كشف استطلاع حديث للرأي انهيارًا في ثقة الألمان في بابا الفاتيكان، بنديكت السادس عشر، والكنيسة الكاثوليكية؛ بسبب الفضائح حول جرائم التحرش الجنسي بأطفال في الكنيسة. وأظهر الاستطلاع الذي نشرت نتائجه اليوم الأربعاء أن 17% فقط من الألمان يثقون في الكنيسة الكاثوليكية، بينما بلغت نسبة الألمان الواثقين في البابا 24% فقط.
وكان استطلاع مماثل أجري نهاية يناير الماضي أظهر أن 29% من الألمان يثقون في الكنيسة، بينما تثق نسبة 38% في البابا.
تراجع الثقة في البابا والكنيسة:
وقد تراجعت أيضًا الثقة في البابا، المولود في ألمانيا، والكنيسة حتى بين الكاثوليك، حيث انخفضت نسبة الثقة في البابا خلال الفترة من نهاية يناير الماضي حتى منتصف مارس الجاري من 62% إلى 39%، وفي الكنيسة الكاثوليكية من 56% إلى 34%.
وأشار الاستطلاع إلى أن 5% فقط من الألمان غير المنتميين لعقيدة يثقون في الكنيسة الكاثوليكية.
وأجرى الاستطلاع معهد "فورسا" لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من مجلة "شتيرن" الألمانية.
اتهام قساوسة بالاعتداء جنسيًا على أطفال:
وقد أعلنت أبرشية ريجنسبيرج في ألمانيا الاثنين الماضي توجيه الاتهام إلى أربعة قساوسة كاثوليك وراهبتين بالاعتداء جنسيًا على أطفال، وذلك في حلقة جديدة من سلسلة الاعتداءات الجنسية في كنائس أوروبا.
وقالت الأبرشية: إن خمس حالات تحرش من الست التي اكتشفت تعود إلى عقد السبعينيات، بينما تعود الحالة السادسة إلى عام 1984، لافتة إلى أن سبعة أشخاص تقدموا ببلاغات ضد المتهمين الذي ما زالوا جميعا على قيد الحياة.
ووفقًا لشبكة "سى ان ان" الإخبارية الأمريكية فقد أشارت أبرشية ريجنسبيرج أنها بدأت تتعاون مع الشرطة، وأن حالتين من الحالات الست تم تحويلهما إلى السلطات القضائية.
بندكت يعتذر:
وكان بندكت السادس عشر بابا الفاتيكان قد أعرب عن أسفه الشديد جراء فضائح الاغتصاب والتحرش الجنسي التي طالت عدداً من الأطفال في مؤسسات كنسية أو خاضعة لإدارة رجال دين واعتذر بشدة من الضحايا قائلاً: إن على رجال الدين المتورطين في هذه القضايا تحمل مسؤولياتهم والتوبة.
يذكر أن الفاتيكان كان قد شهد الأسبوع الماضي اجتماعاً بين بندكت السادس عشر ورئيس الأساقفة الألمان، المونسنيور روبرت زوليتش، الذي قال: إن مجمع العقيدة والإيمان الفاتيكاني يعيد النظر في جميع المبادرات التي اتخذتها مختلف المجالس الأسقفية في قضية الاعتداءات الجنسية على الأطفال.
وفي فبراير الماضي، أعلنت إدارة المعاهد اليسوعية في ألمانيا، أن عميد كلية الويسيوس في بون الأب ثيو شنايدر، قد استقال من منصبه بأثر فوري، إثر مزاعم اعتداءات جنسية ظهرت في 24 أبرشية من أصل 27.
فضائح اعتداءات بحق الأطفال:
وكانت ثلاثة تحقيقات قضائية قد أثارت ضجة في أيرلندا التي يتبع غالبية سكانها المذهب الكاثوليكي خلال السنوات الخمس الماضية بسبب أنها كشفت عن إساءة معاملة واعتداءات وأعمال وحشية بحق أطفال، قام بها رجال دين وتسترت عليهم سلطات الكنيسة.
وقالت جماعة "وان ان فور" الأيرلندية لحقوق الضحايا إن على البابا تقديم اعتذار لضحايا الاعتداءات الجنسية في أيرلندا والاعتراف بأن الكنيسة الكاثوليكية أساءت استخدام سلطاتها وتسترت عمدًا على أفعال كهنة اعتدوا على أطفال.
وتطالب الجماعة البابا أن يعترف بوضوح وبشكل لا لبس فيه بأن الكنيسة على أعلى مستوياتها كانت على علم دائم بالاعتداءات الجنسية على الأطفال.
اعتذار مرفوض:
في المقابل، رفضت جماعات الدفاع عن ضحايا الاعتداءات التي قام بها رجال دين تابعون للكنيسة الكاثوليكية الأيرلندية رسالة الاعتذار التي قدمها قدم البابا بنديكتوس السادس عشر لهؤلاء الضحايا.
وقال رئيس جماعة واحد من بين كل أربعة المدافعة عن حقوق الضحايا مايف لويس: "الضحايا كانوا يتوقعون من البابا الإقرار بتعامل الكنيسة معهم بطريقة سيئة حينما حاولوا الكشف عن معاناتهم جراء الاعتداءات التي تعرضوا لها".
وأضاف: "البابا لم يتناول جوهر مشكلة الفضيحة الجنسية التي تعاني منها الكنيسة الكاثوليكية والمتمثل بوجود حماية منهجية على أعلى مستويات للمتورطين بهذه الاعتداءات وبالتالي تعريض مزيد من الأطفال لهذه المخاطر".
مفكرة الإسلام: