٣١‏/٠٥‏/٢٠٠٩

مقتل طبيب مشهور داخل أكبر كنائس تكساس

قال محامي الدكتور المشهور جورج تيلر أهم أشهر طبيب في الولايات المتحدة الأمريكية ينادي بحق الإجهاض ، أنه قتل اليوم في كنيسة ويتشيتا ب الطبيب المشهور جورج تيلر الذي كان يقوم بنفسه هو وزوجته بإجراء عمليات الإجهاض في فترة الحمل المتأخرة ، وكان تيلر في الكنيسة أمس الأحد يوم مقتله هو وزوجته التي كانت ضمن فريق الكورال في الكنيسة . .
وكان تيلر قد تعرض قبل أكثر من عشر سنوات إلى إصابات من اعتداء أحد المحتجين عليه.
وأضاف المحامي دان مونات إن تيلر تعرض إلى إطلاق النار خلال الصلاة في الكنيسة اللوثرية الإصلاحية، وقالت الشرطة إن القناص الذي قتله لاذ بالفرار في سيارة مسجلة بمدينة كنساس على بعد 200 ميل.
وكان تيلر محط انتباه الجماعات المعارضة للإجهاض وعُرف في أمريكا بأنه من القلة القليلة الذين يقومون بعمليات الإجهاض في الفترات المتأخرة بالحمل. وفي عام 1991، نظم آلاف من النشطاء المحتجين تظاهرة ضد الإجهاض في هذه المدينة واتسمت التظاهرة بالعصيان المدني والاعتقال الجماعي.
ولجأ بعض معارضي الإجهاض إلى الاعتداء على تيلر وعلى عيادة زوجته قبل فترة طويلة من حادثة اليوم الأحد. وأصيب تيلر في كلتا ذراعيه في عام 1993 وفجروا تلك العيادة عام 1985
وقال تروي نيومان رئيس الجماعة: تلقينا ببالغ الصدمة خبر مقتل السيد تيلر صباح اليوم. لقد عملنا لسنوات بالطرق السلمية والقانونية ومن خلال القنوات المناسبة لكي يلقى جزاءه العادل، ولكننا في الوقت نفسه ندين العمل الجبان
وكان تيلر يقوم بالإجهاض منذ عام 1973 معترفا بأن الإجهاض هو أمر مثير للاختلاف كما العبودية ولكنه قال من حق انت جماعة أوبريشن ريسكيو المناهضة للإجهاض قد اصدرت بيانا نددت فيه بالاعتداء.المرأة بعد اختراع التكنولوجيا أن تجهض إذا ما اكتشفت وجود تشوهات في الجنين.
وبقي تيلر في عيادته المحصنة بالحرس بعد عام 1991. وتصدر اخبار الصحف لعدة أسباب منها التحقيق الذي بدأ بحقه من قبل النائب العام الذي كان وقتها معارض للاجهاض.
ووجه الادعاء العام مزاعم بأن تيلر كان يحصل على الرأي الثاني من قبل طبيب آخر يعمل تحت إمرته بدلا من طبيب مستقل وذلك مخالف للقانون. ولكن المحكمة برأت ساحة تيلر من كافة الجنح الـ 19 التي اتهم بها.

٢٥‏/٠٥‏/٢٠٠٩

صياد يصيد السمك في الصحراء

حينما قامت القناة العاشرة بالتلفاز الإسرائيلي بإعداد برنامج خصص على مدار أربع ساعات لإهانة المسيح وأمه عليهما السلام ، محاولين بذلك إيصال رسالة للناس مفادها : ( يا سادة لا تصدقوا المسيحية التي تقول أن مريم هي عذراء وبتول بل كانت على علاقة غير شرعية بزميل لها في الدراسة وهي بنت 15 سنة ونتج عن هذه العلاقة غير الشرعية المسيح ) وحاشاهما عليهما السلام . حينما وصلت السفالة باليهود لجرح شعور كل مسيحي ومسلم على السواء ببث هذا البرنامج البغيض ، ما سمعنا أن منظمات أقباط المهجر قامت بالتظاهر في قلب واشنطن ، ولا حتى في قلب شبرا النملة حتى تعبر عن غيرتها وغضبها وتنديدها بما فعلته إسرائيل . لم تصل سفالة اليهود بإهانة السيدة مريم العذراء عليها السلام في شرفها فحسب ، بل قامت بإهانة المسيح والسخرية منه بطريقة تثير الضحك والابتذال حين قالت : ( لا تصدقوا الإنجيل الذي قال أن المسيح قد مشى على الماء فهو يكذب عليكم ويضللكم ولكن المسيح كان سمينا جدا ولم يستطع فعل ذلك ، ولو لم يكن يعاني من السمنة المفرطة لعاش حتى سن 40 عاما ، واكثر الامور التي كانت تهم المسيح هي العشاء الاخير المعروف لدى المسيحيين لان فيه تناول طعاما بحيث ان شرابه المفضل هو عصير الكريبفروت ، اما يوم الاحد فهو مقدس لدى المسيحيين باعتبار ان المسيح يكون في دايت بهذا اليوم )حينما حدث هذا يا سادة ما سمعنا أن السادة قادة منظمات أقباط المهجر قد دعوا لأجتماع عاجل يجمع كل المنظمات القبطية في المهجر لشن حملة مضادة لإسرائيل ويثأروا لكرامة ربهم وكرامة أم ربهم وكرامة الإنجيل المقدس . ما سمعنا يا سادة أن هناك اجتماعات سرية أو علنية ، أو أن هناك ترتيبا حتى للتنديد ، او رأينا المظاهرات قامت في الخارج بطول كل الأوطان وعرضها حتى يصل صوتهم للعالم أنهم يحبون دينهم ويعشقون ربهم ، وأن أي مساس بعقيدتهم هو مساس لقلوبهم ولأرواحهم ويجب التصدي له بكل قوة . كنت أفكر كثيراً لماذا سكتوا بهذه الطريقة ؟؟!! هل لأنها إسرائيل وهناك علاقة صداقة قوية وقديمة بين منظمات أقباط المهجر وبين إسرائيل ، وهناك أدلة كثيرة على هذه الصداقة ، منها لو تذكرون إرسال نداءات واستغاثات برئيس وزراء إسرائيل المحنط آرييل شارون للتدخل الفوري للإفراج عن الشهيدة المهندسة وفاء قسطنطين فور إسلامها في عام 2005 ، بل ووصلت هذه الصداقة والمحبة لذروتها حينما طالعتنا الصحف في أثناء هجوم إسرائيل الوحشي والإرهابي على غزة بأن هناك خمس منظمات قبطية في الولايات المتحدة وبريطانيا واستراليا تؤيد إسرائيل في هذه الحرب ، وكانت الجمعية الوطنية القبطية بواشنطن التي يرأسها المحامي القبطي موريس صادق ، وهو نفسه الذي سبق وأن وجه رسالة استغاثة لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق آرييل شارون إبان أزمة وفاء قسطنطين والتقى صادق بعدد من الخامات اليهود في واشنطن وقت حرب غزة ، وأعلن تأييده الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين ، كما بعث برسائل عبر البريد الإلكتروني لأعضاء بالكونجرس الأمريكي يحضهم فيها على الفلسطينيين ، ومثلها لعدد كبير من الإعلاميين والصحفيين المصريين . ولكن يا سادة الأمر ليس كذلك على وجه الدقة فقامت دول أخرى غير إسرائيل بإهانة المسيح وأمه ولم تتحرك شعره في رأس أي مهجري قبطي غيور على دينه . في الدنمارك على سبيل المثال وفي بلدة أبينرو وفي يوم الجمعة الحزينة حسب التقويم الغربي ، وهو اليوم الذي يقدسه ويحترم ذكراه كل المسيحيين في العالم قام المسئولون في هذه المدينة بإقامة معرض تحت عنوان الإباحية أو عالم الإثارة وشارك في هذا المعرض أكثر من 200 ألف شخص وبعضهم ارتدى ملابس مشابهة للملابس التي كان يرتديها السيد المسيح في زمانه لكن بطريقة مثيرة ، وفيها كثير من الإباحية واشترك كذلك في هذا المعرض عدد من أشهر نجوم ونجمات أفلام البورنو في العالم ، وعلى الرغم من أنه يوم مقدس عند النصارى إلا أن السادة الأفاضل في منظمات أقباط المهجر رأوا أن السكوت أفضل من صب غضبهم على دولة كبرى مثل الدنمارك . ولكن قمة المصائب وكبرى البلاوي أن تكون هذه المصيبة ليست الأولى وليست الأعنف والأشرس والأقبح ، ولكن قبلها وفي نفس البلد قامت بعض مصانع الأحذية بطبع صورة أو وشم عليها صورة السيد المسيح على الأحذية ، مما أثار حفيظة واحتجاج المواطنين الدنماركيين المتدينين وأدي الغضب إلي سحب الأحذية من الأسواق الدانماركية ، ولكن هناك غيرهم الكثير لم تتتحرك فيه شعرةفضلاً عن إهانة العذراء عليها السلام من قبل الشركات التي تريد أن تروج لبضاعتها ولصق صورتها على هذا المنتج حتى لو داسه الناس بعد ذلك بالأقدام أو حتى تبولوا عليه فقد قامت إحدى شركات الأدوات الصحية بتصميم مرحاض ملصق عليها صورة العدراء ولم يعترض أحد منهم . المهم يا سادة أن السادة الأفاضل القادة الأشاوس قد اجتمعوا على مدار الشهر الماضي ما لا يقل عن 14 مرة حتى يجمعوا الجهود ويشحذوا الهمم ويحضروا التوصيات والمطالب والأهداف إبان زيارة الرئيس مبارك للولايات المتحدة الأمريكية . كان من المرجح أن تخرج المظاهرات الحاشدة في واشنطن التي دعت لها منظمات أقباط المهجر في نفس يوم زيارة الرئيس مبارك للولايات المتحدة ، وفي نفس الطريق الذي سوف يسلكه ، والغرض من هذه التظاهرات هي إفشال زيارة الرئيس مبارك وإحراجه أمام الرأي العام الأمريكي والعالمي . وفتح الكونجرس الأمريكي أبوابه لعقد هذه الاجتماعات وقررت الإدارة الأمريكية أن تكون تحت نظرها وبرعايتها وعلى نفقتها الخاصة وفتحت قاعة لجنة الاستماع داخل الكونجرس الأمريكي لعقد هذه الأجتماعات المشبوهة انتقدوا فيها النظام المصرى داخل الكونجرس، وبعدها عقدوا اجتماعات مغلقة اتسمت بالسرية الشديدة مع عدد من قيادات المعارضة فى الولايات المتحدة بهدف تجهيز الاستعدادات اللازمة لتنظيم عدد من المظاهرات بغرض إفشال زيارة الرئيس مبارك المنتظرة إلى الولايات المتحدة . وطالبوا أمريكا بتخفيض المعونات واتهموا النظام بالتمييز واضطهاد الأقباط وعلى الإدارة الأمريكية الجديدة أن تتعامل بيد من حديد على النظام في مصر ولابد من إخضاعه لرغبات ومطالب المنظمات القبطية في المهجر . كل هذه الأحداث وكلهم في حالة ترقب لزيارة الرئيس للولايات المتحدة حتى يتم عرقلة هذه الزيارة والمطالبة أمام الرأي العام العالمي بمطالبهم . ولكن كان قدر الله أن يتوفى حفيد الرئيس فيلغي الرئيس الزيارة كاملة فيسقط في أيديهم جميعاً ، وكأنهم ما توقعوا إلغاء الزيارة ، وكأنهم ما وضعوا توقعاً وسيناريو للأحداث إذا ما ألغيت الزيارة . ولكن يا سادة وجدت ردود الأفعال في قمة القبح والسخافة داخل مواقعهم فمنهم من قال أن الزيارة ألغيت خوفاً منهم ، وأنه لا دخل لموت حفيد الرئيس بإلغاء الزيارة من عدمها .وقال أحدهم بالحرف . يساورني الشك أن وفاة المرحوم حفيد السيد الرئيس محمد حسني مبارك هو السبب الحقيقي وراء إلغاء زيارة السيد الرئيس لأكبر دولة في العالم. وقال حالة الفزع و الهلع التي أصابت الجهاز الدبلوماسي المصري في كندا وأمريكا وظهور حالات تشنجات و كم هائل من الأكاذيب من هذه الأجهزة مصحوبة بنوع غريب من الغطرسة. وممارسة ضغوط غير عادية علي الكنيسة لكي تحاول إقناع نشطاء الأقباط بعدم القيام بالمسيرة في واشنطن، هذا أعطانا مؤشرا عن مدي تأثير نشطاء الأقباط علي الحالة النفسية لطاقم وزارة الخارجية وسفراء مصر في تلك الدولتين.يعنى الحالة النفسية السيئة التي وصلت لها الدبلوماسية المصرية من جراء خوفهم ورعبهم الشديد من منظمات أقباط المهجر هي التي ألغت الزيارة . ليس هذا فحسب ولكن كانت الطامة الكبرى مقالة طويلة عريضة ينشرها سعد الدين ابراهيم في جريدة مصرية وضع لها عنوان : ( مزامير النبى داوود.. وأحزان الرئيس )قال في هذه المقالة الركيكية المليئة بالأخطاء اللغوية أن تزامن وفاة حفيد الرئيس مع زيارة لأمريكا أصابهم بالصدمة لأنه بذلك قد يؤجل أو يلغي الزيارة ويضيع تعب المنظمات القبطية التي صارعت من أجل الحصول على ترخيص من الشرطة لعمل هذه المظاهرات وتحديد عدد ساعات المظاهرات وتحديد أماكن التجمعات والشوارع التي لن يعطلوا المرور فيها وما إلى ذلك ولكن يا فرحة ما تمت يا حج سعد وخدها الغراب وطار ، والفضيحة التي تجعل سعد الدين ابراهيم رجل مدلس ولا يقرأ كما ادعى أنه قال في المقالة أنه ما وجد أجمل من الكلمات التي قرأها في مزامير داوود في الكتاب المقدس هناك وقت للأحزان، وهناك وقت للأفراح.هناك وقت للغضب، وهناك وقت للصفح.هناك وقت للحرب، وهناك وقت للسلام.هناك وقت للحب، وهناك وقت للبغضوأحب أن أنبه الدكتور سعد الدين إبراهيم أنه يقرأ الكتاب المقدس بطريقة خاطئة لأن هذه الأعداد ليست في سفر المزامير بل في سفر الجامعة ، فأصبح مثل الصياد الذي حمل شبكته وخرج للصحراء ليصطاد بها السمك ، وكان عليه عدم اقتطاع النصوص .... وهي كاملة تقول : 1 لكل شيء زمان ولكل امر تحت السموات وقت. 2 للولادة وقت وللموت وقت.للغرس وقت ولقلع المغروس وقت. 3 للقتل وقت وللشفاء وقت.للهدم وقت وللبناء وقت. 4 للبكاء وقت وللضحك وقت.للنوح وقت وللرقص وقت. 5 لتفريق الحجارة وقت ولجمع الحجارة وقت.للمعانقة وقت وللانفصال عن المعانقة وقت. 6 للكسب وقت وللخسارة وقت.للصيانة وقت وللطرح وقت. 7 للتمزيق وقت وللتخييط وقت للسكوت وقت وللتكلم وقت. 8 للحب وقت وللبغضة وقت.للحرب وقت وللصلح وقت. 9 فاي منفعة لمن يتعب مما يتعب به .... .

٢٤‏/٠٥‏/٢٠٠٩

تعقيب على رسالة السيد علي دبّاس


بقلم الدكتورة زينب عبد العزيز
أستاذ الحضارة الفرنسية
وصلتنى رسالة بالبريد الإلكترونى ردا على مقالى حول زيارة البابا بنديكت 16 إلى الأردن ، والمعنون ".. فاخلع نعليك .." من السيد علي دبّاس ! وهو موظف بإدارة الإتصالات بشركة الطيران الملكية الأردنية كما هو مبيّن فى نهاية رده ، وقد أرسله إلى عشرة أشخاص آخرين ، وتبدأ رسالته بالإنجليزية ليقول :
"شكرا لتعميمها ، لقد وصلنى هذا الإيميل بالأمس وكان ردى كالآتى " ..
وأول ما يلفت النظر فى هذه الرسالة أن لغة التخاطب بين هذه الجماعة من الأردنيين هى الإنجليزية .. ويبدأ نص الرد المكتوب باللغة العربية بالإشارة إلى المقالة "بأنها مدسوسة ومعظم ما جاء فيها من الأكاذيب" .. ويلى ذلك سبعة بنود، ثم ينتهى الرد بالبند الثامن الذى يرجو فيه من أرسلوا له مقالى التيقّن قبل إرساله خصوصا "ما يتعلق بالأمور الدينية أو التشهير بأعراض الناس أو بالتكفير".. ثم يرجوهم تبليغ رده إلى كل من أرسلوا لهم ذلك المقال..
وقبل التعليق على مثل هذه الرسالة، أشير إلى إتهامه إياى بالكذب وبالمغالطات وتقويل الأمير ما لم يقله ، وأن السيد دبّاس يرى ان مصداقيتى ومراميها ترفع عددا من علامات الإستفهام، ويتهمنى بالفسق متواريا بالآية التى إستشهد بها (إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا..)، مضيفا أنه قد فند 75% من مقالى وبالتالى الباقى يسقط بما أنه ثبُت علىّ الكذب فى مواطن أخرى – وهى عبارة ملتوية تهرّب بها من كتب له الرد من تناول أساسيات الموضوع .. ثم أنهى الخطاب بالإنجليزية بتبليغ تحياته وكتابة إسمه ووظيفته وهواتف الشركة التى يعمل بها.
ومع العلم بأن كل ما كاله لى من سب وتهم يضعه تحت المساءلة القانونية ، إلا أن التوقف عند مثل هذا التدنى من الأخلاقيات والرد على كل عبارة منها سيخرجنا من جوهر الموضوع وهو: الدفاع عن الدين وكشف موقف الفاتيكان من الإسلام. لذلك أكتفى بتوضيح أهم توجهات ذلك الخطاب الرسمى المؤسف بكل المقاييس..
وأول ما أبدأ به هو تحديد أن خطاب الأمير غازى نُشر فى موقع الفاتيكان باللغة الفرنسية ، وهناك إشارة إلى أنه قرأه بالإنجليزية، والنص المرفق فى رسالة السيد الدبّاس مكتوب بالعربية. وبالتالى يصعب تحديد من كتب ومن ترجم ومن تلاعب بالنص .. وأول ما أبدأ به هو بعض النماذج من الإختلاف أو التلاعب بين النصين الفرنسي والعربى :
* هناك أجزاء من الآيات غير واردة بالنص الفرنسي مثلما فى 82/المائدة حيث سقطت عبارة "وأنهم لا يستكبرون" ؛ وخاصة التلاعب الصارخ فى 36/المائدة حيث أن عبارة "أعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا" كتبت بالفرنسية : "Et adorez Dieu et associez-lui l’homme" وتعنى : "أعبدوا الله واشركوا به الإنسان"، حتى تتمشى مع العقيدة المسيحية وما اقترفوه من شرك بالله بتأليه السيد المسيح وجعلهما متساويان ! فهل ذلك هو ما يؤمن به سمو الأمير غازى بن طلال ؟!
* وفى الفقرة التى يتحدث فيها الأمير عن أحوال المسيحيين فى الأردن وإزدهارها "على مدى الألفى سنة الماضية" وأنهم يعيشون فى سلام ووئام ، كُتبت فى الفرنسية بتقليص المدة إلى قرنين من الزمان فقط : " au cours des deux cents dernières années " ، ويُفهم من هذا التغيير أنهم قبل هذه المدة قد عانوا من الإضطهاد ..
* وفى الفقرة التى يتحدث فيها سموه عن مشاركة المسيحيين على مر التاريخ قديما وحديثا حتى فى الحروب العربية الإسرائيلية وشاركوا رفاقهم العرب ضد "خصومهم اليهود"، لاتوجد كلمة "خصومهم" فى النص الفرنسى، تمشيا مع الإتفاقيات المبرمة التى تعترف بالكيان الصهيونى المحتل لأرض فلسطين .. واللهم لا تعليق !
* فى بند الترحيب الثالث بالبابا يقول سمو الأمير : "ثالثا ، كعربى – ومن أحفاد إسماعيل عليه السلام والذى تقول التوراه عنه أن الله سوف يجعل منه أمّة عظيمة (سفر التكوين 18 : 21) وكان الله معه (سفر التكوين 20 : 21) – أرحب يقداستكم. والمعنى الوارد فى هذه الآيات بالفرنسية يختلف تماما فى معناه بحيث يتمشى مع قرارات مجمع الفاتيكان الثانى واستبعاد المسلمين من ذرية إسماعيل، كما تؤكده وثيقة "فى زماننا هذا" التى تحدد علاقة الفاتيكان بالمسلمين، ويقول النص الفرنسى على لسان سموه :
"Je vous souhaite encore la bienvenue en tant qu’arabe et descendant direct d’Ishmael Ali-Salaam, de qui, selon la Bible, Dieu aurait fait sortir une grande nation, en restant près de lui (Genèse 21, 18-20)" .
وقد وُضعت الصياغة فى الماضى بحيث يُصبح المعنى : "إن الله كان قد سيجعل منه أمة كبيرة ببقائه بجواره" وهو ما يعنى أن الله لم يبق مع إسماعيل ولم يجعل منه أمة كبيرة ! والغريب أن نص الكتاب المقدس الصادر عن الفاتيكان يقول أن الله سيجعل منه أمة كبيرة وسيبقى معه :
"Debout, soulève le petit et tiens-le ferme, car j’en ferai une grande nation (…) Dieu fut avec lui "
ومن الملاحظ كتابة إسم سيدنا إسماعيل عليه السلام بالنطق العبرى "إشمائل"، "Ishmael"، فى حين أنهم يكتبونها بالفرنسية فى أى سياق آخر "Ismaïl" كما ننطقها فى العربية. كما تم التلاعب فى عبارة "عليه السلام" بعد إسم سيدنا إسماعيل وكتبوها "Ali-Salaam" وكأنها تعنى إسم لشخص ما يُدعى "علي سلام" وما يؤكد التلاعب بالألفاظ أنه فى نهاية الخطاب عندما ذكر الأمير غازى "السيد المسيح عليه السلام" تمت ترجمتها كما يجب "la paix soit avec lui" !!.
* أما خطاب ال138 مسلما الذين يقرّون فيه جهلا أو عن عمد بأننا نعبد نفس الإله ، فقد تناولته بالتفصيل آنذاك ومقالى موجود على النت وفى موقع "كلمة سواء" ، حيث أوضحت كيف تمت صياغته ببتر الآيات أو تغيير سياقها وأهمها سورة الإخلاص حيث تلاعب من صاغ أو صاغوا النص بأخذ الجزء القائل : "قل هو الله أحد ، الله الصمد" ، وإغفال الجزء القائل : "لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوّا أحد" ، الذى يدين عملية التحريف التى قامت بها المؤسسة الفاتيكانية بجعل السيد المسيح إبن الله، وجعله شريكا له، وجعله "ربنا يسوع المسيح" الذى يعبدونه حاليا ! فهل ذلك هو ما نعبده نحن المسلمون الموحدون بالله عز وجل الذى ليس كمثله شىء ؟!. كما أن اليهود يعبدون الإله يهوه والإله إلوهيم، وهما الهان مختلفان وفقا للعهد القديم، وهو ما ينفى عنهم صفة التوحيد بالله، وكل ما يتضمنه العهد القديم من صفات وأفعال لهذين الإلهين معروف للكافة بكل فضائحه وإنحرافاته وليس بحاجة إلى إثبات.
أما المصيبة الكامنة فى خطاب ال138، الذى قاد الفاتيكان عملية إنتاجه بأيدى حفنة من المسلمين المتواطئين معه، فتكمن فى أن تلك المؤسسة تقدمه على أنه نتيجة محاضرة راتيسبون، التى سب فيها البابا عمدا الإسلام والمسلمين، وأن المسلمين خافوا وهرعوا إليه يترجونه هو وباقى القيادات المسيحية، وكأنهم يقولون "كفى فضائح عن الإسلام، وتعالوا إلى كلمة سواء" !.. تلك هى الصورة التى تتداولها المؤسسة الفاتيكانية، وكل الإعلام التابع لها، فى كل مناسبة يتحدثون فيها عن "إجماع المسلمين بأننا نعبد نفس الإله" !!. فهل هذا وضع يُرضي أى مسلم من المسلمين ؟!.
* ونفس الشىء بالنسبة للإعتذار المزعوم، فالبابا لم يعتذر للآن عن إساءته المتعمدة للإسلام والمسلمين وإنما تأسف لرد فعل المسلمين وكأنهم بضعة همج أو غوغاء لا يفقهون شيئا ، والعذر الذى تذرع به البابا بعد أن أعاد صياغة خطابة ثلاث مرات، عذر أقبح من ذنب كما أوضحت، فالإستشهاد لا يقفز وحده من المرجع إلى قلم الكاتب، وإنما الكاتب هو الذى يبحث ويختار..
* أما الطامة الكبرى فى هذه الكلمة التى ألقاها سموه، فهى ما تم تنفيذه قبل قدوم البابا، بالتعاون مع مؤسسته الظالمة، وأعرب عنه الأمير غازى قائلا : "اليوم خُصص للمسيحيين بموجب القانون، 8% من مقاعد البرلمان كما خُصصت لهم حصص مشابهة فى كل مستويات الحكومة والمجتمع – مع أن أعدادهم أقل من ذلك فى الواقع ، (وأغفل سموه قول أنهم أقل من 2 %، وفقا لإعلان الفاتيكان الذى نشرته معظم الصحف الفرنسية)، هذا بالإضافة إلى قوانين الأحوال الشخصية الخاصة بهم والمحاكم الكنسية. والدولة تقوم بحماية ورعاية الأماكن المقدسة لدى المسيحيين ومؤسساتهم التعليمية التى تعمل ضمن إطار القانون وإحتياجاتهم الأخرى – وقداستكم قد رأيتم هذا فى جامعة مادبا الكاثوليكية الجديدة وهو ما سترونه إن شاء الله فى الكاتدرائية الكاثوليكية الجديدة وكنيسة الروم الكاثوليك الجديدة فى موقع المغطس" .. وهنا أهمس فى أذن سموه أن جامعة مادبا لم تُقم بعد فقد أرسى البابا حجر أساسها إضافة إلى حصوله على أراضى لبناء خمس كنائس جديدة وما خفى كان أعظم !!.
وكان الأولى بسمو الأمير، وخاصة فى الوقت الذى يُقتلع فيه الإسلام بشراسة لا تغفلها عين، فى جميع أنحاء العالم، إضافة إلى الإنفلات غير المسبوق للمسيحيين فى كافة الأقطار ودعواتهم الصريحة للتدخل العسكرى للسلطات الأمريكية وإستقواءهم بغيرها من المنظمات الأهلية وإشتراكهم الفعلى فى عمليات التبشير والتنصير بأمر الفاتيكان ، وكلها باتت تتم على الملأ فى بلدان المسلمين .. كان الأولى بسمو الأمير الهاشمى، الذى يعلم أنه من سلالة الرسول، عليه صلوات الله، أن يتريّث لا فى هذه الخطوة فحسب وإنما قبل أن "يأمل" فى أن تكون مثالا يُحتذى للعالم أجمع .. فمثل هذه القرارات المتعسفة فى حق الإسلام والمسلمن، لن تطبق أبداً لصالحهم ، خاصة من قِبَل ذلك البابا الذى يقود عملية تنصير العالم بهيستريا غير مسبوقة !!.
لذلك أرجو من القائمين على هذا التعامل مع المؤسسة الفاتيكانية مراجعة النصوص المتبادلة بين ممثلى الديانتين ، وقراءة كل ما صدر عن الفاتيكان فى لعبة الحوار الذى "يعنى فى نصوص الفاتيكان : فرض الإرتداد والدخول فى سر المسيح" .. كما لا يسعنى بعد هذا العرض المقتضب، لبعض النماذج مما تضمنتها كلمة سمو الأمير غازى أمام بنديكت 16 فى مسجد الملك حسين، وبعض ما تم تبديله فى الترجمة لتتوائم مع التيار الفاتيكانى، ليتنا نكف عن التعامل بوجهين ، وليتنا نحاول الفهم دفاعا عن الدين بدلا من السبّ ذراً للرماد فى الأعين، ويا ليت كافة المسؤلين فى كل المستويات والمجالات يكفّوا عن تقديم التنازلات..
تنازلات فى حق الإسلام، وفى حق الشعوب، وفى حق أراضى بلدانهم ..
(23 مايو 2009)

----------------------
وفيما يلى رابط موقع الفاتيكان الذى به خطاب الأمير غازى بن طلال كاملا بالفرنسية :
http://eucharistiemisericor.free.fr/index.php?page=1105092_mosquee#1

٢٣‏/٠٥‏/٢٠٠٩

إدارة البلوجر منعت التعليقات بكافة اشكالها

أقدم خالص اعتذاري لكل السادة الزوار الذين يقومون بالتعليق في المدونة ، قامت إدارة البلوجر منذ أسبوع بمنع التعليقات بكافة أشكالها والأمر خارج تماماً عن المدونة وادارة المدونة
اعتنذر للمرة التانية لكل من يضع تعليق ولا يظهر الأمر خارج عن إرادتنا بالمرة
تحياتي للجميع

٢٠‏/٠٥‏/٢٠٠٩

اتهام قساوسة باعتداءات جنسية على يتامى بأيرلندا

خلصت لجنة تحقيق أيرلندية إلى أن الأطفال الذين عاشوا في مؤسسات كانت تديرها الكنيسة الكاثوليكية في البلاد إبان ثمانينيات القرن الماضي عانوا من رعب يومي بسبب الاستغلال الجنسي لرجال الدين لهم.
وذكر التقرير أن العقاب الجسدي في مدرسة أرتاني التي تديرها مجموعةالإخوة المسيحيين الكاثوليكية كان "مبالغا فيه" وأن الأطفال "شعروا باستمرار بالخوف وأنهم تحت التهديد".
وأوضح أنه "خلال ثلثي فترة التحقيق الذي أجرى بمدرسة ليترفراك كان يوجد معتد جنسي واحد على الأقل, وظل اثنان من ممارسي الاعتداءات الجنسية موجودين هناك 14 عاما ولم يقدم رجال الدين تبريرا بشأن كيفية وجودهما هناك دون أن يكتشف أمرهما أو يتم الإبلاغ عنهما لمدة طويلة".ويصف التقرير كيف أنه في مدرسة القديس يوسف الصناعية في ترالي الواقعة أيضا جنوب غرب أيرلندا، ظل أحد الرهبان يرعب الأطفال أكثر من سبع سنوات بعد نقله إلى هناك من مدرسة يومية حيث تسبب عنفه تجاه الأطفال هناك في حدوث مشاكل حادة مع الآباء.

أحد أقارب الضحايا يستمع لتقرير لجنة التحقيق (الفرنسية)
وباء متوطنكما قالت لجنة التحقيق إن الإيذاء الجنسي كان "وباء متوطنا" بمدارس البنين التي يديرها رجال دين. ووصف التقرير الإيذاء الجنسي للأطفال بمدرسة أرتاني الصناعية بضواحي دبلن ومدرسة ليترفراك في غرب أيرلندا بأنه "مشكلة مزمنة".
وذكرت صحيفة أيريش تايمز أن التقرير الذي تمّ إنجازه بعد نحو تسع سنوات من التحقيق وأعدته لجنة برئاسة القاضي شون رايان، ركز على أطفال المدارس الصناعية الذين إما أهملهم آباؤهم أو سلموهم إلى هذه المؤسسات كي تعتني بهم.
وانتقد التقرير الذي نشرته لجنة مكافحة الإيذاء الجنسي للأطفال قادة الإخوان المسيحيين وراهبات الرحمة التي أداروا تلك المدارس وكذلك وزارة التعليم البريطانية، بسبب عجزهم عن تفقد هذه المدارس وضمان عملها بشكل ملائم.
وجاء فيه أن الأطفال "عاشوا في رعب يومي لا يدرون من أين سيأتيهم الضرب مرة أخرى، مشيراً إلى أن الصبيان كانوا عادة ضحايا للاعتداء الجنسي بينما التحرش بالبنات كان أقل حدوثاً ولكنهن كنّ يعاملن معاملة فظة".
وبعد صدور التقرير، قدم كبير أساقفة أيرلندا الكاردينال شون برادي اعتذاره بسبب الانتهاكات التي ارتكبت بالكنيسة.
وقال برادي "يوضح هذا التقرير أن خطأً كبيراً وأذى لحق ببعض الأطفال الأكثر عرضة للضرر في مجتمعنا، مضيفاًُ إنه يوثق لسجلٍ من القسوة والإهمال والاستغلال البدني والجنسي والعاطفي.
وقد رحبت لجنة تدعى الناجون الأيرلنديون من إساءة معاملة الأطفال، بالتقرير الذي جاء بعد انتظار طويل لصالح "ضحايا النظام الوحشي المتبع في المدارس الصناعية، ويديرها الكهنة الكاثوليك ووزارة التعليم".
يُذكر أن المدارس الصناعية تأسست بأيرلندا إبان ستينيات القرن الـ19، وكان يفترض أن تقوم برعاية الأطفال اليتامي أو مجهولي النسب، ولكنها استخدمت في الغالب مستودعا لمن يسمون الأولاد المشاكسين بالإضافة إلى الفتيات اللاتي حملن من الزنا.

١٨‏/٠٥‏/٢٠٠٩

أصولي مسيحي سابق "ينقض" الإنجيل

في إضافة جديدة للدراسات الناقدة للإنجيل، رأى بارت إيهرمان، أستاذ الدراسات الدينية بجامعة "نورث كارولينا" الأمريكية، أن معظم أجزاء "العهد الجديد مزورة"، وأن مفاهيم ألوهية المسيح ووجود الجنة والنار "غير مبنية على أي شيء قاله المسيح أو حوارييه."ووردت هذه الانتقادات في كتابه الصادر حديثا "المسيح مفسرا"، حيث اعتبر أن المسيحية "لم تكن يوما متعلقة باعتبار الإنجيل كلمة الله المعصومة"، وأضاف أن "المسيحية تتعلق بالإيمان بالمسيح."وبرأي إيهرمان فإنه لا يوجد أحد يؤمن بكل ما ورد بالإنجيل، حيث يقوم الجميع بعملية انتقاء لما يراه صحيحا، مدللا على ذلك بدور النساء في الكنيسة والخلاف على تفسير ما ورد بالعهد الجديد حول هذه المسألة.فمن ناحية يشير إيهرمان إلى أن "بولص الرسول"، أصر "بالرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس"، بالإنجيل إلى أنه يجب على النساء أن يبقين صامتات بالكنيسة.وبالمقابل يرى إيهرمان، أن الصورة تختلف في الإصحاح 16 من "رسالة بولص إلى أهل رومية"، حيث يزعم إيهرمان أن النصوص تدل على أنه يمكن للنساء أن يصبحن قائدات للكنيسة حيث كن يقمن بوظيفة الشماس في الكنيسة القديمة.وبحسب إيهرمان، فهو يدعي أنه لا يوجد أي دليل على قيام المسيح بعد صلبه، خصوصا وأن القصص الإنجيلية الواردة بهذا الشأن "تنقض" بعضها بعضا برأيه، حيث رأى أنه على الأرجح أن حواريي المسيح كانوا قد تعرضوا لرؤية في منامهم حيث شاهدوه وتحدثوا معه.وحول سبب انغماسه بدراسة الإنجيل رغم عدم إيمانه بعصمته، أكد إيهرمان هذا لاعتقاده أن الإنجيل كان أهم كتاب في تاريخ الحضارة الغربية.واللافت في سيرة إيهرمان، أنه كان في شبابه أصوليا مسيحيا يعتقد أن الإنجيل هو "كلمة الله" الفعلية، حيث كان قد حفظ أجزاء منه، ولكن رؤيته لتصرفات بعض المتدينين غير الإيجابية وانتشار التعاسة والعذاب في العالم شككه بمعتقداته جاعلا منه "لا أدرياً."ويذكر أن آراء إيهرمان كانت قد تعرضت لانتقادات عدة، حيث رأى المطران ويليام ويليمون، رئيس الكنيسة "الميثودية" المتحدة بألاباما أنه لا جديد في أبحاثه، خصوصا وأنه يطرح أفكاره وكأنها كشف لما يمكن أن يخبئه القساوسة عن المؤمنين، وهو برأي المطران "نوع من الغرور."

عمّ يتباحثــون ؟!!..


عمّ يتباحثــون ؟!!..
بقلم الدكتورة زينب عبد العزيز
أستاذة الحضارة الفرنسية
عمَّ يتباحثون وعمَّ يتشدقون وقد تم إغتصاب أرض فلسطين حتى الثمالة ؟!.. مَن يتأمل خريطة أرض فلسطين ، كيف كانت عام 1948 وما آلت إليه عام 2005 (فما بالُنا عام 2009) بعد إحتلالٍ تواطأ فيه من تواطأ من حكام العالم الغربى والعالم الإسلامى ، يدرك عملية الإبادة فى لحظة.. وإذا ما أضفنا إلى هذا الإقتلاع خط سير "جدار العار" الأسمنتى ، الذى تم غرسه بتعاريج وإلتواءات ثعبانية بحيث تحوّل المعسكرات الفلسطينية إلى معتقالات لا إنسانية ، من ناحية، والمحاصرة القاتلة التى يمارسها الصهاينة على قطاع غزة بالحصار التام المفروض عليها منذ أكثر من عامين ولم يُرفع للآن، يدرك حقيقة الوضع الذى يتباحثون حوله .. بل ويدرك كيف أن عبارة "الدولتين" التى يتغنون بها حالياً ليست إلا فقّاعة من تلك الفقّاعات التى تنبثق من آن لآخر لتشغل الرأى العام العالمى والمحلى، بينما مخطط الإحتلال التام يتواصل ترسيخه بإصرار على مرأى ومسمع من الجميع بل وبمشاركة منهم!..ولا يسع المجال هنا لإستعراض كافة نقاط هذه الكارثة الإنسانية بكل المقاييس ، لكن تكفى الإشارة إلى بعض نقاط ، فى أهم المجالات المتعلقة بها، لتوضيح الخطوط الرئيسية لتلك المأساة المتفردة فى العالم، علّها تعاون بعض الضمائر الحيّة على إستعادة الأرض السليبة لأصحابها :*المجال السياسى :إن القرار رقم 181 الصادر عن هيئة الأمم يوم 27 نوفمبر عام 1947 والخاص بتقسيم فلسطين قد حصل على 33 صوتا من ال57 للدول الأعضاء ، ومثل هذا التقسيم لم يتم أصلا ، ثم أنه قرار لم يحصل على الأغلبية المطلقة للأصوات وإنما على أكثر من النصف بقليل، كما أنه لم يتم التصديق عليه من مجلس الأمن ، لذلك فهو قرار لا شرعية له.. ومن الملاحظ أن القرار الخاص بإعلان إقامة دولة إسرائيل لا يتحدث عن عدد ضحايا المحرقة وإنما نص على : "أن المحرقة التى أبادت ملايين من يهود أوروبا" ، أى أنه حتى ذلك التاريخ لم يكن رقم "الستة ملايين" التى يساومون بها العالم قد تحدد ، وإنما أضيف فيما بعد عندما تم فرض الإيمان به بمحكمة نارنبرج (1945-1946)!. وهو ما يكشف عن مدى التلاعب فى كل خطوة من خطوات غرس ذلك الكيان. كما أن الجمعية العامة تبنت يوم 29 نوفمبر 1947 قراراً يهدف إلى "إنشاء دولة يهودية مستقلة فى دولة إسرائيل" :« La création d’un Etat juif indépendant dans le pays d’Israël » ولا ذكر لدولة عربية أو حتى إلى أن هذه الأرض المحتلة هى فلسطين ، ولا تحديد لمصير مدينة القدس المسلمة ، ولا للأماكن المقدسة ، وتعقبها عبارة: "أن إعتراف هيئة الأمم بحق الشعب اليهودى فى إقامة دولته المستقلة لا يمكن إبطاله أو المساس به". أى أنه منذ البداية هى دولة عنصرية دينية لا سابقة لها فى العالم بل ولا حق لها فيما استولت عليه .. و فى يوم 12 مايو 1949 تقدم ذلك الكيان بطلبٍ لقبول عضويته فى هيئة الأمم بضغوط من الولايات المتحدة.. وبناءً عليه صدر القرار رقم 273 الخاص بقبوله بثلاثة شروط : عدم المساس بوضع القدس ، والسماح بعودة الفلسطينيين إلى ديارهم ، وإحترام الحدود التى حددها قرار التقسيم!. و قرار القبول هذا غير قانونى أساساً لأنه مبنى على وضع غير قانونى.. كما أن هذه الدولة غير الشرعية تحتل أرض فى دولتين ذات سيادة هما سوريا ولبنان، وتزدرى كافة قرارات مجلس الأمن وهيئة الأمم التى تدينها. إضافة إلى أن هذا الكيان الصهيونى المحتل لأرض فلسطين قائم بلا دستور حتى الآن ، وبلا تحديد لحدود رسمية له .. الأمر الذى يكشف عن حقيقة الأطماع المستقبلية الواضحة !.*المجال الفاتيكانى :منذ عام 1948 ، عام النكبة الكبرى ، وحتى مجمع الفاتيكان الثانى (1965) الذى قلَب الموازين بين المسيحية واليهودية رأساً على عقب، بتبرأته اليهود من دم المسيح، كما تؤكد الأناجيل الحالية فى أكثر من مائة آية ، لم يكن الفاتيكان قد إتخذ موقفاً صريحاً بالنسبة لإنشاء "دولة إسرائيل" ، بل وكانت هناك العديد من الدول التى رفضت الإعتراف بذلك الكيان لعدم شرعيته ، حتى قام الكرسى الرسولى فى 30 ديسمبر 1993 بتوقيع إتفاقية الإعتراف "بدولة إسرائيل".. وهى إتفاقية لها مغزاها فى العلاقات الثنائية بين البلدين ، إذ تنص المقدمة على : "التفاهم والصداقة المتبادلة لا بين البلدين فحسب وإنما بين الكاثوليك واليهود بصفتهما الذاتية" ! وهو ما يفسّر التضامن المطلق، بكل مغالطاته، بين الغرب المسيحى المتعصب والكيان الصهيونى المحتل لأرض فلسطين .. وأول ما يلفت النظر أن موقف الكرسى الرسولى فى هذه الإتفاقية قد تعمّد استبعاد عبارة "تدويل القدس" ؛ كما أن الفقرة الثانية من البند 11 تنص على "أن الكرسى الرسولى يتعهد بإلتزامه الصارم بعدم التدخل فى الصراعات المدنية وأن هذا يسرى خاصة على الصراعات حوال الأراضى وحول الحدود" !!. الأمر الذى يفسر المواقف والعبارات المائعة أو غير المحددة التى تبناها الفاتيكان والكرسى الرسولى فى كافة الحروب الإقتلاعية التى شنها الكيان الصهيونى على الفلسطينيين ولا يزال ..ومن أكبر المغالطات الدينية التى إقترفها الفاتيكان والكرسى الرسولى أن كلا منهما يعلم تماماً أن عودة اليهود، وفقاً لنصوص العهد القديم، مرهونة بعودة المسيح ، أى أنه لا يحق لهما شرعاً أو ديناً السماح بإنشاء دولة لليهود قبل عودة المسيح !! كما أن هذه الأرض ، فى نفس تلك النصوص منحها سيدنا إبراهيم لذريته بلا أى تفرقة بينهم ، وذرية سيدنا إبراهيم كما هى مكتوبة فى نفس النصوص ، تبدأ بإبنه البكر إسماعيل، جد المسلمين ، الذى تم عهد الرب بالختان على أيامه ، وبعده بأربعة عشر عاما أتى إسحاق.. وحق الإبن البكر معروف فى هذه النصوص .*موقف بنديكت السادس عشر :منذ توليه منصب البابوية وهو لم يكف عن إعلان أنه ملتزم بقرارات مجمع الفاتيكان الثانى ، الذى برأ اليهود من دم المسيح ؛ وقرر تنصير العالم ؛ وفرض المساهمة فى عملية التنصير على كافة المسيحيين بكل فرقهم.. ولم يكف البابا عن الإعلان عن إلتزامه بوثيقة "فى زماننا هذا" التى حرّفت النصوص لإستبعاد إسماعيل من نسل سيدنا إبراهيم.. ومنذ توليه ذلك المنصب أيضا وهو لم يكف عن سب أو إستبعاد الإسلام والمسلمين والإستعانة بحفنة منهم لتنفيذ مآربه ، ويكفى ما قام به البابا وأساقفته للحصول على خطاب ال138 الذى به فرية أننا نعبد نفس الإله !.. وكلها حقائق ثابتة لديه.وإذا ما تأملنا جولته الأخيرة فى الأراضى المقدسة لرأينا أنه ما من منطقة مسلمة إلا وغرس فيها كنائس جديدة وخاصة تلك الجامعة اللاهوتية التى "سيدرس بها المسلمون والنصارى" على حد قوله، والنصارى هناك يشكلون أقل من 2% من تعداد هذه الشعوب ذات الأغلبية المسلمة الساحقة.. ومن الملاحظ أنه تحاشى ذكر أو التحدث عن "الإحتلال" الصهيونى ، مطالبا فى أكثر من خطاب "بالأمن لإسرائيل" ، بينما راح يطالب الفلسطينيين بالتخلى عن "الإرهاب" للعيش فى سلام – والإرهاب هى التهمة التى نجح الغرب المسيحى المتعصب فى إلصاقها بالمسلمين باختلاقه مسرحية 11 سبتمبر 2001 التى سمحت لهم بالتلفع بشرعية دولية مفتعلة لإقتلاع الإسلام والمسلمين ..كما نلاحظ أنه دائم الإشاره إلى الله على "أنه الإله الذى تحدث إلى البشر فى الكتاب المقدس" وأنه الإله الوحيد الحقيقى ولا إله سواه !.. كما أن سيادة الحبر الأعظم قد بدأ رحلته فى إسرائيل بالإشارة إلى : "الرباط الذى لا إنفصال فيه بين الكنيسة والشعب اليهودى" ، وهى نفس العبارة التى أنهى بها رحلته فى الخطاب الذى القاه من مطار تل أبيب قبل عودته !. ولا نقول شيئاً عن خطابه فى "ياد فاشم" ، متحف المحرقة ، الذى وصفه اليهود بالفتور الشديد ، فاضطر إلى تعويض ذلك الفتور بعبارات ممطوطة واضحة الإفتعال قبل مغادرته .. ولا يليق بمن فى مثل مركزه أن يوصف بالخضوع لضغوط الصهاينة !!.فلا يسعنا إلا أن نتسائل عن أى دولة للفلسطينيين يتحدث، وفى أى مكان، بعد كل هذه المواقف المتعنتة المعلنة ، وكلها مواقف بوجهين ؟. عن أى دولة وقد أبى حتى أن يزور قطاع غزة الذى لا يزال يعانى من الجوع والمرض وانعدام أبجدية المكونات الأساسية للحياة اليومية بسبب المحصارة وعملية الإبادة المفروضتين عليه من الصهاينة ؟!. وإن كان البابا جاداً فى تأييده الشكلى للحق الفلسطيني لما غادر المكان فوراً معرباً عن غضبه ، على حد ما نشرته جريدة "لموند" الفرنسية يوم 15/5 ، عندما قام الشيخ تيسير التميمى، بارك الله فيه، ليطلب منه "التدخل لوقف العدوان الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى" ، ولما مرّت مجرد لحظات حتى أعرب المتحدث الرسمى بإسم الفاتيكان عن "عدم رضاه لماحدث" !!.لقد وصلت القضية الفلسطينية إلى نقطة الوضع الفاصل بين الحياة والموت .. ومثل هذه الكارثة الإنسانية المتعمّدة لا تُحل بإقامة أسبوع للصلاة فى كافة كنائس العالم من أجل السلام فى "إسرائيل فلسطين"، من 4 إلى 10 يونيو 2009 ، كما أعددتم العدة لذلك ، وإنما بحاجة إلى قرارات حاسمة ، إلى قرارات رادعة ملزمة تنفذ فورا وبتدخل هيئة الأمم ومجلس الأمن اللذان لجأتم إليهما من أجل فرض حرية العقيدة وتنصير العالم - و هو ما يمارس حاليا فى شعب أفغانستان وشعب العراق .. وأقل ما تبدأ به هذه القرارات هو تجميد الإعتراف من كافة دول العالم بالكيان الصهيونى المحتل لأرض فلسطين ، وتجميد التعامل معه فى كافة المجالات حتى يرضخ لمطلب الشعوب الغاضبة فى المجتمع الدولى ، فمن يطالع مطالبها يدرك مدى الغليان الذى يعتمل بداخلها غضبا وإهانة !لذلك يجب على كافة أصحاب القرار المسلمين والعرب ، فى كافة المجالات ، أن يتقوا الله فى دينهم وأن يتقوا الله فى شعوبهم ، وأن يكفّوا عن التنازلات التى يقدمونها فى كل لقاء ، والقيام بتعديل تلك المبادرة العربية المزعومة بالتمسك بالثوابت الأساسية ، وأهمها : القدس كاملة عاصمة لفلسطين ؛ وحق عودة جميع اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم ؛ والمطالبة بتعويضهم عن كل الدمار الذى لحق بأرضهم وعن تدمير مئات القرى ببنياتها ؛ وعن إستغلال ثرواتهم الطبيعية بأنواعها على مدى واحد وستين عاماً ، فحدود 1967 التى يتشدق بها البعض تعنى ضياع 80 % من أرض فلسطين !!.أما البابا بنديكت 16 ، الذى أبى الذهاب إلى قطاع غزة ، لأى سببٍ كان ، فلا يسعنى إلا أن أقدم له صورة حقيقية لما آل إليه أطفال غزة وسكانها من القذف المتواصل بالفوسفور الأبيض وبكافة الأسلحة المحرمة دولياً .. ذلك هو حال غزة : طفلة تفحّمت .. وبعدها نهشت جثتها الكلاب المدرّبة .. إتقوا الله جميعاً فالكفن لا جيوب له ، ولا يبقى سوى صالح الأعمال ..

١٧‏/٠٥‏/٢٠٠٩

البابا شنودة يرفض توجيه رسالة للقنوات التي تسب الإسلام

في حواره مع الإعلامي محمود سعد في برنامج البيت بيتك أمس السبت والذي استمر طيلة أربعين دقيقة ، سأل محمود سعد الأنبا شنودة الثالث بابا الاقباط:" هل توجه قداستكم كلمة للقنوات الفضائية التي يملكها مسيحيون ويوجهون شتائم وسباب للإسلام وللمسلمين "؟
رد البابا شنودة قائلا أنه لا يحب أن يتدخل في مثل هذه الأمور ، لكن محمود سعد كرر السؤال قائلا: يا قداسة البابا أنا أقصد القنوات التي تقوم بالكلام عن الاسلام بطريقة غير محترمة هل توجه لهم كلمة ؟
فقال شنودة أنه لا يحب الخوض في هذه الأمور لأنه يعطي مجالا بعد رده لهم أن يردوا عليه وهكذا وهذا أسلوب لا يحبه هو أسلوب الرد والرد المضاد وهو ما يعطي أهمية للموضوع .
كرر محمود سعد السؤال للمرة الثالثة إلا ان البابا رد قائلا أن المفروض ان من يقوم بالرد هم المتخصصون فضلاً عن أن هناك فضائيات إسلامية تقوم بشتم المسيحية وبعدها انتهت الحلقة .
وكان برنامج البيت بيتك قد استضاف البابا شنودة في حوار مسجل داخل البطريركية بالعباسية تطرق الحوار لفترة الرهبنة التي قضاها الانبا شنودة في الدير قبل رسامته أسقفاً "بخدعة "على حد قوله , وتطرق الحوار لعلاقته بالسادات ومشاكل الأقباط في مصر وغيرها من القضايا
.

١٣‏/٠٥‏/٢٠٠٩

صحيفة أمريكية: المسيحيون في الشرق الأوسط يشهدون تراجعا في العدد والتأثير

- قالت صحيفة أمريكية الأربعاء إن تأثير وعدد المسيحيين في الشرق الأوسط شهد تراجعا بعد أن كانوا قوة فعالة في المنطقة، يهيمنون على لبنان ويشغلون مناصب كبرى في السلطة الفلسطينية، كما كان من بينهم عدد كبير من الأثرياء بغض النظر عن عددهم في مصر.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير لها إنه
البابا بنديكت السادس عشر، بابا الفاتيكان، والذي يزور الأراضي المقدسة في فلسطين هذا الأسبوع، يخاطب سكانا مسيحيين "متضائلين ومهددين يدفعهم العنف السياسي ونقص الفرص الاقتصادية ونهوض الإسلام الراديكالي إلى الهجرة" بحسب تعبير الصحيفة.
وقالت "نيويورك تايمز" إن المسيحيين في الشرق الأوسط "أصبحوا يمثلون 5% فقط من سكان المنطقة وعددهم آخذ في التناقص بعد أن كانوا يمثلون 20% من سكان المنطقة".
وقالت الصحيفة إن الشرق الأوسط بات مسلما بأغلبية ساحقة باستثناء إسرائيل بملايينها الستة من اليهود، ولا توجد دولة في الشرق الأوسط لا يشكل المسلمون أغلبية سكانها بما في ذلك لبنان التي يمثل المسيحيون أقل من ربع سكانها وكذلك الدول غير العربية كإيران وتركيا.
وقال التقرير: "إن المسيحيين المحليين ممزقون بين إعلان القلق والصمت، غير واثقين مما إذا الانتباه سوف يقلل حجم المشكلة، أم سيفاقمها بدفع من تبقوا إلى المغادرة ".
وأضافت: "مع تنحية الإسلام للقومية باعتبارها قوة مركزية تقف وراء سياسات الهوية، يجد المسيحيون الذي لعبوا أدورا مهمة في صراعات وطنية عديدة أنفسهم منعزلين. ولأن الثقافة الإسلامية خاصة في أكثر مواضعها الأصولية تعتبر نفسها في تناقض مع الغرب، تم تصنيف المسيحية كثقافة معادية أو أجنبية على الأقل".
ونقل التقرر عن الكاتب اللبناني سركيس نعوم قوله:"ما لم تكن هناك نقلة باتجاه العلمانية في العالم العربي فلا أعتقد أن هناك مستقبلا للمسيحية هنا".
واستعرضت الصحيفة تناقص عدد السكان المسيحيين في عدد من بلدان المنطقة مثل تركيا وفلسطين والعراق ومصر.
وقالت التايمز عن مصر إن التيار الديني فيها "انحدر عما كان يعد نموذجا مصريا معتدلا للإسلام باتجاه إسلام سعودي أقل تسامحا بكثير".
وفيما يتعلق بلبنان نقلت الصحيفة عن كمال صليبي وهو مؤرخ مسيحي لبناني قوله: "هنا في لبنان، دائما ما يقول لك المسلمون إن لبنان ليس فيه خير بدون المسيحيين وهم يعنون ما يقولون.. إن المزيج بين الأديان والثقافات الذي يجعل هذا المكان أكثر تسامحا سوف يختفي".

.. فاخلع نعليك !..


بقلم الدكتورة زينب عبد العزيز

أستاذة الحضارة الفرنسية

قليلة هى الكلمات التى يمكنها التعبير عن مشاعر الغضب والإهانة التى اجتاحت قلب كل مسلم ومسلمة شاهد بنديكت 16 وهو يطأ أرض مسجد العاصمة عمّان بحذائه الأحمر الشهير ، الذى جلب له أقبح التعليقات الجارحة لشخصه، فى الصحافة الفرنسية ، عند بداية تعيينه فى منصب البابوية.. وقليلة هى الكلمات التى يمكنها وصف الإمتعاض الذى يشعر به كل من ينظر إلى ذلك "المسلم" الذى يرافقه مرتديا نعله داخل المسجد دون أن يتحرّج من العباءة والغطرة التى يرتديها، وذلك فى الوقت الذى يبدو فيه أحد المرافقين بينهما وقد إرتدى خفاً أزرق اللون على حذائه .. أى أن أبسط مبادئ الأدب والإحترام كانت متوفرة ومتاحة لمن شاء عدم إهانة مقدسات الغير بهذا الإستهتار والإستفزاز !..ولا يمكن الإعتداد بتبرير المتحدث الرسمى باسم الفاتيكان ، الأب فدريكو لومباردى، بأن القائمين على ترتيب الزيارة فى الأردن لم يطلبوا منه ذلك ! وهو عذر أقبح من ذنب ، فمن ناحية، لقد حدث لنفس ذلك البابا أن خلع حذاءه عندما دخل المسجد الأزرق فى إسطنبول، عند زيارته لتركيا عام 2006 ، أى أنه يعلم تماماً ضرورة خلع الحذاء أدبا وإحتراما لقدسية المساجد..ومن ناحية أخرى، ما من كبيرة أو صغيرة فى الزيارات الرسمية إلا ويتم الإتفاق عليها عند الإعداد للزيارة، وعندما يحدث ما لم يتم الإتفاق عليه لأى ظرفٍ كان، يتم الإعلان فورا عن أن هذا التصرف لم يكن واردا فى البروتوكول المتفق عليه ، وذلك مثلما حدث حين بالغ ملك الأردن وحرمه فى الحفاوة ورافقا البابا فى جزء من الرحلة لم يكن عليهما أن يرافقاه فيه.. ولمن لا يعلم ، فالأدب الخاص بقدسية المسجد تعلمناه من الآية الكريمة حين كان الله سبحانه وتعالى يخاطب موسى ، أحد أنبيائه المرسلين وليس أحد الموظفين مهما علا شأنه : *إنى أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالوادِ المقدس طوى* (12/طه)..والمسجد هو المكان المقدس الذى يسجد فيه المسلم لربه أدبا وخشوعاً وتعبداً، وما من إنسان أياً كانت عقيدته يجهل هذه المعلومة التى تعد من الأبجديات ..وليست هذه الإهانة المتعمدة من جانب المؤسسة الفاتيكانية هى الوحيدة التى صدرت عن ذلك الحبر الأعظم أو بمناسبة زيارته المغرضة لهذه المنطقة ، فمما يؤسف له، بكل مرارة وألم، أن يقوم التلفزيون الأردنى بمنع بث أذان وشعائر صلاة الجمعة يوم وصوله ، ومنع تلاوة القرآن الكريم ..ولا يسعنى إلا أن أسأل : ألهذا الحد يصل الهوان والتملّق لدى بعض المسؤلين؟.. وقليلة هى الكلمات ..أما عن نتائج زيارة البابا للأردن فيلخصها الأب فدريكو لومباردى قائلا : "أنها كانت مثمرة جداً فقد تم إجتياز الأزمة الناجمة عن محاضرة راتيسبون (يقصد تلك المحاضرة التى أهان فيها البابا كافة المسلمين بتعمّده سب الإسلام والرسول صلوات الله عليه) ، أما الهدف الثانى فكان التعبير عن مساندته لمسيحيىّ الشرق الأوسط وتشجيعهم على البقاء لمواصلة رسالتهم ، على الرغم من أنهم يمثلون أقل من 2% من السكان فى هذه المنطقة وقرابة 3% فى مصر، وإن كانت الكنيسة هناك ترفع العدد إلى 10% .. إلا أن الكنيسة بعامة فى هذه المنطقة نشطة وشديدة الحيوية".. كما أشار إلى "إفتتاح جناح جديد تمت إضافته لمركز مريم "ملكة السلام" لعلاج المعوقين ، وإرساء حجر الأساس لجامعة اللاهوت فى مدابة التى ستجمع بين المسلمين والمسيحيين الذين سيدرسون معاً كيفية التعاون لفائدة بلدهم ، وهو رمز له مغزاه ليس للأردن فحسب وإنما لمنطقة الشرق الأوسط بأسرها ! وكذلك إنشاء خمس كنائس جديدة وهو ما يكشف عن أهمية الدور الذى ستقوم به الكنيسة فى ثقافة هذا البلد" .. ثم أختتم الأب لومباردى تقييمه قائلا : "إن هذه المحصّلة توضح أن الكنيسة تتمتع بحيوية واضحة وأنها تتطلع إلى الأمام" .. أما البابا فقد أوجزها قائلا : "لقد تم غرس البذرة ، لنأمل أن تثمر فى هذه الأرض القاحلة من الشرق " ..أما المفاجأة التى لا تقل فداحة واقعة الحذاء الأحمر، فهى الخطاب الذى ألقاه الأمير غازى بن محمد بن طلال عند ترحيبه بالبابا داخل المسجد. والغريب انه لم تتم الإشارة الى مضمونه فى الصحافة العربية وإنما قام موقع الفاتيكان بنشره كاملا يوم الإثنين 11 مايو، تحت عنوان "الخطاب الذى لم يُنشر للأمير غازى" .. ومن الصعب التحدث عن كل ما جاء فى هذا الخطاب ، المكوّن من أربع صفحات من المغالطات وعدم الدقة فى مثل هذا الحيز ، لكننى أبدأ بالتأكيد على أن من كتبه هو أحد قساوسة الفاتيكان وليس بمسلمٍ، وما كان على سمو الأمير إلا قراءته كالتلميذ "النجيب" دون حتى أن يدرك معنى ما به من طعنات !.. فكل فقرة من فقراته السبع وعشرين بحاجة إلى تعليق وتأنيب، لكننى سأعقّب على بعضٍ مما جاء به ..وبغض الطرف عن إعتباره زيارة البابا شرفاً للمسجد وللمسلمين، فلا يليق بمن يحتل مثل منصبه الإجتماعى والسياسى فى الأردن أن يتفوه بما يمكن أن يوصف بالأكاذيب ، فالبابا لم يعتذر أبداً عما بدر عنه من إهانة للمسلمين وللرسول عليه الصلاة والسلام ، وإنما تأسف لغضب المسلمين من قوله، وتأسف لردود أفعالهم ، والفرق جد شاسع بين الموقفين يا سمو الأمير .. فالبابا لم يعتذر مطلقاً عن خطأه فى حق الإسلام والمسلمين وخاصة فى حق نبيّنا الكريم وإنما يعتمد على التمويه وعلى تنازلات بعض المسلمين ..أما أن تخطىئ يا سمو الأمير فى القرآن الكريم بهذا الوضوح ، يا من تنتمى لرسول الله وآله الكرام ، كما أوضحت للبابا، فذلك ما يضع إنتماؤك للإسلام والمسلمين محل نظر: ففى الفقرة السابعة من الخطاب ترد عبارة : "لكن المسلمين قد شعروا بالإهانة فى حبهم للنبى، الذى هو ، كما يقول الله فى القرآن المقدس ، أقرب من المؤمنين من حبل الوريد " !! فأى قارئ للقرآن الكريم يدرك تماما أن المتحدث هنا هو الله عز وجل، ويقول عن نفسه هو: أنه أقرب من عباده من حبل الوريد ، وليس الرسول ، فالآية تقول :*ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسْوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد* (16/ق). وتواصل نفس الفقرة قائلة : "لذلك قدّر المسلمون بصفة خاصة الإيضاح الذى أعلنه الفاتيكان بأن ما قيل فى راتسبون لم يكن يعكس رأى قداستك ، وإنما كان مجرد إستشهاد فى خطاب أكاديمى" !! وهنا لا يسعنى إلا أن أهمس فى أذن سمو الأمير : أن الإستشهاد فى أى بحث أكاديمى لا يقفذ وحده من المرجع ليقبع تحت قلم الكاتب ، وإنما الكاتب هو الذى يختار الإستشهاد بعناية لسببين لا ثالث لهما : إما ان يكون الإستشهاد يؤيد موقف الكاتب الذى يذكره كتدعيم لقوله وللأطروحة التى يعرضها، أو أن الكاتب يختاره لكى يفنده وينتقده توضيحا وتأكيدا للرأي الذى يعرضه.. أما أن يتنصّل الكاتب تهرباً من المساءلة ويلقى بوقاحة الإستشهاد على كاتبه فى العصور القديمة ، فذلك ما يُطلق عليه فى المجال الجامعى "الجبن العلمى" و"عدم الأمانة العلمية" و"عدم القدرة على المواجهة".. الخ ، ولا يستحق صاحب مثل هذا الموقف إلا أن يُلغى بحثه بجرة قلم ويُفصل من الحلقة البحثية.. فأول ما يتعلمه الطالب فى الجامعة هو كيفية التعبير عن رأيه بأدب علمى له أصوله ، وأن يتحمل عاقبة هذا الرأى ، أما التهرب والتنصل من المسؤلية فلا مكان له بين الأمناء من طلاب العلم.وبغض الطرف أيضا عن كل ما استعرضه سمو الأمير على أنه إنجازات يُشكر عليها البابا ، فى حين أنها فى واقع الأمر ليست إلا تنازلات فُرضت على بعض المسلمين وقدّموها جهلا أو عن عمد إلى المؤسسة الفاتيكانية، من قبيل إعتبار خطاب ال138 حدثاً تاريخياً، بينما هو فى الواقع فضيحة علمية دينية أن يبصُم كل هؤلاء العلماء على أننا نعبد نفس الإله ، فأبسط إنسان يعلم أن النصارى يعبدون "ربنا يسوع الميسح" الإنسان الذى تم تأليهه فى مجمع نيقية عام 325، أو الإنسان الذى عُذب وصُلب ودُفن ثلاثة أيام ثم صعد ليجلس بجوار ربه، الذى هو نفسه وهو إبنه ، بينما نحن فنعبد الله الواحد الأحد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد .. وهذه العبارة المريرة المؤسفة والتى تنص على أننا نعبد نفس الإله يتلفع بها البابا حاليا لمواصلة الهدف الذى لا يكف عن إعلانه وهو : تنصير العالم تحت لواء كاثوليكيته !ونفس الملاحظة المريرة حول مساواة سموك الكتاب المقدس بالقرآن الكريم ، فالقرآن الكريم لم يتبدّل منه حرف منذ اُنزل على سيدنا محمد على الصلاة والسلام ، بينما الكتاب المقدس فيغص بآلاف المتناقضات والتحريف والتبديل ، ويكفى سموك الإطلاع على إعترافات القديس جيروم بما قام به فى الأناجيل الأربعة ، أو الإطلاع على نتائج أبحاث "ندوة عيسى" التى أثبتت أن 82% من الأقوال المنسوبة إلى يسوع لم يتفوه بها ، وأن 86% من الأعمال المنسوبة إليه لم يقم بها .. أما من حيث المعلومات العامة وحديث سموك عن "كنيسة القديس يعقوب"، شقيق يسوع عليه السلام ، فلم تكن هناك كنائس فى ذلك الوقت وإنما كان الحواريون يجتمعون معه فى داره للتشاور ، كما كانوا يجتمعون فى الأقبية و دهاليز المقابر الجماعية حتى نهاية عصر الإضطهاد فى القرن الرابع ، وكل الآثار التى راح البابا يدشنها فى رحلته الحالية بنتها والدة الإمبراطور قسطنطين، فى القرن الرابع الميلادى، بعدما تم إعتبار المسيحية ديانة رسمية للإمبراطورية الرومانية وتبينوا ضرورة بناء الآثار التى تدل على ما ابتدعوه .. ووجود كلمة "كنيسة" فى أناجيل اليوم يعتبرها العلماء من ضمن الإضافات اللاحقة .وأخيرا وليس آخرا ، فإن إسم سيدنا محمد صلوات الله عليه يُنطق ويُكتب محمّد Muhammad وليس "ما أو ميه" Mahomet كما دأب المستشرقون والكنسيون على تحريفه منذ القرون الوسطى .. وكان الأكرم لمن هو من العائلة الهاشمية وآل البيت أن يطالب ذلك البابا، الذى يوجه له مثل هذا الخطاب، بتصويب كتابة إسم سيدنا محمد فى كافة نصوصهم، خاصة وأنهم يجيدون كتابته إذا ما تعلق بأى شخص آخر .. أما توجيه الشكر الممجوج للبابا على شجاعته الأدبية والعلمية واللاهوتية "على إعادة إدخال طقس قراءة القداس باللغة اللاتينية فى الكنائس" فلا يسعنى إلا إضافة : لا حول ولا قوة إلا بالله .. اللهم لا تعليق !!.

٠٩‏/٠٥‏/٢٠٠٩

اضطهاد الخنازير أم اصطياد الدنانير

في الوقت الذي أعلنت فيه أغلب دول العالم حالة الطواريء ، ومنهم من رفع حالة الطواريء هذه إلى الحالة القصوى ، بسبب انتشار الوباء القاتل والمخيف انفلونزا الخنازير ، الذي يعتبرأشرس الأمراض على الإطلاق التي تطل علينا يوجهها القبيح والتي قتلت فقط في عام 1918 أكثر من عشرين مليون شخص ، والتي لا تعطي فرصة للطب كي يقوم بعلاجها والقضاء عليها فسرعان ما تحدث التهاب المخ وتضخم القلب ثم الوفاة في غضون يومين ، والذي ينتقل من شخص لآخر بسرعة مذهلة ، في الوقت الذي استعدت فيه دول العالم وقامت بعمل كردونات محكمة للغاية داخل أوطانهم لمنع دخول أو خروج أي شخص من وإلى المناطق الموبوءة ، والفحص الدقيق وعمل الاحتياطات اللازمة بإعدام الخنازير مهما تكبدت من خسائر لأنه بلاشك لو انتشر فيها الفيرس سوف تكون الخسارة أفدح وأمر ، في خضم هذه الأعمال التي تسير على قدم وساق والتي أرادت مصر أن تسير على نفس هذا النهج وجدنا من يقف له بالمرصاد . كأن الناس ترفض لمصر أن تحتاط من وباء يدمر شعباً بأسره ، كأن الناس تريد أن تقول لمصر لا تفعلي كما تفعل بقية الدول الأخرى فالشعب المصري لا يؤثر فيه لا انفلونزا الخنازير ولا انفلونزا العفاريت .رد الفعل النصراني على قرار إعدام الخنازير كان من ناحيتين ، ناحية من المعتدلين والمفكرين المحترمين الذين أيدوا القرار بشدة واعتبروا أن القضية هي قضية أمن قومي في المقام الأول وهي كذلك ولابد من تضافر جميع الجهود في بوتقة واحدة لمنع وصول هذا الفيرس الخبيث إلى مصر وهو نعم الرأي ، والناحية الأخرى كانت من بعض النصارى في الداخل والخارج . في الداخل تكونت عصابات لتهريب قطعان الخنازير في ظلمات الليل إلى أماكن أخرى على وجه السرعة والوقوف في أكمنة متخفية لرصد رجال الشرطة ثم رشقهم بالحجارة مما أدى لإصابة العديد من جنود الشرطة المساكين ، وحينما صدرت لهم أوامر بالتراجع حتى لا يكون هناك صدام دموي مع مربي الخنازير الذين كانوا متربصين بأطنان من الحجارة لرشقهم بها من فوق الجبل تعقبوهم وعاودوا رشقهم بالحجارة ، ليس هذا فحسب ولكن بعد ذلك تجمهر عدد ضخم من الأهالي في عرض الطريق وحطموا 4 سيارات ملاكي وسحبوها الي منتصف الطريق وهو ما تسبب في تعطيل حركة المرور لمدة زادت عن الساعتين في طريق صلاح سالم ، بل وإمعاناً في البلطجة قاموا بالتحرش ببعض قائدي السيارات والمارة في إعلان غضبهم بطريقة همجية لا يقرها لا شرع ولا دين ولا قانون ولا حتى عم عطية البقال . أما الطرف الثاني في الخارج فهو معروف للجميع فهو دائماً يبحث عن ربع فرصة حتى يتحينها إنهم منظمات أقباط المهجر ، إنها حقاً فرصة ثمينة حتى يقوموا بشن هجوماً عنيفاً على مصر شعباً ووطناً قبل الحكومة ، هل من عاقل يقول لي لماذا تسخر الأقلام المسمومة هذه الأيام للنيل من مصر ومحاولة تصوير قرارها الصائب بإعدام الخنازير وتعويض اصحابها بالقرار الخاطئ الذي يدل على اضطهاد النصارى والذي يهدف إلى تجويعهم والقضاء عليهم وإلى ذلك من كلام في منتهى الهبل لا يدل إلا على سذاجة صاحبة وبلاهة تفكيره . لماذا تحول قرار الحكومة بإعدام الخنازير إلى قرار إسلامي إرهابي ونرى كل التهم تكال للإسلام الذي حرم لحوم الخنازير وبالتالي وجد الفرصة أمامه سانحةً للقضاء على كل الخنازير المعفنة في البلد مع أني اتحدى أن يكون هناك نص واحد في الإنجيل يحلل للنصارى أكل لحم الخنزير ، فمن حكمة الله تبارك وتعالى أنه حرم أكل لحم الخنزير في كل الشرائع السماوية ، اليهودية والنصرانية والإسلام . في القرآن الكريم يقول الله عز و جل : { إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } ، ( سورة البقرة : 173 ) .وفي التوراة التي بين أيدينا يقول النص ( الخنزير لانه يشق ظلفا و يقسمه ظلفين لكنه لا يجتر فهو نجس لكم من لحمها لا تاكلوا و جثثها لا تلمسوا انها نجسة لكم " لاويين 11 : 7 –8وفي الأناجيل التي بين أيدينا لا يوجد نص واحد فقط في كل العهد الجديد نص واحد فقط يا عالم يقول أن أكل لحم الخنزير حلال ، هذا فضلاً عن أن يسوع يقول ( "لا تظنوا انى جئت لانقض الناموس أو الأنبياء . ما جئت لأنقض بل لأكمل" (مت 5 : 17)يعني ما جاء يسوع لينقض الناموس الذي جاء به موسى وأقره الأنبياء من قبله ، أي من المستحيل أن يقول موسى في ناموسه هذا حرام ويأتي يسوع ويقول هذا حلال . وجاء فى قاموس الكتاب المقدس تحت مادة : خنزير :" كان الخنزير من الحيوانات النجسة (لاويين 11: 7 وتث 14: 8) وذلك لأنه قذر وهو لا يجتز طعامه، ويولد لحمه بعض الأمراض إذا لم ينضج عند طبخه. وكان محرماً على العرب تربيته، وقد حرم القرآن أكله، كما حرمته التوراة. وقد حسبه الفينيقيون والاثيوبيون والمصريون نجساً وفي عصر المسيح كان بعضهم يرعون قطعاناً من الخنازير (مر 5: 11 - 13) في مستعمرة اغلب سكانها من اليونان. وما كانوا يربونها ليأكلوا لحومها، بل ليبيعوها إلى اليونان أو للجيوش الرومانية. "وجاء بدائرة المعارف الكتابية تحت مادة خنزير :" لا تربي الخنازير المستأنسة في فلسطين إلا نادراً، إلا أن الخنازير البرية معروفة تماماً لسكان الأدغال في المناطق المحيط بوادي الأردن والبحر الميت وبعض الجبال .ويذكر الخنزير في العهد القديم ضمن الحيوانات النجسة التي تحرم الشريعة أكلها وعلى ذلك يا سادة لا يكون الإسلام فقط هو من حرم أكل الخنزير بل واليهودية والنصرانية وإلا فليعطني أحد المتشدقين أصحاب الأقلام الموبوءة مثل الفيرس نصاً واحداً في العهد الجديد على لسان يسوع يذكر صراحةً أن لحوم الخنزير حلال وأركز على كلمة صراحةً ، لأنه قد ياتي أحد النابهين ويقول أن بولس قال أن كل الأشياء تحل لي ، فأكون وقتها كأني من يؤذن في مالطا . المهم يا سادة أن بعضهم وجد ضالته ووجد للأسف الشديد العديد من الفضائيات التي تفتح لهم ذراعيها وتترك لهم منبرها لكي يتكلموا فيها ويوضحوا أن القرار غير مسئول وهو قرار اضطهاد في المقام الأول يهدف لقطع أرزاق عشرة مليون نصراني في مصر الذين يعملون في تربية الخنازير كما جاء على لسان أحدهم ، طبعا هذا على أساس أن10 % فقط من النصارى في مصر هي من تعمل في تربية الخنازير وعلى ذلك يكون عددهم 100 مليون نسمة داخل دولتنا الحبيبة جمهورية الصين العربية . وأنهم تقدموا بشكاوى عديدة للمنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان ومنظمات العفو الدولية وشكاوى مماثلة لمنظمة الصحة العالمية تشكو مصر التي أعدمت الخنازير الأبرياء المساكين ، ومنهم من قام بعمل اتصالات في نطاق الدول التي تأويهم والتي من المعروف أن الانتماء لها أصلا أولاً وأخيراً وليس للوطن الأم ولا للوطن الأب ، والموضوع ليس موضوع دفاعاً عن حقوق الأقباط النصارى في مصر التي يتعدى عليها المسلمون العرب الغزاة ولكن للمصالح الأخرى سياسات أخرى يا صاحبي .الشئ العجيب يا سادة أن الخنزير أصلا بغض النظر عن ظهور هذا الفيرس والوباء القاتل بسببه يعتبر من الحيوانات المعفنة التي تحتقرها بقية الحيوانات الاخرى فضلاً عن أن دمه يحتوى على جميع أنواع الاوبئه والديدان مثل الدوده المفلطحه والشريطيه والاسطوانيه والشوكيه ، ليس هذا فحسب ولكن الدراسات العلمية يعني بعيداً عن الدين والحلال والحرام وبعيداً عن الاضطهاد والبتنجان اثبتت ان أكله يسبب كثيرا من الامراض الخطيره للأنسان مثل مرض الالتهاب السحائي ومرض الزوهار ومرض الدوسنتاريا ، أما الشئ الأبشع على الإطلاق أن الخنزير يمتلك داخل جينات مكوناته الورائية على بعض الخصال والعادات السيئة والتي بدورها أثبت العلم الحديث أنها تنتقل للإنسان الذي يتناولها على المدى البعيد مثل الدياثة وعدم الغيرة على أنثاه أو الأنثى التي لا تغير على زوجها وهذا مثبت علمياً ودراسات غربية متخصصة تثبت أن الخنزير هو فقط الحيوان الوحيد الذي لا يغير على زوجته وعندما يجدها تعاشر ذكر خنزير آخر فإنه لا يهتم وكأن الأمر لا يعنيه بالمرة وهذا موجود عند البعض في المجتمعات الغربية فضلاً عن أن الخنازير أعزكم الله من الممكن أن تتبادل الزوجات فالخنزير يعاشر زوجة اخر والاخريعاشر زوجته وهكذا وهذا أيضاً منتشر بين المجتمعات الغربية التي تأكل لحم الخنازير . ايضا الخنازيز تقوم بممارسه الجنس الجماعي ، وللأسف المجتمع الغربيانتشرت فيه هذه الخصال السيئه ، ولا ادرى فالدول الغربيه برغم تقدمها مصّرونعلى اكل هذا النوع من اللحوم بالرغم انهم يعرفوا جيدا اضراره ، وللأسف هذاالمجتمع يزعم ان المسلمين هم اهل التخلف بالرغم ان الاسلام حرم هذا اللحم نهائياوفي النهاية لا اجد الكلمات التي أقولها معبراً عن أسفي الشديد من موقف هؤلاء الناس الذين لا يحبون مصر ولا يبحثون عن حل مشاكل الأقباط في مصر كما يصوروا للناس ، وإنما هدفهم معلوم للجميع وغير خاف على أحد ، أما بخصوص الخنازير سوف يتم إعدامها إن شاء الله لو لم يكن بسبب انفلونزا الخنازير المرض القاتل ، فليكن بسبب شكلها المقزز المقرف ورائحتها الكريهة .

السبت الملعون

بقلم الدكتورة زينب عبد العزيز
أستاذة الحضارة الفرنسية

لم يحدث في التاريخ أن اجتمعت آراء المجتمع الدولي وتوحدت حول قضية ما مثلما اجتمعت وتوحدت حول إدانة الاعتداء الوحشي الذي قاده الصهاينة في حربهم الأخيرة على قطاع غزة، صباح يوم السبت، في27 ديسمبر 2008، لمدة اثنين وعشرين يوماً من القصف المتواصل بينما العالم يرقب مذهولاً من الصدمة أو متورطاً في التواطؤ..

عدوان استخدموا فيه أحدث أنواع الأسلحة الفتاكة بل وتلك التي لم تُعرف بعد كل عواقبها على الضحايا من حرق واحتراق لدرجة التفحّم أو التهام وإذابة مساحات بأكملها من الأجساد الحية لحمها بعظامها على السواء، أو ذرات تتولد ذاتياً تفتك بالإنسان بلا هوادة حتى الموت، وغيرها يمتص ما في الجسم الحي من مياه في أقل من لحظة ليتركه حفنة هشيم متفحمة وكأنها مصنوعة من البلاستك!.. أهوال لا توصف عتّم عليها الإعلام الغربي أو التابع له ولم يتولى نشرها إلا بعض الأمناء في كل مكان..

ويقف الذين تمكنوا من الدخول إلى مسرح أبشع مجزرة لقتل عرقي ترتكب في القرن الحادي والعشرين مشدوهين، يتقاذفهم خليط من الثورة والغضب والغثيان، وسط الدماء وأشلاء الأشلاء.. تعوزهم العبارات لوصف بشاعة ما خلفه ذلك العدوان المتعمد بشراسة وإصرار.. أرض محروقة تم دك ما عليها من مبان في وحشية متفردة، بينما الصيحات والأنات تتداخل وتختلط بالآمال المتفحمة.. أشلاء متناثرة وبطون مبقورة أو رؤوس مقطوعة ارتسمت عليها براءة طفولة مقتلعة، انبثق ما بداخلها في صمت رهيب.. أطفال ونساء ومسنين، تناثرت أوصالهم و تحجرت متفحمة من هول ما عاشوه..

لقد فتحت إسرائيل أبواب الجحيم المحموم على مصراعيها لتزج بالشعب الفلسطيني في لهيب مختلف أنواع الأسلحة المحرمة دوليا وإنسانياً، بعد أن فرضت عليه الحصار لمدة عامين تقريباً، تم خلالهما توقف النشاط الصناعي في غزة بنسبة 98 %، وتهدمت فيه البنية الاقتصادية مع انقطاع الكهرباء وتلوث المياه، في محاولة إجرامية أخيرة للاستيلاء على البقية الباقية من أرض فلسطين.. فلقد تعمّد جيش الصهاينة في كافة المجازر التي قادها ضد الشعب الفلسطيني للاستيلاء على أرضه، أن تكون مجازر جماعية في أماكن عالية الكثافة السكانية وأهداف مدنية بحتة، فما يمتلكه الفلسطينيون من حجارة أو صواريخ يدوية الصنع لا يمكن أن تطلق عليها عبارة "عتاد حربي".. فكانت مجزرة غير متكافئة الأطراف والعتاد بكل المقاييس.. أناس محاصرون لمدة أعوام، تم حبسهم بإغلاق جميع الحدود المشتركة حتى يسهل دكهم مع كل ما تبقى لهم من حقوق و آمال.. ويا لبشاعة الغدر والخيانة!

واللافت للنظر أن تقوم واشنطن يوم 31 ديسمبر، أي بعد بداية ذلك العدوان الإجرامي بأربعة أيام باستئجار باخرة تجارية ألمانية لتنقل معدات حربية ثقيلة، من قواعدها في اليونان إلى إسرائيل، عبارة عن ثلاثة آلاف طن من العتاد الحربي غير المعرّف، وكانت هذه الباخرة تالية لباخرة أخرى تجارية من الولايات المتحدة إلى إسرائيل وعليها حمولة حربية أكبر، وذلك بخلاف21 مليار دولار من المساعدات العسكرية التي قدمتها إدارة بوش لإسرائيل.. وكأن الولايات المتحدة تصر على طمس معالم البقية الباقية من فلسطين على مرأى ومسمع من العالم الذي ألف الصمت والطاعة لكل ما تأمر به!!

ولا يسع المجال هنا لتناول أبعاد قضية فلسطين المعروف حقيقتها وكيف أنها قائمة منذ اللحظات الأولى على الغدر والخيانة والتواطؤ.. كما لا يسع المجال لسرد معطيات لاحت في بعض أجهزة الإعلام لأول مرة بصورة علنية بعدما كانت تتم في الخفاء، من قبيل أن هذه الحرب شنها الصهاينة للاستحواذ والسيطرة على شاطئ غزة ومياهها الإقليمية بعد اكتشاف أكبر حقل للغاز الطبيعي فيها؛ لذلك بادرت فرنسا بإرسال فرقاطة حربية لتحمي عملية نهب الغاز بدلاً من إرسال مستشفي بحري لعلاج ضحايا العدوان؛ وأن الصهاينة يحصلون على الغاز من مصر بعُشر ثمنه الدولي، وهو ما يكلف الدولة خسائر قدرها تسعمائة مليون دولار يومياً...

وإجبار المؤسسات الدولية بل والفاتيكانية على الرضوخ لأفعالها الإجرامية والاكتفاء ببضعة عبارات دبلوماسية واضعين الضحية والجلاد على قدم المساواة؛ وكشف أن هناك محور جديد يطلق عليه "التحالف الصهيوني- الإسلامي" ضد المقاومة الفلسطينية الباسلة؛ وحصول الصهاينة منذ 25 عاماً على خمسة آلاف متطوع كل عام للإحلال بدلاً عن أعضاء الجيش الاحتياطي في فترة الإجازات من خمس وثلاثين دولة، لفترة أسبوعين أو ثلاثة – وهو ما يكشف عن مدى تواطؤ العالم في مساندة ذلك الكيان الصهيوني المحتل لأرض فلسطين...

وتصريح المحلل الإسرائيلي آلوف بن يوم 4 يناير 2009 في جريدة جيروزاليم بوست: "أن المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة ومصر يمنح إسرائيل الوقت لإكمال هجمتها البرية على غزة من أجل إضعاف نظام حماس إضعافاً مزمناً" على حد قول الجريدة!.

أما ما أود الإشارة إليه تحديداً فهو عملية نشر وإعادة نشر مقال للحاخام ميخائيل وايسماندلي نشر عام 1948 تحت عنوان "عشرة أسئلة قاتلة للصهاينة "، يذكرهم فيه بما ورد في التوراة وفي عهود الأسباط وخاصة عهد كْسوبُس ( Ksobos) مخطوطة 111، أن "الخالق جعل اليهود يقسمون ألا يحتلوا الأرض المقدسة (أي فلسطين) حتى وأن بدا لهم أن لديهم القوة الكافية لذلك، وألا يثوروا ضد الأمم. وقد حذرهم الخالق أنهم إذا أخلّوا بالقسم وحنثوا به فإن الجسد اليهودي سيكون صيداً شرعياً للعالم أجمع كالحيوانات الوحشية في الغابة!

تلك هي عبارات التوراة وقد ذكرت هذه التعاليم في عهود الأسباط ومنها "إيفرس تايمون"، و"بير هاجولا"، وأهواس يهونسون"، لميمونيد وكذلك في "توامس موشيه" لشاسام صوغر".. لذلك يعتبر الحاخام وايسماندلي أن القادة الصهاينة مرتدّون خارجون عن تعاليم الشرع اليهودي، وراح يحذرهم من عواقب ذلك عليهم، مكرراً رجاءه في أن يتركوا أرض فلسطين ويتناثروا في العالم وفقاً للشتات الذي فرضه الله عليهم لكفرهم!. وما أكثر خروجهم عن شرعهم ومنها حرب ذلك السبت الملعون والمفترض أنه مقدس لديهم..

وهذا التحريم الشرعي لاحتلال أرض فلسطين، والوارد في نصوصهم، يتمشى مع آخر ما توصل إليه علماء الآثار اليهود بعد كل ما قاموا به من حفائر وغربلة لأرض سيناء وفلسطين خاصة منذ عام 1967 واكتشفوا أن اليهود لا حق لهم في هذه الأرض، كما أثبتوا أن عدداً كبيراً من الأحداث الواردة في التاريخ الإنجيلي لم تحدث لا في المكان المذكور ولا بالطريقة المكتوبة، وأن بعض الفقرات الأكثر شهرة في الكتاب المقدس لم تحدث على الإطلاق.. ومن أهم ما أثبته كل من إسرائيل فينكلشتاين ونيل سيلبرمان في كتابهما المعنون: "كشف النقاب عن الكتاب المقدس"، وكلاهما من كبار علماء اليهود، عن هذه الاكتشافات الأثرية الجديدة: "أنها من الممكن أن تفتح آفاقاً جديدة بالنسبة للفلسطينيين؛ لأن اليهود لم يعد من حقهم ادعاء أن أرض فلسطين ملك لهم بزعم أنهم غزوها بمساعدة الإله يهوه"!. وهو ما تناولته في مقال سابق بإسهاب تحت عنوان " الأكاذيب المتراكمة وتحنيث الوعود "..

تلك هي النصوص والوثائق التي يجب تقديمها لكل من يمكنه المعاونة في استعادة فلسطين المحتلة والمنهوبة ظلما وعدواناً وتعويض الفلسطينيين عما عانوه لأكثر من مائة عام من القهر والظلم الأسود.. أقدمها خاصة لأمناء رجال القانون والقضاء والسياسة والإعلام الذين يجدون في أنفسهم الشجاعة الكافية لمواجهة الظلم الغدار لنصرة الحق، بدأً بأن يقوم الصهاينة بدفع ثمن ما هدموه، وتعويض الفلسطينيين عن كل الذين تم قتلهم منذ الاحتلال الغاشم لأرض فلسطين.. فلا معنى ولا منطق لما يدور حالياً من محاولات دولية رسمية ليتولى العالم العمل على إعمار وإصلاح ما قام الصهاينة بتدميره غير عابئين بكافة القرارات والأحكام الدولية، سواء تلك الصادرة ضدهم أو تلك التي صيغت لحماية البشر من مثل هذه الهجمات الوحشية ومثل هذا الاستيلاء على أراضى الغير وممتلكاتهم..
كتب في (9 فبراير 2009)

٠٧‏/٠٥‏/٢٠٠٩

شاب نصراني يشعل النار في نفسه بسبب سخرية الكنيسة منه في مساعدة مادية

ذهب إلى الكنيسة وكله أمل في أن يجد يد العون ممدودة له ، وأن يجد من يساعده داخل الكنيسة في اجتياز أزمته المادية الطاحنة ، ولكنه فوجيء بالأب الكاهن يستهزء به وبدلاً من إعطاءه مبلغ ال500 جنيه التي طلبها منه وجد الكاهن يدخل يده في جيبه ويعطيه 1.75 قرشاً مصرياً فقط لا غير أي أقل من 30 سنتاً ، فدخل إلى دورة مياه الكنيسة وقام بإشعال المال في نفسه .
وكان مساعد وزير الداخلية لأمن الغربية تلقى إخطارا من شرطة النجدة في مدينة طنطا عاصمة المحافظة ، يفيد بقيام شاب مجند في الإدارة العامة للأمن المركزي في منطقة وسط الدلتا في طنطا 23 سنة ، بإضرام النار في ملابسه.
وبسؤاله، قال مجند الشرطة إنه توجه إلى إحدى الكنائس وطلب إعانة لمروره بضائقة مالية بسبب مرضه فاستهزء به الأب الكاهن وقدم له 175 قرشا فشعر بضيق شديد وتوجه إلى دورة مياه الكنيسة حيث أشعل النار في ملابسه.

٠٤‏/٠٥‏/٢٠٠٩

الكنيسة القبطية المصرية ترفض اعتبار ذبح الخنازير "حرباً طائفية"

القاهرة - مصطفى سليمان العربية نت
قال الدكتور ثروت باسيلي وكيل المجلس الملي العام للأقباط الآرثوذكس، إن ما زعمته صحف غربية حول محاربة الحكومة للأقباط في أرزاقهم بسبب ذبح الخنازير يعبر عن تفكير مريض واصطياد في الماء العكر، ونرفض هذه الادعاءات لأنها تدخل سافر في الشؤون المصرية الداخلية وتثير الفتنة الطائفية.وكانت صحف غربية ذكرت أن الحكومة المصرية تلاحق الأقباط في أرزاقهم وتمارس عليهم اضطهاداً اقتصادياً الى جانب الاضطهاد الديني من خلال عدم بناء كنائس لهم أو اضطهادهم مجتمعياً بعدم توليهم مناصب قيادية في الدولة. وكان ناشطون من أقباط المهجر نظموا حملة على الإنترنت لدعوة الكنيسة إلى مطالبة الدولة بأن تدفع للمتضررين 1.5 مليار جنيه (نحو 280 مليون دولار أمريكي) "حتى لا تحدث فتنة طائفية".ووصفت هذا المبلغ بأنه "مجرد تعويض أولي لأصحاب المزارع"، وزعمت أن "متطرفين مسلمين يودون استغلال هذا الأمر كذريعة لتحريم ما أحله الإنجيل".
الكنيسة تنفي
إلا أن الدكتور ثروت باسيلي وكيل المجلس الملي العام، وهو المجلس المعني بشؤون الأقباط في مصر، قال في تصريحات لـ"العربية.نت": "نحن في الكنيسة نرفض مثل هذه الادعاءات، فالفيروس أصاب العالم كله وما فعلته الادارة المصرية من ذبح وإعدام للخنازير انما هو حفاظ على الصحة العامة لجميع المصريين مسلمين ومسيحيين، أما ما تدعيه هذه الصحف فهو ادعاءات كاذبة وتفكير مريض".وأضاف "لكن نحن نطالب الحكومة بأن تسرع بصرف التعويضات للمتضررين ليس من منطلق طائفي، لكن من منطلق انساني، فكما حدث عندما انتشر مرض جنون البقر وسارعت الحكومة بصرف التعويضات عليها أيضاً أن تكرر ذلك الأمر، فجميع المالكين لقطعان الخنازير أفلسوا بسبب الديون التي عليهم، فالاعتبار لدينا صحة الانسان وحياته ومعيشته وليس كونه مسيحياً أو مسلماً".
مطالب بتعويضات
من جهة أخرى، أكد القمص عبدالمسيح بسيط استاذ الدفاع اللاهوتي بالكنيسة القبطية أن هناك عدة عوامل تجعل مسألة ذبح الخنازير في مصر تأخذ بعداً طائفياً وتجعل صورة مصر بالخارج وكأنها بالفعل تحارب الأقباط في أرزاقهم.وقال لـ"العربية.نت": "من هذه العوامل أن الحكومة المصرية بالغت بشدة في رد فعلها تجاه الفيروس، فرغم أنه لم تثبت اصابة أي حالة مصرية بالفيروس لكنها اتخذت قرار الذبح، كما أنه من المعروف أن هذا الوباء يأتي من الخارج وقد اتخذت الحكومة تدابيرها في ذلك، فلماذا الاندفاع وذبح جميع الخنازير؟".وأردف القمص عبدالمسيح قائلاً "حينما تصرح النائبة البرلمانية ابتسام حبيب بأن هناك 10 آلاف قبطي يعملون في هذه التجارة في مصر وحينما تذبح الحكومة تجارتهم، فمن المتوقع أن تخرج هذه الآلاف عن وعيها وتصطدم بالحكومة ونقع في مشاكل".وأضاف "نحن ككنيسة لا نعترض في العموم على مسألة الذبح من عدمها، ولكننا نتساءل حينما جاء مرض جنون البقر أو انفلونزا الطيور هل ذبحت الحكومة المصرية جميع قطعان البقر أوالطيور؟ بالطبع لا، بهذا الشكل الذي نراه من الطبيعي أن يستنتج الغرب أن ذبح الخنازير في مصر نوع من الحرب ضد الأقباط في أرزاقهم".وأكد "حتى نخرج من هذا المأزق على الحكومة أن تدفع التعويضات المناسبة للمتضررين، بل كان يجب أن تدفعها قبل البدء في عملية الذبح".وبدوره نفى القمّص صليب متى ساويرس عضو المجلس الملي العام للأقباط الآرثوذكس لـ"العربية.نت" أن يكون ذبح الخنازير حرباً على الأقباط في أرزاقهم، كما أننا لا نأكل الخنزير لأننا نعلم أن له أضراراً صحية على الانسان، وهذا ما قاله قداسة البابا شنودة".