في الوقت الذي تتآكل فيه المسيحية الوطنية المصرية "الأرثوذكسية" بسبب التبشير الإنجيلي والبروتستانتي والكاثوليكي المتنامي، تقع الكنيسة القبطية في واحدة من أكبر أخطائها، حين اعتقدت أنها بنشر الخرافات والشعوذة تستطيع أن تسترد عشرات الآلاف الذين تركوها وتحولوا إلى ملل ونحل وديانات أخرى. منذ مصاب الكنيسة الأكبر عام 1994، عندما اصطحب الأنبا "دانيال البراموسي" نحو 10 آلاف من اتباعه وتحولهم في ليلة واحدة إلى الإنجيلية، والكنيسة لم تفق بعد من صدمتها، ولم تجد حلا لأزمتها على مستوى العقيدة الأرثوذكسية التي استباحها الإنجلييون ونجحوا في تفكيكها وتحويل أتباعها إلى "صيد سهل" و"رصيد" مضاف لهم.. لم تجد الكنيسة الرسمية حلا إلا في تصدير أزماتها للمجتمع وتوتيره طائفيا والتحرش بالآخر المسلم واشاعة الأجواء التي جرى استثمارها من قبل "أثرياء الفتنة" في الخارج، وتحويل الورقة القبطية إلى ورقة ابتزاز دولية للسيادة الوطنية المصرية، ما أحال الأقباط إجمالا إلى بؤرة الاستهداف بـ"الشك" في وطنيتهم والريبة في نوياهم إزاء شركائهم في الوطن من المسلمين. اكتشفت الكنيسة مؤخرا أن المشكلة ليست في "المسلمين" وإنما في قدرة الكنائس الأخرى المنافسة على "التسلية" عليهم وقصقصة الوجود الأرثوذكسي من على الأطراف ومن العمق واللعب في قناعات رؤوس دينية كبيرة، خلفت ردات فعل عنيفة من قبل قادة الكنيسة التي تفلتت من اعتبارات اللياقة وأدب الحوار مع الكنائس المخالفة، ووصفتها بأوصاف لا تليق أن تصدر من رجال دين لهم هيبتهم ووقارهم ومنزلتهم في نفوس الناس. تفتق ظن عدد من الكهنة والقساوسة الجهلة، على فكرة "تجلي العذراء" على كنيسة في حي قاهري فقير.. بدت وكأنها من قبيل "معايرة" و"إغاظة" االكاثوليك والانجليين والبروتستانت.. وعلى سبيل "الثأر" لهذيمة الأرذثوكسية الوطنية في معركة "الحوار" مع الملل والأديان الأخرى.. لم يدر المشعوذون انهم أضافوا إلى خسائرهم في معركة "التبشير" خسارة أكبر على صعيد "تثبيت العقيدة" حين استغل الإنجلييون صدور بيانات رسمية من الكنائس التابعة لكاتدرائية العباسية تؤكد هذه "الخرافة" .. وأحالوها إلى مادة للتندر والتنكيت وكأهم "وثيقة" في أيديهم يمكن أن تبرر أمام المتحولين الجدد "استقامة" العقيدة الإنجيلية و"عقلانيتها" أمام "انحراف" عقيدة الآخر واعتماده على الخرافة والشعوذة في بنيته الإيمانية والعقائدية. لقد تحول الأمر إلى "سبوبة" ومن "الهبل" إلى "الهطل".. عندما انتقل التجار والمشعوذون لنشر الخرافات في مناطق وأحياء اخرى .. وتسابقت عدد من الكنائس بالادعاء بظهور العذار وهي بـ"تتمختر" بين الصلبان وأبراج الكنائس، وتحول الأمر بالتدرج إلى ما يشبه "الهوس" و"الغيبوبة" التي تشابه جلسات "الزار" وتقليب الجهلة وتنفيض جيوبهم.. في أجواء الكل ـ بما فيهم دعاة التنوير والعقلانية ـ خائفون من الخوض في الموضوع خوفا من سبوبة "الخارج" التي تنتعش بها جيبوهم وانقاطعها حال غضب عليهم صاحب التاج الإمبراطوري الأكبر ليشاركوا بذلك في تغييب الوعي والضحك على الغلابة وترك الحبل على الغارب للجهلة للقضاء على ما تبقى للكنيسة الوطنية من حضور حافظ عليه الفاتحون المسلمون منذ عمرو بن العاص ـ رضي الله عنه ـ وانتهاء بالسلاطين العثمانيين الذين سنوا "الخط الهمايوني" لحماية الكنيسة الوطنية المصرية من التآكل أمام الارساليات الدينية الغربية التي ظهرت في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.
هناك تعليق واحد:
بجد انا بحيك على مدونتك اللى اكتر من رائعه
وانا من اشد المتابعيين لها
وادعوك الى المواصله
ادعوا الله ان يوفقك لما فيه خير الدين والدنيا
وان يهدى الله بك وان تكون سبب فى رفعة وعزة هذه الامه
فنحن كما تعرف نعيش حرب جبارة بمعنى الكلمه تجاه الاسلام والمسلمين واعداءنا يستخدمون جميع انواع الاسلحة حتى سلاح الشعوذه ااخير بخرافه ظهور العذراء
ونخن ولا حول ولا قوة الا بالله لا حوا لنا ولا قوه
إرسال تعليق