بقلم أ. د. زينب عبد العزيز
فى يوم الأحد الموافق 29 نوفمبر 2009 تلقى مسلمو العالم ضربة ضارية على وجوههم، ضربة تم الإعداد لها من قَبل محاضرة بنديكت 16 فى راتسبون عام 2006 ، التى لم تكن فى الواقع سوى خطوة تنفيذية لهجوم معلن من قبل أيضاً. وقد أتت النتيجة مباشرة لدعاية تم الإعداد لها بإخراج مسرحى تفوح منه رائحة الممجوج. ففى نفس عام 2006، عام محاضرة راتسبون التى سب فيها البابا الإسلام والمسلمين عمدا متعمدا ، بدأ الإعداد لمسألة المآذن وتم طرح مبادرة الإستفتاء عام 2007 ، وكان المطلوب الحصول على مائة الف توقيع حتى يمكن تغيير البند رقم 73 من الدستور السويسرى لتحريم إقامة مآذن ، غير الأربعة القائمة فعلا.. فتم جمع 540و113 الف توقيع، اودعت فى يوليو 2008 ولم يتم استخدامها إلا منذ أيام.
ومن الملاحظ أيضا أنه فى نفس ذلك اليوم 29/11/2009، تم إستفتاء آخر فى سويسرا حول تحريم بيع أسلحة للبلدان الأجنبية.. ومن الكاشف للأوضاع والضمائر والأهداف معرفة أنه تم رفض قرار تحريم البيع بأغلبية 68% من الأصوات لأن تجارة الأسلحة تدر على سويسرا مكاسب تتعدى الخمسمائة مليون يورو فى العام ، واللهم لا تعليق..
ونقطة إنطلاق هذه الموجة المتعصبة لمنع بناء المآذن ترجع شكلا إلى أحداث الحادى عشر من سبتمبر 2001 التى بدأت بصيحة وحشية من الرئيس الأمريكى الأسبق جورج دابليو بوش ، معلنا حربه الصليبية على الإسلام ، ـ الذى بات يحمل رسميا منذ ذلك التاريخ وصمة الإرهاب ، وراح ضحيتها حتى الآن أكثر من عشرة ملايين مسلما تفحموا أو تطايرت أشلائهم لكى لا نقول شيئا عن ضياع حضارتها وتلويث أراضيها ونهب ثرواتها. وهى صيحة تذكرنا بتلك التى أطلقها البابا أوربان الثانى عام 1095 ، معلنا أول حرب صليبية على الإسلام باسم المسيح ، بعد أن أطلق على المشاركين فيها عبارة "جنود المسيح" ، فارضا عليهم وضع علامة الصليب على كل شئ من ثياب وعتاد ومعدات..
وإذا ما عدنا قليلا إلى الوراء ، حتى مجمع الفاتيكان الثانى (1965) لرأينا أن من أهم قراراته : اقتلاع اليسار فى عقد الثمانينات ؛ واقتلاع الإسلام فى عقد التسعينات حتى تبدأ الألفية الثالثة وقد تنصر العالم ؛ وتكوين مجلسين تابعان للبابا أحدهما للحوار مع الديانات الأخرى ؛ والآخر لتنصير الشعوب. وحينما لم يتم تنصير الشعوب مع مطلع الألفية الثالثة قام مجلس الكنائس العالمى فى يناير 2001 باسناد هذه المهمة إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن أصبحت القوة العسكرية المتفردة. وبعد عدة أشهر ، فى الحادى عشر من سبتمبر 2001 دوّت أحداث تلك المسرحية الأمريكية الصنع ، القائمة على استخدام نظرية الهدم تحت السيطرة ، الذى لا يمكن لأى فرد أن يقوم بها إلا إذا امتلك أدق التفاصيل السرية للمبنى المراد هدمه.
وإذا ما عدنا إلى الوراء أكثر ، إلى مجمع فيينا المنعقد فيما بين 1311-1312 الذى دعى إليه البابا كليمنت الخامس ، سيشعر القارئ بالنفور وبحقيقة موقف الغرب من الإسلام عند مطالعة البند 25 من قرارات المجمع الذى يثبت بما لا يدع مجالا للشك أنها خطة تتوارث ومنفذون يتتابعون فى محاولتهم إقتلاع الإسلام والمسلمين :
" نظرا لإهانة إسم الرب والعار المنعكس على الإيمان المسيحى فى بعض مناطق العالم الخاضعة لحكام مسيحيين ، يقوم المسلمون الذين يعيشون وسط المسيحيين أو فرادى ، بالدعاء والإعلان باسم محمد من مساجدهم ، حيث يجتمع المسلمون لعبادة محمد المخادع ، وذلك كل يوم، فى ساعات محددة ، منذ مطلع النهار ويرددون ما يؤذى سماع المسيحيين (...) ، وبما أن هذه الأمور لا تروق للرب فلا يجب أن نتحملها من بعد الآن ، لذلك نعلن باسم المجمع أننا نمنع بكل شدة أن تتكرر هذه الأمور من الآن داخل الآراضى المسيحية (...) ، ونحث كل الحكام الكاثوليك الذين يعيش المسلمون تحت حكمهم ، ألا تتكرر هذه الأمور وأن يقتلعوا تماما ذلك العار الذى يجلبه عليهم ما أشرنا إليه (...) كما نمنع تحديداً أى إنسان خاضع لسلطتهم أن يغامر أو يتم تشجيعه على الدعاء أو أن يمارس عبادته رسميا كما قلنا ، لإسم محمد الدنس أو أن يقوم بالحج. ومن سيجرؤ على مخالفة ذلك سيتم تقويمه باسم الرب بحيث أن الأخرين سيرتعدون مما وقع عليه وسيبتعدون تلقائيا " (المجامع المسكونية ج 2** صفحة 380).
ندرك من هذا الإستشهاد أن المطلوب إلغاؤه ليس المآذن فحسب وإنما المساجد والصلاة والحج وخاصة تحريم ذكر اسم "محمد الدنس الغدار" كما يصفه البابا كليمنت الخامس ، وذلك من كافة البلدان التى يحكمها مسيحيون !! وهنا أمتنع أيضا عن أى تعليق وأترك للقارئ ممهمة وصف "أمانة" هؤلاء القادة المسيحيون الذين يصرون على فرض عنصريتهم واقتلاع الإسلام بهذا التعنت.
لذلك لم يكن بغريب أن يتم قبول الإقتراع الحاصل على 5و57 % من الأصوات ، وأنه فى نفس ذلك اليوم يقوم كل من المجلس الإتحادى والبرلمان بقبول هذه النتيجة ، التى تناقض إتفاقيات دولية ملتزمة بها الحكومة السويسرية ، وأنه فى اليوم التالى تقوم كل من فرنسا وبلجيكا وهولندا والمانيا وأيرلندا الشمالية بالتضامن مع هذه المهزلة المهينة ، بينما أعلن وزير الداخلية الأمانى عن تفكيره فى طرد أئمة المساجد. وترتفع الأصوات صاخبة محملة بالعديد من التعليقات الكاشفة من جانب مختلف المستويات، نورد منها بعضا مما يكشف عن أن كل هذه المسألة مرتبة مدبرة خاصة إذا علمنا ان منها تصريحات لوزراء رسميين :
"إن المآذن تصدم الهوية المسيحية لتفرض تعددية دينية لا نقبلها" ؛ "إنها ليست المآذن وحدها وإنما المساجد أيضا" ؛ "إن فرنسا ليست أرضا للإسلام" ؛ "إن الإسلام يدفع إلى القلق لأنه دين غزوات" ؛ "إنها (المآذن) رمز شديد الوضوح" ؛ "إنها علامة إستفزازية" ؛ "لا بد من الحفاظ على هويتنا المسيحية" ؛ "لا بد من إنقاذ الجذور المسيحية لأوروبا" ؛ "سوف يلتهمنا عشرة ملايين من المهاجرين" !! وهو نفس الرفض ونفس الموقف الذى يتواصل منذ قرون..
والأيادى الخفية هنا من الوضوح بحيث تكفى الإشارة إلى عبارة "علامات إستفزازية" التى أطلقها جاك شيراك ، الرئيس الفرنسى الأسبق أيام حربه على الحجاب ، أو إلى عبارة "الهوية المسيحية" و "الجذور المسيحية لأوروبا" التى أعلنها البابا بنديكت 16 ، لكى ندرك بوضوح كواليس هذه الهجمة العنصرية بكل وضوح.
وإذا أضفنا إلى ما تقدم الإجتماعات البالغ عددها 260 إجتماعا عاماً التى ستتم فى فرنسا حتى آخر يناير 2010 تحت إشراف وزارة الهجرة ليتم طرح عبارة "أنت لا تتمشى مع النموذج المطلوب ، تفضل بمغادرة البلاد" ! فذلك يكشف عما ينتظر المسلمين فى فرنسا ، وهم أكبر جالية فى أوروبا إذ يبلغ عددهم عشرة ملايين مسلم ومسلمة. أفلا تستخق هذه الملايين وغيرها من القيادات الدينية والسياسية المسلمة وقفة أكثر إلتزاما وقوة ، وأكثر غيرة على الإسلام والمسلمين من ذلك التراخى المهين لهم بكل المقاييس قبل أن تمتد مهانته إلى آخرين ؟
وحينما يتأزم الوضع ويصل إلى هذه الحدة فلا بد من التساؤل حول المعنى العميق للأحداث وأسبابها. وفى هذه القضية تحديداً ترتفع أربعة محاور أساسية سنتناولها تباعا باختصار ، وهى : الإستعمار ، المسيحية ، المهاجرون ، الإسلام :
ما من إنسان يجهل العواقب المأساوية للإستعمار ، الذى على الرغم من مقولة إنتهاء عصره فهو يتواصل من خلال الأنظمة العسكرية العميلة التى يقيمها قبل مغادرته الشكلية للبلدان المستعمَرة. والحديث عمّن تم إستعمارهم يعنى الإشارة إلى البؤس الإنسانى والإجتماعى والإقتصادى والسياسى والتقنى والثقافى والعبادى والحضارى لعدد لا يحصى من الشعوب التى يُفرض عليها أن تظل قابعة تحت حزام الفقر بحكم الأوضاع المطلوبة. ومن المعروف أيضا أن كل البلدان الأوروبية المسيحية مارست وتمارس خزى الإستعمار الفاضح لأكثر من خمسة قرون ، بكل ما يترتب عليها ، بلا أى شعور بالخجل ، لإنتزاع خيرات وثروات المستعمرات وفرض عملية غرس الإنجيل بكافة الوسائل ، بصورة متوارية فى البداية ثم بتلك الصورة العلنية الفجة تحت مسمى "عملية تنصير العالم" .. فما يدور اليوم فى العالم الإسلامى لم يعد بخافياً.
وما من إنسان يجهل التاريخ الدموى للكنيسة منذ اولى خطواتها حتى يومنا هذا ، ليس للقضاء على كل ما يعترى إنتشارها فحسب ، ولكن لفرض عقائدها التى تم إختلاقها عبر المجامع. وذلك عن طريق ترسانة من الأسلحة والمؤسسات والمنظمات التى حصدت فى طريقها عشرات وعشرات الملايين من البشر طوال مسيرتها. ومثل هذه الوحشية الدموية لم يتم كشف النقاب عنها بصورة منهجية إلا منذ عصر التنوير، - حتى وإن كان لها مقدمات ترجع إلى صراعات نشأتها ، لكنها وصلت فى القرن العشرين إلى أبحاث معهد ويستار بأمريكا الذى أعلن بالوثائق الرسمية أن 82 % من الأقوال المنسوبة ليسوع فى الأناجيل لم يتفوه بها ، و86 % من الأعمال المنسوبة إليه فيها لم يقم بها. أى أن جميع هذه الأقوال والأعمال عبارة عن فريات تمت إضافتها على مر القرون.. لذلك يتحدثون الآن فى فرنسا وغيرها عن " تزايد موجة العولمة وإنحصار المسيحية بصورة مؤسفة حيث تبدو فى حالة وهن غير مسبوقة" .. أى أن ما أصاب المسيحية والمسيحيين ليس بسبب وجود الإسلام والمسلمين وإنما بسبب كل ما تم الكشف عنه من تحريف وتعديل وتزوير حتى بات عدد هذه المآخذ يتعدى عدد كلمات الأناجيل نفسها ! لذلك يشعرون بالحرج والقلق من الإسلام لأنه يبهر ببساطته ومنطقه وكتابه الذى أنزله الله عز وجل ولم يتعرض لكل ما تعرضت له الأناجيل.
وتاريخ المهاجرين سواء فى فرنسا وأوروبا أو فى كل البلدان الإستعمارية معروف أسبابها وعواقبها ، وتكفى الإشارة إلى الجريمة اللا إنسانية لجلب الأيادى العاملة التى تذكرنا بتجارة العبيد ، فهى قائمة على استجلاب آلاف مؤلفة من المهاجرين كأيدى عاملة بنصف الأجر بالنسبة للعرف المتّبع فى البلد أو أقل منه بكثير ، وتكديسهم فى ظروف مخزية وحرمانهم من اقل إمكانيات الراحة ، ولا نقول شيئا عن عدم وجود المساجد إذ لم يجدوا أمامهم سوى الهناجر والبدرونات القذرة ليقيموا فيه الصلاة ، وهو ما يكشف عن لؤم بغيض وعنصرية غير مقبولة تدين العقلية الغربية المتعجرفة. فلم تتم بناء المساجد القائمة حاليا إلا بفضل جهود مضنية وبمساعدة بعض الأصوات الغربية الأمينة الخجلة من تصرفات مسئوليها.
والتحدث عن الإسلام يعنى تناول التوحيد المطلق لله. فما من أحد بات يجهل أن اليهود قد حرفوا نصوصهم وظلوا يصيغونها ويبدلونها حتى القرن العاشر الميلادى ، وقتّلوا الأنبياء وتخلوا عن التوحيد بعودتهم للعجل. لذلك أتى يسوع عليه السلام معلنا بوضوح : "وما أتيت إلا من أجل خراف بيت إسرائيل الضالة" (متّى 15 : 24).. وهى نفس النصيحة التى قالها لحوارييه : "هؤلاء الإثنى عشر أرسلهم يسوع وأوصاهم قائلا : "إلى طريق أمم لا تمضوا وإلى مدينة للسامريين لا تدخلوا. بل إذهبوا بالحرى إلى خراف بيت إسرائيل الضالة" (متّى 10 : 5 و 6). وهو ما يثبت من ناحية أن كل رسالة يسوع تنحصر فى أنه قد أتى من أجل خراف بيت إسرائيل الضالة لإعادتها إلى التوحيد بالله ، كما تكشف من ناحية أخرى أن هذه الجملة تلغى تماما فكرة "تنصير العالم" التى تقودها المؤسسة الفاتيكانية لتفرضها بكل جبروت على شعوب العالم من أجل أهداف سياسية بحتة قبل أن تكون دينية. وعندما حادت المؤسسة الكنسية عن رسالة التوحيد وأشركوا بالله بجعل يسوع إبنه ثم جعلوه "ربنا يسوع" ، أتى محمد ا عليه الصلاة والسلام ليعيد الجميع إلى رسالة التوحيد.
ومما تقدم ندرك أن مسألة محاربة المآذن والمساجد فى أوروبا أكثر قدما وأكبر حجما وأهمية ، فهى تشير إلى برنامج محدد لإقتلاع الإسلام والمسلمين مع نهاية هذا العقد ، أى مع أواخر عام 2010 وفقا لما هو معلن فى وثائقهم ..
لذلك لا بد من مواجهة الموقف بصورة أكثر وعيا وأكثر حزما بدلا من التراخى المخزى الذى يخيّم على مختلف المسئولين فى البلدان الإسلامية والعربية والذى بسببه ضاعت فلسطين والقضية الفلسطينية والشعب الفلسطينى الذى لم يجد من إخوانه سوى عبارات من قبيل نشجب ونعترض و نرفض ولا نقبل ونحذر .. وكلها عبارت خائنة بكل المقاييس. ولم يختلف الوضع من حيث التعليقات والعبارات فى مسألة تحريم المآذن عنه فى القضية الفلسطينية . لذلك لا يبقى إلا أن تتحرك الشعوب المسلمة فى موجهة دولة أو دول لا تفهم إلا مصالحها المادية فحسب ، لتمسك بزمام حياتها ودينها ووجودها فى هذا العالم الذى هو ملكٌ للجميع ، وإتخاذ خطوات فعالة فى مسألة المآذن اقلها :
سحب الأرصدة من البنوك السويسرية
إلغاء حجوزات المصايف المستديمة وغيرها
وقف التعامل مع الشركات السويسرية لكافة المنتجات
وقف رحلات الطيران
رفض تفريغ البضائع فى المطارات والموانى
فرض نفس المعاملة فيما يتعلق بالمآذن على الأقليات المسيحية فى البلدان الإسلامية ؛ ومنع دق أجراس الكنائس مثلما يمنعون الأذان ؛ ومنع إذاعة القداس من التليفزيون ؛ وإلغاء الإحتفال بعيد ميلاد ربنا يسوع كعيد قومى .
ويبقى تساؤل لا بد منه :
ترى ما يكون الحال لو احتذينا بسويسرا وبنسبة الأربعة مساجد لكل نصف مليون مواطن وطبقناها فى كافة البلدان الإسلامية ؟
مجرد سؤال متعلق بالحق و بالديمقراطية ، أطرحه على المتشدقين بها فى بلداننا الإسلامية قبل أن اوجهه إلى البلدان الغربية المسيحية الإستعمارية بكل جبروتها .
8 / 12 / 2009
هناك ٥ تعليقات:
نحن المسلمون في الوطن العربي والعالم الاسلامي نطالب بمنع اقامة كنائس جديدة وكذلك هدم برج كنيسة العباسية التي تعلو علي جميع مساجد "مصر" كلها وكذلك منع دق الاجراس المزعجة...ونطالب جهات الامن المصرية بدوريات علي الكنائس لمعرفة ما يجري فيها أسوة بالمساجد
(((((((البيان بفساد فكرة التجسد))))))))))))
أقول إن التجسد هو أمر مرفوض عقلاً فلا يمكن أن يوصف الله بأنه تجسد وهذا الحدث لا يجري على الله I فلو تجسد الله فقد جرى عليه ما يجرى على البشر وهذا ممتنع عقلاً ومرفوض عند كل ذي عقل لأن الله I أجل وأعظم من أن تسري عليه الأمور التي تجري على البشر فالله سبحانه منزه عن الأكل والشرب والبول والغائط وهذا إن إعتقده الناس رفضوا قصة التجسد وإستبعدوها , إن الله I منزه أيضاً عن الحاجة والإحتياج وجميع الناس متفقون في ذلك , فالله لا يحتاج إلى أحد من خلقه وليس قوامه بأحد من خلقه سبحانه وتعالى عن ذلك علواً كبيراً , فأن تقول أن الله تجسد فهو قد إحتاج لعدة أمور أولها حاجته للجسد نفسه حتى يتجسد أو أنه يتجسد لأنه يحتاج أن يفعل شئ معين , وثانيها أن الله إن إحتاج التجسد أو إحتاج إلى جسد يتجسد فيه فهو محتاج لذلك الجسد حتى يقضي بذلك إحتياجات أخرى منها إحتياجه إلى أم يوجد منها الجسد ذاته , فهذا مُلْزِم له بأن يتخذ إمرأة حتى تحبل بذاك الجسد فتلده , وعند نمو ذلك الجسد الكل يعلم باقي القصة من إحتياجه للأكل والشرب والنوم والراحة والبول والغائط وغيره , ثم يسري عليه كل ما يسري على البشر فكل هذه إحتياجات والله غني عن العالمين , ثم القول بأنه تجسد أصبح محتاج كما قلنا بداية من حاجته أن يتجسد أساساً فهذه بداية الحاجة وبها صار قوامه وكينونته بخلق من خلقه فهذا ممتنع عقلاً ونقلاً بنصوص كل الكتب السماوية إلى سريان كل الحاجة عليه كما يسري على البشر , وبها نصل أساسا أن التجسد هو صفة من صفات النقصان لا تجوز على الكامل أزلاً رب العزة , فكل الخلق يتفقون على أن الله كامل أزلاً وأعتقد أنه لا يخالفني أحد في هذا والتجسد هو صفة نقصان لا صفة كمال .
وعلينا الآن أن نطرح هذا السؤال على كل النصارى هل التجسد هو صفة كمال أم صفة نقصان ؟
الإجابة إما أنه صفة كمال وإما أنه صفة نقصان ...
إن كانت الإجابة بان التجسد هو صفة كمال : فسيطرح ذلك الأمر مشكلة كبيرة فمن المتفق عليه أن الله لم يكن متجسداً منذ الأزل ولم يصفه أحد من الأنبياء بأنه متجسد أو أنه إتخذ جسد قبل أن يخرج النصارى بهذه المقولة الفاحشة , من عهد آدم إلى زمن قول النصارى تلك المقولة لم يقل أحد من الناس أنه الله متجسد أو أنه إتخذ جسد , نعم , كان له ظهورات على حسب قول النصارى في العهد القديم ولكنه لم يتجسد ولم يتخذ جسداً قبل المسيح فالمسيح في نظرهم هو كلمة الله المتجسدة ولم يسبق له أنه تجسد , وإلا لكان هناك عدة آلهة وأقانيم أخرى فهم يرفضون قطعاً أن يكون الله قد تجسد قبل المسيح , و هنا نأتي للمشكلة بأن التجسد إن كان صفة كمال فإن إلههم كان ناقصاً حتى إكتمل بتجسده في المسيح !!! فهم يقولون أن التجسد هو صفة كمال والله لم يكن متصف بها من قبل أن يتجسد في المسيح , ونقلاً وعقلاً لم تكن فيه هذه الصفة التي يقولون عنها أنها صفة كمال , فهو ناقص حتى إتصف بهذه الصفة التي تمت بها صفاته بتجسده في المسيح وهذا قول فاسد شديد الفساد وهذا كفر صريح أن يكون الله ناقص ويكتمل بشئ والمشكلة الأخرى لبيان فساد هذا القول أنه بذلك يكون قد إستجد عليه أمر وقد تغير من حالة إلى حالة وأن هناك صفة كمال جدت أو إستحدثت على الله سبحانه وتعالى فهذا كفر إبتداءً لمن إعتقده وهو ممتنع عقلاً ونقلاً فلا مجال لقول أن التجسد هو صفة كمال.
وإن كانت الإجابة أن التجسد هو صفة نقصان : لِما وضحناه من قبل فهذا رأي منصف وسديد أن التجسد هو صفة نقصان وهذا ما يوافقه العقل والنقل والمنطق, هذا رأي سليم , ولكنه كفر أيضاً فهو وصف لله بأن الله إتصف بصفة نقصان فهو مرفوض عقلاً ونقلاً ونحن إتفقنا أن الله كامل أزلاً ولا يجب أن يتصف الإله بصفة نقصان أو يتصف بالنقصان ولو للحظة واحدة , وفضلاً عن أن هذا القول لا يناسب الذات الإلهية فهو مستحدث على الله I فهذا إبتداءً كفر لمن إعتقده فضلاً عن أنه ممتنع عقلاً ونقلاً فمن المستحيل أن يتجسد الله لأن التجسد هو صفة نقصان والله لا يتصف بالنقصان أبداً وحاشاه أن يتصف بالنقصان .
سبحان ربك رب العزة عما يصفون .وإن من لزوم هذا القول بأن الله متجسد فهذا يستلزم عدة أمور منها :
1- فهو لازم للقول بأن الله قد ظلم الناس وخدعهم لأنه ظهر في الجسد ولم يقل لأحد من الناس أني أنا الله قد ظهرت في الجسد حتى يعلم الناس فيعبدوه أو يطيعوه ولم نجد أبداً في الكتاب خلفاً ( أي العهد الجديد ) أو سلفاً ( أي العهد القديم ) ما يقول أن المسيح هو الله أو قال فيه المسيح أنا الله المتجسد , فقد ظلم الله الناس زمان تجسده كما يعتقد النصارى لأنه لم يقل لهم أنه الله المتجسد .
2- وهو لازم للقول أيضاً ليس بجهل الناس في زمانه فقط ولكن بجهل الأنبياء أيضاً فيوحنا كان يجهل أن المسيح هو الإله بل لم يكن يعرف أساساً أنه نبي وأنا أقصد يوحنا المعمدان حينما كان مسجوناً فقد أرسل إثنين من تلاميذه يسألون يسوع هل أنت هو المنتظر أم ننتظر غيرك فرد يسوع أنا هو !!! كما في لوقا:7 عدد19:فدعا يوحنا اثنين من تلاميذه وارسل الى يسوع قائلا انت هو الآتي ام ننتظر آخر. (SVD) فهذا يوحنا وهو نبي يجهل ربه ومرسله وهذا اما جهل وإما كفر بل هذا من شدة الجهل ممن يعتقد في أن الله تجسد لأن يوحنا ما سأله أنت هو الإله الآتي أم ننتظر إله آخر وإنما سأله عن شخص !! وجهل يوحنا بربه حتى بلغ ربه ثلاثين عاماً حينما كان يعمده هو كفر أيضاً لأن يوحنا لم يعرفه إلا حين التعميد ونزل الإله الثالث عليه في شكل حمامه.
3- ويستلزم هذا أيضاً إنكار كل من أتى من الأنبياء من عهد آدم إلى عهد يسوع لأن كل الأنبياء وكل الكتب السابقة لم يقل فيها رسول من الرسل أو الأنبياء أن الله متجسد أو أن الله متعدد الأقانيم , لقد وضح لهم موسى كل الشريعة التي يحييون بها في أسفاره الخمسة وحكى لنا الكتاب المقدس عن أمور أتفه من أن تذكر وخاض في كلام جنسي فاضح وخرافات علمية وأمور من المستبعد أن تكون كلام الله وحكى قصص أناس ليس هناك فائدة من ذكرها هاهنا ووصل بكتب العهد القديم وأنبياءه ونحن لا نعتقد فيهم هذا أن حدثونا عن أكل الخراء أو شخص يمشي مكشوف الإستاة ( مؤخرة الإنسان ) , وكلام غاية في التفاهة والسوء بإعترافهم هم ولم يحكوا لنا عن أن الله متجسد !!!!!! أو أن الله من ضمن صفاته التجسد ؟؟ أو أن الله متعدد الأقانيم ؟؟ هل هذا معقول ؟ فهذا أيضاً ممتنع عقلاً ونقلاً .
4- ثم أن هذا مستلزم أيضاً لتغليط يسوع حيث أنه لم يقل للناس ولا مرة واحدة أنه الله المتجسد أو أن الله متجسد أو من ضمن صفات الله التجسد أو حتى يقول أنا الله ولو مرة واحدة .
5- وهو مستلزم لتغليط كل الحواريين لأنهم لم يعرفوا أن الله متجسد ولم يقولوا أن من صفات الله التجسد ولم يقولوا أن المسيح هو الله , وهم ( أي الحواريين ) عند النصارى أنبياء ورسل بل هم أفضل من رسل بني إسرائيل كلهم قاطبة , فهو بتكفيرهم أولى من تغليطهم لأنهم لم يعرفوا إلههم وربهم أنه الله ولم يعبدوه في زمانه ولم يبلغوا الناس أن الله من ضمن صفاته التجسد ما عدا بولس , نعم , بولس .
النصارى تركوا كل أنبياء الله ورسله وآمنوا بقول بولس المرفوض نقلاً وعقلاً فسبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين ولا يؤاخذني الناس بهذا القول فأنا أُشهد الله أني برئ من هذا الإعتقاد الفاسد وأدعوا الله أن ألقاه على لا إله إلا الله محمد عبد الله ورسوله وعيسى عبد الله ورسوله والله على ما أقول شهيد .وما نقلت هذا إلا من باب الإلزام للنصارى بما يعتقدون وبيان الحجة عليهم فلا يسيئ أحد من إخواني الظن بي والله يعلم ما في الصدور وهو شهيد علينا .
التجسد خرافة
الله لا يمكن ان يتجسد كما قال يوحنا الكلمة صار جسدا ... هذا كلام متناقض مع الكتاب المقدس والعهد القديم
أيوب العدد 9 العدد 32 : عالما انك لن تبررنى ..لأَنَّهُ لَيْسَ هُوَ إِنْسَاناً مِثْلِي فَأُجَاوِبَهُ فَنَأْتِي جَمِيعاً إِلَى الْمُحَاكَمَةِ
Job 9:32 For he is not a man, as I am, that I might answer him, that we should come to trial together.
وبيقول في ملاخى 3 العدد 6 .... لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ لاَ أَتَغَيَّرُ فَأَنْتُمْ يَا بَنِي يَعْقُوبَ لَمْ تَفْنُوا.
ويقول فى التكوين 6 العدد 3 فى نسخة الكاثوليك يقول... لا يحل روحى ابدا على الأنسان لأنه بشر ...
فَقَالَ الرَّبُّ: «لا يَدِينُ رُوحِي فِي الانْسَانِ الَى الابَدِ. لِزَيَغَانِهِ هُوَ بَشَرٌ وَتَكُونُ ايَّامُهُ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً».
Gen 6:3 And God said: My spirit shall not remain in man for ever, because he is flesh, and his days shall be a hundred and twenty years.
وما هو الفرق بين الخالق والمخلوق
وفى عزرا 28 العدد 2 يقول ....
يَا ابْنَ آدَمَ, قُلْ لِرَئِيسِ صُورَ. هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدِ ارْتَفَعَ قَلْبُكَ وَقُلْتَ: أَنَا إِلَهٌ. فِي مَجْلِسِ الآلِهَةِ أَجْلِسُ فِي قَلْبِ الْبِحَارِ. وَأَنْتَ إِنْسَانٌ لاَ إِلَهٌ, وَإِنْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ كَقَلْبِ الآلِهَةِ.
Eze 28:2 "Son of man, say to the prince of Tyre, Thus says the Lord GOD: "Because your heart is proud, and you have said, 'I am a god, I sit in the seat of the gods, in the heart of the seas,' yet you are but a man, and no god, though you make your heart like the heart of a god--
yet you are but a man, and no god,
وبيقول فى عزرا 28 العدد 9 : هَلْ تَقُولُ قَوْلاً أَمَامَ قَاتِلِكَ: أَنَا إِلَهٌ. وَأَنْتَ إِنْسَانٌ لاَ إِلَهٌ فِي يَدِ طَاعِنِكَ؟
Eze 28:9 Will you still say, 'I am a god,' in the presence of those who kill you, though you are but a man, and no god, in the hands of those who slay you?
وبيقول فى هوشع 11 العدد 9 : «لاَ أُجْرِي حُمُوَّّ غَضَبِي. لاَ أَعُودُ أَخْرِبُ أَفْرَايِمَ لأَنِّي اللَّهُ لاَ إِنْسَانٌ الْقُدُّوسُ فِي وَسَطِكَ فَلاَ آتِي بِسَخَطٍ.
Hos 11:9 I will not execute my burning anger; I will not again destroy Ephraim; for I am God and not a man, the Holy One in your midst, and I will not come in wrath.
for I am God and not a man
وبيقول فى العدد 23 عدد 19 : ليْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَل يَقُولُ وَلا يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلمُ وَلا يَفِي؟
نقطه ... وانتهت
Num 23:19 God is not man, that he should lie, or a son of man, that he should change his mind. Has he said, and will he not do it? Or has he spoken, and will he not fulfill it?
God is not a man … folstob … finito.انتهى .. أنساها
وبيقول فى صمويل الأول 15 عدد 29 : وَأَيْضاً نَصِيحُ إِسْرَائِيلَ لاَ يَكْذِبُ وَلاَ يَنْدَمُ لأَنَّهُ لَيْسَ إِنْسَاناً لِيَنْدَمَ».
1Sa 15:29 And also the Glory of Israel will not lie or have regret, for he is not a man, that he should have regret."
و في رسالة كورنثوس الأولى (15 / 28): و متى أُخْضِعَ له (أي لله) الكـل، فحينئذ الابن نفسه أيضا سيخضع للذي أخضع له الكل، لكي يكون الله الكـل في الكـل.
وهنا أسأل .. الكلام هنا عن أيه .. عن يوم القيامة .. وأي أبن بيتكلم عليه المسيح .. الناسوت ولا الاهوت ؟ ... هل لاهوته حيخضع للاهوته ... مش ممكن ... جنون .
طيب نشوف الناسوت ... هل سيخضع ناسوته للاهوته ؟
عشان نحقق النص ده ... لازم الجسد بتاع المسيح يكون حاضر يوم القيامة ويخضع للآب .... ويخضع للأبن أيضا ... اللى هو أقنوم ... وبكده يخضع ناسوته لللاهوته ... علشان أيه يخضع ... عشان يتحاسب ... من مين ... من لاهوت المسيح ... اللى هو ديان يوم القيامه ... وهذا درب من دروب الجنون؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
إرسال تعليق