .. إذن فهى صفات متحدة و هى الله الواحد الكامل ]
مفيش داعي للتفكير , وليس هناك داعي للنظر إذا كان التفسير الأول هو الصحيح أو التفكير الثاني هو الصحيح , فقط آمن بالثالوث , لأن في نهاية المطاف , عقلك البسيط الغير محدود , مستحيل ان يستوعب الثالوث القدوس . سبحان الله العظيم , هل يطلب الله عز وجل من خلقه ان يؤمنوا بعقيدة لا تعقل ! ما لكم كيف تحكمون .
وبخصوص كلمة [الثالوث Holy Trinity ]
ذكر في دائرة المعارف الكتابية تحت حرف الثاء , كلمة ثالوث :
[ لم ترد كلمة " الثالوث " في الكتاب المقدس، حيث لا يذكر الكتاب المقدس هذا اللفظ بالذات تعبيرا عن مفهوم انه ليس هناك سوى الله الواحد الحقيقي
The term “Trinity” is not a Biblical term, and we are not using Biblical language when we define what is expressed by it as the doctrine that there is one only and true God ]
في الموسوعة الكاثوليكية أيضا تأكيد على ان لفظة الثالوث نفسها غير موجودة في أي مخطوطة من مخطوطات العهد الجديد !
[ In Scripture there is as yet no single term by which the Three Divine Persons are denoted together ]
الترجمة : في المخطوطات ليس هناك مصطلح واحد يبين الثلاثة أقانيم كشخص واحد , أي ان الآب مذكور واحده والإبن مذكور واحده والروح القدس مذكور وحده ولكن كون ان الثلاثة مع بعضهم إسمه ثالوث او أي لفظه غيرها توحدهم في كيان واحد , للأسف غير موجود !
أيضاً كلمة ثالوث غير موجودة في قاموس الكتاب المقدس , لأنها ببساطة لم ترد في الكتاب المقدس ! .
(( كلمة ثالوث مُبتدعة وليست من الكتاب المقدس ))
هل تتخيل يا مسلم ان يكون مثلاً دينك إسمه الإسلام , وكلمة الإسلام غير واردة في القرآن الكريم ؟ هل تتخيل يا مسلم ان مثلاً تكون معتقد ان من أسماء الله عز وجل هو الرحمن وان كلمة الرحمن غير واردة في القرآن الكريم ؟ والله لا أتخيل أمر كهذا !
________________________________________
خلاصة الثالوث المسيحي :
الثالوث مكون من الآب والإبن والروح القدس , كل واحد منهم إله كامل بكل ما تعني الكلمة من معنى , ولكنهم ليسوا ثلاثة آلهة مختلفين ولكنهم إله واحد , وعقيدة الثالوث لا يمكن لك ان تفهمها ولابد لك من الإيمان بها هكذا كما هي كي تريح عقلك !
________________________________________
الثالوث المسيحي في العقائد الوثنية :
الثالوث المقدس لم يكن موجوداً فقط في المسيحية ولكنه مأخوذ من بعض الديانات الوثنية وديانات أخرى هندوسية وغيرها :
__________
الثالوث المقدس الهندوسي والذي يظهر فيه الرب براهما مع الاله فيشنو و الالهه شيفا وفي هذا الثالوث يكون براهما هو الروح القدس.
الروح القدس الهندوسي
الروح القدس المسيحي
تثليث هندوسي
تثليث المسيحية
إختصار الآلهة المثلثة فى صورة يسوع ….. مُنتهى التبسيط و التوحيد ! ….. و هكذا نجد أن هناك عِلم يُسمى باليسوعوت أو المسيحوت ، أو علم لاهوت اليسوعى، فى مُقابل اللاهوت الإلهى، الذى عفا عليه الزمن !
الثالوث المُقدس كما تصوره الهنود الحُمر …. ربما كان فى أحد أساطيرهم … أو وسيلة لتقريب مفهوم التثليث لدى المُستعبدين من الهنود الحمر من قَبل مُستعمرى أمريكا الأوائل من الإنجليين …. الذين كانوا يعتبرون مُهمتهم فى أمريكا مُهمة مُقدسة …. و كانوا يُسمون أنفسهم بالحُجاج …… و كأنهم فى رحلة للأرض المُقدسة …… و من ضمن مُهمتهم المُقدسة تنصير ما تبقى من هنود أمريكا، ممن نجى من المذابح التى إرتكبها هؤلاء الحُجاج !
الأب الإله، فى الأعلى ….. و ربما كان إسمه الدب الأكبر
الروح القُدس هنا ليست حمامة بيضاء ، بل صقر جارح !
الإبن الإله، و قد وقفت الروح القُدس على رأسه … و يحمل رمز الشمس (أو إله الشمس) على سترته !
________________________________________
السيد المسيح في العهد الجديد قد قال جملة في غاية الروعه , قد دمر فيها أي مفهوم للثالوث , وجعل الوحدانية واضحة جلية
Joh 17:3 وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.
النص بإختصار يقول : ان الدخول للجنة = أشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد ان عيسى رسول الله , المسيح ليس إله , الروح القدس ليس إله , الله خالق السموات والأرض هو فقط الإله الحقيقي الوحيد المستحق للعبادة .
أشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد ان محمد عبد الله ورسوله
وأشهد ان عيسى عبد الله ورسوله
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
(((((((((التناقض بين عيسى وبولس لدى قادة الفكر وكبار رجال اللاهوت وبعض أهل الإختصاص)))))))))
ما يثير العجب العجاب هو كيفية ثبات رجال اللاهوت على هذا الدين رغم وجود الهوة السحيقة بين تعاليم عيسى وبولس، وهذا أمر مؤكد منذ بزوغ فجر المسيحية الأولى، الأمر الذي يعرفه جيداً كل رجل دين إلا أنه يخفي عن شعب الكنيسة وطوائفها، على الرغم من إدراك معظم قراء الكتاب المقدس لوجود تناقضات به، ومع ذلك يفضلون إضطرابات الفكر وتصدعاته عن الإعتراف بتناقض واحد، ثم تحمُّل نتائج هذه العاقبة.
لذلك كان لزاماً علينا هنا أن نشير بكل وضوح إلى التناقض الحاد بين أفكار عيسى وتعاليمه وبين مثيلتها عند بولس، الأمر الذي أقره أكبر المفكرين وأبرزوه جيداً .
وأذكر من بين غير رجال اللاهوت المتخصصين بعض الأسماء القليلة منها : اللورد بولنجبروك (1678 - 1751)، غاندي، المحامي والفبلسوف كارل هياتي (1833 - 1909)، وباحث الطبيعة البروفسور أرنولد هايم ( 1882 - 1961 )، وهو قد وجد أن بولس قد ابتعد بعقيدة الذنب المتوارث هذه تماماً عن تعاليم عيسى (إرجع إلى:"صورة العالم تحت مجهر باحث في الطبيعة " Das Weltbild eines Naturforschers " إصدار عام 1944 صفحة 146)، وكذلك أيضاً الفيلسوف فرانتس نيتشه، وباحث الطبيعة زيهر إيمانويل شفيدنبرج، وبرنارد شو وعالم اللغة فريدريش توديكوم، وأيضاً شيلنج، وجوته، و شيلر، وفولتير . وهناك الكثير غيرهم .
ولانبالغ إن قـلـنـا إن أكبر قادة الفكر منذ عصر الإصلاح الديني قد توصلوا لمثل هذه النتائج . أما بالنسة لرجال الدين فهناك العديد من الأسماء التي تملأ الأفق، وهم يؤكدون وجود هذه التناقضات التي بين عيسى وبولس ويثبتونها ومع ذلك فهم أشهر من كتب ذلك وبسببه تعرضوا للنقد أو الخطر ونذكر منهم هذه الأسماء تبعاً للترتيب الأبجدي :
أكرمان، بارت، باور، براون، بورنكام (في كتاب (عيسى) صفحة 207)، بوسّــن في كتابه (Kyrios) صفحة (7) وما بعدها وأيضاً كتابه (طبيعة الدين) Das Wesen der Religion، وبروكنر في كتابه (تمهيد) صفحة (282)، وبولتمان في (تقاليد الإنجيل المتوافقة (Synoptische Tradition الطبعة الثانية إصدار عام 1931 صفحة 154) ودام، ودايسمان، وحاوكل، وجيزبريشت في (ملامح تاريخ الدين الإسرائيلي Grundzüge der israel. Religionsgeschichte)، وجريم، وهيبرلين، وهارنَك في (تاريخ العقائد Lehrbuch der Dogmengeschichte ) وفي كتابه (الرسالة Die Mission) وهارتمان، وفون هيز في (تاريخ الكنيسة " Kirchengeschichte ") وهاوسرات، ويوليشر في (تمهيد " Einleiterng " صفحة 300) وكال، وكلوسترمان في (إنجيل مرقس " 470 - Markus صفحة 109 على سبيل المثال)، وكنويف، وكولر، ولاجارد، ولويز، ومارتي، ومارتج، ونيستل، فون أفربيك، وبفيستر، ورادينهاوزر، ورجانس في ( تاريخ المسيح " Die Geschichte der Sache Christi " صفحة (122) وما بعدها)، ورنكه، ورينان، ورايماروس، ورينجلينج، وروزنبرج، وشينكل في (قاموس الكتاب المقدس "Bibellexikon")، وشونفيلد، وشوبسس، وشورر في (المسيحية من أجل العالم وبه " Christentem für die Welt und mit der Welt " صفحة 1949)، وشتاوفر، وتيريل، وفاينل، وفايتسيكر، وفينديش، وفولفر، وفيردي وسَارند وكذلك أيضاً إدوارد سَــلر .
وقد بدأت سلسلة هؤلاء الكتاب المناهضين لبولس منذ وقت الإصلاح الديني، فظهر حينئذ: فيلكيف، ويعقوب ليفر، ورويشليكن، وإيرازموس وكارلشتات، وبيترو بمبو .
وأهم من هؤلاء هو كلماتهم في هذا الموضوع التى تملأ المراجع والمجلدات، حيث إن المراجع التي تناولت هذه الموضوعات لا تعد ولا تحصى .
والأعجب من ذلك أن شعب الكنيسة لا يعرف عن ذلك شيئاً مطلقاً ! لذلك نذكر هنا على الأقل بعض الكلمات التي تبين قيمة هذه البراهين :
لاحظ بولينجبروك Bolingbroke (1678 - 1751) وجود ديانتين في العهد الجديد : ديانة عيسى وديانة بولس .
ويؤكد براون Braun - بروفسور علم اللاهوت - أن بولس قد تجاهل العنصر الإجتماعي في كتاباته تماماً، لذلك نراه قد تجاهل حب الإنسان لأخيه، وقد أرجع إليه إنتشار الرباط الواهن بين الكنيسة والدولة، والذى أدى إلى قول كارل ماركس: إن الدين المسيحي أفيونة الشعوب (الجريدة اليومية لمدينة زيوريخ Tagesanzeiger إصدار 18/2/72 صفحة 58) .
أما غاندي Gandhi فيرى أن بولس قد شوه صورة عيسى إرجع إلى كتاب Offene Tore إصدار عام 1960 صفحة 189).
أما رجل الدين والفلسفة المربى باول هيبرلين Paul Häberlin والتي ترتفع كل يوم قيمته العلمية، فلم يتردد في تعريف الديانة البولسية بأنها قوة الشر نفسها . فقد كتب مثلاً في كتابه الإنجيل واللاهوت "Das Evangelium und die Theologie" صفحات 57 -67 ما يلي:
" إن تعاليم بولس الشريرة المارقة عن المسيحية لتزداد سوءً بربطها موت المسيح عيسى فداءً برحمة الله التي إقتضت فعل ذلك مع البشرية الخاطئة. فكم يعرف الإنجيل نفسه عن ذلك !
فهو ينادي برحمة الله وبرِّه الإجباري، الأمر الذي لا يمتد بصلة إلى مقومات البر، ولا إلى الرحمة نفسها، حيث لا تجتمع الرحمة والبر الإجبارى. كما نرى أن إدخال الشيطان في العلاقة بين الله والإنسان لها مكانة خاصة في تعاليم بولس بشأن الخلاص، فنجدها ترتبط عنده بآدم، ومرةأخرى بواقع "الشريعة اليهودية" . .(وسنعود لهذا الموضوع بإستفاضة فيما بعد) "إن أفكار بولس عن الفداء لتصفع بشارة الإنجيل على وجهها. فمسيح الإنجيل هو الفادي، ولكن ليس له علاقة بذلك الفداء الذي يفهمه بولس والذي أصبح مفهوماً بسبب خصائصه المطلقة. أما مَن يعتنقها فيكون بذلك قد ابتعد عن رسالة المسيح عيسى .
فالإنسان لا يمكن أن يتقبل رسالة الله المتعلقة بالرحمة الإجبارية، ويؤمن في نفس الوقت أنها شيطانية، الأمر الذي تنادي به تعاليم بولس بشأن العلاقة بين أهمية المسيح عيسى وبين آدم .
وليس للمرء أن يفهم إرسال المسيح عيسى بصورة غير مسيحية أي كوحي منزل من الله ليزيل الخطيئة التي ارتكبها آدم في حق الله، وليس للمرء أيضاً أن يتعلق بفكرة الفداء هذه، لأن من يقترف مثل هذا الذنب يكون مصراً على اتباع الخطيئة الشيطانية ." " ونؤكد مرة أخرى أن تعاليم بولس الشيطانية هذه - تلك التي تبْرَأ منها المسيحية والتي تنادي بالخلاص من خطيئة آدم - لن تخفَّ حدتها، بل ستزداد بتعاليمه عن الرحمة . " (وسنعود لهذا الموضوع باستفاضة) .
"وأقوى التعاليم عن اللاهوت الشيطاني وآخرها هي نظرية بولس بشأن اختيار الرحمة، وليس مهماً أن يختلف معها النشاط التبشيري للرسول، بل تكمن الأهمية في أنها تعارض الإنجيل نفسه . فإذا ما كانت رحمة الله إجبارية، فلابد لها إذن أن تشمل البشرية كلها، فلو لم يتنصر كل الناس في المستقبل، فسيرهق هذا المسيحي دائماً بدافع الحب في أن يكسب غير الأبرار إلى هذا البر، وإذا ما فشل فسيعتبر هذا قضاء الله، ولكنه سوف يراه بمثابة واقع إلهي."
"وهذا يعني أنه سوف يؤمن برحمة الله. ولكنه سيتألم لأنه ليس كل المؤمنين بها من الأبرار، ويزداد هذا الألم عند إيمانه بأن كل شيء جميل أمام الله، سواء كان هذا كائناً موجوداً أو سيحدث هذا فيما بعد فهو حسن عند الله، فكيف لنا أن نصدر حكماً ضد ذلك."
"أما تعاليم بولس فتقضي بالنقيض من ذلك "(ولنا عودة في هذا الموضوع). وكتب كذلك رجل اللاهوت الذي يتمتع بشهرة خاصة أدولف هارنك في كتابه تاريخ العقائد Die Dogmengeschichte صفحة (93) موضحاً أن: "الديانة البولسية لا تتطابق مع الإنجيل الأساسي".
كذلك انتهى رجل الدين إيمانويل هارتمان Emanuel Hartmann إلى أن مسيحية اليوم (وخاصة تعاليم الفداء) لا علاقة لها بالمسيح عيسى بن مريم عليهما السلام، ولكن ترجع أصولها إلى مؤسسها بولس .
ويوضح بروفسور اللاهوت هاوسرات Hausrat في كتابه (بولس الحواري) " Der Apostel Paulus " أنه لو كان بولس قد بشر فعلاً بتعاليم المسيح عيسى ، لكان وضع أيضاً ملكوت الله في مركز بشارته . فهو يبدأ ديانته التي اخترعها بمفهوم كبش الفداء، فهو يرى أن الله قد أنزل شريعته لتزداد البشرية إثماً على آثامها .
فما تقدره حق تقديره عند عيسى لا تراه يمثل شيئاً مطلقاً عند بولس، الذي تهبط الأخلاق عنده تحت مستوى الشريعة، بدلاً من أن يكملها، كما أراد عيسى ، لأن بولس كان يكره في الحقيقة كل جهد ذاتي .
والأسوأ من ذلك أن تعاليم بولس قد صدقها الناس في الوقت الذي فعل فيه المسيح عيسى كل شيء من أجلنا .
أما البروفسور دكتور كارل هيلتي Carl Hilty - فيلسوف ومحامي سويسري شهير- قد لفظ تعاليم بولسس عن الفداء الدموي نهائياً، ووصف تعاليمه عن " اختيار الرحمة " أنها " أحد أكثر أجزاء العقيدة المسيحية ظلاماً " ارجع إلى كتابه ( السعادة : Das Glück الجزء الثالث صفحات 167، 363 ) .
ويؤكد بروفسور اللاهوت الشهير يوليشر Jülicher في كتابه ( بولس وعيسى Paulus und Jesus إصدار عام 1907 صفحات 52 / 72 ) أن الشعب البسيط لا يفهم تخريفات بولس الفنية ( اقرأها " التحايل والســفـســطة " ) ولا المتاهات التي تدخــلنا في أفكاره، فلم يعتبر عيسى نفسه مطلقاً أحد صور العبيد، ولم يتكلم البتة عن قوة تأثير موته : أي موته فداءً، ولم يشغله غير فكرة وجود أرواح طاهرة قبل موته (وقد تبنى بولس هذه الفكرة أيضاً).
كذلك لاحظ يوليشر من القرائن التاريخية أن النقض كان موجها دائماً إلى بولس (ص13). ويضيف أيضا - وهو مُحِقٌ في ذلك - أنه كان من المتوقع أن نُعطي لعيسى الأولوية في ظل هذه التناقضات، إلا أن الكنيسة قد فعلت العكس تماماً، أي أنها فضلت بولس عن عيسى .
كذلك توصل سورين كيركيجارد Sören Kierkegaard إلى أن السيادة التي نالتها ديانة بولس، ولم يتساءل عنها أحد (للأسف) هي التي غيرت العقيدة المسيحية الحقة من أساسها، وجعلتها غير مؤثرة بالمرة (إقتباس من المرجع السابق لــ Ragaz صفحة 19).
كذلك وجد يواخيم كال Joachim Kahl - وهو أيضاً من رجال الدين - أن كل ما يسيء المسيحية فترجع أصوله إلى بولس .أما الكاتب يوحنا ليمان31أ Johnnes Lehmann فقد قال فىنهاية بحثه إن بولس قد قلب تعاليم عيسى رأساً على عقب (ص151 من كتابه Jesus Roport).
كما ذكر في كتيب ( المسيحية ليست ديناً جديداً Das Christentum war nichts Neues) أن تعاليم بولس عن الفداء بل وديانته نفسها ليست إلا نسخة متطابقة مع الأديان الوثنية التي سبقت المسيحية ( مثل ديانات : أنيس، وديونيس، ومترا وغيرهم ) . وتمثل تعاليمه هذه قلب رسالته .
والعارفون لهذه القرائن يرون أن عيسى قد رفض هذه الأفكار تماماً،إلا أن نفس هذه الأفكار قد حول بولس بها المسيحية إلى أحد الأديان الوثنية الغامضة، وبذلك نتجت ديانة جديدة تماماً، ولم يكن بإمكانه الإبتعاد عن ديانة عيسى وتعاليمه بصورة تفوق مااقترفه، ومن يُعارض ذلك فلن يلق من أمره إلا الحيرة التامة وسيكون غير موضوعى بالمرة .
وأكثر الناس معرفةً لهذه القرائن هو رجل الدين الكاثوليكي السابق والباحث الديني ألفريد لوازي Alfred Loisy، وهو قد ساق لنا التناقض الصارخ بين رسالة عيسى وتعاليم الفداء البولسية في أعماله الشاملة : le sacrifice Essai historique sur إصدار باريس عام 1920 وأيضاً Les mystères païens et le mystère chrètien إصدار باريس عام 1930.
وقد صرح لوازي في أعماله المذكورة أن عيسى لم يكن لديه أدنى فكرة عن مثل هذا الدين الوثني الغامض، الذي أبدله بولس برسالته وعيسى منها بريء (وهو هنا يتكلم عن تحوُّل، وإبعاد، وتغيير).
فقد أقام بولس المسيحية على قاعدة تختلف تماماً عن تلك التي بنيت عليها رسالة عيسى ، لذلك تحولت رسالة عيسى إلى ديانة من ديانات الخرافات الأسطورية، فقد جعل بولس عيسى في صورة المخلّص الفادي التي تعرفها الأديان الأخرى الوثنية، وفيما بعد سيطرت أسطورة الفداء هذه على إنجيل عيسى الذي لم يعتنقه العالم القديم، واعتنق بدلاً منه خرافة أخرى لا علاقة لعيسى بها .
كذلك تحدث لوازي عن تحول بولس وإنسلاخه، وأكد أن فكرة هذه الديانة الوثنية الغامضة لم تكن فكرة عيسى ، الأمر الذي أبدل روح الإنجيل بروح أخرى تماماً.
وقال القس البروتستانتي كورت مارتي Kurt Marti ؛ إن بولس قد غيّر رسالة عيسى تماماً (Exlibris Heft إصدار ديسمبر 1973 - صفحة 5) .
وقال بروفسور اللاهوت الشهير فرانتس فون أوفربيك Franz Von Overbeck : "إن كل الجوانب الحسنة في المسيحية ترجع إلى عيسى ، أما كل الجوانب السيئة فهي من عند بولس " إقتباس من Ragaz من كتاب ( هل هذا إصلاح أم تقهقر ؟ Reformation vorwärts oder rükwärts? " صفحة 18 .
ويرى بفيســترفي كتابه (المسيحية والخوف Das Christentum und die Angst صفحة 400) أن الإصلاح الديني هذا فضَل التمسك بتعاليم بولس عن الرسالة الحقة لعيسى .
كما لاحظ بروفسور اللاهوت الشهير بفلايدرر O. Pfleiderer- بجانب العديد من الرسائل الأخرى المتعلقة بالموضوع - أن وجهة نظر بولس عن عملية الفداء الأسطورية بموت عيسى كانت غريبة تماماً عن الأمة المسيحية الأولى ( كما كانت غريبة أيضاً عن عيسى عليه السلام) (إرجع إلى نشأة المسيحية Die Entstehung des Christentums صفحة 146) .
وقد ذكر أشياء كثيرة منها:
"إن وجهة النظر الغريبة التي تتعلق بموت المسيح عيسى تقضي بموت المسيحين ونشورهم بطريقة غامضة لم تكن معروفة عند الأمة المسيحية الأولى لذلك لم يَشتق مصطلح الفداء من كلمة التضحية .
وهنا لابد أن نتساءل: أين نبحث عن تفسير أسباب ذلك؟
ويمكن الإجابة عليه بأن الإنسان يمكنه أن يجدها لدى تجربة بولس الشخصية لتحوله الداخلي الذي أدى إلى إيمانه بالمسيح .
وهنا يفرض نفسه سؤال آخر : هل تكفي هذه التجربة الشخصية لتوضيح هذه النظرية، التي قد ساعد أيضاً في انتشارها التخيلات الشعبية عن الإله الذي يموت ثم يحيى من جديد؟ تلك التخيلات الشعبية عن أدونيس وأتيس وأوزوريس كانت منتشرة في ذلك العصر في الشرق الأدنى. وهي نفس العقائد ونفس الطقوس المعروفة اليوم في المسيحية مع إختلاف الأسماء فقط فقد كان الإحتفال الرئيسي بالإله أدونيس يتم ربيعاً في العاصمة السورية أنتيوخيا حيث عاش بولس لمدة طويلة . فكانت تجرى مراسم الإحتفال كالتالي : أولاً يموت الإله أدونيس ("الرب")، ويدفن جثمانه ( تمثال ) ويصاحب عملية الدفن عويل النادبات، وفي اليوم الثاني تنطلق البشارات معلنة أن الإله يعيش ثم ترفع صورته في الهواء33.
وفي عيد قيامة الإله أتيس كان القس يدهن فم النائحات بالزيت قائلاً : " لكم الأمن والسلامة أيها المؤمنون، فقد نجا الإله، ولنا أيضاً خلاص من المحن ".
وهذا يعني أن نجاة الإله من الموت هي الضمان لنجاة أتباعه، أما أن يصل هذا عن طريق الإشتراك الغامض في موت الإله إلى الإشتراك في حياته، فهذا ما صورته الأسرار الغامضة عند أتيس وإيزيس وميترا عن طريق هذه الطقوس التي كانت تعرض بصورة رمزية الموت ثم تنزل إلى الآخرة، ثم تصور صعود المتوفي مرة أخرى، وكان يطلق على هذا التدشين " الولادة الثانية لإستمرار الخلاص الجديد " وأيضاً " يوم الميلاد المقدس " .
وفي أحد الطقوس الدينية للإله ميترا يقول المتوفي: "أيها الإله : إني أحتضر على أمل الولادة الثانية، حيث أُرفع، ثم أموت في ذلك الوضع، ثم أتحرر من الموت عن طريق الولادة التي تنجب الحياة، ثم أتخذ الطريق الذي وهبتني إياه، كما خلقت الأسرار وحولتها إلى شريعة "34 .
ومن الملفت للنظر أن وجود هذا التشابه الكبير في متن وطقوس نظرية بولس الغريبة عن موت ونشور المسيح عيسى ومن مات معه أو نُشِرَ معه من الذين عُمِّدوا بإسم المسيح عيسى أكبر من أن يفكر الإنسان في تأثُر الأخير بهذه الوثنية الخرافية .
كذلك يُرجع بروفسور اللاهوت الشهير ليونارد رَجاسَ Leonhard Ragaz إرتداد الكنيسة عن إنجيل عيسى الحقيقي إلى ديانة بولس . فنراه يذكر " البولسية " مقابل المسيحية الحقة، كما لاحظ من بين أشياء أخرى أن " واقع تاريخ المسيحية يثبت أن بولس كان يحتل دائماً المقدمة بينما يتراجع المسيح عيسى عنه " (هل هذا إصلاح أم تقهقر؟ Reformation vorärte oder rükwärts? صفحة 18).
ويذكر كذلك أن " رجال الدين المعتدلين لا يفهمون بولس من الإنجيل، بل العكس هو الصحيح " (إنظر المرجع السابق صفحة 19). ويضيف أن بلوهارت أيضاً قد قال إنه لا ينبغي أن نضع بولس فوق عيسى .
أما موعظة الجبل التي تمثل قلب رسالة عيسى فليست لها أية أهمية عند بولس، بل إنه قد نقضها تماماً في رسالته إلى أهل رومية (وهو الخطاب الذي قال عنه لوثر إنه يُعد بمثابة الإنجيل الصحيح) .
كذلك تناول الصراع بين عيسى وبولس (صفحة 35)، وقد نصح في كتيبه Sollen und können wir die Bibel lesen und wie? (هل لنا وهل يمكننا قراءة الكتاب المقدس؟ وكيف؟) أن " نراع الفرق الجذري بين عيسى وبولس" (صفحة 22).
كما فصّل (في كتابه تاريخ المسيح) "Geschichte der Sache Christi" أن الإنحراف الكبير الذي أودى إلى نهاية المسيحية ليرجع أساساً إلى بولس (صفحة 122) .
أما رينان Renan فقد وجد في عصره أن تعاليم عيسى مختلفة تماماً عن تعاليم بولس (ارجــع إلى كتــابه "الحــواريون" "Die Apostel" صفحة 193 طبعة Reclam).
وكذلك تحدث بروفسور اللاهوت رينجلينج Ringeling في كتابه " الأخلاق " "Ethik" عن سفسطة بولس المتحايلة (صفحة 15).
أما الكاتب الكاثوليكي ألفونس روزنبرج Alfons Rosenberg مؤلف في علم النفس واللاهوت - فقد تناول في كتابه (تجربة المسيحية Experiment Christentum" إصدار عام 1969) موضوع بولــس وأفرد له فصــلاً بعنوان "من يقذف بولس إلى خارج الكتاب المقدس؟ " وقد قال فيه :
"وهكذا أصبحت مسيحية بولس أساس عقيدة الكنيسة، وبهذا أصبح من المستحيل تخيل صورة عيسى بمفرده داخل الفكر الكنسي إلا عن طريق هذا الوسيط .
وهذا لا يثبت فقط مقدار الحجم الكبير لهذا الحواري ( بولس ) بل وخطورته أيضاً. فإن كان بولس قد نشر تعاليمه فقط دون تعاليم عيسى ، فإلى أين كانت إذن وجهتنا؟ فربما لا نكون مسيحيين بالمرة بل بولسيين؟
كما يشهد بأهمية بولس الذي أصبح دون قصد مؤسس العقيدة المسيحية وذلك من خلال خطابات الإرشاد التي أرسلها إلى الطوائف المختلفة التي أسسها هو نفسه، وتُعَد رسالته إلى سَالونيكي هي أقدم ما نملكه له من أعمال .
ومما لا شك فيه أن بولس كان لديه نبوغ ديني . وحتى لو ظهر في تاريخ المسيحية تلاميذ للمسيح عيسى بن مريم عليهما السلام اشتهروا بالورع مثل فرانتس فون عزيزي، إلا أنه لم يصل مطلقاً لنفس الدرجة التي وصل إليها المبشر ( بولس ) ذو النشاط الذى لايكل، والذي به أنهك نفسه دون مبالاة لتغيير صورة عيسى "كما أرادها هو".
فهو ظاهرة ليست لها مثيل، فعن طريقه انتشرت في عشرات قليلة من السنين بشارة الإنسان الإله عيسى المسيح، وأهميته للبشرية كلها كفاديها ومخلصها، وكذلك أيضاً شاعت أهمية موته ونشوره عبر أجزاء كبيرة من منطقة حوض البحر المتوسط .
وهو كذلك الذي أسس الطوائف المسيحية في بلدان حوض البحر المتوسط غرباً وشرقاً، وهو أيضاً الذي كون أول نظام طائفي، على الرغم من كون هذا النظام متخلفاً، كما ساهم في تكوين الكنيسة أكثر من أي حواري آخر، عن طريق نشاطه الدؤوب الذي لا يكل لنشر هذه المسيحية الوثنية التي أنشأها هو نفسه .
كما اســتطاع تكوين مفهوماً عن المســيح استمر بعد ذلك ألفين من السـنين عن طريق رسـائله التي أصــبحت فيما بعد جزءاً لا يتجزأ مـن الكتاب المقــدس (وتم هذا بالطبع بمساعدة تلاميذه).
وبذلك كون بولس ديانته، التى جاءت خليطاً من عناصر غير متجانسة - وهي بداية المسيحية - كأحد صور الخرافات والأساطير القديمة، كما جاءت من مصطلحات الرواق الأغريقي، ومن حملته المليئة بالكره على الشريعة، وكذلك من تأويله الغامض لمسألة موت المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام على الصليب ونشوره .
وعن طريقه تم أولاً تفسير أقوال المسيح عيسى ، وبذلك كان هو أيضاً أول من دمرها، حيث لم يشر في لاهوته على الإطلاق إلى رسالة عيسى قبل قيامه - وهذا من خصائص تعاليمه - ولم يشر في تعاليمه إلا إلى عيسى التاريخي فقط في أربعة إستشهادات هي : (كورنتوس الأولى 10 : 7 وما بعدها ؛ 9 : 14 ؛ 11 : 23، 25 ؛ سَالونيكي الأولى 4 : 15 - 17) .
ومع ذلك لا تشير جملة منهم إلى قلب رسالة عيسى عن مجيء ملكوت الله. ولم يرو لنا بولس أيضاً شيئاً مطلقاً عن عيسى . فهو لم يكن يعرف شيئاً عن ذلك المعلم، النبي، فاعل المعجزات، المحب الذي كان يتجول على أرض فلسطين .
لذلك نراه يتحدث فقط - وبدون كلل -عن "المسيح الذي رُفع" و "ابن الله" و "الملك" الذي يتم الفداء به عن طريق موته ونشوره .
وكذلك يرجع إلى بولس أيضاً أن فهمت الكنيسة التعميد على أنه موت المسيح عيسى وقبره ثم نشوره، وأنه صُلب فداءً للبشرية كلها .
ويضيف روزنبرج قائلاً : "إن هذا التحول الكبير - الذي يُعد بمثابة تغريب وتشويهاً" لبشارة عيسى السلسة" تحت التأثير السىّء الذي سببته أحاديث نهاية العالم اليهودية ونظريات الفداء الهيللينية - ظهر في رسائل بولس وديانته بوضوح كبير .
ويظهر كذلك التحول بين رسالة عيسى وشرحها عن طريق بولس حيث إن عيسى قد بشّر بقرب حدوث ملكوت الله في أحاديثه وأفعاله، بينما تمت رسالته - عند بولس وحده - بعد النشور وتحوّل الزمن الأزلي وبداية البركة والسلام بموت عيسى ونشوره وارتفاعه دون المساس بالإختلافات العظيمة والتصورات المختلفة". (G. Bornkkamm )
"وبهذا تغيرت العقيدة المســيحية تقريباً من أســاسها بصــورة جوهرية وقد ساعد في ذلك أيضاً خلفاؤه - الحواريون - وأســطورة الخلاص الســلبية عن طريق موت عيسى فداءً عن البشــرية، حتى ولو كان هذا شـريط تغـيير محـتوى الرسالة على أساس التعـمــيد .
وبذلك تحول اهتمام بولس من حياة عيسى المثالية، تلك الحياة جالبة الخير، إلى الخلاص عن طريق موته، وبهذا تحول عيسى إلى " الإنسان الإلهي " معلم وصديق البشرية، المعبود الثاني المقدس .
وإذا ما كان المؤرخون قد أثبتوا منذ زمن بعيد أن صورة عيسى ليست إلا صورة لكثير من آلهة الشرق المشهورين، الذين ماتوا ثم نشروا - لدرجة أنه جمع في "أسطورته الدينية " أساطير الألهة أتيس وأدونيس وميترا وديونيسوس وآلهة أخرى في ريعان شبابها، اشتهرت بجلب الخير والبركة - فتعاليم عيسى إذن ليست جديرة بالقراءة، ولا تستحق حياته الإهتمام طالما أننا نعلم هذا جيداً " .
" إن الديانة المسيحية التى نشرها بولس بخياله الشعريّ الجريء لتربط إنسانية عيسى بن مريم عليهما السلام الإلهي بأساطير الشرق الأدنى عميقة الغور التي تتعلق بالمخلص الفادى الذي مات ثم قام منشوراً " .
" لذلك جاءت خرافة بولس لا تهتم بحياة عيسى بنفس القدر الذي تهتم فيها بموته، بل أقل، وبذلك توصل بولس إلى فهم خاطيء - رغم أنه رائع - لموت عيسى وهو أنه مات تضحيةً لأجل الجميع : " . . . . . . . . . إن كان واحد قد مات لأجل الجميع، فالجميع إذا ماتوا، وهو مات لأجل الجميع كي يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل للذي مات لأجلهم وقام " ( كورنثوس الثانية 5 : 14 ) " .
ويواصل روزنبرج قائلاً : " وعلى الرغم من انتقال هذا الإهتمام - الذي جعل ظاهرة "الكنيسة" ضرورية ويمكن تحقيقها - إلا أن بولس كان ذو قوة مبدعة، نادرة الوجود، وذو خيال موهوب، لذلك نرى رسائله تنبض بالأفكار والخواطر كما تتدفق منها تخطيطاته العظيمة.
ولأن بولس لم يهتم بالمسيح عيسى حسب الجسد - مع أنه كلما إزداد إرتباطه بالأرض كلما إزدادت عظمته - ولم يهتم إلا بوجوده الأزلي ككلمة خُلِقَ كل شيء من خلالها، ثم وجوده بعد ذلك كإله ثم رفعه للسماء .
" جاءت صورة عيسى بعد ذلك كتخطيط عظيم لــ "المسيح العالمي" الذي نراه اليوم فقط في كتب تاريخنا، والذي أشار (تايلهارد) Teilhard de Chardin إلى صورته البشرية العظيمة التي تطورت من المسيح إلى نقطة النهاية " .
"ونرى في رسائل بولس التحويلات الدينية والترانيم المؤثرة بجانب العديد من الكتابات المتعلقة بالعقيدة. ومن هذه الترانيم ترنيمة الحب الكبيرة (بالإصحاح الثالث عشر من رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس) التي يمكن وضعها بلا أدنى شك في مصاف ترانيم الأنبياء .
"أما مايزعج تلاميذ عيسى في نصوص بولس هو التأرجح الدائم لمستوى التعاليم وتضاربها التي لا يمكن جمعها في معنى واحد، لأنه بجانب المرتل الذكي، فإن هناك المتعصب المتحمس الذي يريد أيضاً أن يتقدم للخطابة، وبجانب العقلاني يظهر السفساط الفريسيّ .
"ولا يمكننا أن نفهم كيف استعان هذا المبشر المتلبس بمسوح المسيح بالوسائل المهذبة - كم أتمنى أن أتجرأ وأقول الوسائل الملعونة - التي كان يستعين بها الأحبار في العصور القديمة لكسب إيمان الناس بالمسيح .
"ولا يمكن أن نفهم أن بولس لم يلاحظ في حماسه هذا أنه يرد الناس بذلك إلى نفس أجواء المعبد ( بيت العلم ) اليهودي، والذي بسبب تعاليمه المادية البحتة اضطر عيسى إلى الخروج إلى العراء لبث تعاليمه التي أراد أن تصل إلى القلوب .
"وهكذا تمكن بولس من وضع السموم لديانة عيسى - التي سُمَّيَت فيما بعد بإسم المسيحية - عن طريق استخدامه الممتاز لنفس الوسائل التي كانت تستعمل من قبل في العصر العتيق للديانة اليهودية المريرة .
"وكانت النتيجة أن جاء هذا الجــدل الغريب المعقد، الذي أصــبح من خصائص اللاهوت المســيحي لـكل المـلل، وعلى الأخص إنســان ذلك العصر الذي ليس لديه مطلقاً الإستعداد أن يتحمل أعباءً إضــافية، عليه أن يتحملها إذا لم يكن هناك تدقيق متزن ليقظــة العقل وجلائه، الأمر الذي يكرهه على الحروب من الجماعات الكنســية، خوفاً من أن يتقبل مثل هذا الفكر العقيم. لقد وصـل الناس إلى حالة ســيئة أبعدهم فيها بولــس عن المســيح بدلاً من أن يقربهم إليه " .
وفي النهاية اهتم روزنبرج بالتناقض الظاهر بين عيسى وبولس في مجال الحب والسلطة فأسهب، وكان من بين أقواله :
" كل كلمات الحب التي قالها عيسى تشهد بشعوره بالسمو والحرية تجاهها، وعلى النقيض فإن بولس قد اتخذ موقفاً دفاعياً واعظاً ضد الحب، بل حاول الحد من تأثيره، ولم يسمح من الحياة الجنسية إلا بقدر الإحتياج حتى " لا يحترق المرء " فقوله: "فخير للمرء أن يتزوج بدلاً من أن يحترق" يملأه البغض الحقيقي الذي يقدمه في صورة وعظ.
ويبدو أنه في النصف الأول من اشتغاله بالتبشير بقرب رجوع المسيح قد ساعد في الحط من قيمة الحب : فعلام الإنجاب وتكوين أُسر إذا كان على القريب العاجل سيجيء ملكوت الله كمظهر من مظاهر الآخرة !
وعندما تبين خطأ البشارة بقرب قدومه، وتمسك بموقفه المناهض للمتعة كارهاً "واستحدث للناس التحلل من الشريعة وأوجد الحماس اللازم لذلك، نراه يكاد يُجن من الغيظ والحِمْيَة إذا تعرض لموضوع الشهوة، حتى إنه يتمنى لو كان بإمكانه تعليق بر الإنسان وسلامته بالإبتعاد عن ذلك حتى يضمن ألا يفعلها إنسان، لذلك نجد أن مصطلح الخطيئة عنده متمثلاً في الجنس" (هانس بلوهر).
ولم تُحط الشبهات أفكاره الشيطانية فقط، ولكنها أحاطت موضوع الحب كاملاً، ومنذ ذلك ويسيطر عليه إما النقص وإما الإفراط . لذلك إقتضب نيتشه نتيجة موقف بولس القهري هذا قائلاً: " إن المسيحية أعطت الحب سماً ليشربه، ولم يمت منه، فهو سقيم من يومها " .
وفي الحقيقة إن سلطة بولس التي كانت تعلو سلطة عيسى داخل اكنيسة قد أدت إلى أنه - على الأقل حتى العهد القريب من وقتنا الحاضر - قد أصبح من المستحيل استخدام عطية الله للحب بشكل منزه عن الغرض .
ومن هنا تكونت على حياة المســيحيين الجنســية غمامة ســوداء لزجة بســبب تعاليم بولس لذلك لا غرو - إن قلنا - إن أعمال الإنسـان المعاصر تجاه تحرير الحب قد خرجت يصاحبها العنف والإفراط والغلو، لأن ضغط الكبت الذي أحدثه بولس في الحياة الجنســية كان كبيراً جداً لدرجة إضطرت المرء إلى مجابهته بقوة عن طريق الإفراط في الإنفعالات التي ســببت أضراراً بدورها للقطب الآخر .
ولن يهدأ الوضع الحالي ويَصْفى إلا إذا تراجعت الكنيسة بصورة نهائية عن الإتهام الموجه لطاقة الحب وكبته، الأمر الذي اكتسبته الكنيسة من تعاليم بولس .
أما بشأن وضع السلطة والحكم فيختلف عيسى جذرياً عن بولس، كما يختلفان في نقاط عديدة، فإن بولس هنا يناقض سيده بصورة بشعة . فعلى الرغم من كون عيسى أحد الثوار إلا أنه لم يهاجم السلطة، ولم يصرح بشرعيتها فقد كان ينظر إلى أصحاب السلطة نظرة واقعية وموضوعية حصفاء .
فتبعاً لإنجيل مرقس ( 10 : 42 ) " أنتم تعلمون أن الذين يحسبون رؤساء الأمر يسودونهم وأن عظماءهم يتسلطون عليهم " فنجد عيسى يعرف ممارسات رؤســاء الأمم وعظمائها تماماً وينصح تلاميذه أن لايكونوا أمثالهم .
وكذلك نجده تجاه الجزية التي تدفع لقيصر ( متى 22 : 17 وما بعدها ) " أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله " ( 22 : 21 ) : حيث كانت العملات آنذاك تحمل صورة قيصر، وتبعاً لذلك فهو يملكها، وستعود له في صورة ضريبة . لذلك جاء حكمه أنه ينبغي أن يعطي ما لقيصر لقيصر، ولكن أيضاً أن يعطي ما لله لله . وبهذا فهو يضع الحاكم في تضاد صريح مع الله، على الرغم من كونه واقعاً أرضياً .
إلا أن بولــس قد قرر النقيض تماماً : فتبعاً لرســالة إلى رومية 13 : 1 وما بعدها يقول : "لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة . لأنه ليس سلطان إلا من الله، والسلاطين الكائنة هي مرتَّبة من الله . حتى إن من يقاوم السلطان يقاوم ترتيب الله، والمقاومون سيأخذون لأنفسهم دينونة" يرى أن السلطة العليا من الله. لذلك وجَبَ على كل مسيحي أن يطيعها من أجل الله، وليس تعايشاً مع الواقع الأرضي. ومن أجل هذا نراه يطلق على رجال السلطة وموظفي ضرائبهم "خدم الله" .
والأدهى من ذلك أنهم قد لا يمكنهم الوصول إلى رُقي فكر عيسى - الشاذ في نظرهم ! فبهذه التوجيهات التي تتعلق بحسن تصرف المواطن المتدين قد جلب بولس على المسيحية بلاءً لا نهاية له، وربما حدث حسن التصرف من وجهة نظر القيصر الروماني صاحب السلطة وأتباعه الذين احترس منهم34أ أتباع الطوائف المسيحية بصورة خاصة لأنه تسبب في عدم ثقة المسيحيين حتى عصرنا هذا تجاه موقفهم من الدولة .
ومع ذلك فإن الخنوع والإستسلام الذليل لكثير من المسيحيين يرجع أيضاً إلى بولس، وإذا ما ثاروا وقرروا قتل حاكمهم الطاغية، فهم يفعلون ذلك بدافع من مقاومة ضميرهم البولسيّ الخفيّ . . . . الأمر الذي أدى في النهاية إلى شلل سياسيّ، وإعاقة تحمل الشعب للمسئولية السياسية .
وإذا ما أردنا أن ينتهي هذا الإنفصام الذي لا تُحمد عقباه لدى المسيحيين بشأن إختلاف العقائد الدينية مع العلاقات السياسية الضرورية، فلابد لنا من مخالفة المباديء البولسية التي تفرضها الكنيسة والمتعلقة بألوهية السلطة ورحمة الله بأصحابها تبعاً لرسالة بولس إلى أهل رومية 13: 1 وما بعدها، تماماً مثل ما قام به الأسقف ديبليوس منذ عدة سنوات بصورة جريئة. ولكن لا يُدرج مثل هذا التصرف للأسف إلا ضمن الإستثناءات .
إن آراء بولس بشأن مناح الحياة المختلفة المتعلقة بالحب والسلطة والسياسة لتدمج في نظريتين من النظريات الكثيرة صعبة الفهم لحواري الشعوب هذا الذي استشهد دائماً بعيسى ، ولكنه لم يكن له مطلقاً ما كان لعيسى من طهارة القلب والروح، بل كثيراً ما ناقض معلمه في المسائل الفاصلة .
إن هذا التناقض الذي يغرق تعليمات بولس تجاه مثيلتها عند عيسى لواضحة - ويعرف علماء الدين أيضاً الكثير من المباديء والأراء الخاصة ببولس - قيمه الروحية الخاصة بالحياة المسيحية والخاصة بالمواطنين والتي أصبحت غير مستخدمة، بل أصبحت معاقة وغير صالحة لتأدية الواجبات المنوطة بها .
فهنا وهناك تنهار نظريات بولس وادعاءاته - في السر أكثر منها في العلن - وتخرج عن نظامه، ولكن لا يكفي هذا للقضاء على الإنفصام الذي أصاب المسيحيين، فلابد للكنيسة أن تتنصل من الأسس البولسية - التي لم نذكر منها إلا القليل - والظاهر أن فضيلة الإستقامة لم تتأصل في الكنيسة لدرجة تستبعد معها الضلالات من مناح حياة أتباعها من أجل المسيح عيسى ومن أجل خلاص وسعادة البشر .
ولا يسعنا إلا أن نؤيد أتلبرت شتاوفر Ethelbert Stauffer في قوله: "إني لأحتج على موقف الحواري بولس الإحتكاري في بشارتنا المسيحية.. بل إني لأقاوم وضع الكتاب المقدس كاملاً أو رسالة عيسى في حالة تطابق تام مع رسالة بولس دون فحص".
وعلى أية حال فسيكون هذا الإقدام صعب، حتى ولو تم استبعاد بعض أجزاء فقط من تعاليم بولس من كيان الفكر المسيحي وأخلاقه، لأنه من الممكن أن يؤدي إلى زلزلة مبنى الكنيسة نفسه .
وانطلاقاً من هنا يجب أن يؤخذ في الإعتبار تردد رجال الدين وأصحاب المناصب، على الرغم من أن مثل هذا التردد يدفع دائماً بالكثيرين من المؤمنين إلى ترك الكنيسة، وهم في حالة إزدياد مستمر .
من المعروف أيضاً أن لوثر كان يتمسك ببولس، الأمر الذي يجعلنا نقول اليوم بوضوح إن هذا الإصلاح الديني قد حدث كما لو كان تم هذا في زقاق مغلق، لذلك كانت مسيحية لوثر بولسية أيضاً .
ويقول روزنبرج نقلاً عن هانــس بلوهر Hans Bluher : من المعروف " أن بولس رمى الشريعة إلى خارج الكتاب المقدس . والآن من يقذف بولــس نفسه خارجها؟ فمن الصعب اســتبعاد إنســان يتمتع بأهمية كبرى - إلا أن هذا لابد منه - وإذا ما تم هذا بصورة جذرية، فســيحصل العالم على وعد (قيل مرة في وقت ســيء) يبشــر بالنصر عند ظهور هذه العلامة.
ويصور لنا أحد أشهر علماء اللاهوت البروفسور ألبرت شفايتزر Albert Schweitzer التناقض بين عيسى وبولس في كتابه ( ملكوت الله والمسيحية Gottes Reich und Christentum صفحة 192 ) قائلاً : وعلى النقيض من المسيحية الأولى فسّر بولس موت عيسى بأنه مرتبطاً بمغفرة الخطايا ( ارجع إلى "الدولة والمسيحية" Staat und Christentum صفحة 276).
وفي الحقيقة إن ألبرت شيفايتزر يعتبر بولس من المتصوفين، ولكنه يرفضه تماماً كمدرس أو أحد أتباع العقيدة المسيحية .
كذلك لاحظ هوج شوفيلد Hugh J. Schofield أن الهرطقة البولسية قد أصبحت أساس الأرثوذكسية (العقيدة المسيحية السليمة)، وبهذا ابتعدت الكنيسة الرسمية عن الطريق المستقيم (استشهاد لدي ليمان في كتابه Jesusrepot صفحة 163) .
أما برناردشو Bernhard Shaw - وهو أحد أصحاب الأقلام الدينية - فقد خلف لنا رأياً هاماً وجديراً بالإعتبار في الوقت نفس، وقد كتبه بأسلوب يختلف عن أسلوب رجال اللاهوت الملتوي الحذر، وقد جاء هذا في كتيب له بعنوان ( آمال المسيحية Die Aussichten des Christentum إصدار برلين عام 1925 ) نعرضه هنا بدلاً من تكراره كثيراً على لسان كُتَاب آخرين، فقد انتهي شــو إلى أن بولس قد قام بنشر تعاليم أخرى تماماً غير التي جاء بها عيسى ، فغير دين عيسى ( صفحة 102 )، وترك ملايين من البشر تحت رحمة سيطرة الخطيئة والخوف منها، بدلاً من أن يقودهم إلى الحرية العظيمة التي كان ينبغي أن يتمتع بها أولاد الله (رومية 8 : 21) كما أراد عيسى وكما وعد بولس أيضاً، حتى كانت فطرتهم أنفسهم مصدر إزعاج لهم، كذلك جدّد فكرة الخلاص القديمة والتي لم يرد عيسى إلا تحرير البشرية منها، أما بولس فقد ألقى على أظهر الناس حملاً ثقيلاً من الخطيئة، بل ورسخه رسوخ الجبال لا يتحرك بدلاً من أن يحررهم منه .
وبموهبته الأدبية صاغ شو الآتي :
" توصلنا إلى أن عيسى لم يكد يطرح تنَين الكفر أرضاً حتى أوقفه بولس على قدميه مرة أخرى بإسم عيسى عليه السلام دون مبالاة" (صفحة 105).
" لا يوجد نصاً على الإطلاق خاطب فيه عيسى البشر قائلاً : " اذهب واخطأ بقدر ما تستطيع، ويمكنك أن تحملني هذه الذنوب " ( صفحة 106 ) .
" كذلك لم ير عيسى أن يسفك دمه حتى يتمكن كل نصاب أو خائن أو فاسق من التخبط في بؤرة الخطيئة، ثم يخرج منها أنصع بياضاً من الجليد، فمثل هذه الكلمات لا يمكن أن تنسب لعيسى ذاته " ( صفحة 106 ) .
وقال أيضاً: "إن مسيحية بولس لتعد بحق أكبر العوامل المشجعة على ارتكاب المعاصي حتى يومنا هذا، ويرجع هذا إلى التقدير الكبير الذي كان يتمتع به " (صفحة 107).
إن الحساب الحاد الذي أجراه شــو مع مسيحية بولس ليحتوي على صيغ أخرى كثيرة غير هذه، كما يحتوي أيضاً على حجج ســديدة، ونحن ننصح أيضاً بقراءة كتب شتاوفر E. Stauffer الذي تعرض في الكثير من مؤلفاته في العصر الحديث إلى التناقضات الواقعة بين عيسى وبولس، منها (عيسى وبولس ونحن Jesus, Paulus und wir إصدار هامبرج 1961) و (رسالة عيسى Die Botschaft Jesu إصدار دالب 1959) و (عيسى : الصورة والتاريخ Jesus Gestalt und Geschichte إصدار دالب 1957 والقدس وروما 1957) .
ومن الكتاب البارزين المميزين في مجال اللغات القديمة التي كتب بها الكتاب المقدس، وكذلك في مجال الدين والحضارة القديمة البروفسور توديكوم Fr. Thudichum الذي أبرز إستحالة تطابق تعاليم عيسى مع مثيلتها عند بولس بشكل حاد، وقد ساق لنا هذا التناقض بإسهاب في كتابه ( التحريفات الكنسية Kiechliche Fälschungen الجزء الثالث، إصدار لايبتسج 1911) تحت عنوان " القديس بولس " .
أما اليســوعي السابق تيرل Tyrell (وقد تم طرده وحرمانه من الكنيسة لهذا السبب) استطاع أن يقول إن البروتستانتية الحرة ( كلها ! ) يجب أن نعترف أن تعاليم الصُّلح بموت عيسى ترجع فقط إلى بولس ( صفحة 68 ) .
كما كان بروفســور اللاهوت الشــهير فانيل Veinel يُعلم دائماً أن نظرية الفداء البولســية لا ترجع إلى عيســى ، بل لم يعرف عنها أية شيء، ولم يســتمر دين عيسى كما أنزل، وكما كان هو يُعلمه، بل تغيرت صورته تماماً بعد موت عيسى مباشرة، فقد طالب عيسى بالتجديد المعنوي، إلا أن هذا قد أصــبح شــيئاً جــديداً بالمــرة (ارجع إلى كتابه "لاهوت العهد الجديد Biblische Theologie des neuen Testaments إصدار عام 1911 صفحات 204 - 210 وعلى الأخص صفحة 187) .
ومن جملة ما لاحظه بروفسور اللاهوت الشهير فيردي Werde أن عيسى لا يعرف شيئاً عن هذه التعاليم التي أصبحت عند بولس أساس دينه الذي بشر به (ارجع إلى ليمان Lehmann في كتابه Jesusreport صفحة 161).
وكذلك يؤكد قس الكنيسة الكبيرة ببازل البروفسور ألبرت فولفر Albert Wolfer أن تعاليم بولس شيء مختلف تماماً عما كان عيسى يعلمه أتباعه، فقد حول بولس الإيمان بعيسى إلى كفر مطلق، ومن تعاليمه إلى تعاليم عنه، وأحل وأبدل كل شيء. (ارجع إلى كتابه: مسيحية الغد Das Christentum von morgen إصدار عام 1949. ارجع مثلاً إلى صفحات 12، 14، 46).
وقال بروفسور اللاهوت الشهير تسَــارنت Zahrndt جملته الشهيرة : "إن بولس هو المتهم الأول في إفساد إنجيل عيسى" (ارجع إلى كتابه : هكذا بدأت بعيسى الناصري Es begann mit Jesus von Nazareth إصدار عام 1960 صفحة 46).
ويقول جونتر بورنكام Günther Bornkamm في الطبعة الثانية من كتابه (بولس Paulus إصدار شتوتجارت لعام 1970صفحة 122): "لم يحاول بولس أن يجهد نفسه بالمرة لبث تعاليم عيسى الأرضي، ولم يتحدث مطلقاً على الرّبى = المعلم عيسى الناصري النبي وفاعل المعجزات، مُجالِس العشارين والخطاة، ولم يتحدث كذلك عن موعظة الجبل أو أمثال ملكوت الله، أو حربه ضد الفريسيين والكتبة، ولم يصادفنا في خطاباته ما هية الصلاة الربانية ولو بصورة عابرة، إلا أن هناك أربعة مواضع فقط ذكرها مختلفة تماماً ولا تمثل صلاة عيسى الحقيقية، وقد ذكرها في (كورنثوس الأولى 7 : 10وما بعدها، 9 : 14؛ 11 : 23، سَــالونيكي الأولى 4 : 15) . . . . . " .
ويقول الطــبيب النـفـســاني فيــلهــلـم لانج أيشباوم Wilhelm Lange Eichbaum في كتابه (العبــقرية والجنون والشهرة Genie, Irrsinn und Ruhm ) : "إن ما نســميه اليوم بالمســيحية ما هو إلا تعاليم إبتدعها بولــس، ويجب أن نطــلق عليها" البولسية " لنقترب أكثر من الحق" .
ويقول المؤرخ الديني فيلهلم نستل Wilhelm Nestle في كتابه (أزمة المسيحية Krisis des Christentums إصدار عام 1947 صفحة 89): "إن المسيحية هي الدين الذي أسسه بولس ليبدل إنجيل عيسى بإنجيله هو " .
ويقول عالم اللاهوت أوفربيك F. Overbeck في كتابه (من مخلّفات المسيحية والحضارة Christentum und Kultur - aus dem Nachlaß إصدار عام 1919) أن البولسية التي أنشأها بولس ترجع إلى تأويله الخاطيء وتحريفه لتعاليم عيسى الحقيقية، ويرجع إليه هذا التأويل الخاطيء وكذلك تعاليم الخلاص عن طريق موت عيسى فداءً - والتي تمثل قلب المسيحية التي تتبناها الكنيسة إلى حقائق البحث الحديث في اللاهوت وتاريخ الكنيسة، "لذلك نجد أن كل الجوانب الحسنة في المسيحية ترتبط بعيسى ، وعلى العكس من ذلك فإن كل الجوانب السيئة ترجع إلى بولس".
وبتعاليم الخلاص هذه التي تقضي بتضحية الإله بإبنه الأول تمكن بولس من الرجوع إلى عالم الخيال الذي عاشت فيه الأديان البدائية السامية في عصور ما قبل الميلاد، والتي تطلبت من كل أب الفداء الدموي بذبح أول أبنائه، وقد مهد بولس أيضاً الطريق للخطيئة الأزلية والثالوث الإلهي والتي أصبحت فيما بعد من التعاليم الأساسية لدى الكنيسة.
وفي بداية القرن الثامن عشر لاحظ الفيلسوف الإنجليزي اللورد بولنجبروك Lord Bolingbroke ( 1678 - 1751 ) وجود ديانتين في العهد الجديد مختلفتين تماماً : ديانة عيسى وديانة بولس ( مقتبسة من هـ . أكرمان H. Ackrmann في كتابه Einstellung und Kärung der Botschaft Jesu إصدار عام 1961 ) .
كذلك يفرق كل من كانت Kant و ليسـينج Lessing و فيشته Fichte و شيلينج Schelling بصورة حادة بين تعاليم عيسى وتلك التي ابتدعها "الحواري". وهناك أيضاً عدد كبير من اللاهوتيين البارزين والمعاصــرين يتبنون هذه الحقائق ويؤيدونها .
إن بولس هذا المتعصب الذي لا يعرف الصبر له مكاناً والذي تختلف تعاليمه عن تعاليم حواري عيسى بصورة جوهرية لهو "مؤسس التعصب". وقد حفر بتعصبه هذا خندقاً بين "المؤمنين" و "غير المؤمنين"، فلم يكن يعنيه تعاليم عيسى ولا حتى كلامه، ولم يهتم إلا بتعاليمه الذاتية، فقد رفع بولس عيسى على العرش وجعله " المسيح "، وهذا الشخص الذي لم يرد عيسى أن يأخذ مكانه.
وإذا تمكنا اليوم من التأويل السليم والفهم الصحيح للمسيحية، والذي يُمكّننا بدوره من التخلص من التحريفات البينة واسترجاع رشدنا والتوجه إلى تعاليم عيسى الحقيقية، وإلى قلب الدين الخالص، ففي هذه الحالة فقط يمكننا التصالح إنطلاقاً من العلم العميق للقرائن التاريخية مع كل التحريفات عن طريق إدراك أنه بدون بولس ومن يماثله من المتعصبين الذين لايعرفون لوناً آخر غير التعصب، ربما لن يتبق اليوم أية تعاليم أخرى من تلك التي كان عيسى ينادي بها .
ويقول اللاهوتي جريم Grimm: "لم يكن عيسى الحقيقي يعرف أن هذه التعاليم قد استحوزت على المسيحيين بهذا العمق".
ويقول إيمانويل سفيدنبورج Emanuel Swedenborg في (مذكرات من العقل Geistiges Tagesbuch صفحات 4412، 6062 : " اتضح لي من الخبرات التي اكتسبتها من مجالات مختلفة أن بولس هو أسوأ الحواريين، فقد ظلت الأنانية تلازمه، تلك الأنانية التي كانت تملأه من قبل، حتى بشر بالإنجيل . . . .
فقد فعل كل شيء من أجل أن يكون الأكبر في السماء ويقضي بين بني إسرائيل، أما كونه لم يتخلص من هذه الأنانية التي تملأه، فهذا ما اتضح لي من خبرات متعددة. فإنه نوع من البشر الذي استبعده الحواريون الآخرون من جماعتهم، ولم يعدوا يُعدُّونَه أحدهم، ويبدوا أنه كان فى صحبة أحد أسوأ الشياطين الذي جعل تصبو نفسه إلى السيطرة على كل شيء . . وإذا ما وصفت كل ما أعرفه عن بولس فسوف يملأ هذا مجلدات.
أما حقيقة أنه كتب هذه الرسائل فهي لا تدل على إذا كانت هذه طبيعته أم لا . . . وهو لم يذكر أيضاً في رسائله حرفاً واحداً مما نادى به معلمه، وكذلك لم يذكر مثلاً واحداً مما تكلم به عيسى ، حتى إنه لم يتناول أية شيء عن حياة معلمه أو عن خطبه، حتى ولو كانت قد حُكيت له، بينما تجدها عند الإنجيليين هي الإنجيل نفسه".
وقال أيضاً: "تكلم بولس في الحقيقة بدافع من الوحي، ولكنه ليس مثل وحي الأنبياء، الذي يُملي عليهم الكلمات المختلفة التي بها يتكلمون، ولكن وحيه يظهر في أنه كان يسيطر عليه شيء يتفق تماماً مع ميوله ونزعاته الداخلية، ومثل هذا النوع من الوحي مختلف تماماً وليست له علاقة بالسماء عن طريق الإستجابة والتلبية".
كما جاء في إرسال إذاعة راديو بافاريا بتاريخ 3/1/1971 عن سيكلوجية بولس الآتي: قال فريدريش هير Friedrich Heer ( وادعاً من السماء والجحيم Abschied von Himmel und Hölle ) إن أخطر وقائع المسيحية أن بولس هو الذي أسسها، ويرجع هذا التأسيس إلى خلَلِه العقلي ( راجع صفحة ( 7 ) من هذا الكتاب ) .
وفي خطاب مفتوح وجهه إلى محكمة الجزء السويسري (89) طــالباً يدرسون اللاهوت و (6) معيدين قالوا فيه : يجب علينا فحص كتابات بولس بدقة متناهية فلا يمكنكم أن تتخيلوا النتائج العقيمة التي أحدثتها بعض النصوص البولسية في التاريخ (نقلاً عن Evangelische Woche بتاريخ 12/3/1971) وهو هنا يقصد على الأخص (رومية 13: 5 - 1) .
وعندما نتكلم عن نصوص بولس وتأثيرها السيء التي سببته ولازالت تحدثه، فيمكننا أن نقتضب الآتي من الكثير غيره: " فإنه إن كان صدق الله قد إزداد بكذبي لمجده، فلماذا أدان أنا بعد كخاطيء " (رومية 7:3) .
ويرى أوتو زيك Otto Seek في الجزء الثاني من كتابه ( تاريخ إضمحلال العالم القديم Gesschichte des Untergangs der antiken Welt صفحة 21 ) أن هذا النص هو مصدر عدم وضوح الكنيسة وازدواجها، كما لاحظ أن بمثل هذا النص يمكن للمرء أن يبدأ إقتراف بعض الأشياء شرط أن يجيد فن تأويل النصوص وتفسيرها.
وعندما نقرأ النص الآتي: "ألستم تعلمون أننا سندين ملائكة، فبالأولى أمور هذه الحياة" (كورنثوس الأولى 6 : 3) فلا نحتاج معه لسؤال آخر لنعرف من أين أتى جنون الكثير من المسيحيين الذين يؤمنون باصطفائهم، بالإضافة إلى تكبُّر الكثير من رجال اللاهوت.
وأحب أن ننهي كلامنا هذا برأي أحد الأقلام الكاثوليكية الشهير لدى دار النشر "Offene Tore " (الكتيب الثالث لعام 1961) وهو يقول :
" أنتم تعرفون أنَيَ كاثوليكي، وفي طريقي إلى قدس الأقداس، وقد أدهشني هذا الإختلاف الجوهري الرهيب بين تعاليم عيسى وبولس، ولم أكن لأرتضي ذلك أبداً، وفي الحقيقة فإن هناك أيضاً أقوال لبولس لتُعد بحق نموذجاً في الحكمة والجمال . وبجانب ذلك فإن هناك أيضاً أقوال مُسممة حرفياً مصابة بالغرغرينا أصابها الورم بسبب الدخان، لدرجة أن نظرة واحدة يلقيها الإنسان على الإنجيل لتطمس معالمه تحت دخنها، وأعتقد كذلك أننا لا نظلم كتابات الحواري بولس، ولكننا نعطيها قدرها المناسب إذا ما أسميناها - كما ستفعلون (تبعاً سفيدنبورج) - "كتب الكنيسة" .
ويبدو لي أن موضوع المسيحية أو البولسية يتمتع باهتمام كبير جداً وفي أيامنا هذه تبنى إيتلبرج شتاوفر هذا الموضوع - وهو أيضاً الذي أثار هذه الفضيحة - وحتى لو قام أيضاً بهذا بشكل راديكالي بنفس الطريقة التي يشتهر بها اللاهوت البروتستانتي، وتطرف في نظرياته بلا حدود، فسيكون محقاً : فنحن نريد أن نسمع عيسى ونحاوره .
في عام 1920 كنت على علم بمسألة مصير المسيحية في المستقبل ( راجع كتاب الإنتصار على البولسية Die Überwindung des Paulinismus ) .
عن طريق كتاب هانس بلوهر Hans Blüher (Aristie des Jeseus von Nazareth) وهو كتاب يتمتع - على الرغم من كل الأخطاء التي يحتويها - ببصيرة حادةٌ تناولت طبيعة عيسى ومبادئه" .
((((((((((((((((((((((((((((((الروح القدس والمسيح عند النصارى)))))))))))))))))))
علمنا فيما سبق حقيقة الروح في الكتاب والسنة وفي العهد القديم وفي العهد الجديد ، وأنه ورد ذكرها فيها مضافة إلى الله ، وإلى القدس ، وبدون إضافة ، وأنها قد تكون المراد منها الوحي الإلهي ، أو القوة والثبات والنصرة التي يؤيد الله بها من يشاء من عباده المؤمنين ، أو جبريل ـ عليه السلام ـ أو المسيح ـ عليه السلام ـ حسب مناسبة ورودها في التوراة والإنجيل والقرآن ، التي تقدم ذكر شواهد منها للدلالة على ذلك .
وفي هذا المبحث سيكون الحديث ـ إن شاء الله ـ في الرد على اعتقاد النصارى أن الروح القدس غير جبريل ـ عليه السلام ـ وعلى اعتقادهم خصوصية حلول الروح القدس على المسيح وعلى المؤمنين من أتباعه وأنه يلهمهم ، وبيان ذلك فيما يأتي :
المطلب الأول : جبريل والروح القدس :
يعتقد النصارى أن ملاك الله جبريل ـ عليه السلام ـ غير الروح القدس ، ويستدلون على الفرق بينهما ببعض النصوص من كتابهم المقدس ، التي تذكر ملاك الله جبريل أنه يأتي بالبشارة لمن يرسله الله إليهم ، وأنهم بعد هذه البشارة يحل عليهم الروح القدس ، وهذا هو دليلهم على الفرق بينهما .
واستناداً على هذا الفرق بينهما فإن جبريل في تعريفهم هو : (( ملاك ذي رتبة رفيعة ، أرسل ليفسر رؤيا لدانيال ، وبعث مرة في زيارة لنفس النبي ليعطيه فهماً ، وليعلن له نبوة السبعين أسبوعاً ، وقد أرسل إلى أورشليم ليحمل البشارة لزكريا في شأن ولادة يوحنا المعمدان ، وأرسل أيضاً إلى الناصرة ليبشر العذراء مريم بأنها ستكون أماً للمسيح ، وقد وصف جبرائيل نفسه بأنه واقف أمام الله )) .
ومن النصوص التي ذكرت بشارة ملاك الله جبريل لمن أرسله الله إليهم ، ثم حلول روح القدس عليهم ، بشارة جبريل لزكريا بميلاد يوحنا وقوله له :
(( ومن بطن أمه يمتلئ من الروح القدس )) ، وبشارة جبريل لمريم بميلاد المسيح وقوله لها : (( الروح القدس يحل عليك )) ، وحينما قامت مريم بزيارة إليصابات زوجة زكريا وسلمت عليها : (( فلما سمعت إليصابات سلام مريم ارتكض الجنــين في بطنها ، وامتلأت إليصــابات من الروح القدس )) ، وكذلك زكريا : (( وامتلأ زكريا أبوه من الروح القدس )) .
فهذه النصوص من أدلتهم على الفرق بين جبريل والروح القدس ، ثم بعد حين من الزمن اعتقدوا ألوهيته وقالوا في قانون إيمانهم إنه : (( الرب المحيي المنبثق من الآب ، المسجود له والممجد مع الآب والابن ، الناطق في الأنبياء )) ، واستدلالهم بتلك النصوص مخالف لصريح المعقول وصحيح المنقول ، وبيان ذلك :
1 ـ أن الروح القدس في عقيدتهم هو الإله الذي حبلت منه العذراء مريم ببشارة جبريل لها لتلد المسيح (الابن) ، فالأقنوم الثالث حل في بطن مريم لتلد الأقنوم الثاني (الابن) .
وهذا الاعتقاد ظاهر البطلان ؛ إذ كـيف يكون الروح القـدس جبريل ـ عليه السلام ـ وهو أحد الملائكة المخلوقين من الله ـ كما عرفنا حقيقته ـ يبشر مـريم الإنسان المخلوق ، بحلول الإله الروح القدس عليها ، لتلد الإله المسيح ، فهـذا يتنافى مع مقام الإله سبحانه وتعالى الذي له الخلق والأمر ، وهذا افتراء على الله ، تعـالى الله عن قولهم .
2 ـ ثم ـ على فرض صحة قولهم ـ كيف يتجسد الإله الأعلى الأقنوم الثاني وهو المسيح ، من الإله الأدنى الأقنوم الثالث وهو الروح القدس ، في بطـن الإنسـان المخلوق مريم ، وهـذا أيضاً من الافتراء والقول على الله وعلى رسـله وملائكته بغير علم
3 ـ كما أن الروح القدس الإله ـ على زعمهم ـ هو الذي حل في أناس مختارين لكتابة الوحي الإلهي ، فكيف يكون الوحي الإلهي من الله الأب ، إلى الله الروح القدس ، ومن ثم إلى أناس مختارين ؟ وهذا أيضاً من التناقض والافتراء .
4 ـ كما أن في الإنجيل أن أبا يحيى امتلأ من الروح القدس : (( وامتلأ زكريا أبوه من الروح القدس )) , وكذلك أم يحيى حين زارتها مريم أم المسيح وسلمت عليها : (( فلما سمعت إليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها ، وامتلأت إليصابات من الروح القدس )) ، فهل يعني هذا أن الروح القدس ، وهو الإله ـ حسب عقيدتهم ـ حل أيضاً في هؤلاء ؟ تعلى الله عن قولهم .
5 ـ وإذا كان الروح القدس الإله في عقيدتهم ، له كل هذه الأفعال والأعمال ، فما هي فائدة وجود إله ثان هو المسيح ، وما هو أثره في حياتهم ؟ أليس من الواجب على النصارى حينئذ أن يتوجهوا في دعائهم إلى الروح القدس بدلاً من المسيح الذي على زعمهم : (( صعد إلى السموات وجلس عن يمين الأب )) ، والذي على زعمهم أيضاً : (( يأتي في مجده ليدين الأحياء والأموات الذي ليس لملكه انقضاء )) ، وزعمهم هذا يخالف صريح المعقول ، وصحيح المنقول ، فالمسيح ـ عليه السلام ـ أمرهم أن يتوجهوا في صلاتهم إلى الله وحده الذي له الملك والقـوة والمجد إلى الأبد ، قال عليه السلام :(( فصلوا أنتم هكذا : أبانا الذي في السموات ، ليتقدس اسمك ، ليأت ملكوتك ، لتكن مشيئتك ، كما في السماء كذلك على الأرض ، خبزنا كفانا اعطنا اليوم، واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن للمذنبين إلينا، ولا تدخلنا في تجربة، لكن نجنا من الشرير ، لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد آمين )) .
ثم قال لهم المسيح : (( فإنه إن غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم أيضاً أبوكم السماوي، وإن لم تغفروا للناس زلاتهم لا يغفر لكم أبوكم أيضاً زلاتكم )) ، وفي الإنجيل : (( ونعـلم أن الله لا يسمع للخطاة ، ولكن إن كان أحـد يتقي الله ويفعـل مشيئته فلهذا يسمع )) ، وقال المسيح عليه السلام : (( ليس كل من يقول لي يارب يا رب يدخل ملكوات السموات ، بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السموات )) .
هذه النصوص وغيرها ، تفيد أن المسيح ـ عليه السلام ـ كان يأمر تلاميذه بالتوجه إلى الله في الصلاة وطلب المغفرة ؛ لأن الله لا يستجيب لأحد مالم يتقه ويفعل مشيئته ، ولا أحد يدخل ملكوت السموات ما لم يفعل إرادة الله وحده .
ولو كان المسيح نفسه ، أو الروح القدس ، لهم شيء من هذه الصفات الإلهية ، لكان المسيح أولى بها من الروح القدس ، فكيف وأن المسيح نفسه يأمر تلاميذة وكل المؤمنين به أن يكون توجههم لله دون سواه ، قال المسيح عليه السلام : (( لأنه مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد )) ، وقال أيضاً : (( وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ، ويسوع المسيح الذي أرسلته ، أنا مجدتك على الأرض ، العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته )) .
فالمسيح ـ عليه السلام ـ عبد الله ورسوله ، وكذلك الروح القدس هو ملاك الله جبريل ـ عليه السلام ـ فهو رسول الله بالوحي للأنبياء ، وبالنصر والتأييد لهم ولغيرهم من أولياء الله الصالحين ، كما تبين لنا ذلك عند الحديث عن حقيقة الروح القدس .
6 ـ كما أن في قولهم في قانون إيمانهم : إن الروح القدس الرب المحيي المنبثق من الآب ـ حسب عقيدة الارثوذكس ـ أو المنبثق من الأب والابن ـ حسب عقيدة الكاثوليك والبروتستانت ـ قولهم هذا فيه تناقض واضطراب ، فكيف يكون الروح القدس رباً محيياً وهو منبثق من موجد الحياة وهو الله سبحانه وتعالى ، أو منبثقاً من الآب والابن ، والابن ـ حسب زعمهم ـ مولود من الآب ، ومعلوم أن الابن متأخراً عن وجود الآب ، وهذا يعني أن الانبثاق من الابن جاء متأخراً ، فهل هذا الانبثاق جاء على مرحتلين ـ هذا على فرض صحة معتقدهم ـ الواقع أنهم لن يجيبوا على ذلك بأفضل مما جاء في قانون إيمانهم المقدس .
7 ـ ثم إن الروح القدس المنبثق من الآب ، أو من الآب والابن ، والابن هو المسيح عندهم مولود من الآب ، فهل الانبثاق والولادة شيء واحد أم يختلفان ؟ ، وهم لن يقولوا إن المسيح مولود من الآب ولادة تناسلية من الله ، ولا يعتقدون ذلك ، بل سيقولون إن الولادة روحية ، لأن المسيح ـ حسب أعتقادهم ـ هو الكلمة التي خرجت من الذات ـ وهو الله ـ فصارت الكلمة ابناً للذات ، وصارت الذات أباً للكلمة ، وصارت كلاً مـن الذات والكلمة أقنوماً قائماً بـذاته ، يـدعى الأول الله الأب ، ويـدعى الثاني الله الابن .
والروح القدس ـ عندهم ـ يمثل عنصر الحياة في الثالوث المقدس ، ويعتبر أقنوماً قائماً بذاته ، وإلهاً مستقلاً بنفسه ، والثالوث المقدس ثلاثة أقانيم هي : الذات والنطق والحياة ، فالذات هو الله الآب ، والنطق أو الكلمة هو الله الابن، والحياة هي الله الروح القدس ، ويعتقدون أن الذات والد النطق أو الكلمة ، والكلمة مولودة من الذات ، والحياة منبثقة من الـذات أو من الذات والكلـمة على خـلاف بين الكنـائس .
ويتضح أنه لا يوجد فرق بين معنى الانبثاق ، ومعنى الولادة ، إذا كانت روحية ، فكلاهما : الابن ـ وهو الكلمة ـ مولود من الله ، والروح القدس ـ وهو الحياة ـ منبثق من الله ، فيلزم أن يكون الابن والروح القدس أخوين ، وأن الله أبوهما ، تعالى الله وتقدس عن ذلك .
يقول ابن تيمية رحمه الله : (( فقولهم : المنبثق من الآب الذي هو مسجود له وممجد ، يمتنع أن يقال هذا في حياة الرب القائمة به ، فإنها ليست منبثقة منه كسائر الصفات ، إذ لو كان القائم بنفسه منبثقاً لكان علمه وقدرته ، وسائر صفاته منبثقة منه ، بل الانبثاق في الكلام أظهر منه في الحياة فإن الكلام يخرج من المتكلم ، وأما الحياة فلا تخرج من الحي ، فلو كان في الصفات ما هو منبثق لكان الصفة التي يسمونها الابن ، ويقولون : هي العلم والكلام أو النطق والحكمة أولى بأن تكون من الحياة التي هي أبعد عن ذلك من الكلام ، وقد قالوا أيضاً : إنه مع الآب مسجوداً له وممجد ، والصفة القائمة بالرب ليست معه مسجوداً لها ، وقالوا : هو ناطق في الأنبياء وصفة الرب القائمة به لا تنطق في الأنبياء ، بل هذا كله صفة روح القدس الذي يجعله الله في قلوب الأنبياء ، أو صفة ملك من الملائكة كجبريل ، فإذا كان هذا منبثقاً من الأب ، والانبثاق الخروج ، فأي تبعيض وتجزئة أبلغ من هذا . وإذا شبهوه بانبثاق الشعاع من الشمس كان هذا باطلاً من وجوه ، منها : أن الشعاع عرض قائم بالهواء والأرض ، وليس جوهراً قائماً بنفسه ، وهذا عندهم حي مسجود له ، وهو جوهر . ومنها : أن ذلك الشعاع القائم بالهواء والأرض ليس صفة للشمس ، ولا قائماً بها وحياة الرب صفة قائمة به . ومنها : أن الانبثاق خصوا به روح القدس ، ولم يقولوا في الكلمة إنها منبثقة ، والانبثاق لو كان حقاً لكان الكلام أشبه منه بالحياة ، وكلما تدبر أجهل العقلاء كلامهم في الأمانة وغيرها وجد فيه من التناقض والفساد ما لا يخفى على العباد ، ووجد فيه من مناقضة التوراة والإنجيل ، وسائر كتب الله ما لا يخفى على من تدبر هذا وهذا ، ووجد فيه من مناقضة صريح المعقول ما لا يخفى إلا على معاند أو جهول ، فقولهم متناقض في نفسه ، مخالف لصريح المعقول ، وصحيح المنقول عن جميع الأنبياء والمرسلين صلوات الله عليهم وسلامه أجمعين )) .
المطلب الثاني : المسيح والروح القدس :
ثبت ـ كما علمنا ـ بالأدلة الصريحة ، أن الروح القدس هو جبريل ، وجبريل هو الروح القدس ، وعليه فإن زعم النصارى حلول الروح القدس على المسيح وحلوله على الملهمين من أتباعه دون سواهم باطل ، وبيان ذلك :
1 ـ أنه قد ثبت بالأدلة الصريحة ، أن الروح القدس هو ملاك الله الذي ينزل بالوحي الإلهي ، وهو الذي يؤيد الله به أنبياءه ورسله ، ومن يشاء من عباده وأوليائه الصالحين وأهل التوراة وهم اليهود يعلمون أن روح القدس هو جبريل عليه السلام : (( ولكنهم تمردوا وأحزنوا روح قدسه ، فتحول لهم عدواً وهو حاربهم )) ، لذلك حرصوا على سؤال الأنبياء عن الروح الذي يأتي بالوحي من السماء ، فإن كان جبريل أعرضوا عن النبي ولم يسمعوا دعوته ، وقد سبق الحديث في بيان عداوتهم له وعن سؤالهم النبي صلى الله عليه وسلم ، عن الذي يأتيه بالوحي ، فلما أخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم أنه جبريل ، قالوا : ذاك الذي ينزل بالحرب وبالقتال ، ذاك عدونا ، لو قلت : ميكائيل الذي ينزل بالقطر والرحمة تابعناك ، فأنـزل الله تعالى : (( قل من كان عدواً لجبريل فإنه نزله على قلبك )) إلى قوله : (( فإن الله عـدو للكافرين )) .
2 ـ أن جبريل عليه السلام هو روح الله الذي جاء في الإنجيل أن مريم :
(( وجدت حبلى من الروح القدس )) ، وهو العلامة التي عرف بها يحيى عليه السلام المسيح أنه يرى : (( الروح القدس نازلاً ومستقراَ عليه )) ، وهو الذي أخبر الله عنه أنه أيد به المسيح عليه السلام ، قال تعالى : (( وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس )) ، وقوله تعالى: (( إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس )) ، وهو الذي بأمر الله نفخ الروح في مريم ، قال تعالى : (( والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها مـن روحنا وجعـلناها وابنها آية للعالمين )) .
وهو أيضاً الذي نزل بالوحي على النبي صلى الله عليه وسـلم ، قال تعـالى: (( قل نزله روح القدس من ربك بالحق )) ، وقوله تعالى : (( نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين )) ، وغير ذلك من الأعمال التي أوكل الله بها جبريل عليه السلام ، كما تقدم بيان ذلك .
3 ـ أن الروح القدس يسمى أيضاً روح الله ، ويسمى الروح ـ بـدون إضافة ـ ورد ذكر ذلك في التوراة والإنجيل والقرآن :
1. ففي التوراة أنه يهب القوة : (( فكان عليه روح الرب وقضى لإسرائيل وخرج للحرب )) ، وجاء أيضاً : (( فحل عليه روح الرب فشقه كشق الجدي وليس في يده شيء )) ، وجاء أيضاً : (( وحل عليه روح الرب فنزل إلى أشقلون وقتل منهم ثلاثين رجلاً وأخذ سلبهم )) ، وأنه يهب الحكمة والفهم والمعرفة : (( وملأته من روح الله بالحكمة والفهم والمعرفة وكل صنعة )) ، وأنه يهـب قلباً جديداً وروحاً جديداً : (( وأعطيكم قلباً جديداً وأجعل روحاً جـديداً في داخـلكم ... وأجعل روحي في داخلكم وأجعلكم تسلكون في فرائضي وتحفظون أحكامي وتعملون بها)) ، وغير ذلك من النصوص .
2. كما جاء في الإنجيل أن الروح القدس مؤيد للمسيح في دعـوته ومعجزاته ، إذ جاء فيه : (( وأما يسوع فرجع من الأردن ممتلئاً من الروح القدس ، وكان يقتاد بالروح في البرية )) ، وجاء فيه : (( ورجع يسوع بقوة الروح إلى الجليل... وكان يعلم في مجامعهم )) ، ويقول المسيح عليه السلام : (( روح الرب عليَّ لأنه مسحني لأبشر المساكين ، أرسلني لأشفي المنكسري القلوب )) ، وأن الروح هو الذي أيد المسيح في إجراء المعجزات ، ففي سفر أعمال الرسل : (( يسوع الذي من الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة الذي جال يصنع خيراً ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس لأن الله كان معه )) ، فالروح القدس في هذه النصوص هي القوة التي أيَّد الله بها المسيح ـ عليه السلام ـ والتي استطاع بها صنع المعجزات وشفاء الأمراض ، وهذه القوة العلوية التي تسمى الروح القدس ليست قوة مادية منظورة ، وليست إلهاً قائماً بذاته ـ كما يعتقد النصارى ـ وإنما هي قوة روحية قدسية من لدن الله تعالى ، كما أيد بها من سبقه من أنبيائه ورسله وأوليائه الصالحين ، وهذا هو المعنى الذي دل عليه قول المسيح عليه السلام : (( إن كنت أنا بروح الله أخرج الشياطين فقد أقبل عليكم ملكوت الله )) ، فالمسيح ـ عليه السلام ـ يشفي الأمراض ويخرج الشياطين بروح الله ، أي بقوة من الله، ولا يتصور أحد أن روح الله التي يقصدها المسيح هنا هي الله ذاته ، أو أنها جزء من الله .
كما جاء في الإنجيل أن المسيح ـ عليه السلام ـ أخبر تلاميذه أن روح الله يهب القوة والتأييد فقال : (( وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم إلى الأبد ، روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه )) ، وأنه يهب العلم : (( وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم )) ، وأنه الذي يلهم للحق : (( لأن لستم أنتم المتكلمين بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم )) ، وأنه يجب الإيمان به وعدم الكفر به : (( لذلك أقول لكم كل خطية وتجديف يغفر للناس ، وأما التجديف على الروح فلن يغفر للناس ، ومن قال كلمة على ابن الإنسان يغفر له ، وأما من قال على الروح القدس فلن يغفر له لا في هذا العالم ولا في الآتي )) .
فهذه النصوص من التوراة والإنجيل تفيد أن حلول الروح القدس ليس خاصاً بالمسيح ـ عليه السلام ـ ولا بمن يزعم النصارى أنه يلهمهم ويحل عليهم ، وإنما الروح هو الذي يؤيد الله به من يشاء من عباده ، وهذا دليل على أن الروح ليس إلهاً كما يعتقد النصارى ، وإنما هو ملاك من ملائكة الله ، وهو جبريل عليه السلام .
3. كما جاء في القرآن الكريم ما يصدق ما جاء في الكتب الإلهية السابقة عن حقيقة الروح القدس ، وصفاته ، والأعمال الموكولة إليه ـ كما سبق الاستشهاد بهذه الآيات في مواضع سابقة ، كما ثبت في السنة النبوية ، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال لحسان بن ثابت : (( إن روح القدس معك ما دمت تنافح عن نبيه )) ، وقوله : (( اللهم أيده بروح القدس )) ، ويستشهد ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في هذا الحديث على عدم خصوصية المسيح بتأييد الروح القدس له دون سواه ، فيقول : (( فهذا حسان بن ثابت واحد من المؤمنين لما نافح عن الله ورسوله ، وهجا المشركين الذين يكذبون الرسول أيده الله بروح القدس وهو جبريل عليه السلام ، وأهل الأرض يعلمون أن محمداً صلى الله عليه وسلم لم يكن يجعل اللاهوت متحداً بناسوت حسان بن ثابت ، فعلم أن إخباره بأن الله أيده بروح القدس لا يقتضي اتحاد اللاهوت بالناسوت ، فعلم أن التأييد بروح القدس ليس من خصائص المسيح ، وأهل الكتاب يقرون بذلك ، وأن غيره من الأنبياء كان مؤيداً بروح القدس ، كداود وغيره ، بل يقولون : إن الحواريين كانت فيهم روح القدس ، وقد ثبت باتفاق المسلمين واليهود والنصارى أن روح القدس يكون في غير المسيح ، بل في غير الأنبياء )) .
كما بين ابن تيمية ـ رحمه الله ـ بعد أن ذكر قول داود عليه السلام :
(( وروح قدسك لا تنزعه مني )) ، عدم خصوصية الروح القدس بالمسيح عليه السلام فقال : (( هذا دليل على أن روح القدس التي كانت في المسيح من هذا الجنس ، فعلم بذلك أن روح القدس لا تختص بالمسيح ، وهم يسلمون ذلك ، فإن ما في الكتب التي بأيديهم في غير موضع أن روح القدس حلت في غير المسيح ، في داود ، وفي الحواريين ، وفي غيرهم ، وحينئذٍ فإن كان روح القدس هو حياة الله ، ومن حلت فيه يكون لاهوتاً ، لزم أن يكون إلهاً ، لزم أن يكون كل هؤلاء فيهم لاهوت وناسوت كالمسيح ، وهذا خلاف إجماع المسلمين والنصارى واليهود ، ويلزم من ذلك أن يكون المسيح فيه لاهوتان : الكلمة ، وروح القدس ، فيكون المسيح من الناسوت : أقنومين أقنوم الكلمة ، وأقنوم روح القدس ، وأيضاً فإن هذه ليست صفة لله قائمة به ، فإن صفة الله القائمة به ، بل وصفة كل موصوف لا تفارقه وتقوم بغيره ، وليس في هذا أن الله اسمه روح القدس ، ولا أن حياته اسمها روح القدس ، ولا أن روح القدس الذي تجسد منه المسيح ، ومن مريم هو حياة الله سبحانه وتعالى ، وأنتم قلتم : إنَّا معاشر النصارى لم نسمه بهذه الأسماء من ذات أنفسنا ، ولكن الله سمى لاهوته بها ، وليس فيما ذكرتموه عن الأنبياء أن الله سمى نفسه ، ولا شيئاً من صفاته روح القدس ، ولاسمى نفسه ولا شيئاً من صفاته ابناً ، فبطل تسميتكم لصفته التي هي الحياة بروح القدس، ولصفته التي هي العلم بالابن . وأيضاً فأنتم تزعمون أن المسيح مختص بالكلمة والروح ، فإذا كانت روح القدس في داود عليه السلام والحواريين وغيرهم بطل ما خصصتم به المسيح ، وقد علم بالاتفاق أن داود عبد الله عز وجل ، وإن كانت روح القدس فيه ، وكذلك المسيح عبد الله وإن كانت روح القدس فيه ، فما ذكرتموه عن الأنبياء ، حجة عليكم لأهل الإسلام ، لا حجة لكم )) .
ويدل أيضاً على عدم خصوصية الروح القدس بالمسيح ـ عليه السلام ـ ولا بغيره ، أن النصارى يقرون أن الروح القدس ناطق في الأنبياء ، إذ قالوا في قانون إيمانهم المقدس : (( الناطق في الأنبياء )) ، ويسمى ـ في زعمهم ـ حياة الله ، وإذا كان كذلك فهذا باطل ، إذ يقول ابن تيمية ـ رحمه الله ـ : (( وحياة الله صفة قائمة به لا تحل في غيره ، وروح القدس الذي تكون في الأنبياء والصالحين ليس هو حياة الله القائمة به ، ولو كان روح القدس الذي في الأنبياء هو أحد الأقانيم الثلاثة لكان كل من الأنبياء إلهاً معبوداً قد اتحد ناسوته باللاهوت كالمسيح عندكم ، فإن المسيح لما اتحد به أحد الأقانيم صار ناسوتاً ولاهوتاً ، فإذا كان روح القدس الذي هو أحد الأقانيم الثلاثة ناطقاً في الأنبياء كان كل منهم فيه لاهوت وناسوت كالمسيح ، وأنتم لا تقرون بالحلول والاتحاد إلا للمسيح وحده مع إثباتكم لغيره ما ثبت له ))
وقال ـ رحمه الله ـ في موضع آخر : (( وهم إما أن يسلموا أن روح القدس في حق غيره ليس المراد بها حياة الله ، فإذا ثبت أن لها معنى غير الحياة ، فلو استعمل في حياة الله أيضاً لم يتعين أن يراد بها ذلك في حق المسيح ، فكيف ولم يستعمل في حياة الله في حق المسيح ، وأما أن يدعوا أن المراد بها حياة الله في حق الأنبياء والحواريين ، فإن قالوا ذلك لزمهم أن يكون اللاهوت حالاً في جميع الأنبياء والحواريين ، وحينئذٍ فلا فـرق بين هـؤلاء وبين المسيح )) .
وبهذا يتبين حقيقة الروح القدس وأنه جبريل ـ عليه السلام ـ وبطلان اعتقاد النصارى ألوهيته ، وبطلان اعتقادهم خصوصية المسيح بحلول الروح القدس عليه أو على غيره دون سواهم .
خاتمة البحث :
وبهذا نأتي على ختام هذا البحث في هذه الدراسة العلمية النقدية عن اعتقاد النصارى ألوهية الروح القدس وأنه الرب المحيي ، وقد توصلت إلى النتائج الآتية :
1 ـ أن الروح القدس في الكتب الإلهية هو ما يؤيد الله به أنبياءه ورسله وعباده المؤمنين من النصر والتأييد ، ويأتي بمعنى الوحي الإلهي ، وبمعنى جبريل عليه السلام ، لكن أهل الكتاب لا سيما اليهود حرفوا معنى الروح القدس عن جبريل عليه السلام لزعمهم أنه عدوهم ، ثم تابعهم النصارى ، وبعدها اختلفوا في تأويله ، وآل أمرهم في نهاية الأمر إلى تأليهه ، لأن تأليههم للمسيح ـ عليه السلام ـ هو الذي قادهم لتأليه الروح القدس ، لأنهم تصوروا أنه حين حبلت مريم بحلول الروح القدس فيها ، أنها حبلت بالإله المسيح من الإله الروح القدس .
2 ـ إن إقرار ألوهية الروح القدس ، حدث بعد رفع المسيح ـ عليه السلام ـ بعدة قرون ، وهو من ابتداع الأحبار والرهبان الذين قاوموا عقيدة التوحيد التي جاء بها المسيح عليه السلام ، وكان إقرارهم لهذا الاعتقاد على مراحل عديدة وبعد النزاع والصراع بين التوحيد والوثنية التي تؤيدها الأباطرة الذين كانوا ما زالوا على وثنيتهم ، فجاءت قرارات مجامعهم تبعاً لبدعهم وأهوائهم التي ضلوا فيها عن الحق .
3 ـ أن اعتقادهم ألوهية الروح القدس نتيجة لتأويلهم النصوص المتشابهة وجعلها دليلاً على معتقدهم ، وتركهم النصوص المحكمة التي ترد باطلهم وإعراضهم عنها، رغم أنها صريحة في معانيها تؤيدها نصوص الكتب الإلهية السابقة ، وأناجيلهم المقدسة، وشهادة القرآن الكريم لما ورد فيها من الحق ، ورده لما فيها من الباطل .
4 ـ أن الروح القدس هو جبريل عليه السلام ، وكان سبب ضلالهم أنهم زعموا أن الروح القدس غير جبريل ، لأنهم حينما رأوا نصوصهم تارة تذكر الروح القدس، وتارة تذكر جبريل ظنوا أنهما شيئان مختلفان ، فنسبوا إلى الروح القدس الصفات الإلهية التي جعلتهم يعتقدون ألوهيته ، ولو تدبروا الأمر لوجدوهما شيئاً واحداً كما تشهد بذلك نصوصهم المقدسة .
5 ـ أن الروح القدس ليس خاصاً بالمسيح فقط ولا بمن زعموا حلوله عليهم ، بل إن الله أيد به الأنبياء والرسل السابقين وعباده المؤمنين ، ونصوصهم شاهدة في أن روح القدس حل في كثير من الأنبياء ، وفي الحواريين وفي غيرهم ، وأن روح القدس يأتي بمعنى القوة والنصر والتأييد، وبمعنى
الوحي ، وهو أيضاً اسم لجبريل عليه السلام ، وهذا يرد باطلهم في الاعتقاد بألوهيته خلاف ما أخبر الله عنه في الكتب الإلهية .
وفي ختام هذه الخاتمة أرجو الله أن أكون قد وفقت للصواب ، وأن يكون عملي خالصاً لوجه الله ، وبالله التوفيق وهو المستعان ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
(((((((((((((((((((((((((((((((الروح القدس في محكمة التاريخ))))))))))))))))))))
للمؤلف روبرت كيل تسلر
يقول عمـانويل ســفيدنبرج في كتابه : " المســيحية الحقة " صفحة 633 : " إنطلاقاً مما يســمى بالمجامع المســكونية [ العالمية ] إزداد الإقتناع العقلي بوجود ثلاثة آلهة ، لذلك لم يسـتطع أية معتقد آخر أن يظهر غير الذي كان مطبقاً على هؤلاء الثلاثة [ آلهة ] في ذلك النظام الذي يقضي بالتقرب إلى الإله الأب والتضرع إليه والذي يُعزَى إليه إنصاف إبنه والذي ترفّق من أجل آلامه على الصليب وأرســل الروح القدس لكي يبرز لنا قدســية أعماله الأخيرة وجلالها من خلال ما قام به .
وهـذا هــو منبع تــلك . . . . الإعتقادات ، ومع ذلك إذا ما حاول المرء فـتح لفـائفه ، فلن يخرج منها للوهلة الأولى إعــتقاداً واحداً بل ثـلاثة - مندمجـين مثل العناق ثم ما يلبث أن ينفصــلوا بدقة وعناية . إذ من المســلم به أن الجوهر يربط ثلاثة أشخاص آلهة ببعضهم ولكنه يُفرق بينهم في الوظائف الممـيزة أي في الخلق والخلاص ، والأثر أو قُل : التخصيص ، والقضاء الملحق به ، والنتيجة ، وهنا يكمن الســبب في جعل الثلاثة آلهة إلهاً واحداً ولم يجعلوا الثلاثة أشــخاص أبداً شــخصاً واحداً ، ولم يريدوا بالطبع أن يُطمــس تخيل الثلاثة ألهة ، فلطالما يُعتبر كل شــخص على حدة إلهاً قائماً بذاته ، كما تقول شهادة العقيدة ، فلا بد إذن أن ينهار الكل تماماً مثل المنزل المشيد على ثلاثة أعمدة في كومة من التراب . ونفس الشيء تقوله عندما يصبح الثلاثة أشخاص شخصاً واحداً في صورة منطبقة " .
روح القدس العجيبة
وضعت المجامع الســكونية الخـمـس الأولى نيقيــة (325) والقـســطـنطـينية [ الأولى ] (381) وأفسس ( 431 ) وخلقدنيا ( 451 ) والقســطـنطـينية [ الثاني ] ( 553 ) الأسـس العقائدية* المسيحية الحالية وثبتتها ( وهي التي اعتدت أنا [ المؤلف ] أن أطلق عليها البولسية** [ نسبة إلى بولس ] ) .
وفي هذه المجاميع تم بحث التعاليم*** المسيحية بصورة مستفيضة من كل جوانبها ونوقشت بشكل سُــفســطائي ، ولإيضاح هذه المفاهيم نذكر العقيدة الأثناســيوســية [ نسبة لأثناسيوس راعي الكنيسة اليوناني الذي نادى بألوهية المسيح التي يتم استخدامها لليوم كطقس من الطقوس في مناسبات محددة في الكنيسة الكاثوليكية والتي نورد منها هنا للتوضيح :
تتمركز العــقيدة المســيحية الصـحيحة في عبادة إلهاً واحداً في ثـلاثـة أشخاص وثلاثة أشــخاص في إله واحد على ألا نخـلط الأشــخاص الثلاثة ولا نفصل الطبيعة الإلهية قلا نقول إذن أن :
الأب شخص بمفرده ، والإبن شخص بمفرده والروح القدس شخص بمفرده
ولكن ألوهية الأب والإبن والروح القدس هي نفس الألوهية ونفس العظمة ونفس الجلال الأبدي ، فالأب مثل الإبن ، والإبن مثل الروح القدس .
فالأب ليس مخلوقاً والإبن ليس مخلوقاً والروح القدس ليس مخلوقاً .
والأب أزلي والإبن أزلي والروح القدس أزلي
والأب خالد والإبن خالد والروح القدس خالد
وكذلك أيضاً فإن الأب على كل شيء قدير والإبن على كل شيء قدير والروح القدس على كل شيء قدير .
وبالرغم من ذلك فهم ليسوا ثلاثة قادرين على كل شيء بل واحد فقط هو القادر على كل شيء.
وبالمثل فإن الأب إله والإبن إله والروح القدس إله
وبالرغم من ذلك فهم ليسوا ثلاثة آلهة بل هم واحد فقط
والأب رب [ ســيّد ] والإبن رب [ ســيّد ] والروح القدس رب [ ســيّد ]
ولكنهم ليسوا ثلاثة أرباب ولكنهم واحد فقط .
وبنفس الطريقة فالحقيقة المسيحية تُحتِّم علينا أن نعترف بكل شخص على حدة كإله ورب ولكن يمنعنا إيماننا أن نذكرهم كثلاثة ألهة أو ثلاثة أرباب .
فالأب ليس مصنوعاً أو مخلوقاً أو مولوداً ، والإبن ليس بمصنوع أو مخلوق من الأب ولكنه مولود منه ، والروح القدس ليس مصنوعاً أو مخلوقاً أو مولودا من الأب أو الإبن ولكنه منبثق منهما.
ولكنه [رغم كل ذلك] أب واحد فقط وليس ثلاثة آباء
وإبن واحد فقط وليس ثلاثة أبناء
وكذلك روح قدس واحد وليس ثلاثة أرواح قدس
وبين هؤلاء الأشخاص لا يوجد الأول أو الاخر ولا الأصغر أو الأعظم وإنما الأزلية والعظمة للثلاثة مجتمعين . . . .
فالمسيح إله من جوهر الأب ، ولد قبل الزمن ، وإنسان من جوهر الأم ولد عندما جاء الوقت ، وإله كامل ، وإنسان كامل ، يتكون من الروح الحكيمة واللحم الادمي .
وهو يساوي الأب في ألوهيته إلا أنه يصغره نسبة لآدميته .
وعلى الرغم من كونه إلهاً وإنساناً إلا أنهما ليسا بإثنين بل هما المسيح . . . "
ومن ناحية أخرى أصاب ما يطلق عليها المسيحية تغييرات صحبتها لزمن يقرب من الألفي عام :
فقد جاءت فكرة الخطيئة الأزلية التي لا تمت للمسيح [ عليه الســلام ] بأية صلة على الإطلاق بكل ما تحمله من نتائج لعينة بعد إدانة البلاجيوســية [ نســبة إلى بلاجوس الراهب الأيرلندي ( 400 م ) الذي رفض فكرة الخطيئة الأزلية المتوارثة من عهد آدم لأنه أكل من الشجرة ، ونادى بأن الإنسان مخير له مطلق الإرادة على النقيض من إعتقاد" أوجو ستينوس " الذي نادى بمذهب الرحمة ]
وتقضي نظرية الخطيئة الأزلية بأن كل إنسان منذ ولادته إبن للشيطان ، وأن كل إنسان شرير وفاسد كلّيةً ولم يكن في مقدور الله أن يرضى إلا [ بسفك ] دم إبنه .
وكذلك أيضاً تكوَّن أساس المريمية ( تنادي بأن مريم العذراء هي التي ولدت الإله وكانت تعلن آنذاك في صورة إحتفالية ) .
أو تعاليم التعميد والإقرار بالذنب التي توجب الغفران [ وهو ما يتم بين المذنب والقسيس ، ويقوم القسيس بإعطائه الغفران على ذلك ] أو المبدأ القائل إن الكنيسة فقط هي التي تقوم بالمباركة.
وأولاً وقبل كل شيء التعصب العقائدي شىء غير مبارك حيث ينادى بأن عقائد الكنيسة إجبارية وملزمة لكل إنسان وأن قبولها هو الذي يجلب البركة
ومن هنا كان التعميد بالإكراه وتعقب المارقين [ من تعاليم الكنيسة ] ومحاكم التفتيش والإكراه الديني بشكله البربري " من منطلق الحب لأخيك الإنسان " ليس فقط من الأشياء التي تنتجها الكنيسة بل هي من الواجبات الحتمية على المؤمنين بها ( ! )
وحتى عبادة الأنصاب التذكارية تم إستحسانها حيث لم يسمح ببناء كنيسة دون إقامة نصب تذكاري ( ! )
والجدير بالذكر أن خَلْق تلك المؤسسة غير المرضي عنها [ غير المباركة ] لوظائف كنيسة الدولة الرسمية ( كان ذا شكل جد متطرف ) حيث أصبح من الضرورة بمكان تولي الأساقفة أيضاً مناصب الدولة العليا ( فيا لها من ردّة عن روح المسيح ! )
وقام المصلحون بتخطية* أسس العقيدة هذه بصورة مستفيضة ( قارن أ . فولفر** ، مسيحية اليوم ، A . Volfer , Das Christentum von morgan إصدار عام 1949 صفحة 65 ) .
وتعد قرارات تلك المجامع - وبالطبع أيضاًً كل قرارات المجامع المسكونية الأخرى - إجبارية على الإطلاق حيث تُعدها الكنيسة عقيدة أوحي بها الروح القدس ، كما يفترض التعليم الكنسي أن كل قرارات الكنيسة الرسمية التي تتعلق بالدين قد أوحي بها الروح القدس الذي يصل تأثيره في المجامع السكونية على الأخص إلى درجة الكمال .
لذلك يُعزى إليها أيضــاً - تبعاً لتعــاليم الكنيسـة - ســلطة عليا وإلتزام كبير ، والســبب في هذا واضــح : ففي أحـد هذه المجامع يجتمع كل معلمي الكنيســة 0 وهو ما يحدث اليوم مع البابا ) بصورة أســاســية ، وبما أن كل أســقف يعزى إليه التعليم الكنسي ويكون مزوداً [ بحق ] منح العفو [ الإلهي ] ، فلا بد إذن من التخمين أن مجمــوع كل حقوق العفـو الكنســية العـليــا تكون مؤثرة في هـذه المجامع .لأن كل أســقف لديه الروح القدـس بصــورة خاصة تبعاً للإعتقــاد الكنســيّ ( قارن الرســالة الأولى إلى أهل كورنثوس 7 : 40 ) [لاتمت هذه الفقرة بصلة ما إلى الموضوع الذى هو قيد المناقشة ، وأعتقد أنه يعنى (6:2-3) من نفس الكتاب: "ألستم تعلمون أن القديسين سيدينون العالم. فإنكات العالم يدان بكم أفأنتم غير مستأهلين للمحاكم الصغرى . ألستم تعلمون أنناسندين ملائكة فبالأولى أمور هذه الحياة"] وعندمــا نســتحضر كل ذلك في أذهـننا نقترب من أعطــاء قرارات المجمع ســلطة كـافيــة لأن الروح القدس فيها كان هو المؤثر [ صاحب القرار ] بصورة أساسية - وهو ما ينبغي علينا ألا نقبله .
ولسوف يُدهش ما سبق كل كاثوليكي وكل بروتستانتي ( يؤمن بقرارات تلك المجامع الأولى ، حيث يعتقد أنها تمت بالوحي المطلق للروح القدس ) إذا ما وَعى حقيقة وواقع تكوين قراءات هذه المجامع ، فهي تنبثق أساساً :
1 - من القياصرة الرومان ، أي هم الذين أوحوا بها [ وليس الروح القدس ] .
2 - وعلى الأخص قرارات المجمع الأول التي إتخذها قيصر لم يكن مسيحياً معمّداً بل كان بعيداً كل البعد عن الإيمان [ والعقيدة ] المسيحية .
3 - وبصفة عامة من قياصرة ( وزوجاتهم ) لا ترى في حياتهم الأخلاقية والأدبية أية إنطباع يدل على أنهم أشخاص يتمتعون بقدسية خاصة تجعلهم يقومون بتمثيل صوت الروح القدس .
إضافة إلى رقم ( 1 ) : كان القيصر الروماني في بداية القرن الرابع أيضاً رئيس قساوسة ديانة الدولة الرومانية والقس الأعلى ( وهو نفس اللقب الذي إتخذه البابا عنه ) .
وبذلك ترأس القيصر ديانة الدولة وأصبحت لديه الســلطة العليا لإتخاذ القرارات في أمور الدين والعقيدة وتنظيم " الكنيســة " . وعندما أصدرا قســطنطين وليتشينيوس مرسوم التسامح واعتنق قســطنطين نفسه الديانة المســيحية حيث عبد المسيح بعد ذلك ، إمتدت سلطته كرئيس للكهنة والرأس العليا لديانة الدولة بحرية تصرف كبيرة لتشمل الديانة المسيحية أيضاً ، فقد اعتبر قســطنطين حكومة الكنيســة المسيحية شأناً من شؤون الدولة والمجمع ضرباً من ضروب برلماناتها التي يشترك فيها ممثلوا الكنيســة والدين* ، من أجل ذلك كانت الحكومة هي التي تقرر ( بكل تعسف ) من تدعوهم من الأساقفة لهذه المجامع وكان على الأساقفة بالطبع الإنصياع والحضور ، وعند الضرورة إستعملت العنف في إحضارهم ، وكان من البديهي في نظر قســطنطين كأكبر موظفي الدولة أن يُعَيّن من يقود هذه المؤتمرات وكذلك لم يكن لافتاً للنظر آنذاك أن يكون بإمكان القيصر التأثير على المؤتمر في قراراته أو أن يفرض إرادته على التجمعات الكنسية حتى في مسائل العقيدة . إلا أن هذا ما كان يحدث غالباً .
ولهذه الأسباب كان القياصرة الرومان هم القادة القانونيون والفعليون للمجامع الرومانية الأولى ( فلم يكن يوجد في ذلك الوقت بابا معترف به : كوخ صفحة 37 ) .
أما من ناحية القيصر ومفهوم الديانة المسيحية فلم يكن هناك ما يلفت الأنظار ، وما يثير الدهشة هو سكوت الكنيسة المسيحية منذ البدء ورضاها بهذا الوضع المهين ، على الرغم من أنها قبل ذلك بقليل كانت تعتبر الإمبراطورية والإمبراطور كعالم الحيوانات الخارج من العالم الآخر .
أما تفصيلياً فيتراءى الموضوع كالآتي :
أ - مجمع نيقيــة : نادى بإنعقاده القيصر قســطنطين الأكــبر بمبادرة شــخصية منه ( وهذا ما يســري أيضــاً على المـجــامع الأربعة الأخـرى ، شفارتز : " ما قبل التاريخ " صفحة 238 ) ، لأنه كان يعلق أهمية كبــيرة على تحــقيق الســلام وتكوين كنيســة واحدة بقدر الإمكـان في إمبراطــورية واحــدة .
لــذلك فقــد كان يـنـتـقي الأســاقفة المــنـوط بـهم الإشتراك في المجمــع** ، حـتى أنه كان يلقي دائمــاً خطبة إفتتــاح المجمــع ( شــفارتز : " قسطنطين " (صفحة 126) - ويمارس البابا اليوم هذه الوظــيفة في المذهب الكــاثوليكي ) . ومن الثابت أن قســطنطين قد أدار المؤتمر بصــورة واقعية ( كوخ صفحة 37 ) فقد كان يشــعر بل ويتصــرف " كرئيس للمجمع " فكان يأمر الأســاقفة بما يجب عمله وما يجب تركه (أوســتروجرسكي صــفحة 39 وكوخ صــفحة 37 وما بعدها) ، وقد أعلن في مناســبة أخرى مؤكداً : " إني أرغب في قانون كنســي " ( كوخ صفحة 38 ) وقد قبلت الكنيســـة كل هذا صاغرة ، لـذلك أصبح القيصــر أســقفها العــام (الدولي) المعــترف به ( كوخ صــفحة 37 ) . ولم يكن غير قســطنطين الذي أدخــل ما تعارف عليه بصــيغة " هومسيوس "*** الشهيرة في قرارات مجمع نيقية وفرضها على الأساقفة المعارضين بإستعمال سطوته ( شفارتز : " أثناسيوس " ( صفحة 210 ) وليتسمان ( صفحة 274 ) . وبالمناسبة فهو لم يكن له تأثير فعّال وغير مباشر فقط على تكوين العقيدة بل كان أيضاً يصوت معهم ( دوريس صفحة 135 ) .
يقول شيفارتز : " أخطــر ما قام به قســطنطين هو إخضــاع كنيســة الدولة لتعليمات نيقية " ( أثناسيوس صفحة 263 ) .
وكما كانت الكنيسة إحدى مؤسسات الدولة أصبحت أيضاً قرارات المجامع وعلى الأخص البنود التي تخص العقيدة والتي رفعها قسطنطين إلى مرتبة القوانين التي تصدرها الدولة ، وبالتالي أصبح لها نفس الصورة الإلزامية للمفهوم القانوني العام ( فأصبحت بعد ذلك ملزمة لكل الرعية ، أما نظراً لتسامح قسطنطين فقد إقتصرت على شعب الكنيسة فقط ) .
وكذلك تحولت قرارات المجامع الأربعة المسكونية الأخرى بهذه الطريقة إلى قوانين عامة (إرجع إلى شفارتز : " ما قبل التاريخ " صفحة 238 ) .
ب - مجمع القسطنطينية [ الأول ] عام ( 381 ) : وفيه تم إعلان المسيحية ديناً رسمياً للدولة ، ونادى بتشكيله تيودوسيوس الأول ( الأكبر ) ( شتاين صفحة 305 ) .
وعلى أية حال يجب أن نطلق على هذا المجمع " مجمع هيكلي " أكثر من مجمع نيقية فلم يشترك فيه أحد من الغرب مطلقاً وبالإضافة إلى ذلك فقد تم دعوة عدد قليل نسبياً من الأساقفة ( شتاين 305 ) ويحكى عنه شفارتز قائلاً : إن تيودوسيوس فرض إرادته في هذا المؤتمر دون مبالاة ( المجامع صفحة 17 ) .
جـ - مجمع إفسس عام ( 431 ) : حيث حكم على نسطور بالإرتداد - تم عقده تحت لواء الحكومة وإفتتحاه تيودوسيوس وقالنتيان ( وثائق : هوفمان صفحات 3 ، 7 ) . وقد أدار المناقشات فيه كبار رجال الدولة ، ويبدو أن القيصر الروماني الشرقي وأوجوستا بولشيريا - وسيجيء الحديث عنها بعد ذلك - لم يشتركا في المحادثات إلا مرة واحدة ( إرجع أيضاً إلى شفارتز : " بولشيريا صفحة 211 ) إلا أنهما على الرغم من ذلك قد لعبا دوريهما كاملا ، على النقيض من المجامع السكونية الأربعة الأخرى حيث تكونت في هذا المجمع تحزُّبات بقيادة الأساقفة بسبب الظروف* الخاصة التي كانت تمر بها الدولة ، وقد كان هذا هو الوضع القائم إلى حد كبير .
وأخيراً تمكنت الحكومة هذه المرة من فرض قراراتها ، ومما لا شك فيه أن بولشيريا كان لها في المقام الأول الكلمة الحاسمة في مفاهيم مسائل العقيدة التي طرحت للمناقشة في هذا المجمع سواء أكانت بصورة مباشرة أم من خلال أصحاب الحظوة لديها .
د - مجمع خلقدنيا ( 451 ) : وقد دعا لعقده رسمياً القيصر مارتيانوس ، ومن الواضح أن وراء هذا العمل زوجة بولشيريا ، وكانت الإدارة القوية هنا أيضاً يسيطر عليها كبار موظفي الدولة ( شتاين صفحة 467 ) الذين قاموا بإدارة النظام بإحكام ، كما يقول شفارتز ( المجامع صفحة 17 ) .
وتمكنوا من فرض قواعد العقيدة [ المسيحية ] ضد رغبة الأساقفة الضعيفة بكل تعسف (راجع شفارتز صفحة 170 ) ويضيف شتاين أنه : " تحت ضغط الحكومة " تم التوصل إلى حل وسط ( صفحة 468 ) ، ويجب أن يفهم كلمة " الحكومة " هذه تعني في المقام الأول بولشيريا ، لأن مارفيانوس ترك هذه المسائل تماماً لزوجة ( شفارتز : " بولشيريا " صفحة 206 ) وقد أثبت شفارتز أن بولشيريا كانت تحكم قبضتها على لجام هذا المجمع ، بل إنه إستنتج أنها قد نادت بالعمل ضد رغبة الكنائس المختلفة بل ونفذتها ( شفارتز صفحات 206 و 211 ) .
هـ - مجمع القسطنطينية [ الثاني ] ( 553 ) : ويعد المجمع الخامس من نوعه وقد تم عقده تحت لواء القيصر جوستينيان الأول ( الأكبر ) ، ولم يكن هذا المجمع إلا للهتاف ، إذا أردنا أن نطلق عليه هذا الإسم ، وفيه أصدر القيصر جوستينيان - الذي كان يعد أهم رجال اللاهوت آنذاك وأكثر الحكام غشماً على الإطلاق - العقائد والتعليمات التي تخص المؤتمر قبل إنعقاده بزمن في صورة مراسيم وقوانين . ولم يعقد هذا المجمع إلا لأخذ موافقة الكنيسة فقط ( راجع في ذلك على سبيل المثال : ألفيزاتوس باسيم ، حيث تذكر القوانين العقائدية المختلفة لهذا القيصر والتي أمر فيها جوستينيان ، كما يؤكد ألفيزاتوس ، بما يجب الإيمان به من وجهة نظر عقائد الإمبراطورية ( صفحة 28 ) ، وكان عماد هذا المجمع هو مرسوم لجوستينيان تم التصديق عليه وسري كقانون على الرغم من تردد بعض الأساقفة الغربيين ( الفيزاتوس صفحة 28 وما بعدها ) . ويقول هارناك في هذا المجمع : " ولتدشين مراسم ( القيصر ) هذه ثم عقد المجمع السكوني الخامس . . . في مايو [ عام ] 533 في القسطنطينية . . . . وعقد المجمع فقط لإعطاء المراسيم القيصرية الشرف [ المجد أو المباركة ] الكنسي ( منقولة عن ألفيزاتوس صفحة 29 ) .
إضافة إلى النقطة ( 2 ) : بالنظر إلى الإفتراض رقم ( 2 ) : يُعد من الثوابت أن قسطنطين الأكبر قد تم تعميده قبل موته وبعد ( 15 ) عاماً من مجمع نيقية ( على أيدي أحد أتباع آريوس ) وهذا يعني أنه لم يكن قد تنصر بعد وقت إنعقاد مجمع نيقية ، كما كان لعدة سنوات متتالية طالباً للتعميد وبذلك كان محروماً من العشاء الأخير .
وما زال يُعد من أحد أسباب الجدل [ التي لم يتوصل فيها إلى حل حاسم ] ، عما إذا كان قسطنطين قد عرف أساساً العقيدة المسيحية واعتنقها ، إلا أنه من المؤكد أنه كان مرتبطاً بشدة بجانب ذلك على الأقل بعبادة الشمس وميترا .
ويدل على ذلك عملاتُه المعدنية التي كان يطبع عليها إلى وقت طويل من العصر المسيحي (الشمس التي لا تهزم ) ( دوريس صفحة 42 ) . وعند تدشين القسطنطينية شيّد عموداً ضخماً صُــوِّرت عليه صورته مع شــعار الشــمــس التي لا تهزم ( شــفارتز : " قســطنطين " صفحة 85 وليتســمان صفحة 276 ) : بل رضي للكنيســة أن تقف أمام هذا النُصُــب وتعظم القيصــر في مواكب من الشــموع وأدخنة البخور ( شــفارتز : " قســطنطين " صفحة 85 ) كما أمر عند تدشــين القســطنطينية بأن يحملوا شعار مذهب الصــدفية [ وهو مذهب فلســفي ينادي بأن العالم تحكمه الصــدفة وتســيطر عليه ] ( شفارتز صفحة 85 وأيضاً ليتسمان صفحة 276 ) كذلك من الثابت أنه سمح بين أعوام 333 و 337 لأحد المدن بتشييد معبد لعبادة قبيلته ( شفارتز " قسطنطين " صفحة 89 ، وليتسمان صفحة 268 وإينسلين صفحة 66 ، ويوضح تشريعه على سبيل المثال أيضاً مقدار بعده من الروح المسيحية ، حيث لم يلغ العبودية بل على النقيض من ذلك قد أقرها ، كما هدد زوجته الحرة التي كانت على علاقة بأحد العبيد بأقصى العقوبات بل هددها بالموت نفسه ( دوريس صفحة 71 ) .
أما عن عقيدة قسطنطين فقد إختلفت فيه الأراء إختلافاً بيناً ، فبناءً على الوثائق التي لدينا يجب علينا التسليم بأنه كانت لديه نظرة دينية بدائية جداً نظراً لكونه رجلاً عسكرياً وبطلاً حربياً وصحيح أن الأحجبة ( ؟ ) كانت عنده على درجة كبيرة من الأهمية حيث اعتقد أنها تساعده على النصر والنجاح وإن كانت عنده كثيرة ومتعددة حيث توضع بجانب بعضها البعض ، ومن المؤكد أن قسطنطين كان يؤمن أن إله النصارى قد ساعده في النصر غير المتوقع الذي أحرزه على ماكسنتيوس وهذا ما يجعلنا نستوعب سبب عبادته له بعد ذلك وقد عمل كل شيء حتى لا يغضب عليه ، أما عن المسيحية الحقة فلم تكن لديه في الحقيقة معرفة كبيرة بها ، ولكنه قد علم بعد ذلك بسنوات كيفية حل مشكلة الثالوث والمسائل المسيحية ( ! ) وفي النهاية فقد كان الدين والكنيسة بالنسبة لقسطنطين إلى حد كبير وسيلة لتحقيق غرضه ، أما هدفه الرئيسي فقد كان فرض سيطرته التواقة المتوهجة على العالم وتأمينها .
وفي الحقيقة فإن مسائل الخلاف عند أهل اللاهوت المسيحي لم تجذب إهتمامه إلا قليلاً وربما قد تضاحك عليها ، ومع أنه هو الذي قرر هذه المسائل العقائدية في مجمع نيقية إلا أن هذا لم يحدث بناءً على إقتناعه الشخصي بالدين ومن الواضح أنه قررها فقط لمسايرة الأغلبية ، حيث إنه قد إكتسب بخروجه من المحادثات الإنطباع أن الميول تسير في هذا الإتجاه ولأنه اعتقد أن هذا الحل سيكون أكثرها سلاماً بين محبي الصراع اللاهوتي حيث كان الموضوع يهمه بمفرده ، ونستنتج هذا دون أدنى شك من الكتابات الرقيقة المثيرة للإعجاب إلى إسكندر وأريوس ، والتي حاول فيها أن ينهي الخلاف قبل إنعقاد المجمع في صورة ودية ونقرأ فيها عتابه الموجه للإثنين بكلمات قال فيها : إنهما لن يستفيدا من إثارة المعارك الخطيرة وغير المفهومة لرجال اللاهوت وطالبهما بالتصالح والإحتفاظ لنفسيهما بالخلافات العقائدية ( ! ) التي لن تستفيد الأمة منها بشيء ( شفارتز : " قسطنطين " صفحة 123 ) .
ويتضح من هذا القدر الضئيل لإهتمام هذا الروح " القدس " رئيس مجمع نيقية بالموضوعات [ العقائدية ] الفاصلة . ويرى شفارتز أنه " كان من الأفضل لو كان قد ذلّل كل النظريات ( اللاهوتية) " ( أثناسيوس صفحة 264 ) .
ومثل هذه الحقـائق الثــابتة يجـب أن تمنع الكنائـس المســيحية أن تتكيف مع هـذه القرارات الأســاســية ، فكيف يتثنى تبعاً لقانون الكنيســة أن يكون لدى رجل غير معمد الروح القدس إذا كان المســيحيون العاديون بل والقســاوسـة التقليديون غير مؤهلين للإشتراك في أحد هذه المجامع [ ولماذا لم يوحد الروح القدس كلمته في قلوبهم حتى يومنا هذا ليتحدوا في مذهب واحد ؟ ] وهنا نؤكد مرة أخرى أن قســطنطين قد أعطى الكلمة النهائية المؤثرة في أهم الموضوعات التي ظهرت آنذاك .
وإضافة نقطة ( 3 ) : من الأصعب على عقل الإنسان السليم تقبل الواقع الذي يجعل القياصرة الرومان أناساً يثار حول أخلاقياتهم الشكوك إلى حد ما بل ويجعلهم أناساً يثار حولهم الكثير من علامات الإستفهام التي لا يمكن تخيل مقدارها .
أ ) يثار الكثير من الجدل حول شخص قسطنطين الأكبر عند المؤرخين ، ومما لا شك فيه أنه كان يتمتع بملامح حسنة توحي بالتسامح العام الحقيقي ، وفيما عدا ذلك كان يلجأ إلى القوة مثل أي حاكم غاشم ، أما بالنسبة للناحية الأخلاقية فهي أكثر من صعبة حيث يتراءى لنا تناسخ حقيقي للروح القدس يبدو كما لو كان قد استقل بتقرير المسائل العقائدية للكرة الأرضية .
ويقول المؤرخ شفارتز ( في كتابه " قسطنطين صفحة 64 ) عن قسطنطين الأكبر الذي كان أحد مغتصبي [ العرش ] ( فوجت صفحة 145 وما بعدها ) : " لا يجب أن نتجادل بشأن الأخلاق الشخصية للقيصر الأول الذي لم يكن مسيحياً ولكنه مات على الأقل كمسيحي مُعّمداً ، فلم تكن أرفع بكثير من أخلاقيات سلاطين الشرق " كما قال عنه القيصر جوليان إبن إبن أخيه [ أو أخته ] بعد ذلك : " إنه إعتنق المسيحية فقط لكي يكفّر عن آثامه وجرائمه " ( تعليق ذكر عند شفارتز في " قسطنطين " صفحة 64 ) .
لقد أظهر قسطنطين خُلُقاً وحشيةً جداً ، وهذا يتضح على سبيل المثال من سماحه للأهل ببيع أولادهم على الأقل في الأوقات الحرجة ( دوريس صفحة 65 ) كما قرر سكب الرصاص الساخن في فم العبد الذي يشارك في اختطاف سيده ( دوريس صفحة 64 ) .
أما من يقتل أباه فيحبس في جوال مليء بالثعابين تتم خياطــته ثم يُغرق ( دوريس صفحة 64) وإذا ما عمــقنا النظــر فســيفاجئنا الواقع أنه اقترف في عام 326 - أي بعد [ المفروض : قبل ] زمن من إعتناق المسيحية وبعد عام واحد من إنعقاد مجمع نيقية - سلسلة من جرائم قتل أقرباءه ، فلم يكتف بقتل حماه ماكسيميان وزوج أخته باسيانوس بل قتل أيضاً أبناءه لوســيانوس وكريسبوس ، حتى زوجته فاوستا لم تسلم من يديه فقد قام بإغراقها في ميــاه تغلي ( إرجع إلى دوريس صفحة 55 وكوخ صــفحة 22 وفرانتس جورز [ تمت ] " قتل أقرباء قســطنطين في " مجلة اللاهــوت العلمية " الجزء ( 30 ) لسنة 1887 صــفحة 343 - 377 وكذلك الجزء ( 33 ) لسنة 1890 صــفحة 320 وما بعدها ، وكذلك أيضاً بورشــارت في " زمن قســطنطين " صفحة 335 ، وفيكتور شــولتس بعنوان " قتل أقرباء قسطنطين في " المجلة اللاهوتية " لسنة 1899 وأخيراً أوتوزيك في " مجلة اللاهوت العلمية " الجزء ( 30 ) لسنة 1890 صفحة 63 وما بعدها وأيضاً هون صفحة 130 ) .
وعلى الرغم من كل أســباب التخــفيف التي يحاول البعض التماســها له إلا أنها في النهــاية حــالات قتــل .
أما الوثنيون فقد وصفوا قسطنطين بأنه لص ( كوخ صفحة 22 ) ، وبعد انتصاره على ماكسنتيوس أمر قسطنطين بخنقه هو وأتباعه المقربين وكان ذلك قبل إنعقاد المجمع بســنة ( فوجت صفحة 163 ) ، وكذلك يلقي الضوء أيضاً على الجانب الأخلاقي لقسطنطين قسمه الذي أداه لماكسنتيوس أن يبقيه حياً !
وبناءً على هذه الوقائع فقد قرر شتاين أن قسطنطين قد اقترف جرائم قتل لتنفيذ أغراضه (صفحة 297 ) ، ومن المسلم به أيضاً أن قسطنطين كان مجنوناً بالسلطة ومولعاً بالعظمة ، ويقال عنه أيضاً أنه كان ينظر لنفسه في المرآة يومياً عدة مرات ( فوجت صفحة 138 ) وهذه هي الروح غير المقدسة التي أوحت بقرارات مجمع نيقية ، كما تراءى هذا المفهــوم أيضاً لشــفارتز عندما قال : " لــذلك قرر شــفارتز أنـه لم يكــن له ( لقسطنطين ) الحق أن ينادي بعقد مجامع كنسية من تلقاء نفسه أو إصدار القرارات التي فرضها على المجامع [ الكنسية ] كما تدعي الكنيسة التي تنادي بأن الروح القدس هو الذي أوحى بهذه القرارات " ( "قسطنطين" صفحة 74 ) ، ويؤكد كوخ أيضاً أن مسيحية قسطنطين الشخصية والعملية كانت منحرفة (صفحة 23) ، ويرى بورشارت أن قسطنطين لم يكن متديناً مطلقاً حتى ولو أوهم نفسه بوقوفه وسط أمة الكنيسة فقد كان مجنوناً بشهوة السيطرة على العالم ، لذلك فقد جعلته أحلامه ينزلق على أمواج دماء الجيوش التي ذبحها ( إقتباس لكوخ صفحة 17 9 ، أما عن سمعته السيئة بسبب جرائم السلب التي إقترفها في حق الشعب البسيط فيقول هون : اعتاد المرء سماع البكاء والعويل في كل مدينة يتم فيها تحصيل الضرائب ، حيث كانت تجمع النقود باستخدام الكرابيج والتعذيب والتعسف حتى أن الأمهات كانت تبيع أطفالها ويدفع الآباء بناتهم للدعارة حتى يمكنهم دفع الضرائب ( هون صفحة 136 وما بعدها ) .ويتضح أيضاً من أحد الخطابات التي أرسلها قسطنطين بعد مجمع نيقية إلى الجمعيات المسيحية بُعد روحه هذا عن الروح القدس بمقدار عرض السماء ، حيث أعلن فيه بصورة صادقة أن إتفاق الــ ( 300 ) أسقف لا يُعد أكثر من قرار [ إرادة ] الله (فوجت صفحة 307) ، ولا يعد هذا من مختلف الجوانب إلا كذباً متعمداً .
ب ) أمّا تيودوســيوس الأول ( الأكبر ) فيســمو من الناحية الخُلُقية عن قســطنطين الأكبر بقليل وهذا يرجع أســاســاً إلى أنه لم يكن متســامحاً إلى أكبر درجة ، على النقيض تماماً من قســطنطين ، إلا أنه أصبح بعد ذلك النموذج الحي لجوســتنيان الأكــبر أو قــل أيضاً لمحاكم التفتيــش ، ويتضــح هذا من أمره الصــريح الحازم لكل رعاياه بإعتناق عقائد مجمع نيقية (شتاين صفحة 304 ) .
فقد حرم كل الأديان الأخرى وهدد أن التمسك بتعاليم أخرى سيؤدى إلى عقوبات صارمة ، أرحمها عقوبة الموت ، فكان فكان يعاقب أنصار ماني فقط من أجل أنهم أنصاره [ وهي ديانة أسسها ماني الفارسي في القرن الثالث الميلادي وتعتمد على الغنوصية ] فقط لأنهم أتباعه ( شتاين صفحة 308 ) .
وقد اســتعمل الســلاح في تنفــيذ هذا الأمر الذي يقضي بعدم ممارسة أية طقوس أخرى ( شتاين 305 ) ، وتحكي كتب التاريخ عنه إجمالياً أنه كان متوحشاً [ لا يرحم ] مع أصحاب العقائد الأخرى ( إنظر سيكلوم الثاني صفحة 166 ) ، ويتضح كذلك بعده عن الروح القدس في تعذيبه لفقراء الشعب عند جمعه للضرائب حيث فرض على الشعب أعباء لا يمكن تحملها وحصل عليها بأشد الوسائل وحشية وتعسفاً ، ومن أكثر الصور تعبيراً عن قسوة طباع هذا الحاكم على المسيحيين هو إصداره لقرارات يمنع فيها إيواء الفقراء المشردين ، وفرض على ذلك عقوبة صارمة لمن يقوم بإخفائهم من تعذيب جامعي الضرائب ( شتاين صفحة 303 ) !
ويقول شتاين ( صفحة 297 ) إن تيودوسيوس الكبير إقترف مظالم كثيرة ، فقد قام بعمل مذبحة دموية مريعة في سَــــالونيك عام 390 ، حيث قتل فيها 7000 فرد من المدينة دفعة واحدة ( أيضاً كارول في " المسيحي الأول الأثري " جزء 152 صفحة 2265 وما بعدها ) ولا يختلف في الواقع تيودوسيوس الكبير عن الكثير من الحكام الآخرين الذين اشتهروا أيضاً بمثل هذه الأعمال ، لذلك لا يمكن القول هنا إنه كان يتمتع بروح مقدسة ، وياليت العدالة كانت هي الصفة التي تميز قراراته العقائدية ومراسيمه الكنسية مثل التي أصدارها في المجمع المسكوني الثاني بالقسطنطينية .
جـ ) أما عن تيودوسيوس الثاني فقد كان حاكماً ضعيفاً فقط ولم يكن بالتأكيد شريراً على الرغم من أنه اقترف جرائم قتل ، بالإضافة طبعاً إلى حروبه ، وقد إتجه إلى غرامياته بدلاً من [التفرغ] للحكم ، وكان يتميز بلاطه بالمؤامرات التي يمكنها أن تملأ الروايات بموضوعات خصبة ، وقد إقترف هو نفسه عدة جرائم قتل في أسرته ( ارجع مثلاً إلى : شتاين صفحة 445 ، وبخصوص مقتل باولينوس ارجع إلى جولدنبننج صفحة 324 وبخصوص مقتل سيفرين ويوحنا صفحة 325 من نفس المرجع ) ، وهناك إحتمال كبير أنه كان ضحية مؤامرات بولشيريا التقية التي لم تستطع أن تتحمل أن يصبح مركز زوجة قيصر التي اختارتها بنفسها [ بوليستريا ] في مثل هذه القوة ( شتاين صفحة 426 ) لذلك لم تتورع أن تكيد لزوجة القيصر ( شتاين صفحة 444 ) حتى شك تيودوسيوس في وفاء زوجته ، ومن المسلم به أن بولشيريا قد تولت الحكم أكثر من أخيها ، فقد تولت زمام الحكم أولاً كحاكمة ، حتى إنها بعد ( 15 ) سنة قُدمت لأوجوستا تحت لقب " سيدة أوجوستا " ( جودلدنبننج صفحة 2180 ؛ ولكن بعد ذلك أصبحت شريكة في الحكم حتى موت أخيها وشاركها في ذلك زوجته وبعض أصحاب النفوذ وكريسافوس أيضاً ، وفي الحقيقة فإن روح بوليشيريا هو الذي حرك مجمع أفسوس ولكن هذا الروح كان تقياً ظاهرياً فقط ، أما مدى عدم قدسيته فيظهر بصورة أوضح فى الوقائع الثابتة التي أقسمت فيها الأيمان الكاذبة بسبب تفاحة لإرتباطها بمســألة غرامية ( جولدنبننج صفحة 324 ) ، وقد وصفها شتاين بأنها كانت تتراءى بالإيمان ، كما كانت مريضة بحب السيطرة ( صفحة 417 ) . كما ادعت مؤكدة أنها مازالت عذراء ( إرجع أيضاً إلى إسهابات ماركيان في ذلك ) . ويشكك شتاين في بقائها دائماً هكذا [ أي عذراء ] ( صفحة 465 ) ، وكانت مدبرة مكائد لا يرقى لها مثيل ( ف فيجاند ، تاسيم ) ، وكما قلنا لم يهدأ لها بال حتى صدق تيودوسيوس أن زوجته تخونه ولكي تؤكد أن زوجته بولشيريا لم يكن لديها الروح القدس بأي حال من الأحوال فيكفينا أنها أمرت بقتل منافسها على السلطة كريسافيوس بعد وفاة أخيها تيودوسيوس الثاني مباشرة ( شتاين صفحة 447 و 466 ) .
وما نعرفه أكثر من ذلك عن تيودوسيوس الثاني هو إسرافه من ناحية وظلمه لرعاياه في فرض الضرائب وتحصيلها من ناحية أخرى ( شتاين 46 ) .
د - وبالمثل لم يكن القيصر مارقيانوس أيضاً من القديسين ، فقد كان في المرتبة الأولى رجلاً عسكرياً ، بل كان رجل حرب غاشم .
ولا يمكنه أيضاً أن يزعم أنه كان بوقاً الروح القدس ، ويمكن أن نوفر على أنفسنا تعظيم الجانب الأخلاقي لماركيانوس بين وجهات النظر المطروحة هنا فقد رأينا بالفعل أن مجمع خلقدنيا* لم يكن من أعماله بل كان من أعمال زوجته العذراء بولشيريا ، على الرغم من أن التاريخ قد سجله رسمياً بإسمه .
وقد عرفنا أيضاً إبنة آية روح كانت يولشيريا .
هـ - والأسوأ من ذلك لا نزال نلمسه من ناجية الأخلاق الشخصية لجوستينيان الأول فقوانينه الوحشية الملحدة تتكلم أكثر من لغة** بوضوح وسوف نعود إليها فيما بعد فقد قيل إن جوســتينيان قد أصــدر هذه القوانين الملحــدة حتى تزداد حســابات خزائنه متعددة الجيوب [الأخطبوطية ] ويملأها دائماً أبداً ، أما عن أخلاقه الشخصية أو قل سوء أخلاقه فلدينا تصوير واضح في كتاب المؤرخ المعاصر له بروكوبيوس الذي سجل بجانب التاريخ الرسمي لعصر قيصر أيضاً التاريخ السري لحياة قيصر وزوجته تيودورا سيئة السمعة .
وأنا أعتمد هنا أولاً على رأي ( أوتو فيه ) المسجل في فهرس المراجع بنهاية الكتاب ، فقد كان بروكوبيوس هذا من كبار موظفي الدولة وعلى علم كبير جداً بالعلاقات الغرامية وكان جوستينيان من الحكام الغاشمين البربريين حتى إنه لم يجرؤ أي مؤرخ شجاع على كتابة أي مساويء عن الحكومة .
وبعد كل ما رآه بروكوبيوس كان من البديهي أن يروم تنفساً على الأقل في كتاباته السرية التي لم تنشر قبل القرن ( 16 ) ، وقد صوره في هذا التاريخ السّري كوغد من الأوغاد ، إلا أنه قد تم محاولة عرض نوادر بروكوبيوس في صورة لا يمكن تصديقها، إلا أنها تظل مع ذلك دائماً ذات شكل بشع - إذا ما حذفنا بعض الأشياء - وتجديفه على الله إلا أنها لا تُخّوِل هذا الرجل ( على الأخص ) الروح القدس للديانة المسيحية ، أما يوحنا بول راينهارد ، الذي أجتهد وترجم هذا التاريخ السري ، فقد أعلن في مقدمته ، أنه قد اتضح من المؤرخين الآخرين المعاصرين في ذلك الوقت ، أن جوستينيان الأول كان منافقاً ومتكبراً بصورة بشعة ، وكان ضعيف الإيمان ، حقوداً ، غدّاراً ، ظالماً ، متوحشاً ، مستغلاً ، مشته لثروات الآخرين ، مبذراً وعبداً لزوجته البخيلة المحبة للإنتقام ، المتعطشة للدماء ، المتكبرة تيودورا ( صفحة 3 ) .
وهذا يكفي لإثبات نظريتنا على الرغم من أنه قد يغرينا بالإشارة إلى الكثير من التفاصيل التي نقلها لنا بروكوبيوس . فأعماله السيئة تكاد لا تعد ولا تحصى ، لذلك فهو يُعد من غرائب ومتناقضات تاريخ الكنيسة تماماً مثل قسطنطين وتيودوسيوس الأول .
أما أن تترك الكنيسة المسيحية تأثير هؤلاء القياصرة الرومان في هذه المجامع [المسكونية] طواعية، وهم الذين رأتهم قبل ذلك الكنيسة، التي نجت من الإستشهاد و الدموي، كحيوانات أتوا من العالم الآخر ، وعبدتهم قبل ذلك بقليل ، الأمر الذي يُعد من أشد التناقض لدينهم أنفسهم ، [ وأكرر : أما أن تترك الكنيسة المسيحية تأثير هؤلاء القياصرة الرومان في المجامع السكونية ] فيبدو هذا بالنسبة لكل المؤرخين عملاً غير مفهوم نهائياً ، وعلى الأخص أيضاً إذا تذكرنا أنه لم يوجد آنذاك رئيس للكنيسة معترف به .
ولشرح هذا الواقع العجيب بصورة أفضل ، يجب أن نشير إلى المواقف التاريخية الآتية : لم يبدو لمعظم السكان القدماء [ آنذاك ] تأثير هؤلاء القياصرة على قرارات المجامع كأنه غريب لافت للنظر ، فقد اعتاد الشعب اعتبار القيصر :
أ - هو عمـاد الدين على الإطــلاق وبذلك أصـبح أيضاً - عماد الدين المسيحي المعترف به .
ب - كما كان يعتقد أن القيصر بصفة عامة هو ما يلي الإله مباشرةً وكأنه تَقلَّدَ مقاليد الحكم لإعطاء الكلمة المناسبة في الشؤون الدينية .
إضافة لنقطة ( أ ) : اتخذ القياصرة الرومان بسرعة كبيرة منصب رئيس الكهنة ، أي تولوا وظيفة الكاهن الأعلى جوبيتر ، واحتفظوا بهذا المنصب الذي تحول فيما بعد دون ملاحظة إلى رئيس الكهنة [ البابا فيما بعد ] للديانة المسيحية ، وكان لا يزال قائماً في القرن السادس الميلادي في عهد جوستينيان ، وتبعاً لهذه الوظيفة فقد نادى القياصرة بعقد المجامع المسكونية وأداروها كما حددوا المدعوين من الأساقفة وكانوا أصحاب الكلمة النهايئة في تقرير المســائل والتعاليم العقائدية . وتبعاً لهذه المــكانة فقد قاموا بتعيين الأساقفة وعزلهم كيفما أرادوا وأصدروا إليهم الأوامر وأعلنوا الحرمان على الأساقفة غير المرغوب فيهم ، أما ما يثير الإنتباه هو " الطاعة العمياء " لهم من جانب الكنيسة ( ليتسمان صفحة 274 ) ، وهو نفس حال قسطنطين الأكبر ، على الرغم من أنه لم يكن مسيحياً مطلقاً ولكنه كان طالباً ( متوجاً ) للتعميد إلا أنه قد اعتبر نفسه الكاهن الأعلى للديانة المسيحية ( فوجت صفحة 178 ) ، كما سجل في أحد خطاباته أنه سوف يدمر الأخطاء العقائدية التي قام بها الدوناتيســت [ المتبرعون ( ؟ ) ] على الرغم من أنه لم يكن لديه أدنى فكــرة عن هذه الموضــوعات ( فــوجت صفحة 182 ) . . وبصفة عامة فقد حدد القياصرة العقائد التي يجب أن تدخل الكنائس ( شيفارتز في " قسطنطين " صفحة 75 ) ، وإذا ما أراد أحد الأساقفة الإمتناع عن حضور أحد المجامع ، كان يُساق إليها قسراً ( مثلاً شيفارتز في " قسطنطين "صفحة 15 وما بعدها ) .
ويلاحظ كذلك أن قسطنطين كان له الحق في تقرير العقائد الكنسية بل والحياة الكنسية في صورة بلغت من العنف درجة لم يفوقه فيها إلا قسطنطين الأكبر ، لأنه تبعاً لما تم الإجماع عليه كان لا يزال متأصلاً بصورة عميقة في العقائد الرومانية ، لذلك يرى (على سبيل المثال) دوريس أنه في مجمع نيقية الذي تم فيه تقرير العقائد المسيحية قد لعب " روح آخر " " روح غريب " دوراً مؤثراً مع قسطنطين (صفحة 152 وما بعدها).
وإضافة لنقطة ( ب ) : فإن شرعية تولى قيادة الكنائس قد استنبطه القياصرة من الإعتقاد الذي كان لديهم أنهم فوق البشر العادي وأنهم نوع من الآلهة ، فلا يجب إذن أن أطلقوا على أرواحهم آلهة الأمر الذي كان يحدث في أغلب الأحيان - وهو تداع الروح القدس المتطفل عليهم - كما يشير إلى ذلك ( إنسلين صفحات 61 وما بعدها و76 وما بعدها ) . لذلك تحدث تيودوسيوس الأول ( الأكبر ) عن " ألوهيتنا " ( إنسلين صفحات 69 و 76 ) ، فقد أطلق القياصرة الرومان وأيضاً المسيحيون منهم على أنفسهم لفظ الألوهية بل ادعوا كونهم أكثر من آلهة ، كما دُعوا أيضاً في مراسيمهم على سبيل المثال : " السيد الإله " ( شيفارتز في " بولشيريا " صفحة 207 ) وكانوا ينادون أيضاً بهذه الألقاب : " إلهيّ " ، " الإله الموجود في كل مكان " ، " السيد المقدس " ، " إلهنا المعبود " ، وما شابهه ( أنسلين صفحات 66 وما بعدها و 69 و 75 و 7 ) .
وحتى كلمة " خلودنا " قد اتخذوها أيضاً للتعبير عن أنفسهم ( أنسلين صفحات 7 وما بعدها ) ، فقد قال تيودوسيوس الأول مثلاً من نفسه إن الرعية قد جاءت " تتعبد لخلودنا " ( أنسلين صفحة 75 ومدونة تيودوسيوس العاشر صفحات 22 ، 30 ) . كذلك ربما أحسن الشعب من تسمياتهم " بالأكثر تقوة " و " الأكثر تقرباً لله " بتواضع كبير منهم ( أنسلين صفحة 63 ) ، وما يثير التعجب تحت هذه الظروف هو تقديم القرابين لصورة قسطنطين الأكبر عند أعمدة السَماق حتى من جانب الشعب المسيحي الذي قدس أيضاً صورته وأنار لها الشموع وحرق لها البخور وأقام عندها الصلوات تماماً كما يفعلون أمام المعبود ( فيلوستورجيوس تبعاً لأنسلين صفحة 70 ) ، وتبعاً لهذا التخيل فقد تم تأليه كل شيء يتعلق بالقيصر أو بقصره وأضفيت عليه القداسة التى يتمتع بها الإله المعبود ، لذلك كانت حجرة نومه إلهية أو مقدســة و طــاولة ( طعامه ) إلهية وخطاباته مقدسة أو إلهية وأوامره وقوانينه إلهية حتى أن بيت قيصر كان يطلق عليه البيت الإلهى ( أنسلين صفحة 71 وما بعدها ) .
ونفس هذه العبارات استخدمها أيضاً البابا في خطابات للقيصر . ، ومن هذا يبدو أن الملك أعطى لنفسه الحق في الدعوة لإقامة المجامع وقيادتها واتخاذ قراراتها في نهاية الأمر التي تحدد على سبيل المثال الحقيقية المســيحية ، أما عند تدقيق النظــر يظهر عكــس الشــرعية تماماً ، فيظهر صــورة يقال عنها أي شيء إلا أنها مســيحية وهو ما كان يجب على الكنيسة أن تمنع القيصر عن إقرار مثل هذه القوانين بغض النظر عن عواقب هذه المقاومة ، ويتعلق الأمر بمثل هذه الظاهرة في الكنيسة ببساطة ووضوح بما يسمى " بخطيئة المسيحية الأولى " ( ارجع إلى كتاب " خطيئة المسيحية الأولى " لمؤلفه ج. ج هيرنج ) .
وبغض النظر عن هذا فيبدو أن التدهور الذي كان حادثاً في الكنيسة في عصر قانون التسامح لاح وكأنه أتعب الكنيسة من الإضطهاد ، فقد أضعفها، أما مدى سقوطها وبعدها عن العقيدة الحقيقية فيتضح لنا على سبيل المثال في اشتراكها نفسها في عبادة القيصر ، وبغض النظر عما ذكرناه سالفاً في هذا الشأن فقد قبلت الكنيسة رسمياً وتصريحياً بعبادة وتقديس ما يخص القيصر عن طريق التعبد له* (أنسلين صفحة 68 وما بعدها) ولجعل الشعب يستسيغ هذه العبادة حتى يستطيع أداؤها توصلوا إلى فكرة تقول بدق أحد المسامير التي استخدمت في صلب عيسى [عليه السلام] في تاج القيصر ......
ويتضح سقوط الكنيسة العقيدة الحقيقية حيث إنه سمح في مجمع " أرليس " الدخول في الخدمة العسكرية للذين أقسموا الإيمان المسيحي على الرغم من اتباع النقيض تماماً قبل ذلك بوقت قصير ( ارجع إلى فوجت صفحة 181 وألفيزاتوس صفحة 32 ) وهو عدم دخول المسيحي نهائياً الجيش ، بل أكثر من ذلك - الأمر الذي يُسر له مناهضي الخدمة العسكرية - ومن كان يمتنع عن تأدية الخدمة العسكرية ، كان يتم استبعاده من العشاء الرباني !
وحتى قبل ذلك الوقت كان الأمر مختلفاً : فمن إمتنع عن تأدية الخدمة العسكرية كان يترك بصفة خاصة لحضور العشاء الرباني .
ولا يمكن الشك مطلقاً في النتائج التي تم التوصل إليها فيما سلف من الأحداث والعلاقات التي عرضناها وأن قواعد العقيدة ، التي أقرتها المجامع المذكورة والتي تعد في الواقع أساس ديانة الكنيسة التي يطلق عليها المسيحية ( قل : البولسية ) لا يمكن بأية حال من الأحوال أن تكون من وحي الروح القدس . ولم تنجح تعاليم العقيدة من إثبات جدارتها ، الأمر الذي تحاول الكنائس الكبيرة اليوم أن يحققه لوقف الهروب التدريجي للشعب من الكنيسة لذلك تهتم الكنيسة إهتماماً لا مثيل له بإيجاد نموذج ديني جديد يحتذى ، ولكن ليس لديها للأسف الشجاعة أن تَنْفُذ إلى الإصلاحات حتى جذورها ونتيجة ذلك يجب عليها أن تعلن أن قرارات المجامع الأولى غير سارية بالمرة وعلى الأخص ما يتعلق بمسائل تألية المسيح [ عليه السلام ] والفداء ، كما يجب أساساً أن تعيد مناقشة وصياغة الموضوعات التي عالجتها هذه المجامع في قراراتها وتختبرها في صورة نزيهة بعيدة عن التحيز وأن تبدي رأيها في الأريوســية [ ظهرت على يد أريوس بطريرك الأســكندرية في القرن الرابع حرقه قســطنطين واضطــهد أتباعه حتى إنقرضــت ، وكان ينادي بأن لا إله إلا اللــه وأن عيســى نبي الله ورســوله ] التي اســتمرت ديانة الدولة الرســمية ما لا يقل عن ( 50 ) عاماً .
وعلى الكنائس أن تبتعد تماماً وبمنتهى الوضوح عن قرارات تلك المجامع وعلى الأخص تلك المجامع الأولى ، إذا أرادت أن تجدد إيمان الشعب بها مرة أخرى ، وعليها أن لا تبتعَد فقط عن قواعد العقيدة التي فرضتها عليها المراسيم والقوانين آنذاك ، أو قوانين الكنيسة ، بل أيضاً عليها أن تتبرأ من هذا الشيطان الكائن في هذه القوانين والذي استطاع بسريان هذه القوانين أن يعيث في الأرض فساداً منذ ( 1600 ) عاماً ، فهو روح الإستعباد وعدم التسامح ، وروح محاكم التفتيش والتسلط ، روح التزمت والتعصب الديني ، وهو أساساً روح دنيوى ليس له أن يتحد وروح يســوع .
لذلك تظهر قرارات المجامع والمؤتمرات المسيحية الأولى بعيداً عن هذا التأثير المثير للتساؤل الذي ذكرناه لهؤلاء القياصرة وزوجاتهم من الناحية الأخلاقية في صورة مريبة إلى أعلى الدرجات* من ناحية روح الله ، وذلك لأن الأساقفة الذين شاركوا في ذلك قد أظهروا بتصرفاتهم هذه عدم إصطفائهم ، وبغض النظر عن الحقيقة القائلة إنهم أظهروا إنقيادهم عن طواعية للروح الدنيوية الممسوحة بالنصرانية للقياصرة الرومان ، كما يراهنوا على أن الروح القدس لم يكن يهيمن على تصرفاتهم : لذلك يدرس في تاريخ الكنيسة أنه في مجمع نيقية تم نزع شهادة الإيمان من الأسقف الآريوسّى أويزبيوس من نيكوميدين عندما أراد المغالطة في قرائتها ؛ أما في مجمع خلقدنيا فقد تشاتم الآباء القديسين وتبادلوا إتهام بعضهم البعض بإقتراف جريمة القتل ، وأكثر المجامع رسوخاً في الأذهان ذلك المجمع الذي يطــلق عليه مؤتمر اللصــوص** ( مجمع أفسس عام 449 ) ، وفي هــذا المجمــع الدي رأســه البطــريرك المتوحــش ديوسكورس ( كمــا يصفه كوخ ) تم تعذيب وإهانــة أحد الأســاقفة لدرجــة أنه مــات بعدها بقليل إثر هذا التعــذيب ، حتى ديوســكورس نفســه تلقــى في المناوشــات التي حدثت لكمــة أفقدتــه إثنين من ضروســه ( كوخ صــفحة 32 وما بعدها ) .
وللوقوف على حقائق قرارات هذا " المجمع المقدس بإفسس "*** - الذي إستخدمت فيه الرشاوي الضخمة وإرهاب الهرّاوات - ننصح بقراءة ( شتاين صفحة 452 وما بعدها ) ، ومن يعرف شيئاً عن هذه الوقائع فسيجد أنه من المثير للسخرية أن تنسب هذه القرارات بعد ذلك للروح القدس ( ليمان صفحة 159 وما بعدها ) ، بل أكثر من ذلك يقول كاميلوت (صفحة 62 ) إن أبناء الشرق الذين جاءوا بعد ذلك قد حكوا أنهم وقفوا أمام باب مغلق ، وعندما أرادوا أداء الصلاة في كنيسة القديس يوحنا طردهم خدام الأسقف باستخدام الضرب بالعصى وقذف الحجارة ؛ ونقرأ أيضاً في وثائق لــ هوفمان ( صفحة 119 ) أنه من بين أشياء أخرى تم ضرب أحد القساوسة بسبب وجهة نظره العقائدية وإجباره كمذنب على كتابة إعتراف بإرتداده ويؤكد أستروجرسكي في تاريخ الإمبراطورية الرومانية الشرقية أن أية محاولة للمعارضة في مجمع اللصوص ( أفسس ) هذا " كان يتم القضاء عليها بصورة وحشية " (صفحة 49 ) .
ترجمة الأستاذ علاء أبو بكر
(((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((المدافعون عن بولس)))))))))))))))))))))
إذا ما تكتمت الكنيسة والكثير من رجال اللاهوت مسألة إخراج بولس من الكتاب المقدس أو لم تدرجها في قائمة البحث ، فعندئذ لابد لها أن تجتهد في الدفاع عنه ضد الهجمات الموضوعية الموجهة إليه من كل حدب وصوب - ولا يمكننا هنا بالطبع أن نذكر كل الهجمات الموجهة إليه ، لأن مثل هذا يحتاج إلى مجلدات ويكفينا أن نذكر القليل منها وسيتبين لنا كيف يتلوى الناس ويتلونون حتى يتمكنوا من إنقاذه .
1 - يتعلل البعض بأن النصوص القديمة لرسائل بولس أقدم من نصوص الأناجيل نفسها . ومن الواضح أن هذا التحليل يفتقد الحجة الموضوعية ، لأن ذلك لا يدل على حقيقة النص ولا يمكنه تقييم النص نفسه ، يضاف إلى ذلك أننا لا نعرف على سبيل اليقين عُمر أقدم مصادر الأناجيل .
وفي الحقيقة فإنه لا خلاف مطلقاً على تحديد عُمْر رسائل بولس، ويقول توديكوم - وهو أحد أكبر علماء لغة الكتاب المقدس القديمة والكتابات المسيحية الأولى- دفاعاً عن وجهة نظره التي تنادي بأن هذه الكتب قد حُرِّفت تماماً ، وأن أحد الرهبان قد قام بكتابتها بين عامي 300 و 350 وسوف نعود مرة أخرى لهذا الموضوع (التحريفات الكنسية ص 4) .
ويشير توديكوم أيضاً إلى أن أجود وأقدم المخطوطات اليدوية ( رسائل بولس ) غير موجودة بالمرة ( صفحة 10 ) .
من المعروف أيضاً أن بولس كان يتمتع في الكنيسة القديمة بمركز كبير ، وهنا يجب أن نوضح المقصود بكلمة " الكنيسة القديمة " .
فمن الواضح أن مؤلف الكتاب الذي أمامي ( الأبواب المفتوحة ، الطبعة الثانية إصدار 1962 صفحة 53 وما بعدها ) يعني الزمن الذي تلي قسطنطين .
ويعرف المؤرخون جيداً حقيقة هذا الروح غير المقدسة التي ملأت الكنيسة وأحيتها ، ولن يدعي أي إنسان أن روح الله قد طالبت آنذاك بمساواة رسالات بولس بالأناجيل أو حتى استحسنتها . فقد وافقت نصوص بولس التي يتحدث فيها عن الدولة ميول الكنيسة آنذاك أو راقت لوضع بولس الأورثوذكسى ، حتى إن المرء لم يجد ما يثير الدهشة في التعاون معه وحده وليس مع الأناجيل .
وكما ذكرنا من قبل فإن توديكوم وكثيرون غيره قد أشاروا إلى أن المخطوطات اليدوية لرسالات بولس غير موجودة ، وهذا وحده ينقض فكرة أن بولس كان يتمتع بمركز مرموق في الكنيسة القديمة ( أي الكنيسة الأولى ) .
ويسوق توديكوم وغيره الأدلة المفصَّلة على أن بولس لم يكن معروفاً إلى أكبر مدى لدى أقدم مؤلفي الكنيسة ( توديكوم صفحة ( 5 ) وما بعدها ) . ونرى بعد ذلك إصرار البعض على إعطاء بولس ( وهو عند توديكوم شخصية مخترعة ) سلطة عليا .
ولا نريد هنا أن نتوسع في عرض نظرية توديكوم42 التي تقضي بأن بولس شخصية مخترعة وأن رسالته قد كتبها راهب في القرن الرابع ، ولكننا سنسوق بعضاً من أدلته التي إستشهد بها في موضوعنا الذي نحن بصدده :
أ - لم يتعرض أي من الأناجيل لإختيار الحواري الثالث عشر ولا حتى إنجيل يوحنا ، فلو كان حدث هذا لما كان يجرؤ أحد على كتمانه ( صفحة 5 ) .
ب - يضاف إلى ذلك أن بولس لم يذكره أي كاتب من أقدم مؤلفي الكنيسة ، وهذا يوضح أن مثل هذا ( البولس ) لم يكن له وجود بالمرة ( صفحة ( 5 ) وما بعدها ) .
2 - ويؤمن الكثيرون أنه من الممكن رد الهجوم الموجه إلى البولسية التقليدية ، لدرجة أنهم إصطلحوا على جعل هذه الرسائل المنسوبة إليه قد كتبها غيره43 . إلا أن هذا غير مهم بالمرة ، فالهجوم لا يتناول شخص بولس نفسه ، ولكنه موجه أساساً إلى النظام التعليمي الخاص بالعقائد والأخلاق والسلطة ، ذلك النظام الذي يستتد دائماً إلى الرسائل البولسية ، بغض النظر عن شخصية من كتبها .
وعلى أية حال فهي لا ترجع مطلقاً إلى عيسى عليه السلام على الرغم من إدعاء بولس أنها تستند إلى إيحاءات " المسيح السامي " ، لذلك لايمكننا الإستناد إلى بولس إذا كان الموضوع يتعلق بمقدار السلطة التي نخولها لأقواله .
وفي الحقيقة فإن هناك روابط متبادلة بين الأناجيل ورسائل بولس ولكن من يعرف مقدار الإهانة التي لحقت النصوص عن طريق التشوية المتعمد بالإضافات والحذف (إرجع إلى الكتيب رقم ( 6 أ ) وهم بإسم : الأسس العقائدية للديانة العالمية " Ideologiche Grundlagen universeller Religion " فسوف لا يعير عندئذ هذه الحجة أية إهتمام . وبالعكس فإن التجانس المنتظم المعروف للقانون عن طريق تلك " الكنيسة القديمة " ليثير الدهشة ، حيث لم يعد ميراث بولس الفكري يؤثر على الأناجيل .
أما بالنسبة لإنجيل يوحنا فيعلم لاهوتيونا جيداً التناقض الموجود بين بولس وهذا الإنجيل الذي يقول عنه أولوا الرأي من الباحثين اللاهوتيين بصراحة عارية : إن معظم الكلام المذكور على لسان عيسى عليه السلام هو تأويل مخترع لمذهب الغنوصية القديم عن عيسى عليه السلام ( راجع أيضاً كنيرم " سلطة الكتاب المقدس ونقده " Knierim , Bibelautorität und Bibelkritile زيوريخ سنة 1962 صفحة 37).
3 - لا يندرج تحت المدافعين الحقيقيين عن بولس أمثال ذلك القس البروتستانتي الذي كتب : " لا أعتبر إخراج بولس من الكتاب المقدس ضرورياً على الأخص وأن الكتب الأخرى مليئة أيضاً بالأخطاء ، فالكتاب المقدس بالنسبة لي عبارة عن كتاب يجمع مؤلفات دينية تاريخية ، منهم بولس، فهو قد فسر أقوال عيسى بصورة مثيرة، وحتى لو كانت خاطئة فهي على الأقل تاريخية .
وانا هنا لا أريد أن أتحاور مع أمثال هؤلاء المدافعين عن بولس لأنهم في الحقيقة قد قبلوا نظريتي هذه بل ذهبوا إلى أكثر من هذا . ولو كان هذا الرأي شائعاً لإدخرت جهدي الذي أبذله لإخراج بولس من الكتاب المقدس .
وأود أن أنوه أيضاً إلى أن الكثيرين لا يعرفون أن الكنائس البولسية الرسمية تتصرف منذ زمن بما يخالف توجيهات معينة لبولس ، وهم بذلك يعترفون أن تعاليم الحواري لا تتمتع في كل أجزائها بالسلطة الإلهية .
ومن هذه التعاليم تلك التي تقضي بأن تدخل المرأة الكنيسة مغطاة الشعر بينما لا يطبق هذا على الرجل ، وأكثر من ذلك فإن المرأة مطالبة بألا تفتح فاها بكلمة داخل الكنيسة وتكون خاضعة للرجل في " كل شيء " ( على حد تعبير بولس ) .
ونقترب الآن من النهاية : فإذا ما أخطأ بولس في نقطة ما فتكون العصمة قد استحالت في حقه ، ولذلك علينا التخلي عن القول بأن تعاليمه قد أوحى بها الله حرفياً .
4 - يحاول رجال الدين البولسيون النظر إلى متطلبات العصر آنذاك أنها كانت تحتم كل هذه الأوضاع المزرية ( الخاصة مثلاً بالدولة والمرأة ووضع العبيد ) التي أقرها بولس في رسائله .
ثم يعترفون بعد ذلك أن هذه النصوص44 قد " مرّ زمانها " ، كما قال بعض رجال اللاهوت منذ زمن ليس ببعيد في مقال ( صدر بتاريخ 12/3/1971 في Evangel. Woche): أنه لا يمكننا استخدام النصوص البولسية في وقتنا الحاضر ، ولا يمكننا أيضاً أن نطبق أقوال بولس عن الدولة والتي نعرف جيداً مدى الأثر السيء الذي جرته هذه النصوص إلى عصرنا الحاضر45 ، ونفس الشيء يسري أيضاً على أقواله عن المرأة أو العبودية .
وإذا إنتقل بناء المقال وتخطينا المقدمة التي أفادت أن الكتاب المقدس ليس كلمة الله ولكنه قد يكون كتاب ديني مثل أي كتاب آخر ، فحينئذ يمكننا قطع الحوار لأنه سوف يصبح آنذاك لا أساس له ، وإني شخصياً على اقتناع بأني إذا ما تكلمت مع المؤلفين وسألتهم عما إذا كان بإمكانهم إعتبار كتب بولس كأي كتاب من كتب اللاهوتيين الكبار فسوف يجيء ردهم بالنفي القاطع ، إلا أنهم سيرددون القول التي طالما نادت به الكنيسة وهو أن رسائله هي كلمات الله المعصومة ، وحينئذ يقبل هذا التعليل أي قاريء غير ناقد أو فاحص لها .
والقاريء للنصوص التي نحن بصددها ليدرك على الفور أن بولس - كما تقضي كتب اللاهوت الأخلاقي - يتبنى آراء مجرَّدة ( عامة ) بخصوص المسائل المطروحة للبحث .
وقد أوضح بولس قوله عن طبيعة المرأة ، لذلك لن يجرؤ إنسان بعد ذلك على إفتراض أن طبيعة المرأة قد تغيرت الآن عن العصر الذي كان يعيش فيه ، إلا أننا نلاحظ أن ما يتعلق بالدولة لم يتغير كثيراً جداً منذ ذاك الوقت، فلسنا اليوم في حاجة إلى دولة ديكتاتورية، فلدينا منها الكثير ، وعلى أية حال فهي ليست أحسن حالاً من تلك الدولة التي كانت في عصر بولس .
وإني لأعتقد أنه من الأسوأ بل والأكثر تحالفاً مع الشيطان - ومنهم الدول التي تطلق على نفسها مسيحية - أن يكتسب حكامها ضميراً آخراً جيداً نسبياً مستندين في ذلك إلى بولس .
5 - ويثير العجب هذا العمل البائس الذي يستهدف فيه بعض اللاهوتيين الحط من شأن الأناجيل ، بل ويهاجمونها لرفع شأن بولس .
فتقول إحدى الرسائل المطبوعة في كتاب ( الأبواب المفتوحة ) في طبعته الثانية لعام 1962 صفحة 57 ) :
إن بولس لم يكن على أية حال " أحمق إلى هذه الدرجة " مثل الحواريين التي تستند الأناجيل إلى أقوالهم ( صفحة 58 ) .
وتقول أيضاً :
إن الأناجيل لتمثل نوعاً من حقول الرديم التي لم نستطع أن نجد لها شأناً (صفحة 59 ) .
وقد وقع لوثر وميلانكتون Luther . Melanchton في هذا الخطأ الذي وقع بين الأناجيل ورسالات بولس بسبب التناقضات المتواجدة بينهما دفاعاً عن بولس ، فهم يقولون إن رسالات بولس تسموا على الأناجيل ، ثم ساقوا نظريتهم التي تقول إن الإنجيليين لم يفهموا الكثير من تعالليم عيسى عليه السلام ( توديكوم صفحة 22 ) .
وقد أشار لوثر إلى أننا يمكننا إعتبار رسالة بولس إلى رومية " الإنجيل الوحيد الحقيقي "46 ، وبذلك يكون لوثر نفسه قد إعترف - تبعاً لقول REIMARUS بعد ذلك - " أن بولس هو المؤسس الرئيسي للمسيحية ، وصاحب التعاليم الرئيسية التي تتبناها الكنيسة " (استشهاد لدى توديكوم صفحة 24 ) .
6 - وفي كل روحة وغدوة نصطدم في اللاهوت ببولس - نجد حجج للدفاع عنه وهي ليست إلا أفكار مختارة تم تركيبها مع بعضها البعض أو على الأقل تصورات أو تبريرات غير منزهة عن الغرض .
فإذا ما كتب أحد اللاهوتيين ذوي المكانة العالية منذ فترة وجيزة قائلاً إن بولس قد اتخذ موقفاً من المرأة يساوي نفس الموقف الذي اتخذه من قبل تجاه عيسى عليه السلام ، فلا بد له أن يكون قد تراجع " لسبب نفسي " ( فلماذا إذن لم يضطر عيسى عليه السلام من التراجع في عقر دار اليهود بنظامهم البطريركي ؟ ) .
وقد قال المؤلف حرفياً :
"إن نفس الواقعة ستكون واضحة أيضاً عند بولس حواري الشعوب ، فبولس رجل واقعي جداً ، ولا يعتبر من الثوار بأي حال من الأحوال ، لذلك فهو على علم بقوة النظام البطريكي القائم آنذاك .
" وهو لا يتجنب تعريض رسالة عيسى عليه السلام الحقيقية للخطر عن طريق مخالفة ذلك النظام الذي لا يساير العصر ، ولذلك فهو يفرض قواعد معينة للأدب على النساء في العصور الذهبية للمسيحية الأولى لأسباب نفسية، وهو تراجع يتطابق مع روحها .
لذلك فهو لم يعلن أن هذا النظام البطريركي ليس من وحي الله أو حتى غير مقدس ! وهو يدرك تماماً أن في الخلق الجديد - الذي بدأ بالمسيح وتمثله على الأرض الكنيسة التي عليها أن تحيا بصورة نموذجية - تقبع المرأة ( التي عاشت محتقرة إلى ذلك الوقت) في نفس رونق صورة الله التي خلق عليها الرجل ، وقد كانت المرأة تتحمل المسئولية تماماً مثل الرجل " .
إلا أن هذا لا يُعد إتجاه موضوعي تجاه الأمة المسيحية إذا ما فكرنا في أقوال بولس التي يقول فيها - علي سبيل المثال - إن الرجل هو صورة الله وبهاؤه أما المرأة فهي بهاء الرجل .
7 - ولا حاجة لنا في الخوض في كل دفاع يتولاه الشعب عن بولس ، والتي يتضح منها مباشرةً أن هؤلاء المدافعين لم يقرأوا رسالات بولس بالمرة ، وهذا ما يحدث كثيراً .
8 - يؤمن البعض أن من واجبهم الدفاع عن بولس بالتدليل على أنه كان محارباً شجاعاً مستعد للتضحية وكما لو كان المحاربون البواسل يقولون الحق دائماً !
وربما يمكننا أن نذكر هنا أيضاً أن بولس قد فَتَنَ المدافعين عنه من غير رجال اللاهوت، لأنهم غالباً لا يفهمون نصوص السفسطائية ، وهذا ما حدث لبطرس ، وهو لا يخفى علينا - وفي هذا يقول أحد كبار العارفين بالناس ( اليسوعي السابق Gracian) : " يُمدح كثيراً من لا يفهمه الناس " ( إرجع إلى Handorakel رقم 253 ) .
ويقول نفس الكاتب :
" إن معظم الناس لا يُقّدرون من يفهمونه ، أما من يصعب عليهم فهمه ، فيبجلونه " أو " يبجل الناس كل ما هو خفي عليهم كَسرّ من الأسرار ، ويمدحونه لأنهم سمعوه يتعرض للمدح " .
((((((((((((((((((((((((((((((((المحبة.. المحبة ...)))))))))))))=========. شعار وعنوان نراه ونقرأه على واجهات المتاجر, ونسمعه كثيرا" حيث يردده النصارى في كل مناسبة , ويعلنون ليلا" ونهارا" أن المسيحية تأمر بالمحبة والمسيحية هي المحبة والله محبة والرب قال أحبوا أعداءكم ونحن أهل المحبة ومن ضربك على خدك الأيمن أعطي له الأيسر , وغيرها من أكاذيب نسمعها ولا نراها على أرض الواقع ولم يذكر لنا التاريخ أبدا" أنها تحققت !.
لقد رددوا شعار المحبة كثيرا" وأسرفوا في ترديده حتى نشأت أجيال صدقت هذا الشعار , فآمن كثير من النشأ أن المسيحية دين محبة وأنه إن ساق بعض النصارى حرربا" فهي من أجل المحبة والسلام , ولايعلم النشأ الذي تم تضليله إعلاميا" أنه منذ عشرات السنين فقط قتلت المحبة أو المتشدقين بالمجبة مئات الملايين , أغلبهم من المدنيين الأبرياء لأنهم يخالفونهم في الرأي , أو لأنهم لا يعتقدون في الثالوث أو ألوهية المسيح عليه السلام الذي لم يقل أنا إله أو أن هناك ما يسمى بالثالوث أبدا" .
فهل شعار المحبة عجز أصحابه أن يطبقوه لعدم صلاحيته للحياة ؟, أم أنه لا توجد محبة إلا في لحظات الضعف وعدم القدرة على رد العدوان ؟.
سيجيب هذا الكتاب بعون الله تعالى على دعوى المحبة وهل هناك محبة فعلا" أم هي أغاني وأناشيد وعناوين مكتبات وبوتيكات.
تفنيد ادعاء المحبة سيكون عن طريق :
1- هل هناك نصوص تدعوا لقتل المدنين وليس إلى المحبة ؟ , ونكرر قتل المدنيين والنساء والأطفال, فيجب أن نفرق بين قتال دولة وبين قتل مدنيين.
2- ما هي شهادة التاريخ عن أفعال أهل المحبة ؟؟
وأمامنا واحد من خمسة احتمالات :
الأول : إن لم نجد نصوص من الكتاب المقدس تأمر بقتل المدنيين ولم نجد أفعال وأحداث من التاريخ لقتل للمدنيين على يد النصارى , إذن فعلا" المسيحية هي دين المحبة نصوصا" وفعلا".
الثاني : إن وجدنا أفعال قتل بدون نصوص مقدسة تأمر بالقتل , حكمنا بالبراءة واعتذرنا وقلنا أنهم لم يفعلوا ذلك إلا خروجا" عن دين المحبة.
الثالث : إن وجدنا نصوص من الكتاب المقدس تأمر بقتل المدنيين ولم نجد أفعالا" تطبق هذه النصوص , اعتذرنا أننا لم نفهم المراد من النصوص وأقررنا أن المسيحية دين المحبة.
الرابع : إن تعارضت النصوص فوجدنا نصوص تأمر بالقتل وأخرى تأمر بالمحبة, رجعنا للأفعال لنرى أي من النصوص يتم الرجوع إليها وتنفيذها عند القدرة. , فلا مجال لمناقشة العفو عند ضعيف لا يستطيع الدفاع عن نفسه.
خامسا" :إن اجتمعت نصوص من الكتاب المقدس تحض على القتل مع ثبوت أحداث القتل في التاريخ للقتل من أجل الدين أو الفكر أو العنصرية , إذن المحبة ما هي إلا خدعة وأكذوبة يتم ترويجها.
???????=========================================================??((((((((((((((((((?الاضطهاد المسيحي للمسيحيين المخالفين وقتل المرتدين.))))))))))))))))
1- محاكم التفتيش :
من موسوعة قصة الحضارة وتحت عنوان محكمة التفتيش , جاءت صفحات تبين الإرهاب الفكري الفكري الذي مارسته الكنيسة الكاثوليكية للمسيحيين , فلم تحارب محاكم التفتيش الأوروبية المرتد فقط , بل حاكمت كل من يفكر في الدين أو يتناقش في أمر من أمور العقيدة فأطلقت عليه وصف مهرطق وأسلمته إلى القتل حرقا" , وإن اعترف يتم تخفيف الحكم عليه بأن يشنق قبل أن يحرق .
وفي نفس الصفحات المفزعة لتاريخ المسيحية , نقرأ عن إضطهاد اليهود وتخييرهم بين الدخول في المسيحية أو الطرد من أسبانيا , ثم نقرأ عن التعميد بالإكراه , ثم عن اختطاف أطفال اليهود وعزلهم في جزر منعزلة لتنشئتهم مسيحيين , ثم إضهاد المسلمين وتخييرهم بين التعميد أو الرحيل مع منعهم من اصطحاب أطفالهم في حالة رحيلهم بل يتم تعميد الأطفال لينشئوا عبادا" للمسيح عليه السلام .
والأحداث لن نستخرجها من كتاب يهودي أو إسلامي بل هي من كتاب تاريخ مسيحي لمؤرخ حظى باحترام وثقة كل العالم بكتابتة لتاريخ البشرية حتى القرن التاسع عشر .
سنترك الموضوع بدون تعليق , وأمام القارئ الكريم جزء من شهادة التاريخ عن المحبة الدامية مع العلم أننا قمنا بحذف فقرات بين النصوص لا تمت للموضوع سلبا" أو إيجابا" من أجل الاختصار ( مثال لذلك وصف الكاتب للأثار والمباني في مدينة لحظة دخول القوات المحاربة لها ) , كذلك قمنا باختصار بعض الفقرات بحذف جمل كاملة لا تؤثر في الموضوع بل تستفيض في شرح يكفي القليل منه ( مثال لذلك الوصف التفصيلي لمذبحة سان بارتيملي وأسماء الأشخاص وكيف تم طعن قاائد البروتستانت وغيرها... ) . ولم نتدخل في تركيب أي جملة بل تركنا الجمل على حالتها بأسلوب الترجمة العربية.
من موسوعة قصة الحضارة :
انتشر مبدأ محكمة التفتيش في يسر بين الأشخاص الذين لم تتأثر مذاهبهم الدينية بالتعليم والرحلة، والذين كانت عقولهم أكثر خضوعاً لحكم العادة والخيال. واعتقد جميع مسيحي القرون الوسطى تقريباً عن طريق تعليمهم في الطفولة والوسط الذي عاشوا فيه بأن الكتاب المقدس من وحي اللّه بكل لفظ فيه، وأن ابن اللّه قد أنشأ الكنيسة المسيحية مباشرة. وبدا أنه ينتج عن هذه المقدمات أن اللّه يريد أن تكون جميع الأمم مسيحية وأن الإيمان بديانات غير مسيحية يعد كبيرة في حق اللّه. يضاف إلى ذلك، أنه ما دامت كل هرطقة مادية تؤدي بالضرورة إلى عقاب أبدي فإن المختصين منها قد يعتقدون أنهم بإرهاق روح هرطيق، إنما ينقذون الهدى الكامن فيه وربما أنفذوه هو نفسه من الجحيم الأبدي.
وشرعت محكمة التفتيش القوانين والإجراءات الخاصة بها. وكانت قبل أن تقيم قضاتها في مدينة من المدن تذيع في الشعب عن طريق منابر الكنائس منشوراً دينياً "يطالب كل من له علم بهرطقة أن يكشف عنها لرجال التفتيش. وشجع كل امرئ على أن يكون شاهدا، ليبلغ عن جيرانه وأصدقائه وأقاربه. ولم يكن يسمح في القرن السادس عشر مع ذلك باتهام الأقربين ووعد المبلغون بالسرية الخالصة والحماية التامة، وأوقع حرم صارم- أي حرمان ولعنة- على هؤلاء الذين يعرفون هرطيقاً ويخفونه. فإن ظل يهودي معمد يأمل في عودة المسيح، وإذا حافظ على قواعد الطعام التي في الشريعة الموسوية وإذا اعتبر السبت يوم عطلة وعبادة أو غير ملابسه لذلك اليوم، وإذا احتفل بأي وجه من الوجوه بيوم من أعياد اليهود، وإذا ختن أي واحد من أطفاله أو أسماه باسم عبري، أو باركهم دون أن تقوم بعلامة الصليب، وإذا صلى بحركات رأسه أو ردد مزموراً من مزامير الكتاب المقدس دون أن يضيف تمجيد الله في الأعالي، وإذا اتجه بوجهه إلى الحائط وهو يحتضر، فإذا فعل هذا وأمثاله، كانت عند رجال التفتيش من الشواهد على الهرطقة السرية التي لابد من إبلاغها إلى المحكمة فوراً. ولكل من يشعر بأنه اقترف هرطقة فله في خلال "مهلة صفح" أن يأتي إلى المحكمة ويعترف بها، فيحكم عليه بغرامة أو تفرض عليه كفارة ويصفح عنه بشرط أن يكشف عن كل ما يعرفه عن هراطقة آخرين.
ويلوح أن قضاة محكمة التفتيش كانوا يفصحون بعناية القرائن التي جمعها المبلغون والمحققون. حتى إذا اقتنعت المحكمة بالإجماع بإدانة شخص من الأشخاص فأنها تصدر أمراً بالقبض عليه. ويتحفظ على المقبوض عليه في سجن انفرداي، حيث لا يسمح لغير عملاء محكمة التفتيش بالتحدث إليه، ولا يزوره أحد من أقربائه. وكان يقيد بالسلاسل عادة. ويطلب إليه أن يستحضر معه فراشه وملابسه، وأن يدفع جميع نفقات محبسه وطعامه. فإذا لم يقدم المال الكافي لهذا الغرض فإنه يباع القدر المناسب من متاعه ليفي بالمبلغ المطلوب.
ولم يكن يخبر المتهم أولا عن التهم الموجهة ضده، وإنما يستدعى لمجرد الاعتراف بتقصيره كما تقضى بذلك العقيدة والعبادة الصحيحتان وأن يشي بكل الأشخاص الذين يتهمون بالهرطقة. فإن أقنع اعترافه المحكمة فقد يصدر عليه حكم غير الإعدام، وإذا أبى الاعتراف سمح له باختيار محامين للدفاع عنه، ويتحفظ عليه في الوقت نفسه في سكن انفرادي. وفي كثير من الأحوال كان يعذب ليكره على الاعتراف وتستمر القضية عادة شهوراً، ويكفي التقييد بالسلاسل في السجن الانفرادي غالباً للحصول على أي اعتراف.
ولم يكن يلجأ إلى التعذيب إلا بعد أن يقترع عليه أغلبية قضاة المحكمة على أساس أن الذنب محتمل، وإن كانت القرائن لا تقطع به. ويؤجل التعذيب الذي يحكم به على هذا النحو غالباً على أمل أن الفزع منه يدفع إلى الاعتراف ويبدو أن قضاة التفتيش اعتقدوا بإخلاص أن التعذيب خدمة للمدافع عن نفسه وهو الذي سبق أن عد مذنباً، فقد يكسبه بالاعتراف عقاباً أخف، بل أنه إذا حكم بإعدامه بعد اعترافه يحصل من قسيس على المغفرة تنجيه من الجحيم؛ ومع ذلك، لم يكن الاعتراف بالذنب كافياً، فقد يلجأ إلى التعذيب مع مدافع عن نفسه لإكراهه على ذكر شركائه في الهرطقة أو الجريمة. وربما عذب الشهود المتناقضون للكشف عمن يذكر الحقيقة منهم؛ وقد يعذب العبيد ليقيموا الدليل على ساداتهم. ولم يكن هناك حد في السن ينقذ الضحايا، ذلك أن فتيات في الثالثة عشرة ونسوة في الثمانين قد ألزمن العذراء ( العذراء هي وسيلة تعذيب ).
وكانت العقوبة القصوى هي الإحراق في المحرقة. وهي للذين حكم عليهم بأنهم اقترفوا هرطقة عظيمة، ولم يعترفوا قبل بدء المحاكمة، ولأولئك الذين اعترفوا في الوقت المناسب وخففت عنهم عقوبتهم أو صفح عنها ولكنهم ارتدوا إلى الهرطقة.
...وإذا لم يعترف إلا بعد صدور الحكم عليه، فإنه يغنم الرحمة بشنقه قبل إحراقه، ولما كانت الاعترافات في اللحظة الأخيرة كثيرة، فقد أصبح إحراق الأحياء نادراً نسبياً، أما الذين يحكم عليهم بالهراطقة الكبيرة، وينكرون ذلك إلى النهاية، يحرمون من الكنيسة المقدسة، ويتركون برغبة محكمة التفتيش للجحيم الأبدي.
عين فرديناند وإيزابلا القضاة الأوائل لمحكمة التفتيش في سبتمبر من عام 1480، لمنطقة إشبيلية. .... واحتفل بأول محرقة أثمرتها محكمة التفتيش الإسبانية في السادس من فبراير لعام 1481 بإحراق ستة من الرجال والنساء. وما أن جاء الرابع من نوفمبر للعام نفسه، حتى كان قد أحرق ثمانية وتسعون ومائتا شخص وسجن مدى الحياة تسعة وسبعون شخصاً.
كم بلغت كثرة الضحايا ؟ قدر ليورنت . بأنهم بلغوا بين عامي 1480 و 1488 ثمانية آلاف وثمانمائة أحرقوا، وستة وتسعين ألفا وأربعمائة وتسعين عوقبوا، وبين عامي 1480- 1508 بواحد وثلاثين ألفا وتسعمائة وأثنى عشر أحرقوا ومائتين وواحد وتسعين ألفا وأربعمائة وأربعة وتسعين حكم عليهم بعقوبات صارمة، وكانت هذه الأرقام في معظمها تخمينية. ويرفضها اليوم بصفة عامة المؤرخون البروتستنت ويعدونها تطرفا في المبالغة، يذهب مؤرخ كاثوليكي إلى أنه قد أحرق ألفان بين عامي 1480و1504، وألفان آخران حتى سنة 1758. وأحصى كاتب سر إيزابلا واسمه هرناندو ده بولجر عدد الذين أحرقوا، بألفين قبل عام 1490 وفاخر ذوريتا أمين محكمة التفتيش بأنها أحرقت أربعة آلاف في إشبيلية وحدها هناك ضحايا في معظم المدن الأسبانية، بل في الإمارات التابعة لأسبانيا مثل البليار وسردينيا وصقلية والأراضي الواطئة وأمريكا.
ونقص معدل الإحراق بعد عام 1500. ولا تصور الإحصائيات أياً كانت الفزع الذي عاش فيه العقل الأسباني في تلك الأيام والليالي.
كان الغرض من محكمة التفتيش أن ترهب جميع المسيحيين المحدثين والقدامى على السواء ليتمسكوا بالسنة الظاهرة على الأقل، على أمل أن يقضى على الهراطقة في مهدها وأن الجيل الثاني أو الثالث من اليهود المعمدين سوف ينسون يهودية أسلافهم. ولم تكن هناك نية للسماح لليهود المعمدين أن يرحلوا عن إسبانيا، فلما حاولوا الهجرة حرمها عليهم فرديناند ومحكمة التفتيش ولكن ماذا كان مصير اليهود غير المعمدين؟ لقد ظل حوالي مائتين وخمسة وثلاثين ألفاً منهم في إسبانيا المسيحية. فكيف السبيل إلى تحقيق الوحدة الدينية للدولة، إذا سمح لهؤلاء أن يمارسوا شعائر عقيدتهم وأن يصرحوا بها؟ ورأى توركيمادا استحالة ذلك، وأوصى بإكراههم على التنصر أو نفيهم.
وفي 30 مارس 1492-وهي سنة مزدحمة بالأحداث في تاريخ أسبانيا وقع فرديناند وإيزابلا مرسوم نفي اليهود. ومؤداه أن جميع اليهود غير المعمدين، أيا كانت أعمارهم أو أحوالهم، عليهم أن يتركوا أسبانيا في موعد غايته 31 يوليه، ولا يسمح لهم بالعودة، ومن يفعل عقوبته الإعدام، ولهم أن يتخلصوا من متاعبهم في هذه الفترة القصيرة بأي ثمن يحصلون عليه ولهم أن يأخذوا معهم المتاع المنقول وصكوك المعاملات دون النقد من ذهب وفضة.
وقبل ألف يهودي تقريبا التنصر، وسمح لهم بالبقاء، وترك أسبانيا أكثر من مائة ألف في موكب خروج طويل كئيب. وقبل رحيلهم زوجوا جميع أطفالهم الذين فوق الثانية عشرة. وساعد الصغار الكبار، وأعان الأغنياء الفقراء. وسار الحجيج على متون الخيل أو الحمير وفي العربات أو على الأقدام. وناشد المسيحيون الطيبون المنفيين عند كل منعطف أن يذعنوا للتعميد. فقابل الربانيون ذلك بأن أكدوا لأشياعهم بأن الله سيهديهم إلى أرض الميعاد، وذلك بأن يفتح لهم معبرا في البحر كما فعل لآبائهم في القديم. وانتظر المهاجرون الذين أجمعوا في قادس يملؤهم الأمل بأن يتفرق الماء ويسمح لهم بالعبور إلى إفريقيا دون أن تبتل أقدامهم. فلما إنجاب عنهم الوهم دفعوا الأجور الباهظة للنقل بالسفن وفرقت العواصف أسطولهم الذي كان يتألف من خمس وعشرين سفينة، وردت ست عشر منها إلى أسبانيا حيث آثر الكثيرون من اليهود اليائسين التعميد على دوار البحر. وتحطمت سفينة بخمسين من اليهود بالقرب من صقلية، فسجنوا عامين ثم بيعوا رقيقاً. ولم يجد الآلاف الذين أبحروا من جبل طارق ومالقة وبلنسية أو برشلونة، في العالم المسيحي بأسره إلا إيطاليا الراغبة في استقبالهم بدافع إنساني.
كانت البرتغال أكثر الأهداف ملاءمة للمهاجرين. فقد وجدت فيها من قبل جماعة كبيرة من اليهود، وبلغ بعضهم مكانة من الثراء والمركز السياسي في كنف ملوك لا يضمرون لهم عداوة. ولكن جون الثاني أفزعه عدد اليهود الإسبان-ربما بلغوا ثمانين ألفا - الدين تدفقوا عليها. فمنحهم مهلة ثمانية أشهر، عليهم أن يرحلوا بعدها.
وهام مائتان وخمسون يهودياً على ظهر سفينة في البحر أربعة أشهر؛ ترفض ميناء بعد ميناء نزولهم، لأن الطاعون لما يزل متفشيا بينهم. واعتقل قرصان بسكاي إحدى السفن ونهبوا ركابها ثم إستاقوا السفينة إلى مالقة، حيث خير القسس والحكام اليهود بين التعميد أو الموت جوعا. وبعد أن مات خمسون منهم زودت السلطات الباقين بالخبز والماء وطالبتهم بالإيجار إلى إفريقيا.
وما أن انتهت مهلة الثمانية أشهر، حتى باع جون الثاني بيع الرقيق، أولئك اليهود المهاجرين الذين بقوا في البرتغال وانتزع الأطفال دون الخامسة عشرة من آبائهم وأرسلوا إلى جزر القديس توماس لينشئوا تنشئة مسيحية. ولما ذهبت التوسلات إلى منفذي المرسوم عبثاً، فقد آثرت بعض الأمهات إغراق أنفسهن وأطفالهن، على تحمل الآم فراقهم، ومنحهم خليفة جون واسمه مانويل فرصة جديدة يجمعون فيها أنفاسهم، فقد حرر أولئك الذين استرقهم جون وحرم على القسس أن يثيروا الدهاء على اليهود، وأمر محاكمة أن ترفض جميع المزاعم بأن اليهود قتلوا أطفال المسيحيين باعتبارها حكايات خبيثة. ولكن مانويل خطب إيزابيلا في الوقت نفسه، وهي ابنة فرديناند وإيزابيلا ووريثتهما، حالما أن يوحد العرشين في فراش واحد ووافق الملكان الكاثوليكيان بشرط أن مانويل ينفي من البرتغال جميع اليهود غير المعمدين سواء أكانوا مواطنين أم مهاجرين. وخضع مانويل لهذا الشرط، مؤثرا الجاه على الشرف وأمر جميع اليهود والمسلمين في مملكته أن يتنصروا أو يطردوا من البلاد (1496). ولما وجد أن فئة قليلة منهم آثرت التنصر، وكره أن تباد المهن والصناعات التي تفوق فيها اليهود أم جميع الأطفال اليهود دون سن الخامسة عشرة، أن يفصلوا عن آبائهم وينصروا كرهاً. وعارض رجال الدين الكاثوليك هذا الجراء، ولكنه نفذ. فقد روى أحد الأساقفة "رأيت أطفالاً كثيرين يسحبون إلى حوض التعميد من شعورهم". واحتج بعض اليهود على ذلك بوأد أطفالهم ثم قتل أنفسهم، وأصبح مانويل شرساً، فعطل اليهود، ثم أمرهم بأن ينصروا كرهاً. فسحلوا إلى الكنائس، الرجال من لحاهم والنساء من شعورهن، وقتل كثيرون منهم نفسه في الطريق وأرسل المتنصرون البرتغاليون رسالة إلى البابا إسكندر السادس يرجون توسطه ولا يعرف رده، ولعله كان في مصلحتهم، لأن مانويل منح إذ ذاك (مايو 1491) جميع المتنصرين كرها إذنا رسمياً مدته عشرون سنة لا يقدمون أثناءها إلى أي محكمة بتهمة التشيع لليهودية. ولكن مسيحي البرتغال رفضوا منافسة اليهود معمدين وغير معمدين، فإذا جادل يهودي في معجزة تنسب إلى كنيسة في لشبونه فإن الغوغاء يمزقونه إربا(1506)، وانتشرت المذابح ثلاثة أيام لا يمنعها أحد، وقتل فيها ألفا يهودي ودفن مئات منهم أحياء. وأنكر المطارنة الكاثوليك هذه السورة من الغضب، وقتل راهبان دومينيكان حرصا على الشغب. واستتب السلام، أو كاد، باستثناء هذه الأحداث مدى جيل من الزمان.
وتم خروج اليهود الرهيب من إسبانيا. بيد أن الوحدة الدينية لم تكن قد تحققت بعد: فقد بقى المسلمون. ذلك أن غرناطة سقطت، ولكن سكانها المسلمين منحوا الحرية الدينية. وانتدب كبير الأساقفة هرناندو ده تالافيرا، حاكماً على غرناطة. فنفذ الميثاق في شئ من السرية وحاول أن يستدرج المسلمين إلى التنصير بالرفق والعدل. ولكن اكسيمينيس لم يوافق على مثل هذا الاعتناق للمسيحية. فألح على الملكة، بأن العهد لا يحافظ عليه مع الكافرين، وأقنعها بأن تصدر مرسوماً (1499) يخير المسلمين بين الدخول في المسيحية وبين مغادرة إسبانيا. وذهب بنفسه إلى غرناطة، وتسلط على طلبيرة وأغلق المساجد، ونصب المحارق العامة التي التهمت جميع الكتب والمخطوطات العربية التي وصلت إليها يده، وأشرف على التنصير الإجباري بالجملة. وكان المسلمون يمسحون الماء المقدس عن أطفالهم عندما يبتعدون عن عين القسيس ونشبت الثورات في المدينةوالولاية، وسحقت. وخير جميع المسلمين في قشتالة وليون بمقتضى مرسوم ملكي صدر في الثاني عشر من فبراير لعام 1502 بين الدخول في المسيحية ومغادرة البلاد وأعطوا لذلك مهلة غايتها آخر إبريل من العام نفسه. واحتج المسلمون بأن أسلافهم عند ما حكموا معظم إسبانيا، فإنهم سمحوا بالحرية الدينية، إلا في القليل النادر، للمسيحيين الذين تحت سلطاتهم، ولكن الملكين لم يتأثرا بهذا الاحتجاج وحرم على الأطفال الذكور دون الرابعة عشرة والإناث دون الثانية عشرة أن يغادروا إسبانيا مع آبائهم وسمح للأمراء الإقطاعيين بأن يحتفظوا بأرقائهم المسلمين على أن يوضعوا في الأغلال. ورحل الألوف، أما الباقون فقبلوا أن ينصروا بفلسفة أكبر مما فعل اليهود وتعرضوا باعتبارهم عربا موريسكيين محل اليهود المعمدين لتحمل عقوبات محكمة التفتيش على عودتهم إلى ديانتهم السابقة وترك إسبانيا إبان القرن السادس عشر ثلاثة ملايين من المسلمين المتظاهرين بالمسيحية ووصف الكاردينال ريشليه مرسوم عام 1502 بأنه "أمجد حادث في إسبانيا منذ عهد الرسل". واستطرد قائلا: "الآن أصبحت الوحدة الدينية في مأمن، وأوشك عهد من الازدهار أن يبزغ".[1]
2- قتل المرتد بين النصوص والتاريخ :
قامت محاكم التفتيش بعقاب كل من يفكر في أمر من أمور الاعتقاد المسيحي , مثل ألوهية المسيح عليه السلام أو ألوهية الروح القدس أو جدوى التعميد أو أن العذراء هي أم الإله أم هي أم الإنسان أو عصمة الكتاب المقدس , أو على من أنكروا ان المسيح عليه السلام يتجسد في الخبز الذي يتم تقديمه في القداس بالكنيسة , وكان العقاب يصل إلى القتل في كثير من الأحيان , وبالتالي كان عقاب المرتد عن المسيحية القتل بلا هوادة ولا رحمة ولا مراجعة ولا استتابة.
وتم الاستدلال على جواز قتل المرتد بنص واضح وصريح من الكتاب المقدس :
( تثنية 13 : 6 «وَإِذَا أَغْوَاكَ سِرّاً أَخُوكَ ابْنُ أُمِّكَ أَوِ ابْنُكَ أَوِ ابْنَتُكَ أَوِ امْرَأَةُ حِضْنِكَ أَوْ صَاحِبُكَ الذِي مِثْلُ نَفْسِكَ قَائِلاً: نَذْهَبُ وَنَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى لمْ تَعْرِفْهَا أَنْتَ وَلا آبَاؤُكَ 7 مِنْ آلِهَةِ الشُّعُوبِ الذِينَ حَوْلكَ القَرِيبِينَ مِنْكَ أَوِ البَعِيدِينَ عَنْكَ مِنْ أَقْصَاءِ الأَرْضِ إِلى أَقْصَائِهَا 8 فَلا تَرْضَ مِنْهُ وَلا تَسْمَعْ لهُ وَلا تُشْفِقْ عَيْنُكَ عَليْهِ وَلا تَرِقَّ لهُ وَلا تَسْتُرْهُ 9 بَل قَتْلاً تَقْتُلُهُ. يَدُكَ تَكُونُ عَليْهِ أَوَّلاً لِقَتْلِهِ ثُمَّ أَيْدِي جَمِيعِ الشَّعْبِ أَخِيراً. 10 تَرْجُمُهُ بِالحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ.).
ومن أمثلة تطبيق حد الردة في العهد القديم ما جاء عن موسى عليه السلام أنه عندما عاد ووجد قومه يعبدون العجل قتل منهم 3000 رجل. ( خروج 32 : 28 فَفَعَلَ بَنُو لاوِي بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. وَوَقَعَ مِنَ الشَّعْبِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ نَحْوُ ثَلاثَةِ الافِ رَجُلٍ. ).
كتب الشيخ أحمد ديدات-رحمه الله-: "هكذا دون استتابة ٍ تأمر التوراة بقتل المرتد ويعيبون على الإسلام قتل المرتد في حين أن القرآن الكريم قد أورد ذكر المرتد بموضعين لم يأمر الله بقتله في أي منهما بل اختص الله نفسه بعقاب المرتد مما يوحى بأن عقابه يوم القيامة أفظع من القتل وأشد. وإذا كان ثمّة أحاديث نبوية توصي وتأمر بقتل المرتد حفاظاً على معنويات ومقومات الجماعة المسلمة فإن هذه مسألة فقهية تجتهد الشريعة الإسلامية عن طريق الاستتابة وتقدير ملابسات الحالة من وقوع ضرر أو عدم وقوعه وحدوث حرابة أو خيانة أو عدم حدوث ذلك لتخفيف ما يمكن تخفيفه من عقاب، ما لم يكن الارتداد مؤكّداً مصحوباً بحرابة جماعة المسلمين مما يصل بمقترفة حدّ ما يسمونه بالخيانة العظمى.[2]
والمقصود بالاستتابة في الإسلام , هو إعطاء المرتد فرصة ليراجع نفسه عسى أن تزول عنه الشبهة وتقوم عليه الحُجة ويكلف العلماء بالرد على ما في نفسه من شبهة حتى تقوم عليه الحُجة إن كان يطلب الحقيقة بإخلاص وإن كان له هوى أو يعمل لحساب آخرين، يوليه الله ما تولى.
وإن كان الرد النصراني أن شريعة التوراة قد نسخت أو ألغيت بالعهد الجديد, نسألهم عن النصوص التي نسختها أو ألغتها عندهم أولا ولماذا كنت تطبقونها لمئات السنين إن كانت قد ألغيت ؟.
أمثلة من التاريخ لقتل المرتد واضطهاد الطوائف الأخرى:
أ- إنجلترا :
جلب جيمس ( الملك جيمس – ملك إنجلترا ) على نفسه الخزي والعار بإحراق اثنين من طائفة الموحدين (الذين يرفضون التثليث ويقولون بالتوحيد) بتهمة الشك في ألوهية المسيح، برغم البراهين التي قدمها الملك إليهم (1612). ولكنه أحسن صنعاً في أنه لم يجز بعد ذلك الإعدام بسبب الخلاف الديني، فكان هذان الاثنان آخر من لقي حتفه بتهمة الكفر في إنجلترا. وباطراد التحسن في الحكومة الدنيوية، أخذت تسود. في بطء، الفكرة القائلة بأن التسامح الديني ينسجم مع الأخلاق العامة والوحدة الوطنية، وتغزو ما كان راسخاً في الأذهان، بطريقة تكاد تكون شاملة، من أن النظام الاجتماعي يتطلب ديانة وكنيسة لا ينازعهما أحد. وحاول ليونارد بوشر في كتابه "السلام الديني" (1614) أن يدلل على أن الاضطهاد الديني يوسع هوة الخلاف ويؤدي حتماً إلى النفاق، ويضر بالتجارة، وذكر جيمس بأن "اليهود والمسيحيين والأتراك المسلمين متسامحون في القسطنطينية، ومع ذلك فهم جميعاً مسالمون ويعيشون في سلام" على أن بوشر هذا يرى أن الأفراد الذين تشوب عقيدتهم شائبة الخيانة-ولعله يقصد الكاثوليك الذين يرفعون البابا فوق منزلة الملك-ينبغي أن يحرم عليهم عقد الاجتماعات، أو الإقامة في أبعد من عشرة أميال من مدينة لندن.[3]
ب- فرنسا :
عندما نشر الأسقف بريسونيه عام 1523 على أبواب كاتدرائيته كتاباً للبابا عن صكوك الغفران مزقه جان لكلير، وكان يعمل في تمشيط الصوف في مو ووضع مكانها إعلاناً ملصوقاً يصف البابا بأنه مناهض للمسيحية، فقبض عليه، ووسم بالنار على جبهته (1525) بناء على أمر المجلس النيابي لباريس. فانتقل إلى ميتز وهناك حطم التماثيل الدينية، التي كان من المقرر أن يمر أمامها موكب لتقديم البخور. وقطعت يده اليمنى واجتث أنفه، وانتزعت حلمتا ثدييه بملقط، وربط رأسه بشريط من الحديد المحمى إلى درجة الاحمرار. وأحرق حياً (1526). وأرسل عدد كبير من المتطرفين الآخرين إلى المحرقة في باريس بتهمة "التجديف" أو لإنكارهم ما للعذراء والقديسين من تفويض في الشفاعة (1526-27).[4]
ج- إيطاليا :
في عام 1500 أحرق جيورجيو نافارا في بولونيا لأنه، على ما يظهر، أنكر ألوهية المسيح، ولم يكن له من يحميه من الأصدقاء أصحاب النفوذ. وفي ذلك العام نفسه أعلن أسقف أرندا أن ليس ثمة جنة ولا نار، وأن صكوك الغفران ليست إلا وسيلة لجمع الأموال، ولم يوقع عليه مع ذلك أي عقاب. وفي عام 1510 أراد فردناند الكاثوليكي أن يدخل محاكم التفتيش في نابلي، ولكنه لقى مقاومة عنيفة من جميع السكان على اختلاف طبقاتهم اضطر معها إلى التخلي عن هذه المحاولة.[5]
د- إضطهاد البروتستانت للكاثوليك ردا" على محاكم التفتيش :
وكان الاضطهاد الديني للهراطقة، الذي قام به الكثالكة منذ عهد بعيد، قد نهض به وقتذاك البروتستانت في إنجلترا، وكذلك في سويسرة وألمانيا اللوثرية، وذلك بمطاردة الهراطقة والكثالكة. وأعد كرانمر بياناً بالهرطقات التي يعاقب مرتكبوها بالإعدام إذا لم يرتدوا عنها، وتضمنت تأكيد وجود المسيح حقاً في القربان المقدس أو السيادة الكنسية للبابا، وإنكار الوحي في العهد القديم، أو الطبيعتين في المسيح أو التزكية بالإيمان. وذهبت جوان بوشر الكونتيسة إلى المحرقة لشكها في تجسد الإقنوم الثاني (1550). وقالت لريدلي: أسقف لندن البروتستانتي الذي توسل إليها أن تتراجع عما تقول: "لقد أحرقتم آن أسكيو منذ عهد غير بعيد من أجل قطعة من الخبز (لإنكارها التجسد)، ومع ذلك حدث أن آمنتم بالعقيدة التي أحرقتموها من أجلها، وأنتم سوف تحرقونني الآن من أجل قطعة من اللحم (تشير إلى العبارة الواردة في الإنجيل الرابع). "لقد صنعت الكلمة لحماً، وسوف تؤمنون بهذا أيضاً آخر الأمر". ولم يحرق في عهد إدوارد إلا هرطقيان، ومهما يكن من أمر فإن كثيراً من الكثالكة سجنوا لحضورهم القداس أو لانتقادهم علناً العقيدة المحافظة المقبولة. وأقيل القساوسة الكاثوليك المتشبثون بآرائهم من مناصبهم وأرسل بعضهم إلى سجن البرج، وعرض على جاردنر، وكان لا يزال هناك، الحرية إذا وافق على التبشير بالعقيدة التي يقول بها أنصار الإصلاح الديني. وعندما رفض نقل إلى "مسكن أحقر" في البرج وحرم من الورق والقلم والكتب. وفي عام 1552 أصدر كرانمر كتابه الثاني عن الصلاة العامة وفيه أنكر وجود المسيح حقاً في القربان المقدس، ونبذ تقديم القربان المقدس بالمسيح المغالى فيه، وراجع في ظروف أخرى الكتاب الأول باتجاه بروتستانتي.[6]
هـ - مذبحة لإحدى طوائف البروتستانت :
ولعلنا نتعاطف أكثر مع "المهرطقين" الألبيين الذي بكاهم ملتن في سونيتة سماها "حول المذبحة الأخيرة في بييدمونت". وبيان ذلك أنه كان يسكن الأودية الرابضة بين بييدمونت السافواوية ودوفينه الفرنسية قوم يدعون الفودوا، هم حفدة "الفالدنيز" الذين سبقوا حركة الإصلاح البروتستنتي وعاشوا بعدها، والذين احتفظوا بعقيدتهم البروتستنتية خلال عشرات التقلبات التي طرأت على القانون والحكومة. وفي 1655 انضم الدوق شارل ايمانويل الثاني أمير سافوي إلى لويس الرابع عشر في تنظيم جيش لإكراه هؤلاء الفودوا على اعتناق الكاثوليكية. وأثارت المذبحة التي أعقبت ذلك سخط كرومويل، فحصل من مازاران على أمر بوقف هذا الاضطهاد. ولكن بعد موت حامي الجمهورية (كرومويل) والكردينال (مازاران) تجدد الاضطهاد، فلما ألغي مرسوم نانت استأنفت الدولة الفرنسية جهودها في استئصال شأفة البروتستنتية من الإقليم. وألقى الفودوا السلاح على وعد بالعفو العام، وما لبث ثلاثة آلاف منهم، مجردين من السلاح، وفيهم النساء والأطفال والشيوخ، أن ذبحوا ذبح الأنعام (1686). وسمح للباقين منهم على قيد الحياة، الذين أبوا اعتناق الكاثوليكية، بالهجرة إلى أرباض جنيف.[7]
و- قتل يهود تنصروا عنوة ثم ارتدوا :
ولم يكن في أسبانية القرن الثامن عشر يهود سافرون. ففي مطالع حكم البوريون الأسبان استغلت جماعات صغيرة منهم استنارة فليب الخامس المزعومة لاستئناف شعائر العبادة اليهودية سراً، واكتشفت حالات كثيرة، وأعدم ديوان التفتيش بين عام 1700 و1720 ثلاثة يهود في برشلونة، وخمسة في قرطبة، وثلاثة وعشرين في طليطلة، وخمسة في مدريد. واحفظت الديوان هذه الاكتشافات فهب ينشط من جديد، وبلغ عدد الدعاوي التي نظرتها محاكمة بين عامي 1721 و1727 أكثر من ثمانمائة بتهمة اليهودية من بين 868 دعوى، وأحرق خمسة وسبعون ممن أدينوا.[8]
ز- صراعات دموية بين البروتستانت والكاثوليك :
...أخذت الأمور تتحرك بسرعة عندما قامت جماعة متطرفة من المصلحين الفرنسيين بلصق إعلانات في شوارع باريس وأورليان وغيرهما من المُدن، بل وحتى على أبواب مخدع الملك في أمبواز تندد بالقداس وتصفه بأنه من قبيل عبادة الأوثان وبالبابا ورجال الدين الكاثوليك، وتصفهم بأنهم "ذرية دودة... مارقون، ذئاب... كذابون، كافرون ومزهقون للأرواح" (18 اكتوبر سنة 1534). فاستشاط فرانسيس غضباً وأمر بسجن جميع المشتبه فيهم بدون تمييز وامتلأت السجون.
وفي عشية تلك الليلة أحرق ستة من البروتستانت حتى الموت في باريس بطريقة رئي أنها تصلح لتهدئة المعبود. فقد علقوا فوق نار وكانوا يدلون إليها ويرفعون منها مراراً وتكراراً وذلك لإطالة أمد عذابهم. وأحرق في باريس أربعة وعشرون من البروتستانت وهم أحياء من العاشر من نوفمبر عام 1534 والخامس من مايو عام 1535. وزجر البابا بول الثالث الملك لهذه القسوة التي لا داعي لها وأمره بوقف الاضطهاد..
وفي خلال أسبوع واحد (12-18 أبريل) أحرقت بضع قرى حتى سويت بالأرض، وفي إحداها ذبح 800 رجل وامرأة وطفل، وفي مدى شهرين أزهقت أرواح 3.000 نفس وهدمت اثنتان وعشرون قرية، وأكره 700 رجل على العمل في السفن. ولقيت خمس وعشرون امرأة مذعورة لجأن إلى كهف حنقهن خنقاً بنار أشعلت عند مدخله. ورفعت سويسرة وألمانيا البروتستانتيتان احتجاجات مروعة وبعثت أسبانيا بالتهاني إلى فرانسس وبعد عام اكتشفت جماعة لوثرية صغيرة مجتمعة في سو برئاسة بيير لكلير شقيق جين الذي وسم بالنار وعذب أربعة عشر من الجماعة وأحرقوا كما أحرق ثمانية منهم بعد أن انتزعت ألسنتهم (7 أكتوبر سنة 1546). [9]
ح- محاولة فرض المذهب الكاثوليكي على المصريين من جستنيان :
لم يبق بعدئذ أمام جستنيان إلا أن يوحد العقيدة الدينية، وأن يجعل الكنيسة أداة متجانسة يتخذها وسيلة للحكم. وأكبر الظن أن جستنيان كان مخلصاً في عقيدته الدينية، وأن غرضه من توحيد الدين لم يكن سياسياً فحسب، فقد كان هو نفسه يعيش في قصره عيشة الراهب في ديره على قدر ما تسمح له بذلك ثيودورا؛ يصوم، ويصلي، وينكب على دراسة المؤلفات الدينية، ويناقش دقائق العقائد الدينية مع الفلاسفة، والبطارقة، والبابوات. .... وقد استطاع جستنيان أن يكسب تأييد القساوسة الإيطاليين أتباع الدين الأصلي ضد القوط، وإخوانهم في الشرق ضد اليعقوبين، بقبوله وجهة نظر البابوية في المسائل التي كانت موضوع الخلاف.
وكانت هذه الشيعة الأخيرة التي تقول بأن ليس للمسيح إلا طبيعة واحدة قد كثر عددها في مصر حتى كاد يعادل عدد الكاثوليك. وبلغ من كثرتهم في الإسكندرية أن انقسموا هم أيضاً إلى طائفتين يعقوبيتين إحداهما تؤمن بنصوص الكتاب المقدس وأخرى لا تؤمن به. وكان أفراد الطائفتين يقتتلون في شوارع المدينة بينما كانت نساؤهم يتبادلن القذائف من سطوح المنازل. ولما ان أجلست قوات الإمبراطور المسلحة أسقفاً كاثوليكياً في كرسي أثناسيوس كانت أول تحية حياه به المصلون أن رجموه بوابل من الحجارة، ثم قتله جنود الإمبراطور وهو جالس على كرسيه. وبينما كانت الكثلكة تسيطر على أسقفية الإسكندرية، كان الخارجون عليها يزداد عددهم زيادة مطردة في ريف مصر، فكان الفلاحون لا يأبهون بقرارات البطريق أو بأوامر الإمبراطور، وكانت مصر قد خرجت عن طاعة الإمبراطورية أو أوشكت أن تخرج عن طاعتها قبل أن يفتتحها الغرب بقرن كامل. [10]
????????
((((((((((((((((((((((((((((النصوص الإنجيلية النافية لإلهية عيسـى و المثبتة لعبوديته)))))))))))))))))
القسم الأول:
النصوص المؤكدة لوحدانية الله تعالى الذي في السماوات و أنه رب واحد و إله واحد لا يشاركه في ربوبيته و لا ألوهـيته أحد و لا تجوز العبادة إلا له وحده فقط :
لقد تضافرت على إثبات تلك العقيدة : أي توحيد الذات و توحيد الربوبية و الألوهية، و التي هي أساس جميع الرسالات السماوية، نصوص العهد الجديد و العهد القديم[1] ، و فيما يلي بيان بعض هذه النصوص :
أ ـ من العهد الجديد :
(1) جاء في إنجيل مرقس (12 / 28 ـ 32) أن أحد اليهود الكتبة سأل المسيح فقال:
" أيةُ وصيَّةٍ هي أوّل الكلّ؟ فأجابه يسوع: إن أول كل الوصايا هي: اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد، و تحب الرب إلهك من كل قلبك و من كل نفسك و من كل فكرك و من كل قدرتك، و هذه هي الوصية الأولى. و الثانية مثلها و هي: تحب قريبك كنفسك. ليس وصية أخرى أعظم من هاتين. فقال له الكاتب: جيدا يا معلم قلت: لأن الـلـه واحـد و ليـس آخـر سواه.."
و مثل هذا أيضا جاء في إنجيل لوقا و إنجيل متى، و فيه قال عيسى عليه السلام بعد بيانه لهاتين الوصيتين: " بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس [2] كلـه و الأنبياء "[3] .
و هذا يؤكد أن توحيد الربوبية و الألوهية أساس الشريعة و أساس دعوة جميع الأنبياء عليهم السلام، و هذا ما صدقه القرآن في قوله عز وجل: { و لقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله و اجتنبوا الطاغوت } النحل / 36، و قوله سبحانه: { و ما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون } الأنبياء / 25.
و مما يجدر بالذكر التنبيه إليه أن سيدنا عيسى عليه السلام بين أنه لا وصية أعظم من هاتين الوصيتين، و أنهما أساس الناموس و أساس جميع دعوات الأنبياء، و بناء عليه، فلو كانت ألوهية عيسى عليه السلام و مشاركة الابن لله في ألوهيته، عقيدة حقة و الإيمان بها شرط ضروري للنجاة و الخلاص الأخروي ـ كما نص عليه دستور الإيمان الذي تقرر بمجمع نيقية ـ لبيـَّن عيسى عليه السلام ضرورة الإيمان بذلك و لم يكتمه، خاصة في هذا المقام الذي سئل فيه عن أهم الوصايا، فلما لم يذكر ذلك في هذا المقام، علم أن ألوهية عيسى ليست من وصايا الله عز و جل أصلا.
(2) و جاء في إنجيل يوحنا (17 / 1ـ 3):
" تكلم يسوع بهذا و رفع عينيه نحو السماء و قال: أيها الآب قد أتـت الساعة... و هذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإلـه الحقيقي وحدك و يسوع المسيح الذي أرسلته ".
قلت: ففي هذه الآية بين عيسى عليه السلام أن النجاة الأخروية تكمن في الإيمان بأن الآب هو الإلـه الحقيقي وحده، فلفظة وحدك صريحة قاطعة في انفراد الآب بالألوهية، و عدم مشاركة أي أحد آخر ـ و منهم المسيح الابن ـ له فيها. و يؤكد هذه أكثر عطف المسيح، كرسولٍ لله تعالى، فيما يجب معرفته و الإيمان به. و هذا هو عين ما قاله القرآن الكريم و هو وجوب الإيمان بالله وحده لا شريك له، و بأن المسيح رسول الله، على نبينا و عليه الصلاة و السلام.
(3) و جاء في إنجيل متى (4 / 8 ـ10) قصة امتحان الشيطان للمسيح :
" ثم أخذه أيضا إبليس إلى جبل عال جدا و أراه جميع ممالك العالم و مجدها. و قال له: أعطيك هذه جميعها إن خررت و سجدت لي! حينئذ قال له يسـوع: اذهب يا شيـطان. لأنه مكتوب: للرب إلـهك تسجد و إياه وحده تعبد"[4] .
قلت: فسيدنا المسيح عليه السلام يؤكد على ما هو منصوص في التوراة بأن الرب الإله وحده فقط الذي ينبغي و يصح السجود له و عبادته، و بالتالي فلا تجوز العبادة و لا السجود لأي شيء آخر غيره، سواء كان المسيح الابن أو العذراء الأم أو الصليب أو أي كائن آخر سوى الله تعالى.
ثم إن نفس امتحان الشيطان لعيسى عليه السلام و وسوسته له و محاولته إضلاله لأكبر دليل، في حد ذاته، على بشرية عيسى المحضة و عدم إلـهيته، إذ ما معنى امتحان الشيطان لله خالقه و ربه؟! و متى و كيف يكون الله تعالى في حاجة للامتحان و الاختبار؟!
(4) و في إنجيل متى (19 / 16 ـ 17):
" و إذا واحد تقدم و قال: أيها المعلم الصالح أي صلاح أعمل لتكون لي الحيوة الأبدية؟ فقال (المسيح) له: و لماذا تدعوني صالحا؟ ليس أحد صالحا إلا واحد و هو الله. و لكن إذا أردت أن تدخل الحياة فاحفظ الوصايا "[5] .
قلت: لقد نفى سيدنا عيسى عليه السلام بكل صراحة عن نفسه الصلاح، و لعل المقصود به الصلاح الذاتي المطلق أي القداسة الذاتية المطلقة، و أثبته لله الواحد الأحد فقط. و لا أدل من هذا على نفيه الألوهية عن نفسه، و ليت شعري، إذا كان عليه السلام لم يرض بأن يوصَفَ حتى بالصالح فقط، فكيف يمكن أن يرضى بأن يوصَف بأنه إلـهنا و ربنا؟!
(5) و في إنجيل متى (23 / 8 ـ 10) يقول المسيح عليه السلام لأتباعه:
" و أما أنتم فلا تدعوا سيدي، لأن معلمكم واحد المسيح و أنتم جميعا أخوة، و لا تدعوا لكم أبـاً على الأرض، لأن أباكم واحد الذي في السماوات ".
قلت: المعروف أنه في لغة الإنجيل، كثيرا ما يعبر عن الله بالآب، و هنا كذلك، فقول عيسى عليه السلام " لا تدعوا لكم أبـا على الأرض لأن أباكم واحد الذي في السماوات " يعنى ليس لكم إله إلا الله وحده الذي في السماوات، و هذا صريح في نفي ألوهية كل أحد ممن هو على الأرض، و يدخل في هذا النفي المسيح كذلك لكونه على الأرض.
و يؤكد ذلك أيضا الاقتصار على وصف المسيح بالسيد و المعلم و عدم وصفه بالإلـه.
هذا و فيما يلي نورد عبارتين للقديس بولس الذي يحتل مكانة عظيمة لدى إخواننا النصارى حيث تعتبر رسائله من إلهام الله تعالى و بالتالي لها منزلة الوحي المعصوم عندهم، لذا ألحقت رسائله الأربعة عشر بالأناجيل و اعتبرت جزءا من كتاب العهد الجديد:
(6) جاء في رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس (الإصحاح الثامن / 4 ـ 6):
"... فمن جهة أكل ما ذبح للأوثان نعلم أن ليس وثن في العالم و أن ليس إله آخر إلا واحدا. لأنه و إن وجد ما يسمى آلـهة سواء كان في السماء أو على الأرض، كما يوجد آلهة كثيرة و أرباب كثيرون. لكن لنا إلـه واحد: الآب الذي منه جميع الأشياء و نحن به. و رب واحد يسوع المسيح الذي به جميع الأشياء و نحن به. ".
قلت: فقوله " ليس إله آخر إلا واحداً " هو نفس الكلمة الطيبة و شعار التوحيد الخالد الذي بعث به جميع الأنبياء: " لا إله إلا الله ". و قوله " و لكن لنا إلـه واحد: الآب الذي منه جميع الأشياء " في غاية الصراحة و الوضوح في إفراد الآب وحده بالإلـهية و أن كل ما سواه ـ بما فيهم المسيح ـ مخلوق منه.
و يزيد هذا الإفراد للآب بالألوهية، تأكيداً، ذكر يسوع المسيح بعده بصفة الرب فقط، و لا شك أنه لا يريد بالرب هنا الألوهية و إلا عاد مناقضا لنفسه إذ يكون قد أثبت لنا إلـهين اثنين بعد أن أكد أنه ليس لنا إلا إله واحد، لذلك لابد أن يكون مراده بالرب معنى غير الله، و هذا المعنى هو السيد المعلم، كما تدل عليه رسائله الأخرى و كما هو مصرح به في إنجيل يوحنا من أن لفظة الرب ـ عندما تطلق على المسيح ـ يقصد بها المعلم، ففي الإصحاح الأول من إنجيل يوحنا (الآية 38):
" فقالا ربي ! ـ الذي تفسيره: يا معلم! ـ أين تمكث؟ "
و كذلك في إنجيل يوحنا (الإصحاح 20 / آية 16):
" قال لها يسوع: يا مريم! فالتفتت تلك و قالت له ربّوني! الذي تفسيره يا معلم."
(7) و أخيراً في رسالة بولس إلى أهل أفسس (4 / 6):
" ربٌّ واحد، إيمان واحد، معمودية واحدة. إلـه و آب واحد للكل، الذي على الكل و بالكل و في كلكم ".
ب ـ من العهد القديم :
(1) أول وصية من الوصايا العشر التي أوحاها الله تعالى لسيدنا موسى عليه السلام و كتبها له في الألواح، كما جاءت في سفر الخروج (20 / 1ـ 4) من التـوراة الحالية:
" أنا الرب إلـهك الذي أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية. لا يكن لك آلـهة أخرى أمامي. لا تصنع لك تمثالا منحوتا و لا صورة مما في السماء من فوق و ما في الأرض من تحت و ما في الماء من تحت الأرض. و لا تسجد لهن و لا تعبدهن ".
(2) و في سفر الخروج أيضا (23 / 13): " و لا تذكروا اسم آلهة أخرى و لا يسمع من فمك ".
(3) و في سفر التثنية من التوراة (6 / 4 ـ 5 ثم 14 ـ 16) يوحي الله تعالى إلى موسى عليه السلام أن يقول لبني إسرائيل:
" اسمع يا إسرائيل! الرب إلهنا رب واحد. فتحب الرب إلـهك من كل قلبك و من كل نفسك و من كل قوتك...
الرب إلـهك تتقي، و إياه تعبد، و باسمه تحلف، لا تسيروا وراء آلهة أخرى من آلهة الأمم التي حولكم، لأن الرب إلـهكم إلـه غيور في وسطكم، لئلا يحمى غضب الرب إلـهكم عليكم فيبيدكم عن وجه الأرض ".
(4) و في سفر التثنية (4 / 39) من التوراة أيضا:
" فاعلم اليوم و ردد في قلبك أن الرب هو الإلـه في السماء من فوق و على الأرض من أسفل، ليس سواه ".
(5) و في سفر أخبار الأيام الأول (17 / 20) قول داود عليه السلام لله عز وجلّ:
" يا رب ليس مثلك، و لا إلـه غيرك، حسب كل ما سمعناه بآذاننا ".
(6) و في سفر نحميا (9 / 5 ـ 7) من العهد القديم:
" قوموا باركوا الرب إلـهكم من الأزل إلى الأبد و ليتبارك اسم جلالك المتعالي على كل بركة و تسبيح. أنت هو الرب وحدك. أنت صنعت السماوات و سماء السماوات و كل جندها و الأرض و كل ما عليها و البحار و كل ما فيها. و أنت تحييها كلها و جند السماء لك يسجد ".
(7) و في زبور داود عليه السلام المسمى بسفر المزامير (16 / 1 ـ 2 ـ 4):
" احفظني يا الله لأنني عليك توكلت. و قلت للرب أنت سيدي. خيري لا شيء غيرك.... تكثر أوجاعهم الذين أسرعوا وراء آخر، لا أسكب سكائبهم من دم و لا أذكر أسماءهم بشفتي ".
(8) و في المزامير لداود عليه السلام أيضا (18 / 30 ـ 31):
" الله طريقه كامل. قول الرب نقي. ترسٌ هو لجميع المحتمين به. لأنه من هو إله غير الرب؟ و من هو صخرة سوى إلـهنا؟؟ ".
(9) و في سفر النبي إشعيا عليه السلام (44 / 6):
" هكذا يقول الرب ملك إسرائيل و فاديه. رب الجنود: أنا الأول و أنا الآخر و لا إلـه غيري ".
(10) و في سفر النبي إشعيا أيضا (45 / 5 ـ 6 ـ 7):
" أنا الرب و ليس آخر. لا إله سواي... لكي يعرفوا من مشرق الشمس و من مغربها أن ليس غيري. أنا الرب و ليس (من رب) آخر. مصور النور و خالق الظلمة و صانع السلام و خالق الشر أنا صانع كل هذه ".
(11) و أيضا في سفر النبي إشعيا عليه السلام (45 / 18 و 21 ـ 22):
" أنا الرب و ليس (من رب) آخر... أليس أنا الرب و لا إله غيري؟ إلـهٌ بارٌّ و مخلِّصٌ ليس سواي. التفتوا إلي و أخلصوا يا جميع أقاصي الأرض لأنني أنا الله و ليس (من إلـه) آخر ".
(12) أما سفر النبي إرميا عليه السلام ، و هو سفر طويل يضم 52 إصحاحا، فمحوره كله يدور حول توحيد الله تعالى و نبذ كل آلهة سواه، و عبادته وحده و تقديم البخور و النذور و الأضاحي له وحده و عدم تقديمها لآلهة مزيفة غيره، و الدعاء باسمه وحده و التوكل عليه وحده و عدم التوكل على غيره، و لا يتسع المجال لذكر كل شواهد ذلك فنكتفي بالإشارة لمواضعها :
إرميا: 1/16، 7/6 و 9، 10/3ـ16، 10/25، 11/10ـ11 و 17، 16/11، 16/19ـ21، 17/5ـ8، 18/5، 25/6،35/15، 44/3ـ8، 44/15ـ28.
(13) و الإصحاح السادس من سفر النبي حزقيال عليه السلام ، يدور كله حول عاقبة بني إسرائيل الذين اتجهوا لعبادة أصنام و آلهة غير الله و ما سيحل بهم من عذاب الله و سخطه و انتقامه.
(14) و في سفر النبي هوشع عليه السلام (13 / 4):
" و أنا الرب إلـهك، من أرض مصر، و إلـها سواي لست تعرف، و لا مخـلِّص غيري ".
(15) و في سفر النبي يوئيل عليه السلام (2/ 27):
" و تعلمون أني أنا في وسط إسرائيل و أني أنا الرب إلـهكم و ليس هناك غيري ".
(16) و في سفر النبي زكريا عليه السلام (14 / 9):
" و يكون الرب ملكا على الأرض كلها. و في ذلك اليوم يكون رب واحد، و اسمه واحد "[6] .
القسم الثاني :
نصوص يبين فيها المسيح بكل وضوح أن الله تعالى إلـهه و معبوده
(1) في إنجيل يوحنا (20 / 17):
" قال لها يسوع: لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلى أبي. و لكن اذهبي إلى إخوتي و قولي لهم: إني أصعد إلى أبي و أبيكم و إلهي و إلهكم "
قلت: هذه الآية من أصرح العبارات في نفي عيسى الألوهية عن نفسه. إذ كيف يكون إلـها و هو يعترف و يقر بأن الله تعالى إلـهه؟! و هل الله يكون له إلـه؟؟
و هذا هو ما صدَّقَه القرآن الكريم حين أكد أن عيسى عليه السلام كان يقول:
" و قال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي و ربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة و ما للظالمين من أنصار " المائدة / 72.
و مثله أيضا ما قاله تعالى عنه عليه السلام أنه سيقول يوم القيامة:
" ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي و ربكم " المائدة / 117.
(2) و في إنجيل متى (27 / 46)، و إنجيل مرقس (15 / 34):
" و نحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا: إيلي إيلي لم شبقتني: أي إلـهي إلـهي لماذا تتركني؟ "
قلت: فههنا كذلك يبين عيسى المسيح عليه السلام أن الله تعالى إلـهه، و يستغيث بإلـهه هذا بتكرار و تضرع، فأين هذا ممن يدعي أن عيسى المسيح نفسه كان هو الله تعالى؟!
(3) و في رسالة القديس بولس إلى أهل أفسس (1 / 3 و 16 ـ 17):
" مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح.....
لا أزال شاكرا لأجلكم ذاكرا إياكم في صلواتي. كي يعطيكم إلهُ ربِّنا يسوعَ المسيحِ، أبو المجد، روح الحكمة و الإعلان في معرفته "
قلت: فوصف بولسُ اللهَ تعالى بأنه أبو المسيح، ثم وصفه بـإلـه المسيح، مما يفيد بكل وضوح أن يسوع المسيح عبدٌ لله و ليس بإله، إذ لو كان المسيح إلـها لما قال بولس أن الله تعالى إلـهه، لأن " الإلـه " أزلي واجب الوجود لا خالق و لا إله له، و هذا من أوضح الواضحات !!
القسم الثالث :
نصوص تبين عبادة المسيح لله عز و جل و إكثاره من الصلاة له تبارك و تعالى
(1) في إنجيل متى (4 / 23 ـ 24) وإنجيل مرقس (6 / 40 ـ 48):
"و بعد ما صفَّ الجموع، صعَد (أي المسيح) إلى الجبل منفرداً ليصلي. و لما صار المساء كان هناك وحده. و في الهزيع الرابع من الليل مضى إليهم يسوع ماشيا على البحر!".
قلت: من هذا النص يتبين أمران:
أولاً: أن سيدنا المسيح عليه السلام كان يحبِّذ الصلاة منفردا مما يفيد أن هذه الصلاة كانت فعلا لرغبته بعبادة الله تعالى، لا لمجرد تعليم التلاميذ.
ثانياً: أنه عليه السلام كان يقضي أحيانا أكثر النهار و أكثر الليل في الصلاة، كما يفيده قوله: " و لما صار المساء "، و قوله: " و في الهزيع الرابع من الليل " الذي يفيد أنه إلى ذلك الوقت كان لا يزال منفردا لوحده مستيقظا مشغولا بالصلاة و المناجاة و العبادة.
و النصوص الأخرى التالية تؤكد ذلك الموضوع :
(2) في إنجيل مرقس (1 / 35):
" و في الصباح الباكر جدا قام و خرج و مضى إلى موضع خلاء. و كان يصلي هناك ".
(3) و في إنجيل لوقا (5 / 16):
" و أما هو (أي عيسى) فكان يعتزل في البراري و يصلي ".
(4) و في إنجيل لوقا (6 / 12) أيضا:
" و بعد هذا الكلام بنحو ثمانية أيام أخذ بطرس و يوحنا و يعقوب و صعد على جبل ليصلي. و فيما هو يصلي صارت هيئة وجهه متغيرة و لباسه مبيضا لامعا ".
(6) و في إنجيل لوقا أيضا (9 / 18):
" و فيما هو يصلي على انفراد، كان التلاميذ معه ".
(7) و في إنجيل لوقا كذلك (11 / 1):
" و إذا كان يصلي في موضع، فلما فرغ قال واحد من تلاميذه: يا رب! علمنا أن نصلي كما علم يوحنا أيضا تلاميذه ".
(8) و في إنجيل متى (26 / 36):
" حينئذ جاء معهم يسوع إلى ضيعة يقال لها جثـسيماني فقال للتلاميذ: اجلسوا ههنا حتى أمضي و أصلي هناك ".
(9) و في إنجيل متى أيضا (26/ 39 ـ 44):
" ثم تقدم قليلا و خرَّ على وجهه (أي سجد)[7] و كان يصلي قائلا: يا أبتاه إن أمكن فلتعبر هذه الكأس. و لكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت. ثم جاء إلى التلاميذ فوجدهم نياما. فقال لبطرس: أهكذا ما قدرتم أن تسهروا معي ساعة واحدة؟ اسهروا و صلوا لئلا تدخلوا في تجربة، أما الروح فنشيط و أما الجسد فضعيف. فمضى ثانية و صلى.... ثم جاء فوجدهم أيضا نياما... فتركهم و صلى ثالثة "[8] .
قلت: من تلك النصوص يظهر مدى اهتمام عيسى بالصلاة لله عز وجلَّ، و أن الصلاة كانت عبادة محببة له و مفزع يلجأ إليه عند الملمات، و أنه كان في الغالب يصعد للهضاب ليصلي لوحده منفردا، يقضي بذلك أحيانا أكثر الليل و أكثر النهار أيضا.
و نسأل القارىء المنصف: هل الله تعالى يصلي؟؟ و إن صلَّى فلمن يصلي؟ ألنفسه؟! و هل هذا يمكن أن يقول به مجنونٌ فضلا عن عاقل؟! إذن أليست تلك النصوص دلائل بينة و قاطعة على نفي إلـهية عيسى و تأكيد عبوديته لله الواحد القهار؟؟
القسم الرابع :
نص يبين المسيح فيه أن الله تعالى أعظم منه و نصٌّ لبولس يؤكد فيه أن الابن خاضع لله مثل جميع المخــلوقات
(1) في إنجيل يوحنا (14 / 28) يقول السيد المسيح عليه السلام لتلاميذه :
" سمعتم أني قلت لكم أنا أذهب ثم آتي إليكم. لو كنتم تحبونني لكنتم تفرحون لأني أمضي إلى الآب، لأن أبي أعظم منّي "
قلت: الجملة الأخيرة صريحة في نفي عيسى عليه السلام الألوهية عن نفسه، لأنه لو كان إلـها ـ كما يدعون ـ لكان كاملا مطلقا، و الكامل المطلق لا يوجد من هو أعظم منه، في حين أن المسيح عليه السلام يثبت أن الآب (أي الله تعالى) أعظم منه. و هذا النص أيضا يبين خطأ دستور الإيمان الذي أقره مجمع نيقية و الذي نص على التساوي بين الآب و الابن. سبحان الله! رسول الله عيسى المسيح عليه السلام ينفي التساوي بينه و بين الله و يبين أن الله تعالى أعظم منه، و آباء مجمع نيقية يصرون على تساويهما، فأيهما نصدق؟؟
(2) و في رسالة بولس الأول إلى أهل كورنثوس (15 / 28):
" و متى أُخْضِعَ له (أي لله) الكـل، فحينئذ الابن نفسه أيضا سيخضع للذي أخضع له الكل، لكي يكون الله الكـل في الكـل. "
قلت: ففي هذا النص يبين بولس أن المسيح سيخضع في النهاية لله، و هذا بحد ذاته من أوضح الأدلة على عدم إلـهية المسيح لأن الإلـه لا يخضع لأحد، كما أن في قوله: " سيخضع للذي أخضعَ له الكل "، دلالة أخرى على عدم إلـهية المسيح لأن مفاد هذه الجملة أن الله تعالى هو الذي كان قد أخضع للمسيح كل شيء، مما يعني أن المسيح لم يكن يستطع، بذاته و مستقلا عن الله، أن يسخر و يخضع الأشياء. فهل مثل هذا يكون إلـها؟!!
القسم الخامس:
نصوص يؤكد فيها المسيح محدودية علمه
(1) في إنجيل مرقس (13 / 32) يقول المسيح عن يوم القيامة :
" و أما ذلك اليوم و تلك الساعة فلا يعلم بهما أحد و لا الملائكة الذين في السماء و لا الابن، إلا الآب ".
(2) و في إنجيل متى (24 / 36)، قول عيسى أيضا :
" و أما ذلك اليوم و تلك الساعة فلا يعلم بهما أحد و لا ملائكة السماوات[9] ، إلا أبي وحده ".
قلت: هذا النص من أوضح الأدلة على نفي إلـهية المسيح عليه السلام ، لأن المسيح حصر علم قيام الساعة بأبيه الله تعالى وحده فقط، و نفي هذا العلم عن نفسه و عن سائر عباد الله الآخرين من الملائكة و غيرهم، و سوى بين نفسه و بين سائر المخلوقات في انتفاء العلم بالساعة، و هذا ما صدقه القرآن الكريم أيضا حين أكد انحصار علم الساعة بالله تعالى وحده كما جاء في قوله تعالى مثلا: {يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي..} الأعراف / 187. و هذا من أوضح الأدلة على بشرية عيسى عليه السلام المحضة، لأنه لو كان إلـها لكان علمه محيطا بكل شيء و مساويا لعلم الآب في كل شيء.
هذا و لما لم يكن العلم من صفات الجسد، فلا يجري فيه عذر أساقفة النصارى المشهور بأنه " نفى العلم باعتبار جسميته و ناسوته "! لأن العلم ليس من صفات الجسد بل من صفات الروح. فظهر من ذلك بشريته المحضة عدم وجود أي طبيعة إلـهية في المسيح عليه السلام إذ لو وجدت لما جهل هذه الأمور.
(3) في إنجيل متى (21 / 18 ـ 19) و إنجيل مرقس (11 / 11 ـ 4) :
" فدخل يسوع أورشليم... و في الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع. فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق و جاء لعله يجد فيها شيئا فلما جاء إليها لم يجد شيئا إلا ورقا. لأنه لم يكن وقت التين. فأجاب يسوع و قال لها: لا يأكل أحد منك ثمرا بعد إلى الأبد! ".
هذا النص يبين أن سيدنا عيسى عليه السلام لما رأى الشجرة من بعد، لم يدر و لم يعلم أنها في الواقع غير مثمرة، بل توقع لأول وهلة أن تكون مثمرة، لذلك ذهب باتجاهها، لكن لما اقترب منها ظهر له أنها غير مثمرة فعند ذلك غضب عليها و لعنها!.
و في هذا عدة دلائل واضحة على نفي إلـهية عيسى عليه السلام :
فأولاً: عدم علمه منذ البداية بخلو الشجرة من الثمر يؤكد بشريته المحضة لأن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض و لا في السماء.
وثانياً: كونه جاع تأكيد آخر أنه بشر محض يحتاج للغذاء للإبقاء على حياته، فإن قالوا بأنه جاع بحسب ناسوته، قلنا أفلم يكن لاهوته قادرا على إمداد ذلك الناسوت (أي الجسد)؟! خاصة أنكم تدعون أن اللاهوت طبيعة دائمة له و حاضرة لا تنفك عنه!!
وثالثاً: أنه لما وجد الشجرة غير مثمرة لعنها و بقي جائعا! و لو كان إلـها لكان عوضا عن أن يلعنها و يبقى جائعا، يأمرها أمرا تكوينيا أن تخرج ثمرها على الفور، لأن الله لا يعجزه شيء بل يقول للشيء كن فيكون، فكيف يُصْرَفون عن هذه الدلائل الواضحات و الآيات البينات! وهل بعد الحق إلا الضلال ؟
القسم السادس :
نصوص تفيد ابتداء بعثة المسيح بنـزول الملائكة و روح القدس عليه عند اعتماده عن يد النبي يحيى (يوحنا) المعمدان عليه السلام
(1) جاء في إنجيل متى (3 / 13 ـ 17):
" حينئذ جاء يسوع من الجليل إلى الأردن، إلى يوحنا ليعتمد منه، و لكن يوحنا منعه قائلاً: أنا محتاج أن أعتمد منك و أنت تأتي إلي؟ (15) فأجاب يسوع و قال له اسمح الآن لأنه هكذا يليق بنا أن نكمل كل برٍّ، حينئذ سمح له. (16) فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء، و إذا السماوات قد انفتحت له فرأى روح الله نازلا مثل حمامة و آتيا عليه (17) و صوت من السماوات قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت ".
و أقول: من البديهي أنه لو كان المسيح عليه السلام هو الله تعالى نفسه الذي تجسد و نزل لعـالم الدنيا ـ كما يدعون ـ لكـانت رســالته مبـتـدئة منذ ولادتـه، و لكان روح القدس ملازما له باعتباره جزء اللاهوت الذي لا يتجزأ ـ كما يدعون ـ، و لما احتاج إلى من ينزل عليه بالوحي أو الرسالة، و لما كان هناك أي معنى أصلا لابتداء بعثته بهبوط روح القدس عليه و ابتداء هبوط الملائكة صاعدين نازلين بالوحي و الرسائل عندما بلغ الثلاثين من العمر و اعتمد على يد يوحنا النبي عليه السلام ! فهذا النص و النصوص التالية التي تبين كيفية بدء البعثة النبوية للمسيح، لأكبر و أوضح دليل ـ عند ذوي التجرد و الإنصاف ـ على بشرية المسيح المحضة و عدم إلهيته و أنه ليس الله المتجسد بل عبدٌ رسولٌ و نبيٌّ مبعوثٌ برسالة من الله كسائر الأنبياء و الرسل و حسب.
(2) و لقد استشهد متى في إنجيله، ببشارة كانت قد وردت في سفر إشعيا من العهد القديم فاعتبرها بشارة عن المسيح، و هي تشير أيضا لنزول روح الله (أي جبريل) على المبشَّر به، ليعلن الحق للأمم:
" (14) فلما خرج الفريسـيون تشاوروا عليه لكي يهلكوه. (15) فعلم يسوع و انصرف من هناك. و تبعه جموع كثيرة فشفاهم جميعا. (16) و أوصاهم ألا يظهروه.(17) لكي يتم ما قيل بأشعيا النبي القائل: هو ذا فتاي [ و بالترجمة الجديدة: هو ذا عبدي ] الذي اخترته، حبيبي الذي سُـرَّت به نفسي. أضع روحي عليه فيخبر الأمم بالحق.." متى: 12 / 14 ـ17.
و الشاهد قوله: أضع روحي عليه، أي أنزل جبريل، روح الله، عليه بالوحي، فيخبر الأمم بالحق .
(3) و إلى هذا الشروع بالعمل الرسالي أشار يوحنا في إنجيله فقال :
" من الآن ترون السماء مفتوحة و ملائكة الله يصعدون و ينزلون على ابن الإنسان " يوحنا: 1/51.
(4) هذا و قد نقل يوحنا الإنجيلي أيضا عن النبي يحيى (يوحنا) المعمدان أنه قال لليهود لما تباحثوا معه عن ذاك (أي المسيح) الذي بدأ يعمد الناس، فقال النبي يحيى عليه السلام لهم: " إذاً فرحي قد كمُلَ. ينبغي أن ذلك يزيد و أنا أنقص " يوحنا: 3 / 29 ـ 3. مبينا بدء رسالة المسيح و تواتر وحي الله تعالى إليه.
(5) و لننظر ما ذكره لوقا عن بدء بعثة المسيح بنزول روح القدس عليه:
" و لما اعتمد جميع الشعب اعتمد يسوع أيضا و إذ كان يصلي انفتحت السماء و نزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة و كان صوت من السماء قائلا: أنت ابني الحبيب بك سررت. و كان يسوع عند بدء رسالته في نحو الثلاثين من عمره... و رجع يسوع من الأردن و هو ممتلئ من الروح القدس " لوقا: 3 / 21 ـ 23، ثم 4/.
و نسأل أصحاب التثليث: أليس هذا النص أوضح دليل على نفي إلـهية المسيح و نفي التثليث، فأولاً: لو كان المسيح إلـها متجسدا لما احتاج لروح القدس ليهبط عليه بالرسالة! و ثانياً: لو كان التثليث حقا لكان المسيح متحدا دائما و أزلا مع روح القدس، فما احتاج أن يهبط عليه كحمامة!، و لما قال الله تعالى عند اعتماده و ابتداء بعثته هذا ابني الحبيب، لأنه من المفروض أنه كان جزء اللاهوت بزعمهم من البداية و لأن الله لا يمكن أن تنفصل عنه إحدى صفاته.
القسم السابع :
المسيح يُعرِّف نفسه بأنه نبيٌّ و رسولٌ لِلَّه و يؤكد أنه عبدٌ مأمورٌ لا يفعل إلا ما يأمره به الله تعالى و لا يتكلم إلا بما يسمعه من الله تعالى
البديهي أن المسيح عليه السلام لو كان هو الله تعالى نفسه الذي تجسَّد و صار بشرا و جاء لعالم الدنيا بنفسه ـ كما استقر عليه دستور الإيمان المسيحي ـ لما صح أن يطلق عليه لقب نبيّ، لأن " النبيّ " اسم لشخص منفصل عن الله يُـنبىء عن الله تعالى، أي يخبر عنه، بما يسمعه من الله إما بواسطة الكلام المباشر أو الوحي الخفي أو ملكٍ رسول، كذلك لا يصح أن يطلق عليه اسم " رسول " لأن الرسول اسم لشخص منفصل عن الله، يبعثه الله تعالى لأداء مهمة ما، أما الله تعالى لو تجسد فعلا و صار بنفسه إنسانا و نزل لعالم الدنيا ليعلن الدين الجديد بنفسه، فلا يكون عندئذٍ رسولاً، إذ ليس ثمة مرسل ٍ له ، بل في هذه الحالة يكون هو نفسه، و بدون واسطة، قد أخذ على عاتقه مهمة الاتصال بمخاطبيه.
و حاصله أنه لو صح أن المسيح كان الله نفسه متجسدا، لما صح أن يسمى رسولا و لا نبيا. ولكن الحقيقة أن الأناجيل طافحة بالنصوص التي يعرِّفُ المسيح عليه السلام فيها نفسه بأنه " نبيّ " و بأنه " رسول " أرسله الله تعالى للناس، و أن ما يقوله للناس ليس من عند نفسه بل من عند الله الذي أرسله، فتعليمه ليس لنفسه بل للآب الذي أرسله، فهل هناك أصرح من هذا في بيان الغيرية بين عيسى والله تعالى؟، وأنهما اثنان: مُـنبىء ونبي ، و مُرسل و رسـول ؟!
و فيما يلي بعض ما جاء في هذا المجال :
(1) في إنجيل متى (13 / 54 ـ 58):
" و لما جاء إلى وطنه كان يعلمهم في مجمعهم حتى بهتوا و قالوا من أين لهذا هذه الحكمة و القوات؟ أليس هذا ابن النجار؟ أليست أمه تدعى مريم و إخوته يعقوب و يوسي و سمعان و يهوذا؟ أو ليست أخواته جميعهن عندنا؟ فمن أين لهذا هذه كلها؟ فكانوا يعثرون به. و أما يسوع فقال لهم: ليس نبيٌّ بلا كرامة إلا في وطنه و في بيته. و لم يصنع هناك قوات كثيرة لعدم إيمانهم "
و الشاهد في قوله " ليس نبي بلا كرامة إلا في وطنه " حيث عبر عن نفسه بأنه نبي، و هذه الجملة وردت في الأناجيل الأربعة جميعا[10] .
(2) و في إنجيل متى كذلك (10 / 40 ـ 41) في ذكره لما قاله السيد المسيح عليه السلام للحواريين الاثني عشر حين أرسلهم لدعوة بني إسرائيل و تبشيرهم بالإنجيل:
"من يقبلكم يقبلني و من يقبلني يقبل الذي أرسلني و من يقبل نـبـياً باسم نـبـي فأجر نـبـيٍ يأخذ."
(3) في إنجيل لوقا (10/16) في آخر الخطبة التي قالها السيد المسيح عليه السلام للتلاميذ السبعين الذي أرسلهم اثنين اثنين للوعظ و البشارة بالإنجيل في قرى فلسطين، أنه قال لهم:
" الذي يسمع منكم يسمع مني و الذي يرذلكم يرذلني و الذي يرذلني يرذل الذي أرسلني ".
(4) و في إنجيل لوقا (4 / 42 ـ 43):
" و لما صار النهار خرج و ذهب إلى موضع خلاء و كان الجموع يفتشون عليه فجاءوا إليه و أمسكوه لئلا يذهب عنهم. فقال لهم: إنه ينبغي لي أن أبشِّـر المدن الأخرى أيضا بملكوت الله لأني بهذا أُرْسِـلْتُ ".
(5) و في إنجيل يوحنا (7 / 28 ـ 29):
" فنادى يسوع و هو يعلم في الهيكل قائلا: تعرفونني و تعرفون من أين أنا و من نفسي لم آت بل الذي أرسلني هو حق الذي أنتم لستم تعرفونه. أنا أعرفه لأني منه و هو أرسلني "
(6) و فيه أيضا (8 / 16 ـ 17):
" و إن كنت أدين فدينونتي حق لأني لست وحدي بل أنا و الآب الذي أرسلني. و أيضا في ناموسكم مكتوب أن شهادة رجلين حق. أنا هو الشاهد لنفسي و يشـهد لي الآب الذي أرسلني "
قلت: استشهاد المسيح عليه السلام بحكم التوراة " شهادة رجلين حق " تصريح منه بالغيرية بينه وبين الله تعالى الذي يشهد له، فهما إذن اثنان: مرسِل و رسول، و هذا ينفي بوضوح قضية أن المسيح هو الله نفسه متجسدا.
و الآن إليكم هذه العبارة التي قد تفاجئكم بشدة وضوحها و صراحتها في نفي إلهية عيسى :
(7) ففي إنجيل يوحنا (8 / 40):
" و لكنكم الآن تطلبون أن تقتلونني و أنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله "
أقول: لو لم يكن في الإنجيل سوى هذه الآية لكفى بها دلالة على نفي إلـهية عيسى عليه السلام .
(7) و فيه أيضا (8 / 26 ـ 29):
" لكن الذي أرسلني هو حق و أنا ما سمعته فهذا أقوله للعالم. و لم يفهموا أنه كان يقول لهم عن الآب. فقال لهم يسوع متى رفعتم ابن الإنسان فحينئذ تفهمون أني أنا هو و لست أفعل شيئا من نفسي بل أتكلم بهذا كما علمني أبي و الذي أرسلني هو معي و لم يتركني الآب وحدي لأني في كل حين أفعل ما يرضيه "
(8) و فيه أيضا: (10/36) :
" فالذي قدَّسه الآب و أرسله إلى العالم أتقولون له إنك تجدَّف لأني قلت أني ابن الله؟! "
(9) و فيه أيضا: (20/20) :
" فقال لهم يسوع أيضا سـلام لكم. كما أرسلنـي الآب أرسلـكم أنا "
قلت: ففي العبارة الأخيرة يماثل سيدنا المسيح عليه السلام بين إرسال الآب له و إرساله هو لتلاميذه للدعوة و التبشير، و بالتالي فكما أن تلاميذه و حوارييه ليسوا عيسى بعينه! فبمقتضى التماثل لا يكون عيسى عليه السلام هو الله بعينه، بل يكون رسوله و مبعوثه.
و فيما يلي بعض النصوص التي يبين فيها المسيح عليه السلام أنه لا يتكلم من نفسه بل هو حامل لرسالة من الله مأمور بتبليغها للناس، و أنه لا يعلم إلا ما يوحى إليه:
(1) في إنجيل يوحنا (14/24) :
" الذي لا يحبني لا يحفظ كلامي. و الكلام الذي تسمعونه ليس لي بل للآب الذي أرسلني"
(2) و فيه أيضا: (15/15)
" لكني سميتكم أحبَّاء لأني أعلمتكم بكل ما سمعته من أبي "
(3) و فيه كذلك (12 / 49 ـ 50):
" لأني لم أتكلم من نفسي لكن الآب الذي أرسلني هو أعطاني وصية ماذا أقول و بماذا أتكلَّم. و أنا أعلم أن وصيته هي حيوة أبدية فما أتكلم أنا به فكما قال لي الآب هكذا أتكلم "
و أعتقد أن هذه العبارات واضحة للغاية في تأكيد ما قلناه، و نظائر هذا في الأناجيل كثير، لا سيما إنجيل يوحنا، و فيما ذكرناه الكفاية.
كان هذا ما عرَّف به المسيح نفسه، فكيف عرفه تلاميذه و بماذا وصفوه؟ هل جاء على لسان أي أحد منهم و لو مرة واحدة عبارة يصفه بها بأنه الله نفسه متجسدا؟ أم وصفوه،كما علمهم المسيح، بأنه نـبـي و رسول مرسل من الله ؟
لنستمع للأناجيل تعطينا الإجابة الواضحة :
(1) في إنجيل متى (21 / 10 ـ 11) قول المؤمنين بالمسيح عليه السلام لدى استقبالهم له عند دخوله بيت المقدس :
" مبارك الآتي باسم الرب... هذا يسوع النبي الذي من ناصرة الجليل ".
(2) و في إنجيل لوقا (7 / 12 ـ 16) :
" فلما اقترب (يسوع المسيح) إلى باب المدينة إذا ميت محمول، ابن وحيدٍ لأمّه. و هي أرملة و معها جمع كثير من المدينة. فما رآها الرب تحنّن عليها و قال لها لا تبكي. ثم تقدّم و لمس النعش فوقف الحاملون. فقال: أيها الشاب أقول لك قُـمْ!. فجلس الميت و ابتدأ يتكلم فدفعه إلى أمّه. فأخذ الجميع خوفٌ و مجدوا الله قائلين: قد قام فينا نّبِيٌّ عظيم و افتقد الله شعبه ".
(3) و في إنجيل يوحنا (4/19) : عن المرأة التي دهشت لما أخبرها المسيح، الذي لم يكن يعرفها من قبل، عن أزواجها الخمسة السابقين! أنها قالت:
" يا سـيـّد! أرى أنك نـبـيّ.. ".
(4) و في إنجيل يوحنا (6/14) : أيضا بعد ذكره لمعجزة تكثير أرغفة الشعير الخمسة و السمكتين:
" فلما رأى الناس الآية التي صنعها يسوع قالوا: إن هذا هو بالحقيقة النـبـي الآتي إلى العالم ".
(5) و أخيراً جاء في آخر إنجيل لوقا (24/19) : ضمن روايته للحوار الذي جرى بين المسيح، بعد صلبه (حسب تصورهم)، و اثنين من حوارييه، الذين لم يعرفوه لأنه كان متنكرا و لأنهم كانوا يتصورون أنه قد مات:
" فقال (لهما) (يسوع): و ما هي؟ (أي تلك الأحداث التي جعلتكم مغمومين) قالا: المختصة بيسوع الناصري الذي كان إنسـانا نّـبِـيَّـاً مقتدرا في الفعل و القول أمام الله ".
أجل، هكذا كان إيمان الحواريين بالمسيح: أنه كان إنسانا نبياً. و من الجدير بالذكر أن هذا الحوار جرى في آخر حياة المسيح عليه السلام ، و قبيل رفعه، فلا مجال للقول بأن هذا كان تصورهم القديم في بداية الدعوة لكنهم آمنوا بعد ذلك بألوهيته؟؟
و نحن نسأل كل منصف: من الذي كان يعرف حقيقة المسيح أكثر: هل هم تلاميذه و حواريوه الخلّص و أقرب الناس إليه؟ أم الآباء و الأساقفة اليونان أو الروم الذين أداروا مجمع نيقية أو مجمع أفسس أو مجمع خلقيدونية و الذين تفصلهم عن المسيح ثلاثة أو أربعة قرون؟؟
القسم الثامن :
نصوص تؤكد أن المسيح لم يكن يمتلك بذاته و مستقلا عن الله أي قدرة و قوة، و أن السلطان ـ أي الولاية التكوينية و التشريعية ـ الذي أوتيه إنما دُفع إليه من قبل الله تعالى
من البديهيات التي لا نقاش فيها أن من صفات الله عز و جل الضرورية اللازمة: القدرة الكلية التامة، أي أن الله قادر على جميع الممكنات و أن قدرته نابعة من ذاته و غير مكتسبة، بمعنى أن الله تعالى قادر و فاعل بالذات و بالاستقلال المطلق، فلا يحتاج في قدرته و أفعاله لمساعدة أي قدرة أخرى و لا إلى مدد أي شيء آخر، فهل هكذا كان شأن المسيح عليه السلام ؟
كلا، على الإطلاق. إن الأناجيل الأربعة تنقل عن سيدنا المسيح عليه السلام نفسه تصريحات متكررة يعلن فيها بكل وضوح أنه كان لا يقدر أن يفعل من نفسه شيئا، و لا يفعل إلا ما أقدره الله تعالى عليه و أمره به، و أن ما لديه من سلطان و ما أوتيه من قوة، هو مما منحه الله تعالى و دفعه إليه. و في كل هذا نفي صريح لإلـهية المسيح عليه السلام و تأكيد واضح لعبوديته لله عز و جل و افتقاره إليه. و فيما يلي بعض النصوص في هذا المجال:
(1) جاء في إنجيل لوقا: (5/19) :
" فأجاب يسوع و قال لهم: الحق الحق أقول لكم لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئا إلا ما ينظر الآب يعمل ".
(2) و فيه أيضا في نفس الإصحاح (5/ 30) :
" أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئا. كما أسمع أدين و دينونتي عادلة لأني لا أطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي أرسلني ".
(3) و في نفس الإنجيل و الإصحاح أيضا (5 / 36) :
" و أما أنا فلي شهادة أعظم من يوحنَّا. لأن الأعمال التي أعطاني الآب لأعملها، هذه الأعمال بعينها التي أنا أعملها هي تشهد لي أن الآب قد أرسلني ".
(4) و في إنجيل يوحنا (4 / 35) :
" الآبُ يحبُّ الابن و قد دفع كل شيء في يده ".
(5) و في إنجيل متى (28 / 18) :
" فتقدَّم يسوع و تمهَّل قائلاً: دُفِعَ إليَّ كل سلطان في السماء و على الأرض ".
(6) و في إنجيل لوقا (10 / 21 ـ 22) :
" و التفت (أي المسيح) إلى تلاميذه و قال: كل شيء قد دُفِـعَ إليَّ من أبي ".
القسم التاسع :
نصوص تفيد أن المعجزات التي كان يصنعها المسيح عليه السلام لم يكن يفعلها بقوته الذاتية المستقلة بل كان يستمدها من الله و يفعلها بقوة الله، أي أن الفاعل الحقيقي لها كان الله عز و جل الذي أظهرها علي يدي المسيح عليه السلام لتكون شاهدا له على صحة نبوته
(1) من المعروف أن معجزة إحياء الموتى كانت أحد أعظم معجزات السيد المسيح عليه السلام فهل كان يفعلها بقوته الذاتية؟ أبداً. فها هو إنجيل يوحنا يروي لنا معجزة إحياء المسيح لشخص مضى على وفاته أربعة أيام يدعى " عازر "، فيبين بوضوح أن هذه المعجزة ما حصلت إلا بعد أن تضرع المسيح لله عز و جل و طلب منه تحقيق هذه المعجزة ليؤمن الناس به و يصدقوا أن الله تعالى أرسله، فسـمعه الآب (الله) و استجاب له و أعطاه تلك المعجزة العظيمة. و إليك نص عبارته كما جاءت في (11/ 41 ـ 44) من إنجيله:
" فرفعوا الحجر حيث كان الميت موضوعا و رفع يسوع عينيه إلى فوق و قال: أيها الآب أشكرك لأنك سمعتَ لي. و أنا علمتُ أنك في كل حين تسمع لي. و لكن لأجل هذا الجمع الواقف قلت، ليؤمنوا أنك أرسلتني. و لما قال هذا، صرخ بصوت عظيم: " لعازر! " هلمَّ خارجا. فخرج الميت و يداه و رجلاه مربوطات بأقمطة و وجهه ملفوف بمنديل. فقال لهم يسوع: حلُّوه و دعوه يذهب "
(2) و كذلك روى متى و لوقا في إنجيليهما عن المسيح عليه السلام أنه إنما كان يخرج الشياطين من المصروعين و المجانين لا بقوته الذاتية و لكن بروح الله أو بإصبع الله. و هو تعبير آخر عما ذكره القرآن عن عيسى بأنه إنما كان يفعل معجزاته بإذن الله. ففي إنجيل متى (12 / 24 ـ 28):
" أما الفريسيون فلما سمعوا قالوا: هذا لا يخرج الشياطين إلا بِـبَـعْلَزَبُول رئيس الشياطين.فعلم يسوع أفكارهم و قال لهم: كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب. فإن كان الشيطان يخرج الشيطان فقد انقسم على ذاته فكيف تثبت مملكته؟.. و لكن إذا كنتُ أنا بروح الله أخرج الشيطان فقد أقبل عليكم ملكوت الله "
و في إنجيل لوقا : (11/20)
" و لكن إن كنت أنا بإصبع الله أخرج الشياطين فقد أقبل عليكم ملكوت الله "
(3) في إنجيل يوحنا (5/36) قول عيسى عليه السلام :
" و أما أنا فلي شهادة أعظم من يوحنا لأن الأعمال التي أعطاني الآب لأعملها، هذه الأعمال بعينها التي أعملها هي تشهد لي بأن الآب قد أرسلني "
قلت: و العبارة في غاية الدلالة و الوضوح و لا تحتاج لتعليق.
كان هذا ما قاله المسيح عن معجزاته، و الآن لنر كيف كان التلاميذ ينظرون إلى معجزات المسيح؟ هل كانوا يعتبرونها خوارق من صنع يديه؟ أم كانوا يعتبرونها من صنع الله الذي أظهرها على يدي عبده يسوع الناصري لتكون تأييدا لرسالته و شاهدا منه تعالى على صحة نبوته؟ إن النصوص الإنجيلية التالية تؤكد الشق الثاني من الإجابة و فيما يلي شواهد بينة على ما نقول:
(أ) في سفر أعمال الرسل (2 / 14 و 22):
" فوقف بطرس مع الأحد عشر و رفع صوته و قال لهم:... أيها الرجال الإسرائيليون اسمعوا هذه الأقوال: يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات و عجائب و آيات صنعها الله بيده في وسطكم كما أنتم أيضا تعلمون "
(ب) و في إنجيل متى (9 / 6 ـ 8):
“... حينئذ قال للمفلوج: قم احمل فراشك و اذهب إلى بيتك. فقام و مضى إلى بيته. فلما رأى الجموعُ ذلكَ تعجّبوا و مـجـَّدوا الله الذي أعطى الناس سلطانا مثل هذا “
(ج) و في إنجيل يوحنا (3 / 1 ـ 2):
" كان إنسان من الفريسيين اسمه نيقوديموس رئيسا لليهود. هذا جاء إلى يسوع ليلا و قال له: يا معلم، نعلم أنك قد أتيت من الله معلما لأن ليس أحد يقدر أن يعمل هذه الآيات التي أنت تعمل إن لم يكن الله معه "
( د) و في إنجيل يوحنا أيضا (9 / 30 ـ 31) يقول الأعمى من الولادة (أي الأكمه)، الذي أبرأ عيسى عليه السلام عينيه، لليهود الذين جاءوا إليه يجادلونه بسبب إيمانه بنبوّة عيسى عليه السلام :
"أجاب الرجل و قال لهم (أي لليهود) إن في هذا عجبا أنكم لستم تعلمون من أين هو (أي عيسى) و قد فتح عيـنيَّ، و نعلم أن الله لا يسمع للخطاة. و لكن إن كان أحد يتقي الله و يفعل مشيئته فلهذا يسمع. منذ الدهر لم يُسْمَع أن أحدا فتح عيني مولود أعمى. لو لم يكن هذا من الله لم يقدر أن يفعل شيئا "
قلت: فقول هذا المؤمن: " و لكن إن كان أحد يتقي الله و يفعل مشيئته فلهذا يسمع " يؤكد أن عقيدته هي أن الله تعالى هو الذي سمع لدعاء عبده المتقي عيسى فأيده بهذه المعجزة و غيرها.
(هـ) و في إنجيل يوحنا (11/12) تقول مرثا (أخت لِعَازَر) للمسيح عليه السلام بعد موت أخيها و قبل أن يحيه المسيح بإذن الله:
" فقالت مرثا ليسوع: يا سيد لو كنت ههنا لم يمت أخي. لكني الآن أيضا أعلم أن كل ما تطلب من الله يعطيك الله إياه "
قلت: و الجملة الأخيرة في غاية الوضوح في الدلالة على ما قلناه.
القسم العاشر :
نصوص فيها استغاثة المسيح بالله عز و جل و طلبه من الله تعالى المدد و العون و دعاؤه الله تعالى لنفسه و لأجل تلاميذه مما يبين افتقار عيسى عليه السلام لله تعالى و عدم استغنائه بنفسه.
(1) تنقل الأناجيل الأربعة لنا أن سيدنا عيسى عليه السلام لما شعر بقرب الإمساك عليه و سوقه للمحاكمة و العذاب و الصلب، بتواطىء اليهود و الرومان، اشتد جزعه و اكتئابه و تضرع إلى الله باكيا ساجدا قائما طوال الليل سائلا الله تعالى أن يدفع عنه هذا البلاء و أن ينجيه من هذه المحنة الرهيبة المتوقعة، و فيما يلي نص ذلك، ففي إنجيل لوقا (22 / 39 ـ 44):
" و خرج مضى كالعادة على جبل الزيتون. و تبعه أيضا تلاميذه، و لما صار إلى المكان قال لهم: صلوا لكي لا تدخلوا في تجربة، و انفصل عنهم نحو رمية حجر و جثا على ركبتيه و صلى قائلا: يا أبتاه! إن شئت أن تجيز عني هذه الكأس. و لكن لتكن لا إرادتي بل إرادتك. و ظهر له ملاك من السماء يقوِّيه. و إذا كان في جهاد كان يصلي بأشد لجاجة و صار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض "
و نقل مرقس في إنجيله (14 / 33 ـ 36)، تضرُّعَ عيسى عليه السلام بصورة أشد وضوحا في الاستمداد و الاعتراف بالعجز و كون الاستطاعة بيد الله تعالى فقط، فقال :
" و ابتدأ يدهش و يكتئب، فقال لهم: نفسي حزينة جدا حتى الموت، ثم تقدم قليلا و خر على الأرض و كان يصلي لكي تعبر عنه الساعة إن أمكن. و قال: يا أبا الآب كل شيء مستطاع لك، فأجِزْ عني هذه الكأس و لكن ليكن لا ما أريد أنا بل ما تريد أنت ".
أما يوحنا فنقل في إنجيله (12/17) عن عيسى عليه السلام قوله هنا: " أيها الآب نجني من هذه الساعة ".
فأقول : هل الله يحتاج لنجدة غيره أو يضطر للاستعانة بغيره و التضرع إليه؟؟ أو ليس الله بنفسه على كل شيء قدير؟! فلو كان سيدنا عيسى عليه السلام إلـها كما زُعِمَ فما معنى تضرعه إلى الله و سؤاله إياه أن يكشف عنه الكرب و ينقذه من المصيبة المحيطة به؟!
(2) و في إنجيل لوقا: ( 23/34) :
" فقال يسوع: يا أبتاه! اغفر لهم، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون ".
قلت: إن الإلـه لا يحتاج أن يسأل أحدا غيره أن يغفر ذنب أحد، بل يغفر ذنب من يشاء بنفسه و يعذب من يشاء، فطلب عيسى عليه السلام المغفرة من الله للذين ظلموه، دليل على عدم إلـهيته و على أنه ليس له من الأمر شيء بل الأمر لله الآب وحده.
(3) و في إنجيل متى (26 / 50 ـ 54) :
" حينئذ تقدموا و ألقوا الأيادي على يسوع و أمسكوه. و إذا واحد من الذين مع يسوع مد يده و استل سيفه و ضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه. فقال له يسوع: رد سيفك إلى مكانه، لأن كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون. أتظن أني لا أستطيع الآن أن أطلب إلى أبي فيقدم لي أكثر من اثني عشر جيشا من الملائكة؟! فكيف تكمل الكتب أنه هكذا ينبغي أن يكون. "
قلت: الشاهد في قول المسيح عليه السلام : " أتظن أني لا أستطيع الآن أن أطلب إلى أبي فيقدم لي..... " الذي هو دليل واضح على نفي إلـهية عيسى لأن الإلـه لا يستعين بغيره و لا يطلب شيئا من سواه، و لو كان المسيح إلـها لقال عوضا عن ذلك: " أتظن أني لا أستطيع الآن أن أحضر أكثر من اثني عشر جيشا من الملائكة... " أو قال " أتظن أنني لا أستطيع أن أقضي عليهم جميعا بأمر كن فيكون؟!..." الخ. أما قوله: أستطيع أن أطلب من أبي فيدل على أنه عبدٌ لله تعالى محتاج دائما لنصره و مدده.
(4) في إنجيل يوحنا (14 / 15 ـ 16) :
" إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي و أنا أطلب من الآب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم إلى الأبد "
قلت: الشاهد هو قوله: " و أنا أطلب من الآب.. " مما يثبت احتياج عيسى عليه السلام لله تعالى و أنه لا يقدر من نفسه على أن يفعل ما يريد بل يطلب ذلك من ربه سبحانه و تعالى.
(5) يشتمل الإصحاح السابع عشر من إنجيل يوحنا على دعاء طويل لعيسى عليه السلام يرفعه إلى ربه تعالى ضارعا له سائلا إياه أن ينجده و أن يحفظ تلاميذه و يقدسهم و يحفظهم من الشرير... الخ، و هذا الدعاء يُعْرَف بِاسم: الدعاء لأجل التلاميذ و بِاسم: صلاة يسوع الكهنوتية، و هو يبتدأ هكذا:
" تكلم يسوع بهذا و رفع عينيه نحو السماء وقال: أيها الآب قد أتت الساعة! مـجِّـدْ ابنَك ليمَجَّدَك ابنُك أيضا...
(إلى أن قال في حق تلاميذه): أيها الآب القدوس! احفظهم في اسمك الذي أعطيتني ليكونوا واحدا كما نحن....
لست أسأل أن تأخذهم من العالم بل أن تحفظهم من الشرير..".
قلت: و كل هذا لا يصح على القول بإلـهية عيسى عليه السلام لأن الإله لا يطلب شيئا من غيره و لا يحتاج للدعاء و السؤال، بل يفعل ما يشاء بنفسه و بقدرته الذاتية.
القسم الحادي عشر :
المسيح عليه السلام يصرِّح بأنه إنســان و ابن إنســان و كذلك حواريّوه الخُلَّـص كانوا يؤمنون بأن المسيح إنسان نبيٌّ و رجلٌ مؤيّدٌ من الله
(1) في إنجيل يوحنا (8 / 40) يقول سيدنا المسيح عليه السلام لليهود :
" و لكنكم الآن تطلبون أن تقتلوني وأنا إنـسـان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله ".
قلت: ما أبعد النجعة بين ما عرَّف به المسيح عليه السلام نفسه هنا من أنه: إنسان يتكلم بالحق الذي يسمعه من الله، و بين تعريف المسيح في دستور الإيمان النصراني الذي تقرر عقب مجمع نيقية و الذي أوردناه في بداية الكتاب! فأي القولين نختار: أقول المسيح المختار عليه السلام أم قول غلاة الأحبار؟!
(2) أما النصوص التي يؤكد فيها المسيح أنه ابن الإنسان فهي كثيرة جدا و هذا اللقب أي:" ابن الإنسان " كان اللقب المحبب لعيسى عليه السلام و قد تكرر في الأناجيل و الرسائل الملحقة بها 85 مرة. و نكتفي هنا بذكر نموذجين فقط :
أ ـ " و من أراد أن يصير فيكم أولا، يكون للجميع عبدا، لأن ابن الإنسان أيضا لم يأت لـيُـخْـدَم بل لـيَـخْـدِم و ليبذِل نفسه فدية عن كثيرين " إنجيل مرقس: 10 / 44 ـ 45.
ب ـ " و كما رفع موسى الحية في البرية، هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان، لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحيوة الأبدية " إنجيل يوحنا: 3 / 14 ـ 15.
(3) و قد مرت معنا قريبا عبارة الحواريَّيْن الاثنين اللذين كانا يتكلمان مع المسيح بعد حادثة صلبه ـ أو بالأحرى بعد شائعة صلبه ـ دون أن يعرفاه، لأنه كان متنكرا، حيث لما سألهما عن سبب حزنهما؟ حدّثاه عما حدث لـ:
" يسوع الناصري الذي كان إنسانا نـبـيَّـاً مقتدرا في القول و الفعل أمام الله و جميع الشعب " انظر إنجيل لوقا: 24 / 13 ـ20.
(4) كذلك مرت معنا عبارة القديس بطرس التي جاءت في كلمته التي ألقاها في مجمع التلاميذ و المؤمنين بعد رفع المسيح فكان مما قاله:
" أيها الرجال الإسرائيليون اسمعوا هذه الأقوال: يسوع الناصري رجـل قد تبرهن لكم من قِبَلِ الله بقوّات و عجائب و آيات صنعها الله بيده في وسطكم كما أنتم أيضا تعلمون " أعمال الرسل: 3/22.
(5) و في إنجيل يوحنا قصة المرأة السامرية التي آمنت بالمسيح لما أخبرها بالغيب المتعلق بأزواجها السابقين الخمسة! فقالت مندهشةً:
" يا سيد أرى أنك نـبـيّ!......
و قالت للناس: هلموا انظروا إنسانا قال لي كل ما فعلت! ألـعـلَّ هذا هو المسيح! " يوحنا: 4 / 19 ثم 29.
و الحاصل أن المسيح عليه السلام نفسه كان يؤكد بشريته و إنسانيته و أنه من نسل البشر، كما أن حوارييه و المؤمنين به من تلاميذه و معاصريه، كانوا ينظرون إليه على أنه إنسان ابن إنسان و ما كان أحد يعتبره إلها ابن إله.
القسم الثاني عشر :
الحواريون و كُـتَّاب الأناجيل يعـتبرون المسيح عليه السلام عبداً لِلَّـه اجتباه الله و اختاره و يعتبرونه بشرا نبيا كموسى عليه السلام
يرى المسلمون ـ تبعا لتعليم كلام الله تعالى في القرآن الكريم ـ أن عيسى المسيح عليه السلام كان عبدَ اللهِ و رسولَه، و لعل بعض عوام النصارى يمجُّ وصف المسيح بـ " العبوديّة " و يرى فيه إنقاصا لقدر المسيح عليه السلام ، لكن الحقيقة التي قد يندهش لها المسلم قبل النصراني العامي، أن هذا الوصف بعينه، أعني وصف المسيح بالعبودية لله، جاء في متن الأناجيل، بل في متن التوراة و الزبور، أي في تلك البشارات التي كان كتَّاب الأناجيل و الحواريون يستشهدون بها على أن المقصود بها المسيح عليه السلام .
و فيما يلي الشواهد على ذلك :
(1) يقول متَّـى ـ و هو أحد الحواريين الاثني عشر ـ في إنجيله (12 / 12 ـ20) :
" و لما خرج الفريسيون تشاوروا عليه لكي يهلكوه. فعلم يسوع و انصرف من هناك. و تبعـته جموع كثيرة فشفاهم جميعا. و أوصاهم أن لا يظهروه. لكي يتم ما قيل بإشعيا النبي القائل: " هو ذا[11] فـتاي الذي اخترته. حبيبي الذي سُـرَّتْ به نفسي. أضع روحي عليه فيخبر الأمم بالحق. لا يخاصم و لا يصيح و لا يسمع أحد في الشوارع صوته. قصبةً مرصوصةً لا يقصف و فتيلة مدخنة لا يطفىء. حتى يُخرِج الحق إلى النصرة و على اسمه يكون رجاء الأمم "
قلت: ففي هذا النص يستشهد كاتب الإنجيل الأول القديس متى الحواري، و هو من الحواريين الاثني عشر و من أوائل المؤمنين بالمسيح عليه السلام ، ببشارة وردت في سفر إشعيا من العهد القديم، على أنها تتكلم عن المسيح عليه السلام. و هذه البشارة تبتدأ بإعلان عبودية المسيح لله عز و جل و ذلك حين تقول: " هو ذا فتاي الذي اخترته "، إذ كلمة فتاي مرادف لكلمة عبدي أو غلامي، و للتأكد من ذلك ما علينا إلا أن نرجع إلى سفر إشعيا نفسه الذي وردت فيه تلك البشارة حيث نجد البشارة في الإصحاح الثاني و الأربعين منه كما يلي:
" هو ذا عبدي الذي أعضده، مختاري الذي سُرَّت به نفسي، وضعت روحي عليه فيخرج الحق للأمم. لا يصيح و لا يرفع و لا يسمع في الشارع صوته، قصبة مرضوضة لا يقصف و فتيلة خامدة لا يطفئ.... الخ" إشعيا: 42 / 1 ـ 4.
و لذلك في الترجمة الأخرى الجديدة للعهد الجديد التي قامت بها الرهبانية اليسوعية (الكاثوليكية) في بيروت (1989 م) استُخْدِمَت لفظة " عبدي " عند ذكر كلام متى و استشهاده بالبشارة المذكورة.
و الحاصل أن تطبيق متى الحواري تلك البشارة على عيسى عليه السلام يبين أن متى كان يرى في عيسى: " عبد الله، الذي اختاره الله تعالى و اجتباه و أوحى إليه بواسطة جبريل و بعثه بالحق للأمم... " تماما كما هو التصور الإسلامي للمسيح عليه السلام، أي لم يكن متى يرى في المسيح إلها متجسدا و لا ربا معبودا!.
(2) يذكر القديس لوقا، كاتب الإنجيل الثالث و مؤلف سفر " أعمال الرسل"[12] ، في أعمال الرسل :
أن القديس فيليبس (أحد المعاونين السبعة الذين اختارهم الحواريون لمعاونتهم في خدمة المائدة و تقسيم الأرزاق اليومية، لأنهم وجدوهم مملوئين من الروح القدس و الحكمة)، لما سأله العبد الحبشي الخصي عن الشخص المراد بالآيات التي كان يتلوها من سفر النبي إشعيا عليه السلام و التي تقول: " كخروف سيق إلى الذبح. و كحملٍ صامتٍ بين يدي من يجزُّه. هكذا لا يفتح فاه. في ذلِّهِ ألغي الحكم عليه. ترى من يصف ذريته؟. لأن حياته أزيلت عن الأرض"[13] ، أجابه القديس فيليبس أن هذه الآيات تشير إلى يسوع و أخذ يشرح له ذلك، فآمن الرجل و طلب من فيليبس أن يعمده فعمده.
من هذه القصة يتبين أن كلا من لوقا كاتب أعمال الرسل و القديس فيليبس كانا يريان أن تلك البشارة في كلام إشعيا إنما تنطبق على المسيح و تشير إليه، و هو أمر أصبح، فيما بعد، من المسلمات لدى آباء الكنيسة.
فإذا رجعنا إلى أصل هذه البشارة كما جاءت في سفر النبي إشعيا عليه السلام وجدناها بشارة مطولة تبدأ هكذا:
" هو ذا عـبدي يعقل، يتعالى، و يرتقي، و يتسامى جدا.. (إلى أن قال) ظُـلِـمَ أما هو فـتذلل و لم يفتح فاه،كشاةٍ تُساق إلى الذبح... (إلى قوله) و عـبدي البار بمعرفته يبرِّر كثيرين و آثامهم هو يحملها، لذلك أَقسم له بين الأعزاء، و مع العـظماء يقسم غنيمة، من أجل أنه سكب للموت نفسه و أُحْصي مع أثمة و هو حَمَلَ خطـيَّـة كثيرين و شفع في المذنبين " إشعيا: 53 / 1 ثم 7 ثم 11 ـ 12.
و إذن فإن لوقا وفيليبس اللذان طبقا هذه البشارة على المسيح، كانا يريان فيه: عبداً لِلَّهِ تعالى تسامى و ارتقى بعظيم تضحيته، و عبد الله البار، الذي رضي الله عنه لأجل تضحيته فجعله مع أعزائه و قسم له مقاما بين عظمائه. لذا لا نعجب إذا رأينا لوقا ـ في كتابه أعمال الرسل ـ يطلِق على المسيح مرارا لقب "عبد الله"[14] ، كما نجد ذلك في أعمال الرسل: 3 / 13 و 26، و 4 / 27 و 30. هذا و من الجدير بالذكر أن لوقا و فيليبس ليسا الوحيدين اللذين ذكرا أن تلك البشارة تشير للمسيح، بل شاركهما في ذلك أيضا متى في إنجيله: 8/17.
(3) و في سفر أعمال الرسل أيضا (3 / 12 ـ 26) ينقل لوقا الخطبة التي ألقاها القديس و الحواري بطرس أمام الشعب الإسرائيلي فيقول:
" فلما رأى بطرس ذاك أجاب أيها الشعب الإسرائيليون...
إن إله إبراهيم و إسحق و يعقوب إلـه آبائنا مجَّـد عـبـده يسوع الذي أسلمتموه أنتم و أنكرتموه أمام وجه بيلاطس و هو حاكم بإطلاقه. و لكن أنتم أنكرتم القدوس البار و طلبتم أن يوهب لكم رجل قاتل. و رئيس الحيوة قتلتموه الذي أقامه الله من الأموات و نحن شهود لذلك.
و الآن أيها الإخوة أنا أعلم أنكم بجهالة عملتم كما رؤساؤكم أيضا. و أما الله فما سبق و أنبأ به بأفواه جميع أنبيائه أن يتألم المسيح قد تممه هكذا. فتوبوا و ارجعوا لتمحى خطاياكم لكي تأتي أوقات الفرج من وجه الرب. و يرسل يسوع المسيح المبشر به لكم قبل. الذي ينبغي أن السماء تقبله إلى أزمنة رد كل شيء التي تكلم عنها الله بفم جميع أنبيائه القديسين منذ الدهر. فإن موسى قال للآباء إن نبيا مثلي سيقيم لكم الرب إلـهكم من إخوتكم. له تسمعون في كل ما يكلمكم به. و يكون أن كل نفس لا تسمع لذلك النبي تباد من الشعب. و جميع الأنبياء أيضا من صموئيل فما بعده جميع الذين تكلموا سبقوا و أنبأوا بهذه الأيام. أنتم أبناء الأنبياء و العهد الذي عاهد به الله أباءنا قائلا لإبراهيم: و بنسلك تتبارك جميع قبائل الأرض. إليكم أولا إذا أقام الله فـتـاه يسوع أرسله يبارككم بردِّ كلَّ واحد منكم عن شروره "
من هذا النص أيضا يتبين أن عقيدة القديس بطرس ـ الذي كان من أقرب الحواريين للمسيح[15] ـ بالمسيح عليه السلام لم تتجاوز كونه عبد الله، و كونه نبيا كموسى عليه السلام، حيث استشهد بطرس ببشارة واردة في التوراة يقول فيها الله تعالى لموسى أن يقول لبني إسرائيل: " إن نبيا مثلي سيقيم لكم الرب إلـهكم من إخوتكم " فاعتبر البشارة متعلقة بالمسيح، مما يعني كون المسيح عليه السلام في اعتقاده نبيا مثل موسى عليه السلام، و المثلية هذه تؤكد كون عيسى عبداً رسولاً و بشراً نبيا كما كان موسى عبداً رسولاً و بشراً نبيا.
القسم الثالث عشر :
نصوص تثبت الحمل بالمسيح ثم ولادته ثم نموه التدريجي جسما و عقلا و تثبت له كل أعراض الطبيعة البشرية من الجوع و العطش و التعب و النوم و الخوف و الاضطراب و الألم بل الموت مما يتنزه عنه الباري سبحانه و تعالى
(1) المسيح عليه السلام ينشأ جنينا في رحم أمه مريم عليها السلام التي تحمل به مدة الحمل كاملاً ثم تضعه:
" فصعد يوسف أيضا الجليل من مدينة الناصرة إلى اليهودية إلى مدينة داود التي تدعى بيت لحم، لكونه من بيت داود و عشيرته، ليكتتب مع مريم امرأته المخطوبة، و هي حبلى. و بينما هما هناك تمّت أيامها لتلد. فولدت ابنه البكر و قمطته و أضجعـته في المذود إذ لم يكن لهما موضع في المنزل "لوقا: 2/ 4 ـ 7.
(2) المسيح عليه السلام يُخْتَن عندما يبلغ ثمانية أيام:
"و لمّا تمّت ثمانية أيام ليختنوا الصبي، سمي يسوع كما تسمى من الملاك قبل أن حبل به في البطن" لوقا: 2/1.
(3) المسيح عليه السلام ينمو تدريجيا جسما و علما:
"و أما يسوع فكان يتقدم في الحكمة و القامة و النعمة عند الله و الناس " لوقا: 2/52.
قلت: قوله " يتـقدّم في الحكمة " دليل واضح على عدم ألوهية المسيح إذ لو كان المسيح إلـها متجسدا لكان محيطا، قبل و بعد تجسده المزعوم في رحم العذراء، بكل المعلومات و بالحكمة المطلقة و لما احتاج أن يتقدم فيها! و ثمة فائدة أخرى في هذا النص يجدر التنبيه إليها و هي أن العلم و معرفة الحكمة ليست من الأمور الجسدية حتى يُقال أن المسيح إنما تدرج فيهما بحسب ناسوته! بل من صفات الروح، مما يؤكد بشرية المسيح المحضة روحا و جسدا و قلبا و قالباً.
(4) المسيح عليه السلام يجوع:
" ثم أصعد يسوع إلى البـرّيـّة من الروح ليُجرَّب من إبليس، فبعد ما صام أربعين نهارا و أربعين ليلة جاع أخيرا " متى: 4 / 1 ـ 2.
" و في الصباح إذ كان راجعا إلى المدينة جاع. فنظر شجرة تين على الطريق و جاء إليها فلم يجد فيها شيئا إلا ورقا فقط، فقال لها: لا يكن منك ثمرا بعد إلى الأبد " متى:21/18.
(5) المسيح عليه السلام يعطش :
" بعد هذا رأى يسوع أن كل شيء قد كمل فلكي يتم الكتاب قال: أنا عطشان " يوحنا: 19/28.
(6) المسيح عليه السلام يتعب:
" و كانت هناك بئر يعقوب، فإذ كان يسوع قد تعب من السفر جلس هكذا على البئر و كان نحو الساعة السادسة " يوحنا:4/6.
(7) المسيح عليه السلام ينام:
" و كان هو في المؤخر على وسادة نائما. فأيقظوه و قالوا له: يا معلم أما يهمك أننا نهلك؟ " مرقس: 4/3.
(8) المسيح عليه السلام يكثر الأكل و الشرب:
" جاء إنسان يأكل و يشرب فتقولون: هو ذا إنسان أكول و شرِّيب محبّ للعـشّارين و الخطاة " لوقا: 7 / 34 ـ 35.
(9) المسيح عليه السلام يبكي:
" قالوا له: يا سيد، تعال و انظر. بكى يسوع!. فقال اليهود: انظروا كيف كان يحبه!" يوحنا: 11 / 34 ـ 36.
(10) المسيح عليه السلام يضطرب و يرتعد نفسيا:
" فلما رآها يسوع تبكي و اليهود الذين جاؤا معها يبكون، انزعج بالروح و اضطرب و قال: أين وضعتموه؟ " يوحنا: 11 / 33 ـ 34.
" فلما قال يسوع هذا، اضطرب بالروح، و شهد و قال: الحق و الحق أقول لكم: إن واحدا منكم سيسلمني " يوحنا: 13/21.
(11) المسيح عليه السلام يكتم حقيقة أمره في أول الدعوة خوفا من شر اليهود و يأمر أتباعه أيضا أن لا يظهِروا أمره بل يكتموا إيمانهم و يكتموا المعجزات التي يرونها اتقاءً من شر اليهود، كما أن المسيح نفسه يفر من اليهود و يتوارى عن أنظارهم هربا من شرّهم:
أ ـ " و لما نزل من الجبل تبعته جموع كثيرة. و إذا أبرص قد جاء و سجد له قائلا: يا سيد إن أردت تقدر أن تطهرني. فمد يسوع يده و لمسه قائلا أريد فاطهر. و للوقت طهر برصه. فقال له يسوع: انظر أن لا تقول لأحد بل اذهب أرِ نفسك للكاهن و قدِّمْ القربان الذي أمرك به موسى شهادة لهم " متى: 8/ 1 ـ 4. و مثله في مرقس: 1 / 40 ـ 44.
ب ـ " و الأرواح النجسة حينما نَظَـرَتْـه، خرت له و صرخت قائلة: إنك أنت ابن الله. و أوصاهم كثيرا ألا يظهروه " مرقس: 3 / 11 ـ 12.
ج ـ " وقال (يسوع) لهم: و أنتم من تقولون أني أنا؟! فأجاب بطرس و قال: مسيح الله. فانتهرهم و أوصى ألا يقولوا ذلك لأحد. " لوقا: 9 / 20 ـ 21.
د ـ " و كان يسوع يتردد بعد هذا في الجليل، لأنه لم يرد أن يتردد في اليهودية لأن اليهود كانوا يطـلبون أن يقـتلوه " يوحنا: 7/1.
قلت: و من البديهي أنه لو كان إلـها لما خاف من أحد و لوجَّه أبصار و أذهان اليهود بعيدا عنه و لما احتاج للتواري عن أنظارهم.
(12) المسيح عليه السلام يحزن بشدة و يكتئب حتى الموت:
"حينئذ جاء معهم يسوع إلى ضيعة يقال لها جثـسيماني فقال للتلاميذ: اجلسوا ها هنا حتى أمضي و أصلي هناك. ثم أخذ معه بطرس و ابني زبدي و ابتدأ يحزن و يكتئب. فقال لهم: نفـسي حزينة جدا حتى الموت " متى: 26 / 36 ـ 38.
أقول: و من الجدير بالذكر أن الحزن و الاكتئاب ليسا من صفات الجسد بل من أحوال النفس و الروح، فهنا أيضا يظهر غياب أي طبيعة إلهية للمسيح و تتأكد إنسانيته المحضة الخالصة، و يتضح بطلان تحجج بعضهم بأن صفات الحاجة و الضعف البشري هذه هي بسبب الجسد الذي كان متدرِّعاً به!
(13) المسيح عليه السلام يجزع و يخاف و يتضرع إلى الله لينقذه من خطر العذاب و الهلاك، فيرسل الله تعالى له ملكا ليثبته و يقويه:
" و خرج و مضى كالعادة إلى جبل الزيتون. و تبعه أيضا تلاميذه. و لما صار إلى المكان قال لهم: صلوا لكي لا تدخلوا في تجربة. و انفصل عنهم نحو رمية حجر و جثا على ركبتيه و صلى قائلا: يا أبتاه إن شئت أن تجيز عنِّـي هذه الكأس. و لكن لتكن لا إرادتي بل إرادتك. و ظهر له ملاك من السماء يقوِّيه. و إذ كان يصلي بأشد لجاجة و صار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض " لوقا: 22 / 39 ـ 44.
قلت: أي إلـه هذا الذي يحتاج لملك يقويه؟! فإن قالوا احتاج للملاك بحسب ناسوته، قلنا أفلم يكن لاهوته الحاضر معه دائما ـ حسب ادعائكم ـ مغنياً له عن الحاجة لملاكِ الله ليأتي و يقويه؟؟ و ما هذا الإلـه الذي يصلي و يطلب من الله بأشد تضرع؟! أليست هذه صفات العبد المخلوق المفتقر لله ! حقا إن الإنسان إذا تعصب لعقيدة و نشأ عليها، يعميه ذلك عن رؤية كل آية أو دليل مخالف لها، مهما كان واضحا بينا، وصدق من قال: " حبُّ الشيء يعمي و يصم ".
(14) المسيح عليه السلام يتألم و يصرخ من الألم و يستغيث فلا يغيثه أحد ثم يموت[16] :
أ ـ " من ذلك الوقت ابتدأ يسوع يظهر لتلاميذه أنه ينبغي أن يذهب إلى أورشليم و يتألم كثيرا من الشيوخ و رؤساء الكهنة و الكتبة و يقتل، و في اليوم الثالث يقوم " متى: 16 / 21.
ب ـ " فقال ( أي المسيح ) لهما: أيها الغبيان... أما كان ينبغي أن المسيح يتألَّم بهذا و يدخل إلى مجده؟ " لوقا: 24 / 25 ـ 26.
ج ـ " و نحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا: إيلي إيلي لـم شبقـتني؟... فصرخ يسوع بصوت عظيم أيضا و أسلم الروح " متى: 27 / 46 ـ 50.
ملاحظة هامة: جاء في سفر أعمال الرسل أن أهالي مدينة لسـترة لما رأوا ما فعله برنابا و بولس من خوارق و معجزات صاحوا قائلين أن برنابا و بولس إلهين! فسارع برنـابـا و بولـس إلـى نفي الألوهية عن نفسيهما و احتجا لذلك بأنهما: " بشـرٌ تحت آلام ".
فانطلاقا من نفس هذا الدليل الذي ساقه برنابا و بولس، تنتفي الإلـهية عن المسيح عليه السلام لأنه هو كذلك كان بشرا تحت آلام، كما بينته النصوص التي ذكرناها أخيرا.
نكتفي بهذا المقدار من الشواهد الإنجيلية النافية لإلـهية المسيح عليه السلام و المثبتة لعبوديته، و ننتقل الآن لاعتراضين للآباء و اللاهوتيين المسيحيين على ما ذكرناه مع الإجابة عنهما
______________________
اعتراضـان أساسيان لعلماء المســيحية على الأدلة التي ذكرناها مع الإجابة عليهما :
الاعتراض الأول: يجيب علماء المسيحية عن النصوص الإنجيلية التي استشهدنا بها بأن تلك الصفات و الأعراض البشرية التي تثبتها النصوص للمسيح ـ كصلاته لله أو عدم علمه بالساعة أو دعائه الله و طلبه منه المدد أو نومه و جوعه و عطشه و ألمه و موته... إلخ ـ إنما هي أعراضٌ لناسوته، و يقولون: نحن نقِرُّ و لا ننكر، بل نؤكد الطبيعة البشرية (الناسوتية) الكاملة للسيد المسيح، و نقول أنه إله تأنَّس أي صار بشرا، لذلك لما صار بشرا فلا بد أن تعرض له جميع صفات البشر، هذا في نفس كونه هو بذاته إلها حقا كامل الألوهية، و هذه هي العقيدة التي أقرها مجمع خلقيدونية المسكوني عام 451 م. و التي نصت على أن المسيح أقنوم (أي شخـص) واحد ذو طبيعتين: طبيعة ناسوتية و طبيعة لاهوتية!.
الجواب: أولاً: إن قولكم أن هذه الأعراض البشرية هي بحسب الناسوت و الجسد الذي تدرع به الله الابن، لا يمشي في جميع ما ذكر في الأناجيل عن المسيح من أعراض الضعف الطبيعي البشري، حيث تبين معنا فيما مضى أن بعض هذ الأعراض ليست أعراض جسدية بل من أعراض الروح، فإذا قالوا إنما جاع و عطش و تألم و مات بحسب الجسد الحقيقي الذي تجسد به، فماذا يقولون في نفيه علم الساعة عن نفسه و في جهله بعدم حمل شجرة التين للثمر و في ترقيه التدريجي بالحكمة و في ابتداء بعثته بنزول روح القدس عليه عند معموديته عن يد يوحنا المعمدان؟ هل يقولون أنه كان ناقص العلم بحسب جسده؟! و متى كان الجسد يجهل أو يعلم؟ أم يقولون تدرج بالحكمة بحسب جسده؟؟ فمتى يكون الجسد حكيما؟! أم يقولون أن ابتداء بعثته و رسالته كان بحسب جسده! ومتى كان الجسد هو الذي يبعث بالرسالة؟ أليس الذي يبعث هو الشخص؟ و كذلك خوفه وارتعاده، و حزنه و بكاؤه و اضطرابه في الروح... الخ أليست هذه كلها صفات نفسية معنوية تتنافى مع كون الشخص إلها أو ذا طبيعة إلهية؟!
و ثانيـاً: إن قولكم أن المسيح عليه السلام شخص واحد ذو طبيعتين ناسوتية و لاهوتية أي أنه هو إلـه خالق رازق كامل، و بنفس الوقت هو نفسه و عينه بشر مخلوق محتاج ناقص أيضا، فضلا عن أنه ادعاء لا دليل على شقه الأول أصلا من الإنجيل و تعاليم المسيح عليه السلام ـ كما سنفصله في الفصل القادم إن شاء الله ـ هو قولٌ لا يُفهَمُ معناه و لا يُعْقَل المراد منه و لا مُحَصَّل له، إذ هو بمثابة قولنا عن شخص واحد بعينه أنه قديم و مُحْدَث بنفس الوقت! أو أنه موجود و معدوم بنفس الوقت! أو أنه عالم بكل شيء و غير عالم بكل شيء بنفس الوقت!.. الخ، و أعتقد أن كل عاقل منصف يحترم العقل الذي زيننا الله تعالى به لا يشك في استحالة مثل هذا الفرض و لا يجادل في أن مثل هذا الكلام لا يعدو السفسطة المحضة و المناقضة الصريحة لأبسط بديهيات العقل و مسلمات المنطق و الوجدان[17] .
هذا و من المفيد ذكره هنا أن إقرار هذه العقيدة ـ أعني عقيدة المسيح الأقنوم (الشخص) الواحد في طبيعتين ناسوتية و لاهوتية ـ الذي تم، كما قلنا، في مجمع خلقيدونية عام 451 م.، إنما كان على أثر جدل واسع بين آباء و أساقفة النصارى حول هذه النقطة و كان قرار ذلك المجمع هو السبب في انشقاق الكنائس الشرقية عن كنيسة روما، أعني الكنيسة القبطية التي رفضت قراره و قالت بالمسيح الشخص الواحد ذي الطبيعة الواحدة فقط [الناشئة في الأصل من طبيعيتن] و اتفق مع الأقباط في ذلك اليعاقبةُ في بلاد الشام و الجزيرة (الذين يعرفون بالسريان الأورثوذوكس) و طائفة من الأرمن هم أتباع الكنيسة الغريغورية الأرمنية.
يضاف إلى ذلك، انشقاق النساطرة قبل ذلك أيضا إثر انعقاد المجمع الأفسسي قبل عشرين عاما من المجمع الخلقيدوني، أي سنة 431م.، ذاك الذي كان قد حكم بوجود: " اتحاد جوهري بين الطبيعتين في المسيح و أن الإله و الإنسان في المسيح هما واحد و بأن مريم والدة الإله "، فقد رفض البطريرك الكبير نسطوريوس، بطريرك القسطنطينية، هذه العقيدة لأنه كان يؤكد على التمايز بين أقنوم (شخصية) الإله و أقنوم (شخصية) الإنسان في السيد المسيح و قال ما مؤداه أنهما أقنومان اتحدا في المسيح، حيث أكد أن مريم لم تلد الله و لا يجوز أن يولد الله بل ولدت يسوع الإنسان، و كذلك لم يكن الله هو الذي صُلِب ـ في اعتقاده ـ و تألم و مات، إذ كيف يتألم الله و يموت؟! بل كان هو يسوع الإنسان. و بالتالي فقد ميَّزَ نسطوريوس في الحقيقة بين أقنومين (شخصيتين) في السيد المسيح و ليس فقط بين طبيعتين، و لذلك فمذهبه على الطرف النقيض تماما من مذهب الأقباط و اليعاقبة، و لذلك كل من المذهبين يكفِّـر الآخر و يلعنه و يتبرأ منه، هذا و قد كان مع نسطوريوس في عقيدته هذه كثير من مسيحيي المشرق الذين عرفوا بالنساطرة أو بطائفة الآشوريين أو الكلدان.
و إنما ذكرت ذلك ليتبين أن هذه العقيدة بالمسيح الشخص الواحد ذي الطبيعتين، عقيدةٌ انقسم في شأنها المسيحيون أنفسهم، و رفضها قسم كبير منهم، مما يدل على أنها صياغة و تفسير اجتهادي للإنجيل و ليست من الأمور الواضحة القطعية فيه و إلا لما حصل حولها كل هذا الخلاف.
و الحقيقة أن كثيرا من أساقفة و كهنة الكنيسة العامة لم يخف عليهم مدى غموض و انغلاق هذه العقيدة، و كونها غير معقولة و لا مفهومة إذا ما أراد الإنسان التعمق فيها و فهمها حق الفهم. لذا نجد أن عديدا منهم يجهدون أنفسهم لتوجيه هذه العقيدة المبهمة و تبريرها عقليا بمحاولة ضرب أمثلة مشابهة لها من عالم الواقع و قد نشأ من هذه الأبحاث علم قائم بذاته عرف باسم: Christology أي: علم (طبيعة) المسيح! و الحق أن كل ما ذكروه من أدلة عقلية أو أمثلة لتوجيه تلك العقيدة أو الدفاع عنها لا يخلو من تهافت و ضعف و ثغرات كبيرة و قابلية للنقد و النقض، و لولا خشية الإسهاب و الإطالة لذكرت أمثلتهم مع بيان تهافتها و عدم انطباقها على المسألة[18] .
هذا و لشعور الكثيرين منهم بضعف الأمثلة و البراهين التي يطرحونها، رجَّحوا عدم البرهنة و الاستدلال العقلي على تلك العقيدة و اكتفوا بالقول بأنها سر من أسرار الله هو "سرّ التجسُّد" معترفين بأنه طلسم غيبي لا سبيل للعقل البشري المحدود أن يدركه أو يفهمه، لأنه ـ على حد زعمهم ـ من أسرار الربوبية و صفات الباري تقدس و تعالى التي يعجز البشر عن الإحاطة بكنهها و عجائب أفعالها وقدرتها!، و قالوا: إنها مسألة إيمان، و نحن نؤمن بما قاله آباؤنا العظام القدامى لأنهم معصومون مؤيدون من الله، أو بما نصت عليه النصوص المقدسة الإلهامية، بزعمهم، و لا يضرنا بعد ذلك أن لا يستوعب فهمنا هذا السر أو لا يدركه عقلنا!.
و لكن الحقيقة أن هذا لا يحل المشكلة لأن المسألة ليست مسألة أمر "لا يدركه العقل" بل هي مسألة أمر: " يناقض بديهيات العقل"، و فرق كبير شاسع بين الأمرين، ففي حين يمكن قبول الأول و يوجد عقائد من ذلك النموذج في كل دين، لا يمكن قبول الثاني بحال من الأحوال، لأن القول بالمسيح الشخص الواحد بعينه إلهاً كاملاَ و بشراً حقيقياً، أي له طبيعتين، أو لنقل صفتين: اللاهوتية (أي الإلهية) الكاملة و الناسوتية (أي البشرية) الحقيقية بنفس الوقت، بمثابة قولهم أن زيدا نفسه عالم و جاهل بنفس الوقت، أي له صفتي الجهل و العلم بنفس الوقت! أو قادر و عاجز، و مستغن و محتاج بنفس الوقت! أو بمثابة قولنا أن الشكل الفلاني دائري و مربع بنفس الوقت، أو أن هذا الشيء بعينه موجود و معدوم بنفس الوقت...! و كل هذا مما يحكم صريح العقل ببطلانه و استحالته لأنه جمع بين المتناقضات و نقض لأبسط البديهيات العقلية التي بدون احترامها و الاعتماد عليها لا يقوم برهان على أي شيء في الدنيا.
فشتان شتان بين أمر لا يناقض العقل و لا يتضمن أي استحالة عقلية لكن العقل لا يتمكن من الإحاطة به أو اكتناه حقيقته مثل كنه ذات الله عز و جل أو أزليته أو الأبدية اللانهائية و غير ذلك من مغيبات يؤمن بها كل دين، و بين أمر يتضمن استحالة عقلية و مناقضة لبديهيات العقل و مسلمات المنطق و الوجدان كالقول بشخص و ذات واحدة بعينها لها صفتي الألوهية الكاملة و البشرية الناقصة؟! أي القول بالمسيح الإله ـ الإنسان.
الاعتراض الثاني: أيضا يجيب كثير من أساقفة و علماء اللاهوت المسيحيين عن الجواب السابق بأن الله تعالى لا يستحيل عليه شيء، و ما هو متناقض مستحيل في ذهننا، هو ممكن سهل بالنسبة إليه، و كيف لا و هو الرب الذي هو على كل شيء قدير و الفعّال لما يشاء؟! لذا فلا يعجزه و لا يمتنع عليه أن يتحول بذاته لإنسان حقيقي مخلوق و محتاج تعرض له جميع أعراض الضعف البشري الطبيعية من عدم علم ببعض الأمور و من خوف و احتياج للخالق و جوع و عطش و نوم و تألم و موت... إلخ كل هذا مع احتفاظه التام بألوهيته الكاملة! يقولون: نعم إنه يفعل هذا و أكثر و لا يُسْأَلُ كيف؟ لأنه على كل شيء قدير.
الجواب: إن هذا الكلام أيضا مردود عقلا و نقلا:
أما عقلا فلأن قدرة الله ـ التي هي بلا شك مطلقة و غير محدودة ـ إنما تتعلق بالممكنات العقلية لا بالمستحيلات العقلية، فالقدرة مهما كانت مطلقة و لا حدود لها تبقى في دائرة ممكنات الوجود، و لا تتعلق بالمستحيلات، و ليس هذا بتحديد لها، و لتوضيح هذه النقطة نضرب بعض الأمثلة:
نسأل جميع هؤلاء الأساقفة و اللاهوتيين: هل يستطيع الله تعالى أن يخلق إلـها آخر مثله؟ إن قالوا: نعم. قلنا لهم: هذا المخلوق كيف يكون إلـها و هو مخلوق؟ و كيف يكون مثل الله مع أنه حادث في حين أن الله أزلي قديم؟ في الحقيقة إن عبارة " خلق إله " سفسطة و تناقض عقلي لأن الشيء بمجرد أن يُخلَق فهو ليس بإله، فسؤالنا هذا بمثابة سؤالنا هل يستطيع الله تعالى أن يخلق " إلـها غير إله "؟! و بديهي أن الجواب لا بد أن يكون: إن قدرة الله لا تتعلق بذلك، لأن كون الشيء إلـها و غير إله تناقض عقلي مستحيل الوجود و قدرة الله لا تتعلق بالمستحيلات.
مثال آخر: نسألهم أيضا: هل يستطيع الله تعالى أن يخرِج أحدا حقيقة من تحت سلطانه؟
إن أجابوا بالإيجاب حددوا نفوذ الله تعالى و سلطانه، و إن أجابوا بالنفي، و هو الصحيح، وافقونا بأن قدرة الله المطلقة لا تتعلق بالمستحيلات، لأنه مستحيل عقلا أن يخرج أي مخلوق من سلطان و نفوذ خالقه و موجده.
مثال ثالث: سألني مرة أحد الملحدين فقال: " هل يستطيع ربكم أن يخلق صخرة هائلة تكون من الضخامة بحيث يعجز هو نفسه عن تحريكها "؟ و أضاف متهكِّما: " إن قلت لي نعم يستطيع، فقد أثبت لربك العجز عن تحريك صخرة و هذا دليل على أنه ليس بإله، و إن قلت لي: كلا، لا يستطيع، اعترفت بأنه لا يقدر على كل شيء، و بالتالي فهو ليس بإله "!.
فأجبت هذا الملحد بكل بساطة: نعم، لا يدخل ضمن قدرة الله أن يخلق صخرة يعجز عن تحريكها، لأن كل ما يخلقه الله يقدر على تحريكه، و لكن عدم إمكان تعلق قدرة الله تعالى بخلق مثل هذه الصخرة المفترضة ليس دليلا على عجزه بل ـ على العكس تماما ـ هو دليل على كمال قدرته! لأن سؤالك هذا بمثابة من يسأل: هل يستطيع الله تعالى أن يكون عاجزا عن شيء ممكن عقلا؟ و بديهي أن الإجابة بالنفي لا تفيد تحديد قدرة الله بل تفيد تأكيد كمال قدرته تعالى و تمامها، لأن عدم العجز، عين القدرة و ليس عجزا. تماما كما أنه لو قلنا إن الله لا يمكن أن يجهل أو ينسى شيئا، لا يكون في قولنا هذا إثباتٌ لعجز فيه تعالى أو نقص، بل يكون تأكيداً على كماله تعالى و كلية قدرته و علمه.
إذا فهمت هذه القاعدة جيدا، نعود إلى مسألتنا فنقول: إن رب العالمين و بارئ الأكوان أجمعين غني مطلق و قادر على كل شيء، و حي أزلي أبدي قيوم بل هو منبع كل حياة و مصدر كل وجود، و كل ما عداه قائم به سبحانه و موجود بوجوده، فهو جل شأنه عالم بكل شيء لأنه موجد كل شيء و مشيٍّئُ كل شيء، و كل الأشياء لا تتمتع بالوجود إلا بما أنها قائمة بالله تعالى، فكيف يعزب عنه علم شيء؟
و كل هذه الصفات، صفات لازمة لذات واجب الوجود، فهي ليست صفات عرضية و لا مكتسبة حتى يجوز عليها التبدل أو الزوال، لكنها صفات الله الذاتية التي لا يمكن أن تتبدل و لا تزول، فلا يمكن أبدا لعلم الله المطلق أن يتحول إلى جهل و لا أن تتبدل قدرته الكلية إلى احتياج أو عجز، و لا أن تزول عنه صفة الغنى فيصير محتاجا و لا أن تزول عنه صفة الحياة فيطرأ عليه الموت! إذ أن تبدل الصفة الذاتية وزوالها من المستحيلات العقلية لذلك فقدرة الله لا تتعلق به، يعني أن الله تعالى لا يقدر ـ إن صح التعبير ـ أن يصير فعلا هو نفسه و بنحو حقيقي بشرا ضعيفا ناقص القدرة أو غير كامل العلم أو عرضة للألم و للموت! و بعبارة صريحة لا يمكن أن يصير هو بذاته المسيح الإنسان نفسه.
اللهم إلا إذا قيل أن كل تلك الأعراض البشرية المذكورة عن المسيح في الأناجيل كانت مجرد تظاهر و تمثيل لا حقيقة له في الواقع، لكن مثل هذا الافتراض أمر ترفضه تماما كل الكنائس و المذاهب المسيحية لأن فيه مخالفة صريحة لظواهر الأناجيل أولا، و لأنه يصير هدما لأساس الديانة التي أقاموها على مبدأ فداء الله تعالى للبشر بتقديم ابنه، الإله الذي صار إنسانا، للعذاب و الآلام و الموت الحقيقي الواقعي كفارة لخطايا البشر و تخليصا لهم، إذ لو كانت بشرية المسيح و ما صاحبها من آلام و عذاب و موت ـ حسب اعتقادهم ـ مجرد تمثيل لأنهدمت عقيدة الفداء و الكفارة التي أقامت الكنيسة صرح النصرانية كلها عليه.
و خلاصة الكلام أن الإنجيل أثبت للمسيح أعراض الضعف و النقص البشرية، و الله تعالى لا يمكن و لا يتعلق بقدرته أن يتصف حقيقةً بهذه الأعراض، فالنتيجة أن الله تعالى لا يمكن أن يكون المسيح.
هذا عقلا وأما نقلا فقد أيدت أيضا نصوص الكتاب المقدس ما تحكم به بديهة العقل من أن صفات الله تعالى الذاتية لا تتبدل و لا تتغير و لا تزول، فقد جاء في العهد القديم في سفر النبي ملاخي (الإصحاح الثالث / آية 6) ما نصه: "لأني أنا الرب لا أتغير فأنتم يا بني يعقوب لم تفنوا ".
و كذلك جاء في العهد الجديد في رسالة القديس يعقوب (الإصحاح الأول / 16 ـ 17) ما نصه: " لا تضلوا يا إخوتي الأحباء، فكل عطية صالحة و كل هبة كاملة تنزل من فوق، من عند أبي الأنوار، و هو الذي لا يتغير و لا يدور فيرمي ظلاً "[19] .
فهذه النصوص تؤكد أن الله تعالى لا يتغير و صفاته لا تتبدل، فسبحان الله تعالى عما يصفون.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] يقصد بالعهد الجديد: الأناجيل الأربعة، و ما ألحق بها من رسائل لبعض تلامذة المسيح أو تلامذتهم منها أربع عشرة رسالة لبولس اعتبرت إلهامية مقدسة، و أما العهد القديم فهو الاسم الذي أطلقوه على أسفار التوراة و ما ألحق بها من كتب سماوية تالية كالمزامير (أي الزبور) وحكمة سليمان و أسفار نبوية أو تاريخية أخرى اعتبرها اليهود إلهامية مقدسة عددها جميعا 46 سفراً. و النصارى يؤمنون بكلا العهدين علىأنهما وحي من الله و يجعلونهما في كتاب واحد يسمونه " الكتاب المقدس " في حين يؤمن اليهود بالعهد القديم فقط.
[2] الناموس: الشريعة الإلـهية التي أنزلها الله تعالى على موسى عليه السلام.
[3] متى: 22 / 40. و لوقا: 10 / 25 ـ 28.
[4] و جاء مثله تماما في إنجيل لوقا: 4 / 5 ـ 8.
[5] و مثله أيضا في إنجيل مرقس: 10 / 18، و إنجيل لوقا: 18 / 18 ـ 19.
[6] هذا الشاهد و الذي قبله فقط منقولان عن الترجمة العربية الجديدة للكتاب المقدس للآباء اليسوعيين (بيروت 1989)، أما الشواهد السابقة فمنقولة كلها من الترجمة التقليدية البروتستانتية القديمة للكتاب المقدس.
[7] السجود أقصى مظاهر التذلل و العبادة لله عز و جل، مما يؤكد عبودية المسيح الخالصة لله تعالى، كما أن هذا يؤكد أيضا أن السجود لله في الصلاة ليس عبادة مختصة بالإسلام بل عبادة واردة في الأديان السابقة أيضا.
[8] متى: 26 / 39 ـ 44. و مثله أيضا في: مرقس: 14 / 32 ـ 42. و لوقا: 22 / 39 ـ 46.
[9] هكذا في النسخة العربية لإنجيل متى (طبعة البروتستانت) و لكن في النسخة المترجمة للغة الإنجليزية و اللغة الفرنسية توجد هنا إضافة لفظ: "و لا الإبن " أي أيضا مثلما ذكر في إنجيل مرقس. و فيما يلي نص العبارة كما جاءت في إنجيل متى من الـ Bible باللغة الفرنسية:
" Pour ce qui est de jour , et de l`heure , personne ne les connait , ni les Anges des cieux , ni Le Fis , mais Le Pere seul “ Matthieu: 24 / 36. (La Sainte Bible: Nouvelle version segond revisee , Paris, 1978).
[10] انظر مرقس : 6 / 1 ـ 6 ، و لوقا : 4 / 16 ـ 24 ، يوحنا : 4 / 44.
[11] هكذا في ترجمة البروتستانت القديمة للكتاب المقدس ، لكن في الترجمة العربية الجديدة التي أخرجتها الرهبانية اليسوعية ( بيروت 1989 م.) جاءت هنا لفظة " عبدي " مكان فتاي ، و المعنى واحد كما سيأتي .
[12] سفر أعمال الرسل هو أول الرسائل القانونية المقدسة التي أضيفت للأناجيل الأربعة و هو من تأليف القديس لوقا نفسه و يحكي تاريخ بداية إنتشار الإيمان المسيحي و أعمال و جهود الحواريين ( الرسل ) في هذا المضمار.
[13] سفر أعمال الرسل هو أول الرسائل القانونية المقدسة التي أضيفت للأناجيل الأربعة و هو من تأليف القديس لوقا نفسه و يحكي تاريخ بداية إنتشار الإيمان المسيحي و أعمال و جهود الحواريين ( الرسل ) في هذا المضمار.
[14] أعمال الرسل: 8 / 32 ـ 35.( و الترجمة منقولة عن ترجمة الرهبانية اليسوعية للعهد الجديد، بيروت 1989)
[15] حتى أن المسيح جعله رئيس الحواريين و جعله وصيه و القائم بأمر الكنيسة من بعده ،كما جاء في إنجيل متى : 16 / 18 ـ 19 . و إنجيل يوحنا : 21 / 15 ـ 19 .
[16] ملاحظة : نحن نحتجّ على النصارى بما في كتبهم التي يؤمنون بأنها وحي الله ، دون أن يعني هذا أننا نتفق معهم بالضرورة بصحة و إلهامية كل ما جاء فيها ، إذ من البديهي أننا كمسلمين نؤمن بما كشفه الله تعالى العليم الخبير لنا حول حقيقة ما حصل في النهاية للمسيح عليه السلام و هي أنهم " و ما قتلوه و ما صلبوه و لكن شبه لهم و إن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه مالهم به من علم إلا اتباع الظن و ما قتلوه يقينا. بل رفعه الله إليه و كان الله عزيزا حكيما " النساء / 157 ـ 158 و صدق الله العظيم.
[17] من قوانين الفكر البديهية أن: 1- الشيء هو هو فإن (أ) هي (أ).
2- الشيء لا يمكن أن يكون هو و ليس هو في آن واحد، فإن (أ) لا يمكن أن تكون (أ) و لا (أ) في نفس الوقت.
3- الشيء لا يمكن أن يكون هو نفسه و آخر معه بنفس الوقت، فإن (أ) لا يمكن أن تكون (أ ب) في آن واحد. و هذه كلها من بديهيات العقل المسلمة، و التنكر لها ينسف جميع المعارف البشرية.
[18] من أراد التوسع في ذلك فليرجع لكتاب "إظهار الحق " لرحمة الله بن خليل الرحمن الهندي، بحث: " في إبطال التثليث " أو لكتاب "ما هي النصرانية "؟ تأليف الشيخ محمد تقي عثماني (الباكستاني)، طبع و نشر رابطة العالم الإسلامي، بحث التوحيد في التثليث: من ص 37 إلى ص 72 منه.
[19] من الترجمة العربية الجديدة للعهد الجديد، نشر جمعيات الكتاب المقدس المتحدة،بيروت 1988.
النّصرانيّة وإلغاء العقل
منذ سنوات طويلة وأنا عاكف على قراءة بعض كتب النّصارى، وما يتعلّق بالدّيانة النّصرانيّة من أناجيل وما كُتب عنها، مدحًا أو قدحًا، وخلال تلك الفترة اتّصلت بعشرات القساوسة ورجال الدّين والأشخاص العاديّين من الذين يدينون بهذا الدّين، فخرجت من تلك التّجربة بعدّة إشكاليات وتساؤلات محيّرة ومربكة، بحثت لها عن أجوبة في الكتب فلم أعثر لها على جواب فتوجّهت إلى الكنائس لعلّي أجد ما يشفي غليلي، ويزيل عن عقلي تلك الغشاوات الكثيفة من التّساؤلات المحيّرة، حول كلّ آية أو إصحاح أو سفر من أسفار الكتاب المقدّس، لكنّني ككلّ مرّة كنت أعود بخفي حنين، فلم يزدني رجال الدّين وأجوبتهم إلاّ حيرة وغشاوة على غشاوة، ومن الطّريف أنّ تلك الأجوبة التي تلقّيتها من بعضهم كانت تعقد المسائل أكثر فأكثر، فأضحت بذلك قواعد لتساؤلات أكثر وأشدّ خطورة وحيرة، لأنّها كانت أجوبة دفاعيّة متعصّبة، لا تستند إلى الحقّ بقدر ما هي محاولات فاشلة وهزيلة للدّفاع العشوائيّ المتخبّط.
في تلك الفترة دخل عقلي معركة محتدمة مع نفسه فكلّما بدأ يستخدم آليّات الفهم في تفكيك ألغاز الكتاب المقدّس وأسراره تعطّلت تلك الآليّات عند أوّل وهلة، وأصابها الشّلل في بداية الطّريق، إذ لا يمكن لأيّ عقل مهما أُوتي من علم وذكاء إدراك كنه وجوهر النّصوص "المقدّسة" التي يتعاطاها.
لم يكن عقلي قادرًا على السّباحة في بحر الألغاز والأسرار الكنسيّة المقدّسة، فقد كانت أمواج التثّليث والكفارة والخطيئة وألوهيّة المسيح وبنوّته وصلب الله وغيرها تقذف بعقلي مدًّا وجزرًا هنا وهناك دون الوصول إلى الشّاطئ.
كنت كلّما عثرت على رجل دين نصرانيّ (من جميع الطّوائف والرّتب العالية من الأكليريوس) أطلب منه تفسيرًا أو إيضاحًا أو بيانًا لما لا أفهمه أو أدركه امتنع عن مخاطبة عقلي وهرع إلى إثارة عاطفتي، كان كلّ واحد منهم يقول ويكرّر حين يواجه بسؤال عن تلك العقائد: »لكن الله مات من أجلك، الله نزل بنفسه ليصلب عن خطاياك، الله محبّة، الله بذل ابنه الوحيد لتعيش أنت، الله سفك دم ابنه لتدخل الملكوت...« وغير ذلك من الكلام العاطفي الذي يلفظه العقل ( ).
وثمّة وصفة سحريّة تقدّمها الكنيسة لكلّ من يريد الالتحاق بالنّصرانيّة أو التمسّك بأهدابها أو البقاء عليها، وتتضمّن تلك الوصفة خطوات بسيطة لا تكلّف المريد أكثر من تنفيذها بحرفيّة ليدخل ملكوت الله وينال الخلاص وتتلخّص في البنود التّالية:
ألغ عقلك وانس أنّك تملك أداة للفهم والإدراك.
آمن بكلّ ما يأمرك به القسّ في الكنيسة.
لا تناقش، لا تجادل، لا تعترض، لا تبحث.
لا تسأل غير القسّ ولا تأخذ الجواب من سواه.
كلّ ما لا تفهمه أو تدركه أو يستسيغه عقلك فهو سرّ إلهيّ
ولغز كنسيّ مقدّس.
وإذا ما طبّقت هذه البنود الخمسة، فقد انضممت إلى سلك النصارى، وأصبحت في شركة المسيح، وخروفًا من خرفانه التي ترعاها الكنيسة وتسوقها إلى الحياة الأبديّة، وكلّ من يخلّ بأحد هذه البنود فهو زنديق، مهرطق، ملعون، ابن الشّيطان، تحت سلطة الخطيّة، لن ينال الكفّارة من الذّبيحة الإلهيّة التي سفكت على الصّليب من أجله !
بل أكثر من ذلك فإنّ الذي يخلص لتلك "الوصايا الخمس" سوف ينال الجهالة التي تقوده إلى القداسة، ألم يكن القدّيس أوغسطين يقول »إنّ الجهلاء هم الذين يحظون بملكوت السّماء « !
يقول محمّد قطب في كتابه ( مذاهب فكريّة معاصرة ) منتقدًا هذا الأسلوب الذي تمارسه الكنيسة: »إنّ ادّعاء الكنيسة أنّ العقل لا ينبغي له أن يسأل وأن يناقش في أمر العقيدة، وإنّما عليه أن يسلم تسليمًا أعمى، ويترك الأمر للوجدان، هو ادّعاء ليس من طبيعة الدّين كما أنزله الله، إنّما كان هذا من مستلزمات الأديان الوثنيّة التي تحوي أوهامًا لا يمكن أن يستسيغها العقل لو فكّر فيها، فتُسكت صوت العقل وتمنعه من التّفكير بالسّحر تارة وبالتّهديد بغضب الآلهة المدعاة تارات !
وإذا كان هذا الأمر، وهو إسكات صوت العقل ومنعه من التّفكير، غير مستساغ حتّى في بداوة الإنسان أو ضلالة البشريّة، فهو من باب أولى غير مستساغ في دين تزعم الكنيسة أنّه الدّين المنزّل من عند الله، وأنّه يمثّل مرحلة راشدة في تاريخ البشريّة، ولو كانت هذه الأسرار من الدّين حقًّا، ومن أمور العقيدة التي يلزم الإيمان بها، ما منع الله النّاس أن يناقشوها بعقولهم ليتبيّنوا ما فيها من الحقّ ويؤمنوا به !فإنّ الله لا يقول للنّاس – في وحيه المنزّل – آمنوا بي دون أن تفكّروا وتعقلوا، ولا يقول لهم: إنّي سأضع لكم الألغاز التي لا تستسيغها عقولكم ثمّ أطالبكم أن تخرّوا عليها صمًّا وعميانًا لا تتفكّروا وإلاّ طردتكم من رحمتي «.
ولا يتحرّج النّصارى وقساوستهم أبدًا من عدم فهم هذه الأفكار والعقائد فهم يعتقدون ببساطة – فرارًا من تفسيرها– أنّها أسرار إلهيّة مقدّسة !!
نعم، يجب على كلّ نصرانيّ أن يؤمن بكلّ شيء تقرّره الكنيسة، وإذا لم يفهم شيئًا وطلب توضيحًا أو بيانًا قيل له: ألغ عقلك فهذا سرّ من الأسرار الإلهيّة التي لا يليق ولا يجوز السّؤال عنها أو البحث فيها !
ولمّا كانت كلّ تلك العقائد مناقضة للمنطق ومصادمة له، كانت كلّ تلك العقائد والأفكار أسرارا مقدّسة، فهناك قائمة طويلة منها سرّ المعموديّة، سرّ التّثبيت، سرّ القربان المقدّس، سرّ التّوبة والاعتراف للكاهن، سرّ المسحة، سرّ الزّواج، سرّ الكهنوت، سرّ حقائق الإيمان، سرّ الصلب، سرّ التّثليث، سرّ العشاء الربّاني، سرّ القيامة، سرّ الكفارة، سرّ الخطيئة، سرّ اللاّهوت، سرّ الناسوت، سرّ التجسّد، والحبل على الجرار !
وإذا كانت كلّ هذه أسرارًا - وغيرها كثير - فليت شعري ماذا بقي للنصراني ليعرفه ويطّلع على حقيقته وهو ليس بسرّ، وهكذا فكلّ سؤال لا يجد له رجال الكنيسة جوابًا يُحال إلى قائمة الأسرار السماويّة، ويعترف القساوسة بعجزهم عن فهم هذه الأسرار وحلّ إشكالاتها، ويدعون المتديّن السّاذج إلى التّسليم بتلك المستحيلات العقليّة والإيمان بها، دون اعتراض وإلاّ ناله العقاب والطرد من ملكوت الله تماشيًا مع قاعدة الصّوفيّة: » من اعترض انطرد « .
يقول زكيّ شنودة صاحب كتاب (تاريخ الأقباط) عن هذه الأسرار: »وهذه حقيقة تفوق الإدراك البشريّ « .
ويقول القسّ توفيق جِيد في كتابه (سرّ الأزل) عن سرّ الثّالوث: »إنّ الثّالوث سرّ يصعب فهمه وإدراكه، وإن من يحاول إدراك سرّ الثّالوث تمام الإدراك كمن يحاول وضع مياه المحيط كلّها في كفّه« .
ولئن كان ما قاله القسّ توفيق خاصًّا بسرّ الثّالوث لكنّه ينطبق على الأسرار الأخرى كافّة، إلاّ أنّ سرّ الثّالوث هو أكثر الأسرار غرابة وإثارة للعجب، يقول بازيليوس إسحاق في كتابه (الحقّ):» إنّ هذا التّعليم عن التّثليث فوق إدراكنا ولكن عدم إدراكه لا يبطله«، فيا له من فهم غريب!
ولم يتوقّف الأمر – كما قلنا سابقًا – عند اعتبار الأمر سرًّا، بل تجاوزه إلى حجر العقول عن التّفكير فيها ومحاولة تبسيطها، وإلاّ فكيف نفهم قول القسّ توفيق حين يقول في كتابه (سرّ الأزل):» إنّ تسمية الثّالوث باسم الأب والابن وروح القدس تعتبر أعماقًا إلهيّة وأسرارًا سماويّة لا يجوز لنا أن نتفلسف في تفكيكها وتحليلها ونلصق بها أفكارًا من عنديّاتنا«، وهـذا ما يدعى في الأدب المعاصر: بـ" الإرهاب الفكريّ "، ثمّ إنّ الذين ضربوا بكلام هذا القسّ عرض الحائط، وحاولوا التفلسف في فهم تلك العقائد أخفقوا ولم تغنهم فلسفتهم شيئًا.
ويقرّر ذلك الأستاذ النّصرانيّ عوض سمعان في كتابه (الله ذاته ونوع وحدانيّته): » إنّنا لا ننكر أنّ التّثليث فوق العقل والإدراك، ولقد حاول كثيرون من رجال الفلسفة توضيح إعلانات الكتاب المقدّس عن ذات الله، أو بالأحرى عن ثالوثه ووحدانيّته فلم يستطيعوا إلى ذلك سبيلاً « ، ويعلّق الأستاذ محمّد مجدي مرجان – وهو رجل دين نصرانيّ أسلم – وقد نقل بعض هذه الاعترافات في كتابه البديع (الله واحد أم ثالوث) فيقول: » تُرى إذا كان الفلاسفة والعلماء قد عجزوا عن فهم الثّالوث، فمن يا ترى يستطيع فهمه؟ وما موقف البسطاء والعامّة إذا ما حاولوا الفهم، وإذا لم نستطع إدراك عقائدنا الدّينيّة بعقولنا وأفهامنا فبماذا يمكن إدراكها؟ وإذا كنّا نحن وهم لا ندرك هذا الثّالوث فكيف يمكن لكلٍّ منّا أن يتّبعه أو يسير عليه !؟ «( ).
ويقول أحد القسس لرعاياه عندما يكثرون من الأسئلة حول ما لا يستطيع الإجابة عنه، وذلك في إذاعة مونت كارلو: » علينا ألاّ نناقش، ولكن علينا أن نؤمن فقط بكلّ ما في الكتاب المقدّس وإلاّ فإيماننا باطل«.
أمّا القدّيس سانت أغسطين، أكبر منظّر عرفته النّصرانيّة، فقد كان يعلن قائلاً بصراحة متناهيّة عندما يريد قطع مناقشة المشكّكين في النّصرانيّة: » أنا مؤمن لأنّ ذلك لا يتّفق مع العقل !«.
وفي مناظرة بين باحثة يابانيّة ورجل دين من الكنيسة الإنجليزيّة يُدعى الأب جيمس، سألت الباحثة القسّ أن يفسّر لها بعض العقائد التي لم تتمكّن من الإحاطة بها، أو حتّى فهم ظاهرها، فردّ الأب جيمس:» إنّ هذا سرّ لاهوتي فوق عقول البشر، وليس من الممكن تفسيره حسب تفسير وتصوّر هؤلاء البشر! «
فردّت الباحثة اليابانيّة: » كيف تدعون النّاس إلى عقيدة لا يفهمها هؤلاء البشر؟ وما مهمّة الرّسل والأنبياء.. إن لم يبيّنوا ما أمروا بتبليغه من قبل الخالق إلى هؤلاء البشر؟
.. لقد كنت بوذيّة من قبل .. غير أنّ السّلبيّة، التي تتّسم بها هذه العقيدة جعلتني أبحث عن غيرها بين الدّيانات والملل، وقد اخترت في دراستي التخصّص في مقارنة الأديان، وقد جئت إلى بريطانيا من أجل هذا الهدف، ويبدو أنّني لن أصل إلى غايتي وسط هذه الظّلمات المتراكم بعضها فوق بعض، فإذا حاولت التعرّف على الحقيقة وقف "الأكليريوس" أو "الكهنوت" في وجهي بقوانين الحظر والادّعاء بأنّ هذه القضايا أسرار لاهوتيّة فوق العقل،. أنا لن أسألك عن هذه الأسرار التي أرفضها كلّها...! ذلك لأنّ الدّين .. أي دين يجب أن يكون واضحًا، وألاّ ينطوي على أسرار وخفايا، وإلاّ فلماذا جاء الدّين أصلاً إن لم يكن واضحًا في عقول كلّ الرّعايا !؟ «
وبعد احتدام المناظرة قال الدّكتور عبد الودود شلبي( ) ، وهو أحد المشاركين في ذلك النّقـاش، موجّهًا تعليقًا لاذعًا للقسّ جيمــس: » لو أتينا بكلّ علماء الرّياضيات وبُعث " آينشتاين " مرّة ثانية إلى الحياة، وعقدنا له امتحانًا في حلّ هذه الطّلاسم والألغاز لما حصل هذا العلاّمة إلاّ على صفر في هذا الامتحان، ولكن لحسن الحظّ أنّ "آينشتاين" لم يكن مسيحيًّا وإلاّ ما سمع أحد بنظريّته النّسبيّة التي تفوّق بها على علماء الرّياضيّات«.
وهنا قال الأب جيمس: » إنّ مفهوم البساطة ليس له مجال في فهم العقيدة المسيحيّة، كما لا يجب أن توزن به هذه العقيدة، لأنّ العقيدة المسيحيّة تعلو على فهم العقل« !!.
فردّ عبد الودود شلبي بقوله: » إذا كانت المسيحيّة ليست بهذه البساطة فمعنى هذا أنّها دين خاصّ للفلاسفة، وبالتّالي فلا شأن لهذا الدّين بالبسطاء من النّاس وهم الأغلبيّة السّاحقة، وإذا كان كما تقول بأنّها عقيدة تعلو على فهم العقل، فذلك يعني أيضًا إخراج كلّ عاقل ومفكّر عن دائرة الإيمان الذي لا يقبله العقل ولا الفكر، فإذا كان البسطاء وعامّة النّاس، وإذا كان العقلاء والمفكّرون لا يفهمون هذه العقيدة فإنّي استحلفك بالله ربّي وربّك لم جاءت هذه العقيدة إذن، ولمن جاءت !؟«.
جاء في المانيفستو " البيان " الكاثوليكي لاتّباع الكنيسة: إنّنا لا نستطيع فهم هذه العقيدة لأنّها سرّ غيبيّ، وفي الآخرة سيكون هناك فهم أكثر لهذه الأسرار، ولكن لن يكون فهمًا تامًّا وأبديًّا !
ولذلك فلا يطمع أحد أن يطّلع على تلك الأسرار، لأنّ عقله قاصر في الدّنيا وسيبقى كذلك في الآخرة، وهكذا يكون البشر قد خُلقوا وهم جاهلون بربّهم ودينهم وسيموتون على ذلك الجهل، وسيولدون لحياة أخرويّة لا تختلف كثيرًا عن حياتهم الأولى، إذ سيكون الجهل بالعقيدة سمة رئيسة للعباد في ملكوت الله !! أليس من حقّنا أن نتساءل هل بلغ بالله – جلّ شأنه – الضّعف العلميّ والمعرفيّ حتّى إنّه عجز عن التّعريف بنفسه ومخاطبة النّاس على قدر عقولهم وأفهامهم ومداركهم !؟ وإذا كان الله على كلّ شيء قدير، ألم يكن من الواجب عليه تزويدنا بعقول أكثر نضجًا وقدرة على استقبال رسالاته السّماويّة دون كلّ هذا العناء في فهم آية واحدة فضلاً عن الكتاب المقدّس كلّه !؟
وإذا كانت كلّ هذه الأسرار صعبة الإدراك فلماذا يخاطبنا الله بها؟ وإذا كانت سرًّا فما الحكمة من تكليفنا بالعمل بالأسرار والألغاز، كأنّنا دمى صغيرة يتسلّى الله بنا عندما يشاهدنا نكابد من أجل حلّها والتّفكير فيها !، وإذا كانت تلك الأسرار فوق عقولنا فالتّبليغ بها ضرب من العبث وتضييع للوقت والجهد، لأنّ الألغاز والأسرار التي لا حلّ لها لا تعود على البشر بفائدة عمليّة وظيفيّة، دينيّة كانت أو دنيويّة، أم إنّ الله يحبّ أن يرانا منشغلين بها، يتلذّذ ونحن نتألّم في البحث فيها، و يستمتع حين نتعذّب نفسيًّا وعقليًّا في محاولاتنا المتكرّرة والمريرة عبر القرون الطّويلة للوصول إلى الحقيقة السّهلة والبسيطة والواضحة، أليس هذا نوعًا من "السادية " التي يوصف بها الله - شئنا أم أبينا – تعالى الله عن ذلك( ).
وإنّ إلهًا مثل هذا الإله الذي تؤمن به النّصارى هو إله لا يستحقّ العبادة ولا التّقديس، طالما لم يتمكّن من إثبات ألوهيّته وقدسيّته بتوضيح ما يريده في كتابه المنزّل: " الكتاب المقدّس "، وهنا أذكر أنّي منذ بدأت البحث في مقارنة الأديان وبالتّحديد دراسة إيمان النّصارى واعتقادهم وأنا أشفق، لا على النّصارى الذين يعانون الأمرّين في فهم اعتقادهم، وإنّما على هذا الإله الذي عجز عن التّعريف بنفسه، فقد أعوزته البلاغة في التّعبير عن ذاته، إنّني أشفق على هذا الإله الذي لم يجد الكلمات السّهلة والتّعبيرات الواضحة للإفصاح عن ماهيته وطبيعته.
والذي أراه أنّ عدم القدرة على الإفصاح عن تلك الطّبيعة وبيان تلك العقائد كان سببها بولس الذي تولّى صناعتها و ترويجها، وقد كان النّاس في زمانه يجدون استحالة في فهمها، مثل ما نجد نحن، فخاطبهم في رسالة كورنثوس زاعمًا بقوله (كلامي وتبشيري لا يعتمدان على أساليب الحكمة البشريّة في الإقناع، بل على ما يظهره روح الله وقوّته، حتّى يستند إيمانكم إلى قدرة الله، لا حكمة البشر)( ).
لقد جمعت عقيدة النّصارى من المتناقضات و المستحيلات العقليّة ما جعل الأمم تسخر من تلك العقائد وتنتقدها، وعلى الرّغم من انحرافات مثيلة في بعض الأديان الوثنيّة، كالبوذيّة والبراهميّة والمتراسية واليهودية .. إلاّ أنّ عقيدة النّصارى فاقتها بكثير، وفي هذا يقول شيخ الإسلام بن تيميّة – رحمه الله – في كتابه (الجواب الصّحيح لمن بدّل دين المسيح ): » قالت طائفة من العقلاء في وصف عقيدة النّصارى: إنّ عامّة مقالات النّاس في عقائدهم يمكن تصوّرها إلاّ مقالة النّصارى، وذلك أنّ الذين وضعوها لم يتصوّروا ما قالوا، بل تكلّموا بجهل وجمعوا في كلامهم بين النّقيضين، ولهذا قال بعضهم لو اجتمع عشرة نصارى لتفرّقوا عن أحد عشر قولاً وقال آخر: لو سألت بعض النّصارى وامرأته وابنه وخادمه عن توحيدهم لقال الرّجل قولاً، وامرأته قولاً آخر وابنه قولاً ثالثًا وخادمه قولاً مخالفًا لسابقيه«.
أمّا ابن القيّم – رحمه الله – فيذكر في كتابه ( إغاثة اللّهفان ) عن ملك من ملوك الهند أنّه قال عندما ذُكرت له الأديان الثّلاثة المشهورة "اليهوديّة والنّصرانيّة والإسلام" :» أمّا النّصارى فإن كان محاربوهم من أهل الملل يحاربونهم بحكم شرعيّ، فإنّي أرى ذلك بحكم عقليّ، وإن كنّا لا نرى بحكم عقولنا قتالاً ولكن أستثني هؤلاء القـوم – النّصارى – من بين جميع العوالم، لأنّهم قصدوا، بعقيدتهم و إيمانهم مضادة العقل وناصبوه العداوة وحلّوا ببيت الاستحالات، وحادوا عن المسلك الذي انتهجه غيرهم من أهل الشّرائع، فشذّوا عن جميع مناهج العالم الصّالحة العقليّة والشّرعيّة، واعتقدوا كلّ مستحيل ممكنًا، وبنوا على ذلك شريعة لا تؤدّي البتّة إلى صلاح نوع من أنواع العالم، إلاّ أنّها تُصَيِّر العاقل إذا تشرّع بها أخرق والرّشيد سفيهًا والمحسن مسيئًا«.
ربّ قائل: إنّ أكثر الأمم تقدّمًا وازدهارًا اليوم هي تلك التي تعتنق النّصرانيّة، أي أوروبا الغربيّة وأمريكا الشّماليّة .. وهذه مغالطة صريحة والشّواهد على ذلك متوافرة؛ فالتّاريخ يحدّثنا أنّ النصارى لم يعرفوا طريق الحضارة والتقدّم إلاّ عندما تخلّوا عن نصرانيّتهم المحرّفة ونبذوا أحكام الكنيسة وراء ظهورهم، فلقد عاش الغرب في ظلمات حالكة إبّان سيطرة البابوات على مصائرهم في القرون الوسطى، حتى قامت حركات النهضة والتنوير والثورة ضدّ مؤسّسات الكنيسة والإنجيل، فقام الغرب من رقدته ونهض من سُباته العميق فاستحالت إلى ما هي عليه اليوم – على الرّغم من السّلبيّات والعورات الكثيرة التي يعاني منها الغرب الآن – ذلك أنّ طغيان الكنيسة وتعاليمها دفعه إلى طغيان الإلحاد واللاّدينيّة، وتطرّف رجال الدّين قاد الغرب إلى التطرّف ضدّ الله وضدّ فطرة التديّن.
إنّ نصارى الغرب اليوم لا يعرفون من النّصرانيّة إلاّ خرافاتها وألغازها وبعض طقوسها، ولا يتعدّى من يذهبون إلى الكنيسة يوم الأحد إلاّ القليل لأسباب كثيرة، ليست بالضّرورة دينيّة، أمّا خارج جدران الكنيسة فمفاهيم الدّين النّصرانيّ ملغاة ولا يكاد يوجد لها ذكر، وهذا يعود بنا إلى موضوعنا؛ إذ إنّ الغرب بعد ظهور عصر العقلانيّة والتّنوير لم يعد يصدّق بخرافات الكنيسة وعقائدها الباطلة المضادة للعقل، وزاد نفور الغرب من الدّين تصرّف رجال الكنيسة المشين، وقد سجّل لنا التّاريخ الأحداث المرعبة للعصور المظلمة في أوروبا Dark Ages وكيف سامت الكنيسة العلماء أشدّ العذاب، فحرقت المفكّرين والمخترعين والمبدعين بحجّة الخروج عن الدّين، وحرّمت قراءة أو اقتناء كتب العلم، لأنّها زندقة وهرطقة.
تقول زيغريد هونكه في كتابها (شمس العرب تسطع على الغرب): » … والضّلال عند الكنيسة هو البحث عن الحقيقة في غير الكتاب المقدّس«، وكانت الكنيسة ترى أنّ الكتب المقدّسة تحتوي على كلّ أنواع العلوم، وأنّها المصدر الوحيد للمعرفة، وأنّ أيّ قول أو نتيجة تأتي خلافًا لما جاءت به تلك النّصوص المقدّسة يعتبر كفرًا وإلحادًا، وفي هذا يقول القدّيس ترتوليان: » إنّ أساس كلّ علم هو الكتاب المقدّس وتقاليد الكنيسة، وإنّ الله لم يقصر تعليمنا بالوحي على الهداية إلى الدّين فقط، بل علمنا بالوحي كلّ ما أراد أن نعلمه من الكون؛ فالكتاب المقدّس يحتوي من العرفان على المقدار الذي قدّر للبشر أن ينالوه فجميع ما جاء في الكتب السّماويّة من وصف السّماء والأرض وما فيهما، وتاريخ الأمم ممّا يجب التّسليم به مهما عارض العقل، أو خالف الحسّ، فعلى النّاس أن يؤمنوا به أوّلاً ثمّ يجتهدوا ثانيًا في حمل أنفسهم على فهمه أي على التّسليم به «.
ولمّا بلغ الاضطهاد الذي مارسته الكنيسة ضدّ العقل والعلم ذروته بدأت بوادر التذمّر والاحتجاج تظهر هنا وهناك؛ فظهرت حركة الإصلاح البروتستانتيّة، التي قامت ضدّ الكنيسة الكاثوليكيّة، لكنّها اقتصرت على نقد تصرّفات البابا وبعض التّفسيرات الخاطئة للكتب المقدّسة، ولم يختلف البروتستانت عن غيرهم في محاربتهم للعقل والعلم وتعصّبهم للعقائد الموروثة غير المعقولة، بل يذكر المؤرّخون أنّ البروتستانت عادوا العقل والعلم أكثر من الكاثوليك والأرثودكس، يقول مثلاً وول ديورانت في كتابه (قصّة الحضارة): » إنّ موقف البروتستانت من العقل كان في غاية الاستخفاف، ويذكر عن مارثن لوثر قوله: أنت لا تستطيع أن تقبل كلاًّ من الإنجيل والعقل فأحدهما يجب أن يفسح الطّريق للآخر«، وقد اختار لوثر إفساح الطّريق أمام الإنجيل بإلغاء عقله ودفنه حيًّا حتّى لا يزاحم قداسة الكتب لذلك نراه يقول: » إنّ العقل هو أكبر عدوٍّ للدّين … وإنّه كلّما دقّ العقل واحتدّ كان حيوانًا سامًّا برؤوس سعلاة، وكان ضدّ الله وضدّ ما خلق«.
ولمّا كان موقف البروتستانت وزعماء الإصلاح الديني كمن سبقهم في محاربة العلم والعقل لم يشفع لهم " إصلاحهم " في بعض الميادين أمام زحف العقليّين والملاحدة والعلمانيّين الذين هبّوا في كلّ مكان يطالبون بإقصاء الدّين عن الحياة وإغلاق المؤسّسة الدّينيّة وطبعها بالشّمع الأحمر، بل وصل بعضهم إلى الاستهزاء والسّخريّة من الله وجميع مظاهر وجوده.
ولقد كانت عقائد النّصرانيّة المحرّفة، والمضادّة للعقل سببًا رئيسًا في ظهور الإلحاد بجميع أنواعه كالشّيوعيّة والعلمانيّة والبرجماتيّة والوجوديّة .. إلخ.
يقول ابن القيّم – رحمه الله – وقد عاش قبل ظهور هذه المذاهب في كتابه (إغاثة اللّهفان): » وهؤلاء النّصارى هم الذين أوجبوا لأعداء الرّسل من الفلاسفة والملاحدة أن يتمسّكوا بما هم عليه، فإنّهم شرحوا لهم دينهم الذي جاء به المسيح على هذا الوجه المحرّف، ولا ريب أنّ هذا دين لا يقبله عاقل فتواصى أولئك بينهم أن يتمسّكوا بما هم عليه وساءت ظنونهم بالرّسل والكتب، ورأوا ما هم عليه من الآراء أقرب إلى المعقول من هذا الدّين، وقال لهم هؤلاء النّصارى الضُّلال إنّ هذا هو الحقّ الذي جاء به المسيح فترتّب من هذين الظّنّين الفاسدين إساءة الظنّ بالرّسل، وإحسان الظنّ بما هم عليه«.
وفي نهاية هذا المدخل أقول: إنّ هذا الكتاب قد يثير اندفاع بعض الدّوائر النّصرانيّة للردّ علينا بأنواع شتّى من الرّدود، التي لا يعلمها إلاّ الله، ولا سيّما الرّدود العاطفيّة التي ذكرتها آنفًا كقولهم حين قراءة بعض حقائق هذا الكتاب " لكن الله مات من أجلك، الله بذل ابنه الوحيد لخلاصك، الله سفك دمه على الصّليب لفدائك " وغير ذلك من تلك الرّدود التي تسمع عند كلّ مناظرة لا يقدر النّصارى الإجابة فيها بما يقنع العقول، والرّدود العاطفيّة لا تملك قدرة على الإقناع بإيمان خرافيّ واعتقاد باطل وفاسد، خصوصـًا إذا علمنا أنّها صادرة من أناس لا يفهمونها، وغير مقتنعين بها، وصدق أبيلار Abelard أحد رجالات الكنيسة ومنظريها في القرون الوسطى حين يقول » إنّ من المضحك أن نعظ الآخرين بما لا نستطيع أن نُفهِمهم إيّاه ولا نفهمه نحن «.
الخطيــئـة الأصـليّـــة
يمكننا اعتبار مفهوم الخطيئة المفهوم الرّئيس والأساس في الإيمان النّصرانيّ كلّه، إذ إنّ هذا المفهوم يرتبط بجميع العقائد الأخرى: كالكفارة والصّلب والتّثليث والقيامة … وبدون الخطيئة لن يعود للنّصرانيّة مسوغ وجود أصلاً، ويُجمِع الباحثون الموضوعيّون قديمًا وحديثًا، النّصارى والمسلمون واللاّدينيّون، على أنّ مفهوم الخطيئة الأصليّة من الأمور التي لا يقبلها العقل، ولا يُسلّم بها المنطق، وذلك لأسباب عدّة يأتي بيانها بعد حين.
في البداية نتساءل ما هي الخطيئة التي يتحدّث كلّ نصرانيّ وتُروِّج لها كلّ كنيسة؟ إنّ الخطيئة الأصليّة التي لُعن من أجلها جنس البشريّة هي تلك " الغلطة " التي اقترفها آدم، أبو البشريّة قبل آلاف السّنين، عندما كان في الجنّة ومدّ يده إلى شجرة، فقطف ثمرة وأكلها هو و زوجته حوّاء، وكان من المطلوب ألاّ يفعل ذلك، لأنّ الله أباح له الأكل من جميع ثمار الجنّة إلاّ من تلك الشّجرة بعينها، لكن آدم خالف أمر الله فوقع في المحظور وجلب على نفسه وأبنائه اللّعنة والخسارة الأبديّة - على حدّ تعبيرهم - ! !
جاء في العهد القديم: ( وأوصى الربّ الإله آدم قائلاً: من جميع شجر الجنّة تأكل أكلاً، وأمّا شجرة معرفة الخير والشرّ فلا تأكل منها، لأنّك يوم تأكل منها موتًا تموت )( )، هذه هي البداية؛ فالله تعالى خلق آدم، ولم يعطه الحقّ في الأكل من شجرة المعرفة، فكأنما يريد أن يبقيه جاهلاً، وماذا يضرّ الله لو عرف آدم الخير والشرّ ! !؟ والرّواية القرآنيّة لهذه الأحداث لم تذكر نوع الشّجرة وسبب المنع، الذي هو امتحان وليس حسدًا من الله لجنس البشر، كما يُفهم من الرّواية التّوراتيّة !
ورد في الكتاب المقدَّس قصة التهام التفاحة ونيل اللعنة كما يلي (وكانت الحيّة أحْيلَ جميع حيوانات البرّيّة التي عملها الربّ الإله، فقالت للمرأة أحقًّا قال الله لا تأكل من كلّ شجر الجنّة؟، فقالت المرأة للحيّة من ثمر الجنّة نأكل، وأمّا ثمر الشّجرة التي في وسط الجنّة فقال الله لا تأكلا منه، ولا تمسّاه لئلاّ تموتا، فقالت الحيّة للمرأة لن تموتا، بل الله عالم أنّه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما، وتكونان كالله عارفين الخير والشرّ، فرأت المرأة أنّ الشّجرة جيّدة للأكل، وأنّها بهجة للعيون، وأنّ الشّجرة شهيّة للنّظر فأخذت من ثمرها وأكلت وأعطت رجلها أيضًا معها فأكل، فانفتحت أعينهما وعلما أنّهما عريانان، فخاطا أوراق تين ووضعا لأنفسهما مآزر، وسمعا صوت الربّ الإله ماشيًا في الجنّة عند هبوب ريح النّهار فاختبأ آدم وامرأته من وجه الربّ الإله في وسط شجر الجنّة، فنادى الإله آدم، وقال له أين أنت! ؟ فقال سمعت صوتك في الجنّة، فخشيت لأنّي عريان فاختبأت، فقال من أعلمك أنّك عريان، هل أكلت من الشّجرة التي أوصيتك أن لا تأكل منها! ؟)( ).
إنّ كاتب هذا السّفر يصوّر الله كأنّه رجل يتجوّل في حديقته، ويحدّث صوتًا بأقدامه التي تدوس التّراب والحشيش، ثمّ ينادي الربّ آدم (آدم .. آدم .. أين أنت ! ؟) و هو سؤال الجاهل بمكان مخلوقه .. ثمّ يسأله مَن أعلمك أنّك عريان، هل أكلت من الشّجرة …؟ أسئلة وأسئلة تدلّ على أنّ الكاتب لهذه الرّواية لا يستطيع أن يتصوّر الله إلاّ بتصوّر البشر الذي يعتريه الجهل والغفلة والحيرة والعي، فلذلك حاك هذه المسرحيّة بأبطالها، لكنّها مسرحيّة فاشلة بجميع مقاييس البشر فضلاً عن مقاييس الإله، ثمّ يستمرّ سفر التّكوين في هذه المشاهد المسرحيّة ! ( فقال آدم: المرأة التي جعلتها معي هي أعطتني من الشّجرة فأكلت، فقال الربّ للمرأة: ما هذا الذي فعلت، فقالت المرأة: الحيّة غرّتني فأكلت)( )، والحمد للّه أنّ القصّة كما جاءت في القرآن لم تذكر البادئ بالأكل أهو المرأة أم الرّجل بعكس الرّوايتين التّوراتيّة والإنجيليّة، فقد ذهبتا إلى حدّ الحطّ من المرأة وجعلها منشأ شقاء البشريّة وسبب غواية آدم.
جاء في الإنجيل في رسالة بولس الأولى لتيموثاوس ( وعلى المرأة أن تتعلّم بصمت وخضوع تامّ، ولا أجيز للمرأة أن تُعلِّم ولا أن تتسلّط على الرّجل، بل عليها أن تلزم الهدوء، لأنّ آدم خلقه الله أوّلاً ثمّ حوّاء وما أغوى الشّريرُ آدمَ، بل أغوى المرأة فوقعت في المعصية …)( )، والذي يقرأ عن مكانة المرأة في الكتاب المقدّس، وفي كتابات قساوسة النّصارى يرى مدى الاحتقار والحيف الذي تعرّضت له المرأة بسبب تلك التّهمة؛ فقد وصف العهد القديم المرأة [ بأنّها أمَرُّ من الموت ]، ويقول قدّيس النّصارى ترتوليان: » إنّ المرأة مدخل الشّيطان إلى نفس الإنسان، ناقِضة لنواميس الله، مشوّهة لصورة الله«، وقال القدّيس سوستام: » إنّها شرّ لا بدّ منه، آفة مرغوب فيها، وخطر على الأسرة والبيت، ومحبوبة فتّاكة، ومصيبة مطلية مسموم«، وأعلن البابا أينوسنتوس الثّامن » إنّ الكائن البشريّ والمرأة يبدوان نقيضين عـنيدين «.
وأكبر دليل على تخبّط النّصارى في تقييم المرأة هو عقد مؤتمر ماكون في القرن الخامس الميلادي، الذي بحث موضوع "هل المرأة مجرّد جسم لا روح فيه أم لها روح ! ؟ "، ومؤتمر فرنسا في القرن السّادس الذي بحث موضوع " هل المرأة إنسان أم غير إنسان !؟ "، وقد سبق جميع القدّيسين في احتقار المرأة القدّيس بولس صاحب الرّسائل التي أُدخلت في الإنجيل، والذي أزرى بالمرأة أيّما زراية، فجعلها بسبب الخطيئة مخلوقًا من الدّرجة الثّانية أو الثّالثة!
ونعود إلى الخطيئة، فإذا كان النبيّ محمّد يقول: » إنّ العلماء ورثة الأنبياء وإنّ الأنبياء لم يورثوا درهمًا ولا دينارًا، وإنّما ورٌثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظٍّ وافر « وإذا كان النّاس يرون أنّهم يرثون عن آبائهم وأجدادهم الأموال والثّروات والعقارات … فإنّ النّصارى ترى أنّ آدم أورث أبناءه وأحفاده ذنوبه وآثامه التي اقترفها في الجنّة، ولا سيّما الخطيئة العظيمة، عندما أكل من الشّجرة الممنوعة ! !.
إنّ منطق الكنيسة يقول: إنّ البشريّة كلّها تلوّثت بدنس الخطيئة، وبفعل ناموس العدل استحقّت الهلاك الأبديّ والطّرد من الرّحمة الإلهيّة، وانتُزعت منها إرادة فعل الخير ! فقد جاء في العهد الجديد (بإنسان واحد دخلت الخطيئة إلى العالم وبالخطيئة الموت، وهكذا اجتاز الموتُ إلى جميع النّاس إذ أخطأ الجميع)( ).
أيّها القارئ لو كان أبي سارقًا فهل من العدل أن تحكم عليّ محكمة أرضيّة بأنّي مذنب لمجرّد كوني ابنا لأب سارق!؟ ويبدو أنّ المحكمة الإلهيّة عند النّصارى لها معايير قضائيّة أخرى، فهي تجعل بلايين البشر مذنبين بسبب ذنب لم يقترفوه ولم يعلموا عنه شيئًا، فهل المحاكم الأرضيّة أرحم و ألطف من المحاكم السّماويّة !؟
ويصرّ رجال الكنيسة على هذا المنطق المقلوب، ويستميتون دفاعًا عنه، وفي هذا الصّدد يقول جان كالفين، زعيم البروتستانتيّة: » حينما يقال إنّنا استحققنا العقاب الإلهيّ من أجل خطيئة آدم، فليس يعني ذلك أنّنا بدورنا كنّا معصومين أبرياء، وقد حملنا – ظلمًا – ذنب آدم .. الحقيقة أنّنا لم نتوارث من آدم " العقاب " فقط، بل الحقّ أنّ وباء الخطيئة مستقرّ في أعماقنا، تلك الخطيئة التي تعدت إلينا من آدم، والتي من أجلها قد استحققنا العقاب على سبيل الإنصاف الكامل، وكذلك الطّفل الرّضيع تضعه أمّه مستحقًّا للعقاب، وهذا العقاب يرجع إلى ذنبه هو، وليس من ذنب أحدٍ غيره«.
ويقول سانت أغسطين: » وكان الواقع أنّ جميع أفراد الإنسان الذين تلوّثوا بالخطيئة الأصليّة، إنّما وُلدوا من آدم و تلك المرأة التي أوقعت آدم في الخطيئة والتي شاركت آدم نيْل العقاب«، ويصرّح الإنجيل في عدّة آيات (بالخطيئة حَملت بنا أمّهاتنا)، وتنتقل الخطيئة عبر الرّوح من الأجداد إلى الأحفاد، كما يقرّر ذلك القدّيس توماس الإكويني حين يقول: » ومثل ذلك أنّ الذنب في الواقع تقترفه الرّوح، ولكنّه بالتّالي ينتقل إلى أعضاء وجوارح في الجسم «.
وكأنّ كاتب الآيات التي تحمِّل الإنسانيّة ذنب أبيها آدم نسي الفصول التي كتبها من مسرحيّته، والتي تناقض تمامًا العقاب الجماعيّ للمذنبين وغير المذنبين، وكذلك يتناسى قساوسة النّصرانيّة تلك الآيات العديدة في العهدين القديم والجديد، التي تحكم على عقيدة وراثة الخطيئة بالبطلان والفساد .. وتعالوا ننظر سويًّا في بعض تلك الآيات التي وردت في أسفار العهد القديم ومنها: ( لا يُقتل الأباء عن الأولاد، ولا يُقتل الأولاد عن الآباء، كلّ إنسان بخطيئته يُقتل )( )، فهل هذه الآية من سفر التّثنية منسوخة أم ملغاة!؟ وماذا يقول رجال الكنيسة في قول العهد القديم (.. وأنتم تقولون لماذا لا يحمل الابن من إثم الأب، أمّا الابن فقد فعل حقًّا وعدلاً وحفظ جميع فرائضي وعمل بها فحياة يحيا، النّفس التي تخطئ هي تموت، الابن لا يحمل من إثم الأب، والأب لا يحـمل من إثم الابن، بـرُّ البار عليه يكون وشرُّ الشرّير عليه يـكون )( ).
وهذه الآية من سفر حزقيال هل هي من الأسفار غير القانونيّة "الأبوكريفا " أم من الأناجيل التي لا تعترف بها المجاميع المسكونيّة!؟ فلماذا تتجاهلونها !؟ ثمّ هل من العدل أن يعاقب البريء بجريرة المذنب، كيف يعاقب من لم يرتكب ذنبًا؟ إنّ قوانين العقل والمنطق وجميع الأديان السّماويّة والوضعيّة تأخذ بمبدأ [ كلّ فرد بريء حتّى تثبت إدانته ]، فلماذا خالفت النّصرانيّة هذا المبدأ وضربت به عرض الحائط، وجعلت البشريّة كلّها مذنبة حتّى تُثبِت براءتها !!؟ وأين قول الكتاب المقدّس (فتقدّم إبراهيم وقال: أفتُهلك البارّ مع الأثيم؟، عسى أن يكون خمسون بارًّا في المدينة، أفتُهلك المكان ولا تصفح عنه من أجل الخمسين بارًّا الذين فيه؟، حاشا لك أن تفعل مثل هذا الأمر، أن تميت البارّ مع الأثيم فيكون البارّ كالأثيم، حاشا لك، أديّان كلّ الأرض لا يصنع عدلاً !؟ فقال الربّ: إن وجدتُ في سدوم خمسين بارًّا في المدينة فإنّي أصفح عن المكان كلّه من أجلهم)( )، وأين قوله (في تلك الأيّام لا يقولون بعدُ الآباء أكلوا حصرمًا وأسنان الأبناء ضرست، بل كلّ واحد يموت بذنبه، كلّ إنسان يأكل الحصرم تضرّس أسنانه)( )، وقوله (سيجازي كلّ واحد حسب أعماله)( ).
وبعد صفحات سنرى أنّ الله نفسه – في زعم النّصارى – أضاف إلى هذه المحاكمة الجائرة ظلمًا آخر حين أراد التخلّص من الخطيئة بصلب إنسان بريء، وتعذيبه أشدّ العذاب على يد اليهود والرّومان، إنّ منهج القرآن الكريم يختلف جذريًّا عن هذا الظّلم الشّديد الذي وقع على الإنسان واقرأوا إن شئتم آيات الله تعالى في القرآن: لا يجزي والدٌ عن ولده، ولا مولود هو جاز عن والده شيئًا لقمان 33.
من عمل صالحًا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربّك بظلاّم للعبيد فصّلت 46.
ألاّ تزر وازرة وزر أخرى وأن ليس للإنسان إلاّ ما سعى النّجم 38.
فأيّ هذه الآيات هي أقرب إلى العقل، والمنطق، أهذه التي تحمِّل الفرد وحده مسؤوليّة أفعاله الخيّرة والشرّيرة، أم تلك الآيات الإنجيليّة المقدّسة، التي تجعل الجنين والرّضيع مجرمين ملعونين هالكين مطرودين من ملكوت السّموات … !
وثمّة مسألة أخرى هامّة تعصف بمفهوم الخطيئة، وهي أنّ الله عاقب البشريّة عقوبات عديدة شديدة لم يكن من العدل بعدها لعن الجنس البشريّ، ونزع إرادته على فعل الخير، ولم تكن هناك حاجة للتّكفير عن الخطيئة الأصليّة بصلب المسيح..
جاء في سفر التّكوين (وقال الربُّ الإله للحيّة لأنّك فعلت هذا ملعونة أنت من جميع البهائم ومن جميع وحوش البرّيّة، على بطنك تسعين وترابًا تأكلين كلّ أيّام حياتك، وأضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلها، هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه، وقال للمرأة تكثيرًا أُكثر أتعاب حبلك، بالوجع تلدين أولادًا( ) وإلى رجُلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك، وقال لآدم لأنّك سمعت لقول امرأتك وأكلت من الشّجرة التي أوصيتك قائلاً لا تأكل منها، ملعونة الأرض بسببك، بالتّعب تأكل منها كلّ أيّام حياتك، وشوكًا وحَسَكًا تُنبت لك وتأكل عشب الحقل، بعرق وجهك تأكل خبزًا حتّى تعود إلى الأرض التي أخذت منها، لأنّك من تراب وإلى تراب تعود)( ).
فسبحان الله من هذا الإله !كيف يعاقب بكلّ هذه العقوبات القاسية المتتالية؛ عقوبات خاصّة بالحيّة وبالمرأة وبالرّجل، ثمّ لم يكتف بذلك فلعن الأرض كذلك، ولا أدري ما ذنبها! ثمّ واصل سلسلة العقوبات بطرد الإنسان من الجنّة خوفًا من أن يأكل من شجرة الخلد فيبقى هنالك في ملكوته ! يقول سفر التّكوين: (وقال الربّ الإله هو ذا الإنسان قد صار كواحدٍ منّا عارفًا الخير والشرّ، والآن لعلّه يمدّ يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضًا، ويأكل ويحيا إلى الأبد، فأخرجه الربّ الإله من جنّة عدن ليعمل الأرض التي أُخذ منها، فطرد الإنسان وأقام شرقي جنّة عدن الكروبيم ولهيب سيف متقلّب لحراسة طريق شجرة الحياة)( ).
أليست كلّ هذه العقوبات كافية لتحقيق ناموس العدل!؟ فهل من العدل أن يُضيف إلى تلك القائمة الطّويلة عقوبة الخطيئة المميتة !؟
إنّ هذا المنطق الغريب الذي يصوّر الله بهذا الحقد والجبروت هو الذي دفع أحد الغربيّين إلى السّخريّة بقوله: » إنّ الله أنانيّ وقاس جدًّا، فلقد لعن البشريّة كلّها وطردها من رحمته، وحكم عليها بالشّقاء المؤبّد لمجرّد أنّ فردًا واحدًا منها تجرّأ على أكل تُفّاحة من حديقته ! «.
وثمّة ملاحظات أخرى وأخرى فقوله: ( لعلّه يمدّ يده ..) دليل على عدم تأكّد الله من أنّ آدم سيفعل ذلك أصلاً، لكنّه هذه المرّة لم يشأ أن يراهن كما فعل مع شجرة المعرفة؛ لذلك أخذ التّدابير والاحتياطات اللاّزمة لقطع الطّريق على آدم حتّى لا يصل إلى شجرة الخلد !، إنّ الله تعلّم درسًا في السّابق فلا يريد أن يُلدغ من جحر مرّتين، فطرد آدم من الجنّة حماية لمكتسباته لئلاّ يتطلّع إلى الأكل من شجرة الخلد في غفلة من الله – ! جلّ شأنه وتعالى عمّا يقولون – فيصبح آدم كالله تمامًا !
إنّ هذه الاستنتاجات نوردها إلزامًا فقط، وليس اعتقادًا منّا بها، والقارئ العاديّ لهذه الأسفار يشمّ رائحة كاتب يهوديّ عاجز عن تصوّر الذّات الإلهيّة بصفاتها العليا المنزّهة عن مشابهة الخلق، فتراه يصف ويصوّر الله كأنّه إنسان يحسد آدم، ويتحرّك بموجب غريزة التملّك والبقاء والسّيطرة ليحيك المؤامرات خشية على ذهاب عرشه ومصالحه الشّخصيّة المهدّدة بظهور منافس محتمل، وأتساءل: ما هي الحكمة من خلق شجرة الحياة هذه! هل لمجرّد استمتاع الله برؤيتها عند تجوّله في حديقته!؟
إنّ أهمّ أساس في الإيمان النّصرانيّ هو الخطيئة الأصليّة، وإنّ اعتقادًا كهذا يجرّنا إلى سلسلة طويلة من التّساؤلات، يقول سفر التّكوين: إنّ الحيّة هي التي أغوت المرأة والرّجل، فلماذا لم يكتف الله بمعاقبة الحيّة وقد كانت الرّأس المدبّر للجريمة والسّبب في جميع ذنوب بني آدم !؟
لماذا لم يتكلّم الأنبياء والرّسل الذين ذُكروا في التّوراة والعهد القديم عن هذه العقيدة "الخطيئة " !؟ لماذا لم يُشر إليها نوح، إبراهيم، إسحاق، يعقوب، داود .. بل حتّى موسى أعظم نبيّ في بني إسرائيل لم يُلمِّح إلى الخطيئة من قريب ولا من بعيد، كيف يمكن لأنبياء عظماء مثل هؤلاء أن يتجاهلوا هذه العقيدة؟ هل كانوا جاهلين بها؟ وهي أخطر عقيدة في الملكوت، هل كتموا خبرها عن النّاس وأبقوها سرًّا بينهم؟ لماذا لم يرفعوا أيديهم إلى السّماء ليدعوا ويتوسّلوا إلى الله ليرفعها عن الإنسانيّة؟ أتعرف لماذا لم يفعلوا ذلك؟ لأنّهم ببساطة لم يكونوا يؤمنون بوجود خطيئة ما، بل كانوا يؤمنون بقول الكتاب المقدّس (برُّ البارّ عليه يكون وشرّ الشرّير عليه يكون)( ).
ثمّ هل كان هؤلاء الأنبياء كنوح وإبراهيم وموسى وداود وسليمان .. أجداد المسيح خطاة ومدنّسين بالخطيئة الأصليّة التي ارتكبها أبوهم آدم؟ فإذا كانوا كذلك لماذا اختارهم الله لهداية البشر، وهم لا يختلفون عن غيرهم لكونهم منغمسين في الخطيئة كباقي أفراد جنسهم؟، لماذا كان "يهو" jeovah وهو الله في العهد القديم – راضيًا عن أنبيائه؛ فكان يدعو بعضهم بالرّجل البارّ، ورجل الله، والصّالح، يقول الكتاب المقدّس (كان نوح رجلاً بارًّا كاملاً في أجياله وسار نوح مع الله)( )، (وسار أخنوخ مع الله ولم يوجد لأنّ الله أخذه)( )، بل إنّ العهد الجديد يجزم بأنّ أولئك الأنبياء الذين سبقوا المسيح كانوا كاملين في إيمانهم، ولم يكونوا خطاة، ولم تكن تنقصهم عقائد التّثليث والفداء والكفّارة، جاء في رسالة يعقوب في العهد الجديد (أنظر إلى أبينا إبراهيم أما برره الله بالأعمال، حين قدّم ابنه إسحاق على المذبح، فأنت ترى أنّ إيمانه وافق أعماله فصار إيمانه كاملاً بالأعمال، فتمّ قول الكتاب آمن إبراهيم بالله فبرّره الله لإيمانه ودُعي خليل الله)( ).
كيف وُفّق الأنبياء إلى فعل الخير وجميع الطّوائف النّصرانيّة ترى بموجب الخطيئة أنّ الله نزع من بني الإنسان إرادة فعل الخير، وإنّ ما يعمله الإنسان هو شرّ، وذلك رغم اعتراف المسيح بوجود أبرار على الأرض، فعندما لام أناس المسيح على دعوته الأشرار والخطاة، ردّ المسيح عليهم قائلاً: (لأنّي لم آت لأدعو أبرارًا بل خطاة إلى التّوبة)( ).
وأخيرًا لماذا كتم الله سرّ الخطيئة فلم يبده لعباده إلاّ بعد قصّة صلب المسيح، إنّ المدّة الزّمنيّة التي تفصل بين آدم والمسيح ليست بالقصيرة، فأين كان مفهوم الخطيئة خلال تلك القرون الطّويلة؟.
يقول عبد الأحد داود – رأس الكنيسة الكلدانية وقد أسلم – في كتابه (الإنجيل والصّليب): » إنّ من العجب أن يعتقد المسيحيّون أنّ هذا السرّ اللاّهوتيّ، وهو خطيئة آدم وغضب الله على الجنس البشريّ بسببها ظلّ مكتومًا عن كلّ الأنبياء السّابقين، ولم تكتشفه إلاّ الكنيسة بعد حادثة الصّلب« ويقرّر الكاتب أنّ هذه المسألة هي من المسائل التي حملته على ترك النّصرانيّة واعتناق الإسلام لأنّها أمرته بما لا يستسيغه عقله.
ومن أغرب العجائب أنّ أسفار العهد القديم لم تدع جزئيّة من الجزئيّات التّافهة كأعداد قبائل بني إسرائيل وأسمائهم، وطول وعرض ووزن الأشياء في أسفار اللاوين والتثنية والعدد، وأكاذيب زنا داود بحليلة جاره، وزواج سليمان بـ 1000 امرأة، وزنا لوط بابنتيه !.. كلّ هذه التّفاصيل سُردت في أكثر من 1200 صفحة بتفصيل مملّ، ومقزز يدعو للغثيان؛ في حين أنّ الخطيئة التي هي أهمّ عقائد النّصرانيّة على الإطلاق لا تجد لها مكانًا بين ذلك الرّكام لا تلميحًا ولا تصريحًا!
أليس هذا الأمر محيّرًا ؟ بلى.
أليس هذا الأمر غير معقول ؟، بلى.
إنّ أكثر التّحليلات العلميّة للدّيانة النّصرانيّة تُرجع منبت هذه العقائد المنحرفة عن العقل والدّين "كالخطيئة " إلى الجهود المشبوهة التي قام بها أعداء التّوحيد في تدمير الدّين وتحريفه، وعلى رأس أولئك جميعًا بولس "شاؤول " الذي يعتقد النّصارى أنّه رسول المسيح، لقد لعب بولس دورًا خطيرًا في الهدم من الدّاخل، كان يصعب – إنّ لم يكن من المستحيل – فعله من الخارج، ولقد كان ذكيًّا – بل خبيثًا – عندما لم يخترع ديانة جديدة من عنده، إنّما عمد إلى عقائد فاسدة كانت موجودة في أديان الوثنيّين " البوذيّة، البراهميّة، المتراسيّة، المصريّة القديمة، وفلسفة الإغريق والرّومان ..الخ " فأخذ من هنا وهناك أشياء كانت شائعة في ذلك الزّمان، ثمّ ألصقها بالدّيانة النّصرانيّة الجديدة في غفلة من أهل العلم، وقد تزامن ذلك مع حملة اليهود والرّومان الشّرسة على الحواريّين وتلاميذ المسيح، فضاع الحقّ وأخذ مكانه الباطل المزخرف، الذي دعّمته فيما بعد سلطة الدّولة الرّومانيّة لما تنصرت.
وبخصوص الخطيئة يذكر علماء تاريخ الأديان وجود فكرة الخطيئة في أكثر الأديان الوثنيّة التي سبقت النّصرانيّة، يقول م. ويليام في كتابه (الهندوسيّة): »يعتقد الهنود الوثنيّون بالخطيئة الأصليّة، وممّا يدلّ على ذلك ما جاء في تضرّعاتهم التي يتوسّلون بها بعد "الكياتري" وهي: إنّي مذنب، ومرتكب للخطيئة، وطبيعتي شرّيرة، وحملتني أمّي بالإثم، فخلّصني يا ذا العين الحندقوقيّة، يا مخلّص الخاطئين يا مزيل الآثام والذّنوب«، ويقول هوك في كتابه (رحلة هوك): »يعتقد الهنود الوثنيّون بتجسّد أحد الآلهة وتقديم نفسه ذبيحة فداء عن النّاس والخطيئة« ويقول »ومن الألقاب التي يُدعى بها كرشنا: الغافر من الخطايا، والمخلص من أفعى الموت«.
وختامًا فإنّ الإيمان بالخطيئة ولّد عند الإنسانيّة كثيرًا من الآلام، والعقد النّفسيّة، يحدّثنا عن بعضها، كاتب نصرانيّ ما يزال على نصرانيّته ألّف كتابًا بعنوان (محمّد الرّسالة والرّسول) أنصف فيه الإسلام ونبيّه وانتقد بشدّة فكرة الخطيئة والعقائد النّصرانيّة.
يقول الدّكتور نظمي لوقا: » وإنّ أنسى لا أنسى ما ركبني صغيرًا من الفزع والهول من جرّاء تلك الخطيئة الأولى، وما سيقت فيه من سياق مروّع، يقترن بوصف جهنّم، ذلك الوصف المثير لمخيّلة الأطفال، وكيف تتجدّد فيها الجلود كلّما أكلتها النّيران، جزاء وفاقًا على خطيئة آدم بإيعاز من حوّاء، وأنّه لولا النّجاة على يد المسيح الذي فدى البشر بدمه الطّهور، لكان مصير البشريّة كلّها الهلاك المبين، وإن أنسى لا أنسى القلق الذي ساورني وشغل خاطري عن ملايين البشر قبل المسيح أين هم؟ وما ذنبهم حتّى يهلكوا بغير فرصة للنّجاة ؟ فكان لا بدّ من عقيدة ترفع عن كاهل البشر هذه اللّعنة، وتطمئنهم إلى العدالة التي لا تأخذ البريء بالمجرم، أو تزر الولد بوزر الوالد، وتجعل للبشريّة كرامة مصونة، ويحسم القرآن( ) هذا الأمر، حيث يتعرّض لقصّة آدم، وما يُروى فيها من أكل الثّمرة؛ فيقول وعصى آدم ربَّه فغوى، ثمّ اجتباه ربُّه فتاب عليه وهدى طه 121 – 122… والحقُّ أنّه لا يمكن أن يقدِّر قيمة عقيدة خالية من الخطيئة الأولى الموروثة إلاّ من نشأ في ظلّ تلك الفكرة القاتمة التي تصبغ بصبغة الخجل والتأثّم كلّ أفعال المرء، فيمضي في حياته مضيّ المريب المتردّد، ولا يُقبِل عليها إقبال الواثق بسبب ما أنقض ظهره من الوزر الموروث.
إنّ تلك الفكرة القاسية – الخطيئة الأولى وفداءها – تُسمّم ينابيع الحياة كلّها، ورفعُها عن كاهل الإنسان منّة عظمى، بمثابة نفخ نسمة حياة جديدة فيه، بل هو ولادة جديدة حقًّا، وردٌّ اعتبار لا شكّ فيه، إنّه تمزيق صحيفة السّوابق، ووضع زمام كلّ إنسان بيد نفسه«.
قطعت جهيزة قول كلّ خطيب، يعجبني الإنصاف من أمثال الدّكتور نظمي لوقا، وهو المتبحّر في دراسة الإنجيل والكتب السّماويّة، وأين هو ممّن ادّعوا اعتناق النّصرانيّة في بعض البلاد الإسلاميّة – كبعض البربر مثلاً عندنا في الجزائر – الذين ناقشت بعضهم فوجدتهم لم يقرأوا شيئًا عن الإنجيل ولا يعرفون نصوص الكتاب المقدّس، وعند التّحقيق اكتشفت أنّ اعتناق النّصرانيّة عند أكثرهم – إن لم أقل كلّهم – كان مطيّة للحصول على تأشيرات سفر إلى أوروبا وأموال وامتيازات أخرى من جمعيّات وهيئات وسفارات غربيّة مشبوهة !!
الفــــداء والكفّــــارة
ترتبط عقيدة الكفارة بعقيدة الخطيئة ارتباط اليد بالمعصم، فالمقصود بالكفارة هو رفع الخطيئة الأصليّة وتكفيرها عن كاهل البشريّة لإنقاذها من الموت الأبديّ، الذي أصابها جرّاء أكل آدم من الشّجرة.. ويُعتبر علماء الأديان قاطبة أنّ الكفّارة أُسّ الدّين النّصرانيّ، ومركز الدّائرة ونقطة التقاء جميع العقائد النّصرانيّة الأخرى، فهي ذات علاقة بالخطيئة من حيث إنّ هذه الأخيرة سبب لها وذات علاقة بالتجسّد والصّلب والقيامة .. من حيث كون هذه العقائد نتيجة حتميّة للكفّارة، وهي في الواقع أكثر تعقيدًا والتواءً، الأمر الذي أضنى الدّارسين والباحثين في أعماقها، وأحرج الكنيسة ورجالها، وأعجزهم عن الإجابة عن التّساؤلات العديدة حولها، لذا تراهم يأمرون أتباعهم بالإيمان بها دون البحث في جوهرها و ماهيّتها.
كيف نشأت فكرة الكفّارة ؟
نشأت هذه الفكرة بعد نزاع مرير بين صفتين من صفات الله تعالى، وهما صفة العدل وصفة الرّحمة، فإذا عدنا إلى الوراء قليلاً نجد أنّ الله حذّر آدم من الأكل من الشّجرة بقوله: (يوم تأكل منها موتًا تموت)( )، فهذا الحكم بالإعدام – على آدم وذرّيته – نافذ وغير قابل للاستئناف أو الطّعن أو التّخفيف؛ لأنّ مقتضى العدل عند الله أن ينفّذ وعده بمعاقبة المسيء بالموت، وقانون العدل الإلهيّ يُلزم الله بعدم التّساهل والتّراخي في تطبيق العقوبة.
وحتّى لا يوصف الله بالجور وعدم الإنصاف أو بالإخلال بقانون العدل بدأ بتنفيذ سلسلة العقوبات التي ذكرناها سابقًا، وكان آخرها طرد الإنسان من الجنّة والحكم عليه باللّعنة وإلصاق الخطــيئة برقبته إلى الأبد – وفي زعم النّصارى – يكون الله قد حقّق العدل بهذه الخطوات !!
واستمرّ الوضع على ما هو عليه دهرًا، وفجأة ظهرت صفة أخرى من صفات الله، وهي الرّحمة، فراودت الله على غفران خطيئة الإنسان؛ لأنّ من رحمة الله بالنّاس ومحبّته لهم ألاّ يتركهم على هذه الحالة التّعيسة؛ فكان على الله بمقتضى هذه الصّفة أن يعفو عن البشر ويغفر لهم ويرفع عنهم اللّعنة والشّقاء !
إنّ هذا المنطق الكنسيّ يبرز الله حائرًا بين صفتين من صفاته، أيّهما يغلب على الأخرى؟، فكلّما أراد الإماتة واللّعنة بمقتضى العدل عاقته الرّحمة، وكلّما أراد رحمة خلقه والمغفرة لهم وقفت صفة العدل بالمرصاد !إنّه خيار صعب بين طرفين أحلاهما مرّ، فإلى ماذا سيؤول نزاع الصّفتين وكيف يوفّق الله بينهما لحلّ المشكلة التي أوقع نفسه فيها وتورّط في براثنها ؟!( ) ولا ندري كيف يمتلك رجال الكنيسة الجرأة بمنطقهم هذا ليلزموا الله بإلزامات كهذه !فكان لزامًا – إذن – على الله أن يصل إلى حلّ وسط ينال بموجبه العدل حقّه وتأخذ الرّحمة مكانها، فما السّبيل لذلك الحلّ السّحريّ ؟
وبما أنّنا، الآن، نكتب بمنطق النّصارى فلنترك أكبر ممثّل للفكر النّصرانيّ بولس "شاؤول" يبيّن لنا السّبيل لحلّ أزمة "العدل والرّحمة"، ولا سيّما أنّ بولس أكبر مدافع عن عقيدة الكفّارة، إن لم يكن هو مخترعها، يقول في العهد الجديد: (لا يوجد مغفرة بدون سفك دم)( )، ويبدو أنّ بولس ما يزال متأثّرًا بيهوديّته؛ إذ إنّ الإله "يهو" في العهد القديم كان مغرمًا بدم القرابين، فلم يكن يرضى عن بني إسرائيل إلاّ حين يشمّ رائحة مشاوي ودم الذّبائح التي يقدّمها كهنة اليهود، حين يسترضون ربّهم عند غضبه بذبيحة ليغفر لهم موبقاتهم.
كذلك كانت عقيدة سفك الدّم من أجل المغفرة والخلاص سائدة في العديد من الدّيانات الوثنيّة القديمة، لدى المصريّين والبوذيّين والإغريق والهنود.. فقد كانت تلك الأقوام تدفع للمذابح الرّجال والنّساء والأطفال والحيوانات بل والآلهة وأبناء الآلهة قربانًا إلى الله، فركِب بولس الموجة وسار مع التيار فاستعار الفكرة، أو قل سرقها وطبّقها على النّصرانيّة، ونسبها إلى تعاليم المسيح فأضلّ بها خلقًا عظيمًا إلى أيّامنا هذه، وسنعود بعد صفحات إلى شهادات علماء الأديان لنطّلع على عقيدة الكفّارة والفداء في الوثنيّة التي سبقت مولد المسيح بآلاف السّنين.
لا بدّ من سفك دم!! ولكن ما هو حجم الذّبائح التي يقبلها الله لفداء البشر، كم مترًا مكعّبًا من الدّماء تكفي لغسل خطيئة الأكل من تفّاحة الجنّة، من يتبرّع ليكون فاديًا، وما نوع الذّبيحة المناسبة !؟، أيكون حيوانًا؟( )؛ لا يقدر حيوان على فداء إنسان لفرق القيمة، أو ملَكًا؟؛ الملائكة لم تشارك في الخطيئة وربّما لا تملك دمًا، أو إنسانًا؟، كلّ النّاس تدنّسوا بالخطيئة، ولا يصلح أن يكون فاديًا إلاّ طاهرٌ، أو إلها؟؛ أغلق بولس جميع منافذ الفداء إلاّ هذا المنفذ، فالفادي يجب أن يكون طاهرًا ولا طاهر إلاّ الله، إذن الفادي هو الله لا غيره ! !وكيف يكون الله فدية، هل ينتحر أو يزهق روحه أو يتركها تقتل على أيدٍ، أيًّا كانت، فيبقى العالم بدون إله!؟
دبّر الله حيلة التجسّد – وهو اختراع آخر لبولس – والتجسّد متاهة لا يُعرف لها مدخل من مخرج، سنحاول إلقاء بعض الضّوء عليها بعد قليل، وإن كان كلّ ضوء الدّنيا لا يقدر على إنارة ظلمتها، فقد خرج بولس بلازمة أنّ حلّ أزمة الخطيئة لا يتحقّق إلاّ أن يفدي اللّه بنفسه البشريّة، لأنّه طاهر من الخطيئة الأصليّة، و ذلك قادر على التجسّد، بأخذ جسم إنسان، حتّى ينوب عن الإنسان المخطئ، ومفاد "حيلة" التجسّد أنّ الله نزل من عليائه حاملاً معه صفات الألوهيّة، ثمّ دخل رحم العذراء مريم ومكث هناك تسعة أشهر كما يمكث أيّ جنين في بطن أمّه، ثمّ خرج إلى الوجود بالولادة عن الطّريق المعهود، فاختلط الإله المولود بدم الحيض والنّفاس، واستقبلته الأيدي ووضعته في القماط، وناولته أمّه ثديها ترضعه وتعطف عليه عطف الأمّ على ولدها.
لقد أصبح الإله إنسانًا وصار واحدًا منّا، فهو إله كامل وإنسان كامل، وتتّفق جميع الطّوائف النّصرانيّة على هذه العقيدة، وقد وردت في قانون الإيمان كالآتي: [.. الذي لأجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السّماء وتجسّد من الرّوح القدس ومن مريم العذراء، وتأنّس وصُلِب عنّا على عهد بيلاطس البنطي..].
وسنشفق على القارئ فلا ندخله في صراعات الطّوائف النّصرانيّة التي دارت حول طبيعة المولود، هل هو الأب أم ابنه أم الثّالوث؟، هل ولدت مريم الله أم المسيح؟ هل المولود هو اللاّهوت أم النّاسوت.. إلخ !؟
وسنشير إلى بعض ذلك فيما بعد، ولا ننصح أحدًا بالبحث فيها؛ لأنّه حينها تفنى الأعمار ولا يخرج المرء بنتيجة تذكر، اللهمّ إلاّ الشكّ والحيرة وربّما الإعاقة النّفسيّة والعقليّة والوقاية خير من العلاج فتنبّه !
كبُر المولود الذي دعي المسيح، وتقدّم في السنّ، وبدأ بدعوته بين اليهود في فلسطين، وكانت دعوته كلّها تنصبّ على عبادة الله وحده لا شريك له، والاستمساك بالتّوراة الموسويّة ، ولم يذكر المسيح في حياته نصًّا عن الخطيئة أو الكفّارة أو الصّلب أو الثّالوث، فتلك عقائد طبخها بولس والقساوسة بعد رفع المسيح .. واستمرّ المسيح يدعو إلى تطبيق شريعة العهد القديم، وكان هو نفسه يعمل بمقتضاها ويسير على هداها؛ قال المسيح: (لا تظنّوا أنّي جئت لأبطل الشّريعة وتعاليم الأنبياء، ما جئت لأبطل بل لأكمل)( )، لكن اليهود خافوا على مصالحهم ومكتسباتهم بعد أن هدّدهم المسيح وفضحهم على رؤوس الأشهاد، فتآمروا وخطّطوا فأُلقي القبض عليه، فحاكموه وأهانوه، ثمّ قدّموه إلى الصّليب فصلبوه – حسب الأناجيل – وبعدما صُلب زعم النّصارى أنّ صلبه كان تكفيرًا وفداء لخطيئة آدم و تخليصًا للبشريّة من اللّعنة التي أصابتها منذ فجر التّاريخ، ويجمــع النّصارى – على اختلاف مللهم ونحلهم – على أنّ المسيح صلب من أجل خطايا البشر بإرادته وطواعيته، وبموته رُفعت الخطيئة الأبديّة واسترجع الإنسان حرّيته، وغفرت لبني آدم جميع زلاّتهم وسيّئاتهم، واستحقّ المسيح أن يلقّب بالمخلّص لأنّه خلّص البشر من عبوديّة الشّيطان.
وأكثر الآيات الإنجيليّة التي تقرّر عقيدة الكفّارة والفداء توجد في الرّسائل الأربع عشرة لبولس، الذي كان متحمّسًا تحمّسًا مريبًا لهذه الفكرة، حتّى إنّه لم يكن مستعدًّا لقبول فكرة أخرى غيرها إلاّ تلك، يقول بولس (إنّي لم أعزم أن أعرف شيئًا بينكم إلاّ يسوع المسيح وإيّاه مصلوبًا)( )، ويقول بولس مروّجًا سلعة الفداء (المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب)( )، ولا أدري ما هي الكتب التي يقصدها بولس !؟، وللملاحظة فكثيرًا ما نجد في العهد الجديد إحالات مبهمة كهذه دون ذكر الكتب بأسمائها وأسفارها، لتعويم القارئ وإيهامه بصدق الإحالة دون إعطائه فرصة الاطّلاع عليها، وقد اكتشف العديد من الباحثين عدم صدق الكثير من تلك الإحالات فتنبّه، ويقول بولس: (الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا)( )، وجاء في رؤيا يوحنا (الذي أحبّنا وقد غسلنا من خطايانا بدمه)( ).
أمّا أشهر آية إنجيليّة في هذا الباب والتي يفتخر رعاة الكنائس بترديدها في كلّ صلاة وقدّاس فهي (هكذا أحبّ الله العالم حتّى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كلّ من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبديّة)( )، إنّ الكنيسة برجالها وأناجيلها تقرّر أنّ المسيح وُلد ليموت ونزل من السّماء ليُقتل، إنّه عطيّة الله للنّاس، لم يأت المسيح ليعيش بل جاء ليموت عن آخرين، أرسل الله المسيح ليغسل بدمه خطيئة آدم، وبذلك يمحو جميع الخطايا التي ورثناها بفعل الخطيئة الأصليّة، ويفهم من عقيدة النّصارى أنّ المسيح حضر إلى الأرض لأداء مهمّة "الانتحار" على يد اليهود والرّومان !
وقد يُصدّق بعض من لا يقرأ الأناجيل بتلك المسرحيّة المحبوكة، لكن من يتمعّن قليلاً في نصوص العهد الجديد يستغرب أشدّ الاستغراب من استماتة المسيح في الدّفاع عن نفسه، ورفضه للموت وحرصه على البقاء حيًّا، وليس من العجب أن نراه يقوم بجميع المحاولات للنّجاة بنفسه من أعدائه، لقد كان المسيح إنسانًا يحبّ الحياة، لقد جاء ليعيش، وهذا حقّه الطّبيعيّ، على الرّغم من المحاولات الفاشلة للأناجيل وشرّاحها الذين أرادوا إجبار المسيح على الموت رغم أنفه، ونرى أنّ رجال الكنيسة إذا أرادوا إقناع النّاس بقصّة الفداء يستدلّون بأقوال المسيح في التّنبّؤ بآلامه ومنها قوله (.. كيف هو مكتوب عن ابن الإنسان أن يتألّم كثيرًا ويُرذل)( ).
وقوله: (كذلك ابن الإنسان أيضًا سوف يتألّم منهم)( ) فهل هذه أدلّة يُركن إليها وأين الفداء و الخلاص و الصّلب من هذه الأقوال…؟، إنّ ما فعله المسيح بأقواله هذه هو تحضير أصحابه إلى الآلام التي يعانيها كلّ صاحب دعوة، فالطّريق وعرة ومحفوفة بالمخاطر، ومنهج الأنبياء مليء بالعقبات والأشواك، وقد أصابت تلك الاضطهادات المؤلمة الدّعاة إلى الله منذ فجر التّاريخ وما تزال، قال محمّد رسول الله : "الأنبياء أشدّ بلاء ثمّ الأمثل فالأمثل".
لكن البوْن شاسع بين أن يتعرّض الدّاعية لاضطهاد الكفّار والمجرمين وأن يستسلم للموت كالنّعجة طواعية وعن اختيار !وقد استبعد المسيح فكرة الموت الاختياري والفداء بلسان حاله ومقاله، ونستشفّ ذلك من عدّة آيات إنجيليّة: (أجابهم يسوع وقال تعليمي ليس لي بل للذي أرسلني .. أليس موسى قد أعطاكم النّاموس، وليس أحدٌ منكم يعمل بالنّاموس، لماذا تطلبون أن تقتلوني؟)( )، (أنا عالم أنّكم ذريّة إبراهيم، لكنّكم تطلبون أن تقتلوني، لأنّ كلامي لا موضع له فيكم.. لو كنتم أولاد إبراهيم لكنتم تعملون أعمال إبراهيم، ولكنكم الآن تطلبون أن تقتلوني وأنا إنسان قد حدّثكم بالحقّ الذي سمعه من الله، هذا لم يفعله إبراهيم)( )، حاول المسيح بهذه الكلمات العاطفيّة إقناع اليهود بأنّه نبيّ مرسل يتكلّم بالحقّ من عند الله، وأعلّمهم بأنّ أيّ مؤامرة لقتله ستكون ظلمًا وعدوانًا على الكتب السّماويّة وتعاليم الأنبياء، ثمّ عزف المسيح على وتر العاطفة حين ذكّرهم بإبراهيم، فقد كان اليهود يفتخرون به ويحبّون الانتساب إليه، محاولة منه لحماية نفسه من شرّهم، وجاء في الإنجيل: (.. وجاءوا إلى حافّة الجبل الذي كانت مدينتهم مبنية عليه حتّى يطرحوه أسفل، أمّا هو "المسيح" فجاز في وسطهم ومضى)( )، وفي مرّة أخرى (فلمّا خرج الفريسيّون تشاوروا عليه لكي يهلكوه، فعلم يسوع وانصرف من هناك)( )، ومرة ثالثة (فرفعوا حجارة ليرجموه أمّا يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مجتازًا في وسطهم ومضى)( )، (كان يسوع يتردّد بعد هذا في الجليل؛ لأنّه لم يرد أن يتردّد في اليهوديّة لأنّ اليهود كانوا يطلبون أن يقتلوه)( )، (فمن ذلك اليوم تشاوروا ليقتلوه، فلم يكن يسوع أيضًا يمشي بين اليهود علانية بل مضى من هناك إلى الكورة القريبة من البرّيّة)( ).
هل هذه تصرّفات من يريد الموت أو من جاء ليصلب لخلاص البشريّة!؟، لماذا المماطلة، لماذا التخفّي عن أعين اليهود والهرب من وجه الأعداء خوفًا من أذيّتهم، لقد حاولوا قتله كما نرى عدّة مرّات، وطلبوا إزهاق روحه في عدّة مناسبات، فلماذا لم يُسلّم نفسه لهم منذ البداية !؟ لماذا هذا التّأخير الذي يكلّف الإنسانيّة العناء الشّديد، لماذا أصرّ المسيح على إطالة معاناة البشريّة التي تنتظر فداءها بفارغ الصّبر، فهلاّ أسرع في إنقاذها بقوله لليهود: "من فضلكم خذوني وارجموني واصلبوني من أجلكم أيّها الخاطئون ثقيلو الأحمال !" لكن نرى المسيح في الإنجيل، من خلال تلك الآيات كأنّه يريد ترك الفداء البطوليّ إلى آخر الفيلم، وما فائدة فيلم يموت البطل في أوّله !، لقد أصرّ المسيح على اللّعب مع اليهود لعبة 'السّارق و الشّرطيّ' وتقاعس عن أداء واجبه الذي كلّف به !؟
سيجيب أيّ قسّ عن هذا المنطق بأنّ ساعة المسيح لم تكن قد حانت بعد، فعندما تأتي ساعته يسلّم نفسه لليهود والرّومان بكلّ هدوء وبرودة أعصاب وبلا خوف ولا وجل من رعب الصّلب وأفعى الموت !.. فهل حدث هذا، وهل جاءت تلك السّاعة!؟
رغم أنّ النّصارى يقولون بحدوث ذلك ومجيء تلك السّاعة، إلاّ أنّ روايات الأناجيل عن آخر ساعات المسيح على هذه الأرض تعصف بفكرة الفداء وتجعلها قاعًا صفصفًا، وتحكم على الكفّارة بالخرافة المحضة، وتعال – أيّها القارئ الموضوعيّ – نتابع سلوك رجل يريد أن يموت بكلّ قواه من أجل الآخرين في آخر لحظات حياته كما ترويها الأناجيل الأربعة.
عندما اقتربت ساعة القبض على المسيح قال لتلاميذه: (عندما أرسلتكم بلا مال ولا كيس ولا حذاء هل احتجتم إلى شيء؟ قالوا: لا، فقال لهم: أمّا الآن فمن عنده مال فليأخذه، أو كيس فليحمله، ومن لا سيف عنده فليبع ثوبه ويشتر سيفًا… فقالوا: يا ربّ معنا هنا سيفان، فأجابهم يكفي)( ).
يأمر المسيح تلاميذه بالتزوّد بالمال، وبيع ثيابهم لشراء السّيوف، فالمال قد يساعدهم في التسلّح والدّعم اللّوجيستي، وفعلاً امتلك التّلاميذ سيفين، ولو كان باستطاعتهم اقتناء أكثر من ذلك لفعلوا، ولو كان المسيح في عصرنا لأمر أتباعه بشراء القنابل والبنادق الرشّاشة… وما فائدة السّيوف يا ترى التي يأمر المسيح باقتنائها، هل هي سيوف للزّينة والدّيكور، أم كما يقول أحمد ديدات لنزع قشر الموز والبرتقال!!
السّيوف لم تصنع لذلك، فقد كانت الدّعوة لاقتنائها استنفارًا عامًّا قبل أن يداهم اليهود التّلاميذ، وقد ظنّ المسيح أنّ التّلاميذ الأحد عشر الأقوياء الأشاوس – مزوّدين بالسّيفين والعصيّ – قادرون على ردّ عدوان شرذمة من حرس اليهود، فلم يكن المسيح عالمًا بأنّ اليهود سيستعينون بجنود الرّومان.
وما يزال السّؤال مطروحًا، الذي يأتي حقًّا لتسليم نفسه للموت كالنّعجة المسالمة والخروف الوديع ماذا عساه أن يفعل بالسّيوف، أجيبوا أيّها القساوسة !؟.
(ثمّ جاء يسوع مع تلاميذه إلى موضع اسمه جتسماني فقال لهم: اقعدوا هنا حتّى أذهب وأصلّي هناك وأخذ معه بطرس وابني زبدي.. ثمّ قال لهم: انتظروا هنا واسهروا معي)( ).
يقول أحمد ديدات في تعليقه على هذه الآيات في كتابه (مسألة صلب المسيح بين الحقيقة والخيال): » ولستَ بحاجة إلى عبقريّة عسكريّة، لكي تدرك أنّ المسيح يوزّع قوّاته كأستاذ في فنّ التّكتيك… والسّؤال الذي يفرض نفسه على أيّ مفكّر هو لماذا ذهبوا جميعًا إلى ذلك البستان؟ ألكي يصلّوا؟ ألم يكونوا يستطيعون الصّلاة في تلك الحجرة( )؟ ألم يكونوا يستطيعون الذّهاب إلى هيكل سليمان، ولقد كان على مرمى حجر منهم وذلك لو كانت الصّلاة هي هدفهم؟ كلاّ ! لقد ذهبوا إلى البستان ليكونوا في موقف أفضل بالنّسبة لموضوع الدّفاع عن أنفسهم!. ولاحظ أيضًا أنّ المسيح لم يأخذ الثّمانية لكي يصلّوا معه إنّه يضعهم بطريقة استراتيجيّة في مدخل البستان، مدجّجين بالسّلاح كما يقتضي موقف الدّفاع والكفاح.. لقد وزّع ثمانية لدى مدخل البستان، والآن على أولئك الشّجعان الأشاوس الثّلاثة – مسلّحين بالسّيفين – أن يتربّصوا ويراقبوا ويقوموا بالحراسة!، الصّورة هكذا مفعمة بالحيويّة، إنّ يسوع لا يدع شيئًا نُعمل فيه خيالنا«.
ويستمرّ الإنجيل في سرده آخر تفاصيل حياة المسيح فيذكر عن ملابسات اعتقاله (وأخذ معه بطرس ويعقوب ويوحنّا، وبدأ يشعر بالرّهبة والكآبة، فقال لهم: نفسي حزينة حتّى الموت انتظروا هنا واسهروا! وابتعد قليلاً ووقع إلى الأرض يصلّي حتّى تعبر عنه ساعة الألم إن كان ممكنًا فقال أبي، يا أبي ! أنت قادر على كلّ شيء، فابعد عنّي هذه الكأس، ولكن لا كما أنا أريد بل كما أنت تريد)( )، ويقول متّى إنّ المسيح صلّى تلك الصّلاة المفعمة بالعواطف ثلاث مرّات، في حين يضيف لوقا بعض التّفاصيل الدراميّة في هذا المشهد؛ فيقول: (وابتعد عنهم مسافة رمية حجر ووقع على ركبتيه وصلّى فقال: يا أبي، إن شئت، فأبعد عنّي هذه الكأس !، ولكن لتكن إرادتك لا إرادتي، وظهر له ملاك من السّماء يقوّيه، ووقع في ضيق فأجهد نفسه في الصّلاة، وكان عرقه مثل قطرات دم تتساقط على الأرض)( ).
يا له من موقف تتقطّع له الأكباد حزنًا وضحكًا، لم أعد أفهم شيئًا، أين سيصنف نقّاد أفلام السّينما هذا المشهد، مع المشاهد الدّراميّة أم الكوميديّة!؟ فإنّ من المفترض أنّ المسيح ُقدّر له بقضاء الله قبل ميلاد آدم صاحب الخطيئة أن يموت من أجل البشريّة طواعية، وكان من المتّفق أن يتأنّس الله وينزل إلينا ويصبح واحدًا منّا ليُسلّم نفسه فيموت عنّا، لكنّ المسيح يفاجئ الجميع في هذه الآيات عندما يدعو الله أن يجيز عنه تلك الكأس، ويطمع أن يعفيه الله من تلك الآلام ومن تلك المهمّة، إن كان ممكنًا، لقد وقّع المسيح على صفقة إعدامه قبل آلاف السّنين، فلماذا يراوغ الآن ويحاول التهرّب من تنفيذ الصّفقة – طبعًا إن كان ممكنًا – هل أدرك المسيح أنّ هذه الصّفقة كانت خاسرة، أم أنّ الله جعله يوقّع على بياض ثمّ …؟ أم أنّ المسيح الذي وظّفه الله لتلك المهمّة الفدائيّة لم يكن مطّلعًا على تعليمات الوظيفة التي تقلّدها؟ فبماذا يمكن تفسير الحزن والكآبة والرهبة، وقطرات عرق كالدم، والبكاء، والصّلاة، والدّعاء بالنّجاة…؟
إنّ الأقنوم( ) الثّاني "المسيح" كان له رأي آخر مخالف لرأي الأقنوم الأوّل "الأب" في معالجة قضيّة الخطيئة، لكن يبدو أنّ الأقنوم الأوّل فرض رأيه ونفذ إرادته بلا مشاورة الأقنوم الثّاني، وأتساءل لماذا يكفِّر الله خطيئة البشر بتقديم غيره كفداء؟
إنّ المسيح كغيره من الأنبياء لم يكن يؤمن بعقيدة الخطيئة، ولا بحاجة البشريّة لتكفيرها، فقد رفض بتصرّفاته الفداء، فلماذا يجبره الله على فعل شيء لا يريده؟ لماذا لم يقدّم الأب حينها نفسه للفداء بدل ابنه؟ فما ذنب المسيح حتّى يقاسي كلّ تلك الآلام وهو يصرخ ويصيح ويتألّم؟ في حين أنّ آدم الذي أكل من الشّجرة يتنعّم في الجنّة بعد رفع الخطيئة عنه.
نعود مرّة أخرى للسّاعات الأخيرة للمسيح على الأرض، لقد صوّرت الأناجيل المسيح المخلّص بصفات مزرية، وهي لا تشرّفه، بل هي عارٌ وعيب في حقّ المجاهدين والأبطال، الذين يصلّون ويدعون الله أن ينالوا الشّهادة في سبيله، وكم من مسلم يتمنّى الشّهادة، وعندما يلقاها يحسده عليها المخلصون من أصحابه ويتمنّون لو كانوا مكانه، أمّا المسيح هنا فهو يبكي كالمرأة الضّعيفة، ويدعو ويصلّي حتّى ينقذه الله من أيدي اليهود، أي منطق هذا؟ لماذا يصرّ الله على تعذيب المسيح بتخويفه وإرهابه، ألا يقدر الله على إرسال رجل !؟ ألم يكن قادرًا على فداء النّاس بفاد أكثر عزيمة وأقوى شكيمة بدل هذا الجبان البكّاء( ).
ويعلّق أحمد ديدات على هذا الوضع المؤسف للمسيح إزاء الكفّارة في الكتاب السّابق تحت عنوان "مضحٍّ على الرّغم منه ": » لو كانت تلك هي خطّة الله في التّكفير عن خطايا البشر "موت المسيح" فإنّ الله – وحاشا لله – يكون – وفق النّصارى – قد تنكب الصّواب، إنّ الممثّل الشّخصيّ للّه كان حريصًا على ألاّ يموت، فهو يصرخ ! يتباكى ! يعرق !يجأر بالشّكوى !على النّقيض من أشخاص مثل القائد الإنجليزيّ لورد نلسون، بطل الحرب الذي قال لشبح الموت – فيما يروي -: "شكرًا لله، لقد أديّت واجبي" .. لقد كان يسوع – كما يصوّره النّصارى – ضحيّة راغبة عن التّضحية، ولو كانت تلك هي خطة الله أو مشيئته من أجل الخلاص، فإنّها إذن خطّة أو مشيئة لا قلب لها، كانت عمليّة اغتيال بالدّرجة الأولى، ولم تكن خلاصًا قائمًا على أساس من تضحية تطوّعيّة«.
ومن محاولات المسيح كذلك للنّجاة من الموت أنّه حاول الهرب من أيدي أعدائه، ومغادرة المكان الذي حاصره فيه اليهود ليلة القبض عليه إذ يذكر عن المسيح قوله: ( قوموا ننصرف اقترب الذي يسلّمني)( ).
ولمّا رأى المسيح أنّ قوى اليهود كانت أكبر ممّا توقّع أعرض عن فكرة المقاومة، وطلب من تلاميذه مغادرة المكان، لكنّ اليهود باغتوهم في آخر لحظة، وحدثت مناوشات (وكان سمعان بطرس يحمل سيفًا، فاستلّه وضرب خادم رئيس الكهنة فقطع أذنه اليمنى …)( )، والسّؤال المطروح لماذا أحضر المسيح معه تلاميذه الأحد عشر إلى البستان فلقد كان عازمًا على الاستسلام، فلماذا لم يذهب وحده !! ؟
نعود إلى صراخ المسيح في تلك اللّيلة الرّهيبة، وإلى تضرّعاته وصلواته حتّى يصرف الله عنه تلك السّاعة العصيبة، يقول لوقا على لسان المسيح: (قال يا أبي، إن شئت فأبعد عنّي هذه الكأس! ولكن لتكن إرادتك لا إرادتي، وظهر له ملاك من السّماء يقوّيه)( )، فما هو دور هذا الملاك الذي ظهر فجأة ليقوّي المسيح، وبماذا يقوّيه ولماذا؟، هل يحتاج الإله المتجسّد إلى دعم من ملاك مخلوق، أم أنّ هذا الملاك جاء لإقناع المسيح بنبل عمله البطوليّ، وتذكيره بواجبه!؟
نحن لا نفهم هذه الآية بهذه الطّريقة، لقد كان المسيح نبيًّا من الأنبياء، دعا الله في حالة الشدّة، فأرسل الله إليه ملاكًا يرشده إلى الصّبر ويعدّه بالنّصر، ويبشّره بالنّجاة من الموت، وقد نجّاه لتقواه ولكونه من عباد الله الصّالحين؛ قال تعالى: كتب الله لأغلبنّ أنا ورسلي إنّ الله قويّ عزيز المجادلة 21، وجاء هذا المعنى بشكل واضح في رسالة بولس للعبرانيّين، الذي ذكر أنّ الله سمع للمسيح دعاءه وأنقذه في ساعة المحنة لتقواه، قال بولس: (وهو الذي في أيّام حياته البشريّة رفع الصّلوات والتضرّعات بصراخ شديد، ودموع إلى الله القادر أن يخلّصه من الموت، فاستجاب له لتقواه)( )، وهذا دليل آخر على نجاة المسيح من الصّلب، وأنّه لم يأت للانتحار بسبب تفّاحة أكلت قبل آلاف السّنين، قال الله تعالى وقولهم إنّا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبّه لهم، وإنّ الذين اختلفوا فيه لفي شكّ منه، ما لهم به من علم إلاّ إتباع الظنّ وما قتلوه يقينًا، بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزًا حكيمًا النّساء 157 – 158.
ورنّم داود في المزامير: ( الآن عرفت أنّ الربّ مخلص مسيحه يستجيب له من سماء قدسه بجبروته خلاص يمينه )( ).
وبعد اعتقال المسيح، قُدّم للمحاكمة في عدّة مجالس عند اليهود والرّومان، ويتناقض روّاة الأناجيل الأربعة تناقضًا خطيرًا في وصف المحاكمات، فبينما يعمل متّى على إبراز المسيح في تلك المحاكمات كنعجة مستسلمة، وخروف وديع، لا يدافع عن نفسه، ولا يُعارض أعداءه اليهود فيما ينسبونه إليه من زوّر و بهتان، ولا ينبس ببنت شفة، حين يُضرب ويُجلد، ويصدر عليه حكم الإعدام، استنادًا لبشارة إشعياء (و لم يفتح فاه كشاة تساق إلى الذّبح وكنعجة صامتة أمام جازريها فلم يفتح فاه)( )، قال متّى: (وكان رؤساء الكهنة والشّيوخ يتّهمونه، فلا يجيب بشيء، فقال بيلاطس أما تسمع ما يشهدون به عليك؟ فما أجابه يسوع عن شيء، حتّى تعجّب الحاكم كثيرًا)( ).
ويفاجئنا مرقس ولوقا ويوحنّا برواية تفاصيل أخرى، مخالفة لرواية متّى، فجعلوا المسيح يدافع عن نفسه ببراعة فائقة؛ قال مرقس: (فقام رئيس الكهنة في وسط المجلس وسأل يسوع: أما تجيب بشيء؟ ما هذا الذي يشهدون به عليك؟ فظلّ ساكتًا لا يقول كلمة، فسأله رئيس الكهنة أيضًا، وقال له أأنت المسيح ابن المبارك؟، فقال يسوع أنا هو، وسوف تبصرون ابن الإنسان جالسًا عن يمين القوّة وآتيا في سحاب السّماء)( )، وقال لوقا عن أحداث المحاكمة: (وقالوا له إن كنت المسيح، فقل لنا، فأجابهم إن قلت لكم لا تصدّقون، وإن سألتكم لا تجيبون ولا تخلون سبيلي، لكنّ ابن الإنسان سيجلس بعد اليوم عن يمين الله، فقالوا كلّهم أأنت ابن الله !؟ فأجابهم: أنتم تقولون إنّي أنا هو، فقالوا أنحتاج بعد إلى شهود؟ ونحن بأنفسنا سمعنا كلامه من فمه)( ).
فاليهود يرفضون الحقّ مهما كان جواب المسيح، لذا لا فائدة من أن يجيب المسيح الذي يعرف موقف اليهود منه مسبقًا، ولم يخف اعتقاده بتعصّبهم ضدّه وحرصهم على إيذائه، أمّا يوحنّا فهو يقدّم تفاصيل أكثر إثارة في دفاع المسيح عن نفسه في أثناء المحاكمات، ويستحقّ المسيح أن يصنّف في سلك المحامين البارزين لو كان في عصرنا.
وتأمّل معي هذا النصّ بكامله: (وسأل رئيس الكهنة يسوع عن تلاميذه وتعليمه، فأجابه يسوع: كلمتُ الناس علانية وعلّمت دائمًا في المجامع وفي الهيكل حيث يجتمع اليهود كلّهم، وما قلت شيئًا واحدًا في الخفية، فلماذا تسألني؟ إسأل الذين سمعوني عمّا كلّمتهم به، فهم يعرفون ما قلت، فلما قال يسوع هذا الكلام، لطمه واحدٌ من الحرس كان بجانبه وقال له: أهكذا تجيب رئيس الكهنة؟ فأجابه يسوع: إن كنتُ أخطأت في الكلام، فقل لي أين الخطأ؟ وإن كنت أصبت، فلماذا تضربني ؟)( ).
لقد فتح المسيح فاه مرات ومرات ودافع عن نفسه بجدارة فبطلت نبوة اشعياء وبطل استشهاد متى بها.
إنّ دفاع المسيح عن نفسه في هذا النصّ يعصف بادّعاءات متّى وإشعياء، فيما إذا كان المسيح فتح فاه أو لا، ودافع عن نفسه أم بقي ساكتًا !، ألم يطّلع متّى على تلك الكلمات، أم أنّها وردت من المسيح كتابيًّا، وليس شفهيًّا ليقال إنّه لم يفتح فاه !؟
ولنتأمّل حجج المسيح في دفاعه عن نفسه، إنّه يخبر رئيس الكهنة بأنّه ليس عنده ما يخيفه، لأنّ دعوته واضحة ومعلنة، فهو يدعو النّاس للعمل بالنّاموس وعبادة الله لا شريك له، فأيّ محاولة لإيذائه ستكون بلا ريب محاربة للدّين وعدوانًا على الله، وعندما لطمه ذلك الجنديّ دافع المسيح عن ذاته ورفض أن يُضرب من غير ذنب، وإذا كان المسيح يعلم أنّه سيموت ويعدم، فما فائدة العناء في الردّ على لطمة جنديّ؟.
إنّ المسيح رجل يحبّ الحياة، كما نحبّها، وتأخذه الغيرة على نفسه ويتأثّر نفسيًّا ووجدانيًّا للطمة فضلاً عن صلب وإعدام، ولا غرابة في ذلك لمن علم أنّ المسيح رجل أرسله الله لهداية البشريّة يصيبه ما يصيب النّاس، ويتألّم كما يتألّم النّاس، وليس إلهًا يتلقّى اللكلمات واللّطمات من جنديّ حقير.
وفي مشهد آخر داخل محكمة أخرى لدى بيلاطس، فتح المسيح فاه مرّات ومرّات مدافعًا عن حقّه في الحياة، واعتبر نفسه بريئًا من كلّ تهمة ألصقت به (فعاد بيلاطس إلى قصر الحاكم ودعا يسوع وقال له: أأنت ملك اليهود؟ فأجابه يسوع: هذا من عندك، أم قاله لك آخرون، فقال بيلاطس: أيهوديّ أنا !؟ شعبك ورؤساء الكهنة أسلموك إليّ فماذا فعلت؟ أجابه يسوع ما مملكتي من هذا العالم، لو كانت مملكتي من هذا العالم، لدافع عنّي أتباعي حتّى لا أسلَّم إلى اليهود، لا، ما مملكتي من هنا، فقال بيلاطس: أملِك أنت، إذن؟ أجابه يسوع: أنت تقول إنّي ملك، أنا وُلدت وجئت إلى العالم حتّى أشهد للحقّ، فمن كان من أبناء الحقّ يستمع إلى صوتي، فقال له بيلاطس: ما هو الحقّ؟، قال هذا وخرج ثانية إلى اليهود وقال لهم: لا أجد سببًا للحكم عليه)( ).
وعلى الرّغم أنّ اليهود ورؤساءهم اتّهموا المسيح بتهم سياسيّة باطلة وأحضروا شهود زور، وأوغروا صدر بيلاطس عليه، وورّطوه بتهم تتعلّق بأمن الدّولة، مثل ادّعائه الملك على اليهود، ومحاولته التمرّد على السّلطة الرّومانيّة، والثّورة على الأوضاع في فلسطين، وهي تُهم يعاقب بها السّلاطين والملوك عادة بالإعدام أو السّجن المؤبّد على الأقلّ، إلاّ أنّنا نرى بيلاطس ينصت إلى دفاع المتّهم، وينظر في حججه فيقتنع مرّة بعد مرّة ببراءته، حتّى إنّه رفض بشدّة صلب المسيح (ها أنا أخرجه إليكم لتعرفوا أنّي ما وجدت شيئًا للحكم عليه)( )، وإضافة إلى تلك التّهم الخطيرة زادوا عليها تهمًا دينيّة كادّعاء المسيح الألوهيّة أو بنوّة الله، أو التّجديف على الله .. إلخ، ولكنّ المسيح أقنع بيلاطس مرّة تلو أخرى ببراءته من تلك الاتّهامات الملفّقة، فقال بيلاطس: (أي شرّ فعل هذا الرّجل لا أجد عليه ما يستوجب الموت فسأجلده وأخلي سبيله)( )، لكنّ اليهود رفضوا، وأبوا إلاّ أن يصلب (فلمّا رأى بيلاطس أنّه ما استفاد شيئًا، بل اشتدّ الاضطراب أخذ ماءً و غسل يديه أمام الجموع وقال: أنا بريء من دم هذا الرّجل الصّالح !دبّروا أنتم أمره)( ).
لو كان المسيح ساكنًا صامتًا مغلق الفم، فهل تراه يقنع سكوته بيلاطس! لقد دافع المسيح عن نفسه وردّ التّهم جميعها، ممّا جعل بيلاطس يقتنع تمام الاقتناع بصلاحه، وكونه ضحيّة لليهود، فحاول إنقاذه عدّة مرّات، ولو كان المسيح يريد حقيقة الموت على يد بيلاطس بإيعاز من اليهود، فلماذا لم يسكت في تلك المحاكمات، ولماذا يدافع ويتكلّم، ولماذا لم يقرّ بالتّهم فيريح ويستريح!؟
لماذا لم يقلها مدويّة لبيلاطس، 'نعم أنا ملك اليهود جئت لأخلّص الشّعب الإسرائيليّ من اضطهاد الرّومان، نحن لا نريدكم في بلادنا، عودوا من حيث جئتم أيّها الرّومان الكفّار المستعمرون'، فحينها سيأمر بيلاطس بإحضار المقصلة ليرى رأس المسيح يطير في الهواء بلا انتظار ولا تضييع وقت، لكنّ المسيح أخفى تلك التّهم، التي كان بعضها صحيحًا – في زعم الأناجيل –( ) ويستمرّ في إصراره على لعب لعبة "السّارق والشّرطيّ ".
لقد بدأت أشعر أنّ الحديث عن الكفّارة طال عمّا توقّعته وما يزال في جعبتي الكثير، لكن سأعمل على اختصار ما تبقّى، وأنتقل مباشرة إلى يوم "الجمعة الحزين"، وإلى المسيح وهو على الصّليب، في تلك اللّحظات المثيرة، في آخر السّاعات بل الدّقائق بل الثّواني يتلفّظ المسيح بكلمات قليلة أثبت فيها أنّه ضحيّة مؤامرة شارك فيها الثّالوث 'الله واليهود والرّومان' وليس للمسيح فيها ناقة ولا جمل.
كلمات عصفت بالخطيئة والكفّارة والفداء والتجسّد.
كلمات كشفت أدران القساوسة.
كلمات فضحت تعاليم الإنجيل والكنيسة.
فما هي تلك الكلمات؟
قال متّى: (وعند الظّهر خيّم على الأرض كلّها ظلام حتّى السّاعة الثّالثة، ونحو السّاعة الثّالثة صرخ يسوع بصوت عظيم: إيلي، إيلي لماذا شبقتني؟ أي إلهي، إلهي لماذا تركتني؟)( )، في حزن وكآبة وضجر يصرخ المسيح بصوت عظيم قائلاً لماذا تركتني !؟
إلهي لماذا تركتني أموت !؟
لماذا تركتني أقتل على يد اليهود، أنا الذي لم أعمل خطيئة !؟
لماذا تركتني لهذا المصير، وتلك النّهاية!؟
لماذا تركتني وحدي أتعذّب وأتألّم، أنا الذي مجّدتك !؟
لماذا تركتني، أنا ابنك الوحيد، فأين رحمتك بابنك !؟
لماذا تركتني أصلب بغير ذنب ارتكبته !؟
لماذا تركتني أُقتل، لا أريد أن أموت من أجل أحد ولا كفّارةً
عن أحد.
أريد أن أعيش، أريد أن أعيش …
"إلهي لماذا تركتني" كلمات تتحدّث بنفسها عن نفسها لتخبرنا بأنّ "صلب المسيح كفّارة عن خطيئة البشريّة" أكبر أكذوبة في التّاريخ، وأخطر خرافة أضلّت الملايين من البشر بدل إنقاذهم من الشرّ.
(وعند الظّهر خيّم على الأرض كلّها ظلام حتّى السّاعة الثّالثة)( )، ثمّ (انشق حجاب الهيكل شطرين من أعلى إلى أسفل، وتزلزلت الأرض وتشقّقت الصّخور وانفتحت القبور، فقامت أجساد كثير من القدّيسين الرّاقدين، وبعد قيامة يسوع، خرجوا من القبور ودخلوا إلى المدينة المقدّسة وظهروا لكثير من النّاس)( )، لقد ختمت الظّلمة وانشقاق الهيكل والزّلزال… مشهد الصّلب وكأنّ هذه الأحداث المريعة جاءت لتعبّر عن فرحة وسرور ورضى الله بموت ابنه الوحيد، وتُعدّ الفرحة الغامرة بالزّلازل والظّلمة وانشقاق الصّخور، بدل تفتح الورود وزقزقة العصافير، ونسيم فجر جديد .. سابقة في عالم السّرور والرّضى! و راح التّلاميذ والنّساء يعبّرون عن فرحتهم بإنقاذ البشريّة بتلك السّابقة على غرار فرحة ربّهم ! يقول الكتاب المقدّس: (وتبعه جمهور كبير من الشّعب ومن نساء كنّ يلطمن صدورهنّ وينحن عليه)( )، (وبعدما قام يسوع في صباح الأحد، ظهر أوّلاً لمريم المجدليّة( ) التي أخرج منها سبعة شياطين، فذهبت وأخبرت تلاميذه وكانوا ينوحون ويبكون)( )، ويبدو أنّ النّساء والتّلاميذ لم يكونوا قد علموا بضرورة موت المسيح، وقتل المسيح على يد الرّومان بإيعاز من اليهود، هؤلاء الذين يحار المرء أين يضعهم، في زمرة القتلة والمجرمين والكفّار الطّالحين، لصلبهم المسيح ظلمًا وعدوانًا أم في زمرة المتّقين الصّالحين لتنفيذهم أمر الله ومراده !
لقد يسّر اليهود خلاص العالم ونفّذوا خطّة الله الأزليّة في صلب المسيح، فهل يا ترى كان الله راضيًا عنهم أم ناقمًا؟ لا شكّ أنّه لا بدّ من تقديم الشّكر لهم على هذه الخدمة الجليلة التي أسدوها للإنسانيّة، لكنّ النّصارى ينسون هذا الجميل ويُصرّون على لعن اليهود وتحميلهم جريمة اغتيال المسيح !؟
عجبًا للمسيح بين النّصارى
أسلموه إلى اليهود وقالوا
فإذا كان ما يقولون حقًّا
حين خلى ابنه رهين الأعادي
فلئن كان راضيًا بأذاهم
وإذا كان ساخطًا فاتركوه
وإلى أيّ والد نسبوه
إنّهم بعد قتله صلبوه
فسلوهم أين كان أبوه ؟
أتراهم أرضوه، أم أغضبوه !
فاشكروهم لأجل ما فعلوه
واعبدوهم لأنّهم غلبوه
أمّا نصوص الإنجيل فهي تنطق بالحقد والضّغينة واللّعنة على أولئك الذين أسلموا المسيح للموت؛ يقول المسيح: (ويل لذلك الرّجل الذي به يُسلم ابن الإنسان، كان خيرًا له لو لم يولد)( ).
أيّها المسيح أتدري أنّه لو لم يولد يهوذا الإسخريوطي الذي أسلمك لليهود من أجل ثلاثين من الفضّة، فمن يسلمك إذن للموت عنّا وعن خطايانا؟، أيّها المسيح أتدري ما معنى قولك عن يهوذا "الويل له"؟، لقد سهّل وصولك للصّليب لفدائنا، ألم يكن من المناسب شكره لفضله علينا؟ فإذا كان الخير ليهوذا ألاّ يولد، أليس من الخير أن يسلمك من أجلنا، فأيّ خير أفضل من الثّاني ! !؟، لماذا تحمل – أيّها المسيح – يهوذا الإسخريوطي كلّ هذا الوزر وهو "أداة خلاصنا"، هل يعقل أن يلعن المريض الدّواء المرّ، ويقول خيرًا له لو لم يخترع !؟، ثمّ ما معنى قولك لبيلاطس: (أمّا الذي أسلمني إليك فخطيئته أعظم من خطيئتك) ؟( ).
لم أعد – أيّها المسيح – أفهمك، فمرّة تريد أن تموت من أجلنا ثمّ تخطئ من يعين على موتك لأجلنا، كيف أوفّق بين الأمرين، رويدًا ارفق بعقلي، الذي يلهث وراء تساؤلاتي العديدة ولا يكاد يدركها.
أيّها المسيح، ألم يكن الله قادرًا على صلبك دون توريط اليهود والرّومان ويهوذا الإسخريوطي، الذي تلقّى العقاب بدل الإحسان من جانبك؛ إذ (إنّه وقع على رأسه وانشقّ من وسطه واندلقت أمعاؤه كلّها…)( )*.
لقد كلَّ عقلي عن مجاراة البحث في متاهات الكفّارة والفداء، وبدأت أشعر أنّ الموضوع يحتاج إلى مجلّد أو أكثر، وأعمل على اختصار بعض ما تبقّى من الملاحظات وليس كلّها.
إنّ الله تجسّد في المسيح، فأصبح المسيح أقنومًا من الأقانيم الثّلاثة التي تُدعى الثّالوث، وإن المسيح إله كامل وإنسان كامل… فعلى أيّ أقنوم من الثّالوث وقع الصّلب: على الأب، أم الابن أم الرّوح القدس!؟ سيقول النّصارى: إنّ الصّلب وقع على الأقنوم الثّاني وهو المسيح ابن الله، لكن الابن "المسيح" جزء من الثّالوث الذي لا ينفصل عن الأقنومين الآخرين، وبموت الأقنوم الثّاني يموت الجميع، أي يموت الثّالوث كلّه، وسيقول بعض النّصارى أنّ للمسيح طبيعتين لاهوتيّة وناسوتيّة، والصّلب وقع على الجانب النّاسوتيّ، وهذا الذي أريد الوصول إليه.
ما معنى الجانب النّاسوتيّ؟ فالمسيح كان إلهًا تامًّا وإنسانًا تامًّا، والصّلب وقع على المسيح باعتباره إنسانًا تامًّا، وكان من المفترض، حتّى لا ننسى، أن يكون الفادي إلهًا طاهرًا من الخطيئة الأصليّة، لكنّ الله فشل عندما صلب ناسوت المسيح "الإنسان التّامّ والكامل "، ويكمن وجه الفشل في كون هذا الإنسان مدنّسًا بالخطيئة؛ لأنّها انتقلت إليه من أمّه مريم، فيكون بذلك قد مات إنسان من أجل إنسان وهذا مرفوض، ولم يكن هناك داع للتجسّد فقتلت المسألة نفسها بنفسها، ونستنتج أنّ خطايانا للأسف لم ترفع، واللعنة باقية في أعناقنا، لأنّ الذي مات من أجلنا كان مخطئًا حسب الجسد مثلنا، وكنّا نأمل بموت الله الطّاهر، وليس الجسد، ناموس الله، الإنسان التّامّ المدنّس بالخطيئة كبقيّة أبناء جنسه، مما يعني أن المسيح مات عبثا.
ويقول بعضهم إنّ الله طهّر مريم من الخطيئة الأصليّة قبل إرسال المسيح إلى رحمها ! ولا دليل على هذا التّطهير، ثمّ لو كان الله قادرًا على تطهير بعض خلقه كما فعل مع مريم، بلا كفّارة ولا صلب ولا دم، فلماذا لم يفعل ذلك مع بقيّة البشريّة!؟
ونصيحتي لقساوسة النّصارى أن يعترفوا بأخطائهم، ويُذعنوا للحقّ بدل أن يتخبّطوا في الدّفاع والردّ بأيّ كلام، ممّا يجعل دفاعاتهم وردودهم تنقلب عليهم، وتكون حجّة أخرى على ضلالهم وتهرّبهم من سلطان العقل وقانون المنطق.
- أين ذهب المسيح بعدما صُلب؟
يجيبنا الإنجيل بجواب مذهل ومحيّر يدلّ على خبث بولس والمحرّفين لكلمة الله، يقول بولس: (المسيح افتدانا من لعنة النّاموس، إذ صار لعنة لأجلنا لأنّه مكتوب ملعون كلّ من عُلّق على خشبة)( ).
قال القسّ جواد بن ساباط: »كما أنّ المسيح مات لأجلنا ودفن، فلا بدّ أن يعتقد أنّه دخل جهنّم«، وزاد الرّاهب فيلبس كودانوس: »يسوع الذي تألّم لخلاصنا و هبط إلى الجحيم ثمّ في اليوم الثّالث قام من بين الأموات«.
ويذكر القساوسة استنادًا لرسالة بطرس في قوله: (الذي فيه أيضًا ذهب ليكرّز للأرواح التي في السّجن)( )، أنّ المسيح مكث في جهنّم ثلاثة أيّام، استغلّ فيها فرصة وجوده هناك ليدعو الذين ماتوا ودخلوا جهنّم ولم يكونوا قد آمنوا به ! !
ويقول القدّيس كريستوم: »لا ينكر نزول المسيح إلى الجحيم إلاّ الكافر«، فهل وصلت الجرأة بالنّصارى أن يؤمنوا بلعن المسيح "ربّهم ومخلصهم"، وإدخاله جهنّم إلى جوار فرعون والكفّار الآخرين!؟ نحن لا نؤمن بذلك، لأنّ المسيح من الصّالحين الذين وعدهم الله بالجنّة، وإذا كان الفادي المخلص ملعونًا فليت شعري كيف يقدر ملعون أن يفدي غيره من الملاعين !؟، وببساطة فإن بولس في هذه الآية يقول صراحة إنّ الله ملعون.
- من العادة أنّنا نقول عن الكريم إنّه كريم إذا قدّم أمواله وخدماته وضيافته للنّاس بمحض إرادته وعن طواعية، أمّا إذا أُخذ المال منه بالقوّة فهل يقال عنه كريم!؟ كذلك حتّى يقال عن صلب المسيح إنّه كان تضحية فلا بدّ أن يكون في موضع قوّة، لا أن يُجبر على التّضحيّة وهو راغب عنها؛ جاء في الإنجيل (لأنّه وإن كان صلب المسيح عن ضعف …)( )، فالذي يصلب عن ضعف أيحقّ أن يقال عنه بذل، وأعطى، وضحّى، لقد صلب المسيح وفق هذا النصّ الإنجيليّ حين ضعفه، رغم أنفه، فكيف يمكن التّوفيق بين الصّلب فداء والصّلب قسرًا !؟
- إذا كان الله يريد أن يخلّص البشريّة بكفّارة، فلماذا لم يبذل نفسه فدية، بتقديم الأقنوم الأوّل "الأب" إلى الصّلب بدلاً من إجبار الأقنوم الثّاني "الابن" على تلك الكفّارة التي رفضها، لقد كانت قضيّة الكفّارة محلّ اختلاف بين الأقنوم الأوّل والثاني، ممّا جعل الثّالوث في حيرة من أمره، فالأقنوم الأوّل "الأب" قاتل والأقنوم الثّاني "الابن" ضحيّة والأقنوم الثّالث "الرّوح القدس" أطرش في الزفّة !( ).
- إنّ المدّة الزّمنيّة بين آدم والمسيح ليست بالقصيرة، وقد عاش خلالها ملايين البشر على أقلّ تقدير، فأين كانت رحمة الله خلال تلك المرحلة الطّويلة، لماذا تركهم بلا فداء ولا خلاص، هل كانت هذه الفترة فترة حيرة بين العدل والرّحمة عند الله أم فترة تفكير في إيجاد مخرج للأزمة بينه وبين الإنسان!؟
- لقد رفع المسيح الخطيئة الحقيرة "الأكل من الشّجرة" فكيف بالأخطاء الأخطر والأعظم: كالإلحاد وسبّ الإله، والإشراك به وعدم التّصديق بوجوده، وقتل ابن الله… كيف تكفّر خطايا الزّندقة والهرطقة، وهي كما ترى أعظم بكثير من أكل ثمرة من شجرة ممنوعة، كيف تكفّر خطايا الزنا، والشّذوذ والاغتصاب والقتل والاختلاس والاستعمار والإمبريالية والعنصريّة، التي يضرب نصارى الغرب بها الرّقم القياسيّ !؟
- إذا كانت هذه الخطايا كلّها قد غفرت بموت المسيح على الصّليب فما فائدة المعموديّة، وسرّ الاعتراف للقسّ بالآثام والأخطاء، وما فائدة صلاة النّصارى إلى اليوم في كلّ مجلس " أبانا الذي في السّماء … اغفر لنا ذنوبنا " ؟.
- ألم يكن من الأفضل والأعقل والأقرب إلى الأفهام أن يقول الله – والله محبّة – إلى عباده: اذهبوا فقد غفرت لكم على نحو ما جاء في القرآن: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إنّ الله يغفر الذّنوب جميعًا إنّه هو الغفور الرّحيم الزّمر 53.
لقد رفع الله – بزعم النّصارى – الخطيئة عن البشريّة بصلب المسيح، والحقّ أنّه أوقعها في خطيئة أعظم، فالدّعوة للإيمان بالخطيئة الأصليّة، خطيئة في حدّ ذاتها لا تقلّ ضررًا عن سابقتها، وجعل الإيمان بموت المسيح أو الله أو أحد أجزائه، كفّارة عن تلك الخطيئة الأسطوريّة، خطيئة أخرى تحتاج إلى كفّارة أعظم!!.
التّثـليــــــث
رغبة في الاختصار ونفورًا من التّطويل لم أشأ الدّخول في متاهات شديدة الوعورة والظّلمة ترتبط بموضوع التّثليث، ومن تلك المتاهات ألوهيّة المسيح وبنوّته، وطبيعة الله اللاّهوتيّة والنّاسوتيّة .. إلخ، رغم أهمّيّة تلك المواضيع وعلاقتها الوطيدة بعقيدة التّثليث، وعدم رغبتي في دخول تلك المتاهات هو لشعوري أنّ البحث حينها سيطول جدًّا، وسيتشعّب ممّا يخرجه عن الهدف من وضعه؛ ذلك أنّ الهدف من كتابي ليس أن يصنّف ضمن الدّراسات العلميّة المتقدّمة، فيكون في متناول الباحثين المتخصّصين فقط، وإنّما الغاية منه أن يكون رسالة إعلاميّة سريعة يصل إليها النّصرانيّ العاديّ، ورجل الشّارع، دون أن يثقل كاهله كتابي إضافة إلى مشاغله اليوميّة، ومن ثمّ فضّلت التّعبير عن مناقضة التّثليث للعقل ومصادمته لكلّ منطق وعلم وتفكير بشريّ ببعض هذه الخواطر، وأعترف للقارئ أنّي وجدت صعوبة بالغة في اختياري النّقطة التي أنطلق منها في حديثي عن التّثليث، فمن أين أبدأ؟
التّثليث أهمّ اعتقاد يؤمن به النّصارى، فلا خلاص ولا غفران ولا دخول للجنّة إلاّ بالإيمان بأنّ الله هو ثلاثة أقانيم: الأب، الابن، الرّوح القدس، وهؤلاء الثّلاثة – في نظر النّصارى – ليسوا ثلاثة بل هم واحد، فالأب إله تامّ، والابن إله تامّ، و الرّوح القدس إله تامّ، لكنّ هؤلاء الآلهة التّامين ليسوا ثلاثة آلهة بل هم إله واحد تامّ!!
أنا أعلم أنّك – أيّها القارئ – لا تفهم شيئًا ممّا أقوله، لكن اعذرني فهذا قول القساوسة، هم ثلاثة آلهة… لكن يستدركون فيقولون لكنّهم واحد، وهو إله واحد، لكن يستدركون فيقولون لكنّهم ثلاثة آلهة، ثلاثة في الواحد وواحد في الثّلاثة!
وإذا كان من واجبي كباحث في هذا الموضوع أن أشرح لك هذا الكلام، فأعتذر إليك مسبقًا بقولي: "إنّ فاقد الشّيء لا يعطيه"؛ لأنّي كسائر علماء اللاّهوت ورجال الدّين والفلاسفة والمفكّرين لم أصل لغاية السّاعة لشرح أو فهم لذلك الكلام !
والتّثليث عند المسلمين كفر بالله لقد كفر الذين قالوا إنّ الله ثالث ثلاثة وما من إله إلاّ إله واحد وإن لم ينتهوا عمّا يقولون ليمسّنّ الذين كفروا منهم عذاب أليم المائدة 73.
وهي عند الفلاسفة والمفكّرين أكبر خرافة في هذا الكون، جاء في مجلّة التّايم عدد 4 سنة 1966، ص 57، "إنّ الكتاب المقدّس – بما فيه من خطيئة وكفّارة وتثليث – هو أكبر مجموعة من الخرافات في تاريخ الحضارة الغربيّة ".
وهي عند المؤرّخين وعلماء مقارنة الأديان حلقة من حلقات الوثنيّة التي بدأت منذ فجر التّاريخ.
أمّا عند القساوسة والكنيسة فهي سرّ ولغز مقدّس! لا يمكن فهمه في هذه الدّنيا ولا تصوّره على حقيقته، جاء في أحد المجامع الكنسيّة، وهو مجمّع لاتيران، الذي عقد سنة 1315 م [ إنّنا نؤمن إيمانًا جازمًا من أعماق قلوبنا بأنّ هناك إلهًا واحدًا خالدًا لا نهائيًّا لا يحول ولا يزول، إلهًا لا نفهمه، عظيمًا لا يمكن التّعبير عنه: الأب والابن وروح القدس ..] ويقول القسّ بوطر بعد استعراضه عقــيدة التّثليث: » قد فهمنا ذلك على قدر طاقة عقولنا ونرجو أن نفهمه فهمًا أكثر جلاء في المستقبل، حيث ينكشف لنا الحجاب عن كلّ ما في السماوات والأرض، وأمّا في الوقت الحاضر ففي القدر الذي فهمناه الكفاية«.
ولننتقل الآن إلى تعريفات النّصارى للثّالوث وما هو المفهوم الذي يولونه لهذا المصطلح؛ يقول القسّ سامي حنا غابريال في كتابه (الله واحد أم ثالوث؟): » المسيحيّة تعلم أنّ الله الذي لا شريك له هو واحد في الجوهر موجود بذاته، ناطق بكلمته، حيّ بروحه، و يمكن أن نقول إنّ الله واحد في ثلاثة أقانيم والثّلاثة هم واحد، هم الله، دون انفصال أو تركيب، متساوون، إنّهم جميعًا الله، وكلّ أقنوم منهم هو الله، وهو ما تعلنه المسيحيّة بوضوح، الله موجود بذاته "الأب"، الله ناطق بكلمته "الابن" الله حيّ بروحه "الرّوح القدس"… والأقانيم الثّلاثة: الأب والابن والرّوح القدس واحد في الجوهر متساوون في كل شيء، في السرمدية ( الأزلية والأبدية ) وفي القدرة وفي كل ما يخص الله الواحد«.
يقول الأب بولس إلياس اليسوعي في كتابه ( يسوع المسيح ): من الناس من يقولون لماذا يا ترى إله واحد في ثلاثة أقانيم؟ أليس من الأفضل أن يقال إله واحد وحسب؟ لكننا إذا اطلعنا على كنه الله لا يسعنا إلا القول بالتثليث، وكنه الله محبة، ولا يمكن إلا أن يكون محبة، ليكون الله سعيدا، فالمحبة هي مصدر سعادة الله، ومن طبع المحبة أن تفيض وتنتشر على شخص آخر فيضان الماء وانتشار النور، فهي إذن تفترض وجود شخصين على الأقل يتحابان، وتفترض مع ذلك وحدة تامة بينهما، وليكون الله سعيدا، ولا معنى لإله غير سعيد، وإلا انتفت عنه الألوهية، كان عليه أن يهب ذاته شخصا آخر يجد فيه سعادته ومنتهى رغباته، ويكون بالتالي صورة ناطقة له.
ولهذا ولد اللهُ الابن منذ الأزل نتيجة لحبه إياه ووهبه ذاته، ووجد فيه سعادته ومنتهى رغباته وبادل الابنُ الأب هذه المحبة ووجد فيه هو أيضا سعادته ومنتهى رغباته، وثمرة هذه المحبة المتبادلة بين الأب والابن كانت الروح القدس، هو الحب إذن يجعل الله ثالوثا وواحدا معا…ولا يصح أن يكون هذا الكائن الذي حبس اللهُ الأبُ محبته عليه إلا الابن، ولو كان غير الابن، ولو كان خليقة غير محدودة، بشرا أو ملاكا، لكان الله بحاجة إلى من دونه كمالاً، وعُدّ ذلك نقصًا في الله والله منزّه عن النّقص، فتحتّم إذًا على الله والحالة هذه أن يحبس محبّته على ذاته فيجد فيها سعادته؛ لهذا يقول بولس الرّسول: إنّ الابن هو صورة الله غير المنظور… ليس الله إذًا كائنًا تائهًا في الفضاء، منعزلاً في السّماء، لكنّه أسرة مؤلّفة من أقانيم ثلاثة تسودها المحبّة، وتفيض منها على كلّ الكون براءته، وهكذا يمكننا أن نقول إنّ كنه الله يفرض هذا التّثليث «.
إنّ هذا التّفكير وإن كان يثير السّخريّة إلاّ أنّه منتشر جدًّا بين رجال الكنيسة، فهم يرون أنّ الله يجب أن يكون كائنًا مركّبًا حتّى يستطيع ممارسة صفاته الأزليّة كالسّمع والبصر والمحبّة وغيرها؛ أي أنّ الله قبل خلق العالم لم تكن صفاته معطّلة، لأنّه كان يمارس تلك الصّفات مع نفسه أو مع ابنه، لذلك وُجد الثّالوث كضرورة، لأنّه لو قلنا إنّ الله لم يكن يمارس صفاته وأفعاله قبل خلق العالم ثمّ مارسها بعد خلق العالم لحكمنا على صفات الله وأفعاله بأنّها كانت معطّلة، وعلى الله بالتغيّر من حالة إلى حالة، وهذا مستحيل لأنّ الله لا يتغيّر.
يقول القسّ سامي غابريال: » إذا كان الله محبًّا، سميعًا، عليمًا.. ناطقًا.. وأنّه غير متغيّر فماذا عن قبل الخلق؟ هل كانت صفات الله موجودة؟ نعم فهو غير متغيّر … وإن كان الله ناطقًا محبًّا، قبل أن يخلق.. فمع من كان يمارس صفاته وأعماله؟ هل كانت عاطلة… قبل خلق العالم… ثمّ صارت عاملة بعد الخلق؟ كلاّ و لو أنّ الله مطلق الوحدانيّة في الجوهر؛ فقبل أن يخلق ما معنى إذا سميع.. ناطق.. محبّ.. إذًا لا يمكن أن تكون وحدانيّة الله وحدانيّة مطلقة، مجرّدة، بل لا بدّ أن يكون الله الواحد في الجوهر جامعًا في وحدانيته، وبذلك يمارس صفاته بينه وبين نفسه لا بالوحدانيّة المجرّدة بل بوحدانيّته الجامعة الشّاملة الواحدة، وحيث أنّ صفات الله لا يمكن أن تكون قائمة في ممارستها إلاّ بين كائنين، أو أكثر أو بين عاقلين أو أكثر… وبما أنّ الله مع وحدانيّته وتفرّده بالأزليّة وعدم وجود تركيب فيه… كان يمارس الصّفات الإلهيّة بينه وبين ذاته… إذًا فوحدانيّة الله مع عدم وجود تركيب فيها هي وحدانيّة ليست مجرّدة، بل وحدانيّة من نوع لا مثيل لها في الوجود يمكن أن نسمّيها الوحدانيّة الشّاملة أو الجامعة «. وهي ما دعاها هذا القسّ وسمّتها الكنيسة وحدانيّة الثّالوث.
لقد أوردت كلام القساوسة السّابقين على طوله ليعرف النّصارى وغيرهم مقدار تفكير القسس والحجج التي يستندون إليها لتجويز الاعتقاد بالثّالوث، وإنّ هذا الاحتجاج السّخيف جدًّا ينقلب ضدّ القسس وضدّ الكنيسة وضدّ عقيدة التّثليث؛ إذ لو اعتقدنا أنّ صفات الله وأفعاله يجب أن تكون موجودة قبل خلق العالم وأنّ تلك الصّفات تمارس بين الأقانيم الثّلاثة وجب علينا إذًا أن لا نقتصر على الأمثلة التي يضربها القساوسة عن الصّفات الإلهيّة بل وجب التّعميم على جميع الصّفات والأفعال الإلهيّة، وهنا أتساءل أليست من صفات وأفعال الله الخلق وأنّ الله خالق؟ ستقولون بلى، وأقول هل كانت صفة الخلق معطّلة قبل خلق العالم ؟، ستقولون كلاّ.
وسأقول فإذن مع من كان يمارس صفة الخلق؟
لا شكّ وفق تفكيركم السّابق أنّ الله كان يمارسها مع نفسه أو ابنه أو مع الثّالوث 'الوحدانيّة الشّاملة كما يسمّيها القسّ غابريال'، فهل يمكن أن تشرحوا لنا كيف كان يمارس الله صفة وفعل الخلق مع نفسه أو ابنه أو ثالوثه، هل كان الله يخلق ذاته؟ فإذًا الله مخلوق ! هل خلق الله الابن؟!، لكنّ الكتاب المقدّس يقول عن الابن مولود غير مخلوق !، ماذا كان الله يخلق قبل خلق العالم حتّى يقال عنه خالق، وإنّه يملك صفة الخلق العاملة المعطّلة! ؟ أرأيتم أنّكم أيّها القساوسة تتورّطون في دفاعات متخبّطة عشوائيّة توقعكم في ورطات لا مخرج منها؟ وهذا مثال واحد عن صفة واحدة ضربته لكم فكيف بعشرات، بل بمئات الصّفات والأفعال التي تُنسب إلى الله؟
نعود الآن إلى الأقانيم الثّلاثة، ما معنى كلمة أقنوم؟
يقول النّصارى إنّ "الأقنوم" كلمة سريانيّة تعني كلّ ما تميّز عن سواه دون استقلال، وفي موضوع الثّالوث تعني وجود ثلاثة أشخاص متّحدين دون امتزاج ومتميّزين دون انفصال.
نسأل النّصارى هل لكم أن تضربوا لنا مثالاً واحدًا في هذا الكون "غير الثّالوث" يصدق عليه مصطلح الأقنوم،… لن تستطيعوا ذلك لأنّ المعنى 'المفبرك' الذي أضفيتموه على مصطلح الأقنوم لا تقبله العقول؛ لذا لا يصدق على أيّ مثال واقعيّ مادّيّ أو معنويّ، ثمّ لماذا يرد هذا المصطلح الفريد من نوعه بالسّريانيّة دون اللّغات الأخرى كالعبريّة مثلاً وقد كانت لغة العهد القديم؟ ألم يكن لذلك المصطلح وجود حينها؟ ثمّ لماذا لم يرد هذا المصطلح في العهد الجديد؟!
وأخاطب الآن نصارى العرب، ما هي ترجمة مصطلح أقنوم إلى العربيّة؟ ستقولون عجزت اللّغة عن إيجاد مصطلح مطابق للمعنى الذي ورد بالسّريانيّة، فيا سبحان الله ! اللغة العربيّة الغنيّة بمصطلحاتها والثّريّة بمترادفتها تعجز أمام السّريانيّة !، اللغة العربيّة التي تحتوي على عشرات المفردات المترادفة لمعنى واحد عاجزة أن تجد كلمة تعبّر بها عن أهمّ شيء في هذا الكون وهو الله أو أحد أجزائه !
مع ذلك نرى في بعض كتب النّصارى محاولات لترجمة قريبة، مع كونها منتقدة من النّصارى أنفسهم لإيحائها بالشّرك؛ فممّا قيل عن الأقانيم أنّها: خواصّ، صفات، أجزاء، أشخاص، أعضاء، أطراف، أقسام، أشياء، عناصر، تعينات … إلخ.
ولمّا استعصى فهم مصطلح الأقانيم راح رجال الكنيسة يضربون للثّالوث الأمثال ليقربوا معناه للأفهام، فقال بعضهم إنّ الثّالوث كالشّمس متكوّنة من ثلاثة أجزاء: القرص، الحرارة، الشعاع، لكن هل القرص هو الشعاع؟ وهل القرص هو الحرارة ؟ و هل الشّعاع هو الحرارة؟ فالمثال لا ينطبق على الثّالوث لأنّ الأب هو الابن، والابن هو ذاته الرّوح القدس، والأب هو عينه روح القدس، وبعضهم يمثّل الثّالوث بالتفّاحة، لأنّها متكوّنة من شكل وطعم ورائحة، وهل الرّائحة هي التفّاحة كاملة، وهل الشّكل هو التفّاحة كاملة، وهل الطّعم هو التفّاحة كاملة؟ ولا شكّ أنّ هذا المثال يلحق بسابقه.
ويضرب سانت أغسطين مثالاً معقّدًا، وهو 'أنّ الثّالوث يشبه الدّماغ، فالدّماغ يعلم بوجود ذاته، وأداة العلم هي الدّماغ نفسه، فالعلم هو الدّماغ، والمعلوم هي الدّماغ، وأداة العلم هي الدّماغ فهي إذن ثلاث صفات لشيء واحد، لكن لا يقال إنّ الدّماغ ثلاثة'، وهذا المثال لا يستقيم؛ لأنّ الدّماغ المذكور واحد في الحقيقة وتثليثه اعتباريّ ليس حقيقيًّا، في حين أنّ النّصارى يؤمنون في الإله بالتّوحيد الحقيقيّ والتّثليث الحقيقيّ، والدّماغ كعالم ليس كائنًا متميّزًا ولا منفصلاً ولا مستقلاً عن الدّماغ كمعلوم، ولا عن الدّماغ كأداة علم؛ في حين أن أقانيم الثّالوث منفصلة عن بعضها، فالأب كائن متميّز ومستقلّ عن الابن، والابن كائن متميّز ومستقلّ عن الرّوح القدس، وروح القدس كائن متميّز ومستقلّ عن سابقيه.
وقد انتقد بعض رجال الكنيسة كلّ هذه التّمثيلات والتّشبيهات، وقالوا بعدم جواز ضرب الأمثال مهما كانت، لأنّ تلك الأمثال مخلوقة يمكن إدراكها بالعقل، أمّا الثّالوث فهو كائن غير مخلوق لذا لا يمكن إدراكه بالعقل، وأيّ تمثيل أو تشبيه هو تمثيل وتشبيه مع الفارق.
قال البوصيريّ في فضح التّثليث:
ليت شعري هل الثّلاثة في الوا
أإله مركّب!، وما سمعنا
أتراهم لحاجة واضطرار
أهو الرّاكب الحمار فيا عجز
أم جميع على الحمار لقد جلّ
أم سواهم هو الإله فما نسبة
أم أردتم بها الصّفات فلمّا
أم هو ابن الإله ما شاركته
قتلته اليهود فيما زعمتم
حدّ نقص في عدّكم أم نماء؟
بإله، لذاته أجزاء
خلطوها وما بغى الخلطاء
إله يمسّه الإعياء
حمار يجمعهم مشّاء
عيسى إليه والانتماء؟
خُصّت ثلاث بوصفه وثناء؟
في معاني النبوّة الأنبياء
ولأمواتكم به إحياء
هل ورد ذكر الثّالوث والأقانيم الثّلاثة في العهد القديم، أو على لسان الأنبياء و الرّسل الذين سبقوا المسيح؟
لم يحدث ذلك إطلاقًا ! فأسفار العهد القديم خالية من أيّ تثليث ولم تشر إلى أنّ الله مكوّن من ثلاثة أقانيم أو أجزاء، ولم يُعلم أو يُسمع أنّ الله أخبر نوحًا أو إبراهيم أو موسى أو داود أنّه إله واحد في ثلاثة آلهة؛ وإذا تصفّحت بإمعان أسفار العهد القديم فلا يمكن أبدًا أن تقع عينك على كلمة ثالوث أو على صيغة الأب والابن والرّوح القدس، كما يعتقد بها النّصارى اليوم، أليس غريبًا حقًّا ! أنّ عقيدة مثل هذه، وبهذه الأهمّيّة والخطورة، يتوقّف عليها هلاك النّاس أو نجاتهم لا نرى لها أيّ إشارة في التّوراة وكتب الأنبياء لا تصريحًا ولا تلميحًا، فلماذا؟
ألم يكن الله قد قرّرّ بعد إخبار البشر بها، أم أنّ البشر لم يكونوا في ذلك الوقت قادرين على استيعابها وإدراكها مثلما لم يستوعبها أحد حتّى الآن !؟
وإنّ الإنسان ليزداد حيرة وتعجّبًا إذا وقعت عيناه في أسفار العهد القديم المقدّسة على تفاصيل زنى داود بزوجة قائد جيشه، وتفاصيل زنى لوط بابنتيه، وتفاصيل جسد المرأة في نشيد الإنشاد لسليمان، وزنى يهوذا بكنته، وإنّ الإنسان ليملّ من تفاصيل الأعداد والأرقام والأحجام والأوزان والمسافات التي تقدّمها أسفار العهد القديم عن قبائل اليهود وأنسابهم وأملاكهم وأحصنتهم وحميرهم، ثمّ تفاصيل أبعاد هيكل سليمان.. حتّى إنّك إذا اطّلعت على بعض الأسفار وجدتها أقرب إلى دفتر الحسابات منها إلى كتاب هداية، كلّ هذه التّفاصيل ذكرت حسب النّسخة الموجودة عندي الآن في 1358 صفحة، وضاق العهد القديم فلم يفسح مجالاً لجملة واحدة عن الثّالوث يقول فيها الله مثلاً: 'أنا ثالوث مكوّن من ثلاثة أقانيم: أب وابن و روح قدس'، أليس هذا غريبًا حقًّا !؟
وفي مقابل ذلك نعثر على مئات الآيات في العهد القديم التي تصف الله بالوحدانيّة وتقرّر تفرّده بالألوهيّة والرّبوبيّة.
(اسمع يا إسرائيل الربّ إلهنا ربّ واحد)( ).
(فاعلم اليوم وردّد في قلبك أنّ الربّ هو الإله في السّماء من فوق وعلى الأرض من أسفل ليس سواه)( ).
(انظروا الآن أنا أنا هو وليس إله معي)( ).
(أنا الربّ وليس آخر، لا إله سواي)( ).
(أليس أنا الربّ ولا إله آخر غيري، إله بارّ ومخلص ليس سواي التفتوا إلي وأخلصوا يا جميع أقاصي الأرض لأنّي أنا الله وليس آخر)( ).
والآيات كثيرة وكلّها تتّفق على وحدانيّة الله، بلا ثالوثيّة أو أقنوميّة، أمّا ما يذهب إليه بعض رجال الدّين بأنّ العهد القديم لمّح إلى التّثليث في بعض الآيات فهو غير صحيح، وما يفعلونه هو لَيُّ أعناق الآيات لتطابق هواهم، لكن هيهات هيهات، وأكبر دليل على غياب التّثليث في العهد القديم هو موقف اليهود – أصحاب العهد القديم- من المسيح إذ اعتبروا أقوال المسيح الغامضة حول البنوّة والألوهيّة تجديفًا وكفرا ولذلك عارضوه أشدّ المعارضة فصلبوه في زعم الإنجيل.
أمّا في العهد الجديد فالآيات التي ذكرت عن الثّالوث قليلة جدًّا جدًّا خاصّة في الأناجيل الأربعة، ولعلّ أكثر الآيات المصرّحة بالتّثليث، والتي يعتمدها القساوسة كأساس لذلك الاعتقاد هو ما جاء في رسالة يوحنّا الأولى (فإنّ الذين يشهدون في السّماء هم ثلاثة الأب والكلمة والرّوح القدس، وهؤلاء الثّلاثة هم واحد، والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة الرّوح والماء والدم والثّلاثة هم في الواحد)( ).
إنّ هذه الآية لغز غامض! هل تعلم أيّها القارئ النّصرانيّ أنّ هذه الآية مزيّفة 'مفبركة' ملحقة بالنصّ الإنجيليّ، الأصلي وليست منه، فقد حكم كبار علماء النّصارى على هذه الآية بأنّها إلحاقيّة منهم هورن وجامعو تفسير هنري وسكات وآدم كلارك في تفسيره وغيرهم، والأسباب هي:
- أنّها لا توجد في نسخة من النّسخ اليونانيّة التي كُتبت قبل القرن
السّادس عشر للميلاد.
- أنّها لا توجد في أيّ ترجمة من التّراجم القديمة غير اللاّتينيّة.
- أنّها لا توجد في معظم النّسخ القديمة اللاّتينيّة.
- لم يتمسّك بها أحد من القدماء ومؤرّخي الكنيسة.
- إنّ البروتستانت أسقطوا الآية من كتبهم ووضعوا عليها علامة
الشكّ.
- إنّ الكاثوليك والأرثودكس بدأوا ينزعونها من الإنجيل شيئًا فشيئًا.
ولذلك اختلفت طبعات الكتاب المقدّس حول إثبات أو حذف هذه الآية فبعضها يثبتها والبعض الآخر يحذفها، نجد الآية مثلاً في الكتاب المقدّس، طبعة دار الكتاب المقدّس بالقاهرة سنة 1970: (فإنّ الذين يشهدون في السّماء هم ثلاثة: الأب والكلمة والرّوح القدس وهؤلاء الثّلاثة هم واحد)، وجاء في الكتاب المقدّس، طبعة دار الكتاب المقدّس في الشّرق الأوسط سنة 1988، (فإنّ الذين يشهدون في السّماء هم ثلاثة: الأب والكلمة والرّوح القدس وهؤلاء الثّلاثة هم واحد).
والآية ذكرت في طبعة العهد الجديد الثّانية 1980 والثّالثة 1984، وعلى طاولتي الآن ثلاث طبعات أخرى للعهد الجديد حُذفت منها الآية المذكورة منها الطّبعة الرّابعة للعهد الجديد إصدار اتّحاد جمعيّات الكتاب المقدّس سنة 1993، وكذلك طبعة 1994، للنّاشر نفسه حيث جاء في الآية: (والذين يشهدون هم ثلاثة الرّوح والماء والدم وهؤلاء الثّلاثة هم في واحد)، ونلاحظ هنا – أخي القارئ – أنّ اتّحاد جمعيّات الكتاب المقدّس الذي أشرف على طباعة العهد الجديد، وحذف الآية الدّالّة على التّثليث هو نفسه الذي أشرف على الطّبعات السّابقة التي وردت فيها الآية !.
جاء في الكتاب المقدّس العهد الجديد، منشورات دار المشرق، بيروت، الطّبعة الحادية عشرة: وهي نسخة كاثوليكيّة (والذين يشهدون ثلاثة: الرّوح والماء والدم وهؤلاء متّفقون)، وورد تعليقً على ذلك في هامش الصّفحة في بعض الأصول ما يلي: "الأب والكلمة والرّوح القدس، وهؤلاء الثّلاثة هم واحد، لم يرد ذلك في الأصول اليونانيّة المعوّل عليها، والأرجح أنّه شرح أُدخل إلى المتن في بعض النّسخ، والرّوح: الرّوح القدس، والماء: المعموديّة، الدم: دم المسيح ".
وجاء في طبعة الإنجيل كتاب الحياة ترجمة تفسيريّة للعهد الجديد، صدرت سنة 1973، (فإنّ هنالك ثلاثة شهود: الرّوح والماء والدم وهؤلاء الثّلاثة هم في الواحد)، وهناك طبعات عديدة للبروتستانت تضع الآية المذكورة بين هلالين موضّحة أنّ ما داخل الهلالين غير موجود في الأصل.
وبين يديّ الآن نسخة للكتاب المقدّس باللّغة الفرنسيّة من منشورات الاتّحاد العالميّ للكتاب المقدّس، 1982 ورد في الصّفحة الأولى لهذه الطّبعة ما يلي: Traduction oecumenique de la bible.
وفي مقدّمة هذه النّسخة جاء فيها شرح كلمة oecumenique بأنّها تعني نسخة متّفق عليها من قبل الكاثوليك والأرثودكس والبروتستانت، وقد اطّلع على النّسخة قبل طبعها عشرات المتخصّصين من الطّوائف الثّلاثة وأقرّوا جميع ما فيها، وعند بحثنا عن الآية التي نحن بصددها في رسالة يوحنّا الأولى 5: 7 نجدها قد حُذفت، وباتّفاق الطّوائف الثّلاثة وحُذفت كذلك في النّسخة الأخيرة باللّغة الإنجليزيّة!
وإن تعجب فعجبك من طبعة جديدة للإنجيل باللّغتين العربيّة والفرنسيّة، نُشرت سنة 1995، وطُبعت بحيث تكون كلّ آية باللّغة العربيّة تقابل أختها بالفرنسيّة، إلاّ أنّني ذهلت عندما وجدت الآية "المشكلة" أُثبتت بالعربيّة بين هلالين [ ] في حين لم أجد ما يقابلها بالفرنسيّة، أي حُذفت بالمرّة، فلو كان القارئ لا يفهم اللّغتين المذكورتين لما تنبّه لذلك، ولتتأكّد بنفسك أضع لك صورة عن تلك الآية المحيّرة!
وضعت الآية بين هلالين دلالة على عدم وجودها في الأصول، و الغريب أنّها في التّرجمة المقابلة بالفرنسيّة محذوفة نهائيا.
هكذا بعد قرون طويلة، بعدما كانت هذه الآية تُقرأ كجزء مُوحي به من الله يتّفق رجال الكنيسة على حذفها من الكتاب المقدّس!، إنّها أهمّ آية في التّثليث، ومع ذلك فقد توصّل الجميع إلى الاتّفاق على حذفها، ألم يقل بولس في رسالته إلى تيموثاوس (كلّ الكتاب موحى به من الله)( )، لقد تبين لكل ذي عقل أنه ليس كل الكتاب موحى به من الله، والآن بعد حذفها، هل الله هو الذي أمر بذلك! ؟.
هل الله هو الذي أمر بوضعها بين قوسين أو هلالين !؟.
هل الله هو الذي أمر بوضع الحواشي والهوامش التي تشير إلى إلحاقيّتها و"فبركتها " !؟.
ويتساءل أستاذنا أحمد عبد الوهّاب البهيدي عن المسؤول عن مصائر الملايين من النّصارى الذين هلكوا، وهم يعتقدون أنّ عقيدة التّثليث التي تعلموها تقوم على نصّ صريح في كتابهم المقدّس، بينما هو نصّ زائف دخيل؟!.
وإذا طالعنا أسفار العهد الجديد نجد عوض التّثليث عدّة آيات صريحة واضحة تقرّر وحدانيّة الله في ذاته وصفاته وأفعاله منها: (لا تدعوا لكم أبًا على الأرض لأنّ أباكم واحد الذي في السّماوات)( ).
(اذهب يا شيطان لأنّه مكتوب للربّ إلهك تسجد وإيّاه وحده تعبد)( )، وفي آية تُصرح بدخول المسيح تحت مسمى الرسالة والعبودية قول الكتاب المقدس (وهذه هي الحياة الأبديّة أن يعرفوك أنت الإله الحقيقيّ وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته)( )، ومعنى هذه الآية لا إله إلاّ الله والمسيح رسول الله، وورد كذلك (نعلم أنّه ليس وثن في العالم وأن ليس إله آخر إلاّ واحد)( )، (لكنّ الله واحد)( )، (أنت تؤمن أنّ الله واحد حسنًا تفعل)( ).
وغيرها من الآيات المتواترة، وكما نرى فإنّ آيات التّوحيد كثيرة وصريحة الدّلالة وجليّة المعنى، بينما شبهات التّثليث تكاد تكون معدومة، والموجود منها إمّا غير صريح أو أنّه 'مفبرك' لا أصل له. ودعونا الآن ننتقل إلى نقاط تالية مختصرين.
يرى النّصارى أنّ المسيح "ابن الله" أحد الأقانيم الثّلاثة المكوّنة لله، لذلك فهم يثبتون للمسيح الألوهيّة، مع أنّ أسفار العهد الجديد تتحدّث عن المسيح بأنّه وُلد من بطن مريم، اختتن، جاع، بكى، خاف، لُطم، صلّى، تألّم، صُلب، وأخيرًا مات… وغيرها ممّا لا يحدث لإله، فهل يُعقل أن يختتن الإله أو يُبصق في وجهه أو يموت ويُدفن ؟!
أعبّاد عيسى لنا عندكم
إذا كان بزعمكم إلهًا
فكيف اعتقدتم أنّ اليهود
وكيف اعتقدتم أنّ الإله
سؤال عجيب فهل من جواب؟
قديرًا عزيزًا يُهاب
أذاقوه بالصّلب مُرّ العذاب؟
يموت ويُدفن تحت التّراب؟
ولله درّ من قال:
أعبّاد المسيح لنا سؤال
إذا مات الإله بصنع قوم
وهل أرضاه ما نالوه منه؟
وإن سخط بالذي فعلوه فيه
وهل بقي الوجود بلا إله
وهل خلت الطّباق السّبع لما
وهل خلت العوالم من إله
وكيف تخلّت الأفلاك عنه
وكيف أطاقت الخشبات حمل
وكيف دنا الحديد إليه حتّى
وكيف تمكّنت أيدي عداه
وهل عاد المسيح إلى حياة
ويا عجبًا لقبرٍ ضمّ ربًّا
أقام هناك تسعًا من شهور
وشقّ الفرج مولودًا صغيرًا
ويأكل، ثمّ يشرب، ثمّ يأتي
تعالى الله عن إفك النّصارى
أعبّاد الصّليب، لأيّ معنى
وهل تقضي العقول بغير كسر
إذا ركب الإله عليه كرهًا
فذاك المركب الملعون حقًّا
يُهان عليه ربُّ الخلق طُرا
فإن عظمته من أجل أن قد
وقد فُقد الصّليب، فإن رأينا
فهلاّ للقبور سجدت طُرا
فيا عبد المسيح أفِق، فهذا
نريد جوابه ممّن وعاه
أماتوه فما هذا الإله؟
فبشراهم إذا نالوا رضاه
فقوّتهم إذا أوهت قواه
سميع يستجيب لمن دعاه؟
ثوى تحت التّراب وقد علاه؟
يدّبرها، وقد سُمرت يداه؟
بنصرهم، وقد سمعوا بكاه؟
الإله الحقّ مشدودًا قفاه؟
يخالطه، ويلحقه أذاه؟
وطالت حيث قد صفعوا قفاه؟
أم المحيي له ربّ سواه؟
وأعجب منه بطن قد حواه
لدى الظّلمات من حيض غذّاه
ضعيفًا، فاتحًا للثّدي فاه
بلازمِ ذلك، هل هذا إله؟
سيسأل كلّهم عمّا افتراه
يعظم أو يقبح من رماه؟
وإحراق له، ولمن بغاه؟
وقد شدّت لتسمير يداه
فدسّه، لا تبسّه إذ تراه
وتعبُدُه ! فإنّك من عداه
حوى ربّ العباد وقد علاه
له شكلاً تذكرنا سناه
لضمّ القبر ربّك في حشاه؟
بدايته وهذا منتهاهُ
لكنّ المشكلة أنّ النّصارى يلعبون على حبلي اللاّهوت والنّاسوت فإذا قيل لهم: المسيح إنسان، قالوا كيف يكون إنسانًا؟ ألا ترون ميلاده العجيب ومعجزاته الباهرة…؟ لا يمكن لإنسان أن يفعل ذلك إنّه إله، وإذا قيل لهم: ألا ترون كيف إختتن وضًرب وقُتل، هل يحدث ذلك لإله !؟ قالوا: إنّ ذلك وقع على النّاسوت لا اللاّهوت! وهكذا فالمسيح يظهر كمهرّج سرك بقبّعتين يضع الواحدة فيصبح إلهًا جليلاً، ثمّ يضع الأخرى فيصير في الحال إنسانًا ذليلاً !.
وإذا كان النّصارى يؤمنون بألوهيّة المسيح فإنّ الإنجيل يطفح بالآيات التي ترفض هذه الفكرة فلا تكاد تقرأ في آيات إنجيليّة إلاّ وجدتها تجعل من المسيح ابنا للإنسان، ونبيًّا مرسلاً وعبدًا لله، ولنتأمّل بعض هذه الآيات، (صعد يسوع إلى الهيكل وكان يُعلم فتعجب اليهود قائلين كيف هذا يعرف الكتب وهو لم يتعلّم أجابهم يسوع وقال: تعليمي ليس لي، بل للذي أرسلني، إن شاء أحد أن يعمل مشيئته يعرف هل هو من الله أم أتكلّم أنا من نفسي)( ).
(لم أتكلّم من نفسي لكنّ الذي أرسلني هو أعطاني وصيّة ماذا أقول وبماذا أتكلّم، وأنا أعلم أنّ وصاياه هي حياة أبديّة فما أتكلّم أنا به، فكما قال لي الأب هكذا أتكلّم)( )، لو كان المسيح هو الله أو أحد الأقانيم الثّلاثة فلماذا يعزو رسالته إذن للذي أرسله ولم يعزها لنفسه!؟ (لو كنتم تحبّونني لكنتم تفرحون لأنّي قلت أمضي إلى الأب لأنّ الأب أعظم منّي)( ).
إنّ هذه الآية ظاهرة في أنّ المسيح الابن 'الأقنوم الثّاني' أضعف من الأب، والأب أعظم من الابن بصريح العبارة، فكيف تقول الكنيسة إنّ الابن هو الأب، وإنّ أقنوم الابن يساوي أقنوم الأب؟، وهذا غير صحيح بشهادة المسيح نفسه، ألاّ ترون أنّ الأقنوم الثّاني يخبركم أنّ الأقنوم الأوّل أعظم منه، والأعظم هو دائمًا الله وما دونه في العظمة لا يستحقّ أن يًعبد أو يؤلّه.
(وسأله رئيس قائلاً: أيّها المعلّم الصّالح ما أعمل لأرث الحياة الأبديّة، فقال له يسوع: لماذا تدعوني صالحًا ؟ ليس أحد صالحًا إلاّ واحد وهو الله) ( )، قبل أن يجيب المسيح السّائل صحح له معتقدًا هامًّا وهو أنّ الصّلاح الكامل صفة للّه لا يشاركه فيها النّاس حتّى المسيح نفسه، ولو كان المسيح هو الله أو أحد الأقانيم الثّلاثة لما كان هناك مسوّغ لإنكار صلاحه.
(أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئًا، كما أسمع أدين ودينونتي عادلة، لأنّي لا أطلب مشيئتي بل مشيئة الأب الذي أرسلني)( )، فالمسيح ينفي قدرته على فعل شيء من تلقاء نفسه، فهل تختلف مشيئة الأقنوم الأوّل عن الثّاني، ولماذا مشيئة الأقنوم الثّاني تابعة لمشيئة الأقنوم الأوّل وليس العكس ؟!.
(لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئًا إلاّ ما ينظر الأب يعمل؛ لأنّ الأب يحبّ الابن ويريه جميع ما هو يعمل)( ).
(من قبلني فليس يقبلني أنا بل الذي أرسلني)( )، فالله هو مصدر الرّسالة وليس المسيح وما المسيح، إلاّ رسول من عند الله.
(ذلك اليوم وتلك السّاعة فلا يعلم بها أحد ولا الملائكة الذين في السّماء ولا الابن إلاّ الأب)( )، الآية واضحة جدًّا في أنّ المسيح ابن الله الأقنوم الثّاني للثّالوث يجهل، ويجهل شيئًا هامًّا جدًّا، وهو ساعة انتهاء العالم أو يوم القيامة، وهذه معلومة لا يجوز بحال من الأحوال أن يجهلها الله أو أحد أقانيمه الثّلاثة، والجاهل بالشّيء لا يمكن أن يرتقي إلى مصاف الآلهة! أيّها النّصارى!.
جاء في العهد الجديد (الله لم يره أحد قطّ)( )، فلماذا يُصرّ النّصارى على أنّ الله تأنّس وعاش بين النّاس، والعهد القديم يصرّ في عدّة آيات على أنّ الله لا يُرى وغير منظور؟، فكيف نؤمن بإله عاش بين النّاس أزيد من ثلاثين سنة يرونه صباح مساء!؟
(في تلك الأيّام خرج إلى الجبل ليصلّي وقضى اللّيل كلّه للصّلاة للّه)( )، هل كان الله يصلّي لنفسه، وهل كان الأقنوم الثّاني يصلّي للأقنوم الأوّل، والعجيب أنّ الأقنوم الثّالث لا دور له في اللّعبة، فهو دائمًا ذو الدّور الهامشيّ مقارنة بالأوّل والثّاني !!
وثمة آيات كثيرة تُظهر المسيح بمظهر العابد الخاضع لله وحده لا شريك له، من استعانة واستغاثة ورجاء، ممّا لم نذكره في هذه العجالة، حتّى المعجزات التي كان يفعلها المسيح لم تكن بحوله وقوّته، بل بقدرة الله الذي منحنه إيّاها، وقد سبق للأنبياء والصّالحين أن أظهروا معجزات أعظم في العهد القديم، فلا داعي لتأليه كلّ من يظهر معجزة وإلاّ للزمنا تأليه العشرات من الأنبياء أصحاب المعجزات، والمسيح الذي جرت المعجزات على يده لم يدّع أنّها من فعله فنراه قبل كلّ معجزة يرفع رأسه إلى السّماء فيدعو الله ويستعين به، وبعد حدوث المعجزة يرفع رأسه مرّة أخرى فيحمد الله على إجابة دعوته، جاء في الإنجيل على سبيل المثال: (ورفع يسوع عينيه إلى فوق وقال: أيّها الأب، أشكرك لأنّك سمعتني وأنا علمت أنّك في كلّ حين تسمعني ولكن لأجل هذا الجمع الواقف قلت ليؤمنوا أنّك أرسلتني)( ).
إنّ بشريّة المسيح ودخوله في عبوديّة الله لم يعد يشكّ فيها أحد ممّن يحترم عقله ودينه، وأيّ إخراج للمسيح من زمرة الأنبياء الصّالحين إلى أعلى من ذلك فهو تعدٍّ سافرٍ على المسيح وتعاليمه.
وأذكر هنا أنّ الأناجيل ذكرت من معجزات المسيح في صباه وفي حياته ما لذّ وطاب: كإحياء الموتى وشفاء المرضى وإطعام آلاف النّاس بقليل الخبز و السّمك… خلا معجزة واحدة أشار إليها القرآن، وعزفت الكتب المقدّسة عن الإشارة إليها وتجاهلتها، ألا وهي تكليم المسيح للنّاس في المهد صبيًّا، فلماذا؟
يقول الله سبحانه و تعالى في القرآن على لسان المسيح ابن مريم وهو في المهد: فأشارت إليه قالوا كيف نكلّم من كان في المهد صبيّا قال إنّي عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيًّا وجعلني مباركًا أينما كنت وأوصاني بالصّلاة والزّكاة ما دمت حيًّا وبَرًّا بوالدتي ولم يجعلني جبّارًا شقيّا والسّلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيّا، ذلك عيسى ابن مريم قول الحقّ الذي فيه يمترون ما كان لله أن يتّخذ من ولد سبحانه إذا قضى أمرًا فإنّما يقول له كن فيكون، وإنّ الله ربّي وربّكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم مريم 29 – 36.
ولا يمكن لأنصار التّثليث المؤلّهين للمسيح قبول معجزة يعترف المسيح فيها بأنّه عبد الله ونبيّه، مأمور بالصّلاة والزّكاة كغيره من البشر، وأنّه ليس الله ولا ابنه ولا أحد الأقانيم الثّلاثة للإله المثلّث.
لقد جنت الكنيسة على نفسها أعظم جناية عندما آمنت بالثّالوث؛ فعندما تؤمن الكنيسة بذلك الاعتقاد فإنّها تكفر بكلّ آيات الكتاب المقدّس بعهديه التي ترفض الثّالوث، ولمّا لم يسع رجال الدّين العمل بنصوص كتابهم الصّريحة الثّابتة في دخول المسيح في العبوديّة، ووحدانيّة الله بلا أقانيم ولا شريك، عاقبهم الله بالعيِّ والحيرة والتخبّط، ووصفهم القرآن بالضّالّين، لأنّهم يعبدون الله على جهل وفق عقيدة مستحيلة التّصديق، عديمة المعنى، تجعل المؤمن أهوج، فاقد العقل، بليدًا، عديم الوعي، وهذا جزاء من كفر بالعقل السّليم والنّقل الصّحيح وآمن بعقل الشّيطان وردّ وحي الله وقبل بوحي بولس وإبليس.
وثـنيّــة التّـثـليـث
لو يعلم نصارى الغرب اليوم أنّهم لم يعرفوا دين المسيح قطّ لأصابتهم الصدّمة، وإنّما كانوا وثنيّين وبقوا على وثنيّتهم إلى ساعتنا هذه، يقول شارل جان بيير: » إنّ الغربيّين لم يكونوا مسيحيّين قطّ في يوم من الأيّام«
نعم، لم يعرف الغــــرب النّصرانيّة؛ لأنّ أسلافهم الرّومان – الممثّلون للغرب آنذاك – لم يتنصروا ولم يسلكوا النّصرانيّة الحقيقيّة، بل العكس هو الذي حدث فالثلّة القليلة التي كانت على دين المسيح هي التي تروّمت واعتنقت وثنيّة الرّومان، وتركت دينها بسبب الاضطهاد السّياسيّ، والهدم من الدّاخل الذي باشره بولس وتابعه المنافقون من بعده، وكذلك بفعل قرارات المجاميع المسكونيّة التي كانت تصنع الآلهة كما تُصنع علب 'الكوكا كولا'.
إنّ النّصرانيّة الحقيقيّة جاءت بدين خال من الفلسفة اليونانيّة والغنوصيّة والأفلاطونيّة وخرافات الوثنيّين، لقد جاءت بالتّوحيد الخالص لله وبعبوديّة المسيح له، وكلّ ما عدا ذلك من خرافات الصّلب والفداء والكفّارة والتجسّد والتّثليث وغيرها من الأسرار الكنسيّة المقدّسة هي امتداد تاريخيّ للوثنيّة، التي وقع فيها الإنسان منذ مئات القرون.
يقول أرنست رينان: »إنّ الدّراسات التّاريخيّة للمسيحيّة وأصولها تثبت أنّ كلّ ما ليس له أصل في الإنجيل مقتبس من أسرار الوثنيّة«.
ويقول مؤرّخ الأديان أندريه نايتن في كتابه (المفاتيح الوثنيّة للمسيحيّة): » إنّنا لا نستطيع أن نفهم مسيحيّتنا حقّ الفهم إذا لم نعرف جذورها الوثنيّة، فقد كان للوثنيّة قسط وافر في تطوّر الدّين المسيحيّ… ونحن لا نبالغ إذا قلنا إنّ ما ُيعرف بالأسرار الدّينيّة في المسيحيّة مستوحى من الأديان الوثنيّة القديمة… ودراسة المسيحيّة تُثبت أنّ الآلهة الوثنيّة لم تمت بعد، ولا شكّ في أنّ الكاتب "كومون " قد عنى ذلك حين عنون كتابه الشّهير حول تاريخ المسيحيّة بعنوان: (لا جديد تحت الشّمس).
وينبغي لنا الآن توضيح السّبل التي سلكتها المسيحيّة والتي أتاحت للوثنيّة بأن تسهم هذه المساهمة الكبيرة في تأسيس أركانها، إنّ أصحاب النّقل المباشر وغير المباشر عن الوثنيّة معروفون، ويجب علينا أن نتذكّر دائمًا أنّ معظم الذين آمنوا بالمسيحيّة في بدايتها لم يكونوا يهودًا بل كانوا عبدة أصنام، ولا بدّ من الإشارة أيضًا إلى أنّ هؤلاء المؤمنين شهدوا فترة عصيبة محتدمة تساعد على تلفيقات كثيرة، وممّا لا شكّ فيه أنّ هذه المسيحيّة وضعت المؤمنين بها على دروب الوثنيّة القديمة… إنّ الكنيسة ابتلعت بعض العناصر الوثنيّة، لكنّها أضفت عليها طابعها الخاصّ، لاستقطاب ما يمكن استقطابه من عبدة الأصنام، وكذلك أرادت تعزيز نفسها وابتلاع العقائد القديمة المترسّخة، وهذا ما أدّى إلى دخول عناصر وثنيّة جديدة على المسيحيّة«.
وممّا يؤكّد هذه الحقيقة أنّ بولس قبِل كثيرًا من العقائد الوثنيّة ليقرّب بين أتباع هذه العقائد والدّيانة النّصرانيّة فيقول في كورنثوس الأولى: (استعبدت نفسي للجميع لكي أربح الكثيرين فصرت لليهود كيهوديّ، لكي أربح اليهوديّ، وللذين تحت النّاموس كأنّي تحت النّاموس، لأربح الذين تحت النّاموس، وللذين بلا ناموس كأنّي بلا ناموس، لأربح الذين بلا ناموس، صرت للكلّ كلّ شيء لأخلّص على كلّ حال قومًا)( ).
إنّه بدلاً من أن يغيّرهم فهو يتغيّر من أجلهم، بل و يغيّر التّعاليم وفق أديانهم وأهوائهم ليربحهم كما يزعم، ولا شكّ أنّ هذه الطّريقة تسبّبت في خلط التّعاليم الصّحيحة بالتّعاليم السّقيمة وهذا منشأ الخلل.
يقول العالم الألمانيّ جاكوبسون في كتابه: (دراسة العقائد الدّينيّة عند ملوك مصر) وذلك بعد إظهاره أوجه الشّبه بين عقائد النّصارى وعقائد المصريّين القدماء: »لا بدّ من القول إنّه لا صحّة لما يقول اللاّهوتيّون المسيحيّون المعاصرون حين يزعمون أنّ مصر القديمة لم يكن لها أثر في قيام الأفكار والعقائد المسيحيّة… وإنّني لا أفهم كيف أنّ البروتستانت يعملون المستحيل لإقناعنا بأنّ الأفكار المسيحيّة الحاليّة هبطت من السّماء ولم تتأثّر بشيء قبلها«.
ويقول غوستاف كارل يونغ عالم النّفس المشهور في كتابه (علم النّفس والدّيانة الغربيّة): » من الواضح أنّ كلّ اللاّهوت الذي سبق المسيحيّة وكلّ لاهوت الغنوصيّة في منطقة الشّرق الأوسط، بل اللاّهوت الذي تضرب جذوره في أعمق أعماق التّاريخ قد حجب المسيح الحقّ عنّا، وجعله مجرّد شكل عقائديّ لا يحتاج معه إلى أساس تاريخيّ، ففي مرحلة مبكّرة جدًّا يختفي الحقّ وراء المشاعر والإسقاطات التي حامت حوله وانهالت من القريب والبعيد، وهكذا سرعان ما تمّ ابتلاعه من قبل الأنظمة الدّينيّة المجاورة "الوثنيّة"، كما تمّت صياغته من جديد وفقًا لأساطيرهم الأساسيّة، بذلك صار المسيح الصّورة الجماعيّة الملفّقة التي كان ينتظرها لاوعي المعاصرين له، وبذلك صار السّؤال عن حقيقته سؤالاً بدون جواب«.
وفيما يخصّ موضوع التّثليث الذي نحن بصدده فلم يعد يخفى على المنصفين من العلماء والباحثين أنّه، بالإضافة إلى الأساطير الأخرى، التي ذكرناها آنفًا، عقيدة وثنيّة محضة ابتكرها الإنسان المنحرف عن دين "التّوحيد"، وبقيت منتشرة في العديد من الأقوام الوثنيّة، وقد كشف الله تلك الحقيقة بقوله تعالى في القرآن مخبرًا عن النّصارى:
يضاهئون قول الذين كفروا من قبل التّوبة 30، ومعنى ذلك أنّهم يقولون بقول الوثنيّين الكفّار، الذين افتروا تلك العقائد الباطلة وتديّنوا بها، ثمّ جاء علماء الغرب في هذا القرن ليقيموا دراساتهم المعمّقة على هذا الأساس وليتوصّلوا إلى ما أقرّه القرآن قبل أربعة عشر قرنًا.
يقول يونغ: » إنّ عقيدة التّثليث أو الآلهة المثلّثة ظهرت مبكّرًا وعلى مستوى بدائيّ، إنّ التّثليث في الأديان القديمة، وفي الشّرق بشكل خاصّ مسألة منتشرة وشائعة إلى الحدود التي لا نستطيع أن نحصيها أو نذكرها جميعًا، ولعلّ تنظيم الآلهة المثلّثة من أبرز الظّواهر في تاريخ الأديان، ولا شكّ أنّ هذا النّموذج الدّينيّ القديم قد كان وراء عقيدة التّثليث في الدّيانة المسيحيّة… لقد ثبت أنّ الآلهة المثلّثة كانت عقيدة لاهوتيّة أكثر ممّا كانت قوّة حيّة، والواقع أنّ التّثليث أقدم المعتقدات الدّينيّة الوثنيّة وأعرقها… ولقد رافقت عقيدة التّثليث الفكر الإنسانيّ وصارت جزءًا منه، صحيح أنّها تختفي فترة لكنّها ما تلبث أن تظهر هنا حينًا وهنالك أحيانًا بأشكال مختلفة«.
ونشير إلى أنّ الدّراسات الأركيولوجيّة والأنثروبولوجيّة والتّاريخيّة كلّها تجزم بوجود أسطورة الثّالوث، ليس في منطقة الشّرق الأوسط فحسب بل حتّى في آسيا وأمريكا، ولقد بلغت الآلهة المثلّثة من الكثرة ما لا يمكن عدّها أو حصرها.
يقول إدغار ويند، أستاذ التّاريخ الفنّيّ في جامعة أكسفورد في كتابه (الأسرار الوثنيّة في عصر النّهضة): »تنتمي عقيدة التّثليث إلى الأسرار التّأويليّة الخفيّة، وهي الأسرار التي يتشاطرها المسيحيّون وعبدة الأصنام… وقد أقرّ المسيحيّون في عصر النّهضة ما جاء في كتب القدّيس أوغسطين وبركلوس عن أنّ التّثليث المقدّس كان معروفًا لدى الوثنيّين… وانطلاقًا من هذه القناعة تمّ الكشف عن عدد هائل من الآلهة المثلّثة "بالمئات" في الكتب الوثنيّة القديمة وكان الباحث الألمانيّ المعاصر أوزينير قد جرّد أكثر من 120 إلهًا مثلّثًا في الأديان الوثنيّة القديمة«.
يقول بريتشارد في كتابه (خرافات المصريّين الوثنيّين):» لا تخلو كافّة الأبحاث الدّينيّة المأخوذة عن مصادر شرقيّة من ذكر أحد أنواع التّثليث أو التولّد الثّلاثيّ، أيّ الأب والابن والرّوح القدس«.
ويقول موريس في كتابه (Indian antiquites): » كان عند أكثر الأمم البائدة الوثنيّة تعاليم دينيّة جاء فيها القول باللاّهوت الثّالوثيّ أي أنّ الإله ذو ثلاثة أقانيم«.
ويقول دوان في كتابه: (Bible myths and their parallels religions) » إذا نظرنا نحو الهند نرى أنّ أعظم وأشهر عباداتهم اللاّهوتيّة هو التّثليث… ويدعون هذا التّثليث "ترمورتي" وهي جملة مركّبة من 'تري' ومعناها ثلاثة و'مورتي' ومعناها هيئات أو أقانيم«.
ويذكر ألن في كتابه: (India : ancient and modern) قصّة عن ظهور الآلهة الثّلاثة البراهميّة ومخاطبتها أحد العبّاد بقولها: اعلم أيّها العابد أنّه لا يوجد فرق حقيقيّ بيننا وبين ما تراه من ثلاثة، فما هو إلاّ بالشّبه أو بالشّكل، والكائن الواحد الظّاهر بالأقانيم الثّلاثة واحد بالذّات.
ويقــول فابر في كتابه: ( Idolatry origin of heathen): » وكما نجد عند الهنود ثالوثًا مؤلّفًا من براهما وفشنو وسيفا، نجد ذلك عند البوذيّين، فإنّهم يقولون: إنّ بوذا إله ويقولون بأقانيمه الثّلاثة«.
ويقول هليسلي في كتابه: (Development of religion and thought in ancient egypt) » يعتقد الهنود بإله مثلّث الأقانيم… ويقولون إنّ هذا الثّالوث المقدّس حاضر في كلّ مكان بالرّوح والقدرة«.
ويقول فسك في كتابه (Myth and myth makers): » كان الرّومانيّون الوثنيّون القدماء يعتقدون بالتّثليث، هو أوّلاً الله، ثمّ الكلمة، ثمّ الرّوح«.
ويقول نيت في كتابه: (The symbolical language of ancient art and mythology) » إنّ سكّان الجزر في المحيط عبدوا إلهًا مثلّث الأقانيم فيقولون: الإله الأب، والإله الابن، والإله روح القدس، ويصوّرون روح القدس بهيئة الطّير– مثلما صُوّر في الإنجـيل «.
و قال كينغسبورو في كتابه (Antiquities of Mexico): » المكسيكيّون يعبدون إلهًا مثلّث الأقانيم يسمونه تزكتليبوكا«.
ويقول سكير في كتابه: (The serpent symbol) » الهندوس الكنديّون يعبدون إلهًا مثلّث الأقانيم ويصوّرونه بشكل صنم له ثلاثة رؤوس على جسد واحد، ويقولون إنّه ذو ثلاثة أشخاص بقلب واحد وإرادة واحدة«.
في الختام نذكر شهادة أندريه نايتن في كتابه (المفاتيح الوثنيّة للمسيحيّة) إذ يقول: » إنّنا نعثر على هذه المجموعات "الآلهة المثلّثة" في مختلف البلدان الوثنيّة القديمة، ففي مصر: بتاح، توت، حورس، وفي الهند: ميترا، فارونا، أريامان، وفي إيران: أهورا مازدة، أناهيتا، ميترا، وفي بابل: سين، شمس، عشتار، وفي اليونان: زيوس، هيرا، ديوفيزوس، وعند الرّومان: جوبيتر، جنون، مينرفا… وهي لائحة طويلة جدًّا من الآلهة المثلّثة عند الشّعوب القديمة، وهذا يعني أنّ التّثليث المسيحيّ لم يولد من عدم، وأنّه لا بدّ قد استوحى ما ذكرناه«.
إنّ هذه النّقولات التي ذكرتها باختصار ليست صادرة من مسلمين أو يهود أو وثنيّين، بل هي من علماء غربيّين، بعضهم ملتزم بالنّصرانيّة، كما أنّهم ليسوا كتّابًا عاديّين، بل هم من كبار الباحثين والمتخصّصين في تاريخ الأديان والأنثروبولوجيّة والأركيولوجيّة وغيرها من التخصّصات الدّقيقة ذات العلاقة، والتي تستند إلى الدّراسة المتفحّصة الميدانيّة، وهذا غيض من فيض ومن أراد المزيد فما عليه إلاّ الاطّلاع على المؤلّفات التي ذكرناها آنفًا.
وبعد هذا العرض الوجيز لعقيدة التّثليث وبيان بطلانها من المنقول عنهم، وفسادها على ضوء التّوراة والإنجيل، ننتقل إلى نقد عقليّ للتّثليث في هذه النّقط المختصرة والمركّزة:
- يؤمن النّصارى بثلاثة أقانيم متّحدة في إله واحد، ونعلم أنّ الأقنوم الثّاني مات على الصّليب فيلزم من ذلك موت الثّالوث كلّه، وإلاّ فأخبرونا على من وقع الصّلب، هل وقع على الأقنوم الثّاني كإله أم على ابن الله أم على الكلمة أم على الثّالوث أم على الله أم على ماذا؟
وهنا تحضرني قصّة طريفة رواها علماؤنا قديمًا حيث تنصّر ثلاثة أشخاص وعلّمهم أحد القسس العقائد الضّروريّة، ولا سيّما عقيدة التّثليث أيضًا وكانوا في خدمته، فجاء محبّ من أحبّاء هذا القسّيس، وسأله عمّن تنصّر فقال: ثلاثة أشخاص تنصّروا، فقال هذا المحبّ: وهل تعلموا شيئًا من العقائد الضّروريّة؟، قال: نعم، وطلب واحدًا منهم فسأله عن عقيدة التّثليث، فقال: إنّك علّمتني أنّ الآلهة ثلاثة أحدهم الذي هو في السّماء، والثّاني تولد من بطن مريم العذراء، والثّالث الذي نزل في صورة الحمام على الإله الثّاني بعدما صار ابن ثلاثين سنة، فغضب القسّ وطرده وقال: هذا مجهول، ثمّ طلب الثّاني منهم وسأله، فقال: إنّك علّمتني أنّ الآلهة كانوا ثلاثة وصُلب واحد منهم فالباقي إلهان، فغضب عليه القسّ أيضًا وطرده، ثمّ طلب الثّالث وكان ذكيًّا بالنّسبة للأوّلين وحريصًا في حفظ العقائد فسأله فأجاب: يا مولاي حفظت ممّا علّمتني حفظًا جيّدًا وفهمت فهمًا كاملاً بفضل الربّ المسيح أنّ الواحد ثلاثة والثّلاثة واحد، وصُلب واحد منهم ومات، فمات الكلّ لأجل الاتّحاد ولا إله الآن وإلاّ يلزم نفي الاتّحاد.
- عندما مات الإله على الصّليب، كيف بقيت الحياة والكون دون مدبّر !؟، ولمّا قام المسيح بعد ثلاثة أيّام هل أحياه الأب أم الثّالوث أم هو أحيا نفسه، كما تقول الكنيسة، والحقيقة أنّ الميّت لا يستطيع إقامة نفسه إلاّ إّذا كان ميّتًا ميتة سرّيّة مقدّسة!
- إذا كان النّصارى يؤمنون بالثّالوث على أساس مساواة الأب بالابن وبالرّوح القدس، فهذا يعني الاتّحاد الكامل الذي يسمح بتغيير الأدوار والوظائف والصّفات بين الأقانيم الثّلاثة، فيلزم من ذلك جواز قولنا إنّ الأب مولود غير مخلوق والرّوح القدس ابن الله الوحيد، والمسيح نزل على هيئة حمامة، لأنّه لا فرق بين الثّلاثة وكلّهم واحد، أليس كذلك؟ ! ونستطيع أن نقول: الأب هو المخلّص والمسيح هو معطي الحياة والرّوح القدس هو مكوّن الكائنات، ونستطيع أن نقول للمساواة المطلقة إنّ الرّوح القدس ولدَ الأب، والابن انبثق من الرّوح القدس على أساس التّساوي !، ثمّ إذا نظرنا لصيغة التّثليث نجدها مقيّدة بترتيب معيّن وهو الأب والابن والرّوح القدس، فلا أخال إلاّ أنّ هناك سببًا في تقديم الأب على الابن ثمّ الرّوح القدس، فتقديم الأب ليس عبثًا أو صدفة إنّما لفضل لا يملكه الأقنوم الثّاني والثّالث، وإذا كان للأب فضل لا يملكه الآخران فيعني ذلك أنّهم أقلّ مرتبة منه، وإلاّ لماذا لا يبدأ رجال الدّين الموعظة أو القُداس بصيغ مثل "باسم الابن والرّوح القدس والأب" أو "باسم الرّوح القدس والأب والابن"،؟ أعلم يقينًا أنّ من يفعل ذلك ربّما يتّهم بالهرطقة، وهذا دليل آخر على فساد فكرة الأقانيم المتساوية مساواة تامّة.
- تحكي الأناجيل أنّ المسيح 'الأقنوم الثّاني' بعد قيامته صعد إلى السّماء وجلس عن يمين الأب 'الأقنوم الأوّل'، فدعونا نحلّق بخيالنا بعيدًا في السّماء لنتخيّل الابن جالسًا عن يمين الأب، فما معنى الجلوس عن اليمين، فهل إذا جلس زيد عن يمين عمرو نستطيع أن نقول إنّ زيدًا هو عمرو!؟ كيف نقول ثلاثة آلهة لكنّهم إله واحد، ثلاثة أقانيم غير منفصلة ولا مستقلّة ولا متميّزة عن بعضها بعض، ثمّ يجلس أقنوم عن يمين الثّاني وبينهما مسافة سّنتيمترات أو أمتار !…؟ وإلاّ ما معنى اليمين في جميع لغات العالم ؟ وبأيّ لغة يتحدّث الإنجيل؟
إنّ جميع لغات العالم تفهم اليمين كما نفهمه نحن، وإنّ اللّغة كما يُعرّفها علماء الاتّصال هي جملة من الرّموز المتعارف عليها، والتي تعبّر عن معان مشتركة بين المرسل والمستقبل، لكنّ الدّارس لكلمات الإنجيل لا يمكنه فهم شيء، لأنّ الرّموز موجودة، لكنّها لا تدلّ على المعاني المتعارف عليها، فما العمل !؟ وما فائدة مخاطبة الله للبشر برموز يعرفونها تحمل معان لا يعرفونها ولا يفهمونها، لأنّها غير مشتركة !؟ فالمستقبل الذي يتلقّى الرّسالة الإنجيليّة ويجد أنّ أقنوم الأب هو نفسه أقنوم الابن ثمّ يقرأ في الإنجيل أنّ الابن جلس عن يمين الأب يقع في حيرة من أمره، هل يرفض هذه الرّسالة الإنجيليّة أم يقبلها بعد إلغاء عقله؟ ولا عذر للنّصارى في الاحتجاج بقصّة اللاّهوت والنّاسوت، لأنّه لا يمكن أن يجلس ناسوت المسيح عن يمين الله ولاهوته داخل الله ! ! خاصّة إذا عرفنا أنّ ناسوت المسيح صُلب ومات وانتهى دوره على الأرض.
- إذا تحدّثنا عن النّاحية الزّمنيّة فمن الأسبق الأب أو الابن أو الرّوح القدس!؟ فإذا لم يكن الأب هو السابق للابن فما معنى قولكم عن المسيح مولود غير مخلوق؟ ما معنى مولود أخبرونا؟، وإذا كان الرّوح القدس موجودًا غير مسبوق بالأب والابن فما معنى قولكم عنه إنّه منبثق من الأب فقط حسب الكاثوليك؟ ومنبثق من الأب فقط حسب قول الأرثودكس؟ ما معنى قولكم منبثق أخبرونا؟، هل مضى زمن لم يكن ثمّة ولادة ولا انبثاق؟ ستقولون لم يمض، فسنقول إذن هاتان الكلمتان عبث لا فائدة منهما، وسفسطة لا جدوى منها، ثمّ إنّكم تقولون عن الابن مولود غير مخلوق وعن الرّوح القدس منبثق غير مخلوق فهل شرحتم لنا ما الفرق بين الولادة والانبثاق هنا ؟
والغريب كذلك أنّ الأرثودكس يؤمنون بالثّالوث المقدّس المتساوي الأقانيم، إلاّ أنّهم انشقّوا عن الكنيسة الكاثوليكيّة لقولهم إنّ الرّوح القدس منبثق من الأب دون الابن وهذا يعني أنّ الأب ليس الابن، ومع ذلك فما يزالون يؤمنون بالثّالوث والجنون فنون!
- يعتقد النّصارى أنّ الله تجسّد ونزل إلى الأرض في شكل الأقنوم الثّاني وهو الله، ويلزم من ذلك أنّ النّاس رأوا الله على الأرض، وهذا مخالف للكتب حيث جاء في سفر الخروج (لا تقدر أن ترى وجهي لأنّ الإنسان لا يراني ويعيش)( ).
ويقول يوحنّا (الله لم يره أحد)( )، وفي تيموثاوس (الله لم يره أحد من النّاس ولا يقدر أن يراه)( ).
يقول الأستاذ عوض سمعان في كتابه (الله طرق إعلانه عن ذاته): »إنّ المتفحّص لعلاقة الرّسل والحواريّين بالمسيح يجد أنّهم لم ينظروا إليه إلاّ على أنّه إنسان، ولم يتصوّروا على الإطلاق أنّه إله، ولكن لماذا، لأنّهم – أي الرّسل والحواريّين – كيهود كانوا يعلمون تمام العلم أنّ الاعتراف بأنّ إنسانًا هو الله يعتبر تجديفًا يستحقّ الرّجم في الحال، ولأنّهم كيهود أيضًا كانوا يستبعدون أن يظهر الله في هيئة إنسان، نعم، كانوا ينتظرون المسيا لكنّ المسيا بالنّسبة إلى أفكارهم التي توارثوها عن أجدادهم لم يكن سوى رسول ممتاز يأتي من عند الله، وليس هو ذات الله«.
ومع أنّ الثّالوث ومنه التجسّد قصّة خرافيّة إلاّ أنّ التعصّب النّصرانيّ للباطل لا يكاد ينقضي، فهذا القسّ وهيب عطا الله يصرّح في كتابه (طبيعة السيّد المسيح): »إنّ التجسّد قضيّة فيها تناقض مع العقل والمنطق والحسّ والمادّة والمصطلحات الفلسفيّة، ولكنّنا نصدّق ونؤمن أنّ هذا ممكن حتّى ولو لم يكن معقولاً«.ويقول الدّكتور الخوري جورجس فرج: »لا تقل في قلبك كيف يمكن أن يتجسّد الله ويصير إنسانًا، فدع ذلك لأنّه من شأنه الخاصّ«.
هناك دليل صريح على أنّ الابن ليس الأب، ونستنتج ذلك من قول المسيح للفريسيّين (في ناموسكم مكتوب أنّ شهادة رجلين حقّ، أنا هو الشّاهد لنفسي ويشهد لي الأب الذي أرسلني)( )، ومعنى ذلك أنّ المسيح ذات، وأنّ الأب ذات أخرى، فهما اثنان متغايران وشهادة المسيح حقّ لشهادة اثنين عليها "الله والمسيح "، ولو كان المسيح هو الله؛ أي أنّ المسيح والله ذات واحدة، لمّا كانت شهادته كافية؛ لأنّها ستصبح بمثابة شهادة واحدة.
- نعلم جميعًا أنّ عقيدة الثّالوث لم تكن معلومة ولا منتشرة بين النّصارى في القرون الأربعة الأولى، وإنّما فُرض جزء منها في مجمّع نيقية بقوّة الإمبراطور قسطنطين، فعندما نطّلع عـلى قرارات مجمّع نيقيّة في سنة 325 م نجد أنّ المجمّع قرّر تأليه الأب والابن فقط؛ أي أنّ الإله كان حينها ثنائيًّا، وبعد عشرات السّنين وبالضّبط في مجمّع القسطنطينيّة سنة 381 م تمّ إعلان عن صنع إله ثالث وهو الرّوح القدس، فاكتمل الثّالوث، وهذا دليل تاريخيّ على أنّ الثّالوث كما هو معروف، الآن، لم يكن معروفًا ولا مكتملاً قبل سنة 381 م، فهل كان السّابقون لهذا التّاريخ يعبدون إلهًا ثنائيًا ناقصًا، أو جزءًا من إله!؟
وفي نهاية المطاف نخلص إلى القول: لم يعد من المقبول لدى الجميع الزّعم بوجود طلسم التّثليث، أو الإيمان بأنّه حقيقة فوق العقول، وأنّه سرّ إلهيّ مقدّس، ولن يجدي نفعًا كلّ هذا التهرّب من مواجهة الحقيقة، وسيكشف العلم والتّاريخ، والله تعالى، أنّ الكنيسة كانت تحمل أكبر عقيدة منافية لكلّ وحي سماويّ وتفكير أرضيّ، أمّا النّصارى البسطاء فما عليهم إلاّ الإذعان للحقّ، فهو سبيل النّجاة بدل القبول باغتيال العقول من أجل كذبة ابتكرها بولس وروّجتها الكنيسة فيما بعد تحت غطاء الأسرار المقدّسة !.
يقول يونغ: »وكان لزامًا عليّ أن أُسائل نفسي مساءلة جادّة عمّا إذا لم يكن أضرّ وأخطر أن تقضي الأسرار المسيحيّة عن حيّز التّفكير الجادّ، وأن نكتفي بنبذها إلى حيّز الألغاز المقدّسة المحرّمة، إنّ هذه الأسرار المسيحيّة قد تشتط في شطحاتها ممّا يحيل لاعقلانيّتها إلى هراء وتخريف، إنّ الإيمان المسيحي ليس مشاعًا لكلّ النّاس غير أنّ كلّ النّاس يملكون موهبة التّفكير التي تجهد للوصول إلى أعمق الأمور…
إنّ الذين يؤمنون ولا يفكّرون، إنّما يتناسون أنّهم يعرّضون أنفسهم لأخطر أعدائهم وأعني الشكّ، أمّا الذين يفكّرون فيرحّبون بالشكّ لأنّه أداتهم إلى معرفة أفضل، وعلى المسيحيّين أن يكونوا أكثر تسامحًا ممّا هم عليه تجاه التّفكير«.
وعلى الرّغم من كلّ ما قيل عن عقيدة الثّالوث والإيمان النّصرانيّ فإنّ القساوسة يستميتون في الدّفاع لآخر رمق؛ يقول القسّ حبيب سعيد: »إنّ الإنسان لن يبلغ هذا الإيمان عن طريق المطارحات النّظريّة، بل بإلهام من الله وإعلان منه«، أمّا القسّ ناشد حنا فيقول في كتابه (الإيمان المسيحيّ هل هو معقول؟): » إنّنا نعرف الله بموجب الإعلان الإلهيّ، ونؤمن به بالقلب، أمّا العقل فينحني خاشعًا للإعلان الإلهي ولا يستطيع أن يعترض عليه، لأنّه ليس ضدّ العقل بل هو أكبر منه ويسمو فوقه«.
ويضيف: »ليس الإيمان الحقيقيّ اقتناعًا عقليًّا بمبادئ صحيحة، والاعتراف بها، والدّفاع عنها، بل هو الثّقة التامّة بإعلان الله عن ذاته وطبيعته في كلمته«، وأمّا عن الثّالوث فيزعم ناشد حنا أنّ لامعقوليّته وعدم موافقته للمنطق والفهم البشريّ هو الدّليل على صحّته!!
وإليك زعمه: »تبدو هذه الحقيقة "الثّالوث" معقّدة فعلاً وصعبة الاستيعاب، ولكن أليس هذا دليلاً واضحًا على صحّتها وعلى أنّ الله نفسه هو الذي أعلن ذاته بها؟ لأنّ الإنسان إذا أراد أن يزيّف إيمانًا أو يصنعه فإنّه يصنعه وفق الفطرة البشريّة وفي مستوى العقل ليسهّل قبوله واستيعابه، أمّا إذا كان الأمر خاصًّا بحقيقة الله غير المحدود فلا بدّ أن يكون الإعلان كبيرًا فوق الفهم الطّبيعيّ وأسمى من العقل..« !!!
فهل يمكننا الموافقة على هذا المنطق !؟ لا والله، لأنّه إذا كان الإيمان النّصرانيّ صحيحًا لكونه فوق الإدراك ومخالفًا للعقل والمنطق، للزمنا الإيمان بعشرات الأديان والعقائد التي لا تستند لأيّ ذرّة من عقل بشريّ، كعبادة البقر أو تلك العبادة الشّهوانيّة لفرج المرأة والرّجل مثلما هو واقع في بعض البلدان الآسيويّة .. !؟
يقول يونغ في كتابه (علم النّفس والدّيانة الغربيّة): »لقد ظلّ الإنسان على مدى القرون الطّويلة محيرًا بالتّثليث، مضطرًّا إلى أن يعمل فكره بحماسة شديدة جدًّا ليهتمّ بقضايا ومسائل غريبة تبدو لنا الآن غامضة مبهمة إن لم تكن عبثيّة، ولا بدّ لنا من القول أوّل كلّ شيء أنّه يصعب علينا أن نفهم ما يعنيه التّثليث لنا، سواء على المستوى العمليّ أو المستوى الأخلاقيّ أو الرّمزيّ، إنّ اللاّهوتيّين أنفسهم يشعرون أحيانًا بأنّ المناقشات حول هذه القضيّة تظهر وكأنّها نوع من أنواع الشّعوذة الفارغة وغير المجدية، وكان الباحث الألمانيّ د. ف ستراوس قد كتب يقول:"الحقيقة أنّ كلّ من يعلن إيمانه بهذه العقيدة إنما يعلن تخليه عن قوانين التّفكير البشريّ "، ولا شكّ في أنّ الإنسان الوحيد القادر على مثل هذا القول هو الإنسان الذي نزع القداسة عن هذه الأفكار واستعاد نشاطه الذّهنيّ … ولا شكّ أنّ كلّ من يحاول التعرّض لمسألة التّثليث من وجهة نظر فكريّة أو عقلانيّة سيضطرّ إلى الجدل والخصام والتعرّض لغوغائيّة آباء الكنيسة الفارغة المعنى«.
ويضيف »إنّ عودة الإنسان، وخصوصًا رجل اللاّهوت إلى العقل والمنطق وأشباههما يدلّ على أنّ كلّ الجهود التي بذلتها المجامع المسيحيّة واللاّهوت قد فشلت، ولم تستطع أن تقدّم للأجيال تصوّرًا فكريًّا لهذه العقيدة يجعلهم يدعمونها أو يتعاطفون معها على الأقلّ، وهنا لا يبقى إلاّ الإذعان للإيمان والإقلاع عن الفهم، فالإيمان هنا كما دلّت التّجربة يفوز، لكنّه يخلي مكانه للنّقد الذي قد لا يكون جديرًا بالتعرّض لموضوع الإيمان، وهذا النّقد غالبًا ما ينشر مناخًا تنويريًّا عقليًّا، ولكن لم يخطر ببال أحد من هؤلاء النقّاد أنّ طريقة معالجة هذا الموضوع خاطئة وأنّها لا تتناسب معه أبدًا، إنّهم يعتقدون أنّهم يعالجون حقائق عقليّة ويتناسون أنّ هذه المسألة كانت دائمًا ظاهرة نفسيّة لاعقلانيّة«.
هذه خلاصة بعض تلك العقائد العليلة الهزيلة، ولم يكن هدفي التعمّق في غياهبها، والولوج في مجاهلها، إنّما حسبي أنّني أثرت تساؤلات عدّة تضع رجال الدّين في زاوية ضيّقة، لا يخرجون منها إلاّ بالاعتراف ببطلان تلك العقائد ممّا سيكون تمهيدًا لاعتناقهم الحقّ، فإن أبوا إلاّ المكابرة، فنقول لهم: قد علمتم الحقّ وعرفتم الصّواب، فلا حجّة لكم عند الله يوم القيامة، ولكن ليقضي الله أمرًا كان مفعولا ليهلك من هلك عن بيّنة ويحي من حي عن بيّنة وإنّ الله لـــسميع عليم الأنفال 42.
فشل الإقناع بالبيان واللّجوء إلى الحيلة
والاستهواء
في تحقيق إذاعيّ عن النّصرانيّة قبل سنوات وصفت إذاعة فرنسا الدّوليّة RFI الكنائس "الخالية" في إسبانيا بأنّها صحراويّة désertique، رغم ما عرف الإسبانيون به من التديّن، أكثر من الشّعوب الأوروبيّة الأخرى … وفي سنة 2002 ذكرت دراسة سويديّة أنّ الكنائس السّويديّة أصبحت خاوية على عروشها، خصوصًا من الذين يدفعون اشتراكات للكنيسة، لذلك بدأت الكنائس السّويديّة تبحث عن مصادر تمويل أخرى، لقد هجر النّصارى دينهم وكنيستهم منذ زمن بعيد لكنّهم لم يكونوا قادرين على التّعبير عن ذلك؛ لما كانت تتمتّع به الكنيسة من نفوذ وإرهاب دينيّ وسلطة مطلقة.
وقـد جاءت الثّورة الفرنسيّة لتقضي على التّحــالف 'الكنسيّ – الملكيّ'، فأَمِنَ النّاس من الخوف، وخرجت جحافل الثّائرين إلى شوارع باريس تصيح وراء ميرابو "لنشنق آخر ملك بأمعاء آخر قسّيس"، وكان ذلك إعلانًا صريحًا – ليس في فرنسا فحسب بل في أوروبا كلّها – عن المفاصلة بين الكنيسة والمجتمع، فبرزت عشرات المذاهب الإلحاديّة التي وقفت في وجه رجال الكنيسة وأفكارها، بل ذهبت إلى حدّ الكفر بالدّين والاستهزاء به ونقده بعلم وبغير علم، والسّؤال لماذا حدث كلّ هذا؟ والجواب طويل سنحاول اختصاره.
قد يقول قائل: إنّ الفرار الجماعيّ من الكنيسة كان نتيجة الطّغيان الرّوحيّ والعقليّ والسّياسيّ والماليّ … الذي مارسه رجال الكنيسة طيلة قرون على الشّعب، ولن نخالف من يقول ذلك، بل نجزم به، ولكن لم يكن ذلك الطّغيان هو السّبب الوحيد، إنّما السّبب الأساسيّ لذلك النّزوح عن النّصرانيّة هو عدم اقتناع الأفراد بها والتّصديق بفلسفتها، وقد عاش معتنقو هذه الدّيانة في حيرة وارتباك وصراع بين العقيدة والعقل، ولم تكن عقيدة غامضة ومستحيلة ومضطربة كتلك لتشبع غريزتهم الدّينيّة وحاجاتهم الرّوحيّة وتوائم فطرتهم البشريّة.
وهناك بعض النّظريّات في علم النّفس مفادها أنّ الإنسان بطبعه يبحث عن التّوازن النّفسيّ والدّاخليّ في حياته ولا يهدأ حتّى يبلغ حالة يقضي فيها على التوتّر الذي يكتنفه ويُخلّ بتوازنه، فلهذا يحاول الفرد أن يزيل هذا التّأثير الخارجيّ أو الدّاخليّ ليجد الرّاحة النّفسيّة التي يرجوها، وانطلاقًا من هذا المبدأ فإنّ كثيرًا من النّصارى لجأوا إلى إزالة هذا التوتّر، الذي أقحمتهم فيه الكنيسة وورثوه عن آبائهم وأجدادهم؛ فمنهم من ترك النّصرانيّة إلى الإلحاد واللاّدينيّة وتبنى مناهج شتّى في التّعبير عن سخطه على الدّين، ومنهم من ذهب يتلمّس الحقيقة في أديان الهند والصّين الشاذّة، وبعضهم انغمس في المسكّرات والمخدّرات والشّهوات الماليّة والجنسيّة وفي كلّ الملهيّات التي تنسيه معاناته الرّوحيّة، وأمّا أسعد النّاس منهم فهم أولئك الذين اعتنقوا الإسلام فوجدوا ضالّتهم، ولله الحمد والمنّة.
حاول رجال الكنيسة استرجاع النّصارى المتفلتين إلى حظيرة الكنيسة، لا حرصًا منهم على هدايتهم ولكن طمعًا في عودة نفوذهم الضّائع، ولقد فشلوا فشلاً ذريعًا في ترويج عقيدتهم والدّعاية للإيمان بأسرارها والتّبشير بألغازها؛ إذ لم تعد الخطب الرنّانة والعظات في يوم الأحد تجدي نفعًا، الأمر الذي دفع الكنيسة وسدنتها إلى ابتكار طرق عديدة واختراع أساليب أعظم إثارة وأكثر جاذبيّة؛ ففتحوا بابًا واسعًا من التّلاعب بالعقول والخداع باستخدام الحيل المختلفة.
وليست بوادر تلك التّلاعبات حديثة؛ فقد وجدت منذ البداية عندما حوّل القساوسة النّصرانيّة إلى مجموعة من المعجزات والخوارق، التي أجراها الله تعالى على يد المسيح فأضحت بذلك تلك الخوارق غاية، وليست وسيلة لإحقاق الحقّ، وفي غمار ذلك تناسى الجميع الأصل، وهو التّعليمات والتّوجيهات في العقيدة والشّريعة والأخلاق المسطرة في الإنجيل، فلا تكاد تسمع الآن تلك النّصوص الهادية، بينما كلّ حين وكلّ وقت تكرّر عليك قائمة كاملة من الخوارق كإحياء الموتى، شفاء المرضى، المشي على الماء، إطعام الآلاف بقليل السّمك والخبز… فأصبحت هذه الطّريقة الدّعائيّة رائجة، مع أنّ الله تعالى أجراها على أيدي أنبيائه للحاجة ولإقامة الحجّة، ومساندة شريعة وعقيدة واضحة سهلة خالية من التّعقيد، تتفيّأ ظلالها الربّانيّة والهداية الإلهيّة، لذلك كانت أعظم المعجزات الإسلاميّة هي بلاغة القرآن، وقوّة الحجّة والبيان بدل إحياء الموتى وإبراء المرضى.. إلاّ فيما ندر.
وبعد رفع المسيح استغلّ القساوسة هذا الأسلوب وادّعوا في كلّ مكان أنّ لهم قدرات وخوارق، ونفّذوا بعضها بطرق ملتوية، ولكن هذه الأشياء يحسنها كلّ واحد حتّى البوذيّون والهندوس وسحرة "السيرك"، وهل ذلك كافٍ ليشفع لهم أمام بساط العلم والعقل والحقيقة !!؟ بل عمد رجال الكنيسة إلى الحيل الكاذبة والخداع المموّه ومن أمثلتها:
تلفيق تمثال للعذراء مريم يدرّ اللّبن، انخدع به العديد من النّاس، وتبيّن وجود شمّاس وراء الجدار يصبّ اللّبن عبر أنبوب موصول بالثّدي!!، أو تلك الكنيسة التي زعم النّاس أنّ في المواسم تنزل نار من السّماء فتضيء الشّموع، وتبيّن كذلك أنّ المسؤولين في الكنيسة ركّبوا سلكًا مطليًّا بمواد قابلة للاشتعال يقوم الشمّاس بإشعال الفتيلة خفية عند السّاعة المطلوبة!!
وتجاوزوا في عصرنا تلك الأساليب البالية إلى استغلال الاختراعات الإلكترونيّة والتكنولوجية، لإحداث بعض الظّواهر الإعجازيّة في الكنائس ثمّ نسبتها إلى روح القدس، كما حدث في بعض الكنائس بمصر، والقصص في ذلك كثيرة اكتشفت بعضها وما يزال الكثير!، وأين كلّ هذا من التّعاليم والمبادئ السّامية والأخلاق التي جاء بها المسيح ؟!
وكان من الحيل وأساليب الجذب الأكثر استخدامًا التّنصير بوسائل غير أخلاقيّة؛ كاستغلال الفقر والجوع والمرض والجهل والعوز، فانظر – رحمك الله – إلى المنصّرين كيف يصطادون في الماء العكر؛ إذ لا توجد بقعة في العالم يعاني فيها البشر من ظروف المعيشة الصّعبة "فقر، جوع، مرض، جهل" أو يصارعون الموت في الحروب والكوارث الطّبيعيّة إلاّ ووجدت "خدّام الكلمة" يحومون حولهم، يحملون في أيديهم الدّواء والقوت والمال، وفي اليد الأخرى الإنجيل والصّليب، وتحت تلك الضّغوط القاسية والمحن الشّديدة يستسلم المساكين لأولئك المنصّرين، لا طمعًا في ملكوتهم السّماويّ، ولا في حياتهم الأبديّة ولكن طمعًا في دفع المرض وسدّ الرّمق، وهنا نتساءل هل هذه طرق ووسائل تحترم الإنسان وحقوقه، وتقدر النّفس البشريّة وتعرف الضّمير والأخلاق؟ ثمّ تفتخر بعدها الكاثوليكيّة بإنجازاتها الهائلة في أدغال إفريقيا!!؛ في حين يعظم البروتستانت "إنتاجيّتهم" المكتسبة في الأمازون وللّه في خلقه شؤون!!.
ولا حيلة "لخدّام الكلمة" المتنافسين إلاّ تلك الطّريقة؛ لأنّهم حين يتبنّون الإقناع بالبرهان والدّليل يفشلون عند أوّل وهلة ويتعثّرون في أوّل الطّريق، لأنّهم في هذا المجال خواء وبلقع وفاقد الشّيء لا يعطيه.
وأذكر قصّة سمعتها من أحد كبار المنصّرين في الشّرق الأوسط، وقد أسلم وفضح أساليب المنصّرين والإرساليّات، في محاضرة له قال: »كنت أدفع "33 " ألف جنيه مصريّ لكلّ من يتنصّر في قرى السّودان، وكان أن تنصّر أحد الذين أقعدهم الفقر والجوع مقابل ذلك المبلغ، وسافر معي في الباخرة فدخلت عليه الغرفة فجأة فوجدته يصلّي صلاة المسلمين، فقلت له كيف تصلّي هذه الصّلاة، وقـد أخذت "33 " ألف جنيه لدخول النّصرانيّة؟ فقال لي: لقد بعت لك جسدي بـ "33 " ألف جنيه أمّا روحي فهي لله والإسلام ولا يمكنني بيعها لأحد«.
وتتواتر حلقات الابتكار عند المنصرين وتزداد تفنّنًا، فكان من آخرها ولوج باب التّبشير بالفنّ والموسيقى والرّقص والنّساء، وتكاد تكون هذه الوسيلة أنجحها في استقطاب الهاربين من الكنيسة؛ فقد نظر خدّام الكلمة إلى المجتمع فألفوا النّاس يقدّسون الفنّ وتنشرح صدورهم الخاوية للغناء والموسيقى واللّهو، ووجدوا عبوديّة الجنس والهيام بالأضواء والأنوار والألوان والأصوات الصّاخبة، وباختصار كلّ مظاهر الجمال والزّينة والدّيكور .. وكلّ الملهيّات والملذّات، فقالوا في أنفسهم ولماذا لا ننقل هذه الأشياء كلّها إلى ساحة الكنائس، فلن نخسر شيئًا أكثر ممّا خسرنا، بل سنعيد مجدنا التليد ونفوذنا وغفران المسيح المصلوب، وأمّا الوسيلة لذلك فلا تزعجنا، إذا كانت النّتيجة ترضي المسيح؛ فالغاية تبرّر الوسيلة والعبرة بالمقاصد !.
وشيّدت الكنائس والكاتدرائيّات بهندسة حديثة، وأبدع المعماريّون في الدّيكور والزّخارف والأشكال والألوان.. وحلّت محلّ تلك الكنائس الموحشة، المغبّرة، المخيفة، العتيقة كنائس أشبه بالمسارح وقاعات العرض واللّهو.. جدران زجاجيّة، أضواء حمراء، وخضراء، وزرقاء.. أثاث عصريّ، ورود وأزهار، صور وتماثيل… وتقلّصت المساحة الزّمنيّة للعظات المملّة والخطب الجامدة ومُلئت الأوقات ببرامج مغرية… وبأمسيات الشّاي والكعك وحفلات التّعارف والسّهرات الموسيقيّة، وكثر المرنّمون وارتفعت أصوات التّرانيم المصحوبة بالسّنفونيّات وأحيانًا بموسيقى الجاز والبلوز والروك والهيب هوب والجوسبل، وشهد نشاط الكنيسة كثافة خلال الأسبوع كلّه لا الأحد فقط، وتعدّدت أعياد القدّيسين( ) وتنوّعت المناسبات الدّينيّة والكرنفالات، فسقط كثير من هوّاة الملهيّات في شراك خدّام الكلمة فرجع بعضهم إلى أماكن العبادة، عفوًا اللّهو !!
وصدق عليهم قول ابن القيّم – رحمه الله – في كتابه (إغاثة اللّهفان من مصائد الشّيطان): »ولمّا علمت الرّهبان والمطارنة والأساقفة، أنّ مثل هذا الدّين تنفر عنه العقول أعظم نفرة، شدّوه بالحيل والصّور في الحيطان بالذّهب والأزورد والزّنجفر والأرغل "آلة موسيقيّة " وبالأعياد المحدثة، ونحو ذلك ممّا يروج على السّفهاء وضعفاء العقول والبصائر «.
هذا كلّه يحدث داخل جدران الكنيسة أمّا المهرجانات والتجمّعات والاحتفالات والرّحلات التّرفيهيّة التي تنظّمها النّوادي الكنسيّة، والتي تجري في البرّ والخلاء فالله أعلم بما فيها من أسرار تبشيريّة لاهوتيّة مقدّسة، وهكذا التّبليغ والتّبشير وإلاّ فلا!
وهذا الإنجلوكاثوليكيّ الإنجليزيّ B. Devis يقول: » إنّ كثيرًا من النّاس أخذ يفلت من قبضة المسيحيّة ولا سيّما الجيل النّاشئ، فبدت الكنيسة عاجزة عن التصرّف مع الوضع الحالي المتأزّم فحاولت استهواء أتباعها بالبخور المعطّر والأضواء، وملابس الكهنوت الملوّنة، وبالصّلوات والتّراتيل المطوّلة للقدّيسين، وبكثير من وسائل الاستهواء«.
وعلى نفس النّغمة برز توجّه قويّ لاستغلال هذه المغريات في وسائل الإعلام التّنصيريّة، كالإذاعات ومحطّات التّلفزيّون، وأكبر دليل على ذلك تلفزيون الشّرق الأوسط التّنصيريّ، الذي يبثّ يوميًّا برامج ببراعة إعلاميّة فائقة توظّف فيها أحدث التّقنيّات الاتّصاليّة، وأشهر البرامج المبثوثة برنامج 'نادي 700' '700 CLUB ' الذي يستضيف طابورا من الممثّلين والمغنّين، والمخرجين والكتّاب ولاعبي كرة السلّة، والبيزبول "Base ball " والملاكمة وغيرهم من المشاهير، وتعرض لقطات من الألعاب والسكتشات والتّمثيليّات المحبوكة بإتقان، والموسيقى والتّرانيم، ويجري البرنامج مقابلات مع أصحاب السّوابق التّائبين بعدما عرفوا طريق الكنيسة، ومرضى السّرطان والسكّريّ والعلل الغريبة الذين شفوا منها بمعجزة يسوعيّة خارقة!! أو أولئك الذين يأتون لحكاية قصصهم العائليّة والحوادث والمصائب التي تجاوزوها أو نجوا منها بأعجوبة وببركة الإنجيل طبعًا !!
هذا باختصار شديد وصف هذه الظّاهرة الإعلاميّة الفريدة، لكن لا يفوتني أن أذكر اللّسان المعسول، وبراعة الكلام التي يمتلكها مقدّمو البرنامج "باث روبرتسون" والقسّيسة خادمة الكلمة! " تيري ميوسن" هذه المبشّرة البروتستانتيّة، التي لا يقلّ دورها عن زميليها "باث" و"بن كينشو"، بل يتجاوزه إلى تزيين المجلس والشّاشة بضحكاتها وشعرها الأشقر وأحيانًا كثيرة بساقيها "الجميلتين" عندما يرتفع الثّوب القصير فوق الرّكبة، وهي من مستلزمات أسرار التّبشير، طبعًا!، وأتساءل هل كانت هذه الثّياب المغرية التي ترتديها القسّيسة!؟ وزميلاتها في برامج التّنصير تشبه تلك التي ارتدتها سارة زوجة إبراهيم أو رفقة زوجة إسحاق أو مريم أم المسيح !؟ مع العلم أنّ ثمّة ثلاث آيات في العهد القديم و ثلاث أخرى في الجديد تدعو للتستّر وتمنع الزّينة والتبرّج، لكن من يسمع !؟، فإدخال المسلمين في النّصرانيّة هو أولى الأولويّات عندهم، وقد أشغلهم هذا العمل النّبيل عن الالتفات لأنفسهم وستر عوراتهم.!
والمرأة الآن في المجتمع الكنسيّ شبكة صيد لا مثيل لها، يجلب بها الشّباب "الضالّ" إلى الكنيسة، فلا يكاد يخلو برنامج تلفزيونيّ تنصيريّ من الشّابات الجميلات والفتيات المتغنجات، وفي الكنائس من المرنّمات المراهقات الفاتنات بألبسة وأثواب مغرية تأخذ الألباب، وتنظّم حفلات مختلطة بين الجنسين في قاعات جانبيّة داخل كلّ كنيسة، يختلط فيها الحابل بالنّابل ويترك الحبل على الغارب.
وتجد الفتيات النّصرانيّات – وأكثرهنّ من الطّالبات – الكنيسة مكانًا ملائمًا للالتقاء بالزّملاء والأصدقاء، خاصّة في مجتمعنا الشّرقيّ، الذي تخشى الفتاة فيه الخروج إلى الشّوارع والملاهي مـع صديقها، خوفًا من كلام النّاس! أمّا الشّباب فلماذا لا يـذهب إلى دار "اللّهو والعبادة "! و هو يعلم أنّ ثمّة ما يثلج صدره من جلسات ووقفات وحركات… مع الأجساد الملتهبة، والأبدان المثيرة، والابتسامات، والنّظرات… إلخ.
كنت أظنّ أنّ هذه الأمور تحدث في كنائس الغرب فقط، ولكن عندما دخلت عدّة كنائس في بلدان عربيّة شرقيّة، رأيت بعيني ما يشيب الرّأس ويحيّر العقل، دخلت يومًا كنيسة معمدانيّة في الأردن، كنت وقتها طالبًا في قسم الصّحافة، وكان عندي موعد مع القسّ فواز، فوجدت حفلة مختلطة مريبة فحاول القسّ إغرائي بالحضور والمشاركة؛ فقال: "يوجد طالبات من جامعتك" واعترضني أحد المعمدانيّين داخل الكنيسة ودعاني للدّخول في الحفلة فقلت: "لكن أنا مسلم "فقال: "نعم وأنت كذلك أخونا في الربّ " !، إنّها أساليب ميكيافيليّة لست أدري ماذا يكون ردّ فعل المسيح أو أحد حواريّيه لو سمعوا بمثلها !؟
لقد بلغ حجم اختراق العلمانيّة واللاّدينيّة الكنيسة إلى أكثر من ذلك، فيقول علي جريشة في كتابه (الإعلام والدّعوة الإسلاميّة): »وامتدّت العلمانيّة داخل الكنيسة نفسها، حتّى إنّ بعض رجال الدّين لم يجدوا بدًّا للتّرويج لبضائعهم إلاّ بالتّرويج الجنسيّ للفتيان والفتيات؛ فشرّعوا حفلات رقص تعقب الصّلوات، التي تؤدّى في الكنائس تحت رعاية رجال الدّين وتشجيعهم«.
وأنقل تجربة حيّة وواقعيّة من إحدى مقالات سيّد قطب – رحمه الله – وكتبها فور رجوعه من أمريكا، وقد كان في الأربعينات من هذا القرن مقيمًا فيها، وعضوًا في عدّة نواد كنسيّة فإليك كلامه على طوله: »إذا كانت الكنيسة مكانًا للعبادة في العالم المسيحيّ كلّه، فإنّها في أمريكا مكان لكلّ شيء إلاّ العبادة، وإنّه ليـصعب عليك أن تفرّق بينها وبين أيّ مكان آخر مـعدّ للّهو والتّسلية، أو ما يسمّونه بلغـتهم الـ Fun ومعظم قصّادها إنّما يعدّونها تقليدًا اجتماعيًّا ضروريًّا، ومكانًا للّقاء والأنس، ولتمضية وقت طيّب، وليس هذا شعور الجمهور وحده، ولكنّه كذلك شعور سدنة الكنيسة ورعاتها.
ولمعظم الكنائس ناد يتألّف من الجنسين، ويجتهد راعي كلّ كنيسة أن يلتحق بالكنيسة أكبر عدد ممكن، وبخاصّة أنّ هناك تنافسًا كبيرًا بين الكنائس المختلفة المذاهب؛ ولهذا تتسابق جميعًا في الإعلان عن نفسها بالنّشرات المكتوبة وبالأنوار الملوّنة على الأبواب والجدران للفت الأنظار، وبتقديم البرامج اللّذيذة المشوّقة لجلب الجماهير، بنفس الطّريقة التي تتبعها المتاجر ودور العرض والتّمثيل، وليس هناك من بأس في استخدام أجمل فتيات المدينة وأرشقهنّ، وأبرعهنّ في الغناء والرّقص والتّرويح، وهذه مثلاً محتويات إعلان عن حفلة كنسيّة، كانت ملصقة في قاعة اجتماع الطّلبة في إحدى الكلّيّات: "يوم الأحد أوّل أكتوبر – في السّاعة السّادسة مساء – عشاء خفيف، ألعاب سحريّة، ألغاز، مسابقات، تسلية.. ".
وليس في هذا أيّة غرابة، لأنّ راعي الكنيسة لا يحسّ أنّ عمله يختلف في شيء عن عمل مدير المسرح، أو مدير المتجر، النّجاح يعود عليه بنتائجه الطيّبة: المال والجاه، فكلّما كثر عدد الملتحقين بكنيسته عظم دخله، وزاد كذلك احترامه ونفوذه في بلده؛ لأنّ الأمريكيّ بطبيعته يؤخذ بالفخامة في الحجم أو العدد، وهي مقياسه الأوّل في الشّعور والتّقدير.
كنت ليلة في إحدى الكنائس ببلدة جريلي بولاية كولورادو – فقد كنت عضوًا في ناديها، كما كنت عضوًا في عدّة نوادٍ كنسيّة في كلّ جهة عشت فيها؛ إذ كانت هذه ناحية هامّة من نواحي المجتمع تستحقّ الدّراسة عن كثب، ومن الدّاخل – وبعد أن انتهت الخدمة اللّيليّة في الكنيسة، واشترك في التّراتيل فتية وفتيات من الأعضاء، وأدّى الآخرون الصّلاة، دلفنا من باب جانبيّ إلى ساحة الرّقص، الملاصقة لقاعة الصّلاة، يصل بينهما الباب، وصعد "الأب" إلى مكتبه وأخذ كلّ فتى بيد فتاة، وبينهم وبينهنّ أولئك الذين واللّواتي كانوا وكنّ يقومون بالتّرتيل ويقمن!.
وكانت ساحة الرّقص مضاءة بالأنوار الحمراء والصّفراء والزّرقاء، وبقليل من المصابيح البيض، وحمي الرّقص على أنغام "الجراموفون" وسالت السّاحة بالأقدام والسّيقان الفاتنة، التفت الأذرع بالخصور، والتقت الشّفاه بالصّدور.. وكان الجوّ كلّه غرامًا حينما هبط "الأب" من مكتبه، وألقى نظرة فاحصة على المكان ومن في المكان، وشجّع الجالسين والجالسات ممّن لم يشتركوا في الحلبة على أن ينهضوا فيشاركوا، وكأنّما لاحظ أنّ المصابيح البيض تفسد ذلك الجوّ "الرّومانتيكيّ" الحالم، فراح في رشاقة الأمريكانيّ وخفّته يطفئها واحدًا واحدًا، وهو يتحاشى أن يعطّل حركة الرّقص، أو يصدم زوجًا من الرّاقصين في السّاحة، وبدا المكان بالفعل أكثر "رومانتيكيّة" وغرامًا، ثمّ تقدّم إلى "الجراموفون" ليختار أغنية تناسب الجوّ، وتشجّع القاعدين والقاعدات على المشاركة فيه.
واختار.. اختار أغنية أمريكيّة مشهورة اسمها: 'But baby it is cold out side '، 'ولكنّها يا صغيرتي باردة في الخارج'، و هي تتضمّن حوارًا بين فتى وفتاة عائدين من سهرتهما، وقد احتجزها الفتى في داره، وهي تدعوه أن يطلق سراحها لتعود إلى دارها فقد أمسى الوقت، وأمّها تنتظر.. وكلّما تذرّعت بحجّة أجابها بتلك اللاّزمة: "ولكنّها يا صغيرتي باردة في الخارج! " وانتظر الأب حتّى رأى خطوات بناته وبنيه، على موسيقى تلك الأغنية المثيرة، وبدا راضيًا مغتبطًا، وغادر ساحة الرّقص إلى داره، تاركًا لهم ولهنّ إتمام هذه السّهرة اللّذيذة .. البريئة!.
وأب آخر يتحدّث إلى صاحب لي عراقي، فقد توثّقت بينهما عرى الصّداقة، فسأله عن "ماري" زميلته في الجامعة: "لم لا تحـضر الآن إلى الكنيسة؟" ويبدو أنّه لا يعنيه أن تغيب الفتيات جميعًا وتحضر "ماري "، وحين يسأله الشّابّ عن سرّ هذه اللّهفة يجيب: "إنّها جذّابة، وإنّ معظم الشبّان إنّما يحضرون وراءها! ".
ويحدّثني شابّ من شياطين الشبّان العرب الذين يدرسون في أمريكا، وكنّا نطلق عليه اسم "أبو العتاهية " – وما أدري إن كان ذلك يغضب الشّاعر القديم أو يرضيه! – فيقول لي عن فتاته – ولكلّ فتى فتاة في أمريكا – إنّها كانت تنتزع نفسها من بين أحضانه أحيانًا؛ لأنّها ذاهبة للتّرتيل في الكنيسة، وكانت إذا تأخّرت لم تنج من إشارات "الأب" وتلميحاته إلى جريرة "أبي العتاهية" في تأخيرها عن حضور الصّلاة ! هذا إذا حضرت ودها من دونه، فأمّا إذا استطاعت أن تجرّه وراءها، فلا لوم عليها ولا تثريب!.
ويقول لك هؤلاء الآباء: إنّنا لا نستطيع أن نجتذب الشّباب إلاّ بهذه الوسائل!، ولكنّ أحدًا منهم لا يسأل نفسه: وما قيمة اجتذابهم إلى الكنيسة، وهم يخوضون إليها مثل هذا الطّريق، ويقضون ساعاتهم فيه؟ أهو الذّهاب إلى الكنيسة هدف في ذاته، أم آثاره التّهذيبيّة في الشّعور والسّلوك؟، ومن وجهة نظر "الآباء" التي أوضحتها فيما سلف، مجرّد الذّهاب هو الهدف، وهو وضع لمن يعيش في أمريكا مفهوم« !.
هذا غيض من فيض، ممّا لا يمكن حصره في هذه العجالة، وتسعى الكنائس الآن إلى تفادي مناقشة المواضيع المتعلّقة بالأسرار الإلهيّة، وعدم طرحها في الكنيسة، خصوصًا على الشّباب؛ لأنّها تعلم أنّ تلك القضايا "مشكلات" تنفّرهم من الكنيسة، وتجعل الكثير منهم يعتنقون الإسلام، إذ إنّ نسبة النّصارى الذين يعتنقون الإسلام في العالم يتجاوز عشرات الآلاف كلّ سنة، أغلبهم من الشّباب والمثقّفين والجامعيّين.
شهادات نصارى اعتنقوا الإسلام
يحوي هذا الفصل شهادات مثيرة ورائعة لمجموعة من النّصارى الذين اعتنقوا الإسلام، ورضوا به عقيدة وشريعة، وكلّ واحد من هؤلاء كانت له أسبابه الخاصّة لهذا التحوّل، بيد أنّهم أجمعوا على أنّ أهمّ الأسباب التي جعلتهم ينفرون من النّصرانيّة هو عدم اقتناعهم بها؛ لأنّ الإيمان النّصرانيّ يصادم الفطرة البشريّة، ويدخل في نزاع مع العقل والمنطق، الأمر الذي قلب حياة معتنقيها إلى صراع دائم بين عقولهم وعواطفهم، هذا الصّراع الدّاخليّ أزعجهم وقضّ مضاجعهم، كيف ينامون وتقر أعينهم !؟ وهم يؤمنون بعقيدة غامضة، صعبة غير مقتنعين بها ولا مصدّقين بأسرارها التي يتلقّونها كلّ يوم "أحد" من أفواه رجال الكنيسة، والأمر ليس هيّنًا بل هو عظيم يتعلّق بحياتهم الدّنيويّة، وبعدها بمصيرهم الأبديّ، فبدأوا بالتّفكير والبحث، وإعمال العقل فاهتدوا إلى دين الإسلام، الذي أقر أعينهم ومنحهم الرّاحة النّفسيّة وسينالون الفوز في الآخرة، إن شاء الله.
وكلّهم يشهدون للإسلام: لا أسرار، ولا مستحيلات عقليّة، ولا إلغاء للعقل، ولا خرافات، ولا تجديف على الله، ولا رجال دين، ولا طاعة عمياء، ولا إتباع بدون دليل، ولا إيمان بلا تدبّر وتفكّر.
فالعقيدة الإسلاميّة واضحة وضوح الشّمس، والشّريعة جليّة للعيان، فشتّان بين النّصرانيّة والإسلام وكلّ إناء بما فيه ينضح، وتأتي هذه الشّهادات للتّمثيل لا الحصر من علماء وأطبّاء وأساتذة جامعيين وباحثين وسياسيّين بل من قساوسة ورجال دين.
1
1. محمّد فؤاد الهاشميّ
أبدأ هذا الفصل بشهادة مطوّلة لأحد الشّمامسة( ) العرب، الذين عرفوا النّصرانيّة عن كثب، ثمّ تحوّلوا إلى الإسلام؛ فقد كتب الأستاذ محمّد فؤاد الهاشميّ هذه الكلمات التي نقلتها رغم طولها من كتابه (سرّ إسلاميّ) يقـــول: » أثناء دراستي للدّين المسيحيّ، وتعمّقي في جنباته صادفتني مشاكل عقليّة متعدّدة؛ كنت في البداية أطرحها جانبًا إلى حين، ثمّ أعاود الرّجوع إليها فيكون نصيبها التّأجيل كالمرّة الأولى، وكلّ يوم تزداد المشاكل عن ذي قبل، حتّى كوّنت عندي ما يشبه العقد، وولّدت عندي اليأس من فهم تلك المشاكل المعقّدة.
بعد الدّرس كنت أخلد أحيانًا إلى نفسي؛ محاولة منّي لإيجاد الحلول للمسائل المعقّدة، وكانت توجد حلول، لكنّها حلول لا ترضي العقل ولا يستريح بها الضّمير إلاّ مؤقّتًا؛ طمعًا في أنّي يومًا ما ربّما تكون قد اتّسعت مداركي واستطعت حلّها، و لكن بعد سنوات الدّراسة الثّلاث في اللاّهوت لم أجد البياض النّاصع الذي يعتبر أساسًا للدّين، ولم أعثر على الوضوح والبساطة، الذي يجب أن تتحلّى بها العقيدة، إنّما كنت أجد بقعًا عديدة من الأصباغ ظننتها بادئ ذي بدء زينة الدّين، ولكنّي كلّما تعمّقت واستعملت العقل وذهبت بالفكر؛ أي مذهب بين الكتب والمتون والشّروح، أعود إلى النّقطة التي بدأت منها دون الخروج بأيّ جواب شاف عن أسئلة العقل المتلاحقة بغير هوادة، وشككت في عقلي، واتّهمت ملَكة فهمي بالضّعف، وأيقنت أنّ ذلك تصوّر منّي وربّما وجدت المخرج عند أساتذتي الكهنة والقساوسة والدّعاة الأكليريكيّين.
كان كلّ منهم يريد أن يظهر قدرته ومدى مساهمته في هذا الدّين، فحمّلوا الدّين ما لا يُطيق من الإضافات والتّفسيرات، ووصل الحال في بعضها إلى أن أصبحت هذه الإضافات والتّعليقات هي الأصل، والدّين ذاته في المرتبة الثّانية من حيث الأهمّيّة، ويبدو أنّ أدعياء الدّين أو محترفيه لم تعجبهم بساطته وأرادوا له أن يكون معقّدًا؛ لأنّه كلّما كان معقّدًا اتّجه النّاس إليهم يسألونهم تفسيرًا لكلّ ما يحويه من ألغاز، على أن تظلّ شوكتهم قويّة ويبقى سلطانهم راسخًا، فمن جهة المتديّنين فرضوا لهم طقوسًا، ورسموا طرقًا، وابتدعوا احتفالات، وصمّموا ملابس، وألّفوا ترانيم وصلوات، وتفنّنوا في خزعبلات، واستغلّوا مجريات الأمور لأنفسهم فجعلوا مصائر النّاس في أيديهم؛ ليظلّوا المهيمنين عليهم والمرشدين لهم.
أمّا من جهة خالقهم فأرادوا أن يزيدوا في درجة احترامه سبحانه وتعالى، فابتدعوا له مؤنسًا في وحدته زوجة ثمّ ابنًا، ثمّ قالوا عن الابن: إنّه هو الإله ثمّ احتاروا فقسّموا بين الأب والابن السّلطات ورسموا لهما الأقانيم، ممّا سبق لم أجد جواب الأساتذة إلاّ كجواب الكتب أو أشدّ تعقيدًا، وعسير على العقل المتحرّر أن يقبل أجوبة على علّتها، كما قال بعضهم قولتهم المشهورة: " أدّ الطّقوس التي تعلّمتها كما تعلّمتها ولا تتعب عقلك، فقد تعب قبلك كثيرون و باءوا بالخسران المبين، وطُردوا من ملكوت السّموات".
من هنا بدأ شكّي وفقدت الثّقة واستولى علي عدم الإيمان، فيما أدرس لا فيما أدين؛ لأنّ المسيحيّة دين سماويّ أتى به المسيح، وبشّر به من سبقه من الأنبياء واعترف به من بعده، ولذا بدأت أبحث وأنقّب مصمّمًا على أن لا ألغي عقلي لأنّه عسير على العقل الواعيّ أن يأخذ الأمور على علالتها، كما أنّه من العسير على إنسان وُهب شيئًا من حرّيّة الفكر أن يصمّ أذنيه عن النّداء المنبعث من وحي العقل والضّمير، واثقًا أنّي لن أطرد من ملكوت، بل هدفي أن أدخل الملكوت ومن سار على الدّرب وصل، ومن جدّ وجد؛ لأنّه من العبث ألاّ يبحث أيّ إنسان أمر دينه حتّى يؤمن إيمانًا صحيحًا، أو يترك ما لم يستطع عقله وعقول أساتذته إلى ما يفهمه العامّة، قبل الخاصّة حتّى يستريح الضّمير، ويكون ذلك دين القيمة، وإلى القارئ أقدّم بحثي الذي انتهى بي إلى الإيمان بدين القيمة – الإسلام -«.
2. حسين رؤوف (إنجلترا) Hussain Rofe
» … دفعتني فطرتي إلى البحث عن دين يروي غليلي فلسفيًّا واجتماعيًّا، فلم يكن منّي إلاّ أن قرّرت أن أفحص بدقّة كلّ الدّيانات الرّئيسيّة المعروفة في العالم… نشأت في ظلّ تقليد الكنيسة الإنجليزيّة.. وبدأت في سنّ مبكّرة أعقد المقارنات بين العقائد والطّقوس في كلٍّ من اليهوديّة والمسيحيّة، ودفعتني فطرتي إلى رفض عقيدتيْ تجسيد الإله وتكفيره لذنوب البشر، كما أنّ عقلي لم يستطع قبول تعدّد الأناجيل ونصوصها، أو الإيمان بعقيدة لا ترتكز على منطق العقل، كما هي التّقاليد المرعية في الكنيسة الإنجليزيّة.
ورغم أنّني كنت أشهد الصّلوات المسيحيّة في الكنيسة الإنجليزيّة، كما أحضرها في الكنيس اليهوديّ، وأشارك في كليهما، إلاّ أنّني في الواقع لم أكن أدين بأيّ من الدّيانتين ورأيت في الكاثوليكيّة الرّومانيّة كثيرًا من الغموض، ومن الخضوع لسلطة البشر، وأنّها تصمّ البشريّة بالنّقص بعكس ما تنسبه إلى البابا وأتباعه من تقديس يكاد يرقى بهم إلى شبه الألوهيّة«.
3. سيسيليا محمودة كانولي (أستراليا) Cecilia Mahmuda Canoolly
»لماذا أسلمت؟ أوّلاً وقبل كلّ شيء، أودّ أن أقول إنّني أسلمت لأنّني كنت في قرارة نفسي مسلمة دون أن أعلم ذلك من حداثة سنّي؛ كنت قد فقدت الإيمان بالمسيحيّة لأسباب كثيرة أهمّها: أنّني ما سألت مسيحيًّا سواء كان ممّن يقال عنهم رجال الكهنوت والأسرار المقدّسة، أو من العامّة، عن أيّ شيء يبدو لي غامضًا في تعاليم الكنيسة، إلاّ تلقّيت الجواب التّقليديّ: "ليس لك أن تناقشي تعاليم الكنيسة، ويجب أن تؤمني بها فقط"، وفي ذلك الوقت لم تكن عندي الشّجاعة الكافية لأقول لهم: "إنّني لا أستطيع الإيمان بشيء لا أعقله".
وتعلّمت من خلال تجاربي أنّ غالبيّة الذين يسمّون أنفسهم مسيحيّين لا يجدون هذه الشّجاعة كذلك… كان كلّ ما فعلته أنّي هجرت الكنيسة "الرّومانيّة الكاثوليكيّة" وتعاليمها، وركّزت إيماني في الإله الواحد الحقّ؛ لأنّ الإيمان به أيسر على النّفس من الإيمان بثلاثة آلهة كما تقول الكنيسة، وعلى النّقيض من التّعاليم الكنسيّة الغامضة البعيدة عن الإدراك، بدأت أرى الحياة أوسع وأرحب طليقة من الطّقوس والفلسفات، فكنت حيثما وجّهت وجهي أجد آيات الله… حتّى الطفل الوليد، أصبحت أحسّ أنّه معجزة رائعة جميلة، وليس كما كانت الكنيسة تصوّره لنا، تذكّرت كيف أنّني في صغري إذا نظرت إلى طفل حديث الولادة تصوّرته "مغطّى بسواد الخطيئة الموروثة"، أمّا الآن فلم يعد للقبح مكان في خيالي، بل لقد أصبح كلّ شيء أمامي جميلاً، وهنا أيضًا تهتّكت الأستار التي كانت تحد ما بيني وبين الإسلام، فما خطر لي من سؤال إلاّ كنت أتلقّى عنه الجواب المقنع الدّقيق، على النّقيض تمامًا من ذلك الهراء، الذي كنت أسمعه حينما كنت أناقش المسيحيّة «.
4. محمّد ألكسندر راسيل (الولايات المتّحدة) Mohamed Alexander Russel
(كنت لحسن حظّي ذا عقليّة فاحصة، أميل إلى أن أتحرّى الأمور، وأن أجد لكلّ شيء علّة وسببًا، ووجدت أنّ النّاس بين علمانيّين، ورجال دين – المسيحيّ – عجزوا عن إقناعي بوسائل عقليّة ومنطقيّة بحقيقة هذه العقيدة، ولكن كلا الفريقين كانوا يقولون: إنّ هذه أمور غامضة وخفيّة، أو يقولون إنّها مسائل فوق مستوى إدراكي، وأودّ أن أقرّر هنا بأنّني عندما كنت صبيًّا كانت تنقصني الحماسة الدّينيّة، التي تبدو على كثير من الصّبيان بالفطرة، ولمّا بلغت العشرين عامًا وأصبحت حر التصرّف في نفسي، ضاق صدري بجمود الكنيسة وكآبتها فهجرتها إلى غير رجعة«.
5. عبد الله أرشبالد هاملتون (إنجلترا) Abdullah Archibal Hamilton رجل دولة و بارون
» ما كدت أبلغ سنّ الإدراك والتّمييز، حتّى راود قلبي جمال الإسلام وبساطته ونقاؤه، ورغم أنّني وُلدت ونشأت مسيحيًّا، فإنّني لم أستطع مطلقًا أن أؤمن بالعقائد التي تسلّم بها الكنيسة وتفرضها، وكنت دائمًا أجعل العقل والإدراك فوق الإيمان الأعمى، ومع مرور الزّمن أردت أن أحيا وفق مشيئة خالقي، لكنّني وجدت كلاّ من كنيسة روما والكنيسة الإنجليزيّة لا يقدّمان لي ما يروي غليلي، وما كان اعتناقي للإسلام إلاّ تلبية لنداء ضميري، ومنذ تلك اللّحظة بدأت أشعر أنّني أصبحت أقرب إلى الإنسانيّة الصّحيحة«.
6. ديفيس وارنجتون – فراي (أستراليا) Devis Warrington – Fry
» حقًّا لقد انساب الإسلام في نفسي انسياب الرّبيع المشرق إلى الأرض الباردة في أعقاب شتاء مظلم، فأشاع الدّفء في روحي، وغمرني بما في تعاليمه من روعة وجمال، وكم فيها من روعة وكم فيها من جمال، كم فيها من وضوح في بنائها المنطقيّ الرّصين: "لا إله إلاّ الله، محمّد رسول الله". أيمكن أن يكون هناك ما هو أسمى من ذلك وأنقى؟ أين هذا من غموض عقيدة "الأب والابن والرّوح القدس"، التي قد تشيع الرّهبة في القلوب، ولكنّها لا تكاد تقنع العقل الواعي«.
7. جلال الدّين لودر برنتون (إنجلترا) Jalaluddin Louder Brunton رجل دولة وبارون
»يقولون: إنّ العقائد المسيحيّة تستند إلى الإنجيل ولكنّني وجدتها متنافرة، متضاربة، فهل من الممكن أن يكون الإنجيل وتعاليم المسيح قد أصابها التّحريف؟ عدت ثانيًا إلى الإنجيل أوليه دراسة دقيقة، فشعرت أنّ هناك نقصًا لم أستطع تحديده«.
8. إبراهيم فو (الملايو) Ibrahim Voo
» قبل إسلامي كنت كاثوليكيًّا رومانيًّا، ومع أنّي لم أكن مقتنعًا بعقائد التّثليث والعشاء الربّانيّ المقدّس والتّكريس والتّقديس وما إلى ذلك من الأمور الغامضة، إلاّ أنّني لم أفقد إيماني بالله، ولم يكن في استطاعة أي قسّيس كاثوليكيّ أن يقنعني منطقيًّا بهذه العقائد الغامضة وكان قولهم التّقليديّ: "إنّها أسرار وستبقى أسرارًا، إنّ عيسى هو خاتم الأنبياء، وما محمّد إلاّ دجّالاً".
لقد تضاءل إيماني بذلك الدّين، إلى أن خالطت كثيرين من مسلمي الملايو، وتحدّثت معهم عن الدّين، وكان الجدل يحتدم بيننا في بعض الأحيان، وبمرور الزّمن ازداد اقتناعي بأنّ الإسلام هو دين العقل والحقّ، العبادة فيه لله دون سواه، فلا ترى في المساجد صورًا أو تماثيل أو لوحات«.
9. ت. هـ. مكباركلي (أيرلندة) T.H. Mc Barklie
نشأت على المذهب البروتستانتي، وكنت منذ حداثة سنّي غير مقتنع بالتّعاليم المسيحيّة، فلمّا انتهيت من المدرسة والتحقت بالجامعة، أضحى هذا الشكّ يقينًا، فالكنيسة المسيحيّة – كما رأيتها – لم تكن تعني عندي شيئًا مذكورًا، وكنت في حالة يأس من أن أجد عقيدة قائمة تتضمّن كلّ ما كنت أتصوّره من مقوّمات، ولقد ذهلت للوهلة الأولى عند مقارنة التّسامح الإسلاميّ بتعصّب المذاهب المسيحيّة، وعلمت أنّ البلاد الإسلاميّة في العصور الوسطى كانت مشرقة بالعلم والحضارة، في الوقت الذي كان الجهل مطبقًا والخرافات سائدة في غيرها من البلاد، كما أقنعتني نظريّة الإسلام المنطقيّة في الجزاء بعكس نظريّة الفداء في المسيحيّة«.
10. توماس ارفنج (كندا) Thomas Irving
»عندما كنت في السّنة الأولى في دراسات الآداب الشّرقيّة، قرأت عن تطوّر الفكر البشريّ في محاولاته لمعرفة الله، وقد تبلورت رسالة المسيح في تصويره بأنّه ربّ ودود، لكنّ هذا التصوّر يضيع وسط سحب من صلوات غير مفهومة وطقوس وثنيّة، وتختفي صفات الرّحمة والجود وراء تصويره في ذات الوقت ربًّا متعاليًا لا يمكن الوصول إليه إلاّ من خلال وسيط شفيع«.
11. مسعودة ستينمان (إنجلترا) Massudah Steinman
»لا أعرف دينًا آخر – غير الإسلام – يقبله العقل ويجذب النّاس إليه، وله من المؤمنين به مثل هذه الجموع الضّخمة، ويبدو لي أنّه ما من طريق أقرب منه إلى الاقتناع العقليّ والرضا في الحياة، ولا أعظم منه أملاً للنّجاة في الحياة الآخرة… والمسيحيّة تولي جلّ اهتمامها للجانب الرّوحيّ من الحياة، فتدعو إلى نوع من المحبّة يثقل كاهل المسيحيّ بالمسؤوليّات، ودعوى المحبّة مقضي عليها بالفشل، إذ كان الوصول إليها خارجًا عن حدود طبيعة البشر، وتتعارض مع إدراكه ومفاهيمه، ولا يستطيع أحد أن يداني ذلك المستوى المثاليّ للمحبّة، كما تدعو إليه المسيحيّة إلاّ أن يؤتى حظًّا موفورًا من معرفة النّوازع البشريّة المتباينة، وأن يتّصف مع هذه المعرفة بالعطف والإدراك السّليم، مع الشّعور بالمسؤوليّة، وحتّى في هذه الحالة، فإنّ على مثل هذا الإنسان أن يتخلّى عن عقله في سبيل هذه المحبّة.
ويقول س.ت. كوليردج S.T. Coleridge في كتابه (Aids reflection): "إنّ الذي يبدأ بحبّ المسيحيّة أكثر من حبّه للحقّ سيقوده ذلك إلى حبّ طائفته أو كنيسته أكثر من حبّه للمسيحيّة، ثمّ ينتهي به الأمر إلى حبّ نفسه أكثر من أيّ شيء آخر"، وفي ذات الوقت يدعونا إلى تقديس الله، وأن نخضع لشريعته، ويشجّعنا على استعمال العقل مع مراعاة عواطف الحبّ، والتّفاهم جنبًا إلى جنب..«.
12. هـ. ف. فيلوز (إنجلترا) H. F. Fellowes
»كنت دائمًا أتصوّر الربّ هاديًا للبشر، ومتّصفًا بالعفو والرّحمة والعدل، وعلى هذا يستطيع الإنسان أن يطمئنّ إلى عدالة حسابه وإلى رحمته ومراعاة ظروفه المحيطة به… أنت مسؤول في حياتك عن أعمالك وسلوكك شخصيًّا، فإذا كنت تعمل محاسبًا ودلّست في حسابات مخدومك، فإنّ مكانك إلى السّجن لا محالة، وإذا كنت تقود سيّارة بسرعة زائدة في طريق منعرج منزلق فإنّك لا شكّ معرّض للحوادث، هذه أخطاؤك أنت وأنت الذي ارتكبتها، ومن الجبن أن تلقي بالمسؤوليّة على الآخرين، ولا أعتقد أنّنا ولدنا آثمين تعساء، فهذا ينافي العاطفة النقيّة نحو الأطفال الأبرياء، لقد علّمتني الأيّام أنّ من طبيعة البشر إدخال السّرور إلى قلوب الآخرين ما لم يكن الآخرون من الأشرار، وعلى هذا القياس، نرى أنّ عقيدة تحمّل المسيح خطايا البشر، عقيدة مضطربة لا تقبلها العقول.
لقد بدأنا نقرأ في الصّحف في الآونة الأخيرة أقوالاً لفلاسفة وكتّاب، مؤدّاها أنّ الأديان الحالية أصبحت عتيقة بالية، وأعتقد أنّ هذه الأقوال تعكس على مرآتها مدى تشكّك الغربيّين وارتيابهم في المفاهيم المعقّدة والغامضة في الدّين المسيحيّ، وهؤلاء الذين ينادون – في زعمهم – إلى الإصلاح والتّجديد إنّما يقعون في الخطأ نفسه، الذي وقع فيه قبلهم مارتن لوثر لأنّ الإسلام، وهو الدّين الذي يحقّق كلّ هذه الرّغبات في الإصلاح قائم فعلاً بين أيدينا«.
13. أمينة موسلر (ألمانيا) Amina Mosler
»سمعت ولدي يتوسّل إليّ وفي عينيه دموع: "يا أمّي لا أريد أن أبقى مسيحيًّا بعد الآن، إنّني أريد أن أكون مسلمًا، وأنت أيضًا يا أمّي، يجب أن تنضمّي معي إلى هذا الدّين الجديد"، فما لبثت أن اقتنعت أنّ الإسلام هو الدّين الحقّ الذي أرتضيه، كان الإيمان بالثّالوث الذي تدعو إليه المسيحيّة أمرًا مستحيلاً بالنّسبة لي، حتّى عندما كنت شابّة في العشرين من عمري، وبعد دراسة الإسلام رأيتني أيضًا لا أقرّ بالاعتراف ولا تقديس البابا، أو الاعتراف بسلطاته العليا، ولا عمليّة التّعميد المسيحيّة وما شاكل ذلك من عقائد«.
14. إيفلين زينب كوبولد (إنجلترا) Evelyn Zeinab Cobbold
»كثيرًا ما سُئلت: متى ولماذا أسلمت؟… وقد صدق أحد علماء الغرب إذ يقول "الإسلام دين العقل والفطرة"، وكلّما زادت دراستي وقراءتي عن الإسلام، زاد يقيني في تميّزه عن الأديان الأخرى، بأنّه أكثرها ملاءمة للحياة العمليّة، وأقدرها على حلّ مشكلات العالم العديدة والمعضلة، وعلى أنّ يسلك بالبشريّة سبل السّعادة والسّلام، لهذا لم أتردّد في الإيمان بأنّ الله واحد، وبأنّ موسى وعيسى ومحمّدًا – عليهم صلوات الله – ومن سبقهم كانوا أنبياء أوحي إليهم من ربّهم، لكلّ أمّة رسول، وبأنّنا لم نولد في الخطيئة، وبأنّنا لا نحتاج إلى من يحمل عنّا خطايانا، أو يتوسّط بيننا وبين الله، وفي وسعنا أن نصل أرواحنا به في أيّ وقت نشاء، وبأنّه حتّى محمّد أو عيسى – صلوات الله عليهما – لا يملك أحدهما لنا من الله شيئًا، وبأنّ نجاتنا إنّما هي وقف على سلوكنا وأعمالنا …والإسلام يقوم على وحدانيّة الله وليس على اللاّهوتيّة المعقّدة الثّقيلة، وفي مقدّمة كلّ مميّزاته أنه عقيدة إيجابيّة دافعة«.
15. إسماعيل ويسلو زيجريسكي (بولندا) Ismail Weislaw Zejerski عالم اجتماع
»عندما كنت مراهقًا في السّادسة عشرة من عمري كنت كثير الرّيب في العقائد المختلفة، التي تدعو إليها الكنيسة الرّومانيّة الكاثوليكيّة "التي لا تخطئ" فلم يكن في استطاعتي أن أؤمن بالثّالوث المقدّس، ولا بتحويل القربان إلى لحم ودم المسيح، ولا في وساطة القساوسة بين النّاس والله، أو بين الله والنّاس، ولا في تنزيه البابا عن الخطايا، ولا في فاعليّة الكلمات والإشارات التي يؤدّيها القساوسة في الكنيسة.
لم أكن أستسيغ عبادة السيّدة مريم أو القدّيسين أو التّماثيل والصّور والآثار وما إليها، وانتهى بي الأمر إلى إنكار ما كنت أؤمن به، وإلى عدم الاكتراث بأمور الدّين، بيْد أنّ الإنسان في عصرنا هذا لا يمكنه بأيّ حال أن يؤمن بدين كلّ عقائده وطقوسه تأباها عقول المفكّرين، وأدركت كذلك أنّ الدّين الذي يقدّم للبشريّة تشريعًا كاملاً وشاملاً وينظّم حياة الفرد و حياة الجماعة هو وحده القادر على أن يقود البشريّة ويهديها سواء السّبيل، وأخيرًا اكتشفت الإسلام«.
16. ج.و. لوفجروف (إنجلترا) J.W. Lovegrove
»لا نعلم إلاّ القليل النّادر عن الدّيانات الأخرى، من حيث تعاليمها الأصليّة؛ إذ لم يصلنا عنها إلاّ روايات متناثرة تضمّ قليلاً من المبادئ الأخلاقيّة، وهي مبادئ أصليّة لا يصحّ الاعتراض عليها، وسيرة أصحاب هذه الرّسالات يكتنفها كثير من الغموض، ممّا لا يساعدنا على استقراء تعاليمهم، على ضوء أعمالهم و تصرّفاتهم… كنت أبحث عن دين عملي بسيط، وخال من الفلسفات المعقّدة ويقنعني دون إلغاء عقلي، أنّ أداء حقّ الله هو ولا شـــكّ – يجب أن يكون – الهدف الأوّل لجميع الأديان، ولكنّ الإسلام هو الذي وضع هذا المبدأ موضع التّطبيق العمليّ «.
17. محمود جونار إيركسون (السّويد) Mahmud Gunnar Erikson
» إنّ ما أعجبني في الإسلام – وما زال يعجبني – هو أسلوبه المنطقيّ، فلا يطلب إليك الإيمان بشيء قبل أن تدركه وتعرف أسبابه، وناحية أخرى في الإسلام أعجبتني، هي عالميّته، فالقرآن الكريم لا يحدّثنا عن الله على أنّه ربّ العرب، أو أي شعب بذاته بين الشّعوب كلاّ، بل وليس على أنّه ربّ هذه الدّنيا، ولكن على أنّه ربّ العالمين، بينما تتحدّث الكتب السّابقة عن إله بني إسرائيل( ) «.
18. مافيز. ب. جولي (إنجلترا) Mavis. B. Jolly
»كان مولدي في بيئة مسيحيّة، وتعميدي في الكنيسة الإنجليزيّة، ثمّ التحقت بمدرسة تابعة للكنيسة، وقرأت في سنّ مبكّرة قصّة المسيح، كما جاءت في الإنجيل.. وأعتقد أنّني كنت في تلك السّنوات القليلة، مسيحيّة متحمّسة، ومع تقدّمي في الدّراسة واستمرار اتّصالي بالإنجيل وكلّ ما يتعلّق بالمسيحيّة اتّسعت أمامي فرصة التّفكير فيما قرأت وشاهدت وفيما مارست من عبادة وعقيدة، وسرعان ما وجدتني أمام أشياء كثيرة لا أستطيع الاقتناع بها، وما إن وصلت إلى نهاية هذه المرحلة الدّراسيّة حتّى أصبحت ملحدة لا أؤمن بالدّين ثمّ شرعت أدرس الأديان الرّئيسيّة الأخرى في العالم، "اليهوديّة والبوذيّة ثمّ الإسلام"، ومن ثمّ بدأت نفسي تطمئنّ إلى الحقّ الذي جاءت به تعاليم الإسلام فأعلنت إيماني به واعتناقي إيّاه، ليس عن عاطفة خاطفة مؤقّتة إلى حين، إنّما عن اقتناع كامل ودراسة واعية طويلة وتفكير دائب قرابة عامين، ولم أجد أمامي إلاّ أن أسلك هذا السّبيل، طارحة كلّ العواطف الأخرى التي كانت تشدّني إلى الطّريق المضاد«.
19. علي سلمان بنوا (فرنسا) Ali Selman Benoit طبيب
»أنا دكتور في الطبّ وأنتمي إلى أسرة فرنسيّة كاثوليكيّة، وقد كان اختياري لهذه المهنة أثره في انطباعي بطابع الثّقافة العلميّة البحتة، وهي لا تؤهّلني كثيرًا للنّاحية الرّوحيّة، ولا يعني هذا أنّني لم أكن أعتقد في وجود إله، إلاّ أنّني أقصد أنّ الطّقوس الدّينيّة المسيحيّة عمومًا والكاثوليكيّة بصفة خاصّة، لم تكن تبعث في نفسي الإحساس بوجوده، وعلى ذلك فقد كان شعوري الفطريّ بوحدانيّة الله يحول بيني وبين الإيمان بعقيدة التّثليث، وبالتّالي بعقيدة تأليه عيسى المسيح؛ لهذا فإنّني أعتبر أنّ الإيمان بعالم الغيب وما وراء المادّة هو الذي جعلني أدين بالإسلام، على أنّ هناك أسبابًا أخرى حفّزتني لذلك أيضًا، منها مثلاً، أنّني كنت لا أستسيغ دعوى القساوسة الكاثوليك أنّ من سلطانهم مغفرة ذنوب البشر نيابة عن الله، ومنها أنّني لا أصدّق مطلقًا ذلك الطّقس الكاثوليكيّ عن العشاء الربّاني والخبز المقدّس، الذي يمثّل جسد المسيح عيسى، ذلك الطقس الطّوطميّ الذي يماثل ما كانت تؤمن به العصور الأولى البدائيّة، حيث كانوا يتّخذون لهم شعارًا مقدّسًا يحرم عليهم الاقتراب منه ثمّ يلتهمون جسد هذا الطقس بعد موته حتّى تسري فيهم روحه«.
20. مؤمن عبد الرزّاق صلاح (سيلان) Mumin Abdul – Razzaque Salah
»أشعر بمحبّة الإسلام، لما لمست فيه من استقامة نبيلة وخلّوه من الغموض، إنّه دين النّظافة واليسر.. قرأت شيئًا من سور القرآن الكريم، فإذا العجب يتملّكني، كنت فيما مضى أرى أنّه لا شيء يداني الإنجيل، فإذا بي أراني كنت على خطأ عظيم، ليس من شكّ في أنّ القرآن الكريم يشعّ فيه الحقّ، وأنّ تعاليمه إيجابيّة عمليّة، وخالية من الطّقوس والعقائد الغامضة… وقد أقنعني بالإسلام فوق ذلك خلّوه من التّعقيدات فهو مثاليّ وعمليّ، وهو دين العقل والقدرة على التطوّر، وهو كذلك مثاليّ في عقيدة وحدانية الله وفي نواحيه الرّوحيّة، وبهذا فهو الدّين الوحيد الذي تصلح به البشريّة جميعًا؛ لأنّه عمليّ في نظريّاته ومعتقداته، ولأنّه منطقيّ ومتجدّد تجدّد الحياة«.
21. عبد الله يومورا (اليابان) Abdulah Uemura
»كنت أبحث عن الحقيقة فوجدت ضالّتي في الإسلام، أما المسيحيّة أو بالأحرى أناجيلها – بوضعها الرّاهن – فليست على نفس نقائها الذي نزلت عليه من عند الله، بل تعرّضت للتّبديل مرّة تلو أخرى… وأكثر الأمور ارتباكًا في المسيحيّة هي عقيدة التّثليث التي يجب الإيمان بها دون إدراك ماهيّتها؛ لأنّها ليس لها تفسير تقبله العقول.
ومن المستغرب – إلى جوار ذلك – أن نسمع أنّ جزاء الآثمين هو الموت الأبديّ، ويدخل في ذلك غير المسيحيّين بطبيعة الحال؛ لأنّهم في نظر المسيحيّة الآثمون بعدم إيمانهم بتعاليمها، ولو أنّ الآثمين اقتنعوا بأبديّة موتهم لكان ردّ الفعل الطّبيعيّ عندهم أن ينغمسوا في رذائلهم، وملذّاتهم إمعانًا في إرضاء شهواتهم، قبل انتهاء أجلهم، لأنّ الموت في نظرهم هو نهاية النّهاية«.
هذه بعض الشّهادات التي اخترتها، والتي دار حديث أصحابها في معظمه حول النّصرانيّة ومصادمتها للعقل والمنطق، واقتناعهم بالإسلام الواضح والخالي من جميع التّعقيدات والمستحيلات العقليّة، وقد وردت أكثر التّصريحات التي نقلتها في الكتب والمقالات والمقابلات التي كتبها أصحاب هذه الشّهادات، وجُمع بعضها في كتاب (لماذا أسلمنا؟).
فهل تسير على هدي هؤلاء الذين نجوا من الضّلال والحيرة، أم أنّك تصرّ على إلغاء عقلك وتعيش بين الإيمان والإلحاد حائرًا، شاكًّا، إلى أن يدركك الموت؟.
خـــاتمة
ثمّة قضيّة أرى من الضّروريّ التّنبيه عليها في هذه الخاتمة، وهي أنّ رجال الدّين النّصارى كثيرًا ما يقولون عقب حديثهم عن الثّالوث والخطيئة والكفّارة وموت الإله وقيامته وصلبه.. إنّها حقائق لا يستطيع العقل البشريّ إدراكها، لأنّها تتجاوز قدرته على ذلك، وعدم إدراكه لها لا ينفي صحّتها وصدقها!
وهذا المنطق الكنسيّ لا يستقيم؛ إذ يجب التّفريق بين "ما لا يدركه العقل"، و"ما لا يقبله العقل"، وهما أمران مختلفان تمامًا، فإذا كنّا نسلّم أنّ العقل البشريّ محدود فإنّه لا يكفر بما هو غير مدرك وغير ممتنع عقلاً، فمثلاً قد نؤمن بوجود ملائكة أو جنّة أو نار مع أنّنا لا ندركها بحواسّنا وعقولنا، والسّبب أنّ تلك الأمور ممّا لا يمتنع وجوده، فهو يدخل في باب الجائز عقلاً وشرعًا، لكن هل ينطبق ذلك على عقائد غيبيّة غير مدركة وممتنعة عقلاً وشرعًا كتلك التي تقول إنّ الإله مات ! أو أنّه واحد وثلاث ! أو إنّ الله يلعن البشريّة جميعًا لذنب لم تقترفه، أو إنّ اليهود صلبوا أحد الأقانيم، أو إنّ الربّ القاهر تلقّى اللّكمات والبصقات والإهانات!!
لا شكّ أنّ هذا كلّه ممتنع في العقول، لأنّ تلك العقول لها منطق يقرّر أنّ الله واحد، عادل، عظيم، قاهر، قويّ، جبّار… لا يصلح ولا يمكن ولا ينبغي ومن المستحيل أن يهان أو يقتل أو يسفك دمه على أيد رخيصة، فالمنطق العقليّ قد يقبل ما هو جائز حدوثه في عالم الغيبيّات، لكنّه يمتنع عن التّصديق بالممنوع حدوثه، وذلك المنطق العقليّ السّليم مغروز في فطرة كلّ إنسان.
ثمّ إنّ الزّعم بأنّ الشّرع لا يفهم بالعقل بل بالتّسليم له دون إعمال العقل لإدراكه والوصول إلى مراد الله به، زعم باطل، لأنّ الله لا يكلّف النّاس الإيمان بما هو خارج عمّا يقدر العقل على استيعابه، والله لا يكلّف النّفس إلاّ وسعها، والتّكليف مناط بالاستطاعة سواء كان التّكليف بالعبادات البدنيّة أو الرّوحيّة أو العقليّة.
كما أنّ الله لا يكلّف الإنسان صيام الشّهور دون إفطار، أو القيام والصّلاة دون نوم ولا انقطاع لعدم قدرة البشر على تحمل ذلك، فمن باب أولى أنّه لا يكلّفه التّصديق بما لا يصدّق أو الاعتقاد بما لا يدخل في دائرة التصوّر والخيال فضلاً عن دائرة الوجود والواقع، خصوصًا إذا كان ما أمر الإيمان به يناقض الكتب السّماويّة والمراجع الدّينيّة.
أمّا الذين يتبعون الهوى بعد كلّ هذا، ويصرّون على إلغاء عقولهم فكأنّما يتراجعون إلى مستويات أدنى من الإنسانيّة، ولننظر إلى حكمة الله في إسقاط التّكليف عن المجنون والنّائم والصبيّ الصّغير… إنّ هؤلاء جميعًا – وبالأخصّ المجنون – لا يملكون أدوات التلقّي التي يستقبلون بها رسالة الله المتمثّلة في تعاليمه، ومن – ثمّ بلا شكّ – لا يستطيعون إدراكها وفهمها والعمل بمقتضاها، ولذلك انتفى عنهم التّكليف لانتفاء العقل كلّيًّا أو جزئيًّا، وحين يلغي العاقل عقله، فكأنّما يخرج نفسه من زمرة العقلاء إلى زمرة غير العقلاء من أمثال المجانين والمهابيل والصّبيان الرضّع!!.
والذي يجب معرفته وعدم الغفلة عنه، هو أنّ الأديان السّماويّة جميعها اتّفقت على تمجيد العلم والإعلاء من شأنه، ودعوة الأديان إلى العلم والحرص على تحصيله يتنافى مع الأسرار والألغاز؛ فليس من المقبول الآن أن يدّعي القساوسة – أدعياء العلم – أنّ الجهل هو السّبيل الوحيد لدرء الهلاك الأبديّ عن البشر.
وها هو الإسلام يرفع من قيمة العلم والعلماء ومن الفكر والمفكّرين، ويجعل التأمّل في النّفس والكون والتّاريخ وملكوت الله عبادة يؤجر عليها الأفراد، وكم هي كثيرة مصطلحات العلم ومشتقّاته في القرآن الكريم، وما أكثر مفاهيم البحث والنّظر "يعقلون، يتدبّرون، ينظرون، يتفكّرون، يفقهون… إلخ"، فشتّان بين دين يدعو إلى احترام العلم والعمليّات العقليّة، ودين يقتل الفكر ويرفع شعار "الجهالة أم التّقوى" و"الغباوة أم اليقين".
لا شكّ أنّك أيّها القارئ الفطن، لاحظت فيما قرأت في هذا الكتيّب المتواضع جدًّا، كثرة النّقول من الكتاب المقدّس بعهديه القديم والجديد، ووفرة الاقتباسات من الأدبيّات الغربيّة، والعديد من تلك الأدبيّات يرجع أصلها إلى كٌتّاب نصارى، أو ممّن خبروها وتخلّوا عنها، وإنّ هذا المسلك الذي تبنيّته في إقامة الحجّة ينطبق تمامًا على قول المسيح : (من فمك أدينك)، فلم أعتمد في دراستي على القرآن الكريم أو أركن لرأي علماء الإسلام إلاّ على سبيل الاستئناس، لا الاعتضاد والاستدلال، توخيًّا للموضوعيّة وابتعادًا عن الذّاتيّة، وهذا المنهج في عرض الحقائق لا يدع مجالاً للقارئ النّصرانيّ الموضوعي أن يتهرب أو يُغمض عينيه أمام هذا الكم الهائل من الأدلّة والبراهين، أو على الأقلّ التّساؤلات والإشكاليّات المطروحة في ثنايا هذا البحث، والتي تثبت بالنّقل والعقل أنّ الأناجيل الحاليّة و النّصرانيّة المعاصرة، التي يدعو إليها المبشّرون ويتحمّس لها المنصّرون، لا تتّفق مع الدّين الصّحيح الذي أُنزل على المسيح قبل ألفي عام.
إنّ كلّ ما في الأمر أنّ عقائد النّصرانيّة من تثليث، وخطيئة، وكفّارة، وصلب الإله، وقيامته...، هي من اختلاق الوثنيّين الأوائل الذين دخلوا في النّصرانيّة - أمثال بولس - وما لبثت أن قاومتها عقول البشر وفطر النّاس، لكن تدخّل أباطرة الرّومان وكيد المنافقين جعلها المنتصرة على الحقّ إلى أن ظهر الإسلام فكشف زيفها وفضح انحرافها واعوجاجها، فلله الحمد والمنّة.
ونعود ونقول بعد هذا، لم يعد مقبولاً لدى كلّ من يفكّر أو يعقل، القول بأنّ النّصرانيّة - بما تتضمّنه من عقائد لا تمّت إلى الحقّ والصّواب والمنطق بصلة - ديانة موحى بها من الله، ولا يمكن البتّة الإيمان بدين 99% منه أسرار وألغاز؛ لأنّ الدّين أيًّا كان يجب أن يكون – بل محكوم عليه أن يكون – واضحًا وضوح، وإلاّ كان عدمه أفضل من وجوده؛ ذلك أنّ الإنسان منذ أن وُجد على ظهر هذا الكوكب وهو يبحث عن ماهيّته وجوهره ومصيره، ويروم الإجابة عن أسئلة طالما حيّرته.. من أين جاء؟ ولماذا جاء؟ وكيف جاء؟ وإلى أين مصيره بعد الموت؟.. إنّها حقًّا أسئلة كبيرة، ومحيّرة ومقلقة، تحتاج إلى قوّة عظمى تملك الإجابة الشّافية عنها… فهل قدّمت النّصرانيّة تلك الأجوبة المنشودة!؟.
لا أظنّ ذلك، بل العكس هو الذي حدث، فجميع الذين علّقوا آمالهم عليها ومنحوا ثقتهم العمياء لها رجعوا بخفّي حنين، عادوا أشدّ حيرة وقلقًا ممّا كانوا عليه، من جهة بسبب ما طرحته تلك الدّيانة من تعاليم غامضة، ومن جهة أخرى بما أحدثته من شرخ في البناء الفطريّ والفكريّ للإنسان.
لقد آن الأوان لتعود فلول النّصارى إلى رشدها وتصحّح مسيرتها وتعتنق الفطرة، وتصالحها بعدما جافتها وعادتها كلّ هذه المدّة.
فطرة الله التي فطر النّاس عليها لا تبديل لخلق الله الرّوم 30.
إنّي وجّهت وجهي للذي فطر السّماوات والأرض حنيفًا وما أنا من المشركين الأنعام 79.
ومالي لا أعــبد الذي فطرني وإلـــيه ترجعـــون يس 22.
قل يا أهل الكتـاب تعالوا إلى كلمة ســـواء بيننا وبينكم ألاّ نعــبد إلاّ الله ولا نشرك به شيئًا ولا يتّـــخذ بعضنا بعضًا أربابًا مـن دون الله فإن تولّوا فقـولوا اشهدوا بأنّا مسلمـــون آل عمـران 64.
وبعد، فلقد حاولت أن أقدّم صورة واضحة عن مغالطات النّصارى وبعض معتقداتهم، وأرجو من الله أن أكون وفّقت في مقصدي، فإن كان هذا فللّه وحده الحمد والمنّة، وإن كانت الأخرى فحسبي أنّي قدّمت جهدي – وهو جهد المقلّ – ولم أدّخر منه شيئًا، وجزى الله كلّ من ساهم معي في إخراج هذا الكتيّب إلى حيز الوجود، وحتّى لا أتشبّع بما لم أعط أقول جزى الله كذلك كلّ من استفدت من كتاباته باقتباس أو نقل ولم أشر إلى مرجعه.
وسبحانك اللّهمّ و بحمدك أشهد ألاّ إله إلاّ أنت أستغفرك وأتوب إليك.
إعداد يزيد حمزاوي
Y_hamzaoui@hotmail.com
النتيجة والتوصيات
تمهيــد:
التنصير ظاهرة قديمة تتجدد. وقد بدأت صحيحة، ولكنها تأثرت بما طرأ على النصرانية من تحريف. وهذا التأثر أدى إلى التوسع في المفهوم، والخروج به عن القصد الذي أريد منه. ومع توسع المفهوم توسعت الأهداف، ولم تعد مقصورة على مجرد إدخال غير النصارى في النصرانية. كما أنه صار لها مفهوم خاص بالمجتمعات المسلمة، إذ يركز الآن على إخراج المسلمين من إسلامهم، أو يعمل على نزع ثقة المسلمين بدينهم ورسولهم محمد- -.
وقد دأب التنصير والمنصرون على ذلك بمؤازرة من عدة وسائل داخل بعضها في الرسالة التي يحملها المنصرون، وبعضها يدخل في طبيعة الناس الذين يستهدفون بالتنصير من فقراء وجهلة ومرضى، كما يدخل جزء منها في عوامل مساندة كالاحتلال ( الاستعمار) والاستشراق والصهيونية، وبعض الضعفاء من المسؤولين المسلمين، ومن المسلمين أنفسهم.
ولم يقف المسلمون مكتوفي الأيدي من حملات التنصير فقاوموها، وإن كانت المقاومة على غير مستوى الحملات من نواح عدة. ولكن مبدأ المقاومة كان موجودًا، ولا يزال قائمًا مع اختلاف في القوة وفي النظرة إلى النصارى والمنصرين، تبعًا للحال التي وصل إليها المسلمون.
ومع تنامي ظاهرة العودة إلى الإسلام على مختلف المستويات، وبين الشباب على أوضح الصور، يتنامى الوعي بما يواجه الأمة من تحديات وتيارات، ومن بينها التنصير، فيزداد الوعي بالخطر، مما يؤدي إلى زيادة التوكيد على المواجهة بإحلال البديل الصالح، وليس بالضرورة للتصدي للتنصير من منطلق الدفاع واتقاء الهجمات، بل إن المواجهة تسعى الآن - بفضل من الله - إلى سد الطريق على الذين يحاولون تحقيق أهداف التنصير في المجتمعات المسلمة.
ومع وجود هذه الخطوات، والتآزر على تحقيقها، تظل المسافة بعيدة عن الوصول إلى الهدف الأول وهو الحماية التامة للمجتمع المسلم، ثم نشر الإسلام.( )
وأظن أن المسلمين سيظلون عرضة لحملات التنصير مع الوقت. وسيظل الصراع بين الخير والشر مستمرًا. وسيحُدِث تنبه المسلمين لهذه التحديات تغييرًا في الوسائل والخطط والنظرة إلى المجتمع المسلم الذي لن يكون كما كان عليه في مطلع القرن الميلادي العشرين المنصرم، حيث نوقشت فيه النتائج التي توصل إليها المنصرون آنذاك. ولن يكون كما كان عليه قبل خمسين سنة مضت، أو عشرين سنة مضت، حيث نوقشت فيها خطط جديدة في مؤتمر كلورادو. وأظن أن مؤتمرات تنصيرية قريبة الحدوث، ستكون فيها دراسات حديثة حول الوسائل والخطط التي تتماشى مع النظام العالمي الجديد بعد انتهاء الحرب الباردة، والنـزوع إلى العولمة الاقتصادية والثقافية. ( )
وأظن أن نشاطًا تنصيريًا سيفتح لـه الباب الشرقي على مصراعية، حيث يُتوقَّع أن تنشط الأرثودوكسية في منافسة الطائفتين الآخرين الكاثوليكية والبروتستانتية على جلب أكبر قدر ممكن من الأنصار. وسيكون النشاط الأرثودوكسي أقوى من النشاطين الآخرين في محاولات للتكفير عن الماضي، يوم أن كانت قوى الأرثودوكسية لا تتمتع بالحرية التي تتمتع بها الطائفتان الأخريان. وفي الوقت نفسه ستنشط الطوائف الأخرى في دخول السباق لكسب مزيد من الأنصار، وتحقيق مزيد من الأهداف.
وفي ظل هذه التطورات يؤمل ألا يعول كثيرًا على مجرد المؤشرات الحسنة التي ظهرت على الساحة الإسلامية، بل لابد مع هذا من تكثيف الجهود في مواجهة الحملات التنصيرية، واتخاذ الوسائل الحديثة في سبيل المواجهة. ويتوقع ألا يقتصر المسلمون على مجرد أنهم هم الذين على الحق، فيكتفوا بالدعوة وسيلة من وسائل المواجهة فقط، فإن علم الداعية بالحق لا يعني بالضرورة علم المحيطين به عنه بمجرد إعلامهم به.
ومواجهة التنصير تدخل في إطار الصراع بين الحق والباطل، ولذا فإنه يُتوقع للمواجهة الاستمرار، مع الاستمرار في تقويم الأهداف والأساليب والوسائل والخطط والاستراتيجيات والنتائج.
وفي سبيل خطوات عملية في استمرار المواجهة وتنظيمها أضع بعض المرئيات القابلة - في نظري - للتنفيذ على الواقع، ويأتي من أهمها:
أولاً: التوعية:
استمرار التوعية بأخطاء التنصير والمنصرين على المجتمع المسلم، مهما اعتقد هذا المجتمع أنه محصن من هذه الهجمات. والتوعية تأخذ أشكالاً عدةً مثل المحاضرات العامة، والأحاديث الإعلامية، والكتابات الصحفية وغيرها من الأشكال.
ثانيًا: هيئة إسلامية:
إنشاء هيئة إسلامية عامة لمواجهة التنصير تقوم برصد أوجه نشاطه، وتسهم في تحقيق النقطة الأولى باتخاذ السبل المناسبة والمتاحة لها كالمؤتمرات والندوات والجولات والنشر وغيرها.
ثالثًا: الدورية:
إصدار دورية متخصَّصَة بالدراسات العلمية التنصيرية، تنشرها إحدى المؤسسات العلمية الإسلامية، وتنشر موضوعاتها بأكثر من لغة من لغات العالم، وتتخذ السبل في سبيل صدورها من تأمين التمويل المادي واستكتاب المهتمين.
رابعًا: البحوث:
التركيز على البحوث والدراسات التنصيرية في الجامعات والمعاهد العليا، لاسيما في أقسام الثقافة الإسلامية أو الدراسات الإسلامية في الجامعات العربية والإسلامية، ويسبق هذا قيام مراكز معلومات تتبنى تقنية المعلومات الحديثة في التعامل مع المعلومات المحدثة جمعًا وتخزينًا واسترجاعًا وبثًا.
خامسًا: الدعاة:
التكثيف من إرسال الدعاة إلى الله تعالى في المجتمعات الشبابية أولاً، وغير الشبابية ثانيًا. ويكون هؤلاء الدعاة على قدر من العلم والفقه بما يعلمون، والفقه بما سيواجهون من مجتمعات إسلامية لها خصوصياتها التي تميزها عن غيرها من المجتمعات الإسلامية الأخرى، وذلك على غرار ما تقوم به المؤسسات الإسلامية, في المملكة العربية السعودية وغيرها في شهر رمضان المبارك، والعطلة الصيفية للمدارس والجامعات، ففي هذه الدورات خير كثير.
سادسًا: الإغاثة:
التكثيف من أعمال الإغاثة في المجتمعات المسلمة الفقيرة، وتقديم البديل الصالح في المجالات الطبية والتعليمية والإغاثة الأخرى. والعمل على التوكيد على التنسيق بينها، وأنها لا تتنافس فيما بينها ولا تنافس الهيئات الإغاثية التنصيرية والدولية، بل هي تسعى إلى القيام بواجبات المسلمين تجاه المسلمين أولاً، ثم تجاه الأكباد الرطبة الأخرى ثانيًا، بل ربما عملت على أنها تغيث الأكباد الرطبة عامة دون تمييز، ففي كل كبد رطبة أجر.
سابعًا: السياسة:
لا بد من تدخل الهيئات الرسمية من الحكومات الإسلامية والمنظمات الرسمية في هذه المواجهة بتقديم ما يعنيها في هذا المجال من الدعم المادي والمعنوي لأعمال المواجهة المختلفة، وفي الوقت نفسه عدم التساهل مع الهيئات التي يشم من أعمالها رائحة التنصير، وهي تعمل في المحيط الإقليمي لهذه الهيئات، ويعالج ذلك بمواجهة قوية وحكيمة ومباشرة.
ثامنًا: المنــح:
تتحمل الجامعات الإسلامية وظيفة تربوية مهمة، وهي مسؤولة أمام المجتمعات المسلمة، الفقيرة، ومعظم المجتمعات المسلمة فقيرة، بتقديم المنح لأبناء هذه المجتمعات في مقراتها أو في مؤسسات علمية في بلدانهم. وتقديم الطاقات البشرية العالمة لتوجيه الشباب التوجيه السليم.
تاسعًا: المسلمون:
المسؤولية مشتركة. وكل مسلم يتحمل جزءًا منها، فليس من الحكمة أن تحصر مسؤولية المواجهة وتقديم البديل الصالح على حكومات أو مؤسسات أو أفراد دون حكومات أخرى أو مؤسسات أو أفراد. وتبدأ المسؤولية من مفهوم الرعاية انطلاقًا من البيت، ثم إلى مؤسسات المجتمع المسلم المختلفة، العلمية والتربوية، والتجارية الاقتصادية، والصناعية، والسياسية والدعوية والإغاثية وغيرها. والتحديد بجهات بعينها قد ينظر إليه على أنه إغفال لجهات هي ألصق بمجالات المواجهة، ولذا تعمم المسؤولية، كما أن التحديد بجهات قادرة بعينها دون سواها مدعاة لتعليق المسؤولية على هذه الجهات فقط من منطلق التهرب من المسؤولية المناطة بالجميع دون استثناء، وكل مطالب بتقوى الله تعالى، وكل لديه القدرة على قدر من التقوى.
عاشرًا: التميُّز:
الإصرار على التميُّز عن العالم الآخر، ليس بحكم العرق أو اللون أو الإقليم، ولكن بحكم الانتماء العقدي الذي يفرض مسألة الانتقاء في الأفكار والمفهومات والثقافات المستوردة، فيعرضها على معيار الكتاب والسنة ومصادر التشريع الأخرى، فيقبل منها ما لا يتعارض مع المعيار، ويلفظ ما لا يتناسب معه. ولا ينطبق هذا على الأفكار والثقافات والمفهومات فحسب، بل يشمل كل مقومات الحياة الاجتماعية والإنسانية والتقنية على حدٍّ سواء.
ومما تدعو لـه النقطة السابقة إيجاد البدائل التي تخفف دائمًا من الاعتماد على الآخرين في مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية والعلمية التطبيقية والبحتة والتقنية، بحيث لا يستمر المجتمع المسلم عالة على المجتمعات الأخرى في هذه المجالات، وإن بقي هذا المجتمع متواصلاً مع العالم الآخر تواصلاً تفرضه الحالة التي يعيشها العالم اليوم. والتي تؤكد عمليًا على التواصل.
حادي عشر: العلم:
والمجتمع المسلم اليوم قادر من وجوه متعددة على الاكتفاء الذاتي أولاً، ثم الإسهام في التقدم العلمي العالمي الموجه ثانيًا. ولا مبالغة في هذه النقطة بحال، فالطاقات العلمية والموارد البشرية الأخرى والموارد الطبيعية والسوق وغيرها من مقومات النهوض كلها موجودة - بفضل الله تعالى- وتبقى مسألة توظيف هذه الطاقات. وتوظيفها اليوم أحسن وأفضل بكثير من توظيفها بالأمس، وفي هذا تشغيل للطاقات المسلمة من جهة، واستغناء عن الطاقات الأجنبية من جهة أخرى، مع التوكيد، كذلك, على الاتصال بالعالم الآخر واحترام الاتفاقيات الدولية، وعدم إثارة الآخرين على المجتمع المسلم أكثر مما هم مثارون عليه الآن.
ثاني عشر: المبادرات:
ولا بد أخيرًا من التوكيد على الابتعاد عن ردود الأفعال، والاستعداد لكل نائبة متوقعة من نوائب الدهر عن طريق استشراف المستقبل، والتخطيط المسبق، والنظـرة بعيدة المدى، فنحن مستخلفون في هـذه الأرض، فنعد لها عدتـها، ليس على أنها دار قرارانـا، ولكن على أننا مطالبـون بعمارتها. ولا تعـارض بين المفهومـين، إذ إن مفهومنا يقوم على غرس فسيلة النخيل والقيامة تقوم.
وختامـًا أرجو أن أكون بهذا العمل قد أسهمت بجهد المقل في وسيلة من وسائل مواجهة التنصير من خلال التعريف به، والتعرف على وسائله، واقتراح سبل مواجهته، فإن أكن قد وفقت في هذا ففضل من الله تعالى علي ومنَّة، وإن أكن قصرت دون المتوقع فمن نفسي. ومهما يكن من أمر فكل يؤخذ من كلامه ويرد إلا المعصوم محمدًا - -. وأدعو الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والحمد لله رب العالمين.
((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((”المسيح بن الله”(((((((((((((((((((((
“ليتكم تحتملون غباوتي قليلا. (2كو 11 :1 )
يقول في “المسيح بن الله ” ص 2 :
(( ولأول وهلة يظن القارئ أن هذا كفر لا محالة، وأن ذلك لا يحتمل أي تفسير أو تأويل آخر! ولكنك سوف ترى بالدليل القاطع من الآيات القرآنية وأقوال علماء المسلمين أن هذه العقيدة ليست كفرا ولا شركا بالله الواحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.))
كل مسيحي يعرف أن هذا الآفاق يكذب
فقانون الإيمان المسيحي الذي يحفظه كل مسيحي يقول : بالـحقـيقـة نـؤمـن بإله واحـدالله الآب ضـابط الكـل خــالق السـمـــاء و الأرض، مــا يُـرى ومــا لايُـرى نؤمـن بـرب واحـد يســوع المسـيح، ابن اللـه الوحـيـد،المولود من الآب قبل كل الدهور، نــور من نــور، إله حـق من إله حـق، مولود غير مخلــوق،…إلخ”
أنا لست في صدد بيان عوار هذا الإيمان الأعمي وتناقضه مع صحيح العقل والنقل بل والكتاب المقدس لكن الشاهد هنا
نسبوا لله الآب “سبحانه وتعالى” الولادة !
وقالوا المسيح هو الله ,,, مولود ولكن غير مخلوق,,, أفوصل به تدليسه أن يقول لهم نحن نقول “الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد”
أما تستحي أيها الزنديق ؟! ولكن العتب ليس عليك ولكن العتب على الأغبياء الذين يستمعون إليك !!
وكما يقول المثل “رزق الهبل على المجانين ”
جدير بالذكر أنه لما تطرق للفظة :”إبن الله” قال مدافعا عن إيمانه ساردا قانون الإيمان الذي يتفق مع “لم يلد ولم يولد”
قال في المسيح بن الله ص 15
(( ولذلك نقول في قانون الأيمان (بالحقيقة نؤمن بإله واحد: الله الآب … نؤمن برب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد … نور من نور (أي من ذات طبيعة وجوهر الله).) ))
أنا لا تعليق لدي..ألا يستحق أن يبصق عليه المسيحي قبل المسلم ؟!!
يقول في “المسيح بن الله” ص 4 وقد إستدل بها في كتابه السابق “الله واحد في ثالوث”
(( فالسيد المسيح إذن هو إنسان بشري كامل قد حل أو ظهر فيه اللاهوت. وهذا ما عبر عنه الكتاب المقدس بقوله:”عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد” (الرسالة الأولى إلى تيموثاوس الإصحاح الثالث والآية 16).
والتساؤل هنا كيف يمكن أن يظهر الله سبحانه في جسد بشري أو في شيء مادي؟ ))
ألم أقل أنه أبو جهل ومدلس وكذاب فهو يأخذ نصا محرفا ثم يبني عليه عقيدة كاملة !!
وإليك يا أبا جهل ترجمات كثيرة جدا قام عليها علماء المسيحية من كافة الطوائف وكلهم يؤمنون بالتجسد وإلوهية المسيح ولكن عندهم بعض الأمانة في الترجمة يا محرفين يا مخرفين !!
(ASV) And without controversy great is the mystery of godliness; He who was manifested in the flesh, Justified in the spirit, Seen of angels, Preached among the nations, Believed on in the world, Received up in glory.
(DRB) And evidently great is the mystery of godliness, which was manifested in the flesh, was justified in the spirit, appeared unto angels, hath been preached unto the Gentiles, is believed in the world, is taken up in glory.
(BBE) And without argument, great is the secret of religion: He who was seen in the flesh, who was given God’s approval in the spirit, was seen by the angels, of whom the good news was given among the nations, in whom the world had faith, who was taken up in glory.
(CEV) Here is the great mystery of our religion: Christ came as a human. The Spirit proved that he pleased God, and he was seen by angels. Christ was preached to the nations. People in this world put their faith in him, and he was taken up to glory.
(WNT) And, beyond controversy, great is the mystery of our religion– that Christ appeared in human form, and His claims justified by the Spirit, was seen by angels and proclaimed among Gentile nations, was believed on in the world, and received up again into glory.
(ESV) Great indeed, we confess, is the mystery of godliness: He was manifested in the flesh, vindicated by the Spirit, seen by angels, proclaimed among the nations, believed on in the world, taken up in glory.
(GNB) No one can deny how great is the secret of our religion: He appeared in human form, was shown to be right by the Spirit, and was seen by angels. He was preached among the nations, was believed in throughout the world, and was taken up to heaven
(Murdock) and truly great, is this mystery of righteousness, which was revealed in the flesh, and justified in the spirit, and seen by angels, and proclaimed among the Gentiles, and believed on in the world, and received up into glory.
(RV) And without controversy great is the mystery of godliness; He who was manifested in the flesh, justified in the spirit, seen of angels, preached among the nations, believed on in the world, received up in glory.
(ISV) By common confession, the secret of our godly worship is great: In flesh was he revealed to sight, Kept righteous by the Spirit’s might, Adored by angels singing. To nations was he manifest, Believing souls found peace and rest, Our Lord in heaven reigning!
وإليك ما قاله آدم كلارك في تحليل هذه النقطة في المخطوطات وللعلم فالرجل يدافع عن “الله ظهر في الجسد” وهي القراءة الشائعة كما يقول ولكنه يقول أن المخطوطة الإسكندرانية وأقدم المخطوطات التي رآها بنفسه تقول أنها “سر التقوى الذي ظهر في الجسد” والرجل يبدو في تخبط شديد ويكفينا ما جاء على لسانه من الحقائق :
Adam Clarke’s Commentary on the Bible
we are perplexed by various readings on the first clause, Θεος εφανερωθη εν σαρκι, God was manifest in the flesh; for instead of Θεος, God, several MSS., versions, and fathers, have ὁς or ὁ, who or which. And this is generally referred to the word mystery; Great is the mystery of godliness, Which was manifest in the flesh.
The insertion of, Θεος for ὁς, or ὁς for Θεος, may be easily accounted for. In ancient times the Greek was all written in capitals, for the common Greek character is comparatively of modern date. In these early times words of frequent recurrence were written contractedly, thus: for πατηρ, πρ; Θεος, θς; Κυριος, κς· Ιησους, ιης, etc. This is very frequent in the oldest MSS., and is continually recurring in the Codex Bexae, and Codex Alexandrinus. If, therefore, the middle stroke of the Θ, in ΘΣ, happened to be faint, or obliterated, and the dash above not very apparent, both of which I have observed in ancient MSS., then ΘΣ, the contraction for Θεος, God, might be mistaken for ΟΣ, which or who; and vice versa. This appears to have been the case in the Codex Alexandrinus, in this passage. To me there is ample reason to believe that the Codex Alexandrinus originally read ΘΣ, God, in this place; but the stroke becoming faint by length of time and injudicious handling, of which the MS. in this place has had a large proportion, some person has supplied the place, most reprehensibly, with a thick black line. This has destroyed the evidence of this MS., as now it can neither be quoted pro or con, though it is very likely that the person who supplied the ink line, did it from a conscientious conviction that ΘΣ was the original reading of this MS.
لا تعليق على الإطلاق !
وسلام على المخطوطات !
يقول هذا المخرف في “المسيح بن الله ” ص 6 و7 أن الله تجسد في شجرة وهذا مؤكد بالكتاب المقدس والقرآن وذكر أمثلة دعنا نأخذ ما قال فهو كلام كوميدي :
أولا قال ص 5
((نقرأ في (سفر الخروج 3: 1ـ 6):
“وأما موسى فكان يرعى غنم يثرون حميه كاهن مديان.فساق الغنم الى وراء البرية وجاء إلى جبل الله حوريب. وظهر له ملاك الرب بلهيب نار من وسط عليّقة. فنظر وإذ العليقة تتوقّد بالنار والعليقة لم تكن تحترق. فقال موسى أميل الآن لأنظر هذا المنظر العظيم. لماذا لا تحترق العليقة. فلما رأى الرب أنه مال لينظر ناداه الله من وسط العليقة وقال موسى موسى.فقال هاأنذا. فقال لا تقترب إلى ههنا. اخلع حذائك من رجليك. لأن الموضع الذي أنت واقف عليه أرض مقدسة، ثم قال أنا إله أبيك إله إبراهيم وإله اسحق وإله يعقوب.فغطى موسى وجهه لأنه خاف أن ينظر إلى الله”.))
وقال ص 6
(( عندما نقرأ قصة موسى النبي في سورة القصص وفى سورة طه وفي سورة النمل يتضح لنا أن الله قد ظهر له في شجرة كما سبق أن ذكرنا.
1- سـورة القصص : (29 : 30)
“فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس (رأي) من جانب الطور (جبل الطور) ناراً. قال لأهله امكثوا. إني آنست ناراً لعلى آتيكم منها بخبر أو جذره (جمرة ملتهبة) من النار لعلكم تصطلون (تستدفئون) . فلما آتاها نودي من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن: يا موسى إني أنا الله رب العالمين”.
لعلك تلاحظ هنا أن الصوت الذي سمعه موسى انبعث من البقعة المباركة من الشجرة.
ويؤكد ذلك ما ورد أيضا في:
2- سـورة طه : (8-13).
“هل أتاك حديث موسى إذ رأى ناراً . فقال لأهله امكثوا إني آنست ناراً. لعلى آتيكم بقبس (شعلة) منها . أو أجد على النار هدى (إرشادا). فلما أتاها نودي: يا موسى إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى (هذا هو اسم الوادي) … إني أنا الله لا إله إلا أنا”.
ويزيد الموضوع إيضاحا ما ذكر في:
3- سورة النمل (7ـ9):
“إذ قال موسى لأهله إني آنست نارا سآتيكم منها بخبر أو آتيكم بشهاب قبس (شعلة ملتهبة) لعلكم تصطلون فلما جاءها نودي أن: بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين يا موسى إنه أنا الله العزيز الحكيم”.
من هذا يتضح إن الله قد ظهر لموسى في شجرة وخاطبه منها قائلا: “إنى أنا الله رب العالمين” (سورة القصص) وأمره أن يخلع نعليه لأنه بالوادي المقدس [أي الذي تقدس بحلول الله فيه]. ثم أكد له القول “إني أنا الله لا إله إلا أنا” (سورة طه) وفي سورة النمل يقول له:” بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين، وأيضا: إنه أنا الله العزيز الحكيم”.
ودعني أقدم سؤالا بسيطا وهو: من هو يا ترى المتكلم في هذه الآيات؟))
بالطبع …الله هو المتكلم لموسى
يا لغبائك يا أبي جهل !!
ويكمل مباشرة زائدا كذبة فوق كذبة قائلا : (( الواقع أنني وجهت هذا السؤال لأحد العلماء المسلمين فتفضل مشكورا بالإجابة ـ بعد فترة ليست بقليلة من التفكير ـ قائلا: “لقد خُيل إلى موسى النبي أن الله يتكلم إليه من الشجرة!!
فسألته أن يذكر الدليل من هذه الآيات على صحة ما يقول بأنه خُيل إلى موسى ذلك……إلخ))
أنه كذب صريح ويفترى الكذب ويقول لك يسأل شيخا من شيوخ المسلمين…ألا تستحي ؟!
ثم يكمل مؤكدا في نهاية سياق كلامه :
(( من كل ما تقدم ندرك أن الله قد ظهر لموسى في شجرة مادية وتكلم إليه منها، فيا عزيزي المخلص إن كان الله قد ظهر في شجرة مادية وتكلم منها، فهل يعتبر كفراً إن قلنا أن الله ظهر في جسد إنسان مادي أيضا وتكلم منه؟! وخاصة كما هو معروف أن الإنسان أرقـي من مملكة النبات في ترتيب الكائنات الحية.))
حسنا ..هو يريد أن يصل إلى أن الله تجسد في شجرة…ونحن ننفي ذلك كليا وجزئيا فهذا تخريف ليس إلا !
ولكن نؤمن يقينا أن الله كلم موسى تكليما وليس كمثله شئ وهو السميع البصير !
لكن الذي يريد أن يصل إليه أبو جهل هو أن الله تجسد في الشجرة بشهادة الكتاب المقدس والقرآن … وهو يؤمن بذلك يقينا ..ولذلك فالله تجسد في العهد الجديد فيما هو أرقى من الشجرة إنه الإنسان !!
وللرد على هذا الذي خلع عقله خارج كنيسته كما نفعل بأحذيتنا ولكن للأسف سرق منه عقله كما سرق حذائي ذات مرة… ولهذا أقول له سؤالا واحدا ينقض كل ما جئت به
سؤالي هو: لم لا تقول “الشجرة هي الله” يا أبا جهل طالما أنها مثلها مثل المسيح ؟
أتظن يا أبا جهل أننا مثلك بلا عقل … حتى تقول لنا هذه البهلوانيات البهيمية ظنا منك انك تقول شيئا مفحما لا يصد ولا يرد ؟
أعيد عليك بصيغة أخرى تقول أنهم يعتقدون أن الله تجسد في المسيح كما تجسد من قبل في الشجرة و أنت تقول “المسيح هو الله” فلماذا لا تقول “الشجرة هي الله” ؟
لم لا يا ابو جهل …ما الفرق بين الشجرة والمسيح يا ابا جهل ؟
ولم بدعتم سبيليوس يا أبا جهل ؟
هذا مجرد سؤال ولسنا في مقام تفصيل !
جدير بالذكر أن هذا الشئ عديم المخ في حلقاته أن الله تجسد في الجبل وأيضا في القرآن ..أين ذلك ؟ إنتظر إنتظر
إنها في سورة الأعراف !
{وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ }الأعراف143
قالها في الحلقة الأولى والثانية والثالثة والرابعة من حلقات اسئلة في الإيمان ومرة يقولها “تجلي الله للجبل” ثم في نفس الحلقة يحرف الآية ويقول “تجلي الله في الجبل”
ففي الحلقة الثانية قال في أولها في الدقيقة 7 و 45 ثانية “يبقى المسيح بشر لكن تجلى فيه الله…. ده موضوع كبير تاني ونأخدله حلقة عن تجلي الله للجبل وتجلي لموسى ”
وفي نفس الحلقة الثانية في آخرها عندما إحتاج للتحريف قال بالحرف الواحد في الدقيقة 26 و50 ثانية : يقول ” عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد ..زي ما ظهر لموسى في الشجرة وزي ما ظهر لموسى في الجبل”
{وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }آل عمران78
وتكررت تلك الهيستريا في الحلقة الرابعة الدقيقة 19 و 48 ثانية يقول ” فتجلى الله للجبل..فصار دكا ..وصار موسى صعقا” ثم يقول في الدقيقة 20 و 30 ثانية ” الجبل ….جماد ..تجلى له الله”
وناهد متولي التي شربت من علم أبي جهل الفياض تقول : “يبقى كتير يا ناس أنه يتجلى في إنسان ؟! ” ثم يرد عليها أبي جهل ويقول لها “أه يتجلي في إنسان و…”
ولا تعليق لدي ولا اقول إلا أن هذا هو مرض البله المغولي وربما يكون هذا النوع معديا!
يقول بولس “”ليتكم تحتملون غباوتي قليلا. (2كو 11 :1 )
وأنا لا أتحمل تلك الغباوة على الإطلاق !!
جدير بالذكر أنه كذب كذبة وفسر القرآن بعقله الجهبذ حيث قال في الحلقة الرابعة أيضا : الدقيقة 19
“أنظر للجبل فإذا إستقر…ولما يستقر حتشوفني”
هذا الأخرق يكذب على القرآن ويفسره برأيه وبإعتقاده أن موسى رأى الرب عنده في كتابه !
ولذلك أقول له أيا كذاب يا أخرق أين “لما يستقر ستراني” في القرآن؟
الآية ( فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ) و”إن” أداة شرطية والآية تقول أن الشرط إنتفي (فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً ) جدير بالذكر أن الجبل تهدم من مقدمات ظهور نور الله له ..وهذا يدل على إستحالة تحمل الجسد البشري–في الحياة الدنيا- لرؤية مقدمات نور الله فضلا على أن يرى الله –فضلا أن يتجسد في إنسان !- ناهيك أن موسى صعق من منظر الجبل فقط!
والجدير بالذكر أن موسي حسب إعتقاد الكتاب المقدس رأى الرب فعلا
وإليكم ما حدث … بعدما كلم موسى الرب أراد الرب أن يتخلص منه…(يخلص عليه) لأنه رآه ….ولا يرى احد الله ويعيش ….فحاول قتل موسى ولكن (وراء كل رجل عظيم أمرأة) صفورة زوجته أخذت السكين (لا تخف لم تقتل الرب لأن الرب حي لا يموت) ولكن قطعت غرلة أبنتها (جزء من عضو بنتها التناسلي “ختان الإناث” و قاموس سترونج يقول عن الجزء المقطوع Feminineأي المؤنث) ثم وضعته على رجلي الرب… وقالت للرب إنك عريس دم لي وهنا إنفك عنه الرب (أي كانا يتصارعان) ثم تركه بفضل عضو تناسلي مقطوع لأمرأة قدمته له أمرأة ..
الحكاية التي حكيتها لكم ليست في كتاب “أبو زيد الهلالي سلامة” ولا كتاب “ألف ليلة وليلة” ولا كتب الزنادقة التي تسب الله…لا ..إنما في كتاب أسمه الكتاب المقدس يزعمون أنه من عند الله …
أقرأ يا عبد الله
Ex:4:24 وحدث في الطريق في المنزل ان الرب التقاه وطلب ان يقتله. 25 فاخذت صفّورة صوّانة وقطعت غرلة ابنها ومسّت رجليه.فقالت انك عريس دم لي. 26 فانفكّ عنه.حينئذ قالت عريس دم من اجل الختان
Exo 4:24 (cev) One night while Moses was in camp, the LORD was about to kill him.
Exo 4:25 But Zipporah circumcised her son with a flint knife. She touched his legs with the skin she had cut off and said, “My dear son, this blood will protect you.”
Exo 4:26 So the LORD did not harm Moses. Then Zipporah said, “Yes, my dear, you are safe because of this circumcision.”
Then Zipporah took a sharp stone, and cutting off the skin of her son’s private parts, and touching his feet with it, she said, Truly you are a husband of blood to me. (Exo 4:25 BBE)
خروج 4 : 24 وحدث في الطريق أن الرب إلتقاه وطلب أن يقتله ، فأخذت صفورة صوانه وقطعت غرلة إبنتها ومست رجليه فقالت : إنك عريس دم لي . فانفك عنه
طبعات تقول إبنها وطبعات تقول إبنتها فالتحريف طال كل شئ وعلى العموم ليس أصل القضية فالطبعة العربية المشتركة تجهر بالكفر البواح
خر 4 : 24وبينما موسى في الطَّريقِ لاقاهُ الرّبُّ في مكانٍ لِلمَبيتِ وحاولَ أنْ يُميتَه.
أي كفر هذا أن يقولوا أن يصوروا الرب كضعيف يحاول قتل موسى ثم يتركه لأجل قطعة من فرج أمرأة ؟
أي كفر وعته هذا ؟
وحتى لو كانت قطعة من فرج رجل…فيذكرنا بحزقيال 23 : 20
Ezekiel 23 : 20 New International Version (NIV)
There she lusted after her lovers، whose genitals were like those of donkeys and whose emission was like that of horses.
أيحب الكتاب المقدس وصف هذه الأشياء والعبث بها ؟
أستغفر الله العظيم …..اللهم إني أبرأ إليك من هؤلاء الكفرة الملاعين
ومازالت اذكر فالحكاية ليست في كتاب “أبو زيد الهلالي سلامة” ولا في “ألف ليلة وليلة” فهذه الكتب أرقى من أن تذكر هذا العته والبله المغولي…ولكنه في كتاب أسمه “الكتاب المقدس”فهل لازل أحد يؤمن به ؟
صدقوني نحن المسلمون نشعر بالقرف والغم وربما الغثيان من مجرد قراءة وسماع هذه الشتائم في حق الله العظيم القدوس ..خالق السماوات والأرض ..الذي يقول للشئ كن فيكون
ونستغرب هل من مؤمنين بهذا الهراء؟
وللأسف نجد فعلا من يؤمن بهذا الكتاب…….وصدق من سمى هؤلاء ضالين…ويختارون الضلال وهم يعرفون فساد ما هم عليه.
كنا قديما نسأل “هل الكتاب المقدس محرف ؟”
ولكننا اليوم سنصحح السؤال “هل الكتاب المحرف مقدس؟”
ننتظر الإجابة
نعود لكتابنا “المسيح بن الله” ص7
(( رأينا في النقطة السابقة كيف يشهد القرآن عن ظهور الله سبحانه في شجرة مادية، والآن نورد بعض أقوال علماء الإسلام عن إمكانية ظهور الله في جسد مادي فيما يأتي:-
أهل النصيرية والإسحاقية :
وهما فرقتان من فرق الإسلام المعترف بهما قالوا:”إن ظهور الروحاني بالجسد الجسماني (أي المادي) لا ينكره عاقل”.
وقد أعطوا أمثلة على صحة ذلك فقالوا:”كظهور جبريل في صورة أعرابي، وتمثله بصورة البشر”.
(كتاب الملل والأهواء والنحل جزء 2 ص 25) ))
وسيحتاج الأمر لتوضيح بعض أشياء لكي يملأ النصارى وجهه بصاقا
أولا: الكتاب المذكور إسمه “الملل والنحل” للشهرستاني وهو ليس بكتاب معول عليه ولكن الكتاب الشهير هو كتاب إبن حزم الأندلسي “الفصل في الملل والنحل والأهواء” وإبن حزم عالم جليل فأراد أبو جهل أن يستند إلى مرجعا جيد أفضل من مرجع ضعيف …وحتى إسم الكتاب يحرفه..ألا لعنة الله على الظالمين!
ثانيا: الإقتباس الكامل لما ذكره الآفاق
يقول الشهرستاني صاحب الكتاب ((النصيرية والإسحاقية من جملة غلاة الشيعة، ولهم جماعة ينصرون مذهبهم، ويذبون عن أصحاب مقالاتهم؛ وبينهم خلاف في كيفية إطلاق الإلهية على الأئمة من أهل البيت.قالوا: ظهور الروحاني بالجسد الجسماني أمر لا ينكره عاقل: أما في جانب الخير؛ فكظهور جبريل عليه السلام ببعض الأشخاص، والتصور بصورة أعرابي،))
معترف بهم !!!.. يقول الكذاب الأشر ” أهل النصيرية والإسحاقية وهما فرقتان من فرق الإسلام المعترف بهما ”
إذن معترف بهم أنهم من غلاة الشيعة المشبهة المجسمة يا تلميذ بولس!!
ولماذا يقولون بالتجسد …لأنهم يعتقدون أن الله حل في أئمتهم من آل البيت..فهم كحال النصارى تماما أرادوا تأليه بشر ولذلك يحذون نفس الحذو ويقولون بنفس الفلسفات الكفرية مع إختلاف الآلهة…وهم كفار بإجماع الأمة !
فيستدل بطرس بإخوته في الكفر الخارجين من الملة الذين يعتقدون تجسد الله في أئمة آل البيت..ألا لعنة الله عليك يا الكاذبين!!
ومعترف بهم….معترف بهم أنهم كفار !! كم من البصاق يحتاج وجهك الأسود هذا؟!
ويكمل أبو جهل قائلا : (( ولذلك خلص أهل النصيرية والاسحاقية من ذلك إلى النتيجة التالية الرائعة إذ قالوا: “إن الله تعالى قد ظهر بصورة أشخاص).
(كتاب الملل والأهواء والنحل جزء 2 ص 25)))إنتهى
من قال بطرس بعد ذلك من النصارى ..فسيرى ما سأفعله به وببطرسه ولا يلومن إلا نفسه !
ويقول بطرس في الجزء الشيق عن أن المسلمين يقولون بتجسد الإله وأنه ليس كفرا على الإطلاق يقول :
((- الشيخ أبو الفضل القرشي :
قال:”إن اللاهوت ظهر في المسيح وهذا لا يستلزم الكفر وأن لا إله إلا الله”. (كتاب هامش الشيخ القرشي على تفسير الإمام البيضاوي جزء 2 ص 143) ))
أولا: من هو أبو الفضل القرشي الذي سميته شيخا ؟
أهم ما في الموضوع أنه لا علاقة للأمر بتفسير البيضاوي من قريب أو من بعيد وأراد هذا النصاب أن يبين أنه يقتبس من علماء والواضح أنه إما أن يكون كتاب لنصراني أو أن يكون الإقتباس رواية عن النصارى وأوردها زكريا أن صاحب الكتاب هو القائل .
وأنا أضع رأسي على المقصلة إن كان هذا الإقتباس صحيحا ..!!
“المسيح بن الله” ص9 يقول مستخدما عادة الثلاث نقاط :
((نحن نؤمن أن المسيح هو: كلمة الله إذ يقول الإنجيل “في البدء كان الكلمة …وكان الكلمة الله” (يوحنا1: 1). ))
والنص كاملا هنا:
Jn:1:1 في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله. (SVD)
لقد إستحى أبو جهل أن يكتب “وكان الكلمة عند الله” فإنها توقع كل عاقل في مأزق ذهني كبير لا خروج منه إلا بخلع العقل في خارج الكنيسة كما نخلع أحذيتنا تماما وتسرق أحذيتنا كما تسرق أحذيتهم !!
فلو أخذنا أخر كلمة “وكان الكلمة الله” ثم وضعنا كلمة “الله” مكان “الكلمة” فستصبح “في البدء كان الله والله كان عند الله وكان الله الله.”
فأبو جهل قال سنحل الإشكال فقال (((نحن نؤمن أن المسيح هو: كلمة الله إذ يقول الإنجيل “في البدء كان الكلمة …وكان الكلمة الله” (يوحنا1: 1). ))
يستحي من كتابه الذي هو ضد العقل والمنطق ويحاول تقديم عقيدته في صورة جميلة للتبشير !
ويكمل قائلا: (( فنحن نؤمن أن المسيح هو: كلمة الله إذ يقول الإنجيل “في البدء كان الكلمة …وكان الكلمة الله” (يوحنا1: 1). ويكمل الإنجيل موضحا أن كلمة الله هذا قد تجسد في إنسان بقوله:”والكلمة صار جسداً”(يو1: 14). أي أن كلمة الله قد حل في جسد المسيح وتجلى فيه. ))
صار…أي تحول …كيف يؤولها أن كلمة الله حل بها ؟
فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا ؟
وكعادة زكريا يستدل بالفرق الضالة وليس بأهل السنة فيقول ص11
((- المعتزلة : ( وهى فرقة من فرق الإسلام )
يقولون في شرح حادثة ظهور الله لموسى الواردة في سورة القصص وسورة طه وسورة النمل (إن كلام الله حل في الشجرة أو تجسد فيها). ))
وهذا من جهل أبي جهل أنه لا يدري أن المعتزلة أول أصل في عقيدتهم وأول إختلاف معهم أنهم يقولون أن كلام الله مخلوق ..ويقولون أن الله تعالى خلق كلامه في الشجرة !! فهي يخدمك هذا الكلام ؟
الحق الحق اقول لكم لا يخدمه عند المعتزلة أنفسهم فضلا أن يخدمه عند أهل السنة الذين يعتقدون بضلال المعتزلة وفظاعة ما يقولون!
فتعرف يا أبا جهل عن إعتقاد من تستشهد بهم أولا لئلا تكتب كلاما لا يصلح إلا أن يباع في ورقه الترمس ؟!
ونكمل مع أبي جهل ((3- الحائطية : (وهى فرقة أخرى من فرق الإسلام)
قال الإمام احمد بن الحائط إمام فرقة الحائطية عن المسيح. “إن المسيح تدرع بالجسد الجسماني (أي لبس جسدا كدرع) وهو الكلمة القديمة (الأزلية) المتجسد كما قالت النصارى”
(كتاب الملل والأهراء والنحل جزء 1 ص 77). ))
رجعت إلى مصدر هذا الأفاق فلم أجد لا حائط ولا يحزنون !!
رجعت إلى الملل والنحل للشهرستاني ورجعت إلى الفصل في الملل والنحل والأهواء لإبن حزم فلم أجد حائطا هنا أو هناك
ويبدو أن الحائط هو الذي إصتدم به زكريا بطرس في طفولته التعيسة فأثر على عقله بل والإستشهاد يقول في نهايته “كما قالت النصارى” فحتى في لم يفلح في التدليس ..ففي أي مجال يفلح ؟
أكرر الإستشهاد غير موجود بالكتاب المذكور لبطرس ولا بكتاب أخر ذو إسم مشابه يستخدمه بطرس…ناهيك أن الإستدلال بالفرق الضالة عن الإسلام - وهو إسلوبه- لن يغني عنه شيئا لأن معظم من يستشهد بهم فرق خرجت عن الإسلام كلية مثل الشيعة والنصيرية ..ولا يستدل بمذاهب فقهية في الدين الإسلامي مثلا ..وهو لن يكون سعيدا إذا إستشهدت عليه بالمريميين الذي يتبرأ منهم في كل حلقة وكتاب !!
متى 7 :1 لا تدينوا حتى لا تدانوا لانكم بالدينونة التي بها تدينون تدانون.وبالكيل الذي به تكيلون يكال لكم
ولنا وقفة مطولة إن لم يصاب بالشلل الآن سيصاب –بإذن الله- بعد تلك الوقفات مع كتبه كتابا كتابا !
يقول ص13
((المسيح هو ابن الله المتجسد
[بحسب العقيدة المسيحية]
لقد ورد لقب السيد المسيح في الكتاب المقدس أنه “ابن الله” مرارا كثيرة. سوف نورد بعض الآيات التي تذكر ذلك ثم نوضح مفهوم هذا اللقب.
1ـ (مت3: 17) عند نهر الأردن وقت العماد سمع صوت من السماوات قائلا: “هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت”
2ـ (مت17: 5) في يوم تجلي المسيح على الجبل “إذا سحابة نيرة ظللتهم وصوت من السحابة قائلا: هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت. له اسمعوا”
3ـ (مر9: 7) مكتوب “وكانت سحابة تظللهم فجاء صوت من السحابة قائلا: هذا هو ابني الحبيب له اسمعوا”
4ـ (2بط1: 17و) “أقبل عليه صوت كهذا من امجد الأسنى هذا هو ابني الحبيب الذي أنا سررت به”
5ـ (لو3: 22) “ونزل عليه الروح بهيئة جسمية مثل حمامة وكان صوت من السماء قائلا أنت ابني الحبيب بك سررت” ))
الحق الحق أقول لكم تلك النصوص محرفة ومغيرة لكي يثبتوكم على إيمانكم الباطل !
أولا لنلق نظرة على الفاندايك التي هي منسوخة من ال kjv (نسخة الملك جيمس) فإنها تقول:
لوقا 9 : 35
(SVD) وَصَارَ صَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ. لَهُ اسْمَعُوا».
الترجمة الكاثوليكية لها رأي آخر
وانطَلَقَ صَوتٌ مِن الغَمامِ يَقول: (( هذا هوَ ابنِيَ الَّذي اختَرتُه، فلَه اسمَعوا )).
لوقا 9 : 35
كثير من التراجم الأجنبية لها نفس الرأي
Luk 9:35
(ASV) And a voice came out of the cloud, saying, This is my Son, my chosen: hear ye him.
(BBE) And there was a voice from the cloud saying, This is my Son, the man of my selection; give ear to him.
(CEV) From the cloud a voice spoke, “This is my chosen Son. Listen to what he says!”
(ESV) And a voice came out of the cloud, saying, “This is my Son, my Chosen One; listen to him!”
(GNB) A voice said from the cloud, “This is my Son, whom I have chosen—listen to him!”
(GW) A voice came out of the cloud and said, “This is my Son, whom I have chosen. Listen to him!”
(ISV) Then a voice came out of the cloud and said, “This is my Son, whom I have chosen. Keep listening to him!”
(RV) And a voice came out of the cloud, saying, This is my Son, my chosen: hear ye him.
(WNT) Then there came a voice from within the cloud: “This is My Son, My Chosen One: listen to Him.”
وأعيد ترجمة الفانديك تقول
لوقا 9 : 35 (SVD) وَصَارَ صَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ. لَهُ اسْمَعُوا».
أين لفظة: إبني الذي أخترته ؟!
ومعلوم بالضرورة الفارق الشاسع الذي توضحه اللفظة “إبني الذي أخترته” فهي تبين أنها بنوة مجازية للأنبياء والمؤمنين كما هو معلوم فرأى المحرفين أن يحذفوها ليثبتوا النصارى على إيمانهم الباطل ولكنهم فضحوا شر فضيحة كما نثبت دائما بعون الله !
النقطة الثانية هي تفسير آدم كلارك وهو يعترف بتضارب في المخطوطات حول تلك النقطة هل هي
إبني الحبيب أم…. إبني الذي أخترته أم…….. إبني الحبيب الذي أخترته؟
ولدى كلارك الجواب
Adam Clarke’s Commentary on the Bible
Luk 9:35 -
This is my beloved Son - Instead of ὁ αγαπητος, the beloved one, some MSS. and versions have εκλεκτος, the chosen one: and the Ethiopic translator, as in several other cases, to be sure of the true reading, retains both.
In whom I am well pleased, or have delighted - is added by some very ancient MSS. Perhaps this addition is taken from Mat_17:5.
هذا مثال بسيط للتضارب في المخطوطات وتحريف المخطوطات والترجمات تبعا للأهواء والأمزجة – وليس أي تضارب أنه في العقيدة فلو ترجمت إبني الذي أخترته لسقطت كلية بنوته التي يدعيها النصارى ولأصبح مثله مثل باقي المؤمنين والأنبياء المختارين من قبل الله !
(1Jo 3:9) Whosoever is begotten of God doeth no sin, because his seed abideth in him: and he cannot sin, because he is begotten of God…..كل من هو مولود من الله لا يفعل خطية لان زرعه يثبت فيه ولا يستطيع ان يخطئ لانه مولود من الله.
(1Jo 5:18) We know that whosoever is begotten of God sinneth not; but he that was begotten of God keepeth himself, and the evil one toucheth him not…نعلم ان كل من ولد من الله لا يخطئ بل المولود من الله يحفظ نفسه والشرير لا يمسه
ارميا 31 : 9 لأني صرت لإسرائيل أبا، و أفرايم هو بكري
رومية 8: 14 “لان كل الذين ينقادون بروح الله فاولئك هم ابناء الله ”
ويقول المسيح
Jn:20:17 اذهبي الى اخوتي وقولي لهم اني اصعد الى ابي وابيكم والهي والهكم. (SVD)
إنتهى وإنتهت معه البنوة إلى الأبد !
ملحوظة: لمراجعة الترجمات وتفسير كلارك ستجده في هذا الموقع المسيحي الشهير فقط لئلا نتهم بالتزوير!
http://www.e-sword.net/
ونستمر مع أبي جهل نفس الصفحة 13 ((6ـ (يو1: 18) “الله لم يره أحد قط الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر”
7ـ (يو3: 35و36) “الآب يحب الابن وقد دفع كل شيء في يده، الذي يؤمن الابن له حياة أبدية، والذي لا يؤمن بالابن لن ير حياة بل يمكث عليه غضب الله”))
الله أكبر ..هذه دلائل ضده…مسكين زكريا بطرس لا يدري ما يقول !!
يقول بطرس في فضائحه التي لا تنتهي ص 15
((وفي ذلك يقول الأستاذ عباس العقاد:
“إن الأقانيم جوهر واحد. إن الكلمة والأب وجود واحد”.
(كتاب الله ص 171) ))
ويعيد ذلك مرة أخرى ((ويوافق ذلك قول الأستاذ عباس العقاد:”إن الأقنوم جوهر واحد. فإن الكلمة والآب وجود واحد، وأنك حين تقول الآب لا تدل على ذات منفصلة عن الابن لأنه لا تركيب في الذات الإلهية (أي أن الله غير مركب من ذوات أو نفوس متعددة) “. (كتاب الله ص 171) ) ))
ومعلوم قطعا أن هذا الآفاق يبتر كلام العقاد الذي هو رواية عن النصارى!
أفهذا شخص يستحق الإحترام فضلا عن أن يكون عالما يمثل ديانة تدعي أنها على الحق ؟!
نكمل ص 15 ((ولهذا يقول الكتاب المقدس عن المسيح (هو صورة الله غير المنظور) (كو 1 : 15) ))
حسب الكتاب المقدس كلنا صورة الله
Gn:1:26:
26. وقال الله نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا.فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم وعلى كل الارض وعلى جميع الدبابات التي تدب على الارض. 27 فخلق الله الانسان على صورته.على صورة الله .
جدير بالذكر ان لا يوجد له لا دليل صحيح يفيده ولا إستدلال معقول ..فحتى الفلسفات التي يستخدمها لتقريب فكره فلسفات هابطة لا يصدقها إلا من سرقت عقولهم خارج الكنيسة !!
يقول في نفس الكتاب ص18 ..ولا تعتقدوا أن الصفحات التي تمر دون أن أخرج لكم فيها كذبة يكون بها شئ يذكر..لا بل يكون عنوان كبير يملأ الصفحة أو إعادة لما فات !!
المهم يقول أبو جهل ص 18 وهو يرد على من يقول أن لفظ إبن الله لا تليق بالله فيقول (( يحتج الكثيرون على هذا التعبير (ابن الله) ويعترضون بأنه لا يليق بجلاله سبحانه فهو المنـزه عن هذه التشبيهات.
يجب أولاً، أن نفهم أن الوحي المقدس لم يقصد المعنى الحرفي لهذا التعبير (أي الولادة الجسدية التناسلية). أما من جهة تنـزيه الله عن مثل هذه التعبيرات التي لا تليق بجلال الله، فما رأيك في التعبيرات القرآنية التي في الآيات التالية:
سـورة طه:
“الرحمن على الكرسي استوى” فالمعنى الحرفي لهذه الكلمات : أن الله جلس على عرش الملك كما يجلس الإنسان. فهل هذا يليق بالله؟ وهل الله مثل البشر يجلس على كرسي؟ )).
أولا: من أين جاء بهذه الآية فهي غير موجودة في القرآن وإنما الموجود عندنا “الرحمن على العرش إستوى”
ثانيا: من أين جاء أن إستوى بمعنى جلس؟
أتحداه أن يأتي بصاحب تفسير من أهل السنة والجماعة يقول بهذا؟
ثالثا : الغبي الجاهل يأتي بمثال لا يفيده ..حيث أن هذه النقطة مكتوبة في كتابه أشد جلاء ووضوحا بل مكتوب أن الله يجلس على العرش وهو مالا نقوله ونعتبر قائله مجدفا على الله عز وجل!
فلنفضح حقده لعوام النصارى…وها هو كتابك حجة عليك..
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ؟
Mt:23:22 ومن حلف بالسماء فقد حلف بعرش الله وبالجالس عليه. (SVD)
Rv:3:21 من يغلب فسأعطيه ان يجلس معي في عرشي كما غلبت انا ايضا وجلست مع ابي في عرشه. (SVD)
أفتح إشعياء :6 عدد1: في سنة وفاة عزيا الملك رأيت السيد جالسا على كرسي عال ومرتفع وأذياله تملأ الهيكل
Rv:7:10:
10 وهم يصرخون بصوت عظيم قائلين الخلاص لالهنا الجالس على العرش وللخروف. (SVD)
Rv:6:16:
16 وهم يقولون للجبال والصخور اسقطي علينا واخفينا عن وجه الجالس على العرش وعن غضب الخروف (SVD)
Rv:14:5:
5 وفي افواههم لم يوجد غش لانهم بلا عيب قدام عرش الله (SVD)
Rv:19:4 وخرّ الاربعة والعشرون شيخا والاربعة الحيوانات وسجدوا للّه الجالس على العرش قائلين آمين.هللويا. (SVD)
أتعرف من هو الخروف ؟؟؟؟؟
أفتح رؤيا يوحنا على 17 :4 هؤلاء سيحاربون الخروف والخروف يغلبهم لأنه رب الأرباب وملك الملوك والذين معه مدعوون ومختارون ومؤمنون…
فهل لهم الحق في أن ينكروا علينا …أما يستحون من كفرهم حتى بكتابهم؟
فبطرس الغبي الذي سرق عقله حينما خلعه على باب كنيسته يقول لو كنتم تنكرون لفظة “إبن الله” فإن عندكم “الرحمن على العرش إستوى” وكأنما لم يسمع في حياته أن إلهه “جالس على العرش” وأن إلهه خروف !!
وقد قال هذا الكافر الزنديق كلاما في حق الله عز وجل في أحدى حلقاته لا أستطيع أن ينطق به لساني من شدة ما إقترف لسانه من سب وإستهزاء بالله عز وجل وهو يقول “جلس على العرش ” وأنا أتحداه لو كان رجلا أن يخرج لي من أي تفسير من تفاسير أهل السنة أو الأشاعرة من يقول أن “إستوى على العرش” بمعنى جلس على العرش كما قال في كتابه وفي حلقاته باللفظ !!
هيا لو كان رجلا فليأتي بها…أما نحن فنقول “الإستواء معلوم والكيف مجهول”
ولكن إن أردت المصائب فهي في كتابك يا أبا جهل……..فالكتاب المقدس يقول أن الرب يجلس على الكروب…وما أدراك ما الكروب…إنه أمرأة عارية تماما أو طفل عار تماما….فأي سب لله هذا؟
1Sm:4:4 فارسل الشعب الى شيلوه وحملوا من هناك تابوت عهد رب الجنود الجالس على الكروبيم. (SVD)
2Sm:6:2 وقام داود وذهب هو وجميع الشعب الذي معه من بعلة يهوذا ليصعدوا من هناك تابوت الله الذي يدعى عليه بالاسم اسم رب الجنود الجالس على الكروبيم. (SVD)
2Kgs:19:15 وصلى حزقيا امام الرب وقال ايها الرب اله اسرائيل الجالس فوق الكروبيم انت هو الاله وحدك لكل ممالك الارض انت صنعت السماء والارض. (SVD)
1Chr:13:6 وصعد داود وكل اسرائيل الى بعلة الى قرية يعاريم التي ليهوذا ليصعدوا من هناك تابوت الله الرب الجالس على الكروبيم الذي دعي بالاسم. (SVD)
Ps:18:10 ركب على كروب وطار وهف على اجنحة الرياح. (SVD)
2صم 22 : 4-11 ادعو الرب الحميد فاتخلّص من اعدائي. لان امواج الموت اكتنفتني.سيول الهلاك افزعتني. حبال الهاوية احاطت بي.شرك الموت اصابتني.في ضيقي دعوت الرب والى الهي صرخت فسمع من هيكله صوتي وصراخي دخل اذنيه. فارتجت الارض وارتعشت.أسس السموات ارتعدت وارتجت لانه غضب.صعد دخان من انفه ونار من فمه اكلت.جمر اشتعلت منه.طأطأ السموات ونزل وضباب تحت رجليه. ركب على كروب وطار ورئي على اجنحة الريح
أتريد المزيد يا ابا جهل أم تستحي ولا تطيل لسانك على الله عز وجل ؟
(وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (178 آل عمران)
يقول أبي جهل في نفس الصفحة ((سـورة الحديد:
“إن الفضل بيد الله” فالمعنى الحرفي لهذه الكلمات هو أن لله يد مثل يد البشر. فهل هذا يليق؟ لكن المعنى المقصود هو ليس المعنى الحرفي لها، وإنما استخدمت لتقريب معنى “سلطان الله”
سـورة البقرة:
“أينما تولوا فثم وجه الله” والمعنى الحرفي لهذه الكلمات هو أن لله وجه كوجه إنسان، فهل هذا يليق بالله؟ ولكنه واضح أنه لا يقصد المعنى الحرفي لهذه الكلمات، وإنما استخدمت لتفيد أن (الله موجود في كل مكان).))
Gn:1:26:
26. وقال الله نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا.فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم وعلى كل الارض وعلى جميع الدبابات التي تدب على الارض. 27 فخلق الله الانسان على صورته.على صورة الله .
تقول دائرة المعارف الكتابية تحت كلمة “أنثروبولوجيا”
يمكن تلخيص رأى الكتاب المقدس فى طبيعة الإنسان فى كلمات الرسول بولس: “الإنسان الأول من الأرض ترابى” وبالمقارنة مع ما جاء فى سفر التكوين: “فخلق الله الإنسان على صورته” (تك 1: 27). ويوصف عمل الخلق هذا كنتيجة لمشورة الله الخاصة، الكائن الإلهى يستشير نفسه فى الموضوع (عدد 26). فالإنسان إذاً مخلوق صنع وجبل وشكِّل من “الأرض” “من التراب” وعُمل على صورة الله”…
إلى أن تقول الموسوعة ….يظهر أن التعبيرين ليس بينهما فرق حقيقى، ففى العدد السابع والعشرين تستخدم “صورة” فقط، للتعبير عن كل ما يفصل الإنسان عن الحيوان، ويربطه بخالقه. ولهذا جاء التعبير “على صورتنا”. ومع هذا ففى العدد السادس والعشرين وردت كلمة “صورة” ثم “كشبهنا” كأنه يشير إلى أن المخلوق الذى يحمل رسم صورة الله، مطابق تماما فى “الشبه” للأصل، فالصورة المطبوعة تماثل تماما النموذج الأصلى. إنتهى
فهل يحق لهذا الزنديق أن يتكلم في صفات الله عز وجل وينكرها وهو يعتقد أن الله شكل الإنسان تماما وأن تلك هي نقطة التفضيل عن بقية الخلق ؟!
أما يستحي؟
صفة اليد يا أبا جهل
Jos:4:24:
24 24 لكي تعلم جميع شعوب الارض يد الرب انها قوية لكي تخافوا الرب الهكم كل الايام
Ps:75:8 لان في يد الرب كاسا وخمرها مختمرة.ملآنة شرابا ممزوجا.وهو يسكب منها.
Ps:118:15 صوت ترنم وخلاص في خيام الصديقين.يمين الرب صانعة ببأس
والترجمة : Psa 118:15 The voice of rejoicing and salvation is in the tabernacles of the righteous: the right hand of the LORD doeth valiantly.
Jb:12:7:
7 فاسأل البهائم فتعلمك وطيور السماء فتخبرك. 8 او كلم الارض فتعلمك ويحدثك سمك البحر. 9 من لا يعلم من كل هؤلاء ان يد الرب صنعت هذا. 10 الذي بيده نفس كل حيّ وروح كل البشر.
Ps:118:16:
16 يمين الرب مرتفعة.يمين الرب صانعة ببأس.
يقول كاتب سفر عبرانين
Heb:10:31 مخيف هو الوقوع في يدي الله الحي.
ليس هذا فحسب …ولمحبي التشدق بالآباء الأولين …أزيدهم أن الآباء الأولون..أعترفوا بهذه الصفة التي لا ينكرها إلا جاحد معاند.
القديس جيروم: هكذا نحن في المسيح نحيا جميعًا, كروحيين, فلا نتخلى عن صنعة يدي الله
المصدر : تفسير يعقوب ملطي Col 3:3
وفي تفسير عبرانين الإصحاح الثاني يقول يعقوب ملطي :
يرى الرسول بولس أن كلمات المرتل كلمات نبوية تتحدث عن الابن المتجسد الذي تواضع قليلاً عن الملائكة، خلال هذا التواضع تسلط روحيًا على الخليقة التي هي عمل يدي الله…إنتهى
وليس يد فحسب إنهما كفين … بل والتصفيق…أي رب هذا ؟..فالتصفيق ما هو إلا للنساء عندنا.
Ez:21:17: 17 وأنا ايضا اصفّق كفّي على كفّي واسكن غضبي.انا الرب تكلمت
هل تريد المزيد…هذه نبذه فقط من الإله غير المتجسد……ولم أدخل فى صفة الإله الصغير المتجسد ذا اليد المثقوبة..!!!
صفة الوجة يا أبا جهل
يقول الله لموسى
Ex:33:20 وقال لا تقدر ان ترى وجهي.لان الانسان لا يراني ويعيش. (SVD)
Ex:33:23 ثم ارفع يدي فتنظر ورائي.واما وجهي فلا يرى (SVD)
الترجمة الكاثوليكية متى 18 : 10 ((إِيَّاكُم أَن تَحتَقِروا أَحَداً مِن هؤلاءِ الصِّغار. أَقولُ لكم إِنَّ ملائكتَهم في السَّمَواتِ يُشاهِدونَ أَبَداً وَجهَ أَبي الَّذي في السَّمَوات.))
فالواجب يا ابا جهل على من يدخل منطقة حوار الأديان أن يدرك ما المكتوب عنده في دينه أولا قبل أن ينقد دينه بجهل وهو ينقد الأخرين…ولا أقول إلا قول ربنا :
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ ؟؟!
ويقول بطرس ص 20 ((3- البخاري جزء 4 ص 68 :
يذكر البخاري حديثا مشهورا قاله النبي محمد: “ينـزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة في السماء الدنيا (أي السفلية)، حين يبقى ثلث الليل الأخير يقول من يدعوني فأستجيب له”.
فهل يقصد النبي من هذا الكلام أن السماء والأرض تخلوان من وجود الله عند ما ينـزل الله إلى السماء الدنيا؟
بالطبع كلا، بل الحقيقة هي أن الله موجود في كل مكان في السماء العليا وفي السماء الدنيا في نفس الوقت.
وهكذا عندما نقول نحن أن الله حل في جسد المسيح فإنه لم يخل منه مكان بل هو موجود في السماء العليا وفي السماء الدنيا وفي كل مكان في الأرض.))
نزول الرب جل وعلا في الثلث الأخير من الليل
المعوقين ذهنيا .. يتخيلون أن الله تحويه السماء أو ينزل نزول سفول وأنه يخلو منه عرشه جل وعلا .. كل هذا لأنهم يقيسون الألفاظ بعقولهم وإعتقدت عقولهم بالتحجيم والتجسيم..فما أدراك أنه يخلو منه عرشه إذا نزل في الثلث الأخير من الليل.. الله تبارك وتعالى أكبر من ذلك وأعظم وأجل ..من أن نفكر في ذاته وصفاته بعقلك.
ثم لماذا ينزل الله للسماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل؟
إنه يقول ” من يدعوني فأستجيب له ؟ من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له ؟”
إنه إله رحيم … هو الذي يطلب من عباده أن يتوبوا ” من يستغفرني فأغفر له ؟”
قال الله ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136 آل عمران)
لا فداء ولا صلب ولا ذلك العته المغولي الذي يجعل الرب سبحانه وتعالى يموت من أجل خلقه … ولكن الله في الإسلام وهو ما يزال قدوس السماوات والأرض ومازال أرحم الراحمين … من رحمته أنه يطلب هو من عباده الإستغفار حتى يغفر لهم ….وينزل لهم في الثلث الأخير من الليل ويطلب منهم الإستغفار ليغفر لهم ..رغم أن ذلك لا يزيد في ملك الله شيئا
قال الله تعالى في الحديث القدسي (يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه . (حديث قدسي صحيح)
ونأتي لإثبات صفة النزول في كتاب النصارى
1- عندما كسر موسى ألواح التوراة …أمره الله بأن ينحت لوحين آخرين
Ex:34:4 فنحت لوحين من حجر كالاولين.وبكر موسى في الصباح وصعد الى جبل سيناء كما امره الرب.واخذ في يده لوحي الحجر. 5. فنزل الرب في السحاب.فوقف عنده هناك
2-
Nm:12:5 فنزل الرب في عمود سحاب ووقف في باب الخيمة ودعا هرون ومريم فخرجا كلاهما.
3- لما كلم الرب موسى
Nm:11:24 فخرج موسى وكلم الشعب بكلام الرب وجمع سبعين رجلا من شيوخ الشعب واوقفهم حوالي الخيمة.25 فنزل الرب في سحابة وتكلم معه
ما فات منه ما نؤمن به لأن القرآن صدقه ومنه ما لا نصدقه ولا نكذبه…أما القادم فهو التحريف وسب الله … لعنهم الله
4- لما سمع الله حسب الكتاب المقدس ما يفعله قوم لوط قال
Gn:18:21 انزل وأرى هل فعلوا بالتمام حسب صراخها الآتي اليّ.والا فاعلم.
هذا النص الكفري لا يثبت نزول الرب فحسب…بل ويجعل الله سبحانه وتعالى جاهلا بما يحدث في أرضه وتحت سماواته .. فهو يبدو أنه لم يصدق ما نـُقل له .. فنزل ليتأكد..بل ويبدو أنه يحتاج من ينقل له الأخبار..فأي كفر وسب لله(سبحانه وتعالى- هذا ؟
(انزل وأرى ….والا فاعلم)…اي عته هذا؟
5-سفر التكوين 32 : 24-28 فبقي يعقوب وحده و صارعه انسان حتى طلوع الفجر* 25 و لما راى انه لا يقدر عليه ضرب حق فخذه فانخلع حق فخذ يعقوب في مصارعته معه* 26 و قال اطلقني لانه قد طلع الفجر فقال لا اطلقك ان لم تباركني* 27 فقال له ما اسمك فقال يعقوب* 28 فقال لا يدعى اسمك في ما بعد يعقوب بل اسرائيل لانك جاهدت مع الله و الناس و قدرت
هذا النص الكفري يقول بأن الله تبارك وتعالى نزل ليصارع يعقوب ..وظل يصارعه حتى طلوع الفجر .. ورأي الرب أنه لا يقدر ان يغلب يعقوب فكسر له حق فخذه وأستغاث……أطلقني …كفاية..الفجر طلع…فقال يعقوب…..لن أطلقك حتى تباركني..وأضطر الرب لمباركته قسرا وهويقول له “إنك جاهدت مع الله وقدرت”…وسماه إسرائيل وهي (إسراع..إيل) أي الذي صرع الله ..فأي كفر هذا؟ وأي سب لله هذا؟
ولو كان حقيقة وليس سبا….أيستحق أن يعبد هذا الذي تسمونه إله ؟
وجدير بالذكر أن البابا شنوده في كتابه “سنوات مع أسئلة الناس” أثبت أن الذي صارع يعقوب هو الله فعلا وساق أدلة على ذلك.?????????============((((((تناقضات الكتاب المقدس
انك حين ترى الاختلافات والتناقضات ما بين اصحاحات كتاب النصارى المقدس لا يمكنك أن تظن مجرد ظن بأن هذا فكر الله ووحي الله سبحانه وتعالى لأن الروح القدس لا يوحي بأخبار وأفكار ومعلومات متناقضة ، ولا يوحي لكاتب الاصحاح أو كاتب السفر عكس الخبر أو المعنى الذي يوحيه لكاتب آخر ، ان كلمة الله يستحيل عليها أن تكون متناقضة تهدم بعضها بعضاً . وإليك - أخي القارىء - بعض من تناقضات كتاب النصارى المقدس كدليل على كلامنا:
كم كان عدد الموكلين على الإشراف على خدمة العمال المسخرين لتنفيذ أعمال سليمان؟
خمس مئة وخمسون
مئتين وخمسين
سفر الملوك الأول [ 9 : 23 ]
سفر أخبار الأيام الثاني [ 8 : 10 ]
كم وزنة من الذهب جلبها عبيد حيرام وعبيد سليمان من أوفير؟
أربع مئة وعشرين وزنة من الذهب
أربع مئة وخمسين وزنة من ذهب
الملوك الأول [ 9 : 28 ]
أخبار الأيام الثاني [ 8 : 18 ]
كم كان عدد المغنين والمغنيات الذين صعدوا من تل ملح وتل حرشا كروب وأدون وإمير؟
مائتين
مئتين وخمسةً وأربعين
في سفر عزرا [ عزرا 2 : 64 ]
في سفر نحميا [ 7 : 66 ]
كم كان عدد ( بنو عادين ) العائدين من السبي؟
أربع مئة وأربعة وخمسون
ست مئة وخمسة وخمسون
في سفر عزرا [ 2 : 15 ]
في سفر نحميا [ 7 : 20 ]
كم كان عدد أهل بيت لحم ونطوفة الذين رجعوا من السبي؟
مئة وستة وسبعين
مئة وثمانية وثمانون
في سفر عزرا [ 2 : 21 ، 22 ] بالجمع يكونوا 176
في سفر نحميا [ 7 : 26 ]
كم كان عدد بنو آرح العائدن من السبي؟
سبع مئة وخمسة وسبعون
ست مئة واثنان وخمسون
في سفر عزرا [ 2 : 5 ]
في سفر نحميا [ 7 : 10 ]
كم كان عدد بنو فحث موآب من بني يشوع ويوآب العائدين من السبي؟
ألفان وثمان مئة واثنا عشر
لفان وثمان مئة وثمان مئة وثمانية عشر
في سفر عزرا [ 2 : 6 ]
في سفر نحميا [ 7 : 11 ]
كم كان عدد بنو زتو العائدين من السبي؟
تسع مئة وخمسة وأربعون
ثمان مئة وخمسة وأربعون
في سفر عزرا [ 2 : 8 ]
في سفر عزرا [ 7 : 13 ]
كم كان عدد بنو باني العائدين من السبي؟
ست مئة واثنان وأربعون
ست مئة وثمانية وأربعون
في سفر عزرا [ 2 : 10 ]
في سفر نحميا [ 7 : 15 ]
كم كان عدد بنو حشوم العائدين من السبي؟
مئتان وثلاثة وعشرون
ثلاث مئة وثمانية وعشرون
في سفر عزرا [ 2 : 19 ]
في سفر نحميا [ 7 : 22 ]
كم كان عدد بنو باباي العائدين من السبي؟
ست مئة وثلاثة وعشرين
ست مئة وثمانية وعشرون
في سفر عزرا [ 2 : 11 ]
في سفر نخميا [ 7 : 16 ]
كم كان عدد بنو عرجد العائدين من السبي؟
ألف ومئتان واثنان وعشرون
ألفان وثلاث مئة واثنان وعشرون
في سفر عزرا [ 2 : 12 ]
في سفر نحميا [ 7 : 17 ]
كم كان عدد أدونيقام العائدين من السبي؟
ست مئة وست وستون
ست مئة وسبعة وستون
في سفر عزرا [ 2 : 13 ]
في سفر نحميا [ 7 : 18 ]
كم كان عدد بنو بغواي العائدين من السبي؟
ألفان وستة وخمسون
ألفان وسبعة وستون
في سفر عزرا [ 2 : 14 ]
في سفر نحميا [ 7 : 19 ]
كم كان عدد بنو بيصاي العائدين من السبي؟
ثلاث مئة وثلاثة وعشرون
ثلاث مئة واربعة وعشرون
في سفر عزرا [ 2: 17 ]
في سفر نحميا [ 7 : 23 ]
كم كان عدد رجال بيت إيل وعاي العائدين من السبي؟
مئتان وثلاثة وعشرون
مئة وثلاثة وعشرون
في سفر عزرا [ 2 : 28 ]
في سفر نحميا [ 7 : 32 ]
كم كان عدد بنو لود بنو حاديد وأونو العائدين من السبي؟
سبع مئة وخمسة وعشرون
سبع مئة وواحد وعشرون
في سفر عزرا [ 2 : 33 ]
في سفر نحميا [ 7 : 37 ]
كم كان عدد بنو سناءة العائدين من السبي؟
ثلاثة آلاف وست مئة وثلاثون
ثلاثة وتسع مئة وثلاثون
في سفر عزرا [ 2 : 35 ]
في سفر نحميا [ 7 : 38 ]
كم كان عدد المغنون من بني آساف العائين من السبي؟
مئة وثمانية وعشرون
مئة وثمانية وأربعون
في سفر عزرا [ 2 : 41 ]
في سفر نحميا [ 7 : 44 ]
كم كان عدد بنو البوابين العائدين من السبي؟
مئة وسع وثلاثون
مئة وثمانية وثلاثون
في سفر عزرا [ 2 : 42 ]
في سفر نحميا [ 7 : 45 ]
كم كان عدد الذين صعدوا من تل ملح وتل حرشا ، كروب ولم يستطيعوا أن يبينوا بيوت آبائهم؟
ست مئة واثنان وخمسون
ست مئة واثنان وأربعون
في سفر عزرا [ 2 : 59 ، 60 ]
في سفر نحميا [ 7 : 61 ، 62 ]
كم كان عدد الاقمصة الذي تبرع به رؤساء العائلات للكهنة لدى وصولهم إلي أورشليم لبناء بيت الرب؟
مئة قميص
خمس مئة وثلاثين قميصاً
في سفر عزرا [ 2 : 69 ]
في سفر نحميا [ 7 : 70 ]
تناقض في ( شاقل القدس ) :
جاء في سفر العدد [ 18 : 16 ] : ” وَفِدَاؤُهُ مِنِ ابْنِ شَهْرٍ تَقْبَلُهُ حَسَبَ تَقْوِيمِكَ فِضَّةً خَمْسَةَ شَوَاقِل عَلى شَاقِلِ القُدْسِ. هُوَ عِشْرُونَ جِيرَةً ” ( ترجمة فاندايك )
الواقع ان عبارة ( شاقل القدس ) الواردة في النص هي من الزلات الفاضحة التي ينبغي للأتقياء إزالتها من النص حيث تكشف عن التلفيق وإقحام القصة بعد عهد موسى بزمن بعيد ، فمن المؤكد أن ( شاقل القدس ) لم يكن مستخدماً في مصر أو في القفر أو في أي مكان آخر في زمن موسى لأنه لم يكن قد قام ملك القدس بعد ولم يكن قد جرى صك ( شاقل القدس ) ومع ذلك جعل المؤلفون الذين كتبوا سفر الخروج ( 30 : 12 ) أن الرب يقول لموسى : ” إِذَا أَخَذْتَ كَمِّيَّةَ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ الْمَعْدُودِينَ مِنْهُمْ يُعْطُونَ كُلُّ وَاحِدٍ فِدْيَةَ نَفْسِهِ لِلرَّبِّ عِنْدَمَا تَعُدُّهُمْ لِئَلاَّ يَصِيرَ فِيهِمْ وَبَأٌ عِنْدَمَا تَعُدُّهُمْ. هَذَا مَا يُعْطِيهِ كُلُّ مَنِ اجْتَازَ إِلَى الْمَعْدُودِينَ: نِصْفُ الشَّاقِلِ بِشَاقِلِ الْقُدْسِ. (الشَّاقِلُ هُوَ عِشْرُونَ جِيرَةً) نِصْفُ الشَّاقِلِ تَقْدِمَةً لِلرَّبِّ “. ( ترجمة فاندايك )
وبين النصين الأول والثاني تناقض فاضح ففي النص الأول الفداء بخمسة شواقل وفي الثاني الفداء بنصف الشاقل ، كما أن الفداء إذا لم يرافقه دفع النقود فسيصيب الوباء بني اسرائيل ،
ونريد أن نعرف : ما الذي سيفعله الرب بهذه النقود ؟
تناقض في ذات الله :
جاء في سفر التكوين [ 1 : 26 ] : ان الله يشبه الانسان شبهاً تاماًً .
إلا انه جاءت نصوص أخرى تنفي المثلية وأن الله ليس كمثله شيىء ومن هذه النصوص ما جاء في سفر الخروج [ 9 : 14 ] : ” أَنَّهُ لَيْسَ مَثِيلٌ لِي فِي كُلِّ الأَرْضِ. “
وقال موسى عن الله : ” ليس مثل الله” [ تثنية 33 : 26 ] وفي كلام داود عليه السلام : ” ايها الرب الاله . . . ليس مثلك ” [ صموئيل الثاني 7 : 22 ]
ويقول ارميا لله : ” لا مثل لك يا رب . . . ليس مثلك ” [ ارميا 10 : 6 _ 8 ]
ويوبخ الله بني اسرائيل على لسان اشعيا فيقول : ” بمن تشبهونني وتسوونني ، وتمثلوني لنتشابه ؟ ” [ اشعيا 46 : 5 ] وقال اشعيا : ” فبمن تشبهون الله ؟ وأي شبه تعادلون به ؟ ” [ اشعيا 40 : 18 ] وقال أيضاً على لسان الله عزوجل : ” بمن تشبهونني فأساويه . يقول القدوس ” [ اشعيا 40 : 25 ]
فأنت ترى نصين في الكتاب المقدس في ذات الله سبحانه وتعالى .
الأول : أن الله يشبه الانسان شبهاً تاماً ، مع تميزه بالجمال والجلال ، والبهاء والمجد
الثاني : ان الله سبحانه وتعالى ليس بجسم ، وهو عظيم ولا يشبه الانسان ولايمكن لأحد أن يتصوره أو يتخيله بصورة ما . وإنما يعتقد أن ليس كمثله شيء .
تناقض في مكان ( شور ) :
ان ( شور ) نراها في المنطقة الشمالية المتاخمة للمتوسط من شبه جزيرة سيناء برية شور ، ومرة أخرى الكتاب المقدس يجعلها بلدة قرب حدود مصر ، [ تكوين 16 : 7 ] ، [ تكوين 25 : 18 ] ، [ صموئيل الاول 15 : 7 ]
وظلت شور باستمرار أمام مصر وفي مقابل مصر غير أننا نفاجأ في سفر الخروج وقد صارت داخل مصر : ” ثم ارتحل موسى باسرائيل من بحر سوف وخرجوا إلي برية شور ولم يجدوا ماءً ” [ خروج 15 : 22 ]
هل عرف ابراهيم يهوه أم لم يعرفه؟
يذكر سفر التكوين ان ابراهيم عرف ( يهوه ) باسمه ودعا الموقع الذي أوشك أن يمارس عنده عادة ذبح الابن تقدمة للإله باسم (يهوه يراه ) [ تكوين 22 : 14 ]
لكن ذلك لسوء الحظ تناقض تناقضاً صريحاً مع ما ورد في سفر الخروج ومبرراً للتشكيك في أمانة الرواية ومصداقية الحكي كله ، فقد جاء في سفر الخروج [ 6 : 3 ] أن يهوه قال لموسى في أول لقاء لهما قرب خيام مدين أن إبراهيم واسحاق ويعقوب لم يعرفوه باسم ( يهوه ) !
الزواج من أرملة مباح أم غير مباح ؟
أمر الله الكاهن من بني هرون بقوله : ” أَمَّا الأَرْمَلَةُ وَالْمُطَلَّقَةُ وَالْمُدَنَّسَةُ وَالزَّانِيَةُ فَمِنْ هَؤُلاَءِ لاَ يَأْخُذُ بَلْ يَتَّخِذُ عَذْرَاءَ مِنْ قَوْمِهِ امْرَأَةً “. [ لاويين 21 : 14 ] ويقول كاتب سفر حزقيال : ” وَلاَ يَأْخُذُونَ أَرْمَلَةً وَلاَ مُطَلَّقَةً زَوْجَةً, بَلْ يَتَّخِذُونَ عَذَارَى مِنْ نَسْلِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ, أَوْ أَرْمَلَةً الَّتِي كَـانَتْ أَرْمَلَةَ كَـاهِنٍ “. [ حزقيال 44 : 21 _ 22 ] فكاتب توراة موسى ذكر ان الله حرم عليهم الارملة ، سواء كانت ارملة كاهن أو غير كاهن ، وكاتب سفر حزقيال : أباح لهم أرملة الكاهن .
مره يذم الخمر ومره يطلب شربها !
من التناقضات الظريفة في الكتاب المقدس ما نجده في سفر الأمثال :
حيث نجد ان الكاتب في الاصحاح 21 : 17 يذم الخمر معلناً أن الفقر في شرب الخمر وفي الاصحاح 23 العدد 29 _ 35 من نفس السفر نجد ان الرب أيضا يذم الخمر ويحث الانسان على ترك الخمر وان لا يخسر نفسه في الخمر . حيث يقول : ” لِمَنِ الْمُعَانَاةُ؟ لِمَنِ الْوَيْلُ وَالشَّقَاءُ وَالْمُخَاصَمَاتُ وَالشَّكْوَى؟ لِمَنِ الْجِرَ احُ بِلاَ سَبَبٍ؟ وِلِمَنِ احْمِرَارُ الْعَيْنَيْنِ؟ إِنَّهَا لِلْمُدْمِنِينَ الْخَمْرَ، السَّاعِينَ وَرَاءَ الْمُسْكِرِ الْمَمْزُوجِ. لاَ تَنْظُرْ إِلَى الْخَمْرِ إِذَا الْتَهَبَتْ بِالاحْمِرَارِ، وَتَأَلَّقَتْ فِي الْكَأْسِ، وَسَالَتْ سَائِغَةً، فَإِنَّهَا فِي آخِرِهَا تَلْسَعُ كَالْحَيَّةِ وَتَلْدَغُ كَالأُفْعُوَانِ. فَتُشَاهِدُ عَيْنَاكَ أُمُوراً غَرِيبَةً، وَقَلْبُكَ يُحَدِّثُكَ بِأَشْيَاءَ مُلْتَوِيَةٍ، فَتَكُونُ مُتَرَنِّحاً كَمَنْ يَضْطَجِعُ فِي وَسَطِ عُبَابِ الْبَحْرِ، أَوْ كَرَاقِدٍ عَلَى قِمَّةِ سَارِيَةٍ! فَتَقُولُ: «ضَرَ بُونِي وَلَكِنْ لَمْ أَتَوَجَّعْ. لَكَمُونِي فَلَمْ أَشْعُرْ، فَمَتَى أَسْتَيْقِظُ؟ سَأَذْهَبُ أَلْتَمِسُ شُرْبَهَا مَرَّةً أُخْرَى “.
إلا ان الكاتب نسي ما قد قاله ونسي ما قد أعلنه فنجده في الاصحاح 31 : 6 من نفس السفر يحث على شرب الخمر فيقول : ” أَعْطُوا الْمُسْكِرَ لِلْهَالِكِ، وَالْخَمْرَ لِذَوِي النُّفُوسِ التَّعِسَةِ، 7فَيَثْمَلُوا وَيَنْسَوْا فَقْرَهُمْ، وَلاَ يَذْكُرُوا بُؤْسَهُمْ بَعْدُ “.
هل نرد على الجاهل؟
سفر الأمثال 26 :4 ” لاَ تُجَاوِبِ الْجَاهِلَ حَسَبَ حَمَاقَتِهِ لِئَلاَّ تَعْدِلَهُ أَنْتَ.”
سفر الأمثال 26 :5 ” جَاوِبِ الْجَاهِلَ حَسَبَ حَمَاقَتِهِ لِئَلاَّ يَكُونَ حَكِيماً فِي عَيْنَيْ نَفْسِهِ.”
ان التناقضات والاخطاء الموجودة في الكتاب المقدس أكثر من ان تحصى وأكبر من أن تعد وسنعدك أن نضع بين كل فترة وأخرى طائفة منها.
- تبعاً لسفري العدد والتثنية يكون هارون قد توفي مرتين في مكانين مختلفين أحدهما على جبل حور ( العدد 20 : 28 وأيضاً 33 : 38 ) والآخر في موسير ( التثنية 10 : 6 ) .
- وتبعاً للرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس (15 : 5) فقد ظهر يســوع للإثنى عشر [ بعد نشوره ] على الرغم من أنه لم يكن آنذاك هناك إثنى عشر [ حيث انتحر أحد الإثنى عشر قبل صلب يســوع ] ( ولا نخمن أن بولس كان قد اعتبر نفسه أحدهم ) [ وهو بذلك يعتبر أيضاً أن نهايات الأناجيل من الصلب والفداء والقيامة والظهور من اختراعات بولس ] . وعلى أية حال فإن هيئة الحواريين قد اكتمل عددها بعد ذلك ، ولم يعد هناك مجال لدخول حواري ثاني عشر آخر يُدعى بولس .
- منالتناقضاتالمختلفةلسفرأعمالالرسلمقارنةبالأسفارالأخرىالتييحتويهاالعهدالجديد - ونذكرفقطالمعترفبهوقبلهالعلممنذزمن - أنهتبعاًلسفرأعمالالرسل ( 9 ) تقابلبولسمعالحواريينالآخرينبعدقليلمنإعتناقهلديانةيســوعأثناءرحلتهإلىدمشق، وكانذلكفيأورشليم، بينمالميسافرإلىأورشليمتبعاًلسفرغلاطية ( 1 : 18 ) إلابعدذلكبثلاثسنوات .وهذان التقريران السابقان ( أعمال الرسل ( 9 ) وغلاطية 1 : 18 وما بعدها ) كما يرى البروفسور كونتسلمان في كتابه ” أعمال الرسل ” طبعة توبنجيه لعام 1963 ” لا يمكن عمل مقارنة بينهما ” .
ويضيف أيضاً قائلاً : [ إن الأشنع من ذلك هو التناقض بين أعمال الرسل (8:9) وما بعدها [ فكان يدخل معهم ويخرج معهم في أورشليم ويجاهر بإسم الرب يســوع ، وكان يخاطب ويباحث اليونانيين فحاولوا أن يقتلوه ] وبين غلاطية ( 1 : 22 ) [ ولكنني كنت غير معروف بالوجه عند كنائس اليهودية التي في المسيح . غير أنهم كانوا يسمعون أن الذي كان يضطهدنا قبلاً يبشر الآن بالإيمان الذي كان قبلاً يتلفه. فكانوا يسجدون لله في ] (ص60).
كذلكتوجدأيضاًتناقضاتبي نقص تيتحولبولس إلىديانةيســوع ( أعمالالرسل1:22-16،9:26-18 ) راجع أيضاًالمراجع السابقة لــك ونتسلمان .?????في أي يوم جاء ( نبوزردان ) رئيس الشرطة كي يدمر الهيكل ؟
في سابع الشهر
سفر ملوك الثاني 25 : 8 “وفي الشهر الخامس في سابع الشهر وهي السنة التاسعة عشرة للملك نبوخذناصّر ملك بابل جاء نبوزرادان رئيس الشرط عبد ملك بابل الى اورشليم. 9 واحرق بيت الرب وبيت الملك وكل بيوت اورشليم وكل بيوت العظماء احرقها بالنار. 10 وجميع اسوار اورشليم مستديرا هدمها كل جيوش الكلدانيين الذين مع رئيس الشرط. 11 وبقية الشعب الذين بقوا في المدينة والهاربون الذين هربوا الى ملك بابل وبقية الجمهور سباهم نبوزرادان رئيس الشرط. 12 ولكن رئيس الشرط ابقى من مساكين الارض كرامين وفلاحين. “
في عاشر الشهر
سفر إرميا 52 : 12 “وفي الشهر الخامس في عاشر الشهر وهي السنة التاسعة عشرة للملك نبوخذراصر ملك بابل جاء نبوزرادان رئيس الشرط الذي كان يقف امام ملك بابل الى اورشليم. 13 واحرق بيت الرب وبيت الملك وكل بيوت اورشليم وكل بيوت العظماء احرقها بالنار14 وكل اسوار اورشليم مستديرا هدمها كل جيش الكلدانيين الذي مع رئيس الشرط. 15 وسبى نبوزرادان رئيس الشرط بعضا من فقراء الشعب وبقية الشعب الذين بقوا في المدينة والهاربين الذين سقطوا الى ملك بابل وبقية الجمهور. 16 ولكن نبوزرادان رئيس الشرط ابقى من مساكين الارض كرّامين وفلاحين .”
كم عدد ندماء الملك الذين اخذهم ( نبوزردان ) رئيس الشرطة ؟
خمسة رجال
سفر الملوك الثاني 25 : 18 ” واخذ رئيس الشرط سرايا الكاهن الرئيس وصفنيا الكاهن الثاني وحارسي الباب الثلاثة. 19 ومن المدينة اخذ خصيا واحدا كان وكيلا على رجال الحرب وخمسة رجال من الذين ينظرون وجه الملك الذين وجدوا في المدينة وكاتب رئيس الجند الذي كان يجمع شعب الارض وستين رجلا من شعب الارض الموجودين في المدينة20 واخذهم نبوزرادان رئيس الشرط وسار بهم الى ملك بابل الى ربلة. “
سبعة رجال
سفر إرميا 52 : 24 ” واخذ رئيس الشرط سرايا الكاهن الاول وصفنيا الكاهن الثاني وحارسي الباب الثلاثة25 واخذ من المدينة خصيا واحدا كان وكيلا على رجال الحرب وسبعة رجال من الذين ينظرون وجه الملك الذين وجدوا في المدينة وكاتب رئيس الجند الذي كان يجمع شعب الارض للتجند وستين رجلا من شعب الارض الذين وجدوا في وسط المدينة 26 اخذهم نبوزرادان رئيس الشرط وسار بهم الى ملك بابل الى ربلة. “
كم يبلغ أرتفاع تاج عمود بيت الرب ؟
ثلاثة أذرع
سفر الملوك الثاني 25 : 17 ” ثماني عشرة ذراعا ارتفاع العمود الواحد وعليه تاج من نحاس وارتفاع التاج ثلاث اذرع والشبكة والرمانات التي على التاج مستديرة جميعها من نحاس. وكان للعمود الثاني مثل هذه على الشبكة 18 واخذ رئيس الشرط سرايا الكاهن الرئيس وصفنيا الكاهن الثاني وحارسي الباب الثلاثة. “
خمسة أذرع
سفر إرميا 52 : 22 ” وعليه تاج من نحاس ارتفاع التاج الواحد خمس اذرع وعلى التاج حواليه شبكة ورمانات الكل من نحاس. ومثل ذلك للعمود الثاني والرمانات 23 وكانت الرمانات ستا وتسعين للجانب. كل الرمانات مئة على الشبكة حواليها 24 واخذ رئيس الشرط سرايا الكاهن الاول وصفنيا الكاهن الثاني وحارسي الباب الثلاثة ”
هل نتلف الأشجار المثمرة في الحرب أم لا نتلفها ؟
لا
سفر التثنية 20 : 18 ” اذا حاصرت مدينة اياماً كثيرةً محارباً اياها لكي تأخذها فلا تتلف شجرها بوضع فاس عليه. انك منه تأكل. فلا تقطعه. لانه هل شجرة الحقل انسان حتى يذهب قدامك في الحصار. “
نعم
سفر الملوك الثاني 3 : 19 ” فتضربون كل مدينة محصّنة وكل مدينة مختارة وتقطعون كل شجرة طيبة .. “وبحسب الترجمة التفسيرية ” فتدمرون كل مدينة محصنة ، وكل مدينة رئيسية ، وتقطعون كل شجرة مثمرة .. ”
هل كان ابياثار أب أم ابن لأخيمالك ؟
أبياثار كان أباً لأخيمالك
صموئيل الثاني 8 : 17 “وصادوق بن اخيطوب واخيمالك بن ابياثار كاهنين وسرايا كاتبا ”
أخبار الأيام الأول 18 : 16 “وصادوق بن اخيطوب وابيمالك بن ابياثار كاهنين وشوشا كاتبا ”
أخبار الأيام الأول 24 : 6 “وكتبهم شمعيا بن نثنئيل الكاتب من اللاويين امام الملك والرؤساء وصادوق الكاهن واخيمالك بن ابياثار ”
أبياثار كان ابناً لأخيمالك
صموئيل الأول 22 : 20 ” فنجا ولد واحد لاخيمالك بن اخيطوب اسمه ابياثار وهرب الى داود ”
صموئيل الأول 23 : 6 “وكان لما هرب ابياثار بن اخيمالك الى داود الى قعيلة نزل وبيده افود. “
صموئيل الأول 30 : 7 “ثم قال داود لابياثار الكاهن ابن اخيمالك قدم اليّ الافود ” .
في أي يوم أخرج يهوياكين من السجن ؟
في اليوم الخامس والعشرين
سفر الملوك الثاني 25 : 27 ” وفي السنة السابعة والثلاثين لسبي يهوياكين ملك يهوذا في الشهر الثاني عشر في السابع والعشرين من الشهر رفع اويل مرودخ ملك بابل في سنة تملكه رأس يهوياكين ملك يهوذا من السجن28 وكلمه بخير وجعل كرسيه فوق كراسي الملوك الذين معه في بابل. 29 وغيّر ثياب سجنه وكان ياكل دائما الخبز امامه كل ايام حياته. 30 ووظيفته وظيفة دائمة تعطى له من عند الملك امر كل يوم بيومه كل ايام حياته ”
في اليوم السابع والعشرين
سفر ارميا 52 : 31 ” وفي السنة السابعة والثلاثين لسبي يهوياكين في الشهر الثاني عشر في الخامس والعشرين من الشهر رفع اويل مرودخ ملك بابل في سنة تملكه رأس يهوياكين ملك يهوذا وأخرجه من السجن32 وكلمه بخير وجعل كرسيه فوق كراسي الملوك الذين معه في بابل. 33 وغيّر ثياب سجنه وكان يأكل دائما الخبز امامه كل ايام حياته. 34 ووظيفته وظيفة دائمة تعطى له من عند ملك بابل امر كل يوم بيومه الى يوم وفاته كل ايام حياته ”
متى خلقت النباتات ؟
قبل الانسان
سفر التكوين 1 : 11 - 13 ” وقال الله لتنبت الارض عشبا وبقلا يبزر بزرا وشجرا ذا ثمر يعمل ثمرا كجنسه بزره فيه على الارض . وكان كذلك . 12 فاخرجت الارض عشباً وبقلاً يبزر بزراً كجنسه وشجراً يعمل ثمراً بزره فيه كجنسه . ورأى الله ذلك انه حسن . 13 وكان مساء وكان صباح يوما ثالثا .
بعد الانسان
سفر التكوين 1 : 27 - 31 ” فخلق الله الانسان على صورته . على صورة الله خلقه . ذكرا وانثى خلقهم . 28 …. 29 وقال الله اني قد اعطيتكم كل بقل يبزر بزرا على وجه كل الارض وكل شجر فيه ثمر شجر يبزر بزرا . لكم يكون طعاماً . 30 ولكل حيوان الارض وكل طير السماء وكل دبّابة على الارض فيها نفس حية اعطيت كل عشب اخضر طعاماً . وكان كذلك . 31 ورأى الله كل ما عمله فاذا هو حسن جدا . وكان مساء وكان صباح يوما سادسا .
سفر التكوين 2 : 4 - 7 ” هذه مبادئ السموات والارض حين خلقت . يوم عمل الرب الاله الارض والسموات . 5 كل شجر البرية لم يكن بعد في الارض وكل عشب البرية لم ينبت بعد . لان الرب الاله لم يكن قد امطر على الارض . ولا كان انسان ليعمل الارض .
كم كان طول العمودين اللذين اقامهما سليمان امام الهيكل ؟
طول كل منهما خمس وثلاثون ذراعاً
سفر الملوك الأول 7 : 15 ” وصوّر العمودين من نحاس طول العمود الواحد ثمانية عشر ذراعا وخيط اثنتا عشرة ذراعا يحيط بالعمود الآخر . 16 وعمل تاجين ليضعهما على راسي العمودين من نحاس مسبوك . طول التاج الواحد خمس اذرع وطول التاج الآخر خمس اذرع . ………21 واوقف العمودين في رواق الهيكل . فاوقف العمود الايمن ودعا اسمه ياكين . ثم اوقف العمود الايسر ودعا اسمه بوعز .
طول كل منهما ثماني عشرة ذراعاً
سفر أخبار الأيام الثاني 3 : 15 ” وعمل امام البيت عمودين طولهما خمس وثلاثون ذراعا والتاجان اللذان على راسيهما خمس اذرع. …… 17 واوقف العمودين امام الهيكل واحدا عن اليمين وواحدا عن اليسار ودعا اسم الأيمن ياكين واسم الأيسر بوعز “
من الذي خلف الملك يهوياقيم كملك على عرش داود ؟
لن يخلفه احد من ذريته
سفر ارميا 36 : 30 ” لذلك هكذا قال الرب عن يهوياقيم ملك يهوذا. لا يكون له جالس على كرسي داود وتكون جثته مطروحة للحر نهارا وللبرد ليلا.
” Therefore thus saith the Lord of Jehoiakim king of Judah; He shall have none to sit upon the throne of David.”
خلفه ابنه يهوياكين
سفر الملوك الثاني 24 : 6 ” ثم اضطجع يهوياقيم مع آبائه وملك يهوياكين ابنه عوضا عنه. “
” So Jehoiachim slept with his fathers; and Jehoiachin his son reigned in his stead.”
هل سأل (استشار) الملك شاول الرب؟
شاول سأل الرب
سفر صموئيل الأول 28 : 6 ، 7 ” فسأل شاول من الرب فلم يجبه الرب لا بالاحلام ولا بالاوريم ولا بالانبياء. 7 فقال شاول لعبيده فتشوا لي على امرأة صاحبة جان فاذهب اليها واسألها … ”
شاول لم يسأل الرب
سفر أخبار الأيام الأول 10 : 13 ” فمات شاول بخيانته التي بها خان الرب من اجل كلام الرب الذي لم يحفظه. وايضاً لاجل طلبه الى الجان للسؤال 14 ولم يسأل من الرب فاماته وحوّل المملكة الى داود بن يسّى ”
- شاول قد سأل الرب ولم يجبه.
هل من المقبول أن يطيل الرجال شعورهم ؟
اطالة شعررأس الرجل مقبوله ومطلوبة
سفر العدد 6 : 5 : ” كل ايام نذر افترازه لا يمرّ موس على راسه. الى كمال الايام التي انتذر فيها للرب يكون مقدسا ويربي خصل شعر راسه “.
” No razor shall come upon his [ Nazarite's] head. He shall be holy, and shall let the locks of the hair on his head grow.”
سفر القضاة 13 : 5 ” فها انك تحبلين وتلدين ابنا ولا يعل موسى رأسه لان الصبي يكون نذيرا لله من البطن “
” For, lo, thou shalt conceive, and bear a son [Samson]; and no razor shall come on his head: for the child shall be a Nazarite.”
صموئيل الأول 1 : 11 : ” ونذرت نذرا وقالت يا رب الجنود ان نظرت نظرا الى مذلة امتك وذكرتني ولم تنس امتك بل اعطيت امتك زرع بشر فاني اعطيه للرب كل ايام حياته ولا يعلو راسه موسى “.
” I will give him [Samuel] unto the Lord all the days of his life, and there shall no razor come upon his head.” king James Version .
غير مقبولة أو لائقة
رسالة بولس الي كورنثوس الأولى 11 : 14 : ” ام ليست الطبيعة نفسها تعلّمكم ان الرجل ان كان يرخي شعره فهو عيب له . “ king James Version :
” Doth not even nature herself teach you, that, if a man have long hair, it is a shame unto him? ”
واليك - عزيزي القارىء - صورة مزعومة للمسيح وقد بلغ شعر رأسه اسفل كتفه من كنيسة مارمرقس القبطية :
كم عدد المولودين لداود النبي في أورشليم ؟
11 مولود
صموئيل الثاني 5 : 14، 15 ، 16
13 مولود
أخبار الآيام الأول 14 : 4 ، 5 ، 6 ، 7
وأخيراً :
قد يبدو لك - عزيزي القارىء - ان هذه التناقضات ليست ذو أهمية بالغة حيث انها لا تمس العقيدة أو التعليم المسيحي بشىء ولكن السؤال الأهم والأخطر هل كلام الله العالم بكل شىء يحتمل التناقض سواء كان هذا التناقض صغيراً أو كبيراً ؟ أم ان وقوع التناقض ممتنع في كلام الله سبحانه وتعالى ؟! وان هذه الاناجيل من صنع البشر؟??(((((((((((((((((المسيح ليس مسيحيا)))))))))
****************
مقتطفات من كتاب للأديب العالمي : جورج برنارد شو .
ترجمة / جورج فتاح – دار الطليعة ببيروت .سنة 1973 م.
*****************************************************
الحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله , محمد ابن عبد الله .
الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة .
أما بعد
فاني لم أقرأ انتقاصا من أي كتاب بقدر ما قرأت من انتقاص المسيحيين لكتابهم .
وهذا الكتاب الذي أختصره لكم يعلن أن المسيح – عليه السلام – لو جاء الآن ودخل كنيسة فلن يعرف من فيها , وما هو دينهم . بمعنى أن كل المسيحيين حاليا قد ضلوا عن المسيح بهذا الكتاب الذي يقدسونه , بينما هو كتاب لا يصدقه عاقل . و بالمثل قال ( موريس بوكاي ) الطبيب الفرنسي , في كتابه الذي سنلقاه قريبا إن شاء الله على هذا الموقع , و عنوانه ( الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة ).سنة 1970 م.
و إليك – عزيزي القارئ – مقتطفات من كتاب ( جورج برنارد شو ) مع ( جورج فتاح ).
قال المؤلف في ص.11:
لن أثير موضوع مدى صحة الأناجيل , وكم أقحم فيها من أدبيات يونانية و صينية , فقد قال ( كونفوشيوس )
ما دونوه من أقوال يسوع – من قبل يسوع ب. 550 سنه ق. م.
و كذلك زعم ( الإسكندر ) و ( أغسطس ) قيصر , من قبل يسوع , أنهم أبناء الله , مثلما قالت الأناجيل عن المسيح .
و في ص: 12 _ كتب تحت عنوان ( أكان يسوع جبانا ؟)
إذا نحن نحينا جانبا تلك الكتلة الهائلة من المفاهيم الخاصة بعبادة المسيح ,و التي تم فرضها بالتعليم المستمر الطويل , فانك تجد من يكره يسوع و يسخر من فشله في إنقاذ نفسه و التغلب على أعدائه , بعكس ما فعل محمد ( صلى الله عليه وسلم ).
= ص . 13 : أما يسوع اللطيف فهو اختراع عصري , لا سند له يدعمه من الإنجيل .
و في ص. 15 , تحت عنوان ( أكان يسوع شهيدا ؟)
توضح الأناجيل أن اليهود أعدموا يسوع لأنه قال انه ابن الله , و أن يسوع لم ير جدوى من الشهادة .
وفي الأناجيل الكثير مما يدل على أن يسوع لم يكن يحبذ فكرة الموت في سبيل العقيدة .ومنها مضمون وصاياه لتلاميذه في ( متى 10 ) و هروبه و اختفائه عند مقتل يوحنا .
وتقول الأناجيل إن قضاته لم يحرموه من فرصة الدفاع عن نفسه و لم يتهموه ظلما , بل إن الوالي كان في صفه , وعطف عليه , إلا أن يسوع أقر بالتهمة ؟ تلك التهمة التي بسببها تركه بعض تلاميذه , وضربه اليهود بالحجارة في الشارع بسببها .( إنجيل يوحنا ).
= ص. 18 : إن الأناجيل الموجودة الآن : إذا قرأتها لن تفهم شيئا و لن تستطيع الاستمرار في قراءتها, و سوف تصيبك بالملل .
= قي ص. 25 قال :و مسيحية الأناجيل تختلف عن المسيحية الموروثة التي يتم ممارستها في الكنائس .
=وفي ص. 26 , 27 : يسخر الكاتب من فكرة ( الفداء بصلب المسيح )و ( الكفارة من خطية آدم ) ( وسوف يشرح رأيه في الصفحات التالية ).
= في ص. 31 كتب: يعتقد المسيحيون أن الله قابل للتجسد , وأن في إمكانهم اقتباس شرارة من ألوهية الله القابل للتجسد بأكل لحمه وشرب دمه , مثلما يعتقد الإنجليزي أن أكل لحم ( البوفتيك ) و شرب الويسكي يكسبه قوة وشجاعة الثور , ثم تجده ينهزم أمام النباتيين .
= وفي ص. 33 كتب تحت عنوان : ( شرف الأبوة الإلهية )
هو أسطورة من قبل المسيح , وتشير إلى الملك الذي لم يولد من إنسان, بل من الله , حيث تذهب العذراء إلى المعبد , فيأتيها كبير الآلهة ,( أبوللو ), و يعاشرها , فتنجب ابن الإله , مثلما حدث مع الاسكندر المقدوني و أباطرة الرومان ( الملوك الآلهة ) , وكلهم يصرون على أنهم من سلالة ( ملوك البشر ). و بالمثل قالوا عن يسوع المسيح الذي لم يكن أبوه يوسف , و مع ذلك تشير الأناجيل برغم تناقضها إلى انتساب يسوع عن طريق يوسف إلى بيت داود الملكي .!!!
إنجيل متى –
**********
=== ص. 41: عنوان : يوحنا الهمجي و يسوع الحضري :
عاش يوحنا في الصحراء ولم يدخل الكنيسة ( اليهودية ) وكان يرتدي سترة من جلد الحيوانات , ويأكل الجراد والعسل , وراح يطلب الشهادة , فنالها على يد الملك هيرودس .
أما يسوع فلم يجد فضيلة في التقشف أو حب الاستشهاد , حتى أن اليهود انتقدوا المسيح على شرب الخمر و الشراهة ( في الطعام ) و مجالسة العشارين و العاهرات , ومشاركة موظفي الرومان مثل ( زكا ) موائدهم , وهذا يؤكده إنجيل لوقا ,و كان مخيبا لآمال تلاميذ يوحنا لأنهم رأوه هو وتلاميذه لا يصومون , ولا يخشى المرض فيأكل مع الأبرص ( متناسيا نهي الله في التوراة عن ذلك )و تتقدم امرأة تريد حمايته من العدوى فتسكب عليه عطرا غاليا , و يسخر المسيح من فكرة توزيع ثمن العطر الغالي على الفقراء (!!!).
وهو يكسر عطلة السبت المقدسة , ويضيق بالتقاليد , و يرى المرض كأنه إثم , فيقول للمريض ( مغفورة لك خطاياك ), ولما انتقده العلماء قال انه أعظم من سليمان و يونان ( و ملكة سبأ. ودعاها بالخطأ : ملكة التيمن)
= ص. 44 : لم يكن يسوع داعيه إلى دين جديد ,و لم يطلب من تلاميذه التحول من اليهودية إلى المسيحية ,
و كان يعتبر من يتبعه يهوديا دخل حظيرة الديانة بالمعمودية بدلا من الختان وقبل يسوع على أنه المسيح واعتبر تعاليمه أوثق من تعاليم موسى .
= ص. 45 : تعاليم يسوع : لم يهتم يسوع بالمعمودية ولا بالنذور , بل بمكارم الأخلاق , وترك الانتقام .
و دافع عن الشيوعية بالتحول إلى الأسرة البشرية التي تخضع للأبوة الإلهية .
= ص. 48 : التعصب : إنجيل متى ينسب التعصب ليسوع . ويقدمه للقراء على أنه يهودي متعصب , ويضع بينه و بين الوثنيين حاجزا , فبدت المرأة الكنعانية و كأنها وبخته , فجعلت يسوع مسيحيا , و أذابت قلبه اليهودي .
= ص. 50 : التحول العظيم : خاب ظن المسيح في تلاميذه , حين سألهم عن نفسه , فأخذوا يتساءلون هل هو أحد الأنبياء القدماء بعثه الله من موته . ولما هتف بطرس : ( انك أنت المسيح ابن الله ) فرح المسيح فرحا لا حد له , فصرخ ( إن الله أوحى لبطرس بما قال ), وأعلن أن بطرس الصخرة مؤسس الكنيسة . وأعلن يسوع أنه سيتم قتله . فلما بدا على بطرس عدم الفهم , انتهره يسوع بحدة ( ابعد عني يا شيطان ) , ثم صار يسوع منشغلا بألوهيته , و صار ديكتاتورا متعجرفا لا يكلمهم إلا بأمثلة جارحة , و يلعن شجرة التين التي لم يجد فيها ثمر مع أنه لم يكن أوان التين !!!. ثم يقوم بعمل تقاليد مجهولة و هي مباركة الخبز و الخمر على أنها جسده و دمه , ويعلن أنه سيأتي ثانية في حياة من عاصروه ليقيم مملكته على الأرض . ؟؟؟
= ص. 53 : الصلب : قبل الصلب ظل يسوع شجاعا , ويقول لهم انهم سوف يرون ابن الإنسان جالسا عن يمين الآب و آتيا من السماء فوق السحاب .
ثم يفقد عزيمته و يموت وهو يهتف ( الهي الهي لماذا تركتني )!
=== القيامة :
ونزل ملاك و فتح باب القبر , فقام يسوع , وخرج و استأنف الوعظ مؤكدا للناس أنه سيكون معهم إلى انقضاء الدهر . و تنقطع القصة !!!
و هو ( أي كاتب الإنجيل ) مقتنع بالمجيء الثاني للمسيح في حياة تلاميذه . ولذلك ترك إنجيله ناقصا ليختمه بالمجيء المنتظر كما دون على لسان يسوع :( لن يزول هذا الجيل حتى يرى ابن الإنسان يأتي في ملكوته ).!!
== و إنجيل متى يوحي أن يسوع من أعلى طبقة في البلاد , وينحدر من سلالة الملوك .
== وهو يرى صحة المثل القائل ( كلما زدت قربا من الكنيسة – زدت بعدا عن الله )
كتاب مرقس
*********
سبق كتاب متى تأليفا .وهو مختصر , لا يضيف شيئا , إلا حادثة صعود المسيح إلى السماء .
وهو يعتبر يسوع ناصريا مثل إنجيل يوحنا , بعكس متى و لوقا , الذان يعتبرانه من ( بيت لحم ) ( و أقول : بل يعتبرانه من بلدة كفر ناحوم ).
و ( مرقس ) جعل المرأة الكنعانية التي ذكرها ( متى )- امرأة وثنية( فينيقية), لكي يبرر فظاظة يسوع معها .
و جعل يسوع يقول بعد قيامته ( من آمن و اعتمد خلص , ومن لم يؤمن يقضى عليه و يلعن ), و علماء الكتاب ( الإنجيل ) المسيحيين يرون أن الجملة الأخيرة مدسوسة .
ملحوظة : في الإنجيل الحالي باللغة العربية ,الموجود معي, كتبوا ( ومن لم يؤمن يدان). و المؤلف يكتب من الإنجيل الإنجليزي الموجود في القرن الثامن عشر . وهاهم علماؤهم يعترفون أن في كتابهم جملا مدسوسة , ومع ذلك يوهمون أنفسهم و شعبهم بقدسيته , ولا يجرءون على حذف المدسوس فيه , وإلا لضاع الكتاب كله .
لوقا – الأديب و الفنان .
*******************
ص. 61 : قصة الميلاد : قصة رائعة , تبدأ بمريم التي يضطرها ازدحام الفندق إلى أن تلد في الإسطبل . ؟ وليس في بيت كقول ( متى ) . وبالمناسبة ( لهذا الوضع في الزريبة ) يأتي رعاة الأغنام بدلا من الملوك ( المجوس ) المذكورين في حكاية ( متى ) .!
= ص 62 البشارة : تأتي لمريم فتصيبها بالفرح لأنها عروس الروح القدس , بعكس ( متى ) الذي جعلها تأتي ليوسف بمثابة إنذار ألا يطلق امرأته بسبب شكه في سوء سلوكها .!
= شخصية يسوع و شخصية يوحنا : هنا تجد يسوع مهذب و رقيق , و تجد يوحنا اجتماعي و متحضر , بدلا من صرامته في ( متى ) . وهنا تجد يسوع متسامحا مواليا للكفرة الأنجاس , بدلا من تعصبه في ( متى ) .
= ص 63 . وهنا يموت المسيح بجلال ووقار , مستودعا روحه عند الله , طالبا المغفرة لصالبيه.
و أقول : في الطبعة العربية الحالية صرخ المصلوب بصوت عظيم حين أسلم الروح في الأناجيل الثلاثة الأولى , و أما في ( يوحنا ) فقد نكس رأسه في صمت و أسلم الروح .
= ص. 65 : يسوع بطل النساء : يسهب لوقا في مشاعر يسوع مع النسوة اللاتي تتلمذن على يديه , ونساء تتبعه , ومريم ومرثا ,فجعله بطل نساء , و النساء ينفقن عليه من أموالهن .
= ص. 66 : يوحنا المعمدان لا يقتنع بيسوع : فيرسل شابين اليه , فيقدم لهما يسوع عرضا خاصا من المعجزات , ويطلب منهما أن يبلغا يوحنا بما رأياه , ويسألونه عن رأيه فيه .
وهذا يناقض ( متى ) حيث كان المسيح يرفض عمل المعجزات لمن يطلبها .
و هنا تجد أن حتى دعوة بطرس و يوحنا لا تمر بدون أعجوبة هازلة بصيد سمك كثير , فيقفز بطرس في الماء و يهتف ( اتركني أغرق لأني من الخطاة يا سيد ) .
و أقول : في الطبعة العربية الحالية مكتوب أن بطرس قال ( اخرج من سفينتي يا رب لأني إنسان خاطئ).
= و ينتقد المرأة التي باركت أمه , و يعامل قاربه معاملة غريبة .
و حاليا مكتوب :أن المرأة صاحت ( طوبى للبطن التي حملتك و الثديين الذين رضعتهما )
و لذلك وجدت في آخر صفحة من الجزء الرابع من كتاب ( قصة الكنيسة القبطية ) للمؤرخة المصرية ( ايريس حبيب المصري ) صلاة تقول فيها لربها يسوع ( وحياة البز اللي رضعته , تغفر لي يا رب اللي عملته )؟؟؟؟
أفلا يخجلون من عبادتهم لرب ( رضع البز )؟؟؟
إنجيل يوحنا
******************
== ص. 71 شاهد العيان الخالد : يوحنا ادعى أنه شاهد عيان . و ادعى أنه سأل يسوع همسا عمن سيقوم بتسليم يسوع لليهود , فهمس يسوع في أذنه ( هو الذي أناوله اللقمة التي سأغمسها ). و هذا أقرب للعقل من الروايات الثلاثة الأخرى في ( متى ) و ( مرقس) و ( لوقا ) التي تجعل يسوع يشير صراحة إلى يهوذا دون أن يحتج التلاميذ أو يعلقوا !!!
= ص.72 سيرة يسوع و شخصيته هنا تخالف ( متى ) تماما , و يكرر بصورة سيئة أن كل أعمال يسوع تهدف إلى تحقيق النبوات فقط ( مثلما فعل (متى ) الذي كتب سيرة مختلفة تماما )
= إن ( متى ) و( مرقس )و ( لوقا ) يقصون قصة واحدة عن المعلم المتجول الذي ذهب إلى أورشليم في آخر حياته فقط , و ( يوحنا) قال إن معلمه قضى مرحلة بلوغه كلها في أورشليم , وكان يزور الأقاليم أحيانا .[/u]
[u]ملحوظة : باستثناء ( لوقا ) الذي قال إن يسوع في طفولته كان يذهب إلى أورشليم لقضاء عيد الفصح فيها مع والديه , إلي أن بلغ 12 سنة .
= و رواية ( يوحنا ) عن دعوة التلاميذ تختلف عن الثلاثة الآخرين تماما .
= و تنقلب عنده استغاثة يسوع الأليمة ( في صلاته ) في بستان جسثيماني ( المعصرة ), إلى مجرد اقتراح يتقدم به يسوع ببرود دم في الهيكل .( ؟؟؟ وادي قدرون في الإنجيل الحالي ).
= ص. 73 إننا أمام أربعة مؤلفين يختلفون اختلافات كبيرة و ينتهون إلى موقف واحد مؤكدين على أن المسيح أكد على مجيئه الثاني في حياة معاصريه .
و المفترض أن هذه الأناجيل الأربعة استمدت وقائعها من حكايات تم تدوينها في القرن الأول الميلادي
ملحوظة : بالمثل كتب القس / صموئيل مشرقي – في كتابه ( عصمة الكتاب المقدس ) ص. 20 .
=== ص. 79 إلى 85 : يتكلم عن استسلام القراء اليوم لما في الأناجيل , مع أن تلاميذ يسوع لما سمعوا أنه يقدم جسده ودمه طعاما للناس تركوه ولم يعودوا يمشون معه ( بحسب رواية إنجيل يوحنا ) بالرغم من رؤيتهم لكل معجزاته بأعينهم .
=== ص. 86 مسيحية التماثيل
و خطورة تحطيم التماثيل
و الإيمان الأعمى
انتشر الشرك في دين المسيح بعبادة الأيقونات ( الصور التي يقدسونها) تلك العبادة التي يقدمها الناس لصور المسيح وتماثيله ( أقول : و بالأكثر لصور العذراء و الشهداء والملائكة و الرهبان المدعوين القديسين )
و إذا أنكرت ألوهية المسيح ستجد أن عباد الصور و التماثيل يضعونك في صف الملاحدة وهم يسخرون منك .
و سوف تدرك أن عبدة التماثيل لم يتصوروا المسيح شخصا حقيقيا . ومن هذا ترى خطر الإيمان الأعمى , لأنهم نفخوا الحياة في الصورة و التمثال , فيجب عليك الاحتياط .!!!
المسيح الأيقوني , و مسيح بولس .
ص 88 :كلاهما فشل في تحقيق خلاص المجتمع البشري .
فالمسيحيون الآن ( في القرن التاسع عشر ) في أوروبا – يذبح بعضهم بعضا بكل الآلات التي وضعتها المدنية في متناول يدهم , وبحماسة كبيرة كالتي تحدوهم وهم يقتلون الأتراك ( المسلمين )
== ص 89 : و عندما نتخلص تماما من المسيحية المرتكزة على عقيدة الخلاص , سنعترف أننا نظلم يسوع ظلما صارخا .
ملحوظة : عقيدة الخلاص كما قال يوحنا في رسائله : إن من آمن أن يسوع هو المسيح , وقد أتى في جسد – أي لم يكن روحا بدون جسد – فقد خلص ,أي فاز بالجنة .أما بولس فقد فسرها على أن من عبد المسيح لا يخضع للدينونة .!!!
ما بعد الصلب
( دين بولس يهدم دين المسيح )
ص. 125 : قبل أن يبرد جسم يسوع ( في قبره ) أو قبل أن يبلغ سماواته – اختر منهما ما يحلو لك – قام تلاميذه بجر تعاليمه إلى الأسفل حتى بلغوا بها المستوى الذي بقى عليه إلى يومنا هذا .( يعني : في الأناجيل التي تنتسب إليهم )
== ص. 126 : خذ الأعاجيب ( المعجزات ) مثلا : تجد أن التينة العقيمة كانت هي الضحية الوحيدة لسخط يسوع .
و أول أعمال تلاميذه مستعينين بقواهم الخارقة كان قتل رجل وزوجته لأنهما أخفيا جزءا من مالهما الخاص بهما عن التلاميذ ؟؟, كما أصابوا بعض الناس بالعمى أو الموت دون أي تأنيب ضمير .؟؟,وكانت تملؤهم روح الدعاية و حب الظهور .
ص. 128 : ( بولس يهدم المسيحية الأصلية )
و فجأة يدخل إلى المسرح – شاول – العبقري العنيف في عدائه للمسيحية , ويعتبر اضطهاد المسيحيين هواية,
و يكره المسيح الذي لم يقع بصره عليه كرها عجيبا .
ثم ظهرت له رؤيا كوميض البرق وهو في طريقه إلى دمشق , فكانت صدمة أطفأت نور عينيه – كما قال – و أنه سمع صوتا يناديه من السحاب : يا شاول لماذا تضطهدني .فانقلب بغضه الشديد للمعلم إلى عبادة شخصية جنونية للمعلم .من زاوية ضوء كاذب خالب . فكان الخطر الأكبر من هذه الهداية إذ انقلب الهمجي إلى مسيحي
فقلب المسيحية إلى همجية .ثم قابل الوالي ( بولس ) فأعجبه اسمه , فاختار هذا الاسم لنفسه .!!!
ملحوظة : جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أن سجن المتكبرين في جهنم اسمه بولس .
=== ص. 129 : تطور عقيدة بولس :
لم يكن اهتداء بولس إلى المسيحية – اهتداءا – على الإطلاق , فقد حولها من دين رفع الإنسان فوق الخطية و الموت ، إلى دين أسلم الناس للخطيئة والموت ( يعني : سمح لهم بكل الخطايا بعد أن أفتى لهم بأنه لا دينونة على من يعبدون المسيح , فأسلمهم للهلاك في الآخرة ) .
فلم يكن في نية بولس أن يسلم يهوديته أو جنسيته الرومانية للعالم الاشتراكي اليسوعي الأخلاقي الجديد , فقام بإعادة بناء عقيدة الخلاص القديمة التي حاول يسوع إنقاذها من بولس و أمثاله ففشل . فأنتج بولس من جراء ذلك لاهوتا عجيبا ( تأليه المسيح و الثالوث ) ما زال أغرب شيء معروف لدينا .
=== ص. 132 : ( الزواج عند بولس ) إن نظرية بولس في الخطيئة الأصلية ( الموروثة من آدم )جعلته يعتقد أن ممارسة الجنس ( في الزواج ) خطيئة , فأخذ ينصح الآخرين بألا ينشغلوا بالزواج لئلا يقدموا مسرة الزوج على مسرة الله , و أصر على أن تكون الزوجة عبدة رقيقة عند زوجها , و أشار على من تشعر بالتحرق أن تتزوج , وقال إن مهمة الزوجة هي تحرير الزوج من الانشغال بالجنس بإشباع شهواته , لكي ينطلقا إلى الله .
=== ص. 133 : ( بولس عدو المرأة )
و هذا جعل بولس عدوا خالدا للمرأة , و أدى إلى كثير من التخمينات حول أخلاقه و ظروفه .!!!
لقد نجح بولس في سرقة صورة المسيح المصلوب , ليجعله تمثالا ( تعويذة ) لسفينته الخلاصية, ويجعل آدم- الخطيئة الملعونة – التي لا يمكن الخلاص منها إلا بالتضحية بالمسيح على الصليب .
و الواقع إن المسيح طرح الخرافات أرضا , فجاء بولس و أنهض تنين الخرافات على قدميه باسم يسوع نفسه
== لقد أصبح هناك دينين مختلفين باسم المسيحية ,
= ص.134 : وأصبح واضحا أنه ليس هناك كلمة واحدة من مسيحية بولس في أقوال يسوع , لأن شاول الذي حرس ثياب اسطفانوس أثناء رجمه ؟؟؟ ( المسيحي الذي رجمه أعوان بولس) استمرت معتقداته السابقة تسري في دمه وهو بولس المسيحي .( أي : رجم دين المسيح الأصلي وقضى عليه ).
= إن فكرة بذل دم المسيح حتى يخوض فيه كل محتال و زان و فاجر , ليخرج أنصع بياضا من الملاك , لا يمكن أن تكون فكرة يسوع و ليست من أقوال الإنجيل ( ولكن بولس اخترعها و صدقها أتباعه -).
= إن المسيح نفسه عندما اعتقد أنه اله لم يعتبر نفسه كبش فداء .فلا توجد إشارة في الأناجيل إلى أن يسوع قال لأنسان اذهب و أثم بقدر ما تريد , وبإمكانك أن تضع آثامك كلها على عاتقي . بل قال يسوع ( لا تأثموا)
لأن صلاح المؤمنين برسالته يجب أن يرتقي فوق صلاح علماء اليهود .
= ص 136 : و صار بولس يعلم الناس أن الإنسان يمكنه أن يقترف الآثام كلها على حساب المسيح ثم يدخل السماء سعيدا مطمئنا , مما سبب شيوع مسيحية بولس إلى يومنا هذا ,و بالتالي يسهل فهم سبب فشل مسيحية يسوع فشلا تاما .
== لقد كانت البداية أيام الدولة الرومانية التي اتخذت البولسية ( مسيحية بولس ) دينا رسميا , وانتهت الآلهة الرومانية القديمة أمام المخلص الجديد , حيث امتزجت الآلهة القديمة – بيسوع – داخل العقول البدائية .
=== ص 137 : لذلك – صار بولس – وليس يسوع – هو الزعيم الحقيقي .( وهذه حقيقة إلى اليوم ).
أما أتباع يسوع الناصري الحقيقيين ,فقد قضي عليهم قضاءا مبرما .
كتاب أعمال الرسل
ص. 138 : كتاب القصص المسمى بأعمال الرسل , مؤلفه هو قاص جيد ,و قد أنكر اللاهوتيون البولسيون الكتاب برمته , لأنه أظهر( بولس) و التلاميذ بصورة و كأنهم بعثيون مبتذلون يجذبون الانتباه بالمغامرات أكثر مما يجذبونه بالفضائل و الأخلاق .
كما وصف بولس بأنه أوجد بدعة , ظلت إلى يومنا هذا .
و كلما خاطب بولس الجمهور , تراه يسهب بحرارة عظيمة في ذكر آثامه قبل هدايته الزائفة . مستهدفا الإيحاء بحالة القداسة الحاضرة( عنده ) ثم يحكي تفاصيل هدايته مرة بعد مرة , لجذب سامعيه للانضمام تحت لوائه , ويهدد بالعقاب الإلهي لكل من يرفض السير ورائه .( رواها بصورة متناقضة تماما أربعة مرات .انظر موقعي)
وهذا لا يشبه تعاليم المسيح .
= ص 139 :و اليوم تسمع وترى نفس تصرفات بولس في أي اجتماع كنسي , حيث يعملون على التأثير على أعصاب المجتمعين ,بدلا من إضاءة الطريق لهم .فتجد الجاهلين ينتشون بزهوة متوهمين أن هذا من فعل الروح القدس
و هذا كله لا علاقة له بمبادئ المسيح المعروفة .
و تجد خلفاء التلاميذ ( يعني القساوسة و البطاركة) يثابرون على جمع المال , والمحافظة على مداومة الناس على حضور الكنيسة , ويحاربون متع الحياة , فيستمر الناس في دفع المال ,لأنه ليس لهم ما يعملونه به سوى ذلك .والتعويض الوحيد هو التصور الجنوني أنك تصبح صفي الله , وأن لك مقعدا محجوزا في السماء .!!!
= ص 141 :
و هناك كثيرون أكثر صلاحا من بطرس الذي مات مصلوبا , ماتوا ميتات أشنع منه , مثل الأسقف الإنجليزي
( هيولاتيمر ) الذي أحرقه المسيحيون حيا ( على خازوق) بينما هو يساوي ( 50) اسطفانوس و ( 12) بطرس, أحرقوه بتهمة الزيغ و الهرطقة ,لأنه رفض إنكار عقيدته البروتستانتية , في سنة 1555 م.
و كانت النهاية الحتمية لنبذ مبادئ يسوع أن اهتداء الوثنيين للنصرانية أصبح أسهل من اهتداء اليهود إليها .
فقد كان لليهود فريضة للتهود , وهي الختان , العلامة التي تدل على أنهم شعب الله المختار , فاختار بولس – التعميد ( الاغتسال )ليسهل الطريق لمن يريد أن يصير طاهرا . و أعلن بولس أن الختان ليس مهما . و هذا
كفر عند اليهود .( وكان ومازال – الاغتسال في النهر المقدس أو المعبد هو علامة انضمام الوثني إلى المعبد)
= أما الوثنيون أمثالنا فعندنا الرسالة إلى رومية التي كتبها بولس , وهي مملة إلى حد تتعذر معه قراءتها , لأنها محاولة خائبة لأثبات أن الرجل الذي يعتمد لا يهتم بموضوع الختان .
وهكذا تعثرت مسيحية تلاميذ المسيح بالخلاف حول إذا كان الخلاص يتم بعملية جراحية ( الختان ) أم بصب الماء ( التعميد ) وهي شعائر ماكان يسوع يبدد فيها عشرين كلمة .
===== ثم قام في الغرب نزاع أعظم و أنكى حول فريضة أكل الإله , بعد أن يقوموا بتمثيلية عمل الذبيحة الإلهية,أي التضحية بالمسيح , ثم أكل الضحية , و هذا كان يحدث بين الوثنيين قبل المسيح .
== ثم نشأ جدال حول مصير الإله المهضوم , هل يتحول إلى فضلات تخرج مع البول و البراز ؟ فنشأت أسباب شنعاء مخيفة للاضطهاد بسبب هذه الفكرة التي يشمئز منها يسوع لو كان حاضرا .
== و ظهرت شعبذات جديدة في الدين , حول مادة الجنين يسوع في بطن أمه .
== وهل مريم هي والدة المسيح أم والدة الإله ؟
و ظهرت الأنشقاقات , وراح كل زعيم يكفر الزعيم الآخر و أتباعه , بكل حقد و فظاظة , محولا اجتذاب الأباطرة إلى صفه .( وما زال هذا التكفير ساريا إلى اليوم بدون تنازل أي طائفة عن تكفير الطوائف الأخرى)
=== و في القرن الرابع ابتدأ كل واحد منهم يحرق الآخر بسبب الخلاف في الرأي.
== وفي القرن الثامن جعل ( شارلمان ) الديانة المسيحية إجبارية بقتل كل من يرفض اعتناقها , مانعا الهداية الاختيارية .و ظل الصراع المسيحي دمويا مشتعلا بالنار – مثل الحروب الصليبية – و بالاضطهادات و محاكم التفتيش و الحروب الدينية ( بين الطوائف ). وتم قتل آلاف البروتستانت في فرنسا , في مذبحة القديس بارثولوميو ( بارثلماوس ) و حروب ( جوستاف أدولف )ملك السويد , و حروب ( فريدريك الأكبر ) ضد الطائفة اليسوعية , وغيرها .
= و عندما ترجم البروتستانت التوراة مع الأناجيل , ونشروها بين العامة , ظهر التناقض الصارخ بين الكتاب و بين التطبيق . و مع أن كنيسة دعوة يسوع لم تقم بعد , و نظامه السياسي لم يوضع موضع التجربة حتى الآن , فان إفلاس كل الأنظمة ( يعني الطوائف المسيحية ) يدفعنا إلى قبوله ( أي قبول دعوة المسيح التي تركوها ) .
ما هو بديل المسيح ؟
ص. 145 : يقص العهد الجديد – حكايتين – لنوعيتين مختلفتين من القراء .
أولهما : القصة القديمة عن الخلاص بالتضحية التي يقدمها الإله المذبوح و المبعوث في اليوم الثالث , و يقول أن التلاميذ قبلوها على علاتها , ولم يكن فيه أهمية لأراء المسيح , و الخلاص يكون بالإيمان لا بالأعمال .
و أنا أعتقد أنه يقصد رسائل بولس و إنجيل يوحنا .
و ثانيهما : قصة النبي الذي عبر عن أفكار هامة بخصوص السلوك العملي , وأمر تلاميذه بالتمسك بهذا السلوك , ثم غم على عقله فتوهم أنه شكل أسطوري خام من أشكال الله , واندفع بتأثير هذا الوهم يبحث عن ميتة قاسية , معتقدا أنه سيقوم ثم يأتي ممجدا ليتربع على عرش الحكم في دنيا جديدة .
أما روايات الولادة من عذراء و المعجزات و القيامة , فقد طرحت جانبا باعتبارها تلفيق .!!!
وأنا أعتقد أنه يقصد إنجيل متى و مرقس و لوقا .
السذاجة ليست مقياسا .
ص. 146 : هذا القبول الاعتباطي و الرفض الاعتباطي لأجزاء من الأناجيل – ليس غريبا , فقد رأينا ( لوقا ) و ( يوحنا ) و ( مرقس ) يرفضون حكاية ( متى ) عن مذبحة الأطفال و هروب المسيح إلى مصر .
وقد تكون أنت خلاصيا ( بوليسيا ) متعصبا و ترفض حكايات معجزات يسوع , كما فعل الكاتب الإنجليزي
( هكسلي ) , وقد ترفض يسوع بوصفه مخلصا ( ترفض عقيدة الفداء بالصلب الإلهي) رفضا مطلقا .
== ص. 147 : و أما يسوع المهاتما ( الذي يحب أن يعذب نفسه مثل غاندي )بآلام الكفارة ( التعذيب على الصليب ) و الذي يعظ به الكهنة المعمدانيون ( البروتستانت الأمريكان )لجماعة المؤمنين الذين لا يؤمنون بالأعاجيب مثل الكاتب الأمريكي ( أنجرسون )الذي انتقد حرفية التوراة و الإنجيل لعدم منطقيتهما .
و ( لوثر )الذي كنس القديسين كنسا مع الملايين من معجزاتهم , وأنزل العذراء مريم إلى منزلة الأوثان .
= و هؤلاء كلهم كان ( بطرس ) تلميذ المسيح – سوف يصعقهم موتى ( بحسب رواية كتاب أعمال الرسل ) لأنهم حسب عقيدته أشد كفرا من ( شمعون ) الساحر ( في الطبعة الحالية :سيمون . وتعني : سمعان . وهو اسم – بطرس – الأصلي ) .
==== ص. 149 : و عندما احتج يسوع على الزواج و الأسرة لأنهما يسلبان خدمة أبيه السماوي , حينئذ يتعذر علينا الاعتقاد بأنه كان يتكلم بسلامة تفكير , وخاصة عند إعلانه بصورة مفاجئة بأنه هو – الله متجسدا.
و أن – لحمه ودمه – طعام عجائبي يجب أن يتناوله الناس .و أنه سيموت و يقوم من الأموات بعد ثلاثة أيام , و أن النجوم سوف تتساقط من السماء عند مجيئه الثاني , و أنه سوف يملك على فردوس أرضي .
====== وهكذا , فان الأناجيل التي هي مجرد مذكرات و خواطر , موحية لعقيدة , وان انتهت إلى تاريخ الوهم المرضي , فإنها مفهومة و معقولة فقط لدى ناس يفرض الوهم نفسه عليهم فرضا .
ومن السهل أن تجد في كل بيمارستان ( مصحة أمراض عقلية) نزيل يعاني من وهم كونه إلها, في حين أنه عاقل – فيما عدا هذه الفكرة .
==== ص.154 : تقوم فكرة الفادي على أن يدفع يسوع حساب خطية آدم الموروثة لكل البشر , بموت
المسيح على الصليب بعد تعذيبه و الاستهزاء به .!!!!
و أول المستفيدين هو اللص الذي نال الخلاص بينما المسيح على الصليب , فأصابه فرح غامر , مما يغريه بمعاودة السرقة ليتكرر هذا الشعور .
و أنا أقول : لم نقرأ في أي قانون أن اللص يتم قتله بالصليب إلا في الأناجيل , لأجل حبك رواية الصلب بإيجاد رفقاء للمسيح المصلوب كذبا لتطويل الرواية .
=== ص. 155 : من هذا ترى أن سعادة الإيمان الساذج الرخيص هي من فضائل الإيمان الرخيصة و الخطرة في نفس الوقت . و المعترض يقول إن دخول الجنة مجانا بدون العمل في سبيلها هو أمر في غاية الوضاعه . أما المساومة على تاج المجد فوق كل هذا فهو مما لا يمكن قبوله .
لقد تعلمت في طفولتي عن طريق التعليم الديني أن كل الآخرين (المسلمين و الهندوس …الخ ) من أعظم المشركين الذين لهم هلاك أبدي .
و المسيحي الذي يرفض أن يدفع أموالا إلى الكنيسة الرومانية ( الفاتيكان ) يعتبرونه منشقا .
==== ص. 161 : بينما هذه الضرائب تنفق في إرسال المسيحيين إلى السجن بتهمه الكفر , بسبب عرض التوراة للبيع في شوارع الخرطوم ( يعني للمسلمين )
و الدولة الإنجليزية تعرض على سكان المستعمرات اعتناق المسيحية كبديل عن الموت ( يعني القتل ) و يؤسفني أن أقول هذا.
==== و ليس بمقدور ملك إنجليزي أو رئيس فرنسي أن يمارس الحكم وهو يزعم أن يسوع أعظم من محمد أو زرادشت أو كونفوشيوس. بل انه مضطر عمليا إلى معاملة الكل معاملة الزيغ و الهرطقة ( الكفر) مادام يقوم بسن القوانين ضد الكفر .
=== ص. 164 : و المستعمرون البريطانيون ينطلقون من افتراضهم أن مهمتهم هي تثبيت أصول البروتستانتية , و جمع المال من السكان البائسين .( و بالمثل الآن نسل مجرمي المعتقلات البريطانية – المدعوين – الأمريكان – في المستعمرات المدعوة : الحرب ضد الإرهاب ) .
= = ص. 165 : و المستعمرات الفرنسية ( المدعوة الآن الدول الصديقة لفرنسا ) التي ينشرون فيها المسيحية ,تجد سكانها عندهم حساسية شديدة ضد الاهتداء إلى تلك المسيحية الزائفة التي نتج عنها كل الاضطهادات و الحروب الدينية خلال الخمسة عشر قرنا الماضية .
و أسأل : هل تفكر الحكومة الفرنسية في الشروع في سلسلة جديدة من الحروب الصليبية , أم تفكر في تخليص باريس من قبضة هؤلاء الكفار العلمانيين تحت شعار : فلنعد إلى الرسل . فلنعد إلى شارلمان ( الذي جعل المسيحية إجبارية بقتل كل من أبى اعتناقها .ص.143 )
إننا الإنجليز أسعد حظا من الفرنسيين لأن الأغلبية الساحقة من رعايانا ( سكان المستعمرات ) مسلمين و هندوس و بوذيين , أي من ذوي الديانات العصرية , التي تقوم بمثابة عامل وقائي ضد المسيحية الخلاصية
( البولسية ).
إن الديانة المحمدية التي قال عنها ( نابليون ) إنها خير دين يصلح للتطبيق السياسي الحديث , كانت ستبدو كديانة مسيحية مستصلحة لو أن محمدا ( صلى الله عليه و سلم ) بشر برسالته بين مسيحيين من أهل القرن السابع عشر , بدلا من العرب الذين كانوا يعبدون الأحجار .
و تجد أن الناس لا يتركون محمد ( الإسلام) لأجل الانضمام إلى ( كالفن ) ( أي المسيحية البروتستانتية )
وانك إذ تقدم للهندوسي لاهوتا مثل لاهوتنا الساذج بدلا من عبادته , أو تقدم له أدبيات الشرائع اليهودية بوصفها نسخة محسنة للأدبيات الهندوسية , فانك تكون مثل من يقدم مصابيح قديمة , عوضا عن مصابيح أقدم , في سوق تكون فيها أقدم المصابيح أعلى قيمة من سواها .
من هنا تأتي أهمية إنكار يسوع عمل الهداية , و قاعدته ( لا تقلع الحسكة لئلا تقلع السنبلة معها )
و ليس هناك في تعاليم يسوع ما لا يمكن أن يوافق عليه مسلم أو براهماتي أو بوذي أو يهودي , بدون الحاجة إلى اهتدائهم للمسيحية . و أحيانا يكون الجمع بين مسلم و يسوع أسهل من الجمع بين بريطاني و يسوع .
إن يسوع لم يطلب من تلاميذه تفضيل أنفسهم على جمهور المؤمنين , ولا تجد عنده كلمة طيبة مهذبة للكهنة , ولذلك أظهروا له العداء و سعوا لقتله , لأنه كان خصما لكهنة اليهود على طول الخط ( ؟؟؟) .
و كان المسيح يرفض أن يمتنع تلاميذه عن دفع الضريبة لقيصر , معترفا بأن لقيصر مكانته في تصريف أمور البلاد .و لكم تلاميذه جعلوا هذا عذرا لأظهارهم التبعية و الخضوع للحكام , حتى انحدروا إلى هاوية الشرك التي انتهت إلى نظرية ( حق الملوك الإلهي ), فأثاروا الناس حتى دفعوهم دفعا إلى قطع رقاب ملوكهم لأجل تحقيق بعض العدل .
ولا شك أن يسوع لم يفكر في تحطيم الإمبراطورية الرومانية و إحلال منظمة كنيسية مسيحية محل الكنيس اليهودي أو محل نظام كهنوت الآلهة الرومانية كجزء من برنامجه .
عزيزي القارئ :
أكتفي بهذا الجزء البسيط من ملخص كتاب ساخر كبير , مؤلفه و مترجمه من المسيحيين . وأترك الحكم لك .
سبحانك اللهم و بحمدك . أشهد أن لا اله إلا أنت . أستغفرك و أتوب إليك .
و صلى اللهم على سيدنا محمد و على سائر الأنبياء و المرسلين .
و الحمد لله رب العالمين .
د. وديع أحمد فتحي؟؟؟؟؟؟؟؟==============((((((((((((( المسيحية – دين و دولة .
**********************
السلام عليكم إخواني المسلمين .
الحمد لله على نعمة الإسلام و كفى بها نعمة .
كان الإسلام من أول لحظة نشأ فيها – دين و دولة – لا ينفصلان .و استمر على هذا طول عهد الصحابة و التابعين – رضي الله عنهم جميعا ,ومن بعدهم الخلفاء ,و انتهاءا بالخلافة العثمانية – عليهم رحمة الله جميعا .
و لما كان الدين لا ينفصل عن الدولة , فقد قاموا بنهضة عظيمة , أخضعت لهم الدنيا كلها , من الصين إلى المغرب إلى أوروبا ., وهزموا كل الإمبراطوريات السابقة , حتى و هم في أضعف أحوالهم في أيام الخلافة العثمانية .ونشروا دين الله في العالم القديم كله , وهزموا الكفر , وأذلوا الكفار , حتى أن اّخرهم – الخليفة العثماني – الذي كانوا يصفون إمبراطوريته بالرجل المريض – كان كل ملوك أوروبا يسترضونه بالهدايا ,التي تملأ الآن متاحف ( اسطنبول) .و كان من أعظمهم ( هارون الرشيد ) الذي كرهه الكفار فشوهوا سيرته الحميدة – عليه رحمة الله الواسعة , كان يخاطب السحابة في السماء قائلا :( أمطري حيث شئت فسوف يأتيني خراجك )أي ضريبة الزرع الخارج من ماء مطرها . وعندما فكر ملك الروم أن يمنع الجزية , أرسل إليه
( هارون الرشيد ) يقول ( من هارون الرشيد أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم . تجاوزت قدرك يا ابن الكافرة . أما الجواب فهو ما تراه لا ما تسمعه . فلأتينك بجيش أوله عندك و آخره عندي .). وقد وفى هذا الأمير العظيم بما وعد وأخذ منه الجزية وملك الروم صاغر . وكان ( هارون ) يحج بالمسلمين عاما ويحارب عن حدود المسلمين عاما ,ومتى حارب أنفق من ماله الخاص على ألف حاج من فقراء المسلمين , حتى مات و دفن في إحدى القرى المجهولة على حدود إمبراطوريته وهو يحمي حدودها بجيش المسلمين .
و عرف الكفار أن انتصار المسلمين في تمسكهم بالإسلام , فأخذوا بعض المسلمين المحبين للدنيا و الذين يزعمون الثقافة ويحبون المناصب , و قاموا بتربيتهم عندهم لسنوات نزعوا فيها من صدورهم الإسلام الصحيح , و زرعوا مكانه الانبهار بالكفار و الولاء لهم , و أعادوهم إلى بلادهم واشتروا لهم المناصب من الحكام , و أشاعوا بهم ضرورة فصل الدين عن الدولة لكي نرتقي .
و استجاب لهم الحكام المسلمين المرتشين من الكفار , من أيام رفاعة الطهطاوي و محمد عبده وتابعهم طه حسين ,وغيرهم ( انظر موضوع المستشرقين على موقعي ) وساد هذا الرأي و انخدع به المسلمون , من جهلهم بدينهم و تاريخهم , فضاعت دولة الإسلام و ابتعدوا عن دينهم أيضا . فلا ربحوا الدنيا ولا الآخرة .
و انا لله و انا إليه راجعون . اللهم أجرنا في مصيبتنا هذه واخلف لنا خيرا منها .
و قد كان الكفار في الغرب المسيحي تسيطر الكنيسة عليهم بوثنيتها , فأضاعت البلاد والعباد , فلما تخلصوا من سلطان رجال الكنيسة الوثنيين تقدمت البلاد علميا , وارتدت إلى الكفر و الجاهلية المفرطة في الزنا .
فقرروا العودة إلى دينهم , وعلى أساسه يحاربون الإسلام في كل مكان تحت شعار ( الحرب على الإرهاب )
أما نحن فلا يوجد عندنا رجال دين يتحكمون في مقادير العباد كما هو حال الكهنة , بل كان القران هو سلاح الأمة و دستورها الدائم , ففتح به صلاح الدين - بيت المقدس , وهذا من أهم ما لم يسجله ( يوسف شاهين ) اليهودي قلبا والكاثوليكي قالبا ,و الصانع فيلما مائعا عن صلاح الدين – المنصور من الله , والذي ما إن تولى الحكم حتى أمر بإعداد الجيوش بالسلاح و بحفظ سورتي ( الأنفال ) و ( التوبة ) , فأعد العدة و القلوب معا ضد الكفار , فهزم جحافلهم بجيوش قليلة العدد و العدة .
وكان ّأخر أسلحة الأمة الإسلامية هو الخلافة الإسلامية التي كانت توحد صفوفهم ضد كل الكفار . فزعم الكفار وخدعوا المسلمين قائلين لهم إن هذا احتلال يجب الاستقلال عنه ., وما زالت كتب التاريخ تدرس لأبنائنا تاريخ استقلال العرب عن الخلافة العثمانية , والحقيقة أن الكلاب لم يتجرءوا على بلاد المسلمين , وأهمها بيت المقدس , إلا بعد انهيار الخلافة العثمانية بمعونة كل من : محمد على – والى مصر , و ابراهيم ابنه , و الكلب اللورد الليمبي , و عميلهم ( لورانس العرب), وغيرهم مثل ( ماسبيرو ) .
وهذا الأمر يجب أن يعيه كل مسلم و يدرسه لأبنائه , ويعلمهم ألا يعظموا أمر الكفار , مثلما يفعل – المسطول دائما – محمد سعد – لا حمده الله ولا أسعده إلى أن يتوب هو و أمثاله .
والى أن يعود القران و يسود على أمة الإسلام, يجب أن نقيم القران و شرع الله في أنفسنا و في أهلنا أولا , كي نعود إلى سيادة العالم , بدءا بسيادة أراضينا التي احتلها المنافقون عبيد الكفار و أخضعونا للكفار , حتى تقاعسنا عن نطق كلمة صدق في حق أخواتنا المنهوبين و المنتهكين أرضا و عرضا من الكفار يوميا بزعم الحرب على الإرهاب , و يتعاون فيها بعض حكام المسلمين مع الكفار ضد المسلمين في بلاد المسلمين , حتى لم تعد معظم بلاد المسلمين آمنة لأهلها البسطاء.
فلماذا ضعفنا و تخاذلنا ؟ الجواب هو :( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ).
قريبا سيأتي الدور على الثور السود بعد أن أكلوا الثور الأبيض .و يومها لن ينفع الندم .
و ستصبح نساؤنا و فتياتنا مثل بنات فلسطين والعراق و أفغانستان و الشيشان . هل نسيتم الشيشان ؟
تعالوا لنقرأ كتابا من كتبهم يتكلم بصدق و يشرح لنا كيف أنهم عادوا إلى دينهم , و يتصرفون معنا على أساس أن الدين هو الدولة , مستفيدين من تجربة نجاح المسلمين قرونا طويلة حين قامت دولتهم على القران
مقتطفات بتصرف من كتاب :
ميلاد العصور الوسطى.
*****************
تأليف : ه. سانت . ل. ب. موسى .
ترجمة : عبد العزيز توفيق جاويد .
1967 م.
مقدمة ؛ الخلافات العقائدية :
لم يعرف المسيحيون خلافا في العقيدة قبل ظهور قسطنطين الوثني , وقيامه بتجميع كتابا ليكون مقدسا عند المسيحيين ,كما يوجد كتاب مقدس عند اليهود. , و ذلك في مجمع ( نيقية ) سنة325 م. حيث اجتمع أكثر من ثلاثة آلاف رجل دين مسيحي , ومعهم أكثر من مائة كتاب ( إنجيل ), ولم يتفق مع قسطنطين إلا حوالي
1/10 المجتمعين ( 318) , فطرد الباقين (9/ 10 ) ووافق على 4( 1/25 ) من الكتب التي كانت معهم و و التي كانت متداولة في العالم المسيحي يومئذ , وافق فقط على ما يوافق عقيدته الوثنية و التي تؤمن بالإله الأب , وابنه الذي يموت ويقوم , وأمه العذراء الجميلة .
و بدأت الخلافات تنشب بين الشعوب بسبب ظهور هذه الكفريات على السطح و فرضها بالقوة , واتخاذها عقيدة دينية .
و سيطر رجال الكنيسة على الحكام و على الدولة , التي قمعت الدين و العلم و الشعب , لصالح البطاركة و أعوانهم , الذين زادت ثرواتهم , فسعوا إلي السيطرة على العالم , و قتل كل من يخالفهم في الدين , خوفا من منافسته لهم على الدنيا .
و لنبدأ مع هذا الكتاب – الأوروبي - الذي يحكي عن بداية العصور الوسطى – عصور الظلام في أوروبا , بسبب سيطرة رجال الكنيسة , على الدولة . أما رجال الدين الحقيقيين فانهم ينشرون كتاب الله , كما كان في المسلمين عندما سادت دولة الإسلام
ص : 69 ( الخلافات الكنسية ) .
في القرن الرابع تركزت الخلافات و الخصومات المذهبية حول علاقة الأب بالابن , و في القرن الخامس تركزت حول طبيعة هذا الابن ,و بعد ذلك أصبح النزاع يدور حول علاقة الناحية البشرية بالناحية الإلهية في شخص هذا الابن .
( المذاهب السائدة يومئذ )
1- مذهب اّريوس : أخضع الابن للآب , منكرا ألوهية الابن, بعكس عقيدة أثناسيوس و أنصاره المصريين .
2- مذهب سابيليوس :( النقيض لمذهب اّريوس) و قد أنكر الصفة البشرية للابن , بدون دليل كما يرى أنصار اّريوس .[/b]
[b]3- مذهب فلافيانوس : قال إن الابن له طبيعتان منفصلتان تماما ( اله و إنسان منفصلين ؟) ولكل منهما إرادة مستقلة .[/b]
[b]4- مذهب يوتيخوس :وقال إن المسيح طبيعة واحدة ( اله متأنس – أي متلبس بالإنسان ؟).[/b]
[b]5- مذهب نسطوريوس :الذي قال : إن المخلوق لا يمكنه أن يلد خالقه , فتكون مريم قد ولدت إنسانا ,[/b]
[b]وليس اله .
ملحوظة : وكل هؤلاء بطاركة و أساقفة وعلماء, و أتوا بعقيدتهم من الكتب السائدة يومئذ قبل فرض الإنجيل الموحد بقوة جيوش الأباطرة في القرن السابع الميلادي , كما تروي كتب التاريخ .
= في سنة 381 م.: مجمع( القسطنطينية) أقر عقيدة مجمع( نيقية ) الذي أقر عقيدة أثناسيوس السكندري , و اشتد القمع ضد أتباع اّريوس .
= ص. 70 : ومن سنة 395 –إلى سنة 450 اشتد العداء بين بطريرك القسطنطينية و بطريرك السكندرية , وتولى الإسكندرية أحبار أقوياء مجردين من كل خلق أو ضمير , واستخدموا الرشوة والإرهاب و رهبان طيبه و النوتية المسلحين في صراعهم ضد خصومهم ,و اتخذ الصراع (4) مراحل :
1- المرحلة الأولى سنة 389 م. : الصراع بين ( ثيوفيلوس ) بطرك الإسكندرية , و ( يوحنا فم الذهب ) بطرك القسطنطينية , حيث استغل بطرك الإسكندرية إساءة بطرك القسطنطينية للإمبراطورة [/b]
[b]( يودوكيا ) فحرضها ضده , فقامت بنفي ( يوحنا فم الذهب ).
2- الثانية سنة 413 م.: تمكن ( كيرلس ) بطرك الإسكندرية- باستخدام نفس الوسائل – من خلع [/b]
[b]( نسطوريوس ) بطرك القسطنطينية , وحرمانه – في مجمع ( أفسس الأول) بتهمة أنه قال بالانقسام الشديد في شخصية المسيح .( بل قال إن المخلوق لا يمكنه أن يلد خالقه , فتكون مريم ولدت إنسان).[/b]
[b]3- الثالثة سنة 439 م. : في مجمع ( أفسس الثاني )المدعو ( مجمع اللصوص )نجح ( ديسقوروس ) بطرك الإسكندرية في خلع ( فلافيانوس ) بطرك القسطنطينية , و إعادة ( يوتيخوس ) الذي حارب[/b]
[b]( نسطوريوس ) .[/b]
[b]4- الرابعة : سنة 451 م. : في مجمع ( خلقيدونيا ) تم ادانه ( يوتيخوس ) و تم نفي ( ديوسقوروس ) وبذلك زالت نهائيا سيادة بطاركة الإسكندرية من على كنائس العالم , وتم إقرار مبدا ( الطبيعتين ) للمعبود ( يسوع ) والذي صاغه بطرك روما ( ليو ) أو ( لاوون ).[/b]
[b]==== و قاومت الإسكندرية مبدأ الطبيعيتين المنفصلتين , و انتشر في سوريا و مصر مبدأ ( وحدة طبيعة المسيح )و كان على الأباطرة الاختيار بين الاتفاق مع كنيسة روما في عقيدتها السليمة , أو مع مصر و سوريا المهمين مع تأييد عقيدتهما الفاسدة .( الكاتب لم يوضح إلى أيهما مال الأباطرة . ويبدو لي أن كل إمبراطور كان يميل بحسب هواه الشخصي و بحسب الأهمية السياسية و الاقتصادية , إلى أي عقيدة , ثم يفرضها بالقوة )
ملحوظة : نفهم من ذلك أن كل المجامع و التكفيرات – مجرد صراعات على السلطة , وينتصر الأقوى وليس الصحيح .و أن كل قرارت المجامع الأولى التي انتصرت لعقيدة بطاركة الإسكندرية التي فرضت تأليه المسيح ,كانت خطأ و مفروضة بالقوة , نظرا لأهمية مصر اقتصاديا لإمبراطور روما و القسطنطينية
=== في ص. 197 ( مذهب الطبيعة الواحدة )
وحتى سنة 541 م, كان اسم معتنقي هذا المذهب ( المترددين ) , ولقد ناقشهم الإمبراطور ( جستنيان ) بالمنطق , ثم عاملهم بشدة بالغة , لأن بلادهم ( مصر و الشام ) كانت موفورة الرخاء , فكانت العمود الفقري للإمبراطورية الرومانية .
و استقر أنصار الطبيعتين في القسطنطينية , يؤيدهم جميع أساقفة الغرب , وكانوا يتخذون موقفا متطرفا من أنصار الطبيعة الواحدة , واضطهدوهم زمانا طويلا , بتشجيع من البابا ( أجا بتيوس ) (ومن السخرية أن معنى اسمه : مصدر المحبة ؟؟؟) للإمبراطور ( جستينان ), و أصدر هذا البابا قرارا بالحرم ( الخلود في جهنم ) ضد أسقف القسطنطينية ( أنتيخوس ) لأنه اعتنق مبدأ الطبيعة الواحدة .
و طاردوا الرهبان في سوريا و أرمينية و أرض الجزيرة العربية , و ضربوهم بالسياط و أحرقوهم أحياء في الأسواق , ومنعوا عنهم الطعام .
ومن بعده البابا ( بيلاجيوس ) الذي أخضع مصر بالقوة لعقيدة الطبيعتين ( الكاثوليك ) , و استمر الاضطهاد من سنة 543 م. إلى سنة 554 م.
ونعود إلى ص. 73 : ( الرهبنة ( الديرية ) و السلطة )
في سنة 270 م. عاش( أنطونيوس ) في صحراء وادي النطرون , ومن بعده ( باخوميوس ) في القرن الرابع الميلادي .
وكان الرهبان إذا تنازعوا مع سلطات الكنيسة أو الدولة استخدموا الهراوات و هاجموا المجامع الكنسية وهدموا المعابد الوثنية , وهاجموا المخالفين لهم في العقيدة .
وكان ( شنودة ) يقود مئات الرهبان لمهاجمة أصحاب الأملاك الجائرين و القضاة الظالمين و الكفرة الآثمين .( من وجهة نظره )
و أصبحت الكنيسة هيئة ضخمة ذات جيش من الاتباع , وتملك الأراضي و الثروات و المؤسسات , برئاسة الأساقفة ( البطاركة ) الذين أصبحوا الزعماء الحقيقيين للمجتمع , ويتولون تنظيم المقاومة المسلحة ضد من يعادونه .
ص. 221 : ( سلطات و ممتلكات البابا )
احتل رجال الكنيسة الكثير من الوظائف في السلطة المركزية ,وأصبحوا أكبر مالك للأراضي في ( إيطاليا )
و أصبح الأسقف هو الذي يسيطر على أبوب المدينة , وسيطروا على أمور القضاء و الضرائب . وامتلك البابا رقعة كبيرة من الأراضي الزراعية , تزداد مع ازدياد نفوذه . حتى أن إيرادات البابا ( جريجوري الكبير ) تضخمت لدرجة إحلال الكنيسة محل الحكومة في روما , عاصمة الإمبراطورية يومئذ !!!.
و أصبح هو ومن بعده من الباباوات ( القاضي العام ) لروما .وتسلحوا بمفاتيح الحل و الحرمان التي اختص بها ( بطرس ) تلميذ المسيح , فأصبح البابا فوق البشر , وامتدت سلطته إلى خارج إيطاليا .
و استخدم السلطة الإمبراطورية ( الجيوش الرومانية ) لألزام الأساقفة بالطاعة ,وفي قمع حركة الوثنيين
( ؟) في أفريقيا .
وكان البابا فوق الحاكم , والكنيسة فوق الدولة , زاعمين أن الطريق الوحيد إلى الجنة هو الكهنة و الرهبان .
و ثار صراع بين ( جريجوري ) بابا روما , و بطريرك القسطنطينية الذي أراد أن يكون ( البطريرك المسكوني ) زعيم البطاركة في العالم . وتوترت بينهما العلاقات لهذا السبب .
==== ص. 226 : ووضع ( جريجوري الكبير ) قوانين للمسيحيين , منها :
1- المطهر ( مكان يتطهر فيه المسيحيون من ذنوبهم فلا يدخلون النار مع الغير مسيحيين . والخلاص منه بدفع المال لرجال الكنيسة )
2- دفع الصدقات للكنيسة ( رجال الدين ) للتكفير عن الخطايا بصكوك الغفران . حتى إن من ارتكبوا جرائم شنيعة صاروا ذوي شأن كبير لأنهم ( أنصار الكنيسة ) ( يعني : بما دفعوه من المال ).[/b]
[b]3- منع أي دراسات متعمقة ( في الدين ) لأنها تعوق مصلحة الكنيسة , وتسبب توجيه النقد لها .[/b]
[b]و بعد موته كتبوا على قبره ( ولي الله )
أهـــداف المنصِّّّّريـــن
تمهيــد:
من خلال عرض مجموعة من المفهومات المتغيرة للتنصير يمكن الخروج بمجموعة من الأهداف التي يسعى المنصرون إلى تحقيقها بوسائل شتَّى، سيأتي الحديث عنها. وتتراوح الأهداف فيما يتعلق بالوصول إليها زمانًا إلى أهداف قريبة المدى وأخرى بعيدة المدى غير ملموسة النتائج بوضوح. ويظهر أن من أهم الأهداف التي يسعى المنصرون إلى تحقيقها، في مواجهة الإسلام خاصة، وفي نشر التنصير بعامة، هي كالآتي:
أهم أهداف المنصرين:
1 - الحيلولة دون دخول النصارى في الإسلام، وهذا الهدف موجه الجهود في المجتمعات التي يغلب عليها النصارى. ويعبِّر عنه بعض المنصرين بحماية النصارى من الإسلام.
2 - الحيلولة دون دخول الأمم الأخرى - غير النصرانية - في الإسلام واالوقوف أمام انتشار الإسلام بإحلال النصرانية مكانه، أو بالإبقاء على الملل والنحل والعقائد المحلية المتوارثة.
3 - إخراج المسلمين من الإسلام، أو إخراج جزء من المسلمين من الإسلام. وهذا من الأهداف طويلة المدى، لأن النتائج فيه لا تتناسب مع الجهود المبذولة لـه من أموال وإمكانات بشرية ومادية. ذلك لأنه يسعى إلى هدم الإسلام في قلوب المسلمين، وقطع صلتهم بالله تعالى، وجعلهم مِسَخًا "لا تعرف عوامل الحياة القوية التي لا تقوم إلا على العقيدة القويمة والأخلاق الفاضلة".(1)
4- بذر الاضطراب والشك في المُثُل والمبادئ الإسلاميـة، لمن أصـروا على التمسك بالإسلام، ولم يجدِ فيهم الهـدف الثالث سالف الذكر. وقد تكرر هذا الهدف في محاولات المنصر المعروف السمـوءل (صاموئيل) زويمر،(1) الذي خاض تجربة التنصير في البلاد العربية بعامة، وركز على منطقة الخليج العربية بخاصة. وقد أرسل إلى لو شاتليه(2) رسالة في 7/8/1329هـ- 2/8/1911م قال فيها: "إن لنتيجة إرساليات التبشير في البلاد الإسلامية مزيتين: مزية تشييد ومزية هدم، أو بالحري مزيتي تحليل وتركيب. والأمر الذي لا مرية فيه هو أن حظ المبشرين من التغيير - الذي أخذ يدخل على عقائد الإسلام ومبادئه الخلقية في البلاد العثمانية والقطر المصري وجهات أخرى- هو أكثر بكثير من حظ الحضارة الغربية منه، ولا ينبغي لنا أن نعتمد على إحصائيات التعميـد في معرفة عدد الذين تنصروا رسميًا من المسلمين، لأننا هنا واقفون على مجرى الأمور ومتحققون من وجود مئات من الناس انتزعوا الدين الإسلامي من قلوبهم واعتنقوا النصرانية من طرف خفي".(3)
ويعقِّب شاتليه على رسالة زويمر بقولـه: "ولا شك أن إرساليات التبشير من بروتستانتية وكاثوليكية تعجز عن أن تزحزح العقيدة الإسلامية من نفوس منتحليها، ولا يتم لها ذلك إلا ببث الأفكار التي تتسرب مع اللغات الأوروبية، فبِنَشرها اللغات الإنجليزية والألمانية والهولندية والفرنسية يتحكَّك الإسلام بصحف أوروبا وتتمهَّد السبل لتقدُّم إسلامي مادي، وتقضي إرساليات التبشير لبانتها من هدم الفكرة الدينية الإسلامية التي لم تحفظ كيانها وقوتها إلا بعزلتها وانفرادها".(1) وشاتليه -هنا- يؤكد على تأثير تعلم اللغات، كما يؤكد على تأثير الإعلام في النفوس.
5 - الإيحاء بأن المبادئ والمثل والتعاليم النصرانية أفضل من أي مثل ومبادئ أخرى، لتحلَّ هذه المثل والمبادئ النصرانية محلَّ المبادئ والمثل الإسلامية. ولا يتأتى هذا مباشرة، ولكنه ينفذ من خلال دعاوى لايظهر عليها البعد الديني المباشر، وإن كانت تسير في تحقيق هذا الهدف.
6 - الإيحاء بأن تقدم الغربيين الذي وصلوا إليه إنما جاء بفضل تمسكهم بالنصرانية، بينما يعزى تأخُّر العالم الإسلامي إلى تمسُُّكِِهم بالإسلام. وهذا منطق المنصرين المتمسكين بنصرانيتهم. أما العلمانيون فإنهم يقررون أن سرَّ تقدم الغرب إنما جاء لتخليهم عن النصرانية، وأن تخلف المسلمين يعود إلى إصرارهم على التمسُّكِ بدينهم. (2)
والمهم التوكيد هنا أن المقصود بهذا المنطق الأخير للعلمانيين هو تطويع الدولة للدين، وإلا فيترك للفرد أن يعبد الله كما يريد.(1) وهذا ماصرح به إبراهيم فهمي هلال في دعوته لأن يكون دستور مصر غير ديني، مصريًا لاعربيًا، واضحًا صريحًا في ألفاظه ومعانيه. كما دعا إلى "فصل الدين عن الدولة صراحةً في الدستور الجديد حرصًا على قيام الأمة ووحدة أبنائها. وليس معنى هذا التحرر من الدين، فليتمسك كل منا شخصيًا بدينه. وعلى الدولة رعاية جميع الأديان".(2)
ويجيب على ذلك ضمنًا" إبراهيم محمود" بقولـه:" وإذا كان هناك من يربـط بين المسيحية والتقدم. والإسلام والتخلف، وأن التقدم علامة المسيحية الفارقة، والتخلف سمة الإسلام الرئيسية، فمن الجدير بالذكر القول: إن الديانتين في الأصل شرقيتان. وأن تصنيفهما هكذا غير تاريخي، فالانتشار الثقافي، أو الحضاري، الذي شهده الإسلام في فترة زمنية طويلة، حيث كانت المسيحية تشهد ظلمات القرون الوسطى الأوروبية، يؤكد مثل هذا التصور: أي عدم ربط التخلَّف بالإسلام، والتقدم بالمسيحية...".(3)
7 - تعميق فكرة سيطرة الرجل الغربي الأبيض على بقية الأجناس البشرية الأُخرى، وترسيخ مفهوم الفوقية والدونية،(1) تعضيدًا للاحتلال بأنواعه والتبعية السياسية من الشعوب والحكومات الإسلامية للرجل الأبيض. ومن ثَمَّ يستمر إخضاع العالم الإسلامي لسيطرة الاحتلال، ويستمر التحكُّم في مقدراته وإمكاناته.(2) والأحداث المتلاحقة في العالم الإسلامي تؤيد ذلك.
8 - ترسيخ فكرة قيام وطن قومي لليهود في أي مكان أولاً، ثم في فلسطين المحتلَّة بعدئذٍ، أخذًا في الحسبان أن الإنجيل [العهد الجديد بعد تحريفه بأيدٍ يهودية] يتضمَّن تعاليم تدعو إلى هذه الفكرة، وأنها أضحت واجبًا مقدَّسًا على النصارى.(3) ومن ناحية أخرى التخلُّص من الجنس اليهودي من أوروبا ثم أمريكا الشمالية، وتجميعهم في مكان واحد. وهذا هدفٌ فرعي لذلك الهدف العقدي، ولم يتم هذا رغم استمرار تجمُّع اليهود في فلسطين المحتلَّة. على أن تجميع اليهود في مكان واحد مؤشر من مؤشرات لاتخدم الجنس اليهودي على المدى البعيد، ولكنها حكمة بالغة فما تغني النذر.
9 - التغريب، وذلك بالسعي إلى نقل المجتمع المسلم في سلوكياته وممارساته، بأنواعها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأُسْري والعقدي، من أصالتها الإسلامية إلى تبني الأنماط الغربية في الحياة، وهي المستمدة من خلفية دينية نصرانية أو يهودية. وفي هذا يقول سيرج لاتوش في كتابه تغريب العالم: "إن تغريب العالم كان لمدة طويلة جدًا - ولم يكفّْ كليًا عن أن يكون - عملية تنصير إن تكريس الغرب نفسه للتبشير بالمسيحية يتضح تمامًا، قبل الحروب الصليبية الأولى، في انطلاقات التنصير قسرًا. وإن مقاومة شارل مارتل في بواتييـه، وأكثر من ذلك تحويـل السكسون إلى المسيحية بوحشيـة، على يد القديس بونيفـاس (680-754م): ألا يشكل ذلك الحرب الصليبية الأولى، وأقصد القول إنه شهادة لتأكيد ذاتية الغرب كعقيدة وكقوة؟.. وهكذا، نجد أن ظاهرة المبشرين بالمسيحية هي بالتأكيد حقيقة ثابتة للغرب، باقية في ضميره بكل محتواها الديني، يجدها الإنسان دائمًا في العمل تحت أكثر الأشكال تنوعًا. واليوم أيضًا، فإن أغلب مشروعات التنمية الأساسية في العالم الثالث تعمل بطريق مباشر أو غير مباشر، تحت شارة الصليب".(1)
10- والهدف الذي يذكر هنا متأخِّرًا، قصدًا, هو إدخال النصرانية أو إعادتها إلى عدد كبير من البلاد الإسلامية وغيرها، لاسيما في أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية. وفي هذا يقول روبرت ماكس أحد المنصِّرين من أمريكا الشمالية: "لن تتوقف جهودنا وسعينا في تنصير المسلمين حتى يرتفع الصليب في سماء مكَّة ويقام قُدَّاس الأحد في المدينة".(2)
ويأتي هذا الهدف متأخِّرًا في الترتيب؛ لأنه قد تبين من تجارب المنصرين في المجتمعات الإسلامية بخاصَّة، والتي وصل إليها الإسلام بعامة، أنه ليس بالضرورة أن يكون هذا الهدف هو إدخال الأخرين في النصرانية، بقدر ما هو محاولة لضمان استمرار سيطرة النصرانية على الأُمم الأُخرى.
ويمكن القول بأن هذه الأهداف المذكورة أعلاه تمثِّل مجمل ما يسعى المنصرون بعامة إلى تحقيقه في حملاتهم التنصيرية.
الأهـداف الفرعيـة:
وتظل هناك أهداف فرعية قد تُشتقُّ من مجمل هذه الأهداف المذكورة، ويسعى بعض المنصرين إلى التركيز عليها دون غيرها، بحسب ما تقتضيه البيئة التي يعملون بها. كما يمكن القول من هذا المفهوم أيضًا أن هذه الأهداف جميعها وتفريعاتِها ليست بالضرورة مجتمعةً هي مجال اهتمام جميع المنصرين. ولا يظنُّ أن كلَّ منصِّر يمكن أن يعمل على تحقيقها كلها أو معظمها، بل قد يبدو عن بعض المنصِّرين عدم حماسهم لبعض الأهداف المذكورة هنا. وربما يرفض البعض منهم أن يزجَّ في سبيل تحقيقها، ذلك لأنه غير مؤهَّل لتحقيق كل ما يريد التنصير تحقيقه من ناحية، بسبب عدم تخصصه في جميع فروع التنصير الذي أضحى - كما يقال - علمًا من العلوم التي تُتلقَّى على مقاعد الدراسة وقاعات المحاضرات، واكتسب المصطلح الذي ينتهي بالإيحاء بأنه علم ملصقة بكلمة البعثة missionology، وأصبحت فكرة التخصص أيضًا مسيطرةً في مجال التنصير، كما أصبحت معاهد التنصير ومدارسه تنشئ أقسامًا فيها وشُعَبًا، تجد في كلِّ قسم أو شعبة تركيزًا على هدف من الأهداف، أو على بيئة جغرافية أو ثقافية تسعى إلى تحقيق هدف واحد أو أكثر مما يمكن تحقيقه في هذه البيئة أو تلك.(1)
وإذا لاحظنا أن بعض المنصرين مدفوعون بالحماس والعاطفة الدينية والرغبة الصادقة في إنقاذ العالم، ندرك أن الرغبة في تحقيق أهداف احتلالية [استعمارية] أو أهداف سياسية قد لا تكون واردة عند هذه الفئة، لأنهم في الغالب غير متفقين مع السياسات الغربية الداخلية والخارجية. فالحماس والعاطفة الدينية تملي عليهم أن هذه الدول الغربية عَِلمانية لا تأخذ من الدين إلا ما يخدم أهدافها وسياساتها في الداخل والخارج، ومن ذلك استخدام التنصير لتحقيق أهداف استعمارية وسياسية واقتصادية.
ولعله من الموضوعية بمكان أن نذكر أن هناك منصرين مخلصين في أعمالهم التنصيرية من منطلق ديني بحت. وقد رأوا في دينهم أنه هو الخلاص للبشرية من المشكلات العاصفة بها. وإذا ما وجد البديل الحق ووجدوا فيه الخلاص الحق تركوا التنصير والنصرانية واعتنقوا هذا البديل الحق وصاروا دعاة له،(1) بدلاً من أن يكونوا دعاة ضده هادمين له، إن استطاعوا.
المهتـــدون إلى الإسلام:
وهناك نماذج كثيرة حية جاء أصحابها إلى بيئات إسلامية بحجة العمل، وإنما جاءوا ليتولوا مهماتهم التنصيرية بين قومهم أولاً، ثم بين من يمكن لهم الاختلاط بهم من المسلمين. وعندما تبين لهم الحق تركوا كل شيء واهتدوا للإسلام، ثم عملوا دعاةً بين قومهم وبين من يمكن لهم الاختلاط بهم. ومما يؤيد ذلك أن بعضًا منهم إذا تبين لـه تدخُّل النفوذ السياسي في الحملات التي يعمل معها فإنه سرعان ما يتراجع عن جهوده، وربما اعتزل التنصير الخارجي، وتفرّغ للتنصير في بيئته الصغيرة المحيطة به من أبناء جلدته، وربما سعي إلى البحث عن تنظيمات تنصيرية يتوسم فيها البعد عن سوء الاستغلال لأغراض أخرى سياسية أو اقتصادية أو نحو ذلك. إلا أن هذه الفئة من المنصرين لا تظهر في الكتابات المؤيدة للتنصير، لأنها تعطي انطباعة غير جيدة عن الحملات التنصيرية وارتباطاتها بالتيارات الأخرى.
ومسألة اهتداء النصارى، لاسيما المنصِّـرون منهم، ليست مسألة جديدة، فإن التاريخ الإسلامي حافل بنماذج من الذين هداهم الله تعالى إلى الإسلام. وكان من نتائج ذلك أن تحوّلوا إلى دعاة إلى الخير، فكتبوا عن عقيدة التثليث، يبينون ما طرأ على النصرانية من تحريف، ويجادلون بني قومهم باللغة التي يفهمونها. وفي هوامش هذه الوقفة بعض نماذج مما كُتب حول ذلك.
ولعل أول ما يسترعي انتباه المهتدين إلى الإسلام هي عقيدة التوحيد، التي تتماشى مع الفطرة التي فطر الله الناس عليها في عبادة واحد أحد، دون منازع أو شريك. ولأن هذا التوحيد قد استقرَّ في نفوس المسلمين فإنه قد لا يدرك العامة من المسلمين هذا الاستقرار العقدي الذي هداهم الله تعالى إليه، لاسيما في نظرة الآخرين لهم، وعندما يراهم الآخرون بهذا القدر من الاستقرار الروحي يبحثون في أسباب هذه النعمة فيجدونها في التوحيد. ولذا كان من الواجب على المسلمين إبراز هذا الاستقرار العقدي والروحي للآخرين من خلال تمسكهم هم أولاً بصفاء هذا المعتقد، بعيدًا عن كل ما يخدشه من بدع وخرافات، ثم من خلال ما يحصل من حوارات ونقاشات حول الأديان. وهذا كثيرًا ما يحدث عند الاختلاط مع أصحاب الأديان الأخرى.
(((((((((((((((((((((((((((((((أنا وأبني والخروف))))))))))))))))
أنا وابني والخروف
كل مولود يولد على الفطرة
فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه، وهذا لفظ البخاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه،
وهذا حوار دار بين {بيتر } الذي يبلغ من العمر {الاثني عشر} عام ...بفطرته التي فطره الله عليها... وبين والده {عبد المسيح }
عبد المسيح
تعالى هنا يا خروف
بيتر
لا يوجد هنا خراف
عبد المسيح
انت ... انت ....انت خروف
بيتر
انا ليس خروف
ولا اقبل ان تدعوني بذلك
عبد المسيح
انت زعلت مني ؟
بيتر
بالطبع ....كيف تشبهني انا
ابنك حبيبك ....بحيوان سخره
الله لنا....فالإنسان افضل
من الحيوان....ان لم اكلمك مطلقا
عبد المسيح
لا تزعل .
انا أسف
لكن الا تعلم ان رب الأرباب
خروف
بيتر
رب الأرباب ...خروف !!!!
كيف هذا ؟ !!!!
من هذا الملعون الذي يصف الرب بذلك ؟
عبد المسيح
الكتاب المقدس
الذي نؤمن به هو من يقول ذلك
بيتر
ومن اين هذا الكتاب المقدس ؟
عبد المسيح
من عند الله
بيتر
مستحيل
الرب يقول عن نفسه انه خروف
أكيد هذا الكتاب ليس من عند الله
عبد المسيح
انت صغير ولا تعرف حقيقة الامر
بيتر
اي حقيقة هذه ؟
عبد المسيح
الخطيئة والفداء
بيتر
وما علاقة ذلك بالخروف ؟
عبد المسيح
ادم ابو البشر
امره الرب بالا يأكل من احد
أشجار الجنة والا مات
ولكنه
عصى أمر ربه واكل من هذه الشجرة
فطرده الرب من الجنة واسكنه الأرض
بيتر
ادم اكل من الشجرة
ولم يمت
هل كان الرب يكذب عليه ؟
عبد المسيح
ادم ....مات روحانيا
فقد انفصل عن الله
بيتر
وبعد ذلك
عبد المسيح
تورثنا نحن هذه الخطيئة
وأصبحنا منفصلين عن الله
????
بيتر
من الذي اخطأ ؟
عبد المسيح
ادم
بيتر
من اخطأ يتحمل خطيئته
وليس غيره
فنحن لم نخطأ
فمن الظلم ان يحملنا الرب خطيئة غيرنا
لو انت قتلت شخص مثلا
من يعاقب ...انا ام أنت ؟
عبد المسيح
انا
بيتر
هل بعد موتك سوف
أعاقب انا عن جريمتك ؟
عبد المسيح
لا
بيتر
اذن كيف نعاقب
نحن بخطيئة أبونا ادم
؟
عبد المسيح
كلامك منطقي وعقلي
لكن علاقتك بالرب
لا تخضع للمنطق والعقل
بيتر
نحن لا نتحدث عن ذات الله
فالله فوق المنطق والعقل
نحن نتحدث عن أمور في
صميم العقل والمنطق
وأمور يترتب عليها مصير
حياتي والحكم فيها لعقلي
عبد المسيح
أنت لسه صغير على هذا الكلام
خلينا في اصل الموضوع
الخطيئة
كانت سبب في انفصال البشر عن الرب
فكان لا بد من عودة اتصال البشر بالرب
بيتر
لا اجد مشكلة في ذلك
يكفي عبادتنا لله والاستغفار
وسماع كلامه وعدم معصيته
عبد المسيح
هذا لا يكفي لا بد من دم طاهر
يخلص البشرية من هذه الخطيئة
بيتر
وما علاقة الدم ....بالخطيئة ؟
عبد المسيح
لا بد من عقاب ادم وذريته
فالرب حذر ادم من الأكل من
الشجرة والا حتماً يموت
واكل ادم من الشجرة
فكان لابد من موت ادم
{وهو انفصاله عن الله }
الرب كلمته وحده
بيتر
الموضوع منتهي
ادم اخطا وذريته توارثت الخطيئة
يتحمل ادم عاقبة فعله هو وذريته
والرب لا يلومه احد
ادم هو الذي لم يسمع الكلام
فنحن لا نلوم الا ادم
عبد المسيح
لكن الله محبة
فهو يحب العالم
ولا يرضيه ان يكون مصيرهم
بحيرة الكبريت وصرير الأسنان
بل يريد لهم الحياة الأبدية
بيتر
هذا جيد
يغفر لآدم وذريته هذه الخطيئة
وتكون لهم الحياة الأبدية
عبد المسيح
بكل سهولة كده ؟!
الرب بعد قوله لادم حتما تموت
يرجع في كلامه وكأنه لم يحدث شيء
هذا يتنفي مع الوهيته
???????????
بيتر
لا اري شيئا في ذلك
من يملك العقاب يملك المغفرة
وهذا قمة القدرة
عبد المسيح
كيف ؟
بيتر
تذكر معي أمس
ماذا حدث مني ومنك ؟
الم تقل لي لا تترك استذكار
دروسك وتجلس تلعب على الكمبيوتر
والا عقبتك عقاب شديد
عبد المسيح
نعم ....اتذكر ذلك
بيتر
وقد تركت دروسي
وجلست العب على الكمبيوتر
ولم تعاقبني ...لماذا؟
عبد المسيح
لأني سماحتك
بيتر
وهل قلل ذلك من
مقدرتك وقدرتك ومكانتك
هل لحقك ضرر
؟
عبد المسيح
بالطبع لا
بيتر
فهل أنت اقدر من الله ؟
عبد المسيح
لا
الله قادر على كل شيئاً
لكن كان لابد من الفداء والخلاص ؟
بيتر
ماذا تريد ان تقول ؟
عبد المسيح
لابد من دم طاهر لتكفير هذه الخطيئة
بيتر
هل تقصد انه لا بد من تقديم
ذبيحة لله ليكفر عنا هذه
الخطيئة ونتصل به ؟
عبد المسيح
نعم
بيتر
وهذه الذبيحة من الحيوانات ؟
عبد المسيح
من البشر
بيتر
من البشر ؟!!!
انا شاهدت ذلك بأحد الأفلام
ففي الفيلم بعض الناس يعبدون
اله ضخم مصنوع من الحجرة
وهذا الإله كان شديد الغضب
يخرج نار من انفه وفمه
ولم يذهب عنه هذا الغضب الا
عندما ذبحوا احدهم
أسفل هذا الصنم
عبد المسيح
نحن لا نعبد أصنام
بل نعبد اله هذا الكون
اترك هذه الأفلام التي أتلفت عقلك
وخلينا في موضوعنا
لابد من ذبيحة احد البشر
بيتر
وما ذنب هذا الانسان ؟
وعلى اي أساس يتم اختياره
من كل هذا البشر
؟
عبد المسيح
قلت لك لا تقيس كل
حاجة بعقلك ....هذا ما يريده الرب ؟
بيتر
لا أظن ان الله ظالم
فهو لا يرضيه ان نذبح له
احد البشر بسبب خطيئة
اقترفها ادم
عبد المسيح
ومن قال لك ان الذبيحة
الطاهرة من البشر
البشرية ملوثة بالخطيئة
وبالتالي لا يصلح احدهم ان
يكون الذبيحة الطاهرة
التي يفدي بها الله البشرية
بيتر
انت قلت لي في البدية
ان الذبيحة بشر
والآن تقول البشرية ملوثة
بالخطيئة ولا يصلح منها
احد للفداء ....ما هذا التناقض ؟
عبد المسيح
ليس هناك تناقض
اسمع الى جيدا ً
ولا تقاطعني
و سوف تفهم وتقتنع
طبعا ليس هناك بشر بلا خطيئة
فكان الحل من عند الرب
بيتر
وما هو
هل خلق لنا إنسان بل خطيئة ؟
عبد المسيح
لا لم يخلق بشر
بل ولد لنا ابن
بيتر
الرب يلد ؟
عبد المسيح
اقنوم { الآب }
ولد لنا .....اقنوم {الابن }.
فهو مولود غير مخلوق
??????????????
بيتر
اقنوم ....واب .....وابن ....ومولود غير مخلوق ........ما هذا ؟
عبد المسيح
لما تكبر سوف تعرف كل ذلك ....مع اني انا كبير ومش فهمه ...المهم لا بد ان تعرف ان الله { الآب } ولد منه الله { الابن } وانبثق منهما الله {الروح القدس } .....والله { الاب } والله {الابن } والله { الروح القدس } اله واحد
بيتر
بابا .....هو مش ماما طلبت منك لا تشرب الهباب اللى بتشربه ده ....قوم وخذ حمام بارد وتعالى نكمل الحديث
عبد المسيح
انا لم اشرب هباب ....انا واعي لكل كلمة أقولها
بيتر
كيف ....وانت تقول اله واله واله ....اله واحد ...المنطق والعقل يقول ثلاثة ...ثلاثة يا بابا
عبد المسيح
قلت لك لما تكبر سوف تعرف انهم واحد ....واحد ....ليس هذا موضوعنا المهم الآب الاله ....ولد { الابن الإله } وهما واحد ....وأرسله الي الأرض في صورة بشر ليتم ذبحه لتخليص العالم من الخطيئة
بيتر
الرب يرسل ابنه وحيده حبيبه .....ليذبح من اجل البشر
عبد المسيح
نعم ....لانه يحب العالم ويريد له الخلاص والحياة الابدية
بيتر
وهل ترضى انت ان تذبحني .....من اجل خلاص أخوتي من مصيبة حلت بهم
عبد المسيح
مستحيل ...لا تهون عليا ...فأنت ابني حبيبي
بيتر
فاذا كنت انت لا يهون عليك ابنك ...فهل يهون على الله ابنه ؟
عبد المسيح
هو حر
بيتر
المهم ....كيف ارسل ابنه هذا الي العالم وكيف ذبحوه ؟
عبد المسيح
قلت لك ان الذبيحة لابد ان تكون من البشر ...ولابد ان تكون بلا خطيئة
بيتر
نعم انت قلت هذا
عبد المسيح
هذا هو يسوع الرب ....ناسوت وللاهوت
بيتر
تقصد انه انسان واله معا
عبد المسيح
نعم ...نعم
بيتر
لم تجب على سؤالي ....كيف جاء الي الارض
عبد المسيح
كانت هناك ....قديسة تدعى مريم ....هى من أنجبت الرب
بيتر
كيف ....هل الأب {الاله } تزوجها ....مثل ما نت تزوجت ماما
عبد المسيح
لا الاب الاله لم يتزوج ولم يعاشر احد .....ومريم لم يلمسها احد
بيتر
اذن كيف حملت بالرب يسوع
عبد المسيح
لقد حلت على مريم الروح القدس ....فحبلت بالرب يسوع
بيتر
اذن يسوع ابن الروح القدس وليس ابن الاب
عبد المسيح
الكتاب المقدس يقول عن مريم { وجدت حبلي من الروح القدس }...وان الذي حبل به هو من الروح القدس .....ثم ذكر لنا ان القدوس المولود منها يدعى ابن الله ....ويسوع كان يقول لله { الآب } ابي ولم يكن يقول لله {الروح القدس } أبي .....اذن هو ابن الله {الاب} وليس ابن الله { الروح القدس }
بيتر
ما هذا التناقض .....كيف تكون حبلي من الروح القدس وان الذي في بطنها من الروح القدس .....وتنسبوه انتم الي الآب
???????
عبد المسيح
في قانون الإيمان ....الاب هو الاصل ..الذي ولد منه الابن ...والذي انبثق منهما الروح القدس ....وهذا ما يجب الايمان به بدون نقاش
بيتر
اي كان الاب {الآب او الروح القدس }....المهم من الذي كان ببطن مريم
عبد المسيح
الله { الابن }
بيتر
كيف يكون اله مولود ؟ كيف يكون الله وجاء الي الدنيا حديثا مثلي ؟
عبد المسيح
انه هو الله الموجود منذ الازل
بيتر
الم يكن عدم ....ثم تم تكوينه في رحم امه مريم مثله مثل اي جنين في رحم امه
عبد المسيح
هذا هو الناسوت
بيتر
واين كان اللاهوت ؟
عبد المسيح
كان معه ....فالناسوت واللاهوت لا ينفصلان
بيتر
اذن مريم كانت حامل بالناسوت واللاهوت
عبد المسيح
نعم فهي كانت حامل بيسوع الاله ذات الطبعتين الناسوتية واللاهوتية اللذان لا ينفصلان
بيتر
وتكون الابن الاله داخل رحم مريم .....وحان وقت ولادته ...كفيف ولادته واين ؟
عبد المسيح
كنت مريم تعيش عند رجل يدعى يوسف النجار وكان يجب عليهم الذاهب الي بيت لحم لتسجيل أسماءهم بناءً على امر قيصر ...وهناك لم يجدوا مكان يبيتون فيه لشدة الزحام ...فعرض عليهم احد الناس المبيت بزريبة البهائم التي يملكها ....وهناك شعرت مريم بالمخاض فوضعت مولودها بالزريبة ووضعته في مذود
بيتر
الرب ولد في زريبة البهائم بين الحيوانات وروثها ....كيف هذا ؟
عبد المسيح
تواضع من الاله
بيتر
اي تواضع هذا .....لو انا املك اختيار المكان الذي أولد به ....لاختار أجمل مكان في الدنيا ...والا الف الا في الحرير و لا أضجع الا بسرير مصنوع من الذهب .....فكيف بالله ان يختار لنفسه ان يولد في زريبة البهائم ...وتقول لي تواضع ....يتواضع لمن .....للبشر الذي خلقهم من عدم...البشر الذي لا يساوي شيئا ً...لو صدف ان امي ولدتني في زريبة بهائم ...لأخفيت ذلك على كل من يعرفني ....لانه لو علم بذلك احد فانه سوف يعايرني ويصفني بابن الزريبة ....فما بالك بالله ؟!!!!! المهم قل لي كيف ولدته مريم
عبد المسيح
مثلما تلد كل أنثي
بيتر
لقد تعلمت من المدرسة ....اننا خرجنا من فرج أمهاتنا .....ولقد سبب لي هذا حزناً شديدا ...وشعرت اني لا أساوي شيئاً ...إنني خرجت من المخرج الذي تجامع امي فيه ، من من المخرج الذي تتبول منها امي من المخرج الذي يخرج منه دم الحيض النجس ....عندما أتذكر ذلك اخجل من نفسي جداً ...لقد سبق وان توجهت اليك بالسؤال عن كيفية ولادتي ...خجلت مني وقلت لي عندما تكبر سوف تعلم ....فكيف باله هذا الكون العظيم ان يخرج من ذات المخرج الذي خرجت منه انا المخرج الذي كلما تذكرته شعرت بحقارة نفسى ....لا ...لا هذا مستحيل
??????????
عبد المسيح
الذي خرج هو الناسوت
بيتر
قلت لي ان اللاهوت لا يفارق الناسوت .....ناقص تقول لي انه الإله كان بيرضع من ثدي امه مريم
عبد المسيح
هذا ما كان يحدث بالفعل
بيتر
اله يمسك بين يديه ثدي امرأة ويرضع منه .....انها مهزلة .....إياك تقول لي انه ختن
عبد المسيح
نعم هذا ما حصل بالفعل أعندما بلغ ثمانية ايام
بيتر
يا نهار ابيض ....الرب ...يقطعون له غرته ....يتم قطع حتة من ناسوت الاله وترمى ...هل الاله كان زايد حته ؟ وبالطبع كانوا يقلمون له اظافره ويحلقون له شعره ....وكان كل هذا يلقون به ...وكان يتبول ويتبرز ..وكان له اعضاء تناسلية ...وعندما بلغ كان يستحلم ........ما هذا اي اله هذا ؟!!!! ...الرب مثلنا ؟!!يحتاج لما نحتاج اليه نحن ويفعل ما نفعله نحن ....اذن فهو ليس اله ....لان الله ليس يحتاج الي احد ...فيسوع محتاج الي الطعام والشراب والنوم محتاج الي إخراج الماء وفضلات الطعام والا مات محتاج الي الهواء والأكسجين ...والله غني عن كل هذا
عبد المسيح
قلت لك ان هذا هو الناسوت
بيتر
وقلت لي كذلك ان اللاهوت لا يفارقه .....المهم أكمل الحكاية
عبد المسيح
وعندما بلغ ال 30 سنة ....امتلئ من الروح القدس الذي كان يقوده
بيتر
كيف يكون يسوع { الناسوت واللاهوت } ويحتاج الي الروح القدس لكي تقوده ؟!!...اكمل
عبد المسيح
كان له اربعين يوم يجرب من إبليس
بيتر
إبليس ...يجرب الرب ...لا أظن ان إبليس يمكن له الوقوف امام رجل مؤمن فما بالك بالله ...ولماذا يجرب الرب؟ هل للتاكد من انه لم يضعف ويرتكب الخطيئة مثل ادم ومن ثم يصلح للذبيحة ....وهل نجح الرب في الاختبار ؟
عبد المسيح
نعم وتركه الشيطان ورجع يسوع الي الجليل يبشر بالإنجيل
بيتر
المهم كيف تم ذبحه
عبد المسيح
عندما علم اليهود بأمره ....اجمعوا على قتله
بيتر
وهل كان يعلم يسوع بذلك
عبد المسيح
نعم ...ولقد اخبر تلاميذه بذلك يوم عشاء الفصح ...فقد اخذ يسوع الخبز وبارك وكسر وأعطي التلاميذ وقال لهم {خذوا كلوا هذا جسدى }...واخذ الكاس وشكر واعطاهم قائلا{ اشربو امنها كلكم لان هذا دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من اجل كثيرين لمغفرة الخطايا .....لهذا يقوم القس بتحويل الخبز الي جسد الرب ونأكله والخمر الي دم الرب ونشربه
بيتر
نأكل لحم الرب ونشرب دمه ؟! لماذا هل جزاء الرب الذي فدانا بدمه الطاهر ان نأكل لحمه ونشرب دمه ...ثم كيف بإنسان يحول الخبز الي لحم الرب والخمر الي دمه ...بالمرة يصنع لنا اله ...هذا الكلام غريب ..مثل الذي يأتي بأفلام الخيال ....المهم أكمل
عبد المسيح
وعندما اقترب ميعاد يسوع ...حزن واكتئب ...وخر على وجهه ...وكان يصلي ويقول {يا أبتاه ، إن أمكن فلتعبر عني هذا الكأس ...وإنما ليس كما أريد انا بل كما تريد أنت ..وكرر ذلك ثلاث
?????????بيتر
الم تقل لي ان يسوع هو الله ذات الطبعتين الناسوتية واللاهوتية ...الذي جاء الى العالم ليخلصنا من الخطيئة يذبحه
عبد المسيح
نعم ....قلت ذلك
بيتر
اذن لماذا هذه التمثيلية ؟ اذا كان هو جاء من اجل ذلك ....لماذا الحزن والاكتئب ؟ هل ندم على ما أقدم عليه ؟ ...وأنت تقول ان سجد وكان يصلى ....لمن كان يصلي ويناجي ...هل للاب ...وكيف هو والاب واحد ....اله يسجد ويصلي لاله ...اذن هو ليس باله ام ان اله الابن اقل مكانة من اله الاب
عبد المسيح
جميع الاقانيم الثلاثة متساوين
بيتر
اذن كيف اقنوم {الابن} يسجد ويطلب العون من اقنوم { الاب} ....ويقول له { وانما ليس كما اريد انا بل كما تريد انت} ...فان دل ذلك انما يدل على اختلاف ارادة كل منهما ....فلابن لا يريد ان يقتل ..والاب يريد للابن ان يقتل ...والابن لا يملك الاختيار وانما الاختيار في ايد اقنوم الاب ....المهم هل استجاب الاب له
عبد المسيح
لا.. لم يستجب له ....وانما ارسل له ملاك يقويه
بيتر
ملاك ....يقوي اله !!!!
عبد المسيح
لا تنسى ان يسوع انسان
بيتر
وانت لا تنسى ان له طبيعة لاهوتية لا تفارقه ....من باب اولي لا يحتاج ملاك يقويه فطبيعته الاهوتيه معه ...المهم مذا حدث بعد ذلك
عبد المسيح
كان احد تلاميذ يسوع هو {يهوذ } قد دل اليهود على مكانه ...فامسكوه ....وبصقوا في وجهه ...ولكموه ...ولطموه ....وسخروا منه ثم قدموه الي الوالي ...الذي حكم عليه بالصلب بناءً على طلب اليهود ..ثم تم جلده وتسليمه للصلب ....فقام العسكر ...بتعريته والبسوه رداء قرمزيا ...وضفروا إكليلا من الشوك ووضعوه على راسه ...وقصبة في يمينه ..وكانوا يستهزئون به ...ثم نزعوا عنه الرداء ...والبسوه ثيابه ... وحملوا على كتفه الصليب الذي سوف يصلب عليه ...وتم صلبه مع اثنين من الصوص ...وقدموا له خل ممزوج بمرارة ليشرب ..فلم يشرب ...وهو على الصليب صرخ بصوت عظيم قائلا {الهي الهي لماذا تركتني } ثم صرخ ثانية واسلم الروح
بيتر
اله يحدث له كل هذا .....لماذا ومن اجل من ؟ من اجل البشر الذين حدث منهم كل هذا له ....مستحيل يكون هذا اله ولا يستحق ان يكون اله ....اليس في مقدوره من البداية ان يكفر عنا الخطيئة بدل بهدلته من هؤلاء الأوغاد ...
تقول في بداية الحوار كيف يكون اله ويرجع غي كلمته
وانا اقول لك كيف يكون اله ويضرب ويهان ويبصق على وجه .........الخ
ثم كيف يكون اله ويعتب على الإله ؟
وكيف يكون اله ويموت
عبد المسيح
من اجل تكفير الخطيئة ?????????
بيتر
هل يكفر الخطيئة بخطيئة اكبر منها ....وهل خطيئة ادم الأكل من الشجرة ....تساوي خطيئة قتل الرب ؟
اين عقولكم ....الذي اكل من الشجرة بشر ....والذي قتل الرب بشر .....فهل البشر خلص من لعنة الخطيئة بخطيئة قتل الرب ؟! ابي لا اظن انك في وعيك ...أكيد أنت شارب من الهباب
عبد المسيح
قلت لك انا لم اشرب زفت ...وما اقوله لك هو الواقع ولا بد من الايمان به دون نقاش
بيتر
أومن بماذا ؟ يا رجل قول كلام يعقل ...ما تقوله خارج حدود العقل والمنطق
عبد المسيح
قلت لك من البداية اخرج العقل والمنطق من الحسابات الدينية
بيتر
كيف ...وعقلي فيما استخدمه ...؟
عبد المسيح
في كل شيئا الا الدين .....المهم اسمع باقي الحكاية ....الرب بعد دفنه بثلاثة ايام ....ذهبوا الي القبر ولم يجدوا جثته
بيتر
ممكن يكون احد سرقها
عبد المسيح
لا ....بل نزل ملاك من السماء ودحرج الحجر الذي على القبر وقام المسيح وشاهده تلاميذه
بيتر
الرب يحتاج الي ملاك يدحرج عنه الحجر ؟! وهل هناك من احد شاهد الرب وهو يقوم
عبد المسيح
لا....وانما شاهدوه بعد الصلب والدفن في هيئة اخري خلاف هيئته ...
بيتر
لماذا في هيئة اخري غير هيئته ....هل خائف من اليهود ثانية
عبد المسيح
لا اظن ذلك ....المهم أكل مع تلاميذه ثم صعد الي السماء ليجلس على يمين الرب
بيتر
كلام لا يدخل دماغ اي عاقل .....المهم بعد كل ذلك لم تقل لي من وصف الرب بالخروف
عبد المسيح
هؤلاء سيحاربون الخروف والخروف يغلبهم لانه رب الارباب وملك الملوك والذين معه مدعوون ومختارون ومؤمنون....سفر الرؤيا 14/17
بيتر
مستحيل الله يوحى بانه خروف ...مستحيل ...لا يكتب ذلك الا ملعون ..ملعون
عبد المسيح
انه مجرد تشبيه لا اكثر كرمز للفداء
بيتر
انا لا اقبل ان يشبهني احد بالخروف ...فما بالك بالله
واقولها لك لو الرب بهذه الصورة التي صورتها لي وانه اوحي بانه خروف ...فانه لايستحق العبادة
عبد المسيح
لما تكبر سوف تغير رايك ...ويكفيك جلسة او جلستين مع احد القساوسة
????????عبد المسيح
لا بد من عقاب ادم وذريته .....فالرب حذر ادم من الأكل من الشجرة والا حتماً يموت ...واكل ادم من الشجرة ....فكان لابد من موت ادم {وهو انفصاله عن الله } الرب كلمته وحده
بيتر
الموضوع منتهي ....ادم اخطا وذريته توارثت الخطيئة ...يتحمل ادم عاقبة فعله وهو ذريته ....والرب لا يلومه احد ....ادم هو الذي لم يسمع الكلام ...فنحن لا نلوم الا ادم
عبد المسيح
لكن الله محبة .....فهو يحب العالم ...ولا يرضيه ان يكون مصيرهم بحيرة الكبريت وصرير الأسنان ...بل يريد لهم الحياة الأبدية
بيتر
هذا جيد .....يغفر لآدم وذريته هذه الخطيئة ....وتكون لهم الحياة الأبدية
عبد المسيح
بكل سهولة كده ؟! الرب بعد قوله لادم حتما تموت ....يرجع في كلامه وكأنه لم يحدث شيئا ....هذا يتنفي مع الوهيته
العقيدة بنيت علي مبدأ : أن الله لايمكن أن يرجع في كلامه
وكلامه كان إيه بقي : لا بد من موت آدم { وهو إنفصاله عن الله } الرب كلمته واحدة
لكن العقيدة كلها تم هدمها بالفداء والصلب .
فقد تغيرت كلمة الرب فلم يعاقب آدم بإنفصاله عن الله ...
وتغير العقاب من موت آدم لموت ابن الله " الله "
يعني في الآخر الرب رجع في كلامه .
بصراحة لازم ندعي لزملائنا النصاري :
اللهم أعطي النصاري عقول .
اللهم أعطي النصاري عقول .
اللهم أعطي النصاري عقول .
__________________
بين الشك واليقين مسافات , وبين الشر والخير خطوات فهيا بنا نقطع المسافات بالخطوات لنصل الي اليقين والثبات .
(( أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله )) ???????فاذا كنت انت لا يهون عليك ابنك ...فهل يهون على الله ابنه ؟
عبد المسيح
هو حر
هههههههههههههههههههه جامدة جدا هو حر دي ...
أسجل اعجابي الشديد بهذا السيناريو و الحوار الرائع
__________________
أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ ???????? ابو تسنيم ماذا انت فاعل بهم
الحوار بين بيتر وعبد المسيح ضربه جامده قوى لعباد الصليب
سيناريو رائع وحوار ممتع نخرج منه ب
نشهد ان لا اله الا الله محمد رسول الله
__________________
والله لو صاحب المرء جبريل .. لم يسلم المرء من قال و قيلا
قد قيل فى الله أقوالاً مصنفهً .. تتلى إذا رتل القرآن ترتيلا
قد قيل أن له ولداً وصاحبهً .. زوراً عليه و بهتاناً وتضليلا
هذا قولهم فى الله خالقهم .. فكيف لو قيل فينا بعض ما قيلا?????????لمشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشرقاوى مشاهدة المشاركة
هههههههههههههههههههههههههههههه
لا تقل "خروف" ..... قل "حمل"
أولا : تحيه خاصه للأخ ابو تسنيم على هذا الموضوع الرائع.
ثانيا : أخى شرقاوى كلمه حمل بدعه فى دين النصارى وخطيره جدااا لسببين :
( 1 ) لفظ حمل يمكن تفسيره على أنه فعل ماضى " إله النصارى حمل" أى حامل !
وهذا قد يؤدى إلى ظهور عقيده جديده تقضى بأن إله النصارى سوف يلد بنفسه إبنا آخر لينتقم من أبناء اليهود الذين قتلوا إبنه البكرى وصفعوه وضربوه على قفاه وبصقوا عليه ! وستكون العقيده الجديده تحت إسم "دائره الإنتقام"
وستنشأ أسئله فى غايه التعقيد بخصوص هذا الأمر :
- إله النصارى حامل فى أى شهر ؟: الشهر التانى ولا التالت ولا .......................إلخ
- حامل من مين ؟ : من الروح القدس ولا فيه حد تانى ..........
- وهل الحمل تم فى إطار علاقه شرعيه (زواج يعنى) أم نتيجه علاقه غير شرعيه !!!!؟؟؟؟
- ما نوع الجنين ذكر أم انثى (هرقل أم زينه) ؟ سيتطلب الأمر إلى عمل سنار لنعرف نوع الجنين.
واسئله أخرى كثيره لاحصر لها
( 2 ) إله النصارى فرحان ومبسوط على الآخر بكونه خروووووووووووووووووف كبير وبقرون فلماذا تريد أن تحرمه من هذا اللفظ الجميل الذى إختاره بنفسه ولنفسه وهو فى قمه السعاده !
لذلك نقول للنصارى هنيئا لكم بالخرووووووووووووووووف ???????????بواسطة أبو تسنيم
لما تكبر سوف تعرف كل ذلك ....مع اني انا كبير ومش فهمه ...المهم لا بد ان تعرف ان الله { الآب } ولد منه الله { الابن } وانبثق منهما الله {الروح القدس } .....والله { الاب } والله {الابن } والله { الروح القدس } اله واحد
بحث ممتاز جدا من الاخ أبة تنسيم ، و الفقرة المقتبسة اعلاه من أغرب النظريات لديهم ، فهم يقولون ان الابن مولود و ليس مخلوق و عملية الانبثاق للروح القدس غير مفهومة هل هى من الاب وحده أو منهما معا ؟ كما ان وجود عمليات أى وصف لحدوث شىء ما كولادة الابن او انبثاق الروح القدس يعى اشارة تلقائية لعامل زمنى تمت فيه الولادة و تم فيه الانبثاق ، فهل كان الاب وحده موجودا أولا ثم حدثت الولادة للابن و الانبثاق للروح القدس فى وقت لاحق ؟؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ???؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟==================================================== (((((((((((((((((((((تكملة حكايات عائلة "بيتر"))))))))))
اما بشان قول نبي الاسلام
بان النساء
"ناقصـات عقل ودين"
فقد استفسرن النساء منه عن سبب ذلك
وكانت اجابته واضحة لا تحتاج الي تاويل
كريستينا
اذاً ما هو رده بشان سبب
نقصان عقل المرأة ؟
بيتر
قال ان سبب نقصان عقلها هو
ان شهادتها مثل نصف شهادة الرجل
أم بيتر
كما قلت ان الاسلام انتقص
من المرأة وجعل شهادتها نصف
شهادة الرجل
بيتر
يا الله ...الم نوضح لك انا
وكريستينا موضوع الشهادة
سوف اضرب لك مثال يقرب لك الامر
هناك مكان يوجد به حجارة
كبيرة ونريد نقلها الي مكان ما
ويوجد معنا رجال ونساء
من نكلف بالنقل ؟
كريستينا
نكلف بنقلها الرجال بالطبع
لانهم اقدر على ذلك هذا
بخلاف انه لا يليق بالمرأة
ان تنحني وترفع الحجر
بيتر
فهل في ذلك انتقاص
من شان المرأة ؟!!
كريستينا
بالعكس فيه محافظة على
مكانتها ورفعاً من شأنها
بيتر
واذا لم يكن عدد الرجال كاف
وقلنا الرجل يرفع حجراً
والمرأتين ترفع حجر لتخفف
كل منهما المشقة عن الاخرى
فماذا يعني ذلك ؟
كريستينا
ان حمل المرأة نصف حمل الرجل
او حمل امرأتين يساوي حمل رجل
أي نقصان قوة المرأة
بيتر
احسنت يا كريستينا
مع الاخذ في الاعتبار قدرة
المرأة على رفع الحجر بفردها
ولكن تخفيفاً عليها و لطبيعتها
التي تتسم بالرقة واللطافة وضعف البنية
قلنا بان تشاركها اخر في رفع الحجر
وهذا هو الحال في
الشهادة
وهو ما عبر عنه نبي الاسلام
بان
"شهادتها مثل نصف شهادة الرجل"
وهو نقصان عقلها
وهو كلام مجازى
فعقل المرأة اكمله الله
كما اكمل عقل الرجل
فالمراة قادرة مثل الرجل
على نطق الشهادة بفردها
ولكن للتخفيف عليها
وللاسباب التي ذكرنها آنفاً
عُززت باخرى
فكان نتيجة لذلك نقصان العقل
أي عدم قيامه بفرده باحد
اعماله {الشهادة } بل يحتاج
الي عقل اخر ليكتمل العمل
وكما قلنا قدرة عقل المراة
على قيامه بذلك بمفرده
كريستينا
وما هو رده بشان سبب
نقصان دين المرأة ؟
بيتر
قال ان سبب نقصان دينها هو عدم
صلاتها وصومها وقت حيضها
فصلاة والصوم تكليف
للمسلم {الذكر والانثى}
فمن صلى وصام كمل دينه
ومن لم يصلى ويصوم نقص دينه
كريستينا
كيف يكون الحيض سبب
نقصان دينها وهي لا دخل فيه
بيتر
نقصان دين المراة هنا
نقصان مجازي
لان هذا النقصان {عدم الصلاة والصوم }
لا يد للمرأة فيه
فهو بسبب الحيض ونبي الاسلام
يعلم انه مكتوب عليها
فهذا نبي الاسلام يعزي عائشة
لما حاضت في طريقها للحجّ قائلاً
هذا شيء كَتَبَه الله على بنات آدم .
وفي رواية
هذا أمـرٌ كَتَبَه الله على بنات آدم
أم بيتر
وماذا عن تهكمه وسخريته
من المرأة بقوله
"خُلِقت من ضِلَع"
بيتر
نبي الاسلام لم يتهكم ولم يسخر من المرأة
ارجعي الي حديثه
استوصوا بالنساء
فإن المرأة خُلقت من ضلع
وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه
فإن ذهبت تقيمه كسرته
وإن تركته لم يزل أعوج
فاستوصوا بالنساء .
فاول الحديث ..... استوصوا بالنساء
واخر الحديث... فاستوصوا بالنساء
فاين التهكم والسخرية ؟؟ !!
نبي الاسلام يوصي الرجل بالمرأة
ويذكره بطبيعتها فيقول له هذه
طبيعة خِلْقَتِها وأصل تركيبتها
خُلِقت لطيفـة لتتودد إلى زوجهـا
وتحنو على أولادها
وهي خُلِقت من ضلع
وطبيعـة الضلع التقوّس لحماية القلب
فما قاله نبي الاسلام
لم يقوله على سبيل الانتقاص
وإنما على سبيل التماس العذر
للمرأة فيما قد يحدث منها بسبب
طبيعتها الأنثوية?????أم بيتر
الاسلام يامر بحبس المرأة في البيت
وهذا سلب لحريتها وايهانة لها
{وقرن في بيوتكن .....}
الاحزاب (آية:33)
وقال نبي الاسلام
" لاتمنعوا نساءكم المساجد
وبيوتهن خير لهن "
كريستينا
ولماذ تعيبي على الاسلام
وكتابنا المقدس يامرنا بذلك
أم بيتر
كتابنا يامرنا بالجلوس بالبيت ؟!!
كريستينا
نعم
الم تقرئي رسالة بولس إلى
تيطس2 / 5
" مُتَعَقِّلاَتٍ، عَفِيفَاتٍ، مُلاَزِمَاتٍ بُيُوتَهُنَّ
، صَالِحَاتٍ، خَاضِعَاتٍ لِرِجَالِهِنَّ،
لِكَيْ لاَ يُجَدَّفَ عَلَى كَلِمَةِ الله "
ويقول القديس يوحنا الذهبي الفم
تعليقاً على هذا النص ... لأن
من تلازم بيتها تكون متعقلة
مدبرة، مقتصدة، ليس لها ميل
للترف بمصاريف غير عادية
أو ما أشبه ذلك.
بيتر
يا الله ...اتغضب المرأة من جلوسها
في بيتها معززة مكرمة وزوجها
يكد ويكدح من اجلها
يا للعجب !!!
هل الحرية في خروج المرأة للشقاء والعناء
لحظة ...يا سلاااااااااااام ...ما اعظم ذلك
كريستينا
ما دهاك يا بيتر ؟
بيتر
لقد تذكرت شيء عندما قرات الآية
33 من سورة الاحزاب
{وقرن في بيوتكن .....}
كريستينا
وما هو ؟
بيتر
عندما حذر الله ادم وزوجته من
ابليس بالا يخرجهما من الجنة
والا كان مصيره الشقاء
{فقلنا يا ادم ان هذا عدو لك ولزوجك
فلا يخرجنكما من الجنه فتشقى }
طه (آية:117)
نلاحظ هنا
انه قال{ يخرجنكما من الجنه}..مثنى
ولم يقل "فتشقيا"
وانما قال { فتشقى }
فالرجل هو المكلف بالشقاء لتوفير
كل ما يحتاجه هو والمرأة {أي كانت}
كريستينا
يا سلام على ترابط آيات القرآن
بيتر
ناتي الي ما لحق المرأة من اضرار
بسبب خروجها من البيت
ما الذي يشغل العالم هذه
الايام بشان المرأة ؟
كريستينا
ظاهرة ..التحرش الجنسي بها
والله انها معاناة حقيقيقة نعاني منها
يا الله
لا يمكن ان اصف لك ما نلاقيه
من إيذاء عندما نخرج من البيت
إطلاق النكات والتعليقات المشينة
والتلميحات الجسدية
والإلحاح في طلب لقاء
وطرح أسئلة جنسية
ونظرات موحية إلى ذلك
ثم تتصاعد حتى تصل إلى اللمس ........الخ
وقد تصل الي الاغتصاب وهتك العرض
بيتر
الغريب
ان سائر الدول اليوم تحاول معالجة
هذه الظاهرة بأنشاء المنظمات المناهضة
وعقدت المؤتمرات، وسن القوانين
والا ادري لماذا كل هذا وما الفائدة من ورآه
والحل بين ايدينا
{وقرن في بيوتكن }
الم يقل نبي الاسلام
"وبيوتهن خير لهن"
كريستينا
هذا خلاف ما يصاحب خروج المرأة
للعمل من تغيرات اجتماعية في
نظم العائلة وعلاقة الزوج بالزوجة
وعلاقة الأبناء بالوالدين.
وقد أثبتت بعض البحوث العلمية
تعارض عمل المرأة مع طبيعة حياتها
كأم وزوجة نتيجة لتأثر حالتها
الانفعالية والجسمية واستعانتها
بالآخرين لتربية أبنائها. أن خروج
المرأة للعمل يضعف الروابط والألفة
بين أفراد الأسرة وربما يؤدي إلى
تفككها وانهيارها, وقد ثبت ازدياد
نسب الطلاق في المجتمعات التي
يكثر فيها خروج المرأة للعمل.???????
أم بيتر
الم يقل نبي الاسلام ان المرأة شؤم ؟
كريستينا
هل قال هذا فعاً ؟
بيتر
نبي الاسلام لم يقل ذلك
بل قال
" الشؤم في المرأة والدار والفرس"
أم بيتر
وهل يختلف المعنى ؟!
بيتر
نعم
اولا وقبل أي شئ لابد ان نعرف
ان نبي الاسلام ينهى عن التشاؤم
" لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر"
كريستينا
وما هي الطيرة؟
بيتر
الطيرة هي التشاؤم أو التفاؤل
من ما يراه الانسان من الطير
او غيره او مما يحدث له من حوادث
مثلاً
انسان يحدث له مكروه في
وجود احد الاشخاص
فيعتقد ان هذا الشخص
شؤم عليه أي هو السبب
في حدوث ذلك
والاسلام يعتر ذلك
شرك بالله فالنافع هو الله
والضار هو الله
فالقران يقول
{أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ}
وقال نبي الاسلام
" أحسنها الفأل ولا ترد مسلما
فإذا رأى أحدكم ما يكره
فليقل: اللهم لا يأتي
بالحسنات إلا أنت ولا
يدفع السيئات إلا أنت
ولا حول ولا قوة إلا بك "
أم بيتر
كل ذلك لا ينفى ما قلته
بل يؤكد كلامي
ان نبي الاسلام تحدث
عن قاعدة عامة وهي لا شؤم
والاستثناء هو الشؤم
في ثلاث احدهم المرأة
بيتر
ياأمي.. الم يتزوج نبي الاسلام ؟!
لو كانت المرأة شؤم
ما تزوج نبي الاسلام
ولو كان الدار شؤم ما سكن به
ولوكان الفرس شؤم ما ركبه
اذاً هناك فرق بان اقول
ان المرأة شؤم وقولي ان الشؤم في المرأة
مثل قولي المرأة ضرر فهو
يختلف عن قولي الضرر في المرأة
فالاولى ...الضرر هو المرأة
اما في الثانية ...فان الضرر
يحدث في المرأة
والذي يظهر لي من حديث
نبي الاسلام انه يريد
ان يقول لو هناك شيء
يتأثر بالتشأوم لكان
هؤلاء الثالث
{المراة والدار والفرس }
والدليل على ذلك رواية
اخرى لهذا الحديث
"إن كان الشؤم في شيء
ففي الدار والمرأة والفرس"
مثل من يقول لو كانت
هناك خسارة فهي في الصحة
فهل يعني ذلك ان سبب
الخسارة الصحة ام الخسارة
وقعت في الصحة
وهذه هي وجهة نظري في الموضوع
??????????????كريستينا
نعيب على الاسلام ونبي
الاسلام والعيب فينا
أم بيتر
ماذا تقصدين يا مقصوفة الرقبة ؟
كريستينا
نطبل ونهلل ونطعن في
نبي الاسلام بمواقعنا
ومنتدايتنا بما هو في كتابنا
الغريب اننا نردد مثل
الببغاء ما يردهه الاخرين
أم بيتر
أنا مثل الببغاء!!!
كريستينا
لا اقصدك انت بالتحديد
بل اقصد كل من يردد
كل ما يقوله ابونا زكريا
بدون ان يعلم ما في كتابنا
الم يصف الكتاب المقدس
المرأة بالخبث
اقرأ يا بيتر من سفر
يشوع بن سيراخ ..الاصحاح
الخامس والعشرون النص 17 ، 19
بيتر
"17غاية الالم الم القلب
وغاية الخبث خبث المراة"
"19وكل خبث ولا خبث المراة "
أم بيتر
الكتاب يتحدث عن المرأة
الخبيثة ولا ينعت المرأة بالخبث
كريستينا
بلاش هذه
لم يدعى ان الخبث
يتولد من المرأة
"فانه من الثياب يتولد
السوس ومن المراة الخبث "
... سفر يشوع بن سيراخ 42/13
وان مساكنة الاسد والتنين
خير من مساكنة المرأة الخبيثة
"ولا غضب شر من غضب
المراة مساكنة الاسد
والتنين خير عندي من
مساكنة المراة الخبيثة"
سفر يشوع بن سيراخ 25/ 23
أم بيتر
الم يقل نبي الاسلام ان
المرأة فتنة!!!!?????????بيتر
نبي الاسلام لا يقصد انها فتانة
تقوم بالوقيعة بين الناس
وانما يقصد فتنة الرجال بها كانثى
فهو يقول
" ما تركت بعدي فتنة أضر
على الرجال من النساء"
وما اكثر فتنة الرجل بالمراة هذه الايام
الا يترك الرجل دينه من اجل امرأة
الا يترك الرجل اولاده وزوجته
ويدمر بيته من اجل امرأة
الا يبيع الرجل وطنه ويعمل
جاسوس من اجل امرأة
وكم من دول سقطت بسبب المرأة
وهذا ليس لعيب في المراة وانما بسبب
الغريزة الموجودة عند الرجال نحو المرأة
لدرجة انهم ان اردوا ترويج بضاعة
معينة عرضوا معها المرأة
كريستينا
الكتاب المقدس تكلم عن فتنة
النساء وحذرنا منها
" اصرف طرفك عن المراة الجميلة
ولا تتفرس في حسن الغريبة"
سفر يشوع بن سيراخ 9: 8
"فان حسن المراة اغوى كثيرين وبه
يتلهب العشق كالنار "
سفر يشوع بن سيراخ 9: 9
"كثيرون افتتنوا بجمال المراة الغريبة
فكان حظهم الرذل لان محادثتها
تتلهب كالنار"
سفر يشوع بن سيراخ 9: 11
أم بيتر
نبي الاسلام يشبة المرأة بالكلب والحمار
ويساوي المرأة بالخنزيرة.
ويساوي المرأة بالنعجة والبقرة والناقة.
ويساوي المرأة بالخيل للهو وكسلعة.
ويساوي المرأة بالغراب.
بيتر
وما مصدر كل ذلك؟
أم بيتر
شبها بالكلب والحمار
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ
قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا
الْأَعْمَشُ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ
عَنْ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَ
الْأَعْمَشُ وَحَدَّثَنِي مُسْلِمٌ عَنْ
مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ
ذُكِرَ عِنْدَهَا مَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ الْكَلْبُ
وَالْحِمَارُ وَالْمَرْأَةُ فَقَالَتْ شَبَّهْتُمُونَا
بِالْحُمُرِ وَالْكِلَابِ وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي
وَإِنِّي عَلَى السَّرِيرِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ
مُضْطَجِعَةً فَتَبْدُو لِي الْحَاجَةُ فَأَكْرَهُ أَنْ
أَجْلِسَ فَأُوذِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنْسَلُّ مِنْ عِنْدِ رِجْلَيْهِ
"عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ يَقْطَعُ صَلاةَ
الرَّجُلِ .. الْحِمَارُ وَالْكَلْبُ الأَسْوَدُ
وَالْمَرْأَةُ" قَالَ: قُلْتُ مَا بَالُ الأَسْوَدِ مِنَ
الأَحْمَرِ مِنَ الأَصْفَرِ؟ فَقَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ
اللَّهِ كَمَا سَأَلْتَنِي، فَقَالَ الأَسْوَدُ شَيْطَانٌ"
عبد المسيح
يا للعار المرأة كالكلب والحمار
تقطع صلاة الرجل!!
بيتر
لقد حضر والدي العزيز بعد غياب
لقد كنت في انتظارك كل هذه المدة
لنكمل حديثنا عن البشارات
الموجودة بالكتاب المقدس
عن نبي الإسلام
عبد المسيح
انسى يا بيتر
ان يكون هناك بشارات موجودة
بالكتاب المقدس عن نبي الإسلام
ومن الاحسن ان تنسنى هذا الرجل?????????? بارك الله فيك يا أستاذنا أبو تسنيم .
هما الناس دول كبروا أمتى ؟!!
ولا هما شابوا بدرى ! ( إبتسامة ).
__________________
إلى نصارى العالم انقذوا أنفسكم من هذا المصير... لماذا نتحاور معكم؟؟
مواقع للبحث فى القرآن الكريم وتصفحه وتفاسيره
هنا أو هنا أو هنا
مواقع الإعجاز العلمى في الكتاب والسنة
هنا ، أو هنا، أو هنا، أو هنا ، أو هنا ، أو هنا، أو هنا أو هنا
مواقع المرئيات الإسلامية (الفيديو)
هنا، أو هنا، أو هنا، أو هنا
موقع الصوتيات الإسلامية
هنا
200 سؤال وجواب في العقيدة
??????بيتر
=====
انا مصر على معرفة هذا
الرجل وما يدعو اليه
أم بيتر
انا الم انتهي
لقد طلبت مني المصدر
وها انا اتلو عليك المصدر
تلو الاخر
فمصدر مساوة المرأة بالخنزيرة.
جاء في (بيان الوهم والإيهام
في كتاب الأحكام للفاسي
ج3 ص354) "ذكر من
طريق أبي داود عن ابن
عباس، قال رسول الله:
"إذا صلى أحدكم إلى غير
سترة، فإنه يقطع صلاته:
الكلب، والحمار، والخنزير
والمرأة....."
عبد المسيح
ههههههههه
يا للفضيحة المرأة كالخنزيرة
تنجس المصلي!!
بيتر
=====
نبي الاسلام لم يقل
المرأة كلب او حمار
بل تحدث عن ما يقطع الصلاة
وهم ثلاث
الكلب والحمار والمرأة
ثم أن وجود الثلاثة في
سياق واحد لا يعني أنها
متماثلة في عللها التي تُقطع
بها الصلاة
فقد يكون الخوف من
الحمار والكلب وخشية
الفتنة من المرأة
مثل حرمة اكل لحم الانسان
والكلب والخنزير
فهل الانسان مثل الكلب
او الخنزير بل العامل المشترك
بينهم حرمة اكلهم
وأما حديث
" إذا صلى أحدكم إلى غير
سترة فإنه يقطع صلاته
الكلب والحمار والخنزير
واليهودي والمجوسي والمرأة "
فهو حديث ضعيف
أم بيتر
واما عن مصدر مساوة
المرأة بالنعجة والبقرة والناقة
(أحكام القرآن لابن
العربي ج4 ص49)
"كُنِىَ بالنعجة عن المرأة
ويُكْنَى عنها بالبقرة
والناقة لأن الكلّ مركوب"
عبد المسيح
يا للخزي يشبه المرأة
بالنعجة والبقرة والناقة
ووجه الشبه أن الكل مركوب!
ألا ........ رسول الإسلام
من هذه التعبيرات المخجلة؟
بيتر
=====
محمد نبي الاسلام لم يقل
ذلك مطلقاً ولم يشبه
المرأة بالنعجة او خلافه
هذا القول لابن العربي
عندما فسر الاية
23 من سورة ص
( إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً )
اعتماداً على كنية العرب
للمرأة بالنعجة
كما قالت كريستينا اننا
مثل الببغاء نردد
كل ما يقوله ابونا زكريا
اليس من العيب ان يكذب
علينا وينسب الي نبي
الاسلام حديث لم يتحدث به
الا يعلم اننا سوف نكتشف تدليسه
أم بيتر
واما عن مصدر مساوة المرأة
بالخيل للهو وكسلعة.
فقد جاء في (مسند ابن الجعد
البغدادي ج1/ص345)
"قال النبي: اجعلوا اللهو
في ثلاثة أشياء:
الخيل والنساء والنضال"
وجاء في (المستدرك على
الصحيحين للنيسابوري
ج4 ص493) "قال النبي:
لا تقوم الساعة .. حتى
تغلو الخيل والنساء ثم
ترخص فلا تغلو إلى
يوم القيامة" [المرأة سلعة كالخيل!]?????????????????
عبد المسيح
يا للمقام السامي
للمرأة في دين محمد!!
بيتر
اما القول بجعل اللهو
في ثلاثة أشياء
الخيل
والنساء
والنضال"
فهذا حديث برواية الشيعة
وهو
"وبإسناده عن عمارة بن
راشد عن جبير بن نفير
قال قرئ علينا كتاب عمر
بالشام لا يدخل الحمام
إلا بمئزر ولا تدخله
امرأة إلا من سقم واجعلوا
اللهو في ثلاثة أشياء
الخيل والنساء والنضال
اما رواية اهل السنة فتقول
اللهو في ثلاث
تأديب فرسك
و رميك بقوسك
و ملاعبتك أهلك
والفرق كبير بالطبع
اما حديث
"لا تقوم الساعة حتى
تتخذ المساجد طرقا ،
وحتى يسلم الرجل على
الرجل بالمعرفة ، و حتى
تتجر المرأة و زوجها
، و حتى تغلو الخيل
و النساء ، ثم ترخص
فلا تغلو إلى يوم القيامة
فهو حديث ضعيف
أم بيتر
واما عن مصدر مساوة المرأة
بالغراب
فقد جاء في (سنن البيهقي الكبرى
ج7 ص82) "لا يدخل الجنة
منهن إلا مثل الغراب
الأعصم"
رُوي بإسناد صحيح عن
سليمان بن يسارعن النبي"
معنى الغراب الأعصم:
أي ما فيه من ريش أبيض
أو أرجل حمراء.بيتر
الحديث الصحيح يقول
"خير نسائكم الودود الولود
المواتية
المواسية
إذا اتقين الله
و شر نسائكم المتبرجات المتخيلات
و هن المنافقات
لا يدخل الجنة منهن
إلا مثل الغراب الأعصم
..وهو حديث صحيح
وكما هو واضح من الحديث
لم يقل نبي الاسلام
ان المرأة مثل الغراب الاعصم
بل تحدث عن خير النساء
وذكر صفاتهن
ثم تحدث
عن شر النساء وذكر صفاتهن
ثم قال لا تدخل الجنة منهن
الا مثل الغراب الاعصم
والغراب الاعصم
هو نادر الوجود
فكما هو نادر وجود
غراب اعصم
فنادر ان تدخل المرأة
المتبرجة المنافقة الجنة
فهو لم يشبه المراة سواء
اكانت خيرة او شريرة بالغراب
وانما التشبيه من حيث الندرة
أم بيتر
"أنا مش عارفه ليه محمد
ورب محمد بيكرهوا المرأة
إلى هذه الدرجة؟ وإذا
كانت المرأة سيئة بهذا
المقدار فليه ربنا خلقها
بيتر
هذا افتراء
؟!!!
بالعكس
كريستينا
لحظة يا بيتر
قبل ان تكمل كلامك
اسمحلي اتوجه بالسؤال
الي امي الحبيبة
????????????
أم بيتر
ماذا تريدين؟!
كريستينا
هل من العيب تشبيه
المرأة باحد الحيوانات ؟
أم بيتر
طبعاً
انها اهانة وانتقاص من مكانة المرأة
لقد اخضع لنا الرب الحيوانات
وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ
«أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا
الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا،
وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ
الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ
وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ
عَلَى الأَرْضِ».
سفر التكوين 1: 28
كريستينا
حلو الكلام
اذا تشبيه المرأة باحد
الحيوانات اهانة لها
وانتقاصاً من كرمتها
فلما يشبه الكتاب المقدس
الرب بكثير من الحيوانات
؟!!!!
أم بيتر
يستحيل هذا
كريستينا
اسمعي يا ست الحبايب
الكتاب المقدس
يشبه الرب
{ وحشاه }
كالدود وكالسوس
اقرأ يابيتر
من سفر هوشع 5/12
بيتر
"لِهَذَا أَكُونُ كَالْعُثِّ لإِسْرَائِيلَ
وَكالسُّوسِ النَّاخِرِ لِشَعْبِ يَهُوذَا "
كريستينا
وبالاسد والنمر والدبة
اقرأ يابيتر
هوشع 13 / 7 : 8
بيتر
"لِهَذَا أَكُونُ لَهُمْ كَأَسَدٍ
وَأَكْمُنُ كَنَمِرٍ لَهُمْ عَلَى الطَّرِيقِ
8وَأَنْقَضُّ عَلَيْهِمْ كَدُبَّةٍ ثَاكِلٍ
وَأُمَزِّقُ قُلُوبَهُمْ "
كريستينا
وحمامة
"فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ
لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ وَإِذَا
السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ
لَهُ فَرَأَى رُوحَ اللَّهِ نَازِلاً
مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ "
متى 3/ 16
بيتر
وخروف
"هؤلاء سيحاربون الخروف
والخروف يغلبهم لأنه
ربُّ الأرباب وملك الملوك)
رؤيا يوحنا 17/ 14
كريستينا
شاة
(«مِثْلَ شَاةٍ سِيقَ إِلَى الذَّبْحِ
وَمِثْلَ خَرُوفٍ صَامِتٍ أَمَامَ
الَّذِي يَجُزُّهُ هَكَذَا لَمْ يَفْتَحْ فَاهُ.)
أعمال الرسل8/ 32
بيتر
وشبه الانبياء كذلك بالحيوانات
نبي الله ميخا
كبنات آوي
وكالنعام
" لِهَذَا أَنُوحُ وَأُوَلْوِلُ وَأَمْشِي
حَافِياً عُرْيَاناً
وَأُعْوِلُ كَبَنَاتِ آوَى
وَأَنْتَحِبُ كَالنَّعَامِ "
سفر ميخا [ 1 : 8 ]
كريستينا
وحيوان بنات آوي هو حيوان
من فصيلة الكلاب أكبر
من الثعلب حجماً
وأصغر من الذئب
??????????عبد المسيح
يا مقصوفة الرقبة
الرب كان يكلم شعبه
بالأمثال لتسهيل الفهم
عليهم
أم بيتر
فتشبيه الرب بالدب و الأسد
لانهما أخطر و أقوى أعداء
الإنسان فهو يريد ان
يقول الرب صار كعدو
لي يتربص بي
عبد المسيح
و كنمر يرصد على الطريق
ليفترسهم ( أي انه سيحاسبهم
على كل خطيئة و من
المعروف ان النمر لا يترك
أي فريسة تتاح له و لا يصطاد
للأكل فقط و هكذا
سيتعامل معهم الله
و المعنى أن الله سيعاقبهم
على كل خطيئة.
أم بيتر
وتشبيه بالعث والسوس
الرب ليس كالعث او السوس
و لكنه سيفعل في بني
اسرائيل لانهم عبدوا
الأصنام كما يفعل العث
او السوس في الصوف
و القطن يتلفه و يفنيه
و يجعله باليا
كريستينا
يا سلام على ابي
انه
كالكلب
أم بيتر
يا قلية الادب
تشبهين والدك بالكلب
عبد المسيح
انا مثل الكلب؟ !!!!!
كريستينا
انا لا اقصد انه كلب
وانما اقصد انه وفي مثل
الكلب فنحن نعلم
ان الكلب وفي
أم بيتر
ولما لا تقولي من البداية
انه وفي بدل تشبيه بالكلب
بيتر
بالتاكيد لتسهيل الفهم
عليكم
ههههههه
كريستينا
=====
سبحان الله
تبررون تشبيه الكتاب
المقدس للرب بالحيوانات
وتعترضون على تشبيهكم بها !!!!!
اكمل يا بيتر كلامك ???????? الحقيقة أن السيد والد بيتر وكرستين ليس كالكلب ..
ولكنه كالحمار.....
فهو صبور وهادئ ومطيع لقساوسته في كل ما يقولونه له .. مهما كان عجيباً، أو منافياً للمنطق! ????????عبد المسيح
بمناسبة الحديث عن المرأة
سأورد هنا مثالاً عن تعامل
المسيح ومحمد مع المرأة
فكثيرة هي الصفات التي
جذبتني الى المسيح وكثيرة
هي المثالب التي نفرتني من محمد.
بيتر
كالعادة يهرب ابي
بتغير الموضوع
عبد المسيح
ماذا يا ولد ؟!!!
بيتر
لا شيء مطلقاً
تفضل هات ما عندك
وكلنا آذان صاغية
عبد المسيح
أحضر اليهود الى المسيح
امرأة أمسكت في زنا
"2 وَعِنْدَ الْفَجْرِ عَادَ إِلَى الْهَيْكَلِ
فَاجْتَمَعَ حَوْلَهُ جُمْهُورُ الشَّعْبِ
فَجَلَسَ يُعَلِّمُهُم.
3 وَأَحْضَرَ إِلَيْهِ مُعَلِّمُو الشَّرِيعَةِ
وَالْفَرِّيسِيُّونَ امْرَأَةً ضُبِطَتْ تَزْنِي
وَأَوْقَفُوهَا فِي الْوَسَط.
4 وَقَالُوا لَهُ: يَا مُعَلِّمُ، هَذِهِ
الْمَرْأَةُ ضُبِطَتْ وَهِيَ تَزْنِي.
5 وَقَدْ أَوْصَانَا مُوسَى فِي شَرِيعَتِهِ
بِإِعْدَامِ أَمْثَالِهَا رَجْماً بِالْحِجَارَةِ
فَمَا قَوْلُكَ أَنْت؟
6 سَأَلُوهُ ذَلِكَ لِكَيْ يُحْرِجُوهُ
فَيَجِدُوا تُهْمَةً يُحَاكِمُونَهُ بِهَا.
أَمَّا هُوَ فَانْحَنَى وَبَدَأَ يَكْتُبُ
بِإِصْبَعِهِ عَلَى الأَرْضِ.
7 وَلكِنَّهُمْ أَلَحُّوا عَلَيْهِ بِالسُّؤَالِ
فَاعْتَدَلَ وَقَالَ لَهُمْ: مَنْ كَانَ
مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيئَةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَر.
8 ثُمَّ انْحَنَى وَعَادَ يَكْتُبُ عَلَى الأَرْضِ.
9 فَلَمَّا سَمِعُوا هَذَا الْكَلاَمَ
انْسَحَبُوا جَمِيعاً وَاحِداً تِلْوَ
الآخَرِ، ابْتِدَاءً مِنَ الشُّيُوخِ.
وَبَقِيَ يَسُوعُ وَحْدَهُ، وَالْمَرْأَةُ
وَاقِفَةٌ فِي مَكَانِهَا.
10 فَاعْتَدَلَ وَقَالَ لَهَا: أَيْنَ
هُمْ أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ؟ أَلَمْ يَحْكُمْ
عَلَيْكِ أَحَدٌ مِنْهُمْ؟
11 أَجَابَتْ: لاَ أحد يا سَيِّدُ.
فَقَالَ لَهَا:
وَأَنَا لاَ أَحْكُمُ عَلَيْكِ. اذْهَبِي
وَلاَ تَعُودِي تُخْطِئِينَ!
يوحنا 8 / 2:11
أم بيتر
ما أعظم موقف المسيح وجوابه
من كان منكم بلا خطيئة
فليرمها أولا بحجر!! من
منا بلا خطيئة؟
من فينا يقدر أن يحكم
على خطايا الخرين؟
المسيح يدعو الذين أدانوا
المرأة لفحص أنفسهم
أولاً إن كانوا بلا خطايا
ومع أنه بار بلا عيب ولا خطيئة
أجاب المرأة بأنها هو نفسه
لا يدينها. ولكنه أعطاها
وصية جديدة
"اذهبي ولا تعودي تخطئين".
عبد المسيح
نفس الموقف كان فيه محمد
نعم أتاه اليهود وجربوه
بنفس ما جربوا به المسيح
أتوا له برجل وامرأة قبض
عليهما وهما يزنيان .
وعلى ما اظن ان بيتر قرأ
في كتب المسلمين هذه الحادثة
بيتر
نعم قرأت ذلك
كريستينا
قص علينا يا بيتر ماذا
فعل نبي الاسلام في هذا الموقف ؟
بيتر
إن اليهود جاؤوا إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم
فذكروا له أن رجلا منهم
وامرأة زنيا
فقال لهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم
( ما تجدون في التوراة في شأن الرجم )
فقالوا
نفضحهم ويجلدون
قال عبد الله بن سلام
كذبتم إن فيها الرجم
فأتوا بالتوراة فنشروها
فوضع أحدهم يده على آية الرجم
فقرأ ما قبلها وما بعدها
فقال له عبد الله بن سلام
ارفع يدك ، فرفع يده
فإذا فيها آية الرجم
قالوا
صدق يا محمد فيها آية الرجم
فأمر بهما
رسول الله صلى الله عليه وسلم
فرجما ، فرأيت الرجل يحني
على المرأة ، يقيها الحجارة
البخاري
عبد المسيح
بعد شاسع ما بين موقف
المسيح الرحيم المحب المتسامح
وموقف محمد المتشدد??????????
بيتر
بالعكس موقف المسيح يشجع
على ارتكاب المعاصي والفساد
اما موقف محمد نبي الاسلام
فيه الزجر والردع الذي
هو من مقاصد الحدود
عبد المسيح
ان المؤمنين بالمسيح لا يفهمون
من موقفه أنه يقر الزنا
بالعكس هو أرشد المرأة
الى طريق التوبة، وأمرها
بأن لا تعود لذلك. نحن
نفهم من موقفه بأن كل البشر
خاطئون ومذنبون وأن
طريق التوبة مفتوح.
أم بيتر
الحدود الشرعية ليست الطريق
الى الله بل الإحساس بفيض
محبته في قلبك، حلولها في نفسك
ينقي ذهنك ويطهرك من كل
دنس. لأنك لا تعود ترغب في
فعل الفواحش كي لا تقطع
صلتك بالله وتبتعد عن محبته
كريستينا
بالراحه شويه يا جماعه
ندين محمد وننعته بالوحشية
والقسوة لانه عاقب من
ارتكب الفاحشة
ثم
من هو المسيح يا ابي ؟
عبد المسيح
=====
هو الله
كريستينا
كلام جميل
ومن الذي اوحى بما تضمنه
الكتاب المقدس
عبد المسيح
=======
الله
كريستينا
وما هي عقوبة مرتكب
الزنا عندنا ؟
عبد المسيح
الله فى المسيحية اله محبة
و ليس اله العقاب
????????????كريستينا
اذاً عقوبة الزنا المنصوص
عليها بالكتاب المقدس
من امر بها ؟
بيتر
قبل ان ياتي موسى بالشريعة
كانت عقوبة الزنا الحرق
وَلَمَّا كَانَ نَحْوُ ثَلاَثَةِ أَشْهُرٍ
أُخْبِرَ يَهُوذَا وَقِيلَ لَهُ:
«قَدْ زَنَتْ ثَامَارُ كَنَّتُكَ، وَهَا
هِيَ حُبْلَى أَيْضًا مِنَ الزِّنَا».
فَقَالَ يَهُوذَا: «أَخْرِجُوهَا فَتُحْرَقَ».
سفر التكوين 38/ 24
اما في شريعة موسى
فالعقوبة هي الرجم حتى الموت
1 يُخْرِجُونَ الْفَتَاةَ إِلَى بَابِ بَيْتِ
أَبِيهَا، وَيَرْجُمُهَا رِجَالُ مَدِينَتِهَا
بِالْحِجَارَةِ حَتَّى تَمُوتَ، لأَنَّهَا
عَمِلَتْ قَبَاحَةً فِي إِسْرَائِيلَ
بِزِنَاهَا فِي بَيْتِ أَبِيهَا. فَتَنْزِعُ
الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ.
22 «إِذَا وُجِدَ رَجُلٌ مُضْطَجِعًا
مَعَ امْرَأَةٍ زَوْجَةِ بَعْل، يُقْتَلُ
الاثْنَانِ: الرَّجُلُ الْمُضْطَجِعُ
مَعَ الْمَرْأَةِ، وَالْمَرْأَةُ. فَتَنْزِعُ
الشَّرَّ مِنْ إِسْرَائِيلَ
23 «إِذَا كَانَتْ فَتَاةٌ عَذْرَاءُ
مَخْطُوبَةً لِرَجُل، فَوَجَدَهَا
رَجُلٌ فِي الْمَدِينَةِ
وَاضْطَجَعَ مَعَهَا
24 فَأَخْرِجُوهُمَا كِلَيْهِمَا إِلَى
بَابِ تِلْكَ الْمَدِينَةِ
وَارْجُمُوهُمَا بِالْحِجَارَةِ حَتَّى
يَمُوتَا. الْفَتَاةُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهَا
لَمْ تَصْرُخْ فِي الْمَدِينَةِ،
وَالرَّجُلُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ أَذَلَّ
امْرَأَةَ صَاحِبِهِ. فَتَنْزِعُ
الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ.
25 وَلكِنْ إِنْ وَجَدَ الرَّجُلُ
الْفَتَاةَ الْمَخْطُوبَةَ فِي الْحَقْلِ
وَأَمْسَكَهَا الرَّجُلُ وَاضْطَجَعَ
مَعَهَا، يَمُوتُ الرَّجُلُ الَّذِي
اضْطَجَعَ مَعَهَا وَحْدَهُ"
سفر التثنية 22
كريستينا
الزنا او الاغتصاب ...شر
ولا ينتزع هذا الشر الا
بقتل مرتكبه
هذا هو حكم الكتاب المقدس
الذي امر به الرب
وهذا ما طبقه نبي الاسلام
والذي اتهمته بالتشدد والقسوة
عبد المسيح
هذا كان في العهد القديم
بيتر
اليس اله العهد القديم هو
اله العهد الجديد
؟!
ام انه طرأ عليه التغير
بعد ما كان شديد وقاسي
اصبح اله محبة
كريستينا
اليس من الفساد ان نترك
المجرمين يسعون في الارض
فساداً بحجة عدم وجود
من هم بلا خطايا
المسيح قال
مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيئَةٍ
فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَر
هل شرط القصاص من الجاني
ان يكون المقتص بلا خطيئة ؟
وان صح ذلك لماذا امر
الرب بعقوبة الرجم
والقتل للزاني والزانية
ونحن نعتقد بان الكل ورث
الخطيئة من ادم ؟!
عبد المسيح
العقوبات المذكورة فى العهد
القديم تسرى فى العهد
القديم فقط
بيتر
اذاً العهد القديم لا فائدة منه ?????????
عبد المسيح
بالعكس
نحن نؤمن ان العهد القديم
هو كلام الله وانه جزء
لا يتجزأ من الكتاب المقدس
فالعهد القديم
ليس مجرد احكام
وانما يحوى اسفار التوراة
والاسفار التاريخية والشعرية
واسفار الانبياء وكل
هذه الاسفار تحتوى على
اهم الوصايا والدروس
الالهية التى اوحى
بها الله لانبياؤه من اجل
تعريف البشرية بالحق
بيتر
اذا وجدنا من يزنى
ماذا نفعل به ؟
عبد المسيح
لا شيء
عليه ان يتوب
والله سوف يقبل توبته
أم بيتر
سوف ابسط لكم الامر
نرجع ونفتكر قصة سقوط آدم
عندما حذره الله بالا يأكل
من الشجرة
يوم تاكل من هذه الشجرة
موتاً تموت ....تكوين 2 / 17
إذاً عقوبة الخطية هي
الموت
كل شيء يتطهر حسب
الناموس بالدم وبدون
سفك دم لا تحصل مغفرة
(عبرانيين 9 : 22)
عبد المسيح
فلابد ان يدفع حد الثمن
بالعهد القديم أي قبل مجئ
السيد المسيح
أمر الله بقتل الزناة
أم بيتر
الله لسه عايز يأكد لهم
ان عقوبة الخطية موت
(زي ما قال لادم في سفر التكوين)
وكمان عايز يوضح ليهم
إن بدون سفك دم لا تحدث
مغفرة (زي ما قال سفر العبرانيين)
عبد المسيح
كل دي اشارات ودلائل
على الذبيح الاتي اللي
حايموت ويسفك دمه
الفادي الذي يرفع خطية
العالم وينجيهم
من الموت
أم بيتر
اذاً بعد مجئ
ربنا يسوع المسيح
وتحقق جميع الشروط
في الذبيح
مات وسفك دمه
ولإنه القادر القدوس
الذي بلا خطية فهو
الوحيد القادر ان يخلص
ويحمل خطايا البشرية
إذاً الخطية دفع ثمنها
عبد المسيح
اذ الجميع اخطأوا
وأعوزهم مجد الله ,
متبررين مجاناً بنعمته
بالفداء الذي بيسوع المسيح
الذي قدمه الله كفارة بالإيمان
بدمه لإظهار بره من
أجل الصفح عن الخطايا
السالفة بإمهال من الله
(رسالة رومية 3 : 24,25)
بيتر
ابونا ادم هو من اخطا
وهو من يتحمل نتائج
ذلك لكن تقولون لنا
موت وخطة وذبيحة
ودم ومش عارف ايه
المهم
ما علاقة من ارتكب جريمة الزنا
بابونا ادم
او بالمسيح
الجريمة جريمة
ولابد من القصاص
واذا صح كلامك
فلماذا لم يعاقب المسيح
المرأة فهو وقتها لم يذبح بعد
وانه بلا خطيئة ؟!!!!
كريستينا
تقولون ان طريق التوبة
مفتوح لا خلاف في ذلك
لكن
التوبة هذه هي بين العبد وربه
اما اذا عرف الناس الجريمة
فلابد من العقاب
ليرتدع هو وغيره الغير
كيف تستقيم الدنيا اذا
علم الانسان ان الرب حمل عنه
جميع الخطايا بذبحه
وانه سوف تكون له الحياة
الابدية مهما فعل
كل ما عليه ان يؤمن
بانه صلب من اجله
بيتر
من وجهة نظري ان ما فعله
نبي الاسلام يتفق مع
الفطره والعقل السليم
بخلاف ما فعله السيد المسيح
نقطة اخرى النبي محمد
امر باقامة الحد على
الرجل والمرأة معاً
اي لم يترك الرجل
واقام الحد على المرأة فقط
عبد المسيح
وهل تعتبر عقوبة الزنا
في الاسلام رادعة
؟
???????
طبعا رادعة وهذا سبب قلة الزنا في الدول الاسلامية بعكس الدول المسيحية؟؟
(((((((((((((((((((((((((((((?أنا وابني و نشيد الأناشيد))))))))))))))))))))
أنا وابني و نشيد الأناشيد
بيتر
أبي عندما فاجأت أختي مارتينا بالأمس وجدتها شاردة وتتصبب عرقاً
وممسكةً بأحد الكتب..فجذبته منها وإذا بي اقرأ كلام يخدش الحياء
قَدْ سَلَبْتِ قَلْبِي يَا أُخْتِي يا عروسي..... قَدْ سَلَبْتِ قَلْبِي بِنَظْرَةِ عَيْنَيْكِ وَقِلاَدَةِ عُنُقِكِ. .....مَا أَعْذَبَ حُبَّكِ .... لَكَمْ حُبُّكِ أَلَذُّ مِنَ الْخَمْرِ......... وَأَرِيجُ أَطْيَابِكِ أَزْكَى مِنْ كُلِّ الْعُطُورِ. ....شَفَتَاكِ تَقْطُرَانِ شَهْداً
وكله كوم وغشها كوم تأني
عبد المسيح
غش أي غش
بيتر
الكتاب الذي كان معها مكتوب عليه الكتاب المقدس
وذلك للتمويه حتى لا يشك احد فيما تقرأه
عبد المسيح
هات الكتاب أشاهده
بيتر
هذا هو يا أبي
عبد المسيح
بالفعل يا بيتر هذا هو الكتاب المقدس وما كانت تقرأه أختك هو سفر نشيد الأناشيد ..وهو سفر من أسفر الكتاب المقدس
بيتر
ماذا؟!!!!!!
عبد المسيح
هو ما سمعته يا بيتر.. نعم سفر نشيد الأناشيد من إسفار الكتاب المقدس
هو كلام موحى به من عند الرب
بيتر
هل أنت متأكد يا أبي أن ما كانت تقرأه أختي كان كلام مقدس من وحي الرب؟ ...لا ..لا ...هذا مستحيل ...انه كلام جنسي يخدش الحياء..
لِيَلْثِمْنِي بِقُبْلاَتِ فَمِهِ ... شِمَالُهُ تَحْتَ رَأْسِي..... وَيَمِينُهُ تُعَانِقُنِي ....فَتَشَبَّثْتُ بِهِ وَلَمْ أُطْلِقْهُ حَتَّى أَدْخَلْتُهُ بَيْتَ أُمِّي وَمُخْدَعَ مَنْ حَمَلَتْ بِي
هَاجِعٌ بَيْنَ نَهْدَيَّ
عَلَى مَضْجَعِي طَلَبْتُ بِشَوْقٍ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي
نَهْدَاكِ كَخِشْفَتَيْ ظَبْيَةٍ تَوْأَمَيْنِ يَرْعَيَانِ بَيْنَ السُّوْسَنِ
وَشَفَتَاهُ كَالسُّوْسَنِ تَقْطُرَانِ مُرّاً شَذِيّاً
فَخْذَاكِ الْمُسْتَدِيرَ تَانِ كَجَوْهَرَتَيْنِ صَاغَتْهُمَا يَدُ صَانِعٍ حَاذِقٍ
سُرَّتُكِ كَأْسٌ مُدَوَّرَةٌ، لاَ تَحْتَاجُ إِلَى خَمْرَةٍ مَمْزُوجَةٍ
وَبَطْنُكِ كُومَةُ حِنْطَةٍ مُسَيَّجَةٌ بِالسُّوْسَنِ
نَهْدَاكِ كَخِشْفَتَيْ ظَبْيَةٍ تَوْأَمَيْنِ
وَنَهْدَاكِ مِثْلُ الْعَنَاقِيدِ
فَيَكُونَ لِي نَهْدَاكِ كَعَنَاقِيدِ الْكَرْمِ.
لَمْ يَنْمُ نَهْدَاهَا بَعْدُ
عيب جداً أن تقرأ أختي مثل هذا الكلام الجنسي ..يا أبي لقد وصفت لك حالتها عندما كانت تقرأ هذا الكلام وأتحرج من قول المزيد
عبد المسيح
بدون ما تقول لقد شاهدت بعيني ما تتحرج من أبلاغي به...وهذا لم يكن بسبب هذا السفر المقدس وما جاء به وإنما بسبب صغر سن أختك وعدم سماعها لكلامي ....لقد سبق أن نصحتها بعدم قراءة هذا السفر إلا بعد إن تبلغ سن الثلاثيين..ولكنها لم تسمع كلامي
بيتر
وما علاقة ذلك بالسن..ما يخدش حياء الكبير يخدش حياء الصغير...وما يفتتن الصغير يفتن الكبير
عبد المسيح
هذا السفر..سفر البالغين ..أي عندما نبلغ هذا السن نكون
ناضجين روحياً... وكان اليهود يمنعون قراءته لمن هم
أقل من سن الثلاثين سنة حتى لا تشوه أفكارهم الجسدية معاني السفر
. هو سفر البالغين إيمانياً.
بيتر
كلام غريب جدا...ما قرأته فظيع ..فظيع ..كلام لم اسمعه
من قبل ..عندما قرأته خجلت من نفسي ..ولا ادري هل
سوف يتغير هذا الإحساس عندما ابلغ الثلاثين وانضج روحياً ؟!!!!!!
ثم الم تعترف ان معاني هذا السفر تشوه الأفكار
الجسدية ؟ ..لهذا تم منع من هم دون الثلاثين من
قرأته ... كلام غريب جدا... يا أبي لا تنسى انك تتحدث عن
كتاب مقدس ...كلام موحى به من عند الرب ... وليس
رواية أو فيلم ... للكبار فقط ...فهل الكلام الرب فيه ما هو للكبار
فقط ؟!!كلام الرب يخاطب به الناس جميعا صغيرا وكبيراً كما
يفهمه الكبير يفهم الصغير ..
عبد المسيح
هذا السفر سيمفونية رائعة تطرب بها النفس المنطلقة من
عبودية العالم متحررة مع مسيحها.
??????????((((((
بيتر
قلت لك ان ما قرأته فظيع ..فظيع ..كلام جنسي يغذي الشهوة ويواججها
.....فأين هذه السيمفونية الرائعة التي تطرب النفس ؟؟!!
عبد المسيح
هذا السفر بدون تفسير ينطبق عليه قول الخصي الحبشي "كيف أفهم إن لم يرشدني أحد"
بيتر
الألفاظ المستخدمة في هذا السفر لا تحتاج الي تفسير
صرة المر حبيبي لي بين ثديي يبيت."
ثدياك كخشفتي ظبية توأمين يرعيان بين السوسن
شفتاك يا عروس تقطران شهدا
عبد المسيح
السفر هو أنشودة حب، مسجلة برموز غزلية ولكنها تحمل
معانٍ سمائية أكثر عمقاً لما يحمله ظاهرها، ومن يفهمها يترنم
بها روحياً، ولكن هذا لمن صارت له الحواس مدربة ولابد
من فهم السفر رمزياً
بيتر
رموز والغاز !!!
ما هذا؟
لماذا يتحدث معنا الرب بالرموز وما الدعي لذلك؟
وهل يستخدم الرب ألفاظ بذيئة ليعبر عن معاني روحية سامية ؟!!
عبد المسيح
الرب في الكتاب المقدس يستخدم أسلوب البشر في التعامل
والكلام، فكما نقول عين الله ويد الله وعرش الله. وكما نقول أن
الله يغضب إعلاناً عن وقوعنا تحت العدل الإلهي، هكذا ليعبر الوحي
الإلهي عن علاقة الحب الروحي والسري بين الله والنفس البشرية
استخدم نفس الأسلوب الذي نتعامل به في حياتنا البشرية
بيتر
وهل نحن كبشر نتعامل معاً ونتحدث معاً بمثل هذا الأسلوب
وهذا الكلام المدون بالسفر ... حتى يتعامل به الرب معنا ؟!!!!!!!
هذا الأسلوب وهذا الكلام لا يتعامل به الا السوقيين الساقطين في
الخطية الذين اسقطوا عنهم برقع الحياء
ورغم الإباحية التي في الأفلام السينمائية إلا إنها تحرص على
عدم التلفظ بأي لفظ من هذه الألفاظ الموجود بهذا السفر
يمكن التلفظ بما هو حسن لتعبير عن ما هو يخدش الحياء
لكن لا أتصور العكس
عبد المسيح
أنت صغير ولا تفهم المعاني السامية الروحانية التي بهذا السفر
بيتر
معاني سامية وروحانية ....!!!!!
قَامَتُكِ هَذِهِ مِثْلُ النَّخْلَةِ... وَنَهْدَاكِ مِثْلُ الْعَنَاقِيدِ..
قُلْتُ: لأَصْعَدَنَّ إِلَى النَّخْلَةِ وَأُمْسِكَنَّ بِعُذُوقِهَا.... فَيَكُونَ لِي نَهْدَاكِ
كَعَنَاقِيدِ الْكَرْمِ
المهم .. من كتب هذا السفر ؟
????????((((((عبد المسيح
سليمان
بيتر
سليمان ؟!!!
وهل تثق في سليمان ؟
عبد المسيح
ولما لا أثق في سليمان ؟
بيتر
لان ما قصه علينا الكتاب المقدس بشان سليمان
لا يجعلنا نثق فيه
عبد المسيح
ماذا تقصد ؟
بيتر
يقول لنا الكتاب المقدس "وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ
نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلاً مَعَ الرَّبِّ
إِلهِهِ كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ. 5فَذَهَبَ سُلَيْمَانُ وَرَاءَ عَشْتُورَثَ إِلهَةِ
الصِّيدُونِيِّينَ، وَمَلْكُومَ رِجْسِ الْعَمُّونِيِّينَ. 6وَعَمِلَ سُلَيْمَانُ الشَّرَّ فِي
عَيْنَيِ الرَّبِّ، ، وَلَمْ يَتْبَعِ الرَّبَّ تَمَامًا كَدَاوُدَ أَبِيهِ."
عبد المسيح
نعم هذا ما قاله الكتاب المقدس بالإصحاح الْحَادِي عَشَرَ من سفر الملوك الأول
بيتر
كيف أثق بشخص قيل في حقه هذا الكلام
عبد المسيح
وما علاقة ذلك بما بلغه عن الرب
بيتر
لماذا لا يكون هؤلاء النساء الذين أملن قلبه وراء إلهة أخري غير الله قد أملن قلبه فكتب هذا السفر بما فيه من ألفاظ جنسية وكلام الحب والعشق والهيام ...ثم نسبه إلي وحي الله
عبد المسيح
لا ...لا
يستحيل ان يكذب سليمان على الله ..وينسب إليه كلاماً بالكذب
بيتر
وهل بعد الكفر ذنب ؟!
الذي جعله يعبد غير الله
هل يستحيل عليه ان يكذب على الله
وينسب إليه هذا الكلام ؟!!!
ثم لماذا لا يكون هذا السفر من أعمال الشر التي
فعلها سليمان في عيني الرب
"وَعَمِلَ سُلَيْمَانُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ"
عبد المسيح
كيف تقول ذلك على سليمان؟
بيتر
ليس أنا من يقول وإنما الكتاب المقدس ...وكلامي مترتب على ما قيل ..الا إذا كان سليمان لم يفعل ما قيل في حقه ولم يكتب ما نسب اليه
عبد المسيح
الكتاب المقدس لا يكذب ???????==================================================================================(((((اعرف دينك)))))))))))))))))يامسلم
دينك دين عظيم جدا تجاوزت عظمته حدود الإدراك والتخيل ويكفيك شرفا أنك مسلم فقل الحمد لله الذي جعلني من المسلمين
يا ربُّ ، ألق على العيونِ السَّاهرةِ نُعاساً أمنةً منك ، وعلى النفوسِ المضْطربةِ سكينة ، وأثبْها فتحاً قريباً. يا ربُّ اهدِ حيارى البصائرْ إلى نورِكْ ، وضُلاَّل المناهجِ إلى صراطكْ ، والزائغين عن السبيل إلى هداك ???????(((((بيتر
لا عليك خلينا في موضوعنا .... الم تلاحظ ما تضمنه الكتاب المقدس
"ٍوَأُوْلِعَ سُلَيْمَانُ بِنِسَاءٍ غَرِيبَاتٍ كَثِيرَاتٍ، فَضْلاً عَنِ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ،
فَتَزَوَّجَ نِسَاءً مُوآبِيَّاتٍ وَعَمُّونِيَّاتٍ وَأَدُومِيَّاتٍ وَصِيدُونِيَّاتٍ وَحِثِّيَّاتٍ،
2وَكُلُّهُنَّ مِنْ بَنَاتِ الأُمَمِ الَّتِي نَهَى الرَّبُّ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنِ الزَّوَاجِ مِنْهُمْ
قَائِلاً لَهُمْ: «لاَ تَتَزَوَّجُوا مِنْهُمْ وَلاَ هُمْ مِنْكُمْ، لأَنَّهُمْ يُغْوُونَ قُلُوبَكُمْ
وَرَاءَ آلِهَتِهِمْ». وَلَكِنَّ سُلَيْمَانَ الْتَصَقَ بِهِنَّ لِفَرْطِ مَحَبَّتِهِ لَهُنَّ. 3
فَكَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةِ زَوْجَةٍ، وَثَلاَثُ مِئَةِ مَحْظِيَّةٍ، فَانْحَرَفْنَ بِقَلْبِهِ عَنِ الرَّبِّ.
عبد المسيح
نعم هذا ما قاله الكتاب المقدس بالإصحاح الْحَادِي عَشَرَ من سفر الملوك ... لكن ماذا تريد من هذا النص؟
بيتر
ٍ"وَأُوْلِعَ سُلَيْمَانُ بِنِسَاءٍ غَرِيبَاتٍ كَثِيرَاتٍ"
"وَلَكِنَّ سُلَيْمَانَ الْتَصَقَ بِهِنَّ لِفَرْطِ مَحَبَّتِهِ لَهُنَّ "ٍ
َكَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةِ زَوْجَةٍ، وَثَلاَثُ مِئَةِ مَحْظِيَّةٍ، فَانْحَرَفْنَ بِقَلْبِهِ عَنِ
الرَّبِّ .... طبيعي ان رجل شهوني مولع بالنساء ان يتغنى
بمثل هذا الكلام الذي تضمنه هذا السفر
فمن شدة ولعه وحبه للنساء تغنى عن علاقته بهن ووصف مفاتنهن
كما جاء بهذا السفر
عبد المسيح
يا بيتر ...سليمان رمز للمسيح فهو العريس والكنيسة العروس؟
فعبارات هذا السفر لا يمكن أن تنطبق على الحب الجسدانى ،
ولا تتفق مع قولك .. أنه نشيد تغنى به سليمان لنسائه ....عندما تكبر
سوف تفهم رموز هذا السفر
بيتر
لا أظن ان وجهة نظري سوف تتغير بكبر سني..انه كلام حب وعشق وهيام وجنس
عبد المسيح
هذا كلام الجسديين
بيتر
(الْمَحْبُوبَةُ): ليقبلني بِقُبْلاَتِ فَمِهِ، لأَنَّ حُبَّكَ أَلَذُّ مِنَ الْخَمْرِ.
عبد المسيح
المحبوبة {العروس} الكنيسة وهي التي تتحدث الي المحبوب {العريس}
المسيح {العريس} حيث تطلب منه أن تتذوق حب الآب ....قائلة
ليقبلني.....وتقولها بصيغة المجهول فهي تقصد الأب
ولاحظ أنها لا تشبع من قبلة واحدة بل تطلب الكثير... قبلات
فمه فهي تريد أن تفرح بحبه الأبوي وبأحضانه الأبوية.
حبك ألذ من الخمر... هذه عن المسيح والخمر تشير للفرح،
وحب المسيح يسكر النفس فتنس كل ما هو أرضي لتهيم في حب الله وحده.
حب النفس للمسيح هو حب عروس لعريسها.
بيتر
حب أبوي...هل تقبل ان تقول لك أختي
" لتقبلني بِقُبْلاَتِ فَمِك"؟
عبد المسيح
بالطبع لا ..فهذه قلة أدب لا اقبلها مطلقاً
بيتر
لكن هذا الكلام موجود بالكتاب المقدس
عبد المسيح
استخدامه بالكتاب المقدس استخدام رمزي
بيتر
أي كان فهو كلام يخدش الحياء????يتبع بإذن الله????????????=========================================================??(((((((((((((ماذا خسر العالم من وجود الكتاب المقدس؟؟)))
هذا البحث فى الواقع هو مرجع او خيط اساسى يجب ان يتتبع من خلاله النصارى كل أضافة لو افتراء مزيف اوجد على كتابهم .. هو سهل ويدلهم بالتحديد اين يتدارسوا المخالفات لكشف زيفها ... ما فى الكتاب من فحش وحث على الرذيله والجريمة ...الخ ، لا يتوفق ابدا مع ما نزل به الله على الرسل السابقين ..
فالمعلوم ان الله لا يامر بالفحشاء والسوء والمنكر .. وانما امر ربى ان نقيم الدين وننهى عن المنكر ونأمر بالمعروف وان ننتهى عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن ..
فكان لزاما علينا بعد ما قرأناه وعاصرناه من تطبيق لتعاليم الكتاب المقدس ، ان نبين للنصارى ، ان مايحدث ليس من شرع الله فى شىء ... وعليه ، يجب عليهم مراجعة عقائدهم وكتبهم وتصحيحها قبل فوات الآوان ...
ما شرعه الكتاب المقدس لأتباعه:
1زنى المحارم: الابن أنجب نفسه من أمه
فقد ادعى كتابكم سكر نبى الله لوط وزناه بابنتيه: (30وَصَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي الْجَبَلِ وَابْنَتَاهُ مَعَهُ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَسَكَنَ فِي الْمَغَارَةِ هُوَ وَابْنَتَاهُ. 31وَقَالَتِ الْبِكْرُ لِلصَّغِيرَةِ: «أَبُونَا قَدْ شَاخَ وَلَيْسَ فِي الأَرْضِ رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ كُلِّ الأَرْضِ. 32هَلُمَّ نَسْقِي أَبَانَا خَمْراً وَنَضْطَجِعُ مَعَهُ فَنُحْيِي مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 33فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَ أَبِيهَا وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا. 34وَحَدَثَ فِي الْغَدِ أَنَّ الْبِكْرَ قَالَتْ لِلصَّغِيرَةِ: «إِنِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ الْبَارِحَةَ مَعَ أَبِي. نَسْقِيهِ خَمْراً اللَّيْلَةَ أَيْضاً فَادْخُلِي اضْطَجِعِي مَعَهُ فَنُحْيِيَ مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 35فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَيْضاً وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا 36فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أَبِيهِمَا. 37فَوَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوآبَ» -وَهُوَ أَبُو الْمُوآبِيِّينَ إِلَى الْيَوْمِ. 38وَالصَّغِيرَةُ أَيْضاً وَلَدَتِ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «بِنْ عَمِّي» - وَهُوَ أَبُو بَنِي عَمُّونَ إِلَى الْيَوْمِ.) تكوين19: 30-38
وكذلك نبى الله موسى وأخوه هارون أولاد حرام (زواج غير شرعى):
يقول سفراللاويبن 18: 12 (عورة أخت أبيك لا تكشف إنها قريبة أبيك) ؛
إلا أن عمرام أبو نبى الله موسى قد تزوج عمته: (وأخذ عمرام يوكابد عمته زوجة له فولدت له هارون وموسى) الخروج 6 : 20
وكذلك نبى الله يعقوب يجمع بين الأختين: فقد تزوج ليئة وراحيل الأختين وأنجب منهما (تكوين 29: 23-30)؛ويحرم سفر اللاويين الجمع بين الأختين(لاويين18: 18)
وأيضاً نبى الله إبراهيم يتزوج من أخته لأبيه: تزوج نبى الله إبراهيم عليه السلام من سارة وهى أخته من أبيه (تكوين 20: 12) ؛ على الرغم من أن سفر اللاويين 18: 9 يحرم الزواج من الأخت للأب أو للأم!
وأيضاً نبى الله يهوذا عليه السلام يزنى بثامار زوجة ابنه: (تكوين الإصحاح 38).
وأيضاً نبى الله رأوبين يزنى بزوجة أبيه بلهة: (تكوين 35: 22 ؛ 49: 3-4)
وأيضاً الكتاب المقدس يعلمك كيف يزنى الأخ بأخته: (أمنون بن داود يزنى بأخته ثامار أخت أبشالوم بن داود) اقرأ سيناريو هذا الفيلم فى (صموئيل الثانى صح 13).
وأيضاً نبى الله حزقيال يشجع النساء على الزنى والفجور (حزقيال 16: 33-34)
2. الاستهانة بالزنى
فإذا كان أنبياء الله يزنون فكيف يكون شأن أتباع هؤلاء الأنبياء؟
نبى الله يهوذا عليه السلام يزنى بثامار زوجة ابنه: (تكوين الإصحاح 38).
نبى الله داود عليه السلام يزنى بجارته ”امرأة أوريا“ وخيانته العظمى للتخلص من زوجها وقتله: فى (صموئيل الثانى صح 11) !!!
نبى الله شاول يُزوِّج ابنته زوجة داود عليه السلام من شخص آخر وهى لم تُطلَّق من زوجها الأول: (44فَأَعْطَى شَاوُلُ مِيكَالَ ابْنَتَهُ امْرَأَةَ دَاوُدَ لِفَلْطِي بْنِ لاَيِشَ الَّذِي مِنْ جَلِّيمَ.) (صموئيل الأول 25: 44) و (14وَأَرْسَلَ دَاوُدُ رُسُلاً إِلَى إِيشْبُوشَثَ بْنِ شَاوُلَ يَقُولُ: «أَعْطِنِي امْرَأَتِي مِيكَالَ الَّتِي خَطَبْتُهَا لِنَفْسِي بِمِئَةِ غُلْفَةٍ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ». 15فَأَرْسَلَ إِيشْبُوشَثُ وَأَخَذَهَا مِنْ عِنْدِ رَجُلِهَا، مِنْ فَلْطِيئِيلَ بْنِ لاَيِشَ. 16وَكَانَ رَجُلُهَا يَسِيرُ مَعَهَا وَيَبْكِي وَرَاءَهَا إِلَى بَحُورِيمَ. فَقَالَ لَهُ أَبْنَيْرُ: «اذْهَبِ ارْجِعْ». فَرَجَعَ.) صموئيل الثانى 3: 14-16.
نبى الله إبراهيم ضحى بشرفه وشرف زوجته سارة مرة مع فرعون (تكوين 12: 11-16) ومرة مع أبيمالك (تكوين 20: 1-12)
نبى الله داود لا ينام إلا فى حضن امرأة عذراء: ملوك الأول 1: 1-4
نبى الله شمشون ذهب إلى غزة ورأى هناك امرأة زانية فدخل إليها(قضاة 16: 1)
نبى الله حزقيال شجع النساء على الزنى والفجور (حزقيال 16: 33-34)
وإذا كان الرب نفسه يدفع النساء العفيفات للزنى انتقاماً من أزواجهن ،فكيف يكون حال أولادهم وبناتهم؟
رب الأرباب انتقم من نبيه داود عليه السلام على زناه فيسلم أهل بيته للزنى: صموئيل الثانى 12: 11-12 ،
وعلى ذلك فلابد من نساء داود أن ينفذوا وعد الله ، وعلى ذلك فإن ما يقترفنه من الزنا يكون من البر والتقوى.
أضف إلى ذلك القوانين التى تدفع النساء إلى الزنى ومنها:
الكتاب المقدس يُرغِّب الرجال فى تجنب النساء عن طريق إخصاء أنفسهم:
(12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».) متى 19: 12
فأين حق النساء فى الزواج وهدوء النفس والمتعة الحلالإذا تتبع كل إنسان هذه التعليمات؟
وكيف يمنع الرب الزنى عن هذا الطريق؟ لقد رأينا أكبر حالات الزنى تأتى من المتبتلين أمثال برسوم وغيره الكثيرون فى كل بقاع الأرض.
وإذا كان هذا كلام الرب الذى يؤدى إلى دمار البشرية ، فلماذا تُحرِّمون تحديد النسل؟ وإذا كان هناك أناس ولدوا بعاهات بدون خصية ، فهل يُعمِّم الرب هذا التشوُّه على باقى البشر؟
فماذا يريد الرب بالضبط؟ هل يريد إفناء البشرية أم إعمارها؟
وهل تصفون هذا الرب الذى يأمر بذلك بإله المحبة؟
كما دفعهم للتبتل وعدم الزواج:
(1وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الأُمُورِ الَّتِي كَتَبْتُمْ لِي عَنْهَا فَحَسَنٌ لِلرَّجُلِ أَنْ لاَ يَمَسَّ امْرَأَةً. 2وَلَكِنْ لِسَبَبِ الزِّنَا لِيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدٍ امْرَأَتُهُ وَلْيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ رَجُلُهَا) كورنثوس الأولى 7: 1-2
ويرى بولس أن الرب لم يوحى شيئاً عن العذارى فأكمل ما نساه الرب قائلاً: (25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً. 26فَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا حَسَنٌ لِسَبَبِ الضِّيقِ الْحَاضِرِ. أَنَّهُ حَسَنٌ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَكُونَ هَكَذَا: 27أَنْتَ مُرْتَبِطٌ بِامْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبْ الِانْفِصَالَ. أَنْتَ مُنْفَصِلٌ عَنِ امْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبِ امْرَأَةً.) كورنثوس الأولى 7: 25-28
وأخذه الغرور فأكمل ما نساه الرب ، وفى النهاية تعتبروا كل هذا الكلام مقدساً من وحى الرب: (38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 7: 38-40
ومنع المطلقة أو المطلق أن يتزوج:
(32وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي.) متى 5: 32
فما الغرض من ذلك إلا دفعهم للتحرق والانفجار ثم اقتراف الزنى ، على الأخص إذا
قرأ نصوص الجنس الفاضح التى يعج بها سفر نشيد الإنشاد:
(لاَحَظْتُ بَيْنَ الْبَنِينَ غُلاَماً عَدِيمَ الْفَهْمِ 8عَابِراً فِي الشَّارِعِ عِنْدَ زَاوِيَتِهَا وَصَاعِداً فِي طَرِيقِ بَيْتِهَا. ... 10وَإِذَا بِامْرَأَةٍ اسْتَقْبَلَتْهُ فِي زِيِّ زَانِيَةٍ ... 13فَأَمْسَكَتْهُ وَقَبَّلَتْهُ. أَوْقَحَتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ لَهُ: ... 16بِالدِّيبَاجِ فَرَشْتُ سَرِيرِي بِمُوَشَّى كَتَّانٍ مِنْ مِصْرَ. 17عَطَّرْتُ فِرَاشِي بِمُرٍّ وَعُودٍ وَقِرْفَةٍ. 18هَلُمَّ نَرْتَوِ وُدّاً إِلَى الصَّبَاحِ. نَتَلَذَّذُ بِالْحُبِّ. 19لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ فِي الْبَيْتِ. ذَهَبَ فِي طَرِيقٍ بَعِيدَةٍ. 20أَخَذَ صُرَّةَ الْفِضَّةِ بِيَدِهِ. يَوْمَ الْهِلاَلِ يَأْتِي إِلَى بَيْتِهِ». 21أَغْوَتْهُ بِكَثْرَةِ فُنُونِهَا بِمَلْثِ شَفَتَيْهَا طَوَّحَتْهُ. 22ذَهَبَ وَرَاءَهَا لِوَقْتِهِ كَثَوْرٍ يَذْهَبُ إِلَى الذَّبْحِ أَوْ كَالْغَبِيِّ إِلَى قَيْدِ الْقِصَاصِ.) (أمثال 7: 7-22)
(وَافْرَحْ بِامْرَأَةِ شَبَابِكَ 19الظَّبْيَةِ الْمَحْبُوبَةِ وَالْوَعْلَةِ الزَّهِيَّةِ. لِيُرْوِكَ ثَدْيَاهَا فِي كُلِّ وَقْتٍ وَبِمَحَبَّتِهَا اسْكَرْ دَائِماً.) (أمثال 5: 18-19)
(10مَا أَجْمَلَ خَدَّيْكِ بِسُمُوطٍ وَعُنُقَكِ بِقَلاَئِدَ! ... 13صُرَّةُ الْمُرِّ حَبِيبِي لِي. بَيْنَ ثَدْيَيَّ يَبِيتُ. ... 15هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ يَا حَبِيبَتِي هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ. عَيْنَاكِ حَمَامَتَانِ. 16هَا أَنْتَ جَمِيلٌ يَا حَبِيبِي وَحُلْوٌ وَسَرِيرُنَا أَخْضَرُ.) (نشيد الإنشاد 1: 10-16)
(1فِي اللَّيْلِ عَلَى فِرَاشِي طَلَبْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي طَلَبْتُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ. 2إِنِّي أَقُومُ وَأَطُوفُ فِي الْمَدِينَةِ فِي الأَسْوَاقِ وَفِي الشَّوَارِعِ أَطْلُبُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي. طَلَبْتُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ. 3وَجَدَنِي الْحَرَسُ الطَّائِفُ فِي الْمَدِينَةِ فَقُلْتُ: «أَرَأَيْتُمْ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي؟» 4فَمَا جَاوَزْتُهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً حَتَّى وَجَدْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي فَأَمْسَكْتُهُ وَلَمْ أَرْخِهِ حَتَّى أَدْخَلْتُهُ بَيْتَ أُمِّي وَحُجْرَةَ مَنْ حَبِلَتْ بِي. 5أُحَلِّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ بِالظِّبَاءِ وَبِأَيَائِلِ الْحَقْلِ أَلاَّ تُيَقِّظْنَ وَلاَ تُنَبِّهْنَ الْحَبِيبَ حَتَّى يَشَاءَ.) نشيد الإنشاد 3: 1-5
(1هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ يَا حَبِيبَتِي هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ! عَيْنَاكِ حَمَامَتَانِ مِنْ تَحْتِ نَقَابِكِ. شَعْرُكِ كَقَطِيعِ مِعْزٍ رَابِضٍ عَلَى جَبَلِ جِلْعَادَ. 2أَسْنَانُكِ كَقَطِيعِ الْجَزَائِزِ الصَّادِرَةِ مِنَ الْغَسْلِ اللَّوَاتِي كُلُّ وَاحِدَةٍ مُتْئِمٌ وَلَيْسَ فِيهِنَّ عَقِيمٌ. 3شَفَتَاكِ كَسِلْكَةٍ مِنَ الْقِرْمِزِ. وَفَمُكِ حُلْوٌ. خَدُّكِ كَفِلْقَةِ رُمَّانَةٍ تَحْتَ نَقَابِكِ. 4عُنُقُكِ كَبُرْجِ دَاوُدَ الْمَبْنِيِّ لِلأَسْلِحَةِ. أَلْفُ مِجَنٍّ عُلِّقَ عَلَيْهِ كُلُّهَا أَتْرَاسُ الْجَبَابِرَةِ. 5ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْ ظَبْيَةٍ تَوْأَمَيْنِ يَرْعَيَانِ بَيْنَ السَّوْسَنِ. 6إِلَى أَنْ يَفِيحَ النَّهَارُ وَتَنْهَزِمَ الظِّلاَلُ أَذْهَبُ إِلَى جَبَلِ الْمُرِّ وَإِلَى تَلِّ اللُّبَانِ. 7كُلُّكِ جَمِيلٌ يَا حَبِيبَتِي لَيْسَ فِيكِ عَيْبَةٌ.) نشيد الإنشاد 4: 1-7
(1مَا أَجْمَلَ رِجْلَيْكِ بِالنَّعْلَيْنِ يَا بِنْتَ الْكَرِيمِ! دَوَائِرُ فَخْذَيْكِ مِثْلُ الْحَلِيِّ صَنْعَةِ يَدَيْ صَنَّاعٍ. 2سُرَّتُكِ كَأْسٌ مُدَوَّرَةٌ لاَ يُعْوِزُهَا شَرَابٌ مَمْزُوجٌ. بَطْنُكِ صُبْرَةُ حِنْطَةٍ مُسَيَّجَةٌ بِالسَّوْسَنِ. 3ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْنِ تَوْأَمَيْ ظَبْيَةٍ. 4عُنُقُكِ كَبُرْجٍ مِنْ عَاجٍ. عَيْنَاكِ كَالْبِرَكِ فِي حَشْبُونَ عِنْدَ بَابِ بَثِّ رَبِّيمَ. أَنْفُكِ كَبُرْجِ لُبْنَانَ النَّاظِرِ تُجَاهَ دِمَشْقَ. ... 6مَا أَجْمَلَكِ وَمَا أَحْلاَكِ أَيَّتُهَا الْحَبِيبَةُ بِاللَّذَّاتِ! 7قَامَتُكِ هَذِهِ شَبِيهَةٌ بِالنَّخْلَةِ وَثَدْيَاكِ بِالْعَنَاقِيدِ. 8قُلْتُ:«إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى النَّخْلَةِ وَأُمْسِكُ بِعُذُوقِهَا». وَتَكُونُ ثَدْيَاكِ كَعَنَاقِيدِ الْكَرْمِ وَرَائِحَةُ أَنْفِكِ كَالتُّفَّاحِ) نشيد الإنشاد 7: 1-8
(1لَيْتَكَ كَأَخٍ لِي الرَّاضِعِ ثَدْيَيْ أُمِّي فَأَجِدَكَ فِي الْخَارِجِ وَأُقَبِّلَكَ وَلاَ يُخْزُونَنِي. 2وَأَقُودُكَ وَأَدْخُلُ بِكَ بَيْتَ أُمِّي وَهِيَ تُعَلِّمُنِي فَأَسْقِيكَ مِنَ الْخَمْرِ الْمَمْزُوجَةِ مِنْ سُلاَفِ رُمَّانِي. 3شِمَالُهُ تَحْتَ رَأْسِي وَيَمِينُهُ تُعَانِقُنِي. 4أُحَلِّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ أَلاَّ تُيَقِّظْنَ وَلاَ تُنَبِّهْنَ الْحَبِيبَ حَتَّى يَشَاءَ.) نشيد الإنشاد 8: 1-4
(8لَنَا أُخْتٌ صَغِيرَةٌ لَيْسَ لَهَا ثَدْيَانِ. فَمَاذَا نَصْنَعُ لِأُخْتِنَا فِي يَوْمٍ تُخْطَبُ؟ 9إِنْ تَكُنْ سُوراً فَنَبْنِي عَلَيْهَا بُرْجَ فِضَّةٍ. وَإِنْ تَكُنْ بَاباً فَنَحْصُرُهَا بِأَلْوَاحِ أَرْزٍ. 10أَنَا سُورٌ وَثَدْيَايَ كَبُرْجَيْنِ. حِينَئِذٍ كُنْتُ فِي عَيْنَيْهِ كَوَاجِدَةٍ سَلاَمَةً.) نشيد الإنشاد 8: 8-10
(1وَكَـانَتْ إِلَيَّ كَلِمَةُ الرَّبِّ: 2[يَا ابْنَ آدَمَ, عَرِّفْ أُورُشَلِيمَ بِرَجَاسَاتِهَا .. .. 15[فَـاتَّكَلْتِ عَلَى جَمَالِكِ وَزَنَيْتِ عَلَى اسْمِكِ, وَسَكَبْتِ زِنَاكِ عَلَى كُلِّ عَابِرٍ فَكَانَ لَهُ. 16وَأَخَذْتِ مِنْ ثِيَابِكِ وَصَنَعْتِ لِنَفْسِكِ مُرْتَفَعَاتٍ مُوَشَّاةٍ وَزَنَيْتِ عَلَيْهَا. أَمْرٌ لَمْ يَأْتِ وَلَمْ يَكُنْ. .. .. وَصَنَعْتِ لِنَفْسِكِ صُوَرَ ذُكُورٍ وَزَنَيْتِ بِهَا. .. .. 25فِي رَأْسِ كُلِّ طَرِيقٍ بَنَيْتِ مُرْتَفَعَتَكِ وَرَجَّسْتِ جَمَالَكِ, وَفَرَّجْتِ رِجْلَيْكِ لِكُلِّ عَابِرٍ وَأَكْثَرْتِ زِنَاكِ. 26وَزَنَيْتِ مَعَ جِيرَانِكِ بَنِي مِصْرَ الْغِلاَظِ اللَّحْمِ, وَزِدْتِ فِي زِنَاكِ لإِغَاظَتِي. .. .. 33لِكُلِّ الزَّوَانِي يُعْطُونَ هَدِيَّةً, أَمَّا أَنْتِ فَقَدْ أَعْطَيْتِ كُلَّ مُحِبِّيكِ هَدَايَاكِ, وَرَشَيْتِهِمْ لِيَأْتُوكِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ لِلزِّنَا بِكِ. 34وَصَارَ فِيكِ عَكْسُ عَادَةِ النِّسَاءِ فِي زِنَاكِ, إِذْ لَمْ يُزْنَ وَرَاءَكِ, بَلْ أَنْتِ تُعْطِينَ أُجْرَةً وَلاَ أُجْرَةَ تُعْطَى لَكِ, فَصِرْتِ بِـالْعَكْس!) حزقيال 16: 1-34
3. الدياثة أسوة بنبى الله إبراهيم:
نبى الله إبراهيم لا يخشى الله ويضحى بشرفه وشرف زوجته سارة خوفاً على نفسه من القتل ولتحقيق مكاسب دنيوية، ويأمر زوجته بالكذبتكوين 12: 11-16)
نبى الله إبراهيم لا يخشى الله ويقبل التضحية بشرفه وشرف زوجته سارة، ولم يتعلم من الدرس الذى أخذه من حكايته مع فرعون: (تكوين 20: 1-12)
4 نكران الجميل: يَخلق الآب ويُعبَد غيره
فهناك العديد من النصوص التى تثبت أن عيسى عليه السلام رسول الله إلى بنى إسرائيل ، ومع ذلك تتركون الآب الذى عبده عيسى عليه السلام ، وتعبدون يسوع نفسه.
متى5: 48 (48فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ)
متى 6: 6-8 (6وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً.)
متى 6: 9-15 (9«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. 10لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ. 11خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ. 12وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. 13وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ. 14فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. 15وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضاً زَلَّاتِكُمْ.)
متى 10: 40-42 (40مَنْ يَقْبَلُكُمْ يَقْبَلُنِي وَمَنْ مرقس 6: 14-16 (14فَسَمِعَ هِيرُودُسُ الْمَلِكُ لأَنَّ اسْمَهُ صَارَ مَشْهُوراً. وَقَالَ: «إِنَّ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانَ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ وَلِذَلِكَ تُعْمَلُ بِهِ الْقُوَّاتُ». 15قَالَ آخَرُونَ: «إِنَّهُ
إِيلِيَّا». وَقَالَ آخَرُونَ: «إِنَّهُ نَبِيٌّ أَوْ كَأَحَدِ الأَنْبِيَاءِ». 16وَلَكِنْ لَمَّا سَمِعَ هِيرُودُسُ قَالَ: «هَذَا هُوَ يُوحَنَّا الَّذِي قَطَعْتُ أَنَا رَأْسَهُ. إِنَّهُ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ!»)
متى 23: 8-10 (8وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلاَ تُدْعَوْا سَيِّدِي لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ وَأَنْتُمْ جَمِيعاً إِخْوَةٌ. 9وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَباً عَلَى الأَرْضِ لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 10وَلاَ تُدْعَوْا مُعَلِّمِينَ لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ.)
يوحنا 3: 1-2 (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».)
متى 24: 36 (36وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ مَلاَئِكَةُ السَّمَاوَاتِ إِلاَّ أَبِي وَحْدَهُ.)
(41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».) يوحنا 11: 41-42 ، وأكَّدَ ذلك أيضاً بقوله: (20وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ.) لوقا 11: 20 وهذه شهادة لأحد معاصريه: (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.) أعمال الرسل 2: 22 ، (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».) يوحنا 3: 1-2
يوحنا 17: 1-3 (1تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِهَذَا وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ. مَجِّدِ ابْنَكَ لِيُمَجِّدَكَ ابْنُكَ أَيْضاً 2إِذْ أَعْطَيْتَهُ سُلْطَاناً عَلَى كُلِّ جَسَدٍ لِيُعْطِيَ حَيَاةً أَبَدِيَّةً لِكُلِّ مَنْ أَعْطَيْتَهُ. 3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
مرقس 9: 36-37 (36فَأَخَذَ وَلَداً وَأَقَامَهُ فِي وَسَطِهِمْ ثُمَّ احْتَضَنَهُ وَقَالَ لَهُمْ: 37«مَنْ قَبِلَ وَاحِداً مِنْ أَوْلاَدٍ مِثْلَ هَذَا بِاسْمِي يَقْبَلُنِي وَمَنْ قَبِلَنِي فَلَيْسَ يَقْبَلُنِي أَنَا بَلِ الَّذِي أَرْسَلَنِي».)
يوحنا 17: 3-4 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ
وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ)
مرقس 3: 35 (لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللَّهِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».)
يوحنا 11: 33-44 (33فَلَمَّا رَآهَا يَسُوعُ تَبْكِي وَالْيَهُودُ الَّذِينَ جَاءُوا مَعَهَا يَبْكُونَ انْزَعَجَ بِالرُّوحِ وَاضْطَرَبَ 34وَقَالَ: «أَيْنَ وَضَعْتُمُوهُ؟» قَالُوا لَهُ: «يَا سَيِّدُ تَعَالَ وَانْظُرْ». 35بَكَى يَسُوعُ. 36فَقَالَ الْيَهُودُ: «انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ يُحِبُّهُ». 37وَقَالَ بَعْضٌ مِنْهُمْ: «أَلَمْ يَقْدِرْ هَذَا الَّذِي فَتَحَ عَيْنَيِ الأَعْمَى أَنْ يَجْعَلَ هَذَا أَيْضاً لاَ يَمُوتُ؟». 38فَانْزَعَجَ يَسُوعُ أَيْضاً فِي نَفْسِهِ وَجَاءَ إِلَى الْقَبْرِ وَكَانَ مَغَارَةً وَقَدْ وُضِعَ عَلَيْهِ حَجَرٌ. 39قَالَ يَسُوعُ: «ارْفَعُوا الْحَجَرَ». قَالَتْ لَهُ مَرْثَا أُخْتُ الْمَيْتِ: «يَا سَيِّدُ قَدْ أَنْتَنَ لأَنَّ لَهُ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ». 40قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَلَمْ أَقُلْ لَكِ: إِنْ آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ اللَّهِ؟». 41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي». 43وَلَمَّا قَالَ هَذَا صَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «لِعَازَرُ هَلُمَّ خَارِجاً» 44فَخَرَجَ الْمَيْتُ وَيَدَاهُ وَرِجْلاَهُ مَرْبُوطَاتٌ بِأَقْمِطَةٍ وَوَجْهُهُ مَلْفُوفٌ بِمِنْدِيلٍ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «حُلُّوهُ وَدَعُوهُ يَذْهَبْ».)
يوحنا 3: 24 (24اَللَّهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا».) ، فإذا كان الله روح ، ولا يمكن أن يرى الإنسان هذا الروح فإن (اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ.) يوحنا 1: 18. فكيف يكون عيسى عليه السلام هو الله. وهل الله له جسد أو مولود من الجسد؟ لا. لأن (6اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ.) يوحنا 3: 6 ، وعيسى (كُلُّ رُوحٍ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَهُوَ مِنَ اللهِ، 3وَكُلُّ رُوحٍ لاَ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ.) رسالة يوحنا الأولى 4: 2-3، وكان لعيسى عليه السلام جسد ، لأنه ليس للروح عظام أو لحم (فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ) لوقا 24: 39
(16وَإِذَا وَاحِدٌ تَقَدَّمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟» 17فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ. وَلَكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا».) متى 19: 16-17 ، (16اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.) يوحنا 14: 16، (سَمِعْتُمْ أَنِّي قُلْتُ لَكُمْ أَنَا أَذْهَبُ ثُمَّ آتِي إِلَيْكُمْ. لَوْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لَكُنْتُمْ تَفْرَحُونَ لأَنِّي قُلْتُ أَمْضِي إِلَى الآبِ لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.) يوحنا 14: 28 لكن أن تدعونه إلهاً فهذا قمة الزيغ عن الحق! فكيف يكون إلهاً ، والله لم يره أحد قط كما قال؟ (18اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ.) يوحنا 1: 18
مرقس 7: 34 (34وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَأَنَّ وَقَالَ لَهُ: «إِفَّثَا». أَيِ انْفَتِحْ.) يا ترى لماذا رفع عينيه إلى السماء؟ وماذا قال وهو يَئِنُ؟ كانوا يدعوا الآب؟ نعم. إذن فهو لا يقدر أن يفعل من نفسه شيئاً. (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.) يوحنا 5: 30 ، (20لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ وَسَيُرِيهِ أَعْمَالاً أَعْظَمَ مِنْ هَذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ.) يوحنا 5: 20 ، فكيف تقولون بإتحاد الابن مع الآب؟ هل الإتحاد يعنى أنَّ فرد منهم فى السماء والآخر على الأرض؟ (37وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ وَلاَ أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ) يوحنا 5: 37
هل تريد أن تعلم ماذا كان يقول عندما رفع نظره للسماء؟ فاقرأ قوله (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ. 5وَالآنَ مَجِّدْنِي أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِالْمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ الْعَالَمِ.
6«أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ. كَانُوا لَكَ وَأَعْطَيْتَهُمْ لِي وَقَدْ حَفِظُوا كلاَمَكَ. 7وَالآنَ عَلِمُوا أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَيْتَنِي هُوَ مِنْ عِنْدِكَ 8لأَنَّ الْكلاَمَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِيناً أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.) يوحنا 17: 3-8
(25أَيُّهَا الآبُ الْبَارُّ إِنَّ الْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ وَهَؤُلاَءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.) يوحنا 17: 25
متى 26: 36-44 (36حِينَئِذٍ جَاءَ مَعَهُمْ يَسُوعُ إِلَى ضَيْعَةٍ يُقَالُ لَهَا جَثْسَيْمَانِي فَقَالَ لِلتَّلاَمِيذِ: «اجْلِسُوا هَهُنَا حَتَّى أَمْضِيَ وَأُصَلِّيَ هُنَاكَ». 37ثُمَّ أَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ وَابْنَيْ زَبْدِي وَابْتَدَأَ يَحْزَنُ وَيَكْتَئِبُ. 38فَقَالَ لَهُمْ: «نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى الْمَوْتِ. امْكُثُوا هَهُنَا وَاسْهَرُوا مَعِي». 39ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ». 40ثُمَّ جَاءَ إِلَى التَّلاَمِيذِ فَوَجَدَهُمْ نِيَاماً فَقَالَ لِبُطْرُسَ: «أَهَكَذَا مَا قَدَرْتُمْ أَنْ تَسْهَرُوا مَعِي سَاعَةً وَاحِدَةً؟ 41اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلَّا تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ». 42فَمَضَى أَيْضاً ثَانِيَةً وَصَلَّى قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ إِلاَّ أَنْ أَشْرَبَهَا فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ». 43ثُمَّ جَاءَ فَوَجَدَهُمْ أَيْضاً نِيَاماً إِذْ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ ثَقِيلَةً. 44فَتَرَكَهُمْ وَمَضَى أَيْضاً وَصَلَّى ثَالِثَةً قَائِلاً ذَلِكَ الْكَلاَمَ بِعَيْنِهِ.)
(10فَخَرَرْتُ أَمَامَ رِجْلَيْهِ لأَسْجُدَ لَهُ، فَقَالَ لِيَ: «انْظُرْ لاَ تَفْعَلْ! أَنَا عَبْدٌ مَعَكَ وَمَعَ إِخْوَتِكَ الَّذِينَ عِنْدَهُمْ شَهَادَةُ يَسُوعَ. اسْجُدْ لِلَّهِ. فَإِنَّ شَهَادَةَ يَسُوعَ هِيَ رُوحُ النُّبُوَّةِ».) رؤيا يوحنا 19: 10
متى 27: 43(43قَدِ اتَّكَلَ عَلَى اللَّهِ فَلْيُنْقِذْهُ الآنَ إِنْ أَرَادَهُ! لأَنَّهُ قَالَ: أَنَا ابْنُ اللَّهِ!»)
متى 27: 46 (46وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِيلِي إِيلِي لَمَا شَبَقْتَنِي» (أَيْ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟) أيصرخ الله؟ أيخاف الله من الموت؟ أيموت الإله؟ ومن هو إله الله؟ من هو الإله الخائن الذى ضحك على الإله الطيب وتركه يُصلَب؟
(3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.) يوحنا 17: 3 ، (24«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.) يوحنا 5: 24 (هَذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً 7وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. 8لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ: …».) مرقس 7: 6-8، (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.) يوحنا 5: 30
فلو كان عيسى عليه السلام هو الله بنفسه وتجسَّدَ فى صورة بشر ونزل ليُصلَب كفارة عن خطيئة آدم ، لكان هو المسئول عن إضلال البشر الذين لم يتخذوه إلهاً. لأنه لم يأمر أتباعه ولا معاصريه بالسجود له وعبادته ، ولأنه لم يأت بنصوص واضحة تبين أنه هو الله ، وتحدد شريعته ، فهل يُعقل مثل هذا؟
لقد حدَّدَ عيسى عليه السلام أنه قد جاء لا لينقض الناموس أو الأنبياء بل ليُكمل(متى 5: 17)، فهل أكمل أم لا؟ وإذا كان قد أكمل، فما حاجتكم وحاجته هو نفسه لرسائل بولس؟
5- عدم تحملكم المسئولية وظلم الآخرين
فإيمانكم بفرية الخطيئة الأزلية ، قد جعلتكم ترضون بظلم الله ، من أجل رفع هذا الإثم عنكم ، فبذلك ظلمتم الإله.
وعلقتم ذنب آدم على البشرية كلها ، وعلى الأخص المرأة ، وهذا من الآثام ، لأنكم ظلمتم كل الأبرار الذين عاشوا وماتوا قبل صلب إلهكم ، وجعلتكم تضطهدون المرأة ، وتحرقون النساء تحت زعم أنهن السبب فى مشاكلكم ، وظناً منكم أن هذا انتصاراً لله.
وجعلتم دخولكم الجنة يتوقف على إيمانكم بيسوع كإله وإياه مصلوباً، وهو سوف يتحمل عنكم ذنوبكم كلها ، وليس من العدل أن يتوقف دخول الجنة على الإيمان فقط ، لأن هذا
يعطيكم فرصاً أكبر للإساءة وارتكاب الآثام فى حق من تخالطوهم
………………………………
كتبة الاخ :علاء ابو بكر؟؟؟؟؟ماذاخسر العالم من وجود الكتاب المقدس؟؟
6- الخروج من جماعة الرب:
فقد اخترع لكم بولس ديناً جديداً وعبادة غير التى أمر بها يسوع: وبذلك أخرجكم من جماعة الرب بطرق عديدة ، منها:
1) اخترع لهم اسم (المسيحيين) أي (عابدي المسيح) – والكنيسة:
(26فَحَدَثَ أَنَّهُمَا اجْتَمَعَا فِي الْكَنِيسَةِ سَنَةً كَامِلَةً وَعَلَّمَا جَمْعاً غَفِيراً. وَدُعِيَ التَّلاَمِيذُ «مَسِيحِيِّينَ» فِي أَنْطَاكِيَةَ أَوَّلاً.) (أعمال 11: 26)
والعجيب أن من يتابع كتاب (أعمال الرسل) سيجد أن بولس لم يدخل أي كنيسة – ولا تلاميذ المسيح.
2) اخترع لهم نظام القساوسة – وألغى النظام القديم (المشايخ):
(6فَاجْتَمَعَ الرُّسُلُ وَالْمَشَايِخُ لِيَنْظُرُوا فِي هَذَا الأَمْرِ.) أعمال الرسل 15: 6
(23وَانْتَخَبَا لَهُمْ قُسُوساً فِي كُلِّ كَنِيسَةٍ ثُمَّ صَلَّيَا بِأَصْوَامٍ وَاسْتَوْدَعَاهُمْ لِلرَّبِّ الَّذِي كَانُوا قَدْ آمَنُوا بِهِ.) أعمال الرسل 14: 23
3) اخترع (الأساقفة) أي رؤساء الكهنة بدلا من (الشيوخ):
(28اِحْتَرِزُوا اذاً لأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ الرَّعِيَّةِ الَّتِي أَقَامَكُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً لِتَرْعُوا كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ.) أعمال الرسل 20: 28
4) طلب من المسيحيين ألا يخالطوا الزاني والسكِّير منهم فقط ، وألا يفعلوا ذلك مع الذين لم يتنصروا:
(11وَأَمَّا الآنَ فَكَتَبْتُ إِلَيْكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ مَدْعُوٌّ أَخاً زَانِياً أَوْ طَمَّاعاً أَوْ عَابِدَ وَثَنٍ أَوْ شَتَّاماً أَوْ سِكِّيراً أَوْ خَاطِفاً أَنْ لاَ تُخَالِطُوا وَلاَ تُؤَاكِلُوا مِثْلَ هَذَا. 12لأَنَّهُ مَاذَا لِي أَنْ أَدِينَ الَّذِينَ مِنْ خَارِجٍ أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ تَدِينُونَ الَّذِينَ مِنْ دَاخِلٍ. 13أَمَّا الَّذِينَ مِنْ خَارِجٍ فَاللَّهُ يَدِينُهُمْ. فَاعْزِلُوا الْخَبِيثَ مِنْ بَيْنِكُمْ.) كورنثوس الأولى 5: 11-13
5) دعاكم لإخصاء أنفسكم: (12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».) متى 19: 12 ، على الرغم من الأمر الإلهى: («لا يَدْخُل مَخْصِيٌّ بِالرَّضِّ أَوْ مَجْبُوبٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.) تثنية 23: 1
6) يشجع على الرهبنة (وهي نظام يهودي):
(1وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الأُمُورِ الَّتِي كَتَبْتُمْ لِي عَنْهَا فَحَسَنٌ لِلرَّجُلِ أَنْ لاَ يَمَسَّ امْرَأَةً.) كورنثوس الأولى 7: 1
(8وَلَكِنْ أَقُولُ لِغَيْرِ الْمُتَزَوِّجِينَ وَلِلأَرَامِلِ إِنَّهُ حَسَنٌ لَهُمْ إِذَا لَبِثُوا كَمَا أَنَا.) كورنثوس الأولى 7: 8
(37وَأَمَّا مَنْ أَقَامَ رَاسِخاً فِي قَلْبِهِ وَلَيْسَ لَهُ اضْطِرَارٌ بَلْ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى إِرَادَتِهِ وَقَدْ عَزَمَ عَلَى هَذَا فِي قَلْبِهِ أَنْ يَحْفَظَ عَذْرَاءَهُ فَحَسَناً يَفْعَلُ. 38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ.) كورنثوس الأولى 7: 37-38
وهو عكس كلامه الذى فيه يحرض الرجل على أن يعتزل زوجته ولا يمسها:
(1وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الأُمُورِ الَّتِي كَتَبْتُمْ لِي عَنْهَا فَحَسَنٌ لِلرَّجُلِ أَنْ لاَ يَمَسَّ امْرَأَةً.) كورنثوس الأولى 7: 1 (فلماذا تزوج إذاً؟
7) يرفض الأرامل صغار السن ويُحرِّض على عدم زواج الأرامل كلهن:
(11أَمَّا الأَرَامِلُ الْحَدَثَاتُ [صغار السن] فَارْفُضْهُنَّ، لأَنَّهُنَّ مَتَى بَطِرْنَ عَلَى الْمَسِيحِ يُرِدْنَ أَنْ يَتَزَوَّجْنَ، 12وَلَهُنَّ دَيْنُونَةٌ لأَنَّهُنَّ رَفَضْنَ الإِيمَانَ الأَوَّلَ. 13وَمَعَ ذَلِكَ أَيْضاً يَتَعَلَّمْنَ أَنْ يَكُنَّ بَطَّالاَتٍ، يَطُفْنَ فِي الْبُيُوتِ. وَلَسْنَ بَطَّالاَتٍ فَقَطْ بَلْ مِهْذَارَاتٌ أَيْضاً، وَفُضُولِيَّاتٌ، يَتَكَلَّمْنَ بِمَا لاَ يَجِبُ.) تيموثاوس الأولى 5: 11-13
(38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 7: 38-40
8) يحرض على زواج المؤمنين والمؤمنات – من الكافرات والكافرين:
(12وَأَمَّا الْبَاقُونَ فَأَقُولُ لَهُمْ أَنَا لاَ الرَّبُّ: إِنْ كَانَ أَخٌ لَهُ امْرَأَةٌ غَيْرُ مُؤْمِنَةٍ وَهِيَ تَرْتَضِي أَنْ تَسْكُنَ مَعَهُ فَلاَ يَتْرُكْهَا. 13وَالْمَرْأَةُ الَّتِي لَهَا رَجُلٌ غَيْرُ مُؤْمِنٍ وَهُوَ يَرْتَضِي أَنْ يَسْكُنَ مَعَهَا فَلاَ تَتْرُكْهُ.) كورنثوس الأولى 7: 12-13
9) يؤيد انفصال الزوج عن زوجته (أي الطلاق):
(27أَنْتَ مُرْتَبِطٌ بِامْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبْ الِانْفِصَالَ. أَنْتَ مُنْفَصِلٌ عَنِ امْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبِ امْرَأَةً. 28لَكِنَّكَ وَإِنْ تَزَوَّجْتَ لَمْ تُخْطِئْ. وَإِنْ تَزَوَّجَتِ الْعَذْرَاءُ لَمْ تُخْطِئْ. وَلَكِنَّ مِثْلَ هَؤُلاَءِ يَكُونُ لَهُمْ ضِيقٌ فِي الْجَسَدِ. وَأَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُشْفِقُ عَلَيْكُمْ.) كورنثوس الأولى 7: 27-28
(32فَأُرِيدُ أَنْ تَكُونُوا بِلاَ هَمٍّ. غَيْرُ الْمُتَزَوِّجِ يَهْتَمُّ فِي مَا لِلرَّبِّ كَيْفَ يُرْضِي الرَّبَّ 33وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجُ فَيَهْتَمُّ فِي مَا لِلْعَالَمِ كَيْفَ يُرْضِي امْرَأَتَهُ. 34إِنَّ بَيْنَ الزَّوْجَةِ وَالْعَذْرَاءِ فَرْقاً: غَيْرُ الْمُتَزَوِّجَةِ تَهْتَمُّ فِي مَا لِلرَّبِّ لِتَكُونَ مُقَدَّسَةً جَسَداً وَرُوحاً. وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجَةُ فَتَهْتَمُّ فِي مَا لِلْعَالَمِ كَيْفَ تُرْضِي رَجُلَهَا.) كورنثوس الأولى 7: 32-34
10) يُحلل تعدد الزوجات وهذا عكس الكلام المنسوب للمسيح في الأناجيل تماما:
(27أَنْتَ مُرْتَبِطٌ بِامْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبْ الِانْفِصَالَ. أَنْتَ مُنْفَصِلٌ عَنِ امْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبِ امْرَأَةً. 28لَكِنَّكَ وَإِنْ تَزَوَّجْتَ لَمْ تُخْطِئْ. وَإِنْ تَزَوَّجَتِ الْعَذْرَاءُ لَمْ تُخْطِئْ. وَلَكِنَّ مِثْلَ هَؤُلاَءِ يَكُونُ لَهُمْ ضِيقٌ فِي الْجَسَدِ. وَأَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُشْفِقُ عَلَيْكُمْ.) كورنثوس الأولى 7: 27-28
ولم يقصر الزواج بامرأة واحدة إلا على الأساقفة ، وهذا دليل انتشار تعدد الزوجات تبعاً لناموس موسى ، واقتداءً بسنة الأنبياء: (2فَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ الأُسْقُفُ بِلاَ لَوْمٍ، بَعْلَ امْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ، صَاحِياً، عَاقِلاً، مُحْتَشِماً، مُضِيفاً لِلْغُرَبَاءِ، صَالِحاً لِلتَّعْلِيمِ، 3غَيْرَ مُدْمِنِ الْخَمْرِ، وَلاَ ضَرَّابٍ، وَلاَ طَامِعٍ بِالرِّبْحِ الْقَبِيحِ، بَلْ حَلِيماً، غَيْرَ مُخَاصِمٍ، وَلاَ مُحِبٍّ لِلْمَالِ، 4يُدَبِّرُ بَيْتَهُ حَسَناً، لَهُ أَوْلاَدٌ فِي الْخُضُوعِ بِكُلِّ وَقَارٍ.) تيموثاوس الأولى 3: 2
11 - أباح للمطلَّقة الزواج:
فقد تم تحريمها عند متى: (31«وَقِيلَ: مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَلْيُعْطِهَا كِتَابَ طَلاَقٍ 32وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي.)متى5: 31-32
وأباحها بولس: (27أَنْتَ مُرْتَبِطٌ بِامْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبْ الِانْفِصَالَ. أَنْتَ مُنْفَصِلٌ عَنِ امْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبِ امْرَأَةً. 28لَكِنَّكَ وَإِنْ تَزَوَّجْتَ لَمْ تُخْطِئْ.) كورنثوس الأولى 7: 27-28
12 - كأس الخمر في الكنيسة هو شركة دم المسيح، والخبز هو شركة جسد المسيح (وليسا دم وجسد المسيح): (16كَأْسُ الْبَرَكَةِ الَّتِي نُبَارِكُهَا أَلَيْسَتْ هِيَ شَرِكَةَ دَمِ الْمَسِيحِ؟ الْخُبْزُ الَّذِي نَكْسِرُهُ أَلَيْسَ هُوَ شَرِكَةَ جَسَدِ الْمَسِيحِ؟ 17فَإِنَّنَا نَحْنُ الْكَثِيرِينَ خُبْزٌ وَاحِدٌ جَسَدٌ وَاحِدٌ لأَنَّنَا جَمِيعَنَا نَشْتَرِكُ فِي الْخُبْزِ الْوَاحِدِ.) كورنثوس الأولى 10: 16-17
13- تغطي رأسها في الصلاة فقط – لأجل الملائكة؟ والتي لا تفعل يُقَص شعرها (أى تُشوَّه):
(6إِذِ الْمَرْأَةُ إِنْ كَانَتْ لاَ تَتَغَطَّى فَلْيُقَصَّ شَعَرُهَا. وَإِنْ كَانَ قَبِيحاً بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُقَصَّ أَوْ تُحْلَقَ فَلْتَتَغَطَّ. 7فَإِنَّ الرَّجُلَ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُغَطِّيَ رَأْسَهُ لِكَوْنِهِ صُورَةَ اللهِ وَمَجْدَهُ. وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَهِيَ مَجْدُ الرَّجُلِ. 8لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنَ الْمَرْأَةِ<
20) ألغى الصوم والأعياد: (يدعوها: عبادة الملائكة وعبادة نافلة ليس لها قيمة):
(16فَلاَ يَحْكُمْ عَلَيْكُمْ أحَدٌ فِي أكْلٍ أوْ شُرْبٍ، اوْ مِنْ جِهَةِ عِيدٍ اوْ هِلاَلٍ اوْ سَبْتٍ، 17الَّتِي هِيَ ظِلُّ الأُمُورِ الْعَتِيدَةِ، وَأَمَّا الْجَسَدُ فَلِلْمَسِيحِ. 18لاَ يُخَسِّرْكُمْ احَدٌ الْجِعَالَةَ، رَاغِباً فِي التَّوَاضُعِ وَعِبَادَةِ الْمَلاَئِكَةِ، مُتَدَاخِلاً فِي مَا لَمْ يَنْظُرْهُ، مُنْتَفِخاً بَاطِلاً مِنْ قِبَلِ ذِهْنِهِ الْجَسَدِيِّ، 19وَغَيْرَ مُتَمَسِّكٍ بِالرَّأْسِ الَّذِي مِنْهُ كُلُّ الْجَسَدِ بِمَفَاصِلَ وَرُبُطٍ، مُتَوَازِراً وَمُقْتَرِناً يَنْمُو نُمُوّاً مِنَ اللهِ. 20إِذاً انْ كُنْتُمْ قَدْ مُتُّمْ مَعَ الْمَسِيحِ عَنْ ارْكَانِ الْعَالَمِ، فَلِمَاذَا كَأَنَّكُمْ عَائِشُونَ فِي الْعَالَمِ، تُفْرَضُ عَلَيْكُمْ فَرَائِضُ: 21لاَ تَمَسَّ، وَلاَ تَذُقْ، وَلاَ تَجُسَّ؟ 22الَّتِي هِيَ جَمِيعُهَا لِلْفَنَاءِ فِي الاِسْتِعْمَالِ، حَسَبَ وَصَايَا وَتَعَالِيمِ النَّاسِ، 23الَّتِي لَهَا حِكَايَةُ حِكْمَةٍ، بِعِبَادَةٍ نَافِلَةٍ، وَتَوَاضُعٍ، وَقَهْرِ الْجَسَدِ، لَيْسَ بِقِيمَةٍ مَا مِنْ جِهَةِ اشْبَاعِ الْبَشَرِيَّةِ.) رسالة كولوسى 2: 16-23
21) يهاجم الصوم الذي يصومه المسيحيون الآن ، ويهاجم الرهبنة (لأنها كانت عبادات يهودية) ويصف من يفعل ذلك بأنهم شياطين ضالين ومضلين:
(1وَلَكِنَّ الرُّوحَ يَقُولُ صَرِيحاً: إِنَّهُ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ يَرْتَدُّ قَوْمٌ عَنِ الإِيمَانِ، تَابِعِينَ أَرْوَاحاً مُضِلَّةً وَتَعَالِيمَ شَيَاطِينَ، 2فِي رِيَاءِ أَقْوَالٍ كَاذِبَةٍ، مَوْسُومَةً ضَمَائِرُهُمْ، 3مَانِعِينَ عَنِ الزِّوَاجِ، وَآمِرِينَ أَنْ يُمْتَنَعَ عَنْ أَطْعِمَةٍ قَدْ خَلَقَهَا اللهُ لِتُتَنَاوَلَ بِالشُّكْرِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَعَارِفِي الْحَقِّ. 4لأَنَّ كُلَّ خَلِيقَةِ اللهِ جَيِّدَةٌ، وَلاَ يُرْفَضُ شَيْءٌ إِذَا أُخِذَ مَعَ الشُّكْرِ، 5لأَنَّهُ يُقَدَّسُ بِكَلِمَةِ اللهِ وَالصَّلاَةِ.) تيموثاوس الأولى 4: 1-5
22) اخترع وضع أيدي المشيخة (القساوسة) على الناس لأجل إعطائهم البركة:
(14لاَ تُهْمِلِ الْمَوْهِبَةَ الَّتِي فِيكَ الْمُعْطَاةَ لَكَ بِالنُّبُوَّةِ مَعَ وَضْعِ أَيْدِي الْمَشْيَخَةِ.) رسالة تيموثاوس الأولى 4: 14
23) الخمر يعالج أمراض المعدة والأسقام الكثيرة؟:
(23لاَ تَكُنْ فِي مَا بَعْدُ شَرَّابَ مَاءٍ، بَلِ اسْتَعْمِلْ خَمْراً قَلِيلاً مِنْ أَجْلِ مَعِدَتِكَ وَأَسْقَامِكَ الْكَثِيرَةِ.) تيموثاوس الأولى 5: 23
24) ألغى الختان:ففى الوقت الذى يتمسك فيه الله بالختان قائلاً:
(9وَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيمَ: «وَأَمَّا أَنْتَ فَتَحْفَظُ عَهْدِي أَنْتَ وَنَسْلُكَ مِنْ بَعْدِكَ فِي أَجْيَالِهِمْ. 10هَذَا هُوَ عَهْدِي الَّذِي تَحْفَظُونَهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ: يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ 11فَتُخْتَنُونَ فِي لَحْمِ غُرْلَتِكُمْ فَيَكُونُ عَلاَمَةَ عَهْدٍ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ. 12اِبْنَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ فِي أَجْيَالِكُمْ: وَلِيدُ الْبَيْتِ وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّةٍ مِنْ كُلِّ ابْنِ غَرِيبٍ لَيْسَ مِنْ نَسْلِكَ. 13يُخْتَنُ خِتَاناً وَلِيدُ بَيْتِكَ وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّتِكَ فَيَكُونُ عَهْدِي فِي لَحْمِكُمْ عَهْداً أَبَدِيّاً. 14وَأَمَّا الذَّكَرُ الأَغْلَفُ الَّذِي لاَ يُخْتَنُ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ فَتُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا. إِنَّهُ قَدْ نَكَثَ عَهْدِي».) تكوين 17: 9-14
وفى الوقت الذى خُتِنَ الإله نفسه على الأرض:
وهذا ما فعله عيسى ويوحنا المعمدان عليهما السلام (59وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ جَاءُوا لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ وَسَمَّوْهُ بِاسْمِ أَبِيهِ زَكَرِيَّا. 60فَقَالَتْ أُمُّهُ: «لاَ بَلْ يُسَمَّى يُوحَنَّا».) لوقا 1: 59-60 ، (21وَلَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ سُمِّيَ يَسُوعَ كَمَا تَسَمَّى مِنَ الْمَلاَكِ قَبْلَ أَنْ حُبِلَ بِهِ فِي الْبَطْنِ.) لوقا 2: 21
قرَّرَ بولس من إخراجكم من عهد الرب وعنايته ، بإبطال الختان فقال:
(أَنَا بُولُسُ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنِ اخْتَتَنْتُمْ لاَ يَنْفَعُكُمُ الْمَسِيحُ شَيْئاً!) غلاطية 5: 2
(4قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ. 5فَإِنَّنَا بِالرُّوحِ مِنَ الإِيمَانِ نَتَوَقَّعُ رَجَاءَ بِرٍّ. 6لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئاً وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ.) غلاطية 5: 4-6
25) أبطل الناموس:
(18فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضُعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا، 19إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئاً.) عبرانيين 7: 18-19
(13فَإِذْ قَالَ«جَدِيداً» عَتَّقَ الأَوَّلَ.وَأَمَّا مَا عَتَقَ وَشَاخَ فَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ الاِضْمِحْلاَلِ) عبرانيين8: 13
(7فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ ذَلِكَ الأَوَّلُ بِلاَ عَيْبٍ لَمَا طُلِبَ مَوْضِعٌ لِثَانٍ.) عبرانيين 8: 7
(9ثُمَّ قَالَ: «هَئَنَذَا أَجِيءُ لأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا أَللهُ». يَنْزِعُ الأَوَّلَ لِكَيْ يُثَبِّتَ الثَّانِيَ.)عبرانيين10: 9
(16إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.) غلاطية 2: 16
(5وَأَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ وَلَكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرّاً.) رومية 4: 5
(4قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ. 5فَإِنَّنَا بِالرُّوحِ مِنَ الإِيمَانِ نَتَوَقَّعُ رَجَاءَ بِرٍّ. 6لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئاً وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ.) غلاطية 5: 4-6
(20لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ. لأَنَّ بِالنَّامُوسِ مَعْرِفَةَ الْخَطِيَّةِ. 21وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ ظَهَرَ بِرُّ اللهِ بِدُونِ النَّامُوسِ مَشْهُوداً لَهُ مِنَ النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ.) رومية 3: 20-21
(27فَأَيْنَ الافْتِخَارُ؟ قَدِ انْتَفَى! بِأَيِّ نَامُوسٍ؟ أَبِنَامُوسِ الأَعْمَالِ؟ كَلاَّ! بَلْ بِنَامُوسِ الإِيمَانِ. 28إِذاً نَحْسِبُ أَنَّ الإِنْسَانَ يَتَبَرَّرُ بِالإِيمَانِ بِدُونِ أَعْمَالِ النَّامُوسِ.) رومية 3: 27-28
(20وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ.) رومية 5: 20
(21لَسْتُ أُبْطِلُ نِعْمَةَ اللهِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِالنَّامُوسِ بِرٌّ، فَالْمَسِيحُ إِذاً مَاتَ بِلاَ سَبَبٍ.) غلاطية 2: 21
(أَمَّا شَوْكَةُ الْمَوْتِ فَهِيَ الْخَطِيَّةُ وَقُوَّةُ الْخَطِيَّةِ هِيَ النَّامُوسُ)كورنثوس الأولى15: 56
26) اخترع أسطورة الخطيئة الأزلية:
(بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 12
(29فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لاَ يَقُولُونَ بَعْدُ: الآبَاءُ أَكَلُوا حِصْرِماً وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ. 30بَلْ: كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ. كُلُّ إِنْسَانٍ يَأْكُلُ الْحِصْرِمَ تَضْرَسُ أَسْنَانُهُ.) إرمياء31: 29-30
(16«لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.) التثنية ؟؟؟؟؟:
(2لأَنِّي لَمْ أَعْزِمْ أَنْ أَعْرِفَ شَيْئاً بَيْنَكُمْ إِلاَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوباً.) كورنثوس الأولى 2: 2
و "…... وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة " (عبرانيين 9: 22).
(8وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا. 9فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ. 10لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ. 11وَلَيْسَ ذَلِكَ فَقَطْ بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضاً بِاللَّهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الَّذِي نِلْنَا بِهِ الآنَ الْمُصَالَحَةَ. 12مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ. 13فَإِنَّهُ حَتَّى النَّامُوسِ كَانَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْعَالَمِ. عَلَى أَنَّ الْخَطِيَّةَ لاَ تُحْسَبُ إِنْ لَمْ يَكُنْ نَامُوسٌ. 14لَكِنْ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ مِنْ آدَمَ إِلَى مُوسَى وَذَلِكَ عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُخْطِئُوا عَلَى شِبْهِ تَعَدِّي آدَمَ الَّذِي هُوَ مِثَالُ الآتِي. 15وَلَكِنْ لَيْسَ كَالْخَطِيَّةِ هَكَذَا أَيْضاً الْهِبَةُ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ وَاحِدٍ مَاتَ الْكَثِيرُونَ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً نِعْمَةُ اللهِ وَالْعَطِيَّةُ بِالنِّعْمَةِ الَّتِي بِالإِنْسَانِ الْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ قَدِ ازْدَادَتْ لِلْكَثِيرِينَ. 16وَلَيْسَ كَمَا بِوَاحِدٍ قَدْ أَخْطَأَ هَكَذَا الْعَطِيَّةُ. لأَنَّ الْحُكْمَ مِنْ وَاحِدٍ لِلدَّيْنُونَةِ وَأَمَّا الْهِبَةُ فَمِنْ جَرَّى خَطَايَا كَثِيرَةٍ لِلتَّبْرِيرِ. 17لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً الَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ سَيَمْلِكُونَ فِي الْحَيَاةِ بِالْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 18فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ هَكَذَا بِبِرٍّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ. 19لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً هَكَذَا أَيْضاً بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَاراً. 20وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ. وَلَكِنْ حَيْثُ كَثُرَتِ الْخَطِيَّةُ ازْدَادَتِ النِّعْمَةُ جِدّاً. 21حَتَّى كَمَا مَلَكَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْمَوْتِ هَكَذَا تَمْلِكُ النِّعْمَةُ بِالْبِرِّ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا.) رومية 5: 8-21
(22وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيباً يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ!) عبرانيين 9: 22
(23إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ 24مُتَبَرِّرِينَ مَجَّاناً بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ 25الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ لإِظْهَارِ بِرِّهِ مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ.) رومية 3: 23-25
على الرغم من مهاجمة الله لهذه الأسطورة ، وإقراره العدل:
(16«لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.) التثنية 24 : 16
(19وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْمِلُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ.) حزقيال 18: 19-20
(32وَمَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ يُغْفَرُ لَهُ وَأَمَّا مَنْ قَالَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ لاَ فِي هَذَا الْعَالَمِ وَلاَ فِي الآتِي.) (متى12: 32)
إذن فما أهمية الفداء إذا كان هناك حساب فى العالم الآخر على أقوالنا وأفعالنا؟)
28) اخترع كون عيسى عليه السلام المسيَّا (المسيح النبى الخاتم):
(2لأَنِّي لَمْ أَعْزِمْ أَنْ أَعْرِفَ شَيْئاً بَيْنَكُمْ إِلاَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوباً.) كورنثوس الأولى 2:
29) اخترع أسطورة موت عيسى عليه السلام وقيامته من الأموات:
(23إِنْ يُؤَلَّمِ الْمَسِيحُ يَكُنْ هُوَ أَوَّلَ قِيَامَةِ الأَمْوَاتِ مُزْمِعاً أَنْ يُنَادِيَ بِنُورٍ لِلشَّعْبِ وَلِلْأُمَمِ». 24وَبَيْنَمَا هُوَ يَحْتَجُّ بِهَذَا قَالَ فَسْتُوسُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «أَنْتَ تَهْذِي يَا بُولُسُ! الْكُتُبُ الْكَثِيرَةُ تُحَوِّلُكَ إِلَى الْهَذَيَانِ».) أعمال الرسل 26: 23-24
(18فَلَمَّا وَقَفَ الْمُشْتَكُونَ حَوْلَهُ لَمْ يَأْتُوا بِعِلَّةٍ وَاحِدَةٍ مِمَّا كُنْتُ أَظُنُّ. 19لَكِنْ كَانَ لَهُمْ عَلَيْهِ مَسَائِلُ مِنْ جِهَةِ دِيَانَتِهِمْ وَعَنْ وَاحِدٍ اسْمُهُ يَسُوعُ قَدْ مَاتَ وَكَانَ بُولُسُ يَقُولُ إِنَّهُ حَيٌّ.) أعمال الرسل 25: 18-19
(31لأَنَّهُ أَقَامَ يَوْماً هُوَ فِيهِ مُزْمِعٌ أَنْ يَدِينَ الْمَسْكُونَةَ بِالْعَدْلِ بِرَجُلٍ قَدْ عَيَّنَهُ مُقَدِّماً لِلْجَمِيعِ إِيمَاناً إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ». 32وَلَمَّا سَمِعُوا بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ كَانَ الْبَعْضُ يَسْتَهْزِئُونَ وَالْبَعْضُ يَقُولُونَ: «سَنَسْمَعُ مِنْكَ عَنْ هَذَا أَيْضاً!». 33وَهَكَذَا خَرَجَ بُولُسُ مِنْ وَسَطِهِمْ.) أعمال الرسل 17: 31-33
30) ألغى السبت وتقديسه:
تقديس السبت هو الوصية الرابعة من الوصايا العشر: (14فَتَحْفَظُونَ السَّبْتَ لأَنَّهُ مُقَدَّسٌ لَكُمْ. مَنْ دَنَّسَهُ يُقْتَلُ قَتْلاً. إِنَّ كُلَّ مَنْ صَنَعَ فِيهِ عَمَلاً تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهَا. 15سِتَّةَ أَيَّامٍ يُصْنَعُ عَمَلٌ. وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابِعُ فَفِيهِ سَبْتُ عُطْلَةٍ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ. كُلُّ مَنْ صَنَعَ عَمَلاً فِي يَوْمِ السَّبْتِ يُقْتَلُ قَتْلاً. 16فَيَحْفَظُ بَنُو إِسْرَائِيلَ السَّبْتَ لِيَصْنَعُوا السَّبْتَ فِي أَجْيَالِهِمْ عَهْداً أَبَدِيّاً. 17هُوَ بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلاَمَةٌ إِلَى الأَبَدِ لأَنَّهُ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ صَنَعَ الرَّبُّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ اسْتَرَاحَ وَتَنَفَّسَ».) خروج 31: 14
وأمر الرب بقتل المتعدى على السبت: (35فَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: «قَتْلاً يُقْتَلُ الرَّجُلُ. يَرْجُمُهُ بِحِجَارَةٍ كُلُّ الجَمَاعَةِ خَارِجَ المَحَلةِ». 36فَأَخْرَجَهُ كُلُّ الجَمَاعَةِ إِلى خَارِجِ المَحَلةِ وَرَجَمُوهُ بِحِجَارَةٍ فَمَاتَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى.) عدد 15: 32-36
وأيَّدَ ذلك عيسى عليه السلام قائلاً: (27ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: «السَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَانِ لاَ الإِنْسَانُ لأَجْلِ السَّبْتِ.) مرقس 2: 27
وألغاه بولس:
(18فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضُعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا، 19إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئاً. وَلَكِنْ يَصِيرُ إِدْخَالُ رَجَاءٍ أَفْضَلَ بِهِ نَقْتَرِبُ إِلَى اللهِ.) عبرانيين 7: 18-19
(7فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ ذَلِكَ الأَوَّلُ بِلاَ عَيْبٍ لَمَا طُلِبَ مَوْضِعٌ لِثَانٍ.) عبرانيين 8: 7
(13فَإِذْ قَالَ«جَدِيداً» عَتَّقَ الأَوَّلَ. وَأَمَّا مَا عَتَقَ وَشَاخَ فَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ الاِضْمِحْلاَلِ) عبرانيين 8: 13
(9ثُمَّ قَالَ: «هَئَنَذَا أَجِيءُ لأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا أَللهُ». يَنْزِعُ الأَوَّلَ لِكَيْ يُثَبِّتَ الثَّانِيَ.) عبرانيين 10: 9
وتقول موسوعة دائرة المعارف الكتابية ، تحت كلمة السبت (الرسول بولس والسبت):
وفى حديثه عن الناموس، لم يفرق الرسول بولس بين الناموس الأدبي والنامس الطقسي، فكلاهما جزء من العهد العتيق الذي أُبطل فى المسيح ( 2كورنثوس 3: 14). ولاشك فى أن "السبت" كان جزءاً من الصك الذى "كان علينا فى الفرائض الذي كان ضّداً لنا، وقد رفعه (الله) من الوسط مسمراً إياه بالصليب" (كولوسى 2: 14). وقد ورد ذكر السبت مع الأعياد والأهلة "التى هي ظل الأمور العتيدة" (كولوسى 2: 16و17) و "حفظ أيام وشهور وأوقات وسنين" هو استعباد " للأركان الضعيفة الفقيرة" ( غلاطية 4: 9 و 10، وانظر أيضاً كولوسى 2: 20). "فحفظ أيام" هو أحد خصائص الإنسان "الضعيف فى الإيمان" ( رومية 14: 1-5).
- 31علمكم الكذب والنفاق والتحايل فى الدعوة:
فقد كان ينافق كل طائفة حسب عقيدتها، فقام بختان تابعه (تيموثاوس) لينافق اليهود (بعد أن كان يحارب الختان) (3فَأَرَادَ بُولُسُ أَنْ يَخْرُجَ هَذَا مَعَهُ فَأَخَذَهُ وَخَتَنَهُ مِنْ أَجْلِ الْيَهُودِ الَّذِينَ فِي تِلْكَ الأَمَاكِنِ .. .. ..) (أعمال 16: 3).
ثم نافق عبدة الأصنام في أثينا عندما رأى صنما مكتوبا عليه (إله مجهول) فقال لهم لقد جئتكم لأبشركم بهذا الإله؟؟ (23لأَنَّنِي بَيْنَمَا كُنْتُ أَجْتَازُ وَأَنْظُرُ إِلَى مَعْبُودَاتِكُمْ وَجَدْتُ أَيْضاً مَذْبَحاً مَكْتُوباً عَلَيْهِ: «لِإِلَهٍ مَجْهُولٍ». فَالَّذِي تَتَّقُونَهُ وَأَنْتُمْ تَجْهَلُونَهُ هَذَا أَنَا أُنَادِي لَكُمْ بِهِ.) (أعمال 17: 23)
ونافق عبدة الأصنام فى أثينا وقال مثل قولهم (نحن ذرية الله)؟ (29فَإِذْ نَحْنُ ذُرِّيَّةُ اللهِ) أعمال الرسل 17: 29
وكان هذا هو منهاج حياته الذى أقر به: (19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ.) كورنثوس الأولى 9: 19-23
والغريب أنه لا يستح من كذبه ، ويبرره بأن مجد الله ازداد بكذبه: (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7
والأعجب من ذلك أنه يتفاخر بذلك قائلاً: (16فَلْيَكُنْ. أَنَا لَمْ أُثَقِّلْ عَلَيْكُمْ. لَكِنْ إِذْ كُنْتُ مُحْتَالاً أَخَذْتُكُمْ بِمَكْرٍ!) كورنثوس الثانية 12: 16
32-بِمَكْرٍ!) كورنثوس الثانية 12: 16
32) اخترع الأقنوم الثالث ، وهو الروح القدس:
(فَإِذْ وَجَدَ تَلاَمِيذَ 2سَأَلَهُمْ: «هَلْ قَبِلْتُمُ الرُّوحَ الْقُدُسَ لَمَّا آمَنْتُمْ؟» قَالُوا لَهُ: «وَلاَ سَمِعْنَا أَنَّهُ يُوجَدُ الرُّوحُ الْقُدُسُ».) أعمال الرسل 19: 1-2
33) جعل عيسى عليه السلام ابناً لله:
(فَاللَّهُ إِذْ أَرْسَلَ ابْنَهُ فِي شِبْهِ جَسَدِ الْخَطِيَّةِ) رومية 8: 3
(3عَنِ ابْنِهِ. الَّذِي صَارَ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ مِنْ جِهَةِ الْجَسَدِ 4وَتَعَيَّنَ ابْنَ اللهِ بِقُوَّةٍ مِنْ جِهَةِ رُوحِ الْقَدَاسَةِ بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ: يَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا.) رومية 1: 3-4
(31فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! 32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضاً مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟) رومية 8: 31-32
34) رفع عيسى عليه السلام لمصاف الآلهة:
(1بُولُسُ وَتِيمُوثَاوُسُ عَبْدَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، إِلَى جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، الَّذِينَ فِي فِيلِبِّي، مَعَ أَسَاقِفَةٍ وَشَمَامِسَةٍ.) رسالة فيليبى 1: 1
(5لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ، 6الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً لأَجْلِ الْجَمِيعِ، الشَّهَادَةُ فِي أَوْقَاتِهَا الْخَاصَّةِ،) تيموثاوس الأولى 2: 5-6
(12شَاكِرِينَ الآبَ الَّذِي اهَّلَنَا لِشَرِكَةِ مِيرَاثِ الْقِدِّيسِينَ فِي النُّورِ، 13الَّذِي انْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ وَنَقَلَنَا الَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ، 14الَّذِي لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا، 15اَلَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ. 16فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشاً امْ سِيَادَاتٍ امْ رِيَاسَاتٍ امْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ. 17اَلَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ 18وَهُوَ رَأْسُ الْجَسَدِ: الْكَنِيسَةِ. الَّذِي هُوَ الْبَدَاءَةُ، بِكْرٌ مِنَ الأَمْوَاتِ، لِكَيْ يَكُونَ هُوَ مُتَقَدِّماً فِي كُلِّ شَيْءٍ.) كولوسى 1: 12-18
35) علمكم الكبر:
(1739- علمكم استحسان الضلال والإضلال وعدم الموضوعية فى البحث العلمى:
فقد استشهد الكتاب بكتب سماوية أنزلها الله على أنبيائه ، وليس لها وجود فى الكتاب المقدس: (ومع ذلك مازلتم تعدون هذا الكتاب من وحى الله)
1- سفر حروب الرب وقد جاء ذكر اسم هذا السفر في (العدد 21 : 14 ) .
2- سفر ياشر وقد جاء ذكر اسم هذا السفر في ( يشوع 10 : 13 ) .
3- سفر أمور سليمان جاء ذكره في (الملوك الأول11 : 41 )
4- سفر مرثية إرميا على يوشيا ملك أورشليم وجاء ذكر هذه المرثية في(الأيام الثاني35: 25)
5- سفر أمور يوشيا (الأيام الثاني35: 25)
6- سفر مراحم يوشيا (الأيام الثاني35: 25)
7- سفر أخبار ناثان النبي (أخبار الأيام الثاني9 : 29)
8 - سفر أخيا النبي الشيلوني (أخبار الأيام الثاني9 : 29)
9 - وسفر رؤى يعدو الرائي وقد جاء ذكر هذه الاسفار في (الأيام الثاني9 : 29)
10 - سفر أخبار جاد الرائي وقد جاء ذكره في (أخبار الأيام الأول 29 : 31 )
11- سفر شريعة الله (يشوع 24: 26)
12- سفر توراة موسى (يشوع 8: 31)
13- سفر شريعة موسى (يشوع 23: 6)
1- زبور عيسى الذى كان يعلم منه 35- إنجيل الأنكرتيين
2- رسالة عيسى إلى بطرس وبولس 36- إنجيل أتباع إيصان
3- رسالة عيسى إلى أبكرس ملك أديسه 37- إنجيل عمالانيل
4- إنجيل يعقوب ويُنسب ليعقوب الحوارى 38- إنجيل الأبيونيين
5- آداب الصلاة وينسب ليعقوب الحوارى 39- إنجيل أتباع فرقة مانى
6- إنجيل الطفولة ويُنسب لمتى الحوارى 40- إنجيل أتباع مرقيون(مرسيون)
7- آداب الصلاة وينسب لمتى الحوارى 41- إنجيل الحياة (إنجيل الله الحى)
8- إنجيل توما وينسب لتوما الحوارى 42- إنجيل أبللس (تلميذ لماركيون)
9- أعمال توما وينسب لتوما الحوارى 43- إنجيل تاسينس
10- إنجيل فيليب ويُنسب لفيليب الحوارى 44- إنجيل هسيشيوس
11- أعمال فيليب وينسب لفيليب الحوارى 45- إنجيل اشتهِرَ باسم التذكرة
12- إنجيل برنابا 46- إنجيل يهوذا الإسخريوطى
13- رسالة برنابا 47- أعمال بولس
14- إنجيل برتولما ويُنسب لبرتولما الحوارى 48-أعمال بطرس وأندراوس
15- إنجيل طفولة المسيح ويُنسب لمرقس الحوارى 49- أعمال بطرس وبولس
16- إنجيل المصريين ويُنسب لمرقس الحوارى 50- رؤيا بطرس
17- إنجيل بيكوديم وينسب لنيكوديم الحوارى 51- إنجيل حواء (ذكره أبيفانوس)
18- الإنجيل الثانى ليوحنا الحوارى 52- مراعى هرماس
19- إنجيل أندريا وينسب لأندريا الحوارى 53- إنجيل يهوذا
20- إنجيل بطرس وينسب لبطرس الحوارى 54- إنجيل مريم
21- أعمال بطرس وينسب لبطرس الحوارى 55- أعمال بولس وتكلة
22- رسالة بولس الثالثة إلى أهل تسالونيكى 56- سفر الأعمال القانونى
23- رسالة بولس الثالثة إلى أهل كورنثوس 57- أعمال أندراوس
24- إنجيل الإثنى عشر رسولا 58- رسالة يسوع
25- إنجيل السبعين وينسب لتلامس 59- راعى هرماس
26- أعمال يوحنا (ذكره أوغسطينوس) 60- إنجيل متياس
27- أعمال بطرس والاثنى عشر رسولا 61- إنجيل فليمون
28- إنجيل برتولماوس 62- إنجيل كيرنثوس
29- إنجيل تداوس 63- إنجيل مولد مريم
30- إنجيل ماركيون 64- إنجيل متى المُزيَّف
31- إنجيل باسيليوس 65- إنجيل يوسف النجار
32- إنجيل العبرانيين أو الناصريين 66- إنجيل إنتقال مريم
33- إنجيل الكمال 67- إنجيل يوسيفوس
34- إنجيل الحق 68- سفر ياشر
ومن المعروف كثرة الأناجيل عندهم ، التى تُعدِّدها دائرة المعارف الكتابية (كلمة أبوكريفا) ب 280 كتاباً: (فوتيوس : أما أكمل وأهم الإشارات إلى الأعمال الأبوكريفية فهي ما جاء بكتابات فوتيوس بطريرك القسطنطينية في النصف الثاني من القرن التاسع ، ففي مؤلفه "ببليوتيكا" تقرير عن 280 كتاباً مختلفاً قرأها في أثناء إرساليته لبغداد .. .. .. لابد أن تأليف هذه الأناجيل ونشرها كانا أيسر مما عليه الحال الآن . ويبلغ عدد هذه الأناجيل نحو خمسين)
تقول دائرة المعارف الكتابية (كلمة أبوكريفا): أن هناك (رسالة مفقودة إلى الكورنثيين: ففي (1كو 5: 9) يذكر الرسول رسالة إلى الكورنثيين يبدو أنها قد فقدت. وفي القرن الخامس أدمجت بعد الرسالة الثانية لكورنثوس رسالة قصيرة من الكورنثيين إلى بولس وأخرى من بولس إلى الكورنثيين، وهما موجودتان في السريانية، ويبدو أنهما كانتا مقبولتين في دوائر كثيرة في نهاية القرن الرابع، وهما تكونان جزءً من أعمال بولس الأبوكريفية، ويرجع تاريخ كتابتهما إلى حوالي 200 م.)
ذَكَرَ الكتاب المقدس التحريف الذى وقع لكلمة الله:
1) (كَيْفَ تَدَّعُونَ أَنَّكُمْ حُكَمَاءُ وَلَدَيْكُمْ شَرِيعَةَ الرَّبِّ بَيْنَمَا حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ المُخَادِعُ إِلَى أُكْذُوبَةٍ؟) إرمياء 8: 8
2) وهذا كلام الله الذى يقدسه نبى الله داود ويفتخر به ، يحرفه غير المؤمنين ، ويطلبون قتله لأنه يعارضهم ويمنعهم ، ولا يبالى إن قتلوه من أجل الحق ، فهو متوكل على الله: (4اَللهُ أَفْتَخِرُ بِكَلاَمِهِ. عَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُهُ بِي الْبَشَرُ! 5الْيَوْمَ كُلَّهُ يُحَرِّفُونَ كَلاَمِي. عَلَيَّ كُلُّ أَفْكَارِهِمْ بِالشَّرِّ.) مزمور 56: 4 –5
3) (15وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَتَعَمَّقُونَ لِيَكْتُمُوا رَأْيَهُمْ عَنِ الرَّبِّ فَتَصِيرُ أَعْمَالُهُمْ فِي الظُّلْمَةِ وَيَقُولُونَ: «مَنْ يُبْصِرُنَا وَمَنْ يَعْرِفُنَا؟». 16يَا لَتَحْرِيفِكُمْ!) إشعياء 29: 15 – 16
4) (38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 7: 38-40
5) (25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً.) كورنثوس الأولى 7: 25
6) (2هَا أَنَا بُولُسُ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنِ اخْتَتَنْتُمْ لاَ يَنْفَعُكُمُ الْمَسِيحُ شَيْئاً!) غلاطية 5: 2
7) (12وَأَمَّا الْبَاقُونَ فَأَقُولُ لَهُمْ أَنَا لاَ الرَّبُّ: إِنْ كَانَ أَخٌ لَهُ امْرَأَةٌ غَيْرُ مُؤْمِنَةٍ وَهِيَ تَرْتَضِي أَنْ تَسْكُنَ مَعَهُ فَلاَ يَتْرُكْهَا. 13وَالْمَرْأَةُ الَّتِي لَهَا رَجُلٌ غَيْرُ مُؤْمِنٍ وَهُوَ يَرْتَضِي أَنْ يَسْكُنَ مَعَهَا فَلاَ تَتْرُكْهُ.) كورنثوس الأولى 7: 12-13
8) (36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا.) إرمياء 23: ((((((((((((((((((((((((((ابني بيتر وزكازيكو حرامي العلقة)))))))))))))))))))))))))))))بيتر
أبي الحبيب
تعرف القمص زكريا بطرس ؟
عبد المسيح
وهو في حد لا يعرف الاب
القمص زكريا بطرس
بيتر
اقصد هل تعرفه شخصياً؟
عبد المسيح
نعم فأنا دائماً الاتصال به
بيتر
أريد الجلوس معه
والتحدث معه
ممكن ذلك؟
عبد المسيح
بس كده من عنيه الاثنين
رغم مشاغله الكثيرة ..لكن
لا أظن انه يرفضلي طلب
كريستينا
وأنا كذلك ..اريد
التحدث معه
عبد المسيح
سوف اطلب منه ذلك
في اقرب وقت ممكن
عبد المسيح
ابونا قداسة القمص زكريا
بطرس استسمحك بان
نأتي لك انا
وابني بيتر
وابنتي كريستينا
فهما يريدا الجلوس معك
والتحدث اليك
فبيتر قرأ كثير عن الاسلام
فتعلق به واصبح يدافع عنه
باستماته شديدة
اما كريستينا فقرأت
الكتاب المقدس كله
ودائما تنتقده
وانا خائف عليهما
ارجوك تحدث معهم
زكريا بطرس
اهلا ومرحبا بحبيبنا عبدالمسيح
تشرف في اي وقت انت وهما
ولا تقلق بشان بيتر بكلمتين
مني سوف يعرف حقيقية
الاسلام ونبي الاسلام
انا في انتظاركم جميعا????????عبد المسيح
ايدك اقبلها يا جناب القمص
الورع الاب زكريا
قبل يا بيتر انت وكريستينا ايد
جناب القمص حتى تنالا بركته
زكريا بطرس
نرفع قلوبنا لله حتى يبارك
جلستنا
عبد المسيح
هذا هو ابني بيتر
وهذه ابنتي كريستينا
زكريا بطرس
اهلا اهلا ..بارككم الرب
طبعاً تريدون معرفة حقيقية
الاسلام ونبي الاسلام
بيتر
وحقيقية المسيحية والرب يسوع
كريستينا
وحقيقية الكتاب المقدس
عبد المسيح
نبدأ بالوحي
فما هو مفهوم الوحى فى المسيحية؟
يا جناب القمص
زكريا بطرس
الوحى فى المسيحية يقول الكتاب
المقدس
( لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان
بل تكلم أُناس الله القديسين
مسوقين بالروح القدس )
(بطرس الثانية 1 : 21)
فمفهوم الوحى فى المسيحية
إن الله يوصل المعنى الإلهى
المقصود عندما يحدث اتصال
روحى بين النبى أو الرسول
وبين الله . فالروح القدس
عندنا هو روح الله الذى
يعطى وينقل المعانى والأفكار
وجوهر الموضوع إلى روح
الإنسان عندئذ يستطيع
أن يتأملها وأن يندمج فيها
ويتحد بها ويحياها ويعبر عنها
كليةً لكن محفوظة من
الخطأ لأن روح اله مهيمن
على حياة الإنسان فيعطى
عملية انضباط لتوصيل
الرسالة .
زكريا بطرس
فإذن الوحى فى المسيحية هو
كلام الله معلن بالروح القدس
للشخص أو النبى المعين الذى
يتحد مع الله روحياً ويكون
فى حضرة الله وفكرة مسلم
كلية لله وروحه منطلقة
لتتحد بالله وعندئذ يأخذ
الفكر الإلهى ، أما
نحن فلنا فكر المسيح .
عبد المسيح
هل يتم هذا الكلام عن
طريق وسيط معين ؟
زكريا بطرس
فى الفكر المسيحى لا يوجد
وساطة فالمسيحية علاقة
إنسان بالله وليس هى علاقة
واجب ولا روتين أو أفعل
ولا تفعل ولا ريموت
كنترول ولكنها اتحاد
روح بالله وينتقل فكر
الله إلى البشر فيعلن
فى الكتاب المقدس ..
والكتاب المقدس عهدين ،
العهد القديم والجديد .
عبد المسيح
المهم هل هناك وساطة بين الله
وبين النبي أو الرسول ؟
ففي العقيدة الإسلامية ..
الوحى هو نقل ما فى علم
الربوبية إلى نبيه أو
رسوله عن طريق الملائكة ??????????زكريا بطرس
نحن عندنا الوحى مباشر
من الله للنبى لأن النبى
نفسه واسطة بين الله
والبشر ولا نجد هذه
الوساطة عندنا التي هى
الملائكة ثم النبي ثم البشر
كريستينا
أبونا القمص هل أنت متأكد
انك قرأت الكتاب
المقدس كله ؟
زكريا بطرس
نعم ولا يمكن حصر
عدد قرأتي له
كريستينا
هذه نصيبه كبيرة
الا تعلم ان الله كلم أنبيائه
ورسله وكثير من الناس
بواسطة الملائكة ؟!!
وهذا ثابت بالكتاب المقدس
الله يرسل ملاكه إلي السيدة
هاجر ليطمئنها ويبشرها
"فَوَجَدَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ عَلَى
عَيْنِ الْمَاءِ فِي الْبَرِّيَّةِ، عَلَى
الْعَيْنِ الَّتِي فِي طَرِيقِ شُورَ
. فَقَالَ لَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ
: «ارْجِعِي إِلَى مَوْلاَتِكِ
وَاخْضَعِي تَحْتَ يَدَيْهَا».
وَقَالَ لَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ:
«تَكْثِيرًا أُكَثِّرُ نَسْلَكِ فَلاَ
يُعَدُّ مِنَ الْكَثْرَةِ». وَقَالَ
لَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ:
«هَا أَنْتِ حُبْلَى، فَتَلِدِينَ
ابْنًا وَتَدْعِينَ اسْمَهُ إِسْمَاعِيلَ،
لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ سَمِعَ لِمَذَلَّتِكِ"
. ...سفر التكوين 16/ 7 :11
بيتر
الله يرسل ملاكان إلي نبي
الله لوط ليخبره بما
سوف يحدث لقومه
"فَجَاءَ الْمَلاَكَانِ إِلَى سَدُومَ
مَسَاءً، وَكَانَ لُوطٌ جَالِسًا
فِي بَابِ سَدُومَ. فَلَمَّا رَآهُمَا
لُوطٌ قَامَ لاسْتِقْبَالِهِمَا،
وَسَجَدَ بِوَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ
.وَقَالَ: «يَا سَيِّدَيَّ، مِيلاَ
إِلَى بَيْتِ عَبْدِكُمَا وَبِيتَا
وَاغْسِلاَ أَرْجُلَكُمَا، ثُمَّ
تُبَكِّرَانِ وَتَذْهَبَانِ فِي طَرِيقِكُمَا»
. فَقَالاَ: «لاَ، بَلْ فِي السَّاحَةِ
نَبِيتُ».فَأَلَحَّ عَلَيْهِمَا جِدًّا،
فَمَالاَ إِلَيْهِ وَدَخَلاَ بَيْتَهُ،
فَصَنَعَ لَهُمَا ضِيَافَةً وَخَبَزَ
فَطِيرًا فَأَكَلاَ."
...سفر التكوين19/1:3
كريستينا
واليك هذا النص الذي
يصرح فيه احد أنبياء
بني إسرائيل بان ملاك
الرب اخبره بكلام الرب
فَقَالَ لَهُ:
«أَنَا أَيْضًا نَبِيٌّ مِثْلُكَ،
وَقَدْ كَلَّمَنِي مَلاَكٌ بِكَلاَمِ
الرَّبِّ قَائِلاً: ارْجعْ بِهِ مَعَكَ
إِلَى بَيْتِكَ فَيَأْكُلَ خُبْزًا
وَيَشْرَبَ مَاءً».كَذَبَ عَلَيْهِ."
.. سفر الملوك الأول 13: 18
أي هناك وسيط من الملائكة
بين الله والنبي ...فكيف
تنكر ذلك ؟!!!
عبد المسيح
الا تعلما ان ان اقنوم الله
{الابن} يسوع ظهر
للأنبياء ولبعض
البشر في صورة ملاك
الرب ...فالذي كلم هاجر
هو الرب يسوع في صورة
ملاك والذي كلم لوط
وإبراهيم وموسى وجميع
الأنبياء هو الاقنوم
الثاني من الأقانيم الثلاثة
باعتبارهم الله الواحد.
.إذاً ليس هناك وسيط
بين الله وأنبيائه ..كما قال
لكما الأب زكريا
بيتر
هو كل حاجة يسوع
يسوع هو الرب
يسوع هو النبي
يسوع هو الخروف
يسوع هو الراعي
يسوع هو ايليا
وألان يسوع هو ملاك الرب!!!
يا ترى في ايه تاني ممكن
تلصقوه بيسوع ؟??????????
اصبت استاذنا ابو تسنيم
فدائما ما يرفع القساوسة الشعارات الكاذبة و يصدقهم تابعيهم بلا مراجعه
و كأن كلام ابائهم منزل من رب العالمين
و التابعين كأنهم منومين مغناطيسيا
اين نجد بيتر و كرستينا؟؟؟؟
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
????????????
سبـل مواجهــة التنصــير
تمهيـــد:
لم يقف المسلمون - على العموم- مكتوفي الأيدي أمام الحملات التنصيرية، ورغم العرض لبعض الوسائل المساندة للتنصير والمنصرين، التي كان من بينها تساهل بعض المسؤولين المسلمين في مواقفهم من المنصرين، وتساهل بعض الأهالي، إلا أنه كانت هناك مواجهة مستمرة، ولا تزال قائمة، للحملات التنصيرية, قام ويقوم بها المسلمون المهتمون بالدفاع عن الدين وكشف مخططات المنصرين.
على أن المواجهة لا تتوقف عند مجرد حماية المجتمعات المسلمة من غائلة التنصير، بل إنها تتعدى ذلك إلى درء الفتنة، ولعلنا بهذا نخرج من مجرد الشعور بأنا نتصدَّى للتحديات التي تواجهنا، فنكتفي بالتنبيه لها والتحذير منها، مما يدخل في انتظار الأفعال للرد عليها، إلى السعي إلى تقديم البديل الصالح الذي نعتقد أن فيه، لا في غيره، صلاح البلاد والعباد، وأنه سر السعادة في الدنيا والآخرة. وهذا المفهوم لا يأتي بمجرد الترديد النظري في المجتمع المسلم، بل لا بد أن تنطلق القدوة التي تحمل الإيمان على أكتافها بعد أن استقر في صدورها، فتقدم هذا الإيمان إلى الآخرين على أنه هو الخيار الوحيد في عالم مليء بمحاولات البحث عن الحقيقة والسعادة والاستقرار الروحي والنفسي والذهني والفكري، وتمثل ذلك كله بهذه الحركات والمذاهب التي جرى استغلالها على غير ما قصدت به في الغالب الكثير، كالتنصير الذي انطلق في البدء من رسالة عيسى بن مريم- عليهما السلام- وحصل لـه ما حصل من تغييرات في المفهـوم والأهداف، وإن لم يخرج في ناحية منه عن المفهوم الأساس لـه وهو إدخال غبر النصارى في النصرانيـة. (1) وعلى أنه لايفهم من كون التصدي للتنصير والمنصرين هو غاية في حدّ ذاته، ولكن الدعوة إلى الله تعالى تقتضي العمل على التغلب على الصعاب التي تعترض الطريق. ومن أبرز هذه الصعاب -على ما يبدو لي- حملات التنصير التي لا تزال تتواصل على المجتمع المسلم.
وتتحقق المواجهة بمجموعة من الوسائل، هي -دائمًا- خاضعة للتغيير والتبديل والتكييف بحسب البيئات التي تقوم فيها المواجهة. والمهم عند المسلمين أن هذه المواجهات بأساليبها ووسائلها المتعددة لا تخرج بحال من الأحوال عن الإطار المباح شرعًا، مهما كانت قوة الحملات التنصيرية، ومهما اتخذت هي من وسائل غير نزيهة، فاتخاذ المنصرين وسائل غير نزيهة لا يسوغ لنا نحن المسلمين اتباع هذا المنهج، فالله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبًا,(2) والغاية في الإسلام لا تبرر الوسيلة.
وهذا يصدق على مجالات المواجهة بخاصة، وعلى مجالات الدعوة بعامة, بل إن وسائل المواجهة هي في ذاتها أساليب للدعوة، فقصدنا نحن المسلمين من هذه المواجهة ليس مجرد المواجهة والصد فحسب، بل الدعوة إلى الله تعالى بهذه المواجهة، بحيث نسعى إلى هداية المنصرين، أو بعضٍ منهم، في الوقت الذي نحمي فيه مجتمعنا المسلم من الحملات. ولا نبتغي بهذا كله إلا وجه الله تعالى والدار الآخرة، ولذا فإن روح المنافسة غير الشريفة في هذا المجال، وفي غيره، غير واردة في مواجهتنا للتنصير، لأن الندية هنا غير متحققة، بل إننا نعتقد أننا نصارع الباطل بما عندنا من الحق. وفي هذا الصراع بين الحق والباطل ضدية لا ندية.
ومهما جرى هنا من سرد لوسائل المواجهة فلا بد من التوكيد على عدم شموليتها، وعدم انطباقها بالضرورة على جميع الأحوال والبيئات. وأي وسيلة لا تخرج عن الإطار الشرعي وتتحقق بها المصلحة أو تغلب فيها المصالح على المفاسد فهي مطلوبة بحسب الحاجة إليها. ولعل من وسائل مواجهة الحملات التنصيرية في المجتمع المسلم الخطوات الآتية:
1- الدعوة إلى الله:
الدعوة إلى الله تعالى على بصيرة، فالمواجهة العملية أن نقدم للآخرين من مسلمين وغير مسلمين البديل الذي نعتقد أنه الحق، وهو الإسلام الذي جاء به القرآن الكريم وجاءت به سنة المصطفى محمد - -.
وأساليب الدعوة متعددة ومتنوعة، وبعضها يناسب مجتمعات ولا يناسب أخرى. فالدعوة المباشرة أسلوب، والدعوة بالإغاثة أسلوب، والدورات أسلوب، والمنح الدراسية أسلوب، وكل ما يحقق الهدف ولا يتعارض مع الشرع أسلوب تفرضه أحيانًا الحال أو الزمان أو المكان.(1) والدعوة إلى الله تعالى تتطلب العلم الشرعي أولاً ثم الفقه فيه. وهما يعدان من أوليات مؤهلات الداعية إلى الله تعالى، وقبل ذلك وبعده الدعوة بالقدوة، فكم دخل الإسلام مهتدون بسبب ما وجدوه من القدوة في التعامل والمعاملة والسلوك.
2- السياســـة:
والحكومات الإسلامية يمكن أن تمارس أثرًا فاعلاً في التصدي للتنصير بعدم تقديم التسهيلات للمنصرين في المجتمعات المسلمة، وبالتوكيد على الوافدين إلى بلاد المسلمين من غير المسلمين باحترام دين البلاد وعدم اتخاذهم أي إجراء عام يتعارض مع هذا الدين أو يتناقض معه، وبإحلال البديل الحق الذي يتقدم المنصرون بما يبدو أنه مماثل لـه، ذلك البديل المؤصَّل المناسب للبيئة المسلمة، وبمراقبة البعثات الدبلوماسية الأجنبية وإشعارها دائمًا وبوضوح أنها مطالبة بالاقتصار على مهماتها المناطة بها والمحددة لها، وعدم الإخلال بهذه المهمات بالخروج إلى المجتمع ومحاولة تضليله دينيًا وثقافيًا واجتماعيًا.(1)
كما أن البعثات الدبلوماسية المسلمة في البلاد المسلمة عليها مهمة المواجهة بالأساليب التي تراها مناسبة، بحيث تحد من المد التنصيري في المجتمعات المسلمة التي تعمل بها. وهذا مناط أولاً بالبعثات الدبلوماسية التي تمثل بلادًا غنية بالعلم والعلماء، وغنية بالإمكانات التي يمكن أن تحل محل الإمكانات التنصيرية. وعليها في البلاد غير المسلمة أن تقدم البديل الحق، إن لم يكن مباشرة فلا أقل من أن تمثل بلادها الإسلامية تمثيلاً يليق بها في الممارسات الرسمية والفردية، إذ إنه ينظر إلى هؤلاء الممثلين الدبلوماسيين على أنهم حجة على دينهم وثقافتهم ومثلهم، كل هذا يجري بوضوح وبعلم المسؤولين في الدولة المضيفة، بل ربما بموافقتها على ذلك.
3- هيئات الإغاثة:
وقد ظهرت على الساحة الإسلامية مجموعة من الهيئات الإغاثية الإسلامية وجمعياتها ولجانها. وهي مع تواضع تجربتها وافتقارها إلى الخبرة والعراقة، إلا أنها، مع قلة إمكاناتها، قد اقتحمت الساحة بفاعلية، وهي تؤلف تهديدًا عمليًا واضحًا للجمعيات التنصيرية.(1) والمطلوب في هذه الوسيلة تكثيف أعمالها وتعددها النوعي وليس بالضرورة الكمي. وأظن هذا التعدد ظاهرة صحية، إذا ما روعيت فيها الدقة والأمانة والإخلاص في العمل والصواب فيه، والبعد عن القضايا الجانبية التي تضر بالعمل ولا تعين عليه. كما أن التنسيق مطلب جوهري وملح بين الهيئات، فالغرض هو الوصول إلى المنكوبين، والهدف الأسمى من هذا كله هو تحقيق حمل الأمانة التي أراد الله تعالى لهذا الإنسان أن يحملها.
4- علماء الأمـــة:
والعلماء وطلبة العلم يناط بهم عمل عظيم في هذا المجال. فهم الذين يديرون الدفة العلمية والفكرية، وهم الذين يملكون القدرة بعلمهم وحكمتهم على ميزان الأشياء، ويملكون كذلك القدرة على التأثير. والمطلوب من العلماء وطلبة العلم الولوج إلىالمجتمعات المسلمة بعلمهم مباشرة عن طريق الزيارات المستمرة وأوجه النشاط العلمي والثقافي الجماعي والفردي، وعن طريق المحاضرات والمؤلفات والرسائل القصيرة والنشرات الموجزة الموجهة قصدًا إلى العامة، والبرامج الإعلامية الدعوية، والبث الفضائي.
وهم مطالبون بالداخل بالاستمرار في تنبيه الناس لأخطار التنصير، ودعوة العامة والخاصة من المسلمين للإسهام في مواجهة الحملات التنصيرية بحسب القدرة المادية والبشرية، وبحسب الخبرة وغيرها من الإمكانات.(1)
وإنه لمن المفرح حقًا أن التصدي للتنصير بدأ يأخذ بعدًا وشكلاً عموميًا بين الناس، بعد أن كان محصورًا على قلة منهم، وبين أوساط المتعلمين والمفكرين والمثقفين فقط. بل لقد قيل في زمن مضى إنه من العيب على العلماء وطلبة العلم التصدي للحملات التنصيرية والإرساليات في حقبة من الكفاح القومي، فلا يجب أن تذكر كلمة إسلام أو نصرانية أو مسيحية أو مسلم أو نصراني أو مسيحي، ليصبح الجميع إخوانًا في القومية،(2) ويصبح الدين لله والوطن للجميع. وكان هذا المطلب من جانب واحد، إذ إن الإرساليات كانت تترى على المجتمع المسلم، ومنه المجتمع العربي، بشتى أشكالها وأساليبها. ومع هذا يطلب من الدعوة إلى الإسلام أن تتوقف من منطلق قومي جيء به ليحل محل الإسلام، لا ليحل محل الأديان جميعها، ذلك أن القومية إنما انطلقت على أيدي نصارى العرب. وتلك كانت حالة مرت بها الأمة في زمن مضى. وقد آذن نجمها بالأفول، حيث لم توفق في أن تكون هي البديل للإسلام. ونرى بوادر التخلص منها قد ظهرت منذ زمن على أيدي العلماء الذين نظروا للعربية والعروبة على أنها مساندة للدين، لا منافسة لـه، وأنهما يمكن أن يجتمعا.
والمطلوب المزيد من هذا التصدي والمزيد من فضح الأساليب وتقديم الأدلة القوية والبراهين الواضحة على هذه الحملات التنصيرية رغبة في الإقناع، مع التثبُّت الدائم من المعلومات الواردة لتقوى الحجة ويقوى قبولها.
5 - التجارة والاقتصاد:
والتجار ورجال الأعمال والموسرون مطالبون بالإسهام في التصدي للتنصير، سواءً أكانوا في أماكن أعمالهم، أم في البلاد التي يتعاملون معها. فكما انتشر الإسلام في شرق آسيا وجنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا عن طريق التجار ورجال الأعمال الأوائل، يمكن أن تستمر هذه الوسيلة مع وجود تحديات وبيئات وأساليب وطرق تختلف عن السابق. وهم مطالبون أن يكونوا قدوة في أعمالهم ومعاملاتهم وتعاملهم مع الآخرين من مسلمين وغير مسلمين، ذلك أنهم يمثلون ثقافة وخلفية ينظر إليها من خلالهم. وهذا مطلب المقل، إذ إن المهمات المناطة برجال الأعمال والتجار تتعدى مجرد القدوة إلى محاولة زرعها بالحسنى بين الفئات التي يتعاملون معها.
ولعل التجار ورجال الأعمال وأصحاب المصانع ممن تضطرهم أعمالهم إلى استقدام الطاقات البشرية من القوى العاملة يسعون بجدية إلى التركيز على المسلمين من المستقدمين. وحيث إن هذا المطلب قد لا يتيسر في جميع الأحوال فإن على التجار ورجال الأعمال وأصحاب المصانع أن يتنبهوا إلى ضرورة المراقبة الدقيقة والمتابعة المستمرة لأولئك الذين لا يدينون بالإسلام. والعمَّال عمومًا أمانة في أعناق أصحاب هذه المؤسسات، ويحتاجون إلى الرعاية والعناية من المسلمين وغير المسلمين، ومن حق هؤلاء العمال على أصحاب الأعمال أن يدلوهم على الخير، ثم الهداية عندئذ من الله تعالى.
والمهم هنا هو التأكُّد من أن العمال من غير المسلمين لم يأتوا لأغراض فكرية أو ثقافية أو دينية أخرى تحت ستار العمل، بغض النظر عن طبيعة العمل في كونه تخصصًا دقيقًا أو فنيًا أو حرفيًا يقوم به أشخاص تظهر عليهم البساطة والأمية والتخلف.
وهذا الأمر ليس مقصورًا على مؤسسات القطاعات الأهلية، بل إن القطاعات الحكومية تجلب الخبرات والطاقات البشرية المؤهلة وغير المؤهلة أحيانًا، فيسري عليها هذا المطلب الحيوي، مع الأخذ بالحسبان أنه يندس بين هؤلاء العمال مرشدون روحيون مقصود منهم حماية العمال من الاطلاع الدقيق على حقيقة الإسلام، مع ربطهم المستمر بدينهم.
ومن أجل ألا تكون مسألة قبول هذه الفكرة في متابعة العمال في جميع المؤسسات فردية وخاضعة لمدى اقتناع صاحب العمل بها، في الوقت الذي ينظر فيه إلى الإنتاجية مؤشرًا ومقياسًا للأداء، فإن على الغرف التجارية المحلية والإقليمية أن تسهم في معالجة هذه الناحية بطريقتها في الاتصال بالتجار ورجال الأعمال بالاجتماع بهم، وعقد الندوات أو المحاضرات أو كتابة المقالات والنداءات في إصدارات الغرف الدورية، أو ماتراه هي مناسبًا لإيصال هذه الفكرة، كل هذا يجري على قدر عالٍ من الوضوح والشفافية لدى جميع الأطراف.
وفي الداخل يهب رجال الأعمال والتجار والموسرون داعمين للأعمال الخيرية الموثوقة. وهم بحق عصب الأعمال الخيرية والدعوية، ودون ولوجهم أعمال الخير بالبذل وتَبنِّي المشروعات تقف الدعوة والإغاثة مشلولة تتفرج على الآخرين يتبرعون بسخاء للمنظمات، والوصية لها بكامل التركة، أو بجلها بعد الموت، وهكذا.
6 - شباب الأمة:
وشباب الأمة يملكون الطاقة والقوة وشيئًا من الفراغ والرغبة، فيخوضون غمار المغامرة. ومع شيء من التوجيه يمكن أن يسهم الشباب في التصدي للتنصير والمنصرين عن طريق التطوع، فيكونوا سندًا للعاملين في مجالات الدعوة والإغاثة. ولا يشترط في الجميع أن يكونوا دعاة بالمفهوم الشائع للداعية، ولا يشترط أن يكونوا علماء يملكون زمام الفتوى، ولا يشترط أن يطلب منهم التغيير السريع في المجتمعات التي يتطوعون للعمل بها، فكل هذه المتطلبات تترك للتخطيط والتنظيم والمسح.
ولا يقلل من جهود الشباب المساندة والعاملين في مجالات الدعوة والإغاثة، فإن هذه المساندة مهمة ومطلوبة. ولا أظن أن عملاً يمكن أن يقوم بفاعلية جيدة إن لم توجد لـه هذه الجهود المساندة. ولا أظن أن أمر الاهتمام بالمسلمين في مجالات الدعوة والإغاثة ينبغي أن يترك للاجتهادات الشخصية المدفوعة أحيانًا بالحماس، المفتقر إلى الخلفية الجيدة في أمور الدعوة والإغاثة، وإلا جاءت النتائج عكسية مؤلمة لمن عملوا بهذه المجالات، ولقد تضرر المجتمع المسلم من الاندفاع العاطفي الذي يفتقد لقدر من المعرفة والحكمة، ووجد من يمارس الإغاثة والدعوة بلا مؤهلات، ومن يتعالم ويتفيقه فكان أولئك دون أن يدروا عونًا للتنصير لا مواجهين لـه.
وقد أسهم مجموعة من الشباب المتطوعين، ويسهمون، في هذا المجال عندما تهيأ لهم الموجهون الناصحون المنصحون في أفريقيا أيام المجاعة، وفي آسيا أيام الجهاد في أفغانستان، فكان الشباب مثالاً للتفاني والتضحية تركوا وراءهم في ديارهم الخير والجاه والنعمة والرفاهية، ورضوا أن يعيشوا بالقليل من الزاد والراحة. هذا في وقت يظن البعض فيه أن مجموعات غير قليلة من هؤلاء لا يصلح لأي شيء سوى حياة مرفهة.
7 - المؤسسات العلمية:
وهناك مؤسسات علمية ومؤسسات تعليمية كالجامعات والمعاهد ومراكز البحوث. وهذه منتشرة في أنحاء العالم الإسلامي، ويتوقع لها أن تسهم في مجال التركيز على الحملات التنصيرية، وعن طريق عقد الندوات والدعوة إلى المحاضرات والمؤتمرات المحلية والإقليمية والدولية لوضع الخطط والاستراتيجيات لمواجهة التنصير، وعن طريق إصدار دورية علمية، وأخرى ثقافية تعنيان بالتنصير وتتابعان تحركاته، حيث تخلو الساحة من هذه الإصدارات المتخصصة.
ولا يوجد - على حد علمي- دورية علمية أو مجلة ثقافية واحدة تخصصت بهذه الظاهرة، يمكن الرجوع إليها لمتابعة أنشطة المنصرين. وفي المقابل نجد مجموعـات من المجلات التنصيرية المدعومة من الجمعيات التنصيرية.(1)
كما لا توجد -على حد علمي- مؤسسة علمية أو تعليمية واحدة تضع من اهتماماتها الأولية والمستمرة والمرسومة متابعة هذه الظاهرة ورصد تحركاتها وإطلاع المهتمين على خططها وأعمالها.(1) وفي المقابل تزداد الجمعيات التنصيرية والجامعات التي تخصصت في تخريج المنصرين.(2)
والمؤسسات العلمية والتعليمية من مراكز وجمعيات وجامعات في العالم الإسلامي تملك القدرات العلمية والبشرية لترجمة الكتب النافعة والرسائل الموجزة، ونشرها بين الأقليات المسلمة وبين المسلمين عمومًا ممن لا يتحدثون اللغة العربية، كما تملك القدرة على تكليف من يجيدون اللغات بالترجمة والتحفيز عليها، كأن تكون حافزًا للترقية في الجامعات مثلاً. كما يطلب من هذه المؤسسات القيام بترجمة بعض ما ينشر من مؤتمرات المنصرين ووقائع لقاءاتهم وجهودهم في حملاتهم، وذلك رغبة في إطلاع الأمة على مايراد بها.
8 - رابطة العالم الإسلامي:
ورابطة العالم الإسلامي تقوم بجهود مشكورة في سبيل الدعوة إلى الله تعالى. ويتطلع إليها المسلمون في بذل المزيد في مواجهة التنصير، بما تملك من قدرة على التأثير، وقدرة على الوصول إلى من يمكن فيهم التأثير، وإن لم تكن قادرة قدرة مباشرة على التصدي لهذه الحملات التنصيرية في المجتمع المسلم، ولكنها تسهم على أي حال في هذا المجال، لاسيما أن أهدافها تنص على دحض الشبهات، والتصدي للأفكار والتيارات الهدامة التي يريد منها أعداء الإسلام فتنة المسلمين عن دينهم، وتشتيت شملهم وتمزيق وحدتهم، والدفاع عن القضايا الإسلامية بما يحقق مصالح المسلمين وآمالهم، ويحل مشكلاتهم. وينتظر منها المزيد في اتخاذ الوسائل التي أعلن عنها، وذلك، مثلاً، بإقامة لجنة تحت مظلة الرابطة، تعنى بظاهرة التنصير وتعمل على متابعتها ورصدها.(1)
9- الندوة العالمية:
والندوة العالمية الدائمة للشباب الإسلامي تكثف من أوجه نشاطها في أوساط الشباب، وتحمل لهم المنهج الصحيح، وتزيد من المخيمات الشبابية في أفريقيا وآسيا ثم أوروبا والأمريكتين، وتجلب لهم العلماء وطلبة العلم والكتب والرسائل والنشرات الإسلامية المنقولة إلى اللغات التي يتقنونها. وتركز في نشاطها الثقافي في هذه المخيمات على الأخطار التي يواجهها هؤلاء الشباب في عقر دارهم، وبين ظهرانيهم.(1) ومن بين هذه الأخطار والتحديات هذه الحملات التنصيرية المنتشرة.
10- منظمة المؤتمر الإسلامي:
ومنظمة المؤتمر الإسلامي والمنظمات المنبثقة عنها تملك شيئًا من القدرة على التأثير السياسي على الحكام ورؤساء الدول الإسلامية وملوكها. والمنظمات المنبثقة عنها، كالبنك الإسلامي للتنمية وصندوق التضامن الإسلامي والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة،(2) وتملك القدرة على تبني المزيد من المشروعات التي يمكن أن يسبق بها المنصرون.
11- الجمعيات الإسلامية:
والجمعيات الإسلامية المحلية الطلابية والمعنية بالجاليات والأقليات المسلمة في غير بلاد المسلمين، لاسيما في أوروبا والأمريكتين هي أيضًا مطالبة بالإسهام في المواجهة، إذ إن التنصير ليس موجهًا إلى المجتمعات المسلمة فحسب، بل إن الجاليات المسلمة تتعرض لهجمات تنصيرية مسعورة، فيها خطورة بالغة على الأجيال المسلمة القادمة.
12- الجماعات الإسلامية:
والجماعات الإسلامية على اختلاف أسمائها وتوجهاتها تتحمل جزءًا غير قليل من المسؤولية في وضع برنامج لمواجهة التنصير ضمن اهتماماتها وأوجه نشاطها، وتستخدم في هذا كل الوسائل الممكنة لها والمتاحة في بيئتها مادامت تتماشى مع شرع الله تعالى، أو لا تتعارض معه. ولعل هذا البرنامج يطغى على بعض البرامج الجانبية التي تهتم بها بعض الجماعات، وتشغل بها المترددين عليها مما هو مدعاة إلى إيجاد فجوات لا مسوِّغ لها بين المسلمين أنفسهم، بل إن وجود مجلس أعلى، أو مجالس عليا قارية، توحِّد هذه الجماعات قصدًا إلى مواجهة إرساليات التنصير، أصبح مطلبًا حيويًا، يبرز من خلاله التنسيق والتشاور واستخدام الخبرات والإمكانات.(1)
13- العلم بالأديـان:
ولا بد من التعرف على عقائد النصارى واختلافها باختلاف الطوائف من كاثوليكية وبروتستانتية وأرثودوكسية، بالإضافة إلى الطوائف الرئيسية الأخرى، وما بداخل هذه الطوائف الرئيسية من انقسامات،(2) ومواقفها من طبيعة المسيح عيسى بن مريم - عليهما السلام - وأمه الصديقة مريم - عليها السلام -، ومواقفها من عقيدة التثليث، ومواقف هذه الطوائف من قضايا إيمانية تتعلق بنـزول عيسى بن مريم -عليهما السلام- آخر الزمان، ومسألة البعث والجزاء والحساب، وغيرها من معتقدات القوم المبثوثة في الأناجيل، قصدًا إلى التنبيه لعدم الوقوع فيها، ورغبة في السيطرة على مفهوم التنصير عند الحديث عنه، والحوار مع الآخرين حولـه.
14- الحــــوار:
ولا بد من قيام جهة علمية برسم طريقة للحوار مع النصارى في مجالات العقيدة. ومع أن هذا الموضوع غير مرغوب فيه لدى بعض المهتمين، إلا أنه عند الاستعداد لـه بالعلم الشرعي وبالعلم بالملل والنحل، والنصرانية بخاصة، قد يدخل في دعوة القرآن الكريم إلى أهل الكتاب إلى كلمة سواء بيننا وبينهم ألا نعبد إلا الله تعالى ولا نشرك به شيئًا. قال تعالى: { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}.(1) وهذا ما يعمل على تحقيقه الداعية المسلم "أحمد ديدات" -شفاه الله وعافاه- في محاوراته مع النصارى، وفي دعوته المسلمين إلى التحاور معهم من منطلق القوة والعلو بالإيمان،وليس من منطلق الاستجداء والمواقف الدفاعية والتبريرية والاعـــتذارية.(2) وهناك نماذج أخرى من الدعاة دخلت حوارات مع الآخرين هي في مجملها موفقة، مع أنها لاتخلو من ملحوظات شأنها شأن كل أعمال بني آدم، وقد بدا على بعضها قدر من الدفاعية والتسويغية والاعتذارية.
وهذه الخصال هي التي يخشاها فريق من المسلمين، لما يرون فيها من الهوان والتهوين والانجرار إلى المحذور من الوقوع في شرك القوم. وهذا يصدق على أولئك الذين يتصدون لهذا الأمر دون أن يعدوا لـه عدته، فيقعون في المحذور الذي دعا لـه أحد الباحثين النصارى، وهو الأستاذ "ديون كراوفورد" في تقرير نشرته مجلة الحوادث الإفريقية جاء فيه: "إن المسلمين يسيئون فهم النصرانية، كما أن النصارى جهلة بعقيدة المسلمين، ولا ينبغي أن نواجه المسلمين بتحاملات غير موثقة، بل بمعرفة عميـقة بحقائق دينهم، ولذلك يجب العمل على تعليم القساوسة وغيرهم حتى يتمكنوا من العمل في مناطق المسلمين، ويتعين على النصارى والمسلمين أن يدخلوا في حوار لا يؤدي إلى مواجهة وجدل، وإنما إلى فهم كلٍ منهم لدين الآخر.
وعن طريق هذا الحوار يمكن تصحيح الفهم غير الصحيح الذي تعلمه المسلمون من القرآن عن النصرانية، وخاصة فيما يتعلق بالكتاب المقدس، ورسالة عيسى وعقيدة الثالوث التي يفهمها المسلمون ويعتبرونها شركًا، وكذلك طبيعة الكنيسة باعتبارها تمثل جسد المسيح. وينبغي أن تتحول العلاقة بين المسلمين والنصارى من علاقة المواجهة السابقة إلى علاقة حوار، على ألا يؤدي هذا الحوار إلى المساومة على النصوص الإنجيلية من أجل تنمية الحوار، وهذا مالا يجوز، فالحوار لاينبغي أن يكون بديلاً عن التبشير بالإنجيل، وعلى المسلمين أن يفهموا أن الحوار يستهدف كسبهم إلى صف النصارى، وينبغي على النصارى أن يخالطوا المسلمين ويصادقوهم، وأن يستغلوا ذلك في إزالة سوء الفهم الراسخ في أذهانهم تجاه الإنجيل والمسيح".(1) وأي حوار لا يقوم على مبدأ الندية، عند المواجهة، لا يمكن أن يسمى حوارًا، وهذا القول إنما يقوم على تأييد فريق من المسلمين الذين يفضلون عدم الدخول في حوارات مع النصارى وغيرهم، مادامت النية مبيتة من قبل، وما دامت الفوقية والدونية تهيمن على أجواء الحوار، ومع هذا كله فقد قام حوار من قبل، ويقوم حوار الآن، وسيقوم حوار - إن شاء الله- من بعد، مما يؤكد على أنّ الحوار أسلوب مهم جدًا من اساليب المواجهة، لاسيما مع توافر اليقين بأن البديل الإسلامي هو الذي مع الحق، وأن معظم الناس ينشدون الحق. (2)
((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((" صليب نازاريت " ))))))))))))))))))))))))))))))))))))))
بينما تتواصل وتتزايد عملية الهجوم على الإسلام والمسلمين فى العالم الغربى المسيحى المتعصب ، - ولا غرابة فى ذلك فعندما فشل الحلم الذى نسجه مجمع الفاتيكان الثانى ( 1965) بتنصير العالم عشية الألف الثالثة ، وهو ما خصص له البابا الراحل يوحنا
بولس الثانى خطابا عُرف تهكماً فى الصحافة الفرنسية باسم "الخطة الخمسية" لتنصير العالم ، وإن كان اسمه الرسمى : "عشية الألف الثالثة" والصادر عام 1995 ، قام مجلس الكنائس العالمى بإسناد هذه المهمة ، فى يناير 2001 إلى الولايات الأمريكية لتنفيذها ، على أنها أكبر سلطة عسكرية أو السلطة المتفردة الغاشمة فى العالم ، فاختلقت مسرحية الحادى عشر من سبتمبر ، من نفس ذلك العام ، لتتلفع بشرعية دولية لإقتلاع الإسلام والمسلمين وفقا للفترة الجديدة التى تم تحديدها لذلك وهى : عام 2010 ، وأطلقوا عليه "عقد إقتلاع العنف " أو الشر ، الذى هو الإسلام فى نظرهم ..
ولا أكتب هذا التقديم من باب السخرية أو اللغو ، وإنما من باب تحديد الموقف والإطار العام الذى يحيط بعنوان هذا المقال.. فبينما تتزايد عملية الهجوم على الإسلام والمسلمين ومحاصرة الوجود الإسلامى فى ذلك العالم الغربى المتعصب، ـ إذ أن هذا الإقتلاع يمثل جزء لا يتجزأ من مشروع العولمة ، الذى يتطلب أن يكون العالم أجمع خاضعا لنظام سياسى ـ إقتصادى ـ دينى ـ حضارى واحد ، حتى تسهل عملية قيادته ، ـ و بينما تتزايد هذه المحاصرة ، وتُمنع أو تُلغى مشاريع إقامة مساجد للمسلمين وإشتراط إلغاء المأذنة حتى لا تبدو للعيان ، وكأنها عورة فجة، مثل ما يدور حاليا فى سويسرا وإيطاليا خاصة .. بينما كل هذا يتم ويتواكب ، تتواصل عمليتان مختلفتان تماما و فى آن واحد ، هما : تهويد معالم مدينة القدس ، وقد فرغ منها تقريبا الصهاينة المحتلون لأرض فلسطين ، وتنصير معالم المدن الإسلامية بإقامة العديد من الكنائس التى أصبح عددها يزيد قطعا على أعداد شاغليها ..
وآخر ما تمخض عنه مخطط تنصير العالم وتنصير معالم المدن الإسلامية هو ذلك المشروع المسمّى : " صليب نازاريت ".. و "نازاريت" بالإنجليزية أو بالفرنسية هو اسم مدينة "الناصرة" فى فلسطين المحتلة.. وقد تم الإعلان عن هذا المشروع منذ فترة للإكتتاب والمساهمة فيه وجمع الأموال اللازمة لإقامته و تزيينه ..
ويبدأ المشروع بتحديد أن مدينة الناصرة " كانت صغيرة ولا معنى لها أيام يسوع. أما اليوم ، فهى تضم أكبر تجمع مسيحى فى الأراضى المقدسة. فهذه المدينة تضم ستين الفا من المواطنين : 35 % مسيحيون و 65 % مسلمون ". ثم يذكر المشروع عدد الزوار الذين يأتون كل عام لزيارة " هذا المكان تحديدا، حيث أمضى يسوع أكبر جزء من حياته وحيث بدأ يبشّر علنا بالكلمة الإلهية ".
ثم تبدأ عملية التعريف بالمشروع ، ويقول النص :
" إن مشروع صليب مدينة الناصرة يهدف إلى إقامة أكبر وأكثر الصلبان تأثيرا فى العالم ، بإرتفاع ستين مترا ، ويضم كنيسة رائعة فى محوره. وستتم كسوة الصليب من الخارج بحوالى سبعة مليون ومائتين الف بلاطة من الموزايكو اللامع ، باحجام مختلفة ، بكتابات بالأختيار. وهذه البلاطات ستصنع بأحجار من الناصرة ، وبالبلاتين ، أو بالفضة أو بالذهب.
" وهذه الكنيسة المذهلة ، بالمنظر البانورامى الذى تطل عليه ، ستقام فى الداخل عند تقاطع عارضتي الصليب ، على مساحة 400 مترا من الأرضية .
" وفى نطاق الخمسة كيلومترات المحيطة بهذا الصليب الضخم ، سيقام مركزا للزوار يقدم لهم منبعا متفردا من الإلهام ، وكذلك نشاطات تعليمية وترفيهية.
" والموقع المركزى للكنيسة وكذلك نسق التنقل بالمونوريل الدائرى سيتيح للسواح الوصول بسهولة إلى الكنائس المسيحية التاريخية، وإلى نافورة مريم والأسواق التجارية بالمدينة.
" كما سيصبح صليب الناصرة أيضا نقطة الدخول إلى مدينة الناصرة ، وهو موقع أثرى يكشف عن الجزء الأقدم من مدينة الناصرة والذى يعيد إحياء الحياة اليومية فى المدينة أيام يسوع " ..
ذلك كان الوصف العام للمشروع ، أما الوصف التفصيلى فيقول :
" صليب الناصرة ستتم كسوته ببلاطات من الموزايكو اللامع بالحجر وبالمعاد الثمينة، (بلاتين ، ذهب ، فضة) . سبعة ملايين ومائتين الف بلاطة من الموزايكو ستكسو هذا البنيان العظيم ، كل منها محفور باسم شاريه. والشارى يمكنه اختيار المادة ومكان وضع بلاطة الموزايكو على الصليب ".
ثم يطالع القارىء البند التوضيحى التالى :
" باقتنائك موزايكو بالكتابة التى تختارها ، فإنك تتقرّب من الأرض المقدسة بصورة متفردة و عميقة. ففى نفس قلب الناصرة ، حيث مريم العذراء قد سمعت أنها حصلت على رضى الرب ، ستكون بذلك قد أعلنت عن إيمانك بالرحمة الإلهية ، لك أو لشخص عزيز عليك ، كما ستكون علامة للأجيال القادمة. كما أنك بذلك ستلهم سكان مدينة مولد يسوع هم والزوار التى تستقبلهم القادمين من أركان العالم الأربعة. وخاصة، ستقوم بتشجيع الحب فى الله والتضحية التى يرمز لها الصليب.
" وبمساعدتك على بناء صليب الناصرة ، فإنك تتوحد مع الرمز العالمى للمسيحية ، فى نفس المكان الذى يقول لنا الكتاب المقدس ان الملاك جبرائيل قد أعلن لمريم العذراء أنها ستلد إبناً وستطلق عليه يسوع ".
وبعد توضيح مزايا الإكتتاب أو الإشتراك ببلاطة من البلاطات الموزايكو ، يواصل البيان التعريف بباقى المشروع ، وهو : " المركز المسيحى " ، فيقول :
" المركز المسيحى المرتبط بصليب الناصرة سيتضمّن متحفا ومساحات ترفيهية متداخلة تسمح بتصور الحياة فى المنطقة منذ الفى عام. كما سيوجد معرض دائم عن تاريخ الناصرة والمسيحية فى الأراضى المقدسة.
" أما الترفيه الرئيسى للمركز فسيكون رؤية متداخلة للمواقع الرئيسية لفترة تبشير يسوع منذ الفى عام. وهذا العرض البصرى الحيوى للأراضى المقدسة أيام المعبد الثانى سيعاون الزائر على التجول بين المواقع الرئيسية للعهد الجديد : بيت لحم ، والجليل ، والقدس كما كانوا عليه أيام يسوع ".
وبعد تقديم مختلف الخدمات التى سيمكن للكنيسة المشيّدة داخل تقاطع عارضتى الصليب ، يوضح المشروع :
" أن مؤسسة صليب الناصرة ستخصص أغلب دخلها " لتدعيم جماعة المسيحيين المحليين ، فالمؤسسة ليست ذات أهداف ربحية وستضع مواردها لتحسين الناصرة إذ ان الرئاسة فيها لقيادات مسيحية من المواطنين. وأن نسبة من 15 % إلى 20 % من الدخل ستخصص للمؤسسات والجمعيات المعنية والتى تهتم أساسا بمستقبل الناصرة ، كتعليم أطفالها وشبابها. وأن 40 % ستموّل سلفيات لمشاريع نسائية ومشروعات صغيرة سياحية. وباسهامكم ستعملون على تدعيم المدينة وسكانها".
وأول ما نبدأ به هوالتعليق على ما جاء من معطيات فى عرض هذا المشروع الإستفذاذى : فإقامة صليب بارتفاع ستين متراً ، أى بارتفاع مبنى مكون من عشرين طابقا ( 60 على 3 ) ، فى مدينة ارتفاعات مبانيها متواضعة وأغلب سكانها مسلمين، حتى لو أخذنا بالنسبة الجائرة المكتوبة ، وهى ثلث مسيحيين وثلثين مسلمين ، فأقل ما يقال انها عربدة استفذاذية ، بحاجة إلى وقفة جادة من كافة المسؤلين ، المسيحيين منهم قبل المسلمين !. فلا يحق لمن هم أقل عددا ، لكى لا أقول أقلية ، ان يوصموا المدينة بطابعهم الدينى الصليبى بهذ الشكل. وإن كان مبتدعى هذا المشروع يعنيهم فعلا تخليد ذكرى يسوع، فمن المنطقى أن يخلدّوا المكان الذى صُلب فيه ـ كما يزعمون ، فى مدينة القدس ، والا يتركونها لقمة سائغة لليهود الذين " قتلوه وصلبوه " كما تؤكد الأناجيل فى عشرات المواضع ، وبدلا من تركهم يهودون معالمها كما يفعلون ، وليس فى مدينة الناصرة المحفوف تاريخها الإنجيلى بالمتناقضات ..
فمن الناحية التاريخية : ان الثابت حاليا فى كافة الأبحاث العلمية ، وكثيرين ممن كتبوها كنسيين سابقين ، أن مدينة الناصرة لم تكن موجودة على الإطلاق أيام يسوع ، وانها تكونت فى اواخر القرن الثانى ، بدليل الخلط الوارد فى الأناجيل يشأن إقامة يسوع ، وهو ما سوف نراه بعدعدة أسطر ، وان من بناها بعد ضياع معالمها هم فرسان المعبد فى القرن الثانى عشر. أما باقية الآثار المسيحية من قبيل كنيسة المهد وغيرها ، فلم تكن موجودة يقيناً أيام يسوع ولا يعرف هو عنها أى شيئ ، مثلها مثل علامة الصليب التى أضيفت إلى المسيحية على مراحل فى الشكل ، وأن من أمر ببناء هذه الآثار هى والدة الإمبراطور قسطنطين حينما ذهبت لزيارة الموقع فى القرن الرابع.
أما ما نطالعه من خلط بشأن مدينة الناصرة فى الأناجيل ، والتى تقع على بُعد أربعين كيلومترا من بحيرة طبرية ، فيؤكد ان هناك خلط واضح فى وصف سكن يسوع ، إذ ندرك من بعض الآيات ان مسكنه أعلى قمة الجبل على طرف بحيرة طبرية ، وهو ما يتمشى مع فكره انه ومعظم الحواريين كانوا من الصيادين ،( وان كان أحد الأناجيل يقول أنه كان نجارا مثل والده) وهو ما يبدو من إنجيل متّى إذ نطالع : " فى ذلك الصباح خرج يسوع من البيت وجلس عند البحر. فاجتمع اليه جموع كثيرة حتى دخل السفينة وجلس والجمع كله وقف على الشاطىء " (13 : 1و2 ). وهو ما يوضح ان بيته على البحيرة وليس على بُعد اربعين كيلومترا.
كما نطالع فى إنجيل لوقا : " وجاء إلى الناصرة حيث كان قد تربى " (4 : 16 ) وما أن نصل إلى الآية 28 من نفس الفقرة ونفس الموضوع حتى نطالع : "فامتلأ غضبا جميع الذين فى المجمع حين سمعوا هذا فقاموا وأخرجوه خارج المدينة وجاءوا به إلى حافة الجبل الذى كانت مدينتهم مبنية عليه حتى يطرحوه إلى أسفل. أما هو فجاز وسطهم ومضى وانحدر إلى كفر ناحوم مدينة من الجليل " (28 ـ 31). وهو ما يؤكد بالقطع ، وفقا لهذه الآيات ، ان المدينة التى تربى فيها يسوع على حافة الجبل وكان اليهود يريدون إلقاءه من عليه ، فهرب ! فمن غير المعقول ان يجرجره اليهود لمسافة أربعين كيلومترا لكى يلقوه من على الجبل الى البحيرة. كما ان مدينة الناصرة فى كافة الخرائط تقع على بُعد اربعين كيلومتراً !
وفى حقيقة الأمر ، فإن الأناجيل لا تقدم شيئا عن تفاصيل حياة يسوع أكثر من انه وُلد فى مكان مختلف عليه ، وفى مدينة مختلف عليها، وفى تاريخ مختلف عليه أيضا. وبخلاف عملية الميلاد هذه ، فلا توجد اى معلومة بعد ذلك سوى انصرافه مع العلماء فى المعبد وكان فى الثانية عشر. وهى واقعة يشكك أكثر العلماء فى مصداقيتها. وأيا كانت صحتها من عدمها ، فلا يظهر يسوع بعد ذلك إلا وهو فى الثلاثين ليبشر ويعالج ، فى فترة مختلف عليها أيضا فهى من بضعة أشهر إلى ثلاث سنوات. وفيما بين سن الثانية عشر ، لو إفترضنا صدق الآية ، وسن الثلاثين ، فلا الأناجيل ولا الكنيسة برمتها و بكل مؤسساتها تعرف عنه أى شىء !! فبأى حق يقومون بتنصير معالم مدينة ثلثين سكانها من المسلمين ، بهذا الشكل الصارخ لكى لا أقول المنفّر. كما لا يحق لمخترعى ذلك المشروع تغيير المدخل التقليدى للبلدة وجعله يبدأ من عند ذلك المارد التنصيرى.
ولا يسع المجال هنا لتناول كل الفريات الواردة بالنص الذى يعرض المشروع، من قبيل ان مريم سمعت بنبأ البشارة هناك ، والبشارة تقول ان اسمه "عمانويل" ، ورغمها أطلقوا عليه "يسوع" ، - وهو ما يكشف من جهة عدم إيمان ذويه بالبشارات ، ومن جهة اخرى استمرار عملية التزوير فى الوثائق الكنسية.
كما ان استخدام دائرة قطرها خمسة كيلومترات ، المحيطة بهذا الصليب، لإقامة مركز للزوار ونشاطات اخرى ، فذلك يعنى ان المشروع سيجور على اراضى مسلمين : فالسكان هناك ، كما فى اى مدينة، متداخلون ، فبأى حق يتم هذا الإستيلاء؟
ولا أقول شيئا عن الأسلوب الإستجدائى الإغرائى الذى يذكرنا بأيام صكوك الغفران ومهازلها ، ولا عن البذخ الممجوج الذى يُعلن عنه لكسوة ذلك المارد ببلاطات من البلاتين والذهب والفضة ، فى الوقت الذى يموت فيه الفلسطينيون جوعا وعطشا من الحصار المفروض عليهم ، وفى الوقت الذى يموت فيه ملايين الأطفال فى جميع انحاء العالم جوعا وعطشا ، وفى الوقت الذى تحصد الأوبأة والأمراض ملايين البشر..
وما أبعد ذلك البذخ اللا إنسانى عن تعاليم يسوع ، الذى يزعم المشروع تخليد ذكراه ، فهو الذى كان يوصى تلاميذه وحوارييه بالتقشف والإبتعاد عن البذخ ، بل كان حتى يوصيهم بعدم التزود بالطعام ، اى ان يعيشون على الكفاف وعلى ما يجود به لهم الناس.. ومن الغريب ان تكون نفس هذه النقطة : البذخ الصارخ للكنيسة ورجالها هو نفس السبب الذى أدى إلى إنقسامها وانشقاقها إلى كل تلك الفرق التى جاهدت هى لإقتلاعهم ، وقتلت منهم بالفعل الملايين على مر العصور ، لكن من الواضح أن رسوخ التعصب الفاتيكانى أقوى وأعتى من أن يرتدع من تجارب التاريخ ، أو حتى من تجارب تاريخه الدامى ..
ولا نرى اى سبب او مناسبة لإقامة مثل هذا العته التعصبى إلا دخول الفاتيكان فى عملية سباق مع اليهود ، مع أولئك اليهود الذين خرج من دينه لكى يبرئهم فى مجمع 1965 .. عملية سباق مع الصهاينة لإثبات الوجود المسيحى فى مقابل عملية تهويد القدس وضياعها من السيطرة الفاتيكانية ..
لذلك اتوجه إلى كافة العقلاء من المسيحيين والمسلمين ، الرسميين منهم والمدنيين ، للعمل على إيقاف تنفيذ هذا المشروع الذى لن يمر يقينا بلا عمليات تطاحن وصراعات ما أغنانا جميعا عنها...
(((((((((((((((((((((((((((((((شخصية بولس حواري الشعوب)))))))))))))))))))
نقدم في هذا الفصل خصائص بولس الذي أطلق على نفسه "حواري" نسوقها إليكم من كتاب "مباديء المسيحية" (Die Grundlagen desChristentums) لإريك بروك Erick Brock بروفسور الفلسفة وتاريخها بجامعة زيوريخ، وقد صدر الكتاب عام 1970 من دار النشر Franke * ببرن.
الصفحات من 346 - 350 :
"من المبالغ فيه أن نقول إن الشرخ الذي أصاب تطور المسيحية قد بلغ أعماقها، ولم ننتظر من بولس أن يغيِّر طبيعته السابقة جذرياً حتى يكون بذلك قد تحول إلى الجانب المسيحي "الطيب". فقبل إعتناقه المسيحية كان بولس شديد التحرش بأتباع عيسى . وكان يفعل ذلك عن إيمان إرضاءاً لله، وبالطبع كان يؤمن كيهودي صالح أن الحقيقة التامة هي التي يتبعها هو وأقرانه اليهود. أما أتباع عيسى عنده فكانوا من المجدفين الكفار.
إلا أنه بعد إعتناقه المسيحية قد آمن بالنقيض تماماً: أي إن الحق المطلق أصبح ما يتبعه المسيحيون، وأن الكذب والدناءة المتناهية هي ما يتبعه اليهود والوثنيون الذين لم يتقبلوا إيمانه هذا (فقد كان يفضل اليهود على الوثنيين في أن يكونوا مجرد ظل - من ناحية - كمستقبلي الوحي الأول وحامليه، ومن ناحية أخرى كان يفضل ألا يتحمل اليهود نتائج المسيحية أو يزدادوا إثماً على آثامهم).
ولم ينقص بولس إلا قوة جيش دنيوي ليتمكن من اليهود والوثنيين ويتتبعهم بل ويعذبهم (أعمال الرسل 22 : 5) ويمارس القتل الجماعي فيهم، كما كانت ثائرته أيضاً ضد المنشقين الخارجين عن إنجيله ("يا ليت الذين يقلقونكم يقطعون أيضاً".غلاطية 5 : 12) وهذا ما رأه Wrede من قبل إلا أن بولس ادخر ترسانته الروحانية العقلية لما هو قادم عليه.
لذلك بقى كما هو (شاول): قوي إلى أقصى درجة، واثق من نفسه، طَموح، وثّاب إلى أهدافه، لا يقف في طريقه عاقبة.
إن من شأن الإنتماء لشيء ما يخالف روح الإنسان وطبيعتها دون تغيير فيها ليثنى ذلك الإنسان بل يكسره، ويبعده عن جادة الصواب، وبذلك قد يكون لنا فيه ضيق كبير يجبرنا على حماية أنفسنا من استصغار حجم بولس.
ذلك الإنسان الذي انفرد ضمن مؤلفي رسائل العهد الجديد بالهيبة فقد كان يتمتع بشخصية مثيرة وجذابة، كما كان على درجة كبيرة من الذكاء، وكان يتمتع بطاقة عظيمة وقوة إرادة، ولديه حماس عارِم لا يشعر أحد بصداه.
أما ما يفسد سعادتنا به هو أنه لم يعترف بهذه الصفات بإسلوب كان شائعاً جداً في المسيحية، بل قلّل من شأنها نظرياً، بل صاغها بصورة تناقضها، مما جعلها تقوِّى الشعار الذي رفعه هو لحماية أهدافه، بل وساعدته في تخطي الكثير من العقبات.
ويبدو أن الإرتباط الداخلي بالبيئة الروحية، والوعي الشديد بالأهداف التي يرسمها الإنسان لنفسه ليس إلا صورة من صور الإنحطاط الديني الذي لا يمكن تجنبه.
أما ما يبعدنا عن بولس، بل ويجعلنا نصطدم به - الأمر الذي لاحظه بالفعل خصومه المعاصرين له، كما يفهم ذلك من الحوارات الساخنة في رسائله إلى أهل كورنثوس - فهو: إدعاؤه العصمة وتفاخره بنفسه، وعدم الصبر، وميله للإنتقام، وحبه للتحرش، وعشقه للسيطرة.
وهو لم يكن من النوع الذي يضع الأفكار الدينية لخدمة هذه الصفات، بل غالباً ما كان الأمر يناقض ذلك، لذلك بقيت كما هي إلا أنها كانت أهدأ قليلاً، على الرغم من أنها ظلت حادة بصورة ما. كما كان حماسه حقيقياً، لذلك تحمّل الصعوبات، وصبر، وكافح وعمل.
أما العلاقة التي كانت تربط بين إيمانه وإعتداده بنفسه لم تكن حتماً علاقة نقية، فقد تحول إلى صورة القس الكلاسيكي البدائية الذي أطاع أهدافه وميوله الخالصة لله عن وعي ولكنه فضل أن تحيا غريزة السلطة أثناء ذلك بشكل ساذج.
وعلى أية حال فإن كل تحليل يُأخذ هنا بسطحية فهو خاطيء، باستثناء إعتقاده العصمة وأنه وحده صاحب الحق دائماً، الأمر الذي يعتقده ببساطة وجدية : فالحقيقة لا تنفصل عنه أبداً.
ومن الخطأ أن نتساءل عما إذا كانت هذه الثقة الذاتية عنده قد جائت من إقتناعه أن الله قد أوحى إليه أو العكس. فنحن نتعامل هنا مع نوع من الفرجار الإنساني من أجل تعزيزات متبادلة ليس لها بداية.
وعلى أية حال فإن هذا التشابك يمثل القاعدة التي تقول إن بولس اعتبر التعاليم المسيحية هي التعاليم الوحيدة الحقيقية وأن التعاليم المسيحية هي تعاليم بولس فقط دون إختلاف فهي قد أوحيت إليه (غلاطية 1 : 11 - 12)، لذلك فإن أمر بولس هو أمر الله (وهو تطابق مازال يحيا لليوم)، حتى ولو بشر ملاك بإنجيل آخر فهو ملعون (غلاطية 1 : 8)، وبالتالي فإن الخلاص الأبدي للجماعة يعتمد على قبولهم تعاليم بولس حرفياً (كورنثوس الأولى 15 : 2). ويجب على أنصار هذه التعاليم أن يفكروا (كورنثوس الأولى 1 : 10) أنهم خاضعون لنفس هذه التعاليم ويشعرون بها ويرونها ويؤمنون بها (فيلبى 1 : 27 ؛ 3 : 15، 6).
إن أقوال بولـس التي أكد فيها على المســاواة التامة مع الحق أو افترضها لكثيرة جداً لدرجة أنه يتضح منها أنها ستكون في ذاتها غاية بعيدة المدى، لأنه بالإضافة إلى أن هذه المساواة تتطابق مع الحق، نجد أن شـخصية الحاكم المطلق متجســدة فيها، وهي تلك الشخصية التي يمثلها بولس بلا أدنى شك، ومن يقف أمامه فهو ليس إلا قوى أخرى معارضة. فأين كلامه في (كورنثوس الثانية 11 : 4) من قوله: "وإن كان أحد لا يطيع كلامنا بالرسالة فسِمُوا هذا ولا تخــالطوه لكي يخجل ولكن لا تحسبوه كعدو، بل أنذروه كأخ" (في تسَالونيكي الثانية 3 : 14 - 15) والتي يطالب فيها أنصاره بطرد المذنب وحرمانه، لأن من يحيد عن "تعاليمي" في موعظة المسيح، فإنه يكون قد قام بهذا بدافع من الخبث والميل إلى الجدال (أو العراك) ولكي يغيظني (فيلبي 1 : 15، 6) إلا أنه قد حاول في الفقرة رقم (18) أن يوفق بينه وبين ما قاله من قبل في الفقرة رقم (15) لكن دون جدوى أو معنى.
نعم... إن كل من هم تحت يد بولس يفكرون فقط في أنفسهم، وليس في المسيح (فيلبي 2 : 20، 1) "لأن ليس لي أحد نظير نفسي يهتم بأحوالكم بإخلاص إذ الجميع يطلبون ما هو لأنفسهم لا ما هو ليسوع المسيح" بإستثناء تيموثاوس، فهو يوافقه على رأيه.
وكلمة "يوافق رأيه" هذه لاقت من الأهمية عنده ما لم تُلاقِه عند أحد آخر. وهو مُحق في قوله إنه سيقطع الفرصة على هؤلاء الذين يتنكرون إلى شبه رسل المسيح، لأنهم رسل كاذبة مثله تماماً (كورنثوس الثانية 11 : 12، 3) "ولكن ما أفعله سأفعله لأقطع فرصة الذين يريدون فرصة كي يوجدوا، كما نحن أيضاً في مايفتخرون به، لأن مثل هؤلاء رسل كذبة، فعلة، ماكرون، يغيرون شكلهم إلى شبه رسل المسيح" ويظهر هنا العنصر الشخصي واضحاً في تعليل هذا التشابه.
كذلك ترتفع عنده كلمة " إنجيلي " لدرجة الجنون الحقيقي، فلا كلام صالح عنده إلا كلامه وحده (تيموثاوس الثاني 3 : 10) "وأما أنت فقد تابعت تعليمي، وسيرتي، وقصدي، وإيماني، وأناتي، ومحبتي، وصبري، وإضطهاداتي، وآلامي..... " وكأنه أراد بهذه الكلمة أن يقول : أنا أنسق وأقضي وآمر بأني أريدها هكذا.
وهذا كلام لا ينقض التوعد القبيح للعاصين (كورنثوس الثاني 13 : 2 " قد سبقت فقلت، وأسبق فأقول كما وأنا حاضر المرة الثانية وأنا غائب الآن اكتب للذين أخطأوا مِن قبل ولجميع الباقين إني إذا جئت أيضاً لا أشفق"؛ كورنثوس الأولى 4 : 21 "ماذا تريدون. أبعصا آتي إليكم أم بالمحبة وروح الوداعة" ؛ سَالونيكي الثانية 1 : 9 "الذين سيعاقبون بهلاك أبدي من وجه الرب ومن مجد قوته".
وربما أنه أفهمنا أنه وأوامره يمثلان الروح القدس (أعمال الرسل 15 : 28 ؛ كورنثوس الأولى 7 : 40)، فإنه (بناءً على ذلك) يمكنه إدانة كل شيء بلا إستثناء حتى الملائكة أنفسهم (كورنثوس الأولى 6 : 3) "ألستم تعـــلمون أننا ســـندين ملائكـة فبالأولى أمور هذه الحياة" على الرغــم من أنــه قد عارض الإدانة من قبل (رومية 2 : 1 ؛ 14 : 10 , 13 ) "وأما أنت فلماذا تدين أخاك أو أنت أيضاً فلماذا تزدري بأخيك، لأننا جميعاً سوف نقف أمام كرسي المسيح" ؛ كورنثوس الألى 4 : 5 "إذاً لا تحكموا في شيء قبل الوقت حتى يأتي الرب الذي سينير خفايا الظلام، ويظهر آراء القلوب، وحينئذ يكون المدح لكل واحــد من الله"، 5 : 12) ، كما يمــكنه أيضــاً إنذار الموظــفين بعقــاب رادع (ثيطس 1 : 13 ؛ 2 : 15) ؛ ولا يعترف بوجود قاضي غيره، ولا ينتقض نفسه (كورنثوس الأولى 2 : 15 ؛ 4 : 3). فمن هذا الذي سيشتكي على مختاري الله؟ (رومية 8 : 33).
ولم يبق أمام الآخرين إلا أن يقوموا بدور واحد فقط هو : الطاعة مع الخوف والإرتعاش (كورنثوس الثانية 7 : 15) وبفظاظة تحت التهديد باللعقاب (كورنثوس الثانية 10 : 6).
فبولس يطـالب بالطـاعة العمياء، والإيمان بالنســبة له هو الطاعة ولا شيء غيرها (رومية 16 : 26) والعصمة الدينية فى حقه؛ أما العصيان فلابد أن يعاقبه فوراً (كورنثوس الثانية 10 : 6). والهدى عنده لا يعني إلا الطاعة (رومية 15 : 18)، ورد الفعل الطبيعي الضـروري تجاه الإنجيل هو الطاعة، لأنه يعطي وصــاياه من خلال الإله عيسى (سَـالونيكي الأولى 4 : 23) ، وأن عيسى عـنده ســيعود بمواقـد النار لـيـنـتـقـم من العُـصاة (تسَالونيكي الثانية 1 : 8).
والطاعة الدينية عنده نوع من الخُلُق الجماعي. وهنا ينتقم الفكر اليهودي المعقد لنفسه مرة أخرى، فهو ينادي بأن الشعب هو الذات الديني الحقيقي، وبما أن الجماعة لا يمكنها أخذ القرار بشأن الدين من نفسها، لأن الدين شيء لا يخضع لمبدأ الأغلبية الديموقراطية، لذلك لا يبق إلا الطاعة. فما كان عليه الشعب الإسرائيلي، هو نفس الذي تعيشه اليوم الأمة المسيحية.
فمن خلال الطاعة النابعة من الإيمان، والتعميد اللذان يؤديان إلى غفران الذنوب تكونت -عنده - أمة القديسين البارة، بينما يحكم على باقي الأمم من البشر بالكذب (رومية 3 : 4)، بل بالفسق والفساد (رومية 3 : 10، 8).
وكما تلقينا تقاريراً عن فساد شعب إسرائيل دون أن يتعرض هذا الشعب لموضوع إصطفائه - على الأخص قبل التعتيم الإلهي الكبير للنفي - نسأل هنا أيضاً الشعب المسيحي الذي تم إصطفائه للقداسة والطهارة (أفسس 1: 4، 6 ؛ تيموثاوس الثانية 2: 11، 2) حيال الخطب المنددة بالعقاب الصارم التي تدل على أحوال خُلقية مروعة - على الرغم من أنها تنادي بالأخلاق - دون أن يناله أي ضرر من هذا، فهو فوق كل نقد (رومية 8: 33؛ كورنثوس الأولى 2 : 15) وهو الأمل الذي يحدوها في يوم الحساب (وسيأتي قريباً) لأنه سيدين العالم كله بل والملائكة أيضاً (كورنثوس الأولى 6: 2، 3)، الأمر الذي يؤيده مؤلفوا العهد الجديد.
وكل هذه تخيلات يهودية قديمة تنادي بأن الأبرار - وعلى الأصح بني إسرائيل - سيدينون العالم ؛ وتبعاً لعيسى فسوف يقوم حواريوه الإثنى عشر بذلك (متى 19 : 8)، وسوف يصدق الله على حكمهم دون شرط أو قيد (الجزء الأول صفحة 742، الجزء الثالث صفحة 363)، فهم أناس أكبر من الملائكة وأحب إلى الله منهم (الجزء الثالث صفحة 673)، وحتى وقتنا الحاضر نرى أن روح محاكمة العالم هذه قد استمرت عند بعض الطوائف.
تأثير تلك التناقضات الضعيفة أدى إلى أن إبدال التنظيم الديني الأخلاقي للفرد بالإيمان الصحيح قد بدأ من خلال أولئك المؤمنين (الأمر الذي لا يعرف عيسى عنه شيئاً). وهناك رأي آخر يقول إن تعاليم بولس ملزمة لنا، لأنها الوحيدة التي أوحى الله بها، وعن طريقه نحصل على البر والخلاص، حيث إن بولس لديه روح المسيح وإدراكه (كورنثوس الأولى 2: 10، 16)، وإن كلامه من وحي الله (كورنثوس الثانية 2 : 17) ، ولأنه لديه روح الله (كورنثوس الأولى 7 : 40) ، ولأن المسيح نفسه يعيش فيه (غلاطية 2 : 20).
ونتج عن هذا كل ما جاء بعد ذلك بصورة منطقية، لذلك يُعد من المارقين الهراطقة كل من يخالف هذه التعاليم أو يعارض بولس نفسه، فأولئك -عنده- لا يخدمون إلا بطونهم (رومية 16 : 17، 8) وهم من المقبوحين الفاسدين. والهالكين عنده هم الوثنيون الذين لم يعتنقوا تعاليمه وديانته، ثم يعقبهم اليهود الأمناء على الشريعة ثم المسيحيون القابضون على دينهم ذو الجذور اليهودية، ثم يعقبهم كل مسيحي مناهض لبولس. ثم رسخ حكمه فيهم بعد ذلك بأن جعلهم في عداد الملعونين بسبب كفرهم وعصيانهم وضلالهم، وكل هذا يكفي ليحكم عليهم باقتراف الآثام الثقال، ثم الضلال دون إستثناء (رومية 1 : 24 وما بعدها ؛ 16 : 18).
وإن قائمة آثام الوثنيين عند بولس لتحتل مكانة كبيرة جداً، فهم يعبدون الشيطان لأنه إلههم (وهو نفسه قد اتهم المسيحيين من قبل بعبادة الشيطان إلى أن آمنوا بالمسيح (ثيطس3 : 3) فقد كانوا عنده بلا إله (أفسس 2 : 12) خطاة (رومية 5 : 8) أعداء الله، على الرغم من أن التدمير الحقيقي للأخلاق لم يلعب دوره الرئيسي في العصور القديمة، كذلك نرى بولس لا يعرف شيئاً مطلقاً عن الوثننيين الذين يتمتعون بنبل الأخلاق سواء أكان هذا النبل بالطبيعة أم تحولوا هكذا نتيجة الفلسفة أو الأخلاق نفسها.
ولم يكن حظ اليهود من ذلك أحسن من حظ سابقيهم، فقد كان يظهر تجاههم نوعاً من حب الكره (رومية 9 : 3) ، وهم بالرغم من قانونيتهم منافقون (وهو هنا يقلَّد عيسى ، أولئك اليهود الذين يعيشون في سخط الله وسخط الناس عليهم يعيقوننا من إنقاذ الوثنيين "حتى يتمموا خطاياهم إلى حين" (سَالونيكي الأولى 2: 15،6). مما إضطر المسيحيين اليهود إلى إظهار عيب كبير في إرتدادهم ليؤمنوا بالمسيح،" في الوقت الذي يستمرون متعلقين بالشريعة".
تكملة لذلك من صفحة 358 :
" فما أحدثه بولس لا يثير دهشتنا، فقد نظم العلاقات الدنيوية بوضوح تام مستعيناً بالتقدير الكبير الذي أَوْلته له الطاعة القائمة على السيادة والعبودية، لذلك نرى تعظيمه لسلطة الدولة بلغ حد اللا معقول (رومية 13 : 1، 7)، كما أعطى كلمتي (يخدم و الخدمة) قوة إقناع خاصة في الفكر المسيحي ، فبولس هنا يتولى قيادة مسرحية درامية تتوسط المسيحية ينادي فيها مدمني السلطة بالخدمة، لأنها ترفع عنهم الشكوى من قلة التواضع المسيحي إذا ما عارضهم أحد.
وبالطبع فإننا نجد عند بولس الصيغة المناسبة التي تقال في مثل هذه الظروف وهي : يجب أن يعمل الكل بالخدمة (وهو هنا يحذو خطــى عيسى ولكــن بصورة وحشية) وعلى رأسهم بولس نفسه.
وفي الحقيقة لا يناقش بولس هذه الخدمة بصورة كبيرة، إلا أنها لابد أن تكون أيضاً في خدمة أفكاره الخاصة. وفي الحقيقة إنه لم يلزم أحد بقبول هذه الأفكار بشكل يخدم أغراضه".
طبيعة بولس من الناحيتين النظرية والعملية :
الصفحات من 352 - 355 :
" أما من الناحية النظرية فينقصنا معرفة الخلاف الداخلي بين الدافع والحقيقة، فنرى بولس يتعصب ضد الحكمة والذكاء، فيشتكى مراراً وتكراراً من سفسطة تيموثاوس وثيطس الدينية ويرى بولس أن ما أسهل أن يعتنقوا تعاليمه ويأخذونه كمثال يحتذى " فيلبي 3 : 17، تيموثاوس الثانية 1 : 13 ح كورنثوس الأولى 11 : 1".
وعلى ذلك فهو أول من روج المفهوم اللاهوتي الشائع الذي يرفض السفسطة السافرة.
أما عن الجانب العملي فهنا نجد التشابك والتداخل بين التناقضات بصورة مضطربة للغاية، ولكنه في الحقيقة يبين أن كيفية إستمراره كنموذج يحتذى وكيفية تقرُّبه للقلب (كورنثوس الأولى 11 : 1 ؛ فيلبي 3 : 17 ؛ 4 : 9 ؛ سَالونيكي الثانية 3 : 9) في غاية السذاجة، على الرغم من أننا نجد بولس على ضروب تؤكد وعيه الإستبدادي وتنميه - وهذا على عكس طفولته وبساطته المزعومة (كورنثوس الثانية 10 : 18).
وهكذا كان يأته أحياناً ضمير سيء يظهر عليه بوضوح، وكان كثير الإعتذار عن مدحه لنفسه لأسباب مختلفة لا تستحق هذا المدح، فهو يمدح نفسه على سبيل المثال فقط ليريَ أنصاره كيفية الإستقامة على الصراط إذا صدقته أو ليمكنها مدحه (كورنثوس الثانية 5 : 12) ، كما يفتخربنفسه أيما فخر في صليب المسيح (غلاطية 6 : 14) وفي المسيح (رومية 15 : 17) وفي الإله (كورنثوس الثانية 10 : 17).
وتصل خيبة غدواته وروحاته القمة في كلامه صعب الفهم، والذي لا يكاد يطاق في (كورنثوس الثانية 10 : 12 - 18) ، ثم يعود ليؤكد لنا وضاعته القصوى، وتواضعه وحماقته وحقارته وضعفه (كورنثوس الأولى 1 : 27، 8) ، كما يؤكد - على الرغم من افتخاره بنفسه المفروض علينا - أنه هو الأخير والحقير وأول الخطاة (تيموثاوس الأولى 1 : 15) ، كما يصور نفسه عارياً، جائعاً، عطشاً، يعمل بيديه (فكيف لنا أن نجوع؟) وإن شتمنا أحد فسنباركه، وإن اضطهدنا أحد فسنصبر عليه (كورنثوس الأولى 4 : 11، 2) ، كما تراه دائماً يتجه إلى العلو (سَالونيكي 1 : 6).
من الصعب أن يتماسك المرء ولا يقول إنه ذئب في فرو ماعز.
ثم بعد أن سرد القليل من الجمل تجده قد رجع إلى طريقته القديمة في مدح نفسه، وهذه الثرثرة الجوفاء التي لا تنقطع من كتاباته، والتي يمدح فيها نفسه ويمجدها لهي من أسوأ ما يؤخذ على بولس.
ولم يسهم في ذلك إلا ميوله الداخلية للعلو، التي تقبع عنده تحت مفهوم الذّل تبعاً للتواتر المسيحي اليهودي : فإذا ما كنت ضعيفاً فأنا أقوى (كورنثوس الثانية 12 : 10) ، وأنا أفتخر بأمور ضعفي (كورنثوس الثانية 11 : 29، 30) ، كما اختار الله الضعيف ليخزي القوي (كورنثوس الأولى 1 : 27، 29) ، فنحن ضعفاء، سخفاء، حقراء، ثم يقول لأهل كورنثوس في سخرية مذرية : أما أنتم فعلى النقيض من هذا (كورنثوس الأولى 3 : 18، 4 : 10) ، فمن له أن يقع في الخطيئة دون أن ألتهب ؟ (كورنثوس الثانية 11 : 29) وعلى ذلك فهو يستحق المكانة الأولى أيضاً بين الخطاة.
وإن كان هذا يكفي لإعلاء شأنه بصورة تلقائية، فإن هذا بالطبع يصعب أن ينسب إليه الكثير من الطيبات : ويمكن أن يكون هذا في صراحة وبأسلوب مباشر أو بمفهوم متناقض. فيقول عن نفسه : أنا بنّاء حكيم (كورنثوس الأولى 3 : 10)، أنا قوي (رومية 15 : 1)، أنا أغضب لكن لا أخطيء (أفسس 4 : 26)، فلم نظلم أحد، ولم نضر أحد، ولم نطمع في أحد (كورنثوس الثانية 7 : 2) ، ثم يتجه مرة أخرى إلى الأخلاقيات التي أقرها عيسى - وأنّى له ذلك !، إلا أنه بصعوده وهبوطه هذا قد أشبع ولعه بالتفاخر.
فلماذا إذن لا نُعد تلك المسرحية التي يعرضها دون توقف (يطغى على تفكيري هذا التعبير غير اللائق) والتي يمدح فيها نفسه نفاقاً مغرضاً ؟
وفي الحقيقة إن الأمر هنا لا يتعدى أكثر من كونه إنسان لديه سُلطة، وحسبُه ما لحق شعوره من أذى أثناء تعذيب نفسه، ثم أعادة تشكيلها من جديد على النقيض التام، ثم محاولة إرغام نفسه فيها ولو للحظة ! إلا أن نصحه لنفسه وللآخرين كان شيئاً مختلفاً، فربما لم يصدق هو نفسه، ويكون هذا اعتراف بالصدق، فعندئذ تكون هذه أجمل لحظات عمره !
فهو يكتب كل جميل يتماشى مع نظريته ولكنه لم يحققها نهائياً، فهي ليست إلا تناقضات لا يتحملها إنسان مطلقاُ، ثم تنقلب فجأة إلى النقيض من ذلك وتجعله متذللاً عديم الكرامة، وتنزع عنه إنسانيته، وتجعله غير مقيد، أما إذا لم تتمكن من التحول للنقيض فتراها إذن مليئة بالأحقاد والضغائن والميل إلى الإنتقام.
ويعد تقديره المعروف للحب (كورنثوس الأولى 13) خير مثال لهذه الإزدواجية المعقدة، التي تصدر فيها أصوات تنطق بأصالة جميلة بل عظيمة، حتى ولو كانت تخرج من لهفة أكثر مما تخرج من نظم داخلي حقيقي.
ولا ينبغي لنا أن نغفل هنا الدور الضروري للبلاغة المعروفة جيداً، المليئة بالفن ذات الرونق البهيج. فهي تلعب عنده دوراً كبيراً، إلا أنه لم يكن بمثابة الجرس الرنان.
وبلا شك فقد كان بولس أيضاً قادراً على الحب والطيبات، الأمر الذي نحب أن نضيفه أيضاً إلى شخصيته.
فالحب لم يوجد بين اليهود إللا بين " الإخوة "، وفيما عدا ذلك كان بولس مليئاً بكره عظيم* - فكان يحب الإنتقام، كما كان بعيداً كل البعد عن "التسامح" "إسكندر سوف ينتقم الله لي منه عن أعماله معي. لأنه قاوم أقوالنا" (تيموثاوس الثاني 4 : 14، 5) ، فنراه يترك الإنتقام لله لأنه أقدر منه على إتيانه بشكل موجع أكثر (رومية 12 : 19، 20)، الأمر الذي تجده كثيراً في العهد القديم. كما أنه قد جر اللعنة على يوم الحساب بسبب حبه غير الكاف لعيسى (كورنثوس الأولى 16 : 22).
ومن الواضح أن يعقوب قد تكلم في رسالته (3 : 10) عن بولس، وتتحدث الرسالة الثانية لأهل كورنثوس عن رسالة مفقودة، يطالب بولس فيها بتوقيع أقصى العقوبة على شخص قد قام بإقتراف جريمة " السب " الذي أصاب الكورنثيين بحزن إلهي عميق (كورنثوس الثانية 7 : 11، 2) وأثار غيرتهم نحوه (كورنثوس الثانية 7 : 7).
ونسوق مثالاً لوجهة النظر** الإجتماعية لحواري الأمم من صفحة 359 :
" إن النظام الإجتماعي التقليدي لا يقوم بشيء في الواقع إلا طاعة العبيد لأسيادهم، وهو يضاعف من حث العبيد الإلتزام بذلك، ويؤكد عليهم بكل الوسائل أن يخضعوا لأسيادهم ويطيعوهم - حسب "الجسد" الإلهي كما للمسيح (أفسس 6 : 5، 7) - بل كصورة الله (Didache 4, 11)، وسوف تبدأ الواجبات المنوطة بأي من القائمين على النظام الإجتماعي متخلفة جداً، ثم يشار إليها من بعيد (أفسس 6 : 9) إجلالاً لله وفي موضع آخر لا يحدث هذا مطلقاً (على سبيل المثال تيموثاوس الأولى 6 : 1 ؛ ثيطس 2 : 9).
ومن ناحية تخفيف العبىء القانوني عن العبيد نجد بولس يتجاهله تماماً، حتى ولو كان هذا العبد يمكنه التحرر، فإن بولس يفضل له أن يظل عبداً (كورنثوس الأولى 7 : 21 - مع الأخذ في الإعتبار أن لوثر لا يقر ذلك) (أجناتيوس في بوليكارب 4 : 3) .
وإذا ما كنت تريد معرفة المزيد عن شاول الذي اتخذ لنفسه إسماً آخراً بعد إنفصامه وتحويله " لرسول عيسى المسيح " فعليك أيضاً بقراءة التحليل الآخر للتكوين الروحي والعقلي لهذا الرجل الموهوب (الذي يُطلق عليه بولس / شاول) في صفحات 337 - 341 و 351 - 362 من كتاب إريك بروك.
إن الجزء الأكبر من الكتاب التوثيقي للبروفسور إريك بروك يتناول طبيعة عيسى وجوهر رسالته، وإذا ما قرأتم أيضاً هذا الجزء من كتابه فستعلمون مقدار الخلاف الجذري بين عيسى وبولس، وعندئذ يتسائل الإنسان، كيف تمكن رجال اللاهوت من الجمع بين هذين الشخصين بهذه البراعة، على الرغم من أنهم يعبران عن عالميْن مختلفين تماماً من الناحية الفكرية والروحية، وهما عالمان لا يمكن اتحادهما.
وكذلك سيتضح للقاريء الطبيعة المزدوجة المنفصمة للمسيحية " التقليدية " وسيفاجأ أيضاً العارفون بالتاريخ المسيحي والتنظيمات الكنسية، وكذلك المراقبون عن كثب للموقف المسيحي، وكذلك أيضاً قُرَّاء هذا الكتاب كم كان فرانس أوفربيك Frans Overbeck (أحد قيادات رجال اللاهوت الأحرار) محقاً عندما قال : إن كل الجوانب الحسنة التي تشهدها المسيحية ترجع إلى عيسى ، أما الجوانب السيئة (وهي تطغي على الجوانب الحسنة بأضعاف مضاعفة) فقد أحدثها بولس فيها.
وستعرف من هذا الكتاب أيضاً أن كل جذور الضلال المخزي للكنيسة المسيحية قد سببته النصوص البولسية المخزية على النحو التالي :
- لعن الحياة الجنسية وما استتبعه من إضطهاد الساحرات النساء .
- لعن الطبيعة كلها.
- التقليل من شأن المرأة.
- تأليه الدولة ومن هنا جاء الإتحاد غير المقدس بين الكنيسة والدولة.
- أيدلوجية الغطرسة لدى رجال الأكليروس وتسلط الكنيسة.
- إحتقار العقل والفلسفة.
- إعلاء شأن النظرية الفرضية والموعظة.
- إتباع نظام* الكنيسة.
- نظرية الخلاص التي لا يحمد لها عاقبة.
- التعصب الرهيب (التي أدى إلى محاكم التفتيش وإحراق مخالفي العقيدة).
وإني لأعلم أن بعض الأصدقاء لا يحبون فضح بولس بهذه الصورة مراراً وتكراراً، ولكن صرخات ضميرنا تدفعنا لهذا، لأنه طالما كانت الكنيسة تعتبر رسائل بولس كلمة الله الملزمة بصورة مطلقة، فسوف لا يكون هناك تحول حقيقي من شأنه جلب النفع على المسيحية فمن له أن يؤاخذنا إذا ما قلنا ذلك، وقلنا إن أهم جذور كل البلاء الذي أصاب المسيحية جاءت من أفكاره، وكم نحن الآن في حاجة إلى أن نشير مراراً إلى أن الحقيقة تؤكد أن كل المفكرين الأحرار المعتدلين قد أشاروا إلى أن المباديء الخربة التي تتبناها المسيحية اليوم ما هي إلا مباديء مخزية ولكن لم يرق الحال للكنيسة لتخلصنا من هذه الرسائل والأفكار البولسية.
إن أصحاب السلطة في الكنيسة ليعلمون بجد أنهم سوف يفقدون الأساس الذي بنوا عليه سلطتهم، ونحن لا يعنينا في الحقيقة شخص بولس، وكل ما نهتم به هو تحليل شخصية مؤلف كل جزء مما يسمى العهد الجديد، حتى نستقل عن كل ما كتبه هذا المؤلف، ونبعد عن طباعه وخلقه بل ونرجمها، حتى لا تتحول بواسطتنا قوة تأثير القيصر قسطنطين، صاحب السلطة الذي لم يجد له رادعاً، إلى كلمة الله. وينصحنا بروفسور الفلسفة إريك بروك أن نخالف " فى ذلك حركة الدوران الطبيعية للتفكير المطلق " ويوصينا بعدم الإنتظار حتى يتحول هذا الموقف إلى تاريخ عالمي.
((((((((((((((((((((((((((((((((((عهود الرخاء في النصرانية))))))))))))))))))
عهود الرخاء في النصرانية كانت هي الأخرى عهود تحريف وتبديل: ظلت عهود الاضطهاد على النصارى تشتد تارة، وتخف أحياناً ،وبقيت الدعوة إلى النصرانية ضعيفة مستخفية غالباً إلى أن جاء عهد قسطنطين الأول أو الأكبر الذي حكم من سنة 306 إلى سنة 337م .
وقد اعتنق قسطنطين النصرانية في عام 312م فكان أول من تنصر من ملوك الروم. فلما أعلن قسطنطين نصرانيته، ظهرت النصرانية، وبدأت بالانتشار بقوة، فكان له دور هام في تحويلها من فرقة دينية مضطهدة، إلى ديانة مسيطرة ومهيمنة في أوروبا .. فكان من أول أعماله إصدار "مرسوم ميلان" الذي أصبحت النصرانية بموجبه ديناً شرعياً مسموحاً به..
وقد قضى المرسوم أيضاً على إعادة أملاك الكنيسة التي كان قد صادرها الأباطرة أيام اضطهاد النصرانية، كما قرر أن يجعل يوم الأحد يوم عبادة وراحة من الأعمال ؛ وقد كان ذلك معروفاً من قبل في الإمبراطورية الرومانية التي كانت لوثنيتها تقدس الشمس فيما تقدسه وكان يوم الأحد ( Sunday ) يوم الشمس عندهم يوم راحة، فلما تنصر قسطنطين، نقل ذلك معه إلى النصرانية !!وقد تقدم أنهم غيروا قبلتهم أيضاً، بالتوجه إلى المشرق، بعد أن كانوا يتوجهون إلى بيت المقدس في زمن المسيح. وقد رافق مرسوم ميلان اتجاه آخر نحو اضطهاد اليهود، الذي ظل ساري المفعول في أوروبا لعدة قرون تلت ،وقد بالغ اليهود في تضخيم ذلك واستغلاله في زماننا حتى أظهروه وأشهروه وطالبوا بتعويضات طائلة عليه؛ وغطوا به على عهود اضطهادهم للنصارى وغيرهم ،حتى انطلى ذلك على أكثر النصارى فتابعوهم عليه وروّجوا له ؛وطالبوا بتعويض اليهود عنه ونسوا لسفههم ما فعله اليهود بهم وبغيرهم في عهود تسلّطهم وإفسادهم في الأرض.
وقد بُديء في عهد قسطنطين ببناء عدة كنائس شهيرة مثل كنيسة المهد في بيت لحم .. وكنيسة القمامة في القدس والتي يسميها النصارى "القيامة" .
وقد أعاد قسطنطين بناء مدينة بيزنطة، ووسعها وسماها القسطنطينية وجعلها عاصمة له، فأصبحت من أعظم مدن العالم ،وبقيت عاصمة النصف الشرقي للإمبراطورية الرومانية حتى عام 1453م عندما سقطت على أيدي جحافل الفتح الإسلامي في منتصف القرن التاسع من الهجرة ،وذلك ما بشر به النبي صلى الله عليه وسلم قبل أكثر من ثمانمائة عام من وقوعه ؛ فوقع كما أخبر به الصادق المصدوق، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب، إذ سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛أي المدينتين تُفتح أولاً أقسطنطينية أو رومية ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( مدينة هرقل تفتح أولاً ( يعني قسطنطينية ) رواه الإمام أحمد في مسنده (2/176).
وقد اختار قسطنطين ألا يُعمد إلا وهو على فراش الموت، مع أنه كان قد اعتنق النصرانية قبل ذلك بكثير. وكان يوصف بالقسوة إلى حد كبير.
فقد أعدم ابنه الأكبر، وزوجته في عام 326م. وقد وصفه (هندرليك فان لون) في (قصة الجنس البشري) بقوله: ( لقد كان وغداً غليظ القلب لا يرحم ).
وقال غيره عنه: (لقد فك القيود وساوى بين النصرانية والوثنية).
فالجدير بالذكر أن عهد قسطنطين هذا وما تلاه من عهود الرخاء على النصرانية لم تكن أرأف بالنصرانية في التحريف والتبديل ؛ من عهود الاضطهاد السابقة. فقد ساهم قسطنطين نفسه في تحريف وتبديل وتشويه هذه الديانة.
مجمع نيقية :
ويصف بعض المعاصرين ذلك العهد؛ بالدور الهام الذي لعبه قسطنطين في تاريخ الكنيسة حين أنشأ ( مجمع نيقية ) لمعالجة الانقسام الداخلي!! في الكنيسة، وذلك في عام 325م أي بعد المسيح بثلاثمائة سنة وقبل البعثة المحمدية بمثل ذلك ، وقد عمل هذا المجمع على إنشاء(عقيدة نيقية) التي أصبحت فيما بعد (المذهب الأرثوذكسي) للكنسية..
ففي هذا المجمع اجتمع الأساقطة والبطارقة من شتى الديار ثلاث مرات في زمن قسطنطين، وعدة مرات بعد ذلك، وقرروا ما سموه بالأمانة ، وهي في حقيقتها الخيانة التي صرّحوا فيها بتثليثهم، ولعن كل من يخالفهم، خصوصاً منهم من كانوا يقولون بعقيدة التوحيد؛ ويبرؤون من ألوهية عيسى ويقولون بأنه عبد الله ورسوله. وذلك أن الغالب على النصارى في ذلك الزمان ؛كان نعت عيسى عليه السلام بالألوهية، وهي العقيدة الكفرية التي روّجها بولس وأتباعه.
وكانت طائفة قليلة من النصارى تقول أنه رسول الله فقط وليس بإله ولا ابن إله، بل هو وأمه مخلوقان، والروح القدس مخلوق.
آريوس :
وممن أظهر هذه المقالة وصدع بها بقوة وشجاعة في زمن قسطنطين: ( أريوس بن اصفانوس )، يُلقب برشيد قومه ، وهو أكبر تلامذة ( ماربطرس) بطريك الأسكندرية، وخريج المدرسة اللاهوتية، كان داعية قوياً شجاعاً لا يخاف، وخالف أستاذه كثيراً ؛ فكان يحارب مقالة ألوهية المسيح بكل ما أوتي من قوة ؛ وآرائه هذه هي ما يسميه النصارى بـ(بدعة آريوس) ، فسخطه أستاذه وجرّده من كهنوته.
ولما مات بطرس رجع آريوس عن إظهار المخالفة فأدخله (أشلا) أو (إسكندروس) إلى الكنيسة وصيّره قساً، ولكن مجمع الأساقطة قرر نفيه ؛ فنفاه القيصر وأمر بقتله، ولكنه اختفى وظهر بعد موت القيصر.
قال ابن حزم عن آريوس: (كان قسيساً في الاسكندرية، ومن قوله: التوحيد المجرد وأن عيسى عليه السلام عبد مخلوق، وأنه كلمة الله التي بها خلق السموات والأرض) أهـ فكانت دعوة آريوس هذه سبباً رئيسياً في ظهور المجمع الذي أنشأه قسطنطين.
حيث دعاه بداية إلى مناظرة بطرك الإسكندرية … فاستحسن قسطنطين مقالة البطرك، ودعا إلى تكفير آريوس، ودعوة جميع البطاركة والأساقطة لمجمع عام لتكفيره وتكفير كل من يقول بمقالته، وليشرحوا في هذا المجمع الدين ،ويتفقوا على مقالة واحدة في دينهم ؛يوضحوها ويعلنوها للناس.
فاجتمع لديه (2048) أسقفاً وبطركاً مختلفي الآراء والأهواء في أصول النصرانية ، خصوصاً من ذلك القول في المسيح وأمه؛ فعجب قسطنطين لهم ولاختلافهم ؛ ثم انتصر للرأي القائل بألوهية المسيح وأقرّه .. وهو رأي بولس وكان عدد أتباعه من أولئك الأساقفة (318) أسقفاً..
فهذا الإمبراطور الذي لا يعرف أصول هذه الديانة يتدخل بسلطانه لينصر هذه المقالة الأقرب إلى وثنية قومه الأولى .. ثم يجمع الأساقفة الذين قالوا بهذه المقالة في دار خاصة، ويقول لهم: ( قد سلطتكم اليوم على مملكتي لتصنعوا ما ينبغي لكم أن تصنعوه مما فيه قوام الدين !! وصلاح المؤمنين!) فباركوا له، وقلّدوه سيفه ؛ وقالوا له: (أظهر دين النصرانية وذب عنه).
وعلى أثر ذلك أمر بإحراق كل الكتب التي تخالف رأي المجمع الأخير، واضطهاد المخالفين ممن يقولون بقول آريوس وأمثاله ولعنهم..
قال ابن كثير في البداية والنهاية (2/101) : (ثم بعد المسيح بثلاثمائة سنة حدثت الطامة العظمى والبلية الكبرى، حيث اختلفت البتاركة الأربعة وجميع الأساقفة والقساوسة ، في المسيح على أقوال لا تنحصر ولا تنضبط، واجتمعوا وتحاكموا إلى الملك قسطنطين وهم المجمع الأول، فصار الملك إلى قول أكثر فرقة اتفقت من تلك المقالات فسموا الملائكة([36]) ودحض من عداهم وأبعدهم وتفردت الفرقة المتابعة لعبد الله بن آريوس الذي ثبت على أن عيسى عبد من عباد الله، ورسول من رسله، فسكنوا البراري والبوادي، وبنوا الصوامع والديارات وقنعوا بالعيش الزهيد، ولم يخالطوا أولئك الملل والنحل، وبنوا الكنائس الهائلة وعمدوا إلى ما كان من بناء اليونان فحولوا محاريبها إلى الشرق وقد كانت إلى الشمال إلى الجدي) أهـ.
فتأمل كيف فرض المجمع بقوة قسطنطين تلك العقيدة الكفرية على النصارى، وكفّروا كل من يقول بغيرها، ولعنوه .. فالذين قالوا بهذه العقيدة الكفرية هم (318) أسقفاً، خالفهم نحو (1700) أسقف، وإن لم يكونوا متفقين فيما بينهم على مذهب واحد ؛ ولكن قد قيل أن منهم قرابة (700) أسقف كانوا يرون رأي آريوس أو قريباً منه في رفض ألوهية المسيح، وهو أكبر عدد نالته نحلة من نحل النصرانية آنذاك، ومع هذا فقد نصر قسطنطين ماوافق هواه مما كان قريبا من وثنية أجداده.
وقد تكررت المجامع كثيراً .. حيث كانوا يجتمعون فيها على مقالة من مقالاتهم الكفرية .. وينفضون على لعن من خالفهم..
قال ابن القيم في إغاثة اللهفان (2/276): (وكل مجامعهم كانت تجتمع على الضلال وتفترق على اللعن، فلا ينفض مجمع إلا وهم ما بين لاعن وملعون)أهـ.
قلت: ولا غرابة في هذا .. فقد حلت عليهم اللعنة واستحقوها ولزمتهم إلى يوم القيامة بلعنهم المسيح حيث زعموا أنه صلب .. وقد تقرر في كتبهم كما تقدم أنه (ملعون من تعلق بالصليب) وقد قال إبليسهم بولس: ( أن المسيح افتدانا من لعنة الشريعة إذ صار لعنة لأجلنا).
وقد صح عندنا نحن المسلمين في الحديث الذي يرويه أبو داود عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن العبد إذا لعن شيئاً، صعدت اللعنة إلى السماء، فتغلق أبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض، فتغلق أبوابها دونها، ثم تأخذ يميناً وشمالاً، فإذا لم تجد مساغاً، رجعت إلى الذي لُعن، فإن كان أهلاً لذلك، وإلا رجعت إلى قائلها..).
ولا نشك نحن المسلمون طرفة عين، أن الله قد سلم عبده ورسوله المسيح من لعناتهم، وأنه عليه السلام ليس أهلاً لتلك اللعنات ؛ ومن ثم فقد صدق خبر نبينا الصادق المصدوق في هؤلاء .. حيث رجعت لعناتهم عليهم، فهم يجتمعون وينفضون على اللعنة كما رأيت!! ولا تزال لعناتهم تحور وتتردد عليهم وعلى رؤوسهم إلى يوم القيامة ؛ إلا من تاب منهم وآمن وبرئ من شركه وباطله.
وقد اعترف بعض علمائهم بحلول اللعنة عليهم كما في خبر زيد بن عمرو بن نفيل لما خرج إلى الشام يسأل عن الدين .. فلقي عالماً من النصارى، فسأله عن دينهم فقال له: لن تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من لعنة الله: فقال رحمه الله لرجاحة عقله: ما أفر إلا من لعنة الله، ولا أحمل من لعنة الله شيئاً أبداً وأنّا أستطيع، فهل تدلني على غيره؟ قال: ما أعلمه إلا أن يكون حنيفاً قال: وما الحنيف؟ قال: دين إبراهيم لم يكن يهودياً ولا نصرانياً ولا يعبد إلا الله، فلما رأى زيد قوله في إبراهيم عليه السلام خرج؛ فلما برز رفع يديه فقال: اللهم أني أشهدك إني على دين إبراهيم .. وانظر الخبر كاملاً في صحيح البخاري، كتاب مناقب الأنصار.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى ؛ بعد أن سرد أخبار مجامع تباركة وأساقفة النصارى على مر العصور، وعدّد عشرة من تلك المجامع التي اختلفوا فيها اختلافا كثيراً، قال: ( فهذه عشرة مجامع من مجامعهم مشهورة اشتملت على أكثر من أربعة عشر ألفاً من البتاركة والأساقفة والرهبان، كلهم ما بين لاعن وملعون. فهذه حال المتقدمين منهم ، مع قرب زمانهم من أيام المسيح، ووجود أخباره فيهم، والدولة دولتهم، والكلمة كلمتهم، وعلماؤهم إذ ذاك أوفر ما كانوا ،واهتمامهم في دينهم كما ترى ؛ وهم حيارى تائهون ضالون مضلون، لا يثبت لهم قدم ولا يستقر لهم قول في إلههم، بل كلٌ منهم قد اتخذ إلهه هواه، وصرّح بالكفر والتبري ممن اتبع سواه، قد تفرّقت بهم في نبيهم وإلههم الأقاويل، وهم كما قال الله تعالى: " قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ" (77) سورة المائدة.
فلو سألت أهل البيت الواحد عن دينهم ومعتقدهم في ربهم ونبيهم، لأجابك الرجل بجواب، وامرأته بجواب، وابنه بجواب والخادم بجواب، فما ظنك في عصرنا هذا، وهم نخالة الماضين، وزبالة الغابرين، ونفاية المتحيرين ؟ وقد طال عليهم الأمد وبعد عهدهم بالمسيح ودينه ؟ ) أهـ من إغاثة اللهفان (2/281).
لمحة عن أشهر الفرق القديمة في النصرانية
قد أخبر خاتم الأنبياء والمرسلين وهو الصادق المصدوق، أن النصارى افترقت إلى ثنتين وسبعين فرقة ، فهم كذلك، إلا أن أشهرهم ثلاثة فرق هم: الملكانية، والنسطورية، واليعقوبية.
اولا. أما الملكانية :
فقيل سموا كذلك لأنهم أيدوا القرار الذي نصره قسطنطين في المجمع الذي جمعه، وقيل لأنهم أيدوا القرارالذي اتخذه مجمع خلكدونية عام 451م ضد بدعة أوطيخا المونوفيزية، القائلة بطبيعة واحدة للمسيح، فلقبهم مخالفوهم بالملكيين لوقوفهم في صف مرقيانوس الذي كان يعاضد المجمع.
وكلا القولين مؤداه أن هذه الفرقة تابعت القول الذي نصره الملوك فنسبوا إلى ذلك.
قال ابن حزم في الفصل (1/110): (هو مذهب جميع ملوك النصارى حاشا الحبشة والنوية، وقولهم أن الله تعالى عبارة عن ثلاثة أشياء: أب وابن وروح قدس، وأن عيسى إله تام كله وإنسان تام كله ليس أحدهما غير الآخر. وأن الإنسان منه هو الذي صلب وقتل، وأن الإله منه لم ينله شيء من ذلك.
وأن مريم ولدت الإله والإنسان ) أهـ . تعالى الله عن كفرهم علوا كبيرا.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : (والملكانية تزعم أن اللاهوت والناسوت صارا جوهراً واحداً له أقنومان، وقيل أقنوم واحد له جوهران)أهـ .
فقد صرحوا بإثبات التثليث. ولذلك زعم البعض أن قول الله تعالى " لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ" (73) المائدة ؛ إنما هو في الملكانية خاصة.. وكنيستهم تسمى كنيسة الروم وطائفتهم منتشرة في سورية ومصر والأردن وفلسطين ويتكلم معظمهم العربية.
قال ابن تيمية: "هم أهل الشمال من الشام والروم" أهـ.
ومنهم كاثوليك يعترفون برئاسة باب روما، ويسمون الروم الكاثوليك.
ثانيا. النسطورية:
فرقة نشأت في زمن دولة المسلمين في عهد المأمون، وهم قليل وينسبون إلى ( نسطور الحكيم ) الذي كان يقول: إن الله تعالى واحد ذو أقانيم ثلاثة: الوجود والعلم والحياة، وهذه الأقانيم ليست زائدة على الذات ولا هي هو، وأن الكلمة اتحدت بالجسد لا على سبيل الامتزاج كما قالت الملكانية، ولا على طريق الظهور كما قالت اليعقوبية؛ لكن كإشراقة الشمس في كوة على بلورة، وكظهور النقش في الشمع إذا طبع بالخاتم.
وقالوا إن مريم لم تلد الإله، وإنما ولدت الإنسان، وأن الله تعالى لم يلد الإنسان وإنما ولد الإله. وقالوا إن القتل وقع على المسيح عن جهة ناسوته لا من جهة لاهوته لأن الإله لا تحله الآلام .
وهذه الفرقة غالبة على الموصل والعراق وفارس .. ونسطور هو الذي اعترض على تسمية مريم العذراء بوالدة الإله، وقد كان بطريركاً بالقسطنطينية فاجتمع مجمع البطارقة وردوا قوله ولعنوه، وقرروا أن مريم ولدت إلهاً هو يسوع المسيح .
وقال ابن كثير في البداية والنهاية (2/92): (قالت النسطورية ؛ كان فينا ابن الله ما شاء ثم رفعه الله إليه) أهـ ..
ومن أقوالهم : أن اللاهوت والناسوت جوهران أقنومان وإنما اتحدا في المشيئة.
ثالثا. اليعقوبية :
قال ابن تيمية: (هم شر الأصناف الثلاثة) أهـ
ويدور مذهبهم على القول بأن المسيح هو الله، وقالوا بالأقانيم الثلاثة ، إلا أنهم قالوا إن الكلمة انقلبت لحماً ودماً؛ فصار الإله هو المسيح وهو الظاهر بجسده بل هو هو. فهم يقولون باتحاد الله بالإنسان في طبيعة واحدة هي المسيح ؛فالله ـ تعالى عن عظيم كفرهم ـ مات وصلب وقتل، وبقي العالم ثلاثة أيام بلا مدبر، ثم قام ورجع كما كان.
وهكذا جمعوا بين الخالق والمخلوق ؛أو كما قال بعض أهل العلم " جمعوا بين القديم والمحدث، وهو محال كالجمع بين القاعد والقائم أو الحار والبارد". وذكر بعضهم أن القرآن عناهم في قوله: " لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ".
فهم يزعمون أن اللاهوت والناسوت اتحدا وامتزجا كامتزاج الماء والخمر، فهما جوهر واحد وأقنوم واحد وطبيعة واحدة.
قال ابن كثير: (قالت اليعقوبية: كان فينا الله ما شاء ثم صعد إلى السماء) أهـ. عاش اليعاقبة في مصر والسودان والنوبة والحبشة.
وجميع هذه الطوائف الثلاثة قالوا أن الله جوهر واحد وأقانيم ثلاثة، وأحد الأقانيم عندهم الأب والآخر الإبن والآخر روح القدس .. وبعضهم يقول أن الأقانيم خواص .. وبعضهم يقول: صفات ..وبعضهم يقول: أشخاص ..
ومن هذا تعلم أنه ليس بمصيب من زعم بأن مراد الله تعالى في قوله: " لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ" الملكانية خاصة.
وفي قوله: " وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ" النسطورية خاصة.
وفي قوله " لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ" اليعقوبية خاصة.
وقال شيخ الإسلام في التسعينية: "فزعم بعض الناس أن الذين قالوا هو المسيح ابن مريم الذين قالوا اتحدا حتى صارا شيئاً واحداً، والذين قالوا هما جوهر واحد له طبيعتان، فيقولون هو ولده بمنزلة الشعاع المتولد عن الشمس.
والذين قالوا بجوهرين وطبيعتين وأقنومين مع الرب قالوا ثالث ثلاثة.
وهذا الذي قاله هؤلاء ليس بشيء؛ فإن الله أخبر أن النصارى يقولون أنه ثالث ثلاثة وأنهم يقولون إنه ابن الله وقال لهم: لا تقولوا ثلاثة، مع إخباره أن النصارى افترقوا وألقى بينهم العداوة والبغضاء بقوله: " وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ" (14) المائدة.
وقال: " وأيضاً فهذه الأقوال لا تنطبق على ما ذكر فإن الذين يقولون أنهما اتحدا وصارا شيئاً واحداً ؛يقولون أيضاً إنما اتحد الكلمة التي هي الابن، والذين يقولون هما جوهر واحد له طبيعتان، يقولون إن المسيح إله وإنه الله، والذين يقولون إنه حل فيه يقولون خلق فيه الكلمة التي هي الابن وهي الله أيضاً بوجه آخر".
وقال: " وعلى هذا فتكون كل آية مما ذكره الله عن الأقوال تعم جميع طوائفهم وتعم أيضاً بتثليث الأقانيم، وبالاتحاد والحلول، فتعم أصنافهم وأصناف كفرهم، ليس يختص كل آية بصنف، كما قال من يزعم ذلك.
ولا تختص آية بتثليث الأقانيم، وآية بالحلول والاتحاد، بل هو سبحانه ذكر في كل آية كفرهم المشترك.
ولكن وصف كفرهم بثلاث صفات وكل صفة تستلزم الأخرى: أنهم يقولون المسيح هو الله، ويقولون هو ابن الله، ويقولون إن الله ثالث ثلاثة، حيث اتخذوا المسيح وأمه إلهين من دون الله، هذا بالاتحاد، وهذا بالحلول ،وتبين بذلك إثبات ثلاث آلهة منفصلة غير الاقانيم، وهذا يتضمن جميع كفر النصارى، وذلك أنهم يقولون: الإله جوهر واحد له ثلاثة اقانيم، وهذه الأقانيم يجعلونها تارة جواهر وأشخاصاً، وتارة صفات وخواصاً". أهـ.
ومن هذا كله يتبين لك أن النصارى على اختلاف مناهجهم يعتقدون أن في اللاهوت ثلاثة يُعبدون، وعباداتهم تفيد أنهم متغايرون، وأن اتحدوا في الجوهر والقدم والصفات.
ولكن كتّابهم يحاولون أن يجعلوهم جميعاً أقانيم لشيء واحد، أي أنهم يحاولون الجمع بين التثليث والوحدانية بصورة بعيدة عن الإفهام والواقع.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: (.. ومن هنا قيل: النصارى، غلطوا في أول مسألة من الحساب الذي يعلمه كل أحد!! وهو قولهم الواحد ثلاثة !!)أهـ.
لمحة عن طوائف النصرانية وفرقها الحديثة
أما أهم الفرق والطوائف النصرانية المتبقية اليوم فهي ,,,
* أولاً: الكاثوليك:
وتسمى كنيستهم بالكنيسة الغربية لامتداد نفوذها إلى الغرب اللاتيني الذين يسكنون بلاد إيطاليا وبلجيكيا وفرنسا والبرتغال وإيرلندا ويوجد لهم أتباع في أمريكا الشمالية والجنوبية وأفريقيا وآسيا، ويدعون أن مؤسس فرقتهم (بطرس) كبير الحواريين ،ويدعون أن بابوات روما خلفاؤه، ولذلك يسمون كنيستهم بالبطرسية أو اللاتينية، لأنها تدعى إمام الكنائس ومعلمتها، لأنها وحدها التي تنشر النصرانية في العالم.
وتتبع الكنيسة الكاثوليكية في روما النظام البابوي، وهو مجمع الكنائس. ومن بدع الكاثوليكية ومحدثاتها: أنها أباحت أكل لحم المخنوق، وأباحت للرهبان أكل لحم الخنزير.
وتعتقد المساواة الكاملة بين الإله الأب !! والإله الابن!! وتقول أن المسيح طبيعتين بعد الاتحاد إحداها لاهوتية والأخرى ناسوتية، وهي الكنيسة التي اعتادت إصدار صكوك الغفران، وقد كان أصل هذه البدعة أن يدفع مبلغ من المال للكنيسة للحصول على إعفاء من الاشتراك في الحروب الصليبية؛ ثم أصبحت فيما بعد وسيلة لأكل أموال الناس بالباطل من قبل القسيسين والرهبان بدعوى غفران الذنوب.
ـ ويتبع للكنيسة الكاثوليكية طوائف أخرى وإن لم تكن كاعتقادها في طبيعة المسيح وهم:
1. النسطورية:
تقدم الكلام عليها وأنها نسبة إلى نسطور، الذي كان بطريركاً للقسطنطينية لمدة أربع سنين قبل خلعه ونفيه إلى مصر، وكان يرى أن مريم أم المسيح لم تلد الإله بل ولدت الإنسان فقط، ثم اتحد الإنسان بعد ولادته بالاقنوم الثاني وهو الابن، وليس ذلك الاتحاد حقيقي بل مجازي لأن الله منحه المحبة، فهو اتحاد في المشيئة عنده.
وكاتبه على أثر ذلك (كيرلس) بطريرك الاسكندرية، ويوحنا بطريرك إنطاكيا ليعدل عن رأيه، لكنه لم يستجب لهم، فانعقد مجمع سنة (431م) وقرر لعنه وطرده وإثبات أن مريم العذراء ولدت الإنسان الإله.
2. المارونية:
مقرها لبنان نسبة إلى القديس مارون الذي أعلن سنة (667م) أن المسيح ذو طبيعتين ولكنه ذو إرادة واحدة أو مشيئة واحدة، ولم يُقبل قوله، فاجتمع المجمع السادس بمدينة القسطنطينية سنة (680م) وقرر رفض نحلة مارون، ولعنه وتكفير كل من يذهب إليها، وقد نزلت بأتباعه المحن والاضطهادات، فلم يجدوا أمامهم إلا الفرار والاعتصام بمدن جبل لبنان ،وقد تحايلت الكنيسة الكاثوليكية وقربتهم إليها، فأعلنوا لها الطاعة والاتحاد معها سنة 1182م على أن يبقوا على رأيهم، ولهم بطريركهم الخاص بهم، وإن كان يقر بالرياسة لبابا روما …
2. السريان:
طوائف من النصارى يقولون أن المسيح ذو طبيعة واحدة، لكنهم يعترفون برئاسة الكنيسة الكاثوليكية عليهم، وأن لهم رأيهم وبطريركهم الخاص لهم.
* ثانياً: الأرثوذكس:
وتسمى كنيستهم بالكنيسة الشرقية أو اليونانية أو كنيسة الروم الشرقيين لأن أتباعها كانوا من شرق أوروبا وروسيا والبلقان واليونان.
مقرها الأصلي كان القسطنطينية، بعد انفصالها عن كنيسة روما سنة 1054م .. وترتيبها يتبع نظام الأكليروس: فيبدأ من البطريرك ويليه في الرتبة المطارنة. ثم الأساقفة، ثم القمامصة، وهم قسس ممتازون، يليهم القسس العاديون.
- لم تقبل كنيستهم أكل لحم المخنوق، ورفضت إباحة أكل لحم الدم للرهبان.
- أصرت على أن روح القدس نشأ عن الإله الأب فقط.
- وقالت بأفضلية الإله الأب عن الإله الابن.
- وترى أن المسيح له طبيعة واحدة ومشيئة واحدة.
ـ وهناك طوائف أخرى تتبع المذهب الأرثوذكسي وإن كانت كنائسها مستقلة :
1. الكنسية المصرية:
رئيس هذه الكنيسة هو بطريرك القبط المقيم بالقاهرة ويدعى حالياً ( باب الإسكندرية) ورئيس الأفريقيين النصارى، ويتبعون في هذه الرياسة سكان الحبشة، فهم خاضعون لبطريرك الكنيسة القبطية وهو يعين لهم أسقفاً يسوسهم.
وتعتقد هذه الكنيسة أن للمسيح طبيعة واحدة([42]) اجتمع فيها اللاهوت بالناسوت، وانعقد لهذه الغاية مجمع أفسس الثاني خلال النصف الأول من القرن الخامس الميلادي، وأعلن هذا الرأي، إلا أن الكنيسة البابوية رفضته ووصفته بأنه مجمع اللصوص.
وانعقد بعد ذلك مجمع خليكدونية سنة 451م وتقرر فيه أن المسيح فيه طبيعتان لا طبيعة واحدة، وأن الألوهية طبيعة وحدها والناسوت طبيعة وحده التقيا في المسيح، وبذلك رفض المجمع الأخير رأي الكنيسة المصرية بل لعن هذا المجمع (ديسقورس) بطريرك الإسكندرية مما جعل الأقباط المصريين لما سمعوا بما نزل برئيس كنيستهم، يجتمعون على عدم الاعتراف بقرارات ذلك المجمع، بل ثاروا ضده ورفضوا تعيين بطريرك على غير مذهبهم وكان قرار مجمع خليكدونية هذا هو سبب انفصال الكنيسة المصرية عن الكنسية الغربية.
وقد ظهر للمذهب القبطي المصري داعية قوي في وسط القرن السادس الميلادي هو (يعقوب البراذعي) الذي جال البلاد الرومانية، داعياً إلى اعتناق المذهب القبطي المصري.
2. الأرمن:
طوائف من النصارى موطنهم الأصلي أرمينيا، وإن كانوا ينتشرون في مصر والأردن وبلاد الشرق الأوسط، ويعتقدون في المسيح اعتقادات الكنيسة القبطية، وهي أن المسيح ذو طبيعة واحدة ومشيئة واحدة، ولكن طقوسهم الدينية وتقاليدهم مختلفة، كما أن لهم بطاركة مستقلين، فهم لا يندمجون مع الكنائس الأخرى.
* ثالثاً: البروتستانت: "وتعني الإصلاح الديني"
ينتشرون في ألمانيا وإنكلترا والدانمرك وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وبلجيكا، وهولندا وسويسرا والنرويج وأمريكا الشمالية، وتسمى كنيستهم "الكنيسة الإنجيلية" بمعنى أن أتباعها يتبعون الإنجيل ويفهمونه بأنفسهم دون الخضوع لأحد من رجال الدين أو طائفة أخرى، وخالفوا بذلك الكنائس الأخرى التي تعتبر فهم الإنجيل وقفاً على رجال الكنيسة.
يقولون باستحالة تحول الخبز والخمر في عيد الفصح إلى جسد المسيح ودمه، ويطالبون بإبطال صكوك الغفران لعدم وجود أصل لذلك في الإنجيل.
زعيمهم الأول مارتن لوثر([43]) (1483-1546م) وكان من أشد الناس إنكاراً على من نظر في فلسفة أرسطو، وكان يلقيه بالخنزير الدنس الكذاب .. وكان مارتن لوثر يرى بأن إرضاء الرب إنما ينال بالإيمان فقط، ولا دخل للطاعات والعبادات في ذلك ؛ وذلك ليزيل كهنوت رجال الكنيسة وهيمنتهم، مكرساً بذلك لإرجاء بولس وتحريفاته. فقد كان لوثر نصيراً متحمساً لبولس..
وكان من أعماله ترجمة (كتابهم المقدس) إلى اللغة الألمانية ليمكن كل أحد من قراءته دون الرجوع إلى رجال الدين.
طلب منه التبري من آرائه علناً فرفض، فأعلن أنه كافر خارج عن القانون في مجمع ورمس 1521م وأن كتبه محرمة. وحكم بأن يحرق لوثر على الخازوق، ولكن آراؤه لقيت تأييداً واسعاً في ألمانيا، خصوصاً من بعض الأمراء الألمان، مما نجاه من تلك العقوبات.
والبروتستانت كالكاثوليك في قولهم أن للمسيح طبيعتين بعد الاتحاد إحداهما لاهوتية والأخرى ناسوتية.
وبالجملة فالبروتستانت لم يبطلوا في إصلاحهم المزعوم أصلاً من أصول النصرانية الشركية، كالقول بألوهية عيسى وأنه ابن الله وأنه صلب من أجل عقيدة الفداء والخلاص، وأن الإيمان بذلك كافٍ دون العمل بأحكام الشريعة .. الخ.
بل إنهم فقط منعوا من الغلو بالرؤساء في سلطتهم، فحركتهم كانت دعوة لإصلاح الكنيسة، لا لإصلاح النصرانية وإرجاعها إلى أصولها الصحيحة كما جاء بها المسيح.
لذلك بقيت موضوعات رئيسية وضخمة لم يتطرق لها إصلاحهم الديني المزعوم، من قريب أو بعيد ؛ أهمها :
- عقيدة التثليث، وما تضمنته قرارات المجامع السابقة في العقيدة، خصوصاً قرارات مجمع نيقية سنة 325م وقرارات مجمع القسطنطينة سنة (381م)، ففي الأول تقررت عقيدة التثليث وألوهية المسيح عندهم، وفي الثاني قرروا ألوهية روح القدس، تعالى الله عما يقولون علواً كبيرا.
- عقيدة صلب المسيح، للتكفير عن خطايا البشر (عقيدة الفداء).
- البحث عن إنجيل المسيح نفسه بمعنى الاقتصار على تعاليم المسيح الأصلية، واستبعاد الدخيل على ذلك، خصوصاً ما يتعلق بالعقيدة.
- مراجعة بشارة المسيح بالنبي الأمي صلى الله عليه وسلم ؛ الذي يأتي من بعده خاتماً للرسل، والبحث عن ذلك في تعاليم المسيح الأصلية.
إذ كل من ادعى السعي في اصلاح النصرانية أو كنيستها؛ دون أن يطرق هذه الأصول المهمة في الديانة النصرانية ؛ فهو ضال واهم في إصلاحه ، ودعواه محض زيف وضلال..
الخاتمة :
وعلى كل حال فإن المسيحية لم تعدم في تاريخها من دعاة حاولوا الاعتراض على بعض جوانب العقيدة النصرانية والتعرض إلى بعض تلكم الأصول الخطيرة ، منهم ,,,
- آريوس: تقدم أنه كان قسيساً في الاسكندرية في بداية القرن الرابع الميلادي، وهو الذي أعلن أن الله وحده هو الإله الأوحد، أما المسيح والروح القدس فهما مخلوقان، وقد حكم عليه مجمع نيفيه بالكفر، وقرر قتله ونفيه، ولعن أتباعه..
- مقدونيوس: تأثر بآراء آريوس. رقى كرسي البطريركية بالقسطنطينية بعد بولس فكان أسقفاً للقسطنطينية..
وكان يقول أن عيسى عبد مخلوق وإنسان نبي؛ رسول الله كسائر الأنبياء عليهم السلام، وأن عيسى هو روح القدس([44]) وكلمة الله وأن روح القدس والكلمة مخلوقتان، عقد مجمع القسطنطينية سنة 381م من أجله وقرر حرمانه وطرده وعزله.
- وكان على رأي آريوس بعدم ألوهية المسيح أيضاً كل من:
أسقف مقدونية، واسقف فلسطين، وكنيسة أسيوط.
- أوريجانوس: الذي أعلن أن الله لا يدركه الفهم، وهو أعلى من أن تكون أوصافه شبيهة بالإنسان، وأن الله لا يجزأ ولا يجسد ولا يحصر، فحكم عليه بالحرمان، وحرقت كتبه وطرد هو وأتباعه.
- الفيلسوف النصراني ( ترتليان ): في القرن الثالث الميلادي ، أعلن قوله: ( إنّا بريئون ممن ابتدعوا مسيحية رواقية أو إفلاطونية جدلية؛ بعد المسيح والإنجيل لسنا بحاجة إلى شيء).
- الأسقف نسطور: كان ينكر ألوهية المسيح ويقرر أن المسيح إنسان كسائر الناس مملوء بالبركة.
- سرفيتوس: في إسبانيا جاهر بوحدانية الله، وإنكار الثالوث، فقرروا إحراقه حياً سنة (1553)م.
وغيرهم ..
إلا أن عشاق الشرك والزور والبهتان والتثليث، لاحقوا كل من حاول الاعتراض على شيء من شركهم وكفرهم وبهتانهم.
وكتموا كل نفس حاول الاقتراب من التوحيد والبراءة من الشرك والتنديد. وشهروا بهم في المجتمعات النصرانية على مر التاريخ، وكفروهم ولعنوهم وقتلوهم. حرصاً منهم على طمس معالم التوحيد، وصبغ النصرانية وإبقائها في دياجير الشرك والتثليث والتنديد.
وقد وصف الله تعالى حال هؤلاء ومن تابعهم بقوله سبحانه: "اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ" (31) التوبة.
وقد روى الإمام أحمد والترمذي وابن جرير في تفسير هذه الآية من طرق يقوي بعضها بعض : أن عدي بن حاتم رضي الله عنه لما بلغته دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرّ إلى الشام وكان قد تنصّر في الجاهلية فأُسرت أخته وجماعة من قومه ؛ ثم منّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على أخته وأعطاها، فرجعت إلى أخيها فرغّبته في الإسلام وفي القدوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فقدم عدي إلى المدينة وكان رئيساً في قومه طيء ، وأبوه حاتم الطائي المشهور بالكرم، فتحدث الناس بقدومه فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عنق عدي صليب من فضة، وهو صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية ( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ ) قال عدي: فقلت؛ إنهم لم يعبدوهم . فقال: "بلى إنهم حرموا عليهم الحلال وأحلوا لهم الحرام فاتبعوهم؛ وذلك عبادتهم إياهم" ،وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عدي ما تقول ؟ أيضرك أن يقال الله أكبر؟ فهل تعلم شيئاً أكبر من الله ؟ ما يضرك ؟ أيضرك أن يقال لا إله إلا الله، فهل تعلم إلهاً غير الله ؟ ثم دعاه إلى الإسلام فأسلم وشهد شهادة الحق. قال: فلقد رأيت وجهه استبشر ثم قال: "إن اليهود مغضوبٌ عليهم ، والنصارى ضالون".
وهكذا ورد عن حذيفة بن اليمان وعبد الله بن عباس وغيرهما في تفسير "اتخذوا أحبارهم ورهبانهم … الآية" إنهم اتبعوهم فيما حللوا وحرموا وشرعوا.
وقد رأيت فيما تقدم أمثلة كثيرة مما فعله أحبار النصارى وبطارقتهم ورهبانهم وقساوستهم في هذه الديانة من التعريف والترقيع ، وما أدخلوا فيها من الشرك والتثليث .. وكيف استحقوا بذلك لعنة الله هم ومن تابعهم على افترائهم على الله وعلى عبده ورسوله المسيح ؛ من الشرك الصراح والكفر والبواح.
الخلاص الحقيقي في التوحيد الذي جاء به الإسلام
وأخيراً …
فقد جاء الإسلام البشرية بالخلاص الحقيقي المتمثل بعقيدة التوحيد.
فنزّه الخالق عن الصاحبة والشبيه والند والوالد والولد.
جاءهم بالتوحيد الذي هو دين كافة الأنبياء من لدن آدم ونوح مروراً بهود وصالح وشعيب وموسى وعيسى وغيرهم إلى خاتمهم عليه الصلاة والسلام.
"قُلْ ءَامَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ(84)وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ(85)" (آل عمران).
جاء الإسلام بهذا التوحيد الصافي ؛ في وقت كان النصارى قد مسخوا دينهم وبدلوه وحرموه .. ولم يبق مما جاء به المسيح عليه السلام إلا رسوم وأطلال تلوح مُغبّشة كما تلوح بقايا الوشم في ظاهر اليد، قد سفت عليها سوافي الجهل والتبديل والتحريف والتثليث.
وليس أدل على هذه الحال، مما جاء في خبر قصة إسلام سلمان الفارسي الطويلة والتي رواها الإمام أحمد في مسنده (5/441-444) وفيها حكاية تنقله بين بقايا من رهبان أهل الكتاب في بقاع متفرقة، كل يدله عند موته على واحد، في بقعة بعيدة عنه، يعرفه ولا يعرف غيره ممن يظنهم على دين المسيح في ذلك الزمان؛ وكان عددهم جميعاً لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة ، حتى قال له بعضهم لما حضرته الوفاة : ( أي بني والله ما أعلم أحداً اليوم على ما كنت عليه ، لقد هلك الناس وبدلوا، وتركوا أكثر ما كانوا عليه، إلا رجلاً بالموصل وهو فلان، فهو على ما كنت عليه؛ فالحق به ) إلى أن كان عند آخرهم وحضره الموت فقال له سلمان: ( إني كنت مع فلان فأوصى بي إلى فلان وأوصى بي فلان إلى فلان ثم أوصى بي فلان إليك فإلى من توصي بي ؟ وما تأمرني ؟ فقال له: ( أي بني ما أعلمه أصبح على ما كنا عليه أحد من الناس آمرك أن تأتيه، ولكنه قد أظلك زمان نبي هو مبعوث بدين إبراهيم؛ يخرج بأرض العرب، مهاجراً إلى أرض بين حربتين بينهما نخل، به علامات لا تخفى؛ يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، بين كتبه خاتم النبوة، فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل …) إلى آخر قصة سلمان الفارسي .
وقد بشر الله تعالى في كتابه وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم من آمن من النصارى بعقيدة التوحيد التي جاء بها الإسلام ؛وصدق بخاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم ؛ أن يؤتى أجره مرتين.
فقال تعالى: "الَّذِينَ ءَاتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ(52)وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا ءَامَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ(53)أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ" (القصص).
وفي الصحيح عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه ثم آمن بي ….. الحديث ".
وروى الإمام أحمد عن القاسم بن أبي أمامة قال: إني لتحت راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح، فقال قولاً حسناً جميلاً، وقال فيما قال: "من أسلم من أهل الكتاب فله أجره مرتين، وله ما لنا وعليه ما علينا …. الحديث".
وفي صحيح البخاري عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل " وزاد في رواية عن جنادة: ( من أبواب الجنة الثمانية أيها شاء ).
فآمنت طائفة منهم ودخلت الإسلام وتابعت بشارة ووصية نبي الله عيسى عليه السلام، فكان منهم صحابة للنبي صلى الله عليه وسلم أجلاء كسلمان الفارسي، وعدي بن حاتم الطائي والنجاشي وغيرهم .. وكان منهم التابعون والمجاهدون والشهداء.
وكفرت طائفة، وأصرت على البقاء على ما هي عليه من الشرك والتثليث، فمن عاند واستكبر من هؤلاء، وأبى النزول تحت حكم الإسلام أوحارب أهله أو كان عوناً لأهل الكفر عليهم، كانت له جحافل الإسلام بالمرصاد على مر العصور .. فأزالوا حكم الرومان في بلاد الشام، ومضت جحافلهم تفتح البلاد شرقاً وغرباً حتى فتحوا إسبانيا، وارتفعت رايات الخلافة على حصونها ،ونكست رايات الصليب وارتفعت رايات التوحيد على قلاعها وقصورها، حتى وصلت جحافل المسلمين إلى نهر الراين بفرنسا.
ومن قَبِلَ ممن أصر على البقاء على دينه الدخول تحت حكم الإسلام ؛كانت له ذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم الذي أوصى في كثير من أحاديثه بأهل الذمة خيراً.
حتى نعم هؤلاء في ظل حكم الإسلام بأمن وأمان لم يحلموا بمثله في ظل أي حكم آخر، ولا عايشوه من قبل، ولا حتى في حكم قسطنطين الذي كان أول من أظهر ديانتهم وجعلها دين الدولة وفرض أناجيلها وعقائدها الشركية بقوة سلطانه ..! إذ قد تقدم أنه كان ينكل ويقتل كل مخالف لما قرره بقوته في مجامعه وإن كان من أكبر قساوستهم .. وهذا ما لم يتعرض لمثله النصارى في ظل حكم الإسلام الذي أقرهم على دينهم بشرط دفعهم الجزية ونزولهم تحت أحكام دولة الإسلام.
يقول فيكتور سحاب في كتابه (من يحمي المسيحيين العرب) ص26 فصاعدا: ( لا شك أن المسيحيين المخضرمين الذي عاصروا الفتح الإسلامي هم أكثر من لمس الأمر بوضوح، إذ انتقلوا فجأة من سلطان دولة كانت تضطهدهم اضطهاداً وصفه بعض المؤرخين العصريين في أوروبا بأنه لا يشبه حتى أعمال البهائم، إلى سلطان دولة حافظت لهم على أديارهم وبيعهم، كما خيرتهم بين اعتناق الإسلام ،والبقاء على دينهم بشرط الدخول في ذمة المسلمين، أي بشرط الإنضمام إلى دولة الإسلام ورفض القتال مع أعدائها، وكان ( ألكيروس الكنيسة المصرية ) متخفياً في الصحاري هربا من المذابح البيزنطية. فلما جاء الفتح الإسلامي عادت الكنيسة المصرية إلى حرّيّتها الكاملة علناً([45])، ولقد كان في الإسلام متسع للنصارى لم يكن متاحاً لهم شيء منه في دولة بيزنطية.
وتمتعت المذاهب المسيحية العربية على اختلافها بعد ظهور الإسلام؛ بالحرية التي كانت تقاتل من أجلها تحت حكم بيزنطة، ووقت كانت جميع الدول لا ترضى بدين آخر داخل تخومها([46]) أهـ.
وعندما جمع هرقل جيشاً ضخماً لمواجهة المسلمين كتب أبو عبيدة إلى عمال المدن المفتوحة في الشام يأمرهم برد ما جبوه من الجزية من أهلها وكتب إلى الناس: "إنما رددنا عليكم أموالكم لأنه بلغنا ما جمع لنا من الجموع وأنكم اشترطتم أن نمنعكم ونحن لا نقدر على ذلك الآن وقد رددنا ما أخذنا منكم".
إنه ديننا دين عظيم، كفلت شرائعه العدالة لرعايا دولته الخاضعين لأحكامها، ولا تتبدل تلك الشرائع، ولا تتغير عدالتها .. بل هي محفوظة بحفظ الذكر الذي تكفل الله بحفظه إلى أن يرث سبحانه الأرض ومن عليها؛ رغم الأساليب والممارسات المقابلة التي عامل بها النصارى الصليبيون المسلمين ، عندما غزوا بلادنا، أو عندما صارت لهم الدولة والصولة في بعض بلاد المسلمين.
فيوم استولى الصليبيون على بيت المقدس في (15/1/1099م) ذبحو نحو (70) ألف مسلم، ولم يرحموا الشيوخ ولا الأطفال ولا النساء في مذبحة استمرت 3 أيام، ولم تنته إلا بعد أن أعياهم الإجهاد من القتل، حيث حطموا رؤوس الصبيان على الجدران، وألقوا بالأطفال الرضع من أسوار الحصون وشووا الرجال على النار وبقروا بطون الحوامل .. وهذا كله مدوّن في تواريخ النصارى أنفسهم ؛ فضلا عن تواريخ المسلمين .
وأما صلاح الدين فإنه لما استعاد بيت المقدس من أيديهم بعد (90) سنة من هذه المجزرة؛ لم يعاملهم بالمثل، ولما سُلمت له الحامية النصرانية هناك؛ أمّنهم على حياتهم ،وكانوا أكثر من (100) ألف، وأعطاهم مهلة للخروج في سلام ولم يقتل أحدا منهم، ولا فعل مثلما فعل (ريكاردوس) الإنجليزي الذي قتل أمام معسكر المسلمين 3 آلاف سلموا أنفسهم إليه؛ بعد أن قطع على نفسه العهد بحقن دمائهم !!
وهكذا كانت عهودهم دوماً مع المسلمين، ففي الأندلس عقد المسلمون في غرناطة معاهدة التسليم من الملكين (فردينا وإزابيلا) لكنهما نقضا العهد ؛ وقتل من المسلمين ما يقرب من ثلاثة ملايين!!
وما محاكم التفتيش التي جرت بعد ذلك على سمع وبصر العالم كله لمسلمي الأندلس بخافية على أحد؛ ويكفي كي يعرف المرء الفرق في التعامل بيننا وبينهم؛ أن يعلم أن الملكة إيزابيلا قد أصدرت عام (1502م) مرسوماً يخيّر جميع الأندلسيين بين التنصير أو الرحيل !! ومن لم يرض بهذا أوبذاك ؛ نال مصيره المحتوم الذي سمعت به الدنيا كلها ولم يخف على أحد.
أما في عصرنا الحديث فما أظن أن المجازر التي ارتكبها عباد الصليب في جميع أنحاء المعمورة قد غابت عن ذاكرة أهل العصر، فالعهد بمجازر صبرا وشاتيلا ما زال قريباً، فبرغم تخلي أكثر أهل ذلك المخيم عن دينهم وتحللهم من إسلامهم إلا من الهوية والأسماء ـ إلا من رحم الله وقليل ماهم ـ؛ فقد كان ذبح النساء والشيوخ والأطفال الرضع يتم على أساس أنهم قد شموا رائحة الإسلام في يوم من الأيام!! بدليل نجاة كل من انتسب إلى عباد الصليب من العاملين في المستشفيات أو الإغاثة في ذلك المخيم ،واستئصال شأفه من سواهم من المنتسبين للإسلام.
أما في البوسنة والهرسك وكوسوفا والفلبين وأندونيسيا في جزر الملوك وغيرها .. فلا تسل عن المذابح والمجازر التي تمت على أساس حقد عباد الصليب على دين المسلمين، ولم يراعوا في ذلك أدنى آداب الحروب والعهود والأخلاق، ولم يستثنوا طفلاً أو امرأة أو شيخا..
وفي الوقت الذي تشن فيه حكومات الغرب الصليبي الكافر الغارة على المجاهدين المسلمين في كل مكان، وتصفهم بالإرهاب وتتهمهم بقتل المدنيين ونحو ذلك من الأوصاف والتهم التي يحاولون بها تشويه جهاد المسلمين ودينهم ؛ نرى قياداتهم الصليبية الحاقدة في غرب حقوق الإنسان بل والحيوان!! تتآمر مع القائمين على تلك المذابح في كل مكان وتمدهم بالعون والدعم والتأييد وما حصل في البوسنة والهرسك في السنوات القريبة الماضية أكبر شاهد على ذلك ..
ختاماً ….
فإن المسيح بن مريم عليه السلام، ما عرف هذه الأناجيل التي بين أيدي النصارى اليوم ولا كتبها ولا حتى قرأها ؛ وهم يعرفون ذلك جيداً .. وهو يقيناً ما ادعى الألوهية في يوم من الأيام ؛ بل قد أنكر على من نسبه إلى ذلك أشد الإنكار.
وإنما الذي سيدعيها في قابل الأيام (هو المسيح الدجال)..
والنصارى وكذا اليهود ينتظرون نزول المسيح قبل يوم القيامة ؛ونحن المسلمون ننتظر ذلك أيضاً.
والفرق بيننا وبينهم أننا ننتظر المسيح ابن مريم عبد الله ورسوله؛ أما النصارى فإنهم ينتظرون المسيح الذي يدعي الألوهية ويدعونها هم له ؛وليس ذلك إلا (المسيح الدجال) الذي سيتبعه كثير من الخلق من يهود ونصارى وغيرهم، خصوصاً عندما يرونه يحيي الموتى ويأتي بغير ذلك من خوارق العادات، ويصطحب كثيراً من الشهوات، ويحق الله الحق في خاتمة المطاف؛ فيقتله المسيح نبي الله ليبطل بذلك عقيدتهم الكفرية، ويقتل الخنزير ويكسر الصليب([47])، ليعلن بذلك براءته مما افتراه عباد الصليب عليه وعلى دين الله من عقيدة التثليث وغيرها من عقائد الشرك والضلال. وسيمكث في الأمة أربعين سنة حكماً عدلاً لا نبياً رسولاً، إذ نبينا هو خاتم الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلام عليهم أجمعين ؛ ولا نبي بعده .
ويومها لن يقبل المسيح جزية من أحد ؛ أي أنه لن يقر نصرانياً ولا يهودياً على العقيدة الشركية، فبعد أن كانوا يُخيرون بين الجزية أو الإسلام أو القتال.. فلن يخيّرهم إلا بين الإسلام والقتال، ليحق الله الحق بكلماته ولو كره المبلطون، والله متم نوره ولو كره المشركون؛ فانتظروا إنا منتظرون.
ولتعلمن نبأه بعد حين …
(((((((((((((((((((((((((((عهود الاضطهاد وأثرها في تحريف المسيحية)))))))))))))))))
- عهود الاضطهاد وأثرها في تحريف المسيحية :
لا شك أن الناظر في أحوال النصارى اليوم وكيف ارتموا على أقدام اليهود ينصرونهم ويخدمونهم ويثبتون أركان دولتهم ؛ ليعجب أشد العجب من سفاهة عقولهم وخفة أحلامهم إذا ما طالع تاريخ النصرانية وما تخلله من عهود اضطهاد طويلة مارسها ضدهم اليهود ..
فقد بدأ اضطهاد اليهود لأتباع المسيح في حياته وازداد بعد رفعه عليه السلام.
- فبدأ ذلك في عهد "طيباروس" الإمبراطور الروماني الذي عاصر المسيح عليه السلام، وقد حكم من الفترة الواقعة بين (14-37) وجاء بعده قيصران كانا أشد قسوة على المسيحيين :
- أحدهما : الإمبراطور الروماني " نيرون" (54-68م) والذي اتهمهم بإحراق مدينة روما([97])، وقد تفنن في تعذيبهم فكان يلبسهم جلود الحيوانات، ويرميهم للكلاب تمزقهم وكان يحكم عليهم بالقتل الجماعي..
- والثاني: الإمبراطور "تراجان" "53-117م" الذي تُوّج إمبراطوراً في الفترة "98-117م" وقد أمر ولاته في الأقاليم التابعة له بتعذيب النصارى وإعدام كل من كان مسيحياً.
- وبعد موت تراجان تنفس المسيحيون الصعداء، وكانت معاملة الأباطرة الذين خلفوه في الحكم حسنه، حتى جاء؛
- الإمبراطور "ديكيوس" (249-251م) الذي أصدر مرسوماً باضطهاد كل من هو مسيحي، وكان يأمر من قبض عليه بتهمة المسيحية أن يقدم قرباناً إلى الهيكل الوثني، فإذا رفض، كان هو الذبيحة المقدمة للهيكل.
- ثم في عهد (دقلديانوس) (284-305م) أراد الأقباط في مصر التحرر من قيصر الرومان وأغلاله، فطالبوا بالحرية، وأمّروا أحدهم، منشقين بذلك عن الإمبراطورية، فجاء دقلديانوس، بقوته إلى مصر، فحرّق كنائسهم، وكتبهم، وأعمل فيهم القتل حتى قيل أنه قتل منهم (300) ألف قبطي، فكانت كارثة عليهم لدرجة أن الأقباط اتخذوا بداية حكم هذا الإمبراطور للتأريخ القبطي.
- وفي عام 527م قام "ذونواس الحميري" بمذبحة للنصارى في نجران بعد أن أحس بأن شوكتهم بدأت تقوى ، فقد كان أكثرهم من التجار الأغنياء وكانوا على المذهب النسطوري، فقيل أنه قتل منهم عشرين ألفاً في معركة الأخدود، ويقال أن هذه الحادثة هي التي ذكرها الله تعالى في القرآن من خبر أصحاب الأخدود ؛ فإن يكن الأمر كذلك يكون هؤلاء من الموحدين، وعلى كل حال فقد كان هذا في وقت متأخر عن عهود الاضطهاد العامة للنصارى ، فقد كان لهم آنذاك وجودهم الرسمي في الإمبراطورية الرومانية والحبشة وغيرها، فلما علم كل من قيصر الروم ونجاشي الحبشة بالحادث تراسلاً، واتفقا على الثأر لنصارى نجران وبالفعل انتصر جيش النجاشي بقيادة أرياط، وسيطر على اليمن ومن بعده أبرهة الأشرم.
- وقد أضطر المسيحيون في عهود الاضطهاد المظلمة هذه ، إلى أن يستخفوا ويفروا ، مما جعلهم يفقدون بعض كتبهم وأحرق البعض الآخر..
فكان لهذا الأثر الواضح في تحريف كتبهم وضياع أصولها.. فلم يعد الإنجيل الذي ذكر الله تعالى في القرآن أنه أنزله على عيسى موجودا ..
- أشهر أناجيل النصارى ومؤلفوها :
لفظة (إنجيل) ليست عربية، بل عبرية – وقيل يونانية – ومعناها البشارة.. وقد أنزله الله على عبده المسيح مصدقاً لما بين يديه من التوراة ومبشراً برسول من بعده اسمه أحمد..
قال تعالى : (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ(6)) (سورة الصف).
وقال سبحانه: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ) (سورة الأعراف)
فقد حوى الإنجيل الذي أنزله الله على عيسى هذه البشارة ، كما حوى أوصاف خاتم الأنبياء والمرسلين الذي بشر به كما ذكرت في هذه الآيات ..
وفي الحديث الذي يرويه الحاكم (2/614) وغيره بإسناد حسن عن عائشة رضي الله عنها (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكتوب في الإنجيل، لا فظ ولا غليظ ولا سخاب بالأسواق، ولا يجزي بالسيئة مثلها بل يعفو ويصفح)
ولكن هل بقي من هذه البشارة اليوم شيء..؟!
لا شك أن هناك عبارات مبثوثة في طيات الأناجيل الموجودة بين أيدي النصارى تشير إلى هذه البشارة يؤولها النصارى على غير هذا الوجه.
فقد وردت لفظة (المحنميا) في أناجيلهم باللغة الآرامية، تشير إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والتي ترجموها باليونانية إلى (البارقريط) ثم ترجمت هذه اللفظة بدورها إلى العربية، إلى (المعزي) تارة و (المؤيد) أحياناً، وأحياناً روح الحق.
وطبعات الأناجيل وترجماتها المختلفة تدور حول هذه المعاني ولا تتعداها.. وجميعها تتلكم عن رسول يأتي من بعد المسيح تكون رسالته عامة ومهيمنة إلى يوم القيامة، وأنه يدين العالم ويحاسبهم على الخطايا وينتصر عليهم، وأنه لا يتكلم من عنده، بل يتكلم بما يسمع (إن هو إلا وحي يوحى)
- ففي إنجيل يوحنا (4/6/17) على سبيل المثال مما ينسب إلى المسيح: (أنا أسأل الأب فيهب لكم مؤيداً يكون معكم للأبد روح الحق) أهـ.
- وفيه أيضاً: (15/7-8): (إنه خير لكم أن أمضي، فإن لم أمض لا يأتيكم المؤيد أما إذا ذهبت فأرسله إليكم وهو متى جاء أخزى العالم على الخطيئة والبر والدينونة) ..
- وفيه (16/13-14): (متى جاء هو أي روح الحق أرشدكم إلى الحق كله لأنه لا يتكلم من عنده بل يتكلم بما يسمع ويخبركم بما سيحدث، سيمجدني لأنه يأخذ مما لي ويطلعكم عليه).
- وفيه (14/25-27): (قلت لكم هذه الأشياء وأنا مقيم عندكم ولكن المؤيد .. هو يعلمكم جميع الأشياء، ويذكركم جميع ما قلته لكم، السلام استودعكم وسلامي أعطيكم).
قال القاضي عياض في الشفا في التعريف بحقوق المصطفى (1/234): (معنى البارقليط: روح الحق، وقال ثعلب: هو الذي يفرق بين الحق والباطل)أهـ.
وفي سفر الرؤيا ليوحنا، ذكر لقب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي شهره الناس به قبل بعثته، في أكثر من موضع انظر على سبيل المثال :
(3/14): (الأمين الصادق رأس خليقة الله) وهو يتحدث عمن يأتي في المستقبل بعد المسيح، وذكر بعد ذلك بقليل (3/18) شيئاً من شمائله التي هي نادرة الوجود بين النصارى كقوله: (وثياباً بيضاً تلبسها .. وإثمد تكحل به عينيك ..)أهـ .
وغير ذلك مما يراه الناظر في كتبهم، ولا يزال موجوداً فيها رغم التحريف والتبديل.
كما أن هناك إنجيل يعرف بإنجيل بَرْنابا وهو كما ورد في سفر أعمال الرسل من أشهر وأنشط أتباع المسيح. إلا أن الكنيسة اليوم لا تعترف بهذا الإنجيل لأنه يصرح بتلك البشارة بوضوح بل ويسمي النبي صلى الله عليه وسلم فيها باسمه ولا يقر بألوهية المسيح ولا بصلبه .
أما الأناجيل الأربعة المتداولة بأيدي النصارى اليوم وهي: "إنجيل متى، وإنجيل مرقس، وإنجيل لوقا، وإنجيل يوحنا". فالنصارى جميعاً لا يدعون أنها منزلة من عند الله، ولا يدعون أن المسيح هو الذي جاء بها أو كتبها. بل كلهم؛ أولهم عن آخرهم لا يختلفون بأنها تواريخ ألفها رجال بعد المسيح في أزمنة مختلفة.
فمن المقطوع به أن الإنجيل الذي أنزله الله على عبده ورسوله عيسى غير هذه الموجودة لدى النصارى اليوم.
فالله عز وجل قد أنزل إنجيلاً واحداً، فكيف صارت أربعة وبينها اختلاف واضح وتناقض صريح يلحظه كل من قلبها وطالعها .. فلا شك أن ذلك الإنجيل الأصيل قد ضاع وفقد وأهمله النصارى، وأن هذه الأربعة المنتحلة والمكتوبة بعد المسيح بمدد مختلفة ما هي إلا قصص وتاريخ لأحداث متفرقة، من مولد المسيح إلى صلبه كما يزعمون .. وقد طرأ عليها من الترجمة والنسخ والزيادة والنقص والتحريف والتبديل، ما أظهر فيها تناقضاً واختلافاً مضحكاً في كثير من المواضع لا بد فيه من الكذب!!
وقد كانت هذه الأناجيل في بادئ الأمر أكثر من أربعة، فيذكر بعض المؤرخين أنها بلغت المائة ولكن الكنيسة رفضت ما يخالف أهواءها وأقرت هذه الأربعة المعروفة اليوم على ما هي عليه من انقطاع السند، وجهالة المؤلف الحقيقي أو المترجم لها .
وهذه نبذة عن كل واحد من هذه الأربعة :
1- إنجيل متى :
هو تاريخ ألفه "متى اللاواني" وقيل ؛ له اسم آخر هو "لاوي" انظر ( مرقس 2/14) و( لوقا 5/27) ويدعي النصارى أنه كان تلميذاً للمسيح ([100]) وقد كان عشاراً ؛ أي من جباة الضرائب للدولة الرومانية في عهد (طيباروس) ، وبعد رفع المسيح اعتبر متى أشهر المبشرين بالمسيحية، وجال في البلدان، ويروي مؤرخو المسيحية أن الموطن الأساس لتبشيره كان في الحبشة، وقد قيل أنه قام بكتابة تاريخه هذا بعد تسع سنين من رفع المسيح، وهذا قول من الأقوال وإلا ففي تحديد تاريخ تأليفه خلاف معروف عند مؤرخي المسيحية ، ولكنهم يعتبرونه أول كتبهم في التأليف والرتبة. ويقولون بأنه كتبه في بلد يهوذا الاسخريوطي بالشام، واتفقوا على أنه كتب بالعبرانية، ولكنهم لم يتفقوا على أول من ترجمه لليونانية وتاريخ هذه الترجمة، وليس عندهم اليوم الأصل العبراني المترجم عنه، حتى تتم المقارنة إن طلب التوفيق أو التحقيق ..!
فتأمل الخطر العظيم في جهالة المترجم الأول لأخطر وثيقة في ديانة القوم هل تراه ثقة ؟ أم كذاب أم يهودي حاقد من أعداء المسيح ؟
وأي قيمة علمية لوثيقة تقوم عليها عقيدة ديانة كاملة لا يعرف أصلها ولا مترجمها ؟
وقد مات متى مقتولاً في الحبشة سنة 62م بعد أن أمضى قرابة ثلاث وعشرين سنة داعية للمسيحية فيها.
وأخيراً فالنصارى لا يعرفون اسم صاحب هذا الإنجيل معرفة دقيقة، بل يضطربون فيه فتارة يسمونه (متى) كما في إنجيله (9/10)، وتارة (لاوي) كما في لوقا (5/27) ، وأقصى ما نسبوه ففي مرقس حيث قالوا: (لاوي بن حَلْفى) (2/14) ..
وقد اعترف الأبوان المقدمات لهذا الإنجيل في الطبعة الكاثوليكية للعهد الجديد، بهذا الاضطراب فقالا ص 31: ( لا نعرف اسم المؤلف معرفة دقيقة )!! فتأمل.
وكل ما قالاه في التعريف بشخصه، هو ما استنبطاه من مؤَلَّفه هذا حيث قالا: (متى هو الإنجيلي الأكثر تشديداُ على الشريعة والكتاب المقدس والعادات اليهودية، فهو يتبنى الأركان الثلاثة الكبرى التي تقوم عليها التقوى اليهودية ( الصدقة والصلاة والصوم ) أهـ ص30.
2 – إنجيل مرقس :
وهو تاريخ كتبه (مرقس الهاروني) يهودي الأصل عاشت أسرته في القدس (أورشليم) وقت ظهور المسيح عليه السلام، وقد تنقل بين البلدان واستقر في مصر واتخذها موطناً حتى قتل على يد الوثنيين سنة 92م قيل أنه ألف إنجيله بعد 22 سنة من رفع المسيح حيث كتبه باليونانية في أنطاكية .
ولم يكن من تلاميذ المسيح، وإنما كان تلميذاً لشمعون باطرة الذي يزعمون أنه كان من تلاميذ المسيح وقد تقدم من نقول أناجيلهم أنه تبرأ من المسيح وأنكر معرفته به عند اعتقال المسيح بزعمهم.
وهذا الإنجيل هناك خلاف بين المؤرخين حول كاتبه الحقيقي هل هو مرقس أم أستاذه ؛ فقيل أن شمعون هو الذي ألفه ووضع اسم تلميذه عليه، والبعض يزعم بأن مرقس كتبه بعد موت أستاذه، ولا أحد يستطيع أن يجزم يقيناً بكاتبه منهما، فضلاً عن أن ينسبه إلى المسيح !!
3- إنجيل لوقا :
اختلف في معرفة شخصية لوقا واضع هذا الإنجيل معرفة دقيقة، فقيل هو طبيب أنطاكي، وقيل هو مصوّر إيطالي، وقد كتبه باليونانية في بلده إقاية، بعد تأليف مرقس لتاريخه، فقيل سنة 53 وقيل 63 وقيل 64 وقد قتل في زمن نيرون، ولوقا هذا لم يكن تلميذاً للمسيح ولا من تلاميذ تلامذته .. بل كان تلميذاً لبولس اليهودي الذي تنصر وأفسد الديانة المسيحية كما سيأتي .
وقد أتى لوقا في إنجيله هذا بزيادات كثيرة عما ذكره متى ومرقس بشكل واضح يرتاب له القارئ ؛ ومع هذا فقد جعل ضمن الأناجيل الإزائية في تصنيفهم.
الأناجيل الإزائية:
ويعنون بها الأناجيل المتشابهة .. فهذه الأناجيل الثلاثة التي تقدمت يسميها النصارى بالأناجيل الإزائية، لأنها متشابهة بزعهم، بحيث يمكن وضع نصوصها في ثلاثة أعمدة متوازية تساعد على المقارنة بينها .. بخلاف الإنجيل الرابع (يوحنا) فإنهم يقرون بأنه انفرد عنها بمخالفات كثيرة .. وأنه جاء بعدها والثلاث كتبت قبله جاءت بمدد متقاربة.
أما نحن فنعتقد أن الخلاف واضح ظاهر بينها جميعاً كما تقدم منه أمثلة وسيأتي غيره الكثير…
4- إنجيل يوحنا:
تزعم الكنيسة أن كاتبه هو (يوحنا بن زبَدَى) الصياد، أحد تلامذة المسيح عليه السلام. وقد قرر جمهور كبير من محققي النصرانية منذ القرن الثاني الميلادي بأن هذا المصنف لا يمكن نسبته إلى يوحنا بن زبدى الصياد تلميذ المسيح، واعترفوا بأنه من إعداد طالب من طلبة مدرسة الإسكندرية.
وجاء في دائرة المعارف البريطانية التي اشترك فيها خمسمائة من علماء النصارى ما نصه: " أما إنجيل يوحنا فإنه لا مرية ولا شك كتاب مزور، أراد صاحبه مضادة اثنين من الحواريين وهما القديسان "يوحنا ومتى" وقد ادعى هذا الكاتب المزوّر في متن الكتاب أنه الحواري الذي يحبه المسيح فأخذت الكنيسة هذه الجملة على علاتها وجزمت بأن الكاتب هو يوحنا الحواري، ووضعت اسمه على الكتاب نصاً، مع أن صاحبه غير يوحنا يقيناً) أهـ.
وقد انفرد هذا الكتاب بفقرات تُصَرّح بألوهية المسيح زيادة على ما في الكتب الأخرى، والعجيب في الأمر أن الكنيسة تعتمد عليها في معتقدها المخالف لأصول الديانة التي أنزلها الله على عيسى، مع علمها اليقيني بعدم صحة نسبة هذا الإنجيل إلى يوحنا .
جاء في مقدمة إنجيل يوحنا : (وليس لنا أن نستبعد استبعادا مطلقاً، الافتراض القائل بأن يوحنا الرسول هو الذي أنشأه، ولكن معظم النقاد لا يثبتون هذا الاحتمال فبعضهم يتركون تسمية المؤلف فيصفونه بأنه مسيحي كتب باليونانية في أواخر القرن الأول في كنيسة من كنائس آسية وبعضهم يذكرون بيوحنا القديم .. وبعضهم يضيفون أن المؤلف كان على اتصال بتلميذ مرتبط بيوحنا الرسول) أهـ([107]).
وقد نصوا بأنه كتب باليونانية في بلد أستية (وهي بلد بين هراة وغزنة في أفغانستان اليوم) واختلفوا اختلافاً كبيراً حول تاريخ تدوينه فبعضهم يذكر تاريخ 65م وبعضهم يذكر سنة 98م وبعضهم يذكر أواسط القرن الثاني .. والخلاصة أن مؤلف هذا الإنجيل مجهول، فعجباً لأمة تأخذ أركان دينها عن مجهول ؛ ربما كان من أعداء المسيح وكتب كتابه هذا عابثا بهذه الديانة مع العابثين !
- والخلاصة :
أن هذه التواريخ هي قطب الرحى للديانة المسيحية اليوم وهي جميعها تدور حول شخص المسيح وتاريخه، وتاريخ أمة مريم، ويحيى الذي يسمونه (يوحنا المعمدان) ووالده زكريا وغيرهم ؛ نقلوا من ذلك ما تبقى في ذاكرتهم أو ما بلغهم من الأخبار في أزمان تصنيفها بعد رفع المسيح، وهي تشتمل على العقائد الدخيلة على المسيحية؛ كدعوى ألوهية المسيح، وعقيدة الصلب والفداء، وتزخر بالتناقضات والترهات التي تقدم بيان أمثلة منها.
ولا تخلوا من بعض الأخبار الصحيحة الموافقة لما جاء به القرآن ؛ولكن ذلك فيها قليل ممزوج بباطلهم العريض.
والجدير بالذكر أنه لم يكن هناك قبل بداية القرن الثاني من يعتبر هذه الأناجيل لها من الشأن ما للكتاب المقدس، ولا كان قبل سنة 150م شيئاً منها مكتوباً يعرفه ويتداوله الناس وإنما عرف ذلك في النصف الثاني من القرن الثاني .
ويقول جون لوريمر في تاريخ الكنيسة (152) عن هذه الأناجيل: (لم يصل إلى الآن معرفة وافية عن الكيفية التي اعتبرت بها الكتب المقدسة كتب قانونية) أهـ.
أقول: بلى قد وصل !! فسيأتي أنها إنما أصبحت كتباً قانونية في عهد قسطنطين حيث فرضها فرضا بما تحويه من عقائد الكفر بقوة سلطانه كما سيأتي .
ومعلوم أن هذه الأربعة ليست هي أناجيلهم الوحيدة؛ بل التاريخ يحدثنا عن وجود أناجيل أخرى لبعض طوائفهم، كإنجيل يعقوب وإنجيل توما وإنجيل بطرس وإنجيل فيلبس وإنجيل برنابا، ولكن تلك الأربعة هي الأشهر عندهم اليوم، وهي التي فرضها ملوكهم وارتضتها كنائسهم لموافقتها لأهواء الأحبار والرهبان وقد استبعدوا ما سواها بدعوى احتوائها على عقائد وأفكار غريبة وخارجة عن الأفكار التي أقرتها الكنيسة .. كما فعلو مع (إنجيل برنابا المشهور) إذ أن الكنيسة استبعدته ولم تعترف به لأن فيه ما يخالف عقائد النصارى مخالفة صريحة ؛ من حيث عدم قوله بألوهية المسيح ، وفيه التبشير صراحة بنبوة خاتم الأنبياء والمرسلين وذكر أوصافه..
وقد ثبت لدى العلماء المحققين انقطاع السند في تلك الأناجيل إلى عيسى عليه السلام وكذلك إلى تلامذته أو حتى تلامذة تلامذته ، كما ثبتت عندهم جهالة بعض كتابها، وجهالة بعض مترجميها، والجهالة والاضطراب في تحديد تواريخ كتابتها .. وجهالة الأصل المترجم منها.
فليت شعري كيف يقوم دين ويبنى على هذه الجهالات التي هي ظلمات بعضها فوق بعض…؟؟
والحمد لله على نعمة التوحيد والإسلام والقرآن…
بولس وأثره في تحريف النصرانية :
لم يكن الاضطهاد وحده سبباً في ضياع أصول كتب المسيحيين وتحريف ديانتهم بل ساهم في ذلك أيضاً اعتناق بعض اليهود لها ممن كان لهم أعظم الأثر في تحريفها.
ومن أشهر هؤلاء في تاريخ المسيحية :
بولس :
الشهير بـ(بولس القديس) وهذا اسمه الروماني أما اسمه العبراني الأصلي فهو (شاءول). ولد بعد مولد المسيح بقرابة عشر سنين، وختن في اليوم الثامن على طريقة اليهود، وكان مولده في طرطوس التي كانت تنتشر فيها بذلك الوقت الثقافة اليونانية ومدارسها الفلسفية. وكان أبوه يهودياً متعصباً على مذهب الفريسيين وكان من أتباع الدولة الرومانية.
وهكذا نشأ بولس نشأة يهودية مشوبة بثقافة يونانية في الوقت الذي كان فيه مواطناً رومانياً. فشب يضطهد المسيحيين الأوائل اضطهاداً شديداً، ويتعقبهم ويلاحقهم ويقتلهم، ويبرر النصارى عداءة هذا لهم ( بأنه كان يعد كفراً قولهم أن يسوع الناصري هو المسيح ابن الله)أهـ ويذكرون حكاية انقلابه فجأة إلى النصرانية بقصة ملخصها أنه كان متوجهاً إلى دمشق ليسجن المسيحيين الذين فيها .. إذ نور من السماء قد سطع حوله فسقط إلى الأرض وسمع هاتفاً يناديه يقول: (شاءول، شاءول، لم تضطهدني؟ فقال: من أنت؟ فأجابه الصوت: أنا يسوع الذي تضطهده!!) . ويقولون أنه صار بعد ذلك من أنشط دعاة المسيحية وأنه رافق برنابا أحد أنشط أتباع المسيح مدة، ثم اختلف معه خلافاً شديداً وفارقه .. (أعمال الرسل 15/39).
ورسائله تدل على أنه انتحل العقيدة الكفرية التي تقول بأن المسيح هو ابن الله، قبل أن يكون ذلك قد عرف في النصارى وانتشر.
فيرى المؤرخون أنه هو الذي ابتدع هذه الطامة الكفرية ونادى بفكرة الناسوت واللاهوت، وهي فكرة فلسفية الأصل لا شك أن لفلسفة اليونان التي نشأ فيها بولس في ذلك الزمان أثراً في انتحالها ؛ فادعى بأن للمسيح شقاً إلهياً وشقاً آخر إنسانياً.
يقول ابن القيم في إغاثة اللهفان: "إن النصارى بعد المسيح، تأثروا بالفلسفة وركبوا ديناً بين دين المسيح ودين الفلاسفة عباد الأصنام، وراموا بذلك أن يتلطفوا للأمم حتى يدخلوهم في النصرانية. فنقلوهم من عبادة الأصنام المجسدة إلى عبادة الصور التي لا ظل لها، ونقلوهم من السجود للشمس إلى السجود إلى جهة المشرق ، ونقلوهم من القول باتحاد العاقل والمعقول والعقل إلى القول باتحاد الأب والابن والروح القدس. أهـ (2/270).
أما ابن كثير فيذكر في البداية والنهاية (6/100): "أن رجلاً من أهل دمشق يقال له ضينا كان قد آمن بالمسيح وصدقه وكان مختفياً في مغارة داخل الباب الشرقي قريباً من الكنيسة المصلّبة خوفاً من بولس اليهودي الذي كان ظالماً غاشماً مبغضاً للمسيح، وكان بولس قد حلق رأس أخيه حين آمن بالمسيح وطاف به في البلد ثم رجمه حتى مات، ولما سمع بولس أن المسيح قد توجه نحو دمشق جهز بغاله وخرج ليقتله، فتلقاه عند كوكبا.. فلما واجهه أصحاب المسيح جاء إليه ملك فضرب وجهه بطرف جناحه فأعماه، فلما رأى ذلك وقع في نفسه تصديق المسيح فجاء إليه واعتذر مما صنع ،وآمن به فقبل منه ،وسأله أن يمسح عينيه ليرد عليه بصره فقال: اذهب إلى حنينا عندك في طرف السوق المستطيل من المشرق فهو يدعو لك، فجاء إليه فدعا فرد عليه بصره وحسن إيمان بولس بالمسيح عليه السلام أنه عبد الله ورسوله وبنيت له كنيسة، فهي كنيسة بولس المشهورة بدمشق من زمن فتحها الصحابة رضي الله عنهم حتى خربت .. أهـ
فأنت ترى أن ابن كثير يذكر في هذا الموضع أن بولس حسن إيمانه بالمسيح على طريقة أهل التوحيد ! وفي هذا نظر، ومخالفة لكثير من المراجع التي تحدثت عن بولس هذا ، وعلى كل حال فهذه القصة التي ذكرها ابن كثير هي مثل كثير غيرها مما يروى عن أهل الكتاب لا سبيل إلى توثيقها أو إثبات سندها. فنحن لا نسلم بها، ولسنا ممن يقبل أو يتعصب لخبر أو نص على علاتة لمجرد أن رواه مؤرخ إسلامي كلا، فما هذا من المنهج العلمي في شيء فكم قد أدخل أهل التاريخ في تواريخهم من قصص وحكايات وروايات المجاهيل بل والمجروحين فلا نسلم للتواريخ بكل ما فيها هكذا دون تمحيص، فمعلوم أن مؤرخينا قد تساهلوا في السرد التاريخي، ولم يتعاملوا معه كما تعامل المحدثون في تشددهم في قبول الرواية، مع أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم.
والشاهد أن قصة لقاء بولس بالمسيح لا نظنها تثبت بحال ، ولو ثبتت لكان النصارى أولى بالفرح بها وبإيرادها في أسفارهم وتواريخهم من ابن كثير أو غيره من المؤرخين المسلمين ؛ فباستثناء قصة النور الساطع والهاتف المزعوم الذي سمعه في طريقه إلى دمشق في خبر دخوله إلى النصرانية، لم يتعرض النصارى من قريب ولا بعيد لما ذكره ابن كثير هنا من لقائه بالمسيح ؛مع أنهم أوردوا قصة لقاء بولس بحنينا، ورده بصره عليه بعد ذهابه بسبب النور الساطع كما يزعمون في سفر ( أعمال الرسل 9/10-19) ، وقد ذكروا هناك أن حنينا هذا هو الذي رأى المسيح لكن رؤية منام وليس حقيقة، وأن المسيح دعاه في تلك الرؤية للذهاب إلى بولس ورد بصره عليه. وليس في شيء من ذلك أن بولس لقي المسيح أو قابله؛ فالنصارى أنفسهم لم يدعوا ذلك ومعلوم أنه لو كان لذلك أصل، لكان النصارى أولى من يورده ويفرح به خصوصاً وأنهم لا يملكون ما يستدلون به على أن بولس من تلامذة المسيح إلا حكاية الهاتف المتقدمة، فلو ثبت عندهم ما ذكره ابن كثير، لطاروا به كل مطير، ولما أهملوا الاستدلال به على ذلك أبداً ، بل إن بولس نفسه كان أولى بالاستدلال بذلك لو صح ؛ فإنه لم يورد دليلاً واحداً على كونه من جملة الرسل (تلاميذ المسيح) في رسالته إلى أهل غلاطية رداً على من كذبه في ذلك؛ إلا ما زعمه من صحبه قصيرة لبعض تلامذة المسيح.
وأولى من ذلك في الرد وعدم القبول، ما ذكر في الحكاية التي أوردها ابن كثير من أن بولس حسن إيمانه بالمسيح على طريقة أهل التوحيد ؛ فهذا مما لا سبيل إلى إثباته أو قبوله بحال عندنا، ولا حتى عند النصارى إذ لو كان كذلك لرماه النصارى بقوس العداوة، ولما عظّموه أوعظّموا رسائله، بل لذموه وأقصوه ولعنوه وكفّروه ، ولحرّقوا كتبه وطاردو أتباعه، كما فعلوا بكل من سلك ذلك المسلك، وستأتي أمثلة منهم، والواقع المعلوم من حال النصارى مع بولس غير ذلك، فهم يعظّمونه تعظيماً فوق تعظيم الأنبياء ويتعاملون مع آثاره ورسائله، كتعاملهم مع أناجيلهم آنفة الذكر، من التقديس والإجلال والتعظيم.
ثم هم يذكرون على لسانه وفي دعوته، في تلك الرسائل والكتب المنسوبة إليه عظائم شركهم وافترائهم على الله، يوردونه على سبيل المدح والثناء لا على سبيل الذم والإنكار ، ولا شك أن الرسائل المكتوبة المنسوبة إليه هي من أعظم أسباب فساد المسيحية، فقد أدخلت إليها التثليث، وأحلت الخمر، ودعت إلى إهمال وترك الختان، وخرجت عن شريعة موسى التي هي شريعة عيسى.. وما وصل النصارى من تلك الرسائل وألحقوه بكتابهم المقدس ثلاثة عشر رسالة سيأتي ذكرها
وقد ثار اليهود ضدّه، وقُبض عليه في أورشليم، وسيق إلى روما في حوالي سنة 64م حيث صلب وقطع رأسه بالسيف ، فمات ولم يتزوج ؛فكان لذلك أثراً في ابتداع الرهبانية والعزوف عن الزواج عند رؤساء النصارى.
وفي ( أعمال الرسل 11/26) أن أوّل مرة سُمي بها النصارى بالمسيحيين كان في أنطاكية بعد دخول بولس إلى النصرانية.
والسؤال الذي لا يستطيع النصارى الإجابة عليه هو: على يد من تعلم وتتلمذ بولس هذا أصول المسيحية ؛حتى يصير بهذه المرتبة عندهم ؟
فهم يقرون بأنه لم يلزم المسيح !! ولا تتلمذ على يديه ! ولا حتى على أيدي تلامذته ،إلا ما يذكر من أنه صحب برنابا ،وهذه الصحبة حجة عليهم ؛لأنهم يقرون بأن برنابا اختلف معه، وفارقه على إثر ذلك الاختلاف. ويترجح لدينا أن ذلك الاختلاف مرجعه إلى شذوذات بولس وآرائه الشركية التي خالف بها صراحة دين المسيح. ويدل على ذلك إشارات بولس نفسه إلى شيء من ذلك الخلاف في رسالته إلى أهل غلاطية ؛حيث اتهم برنابا بمداهنة ومراءاة أهل الختان العاملين بشريعة موسى في دعوته إلى العمل بالشريعة ، وعدم مؤاكلته أو مجالسته للوثنيين (2/11-14) .
وفي أعمال الرسل (15/39): ( فوقع بينهما خلاف شديد حتى فارق أحدهما الآخر؛ فاستصحب برنابا مرقس وأبحر إلى قبرس، وأما بولس فاختار سيلا ومضى )أهـ.
وكذلك الأمر بالنسبة لبطرس أو صخر، وهو عندهم من أقرب التلاميذ وأحظاهم عند المسيح. فإنه قد خالفه في أهم المسائل التي أفسد فيها بولس النصرانية – كما سيأتي – وهي دعوته للاستغناء بعقيدة الفداء والخلاص عن التمسك بشريعة موسى والعمل بها؛ فإن بولس نفسه يذكر في رسالته لأهل ( غلاطية2/11-14) أن بطرس قدم إلى أنطاكية، وأن بولس واجهه هناك وغضب عليه وخالفه في هذه المسألة، وهي الالتزام بشريعة موسى، لأن بطرس لم يكن يؤاكل المسيحيين الذين هم من أصل وثني لعدم التزامهم بالختان والشريعة. وفيها أنه كان قد أقام عنده قبل ذلك في أورشليم خمسة عشر يوماً، قال: (ولم أر غيره من الرسل سوى يعقوب أخي الرب!!) أهـ (1/19)
فلم يكن لقاؤه إذن لمن لقيه من تلاميذ المسيح ؛إلا لقاء محدوداً اتسم بالخلاف والمواجهة في أخطر مسائل الدين !
وإن الدارس لسيرة هذا الرجل، ليعجب من الذي يؤهله ويمكنه من المجاهرة بمخالفة بطرس، الذي هو بزعم النصارى أقرب الناس إلى المسيح في أخطر مسائل الدين !! وما الذي يؤهله إلى مواجهته في ذلك ؛والغضب عليه غير سلطانه وقوته التي تنبع من كونه مواطناً رومانياً من رعايا الدولة الحاكمة. وكونه كان قبل ذلك مخوّلاً باضطهاد النصارى من قبل عظيم الأحبار كما في سفر ( أعمال الرسل 9/2) الذي ورد فيه أيضاً (9/27) أنه حاول الانضمام إلى التلاميذ (وأنهم كانوا كلهم يخافونه غير مصدقين أن تلميذ) أهـ
والمعروف أيضاً أن بولس هو الذي حول الديانة النصرانية، من رسالة خاصة باليهود، إلى رسالة عالمية خاطب بها الوثنيين وغيرهم ؛ كما هو واضح جلي في رسائله ؛ وسهلها عليهم بتقليله من شأن الالتزام بالشرائع بل وإلغائها وجعلها لعنه … واستن به بعد ذلك من جاء بعده من دعاة النصرانية.
وقد خالف بذلك مخالفة صريحة ما ينسب إلى المسيح في أناجيلهم من وصايا موجهة إلى حوارييه الاثنى عشر (الرسل)
كقوله في إنجيل متى (10/1-9) وقد تقدم: (لا تسلكوا طريقاً إلى الوثنيين، ولا تدخلوا مدينة للسامريين، بل اذهبوا إلى الخراف الضالة من آل إسرائيل)أهـ
وبعد هذا كله، فلست بمبالغ إن قلت أن بولس هذا كان من اشهر دعاة الأرجاء في العالم ومن أوائل الدعاة إليه في تاريخ النصرانية ([8]) ؛ وقد كان ذلك من أكبر المعاول التي أفسد بها هذه الديانة ،إذ أنك تراه في جميع رسائله تقريباً يركز على التقليل من قيمة العمل بشريعة موسى التي هي من شريعة عيسى عليهما السلام؛ كالختان، فتراه يدعو إلى إعفاء النصارى من أصحاب الأصول الوثنية منه بل وعدم لزومه مطلقاً، كما يبيح أكل ما ذبح على الأوثان، ويبيع شرب الخمر، كما سيأتي أمثلة من ذلك عند الكلام على رسائله.
وذلك لأنه يرى أن ( دعاة العمل بأحكام الشريعة لعنوا جميعاً ).
ويقول: ( إن المسيح أنقذنا من لعنة الشريعة، إذ صار لعنة لأجلنا، فقد ورد في الكتاب "ملعون من علق على خشبه" ) أهـ.
فالإيمان بالمسيح يكفيهم !! عن العمل بأحكام الشريعة ( والشريعة لا تبرّ أحداً عند الله لأن البار بالإيمان يحيا ) انظر رسالته إلى ( أهل غلاطية 2/16-17) و (3/10-13) .
وتراه إذا ذكر العمل بالشريعة يذكره على سبيل التعجيز والتنفير كقوله في الرسالة نفسها: ( إن المسيح قد حررنا لنكون أحراراً ؛ فاثبتوا إذاً ولا تعودوا إلى نير العبودية ([9]) فها أنا بولس أقول لكم إذا اختتنتم فلن يفيدكم المسيح شيئاً، وأشهد مرة أخرى لكل مختتن بأنه ملزم أن يعمل بالشريعة جمعاء، لقد انقطعتم عن المسيح يا أيها الذين يلتمسون البر من الشريعة وسقطتم عن النعمة ..) أهـ تأمل !!
ولا غرابة في ذلك فإن الإرجاء بدعة يهودية أخبر الله تعالى عنها في كتابه حيث قال: ( وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً ).
فزعموا أنهم لن يدخلوا النار إلا أربعين يوماً مدة عبادتهم للعجل ؛ فتأمل كيف هوّنوا من شأن الكفر والشرك وجعلوه ذنباً كسائر الذنوب أي كفراً أصغرا.(•)
وهكذا حرّف بولس ورقّع الديانة المسيحية ولفّق فيها الشيء الكثير، لدرجة أن عدداً من الباحثين – كما ذكر مايكل هارت صاحب كتاب المائة الأوائل – يرون أن مؤسس الديانة المسيحية بشكلها وتركيبتها الحالية هو بولس وليس المسيح …!
وعلى كل حال فبراءة المسيح من هذا الباطل العريض عندنا نحن المسلمين ثابتة بيقين، إذ كله مناقض لما بعث به هو وغيره من أنبياء الله ورسله من عقيدة التوحيد وغيرها من الشرائع.
ولكن الأحبار والقسيسين والرهبان القيّمين على هذه الديانة ؛ فعلوا في دينه وشريعته وكتابه ما لم يفعله أعداء المسيحية في عهود الاضطهاد ..
( فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ ) (البقرة:79)
لمحة شاملة عن أسفار العهد الجديد
التاريخية والتعليمية
وأخيراً … فالعهد الجديد ينقسم عند النصارى إلى قسمين، هما :
1- الأسفار التاريخية :
- وتشمل أناجيلهم الأربعة المتقدمة.
- ورسالة أعمال الرسل المنسوبة للوقا.
2- الأسفار التعليمية: وتشمل:
- ثلاثة عشر رسالة منسوبة لبولس.
- وسبعة رسائل يسمونها الرسائل العامة:
ثلاث تنسب ليوحنا.
ورسالتان تنسبان لبطرس.
ورسالة ليعقوب الصغير .
ورسالة ليهودا أخو يعقوب الصغير.
كما تشمل :
- الرسالة إلى العبرانيين.
- ورؤيا يوحنا.
فيكون مجموع ذلك كله سبعة وعشرين سفراً مختلفة الحجم بعضها قد لا يتجاوز ورقة واحدة .
وإليك بيان ذلك ..
أما الأسفار التاريخية: فقد تقدم الكلام على أناجيلهم الأربعة .
وأما سفر أعمال الرسل فهو تاريخ يذكر الأحداث التي جرت للرسل ؛الذين هم على حد زعم النصارى تلاميذ المسيح الذين أرسلهم للدعوة إلى النصرانية، فهذا التاريخ يتكلم عن دعوتهم ، وما جرى لهم من أحداث بعد المسيح ، ويتوسع في الكلام على بولس([11])، وقد اختلف النصارى في مؤلف هذا السفر، وإن كان أكثرهم يرجحون أنه للوقا صاحب الإنجيل الثالث ويذكرون أنه كتبه بعد إنجيله في حدود سنة 80م في وقت ينقص أو يزيد عشر سنوات، وكان النصارى في البدء يستشهدون به ويقرؤونه ، ولكنهم لم يلحقوه بكتابهم المقدس إلا في أواخر القرن الثاني؛ حيث كان أول من ألحقه به، واعتبره سفراً مقدساً (إيريناوس) أسقف ليون.
وأما الأسفار التعليمية: فهي مجموعة الرسائل والخطب التي كان يرسلها أو يلقيها معلموا المسيحية أثناء دعوتهم وتنقلاتهم…
* أما الثلاثة عشر رسالة التي كتبها بولس، فقد كانت مكتوبة كلها باليونانية، وهي تتفاوت بالحجم أكبرها رسالته إلى أهل روما، وقد جمعت رسائله في مجموعات كالتالي :
1- الرسائل الكبرى وهي :
- الرسالة إلى أهل رومة
ومعلوم أن تفسير مارتن لوثر لهذه الرسالة أدى إلى نشأة المذهب البروتستانتي، ولعل من أهم الأسباب في ذلك أن هذه الرسالة شأنها شأن رسالته إلى أهل غلاطية والثانية لأهل قورنتس، فيها الرد على أنصار الحفاظ على الشريعة وعباداتها وتكاليفها، فقد أعلن بولس في كل هذه الرسائل الثلاث؛ أن الإيمان بالمسيح يُغني عن الختان وعن العمل بأحكام شريعة موسى، أو كما قال في رسالته لأهل رومة: (البر الذي يأتي من الإيمان من غير أعمال) فكان هذا مناسباً لأفكار لوثر الانفتاحية!!.
- والرسالتان الأولى والثانية لأهل قورنتس
- والرسالة إلى أهل غلاطية
2- رسائل الأسر وهي التي كتبها بولس إذ كان أسيراً في رومة ينتظر محاكمته :
- الرسالة إلى أهل إفسس
- الرسالة إلى أهل فليبي
- الرسالة إلى أهل قولسي
- الرسالة إلى فيلمون
3. الرسالتان الأولى والثانية إلى أهل تسالونيقي
4. الرسائل الرعائية كتبها إلى أفراد وهي :
- الرسالتان الأولى والثانية إلى طيموتاوس
- الرسالة إلى طيطس
ويلحقون بذلك رسالته إلى فيلمون ،وأحياناً يضمونها إلى رسائله في الأسر وقد تقدمت .
وإضافة إلى رسائل بولس، ألحق النصارى بالرسائل التعليمية كما تقدم سبع رسائل أسموها بالرسائل العامة أو الكاثوليكية: إذ كلمة كاثوليكي تعني باليونانية : "عام" وسميت كذلك لأن الذين كتبوها لم يخصّوا بها مدينة واحدة أو شخصاً واحدا، وهي: ثلاث رسائل نسبوها إلى يوحنا بن زبدي الحواري - فيما يزعمون – ورسالتان لبطرس الذي تقدم ذكره في الحواريين فيما زعموا .
ورسالة يعقوب الصغير، وليس يعقوب بن زبدي الصياد .
ورسالة ليهوذا، أخو يعقوب الصغير .
وأما الرسالة إلى العبرانيين:
فهي رسالة مختلف في كتابتها، وعلماء النصارى في عصرنا يرجحون أنها لبولس، ومنهم من يذهب إلى قول بعض الأقدمين من أن كاتبها أحد تلامذة بولس، ويقولون: "قد يكون أبلّس الذي ورد اسمه في كتاب ( أعمال الرسل 18/24) " انظر مقدمتها في الطبعة الكاثوليكية 854 .
وهذه الرسالة كانت موضوع لأشد المنازعات في الكنيسة ؛حيث أُنكرت إنكاراً شديداً لمدة طويلة ولم تضم إلى مجموعة العهد الجديد إلا في القرن الرابع الميلادي .
وأما سفر الرؤيا، أو (رؤيا يوحنا):
فهي رؤيا ينسبها أكثر النصارى إلى يوحنا أحد تلامذة المسيح الإثني عشر في زعمهم، ذاك الذي ينسبون إليه الرواية الرابعة للإنجيل … فيزعمون أنه رأى هذه الرؤيا يقظة، فكاتبها لا يقول أنه كان نائماً لما رآها، بل قد جاء في مطلعها: (كنت في جزيرة بطمس لأجل كلام الله وشهادة يسوع، فاختطفني الروح … الخ) (1/9-10).
ويزعمون أنها كتبت في زمن يقرب من سنة 95م أيام اضطهاد القيصر (دوميسيانوس) للنصارى، والبعض يرى أن عدة فصول منها كتبت أيام نيرون.
ومقصود كاتبها ؛ كما هو ظاهر أن يشد عزائم النصارى، ويدعوهم إلى الثبات على دينهم وعدم التأثر باضطهاد (القياصرة لهم)، والذين كانوا يلزمون الناس السجود لهم والذبح لأوثانهم، وتضمنت رسائل من المسيح بزعمهم إلى الكنائس السبعة الشهيرة في ذلك الزمان .. ولا تخلو بالطبع كسائر رسائلهم من نسبة الألوهية إلى المسيح وغير ذلك من عقائدهم المتضمنة للكفر البواح.
وهذه الرؤيا كانت موضوعاً لأشد المنازعات، حيث أنكرت صحة نسبتها إلى يوحنا إنكاراً شديداً مدة طويلة، إلى القرن الرابع حيث كان ظهور هذا التأليف الكامل للعهد الجديد ورسائله الموجودة اليوم بين أيدي النصارى ، وإقرار الكنائس له …
ويغلب على ظن الباحثين المعاصرين. أنها من وضع بولس أو بعض أتباعه ، وكما وهو شأن كتب أهل الكتاب، فإنها لا تخلو، من بعض الأخبار التي يتوارثها ويتناقلها النصارى عن بعضهم، مما كانوا يتوقعون وينتظرون حصول بعضه بعد المسيح وبعضه الآخر في آخر الزمان من فتن وملاحم وأخبار…
ويرى بعض الكتاب المعاصرين أن في شيء كثير من ذلك إشارات إلى خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم وبعثته ودعوته وجهاده ومعجزاته ؛ خصوصاً وقد ورد في طياتها، لقبه الذي شهره به الناس قبل بعثته (الصادق الأمين) انظر سفر الرؤيا ( 3/14) و (19/11) كما أن فيها إشارات إلى بعض شمائله التي لا يتعاطاها النصارى. كلبس البياض والاكتحال بالإثمد (3/18) و (19/14) كما جاء في وصف سيفه المرهف الذي يضرب به الوثنيين بأنه (يخرج من فيه) كما في (19/14) و (19/21) .. فلعله فرقان القرآن … فإنها معجزة النبي صلى الله عليه وسلم التي قهر وحكم وساس بها الناس..
بل ويرى أولئك المعاصرون أن فيها وصفاً للكعبة المشرفة، كما في قوله (21/16): (طولها وعرضها وعلوها سواء ..) أهـ وجاء في تفسير الرؤيا لحنا، هامش ص 457: (المدينة مكعبة)! وكذا في تفسير حزقيال /فكري ص 488، قال: (مكعبة الشكل)!!.
وقال بعد ذلك في الرؤيا (21/24) في وصف مدينة الصادق الأمين: (ستمشي الأمم في نورها، ويأتيها ملوك الأرض بكنوزهم، لا تقفل أبوابها طوال اليوم لأنه لا ليل فيها، ستحمل إليها كنوز الأمم!! وأبهتها، ولا يدخلها شيء نجس!) أهـ.
فتأمل هذا مع أوصاف البيت الحرام في القرآن كقوله تعالى: (حَرَمًا ءَامِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ) وقوله: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) وقوله سبحانه: (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا) ونحوه.
وفي خاتمة الوصف الذي جاء في الرؤيا إشارة إلى ماء زمزم حيث قال (22/17) (ومن كان له الرغبة فليستق ماء الحياة مجاناً) أهـ.
وقال في تفسير حزقيال ص463: (عند مدخل البيت مياه تخرج) تأمل فإن زمزم تلقاء باب البيت الحرام.. وقال في التفسير في وصف تلك المياه: ( … فيها شفاء) أهـ.
وفي الحديث الصحيح في صفة ماء زمزم أنه: (شفاء سقم)[28] … فتأمل…
وشهد شاهد من أهلها:
وبعد فهذا ملخص ما حواه كتابهم المقدس الذي يدعونه (بالعهد الجديد) .. ولم يجر التعامل مع كثير من تلك الأسفار والرسائل على أنها أسفاراً مقدسة إلا في أواخر القرن الثاني ،أما قبل ذلك فقد كان النصارى حالهم كحال اليهود يعتبرون كتابهم المقدس الوحيد هو العهد القديم، الذي يسمونه (الشريعة والأنبياء) وذلك بسبب فقدهم الإنجيل الذي أنزله الله على المسيح.
( وقد بقي النزاع قائماً في كثير من الرسائل التي يضمها العهد الجديد اليوم إلى ما بعد القرن الثاني الميلادي كالرسالة إلى العبرانيين والرؤيا، فقد أنكر صحة نسبتها إلى أصحابها إنكاراً شديداً مدة طويلة، كما لم تقبل من جهة أخرى رسالتا يوحنا الثانية والثالثة، إلا ببطء وكذا رسالة بطرس الثانية ورسالة يهوذا …)
وكذلك كانت هناك مؤلفات كثيرة غير هذه التي عددناها، جرت العادة أن يستشهد بها قبل القرن الرابع على أنها من الكتاب المقدس .. ولم تبق زمناً على تلك الحال، بل أخرجت في آخر الأمر منه، وذلك ما جرى لمؤلف هرماس وعنوانه (الراعي) ، وللديداكي، ورسالة أكليمنخس الأولى، ورسالة برنابا ورؤيا بطرس، وكانت هناك أناجيل أخرى منسوبة إلى غير الأربعة كما تقدم، كما كان هناك أعمال رسل ورؤى غير رؤيا يوحنا .. وقد رفضت الكنيسة ذلك كله لمخالفة كثير منه العقائد التي أقرتها الكنيسة !! مما جعل الكنيسة تستبعده، ولا تضمه إلى مجموعة العهد الجديد، الذي لم يكتمل ويقر على هذا النحو، فيضم بعضه إلى بعض بالصورة الحالية المعروفة بأيدي النصارى، ويطلق عليه اسم العهد الجديد إلا في القرن الرابع الميلادي .
والذي يقلل من قيمة هذه الأسفار تاريخياً ووثائقياً، أن النصارى أنفسهم يقرون ويعترفون بأنهم لا يملكون أصلاً مخطوطاً واحداً لشيء منها!
قال الأبوان المحققان للطبعة الكاثوليكية للعهد الجديد في المدخل ص6: (ليس في هذه الكتب الخط، كتاب واحد بخط المؤلف نفسه، بل هي نسخ، أو نسخ النسخ..) إلى قولهم ص7: (إن نسخ العهد الجديد التي وصلت إلينا ليست كلها واحدة، بل يمكن المرء أن يرى فيها فوارق مختلفة الأهمية، ولكن عددها كثير جداً .. هناك طائفة من الفوارق لا تتناول سوى بعض قواعد الصرف والنحو والألفاظ أو ترتيب الكلام، ولكن هناك فوارق أخرى بين الكتب الخط تتناول معنى فقرات برمّتها ..!!
فإن نص العهد الجديد قد نسخ ثم نسخ طوال قرون كثيرة بيد نساخ صلاحهم للعمل متفاوت، وما من واحد منهم معصوم من مختلف الأخطاء التي تحول دون أن تتصف أية نسخة كانت، مهما بذل فيها من الجهد، بالموافقة التامة للمثال الذي أخذت عنه، يضاف إلى ذلك أن بعض النساخ، حاولوا أحياناً، عن حسن نية !! أن يصوبوا ما جاء في مثالهم، وبدا لهم أنه يحتوي على أخطاء واضحة !! أو قلة دقة في التعبير اللاهوتي!! وهكذا أدخلوا إلى النص قراءات جديدة تكاد تكون كلها خطأ!!
ثم يضاف إلى ذلك كله أن الاستعمال لكثير من الفقرات في العهد الجديد في أثناء إقامة شعائر العبادة، أدى أحياناً كثيرة إلى إدخال زخارف!! غايتها تجميل الطقس، أو إلى التوفيق بين نصوص مختلفة ساعدت على التلاوة بصوت عال.
ومن الواضح أن ما أدخله النساخ من التبديل على مر القرون تراكم بعضه على بعضه الآخر، فكان النص الذي وصل آخر الأمر، إلى عهد الطباعة مثقلاً بمختلف ألوان التبديل)!! أهـ.
أقول : فهذه شهادة القسيسين والرهبان..!!
أفما آن لك يا عبد الصليب أن تنتبه من غفوتك ؟؟
فهذا بدايته وهذا منتهاه !!
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
((((((((((((((((((((((((((((((((فتاوى يهودية تبيح للجيش الاسرائيلي قتل النساء والأطفال بغزة)))))))))))))
صدرت عدة فتاوى من مرجعيات دينية يهودية تبارك ما يقوم به الجيش الاسرائيلي من أعمال قتل في غزة، وتبيح وتبرر له قتل النساء والأطفال كـ”عقاب جماعي للأعداء”، ورأى أحد الحاخامات أنه لا مشكلة في القضاء على الفلسطينيين في القطاع حتى لو قتل منهم مليون أو أكثر، وذلك وفقا لما ذكر تقرير إخباري السبت 17-1-2009.
وبعث الحاخام ” مردخاي إلياهو”- الذي يعتبر المرجعية الدينية الأولى للتيار الديني القومي في إسرائيل- برسالة إلى رئيس الوزراء إيهود أولمرت وكل قادة إسرائيل- ضمن نشرة” عالم صغير” وهي عبارة عن كتيب أسبوعي يتم توزيعه في المعابد اليهودية كل يوم جمعة، ذكر فيها قصة المجزرة التي تعرض لها شكيم ابن حمور والتي وردت في سفر التكوين كدليل على النصوص التوراتية التي تبيح لليهود فكرة العقاب الجماعي لأعدائهم وفقا لأخلاقيات الحرب.
وبحسب صحيفة “الوطن السعودية، قال إلياهوالذي شغل في الماضي منصب الحاخام الشرقي الأكبر لإسرائيل أن “هذا المعيار نفسه يمكن تطبيقه على ما حدث في غزة حيث يتحمل جميع سكانها المسؤولية لأنهم لم يفعلوا شيئاً من شأنه وقف إطلاق صواريخ القسام”. ودعا مردخاي رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى مواصلة شن الحملة العسكرية على غزة معتبرا أن” المس بالمواطنين الفلسطينيين الأبرياء أمر شرعي”.
وقال إلياهو إنه في الوقت الذي يمكن فيه إلحاق العقاب الجماعي بسكان غزة عقاباً على أخطاء الأفراد فإنه محرم تعريض حياة اليهود في سديروت أو حياة جنود الجيش الإسرائيلي للخطر خوفا من إصابة أو قتل غير المقاتلين الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة”.
ونشرت صحيفة “هآرتس” فتوى لعدد من حاخامات اليهود في إسرائيل أفتوا فيها بأنه” يتوجب على اليهود تطبيق حكم التوراة الذي نزل في قوم عملاق على الفلسطينيين”، ونقلت الصحيفة عن الحاخام” يسرائيل روزين”- رئيس معهد تسوميت وأحد أهم مرجعيات الإفتاء اليهود- فتواه التي سبق أن أصدرها في السادس والعشرين من مارس/ آذار من العام الماضي بأنه” يتوجب تطبيق حكم عملاق على كل من تعتمل كراهية إسرائيل في نفسه”.
وأضاف روزين بأن” حكم التوراة ينص على قتل الرجال والأطفال وحتى الرضع والنساء والعجائز، وحتى سحق البهائم” مشيراً إلى أن” قوم عملاق كانوا يعيشون في أرض فلسطين وكانت تحركاتهم تصل حتى حدود مصر الشمالية، لكن العماليق شنوا هجمات على مؤخرة قوافل بني إسرائيل بقيادة النبي موسى عليه السلام عندما خرجوا من مصر واتجهوا نحو فلسطين”.
عودة للأعلى
“لا مانع من قتل مليون”
أما الحاخام الأكبر لمدينة صفد شلوموا إلياهو فقال”إذا قتلنا 100 دون أن يتوقفوا عن ذلك فلا بد أن نقتل منهم ألفاً، وإذا قتلنا منهم 1000 دون أن يتوقفوا فلنقتل منهم 10 آلاف. وعلينا أن نستمر في قتلهم حتى لو بلغ عدد قتلاهم مليون قتيل، وأن نستمر في القتل مهما استغرق ذلك من وقت”، وأضاف إلياهو قائلاً” المزامير تقول:سوف أواصل مطاردة أعدائي والقبض عليهم ولن أتوقف حتى القضاء عليهم”.
من جهته يؤيد رئيس مجلس حاخامات المستوطنات في الضفة الغربية الحاخام دوف ليئور فتاوى قتل المدنيين الفلسطينيين، وشاركه في ذلك رئيس المجلس البلدي اليهودي في القدس المحتلة.
كما صادق عدة حاخامات على فتوى تسمح للجيش الإسرائيلي بقصف مناطق سكنية في قطاع غزة” مشيرين إلى أنه” على الجيش قصف المناطق التي تطلق منها الصواريخ في غزة ولكن بعد أن يمهل الجيش سكانها وقتا للإخلاء”. ومن بين الحاخامات الذين صادقوا على الفتوى الحاخام الأكبر لحزب شاس الديني المتشدد عوفاديا يوسف. فيما أفتى الحاخام” آفي رونتسكي بأن” أحكام التوراة تبيح قصف البيوت الفلسطينية من الجو على من فيها، ولا يجب الاكتفاء بقصف مناطق إطلاق الصواريخ فالواقع يلزم بضبط الناشطين وهم في فراشهم وفي بيوتهم”.
من جانب آخر، أشارت دراسة صادرة عن قسم العلوم الاجتماعية بجامعة بار إيلون الإسرائيلية إلى أن” أكثر من 90% ممن يصفون أنفسهم بأنهم متدينون يرون أنه لو تعارضت الخطوات التي تتخذها الحكومة الإسرائيلية مع رأي الحاخامات فإن الأولى تطبيق رأي الحاخامات”.
كما ذكرت الدراسة أن” أكثر من 95% من الجنود المتدينين أكدوا أنهم لا يمكنهم الانصياع لأوامر عسكرية تصدر لهم دون أن تكون متسقة مع الفتاوى الدينية التي يصدرها الحاخامات والسلطات الدينية”.؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟============================================================((((((((((«ولاَ يَرْحَمُونَ ثَمَرَةَ الْبَطْنِ» سِفر أشعياء))))))))))))))))))))
كتب / عصام مدير – مشرف مدونة التنصير فوق صفيح ساخن:
طالعني وآلمني اليوم ما جاء في هذا الخبر:
حذرت رئيسة صندوق السكان بالأمم المتحدة ثريا عبيد الليلة الماضية من أن النساء الحوامل هن « ضحايا منسيات» للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة .. وقالت إن الصراع يتسبب في حدوث ولادات مبكرة ومبتسرة للنساء الحوامل ويمنعهن من الحصول على الرعاية الطبية اللازمة.وقالت عبيد في بيان لها إن: «النساء الحوامل وأطفالهن حديثي الولادة هم من الضحايا المنسيين للأزمة الحالية في غزة مع ورود تقارير تفيد بنحو 170 حالة ولادة في غزة كل يوم».
وحذر البيان من التقارير الواردة عن الارتفاع الكبير في حالات الولادة المبكرة قبل أوانها والولادات المبتسرة الناجمة عن الصدمة والإصابات والجروح بسبب القصف المتواصل.
كما أشار البيان إلى أن صحة الأطفال حديثي الولادة معرضة أيضا للخطر بسبب العمليات العسكرية الحالية. وأعرب عن القلق من تعرض الأطفال المبتسرين والحديثي الولادة لانخفاض درجة حرارة الجسم بسبب انقطاع التيار الكهربائي ونقص الوقود وافتقاد المواطنين الذين شردوا من ديارهم بسبب الدمار والخوف من القصف المستمر إلى الملابس الثقيلة والأغطية والبطاطين.
170 حالة ولادة يوميا في ظل هذه المعاناة المتضاعفة في عشرين يوماً تكون نتيجتها 3400 رضيعاً يقمطون في لفائف من نار تحت قنابل الفوسفور الأبيض إذ يتنفسون دخان حرائقه التي تقتل الكبار قبل الصغار.
وفي اليوم العاشر على بدء الحرب على غزة [5 يناير 2009م] قرأت هذا الخبر في موقع صحيفة القبس الكويتية:
استشهدت أم حامل وأطفالها الستة في قصف جوي اسرائيلي، وانضمت الام وستة من ابنائها الى قائمة ضحايا العملية البرية المستمرة في قطاع غزة منذ يومين. وقالت مصادر فلسطينية ان المرأة من بيت عليوة، اصابتها شظايا القذائف الصاروخية داخل منزلها الواقع شرق حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، وقد نقلت مع جثامين ابنائها الى مستشفى الشفاء في المدينة.
قتل بالجملة لأطفال من أسرة واحدة وتعددت الأسر وآلة قتلهم في غزة واحدة
أما ضيف مؤتمر «حوار الأديان» السعودي الأبرز في ملتقى نيويورك الأخير، الرئيس الإسرائيلي «شيمون بيريز» فقد نفى في تصريحات تلفزيونية أن تكون إسرائيل قد قتلت أطفالا أو دمرت مساجد في غزة خلال العمليات التي تقوم بها!! واتهم بيريز «حركة حماس» بوضع القنابل والوسائل القتالية في بيوت مدنية ومساجد ومستشفيات، وقال إن الحركة تعمل لخدمة المصالح الإيرانية وحزب الله اللبناني، على حد قوله [المصدر].
وفوق «العجز الرسمي العربي» وانحيار الغرب والأمم المتحدة للصهاينة المعتدين، فإن ما ينقص حوامل غزة الآن هو اتهام وقح آخر ولكن لهن باخفاء «صواريخ القسام» وقنابل «حماس» في أرحامهن ولا تتعجبوا إن فعلوا، {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ } سورة النحل 105
ومن أكاذيب اليهود، ومفتريات من آمن بأسفارهم من النصارى، قولهم أن الله أمرهم وأنبياءهم من قبل بارتكاب هذه المجازر وخصوصاً بحق الحوامل، وأنه أوجب عليهم اجهاض الأجنة في بطون أمهاتها، تعالى الله عما يصفون علواً كبيراً {… ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} سورة آل عمران 75
وما يسمى لدى اليهود والنصارى بـ «الكتاب المقدس The Holy Bible» إنما هو الكتاب الوحيد في الكون الذي يشرع شق بطون الحوامل وقتل الأجنة في الأرحام!! فمما ورد فيه، من وحي قساوة قلوب اليهود التي يطبقونها اليوم في غزة على الهواء مباشرة وبكل تفان متناه وحماسة دينية، هذه النصوص المقدسة لديهم:
1- في نبوءة سفر أشعياء 13: 18 بحق بابل / العراق يقول «يهوه»، معبود اليهود الدموي:
فَتُحَطِّمُ الْقِسِيُّ الْفِتْيَانَ ولاَ يَرْحَمُونَ ثَمَرَةَ الْبَطْنِ. لاَ تُشْفِقُ عُيُونُهُمْ عَلَى الأَوْلاَدِ.
Isaiah 13:18
Their bows also shall dash the young men to pieces; and they shall have no pity on the fruit of the womb; their eye shall not spare children.
2- وفي سفر هوشع 13 : 16 يقول هذا الإله بزعمهم :
تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ.
Hosea 13:16
Samaria shall become desolate; for she hath rebelled against her God: they shall fall by the sword: their infants shall be dashed in pieces, and their women with child shall be ripped up.
«وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ»: سيدة من غزة استشهدت في بيتها بعد قصفه – وكالات الأنباء
هل علمتم الآن من أين تعلم الصهاينة إذلال وتعذيب نساء غزة والضفة من الحوامل بل وقتلهن من قبل على الحواجز التي يقطعون بها الطرق بطول وعرض فلسطين المغتصبة؟ هل نرتجي أي سلام أو حتى شفقة ممن يحمل مثل هذه الأسفار الدموية ويقدسها؟! «حتى كتب النازية لم تأمر بقتل الأطفال الرضع أو شق بطون الأمهات وإخراج ما فيها من أجنة وقتلهم»!!
على ضوء هذه النصوص التوراتية يمكن لنا أن نفهم ما سبق من عناوين ومضامين الأخبار المروعة كمثل هذه مما سبق نشره:
اصابة اربعة فلسطينيين وحامل فلسطينية تضع مولودها ميتا على حاجز عسكرى
… وقالت الإذاعة الفلسطينية الرسمية إن سيدة فلسطينية اضطرت للولادة على حاجز عسكرى قرب بلدة الولجة بمحافظة بيت لحم بعد أن منعها الجنود الإسرائيليون من التوجه للمستشفى واحتجزوها لعدة ساعات مما أدى إلى وفاة مولودها [المصدر، 22 سبتمبر 2003].
أم هل نسينا السيدة «أم حمزة» التي ظلت حتى هذه الحرب على غزة نموذجا صارخاً على واقع مرير تفرضه الحواجز الإسرائيلية على ذوى الحالات المرضية المستعصية:
ولم تكن أم حمزة الدعمة (28)عاما من مدينة طولكرم، الوحيدة ولا الفريدة من نوعها لكنها حالة من بين العديد من الحالات التي لاتزال تلتقط أنفاسها في كل محاولة لها لاجتياز الحاجز وصولا الى مدينة القدس لمعالجة ابنها حمزة، و الذي يعاني من سرطان الغدد اللمفاوية نتيجة التهابات حادة في أذنيه ورئته ومعاناته من نقص الأوكسجين أثناء ولادته حيث تضطر الى مواجهة معاناة الحواجز في كل مرة يتم تحديد موعد لها مع «مستشفى هداسا» في القدس .
وقبل عدة أيام وأثناء وقوفها على حاجز زعترة شمال الضفة الغربية من أجل الوصول للمستشفى برفقة طفلها حمزة ورغم التقارير التي تم إبرازها للجنود المتمركزين على الحاجز إلا أن إجراءات الاحتلال كانت الأشد حيث تم منعها وطفلها من مرور الحاجز تحت حجج أمنية وتم إجبارها على الرجوع من حيث أتت، رغم توسلات الأم بضرورة اجتياز الحاجز حتى يتمكن صغيرها من تجرع الكيماوي الذي لا غنى عنه ضمن برنامجه العلاجي .
وأمام صيحات أم حمزة وقفت بكل تحدي لجنود الاحتلال قائلة لهم: «إن حمزة مريض بالسرطان وحرارته مرتفعة جدا وهو في حالة خطر، وأنا حامل ولن أبرح مكاني حتى أقطع الحاجز أو أقتل هنا» إلا أن جنود الاحتلال لم يبالوا وابنها يئن بين يديها [المصدر].
وتحت عنوان «مواليد الحواجز: 34 منهم تعرضوا للوفاة ومن نجا تعرض للإعاقة» في موقع شبكة فلسطين للاعلام والمعلومات نقرأ التالي:
تتحدث التقارير الحقوقية عن العشرات من حالات الولادة على الحواجز التي يقول المواطنون الفلسطينيون: «إن تعرض زوجاتنا لها يحط من كرامتنا وكرامتهن»، فضلا عن كونها ولادات تتم في ظروف لا صحية تتسبب أحيانا في وفاة المواليد، وأخرى في إعاقتهم، والنجاة من أخطارها ترافق المحظوظين. وتحولت ولادة الفلسطينيات الحوامل على الحواجز العسكرية إلى بصمة خاصة من بصمات الاحتلال على مجمل حياة الفلسطينيين.
غزة كلها صارت تنتظر على حاجز القتل بلا رحمة لاجهاض الحياة فيها والعدسات تسجل
أسوق قصة السيدة «أم حمزة» وأخواتها لكي ألطم بها صفاقة أكثر كتاب «صحيفة الشرق الأوسط» وأفواه المتشدقين في «قناة العربية»، وخربشات شرذمة الأوغاد في «موقع ايلاف الالكتروني» من الطابور الخامس والمارينز الإعلامي العميل الذي يهاجم اليوم وبكل خسة ونذالة صمود غزة العجيب ومقاومتها الشريفة، متجاهلاً واقع الاحتلال وجرائمه وحواجزه التي اجهضت على عتباتها مئات الحوامل الفلسطينيات من اللواتي لا بواكي لهن ولا لأطفالهن في هذه المواقع الاعلامية السعودية المشبوهة التي باتت لا تمثل البتة نبض وشعور شعب بلاد الحرمين، إذ تروج هذه الأبواق النشاز في الوقت نفسه لأكاذيب مفادها أن «اليهودية ديانة سماوية» أو «ابراهيمية» يجب احترامها، وأن «توراتهم كتاب سماوي» مقدس، لكي تنقلب صورة الصراع إلى مجرد «صراع أرض وحدود» بينما هو «صراع عقيدة ووجود».
أم هل تناسينا ما فعله الصهاينة بدعم من النصارى في مذابح «دير ياسين» في التاسع من ابريل1948م:
بدأ الصهاينة بحرق صبي حيا في بيت النار في مخبز والده، ثم قتلوا والده، بعدها بدأوا بنسف بيوت القرية بيتا بيتا، وما كانوا يعجزون عن نسفه، يحرقونه على من فيه، ثم وجه الصهاينة نداء للأهالي بالهروب او الموت، وصدّق الأهالي وخرجوا يطلبون النجاة، ولكن السفاحين سارعوا بحصدهم، وقاموا بصفهم على حيطان المنازل وقتلوهم ، كما دمروا مسجد القرية ومدرسة الأطفال وقتلوا معلمتهم، كما عثر على أيادي وآذان وأصابع نساء مقطوعة لتسهيل الأستيلاء على أساورهن وأقراطهن وخواتمهن، كما بقرت بطون النساء الحوامل، وكانوا يخرجون الأجنة ثم يقتلونها أمام أعين الأمهات ثم يذبحوهن بعد ذلك ، وكانوا يتراهنون على جنس الجنين قبل بقر بطن أمه، فما لا يقل عن خمس وعشرين امرأة حامل قتلن في المذبحة، واكثر من اثنين وخمسين طفلا لم تتجاوز اعمارهم العاشرة قتلوا وقطعت اياديهم وارجلهم ،وكانوا يتعمدون قتل الطفل أمام عيني أمه وتقطيع أوصاله حيا ومن ثم قتله كما عثر على فتاة مقطوعة الى نصفين، واخذ احد السفاحين يسمى «روبنسكي» سبعة شباب خارج القرية واجبرهم على حفر حفرة واجبرهم على النزول فيها ثم صب النفط فيها واحرقهم احياء، ثم امر بدفنهم فيها، وفي شهادة لأحد سفاحي المذبحة وهو «زفي انكوري»؛ آمر وحدة الهاجناة التي احتلت دير ياسين وردت في صحيفة دافار في 9-4-1982 قال: «دخلت عدة منازل بعد الحادث. و رأيت أشلاء لأعضاء تناسلية وأحشاء نساء مسحوقة. لقد كانت جرائم قتل مدبرة» [المصدر].
وما أشبه جرائم اليهود بفظائع نصارى علوج الأمريكان وما بينهما من ارث ديني توراتي يشتركون في تقدسيه وتطبيق نصوصه على الأرض بالدم والنار:
أعلن الجيش الاميركي فتح تحقيق في مقتل عراقيتين احداهما حامل كانت في طريقها الى المستشفى للولادة عندما اطلق جنود اميركيون النار عند نقطة تفتيش في وسط مدينة سامراء [المصدر 2 يونيو 2006م].
وهذا هو ديدن النصارى في حروبهم الصليبية والاستيطانية التوسعية على مر التاريخ وخلال فترات «الاستعمار» المعاصر لأنهم ما زالوا يقدسون هذه النصوص الوحشية التي تحرض على بقر بطون الحوامل وشقها وقتل الأجنة في بطون أمهاتها. فمما ذكره المطران النصراني المنصف «برتولومي» في كتابه «المسيحة والسيف: وثائق إبادة الهنود الحمر» من جرائم المستوطنين النصارى في أمريكا الشمالية قوله:
ص 41 من الكتاب [هذا الرابط] من موقع «مكتبة المهتدين» جزاهم الله خيراً
وتحت عنوان «محاكم التفتيش» الفاتيكانية، حدث ولا حرج عن أدوات التعذيب الشنيعة التي تفنن قساوسة ورهبان الأسبان في ابتكار أنواع منها خصصت لتنصير أو قتل مسلمات حوامل ممن بقي من مسلمي الأندلس بعد سقوطها. وكان من راهبات النصرانية سباقات في نيل «شرف وبركة» شق بطون نساء المسلمين وطبخ الأجنة في الزيت المغلي مما كتبوه في سجلات أديرتهم بكل زهو وافتخار!! و يكفي أن ننقل ما سطره المستشرق «غوستاف لوبون» في كتابه «حضارة العرب» حيث يقول عن محاكم التفتيش:
يستحيل علينا أن نقرأ دون أن ترتعد فرائضنا من قصص التعذيب و الاضطهاد التي قام بها المسيحيون المنتصرين على المسلمين المنهزمين، فلقد عمدوهم عنوة، و سلموهم لدواوين التفتيش التي أحرقت منهم ما استطاعت من الجموع. و اقترح القس «بليدا» قطع رؤوس كل العرب دون أي استثناء ممن لم يعتنقوا المسيحية بعد، بما في ذلك النساء و الأطفال، و هكذا تم قتل أو طرد ثلاثة ملايين عربي.
بعد كل هذا الارث الديني المسطر بلون الدم في صفحات تاريخهم الأسود وسجلهم الاجرامي،هل ما زلتم تتعجبون من انحياز قادة أوروبا وعصابة أمريكا إلى صهاينة اليهود لوصف كل صنوف جرائم «اسرائيل» في غزة بأنه «دفاع مشروع عن النفس»!! هل تعرفون عدوكم حق المعرفة؟!
أيها السيدات والسادة، إن معظم قادة الغرب إنما هم من جماعة «فرسان الهيكل»، وصليبيون مثل أسلافهم حتى النخاع اذا تعلق الحدث – رغم فظاعة مشاهده – بالمسرح الجغرافي الكبير الذي يسمونه في خرائط نسخ «الكتاب المقدس» بـ «أراضي التوراة Bible Lands». هنا فقط لا «حقوق انسان» ولا مواثيق او اعراف دولية ولا معاهدات او «اتفاقيات جنيف» ولا قرارات «أمم متحدة» أو «مجلس أمن». هنا وهنا فقط لا تنفيذ إلا لارادة الاله «يهوه» ومشيئته في الأرض التي قالوا أنه يريد أن يتنزل فيها مرة اخرى ليسكن وسط «شعبه المختار» من بني صهيون!!
أقول: هنا وهنا فقط وعلى تراب هذه الديار المقدسة بكل من عليها من بشر، ظن من سطروا تلك الأسفار المزورة أنهم كتبوا علينا وللأبد أن نكون وأرضنا ومقدساتنا خارج الجغرافيا الحقيقية والتاريخ والانسانية إلى خانة «التحريم بحد السيف» أو في خانة «عبد العبيد لأسباط اسرائيل» بحسب التعبير التوراتي والانجيلي، وكذلك يفعلون… وسيفعلون مادام قادة الغرب الصليبي يقسمون اليمين على هذه الأسفار الدموية كما سيفعل الريئس الأمريكي الجديد خلال أيام قلائل… فهل ما زلتم ترجون من «باراك أوباما» خيرا طالما بقي هذا الكتاب على طاولة مكتبه البيضاوي؟!
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ} (118) سورة آل عمران
من صور وكالات الأنباء: جنود الصهاينة على مشارف غزة يقرأون في توراتهم كل صباح:
«الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء. اقتلوا للهلاك» سفر حزقيال 9: ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟==============================================================(((((((((سياسة “الأرض المحروقة” في أسفار الصهاينة والصليبيين الجدد
أهدي هذا المقال* لملتقيات «حوار الأديان» الباطلة التي دُعي لها رئيس الصهاينة مؤخراً
كتب / عصام مدير – مشرف مدونة التنصير فوق صفيح ساخن:
ضع عبارة «الأرض المحروقة» في محرك «جوجل» للبحث في الأخبار لتطالعك هذه العناوين والمضامين حيال ما بات يجري في قطاع غزة على مرأى ومسمع العالم بأسره:
اسرائيل تلجأ لسياسة الارض المحروقة تمهيدا لاجتياح غزة
صحيفة الرأي الأردنية، 1 يناير 2009م [المصدر]
قال رئيس الهيئة الإسلامية العليا، وخطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تتبع سياسة الأرض المحروقة في عدوانها على أهلنا في قطاع غزة. وأضاف، في مؤتمر صحافي في مدينة القدس المحتلة، ان «ما يحصل في غزة الآن يتجاوز الكلمات، والمطلوب من العالم العربي والإسلامي العمل بكل قوة على وقف هذا العدوان، ووقف المحرقة التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق الأبرياء في غزة» [المصدر].
صحيفة البيان الاماراتية، 11 يناير 2009م
ويكتب الأستاذ جواد البشيتي في موقع دنيا الوطن عن «أفران الغاز وأفران غزة» [المصدر].
ويصيح فينا أو يلطمنا عنوان مقال الدكتور وائل الريماوي في نفس الموقع: «انه هولوكوست و امام اعين العالم» [المصدر]، الذي كتب يقول:
من الظلم والجور أن يتم ربط وقف إبادة شعب بطريقة ممنهجة تتنوع أساليبها بين الحصار وسياسة الأرض المحروقة بضرورة منع وجود نفق هنا أو هناك، فمن سنة الحياة أن يبحث الناس عن أسباب الحياة بشتى الطرق والوسائل، فكيف بشعب من مليون ونصف المليون يعيش في أكبر سجن في التاريخ يتهدد حياته خطر الموت جوعًا وقتلاً ولا يراد له أن يبحث عن ما يقيه شر الموت؟
إنها غزة التي تحترق بكل صواريخ الطائرات الحربية وقذائف المدفعية والدبابات ونيران الزوارق الحربية، وفوق هذا كله قنابل محرمة دولية عنوانها سلاح «الفوسفور الأبيض» الذي حمل الدكتور هاني العقاد على التساؤل في موقع شبكة فلسطين الاخبارية: «ماذا بعد الفسفور الأبيض؟» ليقول:
إنها الحرب القذرة بكل ما تحمل معها هذه العبارة من دلائل و معاني و أنها الحرب المجرمة التي ترتكب فيها جرائم حرب علنية و أمام مسامع و عيون العالم و هي تري الفلسطينيين يذبحون واحد تلو الأخر، الطفل قبل الرجل و الرضيع قبل الطفل و المرأة قبل المقاتل و الجميع سواء، أنها الحرب السابعة التي تخوضها إسرائيل ضد العرب و قد تكون من اقسي الحروب ضراوة و أكثرها استهدافا للمدنين الفلسطينيين. لقد استخدمت إسرائيل كل ما لديها من أنواع الأسلحة و عمدت إلى تجريبها سلاح بعد الأخر فقد استخدمت القنابل الانشطارية و الارتجاجية و قد تكون العنقودية و الفراغية و أخيرا الغاز الخانق و الفسفور الأبيض الذي يلهب مساحات واسعة من الأرض و المباني و يبث فيها ألسنة غريبة من اللهب الذي لا يمكن التعامل معه عبر الأدوات البسيطة التي يستخدمها الدفاع المدني بالقطاع.
ويضيف الدكتور والألم يعتصر عبارات مقاله:
بالرغم من تحريم استخدام هذا النوع من الأسلحة في الحروب و ورودها بالنص في البروتوكول الثالث من اتفاقية جنيف لما لها من قوة فتاكة على اللحوم البشرية و المباني إلا أن إسرائيل استخدمتها بالفعل في مناطق عديدة من القطاع فقد استخدمتها في بيت لاهيا و الشجاعيه و قرية خزاعة بمدينة خان يونس لدرجة أن المئات من العائلات الفلسطينية في هذه المناطق تركت بيوتها و هربت إلى داخل المدن طلبا للنجاة بأطفالهم و نسائهم و شيوخهم.بعد إن أصيب العديد من هذه العائلات بحروق خطرة في جميع أنحاء الجسم. أن من يستشهد نتيجة للإصابة بهذا النوع من السلاح يموت يكون أحسن حالا من الذين يبقون على قيد الحياة لان من يبقي حيا بعد إصابته يلاقي من الألم الشيء الذي لا يساويه أي الم في العالم كله حتى و إن قطع بالسكين من جسده.
قنابل الفوسفور الأبيض: أخطبوط النار
ولو وضعت عبارة «الفوسفور الأبيض» في محرك البحث للأخبار لطالعتك بعض العناوين والمضامين التالية:
«مسؤول فلسطيني: القذائف الفسفورية تجهز على الناجين من القصف» [المصدر].
صحيفة الشروق الجزائرية، 13 يناير 2009م
«قوات الاحتلال ارتكبت جريمة ابادة .. طبيب :ضحايا الفسفور الابيض بالمئات» [المصدر].
صحيفة الشرق القطرية، 13 يناير 2009م
«الفسفور الابيض.. السلاح الاشد فتكا: امريكا استخدامه في فيتنام والفلوجة» [المصدر]. صحيفة العرب اليوم الأردنية، 14 يناير 2009م
«إسرائيل تصعّد المحرقة والعرب يكرّسون الانقسام» [المصدر].
صحيفة الخليح الاماراتية، 14 يناير 2009م
ويقول الكاتب خيري منصور في مقال له بجريدة الدستور الأردنية تحت عنوان «كرامة الأحياء دفنهم»:
ان وشم الفوسفور الأبيض على ذراع الرضيع هو منبع نهر الدم التائه في الصحراء والذي يبحث عن مصب. لا «الجورنيكا» ولا سورياليات «دالي» ولا حكايات الغول ذات العين الحمراء ولا الالياذة والأوديسة أو حتى التغريبة الهلالية تتجاسر على المثول في حضرة هذا الدم [المصدر].
وسواء احترقت غزة وأهلها بالفسفور الأبيض أو بغيره، لا فرق، لأن الصحافة الفرنسية اعترفت بأن غزة قد تحولت إلى مختبر للأسلحة المحرمة [المصدر] أو «مسرحا للأسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا» بحسب عنوان شبكة الجزيرة. تعددت مصادر النار والحريق واحد. وفوق كل هذا يتبجح الصهاينة إذ يزعم الجيش الاسرائيلي انه ملتزم بالقانون الدولي ردا على اتهامه باستخدام قنابل فوسفورية [المصدر]!!
جدير بالذكر أن مجلس حقوق الإنسان تبني مؤخراً، وبعد أيام من «المداولات العسيرة»، قراراً يدين العدوان الاسرائيلي على غزة، في صيغة امتنعت 13 دولة أوروبية عن التصويت عليها في حين كانت كندا الدولة الوحيدة التي اعترضت على القرار… وعقب ممثل الاتحاد الأوروبي على القرار بالقول: انه منحاز، وهو وصف كالته «اسرائيل» بدورها للقرار، مشككة في مصداقية المجلس [المصدر] بل وترفض قرار مجلس حقوق الانسان متحدية مرة أخرى العالم وقراراته الشرعية!!.
ازاء هذا الموقف الأوروبي، يصرخ الكاتب «محمد العريقي» في حيرة تحت عنوان «رسائل القنابل الفسفورية» في صحيفة الثورة اليمنية:
المجرمون يرتكبون جرائمهم تحت جنح الظلام أو في وقت لا يشهد عليه أحد بما في ذلك جرائم الحرب ، لكن إسرائيل خرجت عن هذا التقليد وصارت تمارس جرائمها تحت أضواء الشمس، وعندما يأتي المساء فإنها تستخدم كل ما يدل أنها تمارس الجرم والإجرام أمام أعين كل سكان الأرض، تستخدم القنابل الفسفورية المضيئة المحرمة دوليا… أمام كل العالم دون خجل أو خوف ولا يستطيع أحد أن يمنعها من ذلك، فالقوى المؤثرة في العالم ومعها على الدوام وعلى وجه التحديد الولايات المتحدة وأوروبا… إنه عالم النفاق والكذب، لا يقدر حتى مشاعر المجتمعات الغربية التي خرجت منددة بالجرائم الإسرائيلية ، إنه أمر عجيب ونتوقع ما هو أغرب من ذلك.
السؤال الذي يطرح نفسه على مشهد الحدث بكل دخان حرائقه ولهيبها: كيف نفهم هذه الوقاحة والصلافة اليهودية؟ وكيف نفهم الدعم الأمريكي للصهاينة رغم مشاهد هذه المحرقة الأفظع؟ وكيف نفهم موقف غالبية الدول الأوروبية التي وصفتها صحيفة الراية القطرية بأنها «نمر بلا أنياب» [المصدر]؟ وما أشبه الليلة بالبارحة إذ يقول مراسل الصحيفة من برلين:
على مدى عمر النزاع العربي الإسرائيلي الذي هو نتيجة احتلال إسرائيل أرض فلسطين عام 1948لم تسمع إسرائيل الأوروبيين مرة واحدة ولم يتجرأ الأوروبيون على الضغط على إسرائيل رغم أن نسبة 70 بالمائة من المنتجات الزراعية التي تصدرها إسرائيل إلى الخارج تصل أسواق الاتحاد الأوروبي.
ويتساءل الكاتب شاكر الجوهري في مجلة العرب ببراءة الأطفال: «لماذا يقتلوننا؟». لكنه اقترب أكثر من غيره من اصابة كبد الحقيقة، على خلفية مشهد اخدود اليهود الجديد في غزة إذ كتب يقول:
ونحن بدورنا من حقنا أن نتساءل: لم يفعلون هكذا بأطفالنا ونسائنا وشيوخنا، بل وبالأجنة داخل أرحام أمهاتهم، كما نطقت الصور..؟! في التقدير هنالك عدة أسباب تقف وراء كل هذه الهمجية التي تمارس أمام عدسات الفضائيات: أولا: هذه هي المفردات العملية للعقيدة القتالية للجيوش الغربية عموما.. أقصى قدر من العنف والهمجية والدمار يلحق بالبشر والحجر والشجر، وكل ما يتحرك، وكل ما لا يستطيع أن يتحرك… ثانيا: إلى جانب العقيدة الغربية للجيش الإسرائيلي، فهو يستمد كذلك هذه الهمجية من “يوشع” [يشوع]، القائد العسكري اليهودي الذي دخل أريحا فاتحا قبل الميلاد، عابرا نهر الأردن، فسُمّوا بالعبرانيين، وهو الذي قتل البشر، واقتلع الشجر، ودمر الحجر..! وقد استند يوشع هذا في ارتكابه لجرائمه إلى نص مزور في التوراة ورد في سفر يوشع، حيث يخاطبه الرب قائلا “إذا دخلتم ايرتش “أريحا”، فاقتلوا من فيها من الرجال والنساء والأطفال والبهائم، واقلعوا الشجر واتركوا الزانية رحابيا”..!! وهذا ما يفعله أحفاده بالشعب الفلسطيني منذ ما قبل عام 1948 وحتى الآن.. إنهم يتركون لنا “الزانية رحابيا” لتواصل العيث فسادا بين صفوفنا [يقصد وزيرة الخارجية الاسرائيلية]، عبر تنظيرات سياسية، في هذه المرة..!!
وللتصحيح أقول: إن المعتمد في نسخ التوراة العربية أن اسم الزانية الوارد ذكرها في السفر هو «راحاب» وليس «رحابيا». كما لا يصح أن ينسب الكاتب غفر الله لنا وله هذه الأفعال الاجرامية – التي لفقها كتبة التوراة المحرفة – إلى نبي الله يوشع بن نون عليه السلام الذي صحب موسى عليه السلام في حياته، وحاشا لأنبياء الله الكرام أن يقوموا بارتكاب تلك الفظائع في حق البشر، لكنها النفسية اليهودية المنطوية على أحقاد قديمة هي التي سوغت لهم اضفاء هالة القداسة المزيفة على أمانيهم الدموية ضد الشعوب وبخاصة ضد أهل فلسطين والعرب حتى يطبقها الخلف عن السلف باسم الرب.
أخدود اليهود الجديد في غزة
وبعد هذا التمهيد المستطيل بحجم ألسنة حرائق غزة أقول والله المستعان: آن لنا أن نسلط الضوء على هذه النصوص «المقدسة» لدى أهل الكتاب وأثرها الخطير دينياً ونفسياً وسياسياً على مواقف أعوان الصهاينة من النصارى الذين قد يفوقون اليهود تطرفاً في الصهيونية، كما نرى ويرى العالم كله من حولنا، خصوصاً نموذج الموقف الأمريكي والأوربي الماثل أمامنا إزاء العدوان الغاشم المتواصل على غزة والقدس وسائر فلسطين وبلدان عربية وإسلامية شتى بهمجية ووحشية غير مسبوقة تتواضع أمامها جرائم النازيين والمغول.
هل ما زلتم تتعجببون؟! هذا لأننا لا نعرف عدونا حق المعرفة ولذا وجب أن نفتش أولاً عن نصوص ما يسمى ب، «الكتاب المقدس The Holy Bible»،يعنينا منها اليوم ما يشرع للقوم «سياسة الأرض المحروقة» وتطبيقاتها التوراتية النارية في غزة:
1– سفر العدد 31: 1-18 (لاحظ الفقرة التاسعة فيه)
وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: “انْتَقِمْ مِنَ الْمِدْيَانِيِّينَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، وَبَعْدَهَا تَمُوتُ وَتَنْضَمُّ إِلَى قَوْمِكَ”. 3فَقَالَ مُوسَى لِلشَّعْبِ: “جَهِّزُوا مِنْكُمْ رِجَالاً مُجَنَّدِينَ لِمُحَارَبَةِ الْمِدْيَانِيِّينَ وَالانْتِقَامِ لِلرَّبِّ مِنْهُمْ. . . . فَحَارَبُوا الْمِدْيَانِيِّينَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ وَقَتَلُوا كُلَّ ذَكَرٍ؛ 8 وَقَتَلُوا مَعَهُمْ مُلُوكَهُمُ الْخَمْسَةَ: أَوِيَ وَرَاقِمَ وَصُورَ وَحُورَ وَرَابِعَ، كَمَا قَتَلُوا بَلْعَامَ بْنَ بَعُورَ بِحَدِّ السَّيْفِ. 9 وَأَسَرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ نِسَاءَ الْمِدْيَانِيِّينَ وَأَطْفَالَهُمْ، وَغَنِمُوا جَمِيعَ بَهَائِمِهِمْ وَمَوَاشِيهِمْ وَسَائِرَ أَمْلاَكِهِمْ، وَأَحْرَقُوا مُدُنَهُمْ كُلَّهَا بِمَسَاكِنِهَا وَحُصُونِهَا، 11وَاسْتَوْلَوْا عَلَى كُلِّ الْغَنَائِمِ وَالأَسْلاَبِ مِنَ النَّاسِ وَالْحَيَوَانِ، . . . . فَخَرَجَ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ وَكُلُّ قَادَةِ إِسْرَائِيلَ لاِسْتِقْبَالِهِمْ إِلَى خَارِجِ الْمُخَيَّمِ، 14فَأَبْدَى مُوسَى سَخَطَهُ عَلَى قَادَةِ الْجَيْشِ مِنْ رُؤَسَاءِ الأُلُوفِ وَرُؤَسَاءِ الْمِئَاتِ الْقَادِمِينَ مِنَ الْحَرْبِ، 15وَقَالَ لَهُمْ: لِمَاذَا اسْتَحْيَيْتُمُ النِّسَاءَ؟ إِنَّهُنَّ بِاتِّبَاعِهِنَّ نَصِيحَةَ بَلْعَامَ أَغْوَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لِعِبَادَةِ فَغُورَ، وَكُنَّ سَبَبَ خِيَانَةٍ لِلرَّبِّ، فَتَفَشَّى الْوَبَأُ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. 17فَالآنَ اقْتُلُوا كُلَّ ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ، وَاقْتُلُوا أَيْضاً كُلَّ امْرَأَةٍ ضَاجَعَتْ رَجُلاً، 18وَلَكِنِ اسْتَحْيَوْا لَكُمْ كُلَّ عَذْرَاءَ لَمْ تُضَاجِعْ رَجُلاً.
لا ندري كيف سيعرف المقاتلون الإسرائيليون المرأة العذراء من غيرها كي يستبقوها كما يطلب النص من دون اغتصاب جماعي واعتداء على إعراضهن؟!!!
Numbers 31:1-18
2– سفر التثنية 13: 15-16 (المتكلم في النص هو الله بزعمهم):
“إِنْ سَمِعْتَ عَنْ إِحْدَى مُدُنِكَ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِتَسْكُنَ فِيهَا قَوْلاً: 13 قَدْ خَرَجَ أُنَاسٌ بَنُو لئِيمٍ مِنْ وَسَطِكَ وَطَوَّحُوا سُكَّانَ مَدِينَتِهِمْ قَائِلِينَ: نَذْهَبُ وَنَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى لمْ تَعْرِفُوهَا. 14 وَفَحَصْتَ وَفَتَّشْتَ وَسَأَلتَ جَيِّداً وَإِذَا الأَمْرُ صَحِيحٌ وَأَكِيدٌ قَدْ عُمِل ذَلِكَ الرِّجْسُ فِي وَسَطِكَ 15 فَضَرْباً تَضْرِبُ سُكَّانَ تِلكَ المَدِينَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ وَتُحَرِّمُهَا بِكُلِّ مَا فِيهَا مَعَ بَهَائِمِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 16 تَجْمَعُ كُل أَمْتِعَتِهَا إِلى وَسَطِ سَاحَتِهَا وَتُحْرِقُ بِالنَّارِ المَدِينَةَ وَكُل أَمْتِعَتِهَا كَامِلةً لِلرَّبِّ إِلهِكَ فَتَكُونُ تَلاًّ إِلى الأَبَدِ لا تُبْنَى بَعْدُ. 17 وَلا يَلتَصِقْ بِيَدِكَ شَيْءٌ مِنَ المُحَرَّمِ لِيَرْجِعَ الرَّبُّ مِنْ حُمُوِّ غَضَبِهِ وَيُعْطِيَكَ رَحْمَةً. يَرْحَمُكَ وَيُكَثِّرُكَ كَمَا حَلفَ لآِبَائِكَ 18 إِذَا سَمِعْتَ لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ لِتَحْفَظَ جَمِيعَ وَصَايَاهُ التِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا اليَوْمَ لِتَعْمَل الحَقَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ إِلهِكَ”.
Deuteronomy 13:12-18
أثر قبلات قنابل الفوسفور على وجه الصغير – المصدر
3– سفر القضاة 1: 8
وَحَارَبَ بَنُو يَهُوذَا أُورُشَلِيمَ (القدس) وَأَخَذُوهَا وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ السَّيْفِ وَأَشْعَلُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ.
Judges 1:8
Now the children of Judah had fought against Jerusalem, and had taken it, and smitten it with the edge of the sword, and set the city on fire.
4 – سفر يشوع 11: 11
وَضَرَبُوا (الإسرائيليون) كُلَّ نَفْسٍ بِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمُوهُمْ. وَلَمْ تَبْقَ نَسَمَةٌ. وَأَحْرَقَ (يشوع) حَاصُورَ بِالنَّارِ.
Joshua 11:11
And they smote all the souls that were therein with the edge of the sword, utterly destroying them: there was not any left to breathe: and he burnt Hazor with fire.
5– سفر حزقيال 23: 25
وَأَجْعَلُ غَيْرَتِي عَلَيْكِ فَيُعَامِلُونَكِ بِالسَّخَطِ. يَقْطَعُونَ أَنْفَكِ وَأُذُنَيْكِ, وَبَقِيَّتُكِ تَسْقُطُ بِالسَّيْفِ. يَأْخُذُونَ بَنِيكِ وَبَنَاتِكِ, وَتُؤْكَلُ بَقِيَّتُكِ بِالنَّارِ.
Ezekiel 23:25
And I will set my jealousy against thee, and they shall deal furiously with thee: they shall take away thy nose and thine ears; and thy remnant shall fall by the sword: they shall take thy sons and thy daughters; and thy residue shall be devoured by the fire.
وكيف لا تكون «سياسة الأرض المحروقة» عقيدة دينية راسخة عندهم ومعبود اليهود والنصارى «يهوه» نار آكلة بحسب وصف «الكتاب المقدس»:
6– كاتب الرسالة إلى العبرانيين 12: 29
لأَنَّ إِلَهَنَا نَارٌ آكِلَةٌ.
Hebrews 12:29
For our God is a consuming fire.
وقد وصفوا الله بأوصاف لا تليق بجلاله وعظمته سبحانه فصوروه في سفر المزامير 18: 8 كالتنين الأسطوري ينفث ناراً: «صعد دخان من أنفه ونار من فمه أكلت. جمر اشتعلت منه»!! ثم نسبوا لله أنه يحب رائحة اللحم المشوي والمحارق «رائحة سرور للرب»، تعالى الله عما يصفون علواً كبيراً!!
وما أشبه ليالي غزة ببارحة «الصدمة والرعب» في سماء بغداد 2003م لما تصايح قساوسة من أمريكا فرحين مرددين أن تلك النيران المتصاعدة في مشاهد البث المباشر إنما كانت اتماماً لنبوءة كتابية مقدسة لديهم ضد العراق سموها «حريق بغداد الأخير» مستشهدين بهذا النص:
7- سفر أشعياء 30: 27-33
هُوَذَا اسْمُ الرَّبِّ يَأْتِي مِنْ بَعِيدٍ. غَضَبُهُ مُشْتَعِلٌ وَالْحَرِيقُ عَظِيمٌ. شَفَتَاهُ مُمْتَلِئَتَانِ سَخَطاً وَلِسَانُهُ كَنَارٍ آكِلَةٍ 28 وَنَفْخَتُهُ كَنَهْرٍ غَامِرٍ يَبْلُغُ إِلَى الرَّقَبَةِ. لِغَرْبَلَةِ الأُمَمِ بِغُرْبَالِ السُّوءِ وَعَلَى فُكُوكِ الشُّعُوبِ رَسَنٌ مُضِلٌّ. 29 تَكُونُ لَكُمْ (الخطاب من الرب لليهود) أُغْنِيَةٌ كَلَيْلَةِ تَقْدِيسِ عِيدٍ وَفَرَحُ قَلْبٍ كَالسَّائِرِ بِالنَّايِ لِيَأْتِيَ إِلَى جَبَلِ الرَّبِّ إِلَى صَخْرِ إِسْرَائِيلَ. 30 وَيُسَمِّعُ الرَّبُّ جَلاَلَ صَوْتِهِ وَيُرِي نُزُولَ ذِرَاعِهِ بِهَيَجَانِ غَضَبٍ وَلَهِيبِ نَارٍ آكِلَةٍ نَوْءٍ وَسَيْلٍ وَحِجَارَةِ بَرَدٍ. 31 لأَنَّهُ مِنْ صَوْتِ الرَّبِّ يَرْتَاعُ أَشُّورُ (العراق). بِالْقَضِيبِ يَضْرِبُ. 32 وَيَكُونُ كُلُّ مُرُورِ عَصَا الْقَضَاءِ الَّتِي يُنْزِلُهَا الرَّبُّ عَلَيْهِ بِالدُّفُوفِ وَالْعِيدَانِ. وَبِحُرُوبٍ ثَائِرَةٍ يُحَارِبُهُ. 33 لأَنَّ “تُفْتَةَ” مُرَتَّبَةٌ مُنْذُ الأَمْسِ مُهَيَّأَةٌ هِيَ أَيْضاً لِلْمَلِكِ عَمِيقَةٌ وَاسِعَةٌ كُومَتُهَا نَارٌ وَحَطَبٌ بِكَثْرَةٍ. نَفْخَةُ الرَّبِّ كَنَهْرِ كِبْرِيتٍ تُوقِدُهَا.
Isaiah 30:27-33
ونص مرعب في الأناجيل جعلوه على لسان المسيح عليه السلام لا ينكرونه:
8– (إنجيل لوقا 12: 49-53):
جِئْتُ لأُلْقِيَ نَاراً عَلَى الأَرْضِ فَمَاذَا أُرِيدُ لَوِ اضْطَرَمَتْ؟ 50 وَلِي صِبْغَةٌ أَصْطَبِغُهَا وَكَيْفَ أَنْحَصِرُ حَتَّى تُكْمَلَ؟ 51 أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ؟ كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ! بَلِ انْقِسَاماً. 52 لأَنَّهُ يَكُونُ مِنَ الآنَ خَمْسَةٌ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ مُنْقَسِمِينَ: ثَلاَثَةٌ عَلَى اثْنَيْنِ وَاثْنَانِ عَلَى ثَلاَثَةٍ. 53 يَنْقَسِمُ الأَبُ عَلَى الاِبْنِ وَالاِبْنُ عَلَى الأَبِ وَالأُمُّ عَلَى الْبِنْتِ وَالْبِنْتُ عَلَى الأُمِّ وَالْحَمَاةُ عَلَى كَنَّتِهَا وَالْكَنَّةُ عَلَى حَمَاتِهَا.
Luke 12:49-53
I AM COME TO SEND FIRE ON THE EARTH; and what will I, if it be already kindled? 50 But I have a baptism to be baptized with; and how am I straitened till it be accomplished! 51 Suppose ye that I am come to give peace on earth? I tell you, Nay; but rather division: 52 For from henceforth there shall be five in one house divided, three against two, and two against three. 53 The father shall be divided against the son, and the son against the father; the mother against the daughter, and the daughter against the mother; the mother in law against her daughter in law, and the daughter in law against her mother in law.
تخيل أن يستفتح شخص مؤتمراً عن البيئة و «الاحتباس الحراري» لإنقاذ الأرض بـ «تلاوة عطرة» لهذا النص!! يا للهول!
أما «أفران الغاز» النازية أو «الهولوكوست» فجذورها ليست من كتاب «كفاحي» لهتلر المفتى عليه، ولكنك تجدها في نصوص أسفار اليهود والنصارى المقدسة أوقل «كتاب المحارق اليهودية»:
سفر الملوك الأول 13:1-2
فجاء رجل من يهوذا بأمر الرب إلى بيت إيل، ويربعام واقف على المذبح يحرق البخور 2 فتوجه إلى المذبح وقال: يا مذبح، يا مذبح، هذا ما قال الرب: سيولد لبيت داود ابن يسمى يوشيا، وهو سيذبح عليك كهنة الأصنام الذين يحرقون عليك البخور، وسيحرق عليك عظام بشر. [الترجمة العربية المشتركة].
1Kings 13:1-2
And, behold, there came a man of God out of Judah by the word of the LORD unto Bethel: and Jeroboam stood by the altar to burn incense. 2 And he cried against the altar in the word of the LORD, and said, O altar, altar, thus saith the LORD; Behold, a child shall be born unto the house of David, Josiah by name; and upon thee shall he offer the priests of the high places that burn incense upon thee, and men’s bones shall be burnt upon thee.
ساعة الحقيقة وتصحيح الخطأ
وختاماً أقول والله المستعان على ما يصفون: لقد آن أوان أن يتعرف أكثر دعاة الإسلام وشيوخه والمهتمون بالحوار مع أهل الكتاب منهم على هذه النصوص الدينية المشرعة للبغي والعدوان لدى اليهود والنصارى، وأن يكشفوا عنها في كل مناسبة وخطبة حتى يعرفوا بها سواد المسلمين الذين يقال لهم اليوم عبر منابر إعلامية مضللة أن كل الشرائع السماوية (ويقصدون بها اليهودية كذلك وفرقها) لا تجيز قتل الأبرياء!! وأقول لهم: هذا والله خلط وجهل فاضح بما بين يدي القوم من أسفار ونصوص مرعبة مر معنا منها نزر يسير.
من أين لكم يا قوم أن جل تعاليم اليهود والنصارى من شرائع السماء؟! هل تقصدون هذه النصوص مما جاء بالأسفار اليهودية والنصرانية التي ظنها بعض الدعاة والشيوخ المستغفلين في ملتقيات «حوار الأديان» كتباً سماوية مقدسة؟ يا ليتهم قرأوها أو سألوا العارفين بها أولاً قبل أن يتكلم الواحد منهم ليهرف بما لا يعرف هدانا الله واياهم وأصلح حال الجميع.
وإلا فأجيبوني: أين أصوات اليهود والحاخامات الذين شاركوا في مؤتمر الدوحة والأردن والقاهرة ومدريد ونيويورك عن انكار نسبة هذه النصوص لوحي السماء واعلان البراءة منها؟ وقساوسة النصارى – من الذين أخذتم معهم الصور التذكارية – أين هم من اتخاذ موقف صارم حيال هذه النصوص الشنيعة التي لو وجدوا نصاً واحداً مثلها في القرآن الكريم لأقاموا الدنيا ضد المسلمين ليل نهار بأكثر مما نراهم يفعلون في حملاتهم المسعورة على الإسلام العظيم!! والله لطبلوا ورقصوا بل ولأخذوا كتاب الله إلى الأمم المتحدة وجمعيات حقوق الانسان لإدانة الذكر الحكيم!! أما نحن نقرأ كل هذا لديهم من أسفارهم مما يعترفون به ويستدعون نصوصه في حربهم جهاراً نهاراً ثم نخاف أن نظهره للناس ونكتم ما نعلم كأننا نحن قد صرنا الصم البكم العمي لا هم!! أعوذ بالله من حال بعض المسلمين، نسأل الله السلامة والعافية!!
أين «كبار» أحبار اليهود وقسس النصارى الذين سارعتم اليهم في مؤتمراتكم لماذا لا يردون لكم توددكم لهم؟! لماذا خذلوكم اليوم؟! ولا يكفي اعتراض بعض حاخامات اليهود المغمورين على الكيان الصهيوني أو احتجاجات نفر من قساوسة النصارى الصغار، وإن كنا نشكر لهم هذه المواقف المنصفة، لو أخذنا بظاهر كلامهم وانخدعنا لهم وتركنا نواياهم لله مع الحذر والحيطة.
إن رد الجميل لهولاء يقتضي منا دعوتهم أولاً إلى اعتناق الإسلام والتحول إلى هدي كتاب الله العزيز من أباطيل الكتب السابقة المحرفة وقد دخلها وخالطها كل هذا الزيف وذلك التحريض على كل هذا الاجرام وهذه الفظائع التي ننزه الله وأنبيائه الكرام عن الأمر بها مصداقاُ لقوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } (90) سورة النحل.
لا يمكن بأي حال من الأحوال اسقاط دعوة اليهود والنصارى إلى الإسلام أولاً (مع تعريفهم به) في أي حوار معهم وإلا صار حواراً باطلاً بل هو «خوار أديان» وماخور فجار وكفار بغير ما أنزل الله.
وثانياً: لابد من توجيه الدعوة لأهل الكتاب صريحة واضحة لا مجاملة فيها ولا مداراة مطالبين أصحاب العقول والضمائر الحية والفطرة السوية منهم نزع صفة القداسة عن كل هذه النصوص الاجرامية، وذلك أضعف الكفر منهم، إن كانوا كارهين مشاركتنا أخوة الإيمان، وإن لم يرغبوا في تصديق وحي القرآن، الذي كان سباقاً إلى فضح وتعرية نصوص أسفارهم تلك قبل 14 قرناً.
إن حرائق غزة التي تشعلها توراة الصهاينة اليوم – والتي هي بين يدي النصارى مقدسة – لا يقدر على اخمادها إلا الله وحده بعد التمسك بحبله المتين وهو القرآن الكريم كما تفعل فصائل المقاومة الباسلة ولا نزكي رجالها على الله، القائل سبحانه في محكم التنزيل عن اليهود ومن شايعهم:
{…كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} (64) سورة المائدة.
أقرأوا هذه الآية الكريمة كلما رأيتم نيران القصف المروع في مشاهد بث الأخبار المباشر من غزة.
وأذكر معشر النصارى أن القرآن الكريم لهو الكتاب الوحيد الذي أدان محرقة أتباع المسيح الحقيقيين في الزمن الأول، الذين أحرقهم اليهود أحياء في حادثة الأخدود المذكورة في سورة البروج وفيها الادانة الربانية التي صارت يتعبد بتلاوتها في جزء يحفظه أطفال المسلمين:
{قُتِلَ أَصحٰبُ الأُخدودِ ﴿٤﴾ النّارِ ذاتِ الوَقودِ ﴿٥﴾ إِذ هُم عَلَيها قُعودٌ ﴿٦﴾ وَهُم عَلىٰ ما يَفعَلونَ بِالمُؤمِنينَ شُهودٌ ﴿٧﴾ وَما نَقَموا مِنهُم إِلّا أَن يُؤمِنوا بِاللَّهِ العَزيزِ الحَميدِ ﴿٨﴾ الَّذى لَهُ مُلكُ السَّمٰوٰتِ وَالأَرضِ ۚ وَاللَّهُ عَلىٰ كُلِّ شَيءٍ شَهيدٌ ﴿٩﴾ إِنَّ الَّذينَ فَتَنُوا المُؤمِنينَ وَالمُؤمِنٰتِ ثُمَّ لَم يَتوبوا فَلَهُم عَذابُ جَهَنَّمَ وَلَهُم عَذابُ الحَريقِ ﴿١٠﴾}.
وأنوه أن هذه الواقعة لم ترد في أسفار «العهد الجديد» لدى النصارى، ولم يذكرها كتبة الرسائل المضمنة فيه، إنما ذكرها الوحي الصحيح الذي تنزل على سيدي وحبيبي رسول الله الذي ينتقص أكثر النصارى من قدره ويطعنون في شخصه صلى الله عليه وسلم!! وكأن الأولى بالنصارى أن يذكروا اخوتهم الأولين من التابعين للمسيح لو كانوا هم من أتباعه كذلك كما يزعمون لكنهم نسوا حظاً مما ذكروا به.
ألا ليتهم كفوا ألسنتهم وأيديهم بالسوء عن المسلمين ونبيهم ثم تدبروا القرآن الكريم، سائلاً المولى لنا ولهم، ولأصحاب الضمائر الحية من اليهود على قلة عددهم، الهداية والرشاد والنجاة من النار على صراط الله المستقيم، بعد التضرع لله وحده لا شريك له ولا ند ولا ولد لنصرة أهل غزة، جعل الله نار أعدائهم برداً وسلاماً على جندهم، وأفرغ عليهم صبراً وثبتهم ونصرهم نصراً كبيراً مؤزراً، فوق تحملهم الأسطوري العجيب ما تحملوا في سبيل عزة دينهم وكرامة دنياهم وحريتهم على أرضهم المباركة، خلال 18 يوماً مضت وكأن قطاع غزة قد صار فيها أخدوداً كبيراُ جديداً لاحراق كل من فيه من المؤمنين، أو كأن غزة قد باتت «أم كل المحارق» لمن يتفرج!! فاللهم سلّم سلّمّ!
حسبنا الله ونعم الوكيل على الصهاينة وأعوانهم ومن شايعهم، حسبنا الله ونعم الوكيل على حكام العرب وأذنابهم وأبواقهم وشيوخهم… حسبنا الله…هو نعم المولى ونعم النصير!
* نصوص «الكتاب المقدس» نقلت من «نسخة الفاندايك» العربية وأما الانجليزية فمن «نسخة الملك جيمس» المعتمدة إلا ما اشير إليه في السياق.
لمزيد من المقالات ذات الصلة تصفح قسم «الحرب على غزة»
* يرجى الاشارة إلى المصدر عند النقل والاقتباس للأمانة والتوثيق.
“هناك أشخاص يقولون ان تصريحات رئيس الوزراء شديدة للغاية (بشأن اسرائيل) لكن كلماتي ليست أكثر قوة من القنابل الفوسفورية.”
رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان
؟؟؟؟؟؟؟؟؟========================================================؟((((((((((((بعد أن نفخ الصهاينة في بوقهم: هل يبدأ هدم المسجد الأقصى بسقوط غزة؟)))))))))
كتب / عصام مدير – مشرف مدونة التنصير فوق صفيح ساخن:
اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي «إيهود أولمرت» أن «إسرائيل» باتت تقترب من تحقيق الأهداف التي حددتها لنفسها قبل العدوان على قطاع غزة، وذلك في وقت عبر فيه «ماتان فيلنائي» نائب وزير الدفاع عن اعتقاده بأن «إسرائيل تقترب من إنهاء الحملة العسكرية» في القطاع [مصدر الخبر].
ومع أن «أولمرت» لم يتحدث عن إنجازات محددة في مستهل جلسة أسبوعية للحكومة الإسرائيلية، وبالرغم من أن «اسرائيل» قد فشلت في تحقيق أي من أهدافها في غزة طيلة 16 يوما من عدوانها الذي خلف حتى الآن مئات الشهداء والجرحى[المصدر]، شرعت آلة الدعاية الصهيونية لتعزيز كلام قادة الكيان الصهيوني من خلال بث الصور لوكالات الأنباء العالمية والتي تتهم من جانبها وسائل اعلام العدو بعد كشف الصورة في غزة [المصدر].
ومن تلك الصور التي بثها الجيش الصهيوني طيلة يوم أمس بالتحديد، مصحوبة بتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، صور لجنود صهاينة يشكلون دائرة متراصة ويد كل واحد منهم حول خصر أخيه في البغي والعدوان متظاهرين بالتماسك على مشارف غزة [نموذج]، وصور أخرى لفرق من الاحتياطي تتدرب على قتال الشوارع وحرب المدن [نموذج]، وصور لمجنزرات وآليات عسكرية تبدو وكأنها تتقدم في ثقة نحو تحقيق أهداف الحملة البرية على القطاع [نموذج].
وفي سياق هذه «البرباجندا» المرئية فإن هناك مجموعة أخرى من الصور بثتها وسائل اعلام العدو بالأمس ونريد التوقف عندها لأنها ذات دلالات دينية هامة جداً ذات صلة بالحرب الدائرة على قطاع غزة.
يظهر في هذه الصور رجل دين يهودي يرفع يديه نحو السماء تارة مع تصاعد سحب الدخان الأسود الكثيف في أفق سماء غزة جراء قصف جوي ومدفعي صهيوني هو الاعنف على مدينة غزة وحولها منذ بدء العدوان [المصدر]. لكن مهلاً… ما هذا القرن الكبير الذي يتدلى من كتف هذا اليهودي؟
ثم نراه في هذه الصورة أعلاه ينفخ في القرن على وقع قصف القنابل والقذائف [المصدر]. فما هي أهمية هذا «البوق» وماهي وظيفته في حروب اليهود؟ وما هي دلالة هذه الصور لدى اليهود والنصارى من أهل الكتاب؟
حديث الصورة ورسائلها الدينية الخطيرة
وكباحث مهتم بمقارنات الأديان ودراسة أسفار اليهود وديانتهم فإن لهذه المجموعة من الصور دلالات خطيرة منها أولاً ما يدل على احتمالين اثنين لا ثالث لهما: إما هي ايذان ببدء الاجتياح البري المكثف والكامل لمدينة غزة حتى تسقط خلال الأيام القادمة، لا قدر الله، أو هي محاولة يائسة لرفع معنويات المستوطنين الصهاينة في الكيان الغاصب ولبث رسائل تطمين مصورة للداعمين وللمتعاطفين مع «اسرائيل» أنها قد باتت قاب قوسين أو أدنى من دك أسوار غزة.
وبغض النظر عن سياق «الحرب النفسية» والاعلامية لهذه الصور، فإنها عنوان صارخ بالألوان لما بات يسمى عسكرياً بالمرحلة الثالثة أو الرابعة في الحرب البرية على القطاع. ولو اخذنا هذه الصور على محمل الجد، فإن الرموز الدينية في هذه الصور تشير إلى إن الأيام القادمة قد تشهد احتداماً واسعاً في المعارك البرية حول مدينة غزة بالذات مصحوبة بتوحش اكثر لآلة القتل الإسرائيلية ودموية أكبر مما قد يضاعف أعداد القتلى والجرحي من المدنيين والأطفال والنساء، لا سمح الله، إن لم يسارع العرب والمسلمون، حكومات وشعوباً، لايقاف هذه الحرب الشعواء بكل سبيل.
إن المضامين الدينية في هذه الصور ليست موجهة للعرب أو المسلمين لأن العدو الصهيوني يعلم قلة المعرفة والوعي في المنطقة بخلفياته التوراتية أو بطقوس اليهود في الحرب والقتال، ولذا فهي رسائل موجهة بعناية لأبناء ديانتهم ولمن اطلع على تراثهم الديني المقدس من النصارى في الجزء الأول المضمن بما يسمى بـ «الكتاب المقدس Holy Bible» تحت قسم «العهد القديم».
أول الخيط في هذه الصور لفك ترميزها الديني أو «شيفرتها» هو البوق الذي ينفخ فيه هذا الاسرائيلي على مشارف غزة والذي يسمونه «الشوفار Shofar» وهو..
أحد الادوات الطقسية التي يحتفظ بها في المعبد اليهودى. وهو قرن كبش, يُنفخ فيه في صلاة الصباح اثناء الشهر الذي يسبق عيد رأس السنة العبرية, وفي يوم العيد نفسه, وفي يوم الغفران . الشوفار لا يكون مزخرفا عادة, ولكن يمكن ان تٌنحت عليه بعض الرسومات, شريطة ان ان تظل الفوهة كما هي. وقد استخدم «الشوفار» فى البداية للنفخ فيه وقت الحرب لدعوة الناس للخروج للحرب، أو لإثارة خوف العدو [المصدر].
وفي «قاموس الكتاب المقدس» المعتمد لدى كافة كنائس المشرق نقرأ تحت مدخل «بوق»:
آلة موسيقية على هيئة القرن كانوا ينفخون فيها في الأعياد وعند وعند إعطائه علامة الحرب وما أشبه [المصدر].
ويتأكد ارتباط النفخ في «الشوفار» أو البوق بالعدوان اليهودي تحت مدخل «حرب» نقرأ في القاموس:
وكان البوق يضرب للهجوم، وكان نفخ البوق إشارة للزحف واستغاثة بالله (عدد 10: 9 و يشوع 6: 5 و قضاة 7: 20 و 2 اخبار 13: 12). وكان الجيش يهجم إلى الأمام بهتاف (يشوع 6: 5 و 1 صموئيل 17: 52 و ارميا 50: 42 و حزقيال 21: 22 عاموس 1: 14)، ثم يشتبك الجنود في القتال يداً ليد. وكانت المطاردة دموية.
وللنفخ في البوق دلالته الهامة في التعبير عن رغبة اليهود في ابادة اعدائهم واعمال القتل فيهم، إذ يضيف «قاموس الكتاب المقدس»:
وكثيراً ما كانت المدن المسبية تخرَّب ويذبح سكانها، ولا يستبقى منها أحد لا بالنسبة لسنه [بمن فيهم الأطفال والرضع] ولا بالنسبة لجنسه [حتى النساء]، (يشوع 6: 21 و 24 و 8: 24-29 و 10: 22-27 و 2 ملوك 15: 16) [المصدر].
ومن نصوص الأسفار المقدسة لدى اليهود والنصارى التي تدل على ارتباط النفخ في «الشوفار» بالحرب هذه النصوص على سبيل المثال وليس الحصر:
– أحشائي أحشائي! توجعني جدران قلبي. يئن في قلبي. لا أستطيع السكوت. لأنك سمعت يا نفسي صوت البوق وهتاف الحرب [ارميا 4: 19]
– فالمكان الذي تسمعون منه صوت البوق هناك تجتمعون إلينا. إلهنا يحارب عنا [نحميا 4: 20]
– قد نفخوا في البوق وأعدوا الكل, ولا ذاهب إلى القتال. لأن غضبي على كل جمهورهم [حزقيال 7: 14]
وجاءت بعض نبوءات هذه الأسفار (التي ينتظر اليهود والنصارى تحققها رغم تضارب أقوالهم حيالها) تشير إلى دور بوق اليهود في المجازر التي يتوعدون بها الأمم من حولهم بإسم الرب:
– فأرسل نارا على موآب فتأكل قصور قريوت ويموت موآب بضجيج بجلبة بصوت البوق [عاموس 2: 2]
– ويرى الرب فوقهم وسهمه يخرج كالبرق والسيد الرب ينفخ في البوق ويسير في زوابع الجنوب [زكريا 9: 14]
وأذكر أنه في أواخر عام 1990م قام نفر من المنصرين وقساوسة «اليمين المحافظ» في أمريكا بتأويل هذا النص الأخير من سفر زكريا لتبرير تسمية حرب الخليج الثانية بـ «عاصفة الصحراء» على ضوء عبارة «زاوبع الجنوب» لأن كلمة «الجنوب» التوراتية تشير في أكثر الأسفار والمواضع الكتابية إلى الجزيرة العربية وإلى الحجاز تحديداً الواقع جنوب فلسطين المحتلفة. كما جاءت صور وكالات الأنباء آنذاك لبعض أفراد الجيش الأمريكي من اليهود على الحدود العراقية وهم ينفخون في «الشوفار» قبيل الاجتياح البري، فما أشبه ليلة غزة ببارحة بغداد.
أما في قسم ما يعرف بـ «العهد الجديد» الذي يقدس أسفاره النصارى وحدهم دون اليهود فقد جاء فيه:
فإنه إن أعطى البوق أيضا صوتا غير واضح فمن يتهيأ للقتال؟ [رسالة كورنثوس الأولى 14: 8]
وهكذا يراد اليوم لليهود والنصارى من الصهاينة استذكار هذه النصوص الدينية المقدسة على عتبات غزة تحت القصف والحصار والنار إذ ينفخ هذا اليهود في بوق الحرب.
«تذكروا أريحا وأنتم في غزة!»
وقد ارتبط النفخ في البوق اليهودي في الذهنية اليهودية بالأساطير التوراتية التي تروي الكيفية التي سقطت بها مدينة «أريحا» الفلسطينية عند دخول بني اسرائيل الأرض المقدسة. حيث يذكر «الكتاب المقدس» أن شعب بني إسرائيل دار حول أسوار أريحا سبع مرات وفي المره السابعه سقط سور أريحا…
فهتف الشعب وضربوا بالأبواق. وكان حين سمع الشعب صوت البوق أن الشعب هتف هتافا عظيما, فسقط السور في مكانه, وصعد الشعب إلى المدينة كل رجل مع وجهه, وأخذوا المدينة. وحرموا [أي قتلوا] كل ما في المدينة من رجل وامرأة, من طفل وشيخ - حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف [سفر يشوع 6: 20–21].
قطاع غزة، 11 يناير 2009م – وكالات الأنباء
فهذا اليهودي الاسرائيلي إذ ينفخ في البوق على مشارف غزة في هذه الصور فإنما هو يريد استحضار هذه النصوص التوراتية المحرفة حول سقوط أريحا لكي يثير في أفئدة اليهود والنصارى على حد سواء أن ما يجري في غزة اليوم من تقتيل وحشي للأطفال والنساء والمسنين وكل شيء إنما هو بأمر الرب الذي وجه أسلافهم بزعمهم لابادة سكان أريحا وغيرها بحسب ما جاء في أشد أسفار التوراة دموية وهو «سفر يشوع» من سلسلة مجازر طويلة يقول اليهود أنهم ارتكبوها بأمر الهي في زمنهم الأول بعد الخروج من مصر في الديار المقدسة.
وليس اليهود وحدهم من يستشعر هذه المعاني اليوم إذ يرون هذا النفخ في «الشوفار» على عتبات غزة لكي يفعلوا فيها ما نسبوه إلى جرائم أسلافهم في «أريحا»، بل إن من نصارى العرب من يشترك معهم في هذه الرؤية للأسف الشديد إذ يقدسون كذلك «سفر يشوع» وما جاء فيه من خرافات وأساطير!!
نقرأ في كتاب «التفسير التطبيقي للكتاب المقدس»، وهو أحد أهم المراجع العربية المعاصرة لنصارى المشرق، ما جاء فيه بالنص حول رواية «سقوط أسوار اريحا» وتبريره للمجازر الاسرائيلية في التوراة المحرفة:
لماذا طلب الله من بني إسرائيل أن يدمروا كل شخص وكل شيء في أريحا؟ لقد كان الله يوقع دينونة صارمة على شر الكنعانيين. وهذه الدينونة، أو هذا التحريم [أي القتل بحد السيف]، كانت تستلزم عادة تدمير كل شيء (تث 12: 2، 3 ؛ 13: 12-18). فبسبب ممارساتهم الشريرة ووثنيتهم، كان الكنعانيون حصنا للتمرد على الله، فكان لابد من إزالة هذا التهديد للحياة القويمة، لأنه إذا لم يستبعد، فلابد أن يسري في بني إسرائيل كما يسري السرطان (وهي القصة المحزنة في سفر القضاة)… وكان قصد الله في كل هذا هو أن يحفظ إيمان الشعب وديانته من التلوث…
أي لأن الكنعانيين كانوا على عقيدة مختلفة عن اليهود وجبت ابادتهم جميعا وحرق مدنهم وتدميرها من أجل الحفاظ على «إيمان الشعب وديانته من التلوث»، على حد تعبير فريق تحرير هذا التفسير النصراني الواسع الانتشارفي المنطقة العربية فانظر كيف تشابهت قلوبهم!!
«الشوفار».. من غزة إلى القدس!
وقد أشار الدكتور عبدالوهاب المسيري يرحمه الله إلى تحول «قرن الكبش» أو «بوق الشوفار» هذا إلى أداة لخدمة الأهداف الصهيونية مع أنه يُستخدم في الطقوس الدينية اليهودية [المصدر].
و قد اكتسب «الشوفار» أهمية خاصة بعد «حرب الأيام الستة» عام 1967م عندما تمكن الصهاينة من الاستيلاء على البلدة القديمة من القدس والعودة إلى أقدس مكان لليهود الصهاينة وهو «حائط البراق» الذي يسمونه بـ «حائط المبكى»، والذي كان أهم حدث في تلك الحرب إذ سُمع صدى النفخ ببوق الشوفار في باحة «حائط البراق». [المصدر].
وهكذا صارت لعملية النفخ في «قرن الكبش» خصوصة مقدسة اضافية ودلالة كبرى في نفسية الصهاينة ارتطبت بمخططاتهم لهدم المسجد الأقصى من أجل بناء هيكلهم فوق أنقاضه، فهم إذا نفخوا في «الشوفار» في حروبهم العدوانية، فإن ذلك لا يشير فقط إلى توسعهم في العمليات الحربية ولا هو مجرد اعلان لحظة الحسم الأشد دموية للفتك بأعدائهم وحسب، ولكنه صار أيضاً طقساً قتالياً يذكرهم بركن هام من أركان عقيدتهم الصهونية ألا وهو بناء الهيكل الثالث وما يقتضيه ذلك من تهويد كامل للقدس وتدمير وحرق للمسجد الأقصى.
يدل على هذا ما ذكره الجنرال «عوزي نرجس» الذي كان أول جنرال من الجيش الإسرائيلي يصل إلى الحرم القدسي بعد احتلال القدس كاملة، وقد كتب يقول في مذكراته:
كنت واقفاً عند المسجد والجنود يتطلعون حولهم كأنهم في حلم، وإذا برئيس حاخامي الجيش «الياهو غورن» يتقدم نحوي مسرعاً حاملاً الشوفار (البوق) بيده (وكان قد انتهى من النفخ فيه لتوّه) فقال لي: عوزي إن هذا هو الوقت المناسب الذي يجب أن نضع فيه مئة كيلوغرام من المتفجرات تحت مسجد قبة الصخرة وتفجره حتى نقضي عليه نهائياً وإلى الأبد. فرددت عليه أن يتوقف عن هذا الحديث، ولكن الحاخام استمر وقال لي «ستدخل التاريخ من أجل ذلك» فأجبته بأني قد دخلت التاريخ بدخولي أورشليم فقال لي «إنك لا تستوعب الأهمية العظيمة لاستغلال هذه اللحظة، إنها فرصة يجب اغتنامها الآن وفي هذه الساعة وأنها ستضيع غداً» وعندها طلبت منه أن يتوقف وهددته بالسجن إن لم يفعل (كان هذا الحديث نشر بعد وفاة الجنرال بناء على طلبه).
وهذا الحاخام الذي أصبح فيما بعد رئيس حاخامات «إسرائيل» استمر بالدعوة إلى تهديم الأقصى وكان يقدم طلباً إلى المحكمة العليا الاسرائيلية بين وقت وآخر لبناء كنيس عند مسجد قبة الصخرة. وكان يقول إنه يريد أن يرى الهيكل مبنياً قبل وفاته [المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام].
وقد ارتبط النفخ في هذا البوق بالعديد من محاولات الصهاينة اقتحام المسجد الأقصى، ففي عام 1990 اقتحمت مجموعة من المصلين اليهود المسجد الأقصى المبارك ونفخت البوق اليهودي (الشوفار) في ساحاته [المصدر].
صورة بمليون تحذير!
ولأجل كل ما تقدم أنبه إلى أن معطيات مضامين هذه الصور لابد أن تحمل كثيرين من قومنا على اعادة التفكير ملياً في دعاية الصهاينة ومن تبناها من بعض الكتاب أو السياسيين العرب والتي ما انفكت تدور حول قولهم أن حرب الاسرائيليين هذه إنما تستهدف حركة المقاومة الاسلامية «حماس» وحدها وأنها ليست موجهة ضد قطاع غزة أو الفلسطينيين!! وهذا كله هراء وكذب.
إن العارفين بطبيعة الصراع وحقيقته وبشخصية الصهاينة من أسفارهم المقدسة، ليسوا بحاجة إلى هذه الصور للرد على هذه الادعاءات الصهيونية المضللة، إلا كل مستغفل من حكام العرب ونفر من كتاب المقالات الصحافية، إذ صاروا هم بحاجة ماسة إلى هذا البوق يصرخ في بقية من ضمائرهم لأنهم قد أصموا آذانهم عن سماع كلمة الحق واستغشوا ثيابهم أمام ماساوية الواقع المشاهد في غزة، حتى انكشفت سوأة نهجهم وانفضح جهلهم المركب بالتاريخ والجغرافيا وبعدوهم الذي يقاتلنا عن عقيدة وعينه على القدس والمسجد الأقصى من عتبات غزة.
وختاماً أقول محذراً: إن الصهاينة في هذه الصور إنما ينفخون أبواق التنادي إلى ارتكاب مجازر أشنع من سابقتها لأن هذا «الشوفار» اللعين إنما هو نداء وهتاف الحرب الكبرى عندهم لسقوط غزة يا سادة! إنهم ينفخون أبواق الدعوة لتدمير المسجد الأقصى ايذانا بتشييد هيكلهم الثالث ابتداء من غزة يا مسلمون!
فاللهم سلّم سلّم، وافرغ على أهل غزة صبراً وثبتهم في صمودهم، وانصر عبادك المجاهدين منهم في سبيلك، سدد رميهم ووحد كلمتهم وشتت جمع عدوهم واخرس أصوات أبواقهم بتكبيرات النصر المؤزر الذي وعدت به عبادك يا عزيز يا جبار.
* فضلاً، ساهم في نشر هذا الموضوع في المنتديات والمدونات ورسائل البريد الالكتروني مشكوراً.
لكي ينتصر الإسلام
الخطبة الأولى :
إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ونتوب إليه , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبدُه ورسولُه , بعثه اللهُ تعالى على حين فترةٍ من الرسل وانقطاعٍ من السبل فهدى به من الضلالة وبصر به من العمى وجمع به بعد الفرقة و أغنى به بعد العيلة , فصلوات الله وسلامه عليه ما تعاقب الليل والنهار صلاةً وتسليماً دائمين إلي يوم الدين عليه وعلى صحبه والتابعين الأبرار الأطهار .. أما بعد أيها المسلمون :
إن الله تعالى أنعم على هذه الأمة ببعثة خاتم الرسل فجعلها خاتم الأمم كما كان نبيها خاتم الرسل عليه وعليهم جميعا أفضل الصلاة والسلام . بعث الله تعالى هذا النبي المختار في أمة كان كل همها و وكدها وشغلها تتبع أصول أذناب الإبل في هذه الصحراء القاحلة , وأنها كانت تركض وراء اليرابيع و الضببة تأكل منها وتشرب من ماء هذه الصحراء ثم لا هم لها بعد ذلك غير ذلك أبدا . فصوت فيها النبي صلى الله عليه وسلم وصاح فيها بنداء لا إله إلا الله محمد رسول الله فرفعت إليه رؤوسها وفتحت له عيونها و أصاخت له آذانها فاهتدت بهداه فكانت بذلك خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله عز وجل وتجاهد في سبيله , فخرجت من هذه الصحراء القاحلة لتقول لأساتذة المدنية وشيوخ الحضارة في فارس والروم جئناكم لنخرج من شاء الله تعالى من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة العيش ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.
أيها الأحبة ..
هذا النبي الذي بُعث في هذه الأمة كان من أعظم ما أهدى لها هداية السماء ونور التوحيد الذي عرف به الإنسان معنى إنسانيته وكرامته . ذلك الإنسان الذي لم يكن له معنى في الجاهلية وكان يرضى أن يطأطئ رأسه لإله من حجرٍ أو شجرٍ أو صنمٍ فيعبد اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى بعث إليه صلى الله عليه وسلم ليعلمه ألا إله إلا الله و لا معبود بحق سواه و أنه لا يجوز أن يطأطئ رأسه إلا لله عز وجل فلا يسجد لغيره ولا يعبد سواه مخلصاً له الدين ولو كره الكافرون . فنفخ فيه روح العزة ومعنى الحمية وسر الشجاعة والإنسانية حتى علّم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الإنسان الأعزل الفقير علمه إلا يذل ويخضع لشيء من متاع الدنيا وكيف يذل لغير الله عز وجل.
تأبى عقيدتنـا ، تأبى أصالتنا *** أن يصبح العُـرب أشتاتا وقطعانا
فلا لشرقٍ ولا غربٍ نطأطئها ***** بل ترفض الجبهة الشماء إذعاناً
فأصبح هذا الأعرابي بالأمس الذي يركض وراء إبله و غنمه وكل همه من الدنيا ملبس أو مطعم أو مشرب , أصبح هذا الإنسان عزيزا مرفوع الهامة تناطح السحاب لا يذل لغير الله عز وجل وليس لديه أي استعداد أن يهادن أو يداهن في دين الله عز وجل , حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم في ضمن دروس العزة والكرامة التي ألقاها على هذه الأمة العظيمة (( من قُتل دون ماله فهو شهيد ومن قُتل دون دمه أو نفسه فهو شهيد ومن قُتل دون عرضه فهو شهيد )) فعلَّم النبي صلى الله عليه وسلم الإنسان أن يكون أبياً رفيعاً قوياً عزيزاً منيعاً وألا يكون همه هذه الحياة الدنيا . كلا , لابد أن يكون للإنسان سرٌ وراء هذه الحياة ومعنىً فوق هذه الدنيا وألا يكون الإنسان تراباً فحسب ، بل هو حفنة من التراب عانقت هدي السماء فارتفعت وسمت و سمقت وارتفعت وشمخت فأصبحت أعظم من كل معاني البشرية لأنها ارتبطت بهدي الله عز وجل ونور الوحي النازل من السماء , فأصبح الإنسان بذلك عزيزاً مرفوع الهامة شامخ الأنف لا يذل لغير الله عز وجل طرفة أو لحظة . لم يسمح النبي صلى الله عليه وسلم للقبيلة أن تهدر قيمة الفرد كما لم يسمح للفرد أن يعتدي على كرامة القبيلة أو المجتمع أو الدولة بل جعل هذه الأشياء كلها تسير جنبا إلى جنب . فلا قيمة لقبيلة أفرادها مجموعة من الضعفاء والأتباع المقهورين الأذلاء الذين لا يرون لأنفسهم قيمة ولا كرامة , ولا قيمة لفردٍ لا ينتسب لذلك المجتمع الإسلامي الكبير الذي يتعاون أفراده على البر والتقوى ولا يتعاونون على الآثم والعدوان .
لقد جاء الإسلام الذي يحمّل الإنسان -كل إنسان- مسئوليته على كافة المستويات فإن النبي صلى الله عليه وسلم جاء يخاطب الفرد ليحمّله مسئوليته على كافة الأصعدة.
مسئوليته أولاً : في تعلُمِ العلم الشرعي أصولا وفروعا عقيدة وأحكاما , فلا يكون الإنسان مقلدا أو تابعا رضي أن يهدر عقله ويهدر فهمه ويهدر إدراكه ليكونَ تابعاً ومقلداً لفلان وفلانٍ دون حجةٍ ولا بصيرةٍ ولا هدى ولا كتابٍ منيرٍ . بل إن النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر العذاب الذي يصيب الإنسان الفاجر أو الكافر في قبره بَيَّنَ أنَّ من أعظم أسباب هذا العذاب أن يكون الإنسان مقلدا في دينه لم يتعب في البحث عن الدين ولم يجهد في استخراج الحجج واستنباطها ولم يستخدم هذا العقل الذي أنعم الله تعالى به عليه في الوصول إلى الحق بالدليل الشرعي من آية أو حديث أو إجماع و إنما رضي أن يكون مجرد مقلد لفلانٍ وفلانٍ . فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن الإنسان إذا وضع في قبره أنه يُسأل من ربُك ؟ وما دينُك ؟ ومن نبيُك ؟ فأما المؤمن أو الموقن فيقول : ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم .. وحينئذ يُسأل سؤالا رابعا ما علمك؟ من أين حصلت على هذا العلم؟ هل هو بالهوى والتقليد أو حصلت علية بالبحث والاتباع ؟ فيقول المؤمن الموقن : قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت . إذا هو علمٌ مبنيٌ على التحري ومبنيٌ على الدليل ومبنيٌ على الاتباع ومبنيٌ على الحُجة من كتاب الله تعالى أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد أجهد هذا المسلم نفسه في طلب العلم وثنى ركبه في مجالس الذكر واستمع إلى قال الله وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعمل عقله حتى وصل إلى الهداية وظفر بها وتمسك بها وعض عليها بالنواجذ , ولهذا نجح في الاختبار العظيم الكبير يوم يُوسَد في قبره ويتخلى عنه كل أحبابه وأصحابه وأولاده وأتباعه ويبقى وحيداً إلا من عمله الصالح . أما الكافر أو المنافق الذي كان لا يعرف الدين حقيقة في هذه الدنيا أو يقلد الناس فيقول ما يقولون دون حجةٍ ودون تَبصرٍ ودون أن يستخدم هذه الجوهرة العظيمة التي أعطاه الله تعالى - العقل - في معرفة دين الله تعالى وفهم النصوص القرآنية والأحاديث النبوية والوصول إلى الحق , ولو كان يردد في هذه الدنيا العبارات والكلمات والألفاظ دون أن يعيها فإنه يُخفق في الاختبار فيقول : هاه هاه لا أدري كنت أقول ما يقول الناس . إذا هو كان يقول وكان يردد لكن دون وعي ودون بصيرة ودون أن يحرك إنسانيته أو يستخدم مواهبه , إنما كان مجرد مقلد لفلان وفلان . فيخفق ولا يتذكر ماذا كان يقول في الدنيا وينسى ما يجب أن يقول في القبر فيقول : لا أدري كنت أقول ما يقول الناس , فيقال له : لا دريت ولا تليت فيضرب بمطرقة من حديد يصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلان ولو سمعها الإنس والجن لصعقوا من هول ما يسمعون .
فيا أخي الكريم .. صور نفسك وأنت في هذا الموقع الصعب العسير وأنت تتعرض لهذا الابتلاء الكبير في ذلك الموقف الخطير الذي لن ينفعك فيه مال ولا جاه ولا سمعة ولا شهرة ولا فلان ولا علان , إنما ينفعك فقط شيءٌ واحدٌ : علمٌ نافع أو عمل صالح . فهل تلقيت دينَ الله تعالى بالحجةِ والبرهان والدليلِ أم تلقيته من فلانٍ وعلانٍ ؟ وهل اهتممت بهذا الدين وتتبعت أحكامه أم اكتفيت بالموروثات الاجتماعية ؟ هذه الموروثات التي قد تكون صواباً في بعض الأحيان وقد تكون خطأً في أحيانٍ أخرى ونحن نرى اليوم مع الأسف الشديد أن الكثير من المسلمين يتعصبون لهذه الموروثات ويتحمسون لها ويركضون وراءها و يتناصرون من أجلها أكثر مما يتحمسون لبعض الأحكام الشرعية التي يسمعونها من أفواه العلماء و الدعاة والمتحدثين . إذاً لقد جعل الله تعالى عليك أنت بالذات مسئوليةً شخصيةً في تَعَلُمِ دينِ الله تعالى ومعرفة أحكام ما أنزل الله على رسوله بالأدلة الشرعية ولا يغنيك أن تكون مجرد مقلدٍ أعمى دون أن تبحث عن دليلٍ أو حجةٍ , لا يكفي أن تكون مقلداً لما نشأت عليه في مجتمعك .
كما إن الإسلام حمّلك مسئولية شخصية في وجوب تزكية نفسك لهذا العلم . فأيُ معنى أو قيمةٍ لعلمٍ يكون محصوراً في رأسك وعقلك لم يتحول إلى علم نافع بل هو علم مجرد , وكثيراً ما نواجه في مجتمعنا وواقعنا أشخاصاً إذا تكلموا كانوا كالفلاسفة , يعرفون ويتحدثون وربما يستشهدون بالنصوص وربما يقولون قال فلان وعلان لكن إذا أتيت إلى واقعهم الشخصي في عباداتهم , في علاقاتهم بأهلهم , الوضع البيتي والمنزلي الذي يعيشون فيه , الوضع الاقتصادي , الوضع الاجتماعي , لوجدت هؤلاء الأشخاصَ أبعدَ ما يكونون عن تَمثُلِ والتزام هداية السماء في تزكية أنفسهم وتزكية من حولهم . كم من إنسان قد يتكلم بالحق في لسانه ولكنك حين تنظر إلى سلوكه الشخصي تجد شيئا آخر وحين تنظر إلى بيته تجد ألوان المعاصي والمنكرات وتجد أهله وذريته وأولاده في وادٍ آخر لم يتعاهدهم بالهداية ولم يعلمهم بل ولم يمنعهم من الحرام فأتاح لهم كل وسائل الفساد وكل وسائل الاتصال بالعالم كله وهو يقول هؤلاء على مستوى أن يميزوا الطيب من الخبيث ، نعم كانوا على مستوى أن يميزوا الطيب من الخبيث لو أنك تعاهدتهم وعلمتهم وربيتهم وهذبتهم وأدبتهم ووضعت لهم الموازين المستقيمة التي يستطيعون أن يميزوا بها بين الحق والباطل والهُدى والضلال أما أن تتركهم لعوادي الزمن وخطط الأعداء يسمع في التلفاز الكثير ويسمع في المذياع الكثير و يقرأ في الجريدة الكثير ويسمع في المدرسة ويجالس قرناء السوء وربما أتيح له كثيراً أن يشاهد أفلام الفيديو مثلاً بل أن يطلع على القنوات الفضائية التي تبث من أنحاء العالم ومنها قنوات تنصيرية ومنها قنوات جنسية ومنها قنوات تخريبيه ومنها قنوات تنقل لنا قاذورات العالم كله وما فيه من خير وشر , ثم تترك لهذا العقل الغض الطري البسيط الذي لم ينضج بعد ولم يملك إمكانية التمييز وتقول إنه قادرٌ , فإن الأمر حينئذ يكون كما قيل :
ألقاه في اليَمِ مكتوفاً وقال له ******* إياكَ إياكَ أن تبتلَ بالماءِ
أو تجد هذا الإنسان الذي قد يفهم بعض النصوص في تعاملاته التجارية قد يأكل الربا ويأكل الحرام وقد يغش وقد يخدع وقد يأخذ أموال الآخرين أو يعتدي على أراضيهم أو يأخذ مالهم بالباطل لا بالحق , ومع ذلك يلتمس لنفسه ألف عذرٍ وعذر في أن من حقه أن يفعل ذلك كله . فأين التزكية إذن ؟ً وأين العلم الذي يجيده هذا الإنسان في لسانه والله تعالى يقول {{ ونفسٍ وما سواها * فألهمها فجورها وتقواها * قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها }} فلا بد أن تزكي نفسك ثانيا بهذا العلم . وهذه التزكية لا يغني فيها أحدٌ عن أحدٍ ولا ينفع فيها قريبٌ عن قريبه ولا أبٌ عن ابنه ولا زوجٌ عن زوجه {{ يوم لا يُغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون }} , {{ يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم }} .
كما إن الإسلام لم يقنع منك بهذا فحسب , فلم يقنع منك أن تكون عالماً بالشرع فقط أو أن تضيفَ إلي ذلك تزكية نفسك شخصيا وتزكية أولادك وزوجك ومن ائتمنك الله عليهم فحسب , بل لابد أن تضيف إلى هذين الأمرين أمراً ثالثاً هو عربون دينك وإيمانك وانتسابك إلى هذا الاسم الشريف العظيم " الإسلام " وإلى هذا المجتمع الكبير - المجتمع المسلم - ألا وهو أن تكون متحمساً لقضايا المسلمين , متعاطفاً مع همومهم , فلا تعتبر أن ما يصيب المسلم في المشرق والمغرب قضيةٌ خارجيةٌ لا تعنيك أو شأنٌ خاصٌ في دولةٍ من الدول , بل تعتبر أن من علامة صدق الإيمان في قلبك أن يتحرك المؤشر كلما سمعت خبراً , فإن كان الخبرُ ساراً تحرك المؤشرُ بالفرحِ والسرور وإن كان الخبرُ مزعجاً تحرك المؤشر بالحزن والتعاطفِ مع قضايا المسلمين بقدر ما تستطيع . وأنت تستطيع الكثير ولو لم تستطع إلا الكلمة الطيبة لكانت الكلمة الطيبة صدقة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم . فمن الذي يحول بينك وبين أن تتحدث عن قضايا المسلمين وهمومهم أو تشاطرهم أفراحهم وأتراحهم وأحزانهم , أو تعمل على توعية من حولك بما يعانيه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها من ألوان الاضطهاد والتنكيل التي تبدأ بمحاولة نقلهم عن دينهم إلى دين آخر , سواء كان هذا الدين هو النصرانية أو كان هذا الدين هو العلمانية أو كان هذا الدين هو الإعراض عن دين الله عز وجل والجهل به , وهو الذي نشهده في كثير من الشعوب الإسلامية التي تحمل بطاقة مسلم أو هوية مسلم ولكنك حين تسأله تجد أنه يجهل كل قضايا الإسلام , بدءاً بقضية التوحيد وشهادة أن محمداً رسولُ الله التي أصبح من المسلمين من يجهلها , وانتهاءً بالأحكام الشرعية التي لا يفهم الكثير منها إلا أقل القليل , ومرورا بتجهيل المسلمين أمور دنياهم ليصبحوا عالة على عدوهم فهم يستوردون من عدوهم كل شي ويعتمدون على عدوهم في كل شي , لا أقول في السلاح فقط بل يعتمدون على عدوهم في الثوب الذي يلبسونه والنعل الذي ينتعلون والسيارة التي يركبون والبيت الذي يسكنون والورق الذي عليه يكتبون والقلم الذي يستخدمون وكل وسائل الحياة التي يحتاجون إليها أصبحوا عالة على عدوهم فأصبح عدوهم يمسك بخناقهم . وأصبح المسلمون في كثير من البلاد يحكمهم نصراني فيجعل التعليم لأبناء النصارى ويجعل الوظائف لأبناء النصارى ويجعل البعثات العلمية لهم ويجعل المواقع الحساسة لهم , أما المسلم فأصبح حظُه فقط هو أن يكون مستهلِكا مُستَعمَرا مهجَناً ليس له من الأمر شيئٌ - قليل أو كثير - وانتهاءً باضطهاد المسلم والتضييق عليه ومحاولة تصفيته جسديا والقضاء عليهم بما يسمى بالتطهير العرقي الذي يعمد إلى القضاء على المسلم , حتى لو كان المسلم ضعيف الولاء لدينه , حتى لو كان مسلما جاهلا , حتى لو كان مسلما لا يُقدم لدينه أي شيء , أصبح الكفارُ لا يُطيقون من يحمل اسمَ محمدٍ , أو علي , أو صالحٍ , أو يحمل في هويته أنه مسلمٌ أو ينتسب إلى عُروقٍ إسلاميةٍ ولو كان لا يُمت إلى الإسلام بأدنى صلة . إنهم يقتلون المسلم اليوم بالهوية في عدد من البلاد القريبة والبعيدة .
فلا بد أن تتحدث عن هذه القضايا ولا بد أن تشاطر المسلمين همومهم بالكلمة الطيبة على أقل تقدير , والكلمة الطيبة منك لا تكفي لأنك تملك أكثر من ذلك , تملك المشاركة الحقيقية : المشاركة بالمال مثلاً في قضايا المسلمين فإذا سمعت نكبة المسلمين في الصومال التي نستطيع أن تقول أنها نكبه الغرب وأن الصومال اليوم هو أفقر بلد في العالم وأنه يعيش كارثة و أزمة لم يشهد لها التاريخ المعاصر مثيلا , تهدد بإبادة شعب بأكمله من الوجود , أتدري لماذا ؟ صحيح أن الجانب القدري في هذا واضح وهذا قضاء الله تعالى وقدره ومسألة الجفاف لا يد لأحد فيها , ولكن ثمة سبب أخر . إن أصابع النصارى واضحة فيما يبدو , فالصومال هو البلد الأفريقي الوحيد الذي يسكنه المسلمون فقط ( 100% مسلمون ) لا يوجد به نصرانيٌ واحدٌ ولم يكن به قبل بضع سنوات كنيسة واحدة , فعمل النصارى على تمزيق هذا البلد وقسموه إلى خمسة أقسام واستعمروه وحاولوا أن يسلطوا عليه الأعداء بعد الخروج منه , حتى أثاروا النعرات القبلية وما زالوا يخططون و يكيدون ويمكرون مكر الليل والنهار , حتى أصبحت الصومال تواجه هذه الأزمة الخانقة التي تعيشها اليوم , واستطاع النصارى أن يستغلوا هذه الكارثة في محاولة تنصير أعدادٍ غفيرةٍ من المسلمين رجالاً ونساءً , كباراً وصغاراً , يقول أحد المسلمين وهو يبكي : " واللهِ لقد كُنا يوما من الأيام نسأل الله تعالى ونحن في قلب الصحراء أن لا نرى بأعيننا نصرانياً أو كافراً على وجه الأرض , فإذا بنا اليوم نفرح إذا رأينا النصراني لأننا نجد عنده الطعام والشراب والغذاء والدواء والكساء . واللهِ لقد كنا يوما من الأيام إذا وجدنا إناءً شرب فيه النصراني أو أكل غسلناه سبع مرات إحداهن بالتراب كما نفعل إذا شرب فيه الكلب ، أما اليوم فقد أصبحنا نَهِشُ للنصارى ونَبِشُ ونستقبلُهم بالبشر والترحاب لأننا وجدنا عندهم الإغاثة التي لم نجدها مع الأسف عند إخواننا المسلمين " . وأصبح ما يزيد على مليوني مسلمٍ في بلاد أوروبا يتعرضون لعملية تنصيرٍ جادةٍ تستهدف تحويل الصومال إلى منطقةٍ أو دولةٍ نصرانيةٍ .
فأنت تستطيع حين تسمع هذا أن تشارك بالمال وأن تؤدي بعض شكر نعمة الله تعالى عليك بالزكاة أو غيرها من الصدقات التي قد تُطعِم بها جائعاً أو تكسو عارياً أو تروي ظمآناً أو تعالج بها مريضاً أو يهدي اللهُ تعالى بها ضالاً أو متعرضا للتنصير والتكفير . والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( تصدق رجلٌ من ديناره من درهمه من صاع بره من صاع تمره - حتى قال عليه الصلاة والسلام - ولو بشق تمره ) . إذن لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن يكون ذلك شق تمره أو ريالاً واحداً , فأنت لو تصورت أن ألف مليون مسلم اليوم أو ألفاً ومائتي مليونِ مسلمٍ , لو أن كل واحد منهم تخلى عن ريالٍ واحدٍ فقط لكان معنى ذلك أننا جمعنا في حملةٍ واحدةٍ ألف ومائتين مليون ريال !! كم سوف تنفع هذه الأموال ؟ كم سوف تدفع بإذن الله تعالى من الشرور عن المسلمين ؟ لكن المشكلة العظيمة أن الكثيرين تخلوا عن دورهم ولو كان دوراً محدوداً ولو كان دوراً قليلاً وظنوا أن المطالبةَ بالإنفاق وأن المطالبةَ بالبذل هي مسئوليةُ الأغنياءِ فقط , أو تخلوا عن دورهم في الدعوة والهِداية وظنوا أن الدعوة والهداية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي مسئولية العلماء أو مسئولية الدعاة فقط أو مسئولية الخطباء فقط ونسوا أن الله تعالى حين خلقنا جمعياً خلقنا بشراً مسئولين مكلفين , وحين أنزل الدين لم يقل أبدا إن الدين مسئولية فئة الخاصة ولا مسئولية طبقة معينة و إنما جعل مسئولية هذا الدين على عاتق كل واحد منا سواء قام بها وحفظها أم ضيعها فهو مسؤول بين يدي الله عز وجل , قال الله تعالى {{ وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون }} .
أسال الله تعالى أن يوفقني وإياكم إلي القيام بما ائتمننا عليه إنه على كل شي قدير أقول هذا القول وأستغفر اللهَ لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية
الحمد لله ..
إن من ألوان المشاركة أيها الأخ الكريم أن تشارك بنفسك فإن المسلمين اليوم يتعرضون لحملات تقتيل وتشريد في بلاد شتى وهم بأمس الحاجة إلى أن نقول لهم إننا معكم , ولكن هذه الكلمة بذاتها لا يمكن أن تنقذ إنساناً من القتل ولا يمكن أن تُخرجَه من الأزمة التي يعيشها , فلماذا لا نتبع القول بالعمل و نصدق كلامنا بأفعالنا ؟! فنعبر للمسلمين حقيقة عن تعاطفنا معهم ووقوفنا إلى جانبهم وأن مشاعر الاخوة الإسلامية التي أقامها هذا الدين لا تزال تتحرك في صدورنا ولا تزال تعتمل في نفوسنا . إن العدو قد أفلح في إقامة الحواجز بين المسلمين فأصبحنا لا نشعر بهموم المسلمين البعيدين كما نشعر بهموم من حولنا , وأصبحوا هم يشكون في صدق أخوتنا لهم ويشكون في تعاوننا معهم . لقد رأوا أن الذين يقفون إلى جانبهم في كل المواقف غالباً هم النصارى أو غير المسلمين , أما المسلمين فطالما صاحوا ثم صاحوا ثم صاحوا ولا من مجيب .
لقد أسمعت لو ناديت حياً ********** ولكن لا حياة لمن تنادي
ولـو نارا نفخت بها أضاءت ******** ولكن أنت تنفخ في رمادٍ
أنتم جمعيا سمعتم ورأيتم بعيونكم المأساة التاريخية التي يشهدها المسلمون في البوسنة والهرسك . إنها عملية إبادة تصرح وسائل الأعلام الغربية بأن القرن كله لم يشهد لها مثيل , فهل فعلا لا يستطيع المسلمون في العالم الإسلامي أن يصنعوا لإخوانهم في يوغسلافيا شيئاً ؟ نقول كلا ثم كلا . واللهِ الذي لا إله غيرُه لو أن المسلمين شعروا بالمسئولية لاستطاعوا أن يصنعوا من الهزيمة في يوغسلافيا نصراً ومن الذل عزاً ومن القهر تمرداً ليس على الصرب الملاعين والكفار فقط بل على الصليبية العالمية ممثلة في هيئة الأمم المتحدة وفى الدول الكبرى التي تقف وراءها . إن الغرب يزعجه كثيرا أن يسمع كلمة جهاد , ولو شعر الغرب أن المسلمين يتنادون إلى دعم إخوانهم في البوسنة والهرسك , وأن هناك أعداداً من المسلمين وقفت إلى جانبهم تعلمهم وتصبرهم وتثبتهم وتعزز مواقعهم ومواقفهم وتدعوا الله تعالى لهم بالنصر وتؤازرهم بالمال وبما تستطيع , لو شعر الغرب لأحس أنه مهددٌ في قلبه – في قلب أوروبا - مهددٌ بخطر كبير يستدعي أن يسارع في حل المشكلة خشية أن تتفاقم وتتطور إلى أمور لا يستطيع أن يوقفها عند حدها , ولكن المسلمين في كثير من الأحيان يشعرون بأنهم عاجزون وأنهم مكتوفوا الأيدي على حين أنهم يستطيعون أن يعملوا الكثير.
أيها الأحبة ..
لنفرض جدلاً أنك لا تستطيع أن تتكلم ولا أن تعمل ولا أن تبذل المال ولا أن تقف بنفسك مع إخوانك معلماً وداعياً ومرشدا و مُصَبِّراًً , فإنك تستطيع ولا بد أمراً بعد ذلك ألا وهو المشاركة الوجدانية . قدم لي الدليل العملي على أنك فعلا تشعر بمشاعر المسلمين في كل مكان , أثبت لي أنك لست شامتاً تسخر مما يقع للمسلمين , قدم الأدلة المادية على أن روح الاخوة الإسلامية ما ماتت بعدُ في قلبك . إن المشاركة الشعورية والوجدانية هي أحد الأشياء التي نحتاج أليها كثيرا ولو لم تعمل , فإن النبي صلي الله عليه وسلم كان يقول لأصحابه وهو في معركة تبوك يقول لهم : ( إن بالمدينة أقواماً ما سرتم مسيراً ولا قطعتم وادياً إلا كانوا معكم حبسهم العذر ) . إذن لنفترض أنك معذورٌ لا تستطيع أن تتكلم لأنك أبكم ولا تستطيع أن تنفقَ لأنك فقيرٌ ولا تستطيع أن تشاركَ بنفسك لأنك مريضٌ ولا تستطيع أن تعمل شيئاً , أثبت لنا أن عندك قلباً يحزن لآلامهم ويفرح لفرحهم , أثبت أن لديك مشاركةً وجدانيةً مع إخوانك في كل مكان ، أثبت أن روح الاخوة لا تزال تعمل في قلبك .
يا راحلين إلى البيت العتيق ******* لقد سرتم جسوماً وسرنا نحن أرواحاً
إنا أقمنـا على عذرٍ نكابده ******** ومن أقـــام على عذرٍ كمن راحَا
هذا الشعور الوجداني في قلبك سيتبعه تمني , سيتبعه على أقل تقدير دعوة ترفعها في الهزيع الأخير من الليل إلى رب العالمين تفتح لها أبوابُ السماء:
أتهزأ بالدعاء وتزدريه ********* ولا تدري بما صنع الدعاء
سهام الليل لا تخطي ولكن ********* لها أجلٌ وللأجل انقضاء
الأمة التي قوام أعدادها ألف ومائتا مليون , هل تعتقد أنه لا يوجد فيها واحد مستجاب الدعوة ؟ هل تظن أن أرحام النساء عقمت أن تلد شخصاً تقياً ولياً لو أقسم على الله لأبره ؟ ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره ) ؟ نحن نجزم يقيناً أن في هذه الأمة من الأولياء من لو دعوا الله لأجابهم , ولو استسقوا المطر من السماء لسقاهم شراباً طهوراً , ولو سألوا الله تعالى ما رد سؤالهم , ولو أقسموا على الله تعالى لأبرهم , فأين هؤلاء ؟ لماذا لا نحرك همم الناس ؟ العجائز والأطفال والكبار والصغار والسذج والمغفلين والجهال والمتعلمين والجميع لنقول لهم ادعوا الله . وإذا دعوت الله فادعُ لنفسك أولا ولا شك ولا تلام على هذا , ولكن أضف إلى هذا أن تدعوا إلى غيرك كما تدعوا لوالديك وللأقربين وللعلماء وللدعاة أن تدعوا لإخوانك المسلمين في كل مكان أن يفرج الله تعالى عنهم كروبهم ويزيل عنهم همومهم ويؤمنهم من خوف و يطعمهم من جوع ويرويهم من ظمأ , وقبل ذلك كله أن يعلمهم من جهل وأن يبصرهم في دينهم .
أيها الاخوة ..
إن آخر هذه الأمة لن يَصْلُحَ إلا بما صَلُحَ به أولها , فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم رَبَّى هذه الأمة على هذه المعاني , فرباها على المسئولية الشخصية في طلب العلم الشرعي والتعب وراء تحصيله بدليله , وربى هذه الأمة على مسئولية التزكية لهذا العلم للنفس وللغير , و ربى هذه الأمة على مسئولية المشاركة وأن تكون الأمة جسداً واحداً إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى كما قال عليه الصلاة والسلام , وكما قال في الحديث الآخر المتفق عليه ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) فلن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها . فلا بد إذن من دعوة لهذه الأمة , دعوة إلى الدين كله لا بعضه فلا ندعوا إلى بعض الدين ونغفل عن بعضه {{ أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض }} إننا لا نقبل تجزيء الإسلام أو علمنته فالدين جاء ليُعلم الإنسان كيف يتوضأ وكيف يصلي وكيف يبيع ويشتري وكيف يحكم , جاء ليهيمن على حياة الإنسان كلها دقيقها وجليلها , ولا يجوز التفريط بشي من الدين أو اعتبار أن جزءاً من الحياة غير داخل في مسألة الهداية الربانية . ولا بد أن تكون الدعوة إلى الدين لا إلى الهوى فالدين واحد أما الأهواء فهي شتى {{ ثم جعلناك على شريعةٍ من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون }} , {{ وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم }} . يجب أن ندعو إلى دين الله : كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم قولا وفعلا , لسنا ندعوا إلى أهوائنا ولا إلى أمزجتنا ولا إلى رغباتنا ولا إلى آرائنا الشخصية وإنماً ندعو إلى دين الله تعالى , أما آراءنا فقد نعرضها ولكننا لا نُلزم بها أحداً لأنها تحتمل أن تكون خطأ وتحتمل أن تكون صواباً . والراياتُ المرفوعة اليوم كثيرة والكثير منها ينادي إلى القرآن والسنة ولا شك أن الدعوة إلى الكتاب والسنة دعوةُ خيرٍ وهي دعوة تامة فاللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة . والخلاف بين المسلمين اليوم كثير و ربما الكثير منه خلاف شخصي ناتج عن اختلاف الطبائع وتفاوت الملكات ويمكن تجاوز الاختلاف بأن نقوم بعمل واحد في خدمة هذا الدين نتعاون فيه على البر والتقوى كما أمر الله عز وجل {{ وتعاونوا على البر و التقوى }} ولابد أن تكون دعوتنا إلى الدين فوق مستوى أن ندعو إلى لافتةٍ خاصةٍ أو رايةٍ خاصةٍ واسمٍ خاصٍ أو حزبٍ خاصٍ أو شخصٍ معينٍ , و إنما نحن نهتم بالدين وندعو إلى الدين ولا يهمنا بعد ذلك أي جنس تكون وأي لون تكون وأي اسمٍ تنتحل فإن المهم هو أن تكون ملتزماً بحقيقة الدين وجوهره ومظهره , فلا بد من هذا أولا أن نقوم بدعوة جادةٍ إلى دين الله عز وجل . ولا بد ثانيا أن تكون هذه الدعوة موجهةً للأمة كلها فليست الدعوة إلى الإسلام حكراً على فئةٍ خاصةٍ من المثقفين مثلاً أو من الأذكياء أو من الطلابِ والشبابِ أو من الدعاةِ كلا الدين نزل للجميع , والأعرابي الذي يركض وراء إبله أو ينعق بغنمه قد نزل الدين له و بعث الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه لدعوته . وقد يتساءل البعض وماذا يستفيد الإسلام من الأعرابي في الصحراء أو مزارع في بستانه ؟ فأقول دعك من سؤال ماذا يستفيد الإسلام من هذا الرجل , و لكن اسأل ماذا يستفيد هذا الرجل من الإسلام , يكفيه أن ينقذه الله من النار . وقد دخل النبي صلى الله عليه وسلم على يهودي وهو في مرض الموت فقال له : ( قل أشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فنطق بها ثم مات فخرج النبي صلى الله عليه وسلم من عنده وهو يقول الحمد لله الذي أنقذه من النار ) , هذا الرجل اليهودي الذي أسلم لم يقدم للدين شيئا ولكنه قدم لنفسه . والدين جاء لهداية الناس وإخراج الناس من الظلمات إلى النور ووقايتهم من عذاب السعير ومن سخط الله تعالى حتى يحظوا برضوان الله تعالى والجنة , فالذي يُهمُنا أن ننقذ الناس بدين الله تعالى ولو لم يقدموا لدين الله تعالى شيئاً . ثم إن هذا الأمر جانب من تعظيم الإسلام لهذا الإنسان , فإن هذا الإنسان إذا اهتدى كان له شأنٌ كبيرٌ وقدرٌ عظيمٌ عند الله عز وجل مهما رخص في نظر الناس وقد هبت الريح يوماً من الأيام فلعبت بعبد الله بن أم مسعود وكان قصير القامة نحيف الساقين فضحك الناس فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( أتعجبون من دقة ساقيه والله لهما في الميزان أثقل من جبل أحد ) . ثم إنك لا تدري في أي طعامك البركة , فما يدريك أن يكون هذا الأعرابي الذي تحقره أو هذا الفلاح الذي لا تقيم له وزنا أو هذا العامي المشغول بتجارته أو هذا الإنسان الساذج المغفل الذي لا تعبأ به , ما يدريك أن يكون هذا الإنسان عظيما عند الله أو صادق القلب أو مخلص النية أو ذا دعوة مستجابة ؟! يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أبغوني ضعفاءكم هل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم بدعائهم و استنصارهم ) .
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداءك أعداء الدين اللهم أعطنا ولا تحرمنا اللهم أكرمنا ولا تُهنا اللهم أعنا و لا تعن علينا اللهم انصرنا على من بغى علينا . اللهم صلِ وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين اللهم ارض عن صحابته وعن التابعين وتابعيهم إلى يوم الدين وعنا معهم بعفوك ومنّك وكرمك يا أرحم الراحمين . أيها الناس اتقوا الله تعالى وراقبوه واحذروا أسباب سخطه فإن طاعة الله تعالى وتقواه خير زاد والسلام عليكم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده رسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وأقم الصلاة إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر .
ماذا خسر العالم من وجود الكتاب المقدس؟؟
هذا البحث فى الواقع هو مرجع او خيط اساسى يجب ان يتتبع من خلاله النصارى كل أضافة لو افتراء مزيف اوجد على كتابهم .. هو سهل ويدلهم بالتحديد اين يتدارسوا المخالفات لكشف زيفها ... ما فى الكتاب من فحش وحث على الرذيله والجريمة ...الخ ، لا يتوفق ابدا مع ما نزل به الله على الرسل السابقين ..
فالمعلوم ان الله لا يامر بالفحشاء والسوء والمنكر .. وانما امر ربى ان نقيم الدين وننهى عن المنكر ونأمر بالمعروف وان ننتهى عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن ..
فكان لزاما علينا بعد ما قرأناه وعاصرناه من تطبيق لتعاليم الكتاب المقدس ، ان نبين للنصارى ، ان مايحدث ليس من شرع الله فى شىء ... وعليه ، يجب عليهم مراجعة عقائدهم وكتبهم وتصحيحها قبل فوات الآوان ...
ما شرعه الكتاب المقدس لأتباعه:
1زنى المحارم: الابن أنجب نفسه من أمه
فقد ادعى كتابكم سكر نبى الله لوط وزناه بابنتيه: (30وَصَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي الْجَبَلِ وَابْنَتَاهُ مَعَهُ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَسَكَنَ فِي الْمَغَارَةِ هُوَ وَابْنَتَاهُ. 31وَقَالَتِ الْبِكْرُ لِلصَّغِيرَةِ: «أَبُونَا قَدْ شَاخَ وَلَيْسَ فِي الأَرْضِ رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ كُلِّ الأَرْضِ. 32هَلُمَّ نَسْقِي أَبَانَا خَمْراً وَنَضْطَجِعُ مَعَهُ فَنُحْيِي مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 33فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَ أَبِيهَا وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا. 34وَحَدَثَ فِي الْغَدِ أَنَّ الْبِكْرَ قَالَتْ لِلصَّغِيرَةِ: «إِنِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ الْبَارِحَةَ مَعَ أَبِي. نَسْقِيهِ خَمْراً اللَّيْلَةَ أَيْضاً فَادْخُلِي اضْطَجِعِي مَعَهُ فَنُحْيِيَ مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 35فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَيْضاً وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا 36فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أَبِيهِمَا. 37فَوَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوآبَ» -وَهُوَ أَبُو الْمُوآبِيِّينَ إِلَى الْيَوْمِ. 38وَالصَّغِيرَةُ أَيْضاً وَلَدَتِ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «بِنْ عَمِّي» - وَهُوَ أَبُو بَنِي عَمُّونَ إِلَى الْيَوْمِ.) تكوين19: 30-38
وكذلك نبى الله موسى وأخوه هارون أولاد حرام (زواج غير شرعى):
يقول سفراللاويبن 18: 12 (عورة أخت أبيك لا تكشف إنها قريبة أبيك) ؛
إلا أن عمرام أبو نبى الله موسى قد تزوج عمته: (وأخذ عمرام يوكابد عمته زوجة له فولدت له هارون وموسى) الخروج 6 : 20
وكذلك نبى الله يعقوب يجمع بين الأختين: فقد تزوج ليئة وراحيل الأختين وأنجب منهما (تكوين 29: 23-30)؛ويحرم سفر اللاويين الجمع بين الأختين(لاويين18: 18)
وأيضاً نبى الله إبراهيم يتزوج من أخته لأبيه: تزوج نبى الله إبراهيم عليه السلام من سارة وهى أخته من أبيه (تكوين 20: 12) ؛ على الرغم من أن سفر اللاويين 18: 9 يحرم الزواج من الأخت للأب أو للأم!
وأيضاً نبى الله يهوذا عليه السلام يزنى بثامار زوجة ابنه: (تكوين الإصحاح 38).
وأيضاً نبى الله رأوبين يزنى بزوجة أبيه بلهة: (تكوين 35: 22 ؛ 49: 3-4)
وأيضاً الكتاب المقدس يعلمك كيف يزنى الأخ بأخته: (أمنون بن داود يزنى بأخته ثامار أخت أبشالوم بن داود) اقرأ سيناريو هذا الفيلم فى (صموئيل الثانى صح 13).
وأيضاً نبى الله حزقيال يشجع النساء على الزنى والفجور (حزقيال 16: 33-34)
2. الاستهانة بالزنى
فإذا كان أنبياء الله يزنون فكيف يكون شأن أتباع هؤلاء الأنبياء؟
نبى الله يهوذا عليه السلام يزنى بثامار زوجة ابنه: (تكوين الإصحاح 38).
نبى الله داود عليه السلام يزنى بجارته ”امرأة أوريا“ وخيانته العظمى للتخلص من زوجها وقتله: فى (صموئيل الثانى صح 11) !!!
نبى الله شاول يُزوِّج ابنته زوجة داود عليه السلام من شخص آخر وهى لم تُطلَّق من زوجها الأول: (44فَأَعْطَى شَاوُلُ مِيكَالَ ابْنَتَهُ امْرَأَةَ دَاوُدَ لِفَلْطِي بْنِ لاَيِشَ الَّذِي مِنْ جَلِّيمَ.) (صموئيل الأول 25: 44) و (14وَأَرْسَلَ دَاوُدُ رُسُلاً إِلَى إِيشْبُوشَثَ بْنِ شَاوُلَ يَقُولُ: «أَعْطِنِي امْرَأَتِي مِيكَالَ الَّتِي خَطَبْتُهَا لِنَفْسِي بِمِئَةِ غُلْفَةٍ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ». 15فَأَرْسَلَ إِيشْبُوشَثُ وَأَخَذَهَا مِنْ عِنْدِ رَجُلِهَا، مِنْ فَلْطِيئِيلَ بْنِ لاَيِشَ. 16وَكَانَ رَجُلُهَا يَسِيرُ مَعَهَا وَيَبْكِي وَرَاءَهَا إِلَى بَحُورِيمَ. فَقَالَ لَهُ أَبْنَيْرُ: «اذْهَبِ ارْجِعْ». فَرَجَعَ.) صموئيل الثانى 3: 14-16.
نبى الله إبراهيم ضحى بشرفه وشرف زوجته سارة مرة مع فرعون (تكوين 12: 11-16) ومرة مع أبيمالك (تكوين 20: 1-12)
نبى الله داود لا ينام إلا فى حضن امرأة عذراء: ملوك الأول 1: 1-4
نبى الله شمشون ذهب إلى غزة ورأى هناك امرأة زانية فدخل إليها(قضاة 16: 1)
نبى الله حزقيال شجع النساء على الزنى والفجور (حزقيال 16: 33-34)
وإذا كان الرب نفسه يدفع النساء العفيفات للزنى انتقاماً من أزواجهن ،فكيف يكون حال أولادهم وبناتهم؟
رب الأرباب انتقم من نبيه داود عليه السلام على زناه فيسلم أهل بيته للزنى: صموئيل الثانى 12: 11-12 ،
وعلى ذلك فلابد من نساء داود أن ينفذوا وعد الله ، وعلى ذلك فإن ما يقترفنه من الزنا يكون من البر والتقوى.
أضف إلى ذلك القوانين التى تدفع النساء إلى الزنى ومنها:
الكتاب المقدس يُرغِّب الرجال فى تجنب النساء عن طريق إخصاء أنفسهم:
(12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».) متى 19: 12
فأين حق النساء فى الزواج وهدوء النفس والمتعة الحلالإذا تتبع كل إنسان هذه التعليمات؟
وكيف يمنع الرب الزنى عن هذا الطريق؟ لقد رأينا أكبر حالات الزنى تأتى من المتبتلين أمثال برسوم وغيره الكثيرون فى كل بقاع الأرض.
وإذا كان هذا كلام الرب الذى يؤدى إلى دمار البشرية ، فلماذا تُحرِّمون تحديد النسل؟ وإذا كان هناك أناس ولدوا بعاهات بدون خصية ، فهل يُعمِّم الرب هذا التشوُّه على باقى البشر؟
فماذا يريد الرب بالضبط؟ هل يريد إفناء البشرية أم إعمارها؟
وهل تصفون هذا الرب الذى يأمر بذلك بإله المحبة؟
كما دفعهم للتبتل وعدم الزواج:
(1وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الأُمُورِ الَّتِي كَتَبْتُمْ لِي عَنْهَا فَحَسَنٌ لِلرَّجُلِ أَنْ لاَ يَمَسَّ امْرَأَةً. 2وَلَكِنْ لِسَبَبِ الزِّنَا لِيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدٍ امْرَأَتُهُ وَلْيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ رَجُلُهَا) كورنثوس الأولى 7: 1-2
ويرى بولس أن الرب لم يوحى شيئاً عن العذارى فأكمل ما نساه الرب قائلاً: (25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً. 26فَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا حَسَنٌ لِسَبَبِ الضِّيقِ الْحَاضِرِ. أَنَّهُ حَسَنٌ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَكُونَ هَكَذَا: 27أَنْتَ مُرْتَبِطٌ بِامْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبْ الِانْفِصَالَ. أَنْتَ مُنْفَصِلٌ عَنِ امْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبِ امْرَأَةً.) كورنثوس الأولى 7: 25-28
وأخذه الغرور فأكمل ما نساه الرب ، وفى النهاية تعتبروا كل هذا الكلام مقدساً من وحى الرب: (38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 7: 38-40
ومنع المطلقة أو المطلق أن يتزوج:
(32وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي.) متى 5: 32
فما الغرض من ذلك إلا دفعهم للتحرق والانفجار ثم اقتراف الزنى ، على الأخص إذا
قرأ نصوص الجنس الفاضح التى يعج بها سفر نشيد الإنشاد:
(لاَحَظْتُ بَيْنَ الْبَنِينَ غُلاَماً عَدِيمَ الْفَهْمِ 8عَابِراً فِي الشَّارِعِ عِنْدَ زَاوِيَتِهَا وَصَاعِداً فِي طَرِيقِ بَيْتِهَا. ... 10وَإِذَا بِامْرَأَةٍ اسْتَقْبَلَتْهُ فِي زِيِّ زَانِيَةٍ ... 13فَأَمْسَكَتْهُ وَقَبَّلَتْهُ. أَوْقَحَتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ لَهُ: ... 16بِالدِّيبَاجِ فَرَشْتُ سَرِيرِي بِمُوَشَّى كَتَّانٍ مِنْ مِصْرَ. 17عَطَّرْتُ فِرَاشِي بِمُرٍّ وَعُودٍ وَقِرْفَةٍ. 18هَلُمَّ نَرْتَوِ وُدّاً إِلَى الصَّبَاحِ. نَتَلَذَّذُ بِالْحُبِّ. 19لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ فِي الْبَيْتِ. ذَهَبَ فِي طَرِيقٍ بَعِيدَةٍ. 20أَخَذَ صُرَّةَ الْفِضَّةِ بِيَدِهِ. يَوْمَ الْهِلاَلِ يَأْتِي إِلَى بَيْتِهِ». 21أَغْوَتْهُ بِكَثْرَةِ فُنُونِهَا بِمَلْثِ شَفَتَيْهَا طَوَّحَتْهُ. 22ذَهَبَ وَرَاءَهَا لِوَقْتِهِ كَثَوْرٍ يَذْهَبُ إِلَى الذَّبْحِ أَوْ كَالْغَبِيِّ إِلَى قَيْدِ الْقِصَاصِ.) (أمثال 7: 7-22)
(وَافْرَحْ بِامْرَأَةِ شَبَابِكَ 19الظَّبْيَةِ الْمَحْبُوبَةِ وَالْوَعْلَةِ الزَّهِيَّةِ. لِيُرْوِكَ ثَدْيَاهَا فِي كُلِّ وَقْتٍ وَبِمَحَبَّتِهَا اسْكَرْ دَائِماً.) (أمثال 5: 18-19)
(10مَا أَجْمَلَ خَدَّيْكِ بِسُمُوطٍ وَعُنُقَكِ بِقَلاَئِدَ! ... 13صُرَّةُ الْمُرِّ حَبِيبِي لِي. بَيْنَ ثَدْيَيَّ يَبِيتُ. ... 15هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ يَا حَبِيبَتِي هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ. عَيْنَاكِ حَمَامَتَانِ. 16هَا أَنْتَ جَمِيلٌ يَا حَبِيبِي وَحُلْوٌ وَسَرِيرُنَا أَخْضَرُ.) (نشيد الإنشاد 1: 10-16)
(1فِي اللَّيْلِ عَلَى فِرَاشِي طَلَبْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي طَلَبْتُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ. 2إِنِّي أَقُومُ وَأَطُوفُ فِي الْمَدِينَةِ فِي الأَسْوَاقِ وَفِي الشَّوَارِعِ أَطْلُبُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي. طَلَبْتُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ. 3وَجَدَنِي الْحَرَسُ الطَّائِفُ فِي الْمَدِينَةِ فَقُلْتُ: «أَرَأَيْتُمْ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي؟» 4فَمَا جَاوَزْتُهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً حَتَّى وَجَدْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي فَأَمْسَكْتُهُ وَلَمْ أَرْخِهِ حَتَّى أَدْخَلْتُهُ بَيْتَ أُمِّي وَحُجْرَةَ مَنْ حَبِلَتْ بِي. 5أُحَلِّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ بِالظِّبَاءِ وَبِأَيَائِلِ الْحَقْلِ أَلاَّ تُيَقِّظْنَ وَلاَ تُنَبِّهْنَ الْحَبِيبَ حَتَّى يَشَاءَ.) نشيد الإنشاد 3: 1-5
(1هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ يَا حَبِيبَتِي هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ! عَيْنَاكِ حَمَامَتَانِ مِنْ تَحْتِ نَقَابِكِ. شَعْرُكِ كَقَطِيعِ مِعْزٍ رَابِضٍ عَلَى جَبَلِ جِلْعَادَ. 2أَسْنَانُكِ كَقَطِيعِ الْجَزَائِزِ الصَّادِرَةِ مِنَ الْغَسْلِ اللَّوَاتِي كُلُّ وَاحِدَةٍ مُتْئِمٌ وَلَيْسَ فِيهِنَّ عَقِيمٌ. 3شَفَتَاكِ كَسِلْكَةٍ مِنَ الْقِرْمِزِ. وَفَمُكِ حُلْوٌ. خَدُّكِ كَفِلْقَةِ رُمَّانَةٍ تَحْتَ نَقَابِكِ. 4عُنُقُكِ كَبُرْجِ دَاوُدَ الْمَبْنِيِّ لِلأَسْلِحَةِ. أَلْفُ مِجَنٍّ عُلِّقَ عَلَيْهِ كُلُّهَا أَتْرَاسُ الْجَبَابِرَةِ. 5ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْ ظَبْيَةٍ تَوْأَمَيْنِ يَرْعَيَانِ بَيْنَ السَّوْسَنِ. 6إِلَى أَنْ يَفِيحَ النَّهَارُ وَتَنْهَزِمَ الظِّلاَلُ أَذْهَبُ إِلَى جَبَلِ الْمُرِّ وَإِلَى تَلِّ اللُّبَانِ. 7كُلُّكِ جَمِيلٌ يَا حَبِيبَتِي لَيْسَ فِيكِ عَيْبَةٌ.) نشيد الإنشاد 4: 1-7
(1مَا أَجْمَلَ رِجْلَيْكِ بِالنَّعْلَيْنِ يَا بِنْتَ الْكَرِيمِ! دَوَائِرُ فَخْذَيْكِ مِثْلُ الْحَلِيِّ صَنْعَةِ يَدَيْ صَنَّاعٍ. 2سُرَّتُكِ كَأْسٌ مُدَوَّرَةٌ لاَ يُعْوِزُهَا شَرَابٌ مَمْزُوجٌ. بَطْنُكِ صُبْرَةُ حِنْطَةٍ مُسَيَّجَةٌ بِالسَّوْسَنِ. 3ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْنِ تَوْأَمَيْ ظَبْيَةٍ. 4عُنُقُكِ كَبُرْجٍ مِنْ عَاجٍ. عَيْنَاكِ كَالْبِرَكِ فِي حَشْبُونَ عِنْدَ بَابِ بَثِّ رَبِّيمَ. أَنْفُكِ كَبُرْجِ لُبْنَانَ النَّاظِرِ تُجَاهَ دِمَشْقَ. ... 6مَا أَجْمَلَكِ وَمَا أَحْلاَكِ أَيَّتُهَا الْحَبِيبَةُ بِاللَّذَّاتِ! 7قَامَتُكِ هَذِهِ شَبِيهَةٌ بِالنَّخْلَةِ وَثَدْيَاكِ بِالْعَنَاقِيدِ. 8قُلْتُ:«إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى النَّخْلَةِ وَأُمْسِكُ بِعُذُوقِهَا». وَتَكُونُ ثَدْيَاكِ كَعَنَاقِيدِ الْكَرْمِ وَرَائِحَةُ أَنْفِكِ كَالتُّفَّاحِ) نشيد الإنشاد 7: 1-8
(1لَيْتَكَ كَأَخٍ لِي الرَّاضِعِ ثَدْيَيْ أُمِّي فَأَجِدَكَ فِي الْخَارِجِ وَأُقَبِّلَكَ وَلاَ يُخْزُونَنِي. 2وَأَقُودُكَ وَأَدْخُلُ بِكَ بَيْتَ أُمِّي وَهِيَ تُعَلِّمُنِي فَأَسْقِيكَ مِنَ الْخَمْرِ الْمَمْزُوجَةِ مِنْ سُلاَفِ رُمَّانِي. 3شِمَالُهُ تَحْتَ رَأْسِي وَيَمِينُهُ تُعَانِقُنِي. 4أُحَلِّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ أَلاَّ تُيَقِّظْنَ وَلاَ تُنَبِّهْنَ الْحَبِيبَ حَتَّى يَشَاءَ.) نشيد الإنشاد 8: 1-4
(8لَنَا أُخْتٌ صَغِيرَةٌ لَيْسَ لَهَا ثَدْيَانِ. فَمَاذَا نَصْنَعُ لِأُخْتِنَا فِي يَوْمٍ تُخْطَبُ؟ 9إِنْ تَكُنْ سُوراً فَنَبْنِي عَلَيْهَا بُرْجَ فِضَّةٍ. وَإِنْ تَكُنْ بَاباً فَنَحْصُرُهَا بِأَلْوَاحِ أَرْزٍ. 10أَنَا سُورٌ وَثَدْيَايَ كَبُرْجَيْنِ. حِينَئِذٍ كُنْتُ فِي عَيْنَيْهِ كَوَاجِدَةٍ سَلاَمَةً.) نشيد الإنشاد 8: 8-10
(1وَكَـانَتْ إِلَيَّ كَلِمَةُ الرَّبِّ: 2[يَا ابْنَ آدَمَ, عَرِّفْ أُورُشَلِيمَ بِرَجَاسَاتِهَا .. .. 15[فَـاتَّكَلْتِ عَلَى جَمَالِكِ وَزَنَيْتِ عَلَى اسْمِكِ, وَسَكَبْتِ زِنَاكِ عَلَى كُلِّ عَابِرٍ فَكَانَ لَهُ. 16وَأَخَذْتِ مِنْ ثِيَابِكِ وَصَنَعْتِ لِنَفْسِكِ مُرْتَفَعَاتٍ مُوَشَّاةٍ وَزَنَيْتِ عَلَيْهَا. أَمْرٌ لَمْ يَأْتِ وَلَمْ يَكُنْ. .. .. وَصَنَعْتِ لِنَفْسِكِ صُوَرَ ذُكُورٍ وَزَنَيْتِ بِهَا. .. .. 25فِي رَأْسِ كُلِّ طَرِيقٍ بَنَيْتِ مُرْتَفَعَتَكِ وَرَجَّسْتِ جَمَالَكِ, وَفَرَّجْتِ رِجْلَيْكِ لِكُلِّ عَابِرٍ وَأَكْثَرْتِ زِنَاكِ. 26وَزَنَيْتِ مَعَ جِيرَانِكِ بَنِي مِصْرَ الْغِلاَظِ اللَّحْمِ, وَزِدْتِ فِي زِنَاكِ لإِغَاظَتِي. .. .. 33لِكُلِّ الزَّوَانِي يُعْطُونَ هَدِيَّةً, أَمَّا أَنْتِ فَقَدْ أَعْطَيْتِ كُلَّ مُحِبِّيكِ هَدَايَاكِ, وَرَشَيْتِهِمْ لِيَأْتُوكِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ لِلزِّنَا بِكِ. 34وَصَارَ فِيكِ عَكْسُ عَادَةِ النِّسَاءِ فِي زِنَاكِ, إِذْ لَمْ يُزْنَ وَرَاءَكِ, بَلْ أَنْتِ تُعْطِينَ أُجْرَةً وَلاَ أُجْرَةَ تُعْطَى لَكِ, فَصِرْتِ بِـالْعَكْس!) حزقيال 16: 1-34
3. الدياثة أسوة بنبى الله إبراهيم:
نبى الله إبراهيم لا يخشى الله ويضحى بشرفه وشرف زوجته سارة خوفاً على نفسه من القتل ولتحقيق مكاسب دنيوية، ويأمر زوجته بالكذبتكوين 12: 11-16)
نبى الله إبراهيم لا يخشى الله ويقبل التضحية بشرفه وشرف زوجته سارة، ولم يتعلم من الدرس الذى أخذه من حكايته مع فرعون: (تكوين 20: 1-12)
4 نكران الجميل: يَخلق الآب ويُعبَد غيره
فهناك العديد من النصوص التى تثبت أن عيسى عليه السلام رسول الله إلى بنى إسرائيل ، ومع ذلك تتركون الآب الذى عبده عيسى عليه السلام ، وتعبدون يسوع نفسه.
متى5: 48 (48فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ)
متى 6: 6-8 (6وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً.)
متى 6: 9-15 (9«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. 10لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ. 11خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ. 12وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. 13وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ. 14فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. 15وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضاً زَلَّاتِكُمْ.)
متى 10: 40-42 (40مَنْ يَقْبَلُكُمْ يَقْبَلُنِي وَمَنْ مرقس 6: 14-16 (14فَسَمِعَ هِيرُودُسُ الْمَلِكُ لأَنَّ اسْمَهُ صَارَ مَشْهُوراً. وَقَالَ: «إِنَّ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانَ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ وَلِذَلِكَ تُعْمَلُ بِهِ الْقُوَّاتُ». 15قَالَ آخَرُونَ: «إِنَّهُ
إِيلِيَّا». وَقَالَ آخَرُونَ: «إِنَّهُ نَبِيٌّ أَوْ كَأَحَدِ الأَنْبِيَاءِ». 16وَلَكِنْ لَمَّا سَمِعَ هِيرُودُسُ قَالَ: «هَذَا هُوَ يُوحَنَّا الَّذِي قَطَعْتُ أَنَا رَأْسَهُ. إِنَّهُ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ!»)
متى 23: 8-10 (8وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلاَ تُدْعَوْا سَيِّدِي لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ وَأَنْتُمْ جَمِيعاً إِخْوَةٌ. 9وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَباً عَلَى الأَرْضِ لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 10وَلاَ تُدْعَوْا مُعَلِّمِينَ لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ.)
يوحنا 3: 1-2 (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».)
متى 24: 36 (36وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ مَلاَئِكَةُ السَّمَاوَاتِ إِلاَّ أَبِي وَحْدَهُ.)
(41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».) يوحنا 11: 41-42 ، وأكَّدَ ذلك أيضاً بقوله: (20وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ.) لوقا 11: 20 وهذه شهادة لأحد معاصريه: (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.) أعمال الرسل 2: 22 ، (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».) يوحنا 3: 1-2
يوحنا 17: 1-3 (1تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِهَذَا وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ. مَجِّدِ ابْنَكَ لِيُمَجِّدَكَ ابْنُكَ أَيْضاً 2إِذْ أَعْطَيْتَهُ سُلْطَاناً عَلَى كُلِّ جَسَدٍ لِيُعْطِيَ حَيَاةً أَبَدِيَّةً لِكُلِّ مَنْ أَعْطَيْتَهُ. 3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
مرقس 9: 36-37 (36فَأَخَذَ وَلَداً وَأَقَامَهُ فِي وَسَطِهِمْ ثُمَّ احْتَضَنَهُ وَقَالَ لَهُمْ: 37«مَنْ قَبِلَ وَاحِداً مِنْ أَوْلاَدٍ مِثْلَ هَذَا بِاسْمِي يَقْبَلُنِي وَمَنْ قَبِلَنِي فَلَيْسَ يَقْبَلُنِي أَنَا بَلِ الَّذِي أَرْسَلَنِي».)
يوحنا 17: 3-4 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ
وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ)
مرقس 3: 35 (لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللَّهِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».)
يوحنا 11: 33-44 (33فَلَمَّا رَآهَا يَسُوعُ تَبْكِي وَالْيَهُودُ الَّذِينَ جَاءُوا مَعَهَا يَبْكُونَ انْزَعَجَ بِالرُّوحِ وَاضْطَرَبَ 34وَقَالَ: «أَيْنَ وَضَعْتُمُوهُ؟» قَالُوا لَهُ: «يَا سَيِّدُ تَعَالَ وَانْظُرْ». 35بَكَى يَسُوعُ. 36فَقَالَ الْيَهُودُ: «انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ يُحِبُّهُ». 37وَقَالَ بَعْضٌ مِنْهُمْ: «أَلَمْ يَقْدِرْ هَذَا الَّذِي فَتَحَ عَيْنَيِ الأَعْمَى أَنْ يَجْعَلَ هَذَا أَيْضاً لاَ يَمُوتُ؟». 38فَانْزَعَجَ يَسُوعُ أَيْضاً فِي نَفْسِهِ وَجَاءَ إِلَى الْقَبْرِ وَكَانَ مَغَارَةً وَقَدْ وُضِعَ عَلَيْهِ حَجَرٌ. 39قَالَ يَسُوعُ: «ارْفَعُوا الْحَجَرَ». قَالَتْ لَهُ مَرْثَا أُخْتُ الْمَيْتِ: «يَا سَيِّدُ قَدْ أَنْتَنَ لأَنَّ لَهُ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ». 40قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَلَمْ أَقُلْ لَكِ: إِنْ آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ اللَّهِ؟». 41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي». 43وَلَمَّا قَالَ هَذَا صَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «لِعَازَرُ هَلُمَّ خَارِجاً» 44فَخَرَجَ الْمَيْتُ وَيَدَاهُ وَرِجْلاَهُ مَرْبُوطَاتٌ بِأَقْمِطَةٍ وَوَجْهُهُ مَلْفُوفٌ بِمِنْدِيلٍ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «حُلُّوهُ وَدَعُوهُ يَذْهَبْ».)
يوحنا 3: 24 (24اَللَّهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا».) ، فإذا كان الله روح ، ولا يمكن أن يرى الإنسان هذا الروح فإن (اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ.) يوحنا 1: 18. فكيف يكون عيسى عليه السلام هو الله. وهل الله له جسد أو مولود من الجسد؟ لا. لأن (6اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ.) يوحنا 3: 6 ، وعيسى (كُلُّ رُوحٍ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَهُوَ مِنَ اللهِ، 3وَكُلُّ رُوحٍ لاَ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ.) رسالة يوحنا الأولى 4: 2-3، وكان لعيسى عليه السلام جسد ، لأنه ليس للروح عظام أو لحم (فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ) لوقا 24: 39
(16وَإِذَا وَاحِدٌ تَقَدَّمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟» 17فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ. وَلَكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا».) متى 19: 16-17 ، (16اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.) يوحنا 14: 16، (سَمِعْتُمْ أَنِّي قُلْتُ لَكُمْ أَنَا أَذْهَبُ ثُمَّ آتِي إِلَيْكُمْ. لَوْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لَكُنْتُمْ تَفْرَحُونَ لأَنِّي قُلْتُ أَمْضِي إِلَى الآبِ لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.) يوحنا 14: 28 لكن أن تدعونه إلهاً فهذا قمة الزيغ عن الحق! فكيف يكون إلهاً ، والله لم يره أحد قط كما قال؟ (18اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ.) يوحنا 1: 18
مرقس 7: 34 (34وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَأَنَّ وَقَالَ لَهُ: «إِفَّثَا». أَيِ انْفَتِحْ.) يا ترى لماذا رفع عينيه إلى السماء؟ وماذا قال وهو يَئِنُ؟ كانوا يدعوا الآب؟ نعم. إذن فهو لا يقدر أن يفعل من نفسه شيئاً. (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.) يوحنا 5: 30 ، (20لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ وَسَيُرِيهِ أَعْمَالاً أَعْظَمَ مِنْ هَذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ.) يوحنا 5: 20 ، فكيف تقولون بإتحاد الابن مع الآب؟ هل الإتحاد يعنى أنَّ فرد منهم فى السماء والآخر على الأرض؟ (37وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ وَلاَ أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ) يوحنا 5: 37
هل تريد أن تعلم ماذا كان يقول عندما رفع نظره للسماء؟ فاقرأ قوله (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ. 5وَالآنَ مَجِّدْنِي أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِالْمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ الْعَالَمِ.
6«أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ. كَانُوا لَكَ وَأَعْطَيْتَهُمْ لِي وَقَدْ حَفِظُوا كلاَمَكَ. 7وَالآنَ عَلِمُوا أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَيْتَنِي هُوَ مِنْ عِنْدِكَ 8لأَنَّ الْكلاَمَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِيناً أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.) يوحنا 17: 3-8
(25أَيُّهَا الآبُ الْبَارُّ إِنَّ الْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ وَهَؤُلاَءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.) يوحنا 17: 25
متى 26: 36-44 (36حِينَئِذٍ جَاءَ مَعَهُمْ يَسُوعُ إِلَى ضَيْعَةٍ يُقَالُ لَهَا جَثْسَيْمَانِي فَقَالَ لِلتَّلاَمِيذِ: «اجْلِسُوا هَهُنَا حَتَّى أَمْضِيَ وَأُصَلِّيَ هُنَاكَ». 37ثُمَّ أَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ وَابْنَيْ زَبْدِي وَابْتَدَأَ يَحْزَنُ وَيَكْتَئِبُ. 38فَقَالَ لَهُمْ: «نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى الْمَوْتِ. امْكُثُوا هَهُنَا وَاسْهَرُوا مَعِي». 39ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ». 40ثُمَّ جَاءَ إِلَى التَّلاَمِيذِ فَوَجَدَهُمْ نِيَاماً فَقَالَ لِبُطْرُسَ: «أَهَكَذَا مَا قَدَرْتُمْ أَنْ تَسْهَرُوا مَعِي سَاعَةً وَاحِدَةً؟ 41اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلَّا تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ». 42فَمَضَى أَيْضاً ثَانِيَةً وَصَلَّى قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ إِلاَّ أَنْ أَشْرَبَهَا فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ». 43ثُمَّ جَاءَ فَوَجَدَهُمْ أَيْضاً نِيَاماً إِذْ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ ثَقِيلَةً. 44فَتَرَكَهُمْ وَمَضَى أَيْضاً وَصَلَّى ثَالِثَةً قَائِلاً ذَلِكَ الْكَلاَمَ بِعَيْنِهِ.)
(10فَخَرَرْتُ أَمَامَ رِجْلَيْهِ لأَسْجُدَ لَهُ، فَقَالَ لِيَ: «انْظُرْ لاَ تَفْعَلْ! أَنَا عَبْدٌ مَعَكَ وَمَعَ إِخْوَتِكَ الَّذِينَ عِنْدَهُمْ شَهَادَةُ يَسُوعَ. اسْجُدْ لِلَّهِ. فَإِنَّ شَهَادَةَ يَسُوعَ هِيَ رُوحُ النُّبُوَّةِ».) رؤيا يوحنا 19: 10
متى 27: 43(43قَدِ اتَّكَلَ عَلَى اللَّهِ فَلْيُنْقِذْهُ الآنَ إِنْ أَرَادَهُ! لأَنَّهُ قَالَ: أَنَا ابْنُ اللَّهِ!»)
متى 27: 46 (46وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِيلِي إِيلِي لَمَا شَبَقْتَنِي» (أَيْ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟) أيصرخ الله؟ أيخاف الله من الموت؟ أيموت الإله؟ ومن هو إله الله؟ من هو الإله الخائن الذى ضحك على الإله الطيب وتركه يُصلَب؟
(3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.) يوحنا 17: 3 ، (24«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.) يوحنا 5: 24 (هَذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً 7وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. 8لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ: …».) مرقس 7: 6-8، (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.) يوحنا 5: 30
فلو كان عيسى عليه السلام هو الله بنفسه وتجسَّدَ فى صورة بشر ونزل ليُصلَب كفارة عن خطيئة آدم ، لكان هو المسئول عن إضلال البشر الذين لم يتخذوه إلهاً. لأنه لم يأمر أتباعه ولا معاصريه بالسجود له وعبادته ، ولأنه لم يأت بنصوص واضحة تبين أنه هو الله ، وتحدد شريعته ، فهل يُعقل مثل هذا؟
لقد حدَّدَ عيسى عليه السلام أنه قد جاء لا لينقض الناموس أو الأنبياء بل ليُكمل(متى 5: 17)، فهل أكمل أم لا؟ وإذا كان قد أكمل، فما حاجتكم وحاجته هو نفسه لرسائل بولس؟
5- عدم تحملكم المسئولية وظلم الآخرين
فإيمانكم بفرية الخطيئة الأزلية ، قد جعلتكم ترضون بظلم الله ، من أجل رفع هذا الإثم عنكم ، فبذلك ظلمتم الإله.
وعلقتم ذنب آدم على البشرية كلها ، وعلى الأخص المرأة ، وهذا من الآثام ، لأنكم ظلمتم كل الأبرار الذين عاشوا وماتوا قبل صلب إلهكم ، وجعلتكم تضطهدون المرأة ، وتحرقون النساء تحت زعم أنهن السبب فى مشاكلكم ، وظناً منكم أن هذا انتصاراً لله.
وجعلتم دخولكم الجنة يتوقف على إيمانكم بيسوع كإله وإياه مصلوباً، وهو سوف يتحمل عنكم ذنوبكم كلها ، وليس من العدل أن يتوقف دخول الجنة على الإيمان فقط ، لأن هذا
يعطيكم فرصاً أكبر للإساءة وارتكاب الآثام فى حق من تخالطوهم
………………………………
كتبة الاخ :علاء ابو بكر؟؟؟؟؟ماذاخسر العالم من وجود الكتاب المقدس؟؟
6- الخروج من جماعة الرب:
فقد اخترع لكم بولس ديناً جديداً وعبادة غير التى أمر بها يسوع: وبذلك أخرجكم من جماعة الرب بطرق عديدة ، منها:
1) اخترع لهم اسم (المسيحيين) أي (عابدي المسيح) – والكنيسة:
(26فَحَدَثَ أَنَّهُمَا اجْتَمَعَا فِي الْكَنِيسَةِ سَنَةً كَامِلَةً وَعَلَّمَا جَمْعاً غَفِيراً. وَدُعِيَ التَّلاَمِيذُ «مَسِيحِيِّينَ» فِي أَنْطَاكِيَةَ أَوَّلاً.) (أعمال 11: 26)
والعجيب أن من يتابع كتاب (أعمال الرسل) سيجد أن بولس لم يدخل أي كنيسة – ولا تلاميذ المسيح.
2) اخترع لهم نظام القساوسة – وألغى النظام القديم (المشايخ):
(6فَاجْتَمَعَ الرُّسُلُ وَالْمَشَايِخُ لِيَنْظُرُوا فِي هَذَا الأَمْرِ.) أعمال الرسل 15: 6
(23وَانْتَخَبَا لَهُمْ قُسُوساً فِي كُلِّ كَنِيسَةٍ ثُمَّ صَلَّيَا بِأَصْوَامٍ وَاسْتَوْدَعَاهُمْ لِلرَّبِّ الَّذِي كَانُوا قَدْ آمَنُوا بِهِ.) أعمال الرسل 14: 23
3) اخترع (الأساقفة) أي رؤساء الكهنة بدلا من (الشيوخ):
(28اِحْتَرِزُوا اذاً لأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ الرَّعِيَّةِ الَّتِي أَقَامَكُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً لِتَرْعُوا كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ.) أعمال الرسل 20: 28
4) طلب من المسيحيين ألا يخالطوا الزاني والسكِّير منهم فقط ، وألا يفعلوا ذلك مع الذين لم يتنصروا:
(11وَأَمَّا الآنَ فَكَتَبْتُ إِلَيْكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ مَدْعُوٌّ أَخاً زَانِياً أَوْ طَمَّاعاً أَوْ عَابِدَ وَثَنٍ أَوْ شَتَّاماً أَوْ سِكِّيراً أَوْ خَاطِفاً أَنْ لاَ تُخَالِطُوا وَلاَ تُؤَاكِلُوا مِثْلَ هَذَا. 12لأَنَّهُ مَاذَا لِي أَنْ أَدِينَ الَّذِينَ مِنْ خَارِجٍ أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ تَدِينُونَ الَّذِينَ مِنْ دَاخِلٍ. 13أَمَّا الَّذِينَ مِنْ خَارِجٍ فَاللَّهُ يَدِينُهُمْ. فَاعْزِلُوا الْخَبِيثَ مِنْ بَيْنِكُمْ.) كورنثوس الأولى 5: 11-13
5) دعاكم لإخصاء أنفسكم: (12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».) متى 19: 12 ، على الرغم من الأمر الإلهى: («لا يَدْخُل مَخْصِيٌّ بِالرَّضِّ أَوْ مَجْبُوبٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.) تثنية 23: 1
6) يشجع على الرهبنة (وهي نظام يهودي):
(1وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الأُمُورِ الَّتِي كَتَبْتُمْ لِي عَنْهَا فَحَسَنٌ لِلرَّجُلِ أَنْ لاَ يَمَسَّ امْرَأَةً.) كورنثوس الأولى 7: 1
(8وَلَكِنْ أَقُولُ لِغَيْرِ الْمُتَزَوِّجِينَ وَلِلأَرَامِلِ إِنَّهُ حَسَنٌ لَهُمْ إِذَا لَبِثُوا كَمَا أَنَا.) كورنثوس الأولى 7: 8
(37وَأَمَّا مَنْ أَقَامَ رَاسِخاً فِي قَلْبِهِ وَلَيْسَ لَهُ اضْطِرَارٌ بَلْ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى إِرَادَتِهِ وَقَدْ عَزَمَ عَلَى هَذَا فِي قَلْبِهِ أَنْ يَحْفَظَ عَذْرَاءَهُ فَحَسَناً يَفْعَلُ. 38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ.) كورنثوس الأولى 7: 37-38
وهو عكس كلامه الذى فيه يحرض الرجل على أن يعتزل زوجته ولا يمسها:
(1وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الأُمُورِ الَّتِي كَتَبْتُمْ لِي عَنْهَا فَحَسَنٌ لِلرَّجُلِ أَنْ لاَ يَمَسَّ امْرَأَةً.) كورنثوس الأولى 7: 1 (فلماذا تزوج إذاً؟
7) يرفض الأرامل صغار السن ويُحرِّض على عدم زواج الأرامل كلهن:
(11أَمَّا الأَرَامِلُ الْحَدَثَاتُ [صغار السن] فَارْفُضْهُنَّ، لأَنَّهُنَّ مَتَى بَطِرْنَ عَلَى الْمَسِيحِ يُرِدْنَ أَنْ يَتَزَوَّجْنَ، 12وَلَهُنَّ دَيْنُونَةٌ لأَنَّهُنَّ رَفَضْنَ الإِيمَانَ الأَوَّلَ. 13وَمَعَ ذَلِكَ أَيْضاً يَتَعَلَّمْنَ أَنْ يَكُنَّ بَطَّالاَتٍ، يَطُفْنَ فِي الْبُيُوتِ. وَلَسْنَ بَطَّالاَتٍ فَقَطْ بَلْ مِهْذَارَاتٌ أَيْضاً، وَفُضُولِيَّاتٌ، يَتَكَلَّمْنَ بِمَا لاَ يَجِبُ.) تيموثاوس الأولى 5: 11-13
(38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 7: 38-40
8) يحرض على زواج المؤمنين والمؤمنات – من الكافرات والكافرين:
(12وَأَمَّا الْبَاقُونَ فَأَقُولُ لَهُمْ أَنَا لاَ الرَّبُّ: إِنْ كَانَ أَخٌ لَهُ امْرَأَةٌ غَيْرُ مُؤْمِنَةٍ وَهِيَ تَرْتَضِي أَنْ تَسْكُنَ مَعَهُ فَلاَ يَتْرُكْهَا. 13وَالْمَرْأَةُ الَّتِي لَهَا رَجُلٌ غَيْرُ مُؤْمِنٍ وَهُوَ يَرْتَضِي أَنْ يَسْكُنَ مَعَهَا فَلاَ تَتْرُكْهُ.) كورنثوس الأولى 7: 12-13
9) يؤيد انفصال الزوج عن زوجته (أي الطلاق):
(27أَنْتَ مُرْتَبِطٌ بِامْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبْ الِانْفِصَالَ. أَنْتَ مُنْفَصِلٌ عَنِ امْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبِ امْرَأَةً. 28لَكِنَّكَ وَإِنْ تَزَوَّجْتَ لَمْ تُخْطِئْ. وَإِنْ تَزَوَّجَتِ الْعَذْرَاءُ لَمْ تُخْطِئْ. وَلَكِنَّ مِثْلَ هَؤُلاَءِ يَكُونُ لَهُمْ ضِيقٌ فِي الْجَسَدِ. وَأَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُشْفِقُ عَلَيْكُمْ.) كورنثوس الأولى 7: 27-28
(32فَأُرِيدُ أَنْ تَكُونُوا بِلاَ هَمٍّ. غَيْرُ الْمُتَزَوِّجِ يَهْتَمُّ فِي مَا لِلرَّبِّ كَيْفَ يُرْضِي الرَّبَّ 33وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجُ فَيَهْتَمُّ فِي مَا لِلْعَالَمِ كَيْفَ يُرْضِي امْرَأَتَهُ. 34إِنَّ بَيْنَ الزَّوْجَةِ وَالْعَذْرَاءِ فَرْقاً: غَيْرُ الْمُتَزَوِّجَةِ تَهْتَمُّ فِي مَا لِلرَّبِّ لِتَكُونَ مُقَدَّسَةً جَسَداً وَرُوحاً. وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجَةُ فَتَهْتَمُّ فِي مَا لِلْعَالَمِ كَيْفَ تُرْضِي رَجُلَهَا.) كورنثوس الأولى 7: 32-34
10) يُحلل تعدد الزوجات وهذا عكس الكلام المنسوب للمسيح في الأناجيل تماما:
(27أَنْتَ مُرْتَبِطٌ بِامْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبْ الِانْفِصَالَ. أَنْتَ مُنْفَصِلٌ عَنِ امْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبِ امْرَأَةً. 28لَكِنَّكَ وَإِنْ تَزَوَّجْتَ لَمْ تُخْطِئْ. وَإِنْ تَزَوَّجَتِ الْعَذْرَاءُ لَمْ تُخْطِئْ. وَلَكِنَّ مِثْلَ هَؤُلاَءِ يَكُونُ لَهُمْ ضِيقٌ فِي الْجَسَدِ. وَأَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُشْفِقُ عَلَيْكُمْ.) كورنثوس الأولى 7: 27-28
ولم يقصر الزواج بامرأة واحدة إلا على الأساقفة ، وهذا دليل انتشار تعدد الزوجات تبعاً لناموس موسى ، واقتداءً بسنة الأنبياء: (2فَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ الأُسْقُفُ بِلاَ لَوْمٍ، بَعْلَ امْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ، صَاحِياً، عَاقِلاً، مُحْتَشِماً، مُضِيفاً لِلْغُرَبَاءِ، صَالِحاً لِلتَّعْلِيمِ، 3غَيْرَ مُدْمِنِ الْخَمْرِ، وَلاَ ضَرَّابٍ، وَلاَ طَامِعٍ بِالرِّبْحِ الْقَبِيحِ، بَلْ حَلِيماً، غَيْرَ مُخَاصِمٍ، وَلاَ مُحِبٍّ لِلْمَالِ، 4يُدَبِّرُ بَيْتَهُ حَسَناً، لَهُ أَوْلاَدٌ فِي الْخُضُوعِ بِكُلِّ وَقَارٍ.) تيموثاوس الأولى 3: 2
11 - أباح للمطلَّقة الزواج:
فقد تم تحريمها عند متى: (31«وَقِيلَ: مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَلْيُعْطِهَا كِتَابَ طَلاَقٍ 32وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي.)متى5: 31-32
وأباحها بولس: (27أَنْتَ مُرْتَبِطٌ بِامْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبْ الِانْفِصَالَ. أَنْتَ مُنْفَصِلٌ عَنِ امْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبِ امْرَأَةً. 28لَكِنَّكَ وَإِنْ تَزَوَّجْتَ لَمْ تُخْطِئْ.) كورنثوس الأولى 7: 27-28
12 - كأس الخمر في الكنيسة هو شركة دم المسيح، والخبز هو شركة جسد المسيح (وليسا دم وجسد المسيح): (16كَأْسُ الْبَرَكَةِ الَّتِي نُبَارِكُهَا أَلَيْسَتْ هِيَ شَرِكَةَ دَمِ الْمَسِيحِ؟ الْخُبْزُ الَّذِي نَكْسِرُهُ أَلَيْسَ هُوَ شَرِكَةَ جَسَدِ الْمَسِيحِ؟ 17فَإِنَّنَا نَحْنُ الْكَثِيرِينَ خُبْزٌ وَاحِدٌ جَسَدٌ وَاحِدٌ لأَنَّنَا جَمِيعَنَا نَشْتَرِكُ فِي الْخُبْزِ الْوَاحِدِ.) كورنثوس الأولى 10: 16-17
13- تغطي رأسها في الصلاة فقط – لأجل الملائكة؟ والتي لا تفعل يُقَص شعرها (أى تُشوَّه):
(6إِذِ الْمَرْأَةُ إِنْ كَانَتْ لاَ تَتَغَطَّى فَلْيُقَصَّ شَعَرُهَا. وَإِنْ كَانَ قَبِيحاً بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُقَصَّ أَوْ تُحْلَقَ فَلْتَتَغَطَّ. 7فَإِنَّ الرَّجُلَ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُغَطِّيَ رَأْسَهُ لِكَوْنِهِ صُورَةَ اللهِ وَمَجْدَهُ. وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَهِيَ مَجْدُ الرَّجُلِ. 8لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنَ الْمَرْأَةِ<
20) ألغى الصوم والأعياد: (يدعوها: عبادة الملائكة وعبادة نافلة ليس لها قيمة):
(16فَلاَ يَحْكُمْ عَلَيْكُمْ أحَدٌ فِي أكْلٍ أوْ شُرْبٍ، اوْ مِنْ جِهَةِ عِيدٍ اوْ هِلاَلٍ اوْ سَبْتٍ، 17الَّتِي هِيَ ظِلُّ الأُمُورِ الْعَتِيدَةِ، وَأَمَّا الْجَسَدُ فَلِلْمَسِيحِ. 18لاَ يُخَسِّرْكُمْ احَدٌ الْجِعَالَةَ، رَاغِباً فِي التَّوَاضُعِ وَعِبَادَةِ الْمَلاَئِكَةِ، مُتَدَاخِلاً فِي مَا لَمْ يَنْظُرْهُ، مُنْتَفِخاً بَاطِلاً مِنْ قِبَلِ ذِهْنِهِ الْجَسَدِيِّ، 19وَغَيْرَ مُتَمَسِّكٍ بِالرَّأْسِ الَّذِي مِنْهُ كُلُّ الْجَسَدِ بِمَفَاصِلَ وَرُبُطٍ، مُتَوَازِراً وَمُقْتَرِناً يَنْمُو نُمُوّاً مِنَ اللهِ. 20إِذاً انْ كُنْتُمْ قَدْ مُتُّمْ مَعَ الْمَسِيحِ عَنْ ارْكَانِ الْعَالَمِ، فَلِمَاذَا كَأَنَّكُمْ عَائِشُونَ فِي الْعَالَمِ، تُفْرَضُ عَلَيْكُمْ فَرَائِضُ: 21لاَ تَمَسَّ، وَلاَ تَذُقْ، وَلاَ تَجُسَّ؟ 22الَّتِي هِيَ جَمِيعُهَا لِلْفَنَاءِ فِي الاِسْتِعْمَالِ، حَسَبَ وَصَايَا وَتَعَالِيمِ النَّاسِ، 23الَّتِي لَهَا حِكَايَةُ حِكْمَةٍ، بِعِبَادَةٍ نَافِلَةٍ، وَتَوَاضُعٍ، وَقَهْرِ الْجَسَدِ، لَيْسَ بِقِيمَةٍ مَا مِنْ جِهَةِ اشْبَاعِ الْبَشَرِيَّةِ.) رسالة كولوسى 2: 16-23
21) يهاجم الصوم الذي يصومه المسيحيون الآن ، ويهاجم الرهبنة (لأنها كانت عبادات يهودية) ويصف من يفعل ذلك بأنهم شياطين ضالين ومضلين:
(1وَلَكِنَّ الرُّوحَ يَقُولُ صَرِيحاً: إِنَّهُ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ يَرْتَدُّ قَوْمٌ عَنِ الإِيمَانِ، تَابِعِينَ أَرْوَاحاً مُضِلَّةً وَتَعَالِيمَ شَيَاطِينَ، 2فِي رِيَاءِ أَقْوَالٍ كَاذِبَةٍ، مَوْسُومَةً ضَمَائِرُهُمْ، 3مَانِعِينَ عَنِ الزِّوَاجِ، وَآمِرِينَ أَنْ يُمْتَنَعَ عَنْ أَطْعِمَةٍ قَدْ خَلَقَهَا اللهُ لِتُتَنَاوَلَ بِالشُّكْرِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَعَارِفِي الْحَقِّ. 4لأَنَّ كُلَّ خَلِيقَةِ اللهِ جَيِّدَةٌ، وَلاَ يُرْفَضُ شَيْءٌ إِذَا أُخِذَ مَعَ الشُّكْرِ، 5لأَنَّهُ يُقَدَّسُ بِكَلِمَةِ اللهِ وَالصَّلاَةِ.) تيموثاوس الأولى 4: 1-5
22) اخترع وضع أيدي المشيخة (القساوسة) على الناس لأجل إعطائهم البركة:
(14لاَ تُهْمِلِ الْمَوْهِبَةَ الَّتِي فِيكَ الْمُعْطَاةَ لَكَ بِالنُّبُوَّةِ مَعَ وَضْعِ أَيْدِي الْمَشْيَخَةِ.) رسالة تيموثاوس الأولى 4: 14
23) الخمر يعالج أمراض المعدة والأسقام الكثيرة؟:
(23لاَ تَكُنْ فِي مَا بَعْدُ شَرَّابَ مَاءٍ، بَلِ اسْتَعْمِلْ خَمْراً قَلِيلاً مِنْ أَجْلِ مَعِدَتِكَ وَأَسْقَامِكَ الْكَثِيرَةِ.) تيموثاوس الأولى 5: 23
24) ألغى الختان:ففى الوقت الذى يتمسك فيه الله بالختان قائلاً:
(9وَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيمَ: «وَأَمَّا أَنْتَ فَتَحْفَظُ عَهْدِي أَنْتَ وَنَسْلُكَ مِنْ بَعْدِكَ فِي أَجْيَالِهِمْ. 10هَذَا هُوَ عَهْدِي الَّذِي تَحْفَظُونَهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ: يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ 11فَتُخْتَنُونَ فِي لَحْمِ غُرْلَتِكُمْ فَيَكُونُ عَلاَمَةَ عَهْدٍ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ. 12اِبْنَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ فِي أَجْيَالِكُمْ: وَلِيدُ الْبَيْتِ وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّةٍ مِنْ كُلِّ ابْنِ غَرِيبٍ لَيْسَ مِنْ نَسْلِكَ. 13يُخْتَنُ خِتَاناً وَلِيدُ بَيْتِكَ وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّتِكَ فَيَكُونُ عَهْدِي فِي لَحْمِكُمْ عَهْداً أَبَدِيّاً. 14وَأَمَّا الذَّكَرُ الأَغْلَفُ الَّذِي لاَ يُخْتَنُ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ فَتُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا. إِنَّهُ قَدْ نَكَثَ عَهْدِي».) تكوين 17: 9-14
وفى الوقت الذى خُتِنَ الإله نفسه على الأرض:
وهذا ما فعله عيسى ويوحنا المعمدان عليهما السلام (59وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ جَاءُوا لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ وَسَمَّوْهُ بِاسْمِ أَبِيهِ زَكَرِيَّا. 60فَقَالَتْ أُمُّهُ: «لاَ بَلْ يُسَمَّى يُوحَنَّا».) لوقا 1: 59-60 ، (21وَلَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ سُمِّيَ يَسُوعَ كَمَا تَسَمَّى مِنَ الْمَلاَكِ قَبْلَ أَنْ حُبِلَ بِهِ فِي الْبَطْنِ.) لوقا 2: 21
قرَّرَ بولس من إخراجكم من عهد الرب وعنايته ، بإبطال الختان فقال:
(أَنَا بُولُسُ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنِ اخْتَتَنْتُمْ لاَ يَنْفَعُكُمُ الْمَسِيحُ شَيْئاً!) غلاطية 5: 2
(4قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ. 5فَإِنَّنَا بِالرُّوحِ مِنَ الإِيمَانِ نَتَوَقَّعُ رَجَاءَ بِرٍّ. 6لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئاً وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ.) غلاطية 5: 4-6
25) أبطل الناموس:
(18فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضُعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا، 19إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئاً.) عبرانيين 7: 18-19
(13فَإِذْ قَالَ«جَدِيداً» عَتَّقَ الأَوَّلَ.وَأَمَّا مَا عَتَقَ وَشَاخَ فَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ الاِضْمِحْلاَلِ) عبرانيين8: 13
(7فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ ذَلِكَ الأَوَّلُ بِلاَ عَيْبٍ لَمَا طُلِبَ مَوْضِعٌ لِثَانٍ.) عبرانيين 8: 7
(9ثُمَّ قَالَ: «هَئَنَذَا أَجِيءُ لأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا أَللهُ». يَنْزِعُ الأَوَّلَ لِكَيْ يُثَبِّتَ الثَّانِيَ.)عبرانيين10: 9
(16إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.) غلاطية 2: 16
(5وَأَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ وَلَكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرّاً.) رومية 4: 5
(4قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ. 5فَإِنَّنَا بِالرُّوحِ مِنَ الإِيمَانِ نَتَوَقَّعُ رَجَاءَ بِرٍّ. 6لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئاً وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ.) غلاطية 5: 4-6
(20لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ. لأَنَّ بِالنَّامُوسِ مَعْرِفَةَ الْخَطِيَّةِ. 21وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ ظَهَرَ بِرُّ اللهِ بِدُونِ النَّامُوسِ مَشْهُوداً لَهُ مِنَ النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ.) رومية 3: 20-21
(27فَأَيْنَ الافْتِخَارُ؟ قَدِ انْتَفَى! بِأَيِّ نَامُوسٍ؟ أَبِنَامُوسِ الأَعْمَالِ؟ كَلاَّ! بَلْ بِنَامُوسِ الإِيمَانِ. 28إِذاً نَحْسِبُ أَنَّ الإِنْسَانَ يَتَبَرَّرُ بِالإِيمَانِ بِدُونِ أَعْمَالِ النَّامُوسِ.) رومية 3: 27-28
(20وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ.) رومية 5: 20
(21لَسْتُ أُبْطِلُ نِعْمَةَ اللهِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِالنَّامُوسِ بِرٌّ، فَالْمَسِيحُ إِذاً مَاتَ بِلاَ سَبَبٍ.) غلاطية 2: 21
(أَمَّا شَوْكَةُ الْمَوْتِ فَهِيَ الْخَطِيَّةُ وَقُوَّةُ الْخَطِيَّةِ هِيَ النَّامُوسُ)كورنثوس الأولى15: 56
26) اخترع أسطورة الخطيئة الأزلية:
(بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 12
(29فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لاَ يَقُولُونَ بَعْدُ: الآبَاءُ أَكَلُوا حِصْرِماً وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ. 30بَلْ: كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ. كُلُّ إِنْسَانٍ يَأْكُلُ الْحِصْرِمَ تَضْرَسُ أَسْنَانُهُ.) إرمياء31: 29-30
(16«لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.) التثنية ؟؟؟؟؟:
(2لأَنِّي لَمْ أَعْزِمْ أَنْ أَعْرِفَ شَيْئاً بَيْنَكُمْ إِلاَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوباً.) كورنثوس الأولى 2: 2
و "…... وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة " (عبرانيين 9: 22).
(8وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا. 9فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ. 10لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ. 11وَلَيْسَ ذَلِكَ فَقَطْ بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضاً بِاللَّهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الَّذِي نِلْنَا بِهِ الآنَ الْمُصَالَحَةَ. 12مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ. 13فَإِنَّهُ حَتَّى النَّامُوسِ كَانَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْعَالَمِ. عَلَى أَنَّ الْخَطِيَّةَ لاَ تُحْسَبُ إِنْ لَمْ يَكُنْ نَامُوسٌ. 14لَكِنْ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ مِنْ آدَمَ إِلَى مُوسَى وَذَلِكَ عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُخْطِئُوا عَلَى شِبْهِ تَعَدِّي آدَمَ الَّذِي هُوَ مِثَالُ الآتِي. 15وَلَكِنْ لَيْسَ كَالْخَطِيَّةِ هَكَذَا أَيْضاً الْهِبَةُ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ وَاحِدٍ مَاتَ الْكَثِيرُونَ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً نِعْمَةُ اللهِ وَالْعَطِيَّةُ بِالنِّعْمَةِ الَّتِي بِالإِنْسَانِ الْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ قَدِ ازْدَادَتْ لِلْكَثِيرِينَ. 16وَلَيْسَ كَمَا بِوَاحِدٍ قَدْ أَخْطَأَ هَكَذَا الْعَطِيَّةُ. لأَنَّ الْحُكْمَ مِنْ وَاحِدٍ لِلدَّيْنُونَةِ وَأَمَّا الْهِبَةُ فَمِنْ جَرَّى خَطَايَا كَثِيرَةٍ لِلتَّبْرِيرِ. 17لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً الَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ سَيَمْلِكُونَ فِي الْحَيَاةِ بِالْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 18فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ هَكَذَا بِبِرٍّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ. 19لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً هَكَذَا أَيْضاً بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَاراً. 20وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ. وَلَكِنْ حَيْثُ كَثُرَتِ الْخَطِيَّةُ ازْدَادَتِ النِّعْمَةُ جِدّاً. 21حَتَّى كَمَا مَلَكَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْمَوْتِ هَكَذَا تَمْلِكُ النِّعْمَةُ بِالْبِرِّ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا.) رومية 5: 8-21
(22وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيباً يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ!) عبرانيين 9: 22
(23إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ 24مُتَبَرِّرِينَ مَجَّاناً بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ 25الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ لإِظْهَارِ بِرِّهِ مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ.) رومية 3: 23-25
على الرغم من مهاجمة الله لهذه الأسطورة ، وإقراره العدل:
(16«لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.) التثنية 24 : 16
(19وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْمِلُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ.) حزقيال 18: 19-20
(32وَمَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ يُغْفَرُ لَهُ وَأَمَّا مَنْ قَالَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ لاَ فِي هَذَا الْعَالَمِ وَلاَ فِي الآتِي.) (متى12: 32)
إذن فما أهمية الفداء إذا كان هناك حساب فى العالم الآخر على أقوالنا وأفعالنا؟)
28) اخترع كون عيسى عليه السلام المسيَّا (المسيح النبى الخاتم):
(2لأَنِّي لَمْ أَعْزِمْ أَنْ أَعْرِفَ شَيْئاً بَيْنَكُمْ إِلاَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوباً.) كورنثوس الأولى 2:
29) اخترع أسطورة موت عيسى عليه السلام وقيامته من الأموات:
(23إِنْ يُؤَلَّمِ الْمَسِيحُ يَكُنْ هُوَ أَوَّلَ قِيَامَةِ الأَمْوَاتِ مُزْمِعاً أَنْ يُنَادِيَ بِنُورٍ لِلشَّعْبِ وَلِلْأُمَمِ». 24وَبَيْنَمَا هُوَ يَحْتَجُّ بِهَذَا قَالَ فَسْتُوسُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «أَنْتَ تَهْذِي يَا بُولُسُ! الْكُتُبُ الْكَثِيرَةُ تُحَوِّلُكَ إِلَى الْهَذَيَانِ».) أعمال الرسل 26: 23-24
(18فَلَمَّا وَقَفَ الْمُشْتَكُونَ حَوْلَهُ لَمْ يَأْتُوا بِعِلَّةٍ وَاحِدَةٍ مِمَّا كُنْتُ أَظُنُّ. 19لَكِنْ كَانَ لَهُمْ عَلَيْهِ مَسَائِلُ مِنْ جِهَةِ دِيَانَتِهِمْ وَعَنْ وَاحِدٍ اسْمُهُ يَسُوعُ قَدْ مَاتَ وَكَانَ بُولُسُ يَقُولُ إِنَّهُ حَيٌّ.) أعمال الرسل 25: 18-19
(31لأَنَّهُ أَقَامَ يَوْماً هُوَ فِيهِ مُزْمِعٌ أَنْ يَدِينَ الْمَسْكُونَةَ بِالْعَدْلِ بِرَجُلٍ قَدْ عَيَّنَهُ مُقَدِّماً لِلْجَمِيعِ إِيمَاناً إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ». 32وَلَمَّا سَمِعُوا بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ كَانَ الْبَعْضُ يَسْتَهْزِئُونَ وَالْبَعْضُ يَقُولُونَ: «سَنَسْمَعُ مِنْكَ عَنْ هَذَا أَيْضاً!». 33وَهَكَذَا خَرَجَ بُولُسُ مِنْ وَسَطِهِمْ.) أعمال الرسل 17: 31-33
30) ألغى السبت وتقديسه:
تقديس السبت هو الوصية الرابعة من الوصايا العشر: (14فَتَحْفَظُونَ السَّبْتَ لأَنَّهُ مُقَدَّسٌ لَكُمْ. مَنْ دَنَّسَهُ يُقْتَلُ قَتْلاً. إِنَّ كُلَّ مَنْ صَنَعَ فِيهِ عَمَلاً تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهَا. 15سِتَّةَ أَيَّامٍ يُصْنَعُ عَمَلٌ. وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابِعُ فَفِيهِ سَبْتُ عُطْلَةٍ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ. كُلُّ مَنْ صَنَعَ عَمَلاً فِي يَوْمِ السَّبْتِ يُقْتَلُ قَتْلاً. 16فَيَحْفَظُ بَنُو إِسْرَائِيلَ السَّبْتَ لِيَصْنَعُوا السَّبْتَ فِي أَجْيَالِهِمْ عَهْداً أَبَدِيّاً. 17هُوَ بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلاَمَةٌ إِلَى الأَبَدِ لأَنَّهُ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ صَنَعَ الرَّبُّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ اسْتَرَاحَ وَتَنَفَّسَ».) خروج 31: 14
وأمر الرب بقتل المتعدى على السبت: (35فَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: «قَتْلاً يُقْتَلُ الرَّجُلُ. يَرْجُمُهُ بِحِجَارَةٍ كُلُّ الجَمَاعَةِ خَارِجَ المَحَلةِ». 36فَأَخْرَجَهُ كُلُّ الجَمَاعَةِ إِلى خَارِجِ المَحَلةِ وَرَجَمُوهُ بِحِجَارَةٍ فَمَاتَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى.) عدد 15: 32-36
وأيَّدَ ذلك عيسى عليه السلام قائلاً: (27ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: «السَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَانِ لاَ الإِنْسَانُ لأَجْلِ السَّبْتِ.) مرقس 2: 27
وألغاه بولس:
(18فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضُعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا، 19إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئاً. وَلَكِنْ يَصِيرُ إِدْخَالُ رَجَاءٍ أَفْضَلَ بِهِ نَقْتَرِبُ إِلَى اللهِ.) عبرانيين 7: 18-19
(7فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ ذَلِكَ الأَوَّلُ بِلاَ عَيْبٍ لَمَا طُلِبَ مَوْضِعٌ لِثَانٍ.) عبرانيين 8: 7
(13فَإِذْ قَالَ«جَدِيداً» عَتَّقَ الأَوَّلَ. وَأَمَّا مَا عَتَقَ وَشَاخَ فَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ الاِضْمِحْلاَلِ) عبرانيين 8: 13
(9ثُمَّ قَالَ: «هَئَنَذَا أَجِيءُ لأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا أَللهُ». يَنْزِعُ الأَوَّلَ لِكَيْ يُثَبِّتَ الثَّانِيَ.) عبرانيين 10: 9
وتقول موسوعة دائرة المعارف الكتابية ، تحت كلمة السبت (الرسول بولس والسبت):
وفى حديثه عن الناموس، لم يفرق الرسول بولس بين الناموس الأدبي والنامس الطقسي، فكلاهما جزء من العهد العتيق الذي أُبطل فى المسيح ( 2كورنثوس 3: 14). ولاشك فى أن "السبت" كان جزءاً من الصك الذى "كان علينا فى الفرائض الذي كان ضّداً لنا، وقد رفعه (الله) من الوسط مسمراً إياه بالصليب" (كولوسى 2: 14). وقد ورد ذكر السبت مع الأعياد والأهلة "التى هي ظل الأمور العتيدة" (كولوسى 2: 16و17) و "حفظ أيام وشهور وأوقات وسنين" هو استعباد " للأركان الضعيفة الفقيرة" ( غلاطية 4: 9 و 10، وانظر أيضاً كولوسى 2: 20). "فحفظ أيام" هو أحد خصائص الإنسان "الضعيف فى الإيمان" ( رومية 14: 1-5).
- 31علمكم الكذب والنفاق والتحايل فى الدعوة:
فقد كان ينافق كل طائفة حسب عقيدتها، فقام بختان تابعه (تيموثاوس) لينافق اليهود (بعد أن كان يحارب الختان) (3فَأَرَادَ بُولُسُ أَنْ يَخْرُجَ هَذَا مَعَهُ فَأَخَذَهُ وَخَتَنَهُ مِنْ أَجْلِ الْيَهُودِ الَّذِينَ فِي تِلْكَ الأَمَاكِنِ .. .. ..) (أعمال 16: 3).
ثم نافق عبدة الأصنام في أثينا عندما رأى صنما مكتوبا عليه (إله مجهول) فقال لهم لقد جئتكم لأبشركم بهذا الإله؟؟ (23لأَنَّنِي بَيْنَمَا كُنْتُ أَجْتَازُ وَأَنْظُرُ إِلَى مَعْبُودَاتِكُمْ وَجَدْتُ أَيْضاً مَذْبَحاً مَكْتُوباً عَلَيْهِ: «لِإِلَهٍ مَجْهُولٍ». فَالَّذِي تَتَّقُونَهُ وَأَنْتُمْ تَجْهَلُونَهُ هَذَا أَنَا أُنَادِي لَكُمْ بِهِ.) (أعمال 17: 23)
ونافق عبدة الأصنام فى أثينا وقال مثل قولهم (نحن ذرية الله)؟ (29فَإِذْ نَحْنُ ذُرِّيَّةُ اللهِ) أعمال الرسل 17: 29
وكان هذا هو منهاج حياته الذى أقر به: (19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ.) كورنثوس الأولى 9: 19-23
والغريب أنه لا يستح من كذبه ، ويبرره بأن مجد الله ازداد بكذبه: (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7
والأعجب من ذلك أنه يتفاخر بذلك قائلاً: (16فَلْيَكُنْ. أَنَا لَمْ أُثَقِّلْ عَلَيْكُمْ. لَكِنْ إِذْ كُنْتُ مُحْتَالاً أَخَذْتُكُمْ بِمَكْرٍ!) كورنثوس الثانية 12: 16
32-بِمَكْرٍ!) كورنثوس الثانية 12: 16
32) اخترع الأقنوم الثالث ، وهو الروح القدس:
(فَإِذْ وَجَدَ تَلاَمِيذَ 2سَأَلَهُمْ: «هَلْ قَبِلْتُمُ الرُّوحَ الْقُدُسَ لَمَّا آمَنْتُمْ؟» قَالُوا لَهُ: «وَلاَ سَمِعْنَا أَنَّهُ يُوجَدُ الرُّوحُ الْقُدُسُ».) أعمال الرسل 19: 1-2
33) جعل عيسى عليه السلام ابناً لله:
(فَاللَّهُ إِذْ أَرْسَلَ ابْنَهُ فِي شِبْهِ جَسَدِ الْخَطِيَّةِ) رومية 8: 3
(3عَنِ ابْنِهِ. الَّذِي صَارَ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ مِنْ جِهَةِ الْجَسَدِ 4وَتَعَيَّنَ ابْنَ اللهِ بِقُوَّةٍ مِنْ جِهَةِ رُوحِ الْقَدَاسَةِ بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ: يَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا.) رومية 1: 3-4
(31فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! 32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضاً مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟) رومية 8: 31-32
34) رفع عيسى عليه السلام لمصاف الآلهة:
(1بُولُسُ وَتِيمُوثَاوُسُ عَبْدَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، إِلَى جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، الَّذِينَ فِي فِيلِبِّي، مَعَ أَسَاقِفَةٍ وَشَمَامِسَةٍ.) رسالة فيليبى 1: 1
(5لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ، 6الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً لأَجْلِ الْجَمِيعِ، الشَّهَادَةُ فِي أَوْقَاتِهَا الْخَاصَّةِ،) تيموثاوس الأولى 2: 5-6
(12شَاكِرِينَ الآبَ الَّذِي اهَّلَنَا لِشَرِكَةِ مِيرَاثِ الْقِدِّيسِينَ فِي النُّورِ، 13الَّذِي انْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ وَنَقَلَنَا الَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ، 14الَّذِي لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا، 15اَلَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ. 16فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشاً امْ سِيَادَاتٍ امْ رِيَاسَاتٍ امْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ. 17اَلَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ 18وَهُوَ رَأْسُ الْجَسَدِ: الْكَنِيسَةِ. الَّذِي هُوَ الْبَدَاءَةُ، بِكْرٌ مِنَ الأَمْوَاتِ، لِكَيْ يَكُونَ هُوَ مُتَقَدِّماً فِي كُلِّ شَيْءٍ.) كولوسى 1: 12-18
35) علمكم الكبر:
(1739- علمكم استحسان الضلال والإضلال وعدم الموضوعية فى البحث العلمى:
فقد استشهد الكتاب بكتب سماوية أنزلها الله على أنبيائه ، وليس لها وجود فى الكتاب المقدس: (ومع ذلك مازلتم تعدون هذا الكتاب من وحى الله)
1- سفر حروب الرب وقد جاء ذكر اسم هذا السفر في (العدد 21 : 14 ) .
2- سفر ياشر وقد جاء ذكر اسم هذا السفر في ( يشوع 10 : 13 ) .
3- سفر أمور سليمان جاء ذكره في (الملوك الأول11 : 41 )
4- سفر مرثية إرميا على يوشيا ملك أورشليم وجاء ذكر هذه المرثية في(الأيام الثاني35: 25)
5- سفر أمور يوشيا (الأيام الثاني35: 25)
6- سفر مراحم يوشيا (الأيام الثاني35: 25)
7- سفر أخبار ناثان النبي (أخبار الأيام الثاني9 : 29)
8 - سفر أخيا النبي الشيلوني (أخبار الأيام الثاني9 : 29)
9 - وسفر رؤى يعدو الرائي وقد جاء ذكر هذه الاسفار في (الأيام الثاني9 : 29)
10 - سفر أخبار جاد الرائي وقد جاء ذكره في (أخبار الأيام الأول 29 : 31 )
11- سفر شريعة الله (يشوع 24: 26)
12- سفر توراة موسى (يشوع 8: 31)
13- سفر شريعة موسى (يشوع 23: 6)
1- زبور عيسى الذى كان يعلم منه 35- إنجيل الأنكرتيين
2- رسالة عيسى إلى بطرس وبولس 36- إنجيل أتباع إيصان
3- رسالة عيسى إلى أبكرس ملك أديسه 37- إنجيل عمالانيل
4- إنجيل يعقوب ويُنسب ليعقوب الحوارى 38- إنجيل الأبيونيين
5- آداب الصلاة وينسب ليعقوب الحوارى 39- إنجيل أتباع فرقة مانى
6- إنجيل الطفولة ويُنسب لمتى الحوارى 40- إنجيل أتباع مرقيون(مرسيون)
7- آداب الصلاة وينسب لمتى الحوارى 41- إنجيل الحياة (إنجيل الله الحى)
8- إنجيل توما وينسب لتوما الحوارى 42- إنجيل أبللس (تلميذ لماركيون)
9- أعمال توما وينسب لتوما الحوارى 43- إنجيل تاسينس
10- إنجيل فيليب ويُنسب لفيليب الحوارى 44- إنجيل هسيشيوس
11- أعمال فيليب وينسب لفيليب الحوارى 45- إنجيل اشتهِرَ باسم التذكرة
12- إنجيل برنابا 46- إنجيل يهوذا الإسخريوطى
13- رسالة برنابا 47- أعمال بولس
14- إنجيل برتولما ويُنسب لبرتولما الحوارى 48-أعمال بطرس وأندراوس
15- إنجيل طفولة المسيح ويُنسب لمرقس الحوارى 49- أعمال بطرس وبولس
16- إنجيل المصريين ويُنسب لمرقس الحوارى 50- رؤيا بطرس
17- إنجيل بيكوديم وينسب لنيكوديم الحوارى 51- إنجيل حواء (ذكره أبيفانوس)
18- الإنجيل الثانى ليوحنا الحوارى 52- مراعى هرماس
19- إنجيل أندريا وينسب لأندريا الحوارى 53- إنجيل يهوذا
20- إنجيل بطرس وينسب لبطرس الحوارى 54- إنجيل مريم
21- أعمال بطرس وينسب لبطرس الحوارى 55- أعمال بولس وتكلة
22- رسالة بولس الثالثة إلى أهل تسالونيكى 56- سفر الأعمال القانونى
23- رسالة بولس الثالثة إلى أهل كورنثوس 57- أعمال أندراوس
24- إنجيل الإثنى عشر رسولا 58- رسالة يسوع
25- إنجيل السبعين وينسب لتلامس 59- راعى هرماس
26- أعمال يوحنا (ذكره أوغسطينوس) 60- إنجيل متياس
27- أعمال بطرس والاثنى عشر رسولا 61- إنجيل فليمون
28- إنجيل برتولماوس 62- إنجيل كيرنثوس
29- إنجيل تداوس 63- إنجيل مولد مريم
30- إنجيل ماركيون 64- إنجيل متى المُزيَّف
31- إنجيل باسيليوس 65- إنجيل يوسف النجار
32- إنجيل العبرانيين أو الناصريين 66- إنجيل إنتقال مريم
33- إنجيل الكمال 67- إنجيل يوسيفوس
34- إنجيل الحق 68- سفر ياشر
ومن المعروف كثرة الأناجيل عندهم ، التى تُعدِّدها دائرة المعارف الكتابية (كلمة أبوكريفا) ب 280 كتاباً: (فوتيوس : أما أكمل وأهم الإشارات إلى الأعمال الأبوكريفية فهي ما جاء بكتابات فوتيوس بطريرك القسطنطينية في النصف الثاني من القرن التاسع ، ففي مؤلفه "ببليوتيكا" تقرير عن 280 كتاباً مختلفاً قرأها في أثناء إرساليته لبغداد .. .. .. لابد أن تأليف هذه الأناجيل ونشرها كانا أيسر مما عليه الحال الآن . ويبلغ عدد هذه الأناجيل نحو خمسين)
تقول دائرة المعارف الكتابية (كلمة أبوكريفا): أن هناك (رسالة مفقودة إلى الكورنثيين: ففي (1كو 5: 9) يذكر الرسول رسالة إلى الكورنثيين يبدو أنها قد فقدت. وفي القرن الخامس أدمجت بعد الرسالة الثانية لكورنثوس رسالة قصيرة من الكورنثيين إلى بولس وأخرى من بولس إلى الكورنثيين، وهما موجودتان في السريانية، ويبدو أنهما كانتا مقبولتين في دوائر كثيرة في نهاية القرن الرابع، وهما تكونان جزءً من أعمال بولس الأبوكريفية، ويرجع تاريخ كتابتهما إلى حوالي 200 م.)
ذَكَرَ الكتاب المقدس التحريف الذى وقع لكلمة الله:
1) (كَيْفَ تَدَّعُونَ أَنَّكُمْ حُكَمَاءُ وَلَدَيْكُمْ شَرِيعَةَ الرَّبِّ بَيْنَمَا حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ المُخَادِعُ إِلَى أُكْذُوبَةٍ؟) إرمياء 8: 8
2) وهذا كلام الله الذى يقدسه نبى الله داود ويفتخر به ، يحرفه غير المؤمنين ، ويطلبون قتله لأنه يعارضهم ويمنعهم ، ولا يبالى إن قتلوه من أجل الحق ، فهو متوكل على الله: (4اَللهُ أَفْتَخِرُ بِكَلاَمِهِ. عَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُهُ بِي الْبَشَرُ! 5الْيَوْمَ كُلَّهُ يُحَرِّفُونَ كَلاَمِي. عَلَيَّ كُلُّ أَفْكَارِهِمْ بِالشَّرِّ.) مزمور 56: 4 –5
3) (15وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَتَعَمَّقُونَ لِيَكْتُمُوا رَأْيَهُمْ عَنِ الرَّبِّ فَتَصِيرُ أَعْمَالُهُمْ فِي الظُّلْمَةِ وَيَقُولُونَ: «مَنْ يُبْصِرُنَا وَمَنْ يَعْرِفُنَا؟». 16يَا لَتَحْرِيفِكُمْ!) إشعياء 29: 15 – 16
4) (38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 7: 38-40
5) (25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً.) كورنثوس الأولى 7: 25
6) (2هَا أَنَا بُولُسُ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنِ اخْتَتَنْتُمْ لاَ يَنْفَعُكُمُ الْمَسِيحُ شَيْئاً!) غلاطية 5: 2
7) (12وَأَمَّا الْبَاقُونَ فَأَقُولُ لَهُمْ أَنَا لاَ الرَّبُّ: إِنْ كَانَ أَخٌ لَهُ امْرَأَةٌ غَيْرُ مُؤْمِنَةٍ وَهِيَ تَرْتَضِي أَنْ تَسْكُنَ مَعَهُ فَلاَ يَتْرُكْهَا. 13وَالْمَرْأَةُ الَّتِي لَهَا رَجُلٌ غَيْرُ مُؤْمِنٍ وَهُوَ يَرْتَضِي أَنْ يَسْكُنَ مَعَهَا فَلاَ تَتْرُكْهُ.) كورنثوس الأولى 7: 12-13
8) (36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا.) إرمياء 23:
((((((((((((((((((((((((((((((((موت يوحنا المعمدان.))))))))))))))
بواسطة: trutheye
وفي ذلِكَ الوَقتِ سمِعَ الوالي هيرودُسُ أخبارَ يَسوعَ، 2فقالَ لحاشِيَـتِهِ: "هذا يوحنّا المَعمدانُ قامَ مِنْ بَينِ الأمواتِ، ولذلِكَ تَجري المُعْجِزاتُ على يَدِهِ".3وكانَ هيرودُسُ أمسَكَ يوحنّا وقَيَّدَهُ وسَجَنَهُ مِنْ أجلِ هيرودِيَّةَ اَمرأةِ أخيهِ فيلبٌّسَ، 4لأنَّ يوحنّا كانَ يقولُ لَه: "لا يَحِلُّ لَكَ أنْ تَتَزوَّجَها". 5وأرادَ أنْ يَقتُلَهُ، فخافَ مِنَ الشَّعبِ لأنَّهُم كانوا يَعدٌّونَهُ نَبـيُا. 6ولمّا أقامَ هيرودُسُ ذِكرى مَولِدِهِ، رقَصَتِ اَبنَةُ هيرودِيَّةَ في الحَفلةِ، فأعجَبَتْ هيرودُسَ، 7فأقسَمَ لها أنْ يُعطِيَها ما تَشاءُ. 8فلقَّنَتْها أمٌّها، فقالَت لِهيرودُسَ: "أعطِني هُنا على طَبَقٍ رَأسَ يوحنّا المَعمدانِ!" 9فحَزِنَ المَلِكُ، ولكنَّهُ أمَرَ بإعطائِها ما تُريدُ، مِنْ أجلِ اليَمينِ التي حَلَفَها على مسامِـعِ الحاضرينَ. 10وأرسَلَ جُنديُا، فقَطَعَ رأسَ يوحنَّا في السَّجن 11وجاءَ بِه على طبَقٍ. وسلَّمَهُ إلى الفتاةِ، فحَمَلْتهُ إلى أُمَّها. 12وجاءَ تلاميذُ يوحنّا، فحَمَلوا الجُثَّةَ ودَفَنوها، ثُمَّ ذَهَبوا وأخبَروا يَسوعَ.
يسوع يطعم خمسة آلاف رجل.
13فلمّا سَمِعَ يَسوعُ، خرَجَ مِنْ هُناكَ في قارِبٍ إلى مكانٍ مُقْفِرٍ يَعتَزِلُ فيهِ. وعرَفَ النّاسُ، فتَبِعوهُ مِنَ المُدُنِ مَشيًا على الأقدامِ. 14فلمّا نزَلَ مِنَ القاربِ رأى جُموعًا كبـيرةً، فأشفَقَ علَيهِم وشفَى مَرضاهُم.
15وفي المساءِ، دَنا مِنهُ تلاميذُهُ وقالوا: "فاتَ الوقتُ، وهذا المكانُ مُقفِرٌ، فقُلْ لِلنّاسِ أنْ يَنصرِفوا إلى القُرى لِـيشتَروا لهُم طعامًا". 16فأجابَهُم يَسوعُ: "لا داعيَ لاَنصرافِهِم. أعطوهُم أنتُم ما يأكلونَ". 17فقالوا لَه: "ما عِندَنا هُنا غيرُ خَمسةِ أرغِفةٍ وسَمكتَينِ".
18فقالَ يَسوعُ: "هاتوا ما عندَكُم". 19ثُمَّ أمَرَ الجُموعَ أنْ يَقعُدوا على العُشبِ، وأخَذَ الأرغِفَةَ الخَمسَةَ والسَّمكتَينِ، ورَفَعَ عَينَيهِ نحوَ السَّماءِ وبارَكَ وكسَرَ الأرغِفَةَ وأعطَى تلامِيذَهُ، والتَّلاميذُ أعطَوا الجُموعَ. 20فأكلوا كُلٌّهُم حتَّى شَبِعوا، ثُمَّ رَفَعوا اَثنتي عَشْرةَ قُفَّةً مملوءةً مِنَ الكِسَرِ التي فَضَلَتْ. 21وكانَ الَّذينَ أكلوا نحوَ خَمسةِ آلافِ رجُلٍ، ما عدا النَّساءَ والأولادَ.
يسوع يمشي على الماء.
22وأمرَ يَسوعُ تلاميذَهُ أن يَركبوا القارِبَ في الحالِ ويَسبِقوهُ إلى الشَّاطِـئِ المُقابلِ حتى يَصرِفَ الجُموعَ. 23ولمّا صرَفَهُم صَعِدَ إلى الجبَلِ ليصَلّيَ في العُزلَةِ. وكانَ وحدَهُ هُناكَ عِندَما جاءَ المساءُ. 24وأمّا القارِبُ فاَبتَعدَ كثيرًا عَنِ الشَّاطئِ وطَغَتِ الأمواجُ علَيهِ، لأنَّ الرَّيحَ كانَت مُخالِفَةً لَه. 25وقَبلَ الفَجرِ، جاءَ يَسوعُ إلى تلاميذِهِ ماشيًا على البَحرِ. 26فلمّا رآهُ التَّلاميذُ ماشيًا على البَحرِ اَرتَعبوا وقالوا: "هذا شَبَحٌ!" وصَرَخوا مِنْ شِدَّةِ الخَوفِ. 27فقالَ لهُم يَسوعُ في الحالِ: "تَشجَّعوا. أنا هوَ، لا تخافوا!" 28فقالَ لَه بُطرُسُ: "إنْ كُنتَ أنتَ هوَ، يا سيَّدُ، فَمُرْني أنْ أجيءَ إلَيكَ على الماءِ". 29فأجابَهُ يَسوعُ: "تعالَ". فنَزَلَ بُطرُسُ مِنَ القارِبِ ومشَى على الماءِ نحوَ يَسوعَ. 30ولكنَّهُ خافَ عِندَما رأى الرَّيحَ شديدةً فأخَذَ يَغرَقُ، فَصرَخ: "نَجَّني، يا سيَّدُ!" 31فمَدَّ يَسوعُ يدَهُ في الحالِ وأمسكَهُ وقالَ لَه: "يا قليلَ الإيمانِ، لِماذا شكَكْتَ؟" 32ولمّا صَعِدا إلى القارِبِ هَدأَتِ الرَّيحُ. 33فسجَدَ لَه الَّذينَ كانوا في القارِبِ وقالوا: "بالحقيقةِ أنتَ اَبنُ الله!"
يسوع يشفي من أمراض كثيرة.
34وعَبَرَ يَسوعُ وتلاميذُهُ إلى بَــرَّ جَنّيسارَتَ. 35فلمّا عرَفَ أهلُ البَلْدَةِ يَسوعَ، نَشروا الخبَرَ في تِلكَ الأنحاءِ كُلَّها. فجاؤُوهُ بالمَرضى 36وطَلَبوا إلَيهِ أنْ يَلمُسوا ولو طرَفَ ثوبِهِ. فكانَ كُلُّ مَنْ يَلمُسُه يُشفى".
والآن فإن كلام هيرودس التالى الذى قاله حين سمع بمعجزات عيسى: "هذا يوحنّا المَعمدانُ قامَ مِنْ بَينِ الأمواتِ، ولذلِكَ تَجري المُعْجِزاتُ على يَدِهِ" يثير عددا من الأسئلة: ألم يسمع هيرودس بعيسى ومعجزاته إلا الآن؟ ذلك غريب جدا. وأغرب منه أن يقال إن هيرودس لم يكن ليقتل يحيى لولا القَسَم الذى كان أقسمه لبنت أخيه الداعرة بأن يحقق لها كل ما تطلب، وكأن القَسَم يمثل لذلك المجرم قتّال القَتَلة شيئا خطيرا إلى هذا الحد! وما دمنا بصدد الكلام عن القَسَم فقد مر بنا تشديد المسيح فى النهى عن القسم وأمره بالاقتصار على كلمتى "نعم" أو "لا" دون حَلِف. وفى الإسلام تنفير من الحَلِف إلا إذا كان هناك ما يستوجبه كما فى الخصومات والدعاوى القضائية، إلا أنه لا يُنْهَى عنه كمبدإ. أقول هذا لأن أوغاد المهجر يتطاولون على الإسلام ونبيه ويكفرونه ويكفروننا نحن المسلمين جميعا لأن ديننا لا يحرم القسم كما يظنون أن المسيح قد حرمه. وقد رددت على هذا الحمق المجرم فى كتابى "الفرقان الحق: فضيحة العصر- قرآن أمريكى ملفق" (وهو الكتاب الذى استولى أحدهم على معظم صفحاته وأضاف إليه أشياء من هنا ومن هناك وكتب عليه: "القرآن الأمريكى أضحوكة القرن العشرين" دون أن يشير لى ولو بكلمة، وإنما أفاض فى الحديث عن تعبه وسهره وتشجيع زوجته له، على أى شىء؟ على السطو طبعا! وقد تكلمتْ عن ذلك جريدة "عرب تايمز" فى بابها: "لصوص ظرفاء"). وقد بيّنْتُ فى الكتاب المذكور أن الله وملائكته، طبقا لما هو مكتوب فى الكتاب المقدس، يحلفون. أما بطرس أقرب تلاميذ المسيح إليه فقد حلف حَلِفًا كاذبًا حين أنكر عند القبض على المسيح أنه يعرفه وأقسم على ذلك أكثر من مرة. كما أن المسيح ذاته قد بين أن كل من يريد تأكيد كلامه فإنه يحلف، وأن الحلف فى هذه الحالة أمر طبيعى جدا.
ثم إن الدول النصرانية جميعا تحلِّف المتهمين والشهود فى المحاكم على الكتاب المقدس، كما أن العهد القديم يقنن القسم على أساس أنه إجراء عادى جدا فى كثير من الظروف لا غضاضة فيه على الإطلاق. فعجيب بعد ذلك كله أن ينبرى كاتب الإنجيل فيتحدث عن فعلة هيرودس الشنيعة بطريقة تبدو وكأنه يبرر جريمة ذلك النذل بحجة القسم الذى أقسمه. وأىّ قَسَمٍ ذلك الذى نبرّر به إزهاق روح بريئة ونبيلة كروح يحيى عليه السلام؟ وهل المجرمون الطغاة من أمثاله يهمهم قَسَمٌ أو خلافه؟ ثم إن ظن هيرودس بأن يحيى قام من الأموات وأخذ يعمل معجزات هو كلام لا يدخل العقل. لماذا؟ لأن يحيى لم يسبق له أن عمل معجزة! كما أن ظنه هذا يدل من ناحية أخرى على أنه كان يعرف أن يحيى نبى، فكيف أقدم على قتله إذن مهما كان مِنْ سَبْق إعطائه الداعرة الصغيرة وعدا بإنالتها كل ما تطلب؟ الواقع أننى لا أطمئن لرواية الإنجيل عن تفاصيل القصة كما عرضناها هنا. وقد بين الرسول الكريم أنه إذا أقسم المسلم على أمر ثم تبين له أن سواه أولى فلْيُكَفِّرْ عن قَسَمه ولْيَفْعَلِ الأفضل. فماذا فى هذا يا أهل الضلال والنفاق، يا من قرّع المسيح أمثالكم أعنف تقريع وشتمهم شتما قبيحا يليق بكم وبأشكالكم وقلوبكم المظلمة النجسة؟ أمن المعقول أن يُشْتَم زعيم الأنبياء تقربا لأخٍ من إخوانه صلى الله عليهم جميعا وسلم؟
ومرة أخرى نرى عيسى، حسبما كتب مؤلفو الأناجيل، يتقبل كبرى مآسى يحيى بقلب لا أظننا نخطئ إن قلنا إنه بارد. أمن المعقول أن يكون كل رد فعله حين سمع نبأ قتله هو أن يعتزل تلاميذه للصلاة، ثم لما أقبلت عليه الجموع نسى ما كان انتواه من الاعتزال وأقبل عليهم يَشْفِى من جاؤوا ليشفيهم؟ ترى أين قوله المنسوب إليه من أنه لا يصح أن يُؤْخَذ خبز البنين ويُطْرَح للكلاب، بمعنى أن الأقربين أولى بالمعروف؟ فهذا يحيى عليه السلام، وهو قريبه وزميله فى النبوة، فضلا عن أنه هو الذى عمّده كما ذكرت الأناجيل، كان بحاجة إلى أن يهتم به عيسى عندما قُبِض عليه، إن لم يكن بالدفاع عنه عند السلطات والتدخل بطريقة أو أخرى لإطلاق سراحه، فعلى الأقل بالانشغال به وبمأساته. لكنه عليه السلام، إن صدقنا رواية الإنجيل، لم يفكر فى أن يفعل له شيئا. وكذلك الأمر عندما قُتِل، إذ تلقى الأمر دون أن يذرف دمعة أو يقول كلمة تعبر عن أنه متألم لما حدث له عليه السلام. الواقع أن هذه الأشياء تجعل الواحد منا لا يطمئن إلى رواية الأناجيل للوقائع التاريخية، إذ تصور الأمر فى كثير من الحالات على نحو لا يقنع أحدا.
وفى هذا الفصل أيضا نرى عيسى عليه السلام لا يزال مستمرا فى صنع الآيات، تلك الآيات التى اتخذها زيكو المنكوح ذو الدبر المقروح دليلا على أنه أفضل من سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، ودعنا من تأليهه رغم براءته، عليه السلام، ممن يُقْدِم على هذا التهور المردى فى جهنم كما يخبرنا القرآن المجيد فى أواخر سورة "المائدة". وقد سبق أن بينا أن المعجزات ليست مقصورة على عيسى بن مريم، بل كان لكثير من الأنبياء فيها نصيب، ومنهم سيدنا محمد. كما قلنا أيضا إن المعجزات لا تحسم مسألة الاعتراف بالنبى أو الرسول، والدليل على ذلك كثرة الآيات التى تحققت على يد عيسى، وكُفْر الغالبية الساحقة من اليهود به رغم ذلك. كذلك بينتُ أن المهم فى الأمر هو الإنجازات التى تمت على يد هذا النبى أو ذاك، وأن محمدا عليه الصلاة والسلام يأتى بكل جدارة واستحقاق على رأس جميع الأنبياء، فقد أنهض أمته من الحضيض وجعلها سيدة العالم بفضل العقيدة السليمة والقيم الإنسانية والاجتماعية والعلمية والسياسية والاقتصادية والأخلاقية العالية التى تجمع بين المثالية والواقعية فى منظومة فريدة لم تحدث من قبل ولا من بعد، وذلك فى مدة زمنية مستحيلة بالمقاييس البشرية، ثم استمر بعد هذا لقرون طوال، وهو ما لم يتحقق لأى نبى أو مصلح أو قائد سياسى أو عسكرى على مدار التاريخ كله. ومن هنا فقد ضحكنا كثيرا من أعماق قلوبنا من سمادير الأخطل المسمَّى: "زيكو زَكْزَك، الأَشْيَب الأَمْتَك"، الذى ظن أنه يستطيع بخَطَله أن ينال من سيد الأنبياء والمرسلين، زاد الله دبره المقروح على كثرة الخوازيق مَتَكًا حتى تعود غير صالحة لشىء!
والمضحك أن التلاميذ، رغم كل الزمن الطويل الذى قَضَوْه بالقرب منه ورؤيتهم الآيات التى صنعها بيديه، لم يكونوا قد آمنوا حتى ذلك الحين أنه ابن الله، اللهم إلا عندما مشى فوق الماء! وما الذى فى المشى على الماء مما يميزه عن سواه من المعجزات بحيث يصلح وحده دونها أن يكون دليلا على أنه ابن الله؟ أهو أقوى من إعادة الموتى إلى الحياة؟ طيب، فَهُمْ أيضا، كما قال كاتب الإنجيل، كانوا يستطيعون الإتيان بالمعجزات مثله تماما، أفلم يكن ذلك دليلا على أن ما استنتجوه من ألوهيته هو استنتاج غير صحيح، إذ ما داموا يستطيعون عمل المعجزات ولا يَرَوْن أنها تنقلهم من البشرية إلى الألوهية فمعنى هذا أنها ليست دليلا على ألوهية من يعملها؟ أليس كذلك؟ وإذا كانوا قد عرفوا وقالوا إنه ابن الله، فكيف تقبلوا صلبه وقتله بهذه البساطة؟ ألم يكن ذلك كافيا كى يقفوا أمام هذه المفارقة الغريبة: مفارقة أن يعجز ابن الله عن الدفاع عن نفسه، إن لم نقل إن أباه نفسه قد عجز عن ذلك، أو على الأقل لم يبال أن ينقذ ابنه الوحيد؟ إن الأمر كله يبعث على الاستغراب، إن لم نقل: على الضحك! ????????????=======================================================?((((((((((((((((((((((((((((((((("يسوع ويوحنا المعمدان.)))))))))))))))
بواسطة: trutheye
ولمّا أتمَّ يَسوعُ وصاياهُ لِتلاميذِهِ الاثني عشَرَ، خرَجَ مِنْ هُناكَ ليُعلَّمَ ويُبَشَّرَ في المُدُنِ المُجاوِرَةِ.
2وسمِعَ يوحنّا وهوَ في السَّجنِ بأَعمالِ المَسيحِ، فأرسَلَ إلَيهِ بَعضَ تلاميذِهِ 3ليقولوا لَهُ: "هلْ أنتَ هوَ الَّذي يَجيءُ، أو نَنتظرُ آخَرَ؟"
4فأجابَهُم يَسوعُ: "اَرْجِعوا وأخْبِروا يوحنّا بِما تَسمَعونَ وتَرَوْنَ: 5العميانُ يُبصرونَ، والعُرجُ يمشونَ، والبُرصُ يُطهَّرونَ، والصمٌّ يَسمَعونَ، والمَوتى يَقومونَ، والمَساكينُ يَتلقَّونَ البِشارةَ. 6وهنيئًا لمن لا يفقُدُ إيمانَهُ بـي".
7فلمّا اَنصَرَفَ تلاميذُ يوحنّا، تَحدَّثَ يَسوعُ لِلجُموعِ عَنْ يوحنّا فقالَ: "ماذا خَرَجتُم إلى البرَّيَّةِ تَنظُرونَ؟ أقَصَبةً تَهُزٌّها الرَّيحُ؟ 8بلْ ماذا خَرَجتُم ترَوْنَ؟ أرَجُلاً يلبَسُ الثَّيابَ النّاعِمَةَ؟ والَّذينَ يَلبَسونَ الثَّيابَ النّاعِمَةَ هُمْ في قُصورِ المُلوكِ! 9قولوا لي: ماذا خَرَجتُم تَنظُرونَ؟ أنبـيُا؟ أقولُ لكُم: نعَم، بلْ أفضَلَ مِنْ نَبِـيٍّ. 10فهوَ الَّذي يقولُ فيهِ الكِتابُ: أنا أُرسِلُ رَسولي قُدّامَكَ، ليُهيَّـئَ الطَّريقَ أمامَكَ. 11الحقَّ أقولُ لكُم: ما ظهَرَ في النّاسِ أعظمُ مِنْ يوحنّا المَعمدانِ، ولكِنَّ أصغَرَ الَّذينَ في مَلكوتِ السَّماواتِ أعظمُ مِنهُ.
12فَمِنْ أيّامِ يوحنّا المَعمدانِ إلى اليومِ، والنَّاسُ يَبذُلونَ جَهدَهُم لِدُخولِ مَلكوتِ السَّماواتِ، والمُجاهِدونَ يَدخُلونَهُ. 13فإلى أنْ جاءَ يوحنّا كانَ هُناكَ نُبوءاتُ الأنبـياءِ وشَريعَةُ موسى. 14فإذا شِئتُم أنْ تُصَدَّقوا، فاَعلَموا أنَّ يوحنّا هوَ إيليّا المُنتَظرُ. 15مَنْ كانَ لَه أُذُنانِ، فَلْيَسمَعْ!
16بِمَنْ أُشبَّهُ أبناءَ هذا الجِيلِ? هُمْ مِثلُ أولادٍ جالِسينَ في السَّاحاتِ يَتَصايَحُونَ: 17زَمَّرْنا لكُم فما رَقَصْتُم، ونَدَبْنا لكُم فما بكَيتُم. 18جاءَ يوحنّا لا يأكُلُ ولا يَشرَبُ فقالوا: فيهِ شَيطانٌ. 19وجاءَ اَبنُ الإنسانِ يأكُلُ ويَشرَبُ فقالوا: هذا رجُلٌ أكولٌ وسِكّيرٌ وصَديقٌ لِجُباةِ الضَّرائبِ والخاطِئينَ. لكِنَّ الحِكمةَ تُبرَّرُها أعمالُها".
المدن غير التائبة.
20وأخَذَ يَسوعُ يُؤَنَّبُ المُدُنَ التي أجرى فيها أكثرَ مُعجزاتِهِ وما تابَ أهلُها، 21فقالَ: "الويلُ لكِ يا كورَزينَ! الويلُ لكِ يا بـيتَ صيدا! فلو كانتِ المُعجزاتُ التي جرَتْ فيكما جرَتْ في صورَ وصيدا، لتابَ أهلُها من زمنٍ بعيدٍ ولبِسوا المسوحَ وقعَدوا على الرمادِ. 22لكنّي أقولُ لكم: سيكونُ مصيرُ صورَ وصيدا يومَ الحِسابِ أكثرَ اَحتمالاً من مصيرِكُما. 23وأنتِ يا كَفْرَ ناحومُ! أتَرتَفعينَ إلى السَّماءِ؟ لا، إلى الجَحيمِ سَتهبُطينَ. فَلو جرَى في سَدومَ ما جرَى فيكِ مِنَ المُعجِزاتِ، لبَقِـيَتْ إلى اليومِ. 24لكنّي أقولُ لكُم: سيكونُ مصيرُ سدومَ يومَ الحِسابِ أكثرَ اَحتِمالاً مِنْ مَصيرِكِ".
يسوع يبتهج.
25وتكَلَّمَ يَسوعُ في ذلِكَ الوَقتِ فقالَ: "أحمَدُكَ يا أبـي، يا ربَّ السَّماءِ والأرضِ، لأنَّكَ أظْهرتَ للبُسطاءِ ما أخفَيْتَهُ عَنِ الحُكَماءِ والفُهَماءِ. 26نَعَمْ، يا أبـي، هذِهِ مَشيئَــتُكَ.
27أبـي أعطاني كُلَ شيءٍ. ما مِنْ أحدٍ يَعرِفُ الابنَ إلاّ الآبُ، ولا أحدٌ يَعرِفُ الآبَ إلاَّ الابنُ ومَن شاءَ الابنُ أنْ يظُهِرَهُ لهُ.
28تَعالَوا إليَّ يا جميعَ المُتعَبـينَ والرّازحينَ تَحتَ أثقالِكُم وأنا أُريحُكُم. 29إحمِلوا نِـيري وتعَلَّموا مِنّي تَجِدوا الرّاحةَ لنُفوسِكُم، فأنا وديعٌ مُتواضعُ القَلْبِ، 30ونِـيري هيَّنٌ وحِمْلي خَفيفٌ".
وأول شىء تلتقطه أعيننا فى هذا الفصل هو ما جرى بين يحيى وعيسى من رسائل: "2وسمِعَ يوحنّا وهوَ في السَّجنِ بأَعمالِ المَسيحِ، فأرسَلَ إلَيهِ بَعضَ تلاميذِهِ 3ليقولوا لَهُ: "هلْ أنتَ هوَ الَّذي يَجيءُ، أو نَنتظرُ آخَرَ؟". 4فأجابَهُم يَسوعُ: "اَرْجِعوا وأخْبِروا يوحنّا بِما تَسمَعونَ وتَرَوْنَ: 5العميانُ يُبصرونَ، والعُرجُ يمشونَ، والبُرصُ يُطهَّرونَ، والصمٌّ يَسمَعونَ، والمَوتى يَقومونَ، والمَساكينُ يَتلقَّونَ البِشارةَ". إن معنى ذلك هو أن يحيى لم يكن يعرف شيئا عن طبيعة السيد المسيح ولا أنه صاحب دعوة رغم قول كاتب الإنجيل إن دوره هو التمهيد لمجىء السيد المسيح. لكن هل نسى أنه هو نفسه قد قال لعيسى بن مريم إنه لا يستحق أن يعمّده بل أن يتعمّد هو على يديه، وأنه كان حاضرا حين نزلت الحمامة إياها، وجلجل فى أرجاء السماوات الصوت إياه قائلا: "هذا هوَ اَبني الحبيبُ الَّذي بهِ رَضِيتُ"؟: "13وجاءَ يَسوعُ مِنَ الجليلِ إلى الأُردنِ ليتَعَمَّدَ على يدِ يوحنّا. 14فمانَعَهُ يوحنّا وقالَ لَه: "أنا أحتاجُ أنْ أَتعمَّدَ على يدِكَ، فكيفَ تَجيءُ أنتَ إليَّ 15فأجابَهُ يَسوعُ: "ليكُنْ هذا الآنَ، لأنَّنا بِه نُــتَمَّمُ مَشيئةَ الله". فَوافَقَهُ يوحنّا. 16وتعمَّدَ يَسوعُ وخَرَجَ في الحالِ مِنَ الماءِ. واَنفَتَحتِ السَّماواتُ لَه، فرأى رُوحَ الله يَهبِطُ كأنَّهُ حَمامَةٌ ويَنزِلُ علَيهِ. 17وقالَ صوتٌ مِنَ السَّماءِ: "هذا هوَ اَبني الحبيبُ الَّذي بهِ رَضِيتُ". أم تراه لم يسمع لأنه كان مشغولا؟ لكن أىّ شغل ذلك الذى منعه من السمع؟ خلاصة القول أنه لا يحيى ولا التلاميذ ولا الذين كان يشفيهم المسيح من المرضى المساكين ولا الذين كانوا يشاهدون تلك الآيات ولا حتى أمه كانوا يعرفون حتى ذلك الحين على الأقل أنه ابن الله! فكيف يريدنا القوم، بعد كل هاتيك القرون، أن نؤمن بشىء لم يكن يعرفه يحيى ولا مريم ولا الحواريون ولا أبناء عصره! ليس ذلك فحسب، فها هو ذا عيسى يقول عن يحيى شهادة خطيرة تنسف كل ادعاء يدعيه المؤلهون له: "الحقَّ أقولُ لكُم: ما ظهَرَ في النّاسِ أعظمُ مِنْ يوحنّا المَعمدانِ". أليست هذه شهادة بأنه ما من أحد يفوق يحيى فى العظمة، بما فى ذلك المسيح نفسه؟ فكيف يكون المسيح إلها أو ابنا له إذن، وهو نفسه يقول إنه لا يَفْضُل يحيى فى شىء؟ يا لها من حيرة ولخبطة! إن كل خطوة نخطوها فى هذا الكتاب إنما نخطوها فوق حقل من الألغام! ثم هل كانت السلطات تمكّن يحيى وهو فى السجن من الالتقاء بأتباعه بهذه الحرية وتحميلهم الرسائل لمن يريد وتسلم الجواب عنها؟ أمر غريب فعلا!
ومما يحير أيضا قول المسيح عن يحيى إنه لم يكن يأكل أو يشرب. أتراه لم يقرأ إنجيل متى وما جاء فيه من أن يحيى كان يقتات على الجراد والعسل البرى؟ أم إن هذا لا يُعَدّ فى نظره أكلا؟ يذكرنى ذلك برجل فقير عاطل من قريتنا كان يركبه ألف شيطان ويضرب زوجته إذا لم توفر له الشاى واللحم كل يوم، ومهما أتت به له من طعام فإنه لا يرى حينئذ أنه قد أكل. لكنهم لم يقولوا لنا ما أنواع الأكل التى كان عليه السلام يعترف بها طعاما وشرابا؟ الفراخ البانيه والسومون فيميه والجاتوه والشاى الأخضر مثلا؟ كذلك يحيرنا قول كاتب الإنجيل، على لسان سيدنا عيسى، إنه عليه السلام كان يشرب الخمر ويسكر، مع أن زيكو "أبا هَرَّة"، حسبما ذكرتُ من قبل، يؤكد أن النصرانية تتشدد فى أمر الخمر: "18جاءَ يوحنّا لا يأكُلُ ولا يَشرَبُ فقالوا: فيهِ شَيطانٌ. 19وجاءَ اَبنُ الإنسانِ يأكُلُ ويَشرَبُ فقالوا: هذا رجُلٌ أكولٌ وسِكّيرٌ وصَديقٌ لِجُباةِ الضَّرائبِ والخاطِئينَ". فليحل لنا القُمّص المنكوح تلك المعضلة إذن، لكن عليه أن يطهّر دبره المنتن أوّلاً لأن مقاربة العلم تستلزم الطهارة، وهو على حاله تلك أنجس الأنجاس! ومع ذلك فإنى أعترف أن المسيح، صلى الله عليه وسلم، رغم البؤس والكرب اللذين كانا يحيطان به من كل جانب، ورغم أنه كان يأخذ مهمته على أشد ما يكون من الجِدّ والاهتمام ورغم ما كان يغلب عليه من الحزن وضيق الصدر من نفاق اليهود، لم يفقد حِسّه الفكاهى، وإلا فهل كان يمكنه أن يقول: "16بِمَنْ أُشبَّهُ أبناءَ هذا الجِيلِ? هُمْ مِثلُ أولادٍ جالِسينَ في السَّاحاتِ يَتَصايَحُونَ: 17زَمَّرْنا لكُم فما رَقَصْتُم، ونَدَبْنا لكُم فما بكَيتُم. 19وجاءَ اَبنُ الإنسانِ يأكُلُ ويَشرَبُ فقالوا: هذا رجُلٌ أكولٌ وسِكّيرٌ وصَديقٌ لِجُباةِ الضَّرائبِ والخاطِئينَ"؟ وهذا طبعا إن كان قد قاله فعلا!
ومما يحير كذلك فى هذا الفصل قول المسيح فى جوابه على رسالة يحيى عليهما جميعا السلام: "اَرْجِعوا وأخْبِروا يوحنّا بِما تَسمَعونَ وتَرَوْنَ: العميانُ يُبصرونَ، والعُرجُ يمشونَ، والبُرصُ يُطهَّرونَ، والصمٌّ يَسمَعونَ، والمَوتى يَقومونَ، والمَساكينُ يَتلقَّونَ البِشارةَ". والآن أليس هذا يناقض ما كان يأمر به عليه السلام المرضى من التزام الصمت وعدم التلفظ بكلمة واحدة مما أجراه الله على يديه من المعجزات التى شفاهم بها؟ أترك هذه أيضا لزيكو مزازيكو يتسلى بالتفكير فيها ريثما ينتهى من يعتلونه من مهمتهم فيحصل على لونين من اللذة لا على لون واحد، وبسعر لذة واحدة لأننا فى موسم المعارض والأوكوزيونات! ومنه كذلك القول المنسوب للسيد المسيح عليه الصلاة والسلام والذى يقول فيه حسبما زعم كاتب الإنجيل: "اَعلَموا أنَّ يوحنّا هوَ إيليّا المُنتَظرُ". الله أكبر! هل نفهم من هذا أن إيليا قد دخل فم امرأة زكريا وهى نائمة لا تدرى، ومنه إلى بطنها، فتوهمت إليصابات ورجلها أن الله استجاب لدعائهما ووهبهما ولدا من صلبهما؟ والله إن هذا لو كان حدث فإنه لخازوق كبير، لكن فى أى مكان؟ فى دبر زيكو ولا شك! رزقك فى رجليك (أم فى حاجة ثانية؟) يا زيكو! أمك داعية لك!
أما القول التالى المنسوب لعيسى بن مريم: "28تَعالَوا إليَّ يا جميعَ المُتعَبـينَ والرّازحينَ تَحتَ أثقالِكُم وأنا أُريحُكُم. 29إحمِلوا نِـيري وتعَلَّموا مِنّي تَجِدوا الرّاحةَ لنُفوسِكُم، فأنا وديعٌ مُتواضعُ القَلْبِ، 30ونِـيري هيَّنٌ وحِمْلي خَفيفٌ" فما أحوج الإنسانية إليه اليوم حيث غلبت الشهوات وشغلت الناس دنياهم أكثر مما ينبغى ونَسُوا الأخرى فزادت الهموم والأوجاع وثقلت الحمول، ولا سعادة ولا راحة رغم كل هذا التقدم والإنجازات. لقد جاء كل الأنبياء يشرحون لنا أن الآخرة خير من الأولى، وأن التكالب على إشباع الغرائز ونسيان ما عداها لا يؤدى إلا إلى مزيد من الجوع والعطش والقلق والهم والغم والحرمان من السعادة الحقة. وها هو ذا المسيح عليه السلام يقول المعنى نفسه بطريقته وأسلوبه، فاللهم ساعدنا على أن نحسن السمع والإجابة والعمل بهذا الدعاء الجميل المريح الذى يُفْعِم القلب سكينة واطمئنانا: "ألا بذكر الله تطمئن القلوب" (الرعد/ 28). إن الدنيا جميلة ولا شك، والله لا يريد أن يحرمنا من طيباتها، هذا صحيح، لكن الدنيا وحدها لا تجلب سعادة. لا بد، إذا أردنا للمقص أن يقص، أن نستخدم شقيه معا، وبالمثل إذا أردنا أن نسعد فلا مفر من العمل للدنيا والآخرة معا: "فمنهم من يقول: ربنا، آتنا فى الدنيا. وما له فى الآخرة من خَلاَق* ومنهم من يقول: ربنا، آتنا فى الدنيا حسنة، وفى الآخرة حسنة، وقِنَا عذاب النار* أولئك لهم نصيب مما كسبوا، والله سريع الحساب" (البقرة/ 200- 202). ?????????????=============================================================?((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((مثل الزارع.)))))))))))))
بواسطة: trutheye
وخرَجَ يَسوعُ مِنَ الدّارِ في ذلِكَ اليومِ وجلَسَ بجانبِ البحرِ. 2فاَزدحَمَ علَيهِ جَمْعٌ كبـيرٌ، حتّى إنَّهُ صَعِدَ إلى قارِبٍ وجلَسَ فيهِ، والجَمعُ كُلٌّهُ على الشَّاطئِ، 3فكلَّمَهُم بأمثالٍ على أُمورٍ كثيرةٍ قالَ: "خرَجَ الزّارِعُ ليزرَعَ. 4وبَينَما هوَ يَزرَعُ، وقَعَ بَعضُ الحَبَّ على جانِبِ الطَّريقِ، فجاءَتِ الطٌّيورُ وأكَلَتْهُ. 5ووقَعَ بَعضُهُ على أرضٍ صَخْريَّةٍ قليلةِ التٌّرابِ، فنَبَتَ في الحالِ لأنَّ تُرابَهُ كانَ بِلا عُمقٍ. 6فلمَّا أشرَقَتِ الشَّمسُ اَحتَرَقَ وكانَ بِلا جُذورٍ فيَبِسَ. 7ووقَعَ بعضُهُ على الشَّوكِ، فطَلَعَ الشٌّوكُ وخَنقَهُ. 8ومِنهُ ما وقَعَ على أرضٍ طيَّبةٍ، فأعطى بَعضُهُ مِئةً، وبَعضُهُ سِتَّينَ، وبَعضُهُ ثلاثينَ. 9مَنْ كانَ لَه أُذنانِ، فلْيَسمَعْ!"
الغاية من الأمثال.
10فدَنا مِنهُ تلاميذُهُ وقالوا لَه: "لِماذا تُخاطِبُهُم بالأمثالِ؟" 11فأجابَهُم: "أنتُمُ أُعطيتُم أنْ تعرِفوا أسرارَ مَلكوتِ السَّماواتِ، وأمّا هُم فما أُعطُوا. 12لأنَّ مَنْ كانَ لَه شيءٌ، يُزادُ فيَفيضُ. ومَنْ لا شيءَ لَه، يُؤخَذُ مِنهُ حتى الَّذي لَه. 13وأنا أُخاطِبُهُم بالأمثالِ لأنَّهُم يَنظُرونَ فلا يُبصِرونَ، ويُصغونَ فلا يَسمَعونَ ولا يَفهَمونَ. 14ففيهِم تَتِمٌّ نُبوءةُ إشَعْيا: "مَهما سَمِعتُم لا تَفهَمونَ، ومَهما نَظَرْتُم لا تُبصِرونَ. 15لأنَّ هذا الشَّعبَ تحَجَّرَ قلبُهُ، فسَدٌّوا آذانَهُم وأغْمَضوا عُيونَهُم، لِـئلاَّ يُبصِروا بِعُيونِهِم ويَسمَعوا بآذانِهِم ويَفهَموا بِقُلوبِهِم ويَتوبوا فأَشفيَهُم". 16وأمّا أنتُمْ فهَنيئًا لكُم لأنَّ عيونَكُم تُبصِرُ وآذانَكُم تَسمَعُ. 17الحقَّ أقولُ لكُم: كثيرٌ مِنَ الأنبـياءِ والأبرارِ تَمنَّوا أنْ يَرَوْا ما أنتمُ تَرَونَ فَما رأوا، وأنْ يَسمَعوا ما أنتُم تَسمَعونَ فما سَمِعوا.
تفسير مثل الزارع.
18"فاَسمَعوا أنتُم مَغْزى مَثَلِ الزّارعِ: 19مَنْ يَسمَعُ كلامَ المَلكوتِ ولا يَفهَمُهُ، فهوَ المَزروعُ في جانبِ الطَّريقِ، فيجيءُ الشَّرّيرُ ويَنتَزِ.عُ ما هوَ مَزروعٌ في قلبِهِ. 20ومَنْ يَسمَعُ كلامَ المَلكوتِ ويتَقَبَّلُهُ في الحالِ فَرِحًا، فهوَ المَزروعُ في أرضٍ صخريَّةٍ: 21لا جُذورَ لَه في نَفسِهِ، فيكونُ إلى حينٍ. فإذا حدَثَ ضِيقٌ أوِ اَضطهادٌ مِنْ أجلِ كلامِ المَلكوتِ، اَرتدَّ عَنهُ في الحالِ. 22ومَنْ يَسمَعُ كلامَ المَلكوتِ ولا يُعطي ثَمرًا فهوَ المَزروعُ في الشَّوكِ: لَه مِنْ هُمومِ هذِهِ الدٌّنيا ومَحبَّةِ الغِنى ما يَخنُقُ الثّمرَ فيهِ. 23وأمّا مَنْ يَسمعُ كلامَ المَلكوتِ ويفهَمُهُ، فهوَ المَزروعُ في الأرضِ الطيَّبةِ، فيُثمِرُ ويُعطي بَعضُهُ مِئةً، وبعضُهُ سِتَّينَ، وبعضُهُ ثلاثينَ".
مثل الزؤان.
24وقَدَّمَ لهُم يَسوعُ مَثلاً آخرَ، قالَ: "يُشبِهُ مَلكوتُ السَّماواتِ رَجُلاً زرَعَ زَرْعًا جيَّدًا في حقلِهِ. 25وبَينَما النَّاسُ نِـيامٌ، جاءَ عَدوٌّهُ وزَرعَ بَينَ القَمحِ زؤانًا ومضى. 26فلمّا طلَعَ النَّباتُ وأخرَجَ سُنبلَه، ظهَرَ الزؤانُ معَهُ. 27فجاءَ خدَمُ صاحِبِ الحَقلِ وقالوا لَه: "يا سيَّدُ أنتَ زَرَعْتَ زَرعًا جيَّدًا في حَقلِكَ، فمِنْ أينَ جاءَهُ الزؤانُ؟" 28فأجابَهُم: "عَدوٌّ فعَلَ هذا". فقالوا لَه: "أتُريدُ أنْ نَذهَبَ لِنَجمَعَ الزؤانَ؟" 29فأجابَ: "لا، لِـئلاَّ تَقلَعوا القَمحَ وأنتُم تَجمعونَ الزؤانَ. 30فاَترُكوا القَمحَ يَنمو معَ الزؤانِ إلى يومِ الحَصادِ، فأقولُ للحَصَّادينَ: اَجمَعوا الزؤانَ أوَّلاً واَحزِموهُ حِزَمًا لِـيُحرَق، وأمّا القمحُ فاَجمعوهُ إلى مَخزَني".
مثل حبة الخردل.
31وقدَّمَ لهُم مَثلاً آخرَ، قالَ: "يُشبِهُ مَلكوتُ السَّماواتِ حبَّةً مِن خَردلٍ أخذَها رَجُلٌ وزَرَعَها في حَقلِهِ. 32هيَ أصغرُ الحبوبِ كُلَّها، ولكِنَّها إذا نَمَتْ كانَت أكبَرَ البُقولِ، بل صارَتْ شجَرَةً، حتَّى إنَّ طُيورَ السَّماءِ تَجيءُ وتُعشَّشُ في أغصانِها".
مثل الخميرة.
33وقالَ لهُم هذا المَثَلَ: "يُشبِهُ مَلكوتُ السَّماواتِ خَميرةً أخذَتْها اَمرأةٌ ووَضَعَتْها في ثلاثةِ أكيالٍ مِنَ الدَّقيقِ حتى اَختَمرَ العَجينُ كُلٌّهُ".
يسوع والأمثال.
34هذا كلٌّهُ قالَه يَسوعُ للجُموعِ بالأمثالِ. وكانَ لا يُخاطِبُهُم إلاَّ بأمثالٍ. 35فتَمَّ ما قالَ النبـيٌّ: "بالأمثالِ أنطِقُ، فأُعلِنُ ما كانَ خفيُا مُنذُ إنشاءِ العالَمِ".
تفسير مثل الزؤان.
36وترَكَ يَسوعُ الجُموعَ ودخَلَ إلى البَيتِ، فجاءَ إليهِ تلاميذُهُ وقالوا لَه: "فَسَّرْ لنا مثَلَ زؤانِ الحَقلِ". 37فأجابَهُم: "الَّذي زَرعَ زَرْعًا جيَّدًا هوَ اَبنُ الإنسانِ، 38والحَقلُ هوَ العالَمُ، والزَّرعُ الجيَّدُ هوَ أبناءُ المَلكوتِ، والزؤانُ هوَ أبناءُ الشَّرّيرِ، 39والعدوٌّ الذي زرَعَ الزؤانَ هوَ إبليسُ، والحَصادُ هوَ نِهايةُ العالَمِ، والحصَّادونَ هُم الملائِكةُ. 40وكما يجمَعُ الزّارعُ الزؤانَ ويَحرِقُهُ في النّارِ، فكذلِكَ يكونُ في نِهايَةِ العالَمِ: 41يُرسِلُ اَبنُ الإنسانِ ملائِكتَهُ، فيَجْمعونَ مِنْ مَلكوتِهِ كُلَ المُفسِدينَ والأشرارِ 42ويَرمونَهُم في أتونِ النّارِ، فهُناكَ البُكاءُ وصَريفُ الأسنانِ. 43وأمّا الأبرارُ، فيُشرِقونَ كالشَّمسِ في مَلكوتِ أبـيهِم. مَنْ كانَ لَه أُذُنانِ، فلْيَسمَعْ!
مثل الكنز واللؤلؤة والشبكة.
44"ويُشبِهُ مَلكوتُ السَّماواتِ كَنزًا مدفونًا في حَقلٍ، وجَدَهُ رجُلٌ فَخبّأهُ، ومِنْ فرَحِهِ مَضى فباعَ كُلَ ما يَملِكُ واَشتَرى ذلِكَ الحَقلَ.
45ويُشبِهُ مَلكوتُ السَّماواتِ تاجِرًا كانَ يبحَثُ عَنْ لُؤلُؤ ثَمينٍ. 46فلمّا وجَدَ لُؤلُؤةً ثَمينَةً، مضى وباعَ كُلَ ما يَملِكُ واَشتَراها.
47ويُشبِهُ مَلكوتُ السَّماواتِ شبكَةً ألقاها الصَيّادونَ في البحرِ، فجَمَعتْ سَمكًا مِنْ كُلٌ نوعِ. 48فلمّا اَمتَلأتْ أخرَجَها الصَيَّادونَ إلى الشّاطئ، فوَضَعوا السَّمكَ الجيَّدَ في سِلالِهِم ورَمَوا الرّديءَ. 49وهكذا يكونُ في نِهايَةِ العالَمِ: يَجيءُ الملائِكةُ، ويَنتَقونَ الأشرارَ مِنْ بَينِ الصّالِحينَ 50ويَرمونَهُم في أتّونِ النّارِ. فهُناكَ البُكاءُ وصَريفُ الأسنانِ".
الجديد والقديم.
51وسألَ يَسوعُ تلاميذَهُ: "أفَهِمتُم هذا كُلَّهُ؟" فأجابوهُ: "نعم". 52فقالَ لهُم: "إذًا، كُلُّ مَنْ صارَ مِنْ مُعَلَّمي الشَّريعةِ تلميذًا في مَلكوتِ السَّماواتِ، يُشبِهُ ربَّ بَيتٍ يُخرِجُ مِنْ كنزِهِ كُلَ جديدٍ وقَديمِ".
الناصرة ترفض يسوع.
53ولمّا أتَمَّ يَسوعُ هذِهِ الأمثالَ، ذهَبَ مِنْ هُناكَ_ 54وعادَ إلى بلَدِهِ، وأخَذَ يُعلَّمُ في مَجمَعِهِم، فتَعَجَّبوا وتَساءَلوا: "مِنْ أينَ لَه هذِهِ الحِكمةُ وتِلْكَ المُعْجزاتُ؟ 55أما هوَ اَبنُ النجّارِ؟ أُمٌّهُ تُدعى مَريمَ، وإِخوتُهُ يَعقوبَ ويوسفَ وسِمْعانَ ويَهوذا؟ 56أما جميعُ أخَواتِهِ عِندَنا؟ فمِنْ أينَ لَه كُلُّ هذا؟" 57ورَفَضوهُ.
فقالَ لهُم يَسوعُ: "لا نبـيَّ بِلا كرامةٍ إلاّ في وَطَنِهِ وبَيتِهِ". 58وما صنَعَ هُناكَ كثيرًا مِنَ المُعجِزاتِ لِعَدَمِ إيمانِهِم به"ِ.
فى هذا الفصل يسوق متّى عددا من الأمثال التى ضربها السيد المسيح لتوضيح ما يريد أن يبلّغه للجموع، وفى القرآن والأحاديث أيضا أمثال كثيرة وُضِعَتْ فيها كتب ودراسات. ومن الطبيعى أن يلجأ الأنبياء إلى هذه الوسيلة لنجاعتها فى توضيح المعنى وإبرازه وحفره فى القلب بحروف من نور، وكذلك لما فى الأمثال من متعة فنية بما تتميز به من ألوان وتصاوير حية يفتقدها الكلام المجرد البارد. وما أجمل الأمثال التى أُثِرَتْ عن المسيح وأشدّ علوقها بالنفس وأفعل تأثيرها فيها، ومنها مثل الزارع والحب الذى مر بنا: "خرَجَ الزّارِعُ ليزرَعَ. 4وبَينَما هوَ يَزرَعُ، وقَعَ بَعضُ الحَبَّ على جانِبِ الطَّريقِ، فجاءَتِ الطٌّيورُ وأكَلَتْهُ. 5ووقَعَ بَعضُهُ على أرضٍ صَخْريَّةٍ قليلةِ التٌّرابِ، فنَبَتَ في الحالِ لأنَّ تُرابَهُ كانَ بِلا عُمقٍ. 6فلمَّا أشرَقَتِ الشَّمسُ اَحتَرَقَ وكانَ بِلا جُذورٍ فيَبِسَ. 7ووقَعَ بعضُهُ على الشَّوكِ، فطَلَعَ الشٌّوكُ وخَنقَهُ. 8ومِنهُ ما وقَعَ على أرضٍ طيَّبةٍ، فأعطى بَعضُهُ مِئةً، وبَعضُهُ سِتَّينَ، وبَعضُهُ ثلاثينَ"، والذى فسره عليه السلام على النحو التالى: 19مَنْ يَسمَعُ كلامَ المَلكوتِ ولا يَفهَمُهُ، فهوَ المَزروعُ في جانبِ الطَّريقِ، فيجيءُ الشَّرّيرُ ويَنتَزِعُ ما هوَ مَزروعٌ في قلبِهِ. 20ومَنْ يَسمَعُ كلامَ المَلكوتِ ويتَقَبَّلُهُ في الحالِ فَرِحًا، فهوَ المَزروعُ في أرضٍ صخريَّةٍ: 21لا جُذورَ لَه في نَفسِهِ، فيكونُ إلى حينٍ. فإذا حدَثَ ضِيقٌ أوِ اَضطهادٌ مِنْ أجلِ كلامِ المَلكوتِ، اَرتدَّ عَنهُ في الحالِ. 22ومَنْ يَسمَعُ كلامَ المَلكوتِ ولا يُعطي ثَمرًا فهوَ المَزروعُ في الشَّوكِ: لَه مِنْ هُمومِ هذِهِ الدٌّنيا ومَحبَّةِ الغِنى ما يَخنُقُ الثّمرَ فيهِ. 23وأمّا مَنْ يَسمعُ كلامَ المَلكوتِ ويفهَمُهُ، فهوَ المَزروعُ في الأرضِ الطيَّبةِ، فيُثمِرُ ويُعطي بَعضُهُ مِئةً، وبعضُهُ سِتَّينَ، وبعضُهُ ثلاثينَ". كلام يدخل القلب لأنه من النبع السامق الكريم لا الكلام الشِّرْكِىّ الذى يزعم أنه، عليه السلام، هو الله أو ابن الله! تعالى الله عن تلك السخافات المتخلفة!
ومن أمثال القرآن المجيد قوله تعالى من سورة "البقرة": "أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16) مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ (18) أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)"، "مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261)"، "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (264) وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآَتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (265) أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (266)"، وقوله من سورة "الأعراف": "وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) سَاءَ مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177)"، وقوله من سورة "إبراهيم": "مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ (18)"، "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27)"، وقوله من سورة "النور": "وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآَنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39) أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ (40)"، وقوله من سورة "محمد": "مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آَسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ (15)". إلا أن ثمة فارقا بين القرآن المجيد والكتاب المقدس فى هذا المجال، فالأمثال فى القرآن ليست إلا أسلوبا فنيا واحدامن أساليب متنوعة، بخلاف الحال فى الكتاب المقدس حيث لا يوجد تقريبا سواها لدى السيد المسيح فى تبليغ دعوته طبقا لما يرويه لنا كتّاب الأناجيل. علاوة على أن المسيح عادة ما يقوم بتفسير المثل بالتفصيل، أما القرآن الكريم فلا يفعل شيئا من هذا.
أما المثل الثانى الذى يُنْسَب هنا إلى المسيح فهو يحتاج لوقفة. لقد فسره، عليه السلام، على النحو الذى ورد فى النص التالى: "36وترَكَ يَسوعُ الجُموعَ ودخَلَ إلى البَيتِ، فجاءَ إليهِ تلاميذُهُ وقالوا لَه: "فَسَّرْ لنا مثَلَ زؤانِ الحَقلِ". 37فأجابَهُم: "الَّذي زَرعَ زَرْعًا جيَّدًا هوَ اَبنُ الإنسانِ، 38والحَقلُ هوَ العالَمُ، والزَّرعُ الجيَّدُ هوَ أبناءُ المَلكوتِ، والزؤانُ هوَ أبناءُ الشَّرّيرِ، 39والعدوٌّ الذي زرَعَ الزؤانَ هوَ إبليسُ، والحَصادُ هوَ نِهايةُ العالَمِ، والحصَّادونَ هُم الملائِكةُ. 40وكما يجمَعُ الزّارعُ الزؤانَ ويَحرِقُهُ في النّارِ، فكذلِكَ يكونُ في نِهايَةِ العالَمِ: 41يُرسِلُ اَبنُ الإنسانِ ملائِكتَهُ، فيَجْمعونَ مِنْ مَلكوتِهِ كُلَ المُفسِدينَ والأشرارِ 42ويَرمونَهُم في أتونِ النّارِ، فهُناكَ البُكاءُ وصَريفُ الأسنانِ. 43وأمّا الأبرارُ، فيُشرِقونَ كالشَّمسِ في مَلكوتِ أبـيهِم. مَنْ كانَ لَه أُذُنانِ، فلْيَسمَعْ"!
لكن ألا يمكن أن نعطى المثل تفسيرا آخر إلى جانب هذا التفسير؟ ألا نستطيع أن نقول إنه لا مانع أيضا من القول بأنه من غير المستحب انشغال الإنسان أثناء عمله للخير بتخليصه تماما من أية شوائب، وإلا فإنه لن يستطيع أن ينتج شيئا لأن الطبيعة البشرية لا تصفو أبدا لأى إنسان، بل يختلط بصوابها نسبة من الخطإ والتقصير، والمهم ألا تزيد تلك النسبة عن الحد الذى لا يمكن تقليله أكثر من ذلك كى تستمر مسيرة العطاء والخير، ويوم القيامة يميز الله الزُّؤَان عن الحَبّ فيعفو عن الأول ويثيب على الثانى؟ وقد أُثِر عن رسولنا الكريم: "إن المُنْبَتّ لا أرضًا قَطَع ولا ظَهْرًا أبقى"، و"لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، ولكن سَدِّدوا وقارِبوا"، و"إذا أمرتكم بشىء فأْتُوا منه ما استطعتم"، و"اتقوا النار ولو بشق تمرة" وغير ذلك من الكلام النبيل المستماح من النبع الكريم السامق. هذا ما عَنَّ لى، وأرجو ألا أكون مخطئا فى هذا التفسير.
ومع هذا فمن العجيب أن يقول المسيح فى تلاميذه الكلام التالى، إذا كان قد قاله فعلا، حين سألوه السبب فى اعتماد ضرب الأمثال أسلوبا لمخاطبة الجموع، إذ كان جوابه لهم: "أنتُمُ أُعطيتُم أنْ تعرِفوا أسرارَ مَلكوتِ السَّماواتِ، وأمّا هُم فما أُعطُوا. 12لأنَّ مَنْ كانَ لَه شيءٌ، يُزادُ فيَفيضُ. ومَنْ لا شيءَ لَه، يُؤخَذُ مِنهُ حتى الَّذي لَه. 13وأنا أُخاطِبُهُم بالأمثالِ لأنَّهُم يَنظُرونَ فلا يُبصِرونَ، ويُصغونَ فلا يَسمَعونَ ولا يَفهَمونَ. 14ففيهِم تَتِمٌّ نُبوءةُ إشَعْيا: "مَهما سَمِعتُم لا تَفهَمونَ، ومَهما نَظَرْتُم لا تُبصِرونَ. 15لأنَّ هذا الشَّعبَ تحَجَّرَ قلبُهُ، فسَدٌّوا آذانَهُم وأغْمَضوا عُيونَهُم، لِـئلاَّ يُبصِروا بِعُيونِهِم ويَسمَعوا بآذانِهِم ويَفهَموا بِقُلوبِهِم ويَتوبوا فأَشفيَهُم". 16وأمّا أنتُمْ فهَنيئًا لكُم لأنَّ عيونَكُم تُبصِرُ وآذانَكُم تَسمَعُ. 17الحقَّ أقولُ لكُم: كثيرٌ مِنَ الأنبـياءِ والأبرارِ تَمنَّوا أنْ يَرَوْا ما أنتمُ تَرَونَ فَما رأوا، وأنْ يَسمَعوا ما أنتُم تَسمَعونَ فما سَمِعوا"، ثم نفاجأ بعد قليل أن أولئك التلاميذ الذين يسمعون ويبصرون ويفهمون فى الوقت الذى لا يفهم فيه غيرهم، والذين يغبطهم الأنبياء على مكانتهم التى لا يصل إليها الأنبياء، أولئك التلاميذ لا يفهمون المغزى من أمثال معلمهم: "36وترَكَ يَسوعُ الجُموعَ ودخَلَ إلى البَيتِ، فجاءَ إليهِ تلاميذُهُ وقالوا لَه: "فَسَّرْ لنا مثَلَ زؤانِ الحَقلِ". 37فأجابَهُم: "الَّذي زَرعَ زَرْعًا جيَّدًا هوَ اَبنُ الإنسانِ، 38والحَقلُ هوَ العالَمُ، والزَّرعُ الجيَّدُ هوَ أبناءُ المَلكوتِ، والزؤانُ هوَ أبناءُ الشَّرّيرِ، 39والعدوٌّ الذي زرَعَ الزؤانَ هوَ إبليسُ، والحَصادُ هوَ نِهايةُ العالَمِ، والحصَّادونَ هُم الملائِكةُ. 40وكما يجمَعُ الزّارعُ الزؤانَ ويَحرِقُهُ في النّارِ، فكذلِكَ يكونُ في نِهايَةِ العالَمِ: 41يُرسِلُ اَبنُ الإنسانِ ملائِكتَهُ، فيَجْمعونَ مِنْ مَلكوتِهِ كُلَ المُفسِدينَ والأشرارِ 42ويَرمونَهُم في أتونِ النّارِ، فهُناكَ البُكاءُ وصَريفُ الأسنانِ. 43وأمّا الأبرارُ، فيُشرِقونَ كالشَّمسِ في مَلكوتِ أبـيهِم. مَنْ كانَ لَه أُذُنانِ، فلْيَسمَعْ"! ولسوف يتكرر ذلك العجز منهم بعد قليل. أمعقول هذا؟ واضح أن ثمة خللا فى النصوص الإنجيلية رغم ما فيها من بعض اللمعات والبوارق النفيسة!
وبالنسبة لقول مؤلف الإنجيل: "34هذا كلٌّهُ قالَه يَسوعُ للجُموعِ بالأمثالِ. وكانَ لا يُخاطِبُهُم إلاَّ بأمثالٍ. 35فتَمَّ ما قالَ النبـيٌّ: "بالأمثالِ أنطِقُ، فأُعلِنُ ما كانَ خفيُا مُنذُ إنشاءِ العالَمِ"، فالإشارة فيه إلى الفقرة الثانية من المزمور 78 ونصه: "أفتَحُ فَمي بِالأَمثالِ وأبوحُ بألغازٍ مِنَ القديمِ". ولا شك أنه تصرف غريب أن يأخذ كاتب إنجيل متّى هذه العبارة من كلام صاحب المزامير ويجعلها كأنها من كلام السيد المسيح. إن هذا، وايم الحق، لخلط واضطراب لا معنى له. إننا هنا أمام شخصين مختلفين هما حسبما يقولون: داود والمسيح عليهما السلام، فما معنى أخذ كلام الأول والزعم بأنه هو كلام الثانى، مع أن صاحب المزامير إنما يتكلم عن نفسه ولا يتنبأ بما سيقوله عيسى بن مريم عليه السلام. ألا إنها لــ"تماحيك" كما يقول العوام بأسلوبهم الظريف! ثم إن العبارتين ليستا شيئا واحدا كما هو واضح تمام الوضوح. وعلى أية حال فينبغى ألا يفوتنا الاسم الواحد الذى استُعْمِل للاثنين، وهو لفظ "النبى": "فتَمَّ ما قالَ النبـيٌّ (أى داود)"، "فقالَ لهُم يَسوعُ: "لا نبـيَّ بِلا كرامةٍ إلاّ في وَطَنِهِ وبَيتِهِ" (والنبى هنا هو عيسى). إذن فلا هو الرب ولا هو ابن الرب، وكيف يكون الرب وقد كان يأكل ويشرب ويبول ويتبرز؟ أم ترى هناك من ينكر هذا؟ تعالى الرب تعاليًا جليلاً عن كل هذا!
وكما رأينا قبلا أن الناس كانوا دائما ما يقولون عنه إنه ابن يوسف ومريم، فكذلك الحال هنا: "53ولمّا أتَمَّ يَسوعُ هذِهِ الأمثالَ، ذهَبَ مِنْ هُناكَ. 54وعادَ إلى بلَدِهِ، وأخَذَ يُعلَّمُ في مَجمَعِهِم، فتَعَجَّبوا وتَساءَلوا: "مِنْ أينَ لَه هذِهِ الحِكمةُ وتِلْكَ المُعْجزاتُ؟ 55أما هوَ اَبنُ النجّارِ؟ أُمٌّهُ تُدعى مَريمَ، وإِخوتُهُ يَعقوبَ ويوسفَ وسِمْعانَ ويَهوذا؟ 56أما جميعُ أخَواتِهِ عِندَنا؟ فمِنْ أينَ لَه كُلُّ هذا؟" 57ورَفَضوهُ"، وهو ما سوف يتكرر فيما بعد أيضا. أى أنه لا أحد كان يقول عنه حتى ذلك الوقت على الأقل إنه ابن الله، فضلا عن أن يقولوا إنه الله ذاته، تعالى الله عن ذلك الشرك علوا عظيما. وعلى هذا فكل ما قيل عن الحمامة واليمامة وأبى قردان وأبى فصادة والصوت الذى كان يتردد فى جنبات السماوات عندما كان يتم تعميد السيد المسيح على يد يحيى هو كلام فارغ شكلا ومضمونا، وهو يؤكد ما قاله القرآن عن العبث فى الكتاب المقدس، وإن كنا نحترم مع ذلك ما يعتقده كل إنسان، بشرط ألا يتطاول بسفاهةٍ وصياعةٍ وقلّةِ أدبٍ على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وإلا فالخوازيق موجودة لزيكو!
((((((((((((((((((((((((((((((((((((((ملخص الكتاب المقدس)))))))))))))))))))))))
مقدمة
لمن هذا الكتاب ؟
لكل باحث عن الحق من اليهود والنصارى.
أدعوك أيها الباحث عن الحق أن تتجرد ولو لساعة عن التعصب الأعمى ، وأن تتجرد من كل حكم مسبق بنى على سماع من صديق أو أب أو رجل دين مهما كانت مكانته. فمن البديهى أن رجل الدين النصرانى يدعى أنه هو الأوحد صاحب الدين الحق وما عداه باطل. وهو نفس حال المسلم واليهودى. إذن فما الحل؟ التجرد بحثا عن حقائق تؤكد كلامك ، أو حقائق تنفى كلام الآخرين ، دون زيف أو لعب بالألفاظ إحقاقاً للحق ، وعملاً لآخرتك. فأنت فى الآخرة إما فى النعيم المقيم وإما فى الجحيم.
كثيراً ما يتساءل المرء: ما الذي يؤكد لي أن يكون الكتاب الذين أدين به هو حقا كتاب الله؟ وكيف يمكن لى أن أفرق بين كتاب الله المقدس وكتاب يدعى آخرون أنه مقدس؟ كيف يتبين لى أن الدين الذى أنتمى إليه هو دين الله الحق الذى يرتضيه لى أن أسترشد به فى رحلة إيمانية للوصول إلى حب الله ورضاه فى الدنيا والإنتهاء إلى جنات الله ونعيمه؟
يتساءل المنصفون: تُرى ماذا أفعل لو أن كتابى هذا ليس من عند الله؟ تُرى ماذا سيكون مصيرى لو استمرت عبادتى لغير الله؟ تُرى ما هو مصيرى لو تمسكت بكتاب سفيه علمتُ أنه ليس من عند الله ومع ذلك أتمسك به وأدعوه مقدساً؟
ويجيب المنصفون ، أصحاب الحقيقة الأحرار: لابد أن أتأكد من زيف هذا الكتاب ، وهذا يتطلب منى عملية بحث ودراسة متأنية موثقة وإنصاف، وليست قراءة وحكم أهوج متسرع. إنه يتطلب منى قراءة علمية واعية ، وتجرداً للحق أينما كان بعيدا عن التعصب الأعمى والميل والهوى. والحقيقة تفرض نفسها: سأتبع كلمة الله ولو على رقبتى! ماذا أستفيد من الإنتماء إلى خزعبلات ، يدعى المنتفعون من وجودها بأنها هى المنجية؟
وحتى لا يميل بك الهوى عن الحق، فتوجه الى الله الخالق ، مالك السماوات والأرض، خالق كل شىء ومليكه أن يهديك لدينه الحق الذى يرتضيه لك ، اسأل الله بصدق أن يوفقك إلى الهدى ويهديك إلى الحق. إنه هو نعم المولى ونعم المستجيب! قل هذا الدعاء دون أن تضع فى ذهنك صورة معينة لهذا الإله! فإنه بدون توفيق الله وهدايته لن تصل إلى الحق.
أيها الباحث عن الحق! إن الأمر يتطلب منك :
1- كثرة الدعاء لله الحق ، الخالق ، المالك بأن يهديك للصواب والطريق المستقيم.
2- البعد عن التعصب ، وعدم إصدار أحكام مسبقة دون بحث.
3- البحث الواعى المتأنى ، الذى يرتكز على فهم ، وربط للأحداث ، وتجرداً للحق.
إن الله أرسل الأنبياء والمصلحون لهدايتنا ، ولنقتدى بهم ، ولولا ذلك لاحتج الناس على ربهم بأنه هو الذى لم يرسل رسلاً لهدايتنا ، أو أنت يارب الذى أضللتنا بأن أرسلت إلينا رسلاً كانت هذه أفعالهم ، فاقتدينا بهم.
وكذلك أرسل مع هؤلاء الأنبياء كتاباً يوضح فيه رسالته لهم. لأن النبى بطبيعة الحال لن يعيش مع قومه للأبد ، فكان لابد من أن يرسل كتاباً: كتاباً قيماً ، يخبرنا فيه عن أمور سابقة ، لنأخذ العبرة والخبرة منها فى كيفية التعامل مع الله ومع الأمم الأخرى ، كذلك لابد أن يكون كتاباً يحتوى على أوامر الله ونواهيه ، كتاباً يبين العقائد السليمة ، ويوضح لنا كيفية العبادات والمعاملات بشكل منطقى سليم يقبله العقل ، الذى خلقه الله ، وقدَّر من قبل أن هذا العقل بهذه الكيفية سوف يستصيغ دينه ، وإلا كان هو (سبحان الله) المذنب .
وما من شك فى وجود دين الله وكتابه الحق على هذه الأرض ، ولكن يبقي عليك أيها الباحث عن الحق أن تبحث وتُجهد نفسك من أجل سعادتك فى الدنيا وفلاحك فى الآخرة. فكم ستكون سعادتك أن تعيش حراً وتتخلص من كل هموم الكذب ، كما عاش أنبياء الله وعرف عنهم أنهم ل يخشون فى الله والحق لومة لائم: (14فَلَمَّا جَاءُوا قَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِقٌ وَلاَ تُبَالِي بِأَحَدٍ لأَنَّكَ لاَ تَنْظُرُ إِلَى وُجُوهِ النَّاسِ بَلْ بِالْحَقِّ تُعَلِّمُ طَرِيقَ اللَّهِ.) مرقس 12: 14
والعاقل هو الذى يفكر ويكون لسان حاله: يسعى الناس ويشقون في هذه الدنيا لتحصيل أرزاقهم الدنيوية. ويسعى العقلاء إضافة إلى ذلك لتأمين آخرتهم. فلماذا لا أسعَ أنا أيضاً لطلب جنة الخلد التي لا يفنى أهلها ولا يتعبون والتي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
ما لى لا أسعَ لما فيه صلاح دنياى وآخرتى؟ فأنا إما فى الجنة وإما فى النار. فما الذى يُشغلنى إذن عن الطريق الذى يؤدى إلى سعادتى الأبدية.
قد تصدمك الحقيقة لأول وهلة. وتكون ثقيلة مرة. لكن ذلك لا يغير من كونها حقيقة، يجب التروي والصبر وإعمال العقل قبل رفضها. فكم ستكون حسرتك إذا جئت يوم القيامة وتبين لك أنك كنت في الدنيا على غير دين الله وأنك الآن من الخاسرين؟
فلا تكن مطلقاً من الذين لهم أعين ولا يبصرون ، أو لهم آذان ولكنهم لا يسمعون ، لا تكن من الأحياء ولكنهم أموات لأنهم لا يرغبون سماع الحق ولا يريدون للناس أن يسمعوه.
صديقى الباحث عن الحق ! هل قرأت الكتاب المقدس قراءة متأنية ؟
أول ما ينفر منه العقل البشرى السليم هو صورة الله الخالق، الجبار، المنتقم، المالك، الرحمن، الرحيم فى هذا الكتاب ، وكذلك التناقضات البينة فيه :
1- صفات الله ثابتة لا تتغير: (أنا الرب لا أتغير) ملاخى 3: 6
2- صفات الله غير ثابتة وتتغير: (1وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ مُنْفَرِدِينَ. 2وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ وَأَضَاءَ وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ وَصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ كَالنُّورِ.) متى 17: 1-2 ومرقس 9: 2 و لوقا 9: 29
كما ظهر كتنين ضخم: (8فَارْتَجَّتِ الأَرْضُ وَارْتَعَشَتْ. أُسُسُ السَّمَوَاتِ ارْتَعَدَتْ وَارْتَجَّتْ، لأَنَّهُ غَضِبَ. 9صَعِدَ دُخَانٌ مِنْ أَنْفِهِ، وَنَارٌ مِنْ فَمِهِ أَكَلَتْ. جَمْرٌ اشْتَعَلَتْ مِنْهُ. 10طَأْطَأَ السَّمَاوَاتِ وَنَزَلَ وَضَبَابٌ تَحْتَ رِجْلَيْهِ. 11رَكِبَ عَلَى كَرُوبٍ وَطَارَ، وَرُئِيَ عَلَى أَجْنِحَةِ الرِّيحِ. 12جَعَلَ الظُّلْمَةَ حَوْلَهُ مَظَلاَّتٍ، مِيَاهاً مُتَجَمِّعَةً وَظَلاَمَ الْغَمَامِ. 13مِنَ الشُّعَاعِ قُدَّامَهُ اشْتَعَلَتْ جَمْرُ نَارٍ. 14أَرْعَدَ الرَّبُّ مِنَ السَّمَاوَاتِ، وَالْعَلِيُّ أَعْطَى صَوْتَهُ. 15أَرْسَلَ سِهَاماً فَشَتَّتَهُمْ، بَرْقاً فَأَزْعَجَهُمْ. 16فَظَهَرَتْ أَعْمَاقُ الْبَحْرِ، وَانْكَشَفَتْ أُسُسُ الْمَسْكُونَةِ مِنْ زَجْرِ الرَّبِّ، مِنْ نَسْمَةِ رِيحِ أَنْفِهِ.) صموئيل الثانى 22: 7-16
3- الرب هو الإله الخالق: (فى البدء خلق الله السموات والأرض) تكوين 1: 1
4- الرب مخلوق: (أما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا) متى 1: 18
5- الله هو الحى الباقى : (إن العلىّ متسلط فى مملكة الناس) دانيال 4: 17 ، (انظروا الآن: أنا. أنا هو. وليس إله معى. أنا أميت وأحيى. سحقتُ وإنى أشفى وليس من يدى مخلِّص. إنى أرفع إلى السماء يدى ، وأقول حى أنا إلى الأبد) تثنية 32: 39-40
6- هو الإله الميت: (فصرخ يسوع أيضاً بصوت عظيم وأسلم الروح) متى 27: 50 ، (أنا هو الأول والآخر والحىُّ وكنتُ ميتاً وها أنا حىٌّ إلى أبد الآبدين) رؤيا يوحنا 1: 17-18
7- الله لا يُرى ، ولا يقدر أحد أن يراه: (فكلمكم الرب من وسط النار ، وأنتم سامعون صوت كلام ، ولكن لم تروا صورة بل صوتاً ... .. فاحتفظوا جداً لأنفسكم. فإنكم لم تروا صورة ما، يوم كلمكم الرب فى حوريب من وسط النار ...) تثنية 4: 12 ، 15
وعندما طلب موسى من الله أن يراه: (20وَقَالَ:«لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي لأَنَّ الْإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ») خروج 33: 20 ، ويؤكد سفر إشعياء قائلاً: (حقاً أن إله محتجب يا إله إسرائيل) إشعياء 45: 15 ، ويؤكد ذلك المعنى يوحنا قائلاً: (اللهُ لم يره أحد قط) يوحنا 1: 18
8- الرب بشرٌ ويراه البشر وجهاً لوجه: إلا أنك ترى أن يعقوب رآه وصارعه وانتصر عليه: (30فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلاً: «لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهاً لِوَجْهٍ وَنُجِّيَتْ نَفْسِي») تكوين 32: 30 (وفيما هم يتكلمون بهذا وقف يسوع نفسه فى وسطهم وقال لهم سلام لكم.) لوقا 24: 36 ، (9فَأَتَى اللهُ إِلى بَلعَامَ وَقَال: «مَنْ هُمْ هَؤُلاءِ الرِّجَالُ الذِينَ عِنْدَكَ؟» .. 20فَأَتَى اللهُ إِلى بَلعَامَ ليْلاً وَقَال لهُ: «إِنْ أَتَى الرِّجَالُ لِيَدْعُوكَ فَقُمِ اذْهَبْ مَعَهُمْ. إِنَّمَا تَعْمَلُ الأَمْرَ الذِي أُكَلِّمُكَ بِهِ فَقَطْ».) عدد 9 ، 20
9- الرب لا يكل ولا يتعب: (28أَمَا عَرَفْتَ أَمْ لَمْ تَسْمَعْ؟ إِلَهُ الدَّهْرِ الرَّبُّ خَالِقُ أَطْرَافِ الأَرْضِ لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَعْيَا.) إشعياء 40: 28
10- الرب يكل ويتعب: (3وَبَارَكَ اللهُ الْيَوْمَ السَّابِعَ وَقَدَّسَهُ لأَنَّهُ فِيهِ اسْتَرَاحَ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ اللهُ خَالِقاً.) التكوين 2: 3
11- الرب صالح: (احمدوا الرب لأنه صالح) أخبار الأيام الأولى 16: 34
12- الرب مخرِّب: (12وَفِي الْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ 13فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئاً. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئاً إلاَّ وَرَقاً لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ. 14فَقَالَ يَسُوعُ لَهَا: «لاَ يَأْكُلْ أَحَدٌ مِنْكِ ثَمَراً بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». وَكَانَ تَلاَمِيذُهُ يَسْمَعُونَ.) مرقس 11: 12-14 ؛ كذلك اختار أنبياء لصوص وسراق (يوحنا 10: 8) ، يزنون مثل داود (صموئيل الثانى 11) ويعبدون الأوثان مثل سليمان (ملوك الأول 11: 9-10) ، أو عندهم عته ومجانين مثل إشعياء الذى قال الكتاب المقدس عنه أنه مشى عارياً حافياً لمدة ثلاث سنوات (إشعياء 20: 3-5)
13- الرب يفسد عن عمد: (25وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضاً فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَـاماً لاَ يَحْيُونَ بِهَا) (حزقيال 20 : 25)
14- الرب عدو للبيئة: (18وَفِي الصُّبْحِ إِذْ كَانَ رَاجِعاً إِلَى الْمَدِينَةِ جَاعَ 19فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ عَلَى الطَّرِيقِ وَجَاءَ إِلَيْهَا فَلَمْ يَجِدْ فِيهَا شَيْئاً إِلاَّ وَرَقاً فَقَطْ. فَقَالَ لَهَا: «لاَ يَكُنْ مِنْكِ ثَمَرٌ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». فَيَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَالِ.) متى 21: 18-19 ؛(3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً».) صموئيل الأول15: 3؛(15فَضَرْباً تَضْرِبُ سُكَّانَ تِلكَ المَدِينَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ وَتُحَرِّمُهَا بِكُلِّ مَا فِيهَا مَعَ بَهَائِمِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 16تَجْمَعُ كُل أَمْتِعَتِهَا إِلى وَسَطِ سَاحَتِهَا وَتُحْرِقُ بِالنَّارِ المَدِينَةَ وَكُل أَمْتِعَتِهَا كَامِلةً لِلرَّبِّ إِلهِكَ فَتَكُونُ تَلاًّ إِلى الأَبَدِ لا تُبْنَى بَعْدُ.) (تثنية13: 15-17) ، كذلك انتقم من الحية وحكم عليها أن تأكل التراب، على الرغم من أنه كان يجب عليه الإنتقام من الشيطان، وليس القناع الذى تمثل فيه الشيطان.(تكوين3: 14-15)
15- الرب يأمر بالسُّكر:(كُلُوا أَيُّهَا الأَصْحَابُ.اشْرَبُوا وَاسْكَرُوا أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ.)نشيد الإنشاد5: 1
16- الرب سكِّير: (65فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ.) مزامير 78: 65
17- الرب كذّاب ولص: (1ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «ضَرْبَةً وَاحِدَةً أَيْضاً أَجْلِبُ عَلَى فِرْعَوْنَ وَعَلَى مِصْرَ…. 2تَكَلَّمْ فِي مَسَامِعِ الشَّعْبِ أَنْ يَطْلُبَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْ صَاحِبِهِ وَكُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ صَاحِبَتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ».) خروج 11: 1-2 ، فقد أمر بالكذب لسرقة المصريين.
18- الشيطان أصدق من الرب: (16وَأَوْصَى الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ قَائِلاً: «مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلاً 17وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتاً تَمُوتُ».) تكوين 2: 16-17
أما الشيطان المتمثل فى صورة الحية فقال: (4فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا! 5بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ».) تكوين 3: 4
وبالفعل لم يميتهما الله بل عاقبهما بأن أنزلهما إلى الأرض للعمل والشقاء: تكوين 3: 16-19 وكذلك لم يميتهما الرب بل مات آدم عن عمر يناهز 930 سنة.
19- الرب يأمر بالسرقة: (21وَأُعْطِي نِعْمَةً لِهَذَا الشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ. فَيَكُونُ حِينَمَا تَمْضُونَ أَنَّكُمْ لاَ تَمْضُونَ فَارِغِينَ. 22بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتَسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ».) خروج 3: 21-22 وكذلك أيضاً (35وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً. 36وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ.) تكوين 12: 35-36
20- الرب زعيم عصابة: (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.) ملوك الأول 22: 19-22
أيتآمر الله مع ملائكته ليهلك نبياً؟ أإله يكذب؟ أنبى يكذب؟ ومن هذا الروح الذى تعاون معه الله للتخلص نبيه؟ ألم يخشى هذا الإله لو جعل نبيه كذَّاباً لأفقد ثقة عبيده فيه نفسه ، لأنه سيكون هو المتهم الأول أمامهم ، لأنه هو الذى اختاره واصطفاه؟ وكيف سيخلص الله نفسه فى الآخرة إن حاجه هذا النبى وقاضاه واتهمه أنه هو الذى ضلله بالتعاون مع الشيطان؟ هل سيكذب الرب مرة أخرى وينكر؟ أم يُلقيه ظلماً فى أُتون النار؟ أليس مثل هذا الهراء يفقد العقلاء منكم الثقة فى الرب وفى عدله؟ أليس العقلاء منكم يرفضون هذا الهراء لأن الرب أعز وأقدس من أن تُلصق به تهمة التعاون مع الشيطان ليضلل عباده؟ أيجتمع الشيطان مع ملائكة الله المختارين فى حضرة الله؟ أيقترب الشيطان من عرش الله؟ ألا يخشى الله؟ أليست صورة الرب هذه أشبه بصورة زعيم عصابة يجتمع مع رجاله المقربين ليُخطط لعمل إجرامى؟ ألا يخشى الله أن يشى به الشيطان ويكشف مخططاته الشيطانية لعباده؟ أتصدق أن الله وكل جنود السماء لم يستطيعوا حل هذه المشكلة وحلها الشيطان؟
21- الرب لا يغفر ، إله غير رحيم، إله غير عادل: (لأنى أنا الرب إلهك إله غيور أفتقد ذنوب الآباء فى الأبناء فى الجيل الثالث والرابع من مبغضى) خروج 20: 5 ؛ (لا يدخل عمونى ولا موابى فى جماعة الرب حتى الجيل العاشر لا يدخل منهم أحد فى جماعة الرب إلى الأبد) تثنية 23: 3
22- الشيطان أقوى من الخالق: خطف إلهه ليجربه أربعين يوما ويتنقل به من البرية إلى جبل عال ثم اقتاده إلى الهيكل ثم فارقه إلى حين (لوقا 4: 1-13)
23- الرب يحلق ذقنه بموس مستأجرة ، وينتف ذقنه!!: (20فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَحْلِقُ السَّيِّدُ بِمُوسَى مُسْتَأْجَرَةٍ فِي عَبْرِ النَّهْرِ بِمَلِكِ أَشُّورَ الرَّأْسَ وَشَعْرَ الرِّجْلَيْنِ وَتَنْزِعُ اللِّحْيَةَ أَيْضاً) إشعياء 7: 20
24- الرب يندم: (6فَحَزِنَ الرَّبُّ أَنَّهُ عَمِلَ الإِنْسَانَ فِي الأَرْضِ وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ. 7فَقَالَ الرَّبُّ: «أَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ: الإِنْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ السَّمَاءِ. لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي عَمِلْتُهُمْ».) تكوين 6: 6-7 ، وأيضاً (14فَنَدِمَ الرَّبُّ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي قَالَ إِنَّهُ يَفْعَلُهُ بِشَعْبِهِ.) خروج 32: 14 ، وأيضاً (وَالرَّبُّ نَدِمَ لأَنَّهُ مَلَّكَ شَاوُلَ عَلَى إِسْرَائِيلَ.) صموئيل الأول 15: 35
25- الرب خروف وشاة: (هؤلاء سيحاربون الخروف والخروف يغلبهم لأنه ربُّ الأرباب وملك الملوك) رؤيا يوحنا 17: 14 ؛ («مِثْلَ شَاةٍ سِيقَ إِلَى الذَّبْحِ وَمِثْلَ خَرُوفٍ صَامِتٍ أَمَامَ الَّذِي يَجُزُّهُ هَكَذَا لَمْ يَفْتَحْ فَاهُ.) أعمال الرسل8: 32
26- الرب حمامة: (وإذا السماء قد انفتحت له فرأى روحَ اللهِ نازلاً مثل حمامة وآتياً عليه) متى 3: 16
27- الرب ملعون (المسيح افتدانا من لعنة الناموس ، إذ صار لعنة لأجلنا ، لأنه مكتوب ملعون كل من عُلِّق على خشبة) غلاطية 3: 13
28- الرب إنسان:(الله ظهر فى الجسد)تيموثاوس (1)3: 16؛(الله لم يره أحد قط) يوحنا1: 18
29- الرب دودة ورمة: (فكم بالحرى الإنسان الرمَّة وابن آدم الدود) أيوب 25: 6
30- الرب يفرض حراسات على الجنة خوفا من آدم: (22وَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ: «هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفاً الْخَيْرَ وَالشَّرَّ. وَالْآنَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَأْخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ أَيْضاً وَيَأْكُلُ وَيَحْيَا إِلَى الأَبَدِ». 23فَأَخْرَجَهُ الرَّبُّ الإِلَهُ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ الَّتِي أُخِذَ مِنْهَا. 24فَطَرَدَ الإِنْسَانَ وَأَقَامَ شَرْقِيَّ جَنَّةِ عَدْنٍ الْكَرُوبِيمَ وَلَهِيبَ سَيْفٍ مُتَقَلِّبٍ لِحِرَاسَةِ طَرِيقِ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ.) تكوين 3: 22-24
31- احذر الرب يفضح ولا يستر: (11هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيَضْطَجِعُ مَعَ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هَذِهِ الشَّمْسِ. 12لأَنَّكَ أَنْتَ فَعَلْتَ بِالسِّرِّ وَأَنَا أَفْعَلُ هَذَا الأَمْرَ قُدَّامَ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَقُدَّامَ الشَّمْسِ».)صموئيل الثانى 12: 11-12
32- الرب مقرف: (وتأكل كعكاً من الشعير على الخرء الذى يخرج من الإنسان تخبزه أمام عيونهم) حزقيال 4: 12 ، (انظر. قد جعلت لك خثى البقر بدل خُرء الإنسان فتصنع خبزك عليه) حزقيال 4: 15 (ليأكلوا عَذِرَتَهم ويشربون بولهم معكم) إشعياء 36: 12
33- الرب عنصرى: (20لِلأَجْنَبِيِّ تُقْرِضُ بِرِباً وَلكِنْ لأَخِيكَ لا تُقْرِضْ بِرِباً لِيُبَارِكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي كُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِليْهِ يَدُكَ فِي الأَرْضِ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا.) تثنية 23: 20
34- الرب جاهل علمياً: (قد جاءت النهاية على زوايا الأرض الأربعة) حزقيال 7: 2 ، الأرنب والوبر من الحيوانات المجترة (لاويين 11: 5-8) ، طيور لها أربعة أرجل (لاويين 11: 20 ، 21 ، 23) ، الغنم تتوحم (تكوين 30: 37-39) ، الرجل تأتيه الدورة الشهرية مثل النساء (لاويين 15: 2-23)
35- الرب لا يجيد الحساب: حكم يهورام أورشليم عندما كان عمره 32 سنة وحكمها لمدة 8 سنوات ، ثم مات ، أى مات وهو عنده 40 سنة ، فولى سكان أورشليم ابنه الأصغر عوضاً عنه ، وكان عمر ابنه الأصغر حينئذ 42 سنة أى الابن الأصغر أكبر من أبيه بسنتين!! (أخبار الأيام الثانى 21: 20 و 22: 1-2)
36- الرب يكتب كتابات مثيرة جنسياً ثم يحرم الزنا: نشيد الإنشاد كله مثال: (قد خلعت ثوبى فكيف ألبسه ، قد غسلت رجلى فكيف أوسخها) نشيد الإنشاد 5: 3 ، (ليرويك ثديها فى كل وقت) أمثال 5: 19 ، و(حزقيال 23: 3-20)
37- الرب إله حاقد ، ساخط ، يخلو من أى كماليات أو صفات الألوهية: (27هُوَذَا اسْمُ الرَّبِّ يَأْتِي مِنْ بَعِيدٍ. غَضَبُهُ مُشْتَعِلٌ وَالْحَرِيقُ عَظِيمٌ. شَفَتَاهُ مُمْتَلِئَتَانِ سَخَطاً وَلِسَانُهُ كَنَارٍ آكِلَةٍ 28وَنَفْخَتُهُ كَنَهْرٍ غَامِرٍ يَبْلُغُ إِلَى الرَّقَبَةِ. لِغَرْبَلَةِ الأُمَمِ بِغُرْبَالِ السُّوءِ وَعَلَى فُكُوكِ الشُّعُوبِ رَسَنٌ مُضِلٌّ. 29تَكُونُ لَكُمْ أُغْنِيَةٌ كَلَيْلَةِ تَقْدِيسِ عِيدٍ وَفَرَحُ قَلْبٍ كَالسَّائِرِ بِالنَّايِ لِيَأْتِيَ إِلَى جَبَلِ الرَّبِّ إِلَى صَخْرِ إِسْرَائِيلَ. 30وَيُسَمِّعُ الرَّبُّ جَلاَلَ صَوْتِهِ وَيُرِي نُزُولَ ذِرَاعِهِ بِهَيَجَانِ غَضَبٍ وَلَهِيبِ نَارٍ آكِلَةٍ نَوْءٍ وَسَيْلٍ وَحِجَارَةِ بَرَدٍ.) إشعياء 30: 27-30
38- الرب خائن مخادع: أرسل الرب موسى إلى مصر ، إلى فرعون لإخراج شعبه من مصر، ويشدد الرب قلب فرعون حتى لا يطلق الشعب فيعطى الرب لنفسه الحق فى قتل ابن فرعون البكر ، وحدث فى الطريق أن الرب التقى بموسى وأراد قتله ، لأنه لم يختن ابنه بعد. إله خائن ، مخادع!!
39- القبض على الإله وإهانته: (ثم إن الجند والقائد وخدام اليهود قبضوا على يسوع وأوثقوه ومضوا به) يوحنا 18: 12-13
40- الرب يُضرَب ويُستَهزَأ به: (الرجال الذين كانوا ضابطين يسوع كانوا يستهزئون به وهم يجلدونه ، وغطُّوه ، وكانوا يضربونَ وجهه قائلين: تنبأ) لوقا 22: 63-64
41- الرب مهان ومُهزَّأ: (28فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيَّاً 29وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!» 30وَبَصَقُوا عَلَيْهِ وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. 31وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ.) متى 27: 28-31 ، (65فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ.) مزامير 78: 65 ، وقد مُدِحَ يوحنا بأنه قدوس لأنه لايشرب الخمر، فلك أن تتخيل أن المخلوق مقدس والخالق مهان! (لأنه يكون عظيما أمام الرب وخمرا ومسكراً لا يشرب) لوقا1: 15
42- موت الرب: (فصرخ يسوع بصوت عظيم وأسلم الروح) مرقس 15: 37
ثانياً: الكتاب المقدس يتهم الأنبياء بالسكر والزنى والفساد والكفر:
اقرأ نبى الله يعقوب ينهب ويسرق: 27لَكِنِ الْبَهَائِمُ وَغَنِيمَةُ تِلْكَ الْمَدِينَةِ نَهَبَهَا إِسْرَائِيلُ لأَنْفُسِهِمْ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ الَّذِي أَمَرَ بِهِ يَشُوعَ. (يشوع 8: 27)
اقرأ نبى الله يعقوب يكذب على أبيه ويسرق البركة والنبوة من أخيه وبذلك فرض على الله أن يوحى إليه أو اتهم الله بالجهل وعدم علم هذه الحادثة: (تكوين صح 27)
اقرأ نبى الله نوح يسكر ويتعرى: (21وَشَرِبَ مِنَ الْخَمْرِ فَسَكِرَ وَتَعَرَّى دَاخِلَ خِبَائِهِ. 22فَأَبْصَرَ حَامٌ أَبُو كَنْعَانَ عَوْرَةَ أَبِيهِ وَأَخْبَرَ أَخَوَيْهِ خَارِجاً. 23فَأَخَذَ سَامٌ وَيَافَثُ الرِّدَاءَ وَوَضَعَاهُ عَلَى أَكْتَافِهِمَا وَمَشَيَا إِلَى الْوَرَاءِ وَسَتَرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا وَوَجْهَاهُمَا إِلَى الْوَرَاءِ. فَلَمْ يُبْصِرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا. 24فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ نُوحٌ مِنْ خَمْرِهِ عَلِمَ مَا فَعَلَ بِهِ ابْنُهُ الصَّغِيرُ 25فَقَالَ: «مَلْعُونٌ كَنْعَانُ. عَبْدَ الْعَبِيدِ يَكُونُ لإِخْوَتِهِ».) (تكوين 9 :21-25) تُرى ما الذى فعله حام بأبيه؟ هل زنى بأبيه كما صرح أحد قساوسة أمريكا؟
اقرأ نبى الله لوط يسكر ويزنى بابنتيه: 30وَصَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي الْجَبَلِ وَابْنَتَاهُ مَعَهُ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَسَكَنَ فِي الْمَغَارَةِ هُوَ وَابْنَتَاهُ. 31وَقَالَتِ الْبِكْرُ لِلصَّغِيرَةِ: «أَبُونَا قَدْ شَاخَ وَلَيْسَ فِي الأَرْضِ رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ كُلِّ الأَرْضِ. 32هَلُمَّ نَسْقِي أَبَانَا خَمْراً وَنَضْطَجِعُ مَعَهُ فَنُحْيِي مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 33فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَ أَبِيهَا وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا. 34وَحَدَثَ فِي الْغَدِ أَنَّ الْبِكْرَ قَالَتْ لِلصَّغِيرَةِ: «إِنِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ الْبَارِحَةَ مَعَ أَبِي. نَسْقِيهِ خَمْراً اللَّيْلَةَ أَيْضاً فَادْخُلِي اضْطَجِعِي مَعَهُ فَنُحْيِيَ مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 35فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَيْضاً وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا 36فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أَبِيهِمَا. 37فَوَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوآبَ» - وَهُوَ أَبُو الْمُوآبِيِّينَ إِلَى الْيَوْمِ. 38وَالصَّغِيرَةُ أَيْضاً وَلَدَتِ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «بِنْ عَمِّي» - وَهُوَ أَبُو بَنِي عَمُّونَ إِلَى الْيَوْمِ. (تكوين 19: 30-38)
اقرأ: نبى الله إبراهيم لا يخشى الله ويضحى بشرفه وشرف زوجته سارة خوفاً على نفسه من القتل ولتحقيق مكاسب دنيوية، ويأمر زوجته بالكذب: “11وَحَدَثَ لَمَّا قَرُبَ أَنْ يَدْخُلَ مِصْرَ أَنَّهُ قَالَ لِسَارَايَ امْرَأَتِهِ: «إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ امْرَأَةٌ حَسَنَةُ الْمَنْظَرِ. 12فَيَكُونُ إِذَا رَآكِ الْمِصْرِيُّونَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: هَذِهِ امْرَأَتُهُ. فَيَقْتُلُونَنِي وَيَسْتَبْقُونَكِ. 13قُولِي إِنَّكِ أُخْتِي لِيَكُونَ لِي خَيْرٌ بِسَبَبِكِ وَتَحْيَا نَفْسِي مِنْ أَجْلِكِ». 14فَحَدَثَ لَمَّا دَخَلَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ أَنَّ الْمِصْرِيِّينَ رَأَوُا الْمَرْأَةَ أَنَّهَا حَسَنَةٌ جِدّاً. 15وَرَآهَا رُؤَسَاءُ فِرْعَوْنَ وَمَدَحُوهَا لَدَى فِرْعَوْنَ فَأُخِذَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى بَيْتِ فِرْعَوْنَ 16فَصَنَعَ إِلَى أَبْرَامَ خَيْراً بِسَبَبِهَا وَصَارَ لَهُ غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَحَمِيرٌ وَعَبِيدٌ وَإِمَاءٌ وَأُتُنٌ وَجِمَالٌ. (تكوين 12: 11-16)
اقرأ! سارة تكذب على الله: “فضحكت سارة فى باطنها .. فقال الرب لإبراهيم لماذا ضحكت سارة .. فأنكرت سارة قائلة لم أضحك. لأنها خافت. فقال لا بل ضحكت”(تكوين18: 12-15)
اقرأ نيى الله موسى وأخوه هارون أولاد حرام (زواج غير شرعى): يقول سفراللاويبن18: 12 (عورة أخت أبيك لا تكشف إنها قريبة أبيك) ؛ إلا أن عمرام أبو نبى الله موسى قد تزوج عمته: (وأخذ عمرام يوكابد عمته زوجة له فولدت له هارون وموسى) الخروج 6 : 20
اقرأ نبى الله يعقوب يجمع بين الأختين: فقد تزوج ليئة وراحيل الأختين وأنجب منهما (تكوين 29: 23-30) ؛ ويحرم سفر اللاويين الجمع بين الأختين (لاويين 18: 18)
اقرأ نبى الله إببراهيم يتزوج من أخته لأبيه: تزوج نبى الله إبراهيم عليه السلام من سارة وهى أخته من أبيه (0: 1تكوين 22) ؛ على الرغم من أن سفر اللاويين 18: 9 يحرم الزواج من الأخت للأب أو للأم!
اقرأ! الرب موسى أن يأمر بنى إسرائيل بسرقة ذهب المصريين عند خروجهم من مصر: (35وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً. 36وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ.) (خروج 3: 22 ؛ خروج 12: 35-36)
اقرأ زنى نبى الله يهوذا عليه السلام بثامار زوجة ابنه: (تكوين الإصحاح 38).
اقرأ زنى نبى الله داوود عليه السلام بجارته “امرأة أوريا” وخيانته العظمى للتخلص من زوجها وقتله: فى (صموئيل الثانى صح 11) !!!
اقرأ رب الأرباب ينتقم من نبيه داوود عليه السلام على زناه فيسلم أهل بيته للزنى: صموئيل الثانى 12: 11-12!!!
اقرأ رب الأرباب يتفق مع الشيطان للإنتقام من نبيه: ملوك الأول 22: 19-21!!!
اقرأ الكتاب المقدس يعلمك كيف يزنى الأخ بأخته: (أمنون بن داود يزنى بأخته ثامار) اقرأ سيناريو هذا الفيلم فى (صموئيل الثانى صح 13).
اقرأ نبى الله رأوبين يزنى بزوجة أبيه بلهة: (تكوين 35: 22 ؛ 49: 3-4)
اقرأ نبى الله شمشون يذهب إلى غزة ورأى هناك امرأة زانية فدخل إليها(قضاة 16: 1)
اقرأ نبى الله حزقيال يشجع النساء على الزنى والفجور(حزقيال 16: 33-34)
اقرأ نبى الله سليمان يعبد الأوثان: 9فَغَضِبَ الرَّبُّ عَلَى سُلَيْمَانَ لأَنَّ قَلْبَهُ مَالَ عَنِ الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي تَرَاءَى لَهُ مَرَّتَيْنِ، 10وَأَوْصَاهُ فِي هَذَا الأَمْرِ أَنْ لاَ يَتَّبِعَ آلِهَةً أُخْرَى. فَلَمْ يَحْفَظْ مَا أَوْصَى بِهِ الرَّبُّ. (الملوك الأول 11: 9-10)
اقرأ نبى الله هارون يعبد العجل ويدعوا لعبادته: (خروج 32: 1-6) (خروج30: 32)
اقرأ نبى الله آحاز يعبد الأوثان:(ملوك الثانى16: 2-4،وأيضاً أخبارالأيام الثانى28: 2-4)
اقرأ نبى الله يربعام يعبد الأوثان: (ملوك الأول 14: 9)
اقرأ نبى الله يعقوب يصارع الله ويهزمه: (تكوين 32: 22-30)
اقرأ نبى الله يسجد للملك ولا يسجد لله: (9فَأَتَى اللهُ إِلى بَلعَامَ وَقَال: «مَنْ هُمْ هَؤُلاءِ الرِّجَالُ الذِينَ عِنْدَكَ؟») عدد 22: 9؛ (31ثُمَّ كَشَفَ الرَّبُّ عَنْ عَيْنَيْ بَلعَامَ فَأَبْصَرَ مَلاكَ الرَّبِّ وَاقِفاً فِي الطَّرِيقِ وَسَيْفُهُ مَسْلُولٌ فِي يَدِهِ فَخَرَّ سَاجِداً عَلى وَجْهِهِ.) عدد 22: 31
اقرأ نبى الله حزقيال يأمره الرب أن يمشى حافياً عارياً: (2فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ قَالَ الرَّبُّ عَنْ يَدِ إِشَعْيَاءَ بْنِ آمُوصَ: «اذْهَبْ وَحُلَّ الْمِسْحَ عَنْ حَقَوَيْكَ وَاخْلَعْ حِذَاءَكَ عَنْ رِجْلَيْكَ». فَفَعَلَ هَكَذَا وَمَشَى مُعَرًّى وَحَافِياً.) حزقيال 20: 2
اقرأ عينى الرب تدمع من الخمر: (65فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ.)مزامير 78: 65
اقرأ الرب يصطفى نبياً لا يتبع شرعه ولا يختن ابنه: (خروج 4: 24-26)
اقرأ الرب نبى الله داود يقتل أولاده الخمس من زوجته ميكال لإرضاء الرب: (صموئيل الثاني 21: 8-9) وقد عُدِّلَت فى التراجم الحديثة من ميكال إلى ميراب. ومن المسلم به أن ميكال زوجة داود وأخت ميراب الصغرى، فعُدِّلَت حتى لا يكون داود قد قتل أولاده، بل أولاد ميراب إبنة شاول الذي أراد الإمساك به وقتله .
اقرأ الكتاب المقدس يُكره الناس على اعتناق معتقداته: (16وَكَانَ لِلْيَهُودِ نُورٌ وَفَرَحٌ وَبَهْجَةٌ وَكَرَامَةٌ. 17وَفِي كُلِّ بِلاَدٍ وَمَدِينَةٍ كُلِّ مَكَانٍ وَصَلَ إِلَيْهِ كَلاَمُ الْمَلِكِ وَأَمْرُهُ كَانَ فَرَحٌ وَبَهْجَةٌ عِنْدَ الْيَهُودِ وَوَلاَئِمُ وَيَوْمٌ طَيِّبٌ. وَكَثِيرُونَ مِنْ شُعُوبِ الأَرْضِ تَهَوَّدُوا لأَنَّ رُعْبَ الْيَهُودِ وَقَعَ عَلَيْهِمْ.) أستير 8: 11-17
اقرأ الكتاب المقدس يقول: لن يدخل الجنة إلا 000 144 شخصاً: (رؤيا يوحنا اللاهوتى 14: 1-5)
اقرأ الكتاب المقدس يُحِثُّ علىاختطاف بنات شيلوه واغتصابهن: (20 واوصوا بني بنيامين قائلين امضوا واكمنوا في الكروم. 21 وانظروا فاذا خرجت بنات شيلوه ليدرن في الرقص فاخرجوا انتم من الكروم واخطفوا لانفسكم كل واحد امرأته من بنات شيلوه واذهبوا الى ارض بنيامين.) قضاة 21: 20-21
اقرأ الكتاب المقدس يُحِثُّكَ على الإستعمار وأكل الربا والعنصرية: (19«لا تُقْرِضْ أَخَاكَ بِرِباً رِبَا فِضَّةٍ أَوْ رِبَا طَعَامٍ أَوْ رِبَا شَيْءٍ مَا مِمَّا يُقْرَضُ بِرِباً 20لِلأَجْنَبِيِّ تُقْرِضُ بِرِباً وَلكِنْ لأَخِيكَ لا تُقْرِضْ بِرِباً لِيُبَارِكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي كُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِليْهِ يَدُكَ فِي الأَرْضِ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا.) تثنية 23: 19-20
اقرأ أنبياء فى الكتاب المقدس لم تعرف إلهها وتحكم على ربها بالإعدام :
1- لم يعرف يحيى المعمدان عليه السلام الذى هو أعظم الأنبياء بشهادة عيسى عليه السلام، لكن الأصغر فى ملكوت السموات هو أعظم منه ، لم يعرف إلهه الثانى ومرسله: عندما انشقت السماء ونزلت روح الله كحمامة وقالت هذا ابنى الحبيب الذى به سررت (متى3: 13-17) ومع ذلك أرسل إليه من يسأله هل أنت الآت أم ننتظر آخر؟ (متى11: 2-3)
2- الرسول الآخر الذى كان عنده الكيس للسرقة - يهوذا الإسخريوطى - الذى هو صاحب الكرامات والمعجزات وأحد الحواريين (الأنبياء)الذين هم أعلى منزلة من موسى بن عمران وسائر الأنبياء الإسرائيليين - على زعمهم - باع دينه، وإلهه، ونبيه ب 30 درهم! رضى بتسليم إلهه بأيدى اليهود مقابل هذا المبلغ الزهيد، مقابل عُشر ثمن زجاجة ناردين (عطر)، لعل هذه المنفعة عنده كانت عظيمة لأنه أيضاً على زعمهم كان صياداً مفلوكاً لصاً، وإن كان رسولاً صاحب معجزات أيضاً على زعمهم ، فثلاثون درهماً كانت أحب عنده وأعظم رتبة من هذا الإله المصلوب: متى26: 14-16 ، 27: 3-9 ؛ ومرقس 14: 10-11 و لوقا 22: 3-6 ؛ ويوحنا 18: 1-5
3- إن قيافا النبى (بشهادة يوحنا الأنجيلى)أفتى بكفر عيسى عليه السلام وأمر بقتله وبتسليمه للصلب ، بعد أن كذبه وكفَّره وأهانه. فهل رأيتم أو سمعتم عن نبى يكفر إلهه ويأمر بقتله؟ فإما قيافا ليس بنبى وعلى ذلك يكون الإنجيل كاذب ، أو يكون عيسى ليس بإله ويكون إيمانكم وعقيدة النصارى فاسدة!!
وبذلك يكون وقع فى حق هذا الإله المصلوب ثلاثة أمور عجيبة من ثلاثة أنبياء :
1) لم يعرفه أعظم أنبياء بنى إسرائيل يوحنا المعمدان ، الذى لم يعرفه لمدة 30 سنة ، إلى أن بادره الإله بالنزول كحمامة ، وبعدها لم يعرفه أيضاً فأرسل إليه من يسألوه إذا كان هو المسيا المنتظر أم ننتظر آخر؟
2) أن نبيه الثانى رضى بتسليمه للصلب ورجح منفعة 30 درهماً على وعود إلهه بالنعيم المقيم فى جنات الخلود.
3) أن رسوله الثالث قيافا أفتى بكذبه وبكفره وبقتله!!
ثالثاً: نصوص غريبة فى الكتاب المقدس :
الأرض لها أربعة زوايا (حزقيال 7: 2)
الأرض لها أربعة أعمدة (أيوب 9: 6)
طيور لها أربعة أرجل (لاويين 11: 20 ، 23)
الوبر والأرنب من الحيوانات المجترة (لاويين 11: 5)
رجال تأتيهم الدورة الشهرية (لاويين 15: 1-15)
وحل روح الرب على شمشون فقتل ثلاثين رجلاً. (قضاة 14: 19)
ثم ذهب إلى غزة ورأى هناك امرأة زانية فدخل إليها. (قضاة16 :1)
وذهب وأمسك ثلاثمائة ثعلب وأخذ مشاعل ذنبا إلى ذنب ووضع مشعلاً بين كل ذنبين في الوسط ثم أضرم المشاعل نارًا وأطلقها بين زروع الفلسطينيين فأحرق الأكداس والزرع وكروم الزيتون. (قضاة15 :5)
امرأتان تتفقان على أكل طفليهما ، فسلقوا ابن إحداهن وأكلوه وفى اليوم التالى خدعتها المرأة التى عليها أن تذبح ابنها وأخفته عنها، ومن بجاحة المرأة التى أُكِلَ ابنها أنها ذهبت تشتكيها لدى الملك (ملوك الثانى 6: 28-29)
الغنم تتوحم (تكوين 30: 37)
الرب يأمر حزقيال بأكل الخراء الآدمى (حزقيال 4: 11)
رجال يأكلون برازهم ويشربون بولهم (ملوك الثانى 18: 27)
رجال يأكلون برازهم ويشربون بولهم (إشعياء 36: 12)
الرب يمسك الخراء بيديه ويقذفه فى وجوه الكهنة (ملاخى 2: 3)
الرب يرقص (صموئيل الثانى 6: 3)
الرب طائر فى السماء راكباً ملاك أنثى (صموئيل الثانى 22: 10-11)
الرب حمامة (متى 3: 16)، الرب خروف (رؤيا يوحنا 17: 24) ، الرب شاة (أعمال الرسل 8: 32) ، الرب كالأنعام (أعمال الرسل 8: 32) ، الرب رمة ودودة (أيوب 25: 6)، الرب ملعون (غلاطية 3: 13)!
الرب يتآمر مع الشيطان لإغواء نبي (ملوك الأول 22: 9)
قطع يد المرأة التى تمسك عورة المتعارك مع زوجها أثناء العراك (تثنية 25: 11)
الحمار يتكلم بالعدل (عدد 22: 27-28)
امرأة تحمل وتلد تنيناً (رؤيا 12: 3 ، 5 ، 7)
حول عرش الرب 24 عرشاً لشيوخ متسربلين بثياب بيض (رؤيا 4: 5)
يخرج من عرش الرب رعد وبرق (رؤيا 4: 5)
عرش الرب حوله حيوانات مليئة عيون (رؤيا 4: 6)
الرب خروف له سبعة قرون وسبعة أعين (رؤيا 5: 6)
ملائكة الرب تطربه تعزف له على قيثارات (رؤيا يوحنا 5: 8)
الرب يختطف ابنا وليداً لأمرأة (رؤيا 12: 5)
رجال منيهم كمنى الخيل ولحمهم كلحم الحمير (حزقيال 23: 20)
الرب يصفق من الغضب (حزقيال 21: 12 ، 14)
الرب يدعوا على نفسه بالويل (ميخا 7: 1)
الرب تعلم الطاعة مما تألَّمَ به (عبرانيين 5: 8)
الرب شرير (الشرير فدية الصديق) فقد كان فدية البشرية المخطئة (أمثال 21: 18)
الرب يأمر إشعياء أن يمشى عارياً حافياً لمدة ثلاث سنوات (إشعياء 20: 2-4)
أمر الرب بقتل كل امرأة عاشرت رجلاً والإبقاء على العذارى (عدد 31: 17-18) فأنى لهم معرفة ذلك؟
الرب يأمر هوشع أن يأخذ لنفسه امرأة زنى (هوشع 1: 2-3)
الرب يأمر هوشع أن يأخذ لنفسه امرأة فاسقة متزوجة محبوبة لزوجها (هوشع 3: 1)
الرب يعطى متعمداً فرائض غير صالحة (حزقيال 20: 25)
الرب يُختَن لأن له عضو ذكر مثل باقى الرجال (لوقا 2: 6)
الرب يرضع من ثدى أمه التى نكحها فأنجبته (لوقا 11: 27)
الرب يحلق شعر رجليه بموس مستأجرة (إشعياء 7: 20)
الرب ينتف شعر لحيته (إشعياء 7: 20)
الرب قتل 50070 رجلاً لأنهم نظروا تابوت الرب (صموئيل الأول 6: 19)
الرب يعاقب الأشدوديين بالبواسير (صموئيل الأول 5: 6)
الرب يُصلِع هامة بنات صهيون ويُعرِّرى عورتهن (إشعياء 3: 17)
الشيطان يأمر الرب بالسجود له (متى 4: 11)
الرب خائن خداع يرسل نبيه ويصطفيه لهداية عباده، ثم يُحيك له الشر ليقتله فى الطريق، وهو ذاهب ليؤدى رسالته ، (خروج 4: 24-26)
الرب يأمرك إذا تزوجت امرأة فى السبى فلابد أن تحلق رأسها وتقلِّم أظافرها ، وتنزع ثياب سبيها عنها وتقعد فى بيتك وتبكى أباها وأمها شهراً من الزمان ثم بعد ذلك تدخل عليها وتتزوج بها فتكون لك زوجة. (تثنية 21: 10-14)
الرب أوحى أن يفتشوا لداود عن فتاة عذراء لتنام فى حضنه لتدفئه(ملوك الأول1: 1-2)
الشيطان يتمشى فى الجولان (أيوب 2: 2)
الله صانعي. مؤتي الأغاني في اللّيل. الذي يعلّمنا أكثر من وحوش الأرض. ويجعلنا أحكم من طيور السّماء.) ما الذى تعلمه لنا وحوش الأرض؟ (أيوب 35: 10)
(قالت حنة: ارتفع قرني بالرّبّ. اتّسع فمي على أعدائي… وليس صخرة مثل إلهنا… قسي الجبابرة انحطمت. والضّعفاء تمنطقوا بالبأس.) (صموئيل الأول2: 1) مش فاهم؟ وأنت؟
حوار الأشجار لتولى الملك (قضاة 9: 8-15)
ابنك المعاند تُسلمه للرجم: (18«إِذَا كَانَ لِرَجُلٍ ابْنٌ مُعَانِدٌ وَمَارِدٌ لا يَسْمَعُ لِقَوْلِ أَبِيهِ وَلا لِقَوْلِ أُمِّهِ وَيُؤَدِّبَانِهِ فَلا يَسْمَعُ لهُمَا. 19يُمْسِكُهُ أَبُوهُ وَأُمُّهُ وَيَأْتِيَانِ بِهِ إِلى شُيُوخِ مَدِينَتِهِ وَإِلى بَابِ مَكَانِهِ 20وَيَقُولانِ لِشُيُوخِ مَدِينَتِهِ: ابْنُنَا هَذَا مُعَانِدٌ وَمَارِدٌ لا يَسْمَعُ لِقَوْلِنَا وَهُوَ مُسْرِفٌ وَسِكِّيرٌ. 21فَيَرْجُمُهُ جَمِيعُ رِجَالِ مَدِينَتِهِ بِحِجَارَةٍ حَتَّى يَمُوتَ. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ وَيَسْمَعُ كُلُّ إِسْرَائِيل وَيَخَافُونَ.) (تثنية 21: 18-21)
من يمسه جان يُقتَل (لاويين 20: 27)
الرب يأخذ نساء داود ويدفعهم للزنى: (11هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيَضْطَجِعُ مَعَ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هَذِهِ الشَّمْسِ. (صموئيل الثانى 12: 11)
اليهود يسبوا الرب ويتهموه بأنه ابن غير شرعى: (يوحنا 8: 41)
الرب يقف على سلم يصل السماوات بالأرض والملائكة تستخدمه فى الصعود والهبوط: (تكوين 28: 12-13)
الأمر برجم الثور الذى ينطح إنساناً ويميته: (خروج 21: 28)
يُصلِعُ السيد هامة بنات صهيون ويُعرّى الرب عورَتَهُنَّ (أشعياء 3: 17)
تحبلون بحشيش تلدون قشيشاً نَفَسُكُم نارٌ تأكُلُكُم (حزقيال 33: 11)
فَقُلْتُ عَنِ الْبَالِيَةِ فِي الزِّنَى: آلآنَ يَزْنُونَ مَعَهَا وَهىَ ... (حزقيال 23: 43) أين بقية الجملة؟ غير موجودة فى نسخة الشرق الأوسط. فى نسخة الإنترنت كتبوا بدلا من آخر كلمة (وهى) كلمة أيضاً. وفى نسخة كتاب الحياة كتبوا بعد (وهى) كلمة (معهم).
(11«مَنْ مَسَّ مَيِّتاً مَيِّتَةَ إِنْسَانٍ مَا يَكُونُ نَجِساً سَبْعَةَ أَيَّامٍ.) عدد 19: 11
(14«هَذِهِ هِيَ الشَّرِيعَةُ: إِذَا مَاتَ إِنْسَانٌ فِي خَيْمَةٍ فَكُلُّ مَنْ دَخَل الخَيْمَةَ وَكُلُّ مَنْ كَانَ فِي الخَيْمَةِ يَكُونُ نَجِساً سَبْعَةَ أَيَّامٍ.) عدد 19: 14
الكتاب المقدس يأمر بهدم المنزل الذى ضربه البرص ولم يطهر فى سبعة أيام: (لاويين 14: 35-45)
الكتاب المقدس يأمر بحرق الملابس التى ضربها البرص ولم تطهر فى سبعة أيام: (لاويين 13: 52)
(45وَالأَبْرَصُ الَّذِي فِيهِ الضَّرْبَةُ تَكُونُ ثِيَابُهُ مَشْقُوقَةً وَرَأْسُهُ يَكُونُ مَكْشُوفاً وَيُغَطِّي شَارِبَيْهِ وَيُنَادِي: نَجِسٌ نَجِسٌ.) لاويين 13: 45
(18وَيَكُونُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ الرَّبَّ يَصْفِرُ لِلذُّبَابِ الَّذِي فِي أَقْصَى تُرَعِ مِصْرَ وَلِلنَّحْلِ الَّذِي فِي أَرْضِ أَشُّورَ) إشعياء 7: 18
قوة الرب فى شعر شمشون ، وقد قضى عليها الفلسطينيون: (18وَلَمَّا رَأَتْ دَلِيلَةُ أَنَّهُ قَدْ أَخْبَرَهَا بِكُلِّ مَا بِقَلْبِهِ, أَرْسَلَتْ فَدَعَتْ أَقْطَابَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَقَالَتِ: «اصْعَدُوا هَذِهِ الْمَرَّةَ فَإِنَّهُ قَدْ كَشَفَ لِي كُلَّ قَلْبِهِ». فَصَعِدَ إِلَيْهَا أَقْطَابُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَأَصْعَدُوا الْفِضَّةَ بِيَدِهِمْ. 19وَأَنَامَتْهُ عَلَى رُكْبَتَيْهَا وَدَعَتْ رَجُلاً وَحَلَقَتْ سَبْعَ خُصَلِ رَأْسِهِ, وَابْتَدَأَتْ بِإِذْلاَلِهِ, وَفَارَقَتْهُ قُّوَتُهُ. 20وَقَالَتِ: «الْفِلِسْطِينِيُّونَ عَلَيْكَ يَا شَمْشُونُ». فَانْتَبَهَ مِنْ نَوْمِهِ وَقَالَ: «أَخْرُجُ حَسَبَ كُلِّ مَرَّةٍ وَأَنْتَفِضُ». وَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ فَارَقَهُ!) قضاة 16: 18-20
(إنتحار شمشون بمباركة الرب بعد أن قضى لإسرائل 20 سنة) القضاة 16: 23-31 هل تتخيل أن الرب يبارك المنتحرين ويعضدهم ؟ هل تتخيل أن الكتاب المقدس لا توجد به إدانة لما اقترفه شمشون؟ أليس هذا إقرار من الرب بجواز الإنتحار؟ ألم يجدد له قوته؟ ألم يكن على علم أن شمشون باسترداد قوته سوف ينتحر؟ فمن الذى أمات شمشون إذن؟ (17وَإِذَا أَمَاتَ أَحَدٌ إِنْسَاناً فَإِنَّهُ يُقْتَلُ.) لاويين 24: 17؛ (وَمَنْ قَتَلَ إِنْسَاناً يُقْتَلْ.) لاويين 24: 21 ألا يحكم هذا الكتاب على الرب بأنه مجرم (سبحان الله وتعالى عما يقولون علواً كبيرا) يستحق الموت؟
انتحار شاول وأولاده وحامل سلاحه: (4فَقَالَ شَاوُلُ لِحَامِلِ سِلاَحِهِ: «اسْتَلَّ سَيْفَكَ وَاطْعَنِّي بِهِ لِئَلَّا يَأْتِيَ هَؤُلاَءِ الْغُلْفُ وَيَطْعَنُونِي وَيُقَبِّحُونِي». فَلَمْ يَشَأْ حَامِلُ سِلاَحِهِ لأَنَّهُ خَافَ جِدّاً. فَأَخَذَ شَاوُلُ السَّيْفَ وَسَقَطَ عَلَيْهِ. 5وَلَمَّا رَأَى حَامِلُ سِلاَحِهِ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ شَاوُلُ, سَقَطَ هُوَ أَيْضاً عَلَى سَيْفِهِ وَمَاتَ مَعَهُ. 6فَمَاتَ شَاوُلُ وَبَنُوهُ الثَّلاَثَةُ وَحَامِلُ سِلاَحِهِ وَجَمِيعُ رِجَالِهِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مَعاً.) صموئيل الأول 31: 4-6
انتحار الرب نفسه: (لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنِّي أَضْرِبُ الرَّاعِيَ فَتَتَبَدَّدُ خِرَافُ الرَّعِيَّةِ.) متى 26: 31 ؛ (11أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ.) يوحنا 10: 11
تحول الرب من راعى خراف إلى خروف: فقد قال: (11أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ.) يوحنا 10: 11 ؛ إلا أنك تراه قد تحوَّلَ إلى خروف فى: (14هَؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الْخَرُوفَ، والْخَرُوفُ يَغْلِبُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ، وَالَّذِينَ مَعَهُ مَدْعُوُّونَ وَمُخْتَارُونَ وَمُؤْمِنُونَ».) رؤيا يوحنا اللاهوتى 17: 14
الإنسان أفضل من خالقه: بعد أن عرفت أنهم يقولون إن رب الأرباب خروف ، فاقرأ ما أملاه الوحى لمتى: قال يسوع (12فَالإِنْسَانُ كَمْ هُوَ أَفْضَلُ مِنَ الْخَرُوفِ!) متى 12: 12
لا. بل الخالق أفضل: (24«لَيْسَ التِّلْمِيذُ أَفْضَلَ مِنَ الْمُعَلِّمِ وَلاَ الْعَبْدُ أَفْضَلَ مِنْ سَيِّدِهِ.) متى 10: 24؟
جاء نجم إلى الأرض وتقدم الباحثين عن يسوع ليشير إلى الموضع الذى وُلِدَ فيه ( متى 2: 9-10)
الرب لا يعرف أن صوت المياه اسمه خرير وليس هدير (إشعياء17: 13)
الرب يأمر بالإبقاء على الزانيات أحياء وقتل باقى النساء: (17فَالآنَ اقْتُلُوا كُل ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ. وَكُل امْرَأَةٍ عَرَفَتْ رَجُلاً بِمُضَاجَعَةِ ذَكَرٍ اقْتُلُوهَا. 18لكِنْ جَمِيعُ الأَطْفَالِ مِنَ النِّسَاءِ اللوَاتِي لمْ يَعْرِفْنَ مُضَاجَعَةَ ذَكَرٍ أَبْقُوهُنَّ لكُمْ حَيَّاتٍ.) عدد 31: 17-18
رابعاً: أنبياء .. لكنهم يمشون عراة ..
(2فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ قَالَ الرَّبُّ عَنْ يَدِ إِشَعْيَاءَ بْنِ آمُوصَ:«اذْهَبْ وَحُلَّ الْمِسْحَ عَنْ حَقَوَيْكَ وَاخْلَعْ حِذَاءَكَ عَنْ رِجْلَيْكَ». فَفَعَلَ هَكَذَا وَمَشَى مُعَرًّى وَحَافِياً. 3فَقَالَ الرَّبُّ:«كَمَا مَشَى عَبْدِي إِشَعْيَاءُ مُعَرًّى وَحَافِياً ثَلاَثَ سِنِينٍ آيَةً وَأُعْجُوبَةً عَلَى مِصْرَ وَعَلَى كُوشَ) إشعياء 20: 2-3
وكان روح الله على شاول، فخلع هو أيضًا ثيابه وتنبّأ هو أيضًا. وانطرح عريانًا ذلك النهار كله وكل الليل. (صموئيل الأول 19: 24)
ورقص داود أمام الناس وأمام الله. (صموئيل الثانى 6: 14) (161وَلَمَّا دَخَلَ تَابُوتُ الرَّبِّ مَدِينَةَ دَاوُدَ، أَشْرَفَتْ مِيكَالُ بِنْتُ شَاوُلَ مِنَ الْكُوَّةِ وَرَأَتِ الْمَلِكَ دَاوُدَ يَطْفُرُ وَيَرْقُصُ أَمَامَ الرَّبِّ، فَاحْتَقَرَتْهُ فِي قَلْبِهَا.) صموئيل الثانى 6: 16
(وكذلك فعلت مريم النبيّة) وأخذت دفًا هي والنساء ورقصت. (خروج 15: 20)
أتصدق هذا؟ أنبياء .. راقصون .. ألنا فى هؤلاء قدوة حسنة! أنبياء .. لكنهم زناة .. أنبياء … لكنهم يعبدون الأوثان .. أين القدوة؟ أين قدرة الرب وعلمه فى انتقاء صفوة خلقه؟ أترضى هذا لأمك أو أبيك أو ابنك أو ابنتك؟ أترضى هذا لأختك أو لأخوك؟ فكيف تكون أنت أو أبوك أو أمك أطهر من المصطفين الأخيار قدوة البشرية ؟
خامساً: الكتاب المقدس يشير إلى أسفار ومواضع فيه مفقودة ، وبه رسائل شخصية جداً قالوا أوحى الله بها :
مفقودة يتكلم عنها الكتاب ، فقد ضيعها اليهود ولم يحفظوا كلمة الله بالإضافة إلى وجود خطابات شخصية وتصويرات جنسية يحتويها الكتاب المقدس: الأسفار الضائعـــة والممفقوده :
1- سفر حروب الرب وقد جاء ذكر اسم هذا السفر في (العدد 21 : 14 ) .
2- سفر ياشر وقد جاء ذكر اسم هذا السفر في ( يشوع 10 : 13 ) .
3- سفر أمور سليمان جاء ذكره في (الملوك الأول11 : 41 )
4- سفر مرثية إرميا على يوشيا ملك أورشليم وجاء ذكر هذه المرثية في (الأيام الثاني35: 25)
5- سفر أمور يوشيا (الأيام الثاني35: 25)
6- سفر مراحم يوشيا (الأيام الثاني35: 25)
7- سفر أخبار ناثان النبي (أخبار الأيام الثاني9 : 29)
8 - سفر أخيا النبي الشيلوني (أخبار الأيام الثاني9 : 29)
9 - وسفر رؤى يعدو الرائي وقد جاء ذكر هذه الاسفار في (أخبار الأيام الثاني9 : 29)
10 - سفر أخبار جاد الرائي وقد جاء ذكره في (أخبار الأيام الأول 29 : 31 )
11- يقول متى 2: 23 (وأتى وسكن فى مدينة يُقالُ لها ناصرة. لكى يتم ما قيل بالأنبياء إنه سيُدعَى ناصرياً) فأين كتاب الأنبياء الذى ذكر فيه هذا؟
12- (11لَمَّا كُنْتُ طِفْلاً كَطِفْلٍ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ وَكَطِفْلٍ كُنْتُ أَفْطَنُ وَكَطِفْلٍ كُنْتُ أَفْتَكِرُ. وَلَكِنْ لَمَّا صِرْتُ رَجُلاً أَبْطَلْتُ مَا لِلطِّفْلِ. 12فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ فِي لُغْزٍ لَكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهاً لِوَجْهٍ. الآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ لَكِنْ حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ. 13أَمَّا الآنَ فَيَثْبُتُ الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ هَذِهِ الثَّلاَثَةُ وَلَكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ.) كورنثوس الأولى 13: 11-13. من المتكلم الذى كان طفلاً ؟ ومن الذى ينظر فى المرآة ؟
13- (38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 7: 38-40
14- (25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً.) كورنثوس الأولى 7: 25
15- (1أُوصِي إِلَيْكُمْ بِأُخْتِنَا فِيبِي الَّتِي هِيَ خَادِمَةُ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي كَنْخَرِيَا 2كَيْ تَقْبَلُوهَا فِي الرَّبِّ كَمَا يَحِقُّ لِلْقِدِّيسِينَ وَتَقُومُوا لَهَا فِي أَيِّ شَيْءٍ احْتَاجَتْهُ مِنْكُمْ لأَنَّهَا صَارَتْ مُسَاعِدَةً لِكَثِيرِينَ وَلِي أَنَا أَيْضاً. 3سَلِّمُوا عَلَى بِرِيسْكِلاَّ وَأَكِيلاَ الْعَامِلَيْنِ مَعِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ 4اللَّذَيْنِ وَضَعَا عُنُقَيْهِمَا مِنْ أَجْلِ حَيَاتِي اللَّذَيْنِ لَسْتُ أَنَا وَحْدِي أَشْكُرُهُمَا بَلْ أَيْضاً جَمِيعُ كَنَائِسِ الأُمَمِ 5وَعَلَى الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي بَيْتِهِمَا. سَلِّمُوا عَلَى أَبَيْنِتُوسَ حَبِيبِي الَّذِي هُوَ بَاكُورَةُ أَخَائِيَةَ لِلْمَسِيحِ. 6سَلِّمُوا عَلَى مَرْيَمَ الَّتِي تَعِبَتْ لأَجْلِنَا كَثِيراً. 7سَلِّمُوا عَلَى أَنْدَرُونِكُوسَ وَيُونِيَاسَ نَسِيبَيَّ الْمَأْسُورَيْنِ مَعِي اللَّذَيْنِ هُمَا مَشْهُورَانِ بَيْنَ الرُّسُلِ وَقَدْ كَانَا فِي الْمَسِيحِ قَبْلِي. 8سَلِّمُوا عَلَى أَمْبِلِيَاسَ حَبِيبِي فِي الرَّبِّ. 9سَلِّمُوا عَلَى أُورْبَانُوسَ الْعَامِلِ مَعَنَا فِي الْمَسِيحِ وَعَلَى إِسْتَاخِيسَ حَبِيبِي. 10سَلِّمُوا عَلَى أَبَلِّسَ الْمُزَكَّى فِي الْمَسِيحِ.) رومية 16: 1-10. وأكتفى بهذا لأن الإصحاح كله سلامات.
16- (11لُوقَا وَحْدَهُ مَعِي. خُذْ مَرْقُسَ وَأَحْضِرْهُ مَعَكَ لأَنَّهُ نَافِعٌ لِي لِلْخِدْمَةِ. 12أَمَّا تِيخِيكُسُ فَقَدْ أَرْسَلْتُهُ إِلَى أَفَسُسَ. 13اَلرِّدَاءَ الَّذِي تَرَكْتُهُ فِي تَرُواسَ عِنْدَ كَارْبُسَ أَحْضِرْهُ مَتَى جِئْتَ، وَالْكُتُبَ أَيْضاً وَلاَ سِيَّمَا الرُّقُوقَ. 14إِسْكَنْدَرُ النَّحَّاسُ أَظْهَرَ لِي شُرُوراً كَثِيرَةً. لِيُجَازِهِ الرَّبُّ حَسَبَ أَعْمَالِهِ.) ثيموثاوس الثانية 4: 11-14
ولبعض النصارى حول هذه الاسفار المفقوده محاولات وأراجيف من القول لتبرير عدم ضياعها ، لايلتفت إليها .
الكتب غير القانونية (الأبوكريفا) :
1- سفر باروخ 2- سفر يهوذا
3- سفر طوبيا 4- سفر المكابيين الاول
5- سفر المكابيين الثاني 6- سفر الحكمة
7- سفر إستير
كتب أبوكريفا أخرى في نسخة ال G. N. B :
1- سفر سيراخ 2- رسالة إرميا
3- صلاة عزرا وانشودة الفتيان الثلاثة 4- سفر سوزانا
5- جرس التنين 6- سفر اسدراس الاول
7- سفر اسدراس الثاني 8- سفر صلاة مناسي
ذَكَرَ الكتاب المقدس للتحريف الذى وقع لكلمة الله :
1- (كَيْفَ تَدَّعُونَ أَنَّكُمْ حُكَمَاءُ وَلَدَيْكُمْ شَرِيعَةَ الرَّبِّ بَيْنَمَا حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ المُخَادِعُ إِلَى أُكْذُوبَةٍ؟) إرمياء 8 : 8
2- ليس هذا فقط بل إن الكتاب المقدس يتوعد المحرفين :
(وَإِنَّنِي أَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُ مَا جَاءَ فِي كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا: إِنْ زَادَ أَحَدٌ شَيْئاً عَلَى مَا كُتِبَ فِيهِ، يَزِيدُهُ اللهُ مِنَ الْبَلاَيَا الَّتِي وَرَدَ ذِكْرُهَا، 19وَإِنْ أَسْقَطَ أَحَدٌ شَيْئاً مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا، يُسْقِطُ اللهُ نَصِيبَهُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ، وَمِنَ الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، اللَّتَيْنِ جَاءَ ذِكْرُهُمَا فِي هَذَا الْكِتَاب") رؤيا يوحنا 22:" 18
3- (24فَعِنْدَمَا كَمَّل مُوسَى كِتَابَةَ كَلِمَاتِ هَذِهِ التَّوْرَاةِ فِي كِتَابٍ إِلى تَمَامِهَا 25أَمَرَ مُوسَى اللاوِيِّينَ حَامِلِي تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ: 26«خُذُوا كِتَابَ التَّوْرَاةِ هَذَا وَضَعُوهُ بِجَانِبِ تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ إِلهِكُمْ لِيَكُونَ هُنَاكَ شَاهِداً عَليْكُمْ. 27لأَنِّي أَنَا عَارِفٌ تَمَرُّدَكُمْ وَرِقَابَكُمُ الصُّلبَةَ. هُوَذَا وَأَنَا بَعْدُ حَيٌّ مَعَكُمُ اليَوْمَ قَدْ صِرْتُمْ تُقَاوِمُونَ الرَّبَّ فَكَمْ بِالحَرِيِّ بَعْدَ مَوْتِي! 28اِجْمَعُوا إِليَّ كُل شُيُوخِ أَسْبَاطِكُمْ وَعُرَفَاءَكُمْ لأَنْطِقَ فِي مَسَامِعِهِمْ بِهَذِهِ الكَلِمَاتِ وَأُشْهِدَ عَليْهِمِ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ. 29لأَنِّي عَارِفٌ أَنَّكُمْ بَعْدَ مَوْتِي تَفْسِدُونَ وَتَزِيغُونَ عَنِ الطَّرِيقِ الذِي أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ وَيُصِيبُكُمُ الشَّرُّ فِي آخِرِ الأَيَّامِ لأَنَّكُمْ تَعْمَلُونَ الشَّرَّ أَمَامَ الرَّبِّ حَتَّى تُغِيظُوهُ بِأَعْمَالِ أَيْدِيكُمْ».) تثنية 31 : 24 – 29
4- (10فَقَالَ:[قَدْ غِرْتُ غَيْرَةً لِلرَّبِّ إِلَهِ الْجُنُودِ، لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ تَرَكُوا عَهْدَكَ وَنَقَضُوا مَذَابِحَكَ وَقَتَلُوا أَنْبِيَاءَكَ بِالسَّيْفِ، فَبَقِيتُ أَنَا وَحْدِي. وَهُمْ يَطْلُبُونَ نَفْسِي لِيَأْخُذُوهَا].) ملوك الأول 19: 10
5- وهذا كلام الله الذى يقدسه نبى الله داود ويفتخر به ، يحرفه غير المؤمنين ، ويطلبون قتله لأنه يعارضهم ويمنعهم ، ولا يبالى إن قتلوه من أجل الحق ، فهو متوكل على الله: (4اَللهُ أَفْتَخِرُ بِكَلاَمِهِ. عَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُهُ بِي الْبَشَرُ! 5الْيَوْمَ كُلَّهُ يُحَرِّفُونَ كَلاَمِي. عَلَيَّ كُلُّ أَفْكَارِهِمْ بِالشَّرِّ.) مزمور 56: 4 –5
6- (15وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَتَعَمَّقُونَ لِيَكْتُمُوا رَأْيَهُمْ عَنِ الرَّبِّ فَتَصِيرُ أَعْمَالُهُمْ فِي الظُّلْمَةِ وَيَقُولُونَ: «مَنْ يُبْصِرُنَا وَمَنْ يَعْرِفُنَا؟». 16يَا لَتَحْرِيفِكُمْ!) إشعياء 29: 15 – 16
7- (29أَلَيْسَتْ هَكَذَا كَلِمَتِي كَنَارٍ يَقُولُ الرَّبُّ وَكَمِطْرَقَةٍ تُحَطِّمُ الصَّخْرَ؟ 30لِذَلِكَ هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَسْرِقُونَ كَلِمَتِي بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ. 31هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ لِسَانَهُمْ وَيَقُولُونَ: قَالَ. 32هَئَنَذَا عَلَى الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ بِأَحْلاَمٍ كَاذِبَةٍ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَقُصُّونَهَا وَيُضِلُّونَ شَعْبِي بِأَكَاذِيبِهِمْ وَمُفَاخَرَاتِهِمْ وَأَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ. فَلَمْ يُفِيدُوا هَذَا الشَّعْبَ فَائِدَةً يَقُولُ الرَّبُّ]. 33وَإِذَا سَأَلَكَ هَذَا الشَّعْبُ أَوْ نَبِيٌّ أَوْ كَاهِنٌ: [مَا وَحْيُ الرَّبِّ؟] فَقُلْ لَهُمْ: [أَيُّ وَحْيٍ؟ إِنِّي أَرْفُضُكُمْ - هُوَ قَوْلُ الرَّبِّ. 34فَالنَّبِيُّ أَوِ الْكَاهِنُ أَوِ الشَّعْبُ الَّذِي يَقُولُ: وَحْيُ الرَّبِّ - أُعَاقِبُ ذَلِكَ الرَّجُلَ وَبَيْتَهُ. 35هَكَذَا تَقُولُونَ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ وَالرَّجُلُ لأَخِيهِ: بِمَاذَا أَجَابَ الرَّبُّ وَمَاذَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ؟ 36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا.) إرمياء 23: 29-36
8- انظر إلى اعتراف الكتاب المقدس بالتحريف ، ثم ينسبونه لله ، والله يتبرأ منه! (9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».) متى 15: 9 (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلا)
9- انظر إلى التحريف الذى كان منتشراً وقتها؟ انظر كم كتاب وكم رسالة قد تم تأليفها على غير المألوف أو المشهور عند لوقا؟ الأمر الذى دفعه لكتابة هذه الرسالة! (1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.) لوقا 1: 1-4
10- (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7 انظر كيف يتطاول على ذات الله العليا! هل صدق الله ومجده يحتاج إلى كذب بولس ونفاقه؟ هل يعجز الله عن نشر كلمته بالفضيلة والصدق؟ وما حكمة الله أن يوحى إلى كذاب منافق بنشر رسالته وتعاليمه؟ ألا يخشى ذلك الإله من تفشى الكذب والنفاق بين شعبه؟ وكيف أثق فى هذا الإله الذى يرتكن إلى كاذب ومخادع لنشر رسالته؟ وهل سيحاسبنا الله على الكذب فى الدنيا يوم الحساب؟ ألم يكذب هو (سبحانه وتعالى عن ذلك علواً كبيرا) بإعانته هذا الكاذب والوحى إليه؟ وكيف يأمر بما لا يفعله هو؟ أليست هذه حجة عليه؟ أليس هذا من الظلم؟ ألم يقل فى الناموس (لا تكذب)؟ فلماذا يعين الكاذب ويوحى إليه؟؟؟
11- بولس يقول أراءه الشخصية ، ثم بعد ذلك تقولون هذا من عند الله؟ (25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً. 26فَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا حَسَنٌ لِسَبَبِ الضِّيقِ الْحَاضِرِ.) كورنثوس الأولى 7: 25-26
12- هل بولس قد أوحى الله إليه؟ إن قلت لا، فلماذا تُعِدُّونَ رأيه الخاص وحىٌ من عند الله؟ وإن قلت نعم ، فاقرأوا رأيه الشخصى الذى يضعه فى رسائله الشخصية: (38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.)كورنثوس الأولى7: 38-40
13- هذا هو بولس الذى لعب بالكل ليربح الكل وليكون شريكاً فى الإنجيل (19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ.) كورنثوس الأولى 9: 20-23 ، وهو نفس حال المنصرين لليوم: الكذب والنفاق ليربح الكل!!
بالطبع تعرفون أن كلمة إنجيل تعنى البشارة (الحسنة) ، فما هى بشارة بولس التى بشر بها؟ وماهى بشارة عيسى عليه السلام التى نادى بها؟
إن رسالة عيسى عليه السلام هى اقتراب ملكوت السموات أو ملكوت الله التى تعنى خروج شريعة أخرى من عند الله ليست فى نسل إسحق: (11وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ مِنَ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ وَيَتَّكِئُونَ مَعَ إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ 12وَأَمَّا بَنُو الْمَلَكُوتِ فَيُطْرَحُونَ إِلَى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ.)متى8: 11-12
(28هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ مَتَى رَأَيْتُمْ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ فِي مَلَكُوتِ اللهِ وَأَنْتُمْ مَطْرُوحُونَ خَارِجاً. 29وَيَأْتُونَ مِنَ الْمَشَارِقِ وَمِنَ الْمَغَارِبِ وَمِنَ الشِّمَالِ وَالْجَنُوبِ وَيَتَّكِئُونَ فِي مَلَكُوتِ اللهِ. 30وَهُوَذَا آخِرُونَ يَكُونُونَ أَوَّلِينَ وَأَوَّلُونَ يَكُونُونَ آخِرِينَ») لوقا 13: 28-30
(42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ».) متى 21: 42-44
(9«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. 10لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ. 11خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ. 12وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا.) متى 6: 9-12
14- فى (أعمال الرسل 9: 3-9 ؛ 22: 6-11 ؛ 26: 12-17) ذكرت قصة اعتناق بولس المسيحية. لكن انظر إلى التناقضات فى سرد هذه القصة التى لو ذكرت أمام عاقل لرفضها من جذورها، ولو أشهد بولس المحكمة على صدق هذه القصة لحبسته بتهمة إزعاج السلطات!
الصوت النور المسافرون مكان تلقى الرسالة
9: 3 - 9 سمعوه لم ينظروه وقفوا صامتين دمشق
22: 6 – 11 لم يسمعوه نظروه دمشق
26: 12 - 17 ------ نظروه سقطوا على الأرض تلقاها فى الحال مع وعد بإنقاذه من اليهود
وما هى هذه الرسالة؟ هل هى تعاليم جديدة؟ لا. إلا أن بولس جعلها ديانة تختلف تماماً عن تعاليم عيسى عليه السلام. إنها نفس تعاليم موسى النقية دون تدخل أيدى بشرية فيها. أليس هذا بولس اليهودى؟ اقرأ غلاطية 2: 15(15نَحْنُ بِالطَّبِيعَةِ يَهُودٌ وَلَسْنَا مِنَ الأُمَمِ خُطَاةً) ألم يحاكم تلاميذ المسيح بولس فى المعبد؟ مع الأخذ فى الإعتبار أن أقدم رسائل بولس ترجع إلى 30 سنة بعد رفع المسيح عليه السلام. أى إن التلاميذ قد ألبسوا قوة من الأعالى وتكلموا بألسنة مختلفة. فهل ما زلتم تقولون عن بولس رسول؟ هل ما زلتم تعتقدون أنه من تلاميذ عيسى عليه السلام؟ (11وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الإِنْجِيلَ الَّذِي بَشَّرْتُ بِهِ، أَنَّهُ لَيْسَ بِحَسَبِ إِنْسَانٍ. 12لأَنِّي لَمْ أَقْبَلْهُ مِنْ عِنْدِ إِنْسَانٍ وَلاَ عُلِّمْتُهُ. بَلْ بِإِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 13فَإِنَّكُمْ سَمِعْتُمْ بِسِيرَتِي قَبْلاً فِي الدِّيَانَةِ الْيَهُودِيَّةِ، أَنِّي كُنْتُ أَضْطَهِدُ كَنِيسَةَ اللهِ بِإِفْرَاطٍ وَأُتْلِفُهَا. 14وَكُنْتُ أَتَقَدَّمُ فِي الدِّيَانَةِ الْيَهُودِيَّةِ عَلَى كَثِيرِينَ مِنْ أَتْرَابِي فِي جِنْسِي، إِذْ كُنْتُ أَوْفَرَ غَيْرَةً فِي تَقْلِيدَاتِ آبَائِي. 15وَلَكِنْ لَمَّا سَرَّ اللهَ الَّذِي أَفْرَزَنِي مِنْ بَطْنِ أُمِّي، وَدَعَانِي بِنِعْمَتِهِ 16أَنْ يُعْلِنَ ابْنَهُ فِيَّ لِأُبَشِّرَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، لِلْوَقْتِ لَمْ أَسْتَشِرْ لَحْماً وَدَماً 17وَلاَ صَعِدْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ إِلَى الرُّسُلِ الَّذِينَ قَبْلِي، بَلِ انْطَلَقْتُ إِلَى الْعَرَبِيَّةِ، ثُمَّ رَجَعْتُ أَيْضاً إِلَى دِمَشْقَ.) غلاطية 1: 11-17
15- لاحظ وجود أناجيل أخرى وانتشار التأليف والتحريف فى الإنجيل عقب اختفاء عيسى مباشرة! وهو نفس الكلام الذى قاله لوقا فىإنجيله الإصحاح الأول. (6إِنِّي أَتَعَجَّبُ أَنَّكُمْ تَنْتَقِلُونَ هَكَذَا سَرِيعاً عَنِ الَّذِي دَعَاكُمْ بِنِعْمَةِ الْمَسِيحِ إِلَى إِنْجِيلٍ آخَرَ. 7لَيْسَ هُوَ آخَرَ، غَيْرَ أَنَّهُ يُوجَدُ قَوْمٌ يُزْعِجُونَكُمْ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُحَوِّلُوا إِنْجِيلَ الْمَسِيحِ. 8وَلَكِنْ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا».) غلاطية 1: 6-8
16- هل تعلم أن بولس هذا أخرج الناس عن تعاليم عيسى عليه السلام ، وانفصل عنه برنابا وتركه (أعمال الرسل15: 29).
وأدانه رئيس التلاميذ يعقوب وأمره بالتطهر والإستغفار، بل وأرسل التلاميذ أناسا من أتباع عيسى عليه السلام النهتدين لإصلاح هرطقة بولس؟ (20فَلَمَّا سَمِعُوا كَانُوا يُمَجِّدُونَ الرَّبَّ. وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعاً غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. 22فَإِذاً مَاذَا يَكُونُ؟ لاَ بُدَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ أَنْ يَجْتَمِعَ الْجُمْهُورُ لأَنَّهُمْ سَيَسْمَعُونَ أَنَّكَ قَدْ جِئْتَ. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا». 26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِراً بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ27وَلَمَّا قَارَبَتِ الأَيَّامُ السَّبْعَةُ أَنْ تَتِمَّ رَآهُ الْيَهُودُ الَّذِينَ مِنْ أَسِيَّا فِي الْهَيْكَلِ فَأَهَاجُوا كُلَّ الْجَمْعِ وَأَلْقَوْا عَلَيْهِ الأَيَادِيَ 28صَارِخِينَ: «يَا أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ أَعِينُوا! هَذَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي يُعَلِّمُ الْجَمِيعَ فِي كُلِّ مَكَانٍ ضِدّاً لِلشَّعْبِ وَالنَّامُوسِ وَهَذَا الْمَوْضِعِ حَتَّى أَدْخَلَ يُونَانِيِّينَ أَيْضاً إِلَى الْهَيْكَلِ وَدَنَّسَ هَذَا الْمَوْضِعَ الْمُقَدَّسَ». 29لأَنَّهُمْ كَانُوا قَدْ رَأَوْا مَعَهُ فِي الْمَدِينَةِ تُرُوفِيمُسَ الأَفَسُسِيَّ فَكَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّ بُولُسَ أَدْخَلَهُ إِلَى الْهَيْكَلِ. 30فَهَاجَتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا وَتَرَاكَضَ الشَّعْبُ وَأَمْسَكُوا بُولُسَ وَجَرُّوهُ خَارِجَ الْهَيْكَلِ. وَلِلْوَقْتِ أُغْلِقَتِ الأَبْوَابُ. 31وَبَيْنَمَا هُمْ يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ نَمَا خَبَرٌ إِلَى أَمِيرِ الْكَتِيبَةِ أَنَّ أُورُشَلِيمَ كُلَّهَا قَدِ اضْطَرَبَتْ 32فَلِلْوَقْتِ أَخَذَ عَسْكَراً وَقُوَّادَ مِئَاتٍ وَرَكَضَ إِلَيْهِمْ. فَلَمَّا رَأُوا الأَمِيرَ وَالْعَسْكَرَ كَفُّوا عَنْ ضَرْبِ بُولُسَ)أعمال الرسل21: 20- 32
ولم يتركوه يدخل بين الشعب حتى لا يُفسد عقيدته (30وَلَمَّا كَانَ بُولُسُ يُرِيدُ أَنْ يَدْخُلَ بَيْنَ الشَّعْبِ لَمْ يَدَعْهُ التَّلاَمِيذُ.) (أعمال الرسل 19: 30) تُرى من أهم عندك ومن أكثر معرفة بدين عيسى عليه السلام؟ هل الحواريين (التلاميذ) أم بولس الذى لم يراه؟
1- يقول سفر (التكوين 1: 3-5) (خلق النور والليل والنهار في اليوم الأول)
ويناقضه سفر (التكوين 1: 14) بقوله (خلق النور في اليوم الرابع)
2- يؤكد سفر التكوين (5: 23-24) أن أخنوخ سار مع الله ولم يوجد لأن الله أخذه
ويؤكد سفر الملوك الثانى (2: 1-11) أيضاً أن إيليا صعد إلى السماء
يناقضهما إنجيل يوحنا (3: 13) بقوله (لم يصعد أحد إلا ابن الإنسان)
3- اتفق سفر التكوين (10: 24) و (11: 12-14) و أخبار الأيام (1: 18) أن عابر بن شالح بن أرفكشاد
وهذا يناقضه قول لوقا (3 : 36) أن عابر بن شالح بن قينان بن أرفكشاد
4- يقول سفر (التكوين 14: 12) أن لوط عليه السلام ابن أخ إبراهيم
ويناقضه سفر (التكوين 14: 14) الذى يقول إن لوط عليه السلام أخ إبراهيم
5- يتوعد الرب فى سفر (التكوين 15: 13) نسل أبرام أنه سيكون غريباً في أرض ليست لهم ويُستعبدون لهم 400 سنة
بينما أقاموا في مصر 430 سنة تبعاً لسفر (الخروج 12: 40)
5- (التكوين 32: 30) رأى يعقوب الله وجهاً لوجه
(الخروج 33: 11) موسى كلم الله وجهاً لوجه
تناقض (الخروج 33: 20) قال الرب لموسى لا تقدر أن ترى وجهي
وتناقض (يوحنا 1: 18) إن الله لم يره أحد قط
6- الابن أخزيا كان عمره 42 سنة عندما مات أبوه (أخبار الأيام الثانى 22: 2) ؛ فى الوقت الذى مات فيه أبوه يهورام وكان عمره 40 سنة (أخبار الأيام الثانى 21: 20) ؛ وهى تناقض أيضاً (ملوك الثانى 8: 26) حيث ذكر فيها أن أخزيا كان عمره 22 سنة حين مات أبوه. وقد غيرتها الطبعة الحديثة للكتاب المقدس إلى 22 سنة بدلاً من 42 (كتاب الحياة)
7- ذكرَ (متى 1 : 13) أن شألتيئل بن يكنيا وذكر لوقا أن شألتئيل ابن نيرى
تناقض (أخبار الأيام الأول 3 : 17-19) حيث إن يكنيا ولد أسير
8- ذكر متى أن اسم ابن زربابل (أبيهود) ، وذكر لوقا أن اسمه (ريسا) ، وكلاهما مخطىء، لأن أولاد زربابل هم: (مشلام وحننيا وشلومية أختهم وحشوبة وأوهل وبرخيا وحسديا ويوشب حسد) أخبار الأيام الأول 3: 19-20
9- (متى 8 : 28-34) مجنونان يكلمان المسيح لإخراج الشياطين منهم فأخرجها ودخلت في الخنازير تناقض (مرقس 5 : 1-17) مجنون واحد وقد أخرج المسيح منه 2000 شيطاناً ودخلت في 2000 خنزير
10- (متى 11 : 14 ومتى 17 : 10-13) المسيح يقول عن يحيى أنه إيليا
تناقض (يوحنا 1 : 19-28) يحيى ينكر أنه إيليا. فمن منهما الصادق؟
11- (متى 11 : 18) يوحنا لا يأكل ولا يشرب
تناقض (مرقس 1 : 6) يأكل جراداً وعسلاً برياً
12- (متى 16 : 18-19) سمى المسيح سمعان بطرس وأعطاه مفاتيح ملكوت السموات
تناقض (متى 16 : 23) قال له " اذهب عني يا شيطان .أنت معثرة لي"
13- (متى 26 : 3-13) سكبت المرأة الطيب عل رأس المسيح
وفي (مرقس 14 : 1-9) سكبت المرأة الطيب عل رأس المسيح
تناقض (يوحنا 12 : 1-8) دهنت المرأة قدمي المسيح بالطيب ومسحت قدميه بشعرها
14- العشاء الأخير يوم الفصح ولم يغسل أرجلهم (متى 26: 26-29) (مرقس 14: 7-26)
(لوقا 22 : 14-23) ؛ تناقض (يوحنا 13 : 1-20) العشاء الأخير قبل الفصح بستة أيام وقد غسل أرجلهم
15- (متى 27 : 3-10) ندم يهوذا وخنق نفسه , تناقض(أعمال الرسل1: 18-19)"وإذ سقط على وجهه انشق من الوسط فانسكبت أحشاؤه كلها"
16- (متى 27 : 23-31) بيلاطس غسل يديه من دم المسيح ثم جلده وسلمه لهم
(مرقس 15 : 14-20) بيلاطس جلده وسلمه لهم ليرضيهم
تناقض (لوقا 23 : 8-12) بيلاطس لم يجلده بل سلمه لهم ليرضيهم
وتناقض (يوحنا 19 : 1-23) بيلاطس جلده وساهم في إعداده للصلب
17- سخروا سمعان القيرواني لحمل صليب المسيح (متى 27 : 32) (مرقس 15 : 11) (لوقا 23 : 26) ؛ تناقض (يوحنا 19 : 16-18) المسيح حمل صليبه
18- لأن كل شيء مستطاع عند الله (مرقس 10 : 27) (متى 19 : 26)
تناقض (القضاة 1: 19) لم يستطع الله طردهم لأن مركباتهم حديد !
19- صلبوه الساعة الثالثة (مرقس 15: 25)
تناقض (يوحنا 19: 14-16) الساعة السادسة صلبوه
20- (مرقس 15: 39 قال قائد المئة إن المسيح ابن الله
تناقض (لوقا 23: 47) قال إن المسيح كان إنساناً باراً
21- (مرقس 16: 14) ظهر للأحد عشر
تناقض (كورنثوس الأولى15: 5) ظهر لصفا ثم للاثني عشر
22- (لوقا 5: 1-11) معجزة الصيد حدثت قبل قيامة عيسى عليه السلام
تناقض (يوحنا 21: 1-14) معجزة الصيد حدثت بعد قيامة عيسى عليه السلام
23- صعد المسيح إلى السماء مساء عيد الفصح (لوقا 24: 51) (مرقس 16: 19)
تناقض (أعمال الرسل 1: 2-3) صعد المسيح إلى السماء بعد أربعين يوماً من قيامته
24- (يوحنا 1: 18) الله لم يره أحد قط
تناقض (الخروج 33: 11) يكلم الرب موسى وجهاً لوجه
25- (يوحنا 5: 31) إن كنت أشهد لنفسي فشهادتي ليست حقاً
تناقض (يوحنا 8: 14) إن كنت أشهد لنفسي فشهادتي حق
سادساً: أنبياء ونصوص مقدسة تسب الرب !!!
نسبوا إليه الظلم والبطش: (11دَفَعَنِيَ اللهُ إِلَى الظَّالِمِ وَفِي أَيْدِي الأَشْرَارِ طَرَحَنِي. 12كُنْتُ مُسْتَرِيحاً فَزَعْزَعَنِي وَأَمْسَكَ بِقَفَايَ فَحَطَّمَنِي وَنَصَبَنِي لَهُ هَدَفاً.) (أيّوب16: 11-12)
نسبوا إلى الرب النصْب والظلم والإحتيال:(6فَاعْلَمُوا إِذاً أَنَّ اللهَ قَدْ عَوَّجَنِي وَلَفَّ عَلَيَّ أُحْبُولَتَهُ. 7هَا إِنِّي أَصْرُخُ ظُلْماً فَلاَ أُسْتَجَابُ. أَدْعُو وَلَيْسَ حُكْمٌ. 8قَدْ حَوَّطَ طَرِيقِي فَلاَ أَعْبُرُ وَعَلَى سُبُلِي جَعَلَ ظَلاَماً. 9أَزَالَ عَنِّي كَرَامَتِي وَنَزَعَ تَاجَ رَأْسِي. 10هَدَمَنِي مِنْ كُلِّ جِهَةٍ فَذَهَبْتُ وَقَلَعَ مِثْلَ شَجَرَةٍ رَجَائِي 11وَأَضْرَمَ عَلَيَّ غَضَبَهُ وَحَسِبَنِي كَأَعْدَائِهِ.) (أيّوب19: 6-11) , (12مِنَ الْوَجَعِ أُنَاسٌ يَئِنُّونَ وَنَفْسُ الْجَرْحَى تَسْتَغِيثُ وَاللهُ لاَ يَنْتَبِهُ إِلَى الظُّلْمِ.) (أيوب 24: 12)
لا يأتمن عبيده ويسب ملائكَتَه: (18هُوَذَا عَبِيدُهُ لاَ يَأْتَمِنُهُمْ وَإِلَى مَلاَئِكَتِهِ يَنْسِبُ حَمَاقَةً.) (أيّوب4: 18)
وصفوه بصفات الشيطان: (19يَذْهَبُ بِالْكَهَنَةِ أَسْرَى وَيَقْلِبُ الأَقْوِيَاءَ. 20يَقْطَعُ كَلاَمَ الأُمَنَاءِ وَيَنْزِعُ ذَوْقَ الشُّيُوخِ. 21يُلْقِي هَوَاناً عَلَى الشُّرَفَاءِ وَيُرْخِي مِنْطَقَةَ الأَشِدَّاءِ. 22يَكْشِفُ الْعَمَائِقَ مِنَ الظَّلاَمِ وَيُخْرِجُ ظِلَّ الْمَوْتِ إِلَى النُّورِ. 23يُكَثِّرُ الأُمَمَ ثُمَّ يُبِيدُهَا. يُوَسِّعُ لِلأُمَمِ ثُمَّ يُشَتِّتُها. 24يَنْزِعُ عُقُولَ رُؤَسَاءِ شَعْبِ الأَرْضِ وَيُضِلُّهُمْ فِي تِيهٍ بِلاَطَرِيقٍ. 25يَتَلَمَّسُونَ فِي الظَّلاَمِ وَلَيْسَ نُورٌ وَيُرَنِّحُهُمْ مِثْلَ السَّكْرَانِ) (أيّوب 12: 19-24)
نسبوا إليه اضطهاد أنبيائه: (20إِلَيْكَ أَصْرُخُ فَمَا تَسْتَجِيبُ لِي. أَقُومُ فَمَا تَنْتَبِهُ إِلَيَّ. 21تَحَوَّلْتَ إِلَى جَافٍ مِنْ نَحْوِي. بِقُدْرَةِ يَدِكَ تَضْطَهِدُنِي) (أيّوب 30: 20-21)
نسبوا إليه الجهل والضعف: (25لأَنَّ جَهَالَةَ اللهِ أَحْكَمُ مِنَ النَّاسِ! وَضَعْفَ اللهِ أَقْوَى مِنَ النَّاسِ!) (كورنثوس الأولى 1: 25)
نسبوا إليه الجهل، ونفوا عنه علمه بما يحدث فى ملكوته: فقد كان يبحث عن آدم فى الجنة، ولم يعرف أنه كان عرياناً أو أكل من الشجرة حتى أخبره آدم! وبذلك جعلوه الرب الذى لا يعلم خائنة الأعين ولا ما تخفى الصدور: (9فَنَادَى الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ: «أَيْنَ أَنْتَ؟».) تكوين 3: 9 و(11فَقَالَ:«مَنْ أَعْلَمَكَ أَنَّكَ عُرْيَانٌ؟ هَلْ أَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ أَنْ لاَ تَأْكُلَ مِنْهَا؟») تكوين 3: 11 ؛ وعلمه محدود وقدرته محدودة عند بعض الناس: (11وَقَالُوا: [كَيْفَ يَعْلَمُ اللهُ وَهَلْ عِنْدَ الْعَلِيِّ مَعْرِفَةٌ؟]) مزامير 93: 11 ؛ (7وَيَقُولُونَ: [الرَّبُّ لاَ يُبْصِرُ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ لاَ يُلاَحِظُ].) مزامير 94: 7 ؛ كما نزل على الأرض ليتفقد المدينة والربج (5فَنَزَلَ الرَّبُّ لِيَنْظُرَ الْمَدِينَةَ وَالْبُرْجَ اللَّذَيْنِ كَانَ بَنُو آدَمَ يَبْنُونَهُمَا.) تكوين 11: 5 ، كذلك نزل عندما كثُر صراخ سدوم وعمورة وخطيتهم عظمت ليتأكد (20وَقَالَ الرَّبُّ: «إِنَّ صُرَاخَ سَدُومَ وَعَمُورَةَ قَدْ كَثُرَ وَخَطِيَّتُهُمْ قَدْ عَظُمَتْ جِدّاً. 21أَنْزِلُ وَأَرَى هَلْ فَعَلُوا بِالتَّمَامِ حَسَبَ صُرَاخِهَا الْآتِي إِلَيَّ وَإِلَّا فَأَعْلَمُ».) التكوين 18 : 20-21
نسبوا إلى الرب التعب والنَّصَب: (3وَبَارَكَ اللهُ الْيَوْمَ السَّابِعَ وَقَدَّسَهُ لأَنَّهُ فِيهِ اسْتَرَاحَ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ اللهُ خَالِقاً.) (تكوين 2: 3)
جعلوه إلهاً سكيراً: (65فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ.) (مزامير 78: 65)
جعلوا الشيطان أصدق من الرب: فقد أوصى آدم وحواء ألا يأكلا من شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ لأنهم يوم يأكلان منها فسيموتون: (16وَأَوْصَى الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ قَائِلاً: «مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلاً 17وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتاً تَمُوتُ».) تكوين 2: 16-17
أما الشيطان المتمثل فى صورة الحية فقال: (4فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا! 5بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ».) تكوين 3: 4
وبالفعل لم يميتهما الله بل عاقبهما بأن أنزلهما إلى الأرض للعمل والشقاء: (16وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ». 17وَقَالَ لِآدَمَ: «لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلاً: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. 18وَشَوْكاً وَحَسَكاً تُنْبِتُ لَكَ وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ. 19بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزاً حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ».) تكوين 3: 16-19
جعلوه يأمر بالفحشاء فأمر بالزنا والمنكر فأمر بالسكر: (كُلُوا أَيُّهَا الأَصْحَابُ. اشْرَبُوا وَاسْكَرُوا أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ.) نشيد الإنشاد5: 1 ، وأمر بالكذب وبسرقة حلى المصريين: (21وَأُعْطِي نِعْمَةً لِهَذَا الشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ. فَيَكُونُ حِينَمَا تَمْضُونَ أَنَّكُمْ لاَ تَمْضُونَ فَارِغِينَ. 22بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتَسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ».) خروج 3: 21-22
جعلوه إلهاً فقيراً ، لدرجة أنه استأجرَ موساً ليحلق ذقنه: (20فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَحْلِقُ السَّيِّدُ بِمُوسَى مُسْتَأْجَرَةٍ فِي عَبْرِ النَّهْرِ بِمَلِكِ أَشُّورَ الرَّأْسَ وَشَعْرَ الرِّجْلَيْنِ وَتَنْزِعُ اللِّحْيَةَ أَيْضاً) إشعياء 7: 20
جعلوا عبده يتصارع معه ويقهره: (22ثُمَّ قَامَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَأَخَذَ امْرَأَتَيْهِ وَجَارِيَتَيْهِ وَأَوْلاَدَهُ الأَحَدَ عَشَرَ وَعَبَرَ مَخَاضَةَ يَبُّوقَ. 23أَخَذَهُمْ وَأَجَازَهُمُ الْوَادِيَ وَأَجَازَ مَا كَانَ لَهُ. 24فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ. وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ. 25وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ. 26وَقَالَ: «أَطْلِقْنِي لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي». 27فَسَأَلَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «يَعْقُوبُ». 28فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدِرْتَ». 29وَسَأَلَهُ يَعْقُوبُ: «أَخْبِرْنِي بِاسْمِكَ». فَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي؟» وَبَارَكَهُ هُنَاكَ. 30فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلاً: «لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهاً لِوَجْهٍ وَنُجِّيَتْ نَفْسِي».)تكوين32: 22-30
جعلوه إله ضعيف يحتاج لشريك لأنه من نفسه لا يقدر أن يفعل شيئاً: (أنا لا أقدر أن أفعل من نفسى شيئاً) (يوحنا5: 30)
جعلوه إله العذاب الأبدى: فهو ينتقم منك لذنوب جدك الرابع: (لأنى أنا الرب إلهك إله غيور أفتقد ذنوب الآباء فى الأبناء فى الجيل الثالث والرابع من مبغضى) خروج 20: 5 ؛ بل انتقم من العمونيين والموابيين حتى الجد العاشر: (لا يدخل عمونى ولا موابى فى جماعة الرب حتى الجيل العاشر لا يدخل منهم أحد فى جماعة الرب إلى الأبد) تثنية 23: 3
جعلوه مجرمَ حرب ، فنسبوا له الإبادة الجماعية: (3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً».) (صموئيل الأول 15: 3)
نسبوا له الظلم والبطش فجعلوه يقتل 50070 من أهل بيت شمس لأنهم نظروا تابوت الرب (صموئيل الأول 6: 19)
جعلوا الشيطان هو الإله مالك الملك ، وجعلوه يحقِّر إلهه ولا يهابه ويسحبه أربعين يوماً يجربه: (6وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «لَكَ أُعْطِي هَذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. 7فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ».)! لوقا 4: 6، لك أن تتخيل أن الشيطان هو الغنى وهو المعطى وهو الوهاب وهو الرزَّاق والله هو الفقير
نفوا عنه صفة الإله الخالق ، فجعلوه طفلاً رضيعاً ناقص العلم والقدرة والحكمة وإمكانية الخلق والإحياء والإماتة!
وصفوا الرب الإله بالعبودية لغيره ، فقد سجد لإلهه: (... قام وخرج ومضى إلى موضع خلاء وكان يصلى هناك) مرقس 1: 35 ، (وبعد ما صرف الجموع صَعِدَ إلى الجبل منفرداً ليصلى) متى 14: 23
وصفوه بأنه إله غير قدير بهذه الألوهية ، فهو ينسى ، ويندم على أفعاله: (6فَحَزِنَ الرَّبُّ أَنَّهُ عَمِلَ الإِنْسَانَ فِي الأَرْضِ وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ. 7فَقَالَ الرَّبُّ: «أَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ: الإِنْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ السَّمَاءِ. لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي عَمِلْتُهُمْ».) تكوين 6: 6-7 ، وأيضاً (14فَنَدِمَ الرَّبُّ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي قَالَ إِنَّهُ يَفْعَلُهُ بِشَعْبِهِ.) خروج 32: 14 ، وأيضاً (وَالرَّبُّ نَدِمَ لأَنَّهُ مَلَّكَ شَاوُلَ عَلَى إِسْرَائِيلَ.) صموئيل الأول 15: 35
وصفوه بأنه حمامة: (16فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ فَرَأَى رُوحَ اللَّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ 17وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ».) متى 3: 16-17
وصفوه بأنه شاة: («مِثْلَ شَاةٍ سِيقَ إِلَى الذَّبْحِ وَمِثْلَ خَرُوفٍ صَامِتٍ أَمَامَ الَّذِي يَجُزُّهُ هَكَذَا لَمْ يَفْتَحْ فَاهُ.) أعمال الرسل8: 32
وصفوه بأنه خروف: (هؤلاء سيحاربون الخروف والخروف يغلبهم لأنه ربُّ الأرباب وملك الملوك) رؤيا يوحنا 17: 14
وصفوه بأنه إله رمة: فقد وصفه الكتاب بأن الكلمة حلت فيه وصار إنساناً: (فى البدء كان الكلمة .. .. وكان الكلمة الله .. .. والكلمة صار جسداً وحلَّ بيننا) يوحنا 1: 1 ، 14، (فكم بالحرى الإنسان الرمة وابن آدم الدود) أيوب 25: 6
ثم لعنوه: (المسيح افتدانا من لعنة الناموس ، إذ صار لعنة لأجلنا ، لأنه مكتوب ملعون كل من عُلِّقَ على خشبة) (غلاطية 3: 13)
وصفوه بأنه إله خلقه أقوى منه فقبضوا عليه وضربوه وبصقوا فى وجهه وصلبوه: (28فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيَّاً 29وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!» 30وَبَصَقُوا عَلَيْهِ وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. 31وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ.) متى 27: 28-31 ، (65فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ.) مزامير 78: 65 ، وقد مُدِحَ يوحنا بأنه قدوس لأنه لايشرب الخمر، فلك أن تتخيل أن المخلوق مقدس والخالق مهان! ( لأنه يكون عظيما أمام الرب وخمرا ومسكراً لا يشرب) لوقا1: 15
وصفوه بأنه إله جبان يخشى أن يحتل الجنة عبده الذى خلقه: (22وَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ: «هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفاً الْخَيْرَ وَالشَّرَّ. وَالْآنَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَأْخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ أَيْضاً وَيَأْكُلُ وَيَحْيَا إِلَى الأَبَدِ». 23فَأَخْرَجَهُ الرَّبُّ الإِلَهُ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ الَّتِي أُخِذَ مِنْهَا. 24فَطَرَدَ الإِنْسَانَ وَأَقَامَ شَرْقِيَّ جَنَّةِ عَدْنٍ الْكَرُوبِيمَ وَلَهِيبَ سَيْفٍ مُتَقَلِّبٍ لِحِرَاسَةِ طَرِيقِ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ.) تكوين 3: 22-24 ففرض حراسات عليها.
وصفوه بأنه إله لا ينتقى إلا أنبياء لصوص: (جميع الذين أتَوْا قبلى سَرَّاقٌ ولُصًوص ، ولكن الخراف لم تسمع لهم) يوحنا 10: 8 ؛ أو حفاة: (2فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ قَالَ الرَّبُّ عَنْ يَدِ إِشَعْيَاءَ بْنِ آمُوصَ: «اذْهَبْ وَحُلَّ الْمِسْحَ عَنْ حَقَوَيْكَ وَاخْلَعْ حِذَاءَكَ عَنْ رِجْلَيْكَ». فَفَعَلَ هَكَذَا وَمَشَى مُعَرًّى وَحَافِياً. 3فَقَالَ الرَّبُّ: «كَمَا مَشَى عَبْدِي إِشَعْيَاءُ مُعَرًّى وَحَافِياً ثَلاَثَ سِنِينٍ آيَةً وَأُعْجُوبَةً عَلَى مِصْرَ وَعَلَى كُوشَ) إشعياء 20: 3-5) أو زناة (قصة زنا نبى الله داود مع امرأة جاره أوريا) صموئيل الثانى 11 ؛ أو كفرة يعبدون الأوثان (مثل نبى الله سليمان فى ملوك الأول 11: 9-10)
وصفوه بأنه إله مُخرِّب: (12وَفِي الْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ 13فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئاً. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئاً إلاَّ وَرَقاً لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ. 14فَقَالَ يَسُوعُ لَهَا: «لاَ يَأْكُلْ أَحَدٌ مِنْكِ ثَمَراً بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». وَكَانَ تَلاَمِيذُهُ يَسْمَعُونَ.) مرقس 11: 12-14
وصفوه بأنه إله غاشم وظالم: (19وَضَرَبَ أَهْلَ بَيْتَشَمْسَ لأَنَّهُمْ نَظَرُوا إِلَى تَابُوتِ الرَّبِّ. وَضَرَبَ مِنَ الشَّعْبِ خَمْسِينَ أَلْفَ رَجُلٍ وَسَبْعِينَ رَجُلاً.) صموئيل الأول 6: 19
وصفوه يأنه إله فاسد يُفسد شعبه عن عمد: (25وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضاً فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَـاماً لاَ يَحْيُونَ بِهَا) حزقيال 20 : 25
وصفوه بأنه مجرم زعيم عصابة: (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.) ملوك الأول 22: 19-22
ووصفه اليهود بأنه ابن زنى: (فقالوا له إننا لم نولد من زنا.) (يوحنا 8: 41) ، كذلك لم يأتى الكتاب النصارى المقدس بالدليل الذى يبرأ السيدة مريم العذراء (أشرف نساء العالمين) ، فلم تأت أهم وأكبر معجزات السيد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام ، وهى أنه تكلم فى المهد، وقال: (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا * وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا) مريم 30-33. وبما أنك ترى اليهود غيورون على الناموس، فلماذا تركوها ولم يحرقونها بالنار تبعاً للشريعة الموسوية؟ فهى قد أتت بالدليل. لكن أين هو فى كتابكم؟ ألا يدل هذا على نقصان فى كتابكم؟ (9وَإِذَا تَدَنَّسَتِ ابْنَةُ كَاهِنٍ بِالزِّنَى فَقَدْ دَنَّسَتْ أَبَاهَا. بِالنَّارِ تُحْرَقُ.) لاويين 21: 9)
وللإستفاضة فى ما نسبوه من صفات لله فليرجع إلى (صفات الله فى التوراة والإنجيل)
سابعاً: نصوص تدعوا إلى الإرهاب والإبادة الجماعية والتفرقة العنصرية
الكتاب المقدس يدعوا أتباعه إلى قتل الآخرين ونساءهم وأطفالهم وحرق أمتعتهم ، وإبادة مدينتهم ، وسبى نساءهم ، يدعوك ألا تعفوا عنهم أو ترحمهم ولا تشفق عليهم ، بل تعاملهم بالربا لتمتص أموالهم ، ولمن يفعل ذلك فله الجنة التى لن يدخلها غير 144000 من بنى صهيون: (هُوَذَا قَدْ عَرَفْتُ أَنَّهُ لَيْسَ إِلَهٌ فِي كُلِّ الأَرْضِ إِلاَّ فِي إِسْرَائِيلَ.) ملوك الثانى 5: 15
(15نَحْنُ بِالطَّبِيعَةِ يَهُودٌ وَلَسْنَا مِنَ الأُمَمِ خُطَاةً) غلاطية 2: 15
(22فَإِنَّهُ مَكْتُوبٌ أَنَّهُ كَانَ لِإِبْرَاهِيمَ ابْنَانِ، وَاحِدٌ مِنَ الْجَارِيَةِ وَالآخَرُ مِنَ الْحُرَّةِ. 23لَكِنَّ الَّذِي مِنَ الْجَارِيَةِ وُلِدَ حَسَبَ الْجَسَدِ، وَأَمَّا الَّذِي مِنَ الْحُرَّةِ فَبِالْمَوْعِدِ. .. .. 30لَكِنْ مَاذَا يَقُولُ الْكِتَابُ؟ «اطْرُدِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا، لأَنَّهُ لاَ يَرِثُ ابْنُ الْجَارِيَةِ مَعَ ابْنِ الْحُرَّةِ». 31إِذاً أَيُّهَا الإِخْوَةُ لَسْنَا أَوْلاَدَ جَارِيَةٍ بَلْ أَوْلاَدُ الْحُرَّةِ.) غلاطية 4: 22-23 ، 30-31
(18وَكَانَ بَنُو نُوحٍ الَّذِينَ خَرَجُوا مِنَ الْفُلْكِ سَاماً وَحَاماً وَيَافَثَ. وَحَامٌ هُوَ أَبُو كَنْعَانَ. 19هَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ بَنُو نُوحٍ. وَمِنْ هَؤُلاَءِ تَشَعَّبَتْ كُلُّ الأَرْضِ. 20وَابْتَدَأَ نُوحٌ يَكُونُ فَلَّاحاً وَغَرَسَ كَرْماً. 21وَشَرِبَ مِنَ الْخَمْرِ فَسَكِرَ وَتَعَرَّى دَاخِلَ خِبَائِهِ. 22فَأَبْصَرَ حَامٌ أَبُو كَنْعَانَ عَوْرَةَ أَبِيهِ وَأَخْبَرَ أَخَوَيْهِ خَارِجاً. 23فَأَخَذَ سَامٌ وَيَافَثُ الرِّدَاءَ وَوَضَعَاهُ عَلَى أَكْتَافِهِمَا وَمَشَيَا إِلَى الْوَرَاءِ وَسَتَرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا وَوَجْهَاهُمَا إِلَى الْوَرَاءِ. فَلَمْ يُبْصِرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا. 24فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ نُوحٌ مِنْ خَمْرِهِ عَلِمَ مَا فَعَلَ بِهِ ابْنُهُ الصَّغِيرُ 25فَقَالَ: «مَلْعُونٌ كَنْعَانُ. عَبْدَ الْعَبِيدِ يَكُونُ لإِخْوَتِهِ». 26وَقَالَ: «مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلَهُ سَامٍ. وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْداً لَهُ. 27لِيَفْتَحِ اللهُ لِيَافَثَ فَيَسْكُنَ فِي مَسَاكِنِ سَامٍ. وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْداً لَهُمْ») تكوين 9: 18-27
(4إِذْ صِرْتَ عَزِيزاً فِي عَيْنَيَّ مُكَرَّماً وَأَنَا قَدْ أَحْبَبْتُكَ. أُعْطِي أُنَاساً عِوَضَكَ وَشُعُوباً عِوَضَ نَفْسِكَ.) إشعياء 43: 4 وترجمة كتاب الحياة أوضح فهى تقول: (إذ أصبحتَ كريماً فى عينى ، وعزيزاً ومحبوباً ، فقد بادلتُ أُناساً بك ، وقايضتُ عِوَضاً عَنْ حَيَاتِك)
(5حِينَئِذٍ تَنْظُرِينَ وَتُنِيرِينَ وَيَخْفُقُ قَلْبُكِ وَيَتَّسِعُ لأَنَّهُ تَتَحَوَّلُ إِلَيْكِ ثَرْوَةُ الْبَحْرِ وَيَأْتِي إِلَيْكِ غِنَى الأُمَمِ. 6تُغَطِّيكِ كَثْرَةُ الْجِمَالِ بُكْرَانُ مِدْيَانَ وَعِيفَةَ كُلُّهَا تَأْتِي مِنْ شَبَا. تَحْمِلُ ذَهَباً وَلُبَاناً وَتُبَشِّرُ بِتَسَابِيحِ الرَّبِّ. 7كُلُّ غَنَمِ قِيدَارَ تَجْتَمِعُ إِلَيْكِ. كِبَاشُ نَبَايُوتَ تَخْدِمُكِ. تَصْعَدُ مَقْبُولَةً عَلَى مَذْبَحِي وَأُزَيِّنُ بَيْتَ جَمَالِي. .. .. 16وَتَرْضَعِينَ لَبَنَ الأُمَمِ وَتَرْضَعِينَ ثُدِيَّ مُلُوكٍ وَتَعْرِفِينَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ مُخَلِّصُكِ وَوَلِيُّكِ عَزِيزُ يَعْقُوبَ. 17عِوَضاً عَنِ النُّحَاسِ آتِي بِالذَّهَبِ وَعِوَضاً عَنِ الْحَدِيدِ آتِي بِالْفِضَّةِ وَعِوَضاً عَنِ الْخَشَبِ بِالنُّحَاسِ وَعِوَضاً عَنِ الْحِجَارَةِ بِالْحَدِيدِ وَأَجْعَلُ وُكَلاَءَكِ سَلاَماً وَوُلاَتَكِ بِرّاً) إشعياء 60: 5-7 و 16-17
(22هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: «هَا إِنِّي أَرْفَعُ إِلَى الأُمَمِ يَدِي وَإِلَى الشُّعُوبِ أُقِيمُ رَايَتِي فَيَأْتُونَ بِأَوْلاَدِكِ فِي الأَحْضَانِ وَبَنَاتُكِ عَلَى الأَكْتَافِ يُحْمَلْنَ. 23وَيَكُونُ الْمُلُوكُ حَاضِنِيكِ وَسَيِّدَاتُهُمْ مُرْضِعَاتِكِ.. بِالْوُجُوهِ إِلَى الأَرْضِ يَسْجُدُونَ لَكِ وَيَلْحَسُونَ غُبَارَ رِجْلَيْكِ فَتَعْلَمِينَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ الَّذِي لاَ يَخْزَى مُنْتَظِرُوهُ».) إشعياء 49: 22-23
(5وَيَقِفُ الأَجَانِبُ وَيَرْعُونَ غَنَمَكُمْ وَيَكُونُ بَنُو الْغَرِيبِ حَرَّاثِيكُمْ وَكَرَّامِيكُمْ. 6أَمَّا أَنْتُمْ فَتُدْعَوْنَ كَهَنَةَ الرَّبِّ تُسَمُّونَ خُدَّامَ إِلَهِنَا. تَأْكُلُونَ ثَرْوَةَ الأُمَمِ وَعَلَى مَجْدِهِمْ تَتَأَمَّرُونَ) إشعياء 61: 5-6
(19«لا تُقْرِضْ أَخَاكَ بِرِباً رِبَا فِضَّةٍ أَوْ رِبَا طَعَامٍ أَوْ رِبَا شَيْءٍ مَا مِمَّا يُقْرَضُ بِرِباً 20لِلأَجْنَبِيِّ تُقْرِضُ بِرِباً وَلكِنْ لأَخِيكَ لا تُقْرِضْ بِرِباً لِيُبَارِكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي كُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِليْهِ يَدُكَ فِي الأَرْضِ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا.) تثنية 23: 19-20
(2وَهَذَا هُوَ حُكْمُ الإِبْرَاءِ: يُبْرِئُ كُلُّ صَاحِبِ دَيْنٍ يَدَهُ مِمَّا أَقْرَضَ صَاحِبَهُ. لا يُطَالِبُ صَاحِبَهُ وَلا أَخَاهُ لأَنَّهُ قَدْ نُودِيَ بِإِبْرَاءٍ لِلرَّبِّ. 3الأَجْنَبِيَّ تُطَالِبُ وَأَمَّا مَا كَانَ لكَ عِنْدَ أَخِيكَ فَتُبْرِئُهُ يَدُكَ مِنْهُ.) تثنية 15: 2-3
6 فَحَرَّمْنَاهَا كَمَا فَعَلنَا بِسِيحُونَ مَلِكِ حَشْبُونَ مُحَرِّمِينَ كُل مَدِينَةٍ: الرِّجَال وَالنِّسَاءَ وَالأَطْفَال. 7لكِنَّ كُل البَهَائِمِ وَغَنِيمَةِ المُدُنِ نَهَبْنَاهَا لأَنْفُسِنَا. (تثنية 3: 6- 7)
(«مَتَى أَتَى بِكَ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى الأَرْضِ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا وَطَرَدَ شُعُوباً كَثِيرَةً مِنْ أَمَامِكَ: الحِثِّيِّينَ وَالجِرْجَاشِيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالكَنْعَانِيِّينَ وَالفِرِزِّيِّينَ وَالحِوِّيِّينَ وَاليَبُوسِيِّينَ سَبْعَ شُعُوبٍ أَكْثَرَ وَأَعْظَمَ مِنْكَ 2وَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ أَمَامَكَ وَضَرَبْتَهُمْ فَإِنَّكَ تُحَرِّمُهُمْ. لا تَقْطَعْ لهُمْ عَهْداً وَلا تُشْفِقْ عَليْهِمْ 3 وَلا تُصَاهِرْهُمْ. ابْنَتَكَ لا تُعْطِ لاِبْنِهِ وَابْنَتَهُ لا تَأْخُذْ لاِبْنِكَ. 4لأَنَّهُ يَرُدُّ ابْنَكَ مِنْ وَرَائِي فَيَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى فَيَحْمَى غَضَبُ الرَّبِّ عَليْكُمْ وَيُهْلِكُكُمْ سَرِيعاً. 5وَلكِنْ هَكَذَا تَفْعَلُونَ بِهِمْ: تَهْدِمُونَ مَذَابِحَهُمْ وَتُكَسِّرُونَ أَنْصَابَهُمْ وَتُقَطِّعُونَ سَوَارِيَهُمْ وَتُحْرِقُونَ تَمَاثِيلهُمْ بِالنَّارِ. 6لأَنَّكَ أَنْتَ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ. إِيَّاكَ قَدِ اخْتَارَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِتَكُونَ لهُ شَعْباً أَخَصَّ مِنْ جَمِيعِ الشُّعُوبِ الذِينَ عَلى وَجْهِ الأَرْضِ) تثنية 7: 1-7
15 فَضَرْباً تَضْرِبُ سُكَّانَ تِلكَ المَدِينَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ وَتُحَرِّمُهَا بِكُلِّ مَا فِيهَا مَعَ بَهَائِمِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 16تَجْمَعُ كُل أَمْتِعَتِهَا إِلى وَسَطِ سَاحَتِهَا وَتُحْرِقُ بِالنَّارِ المَدِينَةَ وَكُل أَمْتِعَتِهَا كَامِلةً لِلرَّبِّ إِلهِكَ فَتَكُونُ تَلاًّ إِلى الأَبَدِ لا تُبْنَى بَعْدُ. (تثنية 13: 15- 17)
(10«حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِتُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا لِلصُّلحِ 11فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلى الصُّلحِ وَفَتَحَتْ لكَ فَكُلُّ الشَّعْبِ المَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لكَ. 12وَإِنْ لمْ تُسَالِمْكَ بَل عَمِلتْ مَعَكَ حَرْباً فَحَاصِرْهَا. 13وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى يَدِكَ فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 14وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي المَدِينَةِ كُلُّ غَنِيمَتِهَا فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ التِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ....16وَأَمَّا مُدُنُ هَؤُلاءِ الشُّعُوبِ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيباً فَلا تَسْتَبْقِ مِنْهَا نَسَمَةً مَا 17بَل تُحَرِّمُهَا تَحْرِيماً)تثنية20: 10-18
20 فَهَتَفَ الشَّعْبُ وَضَرَبُوا بِالأَبْوَاقِ. وَكَانَ حِينَ سَمِعَ الشَّعْبُ صَوْتَ الْبُوقِ أَنَّ الشَّعْبَ هَتَفَ هُتَافاً عَظِيماً, فَسَقَطَ السُّورُ فِي مَكَانِهِ, وَصَعِدَ الشَّعْبُ إِلَى الْمَدِينَةِ كُلُّ رَجُلٍ مَعَ وَجْهِهِ, وَأَخَذُوا الْمَدِينَةَ. 21وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ, مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ - حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ. ... 24 وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا. إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ. (يشوع 6: 20-24)
19 فَقَامَ الْكَمِينُ بِسُرْعَةٍ مِنْ مَكَانِهِ وَرَكَضُوا عِنْدَمَا مَدَّ يَدَهُ، وَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ وَأَخَذُوهَا، وَأَسْرَعُوا وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ. ... ... ... 24وَكَانَ لَمَّا انْتَهَى إِسْرَائِيلُ مِنْ قَتْلِ جَمِيعِ سُكَّانِ عَايٍ فِي الْحَقْلِ فِي الْبَرِّيَّةِ حَيْثُ لَحِقُوهُمْ, وَسَقَطُوا جَمِيعاً بِحَدِّ السَّيْفِ حَتَّى فَنُوا أَنَّ جَمِيعَ إِسْرَائِيلَ رَجَعَ إِلَى عَايٍ وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 25فَكَانَ جَمِيعُ الَّذِينَ سَقَطُوا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفاً, جَمِيعُ أَهْلِ عَايٍ. 26وَيَشُوعُ لَمْ يَرُدَّ يَدَهُ الَّتِي مَدَّهَا بِالْحَرْبَةِ حَتَّى حَرَّمَ جَمِيعَ سُكَّانِ عَايٍ. 27لَكِنِ الْبَهَائِمُ وَغَنِيمَةُ تِلْكَ الْمَدِينَةِ نَهَبَهَا إِسْرَائِيلُ لأَنْفُسِهِمْ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ الَّذِي أَمَرَ بِهِ يَشُوعَ. 28وَأَحْرَقَ يَشُوعُ عَايَ وَجَعَلَهَا تَلاًّ أَبَدِيّاً خَرَاباً إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. 29وَمَلِكُ عَايٍ عَلَّقَهُ عَلَى الْخَشَبَةِ إِلَى وَقْتِ الْمَسَاءِ. وَعِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ أَمَرَ يَشُوعُ فَأَنْزَلُوا جُثَّتَهُ عَنِ الْخَشَبَةِ وَطَرَحُوهَا عِنْدَ مَدْخَلِ بَابِ الْمَدِينَةِ, وَأَقَامُوا عَلَيْهَا رُجْمَةَ حِجَارَةٍ عَظِيمَةً إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. 30حِينَئِذٍ بَنَى يَشُوعُ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ فِي جَبَلِ عِيبَالَ. (يشوع 8: 18 –30)
وكذلك فعل يشوع بالشعوب الآتية: مَقِّيدَةَ وأَرِيحَا ولِبْنَةَ ولَخِيشَ ولَخِيشَ وحَبْرُونَ ودَبِيرَ وضربهم بحد السيف وكل نفس بها ولم يبق بها شارداً ، بل حرَّم كل نسمة بها – كما أمر الرب!!!
40 فَضَرَبَ يَشُوعُ كُلَّ أَرْضِ الْجَبَلِ وَالْجَنُوبِ وَالسَّهْلِ وَالسُّفُوحِ وَكُلَّ مُلُوكِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِداً, بَلْ حَرَّمَ كُلَّ نَسَمَةٍ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ. (يشوع 10: 28-40)
10 ثُمَّ رَجَعَ يَشُوعُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ وَأَخَذَ حَاصُورَ وَضَرَبَ مَلِكَهَا بِالسَّيْفِ.... 11وَضَرَبُوا كُلَّ نَفْسٍ بِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمُوهُمْ. وَلَمْ تَبْقَ نَسَمَةٌ. وَأَحْرَقَ حَاصُورَ بِالنَّارِ. 12فَأَخَذَ يَشُوعُ كُلَّ مُدُنِ أُولَئِكَ الْمُلُوكِ وَجَمِيعَ مُلُوكِهَا وَضَرَبَهُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمَهُمْ كَمَا أَمَرَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ. (يشوع 11: 10-12)
(10فَلَمْ يَطْرُدُوا الْكَنْعَانِيِّينَ السَّاكِنِينَ فِي جَازَرَ. فَسَكَنَ الْكَنْعَانِيُّونَ فِي وَسَطِ أَفْرَايِمَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ, وَكَانُوا عَبِيداً تَحْتَ الْجِزْيَةِ.) يشوع 16: 10
3 فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً» ... 8وَأَمْسَكَ أَجَاجَ مَلِكَ عَمَالِيقَ حَيّاً, وَحَرَّمَ جَمِيعَ الشَّعْبِ بِحَدِّ السَّيْفِ. 9وَعَفَا شَاوُلُ وَالشَّعْبُ عَنْ أَجَاجَ وَعَنْ خِيَارِ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ وَالْحُمْلاَنِ وَالْخِرَافِ وَعَنْ كُلِّ الْجَيِّدِ, وَلَمْ يَرْضُوا أَنْ يُحَرِّمُوهَا. وَكُلُّ الأَمْلاَكِ الْمُحْتَقَرَةِ وَالْمَهْزُولَةِ حَرَّمُوهَا. 10وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى صَمُوئِيلَ: 11«نَدِمْتُ عَلَى أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ شَاوُلَ مَلِكاً, لأَنَّهُ رَجَعَ مِنْ وَرَائِي وَلَمْ يُقِمْ كَلاَمِي». (صموئيل الأول 15: 3 -11) هكذا ندم الرب ذو العلم الأزلى عندما فوجىء بما حدث من شاول ، أنه عفا عن أجاج وعن الجيد من الغنم والبقر والحملان والخراف!!!
(10 فارسلت الجماعة الى هناك اثني عشر الف رجل من بني البأس واوصوهم قائلين اذهبوا واضربوا سكان يابيش جلعاد بحد السيف مع النساء والاطفال.11وهذا ما تعملونه.تحرّمون كل ذكر وكل امرأة عرفت اضطجاع ذكر. 12فوجدوا من سكان يابيش جلعاد اربع مئة فتاة عذارى لم يعرفن رجلا بالاضطجاع مع ذكر وجاءوا بهنّ الى المحلّة الى شيلوه التي في ارض كنعان. ... 14 فرجع بنيامين في ذلك الوقت فاعطوهم النساء اللواتي استحيوهنّ من نساء يابيش جلعاد ولم يكفوهم هكذا.) قضاة 21: 10-14
(11الَّتِي بِهَا أَعْطَى الْمَلِكُ الْيَهُودَ فِي مَدِينَةٍ فَمَدِينَةٍ أَنْ يَجْتَمِعُوا وَيَقِفُوا لأَجْلِ أَنْفُسِهِم؛ْ وَيُهْلِكُوا وَيَقْتُلُوا وَيُبِيدُوا قُوَّةَ كُلِّ شَعْبٍ وَكُورَةٍ تُضَادُّهُمْ حَتَّى الأَطْفَالَ وَالنِّسَاءَ؛ وَأَنْ يَسْلُبُوا غَنِيمَتَهُمْ 12فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ فِي كُلِّ كُوَرِ الْمَلِكِ أَحْشَوِيرُوشَ؛ فِي الثَّالِثَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الثَّانِي عَشَرَ (أَيْ شَهْرِ أَذَارَ). 13صُورَةُ الْكِتَابَةِ الْمُعْطَاةِ سُنَّةً فِي كُلِّ الْبُلْدَانِ أُشْهِرَتْ عَلَى جَمِيعِ الشُّعُوبِ أَنْ يَكُونَ الْيَهُودُ مُسْتَعِدِّينَ لِهَذَا الْيَوْمِ لِيَنْتَقِمُوا مِنْ أَعْدَائِهِمْ. 14فَخَرَجَ السُّعَاةُ رُكَّابُ الْجِيَادِ وَالْبِغَالِ وَأَمْرُ الْمَلِكِ يَحُثُّهُمْ وَيُعَجِّلُهُمْ وَأُعْطِيَ الأَمْرُ فِي شُوشَنَ الْقَصْرِ. 15وَخَرَجَ مُرْدَخَايُ مِنْ أَمَامِ الْمَلِكِ بِلِبَاسٍ مَلِكِيٍّ أَسْمَانْجُونِيٍّ وَأَبْيَضَ وَتَاجٌ عَظِيمٌ مِنْ ذَهَبٍ وَحُلَّةٌ مِنْ بَزٍّ وَأُرْجُوَانٍ. وَكَانَتْ مَدِينَةُ شُوشَنَ مُتَهَلِّلَةً وَفَرِحَةً. 16وَكَانَ لِلْيَهُودِ نُورٌ وَفَرَحٌ وَبَهْجَةٌ وَكَرَامَةٌ. 17وَفِي كُلِّ بِلاَدٍ وَمَدِينَةٍ كُلِّ مَكَانٍ وَصَلَ إِلَيْهِ كَلاَمُ الْمَلِكِ وَأَمْرُهُ كَانَ فَرَحٌ وَبَهْجَةٌ عِنْدَ الْيَهُودِ وَوَلاَئِمُ وَيَوْمٌ طَيِّبٌ. وَكَثِيرُونَ مِنْ شُعُوبِ الأَرْضِ تَهَوَّدُوا لأَنَّ رُعْبَ الْيَهُودِ وَقَعَ عَلَيْهِمْ.)أستير8: 11-17
(12وَأَمَرَ دَاوُدُ الْغِلْمَانَ فَقَتَلُوهُمَا، وَقَطَعُوا أَيْدِيَهُمَا وَأَرْجُلَهُمَا وَعَلَّقُوهُمَا عَلَى الْبِرْكَةِ فِي حَبْرُونَ.) صموئيل الثانى 4: 12
([اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. 6اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. وَلاَ تَقْرُبُوا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ, وَابْتَدِئُوا مِنْ مَقْدِسِي». فَـابْتَدَأُوا بِـالرِّجَالِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ أَمَامَ الْبَيْتِ. 7وَقَالَ لَهُمْ: [نَجِّسُوا الْبَيْتَ, وَامْلأُوا الدُّورَ قَتْلَى. اخْرُجُوا». فَخَرَجُوا وَقَتَلُوا فِي الْمَدِينَةِ.) حزقيال 9: 5-7
(7فَتَجَنَّدُوا عَلى مِدْيَانَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ وَقَتَلُوا كُل ذَكَرٍ. 8وَمُلُوكُ مِدْيَانَ قَتَلُوهُمْ فَوْقَ قَتْلاهُمْ. ... 9وَسَبَى بَنُو إِسْرَائِيل نِسَاءَ مِدْيَانَ وَأَطْفَالهُمْ وَنَهَبُوا جَمِيعَ بَهَائِمِهِمْ وَجَمِيعَ مَوَاشِيهِمْ وَكُل أَمْلاكِهِمْ. 10وَأَحْرَقُوا جَمِيعَ مُدُنِهِمْ بِمَسَاكِنِهِمْ وَجَمِيعَ حُصُونِهِمْ بِالنَّارِ. 11وَأَخَذُوا كُل الغَنِيمَةِ وَكُل النَّهْبِ مِنَ النَّاسِ وَالبَهَائِمِ) عدد 31: 7-11
وكذلك أقوال بولس نفسه الذى أيد كل ما ورد فى العهد القديم من دموية …. فنجده يقول فى الرسالة إلى العبرانيين :
“30بِالإِيمَانِ سَقَطَتْ أَسْوَارُ أَرِيحَا بَعْدَمَا طِيفَ حَوْلَهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ.
31بِالإِيمَانِ رَاحَابُ الزَّانِيَةُ لَمْ تَهْلِكْ مَعَ الْعُصَاةِ، إِذْ قَبِلَتِ الْجَاسُوسَيْنِ بِسَلاَمٍ. 32وَمَاذَا أَقُولُ أَيْضاً؟ لأَنَّهُ يُعْوِزُنِي الْوَقْتُ إِنْ أَخْبَرْتُ عَنْ جِدْعُونَ، وَبَارَاقَ، وَشَمْشُونَ، وَيَفْتَاحَ، وَدَاوُدَ، وَصَمُوئِيلَ، وَالأَنْبِيَاءِ،
33الَّذِينَ بِالإِيمَانِ قَهَرُوا مَمَالِكَ، صَنَعُوا بِرّاً، نَالُوا مَوَاعِيدَ، سَدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ، 34أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، تَقَّوُوا مِنْ ضُعْفٍ، صَارُوا أَشِدَّاءَ فِي الْحَرْبِ، هَزَمُوا جُيُوشَ غُرَبَاءَ،
35أَخَذَتْ نِسَاءٌ أَمْوَاتَهُنَّ بِقِيَامَةٍ. وَآخَرُونَ عُذِّبُوا وَلَمْ يَقْبَلُوا النَّجَاةَ لِكَيْ يَنَالُوا قِيَامَةً أَفْضَلَ.
36وَآخَرُونَ تَجَرَّبُوا فِي هُزُءٍ وَجَلْدٍ، ثُمَّ فِي قُيُودٍ أَيْضاً وَحَبْسٍ. 37رُجِمُوا، نُشِرُوا، جُرِّبُوا، مَاتُوا قَتْلاً بِالسَّيْفِ، طَافُوا فِي جُلُودِ غَنَمٍ وَجُلُودِ مِعْزَى، مُعْتَازِينَ مَكْرُوبِينَ مُذَلِّينَ” (عبرانيين 11: 30 – 36)
14 لاَ تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟ 15وَأَيُّ اتِّفَاقٍ لِلْمَسِيحِ مَعَ بَلِيعَالَ؟ وَأَيُّ نَصِيبٍ لِلْمُؤْمِنِ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ؟ 16وَأَيَّةُ مُوَافَقَةٍ لِهَيْكَلِ اللهِ مَعَ الأَوْثَانِ؟ (كورنثوس الثانية 6: 14-16).
إذن فبولس نفسه يرى أن ما فعله هؤلاء من سفك دماء و جرائم حرب إنما هو تقوى وإيمان وخير ...!!!!
وفى العهد الجديد نقرأ أيضاً:
34«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً. 35فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا. (متى 10: 34-40)
49«جِئْتُ لأُلْقِيَ نَاراً عَلَى الأَرْضِ … 51أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ؟ كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ! بَلِ انْقِسَاماً. 52لأَنَّهُ يَكُونُ مِنَ الآنَ خَمْسَةٌ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ مُنْقَسِمِينَ: ثَلاَثَةٌ عَلَى اثْنَيْنِ وَاثْنَانِ عَلَى ثَلاَثَةٍ. 53يَنْقَسِمُ الأَبُ عَلَى الاِبْنِ وَالاِبْنُ عَلَى الأَبِ وَالأُمُّ عَلَى الْبِنْتِ وَالْبِنْتُ عَلَى الأُمِّ وَالْحَمَاةُ عَلَى كَنَّتِهَا وَالْكَنَّةُ عَلَى حَمَاتِهَا». (لوقا 12: 49-53)
27 أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي». (لوقا 19: 27)
36 فَقَالَ لَهُمْ: «لَكِنِ الآنَ مَنْ لَهُ كِيسٌ فَلْيَأْخُذْهُ وَمِزْوَدٌ كَذَلِكَ. وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفاً. 37لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ فِيَّ أَيْضاً هَذَا الْمَكْتُوبُ: وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ. لأَنَّ مَا هُوَ مِنْ جِهَتِي لَهُ انْقِضَاءٌ». 38فَقَالُوا: «يَا رَبُّ هُوَذَا هُنَا سَيْفَانِ». فَقَالَ لَهُمْ: «يَكْفِي!». (لوقا 22: 36-37)
(27وَأَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ لَهَا: «دَعِي الْبَنِينَ أَوَّلاً يَشْبَعُونَ لأَنَّهُ لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ».) مرقس 7: 27 ، (انظر أيضًا متى 15: 26).
والعجيب أن عيسى عليه السلام قد حذَّر من اعطاء القدس لهؤلاء الكلاب ، ومازالوا يدعون أن لهم الحق فيها! (6لاَ تُعْطُوا الْقُدسَ لِلْكِلاَبِ وَلاَ تَطْرَحُوا دُرَرَكُمْ قُدَّامَ الْخَنَازِيرِ لِئَلَّا تَدُوسَهَا بِأَرْجُلِهَا وَتَلْتَفِتَ فَتُمَزِّقَكُمْ.) متى 7: 6
وعلى ذلك لن يدخل الجنة إلا 144000 صهيونى ! (1ثُمَّ نَظَرْتُ وَإِذَا خَرُفٌ وَاقِفٌ عَلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَمَعَهُ مِئَةٌ وَأَرْبَعَةٌ وَأَرْبَعُونَ أَلْفاً، لَهُمُ اسْمُ أَبِيهِ مَكْتُوباً عَلَى جِبَاهِهِمْ. 2وَسَمِعْتُ صَوْتاً مِنَ السَّمَاءِ كَصَوْتِ مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ وَكَصَوْتِ رَعْدٍ عَظِيمٍ. وَسَمِعْتُ صَوْتاً كَصَوْتِ ضَارِبِينَ بِالْقِيثَارَةِ يَضْرِبُونَ بِقِيثَارَاتِهِمْ، 3وَهُمْ يَتَرَنَّمُونَ كَتَرْنِيمَةٍ جَدِيدَةٍ أَمَامَ الْعَرْشِ وَأَمَامَ الأَرْبَعَةِ الْحَيَوَانَاتِ وَالشُّيُوخِ. وَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَتَعَلَّمَ التَّرْنِيمَةَ إِلَّا الْمِئَةُ وَالأَرْبَعَةُ وَالأَرْبَعُونَ أَلْفاً الَّذِينَ اشْتُرُوا مِنَ الأَرْضِ - 4هَؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ لَمْ يَتَنَجَّسُوا مَعَ النِّسَاءِ لأَنَّهُمْ أَطْهَارٌ. هَؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ يَتْبَعُونَ الْحَمَلَ حَيْثُمَا ذَهَبَ.)رؤيا14: 1-4
ثامناً: الكتاب المقدّس والزنى
على الرغم من أن أحد الوصايا العشر تنص صراحة ودون لبث بتحريم الزنى ، وعلى الرغم من وجود عقوبات صارمة للزانى ، ما بين القتل والرجم والحرق (لاويين 20: 10-21)، إلا أنك ترى نصوصاً تثير الغرائز ، وتجعلك تقترب من الزنى ، بل وتعلمك كيفية رسم خطة ، للإيقاع بأختك فى الزنى والرجاسة. والأمرُّ من ذلك أن ترى نصوصاً فى الكتاب المقدس يأمر فيها الرب نبيه بالزنى ! ونصوصاً يعاقب الرب مخالفيه بأن يوقعهم فى الزنى ! ونصوصاً يفضح الرب فيها مخالفيه ويعرِّى عورتهن ! فهل هذا من قبيل (ولا تقربوا الزنى) !
(لاَحَظْتُ بَيْنَ الْبَنِينَ غُلاَماً عَدِيمَ الْفَهْمِ 8عَابِراً فِي الشَّارِعِ عِنْدَ زَاوِيَتِهَا وَصَاعِداً فِي طَرِيقِ بَيْتِهَا. ... 10وَإِذَا بِامْرَأَةٍ اسْتَقْبَلَتْهُ فِي زِيِّ زَانِيَةٍ ... 13فَأَمْسَكَتْهُ وَقَبَّلَتْهُ. أَوْقَحَتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ لَهُ: ... 16بِالدِّيبَاجِ فَرَشْتُ سَرِيرِي بِمُوَشَّى كَتَّانٍ مِنْ مِصْرَ. 17عَطَّرْتُ فِرَاشِي بِمُرٍّ وَعُودٍ وَقِرْفَةٍ. 18هَلُمَّ نَرْتَوِ وُدّاً إِلَى الصَّبَاحِ. نَتَلَذَّذُ بِالْحُبِّ. 19لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ فِي الْبَيْتِ. ذَهَبَ فِي طَرِيقٍ بَعِيدَةٍ. 20أَخَذَ صُرَّةَ الْفِضَّةِ بِيَدِهِ. يَوْمَ الْهِلاَلِ يَأْتِي إِلَى بَيْتِهِ». 21أَغْوَتْهُ بِكَثْرَةِ فُنُونِهَا بِمَلْثِ شَفَتَيْهَا طَوَّحَتْهُ. 22ذَهَبَ وَرَاءَهَا لِوَقْتِهِ كَثَوْرٍ يَذْهَبُ إِلَى الذَّبْحِ أَوْ كَالْغَبِيِّ إِلَى قَيْدِ الْقِصَاصِ.) (أمثال7: 7-22)
(وَافْرَحْ بِامْرَأَةِ شَبَابِكَ 19الظَّبْيَةِ الْمَحْبُوبَةِ وَالْوَعْلَةِ الزَّهِيَّةِ. لِيُرْوِكَ ثَدْيَاهَا فِي كُلِّ وَقْتٍ وَبِمَحَبَّتِهَا اسْكَرْ دَائِماً.) (أمثال 5: 18-19)
(10مَا أَجْمَلَ خَدَّيْكِ بِسُمُوطٍ وَعُنُقَكِ بِقَلاَئِدَ! ... 13صُرَّةُ الْمُرِّ حَبِيبِي لِي. بَيْنَ ثَدْيَيَّ يَبِيتُ. ... 15هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ يَا حَبِيبَتِي هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ. عَيْنَاكِ حَمَامَتَانِ. 16هَا أَنْتَ جَمِيلٌ يَا حَبِيبِي وَحُلْوٌ وَسَرِيرُنَا أَخْضَرُ.) (نشيد الإنشاد 1: 10-16)
(1فِي اللَّيْلِ عَلَى فِرَاشِي طَلَبْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي طَلَبْتُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ. 2إِنِّي أَقُومُ وَأَطُوفُ فِي الْمَدِينَةِ فِي الأَسْوَاقِ وَفِي الشَّوَارِعِ أَطْلُبُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي. طَلَبْتُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ. 3وَجَدَنِي الْحَرَسُ الطَّائِفُ فِي الْمَدِينَةِ فَقُلْتُ: «أَرَأَيْتُمْ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي؟» 4فَمَا جَاوَزْتُهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً حَتَّى وَجَدْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي فَأَمْسَكْتُهُ وَلَمْ أَرْخِهِ حَتَّى أَدْخَلْتُهُ بَيْتَ أُمِّي وَحُجْرَةَ مَنْ حَبِلَتْ بِي. 5أُحَلِّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ بِالظِّبَاءِ وَبِأَيَائِلِ الْحَقْلِ أَلاَّ تُيَقِّظْنَ وَلاَ تُنَبِّهْنَ الْحَبِيبَ حَتَّى يَشَاءَ.) نشيد الإنشاد 3: 1-5
(1هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ يَا حَبِيبَتِي هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ! عَيْنَاكِ حَمَامَتَانِ مِنْ تَحْتِ نَقَابِكِ. شَعْرُكِ كَقَطِيعِ مِعْزٍ رَابِضٍ عَلَى جَبَلِ جِلْعَادَ. 2أَسْنَانُكِ كَقَطِيعِ الْجَزَائِزِ الصَّادِرَةِ مِنَ الْغَسْلِ اللَّوَاتِي كُلُّ وَاحِدَةٍ مُتْئِمٌ وَلَيْسَ فِيهِنَّ عَقِيمٌ. 3شَفَتَاكِ كَسِلْكَةٍ مِنَ الْقِرْمِزِ. وَفَمُكِ حُلْوٌ. خَدُّكِ كَفِلْقَةِ رُمَّانَةٍ تَحْتَ نَقَابِكِ. 4عُنُقُكِ كَبُرْجِ دَاوُدَ الْمَبْنِيِّ لِلأَسْلِحَةِ. أَلْفُ مِجَنٍّ عُلِّقَ عَلَيْهِ كُلُّهَا أَتْرَاسُ الْجَبَابِرَةِ. 5ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْ ظَبْيَةٍ تَوْأَمَيْنِ يَرْعَيَانِ بَيْنَ السَّوْسَنِ. 6إِلَى أَنْ يَفِيحَ النَّهَارُ وَتَنْهَزِمَ الظِّلاَلُ أَذْهَبُ إِلَى جَبَلِ الْمُرِّ وَإِلَى تَلِّ اللُّبَانِ. 7كُلُّكِ جَمِيلٌ يَا حَبِيبَتِي لَيْسَ فِيكِ عَيْبَةٌ.) نشيد الإنشاد 4: 1-7
(1مَا أَجْمَلَ رِجْلَيْكِ بِالنَّعْلَيْنِ يَا بِنْتَ الْكَرِيمِ! دَوَائِرُ فَخْذَيْكِ مِثْلُ الْحَلِيِّ صَنْعَةِ يَدَيْ صَنَّاعٍ. 2سُرَّتُكِ كَأْسٌ مُدَوَّرَةٌ لاَ يُعْوِزُهَا شَرَابٌ مَمْزُوجٌ. بَطْنُكِ صُبْرَةُ حِنْطَةٍ مُسَيَّجَةٌ بِالسَّوْسَنِ. 3ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْنِ تَوْأَمَيْ ظَبْيَةٍ. 4عُنُقُكِ كَبُرْجٍ مِنْ عَاجٍ. عَيْنَاكِ كَالْبِرَكِ فِي حَشْبُونَ عِنْدَ بَابِ بَثِّ رَبِّيمَ. أَنْفُكِ كَبُرْجِ لُبْنَانَ النَّاظِرِ تُجَاهَ دِمَشْقَ. ... 6مَا أَجْمَلَكِ وَمَا أَحْلاَكِ أَيَّتُهَا الْحَبِيبَةُ بِاللَّذَّاتِ! 7قَامَتُكِ هَذِهِ شَبِيهَةٌ بِالنَّخْلَةِ وَثَدْيَاكِ بِالْعَنَاقِيدِ. 8قُلْتُ:«إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى النَّخْلَةِ وَأُمْسِكُ بِعُذُوقِهَا». وَتَكُونُ ثَدْيَاكِ كَعَنَاقِيدِ الْكَرْمِ وَرَائِحَةُ أَنْفِكِ كَالتُّفَّاحِ) نشيد الإنشاد 7: 1-8
(1لَيْتَكَ كَأَخٍ لِي الرَّاضِعِ ثَدْيَيْ أُمِّي فَأَجِدَكَ فِي الْخَارِجِ وَأُقَبِّلَكَ وَلاَ يُخْزُونَنِي. 2وَأَقُودُكَ وَأَدْخُلُ بِكَ بَيْتَ أُمِّي وَهِيَ تُعَلِّمُنِي فَأَسْقِيكَ مِنَ الْخَمْرِ الْمَمْزُوجَةِ مِنْ سُلاَفِ رُمَّانِي. 3شِمَالُهُ تَحْتَ رَأْسِي وَيَمِينُهُ تُعَانِقُنِي. 4أُحَلِّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ أَلاَّ تُيَقِّظْنَ وَلاَ تُنَبِّهْنَ الْحَبِيبَ حَتَّى يَشَاءَ.) نشيد الإنشاد 8: 1-4
(8لَنَا أُخْتٌ صَغِيرَةٌ لَيْسَ لَهَا ثَدْيَانِ. فَمَاذَا نَصْنَعُ لِأُخْتِنَا فِي يَوْمٍ تُخْطَبُ؟ 9إِنْ تَكُنْ سُوراً فَنَبْنِي عَلَيْهَا بُرْجَ فِضَّةٍ. وَإِنْ تَكُنْ بَاباً فَنَحْصُرُهَا بِأَلْوَاحِ أَرْزٍ. 10أَنَا سُورٌ وَثَدْيَايَ كَبُرْجَيْنِ. حِينَئِذٍ كُنْتُ فِي عَيْنَيْهِ كَوَاجِدَةٍ سَلاَمَةً.) نشيد الإنشاد 8: 8-10
(1وَكَـانَتْ إِلَيَّ كَلِمَةُ الرَّبِّ: 2[يَا ابْنَ آدَمَ, عَرِّفْ أُورُشَلِيمَ بِرَجَاسَاتِهَا .. .. 15[فَـاتَّكَلْتِ عَلَى جَمَالِكِ وَزَنَيْتِ عَلَى اسْمِكِ, وَسَكَبْتِ زِنَاكِ عَلَى كُلِّ عَابِرٍ فَكَانَ لَهُ. 16وَأَخَذْتِ مِنْ ثِيَابِكِ وَصَنَعْتِ لِنَفْسِكِ مُرْتَفَعَاتٍ مُوَشَّاةٍ وَزَنَيْتِ عَلَيْهَا. أَمْرٌ لَمْ يَأْتِ وَلَمْ يَكُنْ. .. .. وَصَنَعْتِ لِنَفْسِكِ صُوَرَ ذُكُورٍ وَزَنَيْتِ بِهَا. .. .. 25فِي رَأْسِ كُلِّ طَرِيقٍ بَنَيْتِ مُرْتَفَعَتَكِ وَرَجَّسْتِ جَمَالَكِ, وَفَرَّجْتِ رِجْلَيْكِ لِكُلِّ عَابِرٍ وَأَكْثَرْتِ زِنَاكِ. 26وَزَنَيْتِ مَعَ جِيرَانِكِ بَنِي مِصْرَ الْغِلاَظِ اللَّحْمِ, وَزِدْتِ فِي زِنَاكِ لإِغَاظَتِي. .. .. 33لِكُلِّ الزَّوَانِي يُعْطُونَ هَدِيَّةً, أَمَّا أَنْتِ فَقَدْ أَعْطَيْتِ كُلَّ مُحِبِّيكِ هَدَايَاكِ, وَرَشَيْتِهِمْ لِيَأْتُوكِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ لِلزِّنَا بِكِ. 34وَصَارَ فِيكِ عَكْسُ عَادَةِ النِّسَاءِ فِي زِنَاكِ, إِذْ لَمْ يُزْنَ وَرَاءَكِ, بَلْ أَنْتِ تُعْطِينَ أُجْرَةً وَلاَ أُجْرَةَ تُعْطَى لَكِ, فَصِرْتِ بِـالْعَكْس!) حزقيال 16: 1-34
قصة العاهرتين: أهولا وأهوليبا ( رمز للمدينتان السامرة وأورشليم )
1وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ: 2[يَا ابْنَ آدَمَ, كَـانَتِ امْرَأَتَانِ ابْنَتَا أُمٍّ وَاحِدَةٍ, 3زَنَتَا بِمِصْرَ فِي صِبَاهُمَا. هُنَاكَ دُغْدِغَتْ ثُدِيُّهُمَا, وَهُنَاكَ تَزَغْزَغَتْ تَرَائِبُ عُذْرَتِهِمَا. .. .. 8وَلَمْ تَتْرُكْ زِنَاهَا مِنْ مِصْرَ أَيْضاً, لأَنَّهُمْ ضَاجَعُوهَا فِي صِبَاهَا وَزَغْزَغُوا تَرَائِبَ عُذْرَتِهَا وَسَكَبُوا عَلَيْهَا زِنَاهُمْ. 9لِذَلِكَ سَلَّمْتُهَا لِيَدِ عُشَّاقِهَا, لِيَدِ بَنِي أَشُّورَ الَّذِينَ عَشِقَتْهُمْ. .. .. 19وَأَكْثَرَتْ زِنَاهَا بِذِكْرِهَا أَيَّامَ صِبَاهَا الَّتِي فِيهَا زَنَتْ بِأَرْضِ مِصْرَ. 20وَعَشِقَتْ مَعْشُوقِيهِمِ الَّذِينَ لَحْمُهُمْ كَلَحْمِ الْحَمِيرِ وَمَنِيُّهُمْ كَمَنِيِّ الْخَيْلِ. 21وَافْتَقَدْتِ رَذِيلَةَ صِبَاكِ بِزَغْزَغَةِ الْمِصْرِيِّينَ تَرَائِبَكِ لأَجْلِ ثَدْيِ صِبَاكِ.) حزقيال 23: 1-21
الله يعاقبهم فيوقعهم في الزّنى !
(11هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيَضْطَجِعُ مَعَ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هَذِهِ الشَّمْسِ. 12لأَنَّكَ أَنْتَ فَعَلْتَ بِالسِّرِّ وَأَنَا أَفْعَلُ هَذَا الأَمْرَ قُدَّامَ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَقُدَّامَ الشَّمْسِ».) صموئيل الثانى 12: 11-12!!!
(22[لأَجْلِ ذَلِكَ يَا أُهُولِيبَةُ, هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أُهَيِّجُ عَلَيْكِ عُشَّاقَكِ ... 26وَيَنْزِعُونَ عَنْكِ ثِيَابَكِ وَيَأْخُذُونَ أَدَوَاتِ زِينَتِكِ. 27وَأُبَطِّلُ رَذِيلَتَكِ عَنْكِ وَزِنَاكِ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ, فَلاَ تَرْفَعِينَ عَيْنَيْكِ إِلَيْهِمْ وَلاَ تَذْكُرِينَ مِصْرَ بَعْدُ. 28لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أُسَلِّمُكِ لِيَدِ الَّذِينَ أَبْغَضْتِهِمْ, لِيَدِ الَّذِينَ جَفَتْهُمْ نَفْسُكِ. 29فَيُعَامِلُونَكِ بِـالْبَغْضَاءِ وَيَأْخُذُونَ كُلَّ تَعَبِكِ, وَيَتْرُكُونَكِ عُرْيَانَةً وَعَارِيَةً فَتَنْكَشِفُ عَوْرَةُ زِنَاكِ وَرَذِيلَتُكِ وَزِنَاكِ.)(حزقيال23: 22-29) (الأختين هنا رمز للمدينتين السامرة وأورشليم، لكن اعتراضنا هنا على التصوير الأدبى)
(17لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ[لأمصيا]: امْرَأَتُكَ تَزْنِي فِي الْمَدِينَةِ وَبَنُوكَ وَبَنَاتُكَ يَسْقُطُونَ بِـالسَّيْفِ وَأَرْضُكَ تُقْسَمُ بِـالْحَبْلِ وَأَنْتَ تَمُوتُ فِي أَرْضٍ نَجِسَةٍ وَإِسْرَائِيلُ يُسْبَى سَبْياً عَنْ أَرْضِهِ».) (عاموس 7: 17)
(10لِذَلِكَ أُعْطِي نِسَاءَهُمْ لِآخَرِينَ وَحُقُولَهُمْ لِمَالِكِينَ لأَنَّهُمْ مِنَ الصَّغِيرِ إِلَى الْكَبِيرِ كُلُّ وَاحِدٍ مُولَعٌ بِالرِّبْحِ مِنَ النَّبِيِّ إِلَى الْكَاهِنِ كُلُّ وَاحِدٍ يَعْمَلُ بِالْكَذِبِ.) (إرميا 8: 10)
(؟ 22وَإِنْ قُلْتِ فِي قَلْبِكِ: لِمَاذَا أَصَابَتْنِي هَذِهِ؟ - لأَجْلِ عَظَمَةِ إِثْمِكِ هُتِكَ ذَيْلاَكِ وَانْكَشَفَ عُنْفاً عَقِبَاكِ. .. 26فَأَنَا أَيْضاً أَرْفَعُ ذَيْلَيْكِ عَلَى وَجْهِكِ فَيُرَى خِزْيُكِ. 27فِسْقُكِ وَصَهِيلُكِ وَرَذَالَةُ زِنَاكِ عَلَى الآكَامِ فِي الْحَقْلِ.) (إرميا 13: 22-26)
(16وَقَالَ الرَّبُّ:«مِنْ أَجْلِ أَنَّ بَنَاتِ صِهْيَوْنَ يَتَشَامَخْنَ وَيَمْشِينَ مَمْدُودَاتِ الأَعْنَاقِ وَغَامِزَاتٍ بِعُيُونِهِنَّ وَخَاطِرَاتٍ فِي مَشْيِهِنَّ وَيُخَشْخِشْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ 17يُصْلِعُ السَّيِّدُ هَامَةَ بَنَاتِ صِهْيَوْنَ وَيُعَرِّي الرَّبُّ عَوْرَتَهُنَّ.)(إشعياء3: 16-17) أنظر إلى التصوير الذى يهدد فيه الرب أرشليم.
(4مِنْ أَجْلِ زِنَى الزَّانِيَةِ الْحَسَنَةِ الْجَمَالِ صَاحِبَةِ السِّحْرِ الْبَائِعَةِ أُمَماً بِزِنَاهَا وَقَبَائِلَ بِسِحْرِهَا. 5«هَئَنَذَا عَلَيْكِ يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ فَأَكْشِفُ أَذْيَالَكِ إِلَى فَوْقِ وَجْهِكِ وَأُرِي الأُمَمَ عَوْرَتَكِ وَالْمَمَالِكَ خِزْيَكِ.) (ناحوم 3: 4-5) أنظر إلى التصوير الذى يهدد فيه الرب مدينة نينوى.
خاطب الرّبّ بني إسرائيل مهدّدًا إيّاهم إن لم يسمعوا لصوت الرّب: (30تَخْطُبُ امْرَأَةً وَرَجُلٌ آخَرُ يَضْطَجِعُ مَعَهَا.) تثنية 28: 30 (هذا تهديد لأيضاً لبنى إسرائيل إن لم يطيعوا الله فستكون مدينتهم وممتلكاتهم نهب لغيرهم.
(1«قُولُوا لإِخْوَتِكُمْ «عَمِّي» وَلأَخَوَاتِكُمْ «رُحَامَةَ». 2حَاكِمُوا أُمَّكُمْ حَاكِمُوا لأَنَّهَا لَيْسَتِ امْرَأَتِي وَأَنَا لَسْتُ رَجُلَهَا لِتَعْزِلَ زِنَاهَا عَنْ وَجْهِهَا وَفِسْقَهَا مِنْ بَيْنِ ثَدْيَيْهَا 3لِئَلاَّ أُجَرِّدَهَا عُرْيَانَةً وَأَوْقِفَهَا كَيَوْمِ وِلاَدَتِهَا) (هوشع 2: 1-3)
الرب يأمر هوشع بالزنى:
(2أَوَّّلَ مَا كَلَّمَ الرَّبُّ هُوشَعَ قَالَ الرَّبُّ لِهُوشَعَ: «اذْهَبْ خُذْ لِنَفْسِكَ امْرَأَةَ زِنًى وَأَوْلاَدَ زِنًى لأَنَّ الأَرْضَ قَدْ زَنَتْ زِنًى تَارِكَةً الرَّبَّ!».) هوشع 1: 2
(1وَقَالَ الرَّبُّ لِي: «اذْهَبْ أَيْضاً أَحْبِبِ امْرَأَةً حَبِيبَةَ صَاحِبٍ وَزَانِيَةً كَمَحَبَّةِ الرَّبِّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ) هوشع 3: 1
تاسعاً: من بلاغة الكتاب المقدّس: نصوص غير مفهومة :
(يا بن آدم تنبَّأ وقل هكذا قال السيد الرب: وَلْوِلُوا يا لليوم!) حزقيال 30: 2
(لأن اليوم قريب. ويوم للرب قريب يومُ غَيْمٌ يكون وقتاً للأمم) حزقيال 30: 2
(12«اِسْتَيْقِظِي اسْتَيْقِظِي يَا دَبُورَةُ! اسْتَيْقِظِي اسْتَيْقِظِي وَتَكَلَّمِي بِنَشِيدٍ! قُمْ يَا بَارَاقُ وَاسْبِ سَبْيَكَ, يَا ابْنَ أَبِينُوعَمَ!) قضاة 5: 12
(1لِكُلِّ شَيْءٍ زَمَانٌ وَلِكُلِّ أَمْرٍ تَحْتَ السَّمَاوَاتِ وَقْتٌ. 2لِلْوِلاَدَةِ وَقْتٌ وَلِلْمَوْتِ وَقْتٌ. لِلْغَرْسِ وَقْتٌ وَلِقَلْعِ الْمَغْرُوسِ وَقْتٌ. 3لِلْقَتْلِ وَقْتٌ وَلِلشِّفَاءِ وَقْتٌ. لِلْهَدْمِ وَقْتٌ وَلِلْبِنَاءِ وَقْتٌ. 4لِلْبُكَاءِ وَقْتٌ وَلِلضِّحْكِ وَقْتٌ. لِلنَّوْحِ وَقْتٌ وَلِلرَّقْصِ وَقْتٌ. 5لِتَفْرِيقِ الْحِجَارَةِ وَقْتٌ وَلِجَمْعِ الْحِجَارَةِ وَقْتٌ. لِلْمُعَانَقَةِ وَقْتٌ وَلِلاِنْفِصَالِ عَنِ الْمُعَانَقَةِ وَقْتٌ. 6لِلْكَسْبِ وَقْتٌ وَلِلْخَسَارَةِ وَقْتٌ. لِلصِّيَانَةِ وَقْتٌ وَلِلطَّرْحِ وَقْتٌ. 7لِلتَّمْزِيقِ وَقْتٌ وَلِلتَّخْيِيطِ وَقْتٌ. لِلسُّكُوتِ وَقْتٌ وَلِلتَّكَلُّمِ وَقْتٌ. 8لِلْحُبِّ وَقْتٌ وَلِلْبُغْضَةِ وَقْتٌ. لِلْحَرْبِ وَقْتٌ وَلِلصُّلْحِ وَقْتٌ. 9فَأَيُّ مَنْفَعَةٍ لِمَنْ يَتْعَبُ مِمَّا يَتْعَبُ بِهِ!) (جامعة 3: 1-9)
(1اَلصِّيتُ خَيْرٌ مِنَ الدُّهْنِ الطَّيِّبِ وَيَوْمُ الْمَمَاتِ خَيْرٌ مِنْ يَوْمِ الْوِلاَدَةِ. 2اَلذِّهَابُ إِلَى بَيْتِ النَّوْحِ خَيْرٌ مِنَ الذِّهَابِ إِلَى بَيْتِ الْوَلِيمَةِ لأَنَّ ذَاكَ نِهَايَةُ كُلِّ إِنْسَانٍ وَالْحَيُّ يَضَعُهُ فِي قَلْبِهِ. 3اَلْحُزْنُ خَيْرٌ مِنَ الضَّحِكِ لأَنَّهُ بِكَآبَةِ الْوَجْهِ يُصْلَحُ الْقَلْبُ. 4قَلْبُ الْحُكَمَاءِ فِي بَيْتِ النَّوْحِ وَقَلْبُ الْجُهَّالِ فِي بَيْتِ الْفَرَحِ.) جامعة 7: 1-4
(3قَدْ خَلَعْتُ ثَوْبِي فَكَيْفَ أَلْبِسُهُ؟ قَدْ غَسَلْتُ رِجْلَيَّ فَكَيْفَ أُوَسِّخُهُمَا؟) نشيد الإنشاد 5: 3
(أفأريك العروس امرأة الخروف) رؤيا يوحنا اللاهوتى 21: 9
(11لَمَّا كُنْتُ طِفْلاً كَطِفْلٍ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ وَكَطِفْلٍ كُنْتُ أَفْطَنُ وَكَطِفْلٍ كُنْتُ أَفْتَكِرُ. وَلَكِنْ لَمَّا صِرْتُ رَجُلاً أَبْطَلْتُ مَا لِلطِّفْلِ. 12فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ فِي لُغْزٍ لَكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهاً لِوَجْهٍ. الآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ لَكِنْ حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ. 13أَمَّا الآنَ فَيَثْبُتُ الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ هَذِهِ الثَّلاَثَةُ وَلَكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ.) كورنثوس الأولى 13: 11-13
(40«وَإِذَا كَانَ إِنْسَانٌ قَدْ ذَهَبَ شَعْرُ رَأْسِهِ فَهُوَ أَقْرَعُ. إِنَّهُ طَاهِرٌ. 41وَإِنْ ذَهَبَ شَعْرُ رَأْسِهِ مِنْ جِهَةِ وَجْهِهِ فَهُوَ أَصْلَعُ. إِنَّهُ طَاهِرٌ.) (لاويين 13: 40)
عاشراً: المرأة في الكتاب المُقدّس
من البداية أُلصِقت تهمة الإستجابة لوساوس الشيطان لأمنا حوَّاء، فلم يحاول الشيطاء إغواء آدم بل ذهب مباشرة إلى حواء: (12فَقَالَ آدَمُ: «الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ أَعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ».) تكوين 3: 12 . لذلك كان حمل المرأة وأوجاع الولادة من عقوبات الرب لها ، بل كان عقاب آدم ليس بسبب أكله من الشجرة ، بل بسبب أنه أطاع المرأة وطبعاً أكل من الشجرة، وبذلك كانت حواء فى نظرهم مصدر كل الشرور التى تحيق بنا: (16وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ». 17وَقَالَ لِآدَمَ: «لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلاً: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. 18وَشَوْكاً وَحَسَكاً تُنْبِتُ لَكَ وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ. 19بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزاً حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ».) تكوين 3: 16-19
فلم تُخدع إلا حواء ، أما الرجل فهو معصوم أو هو ضحية للمرأة: (كما خدعت الحيَّةُ حواءَ بمكرها) كورنثوس الثانية 11: 3 ، وإلا فلماذا لم ينسب الخديعة للإثنين؟
(وآدم لم يُغْوَ لكنَّ المرأة أُغوِيَت فحصلت فى التعدى) تيموثاوس الأولى 2: 14
الكتاب المقدس عنصرى حتى بين النساء والرجال: (لأن الرجل ليس من المرأة بل المرأة من الرجل. ولأن الرجل لم يُخلَق من أجل المرأة بل المرأة من أجل الرجل) كورنثوس الأولى 11: 8-9
(22أَيُّهَا النِّسَاءُ اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا لِلرَّبِّ، 23لأَنَّ الرَّجُلَ هُوَ رَأْسُ الْمَرْأَةِ كَمَا أَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضاً رَأْسُ الْكَنِيسَةِ، وَهُوَ مُخَلِّصُ الْجَسَدِ. 24وَلَكِنْ كَمَا تَخْضَعُ الْكَنِيسَةُ لِلْمَسِيحِ، كَذَلِكَ النِّسَاءُ لِرِجَالِهِنَّ فِي كُلِّ شَيْءٍ.) أفسس 5: 22-24
(9 وَكَذَلِكَ أَنَّ النِّسَاءَ يُزَيِّنَّ ذَوَاتِهِنَّ بِلِبَاسِ الْحِشْمَةِ مَعَ وَرَعٍ وَتَعَقُّلٍ، لاَ بِضَفَائِرَ أَوْ ذَهَبٍ أَوْ لَآلِئَ أَوْ مَلاَبِسَ كَثِيرَةِ الثَّمَنِ، 10بَلْ كَمَا يَلِيقُ بِنِسَاءٍ مُتَعَاهِدَاتٍ بِتَقْوَى اللهِ بِأَعْمَالٍ صَالِحَةٍ. 11لِتَتَعَلَّمِ الْمَرْأَةُ بِسُكُوتٍ فِي كُلِّ خُضُوعٍ. 12وَلَكِنْ لَسْتُ آذَنُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَلِّمَ وَلاَ تَتَسَلَّطَ عَلَى الرَّجُلِ، بَلْ تَكُونُ فِي سُكُوتٍ، 13لأَنَّ آدَمَ جُبِلَ أَوَّلاً ثُمَّ حَوَّاءُ، 14وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي،) تيموثاوس الأولى 2: 9-14
(5 وَأَمَّا كُلُّ امْرَأَةٍ تُصَلِّي أَوْ تَتَنَبَّأُ وَرَأْسُهَا غَيْرُ مُغَطّىً فَتَشِينُ رَأْسَهَا لأَنَّهَا وَالْمَحْلُوقَةَ شَيْءٌ وَاحِدٌ بِعَيْنِهِ. 6إِذِ الْمَرْأَةُ إِنْ كَانَتْ لاَ تَتَغَطَّى فَلْيُقَصَّ شَعَرُهَا. وَإِنْ كَانَ قَبِيحاً بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُقَصَّ أَوْ تُحْلَقَ فَلْتَتَغَطَّ.) كورنثوس الأولى 11: 5-6
ليس للمرأة أن تناقش داخل الكنيسة لتفهم، فهو يفترض أن الرجل هو صاحب العقل، ولا يفهم إلا هو ، لذلك من لا تفهم عليها بسؤال زوجها فى البيت ! (34لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُوناً لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضاً. 35وَلَكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئاً فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ لأَنَّهُ قَبِيحٌ بِالنِّسَاءِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي كَنِيسَةٍ.) كورنثوس الأولى 14: 34-35
(1وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الأُمُورِ الَّتِي كَتَبْتُمْ لِي عَنْهَا فَحَسَنٌ لِلرَّجُلِ أَنْ لاَ يَمَسَّ امْرَأَةً. 2وَلَكِنْ لِسَبَبِ الزِّنَا لِيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدٍ امْرَأَتُهُ وَلْيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ رَجُلُهَا.) كورنثوس الأولى 7: 1-2
(25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً. 26فَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا حَسَنٌ لِسَبَبِ الضِّيقِ الْحَاضِرِ. أَنَّهُ حَسَنٌ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَكُونَ هَكَذَا: 27أَنْتَ مُرْتَبِطٌ بِامْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبْ الِانْفِصَالَ. أَنْتَ مُنْفَصِلٌ عَنِ امْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبِ امْرَأَةً. 28لَكِنَّكَ وَإِنْ تَزَوَّجْتَ لَمْ تُخْطِئْ. وَإِنْ تَزَوَّجَتِ الْعَذْرَاءُ لَمْ تُخْطِئْ. وَلَكِنَّ مِثْلَ هَؤُلاَءِ يَكُونُ لَهُمْ ضِيقٌ فِي الْجَسَدِ. وَأَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُشْفِقُ عَلَيْكُمْ.) كورنثوس الأولى 7: 25-28
(38إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. 39الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 7: 38-40
(12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».) متى 19: 12 فأين حق النساء فى الزواج وهدوء النفس والمتعة الحلال ، إذا تتبع كل إنسان هذه التعليمات؟
( ومن يتزوج مطلَّقة فإنه يزنى ) متى 5: 32 فأين إنسانية المطلقة؟ أين حقها الطبيعى فى الحياة؟ لماذا تعيش منبوذة جائعة متشوقة للزواج ولا تستطيعه؟
(10«إِذَا خَرَجْتَ لِمُحَارَبَةِ أَعْدَائِكَ وَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى يَدِكَ وَسَبَيْتَ مِنْهُمْ سَبْياً 11وَرَأَيْتَ فِي السَّبْيِ امْرَأَةً جَمِيلةَ الصُّورَةِ وَالتَصَقْتَ بِهَا وَاتَّخَذْتَهَا لكَ زَوْجَةً 12فَحِينَ تُدْخِلُهَا إِلى بَيْتِكَ تَحْلِقُ رَأْسَهَا وَتُقَلِّمُ أَظْفَارَهَا 13وَتَنْزِعُ ثِيَابَ سَبْيِهَا عَنْهَا وَتَقْعُدُ فِي بَيْتِكَ وَتَبْكِي أَبَاهَا وَأُمَّهَا شَهْراً مِنَ الزَّمَانِ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ تَدْخُلُ عَليْهَا وَتَتَزَوَّجُ بِهَا فَتَكُونُ لكَ زَوْجَةً. 14وَإِنْ لمْ تُسَرَّ بِهَا فَأَطْلِقْهَا لِنَفْسِهَا. لا تَبِعْهَا بَيْعاً بِفِضَّةٍ وَلا تَسْتَرِقَّهَا مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ أَذْللتَهَا.) تثنية 21: 10-14
أما المرأة التى تلد ذكرا فتكون نجسة لسبعة أيام ، أما إذا ولدت أنثى فتكون نجسة لمدة أسبوعين (لاويين 12: 1-5)
كذلك المرأة الحائض نجسة، ومن يلمسها فهو نجس، وثيابها نجسة، ومن يلمس ثيابها فهو نجس، والفراش الذى تجلس عليه يكون نجس، ومن يجلس على هذا الفراش يتنجس، وبعد أن ينتهى وقت طمثها وتطهر تكون نجسة لمدة سبعة أيام أخرى! فلك أن تتخيل المرأة يأتيها الطمث لمدة سبعة أيام تكون فيها نجسة ومنبوذة من الآخرين ثم تستمر فترة نجاستها أسبوع آخر: أى نصف الشهر وهذا يعنى نصف السنة ونصف عمرها تكون نجسة منبوذة !! اقرأ هذا فى (اللاويين 15: 19-28)
من حق الأب أن يبيع ابنته: (وإذا باع رجل ابنته أمةً لا تخرج كما يخرج العبيد) خروج21: 7
الرب يأخذ نساء داود ويدفعهم للزنى: (11هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيَضْطَجِعُ مَعَ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هَذِهِ الشَّمْسِ. (صموئيل الثانى 12: 11)
الرب يُشوِّه النساء: يُصلِعُ السيد هامة بنات صهيون ويُعرّى الرب عورَتَهُنَّ (أشعياء 3: 17)
هانت المرأة عليهم فكان مهرها (غلفة ذكر رجل ميت): (25فَقَالَ شَاوُلُ: «هَكَذَا تَقُولُونَ لِدَاوُدَ: لَيْسَتْ مَسَرَّةُ الْمَلِكِ بِالْمَهْرِ, بَلْ بِمِئَةِ غُلْفَةٍ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ لِلاِنْتِقَامِ مِنْ أَعْدَاءِ الْمَلِكِ». وَكَانَ شَاوُلُ يَتَفَكَّرُ أَنْ يُوقِعَ دَاوُدَ بِيَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ.) صموئيل الأول 18: 25 ، فهذه هى أخلاق الأنبياء مع بعضهم البعض: يوقع أحدهم الآخر فى أيدى الكافرين !
ولكن ألم يفعل ذلك ربهم ، عندما أرسل موسى مصر ، إلى فرعون لإخراج شعبه من مصر، وحدث فى الطريق أن الرب نزل من على عرشه والتقى بموسى وأراد قتله ، لأنه لم يختن ابنه بعد. إله خائن ، مخادع!! وهو ينوى الغدر به وقتله ، ولم تنقذه إلا امرأته: (وَلَكِنِّي أُشَدِّدُ قَلْبَهُ حَتَّى لاَ يُطْلِقَ الشَّعْبَ. 22فَتَقُولُ لِفِرْعَوْنَ: هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: إِسْرَائِيلُ ابْنِي الْبِكْرُ. 23فَقُلْتُ لَكَ: أَطْلِقِ ابْنِي لِيَعْبُدَنِي فَأَبَيْتَ أَنْ تُطْلِقَهُ. هَا أَنَا أَقْتُلُ ابْنَكَ الْبِكْرَ». 24وَحَدَثَ فِي الطَّرِيقِ فِي الْمَنْزِلِ أَنَّ الرَّبَّ الْتَقَاهُ وَطَلَبَ أَنْ يَقْتُلَهُ. 25فَأَخَذَتْ صَفُّورَةُ صَوَّانَةً وَقَطَعَتْ غُرْلَةَ ابْنِهَا وَمَسَّتْ رِجْلَيْهِ. فَقَالَتْ: «إِنَّكَ عَرِيسُ دَمٍ لِي». 26فَانْفَكَّ عَنْهُ. حِينَئِذٍ قَالَتْ: «عَرِيسُ دَمٍ مِنْ أَجْلِ الْخِتَانِ».) خروج 4: 21-26
ألم يتآمر الرب مع الشيطان لإهلاك نبيه؟ (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.) ملوك الأول 22: 19-22
المرأة الحائض فى التّوراة مخطئة وكالمصابة بالجذام :
المرأة الحائض مثل المصاب بالجرَب ، إن لمستها أو جلست على مكان كانت هى قد جلست عليه تكون أنت أيضاً نجساً. وبهذا الحيض الذى يأتيها من عند الله ، (هذا تكوين وخَلق الأنثى) تكون خاطئة وعليها أن تتطهر من ذنبها هذا بعد أيام طمثها. أليس هذا ظلم للمرأة؟ لماذا تُحاسب على شىء لم تفعله ولم تكن شريكة فيه؟
(19«وَإِذَا كَانَتِ امْرَأَةٌ لَهَا سَيْلٌ وَكَانَ سَيْلُهَا دَماً فِي لَحْمِهَا فَسَبْعَةَ أَيَّامٍ تَكُونُ فِي طَمْثِهَا. وَكُلُّ مَنْ مَسَّهَا يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 20وَكُلُّ مَا تَضْطَجِعُ عَلَيْهِ فِي طَمْثِهَا يَكُونُ نَجِساً وَكُلُّ مَا تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً. 21وَكُلُّ مَنْ مَسَّ فِرَاشَهَا يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 22وَكُلُّ مَنْ مَسَّ مَتَاعاً تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 23وَإِنْ كَانَ عَلَى الْفِرَاشِ أَوْ عَلَى الْمَتَاعِ الَّذِي هِيَ جَالِسَةٌ عَلَيْهِ عِنْدَمَا يَمَسُّهُ يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 24وَإِنِ اضْطَجَعَ مَعَهَا رَجُلٌ فَكَانَ طَمْثُهَا عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. وَكُلُّ فِرَاشٍ يَضْطَجِعُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً. 25«وَإِذَا كَانَتِ امْرَأَةٌ يَسِيلُ سَيْلُ دَمِهَا أَيَّاماً كَثِيرَةً فِي غَيْرِ وَقْتِ طَمْثِهَا أَوْ إِذَا سَالَ بَعْدَ طَمْثِهَا فَتَكُونُ كُلَّ أَيَّامِ سَيَلاَنِ نَجَاسَتِهَا كَمَا فِي أَيَّامِ طَمْثِهَا. إِنَّهَا نَجِسَةٌ. 26كُلُّ فِرَاشٍ تَضْطَجِعُ عَلَيْهِ كُلَّ أَيَّامِ سَيْلِهَا يَكُونُ لَهَا كَفِرَاشِ طَمْثِهَا. وَكُلُّ الأَمْتِعَةِ الَّتِي تَجْلِسُ عَلَيْهَا تَكُونُ نَجِسَةً كَنَجَاسَةِ طَمْثِهَا. 27وَكُلُّ مَنْ مَسَّهُنَّ يَكُونُ نَجِساً فَيَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 28وَإِذَا طَهُرَتْ مِنْ سَيْلِهَا تَحْسِبُ لِنَفْسِهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ ثُمَّ تَطْهُرُ. 29وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ تَأْخُذُ لِنَفْسِهَا يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ وَتَأْتِي بِهِمَا إِلَى الْكَاهِنِ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 30فَيَعْمَلُ الْكَاهِنُ الْوَاحِدَ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ وَالْآخَرَ مُحْرَقَةً وَيُكَفِّرُ عَنْهَا الْكَاهِنُ أَمَامَ الرَّبِّ مِنْ سَيْلِ نَجَاسَتِهَا. (لاويين 15: 19-30)
المرأة النَّفساء فى التّوراة مخطئة ولابد لها من كَفّارة لتتوب عما لم تقترفه :
المرأة النّفساء في التّوراة هى مخطئة وعليها أن تقدم ذبيحة بعد أيام تطهيرها ليُكفِّر عنها الكاهن. وهل يملك الكاهن تكفير الذنوب؟ أم إن هذا حق الله فقط؟
المرأة التى تلد ابنا تكون نجسة أسبوع و 33 يوم حتى تطهر.
المرأة التى تلد ابنة تكون نجسة أسبوعين و 66 يوم حتى تطهر. أليس هذا تفرقة بين الذكر والأنثى وهم فى سن الرضاعة ؟
(1وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: 2«قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: إِذَا حَبِلَتِ امْرَأَةٌ وَوَلَدَتْ ذَكَراً تَكُونُ نَجِسَةً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. كَمَا فِي أَيَّامِ طَمْثِ عِلَّتِهَا تَكُونُ نَجِسَةً. 3وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ يُخْتَنُ لَحْمُ غُرْلَتِهِ. 4ثُمَّ تُقِيمُ ثَلاَثَةً وَثَلاَثِينَ يَوْماً فِي دَمِ تَطْهِيرِهَا. كُلَّ شَيْءٍ مُقَدَّسٍ لاَ تَمَسَّ وَإِلَى الْمَقْدِسِ لاَ تَجِئْ حَتَّى تَكْمُلَ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا. 5وَإِنْ وَلَدَتْ أُنْثَى تَكُونُ نَجِسَةً أُسْبُوعَيْنِ كَمَا فِي طَمْثِهَا. ثُمَّ تُقِيمُ سِتَّةً وَسِتِّينَ يَوْماً فِي دَمِ تَطْهِيرِهَا. 6وَمَتَى كَمِلَتْ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا لأَجْلِ ابْنٍ أَوِ ابْنَةٍ تَأْتِي بِخَرُوفٍ حَوْلِيٍّ مُحْرَقَةً وَفَرْخِ حَمَامَةٍ أَوْ يَمَامَةٍ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ إِلَى الْكَاهِنِ 7فَيُقَدِّمُهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ وَيُكَفِّرُ عَنْهَا فَتَطْهَرُ مِنْ يَنْبُوعِ دَمِهَا. هَذِهِ شَرِيعَةُ الَّتِي تَلِدُ ذَكَراً أَوْ أُنْثَى. 8وَإِنْ لَمْ تَنَلْ يَدُهَا كِفَايَةً لِشَاةٍ تَأْخُذُ يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ الْوَاحِدَ مُحْرَقَةً وَالْآخَرَ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ فَيُكَفِّرُ عَنْهَا الْكَاهِنُ فَتَطْهُرُ».) (لاويين 12: 1-8)
وإذا ضاجع رجل امرأته يكونان نجسان إلى المساء ، وكذلك الفراش الذى ناما عليه! فمتى يصليان؟ ما هذا التعقيد؟
(16«وَإِذَا حَدَثَ مِنْ رَجُلٍ اضْطِجَاعُ زَرْعٍ يَرْحَضُ كُلَّ جَسَدِهِ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 17وَكُلُّ ثَوْبٍ وَكُلُّ جِلْدٍ يَكُونُ عَلَيْهِ اضْطِجَاعُ زَرْعٍ يُغْسَلُ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 18وَالْمَرْأَةُ الَّتِي يَضْطَجِعُ مَعَهَا رَجُلٌ اضْطِجَاعَ زَرْعٍ يَسْتَحِمَّانِ بِمَاءٍ وَيَكُونَانِ نَجِسَيْنِ إِلَى الْمَسَاءِ.) (لاويين 15: 16-18)
ملاك الرب يسب امرأة ويسميها (الشرّ): (وَكَانَتِ امْرَأَةٌ جَالِسَةٌ فِي وَسَطِ الإِيفَةِ. 8فَقَالَ: [هَذِهِ هِيَ الشَّرُّ]. فَطَرَحَهَا إِلَى وَسَطِ الإِيفَةِ وَطَرَحَ ثِقْلَ الرَّصَاصِ عَلَى فَمِهَا.) (زكريا 5: 8)
ويفرض عليها أن تتزوج أخو زوجها إذا مات زوجها: (5«إِذَا سَكَنَ إِخْوَةٌ مَعاً وَمَاتَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَليْسَ لهُ ابْنٌ فَلا تَصِرِ امْرَأَةُ المَيِّتِ إِلى خَارِجٍ لِرَجُلٍ أَجْنَبِيٍّ. أَخُو زَوْجِهَا يَدْخُلُ عَليْهَا وَيَتَّخِذُهَا لِنَفْسِهِ زَوْجَةً وَيَقُومُ لهَا بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ. 6وَالبِكْرُ الذِي تَلِدُهُ يَقُومُ بِاسْمِ أَخِيهِ المَيِّتِ لِئَلا يُمْحَى اسْمُهُ مِنْ إِسْرَائِيل. 7«وَإِنْ لمْ يَرْضَ الرَّجُلُ أَنْ يَأْخُذَ امْرَأَةَ أَخِيهِ تَصْعَدُ امْرَأَةُ أَخِيهِ إِلى البَابِ إِلى الشُّيُوخِ وَتَقُولُ: قَدْ أَبَى أَخُو زَوْجِي أَنْ يُقِيمَ لأَخِيهِ اسْماً فِي إِسْرَائِيل. لمْ يَشَأْ أَنْ يَقُومَ لِي بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ. 8فَيَدْعُوهُ شُيُوخُ مَدِينَتِهِ وَيَتَكَلمُونَ مَعَهُ. فَإِنْ أَصَرَّ وَقَال: لا أَرْضَى أَنْ أَتَّخِذَهَا 9تَتَقَدَّمُ امْرَأَةُ أَخِيهِ إِليْهِ أَمَامَ أَعْيُنِ الشُّيُوخِ وَتَخْلعُ نَعْلهُ مِنْ رِجْلِهِ وَتَبْصُقُ فِي وَجْهِهِ وَتَقُولُ: هَكَذَا يُفْعَلُ بِالرَّجُلِ الذِي لا يَبْنِي بَيْتَ أَخِيهِ. 10فَيُدْعَى اسْمُهُ فِي إِسْرَائِيل «بَيْتَ مَخْلُوعِ النَّعْلِ».) (تثنية 25: 5-10)
الخلاصة :
متى يكون الكتاب المقدس مقدساً وحياً من عند الله ؟
ليكون الكتاب منزل من عند الله لابد أن يصف الله بما هو أهلٌ له ، وينسب إليه كل صفات الكمال والرحمة والعدل ، ولابد أن يتصف أنبياء الله بالكمال البشرى والصفات الحميدة، ليكونوا قدوة لشعوبهم، وإلا فلمَ يرسلهم الله ، فلو ضل أحدهم ، لكان هذا سُبَّة فى علم الله الأزلى ، فما بالك لو كان كل أنبياء العهد القديم زناة أو لصوص أو عبدة أوثان ، أو كفرة ماتوا منتحرين ، ويصفهم العهد الجديد بأنهم لصوص وسراق (كما يقول الكتاب).
وكذلك لابد أن يكون الكتاب كتاب يتعلم منه دارسوه الصفات الحميدة والأخلاق ، ألا تكون نصوصه مثيرة جنسياً أو مقززة ، وأن يكون أسلوب كل جملة فيه هو نفس مميزات أسلوب الكتاب كله ، وإلا لاختلف الكاتب والمؤلف ، وأن تتصف تعبيراته بأرفع التعبيرات ، ويستفيد منه قارئه من سير الصالحين ، وكيف كان عقاب الله للكافرين ، وكذلك لابد أن يكون دستور منطقى صالح يغطى كل احتياجات البشر ، وألا يحتوى الكتاب على خطأ.
كتبه الأخ / أبو بكر
((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((نـشـأة الـمـسـيـحـيـة))))))))))))))))))))
- المسيح :
- هو خاتم أنبياء بني إسرائيل، ولد في بيت لحم على الأرجح، قريباً من بيت المقدس. وأسمه كما في القرآن الكريم وأحاديث المصطفى؛ عيسى ابن مريم. أما في الأناجيل التي بأيدي النصارى اليوم، فهو يسوع (بالسين المهملة) وأصلها بالعبرية يشوع بالمعجمة، ومعناه : المخلص.
- نسبه :
قد ذكر الله في القرآن أنه ابن مريم الصديقة البتول، ابنة عمران… أما النصارى، فلم يتّفقوا على نسبه؛ فتارة هو عندهم، ابن داود .. وتارة هو عندهم ابن يوسف ثم يزعمون أنه ابن الله …!
( كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا.. )
وعلى كل حال فلم يذكر نسب المسيح عندهم، في أناجيلهم الأربعة إلا في موضعين، أحدهما في إنجيل (متى) والآخر في (لوقا) ثم ترى فيه هذا الخلاف.. وقد حاول بعض رهبانهم التوفيق بين ما ذكروه في (متى) من أنه ابن داود، وما ذكروه في ( لوقا) من أنه ابن يوسف، بزعمه أنه ابن يوسف النجار !! الذي هو من نسل داود النبي عليه السلام.
فإذا قبلوا هذا الترقيع في عقولهم المتهافتة وناسبهم وظنوه توفيقاً .. وهو غير مقبول عندنا لأن المسيح هو ابن مريم من غير أب كما أخبر تعالى.. فكيف يوفقون بين هذه النسبة وبين كونه ابن الله بزعمهم.. ؟؟
وللعلم فقد أنكر المسيح نفسه، فيما نسبوه إليه في إنجيل ( متى 22/45) و ( مرقس12/37) و ( لوقا20/44) ، كونه ابن داود، ورب !! في آن واحد.
حيث سأل من يدعونه بذلك مستنكراً: ( " كيف يكون ابن داود وهو ربه " ؟؟؟ فلم يستطع أحد أن يجيبه بكلمة) أهـ..
ونحن بدورنا نسأل النصارى هذا السؤال الذي لم يجيبوا عليه في أناجيلهم بكلمة ؛ .. كيف يكون المسيح ابن يوسف.. وابن داود.. وابن من ذكروا إلى آدم ثم يكون بعد ذلك؛ ابن الله ؟؟؟
فقد ورد في إنجيل لوقا (3/24): (وكان الناس يحسبونه ابن يوسف بن عالي بن متّات بن لاوي. بن مَلْكي، بن يَنّا، بن يوسُف .. إلى أن قالوا في رقم (38) .. ابن شيت بن آدم ابن الله !!!) أهـ .
فتأمل هذا الهراء، المسيح هو ابن المذكورين إلى آدم، وقد عددوا من المسيح إلى آدم (76) رجلاً من ضمنهم آدم ثم قالوا: (ابن الله !!) فعلى هذا الكفر والسخف، يكون جميع المذكورين عندهم من ذرية الله…!! ولم يعد هذا الكفر والبهتان مخصوصاً بمعتقدهم بالمسيح .
تعالى الله عما يقول ويفتري الظالمون علواً كبيراً.
فاعجب لهذه التناقضات الغريبة العجيبة في أناجيلهم التي يقدسها ملايين النصارى؛ وفي أي شيء ؟ في نسب أشهر وأخطر شخصية في تاريخ المسيحية.. وهذا أول اختلاف وتناقض يستفتح به الدارس لأناجيلهم …
وأحسن ما في خالد وجهه فقس على الغائب بالشاهد .
مريم الصديقة :
هي العذراء الصديقة البتول , كان والدها (عمران) عالماً جليلاً من علماء بني إسرائيل وكانت زوجته (حنّه) أم مريم، لا تحمل، فنذرت إن حملت، أن تجعل ولدها محرراً لله تعالى لخدمة بيت المقدس، فاستجاب الله دعاءها وحملت بمريم عليها السلام، قال تعالى {إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ(35) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ(36) فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتاً حسنا } (آل عمران)
ثم توفي عمران، وابنته مريم صبيّة صغيرة تحتاج إلى من يكفلها، فخرجت أمها إلى المسجد فسلمتها إلى العُبّاد المقيمين فيه فكانت أبنة إمامهم ورئيسهم، فتنازعوا واختلفوا فيمن يقوم بكفالتها، ومع أن زكريا عليه السلام، نبّي ذلك الزمان كان أقربهم إليها؛ فهو زوج أختها وقيل زوج خالتها، ولكنه قطعاً للنزاع وافق على الاقتراع معهم على كفالتها.. فخرجت القرعة له..
قال تعالى { ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ(44) } (آل عمران) .
وترعرعت مريم في كفالة نبيّ الله زكريا ، ولما شبت اتخذت لها في المسجد مكاناً لا يدخله سواها، فكانت تعبد الله تعالى فيه، وتقوم بسدانة البيت وخدمته حتى ضرب بها المثل في الاجتهاد في العبادة.. قال تعالى : {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا(16) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا(17) } (مريم)
وقال تعالى (وإذ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ(42) يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ(43) } (آل عمران).
وصار يظهر عليها لصدقها وعبادتها من الكرامات الطيبة الشريفة ما لفت انتباه زكريا.. فقد كان يدخل عليها فيجد من الطعام والفاكهة ما لم يكن موجوداً في ذلك الوقت، فيجد فاكهة الصيف عندها في الشتاء، وفاكهة الشتاء في الصيف..
قال تعالى: { وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ(37) } (آل عمران).
حملها بالمسيح:
وبينما هي ذات يوم في عبادتها إذ فاجأها جبرائيل رسول ربها بهيئة رجل حسن الصورة..
ففزعت منه وخافت أن يعرض لها وبادرت بالتعوّذ منه كما قال تعالى : { فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا(17) قَالَت إنّي أَعُوذُ بِالرَحْمنِ مِنْكَ إنْ كُنْتَ تَقِيّا } (سورة مريم).
وفي هذا دلالة على عفافها وورعها وهي في ريعان شبابها إذ تتعوذ من تلك الصورة الحسنة السوية الفائقة الحسن ولا تخضع له بالقول.. كما هو حال أغلب من في مثل هذا العمر. قال بعض المفسرين : (كان تمثله على تلك الصفة ابتلاءً لها وسبراً لعفّـتها.. )
{ قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا(19)قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا(20) قَالَ كَذلكِ قَالَ رَبُكِ هُوَ عَليًّ هيّنُ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً للنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرَاً مَقْضِيَّا (21) } (سورة مريم)
وقال تعالى: { إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ(45)وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ(46)قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ(47) } (سورة آل عمران) .
وكيف كان حملها ؟
أخبرنا الله تعالى في القرآن أن ذلك كان بنفخة من الملك جبريل "روح القدس".
قال تعالى : { وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ(12) } (سورة التحريم).
وقال تعالى: { وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا ءَايَةً لِلْعَالَمِينَ(91)} (سورة الأنبياء)
وقد ذكر المفسرون آثاراً عن غير واحد من السلف أن جبريل نفخ في جيب درعها، فنزلت النفخة إلى فرجها فحملت من فورها..
ويذكر بعض أهل التاريخ أنها حملت به ولها من العمر ثلاثة عشرة سنة.. ويروي ابن كثير في البداية والنهاية أثراً أنّ ( يوسف النجار) الذي كان من الصالحين وكان ابن خال مريم فطن لحملها لما ظهرت مخايل الحمل عليها، وتنبه له فجعل يتعجب من ذلك عجباً شديداً، وذلك لما يعلم من ديانتها ونزاهتها وعفتها وعبادتها، وهو مع ذلك يراها حبلى وليس لها زوج، فعرّض لها ذات يوم في الكلام..
فقال: يا مريم هل يكون زرع من غير بذر؟
قالت: نعم، فمن خلق الزرع الأول؟
ثم قال: فهل يكون شجر من غير ماء؟
قالت: نعم، فمن خلق الشجر الأول؟
ثم قال: فهل يكون ولد من غير ذكر.؟
قالت: نعم، إن الله خلق آدم من غير ذكر وأنثى..
قال لها : فاخبريني خبرك.
قالت: إن الله بشرني بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم.
وقد كان هذا الحمل المبارك كرامة لها من الله، اصطفاها به على نساء العالمين .. كما اصطفاها الله لدينها على نساء العالمين في زمانها وكان في الوقت نفسه بلاءً وامتحاناً.. فما أن فشي خبر حملها في بني إسرائيل، حتى افترى عليها اليهود وقذفوها وبهتوها..
فأتهمها بعضهم بيوسف النجار، وأتهما آخرون بزكريا عليه السلام.. ويذكر ابن جرير أنهم أرادوا قتله ففرّ منهم، فلحقوه حتى أمسكوا به ثم نشروه بالمنشار وقتلوه صلوات الله وسلامه عليه..
وقد عّدد الله أعظم جرائم اليهود، في سورة النساء وذكر فيها رميهم لمريم بالزنا فقال تعالى: { وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا(156) } (سورة النساء).
أما عن ولادتها للمسيح :
فقد قال تعالى : { فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا(22) فَأجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَالَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا(23) فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا(24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا(25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا(26) فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَامَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا(27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا(28) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا(29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ ءَاتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا(30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا(31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا(32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا(33) ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ(34) مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ(35) وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ(36) }. (سورة مريم).
فهذه معجزتان باهرتان افتتح الله بهما حياة هذا النبي الكريم، أولاهما ولادته من غير أب ،والثانية كلامه في المهد بهذه الكلمات التي يصّرح فيها بأنه عبد الله ورسوله..
وقد كانت معجزة ولادته من غير أب فتنة هلك فيها من هلك من الخلق، فاليهود طعنوا بسببها في مريم المطهرة البتول، ورموها بالزنا كما تقدم، فقالوا: إن الولد لا بد أن يكون له أب، والمسيح ليس له أب فلابد أن يكون أبن زنا عندهم..
وطوائف النصارى المختلفة غلوا بصاحب هذه المعجزة فجعلوه ابن الله .. وجميعهم مرتكس في حمأة الضلال.. وقد ذكر الله تعالى أقاويلهم في القرآن وبين كفرهم وضلالهم فقال: { وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ(30) } ( سورة التوبة )
وقال تعالى: { بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ(101) ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ(102) }
وقال عز وجل: { وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ(116) بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ(117) } (سورة البقرة).
وقال تعالى : { وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا(4)مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا(5) } (سورة الكهف).
وقد سمّى الله تعالى ذلك شتماً كما في الحديث القدسي الذي يرويه البخاري في صحيحه : ( شتمني ابن آدم، وما ينبغي له ذلك، وكذبني ابن آدم، وما ينبغي له ذلك، أما شتمه إياي فقوله: اتخذ الله ولداً، وأنا الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن لي كفواً أحد، وأما تكذيبه إياي فقوله: لن يعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون عليّ من إعادته.)
وقال سبحانه: { قَالوا اتّخَذَ اللهُ وَلَدَاً سُبْحَانَه هُوَ الغَنيّ لهُ مَا فِي السَماواتِ وَمَا فِي الأرض إنْ عِنْدَكُم مِن سُلطان بِهَذا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ(68) قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ(69) مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ(70) } (سورة يونس).
وقال تعالى: { وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا(88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا(89) تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا(90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا(91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا(92) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا ءَاتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا(93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا(94) وَكُلُّهُمْ ءَاتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا(95) }. (سورة مريم).
وقد بيّن الله سبحانه بأن خلق المسيح من غير أب، وإن تعجب الناس منه واستعظموه، فهو هين على من خلق آدم من غير أب ولا أم.. وكذلك خلق حواء من ضلع زوجها آدم فقط.
فقال سبحانه: { إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ ءَادَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ(59)الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ(60)} (سورة آل عمران).
فهو عبد الله ورسوله، وأمه العفيفة الطاهرة الصديقة..
قال تعالى : { ما الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ[11] انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ(75) } (سورة المائدة).
وفي هذه الآية رد على اليهود والنصارى في تفريطهم وإفراطهم.. ففيها رد على النصارى في دعواهم أنه ابن الله .. ورد على اليهود في دعواهم انه ابن زنا، فهو رسول وأمه صديقة..
فتأمل شناعة قول اليهود والنصارى في هذا النبي وفي أمه ..
ثم تأمل قول المسلمين العادل الطاهر فيهما ؛ الذي تلقوه عن ربهم فلا يميل إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ..
وقد روي البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (ما من بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد فيستهل صارخاً من مس الشيطان غير مريم وابنها) ثم يقول أبو هريرة [أي يقرأ] : { وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم }
ولد المسيح قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بما يزيد قليلاً على (600) عام([12]) وبمولده يبدأ التاريخ المسيحي، وإن كان شهر الميلاد ويومه مجهولين، إذ لم يحدد عيد الميلاد الذي ابتدعه النصارى ويحتفلون به باقتراف الموبقات بتاريخ (25) ديسمبر – كانون أول من كل عام، إلا بعد عدة قرون من مولد المسيح عليه السلام.
- ختانه :
ولما بلغ المسيح ثمانية أيام ختن على عادة اليهود في ذلك الزمان .. وليس في أناجيلهم أنه عُمّد وهو طفل كما هي عادتهم في هذا الزمان .
ثم نشأ في كنف أمه في ربوة مرتفعة ذات استقرار وأمن وماء معين، كما قال تعالى:{ وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ ءَايَةً وَءَاوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ} (سورة المؤمنون).
ويذكر المؤرخون كما تروي أناجيل النصارى. أن مريم قد هاجرت بابنها وهو صغير، إلى مصر هرباً من (هيرودوس) الحاكم الذي عزم على قتل المسيح وهو صبي، لما سمع بنبئه، وقيل له إنه سيكون لهذا المولود سلطان على جميع اليهود، وبقيت هي وأبنها في مصر إلى أن هلك هيرودوس، حيث رجعت وأقامت معه في الناصرة وإليها ينسب النصارى..
كما يذكرون له في صغره، وقبل نبوته كرامات . لا سبيل إلى إثباتها بإسناد متصل، كما لا سبيل إلى إنكارها.. لثبوت ما هو أعظم منها.. كولادته لغير أب وكلامه في المهد..
جزاك الله خيرا أستاذنا / خالد المصرى
مقال رائع للدكتورة
إرسال تعليق