في أواخر شهر سبتمبر الماضي، وأثناء أداء أحد الموظفين المسلمين لعمله في شركة (سبرنت) الأمريكية، المتخصصة في مجال الاتصالات بفرع الشركة في مدينة أوكلاهوما - رَنَّ جَرْسُ الهاتف، فرفع السماعة ليرد على العميل، فسأله العميل على الجانب الآخر: قبل أن أكلِّمَك، هل أنت مسلم؟ فرد عليه الموظف: نعم يا سيدي، أنا مسلم، فقال له العميل على الطرف الآخر: كنت أشعر بأنَّك مسلم إرهابي، فلتذهب إلى الجحيم أيُّها الإرهابي، لن أتعامل معك، فقال الموظف المسلم: فأغلقت الهاتف مباشرة؛ لأنه بدأ يَكيلُ لي الشتائم والسباب، ثم بعدها مباشرةً رفع تقريرًا لرئيسه في العمل، قال فيه كلَّ ما حدث بدِقَّة، وبعدها بأيام قررت إدارة الشركة فصل الموظف نهائيًّا عن العمل، دون مجرد إبلاغه سابقًا بهذا الإجراء؛ حيث تذرعت الشركة بأنَّ الموظف أغلق الخط في وجه العميل، وأن لديها سياسة تقضي بعدم السماح للموظفين بإغلاق الخط في وجه أي متصل على الإطلاق.
ويفصل المسكين من عمله، والسبب أنه شُتِم وأهين، وحطت كرامتُه، وأغلق الهاتفَ في وجه شاتمه، فكانت تلك هي جريمته، وهذا السلوك العدائي من شاتمه - هذا الشخص المتطرف - ليس بمستبعد ما دامَ هناك في الإعلام الأمريكي شخصٌ مثل مايكل سافدج.
هل تعرفون يا سادة من هو هذا الشخص الذي يسمى مايكل سافدج؟
سوف أخبركم به:
هو مذيع وإعلامي أمريكي متطرف، قال يومًا في أحد برامجه التي تذاع على الهواء: "إنني لن أضعَ زوجتي في حجاب، ولن أضع ابنتي في النِّقاب، ولن أهبط على أربع وأُصلي إلى مكةَ، ويُمكنكم أن تموتوا إنْ لم يكن هذا يعجبكم... لا أريد أن أسمع بعد الآن عن الإسلام، لا أريد أن أسمع كلمةً واحدةً عن الإسلام، لقد سئمت منكم".
ثم يبدأ في برنامجه وعلى الهواء وصلة من السَّفالة والوقاحة التي تدُلُّ على مدى كرهه وحقده على كل ما هو إسلامي قائلاً: "أيُّ نوعٍ من الدين هذا؟! أيُّ نوعٍ من العالم تعيشون فيه حينما تسمحون لهم بالدخول إلى هنا ومعهم وثيقتهم المتخلفة - في إشارة إلى القرآن الكريم - في أيديهم؟! إنَّه كتاب للكراهية، لا تقولوا لي: إنِّي بحاجة لإعادة تعليمي، إنهم بحاجة لترحليهم، أنا لا أحتاج لإعادة تعليمي، إنه الترحيل لا إعادة التعليم".
هذا شأن الإعلام وما يقدِّمه الإعلام من ثقافة رفض الآخر؛ بسبب دينه أو لونه أو عرقه، من الطبيعي أن تزداد مشاعرُ الكراهية والحقد لدى الشَّعب الأمريكي، ناهيك عن محطات التَّلْفَزة التي يَملِكها يهود متطرفون، أو صحف كبري تسيطر عليها الصِّهْيَوْنية العالمية، لا تستطيع بأي حال من الأحوال أن تربي فيهم ثقافة الاحترام، وقَبول الآخر، فلا زال مفهوم (الإسلاموفوبيا) صداعًا رهيبًا في رأس الغرب بجميع تياراته وأجناسه.
وصدر مؤخرًا تقرير للمجلس الأمريكي للعلاقات الإسلامية "كير"، أكَّد ارتفاع نسبة التمييز العنصري ضد المسلمين المقيمين بالولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 52 %، وأشار التقريرُ إلى 7642 حادثًا أو قضية، شَمِلَت العنفَ والتمييز والمضايقات ضِدَّ المسلمين العام الماضي فقط، مع تسجيل زيادة ملحوظة في القضايا المرتبطة بالأجهزة الحكومية؛ حيث ذكر المجلس عددًا من حالات تأخير منح الجنسية، والنظر في طلبات الحصول على الجنسية للمسلمين.
والأمر لم يقتصر على أمريكا فقط، بل في كندا، وهاكم حالةً واحدة فقط:
كان هناك شاب مصري يعمل في أحد الفنادق التابعة لسلسلة فنادق عالمية مقرها في فرنسا، ومن عادة إدارة هذه الفنادق الاحتفال كُلَّ عام بالموظف المثالي على مُستوى جميع فنادقها في العالم، فتَمَّ اختيار هذا الشاب المصري؛ ليكونَ الموظف المثالي، ولما أرسل اسمه تَمَّ حجب الجائزة، وفي العام الذي يليه يشاء الله أن يقعَ عليه أيضًا الاختيار، وبعد إعلان اسمه يتم حجب الجائزة، فذهب لمدير الفندق، وقال له: هل هي صدفة أن تحجب الجائزة في العامين اللَّذين توجت فيهما؟ قال له الرجل: لا ليست صدفة، ولكن لأنك مُسلم، فترك العمل في هذا الفندق.
هذه العنصرية ليست في أمريكا وكندا فقط، بل تشمل أوربا ببلدانها كافَّة.
في بلجيكا مثلاً ظهرت مُنظمة أطلقت على نفسها: "أوقفوا الإسلام بأوروبا"، ومن المعروف أن هذه المنظمة تنصيرية، وتتلقَّى الدعمَ المادي بالملايين سنويًّا من مجلس الكنائس العالمي، وبعض المؤسسات التنصيرية في العالم، وموقعها على الإنترنت وإصداراتها الدوريَّة في غاية التعصب والتطرف ضِدَّ الإسلام، ومؤخرًا طلبت تصريحًا رسميًّا من الحكومة البلجيكية للتظاهر أمام مقر البرلمان ضد الإسلام، بعد ارتفاع عدد المسلمين الجدد في بلجيكا، ولكن الحكومة رفضت؛ خوفًا من إثارة الفتنة والعَداوة بين البلجيك والمسلمين، خاصَّةً أن الجاليات المغربية والتركية في بلجيكا كبيرة جدًّا ولها شأن.
وفي إيطاليا شهد عدد من المساجد عمليات إرهابية، منها مساجد تعرضت للحرق، وكانت الاستخبارات الإيطالية قد حذَّرت من هجمات ضد مراكز إسلامية بإيطاليا ينفذها يمينيُّون ينتمون إلى جماعات مُتطرفة مثل منظمة "القوة الجديدة" الإرهابية، وهي منظمة يمينيَّة متطرفة، هدفها إيقاف المد المتنامي للإسلام في الأراضي الإيطالية.
وفي هولندا تستطيع أن تقولَ ما تشاء، ليس الأمر مقصورًا على متطرفين من الأفراد العاديِّين؛ ولكن منهم أعضاء في البرلمان الهولندي، ومنهم اليميني المتطرف فيلدرز الذي أنتج خِصِّيصى على نفقته الخاصة فيلمًا للإساءة للإسلام.
ومؤخرًا طالب حكومته بإصدار قرار بحظر القرآن، ومصادرة تداوُلِه أو بيع المصاحف على الأراضي الهولندية، وقال فيلدرز - رئيس حزب الحرية -: "إن هذا الكتاب - المصحف الشريف - كان يَجب حظر تداوُلِه أو ترويجه في هولندا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية؛ لأنه كتاب فاشيّ ذو تعاليم فاشية"، مع أنه لو نظر لنفسه لوجد نفسه هو الفاشي المتطرف الإرهابي، ليس المسلمين، وتيقنت بريطانيا من هذه الحقيقة، ورفضت دخولَه أراضيها، مع أنَّ حضوره كان بدعوة رسمية من البرلمان البريطاني، ولكنهم رفضوا دخولَه في المطار بدعوى خطره على الأمن العام، وحسنًا ما فعلوا.
وفي فرنسا أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أنَّ فرنسا بلدٌ لا مكانَ للنِّقاب فيه، وهو يَمشي على نهج سلفه جاك شيراك الذي يَمثُل هذه الأيام للمحاكمة بتهم شتَّى، أبرزها تهمة الوظائف الوهمية حينما كان عمدة باريس، وكان قد قال في فترة تَوَلِّيه الحكم في فرنسا: يَجب القضاءُ على كل مظاهر الدين في فرنسا، وشدَّد على ضرورة نزع الحجاب؛ لأنَّه من مظاهر الدين، أما ساركوزي فقال في أول خطاب له ضمن نقاش حول الهوية الوطنية، بدأته الحكومة مطلع شهر نوفمبر: لا مكانَ للنِّقاب في فرنسا، وفي الوقت نفسه امتدح ما أسماه "تنوع فرنسا وإرث المسيحية وعصر الأنوار".
وهدَّد الرئيس الفرنسي بأن "أولئك الذين يأتون إلى فرنسا للدعوة إلى العنف وكراهية الآخر، سيتمُّ طردُهم".
وفي ألمانيا يتم قتلُ سيدة مسلمة هي مروة الشربيني في قلب أحد المحاكم من متطرف ألماني، من أصل رُوسي؛ بسبب حجابها، وحينما جاءت الشرطة أطلقت النيران على زوجها؛ لأنَّ بشرته عربية، وكأنَّ المؤكد أن الإرهابي الدموي صاحب هذه المذبحة هو العربي، سبحان الله! كأنَّه قد ترسخ في عقل وذهن كل أوروبي أنَّ الإرهابي المتطرف المتعصب في أيِّ مُصيبة - دون أن تنظر - هو المسلم العربي.
صراحة أقولها وكلي ألم وحزن:
لا أستطيعُ أن أصفَ لكم مشاعر البُغض والكراهية، التي أصبحت ضِدَّ الإسلام في الغرب، لا يَمر يومٌ إلا وتطالعنا وكالات الأنباء العربية والعالمية عن خبر يَحوي بين طياته إرهابًا وتطرفًا وتعصبًا للغرب ضِدَّ الأقليات الإسلامية، كنت دائمًا ما أضع هؤلاء في مُقارنة مع الأقليات في عالمنا الإسلامي، وخاصة في الدول العربية، هل تعامل الأقلية اليهودية في المغرب أو في اليمن مثلاً بتطرف أو همجية أو إرهاب؟! وهل تعامل الأقلية النصرانية في سوريا أو العراق أو الأردن بهذا الأمر؟! وهل يعامل النصارى العاملين في الخليج بهذه الوحشيَّة وهذه الهمجية؟! وهل تعامل الأقلية النصرانية في مصر بهذا الإرهاب وهذا التطرف؟!
لا والله، بل أنت لا تفرِّق بين المسلم والنصراني في مصر، إلا لو وضع النصرانيُّ صليبًا، أو لو دخل كنيسته أو خرج منها، يعيشون معنا في أمن وأمان وسلامة، آمنين على أعراضهم ودمائهم وأموالِهم، لا يَجدون ظلمًا ولا جَوْرًا ولا إفسادًا.
لا تلتفتوا إلى المرتزقة الذين يقتاتون من العيشِ في دور الوطنية المزعومة بدعوى وجود اضطهاد للنَّصارى، فلو كان هناك اضطهادٌ كما هو الحال لمسلمي الغرب، لخلت البلاد من أي نصراني.
النصارى في مصر كما قال عنهم الشيخ الغزالي - رحمه الله -: أسعد أقلية في العالم، أما المسلمون في الغرب وفي أمريكا بلاد التحضُّر والرقي، فلا؛ فهم أتعسُ أقلية في العالم وليس لهم إلا الله.
ويفصل المسكين من عمله، والسبب أنه شُتِم وأهين، وحطت كرامتُه، وأغلق الهاتفَ في وجه شاتمه، فكانت تلك هي جريمته، وهذا السلوك العدائي من شاتمه - هذا الشخص المتطرف - ليس بمستبعد ما دامَ هناك في الإعلام الأمريكي شخصٌ مثل مايكل سافدج.
هل تعرفون يا سادة من هو هذا الشخص الذي يسمى مايكل سافدج؟
سوف أخبركم به:
هو مذيع وإعلامي أمريكي متطرف، قال يومًا في أحد برامجه التي تذاع على الهواء: "إنني لن أضعَ زوجتي في حجاب، ولن أضع ابنتي في النِّقاب، ولن أهبط على أربع وأُصلي إلى مكةَ، ويُمكنكم أن تموتوا إنْ لم يكن هذا يعجبكم... لا أريد أن أسمع بعد الآن عن الإسلام، لا أريد أن أسمع كلمةً واحدةً عن الإسلام، لقد سئمت منكم".
ثم يبدأ في برنامجه وعلى الهواء وصلة من السَّفالة والوقاحة التي تدُلُّ على مدى كرهه وحقده على كل ما هو إسلامي قائلاً: "أيُّ نوعٍ من الدين هذا؟! أيُّ نوعٍ من العالم تعيشون فيه حينما تسمحون لهم بالدخول إلى هنا ومعهم وثيقتهم المتخلفة - في إشارة إلى القرآن الكريم - في أيديهم؟! إنَّه كتاب للكراهية، لا تقولوا لي: إنِّي بحاجة لإعادة تعليمي، إنهم بحاجة لترحليهم، أنا لا أحتاج لإعادة تعليمي، إنه الترحيل لا إعادة التعليم".
هذا شأن الإعلام وما يقدِّمه الإعلام من ثقافة رفض الآخر؛ بسبب دينه أو لونه أو عرقه، من الطبيعي أن تزداد مشاعرُ الكراهية والحقد لدى الشَّعب الأمريكي، ناهيك عن محطات التَّلْفَزة التي يَملِكها يهود متطرفون، أو صحف كبري تسيطر عليها الصِّهْيَوْنية العالمية، لا تستطيع بأي حال من الأحوال أن تربي فيهم ثقافة الاحترام، وقَبول الآخر، فلا زال مفهوم (الإسلاموفوبيا) صداعًا رهيبًا في رأس الغرب بجميع تياراته وأجناسه.
وصدر مؤخرًا تقرير للمجلس الأمريكي للعلاقات الإسلامية "كير"، أكَّد ارتفاع نسبة التمييز العنصري ضد المسلمين المقيمين بالولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 52 %، وأشار التقريرُ إلى 7642 حادثًا أو قضية، شَمِلَت العنفَ والتمييز والمضايقات ضِدَّ المسلمين العام الماضي فقط، مع تسجيل زيادة ملحوظة في القضايا المرتبطة بالأجهزة الحكومية؛ حيث ذكر المجلس عددًا من حالات تأخير منح الجنسية، والنظر في طلبات الحصول على الجنسية للمسلمين.
والأمر لم يقتصر على أمريكا فقط، بل في كندا، وهاكم حالةً واحدة فقط:
كان هناك شاب مصري يعمل في أحد الفنادق التابعة لسلسلة فنادق عالمية مقرها في فرنسا، ومن عادة إدارة هذه الفنادق الاحتفال كُلَّ عام بالموظف المثالي على مُستوى جميع فنادقها في العالم، فتَمَّ اختيار هذا الشاب المصري؛ ليكونَ الموظف المثالي، ولما أرسل اسمه تَمَّ حجب الجائزة، وفي العام الذي يليه يشاء الله أن يقعَ عليه أيضًا الاختيار، وبعد إعلان اسمه يتم حجب الجائزة، فذهب لمدير الفندق، وقال له: هل هي صدفة أن تحجب الجائزة في العامين اللَّذين توجت فيهما؟ قال له الرجل: لا ليست صدفة، ولكن لأنك مُسلم، فترك العمل في هذا الفندق.
هذه العنصرية ليست في أمريكا وكندا فقط، بل تشمل أوربا ببلدانها كافَّة.
في بلجيكا مثلاً ظهرت مُنظمة أطلقت على نفسها: "أوقفوا الإسلام بأوروبا"، ومن المعروف أن هذه المنظمة تنصيرية، وتتلقَّى الدعمَ المادي بالملايين سنويًّا من مجلس الكنائس العالمي، وبعض المؤسسات التنصيرية في العالم، وموقعها على الإنترنت وإصداراتها الدوريَّة في غاية التعصب والتطرف ضِدَّ الإسلام، ومؤخرًا طلبت تصريحًا رسميًّا من الحكومة البلجيكية للتظاهر أمام مقر البرلمان ضد الإسلام، بعد ارتفاع عدد المسلمين الجدد في بلجيكا، ولكن الحكومة رفضت؛ خوفًا من إثارة الفتنة والعَداوة بين البلجيك والمسلمين، خاصَّةً أن الجاليات المغربية والتركية في بلجيكا كبيرة جدًّا ولها شأن.
وفي إيطاليا شهد عدد من المساجد عمليات إرهابية، منها مساجد تعرضت للحرق، وكانت الاستخبارات الإيطالية قد حذَّرت من هجمات ضد مراكز إسلامية بإيطاليا ينفذها يمينيُّون ينتمون إلى جماعات مُتطرفة مثل منظمة "القوة الجديدة" الإرهابية، وهي منظمة يمينيَّة متطرفة، هدفها إيقاف المد المتنامي للإسلام في الأراضي الإيطالية.
وفي هولندا تستطيع أن تقولَ ما تشاء، ليس الأمر مقصورًا على متطرفين من الأفراد العاديِّين؛ ولكن منهم أعضاء في البرلمان الهولندي، ومنهم اليميني المتطرف فيلدرز الذي أنتج خِصِّيصى على نفقته الخاصة فيلمًا للإساءة للإسلام.
ومؤخرًا طالب حكومته بإصدار قرار بحظر القرآن، ومصادرة تداوُلِه أو بيع المصاحف على الأراضي الهولندية، وقال فيلدرز - رئيس حزب الحرية -: "إن هذا الكتاب - المصحف الشريف - كان يَجب حظر تداوُلِه أو ترويجه في هولندا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية؛ لأنه كتاب فاشيّ ذو تعاليم فاشية"، مع أنه لو نظر لنفسه لوجد نفسه هو الفاشي المتطرف الإرهابي، ليس المسلمين، وتيقنت بريطانيا من هذه الحقيقة، ورفضت دخولَه أراضيها، مع أنَّ حضوره كان بدعوة رسمية من البرلمان البريطاني، ولكنهم رفضوا دخولَه في المطار بدعوى خطره على الأمن العام، وحسنًا ما فعلوا.
وفي فرنسا أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أنَّ فرنسا بلدٌ لا مكانَ للنِّقاب فيه، وهو يَمشي على نهج سلفه جاك شيراك الذي يَمثُل هذه الأيام للمحاكمة بتهم شتَّى، أبرزها تهمة الوظائف الوهمية حينما كان عمدة باريس، وكان قد قال في فترة تَوَلِّيه الحكم في فرنسا: يَجب القضاءُ على كل مظاهر الدين في فرنسا، وشدَّد على ضرورة نزع الحجاب؛ لأنَّه من مظاهر الدين، أما ساركوزي فقال في أول خطاب له ضمن نقاش حول الهوية الوطنية، بدأته الحكومة مطلع شهر نوفمبر: لا مكانَ للنِّقاب في فرنسا، وفي الوقت نفسه امتدح ما أسماه "تنوع فرنسا وإرث المسيحية وعصر الأنوار".
وهدَّد الرئيس الفرنسي بأن "أولئك الذين يأتون إلى فرنسا للدعوة إلى العنف وكراهية الآخر، سيتمُّ طردُهم".
وفي ألمانيا يتم قتلُ سيدة مسلمة هي مروة الشربيني في قلب أحد المحاكم من متطرف ألماني، من أصل رُوسي؛ بسبب حجابها، وحينما جاءت الشرطة أطلقت النيران على زوجها؛ لأنَّ بشرته عربية، وكأنَّ المؤكد أن الإرهابي الدموي صاحب هذه المذبحة هو العربي، سبحان الله! كأنَّه قد ترسخ في عقل وذهن كل أوروبي أنَّ الإرهابي المتطرف المتعصب في أيِّ مُصيبة - دون أن تنظر - هو المسلم العربي.
صراحة أقولها وكلي ألم وحزن:
لا أستطيعُ أن أصفَ لكم مشاعر البُغض والكراهية، التي أصبحت ضِدَّ الإسلام في الغرب، لا يَمر يومٌ إلا وتطالعنا وكالات الأنباء العربية والعالمية عن خبر يَحوي بين طياته إرهابًا وتطرفًا وتعصبًا للغرب ضِدَّ الأقليات الإسلامية، كنت دائمًا ما أضع هؤلاء في مُقارنة مع الأقليات في عالمنا الإسلامي، وخاصة في الدول العربية، هل تعامل الأقلية اليهودية في المغرب أو في اليمن مثلاً بتطرف أو همجية أو إرهاب؟! وهل تعامل الأقلية النصرانية في سوريا أو العراق أو الأردن بهذا الأمر؟! وهل يعامل النصارى العاملين في الخليج بهذه الوحشيَّة وهذه الهمجية؟! وهل تعامل الأقلية النصرانية في مصر بهذا الإرهاب وهذا التطرف؟!
لا والله، بل أنت لا تفرِّق بين المسلم والنصراني في مصر، إلا لو وضع النصرانيُّ صليبًا، أو لو دخل كنيسته أو خرج منها، يعيشون معنا في أمن وأمان وسلامة، آمنين على أعراضهم ودمائهم وأموالِهم، لا يَجدون ظلمًا ولا جَوْرًا ولا إفسادًا.
لا تلتفتوا إلى المرتزقة الذين يقتاتون من العيشِ في دور الوطنية المزعومة بدعوى وجود اضطهاد للنَّصارى، فلو كان هناك اضطهادٌ كما هو الحال لمسلمي الغرب، لخلت البلاد من أي نصراني.
النصارى في مصر كما قال عنهم الشيخ الغزالي - رحمه الله -: أسعد أقلية في العالم، أما المسلمون في الغرب وفي أمريكا بلاد التحضُّر والرقي، فلا؛ فهم أتعسُ أقلية في العالم وليس لهم إلا الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق