علي الرغم من سخونة الأحداث التي تمر بها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الآن والتي قد تطغي علي أي حدث آخر، إلا أنها تمنع الدكتور جورج بباوي من إصدار كتابه الثاني في الرد علي كتاب بدع حديثة لقداسة البابا شنودة الثالث بطريرك الكرازة المرقسية بعنوان هل هذه بدع؟ وهل هي حديثة؟ .. الرد علي كتاب بدع حديثة للأنبا شنودة الثالث والذي أكد فيه أن الكتاب الأول لم يكن كافيا في عرض الأساس التاريخي والذي يدور عليه البحث والحوار .
وبدأ جورج بكتابة رسالة من مجموعة رسائل القمص متي المسكين بعنوان رسالة لأعضاء بيت التكريس عام 1960 والذي كان يتحدث فيها عن الآلام التي يمرون بها والتي أكد فيها أنه كان يري خطأ أن مهاجمات بعض الناس له كانت تتلف نفسه أو سعيه أو تعوق سيره فكان يخرج عن صوابه وكان ينظر لهم علي أنهم أعداء وبالتالي كانت الضربات تتخذ في بدايتها عنفًا وشدة يطيحان بالتفكير الرزين المتزن، والذي كان يؤثر بدوره علي إنتاجه وثماره الروحية وكان هذا ما يتمناه عدوه المنظور وغير المنظور، موضحًا أنه في لمحة اكتشف خطة العدو وتيقظ الوعي الروحي فجأة ونجا بالرغم من صعوبة النجاة ولكنه فاز بروحه مطبقًا آية الكتاب المقدس أحبوا أعداءكم ويقدم بباوي كتابه بنداء إلي الأرثوذكسيين الحقيقيين، حيث أوضح أن وقت الأنبا شنودة لا تتوافر فيه إمكانيات الحوار خاصة في ظل أجواء التسلط والاستفزاز وإصدار الحرمان لكل من يسأل أو يعترض أو يطلب الدليل، مؤكدًا أن السمة الرئيسية أصبحت هي الانقضاض علي الباحثين والدارسين بواسطة أشخاص لا يملكون من الكهنوت سوي زي ولقب متهمًا من بيدهم الأمر أنهم لم يدرسوا حتي المبادئ الأولي للأرثوذكسية .
وأضاف بباوي إنه منذ كتابة متي المسكين للرسالة المنشودة أي منذ حوالي 40 سنة لم يتغير الحال إلا في انضمام ذلك الجيش من الإكليروس الذي لا يعرف التاريخ ولا القانون ولا الكتاب المقدس إلي قوي المقاومة، مؤكدًا أنه بالرغم من تحول بعضهم إلي قضاة وجلسوا علي منصة القضاء دون أن يكونوا مؤهلين لها ودون أن تبدو عليهم أي ملامح توضح قدرتهم لإصدار أي حكم اللهم إلا عمامة الأسقف .
والحقيقة إنه علي الرغم من انتقال بباوي لبعد هذه المقدمة لسبعة فصول هي عدد فصول الباب الأول وثلاثة أخري وفصول الباب الثاني إلا أن فكرة المقدمة ظلت تنتقل معه هي فصل لآخر وخاصة في الثلاثة فصول الأولي حيث تناول في الفصل أثر سيادة الأدب الشعبي علي عناصر التكوين العقيدي الأرثوذكسي والتي يتهم فيها البابا شنودة الثالث بشكل واضح وصريح إلي اعتماده علي أسلوب القصص الشعبي مستشهدا بما ورد في كتاب السنكسار كتاب طقسي يقرأ منه قصص قديسين في القداس الجزء الأول والذي نشر في عهد البابا شنودة وبالتحديد ما ورد في اليوم الأول من شهر أمشير والذي يوافق تذكار اجتماع المجمع المسكوني بالقسطنطينية 381م، حيث أوضح أن هذه الواقعة والتي ذكرت كانت تدور حول اجتماع المجمع بأمر الملك ثاودوسيوس الكبير لمحاكمة مقدونيوس وسابيليوس وأبوليناريوس، ويذكر السنكسار حوارا دار بين سابيليوس والبابا تيموثاوس انتهي بتجريد الأول من قبل الثاني ويعلق بباوي علي هذا الحوار قائلاً : المصادر التاريخية تؤكد أن سابيليوس مات منذ ما يزيد علي مائة سنة قبل تاريخ انعقاد هذا المجمع ولم يسمع عنه شيئًا حتي نهاية القرن الثالث .
ويري بباوي أن الحوار الوارد في السنكسار لا أساس له في التاريخ وبالتالي فإن تدوين السنكسار خضع لأسلوب القصص الشعبية وتجاهل قواعد إدارة جلسات المجمع والإجراءات القانونية المتخذة اللازمة لقانونية تلك الجلسات لصالح شخص واحد هو البابا تيموثاوس بطريرك الإسكندرية .
ويؤكد بباوي أن اختزال طريقة الحكم علي شخص الذي كان يقوم علي استجواب المتهم ويتأسس علي ما يقدم من وثائق مدونة والمتمثلة في عظات ورسائل أرسلها المتهم نفسه واستجواب الشهود تم الإعلان عن معارضة التعليم لما هو ثابت وذلك بتقديم لائحة اتهام تسبق المحاكمة وكل ذلك في مواجهة علنية أمام كل الحاضرين وتمكين المتهم من إبداء دفاعه عن نفسه وبعد ذلك يصدر الحكم إنما تم لإيهام الجميع بأن هذا ما كان يحدث قديمًا وبالتالي فإن من الطبيعي أن يحدث الآن وهذا هو أسلوب البابا شنودة، موضحا أنه إذا كانت رواية السنكسار قدمت تعليما لاهوتيا صحيحا ولكن في قالب شعبي غير تاريخي، إلا أنه في كتاب بدع حديثة تكلم عن أشخاص غير محددين وعن بدع استحدثها هو وأطلق اتهامات لا أساس لها من الصحة بالإضافة إلي خلوه من السند التاريخي ليصبح هو المرجع الوحيد حتي في التاريخ الكنسي .
واتهم بباوي البابا بالنرجسية ويصفه بأنه الأكبري حيث يري نفسه وكأنه هو التاريخ ويري الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس بأنه المستعلي الذي يري فكره ويظن أنه الإيمان ويأخذ بباوي علي الأنبا بيشوي نقطتين في غاية الأهمية الأولي إنه لم يدرك عدم وجود عقيدة اسمها الفداء والكفارة ولكن صارت عمامة الأسقف قادرة علي أن تخلق من العدم عقائد لا وجود لها وأن يصبح كل سطر فيما كتبه تعليما عقائديا .. والنقطة الأهم في ذلك أن الأنبا بيشوي لم يدرس في أي معهد إكليريكي من أي نوع وبالتالي فإن معرفته تتسم بالسطحية وانعدام أي أساس تاريخي لها .
وبعد كل هذه الاتهامات المركزة للبابا شنودة والأنبا بيشوي تعرض بباوي لقرارات الحرمان ومنع صلاة الجنازة علي الموتي التي أصدرها البابا مؤكدًا أنه لا يعرف حجم الخسارة التي تترتب علي صدور هذه القرارات دون إبداء الأسباب ودون دليل أو محاكمة ذاكرًا الدكتور هاني مينا الذي كتب كتابًا بعنوان الله والإنسان والكون المادي وكذك موسي صبري رئيس تحرير جريدة الأخبار ونظمي لوقا الأستاذ في جامعة عين شمس والكهنة دانيال وديع وإبراهيم عبدالسيد وبالتالي فإن الكهنوت حسبما يري لم يعد نعمة بل تحول إلي قاعدة للاستبداد والقهر خصوصًا مع انعدام الحوار .
ويري بباوي أن هناك قصورًا كبيرًا في الكلية الإكليريكية حيث لا توجد كتب مترجمة أو أحد يهتم بطباعة وترجمة رسائل الآباء الأوائل بل أن من يهتم بها الجامعات الأجنبية مثل جامعة اكسفورد ولوفان ببلجيكا .
ويتساءل بباوي الفصل الثاني العودة إلي المنهج الكنسي الأصيل، هل هي جريمة؟ عن أسباب غياب كتابات الآباء في المؤلفات القبطية المعاصرة؟ ويري الإجابة أنها تكمن في أنها مؤلفات الآباء الأوائل تحرر من المعرفة الكاذبة وبالتالي فإن عدم الاهتمام بها له أسباب مهمة لمن لم يهتم بها .
ويضيف بباوي أن هناك توصيات جاءت من جامعة الدول العربية بإنشاء لجنة التراث العربي ولأنها لم تأت من داخل الكنيسة ارتفعت صرخات الخوف والتحذير من نشر التراث لأنه يطلق القوة الأساسية التي تميز الإنسان وانطلاق الفكر يعني مزيدًا من الحرية مؤكدًا أن المعرفة الكنسية الصحيحة هي السلطة الحقيقية .
وأوضح أن أخطر نتائج عدم الاهتمام بالتراث هو رفض الانتماء التاريخي للأرثوذكسية والتشيع لشخص معين لهدم الكنيسة لكي تصبح مجموعة من الشيع، ولكن يري أن ما هو أخطر هو أن نغلق باب البحث أمام الأجيال الآتية واعتبار الرأي والتفسير الشخصي هو المرجع الأول والأخير وإحاطة ترجمات الآباء بالشك والريبة .
وبعد هذا يتناول بباوي في الفصل الثالث ثلاثة أمور حاضرة هي تراث السماع ودورات الأكاذيب وشيطنة الآخر والتي تحتل مساحة كبيرة في تراثنا الشرقي الأرثوذكسي وتعرض لمقولة البابا نحن نحارب الفكر ولا نحارب الأشخاص ونحن نقاوم التعليم ولا نقاوم المعلم حيث أكد أن هذه المقولة فاسدة تمامًا ويظهر في عدة مجالات لا تحتاج إلي دليل .
وأشار أيضًا إلي ثلاثة أمور خفية لاهوتية تتمثل في تجسيد ابن الله يسوع المسيح والكنيسة جسد المسيح والحياة الأبدية وأكد أنه عندما غاب عن الوعي أن المسيح هو رأس الكنيسة والكنيسة جسده امتدت يد الطغيان والبطش تضرب باسم الدفاع عن الأرثوذكسية التي لا يعرفها بالمرة هؤلاء المعتدون الذين فقدوا الأبوة بالكذب والظلم وكذلك تقديم نطاق عقلي يخلو من شخص المسيح وحل بعضهم محل المسيح في رئاسة الكنيسة وأصبحت عندهم مجرد جماعة هم قادتها، كذلك فقدان قداسة التصرف لأن الذي لا يدرك أن الكنيسة هي جسد المسيح يسمح لنفسه أن يعبث كما يشاء .
وتعرض بعد ذلك في الفصول الرابع والخامس والسادس للاهوت الأسرار ومسري الرهينة وصلوات الجناز حسب كتاب رئاسة الكهنوت لديونيسيوس الاريوباغي وسر غسل الأرجل في العلية للأب متي المسكين ونهي الباب الأول بالأسرار الكنسية في تاريخ لاهوت الكنائس البيزنطية الأرثوذكسية والذي في نهايته يتساءل عن صمت كتاب بدع حديثة عن ذكر وثائق التاريخ ولماذا اكتفي البابا شنودة بالقراءة الشخصية ولم يستشهد بأي رأي من التاريخ الكنسي يسند رأيه بل هاجم في قسوة كل من اختلف معه والمعطيات هي ذلك الضباب الكثيف، والنتائج هي فقدان التمييز بين الأرثوذكسية وما لها من جذور تاريخية وما يشبه الأرثوذكسية فأين هو الأنبا شنودة من الأرثوذكسية؟ !
ويستكمل بباوي في الباب الثاني الأسرار في لاهوت العصر الوسيط أو اللاهوت المدرسي في الغرب وكذلك عدد الأسرار وما هي البدعة الحديثة وختم كتابه بفقرة بعنوان شيطان الغرب مرة أخري حيث يتساءل إنه عندما ينقل الأنبا شنودة ومعه الأنبا بيشوي من كتاب علم اللاهوت ويجعل من تعاليم الكنيسة المشيخية هو قانون الكنيسة الأرثوذكسية ومن يشذ عنه يكون هرطوقيا، أليست هذه المسرحية أكثر من هابطة أو ليس هذا تعليم الغرب الذي جاء إلينا مع الأرساليات؟ فمن هو الأرثوذكسي الحقيقي هنا متسائلاً هل تحققت زعامة الأنبا شنودة الروحية؟ قائلا أبدًا بل سوف تظل كتب الأنبا والدراسات ودراسات الأب متي المسكين هي المرجعية التي سوف يتمسك بها الجيل الآتي .
وإلي هنا انتهي كتاب جورج بباوي إلا أنه علي الرغم من إنه كان يرد علي كل ما كتبه البابا بالوثائق التاريخية إلا أنه يؤخذ عليه كعالم ودارس أن يقوم باستخدام ألفاظ لا تليق بعالم بل الأهم أنها لا يجب أن تطلق علي أشخاص بأعينهم فهو سواء أبي أو شاء فإن البابا شنودة رمز كبير سيظل لقاعدة كبيرة من الشعب القبطي والمسلم وبالرغم من خلافه الكبير مع الأب متي المسكين إلا أنه كان الحوار بينهم يسمو فوق الخلافات الشخصية وكل واحد يترك مجالاً لعلمه ورؤيته ليظهر ويسمو علي الألفاظ والشتائم .
الكتاب استحوذت عليه فكرة الانتقام أكثر من الرد وبالتالي أصبحت هذه الفكرة مسيطرة علي معظم سطور الكتاب مع اختلاف عناوين الفصول والتي تصب في النهاية عند نفس النقطة بالرغم من وصول الفكرة للقارئ منذ البداية .
من ناحية أخري اكتفت الكنيسة القبطية بتجاهل كتب بباوي حيث لم يصدر أي رد عليه .. وقال لنا أحد الكهنة - رفض ذكر اسمه - إن كتاب بدع حديثة قام بالرد كاملا علي أفكار بباوي وكل ما يفعله مجرد انتقام بلا فكر فهو يكرر نفسهكتبته وفاء وصفي العدد 1138 - 22 نوفمبر 2009
هناك ٧ تعليقات:
جاءت الرسل والأنبياء إلى الناس .. فكان نجاة الناس بالإيمان بالله وحده والتصديق بالرسل ..وعمل الصالحات ..
لا علاقة بين خلاص الناس ونجاتهم يوم القيامة .... وأجساد الرسل والأنبياء ..
إلا النصارى ..
جعلوا الخلاص في جسد المسيح ..
فجسده .. فداء لهم
وصلب جسده خلاص لأجسادهم من العقاب!!
فالختان إذا كان من فروع المسائل
وختان الناس كسائر الأحكام التكليفية واقع بين الوجوب ..والندب أوالجواز والمنع ...
فإن ختان المسيح ليس كذلك!!
ليس من فروع الدين.
إنما من أصوله!
من عقائده!
.. بل العقيدة الأولى في الدين ..
تأنس اللاهوت .. وظهوره في الجسد.
لقد تجسد اللاهوت في يسوع .. من لحظة تكونه في بطن أمه ..
ونزل الإله من (فرج) مريم لاهوتاً وناسوتاً ... أقنوماً واحداً
كامل الخلقة ..
مثله كمثل الناس جميعاً ..
قد تجسد اللاهوت في هذا كله ..
الرأس .. والعينين .. والذراعين .. والرجلين .. والغرلة كذلك ..
والغرلة هنا ليست كسائر (الغرل) كما سبق ...
إنها غرلة الأقنوم الإله!
غرلة تجسد فيها اللاهوت تجسده في الرأس والعنق .. والقدمين والذراعين!!
فإذا كان قطع الغرلة من الصبيان جريمة في حقهم ...
فالجريمة لازمة للاهوت الذي لم يمنع الخاتن العبث بغرلة تجسد فيها ..
كما أوجب صاحبنا على الآباء ألا يبتروا غرلة أبنائهم حتى يبلغوا ويقرروا مصير الغرلة.
وإذا كان اللاهوت لم يفعل ذلك بغرلة ناسوته الذي هو مسؤول عنه
وصنعه صناعة من أجل نفسه.. فكيف يلام الأباء في نواسيت أبنائهم؟!
فمسؤولية قطع غرلة الأقنوم الثاني ليست مسؤولية يوسف ومريم فقط ..
إنها مسؤولية شارك فيها اللاهوت الذي يحمله الناسوت!!
اللاهوت لم يعترض على ما فعل بناسوته الرضيع، سواء من "مريم" أو "يوسف" أو "الخاتن"
فما هو حتى بلغ ثمانية أيام حتى حُمِلَ حملاً .. (لاهوتاً وناسوتاً)
فطرح على الأرض، وأبعد ما بين فخذيه، وأمسك الخاتن بعضوه، وجزّ منه غرلته المقدسة.
أليس هذا ما كان؟
أليست الغرلة ملتحماً بها اللاهوت ..
أليست مقدسة هي إذن؟
هل نسخر من أحد؟!
أليست هذه هي الحقيقة؟
أليس هذا أولى بالبحث والنقاش .. وإثارة المواضيع ..
أليس أمراً متلعقاً بذات الإله ..
متعلقاً بالخلاص!
**
ولما قطعت الغرلة من يسوع .. كيف كان شأنها؟
هل ظل اللاهوت متجسداً فيها كما كان من قبل
أم فارقها؟
فإن ظل ملتحماً بها .. متجسداً فيها ..
فأين هي ؟
إنها غرلة لاهوتية!
أليست هذه مصيبة..
ضياع جزء من اللاهوت!
ضاع من الإله جزءه!
كيف تجزء الأقنوم إلى جزءين..
أو كيف انقسم الأقنوم إلى أقنومين:
أقنوم: لاهوت وناسوت ..
وأقنوم: لاهوت وغرلة؟
كيف تجرأ البشر على اللاهوت بعد ما تجسد، وتأنس، والتحم في الناسوت ..
وأصبح أقنوماً كاملاً وولد من مريم ..
وقد تم تجسده ..
كيف أتوا إلى الإله المتجسد فبتروه؟!
وهل يصح الخلاص بجسد ناقص مبتور؟!
هل يتجسد مرة أخرى ...
لكن ماذا لو بتروه بعد تجسده الثاني؟
**
أما إذا كان اللاهوت فارق الغرلة بعد قطعها ...
وأصبحت جزءً من ناسوت بلا لاهوت ..
جاز إذن أن يفارق اللاهوت الناسوت كليةً
فإذا فارق الجزء.. فارق الكل ..
وجاز أن يكون المسيح بشراً كسائر الناس ... بعد أن كان إلهاً.
لا إلهاً ولا أقنوماً ..
مخلوقاً لا خالقاً ..
... ممكن الوجود والعدم!!
وجاز تحوله من (إله) إلى (عبد)
(إله سابق)!!
أليس هذه حقيقة عقيدة هؤلاء؟
ولازم دينهم؟!
وماذا لو بتر من الأقنوم الثاني يده وفارقها اللاهوت كما فارق الغرلة
أو ذراعه، ثم قدمه،
ورجله، ثم فقئت عينه،
وجدعت أنفه وأذنه ..
أو اسئؤصل من بدنه عضو ..
استؤصل منه الكلية ..
أو طحاله .. أو خصيته ..
أو جزء من أمعائه ..
وفارق اللاهوت هذا كله ..
فارق الذراع كما فارق الغرلة ..
وفارق اليدين والرجلين والطحال والكلية والأنف والعين ..
هل يصلح هذا الناسوت المبتور أن يكون أقنوماً ..
أو أن يكون ثالث الأقانيم
أو أن يكون فداء للبشر،
أو أن يكون به خلاص؟
إن ختن (غرلة) الأقنوم الثاني بعد تجسد اللاهوت فيه ..
جريمة .. ليس في حق الطفولة .. فحسب..
جريمة في حق اللاهوت المسيحي
جريمة في حق الخلاص...
هناك موضوع آخر شبيه بموضوع "الغرلة" ، كنت - وما زلت - أتمنى دومـًا معرفته ، وقرأت كثيرًا في كتب النصارى فما ظفرت بمطلوبي قط ..
المسيح عليه السلام كان يبصق ويبول ويتغوط باتفاق ، لأنه إنسان كامل باتفاق .. فأين ذهبت هذه الفضلات ؟!
الموضوع محرج فعلاً .. لكن ماذا نفعل ؟! .. النصارى بدءوا طريقــًا ولم يكملوه إلى نهايته ..
هل آمن بالمسيح أحد على أنه إله ؟! .. لماذا فرطوا إذن في فضلاته ؟!
لا تقل لي رجاءً : إن هذا "مقرف" ! .. لأننا لا نتكلم عن أي براز .. نحن نتكلم عن براز مميز .. براز لاهوتي !
(أستغفرك ربي وأتوب إليك)
هل كانت مريم تعرف أن ابنها إله قد الدنيا ؟! .. لماذا لم تحرص على جمع البراز اللاهوتي الثمين ؟!
في حكايات النصارى أن "أبجر" شفي بمجرد منديل المسيح .. وفي الأناجيل شفيت المرأة بمجرد لمس هدب ثوبه .. وفيها أن المسيح خلط بصاقه بالطين وطلى عين أعمى فأبصر .. ومس المسيح بلعابه لسان أعقد فشفي ..
.. فكم بالحري كان سيفعل البول والبراز اللاهوتيان ؟!
سبحان ربك رب العزة عما يصفون .. وسلام على المرسلين .. والحمد لله رب العالمين .
Go to the top of the page
{فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ }البقرة79
وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا{67} رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً{68}الاحزاب
الغرلة واللاهوت والخلاص
وسواء أكان حقاً ..
صدقوا فوجدوا الغرلة ..
(أو غير ذلك)
فإننا نطالب بها .. إن كان حقاً خلاصنا في جسد المصلوب ..
لأن لها دوراً في الخلاص ..
لا يصح دونه ..
شأن كل عضو من جسده... شأن يده .. وقدميه وأصابعه وأذنيه ..
إذا كان حقاً آدم لما عصى .. غضب الله عليه ..
وكان عليه أن يعذبه ..
ووجب العذابُ على بنيه لأنهم ورثوا الخطية .. فجاء المسيح فداء عنا ..
فلابد من الغرلة إذن ..
فإن آدم (أبا البشر) لما عصى كان بغرلته .. لم تقطع بعد
(بل لا يعرف أن أدم قد ختن ..)
والمعروف من الكتاب أن بداية الختان كان في إبراهيم وبنيه ..
وكان علامة عهد بين الرب وبينهم ..
فأدم لما عصى .. عصى ببدنه كله ..
وسرت الخطية في بدنه كله ..
فلما وجبت العقوبة .. وجبت على البدن كله من الرأس إلى الإخمص مروراً بالغرلة ..
لكن لما صلب (المصلوب) .. صلب مختوناً لا غرلة فيه!
وذاق البدن كله العقوبة ... إلا الغرلة
وعليه ..
لم تشمل العقوبة البدن كله ....
ولا سرت على الجسد كله ..
العقاب ناقص ...
ناقص قدر غرلة من بدن
والخلاص إذن ناقص كذلك..
ما الفارق بينها وبين اليدين والقدمين والبطن والصدر والأذن والأنف؟!
هل يصح أن يصلب (المخلص) أو أن يكون فداء عن البشر مجدع الأطراف؟!
أو الأنف والآذان؟!
أو منزوع الخصيتين؟!
هل يكون ذبيحة كاملة ؟!
وإذا كان لابد أن تكون الذبائح كاملة صحيحة لتكون قرباناً مقبولاًعند الرب، سواء أكانت ذبائح سلامة أو ذبائح خطية ..
فحري أن يكون الحمل الأكبر، الخروف الذي به رفعت الخطية عن البشر صحيحاً غير مبتور منه شيء..
1«....فَإِنْ قَرَّبَ مِنَ الْبَقَرِ ذَكَرًا أَوْ أُنْثَى، فَصَحِيحًا يُقَرِّبُهُ أَمَامَ الرَّبِّ.
لاويين 3
**
الغرلة واللاهوت والخلاص
رُفِضَت عقيدة أبالوناريوس من المجامع (وبعض من سبقوه كـ لوقيانوس ممن تشابهت أقوالهم)، واعتبر قوله هرطقة ..لأنه رأى أن الأقنوم الثاني تجسد في جسدٍ لا روح بشرية فيه.. وسبب قوله أنه لو قيل أنه تجسد في بشر من جسد وروح بشرية .. لأصبح المسيح وحده أقنومين ..
ولكان الإله من أربعة أقانيم ..
أولها: الأب
وثانيها: الإنسان الكامل من جسد وروح ..
وثالثها: الإبن الكلمة
ورابعها: الروح القدس
وسبب رفض المجامع لهذه العقيدة.. أنه لو قيل أن المسيح كان جسداً لا روح فيه ..
سقط بذلك الفداء والخلاص ..
لأن جسداً لا روح فيه بشرٌ ناقصٌ ..
فكيف يكون فداءً وخلاصاً لبشرٍ كامل من جسد وروح؟
وكذلك إن جسداً بلا غرلة يقوم على الصليب ليتحمل عن البشرية خطيئتها جسدٌ ناقص.
فليستكمل المخلص غرلته حتى يصح فداؤه.
إذن ما ينبعي لنصراني يؤمن بالخلاص .. وأن يدعونا للإيمان بالمسيح مخلصاً حتى يستكمل المخلص جسده .. أو يجد حلاً لمشكلة الغرلة.
وينسحب الكلام كذلك على أظفاره التي قلمت
وشعره الذي جزَّ ..
وبصاقه الذي تمخضه، أو دموعه التي ذرف ...
أو بوله الذي أخرجه ..
.. فهي إفرازات لاهوت متأنس..
بل الشعر والأظفار .. من الجسد لا من إفرازاته ..
وإفرازات الناسوت ناسوت .. فكيف بأجزاء الناسوت نفسه!
وإذا كان ثوبه (وهو ليس ناسوتاً) شفى المرأة ..
وهو مجرد ثوب يستر البدن
أوقف نزيفاً حار فيه الطب، وعجز عنه الأطباء ..
لقوة حلت فيه .. قوة من اللاهوت في ثوب ساتر ...
فكيف بالأظفر والشعر... والمخاط واللعاب .. وهي ناسوت .. ليست كساءً للناسوت ؟!
وهذا المخاط واللعاب، والدموع والبول إذا انفصل عن الإله المتجسد فقد انفصل بجزء من اللاهوت!
لاشك في ذلك .. لأن اللاهوت تأنس في الناسوت كله ..
والنصارى يقولون أن اللاهوت لم ينفصل عن الناسوت أبداً ...
.... فإذا لم يجز انفصاله عن الناسوت .. فلا يجوز إنفصاله عن الشعر، والأظفار، اللعاب، والمخاط.
ولو انفصل عن إفرازات البدن لجاز انفصاله عن البدن كله ولا فارق ..
فإذا قالوا جواز أن ينفصل اللاهوت عن الأظفر والشعر واللعاب قيل لهم يجوز كذلك إنفصال اللاهوت عن الناسوت.
ولو جاز انفصال اللاهوت عن الناسوت، لجاز انقلاب الأقنوم الثاني إلى مخلوق لا لاهوت فيه، ولأصبح المسيح بعد ما كان إلهاً أقنوماً ثانياً (لا إله) أو (إله سابق)
....
وهذا كله لازم النصارى ..
فإنه إذا جاز للحم ودمٍ وعصب مولود من امرأة أن يصبح إلهاً ..
لجاز أن ينقلب الله العظيم مخلوقاً ضعيفاً..
فالنصارى يجادلون في التجسد ..
ويحتجون بقدرة الله المطلقة، فالله قادرٌ أن يحل في بشر أو في جسد، لأنه على كل شيء قدير ..
فيقال: إنه أيضاً قادرٌ كذلك أن يترك الجسد الذي تجسد فيه وتأنس ..
فكما تجسد في ناسوت يسوع .. لأنه قادر على ذلك .. وهو على كل شيء قدير
فهو قادر على أن يفارق الجسد الذي تأنس فيه .. لأنه قادر على ذلك أيضاً وهو على كل شيء قدير.
وليصبح المسيح الذي كان أقنوماً ثانياً مسجوداً له مع الأب ..
بين كاف ونون.. لا إله ولا أقنوم ..
بل مخلوق ... في سالف الزمان كان إلهاً!!
الباباالعاقل جدا ...عقد اتفاق مع "أم النور" و"يسوع"للاقامة الدائمة في كنيسة العباسية؟؟؟فاهمين..."العباسية""
سلمولي علي الحمامة المقدسة؟؟؟
هي ناقصة ؟؟؟مرة ام النور بالليزر ومرة حمام زاجل؟؟؟ياتري أي الخدع السينمائية المرة القادمة وكله علي حساب النصاري وزيادة مدة الصيام ؟؟؟
بقلم / محمد جلال القصاص
mgelkassas@hotmail.com
من قريب كانت المواجهة مع النصرانية وخاصة الفكرية مع الكاثوليك منهم ، وباقي ملل النصارى لا يراهم إلا من يدقق النظر وفي أماكن محدودة جداً ، وكانت المواجهة مع النصرانية تأخذ ثلاث محاور .
المحور الأول : ( التبشير ) بالنصرانية في أطراف العالم الإسلامي ، عن طريق إرساليات ( التنصير ) المنتشرة كالجراد في أفريقيا وشرق أسيا ، وكان لهذه الإرساليات وجوداً محدوداً في داخل العالم الإسلامي ، مقارنة بوجودها في أطراف العالم الإسلامي.
المحور الثاني : الحوار مع المسلمين من أجل الوصول إلى ثوابت مشتركة ، يتم فيها الاعتراف بالنصرانية ويتم فيها تعديل الكثير من الثوابت الإسلامية ، وعلى رأسها ( الجهاد ) و ( اعتقاد كفر النصارى ) كي لا يكون الإسلام عدواً للنصرانية.
المحور الثالث : القتال ، أو بالأحرى هو تكسير عظام المسلمين المستمسكين بدينهم ، وإجهاض أي محاولة لقيام دولة ذات صبغة إسلامية حتى ولو كانت في أقصى الشرق .
وهو حال الذين كفروا في كل زمانٍ ومكان ، يقاتلون وفي ذات الوقت يجادلون . يحاربون الموحدين على محورين ، محورٌ فكري ومحورٌ عملي ( حركي ) ، قال الله تعالى : { كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ }[ غافر : 5] ، ولاحظ أن الآية تتكلم عن كل الأمم (وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ ) .
ـ كانت المحاور الثلاث مُخْتَبئة ... تتلفع بثيابٍ من ( الشرعية ) ، فكان الحوار يتم مع ( علماء ) المسلمين من الصحويين والرسميين ، وحملات التنصير لا يعرف أخبارها إلا المختصين ، والحرب ترفع شعارات لا دينية ، وإن كانت ضد كل مَن اصطبغ بصبغة إسلامية .
حتى جاء بطرس ومن معه ، أو بالأحرى الأرثوذكس .. الأقباط منهم خاصة، علماً بأن الأرثوذكس اليوم أذلة، ولولا أن أذن الله بأن يُمدَّ إليهم حبلاً من الناس.. الأمريكان تحديداً، ما سمعنا صوتاً واحداً منهم لا في مصر ولا في غيرها. ويقينا ستنتهي كل هذه الجعجعة حال انقطاع هذا الحبل ، وربما قبله بأن يطمع الأمريكان ( البروتوستانت ) في شعب الأقباط ويحدث ( تبشير ) داخل القبط أنفسهم أو مساندة للمنشقين كما حدث مع ماكسيموس الأول ، ووقتها لن يجد القبط إلا المسلمين ينقذوهم من بني ملتهم البروتوستانت أو الكاثوليك تماماً كما فعل أسلافهم من قبل .
إرسال تعليق