واشنطن
قس يموت أثناء ممارسة الجنس مع حصان,
القس جيرالد بوينيتير 48 سنة ذهب إلى اسطبل فى مدينة سياتل الأمريكية وترك الحصان يركب عليه ,رجل الله حدث له إنفجار فى الأمعاء الغليظة ,الذى أدت إلى وفاته.القس كلف سائق الشاحنة جيمس تيات 54 عاما بتصويره
اما .السائق فهو مهدد بغرامة قدرها خمس ألاف دولار.
ممارسة الجنس مع الحيوانات فى ولاية واشنطن غير محظورة
هناك ٢٠ تعليقًا:
رجال الرب يسوع وأبناؤه شواذ جنسيا حتي القديسون منهم يحبون بعضهم اكثر من حب النساء؟؟يسوع يحبك وافعل ما شئت من الموبقات؟؟علي رأي بولس الذي الغي الشريعة والحلال والحرام للنصاري الاغبياء الذين صدقوه؟؟؟(((الحمد لله مولانا حمداً لا يجوز لأحد سواه والصلاة والسلام على آله وصحبه ومن ولاه أما بعد :
يقتصر جهدي في هذا العمل على الترجمة و محاولة التنقيح و تورية الكلام الصريح و حذف ما لا يمكن توريته ليتماشى مع مستوى الأخلاق الإسلامي الشرقي لذا فإن المقال يحتوي على صور ورسومات خادشة للحياء ( وقد حذفناه فمن أراد أن يطالعها فليراجع الموقع وأنا بريئ من ذنبه فقد حذرت ) وكلمات لا يجوز أن يتفوه بها إنسان لذا سامحوني إن بدا بعض الكلمات في المقال جرحت أو خدشت حيائكم فلقد أشرت إلى النقاط التي تغاضيت عن إيرادها في مواضعهاوكل لبيب بالإشارة يفهم.
كاتب المقال هو قسيس ايطالي سابق خرج على الكنيسة و رفع دعوى قضائية في إيطاليا بتهمة التدليس
المصدر:
http://www.luigicascioli.it/sesso_eng.php
فقرة: Sex and Christianity
----------------------------------------------------------
لو أن آدم و حواء لم يرتكبا خطيئة العصيان من خلال الأكل من الفاكهة المحرمة، وفقاً للمسيحية فإن البشر كانوا ليتناسلوا من خلال "متعة مقدسة" حيث أن تدخّل الأعضاء المنتجة يتم فقط من خلال الروح. لهذا تم منحهم التصريح (أي للناس) لاستخدام أعضائهم بعيداً عن خطيئة الشهوة القاتلة التي تعتبر أساسية في المتعة الجنسية. و الدليل على ذلك أن الاستسلام لإغواءات الجسد يستوجب الإدانة أو التوبيخ من قبل الرب. المؤمنون بالأخلاق المسيحية يخبروننا أن آدم و حواء ستروا عوراتهم بأوراق التين بعد اقترافهم للخطيئة نتيجة لخجلهم.
و نتيجة للجماع الأول بين آدم و حواء بعد إغوائهم من قبل الأفعى، كان هنالك تباين بين "الخير" الذي أجبر البشر للتناسل بعيداً عن أي بحث عن المتعة، و بين "الشر" الذي نبه البشر للاستمتاع بالمتعة الجنسية أكثر من أي وقت مضى. و تظهر حقيقة أن الكنيسة كانت دائماً ضد أي علاقة جنسية منذ تأسيسها من خلال سماحها لأتباعها بالزواج فقط بعد النبوؤة المؤسوف عليها عن "نهاية العالم" الوشيكة، و ذلك قد دفع الكنيسة لملاحظة أن منع كافة أشكال التزاوج سيؤدي بالنتيجة لانقراض الجنس البشري.
لهذا و من خلال دورها كحارس للأخلاق، قامت الكنيسة - المجبرة على إدراك ضرورة التوالد – بإباحة الزواج بشرط التزام الزوجين بشرائعها الأخلاقية بشكل تام. فيما بعد تم وضع القوانين الكنسية لتفريق الخطأ من الصواب و تأكدت الكنيسة من احترام هذه القوانين من خلال الفرض على اتباعها بالاعتراف بخطياهم حيث تتحدد العقوبة باسم الرب من قبل الآباء المُعترف لهم بناءً على مدى صرامة الخطيئة التي قد تكون طفيفة أو مُهلكة (قاتلة). [كان الأعتراف سلاحاً شرعياً للمسيحية لبناء مستعمرتها، لأنه من خلال أجبار الملوك و الإمبراطوريين المسيحيين على الاعتراف يتحقق لهم السيطرة على قرارات الدولة].
لهذا يمكن للمرء أن يفهم تماماً ظلامية و بلادة الأخلاق المسيحية، و سندرج هنا مقتطفات من النظام الأخلاقي فيما يتعلق بالعلاقات الجنسية:
1- لا يكون هنالك خطيئة لو أنه كان اتصال جنسي بين الزوجين دونما وجود للمتعة. (casuistry) يتبع هذه الوصية أنه كي تتجنب المرأة خطيئة الشهوة الجنسية إثناء الإتصال الجنسي – و التي يتوجب عليها الاعتراف بها (من المرجح وجود بعض النساء إلى اليوم يمارسن ذلك) – فإن عليها أن تردد: ((إني لا أقوم بهذا لمتعتي الشخصية و لكن لأمنح الله إبناً)) – تعالى الله عما يقولون- .
2- لو حدث خلال الاتصال الجنسي أن رغب أحد الزوجين الآخر بشدة، فإنه بذلك يرتكب بذلك خطيئة مهلكة (قاتلة). S. Geronimo – theologian))
3- (حذفتها لخروجها عن مستوى الأخلاق والأدب)
4- على الزوج و الزوجة ألا يقيمان إتصالاً جنسياً أكثر من أربع مرات في الشهر الواحد (Sanchez – theologian)
5- لا يعبر خطيئة لو أن الزوجين أقاما إتصالاً جنسياً أثناء النهار و تم تكرار ذلك في اليلة التالية (Sant’Alfonso de Ligueri – theologian)
6- يعتبر خطيئة لو أن أحد الزوجين انسحب قبل القذف [كان هذا بسبب الاعتقاد أن المرأة تنتج المني أيضاً] (Sanchez – Theologian)
7- نظراً لضعف الرجل أمام المرأة فإنه يعتبر خطيئة لو قبلت المرأة الاتصال الجنسي مرتين متتاليتين. (Zacchia – theologian)
8- (حذفتها لخروجها عن مستوى الأخلاق والأدب)
9- (حذفتها لخروجها عن مستوى الأخلاق والأدب)
10- الإشباع الذاتي النسائي يعتبر خطيئة طفيفة لو تمت خارجياً فقط، و تعتبر خطيئة مُهلكة (قاتلة) لو تطرق الأمر إلى الأحشاء. (Debrayne – theologian)
11- بما أن الاستلقاء على الظهر ليس أمراً طبيعياً، فيجب على المرأة أن تقيم الاتصال الجنسي بأن تدير ظهرها للرجل و إلا فإنها ترتكب بذلك خطيئة (casuistry)
12- عندما تدعي إمرأة أنها قد اغتصبت من قبل الشيطان، يجب عمل فحص دقيق لفرجها و دبرها لتقييم الأثر. لأخذ فكرة عن كيفية أداء هذه الفحوص من قبل الفاحصين على راهبات الأديرة اللواتي يزعمن اغتصابهن من قبل الشيطان، يمكننا أن نقرأ بعض التقارير التي أعدها شهود:
((إن صوت الفاحصين لهو دليل على المراسم الفاحشة المروعة)) Margaret Murray
((لقد كان فضول الحكام لا ينتهي، حيث أرادوا أن يعرفوا كل شيء عن الاتصال الجنسي الذي تعرضن له الراهبات من قبل الشيطان بأدق التفاصيل)) Henry Lea
و هذا الأخير لايزال يحدث في كرسي الاعتراف.
و كتب Jacques Fines – صحفي من جريدة تايمز – أنه شاهد الفاحصين أنفسهم يغتصبن الراهبات أثناء إشرافهم هذا. (عملياً فقد استخدم الفاحصون أعضاءهم للفحص).
13- حتى لا يكون الجماع خطيئة، يجب عدم استخدام العزل(Zacchia – theologian)
14- للتخلص من الفتور الناتج عن قلة الانتصاب، اعتقد Sanchez أنه من الضروري حضور ثلاثة قداس، لاهوتيون آخرون اعتقدوا انه من المفضل اللجوء إلى تعويذة أو ممارسة طقوس العشاء الرباني.
15- الإتيان في الدبر لا يعتبر خطيئة مُهلكة (قاتلة) إن لم يحدث العزل في النهاية. (Sanchez – theologian)
16- (حذفتها لخروجها عن مستوى الأخلاق والأدب)
17- خلافاً للقذارة القسرية الذي لا يتولد عنها خطيئة، فإن الإشباع الجنسي الذاتي يجب اعتباره خطيئة خطيرة لأنه يمكن اعتباره زنا، أو زنا محارم، أو اغتصاب – و يتوقف ذلك على الشخص الذي يتم تخيله في ذلك الموقف. و يصبح الأمر تدنيساً رهيباً للمقدسات إن كانت مريم العذراء هي محط الشهوة. Sanchez – theologian
و حقيقة اعتراف القساوسة امكانية قيام أحدهم بمثل هذا العمل أمام صورة مريم العذراء لهو كاف لنا لفهم المستوى الذي يمكن أن تصله الأخلاق المسيحية من الانحراف!
الحفاظ على هذه الوصايا، المفروضة خلال كراسي الاعتراف، عرضت المسيحيين للاختناق، و تجنباً للتمرد أجبرت الكنيسة على السماح بقيام احتفال أو عيد مرة في السنة لإطلاق سراح كبتهم. ((كل الرجال بحاجة للاستمتاع مرة واحد في السنة على الأقل لإطلاق سراح غرائزهم الطبيعية التي يمكن كبتها حتى مستوى محدد. إنهم يشبهون براميل الخمر التي يمكن أن تنفجر إن لم يقم أحدهم بنزع الغطاء من فترة إلى أخرى لإزالة الضغط. يمكن للرجال أن ينفجروا أيضاً إن كان الشيء الوحيد الذي يغلي في داخلهم هو إخلاصهم للرب)) من رسالة كتبها الآب Tillot لكلية في اللاهوت سنة 1444 و هي كلية اللاهوت في باريس.
هذه الاحتفالات الجنسية التي قبلتها الكنيسة للسماح لأتباعها تفريغ الضعط المكبوح من خلال قمعهم الجنسي الذي استمر حتى عام 1700 غالباً ما كانت ذات طبيعة مدنّسة أو مجدّفة و خاصة إذا أقيمت داخل الكنائس. بعيداً عن المناطق العامة، شارك بالاحتفالات أيضاً قساوسة ذوي ضعف كهنوتي. غالباً ما يصل القساوسة بعد ابتداء الاحتفال فيغنون و يرقصون على أعداد فاحشة (من الكتاب المقدس) يرتدون في أغلبهم ملابس نسائية. يتم التهكم بالمراسم الدينية من خلال تقديم النقانق بدلاً من خبز القربان المقدس، و حرق أحذية قديمة بدلاً من البخور. كانوا يشربون المسكرات دونما حدود و يختلطون مع الحشود يتجشّؤون و يتقيؤون ، و يظهرون استياءهم من الكبت الكنسي من خلال سخريتهم من التهيج الجنسي و تمثيل مشاهد عن الجماع أو الاستمنان، و كان هنالك قساوسة يمتطون قساوسة آخرين متنكرين في لباس الراهبات. في مثل هذه المناسبات كل شيء كان مسموح به، و كان هؤلاء القساوسة يمتعون أنفسهم بشكل دنس في رقصات كنسية هادئة و التي كانوا يجدونها أكثر إمتاعاً لو صوحبت بمعزوفات جنائزية. لقد كانت هذه الاحتفالات صخباً حقيقياً، و بصريح العبارة فقد تجلت ردة فعل الناس تجاه كبت الأخلاق المسيحية من خلال تعظيم الشيطان.
((هذه الاحتفالات التي سمحت بها الكنيسة لم تكن ترخيصاً ناتجاً عن تسامح مجرد، بل كانت مطلباً يشجع لها لمنح تحرير مدروس للخميرة البشرية)) من
JOURNAL POUR TOUS بتاريخ 7-2-1863
إلا أن الكبح الجنسي الذي يتم تخفيفه بهذه الطريقة في العالم الديني الخارجي من خلال تنظيم عربدة مختارة كان سبباً لحدوث مشاكل في الأديرة حيث لم يسمح فيها التفريغ الجسدي، لذا فقد حاول القساوسة و الراهبات إشباع رغباتهم الجنسية من خلال تخيل أنفسهم يمارسون الجنس مع شركاء روحيين: الراهبات مع يسوع المسيح و القساوسة مع مريم العذراء.
هؤلاء التائبون كانوا يدعون "روحانيين" وفقاً للتسمية الدينية، ملزمين أنفسهم باعتقاد صارم ناتج عن السرقة الأدبية (انتحال الشخصيات)، و محافظين على أخلاق تؤسس كمال روحي مبني على رفض كل متعة للجسد في أكثر الأساليب صرامة حيث لا يقدر إلا المتعصبين المضللين على كبح هذه القوانين الطبيعية و التي تفرض التوالد من خلال إبعاد الغرائز الجنسية.
هذه الدراما التي عاشوها الناتجة عن التقشف الجنسي المتواصل المصحوب بالتعذيب المستمر الموجه لأجسادهم كعقاب لكون هذه الاجساد مصدر الشهوة (هذا التعذيب جعل منهم ماسوشيين – يتلذذون بالتعذيب)، خلقت في أنفسهم حالة من الاضطراب العقلي و كانت الكنيسة تعتقد أنها "نشوة" بينما المحللون النفسيون يسمون هذه الحالة "هلوسة تأتي من الاضطراب النفسي الناتج عن الكبت الجنسي".
يقول الدكتور Caufeinon ((عدم إشباع الرغبة الجنسية هو أحد الأسباب الرئيسية للهيستيريا)) و في موضوع حياة الأديرة يضيف فيقول: ((إن كانت حياة الأديرة تستحسن هذا الاضطراب العقلي فإنه لم ينتج عن التقشف الجنسي فحسب بل و عن الصلاة الدائمة التي تقدمها الراهبات، و عن الحياة التأملية و الإثارات العصبية الناتجة عن الخوف الدائم من العقاب الأليم الذي تستوجبه العدالة الإلهية لخطاياهم))
يشرح مطولاً كلاً من العالمين النفسيين Dupré و Logre بأن "النشوة" كانت مجرد نموذج عن الاضطراب الروحي الناتج عن الاضطراب في المخيلة، و يبين لنا الدكتور Murisier كيف أن ((حب القساوسة و الراهبات و تعلقهم بالرب، و يسوع المسيح و مريم العذراء ناتج و بشدة عن طبيعة جنسية)) و ذلك في كتابه:
أمراض العاطفة الدينية - The diseases of religious sentiments
James Leuba المتخصص في علم النفس الديني يتهم الكنيسة بوضوح في كونها السبب وراء الجنون حيث يصرح: ((إن ذروة الهيجان الجنسي الذي يصل إليه القديسون عندما يتزاوجون روحياً – كونه زواج خيالي فقط – تتركهم في حالة من عدم الإشباع الجنسي الدائم المسبب لاضطراب عصبي يدعى "النشوة"))
مع عدم القدرة على تجنب العواقب الوخيمة التي تطرأ مباشرة على الجماهير من خلال التصريح بالعربدة الدورية، فقد تجنبت الكنيسة كل اتهام يمكن تجنبه عن أخلاقياتها الباطلة من خلال تحويل الجنون إلى قداسة.
لقد كان احمرار البشرة المنتشر بين العذراوات و الأرامل و كل هؤلاء اللواتي عشن حياة منعزلة أول أعراض عدم الإشباع الجنسي. هذه الدراما ذات الطبيعة الجسدية المريضة تظهر في الالتهاب الجلدي الذي يمكن توجيهه إلى أعضاء الجسد حيث تتركز فيها الرغبة الملطوبة، مثل حالة الزاهدين الذين يرمون إلى تقليد المسيح، ويتوقون إلى إحياء معاناة آلام المسيح مركزين تفكيرهم على آلام جروح الصلب. (أنظر الصورة )
هذه العلامات الحمراء هي مجرد تمدد للعروق ناتج عن تمركز الدم الذي يمكن أن يسبب نزيفاً ناتجاً عن تمزق الأنسجة ، هذا بعيداً عن الألم. أفضل مثال لهذه الظاهرة هو العلامات التي تظهر على يدي و قدمي الزاهدين الكبار كحالة Padre Pio الذي زعم أن علامات جروحه قد سبقها علامات حمراء مصحوبة بألم كبير.
من ناحية أخرى، يوجد الكثير من الأمثلة عن خروج الرغبة من خلال ظهورات جسدية، ليس فقط انتصاب العضو الذكري عند الرجال و الحيوانات الناتج عن الأفكار، و لكن أيضاً ظاهرة البشرة التي تجعل الحيوانات تحاكي الطبيعة في بشرتها. و الهيستيريا الناتجة عن الكبت الجنسي الموروث في الأديرة يؤكد عليها القول الشعبي:
((تحتاج إلى شيطان واحد لأشباع فساد أخلاق قرية ، ولكنك تحتاج إلى أكثر من ألف لتشبع فساد أخلاق دير))
كلما كانت القوانين أكثر صرامة على جماعة ما، كلما انتشر الانحراف بين أفرادها، و كذلك في مزيج من رائحة الورود و الكبريت يبدأ الناس بممارسة العربدة المختارة فتنسبها الكنيسة إلى أعمال الشيطان و تحاول بدهاء طرد الأرواح الشريرة عوضاً عن إرسالهم إلى علماء النفس.
بين الحالات اللانهائية المنتقلة إلينا عبر سجلات التاريخ، لننقل مثالاً لكي نبين الظلامية الموجودة في الإيمان المسيحي. تقرير موقع من أربعة أساقفة كانوا حاضرين أثناء إخراج الأرواح الشريرة:
في دير Auxonne : ((لقد تلفظت الراهبات بكلمات فظيعة مهرطقة أثناء الفوضى و تم تنفيذ الطقوس لتحريرهن من الشيطان. كان على جسدهن علامات خارقة للطبيعة من صنع الأرواح الشريرة. لقد اتخذت الراهبات أوضاع خارقة خلال عملية طرد الأرواح مثل التوازن على بطونهن على شكل قوس، او الانحناء إلى الاسفل كثيراً حتى تلامس رؤوسهن أصابع أقدامهن.. إلخ))
و أيضاً: ((في دير Nazaret في مدينة Cologne،:
استلقت الراهبات على الأرض و كأن هناك رجلاً فوقهن و قمن بحركات النكاح))
صورة مقتبسة من خارج المقال ولكني أوردتها كتوضيح (AYOOP2)
((في دير Louviere في بلجيكا:
أنجزت العربدة المختارة في حالات نشوة متناوبة، حيث نادت الراهبات المسيح جاثين على ركبهن و تعرضن للإنهيار العصبي فكشفن عن مؤخراتهن للشيطان يتوسلن إليه أن يستحوذ عليهن))
إلى هنا ، و بعد أن أخذنا فكرة عن الاضطراب النفسي الذي رفضت الكنيسة تحمل أي مسؤولية مستمدة من فرضها للتقشف الجنسي مصرحة بقولها: ((من أعمال الشيطان))، لنلقي نظرة على حقائق أخرى مخزية حيث تحولت نوبات الصرع إلى نشوة مقدسة:
القديسة Margherita Maria Alacoque :
أخذت على نفسها عهداً بالطهارة و هي في سن الرابعة، و دخلت الدير في سن الثامنة و تلقت أول اتصال نشوة بيسوع "خطيبها" في سن الخامسة عشر. نقرأ من سيرتها الذاتية:
1- ((عندما كنت أمام يسوع ذبت كالشمعة في اتصال عشقي معه)).
2- ((لقد كنت أعاني من طبيعة حساسة جداً حتى أن أقل الأوساخ عرضتني للمرض. فوبخني يسوع بقسوة على هذا الضعف و تفاعل في ذلك بقوة حتى أني في يوم من الأيام نظفت الأرض بلساني حيث كان أحد المرضى قد تقيأ عليها. لقد جعلني يسوع أشعر ببهجة كبيرة حتى أنني أرغب أن أفعل ذلك كل يوم لو أمكنني ذلك..)) – تلذذ جنسي بأذية النفس ناتج عن الاضطراب الهيستيري.
3- ((مرة عندما أظهرت ممانعة معينة في الاعتناء بمريضة بالزحار، وبخني يسوع بشدة ، لهذا ولكي أكفّر عن ذلك، ملأت فمي ببرازها و كنت على استعداد لابتلاعه لولا أن القوانين قد حرمت الأكل بين الوجبات)) - تلذذ جنسي بأذية النفس ناتج عن الاضطراب الهيستيري.
4- ((في أحد الأيام استلقى يسوع فوقي و عندما أبديت اعتراضي أجابني: "دعيني أستخدمك لمتعتي لأن هنالك وقت مناسب لكل شيء. و الآن أريدك أن تكوني محط حبي، استسلمي لإرادتي دونما مقاومة منك، حتى يتسنى لي الحصول على المتعة منك")) –اختبرت الجماع الجسدي من خلال الخيال.
حدوث التلذذ الجنسي عن طريق أذية النفس مصحوبة بالنشوة كثيراً ما كان يتكرر مع Maria Alacoque التي كانت تعيش بشهوتها من خلال الاتصالات الجنسية مع يسوع الذي تلقبه بالخطيب، لدرجة أنها كانت حالة حقيقة لهيستيريا العشق الجنسي.
قامت الكنيسة – التي استفادت من السذاجة و الجهل البشريين - بتشييد القلب المتعبد الرسولي بناء على تصريحات امرأة تعاني من رغبة جنسية شدية غير سوية و التي كانت ظهورات النشوة عندها ليست إلا نوبات تصلب نتجت عن الكبت الجنسي.
ظهرت مريم العذراء لـ Margherita Alcoque كما ظهرت لقديسين روحانيين آخرين:
5- ((كثيراً ما كانت العذراء المقدسة تظهر لي و تضمني و تعدني بحمايتها لي.))
هذا التدخل من مريم العذراء في علاقة الحب بين القديسات و يسوع كان يُبرر أنهم بحاجة إلى قبول أمّ الذي أحبوه سراً عبر نشوتهم. علاقة الحب هذه، ذات الطبيعة الجنسية و بالتالي الآثمة، أعطت عقدة الذنب التي أردن التخلص منها كي يتمكن من الحصول على المتعة من تزاوجهن، ليس فقط من خلال أخذ موافقة أم عشيقهن بل من خلال نشرها في سير حياتهن.
و حقيقة أن سيرهن الذاتية كانت وسيلتهن للتطهير يحررهن من الشعور بالذنب، تظهر من خلال استخدامهن لهذه السير كوسيلة للاعتراف المحرر من الذنب حيث أن وصفن ذروة هياجهن الجنسي في تفاصيل دقيقة تكفي لجعلها مبحثاً في الفسق. القديسة Mary of Incarnation بعد أن شجعت يسوع – زوجها – أن يمارس الجنس معها مستخدمة ألفاظاً بعيدة عن الروحانيات: ((إذاً يا حبيبي المهيم، متى سنتزاوج؟)) تقول لنا سيرتها الذاتية عن شعورها في هيذانها أثناء النشوة: ((أثناء نشوتي ظننت أن هناك أذرعاً بداخلي فمددت ذراعي لأعانق الرجل الذي رغبت فيه بشدة))
القديسة Guyon، زاهدة و تائبة، كتبت أنه في إحدى النشوات أخذها يسوع إلى غابة من الأرز حيث كان هناك غرفة بسريرين و أنها سألته لمن كان السرير الآخر فأجابها: ((واحد لك يا زوجتي، و الآخر لأمي)) و بالإشارة إلى المتعة الجنسية التي بحثت عنها أثناء نشوتها كتبت تقول: ((لم استحوذ على يسوع بالطريقة الروحية عن طريق الأفكار فحسب بل بطريقة محسوسة أكثر حتى أنني شعرت حقيقة بمشاركة الجسد)) فتأمل
عندما عادت إلى الواقع ، و بما أنها كانت تؤمن أن جسدها كان مسؤولاً عن خطاياها فقامت بتوجيه تعذيب وحشي لجسدها فقالت: ((و لكي أهلك جسدي لعقت أقرف البصقات.. وضعت الحجارة في أحذيتي.. قمت باقتلاع أسناني حتى ولو كانت بصحة جيدة..))
من سيرة حياة القديسة Angela من مدينة Foligno :
((خلال النشوة كنت و كأنني مهووسة بأداة كانت تخترقني و تقطع لحمي.. لقد كنت ممتلئة بالحب و مكتفية باكتمال لا يصدق.. تكسرت أطرافي و تحطمت عندما ضعفت و ذبت للحب.. و عندما تعافيت من نشوتي شعرت بخفة و رضى حتى كنت قادرة على حب الشيطان نفسه..)) – وصف رائع للسكون الذي يلي ثورة الهيجان الجنسي!-.
القديسة Angela من مدينة Foligno :
قد علمت أن المتعة التي شعرت بها أثناء النشوة كانت من طبيعة جنسية حتى صرحت أنها كانت ضحية لـ ((الفساد التي لا أجرؤ على ذكره))، (( لعلها تقصد ما يحدث من القساوسة كشبه قصة برسوم المحرقي الشهيرة )) فساد الشهوة الجنسية التي حاولت أن تحرر نفسها منه بوضع ((فحم أحمر محترق على فرجها لتتخلص من رغبتها)).
القديسة Rose of Lima :
حتى تتمكن من تجربة المتعة الجنسية بأسلوب أكثر حرية دونما شعور بعقدة الذنب، قامت بمعاقبة جسدها قبل النشوة بأسلوب يجعلها ترتعد خوفاً من الإثارة: ((على الرغم من أن أب الاعتراف أخبرها ألا تبالغ إلا أنها وجهت خمسين ألف جلدة من السوط إلى جسدها في أربعة أيام..))
القديسة Giovanna of the angels :
التي كانت رئيسة لدير راهبات Ursuline، نقلت الهيستيريا إلى كافة أفراد جماعتها بنشواتها المتكررة. من سجل تاريخ التايمز: ((في دير Ursuline في مدينة Loudun، الذي كانت فيه الأم Giovanna of the angels رئيسة له، كل الراهبات بدأن بالصراح و سيلان اللعاب و أخذن بالتعري كاشفين عريهن تماماً))
أحدهم يدعى Robbins، صحفي لجريدة التايمز كان حاضراً لإحدى هذه النوبات المختارة، في وصفه للحقائق أبرز إحداهن بالذات:
((الأخت Clare سقطت على الأرض مغشياً عليها و استمرت بممارسة العادة السرية و هي تصرخ: "fuck me، fuck me.. ( إفعل معي كذا , إفعل معي كذا )" إلى أن أخذت صليباً و استخدمته بطريقة تحرم علي حشمتي أن أذكرها)).
أحد آباء الاعتراف يدعى Surin تم تكليفه من قبل محكمة الأساقفة لممارسة التعويذات في الدير، و لكنه سرعان ما تورط في العربدة فكتب يقول: ((لقد تذوقت الرب بلساني عندما شربت النبيذ المصنوع من الفاكهة أو عندما أكلت المشمش)). – لا حاجة للشرح بعد أن بحث هذا الرجل عن الرب بلسانه!
الأب Surin تم استبداله بكاهن تعويذات آخر يدعى Ressés، الذي نجح بعد مقاومة كافة الإغواءات في تحرير الدير من الأرواح الشريرة. فجعلوا من إجهاض الأم رئيسة الدير دليلاً على نجاح التعويذة الذي أجهض طفلها على حد قوله بعد أن حررها من الشيطان بمياه مقدسة.
بعد تصريحها بأنها قد شفيت من قبل القديس Joseph الذي ظهر لها أثناء تنفيذ التعويذة، استفادت الكنيسة من هذا و نجحت في قلب عربدة دير Louden إلى ظاهرة تهذيب و أطلقت عليها اسم المعجزة.
الضمادات و الخرق التي استخدمتها Giovanna of the angels لمعالجة جراحها الناجمة عن الجلد، تحولت بعد ذلك إلى ضمادات مباركة، حيث استعملت لمعالجة المرضى الذين بدؤوا يترددون على الدير في رحلات منتظمة.
و باعتبارها قديسة شافية بدأت Giovanna of the angels رحلتها في فرنسا لمعالجة المرضى و أصبحت مشهورة لدرجة أن الكاردينال Richelieu دعاها لتأتي إليه لإزالة الألم الشديد الذي تسببت فيه البواسير. في سجل تاريخ التايمز كُتب تقرير أنه حتى Anna of Austria كانت من بين المشاهير الذين "أبرؤوا" من قبلها. كانت Anna تعاني من ولادة معقدة، و الظاهر أنها شعرت بارتياح شديد عندما لامست طرف قميص Giovanna. عندها نجحت الكنيسة مرة أخرى باستخدام فن الغموض بدهاء في قلب الهيستيريا الناتجة عن الكبت الجنسي إلى قداسة. (إقرأ كتاب" خرافة المسيح")
من الصور التي يهواها القساوسة أثناء تفريغ مرضهم الجنسي مع أم الرب والعياذ بالله (AYOOP2 )
القديسة Teresa of Avila :
بالذات إحدى أفضل ممثلي الشهوة الجنسية المكبوتة غير السوية في العالم التي تزاحمت في الفردوس المسيحي. يمكن أن تكون مثالاُ كلاسيكياً في كتب علم الجنس كتوضيح للتلف الدماغي الناتج عن الكبت الجنسي.
من سيرتها الذاتية: ((لقد أصبح مرضي خطير جداً لدرجة أصبحت فيها على وشك الإغماء بشكل مستمر، لقد شعرت بالنار تحترق بداخلي... لقد كان لساني ممزقاً من العض عليه)).
((بينما كان المسيح يكلمني كنت أتأمل جمال بشريته الرائع ... لقد شعرت بمتعة كبيرة لا يمكن أن أشعر بها في أوقات أخرى من الحياة))
((أثناء النشوة يتوقف الجسم عن الحركة، يصبح التنفس أبطأ و أضعف، و تتنهد فقط و تأتي المتعة على شكل أمواج..)) – وصف رائع لذروة الهيجان الجنسي!
((أثناء النشوة ظهر لي ملاك في هيئته الجسمية و قد كان جميلاً. رأيت سهماً طويلاً في يده، كان مصنوعاً من الذهب و رأسه محمى على النار. فقام الملاك بطعني بالسهم مروراً بأحشائي و عندما أخرجه تركني أحترق بحب الرب.. لقد كان الألم الذي تركه السهم ظريفاً جداً لدرجة أنني لم أتمكن إلا من التنهد قريباً من الإغماء، و لكن هذا التعذيب الذي لا يوصف أعطاني بهجة حلوة في نفس الوقت بهجة لا يحتملها الجسد حتى ولو اشترك فيها بالكامل..))
((لقد كنت قريبة من حالة الاضطراب العقلي التي جعلتني أعيش في إثارة دائمة لم أجرؤ على اعتراضها بطلب ماء مقدسة كيلا أقلق الراهبات الأخريات اللواتي أدركن السبب و الأصل)) – دليل على الشعور بالذنب.
((ربنا، وهو زوجي، أعطاني زيادة في المتعة منعتني من الكلام حتى أن كافة حواسي في أقصى هيجانها..)) - دليل على الشعور بالذنب.
صورة لرضاعة الجماهير من أم الرب المزعوم ويتضح مدى الشبق الجنسي عند فناني الكنيسة ( AYOOP2 )
هذه الفقرات مأخوذة من السير الذاتية لنساء على شرفات الجنون الناجم عن الكبت الجنسي و اللواتي حولتهن الكنيسة إلى أمثلة تهذيب، و لكنهن في الحقيقة الدليل الأكبر على زيف الأخلاق المسيحية.
إن البشر بحاجة للجنس كحاجتهم للطعام. التقشف الطويل الأمد يسبب تشويشاً عقلياً كما يفعل الجوع و الذي يدفع الإنسان للتصرف بشكل خطر على نفسه و على الآخرين. كثير من الرذيلة و الفساد تجدها في المجتمع ناتجة عن الحرمانية التي تقف في المسار العادي للطبيعة. عندما يتم مخالفة الطبيعة، فإنها ستقاوم عاجلاً أم آجلاً بشكل أكثر عنفاً من الكبت الذي يجري عليها.
في مجتمع يعتبر فيه الجنس حاجة بشرية و ليس مصدراً للرذيلة و الخطيئة، فإن كل الإنحراف سيتقلص إلى ما يقارب العدم كما يتقلص الاغتصاب و القتل اللذين غالباً ما ينتجان عن البغض تجاه النساء و اللواتي يتعبرن مسؤولات أمام الرجال عن الألم الجسدي و النفسي الناتج عن الكبت. في مجتمع يعتبر فيه الجنس غير محرم (و أشير هنا إلى الزواج الطبيعي- المترجم) يمكن أن يخلق جواً من الاسترخاء و التناغم، و لكن عالماً من الإحباط يقود فقط إلى البغض و الضغينة.
----------------------------------------
فسبحان الذي أحل لنا الحلال وحرم علينا الحرام والعقل أيها السادة يشهد على عظمة الإسلام وتشريعات الله سبحانه وتعالى التي راعت طبيعة الإنسان وإحتياجاته , فانظروا إلى ما وصل إليه أمرهم من فجر وفحش وزنا وأمراض نتيجة تشرعيات بشرية ما أنزل الله بها من سلطان يقول رب العزة في كتابه الكريم وهو خير قائل :
ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ [الحديد : 27]
فتأمل
والجميع يعلم علم اليقين أن الغرب قد أباح الزواج والطلاق بعكس ما يقوله كتابهم المدعوا خطأالكتاب المقدس فالكتاب المقدس يقول في إنجيل متى هكذا :
مت 5:32 واما انا فاقول لكم ان من طلّق امرأته الا لعلّة الزنى يجعلها تزني.ومن يتزوج مطلّقة فانه يزني
وليس الغرب وحده بل أنظر إلى قرار المحكمة المصرية التي عارضت هذه التشريعات الظالمة والخبر منشور في المصدر ( موقع قناة العربية الفضائية ) هكذا :
http://www.alarabiya.net/Articles/2006/03/15/21971.htm
وعلى هذا فإن معظم النصارى الآن هم (( أولاد زنى )) لأنهم بتحليلهم الطلاق لغير علة الزنى يلزمهم أمران لا مفر منهما :
الأول : أنهم خالفوا أمر الرب وحللوا ما حرمه الرب ولزوم هذا الأمر أمور أخرى كثيرة منها على سبيل المثال الآتي بحسب كاتب إنجيل يوحنا هكذا :
يو 14:15 ان كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي.
ويفهم منه أن المخالف لا يحب الرب فالقائل هو يسوع على حسب الكتاب .
وإن لم يفعلوا فالمفروض أن يكون جزائهم كما قال كاتب اللاويين26 هكذا :
وان رفضتم فرائضي وكرهت انفسكم احكامي فما عملتم كل وصاياي بل نكثتم ميثاقي
16 فاني اعمل هذه بكم.اسلّط عليكم رعبا وسلا وحمى تفني العينين وتتلف النفس وتزرعون باطلا زرعكم فياكله اعداؤكم.
17 واجعل وجهي ضدكم فتنهزمون امام اعدائكم ويتسلط عليكم مبغضوكم وتهربون وليس من يطردكم
18 وان كنتم مع ذلك لا تسمعون لي ازيد على تأديبكم سبعة اضعاف حسب خطاياكم.
19 فاحطم فخار عزكم واصير سماءكم كالحديد وارضكم كالنحاس.
20 فتفرغ باطلا قوتكم وارضكم لا تعطي غلتها واشجار الارض لا تعطي اثمارها
21 وان سلكتم معي بالخلاف ولم تشاءوا ان تسمعوا لي ازيد عليكم ضربات سبعة اضعاف حسب خطاياكم.
22 اطلق عليكم وحوش البرية فتعدمكم الاولاد وتقرض بهائمكم وتقللكم فتوحش طرقكم.
وثانياً:
أن يكون كلهم زناة رجال ونساء وكل من يتولد من علاقة زنى فهو ولا شك ( إبن ----- ) .
وإختصرت حتى لا أطيل ففي الإطالة ملل فسامحونا على ما كان منا والسلام عليكم في البدء والختام .
نقله وعلق عليه راجي عفو ربه الخائف من تحمل ذنب ما ورد في هذا المقال : خطاب المصري AYOOP2
فأسألكم أن تدعوا الله لي ولوالدي بالمغفرة والعفو
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلاة وسلاماً على أشرف المرسلين .؟؟؟؟؟؟
(((((إلى زكريا بطرس : لا تُسقط ما فعله يسوع على رسولنا
بقلم / محمود القاعود))))))))))))=======
فى الحلقة 75 من برنامج " "حوار الحق " الذى تبثه فضائية " الحياة " التنصيرية ، ويُقدمه القُمص "زكريا بطرس ؛ يُقدم لنا القُمص عريضة اتهام لرسولنا الأعظم صلى الله عليه وسلم بأنه - وحاشاه - مارس الشذوذ الجنسى ، ولم يفت القمص أن يُذكرنا بأنه لا يأتى بشئ من عنده ! بل إنه يرجع لكتب التراث والأحاديث ويُريد لنا الخلاص واتباع يسوع الذى يعبده من دون الله . كذلك لم يفته أن يقول بين الفينة والأخرى موجهاً حديثه للمسلمات : إيه رأيك يا مدام ؟ هل ده يصح ؟ فى نبى يعمل كده ؟ هل حد يقبل إن شيخ الأزهر يعمل كده ؟!
ويعتقد القُمص أنه باستخدام مبدأ " "أفضل وسيلة للدفاع الهجوم " وبالمثل المصرى الشهير " لا تعايرنى ولا أعايرك الهم طايلنى وطايلك " وأيضاً بالمثل المصرى الشهير " كلم القحبة تلهيك اللى فيها تجيبو فيك " ، يعتقد القمص أنه بذلك سيسقط على رسولنا ما فعله يسوع وأثبتته الأناجيل وعلماء اللاهوت فى أوروبا وأمريكا ؛ من شذوذ يسوع الجنسى .."
والحق أقول أن القُمّص ينطبق عليه ما ذكره كتابه المقدس : (( كل شيء طاهر للطاهرين و أما للنجسين و غير المؤمنين فليس شيء طاهرا بل قد تنجس ذهنهم أيضا و ضميرهم يعترفون بأنهم يعرفون الله ولكنهم بالأعمال ينكرونه إذ هم رجسون غير طائعين ومن جهة كل عمل صالح مرفوضون )) ( تيطس 1: 15، 16).
فالقمص ذهب إلى كلام لا يحتمل تأويلاته الفاحشة القذرة وراح يرى كل شئ فى الدنيا قذر ونجس من أجل نفى تهمة الشذوذ عن يسوع وتشويه صورة الرسول الأعظم الذى لا تؤثر فيه هلوسات الأنجاس مهما قالوا وشنّعوا .
يعتمد القُمّص على عدة روايات يدعى أنه تؤيد أكاذيبه وهلوساته التى يروج لها أتباعه ويُصفقون له بسببها ، اعتقاداً منهم أنهم قد دمروا الإسلام وقضوا عليه بالتشنيع على من حمل رسالة الإسلام !
أولاً : حديث مزاح الرسول مع رجل من الأنصار
(( حدثنا عمرو بن عون أخبرنا خالد عن حصين عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أسيد بن حضير رجل من الأنصار قال بينما هو يحدث القوم وكان فيه مزاح بينا يضحكهم فطعنه النبي صلى الله عليه وسلم في خاصرته بعود فقال أصبرني فقال اصطبر قال إن عليك قميصا وليس علي قميص فرفع النبي صلى الله عليه وسلم عن قميصه فاحتضنه وجعل يقبل كشحه قال إنما أردت هذا يا رسول الله ))
الراوي: أسيد بن حضير - خلاصة الدرجة: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح] - المحدث: أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 5224
وسنفرض فى الحديث الصحة ولن نقول منكر وموضوع ومرفوع ومقطوع كما يدعى القُمّص .. الأمر بكل بساطة أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يمزح مع رجل من الأنصار بطعنه فى خاصرته – ألا ترى ما يفعله رؤساء الدول فى اجتماعاتهم من مزاح عن طريق الأحضان ووضع اليد على العين والوخز فى البطن والجذب من الأذن وغيرها من الحركات التى لا تجعلنا نتهم هؤلاء الرؤساء أو الزعماء بالشذوذ الجنسى – فما كان من الرجل إلا أن دعا النبى أن يصبر عليه ليقتص منه بمنطق المزاح جراء طعن الرسول الأعظم له بعصاه .. وابلغ النبى أنه عندما طُعن لم يكن يلبس قميصاً .. فرفع النبى قميصه – ولاحظ طبيعة المجتمع البدوى فى ذلك الوقت – واقبل الرجل على رسولنا الأعظم يحتضنه ويُقبل كشحه .. والكشح كما جاء فى لسان العرب هو : (( ما بين الخاصرة إلى الضلع الخلف ، وهو من لدن السرة إلى المتن .. مابين الحجبة إلى الإبط ؛ وقيل هو الخصر )) ( لسان العرب ص 3880 ج 5 ) .
وقد فعل الرجل هذا من شدة حبه للرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم فرد على طعنة العصا بتقبيل النبى صلى الله عليه وسلم .. فأين فى هذا الموقف ما يدعيه القُمص من لغو فاحش فارغ قبيح ؟؟
ثانياً : حديث الرسول الأعظم وزاهر :
(( أن رجلا من أهل البادية كان اسمه زاهر أو حرام وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه وكان دميما فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه وهو لا يشعر فقال : أرسلني من هذا ؟ فالتفت فعرف النبي صلى الله عليه وسلم فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم حين عرفه وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول من يشتري العبد ؟ فقال : يا رسول الله إذا والله تجدني كاسدا ، فقال لكن عند الله لست بكاسد أو قال : لكن عند الله أنت غال )) .
الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: رواه ثقات ولم يخرجه الستة لنكارته - المحدث: الذهبي - المصدر: المهذب - الصفحة أو الرقم: 8/4269
وسنفرض فى الحديث الصحة ولن نقول منكر وموضوع ومرفوع ومقطوع كما يدعى القُمّص .. الأمر بكل وضوح أن الرسول الأعظم والقدوة الحسنة والمثال الأسمى كان يمزح مع زاهر فاحتضنه من خلفه – هل ترى المؤتمرات التى تنقلها الفضائيات عندما يأتى سكرتير من الخلف ويتحدث فى أذن زعيم أو شخصية عامة ليبلغه أى شئ .. هل يعد ذلك شذوذاً !؟ بل إنك ترى الشباب فى أى مكان فى العالم يحتضنون بعض من الخلف كدليل على المزاح ؛ فمنهم من يأتيك من الخلف ويضع يده فوق عينيك لتتوقع من هذا الشخص .. ومنهم من يحتضنك من الخلف ليرى هل تستطيع أن تفلت منه أم لا - وعندما علم الرجل بأن الرسول الأعظم هو الذى يُمازحه زاد قرباً من الرسول .. والرسول يقول : من يشترى العبد !؟ أى أن الرسول الأعظم يقف وسط حشد من الناس .. ويرد الرجل : إذا والله تجدنى كاسداً .. معتقداً أن دمامته ستجعله كاسداً .. فيضرب الرسول الأعظم المثال الأسمى فى العدل والمساواة ورفع الروح المعنوية للمهمشين والمسحوقين والذين يعتقدون أن الله ينظر إلى الوجوه فحسن الوجه فى الجنة وقبيح الوجه فى النار ! .. فيقول المصطفى : لكن عند الله لست بكاسد .. أى أن الدمامة لن تجعل الله يعاملك كما يعاملك الناس .. بل أنت عند الله غال .
فما أجمل هذا الهدى النبوى العظيم .. وتلك الحِكم البليغة الرائعة .. وما أقبح الكذبة السفلة الذين يفترون على رسول الله الكذب والبهتان .
ثالثاً : حديث الرسول الأعظم وأبو سفيان :
(( قال ابن إسحاق : وقد كان أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة قد لقيا رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا بنيق العقاب فيما بين مكة والمدينة ، فالتمسا الدخول عليه فكلمته أم سلمة فيهما ، فقالت يا رسول الله ابن عمك وابن عمتك وصهرك ، قال لا حاجة لي بهما ، أما ابن عمي فهتك عرضي ، وأما ابن عمتي وصهري فهو الذي قال في بمكة ما قال . قال فلما خرج الخبر إليهما بذلك ومع أبي سفيان بني له . فقال والله ليأذنن لي أو لآخذن بيدي بني هذا ، ثم لنذهبن في الأرض حتى نموت عطشا وجوعا ، فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لهما ، ثم أذن لهما ، فدخلا عليه فأسلما )) . ( سيرة : ابن هشام ) .
يهلل القُمّص لكلمة " "هتك عرضى " ويدعى أن هتك العرض معناه " الاغتصاب الجنسى ! " .."
قلت : هل يُعقل أن يعترف أى إنسان بأنه تعرّض لاغتصاب جنسى بعد مرور سنوات بعيدة وهو فى عز قوته وسلطانه !؟
هل يُعقل أن يسجل القرآن الكريم شتى الاتهامات التى وجهها الكفّار للرسول الأعظم وأن يتجاهل أكذوبة الاغتصاب التى اخترعها القُمص وصبيانه !؟
هل يُعقل أن تروى كتب السيرة جميع الأخبار بما فيها الشاذ والمنكر والموضوع والضعيف وما قاله أعداء المصطفى عنه ولا يسجلوا أكذوبة الاغتصاب التى اخترعها القُمص وصبيانه !؟
هل يُعقل ألا تعاير " "هند بنت عتبة " زوجة أبى سفيان ، الرسول بحادث الإفك الذى اخترعه القُمص انتقاماً لمقتل أبيها فى غزوة بدر الكبرى !؟"
هل يُعقل ألا يُعاير " "الوليد بن المغيرة " النبى بتلك الأكذوبة ، وهو الذى قال الله فى شأنه :"
(( ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَّمْدُودًا وَبَنِينَ شُهُودًا وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيدًا ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ نَظَرَ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ سَأُصْلِيهِ سَقَرَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ )) ( المدثر : 11 – 30 ) .
هل يُعقل أن يتغافل " "الأخنس بن شريق " عن تلك الأكذوبة الخرقاء ، وهو الذى قال الله فيه :"
((وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ )) ( القلم : 10 – 16 ) .
هل يُعقل أن يتعامى " "أبو لهب " عن هذه التلفيقات القذرة وهو الذى قال الله فيه :"
(( تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ )) ( المسد : 1 – 5 ) .
هل يُعقل أن يتغافل أعداء الرسول الأعظم عن تلك الحادثة الكاذبة ولا يلتفتوا إليها رغم أن القرآن الكريم حمل عليهم وشهر بهم !؟
هل وحده القُمص دوناً عن باقى البشر الذى يفهم ويعلم !؟
إذاً ما هو المقصود بـ " هتك العرض " ولماذا استخدم الرسول هذا المصطلح فى حق " أبى سفيان " واستخدم عبارة " قال فى بمكة ما قال " فى حق عبدالله بن أبى أمية ؟؟
قلت : أولاً .. لا يُعقل أن يأتى إنسان يدعى النبوة ويلوث صورته وسمعته أمام أتباعه اللهم إلا إن كان مجنوناً .. فضلاً عن أن يقول أنه تعرض لاغتصاب جنسى !!!
ثانياً : هتك العرض مصطلح يُعبر عن الإيذاء النفسى قولاً ونثراً و شعراً والتعدى على الغير فى غيبته بالكلام الباطل .. ولم يُستخدم ذلك المصطلح بمعنى "" الاغتصاب " أو " الاعتداء الجنسى " إلا حديثاً .. فالمعنى الجنسى له لا يمكن استخدامه بحال من الأحوال فى أيام الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ولم نسمع أو نقرأ أن أحداً من الناس ذهب يشكو اعتداءًا جنسياً للرسول فيقول له : لقد هتك فلاناً عرضى !! ."
وعن العرض جاء فى " "لسان العرب " : (( عرض الرجل حسبه ، وقيل نفسه ، وقيل خليقته المحمودة، "وقيل ما يمدح به ويذم. وفي الحديث: إن أعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، قال ابن الأثير: هو جمع العرض المذكور على اختلاف القول فيه ، قال حسان:
فإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمد منكم وقاء
قال ابن الأثير: هذا خاص للنفس. يقال: أكرمت عنه عرضي أي صنت عنه نفسي، وفلان نقي العرض أي برئ من أن يشتم أو يعاب، والجمع أعراض. وعرض عرضه يعرضه واعترضه إذا وقع فيه وانتقصه وشتمه أو قاتله أو ساواه في الحسب، أنشد ابن الأعرابي: وقوما آخرين تعرضوا لي، ولا أجني من الناس اعتراضا أي لا أجتني شتما منهم. ويقال: لا تعرض عرض فلان أي لا تذكره بسوء، وقيل في قوله شتم فلان عرض فلان: معناه ذكر أسلافه وآباءه بالقبيح، ذكر ذلك أبو عبيد فأنكر ابن قتيبة أن يكون العرض الأسلاف والآباء، وقال: العرض نفس الرجل . وقال اللحياني: العرض عرض الإنسان، ذم أو مدح، وهو الجسد. وفي حديث عمر، رضي الله عنه، للحطيئة : كأني بك عند بعض الملوك تغنيه بأعراض الناس أي تغني بذمهم وذم أسلافهم في شعرك وثلبهم، قال الشاعر:
ولكن أعراض الكرام مصونة إذا كان أعراض اللئام تفرفر
وقال آخر :
قاتلك الله ! ما أشد عليك البدل فى صون عرضك الجربِ !
يُريد فى صون أسلافك اللئام ِ ؛ وقال فى قول حسّان :
فإن أبى ووالده وعرضى .. أراد فإن أبى ووالده وأسلافى . فأتى بالعموم بعد الخصوص كقوله عز وجل " "وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ " ( الحجر : 87 ) أتى بالعموم بعد الخصوص وفى حديث أبى ضمضمٍ : اللهم إنى تصدقت بعرضى على عبادك . أى تصدقت على من ذكرنى بما يرجع إلى عيبه . وقيل أى بما يلحقنى من الذى فى أسلافى . وعرض الرجل: حسبه. ويقال: فلان كريم العرض أي كريم الحسب. وأعراض الناس: أعراقهم وأحسابهم وأنفسهم. وفلان ذو عرض إذا كان حسيبا. وفي الحديث: لي الواجد يحل عقوبته وعرضه أي لصاحب الدين أن يذم عرضه ويصفه بسوء القضاء، لأنه ظالم له بعدما كان محرما منه لا يحل له اقتراضه والطعن عليه، وقيل: عرضه أن يغلظ له وعقوبته الحبس، وقيل: معناه أنه يحل له شكايته منه، وقيل: معناه أن يقول يا ظالم أنصفني، لأنه إذا مطله وهو غني فقد ظلمه. وفي حديث النعمان بن بشير عن النبي، صلى الله عليه وسلم:" فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه أي احتاط لنفسه... وفي الحديث: كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه، قال ابن الأثير: العرض موضع المدح والذم من الإنسان سواء كان في نفسه أو سلفه أو من يلزمه أمره، وقيل: هو جانبه الذي يصونه من نفسه وحسبه ويحامي عنه أن ينتقص ويثلب، وقال أبو العباس: إذا ذكر عرض فلان فمعناه أموره التي يرتفع أو يسقط بذكرها من جهتها بحمد أو بذم ، فيجوز أن تكون أمورا يوصف هو بها دون أسلافه، ويجوز أن تذكر أسلافه لتلحقه النقيصة بعيبهم )) ( لسان العرب ج 4 ص 2887 ) .
وكما هو واضح فالإجماع على أن العرض يعنى النفس وهتكه يعنى تجريح الإنسان وسبه هو وأهله وأسلافه ..
ثالثاً : يعرف الجميع مقدار العداء الذى أظهره " "أبو سفيان " – قبل إسلامه - للرسول صلى الله عليه وسلم ، وأنه هجا الرسول الأعظم بعدة قصائد .. ومعروف أن الهجاء عند العرب هو ما يؤلم النفس ويؤذى المشاعر ويهتك العرض ؛ لما يحمله من شتائم وتدليسات وأكاذيب .. وقصائد الهجاء المتبادلة بين سيدنا حسان بن ثابت رضى الله عنه وأبا سفيان ، خير دليل على ذلك .. "
يقول حسان فى إحدى قصائده التى ترد على هجاء أبى سفيان :
ألا أبلــغ أبا سفيان عني فأنت مجوف نخب هواء
بأن سيـوفنا تركتك عبداً وعبد الدار سادتها الإماء
هجوت محمداً فأجبت عنه وعند الله في ذاك الجزاء
أتهجوه ولستَ له بكفءٍ فشركما لخيركما الفداء
هجوت مباركاً برّاً حنيفاً أمين الله شـيمته الوفاء
فمن يهجورسول الله منكم ويمدحـه وينصُره سواء
فإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمد منكم وقاء
لساني صارم لاعيب فيه وبحري لاتكدره الدلاء
وقال أيضاً فى هجاء أبى سفيان :
لست من المعشر الأكرمين لا عبد شمسٍ ولا نوفل ِ
وليس أبوك بساقى الحجيج ، فاقعد على الحسب الأرذلِ
ولكن هجين منوط بهم ، كما نوّطت حلقه المحملِ
تجيش من اللؤمِ أحسابُكُم كجيش المُشاشة فى المرجلِ
فلو كنت من هاشمٍ فى الصميـ ـم لم تهجُنا ، وركى مُصطلى
وانتقل الصراع من هجاء الرسول إلى حرب شعرية بين أبى سفيان وحسان ..
يقول أبو سفيان :
ألا من مُبلغ حسّان عنى خلفت أبى ولم تخلُف أباكا
فرد عليه حسان :
لأنّ أبى خلافتهُ شديدٌ وأن أباك مثلك ما عداكا
فمعنى قول الرسول الأعظم أن " "أبو سفيان " هتك عرضه ، أنه أكثر من هجائه الفاحش المقذع ، الذى دفع حسان بن ثابت لأن يتفرغ لهجاء أبا سفيان .. "
وغير هذا كله .. فما زلنا حتى يومنا هذا نستخدم كلمة " "هتك العرض " بمعنى الإيذاء النفسى بالكلام .. فمثلاً عندما نقول عن خنازير المهجر من النصارى أنهم يهتكون عرض الإسلام .. نقصد أنهم يستخدمون أساليب العاهرات فى السب والشتم من أجل تشويه صورة الإسلام .. وعندما تخرج صحيفة معارضة بعنوان " هتك عرض الوطن " فإنها لا تعنى أن أفراد الشعب تم اغتصابهم كما يقول القُمص الكذاب .. ولكنها تعنى أن هناك إساءة بالغة وُجهت للوطن ... إلخ ."
وأما استخدام الرسول الأعظم لعبارة "" قال فى بمكة ما قال " فى حق "عبدالله بن أبى أمية ، فذلك لأنه استهزأ بدعوة الرسول الأعظم وعلق إيمانه على حدوث معجزة كبرى أو أن يأتى الرسول بالله وملائكته ليدلل على صدقه !
فأنزل الله تعالى فيه :
(( وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعًا أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً )) ( الإسراء : 90 – 93 ) .
يتبين لنا أن ما يفعله القُمص محاولة فاشلة بائسة تعيسة خاسرة تافهة لتشويه صورة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم .. لكن أنى له ذلك وقد تعهد رب العالمين بنصرة رسوله الحبيب :
(( إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللّهِ إِلـهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ )) ( الحجر : 95 – 96 ) .
لماذا يحاول القُمّص قدر جهده لصق تهمة الشذوذ برسولنا الأعظم ؟ :
الإسقاط هو المسيطر على سلوك وفكر زكريا بطرس .. بحيث يرمى الناس بما فيه وفى عقيدته الباطلة الكاذبة التى تجعل من خالق الكون جنين ينزل من مهبل امرأة ويبول ويخرأ ويحتلم ويتعب ويمرض ويأكل ويشرب ويُصلب ..
وقد رمى زكريا بطرس رسولنا بالشذوذ لأن كتابه المقدس يعج بالممارسات الشاذة ، ولأن يسوع الذى يعبده كان شاذ جنسياً
الشذوذ الجنسى فى الكتاب المقدس :
دعارة الأطفال :
(( ثم صعد واضطجع فوق الصبي ووضع فمه على فمه وعينيه على عينيه ويديه على يديه وتمدّد عليه فسخن جسد الولد. ثم عاد وتمشى في البيت تارة الى هنا وتارة الى هناك وصعد وتمدّد عليه فعطس الصبي سبع مرّات ثم فتح الصبي عينيه )) ( الملوك الثانى ص4 :34 ).
حب ولواط حتى الموت :
(( شاول ويوناثان المحبوبان والحلوان في حياتهما لم يفترقا في موتهما . أخف من النسور وأشد من الأسود )) ( صموئيل الثانى ص 1 : 23 ) .
لذة اللواط تفوق لذة النساء .. هكذا تحدث داود جد يسوع :
(( قد تضايقت عليك يا أخي يوناثان . كنت حلوا لي جدا . محبتك لي أعجب من محبة النساء )) ( صموئيل الثانى ص 1 : 26 ) .
داود جد يسوع واللواط :
(( وكان لما فرغ من الكلام مع شاول أن نفس يوناثان تعلقت بنفس داود ، وأحبه يوناثان كنفسه )) ( صموئيل الأول ص 18 : 1 ) .
يسوع ستربتيز أمام التلاميذ :
(( قام عن العشاء – أى يسوع - ، وخلع ثيابه ، وأخذ منشفة واتزر ها ثم صب ماء في مغسل ، وابتدأ يغسل أرجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي كان متزرا بها )) ( يوحنا ص 13 : 4 – 5 )
تلميذ يجلس على عضو يسوع الذكرى :
(( وكان متكئا في حضن يسوع واحد من تلاميذه ، كان يسوع يحبه )) ( يوحنا ص 13 : 23 )
يسوع يتحرش بالأطفال ويتحسسهم :
(( وقدموا إليه أولادا لكي يلمسهم . وأما التلاميذ فانتهروا الذين قدموهم فلما رأى يسوع ذلك اغتاظ وقال لهم : دعوا الأولاد يأتون إلي ولا تمنعوهم ، لأن لمثل هؤلاء ملكوت الله الحق أقول لكم : من لا يقبل ملكوت الله مثل ولد فلن يدخله فاحتضنهم ووضع يديه عليهم وباركهم )) ( مرقص ص 10 : 13- 16 ) .
يسوع طبيب الشواذ :
(( ولما دخل يسوع كفرناحوم ، جاء إليه قائد مئة يطلب إليه ويقول : يا سيد ، غلامي مطروح في البيت مفلوجا متعذبا جدا فقال له يسوع : أنا آتي وأشفيه )) ( متى ص 8 : 5 – 8 ) .
يسوع يقول أن القضيب عندما يدخل فى فتحة الشرج لا ينجس الإنسان :
(( ثم دعا كل الجمع وقال لهم : اسمعوا مني كلكم وافهموا ليس شيء من خارج الإنسان إذا دخل فيه يقدر أن ينجسه ، لكن الأشياء التي تخرج منه هي التي تنجس الإنسان إن كان لأحد أذنان للسمع ، فليسمع )) ( مرقص ص 7 : 14 – 16 ) .
ولا يتعجب إنسان من شذوذ يسوع فهو من نسل الزناة اللصوص القتلة السكيرون عبدة الأوثان
راحاب الزانية جدة يسوع :
(( فارسل يشوع بن نون من شطيم رجلين جاسوسين سرا قائلا اذهبا انظرا الارض و اريحا فذهبا و دخلا بيت امراة زانية اسمها راحاب و اضطجعا هناك )) ( يشوع 2 : 1 ) .
راعوث جدة يسوع أول امرأة تمص القضيب فى التاريخ :
(( قالت لها نعمي حماتها يا بنتي ألا التمس لك راحة ليكون لك خير فالآن أليس بوعز ذا قرابة لنا الذي كنت مع فتياته ها هو يذري بيدر الشعير الليلة فاغتسلي و تدهني و البسي ثيابك و انزلي إلى البيدر و لكن لا تعرفي عند الرجل حتى يفرغ من الأكل و الشرب و متى اضطجع فاعلمي المكان الذي يضطجع فيه و ادخلي و اكشفي ناحية رجليه و اضطجعي و هو يخبرك بما تعملين فقالت لها كل ما قلت اصنع )) ( راعوث ص 3 : 1- 5 )
ثامار جدة يسوع تزنى مع حماها :
" "وَلَمَّا طَالَ الزَّمَانُ مَاتَتِ ابْنَةُ شُوعٍ امْرَأَةُ يَهُوذَا. ثُمَّ تَعَزَّى يَهُوذَا فَصَعِدَ إِلَى جُزَّازِ غَنَمِهِ إِلَى تِمْنَةَ، هُوَ وَحِيرَةُ صَاحِبُهُ الْعَدُلاَّمِيُّ. فَأُخْبِرَتْ ثَامَارُ وَقِيلَ لَهَا: هُوَذَا حَمُوكِ صَاعِدٌ إِلَى تِمْنَةَ لِيَجُزَّ غَنَمَهُ . فَخَلَعَتْ عَنْهَا ثِيَابَ تَرَمُّلِهَا، وَتَغَطَّتْ بِبُرْقُعٍ وَتَلَفَّفَتْ، وَجَلَسَتْ فِي مَدْخَلِ عَيْنَايِمَ الَّتِي عَلَى طَرِيقِ تِمْنَةَ، لأَنَّهَا رَأَتْ أَنَّ شِيلَةَ قَدْ كَبُرَ وَهِيَ لَمْ تُعْطَ لَهُ زَوْجَةً. فَنَظَرَهَا يَهُوذَا وَحَسِبَهَا زَانِيَةً، لأَنَّهَا كَانَتْ قَدْ غَطَّتْ وَجْهَهَا. فَمَالَ إِلَيْهَا عَلَى الطَّرِيقِ وَقَالَ: هَاتِي أَدْخُلْ عَلَيْكِ . لأَنَّهُ لَمْ يَعْلَمْ أَنَّهَا كَنَّتُهُ. فَقَالَتْ: مَاذَا تُعْطِينِي لِكَيْ تَدْخُلَ عَلَيَّ؟ فَقَالَ: إِنِّي أُرْسِلُ جَدْيَ مِعْزَى مِنَ الْغَنَمِ . فَقَالَتْ: هَلْ تُعْطِينِي رَهْنًا حَتَّى تُرْسِلَهُ؟ . فَقَالَ: مَا الرَّهْنُ الَّذِي أُعْطِيكِ؟ فَقَالَتْ: خَاتِمُكَ وَعِصَابَتُكَ وَعَصَاكَ الَّتِي فِي يَدِكَ». فَأَعْطَاهَا وَدَخَلَ عَلَيْهَا، فَحَبِلَتْ مِنْهُ." التكوين [ 38: 12- 18 ] "
ابنة لوط جدة يسوع تزنى مع والدها :
""وَصَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي الْجَبَلِ وَابْنَتَاهُ مَعَهُ لانَّهُ خَافَ انْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَسَكَنَ فِي الْمَغَارَةِ هُوَ وَابْنَتَاهُ. وَقَالَتِ الْبِكْرُ لِلصَّغِيرَةِ: ابُونَا قَدْ شَاخَ وَلَيْسَ فِي الارْضِ رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ كُلِّ الارْضِ. هَلُمَّ نَسْقِي ابَانَا خَمْرا وَنَضْطَجِعُ مَعَهُ فَنُحْيِي مِنْ ابِينَا نَسْلا. فَسَقَتَا ابَاهُمَا خَمْرا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَ ابِيهَا وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلا بِقِيَامِهَا. وَحَدَثَ فِي الْغَدِ انَّ الْبِكْرَ قَالَتْ لِلصَّغِيرَةِ: انِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ الْبَارِحَةَ مَعَ ابِي. نَسْقِيهِ خَمْرا اللَّيْلَةَ ايْضا فَادْخُلِي اضْطَجِعِي مَعَهُ فَنُحْيِيَ مِنْ ابِينَا نَسْلا. فَسَقَتَا ابَاهُمَا خَمْرا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ ايْضا وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلا بِقِيَامِهَا. فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أبِيهِمَا. فَوَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْنا وَدَعَتِ اسْمَهُ مُوابَ -وَهُوَ أبُو الْمُوابِيِّينَ إلَى الْيَوْمِ- وَالصَّغِيرَةُ ايْضا وَلَدَتِ ابْنا وَدَعَتِ اسْمَهُ بِنْ عَمِّي -وَهُوَ ابُو بَنِي عَمُّونَ الَى الْيَوْمِ-." التكوين [19 : 30ـ 39 ]"
زوجة أوريا جد يسوع التى اغتصبها داود جد يسوع :
" "وكان في وقت المساء أن داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك فرأى من على السطح امرأة تستحمّ.وكانت المرأة جميلة المنظر جدا. فأرسل داود وسأل عن المرأة فقال واحد أليست هذه بثشبع بنت اليعام امرأة أوريا الحثّى فارسل داود رسلا وأخذها فدخلت إليه فاضطجع معها وهي مطهّرة من طمثها.ثم رجعت إلى بيتها وحبلت المرأة " [ صموئيل الثانى 11: 2- 27 ] "
سليمان جد يسوع زانى وعابد أصنام :
(( واحب الملك سليمان نساء غريبة كثيرة مع بنت فرعون موآبيات وعمونيات وادوميات وصيدونيات وحثّيات من الأمم الذين قال عنهم الرب لبني إسرائيل لا تدخلون إليهم وهم لا يدخلون إليكم لأنهم يميلون قلوبكم وراء آلهتهم.فالتصق سليمان بهؤلاء بالمحبة. وكانت له سبع مئة من النساء السيدات وثلاث مئة من السراري فامالت نساؤه قلبه. وكان في زمان شيخوخة سليمان أن نساءه أملن قلبه وراء آلهة اخرى ولم يكن قلبه كاملا مع الرب الهه كقلب داود ابيه. فذهب سليمان وراء عشتورث إلاهة الصيدونيين وملكوم رجس العمونيين. وعمل سليمان الشر في عيني الرب ولم يتبع الرب تماما كداود أبيه. )) ( ملوك الأول : 1 – 6 ) .
هذا هو نسب يسوع .. من سلالة زناة .. قتلة ..عباد أوثان .. فلا غرابة فى شذوذه الجنسى .. ولا غرابة فى أن يحاول القُمص دفع تلك الوساخات ليُلصقها برسولنا الأعظم صلى الله عليه وسلم .. وعلى القُمص أن يكف عن تلك الأكاذيب السمجة السخيفة الرقيعة وألا يُسقط ما فعله يسوع على رسولنا .. فالمشاهد ليس بهذا الغباء الذى يتصوّره القُمص .
ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين .
(((((((الرد علي كتاب "قس ونبي " للدكتور"عماد الدين خليل"
بواسطة: أبا ياسر)))))))))))))))))))))))======================
الرد علي كتاب "قس ونبي" لابي موسي الحريري المزعوم:المفكر الإسلامي، وأستاذ التاريخ الإسلامي بعدد كبير من الجامعات والمعاهد العليا العربية وغير العربية
له عدد وافر من المؤلفات المنشورة في مجال التاريخ الإسلامي، والفكر الإسلامي، والأدب على أصعدة الإبداع والتنظير والنقد. ؟؟؟؟؟=======هذا هو عنوان بحث صدر حديثاً لرجل يدّعي أن اسمه ( أبو موسى الحريري )! يعالج فيه قضية تاريخية تنطوي على بعدها الديني بكل تأكيد، إلاّ أنها ـ ابتداءً ـ حلقة تاريخية تتطلب، للتعامل العلمي الجادّ مع مفرداتها، منهجاً تاريخياً يستقصي المرويّات
كافة حول الموضوع بأكبر قدر من الأمانة، ويحذر عن مظنة الانتقاء الكيفي لتأكيد استنتاج مسبق، فيما هو ضد المنهج أساساً.
وبإحالة هذا الذي كتبه (أبو موسى الحريري) في (قس ونبيّ: بحث في نشأة الإسلام) على عشرات، بل مئات الدراسات التي شهدتها مكتبة السيرة النبوية، سيجد المرء نفسه إزاء حالة استثنائية شاذة لا تدعمها المرويّات التاريخية واليقين العلمي، وإنما تستند إلى جملة من الأوهام والظنون والتخمينات التي تنتقي وتستبعد وتفترض، وأحياناً ترغم الواقعة التاريخية على ما لم يكن في تكوينها أساساً.
ليس بحثاً جاداً هذا الذي أنجزه الرجل، وإنما عبث بالحقائق التاريخية التي أجمع عليها الباحثون في الشرق والغرب بخصوص هذه المفردة الصغيرة في سيرة رسول الله
(صلى الله عليه وسلم)؛ إذ لم يكن قد التقى ورقة قبل أن تأخذه إليه زوجته البارّة خديجة
(رضي الله عنها) لتلقّي جوابه إزاء هزة الوحي الأولى التي أصابته بالحمى لوقعها المفاجئ الثقيل، وحيث أكّد ورقة، وهو الرجل الذي كان قد قرأ العهدين القديم والجديد بالعبرانية حتى كلّت عيناه، وعرف من خلال ما تبقى من معطياتهما الأصيلة، أن هذا الرجل هو النبي الذي بشّر به عيسى (عليه السلام)، والذي سيتلقى الناموس الذي تلقاه موسى (عليه السلام)، والذي يعرفه اليهود والنصارى من كتبهم كما يعرفون أبناءهم!
إن هذا الذي يتخيّله (أبو موسى الحريري) ويفرضه على الواقعة التاريخية لكي يطوّعها لاستنتاجاته المسبقة، ليس كشفاً جديداً، لقد قاله العرب الأميّون قبله، زمن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وحاولوا - من أجل حماية وثنيتهم- اتهام الرسول (صلى الله عليه وسلم) بتلقّي كتابه عن القسس والرهبان، دون أن يدركوا أنهم وضعوا أنفسهم في مفارقة لا يمكن قبولها: إن هؤلاء الذين يلقّنون رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (أعاجم) في أصولهم أو في ثقافتهم ولغتهم، وإن القرآن يتنزّل بأسلوب عربي معجز مبين: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ). [النحل:103] وها هو ذا (أبو موسى الحريري) يعيد الدور نفسه، ويقع في الأكذوبة ذاتها. فإذا كان القدماء قد فاتتهم المفارقة المذكورة، فإن هذا الباحث المحدث، وهو يحاول أن يدعم نصرانيته في مواجهة الإسلام، فاتته مفارقة لا تقل ثقلاً: تلك هي أن المضامين القرآنية تنطوي على جملة خصائص تجعل مسألة التلقّي المزعومة عن (القسّ ورقة) مستحيلة بكل المقاييس. ولن يتسع المجال للاستفاضة فيها، ولذا سيتم الاكتفاء بمجرد التأشير على ثلاثة منها فحسب.
[ 2 ]
إن القرآن الكريم نفسه، بسبب من مطابقته التامة للحقيقتين التاريخية والدينية، يؤكد في حوالي عشرين موضعاً، أنه مصدّق لما بين يديه من التوراة والإنجيل، أي مطابق لبعض ما ورد في هذين الكتابين. ولكنه لا يقف عند هذا الحدّ قبالة كتابيْن تعرّضا لتحريف خطير، وإنما يمضي لتأكيد وظيفته الأخرى: تعديل الانحراف وكشف الزيف، واستئصال الأكاذيب، وإعادة الخطاب الديني الذي جاء به الأنبياء جميعاً (عليهم السلام) إلى قاعدته التوحيدية التي هي أسّ الأسس في النبوات جميعاً: ()وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ...) [المائدة: من الآية48].
فها هو ذا كتاب الله يحقّ الحق، ويبطل الهوى، ويدعو إلى الالتزام بهذا الحق، وعدم اتباع أهواء الآخرين من اليهود والنصارى (أي المغضوب عليهم والضالين) ، ولن يتحقق هذا على يد نبيّ أريد له أن يكون تلميذاً مخلصاً لقسّ يبشر بموروث أهل الكتاب.
وامتداداً لهذا الصدق الرّباني، يدعو القرآن الكريم المؤمنين كافة إلى الإيمان، ليس بالقرآن فقط، وإنما بالكتب التي نزلت قبله. ولكن أية كتب هذه؟ إنها الكتب الأصيلة قبل أن تطالها يد التزوير، وليست تلك المساحات الواسعة من الكذب والتحريف التي تولّى كبرها اليهودي السابق: (القدّيس بولص) وكل المحرّفين الذين سبقوه وأعقبوه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا بَعِيداً) [النساء:136]
ليس هذا فحسب، بل إن القرآن الكريم يكشف، بمعطياته الإلهية المنزّهة عن المداخلات البشرية الوضعية، ما كان أهل الكتاب أنفسهم يخفونه من كتبهم: (يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبيّن لكم كثيراً مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير، قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين) ( سورة المائدة 15 ).
ويمضي القرآن الكريم لكي يؤكد علم أهل الكتاب السابقين بأن القرآن منزّل من الله سبحانه بالحق، وليس بالتلقّي عن قسّ يحمل في موروثه الصدق والكذب .. الأصيل والمحرّف.. اليقيني والظنّي على السواء، بغض النظر عن أن مؤلف الكتاب يسعى لإعادة تشكيل شخصية القسّ (ورقة) بما يشتهي لكي يحقق المطابقة الجاهزة بين الدعوتين:
(أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) [الأنعام:114-116]. مهما يكن من أمر فان السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو: ألم يكن الأولى بالنسبة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أجل التعتيم على تلقّيه عن كتب السابقين، ألاّ يشير إلى تصديقه لهذه الكتب والأخذ عنها؟!
هذا إلى أن القرآن الكريم محّض مساحات واسعة لسياقات ثلاثة لا نكاد نجد لها مكاناً في العهدين القديم والجديد، ولاسيما آخرهما، وهي:
أ ـ التشريع.
ب ـ يوم القيامة: البعث والحساب والجنة والنار.. إلى آخره ..
جـ ـ الإبداع الإلهي في الخلق الكوني ..
فإذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- عاجزاً عن أن يأتي بمواعظ التوراة
والإنجيل وقصصهما التاريخي، فكيف كان قديراً، وبالأسلوب نفسه من الأداء اللغوي والبياني المعجز، على أن يأتي بهذه المساحات الواسعة، والمؤكدة في كتاب الله، بخصوص السياقات الثلاثة المذكورة؟ وأين هو القسّ الذي تعلمّ منه النبي؟ أم لعل (الحريري) يعمل فكره في البحث عن قسّ آخر تلقى منه النبي هذا الجانب من القرآن الذي لا نكاد نجد له أثراً في التوراة والإنجيل؟!
[ 3 ]
أخيراً .. لنفترض مع أبي موسى الحريري أن محمداً - صلى الله عليه وسلم- تلقى كتابه عن القسّ ورقة، فمن الذي أعطاه القدرة التي تتجاوز الحدود البشرية بكل المقاييس على إخضاع الكتب الدينية السابقة بخصوص المعطيات المعرفية، للاختبار الدقيق الصارم في ضوء كشوف لم يزح عنها النقاب وتدخل دائرة الضوء إلاّ بعد ثلاثة عشر قرناً من لقاء النبي بالقس؟!
إن الباحث الفرنسي المعاصر (موريس بوكاي) في دراسته المقارنة للكتب السماوية الثلاثة، والتي استغرقت عشرين عاماً، وصدرت بعنوان: (القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم: دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة) (عن دار المعارف ، القاهرة ـ 1978 م) يمارس مهمته كما يقول بعقل علماني ملحد لا يؤمن بأي من الأديان، ولا يسلّم بكتبها، ولكنه يخلص إلى جملة من الحقائق والاستنتاجات التي سأورد بعضها نصّاً نظراً لأهميتها البالغة فيما نحن بصدده:
(1) " لقد قمت أولاً بدراسة القرآن، وذلك دون أي فكر مسبق، وبموضوعية تامة، باحثاً عن درجة اتفاق نصّ القرآن ومعطيات العلم الحديث. وكنت أعرف ، قبل هذه الدراسة، وعن طريق الترجمات، أن القرآن يذكر أنواعاً كثيرة من الظاهرات الطبيعية، ولكن معرفتي كانت وجيزة. وبفضل الدراسة الواعية للنصّ العربي استطعت أن أحقق قائمة أدركت بعد الانتهاء منها أن القرآن لا يحتوي على أية مقولة قابلة للنقد من وجهة
نظر العلم في العصر الحديث. وبنفس الموضوعية قمت بنفس الفحص على العهد
القديم والأناجيل. أما بالنسبة للعهد القديم فلم تكن هناك حاجة للذهاب إلى أبعد من الكتاب الأول، أي سفر التكوين. فقد وجدت مقولات لا يمكن التوفيق بينها وبين أكثر معطيات العلم رسوخاً في عصرنا. وأما بالنسبة للأناجيل.. فإننا نجد نصّ إنجيل متي يناقض بشكل جليّ إنجيل لوقا، وأن هذا الأخير يقدم لنا صراحة أمراً لا يتفق مع المعارف الحديثة الخاصة بقدم الإنسان على الأرض" (صفحة 13).
(2) لقد أثارت الجوانب العلمية التي يختص بها القرآن دهشتي العميقة في البداية. فلم أكن أعتقد قط بإمكان اكتشاف عدد كبير إلى هذا الحدّ من الدعاوى الخاصة بموضوعات شديدة التنوّع، ومطابقته تماماً للمعارف العلمية الحديثة، وذلك في نصّ كتب منذ أكثر من ثلاثة عشر قرناً. في البداية لم يكن لي أي إيمان بالإسلام. وقد طرقت: دراسة هذه النصوص بروح متحررة من كل حكم مسبق وبموضوعية تامة " (صفحة 144).
(3) تناولت القرآن منتبهاً بشكل خاص إلى الوصف الذي يعطيه عن حشد كبير من الظاهرات الطبيعية. لقد أذهلتني دقة بعض التفاصيل الخاصة بهذه الظاهرات، وهي تفاصيل لا يمكن أن تدرك إلاّ في النص الأصلي. أذهلتني مطابقتها للمفاهيم التي نملكها اليوم عن نفس هذه الظاهرات، والتي لم يكن ممكناً لأي إنسان في عصر محمد أن يكوّن عنها أدنى فكرة" (صفحة 145).
(4) " كيف يمكن لإنسان ـ كان في بداية أمره أمّياً ـ.. أن يصرح بحقائق ذات طابع علمي لم يكن في مقدور أي إنسان في ذلك العصر أن يكوّنها، وذلك دون أن يكشف تصريحه عن أقل خطأ من هذه الوجهة؟" (صفحة 150).
(5) إن اليهود والمسيحيين والملحدين في البلاد الغربية يجمعون على الزعم، وذلك دون أدنى دليل، بأن محمداً كتب أو استكتب القرآن محاكياً التوراة. مثل هذا الموقف لا يقل استخفافاً عن ذلك الذي يقود إلى القول بأن المسيح أيضاً قد خدع معاصريه باستلهامه للعهد القديم. فكل إنجيل متي يعتمد على تلك الاستمرارية مع العهد القديم. أي مفسّر هذا الذي تعنّ له فكرة أن ينزع من المسيح صفته كرسول لله، لذلك السبب؟ ومع ذلك فهكذا يعلن في الغرب .. " (صفحة 148 ـ 149) وذيوله من أمثال الحريري!!
(6) " مقارنة العديد من روايات التوراة مع روايات نفس الموضوعات في القرآن تبرز الفروق الأساسية بين دعاوى التوراة غير المقبولة علمياً، وبين مقولات القرآن التي تتوافق تماماً مع المعطيات الحديثة.. وعلى حين نجد في نصّ القرآن .. معلومات ثمينة تُضاف إلى نصّ التوراة .. نجد فيما يتعلق بموضوعات أخرى فروقاً شديدة الأهمية تدحض كل ما قيل من ادّعاء ـ دون أدنى دليل ـ على نقل محمد للتوراة حتى يعدّ نصّ القرآن".(صفحة 285 ـ 286).
(7) لو كان كاتب القرآن إنساناً، كيف استطاع في القرن السابع (الميلادي) أن يكتب ما اتضح أنه يتفق مع المعارف العلمية الحديثة، في الخلق وعلم الفلك وعلوم الأرض والحيوان والنبات والتناسل الإنساني، التي تعكس التوراة أخطاء علمية ضخمة بشأنها؟ ليس هناك أي مجال للشك، فنصّ القرآن الذي نملك اليوم هو فعلاً نفس النص الأول.. وليس هناك سبب خاص يدعو للاعتقاد بأن أحد سكان شبه الجزيرة العربية.. استطاع
(يومها) أن يملك ثقافة علمية تسبق بحوالي عشرة قرون ثقافتنا العلمية فيما يخص بعض الموضوعات" (صفحة 145).
هذه التأشيرات تكفي، وهناك عشرات غيرها لن يتسع لها المجال، والأفضل
ألاّ يتسع؛ إذ ليس مقبولاً أن يضيّع المسلم الجاد وقته وجهده في الردّ على ترّهات كهذه التي نجدها في كتاب رجل يوحي حتى اسمه بالتعتيم والتزييف لتمرير اللعبة الماكرة، وهي ـ مرة أخرى ـ لعبة سبق وأن مارسها الجاهليون القدماء، وها هم الطائفيون الجدد يعيدون تمثيلها من جديدوقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْماً وَزُوراً وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً) [لفرقان:4-6]. ؟؟؟؟
((((((((((لماذا لا يتزوج الأنبا مرقص أسقف شبرا الخيمة بدلاً من السقوط فى الرذيلة والإدعاء بأن عدم الزواج بتولية ؟؟))))))))))))===========
الزواج حاجة بيولوجية لا يمكن للإنسان أن يعيش بدونها والنتائج المترتبة على تحريّمه تؤدى إلى الزنا والانحلال
122268
هذه نهاية التمرد على الفطرة يا أنبا مرقص .
بقلم / محمود القاعود
عندما يتحدى إنسان الفطرة السليمة وينحرف إلى عقائد فاسدة ، فإن عليه أن يتحمل تبعة هذه العقائد والنتائج المترتبة عليها ، ولا يلومن إلا نفسه .. ذلك أن الله منحه العقل ، ولكنه رفض أن يستخدمه وفق منهج الله رب العالمين خالق الكائنات والعارف بأسرارها ..
والإنسان لا يُمكن أن تستقيم حياته إلا كما وضع الله أسس هذه الحياة ، والضوابط التى يجب أن يلتزم بها الإنسان حتى يحيى كما أراد الله لا كما يريد هو وفق مزاجه المريض وشطحاته الخبيثة ..
لذلك فإنه لمن الغريب جد غريب ، والعجيب جد عجيب ، والمضحك جد مضحك ، أن نرى مجموعة من البشر تزعم أنها لا تتزوج وذلك لإرضاء الله !! ولنا أن نتخيل ما ينتج عن العزوف عن الزواج والأضرار الكارثية الناتجة عنه .. فـ الله لم يخلق الرجل بمفرده فى هذا الكون .. وإنما خلق المرأة أيضاً .. لا يمكن لرجل أن يعيش بدون امرأة والعكس .. ولا عجب فى ذلك .. فالميل للمرأة هو إحدى الطباع التى وضعها الله فى الإنسان لتستمر الحياة .. إذ لو كان بمقدور أى رجل أن يقول لا لن أتزوج لهلكت الدنيا وانقطع النسل .. يقول رب العباد والعالم بالأسرار وطبيعة خلقه :
(( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ )) ( آل عمران : 14 ) .
أى أن حب النساء فطرة وغريزة رئيسية أودعها الله فى الإنسان لتستمر الحياة ، ومن يدعى بعكس ذلك فهو إنسان جهول يكذب على نفسه ..
لذلك فإنه من الغريب أن يُصر النصارى على محاربة الفطرة السليمة والتمرد عليها ، بتحريم زواج القساوسة والرهبان ( البروتستانت يشترطون زواج القساوسة والرهبان بعكس الأرثوذكس والكاثوليك ).. ولذلك أيضاً فإنه ليس من المدهش أن نستمع لفضائح من عينة قس يغتصب طفل ، أو كاهن يزنى بنصرانية أو أسقف يتزوج سراً ، أو امرأة تسلب عقل قُمّص أو أساقفة يمارسون اللواط أو راهبات يُمارسن السحاق .. وما حديث القس " "برسوم المحرقى " الذى زنا بخمسة آلاف نصرانية" داخل الكنيسة ، عنا ببعيد .. فهذه هى النهاية الحتمية والطبيعية لمحاربة الفطرة التى جُبل الناس عليها من لدن آدم عليه سلام الله ..
ولهذا فقد كان الأمر طبيعياً بالنسبة لى عندما قرأت عن فضائح الأنبا مرقص أسقف شبرا الخيمة ، والتى يتحدث بها النصارى ، ومنها انتقلت إلى الصحافة .. وكيف أن صحافى نصرانى شاب يهدد الأنبا مرقص ويُساومه بنشر صوره الفاضحة ويطلب منه مئات الآلاف ولكن الأنبا يطلب تخفيض المبلغ !!
فكتب الصحافى النصرانى المتعصب " "مايكل الباز " فى جريدة "الفجر عدد 170 الصادر فى 15/9/2008م تحت عنوان عنوان "" فضيحة : ابتزاز أسقف كبير بصور جنسية مفبركة مع سكرتيرته " – لاحظ كيف قطع مايكل الباز أن الصور الجنسية مفبركة فى حين أنه سب أحد الشيوخ فى العام "2004م قبل طرده من " "صوت الأمة " فكتب بالبنط العريض بالصفحة الأولى" "" بلاغ للنائب العام وشيخ الأزهر : اعترافات منقبة على شريط كاسيت .. شيخ تلفزيونى شهير يُغرر بنساء المسلمين .. عاشرها عامين بفتوى ثم أنكر أنها زوجته .. يُقابل ضحاياه علناً فى فنادق خمس نجوم " - ": (( سارت الأمور في هدوء شديد بالأسقف الذي كان كل يوم يحصل علي مساحة جديدة، حتي وقع ما لم يكن يتوقعه مطلقا، لقد كان الحديث عن علاقته بسكرتيرته التي وصلت كما تقول الشائعات والمنشورات إلي أبعد مدي، مجرد كلام في الهواء ولم يصدقه أحد، لكن الأسقف تلقي تهديدا مباشرا من صحفي قبطي،قال له بوضوح إن لديه صورا تجمعه مع سكرتيرته في أوضاع خاصة وساخنة جدا وأنه يخيره بين أن ينشرها أو أن يدفع له الأسقف 250 ألف جنيه.
كان العرض واضحا، قامت الدنيا ولم تقعد علي رأس الأسقف، أكلته الحيرة كيف يتصرف، أجري اتصالات عديدة مع بعض الصحفيين الذين يغطون أخبار الشأن القبطي في الصحف، ومن بينهم رئيس تحرير، أراد أن يوسطهم لدي هذا الصحفي الذي سيقدم علي جريمة ضخمة في حق الكنيسة، فنشر الصور لا يمكن أن يمر بهدوء، بل إنه سيثير فتنة طائفية عارمة، ولا يمكن أن ينسي أحد ما حدث مع جريدة النبأ عندما نشرت صور راهب دير المحرق برسوم المحرقي عاريا في أحضان بعض السيدات، وهو لا يريد أن يتكرر هذا السيناريو مرة ثانية خاصة أن شباب الكنيسة لا يمكن أن يصمتوا علي مثل هذا الأمر. .... لم ينكر الصحفي أن لديه الصور لكنه أصر علي أنها صحيحة وأنها للأسقف وسكرتيرته معه، وأنها التقطت له بمعرفة أحد المقربين منه، وجري التفاوض من جديد ووصل المبلغ الذي أبدي الأسقف استعداده ليدفعه إلي 175 ألف جنيه فقط،وهو ما آثار الريبة والشك في صدور من يقومون بعملية التفاوض، حتي أيقن بعضهم أن الصور يمكن أن تكون صحيحة، وإلا فلماذا كل هذا القلق والاضطراب الذي يبديه الأسقف، ولماذا يلح أن ينتهي الأمر بهذه السرعة، ويحرص أشد الحرص ألا يتسرب شيء حتي لو كان صغيرا عن الموضوع. ))
http://www.elfagr.org/sections_archieve.aspx?sec_id=2758
كان الباز يتحدث وكأنه المحامى الخاص للأنبا المتهم ، وبصورة عائمة جعلت الجميع يشك فى الأنبا موسى أسقف الشباب ، لكن جريدة الطريق قطعت جميع التخرصات وأعلنت أن الأنبا مرقص أسقف شبرا الخيمة ، هو صاحب تلك الفضائح الجنسية وهو الذى يتوسل لصحافى نصرانى كيلا ينشر صوره الجنسية مع سكرتيرته :
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=54106
فما كان من الباز إلا أن يكتب صراحة عن الفضيحة وليزيل الاتهام عن جميع المشكوك فيهم فى "" الفجر " عدد "171 الصادر فى 22/9/2008م تحت عنوان " "سر المرأة التى تهدد عرش الأنبا مرقص " ، وقد حاول" الباز أن يقوم بحملة تلميع رخيصة للأنبا مرقص والإشادة به والتلطف معه فى الكلام والطبطة عليه وكأن لسان حال لسانه البذئ يقول له : ولا يهمك يا ابونا .. فضايح فضايح .. إحنا عاجبنا كده ..! قارن كلام الباز الذى يفيض رقة وعذوبة وحنان بحق الأنبا مرقص الذى تتحدث بفضائحه الركبان ، وقارن سبه للسيدة عائشة ، والصحابة الكرام ، ووصف " "أبو هريرة " بـ " راوى الأكاذيب " ، ودعوته لإلقاء أحاديث "الإمام البخارى فى " "صندوق قمامة " وتبريره لسب "الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم بأن نصارى مصر يريدوا أن يشعروا بالأمان فلذلك يسبون الرسول .. قارن تاريخه الأسود وما سطره قلمه الذى ينزف حقد وبذاءة وقذارة وعهر وسب لعلماء الإسلام والتشنيع عليهم ، ودعوته لتزويج المسلمة من نصرانى وإشادته برؤوس الفسق والضلال فى مصر من أمثال الهالك " "خليل عبدالكريم " و التافه " سيد القمنى " ، قارن كل هذا وغيره .. بما فعله مع أسقف يتحدث النصارى عن فضائحه .. وكيف أخرج الأسقف فى صورة الملاك المظلوم المفترى عليه الذى تخرج حوله الشائعات غير الصحيحة ، وبعدما أخرج الأنبا بهذه الصورة قال للأنبا أنه عليه أن يستغنى" عن خدمات السيدة التى يقولون أنه تزوجها سراً ، وأردف الباز أن هذا القول قسوة بالغة !! :
(( ليس أمامك يا أنبا مرقص إلا أن تثبت أن هذه السيدة مثلها مثل غيرها من الموظفات في المطرانية، لماذا لا تستغني عنها حتي تنزع مسمار جحا الذي يدقه مطلقو الشائعات في بيتك وعلي جدار مطرانيتك، أعرف أن فيما أقوله قسوة بالغة، لكن الحياة تحتاج منا في بعض الأحيان إلي بعض القسوة، لا أقول لك اطردها من المطرانية، ولكن يمكن أن تذهب إلي مكان آخر، تخدم فيه بنفس الروح، ووقتها ستقطع أنت لسان الشائعات، وهي ستفوق من حالة الاكتئاب والحزن التي تسيطر عليها بسبب ما يقال )) .
http://www.elfagr.org/TestAjaxNews.aspx?nwsId=10573&secid=2769
وإذا كان هذا الباز البذئ المتطاول عدو الله ورسوله حزين للغاية ، لأنه قال لأسقف له فضائح جنسية أن يستغنى عن الموظفة التى يتهمه النصارى بأنه يزنى معها ، واعتبر ذلك قسوة فاحشة منه .. فلماذا لا يعتبر سب الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم وسب أمهات المؤمنين وقذف سيدنا "" أبو هريرة " وهتك عرض شيوخ الإسلام" والتطاول على الإمام البخارى .. لماذا لا يعتبر هذا الفاجر أن ما فعله لم يكن قسوة وبذاءة فحسب ، بل هو فحش وفجور وتمهيد لحرب صليبية ؟؟
إن من يرى الباز وهو يقول أن كلامه للأنبا مرقص " "قسوة بالغة " يعتقد أنه قال له تب واستغفر لذنبك ولا تتمرد على الفطرة السليمة ولا تخترع عقائد ما أنزل" الله بها من سلطان ، فالزواج فطرة ، ومحاربته ردة وعدوان وتمرد على الله .. لكن الباز يقول عن خدمته وخيانته وحنانه المفرط مع الأنبا مرقص أنه " "قسوة بالغة " ! وإذا لم تستح فاصنع ما شئت ..."
ومن العجيب أن يكون الأنبا مرقص بطل هذه الفضائح هو من دعا منذ مدة إلى حذف المادة الثانية من الدستور المصرى والتى تنص على أن الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع .. فمن يطالب بإلغاء شرعية الإسلام الذى يراعى الفطرة وكرامة الإنسان يتورط فى فضائح سببها له البعد عن الإسلام :
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=45119
ليس الأنبا مرقص وحده :
يا سادة لا تظلموا الأنبا مرقص .. هو معذور .. لا تلوموا الأنبا مرقص .. فقد استجاب لنداء الفطرة .. استجاب لنداء النفس التى جُبلت على الميل للنساء .. لن أقول أن أنبياء الكتاب المقدس زنوا ومارسوا جميع أنواع الموبقات ، وعليه فالأنبا مرقص ليس أفضل من أنبياء كتابه حتى يقع فى الرذيلة .. ولكنى أقول أن هذه هى النتيجة الطبيعية للتمرد على الفطرة .. كيف للأنبا مرقص وغيره أن يعيشوا دون زواج ؟! وما هى الحكمة من ذلك ؟؟ ومن أمرهم بذلك .؟؟ من أين أتوا بهذه الاختراعات الشيطانية ؟؟ إن الزواج حاجة بيولوجية ملحة لا مفر منها.. مثلها مثل الشراب والطعام والنوم
لقد اخترعت الكناس عقائد شاذة لا يقرها الله مطلقاً ، إذ حرّمت الكنائس الزواج واعتبرته خطيئة شنيعة !! سُئل شنودة الثالث عن زواج الرهبان ، فبين أنه ذنب عظيم وخطية ويجب التوبة عنها وأن من يتزوج يحيد عن الأرثوذكسية أى الطريق المستقيم !! :
(( فالكاهن الذى يتزوج، لا يمكن أن يعود إلي الرهبنة إلا إذا ترك هذه الخطية التى يعيش فيها. وإن تركها نهائياً وتاب توبة حقيقية، وقبله ديره إنما يقبله مدة طويلة تحت الأختبار، لئلا يعود مرة أخرى إلي ذلك الارتباط الجسدانى.. والراهب الكاهن الذى يتزوج يفقد أموراً كثيرة: يفقد بتوليته، ويفقد رهبنته، ويفقد نذره، ويفقد كنهوته، ويفقد سمعته، ويفقد أرثوذكسيته.. ذلك لأنه لا يمكن أن تقبل كنيسة أرثوذكسية أن تزوجه. وغالباً ما يلجأ مثل هذا إلي طوائف أخرى غير أرثوذكسية لتزويجه زواجاً لا يريح أى ضمير.. وقد يعيش في اللامبالاة وقتاً. ثم إذا استيقظ ضميره، يتعب ويتألم ويعيش تعيساً... وهكذا يفقد سلامه القلبى أيضاً. ويبقى كسر النذر، والأستمرار في كسر النذر، شوكة في ضميره تتعبه طول حياته.. وفي نفس الوقت يصير عثرة... وتتعلق أبديته بتوبته، وترك ما هو فيه، وإصلاح نتائجه... ))
http://www.masi7i.com/index.pl/yeasr_of_peolpe_questions?wid=943&func=viewSubmission&sid=783
وبالقطع فما يقوله شنودة الثالث ورفاقه ، مجرد عبث وخروج على الفطرة ، ولا يُثبت زيف هذا المعتقد إلا فضائح القساوسة والرهبان والقمامصة والأساقفة ..
يذكر إنجيل متى هذا الحوار بين يسوع وتلاميذه :
(( و أقول لكم إن من طلق امرأته إلا بسبب الزنا و تزوج بأخرى يزني و الذي يتزوج بمطلقة يزنى قال له تلاميذه إن كان هكذا أمر الرجل مع المرأة فلا يوافق أن يتزوج فقال لهم ليس الجميع يقبلون هذا الكلام بل الذين أُعطي لهم لأنه يوجد خصيان ولدوا هكذا من بطون أمهاتهم و يوجد خصيان خصاهم الناس و يوجد خصيان خصوا أنفسهم لأجل ملكوت السماوات من استطاع أن يقبل فليقبل )) ( متى 19 : 9 – 12 ) .
ومن كلام يسوع نجده يحصر الذين لا يتزوجون فى الخصيان الذين خلقوا هكذا ولا إرادة لهم فى ذلك ، وفى الذين يخصون أنفسهم .. أى أنه لم يقل أن الأسقف الذى له خصيتين ويمتنع عن الزواج سيدخل الملكوت ..
إن قول يسوع يستلزم أن يكون رئيس كل كنيسة قد قام بقطع خصيتيه ليدخل الملكوت .. وعليه فهو أمر من اثنين إما أن يكون رؤساء الكنائس خصوا أنفسهم وإما أنهم رفضوا الامتثال لقول يسوع ، وعليه فحرمان الأساقفة من الزواج مجرد مسلسل عبثى يترتب عليه فضائح ومهازل .. ولنا أن نتساءل : ماذا لو كان والد شنودة الثالث لم يتزوج فمن أين كان سيأتى شنودة الثالث ليصبح أسقف وبطريرك يُحرّم الزواج ويحارب الفطرة ؟؟ من أين كان سيأتى شنودة الثالث إن كان والده أخذ بنصيحة يسوع وقام بخصى نفسه ؟؟ ... أليس فيكم رجل رشيد ؟
الإسلام والفطرة :
روى البخارى ومسلم : (( أن نفراً من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم قال أحدهم : أما أنا فأصوم لا أفطر ، وقال الآخر : أما أنا فأقوم لا أنام ، وقال الآخر : أما أنا فلا أتزوج النساء ، وقال الآخر : أما أنا فلا آكل اللحم فقام النبى صلى الله عليه وسلم خطيباً فقال : ما بال رجال يقول أحدهم كذا وكذا ، لكنى أصوم وأفطر وأقوم وأنام وأتزوج النساء وآكل اللحم فمن رغب عن سنتى فليس منى ))
هذا هو الإسلام .. هذا هو الإسلام الذى يحاربونه ويسبونه فى شتى المحافل .. هذا هو الدين الربانى .. هذا هو الدين الخالد .. هذه هى رسالة أشرف خلق الله وسيد الإنسانية صلى الله عليه وسلم ... هذا هو ديننا الطاهر النقى الذى لا يحض على فاحشة أو رذيلة ويأمر بالمعروف ومكارم الأخلاق .. وهذه هى نهاية التمرد على فطرة الله التى فطر الناس عليها يا نيافة الأنبا مرقص .
??????????=======
???(((((إلى زكريا بطرس : لا تُسقط ما فعله يسوع على رسولنا
بقلم / محمود القاعود))))))))))))=======
فى الحلقة 75 من برنامج " "حوار الحق " الذى تبثه فضائية " الحياة " التنصيرية ، ويُقدمه القُمص "زكريا بطرس ؛ يُقدم لنا القُمص عريضة اتهام لرسولنا الأعظم صلى الله عليه وسلم بأنه - وحاشاه - مارس الشذوذ الجنسى ، ولم يفت القمص أن يُذكرنا بأنه لا يأتى بشئ من عنده ! بل إنه يرجع لكتب التراث والأحاديث ويُريد لنا الخلاص واتباع يسوع الذى يعبده من دون الله . كذلك لم يفته أن يقول بين الفينة والأخرى موجهاً حديثه للمسلمات : إيه رأيك يا مدام ؟ هل ده يصح ؟ فى نبى يعمل كده ؟ هل حد يقبل إن شيخ الأزهر يعمل كده ؟!
ويعتقد القُمص أنه باستخدام مبدأ " "أفضل وسيلة للدفاع الهجوم " وبالمثل المصرى الشهير " لا تعايرنى ولا أعايرك الهم طايلنى وطايلك " وأيضاً بالمثل المصرى الشهير " كلم القحبة تلهيك اللى فيها تجيبو فيك " ، يعتقد القمص أنه بذلك سيسقط على رسولنا ما فعله يسوع وأثبتته الأناجيل وعلماء اللاهوت فى أوروبا وأمريكا ؛ من شذوذ يسوع الجنسى .."
والحق أقول أن القُمّص ينطبق عليه ما ذكره كتابه المقدس : (( كل شيء طاهر للطاهرين و أما للنجسين و غير المؤمنين فليس شيء طاهرا بل قد تنجس ذهنهم أيضا و ضميرهم يعترفون بأنهم يعرفون الله ولكنهم بالأعمال ينكرونه إذ هم رجسون غير طائعين ومن جهة كل عمل صالح مرفوضون )) ( تيطس 1: 15، 16).
فالقمص ذهب إلى كلام لا يحتمل تأويلاته الفاحشة القذرة وراح يرى كل شئ فى الدنيا قذر ونجس من أجل نفى تهمة الشذوذ عن يسوع وتشويه صورة الرسول الأعظم الذى لا تؤثر فيه هلوسات الأنجاس مهما قالوا وشنّعوا .
يعتمد القُمّص على عدة روايات يدعى أنه تؤيد أكاذيبه وهلوساته التى يروج لها أتباعه ويُصفقون له بسببها ، اعتقاداً منهم أنهم قد دمروا الإسلام وقضوا عليه بالتشنيع على من حمل رسالة الإسلام !
أولاً : حديث مزاح الرسول مع رجل من الأنصار
(( حدثنا عمرو بن عون أخبرنا خالد عن حصين عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أسيد بن حضير رجل من الأنصار قال بينما هو يحدث القوم وكان فيه مزاح بينا يضحكهم فطعنه النبي صلى الله عليه وسلم في خاصرته بعود فقال أصبرني فقال اصطبر قال إن عليك قميصا وليس علي قميص فرفع النبي صلى الله عليه وسلم عن قميصه فاحتضنه وجعل يقبل كشحه قال إنما أردت هذا يا رسول الله ))
الراوي: أسيد بن حضير - خلاصة الدرجة: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح] - المحدث: أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 5224
وسنفرض فى الحديث الصحة ولن نقول منكر وموضوع ومرفوع ومقطوع كما يدعى القُمّص .. الأمر بكل بساطة أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يمزح مع رجل من الأنصار بطعنه فى خاصرته – ألا ترى ما يفعله رؤساء الدول فى اجتماعاتهم من مزاح عن طريق الأحضان ووضع اليد على العين والوخز فى البطن والجذب من الأذن وغيرها من الحركات التى لا تجعلنا نتهم هؤلاء الرؤساء أو الزعماء بالشذوذ الجنسى – فما كان من الرجل إلا أن دعا النبى أن يصبر عليه ليقتص منه بمنطق المزاح جراء طعن الرسول الأعظم له بعصاه .. وابلغ النبى أنه عندما طُعن لم يكن يلبس قميصاً .. فرفع النبى قميصه – ولاحظ طبيعة المجتمع البدوى فى ذلك الوقت – واقبل الرجل على رسولنا الأعظم يحتضنه ويُقبل كشحه .. والكشح كما جاء فى لسان العرب هو : (( ما بين الخاصرة إلى الضلع الخلف ، وهو من لدن السرة إلى المتن .. مابين الحجبة إلى الإبط ؛ وقيل هو الخصر )) ( لسان العرب ص 3880 ج 5 ) .
وقد فعل الرجل هذا من شدة حبه للرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم فرد على طعنة العصا بتقبيل النبى صلى الله عليه وسلم .. فأين فى هذا الموقف ما يدعيه القُمص من لغو فاحش فارغ قبيح ؟؟
ثانياً : حديث الرسول الأعظم وزاهر :
(( أن رجلا من أهل البادية كان اسمه زاهر أو حرام وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه وكان دميما فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه وهو لا يشعر فقال : أرسلني من هذا ؟ فالتفت فعرف النبي صلى الله عليه وسلم فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم حين عرفه وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول من يشتري العبد ؟ فقال : يا رسول الله إذا والله تجدني كاسدا ، فقال لكن عند الله لست بكاسد أو قال : لكن عند الله أنت غال )) .
الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: رواه ثقات ولم يخرجه الستة لنكارته - المحدث: الذهبي - المصدر: المهذب - الصفحة أو الرقم: 8/4269
وسنفرض فى الحديث الصحة ولن نقول منكر وموضوع ومرفوع ومقطوع كما يدعى القُمّص .. الأمر بكل وضوح أن الرسول الأعظم والقدوة الحسنة والمثال الأسمى كان يمزح مع زاهر فاحتضنه من خلفه – هل ترى المؤتمرات التى تنقلها الفضائيات عندما يأتى سكرتير من الخلف ويتحدث فى أذن زعيم أو شخصية عامة ليبلغه أى شئ .. هل يعد ذلك شذوذاً !؟ بل إنك ترى الشباب فى أى مكان فى العالم يحتضنون بعض من الخلف كدليل على المزاح ؛ فمنهم من يأتيك من الخلف ويضع يده فوق عينيك لتتوقع من هذا الشخص .. ومنهم من يحتضنك من الخلف ليرى هل تستطيع أن تفلت منه أم لا - وعندما علم الرجل بأن الرسول الأعظم هو الذى يُمازحه زاد قرباً من الرسول .. والرسول يقول : من يشترى العبد !؟ أى أن الرسول الأعظم يقف وسط حشد من الناس .. ويرد الرجل : إذا والله تجدنى كاسداً .. معتقداً أن دمامته ستجعله كاسداً .. فيضرب الرسول الأعظم المثال الأسمى فى العدل والمساواة ورفع الروح المعنوية للمهمشين والمسحوقين والذين يعتقدون أن الله ينظر إلى الوجوه فحسن الوجه فى الجنة وقبيح الوجه فى النار ! .. فيقول المصطفى : لكن عند الله لست بكاسد .. أى أن الدمامة لن تجعل الله يعاملك كما يعاملك الناس .. بل أنت عند الله غال .
فما أجمل هذا الهدى النبوى العظيم .. وتلك الحِكم البليغة الرائعة .. وما أقبح الكذبة السفلة الذين يفترون على رسول الله الكذب والبهتان .
ثالثاً : حديث الرسول الأعظم وأبو سفيان :
(( قال ابن إسحاق : وقد كان أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة قد لقيا رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا بنيق العقاب فيما بين مكة والمدينة ، فالتمسا الدخول عليه فكلمته أم سلمة فيهما ، فقالت يا رسول الله ابن عمك وابن عمتك وصهرك ، قال لا حاجة لي بهما ، أما ابن عمي فهتك عرضي ، وأما ابن عمتي وصهري فهو الذي قال في بمكة ما قال . قال فلما خرج الخبر إليهما بذلك ومع أبي سفيان بني له . فقال والله ليأذنن لي أو لآخذن بيدي بني هذا ، ثم لنذهبن في الأرض حتى نموت عطشا وجوعا ، فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لهما ، ثم أذن لهما ، فدخلا عليه فأسلما )) . ( سيرة : ابن هشام ) .
يهلل القُمّص لكلمة " "هتك عرضى " ويدعى أن هتك العرض معناه " الاغتصاب الجنسى ! " .."
قلت : هل يُعقل أن يعترف أى إنسان بأنه تعرّض لاغتصاب جنسى بعد مرور سنوات بعيدة وهو فى عز قوته وسلطانه !؟
هل يُعقل أن يسجل القرآن الكريم شتى الاتهامات التى وجهها الكفّار للرسول الأعظم وأن يتجاهل أكذوبة الاغتصاب التى اخترعها القُمص وصبيانه !؟
هل يُعقل أن تروى كتب السيرة جميع الأخبار بما فيها الشاذ والمنكر والموضوع والضعيف وما قاله أعداء المصطفى عنه ولا يسجلوا أكذوبة الاغتصاب التى اخترعها القُمص وصبيانه !؟
هل يُعقل ألا تعاير " "هند بنت عتبة " زوجة أبى سفيان ، الرسول بحادث الإفك الذى اخترعه القُمص انتقاماً لمقتل أبيها فى غزوة بدر الكبرى !؟"
هل يُعقل ألا يُعاير " "الوليد بن المغيرة " النبى بتلك الأكذوبة ، وهو الذى قال الله فى شأنه :"
(( ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَّمْدُودًا وَبَنِينَ شُهُودًا وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيدًا ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ نَظَرَ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ سَأُصْلِيهِ سَقَرَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ )) ( المدثر : 11 – 30 ) .
هل يُعقل أن يتغافل " "الأخنس بن شريق " عن تلك الأكذوبة الخرقاء ، وهو الذى قال الله فيه :"
((وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ )) ( القلم : 10 – 16 ) .
هل يُعقل أن يتعامى " "أبو لهب " عن هذه التلفيقات القذرة وهو الذى قال الله فيه :"
(( تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ )) ( المسد : 1 – 5 ) .
هل يُعقل أن يتغافل أعداء الرسول الأعظم عن تلك الحادثة الكاذبة ولا يلتفتوا إليها رغم أن القرآن الكريم حمل عليهم وشهر بهم !؟
هل وحده القُمص دوناً عن باقى البشر الذى يفهم ويعلم !؟
إذاً ما هو المقصود بـ " هتك العرض " ولماذا استخدم الرسول هذا المصطلح فى حق " أبى سفيان " واستخدم عبارة " قال فى بمكة ما قال " فى حق عبدالله بن أبى أمية ؟؟
قلت : أولاً .. لا يُعقل أن يأتى إنسان يدعى النبوة ويلوث صورته وسمعته أمام أتباعه اللهم إلا إن كان مجنوناً .. فضلاً عن أن يقول أنه تعرض لاغتصاب جنسى !!!
ثانياً : هتك العرض مصطلح يُعبر عن الإيذاء النفسى قولاً ونثراً و شعراً والتعدى على الغير فى غيبته بالكلام الباطل .. ولم يُستخدم ذلك المصطلح بمعنى "" الاغتصاب " أو " الاعتداء الجنسى " إلا حديثاً .. فالمعنى الجنسى له لا يمكن استخدامه بحال من الأحوال فى أيام الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ولم نسمع أو نقرأ أن أحداً من الناس ذهب يشكو اعتداءًا جنسياً للرسول فيقول له : لقد هتك فلاناً عرضى !! ."
وعن العرض جاء فى " "لسان العرب " : (( عرض الرجل حسبه ، وقيل نفسه ، وقيل خليقته المحمودة، "وقيل ما يمدح به ويذم. وفي الحديث: إن أعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، قال ابن الأثير: هو جمع العرض المذكور على اختلاف القول فيه ، قال حسان:
فإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمد منكم وقاء
قال ابن الأثير: هذا خاص للنفس. يقال: أكرمت عنه عرضي أي صنت عنه نفسي، وفلان نقي العرض أي برئ من أن يشتم أو يعاب، والجمع أعراض. وعرض عرضه يعرضه واعترضه إذا وقع فيه وانتقصه وشتمه أو قاتله أو ساواه في الحسب، أنشد ابن الأعرابي: وقوما آخرين تعرضوا لي، ولا أجني من الناس اعتراضا أي لا أجتني شتما منهم. ويقال: لا تعرض عرض فلان أي لا تذكره بسوء، وقيل في قوله شتم فلان عرض فلان: معناه ذكر أسلافه وآباءه بالقبيح، ذكر ذلك أبو عبيد فأنكر ابن قتيبة أن يكون العرض الأسلاف والآباء، وقال: العرض نفس الرجل . وقال اللحياني: العرض عرض الإنسان، ذم أو مدح، وهو الجسد. وفي حديث عمر، رضي الله عنه، للحطيئة : كأني بك عند بعض الملوك تغنيه بأعراض الناس أي تغني بذمهم وذم أسلافهم في شعرك وثلبهم، قال الشاعر:
ولكن أعراض الكرام مصونة إذا كان أعراض اللئام تفرفر
وقال آخر :
قاتلك الله ! ما أشد عليك البدل فى صون عرضك الجربِ !
يُريد فى صون أسلافك اللئام ِ ؛ وقال فى قول حسّان :
فإن أبى ووالده وعرضى .. أراد فإن أبى ووالده وأسلافى . فأتى بالعموم بعد الخصوص كقوله عز وجل " "وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ " ( الحجر : 87 ) أتى بالعموم بعد الخصوص وفى حديث أبى ضمضمٍ : اللهم إنى تصدقت بعرضى على عبادك . أى تصدقت على من ذكرنى بما يرجع إلى عيبه . وقيل أى بما يلحقنى من الذى فى أسلافى . وعرض الرجل: حسبه. ويقال: فلان كريم العرض أي كريم الحسب. وأعراض الناس: أعراقهم وأحسابهم وأنفسهم. وفلان ذو عرض إذا كان حسيبا. وفي الحديث: لي الواجد يحل عقوبته وعرضه أي لصاحب الدين أن يذم عرضه ويصفه بسوء القضاء، لأنه ظالم له بعدما كان محرما منه لا يحل له اقتراضه والطعن عليه، وقيل: عرضه أن يغلظ له وعقوبته الحبس، وقيل: معناه أنه يحل له شكايته منه، وقيل: معناه أن يقول يا ظالم أنصفني، لأنه إذا مطله وهو غني فقد ظلمه. وفي حديث النعمان بن بشير عن النبي، صلى الله عليه وسلم:" فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه أي احتاط لنفسه... وفي الحديث: كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه، قال ابن الأثير: العرض موضع المدح والذم من الإنسان سواء كان في نفسه أو سلفه أو من يلزمه أمره، وقيل: هو جانبه الذي يصونه من نفسه وحسبه ويحامي عنه أن ينتقص ويثلب، وقال أبو العباس: إذا ذكر عرض فلان فمعناه أموره التي يرتفع أو يسقط بذكرها من جهتها بحمد أو بذم ، فيجوز أن تكون أمورا يوصف هو بها دون أسلافه، ويجوز أن تذكر أسلافه لتلحقه النقيصة بعيبهم )) ( لسان العرب ج 4 ص 2887 ) .
وكما هو واضح فالإجماع على أن العرض يعنى النفس وهتكه يعنى تجريح الإنسان وسبه هو وأهله وأسلافه ..
ثالثاً : يعرف الجميع مقدار العداء الذى أظهره " "أبو سفيان " – قبل إسلامه - للرسول صلى الله عليه وسلم ، وأنه هجا الرسول الأعظم بعدة قصائد .. ومعروف أن الهجاء عند العرب هو ما يؤلم النفس ويؤذى المشاعر ويهتك العرض ؛ لما يحمله من شتائم وتدليسات وأكاذيب .. وقصائد الهجاء المتبادلة بين سيدنا حسان بن ثابت رضى الله عنه وأبا سفيان ، خير دليل على ذلك .. "
يقول حسان فى إحدى قصائده التى ترد على هجاء أبى سفيان :
ألا أبلــغ أبا سفيان عني فأنت مجوف نخب هواء
بأن سيـوفنا تركتك عبداً وعبد الدار سادتها الإماء
هجوت محمداً فأجبت عنه وعند الله في ذاك الجزاء
أتهجوه ولستَ له بكفءٍ فشركما لخيركما الفداء
هجوت مباركاً برّاً حنيفاً أمين الله شـيمته الوفاء
فمن يهجورسول الله منكم ويمدحـه وينصُره سواء
فإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمد منكم وقاء
لساني صارم لاعيب فيه وبحري لاتكدره الدلاء
وقال أيضاً فى هجاء أبى سفيان :
لست من المعشر الأكرمين لا عبد شمسٍ ولا نوفل ِ
وليس أبوك بساقى الحجيج ، فاقعد على الحسب الأرذلِ
ولكن هجين منوط بهم ، كما نوّطت حلقه المحملِ
تجيش من اللؤمِ أحسابُكُم كجيش المُشاشة فى المرجلِ
فلو كنت من هاشمٍ فى الصميـ ـم لم تهجُنا ، وركى مُصطلى
وانتقل الصراع من هجاء الرسول إلى حرب شعرية بين أبى سفيان وحسان ..
يقول أبو سفيان :
ألا من مُبلغ حسّان عنى خلفت أبى ولم تخلُف أباكا
فرد عليه حسان :
لأنّ أبى خلافتهُ شديدٌ وأن أباك مثلك ما عداكا
فمعنى قول الرسول الأعظم أن " "أبو سفيان " هتك عرضه ، أنه أكثر من هجائه الفاحش المقذع ، الذى دفع حسان بن ثابت لأن يتفرغ لهجاء أبا سفيان .. "
وغير هذا كله .. فما زلنا حتى يومنا هذا نستخدم كلمة " "هتك العرض " بمعنى الإيذاء النفسى بالكلام .. فمثلاً عندما نقول عن خنازير المهجر من النصارى أنهم يهتكون عرض الإسلام .. نقصد أنهم يستخدمون أساليب العاهرات فى السب والشتم من أجل تشويه صورة الإسلام .. وعندما تخرج صحيفة معارضة بعنوان " هتك عرض الوطن " فإنها لا تعنى أن أفراد الشعب تم اغتصابهم كما يقول القُمص الكذاب .. ولكنها تعنى أن هناك إساءة بالغة وُجهت للوطن ... إلخ ."
وأما استخدام الرسول الأعظم لعبارة "" قال فى بمكة ما قال " فى حق "عبدالله بن أبى أمية ، فذلك لأنه استهزأ بدعوة الرسول الأعظم وعلق إيمانه على حدوث معجزة كبرى أو أن يأتى الرسول بالله وملائكته ليدلل على صدقه !
فأنزل الله تعالى فيه :
(( وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعًا أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً )) ( الإسراء : 90 – 93 ) .
يتبين لنا أن ما يفعله القُمص محاولة فاشلة بائسة تعيسة خاسرة تافهة لتشويه صورة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم .. لكن أنى له ذلك وقد تعهد رب العالمين بنصرة رسوله الحبيب :
(( إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللّهِ إِلـهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ )) ( الحجر : 95 – 96 ) .
لماذا يحاول القُمّص قدر جهده لصق تهمة الشذوذ برسولنا الأعظم ؟ :
الإسقاط هو المسيطر على سلوك وفكر زكريا بطرس .. بحيث يرمى الناس بما فيه وفى عقيدته الباطلة الكاذبة التى تجعل من خالق الكون جنين ينزل من مهبل امرأة ويبول ويخرأ ويحتلم ويتعب ويمرض ويأكل ويشرب ويُصلب ..
وقد رمى زكريا بطرس رسولنا بالشذوذ لأن كتابه المقدس يعج بالممارسات الشاذة ، ولأن يسوع الذى يعبده كان شاذ جنسياً
الشذوذ الجنسى فى الكتاب المقدس :
دعارة الأطفال :
(( ثم صعد واضطجع فوق الصبي ووضع فمه على فمه وعينيه على عينيه ويديه على يديه وتمدّد عليه فسخن جسد الولد. ثم عاد وتمشى في البيت تارة الى هنا وتارة الى هناك وصعد وتمدّد عليه فعطس الصبي سبع مرّات ثم فتح الصبي عينيه )) ( الملوك الثانى ص4 :34 ).
حب ولواط حتى الموت :
(( شاول ويوناثان المحبوبان والحلوان في حياتهما لم يفترقا في موتهما . أخف من النسور وأشد من الأسود )) ( صموئيل الثانى ص 1 : 23 ) .
لذة اللواط تفوق لذة النساء .. هكذا تحدث داود جد يسوع :
(( قد تضايقت عليك يا أخي يوناثان . كنت حلوا لي جدا . محبتك لي أعجب من محبة النساء )) ( صموئيل الثانى ص 1 : 26 ) .
داود جد يسوع واللواط :
(( وكان لما فرغ من الكلام مع شاول أن نفس يوناثان تعلقت بنفس داود ، وأحبه يوناثان كنفسه )) ( صموئيل الأول ص 18 : 1 ) .
يسوع ستربتيز أمام التلاميذ :
(( قام عن العشاء – أى يسوع - ، وخلع ثيابه ، وأخذ منشفة واتزر ها ثم صب ماء في مغسل ، وابتدأ يغسل أرجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي كان متزرا بها )) ( يوحنا ص 13 : 4 – 5 )
تلميذ يجلس على عضو يسوع الذكرى :
(( وكان متكئا في حضن يسوع واحد من تلاميذه ، كان يسوع يحبه )) ( يوحنا ص 13 : 23 )
يسوع يتحرش بالأطفال ويتحسسهم :
(( وقدموا إليه أولادا لكي يلمسهم . وأما التلاميذ فانتهروا الذين قدموهم فلما رأى يسوع ذلك اغتاظ وقال لهم : دعوا الأولاد يأتون إلي ولا تمنعوهم ، لأن لمثل هؤلاء ملكوت الله الحق أقول لكم : من لا يقبل ملكوت الله مثل ولد فلن يدخله فاحتضنهم ووضع يديه عليهم وباركهم )) ( مرقص ص 10 : 13- 16 ) .
يسوع طبيب الشواذ :
(( ولما دخل يسوع كفرناحوم ، جاء إليه قائد مئة يطلب إليه ويقول : يا سيد ، غلامي مطروح في البيت مفلوجا متعذبا جدا فقال له يسوع : أنا آتي وأشفيه )) ( متى ص 8 : 5 – 8 ) .
يسوع يقول أن القضيب عندما يدخل فى فتحة الشرج لا ينجس الإنسان :
(( ثم دعا كل الجمع وقال لهم : اسمعوا مني كلكم وافهموا ليس شيء من خارج الإنسان إذا دخل فيه يقدر أن ينجسه ، لكن الأشياء التي تخرج منه هي التي تنجس الإنسان إن كان لأحد أذنان للسمع ، فليسمع )) ( مرقص ص 7 : 14 – 16 ) .
ولا يتعجب إنسان من شذوذ يسوع فهو من نسل الزناة اللصوص القتلة السكيرون عبدة الأوثان
راحاب الزانية جدة يسوع :
(( فارسل يشوع بن نون من شطيم رجلين جاسوسين سرا قائلا اذهبا انظرا الارض و اريحا فذهبا و دخلا بيت امراة زانية اسمها راحاب و اضطجعا هناك )) ( يشوع 2 : 1 ) .
راعوث جدة يسوع أول امرأة تمص القضيب فى التاريخ :
(( قالت لها نعمي حماتها يا بنتي ألا التمس لك راحة ليكون لك خير فالآن أليس بوعز ذا قرابة لنا الذي كنت مع فتياته ها هو يذري بيدر الشعير الليلة فاغتسلي و تدهني و البسي ثيابك و انزلي إلى البيدر و لكن لا تعرفي عند الرجل حتى يفرغ من الأكل و الشرب و متى اضطجع فاعلمي المكان الذي يضطجع فيه و ادخلي و اكشفي ناحية رجليه و اضطجعي و هو يخبرك بما تعملين فقالت لها كل ما قلت اصنع )) ( راعوث ص 3 : 1- 5 )
ثامار جدة يسوع تزنى مع حماها :
" "وَلَمَّا طَالَ الزَّمَانُ مَاتَتِ ابْنَةُ شُوعٍ امْرَأَةُ يَهُوذَا. ثُمَّ تَعَزَّى يَهُوذَا فَصَعِدَ إِلَى جُزَّازِ غَنَمِهِ إِلَى تِمْنَةَ، هُوَ وَحِيرَةُ صَاحِبُهُ الْعَدُلاَّمِيُّ. فَأُخْبِرَتْ ثَامَارُ وَقِيلَ لَهَا: هُوَذَا حَمُوكِ صَاعِدٌ إِلَى تِمْنَةَ لِيَجُزَّ غَنَمَهُ . فَخَلَعَتْ عَنْهَا ثِيَابَ تَرَمُّلِهَا، وَتَغَطَّتْ بِبُرْقُعٍ وَتَلَفَّفَتْ، وَجَلَسَتْ فِي مَدْخَلِ عَيْنَايِمَ الَّتِي عَلَى طَرِيقِ تِمْنَةَ، لأَنَّهَا رَأَتْ أَنَّ شِيلَةَ قَدْ كَبُرَ وَهِيَ لَمْ تُعْطَ لَهُ زَوْجَةً. فَنَظَرَهَا يَهُوذَا وَحَسِبَهَا زَانِيَةً، لأَنَّهَا كَانَتْ قَدْ غَطَّتْ وَجْهَهَا. فَمَالَ إِلَيْهَا عَلَى الطَّرِيقِ وَقَالَ: هَاتِي أَدْخُلْ عَلَيْكِ . لأَنَّهُ لَمْ يَعْلَمْ أَنَّهَا كَنَّتُهُ. فَقَالَتْ: مَاذَا تُعْطِينِي لِكَيْ تَدْخُلَ عَلَيَّ؟ فَقَالَ: إِنِّي أُرْسِلُ جَدْيَ مِعْزَى مِنَ الْغَنَمِ . فَقَالَتْ: هَلْ تُعْطِينِي رَهْنًا حَتَّى تُرْسِلَهُ؟ . فَقَالَ: مَا الرَّهْنُ الَّذِي أُعْطِيكِ؟ فَقَالَتْ: خَاتِمُكَ وَعِصَابَتُكَ وَعَصَاكَ الَّتِي فِي يَدِكَ». فَأَعْطَاهَا وَدَخَلَ عَلَيْهَا، فَحَبِلَتْ مِنْهُ." التكوين [ 38: 12- 18 ] "
ابنة لوط جدة يسوع تزنى مع والدها :
""وَصَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي الْجَبَلِ وَابْنَتَاهُ مَعَهُ لانَّهُ خَافَ انْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَسَكَنَ فِي الْمَغَارَةِ هُوَ وَابْنَتَاهُ. وَقَالَتِ الْبِكْرُ لِلصَّغِيرَةِ: ابُونَا قَدْ شَاخَ وَلَيْسَ فِي الارْضِ رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ كُلِّ الارْضِ. هَلُمَّ نَسْقِي ابَانَا خَمْرا وَنَضْطَجِعُ مَعَهُ فَنُحْيِي مِنْ ابِينَا نَسْلا. فَسَقَتَا ابَاهُمَا خَمْرا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَ ابِيهَا وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلا بِقِيَامِهَا. وَحَدَثَ فِي الْغَدِ انَّ الْبِكْرَ قَالَتْ لِلصَّغِيرَةِ: انِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ الْبَارِحَةَ مَعَ ابِي. نَسْقِيهِ خَمْرا اللَّيْلَةَ ايْضا فَادْخُلِي اضْطَجِعِي مَعَهُ فَنُحْيِيَ مِنْ ابِينَا نَسْلا. فَسَقَتَا ابَاهُمَا خَمْرا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ ايْضا وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلا بِقِيَامِهَا. فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أبِيهِمَا. فَوَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْنا وَدَعَتِ اسْمَهُ مُوابَ -وَهُوَ أبُو الْمُوابِيِّينَ إلَى الْيَوْمِ- وَالصَّغِيرَةُ ايْضا وَلَدَتِ ابْنا وَدَعَتِ اسْمَهُ بِنْ عَمِّي -وَهُوَ ابُو بَنِي عَمُّونَ الَى الْيَوْمِ-." التكوين [19 : 30ـ 39 ]"
زوجة أوريا جد يسوع التى اغتصبها داود جد يسوع :
" "وكان في وقت المساء أن داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك فرأى من على السطح امرأة تستحمّ.وكانت المرأة جميلة المنظر جدا. فأرسل داود وسأل عن المرأة فقال واحد أليست هذه بثشبع بنت اليعام امرأة أوريا الحثّى فارسل داود رسلا وأخذها فدخلت إليه فاضطجع معها وهي مطهّرة من طمثها.ثم رجعت إلى بيتها وحبلت المرأة " [ صموئيل الثانى 11: 2- 27 ] "
سليمان جد يسوع زانى وعابد أصنام :
(( واحب الملك سليمان نساء غريبة كثيرة مع بنت فرعون موآبيات وعمونيات وادوميات وصيدونيات وحثّيات من الأمم الذين قال عنهم الرب لبني إسرائيل لا تدخلون إليهم وهم لا يدخلون إليكم لأنهم يميلون قلوبكم وراء آلهتهم.فالتصق سليمان بهؤلاء بالمحبة. وكانت له سبع مئة من النساء السيدات وثلاث مئة من السراري فامالت نساؤه قلبه. وكان في زمان شيخوخة سليمان أن نساءه أملن قلبه وراء آلهة اخرى ولم يكن قلبه كاملا مع الرب الهه كقلب داود ابيه. فذهب سليمان وراء عشتورث إلاهة الصيدونيين وملكوم رجس العمونيين. وعمل سليمان الشر في عيني الرب ولم يتبع الرب تماما كداود أبيه. )) ( ملوك الأول : 1 – 6 ) .
هذا هو نسب يسوع .. من سلالة زناة .. قتلة ..عباد أوثان .. فلا غرابة فى شذوذه الجنسى .. ولا غرابة فى أن يحاول القُمص دفع تلك الوساخات ليُلصقها برسولنا الأعظم صلى الله عليه وسلم .. وعلى القُمص أن يكف عن تلك الأكاذيب السمجة السخيفة الرقيعة وألا يُسقط ما فعله يسوع على رسولنا .. فالمشاهد ليس بهذا الغباء الذى يتصوّره القُمص .
ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين .
ــــــــــ
لسنا فى حاجة للتأكيد على أننا لا نعنى السيد المسيح عليه سلام الله بتلك الشخصية الممسوخة المسماة " "يسوع " فى الأناجيل .. فحاشا لله أن نتحدث بسوء عن كلمة الله وأمه الصديقة الطاهرة البتول " مريم بنت عمران " .. وحديثنا عن شخصية يسوع لإقامة الحجة على عباد الخروف وإظهار مدى وضاعة الشخصية التى يعبدونها من دون الله .
احتدم الجدل مؤخراً في الأوساط الدينية النصرانية حول العالم بسبب تفاقم حالة تراخي الموقف الكهنوتي للطوائف الكبرى حيال تزايد حالات الشذوذ الجنسي، ليس فقط بين رعية الكنائس ولكن على مستوى الكهنة والقساوسة وصولاً إلى رئاسة الأساقفة بعد تعيين أول أسقف مجاهر بعلاقتة الشاذة رئيساً لأسقفيته في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2003م والذي أثار المزيد من الجدل مجدداً بإعلانه في شهر يونيو الماضي وعلى شاشات التلفزرة الاقتران كنسياً بشريكه في الشذوذ.
وفي الأسبوع الماضي وحده تناقلت وسائل الإعلام الإلمانية خبر أقالة بابا الفاتيكان لقسيس من منصبه الكهنوتي وطرده من الكنيسة بعد ثبوت تورطه في ((مباركة)) عقد قران شاذين داخل الكنيسة ذاتها إذ أعلنهما زوج وزوج!
أيضاً لم يزل ملف اختراق الشذوذ الجنسي لكنائس طائفة الانجليكان التابعة للتاج البريطاني مشتعلاً منذ تصدع هذه الكنيسة إلى عدة فرق متناحرة بين أقصى اليمين والوسط واليسار، فمن مرحب بالشذوذ بل وترسيم كهنة شاذين وسحاقيات وتقليدهم أعلى الرتب الكنسية، كما هو الحال على الجبهة الأمريكية من الأنجليكان بها، مروراً بتيار ((معتدل)) يحاول اللعب على الحبلين متمثلاً في موقف الكنيسة الأم في كانتبري ببريطانيا وانتهاء بكنائس تابعة في أفريقيا وخصوصاً نيجريا حيث يهدد الأنجليكان فيها سنوياً بالانفصال وتكوين طائفة خاصة بهم بسبب موقفهم ((المتشدد)) المعارض للشذوذ ولادماج الشاذين في صفوف الرعية.
مزيد من الزيت على النار
وبعيداً عن الملف الضخم لانشقاقات الأنجليكان وانهيار كنيستهم على مؤخرات قساوستهم الشاذين جنسياً، فإن ولاية كالفورنيا الأمريكية كانت قد دقت أكبر ((خابور)) ثالث في نعش التنصير الغربي بعدما أعلنت محاكمها في أواخر يونيو الماضي السماح للشاذين بالاقتران مدنياً وكنسياً في ((علاقة زواج)) لتكون بذلك ثالث ولاية أمريكية تعترف بأنماط شاذة من هذه الأنكحة الفاسدة لتنقلب الأمور والصورة أكثر وأكثر.
وهكذا تسارعت وتيرة الانشقاقات الكنسية إذ بادرت العديد من كنائس الولاية وبموجب القانون الجديد إلى فتح أبوابها لاستقبال العشرات من الشاذين والسحاقيات وقامت بعقد قرانهم بـ ((مباركة يسوع المسيح)) أمام ((المذبح المقدس)) والصليب!!
وانقسم المشهد التنصيري الأمريكي بالذات إلى مؤيد ومعارض بينما يرشق كل فريق الآخر بنصوص من أسفارهم المقدسة والأناجيل وحياة من يسميهم النصارى بـ ((القديسين)) في اطار احتجاج كل فريق على مخالفيهم بما يجده في بطون النصوص المقدسة وسير كبار آباء الكنيسة من الأوائل.
الموضوع الصاعقة
ففي سياق كل ما تقدم من تطور للجدل الذي يعصف بكنائس النصارى في الغرب وما يتبعها من كنائس في العالم الثالث، يأتي هذا الموضوع المنشور في موقع إعلامي أمريكي [المصدر]، تحت عنوان ((زواج المثليين والنصرانية: ليس دوماً في تضاد))، ولينكأ الموضوع المزيد من الجراح وليفجر كل علامات التعجب والاستفهام فوق رؤوس النصارى أنفسهم قبل المسلمين وغيرهم.
Gay Marriage & Christianity: Not Always At Odds!
يستفتح المحرر موضوعه بافادة أكبر مرجع غربي متخصص في تاريخ الشذوذ في النصرانية، وهو البروفيسور ((جون بوسويل))، المؤرخ المعروف بجامعة ييل الأمريكية العريقة وأستاذ قسم التاريخ سابقاً بها، والذي يؤكد أن مؤسسة الزواج بين المثليين كانت موضة الزمن النصراني الأول إلا أنها تعود اليوم وبقوة لكي تضيف صفحة جديدة لها بين صفحات التاريخ، بحسب تعبير الأستاذ الأكاديمي.
ويشير الموضوع إلى تأكيد البروفيسور بوسويل إلى أن النصارى الأوائل كانوا – وبمباركة باباوات الكنائس الكبار – متقبلين لأنماط الأنكحة [الفاسدة] بين الشاذين جنسياً. بل يؤكد البروفيسور أنهم ذهبوا إلى ما هو أبعد من هذا إلى درجة تزيين كنائسهم وأديرتهم بتصاوير مصنوعة من الجص تمثل الذكور ((في علاقة حميمة))!!
early Christians, including the Pope, were so cool with same-sex committed relationships, they even adorned their churches with frescoes of sweet man love.
ومن ضمن هذه الأدلة المصورة التي يشير إلها المتخصص الأبرز عالمياً في موضوع شذوذ النصارى، أيقونة مقدسة لدى مختلف طوائف النصارى الكبرى تم اكتشافها في دير سانت كاترين بسيناء.
دير سانت كاترين [من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة]
يقع دير سانت كاترين في جنوب سيناء بمصر أسفل جبل كاترين أعلى الجبال في مصر، بالقرب من جبل موسى. ويقال عنه أنه أقدم دير في العالم، يعد مزارا سياحيا كبيرا، حيث تقصده أفواج سياحية من جميع بقاع العالم، وهو معتزل يديره رهبان من الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية لا يتكلمون العربية فهم ليسوا مصريين أو عربا ولا يتبع الدير بطريركية الإسكندرية، وإنما هم من أصول يونانية، على الرغم من أن الوصاية على الدير كانت لفترات طويلة للكنيسة الأرثوذكسية الروسية.
ونقرأ في موقع الهيئة العامة للاستعلامات المصرية [مجلة مصر العدد 40 عام 2005م]:
وبالدير مجموعة نادرة من الأيقونات والصور المقدسة تعتبر أعظم وأغنى مجموعة من نوعها فى العالم كله ، كما أنها تفوق من حيث الكم والكيف والنوع والأساليب الفنية غيرها من الصور المقدسة والأيقونات فى الأديرة المصرية الأخرى ويبلغ عددها حوالى 2000 صورة وأيقونة من مختلف العصور التاريخية وهى تمثل إحدى المظاهر المميزة للطقوس الدينية للكنيسة الأرثوذكسية .
صورة الخبر الفضيحة وفيها أيقونة القديسين من دير سانت كاترين
لكن ما هي علاقة اقتران الشاذين جنسياً وتزوج الذكر بالذكر بهذه الأيقونة المقدسة التي تتصدر صورتها الموضوع الأمريكي والتي يشير إليها البروفيسور جون بوسويل؟
ليستعد النصارى الآن للطامة إذ يؤكد بوسويل أن الأيقونة – والتي هي صورة تخيلية ملتقطة بفرشاة الرسام – فيها علامات واشارات بالرسم تزمز إلى انعقاد حفل قران / زواج ((القديس سرجيوس)) بعشيقه وصديق عمره ((القديس باخوس))!!
ويعضد هذه القراءة للأيقونة اكتشفات كتابات كنسية قديمة دونت سيرة كلا من القديسين صرحت أسطرها بكل وضوح عن علاقة زواج جمعت القديسين برباط مقدس كالذي يجمع الرجل بالمرأة في مؤسسة الزواج التقليدية.
سوف نعود إلى هذه الكتابات القديمة في وقت لاحق من هذه التدوينة لكن لنتوقف قليلاً وأولاً حول شخصية هذين ((القديسين)) المعظمين جداً في النصرانية قبل المرور بالأيقونة الفاضحة والتوقف عندها بعناية.
سرجيوس وباخوس في ثياب النساء، لماذا؟
لو تصفحت قاموس آباء الكنيسة وقديسيها المضمن بموقع مطرانية طنطا وتوابعها / أسرة البابا كيرلوس العلمية التابع للكنيسة الأرثوذكسية المصرية لوجدت التالي بحق القديسين:
تُعيد الكنيسة القبطية للقديس سرجيوس (أبوسرجة) في 10 بابة، والقديس باخوس Baccus أو فاخوس في 4 بابه من كل عام، وتوجد في مصر القديمة كنيسة أثرية باسم القديس سرجيوس تسمى كنيسة أبي سرجة، بها المغارة الأثرية اسفل الهيكل القبلي حيث هربت إليها العائلة المقدسة. قدَّم لنا القديس ساويرس الأنطاكي مقالاً (57) عن هذين الشهيدين قام المتنيح الشماس يوسف حبيب بترجمته ونشره عام 1969. أمام مكسيميانوس وقف الشابان سرجيوس القائد بالجيش الروماني في منطقة سوريا والعامل في المدرسة العسكرية ومساعده واخس (باخوس) أمام مكسيميانوس الطاغية شريك دقلديانوس ومثيره ضد المسيحيين، يشهدان للسيد المسيح ويرفضان التبخير للأوثان، وكان قد استدعاهما لهذا الغرض. لاطفهما في البداية، وأخذهما كصديقين له إلى الهيكل جوبيتر حيث قُدمت مائدة من اللحوم المذبوحة للأوثان، وطُلب منهما أن يشاركاه في المائدة فرفضا بإصرار، عندئذ أمر بتجريدهم من النياشين التي على صدريهما وأن يُقادا في سوق المدينة وهما مرتديان ملابس النساء لتحطيم نفسيّتهما…
وفي موقع موسوعة تاريخ أقباط مصر كتب عزت اندراوس تحت مدخل ((إستشهاد سرجيوس وباخوس)) يقول معترفاُ:
في بداية القرن الرابع زمن حكم ديوقليتيانوس أوغسطس للشرق ، قام الاضطهاد العاشر الكبير للمسيحية وهو الأخير بحجمه ، وذلك بتشجيع من قيصره غلاريوس الذي بدأ باضطهاد جنوده المسيحيين قبل إعلان الاضطهاد رسمياً ، فقتل عدد كبير منهم لدى عودته ظافراً من حرب فارس، وبين هؤلاء الضابطان سرجيوس وباخوس اللذان أهانهما الحاكم وألبسهما ثياب النساء للسخرية منهما، ثم استشهد باخوس أولا وتبعه سرجيوس بعدما قاسى عذاب مسامير حديدية مسننة محمّاة بالنار سمرت في حذائه وأكره على المشي بها مسافات طويلة، وتم استشهادهما في مقاطعة الفرات فدعيت المدينة القريبة لاحقاً سرجيوبوليس تكريماً لهما (الرصافة)، وبنيت كنيسة فاخرة على اسمهما كانت مشهورة خصوصاً بين المسيحيين العرب الذين كانوا يحجون إليها عصوراً عديدة.
ومازال النصارى وخصوصا من مستوطني الشام يحجون إلى تلك الكنيسة إلى اليوم [خبر] في مدينة سورية كانت تعرف بإسم ((سيرجيوس)) سابقاً قبل أن يطلق عليها ((الرصافة)) التي اكتبست…
أهمية خاصة بسبب استشهاد القديس سرجيوس فيها، فأصبحت المدينة محجاً هاماً لمسيحي سورية وجوارها.وأُطلق عليها اسم سيرجيوس (من اليونانية – مدينة سيرجيوس) إكراماً لرفات القديسين الشهيدين سيرجيوس وباخوس اللذين رفضا تقديم الذبائح لآلهة الرومان والتخلي عن المسيحية عام 305م [المصدر].
بل ونجد قرية في لبنان تحمل اسم العاشق الشاذ الأول سرجيوس والذي يعرف عند نصارى لبنان بإسم ((سركيس)).
فعن كتاب ((السنكسار بحسب طقس الكنيسة الانطاكية المارونية)) نقرأ تحت مدخل ((سركيس وباخوص
)):
الشهيدين سرجيوس (سركيس) وباخوس: كانا من اشراف المملكة الرومانية واخلص الجنود لها. انتصرا في الحرب التي شنّها الرومان على الفرس سنة 297 فجعلهما الملك مكسيميانوس من اعضاء ديوانه. فيوم عيد الأصنام في مدينة افغوسطيا ببلاد سوريا الشمالية، دعاهما الملك للاشتراك في هذا الاحتفال فرفضا معلنين انهما مسيحيان وديانتهما تحظّر عليهما تقديم الذبائح لإصنام ليست سوى حجارة صمّاء لا يرجى منها خير. فغضب الملك وامر بنزع شارات الشرف عنهما والبسهما ثياباً نسائية للهزء والسخرية.
أما في موقع الرابطة السريانية في لبنان فنقرأ تحت مدخل ((تذكار القديسين سرجيوس وباخوس)):
فأغتاظ الأمبراطور غيظاً شديداً، وأمر للحال بنزع أثوابهما وخاتميهما وكل علائم الرفعة عنهما وبإلباسهما أثواباً نسائية. ثم وضعوا أغلالاً حول أعنقيهما وساقوهما وسط المدينة للهزء والسخرية.
والسؤال الذي يطرح نفسه بناء على ما تقدم ذكره من مراجع النصارى: هل كان من عادة الرومان السخرية من المحكوم عليهم بالاعدام من الرجال بالباسهم ثياب النساء؟
لو كان هذا الكلام صحيحاً في فنون التعذيب والقتل الروماني لطال هذا شخص المصلوب في أناجيل النصارى، والذي يظنونه المسيح عليه السلام بزعمهم، ولقرأنا في كتبهم المقدسة عن الباس ((يسوع)) ثياب النساء، خصوصاً وأن الجند الروماني كانوا يعيرون المصلوب ويسخرون منه [إنجيل لوقا 23: 35] فلماذا تناسى الرومان أقسى وسيلة للاستهزاء بالمصلوب وسط جموع المتفرجين إذ لم يقوموا بالباسه ثياب النساء بينما هم قد مزقوا ثيابه وعروه بحسب اعتراف روايات الاناجيل [إنجيل متى 27: 28]؟
لماذا لم نسمع إلا عن القديسين سرجيوس وباخوس في لباس النساء؟ وأيضاً لماذا لا نجدهما في المصادر السالفة الذكر وبقية معاجم النصارى ودوائر معارفهم إلا والأول مقترن باسم الثاني لا ينفك عنه أبداً مثل اقتران آدم بحواء؟
ايقونتان في الرأس!
ومن وكيبيديا، الموسوعة الحرة بالانجلزية تحت مدخل Saints Sergius and Bacchus نجد الأيقونة – المنشورة في موضوع الموقع الإعلامي الأمريكي – للقديسين المتهمين بالشذوذ ونقرأ فيه النص التالي بالانجليزية:
Sergius and Bacchus’s close relationship has led many modern commenters to believe they were lovers. The most popular evidence for this view is that the oldest text of their martyrology, in the Greek language, describes them as “erastai”, or lovers.
Yale historian John Boswell considers their relationship to be an example of an early Christian same-sex union, reflecting his contested view of tolerant early Christians attitudes toward homosexuality.
The artist Robert Lentz advocated this view, portraying the men as a gay couple in his religious iconography painting.
وترجمة النص كالتالي:
إن العلاقة الوطيدة التي جمعت كلا من سرجيوس وباخوس قادت كثيرين من شراح الكتاب المقدس المعاصرين إلى الاعتقاد أنهما كانا عشيقين. والدليل الذي حظي بشعبية أكبر عند من تبنى هذا التصور يتمثل في أقدم نص مكتوب باللغة اليونانية من ((سجل شهداء الكنيسة)) الرسمي والذي يصف القديسين بأنهما كانا ((عشيقين)) [بحسب كلمة صريحة في اليونانية تفيد هذا المعنى بشكل واضح].
مؤرخ جامعة ييل الامريكية العريقة، ((جون بوسويل)) يعتبر العلاقة [التي جمعت القديسين سرجيوس وباخوس] نموذجاً على حالات اقتران بين مثماثلين في الجنس في مجتمع النصارى الأوائل، وهو القول الذي يعكس وجهة نظر متنازع عليها حول ما يسميه المؤرخ بمواقف متسامحة لدى النصارى الأوائل تجاه قضية المثلية الجنسية / الشذوذ.
وقد قام الرسام ((روبرتز لينتز)) بالدفاع عن وجهة النظر هذه برسم الرجلين [سرجيوس وباخوس] كزوجين من الشاذين جنسياً في لوحته التي تعد من ضمن الأيقونات الدينية المقدسة [لدى نصارى اليوم وخصوصاً في المنطقة العربية].
والآن استعد للصدمة التالية: فإن هذه اللوحة الفنية والتي رسمها هذا الفنان الديني الشهير بغرض تثبيت تهمة الشذوذ على سرجيوس وباخوس صارت أيقونة مقدسة يتعبد لها النصارى ودخلت ضمن طقوس عبادتهم وصلواتهم التي يرفعونها أمام هذه التصاوير.
أيقونة ليتنز: شعار اقتران الشاذين!
هذا هو رابط اللوحة في صفحة موسوعة ويكبيديا العالمية، والآن هذه هي الأيقونة لنفس الرسام في مواقع النصارى العرب وخذ منها على سبيل المثال وليس الحصر:
• معرض أيقونات الشبكة الأرثوذكسية الأنطاكية العربية [رابط المصدر | رابط الصورة]
لكنك لا تجد نفس الأيقونة في أهم موقع نصراني للأيقونات، ولا في بعض معارض الايقونات الأخرى بالمواقع النصرانية مثل هذا الموقع على سبيل المثال ولا في موقع كنيسة دنست تراب دولة قطر، مما يؤكد وقوع النصارى في الحرج الشديد وتجنبهم لتلك الأيقونة الفاضحة رغم تقديس عوامهم لها دون معرفة حقيقتها!!
وعن أهمية هذه الأيقونة ومنزلتها وغيرها عند النصارى لابد من مطالعة كتاباتهم في هذا الشأن، فخذ على سبيل المثال ما كتبه نيافة الأنبا رافائيل تحت عنوان ((تأملات فى طقس تدشين الأيقونة)):
إن إكرام الأيقونات فى كنيستنا الأرثوذكسية يستند إلى أهم عقيدة نؤمن بها ، ولها أثر مباشر فى قضية خلاصنا ، وهى عقيدة تجسد الله وحضوره الحقيقى بيننا ؟ فعندما نكرم الأيقونات فإننا نعلم إيماننا بحقيقة تجسد وتأنس ربنا يسوع المسيح .
وعن طقوس النصارى – وخصوصا من الأرثوذكس الشرقيين – في تقديس الأيقونات يقول الأنبا المصري مجيبا على سؤال ((ماذا يحدث فى طقس تدشين الأيقونات؟)) :
1- التدشين هو التكريس أى التقديس والتخصيص لله … فتصير الأيقونة بعد تدشينها أداة مقدسة لإعلان حضور الله بفعل الروح القدس ؛ لذلك وجب تكريمها والتبخير أمامها وتقبيلها بكل وقار .
2- يقوم بطقس التدشين الأب الأسقف وليس غيره …
3- فى الصلاة التى يصليها الأب الأسقف لتدشين الأيقونة يذكر الأساس الكتابى واللاهوتى لعمل الأيقونات…
لذلك تعتبر الكنيسة أن تدشين الأيقونة هو مباركة وتمجيد لاسم الله القدوس … إذ عندما يلتفت المؤمنون إلى كرامة القديسين ومجدهم ترتفع أنظارهم إلى السماء ليمجدوا اسم الله ويباركوه . لك المجد فى جميع القديسين الله .
ولك أن تقدر الآن حجم الكارثة التي تحل بالكنيسة لعظم قدر أيقونة الرسام لينتز والذي قصد تصوير شذوذ سرجيوس وباخوس فصارت لوحته الفاضحة ((مباركة وتمجيد لاسم الله القدوس)) تبخر وتقبل بكل وقار!! ليس هذا فحسب، ولكن يزداد خطر الأيقونة من مثل هذه بقدر تعلق نفوس النصارى بها والتي تتمثل في بقية من كلام الأنبا رافئيل حيث يقول عن الأيقونة:
إنها ميناء خلاص وميناء ثابت لكل نفس متعبة في بحر العالم المتلاطم الذي يزعج سلامنا وأمننا، ويُهددنا بالغرق في الخطية والمشاكل والهموم الدنيوية.. فتلجأ النفس إلى أيقونات القديسين لترى فيهم إشعاعات النور الإلهي.. وترى فيها إلهام النصرة والطهارة [!!]، فتتشجع النفس وترتقي إلى السماويات ماسكة برجاء المجد، ناظرة إلى رئيس الإيمان ومُكمله الرب يسوع.
هل تتطلع النفس حقاً بعد النظر إلى أيقونات سرجيوس وباخوس الى السماويات ماسكة برجاء المجد أم إلى المؤخرات ماسكة برجاء شهوات الدبر؟ صدق من قال ((من ثمارهم تعرفونهم)) فلا أدل من أثر هذه الأيقونات مما نقرأ ونسمع عن اختراق الشذوذ للكنائس وعلى أعلى مستويات كهنوتية.
ويتعاظم خطر هذه الأيقونات مع قراءة ما كتبه الأرشمندريت بندلايمون فرح حيث يعترف بقوله تحت عنوان ((لاهوت الأيقونة الأرثوذكسية)) [المصدر]:
يعتبر السجود الإكرامي للأيقونة أمراً طبيعياً. اعتبار الأيقونة واحترامها يعطيان للمؤمنين آلاف البركات:
- فالأيقونة هي كتاب لغير القادرين على القراءة. إنها تذكرنا بتاريخ الخلاص كله وبصنيع الله وبأسرار تدبيره الإلهي.
- أنها تعليم صامت للتشبّه بمثل القديسين [ضع مليون خط تحت هذه العبارة].
-أنها قناة لانسكاب النعم الإلهية. فهي صلة وصل بالنعمة وبها ومن خلالها يوزع الله إحساناته وعطاياه علينا. فهي تشترك، بشكل من الأشكال، في قوة النموذج الأول، الذي تمثله وفي صلاحه. ويمكننا القول بأن النعمة الإلهية، والعمل الإلهي يقيمان ويسكنان في الأيقونة كما يسكنان في البقايا المقدسة.
فالقديسون منذ حياتهم على الأرض كانوا مملوئين من الروح القدس وبعد موتهم لم تبتعد النعمة الإلهية التي بالروح القدس، عن أرواحهم ولا عن أجسادهم في القبور، ولا عن أيقوناتهم المقدسة. ليس لأنها تلازمهم جوهرياً، ولكن لأنها من خلالهم، تعمل البركات
وبناء على ما تقدم فإن الرسام الذي قصد تصوير شذوذ منسوب للقديسين سرجيوس وباخوس قد أنجز حلول الروح القدس في لوحته التي صارت أيقونة مقدسة تسكن فيها النعمة الالهية بزعم النصارى!! لكن أخطر ما ورد في هذا المقال قول الارشمندت أن الأيقونة ((تعليم صامت للتشبّه بمثل القديسين))، فهو بهذه العبارة الذهبية قد وضح سر اختراق الشذوذ الجنسي للنصرانية بالطول والعرض بعد تشبه النصارى من أيقونات سرجيوس وباخوس لأنها تعليم صامت. فإذا كانت الصورة عند الصينيين بمليون كلمة كما يقال فإن الأيقونة بمليار فاحشة شذوذ وسحاق كما هو مشاهد اليوم.
الرسام قبل الأيقونة
وإذا قال نصراني أن الأيقونة مقدسة بغض النظر عن مقاصد الرسام أوأن الأيقونات ليست بالنيات ولذا فليس مهما عنده نوايا ولا أفكار الرسام لينتز في تصوير شذوذ سرجيوس وباخوس، فإنني أهدي هذا النصراني من العوام هذا المقال المؤصل لمكانة الأيقونة ومن يرسمها حتى يتأمل هداه الله في الفقرة التالية من هذا الموقع النصراني الكبير لنصارى المشرق [منتديات الكنيسة] فتحت عنوان ((كيف تقرأ الأيقونة القبطية)) نقرأ:
طبعاً طقسياً الأيقونة لها أهميتها فى الكنائس وحصل منها معجزات كثيرة أشهرها لما وقفت والدة القديس مارمينا أمام أيقونة العذراء لتطلب ابن فجاءها صوت العذراء الحنون “أمين” من الأيقونة وكلنا بنقف قدام الأيقونة نصلى بخشوع ونولع الشمع لكن هل تأملنا الأيقونة فى يوم وعرفنا قواعد رسم الأيقونة كيف تكون؟؟؟؟ اليوم يا رب أقدر أفيدكم بشرح فن الأيقونات القبطية
أولاً : من يقوم برسم الأيقونة لابد أن يكون بدرجة روحية عالية و بعد صلاة وإرشاد يقوم برسم الأيقونة لأن الأيقونة هنا تكون عقيدة أو أيات من الكتاب المقدس أو سيرة قديس لكن بالألوان وليس بالكلمات فلابد أن ترسم صحيحة وقد سمعت قصة عن البابا شنودة عن إنه عندما رأى أيقونة فيها أقنوم الآب وقد رسمه الفنان شيخ متقدم الأيام وأقنوم الابن فى صورة شاب حديث السن فكان تعليق البابا شنودة أن هذه الأيقونة آريوسية لأنها صورت الآب متقدم فى الزمن على الابن وهذا خطأ لاهوتى لأن الابن مساو للآب فى الجوهر وكائن معه منذ الأزل وإلى الأبد…
وبعيدا عن كلام شنودة المضحك جداً ومعتقدات أتباعه في ((معجزات)) الأيقونات، فإن ما يهمنا من الفقرة المتقدمة هو قولهم أن الشرط الأول اللازم لقبول اللوحة الفنية كأيقونة مقدسة هو مرتبط في الأساس بشخص من يقوم برسم الايقونة وأن انتاجه الفني إنما يكون بعد صلاة وإرشاد إلهي” لأن الأيقونة تكون عقيدة أو آيات من الكتاب المقدس أو سيرة قديس لكن بالألوان وليس بالكلمات فلابد أن ترسم صحيحة “. وبناء على هذا كله، وبناء على قبول النصارى وكنائسهم للوحة ((روبرتز لينتز)) كأيقونة مقدسة وإلى اليوم فإنها تعتبر سيرة صحيحة بإرشاد إلهي، وبهذا تثبت تهمة الشذوذ على القديسين وأنهما اقترنا في علاقة محرمة.
وماذا لو قلت لك أن النصارى الكاثوليك والأرثوذكس يعتقدون أن أرواح القديسين تحضر معهم من خلال هذه الأيقونات التي صوروها لهم؟ اقرأ ما جاء في ((كلمة الراعي)) التي تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس [الأحد 16 آذار 2008 العدد 11]:
الأيقونات تُـوضع في الكنائس اولًا لكون القديـسين حاضرون معنـا في العبـادة ونـبخّرهم كما نبـخّر المؤمنين. هم والملائكة يـشاركوننا الخدمة. ونضعها في المنازل لأن العائلة كنيسة صغيرة كما يقول الكتاب.
هل تريد أيها النصراني تحضير أرواح متهمين بالشذوذ من خلال التأمل في أيقونتهم التي تصور علاقتهم بحسب المعنى الذي أراده الرسام؟ لا عجب إذن من استفحال الشذوذ في الكنائس إذا كانت هذه هي الأرواح التي تحضر وسطها!!
الأيقونة الرمز للشاذين النصارى
وهذه مواقع نصرانية أجنبية تحتفي بشذوذ القديسين وتجاهر به كحقيقة مسلم بها رافعة أيقونة الرسام ليتنز شعاراً لها:
Gay heroes Saints Sergius and Bacchus
Orthodox Catholic Religion, Franciscan Mission, GLBT Affirming …
الموقع الأخير هو لنصارى الفرنسسكان المؤيدين للشاذين حيث رفعوا أيقونة الرسام ليتنز في صدر الصفحة الرئيسية واعترفوا في صفحة التعريف بـ ((ارسالية القديس سرجيوس)) بما نصه في الانجليزية بكل وضوح:
Mission St. Sergius has as its primary goal “to foster a spirit of community and fellowship among gay Catholics so that
they can offer and receive mutual support in living our their lives of faith with the Church.” (Cardinal Roger Mahoney, (2-
2-86).
وترجمة الفقرة السابقة بما معناه أن الهدف الرئيس التي وضعته ارسالية القديس سرجيوس نصب عينيها هو العمل على انخراط الشاذين والسحاقيات من الكاثوليك في مجتمعهم وضمان تبعيتهم للكنيسة حتى يحصلوا على الدعم ويقدمونه لها بدورهم، بينما يعيشون حياتهم الدينية مع كنيستهم وليس بعيداً عنها بعبارة أخرى.
فلا عجب أن ينشأ تنظيم كهنوتي يجعل من هذين ((القديسين)) رمزاً لكل النصارى الشاذين ويعمل تحت اسميهما المقترن دوماً كما اقترنا في معظم الأيقونات التي صورت لهما. وهذا هو عنوان هذا التنظيم الكهنوتي الجديد وموقعه الإلكتروني:
United Order of Sergius and Bacchus
وعن مهام هذا التنظيم المقدس نقرأ هذا الاعتراف الصريح في أصله الانجليزي:
The United Order of Saints Sergius and Bacchus has an open and accepting attitude towards homosexuality. While welcoming all seekers after Truth, we have a special mission to spiritual seekers of same-sex orientation.
هكذا أعلن هذا التنظيم الكهنوتي عن موقفه المنفتح تجاه الشذوذ الجنسي وتقبله للشاذين وأن مهمة هذا التنظيم الخاصة إنما تكمن في الارتقاء بروحانية المثليين جنسياً!!
أيضاً لا تخطئ العين أيقونة الرسام ليتنز التي صارت أيقونة لاقتران الشاذين جنسياً من النصارى!! انظر صورة من الصفحة الأولى لموقع التنظيم الكهنوتي:
موقع جماعة القديسين سرجيوس وباخوس الموحدة على الشذوذ!
وهذا موقع كنيسة كاثوليكية رسولية بإسم القديسين سرجيوس وباخوس شقت عصا الطاعة على بابا الفاتيكان لتفتح أبوابها مشرعة للترحيب بكل النصارى الكاثوليك من الشاذين والسحاقيات. ولا تتعجب أيضاً إذا رأيت أيقونة لينتز وقد صارت راية لهذه الكنيسة للشواذ.
قسيس من كنيسة القديسين سرجيوس وباخوس يعقد قران شاذين!! [مصدر الصورة]
وهذه مدونة متخصصة في رصد الشاذين والسحاقيات من قديسي وقديسات النصارى على مر التاريخ، حيث تطالعنا فيها أيقونة ليتنز مرة أخرى في صفحة خاصة بالقديسين سرجيوس وباخوس:
Gay & Lesbian Saints
وهكذا تتحول أيقونات القديسين إلى شعار للشاذين من النصارى فهاهم ((قوم لوط)) الجدد قد صاروا يرتدون تلك الأيقونات على قمصان لهم تجاهر بفسقهم وفجورهم في المجتمعات الغربية:
مصدر الصورة
أيقونات ومخطوطات
وليست هذه الأيقونات المكتشفة وحدها هي كل ما لدى ذلك الفريق من النصارى الذين يؤكدون شذوذ القديسين، فقد كتب الأب أنطوان ملكي مقالاً مطولاً بعنوان ((موقف أرثوذكسي من الشذوذ الجنسي)) اعترف فيه بالتالي [رابط المصدر]:
خلال البحث، عثرنا على صفحة على الإنترنت يسمي أصحابها أفسهم أرثوذكسيين من الكنيسة اليونانية في أميركا الشمالية. وهم يتبنون دعوة الكنيسة الأرثوذكسية إلى مباركة علاقة اللواطيين والسحاقيين[17]. وهم يستندون إلى الآيات التي ذكرناها سابقاً من (راعوث 1و2) وغيرها كالآية 11:4 من سفر الجامعة: “إن اضطجع إثنان يكون لهما دفء أما الوحد فكيف يدفأ”. ويتمادون في التفسير على هواهم مضيفين بعض الاستشهادات كالتالي المأخوذ من القطعة الأولى في إينوس سحر عيد القديسين سرجيوس وباخوس (7 تشرين الأول): “لا مرتبطَين بعلاقة الطبيعة بل بطريقة الإيمان”. فيفسرون أن عدم الارتباط بعلاقة الطبيعة هو إشارة إلى أن القديسين قد جمعتهما علاقة من نوع آخر ويستنتجون أنها علاقة لواط.
مما تقدم يتبين التالي:
• الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية في امريكا الشمالة تدعو إلى مباركة علاقة اللواطيين والسحاقيات
• استند أتباع هذه الكنيسة إلى فقرات من الكتاب المقدس
• قالوا بأن القديسين سرجيوس وباخوس كانا على علاقة لواط
شعار كنيسة الأرثوذكس الشرقيين للشاذين والسحاقيات [المصدر]
وعودة إلى موضوع التحقيق المنشور في الموقع الإعلامي الأمريكي الذي أفتتحت بسببه هذه التدوينة فإن أهم ما جاء فيه هذه الفقرة:
إن العلاقة الوطيدة التي جمعت كلا من سرجيوس وباخوس قادت كثيرين من شراح الكتاب المقدس المعاصرين إلى الاعتقاد أنهما كانا عشيقين. والدليل الذي حظي بشعبية أكبر عند من تبنى هذا التصور يتمثل في أقدم نص مكتوب باللغة اليونانية من ((سجل شهداء الكنيسة)) الرسمي والذي يصف القديسين بأنهما كانا عشيقين.
إذن ما حاجتنا إلى ايقونات للقديسين الشاذين أو الجدل حول غايات الرسام من وراء أيقونة منها بينما لدينا السجل الرسمي في أقدم نص مكتوب باللغة اليونانية وهو يشهد عليهما بتورطهما في تلك العلاقة الآثمة. فالثابت بما لا يدع مجالاً للشك وبحسب تلك المخطوطات اليونانية أن ((القديسين)) اقترنا في علاقة شاذة بنكاح فاسد.
وهذا موقع آخر يؤكد وجود هذه المخطوطة بهذه العبارات:
Recent attention to Greek manuscripts has also revealed that they were openly gay men and that they were erastai, or lovers. The manuscripts are found in various libraries in Europe and indicate an earlier Christian attitude toward homosexuality…
The feast of these saints is October 7…
For nearly a thousand years they were the official patrons of the Byzantine armies, and Christian Arabs continue to revere them as their special patron saints.
ورد في الفقرة أعلاه أن لهذين القديسين عيد في السابع من اكتوبر من كل عام وأنهما ظلا لمدة ألف سنة المحامين عن جيوش البيزنطيين في معتقدهم حتى سقطت بيزنطية وفتحت بالاسلام على يد محمد الفاتح رحمه الله تبارك وتعالي ليقضي على جيوشهم للأبد فأين حماة هذا الجيش من دون الله اليوم؟ وورد أيضاً في هذا النص مدى تقدير وتقديس نصارى العرب وإلى اليوم لهذين القديسين الذين يعتبران لديهم المدافعين عنهم بخاصة من دون النصارى كلهم!! إذا كانا هذين ((القديسين)) هما من نصيرا كنائس المشرق فأبشر بطول سلامة يا مربع!!
وعودة إلى المخطوطة الفضيحة، فقد ترجمها كاملة إلى اللغة الإنجليزية البروفيسور بوسويل الذي سبق ذكره والذي يعد مرجعاً في شذوذ القديسين والقديسات النصارى وتخصص فيه أكاديمياً ليذكر اسمه ومؤلفاته وأبحاثه العلمية عند كل باحث ودارس في هذا الموضوع. وهذا رابط الترجمة الكاملة للمخطوطة
The Passion of SS. Serge and Bacchus
لكن هل هناك من قديسين نصارى آخرين عرفوا بالشذوذ أو اقترونا بأنكحة فاسدة؟ وهل من قديسات اقترنت الواحدة منهن بالأخرى في علاقة سحاق ((مقدسة))؟ الجواب مع شديد الأسف من قبل النصارى العرب لو أنصفوا وحققوا جيداً هي نعم كبيرة بحجم الشذوذ اليوم في مجتمعاتهم المنحطة. وليس أبلغ من هذه الروزنامة / التقويم الذي وضعها النصارى المؤديين للشذوذ لتذكر القديسين والقديسات من أهل الشذوذ الجنسي، ليس هذا فحسب بل ومن الذين تحولوا من ذكر إلى انثى أو العكس ممن يسمون بـ ((الجنس الثالث))!! يعني قديس ومخنث!! أو قديسة مسترجلة!! أعوذ بالله من ضلال النصارى وفجورهم!
Calendar of Lesbian, Gay, Bisexual, and Transgender Saints
وقد تصادف اليوم مع صدور هذه التدوينة بتاريخ 28 أغسطس أن أجده مخصصا للاحتفال بعيد القديس أوغسطين الذي يعتبر ((أحد أهم الشخصيات المؤثرة في المسيحية الغربية. تعتبره الكنيستان الكاثوليكية والأنغليكانية قديسا وأحد آباء الكنيسة البارزين وشفيع المسلك الرهباني الأوغسطيني. يعتبره العديد من البروتستانت، وخاصة الكالفنيون أحد المنابع اللاهوتية لتعاليم الإصلاح البروتستانتي حول النعمة والخلاص. وتعتبره بعض الكنائس الأورثوذكسية مثل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قديسا بينما يعتبره البعض هرطقيا بسبب آرائه حول مسألة الانبثاق)) [ويكبيديا].
وقد أشارت صفحة التقويم النصراني إلى اعتراف أغسطين بشذوذه على نفسه نقلاً عن وثائق كنسية تم الكشف عنها وذكرتها الموسوعات الغربية ونشرها التقويم كاملة مترجمة إلى اللغة الانجليزية برقم الكتاب والجزء لمن أراد التوثيق حول حقيقة أعظم شخصية كهنوتية بعد بولس في تاريخ النصرانية. الجميل في التقويم أنه يحيلك إلى روابط مواقع المراجع النصرانية المعتمدة لدى الطوائف الكبرى كي لا يبقى لديك أدنى شك في المسألة حيال ما أخفاه أباء الكنائس في بطون مراجعهم وكتموه عن ((خراف الكنيسة)) وعوام النصارى المضللين.
يقول المؤرخ الشهير ((ول ديورانت)) صاحب مصنف ((قصة الحضارة)) عن كتاب ((الاعترافات)) الذي ألفه أوغسطين:
ولقد قال هو نفسه -بعد أن بلغ الرابع والستين من عمره وأصبح أسقفاً- إن الصورة الشهوانية القديمة [يقصد علاقاته الجنسية الشاذة]، “لا تزال حية في ذاكرتي، تندفع إلى افكاري…فهي تساورني في نومي لا لتسرني فحسب بل قد يبلغ بي الأمر أن أرضى عنها وأوافق عليها وأحب أن أخرجها من التفكير إلى التنفيذ“(87).
هذا هو القديس أوغسطين [من أصول أمازيغية] الذي عرف بعداوته للمرأة والتزوج من النساء ومقنن الرهبنة بين كهنة النصارى، فلما عرف السبب بطل العجب إذ يتساءل القديس أوغسطين لماذا خلق الله النساء ؟. ثم يقول:
” إذا كان ما احتاجه آدم هو العشرة الطبية، فلقد كان من الأفضل كثيراً أن يتم تدبير ذلك برجلين يعيشان كصديقين بدلاً
من رجل وامرأة؟؟؟؟
((((((((((ما يخفيه زكريا بطرس عن مستمعيه((((((((((((
في هذا المبحث :
ـ أول من آمن به أهل بيته.
ـ يسكن في غرفاتٍ من طين .
ـ مناجاة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لربه .
لا يعرف التاريخ أحد كُتب عنه ثناءً ومدحاً كالنبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، يمدحون خُلُقه وخلقته وكل شيء ، ولم يعرف التاريخ أحد أحيط بهالة من التعظيم والتبجيل في حياته وبعد مماته كالنبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ولم يعرف أحد مدحه أعدائه كما مدح أعداء رسولِ الله رسولَ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وهذا الأمر صنفت فيه مصنفات مشهورة ومعروفه . ولم يعرف التاريخ أحد تطاول على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كهذا الخنزير بطرس . ش
ومدح الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ شرفت به المصنفات الكبيرة ، وشرف به المختصون في جميع الفنون والعلوم .
ووالله كلماتي ترد خجلى وهي تحكي عن الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ فمهما كتبتُ لا أجد نفسي قد وفيت شيئا . ولكن أراعي المقام وأضع خطوطا رئيسية تبين كذب من يتكلم عنه من الحاقدين أمثال بطرس الكذاب .
النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بيته .
لماذا النبيُ ـ صلى الله عليه وسلمَ ـ في بيته ؟؟ لماذا ألقي الضوءَ على رسولِ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بيته ؟
الرجل في بيته يكونُ على حقيقته ، لا يتكلفُ أمام أهلهِ وأولادهِ ، فإن تجملَ خارج البيت ، فإنه لا يستطيع أبدا أن يتصنع أمام أهله ، ولذا آثرت أن القي الضوءَ على شيءٍ من حياة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بيته ، ليعلمَ من جهل أي الرجال كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ . وأنه ما كان جبارا ولا كان شهوانيا يقضي الليل مع النساء كما يفترون عليه صلى الله عليه وسلم .
أول من آمن به أهل بيته
أول من آمن بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هم أهل بيته ، زوجتُه السيدةُ خديجةُ ـ رضي الله عنها ـ وعلي بن أبي طالبٍ الذي كان في بيته ،وزيدُ بنُ حارثة ، وبناتُه ـ صلى الله عليه وسلم ، وكذا أخصُّ أصحابه أبو بكر الصديق رضي الله عنه .
لم يتخلف أحدٌ من خواص محمدٍ ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، بل لم يتلكأ منهم أحد ، كلهم آمنوا به وصدقوه فور سماعهم خبرَ نبوته ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
يقولُ أحدُهم " إن إيمانَ أهلِ بيت محمدٍ ـ صلى الله عليه وسلم ـ بهِ دليلٌ على صدقه ، فأعرف الناس بالرجل أهلُ بيته وخاصتُه ".
وصدق . فإن أحدنا قد يُخفي على الناس عيبه ، لا يُظهرُ عيبَه في الشارعِ ولا في المجالس العامة ، ولكنه ينبسط في بيته أمام زوجته وأبناءه ، وينبسط بين خاصّة أصحابه والمقربين منه فتبدوا سريرتُه فلولا أنهم يعرفون منه الخير ما اتبعوه ولاتهموه في خبره وكذبوه وما صدَّقوه .أليس كذلك ؟!
أقول : وأن يحبَ الرجلَ زوجتُه وأبناءُه فهذا أمر طبعي ، أما أن يحبَّه خادمُه وعبدُه الذي يملكُه فهذا لا يكون كثيرا . وأن يفضّل الرجلُ العبوديةَ والغربةَ مع شخصٍ ، على الحريةِ في وطنه مع أبيه وأمه وأعمامه وأخواله وإخوانه ، وهو بعدُ شابا صغيرا ، فهذا لم نسمع به إلا مع النبي محمدٍ ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
كان زيدُ بن حارثةَ حرا أخذته اللصوصُ وهو غلام فباعوه عبدا بالشام ، واشتراه حكيمُ بن حزامٍ من الشام وحملهُ إلى مكةَ وانتهى به المطافُ مولا عند رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
ورحل حارثةُ ـ أبو زيد ـ بين أحياء العرب يبحث عن ابنه الذي أخذته اللصوص واسترقُّوه ، وهو حرٌ ذو نسب ... خرج يطوف البلدان وهو يقول :
بَكَيْتُ عَلَى زَيْدٍ وَلَمْ أَدْرِ مَا فَعَلْ *** أَحَيّ فَيُرْجَى أَمْ أَتَى دُونَهُ الْأَجَلْ
فَوَاَللّهِ مَا أَدْرِي وَإِنّي لَسَائِلٌ *** أَغَالَكَ بَعْدِي السّهْلُ أَمْ غَالَك الْجَبَلْ
ُتذَكّرْنِيهِ الشّمْسُ عِنْدَ طُلُوعِهَا *** وَتَعْرِضُ ذِكْرَاهُ إذَا غَرْبُهَا أَفَلْ
وَإِنْ هَبّتْ الْأَرْوَاحُ هَيّجْنَ ذِكْرَهُ *** فَيَا طُولَ مَا حُزْنِي عَلَيْهِ وَمَا وَجَلْ
سَأُعْمِلُ نَصّ الْعِيسِ فِي الْأَرْضِ جَاهِدًا * * * وَلَا أُسْأَمُ التّطْوَافَ أَوْ تَسْأَمُ الْإِبِلْ
حَيَاتِي أَوْ تَأْتِي عَلَيّ مَنِيّتِي * * * فَكُلّ امْرِئٍ فَانٍ وَإِنْ غَرّهُ الْأَمَلُ
خرج هذا الأب المفجوع يقطع الصحاري بحرها ، ووجد ولده عند رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فراح يناشده أن يَبِيعَهُ ولدَه بما شاء . . يعرض على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يشتري منه ولده بما يشاء من ثمن . فأجابه النبيُ ـ صلى الله عليه وسلم ـ بما لم يتوقعه . قال لَهُ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ــ يخاطب زيدا ـ إنْ شِئْتَ فَأَقِمْ عِنْدِي ، وَإِنْ شِئْت فَانْطَلِقْ مَعَ أَبِيك ، فأجاب زيد : بَلْ أُقِيمُ عِنْدَك .يقيم عند من ؟
عند رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ . اختار زيدٌ البقاء عبدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، على الرجوع حرا مع أبيه . ماذا رأى زيدٌ من محمدٍ صلى الله عليه وسلم ــ كي يختار العبودية معه في مكة بعيدا عن أهله وداره ، على الحرية مع أبيه وبين أمه وإخوانه وهو بعد صغير السن ؟
لك أن تتخيلَ ما كان من حسن عشرة وطيب خلق جعلت زيدا لا يرحل من دار الغربة والعبودية .إلى أبيه وأمه . واسمع :
قَالَ لَهُ أَبُوهُ : يَا زَيْدُ أَتَخْتَارُ الْعُبُودِيّةَ عَلَى الْحُرّيّةِ وَ عَلَى أَبِيك وَأُمّك وَبَلَدِك وَقَوْمِك ؟
فَقَالَ زيدٌ : إنّي قَدْ رَأَيْت مِنْ هَذَا الرّجُلِ شَيْئًا ، وَمَا أَنَا بِاَلّذِي أُفَارِقُهُ أَبَدًا .
وأنشد يقول :
أَحِنّ إلَى أَهْلِي ، وَإِنْ كُنّ نَائِيًا *** بِأَنّي قَعِيدُ الْبَيْتِ عِنْدَ الْمَشَاعِرِ
فَكُفّوا مِنْ الْوَجْدِ الّذِي قَدْ شَجَاكُمْ *** وَلَا تُعْمِلُوا فِي الْأَرْضِ نَصّ الْأَبَاعِرِ
َإِنّي بِحَمْدِ اللّهِ فِي خَيْرِ أُسْرَةٍ *** كِرَامِ مَعَدّ كَابِرًا بَعْدَ كَابِرِ
لم ينته الأمر عند هذا الحد .
تجمَّل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بما هو خيرٌ من ذلك .فأخذ بيدِ زيدٍ وقام إلى الملأ من قريش ينادي فيهم : " اشْهَدُوا أَنّ هَذَا ابْنِي ، وَارِثًا وَمَوْرُوثًا " فَطَابَتْ نَفْسُ أَبِيهِ عِنْدَ ذَلِكَ .ولم ينته الأمر عند ذلك أيضا .بعد أن رحل أبوه تجمل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بما هو أكثر من ذلك أيضا ، تجمل بما هو أكثر من عتقه ، وبما هو أكبر من تبنيه ، فقد زوجه من بنت عمته زينبَ بنتَ جحشٍ ـ رضي الله عنها ـ . ومن يعرف عادات العرب في الزواج يعرف حجم هذا الكرم من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ . أرأيتم أكرمَ من هذا ؟!
لا . والله .
فما له لا يؤمن به ، وهذا حاله معه ؟ !
مشهد آخر
جاء الْمَلَكُ لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في غار حراء فأخذه وضمَّه ضما شديدا حتى بلغ منه الجَهَدَ ثم أرسله، وقال له أقرأ والحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ يجيب ما أنا بقارئ .ثم أخذه ثانية وضمه ضما شديدا حتى بلغ منه الجهد وناداه اقرأ يا محمد ، والحبيب يجيب : ما أنا بقارئ . فأخذه الثالثة وضمه ضما شديدا وناده اقرأ يا محمد ، والحبيب يجيب : ما أنا بقارئ . فقال الملكُ : اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ .ورَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى بيته يَرْجُفُ فُؤَادُهُ . ودَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنها ينادي : زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي. . . . غطوني بالفراش . فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ .وجلس يحدث زوجته بما رأى يقول لها :َ لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي . فَقَالَتْ ، وهذا محل الشاهد ، : كَلَّا وَاللَّهِ . . . لا يُخْزِيكَ اللَّهُ أبدا . والله إنك لتصل الرَّحِمَ . . . وتَصْدُقُ الحديث . . . وَتَحْمِلُ الْكَلَّ . . . وَتُكْسِبُ الْمَعْدُومَ وَتَقْرِي الضَّيْفَ . . . وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ .
هكذا وصفتهُ زوجتُه وهو بعد لم يوحى إليه ، كريم شهمٌ هينٌ لين ، قريب يجيب .هذا حاله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما تصفه زوجته . وهو بعد لم يوحى إليه .. هذا حاله في الجاهلية .
يا من له الأخلاق ما تهوى * ** العلا منها ويتعشق الكبراء زانتك في الخلق العظيم شمائل * * * يغرى بهن ويولع الكرماء فإذا سخوت بلغت بالجود المدى * * * وفعلت ما لا تفعله الأنواء وإذا رحمت فأنت أم أو أب * * * هذان في الدنيا هم الرحماء وإذا عفوت فقادرا ومقتدرا * * * لا يستهين بعفوك الجهلاء
وإذا غضبت فإنما هي غضبة في الحق * * * لا ضغن ولا بغضاء
وإذا رضيت فذاك في مرضاته * * * ورضا الكثير تحلم ورياء وإذا بنيت فخير زوج عشرة * * * وإذا ابتنيت فدونك الآباء
وحين أخبر أبا بكر ، وهو صاحبه في الجاهلية بأن الله أوحى إليه ، أسلم ابو بكر من فوره وما نظر ولا تردد . لماذا ؟
أعرف الرجل بالرجل صاحبه . فلولا أن أبا بكر ـ رضي الله عنه ـ يعرف من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الخير ما أقبل هكذا . ولتردد ولقال وأسمع .
وآمن بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كل من كان في بيته ، علي بن أبي طالب وأم أيمن وزوجته وبناته وغلامه زيد بن حارثه لم يتخلف منهم أحد .
الدائرة التي تحيط بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتتعامل معه يوميا هي أول الناس إيمانا به . وكما سبق معنا أن في هذا دِلالة واضحة على صدقه ـ صلى الله عليه وسلم ـ فهم لو لم يعرفوا منه الصدق ما آمنوا من فروهم هكذا .
بل شهد له من حاربوه بالصدق والأمانة ، ولقبوه بالصادق الأمين ، ولم نسمع أن أحدا ممن عاصره ذكره بسوء . . . لا يوجد أحد ممن رأى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى من قاتلوه وأخرجوه من داره ، تكلم في خلقه بشيء ، كلُّهم أجمعوا على صدقه وأمانته وحسن خلقه ، وهذه الجعجعة حادثة أتت بعد ألف وأربعمائة عام .
وقفة تَزيد الأمر وضوحا :
اتخذ القرآن من حال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الجاهلية بين أهله وأصحابه دليلا على صدقه في دعوى النبوة ، فمعلوم أن قريشا كذَّبت النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ كحال بني إسرائيل مع المسيح ـ عليه السلام ـ ، وكحال كل الأمم التي بعث الله إليها نبيا من أنبياءه .
وفي مواجهة هذا التكذيب ، وفي إطار التدليل على صدق رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ في دعوى النبوة ، اتخذ القرآنُ الكريم من حال النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ بين أهله وأصحابه دليلا على صدقه . قال تعالى : { أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ }[ الأعراف : 184 ]
وقال تعالى :{ قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ }[ سبأ :46 ] ، وقال تعالى :{ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى }[ النجم :2 ] وقال تعالى :{وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ } [ التكوير : 22]
ما وجه الدليل في ذلك ؟
يقول أهلُ العلمِ : ذِكرُ لفظِ الصاحب هنا دون غيره ، إذ قال صاحبكم ولم يقل محمد ولا النبي، ليذكرهم بأن هذا صاحبهم ، لازمهم أربعين عاما ، ويعرفوه معرفة الصاحب بصاحبه . جلس بينهم أربعين عاما . لم يخرج النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ من مكة ، إلا مرة أو مرتين ، وكان ـ في خروجه هذا ـ بين أهل مكة . فهو إذا لم يتعامل مع غير أهل مكة .
والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ اتخذ من حاله بين قومه دليلا على صدقه في دعوى النبوة ، وقف على الصفا ينادي لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغيرَ عليكم أكنتم مصدقي ؟
قالوا نعم . ما جربنا عليك إلا صدقا . قال فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد . [ هذه رواية البخاري من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ]
فهذا حاله صلى الله عليه وسلم في بيته وبين أهله في الجاهلية . اتخذها القرآنُ دليلا على صدقه صلى الله عليه وسلم .
يسكن في غرفات من طين
قالوا : كان جبارا لا همَّ له إلا القتل ، والزواج ، قلنا : لو كان كذلك لاتخذ القصور وجمع الأموال ، وقضى الليل مع النساء ، ولكن ما كان هذا حاله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
حين هاجر إلى المدينة اتخذ بيتا من طين ( لبن ) سقفه من الجريد يطاله الرجل بيديه . بيت كل واحدة من نسائه عبارة عن غرفة من طين ، وكان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ينام على الحصير حتى يؤثرَ في جنبه ـ صلى الله عليه وسلم ـ عند الترمذي من حديث عبد الله بنِ مسعود رضي الله عنه قال : ( نَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حَصِيرٍ فَقَامَ وَقَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِهِ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ اتَّخَذْنَا لَكَ وِطَاءً فَقَالَ مَا لِي وَمَا لِلدُّنْيَا مَا أَنَا فِي الدُّنْيَا إِلَّا َكرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا ) وفي رواية أخرى عند أحمد من حديث عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : ( مالي وللدنيا، ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار، ثم راح وتركها ) يقول : ثم راح وتركها ، أي أنه لم يمكث حتى يتحول عنه الظل بل قام هو وترك الظل .
ودخلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ـ رضي الله عنه ـ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ نائم على حصير قد أثر الحصير في جنبه ، وجالت عينُ عمرٍ في بيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ، يقول عمر : فإِذَا أَنَا بِقَبْضَةٍ مِنْ شَعِيرٍ نَحْوِ الصَّاعِ ( حفنة أو حفنتين ) وَقَرَظٍ ( نوع من ورق الشجر يدبغون به الجلود ) فِي نَاحِيَةٍ فِي الْغُرْفَةِ وَإِذَا إِهَابٌ مُعَلَّقٌ .
هذا كل ما في بيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حصير ينام عليه ، وحفنه من شعير ووسادة معلقة بالجدار .
فبكى عمر مما رأى . وحُقَّ له .
وناداه الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ : مَا يُبْكِيكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ؟
يقول عمر : فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَمَالِي لَا أَبْكِي وَهَذَا الْحَصِيرُ قَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِكَ وَهَذِهِ خِزَانَتُكَ لَا أَرَى فِيهَا إِلَّا مَا أَرَى وَذَلِكَ كِسْرَى وَقَيْصَرُ فِي الثِّمَارِ وَالْأَنْهَارِ وَأَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ وَصَفْوَتُهُ وَهَذِهِ خِزَانَتُكَ
قَالَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ : أَلَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَنَا الْآخِرَةُ وَلَهُمْ الدُّنْيَا ؟
فقال عمر : بَلَى .
هذا هو همّهُ ـ صلى الله عليه وسلم ـ الآخرة . لا حاجة له في الدنيا .
وعن أنس رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : ( مَا أَمْسَى فِي آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَاعُ تَمْرٍ وَلَا صَاعُ حَبٍّ . وَإِنَّ عِنْدَهُ يَوْمَئِذٍ لَتِسْعَ نِسْوَةٍ )
وعند مسلم من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضي الله عنه ـ أن رجلا نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فَأَرْسَلَ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ يسأل عن شيء يضيفه به ، ثم أرسل إلى الثانية والثالثة وإلى كل نسائه وكلهم يجيب : والذي بعثك بِالْحَقِّ مَا عِنْدِي إِلَّا مَاءٌ .
ليس في بيته إلا الماء .
وعند البخاري من حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى الْهِلَالِ ثُمَّ الْهِلَالِ ثَلَاثَةَ أَهِلَّةٍ فِي شَهْرَيْنِ وَمَا أُوقِدَتْ فِي أَبْيَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَارٌ ) ، فقيل لها : ما كَانَ يُعِيشُكُمْ . قَالَتْ الْأَسْوَدَانِ التَّمْرُ وَالْمَاءُ إِلَّا أَنَّهُ قَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِيرَانٌ مِنْ الْأَنْصَارِ كَانَتْ لَهُمْ مَنَائِحُ وَكَانُوا يَمْنَحُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَلْبَانِهِمْ فَيَسْقِينَا .
تمر وماء ، والمنحة لبن .
وفي الصحيحين وغيرهما عن أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها قالت ـ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا فِي بَيْتِي مِنْ شَيْءٍ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ إِلَّا شَطْرُ شَعِيرٍ ) .
ومشهور أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مات وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ يَهُودِيٍّ بِثَلَاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ .
وعند البخاري أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم مات وما ترك درهما ولا دينارا ولا عبدا ولا أمه إلا بغلته البيضاء التي كان يركبها ، وسلاحه ، وارضا جعلها لابن السبيل صدقة .
أجبارٌ هذا ؟
لا والله .
جاء في قصة إسلام عُدي بن حاتم الطائي ـ رضي الله عنه ـ وكان نصرانيا . أنه دخل على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ، المسجد فسلم عليه ، ثم قام معه إلى بيته ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، يقول عُدي : فَانْطَلَقَ بِي إلَى بَيْتِهِ فَوَاَللّهِ إنّهُ لَعَامِدٌ بِي إلَيْهِ إذْ لَقِيَتْهُ امْرَأَةٌ ضَعِيفَةٌ كَبِيرَةٌ فَاسْتَوْقَفَتْهُ فَوَقَفَ لَهَا طَوِيلًا تُكَلّمُهُ فِي حَاجَتِهَا ; يقول عُدي : فقُلْت فِي نَفْسِي : وَاَللّهِ مَا هَذَا بِمَلِكٍ .
ثُمّ مَضَى بِي رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ حَتّى إذَا دَخَلَ بِي بَيْتَهُ تَنَاوَلَ وِسَادَةً مِنْ أَدَمٍ مَحْشُوّةً لِيفًا ، فَقَذَفَهَا إلَيّ ،فَقَالَ : اجْلِسْ عَلَى هَذِهِ . قُلْت : بَلْ أَنْتَ فَاجْلِسْ عَلَيْهَا ، فَقَالَ بَلْ أَنْتَ . يقول عدي : فَجَلَسْتُ عَلَيْهَا ، وَجَلَسَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِالْأَرْضِ ، قَالَ قُلْت فِي نَفْسِي : وَاَللّهِ مَا هَذَا بِأَمْرِ مَلِكٍ .نعم لم يكن ملكا ظالما غشوما ... كان يجلس على الأرض ، ويقف للعجوز طويلا وهو أعظم الناس مسئولية وأكثرهم شغلا . ويسكن في غرفات من طين .
يقول ابن كثير في البداية والنهاية معلقا على ما ورد في البخاري ، من أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مات وما ترك دينارا ولا درهما ولا عبدا ولا أمة يقول ، وقد جعلَهُ عنوانَ بابٍ يقول : فإن الدنيا بحذافيرها كانت أحقر عنده - كما هي عند الله - من أن يسعى لها أو يتركها بعده ميراثا، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى إخوانه من النبيين والمرسلين، وسلم تسليما كثيرا دائما إلى يوم الدين .
ولم يكن ضيق العيش ، وقلة المتاع في بيته ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ فترة من الزمن فقط ، بل كان هذا حاله حتى توفاه ربه .
ولم يكن ضيق العيش وقلة المتاع في بيته ـ صلى الله عليه وسلم ـ جبراً عنه ، بل باختياره ، فقد كان زاهدا في الدنيا . راغبا عنها . يقول ما لي وما للدنيا .
لما فتح الله على رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ خيبر ، وأتت الغنائم ، اجتمع حوله نسوتُه يريدون سعةَ في العيش ، فخيرهم بين أن يبقون معه على هذه الحال وأن يطلقهن . ونزل قول الله تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً . وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً }[ الأحزاب : 29] ، وكلهن اخترن البقاء معه ـ صلى الله عليه وسلم ـ على هذه الحال .
وفي هذا دليل أيضا على أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يكن مضطرا لهذا ، فقد كان عنده سهمه من الغنائم ، ولو شاء لصارت الجبال معه ذهبا ، بل كانت رغية عن الدنيا ، كما قال هو ـ صلى الله عليه وسلم ـ " ( مالي وللدنيا، ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار، ثم راح وتركها ) ،وفي هذه القصة أيضا بيان لمحبة نساء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للنبي وحبهم للبقاء معه على هذه الحال ، كانوا يحبونه أشد من حبهم لآبائهم وأمهاتهم ، عائشة تقول أفيك أستأمر أبوي يا رسول الله ؟! وحبيبة ترفض أن يجلس أبوها وهو سيد قريش يومها على فراش رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتقول له أنت مشرك نجس لا تجلس على فراش رسول الله .صلى الله عليه وسلم ـ .
وكان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقضي ثلث الليل أو نصفه أو يزيد عن ذلك في الصلاة ، يقوم حين يسمع الصارخ .. الديك .. ويصرخ الصارخ في منتصف الليل أو قبله أو بعده بقليل .. يقف بين يدي ربه يقرأ قرآنه ويسجد له داعيا وشاكرا ، قال الله {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ }[ المزمل : من الآية 20 ] .
لم يترك صلاة الليل أبدا .
وعند مسلم من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ فَقُلْتُ يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِائَةِ . . . ثُمَّ مَضَى فَقُلْتُ يُصَلِّي بِهَا فِي رَكْعَةٍ فَمَضَى فَقُلْتُ يَرْكَعُ بِهَا ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ فَقَرَأَهَا ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ فَقَرَأَهَا يَقْرَأُ مُتَرَسِّلًا ـ أي متهملا ومُرتلا ـ إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ . ثُمَّ رَكَعَ فَجَعَلَ يَقُولُ سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ . فَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ ، ثُمَّ قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ ثُمَّ قَامَ طَوِيلًا قَرِيبًا مِمَّا رَكَعَ ثُمَّ سَجَدَ فَقَالَ سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى فَكَانَ سُجُودُهُ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِهِ "
وروى الشيخان من حديث عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه قال : صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً فَلَمْ يَزَلْ قَائِمًا حَتَّى هَمَمْتُ بِأَمْرِ سَوْءٍ . قُلْنَا وَمَا هَمَمْتَ ؟ قَالَ هَمَمْتُ أَنْ أَقْعُدَ وَأَذَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
يقول بن حجر معلقا على هذا الحديث وقد كان بنُ مسعود ـ رضي الله عنه ـ قويا محافظا على الاقتداء بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وما همَّ بالعقود إلا بعد طولٍ ما اعتاد عليه .
وجاء من وصف صلاة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بيته ليلا : عن الْمُغِيرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ إِنْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَقُومُ لِيُصَلِّيَ حَتَّى تَرِمُ قَدَمَاهُ أَوْ سَاقَاهُ فَيُقَالُ لَهُ فَيَقُولُ أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا؟
يقضي ليله يناجي ربه ، وهذه بعض أقواله :
مناجاة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ربه
وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ .
إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنْ الْمُسْلِمِينَ .
اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ .سُبْحَانَكَ .أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ ظَلَمْتُ نَفْسِي وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ . . . . أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ . . . وَلَا مَنْجَا وَلَا مَلْجَأَ إِلَّا إِلَيْكَ . . . . أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ .
خَشَعَ سَمْعِي وَبَصَرِي وَمُخِّي وَعَظْمِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .
اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ .لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ .لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ .قَوْلُكَ الْحَقُّ وَوَعْدُكَ الْحَقُّ وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ حَقٌّ .اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ وَبِكَ خَاصَمْتُ وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَأَسْرَرْتُ وَأَعْلَنْتُ أَنْتَ إِلَهِي لَا إِلَهَ لِي غَيْرُكَ .
اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا وَأَمِتْنِي مِسْكِينًا وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ .
اللهم إني أسألك فعل الخيرات ، وترك المنكرات ، وحب المساكين ، وأن تغفرَ لي وترحمَني ، وإذا أردتَ فتنة قوم فتوفني غير مفتون ، وأسألك حُبَّك ، وحبَّ من يحبُّكَ ، وحب عمل يقربني إلى حبك .
وكان إذا آوى إلى فراشه يقول بِاسْمِكَ رَبِّ وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أَرْفَعُهُ إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ " .
ينام ذاكرا ويستيقظ ذاكرا .
تقول أمُّ المؤمنين عائشةُ ـ رضي الله عنها ـ فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً مِنْ الْفِرَاشِ فَالْتَمَسْتُهُ . . . تبحث عنه بيدها ... تقول .. : فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى بَطْنِ قَدَمَيْهِ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ [ المصلى ] وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ وَهُوَ يَقُولُ اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ .
منازلٌ كانت للصلاةِ وللتقى * * * وللصومِ والتطهيرِ والحسناتِ
ديارٌ عفاها جورُ كلِّ منابذٍ * * * ولمْ تعفُ للأيام والسنواتِ
إلى الله أشكو لوْعةُ عند ذكرهِمْ * * * سقتني بكأسِ الثكلِ والفظعاتِ
فما العدو إلا حاسدٌ ومكذبٌ * * * ومضغنٌ ذو إحنةٍ وتراتِ
فياربِّ زدني من يقيني بصيرةَ * * * وزدْ حٌبَّهم يا ربِّ في حسناتي
سأذكرهم ما حج لله راكبٌ * * * وما ناحَ قمريٌ على الشجراتِ
كان النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ يضع رأسه في حجر زوجته ويقرأ القرآن ثم يغلبه النوم فينام ورأسه في حجرها ، تدبروا .هذا حال المُجهد الذي ما أن يستكينُ على الأرض حتى يغلبه النعاس وينام . وفي حجر زوجته يقرأ القرآن .
وكان حسن العشرة مع زوجاته يقول ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ) . لا يفضل واحدة منهن على الأخرى في القسم ، ويطوف كل يوم عليهن يسأل عن أخبارهن ، ثم يبيت عند التي هو في نوبتها .
متواضعا حليما ، يرقع ثوبه ويخصف نعله ، بساما ضحاكا ، كما تصفه زوجته ، يقول صاحب الرحيق المختوم ، كان أشد الناس حياء وإغضاء ، وإذا كره شيئا عرف في وجهة . وكان لا يُثْبِتْ نظرُه في وجه أحد ، خافض الطرف . نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، جلُّ نظره الملاحظة، لا يشافه أحدا بما يكره حياء وكرم نفس، وكان لا يسمي رجلا بلغ عنه شيء يكرهه، بل يقول . ( ما بال أقوام يصنعون كذا ) . ، ولَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا وَلَا صَخَّابًا فِي الْأَسْوَاقِ وَلَا يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصفحُ .لا يضرب ولا يسب ، ولا يغضب إلا إن انتهكت حرمة من حرمات الله . ولا يعيب الطعام ... إن اشتهاه أكله وإلا تركه . يستيقظ من نومه جائعا فيسأل عن طعام فلا يجد فينوي الصيام إلى الليل .
يقول أنس بن مالك رضي الله عنه فيما رواه أحمد : " خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ سِنِينَ . لَا وَاللَّهِ مَا سَبَّنِي سَبَّةً قَطُّ وَلَا قَالَ لِي أُفٍّ قَطُّ وَلَا قَالَ لِي لِشَيْءٍ فَعَلْتُهُ لِمَ فَعَلْتَهُ وَلَا لِشَيْءٍ لَمْ أَفْعَلْهُ أَلَّا فَعَلْتَهُ .
يقول هند بن أبي هالة ـ رضي الله عنه ـ : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم متواصل الأحزان، دائم الفكرة، ليست له راحة، ولا يتكلم في غير حاجة، طويل السكوت ) انتهى كلامه رضي الله عنه .
أقول : ليس هذا حال من يحب النساء ، فالأنوثة لا تظهر مع التقشف ، والعيش على التمر والماء بين جدران الطين . فمَن لا همَّ له إلا النساء لا يقضي شبابَه كلَّه مع إمرأة واحدة عجوز تكبره بخمسة عشرة سنة ، وقد تزوجت برجلين قبله وأنجبت أكثر من مرة . ليس هذا حال من يعشق النساء . من لا همَّ له إلا النساء لا يتزوج بإمرأة عجوز ثبطة ... ثبطة تعني ثقلية متينة . . بدينة .. تمشي كأنها مقيدة ، أم أولاد يبكون ويصيحون ليل نهار عند رأسه ...ذلكم سودة رضي الله عنها ، ثاني من تزوج الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
ماتت خديجة رضي الله عنها وهي قد تجاوزت الستين من عمرها .. بل قاربت السبعين من عمرها ، ثم مكث رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ بعدها لا يفكر في الزواج حتى أشارت عليه إحداهن بأن يتزوج فهو أبٌ عنده بنين وبنات ، وتزوج من ؟
تزوج سودة رضي الله عنها ... إمرأة كبيرة .. بدينة .. بطيئة الحركة تمشي الهوين كأنها مقيدة .. أم أولاد ، وظلت معه وحدها ثلاث سنوات . أي حتى بلغ النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ سن الثلاثة والخمسين من عمره .
من لا همَّ له إلا النساء لا ينخلع من فراش أحب الناس إليه ويطيل السجود لله . يدعو ربه خوفا وطمعا . من لا همَّ له إلا النساء لا ينخلع من فراش أحب الناس إليه ويذهب للمقابر يزور الموتى ويدعوا لهم . من لا هم له إلا النساء .. لا يقوم من الليل حتى ترم قدماه أو ساقاه ، وقد آذنه ربه بالمغفرة على ما تقدم من ذنبه وما تأخر . ولا ذنب له وإنما هو الشعور بعظمة المعبود وتقصير العبد .
من الصعب جدا أن يقتنع عاقل بأن هذا حال شهوانيٍ يحب النساء ، أو ملكٍ ظلوم سفاك لا همَّ له إلا القتل .
إنها حالة من الوقار ، والسكينة ، والاتصال بالله عز وجل .
إنه قلب معلق بما عند ربه ، وجسم قد أنهكته علو الهمة وسمو الطلب .
كلمني أحدهم ـ من المسلمين ـ بكلام بطرس اللعين ، يقول كان النبي ـ شهوانيا ، وكان وكان ، فأجبته : أنت متزوج ؟ قال نعم ، فقلت كيف بالبيت حين يكون غرفة واحدة ويكون أبنائك كثيرون ومستيقظون ، بل كيف بالبيت إن كان به غير أبنائك .. يضج بالأبناء والضيوف ، وجداره بجدار المسجد ، هل تستطيع أن تأخذ فيه راحتك ؟ قال : أبدا . . أبدا .
قلت هذا حال النبي ، كان بيته كل واحدة من نسائه غرفة ضيقة .. من الطين ... سقفها بالجريد ، ملاصقة للمسجد .. إن أراد أن يسجد وكز زوجته لتوسع له مكانا للسجود ، وإن رفع يديه رفع سقف الغرفة ، وإن خرج من باب الغرفة وجد عددا من الأطفال من أبنائه وأحفاده .
بالله عليك : أهذا بيتٌ يستمتع فيه بالنساء ؟!
أهذا حال من يريد المتعة بالنساء ؟ !
أفي مثل هذا البيت تظهر الأنوثة وتنتعش ؟!
وتابعت : بطرس يكذب ، سله عن بيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعن ليل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كيف كان يقضيه ، وعن مطعم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وملبسه ؟
إنه كذّاب لئيم .
فأجاب : حقا إنه كذّاب لئيم .
يبقى يجيش بصدر كثيرين ، ويتكلم به النصارى وكأنه كان شغل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
هذا الشيء هو ما ورد من أخبار صحيحة عن أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يواقع من تتزين له من زوجاته حتى ولو على فراش غيرها ، وهي قصة حدثت مرة ، كما جاء في سبب نزول الآيات الأول من سورة التحريم . وأنه صلى الله عليه وسلم ربما طاف على زوجاته في ليلة واحدة .
وكل هذا صحيح .
ولكنه أبدا لم يكن هذا هو السياق العام الذي كان يعيش فيه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بمعنى لم يكن حاله أنه يطوف كل ليله على نسائه ، ولم يكن حاله أن يذهب يبحث عن المتجملة منهن ويواقعها . لم يكن هذا أبدا حاله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؛ بل كان حاله كما قدمنا ، زاهدا في الدنيا ، متقشفا في عيشه ، يدعو ربه : اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا . اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين .كان حاله أنه لم يتزوج إلا امرأة واحدة عجوز في الأربعين من عمرها وقضى معها ربع قرن من الزمن لم يتزوج عليها ، وبدأ التعدد بعد البعثة بثلاثة عشر عاما أو يزيد ، وهو ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد تجاوز الخمسين من عمره. وكل زواج كان بسبب . فكيف هذا ؟
حبُّ النساء فطرة خلقها الله في الرجال ، كل الرجال إلا المريض نفسيا أو بدنيا ، وهو شاذ لا يقاس عليه . ومعاشرة النساء لها ارتباط قوي برباطة الجأش . . . الشجاعة ، فالضعيف الذي يهتم لأي مشكلة لا يستطيع أن يذهب لأهله ، كلما جاءته مصيبة أو لاحت في الأفق ذهبت بعقله وبات ليلتَه يفكر فيما كان وفيما سيكون ، وما لم يكن لو كان كيف كان يكون ، ويذهل عن أهله وإن كانت متجملة متزينة ، أما صاحب الشجاعة والبأس ، فلا تأخذه المشاكل ، وحين يرى امرأتَه متزينة تذهب كل الهموم ، فهي صغيرة في حسه مهما كبرت ، ويجتمع عليه شمله ، ومن ثمَّ ينتفع به أهله .وهذه النوعية من الرجال ورسولنا سيدهم تكون حسنة العشرة في الغالب . لماذا ؟
لأن من هذا حاله يستعلي على مشاكل البيت الصغيرة التي تثيرها المرأة . يستعلي على عدد من النقود تنفق هنا أو هناك . ولا يتقصى صغار الأمور . وكما قيل : ما استقصى كريمٌ قط .
وقد رأينا خالدا مثلا يتزوج حيث ينتصر ، وقد قال له أبو بكر مرة حين تزوج من بني حنيفة بعد أن هزمهم وقتل رجالهم : أنت امرؤ فارغ القلب . يتزوج ممن هزمهم ، ولا بد أن عروسه هذه قُتل أبوها أو أخوها . يتزوج ولا يلتفت لهذا كله . يتزوج وهو في دار عدوه لم يرحل بعد . وهذا حال أرباب الحزم والعزم والشجاعة من يوم كانوا ، وسل تعلم .
أما مريض القلب ... الضعيف ، فهو كالطفل تأخذه النظرة كل مأخذ ، وإن ضحكت له امرأة أجلسته عن كل شيء وأخذت بخواطره . وأقامت عنده الخاطرات ولم ترحل .
حال الضعيف أنه لا يذهب لأهله إلا في أوقات محددة ويستعين على ذلك بالدواء ، ويجلس يخطط لذلك أياما . وغالبُ من هذا حاله يكون أمره بيد أهله . فإن غضبت عليه أركبت الهمومَ على ظهره وساقته حيث شاءت . وإن رضيت عنه وتدللت سحبته حيث شاءت ، وأولئك ليسوا من خيار الرجال .ومن هذا حاله ، مع حبه للنساء وأنه لو استطاع لتزوج كل يوم ، تجده مع هذا يتعجب ويتساءل : كيف يجمع الرجل بين امرأتين فضلا عن ثلاث أو أربع أو تسع . كيف يجمع بينهم مع هموم الوظيفة والحياة ؛ يقول لك ، واحدة وتفعل بي كذا وكذا ، فما بال ذي التسعة ؟!
يتعجب . والعجب من حاله هو .
نقول له : لأصحاب العزائم حديث آخر .
حلف البخيل ليأتين بمثله ** * حنثت يمينك يا بخيلُ فكفرِ
معجزات الإخبار بالغيب إحدى دلائل نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم
بقلم الأخ: abcdef_475
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم ، وعلى إخوانه السابقين من الأنبياء والمرسلين
ثم أما بعد
أريد أن أترككم إخوتي تشاهدون جزء يسير من إحدى معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم الباهرة .. " الإخبار بالغيب " .. لنرى جميعاً عظمة هذا النبي الكريم .
ولكل ضيف غير مسلم باحث عن الحق
ليرى ويتفكر ويتعرف علي نبيّ الإسلام صلى الله عليه وسلم
.........
1- إشارة نبوية إلي أن أبي بكر الصديق سيلي أمر الأمة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم :
عن محمد بنِ جبير بن مطعم عن أَبِيه قَال أَتت امْرَأَة النَّبِي صَلَى اللَّه عَلَيه وسَلَم فأَمرها أَن ترجع إِلَيه قالَت أَرأَيت إِن جئْت ولَم أَجدك كأَنها تقول الموت قال صلَى اللَّه علَيه وسلَم إِن لَم تجديني فاْتي أَبا بكر . [1]
فكان هذا وتولي أبا بكر الصديق أمر وولاية المسلمين بعده صلى الله عليه وسلم فكان هو القائم بعده بالأمر .
يقول الأمام النووي :
وأما قوله صلى الله عليه و سلم في الحديث الذي بعد هذا للمرأة حين قالت يا رسول الله أرأيت ان جئت فلم اجدك قال فان لم تجديني فأتي ابا بكر فليس فيه نص على خلافته وامر بها بل هو اخبار بالغيب الذي اعلمه الله تعالى به والله اعلم . [2]
2- إشارة نبوية إلي أن المسلمون سيفتحون مصر :
روي مالك والليث عن الزهري عن بن كعب عن مالك عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
إذا افتتحتم مصرا فاستوصوا بالقبط خيرا فإن لهم ذمة ورحما . [3]
وقد افتتحها عمرو بن العاص في سنة عشرين أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه [4] ، و في صحيح مسلم عن أبي ذر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لهم ذمة ورحما [5] .
والتصريح في رواية الإمام أحمد :
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وهب بن جرير ثنا أبي قال سمعت حرملة يحدث عن عبد الرحمن بن شماسة عن أبي بصرة عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنكم ستفتحون مصر وهى أرض يسمى فيها القيراط فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة ورحما أو قال ذمة وصهرا . [6]
3- إشارة نبوية إلى أن دولتي فارس والروم ستذهبان إلي غير عودة :
عن أَبِي هريرة أَنّه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذا هلَك كسرى فلا كسرى بعده وإِذا هلَك قيصر فلا قيصر بعده والّذي نفس محمد بِيده لَتُنفقُن كنوزهما في سبِيل اللّه". [7]
يقول الإمام عِماد الدين بن كثير :
وقد وقع ذلك كما أخبر سواء بسواء فإنه في زمن أبي بكر وعمر وعثمان انزاحت يد قيصر ذلك الوقت واسمه هرقل عن بلاد الشام وثبت ملكه مقصوراً علي بلاد الروم فقط والعرب إنما كانوا يسمون قيصر لمن ملك الروم مع الشام والجزيرة وفي هذا الحديث بشارة عظيمة لأهل الشام وهي أن يد ملك الروم لا تعود غليها أبد الآبدين ودهر الداهرين إلي يوم الدين .... وأما كسرى فغنه سلب عامة ملكه في زمن عمر ثم استؤصل ما في يده في خلافة عثمان وقيل في سنة ثنتين وثلاثين ولله الحمد والمنة .... وقد دعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بلغه أنه مزق كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يمزق ملكه كل ممزق فوقع الأمر كذلك . [8]
4- إشارة نبوية إلي أن عمر رضي الله عنه سيقتل :
عن حذيفه أنه قال :
كنا عند عمر فقال أيكم يحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة كما قال قال فقلت أنا قال إنك لجريء وكيف قال قال قلت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره يكفرها الصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال عمر ليس هذا أريد إنما أريد التي تموج كموج البحر قال فقلت مالك ولها يا أمير المؤمنين إن بينك وبينها بابا مغلقا قال أفيكسر الباب أم يفتح قال قلت لا بل يكسر قال ذلك أحرى أن لا يغلق أبدا قال فقلنا لحذيفة هل كان عمر يعلم من الباب قال نعم كما يعلم أن دون غد الليلة إني حدثته حديثا ليس بالأغاليط قال فهبنا أن نسأل حذيفة من الباب فقلنا لمسروق سَلْهُ فسأله فقال عمر .[9]
وهكذا وقع الأمر سواء بعد ما قتل في سنة ثلاث وعشرين وقعت الفتن بين الناس وكان قتله سبب انتشارها بينهم .[10]
5- إشارة نبوية إلي أن الله سيصلح بالحسن رضي الله عنه بين فئتين عظيمتين من المسلمين :
عن ابي بكرة رضي الله عنه قال : سمعْت النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسَلَّم عَلَى الْمنْبر وَالْحسن إِلَى جَنْبه يَنْظر إِلَى النَّاسِ مَرَّةً وإِلَيه مرة ويقُول: ابني هذا سيد وَلَعل اللَّه أَن يصْلح بِه بين فئتينِ من الْمسلمين " .[11]
وقد وقع هذا الخبر كما أخبر بعد موت الرسول بنحو ثلاثين سنة ، وهو سنة أربعين من الهجرة ، لما أصلح الله بالحسن بين الفئتين الغظيمتين اللتين كانت متحاربتين بصفين ، عسكر علي وعسكر معاوية .[12]
6- التنبؤ بموت النجاشي :
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه ، فخرج إلي المصلى فصفهم وكبر أربعا .[13]
فكان علم من أعلام النبوة لأنه صلى الله عليه وسلم أعلمهم بموته في اليوم الذي مات فيه مع بعد ما بين أرض الحبشة والمدينة . [14]
7- إخباره صلى الله عليه وسلم بمدة الخلافة بعده :
عن سفينة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " خلافة النبوة ثلاثون سنة ثم يؤتي الله الملك من يشاء أو ملكه من يشاء .
قال سعيد قال لي سفينة أمسك عليك أبا بكر سنتين وعمر عشرا وعثمان اثنتي عشرة وعلي كذا قال سعيد قلت لسفينة إن هؤلاء يزعمون أن عليا [ عليه السلام ] لم يكن بخليفة قال كذبت أستاه بني الزرقاء يعني مروان . [15]
وهذا الخبر من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم إذ كانت خلافتة أبي بكر سنتين وأربعة أشهر إلا عشر ليال ، وكانت خلافة عمر عشر سنين وستة أشهر وأربعة أيام ، وخلافة عثمان اثنتي عشرة سنة إلا اثنى عشر يوماً ، وكانت خلافة علي خمس سنوات إلا شهرين وتكميل الثلاثين كان بخلافة الحسن بن علي رضي الله عنه إذ كانت نحوأ من ستة أشهر ، ثم نزل عليها لمعاوية عام أربعين من الهجرة ، ومصداق هذا في قوله صلى الله عليه وسلم " إن ابني هذا سيد ، وسيصلح الله به بين فئتين " . [16]
8- إخبار النبي صلى الله عليه وسلم أصحابة بنصرة الله للإسلام وإظهاره علي الدين كله :
أَتَيْت النبِي صَلَى اللّه عَلَيه وسَلَّم وهو متوسد بردة وهو في ظل الْكعبة وقَد لَقِينا من الْمشركِين شدَّة فقُلْت يا رسول اللَّه أَلاَ تدعو اللَّه فقعد وهو محمر وجهه فقَال "لَقد كان من قبلَكم لَيمشط بِمشاط الْحدِيد ما دون عظامه من لَحم أَو عصب ما يصرفه ذلك عن دِينِه ويوضع الْمنشار عَلَى مفْرق رأْسه فيشق بِاثْنين ما يصرفه ذلك عن دِينه ولَيتمن اللَّه هذا الأَمر حتّى يسِير الراكب من صنعاء إِلَى حضرموت ما يخاف إلاّ اللَّه" زاد بيان "والذئْب علَى غنمه . [17]
والأمر الذي اشار إليه الحبيب صلى الله عليه وسلم كما قال العلماء [18] هو الإسلام وقد تحقق هذا وأنتشر الأمن وآمن الناس علي أنفسهم عكس ما كان الحال عليه في الجاهلية وزال الخوف وأذي المشركين ولله الحمد .
9- التنبوء بفتح بيت المقدس وطاعون عمواس وكثرة المال في زمن الفتوحات الإسلامية :
عن عوف بن مالك رضي الله عنه أنه قال : "أَتيت النبِي صَلَّى اللَّه عليه وسَلّم في غزوة تبوك وهو في قبة منْ أَدم فَقَال اعدد سِتا بين يدي الساعة موتي ثُم فتح بيت الْمقْدس ثُم موْتان يأْخذ فيكم كقعاصِ الْغنمِ ثم استفاضة المال حتّى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إِلا دخلته ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأَصفر فيغدرون فَيَأْتُونَكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثْنا عشر أَلْفا". [19]
وقد وقع الأمر كما قال عليه الصلاة والسلام
ففتح بيت المقدس بعدما توفاه الله صلى الله عليه وسلم في عهد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
قال الإمام الحافظ عماد الدين بن كثير :
ذكره أبو جعفر بن جرير في هذه السنة عن رواية سيف بن عمر وملخص ما ذكره هو وغيره أن أبا عبيدة لنا فرغ من دمشق كتب إلة أهل إيلياء يدعوهم إلى الله وإلى الإسلام ، أو يبذلون الجزية أو يؤذنون الحرب . فأبوا أن يجيبوا إلي ما دعاهم إليه . فركب إليهم في جنوده واستخلف علي دمشق سعيد بن زيد ثم حاصر بيت المقدس وضيف عليهم حتى أجابوا إلي الصلح بشرط أن يقدم إليهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ..... ثم سار – عمر – حتى صالح نصارى بيت المقدس ، واشترط عليهم إجلاء الروم إلي ثلاث ، ثم دخلها إذ دخل المسجد من الباب الذي دخل منه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء . [20]
وقوله عليه السلام " ثُم موْتان يأْخذ فيكم كقعاصِ الْغنمِ " وقد تحقق هذا في طاعون عمواس فى زمن عمر بن الخطاب رضى الله عنه وكان بالشام مات فيه خمسة وعشرون [21] سنة ثماني عشرة ، ومات بسببه جماعات من سادات الصحابة منهم معاذ بن جبل وأبو عبيدة ، ويزيد بن أبي سفيان ، وشرحبيل بن حسنة ، وأبو جندل بن سهيل بن عمرو ، وأبوه ، والفضل بن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنهم أجمعين . [22]
وحدثت إستفاضة المال وكثرته في خلافة عثمان عند تلك الفتوح العظيمة، وكان أيضاً في عهد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه فقد وقع في زمنه أن الرجل كان يعرض ماله للصدقة فلا يجد من يقبل صدقته . [23]
10- إخباره عن صدق أبي بكر وشهادة عمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير رضي الله عنهم جميعا :
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير فتحركت الصخرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اهدأ فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد . [24]
وفي هذا الحديث معجزات لرسول الله صلى الله عليه و سلم منها إخباره ان هؤلاء شهداء وماتوا كلهم غير النبي صلى الله عليه و سلم وابي بكر شهداء فان عمر وعثمان وعليا وطلحة والزبير رضي الله عنهم قتلوا ظلما شهداء فقتل الثلاثة مشهور وقتل الزبير بوادي السباع بقرب البصرة منصرفا تاركا للقتال وكذلك طلحة اعتزل الناس تاركا للقتال فاصابه سهم فقتله وقد ثبت ان من قتل ظلما فهو شهيد . [25]
11 - أخباره لإبنته السيدة فاطمة بوفاته وإعلامها بأنها أول آل بيته لحوقاً به :
عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت :
دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة عليها السلام في شكواه الذي قبض فيه، فسارها بشيء فبكت، ثم دعاها فسارها بشيء فضحكت، فسألنا عن ذلك فقالت: سارني النبي صلى الله عليه وسلم أنه يقبض في وجعه الذي توفي فيه فبكيت، ثم سارني فأخبرني أني أول أهله يتبعه فضحكت .[26]
وفي الحديث إخباره صلى الله عليه وسلم بما سيقع فوقع كما قال فأنهم اتفقوا على أن فاطمة عليها السلام كانت أول من مات من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم بعده حتى من أزواجه . [27]
وقد لحقت السيدة فاطمة بوالدها صلى الله عليه وسلم بعد وفاته بستة أشهر كما في الحديث الذي أخرجاه في الصحيحين عن السيدة عائشة عليها الصلاة والسلام .
12 – إخباره لزوجته السيدة ميمونة عليها وعلى نبينا الصلاة والسلام أنها لن تموت بمكه:
عن يزيد بن الأصم ثقلت ميمونة بمكة وليس عندها من بني أختها أحد فقالت أخرجوني من مكة فاني لا أموت بها إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرني أني لا أموت بمكة فحملوها حتى أتوا بها إلى سرف الشجرة التي بنى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم تحتها في موضع القبة فماتت رضي الله عنها . [28]
وكان موتها سنة إحدى وخمسين على الصحيح .[29]
13 – إخباره لسيدنا الإمام علي رضي الله عنه وأرضاه بالإمارة وقتله بعدها :
عن فضالة بن أبي فضالة الأنصاري وكان أبو فضالة من أهل بدر قال خرجت مع أبي عائدا لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه من مرض أصابه ثقل منه قال فقال له أبي ما يقيمك في منزلك هذا لو أصابك أجلك لم يلك إلا أعراب جهينة تحمل إلى المدينة فإن أصابك أجلك وليك أصحابك وصلوا عليك فقال علي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه و سلم عهد إلى أن لا أموت حتى أؤمر ثم تخضب هذه يعنى لحيته من دم هذه يعنى هامته فقتل وقتل أبو فضالة مع على يوم صفين . [30]
14- إخباره بمقتل عمار بن ياسر وفي ذلك دليل علي معرفة الفرقة الباغية :
عن السيدة أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار تقتلك الفئة الباغية . [31]
قال العلماء هذا الحديث حجة ظاهرة فى أن عليا رضى الله عنه كان محقا مصيبا والطائفة الأخرى بغاة لكنهم مجتهدون فلا إثم عليهم لذلك كما قدمناه فى مواضع منها هذا الباب وفيه معجزة ظاهرة لرسول الله صلى الله عليه و سلم من أوجه منها أن عمارا يموت قتيلا وأنه يقتله مسلمون وأنهم بغاة وأن الصحابة يقاتلون وأنهم يكونون فرقتين باغية وغيرها وكل هذا قد وقع مثل فلق الصبح صلى الله وسلم على رسوله الذى لاينطق عن الهوى إن هو إلاوحى يوحى " .[32]
15 – إخباره بمقتل الحسين رضي الله عنه ومكان حدوث ذلك :
عن أبي الطفيل قال : استأذن ملك القطر أن يسلم على النبي صلى الله عليه و سلم في بيت أم سلمة فقال : " لا يدخل علينا أحد " . فجاء الحسين بن علي رضي الله عنهما فدخل فقالت أم سلمة : هو الحسين فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " دعيه " . فجعل يعلو رقبة النبي صلى الله عليه و سلم ويعبث به والملك ينظر فقال الملك : أتحبه يا محمد ؟ قال : " إي والله إني لأحبه " . قال : أما إن أمتك ستقتله وإن شئت أريتك المكان . فقال بيده فتناول كفا من تراب فأخذت أم سلمة التراب فصرته في خمارها فكانوا يرون أن ذلك التراب من كربلاء . [33]
16– الإخبار بمقتل أمية بن خلف في حرب مع المسلمين :
عن عبد الله بن مسعود قال انطلق سعد بن معاذ معتمرا فنزل على صفوان بن أمية بن خلف وكان أمية إذا انطلق إلى الشام فمر بالمدينة نزل على سعد فقال أمية لسعد انتظر حتى إذا انتصف النهار وغفل الناس انطلقت فطفت فبينما سعد يطوف إذ أتاه أبو جهل فقال من هذا يطوف بالكعبة آمنا قال سعد أنا سعد فقال أبو جهل تطوف بالكعبة أمنا وقد آويتم محمدا صلى الله عليه و سلم فتلاحيا فقال أمية لسعد لا ترفعن صوتك على أبي الحكم فإنه سيد أهل الوادي فقال له سعد والله ان منعتني ان أطوف بالبيت لأقطعن إليك متجرك إلى الشام فجعل أمية يقول لا ترفعن صوتك على أبي الحكم وجعل يمسكه فغضب سعد فقال دعنا منك فإني سمعت محمدا يزعم انه قاتلك قال إياي قال نعم قال والله ما يكذب محمد فلما خرجوا رجع إلى امرأته فقال أما علمت ما قال لي اليثربي فأخبرها به فلما جاء الصريخ وخرجوا إلى بدر قالت امرأته أما تذكر ما قال أخوك اليثربي فأراد أن لا يخرج فقال له أبو جهل انك من أشراف الوادي فسر معنا يوما أو يومين فسار معهم فقتله الله عز و جل . [34]
17 – إخباره عن من يقتل من المشركين يوم بدر ومكان مصرعهم :
عن أنس قال كنا مع عمر بين مكة والمدينة فتراءينا الهلال وكنت حديد البصر فرأيته فجعلت أقول لعمر أما تراه قال سأراه وأنا مستلق على فراشي ثم أخذ يحدثنا عن أهل بدر قال إن كان رسول الله صلى الله عليه و سلم ليرينا مصارعهم بالأمس يقول هذا مصرع فلان غداً إن شاء الله تعالى وهذا مصرع فلان إن شاء الله تعالى غدا إن شاء الله تعالى قال فجعلوا يصرعون عليها قال قلت والذي بعثك بالحق ما أخطئوا تيك كانوا يصرعون عليها ثم أمر بهم فطرحوا في بئر فانطلق إليهم فقال يا فلان يا فلان هل وجدتم ما وعدكم الله حقا فإني وجدت ما وعدني الله حقا قال عمر يا رسول الله أتكلم قوما قد جيفوا قال ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكن لا يستطيعون أن يجيبوا .
وفي رواية مسلم : " فما ماط أحدهم عن موضع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم " . [35]
18 – الإخبار بنهاية الرجل الذي كان يكتب له وأرتد :
عن أنس بن مالك قال كان منا رجل من بني النجار قد قرأ البقرة وآل عمران وكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه و سلم فانطلق هاربا حتى لحق بأهل الكتاب قال فرفعوه وقالوا هذا كان يكتب لمحمد صلى الله عليه و سلم وأعجبوا به فما لبث ان قصم الله عنقه فيهم فحفروا له فواروه فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها ثم عادوا فحفروا له فواروه فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها ثم عادوا فحفروا له فواروه فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها فتركوه منبوذا . [36]
19 – الإخبار بموت أحد كبار المنافقين بالمدينة :
عن جابر رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم في سفر قال فهبت ريح شديدة فقال هذه لموت منافق قال فلما قدمنا المدينة إذا هو قد مات منافق عظيم من عظماء المنافقين . [37]
20 – نبوءة عجيبة عن رجل قتل نفسه في الحرب فكان مصيره النار :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل ممن معه يدعي الإسلام ثم هذا من أهل النار فلما حضر القتال قاتل الرجل من أشد القتال وكثرت به الجراح فأثبتته فجاء رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أرأيت الذي تحدثت أنه من أهل النار قد قاتل في سبيل الله من أشد القتال فكثرت به الجراح فقال النبي صلى الله عليه وسلم "أما إنه من أهل النار فكاد بعض المسلمين يرتاب فبينما هو على ذلك إذ وجد الرجل ألم الجراح فأهوى بيده إلى كنانته فانتزع منها سهما فانتحر بها فاشتد رجال من المسلمين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله صدق الله حديثك قد انتحر فلان فقتل نفسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بلال قم فأذن لا يدخل الجنة إلا مؤمن وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر" . [38]
21 – الإخبار بأن مُلك أمته سيبلغ المشرق والمغرب :
عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة وأن لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم وإن ربي قال يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة وأن لا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بأقطارها أو قال من بين أقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ويسبي بعضهم بعضا .[39]
وهذا أخبر به في أول الأمر ، وأصحابه في غاية القلة قبل فتح مكه وكان كما أخبر .[40]
قال القاضي عياض : إنما وقع في الأم ما تقدم وهذا الحديث علم من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم لظهوره كما قال ، وأن ملك أمته أتسع في المشارق والمغارب كما أخبر من أقصى بحر طنجة ومنتهى عمارة المغرب إلى أقصى المشرق مما وراء خرسان والنهر وكثير من بلاد الهند والسند والصغد ولم يتسع ذلك الاتساع من جهة الجنوب والشمال الذي لم يذكر – عليه السلام – أنه أريه وأن ملك أمته سيبلغه .[41]
22 – الإخبار بالنار التي خرجت من أرض الحجاز :
عن أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى .[42]
قال الإمام النووي : وقد خرجت فى زماننا نار بالمدينة سنة أربع وخمسين وستمائة وكانت نارا عظيمة جدا من جنب المدينة الشرقى وراء الحرة تواتر العلم بها عند جميع الشام وسائر البلدان وأخبرنى من حضرها من أهل المدينة .[43]
ويسرد لنا بن كثير فيقول عن هذه الحادثة العظيمة :
أخبرني من أثق به ممن شاهدها أنه بلغه أنه كتب بتيماء على ضوئها الكتب قال وكنا في بيوتنا تلك الليالي وكان في دار كل واحد منا سراج ولم يكن لها حر ولفح على عظمها إنما كانت آية من آيات الله عز وجل قال أبو شامة وهذه صورة ما وقفت عليه من الكتب الواردة فيها :
لما كانت ليلة الاربعاء ثالث جمادي الاخرة سنة اربع وخمسين وستمائة ظهر بالمدينة النبوية دوي عظيم ثم زلزلة عظيمة رجفت منها الارض والحيطان والسقوف والاخشاب والابواب ساعة بعد ساعة إلى يوم الجمعة الخامس من الشهر المذكور ثم ظهرت نار عظيمة في الحرة قريبة من قريظة نبصرها من دورنا من داخل المدينة كأنها عندنا وهي نار عظيمة إشعالها أكثر من ثلاث منارات وقد سالت أودية بالنار إلى وادي شظا مسيل الماء وقد مدت مسيل شظا وما عاد يسيل والله لقد طلعنا جماعة نبصرها فإذا الجبال تسيل نيرانا وقد سدت الحرة طريق الحاج العراقي فسارت إلى أن وصلت إلى الحرة فوقفت بعد ما أشفقنا ان تجيء إلينا ورجعت تسيل في الشرق فخرج من وسطها سهود وجبال نيران تأكل الحجارة فيها أنموذج عما أخبر الله تعالى في كتابه إنها ترمي بشرر كالقصر كأنه جمالة صفر وقد أكلت الارض وقد كتبت هذا الكتاب يوم خامس رجب سنة أربع وخمسين وستمائة والنار في زيادة ما تغيرت وقد عادت إلى الحرار في قريظة طريق عير الحاج العراقي إلى الحرة كلها نيران تشتعل نبصرها في الليل من المدينة كأنها مشاعل الحاج واما ام النار الكبيرة فهي جبال نيران حمر والام الكبيرة التي سالت النيران منها من عند قريظة وقد زادت وما عاد الناس يدرون أي شيء يتم بعد ذلك والله يجعل العاقبة إلى خير فما أقدر أصف هذه النار .[44]
23 – الإخبار بفتح الشام واليمن والعراق تِباعاً :
عن سفيان بن أبي زهير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تفتح الشام فيخرج من المدينة قوم بأهليهم يبسون والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ثم تفتح اليمن فيخرج من المدينة قوم بأهليهم يبسون والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ثم تفتح العراق فيخرج من المدينة قوم بأهليهم يبسون والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون .[45]
قال العلماء في هذا الحديث معجزات لرسول الله صلى الله عليه و سلم لأنه أخبر بفتح هذه الأقاليم وأن الناس يتحملون بأهليهم اليها ويتركون المدينة وأن هذه الاقاليم تفتح على هذا الترتيب ووجد جميع ذلك كذلك بحمد الله وفضله وفيه فضيلة سكنى المدينة والصبر على شدتها وضيق العيش بها والله أعلم . [46]
_______________________
[1] أخرجه البخاري في صحيحه 62 : ك : فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم 4 : ب : فضل أبي بكر الصديق بعد النبي صلى الله عليه وسلم ح 3659 ج 2 ص 418 .
ومسلم في صحيحه 44 : ك : فضائل الصحابة رضي الله عنهم 1 : ب : من فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه ح 2386 ج 7 ص 389 بشرح القاضي عياض .
وأحمد في مسنده ح 16801 ، 16813 ج 4 ص 82 ، 83
[2] مسلم بشرح النووي ج 15 ص 154
[3] أخرجه الحاكم في المستدرك 28 : ك : تواريخ المتقدمين من الأنبياء والمرسلين 5 : ذكر إسماعيل بن إبراهيم صلوات الله عليهما ح 4090 – ج 2 ص 650 ، 651 وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه .
[4] النهاية في الفتن والملاحم ج 1 ص 9 .
[5] أخرجه مسلم في صحيحه 44 : ك : فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم 56 : ب : وصية النبي صلى الله عليه وسلم بأهل مصر - ح 2543 ج 7 ص 585 بشرح القاضي عياض .
[6] المسند ج 5 ص 173 . وقال عنه المحدث شعيب الأرنؤوط إسناده صحيح على شرط مسلم
[7] أخرجه البخاري في صحيحه واللفظ له 61 : ك : المناقب 25 : ب : علامات النبوة في الإسلام ح 3618 – ج 2 ص 409 .
ومسلم في صحيحه 52 : ك : الفتن وأشراط الساعة 18 : ب : لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء ح 2918 ج 8 ص 460 بشرح القاضي عياض .
والترمذي في سننه 41 : ب ما جاء إذا ذهب كسرى فلا كسرى بعده ج 4 ص 497 وقال هذا حديث حسن صحيح وصححه الألباني .
وأحمد في مسنده ج 5 ص 105 ح 21050 .
[8] النهاية في الفتن والملاحم ج 1 ص 10 .
[9] أخرجه في صحيحه 61 : ك : المناقب 25 : ب : علامات النبوة في الإسلام ح 3586 ج 2 ص 402 .
ومسلم في صحيحه 52 : ك : الفتن وأشراط الساعة 7 : ب : في الفتنة التي تموج كموج البحر ج 8 ص 431 بشرح القاضي عياض .
وأحمد في مسنده ج 5 ص 404 ح 23487 وقال عنه شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم .
[10] النهاية في الفتن والملاحم ج 1 ص 10 .
[11] البخاري في صحيحه 62 : ك : فضائل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم 22 : ب : مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما ح 3746 – ج 2 ص 441 واللفظ له .
وأحمد في مسنده ج 5 ص 51 ح 20535 .
وأبي داود ب : باب ما يدل على ترك الكلام في الفتنة ح 4662 – ج 2 ص 627 .
والنسائي 17 : ك : الجمعة ب : 26 : الكلام في الخطبة ح 1718 ج 1 ص 531 .
[12] الجواب الصحيح ج 6 ص 91 .
[13] أخرجه البخاري 23 : ك : الجنائز 64 : ب : التكبير علي الجنازة أربعاً ح 1333 . ج 1 ص 307 .
وأبي داود 62 : ب : الصلاة على المسلم يموت في بلاد الشرك ح 3204 . ج 2 ص 230 .
والترمذي 37 : ب : التكبير علي الجنازة ح 1022 . ج 3 ص 341 ، وقال حسن صحيح .
وأحمد في مسنده ح 7147 . ج 2 ص 230 . وقال شعيب الأرنؤوط إسناده صحيح على شرط الشيخين .
والأصبهاني في الدلائل ح 495 . ص 544 .
[14] تحفة الأحوذي ج 2 ص 316 .
[15] أخرجه الترمذي 34 : ك : السنة 9 : ب : في الخفاء ح 4646 . ج 2 ص 621 ، وقال حسن صحيح .
وأحمد في مسنده ح 21978 . ج 5 ص 221 ، وقال شعيب الأرنؤوط إسناده حسن .
والبيهقي في الدلائل ج 6 ص 341 .
[16] البداية والنهاية ج 9 ص 153 .هذا الحبيب 406 . العرف الشذي ج 3 ص 353 .
[17] أخرجه البخاري في صحيحه واللفظ له 63 : ك : مناقب الأنصار 29: ب : ما لقى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المشركين بمكة ح 3852 . ج 3 ص 20 .
وفي 61 : ك : المناقب 25 : ب : علامات النبوة في الإسلام ح 3612 . ج 2 ص 407 .
وأبي داود 9 : ك : الجهاد 107 : ب : في الأسير يكره على الكفر ح 2649 . ج 2 ص 53 .
وأحمد في مسنده ح 21106 . ج 5 ص 110 .
[18] أنظر فتح الباري لابن حجر ج 7 ص 166 و عمدة القاري لبدر الدين العيني ج 16 ص 304 وعون المعبود لمحمد شمس الحق العظيم آبادي ج 7 ص 221 .
[19] أخرجه البخاري في صحيحه 58 : ك : الجزية و الموادعة 15 : ب : ما يحذر من الغدر ح 3176 . ج 2 ص 229 .
[20] البداية والنهاية ج 9 ص 655 ، 656 .
[21] المنهاج شرح صحيح مسلم بن حجاج ج 1 ص 105
[22] البداية والنهاية ج 9 ص 164 .
[23] فتح الباري ج 6 ص 227 ، ج 13 ص 86 .
[24] أخرجه مسلم في صحيحه 44 : ك : فضائل الصحابة 6 : ب : من فضائل طلحة والزبير رضي الله تعالي عنهما ح 2417 . ج 7 ص 249 بشرح القاضي عياض .
والبيهقي في الدلائل ج 6 ص 352 .
[25] مسلم بشرح النووي ج 15 ص 189 .
[26] أخرجه البخاري في صحيحه 64 : ك : المغازي 84 : ب : مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته ح 4432 ، 4433 – ج 3 ص 170 .
ومسلم في صحيحه 44 : ك : فضائل الصحابة 15 : ب : فضائل السيدة فاطمة بنت النبي عليها الصلاة والسلام ح 2450 – ج 7 ص 474 بشرح القاضي عياض .
[27] فتح الباري ج 8 ص 135 .
[28] أخرجه بن أبي شيبة ، وعنه وعن المصنف نقله السيوطي في الخصائص الكبرى ج 2 ص 148 .
وبن كثير في تاريخه ج 9 ص 224 وعزاه للبخاري في التاريخ .
والبيهقي في الدلائل ج 6 ص 437 .
والهيثمي في مجمع الزوائد ج 9 ص 401 – ح 15362 وقال : رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح .
[29] البداية والنهاية ج 9 ص 224 .
[30] أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد ج 5 ص 336 – ح 8946 ، وقال : رواه أحمد وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وهو حسن الحديث وبقية رجاله ثقات
أخرجه أحمد في مسنده ح 802 – ج 1 ص 102 . وقال عنه المحدث شعيب الأرنؤوط في تعليقه علي المسند " إسناده ضعيف "
ورواه البيهقي في الدلائل ج 6 ص 430 وقال ولهذا الحديث شواهد يقوي بشواهد .
[31] أخرجه مسلم في صحيحه 52 : ك : الفتن وأشراط الساعة 18 : ب : لا تقوم الساعة حتي يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء . ح 2916 – ج 8 ص 458 بشرح القاضي عياض .
والبيهقي في الدلائل ج 6 ص 420 .
[32] مسلم بشرح النووي ج 18 ص 39 .
[33] أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد ح 15121 – ج 9 ص 304 وقال رواه الطبراني وإسناده حسن .
[34] البخاري في صحيحه 64 : ك : المغازي 2 : ب : ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من يقتل ببدر ح 3950 – ج 3 ص 49 .
واحمد في مسنده ج 1 ص 400 – ح 3794 . وقال شعيب الأرنؤوط إسناده صحيح على شرط البخاري رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد فمن رجال البخاري .
وأبو نعيم في الدلائل ص 65 .
[35] مسلم في صحيحه 32 : ك : الجهاد والسير 30 : ب : عزوة بدر ح 1779 – ج 6 ص 136 بشرح القاضي عياض .
واحمد في مسنده ج 1 ص 26 – ح 182 ، وقال شعيب الأرنؤوط إسناده صحيح على شرط الشيخين .
والبغوي في الأنوار ج 1 ص 87 .
[36] أخرجه البخاري في صحيحه 61 : ك : المناقب 25 : ب : علامات النبوة في الإسلام ح 3617 – ج 2 ص 409 .
ومسلم في صحيحه 50 : ك : صفات المنافقين وأحكامهم ح 2781 – ج 8 ص 312 .
وأحمد في مسنده ج 3 ص 222 – ح 13348 .
والبغوي في الأنوار ج 1 ص 98 ، و شرح السنة ج 13 ص 305 .
[37] أخرجه مسلم في صحيحه 50 : ك : صفات المنافقين وأحكامهم ح 2782 – ج 8 ص 213 بشرح القاضي عياض .
وأحمد في مسنده ج 3 ص 314 – ح 14418 .
والبغوي في الأنوار ج 1 ص 90 .
[38] أخرجه البخاري في صحيحه 82 : ك : القدر 5 : ب : العنل بالخواتيم ح 6606 – ج 4 ص 253 ، 254 .
ومسلم 1 : ك : الإيمان 47 : ب : غلط تحريم قتل الإنسان نفسه ح 111 – ج 1 ص 392 بشرح القاضي عياض .
وأحمد ح 17257 – ج 4 ص 135 .
[39] أخرجه مسلم في صحيحه 52 : ك : الفتن وأشراط الساعة 5 : ب : هلاك هذه الأمة بعضهم ببعض ح 2889 – ج 8 ص 425 بشرح القاضي عياض .
وأحمد ج 4 ص 123 ح 17156
وأبي داود 29 : ك : الفتن والملاحم 1 : ب : ذكر الفتن ودلائلها ح 4252 – ج 2 ص 499 ، وصححه الألباني .
والترمذي 34 : ك : الفتن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 14 : ب : ما جاء في سؤال النبي صلى الله عليه و سلم ثلاثا في أمته ح 2175 – ج 4 ص 471 وصححه الألباني .
والبغوي في شرح السنة ج 14 ص 214 ح 4015 وقال هذا حديث صحيح .
والهيثمي في مجمع الزوائد ج 7 ص 451 ح 11965 وقال رواه أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح .
[40] الجواب الصحيح ج 6 ص 90 .
[41] إكمال المعلم ج 8 ص 425 .
[42] أخرجه البخاري في صحيحه 92 : ك : الفتن 24 : ب : خروج النار ح 7118 – ج 4 ص 374 .
ومسلم في صحيحه 52 : ك : الفتن وأشراط الساعة 14 : ب : لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز ح 2902 – ج 8 ص 445 بشرح القاضي عياض
والحاكم في المستدرك 50 : ك : الفتن والملاحم ح 8436 – ج 4 ص 609 .
[43] مسلم بشرح النووي ج 18 ص 27 .
[44] البداية والنهاية ج 17 ص 329 .
[45] أخرجه البخاري في صحيحه 29 : ك : فضائل المدينة 5 : ب : من رغب عن المدينة ح 1875 – ج 1 ص 431 .
ومسلم 15 : ك : الحج 92 : ب : الترغيب في المدينة عند فتح الأمصار ح 1388 – ج 4 ص 505 بشرح القاضي عياض .
والنسائي 28 : ك : الحج 306 : الكراهية في الخروج من المدينة ح 4263 – ج 2 ص 482 .
والبغوي في شرح السنة ج 2 ص 322 .
[46] شرح النووي علي مسلم ج 9 ص 158 ، إكمال المعلم ج 4 ص 506 .
الإنحطاط المقدس - ابن الفاروق المصرى
المشهد الأول
نهار داخلى غرفة نوم الملك فى فيلته بالمنتجع الصيفى
توسطت الشمس كبد السماء فصحى الملك من نومه وجلس معتدلا على سريره وهو يفرك وجهه بيده متثائبا قبل أن يقول متمتما فى ضيق :
* مدعوء ابو الدنيا , الظاهر انى زودت العيار امبارح حبتين.
ثم يقف منتصبا مواجها الشرفة فاردا يده لأعلى وهو يتمطى قبل ان يسير بأتجاه الشرفة ويدخلها , ثم يستند على السور وهو يدور ببصره ناظرا إلى الفيلات
المجاورة , وفجاءة تقع عينه على إمراة بالمايوه فى احدى الفيلات المجاورة تدلك جسدها بالزيت استعدادا لنزول حمام السباحة , فيتنهد الملك ثم يقول محدثا نفسه
بصوت خفيض :
* حلاوتك , أهى دى الأصطباحه ولا بلاش , نهارو ابيض .
ويظل متابعها ببصره إلى ان تنتهى من دهن جسدها بالزيت ثم تقفز إلى حمام السباحة برشاقة , فيفرك الملك كفيه منتشيا وهو يقول :
* أوعى وشك , اهى النسوان ولا بلاش
ثم يردد أغنية كاظم الساهر
نزلت البحر تتشمس الحلوة رفقا بالبشر آه يا بنت حوا
ثم يكمل باقى الأغنية متمتما باللحن لنسيانه الكلمات وهو يهز اكتافه ورقبته على انغام اللحن وبصره مصوب كالصقر على المرأة فى حمام السباحة , وفجاءة يأتى
صوت كبير الياوران من خلفه قائلا :
** صباح الخير معاليك
فينتفض الملك ويفيق من نشوته ويلتف خلفه فى فزع قبل ان يتمالك نفسه وينحنى خالعا فردة الشبشب قاذفا بها كبير الياوران وهو يصيح :
* صباح الزفت على دماغك ودماغ اهلك , هو مافيش استأذان يا بغل .
فينحنى كبير الياوران ملتقطا فردة الشبشب التى اصطدمت بوجهه قبل ان تستقر على الأرض واضعا اياها امام رجل الملك الحافيه قائلا وهو يبتسم :
** ما انا خبطت معاليك بس سيادتك اللى ما رديتش.
فيصيح فيه الملك :
* ولو مارديتش تقف زى اللوح بره , هى وكالة من غير بواب , انت فاكرها اوضة امك
فيقاطعه كبير الياوران قبل ان يحدث من الملك ما لا يحمد عقباه قائلا وهو يتصنع المسكنه :
** معاليك لو ما كانش الأمر خطير ما كنتش عملت كده , اصل الجيش ...
فيقاطعه الملك قائلا :
* مدعوء ابوك لأبو الجيش .
ثم يلتفت خلفه تجاه الشرفه قبل ان ينظر إلى كبير الياوران بسرعه قائلا كمن يحاول التنصل من شئ :
* ايــــه انا كنت بلعب رياضه
فيتبسم كبير الياوران ابتسامة مدروسه قائلا بنعومة :
** ربنا يديم الصحة على معاليك , ويارب ..
فيقاطعه الملك وهو يشير له بيده ليلزم الصمت قائلا :
* انت هتشحت على الصبح
ثم يشير له ليدنو منه وهو يتلفت بعينه وكأنه يخشى ان يسمعه أو يراه احد قبل ان يقول له :
* بقولك ايه يا ياض , طبعا انت اكيد عارف كل جيرانا اللى فى المنطقة , قصدى يعنى الفلل اللى جانبينا .
فيجيب عليه كبير الياوران بثقه قائلا :
** حتى لو ما اعرفش سموك اخلى العسس بتوعنا يجيبوا لك اللى انت ...
فيضع الملك يده على فمه ليسكته قائلا له :
* عسس ايه ونيلة ايه بس , انت هتفضل حمار لغاية امتى
فينظر له كبير الياوران نظرة ذات مغزى وهو يقول متصنعا المكر والحياء فى آن واحد :
** يكونش قصد معاليك الحته ام مايوه اللى ....
فيجيبه الملك بصوت قوى ولكنه خفيض :
* ايووووووه ام مايوه اللى , ما انت ابن حنت وبتفهم اهه.
ثم يتنحنح الملك قبل ان يقول :
* م الأخر انا عاوز البت دى.
فيتجه كبير الياوران إلى باب الغرفه وهو يقول :
** خمس دقائق معاليك وتكون ادامك.
* قطع *
المشهد الثانى
ليل داخلى فى بهو فيلا الملك
ينزل الملك من على السلم وهو يدلك صدره براحة يده اليمنى متنهدا فيقابله فى اسفل السلم كبير الياوران فاردا ذراعيه امامه قائلا :
** اسد معاليك نازل من عرينه .
فيبتسم الملك ابتسامة عريضة كمن اعجبه ما سمعه قبل ان يقول له :
* يا واد يا بكاش
ثم يقترب منه ويضع يده على كتفه ويقول له متسائلا ومستفهما :
* بقولك ايه الوليه اللى جبتها لى من كام شهر دى كانت بتقولى جوزها ما اعرف عسكرى ولا ايه فى الجيش .
فيهز كبير اياوران راسه مؤكدا وهو يقول :
** جوزها معاليك ظابط احتياط فى الجيش.
فيحكك الملك ذقنه بسبابته وابهامه وهو يقول :
* ظابط فى الجيش , يعنى تلاقيه دلوقتى على الجبهه . صح ؟
فيهز كبير الياوران رأسه بالإيجاب قائلا :
** صح معاليك.
فيأخذ الملك نفس عميق ثم يخرجه على صورة زفرة قوية وهو يقول :
* طيب وايه العمل دلوقتى ؟
فيجيبه كبير الياوران بخبث قائلا :
** لو داخله مزاج سيادتك نقتله .
فينظر له الملك بقرف قائلا :
* نقتله ايه يا بغل , الوليه باعتت لى مرسال تقولى انها حامل .
ثم تلمع عينا الملك وهو يفكر فيقول :
* بقولك ايه انت تبعت تجيب جوزها حالا , بحيث لما ينزل اجازة هيروح بيتهم وساعتها يفتكر الواد ابنه ويبقى خلصنا .
فيغمز كبير الياوران بخبث قائلا :
** تأمر يا قمر
* قطع *
المشهد الثالث
نهار داخلى فى بهو قصر الملك
الملك يجلس فى البهو على كرسى ثم يدخل كبير الياوران مسرعا ثم ينحنى عليه هامسا فى اذنه :
** وصل يا مولانا وصل .
فيعتدل الملك فى جلسته قبل ان يقول له :
* دخله بسرعة.
فيشير كبير الياوران إلى احد الحرس بيده فيخرج الحارس وسرعان ما يعود ومعه ضابط يبدو من شكله انه اتى من الجبهة مباشرة , فينظر له الملك وتنفرج
اساريرة ويقف مادا ذراعيه امامه وهو يقول :
* يا مرحب بالبطل .
فيرتبك الضابط وينظر يلتفت خلفه ثم ينظر إلى الملك نظرة قلقه , فيبتسم الملك قائلا :
* ايوه انت بطل وابو الأبطال انت فكرك فيه حاجة من اللى فى الجبهه بتخفى عليه.
ثم ينظر لكبير الياوران كأنه يستحثه على التدخل , فيبتسم كبير الياوران فى وجه الضابط وهو يقول :
** طبعا طبعا و مولانا سمع عنك وعن اعمالك البطوليه على الجبهه , فقرر يهنيك بنفسه .
فيقول الضابط بتردد كمن يشك فى ما يسمع :
*** بطو .. بطو .. بطوليه , انا .. !
فيقول الملك بفخامة :
* طبعا بطوليه , وبطوليه قوى كمان .
فيجيبه الضابط والحيرة مرتسمه على وجهه :
*** بس انا ما عملتش حاجة يا مولاى , أقصد ماعملتش حاجة يعنى يتقال عليها ...
فيقاطعه الملك قائلا :
* الله مش انت عملت اللى عليك ولا قصرت ؟
فيجيبه الضابط فى عجالة :
*** نفذت الأوامر بحذافيرها معاليك .
فيجيبه الملك مستنكرا نفيه السابق :
* طب وهو ده شوية , هما كانوا مكلفينك بحاجة هينه يعنى . ياريت كل الظباط زيك كده .
فيتدخل كبير الياوران الياوران قائلا :
** والله يا مولانا يا زين ما عملت , فعلا هو يستحق التكريم على اللى عمله .
فيهز الملك رأسه مؤيدا وهو يقول :
* مش كده برضه , لو ماكناش احنا نراعى رجالتنا امال مين اللى هيرعاهم .
فيجيبه كبير الياوران مهللا :
** الله عليك يا ابو الأبطال , والله .. والله عمرك ما قصرت.
فيقاطعه الملك بإشارة من يده وهو يوجه كلامه للضابط قائلا :
* نهايته يا ابنى , روح انت على بيتك لغاية ما نشوف هنكرمك ازاى.
فيجيبه الضابط وهو يشد قامته قائلا :
*** انا اقسمت بالله انى ما اعتبش عتبة بيتنا قبل ما تنتهى الحرب , ازاى يجينى نوم ولا راحة واخواتى على الجبهة .
فيقاطعه الملك وهو يشير له ان يصمت قائلا :
* طيب بس بس .
ثم يميل على كبير الياوران هامسا فى اذنه بحنق :
* عامل لى فيها وطنى ابن الصرمة . هنعمل ايه مع البنى آدم ده دلوقتى ؟
ثم يلتفت فجاءة ناظرا ببشاشة لإلى الضابط وهو يقول :
* عفارم عليك يا واد و اهو ده اللى انا كنت عاوزه , واد بطل اثق فيه علشان ينقل رسالة خطيرة جدا .
ثم يتابع مستدركا :
* ياواد ده انا كنت بختبر وطنيتك .
ثم يغمز كبير الياوران بكوعه ليتدخل , فترتسم امارات الإعجاب بالضابط على وجهه وهو يقول للملك :
** يازين ما اختارت يا مولانا , فعلا ظنك طلع فى محله , ده اكتر واحد ممكن تثق فيه بخصوص الجواب ده .
فيسحبه الملك من يده مبتعدا عن الضابط قائلا له بما يشبه الهمس :
* عاوزك تكتب لى جواب وتبعته لقائد الوحدة بتاعة الجدع ده تقوله فيه يحطه فى حته خطيرة خليه يتكل على الله ونخلص.
فيشير كبير الياوران إلى عينين باصبعه قائلأ :
** من عينيه الجوز , تأمر معاليك .
* قطع *
المشهد الرابع
نهار داخلى فى حجرة نوم الملك بالفيلا
صوت طرقات على الباب يتبعها صوت الملك سامحا لصاحبه بالدخول و فيدخل كبير الياوران على الملك ليجده فى السرير يحاول جاهدا فتح عينيه وهو يقول :
* فيه ايه على الصبح يا مؤذى ؟ , هو الواحد مايعرفش ينام له ساعتين على بعض !
فيتنحنح كبير الياوران كبير الياوران قبل ان يتبسم قائلا :
** معاليك صاحبنا الظابط خلاص .
فينتبه الملك جالسا قبل ان يقول :
* ايه وصل الجواب للقائد بتاعه ؟
فيمرر كبير الياوران اصبعه على رقبته قبل ان يقول :
** وتم المراد .
فيقوم الملك من سريره ويتمشى فى اتجاة الشرفة وهو يشيح بيده قائلا :
* وانا ذنبى ايه بس ؟ ما هو اللى جابه لنفسه , عامل لى فيها وطنى , عالم نمارده .
ثم ينظر إلى حمام السباحة فى الفيلا المجاورة قبل ان يلتفت لكبير الياوران قائلا :
* بقولك ايه , بخصوص البت ام مايوه دى ...
فيقاطعه كبير الياوران كبير الياوران قائلا بحياء مصطنع :
** خمس دقائق وتكون تحت رجليك .
* قطع *
* انتهى *
السيناريو كاملا تجده فى سفر صموئيل الثانى الإصحاح الحادى عشر العدد الثانى.
كلمة أخيرة :
عزيزى النصرانى لو استفزك الموضوع , لو شعرت بالضيق مما قرأته , ولو تمنيت ان يكون كاتب هذا الحوار امامك لتقتله , فسيعدنا ان تعلم ان شعورك الآن ماهو إلا عشر معشار شعور أى مسلم قرأ هذا الكلام المفترى فى كتابكم والذى ادعيتموه أفكا وزورا على نبى الله داود , قمنا بعمل هذا السيناريو فقط لتوضيح بعض التفاصيل التى لم يحكيها كتابكم لنوضح لكم ان من يقوم بالتلصص على عورات الناس وخطف نسائهم واغتصابهم وقتل ازواجهم لا يمكن ان يكون إنسان سوى ناهيك عن كونه نبى من انبياء الله , لأن مثل هذا الفعل لا يفعله إلا حثالة اسافل الناس , احط وادنى خلق الله .
وختاما أعلم من هو داود النبى من القرآن الكريم :
ولقد اتينا داوود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين [النمل : 15]
ولقد اتينا داوود منا فضلا يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد [سبأ : 10]
واذكر عبدنا داوود ذا الأيد إنه أواب [صـ : 17]
ووهبنا لداوود سليمان نعم العبد إنه أواب [صـ : 30]
نعم العبد إنه أواب
نعم العبد إنه أواب
نعم العبد إنه أواب
نعم العبد إنه أواب
نعم العبد إنه أواب
والسلام على من اتبع الهدى
===========================================================
من فضلك اضحك من قلبك:هاهاها؟؟؟ لماذا عبرت الدجاجة الطريق ؟(المسرح يظهر به دجاجة جميلة لابسة بنطلون جينس وبلوزة نص كم وجزمة كعب عالي وتظهر مفاتنها للديوك الاشقياء ؟؟؟هاهاها؟؟؟) - ابن الفاروق المصرى
هذا السؤال يطرح من باب التسلية على المشاهير ويجيب عنه الناس من وجهة هؤلاء المشاهير فمثلا لو طرح مثل هذا السؤال على ديكارت صاحب مذهب الشك أنا أشك إذا أنا موجود فسيقول مثلا :لقد عبرت الدجاجة الطريق لأنها تشك ان الرصيف المقابل أفضل أو لنها تشك أن الرصيف المقابل موجود فأرادت أن تكتشف هذا بنفسها.ودعونا الآن نطرح هذا السؤال على القديس بولس مؤسس الديانة المسيحية لنرى ما سيقوله القديس بولس لماذا عبرت الدجاجة الطريق ؟
رسالة بولس الأولى لعشش الترجمان
واما الدجاجة فليس عندي امر من الرب فيها و لكنني اعطي رايا كمن رحمه الرب ان يكون امينا . فاظن ان هذا حسن لسبب الضيق الحاضر انه حسن للدجاجة ان تكون هكذا .
واعرفكم ايها الاخوة أن الدجاجة عبرت الطريق ليس بحسب انسان لانها لم تقبله من عند انسان و لا علمته بل باعلان يسوع المسيح .
لكن لما رايتها انها لا تسلك باستقامة حسب حق الانجيل قلت لها قدام الجميع ان كنتى و انتى دجاجة تعيشين فى الطريق لا العشه فلماذا تلزمى الامم ان يبيضوا
ايها الاخوة بحسب الانسان اقول ليس احد يبطل عهدا قد تمكن و لو من دجاجة عبرت الطريق
لا تخدعنكم دجاجة عبرت طريق ما لانه لا ياتي ان لم يات الارتداد اولا و يستعلن كتكوت البيضه ابن الهلاك
انه باعلان عرفني بالسر كما سبقت فكتبت بالايجاز الذي بحسبه حينما تقراونه تقدرون ان تفهموا درايتي بسر الدجاج
فانه ليس بالدجاج كان الوعد لابراهيم او لنسله ان يكون وارثا للعالم بل ببر الايمان
ولان الدجاجة في الظاهر ليست هى دجاجة و لا ريشها الذي في الظاهر في اللحم ريشا
هل انقسم المسيح العل الدجاجة صلبت لاجلكم ام باسم الدجاجة اعتمدتم
ثم نوصيكم ايها الاخوة باسم ربنا يسوع المسيح ان تتجنبوا كل دجاجة تعبر الطريق بلا ترتيب و ليس حسب التعليم الذي اخذه منا .
و لا تشتركوا في اعمال الدجاجة غير المثمرة بل بالحري وبخوها . لان الامور الحادثة منها سرا ذكرها ايضا قبيح
فان الدجاجة لن تسودكم لانكم لستم تحت جناحها بل تحت النعمة
لاني لهذا كتبت لكي اعرف تزكيتكم هل انتم طائعون للدجاجة كل شيء . والذي تسامحونها بشيء فانا ايضا لاني انا ما سامحت به ان كنت قد سامحت بشيء فمن اجلكم بحضرة المسيح . لئلا تطمع فينا الدجاجة لاننا لا نجهل افكارها
و الذي اكتب به اليكم عنها هوذا قدام الله اني لست اكذب فيه
و لكن ان بشرناكم نحن او ملاك من السماء بعبور الدجاجة الطريق فليكن اناثيما
و اما من جهتي فحاشا لي ان افتخر بالدجاجة
سلموا على الاخوة جميعا بقبلة مقدسة
يسلم عليكم تيموثاوس العامل معي و لوكيوس و ياسون و سوسيباترس انسبائي . انا ابن الفاروق المصرى كاتب هذه الرسالة اسلم عليكم في الرب
اناشدكم بالرب ان تقرا هذه الرسالة على جميع الاخوة القديسين فى كافة انحاء العشش
و اله السلام سيسحق الدجاجة على الطريق سريعا نعمة ربنا يسوع المسيح معكم امين .هاهاها؟؟؟ ............==========================================================قال الراوي ياسادة ياكرام هالولويااااااااا(جئنا لنصلح خطأ الرب أن جعل النفط في بلاد لا تحتاجه ولا تقدره وكان عليه أن يجعله في البلدان الصناعية )(.
عبارة قالها احد خنازير قوات الإحتلال الأمريكي يوم ان احُتل العراق المسلم , واصدقكم القول فأنا لم اندهش ولم استغرب ولم اعد قراءة الجملة لعلى قد اكون قد اخطأت فى قراءتها أو فى فهم مايرمى اليه هذا الخنزير , وكيف اندهش او استغرب هذا ممن يؤمن بأن الكتاب المدعو مقدسا زورا وبهتانا من وحى الله , الخلاصة أن هذا الخنزير لم يأتى بجديد , فماذا تفرق هذه العبارة التى تخرس بها هذا المأفون عما أفكوه على موسى على السلام فى كتابهم المدعو مقدسا فى سفر العدد إذا جاء على لسانه بحسب ما يزعمون انه خاطب الرب قائلا :
[[ 11: 12 العلي حبلت بجميع هذا الشعب او لعلي ولدته حتى تقول لي احمله في حضنك كما يحمل المربي الرضيع الى الارض التي حلفت لابائه ]].
بالبلدى يعنى هو انا خلفتهم ونسيتهم أو هو انت تخلفه وانا اللى اعلفه .
فإذا كان هذا هو خطاب الأنبياء للرب بحسب كتابهم , فماذا ننتظر من العامة والغوغاء أو حتى كبارهم إذا كان هذا هو حال انبيائهم. بالطبع ما قاله هذا المأفون الأمريكى هو نتيجة متوقعه وحتميه لكل من تسول له نفسه أن يعتقد فى مثل هذا الكتاب أنه موحى به من عند الله , ولهم فى انبيائهم الأسوة .
كنت انوى تجميع هذه الأعداد البليغة التى توضح اللاأدب النبوى أو وقاحة الخطاب فى الكتاب المقدس التى نسبوها لأنبياء الله الذين هم منهم براء , وبينما كنت اتصفحه لتجميع النصوص لفت نظرى العدد التالى فى سفر أيوب وهو عبارة جزء من حواره مع زوجته تقول له فيه :
[[2: 9 فقالت له امراته انت متمسك بعد بكمالك بارك الله و مت .]]
نعم المرأة هى وما اطيب ما نصحته به فى وسط الشدائد والمصائب التى كانت تنهال على زوجها من كل حدب وصوب , تحثه ان يشكر الله ويحمده ويموت على هذا , وحقيقة لم اتعود ان اجد فى الكتاب عبارة ما تشدنى الى تأمل معانيها (هذا لو استثنينا نشيد الإنشاد طبعا) , لذا رحت اتأكد من صحة فهمى للعبارة واعيد قراءتها ولما تأكد لى صحة ما فهمته رحت اكمل القراءة وذهبت للعدد الذى يليه لأسمع رده على تلك المرأة العابدة التقية , واذ بى اجد ردا غير متوقع لا يمكن ان يجيب به احدا على من يسأله ان يحمد الله أو يشكره , فأجابها ايوب قائلا :
[[2: 10 فقال لها تتكلمين كلاما كاحدى الجاهلات االخير نقبل من عند الله و الشر لا نقبل في كل هذا لم يخطئ ايوب بشفتيه ]]
هل تشعر عزيزى القارئ بأن الرد جاء مناسبا لما قالته زوجته أم انك مثلى قد اندهشت من رده ومن وصفه لها بالجاهلة , اعتقد انك اندهشت مثلى , ولأن الدهشة أو العجب اصبح نوعا من الترفيه لمن ابتلاه الله بقراءة كتابهم فسرعان ما افقت من الدهشة ورحت انقب وابحث فى باقى النسخ المعتمدة لديهم والترجمات لأعرف هل تم تحريف كلام زوجة ايوب أم كلام ايوب , واليك النتيجة :فى النسخة العربية المسماه بكتاب الحياة تقول زوجة ايوب له :
[[فَقَالَتْ لَهُ زَوْجَتُهُ: «أَمَا زِلْتَ مُعْتَصِماً بِكَمَالِكَ؟ جَدِّفْ عَلَى اللهِ وَمُتْ». 1]]
نسخة تقول بارك الله والأخرى تقول له جدف على الله أى أكفر بالله , سبحان الله قد نتفهم انه عند الترجمة من لغه إلى اخرى قد يقوم احد المترجمين بأختيار كلمة والأخر فى ترجمة اخرى يختار مرادف لها كأن تترجم كلمة "جيد" بـ "Nice" أو "Good" اما ان تكون ترجمة تقول تعبير والأخرى تقول نقيضه فهذا بالتأكيد دليل على تحريف احد الترجمتين , لأنه لا يمكن ان تكون الكلمة الواحدة تحمل المعنى ونقيضه فى آن واحد .
وللمزيد من التأكد قررت مراجعة النصوص الإنجليزية لهذا العدد لمعرفة الكلمة الأصلية فكانت النتيحة كالتالى :فى نسخة (New International Version) يقول النص
2 : 9 His wife said to him, "Are you still holding on to your integrity? Curse God and die!"
وكلمة "Curse" تعنى العن أو جدف وهى نفس الكلمة التى استخدمتها باقى الترجمات التالى اسماؤها :
New American Standard Bible
The Message
New Living Translation
King James Version
English Standard Version
Contemporary English Version
New King James Version
21st Century King James Version
Darby Translation
New Life Version
Holman Christian Standard Bible
New International Version - UK
Today's New International Version
ثلاثة عشرة نسخة إنجليزية بالتمام واكمال استخدمة كلمة "Curse" التى تعنى العن , والتى هى عكس كلمة بارك التى يستخدمها اكتاب المقدس المعتمد من الكنيسة المصرية .
بينما استخدمت كلا من نسختىAmerican Standard VersionAmplified Bible
كلمة "renounce" والتى تعنى تخلى أى تخلى عن الله .
اما نسخة New International Reader's Version فقد استخدمت عبارة " Speak evil things against him " وهى ما ترجمتها : تحدث عنه باشر أو جدف عليه .
بينما استخدمت نسخة Young's Literal Translation كلمة "bless" والتى تعنى بارك متضامنه مع النسخة المعتمدة لدى الكنيسة المصرية ونصارى الأرثوذكس .
وقطعا النتيجة الحتمية هى وجود تحريف واضح سواء كانت النسخ التى تقول بارك هى الصحيحة أو التى تقول العن فلابد ان تكون احداهما محُرفة .
والتفسير التطبيقى للكتاب المقدس يورد العدد كالتالى :
[[ فَقَالَتْ لَه ُزَوْجَتُهُ:«أَمَا زِلْتَ مُعْتَصِماً بِكَمَالِكَ؟جَدِّفْ عَلَى اللهِ وَمُتْ».]]
وهو ما يدعم النصوص التى تقول جدف وليس بارك .ويورد فى الملاحظات التفسيرية مايلى :لماذا بقيت زوجة أيوب، بينما قتل باقي أفراد أسرته؟ لعل مجرد وجودها كان يسبب له آلاما أشد بسبب تقريعها له أو بسبب جزعها على ما فقداه.
لذا وبصفة مبدئية يمكننا ان نقول ان التحريف وقع فى النسخة العربية المعتمدة لدى الكنيسة المصرية ونسخة "Young's Literal Translation" لأستخدامهم كلمة بارك عوضا عن العن التى يختلف فيها معهم جميع الترجمات الإنجليزية , فضلا عن ان كلمة بارك لا تستقيم مع باقى الحوار فى العدد التالى :
2: 10 فقال لها تتكلمين كلاما كاحدى الجاهلات االخير نقبل من عند الله و الشر لا نقبل في كل هذا لم يخطئ ايوب بشفتيه
فلا يمكن ان يصف ايوب زوجته بالجهل وهى تقول له بارك الله أو احمد الله , اعتقد انه موضوع لا يحتاج إلى بداهة حتى .
ولقطع الشك باليقين فالفيصل هنا للنسخة العبرية لأن هذا النص من العهد القديم والذى يفترض انه كتب بالعبرية وإن كان النص مجل البحث مختلف على لغته الأصليه هل هى العربية أم العبرية
وبمراجعة النسخة العبرية نجد النص كالتالى
3 :ט וַתֹּאמֶר לוֹ אִשְׁתּוֹ, עֹדְךָ מַחֲזִיק בְּתֻמָּתֶךָ; בָּרֵךְ אֱלֹהִים, וָמֻת.
وموازيا له الترجمة الإنجليزية تقول
:9 Then said his wife unto him: 'Dost thou still hold fast thine integrity? blaspheme God, and die.'
والترجمة الإنجليزية هنا استخدمت كلمة "blaspheme" أى أكفر وهى مرادفه لكلمة اعن أو جدف بالطبع .
لذا فلا مجال للشك من ان النسخة الأرثوذكسية هى التى قامت بتحريف هذه الكلمة ربما لأحساسهم انه لا يليق ان تكتب العن الله , لذا فقاموا بأستبدالها بكلمة بارك الله وهو ما يجعلهم أقدس من ربهم أو اكثر منه علما , أو لعلهم ظنوها زلة لسان , أو لعل لسان حالهم مثل الخنزير الأمريكى الذى ادعى انهم قد جاؤا ليصلحوا خطا الرب . والمشكلة هنا ان التحريف لم يقع فقط على كلمة العن فقط التى حولها قلم الكتبه الكاذب إلى بارك , ولكنهم حرفوا العدد كله حتى ينسجم مع كلمة بارك المحرفة ولنضع معا النصين جنبا إلى جنب
[[ فَقَالَتْ لَه ُزَوْجَتُهُ:«أَمَا زِلْتَ مُعْتَصِماً بِكَمَالِكَ؟جَدِّفْ عَلَى اللهِ وَمُتْ».]]
[[2: 9 فقالت له امراته انت متمسك بعد بكمالك بارك الله و مت .]]
هل لاحظت عزيزى القائ تحويل عبارة "أَمَا زِلْتَ مُعْتَصِماً بِكَمَالِكَ؟" إلى "انت متمسك بعد بكمالك" واقصد هنا اندهاش زوجته فى النص الأول او سخريتها منه أو لعله تعجبها لتمسكه بكماله والتى حولها المحرف إلى "انت متمسك بعد بكمالك" والتى حاول فيها ايهام القارئ بأن زوجة ايوب كانت تقوى عزمه مثلا أو تشد من ازره وهو مايمكن بان نسميه تحريف الشئ لزوم الشئ فالمحرف كان يقصد فقط كلمة العن ليحولها إلى بارك لكنه اضطره لتغير مفهوم العدد كله , وان كان اما عن غباء منه لم يفطن للعدد الذى يليه والذى يفضح التحريف كما اوضحنا سابقا .
وقبل ان ننهى البحث دعونا نقترب من سفر ايوب نفسه الذى حللنا النص منه لمعرفة مدى مصداقية هذا السفر كله وكيف اعتبروه مقدسا أو موحى به من عند الله , بخصوص كاتب السفر يتحدث عنه التفسير التطبيقى للكتاب المقدس فيقول :كاتبه يحتمل أن يكون أيوب. ويرى البعض أنه موسى أو سليمان أو اليهو
يعنى واحد من ثلاثة أما ايوب وأما موسى وأما اليهو العملية فى بيتها يعنى .
اما بخصوص تاريخ الكتابة فيقول لنا التفسير التطبيقى للكتاب المقدس :غير معروف، فهو يسجل أحداثاً يُرجع أنها حدثت في عصر الآباء فيما بين عامي 2000 - 1800 ق.م. تقريباً.
حاجة بسيطة يعنى فرق 200 سنه مش قضية يعنى حوالى ست اجيال فقط فأن لم تكن انت فهو جدك السادس . بصراحة منتهى الدقة .
اما عن قدم هذا السفر فى الكتاب المقدس فيقول التفسير التطبيقى للكتاب المقدس :يعتقد كثيرون أنه أقدم أسفار الكتاب المقدس.
واخدين بالكم كثيرون مش واحد ولا اتنين ولا ثلاثة يعنى دول كثيرون .
اعتقد مما سبق فأن التحريف الذى بحثناه فى السطور السابقة يمكن وببساطة ان نقول انه تحريف فى التحريف المتحرف من المحرفين؟؟؟هاهاها؟؟؟==================================================الإرهاب على طريقة ابو تريكة - ابن الفاروق المصرى
ارهابى بكل المقاييس ومستوفى جميع الشروط التى يمكن ان تجعله ارهابى من الطراز الأول
* الأسم بالكامل :
محمد محمد محمد ابوتريكة. وهو ما يؤكد ان اسرته إرهابيه من اوله مرورا بأبيه وحتى جده وإلا فما هو الداعى للإصرار على اسم محمد .
* رقم القميص :
22 تيمنا برقم الباب الذى كان يمر منه الرسول . حيث صرح عن هذا علنا فى حديث له مع موقع منظمة الغذاء العالمى "WFP" , "World Food Programme" بالتالى :
"Before deciding which number to pick I went on a pilgrimage to Mecca. While I was walking between As-Safaa and Al-Marwah mountains, I saw the gate number 22 that the Prophet used to pass through and that's why I decided to choose that number so that it would be a good omen for me in life."
" قبل ان اقرر اى رقم اختار ذهبت إلى الحج فى مكة . وعندما كنت اسعى بين الصفا والمروة , رأيت البوابة رقم 22 التى كان الرسول يمر من خلالها ولهذا قررت اختيار هذا الرقم لذى سيكون حسن الطالع لى فى حياتى." .[1]
وهو ما يؤكد اتخاذه من الرسول قدوة مما قد يجعل اخلاقة الحسنه نموذجا يحتذى به لدى شباب المسلمين من معجبيه , مما سيشكل خطورة على مخططات افسادهم.
* اعماله التى يقوم بها للتمويه عن نشاطة الإرهابى :
بغض النظر عن كونه اشهر واحرف اللاعبين واحسنهم خلقا فهو يقوم بالتموية عن انشطته الإرهابية ايضا بوصفه سفيرا لمنظمة الغذاء العالمى "WFP", "World Food Programme" , ويظهر كمتطوع (مجانا) فى اعلان لمنظمة الغذاء العالمى مدته ثلاثون ثانية بغرض جذب الانتباه الى الحقيقة المأساوية التى تتمثل فى وفاة 25.000 شخص من الجوع يوميا ، منهم 18.000 طفل .
* من تصريحاته التى تبين نزعته الإرهابية :
صرح محمد محمد محمد ابوتريكة فى لقائه مع موقع منظمة الغذاء العالمى "WFP" , "World Food Programme" بما يلى :
"Islam deals with the problem of poverty through Zakat (spending a fixed portion of one's wealth for the poor or needy), where the rich feel the plight of the poor,".
"يتعامل الاسلام مع مشكلة الفقر من خلال الزكاة (إنفاق جزء من ثروته للفقير أو المحتاج) ، حيث يشعر الغنى بمحنة الفقير. [2]
اى انه يشعر ان الإسلام هو الحل لمشكلة الفقر فى العالم مما يجعله ممن يتبنى الفكر الإسلامى لحل القضايا .
* اخر عملياته الإرهابية :
ارتدائه لفانله مكتوب عليها تعاطفا مع غزة "SYMPATHIZE WITH GAZA" . كشف عنها بعد احرازه هدف فى مرمى المنتخب السودانى فى البطولة الإفريقية بغانا كما هو موضح بالصورة التالية :؟؟؟ إلى هنا انتهى التقرير التخيلى الذى لا أستبعد وجود شبيه له على مكتب رئيس مخابرات إحدى الدول الغربية أو حتى العربية من الذين يحسبون كل صيحة عليهم.
سألت نفسى مرارا وتكرارا ماذا فعل محمد ابو تريكة لكى يهدد بالإيقاف من قبل الاتحاد الافريقي لكرة القدم وهو التهديد الذى انتهى بالتحذير فقط وهو إن احسنا الظن فقد تم الأكتفاء بالتحذير فقط دون الإيقاف لوجود عدد لا يستهان به من الدول العربية والإسلامية المشاركة بالبطولة أقول هذا إن احسنا الظن ولكن إن امعنا النظر فى رأى فإن الأكتفاء بتحذير اللاعب قد تم العمل به دون الإيقاف حتى لا تتسلط الأضواء على ما فعله ابو تريكه وحتى لا يتسائل الأخوة الأفارقة عما فعله أو عن غزة وماهى وما هى مشكلتها التى تدفع بلاعب فى وزن ابو تريكة للتعاطف معها أمام على مرأى ومسمع من الجماهير .
وحقيقة لا ادرى ايضا , "وما اكثر ما اجهله" لا ادرى بأى حق يمكن لحكم مباراة ان يعطى لاعب إنذار على مثل هذا العمل هل يوجد فى قانون الكرة الدولى أو الأفريقى أو حتى امحلى فى اى بلد من البلدان ما يمنع لاعبا ما من التعاطف مع اى كيان كان ؟ ابو تريكه لم يرتدى قميص مكتوبا عليه انا اكره إسرائيل أو لعنة الله على أمريكا أو ملعون ابو النظام العالمى الجديد لم يكتب على قميصة بالعربية أن بوش سفاح ولم يندد بالإنجليزية بما حدث فى سجن ابو غريب بالبلدى الراجل ماداسش على ديل كلب منهم فلما العواء ؟؟!! .
يقول بعض المستنيرين وكذابين الزفه ان الموضوع الذى لا يفهمه البشر ضيقى الأفق من امثالى ان التهديد بالإيقاف والتحذير والأنذار كان بسبب تبنى ابو تريكة أو ترويجه لأمور سياسية ولا علاقة للسياسة بالرياضة , وأقول لكذابين الزفة وكلابها وللمخدوعين بالكلام المعسول والتحضر على طريقة بوش وشارون اه لو كان الأمر كذلك فلما لم يتم إيقاف أو تحذير أو إنذار اللاعب الغانى "جون بانتسيل" الذى اخرج من حذائه العلم الإسرائيلى وتوجه به إلى احدى الكاميرات بعد احرازه هدف فى مبارة غانا والتشيك فى نهائيات كأس العالم التى جرت فى المانيا ؟؟؟؟ مع العلم ان القضية التى تضامن معها لا تخص من قريب او من بعيد بشكل سلبى ايا من المنتخبات المشاركة فى البطولة الأفريقية أو حتى غير المشاركة , بينما رفع اللاعب الغانى "جون بانتسيل" العلم الإسرائيلى كان فعلا استثار الفرق العربية والإسلامية المشاركة بكأس العالم وقتها ,ناهيك عن انها قد تمس الشعب الألمانى مستضيف البطولة وهو المتهم بحادثة الهولوكوست الكاذبة التى يقول عنها الخنازير انه راح ضحيتها سته مليون يهودى !!!! بل ولم يكتفى اللاعب بهذا الأمر حيث قام برفع العلم الصهيونى مرة اخرى عقب انتهاء المباراة هو وزملائه من الفريق الغانى وهاهى الصور التى توضح ما فعله اللاعب الغانى هو وفريقة حتى يتأكد عميان البصيرة من اننا لا نهول او ندعى شيئا لم يحدث وللعلم ولمن اراد التأكد فالمباراة جرت فى نهائيات كأس العالم بألمانيا فى مدية كولن يوم السبت الموافق 17-6-2006 . ونقلتها كاميرات التصوير على الهواء مباشرة . وقد صرح بعد هذه الواقعة المتحدث الرسمي باسم المنتخب الغاني راندي أبي قائلا :
"تصرف بانتسيل بشكل ساذج، ولم يدرك مضاعفات تصرفاته، ونحن نريد أن نقدم اعتذارنا لكل شخص أسيء إليه جراء هذا التصرف".
ثم برر فعلة اللاعب بقوله :
"بانتسيل كان يريد توجيه رسالة خاصة إلى أنصار ناديه في إسرائيل، هذا كل ما في الأمر".
الراجل يقصد أن الأعمال بالنيات ولا يجب ان نأخذ بالظاهر , طيب ماشى كلام جميل , فماذا لو قلنا ان احد اقارب ابو تريكه قام بطباعة تى شيرتات مكتوب عليها تضامنا مع القدس ولم تلقى رواجا فأخذ ابو تريكه على عاتقه اشهار هذه التى شيرتات فهل سيسحب الكارت الأصفر والتحذير الذى وجهته اللجنة المنظمة لأبو تريكة أم انهم قد شقوا عن صدره وعلموا نيته ؟؟
ومادامت الرياضة لا علاقة لها بالسياسة فلما استبعدت جنوب افريقيا عن المشاركة فى تصفيات وبالتالى نهائيات كأس افريقيا لعدة سنوات, لو قالوا بسبب سياسة التمييز العنصرى الذى كانت تنتهجه جنوب افريقيا فلنا ان نسألهم ولما لا تحرم لإسرائيل من المشاركة فى البطولات الرياضية هل التمييز العنصرى أشد من فصل شعب عن ارضه ؟ هل التمييز العنصرى اكثر إيلاما من قتل عائل اسرة أمام ذويه ؟ هل التمييز العنصرى أشد وقعا على نفوسكم من قتل الأطفال والنساء بالأسلحة المحرمة دوليا ؟ هل التمييز العنصرى فى نظركم أفتك من تجويع الشعوب وحصارها ؟؟؟
نقول ولله المشتكى بارك الله فيك يا "محمد محمد محمد ابو تريكة" وجزاك الله خير الجزاء فقد فرحتنا وابكيتنا فى نفس اللحظة فرحنا بالهدف وبكينا حينما ايقظتنا من غفلتنا , وهذا الإنذار لهو وسام على صدرك لك ان تفتخر به , لو كنت صبغت رأسك بصبغة الأحذية مثل بعضهم لهللوا لك ولأختاروك اللاعب المثالى فى المباراة .
وقبل الخاتمه أقول للفنان "محمد محمد محمد ابو تريكة" حبذا يا اخى لو فعلتها ثانية فى المبارة القادمة واخذت الوسام الثانى صدقنى قد يخسر الفريق جهودك فى المباراة لكنك ستفعل ما لن ينسى لأجيال فهذا فى وسعك ولا نحملك فوق طاقتك فى مجال الرياضة .
واقول للفريق المصرى والفرق العربية والإسلامية فى البطولة ليتكم جميعا تتضامنون مع غزة ولو بالقيام بما عمله ابو تريكة على ان يكون هذا بشكل عام فلا اعتقد ان الحكم بوسعه ان يعطى احد عشر إنذار فى وقت واحد وإن فعل فكرروها ثانية لتطردوا بشرف , استقيلوا رحمكم الله.
وختاما اقول :
"محمد محمد محمد ابو تريكة" خدعوك فقالوا انك احرزت هدفين فى المباراة والحق انك احرزت ثلاثة اهداف هدفين فى السودان والثالث فى قلوبنا
"محمد محمد محمد ابو تريكة" احبك ونحبك فى الله وحياك الله ايها الأرهابى.
(ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)؟؟ابن الفاروق المصرى؟؟؟؟؟هاهاها بالثلاثة؟؟؟هاهاها؟؟؟؟
زنــــــــــــــا المــــــــــــحـــــــارم
من أصعب الأمور التي تواجهها البشرية هو الانحلال الخلقي , تفتت الأسرة وموت العلاقة الأسرية بين أفراد الأسرة . فلا يقدر الأخ حق أخته ولا يعلم حرمتها ويتورط في الفساد الخلقي والنفسي لدرجة أن يزني بأخته أو أن يزني الأب ببنته أو زوجة ابنه أو الام بابنها وغيره من الحوادث التي تنذر عما قريب بهلاك البشرية وفسادها وحلول غضب الله علي العالمين .
والإنسان دائما ما ينظر إلي مثله الأعلى الذي أفضل ما يجده في كتاب ربه ويستلهم منه أفعاله وأقواله بل وحتى حركاته , كيف لا وهو كتاب رب العالمين وكتبه أصلح البشر من الأنبياء والرسل .
ومع ذلك تجد في هذا الكتاب أكثر من عشر حالات من زنا المحار م مسطرة ومؤرخة تفصيليا وكتبها رواتها بلا أي خجل أو مداراة كتبوها وسطروها لتكون في كتاب الله لأكثر من ألفي عام والناس يأخذون منها العبرة والموعظة, نعم أقول أكثر من عشرة حالات زنا محارم في كتاب منزل من عند الله علي حد قولهم , فلا عجب علي الاطلاق أن[ تصل نسبة زنا المحارم في أمريكا ودول الغرب والمجتمعات المسيحية لنسب خطيرة ومعدلات رهيبة حيرت العلماء. إليكم بعضا من هذه الحالات التي يخجل الانسان أن يحكيها لذلك تركت لكم النصوص كما وردت في الكتاب وفي حق أنبياء ورسل من عند الله فلكم النصوص ولكم الحكم أيضا:
النبي لوط وبناته
Gn:13:8: 8 فقال ابرام للوط لا تكن مخاصمة بيني وبينك وبين رعاتي ورعاتك.لأننا نحن اخوان. (SVD)
Gn:19:29: 29 وحدث لما اخرب الله مدن الدائرة ان الله ذكر ابراهيم وأرسل لوطا من وسط الانقلاب.حين قلب المدن التي سكن فيها لوط (SVD)
Gn:19:30: 30. وصعد لوط من صوغر وسكن في الجبل وابنتاه معه.لأنه خاف ان يسكن في صوغر.فسكن في المغارة هو وابنتاه. (SVD)
Gn:19:31: 31 وقالت البكر للصغيرة ابونا قد شاخ وليس في الارض رجل ليدخل علينا كعادة كل الارض. (SVD)
Gn:19:32: 32 هلم نسقي ابانا خمرا ونضطجع معه.فنحيي من ابينا نسلا. (SVD)
Gn:19:33: 33 فسقتا اباهما خمرا في تلك الليلة.ودخلت البكر واضطجعت مع ابيها.ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها. (SVD)
Gn:19:34: 34 وحدث في الغد ان البكر قالت للصغيرة اني قد اضطجعت البارحة مع ابي.نسقيه خمرا الليلة ايضا فادخلي اضطجعي معه.فنحيي من ابينا نسلا. (SVD)
Gn:19:35: 35 فسقتا اباهما خمرا في تلك الليلة ايضا.وقامت الصغيرة واضطجعت معه.ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها. (SVD)
Gn:19:36: 36 فحبلت ابنتا لوط من ابيهما. (SVD)
Gn:19:37: 37 فولدت البكر ابنا ودعت اسمه موآب.وهو ابو الموآبيين الى اليوم. (SVD)
Gn:19:38: 38 والصغيرة ايضا ولدت ابنا ودعت اسمه بن عمي.وهو ابو بني عمون الى اليوم (SVD)
الأخ وأخته
2Sm:13:1: 1. وجرى بعد ذلك انه كان لابشالوم بن داود اخت جميلة اسمها ثامار فأحبها امنون بن داود. (SVD)
2Sm:13:2: 2 وأحصر امنون للسقم من اجل ثامار اخته لأنها كانت عذراء وعسر في عيني امنون ان يفعل لها شيئا. (SVD)
2Sm:13:3: 3 وكان لامنون صاحب اسمه يوناداب بن شمعى اخي داود.وكان يوناداب رجلا حكيما جدا. (SVD)
2Sm:13:4: 4 فقال له لماذا يا ابن الملك انت ضعيف هكذا من صباح الى صباح.أما تخبرني.فقال له امنون اني احب ثامار اخت ابشالوم اخي. (SVD)
2Sm:13:5: 5 فقال يوناداب اضطجع على سريرك وتمارض.وإذا جاء ابوك ليراك فقل له دع ثامار اختي فتأتي وتطعمني خبزا وتعمل امامي الطعام لأرى فأكل من يدها. (SVD)
2Sm:13:6: 6 فاضطجع امنون وتمارض فجاء الملك ليراه.فقال امنون للملك دع ثامار اختي فتأتي وتصنع امامي كعكتين فآكل من يدها. (SVD)
2Sm:13:7: 7 فأرسل داود الى ثامار الى البيت قائلا اذهبي الى بيت امنون اخيك واعملي له طعاما. (SVD)
2Sm:13:8: 8 فذهبت ثامار الى بيت امنون اخيها وهو مضطجع.وأخذت العجين وعجنت وعملت كعكا امامه وخبزت الكعك (SVD)
2Sm:13:9: 9 وأخذت المقلاة وسكبت امامه فأبى ان يأكل.وقال امنون اخرجوا كل انسان عني.فخرج كل انسان عنه. (SVD)
2Sm:13:10: 10 ثم قال امنون لثامار ايتي بالطعام الى المخدع فآكل من يدك.فأخذت ثامار الكعك الذي عملته وأتت به امنون اخاها الى المخدع. (SVD)
2Sm:13:11: 11 وقدمت له لياكل فامسكها وقال لها تعالي اضطجعي معي يا اختي. (SVD)
2Sm:13:12: 12 فقالت له لا يا اخي لا تذلني لأنه لا يفعل هكذا في اسرائيل.لا تعمل هذه القباحة. (SVD)
2Sm:13:13: 13 اما انا فأين اذهب بعاري وأما انت فتكون كواحد من السفهاء في اسرائيل.والآن كلم الملك لأنه لا يمنعني منك. (SVD)
2Sm:13:14: 14 فلم يشأ ان يسمع لصوتها بل تمكن منها وقهرها واضطجع معها. (SVD)
2Sm:13:20: 20 فقال لها ابشالوم اخوها هل كان امنون اخوك معك.فالآن يا اختي اسكتي.اخوك هو.لا تضعي قلبك على هذا الامر.فأقامت ثامار مستوحشة في بيت ابشالوم اخيها. (SVD)
زوجات الأب
2Sm:16:21: 21 فقال اخيتوفل لابشالوم ادخل الى سراري ابيك اللواتي تركهنّ لحفظ البيت فيسمع كل اسرائيل انك قد صرت مكروها من ابيك فتتشدد ايدي جميع الذين معك. (SVD)
2Sm:16:22: 22 فنصبوا لابشالوم الخيمة على السطح ودخل ابشالوم الى سراري ابيه امام جميع اسرائيل. (SVD)
متفرقات فاضحة
Prv:5:19: 19 الظبية المحبوبة والوعلة الزهية.ليروك ثدياها في كل وقت وبمحبتها اسكر دائما. (SVD)
Prv:5:3: 3 لان شفتي المرأة الاجنبية تقطران عسلا وحنكها انعم من الزيت. (SVD)
2Sm:12:11: 11 هكذا قال الرب هاأنذا اقيم عليك الشر من بيتك وآخذ نساءك امام عينيك وأعطيهن لقريبك فيضطجع مع نسائك في عين هذه الشمس. (SVD)
Ez:16:25: 25 في راس كل طريق بنيت مرتفعتك ورجّست جمالك وفرّجت رجليك لكل عابر وأكثرت زناك. (SVD)
Ez:23:34: 34 فتشربينها وتمتصينها وتقضمين شقفها وتجتثّين ثدييك لأني تكلمت يقول السيد الرب. (SVD)
Gn:38:9: 9 فعلم أونان ان النسل لا يكون له.فكان اذ دخل على امرأة اخيه انه افسد على الارض لكيلا يعطي نسلا لاخيه. (SVD)
Sg:1:2: 2. ليقبلني بقبلات فمه لان حبك اطيب من الخمر
Ez:16:7: 7 جعلتك ربوة كنبات الحقل فربوت وكبرت وبلغت زينة الازيان.نهد ثدياك ونبت شعرك وقد كنت عريانة وعارية. (SVD)
Gn:38:8: 8 فقال يهوذا لأونان ادخل على امرأة اخيك وتزوج بها وأقم نسلا لأخيك. (SVD)
Gn:38:9: 9 فعلم أونان ان النسل لا يكون له.فكان اذ دخل على امرأة اخيه انه افسد على الارض لكيلا يعطي نسلا لاخيه
افسد اي رمى منيه على الارض
Na:3:4: 4 من اجل زنى الزانية الحسنة الجمال صاحبة السحر البائعة امما بزناها وقبائل بسحرها. (SVD)
2Sm:12:11: 11 هكذا قال الرب هاأنذا اقيم عليك الشر من بيتك وآخذ نساءك امام عينيك وأعطيهن لقريبك فيضطجع مع نسائك في عين هذه الشمس. (SVD)
2Sm:12:12: 12 لأنك انت فعلت بالسرّ وأنا افعل هذا الأمر قدام جميع اسرائيل وقدام الشمس. (SVD)
Is:47:2: 2 خذي الرحى واطحني دقيقا.اكشفي نقابك شمري الذيل.اكشفي الساق.اعبري الانهار. (SVD)
Is:47:3: 3 تنكشف عورتك وترى معاريك.آخذ نقمة ولا اصالح احدا. (SVD
مـــريــــم
مريم نبية ومع ذلك تضرب بالدف
Ex:15:20:
20 فأخذت مريم النبية اخت هرون الدف بيدها.وخرجت جميع النساء وراءها بدفوف ورقص. (SVD)
لكن ماذا فعلت مريم؟؟؟؟
Nm:12:5:
5 فنزل الرب في عمود سحاب ووقف في باب الخيمة ودعا هرون ومريم فخرجا كلاهما. (SVD)
Nm:12:6:
6 فقال اسمعا كلامي.ان كان منكم نبي للرب فبالرؤيا استعلن له في الحلم اكلمه. (SVD)
Nm:12:7:
7 اما عبدي موسى فليس هكذا بل هو امين في كل بيتي. (SVD)
Nm:12:8:
8 فما الى فم وعيانا اتكلم معه لا بالالغاز.وشبه الرب يعاين.فلماذا لا تخشيان ان تتكلما على عبدي موسى (SVD)
Nm:12:9:
9 فحمي غضب الرب عليهما ومضى. (SVD)
Nm:12:10:
10. فلما ارتفعت السحابة عن الخيمة اذا مريم برصاء كالثلج.فالتفت هرون الى مريم وإذا هي برصاء. (SVD)
Nm:12:11:
11 فقال هرون لموسى اسألك يا سيدي لا تجعل علينا الخطية التي حمقنا وأخطأنا بها. (SVD)
أقول(( أنا أعتقد أن اليهود حينما سخروا من مريم عليها السلام أم المسيح فقالوا لها يا أخت هارون أعتقد أنهم كانوا يهزئون بها ويشبهونها بمريم التي هي أخت هارون فعلا والتي أخطأت فجزاها الله بمرض البرص والقرآن حينما يتحدث عن قول اليهود لها يا أخت هارون كانوا يشبهونها بأخت هارون وموسي التي أخطأت ويشبهون خطيتها بخطية مريم التي أبوها عمرام وأمها يوكابد ( التي هي عمة أبوها) أخت موسي عليه السلام وهارون وهذا ظني والله تعالي أعلي وأعلم.)))
نبية أخري إسمها حنة بنت فنوئيل
Lk:2:36:
36 وكانت نبية حنة بنت فنوئيل من سبط اشير.وهي متقدمة في ايام كثيرة.قد عاشت مع زوج سبع سنين بعد بكوريتها. (SVD)
بعض صفات الرب
الرب يخسر المصارعة أمام يعقوب
إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) الذاريات
قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ (81) سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (82) فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (83) الزخرف
مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (154) أَفَلا تَذَكَّرُونَ (155) أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ (156) فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (157) وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (158) سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (159)
Gn:32:24: 24. فبقي يعقوب وحده.وصارعه انسان حتى طلوع الفجر.
Gn:32:26: 26 وقال اطلقني لأنه قد طلع الفجر.فقال لا اطلقك ان لم تباركني. (SVD)
الرب ضعيف
Mk:6:5: 5 ولم يقدر ان يصنع هناك ولا قوة واحدة غير انه وضع يديه على مرضى قليلين فشفاهم. (SVD)
Jgs:1:19: 19 وكان الرب مع يهوذا فملك الجبل ولكن لم يطرد سكان الوادي لان لهم مركبات حديد. (SVD)
الرب سكران
اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255) البقرة
Ps:78:65: 65 فاستيقظ الرب كنائم كجبار معّيط من الخمر. (SVD)
الرب ينام
Ps:35:22: قد رأيت يا رب.لا تسكت يا سيد لا تبتعد عني 23 استيقظ وانتبه الى حكمي يا الهي وسيدي الى دعواي.
Zec:2:13: اسكتوا يا كل البشر قدام الرب لأنه قد استيقظ من مسكن قدسه
Ps:78:65: 65 فاستيقظ الرب كنائم كجبار معّيط من الخمر. (SVD)
الرب جاهل
1Cor:1:25: 25 لان جهالة الله احكم من الناس.وضعف الله اقوى من الناس
أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (77) البقرة
وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (6)
وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (59) الانعام
الرب يسيئ الأمانة
1Kgs:17:20: 20 وصرخ الى الرب وقال ايها الرب الهي أايضا الى الارملة التي انا نازل عندها قد اسأت بإماتتك ابنها. (SVD)
الرب غيور غيور هو
Ex:34:14:
14 فانك لا تسجد لإله آخر لان الرب اسمه غيور.اله غيور هو. (SVD)
الرب يسيئ
Nm:11:11: 11 فقال موسى للرب لماذا اسأت الى عبدك ولماذا لم اجد نعمة في عينيك حتى انك وضعت ثقل جميع هذا الشعب عليّ. (SVD)
الرب خداع
Jer:4:10: 10 فقلت آه يا سيد الرب حقا انك خداعا خادعت هذا الشعب وأورشليم قائلا يكون لكم سلام وقد بلغ السيف النفس. (SVD)
Jb:9:9: صانع النعش والجبار والثريا ومخادع الجنوب. (SVD) كلام أيوب عن الله
الرب لبوه ودبه
Hos:13:8: 8 اصدمهم كدبة مثكل واشق شغاف قلبهم وآكلهم هناك كلبوة يمزقهم وحش البرية (SVD)
الرب عمود سحاب نهارا وعمود نار ليلا
Ex:13:21:
21 وكان الرب يسير امامهم نهارا في عمود سحاب ليهديهم في الطريق وليلا في عمود نار ليضيء لهم.لكي يمشوا نهارا وليلا. (SVD)
الرب يصفر ويحلق
Is:7:18: 18 ويكون في ذلك اليوم ان الرب يصفر للذباب الذي في اقصى ترع مصر وللنحل الذي في ارض اشور (SVD)
Is:7:19: 19 فتأتي وتحل جميعها في الاودية الخربة وفي شقوق الصخور وفي كل غاب الشوك وفي كل المراعي. (SVD)
Is:7:20: 20 في ذلك اليوم يحلق السيد بموسى مستأجرة في عبر النهر بملك اشور الراس وشعر الرجلين وتنزع اللحية ايضا. (SVD)
Gn:6:6: 6. فحزن الرب انه عمل الانسان في الارض.وتأسف في قلبه. (SVD)
الرب يحتاج علامة
Gn:9:16: 16 فمتى كانت القوس في السحاب ابصرها لأذكر ميثاقا ابديا بين الله وبين كل نفس حيّة في كل جسد على الارض. (SVD)
Ex:12:13: 13 ويكون لكم الدم علامة على البيوت التي انتم فيها.فأرى الدم واعبر عنكم.فلا يكون عليكم ضربة للهلاك حين اضرب ارض مصر. (SVD)
رب النصارى يولول
Mi:1:8: 8. من اجل ذلك انوح وأولول.امشي حافيا وعريانا.اصنع نحيبا كبنات آوى ونوحا كرعال النعام. (SVD)
ربهم غير شفوق
Rom:8:32: 32 الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا اجمعين كيف لا يهبنا ايضا معه كل شيء. (SVD)
رب شتام
Lk:12:20: 20 فقال له الله يا غبي هذه الليلة تطلب نفسك منك.فهذه التي اعددتها لمن تكون. (SVD)
عنده احشاء ترن
Is:16:11: 11 لذلك ترن أحشائي كعود من اجل موآب وبطني من اجل قير حارس (SVD)
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ (4)
دخان من انفه
2Sm:22:9: 9 صعد دخان من انفه ونار من فمه اكلت.جمر اشتعلت منه. (SVD)
Ex:15:7:
7 وبكثرة عظمتك تهدم مقاوميك.ترسل سخطك فياكلهم كالقش. (SVD)
Ex:15:8:
8 وبريح انفك تراكمت المياه.انتصبت المجاري كرابية.تجمّدت اللجج في قلب البحر. (SVD)
رب ينتقم بالزنا 11
2Sm:12:11:
11 هكذا قال الرب هاأنذا اقيم عليك الشر من بيتك وآخذ نساءك امام عينيك وأعطيهن لقريبك فيضطجع مع نسائك في عين هذه الشمس. (SVD)
2Sm:12:11: 12 لأنك انت فعلت بالسرّ وأنا افعل هذا الأمر قدام جميع اسرائيل وقدام الشمس. (SVD)
الرب يتآمر
Ps:33:11:11 اما مؤامرة الرب فإلى الابد تثبت.افكار قلبه الى دور فدور
الرب يحزن ويتأسف
Gn:6:6: 6. فحزن الرب انه عمل الانسان في الارض.وتأسف في قلبه. (SVD)
Gn:6:7: 7 فقال الرب امحو عن وجه الارض الانسان الذي خلقته.الانسان مع بهائم ودبابات وطيور السماء.لأني حزنت اني عملتهم.
الرب يشم ويفكر
Gn:8:21: 21 فتنسم الرب رائحة الرضا.وقال الرب في قلبه لا اعود العن الارض ايضا من اجل الانسان لان تصوّر قلب الانسان شرير منذ حداثته.ولا اعود ايضا أميت كل حيّ كما فعلت.
الرب يصفق
Ez:21:17: 17 وأنا ايضا اصفّق كفّي على كفّي واسكن غضبي.انا الرب تكلمت (
الرب خروف
Rv:5:6: 6. ورأيت فإذا في وسط العرش والحيوانات الأربعة وفي وسط الشيوخ خروف قائم كأنه مذبوح له سبعة قرون وسبع أعين هي سبعة أرواح الله المرسلة إلى كل الأرض. (SVD)
Rv:17:14. هؤلاء سيحاربون الخروف والخروف يغلبهم لأنه رب الأرباب وملك الملوك والذين معه مدعوون ومختارون ومؤمنون.
Rv:5:13: 13 وكل خليقة مما في السماء وعلى الأرض وتحت الأرض وما على البحر كل ما فيها سمعتها قائلة.للجالس على العرش وللخروف البركة والكرامة والمجد والسلطان الى ابد الآبدين. (SVD)
Rv:21:22: 22 ولم أر فيها هيكلا لان الرب الله القادر على كل شيء هو والخروف هيكلها. (SVD)
Rv:7:9: 9 بعد هذا نظرت وإذا جمع كثير لم يستطع احد ان يعدّه من كل الأمم والقبائل والشعوب والألسنة واقفون أمام العرش وأمام الخروف ومتسربلين بثياب بيض وفي أيديهم سعف النخل
Rv:19:7: 7 لنفرح ونتهلل ونعطيه المجد لان عرس الخروف قد جاء وامرأته هيأت نفسها. (SVD)
وبعد كل هذا يقول كتابهم:
Mt:12:12: 12 فالإنسان كم هو افضل من الخروف.اذا يحل فعل الخير في السبوت.
صفات أخرى للرب
الرب زعيم عصابة
Is:24:3:
3 تفرغ الارض افراغا وتنهب نهبا لان الرب قد تكلم بهذا القول. (SVD)
1Kgs:22:20: 20 فقال الرب من يغوي اخآب فيصعد ويسقط في راموت جلعاد.فقال هذا هكذا وقال ذاك هكذا. (SVD)
1Kgs:22:21: 21 ثم خرج الروح ووقف امام الرب وقال انا اغويه.وقال له الرب بماذا. (SVD)
1Kgs:22:22: 22 فقال اخرج وأكون روح كذب في افواه جميع انبيائه.فقال انك تغويه وتقتدر.فاخرج وافعل هكذا. (SVD)
يخاف من آدم
يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9) وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (10)
Gn:3:22: 22. وقال الرب الاله هو ذا الانسان قد صار كواحد منا عارفا الخير والشر.والآن لعله يمد يده ويأخذ من شجرة الحياة ايضا ويأكل ويحيا الى الابد. (SVD)
Gn:3:23: 23 فأخرجه الرب الاله من جنة عدن ليعمل الارض التي أخذ منها. (SVD)
Gn:3:24: 24 فطرد الانسان وأقام شرقي جنة عدن الكروبيم ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة (SVD)
يجلس وله أذيال
Is:6:1: 1. في سنة وفاة عزيا الملك رأيت السيد جالسا على كرسي عال ومرتفع وأذياله تملأ الهيكل. (SVD)
الإنسان على صورة الرب
Gn:1:26: 26. وقال الله نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا.فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم وعلى كل الارض وعلى جميع الدبابات التي تدب على الارض.
Gn:1:27: 27 فخلق الله الانسان على صورته.على صورة الله خلقه.ذكرا وأنثى خلقهم. (SVD)
الرب قاتل
1Sm:6:19: 19. وضرب اهل بيتشمس لأنهم نظروا الى تابوت الرب.وضرب من الشعب خمسين الف رجل وسبعين رجلا فناح الشعب لان الرب ضرب الشعب ضربة عظيمة. (SVD)
1Chr:21:14: 14 فجعل الرب وبأ في اسرائيل فسقط من اسرائيل سبعون الف رجل. (SVD)
يأمر بالكذب وسرقة المصريين(لم أستطع أن أحصي الايات التي يذم الله فيها الكذب في القرآن وما يتوعد به الكاذبين ولكن وصلت أكثر من 139 مرة )
Ex:11:1: 1. ثم قال الرب لموسى ضربة واحدة ايضا اجلب على فرعون وعلى مصر.بعد ذلك يطلقكم من هنا.وعندما يطلقكم يطردكم طردا من هنا بالتمام. (SVD)
Ex:11:2: 2 تكلم في مسامع الشعب ان يطلب كل رجل من صاحبه وكل امرأة من صاحبتها امتعة فضة وأمتعة ذهب. (SVD)
Ex:3:21: 21 وأعطي نعمة لهذا الشعب في عيون المصريين.فيكون حينما تمضون انكم لا تمضون فارغين. (SVD)
Ex:3:22: 22 بل تطلب كل امرأة من جارتها ومن نزيلة بيتها امتعة فضة وأمتعة ذهب وثيابا وتضعونها على بنيكم وبناتكم.فتسلبون المصريين (SVD)
الشيطان أصدق من ربهم
Gn:3:3: 3 وأما ثمر الشجرة التي في وسط الجنة فقال الله لا تأكلا منه ولا تمسّاه لئلا تموتا. (SVD)
Gn:3:4: 4 فقالت الحيّة للمرأة لن تموتا. (SVD)
Gn:3:5: 5 بل الله عالم انه يوم تأكلان منه تنفتح اعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر. (SVD)
أضحوكة
لا يختار نبيه
Gn:27:1: 1. وحدث لما شاخ اسحق وكلّت عيناه عن النظر انه دعا عيسو ابنه الاكبر وقال له يا ابني.فقال له هاأنذا. (SVD)
Gn:27:2: 2 فقال انني قد شخت ولست اعرف يوم وفاتي. (SVD)
Gn:27:11: 11 فقال يعقوب لرفقة امه هو ذا عيسو اخي رجل اشعر وأنا رجل املس. (SVD)
Gn:27:12: 12 ربما يجسّني ابي فأكون في عينيه كمتهاون واجلب على نفسي لعنة لا بركة. (SVD)
Gn:27:15: 15 وأخذت رفقة ثياب عيسو ابنها الاكبر الفاخرة التي كانت عندها في البيت وألبست يعقوب ابنها الاصغر. (SVD)
Gn:27:18: 18. فدخل الى ابيه وقال يا ابي.فقال هاأنذا.من انت يا ابني. (SVD)
Gn:27:19: 19 فقال يعقوب لأبيه انا عيسو بكرك.قد فعلت كما كلمتني.قم اجلس وكل من صيدي لكي تباركني نفسك. (SVD)
Gn:27:20: 20 فقال اسحق لابنه ما هذا الذي اسرعت لتجد يا ابني.فقال ان الرب الهك قد يسّر لي. (SVD)
Gn:27:23: 23 ولم يعرفه لان يديه كانتا مشعرتين كيدي عيسو اخيه.فباركه . (SVD)
Gn:27:34: 34 فعندما سمع عيسو كلام ابيه صرخ صرخة عظيمة ومرة جدا.وقال لأبيه باركني انا ايضا يا ابي. (SVD)
Gn:27:35: 35 فقال قد جاء اخوك بمكر واخذ بركتك. (SVD)
الجبروت جبار
Dt:3:24:
24 يا سيد الرب انت قد ابتدأت تري عبدك عظمتك ويدك الشديدة.فانه اي اله في السماء وعلى الارض يعمل كأعمالك وكجبروتك. (SVD)
الرب ينتقم بالقتل
Ex:4:23:
23 فقلت لك اطلق ابني ليعبدني فأبيت ان تطلقه ها انا اقتل ابنك البكر (SVD)
الرب ينسب الحماقة للملائكة
Jb:4:18:
18 هو ذا عبيده لا يأتمنهم والى ملائكته ينسب حماقة. (SVD)
لله النقمة أو الانتقام لا أدري ؟؟
Rom:12:19:
19 لا تنتقموا لأنفسكم ايها الاحباء بل اعطوا مكانا للغضب.لأنه مكتوب لي النقمة انا اجازي يقول الرب. (SVD)
الرب جـــــــــبار
Dt:10:17: 17 لان الرب الهكم هو اله الآلهة ورب الارباب الاله العظيم الجبار المهيب الذي لا يأخذ بالوجوه ولا يقبل رشوة (SVD)
Neh:9:32:
32 والآن يا الهنا الاله العظيم الجبار المخوف حافظ العهد والرحمة لا تصغر لديك كل المشقات التي اصابتنا نحن وملوكنا ورؤساءنا وكهنتنا وانبياءنا وآباءنا وكل شعبك من ايام ملوك اشور الى هذا اليوم. (SVD)
Jb:9:9:
9 صانع النعش والجبار والثريا ومخادع الجنوب. (SVD)
Ps:24:8:
8 من هو هذا ملك المجد.الرب القدير الجبار الرب الجبار في القتال. (SVD)
Ps:78:65:
65 فاستيقظ الرب كنائم كجبار معّيط من الخمر. (SVD)
الرب متعال
Neh:9:5:
5 وقال اللاويون يشوع وقدميئيل وباني وحشبنيا وشربيا وهوديا وشبنيا وفتحيا قوموا باركوا الرب الهكم من الازل الى الابد وليتبارك اسم جلالك المتعالي على كل بركة وتسبيح. (SVD)
Ps:47:9:
9 شرفاء الشعوب اجتمعوا.شعب اله ابراهيم.لان لله مجان الارض.هو متعال جدا (SVD)
Ps:92:8:
8 اما انت يا رب فمتعال الى الابد. (SVD)
وسائل تنقل الرب
Is:19:1: 1. وحي من جهة مصر.هو ذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم الى مصر فترتجف اوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر داخلها. (SVD)
2Sm:22:11: 11 ركب على كروب وطار ورئي على اجنحة الريح. (SVD)
الكروب هي الانثى من الملائكة على حد قولهم
ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً (39) أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِنَاثاً إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً (40) وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُوراً (41) قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً (42) سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً (43) تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً (44) الإسراء
الرب يضل البشر والأنبياء ويخدعهم
Ez:14:9:
فإذا ضل النبي وتكلم كلاما فانا الرب قد اضللت ذلك النبي وسأمد يدي عليه وأبيده من وسط شعبي اسرائيل. (SVD)
Ez:14:10:
10 ويحملون اثمهم.كإثم السائل يكون اثم النبي. (SVD)
Ez:20:25: 25 وأعطيتهم ايضا فرائض غير صالحة وأحكاما لا يحيون بها (SVD)
Ez:20:26: 26 ونجّستهم بعطاياهم اذ اجازوا في النار كل فاتح رحم لأبيدهم حتى يعلموا اني انا الرب (SVD)
2Thes:2:11:
11 ولاجل هذا سيرسل اليهم الله عمل الضلال حتى يصدقوا الكذب (SVD)
2Thes:2:12:
12 لكي يدان جميع الذين لم يصدقوا الحق بل سروا بالإثم (SVD)
الرب منتقم
Na:1:2: 2. الرب اله غيور ومنتقم.الرب منتقم وذو سخط.الرب منتقم من مبغضيه وحافظ غضبه على اعدائه. (SVD)
2Kgs:9:7:
7 فتضرب بيت اخآب سيدك وأنتقم لدماء عبيدي الانبياء ودماء جميع عبيد الرب من يد ايزابل. (SVD)
Rom:12:19:
19 لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء بل أعطوا مكانا للغضب.لأنه مكتوب لي النقمة أنا أجازي يقول الرب. (SVD)
Rv:19:2:
2 لان أحكامه حق وعادلة إذ قد دان الزانية العظيمة التي أفسدت الأرض بزناها وانتقم لدم عبيده من يدها. (SVD)
1Thes:4:6:
6 ان لا يتطاول احد ويطمع على أخيه في هذا الأمر لان الرب منتقم لهذه كلها كما قلنا لكم قبلا وشهدنا. (SVD)
Rv:6:10:
10 وصرخوا بصوت عظيم قائلين حتى متى أيها السيد القدوس والحق لا تقضي وتنتقم لدمائنا من الساكنين على الارض. (SVD)
1Sm:25:39:
39 فلما سمع داود ان نابال قد مات قال.مبارك الرب الذي انتقم نقمة تعييري من يد نابال وامسك عبده عن الشر ورد الرب شر نابال على راسه.وارسل داود وتكلم مع ابيجايل ليتخذها له امرأة. (SVD)
Is:1:24:
24 لذلك يقول السيد رب الجنود عزيز إسرائيل آه اني استريح من خصمائي وانتقم من أعدائي. (SVD)
نحن هنا لا نعترض على أن الله ينتقم من الظالمين ولكن ما أوردنا ذلك إلا لأن النصارى يحتجون على هذه الصفه لله في الإسلام فما أوردناه إللا لنوضح لهم ما غاب عنهم في كتابهم
يسوع يأمر بالنفاق
2Sm:22:27: 27 مع الطاهر تكون طاهرا ومع الاعوج تكون ملتويا. (SVD)
Ps:18:26: 26 مع الطاهر تكون طاهرا ومع الاعوج تكون ملتوي
نسب المسيح المخجل!!
الإنجيل المحرف الذي بين أيدي الكنيسة اليوم لا يحب المعجزات الإلهية الجميلة والرائعة، لأن التحريف يفقدها قيمتها والأيدي الماكرة تفرغها من محتواها.
ومن تلك المعجزات التي أرادها الله أن تكون دليلا على قدرته وعظمته وحجة على عباده، معجزة مجيء المسيح إلى هذه الدنيا، فمن المتفق عليه أن المسيح -عليه السلام- لم يكن لديه أب بيولوجي، ولم يكن نتاج نطفة رجل، وإنما حملت به أمه مريم العذراء بمعجزة ربانية، فالله لا يعجزه شيء، وإنما أمره أن يقول كن فيكون، وقد كانت مريم ابنة عمران فتاة عازبة عذراء، معتكفة على العبادة والزهد وخدمة بيت الله بعيدا عن الرجال.
نفخ الله في مريم من روحه فحملت بالمسيح، إنها معجزة الولادة الباهرة، وعانت العذراء من تلك الولادة، التي خرجت عن المألوف معاناة شديدة، خوفا على شرفها من الإشاعات، حتى قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا مريم23، وحدث ما كانت تخشاه إذ قال اليهود معاتبين ذامين يا مريم لقد جئت شيئا فريا يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا مريم 27-28.
تلقفت هذه الحادثة الإعجازية الألسن الخبيثة، فطفقت تلوكها وتستمتع باتهام مريم بالزنا والفسق، وهذا ديدن اليهود، فليس غريبا عنهم اتهام الناس -خصوصا الصالحين منهم- بالزنا والفجور واللواط والشذوذ، ويزودنا كتاب العهد القديم بتفاصيل الفن الإباحي الذي مارسه في زعمهم الأنبياء والمرسلون، وسنرى بعض أمثلة ذلك بعد حين.
ومما قاله اليهود أن مريم كانت مخطوبة لنجار اسمه يوسف، فغلبه الشوق وأَسَرَتْه الشهوة فدخل على مخطوبته قبل موعد الزواج الرسمي فحبلت بالمسيح!
إلا أن رواية أخرى وجدت لها صدى واسعا، حتى أصبحت الرواية الرسمية لهذه الولادة العجيبة في التلمود اليهودي، وعند الحاخامات في إسرائيل، وبعض الملاحدة الغربيين.
تقول الرواية إن مريم كانت لها علاقة آثمة مع جندي روماني يدعى باندارا، وبمباشرة الزنا معه حملت بالمسيح، نقرأ في التلمود اليهودي الفقرة التالية "إن يسوع الناصري موجود في لجات الجحيم بين الزفت والقطران والنار، وإن أمه مريم أتت به من العسكري باندارا بمباشرة الزنا، وإن الكنائس النصرانية بمقام القاذورات، وإن الواعظين فيها أشبه بالكلاب النابحة".
هذه هي رواية اليهود في التلمود، وقد كُتب بعد رفع المسيح بحوالي خمسة قرون.
فمثلا عندما ذهب المسيح ليدعو بعض اليهود إلى الهداية، واجهوه بنسله غير الشريف -في نظرهم- فيشير الإنجيل إلى أن اليهود قالوا للمسيح (نحن نعرف آباءنا) لامزين له في عرضه، إذ إنَّه في زعمهم لم يكن يعرف أباه الحقيقي، كما أنهم سبوه وذموه بأقذع مسبة عندما قالوا له، حسب الإنجيل (نحن لسنا أولاد زنا) .
لكن اليهود الذين عايشوا المسيح أو مدّة كتابة الأناجيل قد مالوا إلى الرواية الأولى، وهي نسبة المسيح ليوسف النجار خطيب مريم، وإن كثيرين قذفوا مريم بالزنا مع يوسف، الذي اضطر للزواج بها تجنبا للفضيحة، فكان المسيح بالنسبة لهؤلاء ابنا غير شرعي ليوسف النجار.
ونقل العهد الجديد في عدة مناسبات، قول العوام والدهماء أن (المسيح هو ابن يوسف النجار زوج مريم وأخوته معروفون) ، فالحاصل أن المسيح في رأي الشعب اليهودي أحد اثنين: إما ابن غير شرعي ليوسف النجار، أو ابن شرعي له، أما الولادة الإعجازية فلم يكن يؤمن بها أحد.
وقبل التطرق بتفصيل أكبر لإهانة الإنجيل للمسيح في مسألة نسبه، لا بأس أن أذكر أن القرآن الكريم أكد بصورة قاطعة الميلاد الإعجازي للمسيح -- أفرد القرآن مريم بسورة سميت باسمها حول الموضوع، ونعتها في موضع آخر بالصديقة، وفي سورة ثالثة برأها من قيلة السوء ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتينالتحريم12.
كما أثنى عليها رسول الله -- ورفع شأنها فقال: "كمُل من النساء أربع: مريم ابنة عمران..."، كما عدها من خير نساء العالمين في حديث آخر.
أما الإنجيل المحرف وما أدراك ما الإنجيل المحرف!، بتناقضاته وتضارب رواياته وحكاياته -كما هو دائما- فإنَّه يكشف لنا أن نسب المسيح المذكور في إنجيلي متى ولوقا -على اختلاف شديد في تفاصيلهما- متفق مع الرواية الشعبية لعموم الناس، والتي تزعم أن المسيح هو من نسل داود -- عبر شخصية يوسف النجار.
جاء في إنجيل متى (كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم، إبراهيم ولد إسحاق، وإسحاق ولد يعقوب، ويعقوب ولد يهوذا وأخوته، ويهوذا ولد فارص وزارح من ثامار، وفارص ولد حصرون، وحصرون ولد ارام، وآرام ولد عميناداب، وعميناداب ولد نحشون، ونحشون ولد سلمون، وسلمون ولد بوعز من راحاب، وبوعز ولد عوبيد من راعوث، وعوبيد ولد يسى، ويسى ولد داود الملك، وداود الملك ولد سليمان من التي لاوريا، وسليمان ولد رحبعام....ومتان ولد يعقوب، ويعقوب ولد يوسف رجل مريم، التي وُلد منها يسوع الذي يُدعى المسيح)
أما إنجيل لوقا فينقل لنا نسلا مغايرا لما جاء به إنجيل متى، حير هذا النسب الإنجيلي العلماء قديما وحديثا، إذ كيف يوحي الله لمتى ولوقا بنسلين مختلفين متضاربين، لكن ماذا نفعل أمام هذا التزوير الذي يفضح نفسه بنفسه!
يقول إنجيل لوقا (ولما ابتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنة، وهو على ما يُظن ابن يوسف بن هالي بن متثاث بن لاوي...بن يونان بن الياقيم بن مليا بن متاثا بن ناثان بن داود بن يسى...بن بوعز بن فارص بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم..)
لن أدخل في متاهات الاختلافات، التي تُعد بالمئات بين سلسلتي النسب هاتين، مع كوني اختصرت كثيرََا منها، لكن يمكن أن نلحظ أن كلا الكاتبين متفقان على أن المسيح هو ابن يوسف، معيدين سرد الرواية المنتشرة بين اليهود آنذاك، ويتضح ذلك أكثر من قول لوقا "وهو على ما يُظن ابن يوسف بن هالي" وكلمة الظن تدل على أن الشعب اليهودي كان يظن أن المسيح هو ابن يوسف، فلم يكلف نفسه أكثر من نقل ذلك الظن، فأي قُدسية ووحي يوجد في إنجيل لوقا، وهو ينقل لنا ظنون وشكوك وإشاعات وتخرصات العوام من الناس!؟
ومع ذلك فإن لوقا من بين كل الذين ألفوا كتبا مقدسة، هو الكاتب الموضوعي الوحيد المتصف بالأمانة العلمية، حيث إنه لا يقول إنَّ هذا الكلام موحى به من الله، كما لم يَدَّع بأنه يكتب بوحي من الله، أو أنه يكتب إنجيلا، وإنما يشير في صدر قصته عن المسيح أنه يخط رسالة إلى أحد أصدقائه أو معارفه المدعو "ثاوفيلس"، يخبره فيها ببعض أخبار المسيح التي جمعها من الذين سمعوا به أو عرفوه، إذ إنَّه لم يكن هو شخصيا لقي المسيح أو عرفه.
قال لوقا في صدر رسالته (إذ كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا، كما سلمها إلينا الذين كانوا من البدء معاينين وخداما للكلمة، رأيت أنا أيضا إذ تتبعت كل شيء من الأول بتدقيق أن أكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاوفيلس، لتعرف صحة الكلام الذي علمت به) .
فهو لا يعدو أن يكون مؤرخا وباحثا يدقق في الراويات وينقل من أفواه الرجال ما يراه أقرب الى الدقة والصحة، لكنه يخرج علينا بنسب المسيح المنسوب مرة أخرى إلى يوسف النجار، ويستبعد الولادة الإعجازية.
قد يقول بعض الناس إنَّ الكنيسة تصدق بميلاد المسيح الإعجازي، وإن رجال الاكليريوس يؤمنون بهذا الميلاد الخارق للعادة، ولكن هذا هو المشكل في حد ذاته، فإذا كان الأمر كذلك، فما الفائدة إذن من سلسلة النسب هذه التي يرويها متى تارة ولوقا تارة أخرى؟
فإذا لم يكن للمسيح أبا بيولوجيا بالمرة، فَلمَ كل هذا العناء الإنجيلي لإثبات علاقة نسب ليوسف النجار بالمسيح؟
وإذا كان المسيح لدى جميع الكنائس اليوم هو الله، فكيف يكون الله هو ابن يوسف النجار؟
سيقولون إنَّ للمسيح جانبا لاهوتيا وجانبا ناسوتيا!
لكن حتى هؤلاء لا يمكن أن يحلوا معضلة كون لاهوت المسيح ابنا لله، وناسوته ابنا ليوسف النجار!
فلا يبقى إلا التأكيد بأن متى ولوقا كليهما يهوديان يؤمنان بأن المسيح هو ابن يوسف من الزنا، فوضعا سلسلتين للنسب، يظنان أنها سلسلة آباء وأجداد المسيح، وان كان متى جازما في ذلك، حيث يقول في مطلع إنجيله (هذا كتاب ميلاد المسيح...بن يوسف رجل مريم التي وُلد منها يسوع الذي يدعى المسيح) .
أما لوقا فلم يسعفه الوحي بهذا الجزم، فظن كغيره أن المسيح ابن يوسف النجار، وأيا كان الحال فبين الجزم والظن مسافات عريضة من التزوير والتحريف والاختراع والفبركة!!
وإذا ما تعمقنا أكثر وغصنا في تفاصيل سلسلة نسب المسيح هذه، فستواجهنا فضائح في غاية الإساءة للمسيح --، والاستنتاج الوحيد الذي يمكن الخروج به، أن النسب المثبت في الإنجيل لم يكن وليد صدفة، وإنما اختير كل اسم فيه بعناية، لتحقيق أهداف بعيدة المدى.
إن يوسف النجار الذي يُنسب إليه المسيح رجل نكرة، لا يُعرف عنه إلا أنه نجار، ولا يدري أحد بالتحديد من هم آباؤه وأجداده، لكن الإنجيل وكتبته كانوا يرقبون في تلك المرحلة الزمنية مسيحا منتظرا، يأتي من نسل داود ومن الأنبياء الكبار، فاختلقوا لهذا الغرض، لأنهم بزعمهم أكثر حرصا من الله، سلسلة نسب سلطانية ملكية مسلسلة بالزناة وأولاد الزنا، وأحفادهم غير الشرعيين، تبدأ بهذا "اليوسف" النكرة.
تعمد إنجيل متى ذكر مجموعة من أمهات وجدات المسيح بأسمائهن دون غيرهن، والغريب أن جميع من ذكرهن من الجدات هن من الزانيات أو من بنات نسل تلوث بالزنا، وإن الباحث ليعجب أشد العجب من سرّ ذكر الزانيات في نسب المسيح وإغفال العفيفات منهن، هل هو فضح يهودي متعمد للمسيح؟، بينما يكتفي الإنجيل بإقرار ذلك وتسطيره بوقاحة في العهد الجديد.
هل هو تعريض بنسل المسيح؟
كان ممن ذكرهن إنجيل متى من الجدات راعوث، وهي أم عوبيد أحد أجداد المسيح، كما ذكر العهد القديم نعمة، وهي أم رحبعام بن سليمان، وراعوث هذه مؤابية بينما نعمة عمونية، وهن من نسل لوط -عليه السلام- من الزنا، وبالتحديد من زنا المحارم.
يقول العهد القديم من الكتاب المقدس، إنَّه بعد أن دمر الله قرية لوط وقضى عليها، فر لوط مع ابنتيه خارجها وأقاموا في مغارة جبلية، ولنترك الكتاب المقدس يكمل القصة بتفاصيلها... (وصعد لوط من صوغر وسكن الجبل وابنتاه معه، لأنه خاف أن يسكن في صوغر، فسكن المغارة هو وابنتاه، وقالت البكر للصغيرة: أبونا قد شاخ وليس في الأرض رجل ليدخل علينا كعادة كل الأرض، هلم نسق أبانا خمرا ونضطجع معه فنحيي من أبينا نسلا، فسقتا آباهما خمرا في تلك الليلة، فدخلت البكر واضطجعت مع أبيها، ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها، وحدث في الغد أن البكر قالت للصغيرة: إني قد اضطجعت البارحة مع أبي هلم نسقيه خمرا الليلة أيضا فادخلي فاضطجعي معه فنحيي من أبينا نسلا، فسقتا آباهما خمرا في تلك الليلة أيضا، وقامت الصغرى فاضطجعت معه، ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها، فحبلت ابنتا لوط من أبيهما فولدت البكر ابنا ودعت اسمه موآب، وهو أبو المؤابيين إلى اليوم، والصغيرة أيضا ولدت ابنا دعت اسمه بن عمي، وهو أبو العمونيين إلى اليوم)
لا يفوتني أن أُعلق على هذه القصة التي تشبه "النكتة البورنوغرافية"، فهذا النبي الصالح، الشيخ الكبير، الذي حارب اللواط في قومه، واستبسل في دعوته للعفة والأخلاق الفاضلة، تستدرجه ابنتاه بهذه السذاجة ليقع في زنا المحارم، يشرب الخمر لحد الثمالة في ليلتين متتابعتين، فيفقد كل ذرات عقله، حتى إنَّه لا يعرف ما يقترفه من موبقات "جماع ابنتيه" كما تذكر القصة، كيف هذا؟
كيف يستطيع شيخ هرم وطاعن في السن، شارب للخمر لحد فقدان العقل والشعور والحركة، أن يجامع شابتين ناضجتين في ليلتين متتاليتين، وكيف -وهو في تلك الحال- أن يقدر عضوه التناسلي على الانتصاب، ثم يمارس الجنس ممارسة الفحول وينجب طفلين؟
لا شك أن هذه العملية بنتائجها، في هذه الظروف لا يتمكن منها إلا أشخاص خارقون على غرار "السوبرمان"!!
لكن هذا هو الكتاب المقدس الذي لا تنقضي غرائبه، فهو يفاجئنا دائما بقصصه التي تنم عنْ أمراض خطيرة في نفسية كتبة هذه الأسفار، مما يُعجز الجميع حتى فرويد بتحليله النفسي/الجنسي عن تفسير هذا النوع من الشذوذ.
والمهم أن كل العمونيين والمؤابيين من عرق أصله عملية جنسية آثمة، انحدرت من هذا الأصل غير الشريف امرأتان هما راعوث المؤابية ونعمة العمونية، جدات "المسيح الرب"، وقد أنجبتا لنا جدين من أجداد المسيح، وهما عوبيد ورحبعام، اللذين نجد اسميهما في سلسلة نسب المسيح.
ولنتأمل هذه الآية في سفر التثنية من الكتاب المقدس (لا يدخل ابن زنى في جماعة الرب، حتى الجيل العاشر، لا يدخل منه أحد في جماعة الرب، لا يدخل عموني ولا مؤابي في جماعة الرب، حتى الجيل العاشر، لا يدخل منهم أحد في جماعة الرب إلى الأبد) .
لقد حكم الله بالطرد من جماعة الرب على كل زان، ويلقى من بعده العقوبة ذاتها عشرة أجيال من الأحفاد، بل إن خاتمة النص المقدس تشير إلى طردهم من جماعة الرب إلى الأبد، ويخص بالذكر العمونيين والمؤابيين، الذين انحدر منهم المسيح، فكيف دخل نسل المسيح في جماعة الرب؟، وكيف أضحى المسيح عضوا في جماعة الرب؟، وكيف أمسى ثالث ثلاثة في الثالوث المقدس، بل الرب نفسه!!؟
نشيد الإنشاد
Sg:4:1: 1. ها انت جميلة يا حبيبتي ها انت جميلة عيناك حمامتان من تحت نقابك.شعرك كقطيع معز رابض على جبل جلعاد. (SVD)
Sg:4:2: 2 اسنانك كقطيع الجزائز الصادرة من الغسل اللواتي كل واحدة متئم وليس فيهنّ عقيم. (SVD)
Sg:4:3: 3 شفتاك كسلكة من القرمز.وفمك حلو.خدك كفلقة رمانة تحت نقابك. (SVD)
Sg:4:4: 4 عنقك كبرج داود المبني للاسلحة.الف مجن علق عليه كلها اتراس الجبابرة. (SVD)
Sg:4:5: 5 ثدياك كخشفتي ظبية توأمين يرعيان بين السوسن. (SVD)
Sg:4:6: 6 الى ان يفيح النهار وتنهزم الظلال اذهب الى جبل المرّ والى تل اللبان. (SVD)
Sg:4:7: 7 كلك جميل يا حبيبتي ليس فيك عيبة (SVD)
Sg:4:8: 8. هلمي معي من لبنان يا عروس معي من لبنان.انظري من راس امانة من راس شنير وحرمون من خدور الأسود من جبال النمور. (SVD)
Sg:4:9: 9 قد سبيت قلبي يا اختي العروس قد سبيت قلبي بإحدى عينيك بقلادة واحدة من عنقك. (SVD)
Sg:4:10: 10 ما احسن حبك يا اختي العروس كم محبتك اطيب من الخمر وكم رائحة ادهانك اطيب من كل الاطياب. (SVD)
Sg:4:11: 11 شفتاك يا عروس تقطران شهدا.تحت لسانك عسل ولبن ورائحة ثيابك كرائحة لبنان. (SVD)
Sg:4:12: 12 اختي العروس جنة مغلقة عين مقفلة ينبوع مختوم. (SVD)
Sg:4:13: 13 اغراسك فردوس رمان مع اثمار نفيسة فاغية وناردين. (SVD)
Sg:4:14: 14 ناردين وكركم.قصب الذريرة وقرفة مع كل عود اللبان.مر وعود مع كل انفس الاطياب. (SVD)
Sg:4:15: 15. ينبوع جنات بئر مياه حية وسيول من لبنان (SVD)
Sg:4:16: 16 استيقظي يا ريح الشمال وتعالي يا ريح الجنوب.هبي على جنتي فتقطر اطيابها.ليأت حبيبي الى جنته ويأكل ثمره النفيس (SVD)
Sg:5:1: 1. قد دخلت جنتي يا اختي العروس.قطفت مري مع طيبي.اكلت شهدي مع عسلي.شربت خمري مع لبني.كلوا ايها الاصحاب اشربوا واسكروا ايها الاحباء (SVD)
Sg:5:2: 2. انا نائمة وقلبي مستيقظ.صوت حبيبي قارعا.افتحي لي يا اختي يا حبيبتي يا حمامتي يا كاملتي لان راسي امتلأ من الطل وقصصي من ندى الليل (SVD)
Sg:5:3: 3 قد خلعت ثوبي فكيف البسه.قد غسلت رجليّ فكيف اوسخهما. (SVD)
Sg:5:4: 4 حبيبي مدّ يده من الكوّة فانّت عليه احشائي. (SVD)
Sg:5:5: 5 قمت لأفتح لحبيبي ويداي تقطران مرّا وأصابعي مر قاطر على مقبض القفل. (SVD)
Sg:5:6: 6 فتحت لحبيبي لكن حبيبي تحول وعبر.نفسي خرجت عندما ادبر.طلبته فما وجدته دعوته فما اجابني. (SVD)
Sg:5:7: 7 وجدني الحرس الطائف في المدينة.ضربوني جرحوني.حفظة الاسوار رفعوا ازاري عني. (SVD)
Sg:5:8: 8 احلفكنّ يا بنات اورشليم ان وجدتنّ حبيبي ان تخبرنه باني مريضة حبا (SVD)
Sg:5:9: 9. ما حبيبك من حبيب ايتها الجميلة بين النساء ما حبيبك من حبيب حتى تحلفينا هكذا (SVD)
Sg:6:1: 1. اين ذهب حبيبك ايتها الجميلة بين النساء اين توجه حبيبك فنطلبه معك (SVD)
Sg:6:2: 2 حبيبي نزل الى جنته الى خمائل الطيب ليرعى في الجنات ويجمع السوسن. (SVD)
Sg:6:3: Prv:5:3: 3 انا لحبيبي وحبيبي لي.الراعي بين السوسن (SVD)
Sg:6:4: 4. انت جميلة يا حبيبتي كترصة حسنة كاورشليم مرهبة كجيش بألوية. (SVD)
Sg:6:5: 5 حولي عني عينيك فانهما قد غلبتاني.شعرك كقطيع المعز الرابض في جلعاد. (SVD)
Sg:6:6: 6 اسنانك كقطيع نعاج صادرة من الغسل اللواتي كل واحدة متئم وليس فيها عقيم. (SVD)
Sg:6:7: 7 كفلقة رمانة خدك تحت نقابك. (SVD)
Sg:6:8: 8 هنّ ستون ملكة وثمانون سرية وعذارى بلا عدد. (SVD)
Sg:7:1: 1. ما اجمل رجليك بالنعلين يا بنت الكريم.دوائر فخذيك مثل الحلي صنعة يدي صناع. (SVD)
Sg:7:2: 2 سرتك كاس مدورة لا يعوزها شراب ممزوج.بطنك صبرة حنطة مسيجة بالسوسن. (SVD)
Sg:7:3: 3 ثدياك كخشفتين توأمي ظبية. (SVD)
Sg:7:4: 4 عنقك كبرج من عاج.عيناك كالبرك في حشبون عند باب بث ربيم.انفك كبرج لبنان الناظر تجاه دمشق. (SVD)
Sg:7:5: 5 راسك عليك مثل الكرمل وشعر راسك كأرجوان.ملك قد أسر بالخصل. (SVD)
Sg:7:6: 6 ما اجملك وما احلاك ايتها الحبيبة باللذّات. (SVD)
Sg:7:7: 7 قامتك هذه شبيهة بالنخلة وثدياك بالعناقيد. (SVD)
Sg:7:8: 8 قلت اني اصعد الى النخلة وامسك بعذوقها.وتكون ثدياك كعناقيد الكرم ورائحة انفك كالتفاح
Sg:7:9: 9 وحنكك كأجود الخمر--لحبيبي السائغة المرقرقة السائحة على شفاه النائمين (SVD)
Sg:7:10: 10. انا لحبيبي واليّ اشتياقه. (SVD)
Sg:7:11: 11 تعال يا حبيبي لنخرج الى الحقل ولنبت في القرى. (SVD)
Sg:7:12: 12 لنبكرنّ الى الكروم لننظر هل ازهر الكرم هل تفتح القعال هل نور الرمان.هنالك اعطيك حبي.
Sg:7:13: 13 اللفاح يفوح رائحة وعند ابوابنا كل النفائس من جديدة وقديمة ذخرتها لك يا حبيبي (SVD)
Sg:8:1: 1. ليتك كأخ لي الراضع ثديي امي فأجدك في الخارج وأقبلك ولا يخزونني. (SVD)
Sg:8:2: 2 وأقودك وادخل بك بيت امي وهي تعلمني فأسقيك من الخمر الممزوجة من سلاف رماني. (SVD)
Sg:8:3: 3 شماله تحت راسي ويمينه تعانقني. (SVD)
Sg:8:4: 4 احلفكن يا بنات اورشليم ألا تيقظن ولا تنبهن الحبيب حتى يشاء (SVD)
Sg:8:5: 5. من هذه الطالعة من البرية مستندة على حبيبها تحت شجرة التفاح شوقتك هناك خطبت لك امك هناك خطبت لك والدتك (SVD)
Sg:8:8: 8. لنا اخت صغيرة ليس لها ثديان.فماذا نصنع لأختنا في يوم تخطب (SVD)
Sg:8:10: 10 انا سور وثدياي كبرجين.حينئذ كنت في عينيه كواجدة سلامة (SVD)
احتار القوم في الرد علي نشيد الانشاد هذا وما فيه من ألفاظ جنسية فاضحة لا يمكن أن ترد في كتاب الله فمرة يقولون إن سليمان كتبه تغزلا في إحدى نسائه ومرة قالوا أن سليمان كتبه لكل نصرانى ومرة قالوا أن سليمان كتبه تغزلا في الكنيسة ومرة قالوا أن سليمان كتبه وهذه هي المصيبة في الله ذاته !!!!!!
أقول سبحانك يا الله ما قدروك حق قدرك القوم لا يستقرون علي رأي ولا علي تأويل في هذه الكلمات وبدلا من أن يقتنعوا بالحق ويعترفون أن هذا ليس بكلام الله يخترعون له الحجج والمبررات تلو المبررات والتي هي مبررات ساقطة لا محالة ولا يقول بها عاقل أبداً .
فقولهم أن سليمان كان يتغزل بهذه الكلمات في إحدى زوجاته قلت وهل يليق أن يقول نبي هذه الكلمات الجنسية الفاضحة ويصف بها زوجته للناس بهذه الطريقة المثيرة للشهوة علي مر هذه العصور وفي كتاب الله ؟؟ وما شأن تغزل رجل بامرأته بهذه الطريقة بكلام الله وكتاب الله وما الحكمة من ورودها في الكتاب ؟؟
وقولهم أن سليمان كتبها تغزلا في الكنيسة قلت ( ذو العقل يشقي في النعيم بعقله وأخو الجهالة بالشقاوة ينعم ) . وهل كان هناك كنائس علي عهد سليمان ؟؟؟ أو حتى علي عهد المسيح ؟؟؟ وهل للكنيسة ثديان وحلقات فخذين وصرة ؟؟؟؟
وقولهم أن سليمان كتبها لكل نصرانى أقول له سؤال واحد هل سليمان يخاطبك أنت حينما يقول Sg:7:8: 8 قلت اني اصعد الى النخلة وامسك بعذوقها.وتكون ثدياك كعناقيد الكرم ورائحة انفك كالتفاح ؟؟ أو حينما يقول Sg:7:1: 1. ما اجمل رجليك بالنعلين يا بنت الكريم.دوائر فخذيك مثل الحلي صنعة يدي صناع. (SVD) هل يخاطبك سليمان بهذه الكلمات ؟؟؟
وقولهم أن سليمان كتبه في الله ذاته وهو كالشعر الصوفي وغير ذلك من الترهات قلت يا صاحب العقل أن لم تقبل الكلمات السابقة في نفسك فهل تقبل أن يقول سليمان هذه الألفاظ لله سبحانه وتعالى ؟؟ Sg:7:3: 3 ثدياك كخشفتين توأمي ظبية. (SVD) أو أن يقول Sg:7:2: 2 سرتك كاس مدورة لا يعوزها شراب ممزوج.بطنك صبرة حنطة مسيجة بالسوسن. (SVD)؟؟؟؟ يا صاحب العقل والإنصاف هل تقبل ذلك في ربك هل تقبل أن يقول أحد هذا لربك أو أن يصفه بتلك الصفات ؟؟؟؟
فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
والأدهى والأمر ما هو آت , قصة دعارة أهوله وأهوليبة الأختان العاهرتان و تصرف الرب معهم والألفاظ التي أتحدى أي نصراني أن يقرأها علي أخته أو أمه أو بنته الصغيرة تلك القصة التي هي وصمة عار في الكتاب....... اقرأ ولك الحكم,,,,
أهولة وأهوليبة
لمن يقولون أنهما مدينتين
Ez:23:44:
44 فدخلوا عليها كما يدخل على امرأة زانية.هكذا دخلوا على أهولة وعلى أهوليبة المرأتين الزانيتين. (SVD)
Ez:23:1: 1. وكان اليّ كلام الرب قائلا. (SVD)
Ez:23:2: 2 يا ابن آدم كان امرأتان ابنتا ام واحدة. (SVD)
Ez:23:3: 3 وزنتا بمصر.في صباهما زنتا.هناك دغدغت ثديّهما وهناك تزغزغت ترائب عذرتهما. (SVD)
Ez:23:4: 4 واسمها أهولة الكبيرة وأهوليبة اختها وكانتا لي وولدتا بنين وبنات.واسماهما السامرة أهولة وأورشليم أهوليبة. (SVD)
Ez:23:5: 5 وزنت أهولة من تحتي وعشقت محبيها اشور الابطال (SVD)
Ez:23:6: 6 اللابسين الاسمانجوني ولاة وشحنا كلهم شبان شهوة فرسان راكبون الخيل. (SVD)
Ez:23:7: 7 فدفعت لهم عقرها لمختاري بني اشور كلهم وتنجست بكل من عشقتهم بكل اصنامهم. (SVD)
Ez:23:8: 8 ولم تترك زناها من مصر ايضا لأنهم ضاجعوها في صباها وزغزغوا ترائب عذرتها وسكبوا عليها زناهم. (SVD)
Ez:23:9: 9 لذلك سلمتها ليد عشّاقها ليد بني اشور الذين عشقتهم. (SVD)
Ez:23:10: 10 هم كشفوا عورتها.اخذوا بنيها وبناتها وذبحوها بالسيف فصارت عبرة للنساء واجروا عليها حكما (SVD)
Ez:23:11: 11. فلما رأت اختها أهوليبة ذلك افسدت في عشقها اكثر منها وفي زناها اكثر من زنى اختها.
Ez:23:12: 12 عشقت بني اشور الولاة والشحن الابطال اللابسين افخر لباس فرسانا راكبين الخيل كلهم شبان شهوة
Ez:23:13: 13 فرأيت انها قد تنجست ولكلتيهما طريق واحدة. (SVD)
Ez:23:14: 14 وزادت زناها ولما نظرت الى رجال مصوّرين على الحائط صور الكلدانيين مصوّرة بمغرة
Ez:23:15: 15 منطقين بمناطق على احقائهم عمائمهم مسدولة على رؤوسهم.كلهم في المنظر رؤساء مركبات شبه بني بابل الكلدانيين ارض ميلادهم (SVD)
Ez:23:16: 16 عشقتهم عند لمح عينيها اياهم وأرسلت اليهم رسلا الى ارض الكلدانيين. (SVD)
Ez:23:17: 17 فأتاها بنو بابل في مضجع الحب ونجسوها بزناهم فتنجست بهم وجفتهم نفسها. (SVD)
Ez:23:18: 18 وكشفت زناها وكشفت عورتها فجفتها نفسي كما جفت نفسي اختها. (SVD)
Ez:23:19: 19 وأكثرت زناها بذكرها ايام صباها التي فيها زنت بأرض مصر. (SVD)
Ez:23:20: 20 وعشقت معشوقيهم الذين لحمهم كلحم الحمير ومنيّهم كمنيّ الخيل. (SVD)
A Bible verse about men with donkey-like genitals: "There she lusted after her lovers, whose genitals were like those of donkeys and whose emission was like that of horses." (Ezek. 23:20)
Ez:23:21: 21 وافتقدت رذيلة صباك بزغزغة المصريين ترائبك لأجل ثدي صباك (SVD)
Ez:23:22: 22. لأجل ذلك يا أهوليبة هكذا قال السيد الرب.هاأنذا اهيج عليك عشّاقك الذين جفتهم نفسك وآتي بهم عليك من كل جهة (SVD)
Ez:23:23: 23 بني بابل وكل الكلدانيين فقود وشوع وقوع ومعهم كل بني اشور شبان شهوة ولاة وشحن كلهم رؤساء مركبات وشهراء.كلهم راكبون الخيل. (SVD)
بالله عليكم أيها النصارى أين تذهبون من عذاب الله ؟؟؟ ألا تخشون علي جلودكم من النار ؟؟؟ أليس عندكم عقول تفكرون بها ؟؟ أين الانصاف أين العقل ؟؟ أيها النصارى هل هذا الكلام كلام الله ؟؟؟ هل هذا هو وحي الله ؟؟ هل أرسل الله الرسل والأنبياء ليحكوا لنا هذه القصة الجنسية الفاضحة التي لا ترد إلا في المجلات الجنسية ؟؟ هل تقبل أن تقرأ هذه القصة لأمك أو بنتك أو أختك أو حتى زوجتك ؟؟ أليس في النار مثوى للمتكبرين ؟؟ لماذا العناد من صاحب عقل يقول أن هذا هو كلام الله ؟؟ أنا متأكد أنك لو سمعت ابنك يردد هذه الالفاظ الواردة في هذا السفر أمام إخوته أو أمامك لنهرته وضربته علي فعلته الشنيعة إذ كيف يقول الولد أمام أخته Ez:23:3: 3 وزنتا بمصر.في صباهما زنتا.هناك دغدغت ثديّهما وهناك تزغزغت ترائب عذرتهما. (SVD) ؟؟؟ أو كيف يقول هذا الولد قليل الأدب لأمه وعشقت معشوقيهم الذين لحمهم كلحم الحمير ومنيّهم كمنيّ الخيل .؟؟؟ بالتأكيد ستضربه علي هذه الفعلة . ولكنك تكره أن يردد ابنك أو ابنتك هذه الالفاظ وتقبل أن يرددها الله وأنبيائه ؟؟؟ سمعنا أخيرا عن اكتشاف اسمه العقل ولكن يبدوا أن هذا الاكتشاف لم يصل بعد إلي النصارى !!!
ما حكاية الثديين
Dt:22:15:
15 يأخذ الفتاة أبوها وأمها ويخرجان علامة عذرتها إلى شيوخ المدينة إلى الباب (SVD)
Prv:5:19:
19 الظبية المحبوبة والوعلة الزهية.ليروك ثدياها في كل وقت وبمحبتها اسكر دائما. (SVD)
Sg:1:13:
13 صرة المرّ حبيبي لي.بين ثديي يبيت. (SVD)
Sg:7:7:
7 قامتك هذه شبيهة بالنخلة وثدياك بالعناقيد. (SVD)
Sg:7:8:
8 قلت اني اصعد الى النخلة وامسك بعذوقها.وتكون ثدياك كعناقيد الكرم ورائحة انفك كالتفاح (SVD)
Sg:8:8:
8. لنا اخت صغيرة ليس لها ثديان.فماذا نصنع لأختنا في يوم تخطب (SVD)
Sg:8:10:
10 انا سور وثدياي كبرجين.حينئذ كنت في عينيه كواجدة سلامة (SVD)
Is:32:12:
12 لاطمات على الثدي من اجل الحقول المشتهاة ومن اجل الكرمة المثمرة. (SVD)
Is:60:16:
16 وترضعين لبن الامم وترضعين ثدي ملوك وتعرفين اني انا الرب مخلصك ووليك عزيز يعقوب. (SVD)
Jb:3:12:
12 لماذا اعانتني الركب ولم الثدي حتى ارضع. (SVD)
Ez:16:7:
7 جعلتك ربوة كنبات الحقل فربوت وكبرت وبلغت زينة الازيان.نهد ثدياك ونبت شعرك وقد كنت عريانة وعارية. (SVD)
Is:66:11:
11 لكي ترضعوا وتشبعوا من ثدي تعزياتها.لكي تعصروا وتتلذذوا من درة مجدها (SVD)
Ez:23:3:
3 وزنتا بمصر.في صباهما زنتا.هناك دغدغت ثديّهما وهناك تزغزغت ترائب عذرتهما. (SVD)
Ez:23:21:
21 وافتقدت رذيلة صباك بزغزغة المصريين ترائبك لأجل ثدي صباك (SVD)
Ez:23:34:
34 فتشربينها وتمتصينها وتقضمين شقفها وتجتثّين ثدييك لأني تكلمت يقول السيد الرب. (SVD)
Hos:2:2:
2 حاكموا امكم حاكموا لأنها ليست امرأتي وأنا لست رجلها لكي تعزل زناها عن وجهها وفسقها من بين ثدييها (SVD)
Hos:9:14:
14 اعطهم يا رب.ماذا تعطي.اعطهم رحما مسقطا وثديين يبسين (SVD)
Jl:2:16:
16 اجمعوا الشعب قدسوا الجماعة احشدوا الشيوخ اجمعوا الاطفال وراضعي الثدي ليخرج العريس من مخدعه والعروس من حجلتها. (SVD)
Lk:11:27:
27. وفيما هو يتكلم بهذا رفعت امرأة صوتها من الجمع وقالت له طوبى للبطن الذي حملك والثديين اللذين رضعتهما. (SVD)
Lk:23:29:
29 لأنه هو ذا ايام تأتي يقولون فيها طوبى للعواقر والبطون التي لم تلد والثدي التي لم ترضع. (SVD)
Is:49:23:
23 ويكون الملوك حاضنيك وسيداتهم مرضعاتك.بالوجوه الى الارض يسجدون لك ويلحسون غبار رجليك فتعلمين اني انا الرب الذي لا يخزي منتظروه (SVD)
Rv:1:13:
13 وفي وسط السبع المناير شبه ابن انسان متسربلا بثوب الى الرجلين ومتمنطقا عند ثدييه بمنطقة من ذهب. (SVD)
شذوذ في الكتاب المقدس
2Sm:1:26:
26 قد تضايقت عليك يا اخي يوناثان.كنت حلوا لي جدا.محبتك لي اعجب من محبة النساء. (SVD)
26لَشَدَّ مَا تَضَايَقْتُ عَلَيْكَ يا أخي يُونَاثَانُ. كُنْتَ عَزِيزاً جِدّاً عَلَيَّ، وَمَحَبَّتُكَ لِي كَانَتْ مَحَبَّةً عَجِيبَةً، أَرْوَعَ مِنْ مَحَبَّةِ النِّسَاءِ.
بوعز وراعوث ونعمى
Ru:2:19: 19 فقالت لها حماتها اين التقطت اليوم اين اشتغلت.ليكن الناظر اليك مباركا.فأخبرت حماتها بالذي اشتغلت معه وقالت اسم الرجل الذي اشتغلت معه اليوم بوعز. (SVD)
Ru:2:20: 20 فقالت نعمي لكنتها مبارك هو من الرب لأنه لم يترك المعروف مع الاحياء والموتى.ثم قالت لها نعمي الرجل ذو قرابة لنا.هو ثاني وليّنا. (SVD)
Ru:2:21: 21 فقالت راعوث الموآبية انه قال لي ايضا لازمي فتياتي حتى يكملوا جميع حصادي. (SVD)
Ru:2:22: 22 فقالت نعمي لراعوث كنّتها انه حسن يا بنتي ان تخرجي مع فتياته حتى لا يقعوا بك في حقل آخر. (SVD)
Ru:2:23: 23 فلازمت فتيات بوعز في الالتقاط حتى انتهى حصاد الشعير وحصاد الحنطة وسكنت مع حماتها (SVD)
Ru:3:1: 1. وقالت لها نعمي حماتها يا بنتي ألا التمس لك راحة ليكون لك خير. (SVD)
Ru:3:2: 2 فالآن أليس بوعز ذا قرابة لنا الذي كنت مع فتياته.ها هو يذري بيدر الشعير الليلة. (SVD)
Ru:3:3: 3 فاغتسلي وتدهّني والبسي ثيابك وانزلي الى البيدر ولكن لا تعرفي عند الرجل حتى يفرغ من الاكل والشرب. (
Ru:3:4: 4 ومتى اضطجع فاعلمي المكان الذي يضطجع فيه وادخلي واكشفي ناحية رجليه واضطجعي وهو يخبرك بما تعملين. (SVD)
Ru:3:5: 5 فقالت لها كل ما قلت اصنع (SVD)
Ru:3:6: 6. فنزلت الى البيدر وعملت حسب كل ما أمرتها به حماتها. (SVD)
Ru:3:7: 7 فأكل بوعز وشرب وطاب قلبه ودخل ليضطجع في طرف العرمة فدخلت سرّا وكشفت ناحية رجليه واضطجعت. (SVD)
Ru:3:8: 8 وكان عند انتصاف الليل ان الرجل اضطرب والتفت وإذا بامرأة مضطجعة عند رجليه. (SVD)
Ru:3:9: 9 فقال من انت فقالت انا راعوث امتك فابسط ذيل ثوبك على امتك لأنك وليّ. (SVD)
Ru:3:10: 10 فقال انك مباركة من الرب يا بنتي لأنك قد احسنت معروفك في الاخير اكثر من الاول اذ لم تسعي وراء الشبان فقراء كانوا او اغنياء. (SVD)
Ru:3:11: 11 والآن يا بنتي لا تخافي.كل ما تقولين افعل لك.لان جميع ابواب شعبي تعلم انك امرأة فاضلة. (SVD)
Ru:3:13: 13 بيتي الليلة ويكون في الصباح انه ان قضى لك حق الولي فحسنا.ليقض.وان لم يشأ ان يقضي لك حق الوليّ فانا اقضي لك حيّ هو الرب.اضطجعي الى الصباح (SVD)
Ru:3:14: 14. فاضطجعت عند رجليه الى الصباح ثم قامت قبل ان يقدر الواحد على معرفة صاحبه.وقال لا يعلم ان المرأة جاءت الى البيدر.
الرب يأخذ أجرة الزانية؟؟؟؟؟؟
Am:2:3:
3 واقطع القاضي من وسطها واقتل جميع رؤسائها معه قال الرب (SVD)
Is:23:15:
15. ويكون في ذلك اليوم ان صور تنسى سبعين سنة كايام ملك واحد.من بعد سبعين سنة يكون لصور كاغنية الزانية. (SVD)
Is:23:16:
16 خذي عودا طوفي في المدينة ايتها الزانية المنسية احسني العزف اكثري الغناء لكي تذكري. (SVD)
Is:23:17:
17 ويكون من بعد سبعين سنة ان الرب يتعهد صور فتعود الى اجرتها وتزني مع كل ممالك البلاد على وجه الارض. (SVD)
Is:23:18:
18 وتكون تجارتها واجرتها قدسا للرب.لا تخزن ولا تكنز بل تكون تجارتها للمقيمين امام الرب لأكل الى الشبع وللباس فاخر (SVD
رضــــــــــــــاعــــــــة الـــكـــــبـــــير
Is:49:22:
22 هكذا قال السيد الرب ها اني ارفع إلى الأمم يدي والى الشعوب أقيم رايتي.فيأتون بأولادك في الأحضان وبناتك على الأكتاف يحملن (SVD)
Is:49:23:
23 ويكون الملوك حاضنيك وسيداتهم مرضعاتك.بالوجوه الى الارض يسجدون لك ويلحسون غبار رجليك فتعلمين أني أنا الرب الذي لا يخزي منتظروه (SVD)
Is:60:16:
16 وترضعين لبن الامم وترضعين ثدي ملوك وتعرفين اني انا الرب مخلصك ووليك عزيز يعقوب. (SVD)
Is:66:12:
12 لأنه هكذا قال الرب.هاأنذا ادير عليها سلاما كنهر ومجد الامم كسيل جارف فترضعون وعلى الايدي تحملون وعلى الركبتين تدللون. (SVD)
Sg:1:13:
13 صرة المرّ حبيبي لي.بين ثديي يبيت. (SVD)
أمثال 5: 19 الظبية المحبوبة والوعلة الزهية. ليروك
ثدياها في كل وقت وبمحبتها اسكر دائما
واحد خياله واسع مع واحده جوزها مسافر
Prv:7:6: 6. لأني من كوة بيتي من وراء شباكي تطلعت (SVD)
Prv:7:8: 8 عابرا في الشارع عند زاويتها وصاعدا في طريق بيتها (SVD)
Prv:7:9: 9 في العشاء في مساء اليوم في حدقة الليل والظلام. (SVD)
Prv:7:10: 10 وإذ بامرأة استقبلته في زى زانية وخبيثة القلب. (SVD)
Prv:7:11: 11 صخّابة هي وجامحة.في بيتها لا تستقر قدماها. (SVD)
Prv:7:12: 12 تارة في الخارج وأخرى في الشوارع.وعند كل زاوية تكمن. (SVD)
Prv:7:13: 13 فامسكته وقبّلته.اوقحت وجهها وقالت له (SVD)
Prv:7:14: 14 عليّ ذبائح السلامة.اليوم اوفيت نذوري. (SVD)
Prv:7:15: 15 فلذلك خرجت للقائك لأطلب وجهك حتى اجدك. (SVD)
Prv:7:16: 16 بالديباج فرشت سريري بموشّى كتان من مصر. (SVD)
Prv:7:17: 17 عطرت فراشي بمرّ وعود وقرفة. (SVD)
3Prv:7:18: 18 هلم نرتو ودّا الى الصباح.نتلذذ بالحب. (SVD)
Prv:7:19: 19 لان الرجل ليس في البيت.ذهب في طريق بعيدة. (SVD)
Prv:7:21: 21 اغوته بكثرة فنونها بملث شفتيها طوحته.
النبي هوشع
Hos:1:2أول ما كلّم الرب هوشع قال الرب لهوشع اذهب خذ لنفسك امرأة زنى وأولاد زنى لان الارض قد زنت زنى تاركة الرب. (SVD)
Hos:1:3: 3 فذهب واخذ جومر بنت دبلايم فحبلت وولدت له ابنا. (SVD)
Hos:1:4: 4 فقال له الرب ادع اسمه يزرعيل لأنني بعد قليل اعاقب بيت ياهو على دم يزرعيل وأبيد مملكة بيت اسرائيل. (SVD)
Hos:2:1: 1. قولوا لأخواتكم عمّي ولاخوتكم رحامة. (SVD)
Hos:2:2: 2 حاكموا امكم حاكموا لأنها ليست امرأتي وأنا لست رجلها لكي تعزل زناها عن وجهها وفسقها من بين ثدييها (SVD)
Hos:2:3: 3 لئلا اجرّدها عريانة وأوقفها كيوم ولادتها واجعلها كقفر وأصيرها كأرض يابسة وأميتها بالعطش. (SVD)
Hos:2:4: 4 ولا ارحم اولادها لأنهم اولاد زنى
(((((((((المعمودية وزيت الميرون نموذجاً
بقلم / محمود القاعود)))))))))))===========================الصورة التى التقطها الصحافى الأمريكى " دان زيمبروسكى " ونشرتها صحيفة " themq " الأمريكية وأثارت حفيظة واستياء الأطباء فى جميع أنحاء العالم اعتراضاً على تعميد الأجنة داخل بطون أمهاتها مما يُشكل خطراً على حياتها ، والصورة لبابا الفاتيكان " بنديكت السادس عشر " وهو يُعمد الجنين الموجود فى رحم حفيدة أخيه .
لطالما نبحت قطعان العلمانية اللادينية واليسارية والمنتمين للإسلام ببطاقات الهوية ليلاً ونهاراً : لماذا لا تقبلون الآخر ؟ لماذا لا تفهمون الآخر ؟ لماذا لا تعيشون مع الآخر ؟ لماذا لا تتقربون من الآخر ؟ لماذا تُهمّشون الآخر ؟
وهذا الآخر الذى يتحدثون عنه قبل الأكل وبعده ثلاث مرات يومياً هو " النصارى " .. فرغم أننا نقبل التعايش مع الآخر ونحميه ونرفض الاعتداء عليه ، ورغم أن الآخر أسس الفضائيات التى تسب عقيدتنا والمواقع الإليكترونية التى تسب رسولنا ، ويُحرّض قوى الشر على احتلال بلادنا الفقيرة المستضعفة .. إلا أن من ينبحون يُصرّون على الدعوة لقبول الآخر !
وقبول الآخر من وجهة نظر هؤلاء هو حذف الآيات القرآنية الكريمة التى تُكفّر النصارى وتبين أنهم وثنيون يعبدون بشراً لن يضرهم ولن ينفعهم ؛ قبول الآخر من وجهة نظرهم هو وضع تفسير جديد للقرآن الكريم ، فمثلاً يقول الله تعالى " (( لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )) ( المائدة : 17 ) فنجد التفسير من منظور دعاة قبول الآخر هو : رُوى عن الإمام عدلى أبادير عن شيخه الإمام شنودة الثالث أن المقصود بالآية الكريمة هو أن المسلمون ألّهوا نبيهم محمد وأسموه المسيح بن مريم ، فاعتبرهم الله كفار ، وقد قال شيخ الإسلام زكريا بطرس أن المقصود من الآية هو المبالغة فى شدة إيمان النصارى بالمسيح ، لذلك فالكفر المذكور بالآية هو كفر محمود يُجزى عليه من وصفتهم الآية بأنهم كُفّار !!
هذا هو قبول الآخر من وجهة نظر من يدعون لقبول الآخر ، أى أننا يُمكن أن نسمى الدعوة لقبول الآخر : التعريص على الآخر ، بمعنى إن كان الآخر يعبد بقرة فعليك أن تمدح تلك البقرة حتى تعد من الذين يقبلون الآخر ، وإن كانت عقيدتك تُكفّر الآخر فعليك أن تحرف فى نصوص عقيدتك حتى يرضى الآخر !
قبول الآخر عند الأسوياء هو معرفة ما يؤمن به الآخر والنظر فى دعواه لنا باعتناق عقيدته ، لا بتحريف عقيدتنا من أجل الآخر الذى لا يعترف بنا مطلقاً .
قبول الآخر أن يبحث كل طرف فى شئون عقيدة الآخر ليرى أهى تتماشى معه أم لا ، ليرى أهى السبيل لدخول الجنة أم لدخول النار .. فلم يكن قبول الآخر فى أى يوم من الأيام دعوة للتعريص والنفاق وأن يبتسم كل طرف فى وجه الآخر دون الوقوف على حقيقة الأمر وما يجرى ويحدث ..
من حق الآخر أن يبحث فى الإسلام كما يشاء ليعرف حقيقة تلك العقيدة التى تقول أنها العقيدة الصحيحة وما عداها فهو خطأ وكفر .. ومن حقى أن أبحث فى النصرانية كما أشاء لأعرف حقيقة تلك العقيدة التى يدعى أهلها أنها العقيدة الصحيحة وأن الكافر بها سيحرق فى بحيرة من النار والكبريت ولن يدخل الملكوت ..
ولنأخذ نموذج بسيط عند الآخر الذى يطلق عشرات الفضائيات التى تدعو أهل الإسلام لاعتناق النصرانية لأنها الدين الحق – من وجهة نظرهم – وفيها خلاص النفوس وسعادة البشرية والحب والحنان والأمن والأمان والدفء والسلام !
يعرف الآخر أن للكنيسة سبعة أسرار - the seven holy sacraments - يجهلها السواد الأعظم من المسلمين وهى :
1 – سر المعمودية
2- سر الميرون
3- سر القربان أو تناول جسد الرب ودمه ( التناول أو الإفخارستيا )
4- سر التوبة والاعتراف
5- سر مسحة المرضى
6- سر الزيجة أى الزواج
7- سر الكهنوت
وهذه الأسرار هى بوابة العبور للنصرانية ودخول الملكوت خاصة أسرار ( المعمودية والميرون والتناول والاعتراف ) .نقلاً عن موقع كنيسة الأنبا تكلا :
http://st-takla.org/FAQ-Questions-VS...acraments.html
ولكل سر من تلك الأسرار حكايته وروايته وطريقته ، ولكن ما يستوقف الإنسان الباحث عن الحق سر المعمودية وسر الميرون .
فما هى المعمودية وما هو الميرون ؟
أولاً : المعمودية :
المعمودية كلمة تعنى " الاغتسال " أو " التطهير " و المعمودية في الديانة المسيحية هي سر إلهي من أسرار الكنيسة ويتوجب على كل مسيحي أن يعتمد كختم لإيمانه. وتعتبر المعمودية أمراً هاماً لأنها تأتي ضمن المأمورية العظمى التي أعطاها المسيح لتلاميذه حين قال: "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن الروح القدس، وعلّموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به, وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر" (متى 28: 19 – 20). والمعمودية طقس الغسل بالماء للتطهير الديني, وكانت معروفة عند اليهود كما نفهم من الكتاب المقدس (خروج 29: 4 و 30: 20). ولما جاء يسوع تبنى هذا الطقس وجعله فريضة في الكنيسة المسيحية (متى 28: 19) إذ أنه جعل التعميد بالماء باسم الثالوث الأقدس علامة على التطهير من الخطية والنجاسة, وعلامة الانتساب رسمياً إلى كنيسة المسيح. أي أن المعمودية في العهد الجديد حلت محل الختان في العهد القديم وكلاهما علامة على العهد. ويصرح الله للمعتمد بواسطة هذه العلامة بغفران الخطايا ومنح الخلاص. أما المعتمد فيتعهد, هو أو المسؤولون أنه بالطاعة لكلمة الله والتكريس لخدمته (أعمال 2: 21 - رومية 6: 3). أي أن المعمودية تختم وتشهد على اتحاد المؤمنين بالله والبنوة وغفران الخطايا بموت المسيح وقيامته.
ما معنى كلمة (يعمد) ؟
كلمة (يعمد) تعني استعمال الماء بواسطة الاغتسال أو (الغسل) السكب ,الرش أو التغطيس. "قم واعتمد واغسل خطاياك داعيا باسم الرب" ( أعمال الرسل 22:16). "هو سيعمدكم بالروح القدس ونار" (متى 3: 11).
لماذا لا تعتبر المعمودية مجرد ماء فقط؟
إن المعمودية ليست مجرد ماء فقط :
أ - لأنه في المعمودية يستعمل الماء حسب أمر الله الخاص.
ب – لأن الماء يستعمل باسم الآب والابن والروح القدس, لهذا فانه يرتبط بكلمة الله.
من يجب أن يعتمد؟
يجب أن يعتمد جميع الأمم, أي كل البشر, الصغار والكبار على السواء.
ما هو التمييز الذي يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار في المعمودية؟
على البالغين الذين يتمكنون من الحصول على الإرشاد والتعليم أن يعتمدوا بعد دراستهم العقائد الأساسية للديانة المسيحية. فقبلوا كلامه بفرح واعتمدوا (أعمال الرسل 2: 41)
يجب أن يعمد الأطفال عندما يقدمون لقبول سر المعمودية بواسطة أولياء أمورهم. "وأنتم أيها الآباء لا تغيظوا أولادكم بل ربوهم بتأديب الرب وإنذاره".
بركات المعمودية:
ما هي فائدة المعمودية؟ إنها تعمل على غفران الخطايا , تنجي من الموت والشرير وتمنح الخلاص الأبدي لكل الذين يؤمنون بذلك, كما هو معلن في كلام الله ما هو كلام الله ووعوده المشار إليها. يقول المسيح في الإصحاح الأخير من إنجيل مرقس: "من آمن واعتمد خلص, ومن لم يؤمن يدن".
لمن تمنح المعمودية كل هذه البركات؟
- تمنح هذه البركات لكل من يؤمن, كما هو معلن في كلام الله ووعوده "كل من آمن واعتمد خلص, ومن لم يؤمن يدن"
هل يمكن أن يخلص أحد بدون المعمودية؟
إن عدم الإيمان فقط يقود إلى الدينونة فمع أن الإيمان الذي يخلص لا يمكن أن يكون موجوداً في قلب شخص لم يتمكن من الحصول على المعمودية لسبب ما
بواسطة من تقوم الكنيسة بخدمة المعمودية؟
تقوم الكنيسة بخدمة المعمودية بواسطة خدام المسيح المدعوين. ولكن في الحالات الطارئة, وفي غياب راعي الكنيسة, يحق لأي مسيحي أن يعمد. "هكذا فليحسبنا الإنسان كخدام المسيح ووكلاء سرائر الله" (1 كورنثوس 4: 1). نقلاً عن موقع " آرابيك بايبل "
http://www.arabicbible.com/arabic/a_faq/a_faq_rites_q2.htm
لكن ما هى كيفية التعميد ومن يقوم بها ؟؟
الكاهن هو من يقوم بالتعميد وهذا هو ما يفعله أثناء التعميد
1- صلاة البدء : تركز على أننا نقوم بخدمة العماد التي تسلّمها الرسل ونحن بدورنا نتسلّمها، والنفس الحاضرة هنا تتأهل لقبول المعموديّة.
2- مزمور 50 : إرحمني يا الله، يذكرنا اننا بالخطيئة ولدنا وهي امامنا كلّ حين. لكن رحمة الله اكبر من خطيئتنا هي التي ترفعنا.
3- صلاة الحساي :يعني صلاة الغفران وهي مؤلفة من مقدمة (فروميون) وصلب الموضوع (سِدُرا). ويرتكز فيها الموضوع على الأفكار التالية:
- يسوع يعطينا المثل في التنقية، إن في معموديته على الأردن وإن في مجمل حياته على الأرض.
- تعداد أعمال يسوع : مولود بدون زواج – يجدد صورة آدم بعد السقطة- المعموديّة على الأردن وكل ما رافقها من علامات الظهور الإلهي.
- الطلب إلى يسوع : أن يبارك الشخص ويقدسه وهو يتقدم إلى المعمودية ان يؤهلنا بفعل تجددنا بالمعمودية لأن نرفع المجد للثالوث.
4- لحن ترتيلة من وحي المناسبة.
5- صلاة العطر :وهي صلاة البخور التي نرفعها مع البخور المتصاعد دخانه وعطره من المبخرة، نقدمها للربّ ونسأله أن يقدسنا بكليتنا: قلوبنا – عقولنا وافكارنا – آذاننا، لتكون كلها مؤهلة لسكناه وذلك بحلول الروح القدس.
6- مزمور القراءات: فيه آيات من المزامير تحكي عن خضوع المياه للربّ.
7- القراءات : تيطس 3/ 4-7 ويوحنا 3/ 1-9. فيها تشديد على الولادة الثانية من الماء والروح.
8- العظة: تتضمّن شروحات وتعاليم حول مفاهيم المعموديّة ومفاعيلها وحضّ الحاضرين على تذكّرها بالإضافة إلى مرافقة النفس في مسيرتها الجديدة. ثم صلوات الموعوظين، وهي صلوات تتلى على المتقدّم للمعموديّة وإعلان الإيمان بإسمه. تدخل هذه المجموعة في إطار تحضير الأشخاص واثبات اهليتهم لنيل السرّ.ثم نافور تكريس مياه المعموديّة، وهي مجموعة صلوات وتبريكات حتى يتم تكريس المياه للمعموديّة. من الممكن أن يقوم الكاهن بهذه التبريكات قبل المعموديّة، أو اثناء الحفلة ثم صلوات العماد، وهو القسم الأخير الذي يأتي بعد كل التحضيرات، فيه تتم عمليّة المعموديّة . نقلاً عن موقع " عيلة مار شربل " :
http://www.ayletmarcharbel.org/taalimfirstwed2.htm
هذا هو ما يحدث أثناء التعميد وهو السر المقدس رقم واحد فى الكنيسة ، وقد يتساءل سائل أعياه البحث عن الحقيقة ، أخبرنا بالله عليك : هل يتم خلع الملابس أثناء التعميد أو هل يقف الإنسان عارياً ( رجلاً كان أو امرأة ) بين يدى الكاهن ؟؟
وأقول : نعم تقف المرأة عارية بين يدى الكاهن وكذلك الرجل . يقول الدكتور " جورج عوض " الباحث النصرانى الكبير فى موقع المركز الأرثوذكسى للدراسات الآبائية :
(( خلع ملابس المعمد
أثناء جحد الشيطان تخلع الملابس الخارجية ويقف المعمد حافيًا، أما عند الدخول في المعمودية تخلع كل الملابس ويصير المعمد عاريا إذ يقول القديس كيرلس الأورشليمي: " في التو عندما تدخل المعمودية انزع عنك أغطيتك" وعند القديس كيرلس الأورشليمي: " نزع الملابس القديمة كصورة لنزع الإنسان العتيق وكل أعماله"
أيضًا القديس غريغوريوس النيصي يقول: "انزع الإنسان العتيق، اللباس القذر، خذ لباس عدم الفساد الذي يقدمه المسيح لك" ، يصلي الكاهن القبطي على المعمد قائلاً: "عرّهم من عتيقهم. وجدد حياتهم. املأهم من قوة روحك القدوس.. لكي لا يكونوا بعد أبناء الجسد بل أبناء الحق.."
هذا الإنسان العتيق الذي هو عبد للخطية والموت قد عراه المسيح من فوق الصليب. المعمودية هي التشبه بموت المسيح وقيامته. ونزع الملابس عند القديس كيرلس الأورشليمي شبيه بعري المسيح فوق الصليب "أنتم عرايا، بدون ملابس، متشبهين هكذا بالمسيح فوق الصليب، عاريًا من ملابسه، وبعريه عرى(جرد) الرؤساء والسلاطين وانتصر ظافراً فوق الصليب(1كو2:5)..." .
إذن بالعري العمادي نشترك في عري المسيح، لذا ننزع الإنسان العتيق ونجرد قوات الشر من سلطانها التي تمارسه علينا، منتصرين ظافرين على الموت. أيضًا العري العمادي في نظر القديس كيرلس الأورشليمي هو عودة إلى البراءة الأولى: "أنتم عرايا أمام بصر الكل دون أن يعتريكم أي خجل. وهذا بسبب أنكم ترتدون فوقكم صورة آدم الأول، الذي كان عاريًا في الفردوس دون أن يشعر بخجل أو حياء" .
نفس الشئ يقوله الأب ثيودور: "عاريًا كان آدم في البداية، ولم يخجل أبدًا من نفسه لذلك يجب أن تتجرد من ملابسك التي كانت البرهان المقنع لقرار الإدانة الذي حقَّر الإنسان، وجعله في احتياج إلى الألبسة (المصنوعة من ورق التين)" .
إذن خلع الملابس هنا يشير إلى اختفاء الخجل، خجل الإنسان أمام الله، والحصول مرة أخرى على الثقة البنوية، والجرأة في إبداء الرأي، وهذا ما يميز الحالة الفردوسية التي كانت لآدم قبل السقوط.
يصف القديس غريغوريوس النيصي بكلمات رائعة رجوع الحرية لأولاد الله والتي تحققت في المعمودية "أنت أخرجتنا من الفردوس وأنت دعوتنا مرة ثانية إلى هناك. أنت عريتنا من ورق التين، هذا اللباس القذر، وأنت ألبستنا لباس كريم... آدم، عندما تدعوه، سوف لا يشعر بالخجل ولن يختفي وسط أشجار الفردوس من الضمير المحبط والمثقل بالذنب. لقد وجد مرة أخرى الجرأة، ظهرت في نور النهار" . )) نقلاً عن موقع " المركز الأرثوذكسى للدراسات الآبائية " :
http://patristiccenter.org/ShowArticle.asp?Category=ab7ath_litorgeya&Article=S011
ثانياً : زيت الميرون :
ما معنى كلمة الميرون ؟
كلمة ميرون تأتى من كلمة ميرون باليونانى معناها زيت ويُستخدم زيت الزيتون فى زيوت الكنيسة زيت الميرون أصلاً معمول من زيت الزيتون بجانب مواد تضاف له وطبخ وعمل وتقديس الميرون يعمل من زيت الزيتون .
يُستخدم زيت الميرون فى الكنيسة لطرد الشيطان وحتى تحل الروح القدس فى جسم الإنسان ولذلك فالإنسان الذى يُمسح جسده بهذا الزيت لا يقدر الشيطان أن يقربه وبالتالى فالشخص الممسوح بزيت الميرون يُعتبر معصوماً من الخطأ ، وإن أخطأ فعليه أن يذهب للكاهن ليمسحه مرة أخرى بالميرون ، ليمنع الشيطان أن يدخل إليه عبر طريق هذه الفتحات ، وبالقطع لا يوجد إنسان لا يُخطئ حتى ولو تم مسحه بجميع أنواع الزيوت الموجودة على سطح الأرض ، لذلك فالمسح بالزيت يكاد يكون عملية شبه دائمة !!
من الذى يُمسح بزيت الميرون ؟
(( يؤكد القديس أن الدعوة لاقتبال هذا السر هي لجميع المكتتبين في مدينة المسيح، للأغنياء والفقراء، للرجال والنساء، للأحداث والشيوخ، للغارقين في المعاصي والخطايا )) .نقلاً عن موقع الأب " باسيليوس محفوض " :
http://frbassilmahfoud.orthodoxonline.org/?p=52
سر الميرون مثل سابقه " المعمودية " يشترك الاثنان فى تجريد النصرانى أو النصرانية من كامل ملابسه أو كما يقول المثل المصرى الشهير " ما أسخم من ستى إلا سيدى " !! أى إن الاثنين أسفل من بعضهما :
(( بعد أن يسمع الكاهن إلى تعهد المتقدم، وبعد اتحاد المسيح بكلامه، وإذ يقترب الليل يخلع الكاهن ثياب المتقدم. ثم يقوم بمسح المتقدم بالزيت المقدس فوق الجبهة وفي أماكن أخرى من الجسد )) نقلاً عن موقع الأب " باسيليوس محفوض " :
http://frbassilmahfoud.orthodoxonline.org/?p=52
الدنيا ليل والنجوم طالعة تنوّرها !! والكاهن يُعرّى النصرانيات – مثلما يُعرّى الذكور لكننا نركز على النساء لأن الأمر جد خطير وفاضح ولا يقبله غير كائن حى فاقد للإحساس - ويمسحهن بالزيت المقدس ، فكيف يمسحهن وأى الأماكن يمسحها بعد أن تتعرى النصرانية أمامه ؟
يمسح الإنسان 36 مسحة أو 36 رشمة ، ويُعرّف " المعجم الوسيط " الرشم بأنه : (( رَشَمَهُ - رشماً : رسمه وكتبهُ . ويُقال : رَشَمَ إليه ، وعليه : كَتَبَ ... رَشِمَ - رشماً صار به وشم وخطوط فهو أرشم ، وهى رشماء . ( ج ) رُشمٌ )) ( المعجم الوسيط ج 1 ص 347 ) . والرشم فى المفهوم الكنسى هو المسح بالزيت على جسد الإنسان والمواقع التى تُرشم هى :
(( تشمل كل منافذ الجسم بدءاً من النافوخ والمنخرين والفم والأذنين والعينين والكاهن يرشم هؤلاء فى الأول على شكل صليب ثم يرشم عند القلب والصرة وأمام القلب من الضهر حتى آخر العمود الفقرى وهو صلب الإنسان فوق فتحة الشرج والزراعين (الكتف وتحت الإبط ) والرجلين يأخذ مفصل الحوض والورك والركبة من فوق ومن تحت ومفصل المشط من الناحيتين ))
نقلاً عن موقع الكلية الإكليريكية :
http://www.pscopts.org/modules/tinyc...ndex.php?id=10
ولنتخيل سوياً هذا السر العظيم الذى بدونه لن يدخل النصارى الملكوت ..
الساعة تدق الواحدة بعد منتصف الليل الكنيسة فارغة تماماً إلا من الكاهن وامرأة نصرانية تُريد أن تحصل على بركة زيت الميرون المقدس ولتُكمل إيمانها .. يأخذها الكاهن من يدها ويدخل بها حجرته المقدسة .. يُجرّدها من ملابسها حتى " السوتيان " والـ " underwear " ثم تنام أمامه ويُحضر الكاهن زجاجة الزيت ويبدأ عملية الرشم التى تُشبه " المساج " فيبدأ من اليافوخ والأنف والفم والأذنين والعينين ثم يهبط إلى ثديها الأيسر فيرفعه بيده حتى يستطيع الرشم عند القلب – لن نسيئ الظن ونتخيل أن يد الكاهن لامست حلمة ثديها – ثم يهبط الكاهن إلى بطنها ومن ثم صرتها ، ثم يأمر الكاهن المرأة أن تنقلب على وجهها وتنام على بطنها ويبدأ يُدلك لها كتفيها وزراعيها ثم يهبط إلى فتحة الشرج فيُدلكها ، وبعد فتحة الشرج يُدلك رجليها ثم مفصل الحوض والورك أى بجوار وحول مهبلها ثم الركبة من فوق ومن تحت !!!
بالله عليكم يا من تمتلكون مثقال ذرة من عقل ، ماهى النتيجة الحتمية لما يفعله الكاهن مع امرأة فى وقت متأخر من الليل يقوم بدعكها واللعب فى فتحة شرجها ومهبلها وثديها ؟؟
أترك الإجابة لكل نصرانى يحترم عقله ويمتك مثقال ذرة من غيرة وشرف.
الأجنة ومهابل النساء عرضة لعبث التعميد :
حتى الأجنة لم تسلم من قمامصة وقساوسة النصارى ، فهناك تيار عريض داخل الكنائس حول العالم يتبنى بدعة تعميد الأجنة فى بطون أمهاتها ..
لكن كيف يتم تعميد الأجنة يا تُرى !؟
الجواب عن طريق قيام الكاهن بوضع يده داخل مهبل المرأة النصرانية ومعها قطنة ثم يخرج يده مرة أخرى ويملأ مهبل النصرانية بماء المعمودية !!
التعميد فى الرحم :
تحقيق خطير كتبه " دان زيمبروسكى " فى صحيفة " themq " التى تصدر فى " سان دييجو " بكالفورنيا بالولايات المتحدة
http://www.themq.com/index.php?artic...=366&issue=124
والتحقيق يتحدث عما ابتدعه قمامصة وقساوسة وكرادلة وكهان النصارى من " التعميد داخل الرحم " عبر وضع اليد داخل المهبل ووضع آلات ملوثة وقطن ثم سكب ماء وزيت داخل الرحم . وعرض التحقيق لرأى " البابا بنديكت السادس عشر " الذى يرفض منع تعميد الأجنة وفق ما يُنادى به الأطباء ، لأن ذلك يتعارض مع شريعة الله !! أى أن قمامصة وقساوسة وكرادلة وكُهّان النصارى تحوّلوا إلى أطباء ، ويجب على كل واحد منهم أن يُعلق يافطة كبيرة على كنيسته يكتب عليها " القُمّص فلان الفلانى أخصائى الرشم والتوليد " !!
فأى رجل شريف يسمح لشخص غريب أن يضع يده داخل مهبل زوجته أو ابنته أو شقيقته بحجة تعميد الجنين ؟؟
أى رجل شريف يسمح لشخص غريب أن يدعك زوجته أو ابنته أو شقيقته بالزيت ويداعب فتحة شرجها ومهبلها وثديها وظهرها وصرتها ؟؟
وإن كان الخنزير هو الكائن الحى الذى عُرف عنه فقدان الغيرة والشرف ، فإننا نعذره لأنه بلا عقل أما الذين منحهم الله العقل وضيعوه من أجل كلام يعتقدون أنه وحى من الله – عياذاً بالله – فما هو عذرهم ؟؟
كيف تنام امرأة أمام كاهن ليعبث بجسدها وبفتحة شرجها وثديها ومهبلها ؟؟
كيف ينام طفل امام كاهن ليسمح له أن يتحسس فتحة شرجه ؟
كيف ينام ذكر كبير أمام كاهن ليجعله يلامسه بالزيت فى صدره وفتحة شرجه ؟
هذا هو ما يُنادى به الآخر فهل نقول له : آمين ، حتى نعد من الذين يقبلون الآخر ؟
مالكم كيف تحكمون ؟
إن الآخر الذى يُنادى بمثل هذه الأمور التى تطبق فى عالم الحيوان ، ليس له سلطان علينا فى أن يجعلنا نؤمن بمعتقداته ، كذلك ليس للمحسوبين على الإسلام والعلمانيين واليساريين أن يُرغمونا على قبول آخر يدعو للتعميد وزيت والميرون وتعميد الأجنة فى الأرحام والعبث بمؤخرات ومهابل وأثداء النساء ..
إننا لن نتخلى عن قرآننا الكريم الذى يُكفر هذا الآخر ، مهما كانت الأسباب .. وعلى الذين يدعوننا لقبول الآخر ، أن يقبلوا هم ما يفعله الآخر بعيداً عنا .أن يقبلوا دعوات الآخر لنا بقبول يسوع المخلص بعيداً عنا ، أن يقبلوا دخول الملكوت بعيداً عنا .. بعيداً عنا .
ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين
((((((((البقاء لله))))+++نتقدم بالعزاء للاخوة النصاري في رجل الدين المسيحي الذي استشهد اثناء عملية الجماع المقدسة التي لم يسلم منها الحيوانات العجماء من فعل ابناء الرب يسوع الذين تعمدوا واصبحوا يشفون المرضي ويطردون الشياطين ويدبرون مسارات النجوم والكواكب بدلا من الآب العجوز الذي كان يلعب مع الحوت ولكن الآن يلعب الالعاب الالكترونية التي اصبح مدمنا لها ومشغولا عن أم النور التي تنزل الي الارض للعروض الليزرية فوق اسطح الكنائس لزيادة الدخل للكنائس؟؟؟الاخوة النصاري ""لا أراكم الله مكروها في فتحات أستكم (أدباركم"؟؟؟حوار النفس والعقل
مناظرة بين العقل والروح بين حقيقة الكتاب المقدس
هو حديث بين العقل والقلب ، يُمثِّل العقل فيها المنطق والواقع دون زيف أو مجاملة ، مُستَخرَجة من الكتاب المقدس ، ومُؤيَّدة بأدلة نقلية أيضاً من الكتاب المقدس ، أو باستشهاد علماء الكتاب المقدس أنفسهم ، وقد يقسوا فيها العقل أحيانا بكلمات ، لكن بنفس الغرض الأبوى التربوى ، الذى يقسوا فيها الأب على ابنه ، قاصداً مصلحته ونجاحه فى الدنيا وفلاحه فى الآخرة.
ويُمثِّل القلب فيها ما يعيشه النصرانى من أوهام وخرافات ، ما أنزل الله بها من سلطان ، مُبرَّرة أحياناً بنصوص من الكتاب المقدس ، أو بأقوال من علماء الكتاب المقدس.
وقد دفعنى لكتابة هذا المقال ، إحساسى بما يمر به النصرانى من صراع داخلى حول حقيقة الكتاب المقدس ، وحول محتوياته وصدقها ، الأمر الذى لا يمر إلا بهذا الشد والجذب بين العقل والنفس.
تقول نفسه: إن المسيح يحبنى ومات من أجلى.
ويقول له العقل: هل مات فعلاً أم هذه من الخرافات؟ يبدو أنك خُدِعت ، وهل يحبك فعلاً ، أم أنت واهم؟
يسوع يحب من اتبعه وأطاع الله: (21«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 22كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ 23فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!) متى 7: 21-23
لماذا أعدَّهم من فاعلى الإثم ، مع أنهم فعلوا الخيرات؟ لأنهم فعلوها باسمه ، ولم يفعلوا إرادة الله. وهل تختلف إرادة الله فى الخير عن إرادة الأنبياء؟ لا. ولكنهم اتخذوه إلهاً. وهذه ليست إرادة الله ، أن يُعبَد غيره.
وقد أقرَّ أنه رسول الله ، وطالبكم بالإيمان بالله رباً وبه نبياً ورسولا: (24«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.) يوحنا 5: 24
وأخبركم أن الخلود فى الجنة يتوقف على إيمان حقيقى بالله وحده ، ولتباع رسالة نبيه يسوع: (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ:أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.) يوحنا 17: 3
وأعلمكم أن الله يغفر الذنوب جميعاً إلا أن يُشرك به: (28اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ جَمِيعَ الْخَطَايَا تُغْفَرُ لِبَنِي الْبَشَرِ وَالتَّجَادِيفَ الَّتِي يُجَدِّفُونَهَا. 29وَلَكِنْ مَنْ جَدَّفَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَيْسَ لَهُ مَغْفِرَةٌ إِلَى الأَبَدِ بَلْ هُوَ مُسْتَوْجِبٌ دَيْنُونَةً أَبَدِيَّةً».) مرقس 3: 28-29
كما رفض هو نفسه تسميته إلا بالمعلم ، ورفض أن يعتبروه أكثر من إنسان معرض للهلاك ، ونسب الصلاح كله لله ، الذى لم يره أحد: (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».) يوحنا 3: 1-2 ،
ونسبَ الصلاح لله وحده ، وما عداه فهم خلق الله وعبيده: (16وَإِذَا وَاحِدٌ تَقَدَّمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟» 17فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ. وَلَكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا».) متى 19: 16-17 ،
لذلك: (16اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.) يوحنا 14: 16،
(سَمِعْتُمْ أَنِّي قُلْتُ لَكُمْ أَنَا أَذْهَبُ ثُمَّ آتِي إِلَيْكُمْ. لَوْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لَكُنْتُمْ تَفْرَحُونَ لأَنِّي قُلْتُ
أَمْضِي إِلَى الآبِ لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.) يوحنا 14: 28 لكن أن تدعوه إلهاً فهذا قمة الزيغ عن الحق! فكيف يكون إلهاً ، والله لم يره أحد قط كما قال؟
(18اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ.) يوحنا 1: 18
(24اَللَّهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا»)يوحنا3: 24
(فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ) لوقا 24: 39 وعيسى عليه السلام كان له جسد وعظام لأنه مولود من جسد: (6اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ.) يوحنا 3: 6
و(كُلُّ رُوحٍ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَهُوَ مِنَ اللهِ، 3وَكُلُّ رُوحٍ لاَ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ.)رسالة يوحنا الأولى 4: 2-3
أما الله فهو إله كل ذى جسد ، وهو نفسه ليس له جسد: (27[هَئَنَذَا الرَّبُّ إِلَهُ كُلِّ ذِي جَسَدٍ.) إرمياء 32: 17، فهو رسول الله إليكم فآمنوا بالله وأطيعوه وصدِّقوا رسوله
وإذا ما سألت: ما هى الحياة الأبدية هذه؟وكيف أصل إليها؟
اسمع إلى قول عيسى عليه السلام بنفسه: (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ) يوحنا17: 3-4
وعل ذلك فإن يسوع لا يحبك ، وأنت لا تتبعه. أنت تتبع بولس ، فأنت بولسىّ ، ولست من أتباع يسوع، وبالتالى فليس لك فى الآخرة من نصيب. أنت فى النار! هل تسمعنى؟
أما فى موضوع موته أو صلبه ، فإننى لن أُصدِمُكَ بالتناقضات الموجودة فى القصة الواحدة بين الأناجيل المختلفة ، لكن أقول لك: أنت تعتقد أن المسلمون هم فقط مَن يقولون ذلك ، وهذا غير سليم.
فقد كان من المعاصرين لعيسى عليه السلام والأجيال التى عاشت بالقرب من زمانه مَن يرفض فكرة تأليه عيسى عليه السلام ، ومنهم من رفض أنه صُلِبَ ، ومنهم من رفض مسائل الصلب والفداء. منهم:
الماينسية الكاربوكراتية الساطرينوسية
الماركيونية البارديسيانية النايتانيسية
البارسكاليونية البوليسية
وهؤلاء مع كثيرين غيرهم لم يُسلِّموا أن عيسى عليه السلام قد سُمِّرَ فعلاً ، ومات على الصليب ، حتى إنهم استخفوا بالصلب والصليب (32وَلَمَّا سَمِعُوا بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ كَانَ الْبَعْضُ يَسْتَهْزِئُونَ وَالْبَعْضُ يَقُولُونَ: «سَنَسْمَعُ مِنْكَ عَنْ هَذَا أَيْضاً!».) أعمال الرسل 17: 12
(وهذا مقرر فى تاريخ “موسيهيم” الشهير الذى يدرس فى مدارس اللاهوت الإنجيلية)
فقد اعتقدت هذه الطوائف بألوهية عيسى عليه السلام، وجزمت بأنه لا يجوز أن يُمتَهَن، واستنتجت من هذا أنه لم يُصلَب قطعاَ ، وأن ألفاظ التوجع والتضجُّر التى نسبتها إليه كتب النصارى المتأخرين لم يتفوه بها ولا تصح نسبتها إليه.
ومنهم السيرنتيون فإنهم قرروا أن أحد الحواريين صُلِبَ بدل عيسى، وقد عثر على فصل من كتاب الحواريين وإذا كلامه نفس كلام الباسيليدين. وقد صرَّحَ إنجيل القديس برنابا أن الذى صُلِبَ بدل عيسى هو يهوذا.”
وكذلك فإن المسيو “ارنست دى بوش” الألمانى قد قال فى كتابه (الإسلام أى النصرانية الحقَّة) ص 142 ما معناه: “إن جميع ما يختص بمسائل الصلب والفداء هو من مبتكرات ومخترعات بولس ومَن شابهه من الذين لم يروا المسيح ، وليست من أصول النصرانية الحقة.
بالإضافة إلى ذلك فإن أغلب الشعوب الشرقية – قبل الإسلام – رفضت قبول مسألة الصلب والقتل ، حتى قال باسيليوس الباسيليدى: “إن نفس حادثة القيامة بعد الصلب لتُعَد من ضمن البراهين الدالة على عدم حصول الصلب على ذات المسيح.”
قال المسيو “أردوار سيوس” الشهير أحد أعضاء الأنسيتودى الفرنسى فى باريس وهو مشهور بمعارضته للمسلمين – فى كتابه ص 49): “إن القرآن ينفى قتل عيسى وصلبه ، ويقول بأنه ألقى شبهه على غيره ، فغلط اليهود فيه ، وظنوا أنهم قتلوه ، وما قاله القرآن موجود عند طوائف نصرانية منهم: الباسيليدون. فقد كانوا يعتقدون بغاية السخافة أن عيسى وهو ذاهب لمحل الصلب أُلقى شبهه على (سيمون السيرناى [القيروانى]) تماماً، وألقى شبه سيمون عليه، ثم أخفى نفسه ليضحك على مضطهديه – اليهود – الغالطين.
وهذا محتمل بصورة كبيرة ، على الأخص أن الأناجيل الثلاثة المتوافقة اتفقت على أن الذى حمل صليب عيسى وهو متجه ليُصلب هو سمعان القيروانى (مرقس 15: 21 ؛ لوقا 23: 26 ؛ ومتى 27: 32) ؛ وقد أكد يوحنا أن الذى حمل الصليب هو عيسى نفسه (يوحنا 19: 17) فلا يُستَبعَد أن يكون حامل الصليب هو سمعان القيروانى ثم أُلقِىَ شبه عيسى عليه وأكمل المسيرة ليُصلَب نيابة عن نبيه، خاصة وأن وقت تنفيذ الحكم كان فى وقت الغلس ، وإسدال ثوب الظلام، فيُستنتج من ذلك إمكان إبدال المسيح عليه السلام بحامل الصليب أو بأحد المجرمين الذين كانوا فى سجون القدس منتظرين حكم القتل عليهم. وهذا ما قال به “ملمن” فى الجزء الأول من كتابه المسمى (تاريخ الديانة النصرانية).
كما كان عيسى عليه السلام يُجيد تغيير شكله وصورته وصوته: (يوحنا 18: 3-8) ؛
(1بَعْدَ هَذَا أَظْهَرَ أَيْضاً يَسُوعُ نَفْسَهُ لِلتّلاَمِيذِ عَلَى بَحْرِ طَبَرِيَّةَ. ظَهَرَ هَكَذَا: 2كَانَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَتُومَا الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ وَنَثَنَائِيلُ الَّذِي مِنْ قَانَا الْجَلِيلِ وَابْنَا زَبْدِي وَاثْنَانِ آخَرَانِ مِنْ تلاَمِيذِهِ مَعَ بَعْضِهِمْ. 3قَالَ لَهُمْ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «أَنَا أَذْهَبُ لأَتَصَيَّدَ». قَالُوا لَهُ: «نَذْهَبُ نَحْنُ أَيْضاً مَعَكَ». فَخَرَجُوا وَدَخَلُوا السَّفِينَةَ لِلْوَقْتِ. وَفِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ لَمْ يُمْسِكُوا شَيْئاً. 4وَلَمَّا كَانَ الصُّبْحُ وَقَفَ يَسُوعُ عَلَى الشَّاطِئِ. وَلَكِنَّ التّلاَمِيذَ لَمْ يَكُونُوا يَعْلَمُونَ أَنَّهُ يَسُوعُ. 5فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «يَا غِلْمَانُ أَلَعَلَّ عِنْدَكُمْ إِدَاماً؟». أَجَابُوهُ: «لاَ!» 6فَقَالَ لَهُمْ: «أَلْقُوا الشَّبَكَةَ إِلَى جَانِبِ السَّفِينَةِ الأَيْمَنِ فَتَجِدُوا». فَأَلْقَوْا وَلَمْ يَعُودُوا يَقْدِرُونَ أَنْ يَجْذِبُوهَا مِنْ كَثْرَةِ السَّمَكِ. 7فَقَالَ ذَلِكَ التِّلْمِيذُ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ لِبُطْرُسَ: «هُوَ الرَّبُّ». فَلَمَّا سَمِعَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ أَنَّهُ الرَّبُّ اتَّزَرَ بِثَوْبِهِ لأَنَّهُ كَانَ عُرْيَاناً وَأَلْقَى نَفْسَهُ فِي الْبَحْرِ. ) يوحنا 21: 1-7
كذلك أُمسِكَت أعين التلاميذ عن معرفته: (13وَإِذَا اثْنَانِ مِنْهُمْ كَانَا مُنْطَلِقَيْنِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ إِلَى قَرْيَةٍ بَعِيدَةٍ عَنْ أُورُشَلِيمَ سِتِّينَ غَلْوَةً اسْمُهَا «عِمْوَاسُ». 14وَكَانَا يَتَكَلَّمَانِ بَعْضُهُمَا مَعَ بَعْضٍ عَنْ جَمِيعِ هَذِهِ الْحَوَادِثِ. 15وَفِيمَا هُمَا يَتَكَلَّمَانِ وَيَتَحَاوَرَانِ اقْتَرَبَ إِلَيْهِمَا يَسُوعُ نَفْسُهُ وَكَانَ يَمْشِي مَعَهُمَا. 16وَلَكِنْ أُمْسِكَتْ أَعْيُنُهُمَا عَنْ مَعْرِفَتِهِ. 17فَقَالَ لَهُمَا: «مَا هَذَا الْكَلاَمُ الَّذِي تَتَطَارَحَانِ بِهِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَانِ عَابِسَيْنِ؟» 18فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا الَّذِي اسْمُهُ كَِلْيُوبَاسُ: «هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ الأُمُورَ الَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ؟» 19فَقَالَ لَهُمَا: «وَمَا هِيَ؟» فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ الَّذِي كَانَ إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ)لوقا 24: 13-19
وكذلك خرج من وسط جموع الناس التى تعرفه وأمسكته لتقذف به من أعلى الجبل: (28فَامْتَلَأَ غَضَباً جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْمَجْمَعِ حِينَ سَمِعُوا هَذَا 29فَقَامُوا وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ وَجَاءُوا بِهِ إِلَى حَافَّةَِ الْجَبَلِ الَّذِي كَانَتْ مَدِينَتُهُمْ مَبْنِيَّةً عَلَيْهِ حَتَّى يَطْرَحُوهُ إِلَى أَسْفَلُ. 30أَمَّا هُوَ فَجَازَ فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى.) لوقا 4: 28-30
ولم يعرفه جموع اليهود الذين توجهوا للقبض عليه ، ولا يهوذا نفسه: (3فَأَخَذَ يَهُوذَا الْجُنْدَ وَخُدَّاماً مِنْ عِنْدِ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ وَجَاءَ إِلَى هُنَاكَ بِمَشَاعِلَ وَمَصَابِيحَ وَسِلاَحٍ. 4فَخَرَجَ يَسُوعُ وَهُوَ عَالِمٌ بِكُلِّ مَا يَأْتِي عَلَيْهِ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ تَطْلُبُونَ؟» 5أَجَابُوهُ: «يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ». قَالَ لَهُمْ: «أَنَا هُوَ». وَكَانَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ أَيْضاً وَاقِفاً مَعَهُمْ. 6فَلَمَّا قَالَ لَهُمْ: «إِنِّي أَنَا هُوَ» رَجَعُوا إِلَى الْوَرَاءِ وَسَقَطُوا عَلَى الأَرْضِ. 7فَسَأَلَهُمْ أَيْضاً: «مَنْ تَطْلُبُونَ؟» فَقَالُوا: «يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ». 8أَجَابَ: «قَدْ قُلْتُ لَكُمْ إِنِّي أَنَا هُوَ.) يوحنا 18: 3-7
وكذلك لم تعرفه مريم المجدلية وظنته البستانى: (11أَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ وَاقِفَةً عِنْدَ الْقَبْرِ خَارِجاً تَبْكِي. وَفِيمَا هِيَ تَبْكِي انْحَنَتْ إِلَى الْقَبْرِ 12فَنَظَرَتْ ملاَكَيْنِ بِثِيَابٍ بِيضٍ جَالِسَيْنِ وَاحِداً عِنْدَ الرَّأْسِ وَالآخَرَ عِنْدَ الرِّجْلَيْنِ حَيْثُ كَانَ جَسَدُ يَسُوعَ مَوْضُوعاً. 13فَقَالاَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ لِمَاذَا تَبْكِينَ؟» قَالَتْ لَهُمَا: «إِنَّهُمْ أَخَذُوا سَيِّدِي وَلَسْتُ أَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ». 14وَلَمَّا قَالَتْ هَذَا الْتَفَتَتْ إِلَى الْوَرَاءِ فَنَظَرَتْ يَسُوعَ وَاقِفاً وَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّهُ يَسُوعُ. 15قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا امْرَأَةُ لِمَاذَا تَبْكِينَ؟ مَنْ تَطْلُبِينَ؟» فَظَنَّتْ تِلْكَ أَنَّهُ الْبُسْتَانِيُّ فَقَالَتْ لَهُ: «يَا سَيِّدُ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ قَدْ حَمَلْتَهُ فَقُلْ لِي أَيْنَ وَضَعْتَهُ وَأَنَا آخُذُهُ». 16قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا مَرْيَمُ!» فَالْتَفَتَتْ تِلْكَ وَقَالَتْ لَهُ: «رَبُّونِي» الَّذِي تَفْسِيرُهُ يَا مُعَلِّمُ. 17قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ».) يوحنا 20: 11-17
فإن كانت عنده المقدرة على إخفاء نفسه على تلاميذه المقربين إليه ، فلماذا لم يستغل هذه الموهبة للهروب من اليهود؟ ألم تكن هذه أمنيته؟ ألم يصلى لله أن يُذهب عنه هذه الكأس؟ (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.) لوقا 22: 41-43
ألم يطلب من تلاميذه أن يبيعون ملابسهم لشراء سيوف للدفاع عنه؟ (35ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «حِينَ أَرْسَلْتُكُمْ بِلاَ كِيسٍ وَلاَ مِزْوَدٍ وَلاَ أَحْذِيَةٍ هَلْ أَعْوَزَكُمْ شَيْءٌ؟» فَقَالُوا: «لاَ». 36فَقَالَ لَهُمْ: «لَكِنِ الآنَ مَنْ لَهُ كِيسٌ فَلْيَأْخُذْهُ وَمِزْوَدٌ كَذَلِكَ. وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفاً.) لوقا 22: 35-36
ألم يقل (32هُوَذَا تَأْتِي سَاعَةٌ وَقَدْ أَتَتِ الآنَ تَتَفَرَّقُونَ فِيهَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى خَاصَّتِهِ وَتَتْرُكُونَنِي وَحْدِي. وَأَنَا لَسْتُ وَحْدِي لأَنَّ الآبَ مَعِي. 33قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سلاَمٌ. فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ وَلَكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ».) يوحنا 16: 32-33؟ فكيف يكون غلب العالم لو كان سفلة اليهود قد أهانوه ومسمروه ثم صلبوه؟
ألم يؤكد عيسى عليه السلام أنه لن يُقبض عليه ولن يُسلَّم لليهود؟ (33فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا مَعَكُمْ زَمَاناً يَسِيراً بَعْدُ ثُمَّ أَمْضِي إِلَى الَّذِي أَرْسَلَنِي. 34سَتَطْلُبُونَنِي وَلاَ تَجِدُونَنِي وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا». 35فَقَالَ الْيَهُودُ فِيمَا بَيْنَهُمْ: «إِلَى أَيْنَ هَذَا مُزْمِعٌ أَنْ يَذْهَبَ حَتَّى لاَ نَجِدَهُ نَحْنُ؟ أَلَعَلَّهُ مُزْمِعٌ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى شَتَاتِ الْيُونَانِيِّينَ وَيُعَلِّمَ الْيُونَانِيِّينَ؟ 36مَا هَذَا الْقَوْلُ الَّذِي قَالَ: سَتَطْلُبُونَنِي وَلاَ تَجِدُونَنِي وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا؟».) يوحنا 7: 33-36
(21قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً: «أَنَا أَمْضِي وَسَتَطْلُبُونَنِي وَتَمُوتُونَ فِي خَطِيَّتِكُمْ. حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا» 22فَقَالَ الْيَهُودُ: «أَلَعَلَّهُ يَقْتُلُ نَفْسَهُ حَتَّى يَقُولُ: حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا؟» 23فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ مِنْ أَسْفَلُ أَمَّا أَنَا فَمِنْ فَوْقُ. أَنْتُمْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. 24فَقُلْتُ لَكُمْ إِنَّكُمْ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ لأَنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ». 25فَقَالُوا لَهُ: «مَنْ أَنْتَ؟» فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا مِنَ الْبَدْءِ مَا أُكَلِّمُكُمْ أَيْضاً بِهِ. 26إِنَّ لِي أَشْيَاءَ كَثِيرَةً أَتَكَلَّمُ وَأَحْكُمُ بِهَا مِنْ نَحْوِكُمْ لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ. وَأَنَا مَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ فَهَذَا أَقُولُهُ لِلْعَالَمِ». 27وَلَمْ يَفْهَمُوا أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لَهُمْ عَنِ الآبِ. 28فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي. 29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».) يوحنا 8: 21-29
ألم يقل الرب نفسه: (تُصيبُ يدَكَ جميعَ أعدائكَ ... ... لأنهم نصبوا عليك شراً ، تفكروا بمكيدة ثم لم يستطيعوها) مزامير 21: 8-11
ألم يقرر الرب فى شريعته:(الربُّ قضاءً أمضى،الشرير يُعَلَّقُ بعملِ يديه)مزامير9: 16
فأين قضاء الله هذا لو صلب رسوله (ابنه / هو نفسه)؟ أين المصداقية فى كلام الرب هذا؟ فلو كذَّبتَ كلامه هذا ، فأنى لكَ أن تثق فى عدله “إنْ كان قد صلب ابنه لغفران خطيئة آخرين؟ ولو صدقت فرية الصلب والفداء فكيف تثق فى هذا الكتاب إذا كان رب هذا الكتاب كاذب؟ فلم يُعَلَّقُ الشرير بعملِ يديه كما قال بل البرىء هو الذى صُلِب؟ وكيف تثق فى كلام الإله بعد أن ترك ابنه يثق فى الفوز والنصر على أعدائه (ثقوا أنى قد غلبت العالم) وأوهمه أن يده تصيب كل أعداءه لأنهم نصبوا عليه شراً وتفكروا بمكيدة هو الذى مكنهم منها؟
أفتؤمنُ ببعض الكتاب وتكفرُ ببعض؟
لكن النفس ردت قائلة: لقد قال القديس بولس:
(بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 12
وقال: (8وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا. 9فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ. 10لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ. 11وَلَيْسَ ذَلِكَ فَقَطْ بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضاً بِاللَّهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الَّذِي نِلْنَا بِهِ الآنَ الْمُصَالَحَةَ. 12مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ. 13فَإِنَّهُ حَتَّى النَّامُوسِ كَانَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْعَالَمِ. عَلَى أَنَّ الْخَطِيَّةَ لاَ تُحْسَبُ إِنْ لَمْ يَكُنْ نَامُوسٌ. 14لَكِنْ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ مِنْ آدَمَ إِلَى مُوسَى وَذَلِكَ عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُخْطِئُوا عَلَى شِبْهِ تَعَدِّي آدَمَ الَّذِي هُوَ مِثَالُ الآتِي. 15وَلَكِنْ لَيْسَ كَالْخَطِيَّةِ هَكَذَا أَيْضاً الْهِبَةُ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ وَاحِدٍ مَاتَ الْكَثِيرُونَ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً نِعْمَةُ اللهِ وَالْعَطِيَّةُ بِالنِّعْمَةِ الَّتِي بِالإِنْسَانِ الْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ قَدِ ازْدَادَتْ لِلْكَثِيرِينَ. 16وَلَيْسَ كَمَا بِوَاحِدٍ قَدْ أَخْطَأَ هَكَذَا الْعَطِيَّةُ. لأَنَّ الْحُكْمَ مِنْ وَاحِدٍ لِلدَّيْنُونَةِ وَأَمَّا الْهِبَةُ فَمِنْ جَرَّى خَطَايَا كَثِيرَةٍ لِلتَّبْرِيرِ. 17لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً الَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ سَيَمْلِكُونَ فِي الْحَيَاةِ بِالْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 18فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ هَكَذَا بِبِرٍّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ. 19لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً هَكَذَا أَيْضاً بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَاراً. 20وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ. وَلَكِنْ حَيْثُ كَثُرَتِ الْخَطِيَّةُ ازْدَادَتِ النِّعْمَةُ جِدّاً. 21حَتَّى كَمَا مَلَكَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْمَوْتِ هَكَذَا تَمْلِكُ النِّعْمَةُ بِالْبِرِّ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا.) رومية 5: 8-21
وقال أيضاً: (22وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيباً يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ!) عبرانيين 9: 22
وقال: (23إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ 24مُتَبَرِّرِينَ مَجَّاناً بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ 25الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ لإِظْهَارِ بِرِّهِ مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ.) رومية 3: 23-25
وفى الحقيقة فهو يرى - أن الأعمال الحسنة التى يقوم بها الإنسان وسلوكه الطيب لا يشفعان له للمصالحة مع الله ، ذلك لأن الخلاص ليس إلا عطية، ولا يمكننا أن نفعل حيال ذلك أى شئ: رومية 3: 24 ؛ 3: 28 [ "إذ نحسب أن الإنسان يتبرر بالإيمان بدون أعمال الناموس" ]؛ 9: 11؛ 9: 16، كورنثوس الأولى 1: 29، غلاطية 2: 16 وأيضا أفسس 2: 8-9 ويقول فيها : "8لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذَلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. 9لَيْسَ مِنْ أَعْمَالٍ كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ. ".
ولا يمكن أن يزول غضب الله (الذى يشمل أيضا كل مولود) إلا بموت عيس عليه السلام ودمه، ولم يغفر الله الخطيئة الأولى - تبعا لقول بولس - إلا بموت عيسىعليه السلام وسفك دمه (21وَأَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلاً اجْنَبِيِّينَ وَأَعْدَاءً فِي الْفِكْرِ، فِي الأَعْمَالِ الشِّرِّيرَةِ، قَدْ صَالَحَكُمُ الآنَ 22فِي جِسْمِ بَشَرِيَّتِهِ بِالْمَوْتِ، لِيُحْضِرَكُمْ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ وَلاَ شَكْوَى امَامَهُ،) انظر كولوسى 1: 22
و "…... وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة " (عبرانيين 9: 22).
ولكى يتمكن الله من غفران هذا الذنب (تبعا لخطة أزلية) جعل ابنه من صلبه انساناً ثم نبذه لكى يستغفر للبشرية كلها عن الخطيئة الأزلية بموته ودمه : "21لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ." (كورنثوس الثانية 5 :21) وأيضا : (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».) (غلاطية 3: 13).
وقد تمكن الإنسان بهذه الطريقة فقط من محو خطيئة إنسان آخر (أدم). وأشهر الفقرات التى تكلمت فى ذلك - نذكر منها : رومية 3 :24-25، (24مُتَبَرِّرِينَ مَجَّاناً بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ 25الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ لإِظْهَارِ بِرِّهِ مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ.).
(4أَمَّا الَّذِي يَعْمَلُ فَلاَ تُحْسَبُ لَهُ الأُجْرَةُ عَلَى سَبِيلِ نِعْمَةٍ بَلْ عَلَى سَبِيلِ دَيْنٍ. 5وَأَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ وَلَكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرّاً)رومية4: 4-5
(6لأَنَّ الْمَسِيحَ إِذْ كُنَّا بَعْدُ ضُعَفَاءَ مَاتَ فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ لأَجْلِ الْفُجَّارِ. 7فَإِنَّهُ بِالْجَهْدِ يَمُوتُ أَحَدٌ لأَجْلِ بَارٍّ. رُبَّمَا لأَجْلِ الصَّالِحِ يَجْسُرُ أَحَدٌ أَيْضاً أَنْ يَمُوتَ. 8وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا. 9فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ. 10لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ. 11وَلَيْسَ ذَلِكَ فَقَطْ بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضاً بِاللَّهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الَّذِي نِلْنَا بِهِ الآنَ الْمُصَالَحَةَ. 12مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 6-14
(18فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ هَكَذَا بِبِرٍّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ. 19لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً هَكَذَا أَيْضاً بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَاراً.) رومية 5: 18-19
(16لأَنَّهُ إِنْ كَانَ الْمَوْتَى لاَ يَقُومُونَ فَلاَ يَكُونُ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ. 17وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ فَبَاطِلٌ إِيمَانُكُمْ. أَنْتُمْ بَعْدُ فِي خَطَايَاكُمْ! 18إِذاً الَّذِينَ رَقَدُوا فِي الْمَسِيحِ أَيْضاً هَلَكُوا!) كورنثوس الأولى 15: 16-18
(30وَمِنْهُ أَنْتُمْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ الَّذِي صَارَ لَنَا حِكْمَةً مِنَ اللهِ وَبِرّاً وَقَدَاسَةً وَفِدَاءً.) كورنثوس الأولى 1: 30 ؛
(4وَلَكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُوداً مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُوداً تَحْتَ النَّامُوسِ، 5لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ.) غلاطية 4 :4-5
(7الَّذِي فِيهِ لَنَا الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ،) أفسس 1: 7
(16وَيُصَالِحَ الِاثْنَيْنِ فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ مَعَ اللهِ بِالصَّلِيبِ، قَاتِلاً الْعَدَاوَةَ بِهِ)أفسس2: 16
(20وَأَنْ يُصَالِحَ بِهِ الْكُلَّ لِنَفْسِهِ، عَامِلاً الصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ، بِوَاسِطَتِهِ، سَوَاءٌ كَانَ مَا عَلَى الأَرْضِ امْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ.) كولوسى 1: 20
(14إِذْ مَحَا الصَّكَّ الَّذِي عَلَيْنَا فِي الْفَرَائِضِ، الَّذِي كَانَ ضِدّاً لَنَا، وَقَدْ رَفَعَهُ مِنَ الْوَسَطِ مُسَمِّراً ايَّاهُ بِالصَّلِيبِ،) كولوسى 2: 14
(10وَتَنْتَظِرُوا ابْنَهُ مِنَ السَّمَاءِ، الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، يَسُوعَ، الَّذِي يُنْقِذُنَا مِنَ الْغَضَبِ الآتِي.) تسالونيكى الأولى 1: 10
(9لأَنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْنَا لِلْغَضَبِ، بَلْ لاِقْتِنَاءِ الْخَلاَصِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، 10الَّذِي مَاتَ لأَجْلِنَا، حَتَّى إِذَا سَهِرْنَا أَوْ نِمْنَا نَحْيَا جَمِيعاً مَعَهُ) تسالونيكى الأولى 5: 9-10
(5لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ، 6الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً لأَجْلِ الْجَمِيعِ، الشَّهَادَةُ فِي أَوْقَاتِهَا الْخَاصَّةِ،) تيموثاوس الأولى 2: 5-6
(14الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، لِكَيْ يَفْدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَيُطَهِّرَ لِنَفْسِهِ شَعْباً خَاصّاً غَيُوراً فِي أَعْمَالٍ حَسَنَةٍ.) ثيطس 2: 14
(17مِنْ ثَمَّ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُشْبِهَ إِخْوَتَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لِكَيْ يَكُونَ رَحِيماً، وَرَئِيسَ كَهَنَةٍ أَمِيناً فِي مَا لِلَّهِ حَتَّى يُكَفِّرَ خَطَايَا الشَّعْبِ. 18لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّباً يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ.) عبرانيين 2: 17-18
(10فَبِهَذِهِ الْمَشِيئَةِ نَحْنُ مُقَدَّسُونَ بِتَقْدِيمِ جَسَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَرَّةً وَاحِدَةً.) عبرانيين 10: 10
(27الَّذِي لَيْسَ لَهُ اضْطِرَارٌ كُلَّ يَوْمٍ مِثْلُ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ أَنْ يُقَدِّمَ ذَبَائِحَ أَوَّلاً عَنْ خَطَايَا نَفْسِهِ ثُمَّ عَنْ خَطَايَا الشَّعْبِ، لأَنَّهُ فَعَلَ هَذَا مَرَّةً وَاحِدَةً، إِذْ قَدَّمَ نَفْسَهُ.) عبرانيين 7: 27
(14لأَنَّهُ بِقُرْبَانٍ وَاحِدٍ قَدْ أَكْمَلَ إِلَى الأَبَدِ الْمُقَدَّسِينَ.) عبرانيين 10: 14
(19فَإِذْ لَنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ ثِقَةٌ بِالدُّخُولِ إِلَى «الأَقْدَاسِ» بِدَمِ يَسُوعَ)عبرانيين10: 19
(12لِذَلِكَ يَسُوعُ أَيْضاً، لِكَيْ يُقَدِّسَ الشَّعْبَ بِدَمِ نَفْسِهِ، تَأَلَّمَ خَارِجَ الْبَابِ.) عبرانيين 13: 12
لن أرد عليك الآن يا عقل بشأن ما أثرته من أن يسوع كان نبياً رسولاً فقط ، ولم يكن إلهاً. لكن: أبعد كل هذه النصوص المقدسة تدعى يا عقل أن يسوع لم يُصلَب ولم يمت لأجلنا؟
أما العقل فقد بدا ممتعضاً ، وتظهر على وجهه علامات الأسى ، كأنه يريد أن يقول: (مسكين! خدعوك فقالوا) ، ثم نطق العقلُ قائلاً: ألم يخطر ببالك أن كل النصوص التى ذكرتها من بولس ، الذى يُكذبه علماء اللاهوت ، ولكنى لن أذكر لك هنا أى قول من أقوال علماء اللاهوت ، لأنك ببساطة لن تصدقهم ، وستقول: إنه فى كل دين يوجد أناس مارقون عن تعاليمه ، فما الذى يُجبرنى على تصديقهم ، بمعنى آخر هم ليسوا حُجَّة على الدين ، إلا أن يثبت صحة كلامهم.
وهذا بالطبع مردود عليه: فالأناس الذين يفتون فى الدين بغير علم ، هم الخارجون عن الدين ، المتكلمون فيه بجهل ، أما أصحاب التفاسير والفقه ، فهم أهل الدين ، خاصة وأن علم الدين ليس هوائى ، لكن الآيات تفسر بعضها البعض. على أى حال ، أنا قلت لك من البدء إننى لن أتعرض لكلام علماء اللاهوت ، فها هو بولس نفسه يعترف بكذبه ونفاقه ، فقال: (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7
واعترف باحتياله ، فقال: (16فَلْيَكُنْ. أَنَا لَمْ أُثَقِّلْ عَلَيْكُمْ. لَكِنْ إِذْ كُنْتُ مُحْتَالاً أَخَذْتُكُمْ بِمَكْرٍ!) كورنثوس الثانية 12: 16
واعترف بنفاقه ، فقال: (19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ.) كورنثوس الأولى 9: 19-23
فكيف يُؤخذ دين وعقيدة عن كذَّاب ، محتال ، منافق؟
وخلاصة القول: إن بولس كان واضح المنهاج ، فقد قرر ألا يعرف إلا المسيح وإياه مصلوباً ، وبنى على ذلك عقائده ، غير مبالى أى طريق سيسلكه لتحقيق ذلك ، حتى لو أُهين أو قتل.
ويتفاخر أنه أتى بإنجيل ، لم يعرفه الرسل ولا أحد ، ولكن أخذه مباشرة من يسوع الذى أوحاه إليه. هل تتخيل هذا القول؟ يسوع لم يُعلِّم تلاميذه رسالته إليهم؟ فماذا كانوا يفعلون معه طوال مدة تبشيره؟ وماذا علمهم هو؟ وماذا فعل الروح القدس الذى حل عليهم فى اليوم الخمسين؟ هل يُرفَض كل هذا من أجل كلمة ذكرها إنسان كذَّاب ، مُحتال ، منافق؟
(11وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الإِنْجِيلَ الَّذِي بَشَّرْتُ بِهِ، أَنَّهُ لَيْسَ بِحَسَبِ إِنْسَانٍ. 12لأَنِّي لَمْ أَقْبَلْهُ مِنْ عِنْدِ إِنْسَانٍ وَلاَ عُلِّمْتُهُ. بَلْ بِإِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.) غلاطية 1: 11-12
والغريب أنه لمَّا يختار يسوع من يُمثله فى مواصلة رسالته، لا يُرشِّح أحد من تلاميذه، ولكنه يُرشِّح ألدَّ أعدائه!!
لذلك فإن بولس قد اعتبر تعاليمه هو نفسه هى التعاليم الوحيدة الحقيقية وأن التعاليم المسيحية هي تعاليم بولس فقط دون إختلاف فهي قد أوحيت إليه:
(11وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الإِنْجِيلَ الَّذِي بَشَّرْتُ بِهِ، أَنَّهُ لَيْسَ بِحَسَبِ إِنْسَانٍ. 12لأَنِّي لَمْ أَقْبَلْهُ مِنْ عِنْدِ إِنْسَانٍ وَلاَ عُلِّمْتُهُ. بَلْ بِإِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.) غلاطية 1: 11-12
ولا يجب على أتباعه أن يقبلوا أية تعاليم أخرى ، حتى ولو بشر ملاك بإنجيل آخر فهو ملعون: (8وَلَكِنْ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا».) غلاطية 1: 8
وربما أراد أن يُفهمنا أنه هو وأوامره يمثلان الروح القدس (28لأَنَّهُ قَدْ رَأَى الرُّوحُ الْقُدُسُ وَنَحْنُ أَنْ لاَ نَضَعَ عَلَيْكُمْ ثِقْلاً أَكْثَرَ غَيْرَ هَذِهِ الأَشْيَاءِ الْوَاجِبَةِ:) أعمال الرسل 15: 28 ؛ و(وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 7: 40
فإنه (بناءً على ذلك) يمكنه إدانة كل شيء بلا إستثناء حتى الملائكة أنفسهم (كورنثوس الأولى 6 : 3) ["ألستم تعلمون أننا سندين ملائكة فبالأولى أمور هذه الحياة"]
هذا على الرغم من أنه قد عارض الإدانة من قبل (رومية 2: 1 ؛ 14: 10 , 13 (["وأما أنت فلماذا تدين أخاك أو أنت أيضاً فلماذا تزدري بأخيك، لأننا جميعاً سوف نقف أمام كرسي المسيح"]؛ كورنثوس الأولى 4 : 5 ["إذاً لا تحكموا في شيء قبل الوقت حتى يأتي الرب الذي سينير خفايا الظلام، ويظهر آراء القلوب، وحينئذ يكون المدح لكل واحد من الله"]،كورنثوس الأولى 5: 12)،
ولم يكتفى بولس الكذَّاب بكل هذا ، بل ادعى أنه سيدين الملائكة وسيفحص روح الله نفسه ، فقال: (3أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّنَا سَنَدِينُ مَلاَئِكَةً؟ فَبِالأَوْلَى أُمُورَ هَذِهِ الْحَيَاةِ!) كورنثوس الأولى 6: 3
(10فَأَعْلَنَهُ اللهُ لَنَا نَحْنُ بِرُوحِهِ. لأَنَّ الرُّوحَ يَفْحَصُ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى أَعْمَاقَ اللهِ.) كورنثوس الأولى 2: 10
ومن عجب العجاب أنه وضع نصوصاً فى رسائله تصرِّح أنها لم توحَ إليه ، ومع ذلك وضعتموها ضمن الكتاب المقدس وصدقتموها، وأيضاً هذا ما نستنتجه من خطابات بولس ، فالسلامات على المرسل إليهم وأقربائهم لا يدل إلى على كون هذا الخطاب خطاب شخصى:
(25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً. 26فَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا حَسَنٌ لِسَبَبِ الضِّيقِ الْحَاضِرِ. أَنَّهُ حَسَنٌ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَكُونَ هَكَذَا:) كورنثوس الأولى 7: 25-26
(40وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.) كورنثوس الأولى 7: 40
(2هَا أَنَا بُولُسُ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنِ اخْتَتَنْتُمْ لاَ يَنْفَعُكُمُ الْمَسِيحُ شَيْئاً!) غلاطية 5: 2
(12وَأَمَّا الْبَاقُونَ فَأَقُولُ لَهُمْ أَنَا لاَ الرَّبُّ: إِنْ كَانَ أَخٌ لَهُ امْرَأَةٌ غَيْرُ مُؤْمِنَةٍ وَهِيَ تَرْتَضِي أَنْ تَسْكُنَ مَعَهُ فَلاَ يَتْرُكْهَا. 13وَالْمَرْأَةُ الَّتِي لَهَا رَجُلٌ غَيْرُ مُؤْمِنٍ وَهُوَ يَرْتَضِي أَنْ يَسْكُنَ مَعَهَا فَلاَ تَتْرُكْهُ.) كورنثوس الأولى 7: 12-13
(1أُوصِي إِلَيْكُمْ بِأُخْتِنَا فِيبِي الَّتِي هِيَ خَادِمَةُ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي كَنْخَرِيَا 2كَيْ تَقْبَلُوهَا فِي الرَّبِّ كَمَا يَحِقُّ لِلْقِدِّيسِينَ وَتَقُومُوا لَهَا فِي أَيِّ شَيْءٍ احْتَاجَتْهُ مِنْكُمْ لأَنَّهَا صَارَتْ مُسَاعِدَةً لِكَثِيرِينَ وَلِي أَنَا أَيْضاً. 3سَلِّمُوا عَلَى بِرِيسْكِلاَّ وَأَكِيلاَ الْعَامِلَيْنِ مَعِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ 4اللَّذَيْنِ وَضَعَا عُنُقَيْهِمَا مِنْ أَجْلِ حَيَاتِي اللَّذَيْنِ لَسْتُ أَنَا وَحْدِي أَشْكُرُهُمَا بَلْ أَيْضاً جَمِيعُ كَنَائِسِ الأُمَمِ 5وَعَلَى الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي بَيْتِهِمَا. سَلِّمُوا عَلَى أَبَيْنِتُوسَ حَبِيبِي الَّذِي هُوَ بَاكُورَةُ أَخَائِيَةَ لِلْمَسِيحِ. 6سَلِّمُوا عَلَى مَرْيَمَ الَّتِي تَعِبَتْ لأَجْلِنَا كَثِيراً. 7سَلِّمُوا عَلَى أَنْدَرُونِكُوسَ وَيُونِيَاسَ نَسِيبَيَّ الْمَأْسُورَيْنِ مَعِي اللَّذَيْنِ هُمَا مَشْهُورَانِ بَيْنَ الرُّسُلِ وَقَدْ كَانَا فِي الْمَسِيحِ قَبْلِي. 8سَلِّمُوا عَلَى أَمْبِلِيَاسَ حَبِيبِي فِي الرَّبِّ. .. .. .. .. 10سَلِّمُوا عَلَى أَبَلِّسَ الْمُزَكَّى فِي الْمَسِيحِ. سَلِّمُوا عَلَى الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَهْلِ أَرِسْتُوبُولُوسَ. 11سَلِّمُوا عَلَى هِيرُودِيُونَ نَسِيبِي. سَلِّمُوا عَلَى الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَهْلِ نَرْكِسُّوسَ الْكَائِنِينَ فِي الرَّبِّ. 12سَلِّمُوا عَلَى تَرِيفَيْنَا وَتَرِيفُوسَا التَّاعِبَتَيْنِ فِي الرَّبِّ. سَلِّمُوا عَلَى بَرْسِيسَ الْمَحْبُوبَةِ الَّتِي تَعِبَتْ كَثِيراً فِي الرَّبِّ. 13سَلِّمُوا عَلَى رُوفُسَ الْمُخْتَارِ فِي الرَّبِّ وَعَلَى أُمِّهِ أُمِّي. .. .. . 15سَلِّمُوا عَلَى فِيلُولُوغُسَ وَجُولِيَا وَنِيرِيُوسَ وَأُخْتِهِ وَأُولُمْبَاسَ وَعَلَى جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ الَّذِينَ مَعَهُمْ. 16سَلِّمُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِقُبْلَةٍ مُقَدَّسَةٍ. كَنَائِسُ الْمَسِيحِ تُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ. .. .. .. .. 21يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ تِيمُوثَاوُسُ الْعَامِلُ مَعِي وَلُوكِيُوسُ وَيَاسُونُ وَسُوسِيبَاتْرُسُ أَنْسِبَائِي. 22أَنَا تَرْتِيُوسُ كَاتِبُ هَذِهِ الرِّسَالَةِ أُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ فِي الرَّبِّ. 23يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ غَايُسُ مُضَيِّفِي وَمُضَيِّفُ الْكَنِيسَةِ كُلِّهَا. يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ أَرَاسْتُسُ خَازِنُ الْمَدِينَةِ وَكَوَارْتُسُ الأَخُ. .. .. (كُتِبَتْ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ مِنْ كُورِنْثُوسَ عَلَى يَدِ فِيبِي خَادِمَةِ كَنِيسَةِ كَنْخَرِيَا) رومية 16:1-27
وكذلك (11لُوقَا وَحْدَهُ مَعِي. خُذْ مَرْقُسَ وَأَحْضِرْهُ مَعَكَ لأَنَّهُ نَافِعٌ لِي لِلْخِدْمَةِ. 12أَمَّا تِيخِيكُسُ فَقَدْ أَرْسَلْتُهُ إِلَى أَفَسُسَ. 13اَلرِّدَاءَ الَّذِي تَرَكْتُهُ فِي تَرُواسَ عِنْدَ كَارْبُسَ أَحْضِرْهُ مَتَى جِئْتَ، وَالْكُتُبَ أَيْضاً وَلاَ سِيَّمَا الرُّقُوقَ. 14إِسْكَنْدَرُ النَّحَّاسُ أَظْهَرَ لِي شُرُوراً كَثِيرَةً. لِيُجَازِهِ الرَّبُّ حَسَبَ أَعْمَالِهِ. 15فَاحْتَفِظْ مِنْهُ أَنْتَ أَيْضاً لأَنَّهُ قَاوَمَ أَقْوَالَنَا جِدّاً. 16فِي احْتِجَاجِي الأَوَّلِ لَمْ يَحْضُرْ أَحَدٌ مَعِي، بَلِ الْجَمِيعُ تَرَكُونِي. لاَ يُحْسَبْ عَلَيْهِمْ. 17وَلَكِنَّ الرَّبَّ وَقَفَ مَعِي وَقَوَّانِي، لِكَيْ تُتَمَّ بِي الْكِرَازَةُ، وَيَسْمَعَ جَمِيعُ الأُمَمِ، فَأُنْقِذْتُ مِنْ فَمِ الأَسَدِ. 18وَسَيُنْقِذُنِي الرَّبُّ مِنْ كُلِّ عَمَلٍ رَدِيءٍ وَيُخَلِّصُنِي لِمَلَكُوتِهِ السَّمَاوِيِّ. الَّذِي لَهُ الْمَجْدُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. آمِينَ. 19سَلِّمْ عَلَى فِرِسْكَا وَأَكِيلاَ وَبَيْتِ أُنِيسِيفُورُسَ. 20أَرَاسْتُسُ بَقِيَ فِي كُورِنْثُوسَ. وَأَمَّا تُرُوفِيمُسُ فَتَرَكْتُهُ فِي مِيلِيتُسَ مَرِيضاً. 21بَادِرْ أَنْ تَجِيءَ قَبْلَ الشِّتَاءِ. يُسَلِّمُ عَلَيْكَ أَفْبُولُسُ وَبُودِيسُ وَلِينُسُ وَكَلاَفَِدِيَّةُ وَالإِخْوَةُ جَمِيعاً.) تيموثاوس الثانية 4: 11-21
وكذلك ألغى الناموس ، وهكذا تمكن من إلغاء دين عيسى عليه السلام ، الذى كان دينه ودين آبائه من الأنبياء والمرسلين السابقين: (14فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ النَّامُوسَ رُوحِيٌّ وَأَمَّا أَنَا فَجَسَدِيٌّ مَبِيعٌ تَحْتَ الْخَطِيَّة.) رومية 7: 14 ، فإذا كان الناموس هو روحه ، وقد نبذه وخالفه ، فلنرى جسده وهو ماتبقى.
(15لأَنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ مَا أَنَا أَفْعَلُهُ إِذْ لَسْتُ أَفْعَلُ مَا أُرِيدُهُ بَلْ مَا أُبْغِضُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. 16فَإِنْ كُنْتُ أَفْعَلُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِنِّي أُصَادِقُ النَّامُوسَ أَنَّهُ حَسَنٌ. 17فَالآنَ لَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُ ذَلِكَ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. 18فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ أَيْ فِي جَسَدِي شَيْءٌ صَالِحٌ. لأَنَّ الإِرَادَةَ حَاضِرَةٌ عِنْدِي وَأَمَّا أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى فَلَسْتُ أَجِدُ. 19لأَنِّي لَسْتُ أَفْعَلُ الصَّالِحَ الَّذِي أُرِيدُهُ بَلِ الشَّرَّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. 20فَإِنْ كُنْتُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ إِيَّاهُ أَفْعَلُ فَلَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُهُ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. 21إِذاً أَجِدُ النَّامُوسَ لِي حِينَمَا أُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى أَنَّ الشَّرَّ حَاضِرٌ عِنْدِي. 22فَإِنِّي أُسَرُّ بِنَامُوسِ اللهِ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ. 23وَلَكِنِّي أَرَى نَامُوساً آخَرَ فِي أَعْضَائِي يُحَارِبُ نَامُوسَ ذِهْنِي وَيَسْبِينِي إِلَى نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ الْكَائِنِ فِي أَعْضَائِي. 24وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هَذَا الْمَوْتِ؟ 25أَشْكُرُ اللهَ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا! إِذاً أَنَا نَفْسِي بِذِهْنِي أَخْدِمُ نَامُوسَ اللهِ وَلَكِنْ بِالْجَسَدِ نَامُوسَ الْخَطِيَّةِ.) رومية 7: 14-25
هذا هو القديس بولس ، الذى أُلِّفت فيه الكتب والمراجع ، وكان سببا فى اختلاف العلماء والمفكرين. وما إن يأخذ أحد الباحثين الحيدة والموضوعية فى بحثه عن بولس ومقارنته بالعهد القديم أو الجديد ، إلا واكتشف ديناً جديداً أخرجه بولس للنصارى، وأخرجهم به من عهد الرب فى الدنيا والآخرة.
لقد تمحور دينه فى كون يسوع هو المسيح ، وأنه صُلِبَ من أجل خطايا البشر: (2لأَنِّي لَمْ أَعْزِمْ أَنْ أَعْرِفَ شَيْئاً بَيْنَكُمْ إِلاَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوباً.) كورنثوس الأولى 2: 2
الأمر الذى رفضه كل المؤمنين المعاصرين ليسوع بصور مختلفة:
فقد منعه الرسل (التلاميذ) من التواجد بينهم: (أعمال الرسل 19: 30) (30وَلَمَّا كَانَ بُولُسُ يُرِيدُ أَنْ يَدْخُلَ بَيْنَ الشَّعْبِ لَمْ يَدَعْهُ التَّلاَمِيذُ.)
ولم تتفق شكواهم ضده إلا على قوله بقيامة يسوع من الأموات: (18فَلَمَّا وَقَفَ الْمُشْتَكُونَ حَوْلَهُ لَمْ يَأْتُوا بِعِلَّةٍ وَاحِدَةٍ مِمَّا كُنْتُ أَظُنُّ. 19لَكِنْ كَانَ لَهُمْ عَلَيْهِ مَسَائِلُ مِنْ جِهَةِ دِيَانَتِهِمْ وَعَنْ وَاحِدٍ اسْمُهُ يَسُوعُ قَدْ مَاتَ وَكَانَ بُولُسُ يَقُولُ إِنَّهُ حَيٌّ.) أعمال الرسل 25: 18-19
ومنهم من استهزأ به (أعمال الرسل 17: 32) (32وَلَمَّا سَمِعُوا بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ كَانَ الْبَعْضُ يَسْتَهْزِئُونَ)
ومنهم من حكم عليه بالخبل والجنون (الهزي) (أعمال الرسل 26: 24) (24وَبَيْنَمَا هُوَ يَحْتَجُّ بِهَذَا قَالَ فَسْتُوسُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «أَنْتَ تَهْذِي يَا بُولُسُ! الْكُتُبُ الْكَثِيرَةُ تُحَوِّلُكَ إِلَى الْهَذَيَانِ».)
ومنهم من ادعى أن أقواله كلها غريبة ، ولم يتبق له إلا أن يقول هذا (سنسمع منك عن هذا أيضاً): (31لأَنَّهُ أَقَامَ يَوْماً هُوَ فِيهِ مُزْمِعٌ أَنْ يَدِينَ الْمَسْكُونَةَ بِالْعَدْلِ بِرَجُلٍ قَدْ عَيَّنَهُ مُقَدِّماً لِلْجَمِيعِ إِيمَاناً إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ». 32وَلَمَّا سَمِعُوا بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ كَانَ الْبَعْضُ يَسْتَهْزِئُونَ وَالْبَعْضُ يَقُولُونَ: «سَنَسْمَعُ مِنْكَ عَنْ هَذَا أَيْضاً!». 33وَهَكَذَا خَرَجَ بُولُسُ مِنْ وَسَطِهِمْ.) أعمال الرسل 17: 31-33
ومنهم من ادعى عليه بالتخفيف أنه مهزار ، ولا يمكن أن يكون هذا الهزل الذى يقوله حقيقة: (18فَقَابَلَهُ قَوْمٌ مِنَ الْفَلاَسِفَةِ الأَبِيكُورِيِّينَ وَالرِّوَاقِيِّينَ وَقَالَ بَعْضٌ: «تُرَى مَاذَا يُرِيدُ هَذَا الْمِهْذَارُ أَنْ يَقُولَ؟» وَبَعْضٌ: «إِنَّهُ يَظْهَرُ مُنَادِياً بِآلِهَةٍ غَرِيبَةٍ» - لأَنَّهُ كَانَ يُبَشِّرُهُمْ بِيَسُوعَ وَالْقِيَامَةِ. 19فَأَخَذُوهُ وَذَهَبُوا بِهِ إِلَى أَرِيُوسَ بَاغُوسَ قَائِلِينَ: «هَلْ يُمْكِنُنَا أَنْ نَعْرِفَ مَا هُوَ هَذَا التَّعْلِيمُ الْجَدِيدُ الَّذِي تَتَكَلَّمُ بِهِ. 20لأَنَّكَ تَأْتِي إِلَى مَسَامِعِنَا بِأُمُورٍ غَرِيبَةٍ فَنُرِيدُ أَنْ نَعْلَمَ مَا عَسَى أَنْ تَكُونَ هَذِهِ».) أعمال الرسل 17: 18-20
وحكم الرسل عليه (التلاميذ) بالإستتابة والعودة إلى دين آبائه وأجداده، وصححوا عقائد الناس الذين هبط بهم بولس إلى هاوية الكفر: (أعمال الرسل 21: 23-25) (23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا».)
ومنهم من أمسكوه وأرادوا قتله (أعمال الرسل 21: 27-32) (27وَلَمَّا قَارَبَتِ الأَيَّامُ السَّبْعَةُ أَنْ تَتِمَّ رَآهُ الْيَهُودُ الَّذِينَ مِنْ أَسِيَّا فِي الْهَيْكَلِ فَأَهَاجُوا كُلَّ الْجَمْعِ وَأَلْقَوْا عَلَيْهِ الأَيَادِيَ 28صَارِخِينَ: «يَا أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ أَعِينُوا! هَذَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي يُعَلِّمُ الْجَمِيعَ فِي كُلِّ مَكَانٍ ضِدّاً لِلشَّعْبِ وَالنَّامُوسِ وَهَذَا الْمَوْضِعِ حَتَّى أَدْخَلَ يُونَانِيِّينَ أَيْضاً إِلَى الْهَيْكَلِ وَدَنَّسَ هَذَا الْمَوْضِعَ الْمُقَدَّسَ». 29لأَنَّهُمْ كَانُوا قَدْ رَأَوْا مَعَهُ فِي الْمَدِينَةِ تُرُوفِيمُسَ الأَفَسُسِيَّ فَكَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّ بُولُسَ أَدْخَلَهُ إِلَى الْهَيْكَلِ. 30فَهَاجَتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا وَتَرَاكَضَ الشَّعْبُ وَأَمْسَكُوا بُولُسَ وَجَرُّوهُ خَارِجَ الْهَيْكَلِ. وَلِلْوَقْتِ أُغْلِقَتِ الأَبْوَابُ. 31وَبَيْنَمَا هُمْ يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ نَمَا خَبَرٌ إِلَى أَمِيرِ الْكَتِيبَةِ أَنَّ أُورُشَلِيمَ كُلَّهَا قَدِ اضْطَرَبَتْ 32فَلِلْوَقْتِ أَخَذَ عَسْكَراً وَقُوَّادَ مِئَاتٍ وَرَكَضَ إِلَيْهِمْ. فَلَمَّا رَأُوا الأَمِيرَ وَالْعَسْكَرَ كَفُّوا عَنْ ضَرْبِ بُولُسَ.)
ومنهم من قدموه إلى المحاكمة (أعمال الرسل 26: 1-2) (1فَقَالَ أَغْرِيبَاسُ لِبُولُسَ: «مَأْذُونٌ لَكَ أَنْ تَتَكَلَّمَ لأَجْلِ نَفْسِكَ». حِينَئِذٍ بَسَطَ بُولُسُ يَدَهُ وَجَعَلَ يَحْتَجُّ: 2«إِنِّي أَحْسِبُ نَفْسِي سَعِيداً أَيُّهَا الْمَلِكُ أَغْرِيبَاسُ إِذْ أَنَا مُزْمِعٌ أَنْ أَحْتَجَّ الْيَوْمَ لَدَيْكَ عَنْ كُلِّ مَا يُحَاكِمُنِي بِهِ الْيَهُودُ.)
فانظر إلى (الرسل) التلاميذ أنفسهم لم يعرفوا شيئاً عن الروح القدس ولا معمودية بولس: (1فَحَدَثَ فِيمَا كَانَ أَبُلُّوسُ فِي كُورِنْثُوسَ أَنَّ بُولُسَ بَعْدَ مَا اجْتَازَ فِي النَّوَاحِي الْعَالِيَةِ جَاءَ إِلَى أَفَسُسَ. فَإِذْ وَجَدَ تَلاَمِيذَ 2سَأَلَهُمْ: «هَلْ قَبِلْتُمُ الرُّوحَ الْقُدُسَ لَمَّا آمَنْتُمْ؟» قَالُوا لَهُ: «وَلاَ سَمِعْنَا أَنَّهُ يُوجَدُ الرُّوحُ الْقُدُسُ». 3فَسَأَلَهُمْ: «فَبِمَاذَا اعْتَمَدْتُمْ؟» فَقَالُوا: «بِمَعْمُودِيَّةِ يُوحَنَّا». 4فَقَالَ بُولُسُ: «إِنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ قَائِلاً لِلشَّعْبِ أَنْ يُؤْمِنُوا بِالَّذِي يَأْتِي بَعْدَهُ أَيْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ». 5فَلَمَّا سَمِعُوا اعْتَمَدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ. 6وَلَمَّا وَضَعَ بُولُسُ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْهِمْ فَطَفِقُوا يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ وَيَتَنَبَّأُونَ.) أعمال الرسل 19: 1-6
واتهمه البعض بالكفر وبأنه يدعوا إلى آلهة غريبة ، فهم لم يسمعوا بها لا من موسى ولا من الأنبياء ولا من عيسى عليهم الصلاة والسلام (أعمال الرسل 17: 18) (18فَقَابَلَهُ قَوْمٌ مِنَ الْفَلاَسِفَةِ الأَبِيكُورِيِّينَ وَالرِّوَاقِيِّينَ وَقَالَ بَعْضٌ: «تُرَى مَاذَا يُرِيدُ هَذَا الْمِهْذَارُ أَنْ يَقُولَ؟» وَبَعْضٌ: «إِنَّهُ يَظْهَرُ مُنَادِياً بِآلِهَةٍ غَرِيبَةٍ» - لأَنَّهُ كَانَ يُبَشِّرُهُمْ بِيَسُوعَ وَالْقِيَامَةِ. 19فَأَخَذُوهُ وَذَهَبُوا بِهِ إِلَى أَرِيُوسَ بَاغُوسَ قَائِلِينَ: «هَلْ يُمْكِنُنَا أَنْ نَعْرِفَ مَا هُوَ هَذَا التَّعْلِيمُ الْجَدِيدُ الَّذِي تَتَكَلَّمُ بِهِ. 20لأَنَّكَ تَأْتِي إِلَى مَسَامِعِنَا بِأُمُورٍ غَرِيبَةٍ فَنُرِيدُ أَنْ نَعْلَمَ مَا عَسَى أَنْ تَكُونَ هَذِهِ».) أعمال الرسل 17: 18-20
هذا بالنسبة لموت يسوع أو صلبه ، ولكننى أريدك أن تسمع نصاً وفكِّر فيه كثيراً: (7الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ) عبرانيين 5: 7 فكيف سُمِعَ له إن لم يكن قد نجَّاه؟
هل تتخيل بعد ذلك أن عيسى عليه السلام تكلم عن فرية الصلب والفداء هذه؟
انظر إلى بولس: فبعد ما وصف هذا العمل الهمجى بالتضحية ، سبَّ الله واتهمه بعدم الرحمة وعدم الإشفاق على ابنه: (31فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! 32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضاً مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟) رومية8: 31-32
ثم كان هذا العمل سبباً فى لعن يسوع الذى تعبده: (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ:«مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ»)غلاطية3: 13
أى بدلاً من أن تقول تعاليت يا الله ، تقدست أسماؤك وصفاتك وأعمالك يا الله ، لك الحمد يا الله! أى بدلاً من تسبح بحمد الله ، تلعنه. هل تعى ما تؤمن به؟ أيتها النفس أفيقى قبل فوات الأوان! أيقبل الله أن يُصلَب ويُلعن من أجل أن آدم وحواء أكلا من الشجرة؟ فماذا سيفعل إذن ليغفر الذنوب العظام من شرك وسحر وأيمان كاذبة وسب لله ودينه والزنى والسرقة؟ هل فقد هذا الإله رشده لكى يُصلَب من أجل ثمرة أو من أجل عبد من عبيده؟
هل تقبل أن تذاكر وتتفوق ، ويُحكم عليك بالفشل وتُطرَد من الإمتحان ، لأن أخوك لم يستذكر دروسه جيداً
هل تقبل أن تُطرَد من عملك ، لأن ابنك أساء الأدب فى مدرسته؟
تخيل أنك لك عبد ، فهل تُسجن مكان عبدك ، وهل تُصلَب وتموت بدلاً منه؟ أيسرق عبدى وتُسجَن أنت نيابة عنه؟ لماذا؟ أى عدل هذا الذى يُشجِّع على انتشار الإثم والفساد؟ فالغرض من العقوبة هو منع انتشار الفساد ، وعدم تكرارها. فهل ترى أن الرب قد نجح فى إدارة ملكوته بسكوته عن خطيئة آدم وحواء؟
لا. فقد زاغ الأنبياء أنفسهم ، فمنهم من اكتسب عن طريق تفريطه فى شرف زوجته ، ومنهم من زنى بجارنه ، ومنهم من زنى بمحارمه ، ومنهم من نصب وسرق ، ومنهم من تطاول على الرب الخالق وصارعه ، ومنهم من كفر وزاغ عن الطريق المستقيم.
فهل فعلوا هذا لعلمهم ، بما يدبره الرب من نزوله ليُصلَب نيابة عن البشرية؟ لو كان الأمر كذلك ، لكان هذا الإله إله فاشل ، وهو الذى تسبب فى حالة الإحباط والتقاعس عن المسارعة فى الصالحات. ولابد أن يُحاكم هو ، وليس عبيده. وفى هذه الحالة أسألك يانفس: ما الفرق إذن بين الرب والشيطان؟ كلاهما قد أضلَّ البشر.
فما رأيك يانفس وما رأيك يا عقل أن يكون الإله أسوأ من الشيطان أو مثله؟ كلاهما أضل البشر! أرسل الرب أسوأ خلقه لإضلال الناس ، وسماهم أنبياء ليخدع الناس ويجعلهم يصدقوهم!؟؟؟؟(((((((((أخوتي المسلمون ؟؟أنتبهوا)))))============ليست العربات والحافلات فقط هي المفخخة ، لكن الكلمات أيضا يمكن أن تكون مفخخة وإذا كان عدد الضحايا في حالة السيارة المفخخة لا يتجاوز العشرات ، ففى حالة الكلمات المفخخة يتجاوز الآلاف بل الملايين
, وإذا كان الدم الذي يسيل على الأرض هو خلفية المشهد المأساوى للسيارة المفخخة ؛ فإن الدين والوطن والتاريخ هو الذي يسيل على الأرض ويتبعثر في الهواء في مشهد الكلمات المفخخة.
لقد جاء الإسلام و العالم يومئذ مشوه الملامح سكب الجميع على وجهه ماء النار ففقد الإنسان هويته ووجهه الحقيقي ، كان الإنسان يترنح وهو يلفظ أنفاسه ما بين مجوسية ملحدة لا تعبد إلا النار، ويهودية منحلة تدعى انتظار المخلص وتزعم أنها الشعب المختار ، ووثنية ضالة جعلت من الإنسان إلها ومن خرافات تعدد الآلهة عقيدة في ظل فراغ روحي , والروح لا تعرف الفراغ لابد أن تعتنق ديانة ما.
جاء الإسلام والرياح تعصف بالجميع جاء بخارطة النجاة وأعاد للإنسان ذاكرته المفقودة..
جاء الإسلام كالسحاب الذي يحمل الأمطار إلى الارض القاحلة فاخضر المشهد وتغنت مفردات الكون لما تعرفت على ذاتها ..
لقد وجد الإنسان نفسه التى أخفتها جراثيم الوثنية في سراديب الضلال..
ووجد الإنسان إلهه الحقيقى الذي حاول المنتفعون أن يحجبوه عن عباده ..
ووجد الإنسان طريقه بعد أن اغتيلت خارطته ..
القرآن كلام الله أسكت الألسنة المزيفة وأخرس الأساطير الباطلة وصاغ إنسانا جديدا ، فقامت دولة أدهشت الجميع ولم يستفق المدهوشون والمحرفون إلا والإسلام في حجراتهم بين أولادهم وبناتهم وزوجاتهم , لقد وجدوا الإسلام وجها لوجه في بيوتهم..
اعتنقه الكثيرون وقبلوا وجهه كما يقبل الابن أباه بعد طول سفر.
لم يستطع أحد من هؤلاء أن يقف أمام كلمة الله لم يكن ثمة شيء إلا التشويه والسب واللعن.
كانوا يتناقلون الأخبار في أوروبا في عصور تخلفهم وانحطاطهم والتى تعرف بعصور الظلام Dark ages عن محمد بأنه كذا وكذا وأن القرآن كذا وكذا وأن المسلمين قتلة، ومصاصو دماء ، لقد فعل البابوات ذلك خوفا على مصالحهم الشخصية لأنه في ظل الأسلام يتساوى الجميع ويصبح البابا رجلا عاديا كبقية الناس ولا يمكن لهؤلاء الذين عبدوا الشهرة والمنصب من دون الله لا يمكن لهم أن يقبلوا ذلك فليس ثمة شيء غير التشويه .
ومع الاحتكاك والحروب الصليبية ، فوجيء هؤلاء المخدوعون بان المسلمين شرفاء نبلاء أصحاب حضارة وثقافة متميزة ، فتغيرت الكثير من الأفكار والرؤى، لديهم غير أن الحقد الذى عشش في نفوس المنتفعين ألجأهم إلى وسائل جديدة لمحاربة الإسلام ، فلجأوا إلى التشكيك
والطعن في الإسلام أملا في أن تضعف جذوته في قلوب أتباعه وتخبو أنواره في قلوبهم وساعتها يمكن القضاء عليهم.
وهذه هي مهمة التنصير الآن
إما تنصير المسلم
أو على الأقل رده عن دينه فلا يهتم به ولا يدافع عنه.
وعلى الرغم من أن القرآن حذرنا من ذلك.. فقال تعالى ..
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ )) [آل عمران : 100]
غير أن ذاكرة المسلمين أصابتها سهام هؤلاء المسمومة فأخذ الوعى والهوية والتاريخ يتسرب من خلال تلك الثقوب وأوشك المسلمون على فقدان الذاكرة ، الكلمات المفخخة الآن في مخادعنا وفوق أسرتنا وخلال حوائطنا عبر الفضائيات والإنترنت..
حقول الألغام تحت أقدامنا فما العمل؟
إن دخول معركة ما بغير سلاح هو الجنون بعينه لكنا لم ندخل المعركة , المعركة هي التى فاجأتنا في غرف نومنا ،
وكنا نخاف نزول حمام السباحة فباغتنا محيط هائل وطوفان رهيب يكتسح أكواب الشاى والمقاعد التى نجلس عليها , لابد من التسلح إذن وإلا أغرقنا الطوفان .
لقد بدأ المنصرون حربا جديدة وشبابنا غير مسلح إلا بأغانى الفيديو كليب و صور الفنانين ونجوم الكرة ، فإذا ما فاجأهم أحد هؤلاء الأوغاد بشبهة جعله يترنح كريشة في مهب الريح ، وما لم نتخذ رد الفعل السريع والمناسب، فلا تبكوا على ضياع شبابكم وأبنائكم ولا تسألوا عنهم إذا دهسهم قطار التنصير!
هذه رسائل مختصرة لبيان شبهات هؤلاء القتلة والرد عليها لتكون سلاحا فعالا في يد أبنائنا ولتكون دافعا لهم على مراجعة مواقفهم فلقد بدأت مرحلة الفرز قال تعالى "
(( مَا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ )) [آل عمران : 179]
وتأمل في هذه الآية العجيبة هذا الانتقال المفاجئ من ضمير الغائب يذر المؤمنين إلى المخاطب على ما أنتم عليه ولم يقل على ما هم عليه إنه عنصر المفاجأة والمباغتة في التمحيص بدون سابق إنذار وبدون توقع ولذلك قال سبحانه وما كان الله ليطلعكم على الغيب .
أخي المسلم انتبه
لقد اتبعوا منهجا غير علمى في تشويه الحقائق ‘ لكنى لن أذكر هنا ملامح هذا المنهج الجرثومى وعناصره إلا بعد الانتهاء من هذه الرسائل .
يريدون تأليه عيسى من خلال القرآن كيف ؟
يقولون لك إن القرآن قال عن نفسه بأنه مصدق لما بين يديه من التوراة والإنجيل نعم ..
والقرآن طالب بتحكيم الإنجيل وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه نعم ..
وإن كثيرا من علماء الإسلام قالوا إن هذه الكتب هي كلام الله كما أنزلت : (لا تبديل لكلمات الله ) سنقول نعم ..مجاراة لهم .
وأن عيسى ولد بمعجزة نعم ..
وأنه يخلق ويحيى الموتى نعم ..
يقولون لك : فلماذا لا تتبع كتبنا المقدسة التى نزل القرآن مصدقا لما فيها وفيها ألوهية المسيح والصلب وغير ذلك؟
فإن قلت لهم :
لكن القرآن نفى هذه الألوهية المزعومة والصلب المزعوم .
يقولون لك: القرآن مليء بالأخطاء التاريخية والجغرافية والعلمية واللغوية ويقولون لك القرآن مليء بالخرافات التى تتعارض مع العلم ويسوقون لك من الأمثلة المغلوطة ما قد يخدعك ويشوش عليك ويفقدك اتزانك وساعتها سيقولون لك لماذا ترفض فكرة أن الله يتجسد يا أخى لقد قال القرآن ذلك ..!
ألم يتجل الله للجبل؟؟
ألم يتكلم الله من خلال شجرة الطور الأيمن مع موسى ؟؟
فكيف يتجسد الله من خلال الجماد ويترك الإنسان الذى خلقه في أحسن تقويم ؟
-وهذا قياس فاسد لأن الشجرة كانت موجودة بالفعل ولم يتجسد الله شجرة و كذلك الجبل - عند ذلك تحدث الخلخلة لبعض الناس والتخدير النصفى فيتقبل ما يلقى عليه وقد وقع في الفخ وهو لا يدرى !
ما هذا الفخ ؟
فخ أنه شكك في القرآن من خلال أخطائه المزعومة وتناقضاته العلمية ثم يريدك أن تؤمن بمعجزة عيسى وأنه هو الله رغم أنك لم تؤمن بهذه المعجزة إلا من خلال القرآن فما الحل ؟
إنك حاورته من خلال خلفية إيمانك بمعجزة عيسى من نصوص القرآن وهذا خطأ منهجى ،
قل له أنت تقول إن في القرآن أخطاء علمية وخرافات تتعارض مع العلم إذن هيا نحتكم إلى العلم و-اترك خلفيتك الإيمانية قليلا- العلم يرفض أن يولد إنسان ما من أنثى دون ذكر فكيف تريدنى أن أقبل خرافة معجزة عيسى مع أن العلم يقول بأنها أم الخرافات ؟
سيقول لك إنها معجزة في الكتاب المقدس قل له أنا لا أومن بالكتاب المقدس لأنه يتحدث عن خرافة ميلاد شخص بلا أب !
يقول لك لكن القرآن ذكر ذلك , قل له نحن اتفقنا أن نحتكم إلى العلم سيقول لك إن عيسى كان يحيى الموتى قل له العلم يرفض ذلك سيقول لك وماذا كان عيسى إذن ؟ فقل له بمقاييس علمك كان دجالا ومشعوذا ولا يوجد دليل علمى على ولادته إلا بطريقة غير شرعية .
فسيخرس هؤلاء الذين يدعون الاحتكام إلى العلم ويزعمون وجود خرافات في القرآن و هم أكثر الناس اتباعا للخرافة وأصل دينهم بنى على عدد من الخرافات من وجهة نظر العلم .
نحن لم نؤمن بمعجزة المسيح إلا من خلال القرآن الكتاب الوحيد الذي يؤيده العلم وخير لهم أن يؤمنوا به ليثبت لهم معجزة ولادة عيسى،
هناك الكثير من الأمثلة ولكن لأنه ليس ثمة وقت فإننى أحاول فقط أن أضع لك أخى المسلم منهجا للرد على هؤلاء.
يقولون لك:
فلماذا سمانا القرآن أهل كتاب ولماذا قال عن نفسه بأنه مصدق لما بين يديه من التوراة والإنجيل؟
ولماذا قال فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ألسنا نحن أهل الذكر ؟
فقل له:
بلى أنتم أهل الذكر لكنا لسنا نحن الذين سوف نسألكم ، بل أبو جهل وأبو لهب لأن المخاطب في الآيه هم كفار مكة ، لأن الحديث فيما قبلها وما بعدها موجه إلى هؤلاء المنكرين نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وكونه بشرا فقال لهم الله سبحانه:
َمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ [الأنبياء : 7]
يقولون لك لكن فلانا من المفسرين قال وفلانا قال .. ، قل لهم ليس لأحد قداسة إلا القرآن والنبي صلى الله عليه وسلم
يقولون لك لكن القرآن يقول فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك أى في حالة شك محمد فليسأل أهل الكتاب
فقل له:
وهذا أحد أمراضكم أنكم لا تعرفون لغتنا وتريدون أن تعلمونا إياها لو ذهبت أنا إلى لندن وقلت إن الإنجليز لا يعرفون الإنجليزية فلا يمكن أن يقول الناس عني شيئا سوى أنى مجنون !
ففى علم البلاغة العربية الذي يقسم إلى بيان وبديع ومعاني.
يوجد في الخطاب ما يسمى بالتعريض وهو أن المخاطب ليس هو المقصود بالكلام ،ما المقصود غيره على طريقة الكلام لك يا جارة
المقصود بالكلام هنا هو أهل الكتاب الذين إذا سمعوا هذه الآية وسكتوا فمعنى ذلك أن هذا الرجل صادق وفي ذلك حجة عليهم وعلى أهل مكة وهم كذلك مقصودون لأنهم سيسألون أهل الكتاب بالفعل هل هذا الرجل صادق أم كاذب وفي ذلك حجة للجميع.
فإن قالوا المفسر الفلانى قال فقل لهم ليس بحجة على القرآن هو يقول فهمه هو لا مقصود القرآن لأن للنص مستويات دلالية متعددة .
يقولون ولماذا سمانا القرآن أهل كتاب ؟ فقل لهم ليقيم الحجة عليكم فلا عذر لكم لأنه لا يوجد في التوراة ولا الإنجيل ما يثبت ألوهية المسيح ولا صلب المسيح.
اخي المسلم.. لم تعرف قيمة نفسك بعد!!
لقد اصطفاك الله مسلما موحدا لا لكى تشرب الشاى وأنت تتضجع على فراشك وكوب الشاى في يمينك وربما سيجارة كذلك في يسارك وإذا كان نبيك صلى الله عليه وسلم قد أبى أن يتنازل في مقابل وضع الشمس في يمينه والقمر في يساره , فما بالك انت تنازلت هكذا ببساطة دون مقابل أو على الأقل بمقابل تافه جدا لا يتناسب مع قدرك الحقيقى , اتحسب أنك شيء حقير ؟كلا لم تخلق السماوات والارض إلا من أجلك أنت من أجل أن تعفر وجهك لله الواحد فهل فعلت ؟
كم مثلك عاشوا من قبل ؟ وكم مثلك سيعيشون من بعد ؟ هل تحس منهم من أحد وكذلك أنت لن يشعر بك أحد وحينما توضع هناك في تلك البقعة البعيدة عن أهلك وأحبائك لن يكون لك من ملجا إلا الله هل تشك أنك ستوضع وحدك في مكان ما ؟ ساعتها لن تتمنى أن ترى راقصة أو ممثلة ممن أفسدوا عليك دينك وسيفسدون عليك آخرتك
ساعتها تتمنى أن تجعلهما تحت قدميك !
ليس ثمة وقت المطلوب منك شيء بسيط جدا ان تكون مسلما لا كلمة ولكن احساس ومشاعر
ليس مطلوبا منك أن تنزوى أو تغلق الباب لأن الطوفن الآن في بيتك وفوق موائدك ومقاعدك
المطلوب منك ان تتسلح إيمانا وفكرا حتى لا تتزعزع..
إنهم يلقون بالشبهات والشكوك في كل شيء في خيوط ملابسك
وفي صنبور مياهك ويحشونها في مخدات نومك لا تندهش
قد تجيد أن تعوم في حمام السباحة لكن إياك أن تلقي بنفسك في المحيط سوف تبتلع فى لحظة خاطفة.
والمحيط الآن في بيتك فضائيان وإنترنت..
لابد من التسلح إذن .
كيف شككوا في القرآن ؟
قاموا بوضع كتاب يسمى
هل القرآن معصوم؟
ادعوا فيه وجود أخطاء تاريخية وجغرافية وعلمية وحتى لغوية!!! تصور
وبطريقة الأفاعي استطاعوا تحويل الكلمة التي تدل على معجزة استطاعوا تحويلها إلى خطأ لغوي أو تاريخى أو علمى ، لكن قبل ضرب الأمثلة لابد أن لا تعطيهم الفرصة لاصطيادك..
كيف؟
لابد أن تحترم ذاتك وتعلم جيدا أنك لست مؤهلا للرد بنفسك..
قال تعالى..
((وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ )) [التوبة : 122]
ولابد أن تعلم كذلك أن ما تعلمته ليس هو كل العلم ، فإذا فوجئت بشيء على خلاف ما تعلمته فليس لأنه خطأ ولكن لأنه في دائرة أوسع من دائرتك.
مثال على ذلك
أنت تعلمت حروف الجر وأن ما بعدها مجرور فإذا جاءك جاهل من هؤلاء وقال لك..
يوجد خطأ في قوله تعالى
((إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا)) [الأحزاب : 10]
بفتح لام أسفل لا بكسرها... باعتبارها مجرورة..! فاعلم شيئين:
أولاً: انه جاهل
وثانياً: أنك لا تعلم هذه النقطة ، لا تخجل من قول لا أعرف وخصوصا في هذا الزمن الذى صار رموزه ونجومه هم من دمرواالقيم والأخلاق!
قل سأسأل ، وحينما تسأل تعرف أن هناك في النحو ما يسمى بالممنوع من الصرف وأنه يجر بالفتحة لا بالكسرة وأن له صورا متعددة وشروطا كذلك
وقس على ذلك ما ادعاه هؤلاء الجهلة من أخطاء في كافة الاتجاهات الأخرى..
مثال آخر يقولون إن في القرآن أخطاء تاريخية
قال تعالى:
((وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ)) [الأنعام : 74]
ويقولون من المعروف تاريخيا أن أبا إبراهيم يسمى تارح لا آزر ،فماذا تفعل إذن؟؟
هل ستقول له ما قاله بعض المفسرين من أن آزر كان عمه وهو الذى تولى تربيته ويجوز ان يسمى العم والدا ؟
لا تفعل ذلك ودعك من أقوال المفسرين فليست كلها حقا ولم يدخل علينا هؤلاء إلى من أخطاء وتجاوزات بعض المفسرين , ليس معنى ذلك استبعاد كل أقوالهم , وإنما غربلتها وفحصها وليس المفسر معصوما.
و لكن استخدم المنهج الآخر في الرد وكن واثقا من نفسك ومن كلام ربك هو أن تنفي أنت أن اسم أبى إبراهيم تارح وقل له بل آزر فإن اعترض وقال إنه مخالف لكتابه المقدس فقل له ومن قال لك إن كتابك المقدس حجة هذا خطأ من كتابك المقدس وقل له أيضا وإن شئت أن أعطيك عشرات الأمثلة على خطأ كتابك المقدس لفعلت!!
وسنكتب رسالة موجزة لأخطاء الكتاب المقدس هذا تكون سلاحا فتاكا في وجه هؤلاء
مثال آخر مريم أم المسيح
يقولون إن القرآن أخطأ وجعل مريم أم المسيح جعلها أخت موسى و أن موسى ابن عمران أما مريم فهى ابنة يهوقايم ، عندها قل له لا مريم ابنة عمران وليست ابنة يهوقايم وما في كتابكم المقدس هو الخطأ وسنثبت ذلك لاحقاً في رسالة أخرى.
المهم لا تجعله ينطلق من قاعدته الباطلة أن كتابه هو الحق ومن خلاله يحاكم القرآن
بل من خلال قاعدتك أنت : القرآن هوالحق وهو المهيمن وهو المرجع الذي يحاكم غيره وابدأ أنت في إثبات الأخطاء في كتابه من خلال كتابه الذي يؤمن به
فإذا ثبت خطؤه فلا يمكن الاستشهاد به!
كيف حولوا الإعجاز العلمى إلى خطأ لغوى ؟
في سورة الكهف يقولون يوجد خطأ لغوى في هذه الآية
((لَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً )) [الكهف : 25]
قالوا:
إن تمييز العدد ثلاثمائة يجب أن يكون مفردا فالقواعد تقول ثلاثمائة كتاب لا كتب لذلك يجب أن يقال ثلاثمائة سنة لا سنين
القرآن أخطأ !!! تصور!
ألم أقل لك إنه أسلوب الأفاعى
تذكر أنك تعلمت في دائرة ضيقة وأن هناك دوائر أوسع ، القرآن هو الذي يحاكم اللغة وليست اللغة هي التىتحاكم القرآن
كيف أولا سنين ليست تمييزا بل هى عطف بيان (بدل) لأن ثلاثمائة منونة وشرط التمييز هنا أن يكون مضافا إليه وأن يكون ما قبله غير منون
وثانيا الآية هنا إعجاز علمى باهر كيف ؟
القرآن يتحدث عن فتية ناموا نوما ليس عاديا بل نوما خارقا 309 سنة..!
لكن هل حينما استيقظوا علموا أنهم ناموا هذه المدة الزمنية ؟
كلا بل كانوا يعتقدون أنهم ناموا يوما أو بعض يوم ، إذن القرآن هو الوحيد القادر علىإثبات شيئين نسبيين بلفظة واحدة ! فيثبت المدة الزمنة كحقيقة ويثبت إحساسهم بمدة أخرى زمنية على خلاف الحقيقة فاستخدم العدد ثلاثمائة الدال عليها كعدد فقط وليس كإحساس لذلك حذف التمييز ثم جاء بالبدل سنين لبيان أنها سنوات وليس لحظات ليس هذا فحسب بل قال كلمة عددا أي عددا فقط وليس إحساسا .
ثم أضاف إعجازا علميا جديدا عندما ذكر كلمة وازدادوا ولم يقل ثلاثمائة سنين وتسعا ما فائدة ازدادوا ؟
وعلى من تعود على المدة ؟
لا لأنه لم يقل ازدادت بل تعود على الفتية النيام (ولبثوا) لماذا لبين أن هذه المدة بتقويمهم الرومانى أو الميلادي300 وبتقويمكم القمرى العربى309
فالمدة ثابتة لذلك لم يقل ازدادت لكن الذي يختلف هو التقويم
فقال : ازدادوا
أرأيت كيف حولوا الإعجاز إلى خطأ ؟!
من شبهاتهم السخيفة كذلك - وكل شبهاتهم سخيفة - اعتراضهم على قوله تعالى :
وقطعناهم اثنتى عشرة أسباطاً.. في الآية:
(( وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ )) [الأعراف : 160]
وقالو: أن تمييز اثنتي عشرة هنا يجب أن يكون مفردًا نكرة اتباعاً للقاعدة ، ولأنهم لا يعرفون العربية ،
تماماً مثل عدم معرفتهم للوطنية ، نقول لهم :
ومن قال إن كلمة اثنتي عشرة هنا تمييز؟ ( راجع ما قلناه في سورة الكهف في قوله تعالى ثلاثمائة سنين )
لو قال القرآن بقولكم أنتم هنا لذهب المعنى المراد توصيله …. وقبل بيان ذلك نبين :
الآيات القرآنية التي جاء فيها التمييز بعد العدد - مراعاة لفهم هؤلاء - نبدأ أولا بجملة في نفس الآية وبالتحديد الجملة التي تليها مباشرة..
َأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً
هنا تعرب عينًا تمييز ، لأن عدد العيون اثنتا عشرة.
و في سورة يوسف..
(( إذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ )) [يوسف : 4]
أحد كوكبًا تعرب تمييز لأنهم عدد إخوة يوسف، وهكذا في بقية الآيات.
أما هنا فكلمة أسباطا ليست تمييزا بل هى بدل من اسم محذوف تقديره فرقة وقد فات هؤلاء الجهلة وجود كلمة
اثنتي المؤنثة وليس اثني المذكرة لبيان جهلهم ، لكن لماذا حذف القرآن التمييز وجاء بالبدل ؟
السياق من خلال السياق ( ولا تنس أبدا السياق ) راجع ما قلناه في رسالة من أين تأتي المشكلة ؟
الآية هنا تتحدث عن انتشار بني إسرائيل في الأرض في عهد محمد صلى الله عليه وسلم
(راجع الآيات التي قبلها ) .. فقال تعالى :
(( الَذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )) [الأعراف : 157]
ثم :
(( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ )) [الأعراف : 158]
ثم :
(( وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ )) [الأعراف : 159]
ثم:
(( وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ )) [الأعراف : 160]
أرأيت سياق الآيات ؟
إنها تتحدث عن شيئين في وقت واحد عن الكثرة العددية والتمزق والتشتت في الأرض بعد السبي البابلى
وبعد تدمير الرومان لهيكلهم سنة 71 ميلادية ، فلو استخدم القرآن كلمة سبطا لما كان هناك كثرة ولا كان
هناك تمزق وتشتت فحذف التمييز ووضع البدل.
فهل يسمع القرآن كلام هؤلاء الجهلة ويضيع المعنى إرضاء لجهلهم ؟
من أين تأتي المشكلة ؟
حينما تنظر من نافذة جانبية في بيتك فإنك ترى كل المفردات المواجهة لك لكنك لا تستطيع أن ترى الأشياء
في الجانب المقابل ، وإذا أردت أن ترى ما في الجانب المقابل فإنك تتجه إلى النافذة المعاكسة ،
لكن حينما تريد أن ترى المشهد بكامله فيجب عليك الصعود إلى أعلى المنزل ، نحن غالبا ما نرى جزءًا واحدا من الحقيقة ، لماذا لا نحاول أن نتعامل من منظور علمي من خلال ما يسمى الميكرو والماكرو
أو النظرة الجزئية والكلية في نفس الوقت ؟
لابد من فهم النص في سياقه .. أكبر المشاكل التى تواجه كثيرا من الباحثين مشكلة اجتزاء النص أو عدم فهم النص من خلال سياقه .
كنت أستمع إلى أحد العلماء البارزين في الإعجاز العلمي في القرآن ، فقال له أحد المشاهدين:
" أنت تعارض القرآن لأن القرآن يقول..
(( مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً)) [الكهف : 51]"
فماذا قال العالم ؟
قال : ولكن الله أيضا قال:
(( قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ))
ولقد صدمت جدا من السؤال و من الرد !!
لأن الذي سأل نصب نفسا مفسرا وجعل نفسه هو المرجع مع أنه كان ينظر من نافذة جانبية واحدة والعالم صدمنى لأنه هرب من الآية بآية أخرى ولم يرد على الاعتراض ، و كلاهما ليس على صواب.. ما الحل إذن ؟
السياق ، العودة إلى السياق..
فالضمير في ما أشهدتهم يعود على إبليس وذريته في الآية التي تسبق آية 51 المذكورة سابقاً في سورة الكهف..
(( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً )) [الكهف : 50]
فكيف تجعلون البشر والعلماء أبالسة ؟
والدليل أنه قال وما كنت متخذ المضلين عضدا ولم يقل الضالين، ومعنى الآية كيف تتخذون إبليس وذريته أولياء وأنا لم أشهدهم خلق السموات والأرض بل لم أشهدهم خلق أنفسهم ، هل هؤلاء يستحقون العبادة وهم أصلا لم يشهدوا عملية الخلق ؟ فضلا عن أن يقوموا هم بعملية الخلق.
كانت هذه مقدمة أرى من الضروري أن أبدأ بها ردًا على المنصرين الجدد الذين أفلسوا أمام الضربات الفكرية المتتالية التى وجهها الملاكم الإسلامي لنصرانيتهم في عقر دارهم ، فلم يعترفوا بالهزيمة رغم وضوحها إنها أشبه بالملاكم الذي انهزم بالضربة القاضية فقام ليضرب المشاهدين !!
هذا ما فعله هؤلاء .. اتجهوا إلى شبابنا ها هنا في بلادنا تشكيكًا وطعنا في كتاب المسلمين رغم أن شبابنا
يعتبرون من المشاهدين , إنهم ليسوا ملاكمين محترفين لكننايجب أن نشكرهم .
يجب أن نشكر ناهد متولي والأب زكريا ، لأنهم أيقظوا كثيرا من النائمين عندما جعجعوا بأصواتهم
القبيحة في غرفنا الهادئة ، يدعى هؤلاء أن في القرآن أخطاء لغوية !!!
ومنعا من تكرار كلام قلته من قبل ، سأعرض الخطأ الذي يدعونه والرد الذى لا يفهمونه ،
بشرط تطبيق النظرية الكلية وفهم السياق.
فهم يعترضون على قوله تعالى :
(( إنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحاً فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ )) [المائدة : 69]
ويقولون:
كان الصواب أن يقول والصابئين كما جاء في سورة أخرى لأنها معطوف على منصوب ..!
ففي سورة البقرة..
(( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ )) [البقرة : 62]
والإجابة كالآتى..
يجب ملاحظة الفروق الدقيقة الآتية:
أولاً : هذه الكلمة الصابؤون جاءت في سورة المائدة وهى من آخر السور المدنية أما الصابئين فجاءت في سورة البقرة وهى من أوائل السور المدنية.
ثانيًا: في سورة البقرة جاء الترتيب هكذا إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين ،
في سورة المائدة جاء الترتيب هكذا إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى ،
كان يمكن أن يكون الاعتراض وجيها لو أن الترتيب كان واحدا ولكن ولأنهم جهلة باللغة ودائما ما يصطادون في الماء العكر تسرعوا - والتسرع هو عادة الحمقى - وادعوا وجود الخطأ..!
ثالثًا : استخدم القرآن الفعل مع آمنوا ومع هادوا ولم يقل المؤمنين واليهود ، لكنه استخدم الأسماء مع النصارى والصابئين ولم يقل الذين تنصروا والذين صبؤا ، هل بعد كل هذه الفروق يطالبون بمساواة الحكم الإعرابي في الموضعين ؟ إذا كان الشكل قد اختلف فكيف يتفق الحكم ؟
لكن لماذا فعل القرآن ذلك ؟
في سورة البقرة كان التركيز على ذكر اليهود ، وفي سورة المائدة كان التركيز على النصارى ،
فبين سبحانه في سورة البقرة حكم الجزاء والثواب عمومًا ، وأنه لا يفرق في الجزاء بين كل هؤلاء بشرط الإيمان لذلك قال من آمن منهم بالله …
أما في سورة المائدة ، فكان التركيز على ذكر مدى تقارب الفرق المذكورة من الحق الكامل أي بيان صحة الاعتقاد ومعقوليته ومنطقيته ، وذلك بعد ذكر عقائد النصارى الفاسدة وبذلك تكون الصورة النهائية قد اكتملت .
فتم التعرف على ملامح اليهود في سورة البقرة ، وتم التعرف على النصارى في سورة المائدة ،
والآن يتم إعلان الحكم النهائي لملامح هذه الفرق :
المؤمنون في المقدمة
ثم اليهود
ثم الصابئون
ثم النصارى !!
إنها هزيمة ساحقة للنصارى أن يأتوا بعد الصابئين كيف إنهم أهل كتاب ؟
نعم الصابؤن أقرب من النصارى لأنهم معذورون في عبادة النجوم والكواكب لأنها أمور غائبة عنهم ، لكن النصارى ليسوا معذورين في عبادة البشر ، لأنهم شاهدوهم وهم يأكلون ويشربون وينامون وأشياء أخرى ، وكل من يعبد البشر يكون مثل هؤلاء أبعد الناس عن الحق .
ومع ذلك فلم تحدث مساواة بين اليهود ( وهم موحدون مثل المؤمنين ) وبين المؤمنين ،
لذلك فإن معنى الآية:
إن الذين آمنوا وكذلك الذين هادوا والصابؤن والنصارى ، لقد تمت المغايرة بعد الذين آمنوا مباشرة .
لكن..
ألا يمكن الاعتراض بآية:
(( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ )) [المائدة : 82] ؟؟
لا يمكن !!
لماذا؟؟
لأن القرآن هنا ركز على العداوة والمودة ولم يركز على الاعتقاد ولذلك لم يستخدم هنا.
ولماذا قال هنا الذين قالوا إنا نصارى ولم يقل النصارى مباشرة؟؟
لأنه سبحانه لا يتحدث عن كل النصارى لأن أغلبهم يحقدون على الإسلام تماما مثل اليهود هو هنا يتحدث عن طائفة منهم ذكر ملامحهم بعده مباشرة تعبير الذين هادوا - الذي استخدمه في سورة البقرة - ولكن
قال اليهود فتأمل الفروق . وبذلك يتضح أن الآية التى استغلوها انقلبت ضدهم وهذا وعد الله لنا ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله.
موقع صيد الفوائد
الجنين ونشأة الإنسان بين العلم والقرآن
( د . شريف كف الغزال - بريطانيا )
4 حزيران 2002
مقدمة تاريخية:
منذ أن لخص أرسطو النظريات السائدة في عصره والمتعلقة بتخلق الجنين، استمر الجدل بين أنصار نظرية الجنين الكامل القزم الموجود في ماء الرجل وبين أنصار نظرية الجنين الكامل القزم الذي يتخلق من انعقاد دم الحيض لدى المرأة . لقد تصور معظمهم أن الإنسان مختزل في الحبة المنوية فرسم له العلماء صورة وتخيلوا أنه يوجد كاملا في النطفة المنوية غير أنه ينمو وكبر في الرحم كالشجرة الصغيرة ، كما اعتقد ليوناردو دافنشي Leonardo da Vinci في القرن الخامس عشر وكذلك هارتسوكر Hartsoeker في القرن السابع عشر ، ولم يتنبّه أحد من الفريقين إلى أن كلاً من حوين الرجل وبويضة المرأة يساهمان في تكوين الجنين، وهو ما قال به العالم الإيطالي "سبالانزاني" Spallanzaniسنة 1775م . وفي عام 1783 تمكن"فان بندن" Van Beneden من إثبات هذه المقولة وهكذا تخلت البشرية عن فكرة الجنين القزم. كما أثبت "بوفري" Boveri بين عامي 1888 و 1909 بأن الكروموسومات تنقسم وتحمل خصائص وراثية مختلفة، واستطاع "مورجان" Morgan عام 1912 أن يحدد دور الجينات في الوراثة وأنها موجودة في مناطق خاصة من الكروموسومات.
وهكذا يتجلى لنا أن الإنسانية لم تعرف أن الجنين يتكون من اختلاط نطفة الذكر وبويضة الأنثى إلا في القرن الثامن عشر، ولم يتأكد لها ذلك إلا في بداية القرن العشرين.
بينما نجد القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة قد أكدا بصورة علمية دقيقة أن الإنسان إنما خُلق من نطفة مختلطة سماها "النطفة الأمشاج" فقال تعالى في سورة الإنسان ( إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا) (الإنسان:2). وقد أجمع أهل التفسير على أن الأمشاج هي الأخلاط، وهو اختلاط ماء الرجل بماء المرأة. والحديث الشريف يؤكد هذا عندما أخرج الإمام أحمد في مسنده أن يهودياً مر بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يحدث أصحابه فقالت له قريش: يا يهودي، إن هذا يزعم أنه نبي فقال: لأسألنه عن شيء لا يعلمه إلا نبي، فقال: يا محمد، مِمَّ يُخلق الإنسان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا يهودي، من كلٍّ يخلق: من نطفة الرجل ومن نطفة المرأة، فقال اليهودي: هكذا كان يقول مَن قبلك" (أي من الأنبياء).
وفي السطور القادمة سنتحدث عن الأطوار الجنينية كما ذكرها البيان القرآني ونلقي ضوءاً على الحقائق العلمية الثابتة في كل طور من الاطوار :
النطفة : Sperm
الحقائق العلمية: تتشكل النطاف في الخصية والتي تتكون بدورها كما أثبت علم الأجنة من خلايا تقع أسفل الكليتين في الظهر ثم تنزل إلى أسفل البطن في الأسابيع الأخيرة من الحمل . ومني الرجل يحتوي بشكل رئيسي على المكونات التالية : الحيوانات المنوية (النطاف Sperms) التي يجب أن تكون متدفقة ومتحركة حتى يحدث الإخصاب، ومادة البروستاغلاندينProstaglandin التي تسبب تقلصات في الرحم مما يساعد على نقل الحيوانات المنوية إلى موقع الإخصاب. ومع أن مئات الملايين (500-600 مليون) من النطاف تدخل عبر المهبل إلى عنق الرحم غير أن نطفة واحدة هي التي تلقح البويضة ، قاطعة مسافة طويلة جداً لتصل إلى مكان الإخصاب في قناة فالوب الرحمية Uterine Tube التي تصل المبيض بالرحم ، تلك المسافة المحفوفة بكثير من العوائق تعادل ما يمكن تشبيهه بالمسافة التي يقطعها الإنسان ليصل إلى القمر ! ويحدث عقب الإلقاح مباشرة تغير سريع في غشاء البويضة مما يمنع دخول بقية الحيوانات المنوية .إن النطفة تحتوي على 23 كروموسوم (صبغي) ، منها كروموسوم واحد لتحديد الجنس وقد يكون (Y ) أو (X) أما البويضة فالكروموسوم الجنسي فيها هو دائماً (X)، فإن التحمت نطفة (Y) مع البويضة (X) فالبويضة الملقحةZygote ستكون ذكراً (XY)، أما إذا التحمت نطفة (X) مع البويضة (X) فالجنين القادم سيكون أنثى (XX)، فالذي سيحدد الجنس إذاً هو النطفة وليس البويضة . بعد حوالي 5 ساعات على تكون البويضة الملقحة وهي الخلية الإنسانية الأولية الحاوية على 46 كروموسوم تتقدر الصفات الوراثية التي ستسود في المخلوق الجديد والصفات التي ستتنحى فلا تظهر عليه بل يمكنها أن تظهر في بعض أولاده أو أحفاده (مرحلة البرمجة الجنينية) ، بعد ذلك تنقسم البويضة الملقحة انقسامات سريعة دون تغير في حجمها متحركة من قناة فالوب (الواصلة بين المبيض والرحم) باتجاه الرحم حيث تنغرس فيه كما تنغرس البذرة في التربة .
والرحم هو مكان تطور ونمو الجنين قبل أن يخرج طفلاً كامل الخلقة وسويّ التكوين. ويتميزالرحم بأنه مكان آمن للقيام بهذه الوظيفة وذلك للأسباب التالية:
1- موضع الرحم في حوض المرأة العظمي ، وهو محمي أيضاً بأربطة وصفاقات تمسك الرحم من جوانبه وتسمح له أيضاً بالحركة والنمو حتى أن حجمه يتضاعف مئات المرات في نهاية الحمل .
2- عضلات الحوض والعجان تحفظ الرحم في مكانه.
3- ويساهم في استقرار الرحم إفراز هرمون الحمل (البروجسترون) الذي يجعل انقباضات الرحم بطيئة .
4- كما أن الجنين داخل الرحم محاط بأغشية مختلفة تنتج سائلاً أمنيوسياً يسبح فيه الجنين ويمنع عنه تأثير الرضوض الخارجية .
تستمر مرحلة الإلقاح ووصول البويضة الملقحة إلى الرحم حوالي 6 أيام ويستمر انغراسها ونموها في جدار الرحم حتي اليوم 15 حيث تبدأ مرحلة العلقة.
تأملات قرآنية وتعليقات:إن "النطفة" لغوياً هي القليل من الماء أو قطرة الماء ، وهذا يطابق ماء الرجل الذي يحوي الحيوانات المنوية كجزء منه . والحيوان المنوي ينسل من الماء المهين (المني) وشكل الحيوان المنوي (النطفة) كالسمكة الطويلة الذيل (وهذا أحد معاني لفظة سلالة) . يقول تعالى ( الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ . ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ ) (السجدة :7-8) . ويقول أيضاً مبيناً دور النطفة في الخلق ( فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِماَ خُلِقَ. خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ) (الطارق 5-6) ، ويقول: ( خَلَقَ الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ ) (النحل : 4). ويؤكد البيان الإلهي أن صفات الإنسان تتقرر وتتقدر وهو نطفة ولذلك قال تعالى ( قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ . مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ . مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ ) ( عبس17-19) .
والنطفة الأمشاج في قوله تعالى (إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ) (الإنسان:2) تعبر عن هذا اللإعجاز ، فلغوياً هي نطفة (صغيرة كالقطرة) مفردة ، ولكن تركيبها مؤلف من أخلاط مجتمعة (أمشاج) وهذا يطابق الملاحظة العلمية حيث أن البويضة الملقحة بالحيوان المنوي هي على شكل قطرة وهي في نفس الوقت خليط من كروموسومات نطفة الرجل وكروموسومات البويضة الأنثوية
هل تصور أحد من البشر أن نطفة الرجل حال الإمناء يتقرر مصيرها وما يخرج منها ذكرا كان أو أنثى ؟! هل يخطر هذا بالبال ؟! لكن القرآن يقول ( وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَىِ . من نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى) ) النجم 45-46 ) حال إمنائة إذا أمنى .. وقد قدر ما سيكون الجنين ذكرا أو أنثى !! من أخبر محمدا أن النطفة بأحد نوعيها (X) أو Y)) هي المسؤولة عن تحديد جنس الجنين ؟ هذه لم تعرف إلا بعد إكتشاف المايكروسكوب الإلكتروني في القرن الماضي !! حيث عرفوا أن الذكورة والأنوثة تتقرر في النطفة وليس في البويضة ، يعني كنا في أوائل القرن العشرين وكانت البشرية بأجمعها لا تعلم أن الذكورة والأنوثة مقررة في النطفة لكن القرآن الذي نزل قبل أربعة عشر قرنا يقرر هذا في غاية الوضوح! وثمة لفتة طريفة ، حيث ذكرنا سابقاً أن النطاف تتكون في الخصية والتي تتشكل بدورها كما أثبت علم الأجنة من خلايا تقع أسفل الكليتين في الظهر ثم تنزل إلى الأسفل في مراحل الحمل الأخيرة وهذا تأكيد لقوله تعالى ( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم ) (الأعراف 172) وهذه إشارة واضحة إلى أن أصل الذرية هي منطقة الظهر حيث مكان تشكل الخصية الجنيني ، فسبحان الله أعلم العالمين.وأخيراً كما ذكرنا أن الرحم يعتبر مقراً آمناً (ومكيناً) لنمو الجنين وحمايته لأسباب كنا قد تحدثنا عنها سابقاً نجد أن القرآن الكريم يذكر ذلك ويؤكده منذ أكثر من 14 قرناً حيث يقول تعالى ( فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ . إِلَى قَدَرٍ مَّعْلُومٍ . فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ ) ( المرسلات :21-23) . صدق الله العظيم .
العلقة : الحقائق العلمية: يبدأ طور العلقة في اليوم 15 وينتهي في اليوم 23 أو 24 حيث يتكامل بالتدريج ليبدو الجنين على شكل الدودة العلقةالتي تعيش في الماء ، ويتعلق في جدار الرحم بحبل السرة وتتكون الدماء داخل الأوعية الدموية على شكل جزر مغلقة تجعل الدم غير متحرك في الأوعية الدموية معطية إياه مظهر الدم المتجمد .وبالرغم من أن طبيعة الجسم البشريّ هي أن يطرد أيّ جسم خارجي فإن الرحم لا يرفض العلقة المنزرعة في جداره على الرغم من أن نصف مكوناتها ومورثاتها هو من مصدر خارجي (الأب) وهذا مرده حسب بعض التفسيرات أن منطقة خلايا Syncitia بالعلقة لايوجد بها مولدات ضد Antigens .يجدر بالذكر هنا أن الشريط الأولي Primitive Streak هو أول مايخلق في الجنين في اليوم 14 أو 15 ثم تظهر فيه العقدة الأولية Primitive Node ، ومن هذا الشريط تتكون الخلايا الأم Stem cells ومصادر الأنسجة الرئيسية Mesoderm, Ectoderm, Endoderm التي سوف تشكل أعضاء وأنسجة الجسم المختلفة ، وفي نهاية الأسبوع 3 يضمر الشريط الأولي ويتوضع ما يتبقى منه في المنطقة العجزية - العصعصية Sacrococcygeal region بنهاية ذيل العمود الفقري مبقياً على بقايا للخلايا الأم في هذه المنطقة ، حتى أن بعض أورام المنطقة العصعصية والتي تسمى ( الورم متعدد الأنسجة أو الورم العجائبي Teratroma)) يمكنها أن تحوي أنسجة مختلفة (عضلات، جلد، غضروف ، عظم وأحياناً أسنان أيضاً) بخلاف الأورام التي تنشأ في مناطق أخرى والتي تكون على حساب نسيج واحد محدد .
تأملات من القرآن والسنة:تستغرق عملية التحول من نطفة إلى علقة أكثر من 10 أيام حتى تلتصق النطفة الأمشاج (البيضة الملقحة) بالمشيمة البدائية بواسطة ساق موصلة تصبح فيما بعد الحبل السري ولهذا استعمل البيان القرآني حرف العطف (ثم) في الآية الكريمة (ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً) (سورة المؤمنون14) الذي يفيد التتابع مع التراخي .
والعلقة لغوياً لها معاني عدة :1- الدودة العلقة Leech التي تعيش في البرك وتمتص دماء الكائنات الأخرى.2- شيء متعلق بغيره.3ـ الدم المتخثر أو المتجمد . وهذه المعاني جميعاً منطبقة تماماً على واقع الجنين البشري بعد انغراسه في جدار الرحم فهو يبدو على شكل دودة العلق ( Leech ) وهو متعلق أيضاً بجدار الرحمً عن طريق حبل السرة ، و تنشأ بداخله الأوعية الدموية على شكل شبكة جزر مغلقة معطية إياه مظهرعلقة الدم المتجمد.
ثم يتم التحول سريعاً من علقة إلى مضغة خلال يومين (من اليوم 24 إلى اليوم 26) لهذا وصف القرآن هذا التحول السريع باستخدام حرف العطف (ف) الذي يفيد التتابع السريع للأحداث (ً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً) (سورة المؤمنون14) . إذاً حتى استعمال حروف العطف المختلفة كانت له دلالات بيانية إعجازية عكست اختلاف المراحل الجنينية .
وطور العلقة هو الطور الثاني إذاً من أطوار المراحل الجنينية وقد ذكر في القرآن في مواضع عديدة ، قال تعالى (أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى . ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى . فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى) (القيامة: 37-39) وقال في سورة سميت بسورة العلق ( خلق الإنسان من علق ) (العلق 2) .
وعودة على موضوع الشريط الأولي الذي هو أول مايخلق في الجنين ومن هذا الشريط تتكون الخلايا الأم وأعضاء وأنسجة الجسم المختلفة وفي نهاية الأسبوع 3 يضمر الشريط الأولي ويتوضع ما يتبقى منه في المنطقة العصعصية بنهاية ذيل العمود الفقري مبقياً على بقايا للخلايا الأم في هذه المنطقة ، وهذا مصداق لقول الرسول (ص) كما روى عنه أبو هريرة في مسند أحمد ( كل ابن آدم يبلى ويأكله التراب إلاّ عجب الذنب ، منه خُلق وفيه يُركب) فالخلايا التي تشكل أنسجة وأعضاء الجسم تتوضع في "عجب الذنب" أي العظم العصعصي ومنها يخلق الإنسان ، صدق رسول الله !
وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال هام : لماذا تعرض الرسول (صلى الله عليه وسلم) لقضية علمية في زمن لم يكن لمخلوق علم بها ؟ ومن أين جاء بهذا العلم لو لم يكن موصولاً بالوحي ومعلماً من قبل خالق السماوات والأرض ؟
وللإجابة على ذلك نقول بأن الله تعالى يعلم بعلمه المحيط أن الإنسان سوف يصل في يوم من الأيام إلى معرفة مراحل الجنين وسوف يتعرف على دور الشريط الأولي ، فألهم خاتم أنبيائه النطق بهذه الحقيقة ليبقى فيها من الشهادات على صدق نبوته ورسالته ما يكون ملائماً لكل زمان وعصر.
المضغة: الحقائق العلمية: يتحول الجنين من طور العلقة إلى بداية طور المضغة ابتداءً من اليوم 24 إلى اليوم 26 وهي فترة وجيزة إذا ما قورنت بفترة تحول النطفة إلى علقة.يبدأ هذا الطور بظهور الكتل البدنية (Somites) في اليوم الرابع والعشرين أو الخامس والعشرين في أعلى اللوح الجنيني، ثم يتوالى ظهور هذه الكتل بالتدريج في مؤخرة الجنين. وفي اليوم الثامن والعشرين يتكون الجنين من عدة فلقات تظهر بينها آخاديد مما يجعل شكل الجنين شبيهاً بالعلكة الممضوغة ، ويدور الجنين ويتقلب في جوف الرحم خلال هذا الطور الذي ينتهي بنهاية الأسبوع السادس.ويجدر بالذكر ان مرحلة المضغة تبدأ بطور يتميز بنمو و زيادة في حجم الخلايا بأعداد كبيرة أي تكون المضغة كقطعة من اللحم لاتركيب مميز لها وبعد أيام قليلة يبدأ الطور الثاني وهو طور التشكيل (التخلق) حيث يبدأ ظهور بعض الأعضاء ، كالعينين واللسان (في الأسبوع 4) والشفتين (الأسبوع 5) ولكن لا تتضح المعالم إلاّ في نهاية الأسبوع 8 . وتظهر نتوءات الأطراف (اليدين والساقين) في هذا الطور.
تأملات من القرآن والسنة :لغوياً تعني "المضغة" المادة التي لاكتها الأسنان ومضغتها ، وهي تعطي وصفاً دقيقاً لواقع هذه المرحلة الجنينية حيث يصبح شكل الجنين مثل المادة الممضوغة التي يتغير شكلها باستمرار وحيث تظهر فلقات الكتل البدنية (Somites) في الجنين واختلافها يشبه شكل "طبع الأسنان" على اللقمة (الشكل 11)، كذلك يدور الجنين ويتقلب في جوف الرحم كتقلب القطعة الممضوغة في الفم.يأتي طور المضغة بعد طور العلقة وهذا الترتيب يطابق ما ورد في الآية الكريمة: (فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً) (المؤمنون: 14).
من صفات المضغة أنها تستطيل ويتغير شكلها عند مضغها وهذا ما يحصل تماماً للجنين في هذه المرحلة . وكما ذكرنا فللمضغة طور باكر قبل تشكل وتخلق الأعضاء وطور آخر بعد بدء تشكل الأعضاء كما قال البيان القرآني ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى.) ( الحج :5) ، إذاً هناك طورين للمضغة: المضغة غير المخلقة والمضغة المخلقة ، وينتهي هذا الطور بشقيه في الأسبوع 6 (أي بعد 40 يوم) وقد أخرج مسلم في صحيحه عن عبد الله بن مسعود قال : حدثنا رسول الله صلى اللهم عليه وسلم وهو الصادق المصدوق (إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها) .
ولفتة أخرى أيضاً: وهي أن بعض الأعضاء تتخلق قبل غيرها، فالعينان واللسان (الأسبوع 4) تتخلق قبل الشفتين (الأسبوع 5)، والبيان القرآني يقدم العينين واللسان قبل الشفتين (ألم نجعل له عينين ولساناً وشفتين ) (سورة البلد). من قال لمحمد صلى الله عليه وسلم عن كل هذه الحقائق ؟ هل كان عنده أجهزة تشريح وقياسات ومايكروسكوبات ليخبرنا عن أوصاف جنين لا يتجاوز طوله 1 سم ؟! إنه الله الواحد القهار .
طورالعظام: الحقائق العلمية:خلال الأسبوع 6 يبدأ الهيكل العظمي الغضروفي في الإنتشار في الجسم (الشكل 12) ولكن لا ترى في الجنين ملامح الصورة الآدمية حتى بداية الأسبوع 7 (الشكل 13) حيث يأخذ شكل الجنين شكل الهيكل العظمي. ويتم الإنتقال من شكل المضغة إلى بداية شكل الهيكل العظمي في فترة زمنية وجيزة خلال نهاية الاسبوع 6 وبداية الأسبوع 7 ، ويتميز هذا الطور بظهور الهيكل العظمي الذي يعطي الجنين مظهره الآدمي.
الشكل (13): اليوم 44 الشكل (12) : اليوم 42
تأملات من القرآن والسنة:
إن مصطلح العظام الذي أطلقه القرآن الكريم على هذا الطور هو المصطلح الذي يعبر عن هذه المرحلة من حياة الجنين تعبيراً دقيقاً يشمل المظهر الخارجي، وهو أهم تغيير في البناء الداخلي وما يصاحبه من علاقات جديدة بين أجزاء الجسم واستواء في مظهر الجنين ويتميز بوضوح عن طور المضغة الذي قبله، قال تعالى: ( فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) (المؤمنون: 14). وتكَوُّن العظام هو أبرز تكوين في هذا الطور حيث يتم الانتقال من شكل المضغة الذي لا ترى فيه ملامح الصورة الآدمية إلى بداية شكل الهيكل العظمي في فترة زمنية وجيزة لا تتجاوز أيام قليلة خلال نهاية الأسبوع 6 (ولهذا استعمل حرف العطف : ف الذي يفيد التتابع السريع) ، وهذا الهيكل العظمي هو الذي يعطي الجنين مظهره الآدمي بعد أن يكسى باللحم (العضلات) وتظهر العينان والشفتان والأنف وكون الرأس قد تمايز عن الجذع والأطراف ، وهذا مصداقاً لقول الرسول (ص) : ( إذا مرّ بالنطفة اثنان وأربعون ليلة بعث إليها ملكاً فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها ، ثم قال : يا ربّ أذكر أم أنثى ) صحيح مسـلم . بعد أن يمر على النطفة 42 ليلة ( 6 أسابيع) يبدأ التصوير فيها لأخذ الشكل الآدمي بظهور الهيكل العظمي الغضروفي، ثم تبدأ الأعضاء التناسلية الظاهرة بالظهور فيما بعد (الأسبوع 10) .
وفي الأسبوع السابع (الشكل 13) تبدأ الصورة الآدمية في الوضوح نظراً لبداية انتشار الهيكل العظمي، فيمثل هذا الأسبوع (ما بين اليوم 40 و45) الحد الفاصل ما بين المضغة والشكل الإنساني.
طورالعضلات (الكساء باللحم) : الحقائق العلمية: يتميّزهذا الطور بانتشار العضلات ( Muscles ) حول العظام وإحاطتها بها ، وبتمام كساء العظم باللحم تبدأ الصورة الآدمية بالإعتدال فترتبط أجزاء الجسم بعلاقات أكثر تناسقاً ، وبعد تمام تكوين العضلات يمكن للجنين أن يتحرك . تبدأ مرحلة تكوين العضلات في نهاية الأسبوع 7 (الشكل 14) وتستمر طوال الأسبوع 8 (الشكل 15) وتأتي عقب طور العظام مباشرةً وخلال فترة وجيزة .
تأملات قرآنية :تبدأ مرحلة كساء العظام باللحم في نهاية الأسبوع السابع وتستمر إلى نهاية الأسبوع الثامن، وتأتي عقب طور العظام كما بين ذلك القرآن الكريم في قوله تعالى ( فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا) (المؤمنون: 14).يتميز هذا الطور بانتشار العضلات حول العظام وإحاطتها بها كما يحيط الكساء بلابسه. وبتمام كساء العظام بالعضلات تبدأ الصورة الآدمية بالاعتدال (الشكل 15)، فترتبط أجزاء الجسم بعلاقات أكثر تناسقاً، وبعد تمام تكوين العضلات يمكن للجنين أن يبدأ بالتحرك.
ويعتبر هذا الطور الذي ينتهي بنهاية الأسبوع الثامن نهاية مرحلة التخلق، كما اصطلح علماء الأجنة على اعتبار نهاية الأسبوع الثامن نهاية لمرحلة الجنين الحُمَيل Embryo ثم تأتي بعدها مرحلة الجنين بالخاصة Foetus التي توافق مرحلة النشأة، كما جاء في قوله تعالى: (فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) (المؤمنون: 14)
طور النشأة :
الحقائق العلمية:
بنهاية الأسبوع 8 تبدأ مرحلة جديدة يحدث فيها عمليات هامة حيث يتسرّع معدل النمو مقارنة بالسابق وكذلك يتحوّل الجنين لخلق آخر، حيث تبدأ أحجام الرأس والجسم والأطراف في التوازن والإعتدال ما بين الأسبوع 9 و 12 . في الأسبوع 10 يبدأ ظهورالأعضاء التناسلية الخارجية ويتطور بناء الهيكل العظمي من عظام غضروفية لينة إلى عظام كلسية صلبة في الأسبوع 12 ، وتتمايزالأطراف والأصابع بنفس الأسبوع وكذلك يتحدد جنس الجنين بظهور الأعضاء التناسلية الخارجية بشكل أوضح.
و يزداد وزن الجنين بصورة ملحوظة و تتطور العضلات الإرادية وغير الإرادية كما تبدأ الحركات الإرادية في هذه المرحلة .وفي هذا الطور أيضاً تصبح الأعضاء والأجهزة مهيأة للقيام بوظائفها ويتم تهيئة الجنين للحياة خارج الرحم في الأسبوع 22 وتنتهي في الأسبوع 26 (أي بعد تمام الشهر السادس للحمل) عندما يصبح الجهاز التنفسي مؤهلاً للقيام بوظائفه ويصبح الجهاز العصبي مؤهلاً لضبط حرارة جسم الجنين. وهنا لا تنشأ أجهزة أو أعضاء جديدة بعد أن أصبحت كلها مؤهلة للعمل وبقوم الرحم بتوفير الغذاء والبيئة الملائمة لنمو الجنين حتى طور المخاض.
تأملات من البيان القرآني:يبدأ هذا الطور بعد مرحلة الكساء باللحم، أي من بداية الأسبوع التاسع، ويستغرق فترة زمنية (حوالي 3 أسابيع) يدل عليها استعمال حرف العطف (ثم) الذي يدل على فاصل زمني بين الكساء باللحم والنشأة خلقاً آخر، قال تعالى: (فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَر ) (المؤمنون: 14).بعد تطور الهيكل العظمي الغضروفي وكسوته بالعضلات وتمايز الرأس والأطراف يتحول الجنين للخلق الإنساني الواضح المتميز عن غيره من المخلوقات ( ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) (المؤمنون: 14).ففي خلال هذه المرحلة تتم عدة عمليات هامة في نمو الجنين تندرج بجلاء تحت الوصفين الذين جاءا في القرآن الكريم ويمكن بيانهما في ما يلي:
1- النشأة: ويتضح بجلاء في سرعة معدل النمو من الأسبوع التاسع مقارنة بما قبله من المراحل.
2- خلقاً آخر: هذا الوصف يتزامن مع الأول ويدل على أن الجنين الحُمَيل Embryo قد تحول في مرحلة النشأة إلى خلق آخر هوالجنين (بالخاصة) Foetus فتظهرالأطراف والأعضاء الخارجية وتتضح الأصابع والأعضاء التناسلية. يقول تعالى ( هوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاء لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) آل عمران 6 ). وثمة لفتة أخرى هنا حيث يقول سبحانه في سورة الزمر ( يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ) (الزمر6 ) مبيناً استمرار التطور الجنيني والتحول من مرحلة إلى أخرى وهذا كما بيناه سابقاً ، وكذلك أثبت علماء الأجنة أن الجنين يكون محاطاً أثناء مراحل تخلقه في الرحم بثلاث أغشية هي : 1- الغشاء الأمنيوسي (Amnion) الذي يحتوي على سائل يحيط بالجنين فيجعله في حالة سباحة مما يقيه من الرضوض التي يتلقاها الرحم وكذلك يسهل حركته لتسهيل وضعيته أثناء الولادة.
2- غشاء الكوريون (Chorion)
3- غشاء (Decidua)مع أن بعض العلماء الآخرين فسروا الظلمات الثلاث بالغشاء الأمنيوسي المحيط بالجنين ، وجدار الرحم وجدار البطن)، والله أعلم.
وكما مر معنا أن الجنين يصبح مهيأً للحياة خارج الرحم بعد تمام الشهر 6 ومن الطريف أن نلاحظ البيان القرآني قد ذكرفي سورة الأحقاف أن مرحلة الحمل والحضانة تستغرق 30 شهراً ( وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا ) (الأحقاف: 15)وفي سورة لقمان يذكر أن فترة الحضانة هي 24 شهراً ( وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ) (لقمان: 14) وبحساب بسيط نستنتج أن
البيان القرآني يقرر أن أقل فترة الحمل هي أيضاً 6 أشهر كما أوضحنا سابقاً، وقبل الأسبوع الثاني والعشرين الذي يبدأ
فبه هذا الطور يخرج الجنين سقطاً في معظم الأجنة، فتبارك الله أحسن الخالقين.
طور المخاض:بعد مرور تسعة أشهر قمرية (38 أسبوع) يكون الجنين قد أتم نموه في الرحم وحان موعد خروجه منه بعد انقضاء هذه الفترة المحددة ، يقول تعالى: (وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى) ( الحج :5) فالأجل مسمى ومحدد والفترة مقدرة معلومة ( فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ . إِلَى قَدَرٍ مَّعْلُومٍ . فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ ) (المرسلات :21-23).
وقبل التحدث عن أطوار المخاض يجدر بالذكر هنا التنويه إلى إشارات البيان القرآني حول فوائد التمر للمرأة الماخض حينما يذكر السيدة مريم واصفاً حالها: (فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا منسيّا . فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا . وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا . فَكُلِي وَاشْرَبِـي وَقَرِّي عَيْنًا ) (مريم 23-26) ، فقد ثبت علمياً وجود فوائد عديدة للتمر، من أهمها على سبيل المثال بالنسبة للمرأة الماخض : غنى التمر بالألياف مما يساعد على تجنب الإمساك فهو ملين طبيعي يساعدعلى إتمام الولادة ، واحتواء التمر على السكريات البسيطة (الغلوكوز) بنسبة تزيد على 70% وهي سهلة الإمتصاص والتمثيل يضمن توفير الطاقة اللازمة أثناء المخاض ، وهو غني بالأملاح وخاصة المغنيزيوم اللازم لفيزيولوجيا الخلايا والبوتاسيوم اللازم للعضلات وتقلصاتها وكذلك الحديد اللازم لإصلاح فقر الدم لدى الماخض ، وأخيراً يعتبر احتواء التمر على مادة تساعد على تنبيه تقلصات عضلة الرحم وزيادة انقباضاتها أثناء الولادة (وهذه المادة تشبه هرمون Oxytocin الذي تفرزه الغدة النخامية ) ، هذا بالإضافة إلى فوائد أخرى كثيرة للتمر لا مجال لذكرها هنا ، فسبحان الله العليّ القدير.
يتضمن طورالمخاض الذي ينتهي بالولادة 4 مراحل : 1- مرحلة توسع عنق الرحم وانقباض عضلة الرحم : ويحدث ذلك نتيجة عوامل عديدة منها الميكانيكية ومنها الهرمونية حيث يتم إفراز مجموعة من الهرمونات تساعد على بدء المخاض، ومن هذه الهرمونات :
(Prostaglandin, Corticotropin Releasing Hormon, Adreno Cortico Tropin, Corticol, Oxytocin, Estrogin)
تستغرق هذه المرحلة حوالي (7-12 ساعة) حيث يتهيأ عنق الرحم بتوسعه وتمدده لمرور الجنين.
2- مرحلة خروج الجنين : تستغرق مرحلة خروج الجنين هذه حوالي ( 30-50 دقيقة) وتبدأ بعد توسع عنق الرحم بشكل كاف ونتيجة انقباضات الرحم وتقلصاته المتتابعة يبدأ رأس الجنين بالخروج أولاً (الشكل 20) ، ومن اللافت للنظر أن قطر رأس الجنين قد يتجاوز12 سم وهذا يتجاوز ثلاثة أضعاف قطر القناة المهبلية في الحالة الطبيعية !
حين نرى هذا ونرى دور العديد من العوامل الهرمونية الذاتية المساعدة في خروج الجنين بالإضافة إلى تمدد أربطة الحوض وعضلاته لتيسير وتسهيل هذا الخروج نعلم حكمة قوله عز وجلّ : (ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ) (عبس: 20) فتبارك الله أحكم الحاكمين.
3 - مرحلة خروج المشيمة : وتشكل العلقة الدموية خلفها كما يبين (الشكل19) وهذه المرحلة تستمر حوالي15 دقيقة.
4- مرحلة انقباض الرحم : لتخفيف النزف الدموي بعد انتهاء عملية الولادة ، قد تستمر هذه المرحلة حوالي ساعتين .
وبعد الولادة وقطع الحبل السري (الشكل 21) الذي كان يعتمد عليه الجنين لتحصيل الغذاء من أمه طوال فترة الحمل يبدأ المولود مرحلة أخرى في محطة جديدة من حياته !
خاتمـــــــة:مما سبق من استعراض مفصل للآيات الكريمة والتحليل العلمي لمجمل المراحل الجنينية يتبين لنا أن هذه الآيات القرآنية تقدم وصفاً دقيقاً للمراحل الرئيسية التي يمر بها الجنين البشري أثناء تخلقه ونشأته حتى تتم الولادة ، ونلاحظ أن هذه التعبيرات القرآنية متطابقة تماماً لملاحظات علم الأجنة الحديث ومعبرة عن مظاهر التغيير الخارجي الناشئ عن حدوث التغيرات الداخلية بالإضافة لكونها تعبيرات مفهومة لذوي الخلفيات المتباينة من الناس ، في حين أن التعبيرات الحالية المستخدمة في علم الأجنة لوصف هذه المراحل لا تبرز الصفات المميزة للجنين في كل مرحلة حيث يستخدم الترقيم العددي دون إشارة إلى أي وصف ، وهذا يثبت إعجازاً رائعاً من أوجه الإعجاز القرآني لا يأتي إلا عن علم شامل من الله العليم الخبير وقد أيّد ذلك أخصائي علم الأجنة البروفسور كيث مور وغيره أيضاً من العلماء غير المسلمين .
وفي العصر الذي تنزّل فيه القرآن مخبراً عن مراحل التخلق البشري بمصطلحات دقيقة تنطبق مع قواعد المعرفة الحديثة ومثبتاً أن تخلق الجنين وتطوره يتم على مراحل وأطوار حيث يقول تعالى ( مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا .وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا )( نوح) ، كان علماء التشريح غير المسلمين في ذلك الوقت يعتقدون أنّ الإنسان يتخلق من دم الحيض ، وحتى أنهم في القرن 17 كانوا يعتقدون أن الجنين يتخلق بكامله من نطفة الرجل ثم يبدأ بالكبر بعد دخوله الرحم ، فتصوروا أن الإنسان بذرة (كالنبتة الصغيرة) مختزل بكامله في هذه النطفة الصغيرة ! حتى جاء القرن 18 وأثبت المايكروسكوب أن النطفة والبويضة ضروريان كلاهما للحمل، وهذا بعد قرون عديدة مما ذكره القرآن الكريم، فتبارك الله أحسن الخالقين وسبحانه القائل : ( وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا) (النمل: 93) وقوله ( سنريهم آياتنا في الآفاق و في أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ) ( فصلت 53) صدق الله العظيم.أنتهى [1]
يقول الكاتب:ولسبب ما يقول القرآن عن المني أنه ماء مهين بعد أن كان ماءً دافقاً. ففي سورة السجدة ألآية 8 يقول: " ثم جعلنا نسله من سلالةٍ من ماء مهين". وفي سورة المرسلات، ألآية 20 يقول: " ألم نخلقكم من ماءٍ مهين". ولا أجد أي سبب يجعل المني مهين، لأنه لو كان المني مهين فإن الانسان الذي يُخلق منه يصير مهيناً كذلك، لأن الفرع يتبع ألاصل.
الجواب: لا شك أن هذا الكلام هو من مغالطات الكاتب وجهالاته التي لم تنقضي ،فإن سائر العقلاء يعلم أن المني هو كالمخاط ،والبزاق ،وسائر المستقذرات ،ولا تعظيم له في نفس أي إنسان سوي الطبع .وقياس الإنسان السوي العاقل ،على المني المستقذر في غاية الجهالة .فالرد على الكاتب يرجع فيها إلى العقلاء قاطبة من المسلمين وغير المسلمين .
ولولا ما آل إليه الإنسان من عقل وروح ،ماكان له قيمة .فأي تعظيم للمني لولا أنه آل إلى مخلوق سوي .وبهذا وبما سبق أيه الأحبة القراء علمنا مبلغ عقل الكاتب ومدى فهمه ووزنه للأمور.
________________________________________
===============================================================الأرض
بعد أن فشل الكاتب في إثبات التناقض بين القرآن والعلم في وصف السماء أنتقل إلى الأرض فلننظرهل استطاع ذلك،أم خاب كالعادة؟
قال الكاتب:واذا نظرنا الى خلق الارض، نجد في سورة الحجر، الاية التاسعة عشر:" والارض مددناها والقينا فيها رواسي وانبتنا فيها من كل شئ موزون " ...إلى أن قال:ونفهم من العرض الذي سبق ان الارض مسطحة واراد الله ان يحفظ توازنها فالقى بها جبالاً ليمنعها ان تنقلب بنا. وهذه الفكرة قديمة قدم التاريخ
الجواب: يوهم الكاتب أن العلماء الأمة الإسلامية في القديم متفقون على أن الأرض ليست كروية وهذا كلام باطل لأنه ليس في النصوص الشرعية مايدل قطعاً على كروية الأرض، ولا عدم كرويتها .بل الأدلة في ذلك اجتهادية لأن مدار التكليف ليس على الإيمان بأن الأرض كرة أو غير كرة . فإذا فهمنا ذلك فإليك النقول عن بعض علماء الأمة الذين صرحوا بكروية الأرض في تفاسيرهم قال الإمام الرازي في تفسيره لسورة الغاشية : في قوله تعالى{وإلى الأرض كيف سطحت } سطحاً بتمهيد وتوطئة ، فهي مهاد للمتقلب عليها ، ومن الناس من استدل بهذا على أن الأرض ليست بكرة وهو ضعيف ، لأن الكرة إذا كانت في غاية العظمة يكون كل قطعة منها كالسطح.
وقال في تفسير سورة الكهف عند قوله تعالى {حتى إذا بلغ مغرب الشمس
..} البحث الثاني : أنه ثبت بالدليل أن الأرض كرة وأن السماء محيطة بها ، ولا شك أن الشمس في الفلك.أنتهى.
ونقل عنه الإمام ابن عادل الحنبلي في تفسيره مؤيداً له ما نصه: قال ابن الخطيب (الرازي): وهذا القول إنما يتم إذا قلنا : الأرض مسطحة لا كرة وأصحاب هذا القول ، احتجوا عليه بقوله تعالى : { والأرض بعد ذلك دحاها }
[ النازعات : 30 ] وهو مشكل من وجهين :
الأول : أنه ثبت بالدليل أن الأرض كرة ، فإن قالوا : قوله تعالى : مد الأرض ينافي كونها كرة .قلنا : لا نسلم؛ لأن الأرض جسم عظيم ، والكرة إذا كانت في غاية الكبر كان كل قطعة منها تشاهد كالسطح ..أنتهى المراد.
وقال الألوسي في تفسيره: { كيف سطحت } سطحاً بتوطئة وتمهيد وتسوية وتوطيد حسبما يقتضيه صلاح أمور أهلها ولا ينافي ذلك القول بأنها قريبة من الكرة الحقيقية لمكان عظمها.
وقال النيسابوري في تفسيره: { كيف سطحت } وليس في السطح دلالة على عدم كرية الأرض لأنها في النظر مسطحة وقد تكون في الحقيقة كرة إلا أنها لعظمها لا تدرك كريتها .أنتهى
والخلاصة :أنه لا منافاة بين كون الأرض مسطحة للمعاش والسير فيها ،وكونها كروية الخلقة والشكل ،لأن الكرة إذا كانت في غاية العظمة يكون كل قطعة منها كالسطح.كما بين العلماء من قديم الزمن فيما نقلت بعاليه .
قال الكاتب:وفي سورة الكهف عندما يتحدث القرآن عن ذي القرنين في الآية 86: " حتى اذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوماً قلنا يا ذا القرنين اما ان تعذب واما ان تتخذ منهم حسناً ". فهذا هو ذو القرنين مشى في الارض حتى بلغ مغرب الشمس ووجدها تغرب في عينٍ حمئة. ...ولكن لان الارض في نظرهم مسطحة، وصل ذو القرنين آخرها ووجد الشمس تغرب في طين اسود.
الجواب:أولاً: المعنى أنه أراد بلوغ المغرب فأتبع سبباً يوصله إليه حتى بلغه.
ثانياً: تأويل قوله تعالى { تغرب فى عين حمئة } أن ذا القرنين لما بلغ موضعها في المغرب ولم يبق بعده شيء من العمارات وجد الشمس كأنها تغرب في عين مظلمة وإن لم تكن كذلك في الحقيقة كما أن راكب البحر يرى الشمس كأنها تغيب في البحر إذا لم ير الشط.وهذا ماذكره الإمام الرازي في تفسيره. حتى أنه قال : قال أهل الأخبار : إن الشمس تغيب في عين كثيرة الماء والحمأة وهذا في غاية البعد ، وذلك لأنا إذا رصدنا كسوفاً قمرياً فإذا اعتبرناه ورأينا أن المغربيين قالوا : حصل هذا الكسوف في أول الليل ورأينا المشرقيين قالوا : حصل في أول النهار فعلمنا أن أول الليل عند أهل المغرب هو أول النهار الثاني عند أهل المشرق بل ذلك الوقت الذي هو أول الليل عندنا فهو وقت العصر في بلد ووقت الظهر في بلد آخر ، ووقت الضحوة في بلد ثالث . ووقت طلوع الشمس في بلد رابع ، ونصف الليل في بلد خامس ، وإذا كانت هذه الأحوال معلومة بعد الاستقراء والاعتبار . وعلمنا أن الشمس طالعة ظاهرة في كل هذه الأوقات كان الذي يقال : إنها تغيب في الطين والحمأة كلاماً على خلاف اليقين وكلام الله تعالى مبرأ عن هذه التهمة ، فلم يبق إلا أن يصار إلى التأويل الذي ذكرناه .أنتهى كلامه.والرازي من علماء المسلمين في القرن السادس الهجري.فتأمل في أهتمام علماء المسلمين بالعلم واحترامهم له .قبل أن يوجد ماركس وغيره من الملاحدة.وبه يتبين لطالب الحق أن العلماء قد اجتهدوا وأن الآية ليس فيها قطع بقول دون الأخر ،ولكن لما كانت الدلائل الأخرى دالة على صحة أحد الأقوال دون غيره كان هو القول الصواب المعتمد ،فلا يلتفت لغيره .ولو كان الكاتب صاحب نقد سليم لاستعرض أقوال علماء الإسلام في المسألة ليعلم رأيهم بوضوح، ولكنه صاحب هوى يتتبع ما يخدم هواه ،وهذا ليس مسلك لطالب الحق أبداً. وبه تعلم أن القرآن الكريم منزه عن التناقض وأن للنصوص أئمة بينوا وجه الحق فيها .
قال الكاتب:وبمناسبة الحديث عن السماء، دعنا ننظر للآية 43 من سورة النور: " ألم تر ان الله يزجي سحاباً ثم يُؤلف بينه ثم يجعله ركاماً فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من بَرَد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء".ٍ.....إلى أن قال: ونحن نعرف الان ان ليس في السماء جبال من ثلج ينزل منها البَرَدُ او الجليد. والبَرَد هو عبارة
عن قطرات مطر تجمدت اثناء نزولها من السحاب لشدة برودة الطقس، وكذلك الجليد يتكون عندماء يكون الطقس بارداً ولكن اقل برودة من الطقس الذي يسبب البَرَد . فالعلم هنا ابعد ما يكون عن منطق القرآن.
الجواب: أولاً: قول الكاتب:( ونحن نعرف الآن أن ليس في السماء جبال من ثلج ينزل منها البَرَدُ او الجليد. والبَرَد هو عبارة عن قطرات مطر تجمدت اثناء نزولها من السحاب لشدة برودة الطقس ) يدل على جهل عظيم لأن العلم الحديث لا يقول بما يقول به الكاتب
أولاً: من المعلوم أن السحاب على أنواع .والذي يختص بنزول المطر والبرد منه نوع واحد فقط هو السحب الركامي الذي ألف الله بينه. يقول العلماء:هناك سحاب ركامي يصل إلى ارتفاعات شاهقة ويشتمل على قطرات ماء في القاعدة، وخليط من ماء شديد البرودة وحبات برد في الوسط، أما القمة فتسودها بللورات الثلج وهذا السحاب هو الذي تكون زخاته من الماء أو البرد أو كليهما ويحدث به برق ورعد وهو السحاب الركامى المزنى الذي يكون في شكل الجبال. ,وإليكم التفاصيل:تطور السحب الركامية:
1-التجميع: (ثم يؤلف بينه): من المعلوم أن سرعة السحب تكون أبطأ من سرعة الرياح المسيرة لها، وكلما كبر حجم السحابة كانت سرعتها أبطأ، وذلك بسبب تأثير قوى الإعاقة (Drag-Force) كذلك تقل سرعة الرياح عامة كلما اتجهنا إلى مناطق التجمع ،وعلى ذلك يؤدى العاملان السابق ذكرهما إلى أن قطع السحب تقترب من بعضها، ثم تتلاحم، وبالتالي نلاحظ تكاثف السحب كلما اقتربنا من مناطق التجميع .وقد لخص " أنش Anthes" وآخرون العمليات السابقة .
2-الركم: ( ثم يجعله ركاما): إذا التحمت سحابتان أو أكثر فإن تيار الهواء الصاعد داخل السحابة يزداد بصفة عامة، ويؤدى ذلك إلى جلب مزيد من بخار الماء، من أسفل قاعدة السحابة، والذي بدوره يزيد من الطاقة الكامنة للتكثف والتي تعمل على زيادة سرعة التيار الهوائي الصاعد دافعاً بمكونات السحابة إلى ارتفاعات أعلي، وتكون هذه التيارات أقوى ما يمكن في وسط السحابة، وتقل على الأطراف مما يؤدى إلى ركم هذه المكونات على جانبي السحابة، فتظهر كالنافورة أو البركان الثائر، الذي تتراكم حممه على الجوانب وقد أثبتت الشواهد أن التحام السحب (Cloud - merger) يؤدى إلى زيادة كبيرة في الركم وبالتالي إلى زيادة سمك السحاب وأن تجمعاً من الدرجة الأولى(First - order merger) يؤدى إلى عشرة أضعاف المطر المنتظر وتجميعاً من الدرجة الثانية(Scond- order merger) يؤدى إلى مائة ضعف من كمية الأمطار المتوقعة بدون أي تجميع للسحب.
وإجمالاً فإن تجميع قطع السحب يؤدى إلى زيادة ركمه وبالتالي إلى زيادة سمكه التي تدل على قوة هذا السحاب من ناحية أمطاره ورعده وبرقه بل نجد أن السحاب الذي نحن بصدده يسمى سحاباً ركامياً لأن عملية الركم في هذا النوع أساسية وتفرقة عن باقي أنواع السحاب. ومن المعلوم أن عملية سوق السحاب قد تستغرق بضع ساعات، بينما تستغرق عمليتا التجميع والركم أقل من ذلك (حوالي ساعة أو أقل). ومن المعلوم أيضاً أن من السحب الركامية ما يسمى بالركامى الساخن (ذو سمك صغير نسبياً) وأقل درجة حرارة داخل هذا السحاب أعلى من درجة التجمد. وهو بذلك السمك الصغير نسبياً أقرب شبهاً بالتلال لا الجبال وحرارته لا تسمح بتكون البرد وهذا النوع تتكون الأمطار فيه من قطرات الماء فقط، وليس به رعد وبرق.
وهناك سحاب ركامي يصل إلى ارتفاعات شاهقة ويشتمل على قطرات ماء في القاعدة، وخليط من ماء شديد البرودة وحبات برد في الوسط، أما القمة فتسودها بللورات الثلج وهذا السحاب هو الذي تكون زخاته من الماء أو البرد أو كليهما ويحدث به برق ورعد وهو السحاب الركامى المزنى الذي يكون في شكل الجبال.
الظواهر الجوية المصاحبة: الهطول (زخات من المطر أو البرد أو كليهما):
تتحرك السحب الركامية إلى ما شاء الله لها وعامل الركم والبناء مستمر طالما كانت تيارات الهواء الصاعدة قادرة على حمل مكونات السحاب من قطرات ماء، أو حبات برد وعندما تصبح الرياح الرأسية غير قادرة على حمل هذه المكونات تتوقف عملية الركم وتبدأ مكونات السحاب في الهبوط مباشرة إلى أسفل كمطر من ماء أو برد أو كليهما، وذلك حسب مكونات السحاب وتوزيع درجات الحرارة والرطوبة أسقل السحاب ويتكون البرد داخل السحاب بين درجتي حرارة: أقل من الصفر وحتى 40درجة-م).
وفي هذه المنطقة تكون هناك قطرات من ماء شديد البرودة (أقل من الصفر المئوي) وذلك لعدم كفاية نويات التثلج وهذه القطرات غير مستقرة بمعنى أنها تتجمد فور اصطدامها بأي جسم آخر. وفي حالة وجود تيار هوائي شديد صاعد داخل السحاب الركامى المزني ونتيجة اختلاف سرعات القطرات شديدة البردة تحدث تصادمات ينتج عنها تحول قطرات الماء شديدة البرودة إلى ثلج، يغطى حبات البرد، فتكبر وتستمر في الكبر حتى يثقل وزنها ولا يستطيع التيار الرأسي حملها فتهبط برداً وقد شوهدت حبات برد يصل حجمها إلى حجم البرتقالة وهذا يعنى: أنه في مثل هذه الحالات التي تكون فيها حبات البرد كبيرة فإن هذه السحب تحمل في طياتها دماراً عاما، خاصة الزراعة.ومن المعلوم كذلك أن نزول المطر من قاعدة السحاب يكون على شكل زخات خلال جزء من قاعدة السحاب في بداية الهطول،حيث يسود في نـهاية حياة السحاب في نهاية الهطول ثم زخات من معظم قاعدة السحاب تيار هابط. أنتهى .ما أردت نقله مختصراً. [1]
ثانياً:من أقوال المفسرين:قال الإمام ابن عادل في تفسيره: وقيل : المراد بالسماء هو الغيم المرتفع ، سمي بذلك لسموه وارتفاعه ، وأنه تعالى أنزل من الغيم الذي هو سماء البرد . وأراد بقوله : « من جبال » : السحاب العظام ، لأنها إذا عظمت شبهت بالجبال كما يقال : فلان يملك جبالاً من مال ، ووصف بذلك توسعاً .وذهبوا إلى أن البرد ماء جامد خلقه الله في السحاب ، ثم أنزل إلى الأرض .
وقال أبو السعود: (وينزل من السماء) من الغمام فإن كل ما علاك سماء (من جبال فيها) أي: من قطع عظام تشبه الجبال في العظم، كائنة فيها (من برد) مفعول ينزل على أن (من) تبعيضية والأوليان لابتداء الغاية على أن الثانية بدل اشتمال من الأولى بإعادة الجار أي ينزل مبتدئاً من السماء من جبال فيها بعض برد وقال من السماء من جبال فيها بعض برد، وقال الشوكانى بمثل ما قال .
وقال ابن الجوزى:(وينزل من السماء) مفعول الإنزال محذوف تقديره: وينزل من السماء من جبال فيها من برد برداً، فاستغنى عن ذكر المفعول للدلالة عليه و"من" الأولى لابتداء الغاية لأن ابتداء الانزال من السماء والثانية للتبعيض لأن الذي ينزله الله بعض تلك الجبال والثالثة لتبيين الجنس لأن جنس تلك الجبال جنس البرد).
وهذا الذي فهمه هؤلاء المفسرون هو ما كشف عنه العلم الحديث ،فلابد أن يكون السحاب في شكل جبلى يسمح بتكوين الثلج في المناطق العليا منه ويسمح بتكوين الماء الشديد البرودة الذي سيتحول إلى مزرعة للبرد عندما يشاء الله في المنطقة الوسطى من السحابة وإن البرد يتكون عندما تمكث نواة ثلجية لفترة زمنية كافية وتحتوى على ماء شديد البرودة (ماء درجة حرارته تحت الصفر حتى درجة -40درجةْم) وتحت هذه الظروف المواتية فإن البرد ينمو بتعدد اصطدامه مع قطرات الماء الشديد البرودة والتي تتجمد بمجرد ملامسته فلابد أن يكون في تلك السحابة شئ من برد (فيها من برد) ويكون المعنى والله اعلم وينزل من السماء برداً من جبال فيها شئ من برد والجبال هي: السحب الركامية التي تشبه الجبال وفيها شئ من برد وهي: تلك البذور الأولى للبرد. وهكذا فإنك إذا تأملت في الآية ستراها ترتب مراحل تكوين السحاب الركامي خطوة خطوة مشيرة إلى التدرج الزمني. وتتجلى أوجه الإعجاز المتعددة في هذه الآية الكريمة.كما في المقال المختصر بعاليه.فمن أخبر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بكل هذه الأمور ؟!إنه الله الذي بعثه للعالمين بشيراً ونذيراً.
قال الكاتب:والحقيقة ان المني لا يخرج من الظهر ولا من بين الصلب والترائب. فالمني يتكون في جهاز خاص به تحت مثانة البول، يسمى البروستاتة
الجواب: قال الدكتور :شريف كف الغزال : أن النطاف تتكون في الخصية والتي تتشكل بدورها كما أثبت علم الأجنة من خلايا تقع أسفل الكليتين في الظهر ثم تنزل إلى الأسفل في مراحل الحمل الأخيرة وهذا تأكيد لقوله تعالى ( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم ) (الأعراف 172) وهذه إشارة واضحة إلى أن أصل الذرية هي منطقة الظهر حيث مكان تشكل الخصية الجنيني ، فسبحان الله أعلم العالمين.أنتهى وقد أكثر الكاتب من المغالطات ،وزعم أن القرآن الكريم لا يوجد فيه إخبار إعجازي بما وصل إليه العلم الحديث في الأجنة .وحيث أنني غير متخصص في هذا المجال فسأنقل لكم وبالحرف عن أهل الاختصاص في ذلك .
==================================================================
الاخطاء التاريخية
قال الكاتب:هناك اخطاء تاريخية في القرآن تجعل القارئ يشك ان يكون القرآن منزّلاً من عند اله خلق كل شئ ويعلم تاريخ خلقه. فمثلاً، عندما يخاطب القرآن مريم ام عيسى، يقول لها: " يا اخت هارون".
والمقصود هارون اخي موسى. والخطأ واضح هنا، اذ ان الفرق الزمني بينهما اكثر من ألف وخمسمائة عام
الجواب:هذا من تخرصات الكاتب التي تتزايد .فمن اين له أن المقصود هو هارون عليه السلام ؟!بل الصريح في شريعة الإسلام أنه رجل أخر مسمى على اسمه كما في صحيح مسلم عن المغيرة بن شُعبة قال: لما قدمت نجران سألوني فقالوا انكم تقرءون { يا أخت هارون} وموسى قبل عيسى بكذا وكذا، فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سألته عن ذلك، فقال: (( إنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين قبلهم")) .والمشكلة أن الكاتب أطلع على
الحديث ولكنه لايريد الحقائق إنما يريد التضليل .
قال الكاتب:ونجد في سورة القصص الآية 38: " وقال فرعون يا ايها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فاوقد لي يا هامان على الطين فأجعل لي صرحاً لعلي اطلع الى إله موسى". وفي سورة غافر الآية 36 : " وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحاً لعلي ابلغ الاسباب". وهامان كان وزيرالملك اهاسورس " Ahasuerus " ملك فارس الذي حكم من الهند الي الحبشة، ولم يكن وزير فرعون.
الجواب:أولاً:يبدوا أن الكاتب يستحيل عنده التشابه في الأسماء ولذا فلا يوجد في العالم اسمين متشابهين ولا يوجد في الملوك ذلك .وهذا الكلام يكذبه التاريخ والواقع ،لأننا نجد في التاريخ زخماً هائلاً من الأسماء المتشابهة ،كما نجده في واقعنا كذلك ،فتحليل الكاتب فاقد لأبسط مبادى العلم والعقلانية ،وأنا ذكرت سابقاً أن الكاتب يستخف بعقول القراء وهذا والله ظاهر في كتابه.
ثانياً: أنقل نقلاً مختصراً عن موقع جامعة الإيمان حيث جاء في مقال بعنوان:هامان في القرآن الكريم :جاء ذكر هامان في ستة مواضع في كتاب الله,........من خلال هذه الآيات الكريمة يظهر لنا مقدار تلك الصلة الوثيقة والرابطة القوية بين هامان وفرعون, فقد ارتبط اسم هامان باسم فرعون في كل تلك الآيات.هامان في ضوء الاكتشافات التاريخية:لقد تجلت كثير من أمور التاريخ الفرعوني بعد الاكتشافات التاريخية والدراسات التي قامت بها الحملات العلمية, ومن ضمن تلك الاكتشافات,اكتشاف ما يسمى بحجر رشيد,وقد كان هذا الحجر مكتوباً عليه بثلاث لغات هي اللغة الهيروغليفية والديموقيطية واليونانية وبمساعدة اليونانية تم فك لغز الهيروغليفية من قبل شاملبيون ،وبعدها تم معرفة الكثير من تاريخ الفراعنة ومن خلال ترجمة نقش من النقوش المصرية القديمة تم الكشف عن اسم [ هامان].وهذا الاسم أشير إليه في لوح أثري في متحف هوف في فينا, وتوجد مجموعة أخرى من النقوش كشفت لنا أن هامان كان في زمن تواجد موسى في مصر قد رُقّي إلى أن أصبح مديراً لمشاريع الملك الأثرية, وقد كان هامان رفيق الصبا لفرعون [رمسيس الثاني ],كما جاء ذلك في كتاب:
Pharaoh Triumphant the life and times of Ramesses II K.A. Kitchen
ونسخته العربية [ رمسيس الثاني، فرعون المجد والانتصار، ترجمة د.أحمد زهير أمين ] ويذكر هذا المؤلف أن هامان ترقى وصار قائد المركبات الملكية وناظر الخيل, وهذا مصداق قوله تعالى:﴿وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُون﴾[القصص:6] فقد جاء في هذه الآية أن هامان كان له جنود يقودهم. ويواصل المؤلف ويقول أن هامان أصبح رسول الملك إلى كل البلاد الأجنبية, وأن هذا المنصب كان مقصوراً على كبار ضباط سلاح العربات الحربية . ويذكر موريس بوكاي أنه وجد اسم هامان في "قاموس أسماء الأشخاص في المملكة الجديدة Dictionary of Personal names of the New Kingdom هو القاموس المستند على مجموعة المعلومات المستقاة من الكتابات المصرية القديمة, وأن عمله هو رئيس عمال المقالع. [1](1)وقد شهد القرآن بذلك في قوله تعالى: ﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَاب﴾ [غافر:36 ] .
فطلب فرعون هذا العمل ـ وهو بناء الصرح ـ من هامان يدل على هذا العمل كان من مهام وزيره هامان .وجاء في قوله تعالى: ﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحاً لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾ [القصص:38 ], أن فرعون حدد لهامان مادة هذا البناء وهي الطين الموقود [المحروق ]وهو ما يسمى الآجر، وهذا يعتبر من الإعجاز التاريخي للقرآن الكريم فقد ظل الاعتقاد السائد عند المؤرخين أن الآجر لم يظهر في مصر القديمة قبل العصر الروماني وذلك حسب رأي بعض المؤرخين, وظل هذا هو رأي المؤرخين إلى أن عثر عالم الآثار بتري على كمية من الآجر المحروق بنيت به قبور ، وأقيمت به بعض من أسس المنشآت ، ترجع إلى عصور الفراعين رعمسيس الثاني ومرنبتاح وسيتي الثاني من الأسرة التاسعة عشر [1308 1184 ق. م ] وكان عثوره عليها في: "نبيشة " و" دفنه" غير بعيد من بي رعمسيس [ قنطير ] عاصمة هؤلاء الفراعين في شرق الدلتا [2] . من خلال ما سبق نرى الإعجاز التاريخي واضحاً جلياً في إخبار القرآن الكريم عن شخصية الوزير هامان, فأشارت الآيات إلى الصلة القوية والرابطة الوثيقة بين هامان وفرعون [رمسيس الثاني ] من اقتران اسم هامان باسم فرعون في كل المواضع التي جاء فيها ذكر هامان, وهذا مطابق للكشوف التاريخية التي تجعل من هامان رفيقاً لفرعون في صباه,ووزيراً له زمن توليه للملك.وأخبرت الآيات السابقة أن فرعون طلب من هامان أن يبني له صرحاً من الطين الموقود وهو الآجر, حتى يطّلع إلى إله موسى ـ تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ـ وكأن هذا العمل من مهام هامان, وفي ذلك مطابقة تامة لما كشفت عنه الدراسات التاريخية من أن هامان كان وزير البناء في مملكة فرعون, وأن الآجر كان معروفاً ومستخدماً في عمليات البناء آنذاك بخلاف ما كان يقوله المؤرخون قبل هذا الاكتشاف .
إعداد: عادل الصعدي مراجعة: علي عمر بلعجم.أنتهى
قال الكاتب:اما سليمان وداود فلم يذكر التاريخ اليهودي ان لهما كتب مثل التوراة او الزبور.
الجواب:التوراة أنزلت على موسى عليه السلام . والزبور على داود عليه السلام وكلاهما نبي من الأنبياء ولا وجه لجعل التوراة حكماً على القرآن ،لأننا نعتقد أن القرآن الكريم ناسخ لما قبله من الكتب السماوية ،لأن ما فيها من أحكام عقدية لم تبدل وتحرف فقد حواها القرآن الكريم ،وما كان مبدلاً ومحرفاً نتيجة انحراف علماء اليهود فقد بين القرآن الحق فيه .وقد بينت النصوص الإسلامية أن اليهود يحرفون الكلم عن مواضعه لفظاً ومعنى . وكانوا يؤذون الأنبياء ويفترون عليهم الكذب ،بل ويقتلون الأنبياء فإذا كان هذا حالهم فكيف تصلح حكماً على القرآن الكريم الذي لاتجد فيه أي شيء من هذه التطاولات
وإليك النقول التي تبين ذلك في التوراة المحرفة :
1ـ إتهامهم لسيدنا نوح عليه السلام بشرب الخمر و ظهور عورته ،فيقولون في سفر التكوين الفصل التاسع الآيات من( 20-25 ( وإبتدأ نوح يحرث الأرض و غرس كرما و شرب الخمر فسكر و تكشف داخل خبائه فرأى حام أبو كنعان سوءة أبيه فأخبر إخوته وهما خارجا فأخذ سام و يافث ردائه و جعلاه على منكبيهما و مشيا مستدبرين فغطيا سوءة أبيهما فلما أفاق نوح من خمره علم ما صنع به إبنه الصغير فقال ملعون كنعان عبدا يكون لعبيد إخوته.
2ـ إتهامهم لسيدنا لوط عليه السلام بشرب الخمر و الزنا ببناته و حملهن منه ، فيقولون في سفر التكوين الإصحاح التاسع عشر الآيات من( 30-38 (وصعد لوط من صوعر وأقام في الجبل هو و إبنتاه معه إذ خاف أن يقيم في صوعر فأقام في المغارة هو و إبنتاه فقالت الكبرى للصغرى إن أبانا قد شاخ وليس في الأرض رجل يدخل علينا على عادة أهل الأرض كلها ، تعالي نسقي أبانا خمرا و نضاجعه و نقيم من أبينا نسلا ، فسقتا أباهما خمرا تلك الليلة و جاءت الكبرى و ضاجعت أباها و لم يعلم بنيامها ولا قيامها.
3ـ كذبهم على هارون عليه السلام :قالوا في سفر الخروج الإصحاح الثاني و الثلاثين من 1-6 ( ورأى الشعب أن موسى قد تأخر في النزول من الجبل ،فإجتمع الشعب على هارون وقالوا له قم فإصنع آلهة تسير أمامنا ،فإن موسى ذلك الرجل الذي أصعدنا من أرض مصر لا نعلم ماذا أصابه فقال لهم هارون :إنزعوا حلقات الذهب التي في أذان نسائكم وبنيكم و بناتكم وأتوني بها ، فنزع كل الشعب حلقات الذهب التي في أذانهم وأتوا هارون بها ،فأخذها و صبها في قالب و صنعها عجلا مسبوكا فقالوا هذه آلهتك يا إسرائيل ، التي أصعدتك من أرض مصر فلما رأى هارون ذلك بنى مذبحا أمام العجل و نادى قائلا : غدا عيد للرب فكبروا في الغد وأصعدوا محرقات و قربوا الذبائح ، وجلس الشعب يأكل و يشرب ثم قام يلعب.
الخلاصة :هذه شواهد فقط وإلا فالأمر أكثر من ذلك .فهل مثل هؤلاء تجعلهم مرجعاً للحقائق .اما القرآن الكريم فأمرنا الله تعالى فيه أن لا نفرق في الإيمان بين رسول ورسول بل نؤمن بهم جميعاً ونحبهم ونجلهم .قال الله تعالى {إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض أولئك هم الكافرون حقاًواعتدنا للكافرين عذاباً مهينا}
وقال تعالى {وكم أرسلنا من نبي في الأولين. وما يأتيهم من نبي إلا كانوا به يستهزئون. فأهلكنا أشد منهم بطشا ومضى مثل الأولين}.
وقال جل جلاله {يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها}.فانظروا كم الفرق بين الأمتين .
قال الكاتب:وفي سورة يوسف، لما وجدوا صواع الملك في متاع بنيامين، اخي يوسف الصغير، يخبرنا القرآن في الآية 77 ان اخوته قالوا: " ان يسرق فقد سرق اخ له من قبل فأسّرها يوسف في نفسه". ويقول الطبري في تفسيره للآية: يقصدون يوسف وكان قد سرق من ابي امه صنماً من ذهب كان يعبده، فحطمه يوسف. وسفر التكوين، الاصحاح الحادي والثلاثين، الآية 19 يخبرنا ان السارق لم يكن يوسف وانما امه " راحيل Rachel " عندما سرقت تماثيل الذهب من بيت والدها قبل ان تغادره مع زوجها ايوب".
أولاً: فإن ابن جرير الطبري لم يقرر أي شيء من الأقوال كما يفهم من نقلك بل هو يحكي أقوال الناس في ذلك فقال رحمه الله:وقد اختلف أهل التأويل في"السرق" الذي وصفوا به يوسف.فقال بعضهم: كان صنماً لجده أبي أمه، كسره وألقاء على الطريق . *ذكر من قال ذلك: ....ثم بدأ بذكر القائل لذلك .
ومن الأقوال التي حكاها : حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج ، عن ابن جريج في قوله:(إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل) ، قال: كانت أم يوسف أمرت يوسف يسرق صنماً لخاله يعبده ، وكانت مسلمة.أنتهى .
ثانياً: ليس هناك أي دليل في القرآن أو السنة النبوية يدل على أنه سرق صنماً بالفعل ،وإنما ذكر اتهامهم لأخ لبنيامين سرق .فهو يذكر كلامهم فحسب وأشار إلى أن يوسف عليه السلام مكذب لهم فيما يصفون فقال تعالى {قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم قال أنتم شر مكاناًوالله أعلم بما تصفون} ولا نفهم من ذلك إلا أن يوسف عليه السلام يتعجب من كذبهم .وهذا قول للمفسرين ذكره الإمام ابن الجوزي رحمه الله في زاد المسير فقال: والسابع أنهم كذبوا عليه فيما نسبوه إليه قاله الحسن. أنتهى .وكل ما قيل في ذلك إنما هو اجتهادات فقط وأقربها إلى ظاهر الآية هو قول الحسن أنهم كذبوا عليه فهو مجرد تهمة كاذبة .
والخلاصة :تبين ثلاثة أمور :الأول:أن الطبري رحمه الله لم يقل ما نسبه الكاتب إليه وإنما حكاه عن غيره . وبه يتبين مدى تضليل الكاتب للقراء .
الثاني: أنه لايوجد في النصوص الشرعية ما يثبت أن يوسف عليه السلام ـ سرق صنماً في صغره بل هي حكايات للمفسرين وأقرب الأقوال للصواب هو قول الحسن الذي نقله ابن الجوزي .
وعليه فنقد الكاتب ليس له وجه لأنه يريد نقد الإسلام فكيف يتوجه بالنقد للطبري فهل الطبري أو غيره هو نبي الإسلام أو كتابه. فكيف والطبري لم يقرر شيئًا وإنما حكى الخلاف فقط.
الثالث:إن سرقت رحيل صنماً ، أو أمرت يوسف ـ عليه السلام ـ بسرقته ،أو فعله بنفسه فهو مما لا يهمنا شرعاً لأن الكتاب والسنة لم ينص عليه ولم يجمع المسلمون عليه ،وليس بقدحاً في يوسف ولا راحيل لأنه لو ثبت فهو من إزالة المنكرات .لكنه لم يثبت .فالأصل في ديننا أن أخبار بني اسرائيل التي لم تخالف شرعنا فلا نصدقها ولا نكذبها.
أخيراً: فلم أجد في بحث الكاتب أي نقد صحيح أو وجيه بل هو تخبطات عمياء ـ نسأل الله أن يهديه ـ .
====================================================================الاخطاء الحسابية
قال الكاتب:نجد في القرآن بعض الاخطاء الحسابية التي حاول العلماء المسلمون تفسيرها بشتى الوسائل. ففي سورة البقرة، الآية 233: " والوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين لمن اراد ان يتم الرضاعة". ولكن في سورة الاحقاف، الآية 15 نجد: " ووصينا الانسان بوالديه إحساناً حملته امه كُرهاً ووضعته كُرهاً، وحمله وفصاله
ثلاثون شهراً". فمن الواضح هنا ان مدة الرضاعة اقل من سنتين لان الحمل في العادة يكون تسعة اشهر، وبالتالي يكون الرضاع واحداً وعشرين شهراً، لنحصل على المجموع وهو ثلاثون شهراً، كما جاء في الاية الثانية.
الجواب:لا أخطاء أبداً :لأن الآية الأولى تتكلم عن الحمل والرضاعة الكاملة ،ولذا قال تعالى {حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة} فالفصال في هذه الآية محمول على المرتبة الكاملة المستحبة .واما الآية الأخرى فتكلمت عن أقل مدة.ومادام أن النصوص يمكن الجمع بينها فيحمل كل نص على معنى سائغ فلا وجه لأدعاء التعارض .
وقد اعتمد الصحابة على هذا الفهم،إذ روي أن رجلاً تزوج امرأةً فولدت لستة أشهر ، فهمَّ عثمان بن عفان رضي الله عنه بتطبيق حد الزنى عليها ظناً منه أن بداية حملها قبل الزواج : فقال علي رضي الله عنه : أما أنها لو خاصمتكم بكتاب الله لخصمتكم ، قال الله{وحَملُهُ وفصالهُ ثلاثونَ شهراً}
وقال {وفصاله في عامين} فلم يبق للحمل إلا ستة أشهر فبرئت المرأة .
وقد قرر الطب أن أقل مدة للحمل يمكن أن يبقى بعدها الجنين حياً إذا ولد بتمامها هي ستة أشهر ، أي (180) مئة وثمانون يوماً فالولادة قبلها تسمى إسقاطاً والجنين غير قابل للبقاء حياً ، والولادة بعدها وقبل تمام الحمل لتسعة أشهر أو (270) مئتين وسبعين يوماً تسمى خداجاً ، أو ولادة مبكرة ،والخديج قابل للبقاء حياً لكن الطب يوصي بعناية خاصة به . فالتشريع في هذه المسألة وضح الحالين ولم يبني على الغالب دون النادر ولا على النادر دون الغالب بل بين الحالتين.
والخلاصة :أن من الثابت شرعاًوطباً : وجود حالات من الولادة لستة أشهر .
ومن الثابت أن أغلب الحالات على تسعة أشهر . فلا منافة ولله الحمد.
قال الكاتب:: في سورة فُصلت، الآية 9 وما بعدها، فنجد: " قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين وتجعلون له انداداً ذلك رب العالمين. وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها اقواتها في اربعة ايام سواءً للسائلين. ثم استوى الى السماء وهي دخان فقال لها وللارض إئتيا طوعاً او كرهاً قالتا آتينا طائعين. فقضاهن سبع سموات في يومين واوحى في كل سماء امرها". فالمجموع هنا يصبح ثمانية ايام.
الجواب: لدينا احتمالان:الأولى:أنه المجموع هو:ثمانية ايام كما قال الكاتب.وهو مجرد احتمال.
الاحتمال الثاني:أن يكون الكلام عن خلق الأرض مستقل بخبر لوحده وهو يومين .والكلام في الشطر الثاني هو عن إجمالي الوقت الذي أكمل فيه ما يتعلق بالأرض.وسبب هذا الاحتمال هو أن الشطر الثاني مازال مرتبط بالأول لأنه قال تعالى( وجعل فيها ) فالضمير يعود على الأرض ولا زال الحديث متتابعاً .
وهو كقول الإنسان كتبت السيرة في يومين ونقحتها ورتبتها وطبعتها في ثلاثين يوماً . فإن هذا الكلام يفيد أن اجمالي هذا العمل كله كان 30يوماً .
فهو من باب ذكر المجموع بعد التفاصيل .فإن قال قائل لم يكن هناك تفاصيل سبقت ذكر المجموع ؟ـ وهذا قد قاله بعض المكذبين ـ فجواب ذلك :أنه ذكر التفصيل العددي لخلق الأرض لوحدها ثم التفصيل الوصفي للأفعال وهي خالقية الأرض والرواسي وتقدير الأقوات .ثم ذكر مجموع الأيام التي تم فيها كل ذلك وهي أربعة أيام .ولا يختص التفصيل في اللغة بأن نقول خلق الأرض في يومين ثم فعل كذا في يومين فهي أربعة أيام لأن هذا وإن كان أحد أنواع التفصيل لكن ليس هو الأسلوب الوحيد للفذلكة اللغوية كما هو معلوم من أسلوب اللغة البلاغي في الإيجاز .وعليه فلا يلتفت لدعوى قصر الفذلكة على أسلوب دون الأخر لأنه تحكم لاوجه له .فإذا فهمنا ذلك جيداً ، ولما كان الكلام في الآية يخضع للاحتمالات ،ومعارض بمالايقبل الاحتمالات .كان لابد من ترجيح أحد الاحتمالين لامتناع الجمع بينهما إذ يستحيل أن يكون المراد ستة ايام وثمانية ايام في آن واحد.وهذا المرجح اما أن يكون من نفس الآية وهو متعذر .أو من نصوص أخرى وهو ممكن جداً ،حيث وردت نصوص أخرى صريحة في دلالتها على تعيين العدد حيث قال تعالى { إن ربكم الذي خلق السموات والأرض في ستة ايام ثم استوى على العرش".} فوجب ترجيح قطعي الدلالة على ظني الدلالة .وعليه فمجموع ذلك هو ستة ايام قطعاً لا ثمانية ايام .وعليه فالآية الأولى تدل على أن مجموع عمل الأرض وما يتعلق بها أربعة ايام سواء .
قال الكاتب:". فنرى ان عدد الملائكة ابتدأ بألف ثم صار ثلاثة آلاف ثم خمسة آلاف. وهذه الاعداد ليست في مواقع مختلفة، بل كلهم في موقعة بدر.
الجواب: لا تناقض ولله الحمد بل هو واضح جداً فإن المسلمين دعوا الله تعالى واستغاثوا به أن ينصرهم فوعدهم الله تعالى بألف من الملائكة مردفين . {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين }أي مردفين بعدد آخر ثم شجعهم النبي صلى الله عليه وسلم قال تعالى (إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين) ثم وعدهم الله تعالى بامدادهم بزيادة على ماوعد النبي صلى الله عليه وسلم بشرط أن يصبروا ويتقوا الله فقال تعالى {بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة الآف من الملائكة مسومين}
والخلاصة :أنه بشرهم بألف وبشرهم بأن لهم ردفاء ثم وعدهم النبي صلى الله عليه وسلم بثلاثة الآف ،فبشره الله تعالى بأكثر من ذلك وهم خمسة الآف بشرط أن يتقوا ويصبروا.فلا تعارض أصلاً بل هو تدرج من الأدنى إلى الأعلى.
ومعنى مسومين أي لهم علامة تميزهم ،كما يتميز الفوارس بشارات تميزهم للتحدي ،وهذا يدل على شجاعتهم.
قال الكاتب:والملائكة المسومين هولاء، اختلف الصحابة في سيمائهم، منهم من قال سيماؤهم كانت عمائم البيضاء، وقال آخرون كانت عمائم حمراء، وقال آخرون صفراء.
الجواب:لاتعارض أصلاً لأن خمسة الآف من الملائكة قد يكون لكل منهم علامة تختلف عن الأخر فلا موجب للتعجب والاستغراب.ولكن هذه العلامات تميزهم عن بقية الجيش.
قال الكاتب:فهل ما زلنا نحتاج للعدة سواء أكانت ثلاثة أشهر أو أربعة أشهر وعشرة أيام؟ وماذا عن المرأة التي أُجريت لها عملية لاستئصال الرحم ولم يعد ممكناً لها ان تحبل.
الجواب:أولاً:العدة أمر تعبدي .أمرالله به المؤمنة فسمعت وأطاعت ،راغبتاً في ثواب الله تعالى .وليست المسألة لأجل استبراء الرحم فقط كما تتصور ،بل استبراء الرحم هدف من الأهداف وليس كل الأهداف .
ولو كان الأمر متعلق باستبراء الرحم فقط ،ومعرفة كونها حائل لا حامل لكفت حيضة واحدة ،ولكن الأمر لأهداف أسمى وأعظمها الثواب الذي ترجوه من الله تعالى. وليس في ديننا مشرعين لأن التشريع لله وحده لا شريك له بما أوحاه إلى نبيه صلى الله عليه وسلم من كتاب وسنة .إذا فهمنا ذلك علمنا أن كل ما كتبه الكاتب ناتج عن جهل بأن الدين عبادة لمن نعتقد أنه مستحق للعبادة نرجو فضله ونخشى عذابه ،وقد قّدر المولى جل جلاله العدة بزمن محدد لا يحق لأحد الزيادة فيه ولا النقصان.
ثانياً:فوائد العدة الأخرى :اماعدة المطلقة :ففيها استبراء الرحم وفرصة للتفكير والمراجعة بين الزوجين خلال هذه المدة .واما عدة المتوفى زوجها : ففيه استبراء للرحم ،وتذكر للزوج المفارق ،ودعاء له ،وأنس لأطفالهما إن كان لها أطفال .
والخلاصة :أن العدة تحقق أهداف متنوعة أهمها طاعة الله تبارك وتعالى.
===============================================================الفصل الخامس الاسلام والعلم
عقد المؤلف هذا الفصل ليثبت نتاقض القرآن مع النظريات العلمية الحديثة.والحقيقة أن القرآن الكريم لايعارض القطعيات وسنرى بإذن الله.
قال الكاتب:هي أن القرآن جاء كرسالةٍ لتقنع الناس بوجود الله ومن ثم يبيّن لهم بعض الاحكام. وفي إعتقادي أن القرآن لم ينزل ليتكهن بالتطورات العلمية التي ستحدث بعد آلاف السنين في المستقبل.
الجواب: أولاً:القرآن الكريم أنزله الله تعالى لتحقيق الإيمان بالحقائق كما هي،ومن أعظمها وجودالله،ووحدانيته،ووجوب إفراده بالعبادة،وبيان كيفية العلاقة بين المخلوق مع الخالق ،والعلاقة بين المخلوق والمخلوق الأخرعلى المستوى الاجتماعي والسياسي ،والعسكري ،والأخلاقي وغيرذلك .فهو اعتقادات ،وعبادات ،ومعاملات ،وتضمن إخبار بالغيبيات المستقبلية كالجنة ،والنار،والحساب ،ونحو ذلك .كما أخبر بدقائق أكدها العلم الحديث في الفلك،والأحياء ،والطبيعة والطب وغيرها.وحث على العلم فقال تعالى{قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } وقال {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } وقال {وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ }
ثانياً: أن التوسع في ربط النظريات العلمية ،بالحقائق القرآنية لا يجوز إلا في أمر واضح الدلالة لا مكان فيه للاحتمالات .لأن بعض ما يطلق عليه نظريات وما يطلق عليه فرضيات ،لا تصل إلى كونها حقائق علمية.ولكن بعض علماء الطبيعة لا يعطي الألفاظ حكمها الاصطلاحي كما هو .ولذا تجد كل نظرية تنقض سابقتها لأن من المفترض أصلاً أن لا تكون الأولى حقيقة علمية ، بل هي مجرد فرضية أو نظرية على أكثر تقدير .ولذا فلابد أن نتحقق من مراد القرآن سواء خالف الذي يزعمون أنه نظرية أو وافقه ،لأن العبرة بالحقائق كما هي لا كما يزعم الزاعمون.واما الحقائق العلمية فلن تخالف النصوص القطعية أبداً.
قال الكاتب: ولنبدأ بخلق السماء والأرض كما يراه العلماء. فالدكتور موريس يخبرنا ( أنه في البداية كان العالم عبارة عن كتلة من غازات الهايدروجين والهيليوم، تُسمي " Nebula ". وبالتدريج انقسمت هذه الغازات الى كُتل مختلفة الحجم، بعضها يبلغ
مائة بليون مرة حجم الشمس. وحجم الشمس يساوي 300000 مرة حجم الكرة الارضية. وكنتيجة لهذا الانقسام تكونت المجرات التي تحتوي على بلايين النجوم، بعضها أضعاف حجم شمسنا. وكذلك تكونت الكواكب مثل ألارض وزحل والمريخ. ولابد أن تكون هناك أراضيٍ كأرضنا هذه لم يكتشفها العلم بعد. وعندما انقسمت هذه الغازات وكونت النجوم والكواكب، كان سطح الكواكب والنجوم في درجة عالية جداً من الحرارة نتيجة التفاعلات الذرية التي مازالت تجري في داخل النجوم والكواكب. وكان سطح الارض ساخناً جداً لا يسمح بالحياة. ولم يكن هناك أي تسلسل او إنتظام في تكوين الاجسام السماوية هذه.... ... ويقول الدكتور موريس كذلك ( قد قدر العلماء عمر مجرتنا هذه بعشرة بلايين سنة، وشمسنا وأرضنا عمرهما حوالى أربعة بلايين ونصف البليون من السنين. والمجرة التي نحن بها " The Milky Way" تحتوي على مائة بليون نجم، ويصعب تخيل حجمها إذ يحتاج الضوء لمدة 90000 سنة ضوئية ليسافر من طرف مجرتنا الى طرفها ألآخر) . هذا ما يقول به العلم الحديث وألان أنظر ما ذا يقول القرآن: " قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق ألارض في يومين وتجعلون له أنداداً ذلك رب العالمين. وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيامٍ سواء للسائلين. ثم استوى الى السماء وهى دخان فقال لها وللارض إئتيا طوعاً أو كُرهاً قالتا أتينا طايعين. فقضهن سبع سموات في يومين وأوحى في كل سماءٍ أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظاً ذلك تقدير العزيز العليم".........إلى أن قال : فهل يتفق هذا مع العلم الحديث؟
الجواب: الكاتب هنا حشر عدة مسائل متداخلة دون تمييز لأحدها عن الأخر .
المسألة الأولى :مسألة ابتداء نشأة خلق العالم(الكون) ..والمسألة الثانية :عمر المجرة منذ خلقت. والثالثة:مدة خلق السماء والأرض خاصة ثم يستشهد بآية في القرآن الكريم ليثبت مناقضته لكل هذه القضايا بزعمه.وسأبين الكلام فيها بما أفهم من كلام الله تعالى.
أولاً: ابتداء نشأة الكون :عقيدة المؤمنين في ابتداء النشأة: أنه لم يكن أي شيء موجود إلا الخالق جل جلاله . ثم بعد ذلك خلق المخلوقات أي أوجدها من العدم .والمفهوم من النصوص الشرعية ما يلي :
1ـ أن السماء كانت دخاناً ولذاقال الله تعالى {ثماستوى إلى السماء وهي دخان ..}
2ـ أن السماوات والأرض كانتا رتقاً أي ملتصقة حيث قال الله تعالى {أولم يرالذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما ،وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون}
ولكن لا يوجد دليل شرعي ثابت يبين سبب هذا الالتصاق، ولا سبب التفكك، ولا كيفيته .فيما أعلم .والنظريات العلمية تكلمت عن سبب هذا الالتصاق وهذا التفكك .كما في كلام الكاتب هنا.وليس لدينا معارضة لها ،ولا انجراف ورائها .ولكنها لم ترتقي بعد لأن تكون حقائق علمية ،بل ليست سوى نظرية فلكية . تقوم اليوم وقد تنقض غداً ، وتقوم نظرية أخرى تصلح لتفسير الظواهر الكونية بفرض آخر يتحول إلى نظرية . ونحن المسلمون لا نحاول أن نحمل النص القرآني المستيقن على نظرية غير مستيقنة ، تقبل اليوم وترفض غداً . لأنها ليست حقائق علمية ثابتة .إن القرآن ليس كتاب نظريات علمية ،وإنما هو حقائق صادقة ،ولم يجيء ليكون علماً تجريبياً يثبت اليوم وينقض غداً . إنما هو منهج للحياة كلها . منهج لتقويم العقل ليعمل وينطلق في حدوده . ولتقويم المجتمع ليسمح للعقل بالعمل والانطلاق . دون أن يدخل في جزئيات وتفصيليات علمية بحتة . فهذا متروك للعقل بعد تقويمه وإطلاق سراحه .وقد يشير القرآن أحياناً إلى حقائق كونية ،فنحن نستيقن هذه الحقيقة لمجرد ورودها في القرآن . وقصارى ما يُقال :أن النظرية الفلكية القائمة اليوم لا تعارض المفهوم الإجمالي لهذا النص القرآني السابق عليها بأجيال ! [1]
المسألة الثانية:عمر المجرة منذ خلقت: فقد قدر الفلكيون عمر مجرتنا هذه بعشرة بلايين سنة، وشمسنا وأرضنا عمرهما حوالى أربعة بلايين ونصف البليون من السنين كما نقل الكاتب عن الدكتور موريس .وهذا العمر لو تأملت ليس في القرآن فيما أعلم أي كلام عنه ولا يضرنا أن يذكره العلم الحديث ويتوصل إليه بل هو مما يسعدنا ،فكل ما فيه سعادة للإنسان ورقي وتقدم ،فهو مطلوب في ديننا ، وذلك وفق منظور ديننا إلى العلم والحياة .قال الله تعالى {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون}وقال تعالى{سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق}وقال تعالى {انظرواماذا في السموات والأرض}.والقرآن الكريم أتى للأمم في كل زمان ومكان.
المسألةالثالثة :المدة التي خلق الله تعالى فيها السماء والأرض خاصة:فهذا ما لايتطرق إليه العلم الحديث ولا يفهمه وإنما مصدره القرآن الكريم والسنة النبوية وما وافقهما .قال الله تعالى {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ}أي ليس في ذلك تعب ولا نصب يمس المولى جل جلاله، لأنه أصلاً لا يجوز عليه ذلك .رغم أن الله قادر على أن يقول لها كن فتكون ،ولكن لا يعني أن ذلك واجب عليه بل هو يخلق كيف يشاء ،فلو شاء ما كان لإيجاد السموات والأرض مدة مقدرة ،ولو شاء لجعلها مقدرة في ستة أيام ،أو أقل ،أو أكثر .فهو يفعل ما يشاء ولا يجب عليه شيء جل جلاله.
وهناك نصوص أخرى دالة على مدة خلق السموات والأرض كالآية التي ذكرها الكاتب،وغيرها من النصوص الشرعية الدالة على أنها ستة ايام.وإلى الآن لا تناقض بين العلم الحديث والحقائق القرآنية الثابتة .وإنما العلم الحديث تكلم عن عمرالمخلوقات لا عن مدة خلقها .بل من الفلكين من لايؤمن بالخالقية أصلاً.وقد قدمت في المسألة السابقة أنه لا مشكلة عندنا في تقدير عمر الأرض والسماء وغيرها من المخلوقات ،وإنما التعارض لو قال أحد من الناس أن الله خلقها في مدة يخالف بها نصوص الحق جل وجلاله . وبه تعلم أن كل التشنيعات التى يشنع بها الملحدون ،إنما هي للجهل بدين الإسلام.وما الكاتب إلا من أولئك الذين يهرفون بما لايعرفون .
فالفرق كبير بين عمر المخلوقات ،وبين مدة خلقها.فمدة خلقها هو ماذكره القرآن قطعاً ،ولا سبيل للعلم الحديث إلى كشفه ،واما عمر الأكوان فقد ذكرته النظريات العلمية ،وهو لايعارض النصوص الشرعية لأنها لم تتكلم عنه أصلاً. سواءً كان نظرية ثابتة أو ستتغير فهو متروك للعقول البشرية تبذل فيه الجهد حسب طاقتها .ولذلك فإن من المغالطة الواضحة قول الكاتب:(ولكننا نعرف الآن أن عمر مجرتنا عشرة بلايين من السنين، ناهيك عن المجرات الأخرى. فأين علم القرآن هنا من العلم الحديث؟
قال الكاتب:ويستمر تسلسل الخلق في القرآن فيقول في سورة الذاريات، الآية 47: " والسماء بنيناها بايدٍ وانا لموسعون". فالله قد بنى السماء اما بأيديه او كلف الملائكة ببنائها وهذا دليل قاطع ان السماء صلبة وبُنيت بايدٍ، وقال الله هذا القول لتأكيد ان السماء صلبة، لانه في العادة اذا اراد شيئاً ان يقول له كن فيكون. فلو اراد الله للسماء ان تكون لقال لها: كوني، فكانت. لكنه للتأكيد قال بنيناها بأيد.
الجواب:أولاً:قوله تعالى والسماء بنيناها بأيد:معناه بقوة وليس كما يتوهم الكاتب.
ثانياً:من اين أتى الكاتب بكون السماء صلبة أو غير صلبة ؟فالآية بينت وصف
الفعل بأنه دال على قوة الله تعالى ،ولم يصف السماء بصلابة ولا بغيرها .فإن كانت السماء صلبة فالله بناها بقوة ،وإن كانت غير صلبة فالله بناها بقوة .فلا يستفيد الكاتب من الآية وصفاً للسماء بالصلابة كما يتخرص .فلو قال لها كن فكانت فلا يدل على أن ذلك بغير قوة كما يوهم الكاتب فلا أدري اين يذهب به التخرص في كل فج.!
ونحن نفهم أن أصل السماء دخان كما قال الله تعالى {ثم استوى إلى السماء وهي دخان} والدخان ليس بصلب كما نعلم .إذا فهم العاقل ذلك فله أن يتعجب من قول الكاتب : وهذا دليل قاطع ان السماء صلبة.!رغم أنه لايوجد دليل من الآية لا قطعاً ولا احتمالاً .ثم إن وصف أصل السماء بأنه دخان يكذب تخرصات الكاتب هداه الله.
قال الكاتب:ويقول الدكتور موريس " وإنا لموسعون" تعني أن الكون أو السماء ما زال يتوسع وينتشر. وهذه حقيقة علمية لكون دوران المجرات يخلق قوة " Centrefugal Force " تجعلها تبتعد عن بعضها البعض.أنتهى ولكن كلمة موسعون في اللغة تعني المال والغنى. وإذا قلنا أوسع الرجل يعني أصبح ذا غنى ومال.
الجواب: أولاً:للقارىءأن يلاحظ أن كتاب الكاتب ألفه لنقد الإسلام ـ كما يزعم ـ لكن من الواضح أن النقد هنا لأشخاص معينين لا للإسلام .لأن الإسلام له مصدران هما الكتاب والسنة .
ثانياً:اعتراض الكاتب على الدكتور مورس يعتبر في غاية السقوط لأن الله تعالى يقول { والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون } فالآن هذا التوسيع هل هو للسماء الذي يتكلم عنهافي الآية أم أراد أن يتكلم عن سعة الرزق لا عن السعة الحسية للسماء .
قال الإمام الزبيدي في شرح القاموس:ووسعه توسيعا : ضد ضيقه كما في الصحاح فاتسع واستوسع : صار واسعاً كما في الصحاح.أنتهى .فهذا معنى السعة في اللغة .
وهي أصلاً تستعمل للسعة الحسية فيقال مكان واسع أي ممتد .ووسّع البيت أي زاد في مساحته .وتستعمل أيضاً لسعة الرزق والمال .
والله موسع بالمعنيين فهو يوسع توسيعاً حسياً كما في الآية الدالة على توسيعه للسماءبقوله تعالى {والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون}ويوسع في الرزق إذا شاء .وعليه فيتبين للقارىء الكريم أن حمل الكاتب للآية على توسعة المال دون توسعة السماء حساً هو تحكم لادليل عليه بل هومحض الهوى.وكلام د:مورس صحيح بلا ريب .
قال الكاتب: وهناك دليل آخر في سورة الأنبياء، الآية 104: " يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب". فلا بد ان تكون السماء صلبة ومسطحة حتى يتسنى له أن يطويها كطي الصحيفة. فكل هذه الآيات تخبرنا ان السماء صلبة ومحسوسة وبنيت وسوف تُطوى كطي السجل.
الجواب:أولاً:السماء :هي كل ما سمى وعلى .مأخوذ معناها من السمو وهو العلو . فالمعنى هنا يشمل الغلاف الجوي والكون المحيط بنا من فضاء ونجوم وكواكب وغيرذلك،مما علمنا ومالم نعلم. فهي تشمل كل ما يحيط بالأرض بدءً من غلافها الغازي, والذي أدرك العلماء منه مساحة يبلغ قطرها 36 ألف مليون سنة ضوئية.فقط.أما ماعدا ذلك فلم يصلوا إليه إلى الآن .
ثانياً:هذا العلو للسماء قد يكون جسماً صلباً كما يقول الكاتب وقد يكون جسماً رقيقاً وقد يكون غير ذلك فلا وجه لحمله على الصلابة دون غيرها لأنه مجرد تحكم .
ثالثاً:الاستدلال بقوله تعالى {يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب } على أن السماء صلبة كلام فارغ من العلم والمعرفة ،لأننا نشاهد الإنسان وهو يطوي الصلب والرقيق طياً حسياًفلا مجال لحمله على الصلابة فقط.
ثالثاً:من اين يستفاد كون السماء مسطحة أم غير مسطحة من الآية التي يستدل بها؟!فالآية لاتدل على أن السماء مسطحة أو غير مسطحة بل وصفت فعل الطي فقط بأنه كطي السجل للكتاب ،ولم تصف السماء بأنها مسطحة ولا غير مسطحة في هذه الآية ،وليس فيها أن السماء كالكتاب بل الوصف لو تأملتم هو للطي ،لا لغير ذلك فهي تُطوى كما يُطوى .
والخلاصة :أن الملحدين يصفون القرآن بمناقضة العلم الحديث في وصف السماء:ولابد أن نستعرض ما قاله القرآن الكريم وهو الحق قطعاً ،وما قاله العلم الحديث حتى نرى هل صدق الملحد؟
أولاًـ قال الله تعالى ((ثم استوى إلى السماء وهي دخان ..)) وسأنقل ماذكره المهندس عبدالدائم كحيل بتمامه حيث قال:
جاءتني رسالة يقول صاحبها: إن القرآن قد أخطأ في كلمة (دخان)!! وحجّته في ذلك أن التعريف العلمي للدخان لا يتطابق مع الحالة السائدة في بداية الكون، حيث كان الكون وقتها يتألف من عنصرين هما غاز الهيدروجين وغاز الهليوم. وأن كلمة (دخان) الواردة في قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} [فصلت: 11].
إنه يقول: إن كلمة (غاز) هي الأنسب من الناحية العلمية من كلمة (دخان). وتذكرتُ الانتقادات التي يوجهها أعداء الإعجاز العلمي لهذه الآية، بل ويشككون في مصداقيتها ويقولون: إن محمداً صلى الله عليه وسلم هو من كتب هذه الآية وأخطأ في وصفه للكون المبكر بكلمة (دخان)!
أستغفرك يارب من قول هؤلاء فأنا لا أشك أبداً بأي كلمة من كلمات كتابك المجيد. وثقتي بما في القرآن هي أكبر من ثقتي بما أراه وألمسه، لأن الحواس قد تخطئ ولكن رب هذا الكون سبحانه لا يُخطئ. وقلت في بداية الأمر: بما أن القرآن نزل في بيئة صحراوية فقد خاطب الناس وقتها بما يدركون. وكلمة (غاز) غير موجودة في اللغة العربية، لأنها كلمة أجنبية، ولذلك يمكن التعبير عنها بكلمة (دخان)، إذن المسألة محسومة.
ولكن تذكرت على الفور بأن القرآن لم ينزل للعرب وحدهم، بل نزل لكل البشر! ولم ينزل لبيئة محددة أو عصر من العصور، بل نزل لكافة العصور ولكل زمان ومكان! فما هو العمل؟ لقد قلتُ في مقالتي "السماء تتكلم": إن القرآن اختصر كل هذه المصطلحات "غيوم من الغاز، غاز حار، غبار، ذرات متأينة.." اختصرها في كلمة جامعة ومعبرة وهي (دُخان)!
غاز أم غبار أم دخان؟
لقد اكتشف العلماء أن الكون في مراحله الأولى امتلأ بالغاز gas، وخصوصاً غاز الهيدروجين وغاز الهيليوم ، ولكنهم اكتشفوا بعد ذلك غباراً كونياً cosmic dustينتشر بين النجوم، ويقولون إنه من مخلفات الإنفجارات النجمية. ولكن الغاز يختلف عن الغبار ويختلف طبعاً عن الدخان. فكيف يمكن التوفيق بين العلم والقرآن، ونحن طبعاً نرفض أن نحمّل الآية ما لا تحتمله من المعاني والدلالات، لكي لا تكون وسيلة للطعن في هذا الدين.وبدأتُ جولة في عالم المكتشفات الكونية وكانت المفاجأة عندما قرأت تصريحاً لأحد علماء الغرب يعترف فيه أن ما كشفوه من غبار كوني لا يمتُّ بصلة للغبار الذي نعرفه ولا يشبهه أبداً، وأن هذا الغبار أشبه ما يكون بدخان السيجارة!!!
فهذا هو الدكتور دوغلاس بيرس يقول بالحرف الواحد:
Unlike household dust, cosmic 'dust' actually consists of tiny solid grains (mostly carbon and silicates) floating around in interstellar space, with similar sizes to the particles in cigarette smoke.
ومعنى ذلك: "الغبار الكوني- والذي لايشبه الغبار المنزلي- في الحقيقة يتألف من حبيبات صلبة دقيقة (وغالباً من الكربون والسيليكون) تسبح في الفضاء بين النجوم، وحجمها مشابه لحجم دخان السيجارة".
ولذلك وجدتُ بأن العلماء يسمون هذا الغبار بالدخان الكوني، بعد أن وجدوا أنه لا يشبه الغبار، بمعنى آخر: التسمية التي أطلقها علماء الفلك خاطئة! ولو تأملنا الأبحاث الصادرة حديثاً نجد أنها تؤكد على هذه التسمية، بل هنالك من العلماء من يصرح بأن أفضل وصف لحقيقة الكون المبكر هي كلمة (دخان).
وهذه إحدى المقالات العلمية الحديثة يصرح كاتبها بالحرف الواحد:
The dust particles that are mixed with the gas are tiny, only a fraction of a micrometer in size, and could therefore better be described as ``smoke´´.
ومعنى ذلك أن: ذرات الغبار الممزوج بالغاز دقيقة، وحجمها يساوي جزء من الميكرون فقط، ولذلك فإن أفضل وصف لها "دخان".وسبحانك يا من أحكمت آيات كتابك العظيم! يحتار العلماء في مصطلحاتهم وتعابيرهم، فتارة يقولون عن الكون البدائي "غاز" ثم تتطور معرفتهم بالكون فيقولون "غبار" ثم بعد ذلك يتضح لهم أن الغبار لا يشبه الغبار الذي نعرفه ، ويدركون بعد سنوات طويلة بأن الكلمة الأفضل لوصف حالة الكون في مراحله الأولى هي "دخان" أي smoke، بينما كتاب الله تعالى أعطانا الكلمة الأنسب منذ 1400 سنة ولم تتغير!
شكل (1) في البداية ظن العلماء أن الكون في مراحله المبكرة كان يحوي الغاز فقط أي غاز الهيدروجين والهيليوم، لذلك أطلقوا عليه كلمة gas
شكل (2) لقد اكتشف العلماء بعد ذلك أن الكون مليء بالغبار، وليس الغاز فقط. لذلك أطلقوا عليه اسم آخر هو الغبار الكوني cosmic dust
شكل (3) وأخيراً وبعد أن فحص العلماء الغبار الكوني، تبين أنه لا يشبه الغبار وأن هذه التسمية خاطئة، وأنه يشبه إلى حد كبير الدخان في حجمه وتركيبه، فأطلقوا عليه اسم الدخان smoke. وهذا الاسم الأخير ثبت لهم يقيناً بعدما استطاعوا أن يحللوا عينات ملتقطة حديثاً من الغبار الكوني، وتبين أنها تعود إلى بلايين السنين وهي تمثل الكون في مراحله الأولى، وهذا يتطابق مئة بالمئة مع قوله تعالى: (ثم استوى إلى السماء وهي دخان)، فهل هذه مصادفة أم معجزة؟ أنتهى كلامه وفقه الله.
ثانياً:المصابيح الكونية:رغم أن النجوم التي نراها مصابيح للدلالات وزينة للسماء إلا أن العلم الحديث اكتشف معنى أخر يضاف للمعنى السابق لمعنى الآية الكريمة{ ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح } وأنقل من مقال للمهندس :عبدالدائم كحيل بتصرف للأختصار:جميع علماء الفضاء يقررون أن الكون كان مليئاً بغاز حار ثم تبرد وأول ما تشكل هو النجوم. والقرآن يقرر بأن السماء أو الكون كان دخاناً ثم زيَّن الله السماء بالنجوم وسماها المصابيح، وهنا لا بدّ من تساؤل:لماذا لم يقل الله تعالى في هذه الآية بالذات التي في سورة فصلت: وزينا السماء الدنيا بنجوم، أو كواكب أو مجرات... ؟ لماذا ذكر المصابيح في هذه المرحلة من عمر الكون عندما كان دخاناً؟ ونحن نعلم من خلال معاجم اللغة العربية بأن المصباح يستخدم لإضاءة الطريق، ونعلم بأن ضوء هذه النجوم لا يكاد يرى، فكيف سمى القرآن هذه النجوم بالمصابيح، فماذا تضيء هذه المصابيح؟ هذا التساؤل تطلب مني رحلة شائكة في عالم الاكتشافات الكونية حول الكون المبكر وتشكل النجوم والدخان الكوني، ولكن الذي أدهشني بالفعل أن العلماء التقطوا صوراً رائعة للنجوم شديدة اللمعان أو الكوازرات، وأدركوا أن هذه النجوم الأقدم في الكون تضيء الطريق الذي يصل بيننا وبينها، وبواسطتها استطاع العلماء دراسة ما حولها واستفادوا من إضاءتها الهائلة والتي تبلغ ألف شمس كشمسنا!!!لذلك أطلقوا عليها اسماًَ جديداً وغريباً وهو "المصابيح الكاشفة" أي flashlights ، وسبحان الذي سبقهم إلى هذا الاسم فقال عن النجوم التي تزين السماء: (زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [فصلت: 12]. ألا نرى من خلال هذا الاسم التطابق الكامل بين ما يكشفه العلم من حقائق كونية يقينية، وبين كلمات القرآن الكريم؟ ولكي يكون كلامنا موثقاً وعلمياً وفيه رد على أولئك المشككين بالإعجاز العلمي والكوني لكتاب الله تعالى، سوف نأتي بأقوال العلماء بحرفيتها ومن مصادرها.لقد جاء في إحدى المقالات بعنوان: "متى تشكلت الأبنية الكونية الأولى" . [2]، يقولون بالحرف الواحد:
"Since light from a quasar illuminates all of the material along its path to us, quasars serve as distant flashlights revealing the properties of the early universe".
وهذا معناه: "بما أن النجوم اللامعة تُنير كل المادة على طول الطريق الواصل إلينا، فإن هذه النجوم تعمل مثل مصابيح كاشفة بعيدة تكشف خصائص الكون المبكر".وقد وجدتُ بأن جميع العلماء عندما يتحدثون عن هذه النجوم المبكرة البرّاقة يشبهونها بالمصابيح، حتى إن أحد هؤلاء العلماء يقول [3]:
"they act as the brightest flashlights"
ومعنى هذا الكلام : "إن هذه النجوم تعمل مثل المصابيح الأكثر لمعاناً". [4].
إن هؤلاء العلماء عندما رأوا هذه النجوم البعيدة، رأوا تطابقاً تاماً بينها وبين المصابيح التي تضيء لهم الطريق، ولذلك سارعوا إلى تسميتها بهذا الاسم، وسبحان من سبقهم إلى هذا الاسم، كيف لا يسبقهم وهو خالق المصابيح وخالق الكون!ونتساءل...ما معنى هذا التطابق والتوافق بين ما يكشفه العلماء في القرن الحادي والعشرين وبين كتاب أُنزل قبل أربعة عشر قرناً؟ وما معنى أن يسمي العلماء الأشياء التي يكتشفونها تسميات هي ذاتها في القرآن وهم لم يقرءوا القرآن؟إنه يعني شيئاً واحداً وهو أنكم أيها الملحدون المنكرون لكتاب الله وكلامه، مهما بحثتم ومهما تطورتم ومهما اكتشفتم، فسوف تعودون في نهاية الطريق إلى هذا القرآن، وسوف ترجعون إلى خالقكم ورازقكم والذي سخر لكم هذه الأجهزة لتشاهدوا خلق الله تعالى وآياته ومعجزاته، والذي تعهّد في كتابه بأنه سيُريكم آياته في الآفاق وفي القرآن حتى تستيقنوا بأن هذا القرآن هو كلام الله الحق. فهل تبيّن لكم الحقّ؟ إذن استمعوا معي إلى هذا البيان الإلهي المحكم: (سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ
رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ) [فصلت: 53-54].
1- يقول العلماء: إن المرحلة التالية للدخان (أو الغاز الحار والغبار) كانت تشكل النجوم اللامعة أو الكوازارات، وعندما درسوا هذه النجوم وجدوها تعمل عمل المصابيح فهي تكشف وتنير الطريق الواصل إلينا ويمكن بواسطتها رؤية الأجسام المحيطة بها. والإعجاز الأول هنا يتمثل في السبق العلمي للقرآن في تسمية هذه النجوم بالمصابيح، بما يتطابق مئة بالمئة مع ما يراه العلماء اليوم. أما الإعجاز الثاني فيتمثل في أن القرآن حدد المرحلة الزمنية التي تشكلت فيها هذه النجوم وهي المرحلة التالية لمرحلة الذخان.
2-إننا نجد في قول الله تعالى: (وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ)، حديثاً عن زينة السماء بالنجوم البراقة، وهذا ما يتحدث عنه العلماء اليوم. فهم يشبهون هذه النجوم والمجرات والتي تشكل النسيج الكوني باللآلئ التي تزين السماء!! وهذا سبق علمي للقرآن في استخدام التعابير الدقيقة والمتوافقة مع الواقع [5].
8- لو تأملنا النص القرآني لوجدنا بأن الخطاب فيه موجه للكفار الذين لا يؤمنون بالخالق تبارك وتعالى: (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ * ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيم) [فصلت: 9-12].ِ وهذا يشير إلى أن هؤلاء الملحدين هم من سيكتشف هذه الحقائق الكونية، وهم من سيراها، وهذا سبق علمي للقرآن في تحديد من سيرى هذه الحقائق، لذلك وجَّه الخطاب لهم.
..وفي نهاية هذا البحث لا نملك إلا أن نسجد خشوعاً أمام عظمة كتاب الله تعالى وأمام عظمة إعجازه، ولا نملك إلا أن نردّد قول الحق جلّ وعلا: (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) [النمل: 93].أنتهى كلام المهندس :عبدالدائم كحيل.
وأخيراً:فإننا نؤمن بكون النجوم مصابيحاً ورجوماً للشياطين لأن الله تعالى ذكر ذلك سواء اكتشفها العلم الحديث ،أو لم يكتشفها .كما أننا نؤمن بأن السماء بنيت بقوة وبكل ماورد في القرآن وصحيح السنة عن السماء وغيرها.
________________________________________
________________________________________
________________________________________
ذكرالسحر في القرآن
في هذا المبحث ينكر الكاتب وجود الجن والسحر ونحو ذلك ويستنكرالإجراءات الوقائية ،والعلاجية التي يتخذها الإسلام لدفع الأضرار كالسحر ونحوه.
وأقول:أولاً:من الجهل المطبق إنكار وجود مالايقع تحت العلم الحسي الذي مصدره الحواس فقط.رغم أن العلم لا يحصل بالطريق الحسي فقط بل هو يحصل بطرق منهاالحس ،والإخبار ،والربط العقلي،وغير ذلك من المصادر.وقد تواترت الأخبار بوجود السحر وعظيم ضرره ،ويشهد لذلك مشاهدة آثار الضرر وآثار الشفاء.
ثانياً:كل مايذكره الكاتب في هذا الباب فهو من العبث لأنه يبحث في الفرعيات قبل أن يفهم الأصول .فإننا إذا آمنا بوجود الله وعلمنا الحاجة لرسول يخبرنا عنه ثم ظهر لنا قطعاً صدق هذا الرسول صلى الله عليه وسلم فمن السهل جداً بعد ذلك أن تؤمن بكل ما يخبر به ،لأنه ليست كل الأمور خاضعة للحسيات المرئية أو الملموسة .
ثالثاً:رأيت الكاتب يستنكر التصديق بالجن والسحر لأنها أمر غيبي كما
يقول! وهذا من المضحك جداً لأننا نصدق الرسل عليهم السلام في الإخبار عن الله تعالى بوجود جنة ونار، وعذاب في القبور ،وحياة أبدية وملائكة . وكلها من الغيبيات التي لا تقع تحت الحواس الخمس .
رابعاً:نحن نسمع عن القطب الجنوبي ولم نره ،ونسمع عن طلوع رواد الفضاء للفضاء ووصفهم للقمر ولم نرى . وهي مجرد أخبار تقبل التصديق والتكذيب ،ولكن تواتر ذلك وتتابعه جعل الخبر يقيناً .
ولا تقل إن الصور هي برهان حسي .لأن الصور يمكن تزييفها وتلفيقها كما لايخفى وإنما العمدة هو تواتر الخبرواستفاضته.
ويقول الفيزيائيون:أن هناك أشياء لا ترى بالعين المجردة تسمى الألكترونات والنيترونات . ونحن لم نشاهد ذلك وإنما صدقناه بالسمع فقط وذلك لتواتر الخبر به .ولا يصلح أن تقول قد أبصروه . فإننا نقول :هم أبصروه ولكن أكثر سكان العالم لم يبصروا شيئاً وإنما هم مصدقون لا ستحالة تواطىء الجم الغفيرعادة على الكذب.
خامساً: إذا فهمت أخي القارىء ذلك جيداً فستعلم أن إنكار الكاتب للغيبيات والسحر ،هو في منتهى السقوط .ولذا فمن العبث الاستطراد في البيان ،ولكن سأقف مع بعض المواطن .
قال الكاتب:وقد اخذ المسلمون اكثر ما ذكروه عن السحر من العبرانيين خاصة من وهب بن منبه وجماعته ممن اسلم من يهود.
الجواب: علماء المسلمين عرفوا معنى السحر من جهات :
الجهة الأولى :من لغتهم .
الجهة الثانية :من استفاضة الأخبار به محلياً وعالمياً.
الجهة الثالثة من الشرع: حيث ذكر وصفه وحكمه في النصوص الشرعية .
فدعوى الكاتب أن وهب بن منبه هو الذي أخبرهم هي مجردعماية ،وجهالة لأنه من التابعين لا من الصحابة ولد في زمان عثمان بن عفان سنة 34 هـ فكيف أخبرهم بشيء قد ذكر في القرآن والسنة قبله
؟فأي جهل فوق هذا ؟!
قال الكاتب:والى تجمع السحر كله في كتب جُمعت وحُفظت عند سليمان. فكان يضبط الانس والجن بهذا السحر
الرد: سليمان عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ،نبي من الأنبياء ،جعل الله له ملكاًعظيماً،وسخر له الحيوانات ،والطير ،والجن وغير ذلك ،وكان يضبط الجن والإنس بما آتاه الله من النبوةوالملك ،لا بكتب السحر والشعوذة فكلام الكاتب افتراء على سليمان عليه السلام ،وعلى المسلمين .
قال الكاتب:والفرق بين الكهانة والسحر ان الكهانة تنبؤ، فسند الكاهن هو كلامه الذي يذكره للناس، اما السحر فانه عمل، للتاثير في الارواح كي تقوم بأداء ما يُطلب منها. ولا يمكن صنع سحر ما لم يقترن بعمل.
الرد:ليس بصحيح أن الكهانة لا تقترن بعمل بل الكهانة والسحر يشتركان في ذلك ،فلا يمكن أن تخدمه الجن إلا بأعمال يقدمها لهم من عبادة ،وتقرب حتى تخدمه.
وإن كان السحر أوسع من الكهانة من جهات أخرى لافائدة من الكلام فيها.إذا فهمنا ذلك فهمنا أن قول الكاتب :فسند الكاهن هو كلامه الذي يذكره للناس. مجرد كلام إنشائي فارغ ،لأن هذا وصف للكلام ،لا لمستند الكلام ،لأن كل متكلم له كلام يقوله للناس فأي فائدة في هذا التعريف .والصحيح أن الكهانة تستند إلى عمل يستخدم به الجن ،وهذا العمل هو الذي جعل الجن تخبره بالأخبار .وهذه الأخبار ليست من الغيب في شيء بل هي مما أظهره الله تعالى لملائكته ،وإنما الناس يتوهمون أن الكاهن يخبرهم بغيب ،لأن الكاهن يسأل الجن ،ومن السهل عليهم معرفة ما يسأل عنه إذا كان قد حدث بالفعل .
مثاله: إذا سأل الكاهن عن سيارة مفقودة وشاهدها أحد الجن في مكان معين فإنه سيخبر الكاهن بذلك . وهذا ليس من الغيب .
وأما إذا كان الأمر لم يحدث بعد بل هو أمر مستقبلي ،فلا سبيل لمعرفته إلا باستراق السمع ،واستراق السمع لم يعد يجدي بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم لأن الجن يخافون من الشهب ،فإن سلم أحدهم فإنه يخبر بما سمع ويزيد عليه كذبات فيصبح كلامهم من التخرصات الكاذبة .ولا بد من التنبه أن هذا الاستراق الذي استرقوه لم يعد من المغيبات بل هو مما أخبر الله تعالى به الملائكة وتناقلوه بينهم حتى شاع وعرف ،فسمعته الجن المترصدون لسمع الأخبار السماوية .
والإسلام اعترف بوجود هذه الحقائق وحرمها تحريماً قاطعاً .فذكره لها لا يعني جوازها ،وتحريمه لها لا يعني عدم وجودها . فهو منهج معتدل بين التعلق بالخزعبلات ، وإنكار الموجودات .فمن أنكرها فهو جاهل، وإنكاره كفر ،ومن تعامل بها فهو جاهل وفعله كفر .هذا ما يقوله الإسلام.
قال الكاتب:وكلمة " طبيب" هي من هذا الاصل. فالطب في اللغة هو السحر، و " المطبوب" هو المسحور، و " الطاب" هو الساحر .
ليس بصحيح أن الأصل اللغوي لكلمة الطب هي السحر ، بل الطب يطلق على السحر مجازاً لا حقيقة .أما الطب في أصل اللغة فهو العلاج.
أما سبب إطلاق كلمة الطب على السحر مجازاً :فهو للتفاؤل بالشفاء . فالكاتب يخلط خلطاً كثيراً في المصطلحات. وإليك النقول:قال الإمام الزبيدي في شرح القاموس مادة(ط ب ب):الطب مثلثة الطاء هو علاج الجسم والنفس واقتصر على الكسر في الاستعمال . والفتح والضم لغتان فيه .أنتهى
وقال أيضاً: من المجاز : الطب بمعنى السحر . قال ابن الأسلت :
ألا من مبلغ حسان عني ... أطب كان داؤك أم جنون .ورواه سيبويه : أسحر كان طبك وقد طب الرجل . والمطبوب : المسحور .سبب التسمية : قال أبو عبيدة في لسان العرب لابن منظور:إنما سمي السحر طباً على التفاؤل بالبرء ..... كنوا بالطب عن السحر تفاؤلا بالبرء كما كنوا عن اللديغ فقالوا سليم وعن المفازة وهي مهلكة فقالوا مفازة تفاؤلاً بالفوز والسلامة .أنتهى
قال الكاتب:والمتعارف عليه بين المسلمين ان الاسلام نهى عن ممارسة السحر بدليل الحديث " اجتنبوا الموبقات: الشرك بالله والسحر". وكذلك في القرآن في سورة النساء الآية 51: ... وبالرغم من هذا نجد
اقوال واعمال النبي وبعض سور القرآن تعترف بالسحر وتتعوذ منه ومن السحرة.... فهل هناك ايمان بالسحر اكثر من هذا؟ هذا هو الرسول نفسه الذي اخبرنا " ان لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا" يستعيذ بالله من شر النفاثات في العقد. فلو كان صحيحاً ان لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا، فليس هناك اي حاجة لدعاء الله ان يعيذنا من شر النفاثات في العقد.
الجواب: أولاً:دين الإسلام لا ينكر الحقائق فالكفر موجود ونعترف بوجوده ،والزنا موجود ونعترف بوجوده ،وكذا سائر المعاصي ،إلا أن الاعتراف بوجودها لا يعني جوازها بل السحر واقع لا ينكره إلا مكابر ،لكنه محرم بل أغلبه كفر .
ثانياً :أن السحر سبب من الأسباب،لكنه سبب ضار جداً ،كما أن السم سبب من الأسباب وهو سبب ضار جداً . ولذا ففي الإسلام طريقتان للتعامل معه :
الأولى: طريقة لدفعه قبل وقوعه (وقائية):وهي الأذكار والتحصن ،مثلما أنك تتحصن من الأمراض بتعاطي الجرعات التحصينية .
الثانية :طريقة لرفعه إذا وقع :كما نتعاطي الأدوية لكثير من الأمراض.
ثالثاً:أننا نؤمن إيماناً راسخاً أن الله جل جلاله لا يقع في الكون أمر إلا بقدره وبمشيئته فلا مكره له جل جلاله .والمرض والعلاج كلاهما تحت قدرة الله تعالى .فنحن نعلم أن المرض قد يصيب الإنسان ،ونعلم أن العلاج قد ينفعه وكلاهما لا يخرج عن ما كتب الله لنا ،بيد أن الأقدار من الغيب الذي لا نعلمه ،فأمرنا في الشرع الإسلامي بالوقاية ،والعلاج ،ونهينا عن إلقاء النفس إلى المهالك والأضرار .وليس في شيء من ذلك مايدعو إلى التعجب كما يتوهم الكاتب فهو يظن أن شرعنا يأمرنا بالتواكل والاستسلام وعدم الأخذ بالأسباب ، ويظن بالمقابل أن الأمور تخرج عن تقدير الله تعالى ،وأنه يقع في ملكه أمر خارج عن قدرته .
ورغم ذلك فإن الله لا يرضى للإنسان بالشر ،ولا يجبره على الخير ،ولذلك دله على الخير وأمره به ،وبين الشر ونهاه عنه ثم جعل له الخيار {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر } وقال تعالى {لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي} وقال تعالى { ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة } وقال { ولا تقتلوا أنفسكم } وعلى هذا فمن اتبع الغي فلا يلوم إلا نفسه ومن اتبع الحق فقد نفع نفسه. وبه تعلم أن فعل النبي صلى الله عليه وسلم من أصول الشريعة الإسلامية ،ومن تعاطي الأسباب الذي أمرنا بها ،مع التوكل على الله في كل خير.
والخلاصة :أن المرض والدعاء من الأسباب التي لا تخرج عن أقدار الله.كما أن الرزق من عند الله وأمرنا بالسعي في تحصيله .
قال الكاتب:ولغة القرآن نفسها فيها شئ من السحر والطلاسم، فبعض السور تبتدئ بحروف ليس لها اي معنى معروف، فهي كالرموز التي تُستعمل في الشفرة.
الرد:أولاً: إذا كان ليس لها أي معنى تعرفه، فكيف تدعي أنه سحر
وطلاسم ؟! إذن أنت تدعي معرفة معناها .أليس هذا من تكذيبك لنفسك وتبينك لجهلك
ثانياً: قال الله تعالى {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب "7" } (سورة آل عمران) والحروف المقطعة في فواتح بعض سور القرآن من المتشابه الذي لا يتبعه إلا من يريد الفتنة . ولكن لا يعني عدم معرفة معناها لنا ، أنه لا فائدة منها . بل فيها فائدة عظيمة لما يترتب على قراءتها من عظيم الثواب.روى الترمذي عن عبد الله بن مسعود قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم:( من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول ألم حرف ، ولكن ألف حرف ، ولام حرف , وميم حرف)إذن فعدم فهمنا للمتشابه لا يمنع أن نستفيد من سر وضعه الله في كتابه .. ونحن نستفيد من أسرار الله في كتابه فهمناها أم لم نفهمها.
ثالثاً:كلام الكاتب ككلام المكابرين للحقائق قبله فلاجديد في تزييف الحقائق .فقد ذكر العلماء في السير والأخبار : أن الوليد بن المغيرة اجتمع إليه نفر من قريش - وكان ذا سن فيهم وقد حضر الموسم فقال لهم يا معشر قريش ، إنه قد حضر هذا الموسم وإن وفود العرب ستقدم عليكم فيه وقد سمعوا بأمر صاحبكم هذا ، فأجمعوا فيه رأياً واحداً ، ولا تختلفوا ، فيكذب بعضكم بعضا ، ويرد قولكم بعضه بعضا ، قالوا : فأنت يا أبا عبد شمس ، فقل وأقم لنا رأيا نقول به قال بل أنتم فقولوا أسمع.قالوا : نقول كاهن قال لا والله ما هو بكاهن لقد رأينا الكهان فما هو بزمزمة الكاهن ولا سجعه قالوا : فنقول مجنون قال ما هو بمجنون لقد رأينا الجنون وعرفناه فما هو بخنقه ولا تخالجه ولا وسوسته.
قالوا : فنقول شاعر قال ما هو بشاعر لقد عرفنا الشعر كله رجزه وهزجه وقريضه ومقبوضه ومبسوطه فما هو بالشعر .
قالوا : فنقول ساحر قال ما هو بساحر لقد رأينا السحار وسحرهم ،فما هو بنفثهم ولا عقدهم قالوا : فما نقول يا أبا عبد شمس ؟ قال والله إن لقوله لحلاوة ، وإن أصله لعذق وإن فرعه لجناة . وما أنتم بقائلين من هذا شيئا إلا عرف أنه باطل وإن أقرب القول فيه لأن تقولوا : ساحر جاء بقول هو سحر يفرق به بين المرء وأبيه وبين المرء وأخيه وبين المرء وزوجته وبين المرء وعشيرته . فتفرقوا عنه بذلك فجعلوا يجلسون بسبل الناس حين قدموا الموسم لا يمر بهم أحد إلا حذروه إياه وذكروا لهم أمره . أنتهى.هذا هو موقف المتكبرين،مع أنهم يعلمون أنهم كذبة فجرة ،وإنما أرادوا التلبيس على الناس .لكن ماموقف العقلاء؟
رابعاً: موقف العقلاء: العاقل لا ينطلي عليه شنشة المرجفين ،ولا تلبيس الكاذبين ،وقد ذكرت موقف الوليد بن المغيرة وزمرته ،ومن سار على نهجه إلى عصرنا هذا ،وسأذكر موقف العقلاء وتصرفهم في المواقف الفاصلة حتى تقارن:فإليكم تصرف سيد دوس الذي رفع نفسه عن أن يجعل عقله بيد غيره : كان الطفيل بن عمرو الدوسي يحدث أنه قدم مكة المكرمة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بها - فمشى إليه رجال من قريش - وكان الطفيل رجلاً شريفاً شاعراً لبيباً - فقالوا له يا طفيل إنك قدمت بلادنا ، وهذا الرجل الذي بين أظهرنا قد أعضل بنا ، .. وإنما قوله كالسحر يفرق بين الرجل وبين أبيه وبين الرجل وبين أخيه وبين الرجل وبين زوجته وإنا نخشى عليك وعلى قومك ما قد دخل علينا ، فلا تكلمنه ولا تسمعن منه شيئا .
قال فوالله ما زالوا بي حتى قررت أن لا أسمع منه شيئا ، ولا أكلمه حتى حشوت في أذني حين غدوت إلى المسجد قطناً خوفاً من أن يبلغني شيء من قوله وأنا لا أريد أن أسمعه . قال فغدوت إلى المسجد ، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائم يصلي عند الكعبة . قال فقمت منه قريباً ، فأبى الله إلا أن يسمعني بعض قوله . قال فسمعت كلاماً حسناً . قال فقلت في نفسي : واثكل أمي والله إني لرجل لبيب شاعر ما يخفى علي الحسن من القبيح فما يمنعني أن أسمع من هذا الرجل ما يقول فإن كان الذي يأتي به حسناً قبلته وإن كان قبيحاً تركته . قال: فمكثت حتى انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بيته فاتبعته ، حتى إذا دخل بيته دخلت عليه فقلت : يا محمد إن قومك قالوا لي كذا وكذا - للذي قالوا - فوالله ما برحوا يخوفونني أمرك حتى سددت أذني بكرسف لئلا أسمع قولك ، ثم أبى الله إلا أن يسمعني قولك ، فسمعته قولاً حسناً ، فاعرض علي أمرك . قال فعرض علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الإسلام وتلا علي القرآن فلا والله ما سمعت قولاً قط أحسن منه ولا أمراً أعدل منه قال فأسلمت ، وشهدت شهادة الحق. أنتهى
والخلاصة :أن كلام الكاتب لا يضر به إلا نفسه ،أو ضعيفاً جاهلاً لا عقل له.
===============================================================أسباب القسم في القرآن الكريم
قال الكاتب:والسؤال الذي يطرأ على الذهن هو: لماذا احتاج الله ان يقسم لعبيده؟
الجواب:أولاً:الله جل جلاله غني حميد مجيد ،ولا يقال :الله يحتاج إلا ممن لا يعرف الفرق بين الخالق الغني بذاته مطلقاً،والعبد المحتاج لله تعالى إيجاداً،وإمداداً.
ثانياً:أقسم الله لعباده لأسباب عديدة :منها:
1ـ تشريفاً للمقسوم به في أذهان السامعين .فالله تعالى يصطفي ما يشاء ويختار ،وإلا فلماذا جعل الله هذا إنساناً ،والأخر طيراً ، والثالث جماداً .إنما ذلك فضلاً من الله تعالى على من يشاء من مخلوقاته.وهكذا القسم.
2ـ أن الله ـ تبارك وتعالى ـ رحيم بعباده ،مقيم للحجة عليهم من جميع أبوابها ولما كان اهتداءهم إلى الخير فيه فوزهم ونجاتهم ،فقد ذلل سبله لهم ويسر لهم اتباع الحق ،وأكد لهم ذلك بجميع الوسائل التي تعينهم على الهداية والرشاد كالترغيب ،والترهيب،والتأكيد بالتكرار ،والإقسام ،وغيره .
وكل ذلك لمصلحتهم لا لفائدة تعود عليه جل وعلا ولا لضرر يدفعه .فلا تنفعه طاعة الطائع ،ولا تضره معصية العاصي .قال الله تعالى { يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد} وقال الله تعالى(مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ). [سورة فصلت، الآية: 46]. وقال الله تعالى: {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ....} [سورة الزمر، الآية: 7]. وجاء في حديث قدسي طويل عن أبي ذر الغفاري رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال:(يا عبادي لو أن أولكم و آخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا...). رواه مسلم.وبهذا تعلم فضاضة الكاتب وبعده عن الحق ـ هداه الله ـ.
ثالثاً::أن القسم وسيلة لتأكيدمايتكلم عنه المقسم .وإقسام الله تعالى في القرآن الكريم كان لتأكيد الحق المقسم عليه ،بخلاف قسم الكاذبين .والكاتب يوهم أن القسم قبيح في نفسه وهذا غير صحيح . لأن القسم لفظ مؤكد لمعنى من المعاني .فلا يكون قبيحاً إلا إذا كان على باطل.
===============================================================القصص في القرآن
قال الكاتب:فلو كرر القرآن موعظة او قانوناً من الفقه لفهمنا انه يريد التأكيد على ذلك، ولكن ان تُعاد نفس القصة اكثر من ست او سبع مرات، فلا اجد لها مبرراً.
الجواب: من فوائد: القصص:
1ـ التأكيد وإرادة الوصول إلى استحضار هذه القصص في حياة المسلم في كل أوقاته.فإن القصص تتضمن أحكاماً فقهية أيضاً ،وأحكاماً دعوية .كالصبر وطرق بيان الحجة وقوتها.
2ـ لقدوصف الله كتابه فقال {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ..} [الزمر:23]، "وإنما قيل له: "مَثانيَ" لأنه كُرِّرت فيه القصص والأحكام الفقهية ،والعقدية والمواعظ.
3ـ إظهار الإعجاز البلاغي: فجاء تكرار القصص وغيرها بعبارات مختلفة إيجازا وإطناباً، ليعلم أن القرآن ليس بكلام البشر؛ لأن البلغاء يعرفون أن هذا الأمر خارج عن القدرة البشرية.
4ـ لإظهار القدرة على صياغة القصة بنظم مختلف ،وإعطاء ألواناً من البلاغة في كل موضع ففيه رد على من يقول: إن دائرة البلاغة ضيقة في بيان القصص، والذي صدر عنك بيانه منها محمول على المصادفة،والاتفاق، لكن تنوع الأسلوب في تكرار القصص إيجازاً وإطناباً يقطع جميع أعذارهم.
5ـ أن فيه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى في سورة هود {وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}
قال الكاتب:كيف ابتلع الحوت يونس كاملاً دون ان يقطعه ارباً؟
الجواب:لا يشترط في الابتلاع أن يقّطع المُبتلع .ولذلك ترى الإنسان أحياناً قد يبتلع لحمة ولا يمضغها .فلا وجه لهذا التعجب المبالغ فيه.!
قال الكاتب:ولو افترضنا ان الحوت ابتلع يونس كاملاً، فاين وجد يونس الهواء ليتنفس ويعيش اياماً في بطن الحوت دون ان تهضمه العصارات الهاضمه في معدة وامعاء الحوت.
الجواب:كيف تعيش الديدان في بطن الإنسان،وهي مخلوقة تتنفس،والمعدة تفرز العصارات.؟!فإن فهمت هذا فستعلم أن الله على كل شيء قدير. وأن يونس عليه السلام لم يكن طعاماً للحوت.والدود ليس طعاماً للإنسان .لأن الله قد جعل بطن الحوت سجناً ليونس ـ عليه السلام ـ لا للأكل ،وإلا لما لفظه.
قال الكاتب:والمشكلة الثانية ان القرآن يقول لولا ان كان يونس من المسبحين لظل في بطن الحوت الى يوم يبعثون. وهذا يقتضي ان يعيش الحوت ألاف او ملايين السنين، الى ان يُبعث الناس.
الجواب:المعنى لصار له بطن الحوت قبراً إلى يوم القيامة،أي أنه سيموت في بطنه لا أن الحوت من المخلدين .فأنت لا تفهم اللغة وتأتي لتنتقد القرآن .!!
قال الكاتب:وطبعاً القصة كلها مأخوذة من التوراة عندما أمر الرب رسوله يونس
الجواب:1ـ لاحرج أن تتوافق الكتب المنزلة على أمر معين ،لأن القصة واحدة فلا يعقل أن تروى في التوراة مخالفة لما في القرآن إلا إذا حرفت القصة ،وأنا أقصد الاختلاف الحقيقي لا اللفظي.ألا ترى أنهما يتوافقان في وجود الله تعالى ،وفي أمور أخرى، ولا يعني ذلك أن أحدهما منحول من الأخر.
وعقدة الكاتب أنه يتصور ضرورة التغاير بين الأديان المنزلة ،ولو أنه علم أن مصدرها واحد وأن الخلاف لا يكون إلا في الشرائع لا في العقائد ،ولا في الحقائق المتوافقه لماأتعب نفسه.
قال الكاتب:وكذلك هناك سورة اسمها " النحل" بها 128 أيةً، ولا يذكر فيها النحل الا في الايتين 68 و 69.
الجواب: 1ـ قد بين الإمام الزركشي -رحمه الله- سبب تسمية السور فقال: ولا شك أن العرب تراعي في كثير من المسميات أخذ أسمائها من نادر أو مستغرب يكون في الشيء، من خلق ،أو صفة تخصه، أو يكون معه أحكم ،أو أكثر، أو أسبق، لإدراك الرائي للمسمى، ويسمون الجملة من الكلام أو القصيدة الطويلة بما هو أشهر فيها، وعلى ذلك جرت أسماء سور القرآن.
2ـ سورة يونس سميت بذلك لأنها انفردت بذكر خصوصية لقوم يونس، أنهم آمنوا بعد أن توعدهم رسولهم بنزول العذاب فعفا الله عنهم لما آمنوا. وقال الطاهر بن عاشور في تفسيره:أنها أضيفت إلى يونس تمييزا لها عن أخواتها الأربع المفتتحة ب ( ألر ). ولذلك أضيفت كل واحدة منها إلى نبي أو قوم نبي عوضاً عن أن يقال: آلر الأولى وألر الثانية. وهكذا فإن اشتهار السور بأسمائها أول ما يشيع بين المسلمين بأولى الكلمات التي تقع فيها وخاصة إذا كانت فواتحها حروفاً مقطعة فكانوا يدعون تلك السور بآل حم وآل ألر ونحو ذلك.
3ـ اما سورة النحل فإن الملفت للنظر هو قصة الإحاء للنحل فسيمت به السورة .فكان تسميتها بالنحل هو الأفضل بلا ريب .وأعتقد أن الكاتب يتكلف الاستغراب ،وإلا فلا غرابة أصلاً.
قال الكاتب:ولماذا اصر الله على بقرة بعينها تُذبح له، ولماذا طلب ان تذبح له بقرة ؟ هل ارادهم ان يذبحوا له قرباناً كما كانوا يذبحون القربان للاصنام؟ وهل هناك أبقار صفر؟
الرد:1ـ لأن البقرة تؤكل كسائر الأنعام فلا وجه للأستشكال،وهو لم يجعلها معينة إلا لما زادوا في اللجاجة فضيقواعلى أنفسهم تعنتاً وعناداً .ولو نظرنا إلى بداية الأمر لوجدنا أن موسى عليه السلام قال{إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة}فاعترضواالاعتراض الأول ثم طلبوا تعيينها ثانياً ،ثم طلبوا تعيين لونها إلى أخرماورد من تعنتهم وتضييقهم على أنفسهم.ولذاأنعم الله على المسلمين فمنعهم من السؤال التعنتي رحمة بهم كيلا يتسببوا في التضييق على أنفسهم فقال تعالى{يأيها الذين أمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تُبدى لكم تسؤكم}
2ـ أما لماذا خصت من بين الأنعام فهذا الذي لافائدة من البحث فيه وأنت
تقول: (ومن القصص ما هو رتيب وليس فيه ما يفيد المسلمين. فخذ مثلاً موسى لما قال لقومه ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرةً.)أنتهى كلامك
إذن :أيضاً ماذا يستفيد الناس من تشتدقك هذا ؟!!
على أننا نقول :إن الله يصطفي ويفعل مايشاء فلا غرابة أصلاً بل أنت متكلف.
3ـ أما قولك :هل أرادهم أن يذبحوا له قرباناً؟ فجوابه بقول الله تعالى (قل لن ينال الله لحومها ولا دماءها ولكن يناله التقوى منكم )أي ان الثواب لهم في امتثالهم لأمر الله.والنفع لهم إن أطاعوا وأمنوا.
4ـ اما قولك :وهل هناك أبقار صفر؟!فأقول: نعم اخبرنا الله بذلك في كتابه الكريم .وهي نادرة الوجود .وليس كل ماغاب عن حسك مستحيل الوجود.
5ـ واما فوائد قصة بقرة بني اسرائيل فكثيرة جداً منها :
ـ استفدنا أن كثرة التساؤلات تعنتاً تزيد من التضييق على المكلف .ولذا لم يكن الصحابة يتعنتون في الأسئلة كما فعل اليهود.
ـ استفدنا :أن سبب بلاء اليهود هو ترددهم في طاعة الأنبياء .وبذلك كان المسلمون أسرع امتثالاً لنبينا عليه الصلاة والسلام.
ـ استفدنا صبر موسى على قومه :وهذا مفيد لرجال العلم في الدعوة .
ـ استفدنا أن نصر الله للمظلوم من الظالم وهو القاتل في القصة ليس ببعيد.
فلا يفرح الظالم بظلمه ولا ييأس المظلوم من نيل حقوقه.هذا قليل مما استفدنا كمسلمين.
قال الكاتب:اما قصة موسى وفتاه مع نبي الله الخضر فيصعب تصديقها. يخرج موسى وفتاه يحملان معهم سمكاً مجففاً ومملوحاً ليكفيهم في رحلتهم الى مجمع البحرين... ولما طلب موسى غداءه اخبره فتاه انه نسى الحوت عند مجمع البحر، فسبح السمك في البحر، وهو سمك مجفف!
الجواب:لايوجد في الكتاب والسنة أن السمك كان مجففاً ومملوحاً .فمن قال لك أنه كان سمكاً مجففاً ومملوحاً ؟!!أنت الذي ملّحته وجّففته ثم تتعجب من نزول المجفف في البحر . والله تعالى قال عن فتى موسى {قال إني نسيت الحوت } ولم يقل الحوت المجفف ولا المملح .!!والذي فهمناه أنه حوت اصطاده ولا زال حياً.فغفل عنه ورجع إلى الماء فلا إشكال إلا في خيالك.
قال الكاتب:وهل كان يصعب على هذا الملك ان يأخذ السفينة بعد أن خرقها نبي الله الخضر ويصلح الخرق البسيط بها؟
الجواب:لأن الملك لم يكن يأخذ السفن المعيبة، بل لا يأخذ إلا السفن الجديدة .
ولا يريد الملك أن يشتغل بإصلاحها كما تريد أنت .فهل في هذا غرابة؟!!
ولعل القارىء الكريم يلحظ تفاهات الإيرادات التي يوردها الكاتب تعنتاً .!
ولذا فليس الوقت بهذا الرخص الشديد كي أضيعه مع
====================================================================البلاغة في القرآن
عقد المؤلف هذا المبحث ليبين أنه ناقد للبلاغة في القرآن الكريم ،وأنا أعجب لفعله هذا حقيقة ،لأني وجدت في كتابه طواماً من الأخطاء الإملائية،والنحوية فضلاً عن الضعف البلاغي . ولكن سأرى انتقاداته بتأني وتأمل!!فلنبدأ بلغة القرآن.
الصعوبات التي تقابل القارئ للقرآن يمكن حصرها في عدة أبواب:
1 -الأكثار من استعمال السجع الذي قد يضر بالمعنى في بعض الحالات.
2- تغير صيغة المخاطب أو المتحدث من الشخص الأول الى الشخص الثالث والعكس كذلك، دونما أي مراعاة لمحتوى الآية.
3- الخلط بين الفعل الماضي والفعل المضارع في نفس الآية وكذلك الخلط بين المفرد والجمع.
4- كلمات او جُمل معناها ليس واضحاً للشخص العادي ولا حتى للمفسرين أنفسهم، ونستنبط هذا من كثرة واختلاف التفاسير للكلمات أو ألآيات.
5- جُمل بها أخطاء نحوية6- جُمل لا تتماشى مع المحتوى. أنتهى
أولاً :بدأ الكاتب بنقد بلاغة القرآن من حيث السجع ثم بدأ يقصص قصصاً عن زمن الجاهلية، ووجود كاهن فيها ثم لف ودار وشرق وغرب ،حتى ربط بين الكهانة والشعر ،ولولا طلب الأختصار في الرد لسقت كلامه كما كتبه، ولما اقتصرت على مواضع الاعتراض الذي أبداها ،وذلك ليرى كل من له إلمام بالنقد وباللغة وبأسلوب الحوار كيف كان الكاتب مهزوماً مع نفسه غير مقتنع بنقده لبلاغة القرآن حتى خرج إلى نوع من التكلف الممجوج . ولكن حق للكاتب أن يعجز فقد عجز قبله العرب أن يأتوا بما تحداهم الله به ،فكيف لا يعجز الناقد ؟!!!
ولنبدأ مع الكاتب في اعتراضته :
قال الكاتب: بل كانوا يعتقدون ان للشاعر شيطانين يساعدانه على نظم الجيد من الشعر، ولذلك نجد الشعراء انفسهم يخاطبون شيطانين في بداية القصيده. فمثلاً امرؤ القيس يقول في بداية معلقته المشهوره:قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل _ بسقط اللوى بين الدخول فحومل. فيعتقد البعض انه يخاطب شيطانيه، وقيل أنه يخاطب صاحبيه، وقيل بل خاطب واحداً واخرج الكلام مخرج الخطاب مع الاثنين، لان العرب من عادتهم اجراء خطاب الاثنين على الواحد والجمع، وانما فعلت العرب ذلك لان الرجل يكون أدنى أعوانه أثنين: راعي إبله وراعي غنمه . وعلى كلٍ، إن كان الشاعر يخاطب شيطانين أو صاحبين وهميين، فقد سلك القرآن نفس المسلك.
الجواب: أولاً :لاحظ أن الكاتب لم يأتى بشاهد لما يقول ولكن سأرد عليه بما ظهر من كلامه فهو يقول :إن كان الشاعر يخاطب شيطانين أو صاحبين وهميين، فقد سلك القرآن نفس المسلك.وكأن الكاتب توهم صحة ماذهب إليه بعض العلماء من أن قوله تعالى ((القيا في جهنم كل كفار عنيد )) أن القيا للتثنية مجازاً فخرجت مخرج التغليب العربي حيث أنه يخاطبون الواحد بصيغة التثنية كما في شعر أمرىء القيس.لكن هذا الكلام غير صحيح.بل الصواب أنها على حقيقتها والمخاطب الملكين جاء في تفسير القرطبي ما نصه:وقال المبرد: هي تثنية على التوكيد، المعنى ألق ألق فناب (ألقيا) مناب التكرار.
ويجوز أن يكون (ألقيا) تثنية على خطاب الحقيقة من قول الله تعالى يخاطب به الملكين.أنتهى وهذا هو الصواب إن شاء الله .أنتهى كلامه
ولو أن الكاتب ساق الشاهد الذي قارن به بين أسلوب الشعراء وأسلوب القرآن لكان أوكد في تحديد مراده ،بيد أنه تغافل عن ذلك.
ولا يخفى أن لله جنود من الملائكة يعذبون الكفار ،يأمرهم وينقادون
لأمره وهما في هذا الوضع ملكين ،وليس المراد خطاب مثنى موهوم كما يشنشن الكاتب ،بل هو خطاب للملكين .
قال الكاتب:وتفسير العلماء الاسلاميين للكهانة هو ان التابع كان يسترق السمع من الملائكة، فيلقي بما سمعه على الكاهن، ويلقي الكاهن ما سمعه على الناس، فيكون نبوءة.
الجواب:لاحظ أن الكاتب كما ذكرت في البداية يشرق ويغرب بأشياء ليس فيها نقد بلاغي وهذا برهان إفلاسه.ولكن توقفت مع هذا الكلام لأنه نقل تعريفاً للكهانة ليس من الإسلام في شيء ثم نسبه للإسلاميين ،وهو كذب بلا ريب . لأن الكهانة ليست بنبوءة .
والكهان نزل فيهم قول الله تعالى ( هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ)
وأما النبي صلى الله عليه وسلم فلم يكن يعلم إلا بما أنزل الله إليه وعلمه كما قال تعالى{عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا} وقال:{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ}الآية [آل عمران : 179وأما الكهانة والشعر فقد رد الله على الأفاكين فقال تعالى.في سورة يس الآيتان: 69 - 70 {وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين، لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين}. وفي سورة الصافات الآيات: 36 - 40 {ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون، بل جاء بالحق وصدق المرسلين، إنكم لذائقوا العذاب الأليم، وما تجزون إلا ما كنتم تعملون، إلا عباد الله المخلصين}. وقال الله تعالى{فذكر فما أنت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون، أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون، قل تربصوا فإني معكم من المتربصين، أم تأمرهم أحلامهم بهذا أم هم قوم طاغون، أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون، فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين}. وقال {فلا أقسم بما تبصرون، وما لا تبصرون، إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون، ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون}. فسبحان من أعز رسوله صلى الله عليه وسلم وكبت أعدائه.
قال الكاتب:والسجع هو العمود الفقري في لغة القرآن، لدرجة ان محمداً قد غير اسماء اماكن واشياء لتتماشى مع السجع في السورة. فمثلاً في سورة التين، الاية الثانية، نجد ان " طور سيناء " قد تغير الى " طور سينين " ليتماشى مع السجع .
الجواب:أولاً:طور سينين ،وطور سيناء تأتي بمعنى واحد لأن الأستعمال كان صحيح باللفظين . وهذا على قول .ولكن من العلماء من جعل سينين وصفاً للطور ،وسيناء اسماً للطور أو المكان الذي به الطور،لأن معنى سينين كما ورد عن ابن عباس سينين أي حسن.وقال مجاهد سينين: مبارك بالسريانية . وقال قتادة: سينين هو المبارك الحسن.
وعلى هذا فسينين :وصف لجبل الطور.معناه الحسن أو المبارك.
أما سيناء: فهو اسم لجبل الطورأو للمكان الذي به جبل الطور .
والله أعلم بالصواب .وعلى كلا القولين :فإن كلام الكاتب مردود منقوض.
" وان إلياس لمن المرسلين". ولكن فجأةً في الآية 130 من نفس السورة يتغير اسمه ليصبح إلياسين
الجواب: هذا تهويل من الكاتب كالعادة ،لأن الأمر ليس كما يدعي بل إن إلياس عليه السلام يصح إطلاقه بلفظين: إلياس، وإلياسين مثل إبراهيم، وإبراهام. وجبريل وجبرائيل ،وميكال وميكائيل .وهكذا .وليس الأمر بالتشهي كما تزعم .
قال الكاتب: وتجاهل بعض الناس هذه الحقيقة البسيطة في اندفاعهم لجعل القرآن المرجع الوحيد لما حدث ويحدث في العالم. فالبروفسير حميد الله يذكر في مقدمة ترجمته للقرآن الى اللغة الفرنسية أن الله ذكر القلم في أول سورة أُنزلت على النبي، ليؤكد أهمية القلم كأداة في تطور علم الانسان. ويستمر البروفسير ويقول إن هذا يؤكد كذلك اهتمام النبي بجمع القرآن وحفظه مكتوباً . وطبعاً البروفسير حميد الله قد نسى أن العلماء قد قدروا أن ألانسان البدائي ظهر على هذه الارض قبل حوالي سبعة ملايين من السنين، وتعلم اثناء تطوره الصيد وصناعة ألالآت وصناعة القوارب والحراب، وتعلم كذلك ان ينظم الشعر وان يرسم وتعلم فن القصص ( الفولكلور الشعبي) وصناعة الملابس واشياء أخرى مثل اكتشاف النار والزراعة، ألاف السنين قبل أن يتعلم القراءة ويخترع القلم.
الجواب:لا أرى أي تعارض بين ماقال البروفسير حميدالله،وبين تأخر الإنسان البدائي عن التعلم بالقلم ،بل بالعكس هذا يؤكد نظرته لأن الإسلام هو السبيل الحقيقي الذي يجمع بين الدين والعلم، ففعله ليس اندفاع ،وإنما ردك هو ما يعكس ما في قلبك على الإسلام ،وإلا فماعلاقة هذا الموضوع بنقد البلاغة في القرآن ؟!وسبحان الله هذا يؤكد ما ذكرت سابقاً من أن الكاتب أخذ يشرق ويغرب عن بحثه لشدة إفلاسه هداه الله للحق .
قال الكاتب:نجد في نفس سورة مريم تكراراً غير مفيد. فعندما يتحدث القرآن عن زكريا وأبنه يحيي، يقول عن ألاخير: " سلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يُبعث حيا" . ثم نجد ألآية مكررة عندما يتحدث عن عيسى: " والسلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أُبعث حيا" .
الجواب: هل هذه الآية مكررة؟ !أولاً ننظر إليها من جهة المعنى :يقول عن يحي عليه السلام { وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا }فهو سلام من الله على يحي عليه السلام.وأما عيسى عليه السلام فيقول { والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا} فهم سلام من عيسى ـ عليه السلام ـ على نفسه. فالفرق واضح بين المعنيين ولا شك أن سلام الله على يحيا أعظم من سلام سيدنا عيسى على نفسه.
ثانياً : ننظرإليها من جهة البناء اللفظي :فإن الجملتين مختلفتين في التركيب والبناء ويلحظ ذلك كل عاقل .
ثالثاً:اما تكرارالسلام في هذه المواطن الثلاثة فإن ذلك ليس بمعيب لأنه ممالا يستغني عنه الإنسان بل هو أفقر ما يكون إلى ذلك، وهذا لشدة أوجه الشبه بين عيسى ويحي .قال سفيان بن عيينة : أوحش ما يكون المرء في ثلاثة مواطن يوم يولد فيرى نفسه خارجاًً مما كان فيه ويوم يموت فيرى قوماًً لم يكن عاينهم ، ويوم يبعث فيرى نفسه في محشر عظيم . قال فأكرم الله فيها يحيى بن زكريا فخصه بالسلام عليه فيها. أنتهى . وكذلك عيسى عليه السلام دعى لنفسه في هذه المواطن العظيمة .وقد ذكر بعض العلماء أن بين يحيى وعيسى عليهم وعلى نبينا وجميع الأنبياء الصلاة والسلام وجوه شبه، كانت سبباً في تلازم ذكرهما في القرآن الكريم فمنها: القرابة حيث أنهما ابنا خالة ،ويؤكد هذا الارتباط : ترتيب النص القرآني في سورة آل عمران، فقد بدأت السورة بذكر قصةزوجة زكريا وحملها بمريم، ثم انتقلت لبيان معجزة الحمل بيحيى، لتعود مرة أخرى للحديث عن مريم وحملها بعيسى عيه السلام. أما الثاني: فهو الإعجاز في ولادة كل منهما.. فبينما جاء يحيى من أب طاعن في السن وأم عاقر، ولد عيسى من أم بلا أب.
والثالث هو النبوة في الصغر.. فهذا يحيى يخاطبه الله بقوله : {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّة ٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} [مريم : 12]، وذاك عيسى يدافع عن أمه، فيثبت لنفسه النبوة وهو في المهد، فيقول : {إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا} (مريم )
الثالث:الأمن في مواطن الخوف : (الولادة، والموت، والبعث).. فقد قال الله في حق يحيى : {وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا} [مريم : 15]، وقال عيسى في حق نفسه : {وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا} مريم : 33وبه يتبين للقارىء الكريم فشل الكاتب في نقده.وعلم منه أن التكرار في كلام الله جل وعلا ليس للسجع كما يفتري الكاتب ،وإنما هو لمعان صحيحة سقت إليكم بعضاً منها.
قال الكاتب:واشتقاق الكلمات على غير المعهود نجده في ألآية 74 من نفس السورة: " وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثاً ورءياً". والاشتقاق هنا غريب لانه من رأى والمصدر رؤية، ولكن لتماشي الكلمة السجع قال " رءيا".
الجواب:قرىء على خمسة أوجه وذكر العلماء اشتقاقها فيقول الإمام الزمخشري وهو من العلماء المشهود لهم بالإمامة في اللغة : " رءيا " وهو المنظر والهيئة فعل بمعنى مفعول من رأيت " ،وريئا " على القلب كقولهم : راء في رأى " ،وريا " على قلب الهمزة ياء والإدغام، أو من الرقي الذي هو النعمة والترفه من قولهم : ريان من النعيم . " وريا " على حذف الهمزة رأساً. ووجهه أن يخفف المقلوب وهو " رئيا " بحذف همزته وإلقاء حركتها على الياء الساكنة قبلها " وزيا " واشتقاقه من الزقي وهو الجمع لأن الزي محاسن مجموعة والمعنى : أحسن من هؤلاء.أنتهى.هذا ما ذكره فحول اللغة ،لا ما يهذي به الكاتب.!
قال الكاتب:في قوله تعالى {لا يسمعون فيها لغواً ولا كذابا}وكلمة " كذابا" مشتقة من كذّبَ، يُكذّبُ، كذباً. والمصدر كما هو واضح " كذبا"، ولكن لتماشي الكلمة السجع كان لا بد من جعلها " كذابا
الجواب: أولاً:أهل اللغة قد بينوا أنها مصدر كما جاء في القاموس المحيط يذكر هذا المصدر:كَذَبَ يَكْذِبُ كَذِباً وكِذْباً وكِذْبَةً وكَذْبَةً وكِذاباً وكِذَّاباً، ككِتابٍ وجِنَّانٍ، وهو كاذِبٌ وكَذَّابٌ وتِكِذَّابٌ وكذوبٌ وكَذوبَةٌ وكَذْبانُ وكَيْذَبانُ وكَيْذُبانُ وكُذُّبْذُبٌ وكُذَبَةٌ ومَكْذُبانُ ومَكْذَبانَةٌ وكُذُبْذُبانُ.
وأما معنى (كذاباً) فهو تكذيباً مفرطاً قال الألوسي :{كذابا } أي تكذيباً مفرطاً ،وفعال بمعنى تفعيل في مصدر فعل مطرد شائع في كلام فصحاء العرب ،وعن الفراء أنه لغة يمانية فصيحة وقال لي أعرابي على جبل المروة يستفتيني آلحلق أحب إليك أم القصار ومن تلك اللغة قول الشاعر :
لقد طال ما ثبطتني عن صحابتي _ وعن حاجة قضاؤها من شفائيا .أنتهى
هذا هو معنى الكلمة و سبب هذه الصيغة هو بيان مدى إفراطهم في التكذيب كما تفعل أنت تماماً في هذا الكتاب .
" فبإي ألاء ربكما تكذبان" بعد كل آية ابتداءاً من ألآية الثانية عشر. وتكررت هذه العبارة 31 مرة في سورة طولها 78 آية. فاي غرض يخدمه هذا التكرار الممل.
الجواب: أولاً:أما كونه ممل :فهذا في صدرك ،وصدر كل من يكذب بنعم الله تعالى ،ولا يفهم القرآن ولا يتدبره.
ثانياً: أن القرآن قد يسر لتذكر الناس ،واتعاظهم ونعي عليهم اعراضهم عن ذلك. وعدد في هذه السورة الكريمة ما أفاض على كافة الثقلين من فنون نعمه الدينية والدنيوية والأنفسية والآفاقية وأنكر عليهم إثر كل منها إخلالهم بمواجب شكرها وقد قال :ـ في الدرر والغرر : التكرار في سورة الرحمن إنما حسن للتقرير بالنعم المختلفة المعددة ،فكلما ذكر سبحانه نعمة أنعم بها وبخ على التكذيب بها ،كما يقول الرجل لغيره :ألم أحسن إليك بأن خولتك في الأموال .ألم أحسن إليك بأن فعلت بك كذا وكذا .فيحسن فيه التكرير لاختلاف ما يقرر به.
وزيادة على ماتقدم فإن التهديد لطف والتمييز بين المطيع والعاصي بالجزاء والأنتقام من الكفار من عداد الآلاء.
وكذلك الأخبار بما يزجر عن الشر فهو لطف أي لطف ونعمة أي نعمة.
وقد ذكرت ((فبأي آلاء ربكما تكذبان )) إحدى وثلاثين مرة :
1ـ ثمانية منها عقيب تعدادعجائب خلقه تعالى وذكر المبدأ والمعاد.
2ـ وسبعة عقب ذكر ما يشعر بالناروأهوالها ومن اللطائف أن ذلك على عدد أبوب جهنم السبعة .
3ـ وثمانية في وصف الجنتين الأوليين وثمانيةفي وصف الجنتين اللتين دونهماعلى عدد أبواب الجنة الثمانية . [1]
وبه نعلم أيه القارىء الكريم بعض لطائف القرآن الكريم وبلاغته ،وتعرف بالمقابل مدى تعنت الكاتب وجلافته.
قال الكاتب: فالقرآن هنا ، كعادة الجاهلية، يخاطب شيطانين ( وهناك شياطين مسلمة كما يقول القرآن). ويقول علماء الاسلام ان القرآن في هذه السورة يخاطب الانس والجن، ولذا استعمل صيغة المثنى. ولكن في نفس السورة عندما اراد القرآن مخاطبة الانس والجن قال: " يا معشر الجن والانس ان استطعتم ان تنفذوا من اقطار السموات والارض فانفذوا لا تنفذون الا بسلطان". فلم يقل " فانفذان.
الجواب: أولاً :الكاتب يشير إلى أن التثنية في قوله تعالى تكذبان هي كعادة العرب في مخاطبة الفرد بصيغة التثنية .ولما علم الكاتب أن هذا المعنى مستبعد على التحقيق عند علماء الأمة الاسلامية ،راغ فوراً وبين أنه يخاطب مثنى وهما الثقلين.وهذا هو المحقق عندأكثر العلماء .وبعضهم قال إنه خطاب للذكر والأنثى .وبه تعلم أن الكاتب لا يقر له قرار على رأي وينقض غزله بنفسه ،وأن ما أتى به أول كلامه نقضه بعده بكلمات . فالحمد لله .
ثانياً: أتى المؤلف بما يؤكد رسوخه في الجهالة فقال : أراد القرآن مخاطبة الانس والجن قال: " يا معشر الجن والانس ان استطعتم ان تنفذوا من اقطار السموات والارض فانفذوا لا تنفذون الا بسلطان". فلم يقل "فانفذان.!!أنتهى
والجواب :1ـ أن الخطاب موجه إلى جمع وهم الإنس والجن جميعاً وليس موجه إلى فردين كما تتوهم .
2ـ وقولك (فلم يقل فانفذان) يدل على جهلك بالأعراب لأنه على فرض خطاب المثنى فإنه لا يقال فانفذان ،وإنما يقال :فانفذا . لصيغة الأمر .
فهذا مقدار علم الكاتب.!والخلاصة :أن الكاتب جاهل جهلاً مركباً . فإن كنت لاتدري فتلك مصيبة_ وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم.
قال ـ في قوله تعالى ـ (انتم وآباؤكم الاقدمون"فكلمة " الاقدمون" هنا لا تخدم اي غرض مفيد اذ ليس هناك اباء جُدد واباء اقدمون، لان كلمة اباء قد ترجع للوراء حتى نصل الى آدم، فكلنا ابناء آدم.
الجواب:ادعى الكاتب أن كلمة الأقدمون هنا زيادة لاتخدم أي غرض ! وكلامه باطل بلا شك لأن الآية في قصة إبراهيم عليه السلام مع قومه حيث قال الله تعالى {واتل عليهم نبأ إبراهيم إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين ، قال هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون قالوا بل وجدنا ءاباءنا كذلك يفعلون قال أفرءيتم ما كنتم تعبدون أنتم وءاباؤكم الأقدمون فإنهم عدو لي إلا رب العالمين الذي خلقني فهو يهدين} فالمتأمل في الآية يجد أن حجتهم ،وبرهانهم يعتمد على التقليد للآباء فلما أجابوه بجواب المقلدين لآبائهم قال لهم : رقوا أمر تقليدكم هذا إلى أقصى غاياته وهي :عبادة الأقدمين الأولين من آبائكم فإن التقدم لا يكون برهاناً على الصحة. والباطل لا ينقلب حقاً بالقدم .فأراد أن يبين أن التقليد في الباطل لا ينفع ولو قلد المتقدمين منهم ،فضلاً عن المتأخرين .وقد بين ذلك الزمخشري في الكشاف.
قال الكاتب:واما اللغة نفسها فمن الصعب متابعتها لان القرآن يغير صيغة المخاطب في نفس الاية من المفرد الى الجمع ومن المتحدث الى المخاطب، فخذ مثلاً سورة الانعام الاية : 99 " وهو الذي انزل من السماء ماءً فاخرجنا به نباتَ كلٍ شئٍ فاخرجنا منه حباً متراكباً ومن النخل من طلعها قنوانٌ دانيةٌ وجناتٍ من اعنابٍ والزيتون والرمان مشتبهاً وغير متشابهٍ انظروا الى ثمره اذا اثمر وينعه ان في ذلكم لاياتٍ لقوم يؤمنون". .....وانظر الى النحو في الاية ذاتها،
اغلب الكلمات منصوبة لانها مفعول به، لان الله انزل المطر فاخرج به حباً وجناتٍ، وفجأة كذلك يتغير المفعول به الى مبتدأ مرفوع في وسط الجملة. وسياق الكلام يقتضي ان يُخرج الله من النخل قنواناً دانيةً، معطوفة علي ما قبلها، ولكن نجد في الاية " قنوانٌ دانيةٌ " بالرفع
الجواب: كان الواجب أن لا يتكلم عن اللغة بعد ما ذكرت لكم في الفقرات السابقة ،ولكن الجهل قاتل فلنتابع معه هنا . وهو ينتقد أسلوب الالتفات رغم أن للالتفات أغراض مفيدة جداً أهمها : رفع السآمة من الاستمرار على ضمير متكلم أو ضمير مخاطب, فينتقلون من الخطاب إلى الغيبة, ومن المتكلم إلى الخطاب أو الغيبة, فيحسن الانتقال من بعضها إلى بعض؛ لأن الكلام المتوالي على ضمير واحد لا يستطاب. ولعل هذا الغرض هو من أهم الأغراض؛ لأن النفوس تستريح ويتجدد نشاطها إذا انتقل السياق من حال إلى حال ومن أسلوب إلى أخر.ولهذا الأسلوب أهداف سامية أخرى ،مبسوطة في كتب البلاغاء .وقد استعمل العرب هذا الأسلوب كماقال عنترة:
شطّتْ مزارُ العاشقينَ فأصبحتْ _عَسِرا عليّ طلابكِ ابنةَ مخرم
فكان يتحدث عنها , ثم خاطبها , ومثل ذلك قول جرير:
وترى العواذلَ يبتدرنَ ملامتي _فإذا أردتُ سوى هواكِ عُصينا
وقد ألف في هذا الأسلوب علماء الأمة قديماً وحديثاً ، وكانوا يطلقون عليه الرجوع أو التحويل أو الترك هذا عند النحاة وأهل اللغة ، وأهل البلاغة يسمونه الالتفات . وقدأُلف في ذلك مؤلفات كثيرة . إذا تبين ذلك فنشرع في الجزئيات التي ذكرها الكاتب:أولاً:الفائدة من تغييرالصيغة هوللألتفات والتنبيه لإظهارالعناية بماسيشرع فيه .
ثانياً: (فاخرجنا به):فننظر إليها من جهتين : من جهة اللغة ،والبلاغة .اما من جهة اللغة: فلا شيء فيه لأن المتكلم هو الله جل جلاله والناء ضمير المتكلم ،فلا وجه للاعتراض .
واما من جهة البلاغة :فإن في الكلام التفات من ضميرالغائب إلى ضمير المتكلم وهو أسلوب عربي رفيع ،وسبق أن تكلمت عنه وجاء في هذا الموضع لإظهار العناية بشأن هذا المخلوق (الماء) وما ترتب عليه .وهذا أجمل بياناً بلا شك من أسلوب الكاتب المقترح حين يقول : وسياق الاية يتطلب ان يقول " فاخرج به) لأن المطلوب حاصل بالصيغتين ،بيد أن صيغة الاعتناء البلاغي التصويري جعلت هذا الاسلوب القرآني أفضل بكثير .
ثالثاً: قولك:(وسياق الكلام يقتضي أن يُخرج الله من النخل قنواناً دانيةً، معطوفة علي ما قبلها): أقول لا يقتضي ذلك بل لا يجوز ذلك لأن قوله تعالى ((ومن النخل من طلعها قنوان )) جملة مستقلة تفيد التكلم عن نعمة أخرى من نعم الله تعالى ،وليست معطوفة على ما قبلها ،فهي جملة استئنافية وهي في حكم الابتدائية لأنها ابتداء بعد وقوف ،وقبلها كلامٌ تامٌّ .إذا علمنا ذلك فجملة (ومن النخل) خبر مقدم (ومن طلعها )بدل (وقنوان )مبتدأ مؤخر .
فصنيع الكاتب جهل من من جهة اللغة ،لأنه لا إنكار في ذلك حيث أن هذا الأعراب هو من صميم لغة العرب الصحيحة .واما من جهة البلاغة فإن الأفضل بلا ريب هو ما رأينا من أسلوب القرآن للبراهين السابقة.
وما ذكرته من النصب :فإنه يجوز في غير القرآن أما في القرآن فلا يجوز بالإجماع، أجازه الفراء في غير القرآن قنواناً عطفاً على حباً . لكن الأصل في اللغة وغيرها أنه ليس بعطف بل هي جملة جديدة ،وهذا الأقوى لغة وبلاغة .
وإنما حكيت الجواز للفائدة لا لأنه جائز في القرآن ولا لأنه يجوز في غير حالة العطف.وقد علمنا أن الجمل ليست معطوفة فتنبه.
قال الكاتب:وخذ ألآية 114 في سورة الانعام، لما طلب اليهود من محمد ان يجعل بينه وبينهم حكماً: " افغير الله ابتغي حكماً وهو الذي انزل اليكم الكتاب مفصلاً والذين آتيناهم الكتاب يعلمون انه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين ". ففي بداية الاية المتحدث هو محمد مخاطباً اليهود، فيقول لهم : أغير الله ابتغي حكماً وهو الذي انزل اليكم الكتاب مفصلاً؟ وفجأة يصير الله هو المتحدث فيقول لمحمد: والذين آتيناهم الكتاب يعلمون انه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين.
والعلماء المسلمون يحاولون شرح هذه الآية بان يقولوا: ادخلْ كلمة " قل " قبل "والذين آتيناهم". وهذه حجة غير مقبولة
الرد :اين قال علماء المسلمين أدخل كلمة قل قبل قوله تعالى ((والذين آتيناهم الكتاب ))؟!! إن هذا لا يقول به عاقل ،لأن معنى هذا أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي آتاهم الكتاب ! فهل يقول بهذا عاقل ؟ إن الله جل جلاله هو الذي آتاهم الكتاب.فالجملة لا تحتاج إلى تقدير محذوف أصلاً.
إنما الكاتب أغتر بقول بعض العلماء عند تفسير قوله تعالى ((أفغير الله ابتغي حكماً))فقالوا أي قل يامحمد أفغير الله ...فظن الكاتب أن المقصود ما ذكره .وهو من سوء فهمه . والآية فيها إيجاز عظيم لأن أحسن الكلام ما كان قليله يغنيك عن كثيره ،ومعناه في ظاهر لفظه ـ كما قال الجاحظ ـ. ولا شك أن في الآية إيجاز بلاغي لأن قرينة السياق تكفي عن إظهار فعل الأمر (قل ) . فهو استئناف بخطاب من الله تعالى إلى رسوله صلى الله عليه وسلم بتقدير الأمر بالقول بقرينة السياق.
هذا ما أورده العلماء ، فلا مجال لتقدير كلمة قل كما توهم الكاتب إلا بتكلف لا فائدة منه ،لأن الأصل أن الله يخبر نبيه صلى الله عليه وسلم بحال هؤلاء اليهود باطناً فيقول: {والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين} والغرض أن الحجة قائمة عليهم لأنهم يعلمون أن القرآن منزل من الله جل جلاله فلا ترتاب في بلوغ الحجة وإقامتها عليهم.
فائدة:القرآن الكريم فيه من أساليب الكلام شيء عظيم . كيف لا وهو كلام المولى جل وعلا ،ومن ذلك استعمال أسلوب الإيجاز في مواطن الإيجاز والإطناب في مواطن الإطناب ،قال الزمخشري: كما أنه يجب على البليغ في مظان الإجمال أن يجمل ويوجز فكذلك الواجب عليه في موارد التفصيل أن يفصل ويشبع.
والخلاصة :أن كل ما ساقه الكاتب من نقد للقرآن بزعمه يندفع بمعرفة أبجديات البلاغة والنحو ولذا فإن هذا القدر من هذا المبحث كاف في معرفة مبلغ علم الناقد لكل عاقل متبصر .
الاعتراض الثالث: الخلط بين الفعل الماضي والفعل المضارع في نفس الآية وكذلك الخلط بين المفرد والجمع. هذا هو اعتراضه الثالث.
وأقول جواباً : على ذلك : الأختلاف في صيغة الفعل بين الماضي والمضارع هذا يُسمّى حكاية الحال ،بمعنى: إذا كان الحدث ماضياً وكان مهماً فإن العرب تأتي بصيغة المضارع حتى تجعل الحدث وكأنه شاخص ومُشاهد أمامك. والمضارع يدل على الحال ،والاستقبال .والإنسان يتفاعل عادة مع الحدث الذي يشاهده أكثر من الحدث الذي لم يره أو الذي وقع منذ زمن بعيد فالعرب تحول صيغة الأحداث إلى صيغة مضارع وإن كانت ماضية.إذا علمت ذلك فستفهم بسهولة مدى تهور الكاتب في نقده وتحامله المتزايد على الإسلام ،وتجاسره على الكلام فيما لايعلم.وقد ذكر الكاتب الآيات التي فهم منها وجود أخطاء في القرآن .وسننظر سوياً في كلامه .
قال الكاتب: ألم تر ان الله انزل من السماء ماء فتصبح الارض مخضرة ان الله لطيف خبير". يجمع القرآن بين الفعل الماضي والفعل المضارع في جملة واحدة. وكلمة " فتصبح" يجب ان تكون " فأصبحت" لان الله انزل من السماء ماءً.
الجواب: سأنقل توجيه ذلك من تفسير البحر المحيط لأبي حيان وهو لغوي بارع ينقل عن الزمخشري وهو إمام في اللغة وينقل عن ابن عطية قال أبو حيان قال الزمخشري: فإن قلت : هلا قيل فأصبحت ولم صرف إلى لفظ المضارع؟ قلت : لنكتة فيه وهي إفادة بقاء أثر المطر زماناً بعد زمان . كما تقول أنعم علي فلان عام كذا ، فأروح وأغدو شاكراً له . ولو قلت فرحت وغدوت لم يقع ذلك الموقع .
وقال ابن عطية : وقوله { فتصبح الأرض } بمنزلة قوله فتضحى أو تصير عبارة عن استعجالها أثر نزول الماء واستمرارها كذلك عادة. أنتهى كما في البحر المحيط لأبي حيان رحمهم الله جميعاً. وقال ابن عاشور:وإنما عبر عن مصير الأرض خضراء بصيغة ( تصبح مخضرة ) مع أن ذلك مفرع على فعل ( أنزل من السماء ماء ) الذي هو بصيغة الماضي لأنه قصد من المضارع استحضار تلك الصورة العجيبة الحسنة ولإفادة بقاء أثر إنزال المطر زماناً بعد زمان كما تقول : أنعم فلان علي فأروح وأغدو شاكراً له.
قال الكاتب:وهذه آية اخرى تخلط بين الماضي والمضارع، ففي سورة الشعراء، الآية الرابة : " ان نشأ ننزل عليهم من السماء آيةً فظلت اعاناقهم لها خاضعين". ويقول العلماء ان شبه الجملة " فظلت اعناقهم لها خاضعين" استُعملت بمعنى المضارع.
الجواب:أولاً: من جهة اللغة :العرب لهم أسلوبهم في الكلام ،وهذا الأسلوب يكتمل ويقوى ببلاغته واحتواءه على أكبر قدر ممكن من المعاني ،وإن من صميم لغتهم جواز استعمال صيغ الماضي بما يدل على التحقّق في المستقبل. إذن لاوجه لنقد الكاتب لأن نقده تغيير للغة العرب ذاتها . لأن الاستعمال إذا كان من صميم اللغة وجرى على وفقها فلا وجه للإنكار. وهو في الآية ماضي بمعنى المستقبل ، لأنه معطوف على ينزل.فالقرينة في سباق الكلام دالة على المراد وليس من قبيل التحكم كما يتصور الجهلاء. وقد استعمله العرب فمن ذلك ما قاله تأبط شر:
بأني قد لَقيت الغول تهوي
بسَهب كالصحيفة صَحْصَحان
فأَضرِبُها بلا دهش فخرت
صريعاً لليدين وللجِرَان
فقال:(لقيت) وهو فعل ماضي ثم قال: (أضربها) وهو مضارع وغرضه استحضار تلك حتى كأنهم يبصرونه في تلك الصورة .
وقال أخر:وكنت أرى كالموت من بين ليلة
فكيف ببين كان ميعاده الحشر
كما تُحول صيغة المستقبل إلى الماضي، كما قال الشاعر:
وإذا مررت بقبره فانحر له
كوم الهجان وكل طرف سابح
وانضح جوانب قبره بدمائها
فلقد يكون أخادم وذبائح
والمتبادر إلى الذهن أن يقول:فلقد كان ولكنه عبر بالمضارع لأنه سائغ في اللغة لإفادة الاستمرار .
ثانياً: من جهة العقيدة :أن المخاطب بهذه الآية هو النبي صلى الله عليه وسلم ،ومن عقيدة الأنبياء وأتباعهم أن أفعال الله تعالى تابعة لتقديره الأزلي وهذا التقدير الأزلي قد مضى وتحقق وقوعه بلا مناص عنه ،ولذا فالتكلم بصيغة الماضي بما يدل على التحقّق في المستقبل إذا كان وجيهاً في اللغة العربية كما بينته آنفاً ،فهو متحقق الوقوع في الماضي الأزلي تقديراً، وفي المستقبل فعلاً مادام أن المتوعد هو الله تعالى .
قال الكاتب:استعمل القرآن كلمة " خاضعين" وهي حال تصف جمع العقلاء مثل " رجال" ليصف بها " اعناقهم"، وهي ليست جمع عقلاء. والاسم الذي يقع حالاً يطابق صاحب الحال في النوع وفي العدد، ولذا كان الاصح ان يقول " فظلت اعناقهم لها خاضعة".
الجواب: قال الإمام اللغوي الزمخشري:لما وصفت بالخضوع الذي هو للعقلاء قيل : خاضعين كقوله تعالى : " لي ساجدين " يوسف :آية 4 .
وقيل : أعناق الناس : رؤساؤهم ومقدماتهم شبهوا بالأعناق كما قيل لهم الرؤوس (يعني رؤوس الناس أي سادتهم).. .. وقيل : جماعات الناس . يقال : جاءنا عنق من الناس لفوج منهم(أي يقال جاءنا فوج من الناس أو جاءناعنق من الناس فهي بمعنى واحد عند العرب)).أنتهى كلامه. [2]
قال الكاتب:والقرآن كثيراً ما يخلط بين المفرد والجمع في نفس الآية. فخذ مثلاً الاية 66 من سورة النحل: " وان لكم في الانعام لعبرةٌ نُسقيكم مما في بطونه". والانعام جمع وتعني " حيوانات" وكان يجب ان يقول " نسقيكم مما في بطونها
الجواب: أقول: إنها كما تسمى الأنعام فأيضاً تسمى النعم ،فكلاهما سائغ في لغة العرب. ولما كان استعمال اللفظين من السائغ لغة ،كان التنويع بما يفيد التنبيه والتغيير الذي يمنع السآمة من المطالب الحسنة ،ولذا فالتغيير من الجمع إلى المفرد من السائغ لغة ومن المستحسن بلاغة فاستعملت كذلك في القرآن لتؤكد عظمته، وحسن لفظه، ومعناه . قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى:{نسقيكم مما في بطونه } وأفرد هاهنا الضميرعوداً على معنى النعم، أو الضميرعائد على الحيوان؛ فإن الأنعام حيوانات، أي نسقيكم مما في بطن هذا الحيوان.أنتهى كلامه رحمه الله وبه يتبين للمنصف مدى تجاهل الكاتب وتماديه في الباطل.
ونذكر تلك الدولتين تحديدًا لأنهما متقبلتان لممارسة الشذوذ الجنسي بحرية تامة، وفي الوقت نفسه تدّعي وجود برامج توعية قوية لما يسمى "بالممارسة الجنسية الآمنة".
2- الاضطرابات النفسية: هناك عدة دراسات قد أظهرت علاقة مباشرة بين ممارسة الشذوذ الجنسي والإصابة باضطرابات نفسية، نذكر هنا أحدثها، وهي دراسة قد نُشرت في يناير من هذا العام في أرشيفات الطب النفسي العام Archives of General Psychiatry، والذي قام به فريق هولندي.وقد وجد الفريق أن الشواذ من الرجال يصابون بالاضطرابات المزاجية التي تستمر لأكثر من 12 شهرًا بمعدل 2.94 مرة عن غيرهم من الأسوياء. كما يصابون باضطرابات الحصر النفسي anxiety التي تستمر لأكثر من 12 شهرًا بمعدل 2.61 مرة عن غيرهم من الأسوياء. ...كل هذا في المجتمع الهولندي المرحب بممارسة الشذوذ الجنسي، وهو ما ينفي مزاعم الشواذ جنسيا بأن الاضطرابات النفسية التي يصابون بها ما هي إلا بسبب نظرة المجتمع إليهم. كما أظهرت دراسة أخرى نشرت في أكتوبر 1999 في المجلة نفسها أن احتمالية محاولة الانتحار بين الشواذ من الرجال كانت أعلى 6.5 مرات منها في توائم هؤلاء الأسوياء.
3- الأمراض المعدية التي تنتقل عن طريق الممارسة الجنسية: في دراسة نشرت عام 1990 في مجلة أمراض القولون والمستقيم Diseases of the Colon and Rectum يقول الدكتور ستيفن وكسنر: إن 55% من الشواذ من الرجال الذين لديهم شكاوى من منطقة المستقيم والشرج مصابون بالسيلانgonorrhea ، كما أن 80% من مرضى الزهري syphilis من الشواذ جنسيا، هذا بالإضافة إلى إصابة 15% من الشواذ الذين لا يشتكون من وجود أعراض مرضية بالمندثرة chlamydia، كما أن ثلث الشواذ جنسيا مصابون بفيروس الهربس البسيط النشط herpes simplex virus في منطقة المستقيم والشرج.وقد ذكرت دراسة أخرى أن الشواذ من الرجال مصابون بالسيلان في منطقة الحلق بنسبة 15.2%، بالمقارنة بإصابة 4.1% من أسوياء الرجال بالمرض نفسه.
4- سرطان الشرج: هناك عدة نظريات تعلل انتشار سرطان الشرج بين الشواذ جنسيا وبين الأسوياء الذين يمارسون الجنس عن طريق الشرج. إحداها بسبب استخدام بعض المزلّقات lubricants من أجل تسهيل تلك الممارسة. نظرية أخرى هي تقول بأن دخول الحيوانات المنوية والسائل المنوي إلى تلك المنطقة قد يكون سببا آخر للإصابة بسرطان الشرج. وآخر النظريات هي الإصابة بالسرطان تبعا للإصابة بالالتهاب بفيروس الورم الحليمي الإنساني human papillomavirus.
5- مرض كابوسي الخبيث Kaposi sarcoma، والذي يعتقد أن للمخدرات التي يستخدمها الشواذ جنسيا من أجل استرخاء عضلة الشرج والمعروفة بـ poppers علاقة بالإصابة بهذا المرض بين مصابي مرض الإيدز منهم.
6- خلل بالجهاز المناعي، وذلك قد يكون بسبب امتصاص المستقيم للسائل المنوي ليصل إلى الدورة الدموية، وهو ما يعتقد العلماء أنه يصيب الجهاز المناعي بالضعف.أنتهى
أما الوعيد بالعقاب : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لعن الله من عمل عمل قوم لوط ، لعن الله من عمل عمل قوم لوط ، لعن الله من عمل عمل قوم لوط " ). و قال عليه الصلاة السلام : ( من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل و المفعول به )
*تحت مبحث التناقضات أورد الكاتب بعض المسائل التي يقصد بها إبطال القرآن الكريم.ولا يوجد في كلامه ما يثبت هذا الأدعاء الزائف وإليكم كلامه في ذلك:
قال الكاتب:بما ان محمد لم تكن له معجزات مادية كغيره من الانبياء، وكل معجزته هي لغة القرآن، فاذا فُقدت هذه المعجزة نتيجة الترجمة فقد القرآن قيمته الاقناعية.
الجواب:زعم الكاتب أن معجزات القرآن الكريم محصورة في لغته فقط هو زعم باطل بل للقرآن الكريم معجزات كثيرة :منها: 1ـ ما أودع الله فيه من المعاني الحكمية والإشارات إلى الحقائق العقلية والعلمية مما لم تبلغ إليه عقول البشر في عصر نزول القرآن وفي عصور بعده متفاوتة . وقد بين كثير منها من تكلموا في الإعجاز العلمي للقرآن الكريم ولها كتب كثيرة ومواقع إعلامية واسعة ،كثير منها يصل إلى الذروة في الدقة والمصداقية .
2ـ من وجوه إعجاز القرآن الكريم ما انطوى عليه من الأخبار عن المغيبات مما دل على أنه منزل من علام الغيوب . كالكلام عن حرب فارس والروم قبل وقوعها والأخبار بالمنتصر فيها ونحو ذلك .
3ـ من وجوه إعجاز القرآن ما أنبأ به من أخبار القرون السالفة مما كان لا يعلم منه القصة الواحدة إلا الفذ من أحبار أهل الكتاب مع كثرة النقول في ذلك وتفاصيل القصص ،مما لايمكن أن يحصيه ويدركه بكل تفاصيله مخلوق.
وكل هذا يشترك فيه من يعرف لغة العرب ومن لا يعرفها .ولذا دخل في الإسلام كثير من المشاهير في الطب ،والفلك ،وغير ذلك .فكلام الكاتب في غاية الضعف.
قال الكاتب: يقول في الآية 69 (من سورة المائدة ): " ان الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الاخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون". وبما ان اليهود والنصاري يؤمنون بالله واليوم الاخر، فان من عمل منهم صالحاً فلا خوف عليه ولا حاجة به لان يكون مسلماً. ولكن كيف يعللون ان الصابئين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. فالصابئون اصلهم من فارس وكانوا يعبدون الاصنام.... إلى ان قال:وليس هناك في تاريخ فارس ولا فيما وُجد من حفريات شئ يدل على ان الصابئين كانوا أهل دين منزل أو انهم كانوا مؤمنين بمحمد قبل أن يُبعث.
الجواب:أولاً: ليس في الآية ما فهمه الكاتب من تصحيح بقاء اليهود وغيرهم على ديانتهم بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم لأن الله تعالى يقول أيضاً{لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك}وقال الله تعالى {فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا}
إذن: فلا إيمان لمن كفر بالنبي صلى الله عليه وسلم ولم يتبعه.وعلى هذا فالآية على ظاهرها من الأخبار عن الناس قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم من أن المؤمنين منهم الإيمان الصحيح فلهم الثواب ولا خوف عليهم من العذاب ولا يحزنون .
ثانياً:واما الصابئون :فاختلف الناس فيهم وأقرب الأقوال ما قال الخليل أنهم : هم قوم يشبه دينهم دين النصارى ، إلا أن قبلتهم نحو مهب الجنوب ، يزعمون أنهم على دين نوح عليه الصلاة والسلام . نقله القرطبي .
ولا يعني ذلك أن الديانة الصابئية كانت باطلة من أصلها بل حصل لها التحريف والتبديل كما حصل لليهوديو النصرانية وإن كانت في أصلها صحيحة لكن حرفت.
ثالثاً: واما قول الكاتب : (وليس هناك في تاريخ فارس ولا فيما وُجد من حفريات شئ يدل على ان الصابئين كانوا أهل دين منزل أو انهم كانوا مؤمنين بمحمد قبل أن يُبعث)فجواب ذلك وليس في الآية أنهم من فارس ولا غير ذلك مماذكرت بل أخبر بثواب المؤمنين منهم لا غير.
ولكن للبحث مجال:فالصابئة بفرقها المتعددة قد تلاشت ولم يبق منها إلا فرقة واحدة هي(الصابئة المندائية) [3]وكتب الصابئة ليست مطبوعة ، ولقد قام بنسخها باليد الكتاب الكهنوت طيلة قرون عديدة .. وهم يشكون في أن الموجود لديهم منها هي الصورة الأصلية المنـزلة .. وتحرص الصابئة على منع الغير من الإطلاع على كتبهم المقدسة منعاً شديداً ، إضافة إلى أنها مكتوبة باللغة المندائية التي كان يتكلم بها ( آدم ) كما يعتقدون . [4] ينتشرون على الضفاف السفلى من نهري دجلة والفرات ، ويسكنون في منطقة الأهواز وشط العرب ، ويكثرون في مدن العمارة والناصرية والبصرة ... وعدد آخر من مدن العراق .وينتشرون في إيران على مدنها الساحلية كالمحمرة ، وناصرية الأهواز
وشمشتر ،ودزبول. [5]
قال الكاتب:ولما جاء نفر من اليهود يحكّمون النبي في خلاف نشب بينهم، قال الله له في الآية 43 من سورة " المائدة: " وكيف يحكموك وعندهم التوراة فيها حكم الله ثم يتولون من بعد ذلك وما اؤلئك بالمؤمنين ". فنفهم من هذا ان حكم التوراة هو نفس حكم القرآن، ويتبع من ذلك ان لا فرق بين التوراة والقرآن
الجواب:تلك قضية معينة :وهي أن التوراة فيها الحكم بالرجم على الزاني ،وهو نفس الحكم الذي أنزله الله تعالى في القرآن الكريم. وهؤلاء اليهود حينما تحاكموا إلي النبي صلى لله عليه وسلم لم يقصدوا أن يعرفوا الحق؛ لأن حكم الله الموجود عندهم في التوراة هو نفسه الموجود في القرآن، لكنهم أتوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليتهربوا من حكم الله تعالى ليجدوا في القرآن مهرباً لهم فقط بالتشهي والهوى . ثم يعرضون عن حكم النبي صلى الله عليه وسلم بالرجم الموافق لكتابهم بعد تحكيمهم له وهذا يدل على عدم إيمانهم . قال الله تعالى {وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ }[المائدة:43] .ففيها نفس الحكم ولكنهم مخادعون.وكل ما أورده الكاتب من مغالطات في هذا المبحث هي من جنس ما ذكرت ويعرفها الإنسان بأدنى تأمل أو بمراجعة تفاسير القرآن الكريم.
قال الكاتب :وفي سورة الشورى الآية 19 يخبرنا الله: " ان الله لطيف بعباده يرزق من يشاء ".... إلى ان قال:فهل يرزق الذين يتقونه فقط، والا كيف تستقيم هذه الاية مع الحقائق التي نراها بأعيننا من مجاعاتٍ متكررة في افريقيا؟
الجواب:بل الله تعالى يرزق المخلوقات جميعاً ،ولكنهم يتفاوتون في كمية هذا الرزق فمنهم من يرزقه الله القليل ،ومنهم من يرزقه رزقاً متوسطاً ،ومنهم من يرزقه رزقاً كثيراً.ولكن الناس في الدنيا لهم وقت محدد ،وليسوا فيها بمخلدين ،والمجاعة سبب من أسباب الوفاة ،كالأمراض والحوادث وغيرها،واما ماداموا في الدنيا فالرزق حاصل للجميع .ثم هذه المجاعات وغيرها مما يعرض للبشر لا يسلم منه أحد لا مسلم ولا كافر ،وكل من عمل خيراً يسعد المجتمع فإن الله يجازيه عليه في الدنيا لأن الله عدل في حكمه ،سواء كان من المسلمين أو غير المسلمين .ولكن الفرق الجوهري أن المسلم يجازى في الدنيا والأخرة تفضلاً من الله تعالى ويديم عليه النعيم،اما غير المسلم فيوفيه ثوابه مقابل عمله في الدنيا كاملاً بالعدل .وليس له في الأخرة أي شيء لأنه أستوفى كل ما يستحقه في الدنيا .واما الأطفال من المسلمين فإن ماتوا فإلى الجنة بفضل الله تعالى ،بل وأطفال غير المسلمين على الصحيح لأنهم غير مكلفين .
والمسلم كل ما يحصل له في الدنيا فهو خير له كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ((عجباً لأمر المؤمن أن أمره كله خير إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ،وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له )) فاتضح بذلك أنه لا منافاة بين الرزق وما يصيب الناس من مجاعات لأن الرزق يتفاوت في كميته بين الأشخاص ،ولكنهم جميعاً يشتركون في أصل ذلك .
فكل له رزقه قل أو كثر .وجميع ذلك إلى وقت معين .ثم ينتقل إلى دار الجزاء.
سورة الزخرف، في الآية 11 تقول: " والذي انزل من السماء ماءً بقدر فانشرنا به بلدة ميتاً كذلك تُخرجون". .... ولكن في كل عام نرى بلاداً مثل الهند وبنقلاديش تغمرها الفيضانات من كثرة الامطار مما يؤدي الى موت مئات ان لم يكن آلافٍ من البشر بينما يقتل الجفاف اعداداً هائلة في افريقيا. فهل هذه الفيضانات السنوية بقدر حاجة الهند وغيرها للامطار؟
الجواب: الماء الذي ينزل من السماء له قدر معين ،فقد يكون نعمة من الله تعالى فيكون بقدر حاجتهم ،وقد يكون جزاء على كفرهم ومعاصيهم ، فيكون غرقاً يغرقهم . وقد يمنعه الله عنهم فيحصل الجفاف لأجل أفعالهم كما قال الله عز وجل : { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير} وقال تعالى :{ ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك} وقال تعالى: {وكلاً أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون }.فمن تدبر وتمعن في هذه الآيات علم أسباب هذه الكوارث .يقول أ ـ د زغلول النجار وفقه الله : كافة الظواهر الكونية، مثل الزلازل والبراكين ،والعواصف، هي من جند الله، التي يسخرها عقابًا للمذنبين، وابتلاءً للصالحين، وعبرة للناجين، وإن فهمنا لميكانيكية حدوث أي من هذه الظواهر لا يخرجها من كونها جندًا لله، وإذا لم تؤخذ بهذا المعيار فلن يستفيد الناس من حدوثها حتى لو استطاعوا التنبؤ بها، أو اختراع الوسائل المختلفة لمقاومتها.
في سورة المعارج، الآية 10: " ولا يسأل حميم حميماً". ويقول كذلك في آية اخرى: " يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه". ... ولكن سورة الصافات تخبرنا غير ذلك في الآية 26: " بل هم اليوم مستسلمون، واقبل بعضهم على بعض يتساءلون".
الجواب:أن هناك ثلاثة مواقف يكون فيها كل إنسان مشغول بنفسه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((في ثلاث مواطن والذي نفسي بيده لا يذكر الإنسان إلا نفسه عندالصراط حتى ينظر أيعبر الصراط أم يسقط في النار،وعندالميزان حتى ينظر العبد أيخف ميزانه أم يثقل ،وعند تطاير الصحف حتى ينظر العبد أيأخذ كتابه بيمينه أم بشماله)) أنتهى ولذا قال الله تعالى { ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عُمياً وبكماً وصُماً مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيراً} وفي سورة القصص، الآية 66: " {فعميت عليهم الأنباء يومئذ فهم لايتساءلون"}.فالإنشغال يكون في هذه المواقف التي بينها الله تعالى في كتابه وبينها النبي صلى الله عليه وسلم ،واما بعد هذه المواقف فإنهم يتكلمون ويتألمون ويتلاعنون فتأمله في قول الله تعالى { وقفوهم إنهم مسئولون * ما لكم لا تناصرون * بل هم اليوم مستسلمون * وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون *قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين * قالوا بل لم تكونوا مؤمنين * وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين* فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون * فأغويناكم إنا كنا غاوين* فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون* إنا كذلك نفعل بالمجرمين* إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون} أنتهى الصافات من 24_35 و "يتساءلون" ههنا إنما هو أن يسأل بعضهم بعضاً ويوبخه في أنه أضله أو فتح له باباً من المعصية كما في الآيات بوضوح.ويقول تعالى {حتى اذا جاءوها شهد عليهم سمعهم وابصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون، وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا، قالوا انطقنا الله الذي انطق كل شئ وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون} ووالله إن في ذلك لعبرة وذكرى لمن كان له عقل رشيد.
________________________________________
[1] الأستاذ سيد قطب في ظلال القرآن تفسير سورة الكهف عند تعليقه على الآية .
[2] يستفاد من كتب العلماء التي ألفت في الرد على الملحدين ومنها كبرى اليقينيات الكونية للبوطي وصراع مع الملاحدة لحبنكة.
==============================================================النسخ في القرآن الكريم
تحت هذا المبحث ذكر الكاتب بعض الشبهات القديمة التي قد فندها العلماء من سنين طويلة، مع أن الكلام عنها قد سبق في فصل سابق لكن الكاتب يردد نفس الكلام في مباحث متعددة، بلا أدنى فائدة . وقد سبق تفنيد شبهاته. ولكن سأرد على الجديد من كلامه فقط.
قال الكاتب لآية 106: " ما ننسخ من آية او نُنسها نأت بخير منها او مثلها ألم تعلم ان الله على كل شئ قدير". وهنا مربط الفرس. أولاً لماذا احتاج الله ان ينسخ اي آية في القرآن الذي كان بحوزته كل هذه المليارات من السنين، وهو قد احكم آياته. لماذا لم يغير هذه الايات قبل ان يُنزلها على محمد؟
الجواب:أولاً: أن الله تعالى يحكم بالحكم الذي يصلح للناس في فترة من الفترات ،ثم يرفعه ويحكم بحكم أخر يناسب حالهم في فترة لاحقة .لأن حال الناس يتغير من قوة إلى ضعف ،ومن ضعف إلى قوة ولذا قال تعالى {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها}
فإن أتى بخير منها فلا وجه للتذمر ولا يرتاب في ذلك عاقل.
وإن أتى بحكم مثله فهما متساويان فمن لم يشق عليه الحكم الأول فكيف يشق عليه الحكم المماثل له؟!
ثانياً: نسخ الله الحكم الأول بحكم أخر لأن الله تعالى يفعل ما يريد،وهو أعلم بحال عباده في الفترتين .وله الحكمة البالغة فيما يصلحهم .
ثالثاً:مادام الكاتب يسلم بأن الله له أن يغير الحكم قبل أن ينزلها ،فكذلك له أن يغيره بعدما أنزله من باب أولى هذا من جهة أن الله فعال لما يريد .وكلام الكاتب حجة عليه في هذا.فتغييره بعد إنزاله فيه فائدة للعباد فالحكم الأول كان هو الأصلح لحالهم في الفترة الأولى والحكم الأخير هو الأصلح لحالهم في الفترة الثانية .
رابعاً:ليعلم المؤمن أن الحكم لله تعالى وحده ،وحكمه تابع لعلمه فحقيقة التغيير هي في علمنا نحن حادثة وكذا بقية المخلوقات حتى الملائكة، اما المولى جل جلاله فقد علم بأحوال الناس في الفترتين علماً أزلياً وحكمه سابق بما يناسبهم في كل فترة .ومن عقيدة المسلم أن الله يعلم بعلم أزلي فقد علم ما كان وما يكون مستقبلاً.ولذلك أخبر بالمغيبات المستقبلية قبل وقوعها .
خامساًً: أن الله قد يغير حال إنسان من فقر إلى غنى ، أو العكس ،ولا يعني ذلك أنه لا يعلم ما سيحصل له في الفترتين فكذا في الأحكام فإن نسخ الحكم الأول لا يعني التغير في علم الله تعالى.وفي هذا كفاية لمن أراد الهداية.
قال الكاتب:والمتعارف عليه ان القرآن يأتي اولاً ثم السنة ثم افعال واقوال الصحابة. ولكن هبة الله بن سلامة البغدادي يقول قد تُنسخت ألآيات الكريمة بألاحاديث الشريفة. فإذا كان الله قد قال: " إنا نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"، فكيف إذاً يكون للحديث الذي قاله الرسول قوةٌ فوق قوة الله الذي قال انه سيحفظ القرآن كما أنزله.
الجواب: حجة من قال ينسخ القرآن بالسنة أن السنة أيضاً من عند الله ، ولذا قال تعالى في الرسول صلى الله عليه وسلم {وما ينطق عن الهوى،إن هو إلا وحي يوحى} ولذا فالنبي صلى الله عليه وسلم مبين للقرآن الكريم.وما يأمر في الأمور الشرعية إلا بأمر الله تعالى . وليست المسألة صراع بين المولى عز وجل وبين رسله كما تتخيل .وبه نعلم أنه لا تعارض بين حفظ القرآن ونسخه لأن كل ذلك من عند الله تعالى .
قال الكاتب:هناك آيات نُسخت تلاوتها ولكن بقي حكمها. فمثلاً قال الحسين بن المناوي: " ومما رُفع رسمه من القرآن، ولم يُرفع من القلوب حفظه سورتا القنوت و الوتر، وتُسمى سورتي الخلع والحفد". وقد نُقل عن ثبوت سورتي الخلع والحفد في مصحف ابن عباس ومصحف اُبي بن كعب: " اللهم انا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك، ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك، اللهم اياك نعبد ولك نصلي ونسجد، واليك نسعى ونحفد ونرجوا رحمتك، ونخشى عذابك ان عذابك بالكافرين ملحق" لا شئ في هذه الآيات يستدعي نسخها فكل ما يُقال فيها ما زال موجوداً في آيات اخرى في القرآن.
الجواب: أن هذه الآية وأمثالها نُسخت في العرضة الأخيرة التي عرضها جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم، وعلم بذلك الجم الغفير من الصحابة ،وماذكر في هذه القصة هو من هذا القبيل ولذا قال رفع رسمه أي نسخ ،
ولا عبرة إلا بما أجمع عليه من علم بالعرضة الأخيرة وهم جم غفير من الصحابة ،وهوالذي جمع بعد ذلك في مصحف عثمان وقد سبق الكلام عنه.
وأما قول الصحابي:ولم يرفع من القلوب حفظه ؟فذلك لأن المسلم يتعامل معه على أنه دعاء فقط لا على أنه قرآن .واما علة نسخها فهو تخفيف من الله تعالى على الأمة ،والله يفعل ما يشاء.
ومادام أن ما فيها من معان عظيمة يوجد في آيات أخرى كما يقول الكاتب:فهو مصداق قوله تعالى {نأتى بخير منها أو مثلها}فالحمد لله على وجود مثلها.
قال الكاتب:وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه". فالله قد امر محمد ان يصلي في اتجاه القدس لمدة تقارب خمسة عشر عاماً ليعلم من يتبع الرسول ومن ينقلب على عقبيه؟..... ولماذا لم يعلم الله أن رسوله لا يرضى هذه القبلة؟
الجواب:أولاً:أن تحويل القبلة من الأقصى المشرف إلى الكعبة المشرفة قد بين الله تعالى أسباب ذلك وهي:
1ـ أن لله أن يفعل ما يشاء في ملكه .فقال تعالى {سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها، قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء الى صراط مستقيم} فهو رد على جميع السفهاء الذين يتعنتون فيعترضون ويسألون مالك الشيء لم تفعل في ملكك كذا ؟!فأجابهم وبين أن ذلك هداية منه.
2ـ أن في ذلك إعلاماً للرسول صلى الله عليه وسلم بمقدارصدق أتباعه في الولاء فقال تعالى {وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه}
3ـ أن فيه استجابة لمراد النبي صلى الله عليه وسلم وإكراماً له ولذا قال الله تعالى { قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام}.ولا شك ولا ريب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان راضياً بالقبلة الأولى ،ولكن كان يتطلع إلى أن تكون القبلة تجاه مكة لعل في ذلك نصرة للدعوة وترغيب للعرب في الإسلام ،بعد أن تبين له أن اليهود
لافائدة فيهم .كيف وهم قتلة الأنبياء.
وتجلى في أثر هذا التشريع صدق الأتباع ،وكذب المرجفين ،ومدى عداوة الكافرين ،وما أنطوت عليه قلوب اليهود وهم معاهدين . فقال المنافقون: ما بالهم كانواعلى قبلة زماناً ثم تركوها وتوجهوا إلى غيرها؟ وقال المسلمون: ليت شعرنا عن إخواننا الذين ماتوا وهم يصلون قبل بيت المقدس، هل تقبل الله منا ومنهم أو لا؟ وقالت اليهود: إن محمداً اشتاق إلى بلد أبيه ومولده، ولو ثبت على قبلتنا لكنا نرجو أن يكون هو صاحبنا الذي ننتظر.!!
ثانياً: أن الله جل ثناؤه هو العالم بالأشياء كلها قبل كونها وليس معنى الآية أنه يخبر أنه لم يعلم ذلك إلا بعد وجوده.كما توهم الكاتب الذي لم يعرف الفرق بين الخالق والمخلوق بل معناه: ليعلم رسولي وأوليائي، إذ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولياؤه من حزبه، وكان من شأن العرب في أساليب لغتهم إضافة ما فعله أتباع الرئيس إلى الرئيس، وما فعل بهم إليه؛ نحو قولهم: فتح عمر بن الخطاب سواد العراق، وجبى خراجها، وإنما فعل ذلك أصحابه عن سبب كان منه في ذلك.ولذا قال الله تعالى { إن الله بكل شيء عليم } وغيرها من الآيات الكثيرة وقد أخبر بأشياء مستقبلية حصلت كما أخبر جل جلاله :فقد أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو بمكة { سيهزم الجمع ويولون الدبر} فحصل هذا فعلاً بعد زمن من الهجرة ،وذلك في معركة بدر بعد الهجرة بسنتين .وغير ذلك مما لا يخفى .
قال الكاتب: كان يقرأ سورة النجم ولما جاء للآية 19 قرأ: " أفرايتم اللآت والعُزى، ومناة الثالثة الاخرى، تلك الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترجى". فرح عندئذ القرشيون وقالوا ان محمداً قد اعترف بآلهتنا ولا بأس من الدخول في دينه. غير ان النبي تنبه لما قد قال، فنسخ الجزء الاخير من الآية وقال هذا ألقاه الشيطان عليّ. فسميت هذه الآيات بالآيات الشيطانية.
الجواب:أولاً:هذه القصة لا تثبت أبداً لا سنداً ولا متناً .
أما من جهة السند :فقد ضعف أسانيدها جميع المحدثين [1].ولا يصح منها أي سند من أسانيدها عندهم. [2]بل كل سند منها له علة تضعفه .قال القاضي عياض في الشفا: أما المأخذ الأول، فيكفيك أن هذا الحديث لم يخرجه أحد من أهل الصحة، و لا رواه ثقة بسند متصل سليم. وقال الإمام ابن كثير : "ولكنها - أي قصة "الغرانيق" - من طرق كثيرة مرسلة ولم أرها مسندة من وجه صحيح.
وقال الإمام الرازي ما ملخصه: "قصة الغرانيق باطلة عند أهل التحقيق, وقد استدلوا على بطلانها بالقرآن والسنة والمعقول؛ أما القرآن فمن وجوه: منها قوله تعالى: {ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين} وقوله سبحانه: {وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحى يوحى}, وقوله سبحانه حكاية عن رسوله صلى الله عليه وسلم: {قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إليّ}.وأما بطلانها بالسنة فيقول الإمام البيهقى: روى الإمام البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ سورة "النجم" فسجد وسجد فيها المسلمون ،والمشركون، والإنس، والجن، وليس فيها حديث "الغرانيق", وقد روى هذا الحديث من طرق كثيرة ليس فيها البتة حديث الغرانيق....أنتهى
واما متنها فهو مضطرب: قال القاضي عياض:و تعلق بذلك الملحدون مع ضعف نقله، و اضطراب رواياته، و انقطاع إسناده و اختلاف كلماته. فقائل يقول: إنه في الصلاة، و آخر يقول: قالها في نادي قومه حين أنزلت عليه السورة، و آخر يقول: قالها و قد أصابته سِنة، و آخر يقول: بل حَدَّثَ نفسه فسها، و آخر يقول: إن الشيطان قالها على لسانه، و إن النبي صلى الله عليه و سلم لما عرضها على جبريل قال: ما هكذا أقرأتك؟! و آخر يقول: بل أعلمهم الشيطان أن النبي صلى الله عليه و سلم قرأها، فلما بلغ النبي صلى الله عليه و سلم ذلك، قال: و الله ما هكذا أنزلت. إلى غير ذلك من اختلاف الرواة.
ثانياً:بطلانها عقلاً: إذ من المعلوم بالضرورة أن أعظم سعيه صلى الله عليه وسلم كان لنفي الأصنام وتحريم عبادتها؛ فكيف يجوز عقلاً أن يثني عليها؟!وقد ذكر ذلك عدد من العلماء .كالرازي وابن العربي .
وقال القاضي عياض:أنه قد علم من عادة المنافقين، و معاندة المشركين، و ضعفة القلوب، و الجهلة من المسلمين، نفورهم لأول وَهْلة، و تخليط العدو على النبي صلى الله عليه و سلم لأقل فتنة، و تعييرهم المسلمين و الشماتة بهم الفينة بعد الفينة، و ارتداد من في قلبه مرض ممن أظهر الإسلام لأدنى شُبهة، و لم يحكِ أحد في هذه القصة شيئاً سوى هذه الرواية الضعيفة الأصل و لو كان ذلك لوجدت قريش بها على المسلمين الصولة، و لأقامت بها اليهود عليهم الحجة.أنتهى ولو فعلوا لاشتهر الخبر وتواتر.كما فعلوا في قصة الأسراء من كبر وغطرسة وإرجاف .
ثالثا: على فرض وجودها مع أنه فرض للمستحيل فسننظر إلى هذا الكلام هل سيفرح به قريش كما يزعم السذج والملحدون فهم يقولون أنه قال { أفرأيتم اللات والعزى ، ومناة الثالثة الأخرى ، تلك الغرانيق العلى ، منها الشفاعة ترتجى ، الكم الذكر وله الأنثى ، تلك إذا قسمة ضيزى ، إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان أن يتبعون إلا الظن وما تهوى الانفس " . إذا كانت الآيات تدل على هذا الزعم فكيف لم ينتبهوا أن فيه تهكم بقريش وإبطال لديانتهم لأنه يقول فيها: {إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم واباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان أن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس} فهل يسعد قريش أن تسفه آلهتهم ؟!!
فأين عقول أهل الإلحاد عن هذا إن كان لهم عقول ؟!
قال الكاتب:وعندما اشتد الحزن بالنبي علي ما فعل، انزل الله اليه الآية 52 من سورة الحج: " وما ارسلنا من قبلك من رسولٍ ولا نبي الا اذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يُلقي الشيطان ثم يُحكم الله آياته".
الجواب: قد سبق بطلان القصة بجلاء :فدعنا الآن نتفهم هذه الآية كما هي بسياقها وسباقها ولغتها. هناك وهم يقول : إلا إذا تمنى ، يعني : إلا إذا تلا ، أي قرأ كتاب الله ، ألقى الشيطان في امنيته ، أي في قراءته ، فينسخ الله ما يلقي الشيطان . هكذاقالوا! وهذا باطل من ثلاث جهات :الجهة الأولى :من جهة اللغة : فالأمنية هي التمني : أي الرغبة في الشئ المحبوب فرغب أن يناله ، وحدثته نفسه بوقوعه .والأمنية تجمع على الأماني . هكذا ورد معنى الكلمة في معاجم اللغة العربية .
الجهة الثانية : موارد استعمالها في القرآن الكريم : فقد ورد في سورة النجم الآية 24 بنفس المعنى : ( أَمْ لِلْإِنسَانِ مَا تَمَنَّى * فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى ) . وليس معناه : أم للإنسان ما قرأ ، بل ما اشتهته النفس . وفي سورة القصص - أيضا - بعد أن يتحدث عن قارون وما أوتي من المال ، وكيف خرج على قومه في زينته ، قال : ( قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ) - إلى قوله تعالى - : ( فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ * وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ . . . ) الآية .
وليس معنى ( تمنوا مكانه ) قرأوا مكانه ،بل معناه رغبوا أن يكونوا مثله .وكذلك وردت في عدد من سور القرآن . ولم ترد هذه المادة بمعنى " قرأ " في لغة العرب ولا في القرآن الكريم ، فهل يصح بعد ذلك قبول تفسير بعض من فسر " الأمنية " و " تمنى " بالقراءة وقرأ ، وذلك لظنهم صحة قصة الغرانيق .وقد بطلت هي الأخرى وتبين ضعفها.
الجهة الثالثة :أن نرجع إلى الآيات كما هي بسياقها وسباقها :فإذا رجعنا إلى الآيات في سورة الحج وموضعها ، نجد أن الآيات : وردت في موضوع واحد يبين حال الأمم مع الرسل ثم يبين عاقبة تكذيبهم ثم يؤنس النبي صلى الله عليه وسلم ويسليه حيث يقول الله تعالى فيها : ( وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ * وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ * وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ ) . ثم يذكر عاقبة المكذبين في الآيات ( 45 - 48 ) ثم يخاطب نبيه ويسليه لأنه نذير وقال : ( فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ * وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ *وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى ) أي إذا رغب واجتهد في نجاح دعوته ( ألقى الشيطان ) أي وضع الموانع والشبهات في طريق أمنيته فينسخ الله - أي يزيلها ويبطل أثرها - كما قال في سورة الأنبياء : ( بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ) [ الآية : 18 ] . وعلى هذا ، فإن تمني النبي صلى الله عليه وسلم هداية الناس هو حبه لذلك. وإلقاء الشيطان فيها هو إلقاء الشبهة والوساوس في طريق أمنيته ، فإن ذلك مبني على قانون التدافع بين الحق والباطل .وينسخها الله يعني : يزيل تلك الشبهات والوساوس ، ويجلي الحقائق وفي ذلك يكون إحكام آياته . فهذا تفسير الآية مع ملاحظة موقعها ضمن موضوع متحد في السورة .وبه يبطل زعم الكاتب وغيره .
قال الكاتب: لماذا يصبر الله على الشيطان هذا الصبر الكثير
الجواب : أولاً: لأن الله جل جلاله يفعل ما يشاء ،ويمهل ،ولا يهمل .
ثانياً: أن الله إذا وعد فلا يخلف وقد وعد الشيطان بأن يمهله حين ترجاه وقال :( قال أنظرني إلى يوم يبعثون ، قال إنك من المنظرين }
ثالثاً: أن الله تعالى قد بين للناس وحذرهم من الشيطان ،ووصف لهم مداخله ليحذروه ،ولم يكرهم على ذلك بل لهم الخيار في أن يتبعوا طريق السعادة أو الشقاء. { يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر } النور/21 .وقال تعالى {ومن يتخذ الشيطان ولياً من دون الله فقد خسر خسراناً مبيناً *يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غروراً * أولئك مأواهم جهنم ولا يجدون عنها محيصاً } النساء/119 - 121 . وقال الله تعالى { وإما ينزغنك من الشيطان نزغٌ فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير} فصلت/36
رابعاً: أن الشيطان ليس له سلطان على عباد الله لأن الله منعه من ذلك فقال الله تعالى { إن عبادي ليس لك عليهم سلطان , وكفى بربك وكيلاً } الإسراء/62-64 . والشيطان يعترف ويقر بذلك فيقول لأتباعه يوم القيامة:{وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم }إذن فالشطان لايجبرهم على أتباعه،بل هو باختيارهم.
خامساً :أن مصير الشيطان وأتباعه إلى النار لأنهم أطاعوا الشيطان وعاندوا واستكبروا عن طاعة الله تعالى .ففي يوم القيامة يوم الصدق والعدل يعترف الشيطان بجريمته ،فيعلن أمام الخلائق أن الله صادق وأنه كاذب، وأنه لا لوم عليه وإنما الملام على من اتبعه .فيندم كل من اتبعه ولكن حينذاك لا ينفع الندم قال الله تعالى : { وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمونِ من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم } إبراهيم/22 .
==============================================================المرأة في الاسلام
تحت هذا الفصل ذكر الكاتب بعض الشبهات التي أشبعت بحثاً وتبين لكثير من المنصفين ضعفها .وسأقف مع كلام الكاتب في هذا الفصل لنرى هل من جديد؟أو مفيد؟
قال الكاتب: قصة وأد البنات فلم تكن متفشية في كل القبائل العربية, ولا حتى في قبائل معينة، والا لانقرضت تلك القبائل. ...إلى أن قال:ربما كان هناك بعض الرجال ممن يقتلون بناتهم خشية املاق ( فقر)ٍ، ولم يكن قتل الأطفال محصوراً على البنات فقط، بل كانوا يقتلون الاولاد كذلك، كما يبين لنا القرآن في الآية 31 من سورة الاسراء: " ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق نحن نرزقهم واياكم ان قتلهم كان خطئاً كبيراً".....وقد رأينا ان احد الاحناف، وهو زيد بن عمرو بن ثفيل بن عبد العُزى من قريش، كان يقول للرجل اذا اراد وأد ابنته: " مهلاً، لا تقتلها، انا اكفيك مؤونتها ".
الجواب:1ـ الكاتب يتكلم بكلام بعضه ينقض بعضاً،ولو جعلت عمل الكتاب هذا نقض النجار على نفسه لكن أقل جهداً لأنه يوفر الوقت .ففي أول الكلام أنكر وأد البنات وفي أخره اعترف بذلك لكن جعله على الجنسين البنات ،والبنين وهذا يدل على اضطرابه وتناقضه هداه الله.
2ـ اما قوله:أنه غير متفشي في كل العرب .فلا يصح على إطلاقه ،بل الصحيح أن من العرب من كان يقتل البنات صغاراً خشية العار .ومنهم من كان يقتلهن خشية الفقر ،ولا يشترط أن تكون هذه الجريمة في الجميع بل لو فعلها أفراد منهم لكانت جريمة يجب إنكارها،وتحريمها ،والمنع منها وهذا ما شرعه الله تعالى لضمان حياة وسعادة البنات وأسرتهن .
3ـ واما قوله :أن ذلك عام في الابن والبنت .فهو مجرد وهم من الكاتب لأنه فهم أن قوله تعالى {ولا تقتلوا اولادكم} يعني الابن فقط لا البنت . وهذا جهل باللغة لأن لفظ الولد يعم الابن والبنت ولذا قال الله تعالى { يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين } فلفظ الأولاد يعم الابن والبنت،الذكر والأنثى. ويدل عليه نفس القصة التي استشهد بها الكاتب وهي قول زيد للرجل اذا أراد وأد ابنته:مهلاً، لا تقتلها. إذن هي خاصة بالبنات فكيف لا تتأمل فيما تنقل ؟!
4ـ ثم أننا نقول أن الوأد كان خاص بالبنات دون الأبناء وذلك لقوله تعالى {وإذا المؤودة سألت بأي ذنب قتلت } فدل على أنه خاص بالبنات لضمير المؤنث .
5ـ اما دعوى أن الوأد كان خشية الفقر ؟فصحيح بلا ريب لكن ليس خاص بذلك بل هناك من كان يقتلها خشية العارولذا قال تعالى: (قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفهاً بغير علم وحرموا ما رزقهم الله افتراءً على الله قد ضلّوا وما كانوا مهتدين). قال الدكتور جواد علي:ويذكر الأخباريون أن "الوأد كان مستعملاً في قبائل العرب قاطبة، فكان يستعمله واحد ويتركه عشرة فجاء الإسلام، وقد قل ذلك فيها إلا من بني تميم، فإنهم تزايد فيهم ذلك قبيل الإسلام". وقبيلة كندة ،وقيس ،وهذيل ،وأسد ،وبكر ابن وائل من القبائل التي عرف فيها الوأد، وخزاعة، وكنانة، ومضر، واشدهم في هذا تميم زعموا خوف القهر عليهم، وطمع غير الاكفاء فيهن. [1]
قال الكاتب:والقرآن نفسه لا يُعامل المرأة معاملة كريمة بدليل ان عدداً من الايات تجعل الله يبدو وكأنه يستعفف ان تكون له البنات
الجواب:أولاً:الله جل جلاله واحد أحد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد . فلا إناث ولا ذكور يعتز بهم بل كلهم خلق من خلقه ،يحتاجون إليه ،وهو غني عنهم . ولذا قال الله تعالى {وقالوا اتخذ الرحمن ولدا، لقد جئتم شيئا إدا،تكاد السماوات والارض يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدّا،أن دعوا للرحمن ولدا ، وماينبغي للرحمن أن يتخذ ولداً}مريــم الآيات 87 - 92
ثانياً:قوله تعالى {أفاصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثاً إنكم لتقولون قولاً عظيماً}ونحوها من الآيات كلها تدل على إنكار الله عليهم فضاعة كذبهم ،وشناعة كفرهم بأن نسبوا لله أن له الإناث ،وكذا تسميتهم للملائكة بالأناث لأن الملائكة عليهم السلام لا يوصفون بالذكور ولا الإناث بل هم ملائكة كرام لا شهوات لهم .
ثالثاً:أن أهل الجاهلية يعدون الأبناء خير من البنات من جميع الوجوه ،فإذا كان الأبناء وصف للكمال في عرفهم ،وكانت البنات وصفاً للنقص فكيف يجعلون لله الأدنى في نظرهم ولهم الأكمل ،خصوصاً وهم يعتقدون أن الله إله من الآلهة ،وهم مخلوقين.وليس المعنى طلب من الله أن يجعلوا له أبناء سبحانه وتعالى فهذا لا يفهمه أي عاقل بل المعنى تنهيض عقولهم ،ليتأملوا في سفاهة أفكارهم ومعتقداتهم . ولذا قال تعالى وفي سورة الصافات، الآية 149، يطلب الله من النبي أن يسألهم سؤال مستنكر ، {فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون}والآية 16 من سورة الزخرف تقول: { أم اتخذ مما يخلق بناتٍ واصفاكم بالبنين}.فهذا الذي تتوهمونه في غاية القبح والسفاهة من جميع الوجوه.ومن تأمل في الآيات القرآنية علم ذلك علم اليقين.
قال الكاتب:وبعد أن قال الله أن العرب جعلوا الملائكة إناثاً وانه سيكتب شهادتهم هذه ويسألهم عنها يوم القيامة، نراه في سورة الصافات يجعل الملائكة إناثاً ويقسم بهم:" والصافات صفاً، فالزاجرات زجراً، فالتاليات ذكراً".
الجواب:أولاً: الله تبارك وتعالى نهى الكفار عن تسمية الملائكة أناثاً على المعنى المقابل للأبناء أي الذكور لأنهم ليسوا كذلك عليهم السلام وسبق بيانه وهو ما يسمى التأنيث المعنوي ،وهو أخص من التأنيث اللفظي.
أما اللفظي فسائغ ولذا نقول للرجل الفلاني نفس طيبة ،وللناس قلوب طيبة ،ولهم علوم باهرة ونحو ذلك فهذا سائغ بلا ريب ،ولا يعني ذلك أن العلوم مؤنثة على معنى البنت وهذا يفهمه كل عاقل. ولذا قال الإمام الرازي : أن الصافات جمع الجمع فإنه يقال جماعة صافة ثم يجمع على صافات.
فليت الكاتب ألجم نفسه عن التكلم فيما لاعلم له به ،مادام لا يعرف اللغة .
قال الكاتب: " وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن الا لبعولتهن او لآبائهن او آباء بعولتهن........". فالمرأة اذاً لا تترك بيتها الا للضرورة القصوى، ووقتها يجب ان تغطي كل جسمها ورأسها بحيث لا يبدو منها غير الوجه واليدين، ويجب الا تلبس زينةً او تتطيب بطيب، حتى لا يطمع بها الرجال.
أولاً: ليس بصحيح أن المرأة المسلمةلا تخرج من بيتها إلا للضرورة القصوى.
بل لها أن تخرج سواء كان للحاجة أو الضرورة أودون ذلك.ولذا تجدها تخرج للمدارس والمستشفيات ،والمتنزهات ،ولزيارة الجيران وغير ذلك .
ثانياً:أن المطلوب منها أن تستر نفسها ،لأنها درة مصونة وليست ألعوبة للرجل .وهذا حماية لها ولعرضها،ودينها ،وهو مما يسعد أبناءها وجميع أقربائها .والمسلمات يسعدهم هذا العمل لما يترتب عليه من عظيم الأجر والثواب. فإنها بحجابها ،تتلذ بطاعة الله مولاها ولها أجر كل ذرة خير تفعله في هذا الزمن الذي تتستر فيه ،ولها أجر إسعادها لأبناءها واباءها وإخوانها وزوجها وجميع أحبابها ،وهذا ما يعكس الشعور بالسعادة والاعتزاز في نفسها.
ثالثاً:أن هذا التستر إنما هو عن أعين الرجال الأجانب، لأنهم قد يطمعون في أنتهاك عرضها ،أما إذا أمنت من نظر الرجال فلها أن ترفع هذا الحجاب .
رابعاً: يجوز له التطيب والتعطر ،وإنما المطلوب أن لايشم الرجال ذلك منها ،ولذا فإذا علمت أنها لن تمر على الرجال فلا حرج في ديننا ولله الحمد .
قال الكاتب:النبي قال: " علموا اولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل" ولم يقل علموا بناتكم السباحة، فليس مهماً للبنت ان تتعلم السباحة حتى تستطيع ان تنقذ نفسها من الغرق اذا غرقت الباخرة التي هي مسافرة عليها، فحياة المرأة ليست مهمة لهذه الدرجة.
الجواب:أولاً: بصرف النظر عن صحة هذا الحديث فليس فيه منع البنات عن تعلم أي من الأشياء المذكورة في الحديث وليس السباحة فقط .ثم أن لفظ الأولاد يعم الأبناء والبنات كما بينته في مسألة سابقة ولذا قال تعالى { يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين} فبين أن أولادنا يشمل الذكور والأناث .
ثانياً:أن تعلمها للعلم ليس معناه أن ترمي نفسها لأنظار الرجال،لأنها أعز وأرفع من ذلك ،بل تتعلمه في مسابح خاصة بها في بيتها أو مزارعهم أو نحو ذلك مما لا يلحق بها أي أذى ،ولا يجعلها سلعة بيد دعاة التعري .
ونشكر لك هذا الحرص الكبير على بنات الإسلام ألا يغرقن في البحر.!!!
قال الكاتب:الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من اموالهم....". فالرجال قوامون على النساء لان الله فضلهم على النساء ولانهم ينفقون اموالهم على النساء
الجواب:أن هذا تكليف من الله تعالى للرجال بأن ينفقوا على زوجاتهم وبناتهم، وأمهاتهم ،ومن يعولون . وهذا واجب شرعاً لا يجوز له تركه ولو كانت الزوجة موظفة ،وله الثواب من الله تعالى والأجرالعظيم على هذه النفقة . والزوجة تحس بهذا التفاني من الزوج في سبيل خدمتها وجعل الله بينهما مودة ورحمة .فهي تقدر له ذلك .وليست المسألة معركة بين متنافسين تناطحه ،ويناطحها كما تريد العلمانية الغربية المادية.
قال الكاتب: تُمنع المرأة المسلمة من ان تكون شاهدة في قضية قتل او اي قضية جنائية تستوجب القتل.
الجواب:المرأة ذات عاطفة جياشة ،يهز مشاعرها مثل هذا العنف الذي يفعله بعض الظلمة من قتل ونحوه ،فيسر الله لها الابتعاد عن هذه المآسي ،ولم يلزمها بالشهادة بل منعها من ذلك ،فاستراح قلبها من شهود مثل تلك المصائب.فهذه منقبة للإسلام.فلماذا يصرغير المسلمين على إقحامها في هذه المصائب ؟!!
قال الكاتب:ويجب الا تُئم الرجال في الصلاة، ولا تكون رئيسة دولة وفي الحديثلا يفلح قومٌ ولوا امرهم إمرأة.
الجواب:أولاً:لا شك أن الإمامة عبادة ،لا تجوز لكثير من الرجال إلا بشروط خاصة ،ولا يجوز للمرأة أن تصلي إلا بطهارة ،والحيض والنفاس يمنعها من الصلاة فترات كثيرة ،فلذا من العسير عليها أن يلقي عليها هذه التكاليف .
وأما رئاسة الدول:فهل تريدها أن تخطط لنسف الدول ،وترميل النساء ،وتيتم الأطفال.أم تريد منها أن تعيش صراع مع دجاجلة السياسة ؟!إنها محازن وضغوط ،وأعباء تسبب الضنك والضيق .والمرأة بطبعها عاطفية ودودة ،رحيمة ،فمنع الله عنها ما يكدر صفو حياتها ،وجعلها تنعم بالسعادة بين أحبابها بعيداً عن جرائم الساسة ونفاقهم.وهو الخبير بأحوال البشر.
وهذا لايعني ان هناك شواذ من النساء يعشن المعترك السياسي ،وتخطط لنسف الدول وتوتر العلاقة بين البشر ،كما رأينا من كندولزا رايس وغيرها،لكن لا يعني ذلك أنه الأصلح والأنفع للمرأة ،لأن الأصل في المرأة هو العاطفة الجياشة ،والرحمة بالناس ،والعطاء البناء وجو السياسة لا يساعد على ذلك.
ثانياً:لا شك أن الرجال إذا أرادوا أن يتهربوا من التكاليف ،ويرمون بها على كاهل المرأة فلن يفلحوا .لأنهم تخلواعن الواجبات التي كلفهم الله بها ، ورموا بمصائبهم على كواهل النساء ،ليقف متفرجاً عليها ،وهو ينعم بالراحة والاستقرار.
قال الكاتب:وشهادة المرأة المسلمة، كما نعلم، نصف شهادة الرجل .. ولذلك جعل الله شهادة امرأتين كشهادة رجل واحد حتى اذا ضلت احداهما تذكرها الاخرى، ونرى هذا موضحاً في الآية 282 من سورة البقرة: " واستشهدوا شاهدين من رجالكم فان لم يكونا رجلين فرجل وأمراتان ممن ترضون من الشهداء ان تُضل احداهما فتذكر احداهما الاخرى".
الجواب:أولاً : هذا الأمر ورد في آية الدين الطويلة حيث قال تعالى. {يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوۤاْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَٱكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُم كَاتِبٌ بِٱلْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَن يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ ٱللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ ٱلَّذِى عَلَيْهِ ٱلْحَقُّ وَلْيَتَّقِ ٱللَّهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإن كَانَ ٱلَّذِى عَلَيْهِ ٱلْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِٱلْعَدْلِ وَٱسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ مِّن رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَٱمْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ ٱلشُّهَدَآءِ أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا ٱلاٍّخْرَىٰ وَلاَ يَأْبَ ٱلشُّهَدَآءُ إِذَا مَا دُعُواْ وَلاَ تَسْأمُوۤاْ أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَىٰ أَجَلِهِ ذَٰلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ ٱللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَـٰدَةِ وَأَدْنَىٰ أَلاَّ تَرْتَابُوۤاْ إِلاَ أَن تَكُونَ تِجَـٰرَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوۤاْ إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ}
ثانياً:إن المرأة بطبيعتها حنونة عاطفية ،وقد جبلت على النسيان عادة ،ولعل من الملفت للنظر أنها أسرع مسامحة ونسياناً للمواقف التي تحصل في حياتها اليومية ،وهذا مشاهد محسوس ولذا كان من الأفضل أن تكون معها أخت تذكرها إذا نسيت عند الشهادة، لأن المال تكثر عليه المشاكل والخلافات ،فلما كان له أهميته عند الناس ،وهو عصب من مقومات الحياة الإنسانية ،ولأهمية ذلك طالب بتوثيقه دفعاً للخلاف وإقامة للقسط .
وليس استهانة بها كما يزعم أعداء المرأة بل هو من تمام العلم بطبيعتها ،ولولا أن الله جبل المرأة على النسيان الأكثري لما طابت لها الحياة ،ولحفرت المآسي في قلبها أودية من الأحزان ،فلا جرم كان النسيان نعمة من الله عليها.
قال الكاتب: وفي الميراث، طبعاً، للمرأة نصف ما للرجل، كما نرى في سورة النساء: " يوصيكم الله في اولادكم للذكر مثل حظ الانثيين".
الجواب:ليس بصحيح أن المرأة تأخذ النصف مطلقاً ،بل إنها ترث أكثر من الرجل أحياناً،فهناك تفصيل وسأنقل جواب ذلك كاملاًً من مقال في موقع دار الإفتاء المصرية الرسمي بعنوان ميراث المرأة بين الحقائق والافتراءات .لما فيه من النفائس العلمية وهذا نصه :ومن الأمور المهمة التي يجب أن تكون حاضرة في ذهن المسلم الواعي أن مساحة الاجتهاد في فقه المواريث خاصة ضيقة ، وأحكام المواريث في أغلبها ليست إلا تطبيقًا لنصوص الشارع الحكيم ، فالذي قسم تلك الأنصبة هو الله سبحانه وتعالى وعندما استقرء العلماء هذه التقسيمات زاد يقينهم بالله وسبحوا ربهم على حكمة التشريع الرباني ، وقالوا صدق ربنا : ( مَّا فَرَّطْنَا فِى الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ) [الأنعام :38] .
يتردد كثيرًا قول بعضهم : « إن الإسلام ظلم المرأة ؛ حيث جعل نصيبها في الميراث نصف نصيب الرجل » ، ونحن المسلمين نؤمن بثوابت راسخة من صفات الله تعالى ، تجعل تلك الشبهة لا تطرأ على قلب أي مسلم أو مسلمة ، وتتمثل تلك الثوابت في أن الله سبحانه حكم عدل ، وعدله مطلق ، وليس في شرعه ظلم لبشر أو لأي أحد من خلقه : ( وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ) [الكهف :49] ، ( وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً ) [النساء :49] ، ( وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ ) [الحج :10] ، ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ ) [العنكبوت :40] ، ( إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ) [النساء :40] ، ( وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ) [النساء :124] ، ( فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ ) [التوبة :70] .
وإن الفروق في أنصبة المواريث هي أساس قضية المواريث في الفقه الإسلامي ، ولا تختلف الأنصبة في المواريث طبقًا للنوع ؛ وإنما تختلف الأنصبة طبقًا لثلاثة معايير :
الأول : درجة القرابة بين الوارث والمورث : ذكرًا كان أو أنثى ، فكلما اقتربت الصلة زاد النصيب في الميراث ، وكلما ابتعدت الصلة قل النصيب في الميراث دونما اعتبار لجنس الوارثين ، فترى البنت الواحدة ترث نصف تركة أمها ( وهي أنثى ) بينما يرث أبوها ربع التركة ( وهو ذكر ) وذلك لأن الابنة أقرب من الزوج فزاد الميراث لهذا السبب .
الثاني : موقع الجيل الوارث : فالأجيال التي تستقبل الحياة ، وتستعد لتحمل أعبائها ، عادة يكون نصيبها في الميراث أكبر من نصيب الأجيال التي تستدبر الحياة وتتخفف من أعبائها ، بل تصبح أعباؤها - عادة - مفروضة على غيرها ، وذلك بصرف النظر عن الذكورة والأنوثة للوارثين والوارثات . فبنت المتوفى ترث أكثر من أمه - وكلتاهما أنثى - وترث بنت المتوفى أكثر من أبيه كذلك في حالة وجود أخ لها .
الثالث : العبء المالي : وهذا هو المعيار الوحيد الذي يثمر تفاوتًا بين الذكر والأنثى ، لكنه تفـاوت لا يفـضى إلى أي ظـلم للأنثى أو انتقاص من إنصافها ، بل ربما كان العكس هو الصحيح .
ففي حالة ما إذا اتفق وتساوى الوارثون في العاملين الأولين ( درجة القرابة ، وموقع الجيل ) - مثل أولاد المتوفَّى ، ذكوراً وإناثاً - يكون تفاوت العبء المالي هو السبب في التفاوت في أنصبة الميراث ؛ ولذلك لم يعمم القرآن الكريم هذا التفاوت بين الذكر والأنثى في عموم الوارثين ، وإنما حصره في هذه الحالة بالذات ، والحكمة في هذا التفاوت ، في هذه الحالة بالذات ، هي أن الذكر هنا مكلف بإعالة أنثى - هي زوجه - مع أولادهما ، بينما الأنثـى الوارثة أخت الذكر- إعالتها ، مع أولادها ، فريضة على الذكر المقترن بها .
فهي - مع هذا النقص في ميراثها بالنسبة لأخيها الذي ورث ضعف ميراثها - أكثر حظًّا وامتيازًا منه في الميراث ؛ فميراثها - مع إعفائها من الإنفاق الواجب - هو ذمة مالية خالصة ومدخرة ، لجبر الاستضعاف الأنثوى ، ولتأمين حياتها ضد المخاطر والتقلبات ، وتلك حكمة إلهية قد تخفى على الكثيرين ، ومن أعباء الرجل المالية نذكر منها :
1- الرجل عليه أعباء مالية في بداية حياته الزوجية وارتباطه بزوجته ، فيدفع المهر ، يقول تعالى : ( وَءَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ) [النساء :12] ، والمهر -التزام مالي يدفعه الرجل للمرأة - من تشريعات بداية الحياة الزوجية ، والمرأة تتميز عن الرجل ؛ حيث ليس من حقه أن يطالب بمهر من المرأة إذا ما أرادت أن تتزوج منه .
2- الرجل بعد الزواج ينفق على المرأة وإن كانت تمتلك من الأموال ما لا يمتلكه هو ، فليس من حقه أن يطالبها بالنفقة على نفسها فضلاً عن أن يطالبها بالنفقة عليه ؛ لأن الإسلام ميزها وحفظ مالها ، ولم يوجب عليها أن تنفق منه .
3- الرجل مكلف كذلك بالأقرباء وغيرهم ممن تجب عليه نفقته ، حيث يقوم بالأعباء العائلية والالتزامات الاجتماعية التي يقوم بها المورث باعتباره جزءًا منه ، أو امتدادًا له ، أو عاصبـًا من عصبته .
هذه الأسباب وغيرها تجعلنا ننظر إلى المال أو الثروة نظرة أكثر موضوعية ، وهي أن الثروة والمال أو الملك مفهوم أعم من مفهوم الدخل ، فالدخل هو المال الوارد إلى الثروة ، وليس هو نفس الثروة ؛ حيث تمثل الثروة المقدار المتبقي من الواردات والنفقات .
وبهذا الاعتبار نجد أن الإسلام أعطى المرأة نصف الرجل في الدخل الوارد ، وكفل لها الاحتفاظ بهذا الدخل دون أن ينقص سوى من حق الله كالزكاة ، أما الرجل فأعطاه الله الدخل الأكبر وطلب منه أن ينفق على زوجته وأبنائه ووالديه إن كبرا في السن ، ومن تلزمه نفقته من قريب وخادم وما استحدث في عصرنا هذا من الإيجارات والفواتير المختلفة ؛ مما يجعلنا نجزم أن الله فضل المرأة على الرجل في الثروة ؛ حيث كفل لها حفظ مالها ، ولم يطالبها بأي شكل من أشكال النفقات .
ولذلك حينما تتخلف قضية العبء المالي كما هي الحال في شأن توريث الإخوة والأخوات لأم ؛ نجد أن الشارع الحكيم قد سوَّى بين نصيب الذكر ونصيب الأنثى منهم في الميراث ، قال تعالى : ( وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوا أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِى الثُّلُثِ ) [النساء :12] . فالتسوية هنا بين الذكور والإناث في الميراث ؛ لأن أصل توريثهم هنا الرحم ، وليسوا عصبةً لمورثهم حتى يكون الرجل امتدادا له من دون المرأة ، فليست هناك مسئوليات ولا أعباء تقع على كاهله بهذا الاعتبار .وباستقراء حالات ومسائل الميراث انكشف لبعض العلماء والباحثين حقائق قد تذهل الكثيرين ؛ حيث ظهر التالي :
أولاً : أن هناك أربع حالات فقط ترث المرأة نصف الرجل .
ثانيًا : أن أضعاف هذه الحالات ترث المرأة مثل الرجل .
ثالثًا : هناك حالات كثيرة جدًا ترث المرأة أكثر من الرجل .
رابعًا : هناك حالات ترث المرأة ولا يرث نظيرها من الرجال .
وتفصيل تلك الحالات فيما يلي :
أولاً : الحالات التي ترث المرأة نصف الرجل :
1- البنت مع إخوانها الذكور ، وبنت الابن مع ابن الابن .
2- الأب والأم ولا يوجد أولاد ولا زوج أو زوجة .
3- الأخت الشقيقة مع إخوانها الذكور .
4- الأخت لأب مع إخوانها الذكور .
ثانيا : الحالات التي ترث المرأة مثل الرجل :
1- الأب والأم في حالة وجود ابن الابن .
2- الأخ والأخت لأم .
3- أخوات مع الإخوة والأخوات لأم .
4- البنت مع عمها أو أقرب عصبة للأب ( مع عدم وجود الحاجب ) .
5- الأب مع أم الأم وابن الابن .
6- زوج وأم وأختين لأم وأخ شقيق على قضاء سيدنا عمر ( رضى الله عنه )، فإن الأختين لأم والأخ الشقيق شركاء في الثلث .
7- انفراد الرجل أو المرأة بالتركة بأن يكون هو الوارث الوحيد ، فيرث الابن إن كان وحده التركة كلها تعصيبا ، والبنت ترث النصف فرضًا والباقي ردًا . وذلك لو ترك أبا وحده فإنه سيرث التركة كلها تعصيبًا ، ولو ترك أما فسترث الثلث فرضًا والباقي رضا عليها .
8- زوج مع الأخت الشقيقة ؛ فإنها ستأخذ ما لو كانت ذكرًا ، بمعنى لو تركت المرأة زوجًا وأخًا شقيقا فسيأخذ الزوج النصف ، والباقي للأخ تعصيبًا. ولو تركت زوجاً وأختاً فسيأخذ الزوج النصف والأخت النصف كذلك .
9- الأخت لأم مع الأخ الشقيق ، وهذا إذا تركت المرأة زوجًا ، وأمًّا ، وأختًا لأم ، وأخًا شقيقًا ؛ فسيأخذ الزوج النصف ، والأم السدس ، والأخت لأم السدس ، والباقي للأخ الشقيق تعصيًبا وهو السدس .
10- ذوو الأرحام في مذهب أهل الرحم ، وهو المعمول به في القانون المصري في المادة 31 من القانون رقم 77 لسنة 1943، وهو إن لم يكن هناك أصحاب فروض ولا عصابات فإن ذوي الأرحام هم الورثة ، وتقسم بينهم التركة بالتساوي كأن يترك المتوفى ( بنت بنت ، وابن بنت ، وخال ، وخالة ) فكلهم يرثون نفس الأنصبة .
11- هناك ستة لا يحجبون حجب حرمان أبدًا وهم ثلاثة من الرجال ، وثلاثة من النساء ، فمن الرجال ( الزوج ، والابن ، والأب ) ، ومن النساء ( الزوجة ، والبنت ، والأم ) .
ثالثا : حالات ترث المرأة أكثر من الرجل :
1- الزوج مع ابنته الوحيدة .
2- الزوج مع ابنتيه .
3- البنت مع أعمامها .
4- إذا ماتت امرأة عن ستين فدانًا ، والورثة هم ( زوج ، وأب ، وأم ، وبنتان ) فإن نصيب البنتين سيكون 32 فدانًا بما يعني أن نصيب كل بنت 16 فدانا ً، في حين أنها لو تركت ابنان بدلاً من البنتان لورث كل ابن 12,5 فداناً ؛ حيث إن نصيب البنتين ثلثي التركة ، ونصيب الابنين باقي التركة تعصيبا بعد أصحاب الفروض .
5- لو ماتت امرأة عن 48 فدانًا ، والورثة ( زوج ، وأختان شقيقتان ، وأم ) ترث الأختان ثلثي التركة بما يعني أن نصيب الأخت الواحدة 12 فداناً ، في حين لو أنها تركت أخوين بدلاً من الأختين لورث كل أخ 8 أفدنة لأنهما يرثان باقي التركة تعصيًبا بعد نصيب الزوج والأم .
6- ونفس المسألة لو تركت أختين لأب ؛ حيث يرثان أكثر من الأخوين لأب .
7- لو ماتت امرأة وتركت ( زوجًا ، وأبًا ، أمًا ، بنتًا ) ، وكانت تركتها 156 فدانًا فإن البنت سترث نصف التركة وهو ما يساوي 72 فداناً ، أما لو أنها تركت ابنًا بدلاً من البنت فكان سيرث 65 فدانًا ؛ لأنه يرث الباقي تعصيبًا بعد فروض ( الزوج والأب والأم ) .
8- إذا ماتت امرأة وتركت ( زوجًا ، وأمًا ، وأختًا شقيقة ) ، وتركتها 48 فدانًا مثلا فإن الأخت الشقيقة سترث 18 فدانًا ، في حين أنها لو تركت أخًا شقيقًا بدلاً من الأخت سيرث 8 أفدنة فقط ؛ لأنه سيرث الباقي تعصيبًا بعد نصيب الزوج والأم ، ففي هذه الحالة ورثت الأخت الشقيقة أكثر من ضعف نصيب الأخ الشقيق .
9- لو ترك رجل ( زوجة ، وأمًا ، وأختين لأم ، وأخوين شقيقين ) وكانت تركته 48 فداناً ، ترث الأختان لأم وهما الأبعد قرابة 16 فداناً فنصيب الواحدة 8 أفدنة ، في حين يورث الأخوان الشقيقان 12 فدانًا ، بما يعني أن نصيب الواحد 6 أفدنة .
10- لو تركت امرأة ( زوجًا ، وأختًا لأم ، أخوين شقيقين ) ، وكانت التركة 120 فدانًا ، ترث الأخت لأم ثلث التركة ، وهو ما يساوي 40 فدانًا ، ويرث الأخوان الشقيقان 20 فدانًا ، بما يعني أن الأخت لأم وهي الأبعد قرابة أخذت أربعة أضعاف الأخ الشقيق .
11- الأم في حالة فقد الفرع الوارث ، ووجود الزوج في مذهب ابن عباس (رضى الله عنه ) ، فلو مات رجل وترك ( أبًا ، وأمًا ، وزوجًا ) فللزوج النصف ، وللأم الثلث ، والباقي للأب ، وهو السدس أي ما يساوي نصف نصيب زوجته .
12- لو تركت امرأة ( زوجًا ، وأمًّا ، وأختًا لأم ، أخوين شقيقين ) وكانت التركة 60 فدانًا ، فسترث الأخت لأم 10 أفدنة في حين سيرث كل أخ 5 أفدنة ؛ مما يعني أن الأخت لأم نصيبها ضعف الأخ الشقيق ، وهي أبعد منه قرابة .
13- ولو ترك رجل ( زوجة ، وأبًا، وأمًّا ، وبنتًا ، بنت ابن ) ، وكانت التركة 576 فدانًا ، فإن نصيب بنت الابن سيكون 96 فدانًا ، في حين لو ترك ابنَ ابنٍ لكان نصيبه 27 فدانًا فقط .
14- لو ترك المتوفى ( أم ، وأم أم ، وأم أب ) وكانت التركة 60 فدانًا مثلاً ، فسوف ترث الأم السدس فرضا والباقي ردًّا ، أما لو ترك المتوفى أبًا بدلاً من أم بمعنى أنه ترك ( أبًا ، وأم أم ، أم أب ) فسوف ترث أم الأم ، ولن تحجب السدس وهو 10 أفدنة ، والباقي للأب 50 فداناً ، مما يعني أن الأم ورثت كل التركة 60 فدانًا ، والأب لو كان مكانها لورث 50 فداناً فقط .
رابعا : حالات ترث المرأة ولا يرث نظيرها من الرجال :
1- لو ماتت امرأة وتركت ( زوجًا ، وأبًا ، أمًا ، بنتًا ، بنت ابن ) ، وتركت تركة قدرها 195 فداناً مثلاً ، فإن بنت الابن سترث السدس وهو 26 فدانًا ، في حين لو أن المرأة تركت ابن ابن بدلاً من بنت الابن لكان نصيبه صفرًا ؛ لأنه كان سيأخذ الباقي تعصيًبا ولا باقي ، وهذا التقسيم على خلاف قانون الوصية الواجبة الذي أخذ به القانون المصري رقم 71 لسنة 1946، وهو خلاف المذاهب ، ونحن نتكلم عن المذاهب المعتمدة ، وكيف أنها أعطت المرأة ، ولم تعط نظيرها من الرجال .
2- لو تركت امرأة ( زوجًا ، وأختًا شقيقة ، أختًا لأب ) ، وكانت التركة 84 فدانًا مثلاً ، فإن الأخت لأب سترث السدس ، وهو ما يساوي 12 فدانًا ، في حين لو كان الأخ لأب بدلا من الأخت لم يرث ؛ لأن النصف للزوج ، والنصف للأخت الشقيقة والباقي للأخ لأب ولا باقي .
3- ميراث الجدة : فكثيرا ما ترث ولا يرث نظيرها من الأجداد ، وبالاطلاع على قاعدة ميراث الجد والجدة نجد الآتي : الجد الصحيح ( أي الوارث ) هو الذي لا تدخل في نسبته إلى الميت أم مثل أب الأب أو أب أب الأب وإن علا ، أما أب الأم أو أب أم الأم فهو جد فاسد ( أي غير وارث ) على خلاف في اللفظ لدى الفقهاء ، أما الجدة الصحيحة هي التي لا يدخل في نسبتها إلى الميت جد غير صحيح ، أو هي كل جدة لا يدخل في نسبتها إلى الميت أب بين أمين ، وعليه تكون أم أب الأم جدة فاسدة لكن أم الأم ، وأم أم الأب جدات صحيحات ويرثن .
4- لو مات شخص وترك ( أب أم ، وأم أم ) في هذه الحالة ترث أم الأم التركة كلها ، حيث تأخذ السدس فرضًا والباقي ردًا ، وأب الأم لا شيء له ؛ لأنه جد غير وارث .
5- كذلك ولو مات شخص وترك ( أب أم أم ، وأم أم أم ) تأخذ أم أم الأم التركة كلها ، فتأخذ السدس فرضًا والباقي ردًا عليها ولا شيء لأب أم الأم ؛ لأنه جد غير وارث .
إذن فهناك أكثر من ثلاثين حالة تأخذ فيها المرأة مثل الرجل ، أو أكثر منه ، أو ترث هى ولا يرث نظيرها من الرجال ، في مقابلة أربع حالات محددة ترث فيها المرأة نصف الرجل . تلك هي ثمرات استقراء حالات ومسـائل الميراث في عـلم الفرائض ( المواريث ) ، فأرى أن الشبهة قد زالت بعد هذه الإيضاحات لكل منصفٍ صادقٍ مع نفسه ، نسأل الله العناية والرعاية ، والحمد لله رب العالمين .
ميراث المرأة بين الحقائق والافتراءات . أنتهى وأعتقد أنه وافياً بالغرض.
قال الكاتب:والمرأة الاسلام، كاليهودية قبله، يعتبر المرأة نجسة اذا كانت حائضاً او نفساء، وعليه لا يجوز لها ان تصوم او تصلى او حتى ان تلمس المصحف وهي حائض.
الجواب:أولاً:ليس بصحيح أن الإسلام يعتبر المرأة نجسة كما يزعم الكاتب ـ هداه الله ـ بل المرأة كريمة طاهرة مطهرة .وإنما الإسلام يمنع الرجل والمرأة على حد سواء من الصلاة ونحوها في أمور معينة لا لنجاسة الرجل ،ولا لنجاسة المرأة ،لأن المؤمن لاينجس ولله الحمد ،بل ذلك لوصف طارىء يمنع من العبادة ولذا ورد في الصحيح أن أبا هريرة رضي الله عنه كان جنباً فتنحى عن النبي صلى الله عليه وسلم فسأله الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال : لقيتنى وأنا جنب فكرهت أن أجالسك , فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( إن المؤمن لاينجس)) رواه البخارى و مسلم
وقد بينت السيدة عائشة رضي الله عنها حال المرأة الحائض فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت أن النبي (صلّى الله عليه وسلم كان يتكئ في حجري وأنّا حائض (رواه البخاري
وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله (صلّى الله عليه وسلم يضع فاه على الموضع الذي أشرب منه ويشرب من فضل شرابي وأنا حائض) رواه النسائي .فبينت رضي الله عنها أدق التصرفات التشريعية في بيت الرسول صلى الله عليه وسلم لأن الفعل أبلغ من القول.فهي لم تخرجها عبثاً ولا تسلية بل لتبين تعامل النبي صلى الله عليه وسلم لأنه شرع .ولعل هذا من فوائد تعدد زوجاته صلى الله عليه وسلم .حتى كان الصحابة يرجعون إليهن في بعض المسائل الفقهية لمعرفة حكم الشريعة في ذلك.
ثانياً:الغائط والبول نجس حسي ،ولا يعني ذلك أن الإنسان نجس لأن الإنسان ليس ببول ولا غائط وهذا معروف بداهة ،وكذا الحيض نجس ولا يعني أن المرأة حيض .فكم الفرق بين الأمرين والكاتب يجعلها متلازمة .
قال الكاتب:قال ابو داود عن موسى بن اسماعيل عن بعض ازواج النبي: كان اذا اراد من الحائض شيئاً القى على فرجها ثوباً. وحدثنا بشار حدثنا عبد الوهاب حدثنا ايوب عن كتاب بن قلابة ان مسروقاً قال انه سأل عائشة: ما للرجل من امرأته وهي حائض؟ فقالت: كل شئ الا فرجها. ولذا يُحل بعض العلماء ان يأتي الرجل امرأته من دبرها ان كانت حائضاً.
الجواب:هذا غير صحيح بل لا يجوز للرجل أن يباشر المرأة في دبرها سواء كانت حائضاً أم غير حائض ،بل هو كبيرة عظيمة من الكبائر ، وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم من فعل هذا فقال : " ملعون من أتى امرأة في دبرها " رواه الإمام أحمد 2/479 و قال صلى الله عليه وسلم:{من أتى حائضا أو امرأة في دبرها أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد } رواه الترمذي برقم 1/243 وقول عائشة كل شيء إلا فرجها يشمل القبل والدبر.
فأما الدبر فلايجوز أبداً ،وأما القبل فيجوز إلا وقت الحيض.وهذا واضح.
قال الكاتب:ففي سورة البقرة، الآية 223: { نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم انّى شيئتم }. والكل يعرف ان الظرف " أنى" قد تكون ظرف زمان أو ظرف مكان. أو بمعني آخر قد تكون للمكان او الزمان او حتى بمعنى " كيف". فعندما يقول " أتوا حرثكم انى شيئتم" فقد يكون تفسيره متى شيئتم او في اي مكان شيئتم، من القبل او الدير او كيف شيئتم
الجواب:يعرف المعنى من المناسبة فإن مناسبة نزول الآية أن اليهود ينكرون أن يأتي الرجل زوجته من الخلف في القبل ،ويزعمون أن الولد سيكون أعوراً، فأنزل الله تعالى الآية ليبين للناس جواز أن يأتي الرجل زوجته في القبل ،سواء كان هذا الأتيان من الأمام أو من الخلف مادام أنه في القبل وليس في الدبر.وبهذا تبين بطلان كلام اليهود وادعائهم حيث تبين أنه ليس بحرام لأنه في القبل فقط،وتبين أنه لا يترتب على ذلك ولادة مولود أعورإذا حملت المرأة. ولذلك فليس هناك مشكلة في فهم المراد بالآية لأن مناسبة النزول معروفة مذكورة مشهورة.
قال الكاتب:واللذان يأتيانها منكم فاذوهما فان تابا واصلحا فاعرضوا عنهما ان الله كان تواباً رحيماً". فالرجل اذا ارتكب إثم اللواط مع رجل آخر، فاذوهما، اي اضربوهم بالنعل، فان تابا فاعرضوا عنهما.
الجواب:هذا كلام غير صحيح بل من يفعل فاحشة اللواط فيجب قتله كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل و المفعول به } فكلاهما يقتل إذا كان المفعول به راضياً غيرمكره.
قال الكاتب:والاسلام احل للرجل ان يضرب زوجته ان لم تطعه. ففي سورة النساء، الآية 34 نجد: " الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من اموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فان اطعنكم فلا تبتغوا عليهن سبيلاً".
الجواب:أولاً:الدين الحنيف أمر بالرفق واللين والكلام الحسن والعشرة الطيبة بين الزوجين فقال الله تعالى {وعاشروهن بالمعروف}وقال {وجعلنا بينهما مودة ورحمة } وللزوجة على زوجها حقوق عظيمة كما أن له عليها حقوق ولذا قال الله تعالى {ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف}وقال صلى الله عليه وسلم{أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وألطفهم بأهله}_الترمذي]،
وتقول السيدة عائشة -رضي الله عنها-: كان النبي صلى الله عليه وسلم يكون في مهنة أهله (أي: يساعدهن في إنجاز بعض الأعمال الخاصة بهن)، فإذا سمع الأذان خرج. رواه البخاري، وأبوداود.
ثانياً:فهمك للآية في غير محله لأن الآية في امرأة ناشز عن زوجها أي تمتنع من معاشرة زوجها بدون سبب.وهذا فيه ظلم لزوجها ولا يجوز له أن يضربها مباشرة بل بعد خطوتين عمليتين كما في الآية أولهما الموعظة الحسنة .
ثالثاً:وأما الضرب فليس هو كما تتخيل ضرب انتقام أو نحو ذلك ،وإنما هوللإصلاح فقط، حتى ذكر العلماء أنه يظرب بطرف ثوبه أو السواك أو نحو ذلك ،لأن القصد منه الإصلاح لا التعذيب ولا الأنتقام . وهذا واضح طبعاً .
ومن يتصور أن الضرب إهانة قل أو كثر .فليس بصحيح أبداً فكم من الأمهات والأباء يضربون أبناءهم ولا يحصل من ذلك أي شعور بالذلة أو الإهانة ،بل هو مجرد إصلاح فقط .والزوجة في الغالب أقرب إلى قلب الزوج من أبناءه وفلذات أكباده ،وكلا الطرفان يعلم أن هذا التصرف عابر ونادر وأن ذلك لمصلحتهما المشتركة .اما إذا كان في ضربه متعدياً فإنه يؤدب ،وترضى الزوجة بالعدل .وحقوقها محفوظة .قال الله تعالى { فإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به }ولكني أذكر بأن المسألة ليست بمطاحنة بين اثنين .والآية بيان للجواز في هذه الحالة وليست للوجوب ولا الاستحباب .
ولذلك فلو رأى أن عدم الضرب أفضل لهما فليفعل .لأن المباح مخير فيه لا مجبر عليه .هدانا الله وإياك للصواب.
قال الكاتب:"ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء ولو حرصتم ". فالله الذي يعلم كل شئ قال لنا ولن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم، وكذلك يقول وان خفتم الا تعدلوا فواحدة. فلماذا اذاً احل للمسلمين اربعة ازواج وهو يعلم انهم لن يعدلوا ولو حرصوا؟
الجواب:أولاً :العدل الذي لا يمكن هو الذي لايدخل تحت إرادة الإنسان وهو الميل القلبي لزوجة من الزوجات، فإن هذا لاطاقة للإنسان في دفعه ولو حرص.فعذرهم الله بشرط أن يعدلوا في المعاملة ،والمبيت ،والنفقة ونحو ذلك.كما ان الإنسان يكون له مجموعة من الأولاد ويجد في نفسه الميل القلبي لأحدهم أكثر من الباقين فهذا لايستطيع التحكم فيه وهو معذور شرعاً ،ولكن بشرط أن يعدل بينهم في المعاملة والكسوة ونحو ذلك .
وهذا الميل القلبي الذي لا يستطيع دفعه لا يعني أن يحرم الله عليه الأولاد والإنجاب،كما أنه لا يقتضي أن يحرم عليه التعدد .
ثانياً: أن الإنسان إذا أيقن من نفسه أنه لن يعدل في التعامل ،والنفقة وكل ماهو داخل تحت الأفعال الأختيارية فيحرم عليه التعدد إذن .وإذا خاف مجرد خوف أنه لن يعدل فلا يعددإذن.
قال الكاتب:والمرأة في الاسلام هي " فرج" لا اكثر ولا اقل. والكلام عن المرأة دائماً يكون عن الفرج
الجواب: هذا باطل بلا ريب وهو كلام ساقط ،ونظرة قاصرة من الملحدين إلى المرأة بل المرأة في دين الإسلام لها حقوق وعليها حقوق .وهي امرأة منتجة تتعلم الخير وتعلمه وتعمل به في جميع أمور دينها ومجالات دنياها .
كما أنه يجوز في الإسلام أن يكون للمرأة عملها المستقل .وكم تحلم بنات المسلمين بأن تعطى لها حريتها ولا تفرض عليها الوصاية العلمانية ،التي تجبرها على أن تكون رهينة لأطماع الرجال وتحكماتهم .
فهي تتمنى :1ـ مستشفيات مستقلة لها تتولى المرأة إدارتها وتنظيمها وسط أخواتها المنتجات أمثالها ،فمنهن المديرة ،والمساعدة ،والسكرتيرة ،والطبيبة ،والممرضة ،والمريضة ،والمراسلة ،وكافة الإختصاصات في عالمها ومملكتها دون فرض الوصايات الرجالية .
2ـ مدارس مستقلة لها:فهي المديرة والوكيلة ،والمدرسة ،والمراسلة ،والطالبة .
3ـ كليات مستقلة لها:فهي الإدارية ،والاستاذة ،والطالبة .
4ـ في المصارف والبنوك المستقلة بها :فمتى تصبح مديرة البنك والموظفات ،والعملاء من بنات جنسها بعيداً عن تخدمها لحيتان المجتمع من رجال المال والأعمال ؟
5ـ تريد أن تدبر المرأة جميع الأعمال التي تنفعها مع بناتها جنسها بعيداً عن شهوات رجال العلمانية والليبرالية ومطامعهم فيها .
6ـ المرأة تقول: دعوا لي لباسي البس حسب قناعتي وإيماني كما علمني ربي ورسولي صلى الله عليه وسلم .فلماذا تفرضوا علي لباساً يروق لشهواتكم. إلى متى تنظرون إلي كسلعة رخيصة مرتهنة بمطامعكم ؟!
7ـ دعوا لي ديني أعبد ربي كماأعتقد بكامل حريتي .فلماذا تحاربوني في ديني ،وتفرضوا علي إلحادكم .
فمتى تكف العلمانيةعن وضع المرأة تحت خدمات شهوات الرجال التي فرضتها عليها .فمتى تنطلق المرأة بعيداً عن وصايةالليبرالية المكفنة بقنابل الإمبرياليةالعالمية ؟!!
المرأة تصرخ قائلة :كفى استبداداً أيتها الإمبريالية دعوني أعبد ربي، وأعيش مع زوجي وأطفالي .أعطوني حقي في العيش بكرامتي مع بنات جنسي بعيداً عن هيمنتكم ووصايتكم.! فمتى يستجاب لها ؟!
من حقوق المرأة في الإسلام
1ـ حياة المرأة :إن الإسلام دين رباني أنزله المولى جل وعلا العالم بأحوال خلقه وبما يناسبهم .
والمرأة كالرجل لها حقوق وعليها حقوق ،ولايوجد نظام ولا تشريع كرم المرأة ورفع منزلتها كدين الله تعالى ،منذ طفولتها حتى مماتها ،فإن كانت الجاهلية الحديثة والقديمة تتذمر من إنجاب البنات ،بل منهم من كان يقتل البنت خشية العار ،ومنهم من كان يقتلها خشية الفقر ،ومنهم من كان يتطير منها ومن خلقتها .وفي بعض المجتمعات المعاصرة التي تزدحم بكثرة السكان قرروا تحديد النسل خشية الفقر ،والبطالة ،ولذا فلا يجوز للوالدين إلا إنجاب مولود واحد فقط ،وقرأت أن بعضهم إذا اكتشف ان الحمل طفلةأسقطهاعمداً.
بينما في ديننا الحنيف تكرم البنت منذ طفولتها ،وقد حث على ذلك سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم فمن يعول طفلتين ويحسن تربيتهن فله الجنة .نعم إن الجنة ثمن لتربية البنت في الإسلام.فكم فرحة الوالد بهذه الفتاة .وعند الزواج لا تتزوج إلا برضاها.فقال النبي صلى الله عليه وسلم {لا تنكح البكر حتى تستأذن } ولها طيب العيش مع زوجها كما قال تعالى { وعاشروهن بالمعروف}ورفع قدرها وعظم حقها على أبناءها فقال الله تعالى { وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً} وقال النبي صلى الله عليه وسلم ((الجنة تحت أقدام الأمهات)) وأوصى بالنساء خير وصية فقال النبي صلى الله عليه وسلم ((استوصوا بالنساء خيراً} وقال ((خيركم خيركم لأهله))
2ـ المرأة العاملة :جعل الدين الاسلامي المرأة عنصراً إيجابياً في المجتمع ،فهي شريكة للزوج في التربية ،ومسؤلية البيت . ويجوز لها التعلم والتعليم النافع في شتى الميادين بعيداً عن تسلطات الرجال الشهوانية .
3ـ الحقوق المالية:أعطى الإسلام للمرأة الحقوق المالية منذ طفولتها :فعلى والدها النفقة عليهاحتى تتزوج .ولها المهر إذا تزوجت كاملاً ،فيدفعه الزوج لهذه الدرة المصونة .ويجب على الزوج أن ينفق عليها بالمعروف ،دون منة ،لأنه حق مشروع لها ،وله الثواب من الله تعالى .
ويجوز لها العمل والوظيفة ومرتبها لها تصرفه حيث تشاء فيما فيه نفعها في الدنيا والأخرة .فليس لزوج ولا غيره أخذ القليل ولا الكثير منه إلا تكرماً منها أو تعاوناً على خير ينفعهما كما قال الله تعالى { وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان }.
ولها حقوق الميراث في والدها وزوجها وابنها وقد تقدم الكلام في ذلك بما فيه كفاية ،وتبين هناك أنها في بعض الحالات تأخذ أكثر من الرجال .
وقد رأينا في كتب الحديث والسير كيف كانت المسلمات يشاركن في الخير وتنمية وصلاح المجتمع ،دون تبذل ولا تهتك ولا انحلال .
ورأينا أن أول سند للنبي صلى الله عليه وسلم كانت خديجة رضي الله عنها.
ورأينا كيف كن يدوين الجرحى بعد المعارك ،مبتغيات الأجر من الله تعالى .
ورأينا كيف كانت المرأة فقيهة، ومحدثة، وعالمة ،يرجع إليها كبار الصحابة رضي الله عنهم،ويستفتونهم .
ورأينا كيف كانت عبادة وصلة المرأة بربها عزوجل ،ومحبتها لزوجها وأهلها.وكل ذلك رغبة فيما عند الله تعالى .
المرأة في الأخرة
المرأة المسلمة المؤمنة تنعم في قبرها ،فقبرها روضة ندية من رياض الجنة.
والمرأة المؤمنة الطائعة لربها تدخل الجنة خالدة مخلدة ،لا تحزن ،ولا تهتم.
فلها أعظم القصور وأجمل الحلي والملابس .بل هي سيدة الحور العين.
تتلذذ بنعم الله تعالى بين الأنهار وأجمل الأشجار ،وأعذب الأصوات .
في جنة ترابها من الزعفران ،وريحها من أجمل الطيب ، والحصى لؤلاً ،تأكل ما تشتهي وتشرب ما تشتهي ،وتتلذذ بما تريد . بل كل ماتتمناه يقدم لها . فواكه تدنو إليها ،ولا تتكلف القيام لقطفها .أنهار من ماء غير آسن ،وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من عسل مصفى ،وأنهار من خمر لذة للشرابين .
اسأل الله أن يجعلنا ممن ينعم عليه بها ،فيحيينا على الإيمان ،ويميتنا عليه، طائعين لحبيننا جل وعلا ،ولرسل ربنا عزوجل.
والدنيا بما فيها لا تساوي قلامة ظفر أمرأة ولا رجل من أهل الجنة .
________________________________________
________________________________________
زواجه من خديجة
عقد المؤلف هذا المبحث ليتسائل سؤالاً يتوصل به للطعن في =========================================
فلماذا اذاً تزوج هذا الشاب ثيباً في الاربعين من عمرها ولديها طفلان؟ فهل يجوز انه تزوجها من اجل مالها؟ وانه عندما كان في عنفوان شبابه، لم يتزوج غيرها، خوفاً من ان تحرمه مالها، ولما ماتت وعمره خمسون عاماً تزوج اربع عشرة امرأة او يزيد؟
الجواب:قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم بالسيدة خديجة رضي الله عنها من فضائله عليه الصلاة والسلام فلا أدري كيف أنتكست القيم عند الكاتب إلى هذه الدرجة .وذكر الكاتب شبهتين : الأولى :زواج النبي صلى الله عليه وسلم بالسيدة خديجة وهي أكبر منه سناً ولم يتزوج عليها ؟الشبهة الثانية : زواجه بعدد من النساء بعد وفاتها.
فأما جواب الشبهة الأولى :1ـ فإن المرأة عادةً تنكح لمميزات عديدة والنساء تتفاوق في ذلك وأعظمهن من يجمع كل تلك المميزات ،وهذا لا يرتاب فيه عاقل وأعظم المميزات الديانة والخلق الحسن فإن أضافت إلى ذلك الجمال ،والمال ،والنسب الشريف غير الوضيع ،فإن الرغبة فيها تزيد بلا ريب .ولا يستنكر أن يتزوج الإنسان بامرأة حوت كل تلك الإضافات بعد أن تميزت بأعظم خصلة من الخصال وهي الخلق والدين. حتى قال صلى الله عليه وسلم ((كمل من الرجال كثير، وكمل من النساء أربع: آسية بنت مزاحم، ومريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد )) .وأما غمزك باحتمال كونه طامعاً في مالها فحاشاه صلى الله عليه وسلم فلم نعرفه إلا عاش فقيراً ومات مديوناً ديناً مضموناً بدرع رهنه لصاحب الدين فأين الطمع.وعرضت عليه الدنيا فرفضها
ثم أن المشهور أنها هي التي أرسلت إليه من يعرض عليه الزواج منها .فقد ذكر جميع أهل السير عن نفيسة بنت منية قالت: كانت خديجة بنت خويلد امرأة حازمة ، قوية، شريفة مع ما أراد الله تعالى لها من الكرامة والخير، وهي يومئذ أوسط قريش نسباً، وأعظمهم شرفاً، وأكثرهم مالاً، وأحسنهم جمالاً وكانت تدعى في الجاهلية بالطاهرة، قد طلبها جلّ رجال قومها، وذكروا لها الأموال، فلم تقبل فأرسلتني خفية إلى محمد(صلى الله عليه وسلم)، بعد أن رجع في عيرها من الشام فقلت: يا محمد ما يمنعك أن تتزوج؟..فقال: ما بيدي ما أتزوج به..
قلت: فإن كفيت ذلك... ودعيت إلى المال... والجمال... والشرف... والكفاية.. ألا تجيب؟قال: فمن هي؟..قلت: خديجة بنت خويلد..)).أنتهى
وأما ماذكر النبي صلى الله عليه وسلم من قوله ، ((وآستني بمالها اذ حرمني الناس)) فغاية ما فيه أنه يدافع عنها في مقام ذكر فضائلها .وغاية ما فيه أن المرأة أحسنت إلى زوجها ،حين فرضت قريش عليه المقاطعة الاقتصادية المشهورة فوقفت معه في الشدائد.وزوجها صلى الله عليه وسلم أقر بفضلها ولم يتنكر لذلك كما يفعله كثير من الناس اليوم.وليس فيه أي طمع منه في ذلك فإنها هي الباذلة لذلك ،ونعلم من سيرته أنه عاش الفقر المالي طوال حياته ولو كان يريد المال لكان أغنى العالمين مالاً.وكم الفرق بين إنسانة تبذل المال حباً لزوجها وإيماناً برسالته عن طيب نفس منها.وأخرى تعاني الظلم واستنزاف أموالها بشتى أنواع الإهانة والتعذيب والابتزاز ؟!
2ـ أن العهد المكي ركز على أسس العقيدة في أغلب ما أنزل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ،وأما التعدد فكان من فروع الشريعة التي أجازها الشرع ،ولم تكن أهداف النبي صلى الله عليه وسلم دنيوية شهوانية بل كانت تحقيقاً لمصالح ومكاسب للدعوة الخالدة ، فشغلته عن الزواج بالأبكار حتى استقر في المدينة.
3ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان جميع زوجاته ثيبات إلا عائشة رضي الله عنها .والعرب لم تكن تستنكر ذلك بل كان هذا أمر اعتيادي .
ولم تكن العرب تستنكر زواج الرجال بصغيرة السن كما حصل في زواجه من عائشة رضي الله عنها ،ولو كان أمر منكراً في عرفهم أو في الذوق السليم لسبقوا إلى إنكاره ، ولكن لم يكن كذلك.
وأما أسباب زواجه : فإن العرب وغيرهم من الأمم في ذلك الزمان عادة يتزوجون بالجم الغفير من النساء فجاء الإسلام وأذن للرجال في الجمع بين أربع من النساء فقط دون زيادة وإن خشي الإنسان من عدم العدل فلا يزد عن واحدة فقط . وشرع للنبي صلى الله عليه وسلم أن يتزوج بأكثر من أربع لمصالح تعود على الدعوة الإسلامية ولم يكن فيهن بكراً إلا واحدة فقط فلم يكن التشريع لشهوة أو رغية من الرغبات التي تحوم في ذهن الكاتب وغيره .
وإليك الحكم العظيمة من زواج النبي صلى الله عليه وسلم :
1ـ زواجه بسودة بنت زمعة : قال أ ـ د :أحمد زقزوق :وهنا أقول للمرجفين الحاقدين: هذه هي الزوجة الأولى للرسول بعد خديجة، فهي مؤمنة هاجرت الهجرة الأولى مع من فرّوا بدينهم إلى الحبشة وقد قَبِلَ الرسول زواجها حماية لها وجبرًا لخاطرها بعد وفاة زوجها إثر عودتهما من الحبشة.وليس الزواج بها سعارَ شهوة للرسول ولكنه كان جبرًا لخاطر امرأة مؤمنة خرجت مع زوجها من أهل الهجرة الأولى إلى الحبشة ولما عادا توفي زوجها وتركها امرأة تحتاج هي وبنوها إلى من يرعاهم.أنتهى ولم يعدم النبي صلى اله عليه وسلم نفعاً منها فقد قا بعاة أولاده أيضاً فكان من باب التكال التعاون على الخير .
2ـ زواجه بعائشة بنت صاحبه أبي بكر الصديق :قال أ ـ د أحمدزقزوق:لم يدهش مكة نبأ المصاهرة بين أعز صاحبين؛ بل استقبلته كما تستقبل أمرًا متوقعاً؛ ولذا لم يجد أي رجل من المشركين في هذا الزواج أي مطعن - وهم الذين لم يتركوا مجالاً للطعن إلا سلكوه ولو كان زورًا وافتراء.وتجدر الإشارة هنا إلى أن زواج الرسول صلى الله عليه وسلم بفتاة بينه وبينها قرابة خمسين عامًا ليس بدعا ولا غريبًا لأن هذا الأمر كان مألوفًا في ذلك المجتمع. لكن المستشرقين ومن تحمل قلوبهم الحقد من بعض أهل الكتاب - على محمد صلى الله عليه وسلم - جعلوا من هذا الزواج اتهامًا للرسول غافلين بل عامدين إلى تجاهل ما كان واقعًا في ذلك المجتمع من زواج الكبار بالصغيرات كما في هذه النماذج:فقد تزوج عبد المطلب جد الرسول صلى الله عليه وسلم من هالة بنت عم آمنة التي تزوجها أصغر أبنائه عبد الله ـ والد الرسول صلى الله عليه وسلم. وتزوج عمر بن الخطاب ابنة على بن أبى طالب وهو أكبر سنًّا من أبيها. وعرض عمر على أبى بكر أن يتزوج ابنته الشابة " حفصة " وبينهما من فارق السن مثل الذي بين المصطفي صلى الله عليه وسلم وبين عائشة " كان هذا واقع المجتمع الذي تزوج فيه الرسول صلى الله عليه وسلم بعائشة.
والخلاصة : أن زواج النبي صلى الله عليه وسلم شرف لأي امرأة وأنه لحكم اجتماعية ودينية عظيمة
============================================================================================================================نبوته
عقد الكاتب هذا المبحث ليبث قلقه ويشكو من اضطرابه النفسي .ويشكو من وسواسه التي ضاق بها صدره، نتيجة ثورة الشك التي جلبها لنفسه مع قلة علمه ،وفهمه في علوم الدين فمما جاء في هذا المبحث:
قال الكاتب: مادام الله قد خلق الانسان،وهوالقادرعلى كل شئ،لماذا لم يخلقهم مؤمنين كلهم
الجواب: أولاً:إيجاد الخلق هو من الممكنات التي إذا شاء الله فعلها وإذا شاء لم يفعالها، فليس بواجب على الله تعالى ولا لازم لوجوده هكذا يفهم المسلم عقيدته ويؤمن بربه .فإذا كان إيجاد المخلوقات أصلاً ليس بلازم لوجود الله تعالى وإنما هو من الممكن فقط فهل تتصور أن ما تفرع عن ذلك من إيمانهم أو كفرهم يكون واجباً على الله تعالى أو مستحيل عليه سبحانه وتعالى ؟!لا شك أنك تفترض وجود إله مجبور على أفعاله .!ولا يشك عاقل أن هذا نقيض كونه إلهاً متصرفاً قديراً يفعل ما يشاء ولا مكره له على أي شيء .
وعلى هذا فتعلم أن سر سطحية الطرح الذي تسأل عنه هو في كونك لا تعرف صفات الخالق أصلاً .وهذا ما جعلك تتخيل إلهاً مجبور على ما يفعل غير مختار في أحكامه وأفعاله.
وثانياً: فإن لله تعالى صفات عظيمة: منها وصفه بالقدرة ،ومنزه عن ضد ذلك وهو العجز .ومن قدرته أن يغفر ويرحم ، كما أنه يعذب ويجازي وينتقم .كما أنه عدل في فعله وحكمه ،وحكيم في أمره.
والإيمان والكفر أفعال يكتسبها العبد ويجازى عليها فإن كانت أفعالاً
حسنة فله الثواب .وإن كانت أفعالاً سيئة: فإن كانت كفراً بالله فلا
يستحق صاحبها إلا النار .وأماإن كانت من جملة الذنوب والمعاصي
فقد يغفرها الله له ولن يخلده في النار بلا ريب .
ولا بد أن تتنبه للفرق بين الأمور التالية :
الأمر الأول :الإرادة الكاملة: فالله لا مكره له بل هو يفعل مايريد فعله ،وكونه لا يستطيع أن يجعل كافرين كما جعل مؤمنين فهو من العجز بلا ريب .
الأمر الثاني :العدل : ومن عظيم عدله جل جلاله أنه لا يكره أحد على الإيمان به ،ولا على الكفر به بل جعل لهم حرية الاختيار . ولم يظلمهم بل بين لهم أن الإيمان هو طريق الصواب والمطيع له الثواب. وأن العصيان طريق الضلال ،والعاصي عليه العقاب ولم يظلم الناس شيئاً بل الناس لأنفسهم يظلمون .ولذا فمن أطاع الله دخل الجنة ومن عصاه دخل النار . ولن يدخل الطائعين النار أبداً .وكلنا نعلم هذا ونحن في دار الدنيا وفي فرصة التغيير والاختيار .
الأمر الثالث: العلم :فالله تعالى من صفته العلم التام بما كان وما يكون بخلاف من لا يعلم عاقبة الأمور فهو ناقص بلا ريب .ولا يمكن أن نتصور إلهاً لا يعلم أو حتى يجهل بعض الأشياء .ولو لم يكن الله يعلم مصير فلاناً من الناس لكان هذا جهلاً لا يجوز أن يوصف به من نؤمن بأنه يعلم بدقائق الأشياء .ولا يعني علمه بذلك أنه منع العبدمن الطاعة ،ولا أنه أمره بمعصية. بل من أطاع الله فلن يبخسه حقه وسيزيده من فضله. ومن عصاه فله النار من غير ظلم أبداً .ولا يصلح أن يسوى الناكر بالمقر، ولا حتى يستوى المجتهد في الطاعة بالمقل منها .
قال الكاتب:قد نسأل لماذا احتاج الله ان يختبر الانسان وهو عالم بكل سرائره وما سيفعله في حياته من قبل ان يولد الانسان؟
الجواب: أن المسلمين يؤمنون بأن الله غير محتاج لخلقه بل الخلق هم الفقراء إليه كما قال تعالى ((ياأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد))وإنما هو يخبر العباد بواقع حالهم في الدنيا أنه ابتلاء لهم ،وعليه فالواجب عليهم طاعته واجتناب معاصيه .وفي الدنيا مثلاً فإن الاستاذ يضع الأسئلة وهو يعلم أن الطالب الفلاني سيرسب لأنه غير جاد في طلب النجاح ،ولا يمنع من ذلك أن يختبره لتقوم عليه الحجة مع أنه يدرسه كما درس أقرانه فإذا أهمل ورسب فهل اللوم على المدرس أم على الطالب ؟! ولله المثل الأعلى فقد بينت لك سابقاً أن الله قد أعطى لهم وسائل الطاعة ،وأقدرهم على ذلك فإذا أبوا إلا النفور فهم الملامون على فعلهم.ومن خلال قراءتي لكلام الكاتب في هذا المبحث فهو يتوهم التالي:
1ـ الكاتب يتوهم أن الإله مجبور على أفعاله وأنه يجري مقاديره على ما يشتهي الناس لا بمحض إرادته .والمسلمون يقولون: خلق الله الخلق ليظهر وجوده ،ولو لم يخلق لما عرف أنه موجود .وليظهر كمال علمه وقدرته بظهور أفعاله المتقنة المحكمة .لأنها لا تتأتي إلا من قادر حكيم وليعبدوه فإنه يحب عبادة العابدين ويثيبهم عليها علي قدر فضله لا علي قدر أفعالهم وإن كان غنياً عن عبادة خلقه لا تزيد في ملكه طاعة المطيعين ،ولا تنقص من ملكه معصية العاصين. كما قال الله تعالى{ إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا }
2ـ والكاتب يتصور أن العبد ليس له قدرة ولا اختيار في عمله : وهذا باطل بلا ريب فقد قال تعالى {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا }وهذا وعد تفضل الله به .وقال تعالى {إنا هديناه السبيلا إما شاكراً وإما كفورا} فهو الذي يختار .والله يهديه إن صدق قال الله تعالى{وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إلَيْهِ مَنْ أَنَابَ} [الرعد : 27] فمن أناب ورجع إلى الحق هداه الله .ويقول الله تعالى {وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } [الحج : 54]
3ـ ويتصور أن الله محتاج لطاعتهم أو تضره معصيتهم . والمسلمون لا يقولون ذلك بل نؤمن أنه غني عن الناس ونحن الفقراء إليه ولا تنفعه طاعة الطائعين ولا يضره معصية العاصين ، بل النفع يعود عليهم فقط.
( إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ لَن يَضُرُّواْ اللّهَ شَيْئاً وَلهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) [آل عمران : 177]
4ـ ويتصور أن هداية الرسل للناس هي هداية توفيق للإيمان. والمسلمون يعتقدون أن الأنبياء تقتصر هدايتهم للناس على هداية الدلالة والإرشاد، لا هداية خلق للإيمان في قلوب الناس. فهذه لا يملكه البشر.فالمنذر ينذر ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وكل من الفريقين له جزاءه.وليس بمجبور على شيء.{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً }
قال الكاتب:ومما يثبت فشل تجربة الرسل ان بني اسرائيل عندما قادهم موسى في هجرتهم من مصر ورأوا ان الله قد شق لهم البحر وانجاهم واغرق فرعون وجنده، وانزل لهم المن والسلوى من السماء ليطعمهم، لم يقتنعوا بوجوده او برسالته فصنعوا لانفسهم عجلاً من ذهب وعبدوه. فهل هناك معجزات أكثر من هذه لتقنع الناس بوجود الله؟ فإذا لم يقتنع بنو أسرائيل بعد أن رأوا كل هذه المعجزات، الا يقنع كل هذا الله بأن ارسال الانبياء لا يجدي فتيلا؟
الجواب: أولاً:سبق أن بينت أن الكاتب يتوهم أن الرسل يخلقون الهداية في قلوب الناس وهذا خطأ محض. ولذا فالفشل الذي تزعمه لا يلحق حقيقة إلا بالأمم المكذبة فهم الفاشلون حقاً .واما الرسل عليهم السلام فقد نجحوا في بيان الحق والدعوة إليه فمن شاء فليؤمن ومن شاء كفر وكل ينال جزاءه من الله تعالى الذي لا يظلم شيئاً.
وكان من أبسط قواعد البحث أن توجه الملام على من كابر الحجة ،وعاند البرهان وكذب الحقائق ،لا أن تلقي بالعتب على من دعاه وأقام الحجج ،والبراهين .ولكن موازين البحث عندك معدومة تماماً . و من يرمي نفسه في الطريق السريع ويحتج بالقدر ،هو كمن يرمي بنفسه في أوحال الكفر ويحتج بالقدر.والله لم يكلفك بعلم الغيب مما قدر لك وإنما كلفك بما تراه وتقدر عليه ،وعليه تحاسب لا على غيره مما لاتطيق .ولا يكلف نفساً إلا وسعها .وكما أن العاقل لا يتناول السم ويحتج بأنه مجبور على ذلك ،فكذا لا يغرق في الكفر ويحتج بأنه مجبور على ذلك. لأن الله لم يأمره بهذا ولا ذاك .وإنما أمره بماهو خير له في حياته الأولى والأخرة.
ثانياً: أن من فوائد إرسال الرسل إقامة الحجة وبيان السبيل القويم لكي لا يكون لأحد حجة على الله تعالى كما قال جل جلاله: {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً} وقال: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} وقال: {رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِأَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ}.وفي سورة آل عمران، ألآية 55 ثالثاً: فإرسالهم واقع منه سبحانه تفضلاً ورحمة لما فيه من الحكم والمصالح الكثيرة. ومنها استفادة الحكم من الأنبياء في معرفة تفاصيل الغيبيات من جنة ونار وغيرهما. ومنها تكميل النفوس البشرية ، وتبين الأخلاق الفاضلة، الراجعة إلى الأشخاص، والسياسات الكاملة العائدة إلى الجماعات. فهم قد دلونا على الحكمة من وجود الأكوان، وأرشدونا إلى الله تبارك وتعالى، وبينوا لنا الطريق الموصل إلى رضوانه، وحذرونا من الطريق الموصول بالنار، ونظموا لنا الحياة بما يتلاءم مع واقعية العبودية وأصالتها.وأنت تتصور أنهم أُرسلوا للمعاند الذي لا يؤمن فقط ،وتغافلت عن فضلهم على من آمن بدعوتهم فنال السعادة الأبدية.
قال الكاتب:وفي سورة آل عمران، ألآية 55 عندما يخاطب الله عيسى فيقول له: " وجاعل الذين أتبعوك فوق الذين كفروا الى يوم القيامة "، فنفهم من هذه ألآية أنه سيكون هناك مسيحيون مؤمنون بعيسى الى يوم القيامة، فما فائدة ارسال محمد بالاسلام ليظهره على الدين كله
الجواب:نحن نفهم من الآية وجود مؤمنين متبعين لعيسى عليه السلام يظهرهم الله إلى يوم القيمة ،ولاشك أن الذين أتبعوا عيسى عليه السلام هم أهل التوحيد لا أهل التثليث ،ثم بعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم
ليجدد الدعوة إلى التوحيد وأتباع الرسل جميعاً ومنهم عيسى عليه السلام ولا شك أن المسلمين هم أتباعه وأتباع جميع الرسل .اما من جعلوه ولداً لله تعالى ،وأشركوا بالربوبية والعبادة فليسوا بأتباعه حقيقة.
يقول الكاتب:ان الانسان مسيّر، ليس بيده اي شئ، الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء ويدمر القرى التي يختار تدميرها. فاذاً ما الحكمة في ارسال الانبياء لهداية البشر، والبشر لا يملكون الحق في تقرير مصيرهم؟
الجواب: الكاتب يتكلم عن الإنسان ويزعم انه مسير أي مجبور على أفعاله ليس له فيما يفعل اختيار .وهذا غير صحيح بل إذا نظرنا إلى الإنسان وجدنا ان أفعاله على قسمين : القسم الأول : ما لااختيار له فيه :مثل خفقات القلب وحركات الارتعاش والسقوط المفاجىء وغير ذلك مما نلمسه ونعايشه .
والقسم الثاني : حركات له فيها اختيار :فهو يستطيع اكتساب معيشته ويستطيع أن يصلي ،ويقوم ،ويقعد ،ويسلم ،ويكفر، وغير ذلك من الحركات الاختيارية .
غير أن الكاتب استشهد بالآيات التي تبين كمال قدرة الله وأنه لا مكره له بل هو يفعل ما يشاء ،وتصور أن معنى ذلك أن العبد مسلوب القدرة نهائياً. وهذا كلام باطل بدلالتين :الأولى : دلالة النصوص : فقد قال تعالى ((فمن يعمل مثال ذرة خيراً يره ،ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ))وقال تعالى {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} وقال تعالى (({وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} وقال ((إنا هديناه السبيل اما شاكراً واما كفورا)) وقال ((إن الله لايرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم ))أي يرضى لكم الشكر . وقال تعالى ((فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه )) فجعل لهم سعياً وتصرفاً واختياراً.
الدلالة الثانية دلالة النظر الصحيح: إذ أننا نعلم أن الرزق مقدر والأجل مقدر وكل شيء لا يخفى على الله جل جلاله. وعلى هذا النهج فنحن مأمورون بالعمل ،والسعي في كسب الرزق ،ولكل مجتهد نصيب . وانظر إلى الناس وهم يتسابقون إلى ارزاقهم هل هم كفروا بالقدر ؟ لا والله ولكن علموا أنهم مأمورن بالسعي في تحصيل ذلك كما أنهم مأمورون بالعمل بالطاعة واجتناب المعصية ولا يبخسون جهدهم ولذا قال الله تعالى : {ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا} وقال تعالى{ومن يعمل من الصالحات من ذكرأوأنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيراً} .فهل فوق هذا عدل لو أنصفت وأردت الحقيقة ؟!.
يقول الكاتب:: " ألم تر إنا ارسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم ازاً " اي تهيّجهم الى المعاصي حسب تفسير الجلالين. فما الحكمة في ارسال انبياء لهداية الناس، وفي نفس الوقت يرسل الله الشياطين لتهيّجهم على المعاصي؟
الجواب: أما الآية بتمامها فقد سيقت بهذا الترتيب قال تعالى ((واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا * كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا * ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا * فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا * يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا * ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا *)) إذ أن المتأمل يجد أن الكافرين هنا كفرهم كفر عناد وتكبر.وأن الشياطين أتوهم وهم كافرين بالله تعالى ،أي أن وجود الإرسال نوع من العذاب على أفعالهم التي منها الكفر المتلبسون به عن عناد، وكبرياء،واستهزاء لا عن جهل منهم ،ولذا قال ابن عباس رضي الله عنهما : نزلت في المستهزئين بالقرآن وهم خمسة رهط .أنتهى كلامه .إذن هو نوع عذاب ولذلك قال تعالى ((إنا أرسلنا الشياطين على الكافرين )) ولم يقل أرسلناهم إليهم والفرق بين المعنيين واضح .فكما يرسل الله العذاب على المعاندين كالحجارة والطوفان كذلك يرسل عليهم الشياطين أي يسلطهم عليهم كنوع من العذاب. وبذلك يتبين لكل عاقل سوء فهم الكاتب الذي أدى إلى تخبطه.
قال الكاتب :وهناك مفكرون عبر التاريخ قد انكروا فكرة ارسال الانبياء
الجواب:لا شك أن هناك من شذ فأنكر حقائق الأشياء حتى أنكر وجود نفسه ، لكن لا يعني هذا الإنكار أن الفكرة صحيحة بل هي فاسدة جداً ،كذلك إنكار بعض الشذاذ لفكرة النبوة لا يعني صحة هذه الفكرة.
وعليه فإن من كان مقر بوجود الله جل جلاله فلابد أن يعلم أن الله له في خلقه أفعال، وأحكام .والناس يحتاجون إلى العلم بها. فإذا لم يكن هناك من يبلغها لهم فلن تصل إليهم .بصرف النظر عن ذلك المبلغ هل هو من الملائكة ،أو الإنس ،أو الجن أو غيرهم .وإنما النقاش عن النبوة كمبدأ فإنه لايرتاب عاقل بضرورة ذلك .وقد تواترت الأخبار بوجود أنبياء بلغوا دين الله تعالى بما يمنع من تكذيب ذلك. فإن من يكذب بذلك كمن يكذب بوجود ما سمع عنه ولم يره كوجود مدينة يقال لها واشنطن ،فإن الأخبار قد تواترت بهذا الخبر بحيث لا يمكن تكذيب التواتر ،لأنه يستحيل تواطئ الجم الغفير على هذه الكذبة . فلو جاء من يكذب بوجود واشنطن لكان هو الكاذب بلا ريب، لأنه مكذب لما هو متواتر .وكذلك مكذب النبوة ،والأنبياء مكذب بما يستحيل أن يصدق فيه.وكذلك المكذب بمبدأ النبوة مكذب بما يستحيل تصديقه فيه إذ كيف نعرف أن الله هو الخالق لا غيره ،وأنه من أوجدنا .بل وكيف نعرف أحكامه وما أرشدنا إليه من أمور فيها الصلاح لمعاشنا ،ومعادنا ،وكيف نعرف أن هناك جنة ونار ، ومالا يرضيه فنجتنبه. إذمن المعلوم ضرورة تفاوت الناس واختلافهم في مدارك العقول ،وما يحسن عند شخص قد لا يحسن عند أخر .فكانت الحاجة ملحة لمعرفة مراد ربنا عز وجل وأحكامه، وتوجيهاته .
واذا اخذنا في الاعتبار الاعداد الهائلة من البشر الذين قُتلوا في الحروب الصليبية بين المسيحيين والمسلمين، والذين قُتلوا في محاكم التفتيش الاسبانية " Spanish inquisition"، وكذلك الذين قُتلوا ايام انتشار الدولة الاسلامية، والالاف الذين مازالوا يموتون في الحروب بين الاديان في عدة اقطار من العالم يتضح لنا ان الاديان جلبت للجنس البشري ضرراُ يفوق المصلحة التي نتجت عنها.
أولاً :هذا الكلام فيه مغالطة مكشوفة ،لأننا نعلم بلا شك ما فعلته الدول العلمانية في سبيل نشر أفكارها .كما في الدولة الماركسية الشيوعية ،وكما نشاهده اليوم من استبداد الأمبريالية في العالم لنشر العولمة الثقافية ،والاقتصادية، والاجتماعية بالقوة ولو كانت مخالفة لثقافات الشعوب الأخرى .وكم من الدماء تنزف شرقاً،وغرباً في سبيل نشر هذه الثقافات .ولو كانت ثقافة صحيحة لكان هذا مستساغاً بالنظر إلى المنافع التي ستنتجها ولكنها ثقافة تدمر العقول ،والأعراض وتستبد بالأموال ولا تعطي للجوانب الاجتماعية،والنفسية معنى مقبولاً.
ثانياً: إذا علمنا أن جميع الثقافات تتدافع في سبيل إثبات وجودها وجدارتها ومنع من يقف في سبيل وصولها إلى الناس، فلا بد إذن أن ننظر إلى مقارنة سريعة بين الإسلام واللادينية في الجوانب الأساسية للحياة .
1ـ في الجانب الروحي (النفسي) نجد أن الثقافة اللادينية لا تقدم حلولاً لما يحتاجه الإنسان في هذا الجانب الأساسي من كيانه . وذلك لأنها لا تؤمن أصلاً بغير العالم الحسي ولا تؤمن بماوراء ذلك فنهاية الإنسان تكون بالموت .أما الثقافة الإسلامية :فتعتني بذلك وتقدم الحلول المناسبة لمشاكل النفوس فيشعر الإنسان أن حياته متصلة من الحياة الدنيا إلى حياة باقية يتنعم فيها ولا يحزن .هذا إذا تمسك بتعاليم الإسلام وأخلاقه.
2ـ نجد الثقافة اللادينية قد أغرقت في الجانب المادي، حتى أصبح الإنسان كالآلة لا يكل في طلب المال ليلاً ونهاراً .مما أدى إلى ضياع كثير من الجوانب الأخرى كالبيت والأسرة والعلاقات الاجتماعية .
بخلاف ثقافة المسلمين فإنها لا تمنع من الأخذ المادي بما يحتاجه الإنسان ولا تهمل الجوانب الأخرى كالعلاقات الأسرية والاجتماعية ،والروحية .كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن لأهلك عليك حق ولنفسك عليك حق فأعط كل ذي حق حقه))
3ـ نجد أن الثقافة غير الدينية تهتم بالعلم ،والأخذ به ،والحث عليه. وهي نقطة إجابية لا تختلف عن الثقافة الإسلامية حيث أن الإسلام يحث على الأخذ بأسباب العلم ويجل العلماء .ولا يحرم ولا يمنع من يبادر إلى ذلك بل يشجع عليه حتى كان من الفروض الشرعية كما قدمت في موضع سابق .
4ـ وأما في الجانب العسكري الذي يمكن لنشر الثقافة. فإن الثقافة اللادينية قد ضربت أبشع الأمثلة للتطرف ،والاضطهاد ،وسفك الدماء وتشريد البشر ،وقتل الأطفال ،وهتك أعراض النساء .وما جرائم سجن بوغريب ولا ما فعلوه في العراق والأفغان وفلسطين عنا ببعيد.
بخلاف الثقافة الإسلامية فإنها تحرم القتل ابتداءً إلا بعد الدعوة إلى الإسلام فإن دخلوا فيها فهم كرعايا المسلمين ،وإن أبوا فيدفعون رسم مالي يسمى الجزية فإن أبوا إلا العناد فحينها يكون القتال مع الرجال المقاتلون فقط ولا يجوز الاعتداء على الضعفاء كالأطفال ولا يجوز الاعتداء على النساء بضرب ولا قتل ولا هتك عرض ولا غير ذلك .
بل من هتك عرض امرأة مسلمة أو غير مسلمة وهو محصن أي متزوج فإنه يرجم حتى يموت جزاء لاعتداءه .وإن كان غير متزوج فإنه يجلد على الزنا ويعزر على الاغتصاب وتأخذ المرأة حقها منه وافيا.والخلاصة : أن جميع الثقافات تستخدم القوة لنشر ثقافتها بما في ذلك الثقافة الإلحادية التي يدندن حولها المؤلف. وليس الدين فقط هو من يفعل ذلك. ولكن كيف ينشر هذه الثقافة وماذا تحوي وهل هو يفعل القتال ابتداء أم إذا منع من إيصال ثقافته إلى الغير؟ وهل عنده بدائل تسبق القتال ؟وماذا يستفيد المجتمع بعد وصول تلك الثقافة وتطبيقها؟ هذا كله يتفاوت بين أصحاب الثقافة .غير أنني أجزم أن أعدلها وأرحمها ،وأقواها إقناعاً هو الثقافة الإسلامية إذا طبقت كما جاء في تعاليم الإسلام .وتنبه للتفريق بين الإسلام كثقافة ،وبين من يحملون تلك الثقافة. لأنهم قد يطبقونها وقد يتخاذلون عن تطبيقها لشهوات أنفسهم .فالفرق واضح لمن تعقل.وأخطاء الحملة لاتحسب على أسس الثقافة التي يحملونها إلا إذا وافقت ثقافتهم أما إن خالفتها فالخطأ منهم لا من نفس الثقافة .وبهذا يتبين زيف مايدعي الكاتب في هذه الفقرة.
ومع ان محمداً كان من بني هاشم، لم يعتبره سادات قريش ذا مكانة عظيمه لانه كان يتيماً وفقيرا، وكان في مفهومهم ان الله اذا اراد ان يرسل رسولاً، لا بد له ان يختار رسولاً ذا مكانة في مجتمعه حتى قال الوليد بن المغيرة، زعيم بني مخزوم بمكة: عندما يكون في قريش رجل مثلي وفي بني تميم رجل مثل عروة بن مسعود، كيف يدّعي محمد انه نبي؟
الجواب: النبي صلى الله عليه وسلم أفضل وأعظم المخلوقات بلا شك يقوله
كل منصف عاقل .لأن محمد صلى الله عليه وسلم خيرهم نسباً وأمانة ، وعقلاً .وإنما منعهم من أتباعه الحسد ويدل على ذلك ما أخرج البيهقي عن المغيرة بن شعبة قال : " إن أول يوم عرفت فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أمشي أنا وأبو جهل في بعض أزقة مكة إذ لقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي جهل : يا أبا الحكم هلمَّ إلى الله ورسوله ، أدعوك إلى الله . فقال أبو جهل : يا محمد هل أنت منتهٍ عن سبَِ آلهتنا ؟ هل تريد إلا أن نشهد أنك قد بلَّغت ؟ فنحن نشهد أن قد بلَّغت ، فوالله لو أني أعلم أن ما تقول حق لاتبعتك . فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأقبل عليَّ فقال : والله إني لأعلم أن ما يقول حق ولكن يمنعني شيء . أن بني قصي قالوا : فينا الحجابة . قلنا : نعم . ثم قالوا : فينا السقاية . قلنا : نعم . ثم قالوا : فينا الندوة . فقلنا : نعم . ثم قالوا : فينا اللواء . فقلنا : نعم ، ثم أطعموا وأطعمنا ، حتى إذا تحاكت الركب قالوا : منا نبي . والله لا أفعل " وأخرجه ابن أبي شيبة بنحوه .إذن قول أبو جهل وقول الوليد إنما هو يدل صراحة على الحسد العظيم للنبي صلى الله عليه وسلم .فكلام الوليد بن المغيرة فيه اعتراض على الله في إرساله غيره وكان يأمل ذلك وهو مجرد حسد أمتلاً به صدره فهل تتوقع من الحسود غير هذا الموقف . ثم أن النبوة أمانة والرسول صلى الله عليه وسلم أعظمهم أمانة حتى لقب بالصادق الأمين أما الوليد ابن المغيرة فلم يكن أصلاً مؤهلاً لأن يكون قدوة حسنة بل قد حوى أدنى الصفات وإن كان ذو مال وبنين فليس هذا هو مقياس القدوة أبداً [1]. يقول الله تعالى في الوليد بن المغيرة ((ولا تطع كل حلاف مهين ،هماز مشاء بنميم ،مناع للخير معتد أثيم عتل بعد ذلك زنيم ))فهل هذا يؤخذ برأيه في رجل أطبقت الدنيا على فضله وشرفه؟!!وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.والمؤلف كعادته في الجور والظلم لا يذكر أي شيء من مميزات وفضائل النبي صلى الله عليه وسلم .فكيف ترجو نقداً صحيحاً من مثله.
أخيراً : فلم يعرج المؤلف على دعوة النبي صلى الله عليه وسلم في مكة ولا ذكرأساليبه العظيمة الحسنة في تقديم هذه الدعوة،ولا ذكر صبره وكفاحه في سبيل إيصالها للناس .ولا غرابة !لأنه يريد أن يطمس الحقائق ويزور التاريخ.
===============================================================غزواته
في هذا المبحث يخادع المؤلف قراء الكتاب فيصور أن غزوات النبي صلى الله عليه وسلم هدفها مادي بحت فلنقف مع هذه الدعوى .
الحل الذي لجأ اليه النبي كان السطو على قوافل قريش التي كانت دائماً محملةً بأثمن البضائع من الشام وكذلك غزو القبائل المجاورة.
الجواب : أنا كقارىء لهذا المبحث فلابد أن أبحث عن صدق التحاليل والنتائج التي يذكرها الكاتب.وهو يصور في هذا المبحث أن الرسول صلى الله عليه وسلم مجرد عربي يغزو لأجل السطو على المال وربح المنافع الدنيوية فقط. وماهو إلا امتداداً لأسلوب الغزو العربي في الاستيلاء على أموال الآخرين،ويحاول أن يوجّه النقد من خلال ذلك _ للنبّي صلى الله عليه وسلم ، وللإسلام كذلك، بإعطائه الوجه العدواني الذي يعمل على اتباع سياسة الغزو من أجل الغنيمة، لا من أجل الوصول إلى الأهداف الكبيرة التي تتمثل فيها قيم الحياة .وسنرى ذلك في ضمن جوانب متعددة :1ـ بالنظر إلى حال الرسول صلى الله عليه وسلم ،وأصحابه في مكة : نجد أن قريشاً مارست عليهم ألواناً من الضغوط المادية والحروب النفسية ، حتى شردوهم وأخذوا أموالهم ،وقتلوا طائفة منهم ، وحبسوا بعضهم ومنعوهم من الهجرة ،ولاحقوهم في الهجرة الأولى إلى الحبشة، وألبوا عليهم الناس بما فيهم النجاشي .وحبسوهم في شعب أبي طالب ،وحاصروهم ومنعوا عنهم الطعام وضرورات المعيشة ،وهذه حقائق مذكورة في النصوص والآثار والسير والتي لم يعرج عليها الكاتب الناقد.!! إذن من أبسط حقوق الإنسان أن يسترد ماله ويدافع عن نفسه ومبادئه .
2ـ لعلَّ من أفضل الوسائل للوصول إلى طبيعة هذا الحدث، هو الوقوف مع الآيات القرآنية التي تحدثت عن ظروف خروج المسلمين، ودعوة الرسول صلى الله عليه وسلم لهم، ونوعيّة الأهداف المطروحة في الساحة في تلك الأجواء التي رافقت الدعوة، فإنها هي المصدر المعصوم الصادق في ما نريد أن نستوحيه فلننظر إلى معركة بدروهي منطلق المعارك .قال تعالى:{كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقاً من المؤمنين لكارهون * يجادلونك في الحق بعد ما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون * وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين * ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون}[الأنفال: 5 ـ 7].إذن القضية كانت منذ بدايتها خاضعةً لاحتمالات المعركة، وذلك من خلال الإشارة إلى ما وعدهم الله من إحدى الطائفتين أنّها لهم؛ إمّا الغنيمة، وإمّا القتال، ولذلك كان التقاعس والتخوّف لدى المؤمنين منطلقاً من طبيعة الخطورة الناشئة من صراع مسلّح مع قريش فإن خوف البعض من الموقف من خلال شعورهم بالرهبة من قوّة قريش، ما جعلهم يتمثلون الخطر كما لو كان ماثلاً أمامهم.وعندما تهيأت ظروف المعركة وأجواؤها فلم تكن المواجهة للقافلة إلاّ وسيلةً من وسائل إيصال الموقف إلى مستوى ، و الغاية من ذلك كله، ابتداء الصراع المسلّح بين الشرك والإسلام، بعد أن كان الصراع فكرياً يتحرك من خلال أساليب الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة من جانب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والمسلمين معه، ولكنه كان يجابه من جانب المشركين بالضغط المادّي والمعنوي والإرهاب والتعذيب الجسدي من أجل فتنتهم عن دينهم ،و استضعافاً منهم للمسلمين، فأراد الله أن يؤيد الحق بالقوة التي تدعمه ، وذلك بقهر سيطرة المشركين على مقدّرات الأمور، لتستقيم للإسلام حريته في الدعوة، من دون أي خوفٍ أو ضعف، فيحق الله الحقّ في الحياة في جانبها الفكري والعملي بكلماته ،ويقطع دابر الكافرين الذين يقفون حاجزاً بين الإسلام والناس في سائر بقاع الأرض. فليست القضية قضية أموالٍ يُراد للمسلمين أن يغنموها بل القضية قضية حق لابد أن يؤيد ، وقضية باطل لابد أن يدحر ، وذلك بمختلف الوسائل المتاحة لأهل الحقّ ولو كره المجرمون الذين اتخذوا كافة الوسائل الإجرامية فصدّوا عن سبيل الله من آمن بالله، ووقفوا ضد مصلحة الإنسان في السير على دين الله وشريعته.
3ـ و قضيَّة الغنائم وإن كانت واردةً، إلاّ أنها لم تكن هدفاً ذاتياً للرسول صلى الله عليه وسلم، بل كانت وسيلةً من وسائل الضغط على قوّة قريش التجارية التي كانت أساساً لقوّتها العسكرية والسياسيّة، وذلك بالسيطرة على الطريق الحيوي لتجارتها. وعلى ضوء ذلك، فإن الموقف لم يكن منسجماً مع الأسلوب العربي الجاهلي للغزو، الذي كان يستهدف الحصول على المال من أجل الحاجة إلى المال ،كما يدعي الكاتب وأمثاله.ثم إن الغزو يسبقه الدعوة إلى الإسلام فلو أسلموا لحفظوا اموالهم وأنفسهم .ولو كان الهدف هو المال كما يدعي الكاتب لغزاهم مباشرة دون دعوة .
4ـ إن الموقف هو إثبات وجود لقوة حقيقة تقابل القوى الموجودة على ساحة الواقع. من أجل تخفيف الضغط على الفئات الضعيفة المسحوقة الخاضعة لسيطرة القوة المالية، والعسكرية الغاشمة المتمثلة بقريش وغيرها من اعداء الحق. وبذلك، كان لا بدّ من مواقف حاسمةٍ فاصلةٍ تفرض الموقف الجديد الذي يملك الناس معه حرية الاختيار بين الكفر والإيمان والحق والباطل. وكان لا بدّ من اللجوء إلى كل الأساليب الموجودة على الساحة للوصول إلى هذا الهدف الكبيروفق سنة التدافع بين الحق والباطل .
5ـ أن الموقف قد أفاد في تقوية الروح المعنوية للمسلمين وهذا ما عبّرت عنه الآية الكريمة: {إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفاً من الذين كفروا بأنهم لا يفقهون}[الأنفال/65].وفي ضوء ذلك، نفهم أنّ المطلوب هو مضاعفة الشعور بالقوّة، ومع الإيحاء بضرورة التصاعد بها ليشعر المؤمن دائماً بالتفوّق على أعداء الله في مواقفه الحاسمة في معارك الجهاد في سبيل الله، فلا يخضع لضغوطات حركة الكافرين التي تستعرض القوة كأسلوب من أساليب الحرب النفسيّة.
6ـ ترسيخ عقيدة الإيمان بالغيب :وهذه هي بعض الآيات التي أثارت الحديث حول جوانب الغيب في المعركة:قال تعالى {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألفٍ من الملائكة مردفين * وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم * إذ يغشاكم النعاس أمنة منه وينـزل عليكم من السماء ماءً ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام * إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان * ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب ذلكم فذوقوه وأن للكافرين عذاب النار}[الأنفال/،9-14].وهكذا نخرج بفكرة محدّدة، وهي أن الله قد يتفضل على المؤمنين بإمداد غير عادي في المواقف الصعبة جداً، كما في بدر، أمَّا في الأصل فإن الواجب الأخذ بالأسباب الموصلة للنصر حسب المعتاد في حياة البشر كما في معركة أحد،وغيرها من المعارك . حتى لا يتقاعس المسلمون عن الأخذ بالأسباب لأن هذا هو الأصل. ولهذا أكّد في كتابه المجيد على ضرورة الإعداد العسكري من أجل تحصيل القدرة على المجابهة من جهة، وتحطيم القوّة المعنوية للعدو من جهة ثانية، وهذا هو قوله تعالى: {وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدَّو الله وعدوَّكم..}[الأنفال/60].
وهذه دروس للمسلمين ليرتفعوا بإيمانهم إلى المستوى الذي يمنحهم الثبات في المواجهات بالاعتماد على الله،فلا يحزنون ولا يخافون، انطلاقاً من التوجيهات الربانية ، التي تنهى المؤمنين عن الوهن والحزن، وذلك قوله تعالى: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين}[آل عمران/139]. وقوله تعالى: {إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا}[التوبة/40].
الخلاصة : أن هذا هو هدف غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم .وأن الكاتب لم يتوخى الحق فيما قال ولم يكن فعله للنقد المجرد بل هو إظهار للحقد الدفين في صدره على الإسلام والرسالات .
قال الكاتب:الاية: " يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه، قل: قتال فيه كبيرٌ، وصدٌ عن سبيل الله وكفرٌ به، والمسجد الحرام واخراج اهله منه اكبر عند الله، والفتنة اكبر من القتل، ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا" ......إلى أن قال: فلما نزل القرآن بهذا الامر وفرّج الله تعالى عن المسلمين ما كانوا فيه من الشفق، أخذ رسول الله –ص- العير والاسيرين. ... وهذه ألآية طبعاً عذر لا تسنده الوقائع، فقريش لم تكن تحاربهم في ذلك الوقت، بل بالعكس، حاول المسلمون اعتراض قوافل قريش ثلاث مرات قبل هذا. وحتى في هذه المرة لم تكن قريش قد اعتدت عليهم وانما هم الذين اعتدوا، وفي الشهر الحرام.
الجواب : ذكر الكاتب ثلاث نقاط سننظر في صدقه فيها :
الأولى : قال :وهذه ألآية طبعاً عذر لا تسنده الوقائع، فقريش لم تكن تحاربهم في ذلك الوقت .!
إذن إذا انتهكت قريش حقوق المسلمين وعذبتهم وسلبت أموالهم وأخرجتهم من ديارهم ،واغتالت منهم من استطاعة فكل هذا لاتسنده الوقائع !!لماذا أيه الكاتب ؟لأن قريش لم تحاربهم في ذلك الوقت.وعلى فهم الكاتب فإن قريش تقتل كما تشاء وتفعل من الجرائم ما تشاء ،وتوقف المواجهة في الوقت الذي تريد. وعلى المسلمين الخنوع والخضوع ،والاستسلام لذلك .فأي عاقل يدعي النقد يجازف بهذا الكلام ؟! وأي عاقل يقبل مجازفاته.
النقطة الثانية : قال الكاتب(بل بالعكس، حاول المسلمون اعتراض قوافل قريش ثلاث مرات قبل هذا ) فالكاتب يصور أن الرسول صلى الله عليه وسلم أرسل من يقاتل القوافل ،مع أنه نقل بنفسه أسباب المرات الثلاث ودعونا نقف مع نقله هل يصدق ماادعاه ؟أما واحدة منها: ففي شهر رمضان على رأس سبعة اشهر من هجرته الى المدينة، عقد النبي لحمزة بن عبد المطلب لواءً ابيضاً في ثلاثين رجل من المهاجرين، وامره ان يعترض لعيرات قريش، كما زعم الواقدي . ولكن حمزة لما حاول اعتراض القافلة وجد ابا جهل بن هشام في ثلاثمائة رجل، فحجز بينهم مجدي بن عمرو الجهني فافترقوا ولم يكن بينهم قتال.
وهذه تنقض مراد الكاتب من وجهين : الأول:أنه ليس في الأشهر الحرم وهي الأربعة المعروفة (رجب وذي القعدة وذي الحجة ومحرم ) ولذلك فالقتال سائغ للأسباب التي ذكرتها في الفقرة السابقة .
والوجه الثاني: أنه لم يحصل قتال أصلاً.
المرة الثانية : كما نقل الكاتب:(وفي شهر ربيع الاول من السنة الثانية للهجرة خرج الرسول في غزوة مع مائتي راكب، وكان مقصده ان يعترض لعير قريش، وكان فيها امية بن خلف ومائة رجل والفان وخمسمائة بعير. وسار النبي حتى بلغ بُواط من ناحية رضوى لكنه لم يجد عير قريش، فرجع للمدينة وسميت هذه الغزوة " غزوة بواط" ).أنتهى وهذه ليست في الأشهر الحرم وليس فيها قتال رغم أن القتال سائغ للأسباب السابقة .
المرة الثالثة:نقل الكاتب فقال :(في رجب من نفس العام أرسل عبد الله بن جحش مع ثمانية من المهاجرين، وكتب له كتاباً وامره الا ينظر فيه حتى يسير يومين، ثم ينظر فيه. فلما فتح الكتاب وجد فيه: " اذا نظرت في كتابي فامض حتى تنزل نخلةً بين مكة والطائف فترّصد بها قريشاً وتعلم لنا من اخبارهم".)أنتهى إذن أي عاقل يعلم أن المراد هو رصد الأخبار لا القتال فلماذ التدليس ؟فكيف يقول أن الآية عذر لا تسنده الوقائع مع أن الوقائع كلها متطابقة ؟فالرسول لم يأمرهم بالقتال، والصحابة قتلوا في الأشهر الحرم ،والرسول صلى الله عليه وسلم أغتم لذلك وقال لم آمركم بقتال ،ولم يزح الغم إلا نزول الآية العظيمة التي وازنت بين مفسدتين فدعونا نقف مع الآية لنرى مضمونها بجلاء :
1ـ ذكر في الآية المفسدة الأولى وهي القتال في الشهر الحرام وهذا من فعل الصحابة لا من أمر الرسول صلى الله عليه وسلم فقال تعالى {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه، قل: قتال فيه كبيرٌ}وهذا إقرار مافيه ريب .
2ـ بيان المفسدة الأعظم : وهي ما فعلته قريش فقال تعالى {وصدٌ عن سبيل الله وكفرٌ به، والمسجد الحرام واخراج أهله منه أكبر عند الله، والفتنة أكبر من القتل} فبين أن الصد عن الحق وأن الكفر بالله ،وتشريد الصحابة من وطنهم وهو مكة أكبر وأعظم .
3ـ ثم بين حكم أخر يتعلق بالمستقبل فقال تعالى {ولايزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعو} وهذا هو الذي حصل طوال ذلك العصر وهم من قتال إلى أخر كما يُعلم من القرآن الكريم وسائر الأخبار.فأين الاعتداء يامن تدعي النقد فإن الناقد يوازن الأمور كلها .والخلاصة :ليست السرايا الثلاث في الأشهر الحرم.ولم يحصل قتل في أثنتين منها.وأن إحداهن كانت في الأشهر الحرم. والرسول صلى الله عليه وسلم لم يأمرهم بالقتال وإنما هدفها الرصد لمعرفة أخبار قريش وأخطأ الصحابة فقتلوا ،ولكن ذلك لم يرضي الرسول صلى الله عليه وسلم واغتم لذلك ،فنزلت الآية تبين أن فعل الصحابة لا يقاس بجرائم قريش. لكثرة عداوتهم سابقاً وما يحصل مستقبلاً وهذا هو الواقع الذي أنكره الناقد الجائر .!!!
قال الكاتب: المنطق يتطلب ان تكون الشرائع السماوية ارحم من تشريع البشر، فالله يصف نفسه بانه رحيم بعباده غفور بهم. ومن اسمائه السلام والرؤوف وما الى ذلك، فهل يعقل ان يغضب الله على الرسول لانه لم يقتل الاسرى.....
الجواب:1ـ شكك الكاتب في صحة القرآن لأن هناك نتاقض بين رحمة الله وما حصل في أسرى بدر .
2ـ خلص في أخر بحثه أن العلماء يأمرون بقتل الأسرى .فقال الكاتب: ". فحتى بعد أن تلطف الله على المشركين بعد أن غضب على الرسول لانه أخذ منهم الفداء في واقعة بدر، وقال " فأما مناً واما فداء" يقول علماء المسلمين يجب قتل الاسرى.) والجواب :
أما تصور التناقض بين رحمة الله وما جاء في قوله تعالى : {ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض} فجواب ذلك أننا لا نشك أن الله رؤوف رحيم بعباده ،ولا نشك أيضاً أنه شديد العقاب باعداء الحق والحقيقة .وأنه أعلم بالأصلح لعباده فيحكم بما يشاء.وهو يعلم جل وعلا والواقع يشهدأن أخذ الأسير والإبقاء عليه وفداءه ثم عودته إلى قومه وملته وهي ما تزال قوية الجانب،يكون سبباً في تقوية كفة العدو وتعزيزها بخلاف قتلهم فإنه يفت في عضدهم ويضعف من شكيمتهم ويعلم العدو أنه أمام خيارين إما القتل وهو مالا يطيقه وإما النصر الذي لم يظفر به .
بخلاف إذا ظهرت قوة المسلمين ومكن الله لهم فهم حين إذن مخيرين بين الأسر والفداء أو حتى القتل في حالات خاصة جداً وذلك إذا كان فيه مصلحة أعظم أو درأ مفسدة أعظم
إذن فرحمة الله فضلاً منه يضعه حيث يشاء .وأفعاله تابعة لمشيئته وحكمته .فإذا فعل شيء ففيه حكمة أبلغ ،سواء ظهرت لكل الناس أو لبعضهم .
ثانياً: أن فيها دليل ناصع أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يعلم من الغيب إلا ما علمه الله تعالى وأطلعه عليه ،وهو دال على صدق نبوته ولو كان ليس بنبي لما تراجع عن اجتهاده ،ولفضل البقاء على رأيه لكي يؤكد عظمته ولكن هذا الموقف يبين أنه نبي خاضع لأوامر ربه عزوجل ، فما أمره به أمتثله .
ثالثاً: أما الرد على النقطة الثانية وهي قول الكاتب أن علماء المسلمين يوجبون قتل الاسرى ؟فأقول هذا بهتان عظيم بل إليك أقوال العلماء في ذلك :الحكم في مصير الأسرى يقرّره القرآن الكريم بقوله - تعالى -: {فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها} (محمّد: 4). وبقوله - تعالى -: { فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم} وحول هذه الآية الكريمة تدور هنا مسألتان:المسألة الأولى: يقول بعض العلماء أنّ الآية الأولى منسوخة بقوله - تعالى -: { فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم} (التوبة: 5) ويقول آخرون أنها ناسخة. وقد ذكر الطبري هذه الأقوال ثمّ ردّها جميعاً بقوله:والصواب من القول عندنا في ذلك أنّ الآية محكمة غير منسوخة.واستدلّ على ذلك:بالسنة العمليةفي أهل الحرب فيقتل بعضاً ويفادي بعضاً ويمنّ على بعض ولم يزل ذلك ثابتاً من سيره في أهل الحرب من لدن إذن الله بحربهم إلى أن قبضه إليه.كما ذكر القرطبي الأقوال المختلفة، واختار أنّ الآية محكمة واستدلّ على ذلك كما فعل الطبري، بفعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الثابت في الصحيح، وأنّ النسخ إنما يكون لشيء قاطع، فإذا أمكن العمل بالآيتين فلا معنى للنسخ. وبذلك نعلم أن المؤلف ركز على مايريد مما نقله من أراء ذكرها القرطبي ولم يأبه لترجيح القرطبي الذي تابع فيه ابن جرير الطبري.وصور للقارىء الكريم أنهم يقتلون بلا دليل بل يخالفون القرآن الكريم .!
المسألة الثانية: أننا نعرف الحكم عند العلماء من خلال ما استقرت عليه الفتيا في المذاهب المتبوعة إلى اليوم ،وليس في الأقوال المندثرة التي لا يعلم سندها ولا ثبوتها من جهة الضعف ،والصحة ،ولا محترزات القول من حيث الشروط ،والاستثناءت ونحو ذلك مما لايجهله أهل العلم. فاذا علمنا ذلك حق العلم فا لحكم عند العلماء الذي أخذوه من النصوص هو التالي:
التخيير بين أربعة أمور هي: له أن يمن عليه فيكرمه بإطلاقه دون مقابل ، أو يطلقه مقابل فداء أي مقابل عوض مالي أو مقابل إطلاق أسرى المسلمين عند الكفار ،أو يكون رقيقاً .أو الخيار الأخير وهو القتل لكنّهم يجعلون هذه الخيارات مرتبطة بالمصلحة وجوباً وليست للهوى والتشهي. ولذلك إذا كان الأصلح إطلاقه فيطلق وإن كان الأصلح أخذ الفدية فيأخذها أو كان الأصلح الاسترقاق بحيث يتعلم أحوال المسلمين عن كثب ويسلم على نفسه من القتل والكفر فله ذلك .أو يكون الأصلح قتله كمجرمي الحرب ونحوهم إذا رأى ولي الأمرأن قتله أصلح فله ذلك وهكذا . و هو مذهب الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة.
تنبيه:التخيير في القتل:هو مذهب جمهور الفقهاء من الأحناف والمالكية والشافعية والحنابلة وغيرهم. لكنّهم يجعلونه خياراً مرتبطاً بالمصلحة وجوباً، فإذا كانت المصلحة تقضي بعدم قتلهم، فلا يجوز في هذه الحال أن يحكم عليهم بالقتل، كما أنه إذا ارتبط المسلمون بمعاهدات دولية تمنع قتل الأسرى فيجب عليهم الوفاء بها، ولا يجوز في هذه الحالة قتل الأسير . لكن ذكر ابن رشد في (بداية المجتهد): (وقال قوم لا يجوز قتل الأسير، وحكى الحسن بن محمّد التميمي أنه إجماع الصحابة). وإذا أسلم الأسير فلا يجوز قتله أبداً.
هذا هو قول علماء المسلمين لا كما تدعي أنهم يوجبون قتل الأسير .
قال الكاتب:وحتى بعد أن كثر عدد المسلمين ونزلت سورة محمد، قال الله: " فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فاما مناً بعد واما فداء". ويقول القرطبي في تفشير هذه ألآية: قال الله: فضرب الرقاب، ولم يقل اقتلوهم، لأن في العبارة " ضرب الرقاب" من الغلظة والشدة ما ليس في لفظ القتل، لما فيه من تصوير القتل بأشنع صوره وهو حز العنق وإطارة العضو الذي هو رأس البدن.
فالله لا يكتفي بقتل الكافرين فحسب، بل يجب أن نقتلهم شر وافظع قتل. أما ألاسرى، فرغم أن الله قال " اما مناً واما فداء" فيقول القرطبي في تفسير ألآية: " قال قتادة ومجاهد إذا أُسر المشرك لم يجز أن يُمن عليه، ولا أن يُفادى به فيرد الى المشركين، ولا يجوز أن يُفادى عندهم الا بالمرأة لأنها لا تُقتل
الجواب: أولاً: المؤلف كرر الآية في مواضع وهو يحذف منها رغم أنه تكرر منه ذلك والآية بدون تحريف هي هكذا {فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما مناً بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها}
ثانياً: أن المؤلف يصور أن جميع علماء المسلمين أطبقوا على هذا الفهم الذي فهمه القرطبي من الآية. رغم أن أكثر المفسرين على خلاف ذلك ممن سبق القرطبي أو أتى بعده وحتى الإمام القرطبي رحمه الله تعالى الذي يستشهد بكلامه الكاتب قد نقل أقوال العلماء فيها .فنقل عن الزجاج أنه قال : قال الزجاج: أي فاضربوا الرقاب ضرباً،وخص الرقاب بالذكر لأن القتل أكثر ما يكون بها.أنتهى إذن هذا هو سبب تخصيص الرقاب بالقتل لأن السيف أكثر ما يضرب به الرقاب عادة .وعليه أكثر المفسرين .
ثالثاً: أن الهدف من القتل هو إزالة الظلم وعليه فإزالة الظلم بأقوى الأساليب المؤثرة مطلوب في نفسه،لأن المؤمن في موقف الحرب ليس بدافع ليتدرج في الدفع مثل من يدفع الصائل ، إنما هو مدافع وذلك لأن من يدفع الصائل مثلاً لا ينبغي أن يقصد أولاً مقتله ، بل يتدرج فيدفعه عنه بالقدر الأسهل ويضرب غير المقتل فإن اندفع فذاك ، ولا يرقى إلى درجة الإهلاك ، بينما المقصود في الحرب أكبر من ذلك فالمطلوب دفعهم بالأقوى حتى يكون فيه عبرة لغيرهم، وتطهير للأرض من شرهم وشر ظلمهم. لأنهم سد يحول بين الناس وبين الحق . [1]فهذا هو حال كفار مكة وهذا هو الحكم الفصل عند قتالهم .مع أن الضررلايتعدى غير قتل المقاتل المعاند الذي أرخص نفسه مقابل أن يقف في وجه الحق ،فما كان هدفه رخيصاً كان بقاءه رخيصاً .وتذكر أنهم في ميدان مواجهة لا مجال فيه للعواطف المفتعلة ، وجميع المحاربين من المسلمين وغير المسلمين يعرفون أن موقف الحرب ليس فيه مجال للعواطف الساذجة.
رابعاً: بعد ذلك لاأنسى أن أذكر بأن الإسلام ينفرد بأمرعظيم وهو أن الحرب ليست ميداناً لظلم الأبرياء ،ولا المعاهدين ولا النساء والمسالمين .وإنما هي ميدان للصراع بين متقاتلين يتقاتلون على مبادىء سواء كانت صحيحة أو فاسدة .ولكن الإسلام يتميز باحترام العهود، والمواثيق ،وحقن دماء الأبرياء بحسب الاستطاعة .
===============================================================الاسلام والعلم
عقد المؤلف هذا الفصل ليثبت نتاقض القرآن مع النظريات العلمية الحديثة.والحقيقة أن القرآن الكريم لايعارض القطعيات وسنرى بإذن الله.
قال الكاتب:هي أن القرآن جاء كرسالةٍ لتقنع الناس بوجود الله ومن ثم يبيّن لهم بعض الاحكام. وفي إعتقادي أن القرآن لم ينزل ليتكهن بالتطورات العلمية التي ستحدث بعد آلاف السنين في المستقبل.
الجواب: أولاً:القرآن الكريم أنزله الله تعالى لتحقيق الإيمان بالحقائق كما هي،ومن أعظمها وجودالله،ووحدانيته،ووجوب إفراده بالعبادة،وبيان كيفية العلاقة بين المخلوق مع الخالق ،والعلاقة بين المخلوق والمخلوق الأخرعلى المستوى الاجتماعي والسياسي ،والعسكري ،والأخلاقي وغيرذلك .فهو اعتقادات ،وعبادات ،ومعاملات ،وتضمن إخبار بالغيبيات المستقبلية كالجنة ،والنار،والحساب ،ونحو ذلك .كما أخبر بدقائق أكدها العلم الحديث في الفلك،والأحياء ،والطبيعة والطب وغيرها.وحث على العلم فقال تعالى{قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } وقال {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } وقال {وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ }
ثانياً: أن التوسع في ربط النظريات العلمية ،بالحقائق القرآنية لا يجوز إلا في أمر واضح الدلالة لا مكان فيه للاحتمالات .لأن بعض ما يطلق عليه نظريات وما يطلق عليه فرضيات ،لا تصل إلى كونها حقائق علمية.ولكن بعض علماء الطبيعة لا يعطي الألفاظ حكمها الاصطلاحي كما هو .ولذا تجد كل نظرية تنقض سابقتها لأن من المفترض أصلاً أن لا تكون الأولى حقيقة علمية ، بل هي مجرد فرضية أو نظرية على أكثر تقدير .ولذا فلابد أن نتحقق من مراد القرآن سواء خالف الذي يزعمون أنه نظرية أو وافقه ،لأن العبرة بالحقائق كما هي لا كما يزعم الزاعمون.واما الحقائق العلمية فلن تخالف النصوص القطعية أبداً.
قال الكاتب: ولنبدأ بخلق السماء والأرض كما يراه العلماء. فالدكتور موريس يخبرنا ( أنه في البداية كان العالم عبارة عن كتلة من غازات الهايدروجين والهيليوم، تُسمي " Nebula ". وبالتدريج انقسمت هذه الغازات الى كُتل مختلفة الحجم، بعضها يبلغ
مائة بليون مرة حجم الشمس. وحجم الشمس يساوي 300000 مرة حجم الكرة الارضية. وكنتيجة لهذا الانقسام تكونت المجرات التي تحتوي على بلايين النجوم، بعضها أضعاف حجم شمسنا. وكذلك تكونت الكواكب مثل ألارض وزحل والمريخ. ولابد أن تكون هناك أراضيٍ كأرضنا هذه لم يكتشفها العلم بعد. وعندما انقسمت هذه الغازات وكونت النجوم والكواكب، كان سطح الكواكب والنجوم في درجة عالية جداً من الحرارة نتيجة التفاعلات الذرية التي مازالت تجري في داخل النجوم والكواكب. وكان سطح الارض ساخناً جداً لا يسمح بالحياة. ولم يكن هناك أي تسلسل او إنتظام في تكوين الاجسام السماوية هذه.... ... ويقول الدكتور موريس كذلك ( قد قدر العلماء عمر مجرتنا هذه بعشرة بلايين سنة، وشمسنا وأرضنا عمرهما حوالى أربعة بلايين ونصف البليون من السنين. والمجرة التي نحن بها " The Milky Way" تحتوي على مائة بليون نجم، ويصعب تخيل حجمها إذ يحتاج الضوء لمدة 90000 سنة ضوئية ليسافر من طرف مجرتنا الى طرفها ألآخر) . هذا ما يقول به العلم الحديث وألان أنظر ما ذا يقول القرآن: " قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق ألارض في يومين وتجعلون له أنداداً ذلك رب العالمين. وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيامٍ سواء للسائلين. ثم استوى الى السماء وهى دخان فقال لها وللارض إئتيا طوعاً أو كُرهاً قالتا أتينا طايعين. فقضهن سبع سموات في يومين وأوحى في كل سماءٍ أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظاً ذلك تقدير العزيز العليم".........إلى أن قال : فهل يتفق هذا مع العلم الحديث؟
الجواب: الكاتب هنا حشر عدة مسائل متداخلة دون تمييز لأحدها عن الأخر .
المسألة الأولى :مسألة ابتداء نشأة خلق العالم(الكون) ..والمسألة الثانية :عمر المجرة منذ خلقت. والثالثة:مدة خلق السماء والأرض خاصة ثم يستشهد بآية في القرآن الكريم ليثبت مناقضته لكل هذه القضايا بزعمه.وسأبين الكلام فيها بما أفهم من كلام الله تعالى.
أولاً: ابتداء نشأة الكون :عقيدة المؤمنين في ابتداء النشأة: أنه لم يكن أي شيء موجود إلا الخالق جل جلاله . ثم بعد ذلك خلق المخلوقات أي أوجدها من العدم .والمفهوم من النصوص الشرعية ما يلي :
1ـ أن السماء كانت دخاناً ولذاقال الله تعالى {ثماستوى إلى السماء وهي دخان ..}
2ـ أن السماوات والأرض كانتا رتقاً أي ملتصقة حيث قال الله تعالى {أولم يرالذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما ،وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون}
ولكن لا يوجد دليل شرعي ثابت يبين سبب هذا الالتصاق، ولا سبب التفكك، ولا كيفيته .فيما أعلم .والنظريات العلمية تكلمت عن سبب هذا الالتصاق وهذا التفكك .كما في كلام الكاتب هنا.وليس لدينا معارضة لها ،ولا انجراف ورائها .ولكنها لم ترتقي بعد لأن تكون حقائق علمية ،بل ليست سوى نظرية فلكية . تقوم اليوم وقد تنقض غداً ، وتقوم نظرية أخرى تصلح لتفسير الظواهر الكونية بفرض آخر يتحول إلى نظرية . ونحن المسلمون لا نحاول أن نحمل النص القرآني المستيقن على نظرية غير مستيقنة ، تقبل اليوم وترفض غداً . لأنها ليست حقائق علمية ثابتة .إن القرآن ليس كتاب نظريات علمية ،وإنما هو حقائق صادقة ،ولم يجيء ليكون علماً تجريبياً يثبت اليوم وينقض غداً . إنما هو منهج للحياة كلها . منهج لتقويم العقل ليعمل وينطلق في حدوده . ولتقويم المجتمع ليسمح للعقل بالعمل والانطلاق . دون أن يدخل في جزئيات وتفصيليات علمية بحتة . فهذا متروك للعقل بعد تقويمه وإطلاق سراحه .وقد يشير القرآن أحياناً إلى حقائق كونية ،فنحن نستيقن هذه الحقيقة لمجرد ورودها في القرآن . وقصارى ما يُقال :أن النظرية الفلكية القائمة اليوم لا تعارض المفهوم الإجمالي لهذا النص القرآني السابق عليها بأجيال ! [1]
المسألة الثانية:عمر المجرة منذ خلقت: فقد قدر الفلكيون عمر مجرتنا هذه بعشرة بلايين سنة، وشمسنا وأرضنا عمرهما حوالى أربعة بلايين ونصف البليون من السنين كما نقل الكاتب عن الدكتور موريس .وهذا العمر لو تأملت ليس في القرآن فيما أعلم أي كلام عنه ولا يضرنا أن يذكره العلم الحديث ويتوصل إليه بل هو مما يسعدنا ،فكل ما فيه سعادة للإنسان ورقي وتقدم ،فهو مطلوب في ديننا ، وذلك وفق منظور ديننا إلى العلم والحياة .قال الله تعالى {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون}وقال تعالى{سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق}وقال تعالى {انظرواماذا في السموات والأرض}.والقرآن الكريم أتى للأمم في كل زمان ومكان.
المسألةالثالثة :المدة التي خلق الله تعالى فيها السماء والأرض خاصة:فهذا ما لايتطرق إليه العلم الحديث ولا يفهمه وإنما مصدره القرآن الكريم والسنة النبوية وما وافقهما .قال الله تعالى {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ}أي ليس في ذلك تعب ولا نصب يمس المولى جل جلاله، لأنه أصلاً لا يجوز عليه ذلك .رغم أن الله قادر على أن يقول لها كن فتكون ،ولكن لا يعني أن ذلك واجب عليه بل هو يخلق كيف يشاء ،فلو شاء ما كان لإيجاد السموات والأرض مدة مقدرة ،ولو شاء لجعلها مقدرة في ستة أيام ،أو أقل ،أو أكثر .فهو يفعل ما يشاء ولا يجب عليه شيء جل جلاله.
وهناك نصوص أخرى دالة على مدة خلق السموات والأرض كالآية التي ذكرها الكاتب،وغيرها من النصوص الشرعية الدالة على أنها ستة ايام.وإلى الآن لا تناقض بين العلم الحديث والحقائق القرآنية الثابتة .وإنما العلم الحديث تكلم عن عمرالمخلوقات لا عن مدة خلقها .بل من الفلكين من لايؤمن بالخالقية أصلاً.وقد قدمت في المسألة السابقة أنه لا مشكلة عندنا في تقدير عمر الأرض والسماء وغيرها من المخلوقات ،وإنما التعارض لو قال أحد من الناس أن الله خلقها في مدة يخالف بها نصوص الحق جل وجلاله . وبه تعلم أن كل التشنيعات التى يشنع بها الملحدون ،إنما هي للجهل بدين الإسلام.وما الكاتب إلا من أولئك الذين يهرفون بما لايعرفون .
فالفرق كبير بين عمر المخلوقات ،وبين مدة خلقها.فمدة خلقها هو ماذكره القرآن قطعاً ،ولا سبيل للعلم الحديث إلى كشفه ،واما عمر الأكوان فقد ذكرته النظريات العلمية ،وهو لايعارض النصوص الشرعية لأنها لم تتكلم عنه أصلاً. سواءً كان نظرية ثابتة أو ستتغير فهو متروك للعقول البشرية تبذل فيه الجهد حسب طاقتها .ولذلك فإن من المغالطة الواضحة قول الكاتب:(ولكننا نعرف الآن أن عمر مجرتنا عشرة بلايين من السنين، ناهيك عن المجرات الأخرى. فأين علم القرآن هنا من العلم الحديث؟
قال الكاتب:ويستمر تسلسل الخلق في القرآن فيقول في سورة الذاريات، الآية 47: " والسماء بنيناها بايدٍ وانا لموسعون". فالله قد بنى السماء اما بأيديه او كلف الملائكة ببنائها وهذا دليل قاطع ان السماء صلبة وبُنيت بايدٍ، وقال الله هذا القول لتأكيد ان السماء صلبة، لانه في العادة اذا اراد شيئاً ان يقول له كن فيكون. فلو اراد الله للسماء ان تكون لقال لها: كوني، فكانت. لكنه للتأكيد قال بنيناها بأيد.
الجواب:أولاً:قوله تعالى والسماء بنيناها بأيد:معناه بقوة وليس كما يتوهم الكاتب.
ثانياً:من اين أتى الكاتب بكون السماء صلبة أو غير صلبة ؟فالآية بينت وصف
الفعل بأنه دال على قوة الله تعالى ،ولم يصف السماء بصلابة ولا بغيرها .فإن كانت السماء صلبة فالله بناها بقوة ،وإن كانت غير صلبة فالله بناها بقوة .فلا يستفيد الكاتب من الآية وصفاً للسماء بالصلابة كما يتخرص .فلو قال لها كن فكانت فلا يدل على أن ذلك بغير قوة كما يوهم الكاتب فلا أدري اين يذهب به التخرص في كل فج.!
ونحن نفهم أن أصل السماء دخان كما قال الله تعالى {ثم استوى إلى السماء وهي دخان} والدخان ليس بصلب كما نعلم .إذا فهم العاقل ذلك فله أن يتعجب من قول الكاتب : وهذا دليل قاطع ان السماء صلبة.!رغم أنه لايوجد دليل من الآية لا قطعاً ولا احتمالاً .ثم إن وصف أصل السماء بأنه دخان يكذب تخرصات الكاتب هداه الله.
قال الكاتب:ويقول الدكتور موريس " وإنا لموسعون" تعني أن الكون أو السماء ما زال يتوسع وينتشر. وهذه حقيقة علمية لكون دوران المجرات يخلق قوة " Centrefugal Force " تجعلها تبتعد عن بعضها البعض.أنتهى ولكن كلمة موسعون في اللغة تعني المال والغنى. وإذا قلنا أوسع الرجل يعني أصبح ذا غنى ومال.
الجواب: أولاً:للقارىءأن يلاحظ أن كتاب الكاتب ألفه لنقد الإسلام ـ كما يزعم ـ لكن من الواضح أن النقد هنا لأشخاص معينين لا للإسلام .لأن الإسلام له مصدران هما الكتاب والسنة .
ثانياً:اعتراض الكاتب على الدكتور مورس يعتبر في غاية السقوط لأن الله تعالى يقول { والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون } فالآن هذا التوسيع هل هو للسماء الذي يتكلم عنهافي الآية أم أراد أن يتكلم عن سعة الرزق لا عن السعة الحسية للسماء .
قال الإمام الزبيدي في شرح القاموس:ووسعه توسيعا : ضد ضيقه كما في الصحاح فاتسع واستوسع : صار واسعاً كما في الصحاح.أنتهى .فهذا معنى السعة في اللغة .
وهي أصلاً تستعمل للسعة الحسية فيقال مكان واسع أي ممتد .ووسّع البيت أي زاد في مساحته .وتستعمل أيضاً لسعة الرزق والمال .
والله موسع بالمعنيين فهو يوسع توسيعاً حسياً كما في الآية الدالة على توسيعه للسماءبقوله تعالى {والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون}ويوسع في الرزق إذا شاء .وعليه فيتبين للقارىء الكريم أن حمل الكاتب للآية على توسعة المال دون توسعة السماء حساً هو تحكم لادليل عليه بل هومحض الهوى.وكلام د:مورس صحيح بلا ريب .
قال الكاتب: وهناك دليل آخر في سورة الأنبياء، الآية 104: " يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب". فلا بد ان تكون السماء صلبة ومسطحة حتى يتسنى له أن يطويها كطي الصحيفة. فكل هذه الآيات تخبرنا ان السماء صلبة ومحسوسة وبنيت وسوف تُطوى كطي السجل.
الجواب:أولاً:السماء :هي كل ما سمى وعلى .مأخوذ معناها من السمو وهو العلو . فالمعنى هنا يشمل الغلاف الجوي والكون المحيط بنا من فضاء ونجوم وكواكب وغيرذلك،مما علمنا ومالم نعلم. فهي تشمل كل ما يحيط بالأرض بدءً من غلافها الغازي, والذي أدرك العلماء منه مساحة يبلغ قطرها 36 ألف مليون سنة ضوئية.فقط.أما ماعدا ذلك فلم يصلوا إليه إلى الآن .
ثانياً:هذا العلو للسماء قد يكون جسماً صلباً كما يقول الكاتب وقد يكون جسماً رقيقاً وقد يكون غير ذلك فلا وجه لحمله على الصلابة دون غيرها لأنه مجرد تحكم .
ثالثاً:الاستدلال بقوله تعالى {يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب } على أن السماء صلبة كلام فارغ من العلم والمعرفة ،لأننا نشاهد الإنسان وهو يطوي الصلب والرقيق طياً حسياًفلا مجال لحمله على الصلابة فقط.
ثالثاً:من اين يستفاد كون السماء مسطحة أم غير مسطحة من الآية التي يستدل بها؟!فالآية لاتدل على أن السماء مسطحة أو غير مسطحة بل وصفت فعل الطي فقط بأنه كطي السجل للكتاب ،ولم تصف السماء بأنها مسطحة ولا غير مسطحة في هذه الآية ،وليس فيها أن السماء كالكتاب بل الوصف لو تأملتم هو للطي ،لا لغير ذلك فهي تُطوى كما يُطوى .
والخلاصة :أن الملحدين يصفون القرآن بمناقضة العلم الحديث في وصف السماء:ولابد أن نستعرض ما قاله القرآن الكريم وهو الحق قطعاً ،وما قاله العلم الحديث حتى نرى هل صدق الملحد؟
أولاًـ قال الله تعالى ((ثم استوى إلى السماء وهي دخان ..)) وسأنقل ماذكره المهندس عبدالدائم كحيل بتمامه حيث قال:
جاءتني رسالة يقول صاحبها: إن القرآن قد أخطأ في كلمة (دخان)!! وحجّته في ذلك أن التعريف العلمي للدخان لا يتطابق مع الحالة السائدة في بداية الكون، حيث كان الكون وقتها يتألف من عنصرين هما غاز الهيدروجين وغاز الهليوم. وأن كلمة (دخان) الواردة في قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} [فصلت: 11].
إنه يقول: إن كلمة (غاز) هي الأنسب من الناحية العلمية من كلمة (دخان). وتذكرتُ الانتقادات التي يوجهها أعداء الإعجاز العلمي لهذه الآية، بل ويشككون في مصداقيتها ويقولون: إن محمداً صلى الله عليه وسلم هو من كتب هذه الآية وأخطأ في وصفه للكون المبكر بكلمة (دخان)!
أستغفرك يارب من قول هؤلاء فأنا لا أشك أبداً بأي كلمة من كلمات كتابك المجيد. وثقتي بما في القرآن هي أكبر من ثقتي بما أراه وألمسه، لأن الحواس قد تخطئ ولكن رب هذا الكون سبحانه لا يُخطئ. وقلت في بداية الأمر: بما أن القرآن نزل في بيئة صحراوية فقد خاطب الناس وقتها بما يدركون. وكلمة (غاز) غير موجودة في اللغة العربية، لأنها كلمة أجنبية، ولذلك يمكن التعبير عنها بكلمة (دخان)، إذن المسألة محسومة.
ولكن تذكرت على الفور بأن القرآن لم ينزل للعرب وحدهم، بل نزل لكل البشر! ولم ينزل لبيئة محددة أو عصر من العصور، بل نزل لكافة العصور ولكل زمان ومكان! فما هو العمل؟ لقد قلتُ في مقالتي "السماء تتكلم": إن القرآن اختصر كل هذه المصطلحات "غيوم من الغاز، غاز حار، غبار، ذرات متأينة.." اختصرها في كلمة جامعة ومعبرة وهي (دُخان)!
غاز أم غبار أم دخان؟
لقد اكتشف العلماء أن الكون في مراحله الأولى امتلأ بالغاز gas، وخصوصاً غاز الهيدروجين وغاز الهيليوم ، ولكنهم اكتشفوا بعد ذلك غباراً كونياً cosmic dustينتشر بين النجوم، ويقولون إنه من مخلفات الإنفجارات النجمية. ولكن الغاز يختلف عن الغبار ويختلف طبعاً عن الدخان. فكيف يمكن التوفيق بين العلم والقرآن، ونحن طبعاً نرفض أن نحمّل الآية ما لا تحتمله من المعاني والدلالات، لكي لا تكون وسيلة للطعن في هذا الدين.وبدأتُ جولة في عالم المكتشفات الكونية وكانت المفاجأة عندما قرأت تصريحاً لأحد علماء الغرب يعترف فيه أن ما كشفوه من غبار كوني لا يمتُّ بصلة للغبار الذي نعرفه ولا يشبهه أبداً، وأن هذا الغبار أشبه ما يكون بدخان السيجارة!!!
فهذا هو الدكتور دوغلاس بيرس يقول بالحرف الواحد:
Unlike household dust, cosmic 'dust' actually consists of tiny solid grains (mostly carbon and silicates) floating around in interstellar space, with similar sizes to the particles in cigarette smoke.
ومعنى ذلك: "الغبار الكوني- والذي لايشبه الغبار المنزلي- في الحقيقة يتألف من حبيبات صلبة دقيقة (وغالباً من الكربون والسيليكون) تسبح في الفضاء بين النجوم، وحجمها مشابه لحجم دخان السيجارة".
ولذلك وجدتُ بأن العلماء يسمون هذا الغبار بالدخان الكوني، بعد أن وجدوا أنه لا يشبه الغبار، بمعنى آخر: التسمية التي أطلقها علماء الفلك خاطئة! ولو تأملنا الأبحاث الصادرة حديثاً نجد أنها تؤكد على هذه التسمية، بل هنالك من العلماء من يصرح بأن أفضل وصف لحقيقة الكون المبكر هي كلمة (دخان).
وهذه إحدى المقالات العلمية الحديثة يصرح كاتبها بالحرف الواحد:
The dust particles that are mixed with the gas are tiny, only a fraction of a micrometer in size, and could therefore better be described as ``smoke´´.
ومعنى ذلك أن: ذرات الغبار الممزوج بالغاز دقيقة، وحجمها يساوي جزء من الميكرون فقط، ولذلك فإن أفضل وصف لها "دخان".وسبحانك يا من أحكمت آيات كتابك العظيم! يحتار العلماء في مصطلحاتهم وتعابيرهم، فتارة يقولون عن الكون البدائي "غاز" ثم تتطور معرفتهم بالكون فيقولون "غبار" ثم بعد ذلك يتضح لهم أن الغبار لا يشبه الغبار الذي نعرفه ، ويدركون بعد سنوات طويلة بأن الكلمة الأفضل لوصف حالة الكون في مراحله الأولى هي "دخان" أي smoke، بينما كتاب الله تعالى أعطانا الكلمة الأنسب منذ 1400 سنة ولم تتغير!
شكل (1) في البداية ظن العلماء أن الكون في مراحله المبكرة كان يحوي الغاز فقط أي غاز الهيدروجين والهيليوم، لذلك أطلقوا عليه كلمة gas
شكل (2) لقد اكتشف العلماء بعد ذلك أن الكون مليء بالغبار، وليس الغاز فقط. لذلك أطلقوا عليه اسم آخر هو الغبار الكوني cosmic dust
شكل (3) وأخيراً وبعد أن فحص العلماء الغبار الكوني، تبين أنه لا يشبه الغبار وأن هذه التسمية خاطئة، وأنه يشبه إلى حد كبير الدخان في حجمه وتركيبه، فأطلقوا عليه اسم الدخان smoke. وهذا الاسم الأخير ثبت لهم يقيناً بعدما استطاعوا أن يحللوا عينات ملتقطة حديثاً من الغبار الكوني، وتبين أنها تعود إلى بلايين السنين وهي تمثل الكون في مراحله الأولى، وهذا يتطابق مئة بالمئة مع قوله تعالى: (ثم استوى إلى السماء وهي دخان)، فهل هذه مصادفة أم معجزة؟ أنتهى كلامه وفقه الله.
ثانياً:المصابيح الكونية:رغم أن النجوم التي نراها مصابيح للدلالات وزينة للسماء إلا أن العلم الحديث اكتشف معنى أخر يضاف للمعنى السابق لمعنى الآية الكريمة{ ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح } وأنقل من مقال للمهندس :عبدالدائم كحيل بتصرف للأختصار:جميع علماء الفضاء يقررون أن الكون كان مليئاً بغاز حار ثم تبرد وأول ما تشكل هو النجوم. والقرآن يقرر بأن السماء أو الكون كان دخاناً ثم زيَّن الله السماء بالنجوم وسماها المصابيح، وهنا لا بدّ من تساؤل:لماذا لم يقل الله تعالى في هذه الآية بالذات التي في سورة فصلت: وزينا السماء الدنيا بنجوم، أو كواكب أو مجرات... ؟ لماذا ذكر المصابيح في هذه المرحلة من عمر الكون عندما كان دخاناً؟ ونحن نعلم من خلال معاجم اللغة العربية بأن المصباح يستخدم لإضاءة الطريق، ونعلم بأن ضوء هذه النجوم لا يكاد يرى، فكيف سمى القرآن هذه النجوم بالمصابيح، فماذا تضيء هذه المصابيح؟ هذا التساؤل تطلب مني رحلة شائكة في عالم الاكتشافات الكونية حول الكون المبكر وتشكل النجوم والدخان الكوني، ولكن الذي أدهشني بالفعل أن العلماء التقطوا صوراً رائعة للنجوم شديدة اللمعان أو الكوازرات، وأدركوا أن هذه النجوم الأقدم في الكون تضيء الطريق الذي يصل بيننا وبينها، وبواسطتها استطاع العلماء دراسة ما حولها واستفادوا من إضاءتها الهائلة والتي تبلغ ألف شمس كشمسنا!!!لذلك أطلقوا عليها اسماًَ جديداً وغريباً وهو "المصابيح الكاشفة" أي flashlights ، وسبحان الذي سبقهم إلى هذا الاسم فقال عن النجوم التي تزين السماء: (زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [فصلت: 12]. ألا نرى من خلال هذا الاسم التطابق الكامل بين ما يكشفه العلم من حقائق كونية يقينية، وبين كلمات القرآن الكريم؟ ولكي يكون كلامنا موثقاً وعلمياً وفيه رد على أولئك المشككين بالإعجاز العلمي والكوني لكتاب الله تعالى، سوف نأتي بأقوال العلماء بحرفيتها ومن مصادرها.لقد جاء في إحدى المقالات بعنوان: "متى تشكلت الأبنية الكونية الأولى" . [2]، يقولون بالحرف الواحد:
"Since light from a quasar illuminates all of the material along its path to us, quasars serve as distant flashlights revealing the properties of the early universe".
وهذا معناه: "بما أن النجوم اللامعة تُنير كل المادة على طول الطريق الواصل إلينا، فإن هذه النجوم تعمل مثل مصابيح كاشفة بعيدة تكشف خصائص الكون المبكر".وقد وجدتُ بأن جميع العلماء عندما يتحدثون عن هذه النجوم المبكرة البرّاقة يشبهونها بالمصابيح، حتى إن أحد هؤلاء العلماء يقول [3]:
"they act as the brightest flashlights"
ومعنى هذا الكلام : "إن هذه النجوم تعمل مثل المصابيح الأكثر لمعاناً". [4].
إن هؤلاء العلماء عندما رأوا هذه النجوم البعيدة، رأوا تطابقاً تاماً بينها وبين المصابيح التي تضيء لهم الطريق، ولذلك سارعوا إلى تسميتها بهذا الاسم، وسبحان من سبقهم إلى هذا الاسم، كيف لا يسبقهم وهو خالق المصابيح وخالق الكون!ونتساءل...ما معنى هذا التطابق والتوافق بين ما يكشفه العلماء في القرن الحادي والعشرين وبين كتاب أُنزل قبل أربعة عشر قرناً؟ وما معنى أن يسمي العلماء الأشياء التي يكتشفونها تسميات هي ذاتها في القرآن وهم لم يقرءوا القرآن؟إنه يعني شيئاً واحداً وهو أنكم أيها الملحدون المنكرون لكتاب الله وكلامه، مهما بحثتم ومهما تطورتم ومهما اكتشفتم، فسوف تعودون في نهاية الطريق إلى هذا القرآن، وسوف ترجعون إلى خالقكم ورازقكم والذي سخر لكم هذه الأجهزة لتشاهدوا خلق الله تعالى وآياته ومعجزاته، والذي تعهّد في كتابه بأنه سيُريكم آياته في الآفاق وفي القرآن حتى تستيقنوا بأن هذا القرآن هو كلام الله الحق. فهل تبيّن لكم الحقّ؟ إذن استمعوا معي إلى هذا البيان الإلهي المحكم: (سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ
رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ) [فصلت: 53-54].
1- يقول العلماء: إن المرحلة التالية للدخان (أو الغاز الحار والغبار) كانت تشكل النجوم اللامعة أو الكوازارات، وعندما درسوا هذه النجوم وجدوها تعمل عمل المصابيح فهي تكشف وتنير الطريق الواصل إلينا ويمكن بواسطتها رؤية الأجسام المحيطة بها. والإعجاز الأول هنا يتمثل في السبق العلمي للقرآن في تسمية هذه النجوم بالمصابيح، بما يتطابق مئة بالمئة مع ما يراه العلماء اليوم. أما الإعجاز الثاني فيتمثل في أن القرآن حدد المرحلة الزمنية التي تشكلت فيها هذه النجوم وهي المرحلة التالية لمرحلة الذخان.
2-إننا نجد في قول الله تعالى: (وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ)، حديثاً عن زينة السماء بالنجوم البراقة، وهذا ما يتحدث عنه العلماء اليوم. فهم يشبهون هذه النجوم والمجرات والتي تشكل النسيج الكوني باللآلئ التي تزين السماء!! وهذا سبق علمي للقرآن في استخدام التعابير الدقيقة والمتوافقة مع الواقع [5].
8- لو تأملنا النص القرآني لوجدنا بأن الخطاب فيه موجه للكفار الذين لا يؤمنون بالخالق تبارك وتعالى: (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ * ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيم) [فصلت: 9-12].ِ وهذا يشير إلى أن هؤلاء الملحدين هم من سيكتشف هذه الحقائق الكونية، وهم من سيراها، وهذا سبق علمي للقرآن في تحديد من سيرى هذه الحقائق، لذلك وجَّه الخطاب لهم.
..وفي نهاية هذا البحث لا نملك إلا أن نسجد خشوعاً أمام عظمة كتاب الله تعالى وأمام عظمة إعجازه، ولا نملك إلا أن نردّد قول الحق جلّ وعلا: (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) [النمل: 93].أنتهى كلام المهندس :عبدالدائم كحيل.
وأخيراً:فإننا نؤمن بكون النجوم مصابيحاً ورجوماً للشياطين لأن الله تعالى ذكر ذلك سواء اكتشفها العلم الحديث ،أو لم يكتشفها .كما أننا نؤمن بأن السماء بنيت بقوة وبكل ماورد في القرآن وصحيح السنة عن السماء وغيرها.
________________________________________
===============================================================الأرض
بعد أن فشل الكاتب في إثبات التناقض بين القرآن والعلم في وصف السماء أنتقل إلى الأرض فلننظرهل استطاع ذلك،أم خاب كالعادة؟
قال الكاتب:واذا نظرنا الى خلق الارض، نجد في سورة الحجر، الاية التاسعة عشر:" والارض مددناها والقينا فيها رواسي وانبتنا فيها من كل شئ موزون " ...إلى أن قال:ونفهم من العرض الذي سبق ان الارض مسطحة واراد الله ان يحفظ توازنها فالقى بها جبالاً ليمنعها ان تنقلب بنا. وهذه الفكرة قديمة قدم التاريخ
الجواب: يوهم الكاتب أن العلماء الأمة الإسلامية في القديم متفقون على أن الأرض ليست كروية وهذا كلام باطل لأنه ليس في النصوص الشرعية مايدل قطعاً على كروية الأرض، ولا عدم كرويتها .بل الأدلة في ذلك اجتهادية لأن مدار التكليف ليس على الإيمان بأن الأرض كرة أو غير كرة . فإذا فهمنا ذلك فإليك النقول عن بعض علماء الأمة الذين صرحوا بكروية الأرض في تفاسيرهم قال الإمام الرازي في تفسيره لسورة الغاشية : في قوله تعالى{وإلى الأرض كيف سطحت } سطحاً بتمهيد وتوطئة ، فهي مهاد للمتقلب عليها ، ومن الناس من استدل بهذا على أن الأرض ليست بكرة وهو ضعيف ، لأن الكرة إذا كانت في غاية العظمة يكون كل قطعة منها كالسطح.
وقال في تفسير سورة الكهف عند قوله تعالى {حتى إذا بلغ مغرب الشمس
..} البحث الثاني : أنه ثبت بالدليل أن الأرض كرة وأن السماء محيطة بها ، ولا شك أن الشمس في الفلك.أنتهى.
ونقل عنه الإمام ابن عادل الحنبلي في تفسيره مؤيداً له ما نصه: قال ابن الخطيب (الرازي): وهذا القول إنما يتم إذا قلنا : الأرض مسطحة لا كرة وأصحاب هذا القول ، احتجوا عليه بقوله تعالى : { والأرض بعد ذلك دحاها }
[ النازعات : 30 ] وهو مشكل من وجهين :
الأول : أنه ثبت بالدليل أن الأرض كرة ، فإن قالوا : قوله تعالى : مد الأرض ينافي كونها كرة .قلنا : لا نسلم؛ لأن الأرض جسم عظيم ، والكرة إذا كانت في غاية الكبر كان كل قطعة منها تشاهد كالسطح ..أنتهى المراد.
وقال الألوسي في تفسيره: { كيف سطحت } سطحاً بتوطئة وتمهيد وتسوية وتوطيد حسبما يقتضيه صلاح أمور أهلها ولا ينافي ذلك القول بأنها قريبة من الكرة الحقيقية لمكان عظمها.
وقال النيسابوري في تفسيره: { كيف سطحت } وليس في السطح دلالة على عدم كرية الأرض لأنها في النظر مسطحة وقد تكون في الحقيقة كرة إلا أنها لعظمها لا تدرك كريتها .أنتهى
والخلاصة :أنه لا منافاة بين كون الأرض مسطحة للمعاش والسير فيها ،وكونها كروية الخلقة والشكل ،لأن الكرة إذا كانت في غاية العظمة يكون كل قطعة منها كالسطح.كما بين العلماء من قديم الزمن فيما نقلت بعاليه .
قال الكاتب:وفي سورة الكهف عندما يتحدث القرآن عن ذي القرنين في الآية 86: " حتى اذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوماً قلنا يا ذا القرنين اما ان تعذب واما ان تتخذ منهم حسناً ". فهذا هو ذو القرنين مشى في الارض حتى بلغ مغرب الشمس ووجدها تغرب في عينٍ حمئة. ...ولكن لان الارض في نظرهم مسطحة، وصل ذو القرنين آخرها ووجد الشمس تغرب في طين اسود.
الجواب:أولاً: المعنى أنه أراد بلوغ المغرب فأتبع سبباً يوصله إليه حتى بلغه.
ثانياً: تأويل قوله تعالى { تغرب فى عين حمئة } أن ذا القرنين لما بلغ موضعها في المغرب ولم يبق بعده شيء من العمارات وجد الشمس كأنها تغرب في عين مظلمة وإن لم تكن كذلك في الحقيقة كما أن راكب البحر يرى الشمس كأنها تغيب في البحر إذا لم ير الشط.وهذا ماذكره الإمام الرازي في تفسيره. حتى أنه قال : قال أهل الأخبار : إن الشمس تغيب في عين كثيرة الماء والحمأة وهذا في غاية البعد ، وذلك لأنا إذا رصدنا كسوفاً قمرياً فإذا اعتبرناه ورأينا أن المغربيين قالوا : حصل هذا الكسوف في أول الليل ورأينا المشرقيين قالوا : حصل في أول النهار فعلمنا أن أول الليل عند أهل المغرب هو أول النهار الثاني عند أهل المشرق بل ذلك الوقت الذي هو أول الليل عندنا فهو وقت العصر في بلد ووقت الظهر في بلد آخر ، ووقت الضحوة في بلد ثالث . ووقت طلوع الشمس في بلد رابع ، ونصف الليل في بلد خامس ، وإذا كانت هذه الأحوال معلومة بعد الاستقراء والاعتبار . وعلمنا أن الشمس طالعة ظاهرة في كل هذه الأوقات كان الذي يقال : إنها تغيب في الطين والحمأة كلاماً على خلاف اليقين وكلام الله تعالى مبرأ عن هذه التهمة ، فلم يبق إلا أن يصار إلى التأويل الذي ذكرناه .أنتهى كلامه.والرازي من علماء المسلمين في القرن السادس الهجري.فتأمل في أهتمام علماء المسلمين بالعلم واحترامهم له .قبل أن يوجد ماركس وغيره من الملاحدة.وبه يتبين لطالب الحق أن العلماء قد اجتهدوا وأن الآية ليس فيها قطع بقول دون الأخر ،ولكن لما كانت الدلائل الأخرى دالة على صحة أحد الأقوال دون غيره كان هو القول الصواب المعتمد ،فلا يلتفت لغيره .ولو كان الكاتب صاحب نقد سليم لاستعرض أقوال علماء الإسلام في المسألة ليعلم رأيهم بوضوح، ولكنه صاحب هوى يتتبع ما يخدم هواه ،وهذا ليس مسلك لطالب الحق أبداً. وبه تعلم أن القرآن الكريم منزه عن التناقض وأن للنصوص أئمة بينوا وجه الحق فيها .
قال الكاتب:وبمناسبة الحديث عن السماء، دعنا ننظر للآية 43 من سورة النور: " ألم تر ان الله يزجي سحاباً ثم يُؤلف بينه ثم يجعله ركاماً فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من بَرَد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء".ٍ.....إلى أن قال: ونحن نعرف الان ان ليس في السماء جبال من ثلج ينزل منها البَرَدُ او الجليد. والبَرَد هو عبارة
عن قطرات مطر تجمدت اثناء نزولها من السحاب لشدة برودة الطقس، وكذلك الجليد يتكون عندماء يكون الطقس بارداً ولكن اقل برودة من الطقس الذي يسبب البَرَد . فالعلم هنا ابعد ما يكون عن منطق القرآن.
الجواب: أولاً: قول الكاتب:( ونحن نعرف الآن أن ليس في السماء جبال من ثلج ينزل منها البَرَدُ او الجليد. والبَرَد هو عبارة عن قطرات مطر تجمدت اثناء نزولها من السحاب لشدة برودة الطقس ) يدل على جهل عظيم لأن العلم الحديث لا يقول بما يقول به الكاتب
أولاً: من المعلوم أن السحاب على أنواع .والذي يختص بنزول المطر والبرد منه نوع واحد فقط هو السحب الركامي الذي ألف الله بينه. يقول العلماء:هناك سحاب ركامي يصل إلى ارتفاعات شاهقة ويشتمل على قطرات ماء في القاعدة، وخليط من ماء شديد البرودة وحبات برد في الوسط، أما القمة فتسودها بللورات الثلج وهذا السحاب هو الذي تكون زخاته من الماء أو البرد أو كليهما ويحدث به برق ورعد وهو السحاب الركامى المزنى الذي يكون في شكل الجبال. ,وإليكم التفاصيل:تطور السحب الركامية:
1-التجميع: (ثم يؤلف بينه): من المعلوم أن سرعة السحب تكون أبطأ من سرعة الرياح المسيرة لها، وكلما كبر حجم السحابة كانت سرعتها أبطأ، وذلك بسبب تأثير قوى الإعاقة (Drag-Force) كذلك تقل سرعة الرياح عامة كلما اتجهنا إلى مناطق التجمع ،وعلى ذلك يؤدى العاملان السابق ذكرهما إلى أن قطع السحب تقترب من بعضها، ثم تتلاحم، وبالتالي نلاحظ تكاثف السحب كلما اقتربنا من مناطق التجميع .وقد لخص " أنش Anthes" وآخرون العمليات السابقة .
2-الركم: ( ثم يجعله ركاما): إذا التحمت سحابتان أو أكثر فإن تيار الهواء الصاعد داخل السحابة يزداد بصفة عامة، ويؤدى ذلك إلى جلب مزيد من بخار الماء، من أسفل قاعدة السحابة، والذي بدوره يزيد من الطاقة الكامنة للتكثف والتي تعمل على زيادة سرعة التيار الهوائي الصاعد دافعاً بمكونات السحابة إلى ارتفاعات أعلي، وتكون هذه التيارات أقوى ما يمكن في وسط السحابة، وتقل على الأطراف مما يؤدى إلى ركم هذه المكونات على جانبي السحابة، فتظهر كالنافورة أو البركان الثائر، الذي تتراكم حممه على الجوانب وقد أثبتت الشواهد أن التحام السحب (Cloud - merger) يؤدى إلى زيادة كبيرة في الركم وبالتالي إلى زيادة سمك السحاب وأن تجمعاً من الدرجة الأولى(First - order merger) يؤدى إلى عشرة أضعاف المطر المنتظر وتجميعاً من الدرجة الثانية(Scond- order merger) يؤدى إلى مائة ضعف من كمية الأمطار المتوقعة بدون أي تجميع للسحب.
وإجمالاً فإن تجميع قطع السحب يؤدى إلى زيادة ركمه وبالتالي إلى زيادة سمكه التي تدل على قوة هذا السحاب من ناحية أمطاره ورعده وبرقه بل نجد أن السحاب الذي نحن بصدده يسمى سحاباً ركامياً لأن عملية الركم في هذا النوع أساسية وتفرقة عن باقي أنواع السحاب. ومن المعلوم أن عملية سوق السحاب قد تستغرق بضع ساعات، بينما تستغرق عمليتا التجميع والركم أقل من ذلك (حوالي ساعة أو أقل). ومن المعلوم أيضاً أن من السحب الركامية ما يسمى بالركامى الساخن (ذو سمك صغير نسبياً) وأقل درجة حرارة داخل هذا السحاب أعلى من درجة التجمد. وهو بذلك السمك الصغير نسبياً أقرب شبهاً بالتلال لا الجبال وحرارته لا تسمح بتكون البرد وهذا النوع تتكون الأمطار فيه من قطرات الماء فقط، وليس به رعد وبرق.
وهناك سحاب ركامي يصل إلى ارتفاعات شاهقة ويشتمل على قطرات ماء في القاعدة، وخليط من ماء شديد البرودة وحبات برد في الوسط، أما القمة فتسودها بللورات الثلج وهذا السحاب هو الذي تكون زخاته من الماء أو البرد أو كليهما ويحدث به برق ورعد وهو السحاب الركامى المزنى الذي يكون في شكل الجبال.
الظواهر الجوية المصاحبة: الهطول (زخات من المطر أو البرد أو كليهما):
تتحرك السحب الركامية إلى ما شاء الله لها وعامل الركم والبناء مستمر طالما كانت تيارات الهواء الصاعدة قادرة على حمل مكونات السحاب من قطرات ماء، أو حبات برد وعندما تصبح الرياح الرأسية غير قادرة على حمل هذه المكونات تتوقف عملية الركم وتبدأ مكونات السحاب في الهبوط مباشرة إلى أسفل كمطر من ماء أو برد أو كليهما، وذلك حسب مكونات السحاب وتوزيع درجات الحرارة والرطوبة أسقل السحاب ويتكون البرد داخل السحاب بين درجتي حرارة: أقل من الصفر وحتى 40درجة-م).
وفي هذه المنطقة تكون هناك قطرات من ماء شديد البرودة (أقل من الصفر المئوي) وذلك لعدم كفاية نويات التثلج وهذه القطرات غير مستقرة بمعنى أنها تتجمد فور اصطدامها بأي جسم آخر. وفي حالة وجود تيار هوائي شديد صاعد داخل السحاب الركامى المزني ونتيجة اختلاف سرعات القطرات شديدة البردة تحدث تصادمات ينتج عنها تحول قطرات الماء شديدة البرودة إلى ثلج، يغطى حبات البرد، فتكبر وتستمر في الكبر حتى يثقل وزنها ولا يستطيع التيار الرأسي حملها فتهبط برداً وقد شوهدت حبات برد يصل حجمها إلى حجم البرتقالة وهذا يعنى: أنه في مثل هذه الحالات التي تكون فيها حبات البرد كبيرة فإن هذه السحب تحمل في طياتها دماراً عاما، خاصة الزراعة.ومن المعلوم كذلك أن نزول المطر من قاعدة السحاب يكون على شكل زخات خلال جزء من قاعدة السحاب في بداية الهطول،حيث يسود في نـهاية حياة السحاب في نهاية الهطول ثم زخات من معظم قاعدة السحاب تيار هابط. أنتهى .ما أردت نقله مختصراً. [1]
ثانياً:من أقوال المفسرين:قال الإمام ابن عادل في تفسيره: وقيل : المراد بالسماء هو الغيم المرتفع ، سمي بذلك لسموه وارتفاعه ، وأنه تعالى أنزل من الغيم الذي هو سماء البرد . وأراد بقوله : « من جبال » : السحاب العظام ، لأنها إذا عظمت شبهت بالجبال كما يقال : فلان يملك جبالاً من مال ، ووصف بذلك توسعاً .وذهبوا إلى أن البرد ماء جامد خلقه الله في السحاب ، ثم أنزل إلى الأرض .
وقال أبو السعود: (وينزل من السماء) من الغمام فإن كل ما علاك سماء (من جبال فيها) أي: من قطع عظام تشبه الجبال في العظم، كائنة فيها (من برد) مفعول ينزل على أن (من) تبعيضية والأوليان لابتداء الغاية على أن الثانية بدل اشتمال من الأولى بإعادة الجار أي ينزل مبتدئاً من السماء من جبال فيها بعض برد وقال من السماء من جبال فيها بعض برد، وقال الشوكانى بمثل ما قال .
وقال ابن الجوزى:(وينزل من السماء) مفعول الإنزال محذوف تقديره: وينزل من السماء من جبال فيها من برد برداً، فاستغنى عن ذكر المفعول للدلالة عليه و"من" الأولى لابتداء الغاية لأن ابتداء الانزال من السماء والثانية للتبعيض لأن الذي ينزله الله بعض تلك الجبال والثالثة لتبيين الجنس لأن جنس تلك الجبال جنس البرد).
وهذا الذي فهمه هؤلاء المفسرون هو ما كشف عنه العلم الحديث ،فلابد أن يكون السحاب في شكل جبلى يسمح بتكوين الثلج في المناطق العليا منه ويسمح بتكوين الماء الشديد البرودة الذي سيتحول إلى مزرعة للبرد عندما يشاء الله في المنطقة الوسطى من السحابة وإن البرد يتكون عندما تمكث نواة ثلجية لفترة زمنية كافية وتحتوى على ماء شديد البرودة (ماء درجة حرارته تحت الصفر حتى درجة -40درجةْم) وتحت هذه الظروف المواتية فإن البرد ينمو بتعدد اصطدامه مع قطرات الماء الشديد البرودة والتي تتجمد بمجرد ملامسته فلابد أن يكون في تلك السحابة شئ من برد (فيها من برد) ويكون المعنى والله اعلم وينزل من السماء برداً من جبال فيها شئ من برد والجبال هي: السحب الركامية التي تشبه الجبال وفيها شئ من برد وهي: تلك البذور الأولى للبرد. وهكذا فإنك إذا تأملت في الآية ستراها ترتب مراحل تكوين السحاب الركامي خطوة خطوة مشيرة إلى التدرج الزمني. وتتجلى أوجه الإعجاز المتعددة في هذه الآية الكريمة.كما في المقال المختصر بعاليه.فمن أخبر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بكل هذه الأمور ؟!إنه الله الذي بعثه للعالمين بشيراً ونذيراً.
قال الكاتب:والحقيقة ان المني لا يخرج من الظهر ولا من بين الصلب والترائب. فالمني يتكون في جهاز خاص به تحت مثانة البول، يسمى البروستاتة
الجواب: قال الدكتور :شريف كف الغزال : أن النطاف تتكون في الخصية والتي تتشكل بدورها كما أثبت علم الأجنة من خلايا تقع أسفل الكليتين في الظهر ثم تنزل إلى الأسفل في مراحل الحمل الأخيرة وهذا تأكيد لقوله تعالى ( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم ) (الأعراف 172) وهذه إشارة واضحة إلى أن أصل الذرية هي منطقة الظهر حيث مكان تشكل الخصية الجنيني ، فسبحان الله أعلم العالمين.أنتهى وقد أكثر الكاتب من المغالطات ،وزعم أن القرآن الكريم لا يوجد فيه إخبار إعجازي بما وصل إليه العلم الحديث في الأجنة .وحيث أنني غير متخصص في هذا المجال فسأنقل لكم وبالحرف عن أهل الاختصاص في ذلك .
________________________________________
====================================================================
الرق في الاسلام
كتب الكاتب هذا الفصل ليبين أن الإسلام حث على الأسترقاق ،وأهان الإنسان وظلم العبيد ،والإماء .فهل صدق الكاتب فيما ذكر ؟هذا ما سنقف عليه إن شاء الله في هذا الفصل .
قال الكاتب: وبعد الهجرة الى المدينة وابتداء الغزوات زاد عدد الاماء والعبيد الذين اُسروا في المعارك.........
الجواب: أولاً: لم يكن الإسلام هو المخترع لنظام الرق، بل كان الناس على ذلك من عهود بعيدة .وكانوا يعاملون العبيد والأماء أسوأ معاملة .وقد جاء الأسلام بالتدرج في رفع هذه المأساة وإعطاء العبيد حقوقهم وعتقهم .ولنبدأ بجولة مختصرة في التاريخ لنقف على واقع التعامل مع العبيد قبل الإسلام.
فكان منتشراً في مصر القديمه . وفي الصين. وفي الهند - حيث نظام الطبقات - كان الشودرا ،والمنبوذون يمثلون الغالبية العظمى بين السكان الأصليين للبلاد .
و عند اليونان:كان استعباد البشر للبشر مطلقاً وبكثرة في حضارة اليونان، وكان قراصنتهم يتخطفون أبناء الأمم الأخرى في مختلف السواحل ويبيعونهم في أسواق أنينا وغيرها .وعند الرومان:القانون الروماني لم يكن يعتبر الرقيق انساناً له شخصية ذات حقوق على الإنسانية .وعند عرب الجاهلية كان الرق منتشراً ،فهذا بلال وياسر ،وعمار ،وسلمان وغيرهم كلهم أرقاء . فهل الإسلام هو الذي أتى بالرق؟!!
ثانياً:أن الإسلام أتى بتضييق دائرة أسباب الرق ،وتوسيع قنوات تحرير الأرقاء.وهذا يبطل زعم الكاتب أن الإسلام زاد ذلك.لأن أسباب الاسترقاق متعددة قبل الإسلام فمنها:بيع الحر على أنه عبد نتيجة للفقر ، ومنها المقامرة :فالمغلوب في مسابقة يصير عبداً للغالب ، ومنها الغدر كما غدروا بسلمان فجعلوه رقيقاً، ومنها وفاء الديون فكان الرجل يدفع ولده فكاكاً لدينه الربوي ، والحروب مهما كانت أنواعها وأسبابها، ومنها الطبقية القائمة على الطبيعة كما في فلسفة اليونان ، فهناك حر بالطبع ورقيق بالطبع ، وقالوا إن الثاني ما خلق إلا لخدمة الأول .فألغى الأسلام كل هذه المداخل ولم يبقي إلا مدخلاً واحداً وهو أسرى الحرب فقط .ثم ضيق هذا المدخل الوحيد فجعل ذلك جائزاً لا واجباً محتماً .لأنه جعل منافذ لفك الأسير ،منها: أن يفكه دون مقابل،ومنها أنه يفكه بفدية،قال الله تعالى في سورة محمد{ فإما منا بعد وإما فداء } ثم مع ضيق هذا المدخل فقد وسع المخارج كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
ويرجع سبب عدم إلغاء الرق نهائياً لثلاثة أسباب وجيهة :
السبب الأول:وهو أعظمها أن يرى الرقيق أسلوب تعامل المسلمين ،ويتعرف على دينهم عن كثب ،ويخالطهم وسط بيوتهم فيعرف معاملة الأسلام الراقية ،مقارنة بما عرفوه من معاملاتهم للعبيد في أوطانهم. وليتعرفوا على معاملاتهم الأسرية ،والأخوية ،والأجتماعية العادلة .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { رب أناس يقادون إلى الجنة بالسلاسل } فكان الأسترقاق أسلوباً للتعرف على حال المسلمين عن كثب.فالمعاملة أبلغ من الأقوال.
السبب الثاني: مراعاة المعاملة بالمثل:فلم يكن من الإنصاف للمسلمين أن يأسر الكفاررجالهم ونساءهم ويستعبدونهم ،والمسلم لا يفعل ذلك .فهذا فتنة وذلة للمسلمين ،قد تصدهم عن دين الحق .
السبب الثالث:التدرج في التغيير فإن من سياسة الإسلام التدرج في التغيير فهو لم يحرم الخمر رأساً رغم ضرر استعمالها بل تدرج في ذلك ،وكذا في الرق توسع في منافذ العتق.فضمن بذلك تعرف الناس على الإسلام والمسلمين عن قرب .وسّهل سبيل العتق .
ولذلك فالأسترقاق ليس شراًمحضاً. بل كان الأرقاء يشاهدون معاملة المسلمين وأخلاقهم ،ويتعرفون على دين الإسلام فيغيرون عقائدهم الماضية ويتبعون الحق.ولولا هذا الباب الإعلامي لمعرفة الإسلام ما عرفوه في ظل تشويه الأعداء للصورة الحقيقية للإسلام.
ثالثاً:طريقة توسيع منافذ العتق:حيث أسس الإسلام ،وشرع طرقاً كثيرة لعتق الرقاب ،فمنها:1ـ العتق في الكفارات وجوباً وهي كفارة الظهار ،وكفارة القتل ،وكفارة جماع الصائم في نهار رمضان . وهناك أيضاً كفارة اليمين إذا حلف فحنث في يمينه وجوباً على التخيير المعروف .
2ـ لو تهور مسلم فضرب مملوكه فإنه يعتقه مباشرة . قال الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: {من لطم مملوكاً له أو ضربه فكفارته عتقه}
3ـ تحرير المملوك مصرف معتمد من مصارف الزكاة قال الله تعالى: (إِنَّما الصَّدقَاتُ للفُقَراءِ وَالمَسَاكينِ وَالعَاملِينَ عَليْها وَالمُؤلفةِ قُلوبُهُمْ وَفِي الرِّقابِ وَالغَارِمينَ وَفِي سَبيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبيلِ فَرِيضةً مِّن اللهِ وَاللهُ عَليمٌ حَكيمٌ) (سورة التوبة/60).فجعل عتق الرقاب من المصارف الثمانية .
3ـ وجعله من الطاعات العظيمة المنجية فقال الله تعالى (فلاَ اقْتَحمَ العَقَبةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا العَقَبة فَكُّ رَقبَةٍ..}سورة البلد من آية 11 فما بعد.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من أعتق رقبة مسلمة أعتق الله بكل عضوٍ منه عضواً من النار ..). متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وفي سنن أبي داود والنسائي وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (وأيما رجل أعتق امرأتين مسلمتين إلا كانتا فكاكه من النار، يجزئ مكان كل عظمين منهما عظم من عظامه )
3ـ جعل القرابة منفذاً للعتق مباشرة ، ولهذا إذا ملك الشخص قريبه المحرم صار هذا القريب حراً. يقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (ومن ملك ذا رحم محرم فهو حر).
4ـ وجعل ولادة الأمة من سيدها منفذاً لحريتها وهي ما تسمى بأم الولد .
5ـ إذا تكلم السيد بعتق مولاه ولو هازلاً فإن يعتق مباشرة فإن الحرية من الأمور المهمة التي لا تتوقف على القصد والنية.في حديث (ثلاث جدهن جد وهزلهن جد)وذكر منها عتق الرقيق .
رابعاً : معاملة الرقيق في الإسلام :
ـ أسقط الله عن الرقيق وجوب الجهاد فهو لا يجب عليه ،وأسقط عنه وجوب الحج ،وأسقط عنه الزكاة وجعلها على سيده .
ـ تأملوا في هذه الأحاديث الشريفة وتطبيقها عند المسلم:قَالَ الله تعَالَى: {وَاعْبُدُوا الله وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبالوَالِدَيْنِ إحْسَاناً وَبِذي القُرْبَى وَاليَتَامَى وَالمَساكِينِ وَالجَارِ ذي القُرْبَى وَالجَارِ الجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانكُمْ} [النساء: 36] فجعل من أساسيات الإحسان الإحسان إلى ما ملكت اليمين وهم الأرقاء.
ومن الأحاديث :ما يلي :
1ـ عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( هُمْ إِخْوَانُكُمْ ، جَعَلَهُمْ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ , فَمَنْ جَعَلَ اللَّهُ أَخَاهُ تَحْتَ يَدِهِ , فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ , وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ , وَلَا يُكَلِّفُهُ مِنْ الْعَمَلِ مَا يَغْلِبُهُ فَإِنْ كَلَّفَهُ مَا يَغْلِبُهُ فَلْيُعِنْهُ عَلَيْهِ ) رواه البخاري (6050) .
2ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَنْ قَذَفَ مَمْلُوكَهُ وَهُوَ بَرِيءٌ مِمَّا قَالَ جُلِدَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ كَمَا قَالَ ) رواه البخاري (6858) .
3ـ وَعَنْ أَبي هُرَيرَةَ، رَضِيَ الله عَنْهُ، قالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((لِلْعَبْدِ المَمْلُوكِ المُصْلحِ أَجْرَانِ)) وَالَّذِي نَفْسُ أَبي هُرَيْرَةَ بِيَدِه لَوْلا الجِهَادُ في سَبِيلِ الله، وَالحَجُّ، وَبِرُّ أُمِّي، لأَحْبَبتُ أَنْ أَمُوتَ وَأَنَا ممْلُوكٌ. مُتَّفق عليهِ.
4ـ وعَنْهُ قالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثةٌ لهُمْ أَجْرَانِ: رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَاب آَمَنَ بِنَبِيِّهِ، وآمَنَ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَالعَبْدُ المَمْلُوكُ إذا أَدَّى حَقَّ الله، وَحَقَ مَوَالِيهِ، وَرَجُلٌ كانَتْ لَهُ أَمَةٌ فَأًدَّبَهَا فَأَحْسَنَ تَأْدِيبَها، وَعَلَّمَها فَأَحْسَنَ تَعْلِيمَها، ثُمَّ أَعْتَقَهَا فَتَزَوَّجَهَا، فَلَهُ أَجْرَانِ)). مُتَّفَق عليهِ
ـ وتطبيقاً هذه النصوص إليكم هذه المواقف المشرقة :
1ـ في غزوة بني المصطلق تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم أسيرة من الحي المغلوب ليرفع من مكانتها , حيث كانت ابنة أحد زعمائه , وهي أم المؤمنين جويرة بنت الحارث رضي الله عنها ، فما كان من المسلمين إلا أن أطلقوا سراح جميع هؤلاء الأسرى ،وقالوا أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم ،مماكان له الأثر في صلتهم بالإسلام.
في الوقت الذي كان الأسير عند الأمم الأخرى بين خيارين إما القتل ،أو الاستعباد والقتل كان أرحم بالنسبة لما يلقونه من استعباد.
2ـ ومر عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوماً فرأى العبيد وقوفاً لا يأكلون مع سادتهم ، فغضب ، وقال لمواليهم : ما لقوم يستأثرون على خدامهم ؟ ثم دعا الخدم فأكلوا معهم .
3ـ وجاء أن عثمان بن عفان رضي الله عنه دَعَك أُذُن عَبْدٍ له على ذنب فعله ، ثم قال له بعد ذلك : تقدم واقرص أذني ، فامتنع العبد فألح عليه ، فبدأ يقرص بخفة ، فقال له : اقرص جيداً ، فإني لا أتحمل عذاب يوم القيامة ، فقال العبد : وكذلك يا سيدي:اليوم الذي تخشاه أنا أخشاه أيضاً .
4ـ ويقول علي رضي الله عنه لغلامه قنبر : " أنا أستحيي من ربي أن أتفضّل عليك ، لأنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:ألبسوهم مما تلبسون ، وأطعموهم مما تأكلون . ومعناه جاء في الصحيح.
5ـ وكان عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه إذا مشى بين عبيده لا يميزه أحد منهم – لأنه لا يتقدمهم ، ولا يلبس إلا من لباسهم .
6ـ ودخل رجل على سلمان رضي الله عنه فوجده يعجن – وكان أميراً - فقال له : يا أبا عبد الله ما هذا ؟! فقال بعثنا الخادم في شغل فكرهنا أن نجمع عليه عملين .
وتنبه هنا إلى أن سلمان كان مملوكاً فأعانه المسلمون على عتق نفسه ،ثم أصبح أميراً يقودهم .
7ـ ويقول الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه : " وإن كان أبي ليأمرهم - أي غلمانه - فيقول : كما أنتم ، فيأتي ، فإن كان ثقيلاً قال : بسم الله ، ثم عمل معهم".
8 - لقد كانوا يعتقون العبيد لأدنى عذر ليكونوا قدوة للآخرين ، وهذا ورد عن عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما .وكذا ورد أن أحد غلمان الإمام محمدالباقرعمل عملاً صالحاً ، فقال له الإمام:اذهب فأنت حر، فإني أكره أن أستخدم رجلاً من أهل الجنة.
9ـ وجاء في أحوال الإمام علي بن الحسين ، أن جارية كانت تسكب عليه الماء ، فسقط الإبريق من يدها فشجه ، فرفع رأسه إليها ، فقالت : والكاظمين الغيظ ، قال : " قد كظمت غيظي " قالت : والعافين عن الناس ، قال : " عفا الله عنك " ، قالت : والله يحب المحسنين قال : " فاذهبي فأنت حرة لوجه الله ".
10ـ وهناك من كانوا أرقاء فلما أعتقوا أصبحوا هم القادة كما قال عمر رضي الله عنه في بلال (بلال سيدنا وأعتقه سيدنا )) وكان زيد بن حارثة رضي الله عنه أمير الجيش الذي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى مؤته وتحت رئاسته سادة الصحابة منهم نائبه جعفر ابن أبي طالب ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وأحد السباقين إلى الإسلام .وبلالاً كان مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم وقدمه في الآذان على سائر الصحابة .
خامساً:مسألة أسلوب الإسلام في القصاص:لم يكن من عادة الناس أن يقتل الحر عبداً ،ويعتبرون ذلك ضعفاً وظلماً .
ولكن على افتراض أنه يمكن أن يوجد حر يقتل عبداً فإن الإسلام قد أوجد الضمانات الرادعة لذلك ،رغم أنه لا يقع إلا نادراً والنادر لا حكم له إلا أنه قد يحتاج الناس إليه والله أعلم بما يصلحهم :وكان هناك خيارين للأفضل :
الأول: أن يقتل الحر بالعبد قصاصاً .وتنتهي القضية بموت الأثنين .وهذا لافائدة فيه بخلاف لو قتل عبد عبداً فإنها مشكلة ،لأن العبد لا يستطيع أن يعتق عبداً أخر،وإلا لأعتق نفسه ، ولا مال له أصلاً . ولذا كان القصاص هو الحل الوحيد ،وكذلك نفس المشكلة لوقتل العبد حراً .
الخيار الثاني:أن يعاقب الحر بعقاب يفيد الأرقاء ،ويمنعه من التعدى .فكان الحل أن يعتق عبداً أخر،ويغرم بقيمته ،ويعزر ،ويضرب ضرباً شديداً. وهو متوعد بالنار كسائر القتلة ،وإن فعله مستحلاً له فهو خالد مخلد في النار .فكانت هذه الضمانات كافية لردعه.فدواعي القتل منتفية ،والعقوبات منتظرة .فكان هذا الخيار هو الأفضل للأرقاء لأن فيه منفعة لهم بخلاف لو قتل به لما بقي فائدة لهما .
وقد يقول قائل :ولماذا لا يقال أن قتل الحر بالحر فيه موت للطرفين بلا فائدة ؟
فالجواب: لسببين:أحدهما:أن قتل الأقران لبعضهم كان متفشياً في جميع الشعوب ،فكان هذا أكثر أنتشاراً بخلاف قتل الحر للعبد فهو لايوجدإلا نادراً.
السبب الثاني:أن الفتنة ستنتشر بين القبائل ،فكل قبيلة تأخذ بثأر المقتول الذي هو منها .وهذا ما جاء الإسلام بمنعه وإعطاء الحلول البديلة ،وهي القصاص،أو الصلح.فالمقارنة بعيدة إذا نظرنا بعين العقل .
وعليه ففي هذه النقطة يتبين حرص الإسلام على عتق العبيد وتحريرهم ،مع إيجاد الضمانات الرادعة جسدياً ،ومالياً ،وأخروياً .
سادساً :إلغاء الرق عالمياً:اتفقت دول العالم بالإجماع على تحرير الأرقاء ،وهو تحالف عادل ،والعدل يقره الإسلام .كما أقر النبي صلى الله عليه وسلم بحلف الفضول الذي تحالف عليه الناس قبل الإسلام ورأى ،أن فيه العدل. ومادامت الدول كلها تعاهدت على منع الرق وأوفت بعهودها فيجب التزام ذلك. لأن الإسترقاق أصلاً لم يكن واجباً ولا مستحباً .بل كان العتق هو الواجب في حالات ،وهو الذي حث عليه الإسلام لتحرير الأرقاء.
والقنوات الإعلامية ،والبعثات الدعوية ،والحوارات الفكرية كافية لنشر الإسلام والتعريف به.كما أن المسلمين في الخارج هم سفراء الدعوة بأخلاقهم وتطبيقهم لمفاهيم الإسلام.
ونحمد الله عزوجل فإن الناس في إقبال شديد على هذا الدين الحنيف ،ويدخلون فيه بأعداد عظيمة . نسأل الله أن يثبتنا وإياهم على الهدى.
كما أنه لابد من دراسة أحكام الرقيق في الإسلام لأنه من أبواب العلم الفقهية ،فربما أحتاجه العلماء ،كأن يحتاج إليه العلماء لرد شبهة أو نحو ذلك .ولذا فتهميش دراسة هذا الباب من الجهل القبيح.لأن العلم والمعرفة مطلوبة في ذاتها .هذا كل مايدورعن الرق في الأسلام أجبت عليه بما ينفع العاقل بإذن الله تعالى.
==============================================================الجهاد وانتشار الإسلام
قال الكاتب: قد رأينا فيما سبق أن الرسول عندما كان بمكة كان متسامحاً مع الكافرين، ولكن بمجرد أن هاجر الى المدينة وقويت شوكته، ابتدأت تظهر بعض ألآيات التي تُحض على قتالهم.
الجواب:نعم ورأينا كيف كان كفار مكة يقتلون في المسلمين ويأخذون أموالهم وحاصروهم في الشعاب بمقاطعات اقتصادية وتجويع حتى لم يجدوا ما يأكلون.
فلما جمع الله شملهم في المدينة تعين الجهاد الرادع للظلم ،والناشر للخير .
قال الكاتب:والاندلس لم تكن أحسن حظاً عندما دخلها خالد بن الوليد، فقد واصلوا القتل والسلب وفرضوا الجزية على من لم يسلم.
الجواب: هذه كذبة من عدة كذبات زفر بها الكاتب ،فقد مات خالد رضي الله عنه قبل فتوح الأندلس بأعوام مديدة .
وقد أكثر الكاتب من التقولات في هذا الباب وسأتكلم بإيجازعن الجهاد من منظور إسلامي:
أولاًـ الدافع إلى الجهاد :هو بيان الحق للناس جميعاً ،وإزالة الموانع التي تحجب عنهم الحقيقة أو تشوهها .
ثانياً:أن الناس لا يكرهون على الإسلام بل يدعون إليه أولاً فإن أسلموا فلهم ماللمسلمين ،وعليهم ما عليهم ،وهم سواسية كأسنان المشط.
فإن رفضوا الدخول في الإسلام فيدفعون الجزية .فإن رفضوا ذلك أنذروهم بالقتال .فإن أختاروا القتال على الإيمان ،وبذلوا سفك الدماء في سبيل حجب الناس عن معرفة الإسلام فإن القتال هو الخيار الأمثل حيث سيأسرون أناساً على أثره فيتعرفون على الإسلام عن كثب ، فيقتنعون بأنه الدين الحق.
ولا يمكن نشر أي ثقافة إلا إذا أصغى إليها الأخر ،فإذا كان هناك من يحول دون الإطلاع الواسع على حقائق الثقافة وتأصيلها فيجب أن يزال هذا المانع.
وماالجزية إلا سبيلاً للتواصل بين المسلمين والذميين .ولولا المتنفعين الذين يحولون دون وصول الحق إلى الأخرين ،لما وصل الأمر إلى الجزية فضلاً عن القتال .ولكن لمصالحهم الشخصية يحولون دون نور العلم والمعرفة.
ثالثاً:أن جميع الأمم التي دخلت في الإسلام ،أنتفعت بذلك وعرفت الحق الأبلج .
رابعاً:ماذا فعلت الشيوعية لبث ثقافة الإلحاد؟ألم تسفك الدماء في عهد استالين وغيره .ثم سقطت ولم تكمل قرنها الأول ،رغم أن الناس عاشوا فيها إلا أنهم فارقوها قبل سقوطها.
وماذا تفعل الليبرالية التي تتدرع يقنابل الإمبريالية لنشر ثقافتها ؟ألم تسفك الدماء ،وتيتم الأطفال وترمل النساء ،وتعذب الأسرى ،وتقتل المدنيين والضعفاء على حد سواء ،ثم بثت الفرقة والخلاف في الأوطان التي أحتلتها .
فيكفي سفسطة فإن الإسلام لا يتعطش للدماء بل المسألة تتجلى في أمرين:
1ـ إزالة للعوائق التي تحول دون بلوغ الحق إلى الناس .
2ـ والدفاع عن الأوطان والمقدسات والأعراض والثقافة الإسلامية ،وقد أغتصبت بمرأى ومسمع من العالم كله.ثم لم نجد في ثقافة الإمبريالية والليبرالية إلا التعصب والإقصاء والتقتيل .
خامساً:أن المخالف للمسلمين على أقسام :فهو إمامحارب للإسلام سفاك لدماء أهله فليس للإنسان إلا الدفاع عن نفسه، وعرضه ،ودينه ،ووطنه .حسب الإستطاعة،وبدون ظلم للأخرين.واما معاهد فله الوفاء ،والذمة .واما أن يكون ذمياً فله الوفاء والحماية ،والحرية في دينه ،ولا غدر ولا حرب .ولن يجد من يحول بينه وبين تعلم ثقافة الإسلام ،بل هي دفتر مفتوح لجميع البشرية .وكلا الصنفين جاءت فيهم نصوزص ضامنة فقال الله تعالى { يا أيها الذين أمنوا أوفوا بالعقود } وكما قال تعالى {وإن جنحوا للسلم فاجنح لها }وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة }.
أخيراً:فقد تصدر أخطاء ممن يحملون رايات الجهاد ،ولكن ذلك لا يعني أن الإسلام فيه خطأ.لأنني أتكلم عن الإسلام كديانة لا عن أخطاء بعض أتباعه.
بل الخلل فيمن أخطأ. والإسلام بريء مما يخالف القرآن والسنة .
وقد نهى عن قتل الأطفال والنساء والضعفاء ،ونهى عن قتل غير المحاربين ،ونهى عن الغدر ،والظلم .وأمر بحسن معاملة الأسير .وغير ذلك مما هو معلوم عند المؤسسات الدينية بل هو مبسوط في كثير من كتب المذاهب الإسلامية.
===============================================================ماذا أخذ الإسلام من الديانات الأخرى
1ـ عقد الكاتب هذا الفصل ظناً منه أن الإسلام أتى لمحاربة الحق الذي يشترك فيه كافة العقلاء. وهو يتصور أن المسلمين يتصورون أن الإسلام دين جديد أتى به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم و لم يسمع به الناس من قبل ؟ وهذا خلل واضح في تصور الكاتب للإسلام ،بل هو مما يدل على تعاميه عن الآيات الصريحة في القرآن الكريم الدالة على أن الإسلام دين الرسل جميعاً ،وإنما الإختلاف في بعض المسائل الفرعية فقط.قال الله تعالى في هذا الشأن:
{قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } سورة[البقرة 136]
وقال الله تعالى {وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَةُ - وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ .}
والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم لم يأت بشيء مبتدع بل جاء مذكراً بحق ضل عنه أهل الجاهلية {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ} . [الغاشية 21 ] ولذا قال الله تعالى {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً - فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً .}
والإسلام إنما هو عبادت ،ومعاملات .واعتقادات .
فالأصل في العبادات :أن لايعبد الله إلا بما شرع في الكتاب والسنة .
والأصل في العقيدة :الإيمان بستة أشياء هي الإيمان بالله ،وملائكته ،وكتبه ،ورسله ،والإيمان بيوم القيامة وما فيه من نعيم مقيم ،وما فيه من عذاب للظالمين.والإيمان بالقدر .
والأصل :أن جميع المعاملات من بيع وشراء حلال إلا ما حرم الله تعالى .
فإن أشترك مع غيره من الثقافات في شيء من ذلك فلا بأس ،كأن يشترك معها في الإيمان بالله والرسل ونحو ذلك .لأن الأديان كلها من الله وإنما المشكلة كانت في تحريف بعض معتقداتها وتعاليمها .
2ـ أن الألفاظ المشتركة بين العربية وغيرها من اللغات هي في الأصل اما عربية واستعملها غير العرب ،واماغيرعربية فاستعملتها العرب حتى عرفت بينهم فلا إشكال على الاعتبارين.وقد سبق الكلام عن المسألةبإسهاب.
نقول لأهل الخبرة من المفكرين :سأنقل في هذا البحث مقتطفات من مقال لخبير بأحوال الغرب ،وحقائقه وهو الدكتور:عبدالوهاب المسيري لنستفيد من تجربته ، في الوقوف على حقيقة ما يروج له أدعياء التقدم .
مقال عن الحداثة (د:عبدالوهاب المسيري)
يقول الدكتور عبدالوهاب:لوفحصنا الأمر بدقة أكبر لوجدنا أن الحداثة ليست مجرد استخدام العقل والعلم والتكنولوجيا, بل هي استخدام العقل والعلم والتكنولوجيا المنفصلة عن القيمة, أو كما يقولون بالإنجليزية:فاليو ــ فر Value--free, وهذا البعد هو بعد مهم لمنظومة الحداثة الغربية, ففي عالم متجرد من القيمة تصبح كل الأمور متساوية, ومن ثم تصبح كل الأمور نسبية, وحين يحدث ذلك فإنه يصعب الحكم علي أي شيء, ويصبح من المستحيل التمييز بين الخير والشر وبين العدل والظلم, بل وبين الجوهري والنسبي, وأخيرآ بين الإنسان والطبيعة أو الإنسان والمادة. وهنا يطرح السؤال نفسه كيف يمكن أن تحسم النزاعات والصراعات, وكيف يمكن أن نسوي الخلافات, وهي كلها من صميم الوجود الإنساني؟ في غياب قيم مطلقة, يمكن الاحتكام لها, يصبح الإنسان الفرد أو الجماعة العرقية مرجعية ذاتها, وتصبح ماتراه في صالحها هو الأساس وماليس في صالحها هو الطالح. وقد أدي هذا إلي ظهور القوة والإرادة الفردية كآلية واحدة لحسم الصراعات وحل الخلافات.
هذه هي الحداثة التي تبناها العالم الغربي والتي جعلته ينظر إلي نفسه باعتبار أنه هو(وليس الإنسان أو الإنسانية) مركز العالم, وأن ينظر للعالم باعتباره مادة استعمالية يوظفها لصالحه باعتباره الأكثر تقدما وقوة, ولذا فإن منظومة الحداثة الغربية هي في واقع الأمر منظومة إمبريالية داروينية. هذا هو التعريف الحقيقي للحداثة كما تحققت تاريخيا, وليس كما عرفت معجميا, وهذا هو التعريف الذي يمكننا من قراءة كثير من الظواهر الحديثة.
كانت الظاهرة الغربية الحديثة تؤكد أنها حضارة إنسانية( هيومانية) جعلت من الإنسان مركز الكون, وكانت المجتمعات الغربية مجتمعات لاتزال متماسكة من الناحية الاجتماعية والأسرية, ولم تكن كثيرا من الظواهر السلبية التي نلاحظها بأنفسنا ونقرأ عنها في صحفهم ومجلاتهم, والتي أصبحت نمطا ثابتا وظاهرة محددة, كانت مجرد حوادث متفرقة لاظواهر دالة, ومن ثم كان من السهل تهميشها. .....ولكن تدريجيا تكشف الوجه الدارويني حين أرسلت الحداثة الغربية لنا جيوشها الاستعمارية لتهلك الأخضر واليابس, وتحول بلادنا إلي مادة استعمالية كمصدر للمواد الخام والعمالة الرخيصة, وسوق مفتوحة بشكل دائم للسلع الغربية, ويبدو أن المفكرين الإصلاحيين الأول لم يربطوا بين الحداثة الغربية والإمبريالية الغربية, فقد ذهبوا إلي العواصم الغربية ولم يروا سوي النور والاستنارة, في الوقت الذي كانت المدافع الغربية تدك بلادنا دكا, ولذا فهؤلاء الذين بقوا في بلادهم رأوا ألسنة النيران المندلعة, وسمعوا قعقعة القنابل, وشموا رائحة البارود.
يقول أحد كتب التاريخ إنه قيل لأحد الشيوخ الجزائريين إن القوات الفرنسية إنما جاءت لنشر الحضارة الغربية الحديثة في ربوع الجزائر, فجاء رده جافا ومقتضبا ودالا, إذ قال لم أحضروا كل هذا البارود إذن؟ لقد رأي هذا الشيخ علاقة الحداثة الغربية بالإمبريالية من البداية, وهو ما أدركه الكثيرون بعد ذلك. فعصر الاكتشافات الجغرافية وعصر النهضة في الغرب(القرن السابع عشر) هو أيضا العصر الذي بدأت فيه إبادة الملايين, وكما يقول الزعيم بن بيلا:إن هذا الإله الصناعي الحديث إغتال عرقا بأكمله(العرق الأحمر), أي السكان الأصليين في الأمريكتين, وأخذ زبدة عرق اخر(العرق الأسود) عن طريق النخاسة واستعباد ملايين(مما يضع عدد ضحايا هذه العملية نحو مائة مليون إنسان) باعتبار أن عبدا واحدا يحتفظ به النخاسون الغربيون كان يقتل مقابله تسعة عبيد.ثم يشير بن بيلا إلي سكان المكسيك الذين تمت إبادتهم وإلي سكان الجزائر الذين أبيدت منهم الملايين في أثناء هباتهم المتكررة ضد الاستعمار الفرنسي, ويمكن أن نضيف إلي ذلك حرب الأفيون في الصين والمجاعات التي أصابت الهند بسبب تطبيق قوانين الملكية الغربية الحديثة, وحربين عالميتين كلفت الأولي الإنسانية20 مليون قتيل, والثانية50 مليون قتيل, وقنابل هيروشيما ونجازاكي, وضحايا معسكرات الجولاج في الاتحاد السوفيتي. إن بطل رائعة الطيب صالح موسم الهجرة إلي الشمال قد لخص الموقف ببساطة حين قال:إنني أسمع.. صليل سيوف الرومان في قرطاج, وقعقعة سنابك خيل اللنبي وهي تطأ أرض القدس.البواخر مخرت عرض النيل أول مرة تحمل المدافع لا الخبز, وسكك حديد أنشئت أصلا لنقل الجنود, وقد أنشأوا المدارس ليعلمونا كيف نقول نعم بلغتهم.
وقد جاءت هذه الجيوش الاستعمارية ففتت العالم العربي والإسلامي, وأخضعت شعوبه لكل أنماط الاستعمار........ثم زرع العالم الغربي الحديث في وسطنا بقوة السلاح مجموعة من المستوطنين الذين ادعوا أن فلسطين أرض بلا شعب وأنهم شعب يهودي يعود إلي أرض أسلافه حسب الرواية التوراتية.
ويطالب الصهاينة والأمريكيون في الوقت الحاضر بتحديث مؤسسات السلطة الفلسطينية, مع أنه من المعروف أن الصهاينة ــ شأنهم شأن كل المستعمرين ــ رفضوا من البداية التعامل مع القطاعات الحديثة في المجتمع الفلسطيني مثل نقابات العمال والأحزاب السياسية(بل قاموا باغتيال أحد زعماء نقابات العمال الفلسطينية قبل عام1948), وفضلوا التعامل مع القطاعات التقليدية في المجتمع الفلسطيني, ظنا منهم أن هذه القطاعات قد تكون أكثر مرونة في التعامل معهم نظرا لعدم فهمها لطبيعة الهجمة الاستعمارية البريطانية/الصهيونية عليهم, ولكن خاب ظنهم, فحينما تحاور معهم بعض القيادات التقليدية(برئاسة الشيخ رشيد رضا) أبدي الفلسطينيون رغبتهم في تحديث مجتمعهم, ولم يجدوا أي غضاضة في الاستعانة برأس المال الأجنبي, والخبرة الأجنبية علي أن يتم تطبيق المبادئ الديمقراطية, أي إجراء انتخابات حرة بحيث يكون لكل مواطن صوت, باعتبارها الوسيلة الوحيدة لتحقيق السلام. فعلق حاييم وايزمان بقوله هذا هو سلام القبور, وهو كان محقا تماما في ذلك, فتطبيق المثل الديمقراطية في فلسطين كان يعني أن المستوطنين الصهاينة سيكونون أقلية, ولن يتحكموا في مصائر الفلسطينيين, ولن يقيموا دولتهم اليهودية الخالصة التي يصرون عليها, والتي يدعمها الغرب الديمقراطي الحديث بكل ما أوتي من قوة, وقد قال أحد المعلقين الإسرائيليين إن الدولة الصهيونية لم تعد دولة ديمقراطية, وإنما دولة ديموجرافية(أي ذات أغلبية يهودية)وهم الآن يطالبون بتحديث النظام السياسي العربي والنظام التربوي الإسلامي, ولكن التحديث هنا يعني في واقع الأمر تقويض المنظومات القيمية والثقافية التي تضفي علينا قدرآ من التماسك يمكننا من مقاومة محاولات الغزو العسكري والثقافي, ولذا فقد وصف أحد المعلقين هذا النوع من التحديث بالتحديث الطبيعي, أي التحديث الذي يجعلنا نقبل الظلم الواقع علينا, والاستغلال الذي ينزفنا ويثقل كاهلنا, والآثار السلبية للحداثة الداروينية لم تلحق بنا وحسب, بل ظهرت علي الكرة الأرضية, علي الجنس البشري بأسره. فهذه الحداثة قد طرحت فكرة التقدم اللانهائي باعتباره الغاية النهائية للإنسان, ولكن التقدم دائما هو حركة نحو غاية, فلم تعرف هذه الغاية في المعاجم, ولكن في التطبيق نعرف كلنا أن غاية التقدم هي تسخير العالم بأسره لصالح الإنسان الغربي, وأصبحت أهم مؤشرات التقدم هو الاستهلاك والمزيد من الاستهلاك, إستهلاك الإنسان الغربي للموارد الطبيعية اللامتناهية, وانتهي الأمر بأن الشعوب الغربية التي تشكل20% من شعوب العالم تستهلك80% من موارد الكون الطبيعية, ويبلغ حجم مااستهلكه الشعب الأمريكي في القرن الماضي أكثر مما استهلكه الجنس البشري عبر تاريخه, ولكن المصادر الطبيعية محدودة, الأمر الذي تسبب في الأزمة البيئية التي ستودي بنا جميعا, وقد جاء في إحدي الدراسات أنه لو عم التقدم بأسره علي النمط الغربي فإن الجنس البشري سيحتاج إلي ست كرات أرضية ليستخلص منها المواد الخام, وكرتين ليلقي فيها بنفاياته, كل هذا يعني أن المشروع الحداثي الدارويني الغربي مشروع مستحيل لايستفيد منه سوي العالم الغربي, وبعض أعضاء النخب الحاكمة في العالم الثالث, وما العربدة الأمريكية الداروينية ضد العراق سوي تعبير عن إدراك المؤسسة الحاكمة الأمريكية لهذه الحقيقة, فهي تود الهيمنة علي مصادر الموارد الطبيعية في عالم تتناقص فيه هذه الموارد حتي يمكنها الاحتفاظ للإنسان الأمريكي بمعدلاته الاستهلاكية العالية, فهذا هو وعد الحداثة الداروينية له. وقد اتضح لنا جميعا أن الثمن المادي والمعنوي لمنظومة الحداثة الداروينية مرتفع للغاية, ولنأخذ الجانب المادي أولا: تتحدث بعض الدراسات عما يسمي رأس المال الطبيعي الثابت fixed natural capital أي العناصر الطبيعية التي لايمكن استبدالها, وثمة إحصائية تذهب إلي أنه لو تم حساب التكاليف الحقيقة لأي مشروع صناعي غربي(أي حساب المكسب النقدي المباشر مخصوما منه الخسارة الناجمة عن استهلاك رأس المال الطبيعي الثابت) لظهر أنه مشروع خاسر, وأن المشروع الصناعي الغربي قد حقق ماحقق من نجاح واستمرار لأن الجنس البشري بأسره قد دفع الثمن, وقام الإنسان الغربي وحده بأخذ الغنيمة, وقد أدي هذا إلي فداحة ثمن التقدم الذي تنادي به الحداثة الإمبريالية الداروينية:تآكل طبقة الأوزون ــ تلوث البحار ــ التصحر الناتج عن قطع الغابات ــ النفايات النووية ــ تلوث الهواء ــ تزايد سخونة الغلاف الجوي.والحداثة الداروينية لها أثرها علي نسيج المجتمع, وعلي منظوماته الحاكمة.. ولنذكر بعض الظواهر الاجتماعية السلبية المختلفة:تآكل الأسرة ــ تراجع التواصل بين الناس ــ الأمراض النفسية ــ تزايد الإحساس بالاغتراب والوحدة والغربة ــ ظهور الإنسان ذي البعد الواحد ــ هيمنة النماذج الكمية والبيروقراطية علي الإنسان ــ تزايد العنف والجريمة(يعد قطاع السجون هو أسرع القطاعات توسعا في الاقتصاد الأمريكي) ــ الإباحية( التكاليف المادية لإنتاجها والتكاليف المعنوية لاستهلاكها) ــ السلع التافهة(التي لاتضيف إلي معرفة الإنسان ولاتعمق من إحساسه, والتي تستغرق وقتا إجتماعيا في إنتاجها واستهلاكها) ــ تضخم الدولة وهيمنتها من خلال أجهزتها الأمنية والتربوية علي الأفراد ــ تضخم قطاع اللذة والميديا وغزوها حياةالإنسان الخاصة ودورهاالضخم في صياغة صورة الإنسان وطموحاته وأحلامه, برغم أن القائمين علي هذا القطاع لم يتم انتخابهم ولاتتم مساءلتهم ــ تزايد الإنفاق علي التسلح وأدوات الدمار الشامل(يقال إنه لأول مرة في التاريخ البشري ينفق الإنسان علي السلاح أكثر مما ينفق علي الطعام والملبس) ــ ظهور إمكانية تدمير الكرة الأرضية إما فجأة(من خلال الأسلحة النووية) أو بالتدريج(من خلال التلوث), وكل مايسببه هذا من قلق للإنسان الحديث, وعند هذه النقطة تلتقي الآثار المادية بالآثار المعنوية بحيث لايمكن التفريق بين الواحد والآخر.
وقد أدرك كثير من المفكرين الغربيين هذه الجوانب المظلمة للحداثة الداروينية, فعبارات مثل أزمة الحداثةوأزمة المعني والأزمة الأخلاقية كلها عبارات تتواتر في علم الاجتماع الغربي, وتدل علي تنامي هذا الإدراك, وفكر الحضر تماما مثل رفض العولمة والرأسمالية المتوحشة وفكر مدرسة فرانكفورت, ونظريات التنمية الجديدة التي تتحدث عن التنمية المستديمة والدعوة إلي تطوير عولمة تراحمية هي كلها محاولات لرفض الحداثة الداروينية التي تهدد سكان الكرة الأرضية, وتهدد إنسانية الإنسان, وفي مجال نقده للحداثة الداروينية قال روجيه جارودي(قبل تحوله للإسلام):إن معركة عصرنا هي ضد أسطورة التقدم, والنمو علي المنوال الغربي, فهي أسطورة انتحارية, وهي أيضا معركة ضد الأيديولوجية التي تتسم بالفصل بين العلم والتكنولوجيا(تنظيم الوسائل والقدرة) من جهة, والحكمة(التبصر بالغايات وبمعني حياتنا) من جهة أخري. [1] هذه الأيديولوجية تتسم بأنها تؤكد فردانية متطرفة تبتر الإنسان عن أبعاده الإنسانية, وفي نهاية الأمر خلقت قبرا يكفي لدفن العالم.
وهو محق في ذلك تماما فالحداثة علي النمط الغربي بدأت بادعاء أنها تري الإنسان مركزا للعالم وانتهت بكلمات ميشيل فوكوه:لايسع المرءإلا أن يقابل بضحك فلسفي كل من لايزال يريد أن يتكلم عن الإنسان وعن ملكوته وعن تحرره.. فسيضمحل الإنسان مثل نقش علي رمال الشاطيء تمحوه أمواج البحر, بدأ العالم بدون الإنسان وسينتهي بدونه, ومايتأكد في أيامنا هذه ليست غياب الإله أو موته بقدر ماتتأكد نهاية الإنسان....أنتهى
==============================================================
________________________________________
=
إرسال تعليق