حالة من القلق والتوتر سادت الكنيسة الأرثوذكسية بعد الاعلان عن انتهاء المخرج اللباني إياد صالح من فلمه الجديد "متى المسكين اللاهوت قبل السياسية "
وهو الملف الذي عمل شنوده عشرات السنين على إبعاده عن الأضواء لما فيه من ملفات شائكة قد تظهر المزيد من الحقائق حول تنظيم الأمة القبطية المتطرف ودور البابا الكبير في صناعة الفتن في مصر..
وتحاول الكنيسة أستخدام نفوذها لمنع بث الفلم مثلما فعلت مع عدد من الأعمال الفنية التي تحاول مناقشة سيئات الكنيسة المصرية وكان اخرها منع فلم أجوراالذي يناقش مقتل العالمية المصرية هيباتيا على يد البابا كيرلس الرابع في الاسكندرية قديم
وقد نشرت مجلةالاخبار اللبنانية تحقيقا حول لفلم الاب متى السكين قالت فيه:
فيما تابع جمهور قناة «الجزيرة» خلال كانون الثاني (يناير) الماضي شريطاً وثائقياً عن رأس الكنيسة الأرثوذكسية المصرية البابا شنودة الثالث، كان المخرج الشاب إياد صالح يضع اللمسات الأخيرة على وثائقي هو الأوّل من نوعه. العمل الذي يحمل عنوان «الراهب والبابا» (إنتاج شركة I Film) يتناول سيرة الراهب متى المسكين (1919 ـــــ 2006) ويرصد العلاقة الشائكة التي ربطته بالبابا شنودة الثالث. الشريط الذي يتوقع صنّاعه أن يثير الجدل في «مهرجان الجزيرة للأفلام الوثائقية» في نيسان (أبريل) المقبل، يستعرض العديد من القضايا الجدلية التي فرضتها طبيعة شخصيّة متّى المسكين، أول متخرّج من جامعة ينضم إلى سلك الرهبان في الكنيسة المصرية. وقد ترهّب على يديه البابا شنودة، قبل أن تجمع الرجلين علاقة باردة بلغت حد غياب شنودة عن الصلاة على جثمان متى المدفون في دير «الأنبا مقار» في وادي النطرون (محافظةالبحيرة).
منذ دخوله الدير عام 1948، اختار متى حياة العزلة وأسّس النظام الحالي للأديرة في مصر الذي يرتكز على تأمين سكّان الدير متطلباتهم الحياتية بأنفسهم وعدم الارتباط بالعالم الخارجي إلا في أضيق الحدود. وبينما يتعامل الكثير من الأقباط والمسلمين في مصر مع متى المسكين باعتباره نموذجاً لرجل الدين المتصوف، يغوص الفيلم في التعتيم الذي تعرّضت له سيرته في الكنيسة المصرية بسبب أفكاره التي تختلف مع سياسة البابا شنودة. إذ يعتبر المنتقدون أن شنودة حوّل الكنيسة إلى دولة مستقلة وجعل انتماء الأقباط لها يوازي انتماءهم لبلدهم الكبير. وهو الأمر الذي
يغوص اياد صالح في التعتيم الذي مارسته الكنيسة على سيرة متى المسكين أسهم في أن تلعب الكنيسة دوراً سياسياً، وخصوصاً في ما يتعلق بالعلاقة مع النظام الحاكم في مصر. أما متى، فكان يدعو دوماً إلى فصل الكنيسة عن الدولة، معتبراً أنّ الخلافات تكون دوماً بين الشعب والحكومات لا بين المسلمين والمسيحيّين. وهي الأفكار التي ما زال يدعو إليها المحذّرون من الفتنة الطائفية بغض النظر عن الأسباب السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تؤدي إليها.
لكن اليوم، يعتبر بعضهم في الكنيسة المصرية أنّ هذه الأفكار تضر بحقوق المسيحيين، وهو ما يفسر وجهة النظر التي طرحها الفيلم عن تهميش تاريخ متى المسكين ومنع توزيع مؤلفاته في الكثير من الكنائس المصرية، وعدم الاستعانة بتلاميذه في أي مهمات دينية. والمعروف أنّ متى المسكين رفض تولي الباباوية حين عزل الرئيس أنور السادات البابا شنودة عام 1981. وهي واقعة يتناولها الشريط، إضافةً إلى الكثير من مقاطع الفيديو النادرة وشهادات 14 شخصية إسلامية ومسيحية حول العلاقة الشائكة بين البابا شنودة ومتى المسكين. وقد استعان إياد صالح بأحد الممثلين لأداء مشاهد تحاكي الأحداث الحقيقية التي مر بها متى المسكين منذ ترك مهنة الصيدلة ووزّع ممتلكات عائلته على الفقراء واحتفظ فقط بثمن تذكرة القطار الذي أوصله إلى الدير.
المرصد الإسلامي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق