كتب: الإسكندرية : حازم الوكيل :: بر مصر
قال شهود عيان أن ثلاثة أشقاء مسيحيين اقتحموا أحد اكبر مساجد الإسكندرية وقتلوا شابا مسلما أثناء استعداده للصلاة أول أمس وأكد شهود العيان في تصريحات خاصة ل"بر مصر" أن الأقباط الثلاثة المصنفين أمنيا كمسجلين خطرا اقتحموا مسجد "العمرى" بحي كرموز قبل صلاة المغرب بدقائق وقاموا بطعن احمد جمعة بالمطواة .
وأكدت مصادر أن أحمد جمعه توفى داخل المستشفى الجامعة بالإسكندرية متأثرا بالإصابات التى لحقت به بعد الطعنات التى تلقاها
وتواترت أنباء حول أن القتيل كان يسكن في منزل مملوك للأقباط الثلاثة ونشبت بينهم خلافات بسبب إصرارهم على طرده من المنزل وهو الأمر الذي دفعهم إلى قتله بغرض الانتقام
وإلى ذلك احتشد المئات من جنود الأمن المركزى وعدد كبير من القيادات الأمنية أمام مسجد العمرى بالإسكندرية أثناء جنازة "أحمد جمعة" فى مواجهة مظاهرة نظمها عدد كبير من أقارب القتيل واهالى الحي
واتجهت المظاهرة إلى قسم شرطة كرموز الذي حاصرته أجهزة الأمن بأكثر من 10 سيارات امن مركزي ووقعت العديد من المشاحنات مع أجهزة الأمن مما أدى إلى تحطيم عدد كبير من المحلات.
ومن جهته رفض محافظ الإسكندرية اللواء عادل لبيب الاعتراف بالمشاحنات التي وقعت بين المسلمين والأقباط
ونفى فى اتصال هاتفى مع "بر مصر" ما ذكره شهود العيان وقال "كله تمام وكله زى الفل" .
قال شهود عيان أن ثلاثة أشقاء مسيحيين اقتحموا أحد اكبر مساجد الإسكندرية وقتلوا شابا مسلما أثناء استعداده للصلاة أول أمس وأكد شهود العيان في تصريحات خاصة ل"بر مصر" أن الأقباط الثلاثة المصنفين أمنيا كمسجلين خطرا اقتحموا مسجد "العمرى" بحي كرموز قبل صلاة المغرب بدقائق وقاموا بطعن احمد جمعة بالمطواة .
وأكدت مصادر أن أحمد جمعه توفى داخل المستشفى الجامعة بالإسكندرية متأثرا بالإصابات التى لحقت به بعد الطعنات التى تلقاها
وتواترت أنباء حول أن القتيل كان يسكن في منزل مملوك للأقباط الثلاثة ونشبت بينهم خلافات بسبب إصرارهم على طرده من المنزل وهو الأمر الذي دفعهم إلى قتله بغرض الانتقام
وإلى ذلك احتشد المئات من جنود الأمن المركزى وعدد كبير من القيادات الأمنية أمام مسجد العمرى بالإسكندرية أثناء جنازة "أحمد جمعة" فى مواجهة مظاهرة نظمها عدد كبير من أقارب القتيل واهالى الحي
واتجهت المظاهرة إلى قسم شرطة كرموز الذي حاصرته أجهزة الأمن بأكثر من 10 سيارات امن مركزي ووقعت العديد من المشاحنات مع أجهزة الأمن مما أدى إلى تحطيم عدد كبير من المحلات.
ومن جهته رفض محافظ الإسكندرية اللواء عادل لبيب الاعتراف بالمشاحنات التي وقعت بين المسلمين والأقباط
ونفى فى اتصال هاتفى مع "بر مصر" ما ذكره شهود العيان وقال "كله تمام وكله زى الفل" .
هناك ٧ تعليقات:
ماذا يحدث في مصر المحروسة؟؟؟هل يستأسد الخروووف أذا لبس فروة الآسد؟؟؟وأذا ظن الخروف أنه أسد فهل يري المحيطون به ذلك أم انه خروف جبان سوف ينال جزائه أذا اخطأ في حق جيرانه؟؟؟الظروف الدولية تتغير ,امريكا لن تظل المؤيد الاعمي للاقباط المصريين الي الابد؟؟؟وظروف حكم مصر من المؤكد سوف تعرف أن تأييد حفنة من البلطجية من ذوي العمامة السوداء الذين يتدخلون في سياسة "مصر" المحروسة ويعيقون استقرارها لن يكون في صالح غالبية الشعب من مسلمين وأقباط؟؟؟وقد حدث في زمن "الحاكم بأمر الله أنه عين وزيرا مسيحيا "رئيس وزراء في وقتنا المعاصر" وكان يحابي المسيحيين ويظلم المسلمين وأثناء تجوال الحاكم بأمر الله متخفيا في القاهرة لمعرفة أحوال البلاد وجد الناس متذمرون من الظلم ويقول أحدهم استهزاءا""(وحق من أعز المسيحيين بعبد المسيح"الوزير المسيحي " وأذل المسلمين ب"الحاكم بأمر الله" فأفاق الحاكم بامر الله وعزل الوزير المسيحي وأعاد العدل للبلاد؟؟؟المسكوت عنه فى المسألة الطائفية بمصر
(إلى القمص المشلوح - 6)
بقلم: إبراهيم عوض
الموقع المشباكى: http://ibrawa.coconia.net/
متى تنبهتُ إلى حكاية "مسلم ونصرانى"؟ بطبيعة الحال كنت، فى طفولتى، أعرف أن هناك نصارى فى مصر، لكن قريتى فى الوجه البحرى بوسط الدلتا كانت وما تزال تخلو تماما من أى وجود نصرانى، اللهم إلا من يَرِد عليها بين الحين والحين من الموظفين الأقباط مثل الأستاذ جرجس مدير مكتب البريد الذى كان أهل القرية يكرمونه ويستضيفونه عندهم على العَشَاء فى كثير من الليالى نظرا لعدم وجود أحد من أفراد أسرته معه، وكطبيب الوحدة المجمعة الذى كان لقب أسرته لوقا إذا لم تكن الذاكرة قد عبثت بى، والذى ما فتئت أستحضر بسهولة شديدة منظره وهو يمثل أحد الأدوار المضحكة مع بعض الطلبة الأزهريين فى مشهد هزلى على مسرح الوحدة المجمعة بالقرية يقوم على ترديد كل واحد من الممثلين لهذه الجملة مع زيادة عدد "البرابيخوهات" كل مرةٍ واحدا: "برابيخو مات ومَوِّت معاه واحد (اتنين/ تلاتة/ أربعة...) برابيخو". لكن عندما انتقلتُ إلى المدينة لأواصل تعليمى فى المرحلة الإعدادية أخذت أرى الكنائس فى طنطا، وقد أشاهد أيضا مواكب الجنائز النصرانية وهى تشق شوارع المدينة تصدح منها موسيقى جنائزية حزينة، ويتقدمها حصانان يجران عربة التابوت مما كان يشد انتباهى ويستهوينى. وأبرز ما بقى فى ذاكرتى من هذه المناسبات الجنائزية ذلك الموكب الذى انطلق ذات عصر فى أوائل الستينات من الكنيسة الموجودة بشارع القنطرة فى سُرّة المدينة. بل لقد دخلتُ كنيسة، وأنا فى المرحلة الإعدادية، قرب البيت الذى كنا نسكن فيه على أطراف طنطا بجوار السكة الحديد التى تؤدى إلى شبين الكوم فى نهاية شارع الحكمة، وربما كانت المناسبة عُرْسًا، وإن كنت لا أذكر شيئا آخر خلاف هذا لتقادم العهد بتلك الذكرى.
وفى أول المرحلة الثانوية كان معنا فى الفصل عدد من الطلبة الأقباط منهم فيما أذكر الآن أديب، وكان لَسِنًا يتكلم كثيرا فى موضوعات الدين دون أن تكون هناك أية حساسيات بيننا، ومنهم قصدى الذى كنت أراه جالسا فى شرفة شقتهم بالدور الثانى بشارع طه الحكيم يستذكر دروسه فى العصارى، وكان يشجعنى هو وزميل نصرانى آخر لم أعد أذكر اسمه على أن ألتحق معه بالقسم العلمى لأنى، كما كانا يقولان، "خسارة" فى المواد الأدبية، ومن الأفضل أن أكون طبيبا حينما أكبر، وبخاصة أننى كنت أحصل على درجات فى المواد العلمية أحسن من تلك التى أُحْرِزها فى نظيرتها الأدبية. إلا أننى لم أستطع أن أتقبل رائحة الفورمالين ولا منظر كبد الأرنب الذى كان مغمورا فيه فى البرطمان أثناء إجابتى على بعض الأسئلة الشفوية المتعلقة بمادة الأحياء آخر العام، وأُصِبْتُ بالغثيان وظل يعاودنى بعدها لفترة من جراء ذلك!
ومن بين هؤلاء الطلاب أيضا سعد، الذى كانت أسرته تسكن فى أول شارع القاضى من جهة شارع البحر، والذى ذهبت معه لبيتهم بعد انصرافنا من المدرسة عصر ذات يوم، وأعطتنى والدته نسخة من العهد الجديد (بناء على طلبى) كنت أقرأ فيها بين الحين والحين فأجد غرابة فى الأسلوب لا تتلاءم مع ما تعودت عليه من الأساليب العربية فى كتب العقاد وطه حسين والمازنى والرافعى وتيمور والحكيم وبنت الشاطئ وأمينة السعيد وصوفى عبد الله وغيرهم ممن كنت أقرأ لهم آنذاك. وبعد ذلك بعامين كنت أتردد، فى حى الصاغة بجنوب المدينة، على بعض الأصدقاء الذين كانوا يسكنون عند عم فوزى (النصرانى)، فكنت أراه عندهم، وقد ارتدى كأهل الريف جلبابا وربما قبقابا أيضا، يجادلهم فى بعض المسائل الدينية فيردون عليه، وكانوا جميعا (وخذ بالك من هذه!) من طلبة المعهد الدينى الأزهرى الذى لم يكن يبعد كثيرا عن بيت الرجل من جهة الغرب. ولا أظن أنه قد وقعت بينه وبين أولئك الأصدقاء أية مشاحنات رغم ذلك. كذلك كان مدرس التاريخ فى مدرستنا تلك الأيام أستاذا نصرانيا اسمه فكرى روفائيل، وكانت عنده مقدرة على تحبيبنا فى دروسه بأسلوبه الشائق وشرحه المفعم بالحيوية. وقد ذهبتُ بعد تعيينى فى الجامعة لزيارته (هو وأستاذى القدير المرحوم سيد أحمد أبو رية) فى المدرسة الأحمدية التى حصلت منها على التوجيهية، وزففت له خبر خِطْبتى فهنأنى مسرورا ورحب بى وأحضر لى مشروبا.
بل لقد اشتغلت مدرسا فى شبابى فى بعض المدارس النصرانية، وكان لى فى واحدة منها ما يشبه الصداقة مع قِسّيسَيْن من قساوستها، وكان أحدهما مقبلا على الحياة يباهى بشبابه ووسامته ويُسِرّ إلىّ ببعض خصوصياته غير واجد فى ذلك حرجا، أما الآخر فكان يحدثنى عن تفاسير القرآن التى يرجع إليها فى دراساته الإسلامية ويأخذنى خلفه على دراجته النارية وهو فى ملابسه الكهنوتية قاطعا شوارع مصر الجديدة وشارع الخليفة المأمون إلى أن نصل على هذا الوضع اللافت للنظر إلى الجامعة. كذلك ففى الوقت الذى كنت أسكن فيه مع "فانوس" النصرانى ورفاقه من المجندين المسلمين الذين سيأتى ذكرهم عما قليل كان أصحاب البيت أقباطا، وكانت العلاقة بيننا وبينهم طيبة ولله الحمد والمنّة، بل أذكر أنهم أرسلوا لنا مرة أو مرتين بعض الطعام مع ابنتهم الصغيرة، وحين طلبوا منا إخلاء الشقة لحاجتهم إليها لم يستثنوا فانوسا، ولم يحاول هو أن ينخلع منا، بل خرجنا كلنا معا وبحثنا عن مسكن آخر فى منطقة الدمرداش آثرنى زملائى مشكورين بغرفة مستقلة من غرفتيها لأكون على راحتى فى الدراسة، وأخذوا هم كلهم الغرفة الأخرى، وكانت الأكبر، ولم يكلفونى من الإيجار إلا كأحدهم.
فتأمل أيها القارئ الجو الذى كنا نعيش فيه تلك الأيام، وقارن بينه وبين الأجواء التى تنفجر بين الطائفتين بين الحين والحين رغم أن العلاقة بين عموم المسلمين وعموم النصارى طيبة إلى حد كبير! فمثلا كنت وما زلت أشترى كثيرا من حاجاتى، وبخاصة قطع غيار السيارة، من التجار الأقباط، ولى معهم مَوَدّات ومجاملات، ولا يمكن أن أنسى هنا دكان ميشيل فى طنطا القريب من مدرستى القديمة، والذى كلما ذهبت إليه لشراء قطعة غيار لسيارتى حين أكون فى القرية سمعت من صاحبه القفشات الضاحكة كعادته مع الزبائن. ولى قريب متعلم تاجر لا يشترى العسل الأسود إلا من أحد تجار النصارى (وهذا التاجر يشتغل فى الصباح مدرسا فى ذات الوقت)، وإذا حدث أن رافقته إلى هناك أكرمنى الرجل ورحب بى وبادلته مودة بمثلها أو بأشد منها. فماذا بالله عليكم أيها القراء يمكن أن يقع إذا قرر المسلمون مقاطعة التجار الأقباط؟ أسيكون هذا شيئا طيبا؟ وإنى لا أذكر أبدا أننى قد ضقت صدرا، بل لا أشعر حتى الآن ولا أظننى سأشعر فى المستقبل بضيق فى صدرى، من أى شخص يخالفنى فى الدين رغم أننى ككل البشر أفضِّل أن يكون الناس جميعا على دينى ومذهبى. وأرى أن بداية التغير فى جو العلاقات بين المسلمين والنصارى فى مصر الحبيبة تعود إلى بداية السبعينات حين تغيرت القيادة القبطية فى مصر. وفى هذا المقال أحاول أن أسلط الضوء على بعض ما هو مسكوت عنه فى ذلك الموضوع.
وأعتقد أن أساس المشكلة يكمن فى زعم طائفة مؤثرة من نصارى الوطن أن المسلمين أجانب عن مصر، ذلك الزعم الذى كان كامنا تحت أطباق الرماد فى أغوار النفوس البعيدة فكأنه غير موجود، ثم أبرزه وأججه ذلك التغير الذى حدث فى قيادة الأقباط فى سبعينات القرن الماضى، مع تتالى انكسارات المسلمين بوجه عام فى ميدان السياسة والحروب. وهم يقصدون بهذا الكلام المزعوم شيئين: الأول أن المسلمين أجانب دِينًا، بمعنى أن مصر قد خلقها الله نصرانية تثليثية. أقول: "تثليثية" لأن هناك نصارى كثيرين جدا ليسوا تثليثيين بل موحدين لا يعتقدون فى عيسى أكثر من أنه نبى كريم لا إلهٌ ولا ابنٌ للإله كما يقول المثلِّثون. وما يقوله هؤلاء النصارى الموحدون هو ذاته ما يعتقده المسلمون فى هذا النبى العظيم صلوات الله وسلامه عليه. ورغم أن موحِّدى النصارى هم الأصل فى العقيدة السمحة التى أتى بها عيسى بن مريم، عليه وعلى السيدة العذراء السلام، فقد استطاعت الفِرَق المثلِّثة أن تجحر أولئك الموحدين وأن تضيق عليهم الخناق وأن تضطهدهم اضطهادا بشعا وأن تقتل منهم الكثيرين وأن تُقْصِىَ من لم تسطع القضاء عليهم عن المراكز المؤثرة وأن تهمّشهم تهميشا حتى انتهى الأمر أن أضحى صوت هؤلاء النصارى الموحدين مطموسا لا يُسْمَع. على أن المسلمين فى مصر طبقا لهذا الزعم ليسوا أجانب عن مصر بدينهم فحسب، بل هم أجانب أيضا عن أرض الكنانة المباركة بجنسهم ودمائهم التى تجرى فى عروقهم وتستحق الحرق، فهم على هذا الزعم الكاذب عربٌ أَتَوْا من وراء الحدود، وينبغى من ثَمّ أن يعودوا من حيث أَتَوْا، أى إلى الجزيرة العربية.
وللأسف فإن الجو لا يسمح بالضحك، وإلا لقلت: يدى على يدكم، وساعدونا على التجنس بأية جنسية عربية (لكن دعونا أَوّلاً من اليمن، فليس فيها نفط)، ذلك أن العمل فى دول الخليج هدف لمعظم المصريين، وذلك التجنس سوف يوفر عليهم الوقت والجهد ولن يكونوا بحاجة إلى البحث واللهاث وطلوع العين والروح خلف وظيفة فى أى بلد بترولى، إذ سيكونون هم أنفسهم من أهل تلك البلاد البترولية التى تفيض زفتا وقطرانا، وبالتالى: سمنا ولبنا وعسلا. وتصوروا المصريين وقد أصبحوا يلعبون بالمال لعبا، ويركبون السيارات الفارهة، ويأكلون الكبسة وهُبَر اللحم فى كل وجبة، ويعطّشون كلهم الجيم ويخرجون ألسنتهم، لا للناس الذين ليس عندهم نفط مثلهم، بل لزوم نطق حروف الثاء والذال والظاء (وبالذات الظاء كما كان حسن عابدين يصنع فى إعلانه الشهير عن شويبس)، ويلبسون الغترة والعقال (أيضا مثل ذلك الممثل الموهوب عليه رحمة الله فى إعلانه المذكور)، ويتزوج كل منهم أربعًا (فى عين العدو) ويعيش فى بُلَهْنِيَةٍ من العيش لم يتخيلها فى يوم من الأيام، وإذا نزل أحدهم مصر التف حوله الناس وتقربوا إليه وناشدوه الله والرَّحِم أن يبحث لهم عن عقد عمل فى بلاده. وساعتها سوف يندم هؤلاء المساعير المتعصبون ندامة الكُسَعِىّ، لكن بعد خراب بصرة!
غير أن الجو للأسف لا يتحمل مثل هذا الضحك، بل إنه لا يقبل مجرد الابتسام! على الأقل لأن الخليجيين لن يَرْضَوْا أبدا باستلحاقنا كى نشاركهم تلك النعمة ونقلل بالضرورة أنصباءهم فيها إلى الفتات لأننا عشرات الملايين، على حين لو جمعناهم "كلهم على بعضهم" فى جميع دول الخليج فلن يصلوا إلى ثلث ذلك العدد، بل إن السكان فى بعض تلك الدول لا يصلون إلى ربع المليون. ومعنى هذا أننا، بعد أن نترك مصر أملا فى احتياز تلك الثروات الأسطورية التى تُسِيل اللعاب، سوف نُمْنَع من دخول بلاد العرب، وعندها يقيمون لنا خياما على الحدود كما صنعوا مع الفلسطينيين المساكين على الحدود الليبية المصرية ذات يوم. ولكن أية حدود؟ ليس إلا البحر الأحمر يا حبيبى أنت وهو، فى عبّارة من تلك العبّارات التى تعرفونها والتى سوف ننتهى فيها إلى أن نكون طعاما للحيتان، ولن يكون صاحبها بحاجة إلى الهروب من مصر قبل رفع الحصانة عنه، لأنه قد هرب وانتهى الأمر، وهو فى لندن من يومها يعيش آمنا تماما ويستمتع بأموالنا التى سرقها منا وقتلنا بها، ولن يهمه من أمرنا شىء. أى أننا غارقون غارقون، وفى بطون الحيتان وأسماك القرش مستقرون! نستأهل! هل قال لنا أحد نُقِلّ عقلنا ونصدّق هذه الآمال الكواذب ونترك المحروسة؟ وبهذا نكون لا طُلْنا عنب الشام ولا بلح اليمن، ولا حتى المشّ المصرى المعتبر!
ولقد قرأت فى "أحكام أهل الذمة" لابن قَيّم الجَوْزيّة، وكذلك فى "صبح الأعشى" للقلقشندى، ما نصه: "وفي أيام الآمر بأحكام الله الفاطمي بالديار المصرية، امتدت أيدي النصارى، وبسطوا أيديهم بالخيانة، وتفننوا في أذى المسلمين وإيصال المضرة إليهم. واستُعْمِل منهم كاتب يعرف بالراهب، ويُلَقَّب بالأب القديس، الروحاني النفيس، أبي الآباء، وسيد الرؤساء، مقدّم دين النصرانية، وسيد البتركية، صفيّ الرب ومختاره، وثالث عشر الحواريين، فصادر اللعينُ عامةَ مَنْ بالديار المصرية: مِنْ كاتب وحاكم وجندي وعامل وتاجر، وامتدت يده إلى الناس على اختلاف طبقاتهم، فخوّفه بعض مشايخ الكتّاب من خالقه وباعثه ومحاسبه، وحذره من سوء عواقب أفعاله، وأشار عليه بترك ما يكون سببا لهلاكه. وكان جماعة من كتاب مصر وقبطها في مجلسه، فقال مخاطبا له ومسمعا للجماعة: نحن ملاك هذه الديار حرثًا وخَرَاجًا، ملكها المسلمون منا، وتغلبوا عليها وغصبوها، واستملكوها من أيدينا. فنحن مهما فعلنا بالمسلمين فهو قُبَالة ما فعلوا بنا، ولا يكون له نسبة إلى من قُتِل من رؤسائنا وملوكنا في أيام الفتوح. فجميع ما نأخذه من أموال المسلمين وأموال ملوكهم وخلفائهم حِلٌّ لنا، وهو بعض ما نستحقه عليهم. فإذا حملنا لهم مالاً كانت المنة لنا عليهم، وأنشد:
بنت كَـــــرْمٍ يتَّمـــوها أمهـــــا ** وأهـــانوها فدِيسَتْ بالقدمْ
ثم عادوا حكّموها بينـهـم ** وَيْلَهُمْ من فعل مظلومٍ حَكَمْ
فاستحسن الحاضرون من النصارى والمنافقين ما سمعوه منه، واستعادوه، وعَضّوا عليه بالنواجذ، حتى قيل إن الذي احتاط عليه قلم اللعين من أملاك المسلمين مائتا ألف واثنان وسبعون ألفا، ومائتا دار وحانوت وأرض بأعمال الدولة، إلى أن أعادها إلى أصحابها أبو علي بن الأفضل، ومن الأموال ما لا يحصيه إلا الله تعالى".
وبهذه المناسبة أذكر أننى، قبيل انتهاء حرب رمضان المجيدة أيام الشباب الأول، كنت أسكن فى شقة مفروشة فى منطقة قريبة من دير الملاك بالقاهرة مع بعض المجندين من خريجى الجامعات، ومنهم شاب نصرانى اسمه ميلاد كنت أحبه وأستلطف ظله وأضحك معه كثيرا وأداعبه وأطلق عليه اسم "فانوس"، مثلما كنت أسمى زميلا له مسلما اسمه أحمد بــ"أحمد الدَّنَف" إشارة إلى غلبة النعاس عليه أثناء حديثنا معه وانفراج فكيه وثقل جفنيه. و ذات عصريّةٍ كنت أناقش صديقى فانوسا فى شارع رمسيس قبل أن تغير الحكومة معالمه وتجعله اتجاها واحدا، وكنا ساعتها فى منطقة الدمرداش قريبا من الكاتدرائية، ولا أدرى بالضبط فيم كنا نتحاور، إلا أن الذى أذكره جيدا أنه ألقى بالجملة التالية فجأة فى وجهى، وكانت أول مرة أسمع شيئا كهذا: "أنتم، أيها المسلمون فى مصر، عرب ولستم مصريين، وهذه ليست بلادكم، لأنكم إنما جئتم من الجزيرة العربية مع عمرو بن العاص، وعليكم أن ترجعوا من حيث أتيتم!". فما كان منى إلا أن رددت على البديهة فى الحال: انتظر يا فلان انتظر، وتعال نحسبها بالقلم والورق. ترى من الذى أدخل فى مخك هذا الكلام الذى لا معنى له ولا منطق فيه؟ أيُعْقَل، وأنت خريج كلية الهندسة البارع فى الحساب، أن تردد هذا الكلام الذى يدابر الحساب والإحصاء؟ إن العرب الذين دخلوا مصر مع عمرو بن العاص لم يكونوا يتجاوزون عدة آلاف، على حين كان سكان مصر بالملايين، فهل تريد أن تقول إن الذى بَقِىَ من هذه الآلاف القليلة المحدودة (أقصد: بَقِىَ ولم يغادرها إلى ليبيا وبقية بلاد المغرب مع حركة الفتح) قد تكاثر حتى أصبح يشكل الأغلبية الساحقة فى مصر الآن ويُعَدّ بعشرات الملايين، بينما الملايين النصرانية التى كانت موجودة آنذاك بمصر قد أكلتها القطة فلم تعد تتجاوز ثلاثة ملايين من الأنفس؟ فكان تعليقه: فماذا تريد أن تقول؟ قلت له بكل هدوء: أريد أن أقول إن المسلمين فى مصر هم مصريون لحما ودما، وإن كان هذا لا ينفى أن بعضهم قد انصهرت دماؤه مع دماء إخوانه من المسلمين العرب القليلين، مثلما انصهرت دماء نصارى مصر مع دماء النصارى الذين وفدوا على أرض الكنانة من كل مكان. فعاد يقول: لكن دينكم عربى، وليس نابعا من مصر! قلت: وهل دينكم يا فلان مِنْ نبت التربة المصرية؟ إنه وارد الخارج كما تعرف، والذين ورّدوه لنا ليسوا مصريين، وإن كان قد اعتنقه جزء من المصريين، أما الإسلام فاعتنقته الأغلبية الساحقة. فإن كنتم تريدون من الإسلام أن يعود أدراجه فلتعيدوا النصرانية قبل ذلك أدراجها وتعودوا معها إن كنتم ترغبون فى ذلك، أما نحن المسلمين المصريين فهذا وطننا، ولا نبتغى به بديلا، ولا يصحّ أن يقول أى إنسان كائنا من كان: "اخرجوا من مصر"، إذ أين نخرج، وليس لنا يا ابن الحلال وطن إلا المحروسة؟ بل من قال إن من حق أى إنسان أن يقول للمسلمين: اخرجوا من مصر! بالضبط مثلما لا نرى من حقنا أن نقول للنصارى المصريين: اخرجوا من مصر، وعودوا من حيث أتيتم، إذ أين يخرجون؟ وإلام يذهبون؟
ثم عدت إلى الضحك معه ومداعبته كما كنت أصنع قبلا. وكانت هذه، والحق يقال، صدمة لم أتوقعها، ولم يَدُرْ قَطُّ ببالى أن أحدًا يمكن أن يقول هذا الكلام الغريب الساذج، لكنى بعد أن تكرر سماعى وقراءتى له لم أعد أرى فيه كلاما ساذجا غريبا، بل تخطيطا شيطانيا ودعاية مسمومة وحقدا عارما وأوهاما آثمة من شأنها أن تدمر الصلات الطيبة التى ينبغى أن تجمع بين الطوائف المختلفة لأبناء الوطن الواحد! وبمناسبة قولى آنفا إن العرب الذين دخلوا مصر مع عمرو بن العاص لم يكونوا يتجاوزون عدة آلاف، على حين كان سكان مصر بالملايين، أحب أن أوضح أن تلك النسبة العددية العربية الشديدة الضآلة فى مصر وفى كل مكان فتحه العرب هى المسؤولة عن ضآلة النسبة العددية للعلماء العرب بين علماء الحضارة الإسلامية عموما. والعجيب أن بعض الباحثين، وبخاصة من المستشرقين ومن يجرون وراءهم ويرددون أفكارهم كأنهم الأبواق، يتخذون ذلك تكأة للنيل من العرب والقول بأنهم ليسوا مؤهلين للعلم ولا باع لهم فى ميدان الإنجازات الثقافية ناسين بل متناسين عن عمدٍ وسبق إصرارٍ تلك الحقائق التى تفقأ العيون.
ثم نبهنى بعد ذلك بسنواتٍ أستاذٌ جامعىٌّ مشهور إلى كتاب للشيخ الغزالى لم أكن قرأته رغم أننى كنت ولا أزال من المحبين لقراءة ما يخطه يراع ذلك العالم الجليل، وهو كتاب "قذائف الحق"، قائلا إن الكتاب يتضمن تقريرا أمنيا يرصد بعض النشاطات الكنسية المعادية للإسلام. فقلت له: لكن من الطبيعى أن يكون للكنيسة نشاطات لا توافقنا نحن المسلمين، فما وجه الأهمية لذاك؟ قال: اقرإ الكتاب، ولسوف ترى ما يريد الشيخ أن يقول. ولم أقرإ الكتاب رغم ذلك إلا بعدها بمدة طويلة، فوجدت فيه الكلام التالى الذى أنقله هنا من نسخةٍ متاحة على المشباك، وهو التقرير الذى أشار إليه الأستاذ المذكور، والكلام فيه عن الأوضاع التى كانت قائمة آنذاك:
"إذا أراد إخواننا الأقباط أن يعيشوا كأعدادهم من المسلمين فأنا معهم فى ذلك، وهم يقاربون الآن مليونين ونصفا، ويجب أن يعيشوا كمليونين ونصف من المسلمين. لهم ما لهم من حقوق، وعليهم ما عليهم من واجبات، أما أن يحاولوا فَرْض وصايتهم على المسلمين وجَعْل أَزِمَّة الحياة الاجتماعية والسياسية فى أيديهم فلا. إذا أرادوا أن يبنوا كنائس تَسَعُ أعدادهم لصلواتهم وشعائرهم الدينية فلا يعترضهم أحد. أما إذا أرادوا صبغ التراب المصرى بالطابع المسيحى وإبراز المسيحية وكأنها الدين المهيمن على البلاد فلا. إذا أرادوا أن يحتفظوا بشخصيتهم فلا تُمْتَهَن، وتعاليمهم فلا تُجَرَّح، فلهم ذلك، أما أن يودّوا "ارتداد" المسلمين عن دينهم ويعلنوا غضبهم إذا طالبنا بتطبيق الشريعة الإسلامية وتعميم التربية الدينية فهذا ما لا نقبله.
إن الاستعمار أوعز إلى بعضهم أن يقف مراغماً للمسلمين، ولكننا نريد تفاهماً شريفاً مع ناس معقولين. إن الاستعمار أشاع بين من أَعْطَوْه آذانهم وقلوبهم أن المسلمين فى مصر غرباء وطارئون عليها، ويجب أن يزولوا، إن لم يكن اليوم فغداً. وعلى هذا الأساس أَسْمَوْا جريدتهم الطائفية: "وطنى"! ومن هذا المنطلق شرع كثيرون من المغامرين يناوش الإسلام والمسلمين، وكلما رأى عودة من المسلمين إلى دينهم همس أو صرخ: عاد التعصب! الأقباط فى خطر! ولا ذرة من ذلك فى طول البلاد وعرضها، ولكنها صيحات مريبة أنعشها وقواها "بابا شنودة" دون أى اكتراث بالعواقب. وقد سبقت محاولات من هذا النوع أخمدها العقلاء، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر كتابات القمص سرجيوس، الذى احتفل "البابا شنودة" أخيراً بذكراه.
ففى العدد 41 من السنة 20 من مجلة "المنارة" الصادر فى 6 / 12 / 1947 كتب هذا القمص تحت عنوان: "حسن البنا يحرض على قتال الأقليات بعد أن سلح جيوشه بعلم الحكومة" يقول: "نشرنا فى العدد السابق تفسير الشيخ حسن البنا لآية سورة "التوبة" قوله: "قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون" (التوبة/ 29). قال: "وقد قال الفقهاء، وتظاهرت على ذلك الأدلة من الكتاب والسنة، إن القتال فرض عين إذا ديست أرض الإسلام، أو اعتدى عليها المعتدون من غير المسلمين، وهو فرض كفاية لحماية الدعوة الإسلامية وتأمين الوطن الإسلامى، فيكون واجباً على من تتم بهم هذه الحماية وهذا التأمين. وليس الغرض من القتال فى الإسلام إكراه الناس على عقيدة، أو إدخالهم قسراً فى الدين، والله يقول: "لا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى" (البقرة/ 256). كما أنه ليس الغرض من القتال كذلك الحصول على منافع دنيوية أو مغانم دينية، فالزيت والفحم والقمح والمطاط ليست من أهداف المقاتل المسلم الذى يخرج عن نفسه وماله ودمه لله بأن له الجنة: "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون فى سبيل الله فيَقْتُلون ويُقْتَلون وعداً عليه حقاً فى التوراة والإنجيل والقرآن" (التوبة/ 111). حكم قتال أهل الكتاب: وأهل الكتاب يقاتَلون كما يقاتَل المشركون تماماً إذا اعْتَدَوْا على أرض الإسلام، أو حالوا دون انتشار دعوته".
" الرد: للشيخ حسن البنا أسلوبه الخاص فى الكتابة والتفسير وفى الفتاوى، ويُعْرَف بالأسلوب المائع، إذ يترك دائماً الأبواب مفتوحة ليدخل متى شاء فى ما أراد دون أن يتقيد أو يُمْسَك، ومن آيات ميوعته أنه يقول أن القتال يكون فرض عين إذا ديست أرض الإسلام، أو اعتدى عليها المعتدون من غير المسلمين، دون أن يبين أو يحدد ما هى أرض الإسلام أو الوطن الإسلامى: هل هى الحجاز فقط أم هى كل بلد من بلاد العالم يكون فيها المسلمون أغلبية أو أقلية أو متعادلين؟ وكان فى عدم تحديده لأرض الإسلام أو الوطن الإسلامى ماكراً سيئاً ليكون حرا فى إعلان القتال على من يشاء من المستضعفين من المسيحيين واليهود الذين يقوى على محاربتهم فى أى بلد كان. وكان أحرى به أن يقولها كلمة صريحة أن أرض الإسلام هى الحجاز، أى الأرض التى نشأ عليها الإسلام، أى الدين الإسلامى، وليست البلاد التى يعيش فيها المسلمون فى العالم. وسواء كانت أرض الإسلام أو وطن الإسلام هى الحجاز أم هى كل بلد من بلاد العالم يعيش فيه المسلمون، فلا يمكن العمل بما يقول به الشيخ حسن البنا بأن القتال فرض عين أو فرض كفاية على المسلمين إذا ديست أرض الإسلام أو اعتدى عليها المعتدون من غير المسلمين".
وأنا أسأل أى قارئ اطلع على تفسير حسن البنا: هل اشتم منه رائحة تحريض على الأقباط أو اليهود؟ وأسأل أى منصف قرأ الرد عليه: هل وجد فيه إلا التحرش والرغبة فى الاشتباك دون أدنى سبب؟ إن هذا القمص المفترى لا يريد إلا شيئاً واحداً: إبعاد الصفة الإسلامية عن مصر، واعتبار الحجاز وحده وطنا إسلاميا. أما مصر فليست وطنا إسلاميا رغم أن سكانها المسلمين فوق 92 % من جملة أهلها. ولماذا تُنْفَى الصفة الإسلامية عن مصر مع أن هذه الصفة تذكر لجعل الدفاع عنها فريضة مقدسة؟ هذا ما يُسْأَل عنه القمّص الوطنى والذين احتفلوا بذكراه بعد ربع قرن من وفاته. إن الدفاع عن مصر ضد الاستعمار العالمى ينبغى أن تهتز بواعثه وأن تفتر مشاعره!
لقد كانت مصر وثنية فى العصور القديمة، ثم تنصر أغلبها، فهل يقول الوثنيون المصريون لمن تنصر: إنك فقدت وطنك بتنصرك؟ ثم أقبل الإسلام فدخل فيه جمهور المصريين، فهل يقال للمسلم: إنك فقدت وطنك بإسلامك؟ ما هذه الرقاعة؟! بيد أن الحملة على الإسلام مضت فى طريقها، وزادت ضراوةً وخسةً فى الأيام الأخيرة. ثم جاء "الأنبا شنودة" رئيساً للأقباط فقاد حملة لا بد من كشف خباياها وتوضيح مداها حتى يدرك الجميع: مم نَحْذَر؟ وماذا نخشى؟ وما نستطيع السكوت، ومستقبلنا كله تعصف به الفتن ويأتمر به سماسرة الاستعمار.
تقرير رهيب: كنت في الإسكندرية في مارس من سنة 1973، وعلمت من غير قصد بخطاب ألقاه البابا شنودة في الكنيسة المرقصية الكبرى في اجتماع سرى أعان الله على إظهار ما وقع فيه. وإلى القراء ما حدث كما نُقِل مسجلا إلى الجهات المعنيّة:
"بسم الله الرحمن الرحيم: نقدم لسيادتكم هذا التقرير لأهم ما دار في الاجتماع بعد أداء الصلاة و التراتيل: طلب البابا شنودة من عامة الحاضرين الانصراف، ولم يمكث معه سوى رجال الدين وبعض أثريائهم بالإسكندرية، وبدأ كلمته قائلاً إن كل شئ على ما يرام، ويجري حسب الخطة الموضوعة لكل جانب من جوانب العمل على حدة في إطار الهدف الموحد، ثم تحدث في عدد من الموضوعات على النحو التالي:
أولا_ عدد شعب الكنيسة: صرح لهم أن مصادرهم في إدارة التعبئة والإحصاء أبلغتهم أن عدد المسيحيين في مصر يقارب الثمانية مليون (8 مليون نسمة)، وعلى شعب الكنيسة أن يعلم ذلك جيداً، كما يجب عليه أن ينشر ذلك ويؤكده بين المسلمين، إذ سيكون ذلك سندنا في المطالب التي سنتقدم بها إلى الحكومة التي سنذكرها لكم اليوم. والتخطيط العام الذي تم الاتفاق عليه بالإجماع، والتي صدرت بشأنه التعليمات الخاصة لتنفيذه، وُضِعَ على أساس بلوغ شعب الكنيسة إلى نصف الشعب المصري، بحيث يتساوى عدد شعب الكنيسة مع عدد المسلمين لأول مرة منذ 13 قرنا، أي منذ "الاستعمار العربي والغزو الإسلامي لبلادنا" على حد قوله، والمدة المحددة وفقاً للتخطيط الموضوع للوصول إلى هذه النتيجة المطلوبة تتراوح بين 12_ 15 سنة من الآن. ولذلك فإن الكنيسة تحرّم تحريما تاما تحديد النسل أو تنظيمه، وتعدّ كل من يفعل ذلك خارجاً عن تعليمات الكنيسة، ومطروداً من رحمة الرب، وقاتلاً لشعب الكنيسة، ومضيعاً لمجده، وذلك باستثناء الحالات التي يقرر فيها الطب و الكنيسة خطر الحمل أو الولادة على حياة المرأة. وقد اتخذت الكنيسة عدة قرارات لتحقيق الخطة القاضية بزيادة عددهم:
1- تحريم تحديد النسل أو تنظيمه بين شعب الكنيسة.
2- تشجيع تحديد النسل وتنظيمه بين المسلمين (خاصة وأن أكثر من 65 % [!] من الأطباء والقائمين على الخدمات الصحية هم من شعب الكنيسة).
3- تشجيع الإكثار من شعبنا، ووضع حوافز ومساعدات مادية ومعنوية للأسر الفقيرة من شعبنا.
4- التنبيه على العاملين بالخدمات الصحية على المستويين الحكومي وغير الحكومي كي يضاعفوا الخدمات الصحية لشعبنا، وبذل العناية والجهد الوافرين، وذلك من شأنه تقليل الوفيات بين شعبنا (على أن نفعل عكس ذلك مع المسلمين).
5- تشجيع الزواج المبكر وتخفيض تكاليفه، وذلك بتخفيف رسوم فتح الكنائس ورسوم الإكليل بكنائس الأحياء الشعبية.
6- تحرّم الكنيسة تحريما تاما على أصحاب العمارات والمساكن المسيحيين تأجير أي مسكن أو شقة أو محل تجاري للمسلمين، وتعتبر من يفعل ذلك من الآن فصاعداً مطروداً من رحمة الرب ورعاية الكنيسة، كما يجب العمل بشتى الوسائل على إخراج السكان المسلمين من العمارات والبيوت المملوكة لشعب الكنيسة، وإذا نفّذنا هذه السياسة بقدر ما يسعنا الجهد فسنشجع ونسهل الزواج بين شبابنا المسيحي، كما سنصعبه ونضيّق فرصه بين شباب المسلمين، مما سيكون له أثر فعال في الوصول إلى الهدف. وليس بخافٍ أن الغرض من هذه القرارات هو انخفاض معدل الزيادة بين المسلمين وارتفاع هذا المعدل بين شعبنا المسيحى.
ثانياً_ اقتصاد شعب الكنيسة: قال شنودة إن المال يأتينا بقدر ما نطلب وأكثر مما نطلب، وذلك من مصادر ثلاثة: أمريكا، الحبشة، الفاتيكان، ولكن ينبغي أن يكون الاعتماد الأول في تخطيطنا الاقتصادي على مالنا الخاص الذي نجمعه من الداخل، وعلى التعاون على فعل الخير بين أفراد شعب الكنيسة. كذلك يجب الاهتمام أكثر بشراء الأرض، وتنفيذ نظام القروض والمساعدات لمن يقومون بذلك لمعاونتهم على البناء، وقد ثبت من واقع الإحصاءات الرسمية أن أكثر من 60 % من تجارة مصر الداخلية هي بأيدي المسيحيين، وعلينا أن نعمل على زيادة هذه النسبة. وتخطيطنا الاقتصادي للمستقبل يستهدف إفقار المسلمين ونزع الثروة من أيديهم ما أمكن بالقدر الذي يعمل به هذا التخطيط على إثراء شعبنا. كما يلزمنا مداومة تذكير شعبنا والتنبيه عليه تنبيها مشددا من حين لآخر بأن يقاطع المسلمين اقتصاديا، وأن يمتنع عن التعامل المادي معهم امتناعاً مطلقاً، إلا في الحالات التي يتعذر فيها ذلك، ويعني مقاطعة المحاميين، المحاسبين، المدرسين، الأطباء، الصيادلة، العيادات، المستشفيات الخاصة، المحلات التجارية الكبيرة و الصغيرة، الجمعيات الاستهلاكية أيضا (!)، وذلك مادام ممكنا لهم التعامل مع إخوانهم من شعب الكنيسة، كما يجب أن ينبهوا دوماً إلى مقاطعة صنّاع المسلمين وحِرْفِيّيهم والاستعاضة عنهم بالصنّاع والحرفيّين النصارى، ولو كلفهم ذلك الانتقال والجهد والمشقة. ثم قال البابا شنودة: إن هذا الأمر بالغ الأهمية لتخطيطنا العامّ في المدى القريب والبعيد.
ثالثاً_ تعليم شعب الكنيسة: قال البابا شنودة إنه يجب، فيما يتعلق بالتعليم العام للشعب المسيحي، الاستمرار في السياسة التعليمية المتبعة حاليا مع مضاعفة الجهد في ذلك، خاصة وأن بعض المساجد شرعت تقوم بمهام تعليمية كالتي نقوم بها في كنائسنا، الأمر الذي سيجعل مضاعفة الجهد المبذول حاليا أمرا حتميا حتى تستمر النسبة التي يمكن الظفر بها من مقاعد الجامعة وخاصة الكليات العملية. ثم قال: إني إذ أهنئ شعب الكنيسة، خاصة المدرسين منهم، على هذا الجهد وهذه النتائج، إذ وصلت نسبتنا في بعض الوظائف الهامة والخطيرة كالطب والصيدلة والهندسة وغيرها أكثر من 60% (!)، إني إذ أهنئهم أدعو لهم يسوع المسيح الرب المخلص أن يمنحهم بركاته وتوفيقه حتى يواصلوا الجهد لزيادة هذه النسبة في المستقبل القريب.
رابعاً_ التبشير: قال البابا شنودة: كذلك فإنه يجب مضاعفة الجهود التبشيرية الحالية، إذ أن الخطة التبشيرية التي وُضِعَتْ بُنِيَتْ على أساس هدفٍ اتُّفق عليه للمرحلة القادمة، وهو زحزحة أكبر عدد من المسلمين عن دينهم والتمسك به، على ألا يكون من الضروري اعتناقهم المسيحية، فإن الهدف هو زعزعة الدين في نفوسهم، وتشكيك الجموع الغفيرة منهم في كتابهم وصدق محمد، ومن ثم يجب عمل كل الطرق واستغلال كل الإمكانيات الكنسية للتشكيك في القرآن وإثبات بطلانه وتكذيب محمد. وإذا أفلحنا في تنفيذ هذا المخطط التبشيري في المرحلة المقبلة، فإننا نكون قد نجحنا في إزاحة هذه الفئات من طريقنا، وإن لم تكن هذه الفئات مستقبلاً معنا فلن تكون علينا. غير أنه ينبغي أن يراعى في تنفيذ هذا المخطط التبشيري أن يتم بطريقة هادئة لبقة وذكية حتى لا يكون سبباً في إثارة حفيظة المسلمين أو يقظتهم.
وإن الخطأ الذي وقع منا في المحاولات التبشيرية الأخيرة التي نجح مبشرونا فيها في هداية عدد من المسلمين إلى الإيمان و الخلاص على يد الرب يسوع المخلص (!) هو تسرب أنباء هذا النجاح إلى المسلمين، لأن ذلك من شأنه تنبيه المسلمين وإيقاظهم من غفلتهم، وهذا أمر ثابت في تاريخهم الطويل معنا، وليس هو بالأمر الهين. ومن شأن هذه اليقظة أن تفسد علينا مخططاتنا المدروسة وتؤخر ثمارها وتضيع جهودنا. ولذا فقد أصدرت التعليمات الخاصة بهذا الأمر، وسننشرها في كل الكنائس لكي يتصرف جميع شعبنا مع المسلمين بطريقة ودية تمتص غضبهم وتقنعهم بكذب هذه الأنباء. كما سبق التنبيه على رعاة الكنائس والآباء والقساوسة بمشاركة المسلمين احتفالاتهم الدينية، وتهنئتهم بأعيادهم، وإظهار المودة والمحبة لهم. وعلى شعب الكنيسة في المصالح و الوزارات والمؤسسات إظهار هذه الروح لمن يخالطونهم من المسلمين. ثم قال بالحرف الواحد: إننا يجب أن ننتهز ما هم فيه من نكسة ومحنة لأن ذلك في صالحنا، ولن نستطيع إحراز أية مكاسب أو أي تقدم نحو هدفنا إذا انتهت المشكلة مع إسرائيل سواء بالسلم أو بالحرب. ثم هاجم من أسماهم بضعاف القلوب الذين يقدمون مصالحهم الخاصة على مجد شعب الرب والكنيسة، وعلى تحقيق الهدف الذي يعمل له الشعب منذ عهد بعيد، وقال إنه لم يلتفت إلى هلعهم، وأصر أنه سيتقدم للحكومة رسميا بالمطالب الواردة بعد، حيث إنه إذا لم يكسب شعبُ الكنيسة في هذه المرحلة مكاسبَ على المستوى الرسمي فربما لا يستطيع إحراز أي تقدم بعد ذلك.
ثم قال بالحرف الواحد: وليعلم الجميع، خاصة ضعاف القلوب، أن القوى الكبرى في العالم تقف وراءنا ولسنا نعمل وحدنا، ولا بد من أن نحقق الهدف، لكن العامل الأول والخطير في الوصول إلى ما نريد هو وحدة شعب الكنيسة وتماسكه وترابطه. ولكن إذا تبددت هذه الوحدة وذلك التماسك فلن تكون هناك قوة على وجه الأرض مهما عظم شأنها تستطيع مساعدتنا. ثم قال: ولن أنسى موقف هؤلاء الذين يريدون تفتيت وحدة شعب الكنيسة، وعليهم أن يبادروا فوراً بالتوبة وطلب الغفران والصفح، وألا يعودوا لمخالفتنا ومناقشة تشريعاتنا وأوامرنا، والرب يغفر لهم (وهو يشير بذلك إلى خلاف وقع بين بعض المسئولين منهم، إذ كان البعض يرى التريث وتأجيل تقديم المطالب المزعومة إلى الحكومة). ثم عدد البابا شنودة المطالب التي صرح بها بأنه سوف يقدمها رسميا إلى الحكومة:
1- أن يصبح مركز البابا الرسمي في البروتوكول السياسي بعد رئيس الجمهورية وقبل رئيس الوزراء.
2- أن تخصص لهم 8 وزارات (أى يكون وزراؤها نصارى).
3- أن تخصص لهم ربع القيادات العليا في الجيش والبوليس.
4- أن تخصص لهم ربع المراكز القيادية المدنية، كرؤساء مجالس المؤسسات والشركات والمحافظين ووكلاء الوزارات والمديرين العامين ورؤساء مجالس المدن.
5- أن يستشار البابا عند شغل هذه النسبة في الوزارات والمراكز العسكرية والمدنية، ويكون له حق ترشيح بعض العناصر والتعديل فيها.
6- أن يسمح لهم بإنشاء جامعة خاصة بهم، وقد وضعت الكنيسة بالفعل تخطيط هذه الجامعة، و هي تضم المعاهد اللاهوتية والكليات العملية و النظرية، وتمول من مالهم الخاص.
7- يسمح لهم بإقامة إذاعة من مالهم الخاص.
ثم ختم حديثه بأن بشّر الحاضرين، وطلب إليهم نقل هذه البشرى لشعب الكنيسة، بأن أملهم الأكبر في عودة البلاد والأراضي إلى أصحابها من "الغزاة المسلمين" قد بات وشيكاً، وليس في ذلك أدنى غرابة في زعمه. وضرب لهم مثلاً بأسبانيا النصرانية التي ظلت بأيدي "المستعمرين المسلمين" قرابة ثمانية قرون (800 سنة)، ثم استردها أصحابها النصارى. ثم قال: وفي التاريخ المعاصر عادت أكثر من بلد إلى أهلها بعد أن طُرِدوا منها منذ قرون طويلة جدا (واضح أن شنودة يقصد إسرائيل). وفي ختام الاجتماع أنهى حديثه ببعض الأدعية الدينية للمسيح الرب الذي يحميهم و يبارك خطواتهم".
بين يَدَىْ هذا التقرير المثير لا بد من كلمة: إن الوحدة الوطنية الرائعة بين مسلمى مصر وأقباطها يجب أن تبقى وأن تصان، وهى مفخرة تاريخية، ودليل جيد على ما تسديه السماحة من بر وقسط. ونحن ندرك أن الصليبية تغصّ بهذا المظهر الطيب وتريد القضاء عليه، وليس بمستغرب أن تفلح فى إفساد بعض النفوس وفى دفعها إلى تعكير الصفو. وعلينا، والحالة هذه، أن نرأب كل صدع، ونطفئ كل فتنة، لكن ليس على حساب الإسلام والمسلمين، وليس كذلك على حساب الجمهور الطيب من المواطنين الأقباط. وقد كنت أريد أن أتجاهل ما يصنع الأخ العزيز "شنودة" الرئيس الدينى لإخواننا الأقباط، غير أنى وجدت عدداً من توجيهاته قد أخذ طريقه إلى الحياة العملية.
الحقائق تتكلم: فقد قاطع الأقباط مكاتب تنظيم الأسرة تقريباً، ونفذوا بحزمٍ خطة تكثير عددهم فى الوقت الذى تنفَّذ فيه بقوةٍ وحماسةٍ سياسةُ تقليل المسلمين. وأعتقد أن الأقباط الآن يناهزون ثلاثة ملايين، أى أنهم زادوا فى الفترة الأخيرة بنسبة ما بين 40 %، 50 %! ثم إن الأديرة تحولت إلى مراكز تخطيط وتدريب، خصوصاً أديرة وادى النطرون التى يذهب إليها بابا الأقباط ولفيف من أعوانه المقربين، والتى يستقدم إليها الشباب القبطى من أقاصى البلاد لقضاء فترات معينة وتلقِّى توجيهات مريبة. وفى سبيل إضفاء الطابع النصرانى على التراب المصرى استغل الأخ العزيز "شنودة" ورطة البلاد فى نزاعها مع اليهود والاستعمار العالمى لبناء كنائس كثيرة لا يحتاج العابدون إليها لوجود ما يغنى عنها، فماذا حدث ؟
لقد صدر خلال أغسطس وسبتمبر وأكتوبر سنة 1973 خمسون مرسوما جمهوريا بإنشاء 50 كنيسة يعلم الله أن أغلبها بُنِىَ للمباهاة وإظهار السطوة وإثبات الهيمنة فى مصر. وقد تكون الدولة محرجة عندما أذنت بهذا العدد الذى لم يسبق له مثيل فى تاريخ مصر. لكننا نعرّف المسئولين أن الأخ العزيز "شنودة"! لن يرضى لأنه فى خطابه كشف عن نيته، وهى نية تسىء إلى الأقباط والمسلمين جميعاً. وقد نفى رئيس لجنة "تقصى الحقائق" أن يكون هذا الخطاب صادراً عن رئيس الأقباط. ولما كان رئيس اللجنة ذا ميول "شيوعية"، وتهجمه على الشرع الإسلامى معروف، فإن هذا النفى لا وزن له. ثم إنه ليس المتحدث الرسمى باسم الكنيسة المصرية. ومبلغ علمى أن الخطاب مسجل بصوت البابا نفسه ومحفوظ، ويوجد الآن من يحاول تنفيذه كله.
نحن نريد الحفاظ على وحدة مصر الوطنية، ونحن نناشد الأقباط العقلاء أن يتريثوا وأن يأخذوا على أيدى سفهائهم وأن يُبْقُوا بلادنا عامرة بالتسامح والوئام كما كان دَيْدَنها من قرون طوال. وإذا كانت قاعدة "لنا ما لكم، وعلينا ما عليكم" لا تقنع، فكثِّروا بعض ما لكم، وقلِّلوا بعض ما عليكم شيئاً ما، شيئاً معقولاً، شيئاً يسهل التجاوز عنه والتماس المعاذير له! أما أن يحلم البعض بإزالتنا من بلدنا، ويضع لذلك خطة طويلة المدى، فذلك ما لا يطاق، وما نرجو عقلاء الأقباط أن يَكْفُونا مؤنته، ونحن على أتم استعداد لأن ننسى وننسى".
هذا ما جاء فى كتاب الشيخ الغزالى. وقد يقول بعض إن هذا كلام لا أساس له من الصحة، وهو من الناحية النظرية البحتة يمكن أن يكون كذلك، لكن تَعَالَوْا ننظر إليه من الناحية الواقعية: ترى أيمكن أن يُقْدِم عالم جليل كالغزالى على تضمين كتابه مثل هذا التقرير لو كان يعلم بل لو كان يشتبه أنه تقرير مزور؟ إن الشيخ الغزالى لم يكن بالرجل المتسرع ولا بالرجل الذى لا يحسب للأمر حسابه؟ ولقد نشر الرجل ذلك الكلام فى كتاب يقرؤه الألوف المؤلفة فى كل مكان من العالم، وكانت كتب الرجل وما زالت توزع على أوسع نطاق، ويقبل عليها الصديق والعدو على السواء، فلماذا لم يتصدّ لما قاله أحد يفنّد ما كتبه؟ بل سوف نذهب أبعد من هذا ونقول: لماذا لم يرفع عليه أحد ممن يتضررون من هذا الكلام دعوى قضائية ترجع الأمر إلى نصابه؟ ولسوف نذهب خطوة أخرى أبعد من هذا ونقول: لماذا لم تحقق معه الدولة فى هذا الكلام الذى نسبه إلى أحد أجهزتها الحساسة لو كان ما نسبه لذلك الجهاز إفكا وزورا؟
وهذا الكلام يتفق مع ما جاء فى البيان الصادر عن المؤتمر القبطى الذى انعقد بالإسكندرية أيضا عام 1977م تحت إشراف البابا شنودة، ونصه: "ووَضَع الجميعُ (أى جميع من شاركوا فى المؤتمر) نصب أعينهم، رعاةً ورعيةً، اعتبارين لا ينفصل أحدهما عن الآخر: أولهما الإيمان الراسخ بالكنيسة القبطية الخالدة فى مصر التى كرستها كرازة القديس مرقس الرسول وتضحيات شهدائها الأبرار على مر الأجيال. والأمر الثانى الأمانة الكاملة للوطن المفدَّى الذى يمثل الأقباط أقدم وأعرق سلالاته حتى إنه لا يوجد شعب فى العالم له ارتباطات بتراب أرضه وبقوميته مثل ارتباط القبط بمصر العزيزة" (نقلا عن جمال بدوى/ الفتنة الطائفية فى مصر: جذورها وأسبابها"/ منشورات المركز العربى للصحافة: أهلا/ القاهرة/ 1980م). والخطورة والزيف فى هذا الكلام من أوضح ما يكون: فالحديث عن الأقباط فى هذا النص يجرى على أنه حديث عن الشعب المصرى كله، وكأن المصريين هم فقط الأقباط الثلاثة الملايين آنذاك، أما سائر الشعب بعشرات ملايينه المسلمة فهو غير موجود، وإن وُجِد فهو غير أصيل، لأن وجوده طارئ على مصر. لكن السؤال هو: فمن أين جاءت عشرات الملايين المصرية هذه إذن؟ واضح أن المقصود هو القول بأنهم عرب. وإذا كان هذا يمكن أن يصدر عن فرد من القبط فى حوار شخصى يقوم على المغالبة وركوب الرأس بالباطل، فهل يجوز أن يصدر عن مؤتمر يمثّل كلَّ الأقباط وينعقد تحت إشراف البابا ذاته؟ فما معنى هذا؟ والله إنه لشىءٌ عُجَاب! ثم يتحدثون عن الإرهاب الإسلامى والإقصاء الإسلامى والتحقير الإسلامى للآخرين! إن هذا لأمرٌ فى منتهى الخطورة، وأرى بكل قوة أنه المسؤول الأول عن التوترات التى تشهدها أرض المحروسة. أما التباكى التماسيحى فلا يقنع أحدا ولا حتى أصحابه! إنما هو تمثيل سخيف يُقْصَد به التهويش والخداع! ومرة أخرى أقول إن المسلمين يستحقون هذا كله وأشد من هذا كله، إذ لم يكن ممكنًا أن يطمع فيهم الطامعون على هذا النحو إلا وقد أدركوا أنهم من الضعف والخزى والهوان على أنفسهم وعلى الآخرين بحيث إنهم لن يعترضوا ولن يفتحوا فاهم الأدرد ولن يصنعوا إزاءه شيئا أى شىء! إنهم "تَيْمٌ" الذين قال فيهم الشاعر:
ويُقْضَى الأمر حين تغيب تيمٌ ** ولا يُسْتَاْذَنون وهم شهودُ
أى أنهم، حضروا أو غابوا، لا قيمة لهم، ولا أحد يبالى بهم أو يضعهم فى حسبان. إنهم صفر، ويا له من صفر!
ثم إن هذا الذى تحدث عنه الشيخ الغزالى يُكْتَب الآن فى الصحف والمجلات لا خارج الوطن فقط بل داخله أيضا. وهذا مقال يجرى فى ذات الاتجاه، وهو يقطر وقاحة وقلة أدب فى حقنا نحن المصريين المسلمين ويستفز الأغلبية صاحبة البلاد دون أى معنى أو حق، لأنه يتهمهم بأشياء ليس لها وجود، إذ الحديث عن احتلال عربى لا بد فى نظر كاتب المقال أن ينتفض المصريون ويعملوا على التخلص منه رغم مرور أربعة عشر قرنا عليه، لأن الجريمة لا تسقط بالتقادم كما هى خلاصة كلامه، فالأوان إذن مناسب تماما لذلك. والكاتب نكرة فى عالم الكتابة، ولا يهم القارئ اسمه فى قليل أو كثير، وهذا هو نص المقال على ما به من ركاكة وتفاهة وأخطاء لغوية وأسلوبية لا يقع فيها تلميذ ذكى صغير، فضلا عن التفكك العقلى والمنطقى، وعنوانه: "مقاومة المحتل بأثر رجعي_ رسالة الى قبطي"، وقد نُشِر منذ وقت غير قصير فى جريدة "شباب مصر" المشباكية:
"هل يسقط حق مقاومة الإحتلال بمرور الزمن؟ كم من الزمن ينبغى أن ينقضى قبل أن يتوجب على مقاومى الإحتلال فى العراق وفلسطين بأن يتوقفوا عن مقاومتهم؟ اذا بقت أمريكا بالعراق لعدة قرون من الآن، هل تصبح العراق أرضاً أمريكية بوضع اليد وبالتقادم؟ اذا استسلم العراقيون عن ضعف وقلة حيلة، وفرض الأمريكان عليهم مبادئ وقيم جديدة راقت للبعض ولم ترق للبعض الآخر، هل من حق من راقت لهم تلك القيم فرضها بالقوة وبالحيلة وبالضغط على الآخرين؟ ألا تعتبر تلك حماقة وخيانة للوطن وأبناءه؟ اذا مرت القرون واستسلمت الأغلبية للأمر الواقع، هل من حق أحفاد الأحفاد الانتقام من العدو ومقاومة احتلاله والثورة على مبادئه التى صارت بالية عتيقة مهترئة؟ اذا كنت قبطى مصري، فأنت احد أحفاد القلة من المصريين التى استسلمت للاحتلال العربى لمصر عام 640 ميلادية لقلة الحيلة و للهروب من حكم الأجانب الطغاة. نعم حررتنا القوات الاسلامية ولكنها قبعت على قلوبنا قروناً وغيرت ديننا ولغتنا وثقافتنا وعاداتنا بالقوة أو بغيرها لا فرق.
أخى المواطن القبطي، احترم ما فعله أجدادك فبالرغم من استسلامهم فانهم لم يتخلوا عن هويتهم ودينهم وثقافتهم وأورثوها لك. أخى المواطن لم يسقط حقك فى المقاومة بالتقادم. بامكانك فى ظل الديموقراطية ان تنل حقوقك كاملة. لا داعى لأن تكون المقاومة عنيفة كما يفعل الاخوة بالعراق وفلسطين. فمهما كان فإن هؤلاء الذين اختاروا الاسلام لهم ديناً هم ايضاً ابناء ذلك الوطن. قاوم بالكلمة و طالب بحقك بتعديل الدستور المستلهم من الشريعة الاسلامية وحسب. قاوم بالكلمة، تكلم الآن، فالوقت مناسب لكل ذي حق المطالبة به. طالب بألا تكون الديانة الاسلامية هى الدين الرسمى الوحيد للبلاد. ثُر ضد الأعراف والتقاليد فكل شئ قابل للتجديد. والمقدس مقدس فقط لمن يقدسونه وليس لهم الحق فى فرضه على الآخرين بل لهم على الآخرين الحق باحترام مقدساتهم وحسب. طالب بحقوقك واعلم ان الكثير من أبناء الوطن سينصت لك. المسلمون الطيبون المعتدلون اللاطالبانيون واللازرقاويون سوف سيساعدونك. لا تنصت لهؤلاء الذين يقولون أن الوقت غير مناسب والذين سيتهموك معى بالحرب ضد الاسلام لصالح امريكا واسرائيل. لا تدعهم يرهبونك باطلاق المسميات الساذجة مثل المتأمرك والمتصهين والخائن والعميل والشاذ عقليا وغيرها. انهم يريدون ارهابنا بالكلام كما أرهبَنا أجدادهم قرونا بالسوط والسيف والحجارة والمتفجرات، ولكننا لا نبالى. معاً سنصمد. معاً سنقاوم المحتلين العرب. فلم يفت الآوان بل هو الآن".
أما الركاكة اللغوية والأخطاء التعبيرية فهى سيدة الموقف بحيث لا داعى أن أضرب عليها الأمثلة، لأن المقال كله أمثلة على هذه الأخطاء والركاكات، وأما التفكك العقلى والمنطقى ففى مثل قوله: "طالِبْ بألا تكون الديانة الاسلامية هى الدين الرسمى الوحيد للبلاد. ثُر ضد الأعراف والتقاليد فكل شئ قابل للتجديد. والمقدس مقدس فقط لمن يقدسونه وليس لهم الحق فى فرضه على الآخرين بل لهم على الآخرين الحق باحترام مقدساتهم وحسب"، إذ من قال إن المسلمين المصريين أو غير المصريين يريدون أن يفرضوا دينهم أو شريعتهم على شركائهم فى الوطن؟ هل قال مسلم يوما للنصارى: اتركوا كنائسكم وتَعَالَوْا صَلُّوا معنا فى المسجد؟ هل قال لهم: لا تقولوا: باسم الآب والابن والروح القدس، وقولوا بدلا منها: باسم الله الرحمن الرحيم، أشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله؟ هل قال لهم: اتركوا صيامكم عن اللحم والبيض والسمن وتَعَالَوْا صوموا معنا رمضان؟ أمَا والله إن هذا لهو الاستبلاه بعينه! ترى من الذى يعتدى هنا على عقائد الآخر ومقدساته؟ إن المسلمين لم يفرضوا قط دينهم بالحديد والنار على أحد كما صنع النصارى فى معظم أرجاء العالم مع مخالفيهم فى المعتقد، وفى المذهب أيضا! إذن ما الذى يدعو كاتبُ المقال نصارى مصر إلى الثورة عليه؟ إنه يمدحهم بأنهم لم يعتنقوا دين العرب وحافظوا على عقائد آبائهم. أى أن "الاحتلال العربى" لم يمسهم بشىء من السوء، فما المشكلة إذن؟
لكن الكاتب لا يقصد إلى هذا، بل إلى العمل على إرجاع المسلمين عن دينهم إلى النصرانية، وكأن النصرانية هى جوهر الشخصية المصرية، مع أن المصريين قد غيروا دينهم مرات على مدار التاريخ، ومن السهل على أى شخص يريد الرد على هذا الكلام أن يقول: ولماذا النصرانية بالذات؟ ولماذا لا يكون الإسلام هو جوهر هذه الشخصية؟ وقد يقول قائل آخر: بل لماذا لا تكون عبادة العجل هى ذلك الجوهر؟ وقد يقول ثالث: ولماذا لا نتدين على مذهب إخناتون الوثنى ونعبد الشمس، إخناتون الذى قال فى شذوذه أحد الكتّاب فى جريدة "شباب مصر" المشباكيّة ما قال مما لا داعى لذكره هنا؟ وقد يقول رابع: ولماذا لا يكون ثالوث إيزيس وأوزوريس وست هو عقيدتنا؟... ولن ننتهى. العبرة، أيها القراء، باحترام اختيار كل إنسان وكل شعب وكل طائفة لما تريد أن تتدين به وعدم دَسّ أىّ واحدٍ أنفه فيما لا يعنيه بغية إثارة الفتن والمشاكل. المسلم حر فيما اختار، والنصرانى حر بنفس الطريقة فيما اختار، واليهودى هو أيضا حر فيما اختار، والأغلبية الساحقة الآن بل منذ قرون تدين بالإسلام. وبذلك تنتهى المشكلة، أما الكلام عن أن الإسلام والمسلمين أجانب عن مصر فهو كلامٌ أحمقُ بل كلامٌ مجرمٌ لا يراد به إلا إلحاق الأذى بأرض الكنانة. فكفانا كذبا وتزييفا وإشعالا للمشاكل!
ومن التفكك العقلى أيضا القول بأنك "اذا كنت قبطى مصري، فأنت احد أحفاد القلة من المصريين التى استسلمت للاحتلال العربى لمصر عام 640 ميلادية لقلة الحيلة وللهروب من حكم الأجانب الطغاة. نعم حررتنا القوات الاسلامية و لكنها قبعت على قلوبنا قروناً و غيرت ديننا ولغتنا وثقافتنا وعاداتنا بالقوة أو بغيرها لا فرق. أخى المواطن القبطي، احترم ما فعله أجدادك فبالرغم من استسلامهم فانهم لم يتخلوا عن هويتهم ودينهم وثقافتهم وأورثوها لك. أخى المواطن لم يسقط حقك فى المقاومة بالتقادم. بامكانك فى ظل الديموقراطية ان تنل حقوقك كاملة". أى خبل عقلى واضطراب نفسى هذا؟ إن صاحب هذا الكلام المختل يقول إن النصارى المصريين لم يستسلموا وحافظوا على ديانتهم وهويتهم وثقافتهم، فعلام يريدهم أن يثوروا إذن إذا كانوا قد احتفظوا بكل ما يريدون لأنفسهم من هوية وثقافة ودين؟ صحيح أنه قبل ذلك بقليل قال كلاما مختلفا، إذ صاح بأن القوات الإسلامية قد غيرت عاداتنا وثقافتنا وديننا، لكنه يقصد هنا المسلمين، فهل وكّله المسلمون ليتكلم باسمهم؟ وهل هذه هى الديمقراطية التى يتصايح بها تصايح من لا يعرف عمّ يتكلم؟ هل الديمقراطية هى أن يتحكم كل سمجٍ رَذْلٍ سفيهٍ فى الآخرين ويوجه حياتهم بالقوة ويعمل على تغيير دينهم وهويتهم وثقافتهم كرها وجبرا لأن ما هم عليه من دين وهوية وثقافة لا يعجبه ولا يرضيه؟ إن الذين اختاروا الإسلام من وثنيى مصر ونصاراها ويهودها حين دخل هذا الدينُ الكريمُ أرضَ الكنانة إنما اختاروه بملء حريتهم وحبهم واقتناعهم، والتاريخ أصدق شاهد على ما نقول، إذ لم ينقل لنا شيئا خلاف ذلك، فضلا عن أنه ليس من سياسة العرب والمسلمين إكراه أحد على دينهم بعكس النصرانية، التى عرفت محاكم التفتيش والإبادة والحرق وغير ذلك من أساليب الجبر والعسف.
وحتى لو افترضنا المستحيل وقلنا إنهم قد أُجْبِروا إجبارا على الإسلام، فهل وكّلوا أحدا من متصايحة هذا الأيام أن يتكلم باسمهم بعد كل هاتيك القرون؟ إننا، يا من نحن أبناؤهم، راضون بل مبتهجون أشد الرضا والابتهاج بأننا مسلمون وأن أسلافنا قد اعتنقوا هذا الدين العظيم الكريم النبيل، فليسكت الآخرون بل ليخرسوا وليضع كل منهم لسانه فى فمه، أو بالأحرى تحت حذائه، وينقّطنا بسُكَاته. أم ترانا ما نزال قاصرين لا نملك قرارنا ولا يحق لنا اختيار الدين الذى يريحنا ويقنعنا، فهم يريدون أن يقوموا عنا بهذا العمل؟ والله الذى لا إله إلا هو ما رأيت رقاعة ولا سفاهة ولا سفالة بهذا الشكل! ولاحظ قوله إنه لا فرق عنده بين أن تكون "القوات الإسلامية" قد غيرت دين المصريين وهويتهم وثقافتهم بالقوة أو بالرضا! ذلك أن الديمقراطية التى ينادى بها هى ديمقراطية الاستبداد والتحكم والإكراه، وتكميم أفواه الأغلبية حتى يعيش كل واحد من أبناء الأقلية "مَرِحَ الأعطافِ، حُلْوَ اللفتات" على رأى المهندس على محمود طه فى رائعته: "الجندول"! يعنى: "عنزة ولو طارت"! ويعنى أيضا: "يا هذا، أنت عكَّرْتَ علىّ الماء، فأنا آكلك آكلك مهما حصل"! والله لقد هُزِلَتْ حتى سامها كل مُفْلِس!
أرأيت أيها القارئ مدى الاستفزاز والإثارة والحرص على الفتنة والعمل على إشعال النار كى تحرق الأخضر واليابس؟ أرأيت مدى العدوان الآثم على حق الأغلبية الساحقة من أهل البلد؟ طيب: واحد شائل ذقنه، والآخر غضبان لِمَهْ؟ نحن المسلمين راضون بدين التوحيد ونحب سيد النبيين والمرسلين، فما شأن من لا يؤمن بالتوحيد ولا يوقّر سيد النبيين والمرسلين فى هذا الأمر؟ أوعلينا أن نكفر بالله وبرسوله وندخل فى دين التثليث كى يرضى عنا الآخرون؟ فليسمعها كل أحد بملء الفم وبأعلى الصوت: لا رَضِىَ هؤلاء الآخرون ولا سُرّوا ولا رَأَوُا الفرحة يوما إن كان هذا ثمن تلك الفرحة! والله إن هذا لهو السُّعار بعينه! لقد عرفنا أطفالا أرذالا مدلَّلين تدليلا مارقا لا يهنأ لهم بال إلا إذا آذَوْا سواهم من الأطفال، واجدين اللذة كل اللذة فى إبكائهم والتنكيد عليهم دون وجه حق، لكنى لم أسمع يوما بأقلية فى بلد من البلاد تريد أن تتحكم فى الأغلبية الساحقة الماحقة وتنزلها منازل الخسف والهوان وتمحو شخصيتها ودينها وشريعتها، وإلا بكت واشتكت وتشنجت ومرغت نفسها فى التراب ورفست بقدميها فى الهواء! ولسوف يأتيك أيها القارئ ما يبعث به بعضهم لنا على المشباك من شتائم فى حق ربنا ونبينا وأعراض أمهاتنا. والمضحك أنهم مع ذلك يظلون يلوكون لنا الأسطوانة الكاذبة السخيفة التى تزعم أنهم أهل السماحة والعفو والتواضع والمحبة! أية محبة وسماحة بالله عليكم أيها القراء فى أن يسب أولاد الأفاعى أعراضنا ويجدفوا فى حق ربهم وربنا؟
ثم إننا لنتساءل: أى احتلال يا ترى ذلك الذى يتحدث عنه صاحبنا؟ بل أين العرب هنا؟ الواقع أنه لا يوجد غيرنا نحن المصريين المسلمين، أما العرب فلم يكونوا يمثلون من السكان إلا نقطا قليلة فى بحرٍ هدارٍ، وسرعان ما ذابوا وانتهى أمرهم، ولم يعد هناك إلا المصريون. ترى هل كان الطولونيون عربا؟ أم هل كان الإخشيديون عربا؟ أم هل كان الأيوبيون عربا؟ أم هل كان المماليك عربا؟ أم هل كان العثمانيون عربا؟ أم هل كان محمد على وأسرته عربا؟ أم هل كان محمد نجيب وعبد الناصر والسادات وحسنى مبارك عربا؟ وإذا كان المسلمون المصريون قد اختلطت دماؤهم فى بعض الحالات مع الدماء العربية فقد حدث شىء مشابه بالنسبة لنصارى مصر، إذا اختلطت دماؤهم مع دماء اليونان والرومان والصليبيين والأرمن والفرنسيين والإنجليز وغيرهم. فلم لا يقول صاحبنا وأمثاله لأنفسهم ما يكذبون به على المسلمين؟ ألا إن هذا لهو السخف بعينه وقلة الحياء! وكما أن العرب هم الذين أَتَوْنا بالتوحيد والإيمان اللذين نفخر بهما ولا تستقيم حياتنا ولا يكون ثمة معنى لوجودنا إلا من خلالهما، فإن الذين أَتَوْا بالتثليث إلى مصر هم بنو إسرائيل الذين دخلوا قبل ذلك دين المثلِّثين. يعنى: الحال من بعضه، بَيْدَ أن ثمة قلوبا قد أغلقها الله إغلاقا، فأصحابها لا يفهمون ولا يفقهون ولا يبصرون ولا يسمعون ولا يشمّون!
وفى موضع "الأقباط" نقرأ للمدعوّ نبيل شرف الدين نفس الكلام، إذ كتب مقالا بعنوان "عن ذهنية الشعارات، وتبني رؤية الغزاة، وخرافات أخرى" ينادى فيه بفتح ملفات الماضى والنبش فى قضية دخول العرب مصر. ومنطقه أن مثل هذه الأمور لا تسقط بالتقادم. كما يزعم أيضا أن الأقباط هم أصحاب البلد وأن المسلمين قد أُدْخِلوا فى الإسلام قسرا وغصبا. وتوفيرًا للوقت الذى يمكن إهداره فى الأخذ والرد سأفترض أن كل ما يقوله من أن المسلمين المصريين لم يختاروا الإسلام بحريتهم وإرادتهم هو قول صحيح مائة فى المائة، فما دخله هو فى ذلك؟ لقد مات المصريون الذين أُجْبِروا، طبقا لمزاعمه، على ذلك من قديم الزمان، وغاية علمى أنهم لم يوصوه بأن يبكى أو يتباكى عليهم، ولا نحن قد طلبنا منه أن يدس أنفه فى موضوع يخصنا ويخص أولئك الآباء، ولا قال له أحد منا إنه يريد أن يعود للنصرانية بعد إذ استنقذه الله منها. أما من يُرِدْ من الخونة الأوساخ أن يتنصّر فالباب مفتوح يفوّت جملا وفيلا ودبا وديناصورا معا، وله علينا أن نكسر وراءه من القلل أو نرمى من البراطيش القديمة ما يرضيه. وهذه هى خلاصة المسألة، أما خلاف ذلك فتنطع وتدخل من الشخص فيما لا يعنيه وسخف وحماقة ما بعدها حماقة. ثم ما حكاية أن النصارى هم المصريون الحقيقيون؟ هل هناك ماركة مسجلة للمصرى لا يكون مصريا بدونها؟ وما تلك الماركة المسجلة يا ترى؟ أهى الصليب؟ ولماذا لا تكون مفتاح عنخ؟ أو لماذا لا يكون الهلال (رمز الأغلبية) بالأحرى هو تلك العلامة المسجلة نزولا على مقتضى الديمقراطية التى يصدعون بها رأسنا إلا إذا كانت فى صالح الإسلام كما هو الحال الآن؟ ألا يرى القارئ كمّ الاستبلاه فى هذا الكلام؟ إنه وأمثاله يريدون أن يقف التاريخ المصرى عند نقطة بعينها منه لا يتقدم عنها أو يتأخر، هى النقطة التى اعتنق فيها قسم من أبناء مصر دين النصرانية المثلِّثة! وهو ما يذكرنا بالشاعر العباسى الذى يقول:
وَقَفَ الهوى بى حيث أنت فليس لى ** متقدَّمٌ عنه ولا متأخَّرُ
لكن ذلك فى الهوى والغرام لا فى الشخصية الوطنية! كما أن الشاعر هو الذى اختار ذلك بنفسه لنفسه ولم يجبره على ذلك مستبد غشوم. ثم ما تلك القطاعات العريضة من المصريين التى يأخذها الحنين الجارف للعودة إلى الجذور يا ترى؟ أين هم؟ وما نوع ذلك الحنين؟ وأية جذور تلك التى بات الحنين الجارف يجذبهم إليها؟ الواقع أن ليس إلا الصليب والتثليث، فهل هذه هى الجذور؟ وهل ذلك هو الحنين؟ إن هذا لهو الكذب بعينه. ومتى كان الخونة الأوساخ ممن يتظاهرون بالعطف على الأقباط وهم ليسوا منهم يكابدون الشوق والحنين أو يعرفون لهما معنى أو طعما؟ إن من يُرِدْ من الخونة الأوساخ أن يتنصّر ويبوء بغضب الله واشمئزاز كل ذى عقل متنور فالباب مفتوح يفوّت جملا، وفيلا ودبا وديناصورا أيضا، وله علينا أن نكسر وراءه من القلل، ونرمى كذلك من البراطيش القديمة، ما يرضيه كما سبق بيانه! وما دام الأمر كما يقول صاحبنا فإن من حق المسلمين أن يطمحوا ويعملوا على عودة شبه الجزيرة الأيبيرية إلى دين التوحيد بعدما أُكْرِهت إكراها على تركه والالتحاق بعبادة الصليب. إننى لا أقصد عودة العرب إليها، لا بل عودتها هى إلى دين محمد الذى عُذِّب أهل البلاد أنفسهم كى يتركوه، ولم يَذَرْ مجرمو محاكم التفتيش من القساوسة والرهبان وسيلة شيطانية إلا استعملوها لفتنتهم عن دينهم حتى تم لهم ما أرادوا عن طريق البطش والقتل والحرق والتغريق وسحق العظام وثقب الأجساد بمسامير التوابيت الداخلية التى تُطْبِق على الجسم مع انطباق التابوت فتمزقه تمزيقا أى تمزيق، وما من مغيث، ثم يتكلمون عن الرحمة والتسامح والرغبة فى العودة إلى الجذور!
ولقد ذكرتُ التثليث هنا كى يعرف من يريدون إشعال الفتن أنهم أول من سيندمون إذا ما استمروا فى عملية الاستفزاز والتزييف، وإلا فكيف يريدون تجاهل الحقيقة الساطعة التى تقول إن النصرانية كانت فى مبتدإ أمرها ديانة توحيدية لا ترى فى عيسى بن مريم أكثر من أنه عبد الله ورسوله قبل أن تتحول إلى ديانة تثليثية؟ فعليهم فى هذه الحالة أن يخلوا الطريق لهؤلاء الموحدين الذين قمعهم المثلِّثون وطاردوهم وعذبوهم وظنوا أن جرمهم ذاك سيسقط بالتقادم إن كانوا يريدون أن يتنصر المصريون. كفانا تزييفا للماضى وكذبا على الحاضر والمستقبل، ولننصرف لتعمير بلادنا وترقيتها وإنهاضها من عثرتها. خلاصة القول إن لكل إنسان الحق فى أن يعتنق ما يشاء من دين: المسلم له الحق كل الحق أن يتمسك بدينه وألا يصيخ السمع لهؤلاء الذين يعملون على فتنته عن التوحيد المحمدى العظيم. والنصرانى له الحق كل الحق فى أن يتمسك بصليبه وتثليثه وألا يتعرض له أحد بأذى، لكن عليه فى ذات الوقت أن يكف عن إثارة المشاكل والمزاعم الكاذبة عن إخوان الوطن المسلمين. وبهذا نضع حدا لتلك القضايا البائسة التى تستنزف الجهد والوقت ويكْذِب أصحابها ببجاحة ما بعدها بجاحة على التاريخ والحقيقة ولا ينتج عنها إلا المصائب، ثم نعود فنبكى ونتباكى على شىء إنما جنيناه على أنفسنا بأيدينا!
وفى ذلك المقال نقرأ ما يلى: "قبل أن نبدأ يلزم أن نؤكد على أمرين، الأول أننا هنا لا نرد على أحد، فلسنا في موضع السجال، بل يكفي أن نقول كلمتنا ونمضي، أما الأمر الثاني فهو أننا لا ننبش تاريخاً مات بل نسعى إلى فهم تاريخ حي مازلنا نعيش تبعاته وتوابعه حتى اليوم. وإذا كانت جرائم مثل التعذيب والإبادة الجماعية وجرائم الحرب لا تسقط بالتقادم، فما بالنا بجرائم من نوع احتلال وطن، وانتهاك ثقافة وثروة شعب، وتغيير دينه ولغته وديموغرافية بلاده، فضلاً عن نهب خيراته بذرائع لاهوتية تارة، ومبررات عنصرية تارة أخرى. ولأن هذه الجرائم التاريخية من النوع الذي لم يتقادم فحسب، بل استقر في النفوس والأفئدة، وأفرز "عرّابين" تمكنت من نفوسهم رؤية المنتصر إلى حد تبنيها والاستعداد للدفاع عنها "بالروح والدم"، وهي حالة ذهنية معروفة وشائعة في مختلف الثقافات تتمثل في تماهي المهزوم مع رؤية المنتصر وتمثُّل أدبياته والإذعان لمنطقه وتبرير خطاياه والاستماتة في الترويج لمغالطاته. غير أن هذا المسلك لا يبدل طبيعة الأشياء، ولا يعني أن الدعايات السياسية التي تطلقها مدافع المنتصرين، وترفعها رماحهم وسيوفهم، وتتغنى بها إذاعاتهم، وتزينها صحفهم وكتبهم، تعني صيرورتها عنواناً للحقيقة، وإلا فلماذا يرفض العروبيون (بعثيون وناصريون وما شابه) الآن الطروحات الأميركية بشأن العراق مثلاً؟ ولعل هذا السؤال يمثل مجرد عينة عشوائية من التناقضات التي تتسم بها الشخصية العربية عموماً، بينما لا يتردد الأعراب في اتهام الغرب دوماً بأنه يكيل بمكيالين، بينما يمارس العرب الأمر ذاته في مسائل مختلفة من دون التوقف مع أنفسهم في ما يطرحونه من آراء وما يتبنونه من خرافات لا يصدقها غيرهم.
ولما كانت هوية الشعوب لا تتأسس بإهالة التراب على الحقائق بمنطق "سَدّ الذرائع"، بل بنبش الجراح وتنظيفها بعمق، فإنه يمكن لأي مدقق أمين ملامسة الحنين الجارف بين قطاعات عريضة من المصريين للعودة إلى الجذور، بعد أن أعياهم التسكع ذات اليمين وذات اليسار، وبعد خبرات مريرة مع العرب والعروبة، سواء السفيانية منها أو الأموية وحتى الناصرية والبعثية، بينما هم (أي القبط) ينامون على كنز حقيقي لا يتطلب سوى يد خبيرة لاستخراجه، اسمه "الهوية المصرية". ودورنا كنُخَبٍ طليعيةٍ في مجتمعاتنا أن نتقن فنون التعاطي مع هذا النوع من الكنوز ببراعة العارفين بقدرها، وإصرار الذين اكتشفوا حجم الخديعة التي ظلت تحاصرنا قروناً، وبعد أن ننبذ خرافة التمسك بذهنية الشعارات والمغالطات، وتبني المقولات السائدة في أوساط الغوغاء، سواء كان هؤلاء الغوغاء على مقاعد السلطة أو في الصفوف الأولى بحكم كونهم نخباً مثقفة متواطئة تاريخياً مع الأنظمة الحاكمة لتمرير مشاريع القمع والفشل باسم الأوطان والأديان، أو كان هؤلاء الغوغاء من الجماهير التي أدمنت هذا الصنف من المخدرات الدعائية التي ما فتئت الأنظمة الثورية تضخها منذ عقود عبر كافة الأقنية الإعلامية لتسويغ وجودها والتغطية على ممارساتها الاستبدادية. ويمكن القول بثقة وضمير مرتاح أننا لن نجد من المصريين العاديين من يتشبث الآن بخرافة العروبة السياسية هذه سوى بعض الأبواق المستفيدين من "إبقاء الحال على ما هي عليه" لأنهم صاروا، بدرجات متفاوتة، متورطين بالارتباط العضوي مع الأنظمة الفاسدة الفاشية التي تتسول شرعيتها من مشاريع خرافية مصطنعة مثل مشروع "القومية العربية" البائس الذي استقر في قاع الخليج (الفارسي) منذ حرب الخليج الثانية، ليلفظ أنفاسه الأخيرة في حرب العراق الأخيرة. وقد نحتاج إلى عقدين أو ثلاثة لنتخلص من بقية أوشابها، تماماً كما يحتاج المريض للتعافي إلى "فترة نقاهة"، خاصة لو كان الداء عضالاً كما هو حال العَوْرَبة القسرية.
ويقتضي الخوض الصادم في هذه المنطقة المسكوت عنها الاستناد إلى أكبر قدر ممكن من الأدلة والتوثيق بما لا تسمح به طبيعة المعالجات الصحافية، غير أننا هنا سنسعى إلى مناقشة بعض الخرافات الشائعة التي لم تكتسب مصداقية إلا لذيوعها وانتشارها، ولم تخضع يوماً للتدقيق الذي تستحقه، لما سيترتب على القبول بها من نتائج خطيرة، كما هو الأمر في الحالة المصرية مثلاً. ومن بين أبرز تلك الخرافات الشائعة على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:
* أن المصريين أذعنوا للعرب من دون قتال، بل ورحبوا بهم، معتبرين أنهم"المخلصون" لهم من استبداد الرومان.
*أن المصريين اعتنقوا الإسلام طوعاً، وفي وقت قياسي، ولم يكن ذلك تحت ضغوط سياسية أو اقتصادية أو غيرها.
*أن العرب لم يتعرضوا لمعتقدات المصريين المسيحيين، ولم يعتدوا على ديارهم ولا كنائسهم، بل على العكس قاموا بحمايتهم.
*أننا بهذه الطروحات نقاتل من أجل مومياء في المتحف، وأن الهوية العربية قدر لا فكاك منه، لأنه ليس أمامنا سواها من بدائل...".
ولا أظن القارئ قد فاته الانتباه إلى الشتائم التى تدل على قلة الأدب من مثل وصف العروبيين (أى المسلمين بطبيعة الحال) بأنهم غوغاء، وامتداح النصارى بأنهم يمثلون كنزا ثمينا يستطيع أمثاله من العزفة الماهرين استخراج أفضل ما فيه. ترى أى كنز ثمين يمثله النصارى المصريون فى نظر هذا العازف البائس؟ أهو التثليث وعبادة بشر يأكل ويشرب ويبول ويخرأ ويهان ويُصْفَع على وجهه ويُشْتَم ويُضْرَب بالحربة فى جنبه وتُكْسَر ركبتاه ويستغيث على الصليب وما من مغيث؟ أهو الاعتقاد العامى الخرافى فى ظهور القديسين على هيئة صور ضوئية ملونة فى الهواء رسمتها أيدى الشياطين العابثين بعقول الحمقى الجاهلين؟ أهو الاعتقاد فى الخطيئة والفداء كما كان يعتقد الوثنيون؟ أهو قائمة المواعظ التى لا يمكن العمل بها أبدا من مثل: "إذا ضربك أحد على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر"، والدعوة إلى تطليق المال والأهل والدنيا جميعا؟ أهو كراهيةُ العقل والإيمانُ الأعمى بخرافات أشد عمى وظلاما... إلى آخر هذا الكلام الذى لا يؤكّل عيشا ولا سميطا ولا يأخذ به أحد لأن الأخذ به معناه ببساطة الخروج من التاريخ ومن الحضارة جملة وتفصيلا، ومن أول جلسة، ودون نقض أو إبرام؟
ما كنا نحب أن نفتح هذه الموضوعات لأنها تؤلم إخواننا فى الوطن، ولكن ما العمل وبعض الناس هذه الأيام لا يكفون عن إثارة الفتن والمشاكل والتفنن فى خلق الرزايا والبلايا وشتم المسلمين وإيذائهم فى دينهم ورسولهم ورموزهم وتاريخهم والتخطيط لاستئصالهم بالعزف على البيانو والكمان والعود والطبلة بقيادة المايسترو نبيل شرف الدين؟ وانظروا تهليله للعدوان الأمريكى الإجرامى الذى نرجو أن تكون قد اقتربت نهايته على أيدى الأبطال المسلمين فى بلاد الرافدين ممرِّغةِ شرفِ الكاوبوى فى الوحل هو وجميع صبيانه وزبانيته! وانظروا كذلك شماتته فى القومية العربية، تلك القومية التى كان الاستعمار الغربى وراء شيوعها فى المنطقة بغية ضرب الإسلام، فلما تم لهم ما يريدون منها انقلبوا عليها كما يفعلون مع كل خوان أثيم من الحكام الأوغاد، لأنها، رغم كل شىء، يمكن أن تكون بابًا خلفيًّا يدخل منه الإسلام فيسيطر بجاذبيته العقلية والحضارية التى لا تقاوَم على نفوس الشعوب العربية مرة أخرى! وكيف تكون النصرانية هى جوهر الشخصية المصرية كما يحاول الكاتب أن يلقى فى رُوع القراء الذين يحسبهم حمقى لا عقل لهم ولا فهم ولا ذوق، والنصرانية (النصرانية الحقيقية قبل تزييفها وتحريفها، فما بالنا بعد أن "وقعت الفاس فى الراس" وتم التحريف والتزييف؟) إنما أتت لبنى إسرائيل وحدهم، ولا علاقة للمصريين بها، بخلاف الدين المحمدى العالمى الذى جاء للبشرية جمعاء؟ ولماذا نذهب بعيدا؟ تاهت والتقيناها! ألا يدعونا العازف العبقرى إلى التفرعن والعودة إلى الجذور؟ عظيم، فكيف فاته أن الفراعنة رفضوا دين بنى إسرائيل وطاردوهم وأخرجوهم من ديارهم؟ والنصرانية، كما نعرف، هى ديانة إسرائيلية. ألم يكن المسيح عليه السلام واحدا من بنى إسرائيل؟ إذن فلا مكان لتلك الديانة فى المنظومة الفرعونية التى يدعونا إلى الرجوع إليها والأخذ بها عازفنا الهمام، بخلاف الإسلام الذى رحب به المصريون أيما ترحيب وظلوا متمسكين به قرونا وراء قرون!
ثم إننا نحن المصريين نربأ بأنفسنا أن نكون كلابا لا تأكل إلا ما يتساقط تحت أقدام البنين (أى بنى إسرائيل) كما هو منسوب للسيد المسيح فى العهد الجديد، فضلا عن أن ننتظر حتى يقوم هؤلاء البنون رافضين لما على المائدة من طعامٍ دُعُوا إليه وألح الداعى عليهم أن يأكلوا منه لكنهم رفضوا وأشاحوا بوجوههم ولَوَوْا أعطافهم احتقارا للطعام وصاحب الطعام، فعندئذ وعندئذ فقط تَذَكَّرَنا صاحب الدعوة وقال لنا: والآن تستطيعون أن تأكلوا من الفضلات التى اشمئز من لمسها البنون! اسم الله على البنين! لا يا أخى أنت وهو، نحن لسنا كلابا، ونرفض تماما وبشدة أن نأكل من فضلات الطعام الباقى من بنى إسرائيل الذين لعنهم الله فى كل كتاب، ونعلن أننا مسلمون نحب دين محمد وتواضعه واحترامه لإنسانية الإنسان فى كل مكان وزمان، هذا النبى العظيم النبيل الذى أعلنها مدوية أنه لا فرق بين عربى وغير عربى أو بين أبيض وأحمر وأسود إلا بالتقوى والعمل الصالح، والذى أتى بدينه منذ اليوم الأول للناس جميعا على اختلاف دمائهم وألوانهم وثقافاتهم وطبقاتهم. ترى ماذا يقول عازف الطبلة ذو الأصابع الألماظية بالمهلبية، القادرة على استخراج كوامن الدُّرَر (أقصد: العُرَر) الخفيّة، من أعماق الشخصية المصرية؟
وفى موقع تنصيرى آخر عنوانه: "Muhammadanism" وتحت عنوان "يا عرب ويا مسلمين أنتم من استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا" يتحدث صفوت جلال الجبارى عن الظلم والإجحاف الذى وقع على شعب "مصر الذى يمثل فيه الأقباط 15% من السكان، أى 10 إلى 15 مليون نسمة (أين أنت يا دكتور محمد عباس حتى تشق هدومك هذه المرة من ذلك الكذب الأبله المفضوح فى مسألة أعداد القبط فى مصر؟!)، والذين هم السكان الأصليين لشعب وادى النيل، وهم الامتداد العرقى والتواصل الحضارى لسلالة شعب وادى النيل القديم وممن تبقى من المسيحيين الأصليين فى مصر"! مرة أخرى: نفس النعيق الغربانى، ونفس الافتراء الأخرق على حقائق التاريخ التى تفقأ عين كل مجرم كذاب، ونفس الدموع التماسيحية على المصريين (الذين هم طبقا لمزاعمهم الكاذبة: الأقباط، ولا شىء سوى الأقباط)، وكأن المسلمين المصريين قد جُلِبوا بالهيلوكبتر ليلا من بلاد العرب وأُسْقِطوا فى جنح الظلام الدامس خلف الخطوط بعد أن لم يكن لهم وجودٌ قَطُّ فى المحروسة! وهل هذا كلام يُعْقَل؟ ثم يمضى الكاتب مهيجا كل سكان المنطقة (لا المصريين فحسب) ضد الإسلام داعيا إياهم إلى الثورة على العبودية الإسلامية التى أفسدت عليهم حياتهم وثقافاتهم وأوطانهم واستلبت منه شخصيتهم حسبما يدَّعى. أى أن المسألة ليست تنصير المصريين المسلمين وحدهم فقط بل القضاء التام على الإسلام وكل ما يمت للإسلام بصلة فى آسيا وأفريقيا وفى كل مكان فى العالم! وبالمثل نقرأ فى مقال لممدوح حليم فى جريدة "وطنى" بعنوان "الأقباط بين الاستقواء بالخارج وتطبيق الشريعة" هذه الجملة: "إن التاريخ خير شاهد على وطنية الأقباط وولائهم لهذا الوطن لأنهم أصله وقلبه النابض"، وهى جملة تتضمن حكمين: الأول أنهم ذوو وطنية، وهو ما لا نريد أن نتعرض له هنا لأنه ليس موضوعنا الآن، والثانى أنهم أصل هذا الوطن، وهنا مكمن الخطورة، إذ أين يقع المسلمون فى مصر من هذا الإعراب؟ ذلك أنه إذا كان الأقباط هم الأصل فمعناه أن المسلمين على أفضل تقدير هم الفرع، إن لم يكونوا خارج الفرع تماما. ولا أزيد على ذلك لأنى سبق أن رددت على مثل هذا الزعم السخيف الأخرق، ولسوف أزيد سخفه فيما يأتى من المقال تبيانا.
وينفى قبطى آخر عن المسلم المصرى صفة المصرية مستنكرا أن يفكر المصريون فى الانتماء إلى أرض الكنانة. بل يدعى، وهو بطبيعة الحال نائم عريان، أنه ليس من حقهم الانتماء إلى مصر. ويمكن الرجوع إلى ما كتبه فى "موسوعة تاريخ الأقباط" المشباكية تحت عنوان "من هم الأقباط؟". أما حجته العبقرية مثله فهى "أنهم حسب قول محمد صاحب الشريعة الأسلامية أنهم أى المسلمين "خيـــر أمـــة أخرجـــــــــــت للناس" فأمة الأسلام التى ينتمون إليها فى رايهم خير من أمة مصر فلماذا إذاً يريدون ان ينتموا إلى مصر اليوم؟؟؟؟". وعلامات التعجب الكثيرة من عنده لا من عندى، فأنا لا أزال بحمد الله أعقل من هذا، وأرجو ألا يحرمنى الله هذه النعمة أبدا حتى لا يقال لى: قم غطِّ نفسك! ثم يقولون عنا إننا ننفى الآخر ولا نطيق أن نرى غير أنفسنا. فإذا كان بعضهم بالله عليكم يقول ذلك وهم قلة، فكيف سيتصرفون إن قدر الله أن تكون لهم الأغلبية؟ عونك اللهم، فلن يكون فى انتظارنا إلا محاكم التفتيش والحرق والسلخ والهرس، أو على الأقل: الصَّلْب والمسمرة! ومع هذا كله فالمسلمون إرهابيون استئئصاليون متعصبون جاهلون ظلاميون! أما الرحمة والعطف والرقة والتسامح والوداعة فهى من سمات الآخرين. طبعا، وهل فى ذلك أدنى شك؟ هل فينا من يتسمى باسم "وديع"؟ طبعا لا، إذن فنحن لسنا "وُدَعاء".
ثم يستمر الرجل فى هلوساته فيقول إن "الأقباط المسيحيين فى مصر يرجع جذورهم إلى قدماء المصريين، وهم أقرب شعب يرث آباؤهم فراعنة مصر فى صفاتهم واعمالهم وحضارتهم. ومما يذكر أن مرقس هو رسول الرب يسوع إلى شعب مصر ومنذ دخوله إلى مصر وهم يؤمنون بالمسيحية بدون تغيير". والرد على هذا الهلواس هو أن المسلمين يرجعون هم أيضا بجذورهم إلى قدماء المصريين (أم عند نيافته كلام آخر؟ لقد قلنا إنهم لم ينزلوا بالبراشوتات فى ظلام الليل الدامس خلف الخطوط)، وهم أقرب شعب يرث آباءهم فراعنة مصر فى صفاتهم واعمالهم وحضارتهم. ومما يُذْكَر فلا يُنْكَر أن عمرو بن العاص عليه رضوان الله منذ أن جاء الإسلام معه إلى مصر، والمسلمون يؤمنون به كما هو لم يتغير، بل ظل صافيا طاهرا نقيا كما أتى به محمد بن عبد الله عليه صلوات الله وسلامه، بخلاف النصرانية، إذ لم تبق كما نزلت على عيسى بن مريم عليه السلام، بل انتقلت من خانة ديانات التوحيد وأضحت ديانة تثليثية!
ومع السيد أندراوس نمضى فنقرأ أن "إسم قبطى اليوم يعلوا على أسم مسلم بفضل أمانة وعمل وكفاح أقباط مصر المسيحيين". طبعا فالمسلمون صائعون ضائعون لا شغلة ولا مشغلة، وينتظرون كل ليلة أن يطعمهم النصارى من بقايا ما يطفحون حتى لا يناموا من غير عشاء. بالله عليكم أيها القراء أهذا كلام يقوله إنسان لديه مسكة من عقل وفهم، أو يردده حيوان لا حَظَّ له من عقل أو فهم؟ صدق من قال: الملافظ سعد! ثم يقال إننا متكبرون مغرورون لا نرى لأحد حقا ولا اعتبارا! ماش يا سيدى، فأدبك قد فاق الحد، والذوق والرقة يسيلان من فمك، وأنفك أيضا، مع اللعاب والمخاط. إخص عليك ألف إخص! لم يبق إلا أنت يا من لا تعرف كيف تكتب أو تقرأ أو تفكر أو تتذوق أو تتصرف كما يتصرف القوم المتحضرون حتى تأتى وتقول إن اسم القبطى يعلو على اسم المسلم بأمانته (ولا أدرى ماذا أيضا). طبعا، والدليل على هذا هو ما كتبتَه هنا مما يسيل كذبا وتزييفا وخيانة لحقائق الواقع والتاريخ وقلة حياء وانعدام ذوق!
تُرَى أين الأمانة فى قولك إن النصرانى المصرى أقرب إلى الفراعنة من المسلم وإنه هو الذى يرث الفراعنة فى صفاته وأعماله وحضارته؟ هل المسافة الزمنية التى تفصل بين الفراعنة وبينكم أقصر من تلك التى تفصل بين المسلمين وبينهم؟ لماذا بالله عليك؟ هل للنصارى مقياس زمنى غير المقياس الذى يُسْتَعْمَل فى أمور المسلمين؟ وهل تكتبون بالهيروغليفية مثلا وترسمون غربانًا وحِدَءًا وهداهد (على رأى الأستاذ حسنين كروم) بدلا من الألفباء؟ هل اسم إلهكم آمون أو آتون أو ينسون أو كمون أو كعبلون، واسم نبيكم إخناتون؟ هل تبتهلون إلى الشمس كل صباح؟ هل تقدسون الكِبَاش؟ نعم عندكم الخروف، لكنهم عندهم كباش "بالهَلَبُلَّة" كما فى طريق الكباش بالأقصر، لا خروف واحد يتيم "مسكين وحاله عدم" كما يقول الدكتور محمد عبد الوهاب المغنواتى: خروف لا قرون له ينطح بها كما ينطح الكبش بقرونه كل غبىّ عديم العقل والفهم والذوق! هل تستخدمون فى قتالكم العجلة الحربية التى كان يركبها تحتمس؟ هل عند أبيك تاج نارمر موحد القطرين؟ أما نحن فبالغيظة فيك عندنا تاج الجزيرة: السلطانية! هل أبوك قائد طابية، أو بالأحرى: "كائد تابية" على رأى رَبّة الغنج والدلال، شويكار بنت طوب صقال؟ هل اسم أبيك أوزوريس، وأمك إيزيس، واسمك أنت سِت، ونحن لا ندرى؟ أما نحن فنسمى بناتنا: "سِتّ": ست الدار، ست البيت، ست أبوها، ستّ كل لئيم النفس وستّ الذين خلّفوه! ونحن أيضا الذين خرمنا التعريفة، فهل خرمتم التعريفة كما خرمناها؟ يا رجل، احقد على المسلمين كما تحب، لكن لا بد أن يكون عند الواحد منا شىء من العقل والتمييز!
ويرسم السيد السند الخطة الجهنمية "اللى هيّه" لعودة مصر إلى مجدها القديم أيام أن كانت المحروسة نصرانية تصنع المرسيدس وسفن الفضاء والكواتيب والقنابل الهيدروجينية وتستنسخ النعاج والخرفان (كصاحبنا الخروف) قبل أن يفد عليها الإسلام فتتحول إلى صناعة القُفَف والمِشَنّات والبلاليص والقُلَل القِنَاوى، فيقول: "ونحن نحب أخوتنا الذين كانوا جدودهم مسيحيين وأعتنقوا الإسلام نتيجة لشروط جحافل العرب المسلمين الغزاة ونقول لهم يا ابن ابن جدى القبطى أرجع لدين جدودك المسيحية فالأسلام قضى على مصر كدولة وثقافة وعلم وحضارة وانه لن ينقذ مصر من السرقات والبوظان والروتين فى الأعمال الحكومية ويرجعها إلى عهدها الأول الذى كان قبل الإسلام إلا قوة الرب يسوع الذى كان يؤمن به اجدادك". انظروا إلى المحبة التى تسيل من دبره! اِلْحَقْ يا جدع أنت وهو قبل أن يقوم من مقامه فى المرحاض وينقطع سيلان المحبة، "م العين دى حبة، والعين دى حبة، واعرف يا هاجر طبع الأحبة"! يا رجل يا أبله، الناس العاقلة حين تدعو أحدا إلى دين أو مذهب تقول له إن العقل يقتضى كذا وكذا، وإن القيم الحضارية هى كذا وكذا، وإن ميزات عقيدتنا فى ميزان العقل والحضارة هى كذا وكذا، أما أن تقول له: أجدادك وأجداد أجدادك، وهذا الكلام الأبله، فما الحل لو قال لك: إلى حيث ألقتْ أنت وأجدادى، وأجدادك أيضا الذين نفضوك، فوق البيعة ما داموا مشركين؟ إن عندى عقلا ينبغى أن تخاطبه لا أن تقول لى: آبائى وأجدادى، وإلا فلم تركتَ أنت دين آبائك وأجدادك الفراعين الذين أزعجْتنى بذكراهم وأنت لا تفهم من أمرهم شيئا؟ أوكانوا نصارى؟ طبعا لم يكونوا نصارى، فإن كنت تدرى ما تقول فارجع إلى دينهم. أما نحن فقد أكرمنا الله بدين التوحيد النقى الطاهر الكريم الخالى من دنس الوثنية والعبودية لغير الله، ولا نريد به، والحمد لله، بديلا. وهنيئا لك ما أنت فيه، وصحتين وعافية. ولا أحب أن أعطّلك، فهيا أَرِنَا عرض أكتافك، ولا تنس أن تسلم لى على القمص المشلوح، ذى الدبر المقروح، الذى منه النتانة تفوح! أَوْ لا داعى لتبليغه السلام، فهو الآن يطالع هذا المقال، ويقرؤه منتشيا لأننا أتينا على ذِكْر دبره، وهو يستلذ هذا الموضوع مَوْتًا! وبالمناسبة فقد شكّلتُ له كلمة "ذِكْر" حتى لا يروح باله فى اللى بالى بالك! سلامات يا زيكو! والله سلامات! الرسائل وصلتْ يا "سبع" البُرُمْبَة ("سبع" بالمعنى الذى سيأتيك شرحه بعد قليل)، وعرفتُ منها أن دبرك يأكلك، فأرجو أن تتصبر بهذه التصبيرة إلى أن أوافيك بمشيئة الله بقفة غراميل كاملة من "اللى هيّه"، وكله بأوانه!
وأخيرا نورد من كلام الأبله هذه الفقرة الحمقاء التى تدل على أن بعض الناس يكتبون وهو مغيَّبو الذهن. قال: "وايا كان الإضطهاد الدينى الإسلامى العنصرى سواء أكان بدنياً أونفسياً فهو لم يستطع أن يبيد مسيحية أقباط مصر منذ غزو مصر وحتى الآن ووقف القبطى صامداً يقاوم عوامل تعريبه كما قاوم الهرم الذى بناه أجدادهم عوامل التعرية ومحاولة هدمة من دراويش مصر المسلمين، وكانت مقاومة الأقباط لهم واضحة بتمسكهم برب المجد يسوع المسيح مهما كانت خسائرهم فحماهم وحمى مصر من الذوبان، وظل الأقباط بفضله مسيحيين حتى هذا اليوم". يعنى أن العرب لم يحولوا أحدا من المصريين إلى الإسلام كما تزعمون كذبا وزورا وبهتانا عظيما! وبطبيعة الحال فالمسلمون الموجودون بمصر الآن ليسوا مصريين بل وارد الخارج، أما الملايين الذين كانوا فى مصر وقت دخول الإسلام فكما قلتُ من قبل: أكلتهم القطة! لكن يا ابن الحلال، كيف تريدنى أن أصدق هذه الحكاية البلهاء، وهذه هى القطة، فأين الملايين؟ أو هذه هى الملايين، فأين القطة، على رأى الأغنية الهزلية التى لحنها سيد مكاوى، وهى تدور حول زوجٍ اشترى كيلو لحم وأعطاه لزوجته لتطبخه، وحين عاد من الشغل ظهرا قالت له إن القطة قد أكلت اللحم لأنها (أى الزوجة لا القطة الغلبانة) كانت طَفِسة وكذابة فى أصل وجهها ووقحة كبعض الناس، وكنت أسمعها (أقصد الأغنية لا الزوجة بطبيعة الحال) فى صباى عندما أقوم من نومى صباحا على النحو التالى: "آدى القطة، فين اللحمة؟ وآدى اللحمة، فين القطة؟"؟ أَفَهِمْتَ يا رجل يا قطة؟
والآن سوف أستطرد قليلا وأورد من نفس الموقع الحكاية البلهاء التالية لأُرِىَ القراء أننا نتعامل مع قومٍ الكذبُ يجرى فى دمهم. ينقل الأحمق عن المشلوح عن أخيه الميت بعد موته، لا رضى الله عنهم بل لعنهم واحدا واحدا (أما كيف يتكلم الميت بعد موته، فاسألوا فيها دبر القمص المشلوح)، ينقل عنه ما يلى: "يقول أبونا ذكريا في سنة 48: كان لي أخ الكبير البكري اسمه فؤاد بطرس حنين عنده عمل حر وكان يروح يوعظ في الكنائس وفي يوم وهو رايح قرية من القرى يعظ فيها فمسكوه جماعة الإخوان المسلمين سنة 48 وجروه داخل الدرة وضربوه بالبلط وبعدين قطعوا لسانه علشان خاطر لو كان لسه فيه روح ما يعرفش يخبر عنهم لأنه كان شافهم ... ونوموه على الأرض علشان يثبتوه ما يجريش وراهم ولا يزحف بره الذرة لحد ما تطلع روحه، دخلوا سيخ حديد في أذنه وخرج من أذنه الثانية وهو نائم على الأرض وغرسوه في قلب الأرض علشان ما يتحركش. انتقل شهيد من أجل اسم المسيح وكلمة الله- طبعا ما اتكونش عندي رد فعل عنيف ضد المسلمين بالعكس أنا بحب المسلمين حب شديد جدا وبأشفق عليهم مش خوف من الجماعات دي لكن إشفاق". ياخبيث، يا خِنّيس، وتقول إنك تحب المسلمين؟ حَبَّك بُرْص، وعشرة خُرْس! الحق أنك ليس عندك من الحياء ولا بَعْضشى، وإلا ما جرؤت على تلفيق هذه الحكاية التى لا يمكن أن يرويها إلا كذابٌ قرارىّ مثلك، بل هى الكذب مجسَّدا.
ترى كيف عرف القمص المشلوح شخصية القاتل أو القتلة، وكيف عرف الطريقة التى قتلوا أخاه بها إذا كان أخوه قد مات وشبع موتا قبل أن يكتشفوه، وبخاصة أن لسانه الذى يستأهل الحرق كلسان أخيه الكذاب قد قُطِع؟ يعنى حتى لو افترضنا أنه حدثت معجزة (وعندهم المعجزات بالهَلَبُلِّى!) وقام بسلامته من الأموات فلن يستطيع الكلام! وللعلم فإن هذه الطريقة فى رواية القصص معيبة حتى من الناحية الفنية، فبعض الروائيين يبنى عمله على هذا النحو فيجعل سارد القصة يموت، وحينئذ يثور السؤال المنطقى: إذا كان سارد القصة قد مات، فمن يا ترى وصّل لنا كلامه؟ وفى بعض ما كتبتُ من نقد قصصى كلام يتناول هذا الموضوع، وهو كما قلت عيب فنى خطير. أى أن القمص المشلوح لا يجترح الكذب فقط، وهو عيب خلقى شنيع لا يليق بأى شخص محترم، فضلا عن أن يكون هذا الشخص رجل دين يزعم أنه ينشر الفضيلة، بل يضيف إليه سقم العقل وعقم الخيال ورداءة التلفيق القصصى، فضلا عن ركاكة الفكرة وسخف الأسلوب وقبح اللغة، مما لا يفترق به المشلوح عن أفكار العوام وأساليبهم ولغتهم! وهذا إن كان شىء مما رواه لنا قد وقع أصلا!
ومن أكاذيب المشلوح (التى لم يُحْكِمها لأنه كان متفزز الأعصاب بسبب عدم نكاح أحد له يومين كاملين) الحدوتة التالية: "لما جاءت التكنولوجيا عملوا البال توك فدخلنا السعودية دخلت قلب مكة. دخلنا المدينة غير المنورة فلقينا ناس مؤمنين في مكة. مسيحي سعودي على البال توك ودة لي جلسات ملتزمة على البال توك برضه. أيضا أتكلم مع أستاذ شيخ من جامعة فيصل في مكة خدنا يومين حوار (يقصد المأبون اليومين اللذين لم ينكحه فيهما أحد فطاش لُبّه وركبه البلبال وأصبح يخرّف). الحوار كان بيمتد إلى حوالي الخمس ساعات 800 كمبيوتر في الروم طبعا كل كمبيوتر بحوالي عيلة على الأقل في 800 في 5 بحوالي 4000 فرد عمرها ما بتكرر. (سامي مقاطعا): الشيخ أحمد السويدي؟ أيوه الشيخ أحمد السويدي". يا منكوح، أتظن أنك تخاطب ناسا من أتباعك البلهاء مثلك؟ يا منكوح، لا يوجد جامعة فى مكة اسمها جامعة فيصل، ولا يوجد أستاذ جامعى هناك اسمه الشيخ أحمد السويدى! يامنكوح، استح على وجهك! أقصد أن أقول: استح على دبرك، فأنت لا وجه لك، بل دبر، ودبر فقط!
ومن تلك القصص البلهاء أيضا كعقول مختلقيها ما تجده فى كثير من مواقعهم المتخلفة ذهنيا مثلهم من كلام متخلف عن المسلم الذى لم "يحبكه" التنصر إلا أثناء الطواف حول الكعبة (التى يسميها الكذاب الوقح المدعى بأنه كان مسلما ثم تنصر: "أرض جهالاته وضلالاته وآثامه وتجديفاته وخطاياه وشروره وأكاذيبه")، وكان ذلك "يا روح أمه!" حين شاهد المسيح فوقها. وكأن الذى يطوف حول الكعبة عنده من الوقت وروقان البال ما ينظر فيه إلى أعلى ليتأمل هذه السخافات المتخلفة، وكأن الظهور المزعوم للسيد المسيح فوق الكعبة قد حصل فى جب أو مغارة كمغارة على بابا والأربعين حراميا، وليس على مرأى من الحجاج وأهل مكة والدنيا جميعا، وكأنه ليست هناك كاميرات تنقل الطواف على الهواء مع الأذان! فكيف لم يره إلا الكذاب الأحمق؟ ثم إن صح هذا، وهو بكل يقين غير صحيح، فلماذا يا ترى لم تتم المعجزة ويظهر عيسى بن مريم فى الصورة كى يحرج المسلمين ويهلل القمص المشلوح بدبره تهليلا؟
ولقد اشتهر رجال الدين عندهم بهذه الألاعيب بسبب عجزهم عن إقناع أحد، من خلال الحجج العقلية والعلمية، بصواب دينهم، وكتب علماء المسلمين يكشفون تلك الألاعيب التافهة منذ قرون، ومن ذلك ما ذكره بعض علماء الأندلس عن صليب ضخم معلق فى الهواء فى بهو إحدى الكنائس هناك لا يمسكه شىء، مبينا أن السر يكمن فى أنهم وضعوا، حول الصليب من جهاته الست، ستة مغناطيسات متعادلة الجاذبية: واحد فى السقف، وآخر فى الجدار الأيمن، وثالث فى الجدار الأيسر، ورابع فى الجدار الأمامى، وخامس فى الجدار الخلفى، وسادس تحت الأرض بحيث تمسكه الجاذبيات الست المتعادلة فى مكانه فلا يقع. ثم يعللون ذلك عند عامتهم ودهمائهم بأنها معجزة! ومنها أيضا ما قرأته لذات العالم تفسيرا لما يسيل من عيون بعض التماثيل فى كنيسة ثانية من أنهم قد أحدثوا فى مكان العيون ثقوبا نافذة لا تُرَى، وكلما زار الجمهور الكنيسة وقف قسيس وراء الجدار وغذَّى تلك الثقوب بماء من أنبوب رفيع يتصل بالتماثيل على نحو خفى لا يُرَى، فتظهر من الناحية الأخرى نقط سائلة كأنها دموع التمثاثيل تأثرا منها بما تسمعه من ترتيل الإنجيل، وتصيح الدهماء كالعادة: يا لها من معجزة! (انظر كتاب "بين الإسلام والمسيحية" لأبى عبيدة الخزرجى/ تحقيق د. محمد شامة/ مكتبة وهبة/ 269 وما بعدها، وهناك خرافات نصرانية أخرى ذكرها الكاتب تبعث على القهقهة). كما أورد الشيخ الغزالى فى كتابه الذى اقتبسنا منه النص الذى مرَّ آنفا التفسير العلمى الفيزيائى الذى قدمه الدكتور محمد جمال الدين الفندى لما سُمِّىَ بــ"ظهور العذراء" فوق إحدى الكنائس بالزيتون فى أعقاب نكسة 1967م واستغلال عبد الناصر ورجاله تلك الحادثة لإلهاء المصريين عن هزيمتهم الساحقة المخزية التى دفعت المنطقة كلها إلى ما نقاسيه حتى اليوم من مصائب وبلايا ورزايا متلتلة حولت حياتنا إلى جحيم مقيم نستحقه وزيادة. وأذكر فى هذا السياق كتابا قرأته وأنا فى أكسفورد ألّفتْه، فى بداية القرن العشرين، زوجة قسيس بريطانى من قساوسة الاحتلال عن ذكرياتها فى مصر، وكان من بين ما وصفتْه غرفة فى كنيسة تظهر فيها بعض الصور بنفس الطريقة. وما زلت أذكر الكلمة التى استخدمتْها أثناء حديثها عن تلك الظاهرة الضوئية، وهى: "camera obsecura"، وكانت تلك أول مرة يقابلنى فيها هذا المصطلح.
وكما ترى فهذه الحواديت تتفوق فى الرقاعة على حدوتة أمنا الغولة وأبو رجل مسلوخة! سلخ الله جلدك منك له أيها المناكيح المعاتيه! وقد نتناول قريبا بمشيئة الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، حدوتة أمنا الغولة الأخرى صديقة القمص المشلوح التى انقلبت عليه وأخذت ترشقه ويرشقها بالاتهامات، والتى زارها السيد المسيح (طبقا لمزاعم الحيزبون نفسها) وملَّس على بدنها المتغضن المنتن (أعوذ بالله أن يقترب السيد المسيح عليه السلام من مثل هذه الدردبيس النجسة)، حتى إنها لما قامت من النوم وجدت جسمها مدهونا بالزيت المقدس. وأنا لا أصدقها إلا فى أن جسدها النجس كان مدهونا، لكننى أفسره تفسيرا آخر، وهو أنها قد تبوّلت، وهَرّت أيضا، على نفسها لطعونها فى السن وعجزها عن أن تتحكم فى مثانتها وأمعائها المنتنة مثل فمها الأبخر، ثم سوَّل لها عقلها الأبله أن تدعى أن ذلك من عمل المسيح وأنه دليل على أنه قد رسمها قديسة. قديسة مرة واحدة يا أيتها العجوز المخرفة؟ ماشٍ كلامك على عينى وعلى رأسى: من الآن فصاعدا سنخلع عليك لقب قديسة فنقول: "القديسة أُمّ شخّة"!
وبعد هذا الاستطراد نعود لما كنا فيه فنقول إن صاحب الموسوعة يتهم المسلمين أيضا باغتصاب الفتيات النصرانيات. الله أكبر! أين كان ذلك يا ترى؟ ومتى كان؟ لعل ذلك قد حصل فى بلاد الواق واق قبل الطوفان! وبعد ذلك يقولون إننا متعصبون ونكره الآخرين ونفترى عليهم الكذب! والله لم أكن أتصور فى يوم من الأيام أن الكذب يمكن أن يبلغ لدى بعض الناس هذا المبلغ حتى قرأت مثل هذه الحكايات والتلفيقات. فهل يظن الكذابون الملفقون أنهم يستطيعون إقناعنا بما يقولونه من افتراءات وتلفيقات وتزويرات مجرمة عن المسلمين الذين رحبوا بهم حين جاؤوا وخلصوهم من عسف الرومان وتنكيلهم وبطشهم، حتى إذا اطمأنوا بَطِروا وأَشِروا وتنكروا للجميل وصُنّاع الجميل وانقلبوا عليهم كشأنهم كلما ظنوا أن الفرصة مواتية لتنصير مصر وإخراج المسلمين المصريين عن دينهم، فكالوا لهم بالكذب والتزييف أبشع الاتهامات! ألا لعنة الله على كل كذابٍ أَشِر! ولنقرأ فى هدوءٍ ما كتبه C. Diehl فى كتابه: "Afrique Byzantine" بنصه الفرنسى حسبما أورده بتلر (Butler) فى دراسته المعروفة: "Arab Conquest of Egypt: فتح العرب لمصر": "Les Coptes embrassèrent presque sans résister le parti de l´ invahisseur et assurèrent par leur défection la victoire des Musulmans"! ومعناه أن القبط قد انحازوا دون مقاومة تقريبا إلى جانب الفاتحين (العرب)، وهو ما جعل النصر الإسلامى أمرا أكيدا. إن جموع النصارى فى مصر يعيشون مع إخوانهم المسلمين دون مشاكل، اللهم إلا تلك الفئة الضالّة المُضِلّة التى تريد أن تسمّم كل شىء وتحرق كل شىء!
ولنقرأ هذه أيضا، وهى كذبة أخرى من أكاذيب المارقين التى تدل على أن وجوههم قُدَّتْ من جلد النعال القديمة، والكذبة هذه المرة عن الدكتور ميلاد حنا، وليس عن شخصٍ نكرةٍ لا يعرفه أحد، ويمكن من ثم تلفيق الحكايات الكاذبة عنه دون خوف من الافتضاح. ويجد القارئ هذه الكذبة المفضوحة فى نفس الموقع تحت عنوان: ""البكاشين، المؤلفة قلوبهم، اليهوذيين" حيث يقول: "وفى تعبيرهم عن إستيائهم من تصريحه هذا ذكر بيان رابطة اقباط المهجر على موقعهم على الإنترنت أن ميلاد حنا يقوم منذ فترة طويلة بالإساءة إلي الأقباط ومصالحهم. وأما عن علاقته المشبوهه بالإخوان المسلمين فقالوا إن ميلاد حنا صلى مع المسلمين (صلاة المغرب) في حفل الإفطار الذي أقامته الجماعة في رمضان الماضي قبل أنتخابات 2005 م والتى حصل فيها 88 عضو منهم على عضوية مجلس الشعب. وأتهم البيان أن ميلاد حنا مرتدا عن المسيحية فقال: أن الكاتب القبطي يكون بذلك قد ترك "الإيمان المسيحي القويم" وقام بما يقوم به من يتبعون الهرطقات ويتساوى فعله هذا مع فعل من كانوا قديما يقدمون بخورا للأوثان تاركين إيمانهم بالسيد المسيح كما أننا نتعجب من أن ميلاد حنا لم يحتج أو ينفي هذا الأمر وكأنه شيئ عادي أو كأنه لم يرتكب خطأ وهنا لابد أن نتساءل هل اعتنق ميلاد حنا الإسلام سرا ليحصل علي بعض المنافع الشخصية أو أملا في الحصول علي منصب حكومي أو تعيينه في مجلس تشريعي؟؟!! وتساءل البيان: هل تم إبقاء هذا الأمر، إي إسلام ميلاد حنا، سرا حتى يتم ضرب الأقباط به حيث يحسب عليهم. ويلاحظ أنه كثيرا ما يتم استخدامه في الإعلام ونعته بأنه المفكر القبطي البارز. وهل ما كتبه سليم؟ ألعل قيامه بالصلاة مع الإخوان يجيب عن تساؤل الأقباط عن سبب تصرفات ميلاد حنا ضد حقوقهم ومصالحهم وقضيتهم؟؟!!". ولن أعلق على هذا الكلام، فقد أوشكتُ أن أطقّ من أجنابى!
وكثيرا ما تصلنا رسائل مشباكية مملوءة بالشتائم المنتقاة التى تدل على الرحمة والتسامح والتواضع والمحبة التى لا تطاق من فرط ما فيها من حنان وعطف ورهافة قلب ونزوع غلاب إلى السلام فى ذات الوقت! ولا أدرى كيف يكون الحكم عليها فى ضوء الكلام الذى يقطر عسلا وشهدا، ويذوب رقة وتواضعا، وينفح عطرا ومسكا لدرجة لا يصدقها عقل (وبتعبير ربة الغنج والدلال: "لا يُسَدِّكها عَكْل")، أو كما يقولون فى لغة جون بول: "Too good to be true"، والذى نفى فيه القس مينا ظريف راعى كنيسة العمرانية بالقاهرة فى رده على انتقادات كمال غبريال الحادة ضد الكنيسة المصرية فى جريدة "القاهرة" فى 15/ 5/ 2006م "أن تكون المسيحية أو الكنيسة المصرية تعتمد فكرًا استعلائيًا أو تكفر أصحاب الرأي الآخر، قائلا: المسيحية تقول لا يعد مسيحيًا من لا يحب عدوه أو يصلي لأجله أو تحسن إليه، مشيرًا إلى أن هذه الوصية تعتبر لؤلؤة تاج المسيحية"! وبالمناسبة فأحد المناكيح (أو قل إنه المشلوح الأعظم) يوالينى كل حين برسالة من النوع الحَيِىّ الوديع المسالم مذيِّلاً كلا منها باسم "فلان السبع". وهذا كذب وزَيْف ومَيْن، فذلك ليس اسمه الحقيقى، لأن مثله من الأوباش لا يمكن أن يكون سبعا، بل هو خنزير جبان ليس فيه من صفات "السبع" شىء، اللهم إلا أنه "ابن لبــ...". وإلى القارئ بعضا من تلك الرسائل المحبة المسالمة:
إلى القُمّص المشلوح:
مقتطفات ممتعة من الكتاب المقدس
إبراهيم عوض
فى أحد المواقع التبشيرية قرأت العبارة التالية فى مقال يحاول صاحبه على نحو مضحك أن يقنع قارئه المسلم بأن القرآن يشهد لعيسى بن مريم بالألوهية، وهى بعنوان "نصيحة مهمة لقراءة نص الكتاب المقدس": "لقد عشتَ أنت في حالة عدم اليقين بخصوص أبديتك كل هذه السنين، ولا تستطيع أن تتحمل تكاليف خسارة الأبدية. لذلك قبل كل مرة تأتي فيها لقراءة كلمات الإنجيل المباركة ارفع قلبك بصلاة صغيرة إلى الله قائلاً: يا رب، أرشدني لفهم كلمات كتابك وشدد إيماني كي أقبل ما تقنعني أنت به. ساعدني لكي أفهم مشيئتك ولكي أعمل إرادتك في حياتي". وقد نزلت على رأى الكاتب رغبة منى فى تمحيص أفكارى واقتناعاتى، وقرأت الكتاب المقدس من جديد أكثر من مرة، ودعوت الله من عمق أعماق قلبى أن ينير بصيرتى للحق وأن يرفع عن عينى غشاوة الباطل إذا كان ثمة باطل عندى يشوش على عقلى ويختم على قلبى، فكانت النتيجة هى الخروج من قراءتى بالمختارات التالية التى ألهمنى الله، بعد أن دعوته وألحفت فى الدعاء، ألا احتجزها لنفسى بل أشرك فيها قرائى الأعزاء معى. فما رأيكم؟ تعالوا من فضلكم لنقرأ ونستمتع:
إلى القُمّص المشلوح:
مقتطفات ممتعة من الكتاب المقدس
د. إبراهيم عوض
يسلك المبشرون سبيلا مخادعة عند مخاطبتهم لعوامّ المسلمين، إذ يحاولون أن يوهموهم بأن الكتاب المقدس الذى مع اليهود والنصارى الآن هو التوراة والإنجيل اللذان ورد ذكرهما فى القرآن المجيد وقال عنهما إنهما وحى أوحاه الله لموسى وعيسى. إنه خداع رخيص واستغفال للعقول، فالتوراة والإنجيل شىء، والكتاب المقدس شىء آخر. الكتاب المقدس هو، فى أحسن أحواله، يشبه على نحوٍ ما السيرة النبوية، إذ كتبه رجال الدين اليهود والنصارى بعد وفاة موسى وعيسى: كَتَبَ اليهودُ "العهدَ القديم"، وكتَبَ َالنصارى "العهدَ الجديد"، أما التوراة والإنجيل اللذان يتحدث عنهما القرآن فقد اختفيا، وإن لم يمنع هذا من وجود بعض العبارات أو المعانى من التوراة والإنجيل فى الكتابين المذكورين. فى ضوء هذا أرجو من القراء أن يصحبونا فى هذه الجولة خلال الكتاب المقدس نطّلع فيها على بعض النصوص الممتعة التى انتقيتها لهم لكى يَرَوْا بأنفسهم أن ذلك الكتاب ليس هو الوحى الإلهى الذى نزل على موسى وعيسى عليهما السلام، بل هو شىء آخر سطرته يد البشر بما فى عقول البشر وقلوبهم من أهواء ونزوات وشهوات وأخطاء مضحكة لا تدخل العقل! فهيا إلى هناك:
تكوين 2 (الله عندهم يتعب ويستريح، فالحمل ثقيل عليه! أستغفر الله):
1فأُكْمِلَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَكُلُّ جُنْدِهَا. 2وَفَرَغَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. فَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. 3وَبَارَكَ اللهُ الْيَوْمَ السَّابعَ وَقَدَّسَهُ، لأَنَّهُ فِيهِ اسْتَرَاحَ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ اللهُ خَالِقًا.
تكوين 3 (إله هذا أم شيخ بلد يتفقد أملاكه ساعة العصر؟):
8وَسَمِعَا صَوْتَ الرَّبِّ الإِلهِ مَاشِيًا فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ، فَاخْتَبَأَ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ الإِلهِ فِي وَسَطِ شَجَرِ الْجَنَّةِ. 9فَنَادَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيْنَ أَنْتَ؟». 10فَقَالَ: «سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ، لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ».
تكوين 3 (يا له من إله حاقد!):
22وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: «هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفًا الْخَيْرَ وَالشَّرَّ. وَالآنَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَأْخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ أَيْضًا وَيَأْكُلُ وَيَحْيَا إِلَى الأَبَدِ». 23فَأَخْرَجَهُ الرَّبُّ الإِلهُ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ الَّتِي أُخِذَ مِنْهَا. 24فَطَرَدَ الإِنْسَانَ، وَأَقَامَ شَرْقِيَّ جَنَّةِ عَدْنٍ الْكَرُوبِيمَ، وَلَهِيبَ سَيْفٍ مُتَقَلِّبٍ لِحِرَاسَةِ طَرِيقِ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ.
تكوين 6 (الله ينجب ذكورا لا إناثا، ويندم على ما خلق!):
1وَحَدَثَ لَمَّا ابْتَدَأَ النَّاسُ يَكْثُرُونَ عَلَى الأَرْضِ، وَوُلِدَ لَهُمْ بَنَاتٌ، 2أَنَّ أَبْنَاءَ اللهِ رَأَوْا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ. فَاتَّخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً مِنْ كُلِّ مَا اخْتَارُوا. 3فَقَالَ الرَّبُّ: «لاَ يَدِينُ رُوحِي فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ، لِزَيَغَانِهِ، هُوَ بَشَرٌ. وَتَكُونُ أَيَّامُهُ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً». 4كَانَ فِي الأَرْضِ طُغَاةٌ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَبَعْدَ ذلِكَ أَيْضًا إِذْ دَخَلَ بَنُو اللهِ عَلَى بَنَاتِ النَّاسِ وَوَلَدْنَ لَهُمْ أَوْلاَدًا، هؤُلاَءِ هُمُ الْجَبَابِرَةُ الَّذِينَ مُنْذُ الدَّهْرِ ذَوُو اسْمٍ.
5وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ، وَأَنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ. 6فَحَزِنَ الرَّبُّ أَنَّهُ عَمِلَ الإِنْسَانَ فِي الأَرْضِ، وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ. 7فَقَالَ الرَّبُّ: «أَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ، الإِنْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ السَّمَاءِ، لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي عَمِلْتُهُمْ». 8وَأَمَّا نُوحٌ فَوَجَدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ.
تكوين 9 (نبى الله نوح يَسْكَر "طينة" وتتعرى سوأته!):
20وَابْتَدَأَ نُوحٌ يَكُونُ فَلاَّحًا وَغَرَسَ كَرْمًا. 21وَشَرِبَ مِنَ الْخَمْرِ فَسَكِرَ وَتَعَرَّى دَاخِلَ خِبَائِهِ. 22فَأَبْصَرَ حَامٌ أَبُو كَنْعَانَ عَوْرَةَ أَبِيهِ، وَأَخْبَرَ أَخَوَيْهِ خَارِجًا. 23فَأَخَذَ سَامٌ وَيَافَثُ الرِّدَاءَ وَوَضَعَاهُ عَلَى أَكْتَافِهِمَا وَمَشَيَا إِلَى الْوَرَاءِ، وَسَتَرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا وَوَجْهَاهُمَا إِلَى الْوَرَاءِ. فَلَمْ يُبْصِرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا. 24فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ نُوحٌ مِنْ خَمْرِهِ، عَلِمَ مَا فَعَلَ بِهِ ابْنُهُ الصَّغِيرُ، 25فَقَالَ: «مَلْعُونٌ كَنْعَانُ! عَبْدَ الْعَبِيدِ يَكُونُ لإِخْوَتِهِ». 26وَقَالَ: «مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلهُ سَامٍ. وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْدًا لَهُمْ. 27لِيَفْتَحِ اللهُ لِيَافَثَ فَيَسْكُنَ فِي مَسَاكِنِ سَامٍ، وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْدًا لَهُمْ».
تكوين 11 (هل يمكن أن يكون الإله حقودا، وإلى هذه الدرجة؟):
1وَكَانَتِ الأَرْضُ كُلُّهَا لِسَانًا وَاحِدًا وَلُغَةً وَاحِدَةً. 2وَحَدَثَ فِي ارْتِحَالِهِمْ شَرْقًا أَنَّهُمْ وَجَدُوا بُقْعَةً فِي أَرْضِ شِنْعَارَ وَسَكَنُوا هُنَاكَ. 3وَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «هَلُمَّ نَصْنَعُ لِبْنًا وَنَشْوِيهِ شَيًّا». فَكَانَ لَهُمُ اللِّبْنُ مَكَانَ الْحَجَرِ، وَكَانَ لَهُمُ الْحُمَرُ مَكَانَ الطِّينِ. 4وَقَالُوا: «هَلُمَّ نَبْنِ لأَنْفُسِنَا مَدِينَةً وَبُرْجًا رَأْسُهُ بِالسَّمَاءِ. وَنَصْنَعُ لأَنْفُسِنَا اسْمًا لِئَلاَّ نَتَبَدَّدَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ». 5فَنَزَلَ الرَّبُّ لِيَنْظُرَ الْمَدِينَةَ وَالْبُرْجَ اللَّذَيْنِ كَانَ بَنُو آدَمَ يَبْنُونَهُمَا. 6وَقَالَ الرَّبُّ: «هُوَذَا شَعْبٌ وَاحِدٌ وَلِسَانٌ وَاحِدٌ لِجَمِيعِهِمْ، وَهذَا ابْتِدَاؤُهُمْ بِالْعَمَلِ. وَالآنَ لاَ يَمْتَنِعُ عَلَيْهِمْ كُلُّ مَا يَنْوُونَ أَنْ يَعْمَلُوهُ. 7هَلُمَّ نَنْزِلْ وَنُبَلْبِلْ هُنَاكَ لِسَانَهُمْ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ بَعْضُهُمْ لِسَانَ بَعْضٍ». 8فَبَدَّدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ هُنَاكَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ، فَكَفُّوا عَنْ بُنْيَانِ الْمَدِينَةِ، 9لِذلِكَ دُعِيَ اسْمُهَا «بَابِلَ» لأَنَّ الرَّبَّ هُنَاكَ بَلْبَلَ لِسَانَ كُلِّ الأَرْضِ. وَمِنْ هُنَاكَ بَدَّدَهُمُ الرَّبُّ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ.
تكوين 12 (إبراهيم يديّث على زوجته من أجل شويّة مواشٍ! أمعقول هذا؟):
10وَحَدَثَ جُوعٌ فِي الأَرْضِ، فَانْحَدَرَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ لِيَتَغَرَّبَ هُنَاكَ، لأَنَّ الْجُوعَ فِي الأَرْضِ كَانَ شَدِيدًا. 11وَحَدَثَ لَمَّا قَرُبَ أَنْ يَدْخُلَ مِصْرَ أَنَّهُ قَالَ لِسَارَايَ امْرَأَتِهِ: «إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ امْرَأَةٌ حَسَنَةُ الْمَنْظَرِ. 12فَيَكُونُ إِذَا رَآكِ الْمِصْرِيُّونَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: هذِهِ امْرَأَتُهُ. فَيَقْتُلُونَنِي وَيَسْتَبْقُونَكِ. 13قُولِي إِنَّكِ أُخْتِي، لِيَكُونَ لِي خَيْرٌ بِسَبَبِكِ وَتَحْيَا نَفْسِي مِنْ أَجْلِكِ».
14فَحَدَثَ لَمَّا دَخَلَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ أَنَّ الْمِصْرِيِّينَ رَأَوْا الْمَرْأَةَ أَنَّهَا حَسَنَةٌ جِدًّا. 15وَرَآهَا رُؤَسَاءُ فِرْعَوْنَ وَمَدَحُوهَا لَدَى فِرْعَوْنَ، فَأُخِذَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى بَيْتِ فِرْعَوْنَ، 16فَصَنَعَ إِلَى أَبْرَامَ خَيْرًا بِسَبَبِهَا، وَصَارَ لَهُ غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَحَمِيرٌ وَعَبِيدٌ وَإِمَاءٌ وَأُتُنٌ وَجِمَالٌ. 17فَضَرَبَ الرَّبُّ فِرْعَوْنَ وَبَيْتَهُ ضَرَبَاتٍ عَظِيمَةً بِسَبَبِ سَارَايَ امْرَأَةِ أَبْرَامَ. 18فَدَعَا فِرْعَوْنُ أَبْرَامَ وَقَالَ: «مَا هذَا الَّذِي صَنَعْتَ بِي؟ لِمَاذَا لَمْ تُخْبِرْنِي أَنَّهَا امْرَأَتُكَ؟ 19لِمَاذَا قُلْتَ: هِيَ أُخْتِي، حَتَّى أَخَذْتُهَا لِي لِتَكُونَ زَوْجَتِي؟ وَالآنَ هُوَذَا امْرَأَتُكَ! خُذْهَا وَاذْهَبْ!». 20فَأَوْصَى عَلَيْهِ فِرْعَوْنُ رِجَالاً فَشَيَّعُوهُ وَامْرَأَتَهُ وَكُلَّ مَا كَانَ لَهُ.
تكوين 17 (الله يعاهد إبراهيم وذريته إلى الأبد على الختان، فيأتى بولس ويلغيه):
9وَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيم: «وَأَمَّا أَنْتَ فَتَحْفَظُ عَهْدِي، أَنْتَ وَنَسْلُكَ مِنْ بَعْدِكَ فِي أَجْيَالِهِمْ. 10هذَا هُوَ عَهْدِي الَّذِي تَحْفَظُونَهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ: يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ، 11فَتُخْتَنُونَ فِي لَحْمِ غُرْلَتِكُمْ، فَيَكُونُ عَلاَمَةَ عَهْدٍ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ. 12اِبْنَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ فِي أَجْيَالِكُمْ: وَلِيدُ الْبَيْتِ، وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّةٍ مِنْ كُلِّ ابْنِ غَرِيبٍ لَيْسَ مِنْ نَسْلِكَ. 13يُخْتَنُ خِتَانًا وَلِيدُ بَيْتِكَ وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّتِكَ، فَيَكُونُ عَهْدِي فِي لَحْمِكُمْ عَهْدًا أَبَدِيًّا. 14وَأَمَّا الذَّكَرُ الأَغْلَفُ الَّذِي لاَ يُخْتَنُ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ فَتُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا. إِنَّهُ قَدْ نَكَثَ عَهْدِي».
تكوين 19 ( ابنتا لوط اغتصبتا أباهما وحبلتا منه! يا واقعة مطيَّنة!):
30وَصَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي الْجَبَلِ، وَابْنَتَاهُ مَعَهُ، لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَسَكَنَ فِي الْمَغَارَةِ هُوَ وَابْنَتَاهُ. 31وَقَالَتِ الْبِكْرُ لِلصَّغِيرَةِ: «أَبُونَا قَدْ شَاخَ، وَلَيْسَ فِي الأَرْضِ رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ كُلِّ الأَرْضِ. 32هَلُمَّ نَسْقِي أَبَانَا خَمْرًا وَنَضْطَجعُ مَعَهُ، فَنُحْيِي مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 33فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْرًا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ، وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَ أَبِيهَا، وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا. 34وَحَدَثَ فِي الْغَدِ أَنَّ الْبِكْرَ قَالَتْ لِلصَّغِيرَةِ: «إِنِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ الْبَارِحَةَ مَعَ أَبِي. نَسْقِيهِ خَمْرًا اللَّيْلَةَ أَيْضًا فَادْخُلِي اضْطَجِعِي مَعَهُ، فَنُحْيِيَ مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 35فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْرًا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَيْضًا، وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ، وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا، 36فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أَبِيهِمَا. 37فَوَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْنًا وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوآبَ»، وَهُوَ أَبُو الْمُوآبِيِّينَ إِلَى الْيَوْمِ. 38وَالصَّغِيرَةُ أَيْضًا وَلَدَتِ ابْنًا وَدَعَتِ اسْمَهُ «بِنْ عَمِّي»، وَهُوَ أَبُو بَنِي عَمُّونَ إِلَى الْيَوْمِ.
تكوين 22 (كيف يكون إسحاق هو وحيد إبراهيم، وكان قد أنجب إسماعيل قبل ذلك بسنوات؟):
وَحَدَثَ بَعْدَ هذِهِ الأُمُورِ أَنَّ اللهَ امْتَحَنَ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ لَهُ: «يَا إِبْرَاهِيمُ!». فَقَالَ: «هأَنَذَا». 2فَقَالَ: «خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، الَّذِي تُحِبُّهُ، إِسْحَاقَ، وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا، وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ». 3فَبَكَّرَ إِبْرَاهِيمُ صَبَاحًا وَشَدَّ عَلَى حِمَارِهِ، وَأَخَذَ اثْنَيْنِ مِنْ غِلْمَانِهِ مَعَهُ، وَإِسْحَاقَ ابْنَهُ، وَشَقَّقَ حَطَبًا لِمُحْرَقَةٍ، وَقَامَ وَذَهَبَ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي قَالَ لَهُ اللهُ. 4وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ رَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَأَبْصَرَ الْمَوْضِعَ مِنْ بَعِيدٍ، 5فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِغُلاَمَيْهِ: «اجْلِسَا أَنْتُمَا ههُنَا مَعَ الْحِمَارِ، وَأَمَّا أَنَا وَالْغُلاَمُ فَنَذْهَبُ إِلَى هُنَاكَ وَنَسْجُدُ، ثُمَّ نَرْجعُ إِلَيْكُمَا». 6فَأَخَذَ إِبْرَاهِيمُ حَطَبَ الْمُحْرَقَةِ وَوَضَعَهُ عَلَى إِسْحَاقَ ابْنِهِ، وَأَخَذَ بِيَدِهِ النَّارَ وَالسِّكِّينَ. فَذَهَبَا كِلاَهُمَا مَعًا. 7وَكَلَّمَ إِسْحَاقُ إِبْرَاهِيمَ أَبِاهُ وَقَالَ: «يَا أَبِي!». فَقَالَ: «هأَنَذَا يَا ابْنِي». فَقَالَ: «هُوَذَا النَّارُ وَالْحَطَبُ، وَلكِنْ أَيْنَ الْخَرُوفُ لِلْمُحْرَقَةِ؟» 8فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «اللهُ يَرَى لَهُ الْخَرُوفَ لِلْمُحْرَقَةِ يَا ابْنِي». فَذَهَبَا كِلاَهُمَا مَعًا.
9فَلَمَّا أَتَيَا إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي قَالَ لَهُ اللهُ، بَنَى هُنَاكَ إِبْرَاهِيمُ الْمَذْبَحَ وَرَتَّبَ الْحَطَبَ وَرَبَطَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ وَوَضَعَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ فَوْقَ الْحَطَبِ. 10ثُمَّ مَدَّ إِبْرَاهِيمُ يَدَهُ وَأَخَذَ السِّكِّينَ لِيَذْبَحَ ابْنَهُ. 11فَنَادَاهُ مَلاَكُ الرَّبِّ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ: «إِبْرَاهِيمُ! إِبْرَاهِيمُ!». فَقَالَ: «هأَنَذَا» 12فَقَالَ: «لاَ تَمُدَّ يَدَكَ إِلَى الْغُلاَمِ وَلاَ تَفْعَلْ بِهِ شَيْئًا، لأَنِّي الآنَ عَلِمْتُ أَنَّكَ خَائِفٌ اللهَ، فَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ عَنِّي». 13فَرَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا كَبْشٌ وَرَاءَهُ مُمْسَكًا فِي الْغَابَةِ بِقَرْنَيْهِ، فَذَهَبَ إِبْرَاهِيمُ وَأَخَذَ الْكَبْشَ وَأَصْعَدَهُ مُحْرَقَةً عِوَضًا عَنِ ابْنِهِ. 14فَدَعَا إِبْرَاهِيمُ اسْمَ ذلِكَ الْمَوْضِعِ «يَهْوَهْ يِرْأَهْ». حَتَّى إِنَّهُ يُقَالُ الْيَوْمَ: «فِي جَبَلِ الرَّبِّ يُرَى».
15وَنَادَى مَلاَكُ الرَّبِّ إِبْرَاهِيمَ ثَانِيَةً مِنَ السَّمَاءِ 16وَقَالَ: «بِذَاتِي أَقْسَمْتُ يَقُولُ الرَّبُّ، أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هذَا الأَمْرَ، وَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، 17أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً، وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيرًا كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ، وَيَرِثُ نَسْلُكَ بَابَ أَعْدَائِهِ، 18وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ، مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي». 19ثُمَّ رَجَعَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى غُلاَمَيْهِ، فَقَامُوا وَذَهَبُوا مَعًا إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ. وَسَكَنَ إِبْرَاهِيمُ فِي بِئْرِ سَبْعٍ.
تكوين 25 (كما أعطَوْا بكورية إسماعيل لإسحاق، خدع يعقوب بن إسحاق أخاه عيسو واشترى منه بكوريته بطبق عدس!):
19وَهذِهِ مَوَالِيدُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: وَلَدَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ. 20وَكَانَ إِسْحَاقُ ابْنَ أَرْبَعِينَ سَنَةً لَمَّا اتَّخَذَ لِنَفْسِهِ زَوْجَةً، رِفْقَةَ بِنْتَ بَتُوئِيلَ الأَرَامِيِّ، أُخْتَ لاَبَانَ الأَرَامِيِّ مِنْ فَدَّانَِ أَرَامَ. 21وَصَلَّى إِسْحَاقُ إِلَى الرَّبِّ لأَجْلِ امْرَأَتِهِ لأَنَّهَا كَانَتْ عَاقِرًا، فَاسْتَجَابَ لَهُ الرَّبُّ، فَحَبِلَتْ رِفْقَةُ امْرَأَتُهُ. 22وَتَزَاحَمَ الْوَلَدَانِ فِي بَطْنِهَا، فَقَالَتْ: «إِنْ كَانَ هكَذَا فَلِمَاذَا أَنَا؟» فَمَضَتْ لِتَسْأَلَ الرَّبَّ. 23فَقَالَ لَهَا الرَّبُّ: «فِي بَطْنِكِ أُمَّتَانِ، وَمِنْ أَحْشَائِكِ يَفْتَرِقُ شَعْبَانِ: شَعْبٌ يَقْوَى عَلَى شَعْبٍ، وَكَبِيرٌ يُسْتَعْبَدُ لِصَغِيرٍ».
24فَلَمَّا كَمُلَتْ أَيَّامُهَا لِتَلِدَ إِذَا فِي بَطْنِهَا تَوْأَمَانِ. 25فَخَرَجَ ألأَوَّلُ أَحْمَرَ، كُلُّهُ كَفَرْوَةِ شَعْرٍ، فَدَعَوْا اسْمَهُ «عِيسُوَ». 26وَبَعْدَ ذلِكَ خَرَجَ أَخُوهُ وَيَدُهُ قَابِضَةٌ بِعَقِبِ عِيسُو، فَدُعِيَ اسْمُهُ «يَعْقُوبَ». وَكَانَ إِسْحَاقُ ابْنَ سِتِّينَ سَنَةً لَمَّا وَلَدَتْهُمَا.
27فَكَبِرَ الْغُلاَمَانِ، وَكَانَ عِيسُو إِنْسَانًا يَعْرِفُ الصَّيْدَ، إِنْسَانَ الْبَرِّيَّةِ، وَيَعْقُوبُ إِنْسَانًا كَامِلاً يَسْكُنُ الْخِيَامَ. 28فَأَحَبَّ إِسْحَاقُ عِيسُوَ لأَنَّ فِي فَمِهِ صَيْدًا، وَأَمَّا رِفْقَةُ فَكَانَتْ تُحِبُّ يَعْقُوبَ. 29وَطَبَخَ يَعْقُوبُ طَبِيخًا، فَأَتَى عِيسُو مِنَ الْحَقْلِ وَهُوَ قَدْ أَعْيَا. 30فَقَالَ عِيسُو لِيَعْقُوبَ: «أَطْعِمْنِي مِنْ هذَا الأَحْمَرِ لأَنِّي قَدْ أَعْيَيْتُ». لِذلِكَ دُعِيَ اسْمُهُ «أَدُومَ». 31فَقَالَ يَعْقُوبُ: «بِعْنِي الْيَوْمَ بَكُورِيَّتَكَ». 32فَقَالَ عِيسُو: «هَا أَنَا مَاضٍ إِلَى الْمَوْتِ، فَلِمَاذَا لِي بَكُورِيَّةٌ؟» 33فَقَالَ يَعْقُوبُ: «احْلِفْ لِيَ الْيَوْمَ». فَحَلَفَ لَهُ، فَبَاعَ بَكُورِيَّتَهُ لِيَعْقُوبَ. 34فَأَعْطَى يَعْقُوبُ عِيسُوَ خُبْزًا وَطَبِيخَ عَدَسٍ، فَأَكَلَ وَشَرِبَ وَقَامَ وَمَضَى. فَاحْتَقَرَ عِيسُو الْبَكُورِيَّةَ.
تكوين 26 (وإسحاق يقلد أباه فى التدييث هو أيضا على زوجته):
1وَكَانَ فِي الأَرْضِ جُوعٌ غَيْرُ الْجُوعِ الأَوَّلِ الَّذِي كَانَ فِي أَيَّامِ إِبْرَاهِيمَ، فَذَهَبَ إِسْحَاقُ إِلَى أَبِيمَالِكَ مَلِكِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، إِلَى جَرَارَ. 2وَظَهَرَ لَهُ الرَّبُّ وَقَالَ: «لاَ تَنْزِلْ إِلَى مِصْرَ. اسْكُنْ فِي الأَرْضِ الَّتِي أَقُولُ لَكَ. 3تَغَرَّبْ فِي هذِهِ الأَرْضِ فَأَكُونَ مَعَكَ وَأُبَارِكَكَ، لأَنِّي لَكَ وَلِنَسْلِكَ أُعْطِي جَمِيعَ هذِهِ الْبِلاَدِ، وَأَفِي بِالْقَسَمِ الَّذِي أَقْسَمْتُ لإِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ. 4وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ كَنُجُومِ السَّمَاءِ، وَأُعْطِي نَسْلَكَ جَمِيعَ هذِهِ الْبِلاَدِ، وَتَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ، 5مِنْ أَجْلِ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ سَمِعَ لِقَوْلِي وَحَفِظَ مَا يُحْفَظُ لِي: أَوَامِرِي وَفَرَائِضِي وَشَرَائِعِي». 6فَأَقَامَ إِسْحَاقُ فِي جَرَارَ.
7وَسَأَلَهُ أَهْلُ الْمَكَانِ عَنِ امْرَأَتِهِ، فَقَالَ: «هِيَ أُخْتِي». لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَقُولَ: «امْرَأَتِي» لَعَلَّ أَهْلَ الْمَكَانِ: «يَقْتُلُونَنِي مِنْ أَجْلِ رِفْقَةَ» لأَنَّهَا كَانَتْ حَسَنَةَ الْمَنْظَرِ. 8وَحَدَثَ إِذْ طَالَتْ لَهُ الأَيَّامُ هُنَاكَ أَنَّ أَبِيمَالِكَ مَلِكَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ أَشْرَفَ مِنَ الْكُوَّةِ وَنَظَرَ، وَإِذَا إِسْحَاقُ يُلاَعِبُ رِفْقَةَ امْرَأَتَهُ. 9فَدَعَا أَبِيمَالِكُ إِسْحَاقَ وَقَالَ: «إِنَّمَا هِيَ امْرَأَتُكَ! فَكَيْفَ قُلْتَ: هِيَ أُخْتِي؟» فَقَالَ لَهُ إِسْحَاقُ: «لأَنِّي قُلْتُ: لَعَلِّي أَمُوتُ بِسَبَبِهَا». 10فَقَالَ أَبِيمَالِكُ: «مَا هذَا الَّذِي صَنَعْتَ بِنَا؟ لَوْلاَ قَلِيلٌ لاضْطَجَعَ أَحَدُ الشَّعْبِ مَعَ امْرَأَتِكَ فَجَلَبْتَ عَلَيْنَا ذَنْبًا». 11فَأَوْصَى أَبِيمَالِكُ جَمِيعَ الشَّعْبِ قَائِلاً: «الَّذِي يَمَسُّ هذَا الرَّجُلَ أَوِ امْرَأَتَهُ مَوْتًا يَمُوتُ».
تكوين27 (أية بركة هذه التى يحصل عليها صاحبها بالغش والحقد؟ ومن هو؟ إنه نبى ابن نبى، وبمساعدة أمه زوجة النبى!):
1وَحَدَثَ لَمَّا شَاخَ إِسْحَاقُ وَكَلَّتْ عَيْنَاهُ عَنِ النَّظَرِ، أَنَّهُ دَعَا عِيسُوَ ابْنَهُ الأَكْبَرَ وَقَالَ لَهُ: «يَا ابْنِي». فَقَالَ لَهُ: «هأَنَذَا». 2فَقَالَ: «إِنَّنِي قَدْ شِخْتُ وَلَسْتُ أَعْرِفُ يَوْمَ وَفَاتِي. 3فَالآنَ خُذْ عُدَّتَكَ: جُعْبَتَكَ وَقَوْسَكَ، وَاخْرُجْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ وَتَصَيَّدْ لِي صَيْدًا، 4وَاصْنَعْ لِي أَطْعِمَةً كَمَا أُحِبُّ، وَأْتِنِي بِهَا لآكُلَ حَتَّى تُبَارِكَكَ نَفْسِي قَبْلَ أَنْ أَمُوتَ».
5وَكَانَتْ رِفْقَةُ سَامِعَةً إِذْ تَكَلَّمَ إِسْحَاقُ مَعَ عِيسُو ابْنِهِ. فَذَهَبَ عِيسُو إِلَى الْبَرِّيَّةِ كَيْ يَصْطَادَ صَيْدًا لِيَأْتِيَ بِهِ. 6وَأَمَّا رِفْقَةُ فَكَلمتْ يَعْقُوبَ ابْنِهَا قَائِلةً: «إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ أَبَاكَ يُكَلِّمُ عِيسُوَ أَخَاكَ قَائِلاً: 7ائْتِنِي بِصَيْدٍ وَاصْنَعْ لِي أَطْعِمَةً لآكُلَ وَأُبَارِكَكَ أَمَامَ الرَّبِّ قَبْلَ وَفَاتِي. 8فَالآنَ يَا ابْنِي اسْمَعْ لِقَوْلِي فِي مَا أَنَا آمُرُكَ بِهِ: 9اِذْهَبْ إِلَى الْغَنَمِ وَخُذْ لِي مِنْ هُنَاكَ جَدْيَيْنِ جَيِّدَيْنِ مِنَ الْمِعْزَى، فَأَصْنَعَهُمَا أَطْعِمَةً لأَبِيكَ كَمَا يُحِبُّ، 10فَتُحْضِرَهَا إِلَى أَبِيكَ لِيَأْكُلَ حَتَّى يُبَارِكَكَ قَبْلَ وَفَاتِهِ». 11فَقَالَ يَعْقُوبُ لِرِفْقَةَ أُمِّهِ: «هُوَذَا عِيسُو أَخِي رَجُلٌ أَشْعَرُ وَأَنَا رَجُلٌ أَمْلَسُ. 12رُبَّمَا يَجُسُّنِي أَبِي فَأَكُونُ فِي عَيْنَيْهِ كَمُتَهَاوِنٍ، وَأَجْلِبُ عَلَى نَفْسِي لَعْنَةً لاَ بَرَكَةً». 13فَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: «لَعْنَتُكَ عَلَيَّ يَا ابْنِي. اِسْمَعْ لِقَوْلِي فَقَطْ وَاذْهَبْ خُذْ لِي». 14فَذَهَبَ وَأَخَذَ وَأَحْضَرَ لأُمِّهِ، فَصَنَعَتْ أُمُّهُ أَطْعِمَةً كَمَا كَانَ أَبُوهُ يُحِبُّ. 15وَأَخَذَتْ رِفْقَةُ ثِيَابَ عِيسُو ابْنِهَا الأَكْبَرِ الْفَاخِرَةَ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَهَا فِي الْبَيْتِ وَأَلْبَسَتْ يَعْقُوبَ ابْنَهَا الأَصْغَرَ، 16وَأَلْبَسَتْ يَدَيْهِ وَمَلاَسَةَ عُنُقِهِ جُلُودَ جَدْيَيِ الْمِعْزَى. 17وَأَعْطَتِ الأَطْعِمَةَ وَالْخُبْزَ الَّتِي صَنَعَتْ فِي يَدِ يَعْقُوبَ ابْنِهَا.
18فَدَخَلَ إِلَى أَبِيهِ وَقَالَ: «يَا أَبِي». فَقَالَ: «هأَنَذَا. مَنْ أَنْتَ يَا ابْنِي؟» 19فَقَالَ يَعْقُوبُ لأَبِيهِ: «أَنَا عِيسُو بِكْرُكَ. قَدْ فَعَلْتُ كَمَا كَلَّمْتَنِي. قُمِ اجْلِسْ وَكُلْ مِنْ صَيْدِي لِكَيْ تُبَارِكَنِي نَفْسُكَ». 20فَقَالَ إِسْحَاقُ لابْنِهِ: «مَا هذَا الَّذِي أَسْرَعْتَ لِتَجِدَ يَا ابْنِي؟» فَقَالَ: «إِنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ قَدْ يَسَّرَ لِي». 21فَقَالَ إِسْحَاقُ لِيَعْقُوبَ: «تَقَدَّمْ لأَجُسَّكَ يَا ابْنِي. أَأَنْتَ هُوَ ابْنِي عِيسُو أَمْ لاَ؟». 22فَتَقَدَّمَ يَعْقُوبُ إِلَى إِسْحَاقَ أَبِيهِ، فَجَسَّهُ وَقَالَ: «الصَّوْتُ صَوْتُ يَعْقُوبَ، وَلكِنَّ الْيَدَيْنِ يَدَا عِيسُو». 23وَلَمْ يَعْرِفْهُ لأَنَّ يَدَيْهِ كَانَتَا مُشْعِرَتَيْنِ كَيَدَيْ عِيسُو أَخِيهِ، فَبَارَكَهُ. 24وَقَالَ: «هَلْ أَنْتَ هُوَ ابْنِي عِيسُو؟» فَقَالَ: «أَنَا هُوَ». 25فَقَالَ: «قَدِّمْ لِي لآكُلَ مِنْ صَيْدِ ابْنِي حَتَّى تُبَارِكَكَ نَفْسِي». فَقَدَّمَ لَهُ فَأَكَلَ، وَأَحْضَرَ لَهُ خَمْرًا فَشَرِبَ. 26فَقَالَ لَهُ إِسْحَاقُ أَبُوهُ: «تَقَدَّمْ وَقَبِّلْنِي يَا ابْنِي». 27فَتَقَدَّمَ وَقَبَّلَهُ، فَشَمَّ رَائِحَةَ ثِيَابِهِ وَبَارَكَهُ، وَقَالَ: «انْظُرْ! رَائِحَةُ ابْنِي كَرَائِحَةِ حَقْل قَدْ بَارَكَهُ الرَّبُّ. 28فَلْيُعْطِكَ اللهُ مِنْ نَدَى السَّمَاءِ وَمِنْ دَسَمِ الأَرْضِ. وَكَثْرَةَ حِنْطَةٍ وَخَمْرٍ. 29لِيُسْتَعْبَدْ لَكَ شُعُوبٌ، وَتَسْجُدْ لَكَ قَبَائِلُ. كُنْ سَيِّدًا لإِخْوَتِكَ، وَلْيَسْجُدْ لَكَ بَنُو أُمِّكَ. لِيَكُنْ لاَعِنُوكَ مَلْعُونِينَ، وَمُبَارِكُوكَ مُبَارَكِينَ».
30وَحَدَثَ عِنْدَمَا فَرَغَ إِسْحَاقُ مِنْ بَرَكَةِ يَعْقُوبَ، وَيَعْقُوبُ قَدْ خَرَجَ مِنْ لَدُنْ إِسْحَاقَ أَبِيهِ، أَنَّ عِيسُوَ أَخَاهُ أَتَى مِنْ صَيْدِهِ، 31فَصَنَعَ هُوَ أَيْضًا أَطْعِمَةً وَدَخَلَ بِهَا إِلَى أَبِيهِ وَقَالَ لأَبِيهِ: «لِيَقُمْ أَبِي وَيَأْكُلْ مِنْ صَيْدِ ابْنِهِ حَتَّى تُبَارِكَنِي نَفْسُكَ». 32فَقَالَ لَهُ إِسْحَاقُ أَبُوهُ: «مَنْ أَنْتَ؟» فَقَالَ: «أَنَا ابْنُكَ بِكْرُكَ عِيسُو». 33فَارْتَعَدَ إِسْحَاقُ ارْتِعَادًا عَظِيمًا جِدًّا وَقَالَ: «فَمَنْ هُوَ الَّذِي اصْطَادَ صَيْدًا وَأَتَى بِهِ إِلَيَّ فَأَكَلْتُ مِنَ الْكُلِّ قَبْلَ أَنْ تَجِيءَ، وَبَارَكْتُهُ؟ نَعَمْ، وَيَكُونُ مُبَارَكًا». 34فَعِنْدَمَا سَمِعَ عِيسُو كَلاَمَ أَبِيهِ صَرَخَ صَرْخَةً عَظِيمَةً وَمُرَّةً جِدًّا، وَقَالَ لأَبِيهِ: «بَارِكْنِي أَنَا أَيْضًا يَا أَبِي». 35فَقَالَ: «قَدْ جَاءَ أَخُوكَ بِمَكْرٍ وَأَخَذَ بَرَكَتَكَ». 36فَقَالَ: «أَلاَ إِنَّ اسْمَهُ دُعِيَ يَعْقُوبَ، فَقَدْ تَعَقَّبَنِي الآنَ مَرَّتَيْنِ! أَخَذَ بَكُورِيَّتِي، وَهُوَذَا الآنَ قَدْ أَخَذَ بَرَكَتِي». ثُمَّ قَالَ: «أَمَا أَبْقَيْتَ لِي بَرَكَةً؟» 37فَأَجَابَ إِسْحَاقُ وَقَالَ لِعِيسُو: «إِنِّي قَدْ جَعَلْتُهُ سَيِّدًا لَكَ، وَدَفَعْتُ إِلَيْهِ جَمِيعَ إِخْوَتِهِ عَبِيدًا، وَعَضَدْتُهُ بِحِنْطَةٍ وَخَمْرٍ. فَمَاذَا أَصْنَعُ إِلَيْكَ يَا ابْنِي؟» 38فَقَالَ عِيسُو لأَبِيهِ: «أَلَكَ بَرَكَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَطْ يَا أَبِي؟ بَارِكْنِي أَنَا أَيْضًا يَا أَبِي». وَرَفَعَ عِيسُو صَوْتَهُ وَبَكَى. 39فَأَجَابَ إِسْحَاقُ أَبُوهُ: «هُوَذَا بِلاَ دَسَمِ الأَرْضِ يَكُونُ مَسْكَنُكَ، وَبِلاَ نَدَى السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ. 40وَبِسَيْفِكَ تَعِيشُ، وَلأَخِيكَ تُسْتَعْبَدُ، وَلكِنْ يَكُونُ حِينَمَا تَجْمَحُ أَنَّكَ تُكَسِّرُ نِيرَهُ عَنْ عُنُقِكَ».
41فَحَقَدَ عِيسُو عَلَى يَعْقُوبَ مِنْ أَجْلِ الْبَرَكَةِ الَّتِي بَارَكَهُ بِهَا أَبُوهُ. وَقَالَ عِيسُو فِي قَلْبِهِ: «قَرُبَتْ أَيَّامُ مَنَاحَةِ أَبِي، فَأَقْتُلُ يَعْقُوبَ أَخِي». 42فَأُخْبِرَتْ رِفْقَةُ بِكَلاَمِ عِيسُوَ ابْنِهَا الأَكْبَرِ، فَأَرْسَلَتْ وَدَعَتْ يَعْقُوبَ ابْنَهَا الأَصْغَرَ وَقَالَتْ لَهُ: «هُوَذَا عِيسُو أَخُوكَ مُتَسَلّ مِنْ جِهَتِكَ بِأَنَّهُ يَقْتُلُكَ. 43فَالآنَ يَا ابْنِي اسْمَعْ لِقَوْلِي، وَقُمِ اهْرُبْ إِلَى أَخِي لاَبَانَ إِلَى حَارَانَ، 44وَأَقِمْ عِنْدَهُ أَيَّامًا قَلِيلَةً حَتَّى يَرْتَدَّ سُخْطَ أَخِيكَ. 45حَتَّى يَرْتَدَّ غَضَبُ أَخِيكَ عَنْكَ، وَيَنْسَى مَا صَنَعْتَ بِهِ. ثُمَّ أُرْسِلُ فَآخُذُكَ مِنْ هُنَاكَ. لِمَاذَا أُعْدَمُ اثْنَيْكُمَا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ؟».
46وَقَالَتْ رِفْقَةُ لإِسْحَاقَ: «مَلِلْتُ حَيَاتِي مِنْ أَجْلِ بَنَاتِ حِثَّ. إِنْ كَانَ يَعْقُوبُ يَأْخُذُ زَوْجَةً مِنْ بَنَاتِ حِثَّ مِثْلَ هؤُلاَءِ مِنْ بَنَاتِ الأَرْضِ، فَلِمَاذَا لِي حَيَاةٌ؟».
تكوين22 (يعقوب يصارع الله ويعكمه فلا يستطيع الفلفصة!):
22ثُمَّ قَامَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَأَخَذَ امْرَأَتَيْهِ وَجَارِيَتَيْهِ وَأَوْلاَدَهُ الأَحَدَ عَشَرَ وَعَبَرَ مَخَاضَةَ يَبُّوقَ. 23أَخَذَهُمْ وَأَجَازَهُمُ الْوَادِيَ، وَأَجَازَ مَا كَانَ لَهُ. 24فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ، وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ (هو الله، أستغفر الله) حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ. 25وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ، ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ، فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ. 26وَقَالَ: «أَطْلِقْنِي، لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي». 27فَقَالَ لَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «يَعْقُوبُ». 28فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدَرْتَ». 29وَسَأَلَ يَعْقُوبُ وَقَالَ: «أَخْبِرْنِي بِاسْمِكَ». فَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي؟» وَبَارَكَهُ هُنَاكَ.
30فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلاً: «لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهًا لِوَجْهٍ، وَنُجِّيَتْ نَفْسِي». 31وَأَشْرَقَتْ لَهُ الشَّمْسُ إِذْ عَبَرَ فَنُوئِيلَ وَهُوَ يَخْمَعُ عَلَى فَخْذِهِ. 32لِذلِكَ لاَ يَأْكُلُ بَنُو إِسْرَائِيلَ عِرْقَ النَّسَا الَّذِي عَلَى حُقِّ الْفَخِْذِ إِلَى هذَا الْيَوْمِ، لأَنَّهُ ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِ يَعْقُوبَ عَلَى عِرْقِ النَّسَا.
تكوين 31 (بنت النبى يعقوب يغتصبها شاب فلا يرى أبوها فى الأمر شيئا):
1وَخَرَجَتْ دِينَةُ ابْنَةُ لَيْئَةَ الَّتِي وَلَدَتْهَا لِيَعْقُوبَ لِتَنْظُرَ بَنَاتِ الأَرْضِ، 2فَرَآهَا شَكِيمُ ابْنُ حَمُورَ الْحِوِّيِّ رَئِيسِ الأَرْضِ، وَأَخَذَهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا وَأَذَلَّهَا. 3وَتَعَلَّقَتْ نَفْسُهُ بِدِينَةَ ابْنَةِ يَعْقُوبَ، وَأَحَبَّ الْفَتَاةَ وَلاَطَفَ الْفَتاةَ. 4فَكَلَّمَ شَكِيمُ حَمُورَ أَبِاهُ قَائِلاً: «خُذْ لِي هذِهِ الصَّبِيَّةَ زَوْجَةً». 5وَسَمِعَ يَعْقُوبُ أَنَّهُ نَجَّسَ دِينَةَ ابْنَتَهُ. وَأَمَّا بَنُوهُ فَكَانُوا مَعَ مَوَاشِيهِ فِي الْحَقْلِ، فَسَكَتَ يَعْقُوبُ حَتَّى جَاءُوا.
6فَخَرَجَ حَمُورُ أَبُو شَكِيمَ إِلَى يَعْقُوبَ لِيَتَكَلَّمَ مَعَهُ. 7وَأَتَى بَنُو يَعْقُوبَ مِنَ الْحَقْلِ حِينَ سَمِعُوا. وَغَضِبَ الرِّجَالُ وَاغْتَاظُوا جِدًّا لأَنَّهُ صَنَعَ قَبَاحَةً فِي إِسْرَائِيلَ بِمُضَاجَعَةِ ابْنَةِ يَعْقُوبَ، وَهكَذَا لاَ يُصْنَعُ. 8وَتَكَلَّمَ حَمُورُ مَعَهُمَ قَائِلاً: «شَكِيمُ ابْنِي قَدْ تَعَلَّقَتْ نَفْسُهُ بِابْنَتِكُمْ. أَعْطُوهُ إِيَّاهَا زَوْجَةً 9وَصَاهِرُونَا. تُعْطُونَنَا بَنَاتِكُمْ، وَتَأْخُذُونَ لَكُمْ بَنَاتِنَا. 10وَتَسْكُنُونَ مَعَنَا، وَتَكُونُ الأَرْضُ قُدَّامَكُمُ. اسْكُنُوا وَاتَّجِرُوا فِيهَا وَتَمَلَّكُوا بِهَا». 11ثُمَّ قَالَ شَكِيمُ لأَبِيهَا وَلإِخْوَتِهَا: «دَعُونِي أَجِدْ نِعْمَةً فِي أَعْيُنِكُمْ. فَالَّذِي تَقُولُونَ لِي أُعْطِي. 12كَثِّرُوا عَلَيَّ جِدًّا مَهْرًا وَعَطِيَّةً، فَأُعْطِيَ كَمَا تَقُولُونَ لِي. وَأَعْطُونِي الْفَتَاةَ زَوْجَةً».
13فَأَجَابَ بَنُو يَعْقُوبَ شَكِيمَ وَحَمُورَ أَبَاهُ بِمَكْرٍ وَتَكَلَّمُوا. لأَنَّهُ كَانَ قَدْ نَجَّسَ دِينَةَ أُخْتَهُمْ، 14فَقَالُوُا لَهُمَا: «لاَ نَسْتَطِيعُ أَنْ نَفْعَلَ هذَا الأَمْرَ أَنْ نُعْطِيَ أُخْتَنَا لِرَجُل أَغْلَفَ، لأَنَّهُ عَارٌ لَنَا. 15غَيْرَ أَنَّنَا بِهذَا نُواتِيكُمْ: إِنْ صِرْتُمْ مِثْلَنَا بِخَتْنِكُمْ كُلَّ ذَكَرٍ. 16نُعْطِيكُمْ بَنَاتِنَا وَنَأْخُذُ لَنَا بَنَاتِكُمْ، وَنَسْكُنُ مَعَكُمْ وَنَصِيرُ شَعْبًا وَاحِدًا. 17وَإِنْ لَمْ تَسْمَعُوا لَنَا، أَنْ تَخْتَتِنُوا، نَأْخُذُ ابْنَتَنَا وَنَمْضِي».
18فَحَسُنَ كَلاَمُهُمْ فِي عَيْنَيْ حَمُورَ وَفِي عَيْنَيْ شَكِيمَ بْنِ حَمُورَ. 19وَلَمْ يَتَأَخَّرِ الْغُلاَمُ أَنْ يَفْعَلَ الأَمْرَ، لأَنَّهُ كَانَ مَسْرُورًا بِابْنَةِ يَعْقُوبَ. وَكَانَ أَكْرَمَ جَمِيعِ بَيْتِ أَبِيهِ. 20فَأَتَى حَمُورُ وَشَكِيمُ ابْنُهُ إِلَى بَابِ مَدِينَتِهُِمَا، وَكَلَّمَا أَهْلَ مَدِينَتِهُِمَا قَائِلِينَ: 21«هؤُلاَءِ الْقَوْمُ مُسَالِمُونَ لَنَا. فَلْيَسْكُنُوا فِي الأَرْضِ وَيَتَّجِرُوا فِيهَا. وَهُوَذَا الأَرْضُ وَاسِعَةُ الطَّرَفَيْنِ أَمَامَهُمْ. نَأْخُذُ لَنَا بَنَاتِهِمْ زَوْجَاتٍ وَنُعْطِيهِمْ بَنَاتِنَا. 22غَيْرَ أَنَّهُ بِهذَا فَقَطْ يُواتِينَا الْقَوْمُ عَلَى السَّكَنِ مَعَنَا لِنَصِيرَ شَعْبًا وَاحِدًا: بِخَتْنِنَا كُلَّ ذَكَرٍ كَمَا هُمْ مَخْتُونُونَ. 23أَلاَ تَكُونُ مَوَاشِيهِمْ وَمُقْتَنَاهُمْ وَكُلُّ بَهَائِمِهِمْ لَنَا؟ نُواتِيهِمْ فَقَطْ فَيَسْكُنُونَ مَعَنَا». 24فَسَمِعَ لِحَمُورَ وَشَكِيمَ ابْنِهِ جَمِيعُ الْخَارِجِينَ مِنْ بَابِ الْمَدِينَةِ، وَاخْتَتَنَ كُلُّ ذَكَرٍ. كُلُّ الْخَارِجِينَ مِنْ بَابِ الْمَدِينَةِ.
25فَحَدَثَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ إِذْ كَانُوا مُتَوَجِّعِينَ أَنَّ ابْنَيْ يَعْقُوبَ، شِمْعُونَ وَلاَوِيَ أَخَوَيْ دِينَةَ، أَخَذَا كُلُّ وَاحِدٍ سَيْفَهُ وَأَتَيَا عَلَى الْمَدِينَةِ بِأَمْنٍ وَقَتَلاَ كُلَّ ذَكَرٍ. 26وَقَتَلاَ حَمُورَ وَشَكِيمَ ابْنَهُ بِحَدِّ السَّيْفِ، وَأَخَذَا دِينَةَ مِنْ بَيْتِ شَكِيمَ وَخَرَجَا. 27ثُمَّ أَتَى بَنُو يَعْقُوبَ عَلَى الْقَتْلَى وَنَهَبُوا الْمَدِينَةَ، لأَنَّهُمْ نَجَّسُوا أُخْتَهُمْ. 28غَنَمَهُمْ وَبَقَرَهُمْ وَحَمِيرَهُمْ وَكُلَُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ وَمَا فِي الْحَقْلِ أَخَذُوهُ. 29وَسَبَوْا وَنَهَبُوا كُلَّ ثَرْوَتِهِمْ وَكُلَّ أَطْفَالِهِمْ، وَنِسَاءَهُمْ وَكُلَّ مَا فِي الْبُيُوتِ.
30فَقَالَ يَعْقُوبُ لِشَمْعُونَ وَلاَوِي: «كَدَّرْتُمَانِي بِتَكْرِيهِكُمَا إِيَّايَ عِنْدَ سُكَّانِ الأَرْضِ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِيِّينَ، وَأَنَا نَفَرٌ قَلِيلٌ. فَيَجْتَمِعُونَ عَلَيَّ وَيَضْرِبُونَنِي، فَأَبِيدُ أَنَا وَبَيْتِي». 31فَقَالاَ: «أَنَظِيرَ زَانِيَةٍ يَفْعَلُ بِأُخْتِنَا؟».
تكوين 35 (الله يظهر ليعقوب مرة أخرى بعد مباراة المصارعة):
9وَظَهَرَ اللهُ لِيَعْقُوبَ أَيْضًا حِينَ جَاءَ مِنْ فَدَّانَِ أَرَامَ وَبَارَكَهُ. 10وَقَالَ لَهُ اللهُ: «اسْمُكَ يَعْقُوبُ. لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِيمَا بَعْدُ يَعْقُوبَ، بَلْ يَكُونُ اسْمُكَ إِسْرَائِيلَ». فَدَعَا اسْمَهُ «إِسْرَائِيلَ». 11وَقَالَ لَهُ اللهُ: «أَنَا اللهُ الْقَدِيرُ. أَثْمِرْ وَاكْثُرْ. أُمَّةٌ وَجَمَاعَةُ أُمَمٍ تَكُونُ مِنْكَ، وَمُلُوكٌ سَيَخْرُجُونَ مِنْ صُلْبِكَ. 12وَالأَرْضُ الَّتِي أَعْطَيْتُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ، لَكَ أُعْطِيهَا، وَلِنَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ أُعْطِي الأَرْضَ». 13ثُمَّ صَعِدَ اللهُ عَنْهُ فِي الْمَكَانِ الَّذِي فِيهِ تَكَلَّمَ مَعَهُ. 14فَنَصَبَ يَعْقُوبُ عَمُودًا فِي الْمَكَانِ الَّذِي فِيهِ تَكَلَّمَ مَعَهُ، عَمُودًا مِنْ حَجَرٍ، وَسَكَبَ عَلَيْهِ سَكِيبًا، وَصَبَّ عَلَيْهِ زَيْتًا. 15وَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ الَّذِي فِيهِ تَكَلَّمَ اللهُ مَعَهُ «بَيْتَ إِيلَ».
تكوين 38 (يهوذا بن يعقوب النبى وأخو يوسف النبى يزنى بزوجة ابنه!):
12وَلَمَّا طَالَ الزَّمَانُ مَاتَتِ ابْنَةُ شُوعٍ امْرَأَةُ يَهُوذَا (ابن يعقوب، وأخو يوسف). ثُمَّ تَعَزَّى يَهُوذَا فَصَعِدَ إِلَى جُزَّازِ غَنَمِهِ إِلَى تِمْنَةَ، هُوَ وَحِيرَةُ صَاحِبُهُ الْعَدُلاَّمِيُّ. 13فَأُخْبِرَتْ ثَامَارُ وَقِيلَ لَهَا: «هُوَذَا حَمُوكِ صَاعِدٌ إِلَى تِمْنَةَ لِيَجُزَّ غَنَمَهُ». 14فَخَلَعَتْ عَنْهَا ثِيَابَ تَرَمُّلِهَا، وَتَغَطَّتْ بِبُرْقُعٍ وَتَلَفَّفَتْ، وَجَلَسَتْ فِي مَدْخَلِ عَيْنَايِمَ الَّتِي عَلَى طَرِيقِ تِمْنَةَ، لأَنَّهَا رَأَتْ أَنَّ شِيلَةَ قَدْ كَبُرَ وَهِيَ لَمْ تُعْطَ لَهُ زَوْجَةً. 15فَنَظَرَهَا يَهُوذَا وَحَسِبَهَا زَانِيَةً، لأَنَّهَا كَانَتْ قَدْ غَطَّتْ وَجْهَهَا. 16فَمَالَ إِلَيْهَا عَلَى الطَّرِيقِ وَقَالَ: «هَاتِي أَدْخُلْ عَلَيْكِ». لأَنَّهُ لَمْ يَعْلَمْ أَنَّهَا كَنَّتُهُ. فَقَالَتْ: «مَاذَا تُعْطِينِي لِكَيْ تَدْخُلَ عَلَيَّ؟» 17فَقَالَ: «إِنِّي أُرْسِلُ جَدْيَ مِعْزَى مِنَ الْغَنَمِ». فَقَالَتْ: «هَلْ تُعْطِينِي رَهْنًا حَتَّى تُرْسِلَهُ؟». 18فَقَالَ: «مَا الرَّهْنُ الَّذِي أُعْطِيكِ؟» فَقَالَتْ: «خَاتِمُكَ وَعِصَابَتُكَ وَعَصَاكَ الَّتِي فِي يَدِكَ». فَأَعْطَاهَا وَدَخَلَ عَلَيْهَا، فَحَبِلَتْ مِنْهُ. 19ثُمَّ قَامَتْ وَمَضَتْ وَخَلَعَتْ عَنْهَا بُرْقُعَهَا وَلَبِسَتْ ثِيَابَ تَرَمُّلِهَا.
20فَأَرْسَلَ يَهُوذَا جَدْيَ الْمِعْزَى بِيَدِ صَاحِبِهِ الْعَدُلاَّمِيِّ لِيَأْخُذَ الرَّهْنَ مِنْ يَدِ الْمَرْأَةِ، فَلَمْ يَجِدْهَا. 21فَسَأَلَ أَهْلَ مَكَانِهَا قَائِلاً: «أَيْنَ الزَّانِيَةُ الَّتِي كَانَتْ فِي عَيْنَايِمَ عَلَى الطَّرِيقِ؟» فَقَالُوا: «لَمْ تَكُنْ ههُنَا زَانِيَةٌ». 22فَرَجَعَ إِلَى يَهُوذَا وَقَالَ: «لَمْ أَجِدْهَا. وَأَهْلُ الْمَكَانِ أَيْضًا قَالُوا: لَمْ تَكُنْ ههُنَا زَانِيَةٌ». 23فَقَالَ يَهُوذَا: «لِتَأْخُذْ لِنَفْسِهَا، لِئَلاَّ نَصِيرَ إِهَانَةً. إِنِّي قَدْ أَرْسَلْتُ هذَا الْجَدْيَ وَأَنْتَ لَمْ تَجِدْهَا».
24وَلَمَّا كَانَ نَحْوُ ثَلاَثَةِ أَشْهُرٍ، أُخْبِرَ يَهُوذَا وَقِيلَ لَهُ: «قَدْ زَنَتْ ثَامَارُ كَنَّتُكَ، وَهَا هِيَ حُبْلَى أَيْضًا مِنَ الزِّنَا». فَقَالَ يَهُوذَا: «أَخْرِجُوهَا فَتُحْرَقَ». 25أَمَّا هِيَ فَلَمَّا أُخْرِجَتْ أَرْسَلَتْ إِلَى حَمِيهَا قَائِلَةً: «مِنَ الرَّجُلِ الَّذِي هذِهِ لَهُ أَنَا حُبْلَى!» وَقَالَتْ: «حَقِّقْ لِمَنِ الْخَاتِمُ وَالْعِصَابَةُ وَالْعَصَا هذِهِ». 26فَتَحَقَّقَهَا يَهُوذَا وَقَالَ: «هِيَ أَبَرُّ مِنِّي، لأَنِّي لَمْ أُعْطِهَا لِشِيلَةَ ابْنِي». فَلَمْ يَعُدْ يَعْرِفُهَا أَيْضًا.
27وَفِي وَقْتِ وِلاَدَتِهَا إِذَا فِي بَطْنِهَا تَوْأَمَانِ. 28وَكَانَ فِي وِلاَدَتِهَا أَنَّ أَحَدَهُمَا أَخْرَجَ يَدًا فَأَخَذَتِ الْقَابِلَةُ وَرَبَطَتْ عَلَى يَدِهِ قِرْمِزًا، قَائِلَةً: «هذَا خَرَجَ أَوَّلاً». 29وَلكِنْ حِينَ رَدَّ يَدَهُ، إِذَا أَخُوهُ قَدْ خَرَجَ. فَقَالَتْ: «لِمَاذَا اقْتَحَمْتَ؟ عَلَيْكَ اقْتِحَامٌ!». فَدُعِيَ اسْمُهُ «فَارِصَ». 30وَبَعْدَ ذلِكَ خَرَجَ أَخُوهُ الَّذِي عَلَى يَدِهِ الْقِرْمِزُ. فَدُعِيَ اسْمُهُ «زَارَحَ».
خروج 1 (ملفقو العهد القديم يقولون إن ابنة فرعون التقطت الطفل موسى من بين الحلفاء على شاطئ النهر، وهى تقول: بل من النهر نفسه! فمن نصدق؟):
1وَذَهَبَ رَجُلٌ مِنْ بَيْتِ لاَوِي وَأَخَذَ بِنْتَ لاَوِي، 2فَحَبِلَتِ الْمَرْأَةُ وَوَلَدَتِ ابْنًا. وَلَمَّا رَأَتْهُ أَنَّهُ حَسَنٌ، خَبَّأَتْهُ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ. 3وَلَمَّا لَمْ يُمْكِنْهَا أَنْ تُخَبِّئَهُ بَعْدُ، أَخَذَتْ لَهُ سَفَطًا مِنَ الْبَرْدِيِّ وَطَلَتْهُ بِالْحُمَرِ وَالزِّفْتِ، وَوَضَعَتِ الْوَلَدَ فِيهِ، وَوَضَعَتْهُ بَيْنَ الْحَلْفَاءِ عَلَى حَافَةِ النَّهْرِ. 4وَوَقَفَتْ أُخْتُهُ مِنْ بَعِيدٍ لِتَعْرِفَ مَاذَا يُفْعَلُ بِهِ.
5فَنَزَلَتِ ابْنَةُ فِرْعَوْنَ إِلَى النَّهْرِ لِتَغْتَسِلَ، وَكَانَتْ جَوَارِيهَا مَاشِيَاتٍ عَلَى جَانِبِ النَّهْرِ. فَرَأَتِ السَّفَطَ بَيْنَ الْحَلْفَاءِ، فَأَرْسَلَتْ أَمَتَهَا وَأَخَذَتْهُ. 6وَلَمَّا فَتَحَتْهُ رَأَتِ الْوَلَدَ، وَإِذَا هُوَ صَبِيٌّ يَبْكِي. فَرَقَّتْ لَهُ وَقَالَتْ: «هذَا مِنْ أَوْلاَدِ الْعِبْرَانِيِّينَ». 7فَقَالَتْ أُخْتُهُ لابْنَةِ فِرْعَوْنَ: «هَلْ أَذْهَبُ وَأَدْعُو لَكِ امْرَأَةً مُرْضِعَةً مِنَ الْعِبْرَانِيَّاتِ لِتُرْضِعَ لَكِ الْوَلَدَ؟» 8فَقَالَتْ لَهَا ابْنَةُ فِرْعَوْنَ: «اذْهَبِي». فَذَهَبَتِ الْفَتَاةُ وَدَعَتْ أُمَّ الْوَلَدِ. 9فَقَالَتْ لَهَا ابْنَةُ فِرْعَوْنَ: «اذْهَبِي بِهذَا الْوَلَدِ وَأَرْضِعِيهِ لِي وَأَنَا أُعْطِي أُجْرَتَكِ». فَأَخَذَتِ الْمَرْأَةُ الْوَلَدَ وَأَرْضَعَتْهُ. 10وَلَمَّا كَبِرَ الْوَلَدُ جَاءَتْ بِهِ إِلَى ابْنَةِ فِرْعَوْنَ فَصَارَ لَهَا ابْنًا، وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوسَى» وَقَالَتْ: «إِنِّي انْتَشَلْتُهُ مِنَ الْمَاءِ».
خروج 1 (هل يعقل أن يكون نبى الله قَتّال قَتَلَة؟):
11وَحَدَثَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لَمَّا كَبِرَ مُوسَى أَنَّهُ خَرَجَ إِلَى إِخْوَتِهِ لِيَنْظُرَ فِي أَثْقَالِهِمْ، فَرَأَى رَجُلاً مِصْرِيًّا يَضْرِبُ رَجُلاً عِبْرَانِيًّا مِنْ إِخْوَتِهِ، 12فَالْتَفَتَ إِلَى هُنَا وَهُنَاكَ وَرَأَى أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ، فَقَتَلَ الْمِصْرِيَّ وَطَمَرَهُ فِي الرَّمْلِ. 13ثُمَّ خَرَجَ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي وَإِذَا رَجُلاَنِ عِبْرَانِيَّانِ يَتَخَاصَمَانِ، فَقَالَ لِلْمُذْنِبِ: «لِمَاذَا تَضْرِبُ صَاحِبَكَ؟» 14فَقَالَ: «مَنْ جَعَلَكَ رَئِيسًا وَقَاضِيًا عَلَيْنَا؟ أَمُفْتَكِرٌ أَنْتَ بِقَتْلِي كَمَا قَتَلْتَ الْمِصْرِيَّ؟». فَخَافَ مُوسَى وَقَالَ: «حَقًّا قَدْ عُرِفَ الأَمْرُ». 15فَسَمِعَ فِرْعَوْنُ هذَا الأَمْرَ، فَطَلَبَ أَنْ يَقْتُلَ مُوسَى. فَهَرَبَ مُوسَى مِنْ وَجْهِ فِرْعَوْنَ وَسَكَنَ فِي أَرْضِ مِدْيَانَ، وَجَلَسَ عِنْدَ الْبِئْرِ.
خروج 4 (ما هذه الجلافة فى الكلام مع الله؟ وهل يمكن أن يكون موسى إلها لهارون؟):
10فَقَالَ مُوسَى لِلرَّبِّ: «اسْتَمِعْ أَيُّهَا السَّيِّدُ، لَسْتُ أَنَا صَاحِبَ كَلاَمٍ مُنْذُ أَمْسِ وَلاَ أَوَّلِ مِنْ أَمْسِ، وَلاَ مِنْ حِينِ كَلَّمْتَ عَبْدَكَ، بَلْ أَنَا ثَقِيلُ الْفَمِ وَاللِّسَانِ». 11فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «مَنْ صَنَعَ لِلإِنْسَانِ فَمًا؟ أَوْ مَنْ يَصْنَعُ أَخْرَسَ أَوْ أَصَمَّ أَوْ بَصِيرًا أَوْ أَعْمَى؟ أَمَا هُوَ أَنَا الرَّبُّ؟ 12فَالآنَ اذْهَبْ وَأَنَا أَكُونُ مَعَ فَمِكَ وَأُعَلِّمُكَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ». 13فَقَالَ: «اسْتَمِعْ أَيُّهَا السَّيِّدُ، أَرْسِلْ بِيَدِ مَنْ تُرْسِلُ». 14فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى مُوسَى وَقَالَ: «أَلَيْسَ هَارُونُ اللاَّوِيُّ أَخَاكَ؟ أَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُ هُوَ يَتَكَلَّمُ، وَأَيْضًا هَا هُوَ خَارِجٌ لاسْتِقْبَالِكَ. فَحِينَمَا يَرَاكَ يَفْرَحُ بِقَلْبِهِ، 15فَتُكَلِّمُهُ وَتَضَعُ الْكَلِمَاتِ فِي فَمِهِ، وَأَنَا أَكُونُ مَعَ فَمِكَ وَمَعَ فَمِهِ، وَأُعْلِمُكُمَا مَاذَا تَصْنَعَانِ. 16وَهُوَ يُكَلِّمُ الشَّعْبَ عَنْكَ. وَهُوَ يَكُونُ لَكَ فَمًا، وَأَنْتَ تَكُونُ لَهُ إِلهًا. 17وَتَأْخُذُ فِي يَدِكَ هذِهِ الْعَصَا الَّتِي تَصْنَعُ بِهَا الآيَاتِ».
خروج 7 ( يا مؤلفى الكتاب المقدس، ارسوا على بر: موسى، إله لهارون أم إله لفرعون؟):
1فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «انْظُرْ! أَنَا جَعَلْتُكَ إِلهًا لِفِرْعَوْنَ. وَهَارُونُ أَخُوكَ يَكُونُ نَبِيَّكَ. 2أَنْتَ تَتَكَلَّمُ بِكُلِّ مَا آمُرُكَ، وَهَارُونُ أَخُوكَ يُكَلِّمُ فِرْعَوْنَ لِيُطْلِقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِهِ.
خروج 12 (موسى يوصى بنى إسرائيل بسرقة ذهب المصريين وفضتهم: رسولٌ هذا أم شيخُ منسر؟):
35وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَابًا. 36وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ
خروج 15 (مريم أخت موسى، وهى نبية عندهم، تمسك بالدُّفّ للراقصات وتنقر لهن على واحدة ونُصّ!):
20فَأَخَذَتْ مَرْيَمُ النَّبِيَّةُ أُخْتُ هَارُونَ الدُّفَّ بِيَدِهَا، وَخَرَجَتْ جَمِيعُ النِّسَاءِ وَرَاءَهَا بِدُفُوفٍ وَرَقْصٍ. 21وَأَجَابَتْهُمْ مَرْيَمُ: «رَنِّمُوا لِلرَّبِّ فَإِنَّهُ قَدْ تَعَظَّمَ. الْفَرَسَ وَرَاكِبَهُ طَرَحَهُمَا فِي الْبَحْرِ».
خروج 32 (النبى هارون يصنع العجل من الذهب المسروق من المصريين كى يعبده بنو إسرائيل!):
1وَلَمَّا رَأَى الشَّعْبُ أَنَّ مُوسَى أَبْطَأَ فِي النُّزُولِ مِنَ الْجَبَلِ، اجْتَمَعَ الشَّعْبُ عَلَى هَارُونَ وَقَالُوا لَهُ: «قُمِ اصْنَعْ لَنَا آلِهَةً تَسِيرُ أَمَامَنَا، لأَنَّ هذَا مُوسَى الرَّجُلَ الَّذِي أَصْعَدَنَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، لاَ نَعْلَمُ مَاذَا أَصَابَهُ». 2فَقَالَ لَهُمْ هَارُونُ: «انْزِعُوا أَقْرَاطَ الذَّهَبِ الَّتِي فِي آذَانِ نِسَائِكُمْ وَبَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ وَاتُونِي بِهَا». 3فَنَزَعَ كُلُّ الشَّعْبِ أَقْرَاطَ الذَّهَبِ الَّتِي فِي آذَانِهِمْ وَأَتَوْا بِهَا إِلَى هَارُونَ. 4فَأَخَذَ ذلِكَ مِنْ أَيْدِيهِمْ وَصَوَّرَهُ بِالإِزْمِيلِ، وَصَنَعَهُ عِجْلاً مَسْبُوكًا. فَقَالُوا: «هذِهِ آلِهَتُكَ يَا إِسْرَائِيلُ الَّتِي أَصْعَدَتْكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ». 5فَلَمَّا نَظَرَ هَارُونُ بَنَى مَذْبَحًا أَمَامَهُ، وَنَادَى هَارُونُ وَقَالَ: «غَدًا عِيدٌ لِلرَّبِّ». 6فَبَكَّرُوا فِي الْغَدِ وَأَصْعَدُوا مُحْرَقَاتٍ وَقَدَّمُوا ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ. وَجَلَسَ الشَّعْبُ لِلأَكْلِ وَالشُّرْبِ ثُمَّ قَامُوا لِلَّعِبِ.
تثنية 20 (حروب الكتاب المقدس حروب إبادة واستئصال):
«حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِكَيْ تُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا إِلَى الصُّلْحِ، 11فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلَى الصُّلْحِ وَفَتَحَتْ لَكَ، فَكُلُّ الشَّعْبِ الْمَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لَكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لَكَ. 12وَإِنْ لَمْ تُسَالِمْكَ، بَلْ عَمِلَتْ مَعَكَ حَرْبًا، فَحَاصِرْهَا. 13وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَى يَدِكَ فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 14وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ، كُلُّ غَنِيمَتِهَا، فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ، وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ الَّتِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. 15هكَذَا تَفْعَلُ بِجَمِيعِ الْمُدُنِ الْبَعِيدَةِ مِنْكَ جِدًّا الَّتِي لَيْسَتْ مِنْ مُدُنِ هؤُلاَءِ الأُمَمِ هُنَا. 16وَأَمَّا مُدُنُ هؤُلاَءِ الشُّعُوبِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا فَلاَ تَسْتَبْقِ مِنْهَا نَسَمَةً مَّا، 17بَلْ تُحَرِّمُهَا تَحْرِيمًا: الْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ، كَمَا أَمَرَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ، 18لِكَيْ لاَ يُعَلِّمُوكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا حَسَبَ جَمِيعِ أَرْجَاسِهِمِ الَّتِي عَمِلُوا لآلِهَتِهِمْ، فَتُخْطِئُوا إِلَى الرَّبِّ إِلهِكُمْ.
تثنية 21 (كل من صُلِب فهو ملعون: بهذا حَكَم الله فى الكتاب المقدس!):
«وَإِذَا كَانَ عَلَى إِنْسَانٍ خَطِيَّةٌ حَقُّهَا الْمَوْتُ، فَقُتِلَ وَعَلَّقْتَهُ عَلَى خَشَبَةٍ، 23فَلاَ تَبِتْ جُثَّتُهُ عَلَى الْخَشَبَةِ، بَلْ تَدْفِنُهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، لأَنَّ الْمُعَلَّقَ مَلْعُونٌ مِنَ اللهِ. فَلاَ تُنَجِّسْ أَرْضَكَ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا.
تثنية 23 (الربا حلال أم حرام؟):
«لاَ تُقْرِضْ أَخَاكَ بِرِبًا، رِبَا فِضَّةٍ، أَوْ رِبَا طَعَامٍ، أَوْ رِبَا شَيْءٍ مَّا مِمَّا يُقْرَضُ بِرِبًا، 20لِلأَجْنَبِيِّ تُقْرِضُ بِرِبًا، وَلكِنْ لأَخِيكَ لاَ تُقْرِضْ بِرِبًا، لِيُبَارِكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي كُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِلَيْهِ يَدُكَ فِي الأَرْضِ الَّتِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِلَيْهَا لِتَمْتَلِكَهَا.
تثنية 25 (إما أن تتزوج زوجة شقيقك الميت بالإكراه أو تبصق فى وجهك):
5«إِذَا سَكَنَ إِخْوَةٌ مَعًا وَمَاتَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَلَيْسَ لَهُ ابْنٌ، فَلاَ تَصِرِ امْرَأَةُ الْمَيْتِ إِلَى خَارِجٍ لِرَجُل أَجْنَبِيٍّ. أَخُو زَوْجِهَا يَدْخُلُ عَلَيْهَا وَيَتَّخِذُهَا لِنَفْسِهِ زَوْجَةً، وَيَقُومُ لَهَا بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ. 6وَالْبِكْرُ الَّذِي تَلِدُهُ يَقُومُ بِاسْمِ أَخِيهِ الْمَيْتِ، لِئَلاَّ يُمْحَى اسْمُهُ مِنْ إِسْرَائِيلَ.
7«وَإِنْ لَمْ يَرْضَ الرَّجُلُ أَنْ يَأْخُذَ امْرَأَةَ أَخِيهِ، تَصْعَدُ امْرَأَةُ أَخِيهِ إِلَى الْبَابِ إِلَى الشُّيُوخِ وَتَقُولُ: قَدْ أَبَى أَخُو زَوْجِي أَنْ يُقِيمَ لأَخِيهِ اسْمًا فِي إِسْرَائِيلَ. لَمْ يَشَأْ أَنْ يَقُومَ لِي بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ. 8فَيَدْعُوهُ شُيُوخُ مَدِينَتِهِ وَيَتَكَلَّمُونَ مَعَهُ. فَإِنْ أَصَرَّ وَقَالَ: لاَ أَرْضَى أَنْ أَتَّخِذَهَا. 9تَتَقَدَّمُ امْرَأَةُ أَخِيهِ إِلَيْهِ أَمَامَ أَعْيُنِ الشُّيُوخِ، وَتَخْلَعُ نَعْلَهُ مِنْ رِجْلِهِ، وَتَبْصُقُ فِي وَجْهِهِ، وَتُصَرحُ وَتَقُولُ: هكَذَا يُفْعَلُ بِالرَّجُلِ الَّذِي لاَ يَبْنِي بَيْتَ أَخِيهِ. 10فَيُدْعَى اسْمُهُ فِي إِسْرَائِيلَ «بَيْتَ مَخْلُوعِ النَّعْلِ».
يشوع 6 (التدمير والاستئصال واجب عسكرى فى شريعة الكتاب المقدس):
1وَكَانَتْ أَرِيحَا مُغَلَّقَةً مُقَفَّلَةً بِسَبَبِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. لاَ أَحَدٌ يَخْرُجُ وَلاَ أَحَدٌ يَدْخُلُ. 2فَقَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ: «انْظُرْ. قَدْ دَفَعْتُ بِيَدِكَ أَرِيحَا وَمَلِكَهَا، جَبَابِرَةَ الْبَأْسِ. 3تَدُورُونَ دَائِرَةَ الْمَدِينَةِ، جَمِيعُ رِجَالِ الْحَرْبِ. حَوْلَ الْمَدِينَةِ مَرَّةً وَاحِدَةً. هكَذَا تَفْعَلُونَ سِتَّةَ أَيَّامٍ. 4وَسَبْعَةُ كَهَنَةٍ يَحْمِلُونَ أَبْوَاقَ الْهُتَافِ السَّبْعَةَ أَمَامَ التَّابُوتِ. وَفِي الْيَوْمِ السَّابعِ تَدُورُونَ دَائِرَةَ الْمَدِينَةِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَالْكَهَنَةُ يَضْرِبُونَ بِالأَبْوَاقِ. 5وَيَكُونُ عِنْدَ امْتِدَادِ صَوْتِ قَرْنِ الْهُتَافِ، عِنْدَ اسْتِمَاعِكُمْ صَوْتَ الْبُوقِ، أَنَّ جَمِيعَ الشَّعْبِ يَهْتِفُ هُتَافًا عَظِيمًا، فَيَسْقُطُ سُورُ الْمَدِينَةِ فِي مَكَانِهِ، وَيَصْعَدُ الشَّعْبُ كُلُّ رَجُل مَعَ وَجْهِهِ». 6فَدَعَا يَشُوعُ بْنُ نُونٍ الْكَهَنَةَ وَقَالَ لَهُمُ: «احْمِلُوا تَابُوتَ الْعَهْدِ. وَلْيَحْمِلْ سَبْعَةُ كَهَنَةٍ سَبْعَةَ أَبْوَاقِ هُتَافٍ أَمَامَ تَابُوتِ الرَّبِّ». 7وَقَالُوا لِلشَّعْبِ: «اجْتَازُوا وَدُورُوا دَائِرَةَ الْمَدِينَةِ، وَلْيَجْتَزِ الْمُتَجَرِّدُ أَمَامَ تَابُوتِ الرَّبِّ». 8وَكَانَ كَمَا قَالَ يَشُوعُ لِلشَّعْبِ. اجْتَازَ السَّبْعَةُ الْكَهَنَةُ حَامِلِينَ أَبْوَاقَ الْهُتَافِ السَّبْعَةَ أَمَامَ الرَّبِّ، وَضَرَبُوا بِالأَبْوَاقِ. وَتَابُوتُ عَهْدِ الرَّبِّ سَائِرٌ وَرَاءَهُمْ، 9وَكُلُّ مُتَجَرِّدٍ سَائِرٌ أَمَامَ الْكَهَنَةِ الضَّارِبِينَ بِالأَبْوَاقِ. وَالسَّاقَةُ سَائِرَةٌ وَرَاءَ التَّابُوتِ. كَانُوا يَسِيرُونَ وَيَضْرِبُونَ بِالأَبْوَاقِ. 10وَأَمَرَ يَشُوعُ الشَّعْبَ قَائِلاً: «لاَ تَهْتِفُوا وَلاَ تُسَمِّعُوا صَوْتَكُمْ، وَلاَ تَخْرُجْ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ كَلِمَةٌ حَتَّى يَوْمَ أَقُولُ لَكُمُ: اهْتِفُوا. فَتَهْتِفُونَ». 11فَدَارَ تَابُوتُ الرَّبِّ حَوْلَ الْمَدِينَةِ مَرَّةً وَاحِدَةً. ثُمَّ دَخَلُوا الْمَحَلَّةَ وَبَاتُوا فِي الْمَحَلَّةِ.
12فَبَكَّرَ يَشُوعُ فِي الْغَدِ، وَحَمَلَ الْكَهَنَةُ تَابُوتَ الرَّبِّ، 13وَالسَّبْعَةُ الْكَهَنَةُ الْحَامِلُونَ أَبْوَاقَ الْهُتَافِ السَّبْعَةَ أَمَامَ تَابُوتِ الرَّبِّ سَائِرُونَ سَيْرًا وَضَارِبُونَ بِالأَبْوَاقِ، وَالْمُتَجَرِّدُونَ سَائِرُونَ أَمَامَهُمْ، وَالْسَّاقَةُ سَائِرَةٌ وَرَاءَ تَابُوتِ الرَّبِّ. كَانُوا يَسِيرُونَ وَيَضْرِبُونَ بِالأَبْوَاقِ. 14وَدَارُوا بِالْمَدِينَةِ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي مَرَّةً وَاحِدَةً، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى الْمَحَلَّةِ. هكَذَا فَعَلُوا سِتَّةَ أَيَّامٍ. 15وَكَانَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ أَنَّهُمْ بَكَّرُوا عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ وَدَارُوا دَائِرَةَ الْمَدِينَةِ عَلَى هذَا الْمِنْوَالِ سَبْعَ مَرَّاتٍ. فِي ذلِكَ الْيَوْمِ فَقَطْ دَارُوا دَائِرَةَ الْمَدِينَةِ سَبْعَ مَرَّاتٍ. 16وَكَانَ فِي الْمَرَّةِ السَّابِعَةِ عِنْدَمَا ضَرَبَ الْكَهَنَةُ بِالأَبْوَاقِ أَنَّ يَشُوعَ قَالَ لِلشَّعْبِ: «اهْتِفُوا، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَعْطَاكُمُ الْمَدِينَةَ. 17فَتَكُونُ الْمَدِينَةُ وَكُلُّ مَا فِيهَا مُحَرَّمًا لِلرَّبِّ. رَاحَابُ الزَّانِيَةُ فَقَطْ تَحْيَا هِيَ وَكُلُّ مَنْ مَعَهَا فِي الْبَيْتِ، لأَنَّهَا قَدْ خَبَّأَتِ الْمُرْسَلَيْنِ اللَّذَيْنِ أَرْسَلْنَاهُمَا. 18وَأَمَّا أَنْتُمْ فَاحْتَرِزُوا مِنَ الْحَرَامِ لِئَلاَّ تُحَرَّمُوا، وَتَأْخُذُوا مِنَ الْحَرَامِ وَتَجْعَلُوا مَحَلَّةَ إِسْرَائِيلَ مُحَرَّمَةً وَتُكَدِّرُوهَا. 19وَكُلُّ الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ وَآنِيَةِ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ تَكُونُ قُدْسًا لِلرَّبِّ وَتَدْخُلُ فِي خِزَانَةِ الرَّبِّ». 20فَهَتَفَ الشَّعْبُ وَضَرَبُوا بِالأَبْوَاقِ. وَكَانَ حِينَ سَمِعَ الشَّعْبُ صَوْتَ الْبُوقِ أَنَّ الشَّعْبَ هَتَفَ هُتَافًا عَظِيمًا، فَسَقَطَ السُّورُ فِي مَكَانِهِ، وَصَعِدَ الشَّعْبُ إِلَى الْمَدِينَةِ كُلُّ رَجُل مَعَ وَجْهِهِ، وَأَخَذُوا الْمَدِينَةَ. 21وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُل وَامْرَأَةٍ، مِنْ طِفْل وَشَيْخٍ، حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ. 22وَقَالَ يَشُوعُ لِلرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ تَجَسَّسَا الأَرْضَ: «ادْخُلاَ بَيْتَ الْمَرْأَةِ الزَّانِيَةِ وَأَخْرِجَا مِنْ هُنَاكَ الْمَرْأَةَ وَكُلَّ مَا لَهَا كَمَا حَلَفْتُمَا لَهَا». 23فَدَخَلَ الْغُلاَمَانِ الْجَاسُوسَانِ وَأَخْرَجَا رَاحَابَ وَأَبَاهَا وَأُمَّهَا وَإِخْوَتَهَا وَكُلَّ مَا لَهَا، وَأَخْرَجَا كُلَّ عَشَائِرِهَا وَتَرَكَاهُمْ خَارِجَ مَحَلَّةِ إِسْرَائِيلَ. 24وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا، إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ. 25وَاسْتَحْيَا يَشُوعُ رَاحَابَ الزَّانِيَةَ وَبَيْتَ أَبِيهَا وَكُلَّ مَا لَهَا، وَسَكَنَتْ فِي وَسَطِ إِسْرَائِيلَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ، لأَنَّهَا خَبَّأَتِ الْمُرْسَلَيْنِ اللَّذَيْنِ أَرْسَلَهُمَا يَشُوعُ لِكَيْ يَتَجَسَّسَا أَرِيحَا.
يشوع 8 (التدمير والاستئصال واجب عسكرى فى شريعة الكتاب المقدس):
18فَقَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ: «مُدَّ الْمِزْرَاقَ الَّذِي بِيَدِكَ نَحْوَ عَايٍ لأَنِّي بِيَدِكَ أَدْفَعُهَا». فَمَدَّ يَشُوعُ الْمِزْرَاقَ الَّذِي بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَدِينَةِ. 19فَقَامَ الْكَمِينُ بِسُرْعَةٍ مِنْ مَكَانِهِ وَرَكَضُوا عِنْدَمَا مَدَّ يَدَهُ، وَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ وَأَخَذُوهَا، وَأَسْرَعُوا وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ. 20فَالْتَفَتَ رِجَالُ عَايٍ إِلَى وَرَائِهِمْ وَنَظَرُوا وَإِذَا دُخَانُ الْمَدِينَةِ قَدْ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ. فَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مَكَانٌ لِلْهَرَبِ هُنَا أَوْ هُنَاكَ. وَالشَّعْبُ الْهَارِبُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ انْقَلَبَ عَلَى الطَّارِدِ. 21وَلَمَّا رَأَى يَشُوعُ وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ أَنَّ الْكَمِينَ قَدْ أَخَذَ الْمَدِينَةَ، وَأَنَّ دُخَانَ الْمَدِينَةِ قَدْ صَعِدَ، انْثَنَوْا وَضَرَبُوا رِجَالَ عَايٍ. 22وَهؤُلاَءِ خَرَجُوا مِنَ الْمَدِينَةِ لِلِقَائِهِمْ، فَكَانُوا فِي وَسَطِ إِسْرَائِيلَ، هؤُلاَءِ مِنْ هُنَا وَأُولئِكَ مِنْ هُنَاكَ. وَضَرَبُوهُمْ حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ شَارِدٌ وَلاَ مُنْفَلِتٌ. 23وَأَمَّا مَلِكُ عَايٍ فَأَمْسَكُوهُ حَيًّا وَتَقَدَّمُوا بِهِ إِلَى يَشُوعَ. 24وَكَانَ لَمَّا انْتَهَى إِسْرَائِيلُ مِنْ قَتْلِ جَمِيعِ سُكَّانِ عَايٍ فِي الْحَقْلِ فِي الْبَرِّيَّةِ حَيْثُ لَحِقُوهُمْ وَسَقَطُوا جَمِيعًا بِحَدِّ السَّيْفِ حَتَّى فَنُوا، أَنَّ جَمِيعَ إِسْرَائِيلَ رَجَعَ إِلَى عَايٍ وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 25فَكَانَ جَمِيعُ الَّذِينَ سَقَطُوا فِي ذلِكَ الْيَوْمِ مِنْ رِجَال وَنِسَاءٍ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا، جَمِيعُ أَهْلِ عَايٍ. 26وَيَشُوعُ لَمْ يَرُدَّ يَدَهُ الَّتِي مَدَّهَا بِالْمِزْرَاقِ حَتَّى حَرَّمَ جَمِيعَ سُكَّانِ عَايٍ. 27لكِنِ الْبَهَائِمُ وَغَنِيمَةُ تِلْكَ الْمَدِينَةِ نَهَبَهَا إِسْرَائِيلُ لأَنْفُسِهِمْ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ الَّذِي أَمَرَ بِهِ يَشُوعَ. 28وَأَحْرَقَ يَشُوعُ عَايَ وَجَعَلَهَا تَلاًّ أَبَدِيًّا خَرَابًا إِلَى هذَا الْيَوْمِ. 29وَمَلِكُ عَايٍ عَلَّقَهُ عَلَى الْخَشَبَةِ إِلَى وَقْتِ الْمَسَاءِ. وَعِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ أَمَرَ يَشُوعُ فَأَنْزَلُوا جُثَّتَهُ عَنِ الْخَشَبَةِ وَطَرَحُوهَا عِنْدَ مَدْخَلِ بَابِ الْمَدِينَةِ، وَأَقَامُوا عَلَيْهَا رُجْمَةَ حِجَارَةٍ عَظِيمَةً إِلَى هذَا الْيَوْمِ.
يشوع 10 (التدمير والاستئصال واجب عسكرى فى شريعة الكتاب المقدس):
28وَأَخَذَ يَشُوعُ مَقِّيدَةَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ وَضَرَبَهَا بِحَدِّ السَّيْفِ، وَحَرَّمَ مَلِكَهَا هُوَ وَكُلَّ نَفْسٍ بِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِدًا، وَفَعَلَ بِمَلِكِ مَقِّيدَةَ كَمَا فَعَلَ بِمَلِكِ أَرِيحَا.
29ثُمَّ اجْتَازَ يَشُوعُ مِنْ مَقِّيدَةَ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ إِلَى لِبْنَةَ، وَحَارَبَ لِبْنَةَ. 30فَدَفَعَهَا الرَّبُّ هِيَ أَيْضًا بِيَدِ إِسْرَائِيلَ مَعَ مَلِكِهَا، فَضَرَبَهَا بِحَدِّ السَّيْفِ وَكُلَّ نَفْسٍ بِهَا. لَمْ يُبْقِ بِهَا شَارِدًا، وَفَعَلَ بِمَلِكِهَا كَمَا فَعَلَ بِمَلِكِ أَرِيحَا. 31ثُمَّ اجْتَازَ يَشُوعُ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ مِنْ لِبْنَةَ إِلَى لَخِيشَ وَنَزَلَ عَلَيْهَا وَحَارَبَهَا. 32فَدَفَعَ الرَّبُّ لَخِيشَ بِيَدِ إِسْرَائِيلَ، فَأَخَذَهَا فِي الْيَوْمِ الثَّانِي وَضَرَبَهَا بِحَدِّ السَّيْفِ وَكُلَّ نَفْسٍ بِهَا حَسَبَ كُلِّ مَا فَعَلَ بِلِبْنَةَ. 33حِينَئِذٍ صَعِدَ هُورَامُ مَلِكُ جَازَرَ لإِعَانَةِ لَخِيشَ، وَضَرَبَهُ يَشُوعُ مَعَ شَعْبِهِ حَتَّى لَمْ يُبْقِ لَهُ شَارِدًا.
34ثُمَّ اجْتَازَ يَشُوعُ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ مِنْ لَخِيشَ إِلَى عَجْلُونَ فَنَزَلُوا عَلَيْهَا وَحَارَبُوهَا، 35وَأَخَذُوهَا فِي ذلِكَ الْيَوْمِ وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ السَّيْفِ، وَحَرَّمَ كُلَّ نَفْسٍ بِهَا فِي ذلِكَ الْيَوْمِ حَسَبَ كُلِّ مَا فَعَلَ بِلَخِيشَ. 36ثُمَّ صَعِدَ يَشُوعُ وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ مِنْ عَجْلُونَ إِلَى حَبْرُونَ وَحَارَبُوهَا، 37وَأَخَذُوهَا وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ السَّيْفِ مَعَ مَلِكِهَا وَكُلِّ مُدُنِهَا وَكُلِّ نَفْسٍ بِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِدًا حَسَبَ كُلِّ مَا فَعَلَ بِعَجْلُونَ، فَحَرَّمَهَا وَكُلَّ نَفْسٍ بِهَا.
38ثُمَّ رَجَعَ يَشُوعُ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ إِلَى دَبِيرَ وَحَارَبَهَا، 39وَأَخَذَهَا مَعَ مَلِكِهَا وَكُلِّ مُدُنِهَا، وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ السَّيْفِ وَحَرَّمُوا كُلَّ نَفْسٍ بِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِدًا، كَمَا فَعَلَ بِحَبْرُونَ كَذلِكَ فَعَلَ بِدَبِيرَ وَمَلِكِهَا، وَكَمَا فَعَلَ بِلِبْنَةَ وَمَلِكِهَا.
40فَضَرَبَ يَشُوعُ كُلَّ أَرْضِ الْجَبَلِ وَالْجَنُوبِ وَالسَّهْلِ وَالسُّفُوحِ وَكُلَّ مُلُوكِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِدًا، بَلْ حَرَّمَ كُلَّ نَسَمَةٍ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ. 41فَضَرَبَهُمْ يَشُوعُ مِنْ قَادَشَ بَرْنِيعَ إِلَى غَزَّةَ وَجَمِيعَ أَرْضِ جُوشِنَ إِلَى جِبْعُونَ. 42وَأَخَذَ يَشُوعُ جَمِيعَ أُولئِكَ الْمُلُوكِ وَأَرْضِهِمْ دُفْعَةً وَاحِدَةً، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ حَارَبَ عَنْ إِسْرَائِيلَ. 43ثُمَّ رَجَعَ يَشُوعُ وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ إِلَى الْمَحَلَّةِ إِلَى الْجِلْجَالِ.
يشوع 11 (التدمير والاستئصال واجب عسكرى فى شريعة الكتاب المقدس):
10ثُمَّ رَجَعَ يَشُوعُ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ وَأَخَذَ حَاصُورَ وَضَرَبَ مَلِكَهَا بِالسَّيْفِ، لأَنَّ حَاصُورَ كَانَتْ قَبْلاً رَأْسَ جَمِيعِ تِلْكَ الْمَمَالِكِ. 11وَضَرَبُوا كُلَّ نَفْسٍ بِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمُوهُمْ، وَلَمْ تَبْقَ نَسَمَةٌ، وَأَحْرَقَ حَاصُورَ بِالنَّارِ. 12فَأَخَذَ يَشُوعُ كُلَّ مُدُنِ أُولئِكَ الْمُلُوكِ وَجَمِيعَ مُلُوكِهَا وَضَرَبَهُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمَهُمْ كَمَا أَمَرَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ. 13غَيْرَ أَنَّ الْمُدُنَ الْقَائِمَةَ عَلَى تِلاَلِهَا لَمْ يُحْرِقْهَا إِسْرَائِيلُ، مَا عَدَا حَاصُورَ وَحْدَهَا أَحْرَقَهَا يَشُوعُ. 14وَكُلُّ غَنِيمَةِ تِلْكَ الْمُدُنِ وَالْبَهَائِمَ نَهَبَهَا بَنُو إِسْرَائِيلَ لأَنْفُسِهِمْ. وَأَمَّا الرِّجَالُ فَضَرَبُوهُمْ جَمِيعًا بِحَدِّ السَّيْفِ حَتَّى أَبَادُوهُمْ. لَمْ يُبْقُوا نَسَمَةً. 15كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى عَبْدَهُ هكَذَا أَمَرَ مُوسَى يَشُوعَ، وَهكَذَا فَعَلَ يَشُوعُ. لَمْ يُهْمِلْ شَيْئًا مِنْ كُلِّ مَا أَمَرَ بِهِ الرَّبُّ مُوسَى. 16فَأَخَذَ يَشُوعُ كُلَّ تِلْكَ الأَرْضِ: الْجَبَلَ، وَكُلَّ الْجَنُوبِ، وَكُلَّ أَرْضِ جُوشِنَ وَالسَّهْلَ وَالْعَرَبَةَ وَجَبَلَ إِسْرَائِيلَ وَسَهْلَهُ، 17مِنَ الْجَبَلِ الأَقْرَعِ الصَّاعِدِ إِلَى سَعِيرَ إِلَى بَعْلِ جَادَ فِي بُقْعَةِ لُبْنَانَ تَحْتَ جَبَلِ حَرْمُونَ. وَأَخَذَ جَمِيعَ مُلُوكِهَا وَضَرَبَهُمْ وَقَتَلَهُمْ. 18فَعَمِلَ يَشُوعُ حَرْبًا مَعَ أُولئِكَ الْمُلُوكِ أَيَّامًا كَثِيرَةً. 19لَمْ تَكُنْ مَدِينَةٌ صَالَحَتْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ الْحِوِّيِّينَ سُكَّانَ جِبْعُونَ، بَلْ أَخَذُوا الْجَمِيعَ بِالْحَرْبِ. 20لأَنَّهُ كَانَ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ أَنْ يُشَدِّدَ قُلُوبَهُمْ حَتَّى يُلاَقُوا إِسْرَائِيلَ لِلْمُحَارَبَةِ فَيُحَرَّمُوا، فَلاَ تَكُونُ عَلَيْهِمْ رَأْفَةٌ، بَلْ يُبَادُونَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى.
قضاة 1 (التدمير والاستئصال واجب عسكرى فى شريعة الكتاب المقدس):
1وَكَانَ بَعْدَ مَوْتِ يَشُوعَ أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ سَأَلُوا الرَّبَّ قَائِلِينَ: «مَنْ مِنَّا يَصْعَدُ إِلَى الْكَنْعَانِيِّينَ أَوَّلاً لِمُحَارَبَتِهِمْ؟» 2فَقَالَ الرَّبُّ: «يَهُوذَا يَصْعَدُ. هُوَذَا قَدْ دَفَعْتُ الأَرْضَ لِيَدِهِ». 3فَقَالَ يَهُوذَا لِشِمْعُونَ أَخِيهِ: «اِصْعَدْ مَعِي فِي قُرْعَتِي لِكَيْ نُحَارِبَ الْكَنْعَانِيِّينَ، فَأَصْعَدَ أَنَا أَيْضًا مَعَكَ فِي قُرْعَتِكَ». فَذَهَبَ شِمْعُونُ مَعَهُ. 4فَصَعِدَ يَهُوذَا، وَدَفَعَ الرَّبُّ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ بِيَدِهِمْ، فَضَرَبُوا مِنْهُمْ فِي بَازَقَ عَشَرَةَ آلاَفِ رَجُل. 5وَوَجَدُوا أَدُونِيَ بَازَقَ فِي بَازَقَ، فَحَارَبُوهُ وَضَرَبُوا الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ. 6فَهَرَبَ أَدُونِي بَازَقَ، فَتَبِعُوهُ وَأَمْسَكُوهُ وَقَطَعُوا أَبَاهِمَ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ. 7فَقَالَ أَدُونِي بَازَقَ: «سَبْعُونَ مَلِكًا مَقْطُوعَةٌ أَبَاهِمُ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلِهِمْ كَانُوا يَلْتَقِطُونَ تَحْتَ مَائِدَتِي. كَمَا فَعَلْتُ كَذلِكَ جَازَانِيَ اللهُ». وَأَتَوْا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ فَمَاتَ هُنَاكَ.
8وَحَارَبَ بَنُو يَهُوذَا أُورُشَلِيمَ وَأَخَذُوهَا وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ السَّيْفِ، وَأَشْعَلُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ. 9وَبَعْدَ ذلِكَ نَزَلَ بَنُو يَهُوذَا لِمُحَارَبَةِ الْكَنْعَانِيِّينَ سُكَّانِ الْجَبَلِ وَالْجَنُوبِ وَالسَّهْلِ. 10وَسَارَ يَهُوذَا عَلَى الْكَنْعَانِيِّينَ السَّاكِنِينَ فِي حَبْرُونَ، وَكَانَ اسْمُ حَبْرُونَ قَبْلاً قَرْيَةَ أَرْبَعَ. وَضَرَبُوا شِيشَايَ وَأَخِيمَانَ وَتَلْمَايَ. 11وَسَارَ مِنْ هُنَاكَ عَلَى سُكَّانِ دَبِيرَ، وَاسْمُ دَبِيرَ قَبْلاً قَرْيَةُ سَفَرٍ. 12فَقَالَ كَالَبُ: «الَّذِي يَضْرِبُ قَرْيَةَ سَفَرٍ وَيَأْخُذُهَا، أُعْطِيهِ عَكْسَةَ ابْنَتِي امْرَأَةً». 13فَأَخَذَهَا عُثْنِيئِيلُ بْنُ قَنَازَ، أَخُو كَالَبَ الأَصْغَرُ مِنْهُ. فَأَعْطَاهُ عَكْسَةَ ابْنَتَهُ امْرَأَةً.
قضاة 2 (الله يندم مرة أخرى! كان الله فى عونه!):
11وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ وَعَبَدُوا الْبَعْلِيمَ. 12وَتَرَكُوا الرَّبَّ إِلهَ آبَائِهِمِ الَّذِي أَخْرَجَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، وَسَارُوا وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى مِنْ آلِهَةِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ حَوْلَهُمْ، وَسَجَدُوا لَهَا وَأَغَاظُوا الرَّبَّ. 13تَرَكُوا الرَّبَّ وَعَبَدُوا الْبَعْلَ وَعَشْتَارُوثَ. 14فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ، فَدَفَعَهُمْ بِأَيْدِي نَاهِبِينَ نَهَبُوهُمْ، وَبَاعَهُمْ بِيَدِ أَعْدَائِهِمْ حَوْلَهُمْ، وَلَمْ يَقْدِرُوا بَعْدُ عَلَى الْوُقُوفِ أَمَامَ أَعْدَائِهِمْ. 15حَيْثُمَا خَرَجُوا كَانَتْ يَدُ الرَّبِّ عَلَيْهِمْ لِلشَّرِّ، كَمَا تَكَلَّمَ الرَّبُّ وَكَمَا أَقْسَمَ الرَّبُّ لَهُمْ. فَضَاقَ بِهِمُ الأَمْرُ جِدًّا. 16وَأَقَامَ الرَّبُّ قُضَاةً فَخَلَّصُوهُمْ مِنْ يَدِ نَاهِبِيهِمْ. 17وَلِقُضَاتِهِمْ أَيْضًا لَمْ يَسْمَعُوا، بَلْ زَنَوْا وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى وَسَجَدُوا لَهَا. حَادُوا سَرِيعًا عَنِ الطَّرِيقِ الَّتِي سَارَ بِهَا آبَاؤُهُمْ لِسَمْعِ وَصَايَا الرَّبِّ، لَمْ يَفْعَلُوا هكَذَا. 18وَحِينَمَا أَقَامَ الرَّبُّ لَهُمْ قُضَاةً، كَانَ الرَّبُّ مَعَ الْقَاضِي، وَخَلَّصَهُمْ مِنْ يَدِ أَعْدَائِهِمْ كُلَّ أَيَّامِ الْقَاضِي، لأَنَّ الرَّبَّ نَدِمَ مِنْ أَجْلِ أَنِينِهِمْ بِسَبَبِ مُضَايِقِيهِمْ وَزَاحِمِيهِمْ. 19
قضاة 3 (استئصال! استئصال! استئصال!):
12وَعَادَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَعْمَلُونَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، فَشَدَّدَ الرَّبُّ عِجْلُونَ مَلِكَ مُوآبَ عَلَى إِسْرَائِيلَ، لأَنَّهُمْ عَمِلُوا الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ. 13فَجَمَعَ إِلَيْهِ بَنِي عَمُّونَ وَعَمَالِيقَ، وَسَارَ وَضَرَبَ إِسْرَائِيلَ، وَامْتَلَكُوا مَدِينَةَ النَّخْلِ. 14فَعَبَدَ بَنُو إِسْرَائِيلَ عِجْلُونَ مَلِكَ مُوآبَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً. 15وَصَرَخَ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ، فَأَقَامَ لَهُمُ الرَّبُّ مُخَلِّصًا إِهُودَ بْنَ جِيرَا الْبَنْيَامِينِيَّ، رَجُلاً أَعْسَرَ. فَأَرْسَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِيَدِهِ هَدِيَّةً لِعِجْلُونَ مَلِكِ مُوآبَ. 16فَعَمِلَ إِهُودُ لِنَفْسِهِ سَيْفًا، ذَا حَدَّيْنِ طُولُهُ ذِرَاعٌ، وَتَقَلَّدَهُ تَحْتَ ثِيَابِهِ عَلَى فَخِْذِهِ الْيُمْنَى. 17وَقَدَمَّ الْهَدِيَّةَ لِعِجْلُونَ مَلِكِ مُوآبَ. وَكَانَ عِجْلُونُ رَجُلاً سَمِينًا جِدًّا. 18وَكَانَ لَمَّا انْتَهَى مِنْ تَقْدِيمِ الْهَدِيَّةِ، صَرَفَ الْقَوْمَ حَامِلِي الْهَدِيَّةِ، 19وَأَمَّا هُوَ فَرَجَعَ مِنْ عِنْدِ الْمَنْحُوتَاتِ الَّتِي لَدَى الْجِلْجَالِ وَقَالَ: «لِي كَلاَمُ سِرّ إِلَيْكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ». فَقَالَ: «صَهْ». وَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ جَمِيعُ الْوَاقِفِينَ لَدَيْهِ. 20فَدَخَلَ إِلَيْهِ إِهُودُ وَهُوَ جَالِسٌ فِي عُلِّيَّةِ بُرُودٍ كَانَتْ لَهُ وَحْدَهُ. وَقَالَ إِهُودُ: «عِنْدِي كَلاَمُ اللهِ إِلَيْكَ». فَقَامَ عَنِ الْكُرْسِيِّ. 21فَمَدَّ إِهُودُ يَدَهُ الْيُسْرَى وَأَخَذَ السَّيْفَ عَنْ فَخْذِهِ الْيُمْنَى وَضَرَبَهُ فِي بَطْنِهِ. 22فَدَخَلَ الْقَائِمُ أَيْضًا وَرَاءَ النَّصْلِ، وَطَبَقَ الشَّحْمُ وَرَاءَ النَّصْلِ لأَنَّهُ لَمْ يَجْذُبِ السَّيْفَ مِنْ بَطْنِهِ. وَخَرَجَ مِنَ الْحِتَارِ. 23فَخَرَجَ إِهُودُ مِنَ الرِّوَاقِ وَأَغْلَقَ أَبْوَابَ الْعِلِّيَّةِ وَرَاءَهُ وَأَقْفَلَهَا. 24وَلَمَّا خَرَجَ، جَاءَ عَبِيدُهُ وَنَظَرُوا وَإِذَا أَبْوَابُ الْعِلِّيَّةِ مُقْفَلَةٌ، فَقَالُوا: «إِنَّهُ مُغَطّ رِجْلَيْهِ فِي مُخْدَعِ الْبُرُودِ». 25فَلَبِثُوا حَتَّى خَجِلُوا وَإِذَا هُوَ لاَ يَفْتَحُ أَبْوَابَ الْعِلِّيَّةِ. فَأَخَذُوا الْمِفْتَاحَ وَفَتَحُوا وَإِذَا سَيِّدُهُمْ سَاقِطٌ عَلَى الأَرْضِ مَيْتًا. 26وَأَمَّا إِهُودُ فَنَجَا، إِذْ هُمْ مَبْهُوتُونَ، وَعَبَرَ الْمَنْحُوتَاتِ وَنَجَا إِلَى سِعِيرَةَ. 27وَكَانَ عِنْدَ مَجِيئِهِ أَنَّهُ ضَرَبَ بِالْبُوقِ فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ، فَنَزَلَ مَعْهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ عَنِ الْجَبَلِ وَهُوَ قُدَّامَهُمْ. 28وَقَالَ لَهُمُ: «اتْبَعُونِي لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ دَفَعَ أَعْدَاءَكُمُ الْمُوآبِيِّينَ لِيَدِكُمْ». فَنَزَلُوا وَرَاءَهُ وَأَخَذُوا مَخَاوِضَ الأُرْدُنِّ إِلَى مُوآبَ، وَلَمْ يَدَعُوا أَحَدًا يَعْبُرُ. 29فَضَرَبُوا مِنْ مُوآبَ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ نَحْوَ عَشَرَةِ آلاَفِ رَجُل، كُلَّ نَشِيطٍ، وَكُلَّ ذِي بَأْسٍ، وَلَمْ يَنْجُ أَحَدٌ. 30فَذَلَّ الْمُوآبِيُّونَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ تَحْتَ يَدِ إِسْرَائِيلَ. وَاسْتَرَاحَتِ الأَرْضُ ثَمَانِينَ سَنَةً.
31وَكَانَ بَعْدَهُ شَمْجَرُ بْنُ عَنَاةَ، فَضَرَبَ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ سِتَّ مِئَةِ رَجُل بِمِنْسَاسِ الْبَقَرِ. وَهُوَ أَيْضًا خَلَّصَ إِسْرَائِيلَ.
قضاة 4 (استئصال! استئصال! استئصال!):
1وَعَادَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَعْمَلُونَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ بَعْدَ مَوْتِ إِهُودَ، 2فَبَاعَهُمُ الرَّبُّ بِيَدِ يَابِينَ مَلِكِ كَنْعَانَ الَّذِي مَلَكَ فِي حَاصُورَ. وَرَئِيسُ جَيْشِهِ سِيسَرَا، وَهُوَ سَاكِنٌ فِي حَرُوشَةِ الأُمَمِ. 3فَصَرَخَ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ، لأَنَّهُ كَانَ لَهُ تِسْعُ مِئَةِ مَرْكَبَةٍ مِنْ حَدِيدٍ، وَهُوَ ضَايَقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِشِدَّةٍ، عِشْرِينَ سَنَةً.
4وَدَبُورَةُ امْرَأَةٌ نَبِيَّةٌ زَوْجَةُ لَفِيدُوتَ، هِيَ قَاضِيَةُ إِسْرَائِيلَ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ. 5وَهِيَ جَالِسَةٌ تَحْتَ نَخْلَةِ دَبُورَةَ بَيْنَ الرَّامَةِ وَبَيْتِ إِيلَ فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ. وَكَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَصْعَدُونَ إِلَيْهَا لِلْقَضَاءِ. 6فَأَرْسَلَتْ وَدَعَتْ بَارَاقَ بْنَ أَبِينُوعَمَ مِنْ قَادَشِ نَفْتَالِي، وَقَالَتْ لَهُ: «أَلَمْ يَأْمُرِ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: اِذْهَبْ وَازْحَفْ إِلَى جَبَلِ تَابُورَ، وَخُذْ مَعَكَ عَشْرَةَ آلاَفِ رَجُل مِنْ بَنِي نَفْتَالِي وَمِنْ بَنِي زَبُولُونَ، 7فَأَجْذُبَ إِلَيْكَ، إِلَى نَهْرِ قِيشُونَ سِيسَرَا رَئِيسَ جَيْشِ يَابِينَ بِمَرْكَبَاتِهِ وَجُمْهُورِهِ وَأَدْفَعَهُ لِيَدِكَ؟» 8فَقَالَ لَهَا بَارَاقُ: «إِنْ ذَهَبْتِ مَعِي أَذْهَبْ، وَإِنْ لَمْ تَذْهَبِي مَعِي فَلاَ أَذْهَبُ». 9فَقَالَتْ: «إِنِّي أَذْهَبُ مَعَكَ، غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَكُونُ لَكَ فَخْرٌ فِي الطَّرِيقِ الَّتِي أَنْتَ سَائِرٌ فِيهَا. لأَنَّ الرَّبَّ يَبِيعُ سِيسَرَا بِيَدِ امْرَأَةٍ». فَقَامَتْ دَبُورَةُ وَذَهَبَتْ مَعَ بَارَاقَ إِلَى قَادَشَ.
10وَدَعَا بَارَاقُ زَبُولُونَ وَنَفْتَالِيَ إِلَى قَادَشَ، وَصَعِدَ وَمَعَهُ عَشَرَةُ آلاَفِ رَجُل. وَصَعِدَتْ دَبُورَةُ مَعَهُ. 11وَحَابِرُ الْقَيْنِيُّ انْفَرَدَ مِنْ قَايِنَ، مِنْ بَنِي حُوبَابَ حَمِي مُوسَى، وَخَيَّمَ حَتَّى إِلَى بَلُّوطَةٍ فِي صَعَنَايِمَ الَّتِي عِنْدَ قَادَشَ. 12وَأَخْبَرُوا سِيسَرَا بِأَنَّهُ قَدْ صَعِدَ بَارَاقُ بْنُ أَبِينُوعَمَ إِلَى جَبَلِ تَابُورَ. 13فَدَعَا سِيسَرَا جَمِيعَ مَرْكَبَاتِهِ، تِسْعَ مِئَةِ مَرْكَبَةٍ مِنْ حَدِيدٍ، وَجَمِيعَ الشَّعْبِ الَّذِي مَعَهُ مِنْ حَرُوشَةِ الأُمَمِ إِلَى نَهْرِ قِيشُونَ. 14فَقَالَتْ دَبُورَةُ لِبَارَاقَ: «قُمْ، لأَنَّ هذَا هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي دَفَعَ فِيهِ الرَّبُّ سِيسَرَا لِيَدِكَ. أَلَمْ يَخْرُجِ الرَّبُّ قُدَّامَكَ؟» فَنَزَلَ بَارَاقُ مِنْ جَبَلِ تَابُورَ وَوَرَاءَهُ عَشْرَةُ آلاَفِ رَجُل. 15فَأَزْعَجَ الرَّبُّ سِيسَرَا وَكُلَّ الْمَرْكَبَاتِ وَكُلَّ الْجَيْشِ بِحَدِّ السَّيْفِ أَمَامَ بَارَاقَ. فَنَزَلَ سِيسَرَا عَنِ الْمَرْكَبَةِ وَهَرَبَ عَلَى رِجْلَيْهِ. 16وَتَبعَ بَارَاقُ الْمَرْكَبَاتِ وَالْجَيْشَ إِلَى حَرُوشَةِ الأُمَمِ. وَسَقَطَ كُلُّ جَيْشِ سِيسَرَا بِحَدِّ السَّيْفِ. لَمْ يَبْقَ وَلاَ وَاحِدٌ. 17وَأَمَّا سِيسَرَا فَهَرَبَ عَلَى رِجْلَيْهِ إِلَى خَيْمَةِ يَاعِيلَ امْرَأَةِ حَابِرَ الْقَيْنِيِّ، لأَنَّهُ كَانَ صُلْحٌ بَيْنَ يَابِينَ مَلِكِ حَاصُورَ وَبَيْتِ حَابِرَ الْقَيْنِيِّ. 18فَخَرَجَتْ يَاعِيلُ لاسْتِقْبَالِ سِيسَرَا وَقَالَتْ لَهُ: «مِلْ يَا سَيِّدِي، مِلْ إِلَيَّ. لاَ تَخَفْ». فَمَالَ إِلَيْهَا إِلَى الْخَيْمَةِ وَغَطَّتْهُ بِاللِّحَافِ. 19فَقَالَ لَهَا: «اسْقِينِي قَلِيلَ مَاءٍ لأَنِّي قَدْ عَطِشْتُ». فَفَتَحَتْ وَطَبَ اللَّبَنِ وَأَسْقَتْهُ ثُمَّ غَطَّتْهُ. 20فَقَالَ لَهَا: «قِفِي بِبَابِ الْخَيْمَةِ، وَيَكُونُ إِذَا جَاءَ أَحَدٌ وَسَأَلَكِ: أَهُنَا رَجُلٌ؟ أَنَّكِ تَقُولِينَ لاَ». 21فَأَخَذَتْ يَاعِيلُ امْرَأَةُ حَابِرَ وَتَدَ الْخَيْمَةِ وَجَعَلَتِ الْمِيتَدَةَ فِي يَدِهَا، وَقَارَتْ إِلَيْهِ وَضَرَبَتِ الْوَتَدَ فِي صُدْغِهِ فَنَفَذَ إِلَى الأَرْضِ، وَهُوَ مُتَثَقِّلٌ فِي النَّوْمِ وَمُتْعَبٌ، فَمَاتَ. 22وَإِذَا بِبَارَاقَ يُطَارِدُ سِيسَرَا، فَخَرَجَتْ يَاعِيلُ لاسْتِقْبَالِهِ وَقَالَتْ لَهُ: «تَعَالَ فَأُرِيَكَ الرَّجُلَ الَّذِي أَنْتَ طَالِبُهُ». فَجَاءَ إِلَيْهَا وَإِذَا سِيسَرَا سَاقِطٌ مَيْتًا وَالْوَتَدُ فِي صُدْغِهِ. 23فَأَذَلَّ اللهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَابِينَ مَلِكَ كَنْعَانَ أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ. 24وَأَخَذَتْ يَدُ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَتَزَايَدُ وَتَقْسُو عَلَى يَابِينَ مَلِكِ كَنْعَانَ حَتَّى قَرَضُوا يَابِينَ مَلِكَ كَنْعَانَ.
قضاة 8 (استئصال! استئصال! استئصال!):
4وَجَاءَ جِدْعُونُ إِلَى الأُرْدُنِّ وَعَبَرَ هُوَ وَالثَّلاَثُ مِئَةِ الرَّجُلِ الَّذِينَ مَعَهُ مُعْيِينَ وَمُطَارِدِينَ. 5فَقَالَ لأَهْلِ سُكُّوتَ: «أَعْطُوا أَرْغِفَةَ خُبْزٍ لِلْقَوْمِ الَّذِينَ مَعِي لأَنَّهُمْ مُعْيُونَ، وَأَنَا سَاعٍ وَرَاءَ زَبَحَ وَصَلْمُنَّاعَ مَلِكَيْ مِدْيَانَ». 6فَقَالَ رُؤَسَاءُ سُكُّوتَ: «هَلْ أَيْدِي زَبَحَ وَصَلْمُنَّاعَ بِيَدِكَ الآنَ حَتَّى نُعْطِيَ جُنْدَكَ خُبْزًا؟» 7فَقَالَ جِدْعُونُ: «لِذلِكَ عِنْدَمَا يَدْفَعُ الرَّبُّ زَبَحَ وَصَلْمُنَّاعَ بِيَدِي أَدْرُسُ لَحْمَكُمْ مَعَ أَشْوَاكِ الْبَرِّيَّةِ بِالنَّوَارِجِ». 8وَصَعِدَ مِنْ هُنَاكَ إِلَى فَنُوئِيلَ وَكَلَّمَهُمْ هكَذَا. فَأَجَابَهُ أَهْلُ فَنُوئِيلَ كَمَا أَجَابَ أَهْلُ سُكُّوتَ، 9فَكَلَّمَ أَيْضًا أَهْلَ فَنُوئِيلَ قَائِلاً: «عِنْدَ رُجُوعِي بِسَلاَمٍ أَهْدِمُ هذَا الْبُرْجَ».
10وَكَانَ زَبَحُ وَصَلْمُنَّاعُ فِي قَرْقَرَ وَجَيْشُهُمَا مَعَهُمَا نَحْوُ خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفًا، كُلُّ الْبَاقِينَ مِنْ جَمِيعِ جَيْشِ بَنِي الْمَشْرِقِ. وَالَّذِينَ سَقَطُوا مِئَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفَ رَجُل مُخْتَرِطِي السَّيْفِ. 11وَصَعِدَ جِدْعُونُ فِي طَرِيقِ سَاكِنِي الْخِيَامِ شَرْقِيَّ نُوبَحَ وَيُجْبَهَةَ، وَضَرَبَ الْجَيْشَ وَكَانَ الْجَيْشُ مُطْمَئِنًّا. 12فَهَرَبَ زَبَحُ وَصَلْمُنَّاعُ، فَتَبِعَهُمَا وَأَمْسَكَ مَلِكَيْ مِدْيَانَ زَبَحَ وَصَلْمُنَّاعَ وَأَزْعَجَ كُلَّ الْجَيْشِ.
13وَرَجَعَ جِدْعُونُ بْنُ يُوآشَ مِنَ الْحَرْبِ مِنْ عِنْدِ عَقَبَةِ حَارَسَ. 14وَأَمْسَكَ غُلاَمًا مِنْ أَهْلِ سُكُّوتَ وَسَأَلَهُ، فَكَتَبَ لَهُ رُؤَسَاءَ سُكُّوتَ وَشُيُوخَهَا، سَبْعَةً وَسَبْعِينَ رَجُلاً. 15وَدَخَلَ إِلَى أَهْلِ سُكُّوتَ وَقَالَ: «هُوَذَا زَبَحُ وَصَلْمُنَّاعُ اللَّذَانِ عَيَّرْتُمُونِي بِهِمَا قَائِلِينَ: هَلْ أَيْدِي زَبَحَ وَصَلْمُنَّاعَ بِيَدِكَ الآنَ حَتَّى نُعْطِي رِجَالَكَ الْمُعْيِينَ خُبْزًا؟» 16وَأَخَذَ شُيُوخَ الْمَدِينَةِ وَأَشْوَاكَ الْبَرِّيَّةِ وَالنَّوَارِجَ وَعَلَّمَ بِهَا أَهْلَ سُكُّوتَ. 17وَهَدَمَ بُرْجَ فَنُوئِيلَ وَقَتَلَ رِجَالَ الْمَدِينَةِ.
قضاة 9 (استئصال! استئصال! استئصال!):
42وَكَانَ فِي الْغَدِ أَنَّ الشَّعْبَ خَرَجَ إِلَى الْحَقْلِ وَأَخْبَرُوا أَبِيمَالِكَ. 43فَأَخَذَ الْقَوْمَ وَقَسَمَهُمْ إِلَى ثَلاَثِ فِرَق، وَكَمَنَ فِي الْحَقْلِ وَنَظَرَ وَإِذَا الشَّعْبُ يَخْرُجُ مِنَ الْمَدِينَةِ، فَقَامَ عَلَيْهِمْ وَضَرَبَهُمْ. 44وَأَبِيمَالِكُ وَالْفِرْقَةُ الَّتِي مَعَهُ اقْتَحَمُوا وَوَقَفُوا فِي مَدْخَلِ بَابِ الْمَدِينَةِ. وَأَمَّا الْفِرْقَتَانِ فَهَجَمَتَا عَلَى كُلِّ مَنْ فِي الْحَقْلِ وَضَرَبَتَاهُ. 45وَحَارَبَ أَبِيمَالِكُ الْمَدِينَةَ كُلَّ ذلِكَ الْيَوْمِ، وَأَخَذَ الْمَدِينَةَ وَقَتَلَ الشَّعْبَ الَّذِي بِهَا، وَهَدَمَ الْمَدِينَةَ وَزَرَعَهَا مِلْحًا.
صموئيل الأول 15(استئصال! استئصال! استئصال! وندم إلهى كالعادة):
1وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: «إِيَّايَ أَرْسَلَ الرَّبُّ لِمَسْحِكَ مَلِكًا عَلَى شَعْبِهِ إِسْرَائِيلَ. وَالآنَ فَاسْمَعْ صَوْتَ كَلاَمِ الرَّبِّ. 2هكَذَا يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ: إِنِّي قَدِ افْتَقَدْتُ مَا عَمِلَ عَمَالِيقُ بِإِسْرَائِيلَ حِينَ وَقَفَ لَهُ فِي الطَّرِيقِ عِنْدَ صُعُودِهِ مِنْ مِصْرَ. 3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ، وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً، طِفْلاً وَرَضِيعًا، بَقَرًا وَغَنَمًا، جَمَلاً وَحِمَارًا». 4فَاسْتَحْضَرَ شَاوُلُ الشَّعْبَ وَعَدَّهُ فِي طَلاَيِمَ، مِئَتَيْ أَلْفِ رَاجِل، وَعَشَرَةَ آلاَفِ رَجُل مِنْ يَهُوذَا.
5ثُمَّ جَاءَ شَاوُلُ إِلَى مَدِينَةِ عَمَالِيقَ وَكَمَنَ فِي الْوَادِي. 6وَقَالَ شَاوُلُ لِلْقَيْنِيِّينَ: «اذْهَبُوا حِيدُوا انْزِلُوا مِنْ وَسَطِ الْعَمَالِقَةِ لِئَلاَّ أُهْلِكَكُمْ مَعَهُمْ، وَأَنْتُمْ قَدْ فَعَلْتُمْ مَعْرُوفًا مَعَ جَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ عِنْدَ صُعُودِهِمْ مِنْ مِصْرَ». فَحَادَ الْقَيْنِيُّ مِنْ وَسَطِ عَمَالِيقَ. 7وَضَرَبَ شَاوُلُ عَمَالِيقَ مِنْ حَوِيلَةَ حَتَّى مَجِيئِكَ إِلَى شُورَ الَّتِي مُقَابَِلَ مِصْرَ. 8وَأَمْسَكَ أَجَاجَ مَلِكَ عَمَالِيقَ حَيًّا، وَحَرَّمَ جَمِيعَ الشَّعْبِ بِحَدِّ السَّيْفِ. 9وَعَفَا شَاوُلُ وَالشَّعْبُ عَنْ أَجَاجَ وَعَنْ خِيَارِ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ وَالثُّنْيَانِ وَالْخِرَافِ، وَعَنْ كُلِّ الْجَيِّدِ، وَلَمْ يَرْضَوْا أَنْ يُحَرِّمُوهَا. وَكُلُّ الأَمْلاَكِ الْمُحْتَقَرَةِ وَالْمَهْزُولَةِ حَرَّمُوهَا.
10وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى صَمُوئِيلَ قَائِلاً: 11«نَدِمْتُ عَلَى أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ شَاوُلَ مَلِكًا، لأَنَّهُ رَجَعَ مِنْ وَرَائِي وَلَمْ يُقِمْ كَلاَمِي».
صموئيل الأول 28 (الاستعانة بالنساء المتصلات بالجن لمعرفة الغيب):
3وَمَاتَ صَمُوئِيلُ وَنَدَبَهُ كُلُّ إِسْرَائِيلَ وَدَفَنُوهُ فِي الرَّامَةِ فِي مَدِينَتِهِ. وَكَانَ شَاوُلُ قَدْ نَفَى أَصْحَابَ الْجَانِّ وَالتَّوَابعِ مِنَ الأَرْضِ. 4فَاجْتَمَعَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ وَجَاءُوا وَنَزَلُوا فِي شُونَمَ، وَجَمَعَ شَاوُلُ جَمِيعَ إِسْرَائِيلَ وَنَزَلَ فِي جِلْبُوعَ. 5وَلَمَّا رَأَى شَاوُلُ جَيْشَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ خَافَ وَاضْطَرَبَ قَلْبُهُ جِدًّا. 6فَسَأَلَ شَاوُلُ مِنَ الرَّبِّ، فَلَمْ يُجِبْهُ الرَّبُّ لاَ بِالأَحْلاَمِ وَلاَ بِالأُورِيمِ وَلاَ بِالأَنْبِيَاءِ. 7فَقَالَ شَاوُلُ لِعَبِيدِهِ: «فَتِّشُوا لِي عَلَى امْرَأَةٍ صَاحِبَةِ جَانٍّ، فَأَذْهَبَ إِلَيْهَا وَأَسْأَلَهَا». فَقَالَ لَهُ عَبِيدُهُ: «هُوَذَا امْرَأَةٌ صَاحِبَةُ جَانٍّ فِي عَيْنِ دُورٍ». 8فَتَنَكَّرَ شَاوُلُ وَلَبِسَ ثِيَابًا أُخْرَى، وَذَهَبَ هُوَ وَرَجُلاَنِ مَعَهُ وَجَاءُوا إِلَى الْمَرْأَةِ لَيْلاً. وَقَالَ: «اعْرِفِي لِي بِالْجَانِّ وَأَصْعِدِي لِي مَنْ أَقُولُ لَكِ». 9فَقَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «هُوَذَا أَنْتَ تَعْلَمُ مَا فَعَلَ شَاوُلُ، كَيْفَ قَطَعَ أَصْحَابَ الْجَانِّ وَالتَّوَابعِ مِنَ الأَرْضِ. فَلِمَاذَا تَضَعُ شَرَكًا لِنَفْسِي لِتُمِيتَهَا؟» 10فَحَلَفَ لَهَا شَاوُلُ بِالرَّبِّ قَائِلاً: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، إِنَّهُ لاَ يَلْحَقُكِ إِثْمٌ فِي هذَا الأَمْرِ». 11فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: «مَنْ أُصْعِدُ لَكَ؟» فَقَالَ: «أَصْعِدِي لِي صَمُوئِيلَ». 12فَلَمَّا رَأَتِ الْمَرْأَةُ صَمُوئِيلَ صَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ، وَكَلَّمَتِ الْمَرْأةُ شَاوُلُ قَائِلةً: «لِمَاذَا خَدَعْتَنِي وَأَنْتَ شَاوُلُ؟» 13فَقَالَ لَهَا الْمَلِكُ: «لاَ تَخَافِي. فَمَاذَا رَأَيْتِ؟» فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِشَاوُلَ: «رَأَيْتُ آلِهَةً يَصْعَدُونَ مِنَ الأَرْضِ». 14فَقَالَ لَهَا: «مَا هِيَ صُورَتُهُ؟» فَقَالَتْ: «رَجُلٌ شَيْخٌ صَاعِدٌ وَهُوَ مُغَطًّى بِجُبَّةٍ». فَعَلِمَ شَاوُلُ أَنَّهُ صَمُوئِيلُ، فَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ وَسَجَدَ. 15فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: «لِمَاذَا أَقْلَقْتَنِي بِإِصْعَادِكَ إِيَّايَ؟» فَقَالَ شَاوُلُ: «قَدْ ضَاقَ بِي الأَمْرُ جِدًّا. اَلْفِلِسْطِينِيُّونَ يُحَارِبُونَنِي، وَالرَّبُّ فَارَقَنِي وَلَمْ يَعُدْ يُجِيبُنِي لاَ بِالأَنْبِيَاءِ وَلاَ بِالأَحْلاَمِ. فَدَعَوْتُكَ لِكَيْ تُعْلِمَنِي مَاذَا أَصْنَعُ». 16فَقَالَ صَمُوئِيلُ: «وَلِمَاذَا تَسْأَلُنِي وَالرَّبُّ قَدْ فَارَقَكَ وَصَارَ عَدُوَّكَ؟ 17وَقَدْ فَعَلَ الرَّبُّ لِنَفْسِهِ كَمَا تَكَلَّمَ عَنْ يَدِي، وَقَدْ شَقَّ الرَّبُّ الْمَمْلَكَةَ مِنْ يَدِكَ وَأَعْطَاهَا لِقَرِيبِكَ دَاوُدَ. 18لأَنَّكَ لَمْ تَسْمَعْ لِصَوْتِ الرَّبِّ وَلَمْ تَفْعَلْ حُمُوَّ غَضَبِهِ فِي عَمَالِيقَ، لِذلِكَ قَدْ فَعَلَ الرَّبُّ بِكَ هذَا الأَمْرَ الْيَوْمَ. 19وَيَدْفَعُ الرَّبُّ إِسْرَائِيلَ أَيْضًا مَعَكَ لِيَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. وَغَدًا أَنْتَ وَبَنُوكَ تَكُونُونَ مَعِي، وَيَدْفَعُ الرَّبُّ جَيْشَ إِسْرَائِيلَ أَيْضًا لِيَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ». 20فَأَسْرَعَ شَاوُلُ وَسَقَطَ عَلَى طُولِهِ إِلَى الأَرْضِ وَخَافَ جِدًّا مِنْ كَلاَمِ صَمُوئِيلَ، وَأَيْضًا لَمْ تَكُنْ فِيهِ قُوَّةٌ، لأَنَّهُ لَمْ يَأْكُلْ طَعَامًا النَّهَارَ كُلَّهُ وَاللَّيْلَ.
صموئيل الثانى 11 (النبى داود يتجسس على زوجة جاره وقائده ويزنى بها ويتآمر على قتل الزوج ثم يضم زوجته إلى حريمه، ولكن بعد ماذا؟ بعد العِدّة طبعا كى يكون الزنا والقتل شرعيا!):
وَأَمَّا دَاوُدُ فَأَقَامَ فِي أُورُشَلِيمَ. 2وَكَانَ فِي وَقْتِ الْمَسَاءِ أَنَّ دَاوُدَ قَامَ عَنْ سَرِيرِهِ وَتَمَشَّى عَلَى سَطْحِ بَيْتِ الْمَلِكِ، فَرَأَى مِنْ عَلَى السَّطْحِ امْرَأَةً تَسْتَحِمُّ. وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ جَمِيلَةَ الْمَنْظَرِ جِدًّا. 3فَأَرْسَلَ دَاوُدُ وَسَأَلَ عَنِ الْمَرْأَةِ، فَقَالَ وَاحِدٌ: «أَلَيْسَتْ هذِهِ بَثْشَبَعَ بِنْتَ أَلِيعَامَ امْرَأَةَ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ؟». 4فَأَرْسَلَ دَاوُدُ رُسُلاً وَأَخَذَهَا، فَدَخَلَتْ إِلَيْهِ، فَاضْطَجَعَ مَعَهَا وَهِيَ مُطَهَّرَةٌ مِنْ طَمْثِهَا. ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى بَيْتِهَا. 5وَحَبِلَتِ الْمَرْأَةُ، فَأَرْسَلَتْ وَأَخْبَرَتْ دَاوُدَ وَقَالَتْ: «إِنِّي حُبْلَى». 6فَأَرْسَلَ دَاوُدُ إِلَى يُوآبَ يَقُولُ: «أَرْسِلْ إِلَيَّ أُورِيَّا الْحِثِّيَّ». فَأَرْسَلَ يُوآبُ أُورِيَّا إِلَى دَاوُدَ. 7فَأَتَى أُورِيَّا إِلَيْهِ، فَسَأَلَ دَاوُدُ عَنْ سَلاَمَةِ يُوآبَ وَسَلاَمَةِ الشَّعْبِ وَنَجَاحِ الْحَرْبِ. 8وَقَالَ دَاوُدُ لأُورِيَّا: «انْزِلْ إِلَى بَيْتِكَ وَاغْسِلْ رِجْلَيْكَ». فَخَرَجَ أُورِيَّا مِنْ بَيْتِ الْمَلِكِ، وَخَرَجَتْ وَرَاءَهُ حِصَّةٌ مِنْ عِنْدِ الْمَلِكِ. 9وَنَامَ أُورِيَّا عَلَى بَابِ بَيْتِ الْمَلِكِ مَعَ جَمِيعِ عَبِيدِ سَيِّدِهِ، وَلَمْ يَنْزِلْ إِلَى بَيْتِهِ. 10فأَخْبَرُوا دَاوُدَ قَائِلِينَ: «لَمْ يَنْزِلْ أُورِيَّا إِلَى بَيْتِهِ». فَقَالَ دَاوُدُ لأُورِيَّا: «أَمَا جِئْتَ مِنَ السَّفَرِ؟ فَلِمَاذَا لَمْ تَنْزِلْ إِلَى بَيْتِكَ؟» 11فَقَالَ أُورِيَّا لِدَاوُدَ: «إِنَّ التَّابُوتَ وَإِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا سَاكِنُونَ فِي الْخِيَامِ، وَسَيِّدِي يُوآبُ وَعَبِيدُ سَيِّدِي نَازِلُونَ عَلَى وَجْهِ الصَّحْرَاءِ، وَأَنَا آتِي إِلَى بَيْتِي لآكُلَ وَأَشْرَبَ وَأَضْطَجعَ مَعَ امْرَأَتِي؟ وَحَيَاتِكَ وَحَيَاةِ نَفْسِكَ، لاَ أَفْعَلُ هذَا الأَمْرَ». 12فَقَالَ دَاوُدُ لأُورِيَّا: «أَقِمْ هُنَا الْيَوْمَ أَيْضًا، وَغَدًا أُطْلِقُكَ». فَأَقَامَ أُورِيَّا فِي أُورُشَلِيمَ ذلِكَ الْيَوْمَ وَغَدَهُ. 13وَدَعَاهُ دَاوُدُ فَأَكَلَ أَمَامَهُ وَشَرِبَ وَأَسْكَرَهُ. وَخَرَجَ عِنْدَ الْمَسَاءِ لِيَضْطَجِعَ فِي مَضْجَعِهِ مَعَ عَبِيدِ سَيِّدِهِ، وَإِلَى بَيْتِهِ لَمْ يَنْزِلْ.
14وَفِي الصَّبَاحِ كَتَبَ دَاوُدُ مَكْتُوبًا إِلَى يُوآبَ وَأَرْسَلَهُ بِيَدِ أُورِيَّا. 15وَكَتَبَ فِي الْمَكْتُوبِ يَقُولُ: «اجْعَلُوا أُورِيَّا فِي وَجْهِ الْحَرْبِ الشَّدِيدَةِ، وَارْجِعُوا مِنْ وَرَائِهِ فَيُضْرَبَ وَيَمُوتَ». 16وَكَانَ فِي مُحَاصَرَةِ يُوآبَ الْمَدِينَةَ أَنَّهُ جَعَلَ أُورِيَّا فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي عَلِمَ أَنَّ رِجَالَ الْبَأْسِ فِيهِ. 17فَخَرَجَ رِجَالُ الْمَدِينَةِ وَحَارَبُوا يُوآبَ، فَسَقَطَ بَعْضُ الشَّعْبِ مِنْ عَبِيدِ دَاوُدَ، وَمَاتَ أُورِيَّا الْحِثِّيُّ أَيْضًا. 18فَأَرْسَلَ يُوآبُ وَأَخْبَرَ دَاوُدَ بِجَمِيعِ أُمُورِ الْحَرْبِ. 19وَأَوْصَى الرَّسُولَ قَائِلاً: «عِنْدَمَا تَفْرَغُ مِنَ الْكَلاَمِ مَعَ الْمَلِكِ عَنْ جَمِيعِ أُمُورِ الْحَرْبِ، 20فَإِنِ اشْتَعَلَ غَضَبُ الْمَلِكِ، وَقَالَ لَكَ: لِمَاذَا دَنَوْتُمْ مِنَ الْمَدِينَةِ لِلْقِتَالِ؟ أَمَا عَلِمْتُمْ أَنَّهُمْ يَرْمُونَ مِنْ عَلَى السُّورِ؟ 21مَنْ قَتَلَ أَبِيمَالِكَ بْنَ يَرُبُّوشَثَ؟ أَلَمْ تَرْمِهِ امْرَأَةٌ بِقِطْعَةِ رَحًى مِنْ عَلَى السُّورِ فَمَاتَ فِي تَابَاصَ؟ لِمَاذَا دَنَوْتُمْ مِنَ السُّورِ؟ فَقُلْ: قَدْ مَاتَ عَبْدُكَ أُورِيَّا الْحِثِّيُّ أَيْضًا».
22فَذَهَبَ الرَّسُولُ وَدَخَلَ وَأَخْبَرَ دَاوُدَ بِكُلِّ مَا أَرْسَلَهُ فِيهِ يُوآبُ. 23وَقَالَ الرَّسُولُ لِدَاوُدَ: «قَدْ تَجَبَّرَ عَلَيْنَا الْقَوْمُ وَخَرَجُوا إِلَيْنَا إِلَى الْحَقْلِ فَكُنَّا عَلَيْهِمْ إِلَى مَدْخَلِ الْبَابِ. 24فَرَمَى الرُّمَاةُ عَبِيدَكَ مِنْ عَلَى السُّورِ، فَمَاتَ الْبَعْضُ مِنْ عَبِيدِ الْمَلِكِ، وَمَاتَ عَبْدُكَ أُورِيَّا الْحِثِّيُّ أَيْضًا». 25فَقَالَ دَاوُدُ لِلرَّسُولِ: « هكَذَا تَقُولُ لِيُوآبَ: لاَ يَسُؤْ فِي عَيْنَيْكَ هذَا الأَمْرُ، لأَنَّ السَّيْفَ يَأْكُلُ هذَا وَذَاكَ. شَدِّدْ قِتَالَكَ عَلَى الْمَدِينَةِ وَأَخْرِبْهَا. وَشَدِّدْهُ».
26فَلَمَّا سَمِعَتِ امْرَأَةُ أُورِيَّا أَنَّهُ قَدْ مَاتَ أُورِيَّا رَجُلُهَا، نَدَبَتْ بَعْلَهَا. 27وَلَمَّا مَضَتِ الْمَنَاحَةُ أَرْسَلَ دَاوُدُ وَضَمَّهَا إِلَى بَيْتِهِ، وَصَارَتْ لَهُ امْرَأَةً وَوَلَدَتْ لَهُ ابْنًا...
صموئيل الثانى 12 (الله يعاقب داود بإعطاء نسائه لقريبه كى يضطجع معهن. يعنى: جاء يكحّلها فأعماها!):
7فَقَالَ نَاثَانُ لِدَاوُدَ: «أَنْتَ هُوَ الرَّجُلُ! هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: أَنَا مَسَحْتُكَ مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ وَأَنْقَذْتُكَ مِنْ يَدِ شَاوُلَ، 8وَأَعْطَيْتُكَ بَيْتَ سَيِّدِكَ وَنِسَاءَ سَيِّدِكَ فِي حِضْنِكَ، وَأَعْطَيْتُكَ بَيْتَ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا. وَإِنْ كَانَ ذلِكَ قَلِيلاً، كُنْتُ أَزِيدُ لَكَ كَذَا وَكَذَا. 9لِمَاذَا احْتَقَرْتَ كَلاَمَ الرَّبِّ لِتَعْمَلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيْهِ؟ قَدْ قَتَلْتَ أُورِيَّا الْحِثِّيَّ بِالسَّيْفِ، وَأَخَذْتَ امْرَأَتَهُ لَكَ امْرَأَةً، وَإِيَّاهُ قَتَلْتَ بِسَيْفِ بَنِي عَمُّونَ. 10وَالآنَ لاَ يُفَارِقُ السَّيْفُ بَيْتَكَ إِلَى الأَبَدِ، لأَنَّكَ احْتَقَرْتَنِي وَأَخَذْتَ امْرَأَةَ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ لِتَكُونَ لَكَ امْرَأَةً. 11هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هأَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيَضْطَجعُ مَعَ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هذِهِ الشَّمْسِ. 12لأَنَّكَ أَنْتَ فَعَلْتَ بِالسِّرِّ وَأَنَا أَفْعَلُ هذَا الأَمْرَ قُدَّامَ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَقُدَّامَ الشَّمْسِ». 13فَقَالَ دَاوُدُ لِنَاثَانَ: «قَدْ أَخْطَأْتُ إِلَى الرَّبِّ». فَقَالَ نَاثَانُ لِدَاوُدَ: «الرَّبُّ أَيْضًا قَدْ نَقَلَ عَنْكَ خَطِيَّتَكَ. لاَ تَمُوتُ. 14غَيْرَ أَنَّهُ مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ جَعَلْتَ بِهذَا الأَمْرِ أَعْدَاءَ الرَّبِّ يَشْمَتُونَ، فَالابْنُ الْمَوْلُودُ لَكَ يَمُوتُ». 15وَذَهَبَ نَاثَانُ إِلَى بَيْتِهِ.
وَضَرَبَ الرَّبُّ الْوَلَدَ الَّذِي وَلَدَتْهُ امْرَأَةُ أُورِيَّا لِدَاوُدَ فَثَقِلَ. 16فَسَأَلَ دَاوُدُ اللهَ مِنْ أَجْلِ الصَّبِيِّ، وَصَامَ دَاوُدُ صَوْمًا، وَدَخَلَ وَبَاتَ مُضْطَجِعًا عَلَى الأَرْضِ. 17فَقَامَ شُيُوخُ بَيْتِهِ عَلَيْهِ لِيُقِيمُوهُ عَنِ الأَرْضِ فَلَمْ يَشَأْ، وَلَمْ يَأْكُلْ مَعَهُمْ خُبْزًا. 18وَكَانَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ أَنَّ الْوَلَدَ مَاتَ، فَخَافَ عَبِيدُ دَاوُدَ أَنْ يُخْبِرُوهُ بِأَنَّ الْوَلَدَ قَدْ مَاتَ لأَنَّهُمْ قَالُوا: «هُوَذَا لَمَّا كَانَ الْوَلَدُ حَيًّا كَلَّمْنَاهُ فَلَمْ يَسْمَعْ لِصَوْتِنَا. فَكَيْفَ نَقُولُ لَهُ: قَدْ مَاتَ الْوَلَدُ؟ يَعْمَلُ أَشَرَّ!». 19وَرَأَى دَاوُدُ عَبِيدَهُ يَتَنَاجَوْنَ، فَفَطِنَ دَاوُدُ أَنَّ الْوَلَدَ قَدْ مَاتَ. فَقَالَ دَاوُدُ لِعَبِيدِهِ: «هَلْ مَاتَ الْوَلَدُ؟» فَقَالُوا: «مَاتَ». 20فَقَامَ دَاوُدُ عَنِ الأَرْضِ وَاغْتَسَلَ وَادَّهَنَ وَبَدَّلَ ثِيَابَهُ وَدَخَلَ بَيْتَ الرَّبِّ وَسَجَدَ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى بَيْتِهِ وَطَلَبَ فَوَضَعُوا لَهُ خُبْزًا فَأَكَلَ. 21فَقَالَ لَهُ عَبِيدُهُ: «مَا هذَا الأَمْرُ الَّذِي فَعَلْتَ؟ لَمَّا كَانَ الْوَلَدُ حَيًّا صُمْتَ وَبَكَيْتَ، وَلَمَّا مَاتَ الْوَلَدُ قُمْتَ وَأَكَلْتَ خُبْزًا». 22فَقَالَ: «لَمَّا كَانَ الْوَلَدُ حَيًّا صُمْتُ وَبَكَيْتُ لأَنِّي قُلْتُ: مَنْ يَعْلَمُ؟ رُبَّمَا يَرْحَمُنِي الرَّبُّ وَيَحْيَا الْوَلَدُ. 23وَالآنَ قَدْ مَاتَ، فَلِمَاذَا أَصُومُ؟ هَلْ أَقْدِرُ أَنْ أَرُدَّهُ بَعْدُ؟ أَنَا ذَاهِبٌ إِلَيْهِ وَأَمَّا هُوَ فَلاَ يَرْجعُ إِلَيَّ».
24وَعَزَّى دَاوُدُ بَثْشَبَعَ امْرَأَتَهُ، وَدَخَلَ إِلَيْهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا فَوَلَدَتِ ابْنًا، فَدَعَا اسْمَهُ سُلَيْمَانَ، وَالرَّبُّ أَحَبَّهُ، 25وَأَرْسَلَ بِيَدِ نَاثَانَ النَّبِيِّ وَدَعَا اسْمَهُ «يَدِيدِيَّا» مِنْ أَجْلِ الرَّبِّ.
صموئيل الثانى 13 (ابن النبى داود يغتصب أخته!):
1وَجَرَى بَعْدَ ذلِكَ أَنَّهُ كَانَ لأَبْشَالُومَ بْنِ دَاوُدَ أُخْتٌ جَمِيلَةٌ اسْمُهَا ثَامَارُ، فَأَحَبَّهَا أَمْنُونُ بْنُ دَاوُدَ. 2وَأُحْصِرَ أَمْنُونُ لِلسُّقْمِ مِنْ أَجْلِ ثَامَارَ أُخْتِهِ لأَنَّهَا كَانَتْ عَذْرَاءَ، وَعَسُرَ فِي عَيْنَيْ أَمْنُونَ أَنْ يَفْعَلَ لَهَا شَيْئًا. 3وَكَانَ لأَمْنُونَ صَاحِبٌ اسْمُهُ يُونَادَابُ بْنُ شِمْعَى أَخِي دَاوُدَ. وَكَانَ يُونَادَابُ رَجُلاً حَكِيمًا جِدًّا. 4فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا يَا ابْنَ الْمَلِكِ أَنْتَ ضَعِيفٌ هكَذَا مِنْ صَبَاحٍ إِلَى صَبَاحٍ؟ أَمَا تُخْبِرُنِي؟» فَقَالَ لَهُ أَمْنُونُ: «إِنِّي أُحِبُّ ثَامَارَ أُخْتَ أَبْشَالُومَ أَخِي». 5فَقَالَ يُونَادَابُ: «اضْطَجعْ عَلَى سَرِيرِكَ وَتَمَارَضْ. وَإِذَا جَاءَ أَبُوكَ لِيَرَاكَ فَقُلْ لَهُ: دَعْ ثَامَارَ أُخْتِي فَتَأْتِيَ وَتُطْعِمَنِي خُبْزًا، وَتَعْمَلَ أَمَامِي الطَّعَامَ لأَرَى فَآكُلَ مِنْ يَدِهَا». 6فَاضْطَجَعَ أَمْنُونُ وَتَمَارَضَ، فَجَاءَ الْمَلِكُ لِيَرَاهُ. فَقَالَ أَمْنُونُ لِلْمَلِكِ: «دَعْ ثَامَارَ أُخْتِي فَتَأْتِيَ وَتَصْنَعَ أَمَامِي كَعْكَتَيْنِ فَآكُلَ مِنْ يَدِهَا». 7فَأَرْسَلَ دَاوُدُ إِلَى ثَامَارَ إِلَى الْبَيْتِ قَائِلاً: «اذْهَبِي إِلَى بَيْتِ أَمْنُونَ أَخِيكِ وَاعْمَلِي لَهُ طَعَامًا». 8فَذَهَبَتْ ثَامَارُ إِلَى بَيْتِ أَمْنُونَ أَخِيهَا وَهُوَ مُضْطَجِعٌ. وَأَخَذَتِ الْعَجِينَ وَعَجَنَتْ وَعَمِلَتْ كَعْكًا أَمَامَهُ وَخَبَزَتِ الْكَعْكَ، 9وَأَخَذَتِ الْمِقْلاَةَ وَسَكَبَتْ أَمَامَهُ، فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ. وَقَالَ أَمْنُونُ: «أَخْرِجُوا كُلَّ إِنْسَانٍ عَنِّي». فَخَرَجَ كُلُّ إِنْسَانٍ عَنْهُ. 10ثُمَّ قَالَ أَمْنُونُ لِثَامَارَ: «ايتِي بِالطَّعَامِ إِلَى الْمِخْدَعِ فَآكُلَ مِنْ يَدِكِ». فَأَخَذَتْ ثَامَارُ الْكَعْكَ الَّذِي عَمِلَتْهُ وَأَتَتْ بِهِ أَمْنُونَ أَخَاهَا إِلَى الْمِخْدَعِ. 11وَقَدَّمَتْ لَهُ لِيَأْكُلَ، فَأَمْسَكَهَا وَقَالَ لَهَا: «تَعَالَيِ اضْطَجِعِي مَعِي يَا أُخْتِي». 12فَقَالَتْ لَهُ: «لاَ يَا أَخِي، لاَ تُذِلَّنِي لأَنَّهُ لاَ يُفْعَلُ هكَذَا فِي إِسْرَائِيلَ. لاَ تَعْمَلْ هذِهِ الْقَبَاحَةَ. 13أَمَّا أَنَا فَأَيْنَ أَذْهَبُ بِعَارِي؟ وَأَمَّا أَنْتَ فَتَكُونُ كَوَاحِدٍ مِنَ السُّفَهَاءِ فِي إِسْرَائِيلَ! وَالآنَ كَلِّمِ الْمَلِكَ لأَنَّهُ لاَ يَمْنَعُنِي مِنْكَ». 14فَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَسْمَعَ لِصَوْتِهَا، بَلْ تَمَكَّنَ مِنْهَا وَقَهَرَهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا. 15ثُمَّ أَبْغَضَهَا أَمْنُونُ بُغْضَةً شَدِيدَةً جِدًّا، حَتَّى إِنَّ الْبُغْضَةَ الَّتِي أَبْغَضَهَا إِيَّاهَا كَانَتْ أَشَدَّ مِنَ الْمَحَبَّةِ الَّتِي أَحَبَّهَا إِيَّاهَا. وَقَالَ لَهَا أَمْنُونُ: «قُومِي انْطَلِقِي». 16فَقَالَتْ لَهُ: «لاَ سَبَبَ! هذَا الشَّرُّ بِطَرْدِكَ إِيَّايَ هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الآخَرِ الَّذِي عَمِلْتَهُ بِي». فَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَسْمَعَ لَهَا، 17بَلْ دَعَا غُلاَمَهُ الَّذِي كَانَ يَخْدِمُهُ وَقَالَ: «اطْرُدْ هذِهِ عَنِّي خَارِجًا وَأَقْفِلِ الْبَابَ وَرَاءَهَا». 18وَكَانَ عَلَيْهَا ثَوْبٌ مُلوَّنٌ، لأَنَّ بَنَاتِ الْمَلِكِ الْعَذَارَى كُنَّ يَلْبَسْنَ جُبَّاتٍ مِثْلَ هذِهِ. فَأَخْرَجَهَا خَادِمُهُ إِلَى الْخَارِجِ وَأَقْفَلَ الْبَابَ وَرَاءَهَا. 19فَجَعَلَتْ ثَامَارُ رَمَادًا عَلَى رَأْسِهَا، وَمَزَّقَتِ الثَّوْبَ الْمُلَوَّنَ الَّذِي عَلَيْهَا، وَوَضَعَتْ يَدَهَا عَلَى رَأْسِهَا وَكَانَتْ تَذْهَبُ صَارِخَةً. 20فَقَالَ لَهَا أَبْشَالُومُ أَخُوهَا: «هَلْ كَانَ أَمْنُونُ أَخُوكِ مَعَكِ؟ فَالآنَ يَا أُخْتِي اسْكُتِي. أَخُوكِ هُوَ. لاَ تَضَعِي قَلْبَكِ عَلَى هذَا الأَمْرِ». فَأَقَامَتْ ثَامَارُ مُسْتَوْحِشَةً فِي بَيْتِ أَبْشَالُومَ أَخِيهَا. 21وَلَمَّا سَمِعَ الْمَلِكُ دَاوُدُ بِجَمِيعِ هذِهِ الأُمُورِ اغْتَاظَ جِدًّا. 22وَلَمْ يُكَلِّمْ أَبْشَالُومُ أَمْنُونَ بِشَرّ وَلاَ بِخَيْرٍ، لأَنَّ أَبْشَالُومَ أَبْغَضَ أَمْنُونَ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ أَذَلَّ ثَامَارَ أُخْتَهُ.
23وَكَانَ بَعْدَ سَنَتَيْنِ مِنَ الزَّمَانِ، أَنَّهُ كَانَ لأَبْشَالُومَ جَزَّازُونَ فِي بَعْلَ حَاصُورَ الَّتِي عِنْدَ أَفْرَايِمَ. فَدَعَا أَبْشَالُومُ جَمِيعَ بَنِي الْمَلِكِ. 24وَجَاءَ أَبْشَالُومُ إِلَى الْمَلِكِ وَقَالَ: «هُوَذَا لِعَبْدِكَ جَزَّازُونَ. فَلْيَذْهَبِ الْمَلِكُ وَعَبِيدُهُ مَعَ عَبْدِكَ». 25فَقَالَ الْمَلِكُ لأَبْشَالُومَ: «لاَ يَا ابْنِي. لاَ نَذْهَبْ كُلُّنَا لِئَلاَّ نُثَقِّلَ عَلَيْكَ». فَأَلَحَّ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَذْهَبَ بَلْ بَارَكَهُ. 26فَقَالَ أَبْشَالُومُ: «إِذًا دَعْ أَخِي أَمْنُونَ يَذْهَبْ مَعَنَا». فَقَالَ الْمَلِكُ: «لِمَاذَا يَذْهَبُ مَعَكَ؟» 27فَأَلَحَّ عَلَيْهِ أَبْشَالُومُ، فَأَرْسَلَ مَعَهُ أَمْنُونَ وَجَمِيعَ بَنِي الْمَلِكِ.
28فَأَوْصَى أَبْشَالُومُ غِلْمَانَهُ قَائِلاً: «انْظُرُوا. مَتَى طَابَ قَلْبُ أَمْنُونَ بِالْخَمْرِ وَقُلْتُ لَكُمُ اضْرِبُوا أَمْنُونَ فَاقْتُلُوهُ. لاَ تَخَافُوا. أَلَيْسَ أَنِّي أَنَا أَمَرْتُكُمْ؟ فَتَشَدَّدُوا وَكُونُوا ذَوِي بَأْسٍ». 29فَفَعَلَ غِلْمَانُ أَبْشَالُومَ بِأَمْنُونَ كَمَا أَمَرَ أَبْشَالُومُ. فَقَامَ جَمِيعُ بَنِي الْمَلِكِ وَرَكِبُوا كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى بَغْلِهِ وَهَرَبُوا. 30وَفِيمَا هُمْ فِي الطَّرِيقِ وَصَلَ الْخَبَرُ إِلَى دَاوُدَ وَقِيلَ لَهُ: «قَدْ قَتَلَ أَبْشَالُومُ جَمِيعَ بَنِي الْمَلِكِ، وَلَمْ يَتَبَقَّ مِنْهُمْ أَحَدٌ». 31فَقَامَ الْمَلِكُ وَمَزَّقَ ثِيَابَهُ وَاضْطَجَعَ عَلَى الأَرْضِ وَجَمِيعُ عَبِيدِهِ وَاقِفُونَ وَثِيَابُهُمْ مُمَزَّقَةٌ. 32فَأَجَابَ يُونَادَابُ بْنُ شِمْعَى أَخِي دَاوُدَ وَقَالَ: «لاَ يَظُنَّ سَيِّدِي أَنَّهُمْ قَتَلُوا جَمِيعَ الْفِتْيَانِ بَنِي الْمَلِكِ. إِنَّمَا أَمْنُونُ وَحْدَهُ مَاتَ، لأَنَّ ذلِكَ قَدْ وُضِعَ عِنْدَ أَبْشَالُومَ مُنْذُ يَوْمَ أَذَلَّ ثَامَارَ أُخْتَهُ. 33وَالآنَ لاَ يَضَعَنَّ سَيِّدِي الْمَلِكُ فِي قَلْبِهِ شَيْئًا قَائِلاً: إِنَّ جَمِيعَ بَنِي الْمَلِكِ قَدْ مَاتُوا. إِنَّمَا أَمْنُونُ وَحْدَهُ مَاتَ». 34وَهَرَبَ أَبْشَالُومُ. وَرَفَعَ الْغُلاَمُ الرَّقِيبُ طَرْفَهُ وَنَظَرَ وَإِذَا بِشَعْبٍ كَثِيرٍ يَسِيرُونَ عَلَى الطَّرِيقِ وَرَاءَهُ بِجَانِبِ الْجَبَلِ. 35فَقَالَ يُونَادَابُ لِلْمَلِكِ: «هُوَذَا بَنُو الْمَلِكِ قَدْ جَاءُوا. كَمَا قَالَ عَبْدُكَ كَذلِكَ صَارَ». 36وَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْكَلاَمِ إِذَا بِبَنِي الْمَلِكِ قَدْ جَاءُوا وَرَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ وَبَكَوْا، وَكَذلِكَ بَكَى الْمَلِكُ وَعَبِيدُهُ بُكَاءً عَظِيمًا جِدًّا. 37فَهَرَبَ أَبْشَالُومُ وَذَهَبَ إِلَى تِلْمَايَ بْنِ عَمِّيهُودَ مَلِكِ جَشُورَ. وَنَاحَ دَاوُدُ عَلَى ابْنِهِ الأَيَّامَ كُلَّهَا. 38وَهَرَبَ أَبْشَالُومُ وَذَهَبَ إِلَى جَشُورَ، وَكَانَ هُنَاكَ ثَلاَثَ سِنِينَ. 39وَكَانَ دَاوُدُ يَتُوقُ إِلَى الْخُرُوجِ إِلَى أَبْشَالُومَ، لأَنَّهُ تَعَزَّى عَنْ أَمْنُونَ حَيْثُ إِنَّهُ مَاتَ.
الملوك الأول 1 (يموت الشيخ الزانى وعيناه تبصبصان!):
1وَشَاخَ الْمَلِكُ دَاوُدُ. تَقَدَّمَ فِي الأَيَّامِ. وَكَانُوا يُدَثِّرُونَهُ بِالثِّيَابِ فَلَمْ يَدْفَأْ. 2فَقَالَ لَهُ عَبِيدُهُ: «لِيُفَتِّشُوا لِسَيِّدِنَا الْمَلِكِ عَلَى فَتَاةٍ عَذْرَاءَ، فَلْتَقِفْ أَمَامَ الْمَلِكِ وَلْتَكُنْ لَهُ حَاضِنَةً وَلْتَضْطَجعْ فِي حِضْنِكَ فَيَدْفَأَ سَيِّدُنَا الْمَلِكُ». 3فَفَتَّشُوا عَلَى فَتَاةٍ جَمِيلَةٍ فِي جَمِيعِ تُخُومِ إِسْرَائِيلَ، فَوَجَدُوا أَبِيشَجَ الشُّونَمِيَّةَ، فَجَاءُوا بِهَا إِلَى الْمَلِكِ. 4وَكَانَتِ الْفَتَاةُ جَمِيلَةً جِدًّا، فَكَانَتْ حَاضِنَةَ الْمَلِكِ. وَكَانَتْ تَخْدِمُهُ، وَلكِنَّ الْمَلِكَ لَمْ يَعْرِفْهَا.
الملوك الأول 1 (الأنبياء يسجدون للملوك الزناة القتلة! من حق الملوك!):
22وَبَيْنَمَا هِيَ مُتَكَلِّمَةٌ مَعَ الْمَلِكِ، إِذَا نَاثَانُ النَّبِيُّ دَاخِلٌ. 23فَأَخْبَرُوا الْمَلِكَ قَائِلِينَ: «هُوَذَا نَاثَانُ النَّبِيُّ». فَدَخَلَ إِلَى أَمَامِ الْمَلِكِ وَسَجَدَ لِلْمَلِكِ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ. 24وَقَالَ نَاثَانُ: «يَا سَيِّدِي الْمَلِكَ، أَأَنْتَ قُلْتَ...
الملوك الأول 11 (فى الكتاب المقدس: سليمان بن داود يتهاوى أمام مطالب زوجاته الكافرات وينفذ لهن رغباتهن الوثنية):
1وَأَحَبَّ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ نِسَاءً غَرِيبَةً كَثِيرَةً مَعَ بِنْتِ فِرْعَوْنَ: مُوآبِيَّاتٍ وَعَمُّونِيَّاتٍ وَأَدُومِيَّاتٍ وَصِيدُونِيَّاتٍ وَحِثِّيَّاتٍ 2مِنَ الأُمَمِ الَّذِينَ قَالَ عَنْهُمُ الرَّبُّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: «لاَ تَدْخُلُونَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ لاَ يَدْخُلُونَ إِلَيْكُمْ، لأَنَّهُمْ يُمِيلُونَ قُلُوبَكُمْ وَرَاءَ آلِهَتِهِمْ». فَالْتَصَقَ سُلَيْمَانُ بِهؤُلاَءِ بِالْمَحَبَّةِ. 3وَكَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةٍ مِنَ النِّسَاءِ السَّيِّدَاتِ، وَثَلاَثُ مِئَةٍ مِنَ السَّرَارِيِّ، فَأَمَالَتْ نِسَاؤُهُ قَلْبَهُ. 4وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلاً مَعَ الرَّبِّ إِلهِهِ كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ. 5فَذَهَبَ سُلَيْمَانُ وَرَاءَ عَشْتُورَثَ إِلهَةِ الصِّيدُونِيِّينَ، وَمَلْكُومَ رِجْسِ الْعَمُّونِيِّينَ. 6وَعَمِلَ سُلَيْمَانُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَلَمْ يَتْبَعِ الرَّبَّ تَمَامًا كَدَاوُدَ أَبِيهِ. 7حِينَئِذٍ بَنَى سُلَيْمَانُ مُرْتَفَعَةً لِكَمُوشَ رِجْسِ الْمُوآبِيِّينَ عَلَى الْجَبَلِ الَّذِي تُجَاهَ أُورُشَلِيمَ، وَلِمُولَكَ رِجْسِ بَنِي عَمُّونَ. 8وَهكَذَا فَعَلَ لِجَمِيعِ نِسَائِهِ الْغَرِيبَاتِ اللَّوَاتِي كُنَّ يُوقِدْنَ وَيَذْبَحْنَ لآلِهَتِهِنَّ. 9فَغَضِبَ الرَّبُّ عَلَى سُلَيْمَانَ لأَنَّ قَلْبَهُ مَالَ عَنِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي تَرَاءَى لَهُ مَرَّتَيْنِ، 10وَأَوْصَاهُ فِي هذَا الأَمْرِ أَنْ لاَ يَتَّبعَ آلِهَةً أُخْرَى، فَلَمْ يَحْفَظْ مَا أَوْصَى بِهِ الرَّبُّ. 11فَقَالَ الرَّبُّ لِسُلَيْمَانَ: «مِنْ أَجْلِ أَنَّ ذلِكَ عِنْدَكَ، وَلَمْ تَحْفَظْ عَهْدِي وَفَرَائِضِيَ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ بِهَا، فَإِنِّي أُمَزِّقُ الْمَمْلَكَةَ عَنْكَ تَمْزِيقًا وَأُعْطِيهَا لِعَبْدِكَ. 12إِلاَّ إِنِّي لاَ أَفْعَلُ ذلِكَ فِي أَيَّامِكَ، مِنْ أَجْلِ دَاوُدَ أَبِيكَ، بَلْ مِنْ يَدِ ابْنِكَ أُمَزِّقُهَا. 13عَلَى أَنِّي لاَ أُمَزِّقُ مِنْكَ الْمَمْلَكَةَ كُلَّهَا، بَلْ أُعْطِي سِبْطًا وَاحِدًا لابْنِكَ، لأَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِي، وَلأَجْلِ أُورُشَلِيمَ الَّتِي اخْتَرْتُهَا».
الملوك الثانى 3 (حروب إبادة وتدمير):
فَقَامَ إِسْرَائِيلُ وَضَرَبُوا الْمُوآبِيِّينَ فَهَرَبُوا مِنْ أَمَامِهِمْ، فَدَخَلُوهَا وَهُمْ يَضْرِبُونَ الْمُوآبِيِّينَ. 25وَهَدَمُوا الْمُدُنَ، وَكَانَ كُلُّ وَاحِدٍ يُلْقِي حَجَرَهُ فِي كُلِّ حَقْلَةٍ جَيِّدَةٍ حَتَّى مَلأُوهَا، وَطَمُّوا جَمِيعَ عُيُونِ الْمَاءِ وَقَطَعُوا كُلَّ شَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ.
الملوك الثانى 10 (إبادة واستئصال):
18ثُمَّ جَمَعَ يَاهُو كُلَّ الشَّعْبِ وَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّ أَخْآبَ قَدْ عَبَدَ الْبَعْلَ قَلِيلاً، وَأَمَّا يَاهُو فَإِنَّهُ يَعْبُدُهُ كَثِيرًا. 19وَالآنَ فَادْعُوا إِلَيَّ جَمِيعَ أَنْبِيَاءِ الْبَعْلِ وَكُلَّ عَابِدِيهِ وَكُلَّ كَهَنَتِهِ. لاَ يُفْقَدْ أَحَدٌ، لأَنَّ لِي ذَبِيحَةً عَظِيمَةً لِلْبَعْلِ. كُلُّ مَنْ فُقِدَ لاَ يَعِيشُ». وَقَدْ فَعَلَ يَاهُو بِمَكْرٍ لِكَيْ يُفْنِيَ عَبَدَةَ الْبَعْلِ. 20وَقَالَ يَاهُو: «قَدِّسُوا اعْتِكَافًا لِلْبَعْلِ». فَنَادَوْا بِهِ. 21وَأَرْسَلَ يَاهُو فِي كُلِّ إِسْرَائِيلَ، فَأَتَى جَمِيعُ عَبَدَةِ الْبَعْلِ وَلَمْ يَبْقَ أَحَدٌ إِلاَّ أَتَى، وَدَخَلُوا بَيْتَ الْبَعْلِ، فَامْتَلأَ بَيْتُ الْبَعْلِ مِنْ جَانِبٍ إِلَى جَانِبٍ. 22فَقَالَ لِلَّذِي عَلَى الْمَلاَبِسِ: «أَخْرِجْ مَلاَبِسَ لِكُلِّ عَبَدَةِ الْبَعْلِ». فَأَخْرَجَ لَهُمْ مَلاَبِسَ. 23وَدَخَلَ يَاهُو وَيَهُونَادَابُ بْنُ رَكَابٍ إِلَى بَيْتِ الْبَعْلِ. فَقَالَ لِعَبَدَةِ الْبَعْلِ: «فَتِّشُوا وَانْظُرُوا لِئَلاَّ يَكُونَ مَعَكُمْ ههُنَا أَحَدٌ مِنْ عَبِيدِ الرَّبِّ، وَلكِنَّ عَبَدَةَ الْبَعْلِ وَحْدَهُمْ». 24وَدَخَلُوا لِيُقَرِّبُوا ذَبَائِحَ وَمُحْرَقَاتٍ. وَأَمَّا يَاهُو فَأَقَامَ خَارِجًا ثَمَانِينَ رَجُلاً وَقَالَ: «الرَّجُلُ الَّذِي يَنْجُو مِنَ الرِّجَالِ الَّذِينَ أَتَيْتُ بِهِمْ إِلَى أَيْدِيكُمْ تَكُونُ أَنْفُسُكُمْ بَدَلَ نَفْسِهِ». 25وَلَمَّا انْتَهَوْا مِنْ تَقْرِيبِ الْمُحْرَقَةِ قَالَ يَاهُو لِلسُّعَاةِ وَالثَّوَالِثِ: «ادْخُلُوا اضْرِبُوهُمْ. لاَ يَخْرُجْ أَحَدٌ». فَضَرَبُوهُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ، وَطَرَحَهُمُ السُّعَاةُ وَالثَّوَالِثُ.
الأيام الثانى 1 (الله يتراءى للبشر!):
7فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ تَرَاءَى اللهُ لِسُلَيْمَانَ وَقَالَ لَهُ: «اسْأَلْ مَاذَا أُعْطِيكَ».
الأيام الثانى 7 (الله يتراءى للبشر!):
12وَتَرَاءَى الرَّبُّ لِسُلَيْمَانَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «قَدْ سَمِعْتُ صَلاَتَكَ...
الأيام الثانى 21 (هل رأيتم فى حياتكم أو مماتكم ابنا أكبر من أبيه بعامين؟):
4فَقَامَ يَهُورَامُ عَلَى مَمْلَكَةِ أَبِيهِ وَتَشَدَّدَ وَقَتَلَ جَمِيعَ إِخْوَتِهِ بِالسَّيْفِ، وَأَيْضًا بَعْضًا مِنْ رُؤَسَاءِ إِسْرَائِيلَ. 5كَانَ يَهُورَامُ ابْنَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ ثَمَانِيَ سِنِينَ فِي أُورُشَلِيمَ... (الأيام الثانى 21): 1وَمَلَّكَ سُكَّانُ أُورُشَلِيمَ أَخَزْيَا ابْنَهُ الأَصْغَرَ عِوَضًا عَنْهُ، لأَنَّ جَمِيعَ الأَوَّلِينَ قَتَلَهُمُ الْغُزَاةُ الَّذِينَ جَاءُوا مَعَ الْعَرَبِ إِلَى الْمَحَلَّةِ. فَمَلَكَ أَخَزْيَا بْنُ يَهُورَامَ مَلِكِ يَهُوذَا.
2كَانَ أَخَزْيَا ابْنَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ (أى أنه كان أكبر من أبيه بعامين!).
"سِفْر أستير" كله (انظر: العهر المقدس الذى تباركه السماء! تَفَرَّجْ على أقل من مهلك):
الأصحَاحُ الأَوَّلُ
1وَحَدَثَ فِي أَيَّامِ أَحَشْوِيرُوشَ، هُوَ أَحَشْوِيرُوشُ الَّذِي مَلَكَ مِنَ الْهِنْدِ إِلَى كُوشٍ عَلَى مِئَةٍ وَسَبْعٍ وَعِشْرِينَ كُورَةً، 2أَنَّهُ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ حِينَ جَلَسَ الْمَلِكُ أَحَشْوِيرُوشُ عَلَى كُرْسِيِّ مُلْكِهِ الَّذِي فِي شُوشَنَ الْقَصْرِ، 3فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ مِنْ مُلْكِهِ، عَمِلَ وَلِيمَةً لِجَمِيعِ رُؤَسَائِهِ وَعَبِيدِهِ جَيْشِ فَارِسَ وَمَادِي، وَأَمَامَهُ شُرَفَاءُ الْبُلْدَانِ وَرُؤَسَاؤُهَا، 4حِينَ أَظْهَرَ غِنَى مَجْدِ مُلْكِهِ وَوَقَارَ جَلاَلِ عَظَمَتِهِ أَيَّامًا كَثِيرَةً، مِئَةً وَثَمَانِينَ يَوْمًا. 5وَعِنْدَ انْقِضَاءِ هذِهِ الأَيَّامِ، عَمِلَ الْمَلِكُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ الْمَوْجُودِينَ فِي شُوشَنَ الْقَصْرِ، مِنَ الْكَبِيرِ إِلَى الصَّغِيرِ، وَلِيمَةً سَبْعَةَ أَيَّامٍ فِي دَارِ جَنَّةِ قَصْرِ الْمَلِكِ. 6بِأَنْسِجَةٍ بَيْضَاءَ وَخَضْرَاءَ وَأَسْمَانْجُونِيَّةٍ مُعَلَّقَةٍ بِحِبَال مِنْ بَزّ وَأُرْجُوانٍ، فِي حَلَقَاتٍ مِنْ فِضَّةٍ، وَأَعْمِدَةٍ مِنْ رُخَامٍ، وَأَسِرَّةٍ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ، عَلَى مُجَزَّعٍ مِنْ بَهْتٍ وَمَرْمَرٍ وَدُرّ وَرُخَامٍ أَسْوَدَ. 7وَكَانَ السِّقَاءُ مِنْ ذَهَبٍ، وَالآنِيَةُ مُخْتَلِفَةُ الأَشْكَالِ، وَالْخَمْرُ الْمَلِكِيُّ بِكَثْرَةٍ حَسَبَ كَرَمِ الْمَلِكِ. 8وَكَانَ الشُّرْبُ حَسَبَ الأَمْرِ. لَمْ يَكُنْ غَاصِبٌ، لأَنَّهُ هكَذَا رَسَمَ الْمَلِكُ عَلَى كُلِّ عَظِيمٍ فِي بَيْتِهِ أَنْ يَعْمَلُوا حَسَبَ رِضَا كُلِّ وَاحِدٍ. 9وَوَشْتِي الْمَلِكَةُ عَمِلَتْ أَيْضًا وَلِيمَةً لِلنِّسَاءِ فِي بَيْتِ الْمُلْكِ الَّذِي لِلْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ.
10فِي الْيَوْمِ السَّابعِ لَمَّا طَابَ قَلْبُ الْمَلِكِ بِالْخَمْرِ، قَالَ لِمَهُومَانَ وَبِزْثَا وَحَرْبُونَا وَبِغْثَا وَأَبَغْثَا وَزِيثَارَ وَكَرْكَسَ، الْخِصْيَانِ السَّبْعَةِ الَّذِينَ كَانُوا يَخْدِمُونَ بَيْنَ يَدَيِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ، 11أَنْ يَأْتُوا بِوَشْتِي الْمَلِكَةِ إِلَى أَمَامِ الْمَلِكِ بِتَاجِ الْمُلْكِ، لِيُرِيَ الشُّعُوبَ وَالرُّؤَسَاءَ جَمَالَهَا، لأَنَّهَا كَانَتْ حَسَنَةَ الْمَنْظَرِ. 12فَأَبَتِ الْمَلِكَةُ وَشْتِي أَنْ تَأْتِيَ حَسَبَ أَمْرِ الْمَلِكِ عَنْ يَدِ الْخِصْيَانِ، فَاغْتَاظَ الْمَلِكُ جِدًّا وَاشْتَعَلَ غَضَبُهُ فِيهِ. 13وَقَالَ الْمَلِكُ لِلْحُكَمَاءِ الْعَارِفِينَ بِالأَزْمِنَةِ، لأَنَّهُ هكَذَا كَانَ أَمْرُ الْمَلِكِ نَحْوَ جَمِيعِ الْعَارِفِينَ بِالسُّنَّةِ وَالْقَضَاءِ، 14وَكَانَ الْمُقَرِّبُونَ إِلَيْهِ كَرْشَنَا وَشِيثَارَ وَأَدْمَاثَا وَتَرْشِيشَ وَمَرَسَ وَمَرْسَنَا وَمَمُوكَانَ، سَبْعَةَ رُؤَسَاءِ فَارِسَ وَمَادِي الَّذِينَ يَرَوْنَ وَجْهَ الْمَلِكِ وَيَجْلِسُونَ أَوَّلاً فِي الْمُلْكِ: 15«حَسَبَ السُّنَّةِ، مَاذَا يُعْمَلُ بِالْمَلِكَةِ وَشْتِي لأَنَّهَا لَمْ تَعْمَلْ كَقَوْلِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ عَنْ يَدِ الْخِصْيَانِ؟» 16فَقَالَ مَمُوكَانُ أَمَامَ الْمَلِكِ وَالرُّؤَسَاءِ: «لَيْسَ إِلَى الْمَلِكِ وَحْدَهُ أَذْنَبَتْ وَشْتِي الْمَلِكَةُ، بَلْ إِلَى جَمِيعِ الرُّؤَسَاءِ وَجَمِيعِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ فِي كُلِّ بُلْدَانِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ. 17لأَنَّهُ سَوْفَ يَبْلُغُ خَبَرُ الْمَلِكَةِ إِلَى جَمِيعِ النِّسَاءِ، حَتَّى يُحْتَقَرَ أَزْوَاجُهُنَّ فِي أَعْيُنِهِنَّ عِنْدَمَا يُقَالُ: إِنَّ الْمَلِكَ أَحَشْوِيرُوشَ أَمَرَ أَنْ يُؤْتَى بِوَشْتِي الْمَلِكَةِ إِلَى أَمَامِهِ فَلَمْ تَأْتِ. 18وَفِي هذَا الْيَوْمِ تَقُولُهُ رَئِيسَاتُ فَارِسَ وَمَادِي اللَّوَاتِي سَمِعْنَ خَبَرَ الْمَلِكَةِ لِجَمِيعِ رُؤَسَاءِ الْمَلِكِ. وَمِثْلُ ذلِكَ احْتِقَارٌ وَغَضَبٌ. 19فَإِذَا حَسُنَ عِنْدَ الْمَلِكِ، فَلْيَخْرُجْ أَمْرٌ مَلِكِيٌّ مِنْ عِنْدِهِ، وَلْيُكْتَبْ فِي سُنَنِ فَارِسَ وَمَادِي فَلاَ يَتَغَيَّرَ، أَنْ لاَ تَأْتِ وَشْتِي إِلَى أَمَامِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ، وَلْيُعْطِ الْمَلِكُ مُلْكَهَا لِمَنْ هِيَ أَحْسَنُ مِنْهَا. 20فَيُسْمَعُ أَمْرُ الْمَلِكِ الَّذِي يُخْرِجُهُ فِي كُلِّ مَمْلَكَتِهِ لأَنَّهَا عَظِيمَةٌ، فَتُعْطِي جَمِيعُ النِّسَاءِ الْوَقَارَ لأَزْوَاجِهِنَّ مِنَ الْكَبِيرِ إِلَى الصَّغِيرِ». 21فَحَسُنَ الْكَلاَمُ فِي أَعْيُنِ الْمَلِكِ وَالرُّؤَسَاءِ، وَعَمِلَ الْمَلِكُ حَسَبَ قَوْلِ مَمُوكَانَ. 22وَأَرْسَلَ كُتُبًا إِلَى كُلِّ بُلْدَانِ الْمَلِكِ، إِلَى كُلِّ بِلاَدٍ حَسَبَ كِتَابَتِهَا، وَإِلَى كُلِّ شَعْبٍ حَسَبَ لِسَانِهِ، لِيَكُونَ كُلُّ رَجُل مُتَسَلِّطًا فِي بَيْتِهِ، وَيُتَكَلَّمَ بِذلِكَ بِلِسَانِ شَعْبِهِ.
الأصحَاحُ الثَّانِي
1بَعْدَ هذِهِ الأُمُورِ لَمَّا خَمِدَ غَضَبُ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ، ذَكَرَ وَشْتِي وَمَا عَمِلَتْهُ وَمَا حُتِمَ بِهِ عَلَيْهَا. 2فَقَالَ غِلْمَانُ الْمَلِكِ الَّذِينَ يَخْدِمُونَهُ: «لِيُطْلَبْ لِلْمَلِكِ فَتَيَاتٌ عَذَارَى حَسَنَاتُ الْمَنْظَرِ، 3وَلْيُوَكِّلِ الْمَلِكُ وُكَلاَءَ فِي كُلِّ بِلاَدِ مَمْلَكَتِهِ لِيَجْمَعُوا كُلَّ الْفَتَيَاتِ الْعَذَارَى الْحَسَنَاتِ الْمَنْظَرِ إِلَى شُوشَنَ الْقَصْرِ، إِلَى بَيْتِ النِّسَاءِ، إِلَى يَدِ هَيْجَايَ خَصِيِّ الْمَلِكِ حَارِسِ النِّسَاءِ، وَلْيُعْطَيْنَ أَدْهَانَ عِطْرِهِنَّ. 4وَالْفَتَاةُ الَّتِي تَحْسُنُ فِي عَيْنَيِ الْمَلِكِ، فَلْتَمْلُكْ مَكَانَ وَشْتِي». فَحَسُنَ الْكَلاَمُ فِي عَيْنَيِ الْمَلِكِ، فَعَمِلَ هكَذَا.
5كَانَ فِي شُوشَنَ الْقَصْرِ رَجُلٌ يَهُودِيٌّ اسْمُهُ مُرْدَخَايُ بْنُ يَائِيرَ بْنِ شَمْعِي بْنِ قَيْسٍ، رَجُلٌ يَمِينِيٌّ، 6قَدْ سُبِيَ مِنْ أُورُشَلِيمَ مَعَ السَّبْيِ الَّذِي سُبِيَ مَعَ يَكُنْيَا مَلِكِ يَهُوذَا الَّذِي سَبَاهُ نَبُوخَذْنَصَّرُ مَلِكُ بَابَِلَ. 7وَكَانَ مُرَبِّيًا لِهَدَسَّةَ أَيْ أَسْتِيرَ بِنْتِ عَمِّهِ، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهَا أَبٌ وَلاَ أُمٌّ. وَكَانَتِ الْفَتَاةُ جَمِيلَةَ الصُّورَةِ وَحَسَنَةَ الْمَنْظَرِ، وَعِنْدَ مَوْتِ أَبِيهَا وَأُمِّهَا اتَّخَذَهَا مُرْدَخَايُ لِنَفْسِهِ ابْنَةً.
8فَلَمَّا سُمِعَ كَلاَمُ الْمَلِكِ وَأَمْرُهُ، وَجُمِعَتْ فَتَيَاتٌ كَثِيرَاتٌ إِلَى شُوشَنَ الْقَصْرِ إِلَى يَدِ هَيْجَايَ، أُخِذَتْ أَسْتِيرُ إِلَى بَيْتِ الْمَلِكِ إِلَى يَدِ هَيْجَايَ حَارِسِ النِّسَاءِ. 9وَحَسُنَتِ الْفَتَاةُ فِي عَيْنَيْهِ وَنَالَتْ نِعْمَةً بَيْنَ يَدَيْهِ، فَبَادَرَ بِأَدْهَانِ عِطْرِهَا وَأَنْصِبَتِهَا لِيَعْطِيَهَا إِيَّاهَا مَعَ السَّبْعِ الْفَتَيَاتِ الْمُخْتَارَاتِ لِتُعْطَى لَهَا مِنْ بَيْتِ الْمَلِكِ، وَنَقَلَهَا مَعَ فَتَيَاتِهَا إِلَى أَحْسَنِ مَكَانٍ فِي بَيْتِ النِّسَاءِ. 10وَلَمْ تُخْبِرْ أَسْتِيرُ عَنْ شَعْبِهَا وَجِنْسِهَا لأَنَّ مُرْدَخَايَ أَوْصَاهَا أَنْ لاَ تُخْبِرَ. 11وَكَانَ مُرْدَخَايُ يَتَمَشَّى يَوْمًا فَيَوْمًا أَمَامَ دَارِ بَيْتِ النِّسَاءِ، لِيَسْتَعْلِمَ عَنْ سَلاَمَةِ أَسْتِيرَ وَعَمَّا يُصْنَعُ بِهَا.
12وَلَمَّا بَلَغَتْ نَوْبَةُ فَتَاةٍ فَفَتَاةٍ لِلدُّخُولِ إِلَى الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ بَعْدَ أَنْ يَكُونَ لَهَا حَسَبَ سُنَّةِ النِّسَاءِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، لأَنَّهُ هكَذَا كَانَتْ تُكْمَلُ أَيَّامُ تَعَطُّرِهِنَّ، سِتَّةَ أَشْهُرٍ بِزَيْتِ الْمُرِّ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ بِالأَطْيَابِ وَأَدْهَانِ تَعَطُّرِ النِّسَاءِ. 13وَهكَذَا كَانَتَ كُلُّ فَتَاةٍ تَدْخُلُ إِلَى الْمَلِكِ. وَكُلُّ مَا قَالَتْ عَنْهُ أُعْطِيَ لَهَا لِلدُّخُولِ مَعَهَا مِنْ بَيْتِ النِّسَاءِ إِلَى بَيْتِ الْمَلِكِ. 14فِي الْمَسَاءِ دَخَلَتْ وَفِي الصَّبَاحِ رَجَعَتْ إِلَى بَيْتِ النِّسَاءِ الثَّانِي إِلَى يَدِ شَعَشْغَازَ خَصِيِّ الْمَلِكِ حَارِسِ السَّرَارِيِّ. لَمْ تَعُدْ تَدْخُلْ إِلَى الْمَلِكِ إِلاَّ إِذَا سُرَّ بِهَا الْمَلِكُ وَدُعِيَتْ بِاسْمِهَا.
15وَلَمَّا بَلَغَتْ نَوْبَةُ أَسْتِيرَ ابْنَةِ أَبَيِحَائِلَ عَمِّ مُرْدَخَايَ الَّذِي اتَّخَذَهَا لِنَفْسِهِ ابْنَةً لِلدُّخُولِ إِلَى الْمَلِكِ، لَمْ تَطْلُبْ شَيْئًا إِلاَّ مَا قَالَ عَنْهُ هَيْجَايُ خَصِيُّ الْمَلِكِ حَارِسُ النِّسَاءِ. وَكَانَتْ أَسْتِيرُ تَنَالُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْ كُلِّ مَنْ رَآهَا. 16وَأُخِذَتْ أَسْتِيرُ إِلَى الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ إِلَى بَيْتِ مُلْكِهِ فِي الشَّهْرِ الْعَاشِرِ، هُوَ شَهْرُ طِيبِيتَ، فِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ لِمُلْكِهِ. 17فَأَحَبَّ الْمَلِكُ أَسْتِيرَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النِّسَاءِ، وَوَجَدَتْ نِعْمَةً وَإِحْسَانًا قُدَّامَهُ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ الْعَذَارَى، فَوَضَعَ تَاجَ الْمُلْكِ عَلَى رَأْسِهَا وَمَلَّكَهَا مَكَانَ وَشْتِي. 18وَعَمِلَ الْمَلِكُ وَلِيمَةً عَظِيمَةً لِجَمِيعِ رُؤَسَائِهِ وَعَبِيدِهِ، وَلِيمَةَ أَسْتِيرَ. وَعَمِلَ رَاحَةً لِلْبِلاَدِ وَأَعْطَى عَطَايَا حَسَبَ كَرَمِ الْمَلِكِ. 19وَلَمَّا جُمِعَتِ الْعَذَارَى ثَانِيَةً كَانَ مُرْدَخَايُ جَالِسًا بِبَابِ الْمَلِكِ. 20وَلَمْ تَكُنْ أَسْتِيرُ أَخْبَرَتْ عَنْ جِنْسِهَا وَشَعْبِهَا كَمَا أَوْصَاهَا مُرْدَخَايُ. وَكَانَتْ أَسْتِيرُ تَعْمَلُ حَسَبَ قَوْلِ مُرْدَخَايَ كَمَا كَانَتْ فِي تَرْبِيَتِهَا عِنْدَهُ.
21فِي تِلْكَ الأَيَّامِ، بَيْنَمَا كَانَ مُرْدَخَايُ جَالِسًا فِي بَابِ الْمَلِكِ، غَضِبَ بِغْثَانُ وَتَرَشُ خَصِيَّا الْمَلِكِ حَارِسَا الْبَابِ، وَطَلَبَا أَنْ يَمُدَّا أَيْدِيَهُمَا إِلَى الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ. 22فَعُلِمَ الأَمْرُ عِنْدَ مُرْدَخَايَ، فَأَخْبَرَ أَسْتِيرَ الْمَلِكَةَ، فَأَخْبَرَتْ أَسْتِيرُ الْمَلِكَ بِاسْمِ مُرْدَخَايَ. 23فَفُحِصَ عَنِ الأَمْرِ وَوُجِدَ، فَصُلِبَا كِلاَهُمَا عَلَى خَشَبَةٍ، وَكُتِبَ ذلِكَ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ أَمَامَ الْمَلِكِ.
الأصحَاحُ الثَّالِثُ
1بَعْدَ هذِهِ الأُمُورِ عَظَّمَ الْمَلِكُ أَحَشْوِيرُوشُ هَامَانَ بْنَ هَمَدَاثَا الأَجَاجِيَّ وَرَقَّاهُ، وَجَعَلَ كُرْسِيَّهُ فَوْقَ جَمِيعِ الرُّؤَسَاءِ الَّذِينَ مَعَهُ. 2فَكَانَ كُلُّ عَبِيدِ الْمَلِكِ الَّذِينَ بِبَابِ الْمَلِكِ يَجْثُونَ وَيَسْجُدُونَ لِهَامَانَ، لأَنَّهُ هكَذَا أَوْصَى بِهِ الْمَلِكُ. وَأَمَّا مُرْدَخَايُ فَلَمْ يَجْثُ وَلَمْ يَسْجُدْ. 3فَقَالَ عَبِيدُ الْمَلِكِ الَّذِينَ بِبَابِ الْمَلِكِ لِمُرْدَخَايَ: «لِمَاذَا تَتَعَدَّى أَمْرَ الْمَلِكِ؟» 4وَإِذْ كَانُوا يُكَلِّمُونَهُ يَوْمًا فَيَوْمًا وَلَمْ يَكُنْ يَسْمَعْ لَهُمْ، أَخْبَرُوا هَامَانَ لِيَرَوْا هَلْ يَقُومُ كَلاَمُ مُرْدَخَايَ، لأَنَّهُ أَخْبَرَهُمْ بِأَنَّهُ يَهُودِيٌّ. 5وَلَمَّا رَأَى هَامَانُ أَنَّ مُرْدَخَايَ لاَ يَجْثُو وَلاَ يَسْجُدُ لَهُ، امْتَلأَ هَامَانُ غَضَبًا. 6وَازْدُرِيَ فِي عَيْنَيْهِ أَنْ يَمُدَّ يَدَهُ إِلَى مُرْدَخَايَ وَحْدَهُ، لأَنَّهُمْ أَخْبَرُوهُ عَنْ شَعْبِ مُرْدَخَايَ. فَطَلَبَ هَامَانُ أَنْ يُهْلِكَ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ فِي كُلِّ مَمْلَكَةِ أَحَشْوِيرُوشَ، شَعْبَ مُرْدَخَايَ.
7فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ، أَيْ شَهْرِ نِيسَانَ، فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ عَشَرَةَ لِلْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ، كَانُوا يُلْقُونَ فُورًا، أَيْ قُرْعَةً، أَمَامَ هَامَانَ، مِنْ يَوْمٍ إِلَى يَوْمٍ، وَمِنْ شَهْرٍ إِلَى شَهْرٍ، إِلَى الثَّانِي عَشَرَ، أَيْ شَهْرِ أَذَارَ. 8فَقَالَ هَامَانُ لِلْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ: «إِنَّهُ مَوْجُودٌ شَعْبٌ مَّا مُتَشَتِّتٌ وَمُتَفَرِّقٌ بَيْنَ الشُّعُوبِ فِي كُلِّ بِلاَدِ مَمْلَكَتِكَ، وَسُنَنُهُمْ مُغَايِرَةٌ لِجَمِيعِ الشُّعُوبِ، وَهُمْ لاَ يَعْمَلُونَ سُنَنَ الْمَلِكِ، فَلاَ يَلِيقُ بِالْمَلِكِ تَرْكُهُمْ. 9فَإِذَا حَسُنَ عِنْدَ الْمَلِكِ فَلْيُكْتَبْ أَنْ يُبَادُوا، وَأَنَا أَزِنُ عَشَرَةَ آلاَفِ وَزْنَةٍ مِنَ الْفِضَّةِ فِي أَيْدِي الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الْعَمَلَ لِيُؤْتَى بِهَا إِلَى خَزَائِنِ الْمَلِكِ». 10فَنَزَعَ الْمَلِكُ خَاتَمَهُ مِنْ يَدِهِ وَأَعْطَاهُ لِهَامَانَ بْنِ هَمَدَاثَا الأَجَاجِيِّ عَدُوِّ الْيَهُودِ. 11وَقَالَ الْمَلِكُ لِهَامَانَ: «الْفِضَّةُ قَدْ أُعْطِيَتْ لَكَ، وَالشَّعْبُ أَيْضًا، لِتَفْعَلَ بِهِ مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْكَ».
12فَدُعِيَ كُتَّابُ الْمَلِكِ فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ، فِي الْيَوْمِ الثَّالِثَ عَشَرَ مِنْهُ، وَكُتِبَ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَ بِهِ هَامَانُ إِلَى مَرَازِبَةِ الْمَلِكِ وَإِلَى وُلاَةِ بِلاَدٍ فَبِلاَدٍ، وَإِلَى رُؤَسَاءِ شَعْبٍ فَشَعْبٍ، كُلِّ بِلاَدٍ كَكِتَابَتِهَا، وَكُلِّ شَعْبٍ كَلِسَانِهِ، كُتِبَ بِاسْمِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ وَخُتِمَ بِخَاتَمِ الْمَلِكِ. 13وَأُرْسِلَتِ الْكِتَابَاتُ بِيَدِ السُّعَاةِ إِلَى كُلِّ بُلْدَانِ الْمَلِكِ لإِهْلاَكِ وَقَتْلِ وَإِبَادَةِ جَمِيعِ الْيَهُودِ، مِنَ الْغُلاَمِ إِلَى الشَّيْخِ وَالأَطْفَالِ وَالنِّسَاءِ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، فِي الثَّالِثَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الثَّانِي عَشَرَ، أَيْ شَهْرِ أَذَارَ، وَأَنْ يَسْلِبُوا غَنِيمَتَهُمْ.
14صُورَةُ الْكِتَابَةِ الْمُعْطَاةِ سُنَّةً فِي كُلِّ الْبُلْدَانِ، أُشْهِرَتْ بَيْنَ جَمِيعِ الشُّعُوبِ لِيَكُونُوا مُسْتَعِدِّينَ لِهذَا الْيَوْمِ. 15فَخَرَجَ السُّعَاةُ وَأَمْرُ الْمَلِكِ يَحُثُّهُمْ، وَأُعْطِيَ الأَمْرُ فِي شُوشَنَ الْقَصْرِ. وَجَلَسَ الْمَلِكُ وَهَامَانُ لِلشُّرْبِ، وَأَمَّا الْمَدِينَةُ شُوشَنُ فَارْتَبَكَتْ.
الأصحَاحُ الرَّابعُ
1وَلَمَّا عَلِمَ مُرْدَخَايُ كُلَّ مَا عُمِلَ، شَقَّ مُرْدَخَايُ ثِيَابَهُ وَلَبِسَ مِسْحًا بِرَمَادٍ وَخَرَجَ إِلَى وَسَطِ الْمَدِينَةِ وَصَرَخَ صَرْخَةً عَظِيمَةً مُرَّةً، 2وَجَاءَ إِلَى قُدَّامِ بَابِ الْمَلِكِ، لأَنَّهُ لاَ يَدْخُلُ أَحَدٌ بَابَ الْمَلِكِ وَهُوَ لاَبِسٌ مِسْحًا. 3وَفِي كُلِّ كُورَةٍ حَيْثُمَا وَصَلَ إِلَيْهَا أَمْرُ الْمَلِكِ وَسُنَّتُهُ، كَانَتْ مَنَاحَةٌ عَظِيمَةٌ عِنْدَ الْيَهُودِ، وَصَوْمٌ وَبُكَاءٌ وَنَحِيبٌ. وَانْفَرَشَ مِسْحٌ وَرَمَادٌ لِكَثِيرِينَ.
4فَدَخَلَتْ جَوَارِي أَسْتِيرَ وَخُصْيَانُهَا وَأَخْبَرُوهَا، فَاغْتَمَّتِ الْمَلِكَةُ جِدًّا وَأَرْسَلَتْ ثِيَابًا لإِلْبَاسِ مُرْدَخَايَ، وَلأَجْلِ نَزْعِ مِسْحِهِ عَنْهُ، فَلَمْ يَقْبَلْ. 5فَدَعَتْ أَسْتِيرُ هَتَاخَ، وَاحِدًا مِنْ خِصْيَانِ الْمَلِكِ الَّذِي أَوْقَفَهُ بَيْنَ يَدَيْهَا، وَأَعْطَتْهُ وَصِيَّةً إِلَى مُرْدَخَايَ لِتَعْلَمَ مَاذَا وَلِمَاذَا. 6فَخَرَجَ هَتَاخُ إِلَى مُرْدَخَايَ إِلَى سَاحَةِ الْمَدِينَةِ الَّتِي أَمَامَ بَابِ الْمَلِكِ. 7فَأَخْبَرَهُ مُرْدَخَايُ بِكُلِّ مَا أَصَابَهُ، وَعَنْ مَبْلَغِ الْفِضَّةِ الَّذِي وَعَدَ هَامَانُ بِوَزْنِهِ لِخَزَائِنِ الْمَلِكِ عَنِ الْيَهُودِ لإِبَادَتِهِمْ، 8وَأَعْطَاهُ صُورَةَ كِتَابَةِ الأَمْرِ الَّذِي أُعْطِيَ فِي شُوشَنَ لإِهْلاَكِهِمْ، لِكَيْ يُرِيَهَا لأَسْتِيرَ، وَيُخْبِرَهَا وَيُوصِيَهَا أَنْ تَدْخُلَ إِلَى الْمَلِكِ وَتَتَضَرَّعَ إِلَيْهِ وَتَطْلُبَ مِنْهُ لأَجْلِ شَعْبِهَا. 9فَأَتَى هَتَاخُ وَأَخْبَرَ أَسْتِيرَ بِكَلاَمِ مُرْدَخَايَ. 10فَكَلَّمَتْ أَسْتِيرُ هَتَاخَ وَأَعْطَتْهُ وَصِيَّةً إِلَى مُرْدَخَايَ: 11«إِنَّ كُلَّ عَبِيدِ الْمَلِكِ وَشُعُوبِ بِلاَدِ الْمَلِكِ يَعْلَمُونَ أَنَّ كُلَّ رَجُل دَخَلَ أَوِ امْرَأَةٍ إِلَى الْمَلِكِ، إِلَى الدَّارِ الدَّاخِلِيَّةِ وَلَمْ يُدْعَ، فَشَرِيعَتُهُ وَاحِدَةٌ أَنْ يُقْتَلَ، إِلاَّ الَّذِي يَمُدُّ لَهُ الْمَلِكُ قَضِيبَ الذَّهَبِ فَإِنَّهُ يَحْيَا. وَأَنَا لَمْ أُدْعَ لأَدْخُلَ إِلَى الْمَلِكِ هذِهِ الثَّلاَثِينَ يَوْمًا». 12فَأَخْبَرُوا مُرْدَخَايَ بِكَلاَمِ أَسْتِيرَ. 13فَقَالَ مُرْدَخَايُ أَنْ تُجَاوَبَ أَسْتِيرُ: «لاَ تَفْتَكِرِي فِي نَفْسِكِ أَنَّكِ تَنْجِينَ فِي بَيْتِ الْمَلِكِ دُونَ جَمِيعِ الْيَهُودِ. 14لأَنَّكِ إِنْ سَكَتِّ سُكُوتًا فِي هذَا الْوَقْتِ يَكُونُ الْفَرَجُ وَالنَّجَاةُ لِلْيَهُودِ مِنْ مَكَانٍ آخَرَ، وَأَمَّا أَنْتِ وَبَيْتُ أَبِيكِ فَتَبِيدُونَ. وَمَنْ يَعْلَمُ إِنْ كُنْتِ لِوَقْتٍ مِثْلِ هذَا وَصَلْتِ إِلَى الْمُلْكِ؟». 15فَقَالَتْ أَسْتِيرُ أَنْ يُجَاوَبَ مُرْدَخَايُ: 16«اذْهَبِ اجْمَعْ جَمِيعَ الْيَهُودِ الْمَوْجُودِينَ فِي شُوشَنَ وَصُومُوا مِنْ جِهَتِي وَلاَ تَأْكُلُوا وَلاَ تَشْرَبُوا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ لَيْلاً وَنَهَارًا. وَأَنَا أَيْضًا وَجَوَارِيَّ نَصُومُ كَذلِكَ. وَهكَذَا أَدْخُلُ إِلَى الْمَلِكِ خِلاَفَ السُّنَّةِ. فَإِذَا هَلَكْتُ، هَلَكْتُ». 17فَانْصَرَفَ مُرْدَخَايُ وَعَمِلَ حَسَبَ كُلِّ مَا أَوْصَتْهُ بِهِ أَسْتِيرُ.
الأصحَاحُ الْخَامِسُ
1وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ لَبِسَتْ أَسْتِيرُ ثِيَابًا مَلَكِيَّةً وَوَقَفَتْ فِي دَارِ بَيْتِ الْمَلِكِ الدَّاخِلِيَّةِ مُقَابَِلَ بَيْتِ الْمَلِكِ، وَالْمَلِكُ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيِّ مُلْكِهِ فِي بَيْتِ الْمُلْكِ مُقَابَِلَ مَدْخَلِ الْبَيْتِ. 2فَلَمَّا رَأَى الْمَلِكُ أَسْتِيرَ الْمَلِكَةَ وَاقِفَةً فِي الدَّارِ نَالَتْ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْهِ، فَمَدَّ الْمَلِكُ لأَسْتِيرَ قَضِيبَ الذَّهَبِ الَّذِي بِيَدِهِ، فَدَنَتْ أَسْتِيرُ وَلَمَسَتْ رَأْسَ الْقَضِيبِ. 3فَقَالَ لَهَا الْمَلِكُ: «مَا لَكِ يَا أَسْتِيرُ الْمَلِكَةُ؟ وَمَا هِيَ طِلْبَتُكِ؟ إِلَى نِصْفِ الْمَمْلَكَةِ تُعْطَى لَكِ». 4فَقَالَتْ أَسْتِيرُ: «إِنْ حَسُنَ عِنْدَ الْمَلِكِ فَلْيَأْتِ الْمَلِكُ وَهَامَانُ الْيَوْمَ إِلَى الْوَلِيمَةِ الَّتِي عَمِلْتُهَا لَهُ». 5فَقَالَ الْمَلِكُ: «أَسْرِعُوا بِهَامَانَ لِيُفْعَلَ كَلاَمُ أَسْتِيرَ». فَأَتَى الْمَلِكُ وَهَامَانُ إِلَى الْوَلِيمَةِ الَّتِي عَمِلَتْهَا أَسْتِيرُ. 6فَقَالَ الْمَلِكُ لأَسْتِيرَ عِنْدَ شُرْبِ الْخَمْرِ: «مَا هُوَ سُؤْلُكِ فَيُعْطَى لَكِ؟ وَمَا هِيَ طِلْبَتُكِ؟ إِلَى نَُِصْفِ الْمَمْلَكَةِ تُقْضَى». 7فَأَجَابَتْ أَسْتِيرُ وَقَالتْ: «إِنَّ سُؤْلِي وَطِلْبَتِي، 8إِنْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيِ الْمَلِكِ، وَإِذَا حَسُنَ عِنْدَ الْمَلِكِ أَنْ يُعْطَى سُؤْلِي وَتُقْضَى طِلْبَتِي، أَنْ يَأْتِيَ الْمَلِكُ وَهَامَانُ إِلَى الْوَلِيمَةِ الَّتِي أَعْمَلُهَا لَهُمَا، وَغَدًا أَفْعَلُ حَسَبَ أَمْرِ الْمَلِكِ».
9فَخَرَجَ هَامَانُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ فَرِحًا وَطَيِّبَ الْقَلْبِ. وَلكِنْ لَمَّا رَأَى هَامَانُ مُرْدَخَايَ فِي بَابِ الْمَلِكِ وَلَمْ يَقُمْ وَلاَ تَحَرَّكَ لَهُ، امْتَلأَ هَامَانُ غَيْظًا عَلَى مُرْدَخَايَ. 10وَتَجَلَّدَ هَامَانُ وَدَخَلَ بَيْتَهُ وَأَرْسَلَ فَاسْتَحْضَرَ أَحِبَّاءَهُ وَزَرَشَ زَوْجَتَهُ، 11وَعَدَّدَ لَهُمْ هَامَانُ عَظَمَةَ غِنَاهُ وَكَثْرَةَ بَنِيهِ، وَكُلَّ مَا عَظَّمَهُ الْمَلِكُ بِهِ وَرَقَّاهُ عَلَى الرُّؤَسَاءِ وَعَبِيدِ الْمَلِكِ. 12وَقَالَ هَامَانُ: «حَتَّى إِنَّ أَسْتِيرَ الْمَلِكَةَ لَمْ تُدْخِلْ مَعَ الْمَلِكِ إِلَى الْوَلِيمَةِ الَّتِي عَمِلَتْهَا إِلاَّ إِيَّايَ. وَأَنَا غَدًا أَيْضًا مَدْعُوٌّ إِلَيْهَا مَعَ الْمَلِكِ. 13وَكُلُّ هذَا لاَ يُسَاوِي عِنْدِي شَيْئًا كُلَّمَا أَرَى مُرْدَخَايَ الْيَهُودِيَّ جَالِسًا فِي بَابِ الْمَلِكِ». 14فَقَالَتْ لَهُ زَرَشُ زَوْجَتُهُ وَكُلُّ أَحِبَّائِهِ: «فَلْيَعْمَلُوا خَشَبَةً ارْتِفَاعُهَا خَمْسُونَ ذِرَاعًا، وَفِي الصَّبَاحِ قُلْ لِلْمَلِكِ أَنْ يَصْلِبُوا مُرْدَخَايَ عَلَيْهَا، ثُمَّ ادْخُلْ مَعَ الْمَلِكِ إِلَى الْوَلِيمَةِ فَرِحًا». فَحَسُنَ الْكَلاَمُ عِنْدَ هَامَانَ وَعَمِلَ الْخَشَبَةَ.
الأصحَاحُ السَّادِسُ
1فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ طَارَ نَوْمُ الْمَلِكِ، فَأَمَرَ بِأَنْ يُؤْتَى بِسِفْرِ تَذْكَارِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ فَقُرِئَتْ أَمَامَ الْمَلِكِ. 2فَوُجِدَ مَكْتُوبًا مَا أَخْبَرَ بِهِ مُرْدَخَايُ عَنْ بِغْثَانَا وَتَرَشَ خَصِيَّيِ الْمَلِكِ حَارِسَيِ الْبَابِ، اللَّذَيْنِ طَلَبَا أَنْ يَمُدَّا أَيْدِيَهُمَا إِلَى الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ. 3فَقَالَ الْمَلِكُ: «أَيَّةُ كَرَامَةٍ وَعَظَمَةٍ عُمِلَتْ لِمُرْدَخَايَ لأَجْلِ هذَا؟» فَقَالَ غِلْمَانُ الْمَلِكِ الَّذِينَ يَخْدِمُونَهُ: «لَمْ يُعْمَلْ مَعَهُ شَيْءٌ». 4فَقَالَ الْمَلِكُ: «مَنْ في الدَّارِ؟» وَكَانَ هَامَانُ قَدْ دَخَلَ دَارَ بَيْتِ الْمَلِكِ الْخَارِجِيَّةَ لِكَيْ يُقُول لِلْمَلِكَ أَنْ يُصْلَبَ مُرْدَخَايُ عَلَى الْخَشَبَةِ الَّتِي أَعَدَّهَا لَهُ. 5فَقَالَ غِلْمَانُ الْمَلِكِ لَهُ: «هُوَذَا هَامَانُ وَاقِفٌ فِي الدَّارِ». فَقَالَ الْمَلِكُ: «لِيَدْخُلْ». 6وَلَمَّا دَخَلَ هَامَانُ قَالَ لَهُ الْمَلِكُ: «مَاذَا يُعْمَلُ لِرَجُل يُسَرُّ الْمَلِكُ بِأَنْ يُكْرِمَهُ؟» فَقَالَ هَامَانُ فِي قَلْبِهِ: «مَنْ يُسَرُّ الْمَلِكُ بِأَنْ يُكْرِمَهُ أَكْثَرَ مِنِّي؟» 7فَقَالَ هَامَانُ لِلْمَلِكِ: «إِنَّ الرَّجُلَ الَّذِي يُسَرُّ الْمَلِكُ بِأَنْ يُكْرِمَهُ 8يَأْتُونَ بِاللِّبَاسِ السُّلْطَانِيِّ الَّذِي يَلْبَسُهُ الْمَلِكُ، وَبِالْفَرَسِ الَّذِي يَرْكَبُهُ الْمَلِكُ، وَبِتَاجِ الْمُلْكِ الَّذِي يُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ، 9وَيُدْفَعُ اللِّبَاسُ وَالْفَرَسُ لِرَجُل مِنْ رُؤَسَاءِ الْمَلِكِ الأَشْرَافِ، وَيُلْبِسُونَ الرَّجُلَ الَّذِي سُرَّ الْمَلِكُ بِأَنْ يُكْرِمَهُ وَيُرَكِّبُونَهُ عَلَى الْفَرَسِ فِي سَاحَةِ الْمَدِينَةِ، وَيُنَادُونَ قُدَّامَهُ: هكَذَا يُصْنَعُ لِلرَّجُلِ الَّذِي يُسَرُّ الْمَلِكُ بِأَنْ يُكْرِمَهُ». 10فَقَالَ الْمَلِكُ لِهَامَانَ: «أَسْرِعْ وَخُذِ اللِّبَاسَ وَالْفَرَسَ كَمَا تَكَلَّمْتَ، وَافْعَلْ هكَذَا لِمُرْدَخَايَ الْيَهُودِيِّ الْجَالِسِ فِي بَابِ الْمَلِكِ. لاَ يَسْقُطْ شَيْءٌ مِنْ جَمِيعِ مَا قُلْتَهُ». 11فَأَخَذَ هَامَانُ اللِّبَاسَ وَالْفَرَسَ وَأَلْبَسَ مُرْدَخَايَ وَأَرْكَبَهُ فِي سَاحَةِ الْمَدِينَةِ، وَنَادَى قُدَّامَهُ: «هكَذَا يُصْنَعُ لِلرَّجُلِ الَّذِي يُسَرُّ الْمَلِكُ بِأَنْ يُكْرِمَهُ».
12وَرَجَعَ مُرْدَخَايُ إِلَى بَابِ الْمَلِكِ. وَأَمَّا هَامَانُ فَأَسْرَعَ إِلَى بَيْتِهِ نَائِحًا وَمُغَطَّى الرَّأْسِ. 13وَقَصَّ هَامَانُ عَلَى زَرَشَ زَوْجَتِهِ وَجَمِيعِ أَحِبَّائِهِ كُلَّ مَا أَصَابَهُ. فَقَالَ لَهُ حُكَمَاؤُهُ وَزَرَشُ زَوْجَتُهُ: «إِذَا كَانَ مُرْدَخَايُ الَّذِي ابْتَدَأْتَ تَسْقُطُ قُدَّامَهُ مِنْ نَسْلِ الْيَهُودِ، فَلاَ تَقْدِرُ عَلَيْهِ، بَلْ تَسْقُطُ قُدَّامَهُ سُقُوطًا». 14وَفِيمَا هُمْ يُكَلِّمُونَهُ وَصَلَ خِصْيَانُ الْمَلِكِ وَأَسْرَعُوا لِلإِتْيَانِ بِهَامَانَ إِلَى الْوَلِيمَةِ الَّتِي عَمِلَتْهَا أَسْتِيرُ.
كشف كذب معجزة شفاء العذراء لحفيد فريدة الزمر))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))
فريدة الزمر: المواقع المسيحية كاذبة وليس لي حفيد مريض!
المعجزات هي أساس العقيدة النصرانية منذ بدايتها وحتى الآن. ففي بداية النصرانية إستكثر النصارى على الله - سبحانه وتعالى - أن يخلق بشراً من عذراء، فبنوا العقيدة النصرانية كلها على تلك المعجزة وتركوا عبادة خالق المعجزة وعبدوا المعجزة فإتخذوا المسيح عليه السلام إلهاً! أما الآن فتعتبر المعجزات الكاذبة من أكثر وسائل تثبيت الإيمان التي تستخدمها الكنيسة. فمن ظهورات العذراء إلى التماثيل الباكية دموعاً ودماءاً ومن الأيقونات التي ترشح زيتاً إلى معجزات الشفاء الوهمية… إلخ. وتتنافس الكنائس والطوائف المختلفة فيما بينها على تأليف وتزييف تلك المعجزات ويتهم كل منهم الآخر بأن معجزاته كاذبة. وتكثر المعجزات والخرافات كلما زاد الجهل فنجدها تكثر في مصر والهند وأفريقيا ودول أمريكا الجنوبية وذلك لأنها قد تأتي بتأثير معاكس كلما زاد المستوى العلمي.
أما المعجزات والخرافات في الكنيسة القبطية فحدث عنها ولا حرج. فنجد ظهورات للعذراء فوق الكنائس ومعجزات القديسين من شفاء وعلم الغيب وتنبوء بالمستقبل وإخراج الشياطين… إلخ. وتصدر عن الكنيسة كتب وأفلام وأشرطة كاسيت وتنشيء كذلك مواقع ومنتديات عن تلك المعجزات الكاذبة. والنصارى يصدقون كل ذلك تحت مسمى “صدق ولابد أن تصدق!”.
ومن أكثر المعجزات التي تلقى رواجاً هي تلك المعجزات الكاذبة التي تتعلق بشخص مسلم وهي إما تؤدي إلى تنصره أو على الأقل إلى الإقتناع بصدق النصرانية بدرجة أو بأخرى. ومن أشهر تلك المعجزات هي معجزة شفاء حفيد مذيعة التليفزيون فريدة الزمر على يد العذراء التي ظهرت وقامت بإجراء عملية جراحية لإستئصال ورم سرطاني بالمخ. ولا يكاد يخلو موقع أو “قسم المعجزات” في المنتديات النصرانية من تلك المعجزة والجميع يتناقلها بنفس النص وتكون دائماً مصحوبة ببعض الصور لفريدة الزمر وهي في دير السيدة العذراء بأسيوط وهي تتحدث مع مطران أسيوط الأنبا ميخائيل!!!
ولكن… أخطأ مؤلف المعجزة الكاذبة خطأً جسيماً كشف زيفها!!! هذا بجانب بعض الأخطاء الأخرى بالإضافة لتكذيب فريدة الزمر بنفسها لتلك الواقعة. كل ذلك سنكشفه بإذن الله في السطور القادمة وبما لا يدع مجالاً للشك في كذب الكنيسة والنصارى.
أولاً، نعرض نص المعجزة كما تعرضها المواقع والمنتديات النصرانية:
اصبحت السيدة المعروفة فريدة الزمر و هى مذيعة سابقة وعضو فى مجلس الشعب هى الشغل الشاغل لأهالي أسيوط من الأقباط والمسلمين.
القصة تبدأ عندما أصيب حفيد السيدة فريدة الزمر وهو طفل لم يتجاوز سن المراهقة بعد بمرض السرطان فى المخ و لم يفلح معه علاج و وصل الى مراحل الأخيرة و فقد الجميع الأمل فى شفاءه وباتت أيامه فى الأرض معدودة.
وبينما الأسرة كلها تتجرع مرارة الحزن ذهبت اليها أحدى الصديقات المسيحيات ونصحتهم بالتشفع بالسيدة العذراء خاصة و أن صيامها قد بدأ (صوم السيدة العذراء أغسطس 2005) وأعطتهم صورة لتجليات السيدة العذراء فى أسيوط. ولما كانت الأسرة فاقدة الأمل أخذت الصورة و وضعتها تحت رأس الأبن المريض حيث يوجد مكان السرطان وباتت الأسرة كلها ليلتها حول فراش الابن المريض ومن بينهم السيدة فريدة الزمر.
وفى الليل أستيقظوا فجأة على سيدة (السيدة العذراء) وهى تقلب رأس الولد النائم و تحركها. قامت فريدة جدة الولد المريض و أمة مفزوعتان نحو تلك السيدة وإذ بمفاجأة أخرى تنتظرهم إذ براهب يرتدى جلباب أسود واقف بجوار السيدة يقول لهم: “متخافوش لو عايزين ولدكم يخف سيبوا العدرا تعمللوا العملية”
و وقع رعب شديد على الجميع و إذ بالسيدة العذراء تخرج معدات جراحية و تقوم بعمل العملية الجراحية فى رأس الولد و بعد انتهاءها نظرت الى الأم والجدة وقالت لهم: “روحوا لدير العدرا فى جبل أسيوط”. ثم أختفت هى و الراهب الذى معها.
وفى الصباح أستيقظوا جميعا و قد أعتقدوا أن ما رأوه بالأمس كان حلما إلا أن بقعة دم كبيرة كانت توجد أسفل رأس الأبن المريض لكن بلا أثر للجراحة على الأطلاق وكانت المعجزة وقام المريض الذى كان يحتضر معافى بلا أى الم أو مرض واثبتت التحاليل والفحوصات والمسح الذرى أن هذا الابن معافى تماما وغير مصاب بأى أورام سرطانية فى أى جزء من جسده.
و بعد التأكد من صدق المعجزة قررت فريدة الزمر هى و العائلة أن تحقق طلب السيدة العذراء وبالفعل توجهت هى و أسرتها الكبيرة يوم الثلاثاء (ثالث ايام الصوم المقدس) الى جبل أسيوط حيث يقبع دير السيدة العذراء العامر و وقفت أمام باب الكنيسة الأثرية منتظرة الموكب اليومى للعذراء (الدورة) الذى يخرج فيه نيافة الأنبا ميخائيل وما أن مر مطران أسيوط الأنبا ميخائيل من أمامها حتى صاحت فريدة و هى تبكى: “هو دا الراجل اللى ظهر مع العدرا هو دا الراجل اللى ظهر مع العدرا”.
و وسط حيرة الحشود البشرية أسرعت فريدة الزمر نحو الأنبا ميخائيل و أمسكت يده بشدة و قبلتها حاول الانبا ميخائيل التنكر من أنه لم يظهر الا أنها أصرت أنه هو فعلا الذى ظهر فى منزلها مع أم النور وتحت أصرارها أقر المطران بالواقعة واخذها هى واسرتها الى مقره الخاص فى الدير.
و داخل المقر المغلق للأنبا ميخائيل كان لقاء الأب بأبنائه تحدث كثيرا مع السيدة فريدة الزمر و عائلتها و أخبرها مرارا أن العذراء هى التى صنعت لها المعجزة وأنه لم يفعل شيئا وفى النهاية سألها: “أنت دلوقت بتحبى المسيح ولا العدرا؟؟” فأجابت: “أنا بحب الأتنين أكتر من بعض!!” فأعطاها الأنبا ميخائيل تمثال كبير للسيد المسيح وآخر للسيدة العذراء و أوصاها بأن تضعهما فى مكان بارز بحيث يراهما كل من يدخل بيتها فوعدته بذلك كما أهداها 2 سى دى تشمل ظهورات السيدة العذراء على قباب الكنيسة المرقسية فى أسيوط وكذلك دير جبل أسيوط عامى 2000 و 2001 فقبلتهما بفرح عظيم وكانت تنوى نشر معجزتها فى جريدة وطنى الا أن الحبر الجليل رفض رفضا باتا و طلب منها ان تكتب المعجزة بخط يدها وتودعها بمكتبة الدير و كفى.
والآن المفاجأة…
فريدة الزمر ليس لها حفيد ولكن لها حفيدة!!!
هذا ما أعلنته فريدة الزمر بنفسها في حوار لها مع صحيفة الميدان حول تكذيبها للمواقع النصرانية:
(إضغط على الصور لتكبيرها)
بالرجوع للمعجزة الكاذبة نجد أنها تعتمد على أن الحفيد ذكر (حفيد، وهو طفل، الأبن، الولد، ولدكم…). وبالتالي يكون عدم وجود حفيد ذكر ناسفاً لمصداقية القصة من جذورها. [من المحتمل أن تقوم بعض المواقع النصرانية بتصحيح هذا الخطأ بعد كشفه]
وما يثير الشكوك هو أنها دُعيت لزيارة الدير بصفتها عضوة في مجلس الشعب على عكس ما قيل في المعجزة!!! فهل نستنتج من هذا أن هناك نية مبيته لنشر هذه المعجزة الكاذبة؟!
ومن هذا الحوار السابق تعرفنا أيضاً على سر تلك الصور التي تُنشر لإثبات تلك المعجزة وأنه ليس لها أي علاقة من قريب أو من بعيد بحدوث معجزة. ولو دققنا في الصور التي تعرضها المواقع النصرانية سنكتشف تناقضات أخرى. فمثلاً لآ نجد “الأسرة الكبيرة” لفريدة الزمر في أي صورة من الصور كما تدّعي “المعجزة” ونجدها بمفردها وليس بصحبتها “حفيدها” صاحب المعجزة المزعومة أو حتى إبنتها المذيعة هند رشاد. ولا نجد كذلك أثر للبكاء على وجه المذيعة بل العكس هو الصحيح.
وتذكر “المعجزة” أيضاً أن فريدة الزمر كانت تنوى نشر معجزتها فى جريدة وطنى إلا أن الأنبا ميخائيل رفض رفضاً باتاً!! فلماذا تنكرها بعد ذلك إذا كانت هي من عرضت نشرها؟!
وإذا تمعنّا في “المعجزة” نفسها سنجد شيئاً غريباً وهو أن العذراء المزعومة كانت لديها معدات جراحية إستخدمتها في إجراء العملية الجراحية ثم نجد بقعة دم كبيرة كانت أسفل رأس المريض لكن بلا أثر للجراحة على الأطلاق!!! السؤال الآن: لماذا تحتاج العذراء المزعومة لمعدات جراحية أصلاً للقيام بالمعجزة؟! وإذا إحتاجتها، لماذا لم تترك أثراً للجراحة؟! ولماذا نزف المريض دماً بدون جرح؟! إنه تسلسل متناقض وساذج لا تكاد تخلو منه معجزة شفاء.
الأغرب من ذلك هو أن “طبيب التخدير” في العملية (أو الأنبا ميخائيل مطران أسيوط) أصيب بعد ذلك بجلطة في المخ نُقل بعدها إلى مستشفي الحياة بالقاهرة للعلاج! هنا يجب أن نتساءل: لماذا يحتاج شخص مثل هذا للعلاج في أي مستشفى وهو له القدرة على الظهور كمساعد للعذراء في معجزة كهذه؟!! ألم يكن من الأولى به “التشفع بالسيدة العذراء” كما فعلت فريدة الزمر في معجزتها؟ أم أن القساوسة والبابا شنودة لا تحدث لهم معجزات كهذه حيث أن معظمهم يُعالج بالخارج؟ أم أن كل هذه المعجزات كذبة كبيرة من تأليف القساوسة ويعيش فيها شعب الكنيسة؟!
زيارة البابا شنودة للأنبا ميخائيل أثناء وجوده بالمستشفى
يتبقى أن نرصد رد فعل النصارى في المواقع والمنتديات التي ذكرت تلك المعجزة. فقد أجمع النصارى على تصديقها وأخذوا يتناقلونها ويهنئون بعضهم البعض بالقول “عظيمة هى أعمال الله فى قديسيه” بدون أدنى تفكير في السؤال عن الدليل. وقد إعتبر النصارى الصور المنشورة دليلاً على صدق المعجزة بالرغم أن تلك الصور لا تثبت شيئاً من قريب أو بعيد إلا أن فريدة الزمر زارت الدير ليس إلا. وكذلك لم يسأل أي نصراني عن مصدر تلك المعجزة وعن شخصية من كتبها ومدى مصداقيته حيث أن مصدرها وكاتبها مجهول ولكن لا شك أنه من داخل الكنيسة. نتج هذا عن عدم وجود علم عند النصارى كعلوم الحديث والرجال والجرح والتعديل كما في الإسلام. هذه العلوم التي إنفرد بها الإسلام تضمن الحفاظ على السنة النبوية الشريفة والأحاديث الصحيحة وفصلها عن الضعيف والمكذوب حتى يبقى الإسلام كما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بدون تغيير أو تبديل أو تحريف. وعن ذلك قال عبد الله بن المبارك “لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء”. على العكس من ذلك، في النصرانية يقول من شاء ما شاء. ولا نبالغ إذا قلنا أنه لو طبّقنا علوم الحديث على الكتاب المقدس لأصبح درجته “موضوع” بلا أدنى شك!!
إن المشكلة لا تكمن في هذه المعجزة أو غيرها. ولكن المشكلة تكمن في تربية الكنيسة لشعبها تحت شعار “إبن الطاعة تحل عليه البركة”. فإذا طلب أحدهم دليلاً على شيء يُتهم بأنه “غير ممتلئ بالنعمة” وقد تحوم حوله الشكوك بأنه في طريقه لترك يسوع. هذه الثقافة - ثقافة سهولة حكم والسيطرة على الشعب الجاهل - متأصلة في الكنيسة منذ بداية النصرانية حيث أن جوانب العقيدة النصرانية نفسها لا دليل عليها. ونحن نعاني كمسلمين من تأثير تلك الثقافة حينما يأتينا نصراني يكرر كالببغاء ما لقّنه له القساوسة من إفتراءات على الإسلام وحينما تسأله عن الدليل يبهت ويتهرب أو يأتي بدليل يثبت منه تدليس من لقّنوه. وللأسف ينقله النصراني بدون أدني تدقيق أو تفكي
قتل الأطفال والرضع
Jos:6:21: 21 وحرّموا كل ما في المدينة من رجل وامرأة من طفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف. (SVD)
1Sm:15:3: 3 فالآن اذهب واضرب عماليق وحرموا كل ما له ولا تعف عنهم بل اقتل رجلا وامرأة.طفلا ورضيعا.بقرا وغنما.جملا وحمارا.
1Sm:15:8: 8 وامسك اجاج ملك عماليق حيّا وحرّم جميع الشعب بحد السيف. (SVD)
Hos:13:16: 16 تجازى السامرة لأنها قد تمردت على الهها.بالسيف يسقطون.تحطم اطفالهم والحوامل تشقّ (SVD)
Ps:137:8: 8 يا بنت بابل المخربة طوبى لمن يجازيك جزاءك الذي جازيتنا. (SVD)
Ps:137:9: 9 طوبى لمن يمسك اطفالك ويضرب بهم الصخرة (SVD)
Jer:45:4:
4 هكذا تقول له.هكذا قال الرب.هانذا اهدم ما بنيته واقتلع ما غرسته وكل هذه الارض. (SVD)
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟قتل وسرقة ونهب وبأمر الرب
Dt:2:31:
31 وقال الرب لي.انظر.قد ابتدأت ادفع امامك سيحون وأرضه.ابتدئ تملّك حتى تمتلك ارضه. (SVD)
Dt:2:32:
32 فخرج سيحون للقائنا هو وجميع قومه للحرب الى ياهص. (SVD)
Dt:2:33:
33 فدفعه الرب الهنا امامنا فضربناه وبنيه وجميع قومه. (SVD)
Dt:2:34:
34 وأخذنا كل مدنه في ذلك الوقت وحرمنا من كل مدينة الرجال والنساء والأطفال.لم نبق شاردا. (SVD)
Dt:2:35:
35 لكن البهائم نهبناها لأنفسنا وغنيمة المدن التي اخذنا (SVD)
Dt:2:36:
36 من عر وعير التي على حافة وادي ارنون والمدينة التي في الوادي الى جلعاد لم تكن قرية قد امتنعت علينا.الجميع دفعه الرب الهنا امامنا. (SVD)
Dt:3:6:
6 فحرمنها كما فعلنا بسيحون ملك حشبون محرمين كل مدينة الرجال والنساء والأطفال. (SVD)
Dt:3:7:
7 لكن كل البهائم وغنيمة المدن نهبناها لأنفسنا. (SVD)
2Chr:21:14: 14 هو ذا يضرب الرب شعبك وبنيك ونسائك وكل مالك ضربة عظيمة. (SVD)
1Kgs:9:21:
21 ابناؤهم الذين بقوا بعدهم في الارض الذين لم يقدر بنو اسرائيل ان يحرموهم جعل عليهم سليمان تسخير عبيد الى هذا اليوم. (SVD)
نسب كاتب سفر حزقيال [ 9 : 5 ] للرب قوله :
(( اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ خَلْفَهُ وَاقْتُلُوا. لاَ تَتَرََّأفْ عُيُونُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. أَهْلِكُوا الشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. وَلَكِنْ لاَ تَقْرَبُوا مِنْ أَيِّ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ، وَابْتَدِئُوا مِنْ َقْدِسِي». فَابْتَدَأُوا يُهْلِكُونَ الرِّجَالَ وَالشُّيُوخَ الْمَوْجُودِينَ أَمَامَ الْهَيْكَلِ. 7وَقَالَ لَهُمْ: «نَجِّسُوا الْهَيْكَلَ وَامْلَأُوا سَاحَاتِهِ بِالْقَتْلَى، ثُمَّ اخْرُجُوا». فَانْدَفَعُوا إِلَى الْمَدِينَةِ وَشَرَعُوا يَقْتُلُون
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟الإرهــــــــــاب
إله الكتاب المقدس يأمر بحرب أبادية كاملة !!
جاء في سفر التثنية [ 20 : 1 ] :
(أما مُدُنُ الشُّعُوبِ الَّتِي يَهَبُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ مِيرَاثاً فَلاَ تَسْتَبْقُوا فِيهَا نَسَمَةً حَيَّةً، بَلْ دَمِّرُوهَا عَنْ بِكْرَةِ أَبِيهَا، كَمُدُنِ الْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ كَمَا أَمَرَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ
يا كل أعداء الرب من الأطفال والبقر والغنم والجمال والحمير..سنقتلكم !!!!!
وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: «أَنَا الَّذِي أَرْسَلَنِي الرَّبُّ لأُنَصِّبَكَ مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ، فَاسْمَعِ الآنَ كَلاَمَ الرَّبِّ. هَذَا مَا يَقُولُهُ رَبُّ الْجُنُودِ: إِنِّي مُزْمِعٌ أَنْ أُعَاقِبَ عَمَالِيقَ جَزَاءَ مَا ارْتَكَبَهُ فِي حَقِّ الإِسْرَائِيلِيِّينَ حِينَ تَصَدَّى لَهُمْ فِي الطَّرِيقِ عِنْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ مِصْرَ. فأذهب الآنَ وَهَاجِمْ عَمَالِيقَ وَاقْضِ عَلَى كُلِّ مَالَهُ. لاَ تَعْفُ عَنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ بَلِ اقْتُلْهُمْ جَمِيعاً رِجَالاً وَنِسَاءً، وَأَطْفَالاً وَرُضَّعاً، بَقَراً وَغَنَماً، جِمَالاً وَحَمِيراً.))
Gn:19:24:
24. فأمطر الرب على سدوم وعمورة كبريتا ونارا من عند الرب من السماء. (SVD)
تكتيك الحرب
Dt:19:21: 21 لا تشفق عينك.نفس بنفس.عين بعين.سن بسن.يد بيد.رجل برجل (SVD)
Dt:20:3: 3 ويقول لهم اسمع يا اسرائيل.انتم قربتم اليوم من الحرب على اعدائكم.لا تضعف قلوبكم.لا تخافوا ولا ترتعدوا ولا ترهبوا وجوههم. (SVD)
Dt:20:4: 4 لان الرب الهكم سائر معكم لكي يحارب عنكم اعداءكم ليخلصكم. (SVD)
Dt:20:10: 10. حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها الى الصلح. (SVD)
Dt:20:11: 11 فان اجابتك الى الصلح وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك. (SVD)
Dt:20:12: 12 وان لم تسالمك بل عملت معك حربا فحاصرها. (SVD)
Dt:20:13: 13 وإذا دفعها الرب الهك الى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف. (SVD)
Dt:20:14: 14 وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة كل غنيمتها فتغتنمها لنفسك وتأكل غنيمة اعدائك التي اعطاك الرب الهك. (SVD)
Dt:21:10: 10. اذا خرجت لمحاربة اعدائك ودفعهم الرب الهك الى يدك وسبيت منهم سبيا (SVD)
Dt:21:11: 11 ورأيت في السبي امرأة جميلة الصورة والتصقت بها واتخذتها لك زوجة (SVD)
Dt:21:12: 12 فحين تدخلها الى بيتك تحلق رأسها وتقلم اظفارها (SVD)
Dt:21:13: 13 وتنزع ثياب سبيها عنها وتقعد في بيتك وتبكي اباها وأمها شهرا من الزمان ثم بعد ذلك تدخل عليها وتتزوج بها فتكون لك زوجة. (SVD)
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟حكم من يترك دينه(حد الردة)
Dt:13:6: 6. وإذا اغواك سرا اخوك ابن امك او ابنك او ابنتك او امرأة حضنك او صاحبك الذي مثل نفسك قائلا نذهب ونعبد آلهة اخرى لم تعرفها انت ولا آباؤك (SVD)
Dt:13:7: 7 من آلهة الشعوب الذين حولك القريبين منك او البعيدين عنك من اقصاء الارض الى اقصائها (SVD)
Dt:13:8: 8 فلا ترض منه ولا تسمع له ولا تشفق عينك عليه ولا ترقّ له ولا تستره (SVD)
Dt:13:9: 9 بل قتلا تقتله.يدك تكون عليه اولا لقتله ثم ايدي جميع الشعب اخيرا. (SVD)
Dt:13:10: 10 ترجمه بالحجارة حتى يموت.لأنه التمس ان يطوّحك عن الرب الهك الذي اخرجك من ارض مصر من بيت العبودية.
Dt:13:11: 11 فيسمع جميع اسرائيل ويخافون ولا يعودون يعملون مثل هذا الامر الشرير في وسطك (SVD)
Dt:13:12: 12. ان سمعت عن احدى مدنك التي يعطيك الرب الهك لتسكن فيها قولا (SVD)
Dt:13:13: 13 قد خرج اناس بنو لئيم من وسطك وطوّحوا سكان مدينتهم قائلين نذهب ونعبد آلهة اخرى لم تعرفوها (SVD)
Dt:13:14: 14 وفحصت وفتشت وسألت جيدا وإذا الامر صحيح واكيد قد عمل ذلك الرجس في وسطك (SVD)
Dt:13:15: 15 فضربا تضرب سكان تلك المدينة بحد السيف وتحرّمها بكل ما فيها مع بهائمها بحد السيف. (SVD)
Dt:13:16: 16 تجمع كل امتعتها الى وسط ساحتها وتحرق بالنار المدينة وكل امتعتها كاملة للرب الهك فتكون تلا الى الابد لا تبنى بعد.
Dt:13:17: 17 ولا يلتصق بيدك شيء من المحرّم.لكي يرجع الرب من حمو غضبه ويعطيك رحمة.يرحمك ويكثرك كما حلف لآبائك
وأيضاً
Hos:13:16: 16 تجازى السامرة لأنها قد تمردت على الهها.بالسيف يسقطون.تحطم اطفالهم والحوامل تشقّ (SVD)
Dt:17:2:
2 اذا وجد في وسطك في احد ابوابك التي يعطيك الرب الهك رجل او امرأة يفعل شرا في عيني الرب الهك بتجاوز عهده (SVD)
Dt:17:3:
3 ويذهب ويعبد آلهة اخرى ويسجد لها او للشمس او للقمر او لكل من جند السماء.الشيء الذي لم أوص به. (SVD)
Dt:17:4:
4 وأخبرت وسمعت وفحصت جيدا وإذا الأمر صحيح اكيد قد عمل ذلك الرجس في اسرائيل (SVD)
Dt:17:5:
5 فاخرج ذلك الرجل او تلك المرأة الذي فعل ذلك الامر الشرير الى ابوابك الرجل او المرأة وارجمه بالحجارة حتى يموت. (SVD)
Dt:17:6:
6 على فم شاهدين او ثلاثة شهود يقتل الذي يقتل.لا يقتل على فم شاهد واحد. (SVD)
Dt:17:7:
7 ايدي الشهود تكون عليه اولا لقتله ثم ايدي جميع الشعب اخيرا فتنزع الشر من وسطك (SVD)
Lv:24:11:
11 فجدّف ابن الاسرائيلية على الاسم وسبّ.فأتوا به الى موسى.وكان اسم امه شلومية بنت دبري من سبط دان. (SVD)
Lv:24:23:
23 فكلم موسى بني اسرائيل ان يخرجوا الذي سبّ الى خارج المحلّة ويرجموه بالحجارة.ففعل بنو اسرائيل كما امر الرب موسى (SVD)
لماذا؟؟؟ ( المسيح لم يأت لينقض بل ليكمل )
Dt:29:18 لئلا يكون فيكم رجل او امرأة او عشيرة او سبط قلبه اليوم منصرف عن الرب الهنا لكي يذهب ليعبد آلهة تلك الامم.لئلا يكون فيكم اصل يثمر علقما وافسنتينا. (SVD)
Dt:29:19 فيكون متى سمع كلام هذه اللعنة يتبرك في قلبه قائلا يكون لي سلام اني بإصرار قلبي اسلك لإفناء الريان مع العطشان. (SVD)
Dt:29:20 لا يشاء الرب ان يرفق به بل يدخن حينئذ غضب الرب وغيرته على ذلك الرجل فتحلّ عليه كل اللعنات المكتوبة في هذا الكتاب ويمحو الرب اسمه من تحت السماء. (SVD)
Dt:29:21 ويفرزه الرب للشر من جميع اسباط اسرائيل حسب جميع لعنات العهد المكتوبة في كتاب الشريعة هذا. (SVD)
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟عقوبة تارك الفرائض وسفر اللعنات
Dt:28:15: 15. ولكن ان لم تسمع لصوت الرب إلهك لتحرص ان تعمل بجميع وصاياه وفرائضه التي أنا أوصيك بها اليوم تأتي عليك جميع هذه اللعنات وتدركك (SVD)
Dt:28:16: 16 ملعونا تكون في المدينة وملعونا تكون في الحقل. (SVD)
Dt:28:17: 17 ملعونة تكون سلتك ومعجنك. (SVD)
Dt:28:18: 18 ملعونة تكون ثمرة بطنك وثمرة أرضك نتاج بقرك وإناث غنمك. (SVD)
Dt:28:19: 19 ملعونا تكون في دخولك وملعونا تكون في خروجك. (SVD)
Dt:28:20: 20 يرسل الرب عليك اللعن والاضطراب والزجر في كل ما تمتد اليه يدك لتعمله حتى تهلك وتفنى سريعا من اجل سوء افعالك اذ تركتني. (SVD)
Dt:28:21: 21 يلصق بك الرب الوبأ حتى يبيدك عن الأرض التي أنت داخل إليها لكي تمتلكها. (SVD)
Dt:28:22: 22 يضربك الرب بالسل والحمى والبرداء والالتهاب والجفاف واللفح والذبول فتتبعك حتى تفنيك. (SVD)
Dt:28:23: 23 وتكون سماؤك التي فوق راسك نحاسا والأرض التي تحتك حديدا. (SVD)
Dt:28:24: 24 ويجعل الرب مطر أرضك غبارا وترابا ينزل عليك من السماء حتى تهلك. (SVD)
Dt:28:25: 25 يجعلك الرب منهزما أمام أعدائك.في طريق واحدة تخرج عليهم وفي سبع طرق تهرب أمامهم وتكون قلقا في جميع ممالك الأرض. (SVD)
Dt:28:26: 26 وتكون جثتك طعاما لجميع طيور السماء ووحوش الأرض وليس من يزعجها. (SVD)
Dt:28:27: 27 يضربك الرب بقرحة مصر وبالبواسير والجرب والحكّة حتى لا تستطيع الشفاء. (SVD)
Dt:28:28: 28 يضربك الرب بجنون وعمى وحيرة قلب. (SVD)
Dt:28:29: 29 فتتلمس في الظهر كما يتلمس الاعمى في الظلام ولا تنجح في طرقك بل لا تكون الا مظلوما مغصوبا كل الايام وليس مخلّص. (SVD)
Dt:28:30: 30 تخطب امرأة ورجل آخر يضطجع معها تبني بيتا ولا تسكن فيه.تغرس كرما ولا تستغله. (SVD)
Dt:28:31: 31 يذبح ثورك امام عينيك ولا تأكل منه.يغتصب حمارك من امام وجهك ولا يرجع اليك.تدفع غنمك الى اعدائك وليس لك مخلص. (SVD)
Dt:28:32: 32 يسلم بنوك وبناتك لشعب آخر وعيناك تنظران اليهم طول النهار فتكلان وليس في يدك طائلة. (SVD)
Dt:28:33: 33 ثمر ارضك وكل تعبك يأكله شعب لا تعرفه فلا تكون الا مظلوما ومسحوقا كل الايام. (SVD)
Dt:28:34: 34 وتكون مجنونا من منظر عينيك الذي تنظر. (SVD)
Dt:28:35: 35 يضربك الرب بقرح خبيث على الركبتين وعلى الساقين حتى لا تستطيع الشفاء من اسفل قدمك الى قمة راسك. (SVD)
Dt:28:36: 36 يذهب بك الرب وبملكك الذي تقيمه عليك الى امة لم تعرفها انت ولا آباؤك وتعبد هناك آلهة اخرى من خشب وحجر.
Dt:28:37: 37 وتكون دهشا ومثلا وهزأة في جميع الشعوب الذين يسوقك الرب اليهم. (SVD)
Dt:28:38: 38 بذارا كثيرا تخرج الى الحقل وقليلا تجمع لان الجراد يأكله. (SVD)
Dt:28:39: 39 كروما تغرس وتشتغل وخمرا لا تشرب ولا تجني لان الدود يأكلها. (SVD)
Dt:28:40: 40 يكون لك زيتون في جميع تخومك وبزيت لا تدّهن لان زيتونك ينتثر. (SVD)
Dt:28:41: 41 بنين وبنات تلد ولا يكونون لك لأنهم الى السبي يذهبون. (SVD)
Dt:28:42: 42 جميع اشجارك وأثمار ارضك يتولاه الصرصر. (SVD)
Dt:28:43: 43 الغريب الذي في وسطك يستعلي عليك متصاعدا وأنت تنحط متنازلا. (SVD)
Dt:28:44: 44 هو يقرضك وأنت لا تقرضه.هو يكون رأسا وأنت تكون ذنبا. (SVD)
Dt:28:45: 45. وتأتي عليك جميع هذه اللعنات وتتبعك وتدركك حتى تهلك لأنك لم تسمع لصوت الرب الهك لتحفظ وصاياه وفرائضه التي اوصاك بها. (SVD)
Dt:28:46: 46 فتكون فيك آية وأعجوبة وفي نسلك الى الابد.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟اسرق المصريين
Ex:3:21: 21 وأعطي نعمة لهذا الشعب في عيون المصريين.فيكون حينما تمضون انكم لا تمضون فارغين. (SVD)
Ex:3:22: 22 بل تطلب كل امرأة من جارتها ومن نزيلة بيتها امتعة فضة وأمتعة ذهب وثيابا وتضعونها على بنيكم وبناتكم.فتسلبون المصريين
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟عدد 31.998 عذراء 31.999 عذراء 32.000 عذارء .... اللي بعده
Nm:31:25 وكلم الرب موسى قائلا. (SVD)
Nm:31:26 أحص النهب المسبيّ من الناس والبهائم انت والعازار الكاهن ورؤوس آباء الجماعة. (SVD)
Nm:31:27 ونصّف النهب بين الذين باشروا القتال الخارجين الى الحرب وبين كل الجماعة. (SVD)
Nm:31:28 وارفع زكوة للرب.من رجال الحرب الخارجين الى القتال واحدة.نفسا من كل خمس مئة من الناس والبقر والحمير والغنم. (SVD)
Nm:31:29 من نصفهم تأخذونها وتعطونها لالعازار الكاهن رفيعة للرب. (SVD)
Nm:31:30 ومن نصف بني اسرائيل تأخذ واحدة مأخوذة من كل خمسين من الناس والبقر والحمير والغنم من جميع البهائم وتعطيها للاويين الحافظين شعائر مسكن الرب (SVD)
Nm:31:31 ففعل موسى والعازار الكاهن كما امر الرب موسى. (SVD)
Nm:31:32 وكان النهب فضلة الغنيمة التي اغتنمها رجال الجند من الغنم ست مئة وخمسة وسبعين الفا. (SVD)
Nm:31:33 ومن البقر اثنين وسبعين الفا. (SVD)
Nm:31:34 ومن الحمير واحد وستين الفا. (SVD)
Nm:31:35 ومن نفوس الناس من النساء اللواتي لم يعرفن مضاجعة ذكر جميع النفوس اثنين وثلاثين الفا. (SVD)
Nm:31:36 وكان النصف نصيب الخارجين الى الحرب عدد الغنم ثلاث مئة وسبعة وثلاثين الفا وخمس مئة. (SVD)
Nm:31:37 وكانت الزكاة للرب من الغنم ست مئة وخمسة وسبعين. (SVD)
Nm:31:38 والبقر ستة وثلاثين الفا وزكاتها للرب اثنين وسبعين. (SVD)
Nm:31:39 والحمير ثلاثين الفا وخمس مئة وزكاتها للرب واحدا وستين. (SVD)
Nm:31:40 ونفوس الناس ستة عشر الفا وزكاتها للرب اثنين وثلاثين نفسا. (SVD)
Nm:31:41 فأعطى موسى الزكوة رفيعة الرب لالعازار الكاهن كما امر الرب موسى. (SVD)
Nm:31:42 وأما نصف اسرائيل الذي قسمه موسى من الرجال المتجندين (SVD)
Nm:31:43 فكان نصف الجماعة من الغنم ثلاث مئة وسبعة وثلاثين الفا وخمس مئة. (SVD)
Nm:31:44 ومن البقر ستة وثلاثين الفا. (SVD)
Nm:31:45 ومن الحمير ثلاثين الفا وخمس مئة (SVD)
Nm:31:46 ومن نفوس الناس ستة عشر الفا. (SVD)
Nm:31:47 فاخذ موسى من نصف بني اسرائيل المأخوذ واحدا من كل خمسين من الناس ومن البهائم وأعطاها للاويين الحافظين شعائر مسكن الرب كما امر الرب موسى (SVD)
Nm:31:48 ثم تقدم الى موسى الوكلاء الذين على الوف الجند رؤساء الالوف ورؤساء المئات (SVD)
Nm:31:49 وقالوا لموسى.عبيدك قد اخذوا عدد رجال الحرب الذين في ايدينا فلم يفقد منا انسان. (SVD)
Nm:31:50 فقد قدمنا قربان الرب كل واحد ما وجده امتعة ذهب حجولا وأساور وخواتم وأقراطا وقلائد للتكفير عن انفسنا امام الرب. (SVD)
Nm:31:51 فاخذ موسى والعازار الكاهن الذهب منهم كل امتعة مصنوعة. (SVD)
Nm:31:52 وكان كل ذهب الرفيعة التي رفعوها للرب ستة عشر الفا وسبع مئة وخمسين شاقلا من عند رؤساء الالوف ورؤساء المئات. (SVD)
Nm:31:53 اما رجال الجند فاغتنموا كل واحد لنفسه. (SVD)
Nm:31:54 فاخذ موسى والعازار الكاهن الذهب من رؤساء الالوف والمئات واتيا به الى خيمة الاجتماع تذكارا لبني اسرائيل امام الرب (SVD)
((((((((((((((((((((((((اضحك من قلبك؟؟هاهاها: لقد اصبحت نصرانيا)))))))))))))))))))))
قصه اقراها لاخرها ممكن تعيط
هذه القصة بطلها شاب مسلم .. وفتاة نصرانية قصة قامت على الحب في ربوع الشام حيث نجد الكثير من العوائل المسلمة والنصرانيه في حياة طبيعية …فكلهم اهل قرية واحدة وحدث ان صعد شاب مسلم الى سطح منزلهم وكان بالجوار بيت نصراني …فلمح الشاب بنتآ كالقمر في باحة البيت..وخفق قلبه لها..
وعلى الفور أسرع وخرج الى ذلك البيت ….وطرق الباب … ففتحت الفتاة باب الدار قليلآ لترى ماذا يريد..؟
فيخبرها عن حبه وهيامه بها وانه يريد ان يتزوجها..فترد عليه بأنها لاتتزوج مسلمآ لأنها نصرانيه …وانه اذا كان جادآ
في حبه لها فعليه ان يتنصر ثم يتقدم لها …وعندها ستقبل به زوجآ واحتار الشاب..
أيغير دينه لأجلها …!
ولكن ..يبدو أن الحب جنون..حيث حسم الشاب أمره في النهاية وعاد إلى الفتاة وأخبرهاأنه موافق أن يغير دينه الى النصرانيه لكي يتزوجها ….ففرحت الفتاة..وذهبت واياه الى الخوري وهو رجل الدين النصراني..
دخلو الى الكنيسه ….واستقبلهما بكل ترحاب مستفسرآ عن مجئ الشاب لعلمه بأنه غير نصراني..فتخبره الفتاة بانه يريد أن يتزوجها وليس لديه مانع في ان يغير دينه لأجل ذلك..
رحب الخوري بالشاب مثنيآ على شجاعته في اتباع الحق …ثم أخذه الى حوض به ماء يعرف عند النصارى بانه ماء التعميد ..أمسك الخوري برأس الشاب من شعره وقام بتغطيس رأسه في الماء ثلاث مرات وهو يقول في كل مرة
((أدخل مسلم أخرج نصراني)) ثم أطلقه وقال له : ((اذهب الآن لقد أصبحت نصرانيآ))
تعجب الشاب من هذه الطريقه في تغيير الديانه . ولكنه لم يتعب نفسه في التفكير فقد أصبح بامكانه ان يتزوج بالفتاة التي أحب…
وفعلآ تقدم لها وتزوجها ومرت الأيام..وأتت فترة الصوم عند النصارى..
وهذه الفترةليست كشهر رمضان عند المسلمين بل هي صوم عن اللحوم والألبان ومنتجات الحيوانات فقط وتستمر
لمدة اربعين يومآ..
وبينما الزوجة جالسة في بيتها إذ فوجئت بزوجهايدخل الدار ومعه دجاجة مشويةوجلس واكلها بكل تلذذ
وبرود…!
صدمت الفتاة لهذا المنكر العظيم غضبت بشدة ورفعت صوتها على زوجها ثم خرجت وهي تتوعده بانها ستخبر الخوري عن إثمه العظيم …
وغضب الخوري لما فعل الشاب واستدعاه على الفور..وقال له : كيف تخالف تعاليم ديننا وتأكل دجاجة في فترة الصوم ؟
وفوجئت الفتاة عندما رد زوجها بقوله : ((ولكنني لم اكل اي دجاجه؟))
هتفت الفتاة “أو تكذب ايضا”!!!
ولكن الشاب لم يغير موقفه ((أنالم أكل اي دجاجه ..ولم اقترف ذنبا))…!!!
أخذت الفتاة تصرخ وتقسم بأنها راته بعينيها وهو يأكل الدجاجه..
واخيرآ قام الخوري بتهدئة الوضع وخاطب الشاب بكل هدوء ((يابني.. زوجتك تقسم بالرب أنها رأتك تأكل الدجاجة وانت تنكر فكيف ذلك…!!))
فقال الشاب بكل برود : انا لم اكل دجاجه انا اكلت عنبآ..!!!
فرد عليه الخوري : ولكنها تقسم أنك أكلت دجاجة..!!؟؟
فقال الشاب : لقد كانت دجاجه … ولكنني احضرتها و غطستها بالماء ثلاثآ وأنا أقول لها : أدخلي دجاجة واخرجي عنبا..!!
دهش الخوري لهذا الكلام الذي لامنطق له
وقال في استنكار ساخر : ((أها الأحمق أتتحول الدجاجة الى عنب بمجرد تغطيسها بالماء ……!!؟؟))
فقال الشاب بكل سخرية : ((وتظنني سأترك الأسلام وأصبح نصرانيآ بمجرد أن قمت بتغطيسي بماء الكنيسة..!!))
وانهااااااااااااارت الفتاة….!!
==============================
==========
هل زار عيسى عليه السلام مصر مع أمه ويوسف النجار؟)))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))
يقول متى: (13وَبَعْدَمَا انْصَرَفُوا إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لِيُوسُفَ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ وَكُنْ هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ. لأَنَّ هِيرُودُسَ مُزْمِعٌ أَنْ يَطْلُبَ الصَّبِيَّ لِيُهْلِكَهُ». 14فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ لَيْلاً وَانْصَرَفَ إِلَى مِصْرَ 15وَكَانَ هُنَاكَ إِلَى وَفَاةِ هِيرُودُسَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ: «مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى هِيرُودُسُ أَنَّ الْمَجُوسَ سَخِرُوا بِهِ غَضِبَ جِدّاً فَأَرْسَلَ وَقَتَلَ جَمِيعَ الصِّبْيَانِ الَّذِينَ فِي بَيْتِ لَحْمٍ وَفِي كُلِّ تُخُومِهَا مِنِ ابْنِ سَنَتَيْنِ فَمَا دُون بِحَسَبِ الزَّمَانِ الَّذِي تَحَقَّقَهُ مِنَ الْمَجُوسِ. 17حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ: 18«صَوْتٌ سُمِعَ فِي الرَّامَةِ نَوْحٌ وَبُكَاءٌ وَعَوِيلٌ كَثِيرٌ. رَاحِيلُ تَبْكِي عَلَى أَوْلاَدِهَا وَلاَ تُرِيدُ أَنْ تَتَعَزَّى لأَنَّهُمْ لَيْسُوا بِمَوْجُودين فَلَمَّا مَاتَ هِيرُودُسُ إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ فِي حُلْمٍ لِيُوسُفَ فِي مِصْرَ 20قَائِلاً: «قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ لأَنَّهُ قَدْ مَاتَ الَّذِينَ كَانُوا يَطْلُبُونَ نَفْسَ الصَّبِيِّ». 21فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَجَاءَ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ. 22وَلَكِنْ لَمَّا سَمِعَ أَنَّ أَرْخِيلاَوُسَ يَمْلِكُ عَلَى الْيَهُودِيَّةِ عِوَضاً عَنْ هِيرُودُسَ أَبِيهِ خَافَ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى هُنَاكَ. وَإِذْ أُوحِيَ إِلَيْهِ فِي حُلْمٍ انْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي الْجَلِيلِ. 23وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ: «إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيّاً».) متى 2: 13-23».
لقد لفق متى هذه الرواية (لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ: «مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي».) ، ولم يعلم أن كذبه لا يُروَّج إلا على سخيفى العقول، لأن المراد بالنبى القائل هو هوشع عليه السلام، ونصه: (1«لَمَّا كَانَ إِسْرَائِيلُ غُلاَماً أَحْبَبْتُهُ وَمِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي.) هوشع 11: 1، ولا علاقة لعيسى عليه السلام بهذه الفقرة مطلقاً ، فهى تبين إحسان الله على بنى إسرائيل فى عهد موسى عليه السلام. مع الأخذ فى الاعتبار أن كلمة ابنى كانت فى طبعة 1811 (أولاده).
أما النبوءة الثانية التى لفقها متى فهى: (23وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ: «إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيّاً».) وهى لا توجد فى أى كتاب من كتب العهد القديم. ومثل هذه الفقرة احتج عليها اليهود احتجاجاً كبيراً ، فيتعجبون كيف يسكن يهودى فى منطقة السامرة ويدرس فى معبدهم؟ ومن المعروف أن بين اليهود والسامرة عداء شديد ، حتى إن المرأة السامرية فى إنجيل يوحنا الإصحاح الرابع لم تعطه ليشرب لمجرد أنه يهودى وهى سامرية.
وعند متى فقد أخذ يوسف مريمَ وعيسى عليه السلام إلى مصر بعد ولادة عيسى مباشرة، فى الوقت الذى كانت أمه ما تزال تعانى آلام الولادة. فكيف يتسنى لإمرأة أن تسافر زمناً طويلاً ومسافة شاقة وكبيرة فى صحراء مصر الشرقية وهى فى هذا الضعف؟ بينما كانت عند لوقا فى بيت لحم إلى أن تمت أيام تطهيرها ثم انتقلت إلى أورشليم ، وكانوا يذهبون كل سنة إلى أورشليم فى عيد الفصح إلى أن تمَّ 12 سنة. فكيف كان فى مصر وهو فى نفس الوقت فى أورشليم؟
وتواجهنا مشكلة أخرى ، وهى إن هيرودس هذا لم يمت إلا بعد موت يسوع: (6فَلَمَّا سَمِعَ بِيلاَطُسُ ذِكْرَ الْجَلِيلِ سَأَلَ: «هَلِ الرَّجُلُ جَلِيلِيٌّ؟» 7وَحِينَ عَلِمَ أَنَّهُ مِنْ سَلْطَنَةِ هِيرُودُسَ أَرْسَلَهُ إِلَى هِيرُودُسَ إِذْ كَانَ هُوَ أَيْضاً تِلْكَ الأَيَّامَ فِي أُورُشَلِيم8 وَأَمَّا هِيرُودُسُ فَلَمَّا رَأَى يَسُوعَ فَرِحَ جِدّاً لأَنَّهُ كَانَ يُرِيدُ مِنْ زَمَانٍ طَوِيلٍ أَنْ يَرَاهُ لِسَمَاعِهِ عَنْهُ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً وَتَرَجَّى أَنْ يَرَاهُ يَصْنَعُ آيَةً. 9وَسَأَلَهُ بِكَلاَم كَثِيرٍ فَلَمْ يُجِبْهُ بِشَيْءٍ. 10وَوَقَفَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ بِاشْتِدَادٍ 11فَاحْتَقَرَهُ هِيرُودُسُ مَعَ عَسْكَرِهِ وَاسْتَهْزَأَ بِهِ وَأَلْبَسَهُ لِبَاساً لاَمِعاً وَرَدَّهُ إِلَى بِيلاَطُسَ.) لوقا 23: 6-11
مع الأخذ فى الإعتبار أن: هيرودس الكبير حكم كل فلسطين من 37 - 4 قبل الميلاد. وفى عصره ولد عيسى عليه السلام ، وقام بقتل أطفال بيت لحم والتخوم المجاورة. (قاموس الكتاب المقدس 589) وكان يطلق عليه فى الكتاب المقدس لقب - الملك
حكم Archelaus من 4 قبل الميلاد إلى 6 ميلادية منطقة السامرة واليهودية، وأقيل عام 6 ميلادية ، وضُمَّت مناطق حكمه إلى الإمبراطورية الرومانية حتى عام 41 م.
فإن كان عيسى عليه السلام قد وُلِدَ سنة واحد ميلادية ، فهو لم يولد إذن فى عصر ملك يُدعى هيرودس الكبير كما يقول الكتاب المقدس. وفى عام 33 ميلادية (موعد الصلب) لم يكن يحكم الجليل حاكم يدعى هيرودس.
حكم هيرودس أجريبا الأول من 37 بعد الميلاد إلى عام 41 بالتدريج كل فلسطين وحصل على لقب (الملك) ومات عام 44م.
ولم يحكم فلسطين من عام 4 قبل الميلاد إلى عام 36 ميلادية ملك أو حاكم يُدعَى هيرودس.
هذا وقد حكم هيرودس أنتيباس الجليل و Per?a وأقيل عام 39 ميلادية.
هيرودس أجريبا الثانى وُلِدَ عام 27 ميلادية، وتولى الحكم فى عام 48 ميلادية، وحصل أيضاً على لقب (الملك)، وحكم الأجزاء الشرقية من فلسطين ، كما تولى الإشراف على أورشليم ، وكان له الحق تعيين رئيس الكهنة أو عزله، وقد وسع الإمبراطور نيرو مناطق حكمه لتشمل عدة مدن فى الجليل و Per?a بينما ظلت منطقة السامرة والجليل واليهودية إقليمان يتبعان الإمبراطورية الرومانية مباشرة.
فى الحقيقة فهو وأمه لم يبرحا بيت لحم ، وذلك نستخلصه من كذب متى فى مجىء المجوس والتى ترتب عليها قتل هيرودس لكل أطفال اليهود ، ونبوءاته الكاذبة ، التى لفقها لتنطبق على عيسى عليه السلام
وقد عرضنا هذا فى السؤالين السابقين وكذلك مصداقا لقول لوقا: (22وَلَمَّا تَمَّتْ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا حَسَبَ شَرِيعَةِ مُوسَى صَعِدُوا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيُقَدِّمُوهُ لِلرَّبِّ ... 39وَلَمَّا أَكْمَلُوا كُلَّ شَيْءٍ حَسَبَ نَامُوسِ الرَّبِّ رَجَعُوا إِلَى الْجَلِيلِ إِلَى مَدِينَتِهِمُ النَّاصِرَةِ. 40وَكَانَ الصَّبِيُّ يَنْمُو وَيَتَقَوَّى بِالرُّوحِ مُمْتَلِئاً حِكْمَةً وَكَانَتْ نِعْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ. 41وَكَانَ أَبَوَاهُ يَذْهَبَانِ كُلَّ سَنَةٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ فِي عِيدِ الْفِصْحِ. 42وَلَمَّا كَانَتْ لَهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَنَةً صَعِدُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ كَعَادَةِ الْعِيدِ. 43وَبَعْدَمَا أَكْمَلُوا الأَيَّامَ بَقِيَ عِنْدَ رُجُوعِهِمَا الصَّبِيُّ يَسُوعُ فِي أُورُشَلِيمَ وَيُوسُفُ وَأُمُّهُ لَمْ يَعْلَمَا. 44وَإِذْ ظَنَّاهُ بَيْنَ الرُّفْقَةِ ذَهَبَا مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَكَانَا يَطْلُبَانِهِ بَيْنَ الأَقْرِبَاءِ وَالْمَعَارِفِ. 45وَلَمَّا لَمْ يَجِدَاهُ رَجَعَا إِلَى أُورُشَلِيمَ يَطْلُبَانِهِ. 46وَبَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ وَجَدَاهُ فِي الْهَيْكَلِ جَالِساً فِي وَسْطِ الْمُعَلِّمِينَ يَسْمَعُهُمْ وَيَسْأَلُهُمْ.) لوقا 2:
(((((((((((هل الكتاب المقدس كلام الله ؟ أم هو كلام أم لموائيل ؟)))))))))))))))
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله منزل الكتاب مجري السحاب الذي افتتح بحمده الكتاب فسبحانه لا يحمد على مكروه سواه.
والصلاة والسلام على من جاء بالحق وفصل الخطاب ما أفل نجم وطلع شهاب
أما بعد :
إخواني أخواتي عباد الله هذا بحث لطيف فيمن كتب الكتاب المقدس من هم ؟ وما هي صفاتهم وشخوصهم وهل لهم الحق في كتابه ما نقرأه اليوم فيما يسمى بالكتاب المقدس ؟ ما صلتهم بالوحي ولماذا أخذ البشر هذا الكلام وقالوا أنه كلام الله ؟ ثم أقول إن هذا البحث ليس الغرض منه إثبات تحريف الكتاب المقدس من عدمه ,. فقضية تحريف الكتاب المقدس قد حسمها العلماء النصارى من قبل المسلمين من زمن طويل وإنتهوا فيها إلى إثبات وقوع التحريف , ولم يعد الاختلاف سادتي في هل الكتاب محرف أم لا , إنما وجه الاختلاف الآن بين العلماء في الكم والكيف والأين , أعني كم كتاب من كتب الكتاب المقدس قد حرفت , وأين الأجزاء المحرفة يقيناً , أو أي الأجزاء محرف ؟ وكيف وقع التحريف فيها ؟ هل هو من الكاتب أم من الناسخ ؟ أم من الوهم والتغيير والتبديل , كمثال قول آدم كلارك عن الكتاب : إن تحريف الكتاب كان منتشراً قديماً بين الأولين إما لتأييد المذهب أو لدفع الشبهات والرد على المعترضين ثم أورد مثلاً وهو فقرة رسالة يوحنا الأولى الإصحاح الخامس الفقرة السابعة هكذا :
1Jn:5 فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد. (SVD)
وأجمع علمائهم على أن هذه الفقرة مزورة وأمرها أشهر من أسردها هنا ولكن أقول إن قطعت النظر عن هذا فإني أقول ليس غرضي إثبات وقوع التحريف من عدمه كما أشرت , وإنما هي نظرة من قلب الكتاب والتاريخ على من كتبوا هذا الكتاب فأقول كأمثلة قليلة على من كتبوا هذا الكتاب وأبدأ مستعيناً برب العالمين هكذا :
الزمان : مجهول
الكاتب : سليمان بن داود
الكتب المنسوبة إليه ظناً : سفر نشيد الإنشاد , سفر الجامعة , مزمورين , سفر الأمثال ليس كله .
تعريف بالكاتب :
1- إبن زنا والعياذ بالله , لأن أمه بثشبع قد إغتصبها أبوه داود من زوجها بعد قتل زوجها أوريا الحثي غدرا فزواجه منها باطل من الأساس .( راجع صموائيل الثاني الإصحاح الحادي عشر وغيره )
2- ليس بنبي ولا رسول بإجماع اليهود والنصارى .
3- كافر لايؤمن بالله مرتدعن دين أباءه وبنى المعابد للأوثان والأصنام كما يلي : ( الملوك الأول 11/4: 4 وكان في زمان شيخوخة سليمان ان نساءه أملن قلبه وراء آلهة اخرى ولم يكن قلبه كاملا مع الرب الهه كقلب داود ابيه. (5) فذهب سليمان وراء عشتروث الاهة الصيدونيين وملكوم رجس العمونيين. (6) وعمل سليمان الشر في عيني الرب ولم يتبع الرب تماما كداود ابيه. (7) حينئذ بنى سليمان مرتفعة لكموش رجس الموآبيين على الجبل الذي تجاه اورشليم.ولمولك رجس بني عمون. (8) .
4- تزوج من أجنبيات وهو محرم في الشريعة ( الملوك الأول 11/1 : واحب الملك سليمان نساء غريبة كثيرة مع بنت فرعون موآبيات وعمونيات وادوميات وصيدونيات وحثّيات (2) من الامم الذين قال عنهم الرب لبني اسرائيل لا تدخلون اليهم وهم لا يدخلون اليكم لانهم يميلون قلوبكم وراء آلهتهم.فالتصق سليمان بهؤلاء بالمحبة. (SVD)
وهو أمر محرم في الشريعة وأسوق لكم نص واحد فقط من كلام نحميا عن مدى سوء هذا الأمر ( نحميا 13/27 : فهل نسكت لكم ان تعملوا كل هذا الشر العظيم بالخيانة ضد الهنا بمساكنة نساء اجنبيات. (SVD)
ولسنا في مجال تعداد الذنوب والخطايا ولكن فقط هو سرد مختصر عن كاتب الأسفار والكتب المنسوبة لله كما يدعي النصارى وعلماً بكل هذا الأمور التي ذكرتها عن سليمان إختصاراً وهو كاتب من ضمن من كتب في الكتاب المقدس فهل هذا وحي من عند الله ما كتبه سليمان ؟ وبأي صفة يكتب رجل كافر مرتد ليس بنبي ولا رسول وأبن زنا على حسب الكتاب المقدس تزوج من أجنبيات وغيره من الأمور لماذا يكتب هذا الرجل في الكتاب المقدس ؟ وهل كلامه يعتبر كلام الله ؟؟؟؟
أنتظر الرد ولكن عفواً من العقلاء فقط .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الزمن : مجهول
الكاتب : إما أنه لموائيل أو أم لموائيل أو كلاهما معاً ولكن الأرجح أن أم لموئيل هي صاحبة هذا الكلام على حسب النص .
صفة الكاتب : أحد الملوك وهو ملك مسا ولا يعرف زمانه أو ميلاده أو وفاته يقيناً ، فضلاً عن أنه ليس بنبي ولا رسول .
الكتب المنسوبة له : الإصحاح الواحد والثلاثون من سفر الأمثال ظناً.
الشاهد : إقرأ ولك الحكم من سفر الأمثال الإصحاح 31/1 هكذا :
Prv: 31 : 1: كلام لموئيل ملك مسّا.علّمته اياه امه. (2) ماذا يا ابني ثم ماذا يا ابن رحمي ثم ماذا يا ابن نذوري ـــــــــ (3) لا تعطي حيلك للنساء ولا طرقك لمهلكات الملوك. (SVD)
عفواً هناك علامة في نهاية الفقرة الثانية وهي هكذا ( ____ ) لا تعتقد أنها من عندي ولكنها موجودة في الكتاب هكذا وهي تعني حسب مقدمة الكتاب أن النص الأصلي مفقود .
والسؤال هنا هل هذا الكلام هو كلام الله أم كلام السيدة أم لموائيل ؟؟ وهل هذا الكتاب ينسب لله ؟ ماعلاقتنا بلموئيل وأمه وخالته وجميع عائلته كيف ننسب هذا الكلام لله سبحانه ؟؟؟
أنتظر الرد ولكن كما إتفقنا من العقلاء فقط .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الزمان : مجهول
الكاتب : شخص يسمى أجور بن متقية لا يعرف زمانه ولا ميلاده ولا موته ولكن أنظر التعريف .
تعريف بالكاتب : الكاتب عرف عن نفسه ووضع سيرته الشخصية في سفر الأمثال ففضلاً عن أنه ليس بنبي ولا رسول فقد عرف نفسه كما يلي :
1- أبلد من كل البشر ( بليد = غبي = لا يفهم = ....).
2- لا يفهم كما يفهم البشر .
3- ليس عنده حكمه .
4- لا يعرف ربه القدوس .
الشاهد : سفر الأمثال الإصحاح ثلاثين هكذا :
Prv : 30 : 1: كلام اجور ابن متقية مسّا.وحي هذا الرجل الى ايثيئيل.الى ايثيئيل وأكّال (2) اني ابلد من كل انسان وليس لي فهم انسان. (3) ولم اتعلّم الحكمة ولم اعرف معرفة القدوس. (SVD).
والسؤال هنا ما هو علاقتنا بهذا الرجل الغبي البليد عديم الحكمة الذي لا يفهم كما البشر والذي لا يعرف ربه ؟ وما علاقة كلام رجل بهذه الصفات بكلام الله سبحانه وتعالى ؟ وهل ما يقوله رجل بهذه الصفات نقول عليه أنه كلام الله ؟ ثم أن هذا الرجل الغبي ليس بنبي ولا برسول فبأي حق يكتب في كتاب الله ؟
أجب أنت أيها النصراني وقل لي ما رأيك ؟ هل هكذا كلام ينسب لله ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الزمان : غير معروف على وجه التدقيق ولكنه بعد ميلاد المسيح من مائة سنة أقل أو أكثر
الكاتب : لوقا
الكتب المنسوبة له : إنجيل لوقا وسفر أعمال الرسل ( ظنــــــاً وتخميـــــناً لا يقيناً ).
تعريف بالكاتب : كل ماهو معروف عنه أنه ربما كان طبيباً يهودياً.
الكتاب عبارة عن قصة ليس لها علاقة بالوحي كما يقول كاتبها نفسه في بداية كتابه لوقا 1/1 هكذا :
Lk : 1 : 1:اذ كان كثيرون قد اخذوا بتاليف قصة في الامور المتيقنة عندنا (2) كما سلمها الينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداما للكلمة (3) رأيت انا ايضا اذ قد تتبعت كل شيء من الاول بتدقيق ان اكتب على التوالي اليك ايها العزيز ثاوفيلس (SVD)
والسؤال هو : ما علاقة القصة التي يكتبها شخص ما إلى العزيز ثاوفيلس بكلام الله ؟ هو هذا الكلام هو وحي من الله ؟ علماً أن صاحبه لم يصرح ولا مرة أو يلمح بأن كلامه هو وحي الله بل لم يخطر بباله أبدا أن هذا الكلام سيعتبر إنجيل فالرجل يقول في بداية كلامه أنه يكتب قصة إلى العزيز ثاوفيلس رسالة إلى أحد الناس ولم يقل هذا وحي الرب إلي فما علاقة القصص بكلام الله ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الزمان : غير معروف على وجه الدقة ولكن بين القرن الأول والثاني بعد ميلاد السيد المسيح عليه السلام .
الكاتب : بولس شاول الطرسوسي .
الكتب المنسوبة له : أكثر من نصف العهد الجديد وكلها في صيغة رسائل إما إلى كنائس أو أشخاص أو إلى مجهولين .
تعريف بالكاتب : يطول وأختصر منها كالتالي بالطبع كما عرف نفسه وعرفه الكتاب المقدس هكذا :
1- حرامي ( لص ) ( سارق ) كما في أعمال الرسل 8/3 هكذا :
Acts:8:3: واما شاول فكان يسطو على الكنيسة وهو يدخل البيوت ويجر رجالا ونساء ويسلمهم الى السجن (SVD)
2- كذاب يكذب على الله سبحانه وتعالى كما يقول هو نفسه واصفاً نفسه في رسالته إلى رومية 3/7 :
Rom:3 فانه ان كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده فلماذا أدان انا بعد كخاطئ. (SVD)
3- غبي كما يصف نفسه في مواضع كثيرة من رسائله هكذا بداية في رسالته إلى كرونثوس الثانية 12/11 :
11. قد صرت غبيا وانا افتخر.انتم الزمتموني لانه كان ينبغي ان امدح منكم اذ لم انقص شيئا عن فائقي الرسل وان كنت لست شيئا. (SVD)
وبعد أن عانى الناس من شدة غباءه فهو يترجاهم أن يتحملوا غبائه الشديد فيقول في الكرونثوس الثانية 11/1 هكذا :
2Cor : 11 : 1: ليتكم تحتملون غباوتي قليلا.بل انتم محتملي. (SVD) والكثير أمثال هذا عنه .
4- الشيطان يسيطر عليه ويتحكم فيه كما يصف هو في الكرونثوس الثانية 12/7 هكذا :
2Cor:12 ولئلا ارتفع بفرط الاعلانات اعطيت شوكة في الجسد ملاك الشيطان ليلطمني لئلا ارتفع. (SVD)
وفي رومية 17 كلام غريب يصف نفسه بأن الشيطان مسيطر عليه كلياً فراجعها إن أحببت ولكن أورد منها فقرة واحدة هنا إختصاراً هكذا :
Rom17: فالآن لست بعد افعل ذلك انا بل الخطية الساكنة فيّ. (SVD)
5- يظن ويشك أن عنده وحي الرب كما يقول في الكرونثوس الأولى 7/40 هكذا :
1Cor40: ولكنها اكثر غبطة ان لبثت هكذا بحسب رأيي.واظن اني انا ايضا عندي روح الله (SVD)
6- لعن المسيح عليه السلام بقوله في رسالته إلى أهل غلاطية الإصحاح الثالث الفقرة الثالثة عشر هكذا :
Gal:3:13: المسيح افتدانا من لعنة الناموس اذ صار لعنة لاجلنا لانه مكتوب ملعون كل من علّق على خشبة. (SVD)
وغير هذا الكثير جداً من الصفات عن هذاالرجل الذي بدل الديانة بكل ما فيها وغير على هواه ولكن إختصاراً هل هذا الكلام الذي كتبه هذا الرجل ينسب إلى الله عز وجل ؟ إنه حرامي ولص كما جاء في أعمال الرسل كما أنه غبي والشيطان يسيطر عليه ويسكن في جسده كما يصف نفسه ويشك أو يظن أنه عنده روح الله بل يفتي بحسب رأيه كما يقول في الكرونثوس الأولى 7/25 هكذا :
1Cor25:. واما العذارى فليس عندي امر من الرب فيهنّ ولكنني اعطي رأيا كمن رحمه الرب ان يكون امينا. (SVD)
فبأي حق يؤخذ كلام هذا الرجل على أنه كلام الله ؟ مع العلم أن في رسائله سلامات شخصية ووصية لأحد الناس أن يأتي له بردائه وأنه ذاهب للتصييف في المكان الفلاني وسلملي على فلان وفلانه وعلان وعلانه ( راجع رومية الإصحاح 16 ) , ما علاقة كل هذا الأمور والكتابات الشخصية بكلام الله عز وجل ؟ أفلا يعقل من يقولون لنا أن هذا الكلام هو كلام الله سبحانه ؟ إن أصحاب هذه الكتابات لم يدعوا يوماً أن هذا الكلام هو كلام الله عز وجل أو أنه وحي الرب لهم فمن أين أتى النصارى بهذا الإدعاء الباطل ؟ ثم أن هذه الكتب إنتخبت في عصر قسطنطين في مجمع نيقية إختاروها على أنها كلام الله ( أعنى ماذكرته من العهد الجديد ) , فهل ما يتم ترجيحه عن طريق قسطنيطن الوثني يكون كلام الله والباقي هو هرطقات ؟؟
يا عباد الله ها قد قرأتم عن صفات وأحوال بعض من كتبوا في الكتاب المقدس وطريقة كتاباتهم وكلامهم, وليس لنا شأن هاهنا بتحريف الكتاب كما قلت , فما علاقتنا بأن يحرف كلام السيدة ( أم لموائيل ) أو رجل كافر كسليمان , أو رجل غبي بليد كأجور , أو رجل كذاب أشر يتملكه الشيطان كبولس ( لا يجرحنك كلامي ورجاء راجع أدلتي على ما أٌقول ) , ما علاقتنا وما يهمنا أن يحرف كلام هؤلاء من عدمه ؟ فقط كلام الله يهمنا , ووحي الله هو المهم عندنا لذا :
فالعقلاء نسأل : بأي حق تدعون أن هذا الكلام كلام الله ؟
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
كتبه : خطاب المصري ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟=============================(((((الحمد لله وكفى وصلاة وسلاماً على عبده الذي اصطفى , وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإكمالاً لما سبق في البحث السابق ( هل الكتاب المقدس كلام الله أم كلام أم لموائيل) فقد وعدت ألا أتحدث عن تحريف الكتاب المقدس من عدمه , ولكني أشرت إلى أن بحثي هذا إنما يختص بالبحث حول أصول هذا الكتاب المدعو مقدساً , من كتبه وصفات من كتبوه وهل هذا الكلام الموجود فيه هو وحي من عند الله أم كلام بشر عاديين لا يرقى إلى مرحلة الوحي .
وفي الموضوع المشار إليه سابقاً بحثت الأمر من هذا الاتجاه وهو صفات من كتبوا الكتاب وأحوالهم , وإكمالاً لهذا الجانب فإنك تجد العجب في أمر هذا الكتاب , فبعض الكتبة معروفين كما أشرت أعلاه , ولكن العجيب أن بعض هذه الكتب المنسوبة لله زوراً وبهتاناً من عند أنفسهم لا يعرف أحد كتابها ولا زمان كتابتها ولا في أي مكان كتبت .
قد تعجب عزيزي المتصفح من هذا الأمر , أن معظم كتب الكتاب المقدس مجهولة الكاتب والزمان والمكان , وأنهم نسبوها ظناً إلى الأسماء التي أطلقوها عليها , فمثلاً إنجيل متى لم يكتبه متى بن لاوي العشار , إنما هو مجهول الكاتب , إنجيل يوحنا مشكوك من هو كاتبه على وجه الدقة , الأسفار الخمسة في أول العهد القديم أعني ( التكوين والعدد والخروج واللاويين والتثنية ) تنسب زوراً وبهتاناً إلى موسى , مع أن نصوص هذه الكتب الخمسة تشهد قطعاً أنها مكتوبة بعد موسى عليه السلام بمئات السنين وأنه برئ منها براءة الذئب من دم بن يعقوب , ومن الطريف أنك تجد مثلاً في سفر صموائيل الثاني أن النبي صموائيل الذي ينسب إليه سفر صموائيل الأول والثاني قد مات في أول السفر الثاني , فمن كاتبه ؟
وهكذا عزيزي المتصفح سأورد لك بعض الإصحاحات المجهولة الكاتب أو المشكوك في كاتبها كما سترى وأشترط على نفسي أن أوثق كل كلامي بمراجع علمائهم وكتبهم المعتبرة حتى لا يلومنا لائم وأبدأ في هذه المداخلة بالعهد القديم فأقول مستعينا ببارئ السموات العلا والأراضين هكذا :
العهد القديم
وهنا نذكر حال بعض كتب من العهد القديم ، وأعني بحالها هو معرفة من كتب هذه الكتب وتاريخ كتابتها ، وعليك مراجعة التوراة السامرية مع العبرية مع العربية لترى كارثة بمعنى كلمة كارثة وقد نقل الكثير ممن ترجموا عن هذا اللغات إلى العربية ما لا يُحصى من الاختلافات في الأنساب والأحداث والتواريخ والأعمار والأسماء والأماكن والكثير مما يؤكد جزماً أن أحد هذه النسخ صحيح والأخرتان مكذوبتان أو أن الجميع مكذوب على الأنبياء منسوب لهم زوراً فهل من معتبر أو مفكر ؟؟
1- الأسفار الخمسة : المنسوبة لموسى وهي التكوين , والخروح , واللاويين , والعدد , والتثنية , على العموم تنسب لموسى و نثبت أنها لا علاقة لها بموسى إن شاء الله , وقالوا أن الفقرات الأخيرة من الأسفار الخمسة والتي فيها نعي موسى كتبها تلميذه يشوع , ومن علماء اليهود من نسبها كلها وبالدليل إلى عزرا بعد أن أحرقت جميع كتبهم وقتل منهم نبوخذ نصر الكهنة من بني لاوي فقام عزرا بتأليف التوراة المتداولة الآن . ولذلك بالغوا في تعظيم عزرا هذا غاية المبالغة وزعموا أن النور إلى الآن يظهر على قبره الذي عند بطائح العراق لأنه عمل لهم كتابا يحفظ دينهم .
2- سفر يشوع : إجمالاً جزء عظيم منه ينسب ليشوع , وآراء علمائهم في ذلك قال جرهارد , وديوديتي , وهيوت , وباترك , وتاملاين , والدكتور كري : إنه تصنيف يشوع , بينما قال الدكتور لائت فت : إنه تصنيف فينحاس بن العازار , بينما قال كالون إنه تصنيف العازار , وقال وانتل : إنه تصنيف صموائيل , وقال هنري إنه تصنيف إرميا , وبين يوشع وإرميا مدة 850 سنة تخميناً . فلا ثقة عندهم من كاتبه على وجه اليقين . أما عن زمان كتابة هذا السفر فلو قرأنا في سفر يشوع 15/63 , وسفر صموائيل الثاني 5/6-8 وقارنها بما في سفر يشوع أيضاً 10/23-26 و 15/8 و 18/28 لإتضح لنا أن زمان كتابة هذا السفر كان قبل جلوس داود على الحكم بسبع سنوات تقريباً وقال جامعوا تفسير هنري واسكات ذيل شرح الفقرة 15/63 من سفر يشوع هكذا (( يُعلم من هذه الآية أن كتاب يوشع كُتب قبل السنة السابعة من جلوس داود عليه السلام )) إنتهى . وجاء في قاموس الكتاب المقدس تحت ترجمة إسم ( يشوع سفره ) هكذا : كاتب هذا السفر مجهول. ولكنه قد نسب إلى أشخاص متعددين، غير أن كثيرين يتمسكون بالاعتقاد المقبول عند اليهود والكتاب المسيحيين الأولين، وهو ان يشوع نفسه كاتب السفر ما عدا الآيات الخمس الأخيرة منه، وبعض آيات أخرى مثلاً ص 19: 47. وقد جاء في السفر نفسه ( ص 24: 26 ). أن خطابي يشوع المدرجين في ص 23 و 24 كتبهما يشوع. وظن كلفن أن كاتبه هو اليعازار بن هارون ( ص 24: 33 ). وزعم آخرون انه فيدحاس، أو صموئيل، أو ارميا. ويؤخذ من الإشارة إلى سفر ياشر ( يش 10: 13 ). إن مؤلف سفر يشوع اعتمد في وضعه على كتب سابقة.
3- سفر القضاة : قال النصارى إنه تصنيف أحد هؤلاء ظناً , إما فنحاس أو حزقيا ( الملك ) أو إرميا أو حزقيال , أو أنه تصنيف عزرا , وبين عزرا وفنحاس أزيد من تسعمائة سنة , أما عند اليهود فهم يكذبون هذا كله وينسبونه رجماً بالغيب إلى صموائيل .
4- سفر راعـوث : قال النصارى إن من صنفه أحد هؤلاء ظناً , إما حزقيا ( وحزقيا ملك وليس نبي ) وإما عزرا , وبحسب قول اليهود إنه تصنيف صموائيل وفي ص 205 من المجلد السابع من ( كاثلك هرلد ) المطبوع سنة 1844م , هكذا : كتب في مقدمة الكتاب المقدس طبعة سنة 1819م في إشتار برك أن كتاب راعوث قصة بيت وكتاب يونس حكاية )) إنتهى , أي قصة غير معتبرة وحكاية غير صحيحة .
5- سفر نحميا : أكثرهم على أنه من تصنيف نحميا , وقال اتهانيسيش وابيفانيس وكريزاستم وغيرهم إنه تصنيف عزرا , ولايمكن أن تكون الستة وعشرون آية من أول الإصحاح الثاني من هذا السفر من تصنيف نحميا , وفي الفقرة 12/22 من هذا السفر ذكر إسم الملك داريوس , وداريوس هو داريوس الثالث ملك فارس ولد سنة 380ق.م وتولي العرش سنة 336ق.م , وقتل سنة 330ق.م وهذا بعد مائة سنة من موت نحيما , فكيف يكتب عنه نحميا قبل أن يأتي ؟
6- سفر أيوب : وقع العلماء النصارى في إختلاف يصل إلى الشجار بالصلبان البلاستيكية بينهم وفيه إختلاف شنيع وفظيع بين علماء الكتاب المقدس فمنهم من أسقطه نهائياً من الكتاب وقالوا عنه أنه كتاب مكذوب ورفضوه , ولا يعرف مؤلفه ولا زمان تأليفه .
7- المزامير : ولا يستطيعون نسبة المزامير كلها إلى داود , فنسبوا بعضها إلى موسى عليه السلام وفي طبعة سنة 1865م , كُتب عن المزمور 90 ( صلاة لموسى رجل الله ) , ونسبوا بعضها إلى سليمان وهو المزمور 72 والمزمور 27 , والمزمور 89 إلى إتهان , وثلاثة مزامير من تصنيف يدوثون أو قوشيا من سبط لاوي , وأحد عشر مزموراً من تصنيف ثلاثة من أبناء قورح , وهكذا إختلاف شديد حتى قال اليهود إن المزامير هي من تأليف آدم , إبراهيم , موسى , آساف , همان , جدوتهن , ثلاثة من أبناء قورح , وأما داود فجمعها في مجلد واحد , وقال هورن : المختار عند المتأخرين من علماء اليهود وكذا عند جميع المفسرين من المسيحيين أن المزامير هي من تصنيف هؤلاء : موسى , داود , سليمان , آساف , همان , أتهان , جوتهن , ثلاثة من أبناء قورح , ولو بحثنا لطال الأمر فيكفيني هذا الاختلاف عندهم في أمر المزامير وأنتقل لكتاب أمثال سليمان .
8- أمثال سليمان : قال بعضهم أنه من تصنيف سليمان ولكن يَرُّد هذا القول أسباب كثيرة جداً منها الفقرة 30/1 من الأمثال والفقرة 31/1 فهي تدل على أنه من كلام أجور إبن متقية وكلام لموئيل فلا يكون كله من كلام سليمان هذا فضلاً عن الإصحاح 25-29 تدل أن من كتبها ليس سليمان بل أصدقاء حزقيا الملك وهذا كان بعد وفاة سليمان بـ 270سنة , ولا أحد يعرف من هو أجور بن متقية ومن هو لموئيل ومتى كانا وأين كانا ؟ ! فلا يقين عندهم أبداً في كثير من إصحاحاته .
9- سفر الجامعة : قالوا أنه من تصنيف سليمان , وفي هذا الكتاب إختلاف عظيم , قال بعض علماء اليهود منهم الحبر قمجي إنه من تصنيف إشعياء , وقال علماء التلمود إنه من تصنيف حزقيا , وقالوا إنه صُنِّف بأمر من زوربابل وهو زر بابل بن شألتيئل أو إبن فدايا وقيل إنه صُنِّف بعد عودة اليهود من السبي , واليهود بعدما عادوا من السبي أخرجوه من كتب الوحي ولكنه أُعيد مرة أخرى فيما بعد
10- نشيد الإنشاد : كارثة في الكتاب , قال عنه الدكتور كني كات ( من أكبر علماء البروتستانت ومن أشر محققيهم) وبعض المتأخرين : من قال أنه من تصنيف سليمان فقد أخطأ بل صُنِّف بعد وفاته بمدة , وذَمَّهُ القسيس تهيودور في القرن الخامس ذمَّاً شديداً هو وسفر أيوب , وقال وشتن : إنه غناء فِسقي فَلْيُخرَج من الكتاب المقدس , وقال وارد الكاثوليكي هكذا نصاً : حكم كاستيليو بإخراج هذا السفر من كتب العهد القديم لأنه غناء نجس .
11- سفر دانيال : يوجد في الترجمة اليونانية لتهيودوشن والترجمة اللاتينية وجميع تراجم الروم الكاثوليك غناء الأطفال الثلاثة في الباب الثالث , وكذلك يوجد الباب الثالث عشر والباب الرابع عشر , وفرقة الكاثوليك تسلم الغناء المذكور والبابين المذكورين وتحذفهم وترفضهم فرقة البروتستانت وتحكم بكذبهما , وفي طبعة سنة 1844م وطبعة سنة 1865م , وما بعدها لم يرد فيها غناء الأطفال الثلاثة , وينتهي فيها سفر دانيال بنهاية الإصحاح الثاني عشر , وليس فيها الإصحاحان 13و14 , وقد ذكر قاموس الكتاب المقدس ص 19 أن من جملة الأسفار أبو كريفا نشيد الأطفال الثلاثة وتتمة سفر دانيال .
12- سفر إستير : لا يعلم مصنفه ولا زمان تصنيفة . إنتهى
13- سفر إرميا : الإصحاح 52 منه ليس من تصنيف إرمياً قطعاً ويثبت ذلك آخر الإصحاح 51 وهي هكذا : ( إلى هنا تم كلام إرميا ) , إذاً فما بعده ليس من كلام إرميا , وبعض الكلام فيه باللسان غير العبري فيعلم أنه ليس من كلام إرميا لأنه عبري .
14- سفر إشعياء : قال علمائهم من الباب الأربعون وما بعده إلى الباب 66 من سفر إشعياء لايمكن أن يكون من تأليف إشعياء وهذا كان نتيجة مناظرة بين كاركرن الكاثوليكي ووارن البروتستانتي وقد نقل وارن هذا الكلام عن استهالن النمساوي , فسبعة وعشرون إصحاحاً على رأيهم ليست من كلام إشعياء ومجهولة الكاتب .
15- سفر صموائيل الأول والثاني : لا يعرف كاتبهما .
16- سفر الملوك الأول : لا يعرف كاتبه .
17- سفر أخبار الأيام الأول :لا يعرف كاتبه ويحتمل أن يكون ....
18- سفر أخبار الأيام الثاني : المؤلف على الأرجح عزرا.
وأكتفي بهذه الأمثلة إختصاراً من العهد القديم إخواني وفي المداخلة القادمة بعون الله نورد أحوال بعض كتب العهد الجديد , وكما قرأتم وبالمراجع من أمهات الكتب ومن أٌقوال علمائهم فمعظم الكتب مجهولة الكابت والزمان والتاريخ وتنسب تلفيقاً أو ظناً أو تخميناً إلى فلان أو علان , ولعمري لا أدري هل لهؤلاء الناس عقول يفكرون بها ؟ أليس فيهم رجل رشيد ؟ هذه الكتب المجهولة الكاتب والتاريخ والزمان والمكان وحتى العنوان , هل تعقل أن تكون وحي من عند الله ؟ لو كانت وحياً فعلى من أنزلت أو لمن أوحي بها ؟ لن أطيل فالموضوع طويل وسأقطع النظر عن هذا وأترك الحكم للعقلاء , والسؤال هو :
إن كنا نجهل كاتب هذه الكتب فكيف نقول أنها وحي من الله ؟
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
كتبه : خطاب المصري ayoo؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟صحفي يهودي منصف للإسلام
الكاتب :يوري افنري
ترجمة الدكتور نهى أبو كريشة
أستاذة الأمراض العصبية كلية طب القاهرة
منذ الأيام التي كان فيها الإمبراطور الروماني يلقي بالمسيحيين للأسود والعلاقة بين الإمبراطور و رئيس الكنيسة أصابها الكثير من المتغيرات.
الكنيسة انقسمت إلى الكنيسة الشرقية(اورثوذوكس) و الكنيسة الغربية( الكاثوليك)
في الغرب حبر الكنيسة الرومانية(الكاثوليكية) الذي لقب بالبابا الذي كان يصر على ان يتقبل الإمبراطور علو مكانته عليه.
المعركة بين الإمبراطور والبابا شكلت الكثير في التاريخ الأوروبي كما ساهمت في تقسيم الناس. بعض الأباطرة لفظوا البابا وأهملوه، كما أن بعض البابوات لفظوا الأباطرة., وحرموهم كنسيا, ويذكر في التاريخ كيف أن هنري الرابع وقف أمام قلعة البابا حافي القدمين في الثلج مدة ثلاثة أيام حتى قرر البابا ان يبطل قرار الحرمان الكنسي..
لكن هناك أوقات يتعايش البابا والإمبراطور مع بعضهما بسلام ونعيش نحن هذه الحقبة الآن البابا بندكت السادس عشر والإمبراطور الحالي بوش الثاني بينهما الكثير من الانسجام.حيث كانت تصريحات البابا الأخيرة متماشية بصورة رائعة مع الحملة الصليبية بقيادة بوش الثاني ضد الفاشية الإسلامية في اطار صراع الحضارات.
في محاضرة البابا رقم 265 في الجامعة الالمانية كان يشرح ما اسماه الفرق الكبير بين المسيحية و الاسلام. حيث قال ان المسيحية مبنية على العقلانية والسببية بينما الإسلام يتجاهل ذلك كما أن المسيحية ترى الحكمة في أعمال الله فان المسلم ينكر اي منطق في أفعال الرب.
بالنسبة إلي و أنا يهودي ملحد لا يوجد لدي النية في أن ابحث هذه الجدلية. وان كان كلام البابا يتخطى فدرتي على فهم منطقه.إلا أنني لا أستطيع أن أتجاوز رسالته فهي تعنيني كإسرائيلي يعيش على الجانب الخاطئ في ما يسمى بحرب الحضارات.
في تأكيد منطقه في غياب العقلانية في الإسلام ادعى أن محمدا أمر أتباعه إلى نشر الإسلام بالسيف. كيف يولد الإيمان من الجسد؟ الإيمان لا ينبع إلا من الروح. كيف ينشر السيف الإيمان كيف يؤثر السيف في الروح؟.
ولكي يؤكد على كلامه اقتبس كلام الإمبراطور مانويل الثاني الذي قال أن كل ما جاء به محمد هو شر و شيطاني ولا إنساني وانه دعا إلى نشر الإيمان بالسيف.
هذه الكلمات تؤدي إلى ثلاثة أسئلة:
لماذا قال هذا الإمبراطور هذا الكلام ؟ وهل هذه كلمات حقيقية؟ ولماذا البابا الحالي اقتبس هذه الكلمات؟.
عندما صاغ هذا الإمبراطور هذه العبارة كان على راس امبراطورية تحتضر تحت الخطر التركي الذي استطاع الوصول إلى الدانوب و اخذ بلغاريا وشمال اليونان وفي عام 1453 أي بعد وفاة مانويل بسنوات قليلة سقطت القسطنطينية (استانبول حاليا) عاصمة امبراطورية دامت ألف عام.
كان الإمبراطور يحاول بكلماته حث ملوك أوروبا واستثارة حميتهم الدينية بان يقوموا بشن حرب صليبية جديدة ضد الأتراك واعدا إياهم بتوحيد الكنيسة. الهدف كان سياسيا (الدين في خدمة السياسة).
من هذا المنطلق هذه الكلمات تستخدم حاليا لتوحيد العالم المسيحي ضد المسلمين (محور الشر). الأتراك مازالوا يدقون أبواب أوروبا هذه المرة سلميا (تسعى تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوربي) من المعلوم أن البابا يعارض انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.
هل كلمات مانويل حقيقية؟
حتى البابا نفسه في اقتباسه لهذه الكلمات قالها بحذر فهو لا يستطيع أن ينكر ما هو مقرر ومشهور ومكتوب في القرآن نفسه من رفض الإكراه في العقيدة وقد اقتبس البابا بنفسه الآية التي في السورة الثانية من القرآن التي تقول لا إكراه في الدين
كيف يستطيع المرء أن يتعامل مع هاتين العبارتين المتعارضتين البابا أوجد حلا عجيبا إذ قال أن هذا كان عندما كان محمد ضعيفا بلا قوة أما عندما أصبح قويا استعمل السيف لنشر الإيمان
في الحقيقة أن محمدا استعمل السيف في حروبه مع أعدائه من يهود ومشركين و مسيحيين و غيرهم عند تكوين دولته إلا أن هذا كان عملا سياسيا و ليس دينيا.
المسيح يقول:تعرفوا على الناس من ثمراتهم.
نستطيع أن نعلم كيف تعامل الإسلام مع مختلف الأديان من خلال اختبار بسيط :كيف تعامل الحكام المسلمون مع أهل الأديان المختلفة لأكثر من ألف عام عندما كان لديهم المقدرة و القوة على نشر الإيمان بالسيف؟
في الحقيقة أنهم لم يستعملوه.
لقد حكم المسلمون اليونان فهل أصبح اليونانيون مسلمين هل حاول احدهم
أسلمتهم ؟على العكس لقد تبوأ المسيحيون اليونانيون مراكز عليا في تركيا العثمانية. الصرب والبلغار وغيرهم من الدول الاوربية التي كانت تحت الحكم العثماني ظلت مسيحية نعم الالبان و البوسنيون أصبحوا مسلمين ولكن هذا كان خيارهم و ليس بالاكراه.
في عام 1099 الصليبيون اجتاحوا القدس و ذبحوا المسلمين و اليهود المقيمين فيها دون تمييز باسم المسيح الطيب الرقيق. في هذا الوقت اي بعد 400 عام من حكم القدس من قبل المسلمين كان المسيحيون في القدس اكثرية طوال هذه الفترة الطويلة لم يقهرهم احد على التحول للاسلام. فقط بعد انتهاء هذه الحروب الصليبية تحول المسيحيون الفلسطينيون الى الاسلام طوعا وتكلموا العربية وهم اجداد الفلسطينيين المسلمين الحاليين.
كما انه لا يوجد اي دليل على اي محاولة مورست ضد يهودي لتحويله للاسلام. وكما هو معروف جدا لقد تمتع اليهود بالعيش تحت حكم المسلمين في الاندلس كما لم يتمتعوا في اي مكان حتى وقتنا الحالي. في اسبانيا المسلمة كان اليهود سفراء ووزراء وشعراءو علماء. في اسبانيا المسلمة عمل العلماء اليهود والمسيحيون والمسلمون معا على ترجمة الفلسفة الاغريقية و اليونانية والمخطوطات العلمية. لقد كان بحق عصرا ذهبيا.كيف كان هذا ليكون لو كان محمد امر بنشر الاسلام بالسيف.
ولنتعرف على ما حدث بعد ذلك عندما استولى الكاثوليك على اسبانيا لقد عملوا إرهابا دينيا كان اليهود والمسلمون أمامهم خيار بشع إما أن يصبحوا مسيحيين أو يذبحوا أو يهجروا. مئات الألوف من اليهود الذين رفضوا التخلي عن عقيدتهم تلقتهم الدول الإسلامية بأذرع مفتوحة من المغرب غربا إلى العراق شرقا و من بلغاريا شمالا (كانت جزءا من الإمبراطورية العثمانية) إلى السودان جنوبا
لم يحدث لهم ما فعلته بهم الدول الأوربية المسيحية بدءا من التطهير العرقي والطرد الجماعي و انتهاء بالهولوكست(المحرقة).
لماذا لان الإسلام يحرم اضطهاد أهل الكتاب و يجعل لهم مكانة خاصة فقد كانوا يدفعون ضريبة مالية مقابل إعفائهم من الخدمة العسكرية و كان هذا أمرا مرحبا به جدا من قبل اليهود.
ان اي يهودي امين لا يستطيع الا ان يشعر بالعرفان و التقدير للاسلام و اهله الذين حموا خمسين جيلا من اليهود في الوقت الذي كان فيه العالم المسيحي يضطهد اليهود ويحاول تغيير عقيدتهم بالسيف .
هذه المقولة الشريرة عن انتشار الاسلام بالسيف لا تروج الا اثناء الحروب الكبرى ضد المسلمين في اوروبا وان البابا الحالي رغم انه عالم ديني يبدو انه لم يبذل اي جهد لدراسة تاريخ الاديان الاخرى.
لماذا في خطاب عام كانت كلمات البابا؟ ولماذا الآن؟.
لا يمكن ان تخرج هذه الكلمات عن سياق الحرب الصليبية الجديدة بقيادة بوش ومن يساندونه من المبشرين الانجليين. في اعلان الحرب على الفاشية الإسلامية (بزعمهم) والحرب الكونية على الارهاب عندما اصبح الارهاب مرادفا للاسلام.بالنسبة لبوش كان هذا كافيا ليخفي الحقيقة العارية بانه يريد السيطرة على منابع النفط. ليست اول مرة في التاريخ التي يستخدم فيها الغطاء الديني لاخفاء النهم الاقتصادي.ليست اول مرة حملة القراصنة تصبح حملة صليبية.
لمراسلة الصحفي يوري افنري : avnery@actcom.co.il
المصدر: مقالة لكاتب يهودي يرد فيها على كذب انتشار الإسلام بالسيف ويرد على خطاب البابا بندكت السادس
مقالة ذات صلة:
القتال في الإسلام ضوابط وأحكام؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟==================================================================؟(((((((نقض أدلة ألوهية الروح القدس)))))))))))
1- لم يذكر المسيح في أي موضع من الأناجيل أن الروح القدس إله, كما لم يذكر الثالوث.
2- لم يذكر أي من كتبة الأناجيل على لسانه أو على لسان الحواريين أن الروح القدس إله.
3- الاستدلال الوحيد على ألوهية الروح القدس جاء من نص وحيد في إنجيل يوحنا, (بعد المسيح بحوالي 60 عامًا) , يقول فيه «الله روح», ولم يقل «إن الروح هو الله», والفرق كبير بين التعبيرين, فإن (الله روح) وصف لله تعالى مثل (الله نور), أما القول إن الروح هو الله فهو إقرار بألوهية الروح وهذا ما لم يذكر
4- ورد بالعهد الجديد نصوص مثل «الله محبة» و «الله نور», وبتطبيق نفس طريقة الاستدلال وجب أن يكون النور أقنومًا رابعًا فيكون (النور هو الله) , كذلك تكون المحبة أقنومًا خامسًا وتكون (العاطفة هي الله).
(يوحنا 4: 24 الله روح.والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا).
(يوحنا 4: 8 ومن لا يحب لم يعرف الله لأن الله محبة).
(يوحنا 1: 5 وهذا هو الخبر الذي سمعناه منه ونخبركم به أن الله نور وليس فيه ظلمة البتة).
5- بولس الذي نادى بألوهية المسيح لم يخطر على فكره الثالوث أو ألوهية الروح القدس فقد قال في رسائله (عبد الله والرب يسوع) ولم يذكر أنه «عبد الروح» أو يعلم أي شيء عن «الروح» أو «الثالوث»!.
أ- (1 كورنثوس 1: 1 بُولُسُ الْمَدْعُوُّ رَسُولًا لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ بِمَشِيئَةِ اللهِ... 3نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ أَبِينَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ).
ب-(2 كورنثوس 1: 1 بُولُسُ، رَسُولُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ بِمَشِيئَةِ اللهِ،....2 نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ أَبِينَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 3 مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ).
ج-(كولسوي 1: 2. ..... نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ أبِينَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ).
فهل من الطبيعي أن بولس لم يذكر أي شيء عن الروح القدس أو الثالوث ثم يقرر المجتمعون في القرن الرابع أن الروح القدس إله وله مجدٌ متساوٍ مع الآب والابن؟!.
هل من الممكن أن يغفل المسيح ويغفل كتبة الأناجيل ويغفل بولس في رسائله عن الروح القدس, ثم يقال في القرن الرابع إن الروح القدس له مجد متساوٍ مع الآب والابن، وإله كامل وأقنوم من الثالوث؟.
6- ذكر العهد الجديد أن المسيح سيجلس عن يمين الله, فأين الروح القدس ولماذا تم تجاهله!؟
(أعمال 7: 56 فقال: ها أنا أنظر السموات مفتوحة وابن الإنسان قائمًا عن يمين الله).
7-ذكر يوحنا في رؤياه الخروف بجوار الله عند العرش كرمز للسيد المسيح, ولم يذكر أي شيء عن الروح: (رؤيا 21: 22 ولم أر فيها هيكلًا لأن الرب الله القادر على كل شيء هو والخروف هيكلها.23 والمدينة لا تحتاج إلى الشمس ولا إلى القمر ليضيئا فيها لأن مجد الله قد أنارها والخروف سراجها)...أين الروح!؟.
وأيضًا (رؤيا 22: 1 وأراني نهرًا صافيًا من ماء حياة لامعا كبلّور خارجًا من عرش الله والخروف)!!.
(رؤيا 22: 3 ولا تكون لعنة ما في ما بعد.وعرش الله والخروف يكون فيها وعبيده يخدمونه).
8- جاءت تعبيرات مثل (ملكوت الله والمسيح) فأين ملكوت «الروح القدس» إن كان له مجد متساو؟
(أفسس 5: 5 فَإِنَّكُمْ تَعْلَمُونَ هَذَا أَنَّ كُلَّ زَانٍ أَوْ نَجِسٍ أَوْ طَمَّاعٍ، الَّذِي هُوَ عَابِدٌ لِلأَوْثَانِ لَيْسَ لَهُ مِيرَاثٌ فِي مَلَكُوتِ الْمَسِيحِ وَاَللهِ).
9- جاء في العهد الجديد: أحب الله «الابن» وأنه أعطاه كل شيء فأين الروح؟.
(يوحنا 3: 35 الآب يحب الابن وقد دفع كل شيء في يده).
10- يبيّن لنا العهد الجديد أنه لا رسول إلا وهو أقل منزلة من مرسله, فقد قال المسيح: (يوحنا 13: 16 اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ).
وقد بين العهد الجديد أيضًا أن الآب سيرسل الروح القدس! , فهل لهما مجد متساوٍ كما تذكر قوانين الإيمان أم أن الآب (راسل الرسل وصاحب العرش), أعظم من الجميع الذين أرسلهم!؟.
(يوحنا 14: 26 وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب..).
12- كيف يكون للروح القدس مجدٌ متساوٍ والله يعطيه ويمنحه لمن يطلبه منه.
(لوقا 11: 13. .الآب الذي من السماء يعطي الروح القدس للذين يسألونه).
الروح والروح القدس في الكتاب المقدس والقرآن الكريم:
ذكرت الروح في العهد القديم والجديد بمفردها أو مضافة إلى الله تعالى (روح الله) أو مضافة للقدس (روح القدس), وكلها بمعان واضحة ومقبولة بعيدًا عن ادعاء الألوهية, فقد جاءت الروح حسب العهد القديم والجديد بمعنى:
الروح جاءت بمعنى نَسمة الحياة:
أ-(الجامعة 12: 7 فَيَرْجِعُ التُّرَابُ إِلَى الأَرْضِ كَمَا كَانَ وَتَرْجِعُ الرُّوحُ إِلَى الله الَّذِي أَعْطَاهَا).
ب- (مرقس 15: 39 ولما رأى قائد المئة الواقف مقابله أنه صرخ هكذا وأسلم الروح).
ج- (كورنثوس 6: 19أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ الَّذِي لَكُمْ مِنَ الله).
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِويماثلها في المعنى ما جاء بالقرآن الكريم: الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إلَّا [الإسراء: 85].قَلِيلًا
فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي [الحجر: 29].فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ
2- الروح جاءت بمعنى جبريل 5:
أ- (زكريا 7: 12 بل جعلوا قلبهم ماسًا لئلا يسمعوا الشريعة والكلام الذي أرسله رب الجنود بروحه عن يد الأنبياء الأولين).
ب- (أعمال 10: 38 يسوع الذي من الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة الذي جال يصنع خيرا ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس لأن الله كان معه).
«هل العبارة السابقة تعني أن يسوع هو الله والروح هو الله!؟».
ج-(متى 1: 18 لما كانت مريم أمه مخطوبة ليوسف قبل أن يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس)
د-(لوقا 2: 26 وكان قد أوحي إليه بالروح القدس أنه لا يرى الموت قبل أن يرى مسيح الرب)
هـ- (1 صموئيل 10: 6 فيحل عليك روح الرب فتتنبأ معهم وتتحول إلى رجل آخر).
ويماثلها في المعنى ما جاء بالقرآن الكريم والأحاديث الشريفة:
أ- [الشعراء: 193].نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ
قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُب- الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى [النحل: 102].وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ
وروح القدس (جبريل 5), هو الذي أيد وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَالله تعالى به عيسى 5 كما جاء في الآية الكريمة: [البقرة: 87].مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ
ج- دعا النبي 0 لحسان بن ثابت فقال: (اللهم أيده بروح القدس)( ).
3- الروح جاءت بمعنى الوحي والإلهام والحكمة:
أ- (لوقا 1: 67. وامتلأ زكريا أبوه من الروح القدس وتنبأ قائلًا)
ب- (لوقا 4: 1. أما يسوع فرجع من الأردن ممتلئًا من الروح القدس وكان يقتاد بالروح في البرية).
ج- (لوقا 1: 41. .....وامتلأت اليصابات من الروح القدس)
د- (اعمال 21: 4...وكانوا يقولون لبولس بالروح أن لا يصعد إلى أورشليم). (هل بولس كان ينقصه الروح!؟)
د-(متى 12: 36 لأن داود نفسه قال بالروح القدس).
ويماثلها في المعنى ما جاء بالقرآن الكريم:
يُنَزِّلُ الْأ- مَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن [النحل: 2].يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ
4- الروح جاءت بمعنى التأييد والثبات والقوة:
أ- (قضاة 3: 10 فكان عليه روح الرب وقضى لإسرائيل).
ب- (قضاة 14: 6 فحلّ عليه روح الرب فشقه كشق الجدي).
ج- (لوقا 11: 13.الآب الذي من السماء يعطي الروح القدس للذين يسألونه).
ويماثلها في المعنى ما جاء بالقرآن الكريم:
أُوْلَئِكَ كَتَبَأ-قال تعالى عن المؤمنين [المجادلة:فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ 22]
5 – الروح جاءت بمعنى الملائكة:
(رؤيا 5: 6. ورأيت فإذا في وسط العرش والحيوانات الأربعة وفي وسط الشيوخ خروف قائم كأنه مذبوح له سبعة قرون وسبعة أعين هي سبعة أرواح الله المرسلة إلى كل الأرض).
(فهل هناك سبعة أرواح قدس؟ وهل يكون كل منها روح الله!, التي فُسرت بمعنى حياة الله!؟).
6 – الروح جاءت بمعنى شيطان:
(مرقس 1: 23. وكان في مجمعهم رجل به روح نجس).
الخلاصة:
الروح سواء أكانت مضافة إلى الله، أم إلى القدس، أم بدون إضافة، فإن المعنى أنها صادرة عن الله تعالى, وكل ما سوى الله فهو مخلوق من مخلوقاته. ونسبة الروح لله بالقول (روح الله) هي نسبة تعظيم، لا تأليه كالقول: جبال الله وأرض الرب.
(مزمور 36: 6 عدلك مثل جبال الله), (هوشع 9: 3 لا يسكنون في أرض الرب).
هَـذِهِ نَاقَةُ اللهويماثلها في الإضافة ما جاء في قول الله تعالى: [الأعراف:73].لَكُمْ آيَة
[لحج:وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وقوله: 26].
من الفصل السابع من كتاب البيان الصحيح لدين المسيح .
والحمد لله رب العالمين ...
...........................................
د/ ياسر جب
إرسال تعليق