طبعاً لا يخفى على القاريء اللبيب أن العنوان به خطأ لغوي شديد الفداحة لا يقع فيه تلميذ في ابتدائي وهو (على أبونا) والصحيح أن تكون (على أبينا) بما أن على حرف جر وأبينا إسم مجرور ، انا تعمدت يكون العنوان بهذه الصيغة الخاطئة لأنها نفس الجملة التي يرددها المتعصبين من النصارى وغالبية أقباط المهجر ، تكون جملتهم المشهورة ردوا على أبونا زكريا ، وزكريا هذا هو القمص المشلوح زكريا بطرس الذي يشتم في الإسلام وفي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ليل نهار ، أما الزغبي فهو فضيلة الشيخ محمد بن عبد الملك الزغبي الذي حقق برنامجه الشهير على قناة الخليجية ( أضواء وأصداء ) نجاحاً مبهراً ونسبة مشاهدة مرتفعة وردود أفعال واسعة في الفترة الأخيرة لعدة أسباب منها ، أنه البرنامج الوحيد المتخصص للرد على افتراءات وشبهات زكريا بطرس الذي طالما انتظره الناس ، ولطالما تمنوا أن يظهر على قناة فضائية واحدة شخص في علم الشيخ الزغبي يرد فيه على الكذاب المدلس زكريا بطرس ، وذلك بدلاً من مئات البرامج التي تعني بالغناء والرقص والمسابقات والمنوعات والأفلام والمسلسات بل وحتى انجازات الحكومة الوهمية ولكنها ما اهتمت يوماً بالزود عن عرض المصطفى صلى الله عليه وسلم ، فجأة يظهر شخص في حجم الشيخ الزغبي وعلى قناة الخليجية التي فتحت له ذراعيها ، وبرنامج يأتي في العاشرة والنصف مساءً من كل يوم سبت بتوقيت القاهرة ، وتتوالى الضربات والردود على كل ما كذب ودلس به القمص المشلوح ردود قاطعة ومنهجية وسلسة في غاية البساطة ، ويحقق البرنامج نجاحاً منقطع النظير تبث حلقاته مباشرةً على العديد من المواقع ، وتسجل وتعاد على عشرات القنوات على اليوتيوب ، وتتلقفها الشبكات والمنتديات ، وتقام لها مجموعات على الفيس بوك ، ويظهر بطرس على قناته الخبيثة لا ليرد على الشيخ ولكن ليسبه ويشتمه ويتهمه أنه لا يعرف شيئاً دون حتى أن يتطرق في الرد عليه ولو ببنت شفه ، أصبح في حالة شديدة من حالات التشتت الذهني ناجمة في الأساس من حالة التخلف الفكري والثقافي التي كان يحياها طيلة السنوات الماضية والتي منحها إياة المسلمون قبل أتباعه ومعجبيه من النصارى ، منحها له المسلمين بتخاذلهم عن الرد عليه ومنحها له أصحاب الفضائيات المغيبين عن قضايا الأمة ومنحها لهم الإعلام الفاسد الذي ليس له إلا هدف واحد وهو قطع رقبة كل من يهين أو من يسئ للنظام أما الرسول فلا شأن لهم به ، تحولت مقولة ردوا على أبونا زكريا التي أصبحت مثل اللبانة في أفواه النصارى يقولونها وهم في غاية السعادة من حالة الكبت التي يحيون فيها في مصر إلى الصوت الصارخ في البرية الذي يتكلم بكل ما يريد وقتما شاء وأي كلام شاء ، حقق رغباتهم المكبوتة في انتقاد الإسلام الكاتم على أنفساهم منذ 1400 سنة والآن يرفعون رايات التهليل والتبجيل ، تحولت هذه الجملة من مقولة كان يطلقها النصارى إلى مقولة أصبح يرددها المسلمون كذلك ولكن بحذف كلمة زكريا لتصبح زغبي ( ردوا على أبونا الزغبي ) والذي أصبح عنواناً الآن لواحد من أشهر الجروبات على الفيس بوك يطالب فيه المسلمين بالرد على الشيخ ، ولم ينته السجال على الفيس بوك بل ظهرت مجموعات أقامها مسيحين تطالب زكريا بطرس بالرد على الشيخ الزغبي في كل ما قاله ، هل كل ما كنت تقوله منذ سنوات كذب ، هل كل ما كنت تتفوه به في حق رسول الإسلام تدليس وبهتان ، لما لا ترد عليه ، هو لم يكتف بالرد على ما تقول في حق الاسلام وفي حق رسولهم بل يقوم بتوجيه أسأله عديده في المسيحية وفي الكتاب المقدس ، في أحد المجموعات على الفيس بوك وجه أحدهم في مجموعته والتي كانت تحت عنوان ( ابونا الحبيب زكريا بطرس رد على الزغبي ) وجه له في الصفحة الرئيسية رسالة قال فيها ( أبونا الحبيب زكريا بطرس استمعت اليك كثيرا وتابعت حلقاتك لكن ظهر شخص اسمه الشيخ الزغبي قال حاجات كتيرة غلط عن الكتاب المقدس بصراحة جالي حزن شديد وانا اطالبك ابي الحبيب ان ترد عليه اليوم اليوم لا غدا فانا حائر ) هذا نموذج لأحد الأمثلة لحالة التشتت الذهني التي صنعها زكريا بطرس في الشباب ، حالة من حالات التغيب في الوعي ، تشتت ذهني وانقياد مثل الراعي الذي يقود غنمه ، هذه الحالة لم يصب بها الشباب فحسب بل طالت الكبار من المثقفين ، بل وطالت القساوسة والكهنة أذكر كنت في نقاش مع أحد القساوسة منذ عامين تقريباً فوجدته قاطعني قائلاً لي ما تردوا على أبونا زكريا ، بل أن طال كبير القساوسة وهو الأنبا شنودة نفسه في حواره الشهير مع عمرو أدب حينما سأله لماذا لم توجه أي رسالة لزكريا بطرس الذي يشتم الرسول ، فرد عليه شنودة هو يتكلم من كتب إسلامية ما تردوا عليه ، هذه الحالة قبل أن يظهر شيخ فاضل على فضائية الخليجية اسمه محمد بن عبد الملك الزغبي ، رد على زكريا بطرس بكل أدب واحترام ردود قصمت ظهره وقطعت لسان كل مفتون ومخدوع فيه ، الآن نحن ننتظر من بطرس ومن غيره أن يرد على أبينا الزغبي اقصد أبونا الزغبي
هناك ١٤ تعليقًا:
أنني أحيي "أبوهم""القمص .."""زكازيكو""""حرامي العلقة....
من قبله ..كنا نائمين في العسل ولا ندري الحقد الدفين للاسلام والمسلمين ولا ندري بالشبهات التي تكاد للاسلام ولا ندري كيف نرد عليها حيث أنه يخلط الصحيح القليل من كتبنا بالكذب الكثير
ألآن علمنا كتاب "الصحيح في السنة" تأليف أبوهم" زيكو" وهو يباع في مكتبة "مدبولي" أو مكتبة"أم التيتي"
الحمد لله فتحنا كتبنا...التفسير والسنة وحدثت ثورة ثقافية اسلامية لم تخطر علي بالنا والحمد لله
ألان تعري النصاري بفضل أبوهم "زكركر" من عدم الرد علي كتابهم المحرف واصبحوا مثل الدجاجة المنزوع منها الريش
من قبل زكركر لم نفتح كتبهم مجاملة أو من باب عدم الفضول
بعد الحرب القذرة التي بدأها زكركر بتشجيع الكنيسة الارثودوكسية ؟؟قرأنا غصبا عنا كتبهم والحمد لله نستطيع الرد في أقل من ثانية علي أي شبهة كنا نحتار في أول الامر نبحث عن الحل؟؟؟وللآسف لم يشغل علماء منابر الجمعة بالهم بالرد وتركونا في حيرة حتي تصدي فرسان المدونات ومنهم هذه المدونة العزيزة وغيرها وتعلمنا كيف نردونرد...
(((((((((((((اسئلة منطقية عن الثالوث)))))))
ألم يقل المسيح كما يروى لنا كاتب أنجيل متى 15 عدد 9 : - " وباطل يعبدونني وهم يعلمون تعاليم هي وصايا الناس " شهادة من المسيح عليه السلام على بطلان عقيدة بعض أتباعه
موضوع الثالوث في العقيدة المسيحية ذو أهمية وخطورة بالغة، ذلك لأن قول الكنيسة بوحدانية الله، وامتياز الأقانيم أحدها عن الآخر، ومساواتها في الجوهر، ونسبة أحدها إلى الآخر، كل ذلك لم يرد فيه جملة واحدة بالتصريح في الكتاب المقدس ، ونحن كمسلمين نعجب كيف يؤمن المسيحيون بعقيدة تعتبر لبّها ومحورها الأساسي ولا نرى لها نصاً صريحاً في الكتاب المقدس ؟! لا نجد كلمة أقنوم أو ثالوث أو نص واحد فقط يطلب فيه المسيح أو كتبة الأناجيل كلهم أن يعبدوا المسيح باعتباره الأقنوم الثاني أو يعبدوا الروح القدس باعتباره الأقنوم الثالث ... فالعبادة قاصرة على الأقنوم الأول فقط وهو الآب بصريح الأناجيل .
ومن المؤكد ان كتبة الأناجيل لم يعرفوا أطلاقا بالتثليث ... لأنهم كتبوا أناجيلهم 250 عام تقريبا قبل أقرار تلك العقيدة فى المجمع القنسطنطينى الأول اللى أصبحت فيه الروح القدس بالانتخاب أيضا اله كما فعلوا مع المسيح حينما انتخبوه إلها فى مجمع نيقية .. ولو قال منكم أحدا انهم كانوا يعرفون ... فأين هي الروح القدس فى النص الإفتتاحى لأنجيل يوحنا 1 عدد 1 " في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله "... مش موجودة .. وهل عرفها يوحنا أنها أقنوم ... الإجابه لا.
وكيف يكون الله سبحانه وتعالى وعند الله ؟ وهل البدأ هنا هو البدأ الأزلي ... كلهم يقولون نعم .. أذن فى البدأ الأزلي يوحنا أقر انه كان هناك فقط أقنومين ... وبس .
... وبس .
.. لوقا 23عدد 46 قال لنا ان آخر كلمة قالها المسيح على الصليب كانت : ((ونادى يسوعُ بصوت عظيم وقال : يا أبتاه في يديك أستودع روحي ))، وبغض النظر عن اختلاف آخر كلمة قالها المسيح على الصليب كما بينا من قبل ... ولكن هذا النص ينفي ألوهية المسيح رأساً ، وكذلك عملية الحلول والتجسد ، والسؤال هنا ... أى روح يتكلم عنها الناسوت ؟؟؟ هل هي الروح الناسوتية أم الروح الإلهية ؟؟
لوكان المسيح الاه لامتنع العجز والموت عليه .. وهذا أولا، ولو كان إلهاً لما استغاث بإله آخر ... وهذا ثانيا
ولو كان الأمر كما تقولون بأن الناسوت واللاهوت كانوا مجتمعين فيه ولم يفترقا لحظة واحده ... يبقى الروح الناسوتية حتروح للآب ... والاهوتيه حتروح فين ؟ هل للآب أيضا ولو فسر أحد منكم هذا النص ... فماذا سيكون مرجعه ... لا شىء إلا الظن فقط ... طيب ليه روحه الناسوتية ماتروحش لروحه الإلهية ...أليس المسيح هو الله والأقنوم الثاني ... هل أخذ الأرواح هو من عمل الآب فقط ولا يقدر عليه الأبن ... اذا هناك مغايره واضحة ؟؟ ولو كانت الإجابة لا .. فلماذا لم يستودع روحه الناسوتية لنفسه كأله ... ولماذا قال هذا أساسا ؟ ليس هناك حل لهذه المشكلة الا ان نقول بالمعقول ... وهو ان الإله الحقيقي هو الذي كان عيسى عليه السلام يستغيث به في هذا الوقت.
متى و لوقا قالوا في إنجيليهما عن المسيح أنه كان يخرج الشياطين من المصروعين و المجانين لا بقوته الذاتية و لكن بروح الله أو بإصبع الله. و هو تعبير آخر عما ذكره القرآن عن عيسى بأنه كان يفعل معجزاته بإذن الله. ففي إنجيل متى 12 عدد 24 ـ 28 :
" أما الفريسيون فلما سمعوا قالوا: هذا لا يخرج الشياطين إلا بِـبَـعْلَزَبُول رئيس الشياطين.فعلم يسوع أفكارهم و قال لهم: كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب. فإن كان الشيطان يخرج الشيطان فقد انقسم على ذاته فكيف تثبت مملكته؟.. و لكن إذا كنتُ أنا بروح الله أخرج الشيطان فقد أقبل عليكم ملكوت الله "
و في إنجيل لوقا 11 عدد 20 : " و لكن إن كنت أنا بإصبع الله أخرج الشياطين فقد أقبل عليكم ملكوت الله "
لو كما تقولون ان كل من الكتبة يكتب بتعبيره ولكن المعنى ملهم من عند الله ... أذا كلمة (أصبع الله ) ... تساوى (روح الله ) ... فلو كان روح الله هو الروح القدس كما قال أثانسيوس ... فليفسر لنا المتفلسفون معنى إصبع الله .!!!!! وانتم تزعمون بأن الحياة هي الله الروح القدس .. فهل كاتب الأنجيل الذى قال بأصبع الله مخطىء .. لأنه لا يمكن ان يكون أصبع الله مساوى للحياة التى هى الله الروح القدس ؟؟؟
*وهل هناك أقنوم صالح و أقنوم غير صالح ... ده الواضح من اللى قاله متى 19عدد 17 ((فقال له : لماذا تدعوني صالحاً ليس أحد صالحاً إلا واحداً وهو الله )) ، الأمر الذى يقطع ببطلان التثليث وانعدامه من الأساس .. إذا كان المسيح عليه السلام قد رفض أن يدعى صالحاً فكيف يرضى بأن يدعى إله ؟
وهل الأقانيم متساوية فى العلم كما زعمتم ؟؟؟ اللى قاله لنا مرقص 13عدد 32 قول المسيح بيكذب ذلك ((وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بها أحد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلا الأب )) وهو أيضا دليل على بطلان التثليث لأن المسيح خصص علم القيامة بالله فقط ، ونفاه عن نفسه كما نفاه عن الآخرين ، .. وعلى قولكم .. كان لا بد أن يعلم الابن ما يعلمه الله ، فظهر أنه ليس إلهاً .
*وهل كذب يوحنا حينما قال أن المسيح قال فى 17عدد 3 عندما كان يتضرع الى الله : ((وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته)) ... بيعترف المسيح بكل وضوح أنه لا اله إلا الله .... المسيح رسول الله ... وهل قال عيسى عليه السلام : إن الحياة الأبدية أن يعرفوا أن ذاتك ثلاثة أقانيم ، وأن عيسى إنسان وإله ، أو أن عيسى إله مجسّم.
*وهل يرسل أقنوم أقنوم آخر ... ننظر في إنجيل يوحنا 14عدد 24 قول المسيح عليه السلام ((والكلام الذي تسمعونه ليس لي بل للآب الذي أرسلني)) ففي هذا القول صرح أنه مرسل من الله لتبليغ كلامه.
وفى إنجيل متى 23عدد 9-10 قول المسيح في خطاب تلاميذه ((ولا تدعوا لكم أباً على الأرض لأن أباكم واحد الذي في السماوات ولا تدعوا معلّمين لأن معلّمكم واحد المسيح)). إذا الآب موقعه فى السماوات .. وهو الله... الواحد ، وأن المسيح معلّم. ... لم يقل أقنوم ولا ناسوت ولا لاهوت ولا إحزنون .
وما هي أعظم الوصايا التي خالفتموها ؟؟ ... إقرأ إنجيل مرقص 12عدد 28-34 ((فجاء واحد من الكتبة وسمعهم يتحاورون فلما رأى أنه أجابهم حسناً سأله :أيّة وصية هي أول الكل فأجابه يسوع : إن أول كل الوصايا هي : اسمع يا إسرائيل .الرب إلهنا رب واحد وتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك فقال له الكاتب : جيّداً يا معلم بالحق قلت لأن الله واحد وليس له آخر سواه ..... فلما رآه يسوع أنه أجاب بعقل قال له : لست بعيداً عن ملكوت الله
وهذا لا يعني أنه أيضاً إله فهل إذا جلس إنسان عن يمين ملك يصير ملكاً ؟ ولو كان إلهاً فلماذا لم يجلس في الكرسي المركزي ؟ وبالعقل ، وجود كرسيين دليل على وجود اثنين منفصلين
ولو رأينا ماذا قال يوحنا 1 عدد 14 " والكلمة صار جسداً " إذا كانت الكلمة هي الله سبحانه وتعالى فهذا يعني أن الله سبحانه وتعالى صار لحماً ؟ أليس هذا تجديف وكفر؟ إنجيل يوحنا 1 عدد 18 " الله لم يره أحد قط " ، إن التفسير المنطقي لمعنى الكلمة هو " أمر الله " جاء في إنجيل لوقا 3 عدد 2 " كانت كلمة الله على يوحنا " فهل تعني أن الله سبحانه وتعالى كان على يوحنا ؟ وإنجيل يوحنا 10 عدد 35 من أقوال المسيح عليه السلام :-" إن قال آلهة لأولئك الذين صارت إليهم كلمة الله" فهل يعني هذا أن كل من أطاع الله سبحانه وتعالى يصير إلهاً ؟
رسالة يوحنا الأولى 5 عدد 7 : "فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد " بغض النظر عن أن النص متفبرك ، ألا يعني هذا أن كلاً منهم يساوي ثلث إله !رسالة يوحنا الأولى 5 عدد 8 : " والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة الروح والماء والدم والثلاثة هم في الواحد " هل الروح والماء والدم متساوية ؟ هذه العبارة تفند ما سبقها
هل يجب أن تؤمنوا بالثالوث؟
الكنيسة الكاثوليكية الرومانية بتقول عن الثالوث
:"الثالوث هو التعبير المستعمل للدلالة على العقيدة المركزية للدين المسيحي..وهكذا بكلمات الدستور الاثناسيوسي :الآب هو الله,الابن هو الله,والروح القدس هو الله,مع ذلك ليس هناك ثلاثة الهة بل اله واحد
ودائرة المعارف الكاثوليكية بتقول عن الثالوث انه
في الثالوث تكون الاقانيم سرمدية ومتساوية معا , تكون كلها على نحو متماثل غير مخلوقة وقادرة على كل شيء"
طيب ... الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية بتقول إيه عن الثالوث ... بتقول أنه هو العقيدة الرئيسية للمسيحية قائلة أيضا : المسيحيون هم أولئك الذين يقبلون المسيح بصفته الله)
وفي كتاب مشهور جدا عند المسيحيين أسمه إيماننا المسيحي الأرثوذكسي , بتعلن الكنيسة نفسها "الله ثالوث ...الآب هو الله كليا,الابن هو الله كليا,الروح القدس هو الله كليا"
ويبقى السؤال المهم هنا .... هل العقيدة دي بتبينها بوضوح تعاليم الكتاب المقدس؟
قاموس الكتاب المقدس المصورالبروتستانتى بيقول
إن الكلمة ( ثالوث) ليست موجودة في الكتاب المقدس ولم تجد مكانا بصورة رسمية في لاهوت الكنيسة حتى القرن الرابع"
دائرة المعارف الكاثوليكية
"الثالوث ليس كلمة الله على نحو مباشر وفوري"
وسؤال تانى ... هل يوجد تعليم مفهوم الثالوث في العهد القديم؟
تعترف دائرة معارف الدين وتقول "اللاهوتيون اليوم متفقون أن الكتاب المقدس العبراني لا يحتوي على عقيدة الثالوث"
وتقول دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة:"لا يجري تعليم عقيدة الثالوث الأقدس في العهد القديم"
في كتاب الاله الثالوثي لمؤلفه اليسوعي ادموند فورتمان "العهد القديم لا يخبرنا اي شيء بوضوح او بمعنى محتوم عن اله ثالوثي هو الآب والابن والروح القدس..لا دليل هناك أن ايا من كتبة الكتابات المقدسة توقع ايضا وجود ثالوث في الذات الإلهية ..وأيضا أن يرى المرء في العهد القديم إشارات أو رموز أو علامات باطنية لثالوث من الأقانيم هو أن يذهب الى ابعد من كلمات وقصد كتبة الاسفار المقدسة"
..... فلما رآه يسوع أنه أجاب بعقل قال له : لست بعيداً عن ملكوت الله
وهل كان الهدف من بعثته المسيح هو إتمام ما سبق من الشرائع وقد نصت شريعة موسى عليه السلام على التوحيد ... نعم .. إنجيل متى 5 عدد 17 يؤكد هذا : -" ما جئت لأنقض بل لأكمل "
ولماذا لم يُعَرِّف المسيح عليه السلام والأنبياء السابقون بعقيدة التثليث ؟
وان كان المسيح قال كما فى متى 6 عدد 24 : -" لا يقدر أحد أن يخدم سيدين" فكيف يقدر أن يخدم ثلاثة آلهة ؟!
إنجيل متى 28 عدد 19 "باسم الآب والابن والروح القدس"
1- اعتادت الكنيسة التعميد باسم المسيح فقط كما في أعمال الرسل 2 عدد 38 وأعمال الرسل 8 عدد 16 فهل عصى بطرس معلمه ؟
2- إذا كان النصارى يؤمنون بأن الله سبحانه وتعالى موجود دائماً وأنه محيط بكل شيء دائماً فهل يُعقل أن يكون الثلاثة يحيطون بكل شيء في نفس الوقت أو أن واحداً منهم يتولى ذلك وهنا ما هي مهمة الآخَرَين ؟ ومن تولى مهمة المسيح عليه السلام أثناء وجوده على الأرض كناسوت ؟ لو كانا متساويين فهل بإمكان المسيح عليه السلام تكليف الله جل وعلا بالقيام بمهمة ؟
3- إذا كان لكل إله منهم صفات لا تنطبق على الاثنين الآخَرَين وأن الثلاثة وُجدوا في آن واحد فهل نستطيع عكس عبارة " باسم الآب والابن والروح القدس " لتصبح " باسم الروح القدس والابن والآب " ؟ إن الأب يُنتِج ولا يُنتَج والابن مولود وليس بوالد .
4- لم يرد في الإنجيل وصف منفصل لكل منهم
5- لا يمكن للوحدة الرياضية ( هنا العدد 1 ) أن تكون قسماً أو كسراً أو مضاعفاً لذاتها
6- إذا وُصف الله سبحانه وتعالى بأنه الموجِد والمُعدِم ووصف المسيح عليه السلام بأنه المخلص والفادي ووصف الروح القدس بأنه واهب الحياة فهل يجوز أن نصف كلاً منهم بجميع هذه الصفات كأن يتصف الإبن بأنه موجد وفادي وواهب للحياة ؟
7- الروح القدس ليست مستقلة فقد جاء في حزقيال 37 عدد 14 "وأجعل روحي فيكم فتحيون " وتعني هنا النفس الإنسانية الناطقة وإلا لكان آدم وجبريل عليهما السلام إلهين , وإنجيل لوقا 11 عدد 13 "بالحري الآب الذي في السماء يعطي الروح القدس للذين يسألونه " أي أن الروح القدس هبة من الله سبحانه وتعالى , ورسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس 2 عدد 12 " بل الروح الذي من الله "
أي أنها ليست الله سبحانه وتعالى فكيف تكون الله وهي منه ؟ و رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس 2 عدد 13 " بما يعلمه روح القدس"
وماذا قال مرقص 16 عدد 19 " وجلس عن يمين الله " ... ( كما بحثنا فى أنجيل مرقص وتكلمنا عن مشكلة نهاية أنجيل مرقص المشكوك فيها بعد ان أثبت اكتشاف مخطوطة في دير سانت كاثرين في سيناء وتعود إلى القرن الخامس أن هذا الإنجيل ينتهي عند 16 عدد8 ) ........ أي أن الجمل من 9 - 20 أضيفت فيما بعد .
وهذا لا يعني أنه أيضاً إله فهل إذا جلس إنسان عن يمين ملك يصير ملكاً ؟ ولو كان إلهاً فلماذا لم يجلس في الكرسي المركزي ؟ وبالعقل ، وجود كرسيين دليل على وجود اثنين منفصلين
ماذا علم اباء ما قبل مجمع نيقية؟
قال يوستينوس الشهيد,الذي مات نحو سنة 165 ب.م "المسيح كان ملاكا مخلوقا هو غير الله الذي صنع كل الأشياء " وقال ان يسوع هو ادنى من الله ولم يفعل شيئا الا ما اراد الخالق ان يفعله ويقوله.
وايريناوس الذي مات نحو 200 م قال ان يسوع قبل بشريته كان له وجود منفصل عن الله وكان ادنى منه واظهر ان يسوع ليس مساويا للإله الحقيقي الوحيد الذي هو أسمى من الجميع.
ترتليان الذي مات احو 230 م علم بسمو الله قائلا "الاب مختلف عن الابن اذ هو أعظم ,ان الذي يلد مختلف عن الذي يولد ,الذي يرسل يختلف عن المرسل " وأيضا "كان هناك وقت لم يكن فيه يسوع قبل كل الاشياء كان الله وحده."
واذ يلخص الدليل التاريخي يقول الفان لامسون في كتابه كنيسة القرون الثلاث الأولى "العقيدة الشائعة العصرية للثالوث لا تستمد اي تأييد من لغة يوستنيوس الشهيد وهذه الملاحظة يمكن ان تشمل كل اباء ما قبل مجمع نقية,أي كل الكتبة المسييحين طوال ثلاثة قرون بعد ميلاد المسيح .صحيح انهم يتكلمون عن الاّب والابن والروح القدس ولكن ليس بانهم متساوون معا, ليس بأنهم جوهر عددي واحد ,ليس بأنهم ثلاثة في واحد ,باي معنى يعترف به الثالوثيون اليوم ,والعكس تماما هو الواقع.
وهكذا فان شهادة الكتاب المقدس والتاريخ توضح أن الثالوث لم يكن معروفا في كل أزمنة الكتاب المقدس وطوال عدة قرون بعد ذلك
طيب نشوف إزاى تطورت عقيدة الثالوث؟
بيعتقد الكثير انه صيغ في مجمع نيقية في سنة 325 م.
ولكن ذلك ليس صحيحا كليا, فمجمع نيقية زعم فعلا ان المسيح هو من الجوهر نفسه كالاّب وذلك وضع الأساس للاهوت الثالوثي اللاحق ولكنه لم يؤسس الثالوث ,لأنه في ذلك المجمع لم يكن هناك ذكر للروح القدس بصفته الأقنوم الثالث لذات إلهية ثالوثية .
دور قسطنطين في نيقية
طوال سنوات كثيرة كان هناك مقاومة على أساس الكتاب المقدس للفكرة القائلة ان يسوع هو الله ,وفي محاولة لحل الجدال دعا قسطنطين الأمبراطور الروماني جميع الاساقفة الى نيقية .. لم يكن قسطنطين مسيحيا ,وتم تعميده اللى المسيحية في أواخر حياته ,ولكنه لم يعتمد حتى صار على فراش الموت,وعنه يقول هنري تشادويك في كتاب الكنيسة الباكرة "كان قسطنطين , كأبيه يعبد الشمس التي لا تقهر واهتداؤه لا يجب ان يفسر انه اختبار داخلي للنعمة لقد كان قضية عسكرية ,وفهمة للعقيدة المسيحية لم يكن قط واضحا جدا ,ولكنه كان على يقين من ان الانتصار في المعركة يكمن في هبة اله المسيحيين.
تقول دائرة المعارف البريطانية ((قسطنطين نفسه اشرف, موجها المناقشات بفاعلية واقترح شخصيا الصيغة النهائية التي أظهرت علاقة المسيح بالله في الدستور اللي أصدره المجمع ..... وإذ كانوا يرتاعون من الإمبراطور فان الأساقفة باستثناء اثنين فقط وقعوا الدستور وكثير منهم ضد رغبتهم.
ما هي المعتقدات التي اثرت في ظهور الثالوث؟
في كتاب الاله الثالوثي لمؤلفه اليسوعي ادموند فورتمان "العهد القديم لا يخبرنا اي شيء بوضوح او بمعنى محتوم عن اله ثالوثي هو الآب والابن والروح القدس..لا دليل هناك أن ايا من كتبة الكتابات المقدسة توقع ايضا وجود ثالوث في الذات الإلهية ..وأيضا أن يرى المرء في العهد القديم إشارات أو رموز أو علامات باطنية لثالوث من الأقانيم هو أن يذهب الى ابعد من كلمات وقصد كتبة الاسفار المقدسة"
هل يتحدث (العهد الجديد) بوضوح عن الثالوث؟
تقول دائرة معارف الدين"يوافق اللاهوتيون على ان العهد الجديد لا يحتوي على عقيدة واضحة للثالوث"
ويعلن اليسوعي ادموند فورتمان : "ان كتبة العهد الجديد لا يعطوننا عقيدة رسمية للثالوث رسمية او مصوغة,ولا تعليما واضحا بان هناك ثلاثة أقانيم إلهية متساوية في اله واحد ولا نجد في اي مكان اية عقيدة ثالوثية لثلاثة اشخاص متميزين للحياة والنشاط الإلهيين في الذات الإلهية نفسها". ويقول برنار لوسيه في تاريخ قصير للعقيدة المسيحية "فيما يتعلق بالعهد الجديد لا يجد فيه المرء عقيدة حقيقية للثالوث"
القاموس الاممي الجديد للاهوت العهد الجديد بيعلن: "لا يحتوي العهد الجديد على عقيدة الثالوث المتطورة(لا يوجد اعلان واضح بان الآب والابن والروح القدس هم من جوهر متساوي) -كما قال اللاهوتي البروتستانتي كارل بارت-
المؤرخ ارثر ويغول بيقول" لم يذكر يسوع المسيح مثل هذه الظاهرة ولا تظهر في اي مكان في العهد الجديد كلمة ثالوث غير ان الكنيسة تبنت الفكرة بعد ثلاثمائة سنة من موت ربنا"
-الوثنية في مسيحيتنا-
هل علمه المسيحيون الاولون ؟
-القاموس الاممي الجديد للاهوت العهد الجديد- " لم تكن لدى المسيحية الأولى عقيدة واضحة للثالوث كالتي تطورت في ما بعد في الدساتير"
-دائرة معارف الدين والأخلاق - " في بادئ الامر لم يكن الإيمان المسيحي ثالوثيا ولم يكن كذلك في العصر الرسولي وبعده مباشرة ,كما يظهر في العهد الجديد والكتابات المسيحية الباكرة الأخرى "
في كل مكان من العالم القديم ,رجوعا الى بابل كانت عبادة الآلهة الوثنية المجموعة في فرق من ثلاثة أو ثواليث شائعة وهذا التأثير كان سائدا في مصر واليونان وروما قبل وفي أثناء وبعد موت المسيح .
يعلق المؤرخ ول ديورانت: المسيحية لم تدمر الوثنية لقد تبنتها ومن مصر أتت أفكار الثالوث الإلهي.
وفي كتاب الدين المصري يكتب المؤرخ سيغفريد مورنز : كان الثالوث شغل اللاهوتيين المصريين الرئيسي تجمع ثلاثة الهة وتعتبر كائنا واحدا ,اذ تجري مخاطبتها بصيغة المفرد ,بهذه الطريقة تظهر القوة الروحية للدين المصري صلة مباشرة باللاهوت المسيحي.
ويعتبر مورونز اللاهوت الاسكندري وسيطا بين التراث الديني المصري والمسيحية.
وفي دائرة معارف الدين والأخلاق كتب جميس هيستينغز "في الديانة الهندية نواجه المجموعة الثالوثية من براهما,شيفا,وفيشنو وفي الديانة المصرية المجموعة الثالوثية من اوزيريس ,ايزيس,وحورس...وليس فقط في الديانات التاريخية يحدث اننا نجد ان الله يعتبر ثالوثا ,فالمرء يذكر خصوصا النظرة الأفلاطونية المحدثة إلى الحقيقة الأسمى التي هي ممثلة ثالوثيا.؟؟؟؟؟؟؟
وقد استمر إنكار صلب المسيح، فكان من المنكرين الراهب تيودورس (560م) والأسقف يوحنا ابن حاكم قبرص (610م) وغيرهم.
ولعل أهم هذه الفرق النكرة لصلب المسيح الباسيليديون؛ الذين نقل عنهم سيوس في " عقيدة المسلمين في بعض مسائل النصرانية " والمفسر جورج سايل القول بنجاة المسيح، وأن المصلوب هو سمعان القيرواني، وسماه بعضهم سيمون السيرناي، ولعل الاسمين لواحد، وهذه الفرقة كانت تقول أيضاً ببشرية المسيح.
ويقول باسيليوس الباسليدي: " إن نفس حادثة القيامة المدعى بها بعد الصلب الموهوم هي من ضمن البراهين الدالة على عدم حصول الصلب على ذات المسيح".
ولعل هؤلاء هم الذين عناهم جرجي زيدان حين قال: " الخياليون يقولون: إن المسيح لم يصلب، وإنما صلب رجل آخر مكانه ".
ومن هذه الفرق التي قالت بصلب غير المسيح بدلاً عنه: الكورنثيون والكاربوكرايتون والسيرنثيون.
وقالوا بصلب يهوذا الذي يذكر المستشرق المفسر جورج سايل بأنه كان يشبه المسيح في خَلْقه.
ومما يؤيد هؤلاء: الخلاف في كيفية موت يهوذا.
وثمة فِرق نصرانية قالت بأن المسيح نجا من الصلب، وأنه رفع إلى السماء، ومنهم الروسيتية والمرسيونية والفلنطنيائية , وهذه الفرق الثلاث تعتقد ألوهية المسيح، ويرون القول بصلب المسيح وإهانته لا يلائم البنوة والإلهية.
كما تناقل علماء النصارى ومحققوهم إنكار صلب المسيح في كتبهم، وأهم من قال بذلك الحواري برنابا في إنجيله.
ويقول ارنست دي بوش الألماني في كتابه " الإسلام: أي النصرانية الحقة " ما معناه: إن جميع ما يختص بمسائل الصلب والفداء هو من مبتكرات ومخترعات بولس، ومن شابهه من الذين لم يروا المسيح، لا في أصول النصرانية الأصلية.
ويقول ملمن في كتابه " تاريخ الديانة النصرانية " : " إن تنفيذ الحكم كان وقت الغلس، وإسدال ثوب الظلام، فيستنتج من ذلك إمكان استبدال المسيح بأحد المجرمين الذين كانوا في سجون القدس منتظرين تنفيذ حكم القتل عليهم كما اعتقد بعض الطوائف، وصدقهم القرآن ".
وأخيراً نذكر بما ذكرته دائرة المعارف البريطانية في موضوع روايات الصلب حيث جعلتها أوضح مثال للتزوير في الأناجيل.
ومن المنكرين أيضاً صاحب كتاب " الدم المقدس، وكأس المسيح المقدس " فقد ذكر في كتابه أن السيد المسيح لم يصلب، وأنه غادر فلسطين، وتزوج مريم المجدلية، وأنهما أنجبا أولاداً، وأنه قد عثر على قبره في جنوب فرنسا، وأن أولاده سيرثون أوربا، ويصبحون ملوكاً عليها.
وذكر أيضاً أن المصلوب هو الخائن يهوذا الأسخريوطي، الذي صلب بدلاً من المسيح المرفوع.
وإذا كان هؤلاء جميعاً من النصارى، يتبين أن لا إجماع عند النصارى على صلب المسيح، فتبطل دعواهم بذلك.
ويذكر معرِّب " الإنجيل والصليب " ما يقلل أهمية إجماع النصارى لو صح فيقول بأن أحد المبشرين قال له: كيف يُنكر وقوع الصليب، وعالم المسيحية مطبق على وقوعه ؟
فأجابه: كم مضى على ظهور مذهب السبتيين ؟ فأجاب القس المبشر: نحو أربعين سنة.
فقال المعرِّب: إن العالم المسيحي العظيم الذي أطبق على ترك السبت خطأ 1900 سنة، هو الذي أطبق على الصلب.
وأما إجماع اليهود فهو أيضاً لا يصح القول به، إذ أن المؤرخ اليهودي يوسيفوس المعاصر للمسيح والذي كتب تاريخه سنة 71م أمام طيطوس لم يذكر شيئاً عن قتل المسيح وصلبه.
أما تلك السطور القليلة التي تحدثت عن قتل المسيح وصلبه، فهي إلحاقات نصرانية كما جزم بذلك المحققون وقالوا: بأنها ترجع للقرن السادس عشر، وأنها لم تكن في النسخ القديمة.
ولو صح أنها أصلية فإن الخلاف بيننا وبين النصارى وغيرهم قائم في تحقيق شخصية المصلوب، وليس في وقوع حادثة الصلب [ وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ] (النساء: 157) وهذا حال اليهود والنصارى فيه.
ولكن المؤرخ الوثني تاسيتوس كتب عام 117م كتاباً تحدث فيه عن المسيح المصلوب.
وعند دراسة ما كتبه تاسيتوس، يتبين ضعف الاحتجاج بكلامه، إذ هو ينقل إشاعات ترددت هنا وهناك، ويشبه كلامه أقوال النصارى في محمد في القرون الوسطى.
ومما يدل على ضعف مصادره، ما ذكرته دائرة المعارف البريطانية، من أنه ذكراً أموراً مضحكة، فقد جعل حادثة الصلب حادثة أممية، مع أنها لا تعدو أن تكون شأناً محلياً خاصاً باليهود، ولا علاقة لروما بذلك.
ومن الجهل الفاضح عند هذا المؤرخ، أنه كان يتحدث عن اليهود - ومقصده: النصارى. فذكر أن كلوديوس طردهم من رومية، لأنهم كانوا يحدثون شغباً وقلاقل يحرضهم عليها " السامي " أو " الحسن " ويريد بذلك المسيح.
يدعي النصارى أن المسلمين بقولهم بنجاة المسيح من الصلب ينكرون حقيقة تاريخية أجمع عليها اليهود والنصارى الذين عاصروا صلب المسيح ومن بعدهم.
فكيف لنبي الإسلام وأتباعه الذين جاءوا بعد ستة قرون من الحادثة أن ينكروا ذلك؟ !!
قد يبدو الاعتراض النصراني وجيهاً لأول وهلة، لكن عند التأمل في شهادة الشهود تبين لنا تناقضها وتفكك رواياتهم.
ولدى الرجوع إلى التاريخ والتنقيب في رواياته وأخباره عن حقيقة حادثة الصلب، ومَن المصلوب فيها ؟ يتبين حينذاك أمور مهمة: -
- أن قدماء النصارى كثر منهم منكرو صلب المسيح، وقد ذكر المؤرخون النصارى أسماء فرق كثيرة أنكرت الصلب.
وهذه الفرق هي: الباسيليديون والكورنثيون والكاربوكرايتون والساطرينوسية والماركيونية والبارديسيانية والسيرنثييون والبارسكاليونية والبولسية والماينسية، والتايتانيسيون والدوسيتية والمارسيونية والفلنطانيائية والهرمسيون.
وبعض هذه الفرق قريبة العهد بالمسيح، إذ يرجع بعضها للقرن الميلادي الأول ففي كتابه " الأرطقات مع دحضها " ذكر القديس الفونسوس ماريا دي ليكوري أن من بدع القرن الأول قول فلوري: إن المسيح قوة غير هيولية، وكان يتشح ما شاء من الهيئات، ولذا لما أراد اليهود صلبه؛ أخذ صورة سمعان القروي، وأعطاه صورته، فصلب سمعان، بينما كان يسوع يسخر باليهود، ثم عاد غير منظور، وصعد إلى السماء.
ويبدو أن هذا القول استمر في القرن الثاني، حيث يقول فنتون شارح متى: " إن إحدى الطوائف الغنوسطية التي عاشت في القرن الثاني قالت بأن سمعان القيرواني قد صلب بدلاً من يسوع".
وقد استمر إنكار صلب المسيح، فكان من المنكرين الراهب تيودورس (560م) والأسقف يوحنا ابن حاكم قبرص (610م) وغيرهم.
نخلص من هذا إلى أهمية النبوءات التوراتية المتعلقة بصلب المسيح.
ويبالغ النصارى في التركيز على أهمية النبوءات التوراتية المتحدثة والمشيرة للمسيح وكثرتها، فيقول القمص سرجيوس في كتابه " هل تنبأت التوراة عن المسيح " : " فالمسيح ساطع في كل الكتاب المقدس في إشراق دائم، وليس كالشمس التي تغيب عن نصف الأرض ليلاً، إذ ليس في التوراة أو كتب الأنبياء جزء تغرب عنه شمس المسيح، بل يشع اسمه، وشخصه، وصفاته، وأعماله، وظروفه، وأحواله في التوراة، وكتب الأنبياء، وفي ثنايا سطورها نجد المسيح في كل جملة، وفي كل إصحاح، وفي كل سفر من أسفارها. وما حروفها وكلماتها إلا خطوطاً أو ظلالاً لصورة المسيح المجيدة.... فنحن المسيحيين لا نهتم أين نفتح التوراة وكتب الأنبياء لنجد الكلام عن المسيح.... "، ورغم ما في الكلام من مبالغة، فإننا - كما يقول منصور حسين - نستشف منه أهمية النصوص التوارتية في الدلالة على المسيح.
ولسفر المزامير وموضوع الصلب شاُن خاص يصفه سرجيوس فيقول " أما سفر المزامير فكان الهالة، التي أحاطت بكوكب يسوع، فتكلم حتى عن إحساساته العميقة، وآلامه المبرحة ناهيك عن صفاته وألقابه، أكثر من أي نبي آخر، ويمكننا القول، أن سفر المزامير هو سفر "مسيا" الخاص، بدليل أن الاقتباسات التي اقتبسها كتبة العهد القديم من سفر المزامير هذا بلغت نصف الاقتباسات المأخوذة من العهد القديم كله ".
ويؤكد عبد الفادي القاهراني أهمية المزامير في كتابه " رب المجد " بقوله: " لم يوجد كتاب مليء بالإشارات والرموز والنبوءات عن المسيح أكثر من كتاب المزامير هذا، وعليه فأهميته في نظر اللاهوتيين تفوق الوصف ".
لذلك فإن العلماء المسلمين ارتضوا محاكمة النصارى في هذه المسألة إلى أسفار التوراة، ذلك بأنه ليس من المقبول أن يتصور أحد أن اليهود يغيرون كتبهم لتتمشى مع معتقدات النصارى، لذا فهم يرتضون هذه الكتب معياراً للكشف عن الحقيقة.
وقبل أن نشرع، فإنه يحسن التنبيه إلى نقاط الاختلاف والاتفاق بين المسلمين والنصارى في مسألة الصلب.
النصارى يقولون بصلب المسيح، بينما يقول المسلمون بأنه لم يصلب، وأنه قد شُبه غيرُ المسيح به، ولا ينفون وقوع صلب لغيره، كما لا ينفون جملة ما ترويه الأناجيل من أحداث صاحبت الصلب أو سبقته، كحديث الأناجيل عن الدعاء الطويل للمسيح في البستان طالباً من الله أن ينجيه من الموت، وأن الجموع حضرت للقبض عليه، وأن ثمة من أخذ من ساحة البستان، وأن المأخوذ حوكم، وصلب، ثم دفن.
فالخلاف إنما هو في حقيقة المأخوذ والمصلوب، فيرى المسلمون أنه يهوذا، وأن لحظة الخلاص هي تلك التي أراد الجند أن يلقوا القبض فيها على المسيح، فسقطوا على الأرض، وتدافعت الجند ووقعت المشاعل من أيديهم، ثم نهضوا ليجدوا دليلهم يهوذا الأسخريوطي وحيداً في الساحة، فأخذوه وقد ألقى الله عليه شبه المسيح لينال جزاء خيانته لسيده.
وأما المسيح فقد نزلت ملائكة الله وصعدت به إلى السماء، لينجو من المؤامرة بحماية الله العظيم، وأعطي بذلك حياة طويلة تمتد إلى قبيل قيام الساعة حيث ينزل إلى الأرض عليه السلام لعيش عليها ويموت في سلام.. [ والسّلام عليّ يوم ولدتّ ويوم أموت ويوم أبعث حيّاً ] (مريم: 32).
ولسوف نستعرض منها في هذه العجالة ستة مزامير فقط، من نبوءات المزامير، نختصرها من دراسة منصور حسين الرائعة في كتابه الماتع " دعوة الحق بين المسيحية والإسلام"، والتي شملت ستة وثلاثين مزموراً، والمزامير الستة التي اختارها، يجمعها أنها مما يعتبره النصارى نبوءات تحدثت عن المسيح المصلوب.
ومن الجهل الفاضح عند هذا المؤرخ، أنه كان يتحدث عن اليهود - ومقصده: النصارى. فذكر أن كلوديوس طردهم من رومية، لأنهم كانوا يحدثون شغباً وقلاقل يحرضهم عليها " السامي " أو " الحسن " ويريد بذلك المسيح.
ومن الأمور المضحكة التي ذكرها تاسيتوس قوله عن اليهود والنصارى بأن لهم إلهاً، رأسه رأس حمار، وهذا هو مدى علمه بالقوم وخبرته.
كما قد شكك المؤرخون بصحة نسبة العبارة إلى تاسيتوس، ومنهم العلامة أندريسن وصاحبا كتابي " ملخص تاريخ الدين " و " شهود تاريخ يسوع ".
وقد تحدث أندريسن أن العبارة التي يحتج بها النصارى على صلب المسيح في كلامه مغايِرة لما في النسخ القديمة التي تحدثت عن CHRESTIANOS بمعنى الطيبين، فأبدلها النصارى، وحوروها إلى: CHRISTIANOS بمعنى المسيحيين.
وقد كانت الكلمة الأولى ( الطيبين ) تطلق على عُبّاد إله المصريين "أوزيريس"، وقد هاجر بعضهم من مصر، وعاشوا في روما، وقد مقتهم أهلها وسموهم: اليهود، لأنهم لم يميزوا بينهم وبين اليهود المهاجرين من الإسكندرية، فلما حصل حريق روما؛ ألصقوه بهم بسبب الكراهية، واضطهدوهم في عهد نيرون.
وقد ظن بعض النصارى أن تاسيتوس يريد مسيحهم الذي صلبوه، فحرف العبارة، وهو يظن أنه يصححها.
ويرى العلامة أندريسن أن هذا التفسير هو الصحيح.
وإلا كان هذا المؤرخ لا يعرف الفرق بين اليهود والنصارى، ويجهل أن ليس ثمة علاقة بين المسيح وروما.
وهكذا فإن التاريخ أيضاً ناطق بالحقيقة، مُثبت لما ذكره القرآن عن نجاة المسيح وصلب غيره.??????? إبطال الصلب بنبوءات التوراة
تحتل النبوءات في الفكر المسيحي مكانة سامقة، جعلت بعض النصارى يشترطون لصحة النبوة أن يسبقها نبوءة.
وحادثة صلب المسيح - كما يعتبرها النصارى - أحد أهم أحداث المعمورة، فكان لابد وأن يتحدث عنها الأنبياء في أسفارهم، وأن يذكرها المسيح لتلاميذه.
فهل أخبرت الأنبياء بصلب المسيح وقيامته ؟ وهل أخبر المسيح تلاميذه بذلك ؟
والإجابة النصرانية عن هذا التساؤل كانت بالإيجاب، وأن ذلك في مواضع كثيرة من الأناجيل والرسائل والأسفار التوراتية.
ولعل من نافلة القول أن نذكر بأن النصارى يعتبرون أسفار التوراة جزءً مقدساً كتابهم المقدس، كيف لا والأناجيل ما فتئت تحيل إلى هذه الأسفار، تستمد منها تنبؤاتها المستقبلية، التي تحققت في شخص المسيح في حياته أو حين صلبه ؟
وللأسفار التوراتية دور عظيم في مسألة صلب المسيح، فقد أكثرت الأناجيل في هذه القصة من الإحالة إلى أسفار التوراة؛ التي يرونها تتنبأ بالمسيح المصلوب، وكانت نصف هذه الإحالات إلى المزامير المنسوبة لداود وغيره وقد ذكر عيسى عليه السلام لتلاميذه ضرورة أن تتحقق فيه النبوءات التوراتية بقوله: " لابد أن يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والأنبياء والمزامير" ( لوقا 26/44 ) ويقول: " فتشوا الكتب …. وهي التي تشهد لي " ( يوحنا 5/39 ).
والنبوءات التي أحالت إليها الأناجيل بخصوص حادثة الصلب أربع عشرة نبوءة، ذكر متى منها ستاً، ومرقس أربعاً، ولوقا اثنتين، بينما ذكر منها يوحنا سبع نبوءات.
و
ثانياً: المزمور السابع :
وفيه: " يا رب، إلهي عليك توكلت، خلصني من كل الذين يطردونني، ونجني لئلا يفترس كأسد نفسي، هاشماً إياها، ولا منقذ.
يا رب، إلهي، إن كنت قد فعلت هذا، إن وجد ظلم في يدي، إن كافأت مسالمي شراً، وسلبت مضايقي بلا سبب، فليطارد عدو نفسي، وليدركها، وليدس إلى الأرض حياتي، وليحط إلى التراب مجدي، سلاه.
قم يا رب بغضبك، ارتفع على سخط مضايقي، وانتبه لي. بالحق أوحيت، ومجمع القبائل يحيط بك، فعد فوقها إلى العلا، الرب يدين الشعوب، اقض لي يا رب كحقي، ومثل كحالي الذي في، لينته شر الأشرار، وثبت الصديق، فإن فاحص القلوب والكلى: الله البار، ترسي عند الله مخلص مستقيمي القلوب.
الله قاض عادل، وإله يسخط كل يوم، إن لم يرجع يحدد سيفه: مد قوسه وهيأها، وسدد نحوه آلة الموت، يجعل سهامه ملتهبة.
هو ذا يمخض بالإثم، حمل تعباً، وولد كذباً، كرى جُبّاً حفره، فسقط في الهوة التي صنع، يرجع تعبه على رأسه، وعلى هامته يهبط ظلمه. أحمد الرب حسب بره، وأرنم لاسم الرب العلي". (مزمور 7/1-17 )
جاء في كتاب " دراسات في المزامير " لفخري عطية: " واضح أنه من مزامير البقية، إذ يشير إلى زمن ضد المسيح، وفيه نسمع صوت البقية، ومرة أخرى نجد روح المسيح ينطق على فم داود بالأقوال التي تعبر عن مشاعر تلك البقية المتألمة، في أيام الضيق العظيمة ".
والربط واضح وبيّن بين دعاء المزمور المستقبلي " يا رب، إلهي، عليك توكلت، خلصني من كل الذين يطردونني ونجني.... " وبين دعاء المسيح ليلة أن جاءوا للقبض عليه.
ثم يطلب الداعي من الله عوناً؛ أن يرفعه إلى فوق، في لحظة ضيقه " فعد فوقها إلى العلا "، ويشير إلى حصول ذلك في لحظة الإحاطة به " ومجمع القبائل - يحيط بك، فعد فوقها إلى العلا ".
ثم يذكر المزمور بأن الله " قاض عادل " فهل من العدل أن يصلب المسيح أم يهوذا ؟
ثم يدعو أن يثبت الصديق، وأن ينتهي شر الأشرار، ويؤكد لجوءه إلى الله، مخلص القلوب المستقيمة.
ثم يتحدث المزمور عن خيانة يهوذا. وقد جاء " مد قوسه وهيأها وسدد نحوه آلة الموت " (القُبلة) " ويجعل سهامه ملتهبة ".
ولكن حصل أمر عظيم، لقد انقلب السحر على الساحر، " هو ذا يمخض بالإثم، حمل تعباً، وولد كذباً، كَرَى جُبّاً، حفره فسقط في الهوة التي صنع، يرجع تعبه على رأسه وعلى هامته يهبط ظلمه " لقد ذاق يهوذا ما كان حفره لسيده المسيح، ونجا المسيح في مجمع القبائل إلى العلا.
ثم ينتهي المزمور بحمد الله على هذه العاقبة " أحمد الرب حسب بره، وأرنم لاسم الرب العلي " وهكذا نرى في هذا المزمور صورة واضحة لما حصل في ذلك اليوم، حيث نجى الله عز وجل نبيه، وأهلك يهوذا.
ولا مخرج للنصارى إزاء هذا النص إلا إنكاره، أو التسليم له، والقول بأن المسيح له ظلم، وله إثم، وأنه ذاق ما كان يستحقه، وأن الله عادل؛ بقضائه قتل المسيح، وأن ذلك أعدل وأفضل من القول بنجاته؛ وصلب يهوذا الظالم الآثم، جزاءً لفعله وخيانته، وإلا فعليهم الرجوع إلى معتقد المسلمين؛ بأن النص نبوءة عن يهوذا الخائن، ولا رابع لهذه الخيارات الثلاثة.
ولسوف نستعرض منها في هذه العجالة ستة مزامير فقط، من نبوءات المزامير، نختصرها من دراسة منصور حسين الرائعة في كتابه الماتع " دعوة الحق بين المسيحية والإسلام"، والتي شملت ستة وثلاثين مزموراً، والمزامير الستة التي اختارها، يجمعها أنها مما يعتبره النصارى نبوءات تحدثت عن المسيح المصلوب.
أولاً: المزمور الثاني :
وفيه: " لماذا ارتجت الأمم، وتفكر الشعوب في الباطل، قام ملوك الأرض، وتآمر الرؤساء معا على الرب، وعلى مسيحه، قائلين: لنقطع قيودها ولنطرح عنا رُبُطهما.
الساكن في السماوات يضحك، الرب يستهزئ بهم، حينئذ يتكلم عليهم بغضبه، ويرجفهم بغيظه " ( المزمور 2/1 - 5 ).
والمزمور: يراه النصارى نبوءة بالمسيح الموعود. يقول د.هاني رزق في كتابه " يسوع المسيح ناسوته وألوهيته "عن هذا المزمور: " وقد تحققت هذه النبوءة في أحداث العهد الجديد، إن هذه النبوءة تشير إلى تآمر وقيام ملوك ورؤساء الشعب على يسوع المسيح لقتله وقطعه من الشعب، وهذا ما تحقق في أحداث العهد الجديد في فترتين، في زمان وجود يسوع المسيح له المجد في العالم " ويقصد تآمر هيرودس في طفولة المسيح، ثم تأمر رؤساء الكهنة لصلب المسيح.
ووافقه " فخري عطية" في كتابه " دراسات في سفر المزامير" و"حبيب سعيد" في "من وحي القيثارة " وويفل ل كوبر في كتابه "مسيا عمله الفدائي" وياسين منصور في "الصليب في جميع الأديان "، فيرى هؤلاء جميعاً أن المزمور نبوءة بالمسيح المصلوب.
وقولهم بأن النص نبوءة بالمسيح ورد في سفر أعمال الرسل: " فلما سمعوا رفعوا بنفس واحدة صوتاً إلى الله وقالوا: أيها السيد، أنت هو الإله صانع السماء والأرض والبحر وكل ما فيها. القائل بفم داود فتاك: لماذا ارتجّت الأمم وتفكر الشعوب بالباطل. قامت ملوك الأرض واجتمع الرؤساء معا على الرب وعلى مسيحه. لأنه بالحقيقة اجتمع على فتاك القدوس الذي مسحته هيرودس وبيلاطس البنطي مع أمم وشعوب إسرائيل، ليفعلوا كل ما سبقت فعيّنت يدك ومشورتك أن يكون" (أعمال 4/24-31).
ولا نرى مانعاً في موافقتهم بأن المزمور نبوءة عن المسيح، فالمزمور يتحدث عن مؤامرات اليهود عليه، وهذا لا خلاف عليه بين المسلمين والنصارى، وإنما الخلاف: هل نجحوا أم لا ؟ فبماذا يجيب النص ؟ يجيب بأن الله ضحك منهم واستهزأ بهم، وأنه حينئذ أي في تلك اللحظة أرجف المتآمرين بغيظه وغضبه.
هل يكون ذلك لنجاحهم في صلب المسيح، أم لنجاته من بين أيديهم، ووقوعهم في شر أعمالهم ؟
إرسال تعليق