أصدر قاضي ولاية أركنسو الأمريكية أحكاما بالسجن مجموعها 175 عاما على المنصر "توني ألامو" لاتهامه بارتكاب جرائم جنسية، واغتصاب لفتيات صغيرات بعضهن لا يتجاوز الثامنة، والزواج من أخريات بعد تهديد ذويهن بلعنات السماء إذا اعترضوا.
وطبقا لوثائق المحكمة الأمريكية الجزئية غربي ولاية أركنسو فقد أدانت هيئة المحلفين المنصر ألامو عن عشر جرائم ظل يرتكبها طيلة 11 عاما.
وبحسب الأسوشيتد برس فإن ألامو يبلغ من العمر 75 عاما مؤسس ويتزعم منظمات "توني ألامو المسيحية "، وقد بلغ مجموع العقوبات المقررة عليه 175 عاما حسب ممثلي الادعاء، إضافة إلى حكم صادر بحقه يقضي بتغريمه مائتين وخمسين ألف دولار .
وأعرب مساعد المدعي العام الأمريكي للمنطقة الغربية بولاية اركنسو "كريستوفر بلوم" عن ترحيبه بالأحكام الصادرة.
وأضاف بلوم أنه نظرا لعدد الضحايا ولصعوبة نوع الشهادة، فإن عليهم أن يتقدموا بدعاوى قضائية لمحاكمة الجاني، فهو لم يرتكب مجرد ذنب فحسب؛ لكنه خان ثقة الناس به وفعل ما فعل باسم الرب.
وتجدر الإشارة إلى أن السلطات الأمريكية كانت قد أوقفت ألامو - واسمه الحقيقي هو بيرني هوفمان- في أيلول سبتمبر من العام 2008 ، بعد مداهمة 15 فدانا بالقرب من مجمع تيكساركانا بولاية أركنسو.
وفي تلك الأثناء صدرت لائحة اتهام في نوفمبر من العام ذاته واتهمت ألامو بنقل خمس فتيات عبر حدود الولاية لممارسة الجنس.
هذا بالإضافة إلى الشكوى الجنائية التي تقدمت بها ثلاث فتيات اثنتان منهن في السابعة عشرة، والثالثة في الرابعة عشرة، حيث أكدن جميعا تعرضهن للاغتصاب على يد المنصر.
لكن ألامو أنكر تلك الاتهامات في مكالمة هاتفية مع شبكة سي.إن.إن العام الماضي واصفا الاتهامات بأنها مجرد خدعة، مضيفا: "إنها مجرد محاولة لجعل كنيستنا تبدو شريرة ، وإشاعة أنني رجل شهواني أغتصب الأطفال الصغار ، وأنا لم أفعل ذلك أبدا" –على حد قوله-.
· التنصير طريق النفوذ والمال
وتعد قصة "ألامو" حلقة في سلسلة التستر خلف الشعارات الروحية النصرانية للحصول على الأموال الطائلة والشهرة والنفوذ.
ومن المفارقات أن المنصرين يدعون كثيرا أن المسلمين يعيشون خواءا روحيا، إلا أن الحقيقة التي تعلن نفسها كل يوم أن الخواء الروحي والتشوه العقدي الذي يعانيه النصارى ولا سيما في الدول الغربية يجعلهم ساذجين منخدعين وراء كل شخص يزخرف القول.
فتوني ألامو واسمه الحقيقي بيرني لازار هوفمان ولد عام 1934 لأبوين يهوديين في ولاية ميسوري الأمريكية، وبدأ العمل في مجال الموسيقى والغناء وقد القي القبض عليه عام 1961 بتهمة حيازة أسلحة، والتقى "بسوزان ليبويتز" ـ ممثلة مغمورة ـ وهي يهودية متحولة إلى المسيحية الإنجيلية فطلق زوجته الأولى وتزوج من سوزان، وأنشآ معا (مؤسسة توني وسوزان ألامو المسيحية) عام 1969 بمدينة هوليود، وادعى ألامو أنه رأى "يسوع" وأنه كلفه "بمهمة التبشير".
وقاما ببرنامج تليفزيوني مشترك يمارسون فيه التنصير و"دعوة الناس إلى الرب"، وبعد موت "سوزان" بدأ ألامو في الزواج بأكثر من امرأة ـ وهو الشيء الممنوع في المسيحية ـ وقد جمع بين 5 زوجات.
وقد ادعى "ألامو" أنه نبي وأصبح له نفوذا طاغيا على مئات الآلاف من أتباع كنيسته، وجمع ثروة طائلة تقدر بمئات الملايين من الدولارات، وأصبح لمنظمته نشاطا تنصيريا عالميا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق