١٢‏/١٠‏/٢٠٠٨

السجن لقس مصري وثلاثة مسيحيين ومتنصرة أدينوا بالتزوير

قالت مصادر قضائية إن محكمة مصرية حكمت يوم الاحد على قس وثلاثة مسيحيين مصريين آخرين ومسلمة تنصرت بالسجن لمدة خمس سنوات لإدانتهم بالتزوير.
وقال مصدر إن محكمة جنايات الجيزة أثبتت أن "القس متاوس عباس" زور شهادة ميلاد المتنصرة ريهام عبد العزيز مستخدما بيانات شهادة ميلاد أخته لإصدار بطاقة هوية استعملت في تزويج المتنصرة من المحكوم عليه الثالث أيمن فوزي زخاري.
وأضاف أن عباس عقد زواج المتنصرة وزخاري. وتابع أن الزوجين هاربان.
وقال المصدر إن الحكم صدر على المحكوم عليهما الاخرين اللذين شهدا على عقد الزواج المزور غيابيا، وأضاف أن المحكمة أثبتت أن الشاهدين كانا على علم بالتزوير.
وقالت مصادر أمنية مصرية يوم الاربعاء إن مسيحيا يشتبه أنه غضب من تحول شقيقته للإسلام وزواجها من مسلم هاجم بيت الزوجين في القاهرة وأطلق وابلا من الرصاص على الاسرة فقتل الزوج أحمد صلاح وأصاب الزوجة مريم عاطف خلة وطفلتهما الرضيع نورا بجروح خطيرة.
واعتنقت "خلة" الاسلام قبل حوالي ثلاث سنوات على غير رغبة أسرتها لتتزوج من المسلم.
والعلاقات بين المسيحيين والمسلمين في مصر طبيعية وتنشأ خلافات اجتماعية حول دور العبادة أو النساء وتتحول إلى خلافات طائفية.
(رويترز)

هناك ٩ تعليقات:

غير معرف يقول...

القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم [دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة

[

لماذا كتب موريس بوكاي كتابه:La bible, le Coran et al., la Science (1978)? حاولت إقامة حوار من أجل دراسة مقارنة حول عدد من الأخبار المذكورة في القرآن والتوراة معاً في موضوع واحد.ولاحظت أن هناك رفضاً باتاً للنظر بعين الاعتبار، ولو لمجرد التأمل، فيما يحتويه القرآن مما يتعلق بموضوع الدراسة المزمعة،

كأن الرجوع في ذلك إلى القرآن يعني الاعتماد على الشيطان. ومع ذلك: يبدو لنا أن هناك تغيراً جذرياً
يتحقق اليوم على أعلى مستوى في العالم المسيحي.



فالوثيقة التي طبعتها سكرتارية الفاتيكان لشؤون غير المسيحيين إثر مجمع الفاتيكان الثاني، بعنوان: ( توجيهات لإقامة حوار بين المسيحيين والمسلمين orientations pour un dialogue entre Chretiens et Musaulmans). والتي طبعت للمرة الثانية في عام 1970م، تشهد بعمق التحول في المواقف الرسمية.

فقد دعت وثيقة الفاتيكان إلى استبعاد الصورة التي يصور المسيحيون المسلمين عليها، ( تلك الصورة البالية التي ورثنا الماضي إياها أو شوهتها الافتراءات والأحكام المسبقة ).

ثم اهتمت الوثيقة ( بالاعتراف بمظالم الماضي التي ارتكبها الغرب ذو التربية المسيحية في حق المسلمين.

والوثيقة تنتقد أيضاً مفاهيم المسيحيين الخاطئة عن الحتمية الإسلامية وحرفية الإسلام وتعصبه، وغير ذلك.

إن الوثيقة تؤكد على وحدة الإيمان بالله عند الجماعتين وتذكر كيف أثار الكاردينال كونيج (koenig) إعجاب مستمعيه بالجامع الأكبر حين أعلن ذلك في محاضرته الرسمية التي ألقاها بجامعة الأزهر في القاهرة عام 1969م. والوثيقة تذكر أيضاً بأن سكرتارية الفاتيكان قد دعت المسيحيين منذ عام 1967 إلى تقديم تهانيهم إلى المسلمين بمناسبة عيد الفطر ( انتهاء شهر الصوم ) فهو يمثل: ( قيمة دينية أصيلة ).

وقد لحقت تلك البوادر المواتية للتقارب بين الهيئة البابوية والإسلام لقاءات واجتماعات جعلت تلك البوادر للتقارب أمراً واقعاً.

ومع ذلك فقله قليلة هي التي عرفت هذه الأحداث الهامة التي حدثت بالعلم الغربي على الرغم من كثرة وسائل النشر والإعلام من صحافة وإذاعة وتليفزيون.

وأيّاً كان الأمر يبدو لنا أنه من الحق علينا، عند دراسة جانب من جوانب التنزيل في دين توحيدي، أن نعالجه بالمقارنة مع ما يقدمه الدينان الآخران من وجهة النظر في الموضوع نفسه.

وإن دراسة شاملة لمشكلة ما هي بالتأكيد أكثر أهمية من دراسة جانب واحد منفصل.

إن المواجهة بين حقائق العلم في القرن العشرين وبين بعض الموضوعات التي تعالجها الكتب المقدسة تهم بالتالي الأديان الثلاثة معاً وليس ديناً واحداً على حدة ولكني لن أعالج هنا إلا جانباً واحداً من الموضوع وهو:

دراسة الكتب المقدسة نفسها في ضوء المعارف العلمية الحديثة:

غير أن قصد هذه الدراسة يفرض سؤالاً أولياً لكنه أساسي: ما القيمة الصحية لهذه النصوص التي في حوزتنا اليوم....؟ وذلك يعني بالضرورة أن ندرس الظروف التي سادت تحرير تلك النصوص وانتقالها إلينا.

إن معالجة الكتب المقدسة من خلال علم الدراسة النقدية للنصوص شيء قريب العهد في بلادنا.

ففيما يخص العهد القديم والعهد الجديد، ظل الناس يقبلونهما على ما هي عليه طيلة قرون عديدة.

ولم تكن قراءة الكتب المقدسة تؤدي إلا إلى اعتبارات مدحية، وكان مجرد التعبير عن أي روح نقدية إزاء الكتاب المقدسة خطيئة لا تغتفر.

وكان القساوسة هم الصفوة التي تستطيع بغير عناء أن تكون لديها معرفة إجمالية عن التوراة والأناجيل أما عامة العلمانيين فلم تكن تتلقى إلا نصوصاً محتارة خلال الطقوس الدينية أو عبر المواعظ.

وبعد أن أصبح نقد النصوص علماً، فقد كان له الفضل في أن جعلنا نكتشف مشاكل مطروحة وخطيرة في أحيان كثيرة.

غير أنه لا بد من أن نصاب بخيبة الأمل عندما نقرأ كتباً كثيرة تدعى أنها نقدية ولكنها لا تقدم في مواجهة الكثير من مشكلات التأويل الحقيقية إلا تفسيرات مديحية تهدف إلى ستر حرج المؤلف وحيرته.

في ظل تلك الظروف فإن المتناقضات والأمور البعيدة عن التصديق تظل باقية بلا حل في نظر كل من يريد أن يحتفظ بسلامة مقدرته على التفكير وحسه الموضوعي.

وإننا لنأسف حقاً لذلك الموقف الذي يهدف إلى تبرير الاحتفاظ في نصوص التوراة والإنجيل ببعض المقاطع الباطلة خلافاً لكل منطق، إن ذلك موقف يسيء كثيراً إلى الإيمان بالله لدى بعض العقول المثقفة.

ومع ذلك: فقد أثبتت التجربة أنه إذا كان بعضهم قادراً على فضح بعض مواطن الضعف من هذا النوع، فإن الغالبية من المسيحيين لم تدرك حتى الآن وجود هذا الضعف، وظلت في جهالة تامة من أمر ذلك التناقض مع المعارف الدنيوية المشهورة التي تعتبر غالباً من المعارف الأساسية جداً.

إن الكنيسة قد حسمت منذ قرونها الأولى وبشكل نهائي بين الأناجيل المتعددة وأعلنت رسمية أربعة منها فقط، برغم التناقضات العديدة فيما بين هذه الأناجيل في كثير من النقاط، وأصدرت الأمر بإخفاء الأناجيل الأخرى. ومن هناء جاء اسم ( الأناجيل المزورة ).

وهناك فرق آخر بين المسيحية والإسلام فيما يتعلق بالكتب المقدسة، ونعني بذلك: فقدان نصوص الوحي الثابت لدى المسيحية، في حين أن الإسلام لديه القرآن الذي هو وحي منزل وثابت معاً.

فالقرآن هو الوحي الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم عن طريق جبريل، وقد كتب فور نزوله، ويحفظه ويستظهره المؤمنون عند الصلاة وخاصة في شهر رمضان، وقد رتب في سور بأمر من محمد صلى الله عليه وسلم نفسه، وجمعت هذه السور فور موت النبي صلى الله عليه وسلم وفي خلافة عثمان ـ ( من السنة الثانية عشرة إلى السنة الرابعة والعشرين التالية لوفاة محمد صلى الله عليه وسلم ) ـ ذلك لتصبح النص الذي نعرفه اليوم.

أما الكتاب المسيحي المقدس، فإنه يختلف بشكل بين عما حدث بالنسبة للإسلام فالإنجيل يعتمد على شهادات بشرية متعددة وغير مباشرة، وإننا لا نملك مثلاً أي: شهادة لشاهد عيان لحياة عيسى، وهذا خلافاً لما يتصوره الكثير من المسيحيين، وهكذا إذن طرحت مشكلة صحة نصوص الكتب المقدسة المسيحية ـ ونصوص الوحي الإسلامي.

ولقد كانت مقابلة نصوص الكتب المقدسة بحقائق العلوم موضوع تفكير الإنسان في كل العصور.

ففي البدء قبل إن اتفاق العلم والكتب المقدسة أمر لازم لصحة النص المقدس.

وإن القديس أوغسطين، في خطابه الثاني والثمانين، الذي سنذكره فيما بعد قد حدد هذا المبدأ بشكل حاسم.

ولكن تطور العلم كشف للمفكرين عن وجود نقاط خلاف بين الاثنين.

وبهذه الطريقة خلف ذلك الوضع الخطير الذي جعل اليوم مفسري التوراة والأناجيل يناصبون العلماء العداء.

إذ لا يمكن في الحقيقة أن نقبل بأن رسالة إلهية منزلة تنص على واقع غير صحيح بالمرة.

وبناء على ذلك فليس هناك سوى إمكانية واحدة للتوفيق المعقول بين الأمرين، وهي عدم قبول صحة المقطع الذي يقول في التوراة بأمر غير مقبول علمياً.

ولم يكن هذا الحل طواعية بل بالعكس فقد تعصب بعضهم بشدة للاحتفاظ بتمام النص، وقد كان نتيجة هذا أن اضطر المفسرون إزاء صحة الكتب المقدسة إلى اتخاذ مواقف لا يمكن قبولها من قبل رجل العلم.

وإن الإسلام قد اعتبر دائماً، كما فعل القديس أوغسطين بالنسبة للتوراة، أن هناك اتفاقاً بين معطيات الكتاب المقدس والواقع العلمي.

وأن دراسة نص القرآن في العصر الحديث لم تكشف عن الحاجة إلى إعادة النظر في هذا. وسوف نرى فيما بعد: أن القرآن يثير وقائع ذات صفة علمية، وهي وقائع كثيرة جداً لما أثارته التوراة من الأمور ذات الصفة العلمية، وبين تعدد وكثرة الموضوعات ذات السمة العلمية في القرآن، وأنه لا يتناقض موضوع ما من مواضيع القرآن العلمية مع وجهة النظر العلمية. وتلك هي النتيجة الأساسية التي تخرج بها دراستنا.

هذه التأملات حول الصفة المقبولة أو غير المقبولة علمياً لمقولة في كتاب مقدس تتطلب منا إيضاحاً دقيقاً.

إذ علينا أن نؤكد أننا عندما نتحدث هنا عن حقائق العلم فإننا نعني بها كل ما قد ثبت منها بشكل نهائي.

وأن هذا الاعتبار يقضي باستبعاد كل نظريات الشرح والتبرير التي قد تفيد في عصر ما لشرح ظاهرة، ولكنها قد تلغي بعد ذلك تاركة المكان لنظريات أخرى أكثر ملاءمة للتطور العلمي.

وإن ما أعنيه هنا هو تلك الأمور التي لا يمكن الرجوع عنها. والتي ثبتت بشكل كاف بحيث يمكن استخدامها دون خوف الوقوع في مخاطرة الخطأ، حتى وإن يكن العلم قد أتى فيها بمعطيات غير كاملة تماماً.

وعلى سبيل المثال، فإننا نجعل التاريخ التقريبي لظهور الإنسان على الأرض، غير أنه قد اكتشفت آثاره لأعمال بشرية تستطيع وضع تاريخها فيما قبل الألف العاشرة من التاريخ المسيحي دون أن يكون هناك أي مكان للشك. وعليه: فإننا لا نستطيع علمياً قبول صحة نص سفر التكوين الذي يعطي أنساباً وتواريخ تحدد أصل الإنسان ( خلق آدم ) بحوالي 37 قرناً قبل المسيح. وربما استطاع العلم في المستقبل أن يحدد لذلك تواريخ فوق تقديراتنا الحالية.

غير أننا نستطيع أن نطمئن إلى أنه لن يمكن أبداً إثبات أن الإنسان قد ظهر على الأرض منذ 5736 سنة كما يقول التاريخ العبري في 1975.

وبناء على ذلك: فإن معطيات التوراة الخاصة بقدم الإنسان غير صحيحة.

هذه المواجهة مع العلم لا تتناول أية قضية دينية بالمعنى الحقيقي للكلمة. فليس للعلم مثلاً أن يقدم أي شرح لكيفية ظهور الله لموسى ـ أو أن يحل اللغز الذي يحيط بمجيء المسيح على الأرض دون أن يكون له أب جسدي ( بيولوجي ).

ولذلك: فإن الكتب المقدسة لا تقدم أي تعليل مادي لأمور من هذا النوع.

وإن الدراسة التي نقدمها الآن تختص بما تنبئنا به الكتب المقدسة فيما يتعلق بالظاهرات الطبيعية المتنوعة الكثيرة، والتي تحيطها تلك الكتب بقليل أو بكثير من التعليقات والشروح.

ولا بد من الملاحظة أن الوحي القرآني غني جداً في تعدد هذه المواضع وذلك على خلاف ندرتها في العهدين القديم والجديد.

لقد قمت أولاً بدراسة القرآن الكريم وذلك دون أي فكر مسبق وموضوعية تامة باحثاً عن درجة اتفاق نص القرآن ومعطيات العلم الحديث. وكنت أعرف، قبل هذه الدراسة، وعن طريق الترجمات، أن القرآن يذكر أنواعاً كثيرة من الظاهرات الطبيعية، ولكن معرفتي كانت وجيزة. وبفضل الدراسة الواعية للنص العربي استطعت أن أحقق قائمة أدركت بعد الانتهاء منها: أن القرآن لا يحتوي على أية مقولة قابلة للنقد من وجهة نظر العلم في العصر الحديث.

وبنفس الموضوعية قمت بنفس الفحص على العهد القديم والأناجيل.

أما بالنسبة للعهد القديم فلم تكن هناك حاجة للذهاب إلى أبعد من الكتاب الأول، أي: سفر التكوين، فقد وجدت مقولات لا يمكن التوفيق بينها وبين أكثر معطيات العلم رسوخاً في عصرنا.

وأما بالنسبة للأناجيل فما نكاد نفتح الصفحة الأولى منها حتى نجد أنفسنا دفعة واحدة في مواجهة مشكلة خطيرة ونعني بها شجرة أنساب المسيح. وذلك: أن نص إنجيل متى يناقض بشكل جلي إنجيل لوقا (Luc). وأن هذا الأخير يقدم لنا صراحة أمراً لا يتفق مع المعارف الحديثة الخاصة بقدم الإنسان على الأرض.

إن ما يصدمنا حقاً في أيامنا هذه: أن نرى المتخصصين في دراسة النصوص يتجاهلون ذلك التناقض والتعارض مع الحقائق العلمية الثابتة، أو يكشفون عن بعض نقاط الضعف ليحاولوا بعد ذلك التستر عليها مستعينين في ذلك ببهلوانيات جدلية. فسيجد فيه القارىء أمثلة توضيحية لتطبيق العلم على دراسة أحد الكتب المقدسة، وهو تطبيق لم يكن ليتوقعه الإنسان، كما يسجد القارىء في ذلك بياناً لما قد جاء به العلم الحديث الذي هو في متناول كل يد من أجل فهم أكمل لبعض الآيات القرآنية التي ظلت حتى الآن مستغلقة أو غير مفهومة.

ولا عجب في هذا إذا عرفنا أن الإسلام قد اعتبر دائماً أن الدين والعلم توأمان متلازمان.

فمنذ البدء كانت العناية بالعلم جزءاً لا يتجزأ من الواجبات التي أمر بها الإسلام.

وأن تطبيق هذا الأمر هو الذي أدى إلى ذلك الازدهار العظيم للعلم في عصر الحضارة الإسلامية، تلك التي اقتات منها الغرب نفسه قبل عصر النهضة في أوروبا.

وإن التقدم الذي تم اليوم بفضل المعارف العلمية في شرح بعض ما لم يكن مفهوماً، أو في شرح بعض ما قد أسيء تفسيره حتى الآن من آيات القرآن ليشكل قمة المواجهة بين العلم والكتب المقدسة.

قرار الكنيسة الكاثوليكية بخصوص الأسفار المقدسة:

إن هذا الضيق الذي يسود الأوساط المسيحية والذي يسمى التنزيل قد ظهرت ترجمة له في المجمع المسكوني للفاتيكان الثاني ( 1962 ـ 1965) (1)حيث لم يلزم أقل من خمس صيغ حتى يتفق الجميع على النص النهائي بعد ثلاث سنوات من المناقشات وحتى ينتهي هذا الوضع الأليم الذي هدد بتوريط المجمع على حد تعبير الأسقف فيبر (weber) في مقدمته للوثيفة المسكونية الرابعة عن التنزيل.

وهناك جملتان من هذه الوثيقة الخاصة بالعهد القديم ( الفصل الرابع، ص 53 ) تشير أن إلى شوائب وبطلان بعض النصوص وبشكل لا يسمح بأية معارضة، تقول: ( بالنظر إلى الوضع الإنساني السابق على الخلاص الذي وضعه المسيح، تسمح أسفار العهد القديم للكل بمعرفة من هو الله ومن هو الإنسان بما لا يقل عن معرفة الطريقة التي يتصرف بها الله في عدله ورحمته مع الإنسان غير أن هذه الكتب تحتوي على شوائب وشيء من البطلان، مع ذلك ففيها شهادة عن تعليم إلهي ). [ نقائص وأباطيل ].

ليس هناك إذن أحسن من كلمتي ( الشوائب ) و( البطلان ) اللتين تنطبقان على بعض النصوص التي تسمح بالنقد بل بأن تهجر، ومبدأ كهذا مقبول بشكل واضح.

إن هذا النص جزء من تصريح شامل صوت عليه نهائياً بأغلبية 2344 صوتاً ضد 6 أصوات.

Ces livers (les liver de Testament ), bine

contenineent de et al., du caduc, sont pourtant les temoins

veritable pedagogie (1) .

( هذه الكتب تحتوي على نقائص وأباطيل ).

بشارة خاتم النبيين:

( أحاديث المسيح الأخيرة: الـ (Paraclet) في إنجيل يوحنا ).

يوحنا هو المبشر الوحيد الذي سرد ما حدث في نهاية العشاء الأخير للمسيح. إي آخر أحاديثه مع الحواريين، وينتهي هذا الحدث بخطبة طويلة. فإنجيل يوحنا يفرد أربع إصحاحات ( من 14 إلى 17 ) لتلك الرواية التي لا نجد لها أثراً في الأناجيل الأخرى.

ومع ذلك: فهذه الإصحاحات من إنجيل يوحنا تعالج مسائل أساسية وآفاق مستقبل ذات أهمية بالغة وهي معروضة بكامل العظمة والجلال اللذين يميزان هذا المشهد لوداع السيد لتلامذته.

كيف يمكن أن نشرح الغياب التام في أناجيل متى ومرقص ولوقا لرواية الوداع المؤثر الذي يحتوي على الوصية الروحية للمسيح؟ يمكن أن نطرح السؤال التالي: هل كان النصف موجوداً أولاً عند المبشرين الثلاثة الأولين؟ ألم يحذف فيما بعد؟ ولماذا؟ ونقل فوراً إنه لا يمكن الإتيان بأية إجابة، فاللغز مستغلق تماماً بالنسبة لهذه الثغرة الكبيرة في رواية المبشرين الثلاثة الأولين.

إن ما يسود الرواية ـ وهذا مفهوم في حديث أخير ـ هو مستقبل البشر الذي يتحدث عنه المسيح واهتمام السيد بالتوجه إلى تلامذته وإلى الإنسانية برمتها بعدهم، معطياً إرشاداته وأوامره ومحدداً بشكل نهائي المرشد الذي على الإنسانية أن تتبعه بعد اختفائه.

إن نص إنجيل يوحنا ـ وهذا النص وحده ـ يسمى بشكل صريح هذا المرشد باسم يوناني هو (Parakletos) الذي أصبح في الفرنسية (paraclet). وها هي ذي الفقرات الجوهرية من هذه الخطبة حسب الترجمة المسكونية للعهد الجديد.

( إذا كنتم تحبونني فستعملون على أتباع أوامري، وسأصلي للأب الذي سيعطيكم (Paraclet) آخر. ( 14 ، 15 ـ 16 ).

ما معنى هذه الكلمة (paraclet).

إن النص الذي نملكه حالياً لإنجيل يوحنا يشرح معناها بالألفاظ التالية: الروح.

( الـ paracletالروح القدس، الذي سيرسله الأب باسمي سيبلغكم كل شيء وسيجعلكم تتذكرون كل ما قلت لكم ) ( 14 ، 26 ).

( هو نفسه سيشهد بي ) ( 15 ، 16 ).

( رحيلي فائدة لكم، لأنني إذا لم أرحل فالـ (paraclet) لن يأتي إليكم، وعلى العكس فإذا رحلت فسأبعث به إليكم. وهو بمجيئه سيذهل العالم فيما يخص الخطيئة والعدل والحكم.... ) (16، 7 ـ 8 ) [... وبر ودينونة ].

( عندما سيأتي روح الحقيقة، فسيجعلكم ترقون إلى الحقيقة بكاملها، لأنه لن يتكلم بإرادته وإنما سيقول ما يسمع وسيعرفكم بكل ما سيأتي، وسيمجدني....).

إن أي نقد جاد للنصوص يبدأ بالبحث عن الاختلافات النصبة، ويظهر هنا أن ليس في مجموع المخطوطات المعروفة لإنجيل يوحنا نص آخر مختلف من شأنه أن يحرف المعنى سوى تلك الفقرة ( 14 ، 62 ) من المخطوطة السريانية الشهير المسماة (Palimpseste).ن (2)

(2)

الفقرة لا تشير إلى الروح فقط وإنما إلى الروح القدس.

وعندما يقول المسيح، حسب إنجيل يوحنا ( 16 ، 14 ): ( سأصلي لله وسيرسل لكم paracletآخر"

فهو يريد بالفعل أني يقول إنه سيرسل إلى البشر وسيطاً " آخر" كما كان هو وسيطاً لدى الله وفي صالح البشر في أثناء حياته على الأرض.

ذلك يقودنا بمنتهى المنطق إلى أن نرى في التي Paracletعند يوحنا. كائناً بشرياً على هذا الأرض ليؤدي الدور الذي عرفه يوحنا ولنقل باختصار إنه دور نبي يسمع صوت الله ويكرر على مسامع البشري رسالته.

ذلك هو التفسير المنطقي لنص يوحنا إذا أعطينا الكلمات معناها الفعلي.

إن وجود كلمتي ( الروح القدس ) في النص الذي نملك اليوم قد يكون نابعاً من إضافة لاحقة إرادية تماماً تهدف إلى تعديل المعنى الأول لفقرة تتناقض بإعلانها بمجيء نبي بعد المسيح، مع تعاليم الكنائس المسيحية الوليدة التي أرادت أن يكون المسيح هو خاتم الأنبياء.

(Icim on ne mentionne pas Saint, mais toot court ; (p. 108 )

هنا، لا يذكر الروح القدس، إنما الروح فقط.

الخلاصة:

المعارف العلمية الحديثة تسمح بفهم بعض الآيات القرآنية التي كانت بلا تفسير صحيح حتى الآن.

إن مقارنة عديدة من روايات التوراة مع روايات نفس الموضوعات في القرآن تبرز الفروق الأساسية بين دعاوى التوراة غير المقبولة علمياً وبين مقولات القرآن التي تتوافق تماماً مع المعطيات الحديثة: ولقد رأينا دليلاً على هذا من خلال روايتي الخالق والطوفان.

وعلى حيث نجد في نص القرآن، بالنسبة لتاريخ خروج موسى.

معلومة ثمينة تضاف إلى رواية التوراة وتجل مجموع الروايتين يتفق تماماً مع معطيات على الآثار بما يسمح بتحديد عصر موسى، نجد، فيما يتعلق بموضوعات أخرى، فروقاً شديدة الأهمية تدحض كل ما قيل ادعاء ـ ودون أدنى دليل ـ عن نقل محمد صلى الله عليه وسلم للتوراة حتى يعد نص القرآن.

وفي نهاية الأمر فإن الدراسة المقارنة من ناحية بين الدعاوى الخاصة بالعلم، تلك التي يجدها القارىء في مجموعات الأحاديث التي نسبت إلى محمد صلى الله عليه وسلم والتي يشك في صحتها غالباً ـ وإن عكست مع ذلك معتقدات العصر.

وبين المعطيات القرآنية ذات نفس الطابع من ناحية أخرى، توضع بجلاء اختلافاً يسمح باستبعاد فكرة شيوع الأصل بين القرآن والأحاديث.

ولا يستطيع الإنسان تصور أن كثيراً من المقولات ذات السمة العلمية كانت من تأليف بشر وهذا بسبب حالة المعارف في عصر محمد صلى الله عليه وسلم.

لذا فمن المشروع تماماً أن ينظر على القرآن على أنه تعبير الوحي من الله وأن تعطي له مكانة خاصة جداً.

حيث إن صحته أمر لا يمكن الشك فيه وحيث إن احتواءه على المعطيات العلمية المدروسة في عصرها تبدو وكأنها تتحدى أي تفسير وضعي.

عقيمة حقاً المحاولات التي تسعى لإيجاد تفسير للقرآن بالاعتماد فقط على الاعتبارات المادية.

محتويات الكتاب:

lالعهد القديم:

ـ تاريخ العهد القديم ـ المؤلفون ـ المحتويات.

lالعهد القديم والعلم الحديث:

ـ خلود العالم ـ عمر البشرية ـ أنساب إبراهيم.

ـ مواقف الكتاب المسيحيين تجاه الأخطاء العلمية في العهد القديم.

lالأناجيل:

ـ تاريخ الأناجيل.

lمشاكل الأناجيل:

ـ شجرة أنساب المسيح.

ـ تناقضات روايات الصلب والقيامة وصعود المسيح.

lالقرآن والعلم الحديث:

ـ تعريف بالقرآن وكتابته وجمعه.

ـ القرآن يختلف عن الأناجيل ومصداقية نصه لا تقبل الشك.

lموضوعات علمية:

ـ خلق السماوات والأرض ـ علم الفلك في القرآن ـ توسع الكون.

ـ غزو الفضاء: )لا تنفذون إلا بسلطان (:ليس من شك في أن هذه الآية تشير إلى إمكانية البشر ذات يوم بأن يحققوا ما نسميه في عصرنا، ربما بشكل غير مخصص بغزو الفضاء ـ ص194.

ـ الأرض ـ الكهرباء الجوية ـ عالم النبات والحيوان.

ـ التناسل الإنسانية وتطور الجنين.

lموازنة بين القرآن والأناجيل والمعارف الحديثة.

lموازنة بين القرآن والعهد القديم والمعارف الحديثة.

lالخلاصة: [ ص286 ].

معطيات الأسفار من خلق الكون:

1ـ السماء فوقها مياه وتحتها مياه:

وقال الله: ليكن جلد في وسط المياه. وليكن فاصلاً بين مياه ومياه. فعمل الله الجلد. وفصل بين المياه التي تحت الجلد والمياه التي فوق الجلد، ودعا الله الجلد سماء ـ تكوين 1 : 6 ـ 8.

ولما كان نوح بن ست مئة سنة صار طوفان على الأرض.. انفجرت كل ينابيع الغمر العظيم وانفتحت طاقات السماء ـ تكوين 7 : 6 ، 11.

2ـ الأرض محمولة فوق أعمدة تغوص في المياه:

لأن للرب أعمدة الأرض وقد وضعه عليها المسكونة ـ صموئيل الأول 8 : 2.

للرب الأرض وملؤها، المسكونة وكل الساكنين فيها لأنه على البحار أسسها وعلى الأنهار ثبتها ـ مزمور 24 : 1 ـ 2.

3ـ الله جالس فوق دائرة الأرض:

الجالس على ( كره ) ( الأرض ـ اشعياء 40 : 22 ).

هذه الترجمة محرفة وصحتها: دائرة الأرض، كما يتبين من مقارنة.

الترجمات الأخرى الإنجليزية والفرنسية والألمانية.

· It is he who sits above the circle of the ear (r.s.v).

· Il tr ne ou- dessus du cercle de la terre (Bib. De jr).

· Er thrount be r dem kreis der Erde (martin luthers).

وهناك أمثلة أخرى لتحريف الترجمة العربية، كما جاء في بشارة اشعياء بنبي الإسلام.

يدفع الكتاب لمن لا يعرف الكتابة ويقال له اقرأ هذا فيقول: لا أعرف الكتابة ـ إشعيا 9.

· And when they give the book to one who (annot) says I coannot.

· On le donne alors a celui qui nt sait pas lire en disant Lis done ceci Il repond: je ne sais.

· Eder das man einem gibt der nicht lesen kann und spricht lies doch das und er spricht Ich kann nicht leaen Luthers.

ـ وصحة الترجمة هي: يدفع الكتاب لمن لا يعرف القراءة، ويقال له أقرأ هذا فيقول: لا أعرف القراءة وقد كان أول الوحي إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن قال لسيدنا جبريل: ما أنا بقارىء.

خلق الكون والإنسان حسب التوراة:

في البداية خلق الله السماوات والأرض وكانت الأرض خربة وخاوية...

وقال الله: ليكن نور فكان نور... ودعا الله النور نهاراً والظلمة دعاها ليلاً.

وكان مساء وكان صباح يوماً واحداً.

وقال الله: ليكن جلد في وسط المياه وفصل الله بين المياه التي تحت الجلد والمياه التي فوق الجلد ... ودعا الله الجلد سماء.

وكان مساء وكان صباح يوماً ثانياً.

وقال الله: لتجتمع المياه التي تحت المساء إلى مكان واحد لتظهر اليابسة....

وقال الله: لتنبت الأرض عشباً... وشجراً ذا ثمر وكان مساء وكان صباح يوماً ثالثاً.

وقال الله: لتكن أنوار في جلد السماء لتفصل بين النهار والليل... وفعمل الله النورين العظيمين لحكم النهار ولحكم الليل والنجوم وكان مساء وكان صباح يوماً رابعاً.

وقال الله: لتضمن المياه زحافات ذات نفس حية وليطر طير فوق الأرض... وباركها الله قائلاً أثمري وأكثري... وكان مساء وكان صباح يوماً خامساً.

وقال الله: لتخرج الأرض ذوات أنفس حية بهائم ودواب ووحوش..

وقال الله: نعمل الإنسان على صورتنا.. ذكراً وأنثى خلقهم. وباركهم الله قائلاً: أثمروا وأكثروا واملأوا الأرض... وكان مساء وكان صباح يوماً سادساً.

وفرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمله. فاستراح في اليوم السابع ( تكوين 1 : 31 ، 2 : 2 ).

اليوم
ما تم خلقه
ملاحظات

1
ـ النور

ـ الليل والنهار
ـ تخلق الشمس والنجوم مصدر الضوء إلا في اليوم الرابع.

ـ يتعاقب الليل والنهار نتيجة لدوران الأرض حول محورها أمام الشمس.

2
ـ السماء ( الجلد )

ـ مياه فوق السماء
سوف تستخدم المياه التي فوق السماء في الطوفان انفتحت طاقات السماء ( 7: 11 )

3
ـ ظهور اليابسة والبحار

ـ ظهور النبات ( عشب ـ شجر )
ـ تم استكمال خلق الأرض ( يابسة وبحاراً ) وظهور النبات في اليوم الثالث قبل خلق الشمس ( أم المجموعة الشمسية ) في اليوم الرابع.

ـ ضوء الشمس ضروري للإنبات.

4
ـ الشمس والقمر والنجوم
كان لا بد من خلقها قبل ذلك حتى يوجد الضوء ويتعاقب الليل والنهار وحدث الإنبات.

5
ـ الحيوانات البحرية والطير
خلق الطير هنا جاء سابقاً لأوانه.

6
ـ الدواب والوحوش والبهائم

ـ الإنسان


7
يوم الراحة
)ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب ([ق: 38]




عمر البشرية منذ خلق آدم إلى اليوم حسب التوراة ( العبرية ):

هذا كتاب مواليد آدم... عاش آدم مئة وثلاثين سنة وولد اسمه شيثا.. وعاش شيث مئة وخمس سنين وولد أنوش... وعاش لامك مئة واثنتين وثمانين سنة وولد ابناً ودعا اسمه نوحاً.

وكان نوح ابن خمس مئة سنة وولد ساماً وحاماً ويافثاً لما كان نوح ابن ست مئة سنة صار طوفان الماء على الأرض.

هذه مواليد سام. لما كان سام ابن مئة سنة ولد ارفكشاد... وعاش ارفكشاد خمساً وثلاثين سنة وولد شالح.

وعاش تارح سبعين سنة وولد ابرام وناحور وهاران... وكان إبرام ابن خمس وسبعين سنة لما خرج من حاران ( إلى أرض كنعان ـ فلسطين ) ( تكوين 5 : 1 ـ 32، 7 : 6 ـ 11: 10 ت 26 ـ 12 : 4 ).

مقارنة بين الأرقام في تراجم التوراة

النسخة

الفترة
العبرية
السامرية
الإغريقية

من بدء الخلق حتى الطوفان
1656
1307
2262

من الطوفان إلى هجرة إبراهيم
365
1015
1145

تاريخ بدء الخليقة
4157ق.م
-
5328ق.م


- بفرض أن عام 1490ق.م. هو تاريخ خروج بني إسرائيل من مصر، وهو تاريخ مبكر أكثر من المحتمل حسبما جاء في: دائرة المعارف البريطانية ـ طبعة 1960 ـ ج3 ـ ص510 ( عام 1250 ق.م حسب t.o.b.).

الخلاصة: لا يستعدي عمر البشرية 6000 سنة وهذا مخالف تماماً للمكتشفات العلمية:

دعوة إبراهيم للهجرة من أرض الكلدانيين إلى أرض كنعان ( أرض فلسطين ).

اختلاف إنجيلي متى ولوقا في نسب المسيح

مقارنات بأسفار العهد القديم

مسلسل
إنجيل متى
أخبار الأيام الأولى
إنجيل لوقا
مسلسل
إنجيل متى
أخبار الأيام الأولى
إنجيل لوقا

1
داود
داود
داود
22
زربابل
زربابل
شالنتبل

2
سليمان
ناثان
ناثانا
23
أيهود
حننيا
زربابل

3
رحبعام
رحبعام
متاثا
24
الباقيم

ريسا

4
ابيا
أبيا
مينان
25
عازور

يوحنا

5
آسا
آسا
مليا
26
صادوق

يهوذا

6
يهوشاقاط
يهوشاقاط
الباقيم
27
أخيم

يوسف

7
يورام
يورام
يونان
28
اليود

سمعي

8
عزبا
اخزيا
يوسف
29
اليعازر

متاثيا

9
-
يواش
يهوذا
30
متان

مآث

10
-
امصيا
شمعون
31
يعقوب

نجاي

11
-
عزريا
لاوى
32
يوسف

حسلي

12
يوثام
يوثام
متثات
33


ناحوم

13
آحاز
آحاز
يوريم
34


عاموص

14
حزقيا
حزقيا
اليعازر
35


متاثيا

15
منسي
منسي
بوسى
36


يوسف

16
آمون
آمون
عير
37


ينا

17
يوشيا
يوشيا
المودام
38


ملكي

18
-
يهوباقيم
قصيم
39


لاوى

19
يكنبيا
يكنبيا
أدى
40


متثات

20
شالنيل
شالنيل
ملكي
41


هالي

21
-
فديا
نيرى
42


يوسف


نسب المسيح حسب إنجيل متى


العصر الأول

العصر الثاني

العصر الثالث

1
إبراهيم
1
سليمان (من التي لاوريا)
1
شالتنيل

2
إسحاق
2
رحبعام
2
زربابل

3
يعقوب
3
أبيا
3
أبيهود

4
يهوذا (ولد)
4
اسا
4
الياقيم

5
فارض (وزارح بن ثامار)
5
يهوشافاظ
5
عازور

6
حصرون
6
يورام
6
صالدوق

7
آرام
7
عزيا
7
أخيم

8
عمناداب
8
يوثام
8
أليود

9
نحشون
9
احاز
9
أليعازر

10
سلمون (ولد)
10
حزقيا
10
متان

11
بوعز (من راحاب)
11
منسي
11
يعقوب (ولد)

12
عوبيد (من راعوث)
12
آمون
12
يوسف ( رجل مريم التي ولد منها )

13
يسي
13
يوشيا (ولد)
13
يسوع ( الذي يدعى المسيح)

14
داود (ولد)
14
يكنيا (وأخوته عند سبي بابل)
14



يقول إنجيل متى: ( فجميع الأجيال: من إبراهيم إلى داود أربعة عشر جيلاً، ومن داود إلى سبي بابل أربعة عشر حيلاً، ومن سبي بابل إلى المسيح أربعة عشر جيلاً ـ 1 : 17.

ويقول جون فنتون: يشير متى إلى أنه في كل من العصور الثلاثة يوجد أربعة عشر جيى، رغم أنه في الحقيقة لم يذكر سوى ثلاثة عشر أسماء في العصر الأخير. (تفسير انجيل متى، ص40 ).

تم نشر المقالة بالتعاون مع جمعية الإعجاز العلمي في القرآن والسنة في القاهرة


لواء مهندس / أحمد عبد الوهاب

غير معرف يقول...

محمد رسول الله في التوراة والإنجيل- 1 -
خاتم الرسالات ..الإسلام هو خاتم الرسالات ؛ فهو الجامع لما قبله، الناسخ لما سبقه ، الذي لا دين بعده.. فيه من الأخلاق ما يضمن صلاح العباد، ومن التشريعات ما يضمن صلاح الدنيا والآخرة ..(شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب) . [آل عمران: 18،19].
والدين الذي يملك صفات الكمال - لا تنقصه شهادة تأتيه من خارجه، لكي تثبت صحة رسالته، وسلامة عقيدته ، وصدق حامله للعالمين الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم - ، فمحمد الذي أخرج الناس من الكفر والضلال إلى الإيمان بالله وحده ، ومن عبادة الأصنام إلى عبادة الواحد الأحد - لا يعوزه شهادة تأتيه من خارج دينه ، لكي تثبت أنه خاتم الأنبياء ، أو أن رسالته هي آخر الرسالات.

محمد الذي علم رجلا بدويا يئد البنات كعمر بن الخطاب – رضي الله عنه –؛ فصار بعد الإسلام قائدا للبشرية، وحاكما للعالم، ومن أعظم قادة التاريخ – لا يحتاج لمن يشهد له؛ كيف والله تعالى يقول:

(لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا). النساء:166

ويقول أيضا: (ويوم نبعث في كل أمة شهيداً عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين). النحل:89

فمحمد الذي فتح الله به عيونا عمياً، وأسمع به أذانا صماً، وشرح به قلوباً غلفاً، - لا يحتاج لمن يشهد له من خارج رسالته، أو من خارج الكتاب الذي أنزل معه.

ونحن إذ نتحدث عن بعض البشارات التي وردت في التوراة والإنجيل تبشر بالنبي الكريم، فإنما يدفعنا إلى ذلك أمران:

أما الأمر الأول:فإنه ينبع من حبنا الجم، وشوقنا الكبير لصاحب الرسالة العظمى – صلى الله عليه وسلم -.

كيف لا وهو أستاذنا ومعلمنا وزعيمنا وقائدنا ؟!

وهل أعطانا بشر مثلما أعطانا محمد – صلى الله عليه وسلم – ؟!

وهل لمخلوق على مخلوق من فضل مثل فضل محمد – صلى الله عليه وسلم – علينا ؟!

فما لنا إذن لا نتلمس خطاه، ونقتفى أثره، وننقب عنه في كتب الأولين وفى كتب الآخرين؛ فتسعد بذكره قلوبنا، وتنشرح به صدورنا، وتقر به عيوننا.

وأما الأمر الثاني:فهو ما نصبو إليه من هداية الضالين، وتثبيت المتشككين، وإرشاد التائهين، من داخل هذا الدين ومن خارجه.

وأسأل الله العلي العظيم أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم، وما كان فيه من صواب فهو من الله وحده، وما كان فيه من خطأ فهو من نفسي.

(ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا)…



مازال الكتاب المقدس يتلألأ بنور محمد

أنا اللبنة وأنا خاتم النبيين

يقول الرسول-صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم: (إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون بالبيت ويعجبون له ويقولون:هلا وضعت هذه اللبنة؟ قال:فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين ).

والحديث السابق يجعل النبي في ختامه للرسالات ومكانته بين الأنبياء مثل حجر الزاوية أو اللبنة الأساسية التي لا يكتمل البناء ولا يتم حسنه وجماله إلا بها..

ولكن ما الذي يقوله الكتاب المقدس عن هذه اللبنة أو حجر الزاوية ؟

ورد في إنجيل متى الإصحاح 21 الفقرة 42،43 (قال لهم يسوع أما قرأتم قط في الكتب الحجر الذي رفضه البناءون هو قد صار رأس الزاوية من قبل الرب كان هذا وهو عجيب في أعيننا لذلك أقول لكم إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل أثماره ومن سقط على هذا الحجر يترضض ومن سقط هو عليه يسحقه ).

وهذه الكلمات قالها المسيح عليه السلام لجماعة من اليهود بعدما وبخهم على قتل الأنبياء، وإنكار الرسالات..

والنص يوضح إخبار المسيح عليه السلام لليهود باستبدال الله لهم بأمة أخرى تحل محلهم في القيام بأمر الدين وأداء رسالته( لذلك أقول لكم إن ملكوت الله ينزع منتكم ويعطى لأمه تعمل أثماره).. ويخبرهم المسيح عليه السلام أيضا عن ذلك الحجر الذي سيصير رأس الزاوية ( الحجر الذي رفضه البناءون هو قد صار رأس الزاوية )..

ويواصل المسيح عليه السلام كلامه عن ذلك الحجر الذي سيصير رأس الزاوية فيقول: (ومن سقط على هذا الحجر يترضض ومن سقط هو عليه يسحقه)، واستخدام لفظي (يترضض) و(يسحقه) يؤكد أن الكلام يشير إلى النبي –صلى الله عليه وسلم- الذي أيده الله بالقوة المادية وخاض العديد من الحروب حتى أظهر الله به الدين وسحق به كل أعدائه..

ولا يمكن حمل هذا الكلام على المسيح وأمته؛ لأن المسيح نفسه من أمة بني إسرائيل، كما أن المسيح- عليه السلام- يقول: (وهو عجيب في أعيننا)، مما يدل على أنه يتكلم عن شخص آخر غيره.

فمن هو المقصود إذن بحجر الزاوية غير محمد-صلى الله عليه وسلم-، الذي قال عن نفسه: (أنا اللبنة وأنا خاتم النبيين)؟!

وما هي الأمة الأخرى التي أعطاها الله ملكوته بعد أن نزعه من بني إسرائيل سوى أمة محمد –صلى الله عليه وسلم- ؟!!

للذي ببكة مباركا

يقول الله تعالى في كتابه العزيز: (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدي للعالمين فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله علي الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين) آل عمران:96

الآية تتحدث عن بيت الله، وتتحدث عن بكة كمكان لبيت الله، الذي أمر الله الناس أن تحج إليه.

ولكن هل ورد في الكتاب المقدس نص يتحدث عن بيت لله ببكة، يحج الناس إليه؟

دعونا نقرأ ما ورد في المزمور84:

84: 4 طوبى للساكنين في بيتك أبداً يسبحونك، سلاه (سلاه كلمة تتكرر كثيرا في الكتاب المقدس ويقول قاموس الكتاب المقدس أنها تعني صمت أو فترة توقف أو فاصل..)

5:84 طوبى لأناس عزهم بك طرق بيتك في قلوبهم.

84: 6 عابرين في وادي البكاء يصيرونه ينبوعاً أيضا ببركات يغطون مورة.

84: 7 يذهبون من قوة إلى قوة يرون قدام الله في صهيون

ولكن ما علاقة وادي البكاء الذي ورد في النص ببكة؟!

وإذا كان الله يقول يرون قدام الله في صهيون، فما علاقة صهيون بالبيت الحرام الموجود في بكة ؟!

أما وادي البكاء وعلاقته ببكة: فيسأل عنها القساوسة العرب، لأن وادي البكاء في النسخة الإنجليزية لنفس النص مكتوبة (وادي بكة) وليس وادي البكاء كما هو في النص العربي، ونلاحظ أنها تبدأ بحرف (بي كابتال)، مما يدل على أنه اسم لعلم لا يمكن ترجمته.

وأما كلمة صهيون: فمعناها الأصلي المكان المقدس أو المجتمع الديني الخالص، كما ورد في القاموس الإنجليزي للكتاب المقدس..

والنص كما ورد في النسخة الإنجليزية هو هكذا:

(Blessed are they that dwell in thy house. they will be still praising thee, blessed is the man whose strength is in thee, in whose heart are ways of them who passing through the valley of Bacamake it awell, The rain also filleth the pools, they go from strength to strength, every one of them in Zion appeareth before God)

وبذلك فإن الترجمة الصحيحة للنص الإنجليزي هي كما يأتي:

(طوبى للساكنين في بيتك أبدا يسبحونك، طوبى لأناس عزهم بك طرق بيتك في قلوبهم عابرين في وادبكة يصيرونه ينبوعا المطر أيضا يغطيه بالبركات يذهبون من قوة إلي قوة يرون قدام الله في الأرض المقدسة ).

وبالمناسبة فإن قاموس الكتاب المقدس لم يستطع تحديد أين توجد بكة!! ، وكل ما قاله عن موقعها: (ربما)! يكون هذا مكان يمر به الحجاج !!

فهل هناك بكة غير التي يحج إليها المسلمون ؟!

ولو كان هناك بكة غيرها ، فهل ادعى أحد أن بها بيت الله الذي يحج إليه الناس ؟!

هذه أسئلة تحتاج إلى أجوبة.. فهل من مجيب ؟!

محمد الإسماعيلي !

محمد الإسماعيلي: هذه الكلمة قالها أحد الرهبان، وكان يتحدث عن الرسول – صلى الله عليه وسلم-ويقول إنه من ولد إسماعيل، وأنه ليس نبياً لأن النبوة اختص بها الله أبناء إسرائيل ( يعقوب عليه السلام).

ونحن نؤيده في أن محمد – صلى الله عليه وسلم- هو من ولد إسماعيل عليه السلام، ولكننا سنثبت بنصوص من الكتاب المقدس أن النبوة سوف تبعث في أبناء إسماعيل:

ورد في سفر التكوين الإصحاح 21 الفقرة 17، 18:

(فسمع الله صوت الغلام ونادى ملاك الله هاجر من السماء وقال لها مالك يا هاجر لا تخافي لأن الله قد سمع لصوت الغلام حيث هو، قومي احملي الغلام وشدي يدك به لأني سأجعله أمة عظيمة).

وورد في سفر التكوين الإصحاح 21 الفقرة 13حيث يخاطب الله عز وجل سيدنا إبراهيم قائلا:(وابن الجارية أيضا سأجعله أمة لأنه نسلك).

وابن الجارية هو إسماعيل ابن السيدة هاجر، وقد جعله الله أمة كبيرة عظيمة هي أمة الإسلام التي يزيد عددها الآن عن مليار مسلم.

ويواصل الكتاب المقدس حديثه عن إسماعيل عليه السلام فيقول في سفر التكوين الإصحاح 21 الفقرة 19، 20، 21:

(وفتح الله عينيها فأبصرت بئر ماء فذهبت وملأت القربة ماء وسقت الغلام، وكان الله مع الغلام فكبر وسكن في البرية و كان ينمو رامى قوس، وسكن في برية فاران).

وفاران:كلمة عبرانية معربة، وهي من أسماء مكة المكرمة(1)

والنص السابق كما ترون يتحدث عن بئر زمزم الذي سقت منه هاجر الغلام، ويتحدث أيضا عن برية فاران التي سكنها إسماعيل عليه السلام.

(ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات ). إبراهيم:37

ويتحدث النص أيضا عن أن إسماعيل كان ينمو رامي قوس، وهذا يتطابق مع الحديث الذي رواه البخاري (مر النبي علي نفر من قبيلة أسلم يرمون بالسهام فقال لهم: ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا ).

ولكن كيف يثبت الكتاب المقدس أن النبوة ستكون في أبناء إسماعيل عليه السلام ؟

ورد في سفر التثنية الإصحاح 18 الفقرة 17، 18،19 على لسان موسى عليه السلام:

(قال لي الرب قد أحسنوا فيما تكلموا، أقيم لهم نبيا من وسط أخوتهم مثلك و أجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به، ويكون أن الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي أنا أطالبه).

والنص يصف كما ترون تبشير الله لموسى بنبي سوف يبعثه من وسط أخوة بني إسرائيل، وأن هذا النبي سيكون مثل موسى عليه السلام، ويخبر النص أيضاً أن الذي لا يتبع هذا النبي ولا يسمع لكلامه - فإن الله سوف يعاقبه..

ولكن ماذا قال أهل الكتاب من اليهود والنصارى عن ذلك النبي ؟

قالت اليهود أن النبي المقصود هو يوشع بن نون فتى موسى، بينما حمل النصارى البشارة على المسيح عيسى عليه السلام.

واليهود ينكرون أن البشارة تدل على محمد – صلى الله عليه وسلم- أو عن المسيح عليه السلام.

والنصارى ينكرون أن تكون البشارة عن النبي –صلي الله عليه وسلم-.

والحق إن ما ذهب إليه كلا الفريقين باطل، والدليل من الكتاب المقدس نفسه.

إن البشارة تشترط شرطين:الأول أن ذلك النبي من وسط إخوة بني إسرائيل، والثاني أنه مثل موسى عليه السلام.

والشرطان السابقان لا ينطبقان إلا على رسول الإسلام- صلى الله عليه وسلم-؛ فهو من أبناء إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، وأبناء إسرائيل (يعقوب) هم أبناء إسحاق بن إبراهيم.. ، لذلك فالنبي-صلى الله عليه وسلم- من وسط أخوة بني إسرائيل..

وكذلك فإن موسى عليه السلام ومحمد- صلى الله عليه وسلم-، كليهما كان صاحب شريعة جديدة، ورسالة مستقلة، وبذلك فإن شرط المثلية وقرب المكانة بين ذاك النبي وموسى عليه السلام متحقق في النبي-صلى الله عليه وسلم-، ولأن كليهما كان صاحب رسالة جديدة وشريعة مستقلة؛ فقد ورد في سورة الأحقاف: ( قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم )..

ويؤكد قرب المكانة أيضا بين النبي-صلى الله عليه وسلم- وبين موسى عليه السلام الحديث الذي رواه البخاري عن الرسول-صلى الله عليه وسلم-:( لا تخيروني على موسى، فإن الناس يصعقون فأكون أول من يفيق، فإذا موسى باطش بجانب العرش، فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق قبلي أو كان ممن استثنى الله )..

وأما انتفاء الشرطين عن يوشع بن نون وعن المسيح عليهما السلام- فلأنهما كانا من بني إسرائيل وليسا من وسط إخوة بني إسرائيل، ولو كان المراد واحدا منهما لقال الله(أقيم لهم نبيا منهم).. ، بل لم يكن هناك داع لتحديد من أين يخرج ذلك النبي لأن خروجه من بني إسرائيل هو أمر مألوف لا يحتاج لتوضيح أو تحديد..

وينتفي الشرط الثاني أيضا لأن لا يوشع ولا عيسى كانوا مثل موسى:

فيوشع كان فتى موسى، ولم يحمل شريعة جديدة، ولم يوح إليه بكتاب، وعيسى أيضا لم يحمل شريعة جديدة، وإنما كان على نهج شريعة موسى؛ وإذا كان النصارى يؤمنون بأن المسيح هو ابن الله، وأنه شريك معه في الألوهية، فكيف يقولون بعد ذلك أن عيسى مثل موسى ؟!!

والكتاب المقدس نفسه ينفي أن بني إسرائيل قد قام فيها نبي مثل موسى بعده؛ فقد جاء في سفر التثنية الإصحاح 34 الفقرات من 5 إلى 11: ((فمات هناك موسى عبد الرب في أرض مواب حسب قول الرب. و دفنه في الجواء في ارض موات مقابل بيت فغور و لم يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم. وكان موسى ابن مائة و عشرين سنة حين مات ولم تكل عينه ولا ذهبت نضارته. فبكى بنو إسرائيل موسى في عربات مواب ثلاثين يوما فكملت أيام بكاء مناحة موسى. ويشوع بن نون كان قد امتلأ روح حكمة إذ وضع موسى عليه يديه فسمع له بنو إسرائيل وعملوا كماأوصى الرب موسى. ولم يقم بعد نبي في إسرائيل مثل موسى الذي عرفه الرب وجها لوجه. في جميع الآيات و العجائب التي أرسله الرب ليعملها في ارض مصر بفرعون و بجميع عبيده وكل أرضه)).

فإذا كان الكتاب المقدس يخبر كما ترون أن بني إسرائيل بعد موسى لم يخرج منهم نبي مثله، فكيف يدعى بعد ذلك أهل الكتاب أن النبي الذي وصفه الله بأنه مثل موسى قد خرج من بني إسرائيل؟!!

كما أن عقيدة النصارى في أن المسيح قد أتى ليخلص العالم ويحمل خطايا البشرية – لا يمكن أن تتوافق مع تلخيص النص لعلاقة هذا النبي بالناس؛ وهي معاقبة من لا يتبعه ويسمع لكلامه (ويكون أن الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي أنا أطالبه)..

ويبدو أن أنا،د كانوا في انتظار ذلك النبي كما كانوا ينتظرون المسيح عليه السلام؛ فقد ورد في إنجيل يوحنا 1: 19 – 25 (وهذه هي شهادة يوحنا حين أرسل اليهود من أورشليم كهنة ولاويين ليسألوه من أنت فاعترف ولم ينكر وقال أني لست المسيح فسألوه إذن ماذا ؟ إيليا أنت ؟ فقال لست أنا، النبي أنت ؟ فأجاب لا …فسألوه وقالوا فما بالك تعمد إن كنت لست المسيح ولا إيليا ولا النبي ؟! )

وإيليا ( إلياس في القرآن ) هو نبي ورد ذكره في الكتاب المقدس..والكتاب المقدس يخبر أن الله قد رفعه إلى السماء، ويبدو أن اليهود كانوا ينتظرون عودته مرة أخرى.. فمن يكون إذن ذلك النبي الذي ورد في النص، وكانت تنتظره اليهود، إذا لم يكن إيليا ولا يوحنا ولا المسيح ؟!!

من يكون ذلك النبي الذي أتى بعد يوحنا والمسيح غير رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم ؟!!

ويبدو أن بعض أهل الكتاب قد وجد صعوبة في إثبات المثلية بين موسى والمسيح عليهما السلام (على الأقل حسب عقيدتهم)؛ فوجهوا جهودهم نحو إثبات عدم المثلية بين موسى عليه السلام ومحمد-صلى الله عليه وسلم- ، فماذا قالوا ؟

قالوا أن موسى مات وعمره 120 سنة ومحمد مات وعمره 63 !!، وقالوا أن موسى تربى في قصر فرعون، أما محمد فلم يدخله!!، وقالوا أن موسى قد عبر البحر هو وبني إسرائيل، أما محمد فلم يعبره!! …

ومن البديهي أننا لو استخدمنا تلك المقاييس لإثبات التشابه بين أي شخصين لما استطعنا ذلك، حتى لو كان هذين الشخصين زوج من التوائم المتماثلة!!

غير أن صحيح النظر سليم العقل - لو نظر في النص؛ سوف يدرك أن المقصود بكلمة (مثلك) هو المثلية في المنزلة والقرب في المكانة، -وإلا فلم يكن هناك داع لقول مثلك لأن كل الأنبياء لابد أن يكونوا متشابهين في أشياء ومختلفين في أشياء أخرى-، وكذلك نفي المثلية في قوله ( ولم يقم بعد نبي في بني إسرائيل مثل موسى) المقصود منه هو نفي المثلية في المنزلة والمكانة أيضا..وأحسب أن هذا أمر واضح جلي لكل بصير ذي فطنة، صحيح ذي لب، حريص على نفسه من سخط الله في الدنيا، ومن سوء العاقبة والعذاب الأليم في الآخرة!!!

( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها!! ) محمد: 2

فلنولينك قبلة ترضاها

يقول تعالى في كتابه العزيز(قد نري تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون ). [البقرة :144].

كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يقلب وجهه في السماء، ويستحي أن يسأل ربه أن يغير القبلة التي يسجد هو والمسلمون إليها وهي المسجد الأقصى لكي تصبح إلى المسجد الحرام، فأنعم الله عليه وعلى أمته بأن جعل لهم قبلة مستقلة عن باقي الأمم؛ فقبلة اليهود والنصارى هي المسجد الأقصى، وكان المسلمون في البداية يتبعونهم في ذلك، إلى أن أمر الله رسوله الكريم –صلى الله عليه وسلم-بتغيير القبلة إلى المسجد الحرام..

ولكن هل أخبر الكتاب المقدس بأن القبلة سوف تتغير من القدس(أورشليم ) إلي مكان آخر ؟

ورد في إنجيل يوحنا الإصحاح 4 الفقرة 19، 20، 21:

4: 19 قالت له المرأة يا سيد أرى انك نبي.

4: 20 آباؤنا سجدوا في هذا الجبل و انتم تقولون أن في أورشليم الموضع الذي ينبغي أن يسجد فيه.

4: 21 قال لها يسوع يا امرأة صدقيني انه تأتي ساعة لا في هذا الجبل و لا في أورشليم تسجدون للأب

وكلمة الأب التي وردت في النص تعني الله، ولقد ورد ذكرها كثيرا في الكتاب المقدس بمعنى الله، وكذلك لفظ أبناء الله ورد بمعنى الصالحين والمؤمنين..

ومن أمثلة ذلك ما جاء في الكتاب المقدس: (أذهب إلى أبي وأبيكم).

(ولا تسبوا أباكم الذي على الأرض فإن أباكم الذي في السماء وحده).

( وقال الرب لموسى عندما تذهب لترجع إلى مصر … فتقول لفرعون هكذا يقول الرب إسرائيل ابني البكر )

(أما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه).

( طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون )…

والتين والزيتون وطور سينين

يقسم الله تعالى في بداية سورة التين قائلا: (والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ).

وهذا القسم له دلالته؛ فالتين والزيتون تشير إلى أرض فلسطين أو بيت المقدس، وهو المكان الذي تلقى فيه المسيح عليه السلام الرسالة من ربه، وطور سينين هو جبل الطور بسيناء الذي كلم الله موسى عليه، والبلد الأمين هي مكة المكرمة مهبط الوحي على رسول الله صلي الله عليه وسلم.

فهذه الآيات الكريمة تشير إلى أماكن الرسالات الثلاث: اليهودية والمسيحية والإسلام، ولكن هل هناك ما يشير إلى تلك الأماكن الثلاثة في الكتاب المقدس ؟

لقد ورد في سفر التثنية الإصحاح 33 الفقرة 2 على لسان موسى عليه السلام وهو يخاطب قومه قبل موته:

33: 2 فقال جاء الرب من سيناء و أشرق لهم من سعير وتلألأ من جبال فاران و أتى من ربوات القدس وعن يمينه نار شريعة لهم..فأحب الشعب جميع قديسيه في يدك وهم جالسون عند قدمك يتقبلون من أقوالك .

وجاء الرب من سيناء، المقصود بها رسالة موسى عليه السلام، وأشرق من ساعير، تشير إلى رسالة عيسى عليه السلام وساعير هي منطقة جبلية بأرض فلسطين، وهي الأرض التي عاش فيها المسيح عليه السلام.

وتلألأ من جبال فاران المقصود بها إنزال الرسالة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم-، وفاران هي مكة المكرمة، وهى نفس الأرض التي عاش عليها إسماعيل عليه السلام:

(وكان ينمو رامي قوس وسكن في برية فاران) سفر التكوين الإصحاح 21 الفقرة 21.

(ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم) إبراهيم: 37

ويدعى بعض أهل الكتاب أن فاران ليس لها علاقة بمكة، وأن فاران لا تطلق إلا على مكان قريب من سيناء مر به موسى وبنو إسرائيل بعد خروجهم من مصر ، وبذلك فهم يحملون البشارة كلها على موسى وبني إسرائيل مدعين أن النص يوضح تذكرة موسى لقومه بالأماكن التي مروا بها بعد خروجهم من مصر، وأنه لا يشير أبدا إلى رسالات سماوية .. ولو كان كلامهم هذا صحيحا فلماذا يقول موسى: جاء الله، وأشرق الله، وتلألأ الله، وهل فاران هذه القريبة من سيناء من الأهمية بحيث يخبر موسى أن الله قد تلألأ منها؟! ، وتلألأ كما تعلمون أقوى من جاء وأشرق..

وإذا كانت فاران ليست إلا برية قريبة من سيناء كما يقولون، ومر بها بنو إسرائيل قبل مرورهم بساعير القريبة من فلسطين.. فكيف جاء الله إذن من سيناء ثم أشرق من ساعير قبل أن يتلألأ من جبال فاران؟!!! .. هل يعقل أن موسى وبنو إسرائيل قد مروا بساعير في فلسطين قبل أن يمروا بمكان قرب سيناء أثناء خروجهم من مصر إلى فلسطين؟!!(2)

وهذا الترتيب لا يمكن تحريفه أو تأويله؛ لأن تلألأ إنما تأتي بعد جاء وأشرق، وهذا ما سوف يؤكده أيضا النص الإنجليزي الذي يقول: (وتلألأ فصاعدا)..

ولماذا يذكر موسى قومه قبل موته بأمور يعلمونها وبأماكن قد مروا بها ؟! ، ولماذا يخاطبهم بصيغة الغائب قائلا (وأشرق لهم ) ولم يقل وأشرق لنا أو وأشرق لكم؟!!

والكتاب المقدس يشرح لنا في سفر الخروج ما حدث لبني إسرائيل بعد خروجهم من مصر، ويحكي لنا أن الله قد تجلى لبني إسرائيل من برية سين ثم تجلى لهم من جبل سيناء وأوصاهم بالوصايا الشهيرة، وكل ما يحكيه الكتاب المقدس بعد ذلك عن تجلي الله لبني إسرائيل هو تذكرة موسى لقومه بتجلي الله لهم من سيناء والوصايا التي فرضها عليهم؛ فمن أين جاء أهل الكتاب إذن أن الله قد تجلى لبني إسرائيل في برية فاران شمال سيناء والكتاب المقدس نفسه بعهديه القديم والجديد لا يخبر بذلك ؟!!

ولنفرض أن ما يقولونه من أن فاران هو مكان بالقرب من سيناء صواب، فإن هذا لا يمنع أن يكون اسم فاران يطلق أيضا على مكة، لأن إسماعيل عليه السلام إنما سكن في مكة ولم يسكن في سيناء.(3)

ولو ادعى أهل الكتاب أن إسماعيل لم يسكن في مكة للزمهم أيضا إنكار أن إبراهيم وإسماعيل قد رفعا قواعد البيت الحرام بمكة، وللزمهم أيضا إنكار قدسية البيت الحرام بمكة ونسبته إلى الله، فهل يجرءون على ذلك؟!!(4)

(وأتي من ربوات القدس عن يمينه نار شريعة لهم):المقصود بربوات القدس هو أعداد كثيرة من القديسين ، ولقد استخدمت كلمة ربوات في الكتاب المقدس لتدل على العدد الكثير، ويؤكد هذا القول نفس النص ولكن في النسخة الإنجليزية (جاء الله من سيناء وأشرق لهم من ساعير وتلألأ فصاعدا من جبل فاران وأتى مع عشرات الآلاف من القديسين من يده اليمنى فرض لهم قانونا ناريا، فأحب الشعب جميع قديسيه في يدك وهم جالسون عند قدمك يتقبلون من أقوالك ).

وعشرات الآلاف من القديسين هم عدد الصحابة الذين أيد الله بهم رسوله - صلى الله عليه وسلم- والذين بلغ عددهم في فتح مكة عشرة آلاف، وفي غزوة تبوك بلغوا ثلاثين ألف مقاتل ، ووصل عددهم قبل وفاة الرسول- صلى الله عليه وسلم- إلى نحو مائة وأربعون ألفا من رجال الإسلام..

ويضيف النص الإنجليزي أيضا كلمة (فصاعدا)، وكلمة فصاعدا توضح الترتيب الزمني وتؤكد أيضا الاستمرار؛ فهو قد تلألأ فصاعدا، وهذا ما ينطبق على رسالة النبي-صلى الله عليه وسلم-، فهي كانت خاتم الرسالات، وهي التي ستستمر فصاعدا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها..

كما أن إيضاح النص أن فاران هي أرض الطاعة والإخلاص لله وأنها صاحبة النهاية السعيدة وذلك بقوله (فأحب الشعب جميع قديسيه في يدك وهم جالسون عند قدمك يتقبلون من أقوالك) – ينفي أن يكون المقصود بفاران في هذا النص هو برية شمال سيناء؛ وذلك لأن الكتاب المقدس والقرآن الكريم أيضا يقرران أن الله قد سخط على بني إسرائيل في هذه الرحلة وحكم عليهم بالتيه في الأرض أربعين سنة.. (قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين) المائدة: 26

ولكن هل وردت نصوص أخرى في الكتاب المقدس تخبر أن نبيا سيأتي من فاران؟

لقد جاء في سفر حبوق( أحد أنبياء بنى إسرائيل) الإصحاح3:

3: 2 يا رب قد سمعت خبرك فجزعت يا رب عملك فى وسط السنين احييه.. في وسط السنين عرف.. في الغضب أذكر الرحمة.

3:3 الله جاء من تيمان والقدوس من جبل فاران، سلاه، جلاله غطى السماوات والأرض امتلأت من تسبيحه.

3: 4 وكان لمعان كالنور له من يده شعاع وهناك استتار قدرته.

3: 5 قدامه ذهب الوبا وعند رجليه خرجت الحمى.

3: 6 وقف وقاس الأرض نظر فرجف الأمم ودكت الجبال الدهرية وخسفت آكام القدم مسالك الأزل له.

3: 7 رأيت خيام كوشان تحت بلية، رجفت شقق أرض مديان ( يقول قاموس الكتاب المقدس أن خيام كوشان هو إشارة لقبائل كوش العربية، ومن المعلوم أنها قبائل كانت تستوطن أثيوبيا وبلاد النوبة وامتدت لتشمل أجزاء واسعة من الجزيرة العربية، وأرض مديان كانت تقع في شمال الجزيرة العربية، والفقرة كلها إشارة صريحة لجنوب وشمال الجزيرة ).

3: 8 هل على الأنهار حمى يا رب، هل على الأنهار غضبك أو على البحر سخطك، حتى أنك ركبت خيلك، مركباتك مركبات الخلاص.

3 : 9 عريت قوسك تعرية ، سباعيات سهام كلمتك ، شققت الأرض أنهارا

3: 10 أبصرتك ففزعت الجبال، سيل المياه طما، أعطت اللجة صوتها، رفعت يديها إلى العلاء

3: 11 الشمس والقمر وقفا في بروجهما، لنور سهامك الطائرة، للمعان برق مجدك ( للمعان برق رماحك في النسخة الإنجليزية ).

3: 12 بغضب خطرت في الأرض، بسخط دست الأمم ( بسخط دست الوثنيين في النسخة الإنجليزية ) …

عندما يقرأ النص السابق أي شخص لن يتبادر إلى ذهنه سوى أن هذا النص يتحدث عن الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – الذي أتى من فاران وهي مكة المكرمة.. وأن تيمان التي وردت في النص هي الاسم القديم لليمن، وهي إشارة واضحة إلى جنوب الجزيرة العربية.. وهذا ما قاله العلماء المسلمين الذين تعرضوا قبل ذلك لهذه البنوءة، ورجحوا أن اليمن هي نفسها تيمان، وذلك نظرا للتشابه اللفظي بينهما، ولأن معنى كل منهما هو الجنوب، وأيضا بسبب اقتران تيمان في النص بفاران الثابت تاريخيا أنها هي مكة المكرمة والتي تقع شمال اليمن..

وبرغم أن النص يشتمل على صفات الرسول صلى الله عليه وسلم والتي جمعت بين القوة الروحية التي يشير إليها النص بقوله (جلاله غطى السماوات والأرض امتلأت من تسبيحه)، وبين القوة المادية التي يشير إليها باقي النص مثل الحديث عن سحق أعداء الله والإشارة إلى السهام الطائرة والرماح المتألقة، والخيول، وسحق الوثنيين …، ومن المعلوم أن هذه الصفات لم تكن إلا لنبينا صلى الله عليه وسلم الذي كان رحمة للعالمين وسيفا على رقاب المشركين.. برغم كل هذه الصفات أنكر أهل الكتاب أن هذا النص يشير إلى الرسول صلى الله عليه وسلم!! ..ومع ذلك لم يستطيعوا أن يخبرونا من هو النبي الذي يتحدث عنه النص السابق !! .. ومع انكارهم لأن هذا النص يشير للرسول صلى الله عليه وسلم، فبالطبع أنكروا أيضا أن تيمان هي اليمن، وأصروا على أن فاران ليست إلا برية بين سيناء وفلسطين وليس لها علاقة بمكة المكرمة.. وبذلك فهم يحاولون إقناعنا بأن التقارب اللفظي بين اليمن وتيمان ليس إلا(تشابه أسماء)!!!

ولنترك الآن ما يدعيه علماؤنا من المسلمين، وما يقوله علماء أهل الكتاب من النصارى، ونتعرف بطريقة حيادية تماما على تيمان المذكورة في النص السابق..

يقول قاموس الكتاب المقدس في تعليقه على تيمان : (هي مكان يقع جنوب إدوم)..

ولكن ما هي إدوم ؟

يقول معجم الطرق القديمة (إنشنت تراد روتس)تحت عنوان إمبراطوريات(إمبيرز):

(إدوم بدأت من النهاية الجنوبية للبحر الميت إلى مساحات من الصحراء العربية إلى الشرق، ومن هذا الخط امتدت إدوم لتشمل كل الأراضى جنوب البحر الأحمر والأراضي على طول الساحل الشرقى للبحر الأحمر..والجزء الجنوبي من إدوم كان عبارة عن أرض صحراوية ممتدة واشتملت إدوم على جزء من طريق البخور يمتد جنوبا إلى شيبا والتي تمثل منطقة اليمن حاليا).

وتيمان التي يقول قاموس الكتاب المقدس أنها تقع جنوب إدوم معناها في جميع المعاجم الخاصة بأصول ومعاني الكلمات هو: الجنوب.

وإذا كانت تيمان تقع جنوب إدوم كما يقول قاموس الكتاب المقدس، واليمن تقع جنوب إدوم كما يقول معجم الطرق القديمة، والمعنى العبرى لتيمان واليمن هو الجنوب؛ فإن ما سنستنتجه بداهة هو أن تيمان هي نفسها اليمن.

هذا ما قاله معجم الطرق القديمة وقاموس الكتاب المقدس، واستنتجنا منه أن تيمان هي نفسها اليمن.. عموما فإن كل المصادر التي عثرنا عليها تتحدث مباشرة عن تيمان قد أراحتنا من عناء هذا الاستنتاج !!..فماذا قالت؟!

تحكي الموسوعة اليهودية ( جويش إنسيكلوبيديا ) عن رحالة يهودي شهير فتقول: (كارازو ديفيد صمويل رحالة يهودي ولد في سالونيكا بتركيا، وقام برحلة إلى اليمن بالجزيرة العربية سنة 1874، ودرس حالة اليهود في تلك المنطقة ودونها في مؤلف أسماه ذيكرون تيمان،رحلتي إلى اليمن )

ويقول موقع يهودي يسمى موقع الموسوعة اليهودية ويكيبديا: (اليهود اليمنيون يسمون بالعبرية التيمانيون وهم اليهود الذين يعيشون الآن في اليمن والتي تسمى في العبرية تيمان وهي أمة تقع في جنوب شبه الجزيرة العربية ، وهم ينتمون إلى طائفة اليهود المزراحية).

ويقول موقع يهودي آخر يسمى مؤسسة مانفريد ليهمان عن يهود اليمن : (أي شخص يتاح له مقابلة أحد يهود اليمن سوف يندهش من التواضع والنقاء والتقوى التي تصبغه(!) وجذور يهود اليمن – تيمان بالعبرية – تبدأ من بداية تاريخنا. فبجانب الذي ذكر في التوراة العبرانية:(أليفاز صديق يعقوب كان من تيمان وكثير من الأنبياء قد تحدثوا عن تيمان) ، فلقد قيل أيضا أن ملكة شيبا(سبأ) قد سمعت عن الملك سولومون(سليمان) من خلال اليهود في اليمن والتي تقع بجوار مملكة شيبا).

ويحكي لنا موقع يهودي آخر يسمى أيريديس إنسيكلوبديا عن تاريخ يهود اليمن: (واحد من أفضل علماء اليهود في اليمن وهو يعقوب الفيومي قد كتب خطابا يستشير فيه رابي موشي ابن ميمون والمعروف بميمونيديس فقام بالرد عليه في خطاب عنوانه إيجريت تيمان-مكتوب اليمن-وهذا الخطاب كان له تأثير هائل على يهود اليمن).

فإذا كانت اليمن هي نفسها تيمان (كما أثبتنا بما لا يدع بعد ذلك مجالا للشك).. فإن ذلك يجزم بأن فاران تطلق أيضا على مكة.. وأعتقد أنه من السخف أن يقال أن المقصود بفاران في نص حبوق هو برية بين سيناء وفلسطين!!

فهل خرج نبي من ذلك المكان امتلأت من تسبيحه الأرض ونظر فرجفت الأمم؟!!

وهل خرج من هذا المكان نبي أصلا ؟!!

إذن فليخبرنا أهل الكتاب من هو ذلك النبي العظيم الذي يخبرنا النص أنه جاء من فاران حتى أنه يصفه بالقدوس ؟!!

ولكن هل يقول أهل الكتاب أن لفظ القدوس هنا يقصد به نبي ؟!!

إنهم يلجأون إلى حيلة عجيبة حتى لا تحمل النبوءة على النبي-صلى الله عليه وسلم-، ويخبروننا أن المقصود بالقدوس هنا هو الله نفسه!! ، وأن هذا اللفظ لا يمكن إطلاقه على نبي!!.

فلنضع إذن لفظ الجلالة مكان كلمة القدوس..

إن الجملة ستصير هكذا:

(الله جاء من تيمان والله من جبل فاران)!!!!

هل هذا يصدق ؟!! ، هل يرضى بهذا عاقل ؟!!

ومع ذلك فالكتاب المقدس يحفل باستخدام ألفاظ تخص الله عز وجل وفى نفس الوقت يوصف بها أنبياؤه:

(الرب كالجبار يخرج كرجل حروب)أشعياء42: 13

(فقال الرب لموسى انظر أنا جعلتك إلها لفرعون وهرون أخوك

يكون نبيك)سفر الخروج 7:1

(وحسدوا موسى في المحلة وهرون قدوس الرب)المزامير106: 16

وإذا كانت تيمان تشير إلى مكان جنوب إدوم كما يقول قاموس

الكتاب المقدس نفسه، ومعناها في جميع المعاجم العربية والأجنبية والعبرية هو الجنوب، ولا يختلف يهودي وآخر في العالم كله على أنها الاسم القديم لليمن؛ فما علاقتها إذن بفاران التي تقع بين سيناء وفلسطين؟!!!

وليخبرنا الذين يدعون بأن القدوس هنا تشير إلى الله، وتيمان ليست هي اليمن، وفاران لا تشير إلا لأرض بين سيناء وفلسطين؛ لماذا يأت الله من تلك الفاران بالذات؛ وهي مكان لم يقم فيه رسالة، ولم يبعث منه نبيا؛ لكي يتلألأ منه فصاعدا، ثم يخرج من نفس المكان أيضا لتمتليء السماء من بهائه، والأرض من تسبيحه، ويقف فيقيس الأرض، وينظر فترجف الأمم، وتدك الجبال الدهرية ؟!!

لابد أن تكون تلك الفاران إذن ذات أمر عظيم !!

وهى حتما لن تكون كذلك إلا إذا كانت مهبط الوحي الأخير، ومولد النبي الخاتم، ومركز الدعوة الكاملة!!

فمن هو إذن ذلك القدوس أو النبي العظيم الذي أتى من فاران، وغطى بهاؤه السماوات، وامتلأت الأرض من تسبيحه ؟،وقطعا هو ليس موسى الكليم ، ولا عيسى المسيح ، ولا أي واحد من أنبياء بني إسرائيل ؛ فلم يدع أحد أن فاران قد بعث فيها نبي من بني إسرائيل ، وربما كان تغيير مكان الوحي من الشام إلى بلاد العرب وخروج النبوة من بيت إسرائيل هو السبب في جزع حبوق أحد أنبياء بني إسرائيل عندما سمع الخبر ( يا رب قد سمعت خبرك فجزعت ... الله جاء من تيمان والقدوس من جبل فاران).

من يكون إذن ذلك القدوس الذي جاء من فاران، ووقف فقاس الأرض فامتلأت الأرض من أتباعه، ونظر فرجفت الأمم فسقطت تحت رسالته الشعوب والممالك – غير إمام الأنبياء وخاتم المرسلين، مهجة القلب وقرة العين، صاحب اللواء المعقود والحوض المورود والمقام المحمود -محمد- صلى الله عليه وسلم، (عبد الله)،

غير معرف يقول...

زكريا بطرس يتسبب في إسلام فتاة مسيحية

قصة حقيقية لفتاة مسيحية إعتنقت الإسلام بسبب زكريا بطرس



وصلتني رسالة بعنوان “قصة بائسة” تطلب مني صاحبتها أن أنشر قصة إعتناقها الإسلام والتي تروي فيها رحلة بحثها عن الحق وكيف وجدته في الإسلام الذي هداها الله إليه. وتحكي أيضا كيف كان زكريا بطرس سببا مباشرا في هدايتها إلى الإسلام. ثم تصف لنا المعاناة التي تعيشها الآن لعدم مقدرتها على الإفصاح عن إسلامها. وتنهي رسالتها بنداء إلى كل مسلم.

بدوري أطلب من كل مسلم يقرأ هذه القصة أن يدعوا الله أن يثبتها وأن يفرج كربها هي ومن مثلها. وألا ينسى أن يحمد الله الذي أنعم عليه بنعمة الإسلام وأنه ولد مسلما.



ولنبدأ القصة كما أرسلتها لي…



قصة بائسة



إلى كل مسلم أكتب قصه غيرت حياتى كان البطل الأساسى فيها هو الأب زكريا بطرس الذى لا أعرف ان كنت أشكره أم ألعنه.

أنا فتاه مسيحية مصرية أسكن فى احدى مدن الوجه البحرى فى أسره فوق المتوسطة قليلا أدرس فى احدى الكليات وأعتذر عن عدم كتابة اسمى حتى لايفتضح أمرى ورأيت أن هذا أفضل من ذكر اسم مستعار .

بدأت قصتى عندما بدأت أتابع برامج الاب زكريا بطرس مع بداية هذا الصيف 2007 ولن تتخيلوا حجم المتعة التى كان يشعر بها أبى وأمى عند متابعه هذة البرامج وبدأوا يعدون هذا الرجل من الأبطال ولكننى كان ينتابنى قلق من نوع أخر فكل أصدقائى فى الجامعة من المسلمين (3 بنات وولدين) نحب بعضنا منذ العام الأول للجامعة ونأخذ دروسنا سويا بالاضافة الى انى كثيرا ما اقضى أوقاتا فى النادى معهم باختصار هم أقرب أصدقائى فكان رعبى من أن يتجنوبننى ويكرهونى بعد مشاهدة تلك البرامج وفى كل مرة أقابلهم فيها فى النادى كنت أشكر ربى أنى أجدهم يتعاملون معى بطريقة عاديه وأقول فى نفسى لم يروا شيئا الحمد لله.

وظلت الحال هكذا حتى بدأت أيام الدراسة وزادت مقابلاتى بزملائى بالذات الأولاد منهم الذين كانت علاقتى بهم فى الصيف محدودة واجتمعت الشلة مرة أخرى الى أن جاء يوم وفتح هشام صديقنا الموضوع وهو شخص متدين لدرجة بسيطة وكنا فى شقة احدى زميلاتنا عندئذ لأخذ درس وكان الرعب يتملكنى من تغير حب اصحابى لى ولكنهم لم يوجهوا لى كلام مباشر فوجدت نفسى أقول لهم اننا نكره هذا الرجل وننتقد كلامه وكان من الأشياء التى ضايقتنى هو انى كذبت عليهم ولكنى شعرت بارتياح من ناحيتهم لردى هذا.

ولكن الغريب كان صديقنا عمر الذى لم يكن يعلم أى شىء عن الموضوع كله وكان عمر شابا مهذبا جدا وشهم ووسيم ولكنه لم يكن له أى اهتمام بالدين حتى الصلاه لم يكن يعرف لها طريقا أبدا لذا تعجبت جدا من اهتمامه بمعرفة الأمر وسؤال اصحابنا عنه باهتمام حتى وصفوا له كيفية مشاهدة تلك الفيديوهات على اليوتيوب -عندئذ نبت بداخلى أمل غريب فهذا هو عمر الذى طالما كنت أشعر باهتمامه الخاص بى وبنظراته الخاطفة التى يحاول اخفائها فهو شخص راقى جدا لم يحاول أبدا لفت التقرب منى أكثر من علاقة صداقتنا القوية لذا احترمته جدا فهو يشعر بشيئا ما ناحيتى ولكنه قد علم الحاجز الدينى بيننا لذا فانه يحاول قتل هذا الاحساس داخله.

اذن قد بدأ الأمل يدب فى فهذا هو عمر قد أخذ قرارا بمشاهدة فيديوهات أبونا زكريا التى كلما رأيتها قال أهلى “أى مسلم عاقل هيشوف الفيديوهات دى لازم يسيب الاسلام” -اذن هناك أمل فى أن يغير عمر دينه ويصبح على نفس دينى وخاصة أنه لا يعرف شيئا عن دينه حتى الصلاه لا يؤديها عندها لن يكون هناك حواجز بيننا ، عدت الى بيتى فى هذا اليوم وكان الأربعاء وعندنا الخميس والجمعة أجازة من الجامعة وكنت فى قمة الأحلام ظللت أحلم بان عمر أصبح مسيحى وترك أهله وجاء الى أبى وأن أبى ساعده وزوجنا لبعض وكنت فى قمة السعادة حتى توجهت الى يسوع وصليت لهذا الأمر طوال الليل .

وجاء يوم السبت ورأيته كان على غير عادته ولم يقف معنا سوى دقائق معدوده لكن فى اليوم التالى بدأت الأمور تسير طبيعية وكل شىء عادى فيما عادى تغير عظيم حدث فى حياه عمر لم أكن أتصورة - بدأ عمر يستأذن منا فى أوقات الصلاه ويذهب ليصلى فى جامع الجامعة واذا كان وقت الصلاه فى محاضرة فانه يشجع باقى زملائنا الأولاد على الذهاب بعد المحاضرة حتى يمكنهم أن يصلوا جماعة مع بعض وبدأ الاثنان فى التغير التام شيئا فشيئا وبالذات عمر الذى ربى ذقن خفيفة على وجهه لم تزده الا جاذبية وكانت مأساتى وصدمتى التى لم أكن أستطيع الاستفسار عنها ولا كيف حدثت كونى مسيحية ولايصح الخوض فى هذه الأمور الدينية.

لكن عرفت الحقيقة الغريبة فى يوم كانت تتحدث فيه 2 من صديقاتنا وأنا ثالثتهما فى هذا الموضوع وقالت احداهما للأخرى أنا سألت هشام عن سبب تغير عمر فقال لى زكريا بطرس -كان رد الثانية عليها كيف؟ وبمنتهى الدهشة -فقالت لها عندما كنا نتحدث عن هذا الرجل وسمعنا عمر وأرشدناه الى مكان الفيديوهات على يوتيوب فقد تفرج عليها وصدم فى البدايه وثار غيره على دينه وظل يبحث ويشاهد حتى وصل الى فيديوهات اسلامية ترد على أكاذيب هذا الرجل فظل يتابعها باهتمام ومرت الأيام وأصبح هذا الأمر هو شغله الشاغل الى أن بدأ يقرأ عن دينه الذى كان يهمله وانتقل اهتمامه من فيديوهات زكريا بطرس الى المواقع الاسلامية والوعظ والارشاد اللاسلامى حتى وصل به الحال الى ماهو عليه والعجيب أنه لم يتحول الى انسان معقد وثقيل الدم كما كنت أتخيل المتدينين المسلمين ولكنه ظل على ماهو عليه من خفة دم ولكن زادت ايجابياته واعظمها أنه يكرر دائما لكل واحد منا “مش عايزين نتكلم على حد النميمة حرام ”

كم كانت خيبتى وصدمتى ماهذا الدين الذى يقوى فى نفوس معتنقيه كلما هوجم وتم انتقاده -ماهذه اللعنة التى بددت الحلم الذى بدأ يدب فى نفسى -لماذا يحدث هذا ؟

هنا وقد بدأت قصتى عدت الى البيت وكلى غضب وعصبية ثم قررت أن أفتح الانترنت نعم أريد أن أشاهد تلك الردود الملعونة التى غيرت حياه هذا الانسان هكذا ما هذه المواقع الاسلامية التى يمكن أن تغير حياه شاب يعيش حياه بدون دين الا بالاسم فقط الى شاب متدين الدين هو أعظم مافى حياته.

دخلت عملت سيرش على اسم زكريا بطرس ووجدت عشرات الفيديوهات التى ترد على الأب زكريا فحاولت قراءه بعضها ولم تثيرنى فقد كنت مقتنعة تماما بما يقوله ولكن فى معظم تلك الردود كانت هناك أيات قرأنية كنت أحاول التركيز فيها لمعرفة ما فيها من رد على انتقاد الأب زكريا -وكان بداية الاحساس الغريب ان هذه الكلمات غريبة فعلا -كيف لرجل مثل محمد يصفه كل المسيحيين بالجهل والتخلف وأن كل همه الزواج فقط كيف له أن يؤلف هذة الكلمات الى أن وجدت أمامى فى الركن الأيمن من يوتيوب وهو خاص بالفيديوهات ذات الصلة بالفيديو الذى أشاهده ، أقول وجدت فيديو مكتوبا عليه معجزه فى القرأن فدخلت اليه بفضول وكانت الصدمه كان لدكتور مسلم يتكلم عن معجزات علمية اكتشفها العلم حديثا وذكرها القرأن منذ ألاف السنين ولم أهتم كثيرا ولكن لا أنكر وجود بعض الشك بداخلى لكن أيضا بجانب هذا الفيديو وجدت فيديوهات مشابهة كثيرة كلها تتحدث عن معجزات القرأن وأصبح هذه هى هوايتى الجديدة لمده أسبوعين أتعرض خلالهما لأقصى درجات الحيرة والقلق من كل ماتتخيل من فيديوهات شاهدتها من مناظرات عربية وأجنبية وللأسف فان أبسط مناظرة لأحمد ديدات كفيلة بنسف دينى لكن الحقيقة أننا لانثق فى كلام المسلمين ويتم تحذيرنا من مشاهدة تلك الأشياء.

الى أن جاء يوم ووقفت عند فيديو استفزنى جدا كان يسخر من الهى يسوع ويقال فيه كلام قذر عنه لم أتمالك نفسى فوضعت ردا فيه عتاب لواضع الفيديو وتحذير له من غضب وعقاب المسيح الى هنا كنت مسيحية عادية ليس عندى أى احتمال لغيير دينى الى أن رسالة واردة لى على اسمى فى اليوتيوب وكانت من أحد المشتركين وكان يرد على ردى الذى سبق وذكرته وكان كالتالى:

عزيزى “اسمى على يوتيوب لايوضح كونى بنت أو ولد” لك حق أن تغضب وأنا معك ومثلك غاضب من السخرية على السيد المسيح ولكن أرجوك ألا تقول مرة أخرى المسيح سينتقم منكم لأن الذى ينتقم ويسامح هو ربى وربك ورب المسيح ولعلمك نحن نحب المسيح أكثر منكم لأننا نحن الذين نطيعه ليس أنتم .

انتهت الرسالة وابتدأت معى رحلة جديدة فقد تهت فى هذه الكلمات الغريبة على أذنى ما هذا الذى قاله هل هو مسلم؟ مستحيل فانه يقول ربى وربك ورب المسيحى هل هو مسيحى من طائفة أخرى ؟ لا ان اسمه اسلامى -كل ما اعرفه أن رب المسلمين هو رب محمد الذى يسخر منهما أهلى دائما كيف يقول هذا الشخص أن ربنا وربه واحد ؟ ولكن هناك الأغرب انه يقول أنهم يحبون يسوع أكثر منا - ماهذا الجنون -لم أتمالك نفسى من الرد عليه فكان سؤالى له ماهذا الهراء الذى قلته وأكملت باقى استفسراتى.

لم يرد على يوما كاملا وجائنى الرد ثانى يوم مغيرا حياتى كلها: أولا بخصوص الله فان المسيح عليه السلام كان يدعو ربه ويصلى له ويصوم له وذكر لى أياتا من الانجيل تشهد بهذا وكانت كأنى أول مرة أسمعها أو قل أفهمها وأكمل كلامه قائلا ثم جاء سيدنا محمد بدين الاسلام ليكمل به المسيحية مؤكدا على نبوة المسيح ومؤكدا أنه أى محمد يعبد رب المسيح ورب موسى ورب كل الأنبياء اذن ياعزيزى ربنا وربكم واحد وهو رب عيسى ورب محمد -ثانيا بخصوص سؤالك الثانى فنعم نحن نحب عيسى أكثر منكم لأننا لم نصفه بالخروف بل عظمه القرأن ولكن الأهم أننا نطيعه بعكس ماتفعلون فقد دعا عيسى ربه ودعا الى وحدانيتة بدليل (الحياه الأبديه أن يعرفوك انت الاله الحقيقى ويسوع المسيح الذى أرسلته) اذن ياصديقى الحياه الأبدية فى انجيلك أن تقول لا اله الا الله المسيح رسول الله وهذا ما فعلناه نحن المسلمون اذن من منا يطيع يسوع أكثر ويحبه أكثر الذين التزموا بتعاليمة وبتعاليم من جاء بعده أم الذين اختلقوا عليه ألوهية لم ينسبها لنفسة فى أى موضع أو قول -ياصديقى لقد قرأت كتابكم المقدس وزادنى ايمانا بنبوه عيسى ووحدانيه الله عز وجل فكل كلمة نطقت من فمه فى الانجيل تشهد بنبوته وتكفر بألوهيته -ياصديقى لقد تبرأ يسوع من ذنبكم حينما قال لأحد الرجال يوما ما (لاتدعونى صالحا فليس هناك صالحا الا الله ) ومن هنا فقد أنكر عليه السلام أى علافة له بالألوهية بل لقد شهد بوحدانيه الخالق الذى ليس فيه أى شىء منه فقد نفى عن نفسه صفة الصلاح وألصقها بالله الواحد اذن أنا لست هو وهو ليس أنا. وفى النهاية دعا لى الله بالهداية

قال كلماته وتركنى أغرق فى بحور من الخيال والحيرة ظللت لمدة ساعة لا أفعل شيئا سوى التأمل فى رسالته وتقليبها يمينا وشمالا ثم بدأت أعود للانجيل كى أتأكد -نعم كل كلامه صح اذن كيف؟ انه نسف عقيدتى كلها فى دقائق -قلب حياتى رأسا على عقب فى عدة سطور والمصيبة أن مصدره هو كتابى نفسه لم يخترع ولم يكذب وكانت نهايتى كمسيحية مستقرة مع دينى وبدأت حياتى كتائهة.

كان خوفى من أهلى وأصدقائى المسيحيين وأقربائى عظيما من ان يشكون فى فخلقت ايميل جديد باسم وهمى ولجأت الى مواقع مسيحية مهمتها الرد على الأسئلة وأرسلت لهم كل ماقاله لى هذا الولد للسؤال عنه. وكان الرد مخذلا لايمكنه الوصول الى عقلى (ياابنتى ان المسيح هو الرب الذى تحمل الصلب والألام كيف يغفر لك ذنبك لا تشكى في الوهيته ابدا ومثل هذه النصائح التى بدأت أسئم من سماعها وجاء الرد على السؤال من كل المواقع تقريبا متشابها :ان المسيح كان له كيانين اللاهوت والناسوت فهو عندما قال كذا كان ناسوت وعندما قال أو فعل كذا كان لاهوت بالاضافة الى أن هناك موقعان كان ردهما ببعض الصلوات لى ونفس النصائح الخاصة بالمسيح وفى النهاية نصيحة بتجنب الحديث مع غير المسيحيين لرغبتهم فى تضليلنا.

كان رد فعلى حاسما ضربت بعرض الحائط كل تلك الهراءات وكل هؤلاء الأشخاص الذين بدأت أراهم برؤيا مختلفة تماما -ومر الوقت بى بطيئا حتى بداية 11/2007 عندما تغيرت حياتى وقبل هذا اليوم كنت أمارس حياتى مع أصدقائى بطريقة عادية بل قل أفضل من عادية فقد رفعت عن عينى اطار التخلف الذى كنت أضعه عليهم فأصبح الأمر بينى وبينهم متساوى الأن فأنا لا أعلم من منا الصح ومن الخطأ -وحتى هذا اليوم فقد كان كل ماهو يتعلق بالاسلام يشدنى أنظر للمسجد فى شارعنا وأقول فى نفسى أه لو أستطيع الدخول الى أعماقك وأعرف بماذا يشعرون عند الدخول اليك.

لن أطيل عليك حتى جاء اليوم المشهود فى بداية هذا الشهر حيث كنت عائدة من الجامعة وحدى وركبت تاكسى وكان يدير شريط قرأن لرجل صوته رائع وكم كنت مستمعة بسماعة ومحاولة التركيز فى كلامه بعكس ما كان يحدث قبلا حيث كنت ألعن الحظ الذى أوقعنى فى تاكسى يشغل القرأن -وجاءت اللحظة الحاسمة حيث ركب احد الشباب معنا فى الكرسى الأمامى ودار الحوار بينه وبين السائق عن اسم الشيخ فقل له فلان فرد عليه الشاب ان صوته رائع يهز القلب بالخشوع وقد وقعت على هذه الكلمات وقع من وجد ضالته فقد كان هذا التعبير هو بالضبط ما أشعر به شىء يهز قلبى من الداخل ثم جائت الأيه التى لن أنساها طيلة حياتى والتى بكى فيها المقرىء وهو يقرا (واذا سيق الذين أمنوا الى الجنه زمرا )[1] الى أخر الأيه حتى وجدتنى أبكى معه أبكى أملا فى أن أكون من هؤلاء الذين يساقوا الى الجنه وتستقبلهم الملائكة بالترحاب وأبكى خوفا من أن اكون من هؤلاء الذين يساقون الى النار.

ونزلت والله ماكنت أريد النزول حتى أظل أسمع القرأن وكان كل شىء داخلى مضطرب وكنت قد أصبحت انسانة اخرى ولاحظ اخى ووالدى على التغير قبل هذا اليوم بيومين فقررت أن اصرف شكهم عنى فقلت لهم انى ذاهبة الى درس الوعظ اليوم فى الكنيسة وفعلا ذهبت وأدركت يومها انى لم يعد لى حياه فى هذا الدين فقد كنت ساخطة على كل ماسمعت فى الكنيسة ولولا أدبى وخوفى من افتضاح امرى لقمت ورديت على أبونا بالردود الى سمعتها واللى ممكن تخليه واقف فى نص هدومه قدام الناس -المهم خرجت من الكنيسة قرفانة ومش قادرة اسمع صوت حد منهم

كنت من متابعتى للفيديوهات على اليوتيوب قد بدأت أتابع أسماء بعض الأشخاص الذين يضعون فيديوهات فى نفس المجال وكان منهم واحد كنت أحترمه جدا لأن أسلوبه راقى ويضع تعبيرات محترمة جدا على فيديوهاته فدخلت على قناته لأجد أنه واضع بروفيل لذيذ جدا يهدى فيه للاسلام بأسلوب راقى وكان قرارى السريع جدا بأن أرسل له رساله وشرحت له حالتى بدون تفاصيل طالبه منه أن يهدينى للاسلام وأن يذكر لى المواقع التى قد تساعدنى.

وكان الرد أسرع مما أتخيل بعد حوالى 45 دقيقة وكان مالم أتخيله فقد كان كلامه ساحرا وهذا نص كلامه ( أختى العزيزة انك لاتحتاجين هدايتى فمن أكون أنا وقد هداك الواحد القادر ان رسالتك تقودنى لأن أؤمن بأن الله عز وجل قد قادك الى طريق الايمان وان كنت انا شخصا مؤمنا قوى الايمان بحمد الله فانك أفضل منى لأنك تمشين فى طريق الاسلام والايمان برجليك وبارادتك وبتفكيرك وبحثك لكن أنا مسلم بميلادى فأكيد أنك أفضل -أما نصيحتى لك يا أختى كى تتغلبى على حيرتك فهى:حاولى التطهر بكامل جسدك وذلك بالاستحمام واعذرينى فان ايام الدورة الشهرية عند البنت ليس من الطهارة فى الاسلام فيجب الا تفعلى هذا الأمر الا بعد تمام الطهارة وبعد الاستحمام فعليك مهمة صعبة وصعوبتها فى التركيز حيث سأطلب منك أن تنسى أنك مسيحية وتنسى أنك تفكرى فى الاسلام وتنسى كل شىء وتتجهى الى الله الذى خلقك داعيه اياه -ياربى يامن خلقتنى أدعوك ياخالق هذا الكون وياخالق البشر وياخالقى أيا كنت أرجوك ياربى أن ترشدنى الى طريقك الذى ترضاه لى أرجوك ياربى أن تأخذ بيدى الى طريق الجنة ياربى انك رحيم عشمى فيك انك لن ترضى لى الضلال يارب ان كان دينى الذى انا عليه هو دينك الذى يرضيك فثبتنى عليه وان كان رضاك فى دين أخر وطريق أخر فارشدنى وخذ بيدى يارب الى الدين الذى ترضاه واجعله قدرى يارب وأدخلنى الجنه يارب فقد توكلت عليك وسلمتك أمرى أن ترشدنى اليها وعشمى فيك ياربى أنك لن تخذلنى)

انتهى الدعاء ولاتتخيلوا كم أعجبنى هذا الدعاء لأنه حيادى تماما ونفذت ما قاله تماما حتى اننى امسكت بالموبايل بعد أن كتبت الدعاء عليه فى الملف السرى حتى لايفضحنى أحد ومرت أول ليلة عادية ولكنى صممت على المعاودة فكررت نفس مافعلته بالأمس وعند الدعاء تذكرت كلام الرجل يجب على التركيز فعلا يجب أن أنسى أنى أخاطب يسوع أو حتى رب المسلمين أنا أخاطب الله الذى خلق الكون أيا كان فهو كيان لا صوره له فى خيالى ففعلت فعلا هذا الأمر ولن تتخيل حجم البكاء الذى بكيته عند دعائى وبالذات عند الكلمة التى قعدت أكررها عشرات المرات وأنا أبكى “مهما كنت يارب” والحمد لله أن لم يسمعنى أو يكشفنى أحد فقد كان الجميع نائما ولى غرفتى الخاصة كما أنى كنت أدعو وأنا فى السرير وغطاء السرير على وبقيت فى سريرى أفكر وأتخيل ماذا سيحدث وهل سيتجيب لى الله أم لا وهل أن هذا هو غضب يسوع على أن جعلنى محتارة هكذا حتى رحت فى نوم عميق وكانت الساعة بعد 2 صباحا تقريبا

وقد كانت أعظم معجزة فى حياتى بل أعظم معجزة حدثت لانسانة عادية مثلى على الاطلاق

وفى هذه الليلة حدثت المعجزة -تلك السيدة جارتنا التى توفت منذ حوالى 3 سنين وكانت امراه فى قمة الأخلاق والتدين ووجهها عليه ابتسامه من نور هذه السيده التى لم يستطع أحد أن يمنع محبتها من أن تتملك قلبه حتى أبى وأمى عند موتها قالا انها أكثر سيده مسلمة أحبناها فى حياتنا وأذكر عند ترحيبنا بها بعد عودتها من الحج وكانت قد تذكرت كل فرد من أسرتنا بهدية بسيطة فى ثمنها ولكنها غالية فى شعورنا بتذكرها لنا وفى هذا اليوم كان ابى وامى ينتاقشان فقالا بالذمة مش حرام واحدة زى دى تدخل النار عشان مسلمة ياريتها تفهم وعندها رفض عقلى أو قلبى أن يتخيل أن هذه السيده قد تكون فى النار يوما ما مستحيل فهى طيبة جدا ولا أستطيع أن أصف لك كم بكيت عند وفاتها وافتقدتها كثيرا.

ما علاقة كل هذا بهذه الليله -اسفه على التطويل ولكن كان على أن اشرح لك مكانة هذه السيده فى قلبى فقد كانت جزءا من المعجزة اذ أنى وأقسم لك بأن هذا حدث وبعد أن نمت بعد الثانية صباحا رايت حلما بان هذه السيده امامى على السرير وهى تبتسم نفس الابتسامى المنيرة وتقول لى باللفظ”يلا بينا يا … عشان ماتتاخريش ” وأقسم بالله وكأن يدها تربت على كتفى فصحوت من نومى فورا وجلست استعيد مارايت فاذا أنه بعد حوالى دقيقة اذا بأذان الفجر يهز كيانى وكأنه يأذن لى أنا وكان القرار لقد استجبت لى يارب اذن هو انت فعلا ربى ورب يسوع ورب محمد ورب البشرية كلها منذ بداية الخلق -اذن انت فعلا الله الرحيم الذى لم يقبل أن يخذلنى واستجاب لى فى أول دعاء أدعوك به -اذن هو الطريق الذى تهدينى اليه بان جعلتنى ارى هذا الحلم الذى يدعونى لطريقك بعد ان تاخرت عليه كثيرا.

وهنا أردت أن أصلى ولكنى لا أستطيع الصلاه أولا لأنى لا لأعرف كيفية الصلاه وثانيا أخاف من اكتشاف أمرى -فكل مافعلته أن ذهبت وغسلت وجهى ويدى وقدمى كما اسمع من المسلمين ثم وقفت لا أعرف ماذا أفعل ولا أين القبلة فوجهت وجهى الى ناحية الجامع و سجدت على الأرض كما يسجد المسلمون وظللت ساجدة فوق الربع ساعة أبكى بحرقة واشكر ربى وأقولها عشرات المرات أشهد أن لا اله الا الله وأن محمد رسول الله -كثيرا سمعتها وكنت اسخر منها واليوم أقولها وأشعر أنى أكثر من يؤمن بها.

الى هنا ابتدأت قصه عذاب جديدة فمن هذا اليوم أصبحت انسانة أخرى فى قمة التوازن النفسى وفى قمة الاستقرار والثبات الايمانى حتى أن هذا الشخص الذى كنت أحبه أصبحت لا أذكره ملأ حب الله والايمان به كل قلبى ولم يعد مكان لسواه. الا أنه تبقى المصيبة فى حياتى وهى عدم قدرتى الصلاه أو الصيام كباقى المسلمين ومصيبتى الكبرى أنى لو أظهرت اسلامى فسيكون مصيرى كمصير ماريان وتريز بنات الفيوم وهما محبوسين لحد النهاردة فى دير مسيحى ويلقون العذاب النفسى حتى يتم اجبارهم على الرجوع للمسيحية وفوق هذا كله قصه السيده المشهورة وفاء قسنطنطين. وهذه هى مصيبتى فانا اصبخت أحسد كل مسلمه خلقت مسلمة وتلقى الدعم من أهلها ومن مجتمعها للصلاه والصيام .تخيلوا بنت مسلمة مثلى كل أمنيتها فى الحياه أن تصلى كباقى المسلمين وللأسف لاتستطيع بل وتجبر على الذهاب الى الكنيسة والصلاه التى لا تقتنع بها ولا تطيقها.

رسالتى الى كل مسلم: سامحنى يا اخى فالحقيقة مرة دائما لاتظن يا أخى أنك ستدخل الجنة بصلاتك وصيامك و… طالما فى بلدك أناس مثلى ومثل ماريان وتريز ووفاء الذين قالوا انا مسلمون واستنجدوا بكم وخذلتموهم وتركتوهم للكنيسة تذيقهم العذاب ألوان حتى يعودوا مسيحيين -احترسوا فقد توحشت الكنيسة واليوم يخطفون بناتهم من أصول مسيحية لاعادتهم الى ملتهم ولكن غدا سيأتى الدور على بناتكم يا مسلمين وربما رجالكم فقد يجبرون على الدخول فى المسيحية رغما عنهم -كيف ستواجهون ربكم يامسلمين وأنتم 60 مليون وانتصر عليكم 10 ملايين وانتصروا عليكم فى ماذا فى دينكم -أي سنه رسول الله يا من نزلت بنفسك للحرب دفاعا عن دين الله ولم تخش على حياتك واليوم أتباعك يخافون من مجرد الاعتقال أو الدخول فى المشاكل -فهذه رسالتى لكم يامسلمين اعلموا أنى لست وحدى فمثلى كثيرين ولا أعلم هذا صراحة ولكنى على يقين باحساسى لأن هذا الدين قد فاض بنا الكيل منه ويابخت الأمريكيين الذين يدخلون الاسلام براحتهم ولا يستطيع حتى أهلهم معارضتهم - فعجبا للاسلام فى بلد المسيحيين يكرم ويصان وفى بلد الاسلام يهان ويذل.

اللهم خلصنى ومن مثلى من كربنا يارب وازقنى اليوم الذى انشر فيه اسلامى دون خوف على الملأ وأمارس تعاليمه علانيه دون خوف أو أذى وقرب لى هذا اليوم يارب.

[1] الآية 73 سورة الزمر وردت خطأ في الرسالة وصحتها { وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ }



****************



إنتهت رسالة الأخت الفاضلة والتي أشكرها على أنها شرفتني بإرسالها لي وإن كنت لا أوافقها على إختيارها لعنوان قصتها وهو “قصة بائسة”. فقد كان يمكنني أن أوافق على هذا العنوان لو إنتهت القصة بأنها لم تهتدي إلى الإسلام. أما بكونها مسلمة الآن، فتكفيها تلك النعمة - بالرغم من شعوري بمدى معاناتها - ولعلها تعي الآن جملة يرددها المسلمون كثيرا وهي “الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة”.

أختي في الإسلام، بالنسبة لمعاناتك فأسأل الله أن يلهمك الصبر عليها إلى أن يفرج الله كربك ويزيل همك. وأعلمي يا أختي الفاضلة أن هذا إبتلاء من الله عز وجل ليختبر مدى إيمانك وثباتك على الإسلام. ولذلك لا تيأسي ولا تضعفي وسيكون لك الثواب في الدنيا والآخرة بإذن الله.

أختي في الإسلام، سامحينا إذا كنا عاجزين عن مساعدتك في وضعك هذا وما هذا الوضع إلا نتيجة عدم تمسكنا بديننا. فلا تحزني يا أختي الفاضلة، فقد يكشف الله عنك إبتلاءه بلا مساعدة بشر قد قصروا حتى في مساعدة أنفسهم.

أختي في الإسلام، أبشري فأنتي الآن بلا ذنوب لأن الإسلام يجب ما قبله. فأنتي الآن أفضل من بعض مسلمي المولد الذين يقترفون المعاصي والذنوب؛ فلا تنسي إخوانك من المسلمين في دعائك.

إخواني في الإسلام، لقد وجهت لنا أختنا الفاضلة رسالة صادقة لا تحتاج إلى تعليق وأتمنى أن نستوعبها جميعا لأننا جميعا سنحاسب أمام الله على تقصيرنا هذا.

زكريا بطرس، أذكرك بحديث شريف وآيات من القرآن الكريم:

فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(َإِنّ الله يُؤَيّدُ هَذَا الدّينَ بِالرّجُلِ الْفَاجِرِ)

وقال الله في القرآن الكريم:

{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ } ( الأنفال 37 )

{ يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } (الصف 8 )



فكم من مسلم عاد إلى إسلامه بسبب كذبك وإفتراءك على الإسلام يا زكريا بطرس؟!

أنا عن نفسي أعرف الكثيرين…

وكم من نصراني إعتنق الإسلام ـ ولو سرا ـ بعدما إكتشف تدليسك وكنت سببا في بحثه عن الحق؟

الأخت الفاضلة صاحبة الرسالة مثال على ذلك وأعتقد أن هناك كثيرين غيرها…

ولذلك لا أبالغ إذا قلت أنك فاجر هذا العصر الذي بسببه تمسك كثير من المسلمين بإسلامهم ودرسوه وأقبلوا على عرضه على النصارى وقبله الكثيرون منهم.

أخيرا، أطلب من الأخوة المسلمين ألا ينسوا أختنا الفاضلة ومن في مثل حالها في دعائهم بأن يكشف عنهم البلاء وأن يثبتهم على الإسلام وأن يجزيهم خيرا في الدنيا والآخرة

غير معرف يقول...

عيسى عليه السلام والناموس (الشريعة):
كان عيسى يعمل بناموس موسى عليهما السلام ، وكان اليهود يستفتونه ويختبرونه فى الناموس ، بل كان يُعلِّم أتباع موسى عليه السلام الناموس داخل معبدهم ، فقد كان هو الذى يقوم بتدريس التوراة لليهود كافة من رؤساء الكهنة والكتبة والفريسيين إلى عامة الشعب. فمن المستحيل أن يأتى بدين جديد ، ثم يذهب إلى أماكن العبادة الخاصة بأتباع دين آخر لينشر دعوته هناك.
ألم يأمر من سأله عما يفعل ليرث الخلود فى الجنَّةU بالإلتزام بالناموس قائلاً:
(34أَمَّا الْفَرِّيسِيُّونَ فَلَمَّا سَمِعُوا أَنَّهُ أَبْكَمَ الصَّدُّوقِيِّينَ اجْتَمَعُوا مَعاً 35وَسَأَلَهُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَهُوَ نَامُوسِيٌّ لِيُجَرِّبَهُ: 36«يَا مُعَلِّمُ أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ الْعُظْمَى فِي النَّامُوسِ؟» 37فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. 38هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى وَالْعُظْمَى. 39وَالثَّانِيَةُ مِثْلُهَا: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. 40بِهَاتَيْنِ الْوَصِيَّتَيْنِ يَتَعَلَّقُ النَّامُوسُ كُلُّهُ وَالأَنْبِيَاءُ».) متى 22: 34-40
وها هو هنا يشتمU الكتبة والفريسيين ويتهمهم بالنفاق والرياء دفاعاً عن الناموس:
(23وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ: الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ. كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هَذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ.) متى 23: 23
وكان يُعلِّم جميع الشعب اليهودىU الشريعة والناموس ، إذ لا يُعقل أن يأتى صاحب ديانة أخرى ويدرسها فى مكان العبادة الخاصة بطائفة أخرى غير طائفته:
(2ثُمَّ حَضَرَ أَيْضاً إِلَى الْهَيْكَلِ فِي الصُّبْحِ وَجَاءَ إِلَيْهِ جَمِيعُ الشَّعْبِ فَجَلَسَ يُعَلِّمُهُمْ. 3وَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ امْرَأَةً أُمْسِكَتْ فِي زِناً. وَلَمَّا أَقَامُوهَا فِي الْوَسَطِ 4قَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ هَذِهِ الْمَرْأَةُ أُمْسِكَتْ وَهِيَ تَزْنِي فِي ذَاتِ الْفِعْلِ 5وَمُوسَى فِي النَّامُوسِ أَوْصَانَا أَنَّ مِثْلَ هَذِهِ تُرْجَمُ. فَمَاذَا تَقُولُ أَنْتَ؟» 6قَالُوا هَذَا لِيُجَرِّبُوهُ لِكَيْ يَكُونَ لَهُمْ مَا يَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ.) يوحنا 8: 2-6
ولم يجدوا ما يتهمونه به ، إذاً فقد كان حافظاً للناموس متبعاً له.
وكذلك التزمت أمه مريم البتول بالناموس:U
(22وَلَمَّا تَمَّتْ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا حَسَبَ شَرِيعَةِ مُوسَى صَعِدُوا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيُقَدِّمُوهُ لِلرَّبِّ 23كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ: أَنَّ كُلَّ ذَكَرٍ فَاتِحَ رَحِمٍ يُدْعَى قُدُّوساً لِلرَّبِّ. 24وَلِكَيْ يُقَدِّمُوا ذَبِيحَةً كَمَا قِيلَ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ زَوْجَ يَمَامٍ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ.) لوقا 2: 22-24
وأمر من أتى ليجربه أنU يتبع ما هو مكتوب فى الناموس:
(25وَإِذَا نَامُوسِيٌّ قَامَ يُجَرِّبُهُ قَائِلاً: «يَا مُعَلِّمُ مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» 26فَقَالَ لَهُ: «مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي النَّامُوسِ. كَيْفَ تَقْرَأُ؟» 27فَأَجَابَ: «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ». 28فَقَالَ لَهُ: «بِالصَّوَابِ أَجَبْتَ. اِفْعَلْ هَذَا فَتَحْيَا».) لوقا 10: 25-28
وأمر الرجل الأبرص أن يتطهَّر على شريعةU موسى:
(12وَكَانَ فِي إِحْدَى الْمُدُنِ. فَإِذَا رَجُلٌ مَمْلُوءٌ بَرَصاً. فَلَمَّا رَأَى يَسُوعَ خَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَطَلَبَ إِلَيْهِ قَائِلاً: «يَا سَيِّدُ إِنْ أَرَدْتَ تَقْدِرْ أَنْ تُطَهِّرَنِي». 13فَمَدَّ يَدَهُ وَلَمَسَهُ قَائِلاً: «أُرِيدُ فَاطْهُرْ». وَلِلْوَقْتِ ذَهَبَ عَنْهُ الْبَرَصُ. 14فَأَوْصَاهُ أَنْ لاَ يَقُولَ لأَحَدٍ. بَلِ «امْضِ وَأَرِ نَفْسَكَ لِلْكَاهِنِ وَقَدِّمْ عَنْ تَطْهِيرِكَ كَمَا أَمَرَ مُوسَى شَهَادَةً لَهُمْ») لوقا 5: 12-14
وأكد صراحة أنه لم يأت إلا متبعاً للناموس:U
(17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 17-19
يقول كتاب التفسير الحديث للكتاب المقدس (إنجيل متى) بقلم ر. ت. فرانس (صفحة 117): إن معنى كلمة plerosia (يكمل) الناموس أى (أنجز أو حقق أو أطاع أو أظهر المعنى الكامل للناموس. ومعنى ذلك أن عيسى عليه السلام لم يأت بتشريع جديد ، وأنه جاء مفسراً للناموس ، شارحاً له ، متبعاً تعاليمه ، مطيعاً لها.
وقال يعقوب رئيس الحواريين من بعده:U
(10لأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِماً فِي الْكُلِّ. 11لأَنَّ الَّذِي قَالَ: «لاَ تَزْنِ» قَالَ أَيْضاً: «لاَ تَقْتُلْ». فَإِنْ لَمْ تَزْنِ وَلَكِنْ قَتَلْتَ، فَقَدْ صِرْتَ مُتَعَدِّياً النَّامُوسَ.) يعقوب 2: 10-11
كذلك لفظ معلم الذى كان ينادى به ، وطالبU أتباعه أن يُنادوه به فهو نفس اللفظ الذى اتخذه أبناء هارون بنى لاوى ، الذين كانوا مخصصين لتدريس الدين ولشرح العقيدة فى المعبد. فهو إذن كان ملتزم بالناموس والشريعة لأنه كان شارحاً لها: (8وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلاَ تُدْعَوْا سَيِّدِي لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ وَأَنْتُمْ جَمِيعاً إِخْوَةٌ. 9وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَباً عَلَى الأَرْضِ لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 10وَلاَ تُدْعَوْا مُعَلِّمِينَ لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ.) متى 23: 8-10
كذلك قميصه غير المخاط المذكور عند يوحنا لم يكن يلبسه إلا الكهنةU اللاويّون الذين كانوا يدرسون الشريعة والناموس فى المعبد:
(23ثُمَّ إِنَّ الْعَسْكَرَ لَمَّا كَانُوا قَدْ صَلَبُوا يَسُوعَ أَخَذُوا ثِيَابَهُ وَجَعَلُوهَا أَرْبَعَةَ أَقْسَامٍ لِكُلِّ عَسْكَرِيٍّ قِسْماً. وَأَخَذُوا الْقَمِيصَ أَيْضاً. وَكَانَ الْقَمِيصُ بِغَيْرِ خِيَاطَةٍ مَنْسُوجاً كُلُّهُ مِنْ فَوْقُ.) يوحنا 19: 23
وكذلك مناداة مريم له بكلمة (ربونى) ، فلم يأخذ هذا الإسم إلاU اللاويون:
(16قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا مَرْيَمُ!» فَالْتَفَتَتْ تِلْكَ وَقَالَتْ لَهُ: «رَبُّونِي» الَّذِي تَفْسِيرُهُ يَا مُعَلِّمُ.) يوحنا 20: 16
بل لعن من لا يفهم الناموس:U
(49وَلَكِنَّ هَذَا الشَّعْبَ الَّذِي لاَ يَفْهَمُ النَّامُوسَ هُوَ مَلْعُونٌ».) يوحنا 7: 49
ألم يسأله أحدU الناس أن يُقسِّم الميراث بينه وبين أخيه (تبعاً للشريعة الموسوية)؟
ألمU يطالبه اليهود برجم المرأة (تبعاً للشريعة الموسوية) التى ادعوا عليها الزنى؟
ألم يحتفل عيسى عليه السلام بعيد الفصح (تبعاً للشريعةU الموسوية)؟
ملاك الرب يسب امرأةويسميها (الشرّ):
(وَكَانَتِ امْرَأَةٌ جَالِسَةٌ فِي وَسَطِ الإِيفَةِ. 8فَقَالَ: [هَذِهِ هِيَ الشَّرُّ]. فَطَرَحَهَا إِلَى وَسَطِ الإِيفَةِ وَطَرَحَ ثِقْلَ الرَّصَاصِ عَلَى فَمِهَا.) زكريا 5: 8
من البديهى أن ملاك الرب لا يتحرك بدافع من نفسه ، بل هو رسول من عند الله ، ينفذ رغبة الله ، ويبلغ رسالته. فتُرى مَن الذى أرسل ملاك الرب ليصف المرأة بالشر نفسه؟ وهل بعد ذلك تبقى للمرأة كرامة إذا كان رب العزِّة سبها ووصفها بالشر نفسه؟ وماذا تنتظر من عباد الله المؤمنين أن يكون موقفهم حيال المرأة التى وصفها الرب وملاكه بالشر ، كما وصفها الكتاب من بعد أنه سبب الخطية ، وسبب خروج البشر من الجنة ، وسبب شقاء البشرية جمعاء ، وحليف الشيطان الأول ضد البشرية ، وسبب قتل الإله؟
(كما خدعت الحيَّةُ حواءَ بمكرها) كورنثوس الثانية 11: 3
(وآدم لم يُغْوَ لكنَّ المرأة أُغوِيَت فحصلت فى التعدى) تيموثاوس الأولى 2: 14
(بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 12
(18فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ) رومية 5: 18
(وَطَرَحَ ثِقْلَ الرَّصَاصِ عَلَى فَمِهَا) هكذا يعذِّب الرب المرأة ، فقط لأنها أنثى! يا لها من دعوة لاحترام المرأة ، ودورها فى الحياة!
الكتاب المقدس يفرض على المرأة أن تتزوج أخى زوجها إذا مات زوجها وتُكتب الأولاد باسم أخى زوجها:
(5«إِذَا سَكَنَ إِخْوَةٌ مَعاً وَمَاتَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَليْسَ لهُ ابْنٌ فَلا تَصِرِ امْرَأَةُ المَيِّتِ إِلى خَارِجٍ لِرَجُلٍ أَجْنَبِيٍّ. أَخُو زَوْجِهَا يَدْخُلُ عَليْهَا وَيَتَّخِذُهَا لِنَفْسِهِ زَوْجَةً وَيَقُومُ لهَا بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ. 6وَالبِكْرُ الذِي تَلِدُهُ يَقُومُ بِاسْمِ أَخِيهِ المَيِّتِ لِئَلا يُمْحَى اسْمُهُ مِنْ إِسْرَائِيل. 7«وَإِنْ لمْ يَرْضَ الرَّجُلُ أَنْ يَأْخُذَ امْرَأَةَ أَخِيهِ تَصْعَدُ امْرَأَةُ أَخِيهِ إِلى البَابِ إِلى الشُّيُوخِ وَتَقُولُ: قَدْ أَبَى أَخُو زَوْجِي أَنْ يُقِيمَ لأَخِيهِ اسْماً فِي إِسْرَائِيل. لمْ يَشَأْ أَنْ يَقُومَ لِي بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ. 8فَيَدْعُوهُ شُيُوخُ مَدِينَتِهِ وَيَتَكَلمُونَ مَعَهُ. فَإِنْ أَصَرَّ وَقَال: لا أَرْضَى أَنْ أَتَّخِذَهَا 9تَتَقَدَّمُ امْرَأَةُ أَخِيهِ إِليْهِ أَمَامَ أَعْيُنِ الشُّيُوخِ وَتَخْلعُ نَعْلهُ مِنْ رِجْلِهِ وَتَبْصُقُ فِي وَجْهِهِ وَتَقُولُ: هَكَذَا يُفْعَلُ بِالرَّجُلِ الذِي لا يَبْنِي بَيْتَ أَخِيهِ. 10فَيُدْعَى اسْمُهُ فِي إِسْرَائِيل «بَيْتَ مَخْلُوعِ النَّعْلِ».) (تثنية 25: 5-10)
وبسبب كل هذه النصوص ، وهذا الفهم الخاطىء، اعتبروا المرأة مسئولة عن هذا كله، فلولا المرأة ماخرج آدم من الجنة ، فقرروا:
أن الزواج دنس يجبç الابتعاد عنه
وأن الأعزب أكرم عند الله من المتزوجç
وأن السمو فى علاقةç الإنسان بربه لا يتحقق إلا بالبعد عن الزواج.
وأن الحمل والولادة ، والشهوة ،ç واشتياق الرجل لإمرأته ، واشتياق المرأة لزوجها من الآثام، التى جلبت على المرأة الويل والعار على مدى التاريخ كله ، وهى عقوبة الرب لحواء على خطيئتها الأزلية.
وأعلنوا أنها باب الشيطان.ç
لذلك سأهتم هنا بذكر ما يتعلق بالجنس والمرأة والزواج بين آباء الكنيسة ومفكرى الغرب المتأثرين بتعاليم الكتاب المقدس والكنيسة:
فبالنسبة للجسد:
كان الجسد شراً ، فقد كان القديس امبروز (أسقف ميلانو فى القرن الرابع) يعظ فى أمر الروح كنقيض للجسد الذى هو شر. ولقد كانت تلك الفكرة مصدر إلهام لتلميذه الكبير القديس أوغسطين ، الذى أصبح فيما بعد أسقفاً لمدينة هبو فى شمال أفريقيا. فلقد كتب امبروز يقول: (فكر فى الروح بعد أن تكون قد تحررت من الجسد ، ونبذت الانغماس فى الشهوات ومتع اللذات الجسدية ، وتخلصت من اهتمامها بهذه الحياة الدنيوية).
فالنسبة لأمبروز كان الجسد مجرد خرقة بالية ملطخة بالأقذار ، تُطرَح جانباً عندما يتحد الانسان بالله الروحانى بالكلية. لقد كان أوغسطين يردد هذه الفكرة باستمرار ، فكم صلى قائلاً: (آه! خذ منى هذا الجسد ، وعندئذ أبارك الرب).
وفى سير حياة القديسين المسيحيين الكبار نجد مثل هذا الارتياب فى الجسد. لقد اعتاد فرانسيس الأسيزى أن ينادى جسده قائلاً: (أخى الحمار)! كما لو كان الجسد مجرد بهيمة غبية شهوانية ، تستخدم لحمل الأثقال ، وكثيرا ما كان القديسون يتعهدون أجسادهم باعتداء يومى من أجل إماتتها بالتعذيب الذاتى بطرق تقشعر من هولها
الأبدان. (تعدد نساء الأنبياء ومكانة المرأة ص 225)
ومن الرهبان من قضى حياته عارياً ، ومنهم من كان يمشى على يديه ورجليه كالأنعام ، ومنهم من كان يعتبر طهارة الجسم منافية لطهارة الروح. وكان أتقى الرهبان عندهم أكثرهم نجاسة وقذارة. حتى أن أحدهم يتباهى بأنه لم يقترف إثم غسل الرجلين طول عمره. وآخر يقسم أن الماء لم يمس وجهه ولا يديه ولا رجليه مدى خمسين عاماً ، وكان الكثير منهم لا يسكنون إلا فى المقابر والآبار المنزوحة والمغارات والكهوف.
وقد روى بعض المؤرخين من ذلك العجائب:
فذكروا أن الراهب (مكاريوس) نام فى مستنقع آسن ستة أشهر ، ليعرض جسمه للدغ البعوض والذباب والحشرات ، وكان يحمل دائماً قنطاراً من الحديد.
وكان آخر يحمل قنطارين من الحديد ، وهو مقيم فى بئر مهجورة مدة ثلاثة أعوام قائماً على رجل واحدة ، فإذا أنهكه التعب أسند ظهره إلى صخرة. (نقلاً عن معاول الهدم والتدمير فى النصرانية والتبشير صفحة 71-72)
لا بد أن تتخلص المرأة فى المسيحية من أنوثتها ليتم خلاصها فى الآخرة:
يقول اللواء أحمد عبد الوهاب: (على الرغم من أن الكنيسة فى الغرب قد لا تسمح لعذاراها بالقيام بأعمال الرجال ، فقد كان اللاهوتيون واضحين فى أن العذراء البتول قد أصبحت رجلاً شرفياً. لقد كتب جيروم يقول: "بما أن المرأة خُلِقَت للولادة والأطفال ، فهى تختلف عن الرجل ، كما يختلف الجسد عن الروح. ولكن عندما ترغب المرأة فى خدمة المسيح أكثر من العالم ، فعندئذ سوف تكف عن أن تكون امرأة ، وستسمى رجلاً" (تعليق جيروم على رسالة بولس إلى أهل أفسس)
وقد قرأنا أيضاً ما قاله القديس امبروز (أسقف ميلانو فى القرن الرابع) فهو يعتبر أن (الروح نقيض للجسد) وأن (الجسد شر).
ويطالب امبروز بالتخلص من الجسد لسمو الروح: (فكر فى الروح بعد أن تكون قد تحررت من الجسد).
الأمر الذى جعلهم يتخلصون من المرأة ، لأنها الجسد الشرير ، ومصدر متاعب الحياة وغضب الرب: لذلك "تشكل مجلس اجتماعى فى بريطانيا فى عام 1500 لتعذيب النساء ، وابتدع وسائل جديدة لتعذيبهن ، وقد أحرق الألاف منهن أحياء ، وكانوا يصبون الزيت المغلى على أجسامهن لمجرد التسلية "
ولذلك: (ظلت النساء طبقاً للقانون الإنجليزى العام ـ حتى منتصف القرن التاسع عشر تقريباً ـ غير معدودات من "الأشخاص" أو "المواطنين" ، الذين اصطلح القانون على تسميتهم بهذا الاسم ، لذلك لم يكن لهن حقوق شخصية ، ولا حق فى الأموال التى يكتسبنها ، ولا حق فى ملكية شىء حتى الملابس التى كنَّ يلبسنها.)
ولذلك: (نص القانون المدنى الفرنسى (بعد الثورة الفرنسية) على أن القاصرين هم الصبى والمجنون والمرأة ، حتى عُدِّلَ عام 1938 ، ولا تزال فيه بعض القيود على تصرفات المرأة المتزوجة.) (عودة الحجاب الجزء الثانى ص 46)
ولذلك: كان شائعاً فى بريطانيا حتى نهاية القرن العاشر قانون يعطى الزوج حق بيع زوجته وإعارتها بل وفى قتلها إذا أصيبت بمرض عضال"
ولذلك: (إن القانون الإنجليزى عام 1801 م وحتى عام 1805 حدد ثمن الزوجة بستة بنسات بشرط أن يتم البيع بموافقة الزوجة)
لذلك: أعلن البابا (اينوسنسيوس الثامن) فى براءة (1484) أن الكائن البشرى والمرأة يبدوان نقيضين عنيدين "
لذلك: قال شوبنهاور (المرأة حيوان ، يجب أن يضربه الرجل ويطعمه ويسجنه)
لذلك قال لوثر: (المرأة كمسمار يُدَّق فى الحائط)
لذلك قال أرسطو: (الذكر هو الأنموذج أو المعيار ، وكل امرأة إنما هى رجل معيب)
لذلك قال الفيلسوف نتشه: (إنها ليست أهلاً للصداقة ، فما هى إلا هرَّة ، وقد تكون عصفوراً ، وإذا هى ارتقت أصبحت بقرة ـ وقلب المرأة عنده مكمن الشر ، وهى لغز يصعب حله ، ويُنصَحُ الرجل بألا ينسى السوط إذا ذهب إلى النساء).
لذلك قال لوثر: (إذا تعبت النساء ، أو حتى ماتت ، فكل ذلك لا يهم ، دعهن يمتن
فى عملية الولادة ، فلقد خلقن من أجل ذلك) (تعدد نساء الأنبياء ص 235)
لذلك قال جيروم ممتهنا المرأة وحقوقها: (إذا امتنعنا عن الاتصال الجنسى فإننا نكرم زوجاتنا ، أما إذا لم نمتنع: حسناً فما هو نقيض التكريم سوى الإهانة)
ومن عجب العجاب أن تسمع لليوم عن رجال فى أمريكا وفرنسا يقومون بتبادل الزوجات ، كما لو كانت المرأة عندهم من الدواب!
وبالنسبة للجنس:
تقول الكاتبة كارين أرمسترونج: (فى القرن الثالث عشر الميلادى قال الفيلسوف اللاهوتى القديس توما الاكوينى ، الذى ساد الفكر الكاثوليكى حتى عهد قريب ، أن الجنس كان دائماً شراً .. .. وعلى أى حال ، فإن هذا الموقف السلبى لم يكن محصوراً فى الكاثوليك ، فلقد كان لوثر وكالفين متأثرين إلى أقصى حد بآراء أوغسطين ، وحملا مواقفه السلبية تجاه الجنس والزواج إلى قلب حركة الإصلاح الدينى مباشرة. لقد كره لوثر الجنس بشكل خاص ، على الرغم من أنه قد تزوج ومحا البتولية فى حركته المسيحية. لقد كان يرى أن كل ما يستطيع الزواج عمله هو أن يقدم علاجاً متواضعاً لشهوة الانسان التى لا يمكن السيطرة عليها. فكم صرخ قائلاً: (كم هو شىء مرعب وأحمق تلك الخطيئة! إن الشهوة هى الشىء الوحيد الذى لا يمكن شفاؤه بأى دواء ، ولو كان حتى الزواج الذى رُسِمِ لنا خصيصاً من أجل هذه النقيصة التى تكمن فى طبيعتنا.) (تعدد نساء الأنبياء ومكانة المرأة ص 226)
(لقد سلم أوغسطين [القرن الرابع الميلادى] إلى الغرب تراث الخوف من الخطيئة ، كقوة لا يمكن السيطرة عليها ، فهناك فى لب كل تشكيل للعقيدة ، توجد المرأة حواء ، سبب كل هذه التعاسة ، وكل هذا الثقل من الذنب والشر ، وكل الانغماس البشرى فى الخطيئة. لقد ارتبطت الخطيئة والجنس والمرأة معاً فى ثالوث غير مقدس. فبالنسبة لذكر متبتل مثل أوغسطين ، لا يمكن فصل هذه العناصر الثلاثة. وفى الغرب بقيت المرأة هى حواء إلى الأبد ، هى إغراء الرجل إلى قدره المشئوم. بل إن إنجاب الأولاد الذى تعتبره ثقافات أخرى فخر المرأة الرئيسى وينبوع القدرات التى تمتلكها ، نجده فى المسيحية قد غلفه الشر باعتباره الوسيلة التى تنتقل بها الخطيئة)
(ويقول القديس جيروم: (إذا امتنعنا عن الاتصال الجنسى ، فإننا نكرم زوجاتنا. أما إذا لم نمتنع: حسناً! فما هو نقيض التكريم سوى الإهانة)
وتواصل الراهبة كارين أرمسترونج: (إن المسيحية خلقت أتعس جو جنسى فى أوروبا وأمريكا بدرجة قد تصيب بالدهشة كلا من يسوع والقديس بولس. ومن الواضح كيف كان لهذا تأثيره على النساء. فبالنسبة لأوغسطين الذى كان يناضل من أجل البتولية ، كانت النساء تعنى مجرد اغراء يريد أن يوقعه فى شرك ، بعيداً عن الأمان والإماتة المقدسة لشهوته الجنسية. أما كون العصاب الجنسى للمسيحية قد أثر بعمق فى وضع النساء ، فهذا ما يُرى بوضوح من حقيقة أن النساء اللاتى التحقن بالجماعات الهرطيقية المعادية للجنس ، وصرن بتولات ، قد تمتعن بمكانة واحترام كان من المستحيل أن يحظين بهما فى ظل المسيحية التقليدية)
(لقد كانت المسيحية مشغولة طيلة مئات السنين بجعل النساء يخجلن من أمورهن الجنسية ، ولقد عرفت النساء جيداً كما قال أوغسطين ولوثر قبل عدة قرون ، أن تشريع الزواج كان مجرد دواء ضعيف المفعول لمعالجة شرور الجنس)
(لقد كان يُنظر إلى جسد المرأة باشمئزاز على نحو خاص ، كما كان مصدر إرباك لآباء الكنيسة أن يسوع ولد من امرأة. فكم ضغطوا بشدة فى موعظة تلو موعظة ، وفى رسالة تلو رسالة على أن مريم بقيت عذراء ، ليس فقط قبل ميلاد المسيح بل وبعده أيضاً ....)
لقد كتب أودو الكانى فى القرن الثانى عشر: (إن معانقة امرأة تعنى معانقة كيس من الزبالة).
لقد كانت الأحشاء الخفية للمرأة ، والتى تتسم بالقذارة ، مع رحمها الذى لا يشبع ، موضع استقذار وفحش بشكل خاص. وكان الآباء راغبين فى التأكيد على أن يسوع لم يكن له إلا أقل القليل من الاتصال بذلك الجسد البغيض)
(ولقد كتب أسقف فرنسى عاش فى القرن الثانى عشر: أن كل النساء بلا استثناء مومسات ، وهن مثل حواء سبب كل الشرور فى العالم)
وقال الراهب البنديكتى برنار دى موريكس دون مواربة فى أشعاره: إنه لا توجد امرأة طيبة على وجه الأرض)
وقال الراهب الانجليزى اسكندر نكهام: (أنه نظراً لأن المرأة لا تشبع جنسيا ، فإنها غالبا ما تصطاد بائساً حقيراً لينام معها فى فراشها ليشبع نهمها إذا كان زوجها غير موجود فى لحظة شبقها. ونتيجة لذلك كان على الأزواج أن يربوا أطفالاً ليسوا أولادهم)
وقال القديس ترتوليان: (إن المرأة مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان ، ناقضة لنواميس الله ، مشوهة للرجل)
اغتيال شخصية المرأة:
فقد عانت المرأة الويلات من جراء أقوال بولس هذه وغيرها لمدة قرون من الزمان، فقد اعتبر رجال هذا الدين المنسوب للمسيح "أن المرأة دنس يجب الإبتعاد عنه، وأن جمالها سلاح إبليس.
وحرص آباء الكنيسة على التوكيد على أن المرأة مصدر الخطيئة والشر فى هذا العالم، ومن ثم يجب قهرها إلى أقصى حد واستهلاكها نفسيا تحت وطأة الشعور بالخزى والعار من طبيعتها وكيانها البشرى.
وهذا الإعتقاد تسرب إلى النصرانية من بين معتقدات وعادات كثيرة انتقلت إليها من الديانات الوثنية القديمة، التى كانت تعتبر المرأة تجسيداً للأرواح الخبيثة، والتى كانت متفقة على تحقير النساء وإذلالهن، بل وإبادتهن بأفظع الطرق والوسائل الوحشية، ومن بينها إلزام المرأة التى يموت زوجها أن تحرق نفسها بعد موته وإحراق جثته مباشرة "
يقول كارل هاينتس ديشنر فى كتابه (الصليب ذو الكنيسة ـ قصة الحياة الجنسية للمسيحية) فى الفصل التاسع عشر ص 230:
(قال سيمون دى بوفوارSimone de Beauvoir : لقد أسهمت العقيدة النصرانية فى اضطهاد المرأة ولم تقم بدور بسيط فى هذا)
كما قال ماركوس Marcuse : (إن فكرة أن تكون المرأة حاملة للخطيئة الأزلية ، والتى تتعلق بها عقائد الديانة النصرانية تعلقاً لا تكاد تنفك منه أبداً ، هى التى أثرت أسوأ تأثيراً على الناحية الإجتماعية والقانونية للمرأة)
وقال دينس ديديروت Denis Diderot: (إن فى كل عادات وتقاليد الحياة اتحد بطش القانون الشعبى مع بطش الطبيعة ضد المرأة ، فقد عوملت المرأة فى ظل هذه القوانين ككائن فقد عقله)
لقد صنع تاريخ المرأة رجال كانوا يتخذون المرأة عدوا لهم منذ العصور الأولى للبابوية. وكان الرجل يعتبرها فى العصور المنصرمة للإمبراطورية الرومانية كأحد مواشيه ، وله أن يتصرف فيها بالبيع أو القتل إن شاء. ولو قتل ابنة رجل آخر أسلم لهم ابنته فيقتلونها أو يبيعونها أو يتملكونها فلهم الحرية فى ذلك.
وقد ساد الرجل المرأة فى عصر الجيرمان ، وسُمِحَ له أن يؤدب زوجته بالضرب كما سُمِحَ له بقتل زوجته إذا خانته دون وقوع أدنى عقوبة عليه.
كما كانت مخلوق ثانوى وشريكة للشيطان فى الخطيئة الأزلية، وهذا يجعلها تأتى دائما فى المرتبة الثانية بعد الرجل حتى على المستوى الكنسى.
فأهل الكتاب يرون أن المرأة هى ينبوع المعاصى ، وأصل السيئة والفجور ، ويرى أن المرأة للرجل باب من أبواب جهنم من حيث هى مصدر تحركه وحمله على الآثام ، ومنها انبجست عيون المصائب على الإنسانية جمعاء.
لذلك اغتنموا كل فرصة تتعلق بالمرأة لبث روح الاحباط فيها ، ولو كانت تتعلق بزى ترتديه. فقد متب ترتليان فى القرن الثالث رسالة تعالج زى المرأة ، قال فيها: (لقد كان حريا بها [بالمرأة] أن تخرج فى زى حقير ، وتسير مثل حواء ، ترثى لحالها ، نادمة على ما كان ، حتى يكون زيها الذى يتسم بالحزن ، مكفراً عما ورثته من حواء: العار ، وأقصد بذلك الخطيئة الأولى ، ثم الخزى من الهلاك الأبدى للانسانية. فلقد قال الرب للمرأة: («تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ».) تكوين 3: 16 ألستن تعلمن أن كل واحدة منكن هى حواء؟)
لذلك قال القديس برنارد الذى فعل كل ما استطاع لنشر عبادة العذراء فى الكنيسة عن أخته بعد زيارتها إياه فى الدير الذى يقيم فيه مرتدية زياً جديداً: (مومس قذرة ، وكتلة من الروث)
مجمع باكون
وفى القرن الخامس الميلادى اجتمع مجمع باكون وكانوا يتباحثون: (هل المرأة جثمان بحت أم هى جسد ذو روح يُناط به الخلاص والهلاك؟) وقرر أن المرأة خالية من الروح الناجية ، التى تنجيها من جهنم ، وليس هناك استثناء بين جميع بنات حواء من هذه الوصمة إلا مريم عليها السلام:
كما قرر مجمع آخر، أن المرأة حيوان نجس ، يجب الأبتعاد عنه ، وأنه لاروح لها ولا خلود ، ولاتُلقن مبادئ الدين لأنها لاتقبل عبادتها ، ولاتدخل الجنة ، والملكوت ، ولكن يجب عليها الخدمة والعبادة، وأن يكمم فمها كالبعير، أو كالكلب العقور، لمنعها من الضحك ومن الكلام لأنها أحبولة الشيطان ".
رائحة مركز البابا تزكم الأنوف:
يقول الدكتور لويس عوض فى كتابه "ثورة الفكر": (كانت الفضائح فى روما ، مركز البابوية ، تزكم الأنوف. فالأصل فى العقيدة الكاثوليكية أن رجال الدين لا يتزوجون ، وأن الرهبان ومنهم الكرادلة والباباوات ، ينذرون لله ثلاثة نذور يوم يدخلون باب الدير: نذر العفة ، ونذر الفقر ، ونذر الطاعة. وها نحن نرى البابا اسكندر السادس (1431 - 1503) جهاراً نهاراً، له ثلاثة أولاد غير شرعيين هم: سيزار بورجيا دوق أوربينو (1475 - 1507)، ولوكريس بورجيا (1480 - 1519)، ودون كانديا.
وكانت خلافة البابا اينوتشنتو الثامن (الذى اعتلى الكرسى البابوى من 1484 إلى 1492) فاقعة الفساد ، كولاية خلفه زير النساء البابا اسكندر السادس. فقد اشتهر اينوتشنتو الثامن بأنه كان رجل المحسوبية وخراب الذمة ، كما أنه كان أول بابا يعترف علناً بأبنائه غير الشرعيين ، وكان دأبه توسيع أملاك أسرته.)
ناهيك عن بيع صكوك الغفران ، وإرهاب مخالفيهم بقرارات الحرمان ، وكذلك كان رجال الدين من رأس الكنيسة إلى أصغر كاهن يكنزون المال ويقتنون الضياع. فلقد كانت ممارسات رجال الإكليروس للتسرى مشاهدة فى كل مكان ، باعتباره شرعاً مقبولاً ، كما كان يُتغاضى عن الشذوذ الجنسى ، دون أدنى مبالاة.)
لماذا خلق الله المرأة؟
يقول أوغسطين: (إذا كان ما احتاجه آدم هو العشرة الطيبة ، فلقد كان من الأفضل كثيراً أن يتم تدبير ذلك برجلين يعيشان معاً كصديقين ، بدلاً من رجل وامرأة)
وقد كان توما الأكوينى متحيراً تماماً مثل سلفه أوغسطين فى سبب خلق الله للمرأة، فكتب يقول: فبما يختص بطبيعة الفرد ، فإن المرأة مخلوق معيب وجدير بالإزدراء ، ذلك أن القوة الفعَّالة فى منى الذكر تنزع إلى انتاج مماثلة كاملة فى الجنس الذكرى ، بينما تتولد المرأة عن معيب تلك القوة الفعَّالة ، أو حدوث توعك جسدى ، أو حتى نتيجة لمؤثر خارجى.)
(إن القول بأن طبيعة الفرد فى النساء معيبة ، إنما هى فكرة التقطها من آراء أرسطو فى علم الأحياء. فالذكر هو الأنموذج أو المعيار ، وكل امرأة إنما هى رجل معيب)
وهانت عليهم المرأة فكتب لوثر يقول: (إذا تعبت النساء ، أو حتى ماتت ، فكل ذلك لا يهم ، دعهن يمتن فى عملية الولادة ، فلقد خلقن من أجل ذلك)
هل المرأة إنسان ولها روح مثل الرجل؟
(وفى فرنسا عقد الفرنسيون فى عام 586 م ـ أى فى زمن شباب النبى محمد صلى الله عليه وسلم ـ مؤتمراً (مجمع باسون) لبحث: هل تُعد المرأة إنساناً أم غير إنسان؟ وهل لها روح أم ليس لها روح؟ وإذا كان لها روح فهل هى روح حيوانية أم روح إنسانية؟ وإذا كانت روحاً إنسانياً ، فهل هى على مستوى روح الرجل أم أدنى منها؟ وأخيراً: قرروا أنها إنسان ، ولكنها خُلِقَت لخدمة الرجل فحسب.)
المرأة فاقدة الأهلية:
(ونص القانون المدنى الفرنسى (بعد الثورة الفرنسية) على أن القاصرين هم الصبى والمجنون والمرأة ، حتى عُدِّلَ عام 1938 ، ولا تزال فيه بعض القيود على تصرفات المرأة المتزوجة.)
وبالتالى لم يكن لها الحق فى امتلاك العقارات أو المنقولات ، ولم يكن لها الحق فى أن تفتح حساباً فى البنك باسمها ، وبعد أن سمحوا أن يكون لها حساب ، لم يكن لها الحق أن تسحب منه ، فعلى زوجها أن يأتى ليسحب لها نقودا من حسابها ، الأمر الذى لا يتم إلا مع الأولاد القُصَّر والمجانين.
بيع الزوجة أو إعارتها عملاً مشروعاً:
وفى بريطانيا كان شائعاً حتى نهاية القرن العاشر قانون يعطى الزوج حق بيع زوجته وإعارتها بل وفى قتلها إذا أصيبت بمرض عضال"
هل تعرفون أن الفلاح يأبى أن يُعير بقرته للفلاح زميله؟ فما بالكم بمن يُعير زوجته لآخر؟ فهل هانت المرأة عندهم لدرجة أنهم أنزلوها منزلة أقل من الحيوان؟ وهل كان يقصد القانون أن يُحوِّل الرجل إلى ديُّوث والمرأة إلى عاهرة؟ وهل هذا قانون احترم المرأة؟ هل هذا قانون ميَّزَ المرأة على الحيوان أو الجماد؟ فأى حياة هذه التى يطالب بها القانون مجتمعه؟ وأية محبة وجدتها الكنيسة فى هذا القانون؟
صب الزيت المغلى على النساء عملاً مشروعاً للتسلية:
"وفى عام 1500 تشكل مجلس اجتماعى فى بريطانيا لتعذيب النساء ، وابتدع وسائل جديدة لتعذيبهن ، وقد أحرق الألاف منهن أحياء ، وكانوا يصبون الزيت المغلى على أجسامهن لمجرد التسلية "
لا تعليق غير سؤال أطرحه للتفكير: تُرى كيف كان وضع هذه المرأة التى يتسلى الرجال بسكب الزيت المغلى على أجسادهن؟
يُحرَّم على المرأة قراءة الكتاب المقدس:
(وأصدر البرلمان الإنجليزى قراراً فى عصر هنرى الثامن ملك إنجلترا يُحظِّر على المرأة أن تقرأ كتاب "العهد الجديد" أى الإنجيل ، لأنها تعتبر نجسة.)
فإذا كانت المرأة نجسة نصف عمرها بسبب فترات الحيض ، وبعد الطمث لمدة سبعة أيام أخرى ، وحرَّموا عليها مسك الكتاب المقدس والقراءة فيه ، فما بال الرب (يسوع) كان يدخل الخلاء ، ويتبول ويتبرز ، كما كان من قبل يتبول ويتبرز فى ملابسه ، أيام طفولته المبكرة؟ فهل كانت المرأة أكثر نجاسة من البول والبراز؟
ليس للمرأة حق المواطنة:
(وظلت النساء طبقاً للقانون الإنجليزى العام ـ حتى منتصف القرن الماضى تقريباً ـ غير معدودات من "الأشخاص" أو "المواطنين" ، الذين اصطلح القانون على تسميتهم بهذا الاسم ، لذلك لم يكن لهن حقوق شخصية ، ولا حق فى الأموال التى يكتسبنها ، ولا حق فى ملكية شىء حتى الملابس التى كنَّ يلبسنها.)
وفى عام 1567 م صدر قرار من البرلمان الاسكوتلاندى بأن المرأة لا يجوز أن تُمنَح أى سلطة على أى شىء من الأشياء.
ثمن الزوجة نصف شلن:
بل إن القانون الإنجليزى حتى عام 1805 م كان يبيح للرجل أن يبيع زوجته ، وقد حدد ثمن الزوجة بستة بنسات (نصف شلن). وقد حدث أن باع إنجليزى زوجته عام 1931 م بخمسمائة جنيه ، وقال محاميه فى الدفاع عنه: (إن القانون الإنجليزى عام 1801 م يحدد ثمن الزوجة بستة بنسات بشرط أن يتم البيع بموافقة الزوجة) ، فأجابت المحكمة بأن هذا القانون قد أُلغِىَ عام 1805 م بقانون يمنع بيع الزوجات أو التنازل عنهن ، وبعد المداولة حكمت المحكمة على بائع زوجته بالسجن عشرة سنوات.)
(وجاء فى مجلة "حضارة الإسلام" السنة الثانية صفحة 1078: حدث العام الماضى أن باع إيطالى زوجته لآخر على أقساط ، فلما امتنع المشترى عن سداد الأقساط الأخيرة قتله الزوج البائع.)
طائفة من أقوال آباء الكنيسة وأدبائهم:
أفضِّلE الإجتماع بالشيطان على الإجتماع بالمرأة
المرأة باب جهنم ، وطريق الفسادE وإبرة العقرب ، وحليفة الشيطان
وأعلن البابا (اينوسنسيوس الثامن) فىE براءة (1484) أن الكائن البشرى والمرأة يبدوان نقيضين عنيدين "
ومن أقوالE فلاسفة أوربا ومشاهيرها فى عصر ما بعد النهضة
(إذا رأيتم امرأة ، فلا تحسبوا أنكم ترون كائنا بشرياً ، بل ولاكائناً وحشياً وإنما الذى ترونه هو الشيطان بذاته، والذى تسمعونه هو صفير الثعبان) (من
وصايات سان بول فانتير - لتلاميذه)
(المرأة خلقت لكى تخضع للرجل ، بل لكى تتحمل ظلمه) (أعترافاتE جان جاك روسو)
(المرأة حيوان ، يجب أن يضربه الرجل ويطعمه ويسجنه)E (شوبنهاور)
(لايوجد رجل فكر فى المرأة ثم احترمها ، فهو إما أن يحتقرهاE وإما أنه لم يفكر فيها بصورة جدية) (أوتو فيننجر)
(الرجل يمكن أن يتصورE نفسه بدون المرأة - أما المرأة فإنها لاتتصور نفسها بدون رجل) جوليان بندا
E (المرأة آلة للإبتسام . تمثال حى للغباء) (الأديب الفرنسى - لامنيه)
E (المرأة كائن نسبى) (المؤرخ ميشليه)
(وكانوا يُعدُّون اختطاف الأطفالE لتربيتهم على الرهبنة من القربات. وكانوا يفرون من النساء ولو كانوا أقاربهم لاعتقادهم أن مجرد النظر إلى المرأة مُحبِط للأعمال.)- نقلاً عن معاول الهدم والتدمير فى النصرانية وفى التبشير إبراهيم سليمان الجبهان ص 72-75]
(يجبE على المرأة أن تغطى شعرها لأنها ليست صورة الله) أمبروزيوس القرن الرابع الميلادى (ديشنر صفحة 379)
مشوهة لصورة الرجل
وقد قال تروتوليان – أحد أقطاب المسيحية الأولى وأئمتها يبين للبشرية نظرة المسيحية فى المرأة: (إنها مدخل الشيطان الى نفس الإنسان، وإنها دافعة الى الشجرة الممنوعة ناقضة لقانون الله ومشوهة لصورة الله – أي الرجل -) مستندا إلى قول الكتاب المقدس (14وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي، 15وَلَكِنَّهَا سَتَخْلُصُ بِوِلاَدَةِ الأَوْلاَدِ، إِنْ ثَبَتْنَ فِي الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ وَالْقَدَاسَةِ مَعَ التَّعَقُّلِ.) تيموثاوس الأولى 2: 14-15
ويقول الكتاب المقدس على لسان موسى أنه بسبب خيانتهن للرب حلَّ الوباء على الجماعة: (وَقَال لهُمْ مُوسَى: «هَل أَبْقَيْتُمْ كُل أُنْثَى حَيَّةً؟ إِنَّ هَؤُلاءِ كُنَّ لِبَنِي إِسْرَائِيل حَسَبَ كَلامِ بَلعَامَ سَبَبَ خِيَانَةٍ لِلرَّبِّ فِي أَمْرِ فَغُورَ فَكَانَ الوَبَأُ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.) سفر العدد 31 :15-18
وقال سوستام الذي يعد من كبار أولياء الديانة المسيحية في شأن المرأة: (هي شر لا بد منه ، ووسوسة جبلية، وآفة مرغوب فيها وخطر على الأسرة والبيت ومحبوبة فتاكة، ومصيبة مطلية مموهة) مستندا إلى قول الرب الذى أرسل ملاكه ليقول عنها إنها الشر بعينه: (7وَإِذَا بِوَزْنَةِ رَصَاصٍ رُفِعَتْ. وَكَانَتِ امْرَأَةٌ جَالِسَةٌ فِي وَسَطِ الإِيفَةِ. 8فَقَالَ: [هَذِهِ هِيَ الشَّرُّ]. فَطَرَحَهَا إِلَى وَسَطِ الإِيفَةِ وَطَرَحَ ثِقْلَ الرَّصَاصِ عَلَى فَمِهَا.) زكريا 5: 7-8
انظروا لقول الله سبحانه وتعالى فى كتابه المكنون ، الذى لا يأتيه الباطل ، يعلن للعالم أجمع حرية المرأة وإنسانيتها ويرد لها كرامتها ، وأنها للرجل سكناً ومودةً ورحمة: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الروم:21
فإذا كان الكتاب المقدس بجزئيه جعل المرأة سبباً فى خطيئة آدم، وسبب فى خروجها من الجنة للعمل والشقاء، حتى إنجابها للأولاد جعله تكفيراً عن هذه الخطيئة، فماذا تنتظر من أتباع هذا الدين أن يُحسنوا به إليها؟
حفظ الإسلام حقوق المرأة:

غير معرف يقول...

حفظ الإسلام حقوق المرأة:
رأى الإسلام فى الأنثى وولادتها:
لم يكرم دين أو كتاب سماوى أو قانون وضعى المرأة كما كرمها الإسلام. فمن وقت أن أعلن الرب لملائكته أنه سيخلق فى الأرض بشراً ، جعلها خليفة لله ممثلة له على الأرض وشريكة للرجل فى استخلافها. لذلك رفع عنها الأغلال التى وضعتها الكتب الأخرى فى عنقها ، وكرمها إذ سفهها الناس وأصحاب الأديان الأخرى ، ورفعها إذ وضعها الناس والفلاسفة النصارى واليهود ، فكرمها بنتاً وأماً وزوجة وأختاً. ولك أن تتخيل أن الله جعل هدف كل العبَّاد والنسَّاك والزهَّاد تحت أقدام امرأة: فقد ربط الجنة بأسفل أقدام الأم ، امرأة.
وزاد فى تكريمها فجعل الدنيا مؤنثة ، والرجال يخدمونها ، والذكور يعبِّدونها ، ويعملون من أجلها ، والأرض مؤنثة ، ومنها خلق آدم ، وخلقت البرية ، وفيها كثرت الذرية ، وأُمِروا بتعميرها ، والحفاظ عليها ، والقتال من أجل خلود شريعة الله عليها، كما أُمِرُوا بالسجود لله عليها ، والسماء مؤنثة ، وقد زينت بالكواكب، وحُلِّيَت بالنجوم، التى تهدى الرجال فى طريقهم إلى بر الأمان، والنفس مؤنثة، وهى قوام الأبدان ، وملاك الحيوان ، والحياة مؤنثة ، ولولاها لم تتصرف الأجسام ، ولا عرف الأنام ، والجنة مؤنثة ، وبها وعد المتقون ، وفيها ينعم المرسلون والشهداء والصالحون.
انظروا إلى تكريم الله للأب الذى أنجب بنتاً:
وعن عبد الله يعني ابن مسعود قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من كانت له ابنة فأدبها وأحسن أدبها وعلمها وأحسن تعليمها وأوسع عليها من نعم الله التي أوسع عليه كانت له منعة وسترا من النار) رواه الطبراني
وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من كن له ثلاث بنات فعالهن وآواهن وكفهن وجبت له الجنة قلنا وبنتين قال وبنتين قلنا وواحدة قال وواحدة) رواه الطبراني في الأوسط (مجمع الزوائد ج: 8 ص: 158)
ولم تشمل هذه الرعاية والعناية بنات الرجل فقط ، بل أكثر من ذلك فقد قرر الله أن الجنة مضير من أدب جاريته وأحسن إليها: (عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كانت له جارية فعالها فأحسن إليها ثم أعتقها وتزوجها كان له أجران) صحيح البخاري ج: 2 ص: 899
فهذا شرف لم يعطيه الله للأب الذى أنجب ولداً!! لقد أدخله الله مسابقة الفوز بالجنة! فقط لأنه أب لإبنة! فليفرح وليتفاخر الأب ذو البنات على الأب ذو البنين!
تقول زيجريد هونكه: (إن الحلى التى يقدمها الأوروبى لحبيبته أو لزوجة صديقه أو رئيسه ، سواء أكانت ماساً أصلياً أو زجاجاً مصقولاً ، هى عادة استوردت من الشرق ، ويمارسها الناس كل يوم ، ولا يعرفون لها مصدراً.)
فى الحقيقة لا يعرف الإسلام التفرقة بين الرجل والمرأة على أساس أفضلية أحدهم على الآخر، ولكن تبعاً لطبيعة كل منهما أو الواجبات المُناطة بهما. فقد ساوى الإسلام بينهما فى الإنسانية ، وفى الواجبات ، وفى الحقوق ، بل أولى المرأة اهتماماً ورعاية لم يشملها الكتاب المقدس ولا تاريخ الشعوب اليهودية أو النصرانية أو حتى الوثنية. ولا أى قانون وضعى أنصف المرأة ورفعها ، بل جعلها تاجاً على رؤوس الرجال والمجتمع ، كما فعل الإسلام.
فقد جاءت رحمة الله المهداة إلى البشرية جمعاء ، بصفات غيرت وجه التاريخ القبيح ، لتخلق حياة لم تعهدها البشرية في حضاراتها أبداً .. وبذلك حرر الإسلام المرأة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى: فقد حررها فى كل الجوانب النفسية والجسدية والعقلية والأمنية والعلمية.
فجاء الإسلام ليقول: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوف)
وجاء ليقول: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)
وجاء ليقول: (فَلا تَعْضُلوهُنَّ)
وجاء ليقول: (وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ)
وجاء ليقول: (أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ)
وجاء ليقول: (وَلا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضيِّقُوا عَلَيْهِنَّ)
وجاء ليقول: (فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَة)
وجاء ليقول: (وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ)
وجاء ليقول: (وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ)
وجاء ليقول: (وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُم)
وجاء ليقول: (وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنّ)
وجاء ليقول: (هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ)
وجاء ليقول: (فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً)
وجاء ليقول: (لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهاً)
وجاء ليقول: (وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُن)
وجاء ليقول: (فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ)
وجاء الرسول الكريم ليبين لنا مكانة المرأة فسئل صلى الله عليه وسلم من أحب الناس إليك ؟ قال : "عائشة" .. وكان يؤتى صلى الله عليه وسلم بالهدية ، فيقول: " اذهبوا بها على فلانة ، فإنها كانت صديقة لخديجة" .
وهو القائل : (استوصوابالنساء خيراً)
وهو القائل : (لا يفرك مؤمن مؤمنه إن كره منها خلقا رضى منها آخر)
وهو القائل : (إنما النساء شقائق الرجال)
وهو القائل : (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)
وهو القائل : (ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف)
وهو القائل : (أعظمها أجرا الدينار الذي تنفقه على أهلك)
وهو القائل : (من سعادة بن آدم المرأة الصالحة)
ومن هديه: (عن عائشة قالت كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد)
وهو القائل: (وإنك مهما أنفقت من نفقة فإنها صدقة حتى اللقمة التي ترفعها إلى في امرأتك)
ومن مشكاته : (أن امرأة قالت يا رسول الله صل علي وعلى زوجي فقال صلى الله عليه وسلم صلى الله عليك وعلى زوجك)
وهناك الكثير والكثير من الأدلة والبراهين ، على أن الإسلام هو المحرر الحقيقي لعبودية المرأة ، وحتى يُعلم هذا الأمر بصورة أو ضح ، سأبين حفظ حقوق المرأة في الإسلام وهي جنين في بطن أمها إلى أن تقابل ربها
1- حفظ الإسلام حق المرأة قبل أن تولد ،فجعلها الله خليفة فى الأرض ، وأشركها فى التكليف مع آدم، فقال تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) البقرة 30
- حفظ الإسلام إنسانيتها وساواها بالرجل: فقال تعالى:
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات 13
وقال صلى الله عليه وسلم: (إنما النساء شقائق الرجال)
3- حفظها الإسلام بأن جعلها آية من آياته، التى تتطلب شكر الله عليها ، فقال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الروم 21
4- حفظها الإسلام بأن جعلها هبة الله للبشرية ، فقال تعالى: (يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ) الشورى 49
5- حفظ الإسلام كيانها فى المجتمع بأن اعتبرها مسئولة عن قيام الفضيلة والقضاء على الرذيلة فى الأرض ، عن طريق الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، مثلها مثل الرجل. وبذلك حمَّلها مسئولية الدين والدعوة إليه ، وجعله أمانة فى عنقها وعنق الرجل:
(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) التوبة 71
6- حفظ الإسلام الأنثى وجعل الإعتداء عليها من السفه بل اعتبره من الآثام وجعل البيت المسلم يبتهج لمقدمها:
(وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ%كَظِيمٌ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) النحل 58-59
(قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُواْ أَوْلاَدَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ اللّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللّهِ قَدْ ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ) الأنعام 140
- حفظ الإسلام المرأة بأن جعل قتلها قتل للبشر جميعاً ، وهى تتساوى فى هذا مع الرجل ، فقد قال تعالى: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) المائدة 32
8- حفظ الإسلام حق المرأة وهي في بطن أمها ، فإن طُلقت أمها وهي حامل بها ، أوجب الإسلام على الأب أن ينفق على الأم فترة الحمل بها (وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُن)
9- حفظ الإسلام حق المرأة بحيث لا يُقام على أمها الحد ، حتى لا تتأثر وهي في بطن أمها (ولما جاءت الغامدية وقالت يا رسول الله طهرني فقال لها: حتى تضعي ما في بطنك)
10- حفظ الإسلام حق المرأة راضعة ؛ فلما وضعت الغامدية ولدها ، وطلبت إقامة الحد قال صلى الله عليه وسلم (اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه)
11- حفظ الإسلام حق المرأة مولودة من حيث النفقة والكسوة (وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوف)
12- حفظ الإسلام حق المرأة في فترة الحضانة التي تمتد إلى بضع سنين ، وأوجب على الزوج النفقة عليها في هذه الفترة لعموم أدلة النفقة على الأبناء
13- حفظ الإسلام حق المرأة في الميراث عموماً ، صغيرة كانت أو كبيرة قال الله تعالي (فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ)
14- حفظها الإسلام نفسياً ومعنوياً وإجتماعياً بأن ساوى بينها وبين الرجل فى أغلب التكاليف:
(وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ ا للّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا) النساء 36
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي% مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا%فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) العنكبوت 7-9%الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ
(إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى %عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)النحل 90-91
(لاَّ تَجْعَل مَعَ اللّهِ إِلَهًا وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ%آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولاً إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ%تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا %الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ%كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ%وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا وَإِمَّا%إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ%قَوْلاً مَّيْسُورًا إِنَّ رَبَّكَ%تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ%بَصِيرًا وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى%وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءًا كَبِيرًا وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي%إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا %لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى %يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِالقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ%خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً وَلاَ%السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ % كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيٍّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا%الْجِبَالَ طُولاً ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ ) الإسراء%اللّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَّدْحُورًا 22-40
15- حفظ لإسلام المرأة بأن دافع عنها الله بنفسه وتوعد الذين يؤذونهن ، وهى تشترك فى ذلك مع الرجل:
(وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا) الأحزاب 58
(إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ) البروج 10
16- حفظ الإسلام المرأة بأن أمر رسوله أن يستغفر الله لها:
(فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ) محمَّد 19
17- حفظ الإسلام أيضاً المشركات بأن منع قتلهن فى الحروب:
عن ابن عمر رضى الله عنهما قال: (وُجِدَت امرأة مقتولة فى بعض مغازى النبى صلي الله عليه وسلم فنهى عن قتل النساء والصبيان) [الشيخان وغيرهما]
18- حفظ الإسلام المرأة وحرَّمَ وأدها صغيرة، وفرض حسن تربيتها وتعليمها:
قال الله تعالى: (وإذا الموءودة سُئلت بأى ذنب قتلت)
وقال صلي الله عليه وسلم: (من كانت له أنثى ، فلم يئدها ، ولم يهنها ، ولم يؤثر ولده عليها ، أدخله الله الجنة)
19- حفظ الإسلام المرأة بأن اعتبرها من المكونات الأساسية لخيرات الدنيا والآخرة:
قال صلي الله عليه وسلم: (أربع من أعطيهنَّ فقد أعطى خير الدنيا والآخرة: (قلباً شاكراً ، ولساناً ذاكراً ، وبدناً على البلاء صابراً ، وزوجة لا تبغيه خوفاً فى نفسها ولا ماله)
20- حفظ الإسلام المرأة بأن جعلها خير ما فى الدنيا كلها:
قال صلي الله عليه وسلم: (الدنيا متاع ، وخير متاعها المرأة الصالحة).
21- حفظ الإسلام المرأة بأن جعل الجنة غاية حياة كل مؤمن تحت أقدامها ، فأى شرف هذا الذى نالته المرأة فى الإسلام؟ وقال صلي الله عليه وسلم: (الجنة تحت أقدام الأمهات)
فقد روى أن رجلاً جاء إلى النبى صلي الله عليه وسلم فسأله النبى: (هل لك من أم)؟ قال: نعم. فقال صلي الله عليه وسلم: (الزمها ، فإن الجنة تحت رجلها).
22- حفظ الإسلام المرأة بأن نزع عنها لعنة الخطيئة الأبدية التى وصمتها بها الأديان السابقة ، واعتبرها وزوجها قد أذنبا ثم منحهما التوبة والغفران ، فقال تعالى: (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ) البقرة 36 ، وقال: (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ) الأعراف 20
وعندما أدان شخصاً بمفرده ، أدان آدم فقط ، فقال تعالىفَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى) طه 120
23- حفظ الإسلام المرأة بأن جعل لها نصيباً فى الميراث ، بعد أن كات جزءاً منه فقال تعالى: (لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا) النساء 7
(يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَا نَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيمًا * وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ فَإن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوَاْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَآ أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَآرٍّ وَصِيَّةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ) النساء 11-12
24- حفظ الإسلام المرأة بأن وهبها جميع حقوقها المدنية: فلها الحق فى عقد العقود من بيع وشراء وإجازة وشركة وقرض ورهن وهبة.
25- حفظ الإسلام المرأة بأن أزال عنها القصر الدائم ، فأقر أهليتها الكاملة ، مانحاً إياها حق الولاية على مالها وشئونها.
26- حفظ الإسلام المرأة بأن ذكرها الله تعالى فقط عندما تكلم عن العمل الصالح فقال تعالى بالعموم: (مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا) ، أما فى الخير فقد جاء بالذكر والأنثى(وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ) غافر 40
27- حفظ الإسلام حق المرأة في اختيار الزوج المناسب ، ولها أحقية القبول أو الرد إذا كانت ثيباً لقوله عليه الصلاة والسلام (لا تنكح الأيم حتى تستأمر)
28- حفظ الإسلام حق المرأة إذا كانت بكراً فلا تزوج إلا بإذنها لقوله عليه الصلاة والسلام (ولا تنكح البكر حتى تستأذن)
29- حفظ الإسلام حق المرأة في صداقها ، وأوجب لها المهر (فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً)
0- حفظ الإسلام حق المرأة مختلعة ، إذا بدَّ لها عدم الرغبة في زوجها أن تخالع مقابل الفداء لقوله عليه الصلاة والسلام (أقبل الحديقة وطلقها)
31- حفظ الإسلام حق المرأة مطلقة: (وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ)
32- حفظ الإسلام حق المرأة أرملة ، وجعل لها حقاً في تركة زوجها: قال الله تعالي (وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ)
33- حفظ الإسلام حق المرأة في الطلاق قبل الدخول ، وذلك في عدم العدة ، قال الله تعالي (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا)
34- حفظ الإسلام حق المرأة يتيمة ، وجعل لها من المغانم نصيباً ، قال الله تعالي (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى) وجعل لها من بيت المال نصيباً قال الله تعالي (مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى) وجعل لها في القسمة نصيباً (وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى) وجعل لها في النفقة نصيباً (قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى)
35- حفظ الإسلام حق المرأة في حياتها الاجتماعية ، وحافظ على سلامة صدرها ، ووحدة صفها مع أقاربها ، فحرم الجمع بينها وبين أختها ، وعمتها ، وخالتها ، كما في الآية ، والحديث المتواتر
36- حفظ الإسلام حق المرأة في صيانة عرضها ، فحرم النظر إليها (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ)
37- حفظ الإسلام حق المرأة في معاقبة من رماها بالفاحشة ، من غير بينة بالجلد (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً)
38- حفظ الإسلام حق المرأة إذا كانت أماً ، أوجب لها الإحسان ، والبر ، وحذر من كلمة أف في حقها ، بل جعل دخول الجنة متوقفاً على رضاها.
39- حفظ الإسلام حق المرأة مُرضِعة ، فجعل لها أجراً ، وهو حق مشترك بين الراضعة والمرضعة (فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ)
40- حفظ الإسلام حق المرأة حاملاً ، وهو حق مشترك بينها وبين المحمول (وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ)
41- حفظ الإسلام حق المرأة في السكنى (أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ)
42- حفظ الإسلام حق المرأة في صحتها فأسقط عنها الصيام إذا كانت مرضع أو حبلى
43- حفظ الإسلام حق المرأة في الوصية ، فلها أن توصي لِما بعد موتها قال الله تعالي (مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ)
44- حفظ الإسلام حق المرأة في جسدها بعد موتها ، وهذا يشترك فيه الرجل مع المرأة لقوله صلى الله عليه وسلم (كسر عظم الميت ككسره حيا)
45- حفظ الإسلام حق المرأة وهي في قبرها ، وهذا يشترك فيه الرجل مع المرأة لقوله صلى الله عليه وسلم (لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلي جلده خير له من أن يجلس على قبر)
46- حفظ الإسلام حق المرأة فى الحساب أمام رب العالمين ، وهذا يشترك فيه الرجل مع المرأة: وبذلك ساوى بينهما فى الثواب والعقاب فى الآخرة:
(إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) الأحزاب 35
(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) النحل 97
(مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ) غافر 40
(وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا) النساء 124
(فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ) آل عمران 195
(وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) التوبة 72
(لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا) الفتح 5
(يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)الحديد 12
فلم ينتقص الإسلام حق المرأة، أو يُهنْهَا، بل على النقيض من ذلك ، فقد رفع شأنها، وحسبنا أن نعرف أن الله خَلَّدَهُا فى كتابه الكريم، وجعل لها ثلاث سور من القرآن الكريم، وهما سورة النساء وسورة مريم، وسورة الطلاق، وليس هناك سورة باسم الرجال.
بل من جميل صنع الله بالمرأة أن جعل الرجل يتعامل مع الأجناس الدنيا من الوجود ، فإنه إما زارع يتعامل مع التربة والمواشى والحيوانات ، وإما صانع يتعامل مع المادة الصماء .. ولكن المرأة تتعامل مع أشرف شىء فى الوجود وهو الإنسان ، والمرأة التى لا تريد الإقتناع بهذه المهمة تكون امرأة فاشلة.
بل خلَّدَ القرآن امرأة فى سورة المجادلة ، واحترم الإسلام رأيها، وجعلها مجادلة ومحاورة للرسول، وجمعها وإياه فى خطاب واحد (والله يسمع تحاوركما) المجادلة: 1. وقرر رأيها ، وجعله تشريعاً عامًّا خالداً.. فكانت سورة المجادلة أثراً من آثار الفكر النسائى ، وصفحة إلهية خالدة نلمح فيها على مر الدهور صورة احترام الإسلام لرأى المرأة ، فالإسلام لا يرى المرأة مجرد زهرة ، ينعم الرجل بشم رائحتها ، وإنما هى مخلوق عاقل مفكر ، له رأى ، وللرأى قيمته ووزنه.
وكان النبى صلي الله عليه وسلم يقول عن نفسه: (أنا ابن العواتك من قريش). والعواتك هنَّ نساء من قريش ، كانت كل منهن تُسمَّى عاتكة.
وقال صلي الله عليه وسلم: (النساء شقائق الرجال) ، أى جزء أو شق منهم.
وقال صلي الله عليه وسلم: (من سعى على ثلاث بنات فهو فى الجنة ، وكان له أجر المجاهدين صائماً قائماً.)
وقال صلي الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لنسائه ، وأنا خيركم لنسائى).
وحتى لا يشقُّ الرجال على نسائهم ، فقد قال صلي الله عليه وسلم عنهن: (أنهن خُلِقنَ من ضلع أعوج ، إذا حاولت أن تقيمه كسرته ، فسايسوهن تستمتعوا بهن).
وعن أسماء بنت أبى بكر قالت: (قدمت على أمى وهى مشركة في عهد قريش ، إذ عاهدوا رسول الله صلي الله عليه وسلم، ومدتهم مع أبيها، فاستفتت النبي صلي الله عليه وسلم فقالت له: (يا رسول الله ، إن أمي قدمت علىّ وهي راغبة؟ أفأصلها؟ قال: (نعم، صليها).
جاء رجل إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: (أمك). قال: ثم من؟ قال: (ثم أمك). قال: ثم من؟ قال: (ثم أمك). قال: ثم من؟ قال: (ثم أبوك).
وقال صلي الله عليه وسلم: (إذا صلت المرأة خَمسها ، وصامت شهرها ، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها ، قيل لها: ادخلى الجنة من أىِّ الأبواب شئت.)
ويكفى النساء المسلمات شرفاً على الرجال أن أول من آمن بالرسول صلي الله عليه وسلم هى زوجته السيدة خديجة، وأول شهيدة فى الإسلام هى سُميَّة أم عمَّار بن ياسر، وأول من أؤتُمِنَ على حفظ كتاب الله بعد جمعه هى أم المؤمنين حفصة بنت عمر.
وقال صلي الله عليه وسلم: (أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلُقاً ، وخياركم لنسائهم خلقاً)
وقال صلي الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلى ، ما أكرم النساء إلا كريم ، وما أهانهنَّ إلا لئيم)
قارن هذا التكريم للمرأة بقول الكتاب المقدس وآراء آباء وفلاسفة المسيحية:
الرب يرسل ملاكه ليسب المرأة ويُكمِّم فمها بثقل من الرصاص: (وَكَانَتِ امْرَأَةٌ جَالِسَةٌ فِي وَسَطِ الإِيفَةِ. 8فَقَالَ: [هَذِهِ هِيَ الشَّرُّ]. فَطَرَحَهَا إِلَى وَسَطِ الإِيفَةِ وَطَرَحَ ثِقْلَ الرَّصَاصِ عَلَى فَمِهَا.) زكريا 5: 8
(25وَكَانَ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ سَائِرِينَ مَعَهُ فَالْتَفَتَ وَقَالَ لَهُمْ: 26«إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً.) لوقا 14: 25-26
(14وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي، 15وَلَكِنَّهَا سَتَخْلُصُ بِوِلاَدَةِ الأَوْلاَدِ، إِنْ ثَبَتْنَ فِي الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ وَالْقَدَاسَةِ مَعَ التَّعَقُّلِ.) تيموثاوس الأولى 2: 14-15
ويقول توماس الإكوينى: (المرأة أرذل من العبد بدليل أن عبودية العبد ليست فطرية بينما المرأة مأمورة فطرياً من قبل الأب والابن والزوج)
أعلن البابا (اينوسنسيوس الثامن) فى براءة (1484) أن الكائن البشرى والمرأة يبدوان نقيضين عنيدين "
وقال الفيلسوف نتشه: (إن المرأة إذا ارتقت أصبحت بقرة ـ وقلب المرأة عنده مكمن الشر، وهى لغز يصعب حله، ويُنصَحُ الرجل بألا ينسى السوط إذا ذهب إلى النساء).
لقد كتب أودو الكانى فى القرن الثانى عشر: (إن معانقة امرأة تعنى معانقة كيس من الزبالة).
وقال القديس ترتوليان: (إن المرأة مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان ، ناقضة لنواميس الله ، مشوهة للرجل).
وهى منبوذة مثل الشيطان ، لأنها المتسببة فى غواية آدم وسبب إخراجه وذريته من الجنة ، وقد كانت أشد من الشيطان على البشرية ، فلم يقدر الشيطان على آدم ، ولكن تمكنت حواء حليفة الشيطان من غواية آدم: (11فَقَالَ: «مَنْ أَعْلَمَكَ أَنَّكَ عُرْيَانٌ؟ هَلْ أَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ أَنْ لاَ تَأْكُلَ مِنْهَا؟» 12فَقَالَ آدَمُ: «الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ أَعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ». 13فَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ لِلْمَرْأَةِ: «مَا هَذَا الَّذِي فَعَلْتِ؟» فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: «الْحَيَّةُ غَرَّتْنِي فَأَكَلْتُ».) تكوين 3: 11-13
وما هى هذه الشجرة التى أكل منها آدم وحواء؟ إنها شجرة معرفة الخير من الشر: (16وَأَوْصَى الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ قَائِلاً: «مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلاً 17وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتاً تَمُوتُ».) تكوين 2: 16-17
وهل صدق الرب؟ لا. بل كان الشيطان أصدق منه: (1وَكَانَتِ الْحَيَّةُ أَحْيَلَ جَمِيعِ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي عَمِلَهَا الرَّبُّ الإِلَهُ فَقَالَتْ لِلْمَرْأَةِ: «أَحَقّاً قَالَ اللهُ لاَ تَأْكُلاَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟» 2فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِلْحَيَّةِ: «مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْجَنَّةِ نَأْكُلُ 3وَأَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ اللهُ: لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ وَلاَ تَمَسَّاهُ لِئَلَّا تَمُوتَا». 4فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا! 5بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ».) تكوين 3: 1-5
وهذا ما اعترف به الرب فيما بعد ، مما اضطره لفرض حراسة على شرقى جنة عدن لحراسة طريق شجرة الحياة ، فقال: (22وَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ: «هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفاً الْخَيْرَ وَالشَّرَّ. وَالْآنَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَأْخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ أَيْضاً وَيَأْكُلُ وَيَحْيَا إِلَى الأَبَدِ». 23فَأَخْرَجَهُ الرَّبُّ الإِلَهُ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ الَّتِي أُخِذَ مِنْهَا. 24فَطَرَدَ الإِنْسَانَ وَأَقَامَ شَرْقِيَّ جَنَّةِ عَدْنٍ الْكَرُوبِيمَ وَلَهِيبَ سَيْفٍ مُتَقَلِّبٍ لِحِرَاسَةِ طَرِيقِ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ.) تكوين 3: 22-24
وفى الحقيقة يتساءل المرء ذو العقل الطبيعى هنا: ما حكمة الرب فى الإبقاء على آدم وحواء فى سواد الجهل ، لا يعلمان الخير من الشر؟ ولو لم يكون آدم قد عرف قبل الأكل من الشجرة الخير من الشر فكيف يحاسبه على خطئه وأكله من الشجرة؟ وهل بعد أن أصبح عارفا للخير من الشر ينتقم منه الرب ويطيح به خارج الجنة؟ وهل كان ينتظر هذا الإله تعمير الأرض بأناس لا تعرف الخير من الشر؟ وما هى المبادىء التى كان يتوقع الرب أن يعلمها آدم زريته لو لم يعلم الخير من الشر؟
ويقول فولتير تعليقاً على الفقرة التوراتية السابقة: (إننا نعتقد أنه كان ينبغى على السيد الرب أن يأمر الإنسان ، مخلوقه ، بأن يأكل من شجرة معفة الخير من الشر ، قدر ما يستطيع ؛ لأنه بما أن الله منحه رأساً تفكر ، فقد كان من الضرورى تعليمه ، وكان أكثر ضرورة إرغامه على إدراك الخير والشر ، كى يستطيع القيام بالتزاماته على أكمل وجه. لذلك كان ذاك التحريم غبياً وقاسياً! لقد كان أسوأ بألف مرة من منح الإنسان معدة لا تهضم الطعام) نقلا عن (محمد صلى الله عليه وسلم فى الترجوم والتلمود والتوراة ص 169 ، المأخوذة بدورها من (ليوتاكسل) التوراة كتاب مقدس أم جمع من الأساطير ص 21)
ووقف الرب إلى جانب الرجل ، ولم يحقق فى الأمر ، فصدق كلام آدم ، وكان عنده من الأبرياء: (14وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي) تيموثاوس الأولى 2: 14
(كما خدعت الحيَّةُ حواءَ بمكرها) كورنثوس الثانية 11: 3
وإذا كان آدم لم يغو ، فيكون حكم الرب على آدم بالطرد من الجنة ظلماً ، ولم يكن هذا إلا بسبب حواء، ويكون انتقامه من المرأة بطردها من الجنة وموقفه هذا منها تشجيعاً للمؤمنين ، المحبين لله ، على اضطهادها ، وضربها ، وحرقها ، وقتلها.
كما أنها نجسة فى أيام حيضها ، وفى أيام طمسها، أو إذا جاءها نزيف مهما كان سببه، لا يقربها إنسان أو حيوان وإلا لكان نجساً هو الآخر إلى المساء وعليه أن يستحم ليطهر: (19«وَإِذَا كَانَتِ امْرَأَةٌ لَهَا سَيْلٌ وَكَانَ سَيْلُهَا دَماً فِي لَحْمِهَا فَسَبْعَةَ أَيَّامٍ تَكُونُ فِي طَمْثِهَا. وَكُلُّ مَنْ مَسَّهَا يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 20وَكُلُّ مَا تَضْطَجِعُ عَلَيْهِ فِي طَمْثِهَا يَكُونُ نَجِساً وَكُلُّ مَا تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً. 21وَكُلُّ مَنْ مَسَّ فِرَاشَهَا يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 22وَكُلُّ مَنْ مَسَّ مَتَاعاً تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 23وَإِنْ كَانَ عَلَى الْفِرَاشِ أَوْ عَلَى الْمَتَاعِ الَّذِي هِيَ جَالِسَةٌ عَلَيْهِ عِنْدَمَا يَمَسُّهُ يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ.) لا ويين 15: 19-23
فقد كانوا يعتبرون المرأة لعنة ، لأنها أغوت آدم ، وعندما يصيبها الحيض لا يُجالسونها ولا يؤاكلونها ولا تلمس وعاء حتى لا يتنجس. وكان بعضهم ينصب للحائض خيمة ، ويضع أمامها خبزاً وماءً ، ويجعلها فى هذه الخيمة حتى تطهر. أى كانت كالمنبوذة ، أو كالمصابة بالجرب أو الجزام. وهى فى هذا الوضع لا تصلح أن تعيش فى المجتمع، ولا يجوز لها أن تعمل، لأنها بهذا التفكير إما ستتقاعد عن العمل وقت حيضها، وبذلك تعلن على العالم أجمع أنها حائض ، وإما ستخالط المجتمع وتسبب نجاسة كل من تتعامل معه سواء فى مجال العمل أو المواصلات.
(وكانت بعض الطوائف اليهودية تعتبر البنت فى مرتبة الأَمَة، وكان لأبيها الحق فى أن يبيعها قاصرة، وما كانت ترث مع وجود أخ لها، أو ما كان يتبرع لها به أبوها فى حياته، فقد كان الميراث للذكر فقط، وحين تُحرَم البنت من الميراث لوجود أخ لها ذكر ، يُثبَت لها على أخيها النفقة والمهر عند الزواج ، وإذا كان الأب قد ترك عقاراً فيعطيها من العقار ، أما إذا ترك مالاً منقولاً فلا شىء لها من النفقة والمهر ، ولو ترك القناطير المقنطرة.)
وإذا آل الميراث إلى البنت لعدم وجود أخ لها ، لم يجز لها أن تتزوج من سبط آخر ، ولا يحق لها أن تنقل ميراثها إلى غير سبطها. أى تكون راعية له فقط (هذا إن جاز لنا استخدام هذا اللفظ) ، وليست مالكة له.
وإذا اتُهِمَت بالزنا تتحقق براءتها بطريقة غريبة فيها من المهانة والذل ما لم تبحه شريعة ما ، فعليها أن تشرب ماءً ممزوجاً بالتراب ، وتثبت عليها التهمة إذا تورمت بطنها وتسقط فخذها: (17وَيَأْخُذُ الكَاهِنُ مَاءً مُقَدَّساً فِي إِنَاءِ خَزَفٍ وَيَأْخُذُ الكَاهِنُ مِنَ الغُبَارِ الذِي فِي أَرْضِ المَسْكَنِ وَيَجْعَلُ فِي المَاءِ 18وَيُوقِفُ الكَاهِنُ المَرْأَةَ أَمَامَ الرَّبِّ وَيَكْشِفُ رَأْسَ المَرْأَةِ وَيَجْعَلُ فِي يَدَيْهَا تَقْدِمَةَ التِّذْكَارِ التِي هِيَ تَقْدِمَةُ الغَيْرَةِ وَفِي يَدِ الكَاهِنِ يَكُونُ مَاءُ اللعْنَةِ المُرُّ. .. .. .. 24وَيَسْقِي المَرْأَةَ مَاءَ اللعْنَةِ المُرَّ فَيَدْخُلُ فِيهَا مَاءُ اللعْنَةِ لِلمَرَارَةِ. 25وَيَأْخُذُ الكَاهِنُ مِنْ يَدِ المَرْأَةِ تَقْدِمَةَ الغَيْرَةِ وَيُرَدِّدُ التَّقْدِمَةَ أَمَامَ الرَّبِّ وَيُقَدِّمُهَا إِلى المَذْبَحِ. 26وَيَقْبِضُ الكَاهِنُ مِنَ التَّقْدِمَةِ تِذْكَارَهَا وَيُوقِدُهُ عَلى المَذْبَحِ وَبَعْدَ ذَلِكَ يَسْقِي المَرْأَةَ المَاءَ. 27وَمَتَى سَقَاهَا المَاءَ فَإِنْ كَانَتْ قَدْ تَنَجَّسَتْ وَخَانَتْ رَجُلهَا يَدْخُلُ فِيهَا مَاءُ اللعْنَةِ لِلمَرَارَةِ فَيَرِمُ بَطْنُهَا وَتَسْقُطُ فَخْذُهَا فَتَصِيرُ المَرْأَةُ لعْنَةً فِي وَسَطِ شَعْبِهَا.) عدد 5: 17-27
ففى كلا الحالتين ستتورم بطنها ، إن لم يصبها مرض يقضى عليها. وبذلك تكون فى كلا الحالتين زانية وتثبت عليها تهمة الزنا!! وفى كلا الحالتين لن يسقط فخذها ، فلن تجنى إذن من جرَّاء هذا العمل إلا المرض أو الموت وإثبات تهمة الزنا عليها ظلما وزورا. وقد يكون هذا التحليل هو الذى أوصل بعض علمائهم لاعتبار المرأة عاهرة بغض النظر عن أخلاقها أو دينها أو حسبها أو نسبها: لقد كتب جيروم يقول:
(ولقد كتب أسقف فرنسى عاش فى القرن الثانى عشر: أن كل النساء بلا استثناء مومسات ، وهن مثل حواء سبب كل الشرور فى العالم)
وقال الراهب الانجليزى اسكندر نكهام: (أنه نظراً لأن المرأة لا تشبع جنسيا ، فإنها غالبا ما تصطاد بائساً حقيراً لينام معها فى فراشها ليشبع نهمها إذا كان زوجها غير موجود فى لحظة شبقها. ونتيجة لذلك كان على الأزواج أن يربوا أطفالاً ليسوا أولادهم)
وقانون اختبار عفة المرأة هذا قريب مما جاء فى قانون (حامورابى) مادة 129 ، إذ كانت المرأة تُختَبَر فى سلوكها بأن تُلقَى فى النهر ، فإن عامت على وجه الماء تكون بريئة ، وإن غطست تكون آثمة!!
قارن هذا بالملاعنة المذكورة فى القرآن فى سورة النور: إذ تحلف المرأة وكذلك الرجل خمس مرات على صدقهما من تهمة الخيانة الزوجية. وإن أصرت المرأة على براءتها لم يمسسها سوء ، يتم فقط التفريق بينهما.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد فنجاسة المرأة التى ضربت عليها جعلت البرلمان الإنجليزى يصدر قراراً فى عصر الملك هنرى الثامن يحظر على المرأة أن تقرأ العهد الجديد. قارن هذا بإئتمان المسلمين السيدة حفصة على كتاب الله القرآن الكريم!!!
بل إنه لما استخدم التخدير فى حالات الوضع عام 1847م عارضته الكنيسة ؛ لأن الله فى الكتاب المقدس ـ حسب زعمهم ـ قال لحواء بعد سقوطهما فى الخطيئة وأكلهما من الشجرة المحرمة عليهما: (تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً) تكوين 3: 13 ، فكأن لسان حالهم يقول: كيف نرحم النساء من الألم ، طالما أن الرب قد قرر تألمها أثناء الوضع؟؟؟

غير معرف يقول...

قارن هذا التكريم للمرأة بقول الكتاب المقدس وآراء آباء وفلاسفة المسيحية:
الرب يرسل ملاكه ليسب المرأة ويُكمِّم فمها بثقل من الرصاص: (وَكَانَتِ امْرَأَةٌ جَالِسَةٌ فِي وَسَطِ الإِيفَةِ. 8فَقَالَ: [هَذِهِ هِيَ الشَّرُّ]. فَطَرَحَهَا إِلَى وَسَطِ الإِيفَةِ وَطَرَحَ ثِقْلَ الرَّصَاصِ عَلَى فَمِهَا.) زكريا 5: 8
(25وَكَانَ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ سَائِرِينَ مَعَهُ فَالْتَفَتَ وَقَالَ لَهُمْ: 26«إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً.) لوقا 14: 25-26
(14وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي، 15وَلَكِنَّهَا سَتَخْلُصُ بِوِلاَدَةِ الأَوْلاَدِ، إِنْ ثَبَتْنَ فِي الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ وَالْقَدَاسَةِ مَعَ التَّعَقُّلِ.) تيموثاوس الأولى 2: 14-15
ويقول توماس الإكوينى: (المرأة أرذل من العبد بدليل أن عبودية العبد ليست فطرية بينما المرأة مأمورة فطرياً من قبل الأب والابن والزوج)
أعلن البابا (اينوسنسيوس الثامن) فى براءة (1484) أن الكائن البشرى والمرأة يبدوان نقيضين عنيدين "
وقال الفيلسوف نتشه: (إن المرأة إذا ارتقت أصبحت بقرة ـ وقلب المرأة عنده مكمن الشر، وهى لغز يصعب حله، ويُنصَحُ الرجل بألا ينسى السوط إذا ذهب إلى النساء).
لقد كتب أودو الكانى فى القرن الثانى عشر: (إن معانقة امرأة تعنى معانقة كيس من الزبالة).
وقال القديس ترتوليان: (إن المرأة مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان ، ناقضة لنواميس الله ، مشوهة للرجل).
وهى منبوذة مثل الشيطان ، لأنها المتسببة فى غواية آدم وسبب إخراجه وذريته من الجنة ، وقد كانت أشد من الشيطان على البشرية ، فلم يقدر الشيطان على آدم ، ولكن تمكنت حواء حليفة الشيطان من غواية آدم: (11فَقَالَ: «مَنْ أَعْلَمَكَ أَنَّكَ عُرْيَانٌ؟ هَلْ أَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ أَنْ لاَ تَأْكُلَ مِنْهَا؟» 12فَقَالَ آدَمُ: «الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ أَعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ». 13فَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ لِلْمَرْأَةِ: «مَا هَذَا الَّذِي فَعَلْتِ؟» فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: «الْحَيَّةُ غَرَّتْنِي فَأَكَلْتُ».) تكوين 3: 11-13
وما هى هذه الشجرة التى أكل منها آدم وحواء؟ إنها شجرة معرفة الخير من الشر: (16وَأَوْصَى الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ قَائِلاً: «مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلاً 17وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتاً تَمُوتُ».) تكوين 2: 16-17
وهل صدق الرب؟ لا. بل كان الشيطان أصدق منه: (1وَكَانَتِ الْحَيَّةُ أَحْيَلَ جَمِيعِ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي عَمِلَهَا الرَّبُّ الإِلَهُ فَقَالَتْ لِلْمَرْأَةِ: «أَحَقّاً قَالَ اللهُ لاَ تَأْكُلاَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟» 2فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِلْحَيَّةِ: «مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْجَنَّةِ نَأْكُلُ 3وَأَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ اللهُ: لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ وَلاَ تَمَسَّاهُ لِئَلَّا تَمُوتَا». 4فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا! 5بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ».) تكوين 3: 1-5
وهذا ما اعترف به الرب فيما بعد ، مما اضطره لفرض حراسة على شرقى جنة عدن لحراسة طريق شجرة الحياة ، فقال: (22وَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ: «هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفاً الْخَيْرَ وَالشَّرَّ. وَالْآنَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَأْخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ أَيْضاً وَيَأْكُلُ وَيَحْيَا إِلَى الأَبَدِ». 23فَأَخْرَجَهُ الرَّبُّ الإِلَهُ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ الَّتِي أُخِذَ مِنْهَا. 24فَطَرَدَ الإِنْسَانَ وَأَقَامَ شَرْقِيَّ جَنَّةِ عَدْنٍ الْكَرُوبِيمَ وَلَهِيبَ سَيْفٍ مُتَقَلِّبٍ لِحِرَاسَةِ طَرِيقِ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ.) تكوين 3: 22-24
وفى الحقيقة يتساءل المرء ذو العقل الطبيعى هنا: ما حكمة الرب فى الإبقاء على آدم وحواء فى سواد الجهل ، لا يعلمان الخير من الشر؟ ولو لم يكون آدم قد عرف قبل الأكل من الشجرة الخير من الشر فكيف يحاسبه على خطئه وأكله من الشجرة؟ وهل بعد أن أصبح عارفا للخير من الشر ينتقم منه الرب ويطيح به خارج الجنة؟ وهل كان ينتظر هذا الإله تعمير الأرض بأناس لا تعرف الخير من الشر؟ وما هى المبادىء التى كان يتوقع الرب أن يعلمها آدم زريته لو لم يعلم الخير من الشر؟
ويقول فولتير تعليقاً على الفقرة التوراتية السابقة: (إننا نعتقد أنه كان ينبغى على السيد الرب أن يأمر الإنسان ، مخلوقه ، بأن يأكل من شجرة معفة الخير من الشر ، قدر ما يستطيع ؛ لأنه بما أن الله منحه رأساً تفكر ، فقد كان من الضرورى تعليمه ، وكان أكثر ضرورة إرغامه على إدراك الخير والشر ، كى يستطيع القيام بالتزاماته على أكمل وجه. لذلك كان ذاك التحريم غبياً وقاسياً! لقد كان أسوأ بألف مرة من منح الإنسان معدة لا تهضم الطعام) نقلا عن (محمد صلى الله عليه وسلم فى الترجوم والتلمود والتوراة ص 169 ، المأخوذة بدورها من (ليوتاكسل) التوراة كتاب مقدس أم جمع من الأساطير ص 21)
ووقف الرب إلى جانب الرجل ، ولم يحقق فى الأمر ، فصدق كلام آدم ، وكان عنده من الأبرياء: (14وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي) تيموثاوس الأولى 2: 14
(كما خدعت الحيَّةُ حواءَ بمكرها) كورنثوس الثانية 11: 3
وإذا كان آدم لم يغو ، فيكون حكم الرب على آدم بالطرد من الجنة ظلماً ، ولم يكن هذا إلا بسبب حواء، ويكون انتقامه من المرأة بطردها من الجنة وموقفه هذا منها تشجيعاً للمؤمنين ، المحبين لله ، على اضطهادها ، وضربها ، وحرقها ، وقتلها.
كما أنها نجسة فى أيام حيضها ، وفى أيام طمسها، أو إذا جاءها نزيف مهما كان سببه، لا يقربها إنسان أو حيوان وإلا لكان نجساً هو الآخر إلى المساء وعليه أن يستحم ليطهر: (19«وَإِذَا كَانَتِ امْرَأَةٌ لَهَا سَيْلٌ وَكَانَ سَيْلُهَا دَماً فِي لَحْمِهَا فَسَبْعَةَ أَيَّامٍ تَكُونُ فِي طَمْثِهَا. وَكُلُّ مَنْ مَسَّهَا يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 20وَكُلُّ مَا تَضْطَجِعُ عَلَيْهِ فِي طَمْثِهَا يَكُونُ نَجِساً وَكُلُّ مَا تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً. 21وَكُلُّ مَنْ مَسَّ فِرَاشَهَا يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 22وَكُلُّ مَنْ مَسَّ مَتَاعاً تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 23وَإِنْ كَانَ عَلَى الْفِرَاشِ أَوْ عَلَى الْمَتَاعِ الَّذِي هِيَ جَالِسَةٌ عَلَيْهِ عِنْدَمَا يَمَسُّهُ يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ.) لا ويين 15: 19-23
فقد كانوا يعتبرون المرأة لعنة ، لأنها أغوت آدم ، وعندما يصيبها الحيض لا يُجالسونها ولا يؤاكلونها ولا تلمس وعاء حتى لا يتنجس. وكان بعضهم ينصب للحائض خيمة ، ويضع أمامها خبزاً وماءً ، ويجعلها فى هذه الخيمة حتى تطهر. أى كانت كالمنبوذة ، أو كالمصابة بالجرب أو الجزام. وهى فى هذا الوضع لا تصلح أن تعيش فى المجتمع، ولا يجوز لها أن تعمل، لأنها بهذا التفكير إما ستتقاعد عن العمل وقت حيضها، وبذلك تعلن على العالم أجمع أنها حائض ، وإما ستخالط المجتمع وتسبب نجاسة كل من تتعامل معه سواء فى مجال العمل أو المواصلات.
(وكانت بعض الطوائف اليهودية تعتبر البنت فى مرتبة الأَمَة، وكان لأبيها الحق فى أن يبيعها قاصرة، وما كانت ترث مع وجود أخ لها، أو ما كان يتبرع لها به أبوها فى حياته، فقد كان الميراث للذكر فقط، وحين تُحرَم البنت من الميراث لوجود أخ لها ذكر ، يُثبَت لها على أخيها النفقة والمهر عند الزواج ، وإذا كان الأب قد ترك عقاراً فيعطيها من العقار ، أما إذا ترك مالاً منقولاً فلا شىء لها من النفقة والمهر ، ولو ترك القناطير المقنطرة.)
وإذا آل الميراث إلى البنت لعدم وجود أخ لها ، لم يجز لها أن تتزوج من سبط آخر ، ولا يحق لها أن تنقل ميراثها إلى غير سبطها. أى تكون راعية له فقط (هذا إن جاز لنا استخدام هذا اللفظ) ، وليست مالكة له.
وإذا اتُهِمَت بالزنا تتحقق براءتها بطريقة غريبة فيها من المهانة والذل ما لم تبحه شريعة ما ، فعليها أن تشرب ماءً ممزوجاً بالتراب ، وتثبت عليها التهمة إذا تورمت بطنها وتسقط فخذها: (17وَيَأْخُذُ الكَاهِنُ مَاءً مُقَدَّساً فِي إِنَاءِ خَزَفٍ وَيَأْخُذُ الكَاهِنُ مِنَ الغُبَارِ الذِي فِي أَرْضِ المَسْكَنِ وَيَجْعَلُ فِي المَاءِ 18وَيُوقِفُ الكَاهِنُ المَرْأَةَ أَمَامَ الرَّبِّ وَيَكْشِفُ رَأْسَ المَرْأَةِ وَيَجْعَلُ فِي يَدَيْهَا تَقْدِمَةَ التِّذْكَارِ التِي هِيَ تَقْدِمَةُ الغَيْرَةِ وَفِي يَدِ الكَاهِنِ يَكُونُ مَاءُ اللعْنَةِ المُرُّ. .. .. .. 24وَيَسْقِي المَرْأَةَ مَاءَ اللعْنَةِ المُرَّ فَيَدْخُلُ فِيهَا مَاءُ اللعْنَةِ لِلمَرَارَةِ. 25وَيَأْخُذُ الكَاهِنُ مِنْ يَدِ المَرْأَةِ تَقْدِمَةَ الغَيْرَةِ وَيُرَدِّدُ التَّقْدِمَةَ أَمَامَ الرَّبِّ وَيُقَدِّمُهَا إِلى المَذْبَحِ. 26وَيَقْبِضُ الكَاهِنُ مِنَ التَّقْدِمَةِ تِذْكَارَهَا وَيُوقِدُهُ عَلى المَذْبَحِ وَبَعْدَ ذَلِكَ يَسْقِي المَرْأَةَ المَاءَ. 27وَمَتَى سَقَاهَا المَاءَ فَإِنْ كَانَتْ قَدْ تَنَجَّسَتْ وَخَانَتْ رَجُلهَا يَدْخُلُ فِيهَا مَاءُ اللعْنَةِ لِلمَرَارَةِ فَيَرِمُ بَطْنُهَا وَتَسْقُطُ فَخْذُهَا فَتَصِيرُ المَرْأَةُ لعْنَةً فِي وَسَطِ شَعْبِهَا.) عدد 5: 17-27
ففى كلا الحالتين ستتورم بطنها ، إن لم يصبها مرض يقضى عليها. وبذلك تكون فى كلا الحالتين زانية وتثبت عليها تهمة الزنا!! وفى كلا الحالتين لن يسقط فخذها ، فلن تجنى إذن من جرَّاء هذا العمل إلا المرض أو الموت وإثبات تهمة الزنا عليها ظلما وزورا. وقد يكون هذا التحليل هو الذى أوصل بعض علمائهم لاعتبار المرأة عاهرة بغض النظر عن أخلاقها أو دينها أو حسبها أو نسبها: لقد كتب جيروم يقول:
(ولقد كتب أسقف فرنسى عاش فى القرن الثانى عشر: أن كل النساء بلا استثناء مومسات ، وهن مثل حواء سبب كل الشرور فى العالم)
وقال الراهب الانجليزى اسكندر نكهام: (أنه نظراً لأن المرأة لا تشبع جنسيا ، فإنها غالبا ما تصطاد بائساً حقيراً لينام معها فى فراشها ليشبع نهمها إذا كان زوجها غير موجود فى لحظة شبقها. ونتيجة لذلك كان على الأزواج أن يربوا أطفالاً ليسوا أولادهم)
وقانون اختبار عفة المرأة هذا قريب مما جاء فى قانون (حامورابى) مادة 129 ، إذ كانت المرأة تُختَبَر فى سلوكها بأن تُلقَى فى النهر ، فإن عامت على وجه الماء تكون بريئة ، وإن غطست تكون آثمة!!
قارن هذا بالملاعنة المذكورة فى القرآن فى سورة النور: إذ تحلف المرأة وكذلك الرجل خمس مرات على صدقهما من تهمة الخيانة الزوجية. وإن أصرت المرأة على براءتها لم يمسسها سوء ، يتم فقط التفريق بينهما.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد فنجاسة المرأة التى ضربت عليها جعلت البرلمان الإنجليزى يصدر قراراً فى عصر الملك هنرى الثامن يحظر على المرأة أن تقرأ العهد الجديد. قارن هذا بإئتمان المسلمين السيدة حفصة على كتاب الله القرآن الكريم!!!
بل إنه لما استخدم التخدير فى حالات الوضع عام 1847م عارضته الكنيسة ؛ لأن الله فى الكتاب المقدس ـ حسب زعمهم ـ قال لحواء بعد سقوطهما فى الخطيئة وأكلهما من الشجرة المحرمة عليهما: (تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً) تكوين 3: 13 ، فكأن لسان حالهم يقول: كيف نرحم النساء من الألم ، طالما أن الرب قد قرر تألمها أثناء الولادة؟ فعلينا إذن أن نساعد الرب فى انتقامه من النساء

غير معرف يقول...

في مناظرة بين باحثة يابانيّة ورجل دين من الكنيسة الإنجليزيّة يُدعى الأب جيمس، سألت الباحثة القسّ أن يفسّر لها بعض العقائد التي لم تتمكّن من الإحاطة بها، أو حتّى فهم ظاهرها، فردّ الأب جيمس:» إنّ هذا سرّ لاهوتي فوق عقول البشر، وليس من الممكن تفسيره حسب تفسير وتصوّر هؤلاء البشر! «
فردّت الباحثة اليابانيّة: » كيف تدعون النّاس إلى عقيدة لا يفهمها هؤلاء البشر؟ وما مهمّة الرّسل والأنبياء.. إن لم يبيّنوا ما أمروا بتبليغه من قبل الخالق إلى هؤلاء البشر؟
.. لقد كنت بوذيّة من قبل .. غير أنّ السّلبيّة، التي تتّسم بها هذه العقيدة جعلتني أبحث عن غيرها بين الدّيانات والملل، وقد اخترت في دراستي التخصّص في مقارنة الأديان، وقد جئت إلى بريطانيا من أجل هذا الهدف، ويبدو أنّني لن أصل إلى غايتي وسط هذه الظّلمات المتراكم بعضها فوق بعض، فإذا حاولت التعرّف على الحقيقة وقف "الأكليريوس" أو "الكهنوت" في وجهي بقوانين الحظر والادّعاء بأنّ هذه القضايا أسرار لاهوتيّة فوق العقل،. أنا لن أسألك عن هذه الأسرار التي أرفضها كلّها...! ذلك لأنّ الدّين .. أي دين يجب أن يكون واضحًا، وألاّ ينطوي على أسرار وخفايا، وإلاّ فلماذا جاء الدّين أصلاً إن لم يكن واضحًا في عقول كلّ الرّعايا !؟ «
وبعد احتدام المناظرة قال الدّكتور عبد الودود شلبي( ) ، وهو أحد المشاركين في ذلك النّقـاش، موجّهًا تعليقًا لاذعًا للقسّ جيمــس: » لو أتينا بكلّ علماء الرّياضيات وبُعث " آينشتاين " مرّة ثانية إلى الحياة، وعقدنا له امتحانًا في حلّ هذه الطّلاسم والألغاز لما حصل هذا العلاّمة إلاّ على صفر في هذا الامتحان، ولكن لحسن الحظّ أنّ "آينشتاين" لم يكن مسيحيًّا وإلاّ ما سمع أحد بنظريّته النّسبيّة التي تفوّق بها على علماء الرّياضيّات«.
وهنا قال الأب جيمس: » إنّ مفهوم البساطة ليس له مجال في فهم العقيدة المسيحيّة، كما لا يجب أن توزن به هذه العقيدة، لأنّ العقيدة المسيحيّة تعلو على فهم العقل« !!.
فردّ عبد الودود شلبي بقوله: » إذا كانت المسيحيّة ليست بهذه البساطة فمعنى هذا أنّها دين خاصّ للفلاسفة، وبالتّالي فلا شأن لهذا الدّين بالبسطاء من النّاس وهم الأغلبيّة السّاحقة، وإذا كان كما تقول بأنّها عقيدة تعلو على فهم العقل، فذلك يعني أيضًا إخراج كلّ عاقل ومفكّر عن دائرة الإيمان الذي لا يقبله العقل ولا الفكر، فإذا كان البسطاء وعامّة النّاس، وإذا كان العقلاء والمفكّرون لا يفهمون هذه العقيدة فإنّي استحلفك بالله ربّي وربّك لم جاءت هذه العقيدة إذن، ولمن جاءت !؟«.
جاء في المانيفستو " البيان " الكاثوليكي لاتّباع الكنيسة: إنّنا لا نستطيع فهم هذه العقيدة لأنّها سرّ غيبيّ، وفي الآخرة سيكون هناك فهم أكثر لهذه الأسرار، ولكن لن يكون فهمًا تامًّا وأبديًّا !
ولذلك فلا يطمع أحد أن يطّلع على تلك الأسرار، لأنّ عقله قاصر في الدّنيا وسيبقى كذلك في الآخرة، وهكذا يكون البشر قد خُلقوا وهم جاهلون بربّهم ودينهم وسيموتون على ذلك الجهل، وسيولدون لحياة أخرويّة لا تختلف كثيرًا عن حياتهم الأولى، إذ سيكون الجهل بالعقيدة سمة رئيسة للعباد في ملكوت الله !! أليس من حقّنا أن نتساءل هل بلغ بالله – جلّ شأنه – الضّعف العلميّ والمعرفيّ حتّى إنّه عجز عن التّعريف بنفسه ومخاطبة النّاس على قدر عقولهم وأفهامهم ومداركهم !؟ وإذا كان الله على كلّ شيء قدير، ألم يكن من الواجب عليه تزويدنا بعقول أكثر نضجًا وقدرة على استقبال رسالاته السّماويّة دون كلّ هذا العناء في فهم آية واحدة فضلاً عن الكتاب المقدّس كلّه !؟
وإذا كانت كلّ هذه الأسرار صعبة الإدراك فلماذا يخاطبنا الله بها؟ وإذا كانت سرًّا فما الحكمة من تكليفنا بالعمل بالأسرار والألغاز، كأنّنا دمى صغيرة يتسلّى الله بنا عندما يشاهدنا نكابد من أجل حلّها والتّفكير فيها !، وإذا كانت تلك الأسرار فوق عقولنا فالتّبليغ بها ضرب من العبث وتضييع للوقت والجهد، لأنّ الألغاز والأسرار التي لا حلّ لها لا تعود على البشر بفائدة عمليّة وظيفيّة، دينيّة كانت أو دنيويّة، أم إنّ الله يحبّ أن يرانا منشغلين بها، يتلذّذ ونحن نتألّم في البحث فيها، و يستمتع حين نتعذّب نفسيًّا وعقليًّا في محاولاتنا المتكرّرة والمريرة عبر القرون الطّويلة للوصول إلى الحقيقة السّهلة والبسيطة والواضحة، أليس هذا نوعًا من "السادية " التي يوصف بها الله - شئنا أم أبينا – تعالى الله عن ذلك( ).
وإنّ إلهًا مثل هذا الإله الذي تؤمن به النّصارى هو إله لا يستحقّ العبادة ولا التّقديس، طالما لم يتمكّن من إثبات ألوهيّته وقدسيّته بتوضيح ما يريده في كتابه المنزّل: " الكتاب المقدّس "، وهنا أذكر أنّي منذ بدأت البحث في مقارنة الأديان وبالتّحديد دراسة إيمان النّصارى واعتقادهم وأنا أشفق، لا على النّصارى الذين يعانون الأمرّين في فهم اعتقادهم، وإنّما على هذا الإله الذي عجز عن التّعريف بنفسه، فقد أعوزته البلاغة في التّعبير عن ذاته، إنّني أشفق على هذا الإله الذي لم يجد الكلمات السّهلة والتّعبيرات الواضحة للإفصاح عن ماهيته وطبيعته.
والذي أراه أنّ عدم القدرة على الإفصاح عن تلك الطّبيعة وبيان تلك العقائد كان سببها بولس الذي تولّى صناعتها و ترويجها، وقد كان النّاس في زمانه يجدون استحالة في فهمها، مثل ما نجد نحن، فخاطبهم في رسالة كورنثوس زاعمًا بقوله (كلامي وتبشيري لا يعتمدان على أساليب الحكمة البشريّة في الإقناع، بل على ما يظهره روح الله وقوّته، حتّى يستند إيمانكم إلى قدرة الله، لا حكمة البشر)( ).
لقد جمعت عقيدة النّصارى من المتناقضات و المستحيلات العقليّة ما جعل الأمم تسخر من تلك العقائد وتنتقدها، وعلى الرّغم من انحرافات مثيلة في بعض الأديان الوثنيّة، كالبوذيّة والبراهميّة والمتراسية واليهودية .. إلاّ أنّ عقيدة النّصارى فاقتها بكثير، وفي هذا يقول شيخ الإسلام بن تيميّة – رحمه الله – في كتابه (الجواب الصّحيح لمن بدّل دين المسيح ): » قالت طائفة من العقلاء في وصف عقيدة النّصارى: إنّ عامّة مقالات النّاس في عقائدهم يمكن تصوّرها إلاّ مقالة النّصارى، وذلك أنّ الذين وضعوها لم يتصوّروا ما قالوا، بل تكلّموا بجهل وجمعوا في كلامهم بين النّقيضين، ولهذا قال بعضهم لو اجتمع عشرة نصارى لتفرّقوا عن أحد عشر قولاً وقال آخر: لو سألت بعض النّصارى وامرأته وابنه وخادمه عن توحيدهم لقال الرّجل قولاً، وامرأته قولاً آخر وابنه قولاً ثالثًا وخادمه قولاً مخالفًا لسابقيه«.
أمّا ابن القيّم – رحمه الله – فيذكر في كتابه ( إغاثة اللّهفان ) عن ملك من ملوك الهند أنّه قال عندما ذُكرت له الأديان الثّلاثة المشهورة "اليهوديّة والنّصرانيّة والإسلام" :» أمّا النّصارى فإن كان محاربوهم من أهل الملل يحاربونهم بحكم شرعيّ، فإنّي أرى ذلك بحكم عقليّ، وإن كنّا لا نرى بحكم عقولنا قتالاً ولكن أستثني هؤلاء القـوم – النّصارى – من بين جميع العوالم، لأنّهم قصدوا، بعقيدتهم و إيمانهم مضادة العقل وناصبوه العداوة وحلّوا ببيت الاستحالات، وحادوا عن المسلك الذي انتهجه غيرهم من أهل الشّرائع، فشذّوا عن جميع مناهج العالم الصّالحة العقليّة والشّرعيّة، واعتقدوا كلّ مستحيل ممكنًا، وبنوا على ذلك شريعة لا تؤدّي البتّة إلى صلاح نوع من أنواع العالم، إلاّ أنّها تُصَيِّر العاقل إذا تشرّع بها أخرق والرّشيد سفيهًا والمحسن مسيئًا«.
ربّ قائل: إنّ أكثر الأمم تقدّمًا وازدهارًا اليوم هي تلك التي تعتنق النّصرانيّة، أي أوروبا الغربيّة وأمريكا الشّماليّة .. وهذه مغالطة صريحة والشّواهد على ذلك متوافرة؛ فالتّاريخ يحدّثنا أنّ النصارى لم يعرفوا طريق الحضارة والتقدّم إلاّ عندما تخلّوا عن نصرانيّتهم المحرّفة ونبذوا أحكام الكنيسة وراء ظهورهم، فلقد عاش الغرب في ظلمات حالكة إبّان سيطرة البابوات على مصائرهم في القرون الوسطى، حتى قامت حركات النهضة والتنوير والثورة ضدّ مؤسّسات الكنيسة والإنجيل، فقام الغرب من رقدته ونهض من سُباته العميق فاستحالت إلى ما هي عليه اليوم – على الرّغم من السّلبيّات والعورات الكثيرة التي يعاني منها الغرب الآن – ذلك أنّ طغيان الكنيسة وتعاليمها دفعه إلى طغيان الإلحاد واللاّدينيّة، وتطرّف رجال الدّين قاد الغرب إلى التطرّف ضدّ الله وضدّ فطرة التديّن.
إنّ نصارى الغرب اليوم لا يعرفون من النّصرانيّة إلاّ خرافاتها وألغازها وبعض طقوسها، ولا يتعدّى من يذهبون إلى الكنيسة يوم الأحد إلاّ القليل لأسباب كثيرة، ليست بالضّرورة دينيّة، أمّا خارج جدران الكنيسة فمفاهيم الدّين النّصرانيّ ملغاة ولا يكاد يوجد لها ذكر، وهذا يعود بنا إلى موضوعنا؛ إذ إنّ الغرب بعد ظهور عصر العقلانيّة والتّنوير لم يعد يصدّق بخرافات الكنيسة وعقائدها الباطلة المضادة للعقل، وزاد نفور الغرب من الدّين تصرّف رجال الكنيسة المشين، وقد سجّل لنا التّاريخ الأحداث المرعبة للعصور المظلمة في أوروبا Dark Ages وكيف سامت الكنيسة العلماء أشدّ العذاب، فحرقت المفكّرين والمخترعين والمبدعين بحجّة الخروج عن الدّين، وحرّمت قراءة أو اقتناء كتب العلم، لأنّها زندقة وهرطقة.
تقول زيغريد هونكه في كتابها (شمس العرب تسطع على الغرب): » … والضّلال عند الكنيسة هو البحث عن الحقيقة في غير الكتاب المقدّس«، وكانت الكنيسة ترى أنّ الكتب المقدّسة تحتوي على كلّ أنواع العلوم، وأنّها المصدر الوحيد للمعرفة، وأنّ أيّ قول أو نتيجة تأتي خلافًا لما جاءت به تلك النّصوص المقدّسة يعتبر كفرًا وإلحادًا، وفي هذا يقول القدّيس ترتوليان: » إنّ أساس كلّ علم هو الكتاب المقدّس وتقاليد الكنيسة، وإنّ الله لم يقصر تعليمنا بالوحي على الهداية إلى الدّين فقط، بل علمنا بالوحي كلّ ما أراد أن نعلمه من الكون؛ فالكتاب المقدّس يحتوي من العرفان على المقدار الذي قدّر للبشر أن ينالوه فجميع ما جاء في الكتب السّماويّة من وصف السّماء والأرض وما فيهما، وتاريخ الأمم ممّا يجب التّسليم به مهما عارض العقل، أو خالف الحسّ، فعلى النّاس أن يؤمنوا به أوّلاً ثمّ يجتهدوا ثانيًا في حمل أنفسهم على فهمه أي على التّسليم به «.
ولمّا بلغ الاضطهاد الذي مارسته الكنيسة ضدّ العقل والعلم ذروته بدأت بوادر التذمّر والاحتجاج تظهر هنا وهناك؛ فظهرت حركة الإصلاح البروتستانتيّة، التي قامت ضدّ الكنيسة الكاثوليكيّة، لكنّها اقتصرت على نقد تصرّفات البابا وبعض التّفسيرات الخاطئة للكتب المقدّسة، ولم يختلف البروتستانت عن غيرهم في محاربتهم للعقل والعلم وتعصّبهم للعقائد الموروثة غير المعقولة، بل يذكر المؤرّخون أنّ البروتستانت عادوا العقل والعلم أكثر من الكاثوليك والأرثودكس، يقول مثلاً وول ديورانت في كتابه (قصّة الحضارة): » إنّ موقف البروتستانت من العقل كان في غاية الاستخفاف، ويذكر عن مارثن لوثر قوله: أنت لا تستطيع أن تقبل كلاًّ من الإنجيل والعقل فأحدهما يجب أن يفسح الطّريق للآخر«، وقد اختار لوثر إفساح الطّريق أمام الإنجيل بإلغاء عقله ودفنه حيًّا حتّى لا يزاحم قداسة الكتب لذلك نراه يقول: » إنّ العقل هو أكبر عدوٍّ للدّين … وإنّه كلّما دقّ العقل واحتدّ كان حيوانًا سامًّا برؤوس سعلاة، وكان ضدّ الله وضدّ ما خلق«.
ولمّا كان موقف البروتستانت وزعماء الإصلاح الديني كمن سبقهم في محاربة العلم والعقل لم يشفع لهم " إصلاحهم " في بعض الميادين أمام زحف العقليّين والملاحدة والعلمانيّين الذين هبّوا في كلّ مكان يطالبون بإقصاء الدّين عن الحياة وإغلاق المؤسّسة الدّينيّة وطبعها بالشّمع الأحمر، بل وصل بعضهم إلى الاستهزاء والسّخريّة من الله وجميع مظاهر وجوده.
ولقد كانت عقائد النّصرانيّة المحرّفة، والمضادّة للعقل سببًا رئيسًا في ظهور الإلحاد بجميع أنواعه كالشّيوعيّة والعلمانيّة والبرجماتية

غير معرف يقول...

كشف الزيف والبهتان بشروط الكهان – ابن الفاروق المصرى


عقيدة الكاتب :
هى نفس عقيدة الأمة الإسلامية فلا فرق عندنا بين برنابا و الأناجيل المعتمدة لدى النصارى فكلاهما إما زائف و إما محرف كما سنوضح فى هذا الكتاب .

لماذا هذا لبحث :
تلاحظ فى الآونة الأخيرة انتشار المواقع التى تقول بزيف إنجيل برنابا وتدعى زورا وباطلا أن المسلمين هم الذين كتبوه أو ألفوه وأخذ الكهنة يصلون ويجولون فى الإفتراءات لعدم وجود من يقف فى وجههم من المسلمين وذلك لعدم علمهم بما يدعيه كهنة النصارى عليهم وبدلا من أن يراجع النصارى دينهم أو أن يثبتوا زيف إنجيل برنابا من دون إقحام المسلمين فى الموضوع عندما يعجزون كالعادة وجدناهم يفترون بل ويستشهدون بعلماء المسلمين الذين توفاهم الله من قرون و أنشئوا المواقع على الإنترنت التى تروج لهذا الكلام السخيف ( أن المسلمين هم من قام بتأليف إنجيل برنابا ) و تمادوا فى غيهم مدعين الشجاعة والموضوعية وهم فى حقيقة الأمر أجبن من يتحدثوا بصدق أو بموضوعية وهم أصدق مثال على قول المتنبى :
وإِذا ما خلا الجبانُ بأرضٍ * طلب الطعنَ وَحْدَهُ والنزالا
فهم بما طرحوه من موضوعية زائفة وصدق كذوب مّدعى محاولين إلصاق التهمة بالمسلمين ليس إلا , وبالرغم أن جدالهم كان من طرف واحد لم يقل فيه المسلمين كلمة , إلا أنهم قاموا بوضع أنفسهم فى الخية كما يقال أو تأكيدا لقول الشاعر :
ما يبلغُ الأعداءُ من جاهلٍ * ما يبلغُ الجاهلُ من نفسِه
فبالرغم من إيماننا كمسلمين أن إنجيل برنابا محرف كما نؤمن بنفس الشيء تجاه أناجيلهم إلا أننا وجدناها فرصة ذهبية لتطبيق شروطهم التى وضعوها لإثبات تحريف إنجيل برنابا على أناجيلهم لأثبات مبدأ الكيل بمكيالين المقدس لديهم فى تقصى الحقائق , وأعتقد انه فى حالة تطابق شروط التحريف التى وضعوها على أناجيلهم فعليهم أن يعترفوا بالأمر الواقع وبتحريف كتبهم والذى أنزله الرحمن على رسوله الأمين محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم فى وصفه إياهم :
( فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ )

وقبل أن أبدأ بحثى هذا ستكون الآية الكريمة السابقة هى آخر عهدى فى هذا البحث للرد عليهم بآيات قرآنية وسأخاطبهم من كتبهم إلا إذا كان الغرض توضيح عقيدة المسلمين أو الرد عليهم فى آية ذكروها . والله المستعان

نقاط البحث :
من مراجعة مواقع النصارى العديدة التى تتحدث فى هذا الموضوع على الإنترنت وجدنا أن النقاط التى اعتمدوا عليها هى عدة نقاط أو بنود كانت دليلهم لإثبات تحريف إنجيل برنابا وإلصاقه بالمسلمين و سنستخدم نفس النقاط للرد عليهم لإبراء ذمة المسلمين وتبيان تحريف كتبهم و النقاط هى :

o إتهام المسلمين بقبوله .
o الإستشهاد بعلماء وكتاب المسلمين
o القول بأن كاتب إنجيل برنابا مسلم .
o عدم وجود إنجيل برنابا فى صدر المسيحية أو العصور المبكرة .
o القول بأن إنجيل برنابا غير موحى به و الأناجيل المعتمدة موحى بها .
o عدم رؤية برنابا للمسيح وكونه ليس من تلاميذه .
o جهل برنابا ببعض العوائد اليهودية والنصوص التوراتية .
o جهل برنابا بموعد ميلاد المسيح .
o خرافات يرويها برنابا .

o النقطة الأولى :
إتهام المسلمين بقبوله :
وهى تهمة باطلة فالمسلمين يؤمنون بالقران فقط و ماعداه أو ما يسميه النصارى بالكتاب المقدس سواء العهد القديم أو العهد الجديد فهو إما زائف وإما محرف و شاهدنا على ذلك أولا هو القرآن الكريم ففيه من الآيات ما يكفينا للقول بهذا ومن والآيات على سبيل المثال قوله سبحانه وتعالى الواحد الأحد :
(أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (البقرة:75)
( فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ ) (البقرة:75)
(مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلاً) (النساء:46)

و الشاهد الثانى سنبينه من ما يدعونه الكتاب المقدس و هو الغرض الرئيس من هذا البحث .

o النقطة الثانية :
الإستشهاد بعلماء وكتاب المسلمين :
وهو ما أسميه ضعف الحيلة ونقص الحجة فى إثبات وجهة النظر المسيحية فلو كان عندهم ما يكفيهم أو حتى ما يقنعهم من أدلة لما أستشهدوا بعلماء المسلمين متملقين إياهم بنعتهم العلماء الإجلاء وهم يقولون بأفواههم عكس ما تخفى صدورهم , ولو جاز الأستشهاد من قبل النصارى بعلماء المسلمين لوجب عليهم أن يصدقوهم أيضا أن قالوا لهم أن كتبهم مزورة أيضا أم أنه إيمان تسعة أسطر ( نؤمن على سطر ونسيب سطر ) .
أما بالنسبة للكتاب فتجد من يستشهد بعباس العقاد ومن يستشهد بالدكتور محمد شفيق غربال و كأنهم حجة الله على عبادة فى الأرض وبالرغم من احترامنا لرأى الكتاب المسلمين إلا أن رأيهم غير ملزم للعامة أو الخاصة وسبحان من حول كتاب المسلمين إلى حجج عند النصارى وقديسين . ولعل أطرف ما قيل فى الأستشهاد بكتاب المسلمين هو ما قاله عوض سمعان فى كتابه فى الفقرة الخاصة بأستشهاده بعباس العقاد حيث ختمها قائلا :
" وبناءً على قوله هذا ( أى العقاد ) يكون الإنجيل المنسوب إلى برنابا، هو كتاب حديث مزيف كما ذكرنا " أنتهت النكته.

من أين يؤخذ الدين عندهم ؟ ,وكيف يأتون بالحجة ؟ , من كاتب مسلم و يجعلون رأيه مقدسا مادام قال ما يوافق هواهم . وما دام رأى المسلمين له أعتباره و يقرون بصدقه فأنقل لهم كلام الأستاذ الشيخ محمد أبو زهرة حيث يقول فى تعليقه على إنجيل برنابا :
" وإن أجل خدمة تسدى إلى الأديان و الإنسانية , أن تعنى الكنيسة بدراستة ونقضة ( إنجيل برنابا ) , وتأتى لنا بالبيانات الدالة على هذا النقض , وتوازن بين ما جاء فيه وما جاء فى رسائل بولس , ليعرف القارئ و الباحث أيهما أهدى سبيلا , واقرب إلى الحق , وأوثق به إتصالا " .
و بالطبع فلن يعتدوا برأيه مادم على غير هواهم .

o النقطة الثالثة :
القول بأن كاتب إنجيل برنابا مسلم وإن أصله عربى :
و هو ما لا يوجد له أصل و لا دليل واضح و لكنه من جملة الأفتراءت وهم ما يتبعون فيه إلا الظن الذى يوافق أهوائهم و مصالحهم و للرد على هذه النقطة سنترك لهم الدكتور سعادة مترجم إنجيل برنابا يحدثهم حيث يقول وهو بالمناسبة نصرانى :
" إنك إذا أعملت النظر فى هذا الإنجيل وجدت لكاتبه إلماما عجيبا بأسفار العهد القديم لا تكاد تجد له مثيلا بين طوائف النصارى إلا فى أفراد قليلين من الأخصائيين الذين جعلوا حياتهم وقفا على الدين , كالمفسرين حتى انه ليندر أن يكون بين هؤلاء أيضا من له إلمام بالتوراة يقرب من إلمام كاتب برنابا " .
أى انه وبناء على كلامه يكون الأحتمال الأصوب لمن لديه مسحة من العقل أن يكون كاتبه يهودى شديد التدين من كبار الكهنة و ليس مسلما وحتى لو تبدر إلى ذهنكم أنه كان يهودى من كبار الكهنة و أسلم فاسألوا أنفسكم لماذا أسلم بعد كل هذا العلم فيما تسمونه بالكتاب المقدس .
أما بالنسبة لموضوع أصله العربى المفترى بسبب وجود تعليقات عربية على النسخة الإيطالية فيقول الأستاذ أحمد بهجت ردا على هذه الفرية وهذه ليست وجهة نظرة و إنما تحليل منطقى لإنجيل برنابا :
" أن وجود تعليقات عربية يدل فقط على أن بعض من قرأ هذه النسخة يعرف العربية على ضعف فيها , لأنه مستقيم التعبير أحيانا قليلة , و سقيم العبارة فى أحيان كثيرة , ومن الغريب أن يتخذ من التعليقات العربية دلالة على أصله الإسلامى , ولا يتخذ من صلبة الإيطالى دليلا على أصله المسيحى .

و نحن نقول معه صلبة (( إيطالي )) ووجد فى مكتبة (( البابا )) فى (( الفاتيكان )) ومترجمه (( مسيحى )) بالله عليكم ألا تعنى لكم الكلمات التى بين الأقواس شيئا . إذا لم تعنى لكم شيئا أو لم يسعفكم ذكائكم دعونى أوضحها لكم .

اللغة إيطالية البابا الفاتيكان مسيحى

اللغة العربية الشيخ مكة المكرمة مسلم

هل التناقض واضح الآن هل تعلمون ما كان سيقول المسيح لكم لو علم بنسبتكم لهذا الكتاب للمسلمين بناء على تعليقات ذات أخطاء إملائية مكتوبة بالعربية عليه و تجاهلكم اللغة المكتوب بها و من وجدت عنه و من وجدها سيقول لكم :
""وَلِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟ "
أفطنوا إلى غابات الأشجار الموجودة بأعينكم , وأتركوا أتباع الهوى لو كنتم تريدون الحق.


o النقطة الرابعة :
عدم وجود إنجيل برنابا فى صدر المسيحية أو العصور المبكرة :
على طريقة أكفى عالخبر ماجور ( كما يقول المثل الشعبى ) يحاول الكهنة النصارى إيهام أتباعهم ( و إيهامنا لو استطاعوا ) وأن يفهموهم أن إنجيل برنابا كان أول ظهور له فى القرن الخامس عشر الميلادي و هو ما يسهل إثبات زيفه و سنقوم بتوضيحه فى هذا الجزء .
الفيصل فى إثبات وجود أو عدم وجود أى شئ و بالأخص فى حالتنا هذه هو التاريخ فكما أستشهد به الكهنة النصارى و لا نلومهم إلا فى إيراده مبتورا غير كاملا منقوصا لسبب لا يخفى على القارئ و لن نتهمهم فقد يكون هذا ناتجا عن جهل ليس إلا .
و التاريخ يقول , هل تعلمون أى تاريخ ؟ , أنه تاريخ النصارى المعتمد لديهم يقول :
* أنه فى عام 366م أمر من البابا دماسس بعدم مطالعة إنجيل برنابا .
* وفى عام 382م صدر نفس القرار السابق من مجلس الكنائس الغربية
* وفى عام 465م صدر مثله عن البابا أنوسنت .
* وفى عام 492م حرّم البابا جلاسيوس الأول مطالعة (( بعض)) الأناجيل، فكان منها إنجيل برنابا .

هذا فيما يختص بالتاريخ أما بالنسبة لعلماء النصارى و كهنتهم :
قال القس صموئيل مشرقى رئيس الطائفة الإنجيلية فى مصر والشرق وهو بمثابة ( البطرك) عند الأرثوذكس ( والبابا ) عند الكاثوليك فى كتابه الصادر سنة 1988 ( عصمة الكتاب المقدس واستحالة تحريفه ) فى صفحة 20 : إن إنجيل برنابا كان موجودا سنة 325 م . وكتب يقول ( أما نحن ممن جانبنا فنقول من باب الترجيح أن بعض أتباع المسيح قد بدءوا فى كتابة هذه الأناجيل عن المسيح عن طريق جمع مجموعات من أقواله وأفعاله لاستعمالهم الشخصى فى البداية، وهنا بدأت القصص التى تروى يسوع تجمع فى كتب كبيرة كانت نواة لعدة أناجيل بلغت مائة إنجيل وكان على الكنيسة ( يعنى قادتها من البطاركة والرهبان ) أن تمحص هذه الأناجيل وتمت الموافقة على هذه الأناجيل الأربعة فقط (يعنى كذبوا أكثر من 96 إنجيلا) بعد أن ثبت قانونيتها ؟ وتم الاعتراف بقدسيتها ؟ ( يعنى اعترفوا بأنها وحى من عند الله ؟ ) التى تأكدت بما أحاط بها من براهين داخلية وخارجية. ورفضت الكنيسة الاعتراف بغيرها من الأناجيل مثل ( إنجيل توما ) المكتوب باللغة العربية فى الجزيرة العربية ( وإنجيل برنابا ) وغيرهما ، بعد أن ثبت أن الكثير مما تحتويه من أقوال دخيل ومزور؟ ومن ثم لم يتقرر وحيها ((( البند الأخير نقلا من موقع د. وديع أحمد ))) .

هل هذا يكفى لإثبات كذب الكهنة و لفقدهم مصداقيتهم و إثبات أنهم يخططون للوصول لنتيجة معينة بدون أى خجل من التزييف و الحقائق المبتورة التى يضحكون بها على الناس عامة و على النصارى بصفة خاصة .

و ننتقل الآن إلى النقطة التالية .

o النقطة الخامسة :
القول بأن إنجيل برنابا غير موحى به و الأناجيل المعتمدة موحى بها :
لم يدعى كاتب إنجيل برنابا أنه قد أوحى إليه من عند الله أو من الروح القدس لكتابة هذا الإنجيل و أن كان يقول أنه كتبه بتكليف من المسيح نفسه مما يعتبر أمر إلهى حيث أنهم يؤلهون المسيح و إن كان برنابا يقول أنه نبى فيقول برنابا عن السبب الذى جعله يسطر هذا الإنجيل :
(( والتفت يسوع إلى الذي يكتب وقال: يا برنابا عليك أن تكتب إنجيلي حتما وما حدث في شأني مدة وجودي في العالم، واكتب أيضا ما حلّ بيهوذا ليزول انخداع المؤمنين ويصدق كل أحد الحق، حينئذ أجاب الذي يكتب: أنى لفاعل ذلك أن شاء الله يا معلم، ولكن لا أعلم ما حدث ليهوذا لأني لم أر كل شيء، أجاب يسوع: هنا يوحنا وبطرس اللذان قد عاينا كل شيء فهما يخبرانك بكل ما حدث ))

هذا من ناحية برنابا فماذا عن الأناجيل المعتمدة لدى الكنيسة , و قبل أن نتحدث عن هذه النقطة نحب أن نبين للقارئ أنهم ماداموا يقولون بزيف إنجيل برنابا بناء على عدم كتابته بالوحى فمن البديهى أن أى كتاب تثبت عليه نفس الصفة هو مزيف أيضا هذا إذا كان الكيل بمكيال واحد . وحول هذه النقطة نجد أن إنجيل لوقا يقول كاتبه فى مستهله :

" إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا ،كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ، وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ، رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ ،أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ، لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ. " .

يقول لوقا أنه لما رأى الكثير من الناس (( يؤلفون )) الكتب حول المسيح فرأى هو أيضا أن يؤلف واحدا و يرسله لصديقة ثاوفليس على حلقات . أى ببساطة أنه رجل يكتب رسائل مسلسلة لصديق له يخبره فيها عن الأمور التى يعرفها عن المسيح .

يقر كاتب إنجيل لوقا بدافعة لكتابة ما يكتبه لصديقة و تقول الكنيسة أنه وحى من عند الله أو من إملاء الروح القدس . فمن نصدق الإنجيل أم الكهنة !!!!!!!!!! و بناء عليه مادام قد ثبت زيف إنجيل برنابا من منطلق أنه ليس موحى به فبديهيا و منطقيا أن تقوموا بإعلان زيف إنجيل لوقا و حذفه من العهد الجديد هو و سفر أعمال الرسل المنسوب للوقا أيضا . حيث أن سفر أعمال الرسل يبدأ أيضا بهذه العبارة :
(( اَلْكَلاَمُ الأَوَّلُ أَنْشَأْتُهُ يَا ثَاوُفِيلُسُ عَنْ جَمِيعِ مَا ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَفْعَلُهُ وَيُعَلِّمُ بِهِ ))
مما يرجح أنه الجزء الثانى من رسالته إلى صديقه ثافليس المسماة إنجيل لوقا .
ولعل كلام القس صموئيل مشرقى السابق التنويه إليه هو خير دليل لإثبات أن جميع كتب العهد الجديد ليست موحاه حيث قال :
( أما نحن من جانبنا فنقول من باب الترجيح أن بعض أتباع المسيح (( قد بدءوا فى كتابة هذه الأناجيل عن المسيح عن طريق جمع مجموعات من أقواله وأفعاله لاستعمالهم الشخصى فى البداية،)) وهنا بدأت القصص التى تروى يسوع تجمع فى كتب كبيرة كانت نواة لعدة أناجيل بلغت مائة إنجيل وكان على الكنيسة ( يعنى قادتها من البطاركة والرهبان ) أن تمحص هذه الأناجيل وتمت الموافقة على هذه .

أى أن موضوع الوحى مختلق فما حدث هو أن اناس كانوا يؤلفون الكتب حول المسيح للإستعما الشخصى على حد قول القس صمويل مشرقى ثم أتت مجموعة من البطاركة والرهبان وأجتمعوا ( مجمع نيقية 325م ) وقرروا أن هناك أربعة كتب من بين المائة هى الموحى بها أى أنه حتى الأناجيل المعتمدة لدى المسيحيين اليوم لم يعرفوها سوى عام 325 م و السؤال هنا كيف عرف البطاركة و الرهبان إن كان هذا من عند الله أم لا ؟ و ما هى وسيلة التعرف التى أتبعوها لمعرفة كلام الوحى من كلام الناس . لو سألتهم سيقولون لك بإلهام من الروح القدس . أو كما يقول الأب متى المسكين فى كتابه التقليد 86 و 87

(( أنهمر على الكنيسة سيل من الكتب المزورة التى تحمل أسماء رسل و تلاميذ يقدرها ايرينئوس بالآلاف ( يبدو أن القس صمويل مشرقى أكتفى بالرقم مائة خوفا على خراف الكنيسة) ولم يكن لدى الكنيسة أى مقياس تقيس عليه الأسفار الصحيحة من المزورة ( الكلام لا زال للأب متى المسكين ) إلا التقليد الرسولى نفسه بالإضافة إلى حاسة الإيمان بهذه الحاسة أستطاعت الكنيسة أن تنقض عنها آلاف الكتب المزورة ... ولكن لم تستطع الكنيسة أن تستقر بخصوص تحديد الأسفار المقدسة تحديدا نهائيا إلا فى نهاية القرن الرابع الميلادي )) أنتهى كلام الأب متى المسكين .

و تعليقا على كلامة أحب أن أوضح أن قوله (أنهمر على الكنيسة ) و (ولم يكن لدى الكنيسة ) و (أستطاعت الكنيسة ) ما هو إلا محاولة منه لإيهام القارئ بطريقة غير مباشرة أنه كانت هناك كنيسة واحدة فى تلك الفترة وهى التى حددت هذه الأناجيل . و هذا الكلام غير صحيح و حول هذا الموضوع أنقل عن د. منقذ بن محمود السقار بتصرف :

(( انعقد مجمع نيقية عام 325م بأمر من الإمبراطور الوثني قسطنطين ( وليس بأمر من رجال الدين المسيحى ) الذي كان قد أعلن قبل بضع سنوات قانون التسامح الديني في الإمبراطورية.

ورأى قسطنطين النزاعات بين الكنائس النصرانية تفتت شعب الإمبراطورية وتزعج كيان الدولة، فقرر الدعوة إلى مجمع عام تحضره الطوائف النصرانية المختلفة، وقد عقد المجمع بإشرافه الشخصي، وقام بافتتاحه، وحضره 2048 أسقفاً من مختلف الكنائس المسيحية، واستمرت المداولات ثلاثة أشهر من غير أن يصل المجتمعون إلى رأي موحد .

وقد كان المجتمعون على ثلاثة ملل مختلفة:
أ- موحدون منكرون لألوهية المسيح يتزعمهم آريوس الاسكندراني وأوسابيوس ومعهم زهاء ألف من الأساقفة
ب- القائلون بأن للمسيح وجوداً أزلياً مع الأب وأنه من ذات جوهره وإن مثّل أقنوماً مستقلاً عنه، وذكر هؤلاء بأن المسيح لو لم يكن كذلك لما صح أن يكون مخلصاً، ومن القائلين بهذا الرأي بابا روما الاسكندروس، والشاب الوثني المتنصر أثناسيوس الذي يقول عنه كتاب التربية الدينية المسيحية: "كلنا يعلم ما للقديس أثناسيوس الرسول من مكانة ممتازة في الكنيسة المقدسة على مر العصور… لقد حضر هذا القديس مع البابا الاسكندروس مجمع نيقية… فكان القديس أثناسيوس هو الجندي الصالح ليسوع المسيح، وكان للقديس أثناسيوس أيضاً الفضل في صياغة قانون الإيمان… وفي أواخر سنة 329م بطريركاً خليفة للبابا الكسندروس".
ج- وأراد بعضهم التوفيق بين الرأيين ومنهم أوسايبوس أسقف قيسارية حيث قال بأن المسيح لم يخلق من العدم، بل هو مولود من الآب منذ الأزل، وعليه ففيه عناصر مشابهة لطبيعة الآب.

ولا يخفى أن هذا الرأي- الذي زعم التوفيق - لا يكاد يختلف عن رأي أثناسيوس، وقد مال الملك إلى هذا الرأي الذي مثله ( 318 ) ثلاثمائة وثمانية عشر قساً، وخالف بقية المجتمعين ( 2048 ) أى أنه وبحسبة بسيطة نجد أن 318 أسقفا قد أتخذوا القرار برغم أنف 1730 أسقف وذلك لمساندة الإمبراطور الوثنى قسطنطين لهم . وحتى لو كان الأغلبية هى التى وافقت فهى سابقة جديدة من نوعها فى تاريخ الأديان و هى ما يمكننا تسميتها الإيمان بالأنتخاب البشرى .

وقد أصدر القسس الثلاثمائة والثمانية عشر قرارات مجمع نيقية والتي كان من أهمها :
إعلان الأمانة التي تقرر ألوهية المسيح، كما أمر المجمع (( بحرق وإتلاف )) كل الكتب والأناجيل التي تعارض قراره.
وأصدر قراراً بحرمان آريوس والقائلون برأيه، وقراراً آخر بكسر الأصنام (( وقتل )) من يعبدها، وأن لا يثبت في الديوان (( إلا أبناء النصارى )).
هذه هى الكنيسة و التقليد الرسولى و حاسة الإيمان التى استطاعت الكنيسة بهم أن تنقض عنها آلاف الكتب المزورة .
هذا هو تقديرهم لما هو مكتوب بإملاء من الوحى و ما هو مزيف .

o النقطة السادسة :
عدم رؤية برنابا للمسيح وكونه ليس من تلاميذه :
حيث يقول عوض سمعان لإثبات تزييف إنجيل برنابا :
لم يكن برنابا الوارد ذكره في الكتاب المقدس واحداً من تلاميذ المسيح، كما أنه لم يكن من سكان فلسطين الذين شاهدوا أعمال المسيح وسمعوا تعاليمه، بل كان يهودياً من سكان جزيرة قبرص. ولما سمع الإنجيل بعد صعود المسيح إلى السماء بتسع سنوات تقريباً، آمن به مثل غيره من اليهود (أعمال 4: 36 و37). فلو فرضنا جدلاً أنه هو الذي كتب الإنجيل الذي ينسبونه إليه، لما جاز لأحدٍ أن يصدقه، لأن (( الشرط الأساسي )) في صدق الإنجيل أن يكون كاتبه واحداً من تلاميذ المسيح، أو رفيقاً له شاهد بنفسه كل أعماله.

يحدد عوض سمعان أن لشرط الأساسي فى صدق الإنجيل هو أن يكون كاتبه واحد من التلاميذ أو رفيقا للمسيح شاهده بنفسه .
و نحن على قوله و لنقوم بمراجعة أناجيل النصارى المعتمدة لنرى أن كانت تنطبق عليها الشروط أم لا

أولا : نحب أن نوضح انه لا يمكن نفى كون برنابا من التلاميذ أو تأكيده فأسماء التلاميذ نفسها جرى عليها التحريف و التبديل بحيث أصبحت لا يعتد بها و على سبيل المثال يقول المسيحيون أن عدد التلاميذ 12 تلميذ بالرغم من أن كتابهم المقدس لا يقول ذلك و نقلا عن موقع أبن مريم أنقل لكم تلك القطعة بتصرف :
ذكر ( متى 10: 2-4 ومرقس 3: 16-19 ولوقا 6: 14-16 ويوحنا (1: 1- 2 و40 و43) أسماء التلاميذ، وقد اتفق كل من متى ومرقس اتفاق تام على أسماء الإثنى عشر تلميذاً وهم :
(وَأَمَّا أَسْمَاءُ الاِثْنَيْ عَشَرَ رَسُولاً فَهِيَ هَذِهِ: الأَََوَّلُ سِمْعَانُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ وَأَنْدَرَاوُسُ أَخُوهُ. يَعْقُوبُ بْنُ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخُوهُ. 3فِيلُبُّسُ وَبَرْثُولَمَاوُسُ. تُومَا وَمَتَّى الْعَشَّارُ. يَعْقُوبُ بْنُ حَلْفَى وَلَبَّاوُسُ الْمُلَقَّبُ تَدَّاوُسَ. سِمْعَانُ الْقَانَوِيُّ وَيَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيُّ الَّذِي أَسْلَمَهُ.) (متى 10: 2-4 )

وقد زاد عليهم لوقا يهوذا أخو يعقوب وسمعان الغيور وحذف لباوس (تداوس) وسمعان القانونى ، أما يوحنا فلم يذكر برتولماوس ومتى ويعقوب بن حلفى ولباوس (تداوس) وسمعان القانونى وسمعان الغيور. وتفرَّدَ بذكر شخصاً يُدعى يهوذا ليس الإسخريوطى (14: 22) ونثنائيل.

فهل لم يعرف الرب أسماء تلاميذه وهم قد عاشوا معه؟ ولو صدَّقنا الأناجيل الأربعة ، لكان عدد التلاميذ الإثنى عشر (خمسة عشر) ، فمن منهم الذى سيجلس على كرسيَّاً ليدين أسباط بنى إسرائيل؟ . أعتقد أثنى عشر منهم وثلاثة أحتياطى .

و بغض النظر عن كونه تلميذا أم لا فهذا لا يعنينا و إنما يعنينا إثبات التحريف فسننتقل إلى قوله بأنه لم يقابل المسيح و لم يتعلم منه و لم يكن من سكان فلسطين فنجد أن كل أو جل هذه الصفات تنطبق على كل من مرقس ولوقا و بولس حيث إن أيا منهم لم يرى المسيح فى حياته و لم يتعلم منه شيئا علاوة على أن كل من لوقا وبولس لم يكونوا من تلاميذه بل على النقيض كان بولس أو شاول كما كان أسمه من أشد أعداء أتباع المسيح ولوقا من تلاميذ بولس إذا النتيجة هى أنه بموجب عدم استيفائهم الشروط التى يقررها المسيحيين أنفسهم يجب أعتبار كتب كلا من هؤلاء الثلاثة مزيف مثل إنجيل برنابا و الكتب هى :
إنجيل مرقس
إنجيل لوقا
أعمال الرسل
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ
رِسَالَةُ بُولُسَ الْرَّسُولِ الأُولَى إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ
رِسَالَةُ بُولُسَ الْرَّسُولِ الثَّانِيَةُ إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوس
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ غَلاَطِيَّةَ
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ أَفَسُسَ
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ فِيلِبِّي
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إلَى أهْلِ كُولُوسِّي
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى أَهْلِ تَسَالُونِيكِي
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الثَّانِيَةُ إِلَى أَهْلِ تَسَالُونِيكِي
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى تِيمُوثَاوُسَ
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الثَّانِيَةُ إِلَى تِيمُوثَاوُسَ
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى تِيطُسَ
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى فِلِيمُونَ
اَلرِّسَالَةُ بولس إِلَى الْعِبْرَانِيِّينَ
أى ما يزيد عن ثلثى العهد الجديد . ومما يؤدى إلى فقدان الكنيسة شرعيتها حيث أنها مؤسسة على أساس كلام بولس وهو السبب الرئيس الذى يجعلها تحارب إنجيل برنابا و تحاول إلصاقه بالمسلمين.

o النقطة السابعة :
جهل برنابا ببعض العوائد اليهودية والنصوص التوراتية :
وحول هذه النقطة يقول د. سعادة مترجم إنجيل برنابا :
" إنك إذا اعملت النظر فى هذا الإنجيل وجدت لكاتبه إلماما عجيبا بأسفار العهد القديم لا تكاد تجد له مثيلا بين طوائف النصارى إلا فى أفراد قليلين من الأخصائيين الذين جعلوا حياتهم وقفا على الدين , كالمفسرين حتى انه ليندر أن يكون بين هؤلاء أيضا من له إلمام بالتوراة يقرب من إلمام كاتب برنابا " .

و لن نجادلهم حول هذه النقطة كون برنابا جاهل أو عالم ولكن غاية ما هنالك سنرى من من كتبة أناجيلهم المعتمدة يوجد به ذات العلة و سنأخذ مرقس على سبيل المثال و أنا هنا أنقل عن موقع أبن مريم بتصرف :

المثال الأول : فى مرقص 14 : 12
(( وفي اليوم الأول من الفطير حين كانوا يذبحون الفصح قال له تلاميذه أين تريد أن نمضي ونعد لتأكل الفصح))
انظر النص الموازى فى متى :
(( وفي أول أيام الفطير تقدم التلاميذ إلى يسوع قائلين له أين تريد أن نعد لك لتآكل الفصح )) .

حذف متى عبارة "حين كانوا يذبحون الفصح " لأنها خطأ لأن ذبح الفصح لا يكون فى اليوم الأول من أيام الفطير
واضح هنا أن كاتب مرقص معلوماته ضعيفة عن اليهود و أعيادهم .

* المثال الثانى : فى مرقص 5 : 22
(( وإذا واحد من رؤساء المجمع اسمه يايروس جاء .ولما رآه خرّ عند قدميه .))
المجمع له عدة رؤساء كما يقول مرقص انظر ماذا فعل متى فى هذه العبارة :
(( وفيما هو يكلمهم بهذا إذا رئيس قد جاء فسجد له قائلا إن ابنتي الآن ماتت .لكن تعال وضع يدك عليها فتحيا .)) متى 14 : 12
جعله كاتب إنجيل متى رئيس واحد و هذا عند اليهود كما اعلم هناك رئيس واحد للمجمع .

*المثال الثالث : فى متى 15 : 4
(( فان الله أوصى قائلا اكرم أباك وأمك .ومن يشتم أبا أو أما فليمت موتا .))
قارن بما قاله مرقص فى 7 : 10
(( لان موسى قال اكرم أباك وأمك .ومن يشتم أبا أو أما فليمت موتا . ))
و كلام متى اليهودى بلا جدال أدق لان الرب هو قائل هذا الكلام فى العهد القديم و بداية الإصحاح 20 فى الخروج :
((ثُمَّ تَكَلَّمَ للهُ بِجَمِيعِ هَذِهِ لْكَلِمَاتِ: ثم يذكر الوصايا العشر و منها اكرم أباك و أمك .))
و كل اليهود سوف يقولوا قال الرب و ليس قال موسى و لن تجد يهودى واحد ينسب الوصايا العشر إلى موسى لان الرب هو الذى قالها و تنسب له دائما أما مرقص الغريب عن فلسطين و غريب عن اليهود يقول ببساطة قال موسى الوصايا العشر .

* المثال الرابع : مرقص 10 : 19
(( أنت تعرف الوصايا .لا تزن .لا تقتل .لا تسرق .لا تشهد بالزور .لا تسلب .اكرم أباك وأمك .))
يضيف كاتب مرقص وصية من عنده هى لا تسلب و متى يصحح كالعادة انظر متى 19 : 18
(( قال له ايّة الوصايا .فقال يسوع لا تقتل .لا تزن .لا تسرق .لا تشهد بالزور . اكرم اباك وامك واحب قريبك كنفسك .))

هذا مثل واضح على جهل كاتب إنجيل مرقص حتى فى الوصايا العشر انه بالقطع ليس يهوديا و لم يعش فى فلسطين أبدا .
فإذا كان الجهل بأحوال اليهود والتوراة و أنا أؤيد هذا و أراه منطقى تجعل من إنجيل برنابا زائفا فالمفروض لو كانت الكنيسة تراعى الحق أن تحذف إنجيل مرقس الذى يصبح مزيفا أيضا لنفس الأسباب التى تحكم بها على إنجيل برنابا .

وحتى متى الذى كان يصحح لمرقص فى الأمثلة السابقة نجده يقول فى 2 : 23
(( وَأَتَى وَسَكَنَ ( يقصد المسيح ) فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ ، لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ: إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيّا )) ولو فحصت الكتاب المقدس بميكروسكوب لن تجد فيه هذه النبوءة المدعاة لا توجد على الإطلاق نبوءة تقول عن المسيح أو عن أى شخص آخر أنه سيدعى ناصريا ويترتب على ذلك أحد أمرين إما أن يكون متى قام بفبركة هذه النبوءة أو أن النبوءة كانت موجودة و قاموا بحذفها . و عندما نقول أنه التحريف يلوون أعناقهم و يغضبون .

و نسألهم مرة أخرى طبقا لمعاييرهم القياسية التى أتبعوها مع برنابا أن يطبقوها على كتبهم أولا بدلا من إدعاء الصدق الزائف اللى مالوش رجلين . وللعلم لم أتوسع بذكر كافة الأمثلة و أكتفيت بما سبق فقط .


o النقطة الثامنة :
جهل برنابا بموعد ميلاد المسيح .
و هى نقطة صائبة 100% ولا غبار عليها و سوف نقوم بمراجعة أناجيلهم المعتبرة لديهم الآن للتأكد منها .

بمراجعة الأناجيل وجدنا الآتى :
إنجيل متى يقول أنه ولد فى حكم هيردوس مما يعنى عام 4 ق.م
(( وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ ، فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ ))
وإنجيل لوقا يقول أنه ولد فى أيام الأكتتاب أى عام 7 م .
(( وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ صَدَرَ أَمْرٌ مِنْ أُوغُسْطُسَ قَيْصَرَ بِأَنْ يُكْتَتَبَ كُلُّ الْمَسْكُونَةِ. 2وَهَذَا الاِكْتِتَابُ الأَوَّلُ جَرَى إِذْ كَانَ كِيرِينِيُوسُ وَالِيَ سُورِيَّةَ. 3فَذَهَبَ الْجَمِيعُ لِيُكْتَتَبُوا ، كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَدِينَتِهِ. 4فَصَعِدَ يُوسُفُ أَيْضاً مِنَ الْجَلِيلِ مِنْ مَدِينَةِ النَّاصِرَةِ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ ، إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ الَّتِي تُدْعَى بَيْتَ لَحْمٍ ، لِكَوْنِهِ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ وَعَشِيرَتِهِ، 5لِيُكْتَتَبَ مَعَ مَرْيَمَ امْرَأَتِهِ الْمَخْطُوبَةِ وَهِيَ حُبْلَى. 6وَبَيْنَمَا هُمَا هُنَاكَ تَمَّتْ أَيَّامُهَا لِتَلِدَ. 7فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ ، إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِلِ.))

أى أن الفارق بين إدعاء كل من متى ولوقا حوالى 11 عام !!!!! فأيهما أصدق من الآخر ؟

أما بالنسبة لكل من إنجيلى مرقس و يوحنا فبدؤوا الكتابة عنه منذ أن تعمد و هو فى سن الثلاثين على حسب أعتقاد النصارى أو كما يقول المثل ( خدوها من قصيرها ) . و عدم ذكرهم ميلاده أو معجزة ميلاده أو أحداث طفولته يدل على جهلهم بهذه النواحى من حياته , ونضيف إليهم متى و لوقا أو أحدهم على الأقل بسبب أختلافهم فى موعد ميلاده .


o النقطة التاسعة :
خرافات يرويها برنابا :
وقد أوردوا نموذج منها فكتبوا نقلا عن إنجيل برنابا :
أن المسيح طلب من الله أن يرحم الشيطان فاعترض الشيطان رافضاً هذه الوساطة .
ثم عقب الكاتب قائلا :
هذا كلام سخيف أستغرب إن كان يستهوي أو يؤثر حتى على الجهال أو ذوي العقول الضعيفة أو الغبية ‍‍‍‍‍‍‍‍‍!!!.

و نحن نؤمن على كلامه هذا و نؤكد أن مثل هذا الكلام سخيف يستهوي و يؤثر على الجهال و ذوي العقول الضعيفة أو الغبية .
و بمراجعة أناجيلهم المعتمدة نجد الآتى :

* المثال الأول : فى إنجيل متى 4 : 1
(( ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ. فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً ، جَاعَ أَخِيراً. فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ: إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هَذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزا . فَأَجَابَ وَقَالَ: مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللَّه . ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ ، وَأَوْقَفَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ ،وَقَالَ لَهُ: إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ ، فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَك . قَالَ لَهُ يَسُوعُ: مَكْتُوبٌ أَيْضاً: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَك . ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضاً إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ جِدّاً ، وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا ، وَقَالَ لَهُ: أُعْطِيكَ هَذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي . حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُد . ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ ، وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ. )) .

يقول متى أن الشيطان جاء يختبر المسيح ( الذى يعتبرونه إلههم ) تخيل يا من لست غبى أو جاهل ويا من لا تؤمن بالكلام السخيف الشيطان جاء ليختبر ربهم و أنا أسأل و لما يختبره و بأى حق و هل الله عرضة للإختبار ولمن للشيطان . ثم تتكامل المهزلة بقوله (( ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضاً إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ جِدّاً ، وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا )) هل يسمح السادة الكهنة المثقفون الذين يستغربون من يؤمن بالسخافات أن يقولوا لنا أين هو هذا الجبل العالى جدا هذا الذين يمكن الإنسان من روية كل ممالك الأرض . , و حتى أن وجد هذا الجبل خارج إنجيل متى فما الحكمة من أن يريه الشيطان ممالك العالم إلا إذا كان المسيح جاهل بها ولا يعلم عنها شيئا .

و أخيرا تختتم المهزلة الكفرية الموجودة بين دفتى ما يطلقون عليه الكتاب المقدس بأن يطلب الشيطان من ربهم أن يسجد له مقابل أن يعطيه كل الممالك التى رآها , كيف يعطيها له الشيطان هل الدنيا ملك لله أم للشيطان , ثم أيهما أشد سخفا و حمقا وكفرا أن يرفض الشيطان رحمة الله أم أن يطلب منه السجود له . أين ذهبت عقول هؤلاء الناس.



* المثال الثانى : من رؤيا يوحنا اللاهوتى ولن أعلق و سأترك الحكم لكم :
2 : 18
(( وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي ثَِيَاتِيرَا: هَذَا يَقُولُهُ ابْنُ اللهِ، الَّذِي لَهُ عَيْنَانِ كَلَهِيبِ نَارٍ، وَرِجْلاَهُ مِثْلُ النُّحَاسِ النَّقِيِّ. ))

4 : 3 - 8
(( وَكَانَ الْجَالِسُ فِي الْمَنْظَرِ شِبْهَ حَجَرِ الْيَشْبِ وَالْعَقِيقِ، وَقَوْسُ قُزَحَ حَوْلَ الْعَرْشِ فِي الْمَنْظَرِ شِبْهُ الزُّمُرُّدِ. وَحَوْلَ الْعَرْشِ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ عَرْشاً. وَرَأَيْتُ عَلَى الْعُرُوشِ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ شَيْخاً جَالِسِينَ مُتَسَرْبِلِينَ بِثِيَابٍ بِيضٍ، وَعَلَى رُؤُوسِهِمْ أَكَالِيلُ مِنْ ذَهَبٍ. وَمِنَ الْعَرْشِ يَخْرُجُ بُرُوقٌ وَرُعُودٌ وَأَصْوَاتٌ. وَأَمَامَ الْعَرْشِ سَبْعَةُ مَصَابِيحِ نَارٍ مُتَّقِدَةٌ، هِيَ سَبْعَةُ أَرْوَاحِ اللهِ. وَقُدَّامَ الْعَرْشِ بَحْرُ زُجَاجٍ شِبْهُ الْبَلُّورِ. وَفِي وَسَطِ الْعَرْشِ وَحَوْلَ الْعَرْشِ أَرْبَعَةُ حَيَوَانَاتٍ مَمْلُوَّةٌ عُيُوناً مِنْ قُدَّامٍ وَمِنْ وَرَاءٍ. وَالْحَيَوَانُ الأَوَّلُ شِبْهُ أَسَدٍ، وَالْحَيَوَانُ الثَّانِي شِبْهُ عِجْلٍ، وَالْحَيَوَانُ الثَّالِثُ لَهُ وَجْهٌ مِثْلُ وَجْهِ إِنْسَانٍ، وَالْحَيَوَانُ الرَّابِعُ شِبْهُ نَسْرٍ طَائِرٍ. وَالأَرْبَعَةُ الْحَيَوَانَاتُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا سِتَّةُ أَجْنِحَةٍ حَوْلَهَا وَمِنْ دَاخِلٍ مَمْلُوَّةٌ عُيُوناً، ))

5 : 6 - 14
(( وَرَأَيْتُ فَإِذَا فِي وَسَطِ الْعَرْشِ وَالْحَيَوَانَاتِ الأَرْبَعَةِ وَفِي وَسَطِ الشُّيُوخِ خَرُوفٌ قَائِمٌ كَأَنَّهُ مَذْبُوحٌ، لَهُ سَبْعَةُ قُرُونٍ وَسَبْعُ أَعْيُنٍ، هِيَ سَبْعَةُ أَرْوَاحِ اللهِ الْمُرْسَلَةُ إِلَى كُلِّ الأَرْضِ. فَأَتَى وَأَخَذَ السِّفْرَ مِنْ يَمِينِ الْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ. وَلَمَّا أَخَذَ السِّفْرَ خَرَّتِ الأَرْبَعَةُ الْحَيَوَانَاتُ وَالأَرْبَعَةُ وَالْعِشْرُونَ شَيْخاً أَمَامَ الْخَرُوفِ ، وَلَهُمْ كُلِّ وَاحِدٍ قِيثَارَاتٌ وَجَامَاتٌ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوَّةٌ بَخُوراً هِيَ صَلَوَاتُ الْقِدِّيسِينَ. وَهُمْ يَتَرَنَّمُونَ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً قَائِلِينَ: مُسْتَحِقٌّ أَنْتَ أَنْ تَأْخُذَ السِّفْرَ وَتَفْتَحَ خُتُومَهُ، لأَنَّكَ ذُبِحْتَ وَاشْتَرَيْتَنَا لِلَّهِ بِدَمِكَ مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ وَأُمَّةٍ، وَجَعَلْتَنَا لإِلَهِنَا مُلُوكاً وَكَهَنَةً، فَسَنَمْلِكُ عَلَى الأَرْض . وَنَظَرْتُ وَسَمِعْتُ صَوْتَ مَلاَئِكَةٍ كَثِيرِينَ حَوْلَ الْعَرْشِ وَالْحَيَوَانَاتِ وَالشُّيُوخِ، وَكَانَ عَدَدُهُمْ رَبَوَاتِ رَبَوَاتٍ وَأُلُوفَ أُلُوفٍ، قَائِلِينَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: مُسْتَحِقٌّ هُوَ الْخرَوفُ الْمَذْبُوحُ أَنْ يَأْخُذَ الْقُدْرَةَ وَالْغِنَى وَالْحِكْمَةَ وَالْقُوَّةَ وَالْكَرَامَةَ وَالْمَجْدَ وَالْبَرَكَة . وَكُلُّ خَلِيقَةٍ مِمَّا فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ وَتَحْتَ الأَرْضِ، وَمَا عَلَى الْبَحْرِ، كُلُّ مَا فِيهَا، سَمِعْتُهَا قَائِلَةً: لِلْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ وَلِلْخَرُوفِ الْبَرَكَةُ وَالْكَرَامَةُ وَالْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِين . وَكَانَتِ الْحَيَوَانَاتُ الأَرْبَعَةُ تَقُولُ: آمِين . وَالشُّيُوخُ الأَرْبَعَةُ وَالْعِشْرُونَ خَرُّوا وَسَجَدُوا لِلْحَيِّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. )) .

وأخيرا توجد نقطة هامة أحب أن أوضحها و سأنقلها بمنتهى الأمانة و لن أعلق عليها و سبب إيرادها أن معظم المسلمين يظنون أن جميع معتقدات المسيحيين تشابه معتقداتنا بإستثناء قولهم بالتثليث و لكن الحقيقة لا تكاد توجد نقطة واحدة متفق عليها بين الإسلام والمسيحية .
و النقطة التى سأوضها تتعلق بمفهومهم عن الشيطان من هو ؟ وما هى جريمته حتى يستحق عقاب الله ؟ ومن أسمائه عندهم لوسيفر و المجرب .
والنص التالى من كتاب يسمى ( غريب على الطريق ) و هو كتاب وضع خصيصا لتنصير المسلمين للمدعو يحي السائح يقول فيه :
(( حاول لوسيفر في بداية خلق الكون أن يقوم بثورة ضد الله من أجل الاستيلاء على مكانه. وقام ابن الله، رغم صفته الإلهية الكاملة، بترك مجده وعظمته، ونزل من السماء وجاء إلى الأرض كانسان. وكان المسيح معرضا لتجارب الشيطان. فإذا استطاع الشيطان أن يغريه بعمل ما يريد، سيكون ذلك نصرا عظيما. وقد حان الوقت، كما يرى الله، لكي يظهر شيئا جديدا عن نفسه.)) .

وسأكتفى بهذا القدر و أستغفر الله العظيم لى ولكم؟؟؟؟صليب لكل مواطن – ابن الفاروق المصرى


يروى كتاب النصارى عن المسيح عليه السلام أنه قال :
( وَقَالَ لِلْجَمِيعِ: إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي ، فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ ، وَيَتْبَعْنِي.)
وأنه قال :
( وَمَنْ لاَ يَأْخُذُ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعُنِي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي.)
وأنه قال :
( حِينَئِذٍ قَالَ يَسُوعُ لِتَلاَمِيذِهِ: إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي )
وأنه قال :
(وَدَعَا الْجَمْعَ مَعَ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ لَهُمْ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي )
وأنه قال :
( وَقَالَ لِلْجَمِيعِ: إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي ، فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ ، وَيَتْبَعْنِي ) .

وقضيتنا فى الوريقات التالية ليست محاولة أثبات أو نفى هذه القطع السابقة من حيث صحة نسبتها للمسيح عليه السلام من عدمة وإنما لتوضيح اللبس فى الفهم و/أو سوء النيه الموجود لدى النصارى فى تعاملهم مع النصوص الموجودة بكتبهم سواء فى العهد الجديد أو القديم لأثبات ما يدعونه ولو كان خاطئا .

حملة الصلبان :
تعتبر الآية السابقة هى أحد أهم الركائز التى تجعل النصارى يتقلدون الصلبان , حيث أنها تبدو لمن لا يفقه ما يقرأ أو من يقرأ بلا وعى أو من يردد الكلام بدون فهم أن المسيح عليه السلام يقول لأتباعه أن يحملوا الصليب معهم كما هو حالهم الآن .

وسوف نقوم الآن بتوضيح الغرض من قول المسيح فى القطع السابقة (هذا إن قاله فعلا) .

التعبير الرمزى :
من الشائع بين الناس بصفة عامة إستخدام الرموز أو التعبيرات لتوصيل المعلومة أو الخبر للطرف الآخر , وأنا هنا لا أقصد رموزا مثل الرموز الهيروغليفية أو شفرة مورس مثلا , ولكن أقصد الرمز الموارى أى المخاطبة بالرموز لتوضيح الفكرة بأقل مجهود ممكن فعلى سبيل المثال عندنا نحن المسلمين عندما تثور ثائرة شخص ما تجد أحدهم يقول له (صلى على النبى) أو (وحد الله) مثلا بينما هو فى واقع الأمر يحثه ويطلب منه أن يهدأ , هكذا جرت العادة فمثلا عندما يقال للمسلم (صلى على النبى) وهو ثائر فقد يتذكر من أحاديث الرسول ما ينهاه عن فعله هذا وعندما يقال له (وحد لله) قد يتذكر قدرة الله عليه فتهدأ ثائرته .

وأن كان الغالبية العظمى الآن فى حياتهم اليومية يرددون مثل هذه التعبيرات فى مكانها المناسب بدون وعى إلا أنه من الواضح أن أول من أبتكرها كان يعنى ما يقوله .
وقد تكون تلك التعبيرات ومثيلاتها فى أى لغة من اللغات من المميزات أو المحسنات البلاغية للغة هذا إن لم تكن من عبقريات اللغة التى تميز لغة عن أخرى .

والرموز أو التعبيرات متداوله فى شتى أنحاء العالم وبكافة اللغات فمثلا إذا أراد أحدنا ترجمة كتاب ما من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية ووجد جملة (One Way Ticket) فهل سيترجمها على أساس انها تعنى (تذكرة إتجاه واحد) أم سيترجمها على أنها تعنى (طريق مسدود) هذا بالطبع يتوقف على موقعها وموقع قائلها من الجملة.

فمثلا إذا كان قائلها أمام شباك تذاكر القطار فهو يعنى فى الغالب (تذكرة إتجاه واحد) أما إذا كان يتحدث حول موضوع لا حل له أو مكيدة تعرض لها فهو يعنى فى الغالب أيضا (طريق مسدود) أو ما يرادفها من تعبيرات أخرى.

وقد تعجز فى بعض اللغات عن الترجمة منها أو إليها فى مواضيع عدة مثل لغة (البهاسا ماليشيا) على سبيل المثال والتى يتحدثها الماليزيون والإندونيسيون فهذه اللغة لا يوجد بها ماضى ولا مستقبل والكلام فيها ينحصر على الفعل المضارع فقط .

فعلى سبيل المثال إن أردت أن تسأل أحدهم وهو قادما لتوه من الخارج فلن تستطيع أن تقول له أين كنت لعدم وجود صيغة الماضى فى تلك اللغة وإنما سيدور الحوار بينهم كالتالى:
أين تذهب ؟ ( وهو يعنى أين كنت؟)
فيجيب أذهب إلى العمل ( بينما هو يقصد كنت فى العمل) .
ولزيادة التوضيح فمثلا أغنية ( حبيتك وبحبك وهاحبك على طول ) سيترجمونها هكذا ( بحبك وبحبك وبحبك على طول ) .
أعتقد أن الرؤية أوضح الآن بعد استماعنا لهذه الأغنية .
وهكذا فكل لغة ليس من السهل ترجمتها إلى لغة أخرى بسهولة إلا إذا كان القائم على الترجمة لديه الثقافة الكافية لترجمة تلك اللغة , وليس مجرد حفظه للكلمات وما يقابلها فى اللغة الأخرى وهو ما يتفق معى عليه كل المترجمين حسبما اعتقد .

وما قصدته من تلك المقدمة هو توضيح مدى أهمية الترميز أو التعبير أو المصطلح فى اللغات بصفة عامة وأن الكلام أحيانا لا يجب أن يؤخذ أو يفهم كما يقال أى بشكل سطحى .

المفهوم الشائع :
يفهم النصارى ( أو هكذا يريدون أن يفهموا ) أنه من أراد أن يتبع المسيح فليحمل الصليب ويتبع تعاليمه ويعتبرونها أيضا أنها نبؤه من المسيح بأنه سيصلب ويهدر دمه بالنيابة عن البشر .
فهل هذا هو المفهوم الصحيح لما قاله المسيح ؟
وهل يستوى هذا المفهوم مع ما ورد بالنص من قريب أو من بعيد ؟

لغة المسيح :
قبل الرد على الأسئلة السابقة يتعين علينا توضيح أن لغة المسيح عليه السلام كانت اللغة السريانية وهنا نحن لا نتحدث عن اللغات التى كتبت بها الأناجيل فمثلا لوقا كتب باليونانية ومتى بالعبرية ولكن ما قاله المسيح أو ما ينسب إليه من أقوال لابد وانه قاله باللغة الآرامية (السريانية) حيث أنها كانت اللغة الشائعة بين اليهود فى تلك الفترة وما قبلها بسبب السبى فى بابل .
و حتى لو افترضنا أن المسيح كان يمكنه أن يتكلم بأكثر من لغة وهو ما لم يدعيه أحد حتى الآن فلابد له أن أراد أن يخاطب الشعب أو تلاميذه أن يخاطبهم باللغة التى يفهموها فلا يوجد عاقل يخطب باليونانية مثلا فى أناس لا تعرف سوى اللغة الفرنسية لأنه لا جدوى من وراء ذلك .

رأى النصارى :
يقول المدعو قاسم إبراهيم نقلا عن موقع لكل سؤال جواب وهو موقع نصرانى فى إجابته على سؤال : (ما هي اللغة التي تكلم بها السيد المسيح أثناء وجوده على الأرض؟) :
((يقول علماء الكتاب المقدس أنها اللغة السريانية، وهي إحدى اللغات السامية الشمالية، وتسمى أحياناً الكلدانية ....... ولقد تكلم المسيح الآرامية بالرغم من إنه سكن فلسطين لأنها اللغة التي كانت سائدة آنذاك بسبب حُمل اليهود إلى السبي البابلي، أخذوا في استعمال اللغة الآرامية التي حلت محل اللغة العبرية كلغة للتخاطب في شئون الحياة اليومية، كما نجد في سفر نحميا 8: 8 إشارة إلى هذا. ......... وهناك أدلة لاهوتية قاطعة يعتمد عليها المؤرخون اللاهوتيين أن المسيح تكلم الآرامية.
وقد أكد المطران ثاوفيلوس جورج صليبا مطران السريان الأرثوذكس في جبل لبنان، بأن بعض المؤرخين وفي مقدمتهم المؤرخ الكبير أسابيوس القيصري (340م) أن رسل المسيح كانوا يتكلمون اللغة السريانية الآرامية، كما أكدوا أن يوسف ومريم العذراء كانا يتكلمان السريانية أيضاً. )) . أنتهـــي
و الخلاصة هى أن المسيح عليه السلام كان يتحدث اللغة الآرامية (السريانية) بإتفاق المسلمين والنصارى.

لغة الأناجيل :
وحتى يصل بحثنا لمنتهاه لابد وأن نعرف القارئ أن أصول الأناجيل ( بالرغم من عدم وجودها) التى كتبت بها هى اللغة اليونانية فيما عدا " متى " الذي كتب بالعبرانية و كلاهما ( اليونانية والعبرانية) لم تكن لغة المسيح عليه السلام كما أوضحنا فى النقطة السابقة وفى تلك الأناجيل مقتطفات قليلة لم تترجم وتركت على هيئتها ولغتها السريانية التى تكلم بها المسيح كما نرى فى ( مرقس 15: 24) عندما كان المسيح معلقاً على الصليب حسب زعمهم صرخ : "ألوي، ألوي، لما شبقتني. أي إلهي إلهي لماذا تركتني؟ .
وكما هو مكتوب فى (مرقس 5: 41). "طليثا قومي" أي يا صبية قومي.
وهو ما يؤكد أن المسيح كان يتكلم السريانية أيضا .

أصل المشكلة :
و المشكلة تتلخص فى أن المسيح كان يتحدث لغة شرقية ومن نقل عنه نقلها إلى اليونانية وهى لغة غربية (ماعدا عبرانية متى) .
ثم أعاد الكهنة ترجمتها من اليونانية إلى اللغات الأخرى كالعربية والإنجليزية ..الخ .
ومن المعروف أن كل ثقافة ما أو لغة ما تختلف من حيث الذوق عن الأخريين فمثلا النكتة المصرية لن تضحك اليابانى وهذا لا يرجع إلى غباؤه مثلا ولكن إلى ثقافته التى تحتم عليه أن يفهم ويفكر بطريقة أخرى تختلف عن طريقة فهم وتفكير المصرى علاوة على الرموز والتعبيرات اللغوية التى قد يفتقدها فى لغته.

ولتوضيح هذه النقطة فلنفترض مثلا أن أحدهم أراد أن يترجم جملة (أصحاب الجنة) فسيترجمها بحرفيتها إذا كان لا يفهم التعبير الذى نفهمه نحن حيث أننا نفسر معناها على أساس أنهم من سيفوزون بالجنة فى الآخرة ولكن المترجم غير العربى أو الذى لا يفهم التعبيرات والمصطلحات العربية المتداولة بدلا من أن يترجمها هكذا فسيترجمها إلى (Heaven Friends) والكارثة هنا هى عندما يعاد ترجمتها إلى العربية مرة أخرى فستتم ترجمتها هكذا ( أصدقاء الجنة) . مما يدمر المعنى تماما ويحرفه عن المعنى المراد به أو يجعله بلا معنى .

ولما كان المسيح عليه السلام رجل شرقى ويتحدث إلى قوم شرقيين وبلغة شرقية فأنه كان غالبا كما توضح لنا كتب النصارى المقدسة إما أن يحدثهم بالرموز أو بالأمثال أو التعبيرات البلاغية .

ولتوضيح ما أصبو إليه من هذا البحث علينا إعادة فهم ما يقوله المسيح بعبارة :
( فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ ) .

صليب لكل مواطن :
لماذا نقول أن المسيح لم يكن يعنى هذه الجملة بحرفيتها ؟
لأن الجملة بحرفيتها لا نصيب لها من العقل ولا التاريخ ولا العادات اليهودية , وبتوضيح أكثر لو أن المسيح فعلا أمر من يريد أتباعه أن يحمل صليبه لكان معنى هذا أن كل مواطن من بنى إسرائيل كان يملك صليبه الخاص به وهو ما لم نسمع به وما لم يقل به اليهود من أنهم كانوا يقتنون الصلبان فى بيوتهم وهو ما لم يقله أيضا أى مؤرخ من أيام المسيح وإلى يومنا هذا وهو أيضا ما لم يدعيه النصارى على اليهود حتى الآن .

وهنا لنا أن نسأل ما دام اليهود لا يملكون صلبان لديهم وهو ما يعلمه المسيح اليهودى تمام العلم فلما يأمرهم بلهجة تدل على أنهم يملكون صلبان فعلا ؟ إلا إذا كان يملكونها .
فهو لم يقول " فليصنع لنفسه صليبا ويحمله " ولكنه يقول : وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ ".
علاوة على أن المسيح نفسه لم يكن يحمل صليبا فلم يأمر من يريد إتباعه أن يحمل صليبا وما هو الغرض أو الجدوى أو المغزى من وراء ذلك .

نهاية المطاف :
كان الرومان فى عهد المسيح وما قبله يعاقبون على بعض الجرائم بالصلب حتى الموت والصليب الذائع الصيت فى ذلك الوقت كان الصليب الرومانى الذى يصلبون عليه مخالفيهم , ولعل القارئ يتذكر فيلم ( سبارتاكوس محرر العبيد ) الذى قام فيه الرومان حسب إدعاء الفيلم بصلب جميع العبيد الفارين بعد القبض عليهم أو حوادث الصلب الموجودة فى كتبهم فى العهد القديم وكما أنه لا يوجد فى أيامنا هذه من لا يعرف أو من لم يسمع عن المشنقة ففى أيام المسيح وما قبله لم يكن يوجد من لم يسمع أو من لم يعلم ما هو الصليب الرومانى وبناء على شهرة الصليب الرومانى فكان المسيح يخاطب قومه اليهود عن الصليب الذى يعرفه ويعرفونه وليس عن الصليب الذى يدعيه النصارى وكلمة يحمل صليبه هنا تعادل أو تكافئ فى لغتنا الآن كلمة (يحمل كفنه) أو (يحضر كفنه) أو (يستعد للموت) لأن الطريق الذى يسير فيه المسيح نهايته قد تكون الموت مثله مثل العديد من الأنبياء العظام فإبراهيم عليه السلام كاد أن يقتل حرقا لولا فضل الله عليه وعلينا , والنبى زكريا عليه السلام نشره اليهود بالمنشار , والنبى يحي عليه السلام قطعت رأسه إلى آخر القائمة التى نعرفها جميعا .
ولنتفهم قصد المسيح بوضوح علينا أن نقرأ القطعة كاملة وهى تقول :
( وَقَالَ لِلْجَمِيعِ: إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي ، فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ ، وَيَتْبَعْنِي. فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا ، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي فَهَذَا يُخَلِّصُهَا. لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ ، وَأَهْلَكَ نَفْسَهُ أَوْ خَسِرَهَا؟ ).
أى أنه يقول لهم :
من يريد أن يتبعنى عليه أن يعلم أنه قد يتعرض للموت فى كل يوم وعليه الإستعداد لذلك , وعليه ألا يخشى الموت فمن يظن أنه بإبتعاده عنى قد نجا فإن النجاة تكون فى الآخرة وليس فى الدنيا , فمن مات وهو فى صفى ربح الآخرة , ومن مات وهو مبتعدا عنى فلم ولن يربح شيئا , فماذا يفيده إن ربح نفسه فى الدنيا إن كان مأواه النار فى الآخرة لتخليه عنى ؟.

وتلك هى سنة الله فمن أتبعوا موسى عليه السلام وهربوا معه من مصر كانوا يعلمون أن فرعون قد يلحق ببعضهم ويقتلهم ومن أتبعوا محمد عليه الصلاة والسلام كانوا يعلمون أن الكفار سيكيدون لهم ليفتنونهم عن دينهم ويقاتلونهم ولكنهم حملوا صلبانهم أو أعدوا أكفانهم أو استعدوا للموت فى سبيل الله .
وكما قال الحق سبحانه وتعالى :


(وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)؟؟؟؟؟من قال انها حرب صليبية !!! - ابن الفاروق المصرى

نقدم لكم الترنيمة التي أختارها رئيس الوزراء البريطاني " توني بلير " خصيصاً ليترنم بها مع جنده في (((قداس))) أقامه له جنوده .... !! و ذلك خلال زيارته الخاطفة لجنوده في البصرة .

والله محبة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!


... (ONWARD, CHRISTIAN SOLDIERS) ...
... ( تقدموا جند النصارى ) ...

Onward, Christian soldiers, marching as to war, With the cross of Jesus
going on before. Christ, the royal Master, leads against the foe Forward
into battle see His banners go!

تقدموا جند النصارى سيروا إلى الحرب
مع صليب يسوع
المسيح , السيد الملكي يقود الزحف ضد العدو
أماماً إلى المعركة كي تروا راياته خفاقة ..

At the sign of triumph Satan’s host doth flee; On then, Christian
soldiers, on to victory! Hell’s foundations quiver at the shout of praise;
Brothers lift your voices, loud your anthems raise

بظهور آية الأنتصار , فرت جنود الشيطان
إزحفوا إذاً جند النصارى ,إزحفوا للنصر
قواعد الجحيم إهتزت على صيحات التمجيد
إخوةً إرفعوا الأصوات, إجعلوا صوت الترنيمة عالياً ..

Like a mighty army moves the church of God; Brothers, we are treading
where the saints have trod. We are not divided, all one **** we, One in hope
and doctrine, one in charity.

مثل الجيش الجبار , نأتي معنا بكنيسة الرب
إخوةً نمشي على خطى سار عليها القديسون
نحن لسنا متفرقين , بل جسد واحد نحن
وحدة في الأمل و العقيدة , جمع واحد في الخير



أنتهت الترنيمة ..... بدون تعليق
ابن الفاروق المصري؟؟؟قدّيسون شُفَعاء للشواذّ جنسياً؟:::تطالعنا الأخبار من حين لأخر بفضائح جنسية داخل الكنائس يكون المتهم فيها أحد القديسين والضحية هو أحد النساء أو الأطفال المؤمنين !! ومؤخرا أنتشرت فضيحة جديدة قديمة جديدة من حيث توقيت كشفها وقديمة من حيث النوع والتاريخ الذى تعود له هذه الفضيحة
ففى أحد مواقع الشبكة العنكبوتية التى تصدر بالإنجليزية فوجئت بالخبر التالى :

القديسين باكخوس وسيرجيوس
قدّيسون شُفَعاء للشواذّ جنسياً؟

وتحت هذا العنوان كتب الموقع يقول :
القديسان باكخوس وسيرجيوس شهداء مسيحيين قدماء عذبوا حتى الموت فى سوريا لأنهم رفضوا حضور التضحيات تكريما لجوبيتير (أحد آلهة الرومان) وأشارت مؤخرا أحدى المخطوطات اليونانية القديمة إلى أنهم كانوا رجال لوطيين وأنهم كانوا "erastai " أو عشاق . وهذه المخطوطات موجودة فى العديد من المكتبات العامة المختلفة فى أوروبا وهى تشير إلى موقف المسيحية من الشذوذ الجنسى .
وبعد إلقاء القبض على القديسان (باكخوس و سيرجيوس ) تم عمل جرسه لهم فى شوارع المدينة وهم بملابس النساء بغرض إذلالهم كضباط فى الجيش الرومانى وتم فصلهم وتعذيبهم . ومات باكخوس أولا وظهر فى الليل لسيرجيوس الذى قد بدأ بفقد الرغبة طبقا للمخطوطات المبكرة وأخبر باكخوس سيرجيوس أن يثابر , وبأن مسرات السماء أعظم من أى معاناه وكجزء من مكافاءتهم سيكونوا متحدين ثانية فى الملكوت (الجنة)
عيد هذان القديسان 7 أكتوبر وإن النقش العربى فى أسفل الأيقونة هو أسمائهم باللغة العربية .
وهذان القديسان لهم شهرة واسعة فى البحر المتوسط وأمريكا اللاتينية وغالبية السلاف ولمدة تقرب من الألف عام كانوا هم الرعاة الرسميين للجيوش البيزنطينية والبدو العرب لا يزالون يوقرونهم كقديسان شفعاء لهم .أنتهت الترجمة
ومرفق بهذا الخبر الصورة التاليه لسرجيوس وباكخوس ؟؟؟يسوع يحبك؟؟؟هاهاها؟؟؟

غير معرف يقول...

مين اللى طفى النور ؟ - ابن الفاروق المصرى

يبدو أن النصارى لازالوا كالغريق الذى يحاول التشبث ولو حتى بقشة ودائما ما تتحول تلك القشة إلى القشة التى تقصم ظهر البعير , فقد وصلتى الموضوع التالى من أحد المواقع المسيحية يبدؤه كاتبه بسؤال (هل هناك دليل تاريخى على حدوث ظلمة على الأرض أثناء صلب السيد المسيح كما ذكر الإنجيل ؟ ) ثم يقوم بالإجابة عليه , والآن تعالوا لنرى بماذا أجاب صديقنا النصرانى ولنرى قشته التى يحاول جاهدا التشبث بها , تعالوا لنتمعن فى القشة لنرى إن كانت هى قشة الغريق أم القشة التى قصمت ظهر البعير .

يبدء الصديق النصرانى بالإجابة بالدليل التالى :
الدليل الأول هو:

حوالى سنة 52 م ، كتب المؤرخ ( ثالوس ) تاريخ أمم شرق البحر المتوسط من حرب طروادة حتى هذا التاريخ، هذا المجلد الذى دون فيه التاريخ قد فُقد ، و لكن هناك أجزاء من عمله ظلت باقية إلى اليوم فى صورة أقتباسات و ضعها العديد من المؤرخين فى أعمالهم، منهم المؤرخ ( يوليوس أفريكانوس ) أحد المؤرخين الذى عاش سنة 221 م ... ، أثناء كلامه عن صلب السيد المسيح و الظلام الذى غطى الأرض وجد مصدراً في كتابات ثالوس الذي تعامل مع هذا الحدث الكوني الفريد ، يذكر فيها " غطى الظلام العالم بأكمله، و الصخور تشققت بفعل زلزال، و العديد من الأماكن فى اليهودية (Judea) ومناطق أخرى طرحوا و أندثروا بفعل الزلزال" قد ذكُر هذا فى كتاب ثالوس رقم ثلاثة فى سلسلة مجلداته التاريخية .

والآن تعالوا نفند القشة الأولى أو الدليل الأول لنرى مدى صموده :
أولا : وبغض النظر عن (المؤرخ ثالوس ؟؟!!) والذى لم اعثر على أسمه اللهم إلا فى المواقع النصرانية التى أدمنت الأستشهاد به . نقول بغض النظر عنه تعالوا لنرى ماكتبه , قال الصديق النصرانى فى دليليه الأول محدثا عن ثالوس التالى :
(حوالى سنة 52 م ، كتب المؤرخ ( ثالوس ) تاريخ أمم شرق البحر المتوسط من حرب طروادة حتى هذا التاريخ ) .
وياله من تاريخ عظيم ومجيد الذى دونه المدعو ثالوس , نعم تاريخ رهيب تخيلوا إن كان عندنا مؤرخ قام بالكتابة عن حرب طروادة , إن مجرد كتابة المدعو ثالوس عن حرب طروادة يفقده بالضرورة لقب مؤرخ الذى ينعته به النصارى ويضعه فى مصاف منشدى الربابه وذلك لأنه بتأريخه حرب طرواده يعتبره الباحثون حاطب ليل وذلك لكون حرب طروادة عبارة عن أسطورة من أساطير الإغريقية وليست بواقعة تاريخة تحتاج إلى مؤرخ بعظمة المدعو ثالوس ومصدر إسطورة حرب طروادة تحديدا هو الإلياذه والأوديسا وتعالوا نقرأ معا قصة حرب طروادة العظيمة التى كان أحد مؤرخيها المؤرخ ثالوس ولنرى هل سيقبل بها النصارى أم أنهم سيقولون عنها تخاريف وهل سيظلوا على قولهم وإستشهادهم بثالوس أم سيتركوه ويلعبوا غيرها هل سيقبلوا وضع إسطورة يسوع جنبا إلى جنب مع إسطورة حرب طرواده أم سينعتوا كاتب تلك الأسطورة بالكفر والهرطقة وعدم إيمانهم بما كتبه :

قصة حرب طروادة
[1] :
عديد من الروايات نسجت حول هذه الحرب من أهمها :
ذات يوم دعيت هيرا وأثينا وأفروديت إلى عرس ثيتيس على بيليوس، ولم تكن إيريس -إلهة النزاع- قد دعيت إلى هذا العرس، فحنقت وألقت بين المدعوين - لتثير بينهم النزاع - تفاحة ذهبية مكتوب عليها "للأجمل" وفي الحال قام نزاع بين الإلهات الثلاث: أيُّهن أحق بهذه التفاحة؟ وحسمًا للنزاع قرر زيوس أن يلجئن إلى تحكيم أجمل البشر من الرجال، وهو باريس بن بريام ملك طروادة، وكان يعيش إذ ذاك فوق جبل أيدا. وعلى ذلك انتقل إليه هيرميس وأعلن إليه النبأ وأحضر أمامه الإلهات الثلاث. وحاولت كل منهن أن تستميله إلى جانبها ليحكم لها بالتفاحة فوعدته هيرا بالعظمة الملكية، ووعدته أثينا بالنصر في الحرب، ووعدته أفروديت بأجمل نساء العالم لتكون زوجة له، فحكم للأخيرة بالتفاحة.

وبمعونتها تمكن من الفرار خلسة بهيلين زوجة مينيلاوس -الأخ الأصغر لاجاممنون ملك أرجوس- وبذلك جلب على نفسه عداء الإلهتين الأخريين، كما أثار حنق جميع خطاب هيلين السابقين، الذين أقسموا على احترام اختيارها لأي منهم ليكون زوجًا لها، والقيام في وجه كل معتد أثيم تخول له نفسه النيل منها أو من زوجها. وهكذا أعلنت حرب طروادة. وهكذا أيضاً تحققت مشيئة زيوس، الذي رأى أن الجنس البشري يتزايد بصورة مذهلة، حتى أثقلوا الأرض بحملهم، ومن ثمَّ قرر إنقاص عددهم بهذه الحرب المدمرة.

وأعدت السفن وانتظمت صفوف الجنود وتأهبت للرحيل تحت قيادة أجاممنون العظيم. ووصلت أخبار هذا الجيش العرم إلى طروادة، فهبَّ رجالها البواسل يستعدون لمجابهة العدو، ودقت الطبول، ودوَّى النفير، ووصل جيش الإغريق، وضرب حصارًا منيعًا حول أسوار طروادة، وتوالت المعارك، وكانت الخسائر في كلا الجانبين فادحة، وطال الحصار واستمر عشر سنوات مليئة بالخطوب والأهوال.

و"الإلياذة" ملحمة هوميروس العظيمة تصف أهوال الفترة الأخيرة من هذه الحرب الضروس، وقد قسمها علماء الإسكندرية إلى أربع وعشرين أنشودة.

بدأ هوميروس الأنشودة الأولى بالدعاء لربات الشعر والتوسل إليهن أن يلهمنه الشدو والغناء، ثم أخذ في سرد روايته، وهذه خلاصة لأهم الموضوعات التي عالجها: لقد نشب خلاف بين أجاممنون -رئيس الحملة الإغريقية-، وأخيليوس -قائد جنود الميرميدون الشجعان- وذلك بسبب تصميم أجاممنون على أخذ بريسيس، وهي إحدى السبايا التي كان قد وهبها الإغريق لأخيليوس مكافأة له على شجاعته، وذلك بدلاً من سبيته خريسيس، ابنة كاهن الإله أبوللون، التي أصر الإغريق على ردها لأبيها، بناء على اقتراح العراف كالخاس، حتى ينزاح على جنودهم ذلك الوباء الذي فتك بهم تسعة أيام متوالية، وقد غضب أخيليوس لذلك وأعلن توقفه عن الحرب هو وجنوده، وطلب إلى أمه تيتيس أن تثأر له من الإغريق، فاستعطفت زيوس ليحقق لها غرضها، واستجاب رب أوليمبوس لدعوتها، ووعدها بتنفيذ رغبة أخيليوس وأكد لها أن الإغريق سيدفعون الثمن غالياً مقابل الإهانة التي ألحقوها بولدها.

لم يكترث أجاممنون بموقف أخيليوس وامتناعه عن الحرب، وأخذ يستعد للاستيلاء على مدينة طروادة، وفي تلك اللحظة يظهر باريس ويتحدى الإغريق فيقبل مينيلاوس التحدي، ويتفق الجانبان على أن يكون في هذه المبارزة تقرير مصير الحرب، فإن تغلب مينيلاوس استرد هيلين وأخذ تعويضاً عن الخسائر التي لحقت بالإغريق، وإن انتصر باريس عاد الإغريق إلى بلادهم فوراً، وبدأت المبارزة وكاد باريس أن ينهزم وأوشك على الهلاك، لولا أن تدخلت أفروديت، وحملته من ميدان القتال إلى مدينة طروادة وأنقذته من موت محقق. وعبثًا حاول مينيلاوس الاهتداء إلى عدوه الذي اختفى فجأة. وإذا هو يبحث عن غريمه، إذ دفعت الإلهتان هيرا وأثينا بإنداروس أحد حلفاء طروادة أن يرمي مينيلاوس بسهم نافذ في جسمه، وبذلك خرقت الهدنة التي كان قد ارتضاها الفريقان، ونشبت أول معركة صاخبة يصفها الشاعر في الجزء الأخير من الأنشودة الرابعة وكذلك الأناشيد التالية حتى الثامنة. وإننا لنشعر أثناء وصفه بأن كفة الطرواديين كانت راجحة وأن خسائر الإغريق كانت فادحة؛ لأن زيوس أراد أن يحقق وعده لأم أخيليوس، فألْحَق بالإغريق خسائر جسيمة. عندئذ أحس الإغريق بخطئهم، وأخذ أجاممنون يلوم نفسه على ما قدمت يداه في حق أخيليوس، فأرسل بعضهم القواد ليعرضوا عليه صلحًا كريمًا ويسألوه الصفح والمغفرة، ولكنه رفض اعتذارهم وردهم خائبين.

يجمع الإغريق شملهم مرة ثانية ويستمرون في الحرب وتنشب بينهم وبين الطرواديين معركة حامية يصفها الشاعر وصفًا تفصيليًّا مسهبًا في خمس أناشيد من 11 إلى 17 نلاحظ فيها أن النصر يحالف الإغريق أحيانًا، عندما يساعدهم بوسيدون وهيرا، وأحياناً تحل بهم الهزيمة، عندما تتوقف الآلهة عن مساعدتهم سمعًا وطاعة لأمر سيدهم الأعلى زيوس، وعندما أخذت خسائر الإغريق تزداد وأوشكوا على التقهقر نحو سفنهم، نجح باتروكلوس صديق أخيليوس الحميم أن يستأذن البطل المغوار ليسمح له بالاشتراك في القتال مع جنوده مستخدمًا عدته الحربية. وخرج باتروكلوس على رأس جنود الميرميدون، وكانت خوذة أخيليوس وحدها كافية لإلقاء الرعب في قلوب الطرواديين ودفعهم إلى الفرار، فاضطرب نظامهم وسقط منهم أعداد غفيرة. كان المفروض أن يكتفي باتروكلوس بهذا القدر من النصر ويعود أدراجه حسب تعليمات صديقه أخيليوس، غير أن خمرة النصر أسكرته وجعلته ينسى ما اتفق عليه مع أخيليوس، ويصر على ملاقاة هيكتور بطل أبطال طروادة، الذي ينتصر عليه بمعونة أبوللون فيطعنه برمح قاتل، ويسقط المسكين مضرجاً بدمائه، ويجرده هيكتور من عدته الحربية ويرتديها هو. يستميت الإغريق في القتال، وأخيراً يتراجعون إلى معسكرهم ومعهم جثة باتروكلوس، وذلك بمعونة أخيليوس الذي خرج إلى الميدان بلا عدة ولا سلاح عندما علم بموت صديقه، وصرخ صرخة مدوية ألقت الرعب في قلب أهل طروادة وجعلتهم يفرون بجلودهم من بطش أخيليوس.

الجزء الأخير من الملحمة هو عودة أخيليوس إلى المعركة بقصد الانتقام من هيكتور وقتله؛ لأنه هو الذي قتل حبيبه باتروكلوس، فعندما سمح أخيليوس بالنبأ، جن جنونه وحزن حزناً بالغًا، ونسي غضبه القديم وصفح عن أجاممنون وعاد إلى ميدان القتال، ونزل المعركة وقد ارتدى عدة حربية جديدة صنعها له إله الحدادين هيفايستوس، ثم أخذ يحصد رؤوس الطرواديين ويفتك بجنودهم، فاستولى الرعب على من نجا منهم ففروا هاربين، ولم يصمد إلا بطلهم هيكتور، الذي لقي حتفه في النهاية، وقد أمعن أخيليوس في التشنيع بجثته، فأخذ يجرها وراء عربته حول أسوار طروادة أمام زوجته أندروماك التي حزنت عليه حزنًا بالغًا، بعد ذلك يحتفل أخيليوس بتشييع جنازة صديقه في احتفال مهيب تكريمًا له وتمجيدًا للذكرى وتخليدًا لصداقتهما التي ذهبت مضرب الأمثال. وتنتهي الملحمة بتسليم جثة هيكتور لأبيه بريام الذي جاء وتوسل لأخيليوس وذرف أمامه دمعًا غزيراً أثار البطل ودفعه إلى احترام شيخوخة الأب الكريم، فرد إليه جثة ابنه فتقبلها الأب وشيعها إلى مقرها الأخير.

هذه هى حرب طروادة مجموعة من الإلهة الأغريقية أقامت حرب بين البشر ولم يضير المدعو (ثالوس) إيرادها كما هى وهى تماما مثل إيراده قصة الظلام الذى غطى الكرة الأرضية المزعوم ( هذا غن كان قد أورد شيئا عنها) والتى لا تضيف لكتباته سوى إله مزعوم أخر , والنصارى الآن بين خيارين إما أن يقبلوا كل ما يزعمون أن ثالوس قد كتبه وإما أن يرفضوه كله .

السجل المفقود :
أضف إلى هذا أنه وبشهادة الصديق النصرانى قوله (هذا المجلد الذى دون فيه التاريخ قد فُقد ، و لكن هناك أجزاء من عمله ظلت باقية إلى اليوم فى صورة أقتباسات و ضعها العديد من المؤرخين فى أعمالهم ) . أى أن هذا المجلد مفقود وهو يستدل على وجوده بمؤرخين جاؤا بعد ثالوس وبحسب زعمه نقلوا عنه . و الإستشهاد بالمؤرخين هنا هو ما ينطبق عليه المثل العامى (الغريق يتعلق بقشة) فمع ضياع كتاب ثالوس الخرافى (هذا إن كان له وجود اساسا) لا يصح الإستدلال بأعماله عن طريق من زعموا انهم كتبوا عنه لأنه بعضهم قد يحذف أو يضيف لما كتبه شيئا وينسبه إليه .

رحلة البحث عن أفريكانوس :
واما بخصوص ما وصفه صديقنا النصرانى بقوله (أقتباسات و ضعها العديد من المؤرخين فى أعمالهم ) فهو للآسف لم يذكر لنا من هم هؤلاء المؤرخين اللهم إلا واحد وصفه الصديق النصرانى (بالمؤرخ يوليوس أفريكانوس أحد المؤرخين الذى عاش سنة 221 م) فنحن الآن أمام أحد أمرين أولهما أن يكون الصديق النصرانى جاهل جهل مطبق لعدم علمه بـ (يوليوس أفريكانوس) وهذا يضعف مصداقية موضوعه اصلا أو ان يكون من أنصار مقولة بولس :
( فانه ان كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده فلماذا ادان انا بعد كخاطئ ) [روميه 3: 7].
فقد يكون كاذب آشر أراد أثبات صحة كتابه بكذبة يلفقها حول يوليوس أفريكانوس وينعته بلقب المؤرخ . و يوليوس أفريكانوس يعلمه كل مسيحى ينبرى للحديث حول المسيحية لأن يوليوس أفريكانوس هو احد أبرز آباء الكنيسة ولعله من أهمهم على الإطلاق وهو صاحب التاثير الرهيب واليد الطولى فى كل كتابات الأباء الكنسين الذين جاؤا بعده , وحتى لا نكون مثل النصارى ونتحدث بلا دليل تعالوا نثبت لهم من هو يوليوس أفريكانوس إذا كانوا لا يعرفون . وهو بحسب ما تخبرنا الموسوعة الكاثوليكية [2] :

Julius Africanus is the father of Christian chronography. Little is known of his life and little remains of his works. He is important chiefly because of his influence on Eusebius, on all the later writers of Church history among the Fathers, and on the whole Greek school of chroniclers.

وهو ما ترجمته :
يوليوس افريكانوس ابو التأريخ الكنسى لا يعرف سوى القليل عن حياته والقليل من بقايا أعماله وهو مهم بصورة اساسيه لتأثيره البالغ على يوسابيوس
[3] ( أسقف قيصرية بفلسطين وأبو تاريخ الكنيسة) وعلى كل كتاب التاريخ الكنسى اللحقون والآباء وعلى كل مؤرخى المدرسة اليونانية .

وكما هو واضح فصديقنا النصرانى يحاول أثبات حدوث الظلمة على الأرض من كلام أحد أخطر وأشهر اباء الكنيسة وهو ما نقوله عنه بالمثل العامى ( قالوا للحرامى أحلف قال جالك الفرج) وطبعا صديقنا النصرانى كان يحاول جلب الفرج عن طريق يوليوس أفريكانوس الذى تصفه الموسوعه الكاثوليكية بأنه شبه مجهول لا يعرف سوى النذر اليسير عن حياته وأعماله أى أن صديقنا يستشهد بشخص شبه مجهول أقتبس عن شخص مجهول ناهيك عن كونه من آباء الكنيسة !!.

والآن ننتقل للدليل الثانى والأخير الذى أعتمد عليه صديقنا النصرانى :

الدليل الثانى هو:
يحدثنا التاريخ فى سيرة ديوناسيوس الآريوباغى القاضى ، أنه حين حدث كسوف فى الشمس وقت صلب السيد المسيح كان ديوناسيوس يدرس فى جامعة عين شمس (أحدى الجامعات اليونانية القديمة فى مصر) علوم الفلك و الهندسة و القانون و الطب ... إلخ. و هذا هو منهج من يتولى سلطان القاضى و هو أن يكون ملماً بجميع العلوم ، و حين حدث كسوف الشمس حدث تساؤل .. فكانت الإجابة أن هناك إحتمالاً من ثلاث إحتمالات :
1- أن يكون العالم أوشك على النهاية و هذا الكسوف من أحدى الدلالات .
2- أن تكون كل قواعد علم الفلك خاطئة من أساسها .
3- أن يكون إله الكون متألماً .
و ظلت هذه الواقعة فى ذاكرة ديوناسويس إلى أن بشره القديس بولس فى أريوس بأغوس، متأكذاً بأن لإحتمال الثالث هو الأوقع و الأصح و هو أن يكون إله الكون كان متألماً .. لان حادث الكسوف الذى حدث للشمس الذى أستمر ثلاثة ساعات ليس بأمراً عادياً بل هو فوق مقدور البشر و فوق القواعد و التحاليل العلمية. أنتهى .

اما القاضى ديوناسيوس الآريوباغى أو Dionysius the Areopagite الذى يتحدث عنه صديقنا فهو نفس الشخص الذى ورد أسمه فى سفر أعمال الرسل :
17: 34 و لكن اناسا التصقوا به و امنوا منهم ديونيسيوس الاريوباغي و امراة اسمها دامرس و اخرون معهما.
وهذا الشخص قد تنصر على يد بولس ولا يوجد ذكر لموضوع الظلام الذى ساد الأرض عند وفاة المسيح لا على لسانه ولا على لسان أى شخص أخر أى أنه من المسيحيين الأوائل إن صح التعبير . ولا ندرى لماذا لم يرد ذكر مثل هذه الواقعه على لسانه فى أيا من الأناجيل أو الرسائل مادام هذا الحدث بهذه الأهمية القصوى لدرجة محاولة النصارى التدليل على ألوهية ربهم المطعون فيها بتلك القصة .

ولنلاحظ ان صديقنا النصرانى فى بدء كلامه حول هذه النقطة بدء كلامه بعبارة فضفاضة ألا وهى (يحدثنا التاريخ فى سيرة ديوناسيوس الآريوباغى القاضى ) ولا أدرى ما هو المرجع الذى يمكننى الإطلاع عليه لمعرفة صدقه من عدمه وهى على أية حال عادة نصرانية مستديمة ومستحكمه فغالبا ما تجد إستدلالتهم تبدء بـ أجمع العلماء أو اكد الباحثون أو يقول التاريخ بدون الإشارة لمصدر واحد. وهم يعتمدون فى هذا على سحر كلمة اجمع التى يأتى منها الإجماع وأكد التى لا تدع مجالا للشك أو يقول التاريخ التى توحى بالمصداقية التاريخية , ولكن عند أول سؤال نطلب فيه اسم واحد من الذين أجمعوا أو اكدوا أو حتى قالوا لا تجد سوى صدى صوتك يرتد إليك مدويا من داخل النفق المظلم ومغارات الزيف التى جاؤا منها بإدعاءتهم .

وكأن الزيف لا يكفى فنجد صديقنا قد ترك الزيف إلى النصب قائلا :
(و حين حدث كسوف الشمس حدث تساؤل .. فكانت الإجابة أن هناك إحتمالاً من ثلاث إحتمالات :
1- أن يكون العالم أوشك على النهاية و هذا الكسوف من أحدى الدلالات .
2- أن تكون كل قواعد علم الفلك خاطئة من أساسها .
3- أن يكون إله الكون متألماً .

وبالطبع يا عزيزى القارئ هو يحاول أن يلخص النصبه فى ثلاثة إحتمالات أوردهم , وحتى تتأكد عزيزى القارئ من محاولة النصب هذه أطلب منك أن تضع نفسك مكان ديوناسيوس الآريوباغى أى أنك الآن تعمل قاضيا ومعلما فى واحدة من جامعتها وأنت الآن فى مصر وحدث كسوفا للشمس , فماذا عساك أن تفكر أو تقول ؟
بالطبع ليس لها سوى حل واحدا هو أن كسوف الشمس ظاهرة طبيعية ومتكررة تحدث فى أوقات متفرقة وبلدان متفرقة . أما أن يحاول أقناعنا أن ديوناسيوس الآريوباغى فكر فى أن العالم قد أوشك على النهاية فهو لا يجعله معلما فى واحده من أرقى جامعات العام القديم (عين شمس) بحسب مايزعم صديقنا ولكنه يضعه فى مصاف الأطفال الذين يدرون فى شوارع الأرياف وهم يطرقون على أوانى معدنية قائلين ( يا بنات الحو ماتسيبوا القمر يدور) وهى حادثة رأيتها مرة فى أحدى قرى مصر فور حدوث خسوف للقمر . فبالله عليكم من يكون بتلك العقلية ماذا عساه قد كان يدرس فى الجامعة ؟

أما الحجة الثانية فوهمية أيضا وذلك لكون ديوناسيوس الآريوباغى موجودا فى مصر فى تلك اللحظة بحسب ما يخبرنا صديقنا النصرانى ومادام كان موجودا فى مصر أو غيرها فمن المستحيل أن يكون متواجدا فى نفس الوقت فى أى دولة أخرى ليعرف بحدوث الكسوف على الكرة الأرضية كلها اللهم إلا إذا كان يعتمد على إشتراكه مع موقع قناة الجزيرة ووصله الخبر عبر الأنترنت أو عبر هاتفه المحمول أو لعله كان من رواد برامج الشات والمحادثة الصوتية ,وحتى إن نما إلى علمه حدوث كسوف للشمس فى فلسطين ايضا فهذا أمر طبيعى فكسوف الشمس يحدث ويراه سكان عدة دول مختلفه وهذه ظاهرة طبيعية وذلك ببساطة لن الشمس لا تخضع لأتفاقية تقسيم سايكس بيكو التى قسمت العالم الإسلامى لدويلات فلا يمكن للشمس مثلا أن تقرر عمل خسوف لمصر فقط أو لألمانيا فقط ولابد وان يشاهد هذا الكسوف فى عدة دول مختلفة . أما بالنسبة لصديقنا ديوناسيوس الآريوباغى فبالتأكيد إن رؤيته للكسوف ستكون ترسيخا لحقيقة علمية قد عرفها القدماء من آلاف السنين و كحدث عادى قد رآه من قبل يتوقع حدوثه من آن لأخر .

والثالثة ألمى وآلالام العقلاء :
يحاول صديقنا النصرانى فيها أقناع أهل ملته وإقناع المسلمين إن أستطاع بأن كسوف الشمس قد يكون بسبب إله الكون متألماً , يكتبها وكأنها حقيقة علمية وهل الإله يتألم إلا فى الأساطير الوثنية والخرافات المتهالكة .
خالق هذا الكون يتألم ؟
من ماذا يتألم ؟
ومن ذا الذى بأمكانه إيلامه ؟
والله إن أحد أحد يتألم فعلا فهم المسلمون والعقلاء فى الكون على مر العصور الذين يتألمون مما وصل إليه حال بعض البشر وتعطيلهم لعقولهم وصدق وعز من قال :
( ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (التوبة: من الآية30)
نعم عزيزى النصرانى إلهكم يسوع ليس أو الآله المتألمين إن كان للإله ان يتألم فلقد سبقه العديد والعديد من الآلهه الذين تألموا وماتوا ولا تظن أن يسوع ربكم أول من مات على الصليب بل سبقته آلهة أخرى(صورة شخص عاري تماما مصلوب علي صليب)هل تعلم ماذا تحكى هذه الصورة ؟
بالطبع ستقول أنها ليسوع عندما علق على الصليب . أليس كذلك ؟
لو كان هذا هو تحليلك للصورة الساقة فدعنى أوضح لك خطائك وأبين لك الصورة حتى تتضح لمن الصورة .
تلك الصورة لأحد الآلهة المزعومة أيضا إله يدعى ديوناسيوس وهو بالطبع ليس ديوناسيوس الآريوباغى الذى تحدثنا عنه فى السطور السابقة ولكنه ديوناسيوس إله صلب قبل المسيح بأكثر من مائتين عام وقام من بين الأموت ورأى الناس مجده مثله تماما مثل يسوع أو لعله نسخة بالكربون منه . وإن كان هو سابقا ليسوع كما أشرت حيث انه صلب ستة 200 ق.م تقريبا . وكان يعبد فى إيطاليا واليونان ومصر ومناطق عديدة من الشرق الأوسط . أى انه له السبق وحق تسجيل الصليب كبراءة أختراع يكون هو صاحب حق التكسب منه وليس الكهنة والأحبار.

ومادام الشئ بالشئ يذكر ومادمنا نتحدث عن كسوف الشمس فيحضرنى الآن قصة حقيقة سجلها التاريخ نجدها فى اكثر من مرجع وفى أكثر من كتاب والقصة حدثت فى صدر الإسلام مع الصحابة والحبيب المصطفى خير خلق الله وسأترككم مع القصة لتروا عظمة الإسلام والدين الإسلامى العظيم الذى لم يعطى الظواهر الطبيعية أكبر من حجمها ولم يدعى ويفترى لأثبات صدقه :

حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا هاشم بن القاسم قال حدثنا شيبان أبو معاوية عن زياد بن علاقة عن المغيرة بن شعبة قال : (كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مات إبراهيم فقال الناس كسفت الشمس لموت إبراهيم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم فصلوا وادعوا الله). رواه البخاري

وقبل أن أنهى بحثى الملخص هذا لى سؤال أطرحه على النصارى .
عزيزى النصرانى لو لم يقنعك هذا البحث المختصر بأن الإله لم يمت ولم تحدث تلك الظلمة المزعومة فدعنى أطرح عليك هذا السؤال :
إن كان الإله قد مات على الصليب يبقى مين اللى طفى النور ( أقصد من الذى جعل الشمس يحدث لها كسوف )
اللهم يا من جعلت القمر ينخسف ويا من جعلت الشمس تنكسف اسألك أن تجعل رؤوس الكفر تنخسف وأن تجعل من أتبعهم ينكسف ويشعر بالخجل والعار لما أوقعه فيه الكهنة والأحبار.